استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف

هوية الکتاب

بطاقة تعريف: سخاوی، محمدبن عبدالرحمن، 831 - 902ق.

عنوان واسم المؤلف: استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف/ تالیف الحافظ محمدبن عبدالرحمن السخاوی الشافعی؛ تحقیق نزار المنصوری.

تفاصيل المنشور: قم: مؤسّسة المعارف الاسلامية، 1421ق.= 1379.

مواصفات المظهر: 376ص.

الصقيع: مؤسّسة المعارف الاسلامية؛ 119.

شابک : 964-6289-84-3

ملحوظة : العربية.

ملحوظة : ببليوغرافيا مع ترجمة.

ملحوظة : نمایه.

موضوع : صحابه

چهارده معصوم -- احادیث

چهارده معصوم -- فضایل

المعرف المضاف: منصوری، نزار، 1339 -

المعرف المضاف: بنیاد معارف اسلامی

ترتيب الكونجرس: BP36/س 3الف 5 1379

تصنيف ديوي: 297/212

رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 78-24958

معلومات التسجيلة الببليوغرافية: سجل كامل

استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف

تأليف: الحافظ محمّد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي 831- 902 ه-

تحقيق: نزار المنصوري

مؤسّسة المعارف الاسلامية

ص: 1

اشارة

سخاوی محمد بن عبد الرحمن، 831 - 902 ق .

استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف / تأليف الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي، تحقيق نزار المنصوري - قم: بنياد معارف اسلامی.1379.

376 ص.

عربی . ISBN: 964 - 6289 - 84 - 3

فهرستنویسی بر اساس اطلاعات فیبا.

کتابنامه به صورت زیرنویس .

1.چهارده معصوم - احادیث . 2. چهارده معصوم -- فضايل. 3. صحابه . الف . منصوری ، . ،نزار مصحح ، ب. بنیاد معارف اسلامی . ج . عنوان .

5 الف ظ س / 36 BP - 297 / 212

کتابخانه ملی ایران - 24958 / 78م

هويّة الكتاب: 119

اسم الكتاب: .......استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف.

تأليف: .............الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي.

نشر: ...............مؤسسة المعارف الاسلامية

الطبعة : ............الأولى 1421ه- . ق .

المطبعة:............ عترت.

العدد : .............1000 نسخة

شابک:..............3 - 4 - 6289 - 964-

كافة الحقوق محفوظة ومسجّلة

المؤسسة المعارف الاسلامية

قم - ص . ب 768 - تلفون 732009 - فاكس 743701

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 3

ص: 4

مقدّمة الناشر

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق محمد وآله الطيّبين الطاهرين.

وبعد:

يسرّ مؤسّستنا مؤسّسة المعارف الاسلاميّة أن تطلّ على القرّاء الأعزّاء من جدید عبر كتابها الحاضر استجلاب ارتقاء الغرف بحبّ أقرباء الرسول وذوي الشرف تأليف شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي والّذي بدأه بمقدّمة ذكر فيها أولاد عبدالمطّلب وأبي طالب وعلي بن أبي طالب علیهم السلام، وشمل بين دفتيه فضائل ومناقب أهل البيت وفضل الصلاة على النبيّ وآله صلوات الله عليهم أجمعين، وكيف كان الصحابة يوفّرونهم، وأنّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وعد لمن أحسن إليهم الجزاء الجميل، وحذّر من بغضهم ومعاداتهم بأنّ من فعل ذلك له العذاب الوبيل.

والكتاب له أهمّيّتة الخاصة حيث انّ مؤلّفه ليس من الامامية الاثني عشريّة، بل أنّه من معتنقي المذهب الشافعي.

ونتقدّم بجزيل شكرنا للأُستاذ المحقّق نزار المنصوري لما بذله من جهد في سبيل تحقيق هذا الكتاب القيّم وإخراجه بحلّته الجديدة هذه بعد أن نأى عن النور لدهرٍ طويلٍ، وكذا نشكر الأُستاذين: محمود البدري وفارس حسّون كريم لما بذلاه من جهود مشكورة في سبيل إنجاز هذا العمل، نسأل الباري تعالى أن يوفّقنا وإيّاهم لإحياء المزيد من ذخائر تراثنا الا لاسلامي .

ص: 5

ص: 6

الإهداء

إلى المجتبى في الشجاعة، والمعمم بالبراعة، والمدرع بالقناعة.

إلى المولود في الحرم والعالي في الشيم، والموصوف بالكرم.

إلى الثابت الأساس، والبطل الدعاس، والآخذ بالقصاص.

إلى غصن أبي طالب الرطيب، وبطله المهيب، والسهم المصيب.

إلى خليفة محمّد صلی الله علیه و آله و سلم الّذي نصر به في زمانه، وعز به سلطانه، وعظم به شأنه.

إليك يامولاي ياأمير المؤمنين ياعليّ بن أبي طالب.

أقدم هذا المجهود المتواضع في تحقيق هذا الكتاب راجياً من الله تعالى ان يحشرني وأهل بيتي معك .

نزار المنصوري

ص: 7

ص: 8

بسم الله الرحمن الرحیم

مقدّمة المحقّق

اشارة

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على جميع أنبيائه ورسله، لاسيّما

خاتمهم وسيّدهم محمّد صلی الله علیه و آله و سلم وآله الطاهرين من الآن إلى يوم الدين.

وبعد، فهذه مقدمة وجيزة نتحدث فيها عن المؤلف وكتابه هذا وسائر تأليفه

واسلوب عرض نتاجه العلمي.

كما نتحدث عن منزلته وعلوّ مقامه عند معاصريه ومن بعدهم من العماء، ليُعلم بأن المفكرين وأهل التحقيق والدراية لا تهمهم شخصية مؤلف ع-ن-د س-واد النّاس وجلالته وبعد صيته، وإنما يهمهم ماتركه من آثار وتأليف، فإن كان المؤلف قد ضمن كتابه الأمور المنقولة فلا يعتبرون في مثله إلّا إذا كان موثوقاً ضابطاً لما يرويه وينقله مدققاً في الرواية والنقل غير مخل بما ينبغي مراعاته في فن النقل والرواية ، غير راكن فى منقولاته إلى آرائه الشخصية وعقيدته المذهبية مؤدياً حق الأمانة فى منقولاته .

وأمّا إذا كان موضوع كتابه ومحتوياته من الأُمور العقلية والمباحث الّتي لا محل للنقل فيها ففطرة كافة أهل النظر والدراية على ماذكر أمير المؤمنين علیه السلام في كلامه المشهور الثابت عنه من قوله علیه السلام :«لا تنظر إلى من قال ولكن انظر إلى ما قال».

ص: 9

وعلى هذا فشهرة المؤلف وصيته عند سواد النّاس أو طائفة منهم لا تكون مورد التفات أهل النظر وأرباب الدراية والتحقيق بل المرموق منهم ومنزلة كل مؤلف صاحب أثر عندهم هو اشتمال كتابه على أصول علمية رصينة، وبراهين جلية متينة واسلوب بديع يحث الطالب على مطالعة كتابه.

وأمّا سواد النّاس والبسطاء من البشر فهم في فنّي المنقول والمعقول معاً متأثرون بصاحب الكتاب وصيته وسمعته، فكلما كان صاحب الكتاب أشهر صيتاً وأكثر ذكراً فى مجامعهم وعند خاصهم وذوي الرتب والفضيلة منهم كان اقبالهم على كتابه أبلغ ورغبتهم في اقتنائه ومطالعة محتوياته أوفى.

ونحن بما أننا أخرجنا جلّ محتويات هذا الكتاب المشتمل على المباحث النقلية من مصادر عديدة، وأصول قديمة قوية سديدة، وش-واه-د ج-مة تغني المحققين وأهل النظر والدراية عن إجالة الفكر في ترجمة المؤلف والنظر حول وثاقته وأمانته وأدائه حق العلم في مروياته ومؤلفاته فإننا ومع ذلك ومراعاة لرغبة جل القراء نذكر للمصنّف هذه الترجمة المختصرة :

احتل السخاوي منزلة علمية رفيعة في القرن التاسع الهجري، بل صار بعد وفاة شيخه ابن حجر وعلاء الدين المناوي وغيرهم، ومن الحنفية بدر الدين العيني. وابن الديري والشمني والأقصرائي والكافياجي وزين الدين قاسم وغيرهم، ومن المالكية بدر الدين بن التنسى قاضى مصر ، وابن المخلطة قاضى الاسكندرية ، ومن الحنابلة عز الدين الكناني.

وكان شيخه الحافظ ابن حجر كثير الثناء عليه حتّى شافه غير واحد من اصدقائه بان من انبه تلامذته وأنجبهم.

ومع ذلك تحامل عليه بعض العلماء المعاصرين له من أقرانه ، فتكلموا فيه وبالغوا في نقده وتكلموا في مصنفاته بغير إنصاف حسداً منه له على ما ناله من

ص: 10

المرتبة الرفيعة، وفي مقدمتهم جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 ه- ، وهو من كلام الأقران الّذي لا يُعتد به، ولا يشك باحث منصف أن السخاوي امتن من السيوطي في التاريخ والحديث، واكثر أصالة في تأليفه(1).

وقد قال محدث الحجاز تقي الدين بن فهد الهاشمي في وصفه : «زين الحفاظ وعمدة الأئمّة الأيقاظ شمس الدنيا والدين ممن اعتنى بخدمة حديث سيد المرسلين ، واشتهر بذلك في العالمين على طريقة أهل الدين والتقوى فبلغ فيه الغاية القصوى».

وكان ولده الحافظ نجم الدين عمر لا يقدم عليه أحداً ، ومما قال فيه: «شيخنا الإمام الأوحد الحافظ الفهامة المتقن العلم ،الزاهر والبحر الزاخر ، عمدة الحفاظ وخاتمتهم، مَن بقاؤه نعمه يجب الاعتراف بقدرها ومِنَّة لا يقام بشكرها ، وهو حجة الخصم لها الجحود وآية تشهد بأنه إمام الوجود، وكلامه غير محتاج إلى

لا يسع شهود، وهو والله بقية من رأيت من المشايخ، وأنا وجميع طلبة الحديث بالبلاد الشامية والبلاد المصرية وسائر بلاد الاسلام عيال عليه، ووالله ما أعلم في الوجود له نظير».(2).

وقال التقي الشُّمُنِّي الحنفي: «الإمام العلامة، الثقة الفهامة، الحجة ، مفتي المسلمين، إمام المحدثين، حافظ العصر، شيخ السنة النبوية ومحررها، وحامل راية فنونها ،ومقررها من صار الاعتماد عليه ، والمرجوع في كشف المعضلات إليه ، أمتع الله بفوائده ، وأجراه على جميل عوائده»(3).

وقال تلميذه الشيخ جارالله بن فهد المكي: «ولقد والله العظيم لم أرَ في الحفاظ

ص: 11


1- الدكتور بشار عواد معروف البغدادي في مقدمته على كتاب وجيز الكلام للسخاوي.
2- الضوء اللامع : 20/8 .
3- الضوء اللامع : 25/8 .

المتأخرين مثله، ويعلم ذلك كل من اطلع على مؤلفاته أو شاهده، وهو عارف بفنه منصف في تراجمه، ورحم الله جدي حيث قال في ترجمته أنه انفرد بفنه وط-ار اسمه في الآفاق به وكثرت مصنفاته فيه وفي غيره وكثير منها طار شرقاً وغرباً شاماً ويمناً، ولا اعلم الآن من يعرف علوم الحديث مثله ولا أكثر تصنيفاً ولا أحسن وكذلك أخذها عنه علماء الآفاق من المشايخ والطلبة والرفاق ، وله اليد الطولى في المعرفة بأسماء الرجال وأحوال الرواة والجرح والتعديل وإليه يشار في ذلك، ولقد قال بعض العلماء:

«لم يأت بعد الحافظ الذهبي مثله سلك هذا المسلك وبعده مات فن الحديث ،

أسف النّاس على فقده ، ولم يخلف بعده مثله»(1).

ولقد عقد ابن عماد ترجمةً للمصنِّف في كتابه: «شذرات الذهب في أخبار من

ذهب» ج 4 ص 15 ، في من توفي في سنة اثنتين وتسعمائة قال :

الحافظ شمس الدين أبي الخير محمّد بن عبدالرحمن بن محمّد بن أبي بكر بن عثمان بن محمّد السخاوي الأصل القاهري المولد الشافعي المذهب، نزيل الحرمين الشريفين، ولد في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة ، وحفظ القرآن العظيم وهو صغير، وصلى به في شهر رمضان، وحفظ عمدة الأحكام والتنبيه والمنهاج وألفية ابن مالك وألفية العراقي، وبرع في الفقه والعربية والقراءات والحديث والتاريخ. وسمع الكثير على شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني ولازمه أشد الملازمة وحمل عنه مالم يشاركه فيه غيره وأخذ عنه أكثر تصانيفه وقال عنه : هو أمثل جماعتي وأذن له وكان يروي صحيح البخاري عن أزيد من مائة وعشرين

نفساً .

وقال العيدروس : الشيخ العلامة الرُّحلة الحافظ .... وذكر وفاته ثمَّ قال : ولم

ص: 12


1- البدر الطالع للشوكاني : 185/2 - 186.

يَخْلفه بعده مثله في مجموع فنونه».

وتوفي بالمدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام يوم الأحد الثامن والعشرين من شعبان [سنة اثنتين وتسعمائة ](1).

مصنفاته:

لا ريب أنّ السخاوي معدود في المكثرين من التصنيف، ولعل جميل العظم ذكره في «عقود الجوهر فيمن له خمسين مؤلفاً فمئة فأكثر» في الجزء الثاني لا يزال مخطوطاً .

فله في علم الحديث وأنواعه، وعلومه : مؤلفات في المشيخات، والأربعينيات والمسلسلات والفهارس والرحلات، وكتب في الجرح والتعديل، والتخريج، الحديث ، وتاريخ الوفيات والطبقات، والإفراد فقد أفرد للزهراء سلام الله

ص: 13


1- المصادر التي ترجمت للسخاوي هي : الجواهر والدرر من ترجمة شيخ الاسلام ابن حجر ، الضوء اللامع لاهل القرن التاسع : 2/8-32 ، والتحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة : 630/3 ، وكتاب مفرد في ترجمته إجابة سأله فيها ، ذكره في الضوء : 17/8 ، وكتاب مفرد فيمن أثنى عليه من شيوخه وأقرانه فمن دونهم ذكره في الضوء : 20/8 ، ورحلته الحلبية، ورحلته المكيَّة ، ذكرها في الضوء : 16/8 ، والكاوي على تاريخ السخاوي، ضمن مقامات السيوطى : 933/22 للسيوطي، ونظم العقيان في أعيان الاعيان : ص 152-153 للسيوطي ، وفهرس ابن غازي : ص 148-169 لمحمّد بن غازي متوفى سنة 919 ه-، وبدائع الزهور في وقائع الدهور : 361/3 لا بن ایاس ( 930) ه- . وثبت أبي جعفر البلوي ص 375 والنور السافر : ص 18-23 للعيدروس (1038) ، والكواكب السائرة فى أعيان المائة العاشرة : 53/1-54 للغزى (1061) ه-، وأسماء الكتب : ص 39 ، 173 ، 187 . لریاضی زاده ( 1054 ه-، وكشف الظنون : 107/1202/10 ، 1089/20128 ، 1172 و..... 1054) للحاج خليفة (1067) ه- ، وشذرات الذهب : 15/8 لابن العماد (1089) ه- ، وديوان الاسلام : 97/3 - 100 للغزي (1167) ه- ، وجمان الدرر : مخطوط للبصروي ( 1170) ه-، والبدر الطالع : 184/2-187 للشوكاني (1250) ه-، والتاج المكلل : ص 449 - 450 الصديق حسن (1307) ه-، وخطط مبارك : ص 15/12 لعلي مبارك (1311) ه-.

عليها كتاباً كما قال في مقدمة كتابه استجلاب ارتقاء الغرف ، وصنف في كثير من الأبواب والمسائل.

وله في التاريخ : الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التواريخ، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع ، مطبوع في 6 مجلدات.

وله كتاب المقاصد الحسنة فى بيان كثير من الاحاديث المشتهرة على الالسنة،

مطبوع في مجلد واحد.

وله :أيضاً : كتاب وجيز الكلام في الذيل على دول الاسلام، مطبوع في

4 أجزاء.

وله في المسائل والأبواب : القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع، واستجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف وهو هذا الكتاب

الذي بين يديك أيه- القارىء الكريم، وله أيضاً فتح المغيث في شرح ألفية ،الحديث ، وبغية الراغب المتمني في ختم النسائي، طبع سنة 1993 - 1414 ه- في الرياض مكتبة العبيكان والتماس السعد في الوفاء بالوعد مطبوع في الرياض ، واللفظ النافع في ختم كتاب الترمذي الجامع، والقول المعتبر في ختم النسائي رواية ابن الأحمر ، وعُجالة الضرورة والحاجة عند ختم السنن لابن ماجة، والقول المرتقي في ختم دلائل البيهقي، والانتهاض في ختم الشفا لعياض والرياض في ختم الشفا لعياض. وقد وصفه بانه مصنف حافل، والإلمام في ختم

السيرة النبوية لابن هشام، ورفع الالباس في ختم السيرة لابن سيد الناس والجوهرة المزهرة في ختم التذكرة وعمدة القاري والسامع في ختم الصحيح الجامع ، وغنية المحتاج في ختم مسلم بن الحجاج وبذل المجهود في ختم السنن

لابی داود، و...».

ص: 14

اسم الكتاب

الكتاب هو «استجلاب ارتقاء الغرف بحب اقرباء الرسول صلی الله علیه و آله و سلم وذوي الشرف» هكذا سمّى المؤلف كتابه كما في كتابه الذي أفرده في ترجمة نفسه باسم ارشاد الغاوي في ترجمة السخاوي، وفي الورقة 79 ب سرد مؤلفاته وعدّ منها كتابه هذا.

ولاهمية هذا الكتاب فقد اعتمد عليه كثيراً السمهودي المتوفى سنة (911) ه

في كتابه جواهر العقدين، وكذلك أحمد بن محمّد الخفاجي محمّد الخفاجي الحنفي المتوفي سنة (1069) ه- في كتابه الدرة الباهرة المعروف بتفسير آية المودّة. والكتاب هو مخطوطات مكتبة عاطف أفندي في إسلامبول، كتب بتاريخ : 17 ذي القعدة سنة 1143 ه-، ضمن مجموعة رقمها 2787.

كما توجد نسختان ،آریان نسخة مصورة بمعهد المخطوطات بجامعة الدول

العربية بالقاهرة عن مكتبات الحجاز، عليها خطّ المؤلف .

والنسخة الثانية في المكتبة الناصرية في لكهنو بالهند ، كتبها السيد باقر حسين بخط نسخ جيد، وفرغ منها في 27 جمادى الثانية سنة 1312 1312 عن نسخة تاريخها ذي القعدة سنة 978 ، وهذه في 81 ورقة .

وكذلك توجد نسخة في لبزج (648) كما ذكر ذلك محقق كتاب عمدة القاري

والسامع في ختم الصحيح الجامع للسخاوي ص16 .

ولم تتوفر لديّ سوى مخطوطة مكتبة عاطف أفندي في إسلامبول، وهذه في

72 ورقة ومما يؤسف له ان هذه المخطوطة التي بين الدينا هي ملأى بالاغلاط ونحن رعاية للأمانة كما وصلت بأيدينا تجنبا في غالب الموارد التي كان يقتضي التعليق أو الشرح عن التعليق على ذلك.

ص: 15

محتويات الكتاب وأهم موارده

اشتمل هذا الكتاب على مقدمة ذكر فيها المصنّف أولاد عبدالمطلب ، وأبي طالب، وعليّ بن أبي طالب، وكذلك اشتمل الكتاب على احد عشر باباً، ذكر فيها ماورد في فضائل أهل البيت علیهم السلام، وكذلك اشتمل الكتاب على خاتمة مهمة، والأبواب هي :

الباب الاول : وهو المهم، وموارده هي :

آية المودّة، وحديث الثقلين، وفضل قريش، وآية التطهير .

الباب الثاني : ذكر فيه المصنّف حث النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم على حب أهل بيته والقيام بواجبهم، وكذلك ذكر المصنّف فضل شيعة أهل البيت علیهم السلام.

الباب الثالث: اشتمل هذا الباب على فضل الصلاة على النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم وأهل البيت علىهم السلام.

الباب الرابع: ذكر المصنّف في هذا الباب زواج عليّ علیه السلام من فاطمة سلام الله عليها.

الباب الخامس : وفيه : بشارة النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم لاهل بيته علیهم السلام بالجنة، وفضل الزهراء سلام الله عليها وشيعة أهل البيت علیهم السلام.

الباب السادس : ذكر المصنّف في هذا الباب ان أهل البيت علیهم السلام مثل سفينة نوح من ركبها نجا .

الباب السابع : اشتمل هذا الباب على حديث النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم «كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلّا سببی و نسبی...».

وكذلك ذكر المصنّف فى هذا الباب فضائل الامام الحسن علیه السلام، وكيفية تسمية الحسن والحسين ومحسن علیهم السلام وذكر فضل الزهراء سلام الله عليها ، وذكر ان الصدقة لا تحل لآل محمّد صلی الله علیه و آله و سلم، وكذلك ذكر المصنّف في هذا الباب من كان يشبه النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم

ص: 16

في الخَلق ، وكذلك ذكر احاديث في المهدي علیه السلام.

الباب الثامن : في هذا الباب ذكر السخاوي كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يكرمون أهل البيت عليهم السلام، وكذلك ذكر فضائل الامام عليّ بن الحسين والامام محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام.

الباب التاسع : وفيه : مكافأة الرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لمن أحسن لاهل بيته علیهم السلام من معروف.

الباب العاشر : في هذا الباب اشارة المصطفى صلی الله علیه و آله و سلم بما حصل بعده على أهل بيته من القتل والشدة.

الباب الحادي عشر : في هذا الباب تحذير النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم لمن ابغض أو عادى أهل البيت علیهم السلام وقال صلی الله علیه و آله و سلم : «لم يبغضنا إلَّا منافق شقي».

منهج التحقيق

1 - خرّجت ما جاء بالكتاب من أحاديث نبوية وآثار وأقوال للعلماء، وذلك على وِفق مصادرها وأضفت لها الكثير من المصادر الأخرى وباسانيد أخرى، مما اعطى أهمية أخرى للكتاب، وحاولت قدر المستطاع ذكر اسانيد الأحاديث الشريفة، ولكثرة المصادر فلم أعتن بتقديم المصادر القديمة، وتركت ذلك للقارئ

الكريم.

2 - قمت بذكر ترجمة بسيطة لاغلب الرجال الواقعين في سند الأحاديث أو ورد ذكرهم في الكتاب وبالخصوص في مقدمة الكتاب الذي وردت فيه كثير من أسماء أولاد عبدالمطلب.

3 - توثيق النصوص المنقولة من مصادرها الأصلية.

4 - وضع ما يحتاج إليه سياق الكلام من زيادة بين معقوفين [ ]، وكذلك وضعت الكلمة التي احتملت صوابها بين قوسين صغيرين « » بعد الكلمة التي

ص: 17

احتملت عدم صحتها ، وكذلك وضعت كلمة - كذا بين خطين بعد الكلمة الغامضة.

5 - اتمام الكلام الناقص في الاصل في الحاشية .

6 - ضبط المشتبه من الأسماء والألقاب والنّسب .

7 - تصويب ما يقع في النسخة من تصحيف أو تحريف مع عزو وجه الصواب

إلى مصدره.

8 - مراعاة القواعد الإملائية الحديثة في كتابة النص وتحقيقه.

9 - وضعت عناوين للكتاب لمعرفة مباحثه مثل آية المودّة، وحديث الثقلين، وفضل قريش، وآية التطهير، واشباه النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، والمهدي علیه السلام. وكذلك وضعت رقماً لكل باب من الابواب التي ذكرها المصنّف فأصبحت أحد عشر باباً.

10 - ضبط النص بعد مقارنة مع المخطوطة وإخراج النص سليماً من الأخطاء.

11 - عزوت الآيات القرآنية إلى أماكنها من سور القرآن الكريم.

12 - ختمت الكتاب بفهارس ، تساعد الباحث، وترشد القارئ .

كلمة أخيرة

لما بدأت عملي في هذا الطريق، وتركت الخليقة، وأقبلت على شأني وأداء واجبي من حيث أنه واجب عليّ، ومن وظائفي أبى الله أن ينساني ويحرمني من عواطفه وسوابغ جوده وإحسانه ، فشملني لطفه وساعدني عطفه بأن وفقني للتحقيق

في مواضيع أساسية عظيمة ، وفوق ذلك شمول لطفه ومننه عليّ بطبع هذا الكتاب مع غفلة الأكابر أو تسامحهم عن مساهمتنا، فإن غفلوا عنّا أو تسامحوا عن معاونتنا فإن ذلك من حظهم ونصيبهم وليس الله بغافل عما يعمل المخلصون ، فإن صرفوا

وسعهم عن إعانتنا وبخسوا مروءتهم عن نصرتنا، فقد نصرنا الله وأعاننا ف-ي

ص: 18

مشروعنا ببعض عباده المؤمنين ممن ألقى الله في روعه السعي في مرضاته وبذل

النفائس لتأمين مقاصد أوليائه .

اللهمَّ فكما ساهمونا في نشر معالي أوليائك، وشاركونا ف-ي ت-روي-ج م-زاي-ا أمنائك فاحفظهم ومن يلوذ بهم من الفتن وقهم السيئات واجعل لهم من الجنة مكاناً علياً. وهنا لابد من ذكر اشارة إلى القارئ الكريم، حول جهود المحقق ، فان الأمر ليس كما يتوقع القارئ الكريم، بل إن الباحث كان يبذل جهداً كبيراً ولكنه جهده لا يرى، لأن المهم في التحقيق هو : إخراج النص صحيحاً، ولكي يتوصل الباحث إلى نتيجة إخراج النص كما ينبغي فلا بد أن يبذل جهداً كبيراً ، والله يعلم أني كنت ابحث أياماً لأجد ترجمة رجل أو اطلع على ضبط اسمه في الكتب المختصة بهذا الشأن لكي أتوصل إلى نتيجة صحيحة ليخرج النص صحيحاً.

وأخيراً فقد بذلت قصارى جهدي في سبيل تحقيق هذا الكتاب، وإخراجه على الشكل الأمثل، وبهذا أرجو أن أكون قد خدمت هذا الكتاب المفيد بما يستحقه وأن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه وأن يتجاوز عن أخطائي وزلاتي، فإن اصبت في عملي، فهذا ما أبتغي ، وإن جانبني التوفيق في بعض المواطن فحسبي أنني بدأت السير، وما لا يدرك كله لا يترك جله.

شكر وثناء

ولا يفوتني أن أقدم جزيل شكري، وعاطر ثنائي، ووافر امتناني لك-ل م-ن شارك في اخراج هذا الكتاب وأخص بالذكر منهم: الاستاذ المرحوم السيّد عبدالعزيز الطباطبائي أعلى الله مقامه لأنّ النسخة المخطوطة كانت من عنده والذي شوّقني في تحقيق هذا الكتاب قبل 7 أعوام.

كما اُقدم شكري إلى أخي وعزيزي الحاج الاستاذ أبي مصعب البصري

ص: 19

الذي قام بقراءة الكتاب قراءة متأنية بعد فراغي من تحقيقه وقدم لي ملاحظات

هامة .

وكذلك أقدم شكري إلى المشرفين على مجمع احياء الثقافة الاسلامية.

وأيضاً أقدم شكري إلى زوجتي العزيزة السيّدة أم مهدي المنصوري حفظها الله ، لما قامت به من مجهود بمقابلة هذا الكتاب النسخة الخطية، مع قيامها بطبعه وتصحيحه على جهاز الكومبيوتر.

هذا آخر ما أوردناه فى هذه المقدّمة ، نسأل الله تعالى حُسن العاقبة وأن يجعلنا في زمرة أتباع الأنبياء والأوصياء والأولياء ، إنّه سميع مجيب وغفور ودود، والحمد لله أوّلاً وآخراً.

أبو مهدي نزار عبدالمحسن المنصوري البصري

24 رمضان المبارك 1420ه-

ص: 20

الصورة

ص: 21

الصورة

ص: 22

بسم الله الرحمن الرحیم

و به ثقتی

الحمد لله الّذي فضل أهل البيت النبوي بالشرف وجعل المعوّل على اقتفاء منهلهم السوي المجانب التقتير والسرف ، وأكرم بالوقوف على مرتبتهم من اختاره، وألهم إلى العكوف على محبتهم من صيرها شعاره و دثاره، وزان قوماً بالسعي في ،مصالحهم، فهان بما ألفوه لهم من الرعي قدر مكافحتهم ، لتضمن ذلك الاجلال لنبينا المطلبي الهاشمي القرشي ، وتحصن كلّ منهم بالامتثال في صنيعه من الراشي والمرتشي ، خصوصاً إن إنضمّ إليه الإحسان باللحظ للعلماء لاسيما المحدّثين الّذين صاروا أقل من القليل بيقين، وكان حريصاً في جلب ما ينفعهم بالبنان، مع اللفظ والاجلال المبين لاختصاصهم عن سائر الفرق نطقاً وكتابة في الورق ، بكثرة الصلاة على من اختاره الله واصطفاه ، وانتصابهم مع الأرق، لتبيين ما يندفع به اللبس والاشتباه، حتّى كأنهم المعنيون بقول الشارع: «أولى النّاس بي أكثرهم عليّ صلاة».

اللهمّ صلِّ وسلم على سيِّدنا محمّد وعلى أهل بيته الكرام وتابعيهم القائمين

بنشر سنته باهتمام.

وبعد فهذا تصنيف شريف في العترة العطرة الطيبة، والذريّة البهيةالمنتخبة.

اشتمل على مقدمة وخاتمة بينهما فصول وفوائد مهمة بالبرهان قائمة من مقبول المنقول ، جمعته امتثالاً لاشارة من ارتقى بما انتقى من محاسن والده، وذاق بفهمه الّذي راق حلاوة ما استجناه من ثمر العلم وفوائده، زاده الله ، حيث حثي من جميل الثناء سمعه ، ومشى بما رأى فيه نفعه من طريف الخير وتالده، وأسعده سعادة أوليائه ، ومتع بدوام حياته وبقائه، وذلك بعد تطلبي «ذخائر العقبى في مناقب

ص: 23

ذوي القربى لشيخ الحجاز المحب الطبري أبي جعفر ، الّذي طالعته فيما مضى، وغيره فما وجدت الآن من عنه أخبر.

ثمّ بعد الانتهاء من هذا الجمع ، والاقتفاء فيه بما تقر به العين، ويلذ في السمع، رأيت المصنِّف المشار إليه ، والمرغوب في الوقوف الآن عليه، فوجدت غاية غرضه، ونهاية منتهضه تفصيل فضائل أكثر من أشرت لاسمه في الفاتحة ، والتطويل بما لايبينه(1) من الموضوع ،والمنكر ، فضلا الضعيف (2)مع سعة علمه ، إلى غير من التساهل، والمسامحة ، فعلمت بذلك صحة مقالة حافظ بلده حيث وصفه ، وعدّه في منتقده، بل قال شيخنا وناهيك به من مثله ، انه كثير الوهم في عزوه للحديث ونقله .

هذا مع أنه لم يكن في زمنه مثله في الحرم، بل قيل إن مكّة لم تخرج بعد إمامنا الشافعي نظيره ، لكنها مقالة مخدوشة مع أنها لا تشفي من هذا الألم على أني لو مشيت في هذا المهيع، لجاء في عدة مجلدات فيها الكفاية والمقنع ، مع بيان السمين من الهزيل ، والثابت المكين من المزلزل العليل ، اذ قد جمع الأئمة في كلّ من عليّ والعبّاس، والسبطين تصانيف منتشرة في النّاس.

وكذا أفردت «مناقب الزهراء»، وغيرها ممن علا شرفاً وفخراً، ولكن ليس غرض السائل إلَّا اجمال الفضائل الّتي يندرج فيها من بعدهم، ويبتهج فيها من جعل دیدنه حبّ أهل البيت وودهم.

وقد أتيت من ذلك عالم لم أقف عليه في ديوان، وقلدت المحب في أشياء أضفتها إليه من غير بيان وسميته «استجلاب [ارتقاء] الغرف، بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف» والله أسأل أن ينفع به ،مصنِّفه ، وجامعه ، وكاتبه ، وقارئه،وسامعه، وجميع المسلمين آمين .

ص: 24


1- كذا في المخطوطة ولعل الصحيح : «لا يتبينه»
2- طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة : 163/2

المقدمة

فيمن حضرني من أقرباء رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم المنسوبين إلى جدّه الأقرب عبد المطّلب وهو شيبة الحمد بن هاشم بن عبدمناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ممن صحب النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم ، منهم أو رآه من ذكر وأنثى.

فأولاد عبدالمطّلب نفسه هم حمزة ، والعبّاس، وصفيّة، وأميمة، واروى، وعاتكة، على خلاف في إسلام الثلاثة الأخيرات(1).

ص: 25


1- قال أبو عمر في الإستيعاب : 4/ 1780 : كان لعبد المطلب ست بنات عمات رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم وهن : أمّ حكيم بنت عبد المطلب ، ويقال لها : البيضاء ويقال : أنها توأمة عبدالله بن عبدالمطلب، وقد اختلف في ذلك ، ولم يختلف انها شقيقة عبدالله ، وأبي طالب، والزبير بني عبد المطلب ، وكانت أم حكيم هذه عند كريز بن ربيعة بن حبيب ، فولدت له عامراً وبنات له. وبَرّة بنت عبدالمطّلب : كانت عند أبي رهم بن عبدالعزى العامري ثمّ خلف عليها بعده عبد الأسد بن هلال بن عبد الله ، وقد قيل : أن عبد الأسد كان عليها قبل أبي رهم. وأميمة بنت عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمناف الهاشمية ، عمة رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ، اختلف في اسلامها فنفاه محمّد بن إسحاق . انظر الإصابة : 513/8 رقم 10858. وقال أبو عمر في الاستيعاب : 1781/4/ رقم 4 أميمة بنت عبد المطلب كانت عند جحش ابن رئاب وهي أمّ عبد الله ، وعبيد الله ، وأبي أحمد ، وزينب ، وأم حبيبة ، وحمنة من بني جحش ابن رئاب. وقال ابن سعد : 45/8 : أمّها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وتزوجها في الجاهلية حجير بن رئاب الاسدي حليف حرب بن أميّة ، وأطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقاً من خيبر. وقال ابن حجر في الإصابة : 13/8 رقم 11451: عاتكة بنت عبدالمطلب بن هاشم كانت زوج أبي أميّة بن المغيرة والد أمّ سلمة زوج النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم . وقال أبو عمر في الإستيعاب : 1880/4 رقم 4025 : اختلف في إسلامها والأكثر يأبون ذلك . وذكرها ابن فتحون في ذيل الإستيعاب واستدل على اسلامها بشعر لها تمدح فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم وتصفه بالنبوّة . وقال الدارقطني في كتاب الاخوة لها شعر تذكر فيه تصديقها ولا رواية لها. وقال ابن مندة بعد ذكرها في الصحابة : روت عنها أمّ كلثوم بنت عقبة. وذكر الزبير بن بكّار : انها شقيقة أبي طالب وعبدالله ، وقال ابن سعد في طبقاته : أسلمت عاتكة بمكة وهاجرت إلى المدينة. وقال أبو عمر في الإستيعاب : 1778/1 رقم 3225 : «أروى بنت عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف» عمة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، ذكرها أبو جعفر العقيلي في الصحابة ، وأبى غيره من مختلف في إسلامها. فأمّا محمّد بن إسحاق ومن قال بقوله أنه لم يسلم من عمات رسول الله صلى الله عليه وسلم إِلَّا «صفية» وغيره يقول : إن أروى وصفية أسلمتا من عمات رسول الله». وذكر محمّد بن عمر الواقدي قال : أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، أبيه ، قال : لمّا أسلم طُليب بن عمير ودخل على أمّه أروى بنت عبدالمطلب ، فقال لها : قد: أسلمت و تبعت محمّداً صلی الله علیه و آله و سلم ، وذكر الخبر. وفيه أنّه قال لها : ما يمنعك أن تسلمى وتتبعيه ، فقد أسلم أخوك حمزة ؟ فقالت : أنظر ما يصنع أخواتي ، ثمّ أكون إحداهن ، قال : فقلت : فإني أسألك بالله إلَّا أتيته وسلّمت عليه وصدقته. قالت : فإني أشهد أن لا إله إلَّا الله ، وأشهد أنّ محمّداً رسول الله . ثمّ كانت بعد تعضد النبي صلی الله علیه و آله و سلم بلسانها ، وتحضّ ابنها على نصرته ، والقيام بأمره. [وهى خالة عثمان]. ثمّ أسلمت أروى بنت عبدالمطلب بمكّة وهاجرت إلى المدينة ، وأروى كانت تحت عمير بن وهب بن عبد بن قصيّ فولدت له طليباً ثمّ خلف عليها كلدة بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصيّ فولدت له أروى . وقال ابن سعد في طبقاته : 42/8: أروى بنت عبدالمطلب بن هاشم ، وأمّها فاطمة بنت عمرو ابن عائذ بن عمران ، تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبد مناف، فولدت له طليباً . ثمّ خلف عليها أرطاة بن شرحبيل بن هاشم بن عبدمناف ، فولدت له فاطمة

ص: 26

فأمّا حمزة رحمه الله فله من الذكور خمسة منهم يعلى، وعمارة، وعمر وعامر.

ومن الاناث : أمّ الفضل ، وفاطمة وقيل إنّها هي الّتي قبلها ، وأُمامة ، ولم يعقب إلَّا من يعلى فقط، فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه لكنهم ماتوا ولم يعقبوا، وانقطع نسل حمزة ، قاله الزبير.

وامّا العبّاس رحمه الله فله من الذكور عشرة وهم : الفضل ، وعبد الله ، وقثم ، وعبيد الله ، ومعبد، وعبد الرحمن، أمّ هؤلاء الستة لبابة الكبرى ابنة الحارث الهلاليّة أمّ الفضل أخت أمّ المؤمنين ميمونة رضي الله عنهما وقيل لها الكبرى للاحتراز من أختها المسماة أيضاً لبابة (1)وهي أمّ خالد بن الوليد وكان يقال لهذه الصغرى.

والحارث ، وكثير، وعون، وتمام ، وفيه يقول العبّاس:

تموا بتمام فصاروا عشرة *** يارب فاجعلهم كراماً بررة

واجعل لهم ذكراً وأَنم الثمرة(2)

وكان أكبرهم الفضل، ثمّ عبد الله، ثمّ قثم، وسمى ابن دريد في بني العبّاس

ص: 27


1- قال ابن سعد في طبقاته : 279/8 : لبابة الصغرى وهي : العصماء بنت الحارث ، وأمها فاختة بنت عامر بن معتب، تزوجها الوليد بن المغيرة بمكة فولدت له خالد بن الوليد ، أسلمت بعد الهجرة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو عمر في الإستيعاب : 4/ 1909 رقم 4081 في إسلامها وصحبتها نظر .
2- الإستيعاب : 186/12 في هامش الاصابة .

مُسهِراً ، وصُبْحاً، وأنكرها الزبير بن بكّار ، فإن صح فلعلهما ولدا بعد تمام.

قال أبو عمر : لكلّ من ولد العبّاس رؤية ، وللأوّلين سماع، وعبدالله ثانيهما هو البحر ترجمان القرآن وهو جدّ الخلفاء الّذي كان أوّلهم أبا العبّاس السفاح، واسمه عبد الله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس استقر فيها في سنة اثنين(1)وثلاثين ومائة فأقام دون خمس سنين.

واستقر بعده أخوه أبو جعفر المنصور واسمه عبدالله ، وهو الّذي ب-ن-ي ب-غداد،

وسماها مدينة السلام وطالت مدته .

قال المدائنی (2)فيما رويناه عنه : وجّه أبو جعفر رجلاً من بني عيسى إلى الشام في حاجة له في أوّل مرة، فحمد صنيعه فيها فقال له : ارفع حوائجك فإنه ليس في كلّ وقت تؤمر بهذا ، فقال : يبقيك الله يا أمير المؤمنين ، فوالله ما استقصر أجلك، ولا أخاف بخلك ، ولا اغتنم بذلك ، وان عطاءك لزين ، وسؤالك لشرف ، وما بامرئ بذل وجهه إليك عار ولا ينقصه وإنك بهذا المقام، وأنا بهذا الكلام أولى من أميّة، وابن جدعان حيث يقول :

عطاؤك زين لإمرئ ان حبوته *** عطاء وما كلّ العطاء يزين

وليس بشيء لإمرئ بذل وجهه *** إليك كما بعض السؤال يشين

فأمر له بمائة ألف.

وقال عثمان بن عبدالرحمن فيما رويناه من طريقه في «المجالسة» : عرضت عاتكة بنت عبدالملك المخزومية أمّ إدريس وسليمان وعيسى(3) ابنى (4)عبدالله

ص: 28


1- كذا في المخطوطة ولعل الصواب : «اثنتين».
2- تأريخ مدينة دمشق : 327/32 مع اختلاف يسير.
3- في انساب الأشراف للبلاذري : 306/3 «إدريس مات بأفريقية، وأمه هند بنت أبي عبيد الله زمعة ، وعيسى عيسى أمه عاتكة بنت عبدالملك».
4- كذا في المخطوطة ولعل الصواب : «بني»

ابن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام الأمير المؤمنين المنصور وقد وافى حاجّاً فصاحت به وهو في الطواف.

فقالت : يا أمير المؤمنين احمل عنّي كلك، أو أعنّي على حمله، لك معي بنو (1)عبدالله بن حسن صبية لا مال لهم ، وأنا امرأة لست بذات مال ، فأنشدك الله أن يفارق احتمالك ما يلزمك احتماله فيهم ، وأعني عليهم ولا تحوجني إلى أطراحهم فإني خائفة عليهم إن فعلت ذلك أن يضيعوا.

فقال : ياربيع من هذه ؟ فنسبها له، فقال : هكذا والله ينبغي أن تكون(2) نساء

قومي، وأمر برد ضياع أبيهم عليها لهم ، وأمر لها بألف دينار (3)

قال راويه عثمان : وكان هؤلاء (4)حين قتل الحسين بن محمّد(5)بفخ في أيام موسى، فمضى إدريس إلى المغرب، فبها ولده (6)إلى اليوم.

وقد كان أخوهم محمّد بن عبدالله خرج ومعه أخوه إبراهيم على المنصور،

وراسله يذكر فخره وفخر سلفه، فرد عليه المنصور وذكر فخره وفخر سلفه. (7).

وفيهما فوائد لكن رأيت الاعراض عنهما هنا أدباً مع الفريقين، وآل الأمر إلى أن بعث المنصور إليه عيسى بن موسى فقتله.

واستمرت الخلافة يتداولها منهم الخلف عن السلف ، مع ما اتفق في خلال ذلك

ص: 29


1- ورد في المخطوطة : «بنوا» .
2- ورد في المخطوطة: «يكون»
3- قريباً منه أخرجه أبو فرج في مقاتل الطالبيين : ص 338 - 339 .
4- أنساب الأشراف : 355/3 وذكر فقط «إدريس» كان في وقعة فخ مع الحسين بن عليّ .
5- هو الحسين بن عليّ بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام أنساب الأشراف:.335/3
6- في المخطوطة: «ولد».
7- أنساب الأشراف للبلاذري : 323/3

مما لشرحه غير هذا المحل .

وبالجملة فلم يبق من مدد متطاولة لهم من ذلك إلَّا مجرد الاسم، بل هم

كالمحجور عليهم والله المستعان .

وقيل : إنّه مارؤيت قبور اخوة أشد تباعداً بعضها من بعض، من قبور بني العبّاس مع كونهم ولدوا في دار واحدة ، فالفضل بأجنادين، ومعبد، وعبدالرحمن بأفريقية، وعبد الله بالطائف - وقد زرته هناك - وعبيد الله باليمن، وقثم بسمرقند وكثير بينبع (1). ولعل الحكمة في ذلك انتشار بركتهم في الآفاق.

وفي عدّ كثير فى هؤلاء إشعار بأنه من لبابة أيضاً ، وقد قال الشاعر:

ما ولدت نجيبة من فحل *** كسبعة من بطن أمّ الفضل

لكن قال السهيلي: الأصح عن كثير ، أن أمّه رومية، والله أعلم (2)

وكان للعبّاس من الاناث : أمّ حبيب أو حبيبة (3)، وآمنة ، وصفية ، وأمّ الفضل .

ص: 30


1- الإستيعاب : 186/12 في هامش الاصابة ، وطبقات ابن سعد : 6/4 .
2- قال ابن سعد في طبقاته : 6/4: «كان للعبّاس بن عبد المطلب من الولد : الفضل ، و وعبد الله وعبيد الله ، وعبدالرحمن ، وقتم ، ومعبد ، وأُم حبيبة وأُمّهم جميعاً أُمّ الفضل وهي لبابة الكبرى بنت الحارث . الإستيعاب : 4/ 1908 ، ولم يصرح كلّ من ابن سعد، وأبو عمر بأن «كثير بن العبّاس أُمّه لبابة ، بل قال أبو عمر في الإستيعاب : 189/1 في هامش الاصابة : أُمّه أمّ ولد ، وقال الذهبي في تاريخ الاسلام وفيات سنة (81 - 100 ) ص: 175 مثله . وقال الشاعر: ما ولدت نجيبة من فحل *** بجبل تعلمه أو سهل کستة من بطن أُمّ الفضل *** أكرم بها من كهلة وكهل أنظر طبقات ابن سعد : 6/1 و 278/8 ، والإستيعاب : 1908/4 أقول : وكلمة «كسبعة» من المصنّف وابدل بها (كستة) . وفي طبقات ابن سعد : 4/6 ان كثير ابن العبّاس ، وصفية ، وأميمة أمّهم واحدة هي أمّ ولد.
3- قال ابن سعد في طبقاته : 6/4: أم حبيبة ، وقال ابن حجر في الإصابة : 186/8 رقم 11956 : أمّ حبيب أو حبيبة والأوّل أشهر

وأمّا صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنها فهي : أمّ الزبير بن العوام بن خويلد ابن أسد بن عبدالعزى بن قصيّ بن كلاب، أحد العشرة، ووالد عبدالله الّذي أمّه أسماء ابنة أبي بكر الصدّيق رحمه الله ابن أبي قحافة، وكفى عبدالله فخراً إنه هو ، و أمّه، وجدّها، وأبوها الّذي هو أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم صحابة.(1)

وقول موسى بن عقبة المروي عندنا من طريق البخاري في غير صحيحه : لا نعلم أربعة أدركوا النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم ، يعني في نسق إلَّا هؤلاء الأربعة : أبو قحافة ، وابنه أبو بكر الصدّيق ، وابنه عبد الرحمن بن أبي بكر ، وابنه أبو عتيق محمّد.

مشعب «مشعر» بهذا إلَّا ان يكون يقيد الرجال على أنه سيأتي في أواخر هذه المقدمة أن شافع بن السائب بن عبيد بن عبديزيد جدّ إمامنا الشافعي ذكر هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه في الصحابة، على خلاف في عبديزيد كما أوضحته مع تتمات لذلك في بعض التعاليق .

وكذا من أولاد صفية رضي الله عنها : السائب ، شهد بدراً وغيرها ، ولا عقب له . وأمّا أميمة فهي : أمّ عبد الله ، وأبي أحمد ، وأمّ المؤمنين زينب، وأم حبيبة ، وحمنة بنت جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي ولهم أخ سادس اسمه عبيد الله بالتصغير ، لكنه مات نصرانياً بأرض الحبشة بعد ان كان أسلم، وتزوجّ صلی الله علیه و آله و سلم امرأته أمّ حبيبة ابنة أبي سفيان.

وأمّا أروى فهي : أمّ طليب بن عمير بن وهب بن أبي كثير بن عبد بن قصيّ بن

كلاب بن مرّة، صحابي أيضاً ، لا عقب له.

وأمّا عاتكة فهي : أمّ عبد الله، وزهير، وأمّ المؤمنين أم سلمة بن (2)أبي أميّة بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزوم المخزومي.

ص: 31


1- هذا رأي المصنّف.
2- هكذا في المخطوط والظاهر الصحيح : «بني».

ومن أولاد عبدالمطّلب ممن لم يسلم : أبو طالب(1)، وأبو لهب، والزبير،والحارث ، وأمّ حكيم البيضاء، وبرّة.

فأمّا أبو طالب فله من الأولاد عليّ ، وجعفر، وعقيل، وأم هاني، واسمها على

المشهور فاختة ، وجمانة رضي الله عنهم.

فأولاد عليّ ولو لاحظنا في ترتيب الأقرباء الأفضلية قدمناه هم : الحسن، والحسين ،ومُحَسَّن، وأمّ كلثوم، وزينب وكلهم من فاطمة رضي الله عنهم.

ص: 32


1- :أقول أمّا إسلام أبي طالب بن عبدالمطلب فلا شك فيه فقد صنفت الكتب في ذالک من الفريقين، والّذين ينكرون إسلام أبي طالب مع ما يروون من أشعاره الشاهدة بصحة إسلامه، ويؤثرون من أخباره المؤذنة بإيمانه بغضاً منهم لولده أمير المؤمنين ، وحسداً لفارس المسلمين كما قيل فيه : حسدوا الفتى إذ لم ينالوا فضله *** فالقوم أعداء له وخصوم فقد قال الخليفة أبو بكر كما في شرح النهج لابن أبي الحديد : 312/3: «ان أبا طالب ما مات حتّی قال : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله » وله شعر كثير ناطق بايمانه من ذلك قوله: ولقد علمت بأن دين محمّد *** من خير أديان البرية ديناً ولا مجال هنا لذكر قصائده الكثيرة . انظر تاريخ أبي الفداء : 120/1 ، والمختصر في اخبار البشر : 19/2. وقال الامام أحمد بن الحسين الموصلي الحنفي المشهور بابن وحشي في شرحه للكتاب المسمى ب- «شهاب الأخبار» : «ان بغض أبي طالب كفر»أسنى المطالب : 33 . وقال ابن الأثير في جامع الأصول: وما أسلم من أعمام النبيّ غير حمزة ، والعبّاس ، وأبي طالب عند أهل البيت علیهم السلام. وقال الشيخ المفيد رحمه الله : اتفقت الامامية على ان آباء رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم من لدن آدم إلى عبد الله ابن عبدالمطّلب مؤمنون بالله عزّوجلّ موحدون له أوائل المقالات: 45، والفصول المختارة: 228. وقال الشيخ الصدوق : انّ أبا طالب كان مؤمناً ولكنه كان يظهر الشرك ويستر الايمان ليكون أشد تمكنا من نصرة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم كمال الدين : 174/1 . ويراجع اسنى المطالب في نجاة أبي طالب لابن دحلان .

وانتشر نسله منها في سائر الآفاق من جهة السبطين الحسن والحسين فقط ويقال للمنسوب لأولهما حسني، ولثانيهما ،حسيني وربما انتسب إليهما شخص واحد باعتبارين، وقد يضم للحسيني ممن يكون من ذريّة إسحاق بن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر بن زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب الإسحاقي

فيقال : الحسيني الإسحاقي ، وربما قيل له : الحسيني الجعفري كما سيأتي.

وإسحاق هذا هو : زوج السيّدة الشهيرة نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن الحسن ابن عليّ (1)وله منها : القاسم ، وأمّ كلثوم ولم يعقبا ، ووالدة نفيسة هي : أمّ سلمة زينب

ص: 33


1- قال الذهبي في تاريخ الإسلام وفيات سنة (201-210) ص : 414: السيّدة الصالحة ابنة الأمير حسن بن زيد بن السيّد الحسن بن عليّ بن أبي طالب الهاشمية الحسنية ، صاحبة المشهد بين مصر والقاهرة . تحولت من المدينة إلى مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق، فيما قيل . ولم يبلغنا شئ من مناقبها ، رحمها الله . توفيت في شهر رمضان سنة ثمان ومائتين. وللجهّال فيها إعتقاد لا يجوز مثله ، وقد بلغ بهم الشّرك بالله . ويسجدون للقبر ، ويطلبون منها المغفرة . وقال ابن قنفذ في كتاب الوفيات ص : 160 رقم 208 الحرة التقية نفيسة الطاهرة المشهورة ، ويوم توفي الشافعي أدخل إليها حتّى صلت عليه . وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان : 423/5 رقم 767 : كانت نفيسة من النساء الصالحات التقيات، ، ويروى أن الشافعي رضی الله عنه ، لمّا دخل مصر ، حضر إليها وسمع عليها الحديث وكان للمصريين فيها اعتقاد عظيم، وهو إلى الآن باق كما كان ، ولمّا توفي الإمام الشافعي رضی الله عنه أدخلت جنازته إليها وصلت عليه في دارها، وتوفيت في شهر رمضان سنة ثمان ومائتين . ولمّا ماتت عزم زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر الصادق على حملها إلى المدينة ليدفنها هناك ، فسأله المصريون بقاءها عندهم ، فدفنت في الموضع المعروف بها الآن بين القاهرة ومصر عند المشاهد، وهذا الموضع كان يعرف يومذاك بدرب السباع، فخرب الدرب ولم يبق هناك سوى المشهد، وقبرها معروف بإجابة الدعاء عنده، وهو مجرب ، رضي الله عنها.

ابنة الحسن بن الحسن بن عليّ(1).

واختصا أعني السبطين رضي الله عنهما بانتشار النسل منهما لمزيد حبّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لهما ، كما اختصت أمّهما الزهراء رضي الله عنها وعن أخواتها بنات النبي صلى الله عليه وسلم يكون نسله صلی الله علیه و آله و سلم منها فقط ، لأن عبد الله بن عثمان بن عفان من رقية مات قبلها بسنة وبتنصيصه صلی الله علیه و آله و سلم على كونها بضعة منه و انها سيّدة نساء أهل الجنة إلَّا ماكان من مريم.

وفي لفظ خاطبها به «أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين»(2).

وفي آخر :«خير نساء العالمين مريم، وآسية، وخديجة».

وقالت عائشة رضي الله عنها : ما رأيت أحداً قط أفضل من فاطمة غير أبيها .

إلى غير ذلك مع ماروي من دعائه صلی الله علیه و آله و سلم بالبركة في نسلها كما سيأتي.

وإنه لمّا نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (3)أرسل إليها وإلى زوجها وابنيها اشتمل عليهم بكسائه وقال : «هؤلاء أهل بيتي».

وأمّا بقية أولاد فاطمة : فمُحَسَّن مات صغيراً ، وأمّ كلثوم عاشت حتّى رغب

عمر بن الخطاب رضی الله عنه كما سيأتي في تزويجها .

ولمّا خطبها عمر من عليّ رضي الله عنهما قال له عليّ : انّ عَلَيَّ فيها أمراء حتّى أستأذنهم ، فأتى ولد فاطمة فذكر ذلك لهم فقالوا: زوجه فدعا أمّ كلثوم وهي يومئذ صبية ، فقال : إنطلقي إلى أمير المؤمنين فقولي له : أن أبي يقرئك السلام ويقول لك : إنا قد قضينا حاجتك الّتي طلبت، فأخذها عمر فضمها إليه وقال : إنّي خطبتها إلى أبيها

ص: 34


1- قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق قسم النساء : 113/1 رقم 30: أمّها فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن أبي طالب كانت زوج الوليد بن عبدالملك ، وهو خليفة.
2- مستدرك الحاكم : 156/3
3- الأحزاب : 33

فزوجنيها.

فقيل : يا أمير المؤمنين ما كنت تريد إنها صبية صغيرة ؟ فقال : إني سمعت

رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ، وذكر الحديث الآتي.

وولدت له زيداً ، ورقية.

فأمّا زيد فقتله خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب خطأ ولم يترك ولداً ، وكان موته فيما قيل هو وأمّه في ساعة واحدة فلم يدر أيهما قبض قبل صاحبه ليرثه

الآخر.

وأمّا رقيّة فتزوج بها إبراهيم بن نعيم النّحام فماتت عنده، ولم تترك أيضاً ولداً.

فليس لعمر بن الخطاب رضی الله عنه ذرية من أمّ كلثوم ابنة فاطمة .

ولمّا مات عمر دخل عليها أخواها الحسن والحسين رضي الله عنهما فقالا لها : إنك مذ عرفت سيّدة نساء المسلمين ، وبنت سيدتهن وإنك والله لئن أمكنت عليّاً من نفسك لينكحنك بعض ،أيتامه ، ولئن أردت ان تصيبن (1)بنفسك مالاً عظيماً لتصيبينه ، فوالله ما قاما حتّى طلع عليّ رضی الله عنه يتكئ على عصاه فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثمّ ذكر منزلتهم من رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم وقال :

قد عرفتم منزلتكم مني يابني فاطمة ، وأثرتكم (2)عندي على سائر ولدي لمكانكم من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وقرابتكم منه فقالوا : صدقت رحمك الله فجزاك الله عنّا. خيراً ، فقال : أي بنيّة إنّ الله قد جعل أمرك بيدك فأحب أن تجعليه بيدي.

فقالت : أي أبة والله إنى لامرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء من الدنيا، وأنا أريد أن أنظر في أمر نفسي.

ص: 35


1- كذا في المخطوطة ولعل الصواب : «تصيبين».
2- كذا في المخطوطة ولعل الصواب : «وآثر تكم».

فقال : لا والله يابنيّة ما هذا من رأيك ما هو إلَّا رأي هذين يعني أخواها (1)ثمّ قام ، فقال : والله لا أكلم رجلا منهم(2) أو تفعلين، فأخذا بثيابه فقالا : إجلس يا أبة فوالله ما على هجرتك من صبر اجعلي أمرك بيده فقالت : قد فعلت.

فقال : قد زوجتك من عون بن جعفر يعني ابن أخيه وإنّه لغلام، ثمّ رجع إلى

بيته فبعث إليها بأربعة آلاف درهم، وبعث إلى ابن أخيه فأدخلها عليه .

قال رواية - راويه - حسن بن حسن بن عليّ : فوالله ما سمعت بمثل عشق منها له منذ خلقك الله ، زاد غيره : فلم ينشب عون أن هلك فرجع إليها عليّ ، فقال : يابنيّة اجعلي أمرك بيدي ففعلت ، فزوجها محمّد بن جعفر الابن الآخر لأخيه، ثمّ خرج فبعث إليها بأربعة آلاف درهم، ثمّ أدخلها عليه فمات عنها فتزوجها عبدالله بن جعفر الأخ الثالث للأوّلين، وماتت معه ولم يصب منها ولداً .

والحاصل : إنه تزوج أمّ كلثوم بعد عمر بن الخطاب ابن عمها رضی الله عنه بن جعفر بن أبي طالب رضی الله عنه ثمّ تزوجها بعد موته أخوه محمّد بن جعفر ، ثمّ تزوجها بعد موته، أخوه عبدالله بن جعفر فماتت عنده ولم تلد لواحد من الاخوة الثلاثة سوى للثاني ولدت له ابنة فتوفيت صغيرة فليس لها عقب.(3).

وكذا عاشت زينب ابنة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما (4)حتّى تزوجها ابن

ص: 36


1- هكذا في النسخة الخطية ولعل الصحيح : «أخويها»
2- هكذا في النسخة الخطية ولعل الصحيح : «منهما».
3- أقول : لتضارب الآراء وكثرتها بين الفريقين، حول زواج أم كلثوم سلام الله عليها ، لذا أعرضت عن التعرض لهذا البحث
4- قال ابن سعد في طبقاته : 465/8 : « زينب بنت عليّ بن أبي طالب بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ، وأمّها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تزوجها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب فولدت له عليّاً، وعوناً الأكبر ، وعبّاساً ، ومحمّداً، وأمّ كلثوم». وقال ابن الأثير في أسد الغابة : 469/5: «إنها ولدت في حياة النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وكانت عاقلة لبيبة جزلة». وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق قسم النساء : 119/1 رقم 35 : « امرأة جزلة كانت مع أخيها الحسين بن عليّ حين قتل وقدم بها على يزيد بن معاوية مع أهلها ، وحدثت عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ، وأسماء بنت عميس ، ومولى للنبيّ صلى الله عليه وسلم ، اسمه طهمان أو ذكوان ، وقال ابن عساکر ان زينب بنت عليّ بن أبي طالب يوم قتل الحسين بن عليّ أخرجت رأسها من الخباء وهي رافعة عقيرتها بصوت عال تقول : ماذا تقولون ان قال النبيّ لكم *** ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي *** منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدم؟! ما كان هذا جزائي أن نصحت لكم *** أن تخلفوني بشرُ في ذوي رحمي! وذكر الزبير أن الّتي أنشدت هذه الأبيات زينب الصغرى بنت عقيل بن أبي طالب الّتي خرجت على النّاس بالبقيع تبكي قتلاها بالطف». فقال أبو الاسود الدؤلي : نقول«رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ» سورة الأعراف: 7 آية 22 أقول : وقد وردت هذه الأبيات في نسب قريش لمصعب : 84 ، ومروج الذهب : 68/2 ( ط 303/1) .

عمها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب المذكور قريباً ، وولدت له عدّة أولاد منهم : على(1)، وفيه البقية من ولده وأمّ أبيها تزوجها عبدالملك بن مروان، ثمّ طلقها ،

. فتزوجها عليّ بن عبدالله بن عبّاس (2)وهي الّتي علمها أبوها كلمات الكرب: «لا إله

ص: 37


1- أقول : وفى حاشية المخطوطة :«وأم كلثوم» ولم يجعلها الناسخ ضمن المتن.
2- قال ابن عساكر في تاريخ دمشق : 47/43 رقم 4954: «عليٌ بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو محمّد ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو الفضل الهاشمي ، أمّه زرعة بنت مشرح بن معدي كرب الكندية ، سكن الشّراة من أعمال البلقاء، وقدم دمشق، وكان بها دار في قبلي سوق الدواب بين طريق السقليين وطريق الراهب ، ويقال : إن الفندق الّذي كان في أوّل محلة الراهب كان داره روى عن أبيه، وسمع أبا سعيد الخدري، وحكى عن عبدالملك بن مروان وفي تاريخ خليفة بن خياط : ص 199: «في سنة أربعين ولد علي بن عبدالله بن عبّاس ، ليلة قتل عليّ بن أبي طالب في صبيحتها». وفي نسب قريش لمصعب الزبيري : ص 28 قال : «عليّ بن عبدالله بن العبّاس، وكنيته أبو محمّد ، ولد ليلة قتل عليّ بن أبي طالب في شهر رمضان سنة أربعين ، فسمي باسمه ، وكان أصغر ولد عبدالله سناً ، وكان أجمل قرشي ، وأوسمه ، والبقية من ولد عبدالله بن عبّاس في ولده ، توفي على بن عبدالله سنة ثمان عشرة ومائة . وذكره ابن سعد سعد في طبقاته : 312/5 في الطبقة الثالثة من أهل المدينة من التابعين : ولد ليلة قتل عليّ بن أبي طالب، رحمة الله عليه في شهر رمضان سنة أربعين فسمّي باسمه وكني بكنيته أبي الحسن ، فقال له عبدالملك بن مروان : لا والله لا أحتمل لك الاسم والكنية جميعاً فغيّر أحدهما . فغيّر كنيته فصيّرها أبا محمد ، وتزوج أمّ أبيها بنت عبدالله بن جعفر بن أبي طالب فولدت له أمّ حبيب بنت عليّ . وقال ابن سعد : وكان ثقةً قليل الحديث، وكان يصلي في اليوم واللية ألف ركعة ، وكان يقال له السجاد لعبادته وفضله . توفي سنة ثماني عشرة ومائة ، وقال أبو معشرة وغيره : توفي بالشام عشرة ومائة . وقال ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل : 192/6 : «حجازي ، وكنيته أبو عبدالله» . وفي الكنى والأسماء للدولابي : 100/2: «أبو محمّد عليّ بن عبدالله بن العبّاس» وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق : 44/43: «ولد أبو محمّد عليّ بن عبدالله سنة أربعين بعد قتل عليّ بن أبي طالب، فسماه عبدالله بن العبّاس عليّاً، وكناه بأبي الحسن ، وولد في تلك السنة لعبدالله بن جعفر غلام فسماه عليّاً، وكناه بأبي الحسن ، فبلغ ذلك معاوية ، فوجّه إليهما أن انقلا اسم أبي تراب وكنيته عن ابنيكما، وسمياهما باسمي ، وكنياهما بكنيتي ولكلّ واحد منكما ألف ألف درهم. وأمّا عبدالله بن عبّاس فانه أبى ذلك وقال : حدّثني عليّ بن أبي طالب عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال : «ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت فتخلّف فيهم بمولود فيسمّونه باسمه إلَّا خلفهم الله بالحسنى وما كنت لأفعل ذلك أبداً ، فأتى الرسول معاوية فأخبره بخبر ابن عبّاس، فردّ الرسول وقال : فانقل الكنية من كنيته ولك خمس مائة ألف ألف ، فلما رجع الرسول إلى ابن عبّاس بهذه - الرسالة قال : أمّا هذا فنعم، فكنّاه بأبي محمّد» وقال ابن عساكر : 45/43 : لمّا قدم عليّ بن عبدالله بن عبّاس على عبدالملك بن مروان من عند أبيه قال له عبد الملك : ما اسمك ؟ قال : عليّ ، قال : أبو من؟ قال : أبو الحسن ، قال : أيجمعهما عليّ ، حوّل كنيتك ، ولك مائة ألف ، قال أمّا أبي حی فلا . قال : فلمّا مات عبد الله بن عبّاس كناه عبد الملك أبا محمّد . وروى أبو نعيم في حلية الأولياء : 207/3 : كان عليّ بن عبدالله بن العبّاس يكنى أبا الحسن ، فلمّا قدم على عبد الملك قال له : غيّر اسمك وكنيتك فلا صبر لي على اسمك وكنيتك ، فقال أمّا الاسم فلا، وأمّا الكنية [فنعم] فتكنى بأبي محمّد ، فغيّر كنيته. ولعليٌ بن عبدالله ترجمة في تهذيب الكمال : 345/13 ، وتهذيب التهذيب : 224/4 ، وسير أعلام النبلاء : 252/5 و 284 ، وشذرات الذهب : 148/1 ، وتاريخ الإسلام: (حوادث سنة 101-102 ص 428 ، والتاريخ الكبير : 282/6 .

ص: 38

إلَّا الله الحليم الكريم ..... الحديث».

وأمّ كلثوم تزوجها ابن عمّها القاسم بن محمّد بن جعفر بن أبي طالب رضی الله عنه وولدت له عدّة أولاد منهم : فاطمة الّتي تزوجها حمزة بن عبدالله بن العوام وله منها عقب من ولده إبراهيم.

وبالجملة فعقب عبدالله بن جعفر انتشر من عليّ وأمّ كلثوم ابني زينب ابنة

فاطمة .

وكذا العقب في أولاد عبدالله بن جعفر من غيرها وهم:

معاوية (1)، وإسحاق ، وإسماعيل وما عداهم من ولد عبدالله لا عقب له، جزم بذلك الزبير.

وعرفت الآن ممن ينتسب لعليّ بن عبدالله بن جعفر، محمّد بن إسماعيل بن

ص: 39


1- قال ابن عساکر في تاريخ دمشق : 44/43: ولد في سنة أربعين الّتي قتل فيها عليّ بن أبي طالب فسماه عبدالله بن جعفر، عليّاً وكناه بأبي الحسن، فبلغ ذلك معاوية ، فأرسل إليه معاوية رسولاً ان انقل اسم أبي تراب وكنيته عن ابنك وسمه باسمي وكنيه بكنيتي ولك ألف ألف درهم، فسارع عبدالله بن جعفر فسمى ابنه معاوية وأخذ ألف ألف درهم .

جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ.

وممن ينتسب لإسحاق بن عبدالله بن جعفر ، أبا بكر (1)محمّد ب-ن ع-ل-يّ ب-ن

حیدر بن حمزة بن إسماعيل بن عبدالله بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن القاسم ب--ن إسحاق، ويقال لكلّ من انتهى إلى هؤلاء جعفري .

وربما نسب كما قدمت بعض ولد جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم جعفريا ، وهؤلا لا نزاع في شرفهم أيضاً .

ولذلك وصف الحافظ عبدالعزيز بن محمّد النخشبي وغيره بعض المنسوبين

إلى جعفر بالسيّد .

وأمّا الجعافرة المنسوبون لعبد الله بن جعفر فلهم أيضاً شرف، لكنه تفاوت ممن كان من ولده من زينب سبطة الرسول صلى الله عليه و اله و سلم فهو بلاشك أشرف من غيرهم مع كون شرفهم لا يوازي شرف المنسوبين إلى السبطين الحسن والحسين لأفضليتهما عليهما وامتيازهما بكثير من الخصوصيات، كما أن أولاد عليّ رضی الله عنه من غير الزهراء رضي الله عنها وهم كثير ، عقبه في محمّد ،والعبّاس، وعمر منهم خاصة مع كون لهم شرف لكونهم من بني هاشم لقوله صلی الله علیه و آله و سلم.

«إن الله تعالى اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة

واصطفى هاشماً من قريش واصطفاني من بني هاشم»(2).

ولقوله صلى الله عليه و اله و سلم : «قال لي جبرئيل علیه السلام: قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد بني أب خيراً من بني هاشم .... الحديث».

ص: 40


1- كذا في المخطوطة ولعل الصحيح : «أبو بكر » .
2- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 66/22 برقم 161 . وأحمد في المسند : 107/4، والترمذي : ( 3684) وقال : حسن صحيح ، وأبو يعلى : 352/1.

ولذلك رأيت شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر رحمه الله تعالى وص-ف ب-ع-ض المنسوبين لجعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم بقوله : شريف من أهل البيت النبوي ، مع كون محمّد هذا أمه صولة (1)ابنة جعفر بن سلام بن قيس بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة المعروف بابن الحنفية لا يوازي شرف من ينتمي إلى زينب، فضلاً عن السبطين لفوات انتسابهم إليه صلی الله علیه و آله و سلم .

وقد كان عليّ رضی الله علیه رام أن يحصل له ذلك أيضاً بعد وفاة الزهراء رضي الله عنها حيث تزوج ابنة أختها أُمامة (2)ابنة أبي العاص بن الرب-ي-ع ب-ن

ص: 41


1- هكذا في المخطوط والصحيح: «خولة بنت اياس بن جعفر الحنفية» انظر الإصابة 289/4 رقم 357 .
2- قال ابن سعد في طبقاته : 39/8 : «أُمامة بنت أبي العاص بن الربيع ، وأمّها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه واله و سلم . وكان يحبها رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم وقال : ان أُمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل بن الحارث : انّ معاوية قد خطبني ، فقال لها : تزوجين ابن آكلة الأكباد ! فلو جعلت ذلك إليَّ . قالت نعم ، قال : قد تزوجتك . وقال أبو عمر في و عمر في الإستيعاب : 1788/4 رقم 3236 : تزوجها عليّ بن ابي طالب بعد فاطمة ، زوجها منه الزبير بن العوام ، وكان أبوها أبو العاص قد أوصى بها إليه ، فلمّا قتل عليّ بن أبي طالب وأُمت منه أُمامة قالت أمّ الهيثم النخعية (الخثعمية) في نسخة : أشاب ذوائبي وأذل ركني ***أمامة حين فارقت القرينا تطيف به لحاجتها إليه *** فلما استیاست رفعت رنينا وكان عليّ بن أبي طالب قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب أن يتزوج أُمامة بنت أبي العاص زوجته بعده ؛ لأنه خاف أن يتزوجها معاوية ، فتزوجها المغيرة ، فولدت له يحيى ، وبه كان يكنى ، وقال الزبير : انها لم تلد للمغيرة. وذكر عمر بن شبة قال : ان عليّاً لمّا حضرته الوفاة قال لأُمامة بنت أبي العاص : اني لا آمن أن : يخطبك هذا الطاغية بعد موتي يعني معاوية ، فان كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة عشيراً ، فما انقضت عدتها ، كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه ، ويبذل لها مائة ألف دينار . فلما خطبها أرسلت إلى المغيرة بن نوفل : ان هذا قد أرسل يخطبني ، فان كان لك بنا حاجة فأقبل ، فأقبل وخطبها من الحسن بن عليّ ، فزوجها منه .

عبد شمس وهي سبطة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أيضاً أمّها زينب أوّل أولاده صلی الله علیه و آله و سلم امتثالاً لوصيّة الزهراء له بذلك ، واستمرت معه حتّى قتل فتزوجت بعده أبا [يحيى] (1)المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب امتثالاً لوصيّة عليّ رضی الله عنه لها بعد ان خطبها معاوية رضی الله عنه فامتنعت واستمرت عند المغيرة حتّى ماتت ولم تلد له ولا لعليّ أيضاً بل ليس لزينب رضي الله عنها عقب أصلا فإن عليّ «علياً» ولدها من أبي العاص ، أيضاً مات وقد ناهز الاحتلام.

وقيل إنمّا تزوج أُمامة بعد قتل عليّ ، أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث بن

عبد المطلب ، لكن الأوّل أكثر .

ولما ذكرته من شرف بني هاشم وصفت ذريّة العبّاس عمّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بالشرف لكنهم يطلقونه تارة، ويقيدونه أخرى ، فوجدت الاطلاق في كلام غير واحد من الأئمة الحفاظ وفي شيوخ فقيه المذهب النجم ابن الوفقة شخص يقال له الشريف العبّاسي مذكور في الشافعيّة.

قال شيخنا رضی الله عنه فى الألقاب : وقد لقب به - يعني بالشريف - كلّ عبّاسي ببغداد وكذلك كلّ علوي بمصر.

وقال غيره : إنّه يقال لنقيب العبّاسيين ببغداد نقيب الهاشميين، ولنقيب العلويين

نقيب الطالبيين (2)ومن يكون من بني العبّاس ينسب قرشيّاً، وهاشميّاً، وعبّاسيّاً . ويزاد من يكون من ذريّة زينب ابنة سليمان (3)، أمّ محمّد بن إبراهيم بن محمّد

ص: 42


1- غير موجودة في المخطوطة والصحيح ما أثبتناه.
2- الأنساب للسمعاني : 29/4 .
3- قال الذهبي في سير اعلام النبلاء : 238/10 رقم 61: زينب بنت الأمير سليمان عم المنصور ، العبّاسيّة ، التي ينسب إليها الزَّينبيُّون بقيت إلى سنة بضع عشرة ومائتين ، وقال عمر رضا كحالة في اعلام النساء : 68/2 : زینب بنت سليمان بن علي ، وكانت زينب تكره آل مروان كرهاً شديداً، وتحن علىّ آل على حنواً عظيماً ، توفيت سنة 218ه-.

ابن عليّ بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمطلب الزينبي.

وأمّا جعفر بن أبي طالب فأولاده عبدالله ، ومحمّد، وعون الّذين سلف ذكرهم ، وأمّهم أسماء ابنة عميس رضي الله عنها ، وكذا من أولاد جعفر ، أحمد فيما قاله الواقدي وغيره.

وأمّا عقيل فله من الولد مسلم (1)، ومحمّد (2)تابعیّان، ولثانيهما ابن اسمه

ص: 43


1- قال الذهبي في تاريخ الاسلام وفيات سنة (41 - 60) ص 301:« مسلم بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي قدّمه ابن عمه الحسين رضی الله عنه بين يديه إلى الكوفة ليكشف له كيف اجتماع النّاس على الحسين ، فدخل سراً، ونزل على هانىء المرادي ، فطلب عبیدالله بن زياد أمير الكوفة هانئاً ، فقال : ما حملك على أن تجير عدوّي ؟! قال : يابن أخي ، جاء حق هو أحقّ من حقك ، فوثب عبيدالله فضربه بعنزة ، ثمّ احضر مسلماً من داره فقتله ، وذلك آخر سنة ستين. وقال البخاري في التاريخ الكبير : 266/7 رقم 1128 : عن من سمع أبا هريرة يقول :«ما رأيت من ولد عبد المطلب اشبه بالنبيّ صلى الله عليه و اله و سلم من مسلم بن عقيل». وذكره ابن حبّان في ثقاته : 391/5 :«كنيته أبو داود» وكان أشبه ولد عبد المطلب بالنهيّ صلی الله علیه و آله و سلم ، أدرك جماعة من أصحاب النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم.
2- قال المزي في تهذيب الكمال : 130/26 رقم 5474 : «محمّد بن عقيل بن أبي طالب القرشي الهاشمي الأكبر والد عبد الله بن محمّد بن عقيل». قال الزبير بن بكّار : وقد انقرض وَلَد عقيل بن أبي طالب إلَّا من محمّد بن عقيل ، وكانت عنده زينب الصغرى بنت عليٌ بن أبي طالب . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق : 226/54 رقم 6756: «محمّد الأصغر بن عقيل ابن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي العُقّيلي» كان مع ابن عمه ابن عمه الحسين بن عليّ حين توجّه إلى العراق ، فلمّا قتل الحسين وأهل بيته استصغر محمّد بن عقيل فلم يقتل ، وقدم به دمشق . وقال ابن عساكر : أخبرنا عن عبدالله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب عن ابیه، عن جدّه عقيل بن أبي طالب أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قال : «يا عليّ أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي».

عبدالله أمّه زينب الصغرى ابنة عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه وقد انقرض ولد عقيل إلَّا من ولد محمّد .

وممن عرفته من بنيه القاسم بن محمّد (1)، وأبو الحسن عليّ بن زيد بن عيسى ابن زید بن عبدالله بن مسلم ابني عبدالله بن محمّد بن عقيل.

وأمّا أمّ هانئ فلها : جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائد بن عمران ابن مخزوم له رؤية وله من الأخوة هانئ، ويوسف، وعمرو، ولجعدة ابن اسمه يحيى تابعي وهو أبو هارون.

أمّا جُمانة وهي بضمّ الجيم وميم خفيفة ونون فلها : أبو عبدالله جعفر بن أبي

سفيان الآتي قريباً . وإلى هنا انتهى ذكر بني أبي طالب.

وينسب إلى عليّ، وجعفر، وعقيل بالطالبيين لانتسابهم إلى أبي طالب ومن

ذلك تسمية أبي الفرج الإصبهاني«مقتل(2)الطالبيين» لاشتماله على ذريّة الثلاثة.

وكذا صنَّف الجعابي «تاريخ الطالبيين»، ولقب نقيب العلويين كما سبق نقيب الطالبيين ولكن الأكثر في المنسوبين لعليّ بالعلويين، وفي النادر بالفاطميين ولو لم یكن من ذريّة الزهراء.

ص: 44


1- قال البخاري في التأريخ الكبير : 164/7 رقم 731: «القاسم بن محمّد بن أبي عقيل». وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل : 119/7 رقم 678 ، والذهبي في ميزان الاعتدال :3/ 37 رقم 6837: «القاسم بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن عبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب» وقال الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال : 371/3 رقم 6811: القاسم بن عبدالله بن محمّد ابن عقيل الهاشمي . وقال ابن حجر في لسان الميزان : 507/5 رقم 6705 الطبعة المحققة ..... فقال : حدثنا القاسم بن عبدالله بن محمّد بن عقيل ، حدّثني أبي عبدالله ، قال : وكنتُ أدعُو جدّي أبي . انتهى .
2- اسم الكتاب : «مقاتل»

ومنهم أبو القاسم منصور بن أبي عبدالله محمّد بن أبي القاسم محمّد بن أبي طاهر الطيب بن عبدالله بن جعفر بن محمّد بن عبد الله بن محمّد (1)بن عمر بن علىّ ابن أبي طالب العلوي الفاطمي ، ولجعفر كما سلف بالجعفريين ، ولعقيل بالعقيليين .

وأمّا أبو لهب بن عبدالمطلب ،[فله] معتّب وعتبة أسلما يوم فتح مكّة واختهما

دُرّة أسلمت أيضاً قبلهما وهاجرت.

ومعتّب هو والد مسلم وله عقب ، ومن ذريته عبّاس بن القاسم بن عبّاس بن

محمّد بن معتّب.

وأمّا الزبير بن عبدالمطلب فله من الولد عبدالله ، وضباعة وكانت زوجاً للمقداد بن الأسود رضی الله عنه، وأمّ حكيم ويقال إنّها هي ضباعة .

وأمّا الحارث بن عبدالمطلب فله من الولد ربيعة، وأبو سفيان واسمه المغيرة ويقال بل المغيرة آخر، ونوفل، وعبدشمس الّذي حوّله النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم فسماه عبدالله،وسعيد وأروى .

فأمّا ربيعة أوّلهم وكان أسنّ من عمّه العبّاس فله من الولد، عبد الله ، والمطلب (2)وأروى (3)زوجة حبّان بن منقذ الأنصاري.

وأمّا أبو سفيان ثانيهم فله من الولد جعفر ،صحابي، قال أبو اليقظان: إنه لا عقب له ، وعبد الله يكنى أبا الهياج ، ويقال بل أبو الهياج غير عبدالله ، وعاتكة أمّ الفضل ابن

ص: 45


1- ورد في المخطوطة: «محمود» والصواب ما اثبتناه.
2- له صحبة وقيل : انه عبد المطلب بن ربيعة ، روى عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم . إنظر ترجمته في : المعرفة . ليعقوب : 499/1 ، والاستيعاب : 1402/3 ، وأسد الغابة : 373/4 ، وتهذيب التهذيب: /177/10 ، وتهذيب الكمال : 77/28.
3- قال ابن حجر في الإصابة : 479/7 رقم 10783 : «ذكرها الدارقطني في كتاب الاخوة وقال يقال : بل اسمها هند. وقال الدارقطني في المؤتلف والمختلف: 425/1 انها أروى الصغرى.

معتّب بن أبي لهب.

وأمّا نوفل ثالثهم فله من الولد : المغيرة ، والحارث ، وعبد الله، وسعيد، فالحارث ثانيهم استعمله النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم على بعض عمل مكّة ، والمغيرة أوّلهم وهو على الصحيح صحابي تزوج أُمامة ابنة أبي العاص بن الربيع بعد قتل عليّ، وكذا ذكره البغوي وغيره.

[و] ثالثهم عبيد الله في الصحابة، وعبدالله مذكور في الصحابة أيضاً ، ولى قضاء

المدينة لمروان في خلافة معاوية فكان أوّل من ولي قضاءها .

وأمّا سعيد خامسهم فذكره شيخنا تبعاً لابن مندة في الصحابة، لكن جزم أبو

نعیم بخلافه.

قال شيخنا وكلام الدارقطني يدل على أنه سعيد بن الحارث(1).

وللحارث أحد هؤلاء الخمسة ولداً (2)اسمه عبدالله ، صحابي لا عقب له، وآخر اسمه ربيعة، ذكره البغوي في الصحابة، وثالث اسمه عبيدالله بالتصغير مذكور في الصحابة، ورابع اسمه عبدالله بالتكبير وهو الملقب بيَّة بموحدتين مفتوحتين،الثانية أمّه ابنة أبي سفيان.

وكذا يقال : إن الحارث تزوج دُرّة ابنة أبي لهب، وله منها عتبة، والوليد وغيرهما . وبَيَّة هو والد إسحاق أحد التابعين .

وكذا من أولاده أيضاً ،عبد الله ، وعبيد الله ، ومن ذريّة نوفل هذا، أبو خالد يزيد

ابن عبدالملك بن نوفل .

وأمّا رابعهم عبد الله فلا عقب له ، ولا رواية.

ص: 46


1- الإصابة : 116/3 رقم 3292 ، وص 241 رقم 3644 وفيه :«سعيد بن الحارث بن نوفل ابن عبدالمطلب الهاشمي».
2- كذا في المخطوطة ولعل الصحيح : «ولد».

وأمّا خامسهم سعيد فذكره شيخنا في الصحابة، وضعف سند حديثه ، وقال : لم أر لسعيد هذا ذكراً في كتب الأنساب ، قال : وقد ذكره الدارقطني في «الاخوّة» وأورد له حديثاً آخر موقوفاً لكنه قال فيه سعيد بن نوفل.

وأمّا أروى فهي والدة المطلب بن أبي وداعة السهمي، ولها من أبي وداعة أيضاً

أبو سفيان، وأمّ جميل، وأمّ حكيم، والربعة.

وأمّا [أمّ] (1)حكيم البيضاء احدى من لم يسلمن من بنات عبدالمطلب فهي أمّ عامر بن كُريز بن ربيعة بن حبيب بن عبدشمس بن عبدمناف القرشي، العبشمي والد عبد الله أمير البصرة في زمن عثمان.

وأمّا بَرّة ابنة عبد المطلب فهي أمّ أبي سلمة عبد الله بن عبدالأسد بن هلال بن

عبدالله بن عمر بن مخزوم المخزومي، أخي رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم من الرضاع والّذي كان زوجاً لابنة عمه أمّ المؤمنين أمّ سلمة ابنة أبي أميّة بن المغيرة قبل النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم.

وقد ألحق النبیّ صلى الله عليه و اله و سلم بني هاشم بني (2)أخيه المطلب لما ثبت في البخاري وغيره (3)عن جبير بن مطعم رضی الله عنه وهو من بني نوفل، قال : مشيت أنا، وعثمان بن عفان رضی الله عنه وهو ابن بني عبد شمس إلى رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم فقال : يارسول الله اعطيت بني المطلب وتركتنا، وإنا نحن وهم منك بمنزلة واحدة.

فقال النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم : «إنّما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد» (4)زاد في رواية وشبّك بين أصابعه.

ص: 47


1- غير موجودة في المخطوطة والصحيح ما اثبتناه .
2- كذا في المخطوطة ولعل الصواب : «ببني»
3- دلائل النبوة للبيهقي : 240/4
4- فتح الباري شرح البخاري : 484/7 رقم 4229 ، وأخرجه أبو داود في الخراج عن القواريري ، وابن ماجة في الجهاد .

وفي أخرى: «إن بني المطلب لم يفارقونا (1)في جاهلية ولا إسلام».

قال البيهقي رضی الله عنه : وأنّما قال ذلك والله أعلم لأن هاشم بن عبدمناف أب-ا ج-دّ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم تزوج امرأة من بني النجار بالمدينة فولدت له شيبة الحمد (2)جدّ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ثمّ توفي هاشم وهو مع أمّه، فلمّا ترعرع خرج إليه عمّه المطلب بن عبدمناف فأخذه من أمّه وقدم به مكّة، وهو مردفه على راحلته فقيل عبد المطلب (3).

وحين بعث رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم بالرسالة آذاه قومه، وهموا به، فقامت بنو هاشم، وبنو المطلب مسلمهم ، وكافرهم دونه وأبوا أن يسلموه ، فلمّا عرفت سائر قريش أن لا سبيل معهم اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم كتاباً على بني هاشم(4)، وب-ن-ي المطلب ان لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ، إلى آخر القصة المشروحة في غير هذا المحل من كتب السير والمغازي.

وكان يقال لهاشم (5)، والمطّلب (6)البدران (7)فأحببت أن أذكر من وقفت عليه

ص: 48


1- في المخطوطة: «يفاقونا» والصحيح ما أثبتناه .
2- أنساب الأشراف للبلاذري : 71/1-72.
3- دلائل النبوة للبيهقي : 188/1 .
4- دلائل النبوة للبيهقي : 311/2 و 314
5- هو : القمر عمر و العُلا أبو نضلة هاشم بن عبد مناف بن قصيّ المكي، رئيس مکّه توفی بغزة من أرض مصر وهو الّذي سنّ الايلاف، وكان هاشم من أكرم النّاس كفاً ، وأحسنهم وجهاً ، وكان في آخر ملك قباذ . مجمع الآداب في معجم الألقاب لابن الفوطي : 2982 ، وجمهرة النسب : 26 ، والمنمق في مواضع الاشتقاق : ص 13 ، وأمالي المرتضى :2/268
6- هو : الفيض المطلب بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب القرشي الأمير . وبالمطلب ابن هاشم بعبد المطلب ، وكان المطلب يسمى «الفيض» وهلك المطلب بردمان في اليمن. مجمع الآداب في معجم الألقاب لابن الفوطي : 2663 ، وأنساب الأشراف للبلاذري : 68/1.
7- مجمع الآداب في معجم الألقاب : 2982 ، وأنساب الأشراف للبلاذري : 69/1 .

الآن من بني المطلب فمنهم : عبيدة ، والحصين، والطفيل بنو الحارث بن المطلب بن عبد مناف .

ولثانيهم ولد(1)ذكره المرزباني في «معجم الشعراء»، وللثلاثة ابن أخ و هو سفیان بن قيس بن الحارث .

ومنهم القاسم، والصلت، وقيس بنو مخرمة بن المطلب لهم صحبة .

فأمّا الصلت فهو والد جهيم الصحابي أيضاً.

وأمّا قيس فهو والد عبد الله ، ومحمّد التابعيين بل يقال لا ولهما صحبة، ولثانيهما إدراك ، والأوّل : هو والد محمّد، والمطلب، والثاني هو والد حكيم ب-ن عبدالله بن قيس بن مخرمة(2).

ومنهم أبو نبقة عبدالله علقمة بن عبدالمطلب (3)صحابي، وله ابنان الهديم.(4)،وجنادة، صحابيان أيضاً ، استشهدا باليمامة في خلافة أبي بكر رضی الله عنه.

ومنهم عبديزيد بن هاشم بن المطلب (5)أمّه الشفاء ابنة هاشم بن عبد مناف،

ص: 49


1- هو عبد الله الشاعر ابن الحصين بن الحارث طبقات ابن سعد : 52/3
2- كذا في المخطوطة، والصواب والثاني هو والد حكم بن محمد بن قيس بن مخرمة وقد صحف حكم إلى حكيم ، وحرف محمد إلى عبد الله . وذكر ابن حجر في الاصابة 3 / 476 رقم 8311 محمد بن قیس بن مخرمة والد الحكم .
3- قال ابن حجر في الإصابة : 181/4 رقم 4836 : عبدالله بن علقمة بن عبدالمطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي ، يكنى أبا نبقة ، مشهور بكنيته. وقال فى الإصابة أيضاً : 410/7 رقم 10631 : أبو نبقة بن عبدالمطلب بن عبد مناف . وقال ابن عبد البر في الإستيعاب : 1765/4 رقم :3198 : أبو نبقة . اسمه علقمة بن المطلب.
4- قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف : 2301/4 : هذيم بن عبدالله بن علقمة. وفي الإستيعاب : 1549 : (هُرَيم بن عبد الله)، وأسد الغابة : 391/5: (هذيم ، قال ابن ماكولا: هُذيم بضم الهاء ، وبالذال المعجمة)، والإصابة : 532/6 : (هديم الكلبي) وقال السمعانى فى الأنساب : 632/5 : (هذيم بن عبدالله بن علقمة الهذيمي).
5- قال ابن الفوطي في مجمع الآداب : 4585: «المحض أبو خالد عبدیزید بن هاشم بن المطلب القرشي المكي الأمير». والإصابة : 384/4 رقم 5273 .

وكان يقال له المحض (1)لا قذىً فيه ويقال إن له صحبة ، وله أربعة أولاد : ركانة وعُجَير، وعمير، وعبيد أمّهم العجلة ابنة عجلان الليثية من بني سعد بن ليث بن بكر ابن عبدمناة بن كنانة.

فأمّا ركانة فله يزيد، وطلحة وكذا فيما قيل عليّ ، وليزيد ابن اسمه عليّ لكنه

تابعى، وهو والد عبدالله ، ومحمّد

وأمّا عُجَير فله نافع صحابي، وهو والد محمّد.

وأمّا عبيد فله السائب الذي قال عمر بن الخطاب رضی الله عنه فيه : اذهبوا بنا إلى السائب نعوده، فإنه مصاصة قريش بل قال فيه النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم : إنه أخي وأنا أخوه وأمّه الشفاء ابنة الأرقم بن هاشم بن عبدمناف وأمّها خالدة ابنة أسد بن هاشم أخت(2)فاطمة ابنة أسد والدة عليٌ بن أبي طالب رضی الله عنه .

وللسائب عبدالله والي مكّة، وشافع جدّ إمامنا الإمام الأعظم والمجتهد المقدم (أبو (3)عبدالله محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع، فشافع هو، وأبوه ، وجدّه ، وجدّ أبيه صحابة، على خلاف في عبديزيد ويضاف ذلك لبيت الصديق كما تقدم(4)، ويعد ذلك في مفاخر امامنا رضي الله عنهم، وعثمان ابنه عاش إلى خلافة أبي العبّاس السفاح وله ذكر في قصة بني المطلب لمّا أراد السفاح إخراجهم من الخمس وإفراده لبني هاشم، فقام عثمان في ذلك حتّى رده على ماكان عليه في زمن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم .

وللسائب حفيد اسمه عبيد الله بن عليّ، وكذا للشافع حفيد اسمه محمّد بن

ص: 50


1- «المحض» الرجل الّذي يكون من ابن عم وبنت عمة الآداب : 4585 .
2- في المخطوطة: «أختا» والصحيح ما أثبتناه .
3- ورد في المخطوطة: «بن» والصواب ما أثبتناه .
4- لاحظ ص : 31.

علیّ، بل و م ن ذریة محمّد.

ومنهم مِسْطَح بن أثاثة بن عبّاد بن عبدالمطلب (1)ابن ابنة خالة أبي بكر

الصديق رضی الله عنه.

وكذا خاطب العبّاس رضی الله عنه النبي صلى الله عليه و اله و سلم في أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبدمناف بقوله : إنه ابن عمّنا ، وهو كذلك فإن عبد شمس بن عبدمناف هو أخو هاشم، والمطلب وهو جدّ كلّ من عثمان بن عفان رضی الله عنه بن أبي العاص بن أمية ثالث الخلفاء الراشدين وصهر النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم على ابنتيه، وصهر النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم الآخر أبي العاص بن الربيع بن عبدالعزى ابني عبدشمس ، وأمّه هالة بنت (2)خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصيّ أخت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنهم(3)، ولهؤلاء الثلاثة أخ رابع لكن لأبيهم فقط وهو نوفل جدّ جبير(4) بن مطعم ابن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وكانت العرب تسمي الأربعة أقداح النضار كما رويناه في «الفوائد الملحقة بآخر «الذرية الطاهرة» من طريق محمّد بن الحسن.

ص: 51


1- مِسْطَح بن أثاثة أبو عبّاد وقيل أبو عبدالله ، ويقال اسمه عوف ومسطح لقب له واسم أمّ مسطح سلمى بنت أبي رهم بن المطلب . شهد مسطح بدراً وقيل شهد صفين مع عليّ وقيل توفى قبلها سنة أربع وثلاثين ، والأوّل أكثر فعلى هذا قالوا مات سنة سبع وثلاثين . وقال ابن حجر في الإصابة : 93/6 رقم 7941 كان إسمه عوفاً ، وأمّا مسطح فهو لقبه ، خاض مع أهل الإفك في أمر عائشة . وقال عاش إلى خلافة عليٌ وشهد معه صفين ، ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين.
2- ورد في المخطوطة: «بن» والصواب ما أثبتناه .
3- الإصابة : 146/8 رقم 11828 ، وطبقات ابن سعد : 31/8.
4- كان في الاصل جبرئيل واثبتناه على الصواب «جبير» وهو ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف يكنى أبا محمّد مات سنة ثمان وخمسين ، وذكره الشيخ الطوسي رحمه الله في رجاله : 14 رقم 23 من أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم .

قال عمر بن أبي ربيعة (1):

نظرتُ إليها بالمُحصَّب من مِنى *** ولي نظرٌ لولا التَّحَرُّجُ عارمُ

فقلتُ: أشمسُ أم مصابيحُ بيعَة *** بدت لك يوم (2)السجف أمّ أنت حالم

بعيدة مَهْوَى القُرط إمّا لَنَوْفَل *** أبوها وإمّا عبدشمس وهاشمُ

فلم أَسْتَطِعْها غيرَ أنْ قد بدا لنا *** عَشيّة راحت وجهُها والمعاصمُ

مَعاصمُ لم تَضرِب على البَهم الضحى(3)*** عَصاها ووجهٌ لم تَلُحْهُ السَّمَائِمُ نُضَارٌ ترى فيه أساريعَ مائة *** صَبِيحُ تُغاديه الأكُفُّ النَّواعمُ

ومن طريق أبي الحسن الأثرم قال : كان يقال لهم المجيرون وفيهم قيل:

يا أيّها الرجل المحول رحله *** هَلا نزلت بآل عبد مناف

وقال الشاعر :

نزلوا بمكّة في قبائل نوفل *** ونزلت بالبيدا أبعد منزل

وهؤلاء ممن يشملهم اسم القرابة بل قيل في العترة وهي المثناة إنّهم الاقربون والا بعدون معاً حتّى قال أبو بكر الصديق رضی الله عنه وهو : عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة الّذي فيه يلتقي نسبه مع نسب رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم نحن عترة رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم وبيضته الّتي تتفاءت عنه لكونه رضی الله عنه من قريش، ولكن المشهور المعروف إن عترته أهل بيته الّذين حرمت عليهم الزكاة .

ويؤخذ ذلك من قول أبي بكر رضی الله عنه للنبي صلى الله عليه و اله و سلم حين شاور أصحابه في أسارى بدر عترتك وقومك، فإنه أراد بعترته العبّاس رضی الله عنه ومن كان فيهم من بني هاشم وبقومه قريشا ، إذا علم هذا فقد وقع الاصطلاح على اختصاص ذريّة السبطين عن

ص: 52


1- الأغاني : 127/1
2- في الاغاني : «خَلْف».
3- في الاغاني : «بالضُّحى

سائر من تقدم بالشطفة الخضراء المزيد شرفهم كما أسلفته ، ويقال في سبب كونها خضراء : إنّ المأمون(1)أراد أن يجعل الخلافة في بني فاطمة، فاتخذ لهم شعاراً ا أخضر، وألبسهم ثياباً خضراء، لكون السواد شعار العبّاسيين، والبياض شعار سائر المسلمين في جمعهم ونحوها .

والأحمر مختلف فى كراهته ، والأصفر شعار اليهود باخرة (2)بل ورد إنّ الملائكة علیهم السلام خرجوا بعمائم صفر ثمّ انثنى عزمه عن ذلك ، ورد الخلافة إلى بني العبّاس، فبقى ذلك شعاراً للأشراف العلويين من الزهراء لكونهم اقتصروا الثياب إلى من ثوب أخضر توضع على عمائمهم شعاراً لهم، ثمّ انقطع ذلك إلى أواخر القرن الثامن، فقد قرأت في حوادث سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة من إنباء شيخنا رضی الله عنه ما نصه : وفيها أمر السلطان الأشراف أن يمتازوا عن النّاس بعصائب خضر على العمائم ففعل ذلك في مصر والشام وغيرهما(3).

وفي ذلك يقول أبو عبدالله بن جابر الأندلسي الأعمى نزيل حلب (4):جعلوا لأبناء الرسول علامة *** انّ العلامة شأن من لم يُشهر

نور النبوّة في كريم وجوههم *** يغني الشريف عن الطراز الأخضر

ص: 53


1- هو : عبدالله المأمون بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي بن عبدالله المنصور، أبو العبّاس الهاشمي ، ولد سنة سبعين ومائة ، ومات سنة ثماني عشرة أي) بعد المائتين . وقال الذهبي: وكان المأمون معروفاً بالتشيع، فقال: أصبح ديني الّذي أدين به***ولست من الغداة معتذراً حبّ عليّ بعد النبي ولا***أشتم صِدِّيقه ولا عمراً وقد نادى المأمون بإباحة متعة النساء . تاريخ الاسلام للذهبي: (وفيات سنة 211-220) ص : 225.
2- كذا فى المخطوطة.
3- إنباء الغمر بأبناء العمر لابن حجر : 8/1(حوادث سنة 773)
4- التكملة لكتاب الصلة : 301/2 رقم 861 وفيه «القرطبي».

وقال في ذلك جماعة من الشعراء ما يطول ذكره ومن أحسنه قول الأديب شمس الدين محمّد بن إبراهيم بن بركة الدمشقي المزين(1)وأنشدني إياه اجازة :

أطراف تيجان أتت من سندس *** خضر بأعلام على الأشراف

والأشرف السلطان خصهم***بها شرفاً ليفرقهم من الأطراف

انتهى .

والأشرف هو : شعبان بن حسين بن الناصر محمّد بن قلاون (2).

ويقال : إنّ الأصل في لبس الخلفاء العباسيين السواد، كونه صلی الله علیه و آله و سلم دخل يوم فتح مكّة وعلى رأسه عمامة سوداء قد أرخى (3)طرفها بين كتفيه فتفاءل الخلفاء بذلك ، لكونه كان في ذلك اليوم منصوراً على الكفار، فاتخذوه شعاراً ليكونوا دائماً منصورين على أعدائهم، بل كانت ذريّة العبّاس رضی الله عنه مطلقاً مطلقاً يتميزون بالشطفة السوداء إلى آخر وقت على ما أخبرني به من شاهده من شيوخنا ثمّ بطل.

وقد سأل الرشيد الأوزاعي رضی الله عنه (4)عن لبس السواد.

فقال : إني لا أحرمه ولكن أكرهه .

قال : ولم !

ص: 54


1- محمّد بن إبراهيم بن بركة بن حجي بن ضوء الجرائحي شمس الدين المزين الدمشقي الشاعر المشهور ، ولد في شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثماني مائة وله ست وسبعون سنة . المجموع المؤسس للمعجم المفهرس لابن حجر : 279/3 رقم 651.
2- الدرر الكامنة : 2/ 190 رقم 1936 .
3- الكامل في التاريخ : 252/2.
4- هو : عبدالرحمن بن عمرو بن يحمد أبو عمرو الأوزاعي ، ولد سنة ثمان وثمانين ، وم--ات سبع وخمسين ومائة . وروى الأوزاعي عن محمّد بن عليّ الباقر . تاريخ الإسلام : ( وفيات سنة سنة 141-160) ص 483.

قال : لأنّه لا تجلى فيه عروس ولا يلبي فيه ، محرم ، ولا يكفن فيه ميت (1).

ثمّ التفت الرشيد إلى أبي نؤاس (2)وقال : فما تقول أنت في السواد ؟

فقال : النور في السواد يا أمير المؤمنين يعني أنّ الإنسان يبصر بسواد عينيه، ثمّ قال يا أمير المؤمنين وفضيلة أخرى، لا يكتب كتاب الله إلَّا به ، وكذلك حديث النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، وأقوال العلماء لا يكتب إلَّا به، وهو مضاف إلى الخلافة.

قال : فلمّا سمع الرشيد هذا الوصف في السواد اهتزَّ طرباً وأمر له بجائزة سنيّة

ص: 55


1- تاريخ الإسلام للذهبي : ( وفيات سنة (141 - 160) ص 496 وفيه : «دخل الأوزاعي على المنصور فلمّا أراد أن ينصرف استعفي من لبس السواد».
2- هو : شاعر العصر أبو عليّ الحسن بن هانئ، وقيل الحسن بن وهب الحكميّ. مولده بالأهواز ، ونشأ بالبصرة، وقال الذهبي : ومن شعره في عليّ بن موسى الرضا رضی الله عنه : قيل أنت أشعر النّاس طُرّاً***في رَوِيّ تأتي به وبديه فلماذا تركت مدح ابن موسى***والخلال الّتي تجمعن فيه قلت لا أهتدي لمدح إمام *** كان جبريل خادماً لأبيه مات أبو نُؤاس سنة ثمان وتسعين ومائة . تاريخ الإسلام للذهبي : ( وفيات سنة 191-200) ص509.

تتمة

قد علم من هذه المقدمة الاشارة إلى جمل من فن الأنساب الّذي هو من فنون علم الأثر، وهو فن جليل يتضمن معرفة نسب النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، ومن ينتمي إليه والتمييز بين عبد مناف، وهاشميها، ومطلبتها، وعبشميّها، ونوفليّها وبين قريش من كنانة، والأوس من الخزرج والعربي من العجمي ، والمولى من الصريح.

ومن فوائده الشرعية الخلافة، والكفاءة وتجنب تزويج ما يحرم عليه ممن يلقاه ينسب بنسب] في رحم محرمة، والقيام بمن تجب عليه نفقته ومعرفة من يتصل به ممن يرثه، وكذا معرفة ذوي الأرحام المأمور بصلتهم ومعاونتهم، ومعرفة الأنصار ليقوم بوصية النبيّ صلى الله عليه و اله وسلم بهم ، وغير ذلك مما يطول شرحه وقد قال تعالى:(وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)(1). أي يحصل التعارف بينكم كلّ يرجع إلى قبيلته .

وقال مجاهد : أي ليعرف بعضكم بعضاً بالنسب كما يقال : فلان بن فلان من كذا وكذا، أي من قبيلة كذا وكذا(2).

وقال الثوري : كانت حمير ينسبون إلى مخالفيها، وكانت ع-رب الحجاز ينتسبون إلى قبائلها ، وكان لأبي بكر الصديق رضی الله عنه علامة بالأنساب، ولهذا لمّا أمر النبي صلى الله عليه و اله و سلم حسان بن ثابت رضی الله عنه بهجاء المشركين وقال له : إنّه لا علم لي بقريش قال صلی الله علیه و آله و سلم لأبي بكر رضی الله عنه :«أخبره عنهم ونَقِّب له في مثالبهم» ففعل.

وحينئذ قال حسان رضی الله عنه : لأَسلَّنَّكَ أي لأخلص نسبك م-ن ه-جوهم بحيث لا يبقى شيء من نسبك فيما ناله الهجو كالشعرة إذا انسلت لا يبقى عليها شيء من

ص: 56


1- سورة الحجرات : 49 آية 13 .
2- الدر المنثور: 579/7 .

اثر العجین(1).

وفي «جامع الترمذي»(2)، و(مسند أحمد»(3) من حديث يزيد م-ول-ی المنبعث (4)، عن أبي هريرة رضی الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه و ال و سلم قال :

«تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبّة في الأهل، مثراة في المال، منساة في الأثر».

وقال : إنّه غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الحديث.

قلت : لكن له شاهد عند البغوي(5)، والطبراني (6)، وابن شاهين وغيرهم من حديث عبدالملك بن يعلى، عن العلاء بن خارجة أنّ النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم قال وذكر مثله(7)، لكنه قال : منساة في الأرجل (8)إلَّا أنّه كما قدرت فيما كتبته من شرح الترمذي معضل أو منقطع، والصواب فيه عبدالملك بن عيسى بن العلاء بن جارية ، رواية (9)عن يزيد مولى المنبعث أو عن ولده عبدالله بن يزيد والله الموفق.

وفي «الأدب المفرد للبخاري من حديث محمّد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضی الله عنه أنّه سمع عمر بن الخطاب رضی الله عنه على المنبر يقول : تعلموا أنسابكم ، ثمّ صلوا

ص: 57


1- الأغاني : 138/4-139 ، وقريب منه في جمهرة أنساب العرب : ص 5.
2- الجامع الصحيح : 4 / الترجمة 1979 في البر والصلة : باب ماجاء في تعليم النسب.
3- مسند أحمد : 374/2.
4- ذكره ابن حبان في الثقات التابعين : 533/5 ، والذهبي في تاريخ الإسلام: (وفيات سنة 81 - (100) ص : 505 ، وتهذيب الكمال : 91/32 رقم 7069.
5- شرح السنّة : 19/13 رقم 3430.
6- المعجم الكبير : 98/18 رقم 176 .
7- في الاصابة : 2 / 498 رقم 5643 الصواب «ابن العلاء بن حارثة»
8- كذا ورد في المخطوطة . والصحيح : الأجل.
9- كذا في المخطوطة : ولعل الصواب «راويه» .

أرحامكم والله انه ليكون بين الرجل وأخيه الشيء ولم يعلم الّذي بيني وبينه(1) من داخلة الرحم ولو علم لأوزعه ذلك عن انتهاكه(2).

وأمّا ما ورد عن أبي هريرة رضی الله عنه أنّه صلى الله عليه وسلم قال : «علم الأنساب علم لا ينفع، وجهالة لا تضر» فرواه أبو نعيم، وابن عبدالبر، ومن طريق أوّلهما أورده الرشاطي. وأوله مرّ برجل فقال: ما هذا ؟ قالوا : علّامة بالنسب ، فكلام لا يثبت.

وكذا روي عن عمر أيضاً ولا يثبت ، ولهذا قال ابن عبدالبر : لم يتصف (3)من زعم أن علم النسب علم لا ينفع، وجهل لا يضر. وقال ابن حزم : إنّ ما(4)هو فرض على كلّ أحد، وما هو فرض على الكفاية، وما هو مستحب، ثمّ فصّل ذلك بما يطول إيراده.

وبالجملة فالّذي يظهر كما قال شيخنا رحمه الله : حمل ما ورد من ذمّه على التعمق فيه حتّى يشتغل به عما هو أهم منه ، وحمل ما ورد في إستحسانه يعني(5) عن كثير من فوائده الّتي أوردت منها جملة ، وقد روينا من حديث الربيع بن سبرة أنه سمع عمرو بن مرّة الجهني رضی الله عنه(6)يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم يقول :«من كان ههنا من معدّ قاعداً فليقم» فقمت، قال : «أقعد فعل ذلك ثلاث مرات كلما أقوم يقول : «أقعد» ، قلت : فممن نحن يارسول الله ؟ قال : «أنتم من قضاعة بن حمیر»(7).

ص: 58


1- كذا في المخطوطة ولعل الصواب : «بينه وبينه».
2- الأدب المفرد للبخاري : 35 رقم 72 و 73.
3- كذا فى المخطوطة ولعله : « ينصف»
4- هكذا ورد في المخطوطة ، والصحيح : «إنما ».
5- هكذا ورد في المخطوطة ، والصحيح: «يغني».
6- عمرو بن مُرّة أبو طلحة، ويقال : أبو مريم الجهني ، ويقال : الأسدي والأزدي ، له صحبة ،قدم على معاوية، وكانت له بدمشق ،دار، وكان معاوية يسميه اُسید تاریخ دمشق :337/46 - رقم 5399 .
7- طبقات ابن سعد : 347/4 ، والإصابة : 681/4

الباب الأول

وصية النبي صلى الله عليه و اله سلم وخليفته بأهل بيته المشرّف كلّ منهم بانتمائه إليه ونسبته

عن زكريّا بن أبي زائدة، عن عطيّة(1)، عن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و اله و سلم انّه قال : «ألا إن عيبتي (2)الّتي آوي إليها أهل بيتي ، وإنّ كرشي(3) الأنصار ، فاعفوا عن مسيئهم، واقبلوا من محسنهم».

اخرجه الترمذي في «جامعه» وقال : إنّه حسن.(4)

وهو عند العسكري(5) فی «الأمثال» من طريق عمرو بن قيس، عن عطيّة بلفظ:

ص: 59


1- هو : عطيّة بن سعد بن جُنادة العوفي الجدلي القيسي أبو الحسن الكوفي ، قال يحيى بن معين في تاريخه : 407/2: «صالح».
2- عيبتي : أي خاصتي .
3- كرشي : أي بطانتي .
4- الجامع الصحيح : 714/5 رقم 3904 .
5- هو أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن يحيى اللغوي العسكري، وكان حيّاً حتى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة . معجم الأدباء : 258/8 ، وذكره الذهبي في تاريخ الإسلام : (وفيات 41 - 420) ص : 512 رقم 477 وقال : أتوهم أنه بقي إلى هذا العصر. وذكره السيّد الأمين فى أعيان الشيعة : 148/5 وذكر قول صاحب كتاب الشيعة وفنون الإسلام : أن أبا هلال العسكري من الشيعة وقال السيوطي في طبقات المفسرين : 33 رقم 29 : وكان عالماً عفيفاً . مات بعد الأربعمائة أقول: ولابي أحمد العسكري شيخ أبي هلال أيضاً كتاب الامثال ، وقد توافقا في الاسم واسم الأب والنسبة .

«ألا إنّ عيبتي، وكرشي، أهل بيتي والأنصار، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم».(1)

وكذا أخرجه الديلمي من طريق عمرو بلفظ : «أهل بيتي والأنصار كرشي و عيبتي، والباقي سواء»(2).

والمعنى أنهم جماعتي، وصحابتي الّذين أثق بهم، وأطلعهم على أسراري وأعتمد عليهم .

وعن أبي خيثمة زهير بن حرب أنّه قال: «كرشي باطني، وعيبتي ظاهري، وجمالي» انتهى، وهذا غاية من التعطف عليهم والوصية بهم .

وأمّا قوله : وتجاوزوا عن مسيئهم ، فهو من نمط قوله صلى الله عليه و اله و سلم : «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلَّا الحدود»، إذ أهل البيت النبوي والأنصار من ذوي الهيئات.

ص: 60


1- رواه الرامهرمزي فى الامثال : ص 158 قال : حدثنا الحسن بن بشر ، حدثنا محمد عبدالله بن عبيد ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا ابن أبي ليلى ، عن عطية وساق الحديث .
2- فردوس الأخبار : 494/1 رقم 1650 وبهامشه : ورواه النسائي عن أسيد بن حُضير والبخاري ومسلم والنسائي عن أنس . (الفتح الكبير : 509/1) وسنن سعيد بن منصور : 322/2 .

آية المودّة

وقال البخاري في تفسير «حمَ * عَسَق»(1)من التفسير في «صحيحه» :حدثنا محمّد بن بشار هو بندار، حدثنا محمّد بن جعفر هو غُندر، حدثنا شعبة، عن عبدالملك بن ميسرة قال : سمعت طاووساً (2)فقال سعيد بن جبير يعني بحضرة ابن عبّاس رضی الله عنه: قربی آل محمّد صلى الله عليه و اله و سلم.

فقال له ابن عبّاس: عجلت أي في التفسير إنّ النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم لم يكن بطن من قريش إلَّا كان له فيهم قرابة .

فقال: «إلَّا أن تصلوا بيني وبينكم من القرابة»(3).

ص: 61


1- سورة الشورى : 42 الآية 1 و 2 .
2- هو : طاووس بن كيسان اليماني ، أبو عبدالرحمن الحميري، مولى ب-ح-ير ب-ن ريسان الحميري ، من أبناء الفرس ، كان ينزل الجند.وقال أبو نعيم وغيره : هو مولى لهمدان، وقال عبدالمنعم بن إدريس : هو مولى لابن هوذة الهمداني ، وكان أبوه كيسان طرأ على أهل فارس ، وليس من الأبناء. وقال غيرهما : اسمه ،ذكوان ، وطاووس، لقب، وروي عن يحيى بن معين ق-ال: سمی طاووساً ، لأنه كان طاووس القُرّاء. وقال يحيى بن معين ، وأبو زرعة ، وابن حبّان : ثقة . مات سنة ست ومائة فصلى عليه هشام ابن عبد الملك . طبقات ابن سعد : 537/5 ، و تهذيب الكمال : 357/13 رقم 2958 ، وثقات ابن حبّان : 391/4 ، والتاريخ الكبير : 365/4 .
3- فتح الباري : 564/8 رقم 4818 ، وأخرجه البخاري : (3497) في المناقب : باب قول الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى .....) سورة الحجرات : الآية 13 عن مسدّد بن مُسرهد. وأخرجه أحمد : 229/1 عن يحيى القطان ، والترمذي : (3251) في التفسير باب ومن 229/1 سورة الشورى ، والنسائي في التفسير من الكبرى كما في «التحفة ) 18/5 ، والطبري في جامع «البيان (13/25،والبغوي في معالم التنزيل 124/4 - 125 . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحیح. وأورده السيوطي في (الدر المنثور الدر المنثور ( 345/72 - 346 ، وزاد نسبته لعبد بن حميد ، وابن مردویه.

وكذا رواه في باب بلا ترجمة قبيل مناقب قريش من المناقب قال : حدثنا مسدّد،وحدثنا يحيى هو القطان، عن شعبة ،حدّثني عبدالملك عن طاووس، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما إلَّا المودّة في القربى قال : فقال سعيد بن جبیر: قربی محمّد صلی الله علیه و آله و سلم.

وقال يعني ابن عبّاس رضي الله عنهما : إنّ النبي صلى الله عليه و اله و سلم لم يكن بطن من قريش إلَّا وله فيه قرابة ، فنزلت يعني الآية المسؤول عنها عليه صلى الله عليه و اله و سلم : «إلَّا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم»(1).

وأخرجه ابن حبّان في النوع السادس والستين من القسم الثالث

من «صحیحه» من طريق مسدّد به، ولفظه : سئل ابن عبّاس رضي الله عنهما عن هذه الآية :

(قُل لا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَی)(2).

فقال سعيد بن جبير : قربی محمّد صلى الله عليه و اله وسلم.

قال ابن عبّاس رضي الله عنهما : عجلت إنّ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم لم يكن بطن من قريش، إلَّا كان له فيهم قرابة.

ص: 62


1- فتح الباري : 526/6 رقم 3497 ، وأخرجه أحمد : 229/1 ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 198/2 رقم 830 عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن سهل بن بكار ، عن شعبة ، عن عبد الملك بن ميسرة ، عن طاووس.
2- سورة الشورى : 42 الآية 23

فقال: «إلَّا أنّ تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة»(1).

ورواه أبو بكر الإسماعيلي (2)من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة بلفظ : فقال ابن عبّاس رضي الله عنهما : إنّه لم يكن بطن من بطون قريش، إلَّا للنبيّ صلى الله عليه و اله و سلم فيه قرابة فنزلت: «قل لا أسألكم عليه أجراً إلَّا أن تصلوا قرابتي منكم».

وكذا هو عنده أيضاً ، والواحدي معاً من طريق يزيد بن زُريع، عن شعبة بلفظ :«إلا أن تصلوا مابيني وبينكم من القرابة».(3)

وهو عند أحمد، عن القطان، وغُندر، وسليمان بن داود ثلاثتهم ، عن شعبة(4). ورواه الترمذي في «جامعه» عن بندار ولفظه : سئل ابن عبّاس رضي الله عنهما عن هذه الآية :«قُل لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى».

فقال سعيد بن جبير : قربی آل محمد صلى الله عليه واله و سلم .

فقال ابن عبّاس رضي الله عنهما : أعجلت إنّ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم لم يكن بطن من قريش إلَّا كان له فيهم قرابة .

فقال: «إلَّا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة».

وقال الترمذي : إنّه حسن صحيح ، وقد روي من غير وجه عن ابن عبّاس(5).من ذلك ما أخرجه سعيد بن منصور في «سننه»، وابن سعد في

ص: 63


1- صحيح ابن حبّان : 157/14 رقم 6262.
2- هو : محمّد بن إسماعيل بن مهران الحافظ أبو بكر الإسماعيلي النيسابوري لا الجرجاني ، الرحال الثقة . وهذا أقدم من شيخ الشافعية بجرجان أبي بكر الإسماعيلي أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل . توفي سنة خمس وتسعين ومائتين . سير أعلام النبلاء : 117/12 رقم 60 ، وتاريخ الإسلام للذهبي: (وفيات سنة 291 - 300) ص : 254 رقم 389 . وقال : وكان أحد أركان الحديث بنيسابور.
3- الوسيط في تفسير القرآن المجيد : 50/4.
4- مسند أحمد : 229/1.
5- الجامع الصحيح : 377/5 رقم 3251.

«الطبقات» من طريق الشعبي قال : أكثروا علينا في هذه الآية ، فكتبنا إلى ابن عبّاس رضی الله عنه فكتب : إنّ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم كان واسط النسب في قريش ، لم يكن حيّ من أحياء قريش إلَّا ولدوه، فقال الله عزّوجلّ : «قل لا أسألكم على ما أدعوكم إليه أجراً إلَّا المودّة، تودوني بقرابتي فيكم، وتحفظوني في ذلك»(1)

ومن طريق الشعبي أيضاً قال : سألني رجل عن هذه الآية فأمرت رجلاً فسأل ابن عبّاس رضي الله عنهما فقال : إنّه لم يكن بطن من قريش إلَّا وقد كان بين النبيّصلی الله علیه و آله و سلم وبينهم قرابة ، قال الله تعالى: «قل لا أسألكم عليه أجراً إلَّا أنّ تودون-ي في قرابتي فيكم».(2)

وللطبراني من طريق معاوية بن صالح، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما في قوله : (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، قال : كان لرسول (3)الله صلى الله عليه و اله و سلم قرابة في جميع قريش، فلمّا كذبوه، وأبوا أن يبايعوه، قال: «ياقوم إذا أبيتم (4)أن تبايعوني، فاحفظوا قرابتي فيكم ، ولا يكون غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم»(5).

ومن حديث شريك، عن خُصَيْفَ ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال لهم رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم : «لا أسألكم عليه أجراً إلَّا أنّ تودوني في نفسي لقرابتي منكم وتحفظوا القرابة الّتي بيني وبينكم»(6).

ومن طريق سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما

ص: 64


1- فتح الباري : 565/8 .
2- أخرجه القرطبي في التفسير : 21/16 .
3- ورد في المخطوطة: «رسول» والصواب ما أثبتناه .
4- ورد في المخطوطة : «اتيتم» والصواب ما أثبتناه .
5- أخرجه الطبراني في الكبير : 197/12 برقم 13026) وفيه عنكم» بدل منكم».
6- أخرجه أحمد : (2024) والبخاري : (3497 و (3818) والترمذي: (3305) ، والطبراني في الكبير : 344/11 برقم 2233 ، والاوسط : 200/4 برقم 3347 .

قال : لم يكن بطن من بطون قريش إلَّا وقد ولده أو له فيهم قرابة : «قل لا أسألكم عليه أجراً إلَّا أنّ تمنعونى وتكفوا عني لقرابتي منكم».(1)

ومنه عن الضحاك ، وعليّ بن أبي طلحة، والعوفي، ويوسف ب-ن م-ه-ران ،وغيرهم، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما.

وبهذا التفسير الّذي جنح إليه ترجمان القرآن من جملة الآية على أن يوادّوا النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم من أجل القرابة الّتي بينهم وبينه لا يكون الحديث مما نحن فيه، ب-ل الخطاب حينئذ لقريش خاصة ويتأيّد بأن السورة مكيّة، والقربى قرابة العصوية (2)والرحم ، فكأنّه قال : احفظوني للقرابة إن لم تتبعوني للإسلام(3).

ولذلك قال عكرمة رحمه الله فما أخرجه ابن سعد : سعد : قَلَّ بطن من قريش إلَّا وقد كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ولادة ، فقال : «إن لم تحفظوني فيما جئت به فاحفظوني لقرابتی»(4).

وعن عكرمة أيضاً قال : كانت قريش تصل الأرحام في الجاهلية، فلمّا دعاهم النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم إلى الله خالفوه وقاطعوه، فأمرهم بصلة الرحم الّتي بينه وبينهما(5).

وروى سعيد بن منصور في «سننه» من وجهين وابن سعد في «الطبقات» عن حصين هو ابن عبد الرحمن، عن [أبي](6)مالك هو الغفاري رحمه الله(7) قال : ان لم يكن

ص: 65


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 345/11 برقم 12238
2- كذا في المخطوطة ولعله : «العضوية».
3- فتح الباري : 564/8 .
4- طبقات ابن سعد : 4/1 .
5- أخرجه القرطبي في التفسير : 21/16
6- سقطت من المخطوطة، والصحيح ما أثبتناه .
7- هو : غزوان ، أبو مالك الغفاري الكوفي ، قال يحيى بن معين ، وابن حبان ، وابن حجر : ثقة وقال ابن سعد : كان قليل الحديث. تهذيب الكمال : 23 / 100 رقم 4686 ، وطبقات ابن سعد :295/6 ، وتاريخ الدوري : 268/2 ، وتاريخ الإسلام :(وفيات سنة 10081) ص 450 وقال : هو بالكنية أشهر، والمؤتلف والمختلف للدارقطني : 1746/3.

بطن من بطون قريش إلَّا ولرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيهم قرابة، قال الله لنبيه صلى الله عليه و اله و سلم : «قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى منكم فتحفظوني لقرابتي و تودوني».(1)

وروى الواحدي من طريق عبدالكريم بن أبي أُميّة (2)قال : سألت مجاهداً عن هذه الآية، فقال : يقول: «لا أسألكم على ما أقول أجراً ارقبوني في اّلذي بيني وبينكم لا تجعلوا إليَّ(3)، ودعوني و النّاس»(4).

وبه قال قتادة، والسدّي ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم.(5)

نعم إنّما يدخل في هذا الباب بالنظر لتفسير سعيد بن جبير الّذی

رده علیه ابن عبّاس، وكان سعيداً رحمه الله استمر على مذهبه في ذلك.

فقد روى سعيد بن منصور في «سننه» من طريق أبي العالية قال : قال سعيد بن جبير : إلَّا المودّة في القربى.

قال : قربی رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم.

أو كان يفسره بالوجهين، فقد روى ابن سعد في «الطبقات» من حديث سالم، عن سعيد بن جبير انّه قال :«إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى».

قال : «إلَّا أن تصلوا قرابة مابيني وبينكم».(6)

ص: 66


1- أخرجه ابن سعد : 4/1.
2- أقول : الصواب «عبدالكريم بن أبي المخارق ، واسمه قيس، ويقال : طارق المعلم ، أبو أميّة البصري، نزل مكّة وثقه ابن شاهين ، مات سنة سبع وعشرين ومائة وكان فقيهاً». انظر: التاريخ الكبير : 89/6، وثقات ابن شاهين الترجمة : 980.
3- كذا في المخطوطة والمعنى مبهم.
4- الوسيط في تفسير القرآن المجيد : 51/4.
5- مقاتل ، والضحاك ، والوالبي ، والعوفي .
6- أخرجه ابن سعد في الطبقات : 4/1.

وهذا موافق لما قاله ابن عبّاس رضي الله عنهما على ما جاء عن ابن عبّاس أيضاً ما يشهد لقوله سعيد الأول، فأخرج الطبراني في «معجمه الكبير»(1)، وابن أبي حاتم في «تفسيره»، والحاكم في «مناقب الشافعي»، والواحدي في «الوسيط»(2) وآخرون منهم أحمد في «المناقب»كلهم من رواية : حسين الأشقر(3)، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : لمّا نزلت هذه الآية (قُل لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).

قالوا: يارسول الله من قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودتهم ؟

قال : «عليّ، وفاطمة ، وابناهما»(4).

ص: 67


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 351/11 برقم 12259 ، و 26/12 برقم 12384.
2- الوسيط في تفسير القرآن المجيد : 51/4 - 52 .
3- ورد في المخطوطة : ( الاشعري والصواب ما أثبتناه.
4- أقول: وهذا اللفظ رواه القطيعي في زيادات الفضائل في الحديث : (263) من فضائل أمير المؤمنين علیه السلام: 187 ، قال: فيما كتب إلينا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي يذكر أنّ حرب بن الحسن الطحّان حدثهم قال : حدثنا حسين الأشقر، عن قيس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير : عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).... نحوه.ورواه بسنده السيّد المرشد بالله كما في عنوان : «الحديث السابع في فضل أهل البيت علیهم السلام» من ترتيب أماليه : ج 1 ، ص 148 ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن التوزي القاضي بقراءتي عليه ببغداد قال : أخبرنا أبو عبیدالله محمد بن عمران المرزباني قال : حدثنا أبو حفص عمر بن داود بن عنبسة المعروف بابن بيان العماني قال : حدثنا محمّد بن عيسى الواسطي أبو بكر قال : حدثنا يحيى بن عبدالحميد الحماني قال : حدثنا الحسين بن الحسن الأشقر ، عن قيس بن الربيع ، عن الأعمش، عن سعيد ابن جبير : عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت : (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)قالوا : يارسول الله من هؤلاء الّذين أمرنا الله عزّوجل بمودتهم؟ قال : «علي، وفاطمة، وولدها». قال السيّد (المرشد)بالله كأنما سمعته في الرواية الأوّلى عن المرزباني ومات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. ورواه ابن المغازلي في الحديث : « 352» في كتابه مناقب علي علیه السلام: 307 ط 2 قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو محمّد عبد العزيز بن أبي صابر إذناً، حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن هاشم بدمشق ، حدثنا عبيد الله بن جعفر العسكري بالرقة ، حدثنا ابن عبد الحميد ، حدثنا حسين الأشقر .... نحوه. ورواه عن الطبراني، مجمع الزوائد في باب فضل أهل البيت : 168/9 قال : وفيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا. ورواه أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد في تفسير سورة تفسير سورة (حم * عَسَقَ) 103/7 وقال : وقد وثقوا كلهم وضعفهم جماعة ، وبقية رجاله ثقات. ورواه القرطبي في تفسيره : 21/16 في رواية سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس : لمّا أنزل الله عزّوجلّ: (قُلْ لا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قالوا : يارسول الله، من هؤلاء الذين نودهم ؟ قال : «عليّ، وفاطمة، وأبناؤهما». ورواه عن الطبراني ، الكنجي في الباب : (11) من كفاية الطالب : ص 50 ، ورواه في هامشه عن الكشاف : 339/22 ، وذخائر العقبى : ص 25 ، ونور الأبصار : ص 101 ، وعن الصواعق : ص 1 10 ، وفيه : أخرجه أحمد، والطبراني ، وابن أبي حاتم ، والحاكم عن ابن عباس ، وعن الوسيط للواحدي : 5251/4 . ورواه السيوطي في الحديث الثاني من كتاب إحياء الميت بفضائل أهل البيت ، وفي تفسيره الآية الكريمة من تفسير الدر المنثور : 7/6 قال : وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه في تفاسيرهم ، والطبراني في الكبير من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية قالوا : يارسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم ؟ قال : «على ، وفاطمة، وولداهما». ورواه يحيى أبو نعيم في كتابه : «ما نزل من القرآن في عليّ قال : حدثنا أبو محمد بن حيان، قال : حدثنا أبو الجارود قال : حدثنا إسماعيل بن عبدالله ، قال : حدثنا يحيى قال قال : حدثني حسين بن الحسن ، عن قيس ، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير : عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت : (قُلْ لا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قالوا : يارسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم ؟ قال : «عليّ، وفاطمة وابناهما». ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في عنوان :«باب ذكر ما أنزل في عليّ من القرآن» في الحديث : 65 و 72 في كتاب المناقب : ج 1 ص 117 ط 1 وقال : حدثنا خضر بن أبان قال : يحيى بن عبد الحميد الحمّاني قال : حدثنا قيس قال : حدثنا الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت على رسول الله هذه الآية : ﴿ قُلْ لا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قالوا : يارسول الله أي قرابتك [هؤلاء] الّذين افترض الله علينا مودتهم ؟ قال : «علىّ، وفاطمة، وولدهم»، يقولها ثلاث مرات. ونحوه ذكره الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 191/2 رقم 824 - 827 ، وص 194.

ص: 68

إِلَّا إِنّ الأشقر(1)شيعي ساقط ، ولم تبلغ مرتبته أن يكون حديثه معارضاً لما تقدّم ، بل ذاك أولى منه وأقوى.

ونحوه ما أورده الطبراني(2)، وابن أبي حاتم في «تفسيرهما» من حديث يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قالت الأنصار : فعلنا وفعلنا وكأنهم فخروا ، فقال ابن عبّاس - أو العبّاس شك راويه - رضي الله عنهما : لنا الفضل عليكم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم فأتاهم في مجالسهم.

فقال: «يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي؟». قالوا : بلى يارسول الله.

قال : «ألا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك ؟ أولم يكذبوك فصدّقناك ؟أولم يخذلوك فنصرناك ؟».

قال : فما زال يقول حتّى حثوا على الركب.

ص: 69


1- الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري، أبو عبدالله الكوفى قال البخاري : عنده مناكير وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن حجر في التقريب : صدوق يَهِمُ ، ويغلو في التشيع . العاشرة ، مات سنة ثمان ومائتين التاريخ الكبير : 385/2 ، وثقات ابن حبّان : 184/8 ، والجرح والتعديل : 49/3 ، وتقريب التهذيب : 1 /214 رقم 1323 .
2- كذا في المخطوطة ولعله «الطبري»

وقالوا : أموالنا وما في أيدينا الله ورسوله.

قال : فنزلت: (قُل لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(1). وإنما كانت هذه القصة شاهدة لما قبلها ، لكون سبب النزول قول الأنصار(2)رضي الله عنهم أموالنا وما في أيدينا الله ورسوله على ما سبق في أوّلها من التفاضل بينهم وبين بعض أهل البيت، لكن هي وان كانت في «الصحيحين» في قسم غنائم حنين نحو سياقها، فليس هناك نزول الآية الّتي محل الاستشهاد فيه، والطريق بذلك ضعيف مع وجود شاهده باختصار، ولكن من رواية الكلبي ونحوه من الضعفاء عن ابن عبّاس رضي الله عنهما .

قال : لمّا قدم النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم المدينة كانت تنوبه نوائب، وليس في يده شيء، فجمع الأنصار مالاً . فقالوا : يارسول الله إنّك ابن أختنا وقد هدانا الله بك ، وتنوبك نوائب وحقوق وليس مع سعة، فجمعنا لك من أموالنا ما تستعين به عليها ، فنزلت(3).

ويتأكد ضعفها بكون الآية كما أسلفت مكيّة ولم تنزل في الأنصار ، وما وقع في الرواية الثانية على ضعفها من كون النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم ابن أخت الأنصار، قد صرحت به الرواية الصحيحة ، فإنه صلی الله علیه و آله و سلم لمّا قدم المدينة مهاجراً، وتنازعه القوم رضي أيهم ينزل(4)قال صلی الله علیه و آله و سلم : اني انزل الليلة على بني النجار، أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك ، وقيل ذلك وهو بمكّة لمّا جاءته الأنصار رضي الله عنهم ليبايعوه، حضر معهم عمه العبّاس رضی الله عنه للمبايعة ، وعظم الّذي بين الأنصار، وبين رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، ليكون ذلك داعياً إلى الوفاء بالشرط وذكر حينئذ أنّ أمّ عبد المطلب سلمى ابنة عمرو بن

ص: 70


1- قريب منه أخرجه الطبراني في الكبير : 26/12 برقم 12384.
2- ورد في المخطوطه:«الأنصاري والصواب ما أثبتناه.
3- فتح الباري: 564/8 رقم 4818 ، وتفسير القرطبي : 24/16.
4- والصواب :«ينزل عليه».

زيد بن عديّ(1)بن النجار انتهى.

وسلمة «سلمى» هذه كانت لا تنكح الرجال لشرفها في قومها، حتّى يشرطوا لها أن أمرها بيدها إذا كرهت رجلاً فارقته، وهي من بني عديّ بن النجار جزماً. لكن ظاهر الرواية المتقدمة أنّ زيداً (2)هو ابن عديّ ووقع في غيرها باثبات لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بينهما ولا تنافي بينهما ، نعم وقع في رواية أخرى، أنّ سلمى هي ابنة زيد بن عمرو بن أسد بن حرام بن خداش بن جندب بن عديّ بن النجار والأوّل أثبت، ولاشك في شرف الأنصار رضي الله عنهم بذلك بذلك مع ما لهم الشرف العظيم والفخر الجسيم، الّذي لسنا بصدد إيراده هنا .

ومنه ما رواه الطبراني في «الكبير» بسند حسن عن أنس رضی الله عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم فقال: «ألا لكلّ نبيّ تركة وضيعة، وإنّ تركتي وضيعتي الأنصار فاحفظوني فيهم» انتهى.(3)

وروى أبو الشيخ من طريق الواحدي من حديث أبي هاشم الرماني(4)،

عن

ص: 71


1- ورد في المخطوطة: «علي» والصواب ما أثبتناه .
2- ورد في المخطوطة: «زايداً» والصواب ما أثبتناه .
3- أخرجه الطبراني في الأوسط : 189/6 رقم 5394.
4- أبو هاشم الرماني الواسطي يحيى بن دينار، ويقال : يحيى بن نافع ، وقيل : ابن الأسود كان ينزل قصر الرمان بواسط فنسب إليه . وثقه أحمد وابن سعد، وابن حبان ، والنسائي ، وأبو زرعة مات سنة اثنتين وعشرين ومائة ، وقال أبو بكر بن منجويه : مات سنة خمس وأربعين ومائة، انظر ترجمته في : طبقات ابن سعد : 310/7 ، والتاريخ الكبير : 271/8 ، و الجرح والتعديل : 140/9 ، وثقات ابن حبّان : 598/7 ، والمؤتلف والمختلف للدارقطني : 1124/2 ، وتهذيب الكمال : 362/34 رقم 7680 ، وتاريخ الإسلام (وفيات سنة 121-140) ص : 326

زاذان، عن عليّ رضی الله عنه قال : فينا في (حم) (1)آية إنّه لا يحفظ مودّتنا إِلَّا كلّ مؤمن، ثمّ قرأ(قُل لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).(2)

وكذا قال السدّي عن أبي الديلم: لمّا جيء بعليّ بن الحسين رضي الله عنه ورحمه، أسيراً فأقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الّذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة.

فقال له عليّ بن الحسين رضي الله عنه ورحمه : أقرأت «القرآن» ؟

قال : نعم.

ص: 72


1- سورة الشورى : الآية رقم 1 .
2- الوسيط فى تفسير القرآن المجيد : 53/4 ، ورواه ابن مردويه ، كما رواه عنه السيوطي في الحديث : (2415) في كتاب جمع الجوامع : ج 2 ص 194. ورواه أبو نعيم في ترجمة قتيبة بن مهران من تاريخ إصبهان : ج 2 ص 134 وط أخرى ج 2 / 165 ، قال : حدثنا الحسين بن : حدثنا الحسين بن أحمد بن عليّ أبو عبدالله ، حدثنا الحسن بن محمّد بن أبي هريرة، حدثنا إسماعيل بن يزيد ، حدثنا قتيبة بن مهران ، حدثنا عبدالغفور ، عن أبي هاشم : عن زاذان ، عن عليّ قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : عليكم بتعلم القرآن، وكثرة تلاوته تنالون به الدرجات وكثرة عجائبه في الجنة. ثمّ قال عليّ : وفينا ال(حم) إنّه لا يحفظ مودتنا إلَّا كلّ مؤمن، ثمّ قرأ: (قُل لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى). وقال الطبرسي في تفسير الآية الكريمة من مجمع البيان وروى زاذان ، عن عليّ علیه السلام انّه قال : فينا في ال(حم) آية ، (إنّه ) لا يحفظ مودتنا إلَّا كلّ مؤمن ثمّ قرأ هذه الآية .(قال) وإلى هذا أشار الكميت في قوله: وجدنا لكم في ال(حم) آية تأوّلها منّا تقي ومعرب ورواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة من كتاب شواهد التنزيل : 205/2 رقم838. ورواه ابن كثير في تفسير القرآن العظيم : 112/4. ورواه المتقي الهندي فى كتاب كنز العمال: 208/1 ط 1. ورواه ابن حجر في كتابه الصواعق المحرقة : ص 101.

قال : قرأت ال(حم).

قال: قرأت القرآن ولم أقرأ ال(حم).

قال : ماقرأت (قُل لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).

قال : وإنكم لأنتم هم ؟

:قال : نعم .

أخرجه الطبرانی (1)في تفسيره (2)

ولأبي بشر الدولابي (3)من طريق الحسن بن زيد بن حسن بن عليّ، عن آبيه ان الحسن بن عليّ رضي الله عنهما خطب فقال في خطبته : انا من أهل البيت الّذين افترض الله مودتهم على كلّ مسلم ، فقال لنبيه صلى الله عليه و اله وسلم :

(قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً)، فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت(4).

ص: 73


1- كذا في المخطوطة ولعل الصواب «الطبري».
2- أخرجه الطبري في تفسيره : 16/25،ورواه ابن حجر في كتاب الصواعق : ص 101 ، وقال : أخرجه الطبري .
3- هو : محمّد بن أحمد بن حمّاد بن سعيد بن مسلم أبو بشر الأنصاري الدولابي الحافظ الوراق. وقال الذهبي : قال الدارقطني : تكلموا فيه وما يتبين من أمره إلَّاخير ولد سنة أربع وعشرين ومائتين، وتوفي رحمه الله تعالى بين مكّة والمدينة سنة عشر وثلاثمائة. تاریخ دمشق : 266/21 ، وتاريخ الإسلام : ( وفيات سنة 301-320) ص : 275.
4- رواه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 172 وقال : حدثنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى ابن أخي طاهر العقيقي الحسني ، حدثنا إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين ، حدّثني عمي عليّ بن جعفر بن محمّد ، حدّثني الحسين بن زيد، عن عمر بن عليّ ، عن ابیه علی بن الحسين قال : خطب الحسن بن عليّ النّاس حين قتل عليّ فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال ..... وساق كلامه علیه السلام إلى أن قال : أيّها النّاس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن عليّ ، وأنا ابن النبيّ ، وأنا ابن الوصي، وأنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الّذي كان جبرئيل ينزل إلينا ، ويصعد من عندنا ، وأنا من أهل البيت الّذي أذهب الله عنهم الرجس وطهر الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الّذي افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه صلی الله علیه و آله و سلم : (قُلْ لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنا)فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت. ورواه السيّد أبو طالب - كما في الحديث الثاني من الباب الرابع عشر من كتاب تيسير المطالب في ترتيب أمالي السيّد أبي طالب : ص (120) من مخطوطته ، وفي ط 1 ص 179 - قال : حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى قال : أخبرنا عبدالرحمن بن الحسن بن عبيدة قال : حدثنا عليّ بن العبّاس بن الوليد الحميري قال : حدثنا إسماعيل بن يحيى ابن عبدالله ، عن فطر بن خليفة قال : إنّ الحسن بن عليّ علیهما السلام قام في الناس خطيباً فقال: الحمد الله - وهو للحمد أهل - الّذي منّ علينا بالإسلام وجعل فينا النبوّة والكتاب ، واصطفانا على خلقه فجعلنا شهداء على النّاس. أيّها النّاس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد صلی الله علیه و آله و سلم و أنا ابن البشير النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه والسراج المنير، وأنا من أهل البيت الّذين كان جبرئيل ينزل فيهم ومنهم يصعد ، ونحن الّذين افترض الله مودتنا وولايتنا في قوله جلّ وعلا : (قُلْ لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي). ورواه أبو الفرج بأسانيد في ترجمة الإمام الحسن علیه السلام من كتاب مقاتل الطالبيين : ص 50 ورواه محمّد بن العبّاس الماهيار - كما رواه عنه البحراني في الحديث (11) من تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ص 124 . .... وساق الحديث. ورواه الطبراني بسنده عن الصحابي الجليل أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : خطبنا الحسن بن عليّ بن أبي طالب فحمد الله وأثنى عليه .... إلى أن قال : من عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلی الله علیه و آله و سلم ثمّ تلا هذه الآية : ( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) [سورة يوسف الآية 38 ]، ثمّ أخذ في كتاب الله ثمّ قال : أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، أنا ابن النبي ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين، وأنا من أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل مودتهم وولايتهم ، فقال فيما أنزل على محمد الله : (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي) ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 317 ورواه الهيثمي في كتاب مجمع الزوائد : ج 9 ص 146 ورواه فرات بن إبراهيم في تفسيره : ص 70 و 72 . ورواه الطوسي في الحديث (40) من المجلس (10) من أماليه . ورواه الشيخ المفيد مسنداً في أوائل ترجمة الإمام الحسن في كتاب الارشاد : ص 188 . ورواه في آخر الفصل : (57) و (62) من كتاب الفصول المختارة : ص 93 و 114 ورواه الخرجوشي في الحديث : (37) من الباب : (27) في كتاب شرف النبي : ص 269 ط 1 وساق الحديث. وأورد الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ج 1 ص 212 رقم 845 قال : أخبرنا أبو سعد المعاذي، أنبأنا أبو الحسين الكهيلي قال : حدثنا أبو جعفر الحضرمي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي ، حدثنا الحكم بن ظهير ، عن السدي في قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً ) قال : المودة لآل محمّد .ورواه الحاكم عن السدّي ، عن ابن عبّاس .

ص: 74

وعند الطبراني (1)من طريق أبي إسحاق السبيعي قال : سألت قال: سألت عمرو بن شعيب رحمه الله عن قوله تعالى: (قُل لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).

فقال : قربى النبي صلى الله عليه و اله و سلم(2).

ص: 75


1- كذا في المخطوطة ولعله «الطبري»
2- أخرجه الطبري فى تفسيره : ( 17/25) . وعن حكيم بن جبير ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : كنت أجالس أشياخاً لنا إذ مرّ علينا عليّ ابن الحسين وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوجها منهم لم يرض منكحها ، فقال أشياخ الأنصار : ألا دعوتنا أمس لما كان بينك وبين بني فلان ؟ إن اشياخنا حدثونا أنهم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد ألانخرج إليك من ديارنا ، ومن أموالنا لما أعطانا الله بك ، وفضلنا بك ، وأكرمنا بك ؟ فأنزل الله تعالى : (قُلْ لا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي) ونحن ندلك على النّاس . هكذا رواه ابن الاثير وقال : أخرجه ابن مندة كما في ترجمة حبيب بن أبي ثابت من كتاب أسد الغابة : 367/5 ط 1. ورواه سعيد بن منصور في سننه بسنده عن سعيد بن جبير ، وقال : (هم) قربى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلمكما رواه عنه السيوطي في الحديث الأوّل من كتاب إحياء الميت بفضائل أهل البيت عليهم السلام. وقال السيوطي في تفسير الآية الكريمة من الدر المنثور وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله تعالى: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي) قال : أَن تتبعوني ، وتصدقوني ، وتحفظوني في قرابتي. وقال محمّد بن العربي على مافي الباب : (86) في كفاية الطالب : ص 313 ، والصواعق :ص101: رأيت ولائي آل طه فضيلة ***على رغم أهل البعد يورثني القربي فما سأل المبعوث أجراً على الهدى*** بتبليغه إلَّا المودّة في القربى وعن الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : 211/2 ط 1 . قال : كان حرب بن الحكم بن المنذر بن الجارود رحمه الله قد ولّى رامهرمز وكرمان وكان سرياً شريفاً ، وهو الّذي يقول : وحبّي ذوي قربى النبيّ محمّد *** وما سألنا إلا المودة من أجر وقد نظم ابن جهم في هذا المعنى كما في كتاب مناقب آل أبي طالب : 219/2 ط الغري قال : ولم يسأل النّاس النبيّ محمّد ***سوى ودّ ذي القربى القريبة من أجر ولا يقبل الإيمان إلَّا بقربكم ***وهل يقبل الله الصلاة بلا طهر وروى أبو نعيم في ترجمة الإمام الصادق علیه السلام من كتاب حلية الأولياء : ج 201/3 قال : حدثنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن مخلد ، حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا عبادة بن ،زیاد حدثنا يحيى بن العلاء ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن جابر بن عبدالله قال : جاء : أعرابي إلى النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم فقال : يا محمّد اعرض عليَّ الإسلام فقال : تشهد أن لا إله إلَّا الله لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله . قال : تسألني عليه أجراً؟ قال لا إلَّا المودَّة في القربي قال : قرابتي أو قرابتك ؟ (وفي رواية : قرباي أو قرباك ؟)قال : قرابتي. قال : هات أبايعك - فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنه الله ، فقال النبي صلی الله علیه و آله و سلم : آمين . وروى الهيثم بن كليب - في عنوان : ماروى زرّ بن حبيش عن ابن مسعود في الجزء (10) في كتاب مسند الصحابة ج 2 ص 127 رقم 664 قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن عفان ، حدثنا محمّد بن خالد، عن يحيى بن ثعلبة الانصاري، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زرّ ، عن عبدالله قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فهتف به أعرابي بصوت جهوري : يا محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا هناه . فقال : يا محمّد ما تقول في رجل يحب القوم ولم يعمل بعملهم ؟ قال : المرء مع من أحب . قال : يا محمد إلى من تدعو ؟ قال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله ، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت . قال : فهل تطلب على هذا أجراً ؟ قال : لا (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي) . قال : أقاربائي يا محمّد أم قرباؤك ؟ قال : بل قربائي ، قال : هات يدك حتّى أبايعك فلا خير فيمن يودك ولا يود قرباءك . وفي كتاب الاختصاص للشيخ المفيد رحمه الله قال : حدّثني جعفر بن الحسين بن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي ، عن جعفر ابن محمّد، عن آبائه علیهم السلام، أنه قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم (قُلْ لَا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي) قام رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال : يا أَيُّهَا النَّاسِ إِنَّ الله تبارك وتعالى قد فرض عليكم فرضاً فهل أنتم مؤدوه؟ قال : فلم يجبه منهم فانصرف، فلمّا كان من الغد قام فيهم ، فقال مثل ذلك فلم يتكلم أحد ، فلمّا كان اليوم الثالث قام فيهم بمثل ذلك فقال : يا أيّها النّاس إنه ليس بذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب ، قالوا : فألقه إذا قال : إنّ الله تبارك وتعالى انزل عَلَيَّ : (قُلْ لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ) قالوا : أما هذه فنعم .قال أبو عبد الله علیه السلام: فو الله ما وَفي بها إلَّا سبعة نفر : سلمان، وأبو ذر،وعمار، والمقداد، وجابر ، ومولى لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقال له شبيب، وزيد بن أرقم .

ص: 76

قال: «إنّ الله عزّوجلّ أجرى عليكم المودّة في أهل بيتي واني سائلكم غداً عنهم»(1)

وانما كان قول سعيد بن جبير، ومن وافقه على التفسير الّذي بيّنته ممن نقلناه عنهم شاهداً لما نحن فيه ، لحمل الآية على أمر المخاطبين بأن يوادّوا أقارب

ص: 77


1- ذخائر العقبي : ص 25 و 26

النبي صلى الله عليه و اله وسلم ، يعني بما يليق بهم من السير والإحسان وسائر وجوه الحسان.

لكن الحقّ كما جزم به ابن كثير رحمه الله من هذين التفسيرين قول ابن عبّاس رضي الله عنهما .

وكذا عن الحسن البصري رحمه الله تفسير ثالث أيضاً تفسير ثالث أيضاً وهو أنّ قوله :

(إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) أي إلَّا أنّ تعملوا بالطاعة الّتي تقربكم عند الله زلفى. وهو عندي في أواخر جزء فيه أحد عشر مجلساً، في «أمالي» أبي جعفر بن البختري من حديث ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم:«قل لا أسألكم على ما آتيتكم به من البينات والهدى أجراً إلا ان تودوا الله عزّوجلّ وتقربوا (1)إليه بطاعته».

واذ قد بان ذلك الصحيح في تفسير هذه الآية ، فأقول : قد جاءت الوصية الصريحة بأهل البيت في غيرها من الأحاديث.

ص: 78


1- كذا في المخطوطة ولعل الصواب : « وتتقربوا » .

حديث الثقلين

فعن سليمان بن مهران الأعمش، عن عطيّة بن سعد بن جنادة العوفي، وحبيب ابن أبي ثابت، أوّلهما عن أبي سعيد الخدري رحمه الله، وثانيهما عن زيد بن أرقم رضی اله عنه قالا: قال رسول الله صلى الله عليه و اله سلم:

«إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، احدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، ولم(1) يفترقا حتّى يردا عَليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».

أخرجه الترمذي في جامعه وقال : حسن غريب انتهى(2).

ص: 79


1- كذا في المخطوطة والصواب : «ولن».
2- أخرجه الترمذي في سننه : 663/5 رقم 3788 طبعة بيروت لدار إحياء التراث العربي، وورد في ذخائر العقبى : ص 16 ، وجواهر العقدين : ص 231 ، وفي الشفا للقاضي عياض : 105/2 ، والدر المنثور : 60/2 ، ومشكاة المصابيح : 6144 ، وكنز العمال : 173/1 رقم 873 وص 185 رقم 943 وص 186 رقم 945 ، والامالي للشجري : 152/1 ، وإتحاف السادة المتقين : 507/10. أقول : وللحديث مصادر أخرى :فرواه السيّد المرشد بالله كمّا في باب مناقب أهل البيت في ترتيب أماليه : ج 152/1 ط 1 قال:أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن الحسين الذكواني الكراني بقراءتي عليه بإصفهان في منزلي قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عليّ بن عاصم بن المقرئ قال : حدثنا أبو عروبة الحسن بن محمد بن مودود الحراني قال : حدثنا علي بن المنذر قال : حدثنا محمّد عن الأعمش، عن عطيّة ، عن أبي . سعيد الخدري . وعن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قالا : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما». ورواه محمّد بن سليمان الكوفى المتوفى بعد سنة ثلاثمائة بسند آخر «عن محمّد بن فضيل عن الأعمش» إلى آخر السند تحت الرقم ( 604 ) في الجزء الخامس في كتابه مناقب عليّ علیه السلام، ج 2 ص 112 . ورواه المحاملي في الأمالي : ج 3 ق 38 ب عن أخي كرخويه ، عن يزيد بن هارون، عن زكريّا ، عن عطيّة باختلاف يسير. ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : 537/1 عن عبيد الله بن موسى، عن فضيل ابن مرزوق ، عن عطيّة ، وفي آخره: قال فضيل: سألت عطيّة عن عترته قال : أهل بيته .ورواه عن عبيد الله بن موسى، عن أبي إسرائيل، عن عطيّة .

وحديث أبي سعيد، عن أحمد في مسنده من حديث الأعمش(1)، وكذا من حديث أبي إسرائيل الملائي إسماعيل بن خليفة (2).

ص: 80


1- أخرجه أحمد في الفضائل : ص 779 رقم1383 من باب فضائل الحسن والحسين علیهما السلام، وورد في ذخائر العقبى ص 16 ، وجواهر العقدين : ص 231 ، وطبقات ابن سعد : 2/2/2 وفي كنز العمال: 186/11 رقم 944 ، وتفسير آية المودّة للخفاجي : ص 62 وفي مسند أحمد : 17/3 قال : حدثنا أبو النظر،عن الأعمش، عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد سعيد الخدري، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إنّي أوشك أن أدعى فأجيب وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّوجلّ، عترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض ، فانظروني بم تخلّفوني فيهما» .
2- أخرجه أحمد في المسند : 14/3 ، وفي كتاب الفضائل : ص 779 رقم 1382 باب فضائل الحسن والحسين علیهما السلام، قال :حدثنا أسود بن عامر ، أخبرنا أبو إسرائيل - يعني إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي - ع--ن ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض.

وعبدالملك بن أبي سليمان(1).

ورواه الطبراني في «الأوسط» من حديث كثير النواء أربعتهم عن عطيّة(2).

ص: 81


1- أخرجه أحمد في المسند : 26/3 و 59 بلفظ واحد قال : حدثنا ابن نمير، حدثنا عبد الملك -يعني ابن أبي سليمان- عن عطية،عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم:... وذكر الحديث.وأيضاً رواه أحمد مثله سنداً ومتناً في كتاب الفضائل : ص 76 رقم 114. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في مناقب عليّ بن أبي طالب : ج 2 ص 114 رقم 605 وص 140 رقم 622 قال : حدثنا أحمد بن علىّ قال : حدثنا الحسن بن عليّ ، أخبرنا عليّ بن حكيم ، عن محمّد، عن عبدالملك ، عن عطيّة قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول .... وساق الحديث . ورواه الثعلبي في تفسير قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا) آل عمران آية 103 قال : حدثنا الحسن بن محمّد بن حبيب قال : وجدت في كتاب جدّي بخطّه قال : حدثنا أحمد بن أعجم القاضي المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني ، أخبرنا عبدالملك بن أبي سليمان، عن عطية العوفي، عن أبي عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدري .... وساق الحديث. ورواه عنه وعن ابن المغازلي وغيره السيد عبدالله بن حمزة في كتابه الشافي : ج 1 ص 989 ط .1 ورواه السيّد المرشد بالله كما في الحديث : (37) من باب فضائل أهل البيت علیهم السلام من ترتيب أماليه : ج 155/1 قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد محمّد بن عبدالرحيم بقراءتي عليه قال : أخبرنا أبو محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، قال : حدثنا عبيد بن محمّد بن صبيح الزيات قال . حدثنا عباد بن يعقوب قال : حدثنا عليّ بن هاشم، عن عبدالملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد سعيد عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم .... وساق الحديث مع اختلاف في بعض الألفاظ.ورواه الدارقطني في المؤتلف والمختلف : 4 ص 2060 قال : حدثنا محمّد بن القاسم بن زكريّا ، حدثنا عبّاد بن يعقوب ، حدثنا عليّ بن هاشم ، عن عمرو أبي محرز، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله ، وعترتي .... الحديث.
2- أخرجه الطبراني في الأوسط : 262/4 برقم 3463 وص: 328 برقم 3566 وقال : - حدثنا الحسن بن محمّد بن مصعب الأشناني الكوفي ، قال : حدثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : حدثنا أبو عبدالرحمن المسعودي، عن كثير النواء، عن عطيّة ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم :«إنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي وانهما لن يتفرّقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض». وقال : حدثنا حمدان بن إبراهيم العامري الكوفي، قال حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات : القزاز، قال حدثنا أبو عبد الرحمن المسعودي ، عن كثير النواء ، وأبي مريم لأنصاري، عن عطيّة : عن أبي سعيد الخدري، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله ، وعترتي أهل بيتى ولن يتفرّقا حتّى يردا عَلَى الحوض». أقول: ولحديث الثقلين عن أبي سعيد الخدري - كغيره من أكابر الصحابة - طرق كثيرة ومصادر. وقد رواه الخوارزمي في أواسط الفصل : (6) من مقتله : ج 1 ، ص 104 ، ط الغري قال : أنبأني الحافظ أبو العلاء [ الحسن بن أحمد الهمداني]، أخبرنا زاهر بن طاهر ، أخبرنا محمّد ابن عبدالرحمن ، أخبرنا محمّد بن محمّد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الموصلي، حدثنا بشر بن الولید، عن محمد بن طلحه، عن الأعمش [سليمان بن مهران]، عن عطيّة بن سعد، عن أبي.سعيد : إن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم قال : «إنّي أوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدد بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض ، فانظروا ما تخلفوني فيهما» ؟ .ورواه العقيلي في الكبير : 2 / 250 رقم 804 قال : حدثنا أحمد مد بن يحيى الحلواني ، قال : حدثنا عبد الله بن داهر [ ابو سليمان الرازي الأحمري ] قال : حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش، عن عطيّة :عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله ،و عترتي ، فإنّهما لن يزالا جميعاً حتّى يردا عَلَيَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». ورواه أيضاً العقيلي : في ج 4 ص 462 رقم 1974 قال : حدثنا محمّد بن عثمان ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القزاز ، قال : حدثنا محمّد بن أبي حفص العطار، عن هارون ابن سعد، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم : «إني تارك فيكم الثقلين أحدهما كتاب الله تبارك وتعالى سبب طرفه بید الله وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض». ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 272 رقم 538 قال : أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح نصر بن عبدالرزاق بن الشيخ عبدالقادر الجيلي قطب وقته رحمة الله عليهم ، سماعاً عليها بمدينة السلام بغداد، عصر يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر صفر سنة اثنتين وسبعين وستمائة ، قيل لها أخبرك الشيخ أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن السقاء قراءة عليه وأنت تسمعين في خامس رجب سنة سبع عشرة وستمائة بالمدرسة القادرية ؟ قالت : نعم قال : أنبأنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البناء، وأبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة - قالا : أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن الزينبي ، قال : أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبدالرحمن بن العباس المخلص قال : حدثنا أبو القاسم عبدالله بن محمّد بن عبدالعزيز البغوي ، حدثنا بشر بن الوليد الكندي ، حدثنا محمد ابن طلحة ، عن الأعمش [ هو سليمان بن مهران ] ، عن عطية : عن أبي سعيد الخدري ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّوجلّ [حبل ] ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض ، فانظروا ما تخلفوني فيهما» ؟

ص: 82

ورواه أبو يعلى(1)، وآخرون، وتعجبت من إيراد ابن الجوزي له في «العلل المتناهية»(2): بل أعجب من ذلك قوله : إنّه حديث لا يصح(3) مع ما سياتي من

ص: 83


1- رواه أبو يعلى في ج 1 ص 443 رقم 1023 وص 440 رقم 1017 قال : حدثنا بشر بن الوليد ، حدثنا محمد ، عن الأعمش، عن عطية ، عن أبي سعيد ، أن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم قال :«إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين .... وساق الحديث».
2- العلل المتناهية لابن الجوزي : 268/1 رقم 432 .
3- أقول: استنكار المحققين قدح ابن الجوزي في الحديث : استنكر جماعة من أكابر محققيهم وأعاظم محدثيهم إيراد ابن الجوزي حديث الثقلين في كتابه العلل المتناهية ومنهم : 1 - سبطه : حيث قال بعد أن نقل الحديث عن مسند أحمد : «فإن قيل : فقد قال جدّك : في كتاب «العلل الواهية»: أنبأنا عبدالوهاب الأنماطي، عن محمّد بن المظفر ، عن ، عن محمد العتيقي ، عن يوسف بن الدخيل ، عن أبي جعفر العقيلي ، عن أحمد الحلواني ، عن عبدالله بن داهر ، حدثنا عبدالله بن عبدالقدوس، عن الأعمش، عن عطية ، عن أبي سعيد ، أنّ النبيّ «بمعناه ثمّ قال جدّك : عطيّة ضعيف ، وابن عبدالقدوس رافضي ، وابن داهر ليس بشيء. قلت : الحديث الّذي رويناه، أخرجه أحمد في «الفضائل» وليس في اسناده أحد ممن ضعفه جدّي، وقد أخرجه أبو داود في سننه ، والترمذي ، أيضاً، وعامّة المحدّثين ، وذكره رزين في الجمع بين الصحاح. والعجب كيف خفي عن جدّي ماروى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم : قام فينا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم .... إلى آخر الحديث». 2- السمهودي في جواهر العقدين ص 232 بعد اثبات الحديث وروايته عن الصحاح والمسانيد ، قال : ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في العلل المتناهية»، فإياك أن تغتر به ، وكأنه لم يستحضره حينئذ إلا من تلك الطرق الواهية، ولم يذكر بقية طرقه» . انتهى . 3- ابن حجر في الصواعق المحرقة » و « تتمة الصواعق : قال بعد أن روى الحديث عن بعض المصادر المعتبرة وذكر ابن الجوزي لذلك في العلل المتناهية وهم أو غفلة عن استحضار بقية طرقه . بل في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنّه صلی الله علیه و آله و سلم قال ذلك يوم غدير خُمّ، ثمّ جعل يؤيد الحديث ويثبته بأقوال العلماء ورواياته الكثيرة .وقال في «تتمة الصواعق» : ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في «العلل المتناهية». 4 - الشيخاني القادري في الصراط السوي بعد أن ذكر الحديث قال : «وقد أخطأ ابن الجوزي حيث ذكر هذا في «واهياته» على عادته في ذلك غافلاً عما ذكر مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم».رواية ابن الجوزي حديث الثقلين: قال بعض المحققين المتأخرين : لقد عثرنا على رواية ابن الجوزي لحديث الثقلين في كتاب» المسلسلات في سياق يدل على اعتقاده بصحته ، وأما ايراده اياه في «العلل المتناهية في الاحاديث الواهية فلعله كان قبل روايته اياه بهذا الطريق، أو أنّه يقدح في طريقه المذكور هناك فقط ، ان لم يكن غفلة أو تعصباً، وعلى كل حال فهذا نص ماجاء في المسلسلات : «الحديث الخامس»: قال شيخنا أدام الله أيامه : أنبأنا محمّد بن ناصر قال : أنبأنا محمّد بن عليّ بن ميمون قال : أنبأنا أبو عبدالله محمّد بن عليّ العلوي قال : حدثنا القاضي محمّد بن عبدالله الجعفى قال : حدثنا الحسين بن محمّد الفزاري قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن بزيع قال : حدثنا يحيى بن حسن بن فرات قال : حدثنا أبو عبدالرحمن المسعودي، عن حصيرة ، عن صخر بن الحكم ، عن حبّان بن الحارث الأزدي ، عن الربيع بن جميل الضبي ، عن مالك بن ضمرة : عن ابی بکر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يرد عَلَىَّ الحوض راية عليّ أمير المؤمنين وإمام الغرالمحجلين ، وأقدم وآخذ بيده في بياض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون : تبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه، فأقول : ردوا رواءاً، فيشربون شربة لا يظمأون بعدها أبداً، ووجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر أو كأضوأ نجم في السماء. قال الشيخ : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أن أبا الفضل بن ناصر حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أن أبا الغنائم بن النرسي حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ أبا عبدالله محمّد بن عليّ العلوي حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ القاضي محمّد بن عبدالله حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ الحسين بن محمّد بن الفرزدق حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ الحسن بن عليّ بن بزيع حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ يحيى بن حسن حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ أبا عبد الرحمن حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ الحارث حصيرة حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ صخر بن الحكم حدّثنی بهذا قال : اشهدوا عَليَّ عند الله أنّ حبّان بن الحارث حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَليَّ عند الله أنّ الربيع بن جميل الضبي حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ مالك بن ضمرة حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أنّ أباذر الغفاري حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَليَّ عند الله أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّثني بهذا قال : اشهدوا عَلَيَّ عند الله أن جبرئيل علیه السلام حدّثني بهذا عن الله جلّ وجهه و تقدست اسماؤه».

ص: 84

طرقه الّتي بعضها في (صحيح مسلم» ؛ فقد أخرج في صحيحه حديث زي-د م-ن طريق سعيد بن مسروق، وأبي حيّان يحيى بن سعيد بن حيّان (1)كلاهما،

ص: 85


1- يحيى بن سعيد بن حيان ، أبو حيان التيمي الكوفي ، من تيم الرباب قال الخريبي : كان الثوري يعظمه ، ويوثقه ، وقال يحيى بن معين، وابن حبّان : ثقة ، وقال العجلي : ثقة مبرّز صاحب سُنّة : توفي سنة خمس سنة خمس وأربعين ومائة . تهذيب الكمال : 323/31 رقم 6832 ، وطبقات ابن سعد : 353/6 ، والتاريخ الكبير : 276/8 ، وأخبار القضاة : 302/2 ، والجرح والتعديل : 149/9 ، وثقات ابن حبّان : 592/7، والتاريخ لابن معين : 645/2 رقم 1449 ، وتاريخ الإسلام: (وفيات سنة 141 - 160) ص : 330.

للثاني عن يزيد بن حيّان (1)عمّ ثانيهما، عن زيد بن أرقم رضی الله عنه قال :

قام فينا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم خطيباً بماء يدعى خُمّاً بين مكّة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثمّ قال: «أمّا بعد ألا أيّها النّاس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وإنّي تارك ثقلين (2)أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به». فحث على كتاب الله، ورغّب فيه، ثمّ قال :

«وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله - ثلاثاً - في أهل بيتي». فقيل لزيد: من أهل بيته، أليس نساؤه من أهل بيته (3)؟ ولكن(4) أهل بيته من حرم الصدقة بعده قيل : ومن هم ؟

قال : هم آل عليّ، وآل عقيل وآل جعفر، وآل عبّاس رضي الله عنهم.

ص: 86


1- يزيد بن حيان التيمي الكوفي ، عم أبي حيان التيمي ، قال النسائي وابن حبان : ثقة من التابعين . تهذيب الكمال : 112/32 رقم 6980 ، والتاريخ الكبير : 324/8 ، والجرح والتعديل : 255/9 ، وتاريخ الإسلام : ( وفيات سنة 101 - 120) ص: 277 وفيه «حبّان» بالباء الموحدة ، وتهذيب التهذيب : 331/11 رقم 619.
2- كذا ورد في المخطوطة والصواب : «فيكم الثقلين».
3- قال القاضي : يعني ان نساءه من أهل مسكنه وليس المراد من أهل البيت في هذا الحديث النساء.
4- كذا ورد في المخطوطة والصواب : «قال» بدل ولكن» ، كما في مسلم.

قيل : كلّ هؤلاء حرم الصدقة ؟.

قال : نعم(1).

ص: 87


1- أخرجه مسلم في صحيحه : ج 4 ص 1874 من طريق سعيد بن مسروق . وأخرجه أيضاً في صحيحه : ج 4 ص 1873 برقم 2408 من طريق أبي حيّان . ورواه الطبراني في الكبير : 183/5) برقم 5028) من طريق أبي حيان ، عن يزيد بن حيّان». ورواه أيضاً في الكبير : 182/5 برقم 5026 وبرقم 5027 من طريق سعيد بن مسروق ، عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم. ورواه أحمد : 366/4 - 367 ، وابن أبي عاصم في السنّة (1150 و 1151 و 1152) ، وورد في ذخائر العقبي : ص 16 ، وجواهر العقدين : ص 232 ، وتفسير آية المودة للخفاجي : ص 65 . ورواه محمد بن سليمان الكوفي في مناقب عليّ بن أبي طالب علیه السلام : ج 2 ص 135 رقم 621 وساق الحديث بمغايرة في بعض الألفاظ. ورواه يعقوب بن سفيان في كتاب المعرفة والتاريخ : ج 1 ص 536 ط 1 ، عن زيد بن أرقم . وقريباً منه رواه السيّد المرشد بالله بسنده عن يزيد بن حيان في باب مناقب أهل البيت علیهم السلام. من ترتيب أماليه : ج 1 ص 149 ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قال : حدثنا أبو الحسين عبدالله ابن محمّد بن الحسين بن عبيد الله بن هارون الدقاق المعروف بابن أخي ميمي قال : حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي إملاءاً قال : حدثني عمّ أبي العباس أحمد بن يسار بن الحسن قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي قال : حدثنا يحيى بن حمّاد قال : حدثنا أبو عوانة ، عن سليمان بن مهران الكاهلي - هو الأعمش - عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما». قلت : يارسول الله ومن أهل بيتك ؟. قال :«آل عليّ ، وآل جعفر، وآل العبّاس، وآل عقيل». وبه قال : وأخبرنا عالياً أحمد بن محمّد بن أحمد بن أحمد بن يعقوب بن عليّ الكاتب المعروف بابن قفرجل بقراءتي عليه قال : أخبرنا جدّي أبو بكر محمّد بن عبدالله بن الفضل بن قفرجل قال : حدثنا محمد بن هارون قال : عبد الأعلى بن حماد النرسي قال : حدثنا قال : حدثنا يحيى بن حمّاد قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان الأعمش، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم«إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». قال : قلنا : ومن أهل بيتك ؟. قال : «آل علىّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل العبّاس». [قال السيّد المرشد بالله ] كأنّما سمعته من ابن أخي ميمي شيخ شيخي في الرواية الأولى ومات ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة في الثامن والعشرين من شعبان تسعين وثلاثمائة قبل مولدي باثنتين وعشرين سنة والله المحمود على مننه. ورواه الحموئي في فرائد السمطين في فضائل المرتضى ، والبتول ، والسبطين علیهم السلام : ج 2 ص 233 رقم 513 قال : أخبرنا الامامان ابن عمي الشيخ الزاهد نظام الدين محمّد بن عليّ ابن المؤيّد الحمويني، والقاضي ظهير الدين محمد بن محمد بن علي البناكتي ثم الاسفراييني رضی الله عنه إجازة بروايتهما، عن والدي شيخ الإسلام سلطان الأولياء سعد الحق والدين محمد بن المؤيد الحمويني رضی الله عنه - قال البناكتي : قراءة عليه بإسفرايين - قال : أنبأنا شيخ الشيوخ عماد الدين عمر ابن شيخ الإسلام نجم الدين أبو الحسن بن محمّد بن حمويه رضی الله عنه، قال : أنبأنا الإمام الأجل قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري ، قال : أنبأنا الشيخ عبدالجبار بن محمد الخواري ، قال : أنبأنا الإمام الحافظ شیخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين [بن] عليّ البيهقي قال : أنبأنا أبو محمّد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة ، قال : حدثنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن دحيم ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري، قال حدثنا جعفر - يعني ابن عون - ويعلى ، عن أبي حيان التيمي ، عن يزيد بن حيّان ، قال : سمعت زيد بن أرقم قال : قام فينا ذات يوم رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : «أمّا بعد أيّها النّاس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه وإنّي تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فاستمسكوا بكتاب الله وخذوا به - فحث على كتاب الله عزّوجلّ ورغب فيه ثمّ قال - وأهل بيتي أذكركم الله فى أهل بيتي ثلاث مرات . فقال له حصين : يازيد من أهل بيته ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال :«بلى انّ نساءه من أهل بيته» ولكن أهل بيته من حرّم [عليهم ] الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال آل عليّ، وآل جعفر، وآل العبّاس، وآل عقيل . [ قال: ] كلّ هؤلاء يحرم [عليهم ] الصدقة ؟ قال : نعم . أقول: انّ أصل حديث الثقلين وبعض خصوصياته روي بنحو التواتر عن زيد بن أرقم بأسانيد مختلفة، ولا يوجد هذا الذيل : بلى ان نساءه من أهل بيته» إلَّا في هذا الطريق الذي ينتهي إلى «أبي حيّان التيمي، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم» . فلو كان لهذا الذيل أصل وواقعية لكان ينبغي أن يذكر في غير هذا الإسناد أيضاً. ولعدم ذكره في المتون والأسانيد الأخر يستشعر أنه من زيادات بعض النواصب وليس له أساس . وان ذكر هذا الذيل بهذا السند معارض بذكر نقيضه وضده بنفس هذا السند مما رواه مسلم في صحيحه يأتي في الهامش رقم 1 ص 98 من هذا الكتاب، فان لم نقل بأرجحية مارواه مسلم أخيراً من أجل تعليله بأمر تقبله الفطرة ، ويؤيده خلو الطرق المتكثرة عن ذكر خلافه فهذا الذيل يسقط عن درجة القبول بسبب التعارض . وقد ألّف صاحب العبقات مجلدين ضخمين حول الحديث . لذا لا يلتفت إلى من قال : «ان نساءه من أهل بيته كما قاله البيهقي فهذا باطل ولا يعتني به عاقل ولبيب . وقد قال في هذا المقام الاستاذ السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله في منظومته السهم الثاقب حيث قال : وأسقط الخصم السقيط في يده *** واستهدف السهم صميم كبده عند انضمام ما أتى من الأثر *** ضمن حديث الثقلين المعتبر ما إن تمسكتم بعترة الهدى *** وبالكتاب لن تضلوا أبدا فمن تراه ترك التمسُّكا*** بهم ففي نهج الضلال سلكا إذ هو فعل واحد أضيفا*** إليهما معاً فلا تحيفا فمحكم الذكر الكتاب المنتقى***وعترة النبیّ لن یفترقا بنصّه الجلیّ یسردا***علی النبیّ صاحب الحوض غدا ورواه البيهقي في كتاب آداب القاضي من السنن الكبرى : ج 10 ص 113 - 114 ، إلى قوله : «ثلاث مرات». ورواه ولكن من غير ذيل ابن المغازلي تحت الرقم : (284) من مناقبه : ص 236 قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إذناً ، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، حدثنا سويد ، حدثنا عليّ بن مسهر، عن أبي حيان التيمي ، حدّثني يزيد بن حيّان قال : سمعت زيد بن أرقم يقول :قام فينا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فخطبنا فقال: «أمّا بعد أيّها النّاس إنّما أنا بشر يوشك أن أدعى فأجيب، وإنّى تارك فيكم الثقلين وهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به - فحت على كتاب الله ورغب فيه ثمّ قال - وأهل ورغب فيه ثمّ قال - وأهل بيتي أذكركم الله فى أهل بيتي . قالها ثلاث مرات. ورواه الدارمي في الحديث : (10) من كتاب فضائل القرآن من سننه : ج 2 ص 431 قال : حدثنا جعفر بن عون ، حدثنا أبو حيّان ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم، قال : قام رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يوماً خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : «يا أيّها النّاس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإنّى تارك فيكم الثقلين : أوَّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به - فحث عليه ورغب فيه ثمّ قال - وأهل بيتي أذكركم الله فى أهل بيتي». ثلاث مرات. والحديث رواه عبد بن حميد الكشي في مسنده : الورق 40 قال : أخبرنا جعفر بن عون ، أنبأنا أبو حيّان التيمي ، عن يزيد بن حيّان ، قال : سمعت زيد بن أرقم يقول : ..... وساق الحديث.

ص: 88

ص: 89

وفي لفظ قيل (1)لزيد : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟

فقال : لا، أيم الله إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثمّ يطلقها فترجع إلى أمها .

وفي رواية غيره إلى أبيها وأمها أهل بيته أهله، وعصبته الّذين حرموا الصدقة بعده(2).

ص: 90


1- القائل هو : حصين بن سبرة . صحيح مسلم : 1873/4 برقم 2408.
2- أخرجه مسلم في صحيحه : ج 4 ص 1874 وقال: حدثنا محمّد بن بكّار بن الريان ، حدثنا حسان - يعني ابن إبراهيم - عن سعيد - وهو ابن مسروق - عن يزيد بن حيّان،عن زيد بن أرقم: قال :دخلنا عليه فقلنا له : لقد رأيت خيراً ، لقد صاحبت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، وصليت خلفه... غیر انّه قال : «ألا وإنّى تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب الله عزّوجلّ، هو حبل الله من اتَّبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة ، وفيه : فقلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا .

وأخرجه مسلم أيضاً(1)، وكذا النسائي باللفظ الأوّل، وأحمد، والدارمي في«مسنديهما»، وابن خزيمة في «صحيحه»، وآخرون كلهم من حديث أبي حيّان التيمي يحيى بن سعيد بن حيّان، عن يزيد بن حيّان .

وأخرجه الحاكم في «المستدرك» من حديث الأعمش، عن حبيب ب-ن أب-ي ثابت، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ، عن زيد بن أرقم رضی الله عنه ولفظه :

لمّا رجع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم من حجّة الوداع ، ونزل غدیر خُم مرَّ بدوحات، فَقمَّتْ، ثم قام فقال :

«كأنّی دُعيت فأجبت، إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عزّوجلّ، وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض». ثمّ قال : «انّ الله عزّوجلّ ،مولاي، وأنا مولى كلّ مؤمن»(2).

ص: 91


1- أخرجه مسلم في صحيحه : 1874/4
2- أخرجه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 109 طبعة دار المعرفة . ورواه الذهبي في التلخيص. ورواه الطبراني في الكبير : 166/5 برقم 4969 ، وابن أبي عاصم في السنّة : (1555) وورد في جواهر العقدين : ص 233. ورواه النسائي في الحديث : (73) من كتاب خصائص أمير المؤمنين علیه السلام: ص 93 ط الغري، وفي ط مصر، ص 36 ط 1 قال : أخبرنا محمّد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن حمّاد، قال : أخبرنا أبو عوانة عوانة ، عن سليمان ، قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل : عن زيد ابن أرقم قال : لمّا رجع النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم من حجّة الوداع ونزل غدير خُمّ أمر بدوحات فقممن ثمّ قال : «كأنّى دعيت فأجبت ، وإنّى تارك فيكم الثقلين : أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض» . ثمّ قال : «انّ الله مولاي وأنا وليّ كلّ مؤمن» . ثمّ إنّه أخذ بيد عليّ رضی الله عنه فقال: «من كنت وليه فهذا وليه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه». [قال أبو الطفيل] : فقلت لزيد [أنت] سمعته من رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ؟ قال : ما كان في الدوحات أحدٌ إِلَّا رآه بعينيه ، وسمعه سمعه بأذنيه . ورواه النسائي في سننه ج 45/5 : 8148 ح 12 من فضائل عليّ علیه السلام ، ورواه عنه ابن كثير البداية والنهاية : 360/7. ورواه البلاذري تحت الرقم : (46) من ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب أنساب الأشراف : ج 1 ص 315 ، قال : حدثنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الرقاشي ، حدثنا يحيى بن حمّاد ، حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عامر بن واثلة أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم .... وساق الحديث كما في حديث النسائي في الخصائص مع بعض المغايرة في الألفاظ. ورواه يعقوب بن سفيان في كتابه المعرفة والتاريخ : ج 1 ص 537 وقال : حدّثني أحمد بن يحيى | التجيبي المصري | قال : حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال : حدّثني أبي ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم ، عن نبيّ الله صلى الله عليه و اله و سلم قال : «إنّي تركت فيكم الثقلين كتاب الله عزّوجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فانّهما لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض».

ومن حديث سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الطفيل أيضاً بلفظ: نزل رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم بين مكّة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام ، فكنس النّاس ما تحت السمرات، ثمّ راح رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم عشية فصلَّى ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد الله عزّوجلّ، وأثنى عليه، وذكر ووعظ، فقال ما شاء الله أن يقول ، ثمّ قال : ««أيّها النّاس، إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما وهما : كتاب الله،

ص: 92

وأهل بيتي عترتي»(1).

ومن حديث أبي الضحى مسلم بن صبيح ، عن زيد بن أرقم مقتصراً على قوله:«إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله، وأهل بيتي وإنهما لم يتفرقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض»(2).

ص: 93


1- أخرجه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 109 . واقره الذهبي في التلخيص . ورواه ابن عساکر في تاريخ دمشق : ج 2 ص 36 رقم 536 ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام قال : أنبأنا أبو يعلى الموصلي، أنبأنا الأزرق بن عليّ ، أنبأنا حسان بن إبراهيم ، أنبأنا محمد بن سلمة ، عن أبيه ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، أنه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين مكّة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام فكنس النّاس ما تحت السمرات ، ثم راح رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و فصلى ثمّ قام خطيباً ما شاء الله أن يقول ، ثمّ قال : «يا أيها النّاس إنّى تارك فيكم أمرين لن تضلوا إذا اتبعتموها كتاب الله، وأهل عترتى . ثمّ قال: «أتعلمون أنّى أولى بالمؤمنين من أنفسهم» [قاله ] ثلاث مرات فقال النّاس : نعم .فقال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: « من كنت مولاه فان عليّاً مولاه».
2- رواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 142 رقم 436 وقال : أنبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمد بن عليّ بن أبي الغنائم ، والإمام سديد الدين يوسف ابن عليّ بن المطهر الحلّيان فيما كتبا إليَّ رحمة الله عليهما قالا : أنبأنا الشيخ مهذب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردّة النيلي الله بروايته ، عن محمد بن الحسين بن علي بن بن علي بن محمد بن عبد الصمد، عن والده ، عن جده محمّد ، عن أبيه أبيه ، عن ، عن جماعة منهم : السيد أبو البركات على بن الحسين الجوري العلوي ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن على المعمري، والفقيه أبو جعفر محمد ابن إبراهيم القائني ، قالوا : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه الله [وهو الشيخ الصدوق]. قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا العبّاس بن الفضل المقرئ ، قال : حدثنا محمد بن على بن منصور ، قال : حدثنا عمرو بن عون، قال حدثنا خالد، عن الحسن بن عبيد الله ا عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله - وعترتي، وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض» ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : ج 1 ص 536 وقال : حدثنا يحيى | يحيى بن يحيى بن بكر التميمي | قال : حدثنا جرير ، عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال : قال النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم : «إنّي تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عزّوجلّ، وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض». وأورد ابن عساكر في تاريخ دمشق : 42/2 رقم 543 ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام : قال : أخبرنا أبو عبدالله الخلال، أنبأنا أبو طاهر بن محمود، أنبأنا أبو بكر بن المقرىء ، أنبأنا أبو عروبة الحراني ، أنبأنا إسماعيل بن موسى ابن بنت السدي، أنبأنا تليد بن سليمان ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، قال : سمعت النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم قال : «من قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه». أقول: عندما ذكر صاحب فرائد السمطين : ج 2 ص 142 رقم 436 الحديث عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم سقط جزء من الحديث من القلم وهو «من كنت مولاه فعلي مولاه ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب الله ص 19 رقم 25 قال : أخبرنا أبو طالب محمّد بن طالب محمّد بن أحمد بن عثمان قال : حدثنا أبو الحسين عبيدالله بن أحمد بن البواب قال : حدثنا محمد بن محمد بن سليمان، حدثنا وهبان قال : أخبرنا خالد بن عبدالله ، عن الحسن بن عبدالله | عبيد الله | عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كنت وليه فعليّ وليه - أو مولاه». ورواه الصدوق في كمال الدين : ج 1 ص 234 رقم 44 وقال: القطان، عن العبّاس بن الفضل ، عن محمّد بن عليّ بن منصور عن عمرو بن عون، عن خالد، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم .... وساق الحديث. وكذلك رواه المجلسي في بحار الأنوار: ج 23 ص 133 رقم 69 133 رقم 69 وص 136 رقم 77 .

وقال عقب كلّ من الطرق الثلاثة : إنّه صحيح على شرط الشيخين ولم

يخرجاه(1).

وكذا أخرجه من طريق يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم ووافقه على تخريج

ص: 94


1- مستدرك الحاكم : ج 3 ص 109 و 148 .

هذه الطبراني في «الكبير»، وفيها وصف ذلك اليوم بأنّه ما أتى علينا يوم كان أشد حراً منه(1).

وأخرجه الطبراني أيضاً حديث حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل عن زيد،

من وفيه من الزيادة عقب قوله : «وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض، سألت ربي ذلك لهما ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم»(2).

وفي الباب عن جابر ، وحذيفة بن أسيد، وخزيمة بن ثابت، وزيد بن ثابت

ص: 95


1- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 5 ص 171 برقم 4986 وقال : حدثنا علي بن عبدالعزيز ، حدثنا أبو نعيم، حدثنا كامل أبو العلاء قال سمعت حبيب بن أبي ثابت يحدث عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم قال : خرجنا مع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم حتّى انتهينا إلى غدير خُمّ أمر بدوح فكسح في يوم ما أتى علينا يوم أشد حراً منه ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : «يا أيها الناس إنّه لم يبعث نبي قط إلا عاش نصف ما عاش الذي كان قبله ، وإني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنّي تارك فيكم ما لن تضلوا بعده كتاب الله ثمّ قام وأخذ بيد علي علیه السلام فقال: «يا أيّها النّاس من أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : «من كنت مولاه فعلی مولاه». ورواه ابن عديّ في الكامل : ج 6 ص 82 قال : حدثنا ابن ذريح 6 ص 82 قال : حدثنا ابن ذريح، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا الفضل بن دكين، عن كامل أبي العلاء عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة ، عن زيد بن أرقم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعليّ يوم غدير خُمّ: «من كنت مولاه فعلی مولاه».ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 2 ص 41 ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، أنبأنا إسحاق بن الحسن الحربي، أنبأنا أبو نعيم الفضل بن دكين، أنبأنا كامل أبو العلاء ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عين يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقم ، أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قال لعليّ يوم غدير خُمّ :«من كنت مولاه فعليّ مولاه».
2- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 3 ص 66 برقم 2681 و ج 5 ص 166 برقم 4971 ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 164 ، وجواهر العقدين : ص 233.

وسهل بن سعد، وضمرة، وعامر بن ليلى وعبدالرحمن بن عوف، وعبدالله بن عبّاس، وعبدالله بن عمر، وعديّ بن حاتم، وعقبة بن عامر، وعليّ بن أبي طالب، وأبي ذر ، وأبي رافع ، وأبي شريح الخزاعي ، وأبي قدامة الأنصاري، وأبي هريرة ، وأبي الهيثم بن التيهان ، ورجال من قريش، وأمّ سلمة، وأمّ هانىء ابنة أبي طالب، الصحابة رضي الله عنهم أجمعين(1).

فأمّا حديث جابر فرواه الترمذي في «جامعه» من طريق زي-د ب-ن الحسن

الأنماطي، عن جعفر بن ، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول :

«أيّها الناس إنِّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي». وقال الترمذي بعده : إنّه حسن غريب (2).

ص: 96


1- وكذا عددهم السمهودي في كتابه جواهر العقدين : ص 234 .
2- أخرجه الترمذي في سننه : ج 5 ص 662 برقم 3786 . ورواه الطبراني في الكبير : ج 3 ص 66 برقم 2680 ورواه الصدوق في كمال الدين : ج 1 ص 236 رقم 53 وقال : الحسن بن عليّ بن شعيب، عن عيسى بن محمد العلوي، عن الحسين بن الحسن الحميري بالكوفة ، عن الحسن بن الحسين العرني ، عن عمرو بن جميع ، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه علیهما السلام قال : أتيت جابر بن عبد الله فقلت : أخبرنا عن حجّة الوداع ، فذكر الله حديثاً طويلاً، ثمّ قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم:«إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : كتاب الله عزّوجلّ وعترتي أهل بيتي - ثم قال - اللهمّ اشهد ثلاثاً». وأورده عن الصدوق، المجلسي في بحار الأنوار: ج 23 ص133. وأورده الصفار في بصائر الدرجات وقال: محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن القلانسي [ هو خالد بن ماد ] عن رجل ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري . وساق الحديث مع بعض المغايرة في الألفاظ . ورواه عن الصفار المجلسي في بحار الأنوار: 140/23 رقم 89 ورواه أيضاً المجلسي عن الصفار في بحار الأنوار : 140/23 رقم 91 وقال : عليّ بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود ، عن يحيى بن أديم (آدم) ، عن شريك ، عن جابر قال : قال أبو جعفر علیه السلام : دعا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أصحابه بمنى فقال: «يا أيّها النّاس إنّى تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض». ثمّ قال: «أيّها النّاس إنّي تارك فيكم حرمات الله : كتاب الله وعترتي ، والكعبة البيت الحرام». ثمّ قال أبو جعفر علیه السلام: أمّا كتاب الله فحرفوا وأمّا الكعبة فهدموا ، وأمّا العترة فقتلوا ، وكلّ ودائع الله فقد تبروا .

ورواه أبو العبّاس بن عقدة في «الموالاة» من طريق يونس بن عبدالله بن أبي فروة ، عن أبي جعفر محمّد بن علىّ، عن جابر رضی الله عنه.

قال : كنّا مع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم في حجّة الوداع ، فلمّا رجع إلى الجحفة أمر بشجرات فقُمَّ ما تحتهن، ثمّ خطب النّاس فقال:

«أما بعد أيّها النّاس فإنّي لا أراني إلَّا موشكاً أن أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فما أنتم قائلون؟».

قالوا نشهد أنّك بلّغت ونصحت وأدّيت .

قال: «إنّي لكم فرط، وأنتم واردون عَلَيَّ الحوض ، وإنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب الله ، وعترتي»(1).

ص: 97


1- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص .235 قال بعض المحققين المتأخرين : وقد أخرج حديث جابر بن عبدالله الانصاري جماعة من الحفاظ منهم : أبو بكر ابن أبي شيبة العبسي ، ونصر الوشاء ، والترمذي صاحب الصحيح ، ومحمدّ بن عليّ الحكيم الترمذي والنسائي صاحب السنن ، وأبو العبّاس ابن عقدة، ومحمّد بن سليمان البغدادي ، والخطيب البغدادي ، وأبو بكر البغوي وابن الأثير الجزري، والخطيب التبريزي وأبو الحجاج المزي، والحسن بن محمد الطيبي، ومحمد بن المظفر الخلخالي، ومحمد بن يوسف الزرندي ، وابن كثير الدمشقي، ومحمد بن محمّد الحافظ البخاري، وشهاب الدين الدولت آبادي ، وجلال الدين السيوطي، ونور الدين السمهودي ، وعلي القاري الهندي ، وأحمد بن باكثير ، وشهاب الدين الخفاجي ، وحسام الدين السهارنفوري ، والميرزا محمّد البدخشاني ، ومحمد مبين اللكهنوي ، والميرزا حسن عليّ المحدث اللكهنوي ، والشيخ سليمان القندوزي والصديق حسن خان القنوجي.

وأمّا حديث حذيفة بن أسيد الغفاري فرواه الطبراني في «معجمه الكبير» من طريق سلمة بن كهيل ، عن أبي الطفيل عنه أو زيد بن أرقم رضي الله عنهما قال : لمّا صدر رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم من حجّة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ثمّ بعث إليهن فقُمَّ ما تحتهن من الشوك وعهد (1)إليهن فصلى تحتهن ثمّ قام فقال :

«أيّها النّاس إنّي قد نبأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمر نبيّ إلَّا نصف عمر الّذي يليه من قبله وانّي لاظن أنّي يوشك أن أدعى فأجيب، وانّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون».

قالوا نشهد أنّك قد بلّغت وجهدت، ونصحت، فجزاك الله خيراً .

فقال: «أليس تشهدون أن لا إله إلَّا الله ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ جنته حقّ، وناره حقّ، وأنّ الموت حقّ ، وأنّ البعث حقّ بعد الموت، وأنّ الساعة آتية لاريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور» ؟

قالوا : بلى نشهد بذلك .

قال : «اللهمّ اشهد»، ثمّ قال :

«أيّها النّاس إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم،

فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا - اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه».

ص: 98


1- في المعجم الكبير : و عمد».

ثمّ قال: «أيّها النّاس إنّي فرطكم (1)وإنّكم واردون عَلَيَّ الحوض، حوض أعرض مابين بُصرى إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإنّي سائلكم حين تردون عَلَيَّ عن الثقلين فانظروني كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عزّوجلّ سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا وعترتي أهل بيتي فإنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنّهما لن ينقضيا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض»(2).

ومن هذا الوجه أورده الضياء في «المختارة» ورواه أبو نعيم في «الحلية»(3)،

ص: 99


1- الفرط : هو الّذي يتقدم القوم ليصلح لهم أحواض الماء ، ويهيئ لهم الماء ليشربوا منه .
2- أخرجه الطبراني في الكبير : 179/3 برقم 3049 وقال : حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا محمّد بن جعفر ، حدثنا شعبة، عن بن كهيل، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم أو حذيفة بن أسيد أنّ النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم قال : «من كنت مولاه فعلی مولاه» ورواه أحمد في مسنده : 372/4 قال : حدثنا محمّد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن ميمون أبي عبدالله قال : كنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل من أقصى الفسطاس فسأله عن داء فقال : إنّ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم قال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه»، قال ميمون : فحدّثني بعض القوم عن زيد أنّ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم قال : «اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه». ورواه أيضاً فى المناقب : ص 54 برقم 82. وفيه زيادة فقال سعيد بن جبير : وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عبّاس ، قال محمّد [ محمّد بن جعفر ] اظنه قال : فكتمه . [ والضمير في اظنه وقال يرجع إلى شعبة وفي : فكتمه يرجع إلى زيد بن أرقم]. ورواه الترمذى بهذا الاسناد 633/5 رقم 3713 وقال : هذا حديث حسن صحيح. وأورده ابن كثير في البداية والنهاية : 348/7 عن غُندر محمّد بن جعفر) بهذا بالاسناد . في بلوغ الاماني : 125/23 . وأخرجه القاضي المحاملي في أماليه : ج 1 ق 75/أ عن محمّد بن الوليد البسري ، ع--ن محمّد ابن جعفر إلى قوله : عن ابن عبّاس.
3- حلية الأولياء : 355/1 .

وغيره من حديث زيد بن الحسن الأنماطي، عن معروف بن خربوذ: عن أبي الطفيل ، عن حذيفة وحده به (1).

وأمّا حديث خزيمة فهو عند ابن عقدة من طريق محمّد بن كثير ، عن فطر، وأبي الجارود كلاهما ، عن أبي الطفيل : أنّ عليّاً رضی الله عنه ،قام ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :

ص: 100


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 3/ 67 برقم 2683 ، وص 180 برقم 3052 قال : حدثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي ، وزكريّا بن يحيى الساجي قالا حدثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، وحدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، قالا : حدثنا زيد بن الحسن الانماطي ، حدثنا معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل حذيفة بن أسيد الغفارى أسيد الغفاري .... وساق الحديث مع اختلاف يسير. وورد في مجمع الزوائد : 165/9 و 363/10 ، وجواهر العقدين : ص 235. رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 2 ص 45 رقم 547 في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام وساق الحديث الّذي ذكره السخاوي. ورواه في آخر كتاب الحج من منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد : ج 2 ص 390 ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 274 رقم 539 .... وساق الحديث. ورواه صاحب كتاب سير الصحابة كما في الحديث : (19) من الباب (28) من كتاب غاية المرام : ص 214. ورواه الشيخ الصدوق بأسانيد في الحديث : (98) من باب الاثنين من كتاب الخصال : ص 66. وقريباً من هذه الخطبة رواها ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : ص 510 . وقال بعض المحققين المتتبعين : وقد روى حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضی الله عنه الجماعة منهم : نصر بن علي الجهضمي ، وأبو عيسى الترمذي ، والحكيم الترمذي ، وأبو العباس بن عقدة ، وأبو القاسم الطبراني ، وأبو الطبراني ، وأبو نعیم الاصبهاني ، وأبو القاسم ابن عساكر ، وأبو موسى المديني ، وأبو الفتوح العجلي ، وعلي بن محمد ابن الأثير ، والضياء المقدسي ، وإبراهيم الحموئي ، وابن كثير الدمشقي ، ومحمد بن محمد البخاري ، ونور الدين السمهودي ، وعطاء الله الشيرازي ، وأحمد بن الفضل ، والشيخاني القادري ، ومحمّد صدر العالم .

أنشد الله من شهد يوم خُمّ إِلَّا قام، ولا يقوم رجل يقول : نبئت أو بلغني ، إلَّا رجل سمعت أذناه ، ووعاه قلبه، فقام سبعة عشر رجلاً منهم :

خزيمة بن ثابت وسهل بن سعد، وعدّي بن حاتم ، وعقبة بن عامر، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري، وأبو شريح الخزاعي، وأبو قدامة الأنصاري. وأبو ليلى، وأبو الهيثم بن التيهان، ورجال من قريش.

فقال رضی اله عنه وعنهم : هاتوا ما سمعتم .

فقالوا نشهد : أنَّا قد أقبلنا مع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم من حجّة الوداع، حتّى إذا كان الظهر خرج رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم، فأمر بشجرات فسدين، وألقى عليهن ثوب، ثمّ نادى رسول بالصلاة فخرجنا ، فصلينا ثمّ قام فحمد الله ، وأثنى عليه .

ثمّ قال: «أيّها النّاس، ما أنتم قائلون ؟

:قالوا قد بلغت.

قال : «اللهمّ اشهد ثلاث مرات .

قال: «إنّي أوشك أن أدعى فأجيب وإنّي مسؤول ، وأنتم مسؤولون»، ثمّ قال : ألا إنّ دماءكم وأموالكم حرام كحرمة يومكم هذا، وحرمة شهركم هذا، أوصيكم بالنساء ، أوصيكم بالجار، أوصيكم بالمماليك ، أوصيكم بالعدل والإحسان»، ثمّ قال: «أيّها النّاس، إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي، فإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض نبأني بذلك اللطيف الخبير».

وذكر الحديث في قوله صلى الله عليه و اله و سلم : «من كنت مولاه فعليّ مولاه».

فقال علىّ رضی الله عنه صدقتم ، وأنا على ذلك من الشاهدين(1).

ص: 101


1- أخرجه أحمد في مسنده : 370/4 وقال : حدثنا حسين بن محمد، وأبو نعيم المعنى قالا حدثنا فطر ، عن أبي الطفيل قال : جمع على رضي الله تعالى عنه ، النّاس في الرحبة ثمّ قال لهم : أنشد الله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول يوم غدير خُمّ ماسمع لما قام ، فقام ثلاثون من النّاس، وقال أبو نعيم : فقام ناس كثير فشهدوا حين بيده فقال للنّاس : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال : «من كنت مولاه فهذا ،مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» قال : خرجت وكأن في نفسي شيئاً فلقيت زيد بن أرقم فقلت له : إنّي سمعت عليّاً رضي الله تعالى عنه يقول كذا وكذا قال : فما تنكر قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى : ص 67. وروى السيوطي في جمع الجوامع : 155/2 عن الحافظ الدارقطني في الافراد حديث مناشدة عليّ علیه السلام بحديث الغدير وفي آخره: فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا ، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا . وأخرجه ابن حبان في صحيحه : ج 15 ص 375 رقم 6931 ط مؤسسة الرسالة المحققة قال : أخبرنا عبدالله بن محمّد الأزدى ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو نعيم، ويحيى بن آدم ، قالا : حدثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ..... وفيه : فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوه يقول : «ألستم تعلمون أنّى أولى النّاس بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا : بلى يارسول الله ، قال : «من كنت مولاه فإنّ هذا ،مولاه ، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فخرجت وفي نفسي من ذلك ( شئ ، فلقيت زيد بن أرقم ، فذكرت ذلك له ، فقال : قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. قال أبو نعيم : فقلت لفطر : كم بين هذا القول وبين موته ؟ قال : مائة يوم . قال: أبو حاتم يريد به موت على بن أبي طالب علیه السلام. وقال ابن حجر في الإصابة : ج 7 ص 330 رقم 10410 - ط الجديدة لدار الجيل بيروت - وج 4 ص 159 رقم 926 الطبعة القديمة مع الاستيعاب لابن عبدالبر في ترجمة أبي ق--دام-ة الأنصاري : ذكره أبو العباس ابن عقدة في كتاب «الموالاة» الذي جمع فيه طرق حديث : «من مولاه فعلي مولاه» فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير ، عن فطر ، عن أبي الطفيل ، قال : كنا عند عليّ فقال : أنشد الله من شهد يوم غدير خُمّ فقام سبعة عشر رجلاً منهم أبو قدامة الأنصاري ، فشهدوا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك. وكذلك رواه ابن الأثير في أسد الغابة : ج 5 ص 375 في ترجمة أبي قدامة الأنصاري وقال : أخبرنا أبو موسى إذناً ، أخبرنا الشريف أبو محمّد حمزة بن العباس العلوي ، أخبرنا أحمد بن الفضل الباطرقاني، أخبرنا أبو مسلم بن شهدل ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ، حدثنا محمّد بن مفضل بن إبراهيم الأشعري ، أخبرنا رجاء بن عبدالله ، أخبرنا محمّد بن كثير ، عن فطر ، وأبي الجارود، عن أبي الطفيل قال : كنا عند عليّ رضی الله عنه فقال : انشد الله تعالى من شهد يوم غدير خُمّ إِلَّا قام ، فقام سبعة عشر رجلاً منهم أبو قدامة الأنصاري ، فقالوا : نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم من حجّة الوداع ، حتّى إذا كان الظهر خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بشجرات فشددن وألقى عليهن ثوب، ثمّ نادى الصلاة، فخرجنا فصلينا ثمّ قام فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثمّ قال: «يا أيها النّاس اتعلمون ان الله عزّوجلّ ،مولاي، وأنا مولى المؤمنين وأنى أولى بكم من أنفسكم ؟ - يقول ذلك مراراً - قلنا : نعم وهو آخذ بيدك يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ثلاث مرات . أقول : قال ابن الأثير فى أسد الغابة : 276/5 : قتل أبو قدامة بصفين مع عليّ ورواه النسائي في خصائص أمير المؤمنين علیه السلام في الحديث : (93) ص 173 ط 1 قال : أخبرني هارون بن عبد الله البغدادي الحمّال | توفي سنة 243 ووثقه ابن حبّان ج 239/9 ، وهو حنبلي قال : حدثنا مصعب بن المقدام قال : حدثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل . وأخبرنا أبو داود [ سلیمان بن سيف الحراني] قال : حدثنا محمّد بن سليمان ، قال : حدثنا فطر : عن أبي | الطفيل عامر بن واثلة قال : جمع عليّ النّاس في الرحبة فقال : أنشد بالله كلّ امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في غدير خُمّ ما سمع ، فقام أناس من النّاس فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خُمّ : ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ وهو قائم ، ثمّ أخذ بيد علي فقال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه». قال أبو الطفيل : فخرجت وفي نفسي منه شئ ! فلقيت زيد بن أرقم فأخبرته فقال : وما تنكر ؟ أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال النسائي : واللفظ لأبي داود ورواه أيضاً البزّار في مسنده ده : ج 2 ص 133 برقم 492 قال: حدثنا يوسف بن موسى القطان، ومحمّد بن عثمان بن كرامة - واللفظ ليوسف - قالا : أنبأنا عبید الله بن موسى قال : أنبأنا فطر : عن أبي الطفيل قال : سمعت عليّاً وهو ينشد النّاس في الرحبة : أنشد الله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خُمّ ما قال إلَّا قام فقام [في المسند »الإمام فقال»]ناس من النّاس فشهدوا أنّا رأينا رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم أخذ بيد عليّ وهو يقول : ألست أولى بالمسلمين - كذا في المطبوع - من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يارسول الله قال : «من كنت مولاه | فعليّ مولاه - غير موجودة في المسند|، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه». ثمّ قال البزّار : وهذا الحديث قد روي عن عليّ من غير وجه ، ورواه فطر، عن أبي الطفيل،عن عليّ ، ورواه معروف بن خربوذ. وأورده ابن حجر العسقلاني في مختصر زوائد مسند البزار ج 2 ص 301 برقم 1900 ومسند البزّار 34/3 رقم 786 . قال : حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن فطر بن خليفة ، عن أبي إسحاق ، عن عمر و ذي مُرٌّ ، وسعيد بن وهب ، وزيد بن يُثيع ، قالوا : سمعنا عليّاً يقول : نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول يوم غدير خمٌ ما قال لمّا قام ؟ فقام ثلاثة عشر رجلاً ، فشهدوا أنّ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم قال :«ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : فأخذ بيد علىّ فقال :«من كنت مولاه فهذا ،مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه، وابغض من ابغضه ، وانصر من نصره، واخذل خذله». قال البزّار : رجال هذا الإسناد ثقات. وقال ابن حجر: ولكنهم شيعة ، وما أدري ما أقول. ورواه ابن كثير في البداية والنهاية : ج 7 ص 359 قال : قال الإمام أحمد : حدثنا حسين بن محمّد ، وأبو نعيم المعنى قالا حدثنا ،فطر ، عن أبي الطفيل قال : جمع عليّ النّاس .... وساق الحديث. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 2 ص 6 رقم 504 ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام قال : أخبرنا أبو غالب بن البناء، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النرسى ، أنبأنا أبو القاسم موسى بن عبدالله السراج، أنبأنا عبدالله بن أبي داود، أنبأنا محمّد عثمان العجلي ، أنبأنا عبيدة : عن فطر، عن أبي الطفيل، قال : سمعت عليّاً وهو ينشد النّاس في الرحبة : أنشد الله امرءاً سمع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم يقول لي يوم غدير خُمّ ماقال إلاّ قام ، فقام ناس من النّاس فشهدوا أنّا رأينا رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم أخذ بيد علي وهو يقول: «اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه». قال أبو الطفيل فخرجت وفي نفسي ...وأخرجه أيضاً ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 2 ص 7 رقم 505 في ترجمة عليّ علیه السلام قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو عليّ التميمي، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، أنبأنا أب-و عبدالرحمن الشيباني ، حدثني أبي ، أنبأنا حسين بن محمد ، وأبو نعيم المعنى قالا : أنبأنا فطر عن ابى أبي الطفيل قال : جمع عليّ ... وساق الحديث . أقول: أخرج كذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 2 ص 18 رقم 515 في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام الطرق أخرى وقع فيها «فطر بن خليفة» وإليك نصها: قال ابن عساکر: أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو عمر الفارسي، أنبأنا أبو العبّاس ابن عقدة ، أنبأنا الحسن بن عليّ بن عفان ، أنبأنا عبيدالله، عن فطر: عن أبي إسحاق، عن عمر و ذي مرّ ، وسعيد بن وهب ، وعن زيد بن يشيع ، قالوا : سمعنا عليّاً يقول في الرحبة : أنشد الله من سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خُمّ ما قال إلَّا قام ، فقام ثلاثة عشر فشهدوا أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم [قال]: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ؟ قالوا : بلى يارسول الله، فأخذ بيد علىّ فقال : «من كنت مولاه فهذا ،مولاه اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله». قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث : يا أبا بكر أي اشياخ هم ؟. وكذلك أخرج له ابن عساکر بسند آخر وقع فيه «فطر بن خليفه» وقال: أخبرنا أبو صالح عبدالصمد بن عبدالرحمن ، وأبو بكر محمد بن شجاع ، قالا : أنبأنا رزق الله ابن عبدالوهاب، قالا أنبأنا أحمد بن محمد بن المتيم ، أنبأنا أبو العباس ابن عقدة ، ، أنبأنا أبو الحسين بن عبدالرحمن الأزدي ، أنبأنا أبي، أنبأنا عبد النور بن عبدالله قال : وأنبأنا سليمان بن قرم، وهارون بن سعد ، وسعيد بن دينار، وفطر بن خليفة: عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب ، وعمرو ذي مرّ ، وزيد بن يُتَيع أن عليّاً قال في الرحبة :أنشد الله كلِّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم یوم غدير خُمّ يقول ما قال إلَّا قام، قال : فقام ثلاثة يوم عشر رجلاً ستة من جانب وسبعة من جانب - وقال هارون : إثنا عشر رجلاً ..... وساق الحديث وكذلك أخرج له ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 2 ص 43 رقم 546 في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام وقال: أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمّد بن عبد الله ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن موسى ، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، أنبأنا الحسن بن عليّ ابن بزيع ، أنبأنا إسماعيل بن صبيح ، أنبأنا خباب بن أنبأنا خباب بن نسطاس، عن فطر بن خليفة الخياط. عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لعليّ : «من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه وأحب من أحبّه ، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله». ورواه في مجمع الزوائد : ج 9 ص 105 وقال : رواه البزّار | عن يوسف بن موسى، عن عبیدالله بن موسى عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر .... | ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة ، وهو ثقة ، وقال في هامشه : قال ابن حجر : وفطر أخرج له البخاري أيضاً. أقول ما بين المعقوفين زيادة أخذناها من مسند البزّار : ح 786 وكشف الاستار : ح 2542 وقد أخرج حديث خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين جماعة منهم : أبو العباس ابن عقدة ، ونور الدين السمهودي ، وأحمد بن الفضل ابن باكثير، والشيخ سليمان القندوزي.

ص: 102

ص: 103

ص: 104

ص: 105

وأما حديث زيد : فرواه أحمد في مسنده» ، ولفظه : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم :«إنّى تارك فيكم خليفتين كتاب الله عزّوجلّ حبل ممدود مابين السماء

والأرض ، وعترتي أهل بيتي وإنّهما لم يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض».(1).

ص: 106


1- أخرجه أحمد في المسند : ج 5 ص 181 - 182 قال : حدثنا الأسود بن عامر ، حدثنا شريك ، عن الركين عن القاسم بن حسان، عن زيد بن، ثابت ..... وساق الحديث. وفي ص : 189 من المسند ج 5 ، عن أبي أحمد الزبيري ، عن شريك بلفظ : «إنّى تارك فيكم خليفتين كتاب الله وأهل بيتي وإنّهما لن يتفرّقا حتى يردا عَلَى الحوض جميعاً». وأخرجه أيضاً فى كتاب الفضائل باب فضائل الحسن والحسين علیهما السلام تحت رقم (1403) ص 786 قال : حدثنا أبو عمرو محمّد بن محمود الإصبهاني جار أبي بكر بن داود، أنبأنا عليّ بن خشرم المروزي ، أنبأنا الفضل ، عن شريك يعني عن الركين ، عن القاسم بن حسّان : عن زيد بن ثابت، قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم :«إنّي قد تركت فيكم خليفتين كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما يردان على الحوض» وأورده في مجمع الزوائد : ج 9 ص 163 وقال : رواه أحمد واسناده جيد . وأخرجه الطبراني في الكبير : 170/5 برقم 4921 بطريقين عن شريك ، وبرقم 4922 أيضاً من طريق ابن أبي شيبة عن الحفري ، عن شريك ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : ج 1 ص 537 وقال : حدثنا عبيد الله قال : أخبرنا شريك ، عن الركين ، عن قاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّي تارك فيكم خليفتي : كتاب الله عزّوجلّ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرّقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض». ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 144 قال: أنبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن أبي الغنائم ، والإمام سديد الدين يوسف ابن عليّ بن المطهر الحليّان فيما كتبا إليَّ رحمة الله عليهما :قالا : أنبأنا الشيخ مهذب الدين الحسين ابن أبي الفرج بن ردّة النيلي رحمه الله بروايته عن محمّد بن الحسين بن عليّ بن محمّد بن عبد الصمد، عن والده ، عن جدّه محمّد ، عن أبيه ، عن جماعة منهم : السيّد أبو البركات على بن الحسين الجوري العلوي ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن علىّ المعمري، والفقيه أبو جعفر محمّد ابن إبراهيم القائني ، قالوا : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه الله [ هو الشيخ الصدوق } قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن سعيد الجوهري أبو محمد قال : حدثنا عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شريك ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان : عن زيد بن ثابت قال : قال النبي صلی الله علیه و آله و سلم :«إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزّوجلّ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يتفرّقا حتى يردا عَلَيَّ الحوض» أقول : قد نبه الشيخ محمد باقر المحمودي حفظه الله تعالى في تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام : ج 2 في حاشية ص 34 قال : ذكر ابن أبى الحديد في شرح الحديد في شرح المختارة : (34) من نهج البلاغة : ج 1 ص 209 ط مصر 1: مناشدة عن شريك بن عبدالله النخعي الكوفي ، ولكن لم يذكر الراوي الّذي كان حاضراً عندما نشد أمير المؤمنين علیه السلام النّاس ومن أجله نذكره تتميماً للفائدة قال : روى عثمان بن سعيد | عثمان بن سعيد بن مرّة القرشي أبو عبد الله المكفوف ، جار أبي غسان النهدي . وثقه ابن حبّان | عن شريك بن عبد الله قال : لمّا بلغ عليّاً علیه السلام أنّ النّاس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم و تفضيله اياه على النّاس قال : أنشد الله من بقى ممن لقى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وسمع مقاله في يوم غدير خُمّ إلَّا قام فشهد بما سمع ، فقام ستة ممن عن يمينه ، .... وساق .الحديث ، سبق وان ذكرناه عن فطر بن خليفة فراجعه وفي تاريخ دمشق لابن عساکر : ج 2 ص 28 - 29 ان شريك يروي عن حنش وروى عنه عثمان بن أبي شيبة [ أبو بكر ابن أبي شيبة | فالظاهر ان الحديث المروي في شرح نهج البلاغة هو : شريك بن عبدالله ، عن حنش ، عن رباح بن الحارث :أقول: وقد روى حديث زيد بن ثابت جماعة منهم : الركين بن الربيع الفزاري ، ومحمّد بن إسحاق ، وشريك القاضي ، وأبو أحمد الزبيري ، وأسود ابن عامر الشامي،وأحمد بن حنبل ، وعبد بن حميد الكشي ، وأحمد بن عمرو الشيباني وعبدالله بن أحمد بن حنبل ، وأبو جعفر الطبري، وأبو بكر ابن الأنباري ، وأبو القاسم الطبراني ، وأبو منصور الأزهري ، وأبو عبدالله الكنجي الشافعي، ونور الدين علي الهيثمي ، والجلال السيوطي ، وعلي القاري الهندي، وعبدالرؤوف المناوي، وعليّ بن أحمد العزيزي ، والميرزا محمّد البدخشي، وسليمان بن إبراهيم القندوزي

ص: 107

وأمّا حديث سهل فقد تقدم مع خزيمة.

وأمّا حديث ضمرة الأسلمي فهو في «الموالاة» من حديث إبراهيم بن محمّد الأسلمي عن حسين بن عبدالله بن ضميرة، عن أبيه، عن جدّه رضی الله عنه قال :

لمّا انصرف رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم من حجّة الوداع ، أمر بشجرات فقُمِمن بوادي خُمّ، وهَجَر فخطب النّاس فقال :

«أمّا بعد، أيّها النّاس : فإنّي مقبوض أوشك أدعى فأجيب، فما أنتم قائلون»؟ :قالوا نشهد أنك قد بلغت ونصحت وأدّيت.

قال: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل

ص: 108

بيتي، ألا وأنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».(1)

وأمّا حديث عامر فأخرجه ابن عقدة في «الموالاة» من طريق عبدالله بن سنان ، عن أبي الطفيل، عن عامر بن (2)ليلى بن (3)ضمرة ، وحذيفة بن أسيد رضی الله عنهما قالا :

لمّا صدر رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم من حجّة الوداع ولم يحج غيرها حتّى إذا كان بالجحفة نهى عن سمرات بالبطحاء متقاربات لا ينزلوا تحتهن حتّى إذا نزل القوم وأخذوا منازلهم سواهن أرسل إليهن فقُمَ ما تحتهن، وسدين على رؤوس القوم حتّى إذا نودي للصلاة غدا إليهن فصلى تحتهن ثمّ انصرف على (4)النّاس وذلك يوم خُمّ، وخُمّ من الجحفة وله بها مسجد معروف.

فقال: «أيّها النّاس إنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنّه لن يعمّر نبي إلَّا نصف الذي يليه من قبله .... وذكر الحديث».

والقصد من قوله صلى الله عليه و اله و سلم : أيّها النّاس أنا فرطكم وانكم واردون عَلَيَّ الحوض أعرض مما (5)بين بُصرى، وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان من مما(ه) فضة ألا وإنّي سائلكم حين تردون عَلَيَّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتّى تلقوني».

:قالوا وما الثقلان يارسول الله ؟

ص: 109


1- أورده جواهر العقدين : ص 237.أقول: وقد روى عن ضمرة الأسلمي حديث الثقلين جماعة منهم : ابن عقدة، والسمهودي، وابن باكثير ، والقندوزي .
2- ورد في المخطوطة «بن أبي» والصواب ما أثبتناه.
3- قال ابن الأثير فى أسد الغابة : 93/3 : لقد دخل الوهم على ابن عقدة انّه رأى عامر بن ليلى من ضمرة فظنه ابن ضمرة . [وهو : عامر بن ليلى الغفاري من بني ضمرة].
4- كذا ورد في المخطوطة ، ولعله : إلى.
5- كذا في الأصل ولعل الصواب : «ما».

قال : «الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرف بيد الله وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لاتضلوا ولا تبدلوا ألا وعترتي فاني قد نبأني اللطيف الخبير ألَّا تتفرّقا (1)حتّى يلقياني، وسألت ربي لهم ذلك فأعطاني، فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم فهم أعلم منكم».

ومن طريق ابن عقدة أورده أبو موسى المديني في ذيله في «الصحابة» وقال :انه غريب جداً.(2)

وأمّا حديث عبدالرحمن بن عوف فهو عند ابن أبي شيبة، وعند أبي يعلى(3) في «مسنديهما».

وكذا أخرجه البزّار في «مسنده» أيضاً ولفظه : لمّا فتح رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم مكّة. انصرف إلى الطائف فحاصرها سبع عشرة، أو تسع عشرة، ثمّ قام خطيباً فحمد الله

وأثنى عليه ، ثمّ قال :

ص: 110


1- كذا في الاصل.
2- أسد الغابة : 12/3 - 93 ، وابن حجر في الإصابة : 597/3 رقم 4424 و 4425 . وورد في جواهر العقدين : ص 237. أقول: وقد روى حديث عامر بن ليلى الغفاري جماعة منهم : ابن عقدة الكوفي، وأبو موسى المديني ، وأبو الفتوح العجلي ، وعليّ بن محمّد ابن الأثير،وابن حجر العسقلاني ، ونور الدين السمهودي ، وأحمد بن الفضل بن محمّد باكثير، والقندوزي.
3- مسند أبي يعلى 1 ص 354 رقم 856 قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن طلحة ، عن المطلب بن عبدالله ، عن مصعب بن عبدالرحمن، عن عبدالرحمن بن عوف ، قال : لمّا افتتح رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم مكّة ، انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة لم يفتحها ، ثم أوغل رَوْحة ، أو غدوة ، ثم نزل، ثم هَجَّر ، فقال : «أيها الناس إني فرط لكم، وأوصيكم بعترتي خيراً، وإن موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده ليقيموا الصلاة وليؤتوا الزكاة، أو لأ بعثن إليهم رجلاً مني أو کنفسی : فليضر بن أعناق مقاتِلَتِهم ، وليسبين ذراريهم». قال : فرأى الناس أنه أبو بكر أو عمر ، فأخذ بيد علي فقال : «هذا هو»

«أوصيكم بعترتي خيراً ، وإنّ موعدكم الحوض، والّذي نفسي بيده ليقيمن الصلاة وليؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلاً مني أو كنفسي يضرب أعناقكم ثمّ أخذ بيد علىّ رضی الله عنه : فقال هذا ».(1)

وأمّا حديث ابن عبّاس فأشار إليه الديلمي في «مسنده».(2)

وأمّا حديث ابن عمر فهو في «المعجم الأوسط» للطبراني بلفظ آخر ما تكلم به رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم «اخلفوني في أهل بيتي»(3).

ص: 111


1- أورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 163/9 ، وفي كشف الأستار : 223/2 رقم 2618 ، والسيوطي في الدر المنثور : 213/3 ، وابن حجر في المطالب العالية : 56/4 ، والسمهودي في : جواهر العقدين : ص 238 و 240 . وفي كنز العمال : ج 13 ص 13 ص 163 رقم 36497 : عن عبد الرحمن بن عوف قال : لمّا افتتح رسول الله مكّة انصرف إلى الطائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة فلم يفتحها ثم ارتحل روحةً أو غدوةً فنزل ثمّ هجر ثمّ قال: «أيّها النّاس ! إنّي فرط لكم، وأوصيكم بعترتي خيراً وإنّ موعدكم الحوض، والّذي نفسي بيده لتقيمُن الصلاة ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلاً مني - أو - كنفسي - فليضربن أعناق مقاتِلَتِهم وليُسبن ،ذراريهم ، فرأى النّاس أنه أبو بكر أو عمر ، فأخذ بيد عليّ فقال : «هذا»
2- ذكره القندوزي : ص 33 وقال : جمع عليّ رضی الله عنه النّاس في رحبة مسجد الكوفة فقال : أنشد الله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خُمّ ما سمع إلَّا قام ، فقام سبعة عشر رجلاً وقالوا : انّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم حين أخذ بيدك قال للنّاس : « أتعلمون أنّى أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ؟ قالوا : نعم . قال : «من كنت مولاه فهذا على مولاه ، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه».
3- أخرجه الطبراني في الأوسط : 513/4 . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 163/9 ، والسمهودي في جواهر العقدين : 238 أقول : ولعبد الله بن عمر رواية في حديث الغدير ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 2 ص83 رقم 586 في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام وقال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا أبو عمرو عبدالرحمن بن محمّد الفارسي ، أنبأنا أبو أحمد عبدالله بن عديّ الجرجاني ، أنبأنا العبّاس بن إبراهيم بن منصور القراطيسي، أنبأنا حسين بن عمر و العنقزي، أنبأنا عمر بن شبيب ، عن عبدالله ابن عیسی : عن عطيّة ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» .

وأمّا حديث عديّ بن حاتم، وعقبة بن عامر ، فقد تقدم حديثهما في خزيمة.(1)

وأمّا حديث عليّ فهو عند إسحاق بن راهويه في «مسنده» من طريق كثير بن زيد، عن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه عن جدّه علىّ رضی الله عنه انّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سب-ب-ه ب-ي-ده وسببه بأيديكم، وأهل بيتي»(2).

ص: 112


1- أقول: وقد روى حديث عديّ بن حاتم، وعقبة بن عامر جماعة منهم : ابن عقدة، والسمهودي ، وابن باكثير، والقندوزي.
2- أخرجه الحافظ أحمد بن محمّد الأزدي الطحاوي الحنفي المولود سنة 232، والمتوفى سنة 321 - في كتاب مشكل الآثار : ج 2 ص 211 رقم 1900 ط دار الكتب العلمية بيروت قال :حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا أبو عامر العقدي ، حدثنا يزيد بن كثير [ أقول: الصواب كثير بن زيد]، عن محمّد بن عمر بن عليّ عن أبيه عن عليّ ، أن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم حضر الشجرة بخُمّ، فخرج أخذاً بيد عليّ ، فقال : «يا أيّها النّاس ألستم تشهدون أنّ الله ربكم» ؟ قالوا : بلى. قال : «ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأنّ الله ورسوله مولاكم» ؟ قالوا : بلى . قال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه، إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم لن تضلوا بعدي ،كتاب الله بأيديكم، وأهل بيتي». ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 2 ص 26 رقم 526 في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام وقال : أخبرنا أبو سعد ابن البغدادي ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عليّ بن شكرويه، ومحمّد بن أحمد ابن علىّ السمسار ، قالا : أنبأنا إبراهيم بن عبدالله بن خورشید قوله ، أنبأنا أبو عبدالله الحسين ابن إسماعيل المحاملي ، أنبأنا أخو كرخويه وهو محمّد بن يزيد ، أنبأنا أبو عامر ، أنبأنا كثير - يعني النواء [ الصواب : كثير بن زيد أبو محمّد الأسلمي ]: عن محمّد بن عمر بن عليّ ، عن أبيه، عن عليّ وساق الحديث إلى : لن تضلوا بعده. ورواه ابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصحح. هذا ماقاله کنز العمال : ج 13 ص 140 رقم 36441 وفيه: عن عليّ أن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم حضر الشجرة بخُمّ ثمّ خرج أخذاً بيد عليّ فقال : «أيّها النّاس ! ألستم تشهدون أنّ الله ربكم ؟ قالوا : بلى، قال : ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم وأنّ الله ورسوله مولاكم ؟ قالوا : بلى، قال : فمن كان الله ورسوله ،مولاه، فانّ هذا مولاه ، وقد تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا بعده : كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم ، وأهل بيتي». ورواه أيضاً ابن راهويه ، وابن جرير كما في الحديث : (36511) في باب فضائل عليّ علیه السلام من كنز العمال : ج 13 ص 168 وقال : عن عليّ انّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوم غديرخُمّ فقال : «اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه». قال : فزاد النّاس بعده : اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه. وروى ابن أبي عاصم، عن سليمان الغلابي، عن أبي عامر العقدي | قال| : حدثنا كثير بن زيد، حدّثني محمّد بن عمر بن عليّ ، عن أبيه، عن عليّ انّ رسول الله حضر الشجرة بخُم. فذكر الحديث وفيه : «من كنت مولاه فانّ عليّاً مولاه». ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء : ج 9 ص 64 قال : أخبرنا عبدالله بن جعفر - فيما قرأ عليه وأذن لي - قال : حدثنا أحمد بن يونس الضبيّ، حدثنا عمّار بن نصر، حدثنا إبراهيم بن اليسع المكى ، حدثنا جعفر بن محمّد ، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ قال : خطب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بالجحفة فقال : «أيّها النّاس ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال : فانّي كأنّي لكم على الحوض فرطا، وسائلكم عن القرآن، وعترتي ...». وذكر في الهامش انّ بالاصل بياضاً. ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 147 قال : أنبأني الإمام مفيد الدين أبو جعفر محمّد بن عليّ بن أبي الغنائم ، والإمام سديد الدين يوسف ابن عليّ بن المطهر الحلّيان فيما كتبا إليَّ رحمة الله عليهما قالا : أنبأنا الشيخ مهذب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردّة النيلي رحمه الله بروايته، عن محمّد بن الحسين بن عليّ بن محمّد بن عبد الصمد، عن والده، عن جدّه محمّد، عن أبيه عن جماعة منهم : السيّد أبو البركات عليّ بن الحسين الجوري العلوي، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن عليّ المعمري ، والفقيه أبو جعفر محمّد ابن إبراهيم القائني ، قالوا : أخبرنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه رحمه الله [هو الشيخ الصدوق ] قال : حدّثني محمّد بن عمر قال : حدّثني الحسن بن الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عليّ التميمي ، قال : حدّثني أبي قال : حدّثني سيدي عليّ بن موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي، عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ ، عن أبيه الحسين بن عليّ : عن أبيه عليّ علیهالسلام قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي، ولن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض».

ص: 113

وكذا رواه الدولابي في «الذريّة الطاهرة».(1).

ورواه الجعابي في «الطالبيين» من حديث عبدالله بن موسى، عن أبيه، عن عبدالله بن حسن، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ رضی الله عنه انّ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم قال :

«إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عزّوجلّ طرفه بید الله، وطرفه بايديكم، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض».(2).

ورواه البزّار بلفظ : «إنّي مقبوض، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين يعني كتاب الله، وأهل بيتي، وإنّكم لن تضلوا بعدهما، وإنّه لن تقوم الساعة حتّى تبتغي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم حتّى تبتغي الضالة فلا توجد»(3).

ص: 114


1- الذريّة الطاهرة : ص 168 رقم 228.
2- أورده ابن حجر في المطالب العالية : 65/4.
3- رواه البزّار في مسنده : ج 1 / الورق /75 / ب قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن جعفر ، قال أنبأنا علىّ بن ثابت ، قال : أنبأنا سعاد بن سليمان، عن أبي إسحاق، عن الحارث عن عليّ وساق الحديث . وأورده الهيثمي في كشف الأستار : 221/2 رقم 2612 ، وأورده كذلك في مجمع الزوائد 163/5 وقال : رواه البزّار . وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 239.

وأمّا حديث أبي ذر فاشار إليه الترمذي في «جامعه»(1).

وأخرجه ابن عقدة من حديث سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن أبي ذر رضی الله عنه أنّه أخذ بحلقة باب الكعبة فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم يقول : «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله ، وعترتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (2).

وأمّا حديث أبي رافع : فهو عند ابن عقدة أيضاً من طريق محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه، عن جدّه أبي رافع رضی الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم :

قال : لمّا نزل رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم غدير خُمّ مصدره من حجّة الوداع، قام خطيباً بالنّاس بالهاجرة.

فقال: «أيّها النّاس .... وذكر الحديث».

ولفظه:«إنّي تركت فيكم الثقلين، الثقل الأكبر، والثقل الأصغر، فأمّا الثقل الأكبر فبيد الله طرفه والطرف الآخر بأيديكم ، وهو كتاب الله إن تمسكتم به فلن

ص: 115


1- سنن الترمذي : 662/5 رقم 3786.
2- أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : ج 1 ص 538 قال : حدثنا عبيد الله ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن حنش قال : رأيت أبا ذر آخذاً بحلقة باب الكعبة وهو يقول : يا أيّها النّاس أنا أبو ذر فمن عرفني ألا وأنا أبو ذر الغفاري لا أحدثكم إلَّا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم يقول : سمعته وهو يقول: «أيّها النّاس إنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله عزّوجلّ، وعترتي أهل بيتي وأحدهما أفضل من الآخر كتاب الله عزّوجلّ،ولن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض، وانّ مثلهما كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق». أقول: وقد أخرج حديث أبي ذر الغفاري رضی الله عنه جماعة منهم :محمّد بن عيسى الترمذي وابن عقدة الكوفي ، وأبو محمّد أحمد بن محمّد العاصي، وابن كثير الدمشقي، ونور الدين السمهودي، وأحمد بن الفضل بن محمّد باكثير، والقندوزي.

تضلوا ولن تزلوا أبداً ، وأمّا الثقل الأصغر فعترتي أهل بيتي، إنّ الله (1)أخبرني أنّهما لم يفترقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض، وسألته ذلك لهما، والحوض عرضه ما بين بُصرى وصنعاء فيه من الآنية عدد الكواكب، والله سائلكم كيف خلفتموني في کتابه وأهل بيتي» الحديث(2).

وأمّا حديث أبي شريح وأبي قدامة فقد تقدما في خزيمة.

وأمّا حديث أبي هريرة رضی الله عنه فهو عند البزّار في «مسنده» بلفظ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنِّي خلّفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً : كتاب الله، ونسبي، ولن يتفرقا حتّى يردا عَلَىَّ الحوض»(3).

وأمّا حديث أبي الهيثم ورجال من قريش فقد تقدموا في خزيمة.

وأمّا حديث أمّ سلمة فحديثها عند ابن عقدة من حديث «هارون بن خارجة، عن فاطمة ابنة عليّ»(4)، عن أمّ سلمة رضي الله عنها.

ص: 116


1- ورد بعد لفظ الجلالة عبارة لا تقتضى المقام اسقطناها وهي هو «الخبير».
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 239. أقول: وقد روى حديث أبي رافع جماعة منهم :ابن عقدة، والسمهودي، و ابن باكثير والقندوزي.
3- أورده الهيثمي في كشف الأستار : 223/2 رقم 2617 وقال : قال البزار : «لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، وصالح لين الحديث». وأورده كذلك الهيثمي في مجمع الزوائد : 163/9 وقال : رواه البزّار ، وفيه صالح بن موسى الطلحي ، وهو ضعيف» وأورده القندوزي ص 39 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 239.
4- ذكره السمهودي في جواهر العقدين : ص 240 بلفظ «عروة بن خارجة، عن عليّ . وذكره القندوزي : ص 40 بلفظ «عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها». أقول: الّذي يظهر لي أنّ «عروة» ليس «ابن خارجة » فقد ذكر المزي في تهذيب الكمال : ج 20 ص 27 رقم 3909 «عروة بن عبد الله بن قشير الجعفي، أبو مَهَل الكوفي» روى عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، وفاطمة بنت عليّ بن الحسين . وذكر المزي في : ج 35 ص 261 ضمن ترجمة فاطمة بنت علي بن أبي طالب علیه السلام رقم 7903 «عروة بن عبدالله بن قشیر» روى عن فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب القرشية الهاشمية وانّ عروة بن عبدالله دخل عليها وسألها وروت عن أسماء بنت عميس. والمتحصل أنها فاطمة بنت عليّ بن أبي طالب علیه السلام بقرينة انها تروي عن أسماء بنت عميس أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قال لعليّ : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلَّا أنّه ليس بعدي نبىّ».وما ذكره القندوزي من انّ فاطمة هي فاطمة الزهراء علیها السلام فهو غير صحيح إذاً الصواب :عروة بن عبدالله بن قشیر ، عن فاطمة بنت عليّ. ثمّ لا يخفى أن هارون هذا مصحف من عروة على يد الناسخ.انظر : تهذيب التهذيب : 393/12 رقم 9009 ، و ج 163/7 رقم 4728 . وثقات ابن حبّان : 286/7 و 301/5 ، و تاریخ دمشق قسم النساء : ص 297، وتاريخ الإسلام (وفيات 101 - 120) ص 420 (ووفيات سنة 121 - 140) ص 487 .

قالت : أخذ رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم بيد على بغديرخُمّ فرفعها حتى رأينا بياض ابطه فقال :

«من كنت مولاه .... الحديث» وفيه ثمّ قال: «أيّها النّاس إنّى مخلّف فیکم الثقلين: كتاب الله، وعترتي، ولن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض»(1).

وأمّا حديث أمّ هانى، فحديثها عنده أيضاً [أي ابن عقدة] من حديث عمر بن

ص: 117


1- رواه الخفاجي في تفسير آية المودة : ص 74 وقال : أخرجه ابن عتبة. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 240 . وزاد فيه قوله: وأخرجه محمّد بن جعفر الرزَّاز عنها | عن فاطمة بنت عليّ ، عن أم سلمة ] بلفظ : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم في مرضه الّذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : «أيّها النّاس، يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب عزّوجلّ، وعترتي أهل بيتي أهل بيتى، ثمّ أخذ بيد علىّ فرفعها فقال : هذا علىّ مع القرآن والقرآن مع علىّ لا يفترقان حتى يردا عَلَىَّ الحوض، فاسألهما ما خلفت فيهما». وورد في أرجح المطالب : ص 340 و 598 ط لاهور ، والصواعق المحرقة : ص 75 .

سعيد بن جعدة بن هبيرة، عن أبيه انه سمعها تقول : رجع رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم من حجّته حتّى إذا كان بغدير خُمّ أمر بدوحات فقُمِن(1)، ثمّ قام خطيباً بالهاجرة .

فقال: «أمّا بعد أيّها النّاس، فإنّي موشك أن أدعى فأجيب وقد تركت فيكم مالم تضلوا بعده أبداً : كتاب الله طرف بيد الله وطرف بأيديكم، وعترتي أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ألا أنّهما لم يتفرّقا حتّى يردا عَلَىَّ الحوض»(2).

وهذه إشارة إلى شيء من فوائد هذا الحديث فالثقلان(3)وهما كما تقدم:

ص: 118


1- هكذا في المخطوطة ، ولعل الصحيح : «فقُمِمنّ»
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 240 ، وكذلك أورده القندوزي : ص 40.
3- أقول: والمتحصل من حديث الثقلين واختصاصه بالأئمّة علیهم السلام كما يظهر من كلام الإمام الحسن علیه السلام قال : «نحن حزب الله المفلحون ، وعترة رسوله المطهرون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيكم» رواه في تذكرة خواص الأئمّة،ص .198. أمّا اعترافات أهل السنّة باختصاص حديث الثقلين بالأئمّة علیهم السلام كما اعترف به أعلام أهل السنّه. فمنهم : الحكيم الترمذي في نوادر الأصول : ص 69 إذ قال : فقول رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم : لن يتفرّقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض ، قوله ما أن أخذتم به لن تضلوا واقع على الأئمّة منهم السادة ، لا على غيرهم». ومنهم : سبط ابن الجوزي ، إذ أورد هذا الحديث تحت عنوان «ذكر الأئمّة» هذا مارواه في تذكرة خواص الأئمة : ص 322 ومنهم : الكنجي الشافعي في كفاية الطالب : ص 54 حيث قال بعد الحديث : قلت : ان تفسير زيد «أهل البيت غير مرضي ، لأنّه قال : أهل البيت من حرم الصدقة ، وهم لا ينحصرون في المذكورين ، فان بني المطلب يشاركونهم في الحرمان ، ولأن آل الرجل غيره على الصحيح ، فعلی قول زيد يخرج أمير المؤمنين علیه السلام عن ان يكون من أهل البيت . والصحيح : انّ أهل البيت عليّ ، وفاطمة ، والحسنان علیهم السلام، كما نصه عليه مسلم في صحيحه : ج 4 ص 1501 رقم 2424 ط حديث بروايته عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم خرج ذات غداة وعليه مرط مُرَجَّل من شعر أسود فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ثمّ جاء الحسين فأدخله، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليّ فأدخله ثمّ قال :«إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً». ومنهم : الكازروني ، فانّه قال : «ومن طعن في نسب شخص من أولاد فاطمة رضي الله عنها بأن قال : أفنى الحجاج بن يوسف ذريتها ولم يبق أحد منها وليس في الدنيا أحد يصح نسبه إليها فقد ظلم وكذب وأساء ، فان تعمّد ذلك بعد ما نشأ في بلاد علماء الدين كاد يكون كافراً ، لأنه يخالف ما قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم، على ما ثبت في الترمذي عن زيد بن أرقم أنّه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّي تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عَلَيَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما». وفي حديث المباهلة قوله صلى الله عليه وسلم : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي». وقال الكازروني مؤلف كتاب المنتقى في سيرة المصطفى (مخطوط) : فما دام القرآن باقياً فأولاد فاطمة باقون ، لظاهر الحديث الصحيح .ويستشف من بيانه أنه يقصد السادة المعصومين. ومنهم : شهاب الدين الدولت آبادي صاحب «هداية السعداء»، فإنه عبر في مواضع عديدة منه عن العترة بالاولاد. ومنهم : الكاشفي فقد روى حديث الثقلين في كتابه «الرسالة العلية في الأحاديث النبويّة» : ص 29 - 30 قال : في فضيلة أهل البيت الكرام الذين فضيلة أهل البيت الكرام الذين هم أئمة الدين والمقتدون في العلم واليقين . ثمّ قال : «وأهل بيت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم هم عليّ، وفاطمة ، والحسن والحسين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، بدليل الحديث الوارد في الصحيحين أنّه لمّا نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسِكُمْ) دعا رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم عليّاً. وفاطمة، وحسناً، وحسيناً وقال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتى» ومنهم : السمهودي في جواهر العقدين : ص 244 حيث قال في تنبيهات حديث الثقلين : يفهم وجود من يكون أهلاً للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان وجدوا فيه إلى قيام الساعة، حتّى يتوجه الحثّ المذكور إلى التمسك به، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أماناً لأهل الأرض واذا ذهبوا ذهب أهل الأرض . وأخرج أبو الحسن ابن المغازلي من طريق موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر : سألت الحسن عن قول الله تعالى (كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ)سورة النور : الآية 35 ، قال : المشكاة فاطمة ، والشجرة المباركة إبراهيم،(لا شَرْقِيَّة وَلاَ غَرْبيَّة)لا يهودية ولا نصرانية،(يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِئُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ) قال : منها إمام يهدي الله لنوره من يشاء. وقوله: «منها إمام بعد إمام» يعني أئمة يقتدى بهم في الدين ويتمسك بهم فيه ويرجع إليهم. ومنهم : ابن حجر في الصواعق : ص 136 فقد قال : «فاذا ثبت هذا لعموم قريش فأهل البيت أولى منهم بذلك ، لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لا يشاركهم فيها بقية قريش. ثمّ أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه لما قدمناه من مزید معلمه ودقائق مستنبطاته ، ومن ثمّ قال أبو بكر : علي عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي : الذي حتّ على التمسك بهم هذا ما ذكره الدارقطني في «الفضائل عن معقل بن يسار . ومنهم : المناوي فقد قال بشرح الحديث في فيض القدير : 14/3 ، والتيسير : 367/1 : وعترتي أهل بيتي تفصيل بعد إجمال بدلا أو بياناً ، وهم أصحاب الكساء الّذين أذهب الله الرجس وطهرهم تطهيراً». ومنهم : الشيخ عبدالحق الدهلوي في «أشعة اللمعات»: 681/4 فقد قال : «قوله: والعترة رهط الرجل وأقرباؤه ، وعشيرته الادنون، وفسره صلی الله علیه و آله و سلم بقوله - وأهل بيتى - للإشارة إلى أنّ مراده هنا من العترة أخص عشيرته، وأقاربه وهم أولاد الجدّ القريب أي أولاده وذريته صلی الله علیه و آله و سلم : ومنهم : الشيخاني القادري في الصراط السوي (مخطوط) حيث صرح باختصاص حديث الثقلين بالأئمة المعصومين ، واستدل لذلك بوجوه من الكتاب والسنّة . ومنهم : محمّد مبين اللكهنوي إذ قال في [ وسيلة النجاة ] بعد الحديث : «أي لن يفترق كتاب الله وآل العبا حتّى يردا عَلَى الحوض». ومنهم : الزرقاني في شرح المواهب نقل كلام الحكيم المتقدم وكلام السمهودي ومنهم : السندي في دراسات اللبيب. ومنهم : العجلي في ذخيرة المال «مخطوط» في معنى حديث الثقلين وقال : يستفاد بقاء الكتاب والسنّة والعترة إلى يوم القيامة. ومنهم : القندوزي وكلامه صريح في المقام . ومنهم : حسن زمان في [ القول المستحسن | وقال ابو عمر و الزاهد في اليواقيت : «العترة» : ولد الرجل وذريته من صلبه، ولذلك سميت ذريّة محمّد صلی الله علیه و آله و سلم من علىّ، وفاطمة عترة محمّد صلی الله علیه و آله و سلم وقال بعضهم : المراد من «العترة» هم المعصومون المطهرون من أهل بيت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم دون غيرهم، والمراد من «العترة » هم الأئمة الإثنا عشر ، ولا اختلاف فيما بينهم لا في الاصول ولا في الفروع كيف ؟ وهم جميعاً معصومون في أقوالهم وأفعالهم كما اعترف به غير واحد من أكابر علماء أهل الخلاف. أقول: وقد ذكر السمهودي في جواهر العقدين : ص 251 وقال : «و مناقب علىّ رضی الله عنه جليلة عظيمة شهيرة كثيرة ، حتّى قال الإمام أحمد بن حنبل : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ورضي الله عنهم من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب رضی الله عنه. وقال السمهودي بعد كلام: ثمّ لما اشتد الخطب واشتغلت طائفة من بني امیّه بنقصه و سبه على المنابر ووافقهم الخوارج، بل قالوا بكفره، فاشتغل جهابذة الحفاظ من أهل السنّة فضائله حتّى كثرت ، نصحاً للأمة ، ونصرة للحق. وذكره الهيثمي في الصواعق : ص 74. وأخرجه الإمام الثعلبي في «تفسيره» عقب ذكر قصة سبب نزول قوله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) سورة المائدة : الآية 55 . وقال الحافظ ابن حجر : قال أحمد ، وإسماعيل القاضي ، والنسائي وأبو عليّ النيسابوري : لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر مما جاء في عليّ . ذكره الصواعق المحرقة : ص 74. ولم تزل جماعة من الأشقياء ينقصون عليّاً رضی الله عنه وأهل بيته، ويكرهون من يذكر فضائله وينسبونه بمجرد ذلك إلى الرفض .

ص: 119

ص: 120

کتاب الله والعترة الطيبة إنّما سماهما بذلك إعظاماً لقدرهما وتفخماً لشأنهما فانّه يقال لكلّ شي خطير نفيس : ثقيل وأيضاً فلأن الاخذ بهما، والعمل بهما ثقيل . ومنه قوله تعالى : [ إِنَّا ] سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (1)أي له وزن قدراً ولأنّه

ص: 121


1- سورة المزمل : 73 الآية 5

لا يؤدى إلَّا بتكليف ما يثقل ، وكذا قيل للجن والإنس : الثقلان لكونهما تُطَان للأرض (1)وفُضّلا بالتمييز على سائر الحيوان وناهيك بهذا الحديث العظيم فخراً لأهل بيت النبيّ لأنّ قوله صلی الله علیه و آله و سلم :

«انظروا كيف تخلفوني فيهما وأوصيكم بعترتي خيراً، وأذكركم الله في أهل بيتي»، على اختلاف الألفاظ في الروايات الّتي أوردتها يتضمن الحث على المودّة لهم والإحسان إليهم والمحافظة بهم (2)واحترامهم وإكرامهم وتأدية حقوقهم الواجبة والمستحبة فإنّهم من ذريّة طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً و حسباً ونسباً ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنّة النبويّة الصحيحة الواضحة الجليلة كما كان عليه سلفهم كالعبّاس وبنيه، وعليّ وآل بيته وذريّته رضي الله عنهم.

ص: 122


1- هكذا وردت في المخطوطة، والصحيح : قُطَّاناً للأرض . ومعناها : سكاناً للأرض.
2- هكذا وردت في المخطوطة ، والصحيح : والمحافظة عليهم.

فضل قريش

وكذا يتضمن تقديم المتأهّل للولايات على غيره ، بل وفي قوله صلى الله عليه وسلم كما تقدم: «لا تقدموها فتهلكوا ولا تقصروا عنها فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنّهم أعلم منكم»(1). إشارة إلى ماجاءت به الأحاديث الصريحة من كون الخلافة في قريش،

ص: 123


1- وقريباً منه رواه الخفاجي الحنفي في كتابه تفسير آية المودّة : ص 77 قال: قال [صلی الله علیه و آله و سلم]: «لا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا». [وقال الخفاجي] : وقال [النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم] في الطريق الآخر في عترته:«فلا تسبقوهم فتهلكوا :ولا تعلموهم فهم أعلم منكم». وقريباً منه رواه السيّد المرشد بالله كما في أواخر عنوان :«الحديث السابع في فضل أهل البيت علیهم السلام عامة ...» من ترتيب أماليه : ج 1 ص 156 ط 1 قال : أخبرنا أبو أحمد محمّد بن علىّ المؤدّب المكفوف بقراءتي عليه قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال:أخبرنا إسحاق بن أحمد الفارسي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن الحسن بن المختار قال : حدثنا إسحاق بن منصور السلولي قال : حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو بن عبيد ، عن الحسن قال : حدثنا عبّاد بن يعقوب قال : حدثنا أبو حفص بن الصائغ، عن أبي سلمة الصائغ، عن ، عن عطيّة : عن ابی سعيد قال : قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «لا تعلموا أهل بيتى فهم أعلم منكم ولا تشتموهم فتضلوا». ورواه أحمد - أو ابنه - في الحديث : (188) من مناقب عليّ علیه السلام من كتاب الفضائل: ص 126 قال :حدثنا محمّد بن يونس قال : حدثنا محمّد بن سليمان بن المسمول المخزومي، عن عبدالعزيز بن أبي رواد عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبدالله بن حنطب،عن أبيه قال : خطبنا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يوم الجمعة فقال: «يا أيّها النّاس قدموا قريشاً ولا تقدموها ، وتعلموا منها ولا تعلموها.... يا أيّها النّاس أوصيكم بحبّ ذوي قرباي أخي وابن عمي عليّ بن أبي طالب فإنّه لا يحبه إلَّا مؤمن، ولا يبغضه إلَّا منافق، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني عذّبه الله عزّوجلّ .

ووجوب الانقياد لهم فيما لا معصية له فيه فمن ذلك : عن جبير بن مطعم رضی الله عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم قال :

«أيّها النّاس، لاتقدموا قريشاً فتهلكوا ، ولا تخلفوا عنها فتضلوا ولا تعلموها وتعلموا منها ، فإنّهم أعلم منكم لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بالّذي لها عند الله عزّوجلّ». أخرجه البيهقي(1).

وعن أبي هريرة رضی اله عنه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«النّاس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع المسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم، فالنّاس معادن خیارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا».

متفق عليه.

وعن معاوية رضی الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم يقول: «إنّ هذا الأمر في قريش لا يعاد (2)أحد إلَّا أكبه الله على وجهه ما أقاموا الدين» أخرجه البخاري(3).

وعن جابر رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم.

«النّاس تبع لقريش في الخير والشر»أخرجه مسلم(4).

ص: 124


1- أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي: 22/1 والسمهودي في جواهر العقدين : ص 212. أقول: وقريباً منه ذكر أبو نعيم في الحلية: -ة : ج 9 ص 64 قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر - فيما قرأ عليه وأذن لي - قال : حدثنا أحمد بن يونس الضبيّ، حدثنا عمار بن نصر حدثنا إبراهيم بن اليسع المكي ، حدثنا جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ ، قال : خطب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بالجحفة فقال: «أيّها النّاس .... لا تقدموا قريشاً فتهلكوا ، ولا تختلفوا عنها فتضلوا» . [ أخذنا مورد الحاجة من الحديث ].
2- هكذا في المخطوطة ، والصحيح هو : «لا يعاديهم».
3- أخرجه البخاري في صحيحه (526/6) فتح الباري ، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: ( 141/7) مختصراً، وأخرجه أيضاً في السنن الصغير : (214/2).
4- أخرجه أحمد في مسنده : ج 3 ص 331 ، وقريب منه أيضاً في مسنده : ج 1 ص 101 قال :حدّثني محمّد بن سليمان، حدثنا محمّد بن جابر ، عن عبدالملك بن عمير، عن عمارة بن يبة ، عن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه قال : سمعت أذناي ووعاه قلبي ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم. : «النّاس تبع لقريش صالحهم تبع لصالحهم، وشرارهم تبع لشرارهم» ورواه الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودة : ص 130 قال : حديث جابر بن عبدالله مرفوعاً: «النّاس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع المسلمهم ، وكافرهم تبع لكافرهم ، والنّاس معادن، خيارهم في الجاهلية، خيارهم في الإسلام إذا فقهوا». متفق عليه .ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في عنوان: «ماذكر في فضل قريش» من كتاب الفضائل تحت الرقم : ( 12432) من كتاب المصنَّف :ج 12 ص 167 ط الهند قال: حدثنا وكيع قال : حدثنا الأعمش، عن أبي سعيد ، عن جابر قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم:«النّاس تبع لقريش في الخير والشر». أقول وجاء في كلام بعض المحققين ومدلول الحديث جليّ لأهل اللسان وهو كون قريش رأساً في الخير والشر ، وأنّ كلّ خير يقع ويحدث في هذه الأمة فقائد هذا الخير وجالبه قائد قرشيّ ، شيّ ، وأن أي شر ونكبة تقع بين المسلمين وفيهم يكون سببه وعلته من جانب قائد قرشي . و مدلول هذه الأحاديث أمر غيبي قد أخبر به النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم قبل وقوعه ووقع الخبر على وفق ما أخبر به صلی الله علیه و آله و سلم فكلّ من يتأمل ما حدث بين المسلمين بعد وفاة رسول الله من الفتن والشرور يرى أن وراء كلّ شر وفتنه طاغ من طغاة القرشيين الّذين كانوا أضرّ على المسلمين من كفار قريش وغيرهم، فليراجع سيرتهم من كتب المنصفين من المؤرخين القرشيين ككتب المدائني ، والبلاذري، والطبري ، وابن عساكر ففيها حجّة بالغة لمعرفة المنافقين وطواغيت القرشيين كما انّ بمراجعة الكتب المذكورة تتجلى فضاحة حفاظ آل أميّة الّذين حاولوا توجيه فضائح المنافقين وتغطية شرور طغاة القرشيين.ومما يوضح ما ذكرناه ما رواه البخاري في أواسط باب علامات النبوّة في الإسلام من كتاب بدء الخلق تحت الرقم : (3373) من صحيحه بشرح الكرماني : ج 14 ص 169. وأخرجه الطبراني في الكبير : 158/6 برقم 5841 قال : حدثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي ، حدثنا معمر بن بكّار السعدي ، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن عبد العزيز بن المطلب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «النّاس تبع لقريش فى الخير والشر».

ص: 125

وعن أبي برزة رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم:

«الأمراء في قريش ثلاثاً ما حكموا فعدلوا، واسترحموا فرحموا ، وعاهدوا فوفوا».(1)

وعن عقبة بن عبد الله(2) رضی الله عنه انّ النبيّ صلى الله عليه و اله و سلم قال :

«الخلافة في قريش، والحكم في الأنصار، والدعوة في الحبشة، والهجرة في المسلمين المهاجرين بعد». أخرجهما أحمد.(3)

وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم :

«أمان لأهل الأرض من الغرق القوس، وأمان لأهل الأرض من الإختلاف الموالاة لقريش قريش أهل الله فاذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس». أخرجه الطبراني(4).

ص: 126


1- أخرجه أحمد في مسنده : ج 4 ص 424 ، واضاف في ذيل الحديث :| فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين|.
2- الصحيح : عتبة بن عبد السلمي ، أبو الوليد، له صحبة،عداده أهل حمص، مات سنة إحدى أو اثنتين وتسعين. تهذيب الكمال : 314/19 رقم 3780. وقال الدارقطني في المؤتلف والمختلف : 1414/3 : نُشبة بن عبدالسلمي» سماه النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم «عتبة». وفي الإصابة : 436/4 قال : دعاني النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم و أنا غلام حدث، فقال : ما اسمك ؟ قلت : عَتَلة ، قال : بل أنت «عُتبة».انظر ترجمته في التاريخ الكبير : 521/6 ، وطبقات ابن سعد : 413/7 ، وثقات ابن حبّان : 297/3 ، و تاريخ الإسلام : (وفيات سنة 81 - 100) ص 149 ، والإصابة : 436/4 رقم 5411 وقال : ويقال ابن عبد الله. ولا يصح .
3- أخرجه أحمد في مسنده : ج 4 ص 185.
4- أخرجه الطبراني في الأوسط : ج 1 ص 417 رقم 747. ورواه أيضاً الحاكم النيسابوري في مناقب أهل البيت من كتاب المستدرك : ج 3 ص 149 قال: حدثنا مكرم بن أحمد القاضي، حدثنا أحمد بن عليّ الأبار ، حدثنا إسحاق بن سعيد بن اركون الدمشقي، حدثنا خليد بن دعلج أبو عمر السدوسي أظنه عن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف ، فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابلیس» وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص : بل موضوع وابن اركون ضعفوه ، وكذا خليد ضعفه أحمد وغيره. ورواه يعقوب بن سفيان في كتاب المعرفة والتاريخ : ج 1 ص 538 ط 1 قال : حدّثني العبّاس بن الوليد بن صالح قال : حدثنا إسحاق بن سعيد أبو سلمة قال : حدّثني خليد ابن دعلج ، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمان | أهل | الأرض من الغرق القوس، وأمان أهل الأرض من الإختلاف الموالاة لقريش، فاذا خالفتهم قبيلة صاروا حزب «ابلیس». ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد :ج 5 ص 195. و رواه ابن حبّان في المجروحين في ترجمة خليد بن دعلج : ج 1 ص 285 قال : روى خليد ، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم : «أمان أهل الأرض من الغرق القوس* وأمان أهل الأرض من الإختلاف والفتن الموالاة لقريش...». * القوس : قال السمهودي في جواهر العقدين : ص 213 ما رواه السدي عن أشياخه : إنَّ عليّا رضی الله عنه نظر يوماً إلى السماء، فرأى قوس قزح فقالوا : ما هذا ؟ فقال : ما تقولون أنتم ؟ فقالوا : نقول إنّه قوس قزح. فقال : لا تقولوا هذا، ولكن قولوا : قوس الله وأمان من الغرق. انظر تذكرة خواص الأمة : ص 94 ورواه الطبراني في الكبير : ج 11 ص 157 رقم 11479 قال : حدثنا أحمد بن عليّ الابار ، حدثنا إسحاق بن الأركون ، حدثنا خليد بن دعلج ، عن عطاء ابن أبي رباح، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أمان لأهل الأرض من الغرق القوس، وأمان لأهل الأرض من الإختلاف الموالاة لقريش...». ورواه تمام في فوائده (48/2) وعنه ابن عساکر (1/379/5) .وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 259.

ص: 127

وعن سهل بن سعد الساعدي رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم:

«أحبوا قريشاً ؛ فإنّ مَن أحبهم أحبه الله»(1).

أخرجه ابن عرفة في «جزئه الشهير» من طريق عبدالمهيمن بن عبّاس بن سهل، عن أبيه، عن جدّه به إلى غير ذلك من الأحاديث الّتي اعتنى شيخنا رحمه الله بجمعها في كتاب سماه «لذة العيش في طريق حديث الأئمة من قريش» فلا نطيل بسياقها .

وقد سئل رحمه الله عن معنى حديث: «قدّموا قريشاً» فقال : هو على العموم في كلّ أمر من الأمور على ما يقتضيه لفظ الخبر، وقد استدل به الإمام الشافعي رحمه الله على تقديم القرشي في إمامة الصلاة (2)ومحل ذلك إذا اجتمع قرشي وغير قرشي في طلب أمر ووافق كلّ منهما شرط ذلك الأمر فيقدَّم القرشي على غير القرشي إذا استوى معه في ذلك مثال ذلك أن تكون وظيفة تدريس وغ-ي-ر الق-رش-ي ع-الم، والقرشي غير عالم أو غير القرشي فائق والقرشي مبتدىء فيقدَّم العالم والفائق. وكذلك لو حضر قرشي غير فقيه وفقيه غير قرشي قُدّم الفقيه في الأمّة على القرشي وقيس(3) على ذلك .

ثمّ إنَّ قول زيد بن أرقم رضی الله عنه الماضي في تفسير أهل بيته اختلفت الرواية عنه

ص: 128


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 123/6 برقم 5709 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : 40/10 وقال :وفيه عبد المهيمن وهو ضعيف، ورواه لسمهودي في جواهر العقدين : ص 213.
2- قال ابن حجر في فتح الباري: 531/6 قال عياض : استدل الشافعي بهذا الحديث على إمامة الشافعي وتقديمه على غيره ، ولا حجّة فيه لأن المراد به هنا الخلفاء، وكذلك رد ابن حجر قول القرطبي في هذا الأمر وقال ابن حجر : ولعل الغفلة والعصبية صحبت القرطبي
3- هكذا في المخطوطة ، والصحيح : «وقس

في إثبات كون نسائه من أهل البيت ونفيه ، ويمكن الجمع بينهما بأنّ المتيقن (1)الإقتصار عليهن فقط ، والمثبت بانضمامهن مع من ذكر وبذلك يجتمع هذا الحديث أيضاً مع الآية الّتي هنّ سبب نزولها وهي قوله تعالى:(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيراً)(2).

ص: 129


1- ورد فى المخطوطة: «المتقى» ولعل الصواب ما أثبتناه
2- سورة الأحزاب : الآية .33

آية التطهير

وفي (صحيح مسلم) من حديث مصعب بن شيبة، عن صفية ابنة شيبة قالت: قالت عائشة رضي الله عنها:خرج النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم ذات غداة وعليه مرط مرجَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ رضي الله عنهما فأدخله، ثمّ جاء الحسين رضی الله عنه فأدخله، ثمّ جاءت فاطمة رضي الله عنها فأدخلها، ثمّ جاء عليّ رضی الله عنه فأدخله فقال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيراً). وغفل

الحاكم فاستدركه (1).

ص: 130


1- رواه مسلم في باب فضائل أهل بيت النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم من كتاب فضائل الصحابة تحت الرقم : 2425 من صحيحه ج 4 ص 1883 ط الحديث. ورواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق : ج 13 ص 102 من ترجمة الإمام الحسن علیه السلام قال: أخبرنا أبو الحسن عبيدالله بن محمّد بن أحمد البيهقي ، أنبأنا محمّد بن عبدالله ب-ن ع-مر العمري، أنبأنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنبأنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، أنبأنا أبو همام الوليد ابن شجاع ، أنبأنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، أنبأنا أبي، عن مصعب بن شيبة ، عن صفيّة بنت شيبة الحجبية ، عن عائشة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ذات غداة وعليه مرط مرجَّل من شعر أسود فجلس، فأتت فاطمة فأدخلها فيه ، ثمّ جاء عليّ فأدخله فيه، ثمّ جاء حسن فأدخله فيه، ثمّ جاء حسين فأدخله فيه، ثمّ قال :(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) سورة الأحزاب ، الآية :33. ورواه الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ج 2 ص 56 رقم 676 قال : أخبرنا أبو نعيم الأزهري قال : أخبرنا أبو عوانة الإسفرائني قال : روى عبدة بن عبدالله أبو - سهل قال : حدثنا محمّد بن بشر ، قال : حدثنا زكريّا بن أبي زائدة ، عن مُصعَب بن شيبة : عن صفيّة بنت شيبة : قالت: [ قالت ] عائشة .... الخ . ورواه أيضاً الحاكم الحسكاني في هذا الطريق قال: الوالد ، عن ابن شاهين قال : أخبرنا ابن صاعد قال : حدثنا عبدة قال : حدثنا محمّد بن بشر. وأخبرنا أبو عبد الله الجرجاني قال : أخبرنا أبو طاهر السلمي قال : أخبرنا أبو بكر ابن خزيمة ، قال حدثنا عبدة بن عبدالله قال : أخبرنا محمّد بن بشر ، عن زكريّا ، قال : حدثنا مُصعَب، عن صفيّة قالت : [ قالت] عائشة : خرج النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله معه، ثمّ جاء الحسين فأدخله معه ، فأدخله معه ، والباقي سوا. ورواه الطبري في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : ج 22 ص 6 قال: حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا محمّد بن بشر ، عن زكريّا، عن مصعب بن شيبة، عن صفيّة شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله معه ، ثمّ جاء علىّ فادخله معه، ثمّ قال :(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). ورواه الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 103 عن عائشة .... وساق الحديث . ورواه الكنجي في الباب الأول من كفاية الطالب : ص 54 . ورواه البيهقي في كتاب الصلاة من السنن الكبرى : ج 2 ص 149 قال: أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد ، أنبأنا أحمد بن عثمان الآدمي ، حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا أبي، حدثنا محمّد بن بشر العبدي، حدثنا زكريّا بن أبي زائدة ، حدثنا مصعب بن شيبة ، عن صفيّة بنت شيبة : عن عائشة قالت ...عائشة قالت ... وساق الحديث ورواه الحاكم في الحديث الثالث من باب مناقب أهل البيت علیهم السلام من المستدرك : ج 3 ص 147 قال: حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، وبحر بن نصر الخولاني قالا : حدثنا بشر بن أحمد المحبوبي بمرو ، حدثنا سعيد بن مسعود ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأنا زكريا بن أبي زائدة ، حدثنا مصعب بن شيبة ، عن صفيّة بنت شيبة قالت : حدّثتني أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:خرج النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم غداة وعليه مرط مرجَّل من شعرأسود فجاء الحسن ، والحسين فأدخلهما معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها معهما، ثمّ جاء عليّ فأدخله معهم ثمّ قال :(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وقال الحاكم: وهذا حدیث صحیح على شرط الشيخين . ورواه الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي المتوفى سنة (516) في تفسير الآية الكريمة من تفسيره : معالم التنزيل : ج 3 ص 529 ط 1 قال : حدثنا أبو الفضل زياد بن محمّد الحنفي، أنبأنا أبو محمّد عبدالرحمن بن محمّد الأنصاري. أنبأنا أبو محمّد يحيى بن محمّد بن صاعد ، أنبأنا أبو همام الوليد بن شجاع ، أنبأنا يحيى بن زكريّا ابن أبي زائدة، أنبأنا أبي، عن مصعب بن شيبة، عن صفيّة بنت شيبة الحجبية، عن عائشة أمّ المؤمنين ... وساق الحديث.

ص: 131

وفي الباب عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم في حديث بعضهم من الزيادة «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق»(1).

ص: 132


1- رواه أحمد في الفضائل حديث : 102» من فضائل عليّ علیه السلام : ص 66 قال حدثنا محمّد ابن مصعب - هو القرقسائي - قال : حدثنا الأوزاعي ، عن شداد أبي عمّار قال : دخلت على وائلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليّاً فشتموه فشتمته معهم ، فلمّا قاموا قال لي :لم شتمت هذا الرجل؟قلت : رأيت القوم شتموه فشتمته معهم. فقال : ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم ؟ قلت : بلی. فقال : أتيت فاطمة أسألها عن عليّ فقالت : توجه إلى رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم فجلست انتظره حتّى و جاء رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم و معه عليّ و حسن ، وحسين آخذاً كل واحد منهما بيده حتّى دخل ، فأدنى عليّاً، وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً، وحسيناً كلّ واحد منهما على فخذه ثمّ لفّ عليهم ثوبه - أو قال كساء - ثم تلا هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ...) ثمّ قال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتى أحق». ورواه أيضاً في الفضائل حديث (978) ص 577 وفي ذيل الحديث «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتى أحق»، وحديث (199) ص 135. ورواه أيضاً أحمد في مسنده : ج 4 ص 107 . ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : ص 233 عن أحمد في فضائل عليّ ورواه ابن أبي شيبة في المصنف في مناقب عليّ علیه السلام من كتاب الفضائل ، منه : : ج 2 ص 72 رقم 12152. وأخرجه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 147 «قال : هؤلاء أهل بيتي اللهمّ أهل بيتي أحق» وصححه على شرط الشيخين . والذهبي في تلخيصه وصححه على شرط مسلم. وأخرجه أيضاً الحاكم في : ج 3 ص 108 سنداً ولفظاً كما في تاريخ دمشق : ج 1 ص 230 و 231. وأخرجه الحافظ أبو يعلى كما في مجمع الزوائد : 167/9. وأورده السيوطي في جمع الجوامع : 619/2 عن ابن أبي شيبة . وأخرجه ابن علويّة القطان في فوائده عن محمّد بن الصباح الجرجرائي، عن الوليد بن مسلم . وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 195 - 196. ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ج 2 ص 64 رقم 686 قال : أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمّد بن يوسف قراءة قال : حدثنا أبو العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، قال : أخبرني أبي قال : سمعت الأوزاعي قال : حدّثني أبو عمار رجل منا - قال : حدّثني واثلة بن الأسقع الليثى قال : جئت أريد عليّاً فلم أجده فقالت فاطمة : انطلق إلى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فدخلا و دخلت معهما ، فدعا رسول الله حسناً ، وحسيناً فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ، ثمّ لفٌ عليهم ثوبه وأنا منتبذ فقال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، اللهمّ هؤلاء أهلي، اللهمّ هؤلاء أهلي | وأهلي | أحق» .ورواه أيضاً الحسكاني في : ج 2 ص 67 بنفس اللفظ. ورواه ابن المغازلي في الحديث: (350) من مناقبه : ص 305 سنداً ولفظاً كما رواه أحمد في الفضائل ولكن ذيله فيه اختلاف يسير قال المغازلي في ذيل الحديث : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق» . وأخرجه ابن حبّان في صحيحه بترتيب ابن بلبان : 432/15 رقم 6976. ورواه ابن عساکر في تاريخ دمشق ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام : ج1 ص329 بعد ذکر حدیث طویل : سنده عامر بن سعد، عن أبيه | سعد بن أبي وقّاص | قال : فلمّا نزلت هذه الآية : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّاً، وفاطمة، وحسناً ، وحسيناً ، فقال : «اللهمّ أهلى». زاد الباغندي : «اللهمّ هؤلاء أهلى» ورواه أيضاً ابن عساكر في : ج 229/1 - 230 رقم 273 من ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام قال : أخبرنا أبو محمّد ابن طاووس إملاءً ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو الحسن ابن مخلد . حيلولة : قال : وأنبأنا أبو الغنائم ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن القاسم الباهلي الضبيّ قال : وأنبأنا أبو عبدالله الحسين بن احمد بن محمّد بن طلحة ، أنبأنا أبو الحسين بن رزقویه. حيلولة قال : وأنبأنا أبو الفتح عبدالرزاق بن عبدالكريم الحسن آبادي بإصبهان ، أنبأنا أبو الفضل القطان (كذا) قالوا : أنبأنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفار ، أنبأنا الحسن بن عرفة ( أنبأنا علىّ بن ثابت الجزري، عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال سعد : لعلىّ ثلاث لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليَّ من حمر النعم : نزل على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم الوحي فأدخل عليّاً، وفاطمة وابنيهما، تحت ثوبه وقال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي». ورواه أيضاً ابن عساكر بنفس السند واللفظ ولكن زاد في ذيل الحديث : «اللهمّ هؤلاء أهلى وأهل بيتي» انظر تاريخ دمشق لابن عساکر : ج 1 ص 231 ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام واخرجه الطبراني في الكبير : ج 22 ص 66 برقم 160 وج 3 ص 55 برقم 2670.

ص: 133

وفي حديث آخر أنه فعل ذلك لما نزلت آية المباهلة:

(نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ )(1).

ص: 134


1- أخرجه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 150 قال: أخبرني جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ببغداد، حدثنا موسى بن هارون ، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال : لمّا نزلت هذه الآية :(نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) سورة آل عمران : الآية 61 دعا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم علياً، وفاطمة، وحسناً، وحسيناً الله رضي فقال:«اللهمّ هؤلاء أهلي». وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقره الذهبي في التلخيص. ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ج 1 ص 160 رقم 172 قال : أخبرنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم، قال : أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الزاهد ، قال : أخبرنا محمّد ابن إسحاق، قال :حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حاتم بن سماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال : لمّا نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دعا رسول الله عليّاً، وفاطمة، وحسناً، وحسيناً فقال : «اللهمّ هؤلاء أهلي». ورواه البيهقي في السنن الكبرى : ج 7 ص 63 قال : أخبرنا أبو عليّ الروذبادي وأبو عبدالله الحسين بن عمر بن برهان الغزال وأبو الحسين محمّد ابن الحسين بن الفضل القطان وغيرهم، قالوا : حدثنا إسماعيل بن محمّد الصفار، حدثنا الحسن ابن عرفة، حدثنا عليّ بن ثابت الجزري، عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال : سمعت عامر ابن سعد يقول : قال سعد رضی الله عنه: نزل على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم الوحى فأدخل عليّاً، وفاطمة، وابنيهما تحت ثوبه وقال : «اللهمّ هؤلاء أهلى، وأهل بيتى». وروى حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال : لمّا نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ) دعا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم عليّاً، وفاطمة، وحسناً، وحسيناً فقال: «اللهم هؤلاء أهلي». وأخرجه أحمد في مسنده : ج1 ص 185 .... وساق الحديث. وأخرجه الترمذي في باب فضائل أمير المؤمنين علیه السلام من كتاب الفضائل ج 5 ص 638 تحت الرقم 3724 بصورة طويلة وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه . و رواه ابن عساکر في تاريخ دمشق ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام : ج 1 ص 227 قال : أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك ،أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمّد العيار. حيلولة وأخبرنا أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن عليّ ، وأبو القاسم زاهر بن طاهر، قالا : أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، قالا : أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن محمّد بن عبدالله الفامي ، أنبأنا أبو العبّاس السراج ، أنبأنا قتيبة بن سعيد ، أنبأنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص، عن أبيه قال : [بعد ذكر حديث طويل أخذنا مورد الحاجة منه] ولمّا نزلت هذه الآية : (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) آية 61 من سورة آل عمران دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّاً، وفاطمة ، وحسناً، وحسيناً فقال : «اللهمّ هؤلاء أهلى»

ص: 135

وفي آخر أنّ أمّ سلمة رضي الله عنها جاءت تدخل معهم فقال لها صلی الله علیه و آله و سلم بعد منعه لها :«إنك على خير»(1).

ص: 136


1- أخرجه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ج 2 ص 115 رقم 747 قال : أخبرنا أبو نصر المقرئ، أخبرنا أبو الحسن الكارزي قال : أخبرنا عليّ بن عبدالعزيز المكّي، حدثنا حجاج بن منهال السلمي ، حدثنا حمّاد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ، عن شهر بن حوشب عن أم سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : يابنية ائتيني بزوجك وابنيه ، فجاءت بهم ، فألقى رسول الله عليهم كساءاً فدكياً ثمّ وضع يده عليهم ، ثمّ قال : ««اللهم هؤلاء آل محمّد فاجعل صلواتك على محمّد وآل محمّد ، فإنك حميد مجيد». قالت أمّ سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي فقال : «إنّك على خير». وأخرجه أحمد في مسنده : ج 6 ص 323 سنداً ومتناً كما في شواهد التنزيل : ج 2 ص 115 رقم 747. وأخرجه أيضاً أحمد في مسنده : ج 6 ص 292 قال : حدثنا عبدالله بن نُمير، قال حدثنا عبد الملك - يعني ابن أبي سليمان - عن عطاء بن أبي رباح ، قال : حدّثني من سمع أمّ سلمة تذكر أنّ النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم كان في بيتها فأنته فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها : ادعي لي زوجك وابنيك قالت : فجاء عليّ، والحسن ، والحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة ، وهو على منامة له على دكانه تحته كساء خيبري . قالت : وأنا أصلي في الحجرة فأنزل الله عزّوجلّ هذه الآیة: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قالت : فأخ-ذ ف-ض-ل الكساء فغشاهم به ثمّ أخرج يده فألوى بها إلى السماء، ثمّ قال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، قالت: فأدخلت رأسي [في] البيت وقلت : وأنا معكم يارسول الله قال : «إنّك إلى خير، إنّك إلى خير». قال عبدالملك : وحدّثني أبو ليلى عن أم سلمة مثل حديث عطاء سواء. قال عبد الملك: وحدّثني داود بن أبي عوف أبو الجحاف، عن حوشب ، عن أمّ سلمة بمثله سواء. وأخرجه أحمد أيضاً في الفضائل : ص 79 رقم 118 من فضائل أمير المؤمنين علیه السلام بأسانيد ثلاثة كما هنا. وأخرجه الطبراني في الكبير : ج 3 ص 53 رقم 2664 مطابق لشواهد التنزيل سنداً ومتناً ورواه أبو أحمد ابن عدي في الكامل : ج 5 ص 279 قال : أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا حوثرة بن أشرس ، قال : أخبرني عقبة بن عبدالله الرفاعي الأصم، عن شهر بن الأصم ، عن شهر بن حوشب ، عن أمّ سلمة .... وساق الحديث. وأخرجه الترمذي في سننه : ج 5 ص 351 برقم 3205 قال : حدثنا قتيبة ، حدّثنا محمّد بن سليمان الإصبهاني ، عن يحيى بن عبيد، عن عطاء بن أبي رباح، عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم قال : لمّا نزلت هذه الآية على النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) في بيت أمّ سلمة فدعا فاطمة ، وحسناً ، وحسيناً فجللهم بكساء وعلىّ خلف ظهره فجلله بكساءٍ ثمّ قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، قالت أمّ سلمة : وأنا معهم يا نبيّ الله، قال : «أنت على مكانك، وأنت على خير». وقال الترمذي : هذا حديث غريب من حديث عطاء ، عن عمر بن أبي سلمة . وكذلك أخرجه الترمذي في سننه : ج 5 ص 699 برقم 3871 قال :حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا سفيان عن زُبيد ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة أن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم جلّل على الحسن والحسين، وعليّ، وفاطمة كساء، ثمّ قال : «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» قالت أمّ سلمة وأنا معهم يارسول الله ؟ قال : «إنّك إلى خير». وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وهو أحسن شي روي في هذا الباب. وورد في إتحاف السادة المتقين : ج 5 ص 108 ، وفي جواهر العقدين :ص 194. ورواه سنداً ومتناً ابن الأثير في أسد الغابة :4/ 29. والحديث أخرجه جمع من الحفاظ منهم ابن سمعون في أماليه [املاه سنة 387 في المجلس التاسع منها الموجود في المجموع رقم 3 من مجاميع دار الكتب الظاهرية] باسناده عن بلال ابن مرداس، عن شهر بن حوشب. ومنهم محمّد بن عمرو البختري الرزّاز في أماليه [الموجود في المجموع رقم 73 م--ن مجاميع الظاهرية] عن الدقيقي، عن يزيد بن هارون ، عن عبد الملك، وعن ابن أبي ليلى ، عن أمّ سلمة، وعن داود بن أبي عوف، عن شهر بن حوشب، عن أمّ سلمة. ومنهم طراد الزينبي في المجلس الثالث من أماليه [الموجود في المجموع رقم 35 من مجاميع الظاهرية] بثلاثة طرق . وأخرجه الثعلبي في تفسير الآية عن ابن فنجويه ، عن القطيعي. ورواه الشيخ الطوسي في أماليه في الحديث : (20) من الجزء (10) من أماليه ج1 ص 269 قال : أخبرنا أبو عمر [عبد الواحد بن محمّد] قال : حدثنا أحمد ، قال : أخبرنا أحمد يحيى، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال حدثنا أبي، عن أبي إسحاق ، عن عبدالله بن المغيرة مولى أمّ سلمة،[عن أم سلمة] زوج النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم أنّها قالت : نزلت هذه الآية في بيتها. (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) أمرني رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أن أرسل إلى علىّ وفاطمة والحسن والحسين علیهم السلام فلمّا أتوه اعتنق عليّاً بيمينه والحسن بشماله والحسين على بطنه وفاطمة عند رجله فقال : «اللهمّ هؤلاء أهلي وعترتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» قالها ثلاث مرات ، قلت : فأنا يارسول الله ؟ فقال :«إنّك على خير إن شاء الله». أقول: وقد ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين علیه السلام طرقاً كثيرة لهذا الحديث كلها متفقة ما ذكرنا سنداً ومتناً .

ص: 137

وفي آخر أنّها قالت: يارسول الله وأنا ؟ قال:«وأنتِ»(1).

ص: 138


1- أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين علیه السلام : ص 69 ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو عليّ ابن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر، أنبأنا عبد الله، حدّثني أبي، أنبأنا عبدالوهاب بن عطاء، أنبأنا عوف، عن أبي المعدل عطيّة الطفاوي قال : حدّثني أبي، عن أمّ سلمة زوج النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم قالت : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي إذ قالت الخادم: إنّ عليّاً، وفاطمة بالسدة [ قالت: ف ] قال: «قومي عن أهل بيتي». قالت : فقمت فتنحيت في ناحية البيت قريباً فدخل عليّ، وفاطمة والحسن والحسين صبيان صغيران، فأخذ الصبيين فقبلهما ووضعهما في حجره واعتنق عليّاً، وفاطمة ، ثمّ أغدف عليهم ببردة له وقال : «اللهم إليك لا إلى النّار، أنا وأهل بيتي». قالت: فقلت : يارسول الله وأنا ؟ قال : «أنت» . وأخرجه أحمد في مسنده : ج 6 ص 6 ص 296 وص 304 بالاسناد واللفظ كما في تأريخ دمشق ، وكذلك أخرجه أحمد في الفضائل ص 73 رقم 110 وص 583 رقم 986 من فضائل أمير المؤمنين علیه السلام بالاسناد واللفظ كما سبق . وأخرجه ابن : سعد في الطبقات : ج 8 ق 34 و ق 157 ب ، وابن أبي شيبة في المصنَّف : ج 6 ص 373 رقم 32095 عن أبي أسامة ، عن عوف بالاسناد واللفظ. ورواه الدولابي في الكنى والأسماء : 121/2 ، ورواه أيضاً الدولابي في الحديث (196) من كتاب الذريّة الطاهرة الورقة : 35 / ب . وساق الحديث ، وأبو أحمد الحاكم في الكنى في كنية (أمّ سلمة) من طريق النسائي، عن سليمان بن سالم ، عن النضر ، عن عوف بهذا الاسناد واللفظ. وأخرجه الطبراني في الكبير : ج 3 ص 54 برقم 2667 قال : حدثنا محمّد بن العبّاس المؤدب، حدثنا هوذة بن خليفة ، حدثنا عوف، عن عطيّة أبي أبيه، عن أمّ سلمة قالت : اعتنق رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم عليّاً وفاطمة بيد، وحسناً وحسيناً بيد، وعطف عليهم خميصة كانت عليه سوداء، وقبّل عليّاً، وقبل فاطمة رضي الله عنهما قال:«اللهمّ إليك لا إلى النّار أنا وأهل بيتي» قالت أمّ سلمة : قلت : وأنا ؟ قال : «وأنت».

وفي آخر: «أنتِ من أهل بيتي»(1)

ص: 139


1- قال ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين علیه السلام : ص 72 رقم 105 : أخبرتنا أمّ البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالت أنبأنا سعيد بن أحمد العيار ، أنبأنا أبو محمّد عبدالله ابن أحمد الصيرفي ، أنبأنا أبو العبّاس السراج، أنبأنا قتيبة ، أنبأنا ابن لهيعة ، عن عمرو بن شعيب ، أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة ، فحدثته أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم كان عند أمّ سلمة، فجعل الحسن من شق، والحسين من شق ، وفاطمة في حجره، فقال: «رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنّه حميد مجيد». قالت :] وأنا وأمّ سلمة نائيتين، فبكت أمّ سلمة ! فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما يبكيك ؟ فقالت : خصصتهما وتركتني وابنتي ، فقال : «أنت وابنتك من أهل البيت» وكذلك قال ابن عساكر في تأريخ دمشق في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام : رقم 84 بعد ذكر سند طويل قال : ... أنبأنا عبد الرحمن بن عبدالله بن دينار، عن شريك بن أبي نمر ، عن عطاء ابن يسار، عن أمّ سلمة قالت : في بيتي نزلت :(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)) قالت : فأرسل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إلى فاطمة، وعليّ، والحسن، والحسين فقال: «ه-ؤلاء وفي حديث الصير في - أهل بيتي» قالت: فقلت : يارسول الله أما أنا من أهل البيت ؟ قال : «بلى إن شاء الله». وكذلك قال ابن عساكر في تأريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين علیه السلام: رقم 102: أخبرنا بحديثها |أي عمرة بنت أفعى الكوفية| أبو طالب عليّ بن عبدالرحمن ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمّد بن النحاس، أنبأنا أبو سعيد ابن الأعرابي ، أنبأنا الحسين بن جعيد بن الربيع أبو عبدالله ، أنبأنا مخول بن إبراهيم أبو عبدالله ، أنبأنا عبدالجبار ب-ن عبّاس الشبامي ، عن عمار الدهني ، عن عمرة بنت أفعى ، قالت : سمعت أمّ سلمة تقول : نزلت هذه الآية في بيتي : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ،وفي البيت سبعة : جبرئيل وميكائيل ، ورسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، و عليّ ، وفاطمة ، والحسن والحسين ، قالت : وأنا على باب البيت، فقلت : يارسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : «إنّك على خير، إنّك من أزواج النبي» وما قال : إنّك من أهل البيت .وقال الطبراني في الكبير : 52/3 رقم 2662 :حدثنا عليّ بن عبدالعزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا فضيل بن مرزوق ، حدثنا عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن أمّ سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وهي جالسة على الباب فقلت : يارسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال : «أنت إلى خير». وقال الطبراني أيضاً في : ج 53/3 رقم 2663 : حدثنا بكر بن سهل الدمياطي ، حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي ، حدثنا ابن أبي فديك ، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي ، عن هشام بن هاشم عن وهب بن عبدالله بن زمعة، عن أمّ سلمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع فاطمة، وحسناً، وحسيناً رضي الله عنهم ، ثمّ أدخلهم تحت ثوبه ثمّ قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتى» قالت أمّ سلمة : قلت : يارسول الله أدخلني معهم قال : «إنّك من أهلي». أقول: وهذا الحديث رواه ابن الأعرابي في كتاب معجم الشيوخ ، ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ج 2 ص 124 رقم 157 . وقد ذكرت بعض الأحاديث فيما ذكر عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أنّه قال إلى أمّ سلمة : «أنت من أهل البيت»، ونفى هذا القول عن أمّ سلمة كما جاء في تأريخ «دمشق في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام من أنّ النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم لم يصرح بأنّها من أهل البيت حين نزول هذه الآية الكريمة. وقال أبو بكر النقاش في تفسيره : أجمع أكثر أهل التفسير أنّها نزلت في عليّ، وفاطمة، والحسن والحسين ، وكذلك قال الكلبي هم عليّ، وفاطمة والحسن، والحسين خاصة.

ص: 140

وفي آخر أنّ واثلة بن الأسقع رضی الله عنه قال : فقلت : وأنا يارسول الله صلى الله عليك من أهلك ؟ قال : «وأنتَ من أهلي» قال وائلة : فإنّها من أرجى ما ارتجي(1).

ص: 141


1- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 3 ص 55 برقم 2670 وج 22 ص 66 برقم 160 قال : حدثنا محمّد بن عليّ الصائغ المكّي ، حدثنا محمّد بن بشر التنيس، حدثنا الأوزاعي، حدثنا أبو عمّار شداد قال : قال واثلة بن الأسقع الليثي : كنت أريد عليّاً فلم أجده، فقالت فاطمة : انطلق إلى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يدعوه حتّى يأتى، قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء فدخلت معهما، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناً، وحسيناً فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه، وأدنى فاطمة من حجره، ثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا مستند ثمّ قال :(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ثمّ قال : «هؤلاء أهلي» قال وائلة : قلت : يارسول الله وأنا من أهلك ؟ قال : «وأنت من أهلي» قال واثلة : إنّه لارجى ما أرجو. ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء : ج 3 ص 385 بالاسناد واللفظ المتقدم. وقال في ذيل الحديث : هذا حديث حسن غریب. وأخرجه الطبري في تفسيره : ج 22 ص 7 قال : حدّثني عبدالكريم بن أبي عمير ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا أبو عمرو ، قال : شداد أبو عمّار ، قال : سمعت واثلة بن الأسقع يحدث ، قال : سألت عن عليّ بن أبي طالب في منزله فقالت فاطمة : قد ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلت فجلس رسول اللهصلی الله علیه و آله و سلم على الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه، وعليّاً عن يساره وحسناً وحسيناً بين يديه ، فلفّ عليهم بثوبه وقال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) «اللهمّ هؤلاء أهلي اللهمّ أهلي أحق»، قال واثلة : فقلت من ناحية البيت وأنا يارسول الله من أهلك ؟ قال : «وأنت من أهلي»، قال : واثلة إنّها لمن أرجى ما أرتجي . وأخرجه ابن حبّان في صحيحه بترتيب ابن بلبان : ج 15 ص 432 برقم 6976 بالاسناد : واللفظ المتقدم. وأخرجه القطيعي في زوائده على الفضائل : (1404 ). وأخرجه البيهقي في سننه : ج 2 ص 152 قال :أخبرنا أبو عبدالله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو عبدالله السوسي قالوا : حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، حدثنا العبّاس بن الوليد بن مزيد ، أخبرني أبي قال : سمعت الأوزاعي قال : حدّثني أبو عمّار رجل منّا ، قال حدّثني واثلة بن الأسقع الليثي .... قال واثلة : قلت يارسول الله : وأنا من أهلك ؟ قال : «وأنت من أهلى» قال وائلة رضی الله عنه : إنّها لمن أرجى ما أرجو. أقول: وورد في فضائل أحمد حدیث : (271) ص 192 حديثاً لواثلة بن الأسقع قال : حدثنا عبدالله بن سليمان ، قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن عمر الحنفي ، حدثنا عمر بن يونس ، حدثنا سليمان بن أبي سليمان الزهري ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثنا عبدالرحمن بن عمرو ، قال : حدّثني شداد بن عبدالله : قال : سمعت واثلة بن الأسقع وقد جيء برأس الحسين ابن عليّ قال : فلعنه رجل من أهل الشام ، فغضب واثلة وقال : والله لا أزال أحبّ عليّاً ، وحسناً، وحسيناً، وفاطمة أبداً، بعد إذ سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وهو في منزل أمّ سلمة يقول فيهم ما قال. قال وائلة : رأيتني ذات يوم وقد جئت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وهو في منزل أمّ سلمة، وجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبّله ، وجاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبّله ، ثمّ جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثمّ دعا بعليّ فجاء، ثمّ أغدف عليهم كساءً خيبرياً كأنّي أنظر إليه، ثمّ قال :(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). فقلت لواثلة : ما الرجس ؟ قال : الشك في الله عزّوجلّ. ومثله رواه ابن الأثير فى أسد الغابة : 21/2. ولواثلة بن الأسقع رواية أخرجها الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ج 2 ص 64 برقم 686، وفي تأريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام : برقم 110.

وفي أسانيدهما كلها مقال.

ص: 142

وفي «الفردوس» بلا إسناد عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: «أسامة منّا أهل البيت ظهراً لبطن».

وعن أحمد في «المناقب» عن أبي سعيد الخدري قال : نزلت يعني (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) في خمسة : النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعلي، وفاطمة، والحسن والحسين رضي الله عنهم(1).

ص: 143


1- أخرجه الطبراني في الأوسط : ج 2 ص 491 برقم 1847 قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا محمّد بن عبّاد بن موسى ، قال : حدثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب، عن سليمان بن قرم، عن هارون بن سعد ، عن عطيّة العوفي قال : «سألت أبا سعيد الخدري مَن أهل البيت الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ؟ فعدهم في يده خمسة : رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليّ، وفاطمة، والحسن والحسين، قال أبو سعيد : في بيت أمّ سلمة أنزلت هذه الآية» وأخرجه أيضاً في المعجم الصغير : ج 1 ص 135 قال : حدثنا الحسن بن أحمد بن حب- بن حبيب الكرماني بطرسوس، حدثنا أبو الربيع الزهراني، حدثنا عمّار بن محمّد، عن سفيان الثوري، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه .... وساق الحديث. ورواه ابن عساكر في تأريخ دمشق في ترجمة الإمام الحسن علیه السلام: تحت الرقم «124»ص 169. ورواه الحافظ الحاكم الحسكاني في تفسير آية التطهير : تحت الرقم 660 ص 39 - 40 ورقم 661 ص 41 من كتاب شواهد التنزيل : ج2 ص 39 - 44. ورواه الهيثمي عن الطبراني، في مجمع الزوائد : ج 9 ص 167 . ورواه الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودة : ص 102. ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 193 . ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره : ج 22 ص 5 قال: حدّثني محمّد بن المثنّى قال : حدثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي، قال : حدثنا مندل، عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزلت هذه الآية فى خمسة : فيَّ ، وفي عليّرضی الله عنه ، وحسن رضی الله عنه وحسين رضی الله عنه، وفاطمة رضي الله عنها: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً): ورواه ابن كثير في تفسيره : ج 3 ص 485 ... وساق الحدیث. ورواه السيوطي عن ابن جرير، والطبراني، في الدر المنثور : ج 6 ص 604 . ورواه ابن عطيّة الأندلسي في المحرر الوجيز : ج 4 ص 384 ورواه الواحدي في الوسيط : ج3 ص 470

وكذا اشتمل النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم على عمّه العبّاس ... وبنيه رضي عنهم بملاءته وقال :«يارب هذا عمي، وصنو أبي، وهؤلاء أهل بيتي، فاسترهم من النار كستري إياهم بملاء تي هذه فأَمَنَتْ أُسكفة البيت أو حوائط البيت فقالت: آمین آمین آمین»(1).

ص: 144


1- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 19 ص 263 برقم 584 قال : حدثنا عليّ بن عبدالعزيز، حدثنا إبراهيم بن عبدالله الهروي ،حدثنا عبدالله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقّاص، حدّثني جدّي أبو أمّي مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي، عن أبيه، عن جدّه أبي أسيد الساعدي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبّاس بن عبدالمطلب : «يا أبا الفضل لاترم منزلك أنت ، وبنوك غداً حتّى آتيكم» فانتظروه حتّى جاء بعدما أضحى ، فدخل عليهم فقال :«السلام عليكم قالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته قال : «كيف أصبحتم؟» قالوا : بخير نحمد الله، فقال : «تقاربوا تقاربوا يزحف بعضكم إلى بعض» حتّى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاء ته ثمّ قال : «يارب هذا عمي وصنو أبي، وهؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاء تي هذه» قال : فأَمَنَتْ أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت : آمین آمین آمین . ورواه ابن ماجة : ج 2 ص 1222 برقم 3711 قال بعد ذكر السند .... «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعبّاس بن عبد المطّلب ، ودخل عليهم ، فقال : «السلام عليكم قالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، قال : «كيف أصبحتم» قالوا : بخير، نحمد الله فكيف أصبحت بأبينا وأمّنا، يارسول الله ؟! قال «أصبحت بخير، أحمد الله». و فی ذيل الحديث : في الزوائد : قال البخاري : مالك بن حمزة ، عن أبيه، عن جدّه أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم دعا العبّاس ... الحديث. لا يتابع عليه. وقال أبو حاتم : عبدالله بن عثمان شيخ يروي شيخ يروي أحاديث مشتبهة. أقول : استشهاد المصنّف بهذا الحديث غير متعرض لنزول آية التطهير، وإليك ما ذكره - الترمذي في سننه : ج 5 ص 653 رقم 3762 قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد ، عن مكحول ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم للعبّاس : إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتّى أدعو لك بدعوة ينفعك الله بها وولدك ، فغدا وغدونا معه وألبسنا كساءً ثمّ قال :«اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنباً، اللهم احفظه في ولده». ثمّ أن في سند هذا الحديث ثور بن يزيد الحمصي فيكفي لإلقائه جانباً لحقد ثور على عليه السلام فقد قال ابن سعد في طبقاته : إنّه كان قدرياً وكان جدّه قتل يوم صفين مع معاوية فكان ثور إذا ذكر عليّاً قال : لا أحبّ رجلاً قتل جدّي !!! فالحديث الّذي ذكره المصنِّف هنا لا أهمية له ، بعد ذكرنا الأحاديث الدالة على أنّ الآية نزلت في عليّ، وفاطمة والحسن، والحسين علیهم السلام.

ويروى عن عليّ أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «سلمان منّا أهل البيت وهو ناصح فاتخذه لنفسك».

وحديث عائشة أصح وفيه منقبة ظاهرة لأهل البيت.

وكذلك قال الحسن بن عليّ رضي الله عنهما فيما رواه ابن أبي حاتم من طريق حصين بن عبدالرحمن، عن أبي جميلة : أنّ الحسن بن عليّ رضي الله عنهما استخلف حين قتل عليّ رضی الله عنه، قال : فبينما هو يصلي إذ وثب عليه رجل وطعنه بخنجر ، وزعم حصين أنّه بلغه أنّ الّذي طعنه رجل من بني أسد، وحسن ساجد فقال :

«يا أهل العراق اتقوا الله فينا، فإنا أمراؤكم وضيفانكم، ونحن أهل البيت الّذي قال الله عزّوجلّ :

(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيراً) قال : فما زال يقولها حتّى ما بقي أحد من أهل المسجد إلَّا وهو يحن بكاء(1).

ص: 145


1- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 3 ص 93 برقم 2761 قال : حدثنا محمود بن محمّد الواسطي ، حدثنا وهب بن بقية ، أنبأنا خالد، عن حصين ، عن أبي جميلة : أن الحسن بن عليّ رضی الله عنه حين قتل عليّ رضی اله عنه، استخلف، فبينما هو يصلي بالنّاس إذ وثب عليه رجل ، فطعنه بخنجر في وركه ، فتمرض منها أشهراً ، ثمّ قام على المنبر يخطب فقال : يا أهل العراق ، اتقوا الله فينا ، فإنا أمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل البيت الذي قال الله عزّ وجلّ :(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فما زال يومئذ يتكلم حتّى ما يرى في المسجد إلَّا باكياً ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : 172/9 وقال : ورجاله ثقات. ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 201. ورواه ابن كثير في تفسيره : ج 3 ص 486

بل قال زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیه السلام لرجل من أهل الشام : أما قرأت في الأحزاب :

(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيراً).

قال : ولأنتم هم ؟.

قال : نعم(1).

وقول زيد بن أرقم رضی الله عنه: أهل بيته من حرم الصدقة(2) هو بضم المهملة وتخفيف الراء، والمراد بالصدقة الزكاة الواجبة تنزيهاً لهم عن أكل أوساخ النّاس.

ص: 146


1- أخرجه الطبري في تفسيره : ج 22 ص 7 قال : حدّثني محمّد بن عمارة قال : حدثنا إسماعيل بن أبان قال : حدثنا الصباح بن يحيى المری، عن السدي، عن أبي الديلم قال : قال عليّ بن الحسين لرجل من أهل الشام أما قرأت في الأحزاب : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال : ولأنتم هم ؟ قال : نعم.ورواه ابن كثير في تفسيره : ج 3 ص 486 . ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 201.
2- أخرجه مسلم في صحيحه : ج 4 ص 1873 برقم 2408 ، ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 201. أقول : راجع تعليقتنا في الصفحة : 85 - 91.

و هم(1) في مذهب الشافعي رحمه الله حرام على بني هاشم وبني المطّلب، وقد عوضوا بدلاً عما حرموه من ذلك باشتراكهم دون غيرهم من قبائل قريش في سهم ذوي القربي.

قال البيهقي : وفي تخصيص النبيّ صلى الله عليه وسلم بني هاشم، وبني المطّلب بإعطائهم سهم ذوي القربى ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «إنّما بنو هاشم، وبنو المطلب شي واحد»(2)، فضيلة أخرى وهي : أنّه حرم الله عليهم الصدقة، وعوضهم منها هذا السهم من الخمس فقال : «إنّ الصدقة لا تحل لمحمّد، ولا لآل محمّد(3).

قال : وذلك يدلك أيضاً على أن آله الذين أمر بالصلاة عليهم معه هم الّذین حرَّم الله عليهم الصدقة، وعوضهم منها هذا السهم من الخمس، فالمسلمين (4)من بني هاشم وبني المطلب يكونون(5)داخلين في صلواتنا على آل نبينا صلى الله

ص: 147


1- هكذا ورد في المخطوطة ، ولعل الصحيح : «وهي»
2- أخرجه البيهقي في السنن : ج 6 ص 340 - 341 . ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 210 وأخرجه البخاري في صحيحه : ج 4 ص 211 و 218 ، وأبو داود في سننه : 2978 . والنسا في سننه كتاب الفيء : باب 20 ، والشافعي في مسنده : 324 ، والبغوي في معالم السنن : 35/3 .
3- أخرجه مسلم في صحيحه : ج 4 ص 166 ، وقريب منه في الكبير للطبراني : ج 3 ص 76 برقم 2710 قال : حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، حدثنا عفان، حدثنا شعبة، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء قال : قلت للحسن بن عليّ : ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أذكر من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أنني أخذت تمرة من تمر الصدقة فجعلتها في فيّ ، فنزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلعابها ، فجعلها في التمر ، فقيل : يارسول الله ما عليك من هذه التمرة لهذا الصبي ؟ فقال : «إنّا آل محمّد لا تحل لنا الصدقة».
4- هكذا ورد في المخطوطة ، والصحيح: «فالمسلمون».
5- ورد في المخطوطة: «يكونوا ولعل الصواب ما أثبتناه .

عليه وسلم وآله في فرائضنا ونوافلنا وفيمن أمرنا بحبهم انتهى.(1)

وأمّا أبو حنيفة، ومالك رحمها الله فقصرا التحريم في الواجبة على بني هاشم فقط على أنّه روي عن أبي حنيفة رحمه الله خلاف ذلك أيضاً ، فحكى الطبري عنه جواز مالهم مطلقاً ، والطحاوي إذا حرموا سهم ذوي القربي ، وهذا أيضاً محكي عن الأبهري من المالكية بل هو وجه لبعض الشافعية ، وقال القاضي أبو يوسف رحمه الله : تحلّ من بعضهم لبعض لا من غيرهم، لما فيهم من رفع يد لأدنى على الأعلى بخلاف غيرهم.

وقد قال صلى الله عليه وسلم في الصدقة كما في «صحيح مسلم»: «إنّما هي من أوساخ النّاس»، ومن هذا الحديث يؤخذ جواز أخذهم صدقة التطوع دون الغرض، وهو قول أكثر الحنفية ، والمصحح عند الشافعية والحنابلة ، ورواية عند المالكية ، بل عندهم أخرى في جواز الغرض دون التطوع ووجهه أن بالأخذ سقط الغرض عن المعطي، فكان معينا له فلا ذلّة حينئذ ، ويساعده تفسير اليد العليا بالآخذة كما يسقط في حقه والله الموفق.

وأورد المحب الطبري بلا إسناد أنّه صلی الله علیه و آله و سلم قال : «استوصوا بأهل بيتي خيراً ، فإني أخاصمكم عنهم غداً ، ومن أكن خصمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النّار»(2)، ولم أقف على أصل معتمد.

وعن شعبة، عن واقد بن محمّد، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال أبو بكر الصديق رضی الله عنه: ارقبوا محمّداً صلی الله علیه و آله و سلم في أهل بيته، أخرجه البخاري في «صحيحه» من وجهين ، عن شعبة(3).

والمراقبة للشي، المحافظة عليه، وخاطب أبو بكر رضی الله عنه بذلك النّاس يوصيهم بأهل بيت نبيهم صلی الله علیه و آله و سلم يقول : احفظوه فيهم أي فلا تؤذوهم ولا تسووا إليهم والله أعلم.

ص: 148


1- رواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 210
2- رواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 256 .
3- أخرجه البخاري في صحيحه كما في (فتح الباري) : ج 7 ص 95 برقم 3751 .

الباب الثاني

الحثّ على حبّهم والقيام بواجب حقّهم

عن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس، عن أبيه، عن جدّه رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله عزّوجلّ، وأحبوا أهل بيتي لحبي». أخرجه الترمذي، عن أبي داود صاحب السنن وقال : إنّه حسن غريب، إنّما يعرفه من هذا الوجه(1).

وكذا أخرجه البيهقي في «الشعب»(2)، ومن قبله الحاكم وقال : صحيح الاسناد

ص: 149


1- أخرجه الترمذي في سننه : ج 5 ص 664 برقم 3789. وأخرجه أبو نعيم في الحلية : اج 3 ص 211 وقال في ذيل الحديث : «هذا حديث غريب بهذا اللفظ لا يعرف مأثوراً متصلاً عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم إلَّا من حديث عليّ بن عبدالله بن العبّاس، ولاعنه إلَّا من حديث هشام بن يوسف، عن عبدالله ، وهشام بن يوسف هو قاضي صنعاء محتج بحديثه أحد الثقات ، رواه عنه أيضاً عليّ بن بحر ، مثل رواية يحيى بن معين ورواه أيضاً يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : 497/1.
2- أخرجه البيهقي في شعب الإيمان : ج 2 ص 130 رقم 1378 قال : أخبرنا أبو عبدالله الحافظ ، حدثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن علي الجعدواني ببخارى ، حدثنا أبو علي صالح بن محمد البغدادي ، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا هشام بن يوسف ، حدثني عبد الله بن سليمان النوفلي ، عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس ..... وساق الحديث وأخرجه الذهبي في تاريخ الإسلام : ( وفيات سنة 121 - 140) ص 223 في ترجمة محمّد ابن عليّ بن عبدالله بن العبّاس، وقال في ذيل الحديث : هذا حديث غريب رواه الترمذي عن أبي داود السجستاني، عن ابن معين فوقع بدلاً بعلو درجتين ، تفرد به هشام بن يوسف قاضي صنعاء، والنوفلي لا يعرف ، ولعل ابن معین تفرد به وأخرجه الذهبي في ميزان الاعتدال : 432/2 رقم 4367 .... وساق الحديث وذكره السيوطي في الجامع الصغير : ج 1 ص 10 .

ولم يخرجاه(1) ومن العجيب ذكر ابن الجوزي هذا الحديث في «العلل المتناهية»(2)

ص: 150


1- أخرجه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 149 - 150 ، وصدقه الذهبي في التلخيص وقال : هذا حديث صحيح الاسناد .
2- أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية : ج 1 ص 1 ص 266 . وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 54 ص 363 وبالاسناد واللفظ المتقدم. ورواه أيضاً يعقوب بن سفيان في ترجمة عبد الله بن العباس من كتاب المعرفة والتاريخ : ج 1 عبدالله 497 ط 1 ، قال : حدثنا زياد بن أيّوب، حدثنا يحيى [بن معين] : قال : حدثنا هشام بن يوسف الصنعاني، عن عبدالله بن سليمان النوفلي، عن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس، عن أبيه، عن جدّه ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أحبوا الله عزّوجلّ لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحبّ الله عزّوجلّ، وأحبوا أهل بيتي لحبي». وأخرجه الطبراني في الكبير : ج 3 ص 46 برقم 3639 قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا هشام بن يوسف، عن عبدالله بن سليمان النوفلي،عن محمّد بن عليّ بن عبّاس، عن أبيه، عن جدّه قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم... وساق الحديث. ورواه الحموثي في فرائد السمطين : ج 2 ص 292 برقم 550 . ورواه في ترجمة أحمد بن رزقويه تحت الرقم : (1833) من تاریخ بغداد : ج 4 ص 159 قال : أخبرنا الحسن بن الحسن بن العباس النعالى ، أخبرنا أحمد بن عبدالله بن نصر الذراع بالنهروان ، حدثنا أبو العباس أحمد بن رزقويه الوزان ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا هشام بن يوسف ، حدثنا عبدالله بن سليمان النوفلي ، عن محمّد بن عليّ بن عبدالله ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس ..... وساق الحديث. ثمّ قال الخطيب : رواه عن يحيى بن معين جماعة هكذا ، وأحمد بن رزقويه هذا غير معروف عندنا . ورواه الشيخ الصدوق في المجلس : (85) من أماليه ص 326 بسند آخر عن هشام بن يوسف... ورواه السيوطي في ذيل آية المودّة وهي الآية : (23) من سورة الشورى من تفسير الدر المنثور ، وقال : أخرجه الترمذي وحسّنه. ورواه الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 143 . ورواه السيّد المرشد بالله كما في باب مناقب أهل البيت من ترتيب أماليه : ج 1 ص 152 ط 1 ... وساق الحديث بسند آخر عن يحيى بن معين ، عن هشام بن يوسف. ورواه البيهقي في شعب الإيمان : ج 1 ص 366 رقم 408... وساق الحديث. ورواه محمّد بن سليمان الكوفي تحت الرقم : (629) من كتابه مناقب عليّ علیه السلام : ج 2 ص 153 .... وساق الحديث. ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 328.

عبدالرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، عن أبيه رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه، وتكون عترتي أحبّ إليه من عترته، وتكون أهلي أحبّ إليه من أهله، وتكون ذاتي أحبّ إليه من ذاته».(1)

ص: 151


1- أخرجه الطبراني في الأوسط : ج 6 ص 369 برقم 5786 قال : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ، قال : حدثنا الحسين بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، قال : حدثنا سعيد بن عمرو بن أبي نصر السكوني ، عن محمّد بن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه وأهلي أحبّ إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته». وأخرجه أيضاً في الكبير : ج 7 ص 75 برقم 6416... وساق الحديث المتقدم في الاوسط بالاسناد واللفظ. وزواه السيّد المرشد بالله كما في باب فضائل أهل البيت علیهم السلام من ترتيب أماليه : ج 1 ص 155 ط 1 قال : أخبرنا الشيخ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ إجازة قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن صاعد ، قال : حدثنا محمّد بن عمران قال : حدثنا سعيد عن عمر و بن أبي نصر السكوني ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبيه أبي ليلى قال .... وساق الحديث ورواه الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 145 ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 328 وقريب منه في فردوس الأخبار للديلمي : ج 5 ص 301 رقم 7961 قال : عن أنس بن مالك : «لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من والده وولده والنّاس أجمعين. ورواه ابن ماجة في سننه: ج 1 ص 26 برقم 67 بالاسناد واللفظ

أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان»(1)،وأبو الشيخ في «الثواب»، والديلمي في مسنده»(2).

وعن عبدالله بن الحارث، عن العبّاس بن عبد المطلب رضی الله عنه قال : قلت : يارسول الله، إنّ قريشاً إذا لقي بعضهم بعضاً لقوهم ببشر حسن، وإذا لقونا لقونا بوجوه لانعرفها، قال : فغضب النبيّ صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً، وقال :

«والذي نفسي بيده لايدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبكم الله ولرسوله».

ص: 152


1- شعب الإيمان للبيهقي : ج 2 ص 129 رقم 1375 قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبدالله محمّد بن يعقوب ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، وحسين بن حسين قالا : أنبأنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا إسماعيل بن عليَّة، عن عبدالعزيز بن صهيب ، عن أنس قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من أهله و ماله والنّاس أجمعين».
2- أخرجه الديلمي في زهر الفردوس : 217/4 وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 88/1.

أخرجه أحمد(1)، والحاكم(2) في «صحيحه» واستشهد لصحته بما أخرجه هو.

وكذا ابن ماجة من طريق محمّد بن كعب القرظي، عن العبّاس رضی الله عنه: قال كنّا تلقى النفر من قريش ، وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم ، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم، والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبهم الله والقرابتهم مني».(3)

ص: 153


1- أخرجه أحمد في مسنده : ج 1 ص 207 قال : حدثنا يزيد هو ابن هارون، أنبأنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث، عن العبّاس بن عبد المطلب ... وساق الحديث . ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 329. ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : ج 1 ص 497 بالإسناد واللفظ.
2- أخرجه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 333 قال: حدثناه أبو عمر و عثمان بن أحمد بن السماك الزاهد ببغداد، حدثنا عبدالرحمن بن محمد بن منصور ، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبدالله بن الحارث، عن العبّاس بن عبد المطلب ..... وساق الحديث .وسكت عنه الذهبي في التلخيص ورواه الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 146 ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 26 ص 300 في ترجمة العبّاس بن عبد المطلب . وأخرجه البزار في مسنده : ج 4 ص 140 رقم 1315 .
3- أخرجه ابن ماجة في سننه : ج 1 ص 50 . ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص .329 وروى الحاكم في المستدرك حديثاً آخر من طريق محمد بن كعب القرظي : ج 4 ص 75 قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن دحيم الشيباني بالكوفة ، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدثنا محمّد بن طريف البجلي ، حدثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي سبرة النخعي، عن محمّد بن كعب القرظي، عن العبّاس بن عبد المطلبه رضی الله عنه قال : كنّا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم فذكرنا ذلك لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال: «ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهلى قطعوا حديثهم والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبهم الله والقرابتي». وقال الحاكم في ذيل الحديث : هذا حديث يعرف من حديث يزيد بن أبي زياد ، عن عبدالله ابن الحارث، عن العبّاس فإذا حصل هذا الشاهد من حديث ابن فضيل، عن الأعمش حكمنا له بالصحة. ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 330 وأورده ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 26 ص 302 في ترجمة العبّاس بن عبدالمطلب قال : أخبرنا أبو عبد الله بن القصاري، أنبأنا أبي أبو طاهر قالوا : أنبأنا إسماعيل بن الحسن بن عبدالله الصرصري ، قالا : أنبأنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي - إملاءً - حدثنا أبو هشام الرفاعي سنة أربع وأربعين ومائتين، حدثنا محمّد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن أبي سبرة النخعي ، عن محمّد بن كعب القرظي، عن العبّاس بن عبدالمطلب رضی الله عنه قال : كنا نلقي النفر من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم ، فذكرنا ذلك للنبيّ صلی الله علیه و آله و سلم فقال: «والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبكم الله والقرابتي». وقال أيضاً : أخبرتنا به أمّ البهاء بنت البغدادي ، قالت : أنبأنا أبو الفضل الرازي ، أنبأنا جعفر ابن عبدالله ، حدثنا محمد بن هارون، حدثنا أبو كريب ، حدثنا محاضر ، عن الأعمش، عن أبي سبرة ، عن محمد بن كعب القرظي، عن العبّاس بن عبدالمطلب أنه جلس إلى قوم فقطعوا حديثهم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما بال أقوام اذا جلس إليهم أحد من أهل بيتي قطعوا حديثهم والذي نفسي بيده لايدخل قلب امرئ الإيمان حتّى يحبهم الله ولقرابتهم مني» وقال أيضاً : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا عبدالله بن عديّ، أنبأنا محمّد بن منير ، أنبأنا عمر بن شيبة، حدثني عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ ، حدثنا أبي، عن أبيه ، عن جده، عن علىّ قال : قال العبّاس يا رسول الله إنّ قريشاً تلقانا فيما بينهم بوجوه لاتلقاها بها، فقال: «أمّا الإيمان لايدخل أجوافهم حتّى يحبوكم لي». وأخرجه البزّار في مسنده : ج 4 ص 147 رقم 1321 ، وورد في مصباح الزجاجة : 21/1.

وعن عبدالله بن الحارث أيضاً ، عن عبدالمطلب بن ربيعة رضی الله عنه قال: دخل العبّاس رضی الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنّا لنخرج فنرى قريشاً تحدّث فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم و درَّ عرق بين عينيه ثمّ قال : والله لا يدخل قلب

ص: 154

امرئ مسلم إيمان حتّى يحبكم الله والقرابتي» أخرجه أحمد(1)، والبغوي(2). وكذا الترمذي في «جامعه»، لكن بلفظ: «حتّى يحبكم الله ولرسوله(3). وهو عند محمّد بن نصر المروزي بلفظ : «والّذي نفسي بيده لا يدخل قلب أحد

ص: 155


1- أخرجه أحمد في مسنده : ج 1 ص 207 - 208 قال : حدثنا جرير بن عبد الحميد أبو عبدالله، عن يزيد بن أبي زياد عن عبدالله بن الحارث، عن عبدالمطلب بن ربيعة .... وساق الحديث ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 329 ورواه الخفاجي في تفسير آية المودّة : ص 148.
2- أخرجه البغوي في مصابيح السنة : ج 4 ص 191 رقم 4819 قال :وعن عبد المطلب بن ربيعة رضی الله عنه : «أنّ العباس رضی الله عنه دخل على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم مغضباً وأنا عنده فقال : ما أغضبك ؟ قال : يا رسول الله مالنا ولقريش، إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مستبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى احمر وجهه ثمّ قال : «والّذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبكم الله ولرسوله». ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : 499/1 .
3- أخرجه الحاكم في المستدرك :ج 3 ص 333 قال: أخبرنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبدالله بن الحارث، عن المطلب بن ربيعة قال : جاء العبّاس إلى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وهو مغضب ، فقال : ما شأنك ؟ فقال : يارسول الله مالنا ولقريش ؟ فقال : مالك ولهم ؟ قال : يلقي بعضهم بعضاً بوجوه مشرقة فإذا لقونا لقونا بغير ذلك ، قال : فغضب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم حتّى استدر عرق بين عينيه قال : فلمّا أسفر عنه قال : «والّذي نفس محمّد بيده لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتّى يحبكم الله ولرسوله». ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في فضائل العبّاس بن عبدالمطلب من كتاب الفضائل تحت الرقم : « 12259» من كتاب المصنف : ج 12 ص 108 بالإسناد واللفظ المتقدم. وأخرجه الترمذي في سننه : ج 5 ص 652 رقم 3758 بالإسناد واللفظ المتقدم ولكن بدل عبارة : حتى استدر عرق بين عينيه جاءت هذه العبارة حتى احمر وجهه وقال في ذيل الحديث : هذا حديث حسن صحيح.

الإيمان حتّى يحبكم الله والقرابتي... (الحديث)(1) وسمى الصحابي المطلب بن ربيعة .

ورويناه من طريق أبي الضحى، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: جاء العباس رضی الله عنه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : إنّك تركت فينا ضغائن منذ صنعت الّذي صنعت، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «لا تبلغوا(2)الخير أو قال: الإيمان حتّى يحبوكم الله ولقرابتي، أترجو سلهب حي من مراد - شفاعتي ولا يرجوها بنو عبدالمطلب ؟» أخ--رج-ه الطبراني في«الكبير»(3).

وعنده في «الأوسط» من طريق عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا بني هاشم إنّي قد سألت الله عزّوجلّ أن يجعلكم نجباء،[رحماء](4)وسألته أن يهدي ضالكم ويؤمن خائفكم، ويشبع جائعكم»(5)

ص: 156


1- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 330 . وفي «فضائل الصحابة» لطراد من حديث عبدالله بن الحارث إلا أنّه سمى الصحابي : المطلب بن أبي وداعة ، ولفظه: جاء العبّاس إلى النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم فقال : يارسول الله ، إنا نعرف ضغائن من أقوام بوقائع أوقعناها، قال : فغضب رسول صلی الله علیه و آله و سلم، وقال : «لن يبلغوا خيراً حتّى يحبوكم الله والقرابتي».
2- هكذا ورد في المخطوطة ، والصحيح: «لا يبلغوا».
3- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 11 ص 343 برقم 12228 قال: حدثنا محمّد بن زكريّا الغلابي، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى عن ابن عبّاس قال: ... وساق الحديث. ورواه أيضاً بالإسناد واللفظ عنه |عن الطبراني| السيّد المرشد بالله كما في باب فضائل أهل البيت علیهم السلام من ترتيب أماليه : ج 1 ص 154 ط 1. ورواه الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودة : ص 151. ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 330.
4- من الأوسط للطبراني.
5- أخرجه الطبراني في الأوسط : ج 8 ص 372 قال : حدثنا محمّد بن يعقوب ، قال : حدثنا أبو الأشعث ، قال : حدثنا أصرم بن حوشب ، قال : حدثنا إسحاق بن واصل ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ قال : قلنا لعبد الله بن جعفر : حدثنا بما سمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ورأيته منه، ولا تحدثنا عن غيرك وان كان ثقة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : .... وساق الحديث

وأنّ العبّاس أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله، إنّي انتهيت إلى قوم يتحدثون ، فلمّا رأونى سكتوا، وما ذاك إلَّا أنّهم يبغضونا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أوقد فعلوها ؟ والّذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتّى يحبكم بحبي، أيرجون ان يدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب؟(1)

ص: 157


1- أخرجه الطبراني في الصغير : ج 1 ص 239 وج 2 ص 96 قال : حدثنا عبيدالله بن جعفر بن أعين البغدادي ، حدثنا أبو الأشعث بن المقدام العجلي ، حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا إسحاق بن واصل الضبي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، عن ابن جعفر قال : «أتى العبّاس بن عبدالمطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال یا رسول الله إني أتيت قوماً يتحدثون فلما رأوني سكتوا، وماذاك إلَّا أنّهم يستثقلوني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «قد فعلوها ؟ والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتّى يحبكم بحبي أيرجون أنّ يدخلوا الجنّة بشفاعتي ولا يرجون بني عبدالمطلب» وأخرجه في الأوسط : 8 ص 372. وروی عبدالرزّاق في عنوان: «فضائل قريش تحت الرقم : «19899» من كتاب المصنَّف :ج 11 ص 56 ط 1 قال : عن معمر ، عن قتادة قال : رأى عمر بن الخطاب امرأة فى زيها ، فقال : ترين قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تغني من الله شيئاً ، فذكرت ذلك للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال : «إنّه ليرجو شفاعتي صداء أو سلهب» وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 170 ، والسمهودي في جواهر العقدين : 331 والخفاجي الحنفي في تفسير آية المودة : ص 151.وقريب منه رواه ابن عساكر في تأريخ دمشق : ج 26ص 303 فی ترجمهم العبّاس بن عبد المطلب قال : أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيّوب بن الحسين الهمذاني - بمرو : أنبأنا أبو القاسم عليّ بن البسرى ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد القرشي، حدثنا الحسين بن يحيى بن عيّاش، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن يحيى بن كثير الكاهلي، حدثنا صالح ابن خباب الفزاري، عن عبدالله بن شداد بن الهاد ، قال : قال العبّاس بن عبدالمطلب : يارسول الله مابال قريش يلقي بعضهم بعضاً بوجوه تكاد أن تسايل من الود، ويلقونا بوجوه قاطبة ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أو يفعلون ذلك ؟» قال : نعم، والّذي بعثك بالحق، قال : فقال : «والّذي بعثني بالحقّ لا يؤمنوا حتّى يحبوكم لي». وقريب منه رواه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص ص 148 قال : حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثنا أبي، عن حميد بن قيس المكي، عن عطاء بن أبي رباح وغيره من أصحاب ابن عبّاس، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قال : «يابني عبدالمطلب إنِّي سألت الله لكم ثلاثاً أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء ...». وقال الحاكم: هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وعن عليّ رضی الله عنه: عن دُرَّة ابنة أبي لهب رضي الله عنها قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضباً حتّى استوى على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال: «ما بال رجال يؤذوني في أهل بيتي ؟ والّذي نفسي بيده لا ي-ؤم-ن ع-ب-دي(1) حتّى يحبني، ولا يحبّني حتّى يحبّ ذويِّ» رواه [أبو] (2)الشيخ بسند ضعيف. (3)

وروى ابن أبي عاصم، والطبراني، وابن مندة من طريق عبد الرحمن بن بشر(4)، وهو ضعيف، عن محمّد بن إسحاق، عن نافع، وزيد بن أسلم، عن ابن عمر.

ص: 158


1- هكذا في المخطوطة ، والصحيح : «عبد» .
2- سقطت من المخطوطة .
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 331
4- ذكر ابن حجر في الإصابة «عبد الرحمن بن بشر» ، وفي الكبير للطبراني «عبدالرحمن بن بشير».

وعن سعيد المقبري، وابن المنكدر، عن أبي هريرة،وعن عمّار بن ياسر رضي الله عنهم عنهم قالوا: قدمت دُرَّة ابنة أبي لهب المدينة مهاجرة، فنزلت في دار رافع ابن المعلى(1)، فقال لها نسوة من بني زريق: أنت ابنة أبي لهب الّذي يقول الله عزّوجلّ : (تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ)(2)فما ت-غ-ن-ي ع-ن-ك ه-جرتك ؟ فأتت دُرّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال: «اجلسي» ثمّ صلي بالنّاس الظهر، وجلس على المنبر ساعة، ثمّ قال: «أيّها النّاس مالي أوذى في أهلي؟ فوالله إنّ شفاعتي لتنال قرابتي حتَّى أنّ صداء وحكماً وسلهباً لتنالها يوم القيامة»(3).

ص: 159


1- هو : أبو سعيد بن المعلى الأنصاري المدني ، له صحبة يقال : اسمه رافع بن أوس بن المعلى ويقال : الحارث بن أوس بن المعلى ، ويقال : الحارث بن نفيع بن المعلى ، تهذيب الكمال : 348/33 رقم 7390 . وقال ابن عبد البر في الإستيعاب 1669/4 - 1670 : ومن قال رافع بن المعلى فقد أخطأ، لأن رافع بن المعلى قتل ببدر ، وأصح ما قيل - والله أعلم - في اسمه : الحارث بن نفيع بن المعلى مات سنة ثلاث وسبعين، وقال الواقدي : سنة أربع وسبعين ، انظر تاريخ الإسلام للذهبي : وفيات سنة 61 - 80 ص 554 .
2- سورة المسد ، الآية : 1 .
3- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 24 ص 259 رقم 660 قال : حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرحمن بن بشير ، عن محمد بن إسحاق قال : حدثني نافع مولى ابن عمر ، وزيد بن أسلم، عن ابن عمر ، وعن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة ، وعن محمد بن المنكدر ، عن أبي هريرة ، وعن عمّار بن ياسر قالوا : قدمت دُرّة بنت أبي لهب المدينة مهاجرة ، فنزلت دار رافع بن المعلى الزرقي ، فقال لها نسوة جالسات إليها من بني زريق: أنتِ بنت أبي لهب الذي يقول الله عزّوجلّ : (تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) ما يغني عنك مهاجرك، فأتت دُرَّة النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم فشلت إليه ما قلن لها فسكنها وقال : «إجلسي» ثمّ صلي بالناس الظهر وجلس على المنبر ساعة ثمّ قال: «أيّها النّاس مالي أوذى في أهلي ، فوالله إنّ شفاعتي لتنال حي حا، ،وحكم ، وصداء، وسلهب يوم القيامة». وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 1 ص 258 ، وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي وثقه ابن حبّان ، وضعفه أبو حاتم ، وبقية رجاله ثقات. ورواه ابن حجر في الإصابة في الإصابة : ج 7 ص 634 رقم 11148 قال: وروى ابن أبي عاصم ، والطبراني ، وابن مندة ، من طريق عبد الرحمن بن بشير، وهو ضعيف ، عن محمّد بن إسحاق، عن نافع وزيد بن أسلم عن ابن عمر ، وعن سعيد المقبري، وابن المنكدر ، عن أبي هريرة ، وعن عمّار بن ياسر ، قالوا : ..... وساق الحديث وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 331.

وصداء: حيٌّ من اليمن أيضاً، وهو عند ابن مندة من طريق يزيد بن عبدالملك النوفلي ، وهو واهي(1).

عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضی الله عنه: أن سبيعة ابنة أبي لهب (2)رضي الله عنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يارسول الله ، إنّ النّاس يصيحون بي ويقولون : إنّي ابنة حطب النّار، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغضب شديد الغضب، فقال : «ما بال أقوام يؤذنني في نسبي وذوي رحمي ، ألا انّ مَن آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله»(3).

وكذا أخرجه البيهقي من هذا الوجه بلفظ : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مغضب شديد الغضب فقال: «ما بال أقوام يؤذنني في قرابتي، ألا ومن آذى قرابتي فقد

ص: 160


1- أنظر الإصابة : ج 7 ص 635، في ترجمة دُرَّة بنت أبي لهب .
2- قال ابن الأثير في أسد الغابة : ج 5 ص 473 ، ذكرها ابن مندة ، وأبو نعيم، وقال أبو نعيم صوابه : دُرَّة بنت أبي لهب .... وساق الحديث عن يزيد بن عبدالملك النوفلي.
3- أخرجه البيهقي في مناقب الشافعي : 63/1 . وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 332. ورواه ابن حجر في الإصابة : ج في الإصابة : ج 7 ص 634 رقم 11148 في ترجمة دُرَّة بنت أبي لهب. ورواه ابن عدي في الكامل : ج 7 ص 260 ورواه ابن الأثير في أسد الغابة : ج 5 ص 473 .

آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تبارك وتعالى»(1).

وقال ابن مندة عقبه : رواه محمّد بن إسحاق وغيره، عن المقبري، فقال : قدمت دُرَّة ابنة أبي لهب،كالأوّل وصوَّبه أبو نعيم على أنّه يجوز أن يكون لها اسمين، أو أحدهما لقب أو تعددت القصة لامرأتين، أفاده شيخي رحمه الله.(2)

قلت : وشهد للتعدد وقوع ذلك لغيرهما : فروى الطبراني في «الكبير» عن عبدالرحمن بن أبي رافع (3)عن أمّ هانئ ابنة أبي طالب رضي الله عنها : أنّها خرجت مُتبرّجة قد بدا قرطاها، فقال لها عمر بن الخطاب رضی الله عنه: اعلمى فان محمّداً لا يغني عنك شيئاً، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بال أقوام يزعمون أنّ شفاعتي لاتنال أهل بيتي، وأنّ شفاعتي تنال صداءكم»(4).

وروى البزّار في «مسنده» من حديث هانئ بن أيّوب الحضرمي، حدّثني عبدالله ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : توفي ابن لصفيّة عمّة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم رضي الله عنها

ص: 161


1- أنظر : مناقب الشافعي للبيهقي : 63/1 ، وجواهر العقدين للسمهودي : ص والخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 151 . ورواه ابن حجر في الإصابة : ج في الإصابة : ج 7 ص 634 رقم 11148
2- أخرجه ابن حجر في الإصابة : ج 7 ص 635 ، في ترجمة دُرّة بنت أبي لهب.
3- عبد الرحمن بن أبي رافع ، ويقال : ابن فلان بن أبي رافع مولى النبيّ صلى الله عليه وسلم، روى عن عمته سلمى . تهذيب الكمال : 86/17 رقم 3812 ، والتاريخ الكبير : 280/5 ، والجرح والتعديل 232/5.
4- أخرجه الطبراني في الكبير : ج : ج 24 ص 434 رقم 1060 قال : حدثنا زكريّا بن يحيى الساجي الساجي ، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حمّاد خالد، حدثنا حمّاد بن سلمة، عن عبدالرحمن بن أبي رافع ، أنّ أمّ هاني بنت أبي طالب ... وساق الحديث إلَّا أنّ في ذيل الحديث : «تنال حا،وحكم»وحا، وحكم قبيلتان. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 1 ص 257 وقال : رواه الطبراني وهو مرسل ورجاله ثقات، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 269 .

فبكت عليه، وصاحت فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم

فقال : «ياعمة ما يبكيك» ؟

قالت: توفي ابني.

استجلاب ارتقاء الغرف

قال: «ياعمّة من توفي له ولد في الإسلام فصبر بنى الله له بيتاً في الجنّة» فسكتت ثمّ خرجت من عند رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فاستقبلها عمر بن الخطاب رضی الله عنه.

فقال:ياصفيّة سمعت صراخك إنّ قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغني عنك الله شيئاً فبكت فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يكرمها ويحبها .

فقال :«يا عمّة اتبكين وقد قلت لك ما قلت ؟».

قالت : ليس ذلك أبكاني يارسول الله ، استقبلني عمر بن الخطاب فقال : إنّ قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لن تغني عنك الله شيئاً.

قال : فغضب النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، وقال : «يا بلال هجر بالصلاة»، فهجر بلال بالصلاة فصعد النبيّ صلى الله عليه وسلم المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :

«ما بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لا تنفع،كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلَّا سببي ونسبي فإنّها موصولة في الدنيا والآخرة».

فقال عمر:فتزوَّجْتُ أمّ كلثوم بنت عليّ لما سمعت من الرسول صلى الله عليه وسلم، يومئذ، [و] أحببت أن يكون لي منه سبب ونسب.

ثمّ خرجت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرّت على ملأ من قريش، فإذا هم يتفاخرون ويذكرون الجاهلية.

فقالت : منّا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقالوا : إنّ الشجرة لتنبت في الكباة(1).

ص: 162


1- هكذا وردت في المخطوطة ، ولعل الصحيح : « الكِبَاء»

قال : فمرت إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم(1)فأخبرته.

فقال :«يابلال هَجِّر بالصلاة» فحمد الله وأثنى عليه.

ثمّ قال: «أيّها النّاس، مَن أنا ؟».

قالوا : أنت رسول الله.

قال: «أسبوني».

قالوا : أنت محمّد بن عبد الله بن عبدالمطلب .

قال : «أجل أنا محمّد بن عبد الله، وأنا رسول الله، فما بال أقوام يتبذلون أهلي فو الله لأنا أفضلهم أصلاً وخيرهم موضعاً».

قال : فلمّا سمعت الأنصار بذلك قالوا : قوموا فخذوا السلاح فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُغضب. قال : فأخذوا السلاح، ثمّ أتوا النبيّ صلى الله عليه وسلم لا يرى منهم إلَّا الحدق حتّى أحاطوا بالنّاس، فجعلوهم مثل الج--رة (2)حتّى تضايقت بهم أبواب المسجد والسكك، ثمّ قاموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا : يارسول الله، لا تأمرنا بأحد إِلَّا أبرنا عترته، فلمّا رأوا النفر من قريش ذلك ، قاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذروا وتنصلوا.

فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «النّاس دثار، والأنصار شعار» فأثنى عليهم وقال خيراً(3).

وقال البزّار : لا نعلمه بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإسناد.

قلت : وفيه غير واحد من الضعفاء شيخه إبراهيم(4)، وأبوه إسماعيل، وج-دّه

ص: 163


1- هكذا في المخطوطة ، ولعل الصواب : فمرت بالنبيّ».
2- في ذخائر العقبي : ص 6: «الجوبة».
3- ذخائر العقبى للمحب الطبري : ص 6 و 14 . وجواهر العقدين للسمهودي : ص 269 ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 8 ص 216 - 217.
4- أقول: ذكره ابن حبّان في الثقات : 83/8، وروى الحاكم في المستدرك عن أحمد بن يعقوب، عن محمّد بن عبدالله بن سليمان عنه، وقال : كان صالح الحديث ، مات سنة : 258 ه-. انظر تاريخ الإسلام للذهبي : ( وفيات سنة 251-260) ص 65

يحيى بن سلمة بن كهيل، وهو أشدهم ضعفاً(1).

قال العجلي:إنّه كان يغلو في التشيع، وقد وقع في جزء، وأحمد بن عثمان بن یحیی الأدمي (2) قال : حدثنا ابن أبي العوام(3)، حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل بن یحیی به لكنه قال : عن هانئ بن تُبيت(4)، فيحرره.

وعزاه المحب الطبري لأبي عليّ بن شاذان(5)، وما رأيته في مشيخته فينظر غيرهما من حديثه.

وقوله هجِّر أي بكّر بالصلاة أوّل وقتها والكبا بالكسر والقصر جمع أكباء الكناسة وأَبَرْنَا موجدة أي هلكنا فإن كانت همزته أصليّة فهو من أبَرت الكلب إذا أطعمته الإبرة في الخبز. وإن كانت زائدة فهو من البواز _كذا _.

ولأبي جعفر محمّد بن عمرو البختري في المجلس الأوّل من جزء فيه أحد عشر مجلساً من «أماليه»من حديث عبدالله بن محمّد، هو ابن عقيل بن أبي طالب

ص: 164


1- أقول: بل وثقه ابن حبّان وذكره في ثقاته : 595/7.
2- هو : أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو بن بيان بن فروخ أبو الحسين البزار العطشي ، يعرف بالأدمي ، كان ثقة حسن الحديث ، توفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، وكانت ولادته سنة خمس وخمسين ومائتين . تاریخ بغداد 299/4 رقم 2073 ، وتاريخ دمشق : 11/5 رقم 6 ، وسير أعلام النبلاء : 568/15.
3- هو محمّد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار، أبو بكر الرياحي التميمي ، روى عن أبو العبّاس بن عقدة الكوفي، وقال الدارقطني ، وعبد الله بن أحمد : صدوق مات لأيام خلون من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين، وقد وثقه ابن حبّان وذكره في الثقات : 134/9 . انظر : تاریخ بغداد : 372/12 رقم 323.
4- هانئ بن ثُبيت الحضرمي، وثقه ابن حبّان، وذكره في الثقات التابعين : 510/5 وأنظر : المؤتلف والمختلف للدارقطني : 325/1 .
5- في المخطوطة «الأبي عليّ الشذان» والصحيح ما أثبتناه.

الهاشمي(1)، حدثنا جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم خادم (2)تخدمهم يُقال لها بُرَيرة(3)، فلقيها رجل ، فقال : يا بريرة غَطّي شعيفاتك(4)؛ فإنّ محمّداً لن يغني عنك من الله شيئاً ، قال(5): فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج يجرّ رداءه مُحمرة وجنتاه ، وكُنَّا معشر الأنصار نعرف غضبه بجرَّ ردائه وحُمرة وجنتيه، فأخذنا السلاح، ثمّ أتينا فقلنا : يارسول الله، مُرْنا بما شئت، والّذي بعثك بالحقّ نبياً لو أمرتنا بأمهاتنا وآبائنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم ، ثمّ صع- المنبر، فحمد الله عزّوجلّ وأثنى عليه، ثمّ قال :

«من أنا»؟

قلنا : أنت رسول الله.

قال: «نعم، ولكن من أنا ؟

قلنا : محمّد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف.

فقال: «أنا سيّد ولد آدم ولا فخر، وأوّل من ينفض التراب عن رأسه ولا فخر، وأوّل داخل الجنّة ولا فخر، وصاحب لواء الحمد ولا فخر، وفي ظل الرحمن

ص: 165


1- عبدالله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب القرشي الهاشمي ، أبو محمّد المدني الأحول . أمّه زينب الصغرى بنت عليّ بن أبي طالب . روى عن عليّ بن الحسين بن علىّ بن أبي طالب وخاله محمّد بن عليّ بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية، وقال يعقوب : وابن عقيل صدوق . وقال العجلي: جائز .الحديث . وقال الترمذي : صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه . وقال ابن عدي يكتب حديثه . مات بعد الأربعين ومائة . تهذيب الكمال : 78/16 رقم 3543. وعده الطوسي من أصحاب الصادق علیه السلام معجم رجال الحديث : 309/10 .وقال معظم النقاد : كان فاضلاً صادقاً عابداً . انظر تهذيب التهذيب : 13/6-14.
2- في الاصابة: خادمة.
3- في الإصابة : «برة».
4- فى الإصابة: «سيقانك».
5- كذا في الأصل، ولعلّ الصواب : قالت.

عزّوجلّ يوم القيامة، يوم لا ظل إلَّا ظله ولا فخر، ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع ؟ بلى حتّى تبلغ حاء كذا، وحكم إنّي لأشفع فأشفّع، حتّى أنَّ مَنْ أشفع له ليشفع فُيُشَفّع، حتّى أنّ إبليس ليتطاول طمعاً في الشفاعة»(1)

ص: 166


1- أخرجه الطبراني في الأوسط : ج 6 ص 38 برقم 5078 بالاسناد واللفظ ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبي : ص 6. ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 270 - 271 وأخرجه الحاكم في المستدرك : ج 2 ص 604 قال : حدّثني بكر بن محمّد الصيرفي بمرو حدثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي، حدثنا عبيد بن إسحاق العطار ، حدثنا القاسم بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عقيل، حدثني أبي، عن جابر بن عبدالله قال : صعد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم على المنبر ،فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال : «من أنا»؟ قلنا : رسول الله. قال :«نعم ولكن من أنا»؟ قلنا : أنت محمّد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف. قال : «أنا سيد ولد آدم ولا فخر». وقال الحاكم في ذيل الحديث : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص : لا والله ، القاسم متروك تالف، وعبيد ضعفه غير واحد ، ومشاه أبو حاتم. ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 290 قال: أنبأني الشيخ مجد الدين عبدالصمد بن أحمد بن عبدالقادر بن أبي الجيش البغدادي ، والشيخ كمال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن وضاح الشهراباني رحمها الله إجازة ، قالا : أنبأنا الشيخ إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي بن الخبير إجازة ، قال : أخبرتنا فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الأبزي إجازة إن لم يكن سماعاً - قال : أنبأنا الشيخ الإمام أبو القاسم علي بن الحسين بن عبد الله الربعي قراءة عليه ونحن نسمع - في ذي الحجة سنة تسعين وأربعمائة قال : أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو البختري الرزاز إملاءاً سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، قال : حدثنا أحمد بن محمّد، حدثنا عبيد بن إسحاق، حدثنا القاسم بن محمّد حدّثني عبدالله بن محمّد: حدثنا جابر بن عبد الله .... وساق الحديث. وأخرجه ابن حجر في الإصابة : ج 7 ص 533- 534 رقم 10924 في ترجمة «برة» وقال :غير منسوبة...وساق الحديث عن الأوسط للطبراني.

وعبد الله راوية، صدوق في نفسه إلَّا أنّه منكر الحديث لسوء حفظه، بل هو من رواية عبيد بن إسحاق العطار(1)عن القاسم بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عقيل (2)عن جدّه والقاسم ،أيضاً ، والراوي عنه ضعيفان أعني أن الحاكم أخرج الحديث في الترجمة النبوية من «مستدركه» طرفاً منه من حديث العطار ، فقال : عن القاسم، عن أبيه، عن جده، عن جابر، وقال : إنّه صحيح الإسناد، ولم يخرجاه وهو متعقب.(3)

وقوله : «حا،وحكم» فسره في الرواية فإنهما قبيلتان من اليمن(4)، ونحوه قول غيره : هما حيا(5)من اليمن.

وشعيفاتك بالمعجمة، ثمّ المهملة، تصغير شعاف،جمع شعفة وهي الذوابة فامّا أن يكون أراد الشعر نفسه، أو كنى به عن الرأس.

وعن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر:«ما بال رجال يقولون إنّ رحم رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنفع قومه يوم القيامة؟بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة وإنّي أيها النّاس فرط لكم على الحوض».

ص: 167


1- عبيد بن إسحاق العطار، أبو عبدالرحمن الكوفي ، عطار المطلقات ، الضبي . انظر تاريخ الإسلام : ( وفيات سنة 211 - 220) ص 286 ، والتاريخ الكبير : 441/5، والجرح والتعديل : 401/5، وذكره ابن حبان في الثقات : 431/8 وقال يغرب ، توفي سنة أربع عشرة ومائتين .
2- قاسم بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عقيل الهاشمي الطالبي ، وقد نسب إلى جده فقال القاسم : كنت أدعُو جدّي أبي ، وقد وثقه ابن حبّان . لسان الميزان : 497/5 رقم 6686 وص 507 رقم 6705 ، وثقات ابن حبان : 338/7 والتاريخ الكبير : 164/7 ، وتهذيب الأنساب : 357.
3- أخرجه الحاكم في المستدرك : ج 2 ص 602.
4- أي قول : المحبّ الطبري في الذخائر .
5- هكذا ورد في المخطوطة ، ولعل الصحيح : «حيّان».

رواه أحمد(1)، والحاكم(2)، في (صحيحه»، والبيهقي من طريق عبدالله بن محمّد

ص: 168


1- أخرجه أحمد في مسنده : ج 3 ص 18 و 62 ورواه الديلمي في فردوس الاخبار : ج 4 ص 399 رقم 6683 بلا إسناد قال : أبو سعيد: ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع ؟ والله إن رحمي الموصولة في الدنيا والآخرة». ورواه الهندي في كنز العمال : ج 14 ص 434 رقم 39186 عن أبي سعيد قال : «ما بال أقوام يقولون : إن رحمي لا تنفع ؟؟ بلى والله إن رحمي موصولة ، وإني فرطكم على الحوض ، فاذا رجال جاءت قام رجال فقال هذا : يارسول الله أنا فلان، وقال هذا أنا فلان، فأقول : قد عرفتكم ولكنكم أحدثتم بعدي ، ورجعتم القهقري».
2- أخرجه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 74 وقال في ذيل الحديث : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد : 10 ص 364 وقال : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبدالله بن محمّد بن عقيل وقد وثق. ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 269 . ورواه أبو يعلى في الحديث : (264) من مسند أبي سعيد الخدري من مسنده : ج 2 ص 433 ط1 ... وساق الحديث. ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 288 رقم 548 قال : أنبأني الشيخان كمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن عبداللطيف بن محمّد البزّاز البغدادي ، و شمس الدين عبدالواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري ثمّ الدمشقي قالا : أنبأنا الشيخان أبو حفص عمر بن محمّد بن معمر بن طبرزد الدار فري ، وأبو الفرج محمّد بن هبة الله ابن كامل الوكيل - إجازة إن لم يكن سماعاً - قال : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، أنبأنا أبو علي ابن المذهب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا زكريا بن عدي ، قال : أنبأنا عبيد الله - يعني ابن عمرو - عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر... وساق الحديث. والحديث رواه ابن أبي الحديد باختلاف لفظي في شرح المختار : (92) من نهج البلاغة : ج 2 ص 187 ط 2 بمصر .

ابن عقيل، عن حمزة بن أبي سعيد، عن سعيد، عن أبيه، به(1).

وهذه الأحاديث لا تعارض ما رويناه عن مو طلحة، عن أبي هریرة رضی الله عنه.

قال : لمّا نزلت هذه الآية: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ (2)دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فاجتمعوا فعمَّ وخص وقال :

«يابني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النّار، يابني عبدشمس أنقذوا أنفسكم من النّار، يابني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النّار يابني هاشم أنقذوا، أنفسكم من النّار، يابني عبدالمطلب أنقذوا أنفسكم من النّار، يافاطمة أنقذي نفسك من النّار فإنّي لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالة».

أخرجه مسلم في «صحيحه» واتفق الشيخان عليه من وجه آخر(3).

ص: 169


1- رواه البيهقي في كتاب الإعتقاد على مذهب السلف : ص 165 ط القاهرة قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الإصبهاني، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين القطان ، حدثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زهير بن محمّد، عن عبدالله بن محمّد بن عقیل: عن حمزة بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول على المنبر ... وساق الحديث. ورواه علوي بن طاهر الحداد في القول الفصل ج 2 ص 16: عن أحمد، والحاكم، والبيهقي، والطبراني في الكبير ، وعبد بن حميد ، وأبي يعلى، وابن أبي شيبة هكذا رواه عنهما
2- سورة الشعراء : 26 الآية : 214.
3- أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان : ج 1 ص 192 رقم 348 . ورواه البخاري في الأدب المفرد : ص 48 قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة ، عن أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) قام النبيّ صلى الله عليه وسلم فنادى : يابني كعب بن لؤي ! أنقذوا أنفسكم من النّار، يابني عبد مناف ! أنقذوا أنفسكم من النّار، يابني هاشم أنقذوا أنفسكم من النّار ، يابني عبد المطلب ! أنقذوا أنفسكم من النّار ، يافاطمة بنت محمد ! أنقذي نفسك من النار، فإنّي لا أملك لك من الله شيئاً. غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها. ورواه الترمذي في سننه : ج 5 ص 338 رقم 3185 قال: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا زكريّا بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي، عن الرقي، عن عبد الملك بن عمیر طلحة . ابن عمير، عن موسى بن ، عن أبي هريرة قال : لما نزلت : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فخص وعمَّ فقال : «يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النّار، فإنّي لا أملك لكم من الله ضراً ولا نفعاً، يا معشر بني عبدمناف أنقذوا أنفسكم من النّار فانّي لا أملك لكم من الله ضراً ولا نفعاً يا معشر بنى قصى أنقذوا أنفسكم من النّار فإنّى لا أملك لكم من الله ضراً ولانفعاً يا معشر بني عبدالمطلب أنقذوا أنفسكم من النّار فإنّي لا أملك لك-م ض--راً ولا نفعاً، يافاطمة بنت محمّد أنقذي نفسك من النّار فإنّي لا أملك لك ضراً ولا نفعاً، إن لك رحماً سأبلها ببلالها». وقال الترمذي في ذيل الحديث : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه يعرف من حدیث موسى بن طلحة. وقال :حدثنا علي بن حجر، حدثنا شعيب بن صفوان، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى ابن طلحة، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم و نحوه بمعناه». ورواه النسائي في سننه : ج 6 ص 248 قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال حدثنا جرير، عن عبدالملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة، عن أبى هريرة قال : لمّا نزلت : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبينَ) دعا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قريشاً فاجتمعوا فعم وخص فقال: «يا بني كعب بن لؤي ، يابني مرّة بن كعب، يابني عبدشمس ، ويابني عبد مناف، ويابني هاشم ويابني عبدالمطلب أنقذوا أنفسكم من النّار، ويافاطمة أنقذي نفسك من النّار، إنّي لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها».

فالبخاري من حديث شعيب، عن أبي الزناد، ومسلم به من حديث عبدالله بن ذكوان كلاهما عن الأعرج(1).

ص: 170


1- أخرجه مسلم في صحيحه : ج 1 ص صحیحه : ج 1 ص 193 رقم 352 قال : حدّثني عمرو الناقد ، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا ،زائدة ، حدثنا عبدالله بن ذكوان ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم : حين أنزل عليه :0وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) [قال :] «يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله ، لا أغني عنكم من الله شيئاً، يابني عبدالمطلب لا أغني عنكم الله شيئاً ، ياعباس بن عبدالمطلب ! لا أغنى عنك من الله شيئاً، ياصفية عمة رسول الله ! لا الله شيئاً ، يا فاطمة بنت رسول الله ! سليني بما شئتِ لا أغني عنك الله شيئاً».

والبخاري أيضاً من حديث شعيب وسالم أيضاً، من حديث يونس كلاهما عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ثلاثتهم عن أبي هريرة(1).

ومسلم أيضاً من حديث وكيع ، ويونس بن بكير كلاهما ،عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة كلهم بدون استثناء(2).

ص: 171


1- أخرجه البخاري في صحيحه كما في فتح الباري) : ج 8 ص 501 رقم 4771 قال : حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب ، عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن أن أبا هريرة قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال : يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئاً ، يابني عبد مناف ، لا أغني عنكم من الله شيئاً، ياعباس بن عبدالمطلب ، لا أغني عنك الله شيئاً، وياصفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً، ويافاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وسلم، سليني ماشئت من مالي لا أغني عنك الله شيئاً، وقال في ذيل الحديث : تابعه أصبغ ، عن ابن وهب ، عن يونس ، عن ابن شهاب. ورواه النسائي في سننه ج6 ص 249 بالاسناد واللفظ.
2- أخرجه مسلم في صحيحه ، ج 1 ص 192 رقم 350 قال :حدثنا محمّد بن عبد الله بن نُمير، حدثنا وكيع، ويونس بن بكير، قالا : حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت : لمّا نزلت : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا فقال :«يا فاطمة بنت محمّد ! يا صفية بنت عبدالمطلب ! يابنى عبد المطلب ! لا أملك لكم من الله شيئاً ، سلوني من مالي ماشئتم». ورواه الترمذي في سننه : ج 5 ص 338 رقم 3184 قال : حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ، حدثنا محمد بن عبدالرحمن الطفاوي، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه ، عن عائشة قالت : لما نزلت هذه الآية : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «يا صفية بنت عبدالمطلب، يا فاطمة بنت محمّد، يابنى عبدالمطلب، إنّى لا أملك لكم من الله شيئاً ، سلوني من مالي ماشئتم». وقال الترمذي في ذيل الحديث : هذا حديث حسن صحيح. وهكذا روى وكيع وغير واحد عن هشام بن عروة، عن أبيه ، عن عائشة نحو حديث محمّد ابن عبدالرحمن الطفاوي ، وروى بعضهم عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم مرسلاً ولم يذكر فيه عن عائشة . أقول : قال الترمذي في سننه : ج 5 ص 338 في باب سورة الشعراء آية :(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) وبعد ذكر عدة أحاديث قال : وفي الباب [روايات ] عن علي، وابن عبّاس. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام: ج 1 ص 101 رقم 138 قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن المسلم الفقيه ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن موسى بن السمسار، أنبأنا محمّد بن يوسف، أنبأنا أحمد بن الفضل الطبري، أنبأنا أحمد بن الحسين ، أنبأنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد الجلودي البصري، أنبأنا محمّد بن زكريّا الغلابي أنبأنا محمّد بن عبّاد بن آدم ، أنبأنا نصر بن سليمان، أنبأنا محمّد بن إسحاق، عن عبدالغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن عبدالمطلب ، عن عبد الله بن عباس، عن علي بن أبي طالب قال : لمّا نزلت هذه الآية : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) [ دعاني رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال : «يا عليّ انّ الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأتربين] فضقت بذلك ذرعاً ، وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليها حتّى جاء جبرئيل فقال : يا محمد إنك ان لم تفعل ما تؤمر به سيعذبك ربك . [ فقال لي : يا علي ] فاصنع لنا صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عسّاً من لبن ، واجمع لي بني عبد المطلب حتى أبلغهم». فصنع لهم الطعام ، وحضروا فأكلوا وشبعوا وبقى الطعام [ بحاله ] قال : ثمّ تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : «يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شاباً من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وانّ ربي أمرني أن أدعوكم فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها جميعاً - وإني لأحدثهم سناً - فقلت : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي ثمّ قال : «هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له واطيعوه» فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لعليّ وتطيع. و روی أيضاً ابن عساكر في تاريخ دمشق : ج 1 ص 99 رقم 136 قال : أخبرنا أبو الأعز التركي، أنبأنا الحسن بن عليّ ، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا محمد ابن إبراهيم بن أبان السراج، أنبأنا يحيى بن عبدالحميد الحماني ، أنبأنا شريك ، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبدالله الأسدي : عن علي بن أبي طالب قال : لمّا نزلت : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) دعا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم رجالاً من أهل بيته - إن كان الرهط لأكل الجذعة ، وإن كان لشارب فرقاً - فقدم إليهم يعني رجل شاة فأكلوا حتّى شبعوا ثمّ قال : «عليّ يقضي ديني ، وينجز موعدي». وقال ابن عساكر أيضاً في تاريخ دمشق : ج 1 ص 99 رقم 137 :أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالكوفة ، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد ابن علان الشاهد، أنبأنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسين ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن القاسم ابن زكريا المحاربي، أنبأنا عباد بن يعقوب ، أنبأنا عبدالله بن عبدالقدوس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبدالله : عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا عليٌ اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام، وأعدّ قعباً من لبن» - وكان القعب قدر ريّ رجل - قال : ففعلت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا علي اجمع بني هاشم وهم يومئذ أربعون رجلاً - أو أربعون غير رجل - فدعا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بالطعام فوضعه بينهم فأكلوا حتّى شبعوا وإن منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها ، ثمّ تناولوا القدح فشربوا حتّى رووا وبقي فيه عامته ، فقال بعضهم : ما رأينا كاليوم في السحر !! يروون أنّه أبو لهب - ثمّ قال : «يا علي اصنع رجل شاة بصاع من طعام، وأعدّ بقعب من لبن». قال : ففعلت فجمعهم فأكلوا مثل ما أكلوا بالمرّة الأولى وشربوا مثل المرّة الأولى وفضل منه ما فضل [ في ] المرّة الأولى فقال بعضهم : ما رأينا كاليوم في السحر !! فقال [ في المرة ] الثالثة : اصنع رجل شاة بصاع من طعام ، وأعد بقعب من لبن . ففعلت فقال: «اجمع بنی هاشم فجمعتهم فأكلوا وشربوا فبدرهم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بالكلام فقال: «أيّكم يقضي ديني ، ويكون خليفتي ووصيى من بعدي ؟ قال : فسكت العبّاس مخافة أن يحيط ذلك بماله ، فأعاد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم الكلام ، فسكت القوم وسكت العبّاس ، مخافة أن يحيط ذلك بماله ، فأعاد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم الكلام الثالثة قال : وإنّي يومئذ لأسوأهم هيئة إنّي يومئذ أحمش الساقين أعمش العينين ضخم البطن ، فقلت : أنا يارسول الله قال : أنت يا علي أنت يا علي». ورواه المتقي الهندي في كنز العمال : ج 13 ص 131 رقم 36419 وقال : روى ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وأبو نعيم، والبيهقي معاً في دلائل النبوة عن علي الله .... وساق الحديث . ورواه ابن كثير في تفسيره : ج 3 ص 349 - 352 . وذكر الحديث بكل الطرق وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل : ج 1 ص 1 ص 542 برقم 580 قال : حدّثني ابن فنجويه قال : حدثنا موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله ، قال : حدثنا الحسن بن عليّ بن شبيب المعمري قال : حدثنا عباد بن يعقوب قال : حدثنا علي بن هاشم ، عن صباح بن يحيى المزني ، عن زكريا بن ميسرة ، عن أبي إسحاق : عن البراء قال : لما نزلت : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) جمع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بني عبدالمطلب ، وهم يومئذ أرب-ع-ون رجلاً ، الرجل منهم يأكل المسنّة ويشرب العس، فأمر عليّاً برجل شاة قادمها ، ثمّ قال : «ادنوا الله»، فدنا القوم عشرة عشرة ، فأكلوا حتى صدروا ، ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثمّ قال لهم : اشربوا ببسم الله» ، فشرب القوم حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال : هذا ما أسحر كم به الرجل !!! فسكت النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم يومئذ فلم يتكلم ، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثمّ أنذرهم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال : «يابني عبدالمطلب إنّي أنا النذير إليكم من الله عزّوجلّ، البشير بما لم يجيء به أحد جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا ، ومن يؤاخيني في أهلي ويقضي ديني ؟ فسكت القوم ، وأعاد ذلك ثلاثاً كلّ يسكت القوم، ويقول عليّ : أنا، فقال : «أنت» . فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب : أطع ابنك فقد أمره عليك !!! ورواه الحموني في فرائد السمطين : ج 1 ص 85 بالاسناد واللفظ الذي ذكره الحسكاني

ص: 172

ص: 173

وله طرق في بعضها من الزيادة: «يا عائشة بنت أبي بكر ، ويا حفصة (1)بنت عمر، ويا [أم] سلمة، ويا أمّ الزبير عمّة رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتروا أنفسكم من النار، فإنّه لا يملك لأحد (2)من الله شيئاً، ولا نفعاً ، ولاضراً ، لكن الله عزّوجلّ يملكه نفع أقاربه وأمته بالشفاعة». ولهذا وقع الاستثناء في الرواية التي اقتصرت عن سياق لفظها بقوله: «غير ان لكم رحماً سأبلها ببلالة»، وستأتي هذه الزيادة في الخاتم في حديث عمرو ب-ن العاص أيضاً ، أو كان المقام مقام التخويف والتحذير ، فبالغ في الحثّ على العمل وحينئذ فيكون في قوله: «لا أغني شيئاً» إضمار إلَّا إن أذن الله لي في الشفاعة؛ وقيل: إن هذا كان قبل أن يعلمه الله عزّوجلّ بأنّه يشفع فيمن أراد ويقبل شفاعته

ص: 174


1- ورد في المخطوطة: «صفية» والصحيح ما أثبتناه .
2- هكذا ورد في المخطوطة ، والصحيح : «أحد»

حتّى يدخل قوماً الجنّة بغير حساب، ويرفع درجات آخرين، ويخرج من النّار من دخلها بذنوبه.

وأمّا ما رويناه في أواخر الحديث الرابع من «أربعين الطائي» من طريق الفضل ابن مرزوق (1)قال : سمعت الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه يقول لرجل ممن يغلو فيهم ويحكم أحبونا الله ، فإن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا ، قال : فقال له الرجل : إنكم ذوا(2)قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ؟ فقال: ويحكم لو كان الله نافعاً بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمه، إنّي أخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، والله لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين ، فهو لا يخدش في ذلك.(3)

وعن أبي هريرة رضی الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

«إنّما سميت ابنتي فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبيها عن النّار».

اسلم الديلمي (4)ونحوه حديث جابر.

ص: 175


1- :أقول : الصواب :هو : فُضَيل بن مرزوق الأغر الرَّقاشيّ، أبو عبدالرحمن الكوفي مولى بن عَنزة ، وثقه الجمهور ، وقال يحيى بن معين : صالح الحديث ، ولكنه شديد التَّشيع . انظر تهذيبالكمال للمزي : 305/23 رقم 4796 .
2- هكذا ورد في المخطوطة ، والصحيح : «ذوو».
3- رواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 283 .
4- فردوس الأخبار: ج 1 ص 426 رقم 1395ورواه ابن الجوزي في الموضوعات : ج 1 ص 317 قال : أنبأنا محمّد بن ناصر ، أنبأنا الحسن بن أحمد بن البنا، أنبأنا هلال بن محمد ، أنبأنا أبو بكر محمد ابن إسحاق الأهوازي، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا ابن عمير، حدثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير، عن كثير، عن أبيه، عن أبي هريرة قال : قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «إنّما سميت فاطمة لأنّ الله تعالى فطم محبيها عن النّار». ورواه السيوطي في اللآلئ : 400/1 ، وابن عراق في تنزيه الشريعة : 413/1، والفوائد المجموعة : (392) ، والخطيب في تاريخ بغداد : 331/12 رقم 6773 ورواه الحافظ أبو نعيم في الجزء السادس من كتاب دلائل النبوّة قال : حدثنا أبو الحسن عبیدالله بن أحمد بن يعقوب المغربي، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمّد البرسي ، حدثنا أبو عبدالله محمّد بن زكريّا ، حدثنا بحدج بن عمير بن بشر بن إبراهيم عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبيه ، عن أبي هريرة: عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إنّما سميت [ابنتي] فاطمة لأنّ الله تعالى فطم من أحبّها من النّار». ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث (92) من مناقبه ص 65.

وعن ابن أبي ليلى، عن الحسين (1)بن عليّ رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الزموا مودّتنا أهل البيت فإنّه من لقى الله عزّوجلّ وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا، والّذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلَّا بمعرفة حقّنا».

أخرجه الطبراني في «الأوسط»، وسنده ضعيف (2)

وروى أبو الفرج الإصبهاني من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، نبأ ابن سعيد ، عن سعيد بن أبان القرشي قال دخل عبدالله بن حسن بن عليّ بن أبي طالب، على عمر بن عبدالعزيز وهو حدث السنّ، وله وفرة فرفع عمر وأقبل عليه ، وقضى حوائجه، ثمّ أخذ غلته من عُكَنِهِ (3)فغمزها حتّى أوجعه وقال : اذكرها عندك للشفاعة(4).

ص: 176


1- كذا في المخطوطة وفي الطبراني (الحسن).
2- أخرجه الطبراني في الأوسط : ج 3 ص 122 رقم 2251 ورواه الحافظ محمّد بن سليمان من أعلام القرن الثالث من كتابه مناقب عليّ علیه السلام : ط 1 ج 2 ص 100رقم 587 . وأورده الخفاجي في تفسير آية المودة : ص 152 والقندوزي : ص 272 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص333.
3- عُكنة : جمعه عُكن وأعكان ما انطوى وتثنى من لحم البطن ، كذا ورد في المعجم ، وفي جواهر العقدين وتفسير آية المودة للخفاجي «عكنة من عكنه».
4- رواه أبو الفرج في ترجمة عمر بن عبدالعزيز من كتاب الأغاني : ج 9 ص 262 قال : أخبرني محمّد بن العباس اليزيدي قال : قال الرياشي : وحدثنا نصر بن عليّ قال : حدثنا أبو أحمد محمّد بن الزبير الأسدي، عن سعيد بن أبان قال : رأيت عمر بن عبدالعزيز آخذاً بسرّة عبدالله بن حسن وقال : اذكرها عندك تشفع لي يوم القيامة. انظر جواهر العقدين للسمهودي : ص 335 وفرض المحبّة في تفسير آية المودة :ص 153 و 177.

فلمّا خرج لامه قومه وقالوا فعلت هذا بغلام حدث ؟ فقال : إنّ الثقة حدّثني كأنّي أسمعه من فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنّما فاطمة بضعة منّي يسرني ما يسرّها» وأنا أعلم أنّ فاطمة لو كانت حيّةً لسرّها ما فعلت بابنها.

قالوا : فما معنى غمزك بطنه ؟ وقولك ماقلت له ؟ قال : إنّه ليس أحد من بني هاشم إلَّا وله شفاعة فرجوت أن أكون في شفاعة هذا.(1)

وعن أبي رافع رضی الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعليّ رضی الله عنه:

«أنت وشيعتك تردون عَلَىَّ الحوض رواءً مرويين مبيضة وجوهكم ، وإنّ عدوك يردون عَلَيَّ ظماء مقمحين»(2).

أخرجه الطبراني في «الكبير» من حديث محمّد بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جدّه.

وسيأتي في الباب الخامس حديث لأبي رافع أيضاً وفيه: «وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا».

ومن حديث عليّ : «أن قد غفر لشيعتك ولمحبي شيعتك».(3).

ص: 177


1- أنظر ينابيع المودّة : ص 306 ، وجواهر العقدين : ص 335 .
2- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 1 ص 319 برقم 948 . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 131 ، وأورده السيوطي في الدر المنثور 9 379/6 ، وفي اللآلئ المصنوعة : 197/1 ، والشوكاني في الفوائد : 380، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 295.
3- قريب منه ذكر الحموئي في فرائد السمطين : ج 1 ص 308 قال: أخبرني الإمام العالم المرتضى شرف الدين الأشرف بن محمّد الحسيني المدائني بهذه الرواية ، وبهذا الإسناد العالي العنعنة الشريفة والبنبنة الكريمة على التعاقب والتوالي إلى السيّد الكرار قسيم الجنة والنّار أسد الله الغالب عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا عليّ إن الله غفر لك، ولأهلك، ولشيعتك، ولمحبي شيعتك، فأبشر فإنّك الأنزع البطين، منزوع من الشرك ، بطين من العلم» ورواه الديلمي في الفردوس : برقم 8337 ج 329/8 ، وفي زهر الفردوس : 298/4 ، وابن عراق في تنزيه الشريعة : 402/1 ، والفتى في تذكرة الموضوعات : ص 98

فالشيعة الفرقة من النّاس، وقد غلب على كلّ من يتولى عليّاً الله وأهل بيته، حتّى صار اسماً لهم خاصا ، فاذا قيل : فلان من الشيعة عرف أنّه منهم، وفي مذهب الشيعة كذا اي عندهم.

وعن أبي الحسن عليّ بن عبدالله، عن عطاء عن أبي هريرة رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهمّ اغفر للعبّاس ولولده ولمن أحبهم» (1). أخرجه السمرقندي في فضائل العبّاس وله شاهد عند الطبراني من حديث سهل بن سعد(2)، بل روى الترمذي من حديث ابن العبّاس رضی الله عنه الاستغفار للعبّاس ولولده دون ما بعده، ولفظه : «اللهمّ اغفر للعبّاس ولولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنباً، اللهمّ أخلفه في ولده»(3).

ص: 178


1- أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 196 ، والسمهودي في ج-واه-ر العقدين :ص 338.
2- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 6 ص 205 رقم 6020 قال :حدثنا ابو زید عبدالرحمن بن حاتم المرادي المصري، حدثنا نعيم بن حمّاد، حدثنا سفيان ابن عيينة، عن أبي الزناد، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله لعمه العبّاس رحمه الله : «أنا خاتم النبيين» ثمّ رفع يده وقال : «اللهم اغفر للعبّاس، وأبناء العبّاس، وأبناء أبناء العبّاس». ورواه أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 269 وقال : رواه الطبراني عن شيخه عبدالرحمن بن حاتم المرادي وهو متروك.
3- أخرجه الترمذي في سننه : ج 5 ص 653 برقم 3762 قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ثور بن يزيد، عن مكحول، عن حذيفة، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... «اللهم اغفر للعبّاس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لاتغادر ذنباً، اللهم احفظه في ولده» .وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 338.

وكذا دعا النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم بالمغفرة للأنصار وأبنائهم وأبناء أبنائهم ولمن أحبهم (1)وعن جابر رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

«لا يحبنا أهل البيت إلَّا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلَّا منافق» ذك--ره ال-م-حب الطبري(2).

وعن أنس بن مالك رضی الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «مَن أحبّ الله أحبّ القرآن، ومن أحبّ القرآن أحبّني، ومن أحبّني أحبّ أصحابي [ و ] قرابتي». أخرجه الديلمي في مسنده»(3).

ولابن عديّ في «كامله»، عن أنس أيضاً رضی الله عنه رفعه: «أحبّوا أهلي ، وأحبّوا عليّاً،

ص: 179


1- وقريب منه في صحيح مسلم ، ج 4 ص 1948 رقم 2506 قال : حدثنا محمّد بن المثنى، حدثنا محمّد بن جعفر، وعبدالرحمن بن مهدي قالا : حدثنا شعبة ، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهمّ اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار». ورواه الطبراني في الكبير : ج 1 ص 254 رقم 735 قريب منه قال :حدثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي ، حدثنا عبيد بن يحيى القرشي، حدثنا محمّد بن عمرو أبوسهل، عن محمّد بن سيرين، عن أنس بن مالك رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهمّ أغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار ، ولأبناء أبناء الأنصار، وللكنائن والجيران». وأورده أيضاً السمهودي في جواهر العقدين : ص 338
2- أورده المحبّ الطبري فى ذخائر العقبي : ص 18 والسمهودي في جواهر العقدين : ص 336.
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 335.

من أبغض أحداً من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي وقال : إنّه موضوع(1).

وتبعه ابن الجوزي(2).

وعن ابن مسعود رضی الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «حبّ آل محمّد يوماً خير من عبادة سنة»(3).

وعن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «حبّي وحبّ (4)أهل بيتي نافع في سبع مواطن أهوالهن عظيم»(5)

ص: 180


1- رواه ابن عديّ في الكامل : ج 4 ص 264 ، في ترجمة عبدالله بن حفص الوكيل، قال : حدثنا عبد الله بن حفص، حدثنا بشر بن الوليد القاضي ، حدثنا حزم بن أبي حزم القطعي . عن ثابت، عن أنس قال : قال النبي صلی الله علیه و آله و سلم : من أحبني فليحبّ عليّاً، ومن أحبّ عليّاً فليحب ابنتي فاطمة، ومن أحب ابنتي فاطمة فليحب ولديها الحسن والحسين وإنهما لفرطي أه-ل الجنة ، وإن أهل الجنة ليباشرون ويسارعون إلى رؤيتهم ينظرون إليهم فحبهم إيمان ، وبغضهم نفاق ، ومن أبغض أحداً من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي بأني نبي مكرم بعثني الله بالصدق فحبوا أهل بيتي وحبوا عليّاً»
2- أورده ابن الجوزي في الموضوعات : ج 1 من باب في فضل أهل البيت : ص 320 بالإسناد واللفظ الّذي ذكره ابن عدي والسيوطي في اللآلئ : 405/1 ، وابن عراق في تنزيه الشريعة : 413/1 ، وورد في «الفوائد المجموعة» : ص 395
3- أخرجه الديلمي في فردوس الاخبار : ج2 ص 2543 ط 1 دار الكتاب العربي قال : عن ابن مسعود: حبّ آل محمّد يوماً خير من عبادة سنة ، ومن مات عليه دخل الجنّة». وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 336.
4- ورد في المخطوطة : «وجب على»، والصحيح ما أثبتناه ما.
5- رواه الصدوق في الأمالي في المجلس الثالث حديث : 17 ص 60 ط مؤسسة البعثة قال : حدثنا الحسن بن عبدالله بن سعيد ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدثنا المغيرة بن محمّد بن المهلب،قال : حدثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي، عن عمر و بن ثابت ، عن جابر ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه علیهم السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبعة مواطن ، أهو الهن عظيمة : عند الوفاة ، وفي القبر، وعند النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب، وعند الميزان، وعند الصراط». ورواه في الخصال : 49/360. والمجلسي في بحار الأنوار : 3/158/27. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 336.

أوردهما الديلمي في «الفردوس» وتبعه ولده بلا إسناد، وأحسبهما غير صحيح الإسناد ، وكذا الّذي بعدهما .

وفي «الشفا» بلا إسناد أنّه صلی الله علیه و آله و سلم قال : «معرفة آل محمّد براءة من النّار، وحبّ آل محمّد صلی الله علیه و آله و سلم جواز على الصراط، والولاية لآل محمّد صلی الله علیه و آله و سلم أمان من العذاب»(1).

وعن عليّ رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يرد الحوض عليَّ أهل بيتي، ومن أحبهم من أمتى كهاتين «السبابتين»، ذكره المحبّ الطبري.(2). وعن بعض العلماء كما في «الشفا» أنّه قال : معرفتهم يعني آل محمّد صلى الله عليه وسلم وهي معرفة مكانهم من النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم فإذا عرفهم بذلك عرف وجوب حقهم وحرمتهم

ص: 181


1- أخرجه القاضي عياض في الشفا : ج 2 ص 605 - 606 ط دار الكتاب العربي بيروت - ورواه علي القاري في شرحه : ج 2 ص 82 وقال : لا يعرف راويه. ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 256 رقم 525 قال : رأيت بخط جدّي شيخ الإسلام جمال السنّة أبي عبدالله محمد بن حمويه ب-ن محمّد الحموئي، قدس الله روحه، أنبأنا الحافظ أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد السمر قندي قال : أنبأنا الإمام أبو الحسن عليّ بن أحمد بن صباح بن يونس بن عبيد التميمي البخاري ، قال : أنبأنا الإمام أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن يعقوب البخاري الكلاباذي - يعرف بأبي بكر بن إسحاق - رضى الله عنهم أجمعين قال : حدثنا عبد الله بن محمّد ، حدثنا محمّد بن عبيد بن خالد. حدثنا محمّد بن عثمان البصري، حدثنا محمّد بن الفضيل ، عن محمّد بن سعد [ الأنصاري عن ] أبو طيبة [ الكلاعي الشامى ويقال : أبو ظبية ] : عن المقداد بن الأسود ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم :«معرفة آل محمّد براءة من النّار، وحبّ آل محمّد جواز على الصراط، والولاية لآل محمّد أمان من العذاب».
2- أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبي : ص س 18. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 336

بسببه.(1)

وعن زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ ، عن أبيه رضی الله عنه أنّه قال: «من أحبنا نفعه الله بحبنا ولو أنّه بالديلم» أخرجه الجعابي في «الطالبيين»(2).

وعن ابن عبّاس رضي الله عنهما : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: «أنا شجرة، وفاطمة حملها، وعليّ لقاحها، والحسن والحسين ثمرها ، والمحبون لأهل بيتي ورقها فهم في الجنة حقا حقا». أورده الديلمي في «مسنده»(3).

وكذا ابن الجوزي في «الموضوعات»(4)

ص: 182


1- :أنظر الشفا للقاضي عياض : ج 2 ص 606 ، وفرائد السمطين : ج 2 257.
2- أنظر جواهر العقدين للسمهودي : ص 339 وقريب منه في رجال الكشي : ص 111 رقم 178 قال : روي عن عليّ بن الحسن الطويل، عن عليّ بن النعمان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبى حمزة، عن أبي جعفر علیه السلام قال : جاء رجل من أصحاب الحسن علیه السلام يقال له سفيان بن الليل الهمداني وهو على راحلة، فدخل على الحسن علیه السلام ... فقال الحسن علیه السلام: «والله لا يحبنا عبد ابداً ولو كان أسيراً فى الديلم إلَّا نفعه الله بحبنا، وإنّ حبنا ليساقط الذنوب من آدم كما تساقط الريح الورق من الشجر». أقول : ولكن سفيان بن الليل يروي عن الحسن علیه السلام هذا الحديث : قال الحسن بن عليّ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «من أحبنا بقلبه ، وأعاننا بيده ولسانه، كنت أنا وهو في عليين الحديث» يأتي قريبا
3- أورده الديلمي في فردوس الأخبار : ج 1 ص 84 رقم 138 .
4- أورده ابن الجوزي في الموضوعات : ج 1 ص 321 قال : أنبأنا سعيد بن أحمد بن البنا، أنبأنا أبو نصر الزينبي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر الوراق، حدثنا محمّد بن السري التمار، حدثنا نصر بن شعیب، حدثنا موسى بن نعیمان، حدثنا ليث بن سعد، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أنا شجرة وفاطمة حملها ، وعلي لقاحها، والحسن والحسين ثمرها ، والمحبون لأهل البيت ورقها من الجنّة حقا حقا». ورواه أيضاً ابن عدي في الكامل : ج 2 ص 336 في ترجمة الحسن بن عليّ بن عيسى قال :حدثنا عمر بن سنان ، حدثنا الحسن بن عليّ الأزدي أبو عبد الغني، حدثنا عبدالرزّاق، عن أبيه، عن ميناء بن أبي ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبدالرحمن بن عوف أنه قال : ألا تسألوني قبل أن تشيب الأحاديث بالأباطيل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أنا شجرة وفاطمة أصلها أو فرعها، وعلى لقاحها، والحسن والحسين ثمرتها ، وشيعتنا ورقها ، فالشجرة أصلها في جنة عدن ، والأصل والفرع واللقاح والورق والثمر في الجنة». وأورده ابن عراق في تنزيه الشريعة : 414/1، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة 210/1، وورد في تذكرة الموضوعات : 99 ، والفوائد المجموعة : 380 ، والنكت البديعات : 301 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 336.

وعن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه رفعه :«يا علي إنّ أهل شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من الذنوب والعيوب، وجوههم كالقمر ليلة البدر الحديث»، وفيه كلام أكثر من هذا، وكله كذب وقد أورده ابن الجوزي في «الموضوعات»(1).

ص: 183


1- أورده ابن الجوزي في الموضوعات : ج 2 ص 322 قال : أنبأنا محمّد بن ناصر ، أنبأنا المبارك بن عبد الجبار ، أنبأنا عبدالباقي بن أحمد الواعظ، حدثنا محمّد ابن جعفر بن علان، حدثنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزدي ، حدثنا علي بن العباس ، يحيى بن بشر، حدثنا محمّد بن عليّ الكندي، حدثنا محمد بن سالم، عن جعفر ابن محمّد بن عليّ ، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي ، عن عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«يا علي إنّ أهل شيعتنا يخرجون من قبورهم يوم القيامة على ما بهم من الذنوب والعيوب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر قد فرجت عنهم السوءات ، وسهلت لهم الموارد مستورة ،عوراتهم، مسكنة - روغاتهم - [ روعاتهم ]، قد أعطوا الأمن والإيمان، وقد ارتفعت عنهم الأحزان، يخاف النّاس ولا يخافون، ويحزن النّاس ولا يحزنون، شرك نعالهم يتلألأ على نوق بيض لها أجنحة قد ذللت من غير مهانة ، أعناقها ذهب أحمر ألين من الحرير لكرامتهم على الله عزّوجلّ». وأورده السيوطي في اللآلئ المصنوعة : 407/1 ، وابن عراق في تنزيه الشريعة : 414/1، وورد في الفوائد المجموعة : ص 396، وفي جواهر العقدين : ص 337 ، ورواه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب : حديث 339 ص 296 . وأخرجه الهيثمي في الصواعق : ص 230 مقتصراً على صدر الحدیث

وعن جرير رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

«من مات على حبّ آل محمد صلى الله عليه وسلم مات شهيداً.

ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له.

ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً ، وفيه مات مؤمناً مستكمل الإيمان، وفيه بشّره ملك الموت بالجنّة ومنكر ونكير، وفيه يُزفّ إلى الجنّة كما تُزف العروس إلى بيت زوجها، وفيه فتح له في قبره باب إلى الجنة، وفيه مات على السنة والجماعة، وفيه من مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله»، أخرجه الثعلبي في «تفسيره»(1).

ص: 184


1- رواه الزمخشري في الكشاف : ج 4 ص 220 قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم. من مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات تائباً. ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات مؤمناً مستكمل الإيمان . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد بشّره ملك الموت بالجنّة، ثمّ منكر ونكير مات على حبّ آل محمّد يزف إلى الجنّة كما تُزَف العروس إلى بيت زوجها. ألا ومن ألا ومن مات على حبّ آل محمّد فتح له في قبره بابان إلى الجنّة . ألا ومن مات على حبّ آل محمّد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ألا ومن مات على حبّ آل محمّد مات على السنّة والجماعة. ألا ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله . ألا ومن مات على بغض آل محمّد مات كافراً. ألا ومن مات على بغض آل محمّد لم يشم رائحة الجنّة. ورواه القرطبي في تفسيره : ج 16 ص 22 - 23 عن الثعلبي قال : كفى قبحاً بقول من يقول : إنّ التقرب إلى الله بطاعته ومودّة نبيه صلی الله علیه و آله و سلم وأهل بيته منسوخ ، وقد قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : من مات على حب آل محمّد مات شهيداً ومن مات على حبّ آل محمّد جعل الله زوّار قبره ملائكة الرحمة ومن مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس اليوم من رحمة الله و من مات على بغض آل محمّد لم يرى رائحة الجنة. ومن مات على بغض آل بيتي فلانصيب له في شفاعتي. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 337 - 338 ، والخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 42

قال : أنبأنا أبو عبدالله محمّد بن عليّ البلخی(1)،حدثنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق، حدثنا محمّد بن أسلم، حدثنا يعلى بن عبيد ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن(2) قيس بن أبي حازم، عنه، ورجاله من محمّد إلى منتهاه أثبات، لكن الآفة فيمن بين الثعلبي وبين محمّد، وآثار الوضع كما قاله شيخنا رحمة الله عليه لائحة.

وعن الحسين بن عليّ رضي الله عنهما قال : « من دمعت عيناه فينا دمعة قطرت عيناه فينا قطرة آتاه الله عزّوجلّ الجنّة». أخرجه أحمد في المناقب(3).

وعن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن أحبنا بقلبه ، وأعاننا بيده ولسانه كنت أنا وهو في عليين، ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه وكفه

ص: 185


1- ورد في المخطوطة: «عبد الله بن محمّد بن علي البلخي» والصحيح ما أثبتناه. وفي اعلام النبلاء : ج 351/16 الامام الحافظ محمّد بن علي بن الحسين البلخي ، عالم ، رحال .
2- والمثبت بين الخطين ساقط من المخطوطة.
3- ورد في مناقب أحمد :أحمد : ص 198 رقم 276 : 198 حدثنا أحمد بن إسرائيل قال : رأيت في كتاب أحمد بن محمد بن حنبل بخط حنبل بخط يده : حدثنا أسود بن عامر أبو عبدالرحمن قال : حدثنا الربيع بن منذر ، عن أبيه قال : كان حسين بن علي يقول ..... وذكر الحديث والحديث أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 19 ، والمولى عليّ القاري في المرقاة : ج 5 ص 604 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 339 عن أحمد في المناقب.

بيده(1)فهو في الدرجة الّتي تليها، ومن أحبنا بقلبه وكفّ عنّا لسانه ويده، فهو في الدرجة الّتي تليها، رواه نعيم بن حمّاد من طريق سفيان بن الليل ، عن الحسن بن عليّ ، عن أبيه به (2).

وابن الليل كان غالياً فى الرفض (3)، بل في الطريق إليه السرّي بن إسماعيل أحد الهلكى(4).

وعن أبي هريرة رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«خيركم خيركم لأه-ل-ي م-ن

بعدي»(5)

ص: 186


1- هكذا ورد في المخطوطة ، ولعل الصحيح : «وكفّ يده».
2- أخرجه العقيلي في الكبير : ج 2 ص 175 - 176 رقم 695 قال : حدّثني يحيى بن عثمان بن صالح قال : حدثنا نعيم بن حمّاد ، قال : حدثنا محمّد بن فضيل : عن السرّي بن إسماعيل، عن الشعبي ، قال : حدّثني سفيان بن الليل ، قال : لما قدم الحسن بن عليّ من الكوفة إلى المدينة أتيته ، فقلت : يامذل المؤمنين ! قال : لا تقل ذاك ياسفيان ، فإنّي سمعت رسول أبي يقول : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، يقول : «من أحبنا بقلبه، وأعاننا بيده ولسانه، كنت أنا وهو في عليين، ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه، وكفّ يده، فهو في الدرجة الّتي تليها، ومن أحبنا بقلبه وكفّ عنّا لسانه ويده فهو في الدرجة التي تليها». وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 338. وأورده الهندي في كنز العمال : ج 13 ص 588 رقم 37513 . وأورده ابن حجر في لسان الميزان ج 3 ص 313 ، والذهبي في ميزان الاعتدال :171/2 : رقم 3328.
3- أنظر الضعفاء الكبير للعقيلي : ج 2 ص 175 رقم 695 .
4- أنظر میزان الاعتدال: 171/2 ، ترجمة سفيان بن الليل .
5- أخرجه أبو يعلى في مسنده : ج 10 ص 330 برقم 5924 . ورواه الخطيب في تاريخ بغداد : ج 7 ص 277 قال : أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، وأحمد بن محمّد العتيقي. قالا : حدثنا أبو عليّ الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي ، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا قريش بن أنس، عن محمّد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيركم خيركم لأهلي من بعدي». ورواه أيضاً الخطيب في تاريخ بغداد : ج 7 ص 13 قال : أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر قال : حدثني إسماعيل بن عليّ الخطبي إسماعيل بن عليّ الخطبي، حدثنا أبو محمّد إدريس بن جعفر العطّار، وأخبرنا عبدالله بن يحيى السكري ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن أحمد ابن الحكم ، حدثنا إدريس بن جعفر العطار ، حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد ، حدثنا محمّد ،عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي». ورواه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 311 قال : حدثنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ ، حدثنا إبراهيم بن عبدالله، حدثنا قريش بن أنس ، ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : «خيركم خيركم لأهلي من بعدي». وأقره الذهبي في ورواه الترمذي في سننه : ج 5 ص 709 رقم 3895 بالاسناد واللفظ الّذي رواه ابن حبّان في صحيحه، وقال الترمذي في ذيل الحديث : هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث الثوري ، ما أقل من رواه عن الثوري. وقريب منه في صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان : ج 9 ص 484 رقم 4177 قال : أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص ، قال : حدثنا هشام بن عبدالملك ، ویحیی بن عثمان قالا حدثنا محمّد بن يوسف، عن الثوري ، عن هشام بن عروة، عن أبيه عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلى ، وإذا مات صاحبكم فدعوه» . قال ابو حاتم رضی الله عنه: قوله صلى الله عليه وسلم : « فدعوه» يعني لا تذكروه إلَّا بخير.ورواه الدارمي : 159/2 . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد : 174/9 باب : في فضل أهل البيت وقال : «رواه أبو يعلى ورجاله ثقات». ورواه ابن أبي عاصم في السنّة : 2/ 616. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 339 وأورده الهيثمي في الصواعق المحرقة : ص 186

رواه أبو يعلى ورجاله ثقات لكن شك (1)راويه عن سائر رواته بقوله : «الأهلي»

ص: 187


1- كذا ورد في المخطوطة ولعل الصواب : «شد».

فالكل قالوا «لأهله» قاله أبو خيثمة راويه.

وعن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ الله ثلاث حرمات،

فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته».

قلت : وما هن ؟

قال: «حرمة الإسلام، وحرمتي، وحرمة رحمي».

أخرجه الطبراني في (الكبير) »(1)و «الاوسط» (2)، وأبو الشيخ في «الثواب» . وأورده المحبّ الطبري بلا اسناد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهداً »(3).

ص: 188


1- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 3 ص 126 برقم 2881 .
2- أخرجه الطبراني في الاوسط : ج 1 ص 162 برقم 205 وذكر الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب المناقب باب في فضل أهل البيت : 168/9 وقال : رواه الطبراني في الكبير ، والاوسط ، وفيه إبراهيم بن حماد ، وهو ضعيف ورواه الذهبي في ميزان الاعتدال : ج 3 ص 242 قال : أخبرنا أبو سعيد الثغري ، أخبرنا أبو الحسن المحموي ، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أحمد بن عبد الغفار، حدثنا أبو سعيد النقاش ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن جعفر، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمر القرشي، حدثنا أحمد بن سهل بن مالك ، وأنبأنا محمّد بن جعفر الورّاق ، حدثنا أحمد بن محمّد الحارث الحافظ ، حدثنا مطلب بن شعیب ، قالا : حدثنا إبراهيم بن حمّاد بن أبي حازم، حدثنا عمران بن محمّد محمّد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، عن جده ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الله حرمات ثلاثاً من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه : حرمة السلام «إنّ [الإسلام ]، وحرمتي ، وحرمة رحمي». ورواه الهندي في كنز العمال : ج 1 ص 77 رقم 308 وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 240 وص 334 . وأورده الهيثمي في الصواعق : ص 233 .
3- أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبي : ص 18 والسمهودي في جواهر العقدين : - ص 241 و 339 ، والقندوزي : 366/2 رقم 46 المحققة ، والصواعق المحرقة : ص 150.

وعن أبي رافع رضی الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :«من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو لإحدى ثلاث : إمّا منافق، وإمّا لزنية وإمّا امرء حملت به أمّه في غير طهر». (1)

أخرجه أبو الشيخ في «الثواب» ومن طريقه الديلمي في مسنده» .

وعن عبدالله بن حسين بن عليّ بن حسين بن عليّ، عن أبيه عن جدّه ، عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : «من والانا الرسول الله صلى الله عليه وسلم والى ، ومن عادانا فلرسول الله صلى الله عليه وسلم عادی(2).

وعن أبي نزار الوليد بن عقبة العجلي : سمعت عبدالله بن حسن يقول : كفى

وأورده الهندي في كنز العمال : 104/12 رقم 34199 .

ص: 189


1- أخرجه أبو أحمد بن عدي في الكامل : ج 3 ص 203 قال : حدثنا علىّ بن العبّاس ، حدثنا عبّاد ، حدثنا عبّاد بن يعقوب، حدثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن زيد بن جبيرة الأنصاري ، عن داود بن حصين ، عن [ابن أبي ] رافع مولى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، عن عليّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من لم يعرف حق ،عترتي ، والأنصار، والعرب فهؤلاء أحد ثلاثة : إمّا منافق، وإمّا لزنية، وإمّا حملته أمه على غير ظهر [ طهر ]». وقال : حدثنا عمر بن سنان، حدثنا هشام بن عمّار ، حدثنا ابن عيّاش ، حدثنا زید بن جبيرة ، عن داود بن حصين، عن ابن أبي رافع ، عن عليّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من لم يعرف حق عترتى ، والأنصار، والعرب فهو لإحدى ثلاث : إمّا منافق ، وإمّا لزنية ، وإمّا لغير ظهر [ طهر ]» ورواه البيهقي في شعب الإيمان : ج 232 رقم 1614 قال :أخبرنا أبو سعد الماليني، أنبأنا أبو أحمد بن عدّي الحافظ، حدثنا عمر بن سنان، حدثنا هشام بن عمّار ، حدثنا إسماعيل بن عيّاش، حدثنا زيد بن جبير[جبيرة] ، عن داود بن حصين، عن ابن أبي رافع ، عن عليّ قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول: «من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب فهو لأحد ثلاث إمّا منافق، وإمّا لزنية، وإمّا لغير، فهو رائى حملته أمّه على غير طهر».
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 339

بالمحبّ لنا أنسه (1)إلى من يُحبنا، وكفى بالمبغض لنا بُغضاً أنسه (2)إلى مَن يبغضنا(3).

وعن زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه قال: إنّ الله أخذ ميثاق من يحبنا ، وهم فی أصلاب آبائهم فلا يقدرون على ترك ولا يتنا لأنّ الله عزّوجلّ جبلهم على ذلك (4).

وعن يحيى بن زيد قال : إنّما شيعتنا من جاهد فينا، ومنع من ظلمنا ، حتّى يأخذ الله عز وجل لنا بحقنا».(5)

وروى هذه الآثار الأربعة الجعابي.

وعزى محب الطبري ، لابن السمان في «الموافقة» عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال : قال عمر بن الخطاب للزبير بن العوام رضى الله عنهما : هل لك أن تعود الحسن بن عليّ رضي الله عنهما فإنّه مريض ، فكأنَّ الزبير تلكأ عليه فقال له عمر : أما علمت أنّ عيادة بني هاشم فريضة ، وزيارتهم نافلة(6)

ص: 190


1- كذا في الاصل ولعل الصواب : «أنسبه» .
2- كذا في الاصل ولعل الصواب : «أنسبه» .
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين ص339 .
4- المصدر السابق : ص 335
5- المصدر السابق : ص 339
6- أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 14 - 15 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 359. وأخرجه أبو الحسن الدارقطني في «الفضائل» من طرق ، ولفظ احداها : قال عمر للزبير :انطلق بنا نعود الحسن بن عليّ ، أما علمت أنّ عيادة بني هاشم فريضة ، وزيارتهم نافلة ؟ وأخرجه الدارقطني أيضاً من طريق وكيع القاضي ، قال : حدثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ، قال : حدّثني عمّ أبي عبدالله بن موسى ، عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه علیٌ رضي عنهم أجمعين قال : إنّ عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة.

وفي رواية أنّ عيادة بني هاشم سُنّة وزيارتهم نافلة .

وقوله: تلكأ يعني توقف وتبطأ.

وعند الخطيب في «الجامع» بسند ضعيف من طريق عمرو بن مرّة ، عن سالم ابن أبي الجعد قال: قال عثمان بن عفان رضی الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ي-ك--رم ب-ن-ي هاشم وسالم لم يسمع من عثمان فهو منقطع أيضاً.

ص: 191

ص: 192

الباب الثالث

مشروعية الصلاة عليهم تبعاً للمصطفى في الصلاة وغيرها مما يزيدهم فخراً وشرفاً

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة رضی الله عنه فقال : ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبيّ صلى الله عليه وسلم ؟

قلت: بلى قال : سألنا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقلنا : يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟

قال: «قولوا اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

أخرجه الحاكم في «مستدركه» وأشار إلى أنّه إنّما استدركه مع كونه في «الصحيحين» من هذا الوجه لإفادته أن أهل البيت هم و والآل سواء(1)

ص: 193


1- أخرجه الحاكم في المستدرك : ج 3 ص 148 . وأخرجه أحمد في المسند : ج 4 ص 241 قال حدثنا عبد الرزّاق، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن الحكم ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى. عن كعب ابن عجرة أنّ رجلاً قال للنبيّ صلی الله علیه و آله و سلم : يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك ؟ قال : «قولوا اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد». وقال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة قال : حدّثني الحكم، عن ابن أبي ليلى قال : وحدثنا محمد بن جعفر ، أنبأنا شعبة، عن الحكم قال : سمعت ابن أبي ليلى قال : لقيت كعب بن عجرة قال ابن جعفر قال : ألا أهدي لك هدية ؟ خرج علينا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ... وساق الحديث. وقال أحمد أيضاً : ج 4 ص 243 : حدثنا عبدة بن سليمان : أنبأنا مصعب : عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب ابن عجرة أن رجلاً سأل النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم ... وساق الحديث. وأخرجه البخاري في صحيحه : ج 6 ص 151 قال : حدثنا سعيد بن يحيى حدثنا أبي ، حدثنا مسعر ، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ... وساق الحديث.ورواه البيهقي في سننه : ج 2 ص 147 قال : أخبرنا أبو عبدالله الحافظ، أخبرني عبدالرحمن بن الحارث بن الحسن بن أحمد الأسدي، أنبأنا إبراهيم بن الحسن ، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة ، حدثنا الحكم قال : سمعت عبدالرحمن بن أبي ليلى يقول : لقيني كعب بن عجرة فقال لي : ألا أهدي لك هدية ... وساق الحديث . وقال أيضاً : وقد أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأنا الربيع بن سليمان، أنبأنا الشافعي، أنبأنا إبراهيم بن محمد، حدثني سعد بن إسحاق، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة ، عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم أنّه كان يقول في الصلاة : «اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمّد و آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد». ورواه أبو داود في سننه : ج 1 ص 257 رقم 976 قال :حدثنا حفص بن عمر، حدثنا شعبة، عن الحكم ، عن ابن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، قال : قلنا أو قالوا : يارسول الله ، أمرتنا أن نصلي عليك وأن نسلم عليك ، فأمّا السلام فقد عرفناه ، فكيف نصلّي عليك ؟ قال : «اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمد كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمّد و آل محمد كما باركت على [آل] إبراهيم إنك حميد مجيد». وقال أيضاً : حدثنا مسدد ، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا شعبة، بهذا الحديث قال : «صل على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على إبراهيم». وقال أيضاً : حدثنا محمّد بن العلاء ، حدثنا ابن بشر ، عن مسعر ، عن الحكم بإسناده بهذا ، قال : «اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد قال أبو داود : رواه الزبير بن عدي ، عن ابن أبي ليلى كما رواه مسعر إلَّا أنّه قال : « كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمّد» وساق مثله.ورواه النسائي في سننه : ج 3 ص 47 قال : أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار من كتابه قال حدثنا حسين بن عليّ، عن زائدة، عن سليمان، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: قلنا : يارسول الله السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة ؟ قال : «قولوا : اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» قال ابن أبي ليلى : ونحن نقول وعلينا معهم . قال أبو عبدالرحمن : حدثنا كتابه وهذا به من خطأ.وقال أيضاً : أخبرنا القاسم بن زكريا قال : حدثنا حسين، عن زائدة، عن سليمان، عن الحكم ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال : قلنا : يارسول الله السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك ؟ قال : «قولوا : «اللهمّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمّد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد». قال عبدالرحمن : ونحن نقول وعلينا معهم . قال أبو عبدالرحمن : وهذا أولى بالصواب من الّذي قبله . ورواه ابن ماجة في سننه : ج اص 293 رقم 904 قال : حدثنا عليّ بن محمّد، حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، وحدثنا محمّد بن بشار، حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، ومحمّد بن جعفر ، قالا : حدثنا شعبة، عن الحكم ، قال : سمعت ابن أبي ليلى ، قال : لقيني كعب بن عجرة فقال .... وساق الحديث. وأورده الحموئي في فرائد السمطين : ج 1 ص 31 رقم 9 قال : أخبرني الشيخ الإمام مجدالدين أبو الفضل عبدالله بن محمود بن مودود بقراءتي عليه - ببغداد ، بالرباط الصالحي - العلائي بالمأمونية شرقى دجلة يوم الثلاثاء الثامن من شهر شعبان سنة إحدى وسبعين وستمائة ، قال : أنبأنا والدي الشيخ الإمام شهاب الدين محمود إجازة إن لم یکن سماعاً ، قال : أنبأنا الشيخ الإمام محمّد بن إسماعيل بن عليّ بن أبي الصيف اليماني منارة الحرم الشريف زاده الله تعالى تشريفاً وتعظيماً فى ذي الحجة سنة ست وسبعين وخمسمائة قال : أنبأنا الشيخ الفقيه أبو محمد عبدالوهاب بن علي بن عبدالوهاب بن عليّ القرطبي بقراءتي عليه قال : أنبأنا الشيخ الإمام أبو القاسم خلف بن عبدالملك الأنصاري ، قال أبنأنا أبو محمّد بن عناب - ومن أصله نقلته - قال : أنبأنا أبو حفص عمر بن عبيد الله الذهلي قال أنبأنا القاضي أبو المطرف عبدالرحمن بن محمد بن عیسی بن قطيس قال : أنبأنا أبو محمد عبدالله ابن إسماعيل بن حرب ، قال : أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن حيوية ، قال : حدثنا أبو بكر البزار ] أحمد بن عمرو البصري قال : أنبأنا زياد بن يحيى قال : أنبأنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد، قال : أنبأنا هشام بن حسّان ، عن محمد بن سيرين : عن عبدالرحمن بن بشر بن مسعود : عن أبي مسعود قال : لما نزلت هذه الآية : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) الأحزاب : 33، :قالوا يا رسول الله ، قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة [ عليك ] فقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : «قولوا : اللهم صل على محمّد وعلى آل محمد كما صليت على [إبراهيم وعلى ] آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم». قال أبو بكر [البزّار] :وهذا الحديث رواه أيّوب عن عبد الوهاب ، عن هشام، عن ابن سيرين ، عن عبدالرحمن بن بشر بن مسعود مرسلا . ولم يقل: «عن أبي مسعود» إلَّا عبدالوهاب ، عن هشام . وبالإسناد [ المتقدم ] إلى أبي القاسم خلف الأنصاري ، قال : وأخبرنا أبو محمّد عبدالرحمن ابن محمّد - فيما قرئ عليه وأنا أسمع - قال : قرى على أبي وأنا أسمع ، قال : أنبأنا خلف بن يحيى ، أنبأنا عبدالله بن يوسف بن وضاح، أنبأنا ابن أبي شيبة ، قال : أنبأنا هشيم ، قال : أنبأنا يزيد ابن أبي زياد ، قال : أنبأنا عبدالرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ، قال : لما نزلت هذه الآية : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي ) الآية ، قلنا : يارسول الله قد علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : قولوا : «اللهمّ اجعل صلواتك وبركاتك على محمّد وعلى آل محمّد ، كما جعلتها على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمّد و آل محمّد كما باركت على - إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد». قال يزيد : [ و ] كان عبدالرحمن بن أبي ليلى يقول : وعلينا معهم.ورواه البخاري في صحيحه في آخر باب: يزفون النسلان في المشي» من كتاب بدء الخلق : ج 2 ص 178 قال : حدثنا قيس بن حفص، وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا أبو قرة : مسلم بن سالم الهمداني ، قال : حدثني عبدالله بن عيسى سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : لقینی كعب بن عجرة ، فقال .... وساق الحديث . ورواه الترمذي في سننه : ج 2 ص 352 رقم 483 قال : حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو أسامة، عن مسعر ، والأجدح ، ومانك بن مغول، عن الحكم بن عتيبة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة .... وساق الحديث وفي ذيله قال محمود : قال أبو أسامة : وزادني زائدة ، عن الأعمش، عن الحكم، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : ونحن نقول : وعلينا معهم. وقال الترمذي : حديث كعب بن عجرة حديث حسن صحیح. وأورده القرطبي في تفسيره : 233/14 ، وابن كثير في تفسيره : 449/6 .

ص: 194

ص: 195

ص: 196

وعن مغيرة بن مقسم الضبي، عن أبي معشر زياد بن كليب ، عن إبراهيم بن يزيد النخعي مرسلاً أنهم قالوا: يارسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك؟.

قال : «قولوا: اللهمّ صلِّ على محمّد عبدك ورسولك وأهل بيته ، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك عليه وعلى أهل بيته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد».

أخرجه إسماعيل القاضي.

وعن أبي حميد الساعدي رضی الله عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلّي عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «قولوا : اللهمّ صلِّ على محمّد وأزواجه وذريته ، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وأزواجه وذريته ، كما باركت على آل إبراهيم

ص: 197

إنك حميد مجيد متفق عليه(1).

وعن أبي هريرة رحمه الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ سرَّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صلِّ على محمّد النبيّ وأزواج--ه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد».

أخرجه أبو داود ورواه غيره فجعله من مسند ابن مسعود رضی الله عنه.(2)

ص: 198


1- أخرجه البخاري في صحيحه : ج 4 ص 178 في اخر باب يزفون النسلان في المشي من كتاب بدء الخلق ، قال : حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو ابن حزم، عن أبيه ، عن عمرو بن سليم الزرقي، أخبرني أبو حميد الساعدي و لا اله اللهمّ أنّهم قالوا الساعدي وساق الحديث. ورواه أبو داود في سننه : ج 1 ص 257 رقم 979 بالإسناد واللفظ الذي أخرجه به البخاري. ورواه ابن ماجة في سننه : ج 1 ص 293 رقم 905 بالإسناد واللفظ الذي أخرجه به البخاري ، وأبو داود ورواه النسائي في سننه : ج 3 ص 49 بالإسناد واللفظ الّذي أخرجه به البخاري. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 217
2- أخرجه أبو داود في سننه : ج 1 ص 258 رقم 982 قال : حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حبّان بن يسار الكلابي ، حدّثني أبو مطرف عبيدالله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز ، حدّثني محمّد بن عليّ الهاشمي ، عن [نعيم بن عبدالله] المجمر، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم وساق الحديث . ورواه البيهقي في سننه : ج 2 ص 151 بالإسناد واللفظ الّذي أخرجه به أبو داود. ورواه البخاري في التاريخ الكبير : ج 3 ص 87 بالإسناد واللفظ الذي أخرجه به أبو داود . ورواه العقيلي في الكبير : ج 1 ص 318 رقم 392 بالإسناد واللفظ الذي أخرجه البخاري وأبو داود . وأورده السيوطي في الدر المنثور : 216/5 ،295 ، وورد في مشكاة المصابيح : 932،وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 217 . وأورده المزي في تهذيب الكمال : ج 5 ص 348 بالإسناد واللفظ المذكور . وأورده عياض في الشفا : ج 2 ص 642 .

وعن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من سرَّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل : اللهمّ اجعل صلواتك وبركاتك على محمّد النبيّ وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته، وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

رواه النسائي في مسند عليّ ، وابن عدي في «كامله» وسنده ضعيف(1).

وعن الحسن البصري أنه قال : من أراد أن يشرب بالكأس الأوفى من حوض المصطفى فليقل : اللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد، وأصحابه، وأولاده، وأزواجه وذريته وأهل بيته وأصهاره، وأنصاره ، وأشياعه، ومحبيه، وأمته،

ص: 199


1- رواه ابن عديّ في الكامل : ج 2 ص 424 رقم 171 قال : حدثنا هارون بن عيسى البلدي ، حدثنا إسحاق بن يسار النصيبي ، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي ، حدثنا حبّان بن يسار أبو رويحة الكلابي ، حدثني عبدالرحمن بن عبدالرحمن بن طلحة الخزاعي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن محمد ابن الحنفية، عن عليّ ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وساق الحديث . ورواه العقيلي في الكبير : ج 1 ص 318 رقم 392 قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا حجاج بن يوسف، وحدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن مرزوق ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن حراس ، قال : حدثنا عمرو بن عاصم ، قال : حدثنا حبّان بن يسار الكلابي أبو روح ، قال : حدثنا عبدالرحمن بن طلحة الخزاعي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي ابن الحنفية ، عن عليّ بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق الحديث. ورواه المزي في تهذيب الكمال : ج 5 ص 348 عن النسائي ، قال : ورواه النسائي ، عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر ، عن عمرو بن عاصم عنه ، عن عبدالرحمن ابن طلحة الخزاعي ، عن جعفر بن محمّد، عن محمّد بن عليّ ابن الحنفية ، عن عليّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وساق الحديث. وأورده أيضاً السمهودي في جواهر العقدين : ص 218 .

وعلينا ، معهم أجمعين يا أرحم الراحمين. ذكره عياض في «الشفا»(1).

وعن واثلة بن الأسقع رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فاطمة، وعليّاً، والحسن والحسين رضي الله عنهم تحت ثوبه [ قال ]: «اللهمّ قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم، اللهمّ إنهم مني ، وأنا منهم ، فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليَّ وعليهم».

قال وائلة : وكنت واقفاً على الباب فقلت : عليَّ يارسول الله بأبي أنت وأمي ؟ فقال: «اللهمّ وعلى وائلة». أخرجه الديلمي في «مسنده» بسند ضعيف(2)

ص: 200


1- أورده عياض في الشفا : ج 2 ص 646
2- رواه الخوارزمي في المناقب : ص 63 ح 32 قال : أخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شیرویه بن شهر دار الديلمي - فيما كتب إليَّ من همدان... أخبرنا أبو بو علي ، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا علي بن أحمد المصيص أحمد المصيصي ، حدثنا أحمد أحمد بن خليد الحلبي، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، حدثنا يزيد بن ربيعة ، عن يزيد بن أبي مالك ، عن أبي الأزهر، عن واثلة بن الأسقع قال ، وساق الحديث وروى نحوه الطبراني ومع اختصار في حديث اختصار في حديث : 230 من مسند واثلة الكبير : 95/22 من قال : حدثنا أحمد د بن خليد الحلبي، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، حدثنا يزيد بن ربيعة ، عن يزيد بن أبي مالك ، عن أبي الأزهر، عن واثلة بن الأسقع قال : خرجت أنا أريد عليّاً ، فقيل لي : هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأممت اليه فأجدهم في حظيرة من قصب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي، وفاطمة ، وحسن، وحسين قد جمعهم تحت ثوب فقال : «اللهمّ إنك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على وعليهم». ورواه الهندي في كنز العمال عن الديلمي . حديث : 37544 ج 13 ص : ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 1 ص 33 رقم 12 قال : أخبرنى العلامة نجم الدين عبدالغفار بن عبد الكريم بن عبد الغفار القزويني وغير - رحمهم الله - إجازة بروايتهم عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي قدس الله روحه إجازة ، قال : أنبأنا أبو الفتح محمّد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطي سماعاً عليه ، قال : أنبأنا أبو الفضل حمد بن أحمد ، أنبأنا الحافظ أبو أحمد ، أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الإصبهاني قال : أنبأنا علي بن أحمد المصيصي قال : أنبأنا أحمد بن خليد الحلبي قال أنبأنا أبو توبة الربيع بن نافع ، قال : أنبأنا يزيد بن ربيعة ، عن يزيد بن أبي مالك ، عن أبي الأزهر، عن واثلة ابن الأسقع قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ... وساق الحديث.

وعند ابن جرير في «تفسيره» بعضه وهو أنّه صلى الله عليه وسلم لمّا دخل(1) علياً ، وفاطمة، والحسن والحسين رضي الله عنهم تحت كسائه ، وقال :

(إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِجْسَ ... الآية )

قال وائلة : فقلت : يارسول الله وأنا من أهل بيتك صلی الله علیه و آله و سلم ؟ فقال :

«وأنت من أهلي».

قال : فوالله لإنها أوثق عمل عندي وهو ضعيف أيضاً (2)

ص: 201


1- كذا ورد في المخطوطة ، ولعل الصحيح: «أدخل ».
2- رواه الطبري في تفسيره : ج 22 ص 6 قال : حدّثني عبد الأعلى بن واصل ، قال : حدثنا الفضل بن دكين ، قال : حدثنا عبدالسلام بن حرب ، عن كلثوم المحاربي ، عن أبي عمار ، قال : إنّي لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليّاً غشتموه فلما قاموا قال : اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموا، إنِّي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذ جاءه عليّ ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين فألقى عليهم كساء له ثمّ : «اللهمّ هؤلاء أهل اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً» قلت : يارسول الله وأنا ؟ قال : وأنت . قال : فوالله إنها لأوثق عمل عندي . وأخرجه الطبراني في الكبير : ج 3 ص 55 رقم 2669 و 2670 قال : حدثنا محمّد بن عليّ الصائغ المكي، حدثنا محمّد بن بشر التنيسي، حدثنا الأوزاعي، حدثنا أبو عمار شداد قال : قال واثلة بن الأسقع الليثي : كنت أريد عليّاً فلم أجده ، فقالت فاطمة : انطلق إلى رسول الله لا يدعوه حتّى يأتي، قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء ، فدخلت معهما ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناً وحسيناً فأجلس كلّ واحد منهما على فخذه، وأدنى فاطمة ، ثمّ لفّ عليهم ثوبه وأنا مستند ثمّ قال : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِجْسَ وَيُطَهِرَكُمْ طهيراً ) ، ثمّ قال : «هؤلاء أهلى» قال وائلة : قلت : يارسول الله وأنا من أهلك ؟ قال : «وأنت من أهلى» قال واثلة : إنه لأرجى ما أرجوه . وأيضاً أخرجه الطبراني في الكبير : ج 22 ص 66 رقم 159 وص 66 أخرجوه بالإسناد واللفظ كما في تفسير الطبري.ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام: (ص 77-78) . والهيثمي فی مجمع الزوائد : 167/9.

وعن أبي مسعود الأنصاري البدري رضی الله عنه (1)قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَن صلَّى

علىَّ صلاة واحدة لم يصلِّ عليَّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه».

أخرجه الدارقطني (2)، والبيهقي وهو عندهما أيضاً موقوف من قول أبي مسعود أَنه قال: «لو صليت صلاة لا أصلي فيها على آل محمّد ما رأيت أنّ صلاتي تتم»(3)

وهما ضعيفان، وصوب الدارقطني أنّه من قول أبي جعفر محمّد بن عليّ ب-ن حسین.

وكذا جاء عن جابر رضی الله عنه أنه كان يقول :«لو صليت صلاة لم أصلِّ فيها على

ص: 202


1- وهو عقبة بن عمرو بن ثعلبة ... أبو مسعود الانصاري البدري . الاصابة المطبوعة مع الاستيعاب : ج2 ص 490 رقم 5606.
2- أخرجه الدارقطني في سننه: ج 1 ص 355 رقم 6 قال :حدثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدثنا جعفر بن عليّ بن نجيح الكندي ، حدثنا إسماعيل ابن صبيح ، عن سفيان بن إبراهيم الحريري، عن عبدالمؤمن بن القاسم، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من صلى صلاة لم يصلِّ فيها عَليَّ ولا على أهل بيتى، لم تقبل منه».ورواه الخفاجي في نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض : ج 3 ص 453 وفي ذيل الحديث قال : وهذا يفيد أنّ الصلاة على الآل في التشهد الأخير واجبة كالصلاة عليه صلى الله تعالى عليه وسلم فيه وفيها قولان للشافعي والصحيح في المذهب أنّها غير واجبة وأمّا في التشهد الأوّل فمن قال إنّها واجبة في الأخير قال باستحبابها.
3- أخرجه البيهقي في سننه :ج2 ص 379 قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنبأنا عبدالله بن جعفر بن درستویه، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا إسرائيل، عن جابر ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبي مسعود قال: «لو صليت صلاة لا أصلي فيها على آل محمّد لرأيت أنّ صلاتي لا تتم».ورواه الدارقطني في سننه : 355/1-356 بالإسناد واللفظ.

محمّد وعلى آل محمّد ما رأيت أنّها تقبل»(1).

وهي حجة القائل، شعر(2).

يا أهل بيت رسول الله حبكم *** فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم القدر أنّكم *** من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له

وعن معاوية بن عمّار، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن حسين قال:«من صلى على محمّد وعلى أهل بيته مائة مرة قضى الله له مائة حاجة»(3)

ص: 203


1- أخرجه رجه البيهقي في سننه : ج 2 ص 356 قال :أخبرنا محمّد بن عليّ بن خشيش التميمي بالكوفة ، حدثنا أبو بكر بن عبدالله بن يحيى بن معاوية الطلحي ، حدثنا أبو الحصين محمّد بن الحسين بن حبيب ، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، حدثنا أبو مالك [الجنبي] عن شريك قال : وحدثنا إبراهيم بن محمّد، حدثنا عبيد الله ابن موسى، عن إسرائيل جميعاً، عن جابر، عن أبي جعفر، عن أبي مسعود البدري قال : لو صليت صلاة لا أصلِّ فيها على محمّد وعلى آل محمّد ما رأيت أنها تتم ورواه الدارقطني في سننه : ج 1 ص 1 ص 356
2- القائل هو الإمام الشافعي . انظر نسيم الرياض في شرح م الرياض في شرح الشفاء للقاضي عياض : ج 3 ص 453. وديوان الشافعي : ص 72 ط دار إحياء التراث العربي . وأورده أيضاً الخفاجي في تفسير آية المودة : ص 139
3- رواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب حدیث : 338 ص 295 قال ...عن جعفر ابن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : «من صلى على محمّد وعلى آل محمّد مائة مرة قضى الله تعالى له مائة حاجة». ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 1 ص 28 رقم 6 قال :أخبرنا الشيخ الإمام جمال الدين أحمد بن محمّد بن محمّد - عرف بمذكويه القزويني رحمه الله بقراءتي عليه بها في الخانقاه المكي الإمامي رحمه الله بانيه ضحوة يوم الأحد الثاني من ذي القعدة وثمانين وستمائة - قلت له : أخبرك الشيخ ضياء الدين عبدالوهاب بن عليّ بن عليّ سبع المعروف بابن سكينة إجازة ؟ قال : نعم قال : أنبأنا شيخ الإسلام الإمام جمال السنة أبو عبدالله محمّد بن حمويه الجويني قدس الله روحه إجازة ، قال : أنبأنا إسماعيل بن عبد الغافر رحمه الله ، قال : أنبأنا السيّد أبو المعالي إسماعيل بن الحسن الحسيني قال : أنبأنا الشيخ أبو سعد أحمد بن محمّد ابن أحمد بن عبد الله الهروي الكوفي قال : أنبأنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد الصادق قال : أنبأنا أبي، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم «من صلى على محمّد وعلى آل محمّد مائة مرة قضى الله تعالى له مائة حاجة» ورواه الهندي في كنز العمال : ج 1 ص 505 رقم 2232 عن ابن النجار ، عن جابر قال : «من صلى عَليَّ في يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة ، سبعين منها لآخرته ، وثلاثين منها لدنياه». ورواه المزي في تهذيب الكمال : ج 5 ص 84 قال : قال سويد بن سعيد : عن معاوية بن عمار ، عن جعفر بن محمّد : من صلى على محمّد وعلى أهل بيته مائة مرة ، قضى الله له مائة حاجة» ورواه الذهبي في أعلام النبلاء : 261/6 بالإسناد واللفظ الّذي رواه المزي في تهذيب الكمال .وأورده السيوطي في الجامع الكبير : 796/11 . والسمهودي في جواهر العقدين : ص 226 .

أخرجه(1)وعزاه الديلمي في «الفردوس» بلا إسناد لعليّ بن أبي طالب رضی الله عنه مرفوعاً بلفظ : «مَن صلى على محمّد وعلى آل محمّد مائة مرة قضى الله له مائة حاجة»(2)

وفي الباب أحاديث كثيرة أوردتها مع بيان حكم المسألة في كتابي «القول البديع».

ص: 204


1- في المخطوطة بياض. أقول : وفي جواهر العقدين : ص 226 «وأخرج الحافظ أبو محمّد عبدالعزيز بن الأخضر في «معالم العترة النبوية» من طريق أبي نعيم ، قال : أخبرنا محمّد قال : حدثنا محمّد بن الحارث، قال : أخبرنا سويد ، قال : حدثنا معاوية بن عمار ، عن جعفر بن محمّد ... وساق الحديث».
2- أخرجه الديلمي في فردوس الأخبار : ج 4 ص 61 ط دار الكتاب العربي وأورده الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودة : ص 139.

الباب الرابع

دعاؤه رضی الله عنه بالبركة في هذا النسل المكرم

عن عبد الكريم بن سليط البصري، عن ابن بريدة هو (1)عبدالله ، عن أبيه رضی الله عنه أنّ نفراً من الأنصار قالوا لعليّ رضی الله عنه : لو كانت عندك فاطمة ، فدخل رضی الله عنه على النبيّ صلى الله عليه وسلم يعني ليخطبها فسلم عليه.

فقال: «ما حاجة ابن أبي طالب؟».

قال : ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم.

قال «مرحباً، وأهلاً» لم يزد عليها ، فخرج إلى الرهط من الأنصار ينتظرونه.

فقالوا: ما وراءك ؟

قال : ما أدري غير أنّه قال لى: «مرحباً و أهلاً».

قالوا: يكفيك من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إحداهما قد أعطاك الأهل، وأعطاك الرحب فلمّا كان بعد ذلك بعدما زوجه قال: «يا عليّ إنّه لابد للعرس من وليمة».

قال سعد رضی الله عنه: عندي كبش وجمع له رهطة من الأنصار صُعاً من ذرة، فلمّا كان ليلة البناء قال: «يا عليّ لا تحدث شيئاً حتّى تلقاني»، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بسماء فتوضأ منه ثمّ أفرغه على عليّ، وفاطمة.

فقال : «اللهمّ بارك فيهما ، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما».

رواه النسائي في «عمل اليوم والليلة»(2).

ص: 205


1- ورد في المخطوطة: «عن» والصواب ما أثبتناه .
2- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة : برقم 258 ، وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة ایضاً برقم 607.واختصره أحمد في مسنده : ج 5 ص 359 قال : حدثنا حميد بن عبدالرحمن الرؤاسي ، حدثنا أبي ، عن عبدالكريم بن ، عن عبد الكريم بن سليط ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه قال : لمّا خطب عليّ فاطمة رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّه لابد للعرس من وليمة» قال : فقال سعد : عَلَيَّ كبش وقال فلان عَليَّ كذا وكذا من ذرة . وأخرجه الطبراني في الكبير : ج 2 ص 20 رقم 1153 بالإسناد واللفظ ولكن في ذيل الحديث قال بدل «نسلهما» : «أبنائهما». وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 209 وقال : رواه الطبراني والبزّار وقال بدل «نسلهما» : «شبليهما» وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 299. ورواه ابن عساكر في تأريخ دمشق : 438/36 قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو عليّ بن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدثنا عبدالله ابن أحمد، حدّثني أبي ، حدثنا حميد بن عبدالرحمن الرؤاسي ، حدثنا أبي، عن عبدالكريم بن سليط ، عن ابن بريدة، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق الحديث كما في مسند أحمد.وقال ابن عساكر أيضاً: أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنبأنا عبدالرحمن بن يه ، أنبأنا عبدالرحمن بن أحمد ، أنبأنا جعفر بن عبدالله ، حدثنا محمد ابن هارون ، حدثنا ابن إسحاق - يعني محمّد ، أنبأنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، حدثنا حمید بن عبد الرحمن الرؤاسي ، حدثنا عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه .... وساق الحديث. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 29. وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبي : ص 23. وأورده الهندي في كنز العمال : ج 13 ص 780 عن الطبراني ، وابن عساكر ، والروياني . وانظر مختصر زوائد مسند البزّار لابن حجر العسقلاني : ج 2 ص 346 رقم 1993 وفيه : حدثنا رجاء بن محمد، وعبد الملك بن محمّد الرقاشي قالا : حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا حميد بن عبدالرحمن الرؤاسي، حدثنا عبد الكريم بن سليط، عن ابن بُريدة، عن أبيه، وساق الحديث. وقال ابن حجر : والإسناد حسن متصل . وأورده ابن الاثير في اسد الغابة : ج 7 ص 222 طبعة دار احياء التراث العربي ، قال : وحدثنا الدولابي ، حدثنا أبو جعفر محمّد بن عوف بن سفيان الطائي ، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهذي ، حدثنا حميد بن عبدالرحمن الرؤاسي، حدثنا عبد الكريم بن سليط ، عن ابن بريدة ، عن أبيه، و ساق الحديث مختصراً

ص: 206

وكذا رواه الروياني في «مسنده» من هذا الوجه ولفظه أيضاً : «وبارك لهما في نسلهما»(1).

وأخرجه سمويه فى «فوائده» من هذا الوجه لكنه بلفظ : «اللهمّ بارك لهما في شملهما ولم يقل : «اللهم بارك فيهما وبارك عليهما»(2).

ورويناه في «الذريّة الطاهرة» للدولابي ، ولفظه : اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في شبليهما»(3).

وقال الحافظ ابن ناصر راوي الكتاب : صوابه «نسلهما»، انتهى.(4).

وباللفظين أورده الضياء في «المختارة»، والحديث عند أحمد وأبي يعلى في«مسنديهما» من هذا الوجه مقتصرين على بعضه مما ليس فيه محل الإجتهاد والله أعلم.

ص: 207


1- أخرجه الروياني في مسند الصحابة:ج 1 ص 23- 24.وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 300
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 300
3- الذرية الطاهرة : ص 93 رقم 87 ، وانظر ذخائر العقبى للمحبّ الطبري : ص 33 وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 300.
4- انظر جواهر العقدين : ص 300

ص: 208

الباب الخامس

بشارتهم بالجنّة ورفع منزلتهم بالوقوف عندما أوجبه الشارع وسنّه

تقدمت في الباب الثاني عدة أحاديث في التنصيص على دخولهم في شفاعته وغضبه حيث قيل: إنّهم لا يتفقون - كذا.

وعن أبي الزناد(1)، عن زيد بن عليّ في قوله عزّوجلّ :

«ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى»(2).

قال : إنّ من رضا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أن لا يدخل أهل بيته النّار، رواه الجعابي(3)

ص: 209


1- هو : أبو الزناد موج بن عليّ الكوفي تهذيب الكمال : 96/10.
2- سورة الضحى : الآية 5.
3- رواه ابن عساکر في تاريخ دمشق : 460/19 في ترجمة زيد بن عليّ ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عليّ ، أنبأنا أبو عبدالله سعيد الحسن محمّد ابن عبدالله بن حسنويه الإصبهاني ، حدثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سلم ب--ن البراء بن سبرة بن سنان الجعابي الحافظ ، حدثنا محمد بن أحمد الكاتب ، حدثنا عيسى بن مهران ، حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا الحكم بن ظهير ، عن أبي الزناد - يعني موج بن عليّ الكوفي - عن زيد بن عليّ في قوله :«ولَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى» قال :إنّ من رضا رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أن يدخل أهل بيت نبيه الجنّة. قال القاضي : أبو الزناد هذا ليس هو عبدالله بن ذكوان مولى رملة ، هذا شيخ من أهل الكوفة من أصحاب زيد بن عليّ يقال له : مَوْج ويكنى بأبي الزناد وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 290.

وعن عاصم بن أبي النجود عن زرّ بن حبيش، عن ابن مسعود رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنّ فاطمة حصنت فرجها فحرّمها الله وذريتها على النّار »(1)

ص: 210


1- رواه العقيلي في الكبير : 184/3 رقم 1179 قال :حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا معاوية بن هشام، عن عمرو بن غياث، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله مرفوعاً عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم ... وساق الحديث . وقال أيضاً : حدثنا محمّد بن عمّار بن عطيّة ، قال : حدثنا أحمد بن موسى الأزدي ، قال : حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا عمرو بن غياث عن عاصم، عن زرّ، عن عبدالله بن مسعود ... وساق الحديث. ورواه ابن عديّ في الكامل : 58/5 رقم 1234 قال : حدثنا ابن ناجية، وحاجب بن مالك قالا : حدثنا عليّ بن المثنى، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا عمرو بن غياث ، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله... وساق الحديث. وقال أيضاً : حدثنا أبو يعلى ، حدثنا محمّد بن عقبة ، حدثني محمّد بن عمر و الزهري، حدثنا معاوية بن هشام الأسدي، عن عمرو بن غياث - قال : وهو مرجئ - عن عاصم ، عن زرّ، عبد الله، عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم مثله . وقال أيضاً : حدثنا عمر بن سنان ، حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم ، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمرو بن غياث، عن عاصم عن زرّ ... وساق الحديث. وأورده ابن حجر في لسان الميزان : 220/5 رقم 6168. وأورده أيضاً ابن حجر في المطالب العالية : 70/4 رقم المطالب العالية : 70/4 رقم 3987 عن أبي يعلى ، والبزّار. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 292 . وانظر مختصر زوائد مسند البزار لابن حجر العسقلاني : ج 2 ص 343 رقم 1989 وفيه : ، حدثنا محمد بن عقبة السدوسي ، حدثنا معاوية بن هشام حدثنا عمرو بن عتاب [ غیاث ]عن عاصم عن زر، عن عبد الله ، وساق الحديث .وأورده الهندي في كنز العمال: 108/12 رقم 3220 عن البزّار وأبي يعلى والطبراني والمستدرك للحاكم. وأخرجه الحاكم في المستدرك : 152/3 قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان الآدمي ببغداد ، حدثنا سعيد بن عثمان الأهوازي، حدثنا محمّد ابن يعقوب السدوسي ، حدثنا محمّد بن عمران القيسي، حدثنا معاوية بن هشام [وحدثنا] أبو محمّد المزني، حدثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي وعبدالله بن غنام [قالا]: حدثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام [ وحدّثني] أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه ، حدثنا عليّ محمّد بن خالد المطرز، حدثنا عليّ بن المثنى الطوسي، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا عمرو ابن غياث، عن عاصم، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريتها على النّار». وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأخرجه الطبراني في الكبير : 406/22 رقم 1018 بالإسناد واللفظ. وأخرجه أيضاً في الكبير : 41/3 رقم 2625 قال : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، وعبدالله بن أحمد بن حنبل، ومحمّد بن عبدالله الحضرمي ، قالوا : حدثنا أبو كريب ، حدثنا معاوية بن هشام، عن عمرو بن غياث ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبدالله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ فاطمة حصَّنت فرجها وإنّ الله عزّوجلّ أدخلها بإحصان فرجها وذريتها الجنّة». ورواه ابن الجوزي في الموضوعات : 317/1 قال : أنبأنا عبدالوهاب بن المبارك ، أنبأنا أبو المظفر الشامي، أنبأنا العتيقي ، أنبأنا يوسف بن أحمد ، حدثنا العقيلي ، حدثنا مطين ، حدثنا أبو كريب ، حدثنا معاوية بن هشام، عن عمرو بن غياث ، عن عاصم، عن زر، عن عبدالله ، عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم : «إنّ) فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله ، وذريتها على النّار». وقال في طريق آخر : أنبأنا أبو سعد أحمد سعد أحمد بن محمّد الزوزني، أنبأنا أبو عليّ محمّد بن وشاح ، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا عبد الله بن سليمان، ومحمّد بن زهير بن الفضل ، حدثنا وأنبأنا أبو منصور بن خيرون، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، حدثنا أبو أحمد بن ،عديّ، حدثنا ابن ناجية ، حدثنا عليّ بن المثنى، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا عمرو ابن غياث ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذريتها على النّار». وأورده تمام في الفوائد المجموعة : 392، وابن عراق في تنزيه الشريعة : 418- 417/1، والسيوطي في اللآلئ : 400/1-401. ورواه ابن شاهين في فضائل فاطمة الزهراء : ص 62.ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء : 188/4 وقال : هذا غريب من حديث عاصم، عن زر تفرد به معاوية.

ص: 211

و ابن شاهين في «مسند الزهراء» من حديثه باللفظين، وكذا هو عنده من وجه آخر عن عاصم، لكنه قال : عن زرّ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها الله وذريتها على النّار »(1).

وعن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه قال : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حسد الناس، فقال لي :

«أما ترضى أن تكون رابع أربعة أوّل من يدخل الجنّة أنا وأنت، والحسن، والحسين رضي الله عنهم، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريتنا خلف أزواجنا»(2)

ص: 212


1- رواه ابن شاهين في فضائل فاطمة الزهراء : ص ،61 ، والكنجي في كفاية الطالب : 366، وورد في مستدرك الصحيحين : 152/3 ، والصواعق المحرقة : 112 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 292.
2- ورد في [ فضائل أحمد ]: ص 128 رقم 190 : محمّد بن يونس قال : حدثنا عبيد الله بن عائشة ، قال : أخبرنا إسماعيل بن عمرو ، عن عمر موسى، عن زيد بن عليّ بن حسين ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ بن أبي طالب ... وفي اخره «وشيعتنا من ورائنا». وأورده سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة : ص 323 عن أحمد في الفضائل بالإسناد ، وفيه والحسن والحسين ، وأمهما ، وذريتنا من خلفنا ، وشيعتنا من ورائنا.وأورده العاصمي في سمط النجوم : 494/2 عن أحمد في المناقب، وأبي سعيد في شرف النبوّة عن عبد الله بن عمر ، وابن حجر في الصواعق : ص 96 عن أحمد في المناقب. ورواه محمّد بن سليمان في الحديث : « 259» في الجزء الثالث من مناقب عليّ علیه السلام ص 332، وأورده الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 175

أخرجه الثعلبي بسند فيه الكديمی(1): وهو ضعيف.

وعند الطبراني في «الكبير» من حديث أبي رافع أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال لعليّ رضی الله عنه: «إن أوّل أربعة يدخلون الجنّة ،أنا وأنت ،والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ،ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا أيماننا وعن شمائلنا»(2)

ص: 213


1- هو : محمّد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيدة بن ربيعة بن كديم أبو العباس ، الشامي ، الكديمي ، البصري ، الحافظ الحنبلي ، ولد سنة ثلاث وقيل سنة خمس وثمانين ومائة . وتوفي سنة ست وثمانين ومائتين ] تاريخ الإسلام : ( وفيات سنة (281 - 290) ص 302
2- أخرجه الطبراني في الكبير : 40/3 رقم 2624 قال : حدثنا أحمد بن محمّد المري القنطري ، حدثنا حرب بن الحسن الطحان، حدثنا يحيى بن يعلى ، عن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه، عن جده ... وساق الحديث . وأيضاً أخرجه الطبراني في الكبير : ج 1 ص 319 رقم 950 . وأخرجه ابن الأعرابي في المعجم : 504/1 رقم 575 عن أحمد ، عن الغلابي ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 131/9 و 174 ، وأخرجه الشريف أبو المعالي محمّد بن محمّد زيد العلوي السمرقندي في كتابه عيون الأخبار الورقة : 43 ب ، عن عثمان بن محمّد بن يوسف العلاف، عن محمّد بن عبد الله البزّاز، عن محمّد بن غالب ، عن ابن عائشة .و أخرجه القطيعي في زوائد فضائل الصحابة : (1068) من طريق إسماعيل بن عمرو ب-ه مثله.ورواه ابن عساکر في تاريخ دمشق في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام : 329/2 رقم 842. ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 42 رقم 375 .وقريب منه رواه الحاكم في المستدرك : 151/3 قال : أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن بطة الإصبهاني ، حدثنا عبدالله بن محمّد بن زكريّا الإصبهاني، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، حدثنا الاجلح بن عبدالله الكندي ، عن حبيب ابن أبي ثابت عن عاصم بن ضمرة ، عن عليّ رضی الله عنه قال : أخبرني رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : أن أوّل من يدخل الجنّة أنا، وفاطمة والحسن والحسين قلت : يارسول الله فمحبونا ؟ قال «من ورائكم».وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 294 .

وسنده ضعيف جداً.

ولابن السرّي، والديلمي في «مسنده» من حديث أنس بن مالك رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

«نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنّة أنا، وحمزة، وعليّ، وجعفر بن أبي طالب، والحسن والحسين، والمهدي»(1).

وعن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وعدني ربي في أهل بيتي من أقرّ منهم بالتوحيد، ولي بالبلاغ أن

لا يعذبهم».

رواه الحاكم وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه(2).

وعن عبدالرحمن بن الغسيل، عن عكرمة، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم الفاطمة رضي الله عنها : «إنّ الله غير معذبك ولا ولدك».

أخرجه الطبراني في «الكبير» ورجاله ثقات(3).

ص: 214


1- أخرجه الحاكم في المستدرك : 211/3 قال : أخبرني مكرم بن أحمد القاضي ، حدثنا أبو بكر بن أبي العوام الرياحي ، حدثنا سعد بن عبدالحميد، حدثنا عبدالله بن زياد اليامي، عن عكرمة بن عمّار، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك رضی الله عنه...وساق الحديث . وقال : هذا حديث صحيح على شر شرط مسلم ولم يخرجاه. وأخرجه ابن ماجة في سننه : 1368/2 رقم 4087 . وأورده الهندي في كنز العمال: 97/12 رقم 34162. والسمهودي في جواهر العقدين : ص 294 و 307 ، وأخرجه الديلمي في الفردوس : 284/4 رقم 6840 ، وزهر الفردوس : 121/4
2- أخرجه الحاكم في المستدرك : 150/3 .290 وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 290
3- أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : 210/11 رقم 11685 وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 102/9 ، وقال : ورجاله ثقات ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 293 ، والهندي في كنز العمال : 110/12 رقم 34236 ، وأورده الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 174.

وهو عند السمرقندي، وغيره من هذا الوجه لكن في العبّاس رضی الله عنه ولفظه:«يا عباس إنّ الله غير معذبك ، ولا أحد من ولدك».(1)

وأخرجه الطبراني من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما أنّه صلی الله علیه و آله و سلم قال : « ياعمّ سترك الله ، وذريتك من النار»(2).

وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سألت ربي أن لا يدخل النّار أحداً من أهل بيتي فأعطاني ذلك».

ذكره المحبّ الطبري ومن قبله الديلمي وولده معاً بلا إسناد(3).

ص: 215


1- اورده المحبّ فی ذخائر العقبی: ص 197، والسمهودی فی جواهر العقدین: ص 293.
2- أخرجه الطبراني في الكبير : 154/6 رقم 5829 قال : حدثنا محمّد أحمد بن النضر الأزدي، حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا أبو مصعب بن إسماعيل بن قيس، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد قال : أقبل النبيّ صلى الله عليه وسلم من غزاة له في يوم حار، فوضع له ماء يتبرد به ، فجاء العبّاس رحمه الله، فولاه ظهره وستره بكساء كان عليه فقال : «من هذا» ؟ فقال : عمّك العبّاس يارسول الله ، فلما فرغ النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم رفع يديه حتّى طلعت علينا من الكساء، وقال : «سترك الله ياعمّ، وذريتك من النّار».وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 269/2 وقال : وفيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس وهو ضعیف. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 23. و رواه الروياني في مسند الصحابة : 2 / 140 رقم 1062 و رواه ابن عساکر في تاريخ دمشق : 307/26 - 310 . وأورده الهندي في كنز العمال: 13 / 520 رقم 37342.
3- أخرجه الديلمي في الفردوس : 439/2/2 رقم 3222 . وعزاه السيوطي في الجامع الصغير لأبي القاسم بن بشران ، عن عمران بن حصين. وقال المناوي : وأخرجه عن ابن سعد و الملاّ في سیرته. وأورده الهندي في كنز العمال: 95/12 رقم 34149 ، وأورده المحب الطبري في ذخائر العقبى : ص 19 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 290.

وكذا عند المحبّ الطبري أيضاً عن عليّ بن أبي طالب قال : سمعت النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم يقول: «اللهم إنّهم عترة رسولك ، فهب مسيئهم لمحسنهم ، وهبهم لي ففعل، وهو فاعل ، قال : قلت : ما فعل ربكم بكم ويفعله بمن بعدكم»(1).

وعن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه أنّه صلی الله علیه و آله و سلم قال له : «يا عليّ، إنّ الله غفر لك، ولذريتك ، ولولدك ، ولأهلك ، ولشيعتك، ولمحبي شيعتك، فأبشر فإنك الأن--زع «البطين»(2).

أخرجه الديلمي في مسنده» من حديث داود بن سليمان بن يوسف عليّ بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر ، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه(3)عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه ولا يصح.

ص: 216


1- أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 20 ، والسمهودي في جواهر العقدين ص 291.
2- أخرجه الديلمي في الفردوس : 329/8 رقم 8337 ، وفي زهر الفردوس : 298/4 ، وابن عراق في تنزيه الشريعة : 402/1 ، والفتني في تذكرة الموضوعات : ص 98 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 295. ورواه الحموئي في الحديث : 247 في الباب 57 من كتاب فرائد السمطين : 308/1 ط 1 قال : أخبرني الإمام العالم المرتضى شرف الدين الأشرف بن محمد الحسيني المدائني بهذه الرواية وبهذا الإسناد العالي إلى عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا عليّ إنّ الله غفر لك ولأهلك و لشيعتك ولمحبي شيعتك ومحبي محبي شيعتك فأبشر فإنك الأنزع البطين، منزوع من الشرك ، بطين من العلم». ورواه ابن المغازلي في المناقب : ح 455 ص 400 بسنده إلى الطائي عن الرضا علیه السلام ورواه الخوارزمي في المناقب : ص 209 ط الحيدرية . ورواه العاصمي في زين الفتى : ح 431 ج 2 ص 203 ، والخفاجي مرسلاً في الفصل الثالث من الدرّة الفاخرة المعروفة بتفسير آية المودة : ص 177 ط 1.
3- أقول : يحتمل حصل سقط في الأصل ، ولعل الصواب«عن أبيه ، عن جده علي بن أبي طالب» ولا رواية لعلي بن الحسين عن علي عليه السلام .

وقد سبق في الباب الثاني عن أبي رافع أنّه صلی الله علیه و آله و سلم قال : «يا علىّ أنت، وشيعتك تردون عَليَّ الحوض رواء ...«الحديث»(1)

ولأحمد في «المناقب» عن عليّ صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا معشر ب-ن-ي هاشم، والّذي بعثني بالحق نبياً لو أخذت بحلقة باب الجنة ما بدأت إلَّا بكم»(2)

ص: 217


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 319/1 رقم 948، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 131/9 ، وأورده السيوطي في الدّر المنثور : 379/6 ، وفي اللآلئ المصنوعة : 197/1، والشوكاني في الفوائد : 380، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 295.
2- ورد في فضائل أحمد : ص 122 رقم 180 :حدثنا محمّد بن محمّد الواسطى ، قال : حدثنا عبّاد بن يعقوب، قال : حدثنا موسى بن عمیر، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن علىّ ... وساق الحديث. ورواه أيضاً في المناقب : ص 186 رقم 261 قال : حدثنا عبدالله بن سليمان السجستاني ..... بالإسناد واللفظ [وهذان الاثران هما من زيادات القطيعي] . وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 14 ، وابن حجر في الصواعق : 157 و 158 كلهم عن أحمد في المناقب. وأخرجه المبارك بن عبد الجبار الطيوري، عن أحمد بن محمّد العتيقي، عن عليّ بن عمر بن محمّد الحضرمي، عن عبد الله بن سليمان بن الأشعث، عن عبّاد بن يعقوب.انتخبه الحافظ السلفي من حديثه في الطيوريات الجزء الثاني الورقة 26 ب نسخة الظاهرية رقم 1120 . وأخرجه الشريف أبو المعالي محمّد بن محمّد بن زيد العلوي السمرقندي في كتابه عيون الأخبار في المجلس الثاني الورقة 9/ أ قال :أخبرنا الحسن بن محمّد الخلال الحافظ ، حدثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل الوراق، حدثنا محمّد بن القاسم المحاربي الكوفي، وعبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ] ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، قالوا : حدثنا عبّاد بن يعقوب ومحمّد بن محمّد الواسطي في صدر السند هو أبو بكر الباغندي . وفي لفظ ابن عساكر فيما رواه في كتاب التجريد من طريق أبي داود ، عن أنس : «لو أخذت بحلقة الجنّة لبدأت بكم». وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 291 ، وانظر: اتحاف السادة المتقين : 420/8 .

وعن سفيان بن الليل، عن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

«أول من يرد عَليَّ الحوض أهل بيتي، ومن أحبني من أمتي».

أخرجه الطبراني في «الأوائل».(1).

ومن طريقه الديلمي في «مسنده» من طريق السرّي بن إسماعيل أحد الهلكى وسفيان هذا كان غالياً في الرفض، ومع هذا فقد جمع الطبراني بينه وبين حديث : «أوَّل النّاس يرد عَليَّ على (2)الحوض فقراء المهاجرين الشعث رؤوساً الحديث»(3)،بقوله بعد هذه الطبقة أي المذكورة في الحديث الأوّل صحة هذا مع وضعف ذاك .

وكذا ورد في أولّ من يرد عليه الحوض غير هذين وهم المتحابون في الله (4)وأصحها حديث الفقراء.

وعن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

«أوّل من أشفع له من أمتي أهل بيتي، ثمّ الأقرب فالأقرب ، ثمّ الأنصار، ثمّ من آمن بي واتبعني من اليمن، ثمّ سائر العرب، ثمّ الأعاجم ومن أشفع له أوّلاً

ص: 218


1- أخرجه الطبراني في الأوائل : ص 66. وأورده الهندي في كنز العمال : 12/ 100/12 رقم 34178 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 291.
2- ورد في المخطوطة على الحوض وربما «على» زائدة.
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 291.
4- أخرجه الديلمي في الفردوس : 57/1 رقم 40 . وأورده الهندي في كنز العمال : 18/9 كنز العمال : 18/9 رقم 24715

أفضل، أخرج خرجه أبو طاهر المخلص(1)، في السادس من «حديثه»،والطبراني، وغيرهما كالدارقطني في أول الرابع من «افراده».

وعند الطبراني، والبزّار، وابن شاهين وغيرهم من حديث عبدالملك بن عباد ابن جعفر أنّه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول :

«أول من أشفع له من أمتى أهل المدينة، ثم أهل مكة، ثم أهل الطائف»(2)

ص: 219


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 321/12 رقم 13550 ورواه ابن عديّ في الكامل : 382/2 ورواه الخطيب في الموضح : 48/2 وقال في ذيل الحديث : قال أبو الحسن : غريب من حديث ليث، عن حفص . وأورده ابن الجوزي في الموضوعات : 422/2 ، والسيوطي في اللآلئ : 450/2 ، وابن عراق في تنزيه الشريعة : 377/2 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : 381/10 وقال : وفيه من لم أعرفهم، والمخلص في الفوائد المنتقاة : 1/69/6 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص وأخرجه الديلمي في الفردوس : 54/1 رقم 28 . وورد في فيض القدير : 3 ص 90 شرح الجامع الصغير ، وقال : موضوع ورد في محاضرة الأوائل : ص 148 . وذكره الهندي في كنز العمال: 94/12 رقم 34145
2- أخرجه الطبراني في الأوسط : 490/2 رقم 1848 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص292 وأورده الهندي في كنز العمال : 399/14 رقم 39063 عن الطبراني، والهيثمي في مجمع الزوائد كتاب البعث باب في أوّل من يشفع لهم : 381/10 وقال : «رواه البزار والطبراني»

ص: 220

الباب السادس

الأمان ببقائهم، والنجاة في اقتفائهم

عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«النجوم أمان لأهل السماء(1)، وأهل بيتي أمان لأمتي»(2)، أخرجه مسدد،

ص: 221


1- ورد في المخطوطة «الاسلام والصواب ما أثبتناه.
2- رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : 538/1 . وأخرجه الطبراني في الكبير : 22/7 رقم 6260. ورواه الحموئي في الباب (47) من السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين : ج 2 ص 241 ط بيروت، وص 252 رقم 521 . ورواه محمّد بن سليمان الكوفي من أعلام القرن الثالث في الحديث : 617 ص333 وحديث : 623 ص 142 قال فيه : حدثنا عثمان قال : حدثنا محمّد بن عبدالله قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال : حدثنا قرآن بن تمام أبو تمام الوالبي، عن موسى بن عبيدة الربذي : عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه : قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : «النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي ، فإذا ذهب النجوم جاء أهل السماء ما يوعدون، وإذا ذهب أهل بيتى جاء أهل الأرض ما يوعدون». وأيضاً رواه بسنده عن سلمة بن الأكوع السيّد المرشد بالله من باب فضائل أهل البيت علیهم السلاممن ترتيب أماليه : ج 1 ص 155. وأورده ابن حجر في المطالب العالية : 74/4 رقم 4002 وص 347 رقم 4564 . ورواه البوصيري في كتاب الإتحاف : ج 3 الورق : /59/آ/ ورواه السمهودي في جواهر العقدين : ص 259. ورواه السيوطي عن مسدد، وابن أبي شيبة، وأبي يعلى والحكيم الترمذي ، والطبراني، وابن عساكر كما في كتاب جمع الجوامع : 451/1 . ورواه عنهم الهندي في كنز العمال : 101/12 رقم 34188 . ورواه ابن الأعرابي المتوفى سنة : «340» في كتاب معجم الشيوخ ج 2 ص 354 رقم 2079. وأخرجه الروياني في مسند الصحابة : 167/2 رقم 1152 وص 170 رقم 1164 و 1165 . ورواه الخطيب البغدادي في كتاب موضح أوهام الجمع والتفريق : 402/2 . ورواه أبو سعيد الخرجوشي في كتاب شرف المصطفى في الورقة /172/. وأورده الخفاجي في تفسير آية المودّة : ص 89. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 174/9 وأورده العجلوني في كشف الخفاء : 195/2.

وابن أبي شيبة، وأبو يعلى في «مسانيدهم» والطبراني كلهم بسند ضعيف .

وعن عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهب النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض».

أخرجه أحمد في «المناقب»(1).

ص: 222


1- أخرجه أحمد في المناقب : ص 189 رقم 267. وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبي : ص 17، والسمهودي في جواهر العقدين : ص259، وابن حجر في الصواعق : ص 140 ، والملا عليّ القاري في المرقاة : 610/5،كلهم أحمد في المناقب وأخرجه الحموئي في فرائد السمطين : 252/2 رقم 522 من طريق الحافظ الجعابي بإسناده عن عبدالملك بن هارون، عن عنترة، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ . ورواه السيّد المرشد بالله في باب فضائل أهل البيت من ترتيب أماليه : 152/1 ط 1 قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأرجي بقراءتي عليه، قال : أخبرنا أبو القاسم عمر بن محمّد بن إبراهيم بن سنبك البلخي، قال : أخبرنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن عليّ ابن مالك الأشناني، قال : حدثنا أبو بكر محمّد بن زكريّا المروزي، قال : حدثنا موسى بن إبراهيم المروزي الأعور ، قال : حدّثني موسى بن جعفر بن محمّد، قال : حدّثني جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ علیه السلام ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم «أهل بيتي أمان لأهل الأرض،كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، فويل لمن خذلهم وعاندهم».

وذكره الديلمي(1)، وابنه (2)معاً بلا إسناد.

وعن قتادة، عن عطاء، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :»النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من

الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس».

أخرجه الحاكم وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه(3).

و عن أبي إسحاق السبيعي، عن حنش بن المعتمر الصنعاني، عن أبي ذر رضی الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

«مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومثل حطة لبني إسرائيل».

أخرجه الحاكم (4)من وجهين عن أبي إسحاق هذا لفظ أحدهما ، ولفظ الآخر :

ص: 223


1- أورده الديلمي في الفردوس : 56/5 رقم 7166.
2- مسند الفردوس : ق 86 ب .
3- أخرجه الحاكم في المستدرك : 149/3. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 259 ، والخفاجي في تفسير آية المودّة : ص 90.وأورده الهندي في كنز العمال : 102/12 رقم 34189.وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 174/9. أقول : وانظر تعليقتنا على ما في معناه في صفحة 126 - 127 .
4- أخرجه الحاكم في المستدرك : 343/2 قال : أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي ، حدثنا أحمد بن عبدالجبار، حدثنا يونس بن بكير، حدثنا المفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة : أيّها النّاس من عرفني فأنا من عرفتم، ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مثل أهل بيتي ... الحديث»، وقال الحاكم: هذا حديث ص : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ورواه ابن المغازلي في الحديث : « 175) من كتابه مناقب عليّ علیه السلام : ص 133 ، قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إذناً ، حدثنا محمّد بن محمّد بن سليمان ، حدثنا سويد، حدثنا المفضل بن عبدالله ، عن أبي إسحاق، عن ابن المعتمر ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّما مثل أهل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها رق». وأخرجه ابن كثير الدمشقي في تفسيره (115/9). ورواه من طريق أبي يعلى الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى : 266/2 . ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : 538/1 قال : حدثنا عبد الله ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل حدثه، عن حنش قال : رأيت أبا ذر آخذاً بحلقة باب الكعبة .... كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق . وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 260 والهندي في كنز العمال: 18/12 رقم .34170.

«ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح»، وذكره دون قوله : ومثل حطة، إلى آخره(1).

وكذا هو عند أبي يعلى في «مسنده»، وأخرجه الطبراني في «معجمه الأوسط» و «الصغير» من طريق الأعمش، عن أبي إسحاق، وقال: إن عبدالله بن

ص: 224


1- أخرجه الحاكم في المستدرك : 150/3 قال : أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد ، حدثنا العبّاس بن إبراهيم القراطيسي، حدثنا محمّد بن إسماعيل الأحمسي، حدثنا مفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني ، قال : سمعت أبا ذر رضی الله عنه يقول وهو آخذ بباب الكعبة: من عرفني فأنا من عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : ألا إنّ مثل وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 260.

عبدالقدوس تفرد به عن الأعمش(1).

ورواه في «الأوسط» أيضاً من طريق الحسن بن عمرو الفقيمي، عن أبي إسحاق ومن طريق السماك بن حرب، عن حنش(2).

وأخرجه أبو يعلى أيضاً من طريق (3)حديث أبي الطفيل ، عن أبي ذره رضی الله عنه بلفظ:

«إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وإن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة»(4).

ص: 225


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 45/3 رقم 2637 ، والأوسط : 283/4 رقم 3502 ، وفي الصغير : 1/ 139 ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد بن منصور سجادة ، حدثنا عبدالله بن داهر، حدثنا عبدالله بن عبدالقدوس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حنش بن المعتمر قال : رأيت أبا ذر أخذ بعضادتى باب الكعبة وهو يقول : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل» ورواه السيّد المرشد بالله كما في الحديث : (43) من باب فضائل أهل البيت علیهم السلام من ترتيب أماليه : 156/1 قال : أخبرنا ابن ربذة قراءة عليه بإصفهان ، قال : أخبرنا الطبراني، وساق الحديث بالإسناد واللفظ الّذي أخرجه الطبراني في المعاجم الثلاثة . وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 260 .
2- أخرجه الطبراني في الأوسط : 251/6 رقم 5532 قال : حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عليّ بن حكيم الأودي ، قال : حدثنا عمرو ابن ثابت ، عن سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر قال : رأيت أبا ذر وهو آخذ بحلقة الكعبة وساق الحديث من دون قوله : [ ومثل حطة لبني إسرائيل] وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 260.
3- والصواب حذف «طريق»
4- أخرجه ابن حجر في المطالب العالية: 75/4 رقم 4004 . ورواه محمّد بن سليمان الكوفي في حديث : ( 624) من مناقب عليّ علیه السلام : ج 2 ص 146 - قال : حدثنا عثمان قال : حدثنا محمّد بن عبد الله قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا عبدالكريم ابن هلال الحراز قال : حدثنا أسلم المكي قال : حدّثني أبو الطفيل [عامر بن واثلة] أنّه رأى أبا ذر قائماً عند باب الكعبة وهو ينادي: أيّها النّاس من عرفني فقدعرفني، ومن لم يعرفني فأنا جندب الغفاري صاحب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لا إنِّي أبو ذر،أَلا إِنِّي سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول : «مثل أهل بيتي وساق الحديث».وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 260

وأخرجه البزار من طريق سعيد بن المسيب ، عن أبي ذر نحوه(1).

ص: 226


1- رواه القضاعي في مسند الشهاب : 274/2 رقم 1345 قال : أخبرنا محمّد بن الحسين النيسابوري، أخبرنا القاضي أبو طاهر، حدثنا محمّد بن عثمان هو ابن أبي سويد - حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي ذرٍّ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّ أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق». وقريب منه رواه أيضاً القضاعي في الشهاب : 273/2 رقم 1343 قال : أخبرنا عبدالرحمن بن أبي العبّاس المالكي ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن جامع ، حدثنا عليّ ابن عبدالعزيز، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا عليّ بن زيد ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق ، ومن قاتلنا في آخر الزمان، فكأنّما قاتل مع الدجال». ورواه ابن عديّ في الكامل : 306/2 وأخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ : 538/1 وأخرجه الطبراني في الكبير : 45/3 رقم 2636 بالإسناد واللفظ الّذي أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ والقضاعي في الشهاب. ورواه ابن المغازلي في الحديث : ( 177) من الحديث : ((177) من كتابه مناقب علىّ علیه السلام : ص 134 قال : أخبرنا أبو نصر ابن الطحان إجازة، عن القاضي أبي الفرج الخيوطي، حدثنا أبو الطيب بن فرخ، حدثنا إبراهيم، حدثنا إسحاق بن سنان ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، حدثنا عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ذر ، وساق الحديث الّذي رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ والقضاعي في الشهاب : 273/2 وأورده الهندي في كنز العمال: 95/12 رقم 34151 عن البزار ، والسمهودي في جواهر العقدين : 261.وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 168/9 . وانظر مختصر زوائد مسند البزّار لابن حجر العسقلاني : ج 2 ص 333 رقم 1966 وفيه : حدثنا عمرو بن عليّ ، والجراح بن مخلد، ومحمّد بن معمر - واللفظ لعمرو - قالوا : حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن عليّ بن زيد، عن سعيد بن المسیب عن أبي ذر ، وفي ذيل الحديث :«ومن قاتلنا في آخر الزمان كان كمن قاتل مع الدجال».وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال : 482/1 رقم 1826

وعن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق».

أخرجه الطبراني، وأبو نعيم في «الحلية»، والبزار، وغيرهم(1).

ص: 227


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 46/3 رقم 2638 و ج : 27/12 رقم : 12388ورواه القضاعي في الشهاب : 273/2 :رقم : 1342 ورواه أبو نعيم في الحلية : 306/4 وقال في ذيل الحديث : غريب من حديث سعيد لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه. ورواه البزّار : 245/2 . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 168/9 . والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 20. ورواه ابن المغازلي في الحديث : « 17» من كتابه مناقب عليّ علیه السلام: ص 134 قال : أخبرنا أبو غالب محمّد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله، حدثنا أبو عبد الله محمّد بن عليّ السقطي إملاء، حدثنا أبو يوسف بن سهل الحضرمي ، حدثنا محمّد بن عبدالعزيز بن أبي رزمة، حدثنا سليمان ابن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أبي جعفر، حدثنا أبو الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وساق الحديث وأيضاً أخرج ابن المغازلي في الحديث : (173) من كتابه مناقب عليّ علیه السلام:ص: 132 من طريق ابن عبّاس قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعي رحمه الله، حدثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطي قال : حدّثني أبو بكر محمّد بن - يحيى الصولي النحوي ، حدثنا محمّد بن زكريّا الغلابي ، حدثنا جهم بن السباق أبو السباق الرياحي، حدّثني بشر بن المفضل قال : سمعت الرشيد يقول : سمعت المهدي يقول : سمعت المنصور يقول : حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاس، وساق الحديث و قريب منه رواه الحموئي في فرائد السمطين : 243/2 - 244 رقم 517 قال : ... عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا علي .... مثلك ومثل الأئمّة من [ولدك] بعدي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق»

وعن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها، سلم، ومن تركها غرق» رواه البزّار(1).

وعن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة (2)من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل مَن دخله (3)غُفر له».

رواه الطبراني في «الصغير» و «الأوسط» وبعض هذه الطرق يقوّي بعضها بعضاً(4).

ص: 228


1- رواه البزّار : 245/2 ، وانظر مختصر زوائد مسند البزّار لابن حجر : ج 2 ص 333 رقم 1965 وفيه : حدثنا يحيى بن معلى بن منصور ، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا ابن لهيعة ، عن ابن أبي ] الاسود ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ..... وأورده الهندي في كنز العمال: 15/12 رقم 34151 عن البزّار. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 168/9 وقال : رواه البزّار، وفيه ابن لهيعة وهو لين. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 261
2- سقط لفظ «نوح» من المخطوطة.
3- في المخطوطة : «دخل» والصحيح ما أثبتناه .
4- أخرجه الطبراني في الأوسط : 406/6 رقم 5866 ، وفي الصغير : 22/2 : وقال : حدثنا محمّد بن عبد العزيز بن محمّد بن ربيعة الكلابي، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبدالرحمن بن أبي حمّاد، عن أبي سلمة الصائغ، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وساق الحديث . والحديث رواه السيّد المرشد بالله في باب فضائل أهل البيت من ترتيب أماليه : ج 1 ، ص 152 ، 155 ، قال : أخبرنا الشريف أبو عبدالله محمّد بن عليّ بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عبدالرحمن الحسني البطحاني ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عبدالرحمن بن أبي السرّي البكائي، قال : حدثنا أبو بليل [أبو مليك، والصواب أبو مليل وهو محمّد بن عبد العزيز الكلابي ] قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عبدالرحمن بن أبي حمّاد، عن أبي سلمة الصائغ، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّما مثل أهل بيتى فيكم مثل باب حطة من دخله غفر له». ثم رواه في : ج 1 ص 155 باسناد آخر عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق». وأورده الحموئي في فرائد السمطين : 242/2 رقم 516 وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 261 ، والخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص93. والحديث رواه ابن المغازلي : برقم 174 ص 132 قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إذناً ، حدثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدثنا سويد ، حدثنا عمرو بن ثابت ، عن موسى بن عبيدة ، عن إياس بن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا». وروى الخطيب في ترجمة عليّ بن محمّد بن شداد تحت الرقم : «6507» من تاريخ بغداد : 91/12 فقال : أخبرنا [عبيد الله بن محمّد بن عبيد الله] النجار، حدثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد ابن شداد المطرز، حدثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدثنا أبو سهيل ، وأبو شريك، القطيعي، حدثنا حمّاد بن زيد بمكّة، وعيسى بن واقد، عن أبان بن أبي عيّاش : عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنّما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق

ص: 229

وعن يحيى بن الحسين بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين رضی الله عنه: قال : «من أطاع الله في ولدي واتبع كتاب الله وجبت طاعته»(1).

وعن موسى بن عليّ بن الحسين بن عليّ وكان فاضلاً، عن أبيه، عن جدّه قال :

«إنّما شيعتنا من أطاع الله وعمل مثل أعمالنا».

أخرجهما الجعابي في «الطالبيين»(2).

ولأبي سعد في «شرف النبوّة» مما عزاه إليه المحبّ الطبري بلا إسناد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة، وأغصانها في الدنيا، فمن تمسك بنا اتخذ إلى ربه سبيلا»(3).

وأورده المحبّ الطبري أيضاً بلا إسناد أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألا وإنّ أئمتكم وفدكم [إلى](4)الله عزّوجلّ فانظروا بمن(5)تو فدون»(6).

وأشهر من هذا المعنى حديث :«يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين» وهو متمسك ابن عبدالبر، ومن وافقه في

ص: 230


1- الصواعق المحرقة : ص 144 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 297
2- الصواعق المحرقة ص 99 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 297.
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 241
4- سقط لفظ «إلى» من المخطوطة
5- كذا فى المخطوطة ولعل الصواب على من»
6- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 241 - 242

الذهاب إلى أنّ من حمل العلم ولم يتكلم فيه بحرج، وغيره فهو عدل على ما تقرر فی محله.

وقال محمّد بن السائب الكلبى، وهو كذّاب مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظه ، فلقيت آل محمّد صلی الله علیه و آله و سلم فتفلوا في فيّ فحفظت ما كنت نسيته(1).

ص: 231


1- رواه العقيلي في الكبير : 77/4 قال : حدثنا محمّد بن عيسى، حدثنا العبّاس بن محمّد، حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي، عن زائدة | قال : كنت أختلف إلى الكلبي أقرأ عليه القرآن | فسمعته يقول يوماً: مرضت مرضة فنسيت ما كنت أحفظ فأتيت إلى آل محمّد فتفلوا في فيّ فحفظت ما كنت نسيت ورواه ابن عديّ في الكامل : 115/6 بالإسناد واللفظ المتقدمين .وأورده الذهبي في ميزان الإعتدال : 557/3 وأورده ابن حجر في تهذيب التهذيب : 153/9.

ص: 232

الباب السابع

خصوصياتهم الدالّة على مزيد كراماتهم

عن عمر بن الخطاب رضی الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلَّا سببي ونسبي وكل ولد آدم فإنّ عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة، فإنّي أنا أبوهم وعصبتهم».

أخرجه أبو صالح المؤذن في «الأربعين» له في فضل الزهراء من طريق شريك القاضي، عن شبيب بن غرقدة، عن المستظل بن حصين، عن عمر به(1).

وكذا هو في ترجمة عمر من «معرفة الصحابة» لأبي نعيم من طريق بشر بن مهران، حدثنا شريك به، ولفظه : أن عمر بن الخطاب رضی الله عنه، خطب إلى عليّ رضی الله عنه ابنته أمّ كلثوم فاعتلُ عليه بصغرها، فقال : إنّي لم أَرد الباب (2)ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة، ما خلا سببي ونسبي، وكلّ ولد آدم فإنّي عصبتهم»(3).

ص: 233


1- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 272 ، وذخائر العقبى للمحبّ الطبري :ص 169
2- هكذا في المخطوطة ، والظاهر الصحيح : «الباه» .
3- قريب منه أخرجه الطبراني في الكبير : 44/3 رقم 2631 قال : حدثنا محمّد بن زكريّا الغلابي ، حدثنا بشر بن مهران ، حدثنا شريك بن عبدالله ، عن شبيب ابن غرقدة ، عن المستظل بن حصين ، عن عمر رضی الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «كلّ بني أنثى فإنّ عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة، فإنّى أنا عصبتهم، وأنا أبوهم».وأورده السمهودي في جواهر العقدين ص 272 ، والهندي في كنز العمال : 624/13 رقم 37586 وأخرجه أحمد في المناقب حديث : «192» ص 130 ، وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 121 و 169.

وذكره (1)وأخرجه الطبراني في ترجمة الحسن من «معجمه الكبير»، من طريق (1) بشر مقتصراً منه على قوله : «بني أنثى فإن عصبتهم» وذكر ما فيه مثله ، ورجاله موثقون ، وشريك استشهد به البخاري.

وروى مسلم في «المتابعات» وهو بدون كل ولد آدم إلى آخره.

[ و ] عند الطبراني في «الأوسط» من حديث ابن عيينة ، عن جعفر بن محمّد عن أبيه، عن جابر، أنّه سمع عمر بن الخطاب رضی الله عنه يقول للنّاس حين تزوج ابنة

عليّ رضی الله عنه : ألا تهنئوني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

«ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلَّا سببي ونسبي» (2)

وقال الطبراني بعده : لم يجوّده عن ابن عيينة : إلَّا الحسن بن سهل الخياط ، وقد رواه غيره عن ابن عيينة فلم يذكر جابراً .

وكذا رواه البيهقي من طريق وهيب بن خالد عن جعفر بن محمّد، عن أبيه أنّ عمر رضی الله عنه، خطب أمّ كلثوم إلى عليّ رضی الله عنه فذكر القصة إلى أن قال : سمعت النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم یقول:

«إنّ كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلَّا ما كان من سببى ي ونسبي».(3)

ص: 234


1- كذا في المخطوطة.
2- أخرجه الطبراني في الأوسط : 282/6 رقم 5602 وأخرجه ابن حجر في المطالب العالية : 4 / 80 رقم 4020 80/ و 4021 . وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 273
3- أخرجه البيهقي في سننه : 63/7- 64 قال :أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا الحسن بن يعقوب، وإبراهيم بن عصمة قالا حدثنا السرّي بن خزيمة ، حدثنا معلّى بن أسد، حدثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ ابن الحسين ، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدّثني أبو جعفر، عن آبيه عليّ ابن الحسين قال : لمّا تزوج عمر بن الخطاب رضی الله عنه أمّ كلثوم بنت عليّ رضي الله عنهم أتى مجلساً في مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بين القبر والمنبر للمهاجرين لم يكن يجلس فيه غيرهم ، فدعوا له بالبركة فقال : أما والله ما دعاني إلى تزويجها إلّا أنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة ، إلَّا ما كان من سببي ونسبي». وقال البيهقي في ذيل الحديث : لفظ حديث ابن إسحاق وهو مرسل حسن. وأخرجه الحاكم في المستدرك : 142/3 قال : حدثنا الحسن بن يعقوب، وإبراهيم بن عصمة العدلان :قالا حدثنا السرّي بن خزيمة، حدثنا معلى بن راشد، حدثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين أنّ عمر بن الخطاب رضی الله عنه خطب إلى عليّ رضی الله عنه أمّ كلثوم أم كلثوم ، فقال : انكحنيها فقال عليّ : إنّي أرصدها لابن أخي عبدالله بن جعفر فقال عمر : انكحنيها فوالله ما من النّاس أحد يرصد من أمرها ما أرصده فأنكحه عليّ فأتى عمر المهاجرين فقال : ألا تهنوني ! فقالوا : بمن با أمير المؤمنين فقال : بأمّ كلثوم بنت علىّ، وابنة فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إنِّي سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول : «كلّ نسب وسبب ينقطع يوم القيامة، إلَّا ما كان من سببي ونسبي» فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم نسب وسبب. وقال الحاكم في ذيل الحديث : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، وقال الذهبي في التلخيص : منقطع . وأخرجه ابن حجر فى المطالب العالية : 4 / 177 رقم 4258 عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه . 177/4 وأورده الهندي في كنز العمال : 624/13 رقم 37587 ، واب-ن س-ع-د ف-ي طبقاته : 463/82 - 464. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 273 . وبمعناه أخرجه ابن حجر في الإصابة : 294/8 .

ورواه أيضاً من طريق ابن أبي مليكة، عن الحسن بن الحسن ، عن أبيه، عن عمر رضی الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : فأحببت أن يكون لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب، فقال عليّ ، للحسن والحسين رضي الله عنهم : «زوِّجا عمَّكما ».

ص: 235

فقالا: «هي امرأة من النساء تختار لنفسها، فقام عليّ رضی الله عنه مغضباً فأمسك الحسن رضی الله عنه بثوبه وقال : «لاصبر على هجرانك يا أبتاه». فزوجاه(1).

ورواه الطبراني في «الكبير» من حديث أسلم مولى عمر، قال : دعا عمر بن الخطاب رضی الله عنه عليّ بن أبي طالب فسارَّه، ثمّ قام عليّ وجاء الصفّة، فوجد العبّاس وعقيلاً، والحسين رضي الله عنهم، وذكر قصة وفيها أنّ عليّاً قال : أخبرني عمر أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكره(2).

ومن طريق أسلم رويناه في «الذريّة الطاهرة للدولابي، وكذا هو فيها من حديث واقد بن محمّد بن عبدالله بن عمر، عن بعض أهله قال : خطب عمر إلى علىّ رضي الله عنهما ابنته أمّ كلثوم، وأمّها فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له عليّ : «إنّ

ص: 236


1- أخرجه البيهقي في سننه : 64/7 . وأخرجه الطبراني في الأوسط : 318/72 رقم 6605 بالإسناد واللفظ الّذين أخرجهما ب-ه البيهقي، وأورده ابن حجر في الصواعق المحرقة : ص 144 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 274. وانظر الذريّة الطاهرة للدولابي : ص 162.
2- أخرجه الطبراني في الكبير : 44/3 رقم 2633 قال :حدثنا جعفر بن محمّد بن سليمان النوفلي المديني ، حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، حدثنا عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : دعا عمر بن عمر بن الخطاب رضی الله عنه عليّ بن أبي طالب فسارَّه ، ثمّ قام عليّ فجاء الصفّة، فوجد العبّاس، وعقيلاً، والحسين، شاورهم في تزويج أمّ كلثوم ،عمر ، فغضب عقيل وقال : ياعليّ ما تزيدك الأيام والشهور والسنون إلّا العمى فى أمرك ! والله لئن فعلت ليكونن،ليكونن لأشياء عددها، ومضى يجر ثوبه ، فقال عليّ للعبّاس : والله ما ذاك منه نصيحة ولكن درة عمر أخرجته إلى ماترى ، أما والله ما ذاك رغبة فيك ياعقيل، ولكن قد أخبرني عمر بن الخطاب رضی الله عنه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة ، إلّا فضحك القيامة، إلّا سببي ونسبي» فضحک عمر رضی الله عنه، وقال : ويح عقيل سفيه أحمق. ورواه الدولابي في الذريّة الطاهرة : ص 160 رقم 210 .

عَلَيَّ فيه (1)أمراء حتّى أستأذنهم»، فأتى ولد فاطمة فذكر ذلك لهم، فقالوا: زوجه، فدعا أمّ كلثوم وهي يومئذ صبية ، فقال : انطلقي إلى أمير المؤمنين فقولي له : إنّ أبي يقروك السلام، ويقول لك : إنّا قد قضينا حاجتك الّتي طلبت، فأخذها عمر رضی الله عنه فضمها إليه، وقال : إنّي خطبتها إلى أبيها فزوجنيها ، فقيل : يا أمير المؤمنين، ما كنت تريد إليها صبية صغيرة فقال : إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

«كلّ سبب منقطع يوم القيامة إلَّا سببي»، فأردت أن يكون بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب صهر.(2) قال البيهقي : ورواه ابن إسحاق، عن أبي جعفر، عن أبيه عليّ بن الحسين(3).

وروى عقبة بن عامر، عن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم يعني مثله(4).

ورويناه في «فوائد تمام».

و من حديث الثوري ، عن خالد بن سعد بن عبيدة ، عن نافع، عن ابن عمر قال : قال عمر رضی الله عنه وخطب أمّ كلثوم إلى عليّ رضي الله عنهما إنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «كل نسب وصهر منقطع إلَّا نسبي و صهري»(5).

وعن فاطمة ابنة الحسين، عن جدّتها فاطمة الكبرى رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كلّ بني أم ينتمون إلى عصبة إلَّا ولد فاطمة فأنا وليهم

و عصبتهم».

أخرجه الطبراني في «الكبير» من طريق عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن

ص: 237


1- كذا في الأصل ، ولعل الصواب : «فيها»
2- رواه الدولابي في الذريّة الطاهرة : ص 157 رقم 209 ، وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبي : ص 169 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص276.
3- أخرجه البيهقي في سننه : 64/7
4- الصواعق المحرقة : ص 144 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 275 ورواه الخطيب في تاريخ بغداد : 182/6 بهذا الإسناد مع اختلاف في اللفظ.
5- كنز العمال : 409/112 ، عن ابن عساكر.

شيبة بن نعامة، عن فاطمة ابنة الحسين بهذا(1).

وكذا أخرجه أبو يعلى (2)ومن طريقه الديلمي في «مسنده» عن عثمان بن أبي (2) شيبة بلفظ : «لكلّ بنى أمّ عصبة ينتمون إليه إلَّا ولد فاطمة فأنا وليهما، وعصبتهما» ولم ينفرد به ابن أبي شيبة بل رواه الخطيب في «تاريخه» من طريق محمّد بن أحمد بن يزيد بن العوام، حدثنا أبي حدثنا جرير بلفظ : «كل بني أمّ ينتمون إلى عصبتهم إلَّا ولد فاطمة فإنى أنا أبوهم و أنا عصبتهم».(3)

ومن طريق حسين الأشقر، عن جرير بنحوه(4)، ولكن شيبة ضعيف ورواية فاطمه عن جدتها مرسلة.

وعن جابر رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم:

«إنّ الله عزّوجلّ جعل ذريّة كلّ نبي في صلبه ، وان الله تعالى جعل ذريتي في صلب عليّ بن أبي طالب».

اخرجه الطبراني في ترجمة الحسن من «الكبير» أيضاً من طريق يحيى بن

ص: 238


1- أخرجه الطبراني في الكبير : ج 44/3 رقم 2632 و ج 423/22 رقم 1042 قال : حدثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن شيبة بن نعامة ، عن فاطمة الصغرى ، عن فاطمة الكبرى قالت : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «لكلِّ بنى أنثى عصبة ينتمون إليه إلّا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم». وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد : 172/9 - 173- باب : في فضل أهل البيت وقال: «رواه الطبراني، وأبو يعلى، وفيه شيبة بن نعامة ، لا يجوز الاحتجاج به». وأورده ابن حجر في المطالب العالية : 72/4 برقم 3997 وعزاه إلى أبي يعلى وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 277.
2- رواه أبي يعلى في مسنده : 109/12 رقم 6741.
3- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد : 285/11 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 277 ، وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبي : ص121.
4- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد : 285/11 وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 277

العلاء الرازي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر، وبعضها يقوّى بعضاً(1).

وقول ابن الجوزي وقد أورده في «العلل المتناهية» إنّه لا يصح، ليس بجيد، وفيه دليل لاختصاصه صلی الله علیه و آله و سلم بانتساب أولاد ابنته إليه؛ ولهذا قال في «الروضة» تبعاً لأصلها في الخصائص وأولاد بناته ينتسبون إليه صلی الله علیه و آله و سلم، وأولاد بنات غيره لا ينسبون إلى جدهم في الكفاءة وغيرها.

زاد في «الروضة»: كذا قاله صاحب «التلخيص»، وأنكره القفَّال ، وقال : لا اختصاص في انتساب أولاد البنات.

وأيده في «الخادم» بأنّه ظاهر كلام ابن حبّان في«صحيحه»، فإنّه قال: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن ابن البنت لا يكون بولد، ثمّ ذكر حديث : ب-ي-ن-ا النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم يخطب إذ أقبل الحسن، والحسين رضي الله عنهما، وعليهما قميصان أحمران يقومان ويعثران، فنزل إليهما فأخذهما ، وقال :

«أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ»(2).

وفي «صحيح البخاري»، عن أبي بكرة(3)سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

ص: 239


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 43/3 رقم 2630 وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 172/9 وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 67 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 278-279 ورواه ابن المغازلي تحت الرقم : (72) من مناقبه : ص 49 ط 1. وأورده ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة : 74 ، والسيوطي في الجامع الصغير 230/1 ، وأخرج الخطيب في تاريخه : 316/1 بالإسناد عن ابن عباس، والذهبي في ميزان الاعتدال : 116/22 ، وابن حجر في لسان الميزان : 429/3 ، والعلامة الزرقاني في شرح المواهب : 6/2
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 284 ، والآية : 28 من سورة الأنفال .
3- ورد في المخطوطة «أبي بكر ، والصواب ما أثبتناه.

على المنبر والحسن رضی الله عنه إلى جنبه ينظر إلى النّاس مرة وإليه مرة ويقول :

«ابني هذا سيّداً (1)ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين»(2)

ص: 240


1- هكذا وردت في المخطوطة ، والصحيح : «سيّد»
2- أخرجه البخاري في صحيحه : رقم 2704 ، و 3629 ، و 3746، و 7109، وابن حجر في فتح الباري : 63/13 بسنده عن أبي بكرة، وأيضاً أخرجه البخاري في الصلح : 225/5 باب قول النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم للحسن بن عليّ رضی الله عنه إن ابني هذا سيّد ...». وأخرجه أحمد في مسنده :ج5/ 37-38قال: حدثنا سفيان، عن أبي موسى ويقال له - إسرائيل - قال : سمعت الحسن قال : سمعت أبا بكرة وقال سفيان مرة عن أبى بكرة رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم على المنبر وحسن معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة ويقول : «إنّ ابني هذا سيّد ، ولعل الله تبارك وتعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» وأخرجه أحمد أيضاً في مسنده : ج 5 ص 44 و 49 قال : حدثنا مؤمل، حدثنا حمّاد بن زيد، حدثنا عليّ بن زيد ، عن الحسن، عن أبي بكرة قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يخطب إذ جاء الحسن بن عليّ فصعد إليه المنبر فضمه النبيّ صلى الله عليه وسلم إليه ومسح على رأسه وقال : «ابني هذا سيّد، ولعل الله أن يصلح على يديه بين فئتين عظيمتين من المسلمين». وأخرجه أحمد أيضاً في الفضائل «حديث » 1354 ص 768. وأخرجه الطبراني في الكبير : 33/3 رقم 2588 و 2590 - 2595 . واخرجه ابن ماجة فی سننه: ج4 / 216رقم 3662 مع اختلاف یسیر فی اللفظ. وأخرجه الترمذي في سننه :ج658/5 برقم 3662 بسنده عن الحسین، عن ابی بکرة، وقال فى ذيل الحديث : هذا حديث حسن صحيح.وأخرجه النسائي : 107/3. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 175/9 ، وورد في مشكاة المصابيح : 6175، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق : 271/13 ترجمة الإمام الحسن علیه السلام، وعبد الرزّاق في مصنفه : 452/11. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 286 ، والبيهقي في دلائل النبوّة : 442/6 .

قال البيهقي : وقد سماه النبيّ صلى الله عليه وسلم ابنه حين ولد(1)، وسمى أخويه بذلك حين ولدا، فقال لعليّ : «ما سميت ابني؟» ثمّ ساقه من حديث هانيّ بن هانئ، عن عليّ رضی الله عنه وفيه : ثمّ قال النبيّ صلى الله عليه وسلم :

«إنّي سميت هؤلاء بتسمية بني هارون» الحديث(2).

وكذا في حديث قابوس بن المخارق الشيباني(3)، عن أبيه ، قال : جاءت أمّ

ص: 241


1- كذا في المخطوطة، والصواب : «وقد سمى النبيّ صلى الله عليه وسلم» بحذف (الهاء) .
2- أخرجه البيهقي في سننه : 63/7 قال : أخبرنا عليّ بن رجاء، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق ، وحدثنا أبو عبدالله الحافظ ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمّد الشيباني بالكوفة ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه ، عن هاني بن هانئ، عن عليّ رضی الله عنه قال : لمّا أن ولد الحسن سميته حرباً فقال لي النبيّ صلى الله عليه وسلم: «ما سميت ابني» ؟ فقلت : حرباً قال : «هو الحسن»، فلمّا ولد الحسين سميته حربا فقال النبيّ: «ما سميت ابني»؟ قلت :حرباً، قال : «هو الحسين» فلمّا ولد محسن قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «ما سميت ابني» ؟ قلت : حرباً قال : «هو محسن»، ثمّ قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «إنّي سميت بنيّ هؤلاء بتسمية هارون بنيه شبر، وشبير، ومشبر» ورواه ابن عساكر في تاریخ دمشق : 13 / 170 ترجمة الإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام. . ورواه أحمد في مسنده : ج 1 ص 98 و 118 ، وأخرجه أيضاً في الفضائل حديث : 1365 ص773. وأخرجه الحاكم في المستدرك : 165/3 و 168 بالإسناد واللفظ وقال في ذيل الحديث : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. وأخرجه الطبراني في الكبير : 96/3 رقم 2773 - 2776. ورواه البزّار : (1977) إِلَّا أَنّه قال : «سميتم بأسماء ولد هارون جبر وجبير ومجبر». ورواه ابن حبّان : (2227). وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 228.
3- في بعض المصادر : قابوس بن أبى المخارق». انظر ثقات ابن حبّان : 327/5 ، وميزان الاعتدال : 367/3 رقم 6789 .

الفضل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إنّي رأيت بعض جسمك فيّ؟

فقال: «نعم ما رأيت تلد فاطمة غلاماً وترضعيه بلبن قثم».

قالت : فجاءت به فحمله النبيّ صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره، فبال فلطمته بيدها فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم «أوجعت ابنى» الحديث(1).

وقد سلك البيهقي نحواً مما سلك ابن حبّان رضی الله عنه، حيث قال: في الوقف باب من يتناوله اسم الولد، ثمّ ذكر فيه أنّه علیه السلام سمى أولاد عليّ رضی الله عنه باسم الابن، وأنّه علیه السلام أخذ الحسن والحسين وتلا :

(أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ)(2)، وظاهره المشي على عدم الخصوصية كما نقله النووى عن القفّال، والحديث المذكور أوّلاًيخالفه.

وأمّا حديث كلّ نسب فقد ترجم عليه البيهقي الأنساب كلها منقطعة القيامة الّا نسبه صلی الله علیه و آله و سلم .

وللحديث الماضي في ذلك طرق ، منها عن الحكم(3)بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس رضی الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

«كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلّا سببي ونسبي»، رواه الطبراني في «الكبير»(4).

وعن أمّ بكر، عن أبيها المسوَر بن مخرمة رضی الله عنه صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ص: 242


1- أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 120 ، والسمهودي في جواهر العقدين: ص 288.
2- انظر جواهر العقدين : ص 289 ، والآية 28 من سورة الأنفال .
3- ورد في المخطوطة «الحاكم والصواب ما أثبتناه.
4- أخرجه الطبراني في الكبير : 194/11 رقم 11621 ورواه الخطيب في تاريخ بغداد : 271/10 ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 173/9 وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات.

«تنقطع الأسباب والأنساب والأصهار إلا صهري» أخرجه(1).

وكذا البيهقي بلفظ : «ينقطع كلّ نسب إلا نسبي وسببي وصهري»(2).

وساقه أيضاً من طريق أم بكر ابنة المسور، عن عبيدالله بن أبي رافع ، عن المسور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

«فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها، وأن الأنساب القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري»(3)

ص: 243


1- هكذا في النسخة الخطيّة بياض، وسقط منه اسم المخرج .
2- أخرجه البيهقي في سننه : 64/7
3- المصدر السابق، وأخرجه أحمد في مسنده : 323/4 و 332 قال : حدثنا أبو سعيد مولى هاشم، حدثنا عبدالله بن جعفر، حدثتنا أمّ بكر بنت المسور بن مخرمة ، عن عبيدالله بن أبي رافع، عن المسور انّه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته فقال له : قل له : فليلقني في قال : فلقيه ، فحمد المسور الله وأثنى عليه ، وقال : أما بعد والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحبّ إليَّ من سببكم وصهركم ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «فاطمة مضغة مني يقبضني قبضها ويبسطني ما بسطها وإنّ الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وصهري»، وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك ، قال : فانطلق عاذراً له. وأخرجه الحاكم في المستدرك : 158/3 ، وقال في ذيل الحديث : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص. ئوأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 203/9 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 279 . وأخرجه الطبرانى فى الكبير : 25/20 رقم 30 قال : حدثنا موسى بن هارون ، حدثنا محمّد بن عبّاد المكي ، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن أمّ بكر بنت المسور ، عن جعفر بن محمّد، عن عبيد الله بن أبي رافع . عن المسور بن مخرمة، وساق الحديث وفيه : «أنّ فاطمة شجنة...». وأخرج الطبراني أيضاً في الكبير : 27/20 رقم 33 قال : حدثنا أحمد بن داود المكي ، حدثنا إبراهيم بن زكريّا العبدي، حدثنا عبدالله بن جعفر المخرمي ، حدثتني عمتي أمّ بكر بنت المسور بن مخرمة أن الحسن بن علىّ خطب إلى المسور ابن مخرمة ابنته فزوجه وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلَّا سببي ونسبي».

وفي الباب عن ابن عمر أيضاً ، أشار إليه البيهقي(1).

وعن محمّد بن زياد: سمعت أبا هرير رضی الله عنه قال: أخذ الحسن بن عليّ رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «کخ كخ - ليطرحها ثمّ قال: أما شعرت أنا لا نأكل صدقة ؟» متفق عليه(2).

وفي لفظ لمسلم: «إِنَّا لا تحل لنا الصدقة»(3).

ولأحمد من حديث معمر، عن محمّد بن زياد «أنّ الصدقة لا تحل لآل محمد»(4).

وكذا عند أحمد، والطحاوي من حديث الحسن بن عليّ رضي الله عنهما قال : كنت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم فمر على جرين من تمر الصدقة فأخذت منه تمرة، فألقيتها فيّ فأخذها بلعابها فقال :

«إنّا آل محمّد لا تحل لنا الصدقة». وإسناده قويه(5).

ص: 244


1- انظر جواهر العقدين للسمهودي : ص 280
2- قريب منه أخرجه أحمد في مسنده : ج 2 ص 444 و 476 قال : حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم رأى الحسن بن عليّ أخذ تمرة من تمر الصدقة فلاكها في فيه فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم : «كخ كخ - ثلاثاً - إنّا لا تحل لنا الصدقة».وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنِّف : 428/2 رقم 10703، والهندي في كنز العمال :6/ 609. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه : 89/8 رقم 3294 ، والطحاوي: 9/2 ، والبغوي (1605) ، والبيهقي : 29/7
3- أخرجه مسلم في صحيحه : 117/3 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 207.
4- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 207 .
5- أخرجه أحمد في مسنده : ج 1 ص 200 قال :حدثنا أبو أحمد هو الزبيري ، حدثنا العلاء بن صالح ، حدثنا بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء قال : كنا عند حسن بن عليّ فسئل : ما علقت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟قال : كنت أمشي معه فمر على جرين من تمر الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في فمي في فمي فأخذها بلعابي فقال بعض القوم : وما عليك لو تركتها ؟ قال : «انّا آل محمّد لا تحل لنا الصدقة»، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 208 - 209 . وأخرجه الطبراني في الكبير : 76/3 رقم 2710 وص 78 رقم 2714 من طريق بريد بن أبي، مريم، عن أبي الحوراء ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 90/30 وقال : ورجال أحمد ثقات

وهو عند الطبراني، والطحاوي من حديث أبي ليلى الأنصاري رضی الله عنه نحوه(1).

ولابن أبي شيبة ، والخلال من حديث أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - (2): «انّا آل محمّد لا تحل لنا الصدقة»، وسنده حسن(3).

وعند أصحاب السنن ، وصححه منهم الترمذي وكذا ابن حبّان وغيره عن أبي رافع أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«انا لا تحل لنا الصدقة وإن مولى القوم من أنفسهم»(4).

ص: 245


1- أخرجه ابن أبي شيبة في المصنَّف : 429/2 رقم 10711 قال : حدثنا الحسن بن مَوسى، عن زهير ، عن عبدالله بن عيسى، عن أبيه ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال : كنت مع النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم في بيت الصدقة قال : فجاء الحسن بن عليّ فأخذ تمرة فأخذها منه فاستخرجها وقال : «انّا لا تحل لنا الصدقة». وأورده الهندي في كنز العمال : 609/6 رقم 17090
2- سقط مابين الخطين ، والصواب ما اضفناه.
3- أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف : 429/2 رقم 10708 قال : حدثنا وكيع ، عن محمّد بن شريك ، عن ابن أبي مليكة أن خالد بن سعيد بعث إلى عائشة ببقرة من الصدقة فردتها وقالت : انّا آل محمّد صلی الله علیه و آله و سلم لا تحل لنا الصدقة . وأورده الهندي في كنز العمال : 608/6 رقم 17087
4- أخرجه الترمذي في سننه : 46/3 رقم 657 قال: حدثنا محمّد بن المثنى قال : حدثنا محمّد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن ابن أبي رافع ، عن أبي رافع رضی الله عنه أن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم بعث رجلاً من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع : أصحبني كيما تصيب منها فقال : لا حتّى آتي رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فأسأله ، فانطلق إلى النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم فسأله فقال : «إنّ الصدقة لا تحل لنا وإن موالى القوم من أنفسهم». وقال الترمذي في ذيل الحديث : هذا حديث حسن صحيح . وأخرجه أبو داود في سننه : 123/2 رقم 1650.وأخرجه أحمد في مسنده : ج6 ص 390، وفيه «انا آل محمّد ...» . وأخرجه النسائي في سننه : 107/5 ، والحاكم في المستدرك : 404/1 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي فی التلخیص. وأخرجه الطبراني في الكبير : 316/1 رقم ،932، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 208. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف : 429/2 رقم 10707 . وأخرجه ابن حبّان في صحيحه : 88/8 رقم 3293 ، والطحاوي: 8/2 ، وابن خزيمة (2344) ، والبيهقي : 32/7، والبغوي : (1607)

ورواه الطبراني في «الكبير» من حديث الحكم، عن مقسم، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقم بن أبي الأرقم الزهري على السقاية فاستنبع أبا رافع رضی الله عنه فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فسأله فقال :

«يا أبا رافع إن الصدقة حرام على محمّد وعلى آل محمّد، وإن مولى القوم من أنفسهم»(1).

وقد تقدم حكم الصدقة في الباب الأول.

ص: 246


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 300/11 رقم 12059 ، ورواه أبو يعلى : 137/2، والهيثمي في مجمع الزوائد : 91/3 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 208. وأخرجه أحمد في مسنده : ج 6 ص 8 وأبو نعيم في الحلية : 97/7. وأورده الهندي في كنز العمال : 458/6 رقم 16531 ، وابن حجر في المطالب العالية : 240/1 رقم 833 ، والطحاوي : 299/1

المهدى علیه السلام

وعن أمّ سلمة رضى الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

«المهدي من عترتي من ولد فاطمة» رضي الله عنها . أخرجه أبو داود(1)، والنسائي وابن ماجة، والبيهقي.

وأخرجه (2)وفي لفظ لابن المنادي في «الملاحم» عنها قالت : ذكرت عند رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم المهدي فقال :

«نعم هو حق وهو من ولد فاطمة» رضي الله عنها(3).

ص: 247


1- أخرجه أبو داود في سننه : 107/4 رقم 4284 ، والديلمي في الفردوس : 497/4 رقم 6943. وأخرجه ابن ماجة في سننه : 1368/2 رقم 4086 قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أحمد بن عبدالملك ، حدثنا أبو المليح الرقي، عن زياد ابن بيان ، عن عليّ بن نفيل ، عن سعيد بن المسيب قال : كنا عند امّ سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المهدي من ولد فاطمة». وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية : 2 / 860-861 رقم 1446 ، والعقيلي في الكبير : 76/2. وأخرجه الطبراني في الكبير : 267/23 رقم 566 . وأخرجه الحاكم في المستدرك : 557/4 ، ووافقه الذهبي في التلخيص. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 303. ورواه ابن عديّ في الكامل : 196/3 رقم 697 .
2- كذا في الأصل .
3- أخرجه الحاكم في المستدرك: 557/4، وأورده السمهودي في جواهر العقدين: ص 303. وأخرجه ابن المنادي في الملاحم : ص 179 رقم 120

وله من حديث قتادة قال : قلت لسعيد بن المسيب : أحق المهدي؟ قال : نعم هو حق قلت: ممن هو؟ قال: من قريش قلت من أي قريش ؟ قال : من بني هاشم، قلت : من أي بني هاشم؟ قال: من ولد عبد المطلب ، قلت : من أي ولد عبدالمطلب ؟ قال : من أولاد فاطمة قلت: من أي ولد فاطمة ؟ قال : حسبك الآن(1).

وعن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه عن عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«لو لم يبق من الدهر إلَّا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً» رواه أبو داود(2).

ولأحمد، وابن ماجة وغيرهما عن عليّ رضی الله عنه رفعه: «المهدي منّا أهل البيت

ص: 248


1- روى قريب منه ابن المنادي في الملاحم : ص 179 رقم 121 قال : أنبأنا عمر بن محمّد بن بكّار ، قال : أنبأنا الحسن بن يحيى أبو عليّ الجرجاني، قال : أخبرنا عبد الرزّاق بن همام [سقط من الملاحم ما بين عبد الرزاق، وسعيد] قال : قلت لسعيد بن المسيب : أحق المهدي ؟ فقال : نعم، هو حق ، قلت : فممن هو؟ قال : رجل من قريش، قلت : من أي قريش ؟ قال : من بني هاشم، قلت : من أي بني هاشم ؟ قال : من [ ولد ] عبدالمطلب ، [ قلت : من أي ولد عبد المطلب] : قال : من ولد فاطمة ، قلت : من أي ولد فاطمة ؟ قال : حسبك، الآن . ورواه ابن حمّاد في الفتن : 368/1 رقم 1082 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 303.
2- أخرجه أبو داود في سننه : 107/4 رقم 4283 ، وأخرجه أحمد في مسنده :ج1 ص 99، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 304 ، ورواه البزّار في مسند عليّ علیه السلام من مسنده :ج 1 الورق 104 / ب / . وقال : وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن عليّ بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإسناد. ورواه ابن أبي شيبة في المصنَّف : 513/7 رقم 37637 ، والحاوي : 59/2 .وأورده ابن المنادي في الملاحم : ص 178 رقم 119 ، وابن الجوزي في العلل : 856/2 رقم 1433.

يصلحه الله في ليلة»(1).

وللطبراني عنه أيضاً رفعه : «المهدي منّا يختم الدين بنا كما فتح بنا»(2).

ولنعيم بن حمّاد، عن عليّ رضی الله عنه قال : «المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وسلم ، اسمه اسم نبي، ومهاجره بيت المقدس، كثّ اللحية، أكحل العينين براق الثنايا، في وجهه ،خال أقنى، أجلى، في كتفه علامة النبيّ، يخرج براية، النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم ولا تنشرحتّى يخرج المهدي، يمده الله بثلاثة [ آلاف](3). من الملائكة، يضربون وجوه من خالفه وأدبارهم، يبعث وهو ما بين بين الثلاثين إلى الاربعين»(4).

ص: 249


1- أخرجه أحمد في مسنده : ج 1 ص 84 ، وابن ماجة في سننه : 1367/2 رقم 4085. وأخرجه أبو نعيم في أخبار إصبهان : 209/1 رقم 308 ورواه الحموئي في فرائد السمطين : 331/2 رقم 538 . و رواه ابن عديّ في الكامل : 185/7 رقم 2095 قال : أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو داود عمر بن سعد، عن ياسين ابن شيبان، عن إبراهيم بن محمّ، عن أبيه، عن عليّ، وساق الحديث. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 304 ، ورواه ابن أبي شيبة في المصنَّف : 513/7 رقم 37633 قال : حدثنا الفضل بن دكين ، وأبو داود عن ياسين العجلي ، عن إبراهيم ابن محمّد بن الحنفية، عن أبيه، عن عليّ، وساق الحديث. وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية : 856/2 رقم 1432. وأخرجه الديلمي في الفردوس : 497/4 رقم 6942. وورد في النهاية لابن الاثير : 51/1 ، والفتح الرباني : 51/24 ، ومجمع الفوائد : 734/2 ،وفيض القدير : 278/6.
2- أخرجه الطبراني في الأوسط : ج 1 ص 136 رقم 157 وأورده العجلوني في كشف الخفاء : 368/2 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 304 ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب الفتن باب ما جاء في المهدي : 316/7 وقال : رواه الطبراني في الأوسط
3- اضافة يقتضيها السياق وقد سقطت من المخطوطة
4- أخرجه نعيم بن حماد في الفتن : ص 226 ط دار الفكر بتحقيق سهيل زكار وأورده الهندي في كنز العمال : 589/14 رقم 39671 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 304

ولأبي داود في «سننه»، عن عليّ رضی الله عنه : أنه نظر إلى ابنه الحسن رضی الله عنه وقال : إن هذا سيّد كما سماه النبيّ صلى الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخُلُق ولا يشبهه في الخَلْق، قال : ثمّ ذكر قصة يملأ الأرض عدلاً(1).

وله أيضاً عن عليّ رضی الله عنه : أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج رجل من وراء هذا النهر يقال له الحارث [ بن ](2). حرّاث على مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ أو يمكن لآل محمّد كما مكنت قريش لرسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وجبت على كلّ مؤمن نصرته او قال : إجابته»(3).

وعن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «المهدي مني ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين»، أخرجه أبو داود(4).

ص: 250


1- أخرجه أبو داود في سننه : 108/4 رقم 4290 ط دار إحياء السنّة النبويّة وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 304. وأخرجه نعيم بن حمّاد في الفتن: ص 231
2- ما بين المعقوفتين من سنن أبي داود ، وقد سقطت من المخطوطة
3- أخرجه أبو داود في سننه : 108/4 - 109 رقم 4290 وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 304
4- أخرجه أبو داود في سننه : 107/4 رقم 2485 ، ونعيم بن حمّاد في الفتن : ص 325. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 305 وقريب منه أخرجه الحاكم في المستدرك : 557/4 قال: حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن إسحاق الصنعاني، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي ، حدثنا عمران القطان، حدثنا قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : المهدي منّا أهل البيت أشم الأنف، أقنى، أجلى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يعيش هكذا - وبسط يساره واصبعين من يمينه المسبحة والابهام وعقد ثلاثة». وقال الحاكم في ذيل الحديث : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية : 859/2 رقم 1443 ، وذكره ابن أبي حاتم في العلل : 425/2

و فی لفظ عند أحمد: «لا تقوم الساعة حتّى تملأ الأرض ظلماً وعدواناً ثمّ يخرج من عترتي أو من أهل بيتي من يملأها (1). قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(2).

وفي آخر عن الحاكم في «صحيحه» : «ينزل بأُمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع ببلاء أشد منه حتّى لا يجد الرجل ملجأ فيبعث الله رجلاً من عترتي أهل بيتي فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً، يحبه ساكن السماء وساكن الأرض، وترسل السماء قطرها، وتخرج الأرض نباتها، لا تمسك منه شيئاً يعيش فيهم سبع سنين ، أو ثمان، أو تسع، يتمنى الاحياء الأموات مما صنع الله عزّوجلّ بأهل الأرض من خير»(3).

ص: 251


1- ورد في المخطوطة « يملأ» والصواب ما أثبتناه .
2- أخرجه أحمد في مسنده : ج 3 ص 36 قال : حدثنا محمّد بن جعفر، حدثنا عوف، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، وساق الحديث ، وفي آخره بدل وجوراً وعدواناً .وأخرجه الحاكم في المستدرك : 557/4 مثل أحمد ، وقال الحاكم في ذيل الحديث : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في التلخيص.وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 305
3- أخرجه الحاكم في جه الحاكم في المستدرك : 465/4 قال :أخبرني الحسين بن عليّ بن محمّد بن يحيى التميمي ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة ، حدثنا القاسم بن خليفة ، حدثنا خليفة ، حدثنا أبو يحيى عبدالحميد بن عبد الرحمن الحماني ، حدثنا عمر بن عبيدالله العدوى، عن معاوية بن قرة ، عن أبي الصديق الناجي ، عن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه قال : قال نبيّ الله صلی الله علیه و آله و سلم :«ينزل بأمتي في آخر الزم--ان ب--لاء شديد من سلطانهم لم يسمع أشد منه حتّى تضيق عنهم الأرض الرحبة وحتّى يملأ الأرض جوراً وظلماً لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عزّوجلّ رجلاً من عترتى فيملاً الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض من بذرها شيئاً إلَّا أخرجته ، ولا السماء من قطرها شيئاً إِلَّا صبه الله عليهم مدراراً ، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع، تتمنى الأحياء الأموات مما صنع الله عزّوجلّ بأهل الأرض من خيره». وقال الحاكم في ذيل الحديث : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال : سنده مظلم . وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 305، وأورده الهندي في كنز العمال : 275/14 رقم 38708. وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية : 859/2 رقم 1442

وعن ابن مسعود رضی الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«لولم يبق من الدنيا إلَّا يوم لطول الله ذلك اليوم حتّى يبعث الله فيه رجلاً مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وأبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً» أخرجه أبو داود(1)، وسيأتي عن ابن مسعود في الباب العاشر شيء من هذا.

وعن عائشة رضي الله عنها ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي»، أخرجه نعيم بن حمّاد(2).

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ص: 252


1- أخرجه أبو داود في سننه : 106/4 رقم 4282 ، وأخرجه الطبراني في الكبير : 135/10 رقم 10222 و 10224 ، وأخرجه أيضاً في الأوسط : 135/2 رقم 1255 . وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 305 ، وأخرجه الترمذي في الفتن - باب ما جاء في المهدي : 505/4 حدیث : 2230 و 2231 بمعناه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن».
2- أخرجه نعيم بن حماد في الفتن : ص 229. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 306.

«المهدي رجل من ولدي ، وجهه كالكوكب (1) الدريّ، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً يرضى(2) بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الجو، يملك عشرين سنة»، أخرجه الروياني، وكذا الطبراني وعنه أبو نعيم ومن طريقهما الديلمي في «مسنده»(3).

وللطبرانى أيضاً عن حذيفة رفعه : «يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم علیها السلام كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي : تقدم صلّ بالنّاس، فيقول عیسی : إنّما أقيمت الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من ولدي»، وذك-ر ب-اقي الحديث (4).

وعن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضی الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنّة أنا، وحمزة، وعليّ، وجعفر، والحسن والحسين، والمهدي»، رضي الله عنهم، رواه ابن ماجة(5).

ص: 253


1- في المخطوطة: «الكواكب والصحيح ما أثبتناه.
2- سقطت من المخطوطة.
3- أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية : 2/ 858 رقم 1439 ، وأورده الهندي في کنز العمال : 264/14 رقم 38666 مختصراً . وأخرجه الديلمي في الفردوس : 496/4 رقم 6940 ، وفي زهر الفردوس : 99/4 وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال : 449/3 رقم 7114 مختصراً، والعجلوني في كشف الخفاء : 2/ 399 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 307. وورد في عقد الدرر : ص 18 ، وفيض القدير : 279/6 وأخرجه أبو داود في سننه : 107/4 رقم 8284 و 8285 ، كتاب المهدي.
4- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 307.
5- أخرجه ابن ماجة في سننه : 1368/2 رقم 4087 ، ورواه الحاكم في المستدرك في باب مناقب جعفر : ج 3/ 211 وفيه : «نحن بنو عبد المطلب»، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: ذا موضوع وقريباً منه رواه الخطيب بسند آخر في ترجمة عبدالله بن الحسن الأنباري تحت الرقم :(5050) من تاريخ بغداد : ج 9 ص 434 قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا الحسين بن محمّد بن عليّ الزعفراني ، حدثنا عليّ بن محمّد بن جعفر بن عنبسة - وراق عبدان ، حدثنا عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري، حدثنا عبد الملك بن قريب - يعني الأصمعي - قال : سمعت كدام بن مسعر بن كدام ، يحدث عن أبيه ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نحن سبعة بنو عبدالمطلب سادات أهل الجنّة : أنا، وعليّ أخي، وعمي حمزة، والحسن، والحسين، والمهدي». ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 15 و 89 ، وفي الرياض النضرة : ج 2 ص 209 وقال : أخرجه ابن السري ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 307 ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 32 رقم 370. ورواه ابن المغازلي تحت الرقم : (71) من مناقبه : ص 148 ط 1 ، وسقط من الحديث اللفظ والمهدي». وأورده السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي : 57/2 ، ورواه الشيخ الصدوق في أماليه : 284 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج : 181/2 ط 2 ،مصر ، والخفاجي في تفسير آية المودّة : ص 37

وعن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

لفاطمة :

«نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة، ومنّا من له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر ، ومنّا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، ومنا المهدي»، رواه الطبراني في «الأوسط»(1).

ص: 254


1- أخرجه الطبراني في الصغير : ج 1 ص 37 وقريباً منه أيضاً رواه الطبراني بسند آخر تحت الرقم «536» من الأوسط : ج 7 ص 276 قال : حدثنا محمّد بن رزيق بن جامع ، قال : حدثنا الهيثم بن حبيب ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة، عن عليّ بن عليّ الهلالي، عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم في شكاته الّتي قبض فيها ، فإذا فاطمة عند رأسه قال : فبكت حتّى ارتفع صوتها ، فرفع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم صرفه إليها فقال : «حبيبتي فاطمة، ما الّذي يبكيك ؟ قالت : أخشى الضيعة من بعدك ، قال : ياحبيبتي ، أما علمت أن الله اطلع على الأرض اطلاعة اختار منها بعلك ، وأوحى إلى أن أنكحك إياه ؟ يافاطمة ، ونحن أهل بيت لكم أعطانا الله خصال لم يعط أحداً قبلها ولا يعطي أحداً بعدنا : أنا خاتم النبيين ، أكرم النبيين على الله ، وأحب المخلوقين إلى الله ، وأنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله ، وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء ، وأحبهم إلى الله ، وهو حمزة بن عبد المطلب ، وهو عم أبيك وعمّ بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير في الجنّة مع الملائكة حيث يشاء ، وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنّا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين، وهما سيّدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما والّذي بعثني بالحق خير منهما يافاطمة، والذي بعثني بالحق ، إنّ منهما مهدي الأمة...». ورواه ابن عساکر في تاريخ دمشق ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام :ج 1 ص 260 رقم 303 ، كما رواه الطبراني في الأوسط. ورواه الحموئي في فرائد السمطين : ج 2 ص 84 رقم 403، كما رواه الطبراني في الأوسط. ورواه ابن المغازلي تحت الرقم : «144» من مناقبه : ص 101-102 ط 1 . وأخرجه العلامة أخطب خوارزم في كتابه المناقب : 67 ، والمحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 44 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 308 أقول : لعل المصنّف أراد بالمعجم الصغير لأن حديثه الّذي أخرجه هنا جاء سنداً ولفظاً في المعجم الصغير والله العالم .

وعن أبي جعفر الباقر قال: «إذا قام مهدينا أهل البيت قسم بالسوية، وعدل في الرعية، فمن أطاعه فقد أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله ، وإنّما سُمي المهدي لأنّه يهدي إلى أمر خفي».

وكذا قال كعب الأحبار، إنّما سمي المهدي لأنّه يهدي إلى أمر خفي.

وعن مجاهد قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنهما : لو سمع أنك تميل إلى أهل البيت ما حدثك بهذا الحديث، قال مجاهد : فقلت له : انه في ستر لا أذكره لمن تكره.

ص: 255

قال : فقال ابن عبّاس : منّا أهل البيت أربعة: منّا السفاح، ومنّا المنذر، ومنّا المنصور، ومنّا المهدي.

فأمّا السفاح فربما قتل أنصاره (1)وعفا عن عدوه، وأمّا المنذر، فإنّه يعطي المال الكثير لا يتعاظم في نفسه، ويمسك القليل من حقه.

وأمّا المنصور فإنّه يعطي النصر على عدوه، الشطر مما كان يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرغب - يرعب - منه عدوه على مسيرة شهرين، والمنصور يرغب -يرعب - منه عدوه على مسيرة شهر.

وأمّا المهدي فإنّه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، وتأمن البهائم السباع، وتلقى الأرض أفلاد أفلاذ - كبدها ، قال : قلت : وما أفلاد أفلاذ _ كبدها ؟ قال : أمثال الإسطوانة من الذهب والفضة . أخرجه الحاكم وقال : صحيح الأسناد ولم يخرجاه(2). وهذا لا ينافي ما تقدم في كون المهدي من ولد فاطمة الزهراء.

وكذا ما روى ابن المنادي من طريق أبي صالح، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما نفسه أنّه قال : المهدي اسمه محمّد بن عبدالله وهو رجل ربعة مشرب بحمرة يفرّج الله به عن هذه الأمة كلّ كرب ويصرف بعدله كلّ جور، ثمّ يلي الأمر بعده اثنا عشر رجلاً سنة من ولد الحسن، وخمسة من ولد الحسين، وآخر من غيرهم ثمّ يموت، فيفسد الزمان (3).

وأمّا ما أسنده الديلمي عن عثمان بن عفان رضی الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال :

ص: 256


1- ورد في المخطوطة «ايضاده» وما أثبتناه من جواهر العقدين.
2- أخرجه الحاكم في المستدرك : 514/4 ، وقال الذهبي في التلخيص : اين منه الصحة وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 308.
3- رواه ابن المنادي في الملاحم : ص 272 - 274 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 309

المهدي من ولد العبّاس عمي»(1). فما تقدم أصح منه وأكثر.

ومن الضعيف في ذلك ما رواه السمرقندي من حديث أبي جعفر المنصور، عن أبيه، عن جدّه، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أن النبيّ صلى الله عليه وسلم نظر إليه يعني العبّاس مقبلاً فقال له : «هذا عمي أبو الخلفاء، أجود قريش كفاً ،وأجملها، وإن من ولده السفاح ،والمنصور والمهدي، يا عمّ بي فتح الله هذا الأمر، ويختم برجل من ولدك(2). وفي الباب أحاديث وآثار كثيرة أفردها غير واحد من الأئمة فلا أطيل بالكلام عليها .

ومن ذلك ما روي عن جعفر بن بشار الشامي قال : يبلغ ردّ المهدي المظالم حتّى لو كان تحت ضرس إنسان شئ انتزعه حتّى يرده.

وعن إبراهيم بن ميسرة (3).قال : قلت لطاووس : عمر بن عبدالعزيز المهدي ؟ قال : لا إنه لم يستكمل العدل كله(4).

ص: 257


1- وأورده الهندي في كنز العمال : 264/14 رقم 38663 عن الدارقطني في الدارقطني في الافراد عن عثمان، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 310، وبهامشه أخرجه الديلمي في الفردوس : برقم : 6666(221/4) ، وفي زهر الفردوس : 99/4.
2- أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبي : ص 205 ، وأورده السمهودي ف-ي ج-واه--ر العقدين : ص 310.
3- ورد في المخطوطة «مَيْسر» والصواب ما أثبتناه
4- رواه ابن عساکر في تاريخ دمشق : 189/45 ترجمة «عمر بن عبدالعزيز» قال : أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدثنا عبد العزيز الكتاني، عن إبراهيم بن ميسرة قال : قلت لطاووس : هو المهدي يعني عمر بن عبد العزيز ؟ قال : هو المهدي، وليس به إنّه لم يستكمل العدل كله. وأورده السيوطي في تاريخ الخلفاء : ص 281 ، والذهبي في سير أعلام النبلاء : 130/5 وأورده أيضاً الذهبي في تاريخ الإسلام : ( وفيات سنة 101-120) ص : 197 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 311

ما روي من حديث (1)الحسن البصري ، عن أنس بن مالك رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يزداد الأمر إلَّا شدة، ولا الدنيا إلَّا إدباراً ، ولا النّاس إِلَّا شحاً، ولا تقوم الساعة إلَّا على شرار الخلق(2)، ولا مهدي إلَّا عيسى بن مريم، فأخرجه الشافعي، وابن ماجة في «سننه»(3)، والحاكم في «مستدركه» وقال : أوردته متعجباً لا محتجاً به(4)، وآخرون، وصرح النسائي بأنه منكر، وجزم غيره من الحفاظ بأن الأحاديث التي قبله أصح إسناداً والله الموفق.

ص: 258


1- ورد في المخطوطة «أبي» والصواب الحسن البصري
2- في سنن ابن ماجة : «النّاس»
3- أخرجه ابن ماجة في سننه : 1340/2 رقم 4039 .
4- أخرجه الحاكم في المستدرك : 441/4 ، والذهبي في التلخيص ، وقال : يُعد من إفراد الشافعي. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 310 ، وفي هامشه : وأورده العجلوني في كشف الخفاء : 221/4 ، والهندي فى كنز العمال : 263/14 رقم 38655.

أشباه النبيّ صلى الله عليه واله وسلم

وأكثر من ذكر من أشباهه صلی الله علیه و آله و سلم أهل بيته وأقربائه خاصة وهم إبراهيم ولده صلی الله علیه و آله و سلم فروى الخرائطي في «اعتلال القلوب» له من طريق عبدالله بن صالح، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي

حبيب(1)، عن عبدالرحمن بن شماسة، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّه صلی الله علیه و آله و سلم دخل على مارية القبطية رضي الله عنها وهي حامل منه بإبراهيم علیه السلام فذكر حديثاً فيه أن جبريل علیه السلام بشره أنه أشبه الخلق به وفاطمة الزهراء عليها السلام.

[و] قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحداً أشبه حديثاً ، وكلاماً برسول الله صلی الله علیه و آله و سلم من فاطمة(2).

وقالت أيضاً : إنها أقبلت تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى غير ذلک(3).

وابناها الحسن والحسين رضي الله عنهما، فروى البخاري من حديث معمر،

ص: 259


1- كان في المتن صالح بن لهيعة » و «يزيد بن أبي صهيب فأصلحنا الشائبتين.
2- أخرجه أبو داود في سننه : 355/4 برقم 5217 في الأدب : باب ما جاء في القيام وأخرجه البيهقي في سننه : 101/7 ، وابن حبان في صحيحه : 403/15 رقم 6953، والحاكم في المستدرك : 154/3 و 160 وقال في ذيل الحديث : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص
3- أخرجه أحمد في مسنده : 282/6 ، والطبراني في الكبير : 282/6 : 22/ 416 - 419 برقم 1030 و 1032 و 1033 ، ومسلم في صحيحه : 1904/4-1905 برقم 2451 و 2452 ، والنسائي في خصائص أمير المؤمنين الله : ص 243 - 244 ، والبخاري في صحيحه (فتح الباري) : ج 79/11 رقم 6285 و 6286 ، و ج 627/6 رقم 3623 .

عن الزهري قال : أخبرني أنس بن مالك رضی الله عنه قال : لم يكن أحد أشبه بالنبيّ صلى الله عليه وسلم من

الحسن بن عليّ رضي الله عنهما(1).

وفي لفظ لغيره: كان أشبههم وجهها بالنبيّ صلی الله علیه و آله و سلم(2).

و للبخاري من حديث جرير، عن محمّد بن سيرين، عن أنس بن مالك رضی الله عنه أن الحسين بن عليّ رضي الله عنهما كان أشبههم برسول الله صلی الله علیه و آله و سلم(3).

ص: 260


1- أخرجه البخاري في صحيحه كما في (فتح الباري) : ج 7 ص 95 برقم 3752، وأخرجه أحمد في مسنده : ج 3 ص 164 ، وبزيادة: وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين ، وفي الفضائل رقم (1369) في باب فضائل الحسن والحسين. وأخرجه ابن حبان في صحيحه : 430/15 برقم 6973 . وعبد الرزاق في المصنف : 453/11 رقم 20984 ، والترمذي : 659/5 رقم 3776 ، وقال : هذا حديث حسن صحيح وأخرجه أبو زرعة في تاريخه : برقم (1662) ص 297 ، والحاكم في المستدرك : 168/3 قال : «لم يكن في ولد عليّ أشبه برسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لهم من الحسن» ، وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الإمام الحسن بن علي علیهما السلام : ص 27 - 28 رقم 46 و 48 ، وأورده السمهودي في جواهر الله العقدين ص 377 ، والطبراني في الكبير : 24/3 رقم 2543
2- أخرجه أحمد في مسنده : ج 3 ص 199 عن أنس بن مالك. ورواه أبو يعلى في مسنده : ج 271/6 رقم 820 قال :حدثنا محمّد بن عبدالرحمن بن سهم الأنطاكي ، حدثنا عبدالله بن المبارك، أخبرنا عن الزهري، عن أنس قال : كان أشبههم بالنبيّ صلى الله عليه وسلم الحسن بن عليّ، وأورده ابن عساكر في تاریخ دمشق في ترجمة الحسن بن عليّ علیهما السلام : ص 27-28 رقم 44 و 45 و 47 و 49. وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 377
3- أخرج نحوه البخاري في صحيحه كما في فتح الباري): 94/7 برقم 3748 قال : أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن عليّ فجعل في طست فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئاً، فقال أنس : كان أشبههم برسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، وكان مخضوباً بالوسمة». والترمذي في سننه : 659/5 رقم 3778 وقال : هذا حديث حسن صحيح غریب. وأخرجه أحمد في مسنده : :ج 3 ص 261 ، ورواه أيضاً في الفضائل : حديث «1394 و 1395» في مناقب الحسن والحسين علیهما السلام، والطبراني في الكبير : 125/3 رقم 2879 . وأبو يعلى في مسنده : ج 228/5 رقم 2841 . ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ترجمة الإمام الحسين علیه السلام تحت الرقم (49)، والهيثمي في مجمع الزوائد : 195/9 وأخرجه ابن حبّان في صحيحه : 429/15 برقم 6972

وللترمذي، وابن حبّان من طريق هاني بن هانئ، عن عليّ رضی الله عنه أنه قال: الحسن أشبه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ما بين الرأس إلى الصدر ، والحسين أشبه النبيّ صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك(1).

ومن ذريتهما إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن عليّ(2)، ويحيى بن قاسم، عن جعفر الصادق بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، ذكر في الأشباه وكان يقال لثانيهما الشبه(3).

والمهدي وعدّه في الأشباه ،غلط ، فقد قدمت في حديث عند أبي داود عن عليّ رضی الله عنه في وصفه يسمى باسم نبيكم (4).يشبهه في الخُلق ولا يشبهه في الخَلق(5). وجعفر بن أبي طالب ففي «الصحيحين» من حديث البراء رضی الله عنه (6)أنه صلی الله علیه و آله و سلم قال : «أشبهت خَلقي وخُلقي»، وابناه عبدالله وعون(7).

ص: 261


1- أخرجه الترمذي في سننه : 660/5 برقم 3779 وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب . وأخرجه ابن حبّان في صحيحه : 430/15 برقم 6974 ، ورواه أحمد في المسند: 91/1 و 108 ، والفضائل : الحديث «1366» ص 774، وأورده السمهودي في جواهر العقدين :ص 378
2- ذكره ابن حبّان في الثقات : 15/6 ، والبخاري في التاريخ الكبير : 304/1.
3- تهذيب الأنساب للعبيدلي : ص 181
4- كان في الاصل : «بابن نبيكم» فاثبتنا الصحيح
5- أخرجه أبو داود في سننه : 108/4 برقم 4290
6- ورد في المخطوطة «البرار» والصحيح ما أثبتناه
7- أخرجه البخاري في صحيحه كما في (فتح الباري): 75/7، وأورده أيضاً ابن حجر في الإصابة : 744/4 في ترجمة «عون بن جعفر»

وفي النسائي وغيره بسند صحيح (1)من حديث عبدالله بن جعفر أنه صلى الله عليه وسلم قال لأخيه عون: «إنّه شبيه خَلقي وخُلقى»(2).

وابن عمهما مسلم بن عقيل بن أبي طالب تابعي ذكره ابن حبّان في «ثقاته» بذلك(3).

وأخوه محمّد وابنه عبدالله بن محمّد بن عقيل ذكره المزي(4) في ترجمة والده محمّد بذلك، وحفيده القاسم بن محمّد (5) قال : عبيد بن إسحاق الكوفي فيما نقله العسكري كان أشبه خلق الله برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتم بن العبّاس بن عبدالمطلب ابن عم النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، وصفه ابن السكن وغيره بذلك (6).

وأبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخ-وه م-ن الرضاعة كان ممن يشبّه به صلی الله علیه و آله و سلم(7).

وابن أخي الّذي قبله عبدالله بن نوفل بن الحارث قال الزبير بن بكّار كان يشبه بالنبيّ صلى الله عليه وسلم(8).

ص: 262


1- ورد في المخطوطة «سند صحيح والصواب ما أثبتناه.
2- أورده ابن حجر في الإصابة : 41/4
3- أخرجه ابن حبّان في ثقاته : 391/5 قال :«وكان أشبه ولد عبد المطلب بالنبىّ صلی الله علیه و آله و سلم»
4- أخرجه المزي في تهذيب الكمال : 130/26 قال : «عبدالله بن محمد بن عقيل كان يُشَبَّه بالنبيّ صلى الله عليه وسلم».
5- كان في الاصل : (وأخرجه محمّد وابن أخيهما عبدالله بن محمّد بن عقيل ... وأخرجه القاسم بن محمّد ...).فوقعت في العبارة تحريفات ثلاثة ، إذ تحرف أولاً (أخوه) : (وأخرجه) ثم (ابنه) ب- (وابن أخيهما) كما تحرف بعدهما (وحفيده) ب- (وأخرجه) .
6- أورده ابن حجر في الإصابة : 420/5 رقم 7086
7- المصدر السابق : 179/7 رقم 10022
8- المصدر السابق : 254/4 رقم 5006

وابن أخي هذا عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب الملقب بَيَّه ولد على عهد النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، فحنكه النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، وأمّه هند ابنة أبي سفيان ذكره في «المحبر»، وكذا ابن عبدالبرّ في «الاستيعاب» بذلك (1)، وسالم بن معتب ب-ن أب-ي لهب.(2).

وكذا في أشباهه صلی الله علیه و آله و سلم من غير بني هاشم لكن من قريش جماعة وهم عثمان بن [ عفان بن] (3)أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبدمناف القرشي، والوارد بذلك فيه مقال، حتّى صرح الذهبي وغيره فيه بالوضع.

وعبدالله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبدمناف القرشي العبشمي ابن خال الّذي قبله لأن أمّ عثمان هي أروى ابنة كريز وه-و صحابي ذكر غير واحد أنّه أتي به النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم لمّا ولد. فقال : هذا يشبهنا، وجعل يتفل في فيه ويعوده، فجعل يبتلع ريق النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «إنّه لمسقى»، فكان لا يعالج أرضاً إِلَّا ظهر له الماء(4).

والسائب بن عبید بن عبديزيد بن هاشم بن المطلب بن عبدمناف القرشي المطلبي الجدّ الأعلى لإمامنا الشافعي رحمه الله صحابي من مصاصة قريش، قال الزبير

ص: 263


1- أورده ابن عبدالبرّ في الاستيعاب : 885/3 رقم 1500، وابن حجر في الاصابة : 9/5 رقم 6173
2- أقول : ذكر ابن سعد في طبقاته : 61/4 ، أن أولاد معتب هم عبدالله ، ومحمّد ، وأبو سفيان، وموسى، وعبيد الله ، وسعيد ، وأبو مسلم ومسلم، وعبّاس ، ولم يذكر سالماً ، ولعله صحف مسلماً أو أبا مسلم إلى سالم، والله العالم
3- اضافة يقتضيها السياق وقد سقطت من المخطوطة.
4- أورده ابن عبدالبرّ في الاستيعاب : 931/3-932 رقم 1587. وتاريخ الإسلام للذهبي: وفيات سنة 41 - 60) ص 258 وبهامشه : ونسب قريش : 148 وقريب منه في تاريخ دمشق لابن عساكر : 249/29 ترجمة عبدالله بن عامر بن كريز

ابن بكّار في «النسب»: إنّه كان يُشبَّه بالنبيّ صلى الله عليه وسلم.(1).

وروى الحاكم في «مناقب الشافعي»، من طريق إياس بن معاوية ، عن أنس ابن مالك رحمه الله قال : كان النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم ذات يوم في فسطاط إذ جاء السائب بن عبيد ومعه ابنه فقال : من سعادة المرء أن يشبه أباه(2).

وهذا الابن هو شافع بن السائب ويمكن أن يعد في الأشباه أيضاً لهذا.

والباقون من الأشباه تتميماً للفائدة : آدم أبو البشر وإبراهيم أبو الأنبياء، وكابس بن ربيعة بن(3) عدي(4)، وعليّ بن عليّ بن نجاد بن رفاعة أبو إسماعيل الرفاعي اليشكري البصري(5)، وعبد الله بن أبي طلحة الخولاني، وثابت البناني وقتادة.

وبالتتبع ربما يوجد غيرهم لأن في بعض من زدته على شيخي كما اتفق له هو مع من قبله رحمة الله عليهم، والله أعلم.

وعن القاسم، عن (6)أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يقوم الرجل مقعدة : إلَّا عن بنو - بني هاشم فانهم لا يقومون لأحد»، أخرجه الطبراني في «الكبير» والخطيب في «جامعه»(7).

ص: 264


1- آورده ابن حجر في الإصابة : 23/3 رقم 3069
2- المصدر السابق
3- في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : 128/21-129: «كابس بن ربيعة بن مالك عديّ السامي البصري»
4- أورده الدارقطنى فى المؤتلف والمختلف : 1559/3.
5- اخرجه الذهبی قی تاریخ الاسلام: (وفیات سنة 161-170) ص 368، و میزان الاعتدال:3/ 147، والصفدی فی الوافی بالوفیات:21/ 331، والمزی فی تهذیب الکمال: 21/ 73، وابن حجر فی تهذیب التهذیب: 7/ 366.
6- فى المخطوطة «بن» والصواب ما أثبتناه.
7- أخرجه الطبراني في الكبير : 242/8 رقم 7946 ، وأخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع : 547/1 رقم ،802 والهيثمي في مجمع : 547/12 رقم 802، والهيثمي في مجمع الزوائد : 40/8 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 360

وعن جويبر، عن الضحاك ، عن ابن عبّاس انه قال : نحن أهل البيت شجرة النبوّة ومختلف الملائكة، وأهل بيت الرسالة. وأهل بيت الرحمة ومعدن العلم، رويناه في الرابع من «حديث» المخلص وسنده ضعيف.

وفيه أيضاً بسند ضعيف عن علىّ قال : نحن النجباء، وافراط الانبياء، وحزبنا حزب الله عزّوجلّ، والفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منّا والله أعلم(1).

ص: 265


1- أخرجه أحمد في الفضائل : «الحديث» 282 ص 203 ، وأخرجه الحافظ أبو طاهر المخلص المتوفى سنة 393 في الجزء الرابع من الفوائد المنتقاة عن الشيوخ العوالي انتقاء الحافظ أبي الفتح ابن أبى الفوارس ، وأخرجه الحافظ ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين الله برقم 1200 من طريق أبي طاهر المخلص ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 344

ص: 266

الباب الثامن

إكرام السلف لاهل البيت من الصحابة والمقتفين طريقهم فى الإصابة

عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر قال لعليّ رضي الله عنهما : والّذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليَّ أن أصل من قرابتي. أخرجه البخاري في غزوة خيبر من المغازي وغيرها من «صحیحه»(1).

وهذا قاله أبو بكر رضی الله عنه عن سبيل الاعتذار عن منعه لفاطمة رضي الله عنها ما طلبته من تركة النبيّ صلى الله عليه وسلم.

وعن عمر بن الخطاب رضی الله عنه أنه قال للعبّاس رضي الله عنهما: والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحبّ إليَّ من إسلام الخطاب، يعني والده لو أسلم ؛ لأن إسلامك كان أحبّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب.

وعن الليث بن سعد، عن أبي الأسود محمّد، عن عروة بن الزبير قال: ذهب عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما مع أناس من بني زهرة إلى عائشة رضي الله عنها وكانت أرق شئ عليهم ، لقرابتهم من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم(2).

ص: 267


1- أخرجه البخاري في صحيحه (فتح الباري): 493/7 برقم 4240, 4241 خيبر ، وأورده أيضاً عياض في الشفا : 607/2.
2- أخرجه البخاري في صحيحه ( فتح الباري) : 533/6 برقم 3503.

علّقه البخاري في مناقب قريش من «صحيحه»، ووصله بعده سواء، لكن القصد منه هنا، فقال : حدثنا عبدالله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثني أبي الأسود، عن عروة بن الزبير ، قال : كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أحب البشر إلى عائشة رضي الله عنها بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وكان أبرّ النّاس بها، وكانت لا تمسك شيئاً مما جاءها من رزق الله إِلَّا تصدقت به.

فقال ابن الزبير: ينبغي أن يؤخذ على يديها فقالت : أيؤخذ على يدي ؟ عَليَّ نذر إن كلمته فاستشفع لها برجال من قريش، وبأخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة ،

فامتنعت.

فقال له الزهريون (1)أحوال النبيّ صلى الله عليه وسلم ؛ منهم عبدالرحمن ب-ن الأسود بن عبد يغوث، والمسور بن مخرمة : إذا استأذنا فاقتحم الباب (2)ففعل فأرسل إليها بعشر رقاب فأعتقتهم، ثمّ لم تزل تعتقهم حتّى بلغت أربعين، وقالت : وددت أني جعلت حين حلفت عملاً أعمله فأفرغ منه(3).

وقال رزین بن عبيد : كنت عند ابن عبّاس رضي الله عنهما فأتى زين العابدين عليّ بن الحسين فقال له ابن عبّاس : مرحباً بالحبيب ابن الحبيب.

وعن الشعبي قال : صلى زيد بن ثابت رضی الله عنه على جنازة، ثمّ قربت له بغلته ليركبها، فجاء ابن عبّاس رضي الله عنهما فأخذ بركابه ، فقال زيد: خلّ عنه يا ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال : هكذا نفعل بالعلماء فقبّل زيد يد ابن عبّاس وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا(4).

وعن عبدالله بن حسن بن حسن قال اتيت عمر بن عبد العزيز رحمه الله في حاجة

ص: 268


1- ورد فى المخطوطة «الزهير»، والصواب ما أثبتناه من من صحيح البخاري.
2- في صحيح البخاري: «الحجاب».
3- أخرجه البخاري في صحيحه صحيحه (فتح الباري) : 533/6 - 534 برقم 3505.
4- أخرجه عياض في الشفا : 608/22 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 388.

لي ، فقال لي: إذا كانت لك حاجة فأرسل إليَّ أو اكتب بها فاني أستحي من الله أن يراك على بابي(1).

وعن أبي بكر بن عيّاش رحمه الله قال : لو أتاني أبو بكر، وعمر، وعليّ رضي الله عنهم، لبدأت بحاجة عليّ قبلهما (2)لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولان أخر من السماء إلى الأرض أحبّ إلىَّ من أن أقدمه عليهما(3).

أورد الثلاثة القاضي عياض في «الشفا». وأشار إلى أولها ابن عبدالبرّ في «جامع العلم»له، فإنه قال : ورويناه من وجوه ، عن الشعبي قال : صلى زيد بن ثابت رضی الله عنه على جنازة ثمّ قربت له بغلته ليركبها فجاء ابن عبّاس رضي الله عنهما فأخذ بركابه فقال له زيد : خلِّ عنه يا ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عبّاس : هكذا نفعل بالعلماء والكبراء(4).

قال ابن عبدالبرّ: وزاد بعضهم في هذا الحديث أن زيد بن ثابت كافأ ابن عبّاس على أخذه بركابه أن قبّل يده وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلی الله علیه و آله و سلم.

قال : وهذه الزيادة من أهل العلم مَن ينكرها، والجنازة كانت جنازة أمّ زيد بن ثابت، صلّى عليها زيد وكبّر أربعاً ، وأخذ ابن عبّاس بركابه يومئذ انتهى .

ونحو ثانيهما ما ثبت من حديث يعلى بن حكيم، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس

ص: 269


1- أخرجه عياض في الشفا : 608/2 ، والسمهودي في جواهر العقدين : 389.
2- في المخطوطة «قبلها» والصواب ما أثبتناه.
3- أخرجه عياض في الشفا : 610/2 .
4- قريب منه أخرجه الحاكم في المستدرك : 428/3 قال: حدثنا أبو عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ ، حدثنا أبو سعيد محمّد بن شاذان ، حدثنا أبو ،همام، حدثنا خالد بن حيّان، حدثنا عليّ بن عروة الدمشقي، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار أن ابن عبّاس وزيد بن ثابت شهدا جنازة ، فلما أراد زيد أن يركب أخذ ابن عبّاس بركابه فقال : تنح يا ابن أخي . فقال : هكذا يصنع بالعلماء

رضي الله عنهما أنه قال : إن كان يبلغني الحديث عن الرجل، يعني من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو قائل، فأتوسَّد ردائي على بابه فتسفي الري-ح ع-ل-ى وج-ه-ي التراب، فيخرج فيراني ، فيقول : يا ابن عمّ رسول الله ما جاء بك ؟ ألا أرسلت إليَّ فآتيك، فأقول : لا أنا أحق أن آتيك ، وذكر القصة(1).

وقالت فاطمة ابنة علىّ بن أبي طالب دخلت على عمر بن عبدالعزيز وه-و أمير المدينة فأخرج من عنده وقال : يابنت عليّ والله ما على ظهر الأرض أهل بيت أحبّ إليَّ منكم، ولأنتم أحبّ إليَّ من أهل بيتي(2).

وحكى صاحب «المجالسة» أن أبا عثمان النهدي رحمه الله(3)، وكان من ساكني الكوفة لمّا قتل الحسين بن عليّ رضي الله عنهما تحول إلى البصرة ، وقال : لا أسكن بلداً قتل فيها ابن بنت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم(4).

وعند القاضي عياض أن مالكاً رحمه الله تعالى لمّا تعرض له جعفر بن سليمان والي المدينة ونال منه ما نال، وحمل مغشياً عليه دخل عليه النّاس فأفاق ، فقال : أشهدكم أنّي قد جعلت ضاربي في حل. فسئل بعد ذلك ، فقال : خفت أن أموت فألقى النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم فأستحي منه أن يدخل بعض آله النّار بسببي.

وقيل : إن المنصور أقاده من جعفر فقال له مالك : أعوذ بالله ! والله ما ارتفع منها

ص: 270


1- أورده ابن حجر في المطالب العالية : 114/4 رقم 4104 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : 388 و 429 وفي هامشه : أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة : 315/1، وأخرجه الخطيب في الجامع : 158/1
2- الصواعق المحرقة : ص 146 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 389
3- هو : عبد الرحمن بن مل بن عمرو أبو عثمان النهدي الكوفي ، سكن البصرة ، مات سنة مائة ، تهذيب الكمال : 424/17 رقم 3968 .
4- أخرجه أبن سعد في طبقاته : 987 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق : 475/35 ترجمة أبي عثمان النهدي عبدالرحمن بن مل ، وأورده المزي في تهذيب الكمال : 427/17.

سوط عن جسمي إلَّا وقد جعلته في حلّ لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم(1).

وفي «المجالسة» من طريق المدائني قال : بينما محمّد بن عليّ بن الحسين في فناء الكعبة أتاه أعرابي فقال له : هل رأيت الله حيث عبدته؟ فأطرق وأطرق من كان حوله، ثمّ رفع رأسه إليه : «فقال : ما كنت أعبد شيئاً لم أره» فقال : وكيف رأيته ؟ قال : «لم تَرَه الأبصار بمشاهدة العيان، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالنّاس، معروف بالآيات منعوت بالعلامات، لا يجور من قضيته بان من الأشياء وبانت الأشياء منه، ليس كمثله شيء، ذلك الله لا إله إلَّا هو» فقال الأعرابي : «الله أعلم حيث يجعل رسالاته». وكذا فيها من طريق المدائني أيضاً قال: قارف الزهري ذنباً فاستوحش من ذلك فهام على وجهه، فقال له زين العابدين عليّ بن الحسين: «يازهري، قنوطك من رحمة الله الّتي وسعت كل شيء أعظم عليك من ذنبك». فقال الزهري :«الله يعلم حيث يجعل رسالاته» فرجع إلى أهله وماله(2).

وقال الواقدي : حدّثني أبو سبرة(3)، عن سالم مولى أبي جعفر، قال : كان هشام ابن إسماعيل يؤذي زين العابدين عليّ بن الحسين وأهل بيته ، يخطب بذلك وينال من عليّ، فلمّا ولي الوليد بن عبدالملك عزله وأمر به أن يوقف للنّاس، وكان يقول : لا والله ما كان أحد من النّاس أهم إليَّ من زين العابدين كنت أقول : رجل صالح يسمع قوله فوقف للنّاس فجمع زين العابدين ولده وعامته ونهاهم عن التعرض له قال : وغدا ماراً فما عرض له فناداه إسماعيل «الله يعلم حيث يجعل رسالاته»(4).

ص: 271


1- أخرجه عياض المتوفى سنة 544 ، في 54 ، في الشفا : 610/2 .
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 391
3- كذا في الأصل ، وفي تأريخ الاسلام : ابن أبي سمرة
4- أخرجه ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق : 82/27 في ترجمة هشام والذهبي فی تاريخ الإسلام : وفيات -(100-81)ص 215 ، وفيه : فناداه هشام بدل إسماعيل

أخبرني الشيخان أبو محمّد بن الجمال إبراهيم اللخمي بقراءتي عليه غير مرة بمكّة شرفها الله تعالى، والجمال بن النجم الحموي سماعاً ، قال : الأوّل أنبأنا أبى قال : أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن يعقوب الحلبي سماعاً ، وأبو النون العسقلاني أذناً . قال أوّلهما: أنبأنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر، قال : هو والعسقلاني أنبأنا أبو الحسن بن المقير، قال العسقلاني أذنا: عن أبي الفضل محمّد بن ناصر السلامي الحافظ، وقال شيخنا الثاني: أنبأنا أبو الفداء بن أبي العبّاس اليعلى مشافهة، وسارة بنت التقي بن عبد الكافي (1)سماعاً، قالت : أنبأنا والدي قال : هو واليعلى : حدثنا أبو العبّاس أحمد بن أبي بكر بن حامد الأرموي قال اليعلى أذنا : أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكّي الطرابلسي، أنبأنا جدّي لأمي الحافظ أب--و طاهر السلفي قال هو وابن ناصر : أنبأنا أبو الحسين المبارك ب-ن ع-بدالجبار الصيرفي، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن عليّ الوراق ، أنبأنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمّد عبد الله بن طيفور البصري اللغوي قال: قرأت

على أبي عبدالله محمّد بن أحمد بن يعقوب المتولي بالبصرة، وأبي الحسين محمّد ابن محمّد بن جعفر بن لنكك اللغوي مفترقين، قال: حدثنا أبو عبدالله محمّد بن زكريّا بن دينار، حدثنا عبيد الله بن محمّد يعني ابن عائشة ،حدّثني أبي وغيره قال : حج هشام بن عبدالملك في زمن عبدالملك (أو) الوليد، فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه ، فنصبوا له منبر(2)، وجلس عليه ينظر إلى النّاس ومعه أهل الشام إذ أقبل زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عنهم من أحسن النّاس وجهاً وأطيبهم أرجاً فطاف بالبيت فكلّما بلغ إلى

ص: 272


1- هي : سارة بنت الشيخ الإمام العلامة القاضي تقي الدين عليّ بن عبد الكافي بن يحيى بن تمام السبكي ، ولدت سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ] ، ولها إجازة من المزي، والذهبي و .... توفيت بالقاهرة سنة 805ه- . انظر المجمع المؤسس لابن حجر العسقلاني : ج 610/1 رقم 99 .
2- هكذا ورد في المخطوطة، والصحيح : «منبراً»

الحجر تنحى له النّاس حتّى يستلمه فقال رجل من أهل الشام من هذا الّذي قد ها به النّاس هذه الهيبة ؟ فقال هشام لا أعرفه: مخافة أن يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق حاضراً فقال الفرزدق : لكنّي أعرفه قال أهل الشام : من هو أبا فراس قال :

هذا الّذي تعرف البطحاءُ وطأته *** والبيت يعرفه والحلُّ والحرمُ

ه-ذا ابنُ خ-ي-ر عباد الله كلِّهم***هذا التقي النقي الطاهرُ العلمُ

إذا رأته قريش قال قائلها***إلى مكارم ه--ذا ينمى الکرمُ

یُنمی الی ذروة العِزّ الّتي قصرت*** عن نيلها عرب الإسلام والعجمُ

یکاد يمسكه عرفان راحته***ركنُ الحطيم إذا ما جاء يستلم

يُغضي حياء ويُغضي من مهابته *** ولا يكلم إلَّا حسین یبتسم

مَن جدّه دان فضل الأنبياء له *** وفضل أمته دانت لها الأمم

ينشق نور الهدى عن نور غرته *** كالشمس پنجاب عن إشراقها القتم

مشتقة من رسول الله نبعته *** طابت عناصره والخِيمُ والشّيمُ

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله *** بجدّه أنبياء الله قد خُتموا***

الله شرفَهُ قِدْماً وفضله *** جرى بذاك له في لوحه القلمُ وليس قولك من هذا؟ ب--ض-ائره*** العرب ت-ع-رف م-ن أنكرت والع-ج-م

كلتا يديه غياث عمَّ نفعهما *** يستوكفان ولا يعروهما العدم

سهل الخليقة لا تُخشى بوادره*** یزینه اثنان حسن الخلق والكرم

حمال أثقال أقوام إذا افتُدِحوا***حلو الشمائل تحلو عنده نَعَمُ

لا يخلف الوعد میمون نقيبته***حب الفناء أريب حين يعتزم

عمّ البرية بالإحسان فانقشعت***عنها الغياهبُ والإملاقُ والعدمُ

من معشر بهم دين وبغضهم *** كفر و قربهم منجىُّ ومعتصم

ص: 273

إن عُدَّ أهل التقى كانوا أئمتهم *** أو قيل : من خير أهل الأرض ؟ قيل : هُمُ

تطيع ج---واد ب-ع-د غ--ايتهم*** ولا ي------دان--يهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت***والأسدُ أسد الشرئ والبأس محتدم

لا ينقص العسر بسطاً من أكفهم***سيّان ذلك : إن اثروا وإن عدموا

يستدفع السوء والبلوى بحبهم*** ویستربُّ به الإحسان والنعم

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم***في كل بَدءِ ومختومٌ به الكلم

يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم ***خيم كريم وأي-د ب-الندى هضم

أي الخلائق ليست في رقابهم ***لأوليّة هذا أوْ لَهُ نِعَمُ

من يعرف الله يعرف أولية ذا *** فالدين (1)من بيت هذا ناله الأمم

قال : فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكّة والمدينة وبلغ ذلك زين العابدين، فبعث اليه باثني عشر ألف درهم ، وقال : أعذر أبا فراس فلو ك--ان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به فردها الفرزدق وقال : يا ابن بنت رسول الله ماقلت الّذي قلت إلَّا غضباً الله عزّوجل، ولرسوله صلی الله علیه و آله و سلم، وما كنت لأرزاً عليه شيئاً ، فقال: شكر الله لك (2)ذلك. غير انا أهل بيت إذا أنفذنا أمراً لم نعد فيه فقبلها وجعل يهجو هشاما وهو في الحبس فكان مما هجاه به:

ويحبسني بين المدينة والّتى*** إليها قلوب النّاس يهدي منيبها

بقلب رأساً لم يكن رأس سيد ***وعينا له حولاء بادِ عيوبها(3)

قبعث فأخرجه.

ص: 274


1- ورد في المخطوطة «والدين» والصواب ما أثبتناه.
2- كذا في الأصل ولعل الصواب شاكر الله لك».
3- رواها أيضاً العيني في شرح الشواهد الكبرى : ج 2 ص 513 ، ورواها أيضاً ابن نباتة المصري في شرح رسالة ابن زيدون بهامش الغيث المنسجم للصفدي : ج 2 ص 163.ورواها عبد الرحمن ابن الجوزي في كتاب صفة الصفوة : ج 2 ص54. ورواها مسندةً عبدالوهاب بن تقي الدين الشافعي السبكي في كتاب الطبقات الشافعية : 291/1، ورواها ابن العماد الحنبلي في كتاب شذرات الذهب : ج 1 ص 142. ورواها اليافعي في كتاب مرآة الجنان : ج 1 ص 239. ورواها ابن خلكان في ترجمة الفرزدق من كتاب وفيات الأعيان : ج 6 ص 95 . ورواها الكنجي الشافعي بعد ذكر ما جرى على الإمام الحسين علیه السلام في عنوان : «فرع في ذكر الأئمة علیهم السلام» من كتاب كفاية الطالب : ص 303. ورواها الدميري في مادة : «الأسد» من كتاب حياة الحيوان. ورواها السيوطي في شرح شواهد كتاب المغني : ص 249 ط مصر. ورواه السيّد عليّ خان المدنيّ قدس الله نفسه في ترجمة الفرزدق من كتاب الدرجات الرفيعة ص 549 . وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة الإمام عليّ بن الحسين علیهما السلام. والحديث رواه مع الأبيات مسنداً أبو عمر و الكشي رحمه الله في ترجمة الفرزدق تحت الرقم : (61) من اختيار رجاله : ص 118 ورواه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري في الحديث : «234» من كتاب الاختصاص ص 191 ط 2. وأورده الخفاجي في تفسير آية المودّة : ص 86. ورواه الشيخ المفيد رحمه الله في سيرة ة الإمام زين العابدين عليه السلام من كتاب الإرشاد : ص 176. ورواه المجلسي في سير سيرة الإمام زين العابدين علیه السلام من بحار الانوار: ج 46 ص 422 . ورواه السيّد المرتضى رضي الله تعالى عنه في أماليه : ج 1 ص 67-69 .ورواه قطب الدين الراوندي في كتاب الخرائج والجرائح : 267/1 رقم 10 ورواه ابن شهر آشوب رحمه الله نقلاً عن كتاب حلية الأولياء، والأغاني، الحماسة وغيرها كما في باب فضائل الإمام زين العابدين علیه السلام من مناقب آل أبي طالب : ج 3 ص 306. ورواها الخطيب التبريزي في شرح ديوان الحماسة : ج 2 ص 28 والطبراني في الكبير : 101/3 رقم 2800 ، والسمهودي في جواهر العقدین: ص 392-394. وللحديث والأبيات مصادر كثيرة وأسانيد جمة جداً .

ص: 275

ص: 276

الباب التاسع

مكافأة الرسول علیه السلام لمن أحسن إليهم في يوم القيامة

عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ علیه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يداً،كافيته عنها يوم القيامة»، أخرجه الجعابي في «الطالبيين».

ورواه الثعلبي في «تفسيره» بسند فيه عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي، وهو كذاب، بلفظ :«من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها إذا لقيني يوم القيامة، وحرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي و آذاني في عترتي»(1).

وهو عند الطبراني في «الأوسط» من حديث أبان بن عثمان، سمعت عثمان بن عفان رضی الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من صنع إلى أحد من ولد عبدالمطلب يداً ، فلم يكافئه بها في الدنيا فعليَّ مكافأته غداً إذا لقينى»(2).

وللديلمي من حديث عبدالله بن أحمد بن عامر، عن أبيه ، عن عليّ الرضا،

ص: 277


1- أورده الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 179، ورواه الحموئي في فرائد السمطين : 278/2
2- أخرجه الطبراني في الأوسط : 265/2 برقم 1469 ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد.كتاب المناقب - باب في فضل أهل البيت 173/9 وأورده السمهودي في جواهر العقدين :ص 360. وقريباً منه رواه الحموئي في فرائد السمطين : 278/2 ، وأورده الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 179.

عن أبيه موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمّد الباقر ، عن أبيه زين العابدين عليّ، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب رضی الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :نأربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه» وسنده ضعيف جداً(1).

ص: 278


1- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 360 ، وأورده الهندي في كنز العمال : /100/12 برقم 34180 ، كلهم عن الديلمي، ورواه الحموئي في فرائد السمطين : 277-279/2 رقم 540 و 541 ، ورواه المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 18 ، وأورده ابن حجر في لسان الميزان : 13/3 رقم 3271 في ترجمة داود بن سليمان . ورواه الشيخ الصدوق بأسانيد في الباب : (26 و 31) من كتاب عيون الأخبار : ج 1 ص 202 وفي ج 2 ص 24 ، وأورده الخفاجي الحنفي في تفسير آية المودّة : ص 179 - 180

الباب العاشر

إشارة المصطفى بما حصل بعده عليهم من القتل والشدة

عن إسماعيل بن رافع، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن أهل بيتي سيلقون(1) بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً، وإن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أميّة، وبنو المغيرة، وبنو مخزوم». رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه(2).

قلت: وهذا من عجائبه فالجمهور على ضعف إسماعيل.

وعن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود رضی الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلمّا رآهم النبيّ صلى الله عليه وسلم، اغرورقت عيناه وتغير لونه، قال: فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه(3)، فقال: «إنا أهل بيت أختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً شديداً وتطريداً، حتّى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود، فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا ، فلا يقبلونه حتّى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطاً كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم،

ص: 279


1- ورد في المخطوطة «سيلقوني» وما أثبتناه من مستدرك الحاكم .
2- أخرجه الحاكم في المستدرك: ج 4 ص 487. وأورده السمهودي في جواهر العقدين: ص 397.
3- ورد في المخطوطة «تكرهه» ولعل الصواب ما أثبتناه

فليأتهم ولو حبوّا على الثلج، رواه ابن ماجة(1).

وعن عبدالله بن شرحبيل بن حسنة، حدّثني عمرو بن العاص رضی الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على المنبر فقال: «إن أوّل النّاس فناءً قريش» أو نحو هذا «أهل بيتي». أخرجه الطبراني في «الكبير» وأبو يعلى.

وعند ابن عساكر في مقدمة «تاريخ دمشق» من حديث أبي ذر رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أوّل النّاس هلاكاً قريش وأوّل قريش هلاكاً أهل بيتى»(2).

وللطبراني في «الأوائل» له من حديث مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أوّل النّاس هلاكاً قومك» قالت قلت : يارسول الله(3)كيف ؟ قال : «سيحلهم الموت ويتنافس فيهم» قلت : فما بقاء النّاس بعدهم ؟ قال :«بقاء الحمار إذا كسر صلبه على الشام ثمّ تكون بينهم وقعة بقرقيسيا تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ثمّ ينفتق عليهم فتق من خلفهم فتقبل طائفة منهم حتّى تدخل أرض خراسان ويقتلون شيعة آل محمّد بالكوفة ثمّ يخرج أهل خراسان في طلب المهدي»، أخرجه الحاكم في «صحيحه».

ص: 280


1- أخرجه ابن ماجة في سننه : ج 2 ص 1366 رقم 4082 ، وقريباً منه أخرجه الحاكم في المستدرك: ج 4 ص 464 . وقريباً منه أخرجه الطبراني في الكبير : 10 / 85 برقم 10031 ، و ص 88 برقم 10043. ورواه ابن عدي في الكامل : 228/4 رقم 1046 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 306 و 397 و 398 وقريباً منه أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة : ص 619 برقم 1499
2- أخرجه الديلمي في الفردوس :1/ 72 رقم 92، وفي الهامش : وذكره في الجامع الصغير: 82/3، ومحاضرة الأوائل : ص 144 عن أوائل السيوطي قال في فيض القدير : 82/3. وأورده السمهودي في جواهر العقدين: ص 398 وفي الهامش : أخرجه ابن عساكر في تاریخه : 87/1 (التهذيب).
3- في المخطوطة «يرسول الله» ولعل الصواب ما أثبتناه.

الباب الحادى عشر

التحذير من بغضهم وعداوتهم، والتنفير من سبهم ومساءتهم

قد تقدم في باب المحبة حديث أنس رضی الله عنه «من أبغض أحداً من أهل بيتي فقد حرم شفاعتي»(1).

وحديث جابر مرفوعاً «لم يبغضنا إلّا منافق شقي»(2).

و حديث جرير: «من مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة مكتوب بين عینیه آيس من رحمة الله»(3).

وقول الحسين بن عليّ «من عادانا فلرسول الله عادى»(4).

وقول عبدالله بن حسن :كفى بالمبغض لنا بغضاً أنسبه (5)إلى من من يبغضنا(6).

ص: 281


1- أورده ابن الجوزي فى الموضوعات 320/1 ط دار الكتب العلمية ، وفى الهامش أورده أيضاً تنزيه الشريعة: 413/18 ، والفوائد المجموعة : 395 ، واللآلىء : 405/1 . ورواه ابن عديّ في الكامل : 264/4 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين: ص 342. أقول : تقدم تخريجه.
2- قريباً منه أورده السمهودي في جواهر العقدين: ص 341 ، والخفاجي في تفسير آية المودّة: ص 156
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين: ص 341، وأورده الحموئي في فرائد السمطين: 256/2
4- أورده السمهودي في جواهر العقدين: ص 341
5- ورد في الأصل «انه» والصواب ما أثبتناه .
6- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 341

وعن جعفر بن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «والّذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلّا أدخله الله النّار».أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم(1).

وأخرجه ابن حبّان في صحيحه من حديث سليم بن حيّان، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبغضنا أهل البيت رجل إلّا أدخله الله النّار» (2)وترجم عليه : ايجاب الحلول في النّار، لمبغض أهل بيت المصطفى صلی الله علیه و آله و سلم(3).

وعند الديلمي في «مسنده» عن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه

قال: «من أبغضنا فهو منافق»(4).

ص: 282


1- أخرجه الحاكم في المستدرك : 150/3 ، وذكره الذهبي في التلخيص وسكت عنه . 150/3 وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 341، والخفاجي الحنفي في تفسير آية المودة : ص 159 وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 296/7 ، وأخرجه البزار : (3348) في آخر ، حديث ، عن إسحاق بن إبراهيم، عن داود بن عبد الحميد، عن عمرو بن قيس ، عن عطية ، عن أبي سعيد
2- أخرجه ابن حبان في صحيحه : 435/15 رقم 6978
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 341 .
4- ورد في فضائل أحمد في الحديث : (248) من مناقب أمير المؤمنين : ص 176 ، وفي : الهامش : والحديث أورده ابن حجر في أشرف الوسائل وابن حجر في الصواعق : ص 104 ، وأخرجه الحافظ السلفي في الجزء السابع من الطيوريات باسناده عن أبي سعيد ، الورقة 135 ب نسخة الظاهرية رقم 1120 وفيه : أكبه الله عزّوجلّ على وجهه فى النار . وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 18 ، وابن كثير في وسيلة المآل ، والقسطلاني في المواهب اللدنية : 2/ 123 كلهم عن أحمد في المناقب، والديلمي في الفردوس ، ورواه أيضاً ابنه في مسند الفردوس الورقة: 135 عن أبي علي الحداد عن الحافظ أبي ، ، عن عبدالله بن حكيم ، عن الحجاج .وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 341 ، والخفاجي في تفسير آية المودّة: ص 159-160.

ولفظه عند أحمد في «المناقب» «من أبغض أهل البيت فهو منافق منافق»(1).

ولأبي بكر بن يوسف بن البهلول من طريق طلحة بن مصرف رحمه الله قال : كان يقال بغض بني هاشم نفاق(2).

وعن الحسن بن عليّ رضي الله عنهما أنه قال لمعاوية بن خديج رحمه الله : يا معاوية، إياك وبغضنا، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال]:

«لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلّا ذيد عن الحوض يوم القيامة بسياط من النّار». أخرجه الطبراني في «الأوسط» وسنده ضعيف(3).

وعن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم ارزق من أبغضني وأهل بيتي كثرة المال والعيال كفاهم بذلك أن يكثر مالهم، فيطول حسابهم، وأن يكثر عيالهم فتكثر شياطينهم»، أورده الديلمي وابنه معاً بلا اسناد(4).

وقد بينت على تقدير ثبوته مع إيراد نحوه من الأحاديث الجمع بينهما وبين

ص: 283


1- أنظر المصدر السابق في هامش صفحة 284 رقم 6
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين: ص 341.
3- أخرجه الطبراني في الأوسط : 203/3-204 برقم 2426 ، وأخرجه أيضاً في الكبير : 3/ 81 برقم 2726 ، وقريباً منه في ص 91 برقم 2758 من الكبير وأورده الخفاجي في تفسير آية المودّة : ص 160 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : 172/9. وقريباً منه أخرجه الحاكم في المستدرك : 138/3 :هذا وقد أخرج الحفاظ وأئمة الحديث في الصحاح والسنن والمسانيد من وجوه وطرق كثيرة عن جماعة من الصحابة بألفاظ متقاربة والمعنى واحد ان النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «ليذادن أناس من أصحابي عن الحوض كما تذاد الغريبة من الإبل»، وفي مسند أحمد : 300/2 0454،408
4- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 344 ، وبهامشه : أخرجه الديلمي في الفردوس : 492/12 برقم (2007)

دعائه صلی الله علیه و آله و سلم لخادمه سيدنا أنس رضی الله عنه بكثرة المال والولد من كتابي «السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم».

وعن جابر رضی الله عنه أنه صلی الله علیه و آله و سلم قال : «من أبغضنا أهل البيت حشره الله صلى الله عليه وسلم أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً وإن شهد أن لا إله إلّا الله» أخرجه الطبراني في «الأوسط»(1)، والعقيلي فی «الضعفاء» بسند مظلم(2)، والخطيب بآخر فيه كذَّاب، ولذلك حكم ابن الجوزي بوضعه(3)، بل سبقه العقيلي ، فقال : إنه ليس له أصل.

وعن عطاء بن أبي رباح وغيره من أصحاب ابن عبّاس، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :«يابني عبدالمطلب إني سألت الله لكم ثلاثاً : أن

ص: 284


1- أخرجه الطبراني في الأوسط : 13/5 برقم 4014 قال : حدثنا علي بن سعيد الرازي ، قال حدثنا حرب بن حسن الطحان ، قال : حدثنا حنان بن سدیر الصيرفي، قال : حدثنا شريف (سديف) المكي ، قال : حدثنا محمّد بن عليّ بن الحسين - وما رأيت محمّديّاً قط يعدله - قال : حدثنا جابر بن عبدالله الأنصاري قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته وهو يقول : «أيّها النّاس من النّاس من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديّاً، فقلت : يارسول الله وإن صام وصلى ؟ قال : وإن صام وصلى، وزعم أنه مسلم...» أقول : ولم يذكر الطبراني «وإن شهد أن لا إله إلا الله»
2- أخرجه العقيلي في الضعفاء : 2/ 180 رقم 701 بالإسناد واللفظ الّذي ذكره الطبراني. ورواه ابن عساكر في ترجمة سديف من تاريخ دمشق : 148/20 رقم 2397
3- وأورده ابن الجوزي في الموضوعات :1/ 321-322 وأورده الذهبي في ميزان الإعتدال : 115/2-116 ، وابن حجر في لسان الميزان : 224/3 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 345 ، والسيوطي في اللآلىء المصنوعة : 406/1 ثمّ قال : قال الخطيب : أنبأنا الحسن بن الحسين النعالي ، أنبأنا أحمد بن عبدالله بن نصر الدارع ، حدثنا زيد بن عليّ بن الحسين العلوي، والحسن بن محمّد بن سعدان الكوفي قالا: حدثنا ابن قتادة ، عن عمارة بن زيد، حدثنا بكر بن جارية ، عن أبيه ، عن عاصم بن عمر ، عن محمود بن لبيد ، عن جابر مرفوعاً: «من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديّاً وإن شهد أن لا إله إلّا الله».

يثبت (1). قائمكم وأن يهدي ضالكم وأن يعلم جاهلكم، وسألت الله أن يجعلكم جوداً، نجباء، رحماء، فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلى وصام، ثمّ لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمّد صلی الله علیه و آله و سلم دخل النّار». أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم(2).

وقوله : صفن بالمهملة ثمّ فاء خفيفة وآخره نون: أي جمع بين قدميه، ووقع رواية «صف قدميه» وكذا فيها : نجد، أبدل، نجباء وهي من النجدة الشجاعة وشدة البأس(3).

وعن إبراهيم بن عبدالله بن حسن، عن أبيه، عن أمّه فاطمة، عن أبيها الحسين رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من سبّ أهل بيتي فأنا بريء منه والإسلام»(4)أخرجه الجعابي في «الطالبيين»(5).

وعن عبيدالله(6)، وعمر ابني محمّد بن علي، عن أبيهما، عن جدّهما، عن عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من آذاني في عترتي فعليه لعنة الله»، أخرجه الجعابي أيضاً(7).

وعند الديلمي في «مسنده» (8)من حديث سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة،

ص: 285


1- ورد في الأصل «يثيب» والصواب ما أثبتناه
2- أخرجه الحاكم في المستدرك : 148/3 ، وذكره الذهبي في التلخيص وقال على شرط مسلم، وأورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 15 وقال : أخرجه الملا في سيرته وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 345
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 345
4- ورد في المخطوطة : من سب أهل بيتي فانما يريد وللاسلام والصواب ما أثبتناه
5- أخرجه السمهودي في جواهر العقدين : ص 247.
6- كذا ورد في المخطوطة ولعل الصواب «عبدالله»
7- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 346
8- ورد فى المخطوطة: «سنده» ولعل الصواب ما أثبتناه

عن عليّ الله رفعه : «من آذاني في أهلي فقد آذى الله عزّوجلّ».(1).

وعند المحبّ الطبري، عن عليّ رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إن الله الجنة على من ظلم أهل بيتي، أو قاتلهم أو أعان عليهم ، أو سبهم»(2).

وعزاه لعليّ بن موسى وهو عند الديلمي بلا إسناد بلفظ «حرمت الجنّة» وذكره(3).

وفي الباب عدة أحاديث كحديث إسماعيل بن عبيد بن رفاعة بن رافع، عن أبيه، عن جدّه الله أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :

«يا أيّها النّاس إن قريشاً أهل، أمانة فمّن بغاهم العوائر أكبه الله عزّوجلّ لمنخريه مرتين»، رواه الشافعي والبيهقى(4).

وفي لفظ عنده: «إن قريشاً أهل وأمانة، من بغاهم العواثر أكبه(5) الله عزّوجلّ لوجهه يوم القيامة »(6).

وحديث سعد رضی الله عنه وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: «مَن يرد هوان قريش أهانه الله عزّوجلّ»، ترجم عليهما البيهقي رحمه الله في كتاب مناقب إمامنا الشافعي» بقوله : ما

ص: 286


1- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 346 ، وبهامشه : أخرجه الديلمي في الفردوس : برقم 2314
2- أورده المحب الطبري في ذخائر العقبى : ص 20 ، وأورده أيضاً عنه السمهودي في جواهر العقدين : ص 347.
3- أورده المحبّ الطبري في ذخائر العقبى : ص 20 ، وأورده أيضاً 20 ، وأورده أيضاً عنه السمهودي في جواهر العقدين : ص 347.
4- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 348 ، وبهامشه : انظر : مناقب الشافعي للبيهقي : 60/1، 61 .
5- ورد في الأصل «كبه» ولعل الصواب ما أثبتناه .
6- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 348 ، وبهامشه: انظر : مناقب الشافعي للبيهقي : 61،60/1.

حضرني فيمن آذى قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أراد هوانهم أو بغاهم العواثر، مع ما فيه من البيان إن قريشاً أهل أمانة وأن رحم النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم موصولة في الدنيا والآخرة وأن سببه ونسبه لا ينقطعا.(1).

وللطبراني في «الدعاء» من حديث عبيد الله بن عبدالرحمن بن موهب، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «خمسة، أو قال ستة لعنتهم وكلّ نبيّ مجاب ، الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل محارم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك السنّة»(2).

ص: 287


1- انظر المصدر السابق، وكلمة « ينقطعا » هكذا في المخطوطة والظاهر الصحيح «ينقطعان»
2- أخرجه الطبراني في الدعاء : ص 578 برقم 2090 قال : حدثنا أحمد بن شعيب ، أبو عبد الرحمن النسائي ، أنبأ قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبدالرحمن بن أبي الموال ، عن عبيد الله بن عبدالرحمن بن موهب ، عن عمرة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ستة لعنتهم وكلّ نبيّ مجاب الزائد في كتاب الله عزّوجلّ، والمكذب الله والمتسلط بالجبروت ليعز بذلك من أذلّ الله ويذل من أعزّ الله، والمستحل محارم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله ، والتارك السنّة». وأخرجه الترمذي : (2154) في القدر : باب رقم (17) عن قتيبة، بهذا الإسناد ، ورواه سفيان الثوري، وحفص بن غياث ، وغير واحد، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عليّ بن حسين، عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم مرسلاً، وهذا أصح. وأخرجه ابن أبي عاصم في السنّة : (44) و (337)، والطحاوي في مشكل الآثار : 252/4 رقم 3793 ، وأخرجه ابن حبّان : 60/13 برقم 5749 . وأخرجه الحاكم في المستدرك : ج 1 ص 36 وقال : وهذا حديث صحيح الإسناد ولا أعرف له علة ، ولم يخرجاه . وذكره الذهبي في التلخيص وسكت عنه ، وأخرجه أيضاً الحاكم في : ج 2 ص : 525. وأخرجه أيضاً في : ج 4 ص 90 وقال : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. وأورده البيهقي في الشعب : 443/3، وأخرجه الطبراني في الكبير : 126/3 برقم 2883، وأخرجه أيضاً في الأوسط : 398/2 برقم 1688، والهيثمي في مجمع الزوائد : 205./7 وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 346.

وفي «الشفا» أنه لو قال لرجل من بني هاشم : لعن الله بني هاشم وقال : أردت الظالمين منهم أو قال لرجل من ذريّة النبيّ صلى الله عليه وسلم قولاً قبيحاً في آبائه، أو من نسله، أو ولده على علم منه أنه من ذريّة النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم تكن قرينة في المسألتين تقتضي تخصيص بعض آبائه وإخراج النبيّ صلى الله عليه وسلم فمن سبه منهم يقتل انتهى(1).

وفي حوادث سنة اثنين (2)وأربعين وثمانمائة من تاريخ شيخنا رحمه الله أن القاضي بهاء الدين الأخنائي المالكي حكم بحضرة مستنيبه بقتل بخشباي الأشرفي حداً لكونه لعن أجداد القاضي حسام الدين بن حريز بعد أن قال له : أنا شريف، وجدّي الحسين بن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم(3)، واتصل ذلك بقاضي الاسكندرية فاعذر، ثمّ ضربت عنقه فنسأل الله التوفيق.

ص: 288


1- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 347، وبهامشه : انظر الشفا للقاضي عياض : 227/2
2- ورد في المخطوطة : «اثنين»، والصحيح اثنتين»
3- أورده ابن حجر في إنباء الغمر بابناء العمر : 49/9 ((حوادث سنة 842) .

خاتمة

تشتمل على أمور مهمة أحدها ينبغي التحرز عن الإنتساب إليه إلّا بحق، فقد روى البخاري في مناقب قريش من صحيحه من طريق عبدالواحد بن عبدالله النصري : سمعت واثلة بن الأسقع رضی الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن من أعظم الفري أن يدّعى الرجل إلى غير أبيه ، أو يُرى عينه ما لم تر(1)، ويقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل»(2).

ومن طريق يحيى بن يعمر ، عن أبي الأسود الدؤلي (3)عن أبي ذر رضی الله عنه أنه عن ابي سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول :«ليس من رجل ادّعى لغير أبيه وهو يعلمه إلّا كفر، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده النار»(4).

ص: 289


1- في الأصل: «ترى»، وما أثبتناه من البخاري
2- أخرجه البخاري في صحيحه كما في فتح الباري) : 540/6 برقم 3509 ، وقريباً منه أخرجه الطبراني في الكبير : 70/22 برقم 171 ، وص 73 برقم 180 ، وأخرجه أحمد في 180 مسنده : 106/4 ، وأخرجه الشافعى في الرسالة : (1090) وقريباً منه أخرجه ابن حبّان في صحيحه : 215/2 برقم 32 من طريق معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد عن واثلة بن الأسقع، وأخرجه أحمد : 490/3, 491 ، والطبراني في الكبير : 68/22 برقم 164 بالإسناد الّذي أخرجه ابن حبّان ، وأخرجه أحمد في مسنده : 107/4 من طريق سعيد بن أيوب، عن محمّد بن عجلان، عن النضر بن عبد الرحمن بن عبدالله، عن واثلة
3- هو ظالم بن عمرو ، ويقال : الديلي قاتل يوم الجمل مع عليّ ، وكان من وجوه الشيعة ، تاريخ الإسلام وفيات سنة 61 - 80 ص 276.
4- أخرجه البخاري في صحيحه كما في فتح الباري) : 539/6 برقم 3508

وكذا أخرجه مسلم في «صحيحه»(1)، وللبخاري أيضاً في الفرائض من «صحيحه» من طريق خالد الحذاء، عن أبي عثمان هو النهدي، عن سعد بن أبي وقاص رضی الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «من ادّعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنّة عليه»(2).

وأخرجه ابن ماجة من حديث عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، قال : سمعت سعداً، وأبا بكرة رضي الله عنهما وكل واحد منهما يقول : سمعت أذناي، ووعا قلبي محمّداً صلی الله علیه و آله و سلم يقول فذكره(3).

وله حديث عبدالله بن عثمان بن خثيم. عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس

ص: 290


1- أخرجه مسلم : 1/ 79 برقم 112.
2- أخرجه البخاري كما في (فتح الباري) : 54/12 برقم 6766، وأخرجه ابن حبّان : 158/2 برقم 415، وأخرجه أحمد : 46/5 ، ومسلم (63) (114) في الإيمان : باب بيان حال : من رغب عن أبيه وهو يعلم ، عن عمر و الناقد ، والبيهقي في السنن : 403/7 من طريق عمرو بن عون ، عن هشيم ، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي ، عن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه أحمد : 169/1 ، عن هشام ، وأبو عوانة : 30/1 من طريق إسماعيل بن علية كلاهما ، عن خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي
3- أخرجه ابن ماجة في سننه : 2/ 870 برقم 2610 في الحدود : باب من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه. وأخرجه الطيالسي : (199) ، عن ثابت أبي زيد، وسلام بن سليم ، وأح-م-د : 1 / 174 و 179 و 38/5 ، وأبو عوانة : 30/2 من طريق إسماعيل بن عليّة، وأحمد: 174/1 ، والبخاري (4326) و (4327) في المغازي : باب غزوة الطائف، وأبو عوانة : 29/1 ، والدارمي 244/2 و 343، والبغوي في شرح السنة : (2376) ، من طريق شعبة ، وأحمد: 174/1 من طريق سفيان، ومسلم : (63)(115) ، وأبو عوانة : 29/1 من طريق أبي معاوية ، ويحيى بن زكريا ابن أبي زائدة ، وأبو داود (5113) في الأدب باب الرجل ينتمي إلى غير مواليه ، من طريق زهير ، كلهم عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، به . وأخرجه الطيالسي : (885) عن طريق عاصم الأحول ، عن أبي عثمان ، عن أبي بكرة. وأخرجه جه الطبراني في الأوسط : 412/4 برقم 3695

رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين»(1).

وللطبراني في «الأوسط» من طريق عبد الله بن سخبرة، عن أبي بكر الصديق رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من ادَّعى نسباً لا يعرف كفر بالله، وانتفاء من نسب وإن دق كفر بالله»(2).

ومن طريق قيس بن أبي حازم سمعت أبا بكر الصديق رضی الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه.

ومن الطريق الثاني أخرجه البزار في «مسنده» وللطبراني أيضاً في «الأوسط» «والصغير» معاً.

وكذا ابن ماجة من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «کفر بامرىء ادّعاؤه إلى نسب لا يعرف، وجحده وإن دق»(3).

وكذا هو عند أحمد : «كفر تبرؤ من نسب وإن دق أو ادعاء نسب لا يعرف»(4).

ص: 291


1- أخرجه أحمد : 328/1 عن عفان ، بهذا الإسناد، وأخرجه أيضاً : 318/1 عن أبي النضر عن عبد الحميد ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عبّاس ، وأخرجه ابن ماجة : 870/2 برقم 2609 في الحدود، وأخرجه ابن حبّان : 161/2 برقم 417 ، وأخرجه الطبراني في الأوسط : 336/1 برقم 565
2- أخرجه الطبراني في الأوسط : 261/9 برقم 8570
3- أخرجه ابن ماجة في سننه : 916/2 برقم 2744 كتاب الفرائض: «باب من أنكر ولده»، قال ...كُفر بامرىء ادعاء نسب لا يعرفه أو جحده وإن دقوأخرجه الطبراني في الأوسط : 446/8 برقم 7915
4- أخرجه أحمد : 215/2 ، وقال ...كفر بالله تبرؤ من نسب وإن دق أو ادعاء إلى نسب لا يعرف.

ولابن ماجة من حديث مجاهد عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من ادّعى إلى غير أبيه لم يَرَ رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام»(1).

وكذا هو عند أحمد لكن بلفظ،«من قدر سبعين عاماً أو من من مسيرة سبعين عاماً»(2).

ولابن ماجة من حديث يحيى بن حرب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضی الله عنه قال لمّا نزلت آية اللعان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أيما امرأة ألحقت بقوم من ليس منهم فليست من الله في شيء، ولن يدخلها جنته، وأيما رجل أنكر ولده وقد عرفه احتجب الله منه يوم القيامة، وفضحه على رؤوس الأشهاد»(3).

وللبخاري في «الأدب المفرد» من حديث عبيد بن عمير ، عن عائشة رضي الله

ص: 292


1- أخرجه ابن ماجة في سننه : 870/2 برقم 2611.
2- أخرجه أحمد : 171/2 و 194.
3- أخرجه ابن ماجة في سننه : 2 /916 برقم 2743 في الفرائض : باب من أنكر ولده . وقريباً منه أخرجه ابن حبّان في صحيحه : 418/9 برقم 4108 من طريق ابن الهاد، عن عبدالله ابن يونس، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ، وأخرجه أبو داود : (2263) في الطلاق : باب التغليظ في الانتفاء ، والبيهقي : 403/7 من طريقين عن ابن وهب بالإسناد الّذي أخرجه ابن حبّان وأخرجه الدارمي : 153/2 ، والنسائي : 179/5 - 180 من طريقين عن الليث . وأخرجه الشافعي : 49/2 ، ومن طريقه الحاكم : 202/2-203 ، والبيهقي : 403/7 ، والبغوي : (2375) عن الدراوردي ، كلاهما الليث ، والدراوردي) عن يزيد بن الهاد ، بالإسناد : الذي أخرجه ابن حبان ، وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي في التلخيص وأخرج أحمد : 26/2 ، والطبراني في الكبير : 306/12 رقم 13478 ، وأبو نعيم في الحلية : 223/9 - 224 وفيه .... حدثنا وكيع ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي المجالد ، عن مجاهد ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من انتفى من ولده ليفضحه في الدنيا ، فضحه يوم القيامة على رؤس الأشهاد قصاص بقصاص».

عنها، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إن أعظم النّاس فرياً (1)انسان شاعر يهجو القبيلة من أمرها، ورجل تنفّى من ولده»(2).

إلى غير ذلك من الأحاديث الّتي حملها على ظاهرها يحتاج إلى تأويل ذلك بالمستحلِّ له أو بأن المراد كفر النعمة، وإن لم تحمل على ظاهره فيكون ورود ذلك على سبيل التغليظ لزجر فاعله أو المراد باطلاق الكفر أن فاعله فعل فعلاً شبيهاً بفعل أهل الكفر.

وقد روى أبو مصعب ، عن مالك بن أنس رحمه الله قال : من انتسب إلى بيت النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم یعنی بالباطل يضرب ضرباً وجيعاً ويشهر ويحبس طويلاً حتّى تظهر توبته، لأن ذلك استخفاف بحق الرسول صلی الله علیه و آله و سلم.

ورحمه الله مالكاً كيف لو أدرك من يتسارع إلى ثبوت ما يغلب على الظن التوقف في صحته من ذلك بدون تثبت. غير ملاحظ ما يترتب عليه من الأحكام. هذا الوعيد الّذي كان معيناً على الوقوع فيه، أمّا بثبوته ولو بالاعذار فيه

ص: 293


1- فى الأدب المفرد : «جرماً».
2- في الأدب المفرد، وصحيح ابن حبان : «أبيه». أخرجه البخاري في الأدب المفرد : ص 258 برقم 874 ط دار الكتب العلمية وبهامشه : انظر: السلسلة الصحيحة للالباني : 763، وقريباً منه أخرجه ابن ماجة : 1237/2 برقم 3761 قال :حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبيد الله، عن شيبان، عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة عن يوسف بن ماهك ، عن عبيد بن عمير، عن عائشة : قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أعظم النّاس فرية ، لرجل هاجى رجلاً، فهجا القبيلة بأسرها ورجل انتفى من أبيه، وزنى أمه». وأخرجه ابن حبّان : 102/13 برقم 5785 قال : «إن أعظم النّاس فرية اثنان: شاعر يهجو القبيلة بأسرها ، ورجل انتفى من أبيه». وأخرجه البيهقي : 241/10 من طريق شيبان بن عبد الواحد النحوي، عن الأعمش بهذا الإسناد، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ورقة : 2/233 : هذا إسناد صحيح رجاله ثقات

طمعاً في الشيء التافه الحقير قائلاً النّاس مؤتمنون على أنسابهم، وهذا لعمري توسع غير مرضي.

ومن هنا توقف كثير فمن (1)أدركناه من قضاة العدل عن التعرض لذلك ثبوتاً ونفياً للرهبة مما قدّمته.

وما رواه مسلم في «صحيحه» عن أبي مالك الأشعري رضی الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«أربع من أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن، الفخر في الأحساب، والطعن فی الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة» الحديث(2).

فقد استدل ابن عساكر في تبيين كذب المفتري لذلك فإنه قال وقد ورد عن الرسول المنتخب فيمن يطعن بغير علم في النسب وساق الحديث.

والظاهر أنه ليس من هذا الباب، بل معناه أن زيداً يطعن في نسب عمرو و لكن نسبه هو أشرف وأعلى، وتوضّح ذلك الرواية الأخرى الّتي عند ابن حبّان في «صحيحه» من حديث أبي هريرة رضی الله عنه؛ فإن لفظهما والتعاير أو التغاير يعني بالمهملة أو المعجمة في الأنساب، ثمّ إنه مما يثبت بالإستفاضة صحيحة عند الشافعية قطعاً.

ص: 294


1- كذا في الاصل ولعل الصواب «ممن».
2- أخرجه : جه مسلم : (934) في الجنائز باب التشديد في النياحة ، والطبراني : 3426/3، والبيهقي : 63/4 ، والبغوي من طرق عن أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد : ابن سلام ، عن أبي سلام ، عن أبي مالك الأشعري. وأخرجه ابن حبّان : 412/7 برقم 3143 ، وأخرجه أحمد : 343/5، والحاكم : 383/1 من طريق علي بن المبارك ، والطبراني في الكبير : 3425/3 من طريق موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير ، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام ، عن أبي مالك الأشعري، وصححه الحاكم على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي في التلخيص. وأخرجه عبد الرزاق : (6686) ، ومن طريق ابن ماجة مختصراً (1581) في الجنائز: باب في النهي عن النياحة ، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن معانق أو أبي معانق، عن أبي مالك الأشعري

وكذا جوزها أبو حنيفة وغيره وشرط قبولها أن يسمعها من جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب، وقيل من عدل واحد إذا سكن القلب إليه وقد ترجم البخاري باب الشهادة على الأنساب والرضاع المستفيضين؛ ولذا رأيت في محضر نسب خط شيخنا بما نصه الأمر على ما نص وشرح فيه من نسبه منهية لسيّد (1)أمير المؤمنين أبي محمّد الحسن بن عليّ رضي الله عنهما بإخباره مع غيره عند بعض النواب في ربيعي الآخر سنة ستّ وعشرين قبل استقراره في قضاء الشافعية بأشهر ، ولم ينفرد بذلك فقد سبقه لمثله الشيخ أبو محمّد بن أبي زيد المالكي صاحب «الرسالة»، وكذا كتب في محضر يتضمن نفي طائفة عن الشرف للاستاد (2)أبي حامد الإسفرائيني، وأبو الحسين القدوري وناهيك بهم جلالة طائفة جلالة في من العلماء المقتدى بهم والله الموفق.

ثانيها : اللائق بمحاسن أهل البيت اقتفاء آثار سلفهم والمشي على سنتهم في سكونهم وتصرفهم فقد قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ)(3).

وروى البخاري في «صحيحه» من طرق عن عبدة بن سليمان، عن عبيدالله بن عمر العمري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضی الله عنه قال سئل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أي النّاس أكرم ؟ فقال : «أكرمهم عند الله أتقاهم» قالوا ليس عن نسألك قال : «فأكرم النّاس يوسف نبيّ الله ابن نبيّ الله ابن خليل الله» قالوا ليس عن هذا نسألك، قال : «فعن معادن العرب تسألونى»؟ قالوا نعم، قال: «فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا»(4).

وهكذا هو عند النسائي في التفسير من «سننه» من حديث العمري.

ص: 295


1- كذا في المخطوطة ، ولعله «السيد»
2- كذا في المخطوطة ، ولعله «للاستاذ» .
3- سورة الحجرات : الآية : 13 .
4- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 434 ، وبهامشه : أخرجه البخاري في صحيحه :216/4. وأورده ابن كثير في تفسيره : ج 217/4.

وللبخاري في «الأدب المفرد» من طريق عبد الملك، عن عطاء، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما، قال لا أرى أحداً يعمل بهذه الآية :

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى) حتّى بلغ ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) فيقول الرجل للرجل أنا أكرم منك فليس أحد أكرم من أحد إلّا بتقوى الله(1).

ومن حديث يزيد بن الأصم قال : قال ابن عبّاس رضي الله عنهما ما تعدون الكرم ؟ وقد بيّن الله عزّوجلّ الكرم فأكرمكم عزّوجل الكرم فأكرمكم عند الله أتقاكم ما تعدون الحسب ؟ أفضلكم حسباً أحسنكم خلقاً(2).

ولأحمد من حديث بكر ، عن أبي ذر رضی الله عنه النبيّ صلى الله عليه وسلم قال له : «انظر فإنك ليس بخير من أحمر ولا أسود إلّا أن تفضل (3)بتقوى» (4)وله، وكذا الحارث في، «مسنديهما» ، وابن أبي حاتم من طريق أبي نضرة حدّثني من شهد خطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم بمنى وهو على بعير يقول: «يا أيّها النّاس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لافضل لعربي على عجمي (5)ولا أسود على أحمر إلّا بالتقوى خيركم عند الله أتقاكم»(6).

وللطبراني من طريق محمّد بن حبيب بن خراش العصري، عن أبيه رضی الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المسلمون إخوة لا فضل لأحد على أحد إلّا

ص: 296


1- أخرجه البخاري في الأدب المفرد : ص 264 برقم 898 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 434
2- أخرجه البخاري في الأدب المفرد : ص 265 برقم 899
3- كذا في الاصل ولعل الصواب «تفضله»
4- أخرجه أحمد في مسنده : 158/5 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 434
5- كذا في الاصل وفي مسند أحمد «أعجمي»
6- أخرجه أحمد في مسنده : ج 411/5 وسقطت : خيركم عند الله أتقاكم)». وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 435 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : 84/8.

بالتقوى»(1).

ولابن خزيمة وابن حبّان في «صحيحهما» وابن مردويه ، وابن أبي حاتم وعبد في «تفاسيرهم» من حديث موسى بن عقبة ، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكّة على ناقته القصوى يستلم الأركان بمحجن في يده فما وجد لها مناخاً في المسجد حتّى نزل ع-ل-ى أيدي الرجال ، فخرج بها إلى بطن المسيل فأنيخت ثمّ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبهم على راحلته فحمد الله عزّوجلّ وأثنى عليه بما هو له أهل ثمّ قال : «أيّها النّاس، إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية بآبائها فالنّاس رجلان رجل برّ تقي، كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله» إن الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرِ وَأُنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرُ ، ثمّ قال : أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم»(2).

ورجاله ثقات بحيث ان الضياء المقدسي أورده في «المختارة» من هذا الوجه. لكن قد أعله ابن مردويه بابن محمّد بن المقرىء راويه عن عبدالله بن رجاء، عن موسى بن عقبة، وهم في قوله : موسى بن عقبة وإنما هو موسى بن عيينة ، وحينئذ

ص: 297


1- أخرجه الطبراني في الكبير : 25/4 برقم 3547 ، والهيثمي في مجمع الزوائد : 084/8وابن كثير في تفسيره : 3 . 217/4 ، وابن حجر في الاصابة : 1 / 306 رقم 1577
2- أخرجه ابن خزيمة في صحيحه : 240/4 برقم 2781 مختصراً قال : حدثنا محمّد بن عبد الله بن يزيد المقريء ، حدثنا عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة ، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر ، قال : طاف رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم على راحلته القصوى يوم الفتح ليستلم الركن بمحجنة. وأخرجه ابن حبّان في صحيحه : 137/9 برقم 3828 ، وأخرجه ابن أبي حاتم كما تفسير ابن كثير : 217/4 ، والبغوي في تفسيره : 217/4-218 من طريقين، عن موسى بن عبيدة ، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر ، وأورده أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد : 243/3. والسمهودي في جواهر العقدين : ص 435.

فهو ضعيف ضعف موسى بن عبيدة(1).

قلت لكن له متابع عند الترمذي في التفسير من «جامعه» من حديث عبدالله جعفر والد عليّ بن المديني، عن عبد الله بن دينار ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب النّاس يوم فتح مكّة فقال: «يا أيّها النّاس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها ، فالنّاس رجلين رجل بَر تقي كريم على الله(2)، وفاجر شقي هيّن على الله، والنّاس بنو آدم خلق الله آدم من تراب»، قال الله : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(3).

وابن جعفر أيضاً ضعيف، وادعى الترمذي تفرده به ، وهو مردود أوردته، بل للحديث أيضاً شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي في «جامعه» من حديث هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم انه قال :«لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنّما هم فحم جهنم ، أو ليكونن على الله من الجعل الّذي يدهده الخرء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية؛ إنما هو مؤمن تقي ، وفاجر شقي ، النّاس كلهم بنو آدم و آدم خلق من تراب»(4).

وقال : إنه حسن، ثمّ أخرجه باختصار من حديث هشام أيضاً بإثبات أبي سعيد، بينه وبين أبي هريرة ، وقال إنه عندنا أصح من الأوّل ، قال : وسعيد المقبري

ص: 298


1- كذا في الاصل وكلامه ملتبس ويحتمل حصل تصحيف في ( عيينة» ولعله «موسى بن عبيدة»
2- لفظ الجلالة سقط من المخطوطة.
3- أخرجه الترمذي في سننه : 389/5 برقم 3270 وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر إلّا من هذا الوجه
4- أخرجه أحمد : 361/2 و 523 - 524 ، وأبو داود في سننه : 331/4 برقم 5116 في الأدب، باب في التفاخر بالأحساب، وطبقات ابن سعد : 25/1 ذكر من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنبياء»، والهندي في كنز العمال : 130/6 برقم 15134

سمع أبا هريرة، ويروي أيضاً عن أبيه أشياء كثيرة، عن أبي هريرة.

وقد أخرجه العسكري بدون واسطة الأب ، بلفظ«إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وتفكهها بياء أيّها، إنّما النّاس رجلان بَرّ تقي كريم على الله، أو فاجر شقي هيّن على الله ، ثمّ تلا: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ... الآية»(1)، وَلْيَدَعُنَّ أقوام يفخرون بفحم من فحم جهنم، أو ليكونون اهون على الله من الجعلان الّتي تدفع النتن بأنفها.

وقوله عبية الجاهلية يعني: الكبر والتفاخر، والتعاظم . وتضم عينها وتكسر . والجُعل بضم الجيم : أحد الجعلان بكسرها حيوان معروف كالخنفساء،

وتدهده أي تدحرج.

والمسلم، وابن ماجة من حديث يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»(2). ولأحمد من حديث عليّ بن رباح، عن عقبة بن عامر رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد ، كلكم بنو آدم طف الصاع لم يملأ، ليس لأحد على أحد فضل إلّا ،بدين، أو تقوى، فكفى بالرجل أن يكون بذياً.

ص: 299


1- سورة الحجرات الآية : 13
2- أخرجه مسلم : 1986/4 برقم (2564(34) في البر والصلة : باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ، وأخرجه أيضاً : 4 / 1986 برقم 2564 (33) من طريق أسامة بن زيد، عن سعید مولی عبدالله بن عامر بن کریز، عن أبي هريرة. وأخرجه ابن ماجة : 1388/2 برقم 4143 في الزهد باب القناعة . وأخرجه أحمد بمسنده : ج 539/2 . وابن حبان في صحيحه : 2 / 11 برقم 394 . وأبو نعيم فى حلية الأولياء : 98/4 ، وأخرجه أحمد : 284/2 ، 285 محمد بن بكر البرسانى ، وأبو نعيم فى الحلية : 124/7 من طريق سفيان كلاهما عن جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم ، عن أبي هريرة

بخيلاً، فاحشاً»(1).

وهكذا رواه جرير، والعسكري بلفظ : «النّاس لآدم وحواء فطف الصاع لن يملأوه، إن الله لا يسألكم عن أحسابكم، ولا عن أنسابكم يوم القيامة إلّا عن أعمالكم ، أكرمكم عند الله أتقاكم»(2).

والمعنى والله أعلم أن كلكم بالنقصان عن ملء الصاع واحد ليس فيكم من يملأوه.

ونحوه ما رواه أبو بكر لال(3)، والعسكري من حديث أبي سعد رضی الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «النّاس كلهم كأسنان المشط، وإنّما يتفاضلون بالعافية ، فلا يعجبن أحد إلَّا يرى لك من الفضل مثل ماترى له».

وكذا رويناه من «مشيخة ابن شاذان الكبرى» من حديث رواد بن الجراح عن أبي سعد الساعدي، عن أنس بن مالك رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «النّاس مستوون كأسنان المشط ، ليس لأحد على أحد فضل إلَّا بتقوى الله عزّوجلّ»(4).

وبعضه عند القضاعي من حديث سليمان بن عمرو النخعي، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «النّاس كأسنان المشط».

فان معنی هذا أن النّاس يتساوون في الإسلام إذا تكافأت أعمالهم، وإنما

ص: 300


1- أخرجه أحمد في مسنده : ج 145/4 و 158 ط قديم ، وح 16675 ط جديد، وأخ--رج-ه الطبراني في الكبير : 295/17 برقم 814 ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 84/8 والسمهودي في جواهر العقدين : ص 434
2- رواه الطبري في تفسيره : ج 89/26، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 434 . ورواه ابن سعد في طبقاته : 34/1 في ذكر من ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من الأنبياء والهندي في : رسول كنز العمال : 92/3 رقم 5651.
3- كذا في المخطوطة .
4- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 434 .

التفاضل في العمل الصالح والفعل الجميل.

ولأحمد من طريق عبد الله بن عميرة زوج دُرّة بنت أبي لهب، عن دُرّة رضي الله عنها قال (1): قام رجل إلى النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم وهو على المنبر فقال : يارسول الله أي النّاس خیر ؟ فقال : «خير النّاس أقواهم وأتقاهم لله عزّوجلّ، وآمرهم بالمعروف ، وأنهاهم عن المنكر، وأوصلهم للرحم»(2).

وله أيضاً من حديث أبي الأسود، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من الدنيا، ولا أعجبه أحد قط إلَّا ذو تقی(3).

ولأبي يعلى، وغيره، عن أبي هريرة رضی الله عنه : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كرم المؤمن

دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه»(4).

ص: 301


1- كذا في المخطوطة ولعل الصواب «قالت»
2- أخرجه أحمد في مسنده : ج 6ص 432
3- المصدر السابق : ج 6 ص 69
4- أخرجه أحمد : 365/2 عن حسين بن محمّد ، والحاكم : 123/1 وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم، والبيهقي في السنن : 136/7 ، من طريق محمد بن عبدالله الرقاشي ، وأخرجه أيضاً في السنن لسنن : 136/7 من طريق القعنبي ، و 195/10 من طريق يونس بن محمد المؤدب ، وأبو الشيخ في أخلاق النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، والقضاعي في مسند الشهاب (190) من طريق عبدالله بن رجاء ، كلهم عن مسلم بن خالد الزنجي ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة وأخرجه البزار (3607) عن محمّد بن بشار، عن معمر بن سليمان، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، قال : حسب المرء ماله ، وكرمه تقواه» وأخرجه ابن حبّان : 232/2 برقم 483 ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 251/10 وقال : رواه أحمد ، والطبراني في الأوسط ، والبزار ، ولم يتكلم الهيثمي عليه، وأخرجه ابن أبي شيبة : 520/8 ، والبيهقي في السنن : 195/10 من قول عمر مرفوعاً بلفظ «حسب الرجل دينه ، ومروءته خلقه، وأصله عقله، وأخرجه الحاكم : 163/2 وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وأخرجه الطبراني في الأوسط : 353/7 - 354 برقم 6682 . وأبو يعلى (6451) ، وابن عديّ في الكامل : 2313/6 ، والدار قطني : 303/3 ، والبيهقي في الشعب : 8008 و 8030 ، وفي الآداب (199) ، والخطيب في الفقيه والمتفقه : ص 110 ، وابن الجوزي في العلل المتناهية

وللديلمي في «مسنده» عن عمر بن الخطاب رضی الله عنه أنه صلی الله علیه و آله و سلم قال: «كرمكم

تقواكم» وهو عند غيره موقوف على عمر ، أنه قال : الكرم التقوى، والحسب المال، لست بخير من فارسي، ولا نبطي إلَّا بالتقوى.

ولأحمد والترمذي ، عن سمرة رضی الله عنه أنه صلی الله علیه و آله و سلم قال : «الحسب المال والكرم

التقوى» وقال : إنه حسن صحيح(1).

وللمدائني في وفادة بني تميم على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وأن مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي قال : ألست يارسول الله ، أشرف قومي ؟ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : «إن كان لك عقل فلك فضل ، وإن كان لك خلق فلك مروءة ، وإن كان لك مال فلك حسب ، وإن كان لك دين فلك تقى»(2).

وكذا قال عمر بن الخطاب رضی الله عنه وقد سمع رجل (3)يخطو بين يديه و ويقول : أنا ابن بطحاء مكّة ، كيدها فكدائها(4)، إن يكن لك دين فلك كرم، وإن يكن لك عقل، فلك مروءة، وإن يكن لك مال فلك شرف، وإلا فأنت والحمار سواء.

وقال الحجاج بن أرطاة لسوار بن عبدالملك : أهلكني حبّ الشرف، فقال

ص: 302


1- أخرجه الترمذي : 390/5 برقم 3271 قال : هذا حديث حسن صحيح غريب . والبزار ( 3607) - كشف الأستار ) ، وابن ماجة : 1410/2 برقم 4219 ، وأخرجه أحمد في مسنده : ج 5ص 10 .
2- أورده ابن حجر في الإصابة : 737/5% في ترجمة مالك بن عمرو بن مالك بن برهة بن نهشل التميمي المجاشعي
3- كذا في المخطوطة ، والصحيح : «رجلاً».
4- كذا في الاصل ، ولعل الصواب «فكداها».

سوار : اتق الله تشرف(1).

وجاء رجل لعبد الوارث بن سعيد ، فقال له :يا أبا عبيدة إني حلفت بطلاق امرأتي هذه أني أشرف منها وحلفت هي بعتق جاريتها أنها أشرف مني فقال :(2)أكثر كمالا وأشار إلى قوله صلی الله علیه و آله و سلم كما مضى :«الحسب المال، والكرم التقوى». فقال له الرجل قد سألت عثمان بن مقسم البري فقال لي: كما قلت(3).

وقد قال ابو العتاهية:

كرم الفتى التقوى وقوته *** محض اليقين ودينه حَسَبُه

والأرض طيبة وكلّ بني *** حواء فيها واحد نسبه(4).

ومما ينسب إليه أيضاً :

ألا إنّما التقوى ه-و (5)العزم والكرم *** وح---بك للدنيا هو الذل والعدم

وليس على حر(6) تقىِّ نقيصة *** إذا صحح التقوى ، ولو حاك أو حجم(7)

ولبعضهم:

العمرك ما الإنسان إلَّا بدينه *** فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب

لقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ *** وقد وضع الشرك الشقيَّ أبا لهب(8)

ولأبي الفضل بن أبي طاهر:

ص: 303


1- أورده الذهبي في تاريخ الإسلام : ( وفيات سنة 141 - 160) ص 103، واب-ن ح-ج-ر في تهذيب التهذيب : 182/2.
2- في الأصل كلمة غير واضحة ويحتمل «منها».
3- أخرجه الترمذي : (3271) ، وابن ماجة : (4219) ، وأحمد : 10/5
4- ديوان أبي العتاهية : ص 61-62
5- في الديوان : «هي» .
6- في الديوان : «عبد»
7- ديوان أبي العتاهية : ص 394
8- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 436

حسب الفتى أن يكون ذا حسب *** في نفسه ليس حسبه حسبه

ليس الذي يبتدا سبتدا به نسب*** كمن إليه قد انتهى نسبه

وللقطب العسقلاني :

إذا طاب أصل الفرع طابت فروعه***و من غلط(1)جاءت به الشوك في الورد

وقد يخبث الفرع الّذي طاب أصله *** ليظهر صنع الله ف-ي العكس والط--رد

وقال محمّد بن الربيع الموصلي :

النّاس في صور التمثال أكفاء *** أبوهم آدم والأم حواء

فمن یکن منهم في أصله شرفاً ***يفاخرون به فالطين والماء

ما الفضل إلَّا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء

ووزن کلّ امرء ما كان يحسنه *** والجاهلون لأهل العلم أعداء(2)

وللعسكري، والقضاعي، وغيرهما عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هریرة رضی الله عنه، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :«من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه»(3).

وهو في «صحيح مسلم» من حديث أبي معاوية، عن الأعمش ب-ه في حدیث(4).

ولا بن شاذان في مشيخته الكبرى» من حديث فضيل بن مرزوق، عن هارون ابن عنترة، عن أبيه، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من

ص: 304


1- كذا في الأصل ، ولعل الصواب «غلظ»
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 436 ، وبالهامش : انظر : تذكرة خواص الأمة : ص 97.
3- أخرجه القضاعي في الشهاب : 245/12 برقم 282 بهذا الإسناد، ومن طريق موسى ب-ن جعفر بن سنان الدورقي ، عن محمد بن جعفر الإمام بإسناده، وأخرجه ابن حبّان : 284/1 . وأخرجه أبو داود : (3643) في العلم باب الحث على طلب العلم ، والحاكم : 88/1 و 89 . وأحمد في المسند : 393/12 رقم 7427 وط قديم ج 2 ص 252 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 435
4- أخرجه مسلم : 2074/4 برقم 2699 ، وابن ماجة : 82/1 برقم 225

يبطي به عمله لا يسرع به نسبه»(1).

والمعنى: أن من قصر في العمل لم ينفعه النسب ، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم : «يا بني هاشم لا يجيئني النّاس بالأعمال وتجيئوني بالأنساب»، ونحوه الحديث الماضي:«يابني عبدالمطلب انقذوا أنفسكم من النار».

وكذا في «الأدب المفرد للبخاري: من حديث إسماعيل بن عبيد، عن أبيه، عن جدّه رفاعة بن رافع رضی الله عنه أن النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم قال لعمر: اجمع لي قومك فجمعهم ، فلمّا حضروا باب النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم دخل عليه عمر فقال : قد جمعت لك قومي، فسمع ذلك الأنصار فقالوا: قد نزل في قريش، الوحي، فجاء المستمع والناظر ما يقال لهم، فخرج النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم فقام بين أظهرهم.

فقال: «هل فيكم من غيركم» ؟ فقالوا: نعم، فينا حليفنا ، وابن أختنا وموالينا قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «حليفنا، وابن أختنا وموالينا»، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:«حليفنا منا وابن اختنا منا ومولانا منا أنتم تسمعون أن أوليائي المتقون، فإن كنتم أولئك فذاك ، وإلا فانظروا لا يأتي النّاس بالأعمال يوم القيامة وتأتون بالأثقال، فيعرض عنكم»، ثمّ نادى فقال: «يا أيّها النّاس، ورفع يديه يضعهما على رؤوس قريش أيّها النّاس إن قريشاً أهل ،أمانة ، من بغاهم ، قال زهير راويه : أظنه قال : العواثر كبَّه الله عزّوجلّ لمنخريه» يقول ذلك ثلاث مرات(2).

ص: 305


1- أخرجه البيهقي في الشعب : 448/1 برقم 671 وبالهامش : عزاه السيوطي في الدر المنثور : 146/5 ، وأخرجه الطبراني في الكبير : 337/22 برقم 844 من طريق محمد بن عبدالرحمن ، عن أبي الردين.
2- أخرجه الحاكم في المستدرك : 328/2 وقال : هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في التلخيص، التلخيص، وأحمد في المسند : 340/4 ، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد : ص 36(40) باب مولى القوم من أنفسهم : رقم 75 ، وأخرجه الطبراني في الكبير : 45/5 رقم 4544 - 4547 وبالهامش ورواه البزار باختصار ورقة : 263 - 264 زوائد البزار . وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 26/10 ، وابن أبي شيبة في المصنف : 167/12-168 .

وكذا أخرجه البزّار في «مسنده»، وهو عند الحاكم في تفسيره سورة الأنفال في «مستدركه» مختصر.

وفي «الأدب المفرد» للبخاري، وغيره من حديث عبدالعزيز بن محمّد، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضی الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أوليائي يوم القيامة المتقون، وإن كان نسب أقرب من نسب ، فلا يأتيني الناس بالأعمال، وتأتوني بالدنيا تحملونها على رقابكم، فتقولون يا محمّد! فأقول هكذا وهكذا» ألا وأعرض في كلا عطفيه(1).

وكذا هو عند ابن أبي الدنيا، وفي «المسند» عن معاذ بن جبل أن النبيّ صلى الله عليه وسلم لمّا بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه، ثمّ التفت فأقبل بوجهه إلى المدينة فقال: «إن أولى النّاس بي المتقون من كانوا»(2).

وأخرجه الطبراني وزاد فيه إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنّهم أَوْلى النّاس بي،وليس كذلك، إن أوليائي منكم المتقون من كانوا، وحيث كانوا»(3).

وللشيخين من حديث قيس بن أبي حازم، عن عمرو بن العاص رضی الله عنه قال : سمعت النبيّ صلى الله عليه وسلم جهاراً غير سر يقول: «إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنّما

ص: 306


1- أخرجه البخاري في الأدب المفرد : ص 264 باب الحسب : ((400) رقم 897 ، وبالهامش : انظر : السلسلة الصحيحة للألباني : 765 ، والدر المنثور : 183/3 ، وتفسير القرطبي : 16 / 346 ، والسنّة لابن أبي العاصم : 93/1 ، 486/2 . والسمهودي في جواهر العقدين : ص 281 وبالهامش : انظر فتح الباري : 160/11 ، واتحاف السادة المتقين : 420/8 ، وكنز العمال: 5659.5660.
2- أخرجه أحمد في مسنده : ج 5 ص 235 وزاد في آخره «وحيث كانوا»، وابن حبان : 414/2 برقم 647 ، والطبراني في الكبير : 120/20 برقم 241 . وأورده الهيثمي في مجمع . الزوائد : 2/9 . والبيهقي في السنن : 86/10
3- أخرجه الطبراني في الكبير : 120/20 برقم 241 ، وأورده السمهودي في جواهر : 120/2 العقدين : 281 ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : 231/10 - 232 ، وابن حبان : 414/2 رقم .647

ولتي الله وصالح «المؤمنين» لفظ مسلم(1).

وزاد البخاري بآخره تعليقاً من وجه آخر عن قيس، عن عمرو رضی الله عنه سمعت النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم :«ولكن لهم رحم سأبلها (2)ببلالها»(3): يعني : أصلها بصلتها.

ولهذه الجملة ترجم البخاري في البر والصلة من «صحیحه» فقال باب تُبل الرحم ببلالها، ووصلها في بر الوالدين، وكذا وصلها أبو نعيم، والإسماعيلي وآخرون.

واقتصر الطبراني في معجمه «الكبير» على إيرادها من هذا الوجه بلفظ : «إن لبني أبي طالب عندي رحماً سأبلها ببلالها».

وكذا وقعت الزيادة عند مسلم في حديث عن أبي هريرة اتفقا عليه كما أسلفته في الباب الثاني، ما عدا الزيادة فانفرد بها مسلم عكس ما وقع في حديث عمرو، وهو محمول على غير المسلم منهم، فإن من جملة آل أبي طالب عليّاً وجعفر رضي الله عنهما، وهما من أخص النّاس بالنبيّ صلى الله عليه وسلم، مما لهما من السابقة والقدم في الإسلام ونصر الدين.

بل في بعض الأحاديث مما روي مرفوعاً ، وموقوفاً ، لكن لانطيل ببيان علته هنا، صالح المؤمنين عليّ صلی الله علیه و آله و سلم وإنما خصه تنويهاً بذكره ؛ لكونه رأسهم.

قال النووي رحمه الله ومعنى الحديث أن وليي من كان صالحاً ، وإن قرب مني نسبه ، وقال غيره المعنى أني لا أوالي أحداً بالقرابة وإنما أحبّ الله تعالى لما له من الحقّ الواجب على العباد، وأحبّ صالح المؤمنين لوجه الله تعالى، وأوالي من أوالي بالإيمان والصلاح، سواء كانوا من ذوي ،رحمي أو لا، ولكن أرعى لذوي الرحم

ص: 307


1- أخرجه البخاري : (5990) في الأدب ، ومسلم : (215) في الأيمان، ورواه أحمد في المسند : 203/1 ، وأورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 281 وبالهامش: ومشكاة المصابيح : 4914 ، والشفا : 258/1.
2- في البخاري : «أبلها».
3- صحيح البخاري كما في فتح الباري : 419/10 برقم ( 5990 )

حقهم لصلة الرحم، وكلّ ذلك مما يشهد للحديث المروي عن أنس رضی الله عنه.

أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «آل محمّد كلّ تقي»(1).

وكذلك يحكى في «نوادر» أبي العيناء أنه غ-ض م-ن ب-عض(2). م-ن بعض الهاشميين، فقال له : أتغضُّ مني وأنت تصلي عليَّ في كلّ صلاة في قولك اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ؟ فقال : إني أريد الطيبين الطاهرين، ولست منهم.

وقد تمسك بآية الباب مع كثير مما أسلفته من الأحاديث من ذهب من إلى أن النسب في الكفاءة في النكاح لا تشترط، وإنما المشترط الدين فقط، ولكن الجمهور على خلافه.

قال ابن العديم فيما رويناه عنه أخبرني محمّد بن محمّد بن أحمد بن يوسف الأنصاري السلاوي قال : أخبرني الشريف القاضي الرازي الحنفي أنه رأى والدي أبا عبدالله السلاوي في المنام في سنة ثلاث وعشرين وستمائة فقال له : م--ا فعل الله بك ؟ قال غفر لي، فقلت له بماذا ؟ فقال بشيء من النسبة بيني وبين رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، قال : فقلت له أنت شريف ؟ فقال : لا فقلت : فمن أين النسبة ؟ فقال كنسبة الكلب إلى الراعي، قال ابن العديم فأولته بانتسابه إلى الأنصار ، فقال ابنه : أو إلى العلم(3).

ص: 308


1- أورده الهندي في كنز العمال : 89/3 رقم 5624 عن الطبراني في الأوسط. وأورده أيضاً السمهودي في جواهر العقدين : ص 211 ، وبالهامش: أورده العجلوني في : كشف الخفاء : 17/1 ، والسيوطي في جمع الجوامع : 32 والمناوي في الجامع الأزهر : 4/1. ورواه البيهقي في سننه : 152/2 من طريق أحمد بن عبدالله بن يونس، عن نافع أبي هرمز ،عن أنس . وأخرجه الطبراني في الأوسط : 204/4 برقم 3356 من طريق نوح ، عن يحيى بن سعيد ، عن أنس.
2- هكذا في المخطوطة ، ولعلها زائدة.
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 284 ، وبالهامش: انظر الصواعق المحرقة : ص 147.

قلت خصوصاً علم الحديث لقوله صلى الله عليه وسلم : «أولى النّاس بي أكثرهم علىَّ صلاة»، إذ هم أكثر الناس عليه صلاة صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً ، بل روينا مما أخرجه الحاكم في «صحیحه» وقال : صحيح على شرطهما.

ومن حديث عبدالملك بن ميسرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في قوله: ﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً)(1)، قال حفظاً بصلاح أبيهما وما ذكر عنهما صلاحاً(2).

ومن حديث عمرو بن مرّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس في قوله (أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتهم) قال : إن الله يرفع ذريّة المؤمن معه في درجته في الجنّة، وإن كانوا دونه في العمل ثم قرأ :

(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ)(3)، يقول : وما نقصناهم)(4).

وعن شريك ، عن سالم عن سعيد بن جبير قال يدخل الرجل الجنّة، فيقول أين أبي ؟ أين أمي ؟ أين ولدي ؟ أين زوجي ؟ فيقال له : لم يعملوا مثل عملك فيقول كنت أعمل لي ولهم ، فيقال لهم : ادخلوا الجنة، ثمّ قرأ :

(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ)(5).

فاذا كان هذا فيمن كان الصالح هو السابع من آبائهما كما قيل في عموم الذريّة فخصوص ذريّة نبينا ،أولى، وأحرى، لاسيّما وقد قيل : إن حمام الحرم من حمامتين

ص: 309


1- سورة الكهف : الآية .82
2- أورده السيوطي في الدر المنثور : ج 5 ص 422 ، وابن كثير في تفسيره:ج3/ 99
3- سورة الطور : الآية 21
4- أورده السيوطي في الدر المنثور : 632/7 ، وابن كثير في تفسيره : ج 241/4، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 294 - 295
5- سورة الرعد : الآية 23 ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : 639/4 ، والسمهودي في جواهر العقدين : ص 295

عششتا على فم الغار، الّذي اختفى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرم سائر حمام الحرم لهما .

ويستأنس لك بحكايات منها ما أورده التقي الفاسي الحافظ في ترجمة أبي عبدالله محمّد بن عمر بن يوسف بن عمر الأنصاري القرطبي من كتابه «العقد الثمين في تأريخ البلد الأمين» أنه كان له أخبار مع الملك الكامل صاحب مصر في حق شرفاء المدينة وتعظيمهم، بحيث سافر إلى مصر مع بعضهم لقضاء حاجته عنده وكان يتولى في خدمته بنفسه، فما وسع الكامل إلَّا قضاها لاجلاله الشيخ، حتّى كان يأتي إليه للزيارة، وإن سبب تعظيم الشيخ لهم كون شخص منهم مات فتوقف الصلاة عليه لكونه كان يلعب بالحمام، فرأى النبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام، ومعه ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، فأعرضت عنه، فاستعطفها حتّى أقبلت عليه وعاتبته قائله : أما يسمع جاهنا مطيراً(1).

ونحوه مما حكاه الفاسي أيضاً في ترجمة صاحب مكّة الشريف أبى نمى (2)محمّد بن أبي سعد حسن بن عليّ بن قتادة الحسني(3)، أنه فيما بلغه لمّا مات امتنع الشيخ علاء الدين الدلاحي من الصلاة عليه فرأى في المنام فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهي بالمسجد الحرام، والنّاس يسلمون عليها وانه رام السلام فاعرضت عنه ثلاث مرات فتحامل عليها ، وسألها عن سبب إعراضها عنه ، فقالت له فقالت له يموت ولدي ولا تصلي عليه ؟ فبادر واعترف بالظلم(4)

وحكى الصفي بن أبي المنصور في رسالته عن أبي العبّاس المديني أنه كان

ص: 310


1- أورده السمهودي في جواهر العقدين ص 352 وبالهامش : انظر العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين : 39/22 ، والقندوزي : ص 393.
2- في المخطوطة : أبي يحيى والصواب ما أثبتناه من عمدة الطالب
3- هو : نجم الدين محمّد أبو نمى بن أبي سعد الحسن بن عليّ بن قتادة، توفى سنة إحدى وسبعمائة . عمدة الطالب : ص 142
4- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 353 وبالهامش انظر العقد الثمين في تاريخ ، : البلد الأمين : 39/2

يقبل الأموال، ويأتي بها إلى الحجاز يفرقها في مكّة والمدينة مراراً ، ومما جرى له في تفرقة الأموال أنه كان يعتمد في صدقاته على المجاورين الفقراء والصالحين ويهمل أمر الأشراف لما يرى منه ، ويظهر من القتل والتعدي، وسوء الاعتماد فبينما هو راقد ذات ليلة وإذا هو يرى سرادقاً قد نصب من ظاهر الحرم إلى حجرة النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم فسأل عنه فقيل هو للسيّدة فاطمة جاءت تزور أباها ، وإذا بها قد مرت تحت السرادق قال فتعرضت للسلام عليها فأعرضت عني فقلت لها : ياسيّدة ماهذا، الإعراض ؟ فقالت : يا أحمد انفك منك وان كان أجدع فاستيقظ للإحسان لسائر الاشراف، فكتب لكل من في المدينة من كبير وصغير، وذكر وأنثى وصار يعمهم بصدقاتها رضی الله عنه.

وحكى التقي المقريزي، عن يعقوب بن يوسف، عن عليّ بن محمّد المغربي أنّه كان بالمدينة النبوية في رجب سنة سبع عشرة وثمانمائة ، فقال له الشيخ العابد أبو عبدالله محمّد الفارسي، وهما بالروضة النبوية : إنني كنت أبغض أشراف المدينة النبوّية بني حسين، لما يظهرون من التعصب على أهل السنة، ويتظاهرون به من البدع فرأيت وأنا نائم بالمسجد النبوي تجاه القبر الشريف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وه-و يقول : يا فلان ،باسمي، مالي أراك تبغض أولادي ؟ فقلت : حاش الله ما أكرههم، وانما كرهت منهم ما رأيت من تعصبهم على أهل السنّة، فقال لي مسألة فقهية : «أليس الولد العاق يلحق بالنسب» ؟ فقلت: بلى يا رسول الله فقال: «هذا ولد عاق» قال فلما انتبهت صرت لا ألقي من بني حسين أشراف المدينة أحداً إلَّا بالغت

في إكرامه(1).

وحكى أيضاً عن الرئيس شمس الدين محمّد بن عبدالله العمري قال سرت(2) ماً في خدمة الجمال محمود العجمي المحتسب من منزله ومعه نوابه وأتباعه إلى

ص: 311


1- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 355
2- كذا في الاصل ولعل الصواب «صرت».

بيت الشريف عبدالرحمن الطباطبائي المؤذن فاستأذن عليه، فخرج إليه فأدخله منزله ، ودخلنا معه ، وعظم عليه ، وعظم عليه مجىء المحتسب إليه، فلما اطمأن به المجلس قال للشريف : ياسيّدي حللني(1)، فقال مماذا يا مولانا ؟ فقال : إنك لما جلست البارحة عند السلطان الظاهر برقوق فوقي عزّ ذلك عليَّ وقلت في نفسي : كيف يجلس هذا فوقي ؟ فلمّا كان الليل رأيت في منامي النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم ، فقال لي: «يا محمود أتأنف أن تجلس تحت ولدي» فبكى الشريف عند ذلك ، وقال : يا مولانا م-ن أن-ا حتّى يذكرني النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم؟ وبكى الجماعة ثمّ سألوه الدعاء وانصر فوا(2).

وحكى الجمال أبو محمّد عبدالغفار بن المعين أبي العبّاس أحمد بن عبدالمجيد الأنصاري الخزرجي الأقصري القوصي، عرف بابن نوح في كتابه «المنتقى من كتاب الوحيد في سلوك أهل التوحيد والتصديق والايمان بأولياء الله في كلّ زمان» عن الحاجّة أمّ نجم الدين ابنة مطروح زوجة القاضي سراج الدين، الصالحات، قالت: حصل لنا غلاء بمكّة أكل النّاس فيه الجلود، وكنّا ثمانية عشر نفساً ، فكنّا نعمل ما مقداره نصف قدح ،حسوة ، فبينما نحن كذلك إذ جاءنا من الدقيق أربعة عشر قطعة فاقتطعت منه الزائد على العشر وقلت له : أي لزوجها أنت تريد أن تقتلنا من الجوع وفرق العشر على أهل مكّة فلما كان الليل قام من منامه وهو مرعوب ، وربما قالت يبكي قلت له ما بالك قال رأيت الساعة في منامي فاطمة الزهراء رضي الله عنها وهي تقول يا سراج تأكل البر وأولادي جياع ؟ ونهض إلى القطع أخرتها ، ففرقتها على الأشراف، وبقينا بلا شيء وما نقدر ع-ل-ى القيام من الجوع(3).

وحكى التقي بن فهد الهاشمي المكّي الحافظ مما سمعه منه ابناه قال جاءني

ص: 312


1- ورد في الاصل «حاللني» والصواب ما أثبتناه.
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 367 ، وبالهامش : انظر الصواعق المحرقة : ص 148
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 371.

الشريف عقيل بن هميكي، وهو من الأمراء الهواشم ، يسألني عشاءً فاعتذرت إليه ولم أفعل، فرأيت النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم في تلك الليلة أو في غيرها فأعرض عني، فقلت كيف تعرض عني يارسول الله وأنا خادم حديثك ؟ فقال : كيف لا أعرض عنك ويأتيك ولد من أولادي يطلب منك العشاء فلم تعشه ؟ قال : فلما أصبحت جئت الشريف فاعتذرت إليه وأحسنت إليه بما تيسر.

وحكى المقريزي، عن العز بن عبدالعزيز بن عليّ بن العز البغدادي الحنبلي قاضي الحنابلة بعدة أماكن وكان من جلساء المؤيد أنه رأى كأنه بالمسجد النبوي، وكأن القبر الشريف انفتح ، وخرج النبيّ صلى الله عليه وسلم وجلس على شفيره، وعليه أكفانه وأشار بيده إليَّ ، فقمت إليه حتّى دنوت منه ، فقال لي قل للمؤيد يفرج عن عجلان يعني ابن نعير أمير المدينة، وكان محبوساً سنة أثنين (1)وعشرين وثمانمائة قال فلما انتبهت صعدت إلى السلطان، وحلفت له بالأيمان المغلظة إني ما رأيت عجلان قط ، ولا بيني وبينه ،معرفة، ثمّ قصصت عليه الرؤيا فسكت، ثمّ لمّا انقضى المجلس ، قام بنفسه إلى مرماة النشاب الّتي استجدها بطرف الدركاه، واستدعى عجلان من محبسه بالبرج وأفرج عنه وأحسن إليه(2).

ثمّ قال التقي المقريزي وعندي عدّة حكايات صحيحة مثل هذا في حق بني حسن، وبني حسين، فإياك والوقيعة فيهم فليست بدعة المبتدع منهم أو تفريط المفرط منهم في شيء من العبادات، وارتكابه من المحرمات، مخرجة لدين نبوّة النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم، بل الولد ولد على كلّ حال عق أو فجر. قال : ومن غريب ما اتفق أن السلطان كحل الشريف مرذاخ بن مختار بن مقبل ابن محمّد بن راجح بن إدريس بن حسن بن ابي عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن ابن مقبل الحسني حتّى تفقأت حدقتاه وسالتا، وورم دماغه ونتن، فتوجه بعد مدة

ص: 313


1- في جواهر العقدين: «ست».
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 367.

من عماه إلى المدينة النبوية ووقف عند القبر الشريف ، وشكى ما به وبات تلك الليلة فرأى في منامه النبيّ صلى الله عليه وسلم فمسح عينيه بيده الشريفة، فاصبح وهو يبصر وعيناه أحسن ما كانتا واشتهر ذلك فى المدينة ثمّ قدم القاهرة فغضب السلطان، وظن محاباة الّذين كحلوه حتّى أقيمت عنده البيئة المرضية بمشاهدة كحله وسيلان حدقته وكون أهل المدينة النبوية شاهدوه كذلك ثمّ أصبح وهو يبصر وقص عليهم رؤياه فتركه السلطان لحاله وبر الّذين كحلوه واستمر حتّى مات بالطاعون.

من أبلغ ما يحكى في الترغيب في إكرامهم ما حكاه الجمال محمّد بن حسن الخالدي المكي المعروف والده بالكذاب مما سمعه منه صاحبنا النجم بن فهد ورواه المقريزي بواسطته عنه ، أن بعض القراء كان يقرأ على قبر تمرلنك (1)بعد موته حكى لهما وهما بشيراز قال كنت إذ كنت مع القراء قرأت القرآن، وإذا خلوت بالقبر قرأت (خُذُوهُ فَغُلُوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ)، الآية (2)وأكرر تلاوتها فبينما أنا في بعض الليالي نائم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالس وتمر إلى جانبه، قال فنهرته وقلت : إلى هنا ياعدو الله وصلت ؟ وأردت أخذه بيده لأقيمه من جانب النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم دعه فإنه كان يحب ذريتي فانتبهت وأنا فزع، فتركت بعد ذلك ما كنت أقرأه في الخلوة(3).

ونحوه مما سمعه الجمال المرشدي والشهاب الكوراني وهو الآن في قيد الحياة عن عبد الرحمن البغدادي الحلال أن بعض أمراء تمرلنك أخبره أنه لما مرض تمر (4)مرض الموت، اضطرب فى بعض الأيام اضطراباً شديداً، واسود وجهه، تغير لونه ثمّ أفاق ، فذكر وا له ذلك فقال : إن ملائكة العذاب أنتني ، فجاء رسول الله

ص: 314


1- كذا ورد في الاصل والصواب : «تيمورلنك»
2- سورة الحاقة : الآية : 30 ، 31
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 375 ، وبالهامش : انظر : الصواعق المحرقة : ص 150
4- يعني : «تيمورلنك»

فقال لهم: «اذهبوا عنه فإنه كان يحب ذريتى ويحسن إليهم»(1).

ومن سير أهل البيت ما رويناه عن جويرية أنه قال : ما أكل زين العابدين عليّ ابن الحسين بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم درهماً قط.

ثالثها: اللائق بمحبهم ان ينزلهم منزلتهم فمن كان منهم موصوفا بالعلم قدمه على غيره على الحكم الّذي اسلفته في الباب الأول.

يروى كما عند أبي نعيم في «الحلية»، وغيره من حديث الحسن، عن أنس بن مالك رضی الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن الحكمة تزيد الشريف شرفاً، وترفع العبد المملوك حتّى تجلسه مجالس الملوك»، وقيل : إنه موقوف على أنس، أو من كلام الحسن، بل يروى عن مالك بن دينار قال قرأت في بعض كتب الله فذكره.

وللعسكري من حديث حمّاد بن سلمة، عن ثابت ، عن أنس رضی الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «اتبعوني تكونوا بيوتاً» أي تشرفوا، وأراد البيت من بيوت العرب الّذي يجمع شرف القبيلة يقال البيت في بني فلان أي الشرف.

ومن حديث أبي بكر، عن عبدالرحمن، عن أبي ذر رضی الله عنه أنه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم

يقول :«أفضل النّاس مؤمن بين كريمين»(2)؛ أي بين أبوين كريمين مؤمنين فيكون قد اجتمع له الايمان والكرم فيه وفي أبويه.

وقال:«الناس معادن في الخير والشر، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا »(3).

ص: 315


1- أورده السمهودي في جواهر العقدين ص 375 وبالهامش : انظر : الصواعق المحرقة : ص 150.
2- أخرجه الطبراني في الأوسط : 76/4 برقم 3100.
3- أخرجه الطبراني في الأوسط : 402/1 برقم 708 من طريق سهيل بن أبي صالح، ع--ن أبيه ، عن أبي هريرة ، وأخرجه البخاري كما في فتح الباري) : 417/6 برقم 3383 من طريق : عبدة ، عن عبيد الله ، عن سعيد بن أبي . سعيد ، عن أبي هريرة ، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة - باب خيار النّاس - 4 / 1958 برقم 2526 من طريق سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، وأحمد فی المسند : 463/122 برقم 7496 وط قديم: 257/2 ، والبغوي (3844) ، والسمهودي فيوجواهر العقدين : ص 434.

ولاحمد بن منيع، وأبي يعلى في «مسنديهما»، عن عليّ أنه صلی الله علیه و آله و سلم قال : «يا عليّ يدخل النّار فيك رجلان محبّ مفرط، ومبغض مفرط ، كلاهما في النّار»(1).

وقال يحيى بن سعيد سمعت زين العابدين عليّ بن الحسين رحمه الله، وكان أفضل هاشمي ادركته يقول: «يا أيّها النّاس أحبونا حبّ الإسلام ، فما برح بنا حبكم حتّى صار علينا عاراً»(2).

وقال أبو معاوية، وأبو خالد وغيرهما، عن يحيى بن سعيد أيضاً سمعته يقول : يا أهل العراق أحبونا بحب الإسلام، فوالله ما زال حبكم بنا حتّى صار سبّة .

وقال الثوري ، عن عبيد الله بن موهب جاء قوم إلى زين العابدين فاثنوا عليه فقال : ما أجرأكم وأكذبكم على الله ، نحن من صالحي قومنا فحسبنا أن نكون من صالحي قومنا .

وفي «جزء» محمّد بن عاصم قال حدثنا شبابة ، عن الفضيل بن مرزوق، قال سمعت عمر بن عليّ، وزين العابدين، وعمي ،جعفراً ، قلت : هل فيكم إنسان من أهل البيت مفترضة طاعته فقالوا : لا والله من قال هذا فينا ، فهو كذاب(3).

وقد تقدم في الباب الثاني قول الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب لرجل ممن يغلو فيهم : «أحبونا الله ، فإن أطعنا الله ،فأحبونا وإن عصيناه فأبغضونا، قولوا فينا الحقّ، فإنه أبلغ فيما تريدون، ونحن نرضى به منكم».

ص: 316


1- قريباً منه أخرجه أحمد في الفضائل حديث»: 74 و 75 ص 48 ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين علیه السلام من تاريخ دمشق : 240/2-242 وقريباً منه أخرجه أحمد في المسند : برقم 1376.
2- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 460
3- أورده السمهودي في جواهر العقدين : ص 459.

ورابعها : أخبرني غير واحد منهم أبو عبدالرحمن بن محمّد أن أبا الحسن الدمشقي أخبرهم عن الشريف أبي محمّد عيسى بن عبدالرحمن أنبأنا الحافظ الضياء أبو عبدالله المقدسي، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن حمزة بن عليّ السلمي قراءة عليه، حدثنا أبو بكر يحيى الغزال لفظاً ، سمعت أبا الفضل حميداً يقول ح وأخبرتني عالية أمّ محمّد ابنة أبي حفص الحموي، عن أبي حفص بن الحسن المزي وجماعة، أنبأنا أبو الحسن عليّ بن أحمد الحنبلي مشافهة، أنبأنا أبو المكارم اللبّان في كتابه، أنبأنا أبو علىّ الحداد :قالا : أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبدالله الحافظ، حدثنا القاضي أبو الحسن عليّ بن محمّد القزويني املاء ببغداد.

حدّثني محمّد أحمد بن عبدالله قضاعة ، حدّثني القاسم بن العلاء الهمداني، حدّثني الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن طالب، حدّثني أبي عليّ ، حدّثني أبي محمّد، حدّثني أبي عليّ، حدّثني أبي، حدثني أبي جعفر، حدثني أبي محمّد، حدّثني أبي عليّ(1)، حدثني أبي الحسين رضی الله عنه، حدّثني عليّ بن أبي طالب رضی الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «[قال لي] جبرئيل علیه السلام يا محمّد إن مدمن الخمر كعابد وثن»(2).

هذا حديث غريب اتصل لنا بقول كلّ واحد من رواته (3)أشهد بالله، وأشهد الله أخبرني فلان وقرأته كذلك على شيخنا رحمه الله في جملة «مسلسلات ابن المفضل»، رواه ابن المفضل عن السلفي، عن أبي عليّ الحسن بن أحمد بن مهرة، عن أبي نعيم

ص: 317


1- في الاصل : حدثني أبي محمّد عليّ» والصواب ما أثبتناه.
2- أقول : وقريباً منه في ابن ماجة : (3375) من طريق سهل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة. وأحمد في المسند : 265/4 برقم 2453 من طريق الحسن بن صالح ، عن محمّد بن. المنكدر، عن ابن عبّاس، وابن حبّان :«5347» والبيهقي في الشعب : 12/5-13 ، وكنز العمال : 352/5 برقم 13197
3- ورد في المخطوطة: «رواية» والصواب ما أثبتناه.

فوقع لنا عالياً.

وقال أبو نعيم عقبه هذا حديث روته العترة الطيبة، ولم نكتبه على هذا الشرط بالشهادة بالله، والله إلَّا عن هذا الشيخ، وقد روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم من غير طريق انتهى . وهذه الترجمة أعني رواية جعفر الصادق، عن أبيه الباقر، عن زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه (1)عليّ بن أبي طالب كما قال الحاكم أبو عبدالله صاحب المستدرك أصح أسانيد أهل البيت، ولكن بشرط أن يكون الراوي عن جعفر ثقة واقتصرت عليه لكثرة من اجتمع فيه من أهل البيت، وعندي مسلسلات اجتمع فيها أربعة عشر أبا من أهل البيت وإلَّا ففي «مسند الامام أحمد مسند»(2)أهل البيت اشتمل على مسند الحسن والحسين، وعقيل، وجعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن جعفر رضي عنهم ، وقدّم عليّاً رضی الله عنه رأسهم في مسند العشرة، وكذا عندنا في «الذريّة الطاهرة» جملة أحاديث من مسانيد أهل البيت بل عندي الشيء الكثير من ذلك مما لو تتبعته وأوردته لطال الكتاب والله تعالى الهادي للصواب، وقد قال السيّد شهاب الدين الحسين بن محمّد الحسيني صاحب المدرسة الشريفة البهائية :

وخل جاء يسأل عن قبيل ** وضوء الشمس للرائي جليّ

فقلت لهم ولم أفخر وإني***يحق لمثلي الفخر العليّ

محمّد خير خلق الله جدّي***وأمّى فاطم وأبي عليّ

وهذا آخر استجلاب ارتقاء الغرف بحبّ أقرباء الرسول وذوي الشرف.

وصلى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم

ص: 318


1- الظاهر سقطت كلمة (عن)
2- ورد في المخطوطة: «سند» ولعل الصواب ما أثبتناه

الفهارس العامة

اشارة

1 - فهرس الآيات القرآنية

2 - فهرس الأحاديث الشريفة

- فهرس الأماكن والبلدان

4 - فهرس الأمم والقبائل والطوائف

5 - فهرس الأعلام المذكورين في المتن

6 - فهرس الكنى

7 - فهرس الألقاب

8 - فهرس أسماء الكتب الواردة في المتن

9 - فهرس الموضوعات

ص: 319

ص: 320

1 - فهرس الآيات الكريمة

الآیة السورة الایة الصفحة

إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَنقَاكُمْ الحجرات 13 295

إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً المزمل 5 121

أَنَّمَا أَمْوالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ الانفال 28 242، 239

إِنَّمَا يُريد اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ الاحزاب 23 34، 129، 130 ، 143، 145، 146، 201.

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ المسد 1 159

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ الرعد 23 309

حم*عشق الشوری 1و2 61. 72. 73.

خُذُوهُ فَغُلُوهُ* ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ الحاقة 30 و 31 314

قُل لَّا أَسْتَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ الشورى 23 62. 63. 64. 67. 70. 72. 73. 75.

وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرِبِينَ الشعراء 214 169

نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ آل عمران 61 134

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتَهُمْ بِإِيمَانٍ .. الطور 21 309

وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا الحجرات 13 56

وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً الکهف 82 309

وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى الضحی 5 209

يَا أَيُّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ... الحجرات 13 295. 296. 297. 298.

ص: 321

2 - فهرس الأحاديث الشريفة

الحديث الرراوی الصفحة

آل محمّد كلّ تقي انس 308

ابني هذا سيّد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين أبو بكرة 240

اتبعوني تكونوا بيوتاً انس 315

أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمة، وأحبوني العبّاس 149

أحبوا أهلي، وأحبوا عليّاً انس 179

أحبوا قريشاً، فإنّ من أحبهم أحبه الله سهل بن سعد 128

اخلفوني في أهل بيتي ابن عمر 111

إذا قام مهدينا أهل البيت قسم بالسوية، وعدل أبو جعفر الباقر 255

أربع من أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن أبو مالك الاشعري 294

أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة المكرم لذريتي علىّ بن أبي طالب 278

ارقبوا محمّداً تختصر التحيه في أهل بيته ابوبکر الصدیق 148

أسامة منا أهل البيت ظهراً لبطن عائشة 143

استوصوا بأهل بيتي خيراً، فإني أخاصمكم 148

أشبهت خَلقي وخُلقي البراء 261

أفضل النّاس مؤمن بين كريمين ابوذر 315

أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم 60

أكرمهم عند الله أتقاهم ابوهریرة 295

إلَّا أن تصلوا بيني وبينكم من القرابة

ابن عبّاس 61. 62. 63. 66.

ص: 322

ألا إن عيبتي الّتي أوي إليها أهل بيتي

أبو سعيد الخدرى 59

ألا إنّ عيبتي وكرشي، أهل بيتي، والأنصار أبو سعيد الخدري 60

ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح أبو إسحاق 224

ألا لكلّ نبيّ تركة وضيعة انس 71

ألاومن مات على حبّ آل محمّد مات مغفوراً له جریر 184

ألزموا مودّتنا أهل البيت الحسین بن علیّ 176

اللهم أرزق من أبغضني وأهل بيتي كثرة المال عليّ بن أبي طالب 283

اللهم اغفر للعبّاس ولولده أبوهريرة 178

اللهم إنّهم عترة رسولك ، فهب مسيئهم لمحسنهم عليّ بن أبي طالب 216

اللهمّ بارك فيهما ، وبارك عليهما وبارك لهما في سعد 205

اللهم صلِّ على محمّد عبدك ورسولك وأهل بيته

إبراهيم بن يزيد 197

اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك.... على إبراهيم واثلة بن الأسقع 200

اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق 132

أليس تشهدون أن لا إله إلَّا الله ، وأن محمّداً عبده 98

أليس الولد العاق يلحق بالنسب علیّ بن محمّد المغربی 311

أمّا بعد ألا أيّها النّاس فإنما أنا بشر يوشك زيد بن أرقم 86

أمّا بعد أيّها النّاس فإنّي لا أراني إلا موشكاً جابر 97

أمّا بعد أيّها النّاس فإنّي مقبوض أوشك أدعى ضمرة 108

أمّا بعد أيّها النّاس فإنّي موشك أن أدعى ام هانی 118

أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل عليّ بن أبي طالب 212

أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين 34 أما علمت أنّ عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم عمر بن الخطاب 190

أمان لأهل الأرض من الغرق القوس ابن عبّاس 126

الأمراء في قريش ثلاثاً ما حكموا فعدلوا

أبو برزة 126

ص: 323

إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء عمر بن العاص 306

إن أعظم النّاس فرياً انسان شاعر يهجو عائشة 293

إنّ الله أجرى عليكم المودة في أهل بيتي

عمرو بن شعیب 77

إنّ الله أخذ ميثاق من يحبنا ، وهم في أصلاب علي بن الحسين 190

إنّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل 40

إنّ الله جعل ذريّة كلّ نبي في صلبه، وإنّ الله جابر 238

إنّ الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي علي بن أبي طالب 286

إنّ الله غير معذبك ولا ولدك ابن عبّاس 214

إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم أبو هريرة 299

إنّ أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد، كلكم عقبة بن عامر 299

إنّ أهل بيتي سيلقون بعدي من أمتي قتلاً أبو سعيد الخدرى 279

إنّ أوّل أربعة يدخلون الجنة، أنا، وأنت

أبو رافع 213

إنّ أوّل النّاس فناء قريش عمرو بن العاص 280

إنّ أولى الناس بي المتقون من كانوا معاذ بن جبل 306

إنّ أوليائي يوم القيامة المتقون أبو هريرة 306

إنّ بني المطّلب لم يفارقونا في جاهلية 49

إنّ الحكمة تزيد الشريف شرفاً، وترفع العبد أنس بن مالك 315

إنّ الصدقة لا تحل لمحمّد، ولا لآل محمّد 147

إنّ فاطمة حصنت فرجها فحرمها الله وذريتها ابن مسعود 210. 212

ان قد غفر لشيعتك ولمحبي شيعتك عليّ بن أبي طالب 177

إن قريشاً أهل صبر وأمانة 286

إن كان لك عقل فلك فضل مالك بن برهة 302

إنّ كلّ سبب ونسب منقطع يوم القيامة

محمّد بن عليّ الباقر 234

إن لبني أبي طالب عندي رحماً 307

ص: 324

إنّ الله ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله دينه أبو سعيد الخدرى 188

إن لم تحفظوني فيما جئت به فأحفظوني لقرابتي ابن سعد 65

إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح أبو ذر 225

إنّ من أعظم الفري أن يدعى الرجل إلى غير أبيه واثلة بن الأسقع 289

إنّ هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلَّا أكبه الله معاوية 124

إنّا آل محمّد لا تحل لنا الصدقة

الحسن بن عليّ وعائشة 244

إنا أهل بيت أختار الله لنا الآخرة على الدنيا ابن مسعود 279

أنا سيّد ولد آدم ولا فخر 165

أنا شجرة وفاطمة حملها وعليّ لقاحها والحسن ابن عبّاس 182

إنا لا تحل لنا الصدقة أبو هريرة 244

إنا لا تحل لنا الصدقة وإن مولى القوم من أنفسهم ابو رافع 245

أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا 230

أنت وشيعتك تردون علَيَّ الحوض رواء مرويين ابو رافع 177

أنشد الله من شهد يوم خم إلَّا قام ابوالطفیل 101

انظر فإنك ليس بخير من أحمر ولا أسود ابوذر 296

انظروا كيف تخلفوني فيهما وأوصيكم بعترتي 122

إنّما بنو هاشم، وبنو المطلب شئ واحد 47. 147

إنّما سميت ابنتى فاطمة لأنّ الله فطمها ومحبيها

أبو هريرة 175

إنّما شيعتنا من أطاع الله وعمل مثل أعمالنا

الحسين بن عليّ 230

إنّما شيعتنا من جاهد فينا ومنع من ظلمنا

یحیی بن زید 190

إنّما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها

عمر بن عبدالعزیز 177

إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح

أبو سعيد الخدرى 228

إنّما هي [الصدقة ] من أوساخ النّاس 147

إنّه شبيه خَلقي وخُلقي عبدالله بن جعفر 262

ص: 325

إنّه لمسقى 263

إنّي أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني مسؤول 101

إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله، وأهل بيتي زيد بن أرقم 93

إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله

زید بن ثابت 106

إنّى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبو سعيد الخدري وابن أرقم 79

إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ضمرة 108

انی تركت فيكم الثقلين، الثقل الاكبر، ابوذر 115

إنِّي خلّفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً

أبو هريرة 116

إنّى لكم فرط، وأنتم واردون علَىّ الحوض

جابر 97

إنّي مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا

علىّ بن أبي طالب 114

إنّي مقبوض، وإنّي قد تركت فيكم الثقلين

عليّ بن أبي طالب 114

أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي زيد بن أرقم 86

أهل بيتي والأنصار كرشي وعيبتي

أبو سعيد الخدري 60

أوصيكم بعترتي خيراً، وإنّ موعدكم الحوض عبدالرحمن بن عوف 111

أوقد فعلوهها، والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم العبّاس بن عبدالمطلب 157

أوّل من يرد عليَّ الحوض أهل بيتي ، ومن أحبني الحسن بن عليّ 218

أوّل من أشفع له من أمتي أهل بيتي، ثم الأقرب ابن عمر 218

أوّل من أشفع له من أمتى أهل المدينة،

عبد الملك بن عباد 219

أوّل النّاس يرد عليّ الحوض فقراء المهاجرين 218

أوّل النّاس هلاكاً قريش، وأول قريش هلاكاً أبو ذر 280

أول الناس هلاكاً قومك عائشة 280

أولى الناس بي أكثرهم على صلاة 23. 309

أيما أمرأة ألحقت بقوم من ليس منهم أبو هريرة 292

أيّها النّاس إنّ الله أذهب عنكم عبية الجاهلية

ابن عمر 297. 298

ص: 326

أيها الناس إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين

حذيفة بن أسيد 98

أيّها النّاس أنا فرطكم وانكم واردون عَليَّ

حذيفة بن أسيد 109. 119

أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير

حذيفة بن أسيد 98، 119،109

أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا أبو الطفيل 92

أيّها النّاس إنِّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم

جابر بن عبدالله 96

أيّها النّاس إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله

أمّ سلمة 117

أيّها النّاس فإنّي لا أراني إلَّا موشكاً أن أدعى

جابر بن عبدالله 97

أيّها النّاس لا تقدموا قريشاً فتهلكوا، ولا تخلفوا

جبير بن مطعم 124

أيّها النّاس مالي أوذي في أهلی

عمار بن ياسر وأبو هريرة 159

تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم

أبو هريرة 57

تنقطع الأسباب والأنساب والأصهار إلا صهري

ابن عبّاس 243

حبّ آل محمّد يوماً خير من عبادة سنة

ابن مسعود 180

حبّي وحبّ أهل بيتي نافع في سبع مواطن

عليّ بن أبي طالب 180

الحسب المال، والكرم التقوى سمرة 302

حليفنا منا وابن أختنا منا 305

الخلافة في قريش، والحكم في الأنصار

عقبة بن عبدالله 126

خمسة أو قال ستة لعنتهم وكلّ نبيّ مجاب

عائشة 287

خير النّاس أقواهم وأتقاهم لله عزّ وجلّ

درة بنت أبي لهب 301

خير نساء العالمين مريم وآسية، وخديجة 34

خيركم خيركم لأهلي من بعدي أبو هريرة 186

سألت ربي أن لا يدخل النار أحداً من أهل بيتي

عمران بن حصين 215

سلمان منّا أهل البيت عليّ بن أبي طالب 145

علم الأنساب علم لا ينفع وجهالة لا تضر

أبو هريرة 58

عليّ، وفاطمة ، وابناهما ابن عبّاس 67

ص: 327

فأكرم الناس يوسف نبي الله أبو هريرة 295

فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني

المسور بن مخرمة 243

في كلّ خلف من أمتي عدول من أهل بيتي 230

قال لى جبرئيل علیه السلام يا محمّد إن مدمن الخمر عليّ بن أبي طالب 317

قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله علي بن أبي طالب 112

قل لا أسئلكم على ما آتيتكم به من البينات

ابن عبّاس 78

قل لا أسئلكم على ما أدعوكم إليه أجراً إلَّا المودّة

ابن عباس 64

قل لا أسئلكم عليه أجراً إلَّا أن تصلوا قرابتي منكم

ابن عباس 63

قل لا أسئلكم عليه أجراً إلَّا أن تمنعوني وتكفوا

ابن عبّاس 65

قل لا أسئلكم عليه أجراً إلَّا أن تودوني في

ابن عبّاس 64

قل لا أسئلكم عليه أجراً إلَّا المودة في القربى

أبو مالك الغفاري 66

قال لى جبرئيل قلبت مشارق الأرض ومغاربها 40

قولوا اللهم صلِّ على محمّد عبدك ورسولك

إبراهيم بن يزيد النخعي 197

قولوا اللهم صلِّ على محمّد وأزواجه وذريته

أبو حميد الساعدي 197

قولوا اللهم صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد،كما كعب بن عجرة 193

كانّي دعيت فأجبت، إنّي قد تركت فيكم الثقلين

زيد بن أرقم 91

كخ كخ أما شعرت أنّا لا نأكل صدقة

أبو هريرة 244

كرشي باطني، وعيبتي ظاهري وجمالي

أبو سعيد الخدري 60

كرم المؤمن دينه، ومرؤته عقله

أبو هريرة 301

كرمكم تقواكم عمر بن الخطاب 301

كفى بالمبغض لنا بغضاً عبدالله بن الحسن 281

كفى بالمحب لنا أنسه إلى من يحبنا

عبدالله بن الحسن 189

كفر بامرئ ادعاؤه إلى نسب لا يعرف

عمرو بن العاص 291

كفر تبرؤ من نسب وإن دق

عمرو بن العاص 291

ص: 328

كلّ بني أم ينتمون إلى عصبة، إلَّا ولد فاطمة

فاطمة علیها السلام 237. 238

كل سبب منقطع يوم القيامة 237. 242

كل سبب و نسب ينقطع يوم القيامة إلَّا سببي

عمر بن الخطاب 233

كلّ نسب وصهر منقطع إلَّا نسبي وصهري

ابن عمر 237

لا أسئلكم على ما أقول أجراً ارقبوني في الذي

مجاهد 66

لا أسألكم عليه أجراً إلّا أنّ تودوني في نفسي

ابن عباس 64

لا إله إلَّا الله الحكيم الكريم 37-38

لا تبلغوا الخير (الايمان) حتّى يحبوكم الله

ابن عبّاس 156

لا تقوم الساعة حتّى تملأ الأرض ظلماً وعدواناً

أبو سعيد الخدري 251

لا تقدموها فتهلكوا ولا تقصروا عنها فتهلكوا 123

لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه

أبو ليلى الأنصاري 151

لا يبغضنا أهل البيت رجل إلَّا أدخله الله النّار

أبو سعيد الخدري 282

لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلَّا ذيد عن الحوض

الحسن بن عليّ 283

لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي جابر 179

لا يدخل قلب رجل الإيمان حتّى يحبكم

العبّاس بن عبدالمطلّب 153

لا يزداد الأمر إلَّا شدة، ولا الدنيا

انس بن مالک 258

لكلّ بني أمّ عصبة ينتمون إليه إلَّا ولد فاطمة

عثمان بن أبي شيبة 238

لم يبغضنا إلَّا منافق شقي جابر 281

لو صليت صلاة لا أصلَّ فيها على آل محمّد

ابی مسعود 202

لو صليت صلاة لم أصلِّ فيها على محمّد وعلى

جابر 202

لو لم يبق من الدنيا إلَّا يوم لطول الله ذلك اليوم

ابن مسعود 252

لو لم يبق من الدهر إلَّا يوم لبعث الله رجلاً من علیّ بن ابی طالب 248

ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلَّا كفر

أبو ذر 289

لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا

ابو هريرة 298

ص: 329

ما بال أقوام يؤذنني في قرابتي أبو هريرة 160

ما بال أقوام يؤذنني في نسبي وذوي رحمي أبو هريرة 160

ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي

العبّاس بن عبدالمطلّب 153

ما بال أقوام يزعمون أن شفاعتي لا تنال أهل بيتي

أم هانئ ابنة أبي طالب 161

ما بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لا تنفع

عبد الله بن عبّاس 162

ما بال رجال يؤذوني في أهل بيتي

دُرَّة بنت أبي لهب 158

ما بال رجال يقولون إن رحم رسول الله لا تنفع قومه

أبو سعيد الخدري 168

ما حاجة ابن أبي طالب بريدة 205

مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه

أبو ذر، وابن عبّاس 223. 227

مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها سلم

عبدالله بن الزبير 228

المسلمون إخوة لافضل لأحد على أحد

حبیب بن خراش العصري 296

معرفة آل محمّد براءة من النّار... والولاية لآل 181

من آذاني في أهلى فقد أذى الله

عليّ بن أبي طالب 286

من آذاني في عترتي فعليه لعنة الله

عليّ بن أبي طالب 285

من أحبّ الله أحبّ القرآن ... ومن أحبنى

أنس بن مالك 179

من أبغض أحداً من أهل فقد حرم شفاعتي

أنس بن مالك 281

من أبغض أهل البيت فهو منافق

أبو سعيد الخدري 283

من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً

جابر 284

من أبغضنا فهو منافق

أبو سعيد الخدري 282

من أحبنا بقلبه وأعاننا... كنت أنا وهو في عليين

عليّ بن أبي طالب 185

من أحبنا نفعه الله بحبنا ولو أنّه بالديلم

الحسين بن عليّ 182

من ادعى إلى غير أبيه لم ير رائحة الجنة

عبدالله بن عمر 292

من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم

سعد بن أبي وقاص 290

من ادعى نسباً لا يعرف كفر بالله

أبو بكر الصديق 291

ص: 330

من أراد أن يشرب بالكأس الأوفى من حوض

الحسن البصري 199

من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافيته عنها

علىّ بن أبي طالب 277

من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب 227

من أطاع الله في ولدي

الحسين بن عليّ 230

من أنتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه

ابن عبّاس 291

من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهداً 188

من دمعت عيناه فينا دمعة.... آتاه الله الجنة

الحسين بن علىّ 185

من سبّ أهل بيتي فأنا برئ منه

الحسين بن عليّ 285

من سرَّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا

أبو هريرة 198

من صلى على محمّد وعلى أهل بيته مائة مرة

عليّ بن أبي طالب 203 و 204

من صلى على صلاة واحدة

أبو مسعود الأنصاري 202

من صنع إلى أحد من ولد عبد المطلب

عثمان بن عفان 277

من عادانا فلرسول الله صلى الله عليه وسلم عادی

الحسين بن عليّ 281

من كان ههنا من معد قاعداً فليقم

عمرو بن مرّة 58

من كنت مولاه فعلي مولاه

خزيمة بن ثابت 98، 101 ، 119

من لم يعرف حق عترتي والأنصار والعرب

عليّ بن أبي طالب 189

من مات على بغض آل محمّد جاء يوم القيامة

جریر 181. 184

من مات على حبّ آل محمّد صلى الله عليه وسلم مات شهيداً

جریر 184

من والانا فلرسول الله صلى الله عليه وسلم والى

الحسين بن عليّ 189

من ببطىء به عمله لا يسرع به نسبه

ابن عبّاس وأبو هريرة 304 ، 305

من يرد هوان قريش أهانه الله سعد 268

المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري

حذيفة بن اليمان 253

المهدي من ولد العبّاس عمي

عثمان بن عفوان 257

المهدي من عترتي من ولد فاطمة

أم سلمة 247

ص: 331

المهدي منّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة

علیّ بن ابی طالب 248

المهدي منّا يختم الدين بنا كما فتح بنا

عليّ بن أبي طالب 249

المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض

أبو سعيد الخدري 250

المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبي

عليّ بن أبي طالب 249

النّاس تبع لقريش في الخير والشر جابر 124

النّاس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع

أبو هريرة 124

النّاس دثار، والأنصار شعار

عبدالله بن عبّاس 163

النّاس كلهم كأسنان المشط، وإنّما يتفاضلون

ابو سعد 300

النّاس لآدم وحواء فطف الصاع 300

النّاس مستوون كأسنان المشط ، ليس لأحد على

أنس بن مالك 300

نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، وشهيدنا خير الشهداء

أبو أيوب 254

النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي

ابن عبّاس 223

النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهب النجوم

على بن أبي طالب 222

النجوم أمان لاهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي

سلمة بن الأكوع 221

نحن أهل البيت شجرة النبوّة ومختلف الملائكة

ابن عبّاس 265

نحن بنو عبد المطلب سادات أهل الجنّة أنا وحمزة

أنس بن مالك 214. 253

نحن النجباء وافراط الانبياء وحزبنا حزب الله

على بن أبي طالب 265

نعم ما رأيت، تلد فاطمة غلاماً وترضعيه

المخارق الشيباني 242

نعم هو حق وهو من ولد فاطمة 247

هذا عمي أبو الخلفاء أجود قريش كفاً وأجملها

ابن عبّاس 257

هؤلاء أهل بيتي 34

عائشة

هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت

عائشة 252

والله لا يدخل قلب إمرئ مسلم إيمان حتّى يحبكم

عبد المطلب بن ربيعة 154

والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت

أبو سعيد الخدري 282

ص: 332

والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتّى يحبكم

العبّاس بن عبد المطلب 157

والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الايمان العباس بن عبد المطلب 152

والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلَّا معرفة

الحسين بن عليّ 176

والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ عائشة 267

والذي نفسي بيده ليقيمن الصلاة وليؤتن الزكاة

عبدالرحمن بن عوف 111

وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد

أنس بن مالك 214

يا أبا رافع إن الصدقة حرام على محمّد وعلي

ابن عبّاس 246

يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم

أبو جميلة 145

یحیی بن سعید

يا أهل العراق أحبونا بحب الإسلام

يحيى بن سعيد 316

يا أيها الناس أحبونا حبّ الإسلام

يحيى بن سعيد 316

يا أيّها النّاس إن ربكم واحد

أبو نضرة 296

يا أيها النّاس إن قريشاً أهل أمانة

أبو رافع 286

يابلال هجر بالصلاة

عبدالله بن عبّاس 162

يابني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثاً

ابن عبّاس 284

كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار

أبو سعيد 169

يابني هاشم إنّي سألت الله عزّ وجلّ أن يجعلكم

عبد الله بن جعفر 156

يابني هاشم لا يجيئني النّاس بالأعمال 305

يارب هذا عمي وصنو أبي وهؤلاء أهل بيتي 144

يا عائشة بنت أبي بكر ويا حفصة بنت عمر و يا

عائشة 174

يا عباس إنّ الله غير معذبك ولا أحد من ولدك

ابن عبّاس 215

يا علي إنّ الله غفر لك ولذريتك ولولدك ولأهلك

علي بن أبي طالب 216

يا عليّ إنّ أهل شيعتنا يخرجون ... وجوههم كالقمر

علي بن أبي طالب 183

يا عليّ أن قد غفر لشيعتك ولمحبي شيعتك

علي بن أبي طالب 177

يا عليّ أنت وشيعتك تردون عليَّ الحوض

أبو رافع 177. 217

ص: 333

يا عليّ إنّه لا بدَّ للعرس من وليمة بريدة 205

يا علي لا تحدث شيئاً حتّى تلقاني بريدة 205

ياعليّ يدخل النّار فيك رجلان محبّ مفرط

عليّ بن أبي طالب 316

ياعمّ سترك الله وذريتك من النّار

سهل بن سعد الساعدي 215

ياعمة من توفي له ولد في الإسلام فصبر

عبد الله بن العبّاس 162

يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم

ابن عبّاس 64

يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة

ابن عبّاس 69

يا معشر بني هاشم والذي بعثني بالحق نبياً

علي بن أبي طالب 217

يخرج رجل من وراء هذا النهر

علي بن أبي طالب 250

يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدو له ينفون عنه 230

يرد الحوض علَىَّ أهل بيتى ومن أحبهم

علي بن أبي طالب 181

يقوم الرجل لأخيه عن مقعده إلَّا عن بني هاشم

أبو أمامة 264

يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم علیها السلام كأنما حذيفة بن اليمان 253

ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم

أبو سعيد الخدري 251

ينقطع كلّ نسب إلَّا نسبي وسببي وصهري

المسور بن مخرمة 243

ص: 334

3 - فهرس الاماكن والبلدان

أجنادين : 30

أرض خراسان : 280

الأركان : 297

الاسكندرية : 288

أفريقية : 30

حرف الباء

باب حطة : 225، 228

بدر : 52

بصری: 99. 109. 116

البصرة : 47 ، 270 ، 272

البطحاء : 98 ، 109، 325،273

بطحاء مكّة : 302

بطن المسيل : 297

بغداد = مدينة السلام : 28 ، 42 ، 317

البيت : 272 ، 273

بيت المقدس : 249

البیداء: 52

حرف الحاء

الجحة: 97. 109

حا: 166. 167

الحبشة: 31. 126

الحجاز: 311

الحجر : 272 ، 273

حجرة النبيّ صلى الله عليه وسلم : 311

الحرم : 24 ، 273 ، 311

حطة بني إسرائيل : 223، 228

حكم : 159 ، 166، 167

حلب : 53

حنين : 70

الحوض 79 ، 101، 106 ، 109، 111

114، 115

حرف الخاء

خم 86. 91. 101. 108

حرف الدال

دمشق: 72

الدیلم: 182

حرف الراء

الركن : 273 ، 285

الروضة النبوية : 311

رومية : 30

حرف السين

سلهب : 156، 159

سمر قند : 30

ص: 335

حرف الشين

الشام : 28 ، 53 ، 72، 146، 280

شیراز : 313

حرف الصاد

صداء 159، 160، 161

الصفة : 236

صنعاء : 99، 109، 116

حرف الطاء

الطائف: 30. 110. 219.

حرف العين

العراق : 145

عرفة : 96

عسفان : 274

حرف الغين

الغار : 310

غدیر خم 109، 115 ، 117 ، 118

غزوة خيبر : 267

حرف الفاء

فخ : 29

حرف القاف

القاهرة : 314

القبر الشريف [قبر الرسول صلى الله عليه وسلم]

314 ،313 ،311

قرقیسیا : 280

حرف الكاف

الكعبة : 115 ، 271

الكوفة : 270 ، 280

حرف الميم

المدينة : 46 ، 48 ، 70، 86، 92، 110 ،

314 ،311 ،274 ، 270 ، 219

مدينة السلام - بغداد : 28

مراد : 156

المسجد الحرام : 297 ، 310

المسجد النبوي : 313، 336

مصر : 42 ، 53، 310

المغرب : 29

المقام : 285

مكّة 46، 48، 54،50، 70، 86، 92 ،

،297 ، 274 ، 272 ،219 ،11

312 ،311 ،310 ، 298

منی : 52، 296 ، 319

حرف الهاء

الهاجرة : 115 ، 118

حرف الياء

اليمامة : 49

اليمن : 30 ، 160، 167، 218، 306

ينبع : 30

ص: 336

4 - فهرس الأمم والقبائل والطوائف

حرف الألف

آل إبراهيم : 193 ، 197 ، 199، 200

آل أبي طالب : 307

آل جعفر : 86

آل عبّاس : 86

آل عبد مناف : 52

آل عقيل : 86

آل علىّ : 86

آل محمّد صلی الله علیه و آله و سلم : 61، 63، 147 ، 180،

،202 ،199 ، 193 ، 184 ، 181 ،244، 246 ، 231 ، 204 ، 203 280 ،250

آل النبي صلی الله علیه و آله و سلم : 147

أخوال عبد المطلب : 70

أخوال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم = الزهريون : 268

الإسلام : 124 ، 188، 300

الأعاجم : 218

الإنس : 122

الأنصار : 59، 60 ، 69 ، 70، 126،71،

، 218 ،205 ، 179 ، 1163،

305، 308

أهل الأرض : 126، 222 ، 223 ، 273

أهل البيت 24 ، 60 ، 70 ، 73، 78، ،179 ، 143، 145، 176 ، 179. 193. 203. 248. 255. 256. 265. 267. 282. 283. 285. 295. 315. 318.

أهل خراسان : 280

أهل السماء : 221 ، 222

اهل السنّة: 311

أهل الشام : 146 ، 272 ، 273

أهل الطائف : 219

أهل العراق : 145 ، 316

أهل المدينة : 219

أهل مكّة : 219

الأوس : 56

حرف الباء

بنو آدم : 298 ، 299، 321

بنو أبي أمية بن المغيرة : 31

بنو ابي طالب : 44 ، 307

أسد : 145

بنو إسرائيل : 228

ص: 337

بنو أميّة : 279

بنو تميم : 302

بنو حسن : 313

بنو حسین : 313،311

بنو زريق : 159

بنو زهرة : 267

بنو سعد بن ليث بن بكر : 50

بنو ضمرة : 109

بنو العبّاس : 27 ، 30 ، 42 ، 53

بنو عبد شمس : 47 ، 169

بنو عبدالله بن الحسن : 28، 29

بنو عبد المطلب : 156، 157، 169،

214، 305

بنو عبد مناف : 169

بنو عديّ بن النجار : 71

بنو عیسی : 28

بنو فاطمة : 53،35

بنو كعب بن لؤي : 169

بنو مخزوم : 279

بنو المطلب : 47 ، 48 ، 50 ، 147، 284

بنو المغيرة : 279

بنو النجار : 48 ، 70

بنو نوفل : 47

بنو هارون : 241

بنو هاشم 40 ، 42 ، 47، 48، 52،50، ، 147 ، 148، 156 ، 169، 177،217 ، 191 ،190 305 ،288 ،283 ، 279 ، 264

حرف الجيم

الجاهلية : 65، 124، 162، 298

الجعافرة : 40

الجعفريين : 45

الجن : 122

حرف الحاء

حاء قبيلة من اليمن : 166 ، 167

حزب الله : 265

حزب إبليس : 126 ، 223

حزب الشیطان: 265

حكم قبيلة من اليمن : 159 ، 166، 167

حمام الحرم : 310

حمير : 56

الحنابلة : 148 ، 313

الحنفية : 148

حرف الخاء

الخزرج : 56

حرف الراء

الرايات السود : 279

حرف الزاي

الزهريون أحوال النبيّ صلى الله عليه وسلم : 268

حرف السين

سفينة نوح 223، 224، 225، 227، 228

ص: 338

سلهب [حي من مراد]: 156، 159

حرف الشين

الشافعية : 42 ، 148، 294 ، 295

الشيعة : 178، 216

شيعة آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم : 280

شيعتنا : 213 ، 230

شيعي : 69

حرف الصاد

صداء : حي من اليمن : 159، 160 ، 161

حرف الطاء

الطالبيين : 44

حرف العين

العباسيين : 53، 54

عبشميها : 56

العرب : 64، 126 ، 218، 223، 295

عرب الحجاز : 56

العقيليين : 45

العلويين : 53،44

حرف الفاء

فارسي : 302

الفاطميين : 44

حرف القاف

قبائل قريش : 147

قبائل نوفل : 52

قریش 40 ، 42 ، 48، 56،52،50، ،61 62، 63، 64، 65، 66 ،124، 126 ،123 ،124، 126، 162 ، 153 ، 152 ، 128

،257 ، 250 ،163، 169 ، 248 ، 286 ، 280 ، 273 ، 268، 280، 305 ،289 ، 287،

قضاعة بن حمير : 58

قوم من قبل المشرق : 299

حرف الكاف

كنانة : 40 ، 56

حرف الميم

المالكية : 148

المجيرون : 52

مراد : 156

المسلمين : 53 ، 126، 147، 240

معد : 58

الملائكة : 53، 291

المهاجرين : 218،126

حرف النون

نبطي : 302

نقيب الطالبيين = نقيب العلويين : 42، 44

نقيب العباسيين = نقيب الهاشميين : 42

نقيب العلويين = نقيب الطالبيين : 44،42

ص: 339

نقيب الهاشميين = نقيب العباسيين : 42

نوفليها : 56

حرف الهاء

هاشميها : 56

الهاشميين : 308

الهواشم : 313

حرف الواو

ولد آدم : 233 ، 234

ولد الحسن علیه السلام: 256

ولد الحسين علیه السلام : 256

ولد العباس : 257

ولد عبد المطّلب : 248 ، 253 ، 277

ولد فاطمة : 34 ، 233، 237، 238، 247 ، 248، 256

حرف الياء

اليهود : 53 ، 284

ص: 340

5 - فهرس الأعلام المذكورين في المتن

حرف الألف

آدم أبو البشر : 165، 233 ، 264 ، 300،

304

آسية : 34

آمنة بنت العبّاس بن عبدالمطّلب بن هاشم: 30

أبان بن عثمان : 277

إبراهيم أبو الأنبياء علیه السلام : 197،193، 198، 200، 264.

إبراهيم الجمال اللخمي = الجمال إبراهيم : 272

إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن ابن کهیل : 163

إبراهيم بن حمزة بن عبد الله بن العوام : 39

إبراهيم بن عبدالله بن الحسن بن الحسن :

285 ،261 ،29

إبراهيم بن محمّد الأسلمي : 108

إبراهيم بن محمّد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم : 259

إبراهيم بن ميسرة : 257

إبراهيم النخعي : 279

إبراهيم بن نعيم النّحام : 35

إبراهيم بن يزيد النخعي : 197

إبليس : 126، 166، 223

أحمد أبو العبّاس المديني : 310

أحمد بن أبي بكر بن حامد الأرموي: 272

أحمد بن جعفر بن أبي طالب : 43

أحمد بن حمزة بن علىّ أبو الحسين السلمى : 317

أحمد بن حنبل : 57 ، 63، 66 ، 91،80، ، 106، 126، 143، 153، 155 ، 222 ، 217 ، 207 ، 185 ، 168 ،292 ،291 ،2244 ، 248 ، 83

318 ،302 ،301 ،299 ، 296

أحمد بن عامر : 277

أحمد بن عبدالله أبو نعيم الحافظ : 317

أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي : 164

أحمد بن منيع : 316

أحمد بن هبة الله بن عساكر : 272

أحمد بن يزيد بن العوام : 238

ص: 341

أحمد بن يعقوب أبو العباس الحلبي: 272

إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن ابن عليّ بن أبي طالب : 28، 29

أرقم بن أبي الأرقم الزهري : 246

أروى بنت الحارث بن عبدالمطّلب : 45، 47

أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب : 45

أروى بنت عبدالمطّلب : 31،25

أروى بنت كريز أم عثمان : 263

أسامة : 143

إسحاق بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر ابن زین العابدین : 33

إسحاق بن راهويه : 112

إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب : 39، 40

إسحاق بن عبدالله بن الحارث بن نوفل ابن الحارث بن عبدالمطلب : 46

إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة : 253،300

اسلم الديلمي : 175

أسلم مولى عمر ، والد زيد : 190 ، 236

أسماء بنت أبي بكر الصديق ابن أبي

قحافة : 30

أسماء بنت عميس : 43

إسماعيل علیه السلام : 40

إسماعيل القاضي : 197

إسماعيل بن أبي خالد : 185

إسماعيل بن خليفة أبو إسرائيل الملائي : 80

إسماعيل بن رافع : 279

إسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أب-ي طالب : 39

إسماعيل بن عبيد بن رفاعة بن رافع: 305،286

إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل:163، 164

الأصبغ بن نباته : 115 ، 285

أمامة بنت حمزة بن عبدالمطّلب بن هاشم: 27

أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى : 46،42،41

أميمة بنت عبدالمطّلب : 31،25

أمية : 28

أنس بن مالك : 71، 179، 214 ، 253، 71 179، 284 ، 281 ، 258

، 260 ، 264 315 ،308 ،300،

ص: 342

إياس بن سلمة بن الأكوع : 221

إياس بن معاوية : 264

حرف الباء

البراء : 261

برقوق السلطان الظاهر : 312

برّة بنت عبد المطلب : 32 ، 47

بخشباي الأشرفي : 288

بريدة والد عبدالله : 205

بُريرة : 165

بشر بن مهران : 233 ، 234

بكر [بن عبد الله أبو عبدالله البصري

الواسطي]: 296

بلال : 162، 163

بهاء الدين الأخنائي المالكي القاضي :288

البيضاء بنت عبدالمطّلب = أم حكيم بنت عبد المطّلب : 47،32

حرف التاء

التقي بن عبد الكافي = عليّ بن عبد الكافي : 272

التقي بن فهد الهاشمي المكّي الحافظ: 312

التقى المقريزي : 311، 313

تمام بن العبّاس بن عبدالمطّلب بن

هاشم: 28،27

تمرلنك = تيمورلنك : 314

تيمورلنك = تمرلنك : 314

حرف الثاء

ثابت : 315

ثابت البناني : 264

حرف الجيم

جابر بن عبدالله الانصاري : 95 ، 96، 652 ،97، ،175 ، 167 ، 114، ،239 ،238 ،234 ، 202 ، 179

284 ،281

جبرئيل علیه السلام : 259،40، 317

جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف : 47، 51 ، 57، 124

جریر : 184 ، 237، 238، 260، 281، 300

جعدة بن هبيرة بن أبى وهب بن عمرو:44

جعفر بن إياس : 282

جعفر بن بشار الشامي : 257

جعفر بن أبي سفيان المغيرة بن الحارث

ابن عبد المطّلب أبو عبدالله : 45،44

جعفر بن سليمان والى المدينة : 270

جعفر بن أبي طالب : 32، 42 ، 43، 44 ،

ص: 343

214 ، 253 ، 254 ، 261، 307، 318

جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب علیهم السلام : 40، 45 ،96، 203، 216، 234، 239، 261، 278، 317، 318.

جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب الشريف : 41، 44، 45

الجمال إبراهيم اللخمي والد أبو محمّد = إبراهيم : 272

الجمال بن النجم الحموي : 272

جمانة بنت أبي طالب : 44،32

جنادة بن عبدالله بن علقمة عبدالمطّلب : 49

جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطّلب: 49

جويبر : 265

جويرية : 315

حرف الحاء

الحارث : 296

الحارث بن حرَّاث : 250

الحارث بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم: 27

الحارث بن عبد المطّلب : 45،32

الحارث بن المطّلب بن عبد مناف : 48

الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب : 46

حبّان بن منقذ الأنصاري : 45

حبيب بن أبي ثابت : 79، 91

حبیب بن خراش العصري : 296

الحجاج بن أرطاة : 302

حذيفة بن أسيد الغفاري : 95، 98 ، 212 ،109 ،100

حذيفة بن اليمان : 252 ، 253

حسان بن ثابت : 56

حسام الدین بن حريز القاضي : 288

الحسن البصرى : 78 ، 199، 258، 315

الحسن بن أحمد بن مهرة أبو عليّ : 317

الحسن بن الحسن بن علىّ بن أبي طالب :

36، 114، 175، 235، 316

الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ : 73

الحسن بن سهل الخياط : 234

الحسن بن عبدالله بن سهل أبو هلال = العسكري : 59

الحسن بن عليّ بن أبي طالب : 32، 33 ،114 ،73 ،40 ،35 ،

، 190 ، 186 ، 182 ، 143، ،218 ،214 ، 213 ، 212 ، 200

ص: 344

244 ، 250 ، 253، 256 318 ،283 ، 259، 260 ، 261

الحسن بن علىّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علىّ بن الحسین ابن عليّ بن أبي طالب : 317

الحسن بن عمر و الفقيمي : 225

الحسن بن هانئ = أبو نواس : 55

الحسين الأشقر = الأشقر : 238،67

الحسين بن عبد الله بن ضميرة : 108

الحسين بن علىّ بن الحسين بن عليّ: 230 ،189

الحسين بن على بن أبي طالب : 32، 33، 40، 130، 143، 176، 182، 185، 189، 200، 212، 213، 214، 230، 235، 236، 239، 253، 256، 259، 260، 261، 278، 281، 285، 295، 317، 318

الحسين بن فاطمة = الحسين بن عليّ بن أبي طالب : 288

الحسين بن محمّد [صاحب فخ] 29

الحسين بن محمّد شهاب الدين الحسيني : 318

الحصین بن الحارث بن المطّلب بن عبدمناف: 48

حصين بن عبد الرحمن : 65 ، 145

حفصة بنت عمر : 174

الحكم بن أبان : 242

الحكم : 246

حکیم بن جبير : 95

حكيم بن عبدالله بن قيس بن مخرمة

الحكم : 49

حمّاد بن سلمة : 315

حمزة بن أبي سعيد : 169

حمزة بن عبد الله بن العوام : 39

حمزة بن عبد المطّلب : 25 ، 27، 214، 253، 254

حمنة بنت جحش بن رئاب الاسدي : 31

حميد أبو الفضل : 317

حنش بن المعتمر الصنعاني : 223 ، 225

حواء : 300، 303، 304

حرف الخاء

خالد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب : 35

خالد بن سعد بن عبيد : 237

خالد الحذاء : 290

خالدة بنت أسد بن هاشم : 50

خديجة بنت خويلد بن أسد بن

ص: 345

عبد العزى : 51،34

خزيمة بن ثابت : 95 ، 100 ، 101 ، 116 ،112 ،108

خصيف : 64

الخطاب والد عمر : 267

خولة بنت جعفر بن سلام بن قيس - صولة بنت جعفر : 41

حرف الدال

داود بن سلیمان بن يوسف : 216

دُرِّة بنت أبي لهب بن عبدالمطلب : 46، 158، 159، 161، 301

حرف الراء

رافع بن المعلى : 159

الربعة بنت ابى وداعة السهمية : 47

ربیع : 29

الربيع بن سبرة : 58

ربيعة بن الحارث بن عبدالمطّلب : 45

ربيعة بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب : 46

رزین بن عبيد : 268

رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم : كثير

رفاعة بن رافع : 305،286

رقية بنت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم : 34

رقية بنت عمر بن الخطاب : 35

ركانة بن عبد یزید بن هاشم 50

رواد بن الجراح : 300

حرف الزای

زاذان: 72

الزبير بن بكّار: 28، 39، 263

الزبير بن عبدالمطّلب : 32، 45

الزبير بن العوام بن خویلد : 31، 190

زرّ بن حبيش : 210 ، 212

زكريّا بن أبي زائدة : 59

زهير : 305

زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله المخزومي : 31

زهير بن حرب أبو خيثمة : 60

زیاد بن كليب أبو معشر : 197

زيد بن أرقم : 79 ، 85، 86، 90، 91 ، 146 ، 128 ،98 ،95 ، 94 ، 93

زيد بن أسلم : 158 ، 190

زید بن ثابت : 95 ، 106، 268، 269

زيد بن الحسن الأنماطي : 96 ، 100

زید بن الحسن بن عليّ : 73

زید بن عدی : 71

زيد بن عليّ بن الحسين : 190 ، 209

زید بن عمر بن الخطاب : 35

زینب بنت محمّد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم : 42

ص: 346

زينب أم المؤمنين بنت جحش بن رئاب : 31

زينب بنت الحسن بن الحسن بن علىّ: 33

زينب بنت سليمان بن عليّ بن عبدالله : 42

زينب بنت عليّ بن ابي طالب : 32، 36، 39، 40

زينب بنت علي بن أبي طالب الصغرى : 44

حرف السين

السائب بن العوام بن خویلد : 31

السائب بن عبيد بن عبدیزید بن هاشم:263، 264 ،50

سارة بنت التقي [عليّ ]بن عبد الكافي : 272

سالم: 171

سالم الأفطس : 309،66،64

سالم بن أبي الجعد : 191

سالم بن معتب بن أبي لهب : 263

سالم مولى أبي جعفر : 271

سبيعة بنت أبى لهب : 160

سراج الدین القاضي : 311

السري بن إسماعيل : 186 ، 218

سعد بن أبي وقاص : 205، 286 ، 290

سعد بن طريف [ظریف ]: 115 ، 285

سعيد بن أبان القرشي : 176

سعید بن جبير : 61 ، 62، 64، 67،66، 309 ،290 ،227 ،77

سعيد بن جعدة بن هبيرة : 118

سعيد بن الحارث : 46،45

سعيد بن أبي سعيد المقبري : 159، 160، 292، 295، 298

سعيد بن أبي عروبة : 214

سعید بن مسروق : 85

سعيد بن المسيب : 171، 226 ، 248

سعيد بن منصور : 63 ، 65، 66

سعيد بن نوفل بن الحارث : 47,46

سفیان بن قيس بن الحارث : 49

سفيان بن الليل : 186 ، 218

سلمان الفارسي : 145، 303

سلمى بنت زید بن عمرو بن أسد =

سلمى بنت عدي بن زيد : 70، 71

سلمى بنت عمرو بن زيد بن عدي أمّ عبدالمطّلب = سلمة : 71 سلمة بن الأكوع : 221

سلمة بنت عمرو بن عمر و بن زيد أم عبدالمطّلب =

سلمی: 71

ص: 347

سلمة بن كهيل : 98،92

سليم بن حيّان : 282

سلیمان بن داود : 63

سليمان بن عبد الله بن الحسن : 28

سليمان بن عمرو النخعي : 300

سلیمان بن مهران الأعمش : 67 ، 79

سماك بن حرب : 225

سمرة : 302

سهل بن سعد الساعدي : 96 ، 101 ، 215 ، 178 ، 128 ، 108

سوار بن عبد الملك : 302، 303

حرف الشين

شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد : 31، 50، 264

شبابة : 316

شبیب بن غرقدة : 233

شريك [بن عبد الله ] : 64 233، 234 ، 309

قلاون الأشرف : 54

شعبة : 61 ، 62 ، 148،63

شعيب [بن أبي حمزة دينار]: 170، 171

شعیب [بن محمّد بن عبدالله بن عمرو بن العاص] : 291

الشفاء بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف : 50

الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف : 49

شيبة بن نعامة : 238

حرف الصاد

صُبح بن العبّاس بن عبدالمطلب ب-ن هاشم: 28

صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف = أبو سفيان : 51

الصفي بن أبي المنصور : 310

صفية بنت شيبة : 130

صفية بنت العبّاس بن عبدالمطّلب بن هاشم 30

صفية بنت عبدالمطّلب = أمّ الزبير : 25 ،161، 174 ،31

الصلت بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف : 49

صولة بنت جعفر بن سلام = خولة : 41

حرف الضاد

شعبان بن حسين بن الناصر محمّد بن

ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطّلب = أمّ

حکیم : 45

الضحاك : 65 ، 265

ضمرة الاسلمي : 96 ، 108

الضياء أبو عبد الله المقدسي : 99، 207،

ص: 348

317 ،297

حرف الطاء

طاووس بن كيسان : 61 ، 62 ، 257

الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف : 48

طلحة بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم: 50

طلحة بن مصرف : 283

طليب بن عمير بن وهب بن أبي كثير بن قصي بن كلاب : 31

حرف العين

عائشة : 34 ، 130 ، 143 ، 145 ، ، 171 ،،174، 245 ، 252، 259 ، 267 ، 268، 280، 287، 292، 301.

عاتكة بنت أبي سفيان المغيرة بن الحارث بن عبد المطّلب أمّ الفضل : 45

عاتكة بنت عبدالمطلب : 31،25

عاتكة بنت عبدالملك المخزومية : 28

عاصم الأحول : 290

عاصم بن أبي النجود : 210 ، 212

عالية بنت أبي حفص أمّ محمّد الحموي:317

عامر بن حمزة بن عبد المطالب بن هاشم:27

عامر بن كريز بن ربيعة أبو عبدالله ،القرشي العبشمي : 47

عامر بن ليلى : 96 ، 109

عامر بن واثلة = أبو الطفيل : 91 ، 92

العبّاس بن سهل الساعدي : 128

العبّاس بن عبدالمطّلب: 24، 25، 27، 28، 30، 42، 45، 51، 52، 54، 69، 70، 122، 144، 152، 153، 154، 156، 157، 178، 215، 236، 267.

العبّاس بن عليّ بن أبي طالب : 40

العبّاس بن القاسم بن العبّاس بن محمّد بن معتب بن أبي لهب : 45

عباية بن ربعي : 254

عبد [بن حمید]: 297

عبد الرحمن ، عن أبي ذر : 315

عبد الرحمن البغدادي الحلال : 314

عبد الرحمن الشريف الطباطبائي : 311

عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث: 268

عبد الرحمن بن بشر (بشیر) : 158

عبدالرحمن بن أبي بكر : 31

عبد الرحمن بن أبي رافع : 161

عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : 66

ص: 349

عبد الرحمن بن شماسة : 259

عبد الرحمن بن العبّاس : 27، 30

عبدالرحمن بن عمرو بن يحمد أبو عمر = الأوزاعي : 54

عبد الرحمن بن عوف : 96، 110

عبد الرحمن بن الغسيل : 214

عبدالرحمن بن أبي ليلى الانصاري: 151، 176، 193

عبدالرحمن بن مكي : 272

عبد السلام بن الحسین بن محمّد : 272

عبد شمس بن الحارث بن عبدالمطلب=

عبد الله بن الحارث : 45

عبد شمس بن عبد مناف : 52،51

عبد العزيز بن محمّد : 306

عبدالعزيز بن محمد النخشبي: 40 عبد الغفار بن المعين أبي العبّاس أحمد أبو

محمد القوصي ابن نوح : 312

عبدالكريم بن أبي أمية = عبدالكريم بن أبي المخارق : 66

عبدالکریم بن سليط البصري : 205

عبدالكريم بن أبي المخارق = عبد الكريم بن أبي أمية : 66

عبدالله بن أحمد بن عامر الطائي : 277

عبدالله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله

المخزومي : 31

عبدالله بن بريدة = ابن بريدة : 205

عبدالله بن جحش بن رئاب : 31

عبدالله بن جعفر بن أبي طالب : 36، 37، 40، ، 43، 156 ، 261 ، 262، 318

عبدالله بن جعفر والد عليّ بن المديني: 298

عبدالله بن الحارث بن عبدالمطّلب =

عبد شمس بن الحارث : 45

عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث الملقب بيبه : 152،46، 263،154

عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث «آخر» أخو الذي قبله : 46

عبدالله بن الحسن بن الحسن : 114، 285 ،281 ،268 ، 189 ، 176

عبد الله بن الحسين بن عليّ : 189

عبد الله بن دینار : 297، 298

عبدالله بن ذكوان = أبو الزناد : 170

عبدالله بن ربیعة بن الحارث بن عبد المطّلب : 45

عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن

عبدالله بن رجاء : 297

عبد الله بن الزبير بن عبدالمطّلب : 45

عبدالله بن الزبير بن العوام: 31، 228

ص: 350

267 ، 268

عبدالله بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم : 50

عبد الله بن سخبرة : 291

عبدالله بن أبي سفيان المغيرة بن الحارث = أبو الهياج بن أبي سفيان : 45،42

عبدالله بن سنان : 109

عبدالله بن شرحبيل بن حسنة : 280

عبدالله بن صالح : 259

عبدالله بن ضميرة «ضمرة» : 108

عبدالله بن أبي طلحة الخولاني : 264

عبدالله بن عامر بن كريز بن ربيعة القرشي العيشمي : 263،47

عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم = ابن عبّاس : 28،27، 30، : 96، 149، 161.

عبدالله بن عبد الأسد بن هلال بن عبدالله

أبو سلمة المخزومي : 47

عبدالله بن عبد القدوس : 224

عبدالله بن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب : 46

عبدالله بن عثمان بن خثیم : 290

عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب = أبو بكر الصديق : 52

عبدالله بن عثمان بن عفان : 34

عبدالله بن علقمة علقمة بن عبد المطّلب أبو نبقة : 49

عبدالله بن عليّ بن يزيد بن ركانة بن عبد یزید : 50

عبدالله بن عمر = ابن عمر : 96 ، 259 ،292

عبد الله بن عميرة : 301

عبدالله بن قيس بن مخرمة بن المطّلب : 49

عبدالله بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب:

44، 164، 262،168،167

عبد الله بن محمّد بن عليّ بن عبد الله = أبو جعفر المنصور : 28 ، 29 ، 257

عبدالله بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن عبّاس أبو العبّاس السفاح : 28، 50

عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ : 277

عبدالله بن المغيرة بن الحارث بن الحارث بن عبدالمطلب أبو الهياج:

وهو عبد الله بن أبي سفيان وهو : أبو الهياج بن أبي سفيان : 45

عبدالله بن موسى : 114

عبدالله بن نوفل بن الحارث عبدالمطّلب : 262،46

ص: 351

عبدالله بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي = المأمون : 53

عبدالله بن يزيد مولى المنبعث : 57

عبد الله بن يوسف : 268

عبد المطّلب = شيبة الحمد :25، 47، 48، 70.

عبد المطّلب بن ربيعة = المطّلب بن ربيعة : 45، 154

عبدالملك بن أبي سليمان = عبدالملك بن ميسرة : 61 ، 62، 81

عبد الملك بن عباد بن جعفر : 219

عبدالملك بن عيسى بن العلاء بن جارية : 57

عبدالملك بن مروان: 37 ، 272

عبدالملك بن ميسرة = عبدالملك بن أبي سلیمان: 309،296,62،61

عبد الملك بن يعلى : 57

عبد مناف : 51، 56

عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل : 128

عبدة بن سليمان : 295

عبد الواحد بن عبدالله النصري : 289

عبدالوارث بن سعيد أبو عبيدة : 303

عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب المحض : 50،49،31

عبيد بن إسحاق العطار الكوفي : 167 ، 262

عبيد بن رفاعة بن رافع : 286 ، 305

عبيد بن عبد یزید بن هاشم: 49

عبید بن عمیر : 292

عبيد الله بن جحش بن رئاب : 31

عبیدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث ابن عبدالمطّلب : 46

عبيد الله بن أبي رافع : 115 ، 177 ، 243

عبیدالله بن العبّاس : 27، 30

عبیدالله بن عبدالرحمن بن موهب : 287

عبیدالله بن عبد الله بن الحارث : 46

عبيد الله بن عليّ بن السائب بن عبيد بن عبدیزید : 50

عبیدالله بن عمر العمري : 295

عبیدالله بن عمر القواريري : 176

عبد الله بن محمّد ابن عائشة : 272

عبیدالله بن محمّد بن عليّ : 285

عبيد الله بن موهب : 316

عبید الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب : 46

عبيدة بن الحارث بن المطّلب بن عبد مناف : 48

عتبة بن أبي لهب بن عبدالمطّلب : 46

ص: 352

عتبة بن الحارث بن نوفل : 46

عتبة بن عبد السلمي = عقبة بن عبد الله : 126

عثمان بن شافع بن عبدالله بن السائب بن عبيد : 50

عثمان بن أبي شيبة = ابن أبي شيبة : 238 ،237

عثمان بن عبد الرحمن : 28 ، 29

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية : ،256 ،191 ،51 ،50 47 ،

277 ،263

عثمان بن مقسم البري : 303

عجلان بن نعير امير المدينة : 313

العجلة بنت عجلان الليثية : 50

عُجير بن عبد یزید بن هاشم : 50

عدي بن حاتم: 96 ، 101 ، 112

عروة بن الزبير والد هشام 171 ، 268،267

العز بن عبدالعزيز بن علي بن العز البغدادي الحنبلي : 313

عطاء بن أبي رباح : 178 ، 223 ، 284 ، 296

عطية بن سعد العوفي : 59، 65 ، 79، 81

عقبة بن عامر : 96 ، 101، 112 ، 237، 299

عقيل بن عبدالله: 126

عقیل: 267

عقيل بن أبي طالب : 32 43، 44 ، 318،236

عقیل بن هميكي الشريف : 313

عكرمة : 65، 214 ، 242، 269

عكرمة بن عمار : 253

علاء الدين الدلاحي : 310

العلاء بن خارجه : 57

علقمة : 279

عليّ بن أحمد أبو الحسن الحنبلي : 317

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زین العابدین: 146،72، 182، 189 ، ،268 ،237 ،230 ، 216 ،190 ،315، 316 ،278 ،272 ،271 318،317

عليّ بن رباح : 299

عليّ بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم : 50

عليّ بن زيد بن عيسى : 44

عليّ بن أبي طالب علیه السلام : 24 ، 32، 34 - ،42،41،40،36،

67,46،44 ،111 ،101 ،100 ،،130 ،122 ،117 ، 114 ،112

ص: 353

143، 145، 158، 177، 178، 179، 180، 182، 183، 185، 186 ، 189، 199، 200،204، 205، 212، 213 ،214،216 ،217، 222، 233، 235، 236، 237، 238، 241، 242، 248، 249، 250، 253، 261، 265، 267، 269، 271، 277، 278، 283، 285، 286، 307، 316، 317، 318

عليّ بن أبي طلحة : 65،64

عليّ بن أبي العاص بن الربيع : 42

علي بن عبد الكافي = التقي بن عبد الكافي : 272

على بن عبدالله أبو الحسن : 178

علىّ بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب 39-37

علىّ بن عبدالله بن العبّاس : 37 ، 149 ، 257

عليّ بن عليّ بن نجاد بن رفاعة أبو إسماعيل الرفاعي اليشكري البصري :264

عليّ بن محمّد أبو الحسن القاضي القزويني : 317

عليّ بن محمّد المغربي : 311

عليّ بن محمّد بن علي الرضا: 317

عليّ بن المديني : 298

على الرضا بن موسی 216، 277 286 ، 317

عليّ بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم : 50

عمار بن ياسر : 159

عمارة بن حمزة بن عبد المطلب بن هاشم: 27

عمر بن حمزة بن عبدالمطّلب بن هاشم: 27

عمر بن الخطاب : 34، 35، 36، 50،57، ،58 ،161 ،162، 190 ،

237 ، 235 ،236 ، 233 267 ، 269، 305،302

عمر بن أبي ربيعة : 52

عمر بن سعيد بن جعدة بن هبيرة : 117

عمر بن عبدالعزيز : 176 ، 257، 268 ، 270.

عمر بن عليّ بن أبي طالب : 40، 112 ،316

عمر بن محمّد بن عليّ : 285

عمران بن حصین : 215

ص: 354

عمرة : 287

عمرو بن شعیب : 75، 291

عمرو بن العاص : 174 ، 280 ، 291 ، 307،306

عمر و بن قيس : 59 ، 60

عمرو بن مرّة الجهني : 58 ، 191 ، 309

عمرو بن هبيرة بن ابي وهب : 44

عمير بن عبد یزید بن هاشم : 49

عنترة والد هارون : 304

عون بن جعفر بن أبي طالب : 36 42، 261 ، 262

عون بن العبّاس بن عبدالمطّلب بن هاشم: 27

عياض القاضي : 269،200، 270

عیسی بن عبدالرحمن أبو محمّد الشريف : 317

عيسى بن عبدالله بن الحسن : 28

عيسى بن عبد الله بن محمّد : 277

عیسی بن مریم علیها السلام: 258،253

عیسی بن موسی : 29

حرف الفاء

فاخته بنت أبي طالب = أم هانئ بنت أبي طالب : 32

فاطم = فاطمة الزهراء : 318

فاطمة بنت محمّد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم : 32

،43، 35 ،67 ، 130 ، 143، 169،

205 ،200 ،182 ، 177 ، 175

،236 ،233 ،214 ، 212 ، 210

،24،

243، 2542 ، 238 ،237

312 ،311 ،310 ، 267 ، 259

فاطمة بنت أسد بن هاشم : 50

فاطمة بنت الحسین : 237، 238، 285

فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب : 27

فاطمة بنت علي بن أبي طالب : 116 ،270

فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن جعفر بن أبي طالب : 39

الفضل بن العبّاس : 27 ، 30

الفضل بن معتب بن أبى لهب : 45

الفضيل بن مرزوق : 175، 304، 316

فطر: 100

حرف القاف

قابوس بن المخارق الشيباني : 241

القاسم : 264

القاسم بن إسحاق بن جعفر الصادق : 33

القاسم بن عبدالله بن محمد بن عقيل =

القاسم بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب :

44 ، 167، 262

ص: 355

القاسم بن الاعلاء الهمدانی: 317

القاسم بن محمد [بن أبي بكر ] : 301

القاسم بن محمّد بن جعفر : 39

القاسم بن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن عقيل = القاسم بن محمد بن عقيل : 44، 167

القاسم بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب =

القاسم بن عبدالله بن محمّد : 44 167، 262

القاسم بن مخرمة بن المطلب : 49

قتادة : 66، 214 ، 248،223، 264

قثم بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم : 27، 30، 242، 262

قضاعة بن حمير : 58

قيس بن أبي حازم : 185 ، 291، 306 ،307

قيس بن الربيع : 67

قيس بن مخرمة بن المطّلب : 49

حرف الكاف

كابس بن ربيعة بن عديّ : 264

كثير بن زید: 112

كثير بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم : 30،27

كثير النواء : 81

كعب الأحبار : 255

كعب بن عجرة : 193

کهیل : 92

حرف اللام

لبابة الصغرى أمّ خالد بن الوليد ابنة الحارث الهلالية : 27

لباية الكبرى ابنة الحارث الهلالية أمّ الفضل : 30،27

لبيد بن خداش بن عامر بن غنم : 71

ليث بن سعد : 268،267

ليث بن ابي سليم : 218

حرف الميم

مارية القبطية : 259

مالك بن أنس : 148، 270، 293

مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي : 302

مالك بن دينار : 315

المبارك بن عبدالجبار أبو الحسين الصيرفي : 272

مجاهد : 56 ، 78،69، 292،250،218

محاباة : 314

مُحَسَّن بن عليّ بن أبي طالب : 34،32

محمد صلی الله علیه و آله و سلّم : 161، 163، 265 ، 193 ،

،204 ، 203 ، 199 ،198 ،197

317 ،308 ،290 ، 246

ص: 356

محمد أبو الأسود = محمد بن عبد الرحمن : 267

محمّد أبو عبد الله الشيخ العابد الفارسی: 311

محمّد بن إبراهيم بن بركة الدمشقى شمس الدين المزين : 54

محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن عبدالله بن العبا بن عبدالمطلب الزينبي :42

محمّد بن أحمد بن عبدالله بن قضاعة : 317

محمّد بن أحمد بن يزيد بن العوام : 238

محمّد بن أحمد بن یعقوب أبو عبدالله المتولی بالبصرة: 272

محمّد بن أحمد بن يوسف أبو عبدالله السلاوی: 308

محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان أبو عبدالله الشافعي = الشافعي :

محمّد بن إسحاق : 158 ، 161

محمّد بن أسلم : 185

محمّد بن إسماعيل بن جعفر : 39

محمّد بن إسماعيل بن مهران = أبو بكر الإسماعيلي : 63

محمّد بن بشار هو بندار : 61

محمّد بن جبير بن مطعم : 57

محمّد بن جعفر هو غُندر : 63،61

بن جعفر بن أبي طالب : 42،36

محمّد بن حبيب بن خراش العصري: 296

محمّد بن الحسن : 51

محمّد بن أبى سعد حسن بن عليّ بن قتادة أبو نمى الحسني الشريف : 310

محمّد بن حسن الجمال الخالدي المكّي : 314

محمد بن الربيع الموصلي : 304

محمّد بن زكريّا بن دينار أبو عبدالله : 272

محمّد بن زیاد : 244

محمّد بن السائب الكلبي : 231

محمّد بن سيرين : 260

محمد بن عائشة والد عبيد الله : 272

محمّد بن عاصم : 316

محمد بن عبدالرحمن بن أبي بك-ر أب-و عتیق : 31

محمّد أبو الأسود [بن عبدالرحمن بن نوفل]: 267

محمّد بن عبدالله = المهدي : 256

محمد بن عبدالله الرئيس شمس الدين

ص: 357

العمري : 311 عبدالله

محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبي طالب : 29

محمّد بن عبدالله بن عمرو بن العاص:291

محمّد بن عبدالله بن قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف : 49

محمّد بن عبد الله بن محمد بن عقیل:167

محمد بن عبیدالله بن أبي رافع : 115، 177

محمد بن عقيل بن أبي طالب : 43، 44 ، 262

محمّد بن عليّ أبو عبد الله البلخي : 185

محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو جعفر الباقر : 96، 97 ،271 ،239 ،20، 216، 2342 318 ،317 ،278

محمّد بن على بن حيدر بن حمزة بن إسماعيل بن عبدالله بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أبو بكر الجعفري: 40

محمّد بن عليّ بن شافع بن عبيد بن عبد یزید : 50

محمّد بن علىّ بن أبي طالب : 285،40

محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس: 149، 257

محمّد بن علىّ الرضا بن موسى الكاظم : 317

محمّد بن عليّ بن يزيد بن ركانة بن عبد یزید: 50

محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب : 277 ،112

محمّد بن عمر بن يوسف بن عمر أبو عبدالله الأنصاري القرطبي : 310

محمّد بن عمرو : 306

محمّد بن عمرو أبو جعفر البختري = أبو عبدالله جعفر بن البختري : 164

محمّد بن قيس بن مخرمة بن المطّلب : 49

محمّد بن كثير : 100

محمّد بن كعب القرظي : 153

محمّد بن محمّد بن أحمد بن يوسف الأنصاري السلاوي :308

محمّد بن محمّد بن جعفر بن لنكك أبو الحسين اللغوي : 272 محمّد بن محمّد بن عليّ أبو الحسين

ص: 358

الوراق : 272

محمّد بن ناصر أبوالفضل السلامي الحافظ : 272

محمّد بن نافع بن عُجير بن عبد يزيد بن هاشم: 50

محمّد بن نصر المروزي : 155

محمّد والد واقد : 148

محمود العجمي الجمال المحتسب: 312،311

المخارق الشيباني : 241

مخرمة بن المطلب : 49

مرذاخ بن مختار بن مقبل بن محمّد بن راجح بن إدريس بن حسن بن أبي عزيز قتادة بن إدريس بن مطاعن بن مقبل الحسنى الشريف : 313

مروان بن الحكم: 46

مريم : 34

المستظل بن حصين : 233

مسدّد : 221،62 :

مسروق : 280

مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبدالمطّلب : 51

مسلم : 91 ، 124 ، 130 ،199 ، 170، ، 244 ، 171، 234، 282، 285، 290، 294، 299، 307

مسلم بن صبيح أبو الضحى : 156،93

مسلم بن عقيل بن أبي طالب : 262،43

مسلم بن معتّب بن أبي لهب بن عبد المطّلب : 45

مُسهر بن العبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم: 28

المسور بن مخرمة : 268،243،242

مصعب بن شيبة : 130

المطّلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب = عبد المطّلب بن ربيعة :45، 156

المطّلب بن عبدالله بن قيس بن مخرمة بن المطّلب بن عبد مناف : 49

المطلب بن عبد مناف : 51،48

المطلب بن أبي وداعة السهمي : 47

معاذ بن جبل : 306

معاذ بن معاذ : 63

معاوية بن خديج : 283

معاوية بن أبي سفيان : 42 46، 124، 180

معاوية بن صالح : 64

معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: 39

ص: 359

معاوية بن عمار: 203

معبد بن العبّاس بن عبدالمطلب بن هاشم: 27، 30

معتب بن أبي لهب بن عبدالمطلب : 45

معدّ : 58

معروف بن خربوذ : 100

معمر : 259،244

المغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب أبو سفیان : 45

المغيرة بن مقسم الضبي : 197

المغيرة بن نوفل بن الحارث أبو يحيى : 46،42

المقداد بن الاسود : 45

مقسم : 69، 246

منصور : 250

منصور بن أبي عبدالله محمّد بن أبي القاسم محمد أبو القاسم العلوي : 45

منكر : 184

المهدي يأتى فى الألقاب: 214

موسی: 29

موسى الكاظم بن جعفر علیهما السلام] : 216، 278، 317

موسى بن طلحة : 169

موسى بن عبيدة : 298

موسى بن عقبة : 297،31

موسى بن عليّ بن الحسين بن عليّ : 230

موسى بن عيينة : 297

موسى والد عبدالله : 114

ميمونة بنت الحارث الهلالية أمّ المؤمنين : 27

حرف النون

نافع (مولى ابن عمر) : 237،158

نافع بن عُجير بن عبدیزید بن هاشم : 50

النبي صلی الله علیه و آله و سلّم : كثير

النجم بن فهد : 314

النجم ابن الوفقة : 42

نشبة بن عبد السلمي = عتبة بن عبد نعيم بن حمّاد : 186، 252،249

نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علىّ : 33

نکیر : 184

نوح علیه السلام : 223، 227،225،224

نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب : 45، 46

نوفل بن عبد مناف : 52،51

حرف الهاء

هارون الرشيد = الرشيد : 54

ص: 360

هارون بن خارجة (عروة) : 116

هارون بن عنترة : 304

هاشم بن عبد مناف : 40، 48، 52،51 ، 56

هالة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى قصيّ : 51

هانئ بن أيوب الحضرمي : 161

هانئ بن ثبيت : 164

هانئ بن هانئ : 241، 261

هائي بن هبيرة بن أبي وهب : 44

الهذيم بن عبدالله بن علقمة بن عبدالمطلب: 49

هشام بن إسماعيل : 271

هشام بن سعد : 298

هشام بن عبد الملك : 272 ، 273، 274

هشام بن عروة : 171

هند بنت أبي سفيان بن حرب والدة عبد الله بن الحارث «ببه» : 46 ، 263

حرف الواو

وائلة بن الأسقع : 141 ، 289،201،200

واقد بن محمّد : 236،148

وکیع : 171

الوليد بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطّلب : 46

الوليد بن عبد الملك : 271، 272

الوليد بن عقبة أبو نزار العجلي : 189

وهيب بن خالد : 234

حرف الياء

یحیی القطان : 63،62

يحيى أبو بكر الغزال : 317

يحيى بن جعدة بن هبيرة أبو هارون: 44، 94

يحيى بن حرب : 292

يحيى بن الحسين بن عليّ بن الحسين : 230

يحيی بن زید 190

يحيى بن سعيد : 176

يحيى بن سعيد الأنصاري : 316،291

يحيى بن سعيد بن حيّان أبو حيّان : 85، 91

يحيى بن سلمة بن كهيل : 164

يحيى بن العلاء الرازي : 238

يحيى بن قاسم : 261

يحيى بن نافع = أبو هاشم الرماني : 71

يحيى بن يعمر : 289

يحيى القطان : 62

يزيد بن الأصم : 296، 299

يزيد بن أبي حبيب : 259

ص: 361

یزید بن حيّان : 91،86

يزيد بن ركانه بن عبد یزید بن هاشم : 50

يزيد بن زُريع : 3.

يزيد بن أبي زياد: 69

يزيد بن عبدالملك بن نوفل أبو خالد النوفلي : 46، 160

یزید مولى المنبعث : 57

يعقوب بن يوسف : 311

يعقوب بن يوسف بن إسحاق : 185

يعلى أبو العباس والد أبو الفداء :

يعلى بن حكيم : 269

يعلى بن حمزة بن عبدالمطّلب بن هاشم : 272 ،27

يعلى بن عبيد : 185

يوسف علیه السلام : 295

يوسف بن مهران : 65

يوسف بن هبيرة بن أبي وهب : 44

یونس بن بکیر : 171

يونس بن عبدالله بن أبي فروة : 97

يونس [بن يزيد أبو زيد الأيلي): 171

ص: 362

6 - فهرس الكنى

ابن ابي حاتم : 67 ، 69 ، 145، 296 . 297

ابن ابى الدنيا : 306

ابن أبي سمرة = أبو سمرة :

ابن أبي شيبة - عثمان بن أبي شيبة:

110، 222، 238، 245

ابن أبي طالب - علي بن أبي طالب : 205 =

ابن أبي عاصم : 158

ابن ابی العوام : 164

ابن أبي ليلى الأنصاري = عبدالرحمن بن أبي ليلى : 151، 193،176

ابن أبي مليكة : 235

ابن أبي نجيح : 78 :

ابن إسحاق : 237

ابن بريدة = عبدالله : 205

ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم = الحسين بن

علی : 270

ابن جدعان : 28

ابن جریر : 201

ابن الجوزي: 83، 150، 180، 182، 183، 239، 284

ابن حبّان : 62 ، 239 ، 242 ، 261،245

297 ،294 ،282 ، 262

ابن حجر : 41

ابن حزم : 58

ابن خزيمة : 297،91

ابن خلیل الله : 295

ابن درید : 27

ابن الدیلمی : 181، 283،223،215 :

ابن السرّي : 214

ابن سعد : 66,65،63

ابن السكن : 262

ابن السمان: 190

ابن شاذان : 304،300

ابن شاهین : 57، 212 ، 219

ابن شهاب : 267

ابن عبّاس = عبدالله بن عبّاس : 61 ، 62، ،70 ،69 ،63، 64 ، 665 ، 67 ،178 156 ،111 78،

،242،227 ،223 ، 214 ، 182

ص: 363

، 246 ، 255، 256، 257 ، 265، 268، 269، 284، 290، 26، 304، 309

ابن عبدالبر = أبو عمر : 28، 58 ، 230 ،263، 269

ابن عدیّ : 199،179

ابن العديم : 308

ابن عرفة : 128

ابن عساكر = أحمد بن هبة الله : 280 ، 294

ابن عقدة = أبو العبّاس : 97 ، 100 ، 109، 110، 115، 116

ابن عم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم : 254، 262، 268، 269، 270.

ابن عمر: 111 ، 148، 158، 218، 244، 297 ،237

ابن عيينة = سفيان الثوري : 234،56

ابن فاطمة = زين العابدين عليّ بن الحسين : 273

ابن کثیر : 78

ابن لهيعة : 259

ابن الليل = سفيان بن الليل : 186

ابن ماجه : ( 153، 253،248،247، 299 ،292 ،291 ،290 ،280

ابن محمد بن المقرئ : 297

ابن مردودیه: 297

ابن مسعود : 180 ، 198، 210، 252، 279

ابن المفضل : 317

ابن المنادي : 256،247

ابن منده : 158،46، 160 ، 161

ابن المنكدر : 59

ابن ناصر الحافظ : 207، 272

ابن نوح = عبد الغفار بن المعين : 312

أبو أحمد بن جحش بن رئاب : 31

أبو إسحاق السبيعي : 75، 223، 224، 225

أبو إسرائيل الملائي = إسماعيل بن خليفة : 80

أبو الأسود الدؤلي : 289

أبو الأسود = محمّد بن عبدالرحمن بن نوفل : 268، 301

أبو أمامة : 264

أبو أيوب الأنصاري : 254،101

ابو برزة : 126

ابو بشر الدولابي = الدولابي : 114،73

أبو بكر لال : 300

أبو بكر، عن عبد الرحمن : 315

أبو بكر الإسماعيلي = محمد بن إسماعيل بن مهران : 63

أبو بكر الصديق = عبدالله بن عثمان بن

ص: 364

عامر : 31 ، 49، 52،51، 56، 148، 267 ، 268، 269، 291

أبو بكر بن عياش : 269

أبو بكر بن يوسف بن البهلول : 283

أبو بكرة : 239، 290

أبو الجارود : 100

أبو جعفر الباقر = محمّد بن علي بن الحسين : 237 ، 255

ابو جعفر المحب الطبري = المحب : 24

أبو جعفر المنصور = عبدالله بن محمّد بن عليّ : 257،29،28

أبو جعفر بن البختري = محمّد بن عمرو أبو جعفر : 78 ، 164

ابو جميلة : 145

أبو حامد الأسفرائينى : 295

أبو الحسن الأثرم : 52

أبو الحسن الدمشقي : 317

ابو الحسن بن المقير : 272

أبو الحسين القدوري : 295

أبو حفص بن الحسن المزي : 317

أبو حميد الساعدي : 197

أبو حنيفة : 295،148

أبو حيان التيمي = يحيى بن سعيد بن حيان :

أبو خالد : 316

ابو خيثمة : 188

أبو داود : 149 ، 198، 247 ، 248 ، 249، 252، 261

ابو الديلم : 72

أبو ذر : 96، 225،223،115، 226 ، 315 ،300،296 ، 289 ، 280

أبو رافع مولى النبيّ صلی الله علیه و آله و سلّم : 96، 115 ، 246،245،217،189 ، 177

أبو الزناد = عبدالله بن ذکوان : 170

أبو الزناد = موج بن عليّ : 209

أبو سبرة = أبى سميرة : 271

ابو سعد : 230

ابو سعد الساعدي : 300

ابو سعيد الخدري : 19 ، 79 ، 80 ، 101 ، ،228 ،188 ،143، 167 169 282 ،279 ،250

ابو سعيد المقبري : 298 ، 299

أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطّلب =

المغيرة بن الحارث : 262،45

ابو سفيان بن أبي وداعة السهمي : 47

أبو سلمة بن عبد الرحمن : 306،171

ابو شريح الخزاعي : 96 ، 101 ، 116

أبو الشيخ : 71، 158،152، 188، 189

أبو صالح - ذكوان : 304،256

أبو صالح المؤذن : 233

أبو الصهباء : 227

أبو الضحى = مسلم بن صبيح 93، 156

ص: 365

أبو طالب بن عبدالمطّلب : 32، 44

أبو طاهر السلفي الحافظ : 272

أبو طاهر المخلص : 219

أبو الطفيل = عامر بن وائله : 92،91، 95، 225،109، 100 ،98

أبو العاص بن الربيع بن عبدالعزى بن

عبد شمس : 54،42

ابو العالية : 66

أبو العبّاس المديني = أحمد : 310

العبّاس ابن عقده : 97

أبو العباس السفاح = عبدالله بن محمد بن علیّ: 28، 50

ابو عبدالرحمن بن محمّد : 317

أبو عبدالله السلاوي = محمّد بن أحمد بن يوسف : 308

أبو عبدالله بن جابر الأندلسي الأعمى

نزيل حلب : 53

ابو العتاهية : 303

ابو عثمان النهدي : 270 ، 290

ابو عليّ الحداد : 317

ابو علىّ بن شاذان : 164

ابو عمر = ابن عبد البر : 58،28

أبو العوام : 164

أبو العيناء : 308

أبو الفداء بن أبي العباس اليعلى : 272

أبو فراس = الفرزدق : 273

أبو الفرج الأصبهاني : 176،44

أبو الفضل بن أبى طاهر : 303

ابو قحافة : 31

أبو قدامة الأنصاري : 101،96، 116

أبو لهب بن عبد المطّلب : 303،45،32

أبو ليلى الأنصاري : 151،101، 245

مالك الأشعرى : 294

أبو مالك الغفاري = الغفاري : 65

أبو المتوكل الناجي : 282

أبو محمّد بن الجمال إبراهيم اللخمي: 272

أبو محمّد بن أبي زيد المالكي : 295

أبو مسعود الانصاري البدري: 202

أبو مصعب : 293

أبو معاوية = محمّد بن خازم : 316،304

أبو المكارم اللبان : 317

ابو مليكة : 245

أبو موسى المديني : 110

أبو نبقة = عبد الله بن علقمة : 49

أبو نضرة : 279 ، 282 ، 296

أبو نعيم : 307،253،233،227،161 ،318 ،317 ،315

أبو نؤاس = الحسن بن هانئ البصري : 55

أبو النون العسقلاني : 272

أبو هاشم الرماني : 71

أبو هريرة : 58،57، 124،116،96

ص: 366

، 175 ،171 ،116، 690 ،159 ،244، 292 ،198 ، 186 ،178 ،301 ،299 ، 298295 ،294 ،304، 307،306

أبو الهياج بن أبي سفيان بن الحارث=

عبدالله بن أبي سفيان : 45،42

أبو الهيثم بن التيهان : 96 ، 101، 116

ابو وداعة : 47

أبو يعلى : 83 ، 110، 187، 207، 222، ،301 ، 280 ، 238 ،222، 224،316

أبو اليقظان : 45

أبو يوسف القاضي : 148

أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب : 37

أمّ بكر بنت المسور بن مخرمة : 242،

أمّ جميل بنت أبى وداعة السهمية : 47

أم حبيب [أو حبيبة] بنت العباس بن عبدالمطّلب بن هاشم: 30

أمّ حبيبة بنت جحش بن رئاب : 31

أم حبيبة ابنة أبي سفيان : 31

أمّ حكيم البيضاء بنت عبدالمطلب = البيضاء بنت عبدالمطّلب : 47،32 أم حكيم بنت الزبير بن عبدالمطلب : ضباعة بنت الزبير : 45

أمّ حكيم بنت أبي وداعة السهمي : 47

أمّ الزبير عمة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلّم = صفية بنت عبد المطّلب : 25 ، 31، 161، 174

أمّ زيد بن ثابت : 269

أمّ سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله المخزومي : 96،47،31 ،116، 136، 174، 247

أمّ عثمان = أروى بنت كريز : 263

أمّ الفضل بنت حمزة بن عبدالمطّلب يقال : انها فاطمة بنت حمزة : 27

أمّ الفضل بنت الحارث الهلالية = لبابة الكبرى : 242،241،30

أمّ الفضل بنت العبّاس : 30

أم كلثوم بنت إسحاق : 33

أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر : 39

أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب علیه السلام:

35، 233162،36 234، 236، 237

أمّ نجم الدين ابنة مطروح : 312

أمّ هانئ بنت أبي طالب = فاخته بنت أبي طالب : 32، 161،117،96،44

ص: 367

7 - فهرس الألقاب

الابهری: 148

الإسحاقي = إسحاق بن جعفر الصادق:33

إسرائيلي : 253

الإسماعيلي = أبو بكر الإسماعيلي 307

الأشرف = شعبان بن الحسين : 54

الأشقر = الحسين بن الحسن : 69

الأعرج : 170

الأعمش = سليمان بن مهران : 67، 80، 91، 224، 225، 304.

الأفطس = سالم : 64، 66 أقداح النضار : 51

أمير المؤمنين = عمر بن الخطاب والرشید: 34، 35، 55، 237.

الأنزع البطين = عليّ بن أبي طالب علیه السلام216

الأوزاعي = عبدالرحمن بن عمرو بن يحمد أبو عمرو : 54

بيَّة = عبدالله بن الحارث بن نوفل : 46، 263

البخاري : 31، 47 ، 57 ، 61، 124 ،148، 170، 171، 234، 259، 260، 267، 268، 289، 290، 292، 295، 296، 305، 306، 307.

البدران هما هاشم بن عبد مناف و:

المطّلب بن عبد مناف : 48

البزّار : 110 ، 114، 116 ، 161، 163 ،291 ، 228 ، 226

، 227 ،219، 306 .

البغوي : 46، 155،57

بندار = محمّد بن بشار : 63،61

البيهقي : 48، 124، 147، 149، 152، ،235 ،236 202 ، 1160، 68 ،24 ، 242 ، 243، 2441 ،237 247، 286

الترمذي : 57 ، 59، 93، 79، 96 ، ،245 ، 178 ، 155 1115، 49 261 ، 298، 302

التقي الفاسي الحافظ : 310

الثعلبى : 184، 185 ، 213، 277

الثوري = سفيان الثوري : 237،56، 316

الجعابي : 44، 114، 182 ، 190 ، 209،

ص: 368

285 ،277 ،230

الجعفري : 33، 40

الجمال المرشدى : 314

الحاكم أبو عبدالله : 67، 91، 130 ، ،193 ،116، 687 ، 153 ، 149 214 ، 223 ، 251، 256 ، 258 ،285، 306 ، 282 ، 279 ، 264 ، 318 ،309

الحسني : 33

الحسيني : 33

الحسيني الإسحاقي : 33

الحسيني الجعفري: 33

الخرائطي : 259

الخطيب البغدادي: 191 ، 238 ، 284

الخلال : 245

الدارقطني : 46، 219،202،47

الدارمي : 91

الدولابي = أبو بشر : 73، 91 ، 114 ، 207، 236

الديلمي: 60 ، 111 ، 152 ، 179 ، 180 ، ،200 ،200189 ، 182 ، 181 ،223 ،218 ،216 ، 21214 ، 5 ،282 ،277 ،256253 ،238 286، 302 ،285 ،283

الذهبي : 263

الرشاطي : 58

الرشيد = هارون الرشيد : 55،54

الروياني : 253،207

الزهراء = فاطمة الزهراء سلام الله عليها :

،24 34، 40، 41 42، 44 23، 259،256،33 ،212 ،53

الزهري : 171 ، 271،260

زين العابدين = عليّ بن الحسين : 271 ، 274، 316

الزينبي : هو محمّد بن إبراهيم بن عليّ بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب : 42

السبطين : 24 ، 33 ، 34، 40، 52،41، 254

السدي : 72،66

السفاح = أبو العباس بن عبدالله بن محمّد ابن عليّ : 256،50 ، 257

السلفي : 317

السمرقندي : 178 ، 215 ، 257

سمويه : 207

السهيلي: 30

السیّد: 40

الشافعي = محمد بن ادریس : 24 ، 31، 50، ، 128، 147، 258، 263، 286

الشبه = يحيى بن القاسم : 261

الشريف = جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب : 41

ص: 369

الشريف العبّاسي : 42

الشريف القاضي الرازي الحنفي : 308

الشعبى = عامر بن شراحيل : 64 ، 268، 269.

الشهاب الكوراني : 314

شيبة الحمد = عبد المطلب بن هاشم:25 ، 48

شيخنا = ابن حجر : 46،42،41،25، 47، 53، 58، 128، 161، 185، 264، 288، 295، 317.

الشيخين : 306،169،94

صاحب مصر = الملك الكامل : 333

الصديق = ابو بكر : 50

الطبرانى : 57 ، 64 ، 67، 71 ، 75، 81، 156 ،111 ،98 95 ،

،178 ،177 ،15 ، 161، 1768 ،218 ،215 ،214 ، 213188

،228 ،227 ،224 ،222 ،219 ،242 ،238 ، 236234

، 237 ،237 ،245، 246 ، 249 ، 251 ، 253 ،283 ،280 ،277 ، 264254 307 ،30296،291 ،284

الطبري : 148

الطحاوى : 245،244،148

العباسي : 42

العجلي : 164

العسقلاني = ابو النون : 272

العسكري = الحسن بن عبدالله بن سهل ، أبو هلال : 59 ، 262 ، 299 ، 300، 304، 315

العطار = عبيد بن إسحاق : 167

العقيلي : 284

العلوي الفاطمي : هو أبو القاسم منصور بن أبي عبد الله محمّد : 45

العلوى : 42

العوفي = عطيّة بن سعد : 65

الغفاري = غزوان أبو مالك : 65

غندر = محمّد بن جعفر : 63،61

الفاسي - التقى الحافظ : 310

الفاطمي = منصور بن أبي عبدالله محمد: 45

الفرزدق = أبو فراس : 273، 274

القاضي عياض = عياض : 269 ، 270

القرشي : 42

القضاعي : 304،300

القطان - يحيى القطان : 63،62

القطب العسقلاني : 304

القفال : 242،239

الكديمي : 213

الكلبي = محمّد بن السائب : 231،70

اللبان = أبو المكارم : 317

المأمون = عبدالله بن هارون الرشيد بن

ص: 370

محمّد المهدي بن عبدالله : 53

المحب الطبري = أبو جعفر المحب الطبري : 24 ، 148، 164، 179، 181، ، 230 ، 216 ،215 ، 190 ، 188، 286

المحض = عبدیزید بن هاشم بن المطّلب : 50

المخلص = أبو طاهر المخلص : 265

المدائني : 302،271،28

المرزباني : 49

المزى : 262

المصطفى : 199،193 ،282،279

المقبري = سعيد المقبري : 161

المقريزي = التقي : 313

الملك الكامل صاحب مصر : 310

المنذر : 256

المنصور = أبو جعفر المنصور عبدالله بن محمّد بن عليّ : 270،257،256،29 المهدى : 214 ، 247 ، 248، 249،

،255254، 256 ،253 ،250 280،261 ،258 ،257

المهدى = محمّد بن عبد الله : 256

المؤيد : 313

النسائى : 91 ، 199، 205 ، 247 ، 258، 262، 295

النووي : 307،242

الهاشمى : 42

الواحدي : 63، 71،67،66

الواقدي : 271،43

ص: 371

8 - فهرس أسماء الكتب الواردة في المتن

القرآن الكريم : 337،73،72

الأخوة للدارقطني : 47

الأدب المفرد للبخاري : 57 ، 292 ،306،305،296

أربعين الطائي : 175

الأربعين في فضل الزهراء علیها السلام لأبو صالح المؤذن : 233

استجلاب الغرف بحب أقرباء الرسول وذي الشرف : 24

الاستيعاب لابن عبدالبر : 263

اعتلال القلوب للخرائطى : 259

الافراد للدار قطنی : 219

الأمالي : لأبي جعفر بن البختري 78 - 164

الأمثال للعسكري : 59

إنباء الغمر بابناء العمر لابن حجر : 288

الأوائل للطبراني : 218 ، 280

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : 238

تاریخ دمشق لابن عساکر : 280

تاريخ الطالبيين : 44

تفسير ابن ابي حاتم : 297،67

تفسیر ابن جریر : 201

تفسير ابن مردویه : 297

تفسير الثعلبي : 184 ، 277

تفسير عبد بن حمید : 297

التلخيص : 239

تهذيب الكمال للمزي: 262

الثقات لابن حبّان : 262

الثواب لابو الشيخ : 152 ، 188 ، 189

جامع الترمذي : 57 ، 59 ، 79، 96 ، 298 ،155

جامع العلم لابن عبدالبر : 269

الجامع لاخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي : 191، 264

جزء محمّد بن عاصم : 316

الجزء الشهير لابن عرفه : 128

الحديث السادس والرابع لأبو طاهر المخلص : 219 ، 265

حلية الأولياء : 227،99

الخادم : 239

الدعاء الطبراني : 287

ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى : 24

الذريّة الطاهرة للدولابي للدولابي : 51 ، 114 ، 318،236 ،

ص: 372

رسالة الصفي بن أبي منصور : 310

الروضة : 239

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم للسخاوي : 284

سنن ابن ماجه : 258

سنن أبو داود : 149، 250

سنن سعید بن منصور : 63 ، 65، 66

سنن النسائي : 295

شرف النبوة لابي سعد : 230

شعب الإيمان للبيهقي : 152،149

الشفا لعياض : 181 ، 200، 269، 288

الصحابة لأبو موسى المديني : 110

صحيح ابن حبّان : 62 ،239، 282، 294، 297.

صحيح البخاري : 61 ، 70 ، 148 ، 193، ،289 ، 261 ، 267 ، 268، 289، 295 ،290

صحيح الحاكم : 153 ، 168، 251، 309 ،280

صحیح ابن خزيمة : 297،91

صحیح مسلم : 70 ، 85، 91 ، 124 ،261 ،193 ، 199 ، 148 ، 130، 294، 304

الضعفاء للعقيلي : 284

الطالبيين للجعابي : 114 ، 182 ، 230 ، 285 ،277

طبقات ابن سعد : 65،64، 66

العقد الثمين في تأريخ البلد الأمين: 310

العلل المتناهية لابن الجوزي: 83 ، 239 ،150

عمل اليوم والليلة للنسائي : 205

الفردوس : 143 ، 181، 204

الفوائد لتمام : 237

الفوائد لسمويه : 207

الفوائد الملحقة : 51

القول البديع لمحمّد بن عبد الرحمن السخاوي مصنف هذا الكتاب : 204

الكامل لابن عدي : 199،179

لذة العيش في طريق حديث الأئمّة من قریش : 128

المتابعات لمسلم : 234

المجالسة : 28 ، 270 ، 271

المحبر : 263

المختارة لضياء المقدسي : 99، 207 ، 297

مستدرك الحاكم : 91، 258،193،167

المسلسلات لابن المفضل : 317

مسند إسحاق بن راهويه : 112

مسند ابن أبي شيبة : 222،110

مسند أبو يعلى : 222،207،110، 224

مسند أحمد : 57 ، 318،207

ص: 373

مسند لأحمد بن منيع : 339

مسند البزّار : 110 ، 116 ، 161، 291، 306

مسند الدارمي: 91

مسند الديلمي : 111 ، 152 ، 179 ، ،216 ،214 ، 20 189 ،182،285 ،282 ، 253 ، 238 ،218، 302

مسند الروياني : 207

مسند الزهراء لابن شاهين : 212

المشيخة الكبرى لابن شاذان: 300، 304

المعجم الأوسط للطبراني : 81، 111 ، 156، 176، 188، 224، 225، 228، 234، 254، 277، 283، 284، 291

معجم الشعراء للمرزباني : 49

المعجم الصغير للطبراني : 224، 228 ، 191

المعجم الكبير للطبراني : 67 ، 71 ، 95 ، ،188، 177 ،11،15 ،98 ، 237 ،23214، 234،213 ،280 ، 2242،

246، 64 ، 238 ، 307

معرفة الصحابة لأبي نعيم : 233

مقاتل الطالبيين : 44

الملاحم لابن المنادي : 247

مناقب الزهراء علیها السلام: 24

مناقب الشافعى للحاكم : 286،264،67

المناقب لاحمد بن حنبل : 67 ، 143 ، 222،217 ،185

المنتقى من كتاب الوحيد في سلوك أهل التوحيد والتصديق والايمان بأولياء الله في كل زمان لابن نوح : 312

الموافقة لابن السمان: 190

الموضوعات لابن الجوزي : 182 ،183

المولاة لأبو العبّاس بن عقدة : 97 ، 108 ، 109.

النسب للزبير بن بكار : 264

النوادر لأبي العيناء : 308

الوسيط [في تفسير القرآن المجيد ]

للواحدي : 67

ص: 374

9 - فهرس الموضوعات

الاهداء ... 7

مقدّمة المحقّق ... 9

مقدّمة المؤلف ... 25

تتمة ... 56

الباب الأوّل : وصية النبيّ وخليفته بأهل بيته المشرّف كلّ منهم بانتمائه إليه ونسبته ... 59

آية المودّة ... 61

حديث الثقلين ... 79

فضل قریش ... 123

آية التطهير ... 130

الباب الثاني : الحثّ على حبّهم والقيام بواجب حقهم ... 149

الباب الثالث : مشروعية الصلاة عليهم تبعاً للمصطفى فى الصلاة وغير مما يزيدهم فخراً وشرفاً ... 193

الباب الرابع : دعاؤه بالبركة في هذا النسل المكرم ... 205

الباب الخامس : بشارتهم بالجنّة ورفع منزلتهم بالوقوف عندما أوجبه الشارع وسنّه ... 209

الباب السادس : الأمان ببقائهم، والنجاة في اقتفائهم ... 221

الباب السابع : خصوصياتهم الدالّة على مزيد كراماتهم ... 233

ص: 375

الباب الثامن : إكرام السلف لاهل البيت من الصحابة والمقتفين طريقهم في الإصابة ... 267

الباب التاسع : مكافأة الرسول صلى الله عليه وسلم لمن أحسن إليهم في يوم القيامة ... 276

الباب العاشر : إشارة المصطفى بما حصل بعده عليهم من القتل والشدة... 278

الباب الحادي عشر : التحذير من بغضهم وعداوتهم ، والتنفير من سبهم ومساءتهم ... 281

خاتمة ... 289

الفهارس الفنيّة للكتاب

1 - فهرس الآيات القرآنية ... 321

- فهرس الأحاديث الشريفة ... 322

- فهرس الأماكن والبلدان ... 335

4- فهرس الأمم والقبائل والطوائف ... 337

5 - فهرس الأعلام المذكورين في المتن ... 341

6 - فهرس الكنى ... 363

7 - فهرس الألقاب ... 368

8- فهرس أسماء الكتب الواردة في المتن ... 372

9 - فهرس الموضوعات ... 375

ص: 376

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.