ترجمة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) من كتاب (المشجَّر الكشّاف)
للعلَّامة السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي
المتوفّى في بداية القرن العاشر الهجري
تحقيق وتعليق: الشيخ محمّد جاسم الماجدي
تقدیم : مَرکَز الدَّراسَاتِ التَّخَصُّصِّیَّة فِي الإِمَامِ المَهدِيّ عَجَّلَ الله تعالَی فَرَجَهُ الشَّریف
رقم الإصدار: 170
ص: 1
مَرکَز الدَّراسَاتِ التَّخَصُّصِّیَّة فِي الإِمَامِ المَهدِيّ عَجَّلَ الله تعالَی فَرَجَهُ الشَّریف
النجف الأشرف _ شارع السور _ قرب جبل الحويش
هاتف: 0781677226 و07812141111
ص.ب 588
www.m-mahdi.com
info@m-mahdi.com
ترجمة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) من كتاب المشجَّر الكشّاف
للعلَّامة السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي
المتوفي في بداية القرن العاشر الهجري
تحقيق وتعليق: الشيخ محمّد جاسم الماجدي
تقدیم : مَرکَز الدَّراسَاتِ التَّخَصُّصِّیَّة فِي الإِمَامِ المَهدِيّ عَجَّلَ الله تعالَی فَرَجَهُ الشَّریف
الطبعة الأُولى: 1436ه-
رقم الإصدار: 170
العدد: 3000 نسخة
جميع الحقوق محفوظة للمركز
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
لقد حازت القضيّة المهدوية على الكثير من الاهتمام من قِبَل العلماء والمفكّرين والأُدباء بما فيهم علماء الأنساب، نحن وإن لم نجد أنَّ هذا الاهتمام قد بلغ إلى الحدِّ المرجو والمطلوب لما تمثّله هذه القضيّة الكبرى من أهمّية في التراث الإسلامي بل والبش-ري إلَّا أنَّ ذلك يمثّل على أقلّ تقدير أرضية ومنطلقاً لمن يريد البحث والتنقيب في هذه القضيّة الكبرى.
إذ لا يخفى أنَّ القضيّة المهدوية وما يتفرَّع عليها من عقيدة باختلاف مشاربها وألوانها تمثّل المطلب المستقبلي للبش-رية، وبما احتوته من تص-ريحات وإشارات على لسان الوحي تكون سبيل النجاة الوحيد في هذه الدنيا لتحقيق آمال وطموحات ما يصبو إليه بنو الإنسان من سعادة وعدالة على وجه الأرض وما سواها، فما تختزنه هذه القضيّة وما يتفرَّع عليها لا بدَّ أن يشكّل لذوي الأقلام سواء أكانوا علماء أم مفكّرين أم أُدباء أم مؤرّخين أفضل منطلق تدويني وأخصب أرض منتجة يمكن أن يسعى إليها متخصّص.
وقد أوقف الكثير من العلماء والمؤرّخين جزءاً من أقلامهم لهذه العقيدة الكبرى، ونقَّبوا في مفاصلها، وغاصوا في بحارها، فاستخرجوا
ص: 3
للقرّاء بعضاً من مكامنها ودررها وبقي الكثير غائراً في الأعماق يحتاج إلى جهود كبيرة وعناءٍ طويل، وهذا ما يقع على عاتقنا في هذا الزمان، فإنَّ الوسائل المتاحة لمثل هكذا أبحاث وعلى مستوياتها المختلفة قد توفَّرت خاماتها الأوَّلية مع يس-ر وسهولة في الكثير من أدوات البحث والتحقيق، وسنسأل عن ذلك حثيثاً إذ أنَّ من أوجب الواجبات العلمية على أهل الفكر والتحقيق والأدب أن يسخّروا ما جادت به السماء على أناملهم فيمدّ بني الإنسان بمداد يدَّخر لهم ذخراً وينتفع به فكراً.
ومن بين أُولئك المؤرّخين والنسّابة هذا العلم العالم الجليل والمؤرّخ الكبير السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي صاحب كتاب (المشجَّر الكشّاف)، والذي خصَّص في كتابه القيّم فصلاً خاصّاً في ترجمة الإمام المهدي (عليه السلام)، فضلاً عمَّا ألحقه في الفصل الثاني بالنصِّ على الأئمّة الاثني عش-ر، وما يتضمَّنه من نصّ عليه عجَّل الله تعالى فرجه الش-ريف، وأتلاه بفصل ثالث ورابع في غيبته وعلاماته على التوالي، فيما كان الخامس من فصول هذا الكتاب هو نصوص على إمامة الاثني عشر (عليهم السلام).
وقد قام الشيخ الجليل محمّد الماجدي بجهد مضن بإخراج ما يخصّ الإمام المهدي (عليه السلام) من هذا السفر بحلَّة قشيبة تس-رُّ الناظرين، فللَّه درُّه وعليه أجره، ونحن إذ نُقدِّم له هذا الكتاب نودُّ الإشارة إلى أنَّ قضيّة ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) في التراث الإسلامي أخذت نصيباً لا بأس به وإن كانت ما تستحقّه أكبر ممَّا بأيدينا أضعاف مضاعفة إلَّا أنَّ الوقوف حول ما تُرجِم إلينا من قِبَل أهل النسب والتراجم في ولادته (عليه السلام) يشكّل بعداً مهمّاً
ص: 4
من أبعاد العقيدة به (عليه السلام)، ولا بدَّ أن تُسخَّر له الكثير من الأقلام لتُترجِم من أرَّخ ولادته، وتُعرِّف القرّاء بأهمّية هؤلاء النسّابة وأهمّية قولهم في إثبات ولادته ونسبه، إذ أنَّ قول النسابة في الولادة يشكّل دليلاً قويَّاً بمعزل عن الأدلَّة التي ساقها الإمامية في ولادة الإمام الثاني عش-ر من أهل البيت (عليهم السلام)، وإليك أيّها القارئ الكريم ببلوغرافيا فيمن أثبت من علماء الأنساب ولادة الإمام (عليه السلام).
ولا يفوتنا هنا التنبيه على قضيّة أنَّ من أثبت ولادة الثاني عش-ر من أهل البيت (عليهم السلام) ليس فقط هم النسّابة، وإنَّما الكثير من المؤرّخين والأُدباء والشعراء فضلاً عن أهل الحديث وغيرهم، ونحن لسنا بصدد ذكر هؤلاء وإلَّا فالعدد كثير.
بعض من علماء الأنساب الذين اعترفوا بولادة الإمام المهدي (عليه السلام):
1 _ النسّابة الشهير أبو نص-ر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري، من أعلام القرن الرابع الهجري، كان حيَّاً سنة (341ه-)، وهو من أشهر علماء الأنساب المعاصرين لغيبة الإمام المهدي الصغرى التي انتهت سنة (329ه-).
قال في (سرّ السلسلة العلوية): (وولد علي بن محمّد النقي (عليه السلام): الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) من أُمّ ولد نوبية تُدعى ريحانة، ووُلِدَ سنة إحدى ثلاثين ومائتين، وقُبِضَ سنة ستّين ومائتين بسامراء، وهو ابن تسع وعش-رين سنة...)، إلى أن قال:
(وولد على النقي بن محمّد التقى (عليه السلام) جعفراً، وهو الذي
ص: 5
تسمّيه الإمامية جعفر الكذّاب، وإنَّما تسمّيه الإمامية بذلك لادّعائه ميراث أخيه الحسن (عليه السلام) دون ابنه القائم الحجَّة (عليه السلام)، لا طعن في نسبه)(1).
2 _ السيّد العمري النسّابة المشهور، من أعلام القرن الخامس الهجري، قال في (المجدي في أنساب الطالبيين): (ومات أبو محمّد (عليه السلام) وولده من نرجس (عليها السلام) معلوم عند خاصّة أصحابه وثقات أهله، وسنذكر حال ولادته والأخبار التي سمعناها في ذلك، وامتحن المؤمنون بل كافّة الناس بغيبته، وشره جعفر بن علي إلى مال أخيه وحاله، فدفع أن يكون له ولد، وأعانه بعض الفراعنة على قبض جواري أخيه...)(2).
3 _ الفخر الرازي الشافعي (ت 606ه-)، قال في كتابه (الشجرة المباركة في أنساب الطالبية) تحت عنوان: أولاد الإمام العسكري (عليه السلام) ما هذا نصّه: (أمَّا الحسن بن العسكري الإمام (عليه السلام) فله ابنان وبنتان: أمَّا الابنان: فأحدهما صاحب الزمان عجَّل الله تعالى فرجه الش-ريف، والثاني موسى درج في حياة أبيه. وأمَّا البنتان: فاطمة درجت في حياة أبيها، وأُمّ موسى درجت أيضاً)(3).
4 _ المروزي الأزورقاني (ت بعد سنة 614ه-)، فقد وصف في
ص: 6
كتاب (الفخري)(1) جعفر ابن الإمام الهادي في محاولته إنكار ولد أخيه بالكذّاب، وفيه أعظم دليل على اعتقاده بولادة الإمام المهدي (عليه السلام).
5 _ السيّد النسّابة أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة (ت 828ه-)، قال في (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب): (أمَّا على الهادي فيُلقَّب العسكري لمقامه بسُ-رَّ من رأى وكانت تُسمّى العسكر، وأُمّه أُمّ ولد، وكان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوكّل إلى سُ-رَّ من رأى، فأقام بها إلى أن تُوفّي، وأعقب من رجلين هما: الإمام أبو محمّد الحسن العسكري (عليه السلام)، كان من الزهد والعلم على أمر عظيم، وهو ولد الإمام محمّد المهدى صلوات الله عليه، ثاني عش-ر الأئمّة عند الإمامية، وهو القائم المنتظر عندهم، من أُمّ ولد اسمها نرجس، واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقَّب بالكذّاب لادّعائه الإمامة بعد أخيه الحسن)(2).
وقال في (الفصول الفخرية) المطبوع باللغة الفارسية ما ترجمته: (أبو محمّد الحسن الذي يقال له: العسكري، والعسكر هو سامرّاء، جلبه المتوكّل وأباه إلى سامرّاء من المدينة، واعتقلهما. وهو الحادي عش-ر من الأئمّة الاثني عش-ر، وهو والد محمّد المهدي (عليه السلام) ثاني عشرهم)(3).
6 _ النسّابة الزيدي السيّد أبو الحسن محمّد الحسيني اليماني الصنعاني، من أعيان القرن الحادي عش-ر، ذكر في المشجَّرة التي رسمها لبيان نسب
ص: 7
أولاد أبي جعفر محمّد بن علي الباقر (عليهم السلام)، وتحت اسم الإمام علي التقي المعروف بالهادي (عليه السلام) خمسة من البنين وهم: الإمام العسكري، الحسين، موسى، محمّد، علي.
وتحت اسم الإمام العسكري (عليه السلام) مباشرةً كتب: (محمّد بن) وبإزائه: (منتظر الإمامية)(1).
7 _ محمّد أمين السويدي (ت 1246ه-)، قال في (سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب): (محمّد المهدي: وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشعر، أقنى الأنف، صبيح الجبهة)(2).
8 _ النسّابة المعاصر محمّد ويس الحيدري السوري، قال في (الدرر البهية في الأنساب الحيدرية والأويسية) في بيان أولاد الإمام الهادي (عليه السلام): (أعقب خمسة أولاد: محمّد وجعفر والحسين والإمام الحسن العسكري وعائشة، فالحسن العسكري أعقب محمّد المهدي صاحب السرداب).
ثمّ قال بعد ذلك مباشرةً وتحت عنوان: الإمامان محمّد المهدي والحسن العسكري: (الإمام الحسن العسكري: وُلِدَ بالمدينة سنة (231ه-)، وتُوفّي بسامرّاء سنة (260ه-)، الإمام محمّد المهدي: لم يُذكر له ذرّية ولا أولاد له أبداً).
ثمّ علَّق في هامش العبارة الأخيرة بما هذا نصّه: (وُلِدَ في النصف من
ص: 8
شعبان سنة (255ه-)، وأُمّه نرجس، وُصِفَ فقالوا عنه: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدّ، أقنى الأنف، أشمّ، أروع، كأنَّه غصن بان، وكأنَّ غرّته كوكب درّي، في خدّه الأيمن خال كأنَّه فتات مسك على بياض الفضَّة، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أُذنه، ما رأت العيون أقصد منه، ولا أكثر حسناً وسكينةً وحياءً)(1).
وختاماً فإنَّ مركز الدراسات التخصّصية إذ يتقدَّم بالشكر لسماحة الشيخ المحقّق على جهده الكبير في تحقيق هذا الكتاب على ثلاث نسخ مخطوطة، فإنَّه يفتح الباب واسعاً لأصحاب الأقلام الكريمة من الكتّاب والمحقّقين للكتابة من جهة وتحقيق التراث المهدي من جهة أُخرى لرفد المكتبة الإسلاميّة والعقائدية بما نحن أحوج إليه من أيّ أمر آخر ألَا وهو عقيدة المصلح العالمي، والذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
نسأله تعالى أن يوفّقنا وجميع المنتظرين لنيل رضاه، ويغمرنا ببركات دعائه، وأن يجعلنا من أنصاره والمستشهدين بين يديه.
مدير المركز
السيّد محمّد القبانچي
ص: 9
ص: 10
إلى سيّدي ومولاي..
خليفة الله وخليفة آبائه المهديين..
إلى وصيّ الأوصياء الماضين..
وبقية الله من الصفوة المنتجبين..
حافظ أسرار ربّ العالمين..
الإمام المهدي صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه أجمعين..
أُهدي هذا الجهد الضئيل لعلّي أحظى منه بالقبول.
* * *
ص: 11
ص: 12
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ).
(القصص: 5)
ص: 13
ص: 14
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، النبيّ المسدَّد، المصطفى المؤيَّد، المحمود الأحمد، حبيب إله العالمين، أبي القاسم محمّد، وعلى آله الطيّبين الطاهرين، الأوصياء الهادين المهديين.
وبعد..
فإنَّ من القضايا الإسلاميّة المهمّة التي لم تأخذ ما تستحقّه من اهتمام من قِبَل الكتّاب والباحثين هي القضيّة المهدوية وما فيها من أبعاد ومجالات للبحث لا زالت غضَّة طريّة، وبحاجة إلى من يُنقِّب فيها ويرفع اللثام عن مكنون دررها، وما خفي منها.
لاسيّما وأنَّ غزارة الموروث المهدوي تقتض-ي تمييز الصحيح من السقيم، وإيضاح المراد من نصوصه وبيان مداليله، كلّ ذلك حتَّى نتمكَّن من تحديد المعالم الواضحة للفكر المهدوي، وحتَّى لا نسمح للمتطفّلين أن يستغلّوا هذا الموروث لغاياتهم الشخصية، من خلال تضليل الناس وادّعاء ما ليس فيهم من مقامات وعناوين تشير إليها بعض الروايات التي هي بحاجة إلى دراسة وتحليل.
هذا، ولا يخفى أنَّ هناك الكثير ممَّا كُتِبَ في القضيّة المهدوية، منه ما ظهر إلى حيِّز الوجود، وأخذ حظَّه من النش-ر والاهتمام، ومنه
ص: 15
ما قد تعرَّض للضياع والتلف، ومنه ما هو موجود ولكنَّه بحاجة إلى تقويمه وإبرازه بالشكل اللائق به.
وهذه الترجمة التي بين أيدينا هي من النحو الثالث، فقد صادف حينما كنت بصدد كتابة بحث في الأنساب أن وقع بين يديَّ كتاب (المشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف)، الذي هو بجميع نسخه عبارة عن صور لمخطوطات لم تُنضَّد ولم تُطبَع بالشكل المتعارف عليه اليوم، وذلك لصعوبة هذا العمل، لأنَّ أغلب ما في هذا الكتاب هو مشجَّرات يصعب ترتيبها وتبويبها وقراءة بعض التعليقات الواردة عليها.
ووجدت في الباب الأوَّل من هذا الكتاب ترجمة للإمام الحجَّة عجَّل الله تعالى فرجه الش-ريف، هي بحسب نظري قد وُضِعَت في غير محلّها، وكُتِبَت إلى من لا يطلبها، لأنَّ كتاب (المشجَّر الكشّاف) لا يُقلِّب أوراقه إلَّا من كان باحثاً عن نسب، أو طالباً لتعلّم أُصول هذا الفنّ وفروعه، فعزمت على إخراج هذه الترجمة وتحقيقها والتعليق عليها، وإبرازها بالصورة اللائقة بها، عسى أن ننتفع بها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلَّا من أتى الله بقلب سليم.
هو شمس الدين أبو علي محمّد بن أبي العبّاس أحمد بن أبي تغلب بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسّابة، المنتهي نسبه إلى زيد الشهيد بن علي بن الحسين (عليه السلام)، فهو من آل عميد الدين الذين
ص: 16
كانوا من أشراف العراق المعروفين في زمن ابن عنبة(1) صاحب كتاب (عمدة الطالب)، وكانوا يسكنون في النجف وسورا(2) والحلَّة.
وكان لهم منصب النقابة، وهم بيت عزّ وشرف، ففيهم علماء وفضلاء ونسّابون وزهّاد وحفّاظ للقرآن المجيد، فمن هذا البيت السيّد جلال الدين حسن بن عميد الدين النقيب الزاهد الكريم، وهو الذي التمس من ابن عنبة تأليف كتاب في الأنساب، فلبّى طلبه وكتب له (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب)، ومنهم شمس الدين محمّد صاحب الترجمة الذي كان نقيباً بسورا(3).
ومنهم جدّه أبو تغلب علي عميد الدين الذي كان في النجف، وله شهرة عظيمة وكرامات كثيرة وكان في غاية الزهد والتقوى، وكان عالماً فاضلاً ومدرِّساً في أنواع العلوم(4).
ولم نعثر على تأريخ ولادته ولا وفاته، ولكن عند الرجوع إلى أهل التراجم والسير وعلماء الأنساب نجد أنَّهم مجمعون على أنَّه من
ص: 17
علماء القرن العاشر، وقد ذكر هو بنفسه أُموراً في كتابه (المشجَّر الكشّاف) يمكن من خلالها الاطّلاع على جانب من حياته، منها ما ذكره في ترجمة أخيه شرف الدين حسين، وهو قوله: (شرف الدين حسين، ذو الكرم والشجاعة والثروة، سافر إلى خراسان هو وأخوه شمس الدين محمّد جامع هذا الكتاب وكاتبه، خرجا من النجف في ذي القعدة سنة سبعة وأربعين وثمانمائة، وتزوّجا بسبزوار وأولدا، وتوفّي (رحمه الله) شهيداً محروقاً على يد التركمان في حال نهبهم لخراسان، سلخ ربيع الأوَّل سنة ثلاث وستّين وثمانمائة، ونقله أخوه المذكور شمس الدين محمّد إلى المشهد الرضوي بطوس، ودفنه هناك)(1).
ومنها ما جاء في صفحة (134) من نسخة القاهرة، عند ذكر المير علي بن عبد الرحيم بن محمّد بن مرتض-ى، قال: (رأيته بخراسان بشيروان سنة (861) زمن السلطان السعيد أبو القاسم تغمَّده الله برحمته).
وفي صفحة (122) من هذه النسخة، قال في بعض التراجم: (عاشرته بمدينة سبزوار إلى (867ه-)).
ومن هذا يتَّضح أنَّ صاحب الترجمة خرج من النجف الأشرف سنة (847ه-)، ونزل بسبزوار إحدى مدن خراسان، وتزوَّج بها ووُلِدَ له فيها ستّة أبناء ذكرهم في كتابه (المشجَّر الكشّاف)، ومنهم: كمال الدين علي الذي وُلِدَ يوم الثامن عش-ر من
ص: 18
شهر ذي الحجَّة سنة (886) هجرية، ومنهم: السيّد أبو طالب عبد الله، والذي له أولاد وأعقاب كثيرة في الحلَّة وسورا وواسط وطرابلس وغيرها.
لم يذكر أحد من المؤرِّخين وعلماء الأنساب تأريخاً محدَّداً للعام الذي وُلِدَ فيه ولا العام الذي توفّي فيه، بل وجدنا عند البعض تفاوتاً ملحوظاً في تقدير المدَّة التي عاش فيها المؤلِّف، من قبيل ما ذكره محقِّق نسخة دار الكتب المص-رية (حسين محمّد الرفاعي) الذي وضع لنفسه ألقاباً كبيرة وكثيرة، فقد ذكر هذا المحقِّق أنَّ سنة وفاة النجفي صاحب الترجمة هي (433) هجرية.
وهذا غريب جدَّاً، ولا ندري من أين جاء بهذا التأريخ، وأيّ شيء أوقعه في هذا الاشتباه؟ مع أنَّه هو ناسخ الطبعة المص-رية، ولا بدَّ أنَّه قد اطَّلع على ما ذكره المصنِّف نفسه من تواريخ لمواليد أبنائه وسنة وفاة أخيه وقبل ذلك هجرتهما معاً سنة (847ه-).
بل ما ذكر من تواريخ لغيره ممَّن ذكر في المشجّرات، والتي هي متأخّرة كثيراً عن هذا التأريخ الذي ذكره، وأنَّ أغلبها في القرن التاسع الهجري، هذا ولنا كلام مع هذا المحقِّق سيأتي عند الحديث عن كتاب (المشجَّر الكشّاف).
وأمَّا محقِّق نسخة المدينة المنوَّرة (أنس يعقوب الكتبي) فقد قال في مقدّمته على الكتاب: (يظهر من مطاوي كتابه هذا أنَّه عاش
ص: 19
إلى سنة (900ه-))، وهذا ما يجعله من علماء القرن التاسع، ولكن لنا أن نسأل: من أين علم الكتبي بأنَّ المصنِّف عاش إلى حوالي (900) هجرية؟ وكتابه قد ذُكِرَت في مشجّراته تواريخ كثيرة لمواليد أبنائه وأبناء أبنائه وغيرهم، وبعضها يتجاوز هذا التاريخ بكثير، ومن ذلك ما ذكر تعليقاً على حفيد أخيه وأنَّه وُلِدَ سنة (909) هجرية(1).
بل وجدنا ما هو أبعد من ذلك، وهو تحديداً ما ذكره تعليقاً عند ذكر (أحمد بن عبد الكريم بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن الحسين شرف الدين)، حيث وردت عبارة: (وُلِدَ سنة 1093ه-)(2) فوق لفظة أحمد المتقدِّم، وهذا ما يجعله من رجال القرن الثاني عش-ر؛ لأنَّه مولود في أواخر القرن الحادي عشر.
فإذن ما يشتمل عليه الكتاب لا ينتج ما ذهب إليه الكتبي في تحقيقه على نسخة المدينة المنوَّرة.
وهناك رأي ثالث في هذه المسألة، وهو ما ذهب إليه كلّ من الشيخ آغا بزرك الطهراني(3) في كتاب (الذريعة)، والسيّد شهاب الدين المرعش-ي
ص: 20
النجفي(1)، حيث صنَّف هذان العلمان ابن عميد الدين النجفي على أنَّه من علماء القرن العاشر، فقد ذكره الشيخ الطهراني في كتاب (إحياء الداثر في القرن العاشر)، وهو المجلَّد السابع من كتاب (طبقات أعلام الشيعة)، وفيه يقول: (محمّد العميدي: شمس الدين أبو علي النسّابة العميدي الحسيني النجفي، مؤلِّف المشجَّر الكشّاف، وهو ابن أبي العبّاس أحمد بن أبي تغلب عميد الدين المنتهي نسبه إلى زيد الشهيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام))(2).
وقال السيّد المرعش-ي النجفي في كتاب (كشف الارتياب) المطبوع في مقدّمة (لباب الأنساب)(3) في أنساب القرن العاشر: (كان من أجلَّاء علماء الأنساب، وله من الكتب كتاب المشجَّر الكشّاف...) الخ.
وهذا هو أقرب الأقوال وأرجحها، لما عُرِفَ عن الرجلين من دقَّة وتثبّت، وفي ظنّي أنَّه توفّي في مطلع القرن العاشر وفي سنيّه الأُولى(4).
حينما كنت بصدد البحث عن حياة السيّد ابن عميد الدين النجفي تردَّدت كثيراً في قبول ما ذكره الشيخ الطهراني والسيّد
ص: 21
المرعش-ي النجفي وما ذُكِرَ في طيّات كتاب (المشجَّر الكشّاف)، ومنشأ هذا التردّد هو ما وجدته في كتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) للسيّد ابن عنبة، الذي ذكر في كتابه هذا ابن عميد الدين النجفي وقال عنه: (وشمس الدين محمّد ويكنّى بأبي علي، العالم الورع النقيب النسّابة)، وقال أيضاً بعد أن ذكر بعض إخوته: (ولكلّ منهم أولاد).
وهذه الأوصاف لا تُطلَق إلَّا على من بلغ مبلغ الرجال وقارب الثلاثين عاماً، كما أنَّ هناك قرائن كثيرة يمكن أن يستفاد منها أنَّ ابن عنبة يريد من شمس الدين هذا هو نفس ابن عميد الدين صاحب (المشجَّر الكشّاف)، وإن لم يذكر هذا الكتاب؛ إذ من الواضح أنَّه لم يقم بكتابته أو نش-ره آنذاك، هذا مضافاً إلى أنَّ ابن عنبة قد كتب كتابه (عمدة الطالب) في سنة (812 ه-)(1).
فلو كان السيّد ابن عميد الدين النجفي حين كتابة ابن عنبة لكتابه (عمدة الطالب) بعمر ثلاثين سنة _ وهذا أقلّ ما يمكن أن يناسب ما ذُكِرَ من أوصاف في كتاب (عمدة الطالب) _ وقلنا مع ذلك: إنَّه توفّي في مطلع القرن العاشر، فهذا يعني أنَّه قد عاش قرابة مائة وعش-رين سنة، وهذا هو الاحتمال الأوَّل.
وأمَّا الاحتمال الثاني فهو فيما لو أضفنا إلى ذلك ما يمكن
ص: 22
استخراجه واستنتاجه من تواريخ بعض المواليد المذكورة في مشجّرات هذا الكتاب، والتي منها ما تقدَّم، فحينئذٍ سيكون عمر المؤلِّف أكثر من مائة وخمسين سنة، وهذا بعيد عادةً.
وفي نهاية المطاف اتَّضح لدينا أنَّ الكتاب الأصلي للنجفي قد اختلط مع إضافات وتعليقات محمّد مرتض-ى الزبيدي(1) الذي نسخه بيده، ولم يعمد إلى تمييز الأصل عن الإضافة، وحينئذٍ يمكن أن تكون التواريخ المتقدِّمة والتي يبتني عليها الاحتمال الثاني هي ممَّا أضافه الزبيدي من استدراك وتعليق وتكملة لبعض السلاسل النسبية.
وعليه يترجَّح لدينا الاحتمال الأوَّل، وهو القول بأنَّ صاحب المشجَّر قد عاش ما يقارب المائة وعش-رين سنة، وهو أمر غير مستبعد لمن تتبَّع وتدبَّر.
وهو من الكتب المشهورة التي يعتمد عليها الكثير من النسّابين، ويشتمل بين دفَّتيه على خمسة عش-ر باباً، أوَّلها في ولادة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وبعثته وعمره ووفاته مع ترجمة للإمام الحجَّة المنتظر (عليه السلام) والدلائل الدالّة عليه.
ص: 23
وبعد ذلك وفي بداية الباب الثاني ينتقل المؤلِّف إلى تشجير كلّ من تفرَّع من الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام)، حتَّى يصل إلى الباب الرابع عش-ر الذي يذكر فيه ذراري أمير المؤمنين (عليه السلام) من غير فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وفي الباب الخامس عش-ر يذكر ذرّية العبّاس وأبي طالب ونسبهما إلى آدم (عليه السلام)، وكذلك أنساب بعض الصحابة، ودولة بني أُميّة وبعض أُصول العرب وغيرهم.
قال الشيخ الطهراني في كتاب الذريعة: (المشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف، للسيّد أحمد بن محمّد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسّابة، فيه أنساب آل عبد مناف ونبذة من نسب الخلفاء العبّاسيين والأُمويين ويسير من أُصول الأُمم المتقدِّمين، ولم يرتّبه على أبواب، فرتَّبه أحد العلماء على خمسة عش-ر باباً من دون تبديل ولا تغيير لكلام المؤلِّف عن صورته الأصلية)(1).
ويبتدأ المصنِّف كتابه هذا بقوله: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أودع في أصداف شرايف الأنساب جواهر زواهر الأحساب...)، وينهي كتابه بتشجير أبي البش-ر آدم (عليه السلام) مع وجود بعض التعليقات على من ورد ذكره فيها(2).
ص: 24
إنَّ لهذا الكتاب نسخاً عديدة، وقد اطَّلعت على ثلاث منها، وأجريت مقابلة بينها، وهي:
1 _ نسخة المدينة المنوَّرة: والتي حقَّقها السيّد أنس الكتبي بعد أن وجدها في مكتبة الملك عبد العزيز في المدينة المنوَّرة، وكتب في أوَّل مقدّمته: (الحمد لله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد...) الخ، وهي نسخة منقولة مع ملحقات وإضافات وتذييل السيّد محمّد مرتض-ى الزبيدي الحسيني صاحب القاموس المتوفّي سنة (1205ه-)، ولم يُنضَّد منها إلَّا ترجمة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) والتي هي في الباب الأوَّل من هذا الكتاب، وترك الباقي على حاله وبخطّ ناسخه، ولم يضع تعليقاً في أيّ صفحة من صفحاته، نعم في آخره وضع ملحقاً مشتملاً على نسب أُسرته(1).
وتمتاز هذه النسخة بأنَّها قد كُتِبَت بخطّ واضح وليس فيه سقط أو تشويش أو مواضع تالفة، عدد صفحاتها (319)، وقد كُتِبَ في آخرها: (قد وقع الفراغ من نسخ هذا الكتاب في 19 صفر الخير سنة 1314، أربعة عش-ر وثلثماية وألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحيّة، بقلم الفقير إليه تعالى محمّد أبي النص-ر هاشم الجعفري النابلس-ي عفي عنه)، بعد ذلك ذكر
ص: 25
الناسخ ملحقات للسيّد محمّد مرتض-ى الزبيدي بلغت (23) صفحة.
2 _ النسخة الثانية: وهي التي تُسمّى بالنسخة التيمورية، وذلك لأنَّ ناسخها (الجعفري النابلس-ي) كان قد أهداها إلى (أحمد تيمور باشا)(1) صاحب أعظم خزانة كتب في القاهرة، وهي مختومة بختم كتب فيه: (وقف أحمد بن إسماعيل بن محمّد تيمور بمص-ر)، وعدد صفحاتها (217)، وقد كتب ناسخها مقدّمة لها أوَّلها: (الحمد لله رفيع الدرجات، الواحد في الذات والصفات، الذي أتقن بحكمته المصنوعات، وفضَّل النوع الإنساني على سائر المخلوقات...) الخ. وهي نسخة كبيرة الحجم كُتِبَت بخطّ واضح باللونين الأسود والأحمر من قِبَل نفس ناسخ النسخة الأُولى.
وجاء في آخرها: (تمَّ كتاب بحر الأنساب المسمّى بالمشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف، تأليف محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي، ونقل عن النسخة الموجودة في الكتبخانة الخديوية في مص-ر القاهرية المعزّية، وهي سقيمة جدَّاً وفيها تحريف كثير، وكان الفراغ من كتابتها في يوم الاثنين 28 ربيع الثاني سنة 1338هجرية، وكتبت هذه النسخة برسم حض-رة العالم الفاضل والأديب الكامل صاحب السعادة أحمد باشا تيمور أصلح الله له
ص: 26
الأُمور ووفَّقه للعمل الصالح المبرور، بقلم الفقير إلى الله تعالى محمّد أبي النص-ر بن يوسف بن أسعد بن عبد الله بن محمّد هاشم الجعفري النابلس-ي غفر الله له وللمسلمين وصلّى الله على محمّد وآله وسلَّم).
3 _ النسخة الثالثة: وهي نسخة دار الكتب المص-رية في القاهرة، عدد صفحاتها (264)، وهي أيضاً مشتملة على زيادات الزبيدي، وقد حقَّقها (حسين محمّد الرفاعي) من علماء الأزهر، الذي قام بإدراج إضافات اختلطت مع الكتاب الأصل، وفي كثير من المواضع ينسب لنفسه ما كتبه الزبيدي من تعليقات.
وهذه النسخة هي بخطّ حسين الرفاعي نفسه، وقد كتب في أوَّل مقدّمته: (الحمد لله الذي تقدَّست صفاته وسمت قدرته...) الخ، وتاريخ نسخها هو (1356ه-)، فهي قد كُتِبَت بعد النسخة الأُولى بأكثر من أربعين سنة، وبعد النسخة الثانية بثمانية عش-ر سنة، ومع ذلك فهي نسخة رديئة جدَّاً إذا قيست بالنسخة الأُولى أو الثانية، فهي مع اشتمالها على مواضع كثيرة غير واضحة، قد عمد الرفاعي فيها إلى إسقاط الكثير من تعليقات الزبيدي وإلى إسقاط بعض ما كتبه المؤلِّف النجفي بدافع مذهبي بعيد عمَّا يقتضيه المقام من أمانة النقل.
كما أنَّه نسب في مواضع عدَّة من ملحقاته بعض الأُسر الموجودة في مص-ر والمغرب العربي إلى الإمام الحجَّة المنتظر (عليه السلام)، وهذا ممَّا لا يمكن قبوله لأنَّه مخالف لما تعتقد به الطائفة الإمامية الحقَّة.
ص: 27
ومع ذلك فإنَّ هذه النسخة هي المشهورة والمتداولة بكثرة بخلاف النسخة الأُولى، قال الشيخ الطهراني في كتاب الذريعة: (ونسخته في الخديوية كما يظهر من فهرسها في مائة وثلاثة وأربعين ورقة وعلى مواضع منها خطّ السيّد محمّد بن مرتض-ى الحسيني، شارح القاموس الموسوم بتاج العروس، وينقل عنه في شرح قاموسه أيضاً في مادّة زهر وغيرها، ورأى السيّد حسين بن محمّد القطب الرفاعي المولود (1913م)، تلك النسخة وألحق بها ما أراد إلحاقه من الأنساب والمشجّرات وسمّاه (بحر الأنساب المحيط)، وطبعه في (1355ه- ق)، وممَّا أدخله فيه نسب الشيخ عبد القادر مع أنَّه لم يكن ثابتاً)(1).
وهناك نسخة أُخرى محقَّقة لهذا الكتاب لم نطَّلع عليها، ولعلَّها إحدى النسخ المتقدِّمة، وهي محقَّقة من قِبَل (عارف أحمد عبد الغني وعبد الله بن حسين السادة).
هذا وقد اعتمدنا في تحقيق ترجمة الإمام الحجَّة (عليه السلام) المستخرجة من الباب الأوَّل من هذا الكتاب على النسخ الثلاث، وسنشير إلى النسخة الأُولى والتي هي نسخة المدينة المنوَّرة بالرمز (م)، وإلى النسخة الثانية وهي النسخة التيمورية بالرمز (ت)، وإلى النسخة الثالثة وهي نسخة القاهرة بالرمز (ق).
وقد اشتمل عملنا في التحقيق على ما يلي:
ص: 28
1 _ مقابلة النسخ الثلاث المتقدِّمة فيما بينها للوقوف على ما هو الصحيح منها.
2 _ تقويم النصّ ومراجعته وتصحيحه طبقاً للضوابط والمعايير المعتمدة في التحقيق.
3 _ تقطيع المتن وتنظيم فقراته بحسب اقتضاء الحال.
4 _ تخريج الآيات الكريمة، والأحاديث الش-ريفة من الموسوعات الحديثية المعتبرة، وضبطها وتمييزها عن غيرها، وكذا الأبيات الشعرية.
5 _ شرح وإيضاح بعض العبائر والمفردات الغامضة والغريبة.
6 _ ذكر أسانيد الروايات الواردة في الترجمة إن وُجِدَت والتعليق على بعضها بما يناسبها.
7 _ تتميماً للفائدة قمنا بوضع فهارس فنّية مفصَّلة في آخر الترجمة، اشتملت على: (فهرست المواضيع، فهرست المصادر ومراجع التحقيق، الآيات القرآنية، الروايات الش-ريفة، الأعلام، الأُمم والطوائف والقبائل، البلدان والمواضع، الأشعار)، وذلك تسهيلاً للقرّاء الكرام والباحثين لمعرفة مبتغاهم بأيس-ر الطرق وأسرعها.
هذا ونسأل الله تعالى أن يمنَّ علينا بتوفيقه ويشملنا بفضله وكرمه، ويُسدِّد خطانا للسير على نهج نبيّه وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، إنَّه نعم المولى ونعم النصير، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
* * *
ص: 29
الصورة
الصفحة الأُولى من نسخة المدينة المنوَّرة
ص: 30
الصورة
الصفحة الأخيرة من نسخة المدينة المنوَّرة
ص: 31
الصورة
الصفحة الأُولى من النسخة التيمورية
ص: 32
الصورة
الصفحة الأخيرة من النسخة التيمورية
ص: 33
الصورة
الصفحة الأُولى من نسخة القاهرة
ص: 34
الصورة
الصفحة الأخيرة من نسخة القاهرة
ص: 35
ص: 36
ترجمة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) من كتاب (المشجَّر الكشّاف)
للعلَّامة السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي
المتوفّى في بداية القرن العاشر الهجري
تحقيق وتعليق: الشيخ محمّد جاسم الماجدي
ص: 37
ص: 38
ص: 39
ص: 40
تحيّة الله ورضوانه *** على الإمام الحجَّة القائم(1)
على إمام حكمه نافذ *** إذا أراد الحكم في العالم
خليفة الله على خلقه *** والآخذ الحقّ من الظالم
العادل العالم أكرم به *** من عادل في حكمه عالم
مطهِّر الأرض ومحيي الورى *** العلويّ الطاهر الفاطمي
ناصر دين الله كهف الورى *** مولى الندى خير بني آدم
الصاحب الأعظم والماجد *** الأكرم المولى أبو القاسم
وصاحب الدولة يحيي بها *** ممتحن في الزمن الغاشم
والنافذ الحكم فرعياً له *** وجاده الوابل من حاكم(2)
من حاتم حتَّى يوازى به *** عبيده أكرم به من حاتم
لو أنَّني شاهدته مقبلاً *** في محفل ذي عيثر قاتم
لقلت من فرط سروري به *** أهلاً وسهلاً بك من قادم
الإمام الثاني عش-ر: اسمه اسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وكنيته كنيته.
ولا يحلُّ لأحد أن يتسمّى باسمه ويتكنّى بكنيته قبل خروجه
ص: 41
من الغيبة، لما قد ورد من النبيّ (صلّى الله عليه وآله) النهي عن ذلك(1)، وإنَّما يُعبَّر
ص: 42
عنه بأحد ألقابه(1).
ولم يخلف أبوه ولداً ظاهراً، وخلَّفه أبوه غائباً مستتراً، وكان مولده ليلة النصف من شعبان، قبل طلوع الفجر، سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة النبوية، كان سنّه عند وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله فيها الحكمة وفصل الخطاب، وجعله آية للعالمين، وآتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبياً، وجعله إماماً في حال الطفولية الظاهرة، كما جعل عيسى (عليه السلام) في المهد نبيَّاً.
وقد سبق النصُّ عليه في ملَّة الإسلام من نبيّ الهدى (عليه السلام)، ثمّ من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ونصَّ عليه الأئمّة (عليهم السلام) واحداً بعد واحد إلى أبيه الحسن (عليه السلام)، ونصَّ عليه أبوه عند ثقاته، وخاصَّة شيعته.
ومنها: ما نقله الإمامان أبو داود والترمذي، كلّ واحد منهما بسنده في صحيحه، يرفعه إلى أبي سعيد الخدري، قال: سمعت النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلَّم يقول: «المهدي منّي، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلِئت جوراً وظلماً، ويملك سبع سنين»(2).
ومنها: ما نقله أبو داود بسنده في صحيحه، يرفعه إلى علي بن أبي
ص: 43
طالب (عليه السلام)، (قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «لو لم يبقَ من الدهر إلَّا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً»)(1)، كذلك أيضاً عن أبي داود في صحيحه، يرفعه إلى أُمِّ سَلَمة، قالت: سمعت النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلَّم يقول: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة (عليها السلام)»(2).
ومنها: ما رواه القاضي أبو محمّد الحسن بن مسعود البغوي في كتابه المسمّى ب- (ش-رح السُّنَّة)، وأخرجه الإمامان البخاري ومسلم، كلّ واحد منهما بسنده في صحيحه يرفعه إلى أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلَّم: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم»(3).
ومنها: ما أخرجه أبو داود والترمذي بسندهما في صحيحهما، يرفعه كلّ واحد منهما بسنده إلى عبد الله بن مسعود، أنَّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلَّم: «لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم، حتَّى يبعث الله رجلاً منّي أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(4). وأيضاً روى الثعلبي في تفسيره كذلك(5).
فإن اعترض معترض وقال: إنَّ الحجَّة الخلف الصالح لم يجتمع مواطاة اسميّ الأبوين في حقّه.
ص: 44
قلنا: سايغ شايع في لسان العرب إطلاق لفظة الأب على الجدِّ الأعلى، وقد نطق القرآن بذلك، فقال تعالى: (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ)(1)، وقال تعالى حكايةً عن يوسف (عليه السلام): (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ)(2)، ونطق بذلك النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلَّم حكايةً عن جبريل (عليه السلام) في حديث الإسراء، أنَّه قال: «قلت: من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم (عليه السلام)»(3)، فعُلِمَ أنَّ لفظة الأب تُطلَق على الجدِّ وإن علا، ولفظة الاسم تُطلَق على الكنية وعلى الصفة.
وقد ذكر الإمامان البخاري ومسلم، كلّ واحد منهما يرفعه بسنده إلى سهل بن سعد الساعدي أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سمّى عليَّاً بأبي تراب ولم يكن له اسم أحبّ إليه منه، فأطلق لفظة الاسم على الكنية(4).
وكان للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) سبطان، أبو محمّد الحسن وأبو عبد الله الحسين، ول-مَّا كانت الحجَّة من ولد أبي عبد الله الحسين، وكانت كنية الحسين أبا عبد الله، فأطلق النبيّ (صلّى الله عليه وآله) على الكنية لفظة الاسم، لأجل المقابلة بالاسم في حقّ أبيه، وأطلق على الجدِّ لفظة الأب.
فكأنَّه قال: يواطئ اسمه اسمي، فهو محمّد وأنا محمّد، وكنية جدّه اسم أبي، إذ هو أبو عبد الله وأبي (عبد الله) لتكون تلك الألفاظ مختص-رة جامعة لتعريف صفاته وإعلام أنَّه من ولد أبي عبد الله
ص: 45
الحسين (عليه السلام) بطريق جامع موجز، فحينئذٍ تنتظم الصفات، وتوجد بأسرها مجتمعة للحجَّة الخلف الصالح ابن الحسين (عليهما السلام).
والنصوص عليه متواترة على وجه لا يتخالج فيها الشكّ لأحد أنصف من نفسه.
وأُمُّه نرجس بنت يوشعا بن قيص-ر ملك الروم، من أولاد الحواريين من قِبَل الأُمّ، وكان اسمها عند أبيها مليكة.
قال بش-ر بن سليمان(1) النخّاس من ولد أبي أيّوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمّد (عليهما السلام)، قال(2): كان مولانا أبو
ص: 46
الحسن علي بن محمّد العسكري (عليه السلام) فقَّهني في أمر(1) الرقيق، فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلَّا بإذنه، وأجتنب بذلك موارد الشبهات حتَّى كملت معرفتي فيه، فأحسنت الفرق بين الحلال والحرام.
فبينما أنا ذات ليلة في منزلي بسُ-رَّ من رأى وقد مض-ى هوى(2) منها إذ قرع الباب قارع، فعدوت(3) مس-رعاً، فإذا بكافور الخادم(4) رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمّد (عليهما السلام) يدعوني إليه، فلبست ثيابي ودخلت، فرأيته يُحدِّث ابنه أبا محمّد، وأُخته حكيمة(5) من وراء الستر.
ص: 47
فلمَّا جلست(1) قال: «يا بش-ر، إنَّك من ولد الأنصار، وهذه الولاية لم تزل فيكم، يرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البيت، وإنّي مزكّيك ومس-رِّحك(2) بفضيلة تسبق شأو(3) الشيعة في الموالاة بها بس-رٍّ أطلعك عليه وأنفذك في تبليغ أمره(4)»، وكتب كتاباً مطلقاً بخطّ رومي ولغة رومية، وطبع عليه خاتمه، وأخرج شقة(5) صفراء فيها مائتان وعشرون ديناراً.
فقال: «خذها وتوجَّه بها إلى بغداد، واحض-ر معبر الفرات ضحوة يوم كذا، فإذا وصلت إلى جانبك زوارق السبايا وبرزت الجواري منها فستحدق بهم طوائف المتبايعين من وكلاء قوّاد بني العبّاس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فاشرف من البعد عن المسمّى عمر بن يزيد النخّاس عامّة نهارك إلى أن تبرز للمتبايعين جارية صفتها كذا، لابسة خزّين صفيقين(6)، تمنع من
ص: 48
السفور ولمس المعترض(1)، والانقياد(2) لمن يحاول لمسها أو شغل نظره بتأمّل مكاشفتها من وراء الستر الرقيق، فيض-ربها النخّاس فتص-رخ صرخة، فاعلم أنَّها تقول: وا هتك ستراه، فيقول بعض المتبايعين: عليَّ بثلاثمائة دينار، فقد زادني العفاف فيها رغبةً، فتقول له بالعربية: لو برزت في زيّ سليمان على مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة، فأشفق على مالك.
فيقول لها النخّاس: فما الحيلة؟ ولا بدَّ من بيعك؟ فتقول الجارية: وما العجلة؟ ولا بدَّ من اختيار مبتاع يسكن قلبي إلى أمانته ووفائه. فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخّاس، وقل له: إنَّ معي كتاباً مطلقاً(3) لبعض الأشراف، كتبه بلغة رومية وخطّ رومي ووصف فيه كرمه ووفائه ونبله وسخاءه، فناولها لتتأمَّل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك».
قال بش-ر بن سليمان النخّاس: فامتثلت جميع ما حدَّه لي مولاي أبو الحسن (عليه السلام) في أمر الجارية، فلمَّا نظرت في الكتاب بكت بكاءاً شديداً وقالت لعمر بن يزيد النخّاس: بعني من صاحب هذا الكتاب، وحلفت بالمحرجة(4) المغلظة متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها.
ص: 49
فما زلت أُشاحّه في ثمنها حتَّى استقرَّ الأمر على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي في الشقة الصفراء، فاستوفاه منّي، وتسلَّمت منه الجارية ضاحكة مستبش-رة، وانص-رفت بها إلى حجرتي التي كنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتَّى أخرجت كتاب مولانا من جيبها وهي تلثمه وتضعه على خدِّها (وتطبقه على جفنها)(1) وتمسحه على بدنها.
فقلت تعجّباً منها: أتلثمين كتاباً ولا تعرفين صاحبه؟ قالت: أيّها العاجز الضعيف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبياء، أعرني سمعك وفرِّغ لي قلبك، أنا مليكة بنت يوشعا(2) بن قيص-ر ملك الروم، وإنّا من(3) ولد الحواريين ننسب إلى وصيّ المسيح شمعون، أُنبيك العجب إنَّ جدّي قيص-ر أراد أن يزوّجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عش-رة سنة، فجمع من نسل الحواريين من القسّيسين والرهبان ثلاثمائة رجل، ومن ذوي الأخطار منهم سبعمائة رجل، وجمع من أُمراء الأجناد وقوّاد العساكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز من بهو(4) ملكه عرشاً مرصَّعاً(5) من أصناف الجواهر إلى صحن القص-ر فرفعه فوق أربعين مرقاة.
ص: 50
فلمَّا صعده ابن أخيه وأحدقت به الصلبان وقامت الأساقفة عكفاً، ونُشِ-رَت أسفار الإنجيل تسافلت(1) الصلبان من الأعالي فلصقت بالأرض وتقوَّضت الأعمدة فانهارت إلى القرار، وخرَّ الصاعد من العرش مغشيَّاً عليه، فتغيَّرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدّي: أيّها الملك، أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالّة على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني(2).
فتطيَّر جدّي من ذلك تطيّراً شديداً، وقال للأساقفة(3): أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان وأحض-روا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جدّه لأُزوِّج منه هذه الصبية فندفع نحوسه عنكم بسعوده، فلمَّا فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الأوَّل، وتفرَّق الناس، وأقام جدّي قيص-ر مغتمَّاً، فدخل قص-ره وأُرخيت الستور، وأريت من تلك الليلة كأنَّ المسيح وشمعون وعدَّة من الحواريين قد اجتمعوا في قص-ر جدّي، ونصبوا فيه منبراً يوازي(4) السماء علوَّاً وارتفاعاً في الموضع الذي كان جدّي نصب فيه عرشه.
فيدخل عليهم محمّد (صلّى الله عليه وآله) مع فتية وعدَّة من بنيه، فيقوم إليه المسيح
ص: 51
فيعتنقه فيقول: يا روح الله، إنّي جئتك خاطباً من وصيّك شمعون فتاته مليكة لابني هذا، وأومأ بيده إلى أبي محمّد صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون فقال: قد أتاك الش-رف فصِلْ رحمك برحم رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، قال: قد فعلت، فصعد المنبر وخطب محمّد وزوَّجني من ابنه، (وشهد المسيح (عليه السلام))(1) وشهد بنو محمّد (صلّى الله عليه وآله) والحواريون.
فلمَّا استيقظت من نومي أشفقت أن أقصَّ هذه الرؤيا على أبي وجدّي مخافة القتل، فكنت أُس-رّها في نفس-ي ولا أُبديها لهم، فض-رب صدري لمحبَّة أبي محمّد، حتَّى امتنعت من الطعام والش-راب، وضعفت نفس-ي ورقَّ(2) شخص-ي، ومرضت مرضاً شديداً، فما بقي في مدائن الروم طبيب إلَّا أحض-ره جدّي وسأله عن دائي، فلمَّا برح(3) به البأس(4) قال: يا قرَّة عيني، فهل يخطر ببالك شهوة فأُزودكها في هذه الدنيا؟ فقلت: يا جدّي، أرى أبواب الفرج عليَّ مغلقة فلو كشفت على من في سجنك من المسلمين من الأُسارى وفككت عنهم الأغلال وتصدَّقت عليهم ومنَّيتهم الخلاص رجوت أن يهب لي المسيح وأُمّه عافية وشفاء.
فلمَّا فعل ذلك تجلَّدت في إظهار الصحَّة في بدني وتناولت يسيراً من الطعام، فس-رَّ بذلك جدّي وأقبل على إكرام الأُسارى
ص: 52
وإعزازهم، فأريت أيضاً بعد أربعة عش-ر(1) ليلة كأنَّ سيّدة النساء قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف (وصيفة) من وصايف الجنان، فتقول لي مريم: هذه سيّدة النساء أُمّ زوجك أبي محمّد (عليه السلام)، فأتعلَّق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمّد من زيارتي، فقالت سيّدة النساء: إنَّ ابني أبا محمّد لا يزورك (وأنت مش-ركة بالله على مذهب النصارى، وهذه أُختي مريم تبرأ إلى الله تعالى من دينك)(2)، فإن ملت إلى رضا الله (عزّ وجلّ) ورضا المسيح ومريم عنك ضمنت لك زيارة أبي محمّد إيّاك، فقولي: إنّي أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ محمّداً رسول الله.
فلمَّا تكلَّمت بهذه الكلمة ضمَّتني سيّدة نساء العالمين إلى صدرها وطيَّبت نفس-ي، وقالت: الآن توقَّعي زيارة أبي محمّد إيّاك فإنّي منفذته إليك، فانتبهت وأنا أقول: وا شوقاه إلى لقاء أبي محمّد، ثمّ رأيت بعد ذلك أبا محمّد كأنّي أقول له: لِ-مَ جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبّك، قال: (ما كان امتناعي وتأخيري عنك إلَّا لش-ركك فإذا قد أسلمت)(3) فإنّي زائرك كلّ ليلة إلى أن يجمع الله تعالى شملنا في العيان، فما قطع عنّي زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.
ص: 53
قال بش-ر: فقلت لها: وكيف وقعت في الأُسارى(1)؟ فقالت: أخبرني أبو محمّد ليلة من الليالي: أنَّ جدّك سيس-رّب(2) جيوشاً إلى قتال المسلمين يوم كذا، ثمّ يتبعهم، فعليك باللحاق به متنكّرة في زيّ الخدم مع عدَّة من الوصايف من طريق كذا، ففعلت، فوقعت علينا طلائع المسلمين حتَّى كان من أمري ما رأيت وما شاهدت، وما شعر بأنّي ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية أحد سواك، وذلك باطّلاعي إيّاك عليه.
ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته، وقلت: نرجس، فقال: اسم الجواري، فقلت: العجب أنَّك رومية ولسانك عربي، قلت: بلغ من ولوع جدّي بي (وحمله إيّاي على تعلّم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمان له في الاختلاف إليَّ، فكانت تقصدني صباحاً ومساءً وتفيدني(3) العربية حتَّى استمرَّ عليها لساني واستقام.
قال بش-ر: فلمَّا انكفأت(4) بها إلى سُ-رَّ من رأى دخلت على مولانا أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فقال لها: «كيف أراكِ الله عزّ الإسلام وذلّ النص-رانية، وشرف أهل بيت محمّد (صلّى الله عليه وآله)؟»، قالت: كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به منّي؟
ص: 54
قال: «فإنّي أُريد أن أُكرمكِ، فأيّما أحبُّ إليكِ عش-رة آلاف درهم أم بش-رى لك فيها شرف الأبد؟»، قالت: بل البش-رى، قال (عليه السلام): «فابش-ري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».
قالت: ممَّن؟ قال (عليه السلام): «ممَّن خطبك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) له من ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومية؟»، قالت: من المسيح ووصيّه، قال: «فممَّن زوَّجك المسيح ووصيّه؟»، قالت: من ابنك أبي محمّد، قال: «فهل تعرفينه؟»، قالت: وهل خلوت ليلة من زيارته إيّاي منذ الليلة التي أسلمت فيها على يد سيّدة النساء أُمّه؟
فقال أبو الحسن (عليه السلام): «يا كافور، أُدْعُ لي أُختي حكيمة»، فلمَّا دخلت عليه قال (عليه السلام) لها: «ها هي»، فاعتنقتها طويلاً وس-رَّت بها كثيراً، فقال لها مولانا: «يا بنت رسول الله، أخرجيها إلى منزلك وعلّميها الفرائض والسنن فإنَّها زوجة أبي محمّد وأُمّ القائم (عليه السلام)»)(1).
قالت حكيمة بنت محمّد بن علي بن موسى بن جعفر (عليهم السلام)(2):
ص: 55
بعث إليَّ أبو محمّد الحسن بن علي (عليه السلام)، فقال: «يا عمّة، اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنَّها ليلة النصف من شعبان، فإنَّ الله تبارك وتعالى سيُظهِر في هذه الليلة الحجَّة وهو حجَّته في أرضه».
قالت: فقلت له: ومن أُمّه؟ قال لي: «نرجس»، قلت له: جعلني الله فداك، والله ما بها أثر، فقال: «هو ما أقول لكِ».
قالت: فجئت، فلمَّا سلَّمت وجلست، جاءت تنزع خفّي وقالت لي: يا سيّدتي، كيف أمسيتي؟ فقلت: بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي.
قالت: فأنكرت قولي، وقالت: ما هذا يا عمَّة(1)؟ قالت: فقلت لها: يا بنيَّة، إنَّ الله تعالى سيهب لكِ في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدنيا والآخرة.
قالت: فخجلت واستحيت من ذلك، فلمَّا أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة (أفطرتُ)(2) وأخذتُ مضجعي فرقدتُ، فلمَّا أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة، ففرغتُ من صلاتي وهي
ص: 56
نائمة ليس بها حادثة، ثمّ جلستُ معقّبة(1)، ثمّ اضطجعتُ ثمّ انتبهتُ فزعة وهي راقدة، ثمّ قامت فصلَّت ونامت.
قالت حكيمة: وخرجت أتفقَّد الفجر الأوَّل فإذا أنا بالفجر الأوَّل كذنب السرحان وهي نائمة.
قالت حكيمة: فدخلتني الشكوك، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام) من المجلس، فقال: «لا تعجلي يا عمَّة، فهاكِ الأمر قد قرب»، قالت: فجلست، وقرأت الم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها، فقلت: اسم الله عليك، ثمّ قلت لها: تحسّين شيئاً؟ قالت: نعم يا عمَّة، فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لكِ.
قالت حكيمة: ثمّ أخذتني فترة وأخذتها فترة(2) فانتبهت بحسّ سيّدي، فكشفت الثوب عنه، فإذا أنا به (عليه السلام) ساجد(3) يتلقّى الأرض بمساجده، فضممته (عليه السلام) إليَّ، فإذا به نظيف متنظّف، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام): «هلمّي إليَّ ابني»، فجئت به إليه، فوضع يده تحت أليتيه وظهره، ووضع قدميه على صدره، ثمّ أدلى لسانه في فيه، وأمرَّ يده على عينيه وسمعه ومفاصله.
ثمّ قال: «تكلَّم يا بني»، فقال: «أشهد أن لا إله إلَّا الله (وحده
ص: 57
لا شريك له)(1)، وأشهد أنَّ محمّداً عبده ورسوله (صلّى الله عليه وآله)»، ثمّ صلّى على أمير المؤمنين وعلى الأئمّة (عليهم السلام)، إلى أن وقف على أبيه ثمّ أحجم(2)، ثمّ قال أبو محمّد (عليه السلام): «يا عمَّة، اذهبي به إلى أُمّه ليسلِّم عليها وائتيني به»، فذهبت به فسلَّم (عليها)(3) وردَّته، فوضعته في المجلس، ثمّ قال: «يا عمَّة، إذا كان يوم السابع فائتينا».
قالت حكيمة: فلمَّا أصبحت جئت لأُسلِّم على أبي محمّد (عليه السلام)، وكشفت الستر لأتفقَّد سيّدي فلم أرَه، فقلت: جُعلت فداك، ما فعل سيّدي؟ فقال: «يا عمَّة، استودعناه الذي استودعته أُمّ موسى (عليه السلام)».
قالت حكيمة: فلمَّا كان اليوم السابع جئت وسلَّمت وجلست، فقال: «هلمّي إليَّ ابني»، فجئت بسيّدي (عليه السلام) وهو في الخرقة، ففعل به ما فعل في الأُولى، ثمّ أدلى لسانه في فيه كأنَّما يغذّيه لبناً وعسلاً(4)، ثمّ قال: «تكلَّم يا بني»، فقال (عليه السلام): «أشهد أن لا إله إلَّا الله»، وثنّى بالصلاة على محمّد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمّة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حتَّى وقف على أبيه (عليه السلام)، ثمّ تلا هذه الآية: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ *
ص: 58
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ)(1).
قال موسى: فسألت عقبة الخادم عن هذا، فقال: صدقت حكيمة.
قال محمّد بن عبد الله الطهوي(2): قصدت حكيمة بنت محمّد(عليه السلام) بعد مض-يّ أبي محمّد (عليه السلام)، أسألها عن الحجَّة، وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هم فيها، فقالت لي: أُجلس، فجلست، ثمّ قالت لي: يا أبا محمّد(3)، إنَّ الله تبارك وتعالى لا يُخلي الأرض من حجَّة ناطقة أو صامتة، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن
ص: 59
والحسين (عليهما السلام) تفضيلاً للحسن والحسين، وتنزيهاً لهما أن يكون في الأرض عديلهما.
إلَّا أنَّ الله تعالى خصَّ ولد الحسين بالفضل على ولد الحسن (عليهما السلام)، كما خصَّ ولد هارون على ولد موسى (عليه السلام)، وإن كان موسى حجَّة على هارون، فالفضل لولده إلى يوم القيامة، ولا بدَّ للأُمَّة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقّون، لئلَّا يكون للخلق على الله حجَّة، وإنَّ الحيرة الآن لا بدَّ واقعة بعد مض-يّ أبي محمّد الحسن (عليه السلام).
فقلت: يا مولاتي، هل كان للحسن (عليه السلام) عقب؟ فتبسَّمت وقالت: إذا لم يكن للحسن (عليه السلام) عقب فمن الحجَّة بعده؟ وقد أخبرتك أنَّه لا إمامة(1) لأخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام).
فقلت: يا سيّدتي، حدّثيني بولادة(2) مولاي وغيبته (عليه السلام)، قالت: نعم، كانت لي جارية يقال لها: نرجس(3)، فزارني ابن أخي،
ص: 60
وأقبل يُحدِّق النظر إليها، فقلت له: (يا سيّدي لعلَّك هويتها، فأرسلها إليك؟ فقال لها: «لا يا عمَّة، ولكنّي أتعجَّب منها»، فقلت:)(1) وما يعجبك منها؟ فقال (عليه السلام): «سيخرج منها ولد كريم على الله (عزّ وجلّ)، الذي يملأ الله به الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً».
فقلت: فأرسلها إليك، يا سيّدي؟ فقال: «استأذني في ذلك أبي»، قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن (عليه السلام)، (فسلَّمت وجلست)(2)، فبدأني، وقال: «يا حكيمة، ابعثي بنرجس إلى ولدي أبي محمّد»، قالت: فقلت: يا سيّدي، على هذا قصدتك أن أستأذنك في ذلك.
فقال لي: «يا مباركة، إنَّ الله تعالى أحبَّ أن يش-رككِ في الأجر ويجعل لك في الخير نصيباً»، قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزيَّنتها وهيَّأتها(3) لأبي محمّد (عليه السلام)، وجمعت بينه وبينها في منزلي، فأقام عندي أيّاماً ثمّ مضى إلى والده (عليهما السلام) ووجَّهت بها معه.
قالت حكيمة: فمض-ى أبو الحسن (عليه السلام) وجلس أبو محمّد (عليه السلام) مكان والده، فكنت أزوره كما كنت أزور والده، فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفّي، وقالت: يا مولاتي ناوليني خفّكِ، فقلت: بل أنت سيّدتي ومولاتي، والله لا دفعت إليكِ خفّي لتخلعيه ولا
ص: 61
خدمتيني، بل أخدمكِ على بص-ري، فسمع أبو محمّد (عليه السلام) ذلك، فقال: «جزاكِ الله خيراً يا عمَّة».
فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس، فصحت بالجارية وقلت: ناوليني ثيابي لأنص-رف، فقال (عليه السلام) لي: «يا عمَّة، بيتي الليلة عندنا، فإنَّه سيولد الليلة المولود الكريم على الله (عزّ وجلّ)، الذي يحيي الله(عزّ وجلّ) به الأرض بعد موتها».
قلت: فممَّن يا سيّدي، ولست أرى بنرجس شيئاً من أثر الحبل؟ فقال: «من نرجس لا من غيرها»، قالت: فوثبت إليها فقلَّبتها ظهراً لبطن فلم أرَ بها أثر حبل، فعدت إليه فأخبرته بما فعلت، فتبسَّم ثمّ قال: «إذا كان وقت الفجر يظهر لكِ بها الحبل، لأنَّ مثلها مثل أُمّ موسى (عليه السلام) لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها، لأنَّ فرعون كان يشقُّ بطون الحبالى في طلب موسى (عليه السلام)، وهذا نظير موسى (عليه السلام)».
قالت حكيمة: فعدت إليها فأخبرتها (بما قال)(1)، وسألتها عن حالها، فقالت: يا مولاتي ما أرى بي شيئاً من هذا، قالت حكيمة: فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي ولا تُقلِّب جنباً إلى جنب، حتَّى إذا كان في آخر الليل (وقت طلوع الفجر)(2) وثبت فزعة، فضممتها إلى صدري وسمَّيت عليها(3).
ص: 62
فصاح أبو محمّد (عليه السلام) وقال: «اقرئي عليها: (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)»، فأقبلت أقرأ عليها، وقلت لها: ما حالكِ؟ قالت: ظهر بي الأمر الذي أخبر به أبو محمّد مولاي، فأقبلت أقرأ عليها كما أقرئني(1)، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ بمثل ما أقرأ وسلَّم عليَّ.
قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت، فصاح بي أبو محمّد (عليه السلام): «لا تعجبي(2) من أمر الله (عزّ وجلّ)، إنَّ الله تعالى يُنطِقنا صغاراً بالحكمة(3)، ويجعلنا حجَّةً في أرضه كباراً».
فلم يستتمّ الكلام حتَّى غُيِّبَتْ عنّي نرجس، فلم أرَها كأنَّه ضُرِبَ بيني وبينها (حجاب)(4)، فعدوت نحو أبي محمّد (عليه السلام) وأنا صارخة، فقال لي: «ارجعي يا عمَّة فإنَّك ستجدينها في مكانها»، قالت: فرجعت فلم ألبث أن كُشِفَ(5) الغطاء الذي كان بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من أثر النور ما غشى بص-ري، فإذا أنا بالصبي ساجد لوجهه(6)، جاث على ركبتيه، رافع سبّابتيه نحو السماء، وهو يقول: «أشهد أن لا إله إلَّا الله، وأنَّ جدّي رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم وآله، وأنَّ أبي أمير المؤمنين»، ثمّ عدَّ إماماً إماماً
ص: 63
إلى أن بلغ نفسه، فقال: «اللّهمّ أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبِّت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلاً وقسطاً».
فصاح أبو محمّد (عليه السلام) فقال: «يا عمَّة، تناوليه وهاتيه»، فتناولته وأتيت به نحوه، فلمَّا مثلت بين يدي أبيه وهو على يدي سلَّم على أبيه فتناوله الحسن (عليه السلام) منّي والطير ترفرف على رأسه، وناوله لسانه فش-رب منه، ثمّ قال: «امضي به إلى أُمّه لترضعه وردّيه إليَّ».
قالت: فناولته أُمّه فأرضعته، ورددته إلى أبي محمّد (عليه السلام) والطير ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها فقال: «احمله واحفظه وردّه إلينا كلّ أربعين يوماً»، فتناوله الطير وطار به إلى جوّ السماء، فأتبعه سائر الطيور، فسمعت أبا محمّد (عليه السلام) يقول: «استودعتك الذي استودعته أُمّ موسى(1)».
فبكت نرجس، فقال: «أُسكتي، فإنَّ الرضاع محرَّم عليه إلَّا من ثديكِ، وسيعاد إليكِ كما رُدَّ موسى إلى أُمّه، (وذلك قول الله(عزّ وجلّ):)(2) (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ)(3).
قالت حكيمة: قلت: فما هذا الطير؟ قال: «هذا روح القدس الموكَّل بالأئمّة (عليهم السلام)، يُوفِّقهم ويُسدِّدهم ويربيهم العلم(4)».
قالت حكيمة: فلمَّا أن كان بعد أربعين يوماً ردَّ الغلام
ص: 64
(ووجَّه)(1) إليَّ ابن أخي فدعاني فدخلت عليه فإذا أنا بصبي متحرِّك يمشي بين يديه.
فقلت: يا سيّدي، هذا ابن سنتين، فتبسَّم (عليه السلام) فقال: «إنَّ أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمّة ينشئون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وإنَّ الصبي منهم إذا أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة، وإنَّ الصبي منّا ليتكلَّم في بطن أُمّه ويقرأ القرآن، ويعبد الله تعالى عند الرضاعة تطيعه(2) الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءاً».
قالت حكيمة: فلم أزل أرى ذلك الصبي في كلّ أربعين يوماً إلى أن رأيته قبل مض-يّ أبي محمّد (عليه السلام) بأيّام قلائل رجلاً(3) فلم أعرفه، فقلت لابن أخي (عليه السلام): من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال: «هذا ابن نرجس، وهذا خليفتي من بعدي، وعن قليل تفقدونه(4) فاسمعي وأطيعي».
قالت حكيمة: فمض-ى أبو محمّد (عليه السلام) بعد ذلك بأيّام قلائل، وافترق الناس كما ترى، ووالله إنّي لأراه(5) صباحاً ومساءاً، وإنَّه ليُبيِّن عمَّا سألوني عنه فأُخبرهم(6)، ووالله لأُريد(7) أن أسأله عن
ص: 65
الش-يء فيبتدئني به، وإنَّه ليرد عليَّ الأمر فيخرج إليَّ منه جوابه من ساعته من غير مسألتي، وقد أخبرني البارحة بمجيئك إليَّ وأمرني أن أُخبرك بالحقّ.
فقال محمّد بن عبد الله: فوَالله لقد أخبرتني حكيمة بأشياء لم يطَّلع عليها أحد إلَّا الله تعالى، فعلمت أنَّ ذلك صدق وعدل من الله تعالى، وأنَّ الله قد أطلعها على ما لم يُطلِع عليه أحداً من خلقه(1).
قال أبو جعفر العمري(2): ل-مَّا وُلِدَ السيّد (عليه السلام) قال أبو محمّد (عليه السلام): «ابعثوا إلى أبي عمرو(3)»، فبُعِثَ إليه فصار إليه، فقال له: «اشتر عش-رة آلاف(4) رطل خبز وعش-رة آلاف رطل لحم وفرِّقه _ وأحسبه قال: على بني هاشم _ وعقّ عنه بكذا وكذا شاة»(5).
وروى أنَّه ل-مَّا وُلِدَ السيّد (عليه السلام) رأيت له نوراً ساطعاً قد ظهر منه وبلغ أُفق السماء، ورأيت طيوراً بيضاء تهبط من السماء وتمسح أجنحتها على رأسه ووجهه وسائر جسده، ثمّ تطير، فأخبرنا أبا
ص: 66
محمّد (عليه السلام) بذلك، فضحك ثمّ قال: «تلك ملائكة السماء نزلت لتتبرَّك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج»(1).
قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) _ ل-مَّا وُلِدَ الرضا (عليه السلام) _: «إنَّ ابني هذا وُلِدَ مختوناً طاهراً مطهَّراً، وليس من الأئمّة أحد يُولَد إلَّا مختوناً طاهراً مطهَّراً، ولكنّا سنمرّ الموسى عليه لإصابة السُّنَّة واتّباع الحنيفية»(2).
* * *
ص: 67
ص: 68
ص: 69
ص: 70
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأصحابه: «آمنوا بليلة القدر فأنَّه ينزل فيها أمر السنة، وإنَّ لذلك ولاة من بعدي علي بن أبي طالب وأحد عش-ر من ولده»(1).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن عبّاس: «إنَّ ليلة القدر في كلّ سنة، وإنَّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، ولذلك الأمر ولاة من بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)»، فقال ابن عبّاس: من هم؟ فقال: «أنا وأحد عش-ر من صلبي أئمّة محدَّثون»(2).
وقال أبو جعفر (عليه السلام): «إنَّ الله أرسل محمّداً إلى الجنِّ والأنس، وجعل من بعده اثني عش-ر وصيَّاً، منهم من سبق ومنهم من بقي، وكلّ وصيّ جرت به سُنَّة، فالأوصياء من بعد محمّد على سُنَّة أوصياء (عيسى)(3)، وكانوا اثني عش-ر، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) (على سُنَّة
ص: 71
وقال جابر(3): دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمّة من ولدها، فعددت اثني عش-ر اسماً آخرهم القائم (عليه السلام)(4).
ص: 72
وقال مس-روق(1): فبينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ يقول فتى شاب: هل عهد إليكم نبيّكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال: إنَّك لحدث السنّ، وإنَّ هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) أنَّه يكون من بعدي اثنا عش-ر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل(2).
وقال الشعبي(3): قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «لا يزال أمر أُمَّتي ظاهراً حتَّى يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش».
وقال أبو هاشم الجعفري: قلت لأبي محمّد (عليه السلام): جلالتك تمنعني عن مسألتك، أفتأذن لي أن أسألك؟ قال: «سَلْ»، فقلت: يا سيّدي، هل لك ولد؟ قال: «نعم»، قلت: فإن حدث حدث فأين
ص: 73
أسأل عنه؟ قال: «في المدينة»(1).
وقال عمرو (بن)(2) الأهوازي: أراني أبو محمّد ابنه، وقال: هذا صاحبكم بعدي(3).
وقال داود بن القاسم الجعفري: سمعت أبا الحسن علي بن محمّد (عليه السلام) يقول: «الخلف من بعدي الحسن، فكيف بكم بالخلف من بعد الخلف؟»، قلت: ولِ-مَ جعلني الله فداك؟ قال: «لأنَّكم لا ترون شخصه، ولا يحلُّ لكم ذكره باسمه»، قلت: فكيف نذكره؟ قال: «قولوا: الحجَّة من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)»(4).
قال محمّد بن إسماعيل وحكيمة بنت محمّد بن علي وهي عمَّة الحسن (عليه السلام) وأبو عمرو العمري وأبو علي بن مطهَّر وأبو عبد الله بن صالح وإبراهيم بن إدريس وجعفر بن علي وأبو نص-ر طريف الخادم، (إنَّهم)(5) رأوا صاحب الزمان (عليه السلام)، وبعضهم ذكر صفته وقدّه (عليه السلام)(6).
وكان أبو محمّد يعرضه على خواصّه وأُمنائه الموثوق بهم من
ص: 74
الشيعة الإمامية لزوال الشبهة، وحصول اليقين لهم، وانتشار الخبر بوجود صاحب الزمان (عليه السلام) فيهم، وقد عرضه في مجلس واحد على أربعين نفساً منهم، حتَّى حصل لهم العلم بوجود عينه، وتحقَّقوه وشاهدوا منه الآيات والبراهين، فظلَّت أعناقهم لها خاضعين.
فلمَّا قُبِضَ أبو محمّد (عليه السلام) وهو ابن خمس وستّين ثار جعفر بن علي الملقَّب بالكذّاب(1)، واختار(2) ظاهر تركة أخيه (عليه السلام)، وسعى في حبس جواري أبي محمّد (عليه السلام) واعتقال حلائله(3)، وشنَّع على
ص: 75
أصحابه بانتظارهم ولده، وقطعهم بوجوده والقول بإمامته، وأغرى بالقوم حتَّى أخافهم وشرَّدهم، وجرى على مخلفي أبي محمّد (عليه السلام) بسبب ذلك أمر عظيم، من حبس وتهديد واستخفاف وذلّ، فلم يظفر السلطان منهم بطائل.
ثمّ جاء إلى الشيعة الإمامية واجتهد عندهم في القيام مقام أبي محمّد، فلم يقبل أحد منهم ذلك ولا اعتقد فيهم ما رام وتعرَّض له فصار إلى سلطان الوقت والتمس مرتبة أخيه، وبذل مالاً جليلاً وتقرَّب بكلّ ما ظنَّ التقرّب به فلم ينتفع بش-يء من ذلك، ولجعفر أخبار كثيرة في هذا المعنى لا يحتملها هذا الموضع(1).
* * *
ص: 76
ص: 77
ص: 78
وأمَّا غيبته فقد تواترت الأخبار بها قبل ولادته، واستفاضت بدولته قبل غيبته، وهو صاحب السيف من أئمّة الهدى، والمنتظر لدولة الإيمان، والقائم بالحقّ، وله قبل قيامه غيبتان، إحداهما أطول من الأُخرى، كما جاءت به الأخبار عن آبائه الصالحين الصادقين(1).
فأمَّا الغيبة القص-رى فمنذ وُلِدَ صلوات الله عليه إلى أن قُطِعَت السفارة بينه وبين شيعته، وعدم السفراء بالوفاة، وأمَّا الطولى فهي بعد الأُولى، وفي آخرها يقوم بالسيف.
وكانت مدَّة الغيبة وهي زمان السفارة أربعاً وسبعين سنة(2)، منها
ص: 79
خمس سنين كان مع أبيه (عليه السلام)، وتسع وستّون سنة بعد أبيه، كان يُعرَف فيها أخباره ويُقتَصُّ آثاره ويُهتدى إليه بوجود سفير بينه وبينهم، وباب قد دلَّ الدليل القاطع على صدقه، وصحَّة بابيَّته وسفارته(1)، وهي معجزة كالتي كانت تظهر على يد كلّ واحد من الأبواب.
وعدد(2) الأبواب وهم السفراء أربعة:
أوَّلهم أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري، وكان أسدياً يتَّجر في السمن، ومن أجل ذلك قيل له: السمّان، وكان رضي الله تعالى عنه باباً وثقةً لأبيه وجدّه علي بن محمّد (عليهما السلام) من قبل، ثمّ تولّى البابية من قِبَل صاحب الأمر (عليه السلام)(3).
وظهرت له المعجزات الكثيرة على يديه من قِبَله (عليه السلام)، وعلى أيدي الباقين من السفراء رضي الله عنهم بعدد السيل والليل، وكذلك يخرج على أيديهم التوقيعات وجوابات مسائل الشيعة، وتصل أيضاً على أيديهم الأخماس والصدقات إلى صاحب الأمر (عليه السلام) ليفرّقها في أهلها ويضعها في موضعها، على هذا مض-ى لسبيله أبو عمرو عثمان بن سعيد رحمة الله تعالى عليه.
ص: 80
ثمّ قام ابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان مقامه، بنصّ أبي محمّد (عليه السلام) ونصّ أبيه عثمان بأمر صاحب الأمر (عليه السلام)(1)، (وسدَّ مسدَّه)(2) في جميع ما نيط به، وفوَّض إليه القيام بذلك، ثمّ مض-ى على منهاج أبيه رضوان الله عليه في آخر جمادى الآخرة سنة خمس وثلثمائة، وقيل: سنة أربع وثلثمائة.
(ثمّ قام مقامه أبو القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت بنصّ أبي جعفر محمّد بن عثمان عليه وأقامه مقام نفسه، بأمر الإمام (عليه السلام)(3)، وعاش (رضي الله عنه) سفيراً كما قد ذكرناه إحدى وعش-رين سنة، ومات (رضي الله عنه) في شعبان سنة 326، ست وعشرين وثلاثمائة)(4).
وقام مقامه أبو الحسن علي بن محمّد السمري بنصّ أبي القاسم الحسين بن روح(5) عليه، ووصيَّته إليه رضي الله تعالى عنه، وقام
ص: 81
بالأمر منها على منهاج من مض-ى وتقدَّم عليه من الأبواب الثلاثة، وعاش على ذلك أربع سنين، فلمَّا استكمل أيّامه وقرب أجله أخرج للناس توقيعاً فيه:
(بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري، عظَّم الله أجر إخوانك فيك فإنَّك ميّت ما بينك وبين ستَّة أيّام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامّة ولا ظهور إلَّا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد(1) وقسوة القلب وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدَّعي المشاهدة، ألَا فمن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر(2)، ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العليّ العظيم).
فانتسخوا هذا التوقيع وخرجوا من عنده، فلمَّا كان يوم السادس عادوا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيّك؟ فقال: لله أمر هو بالغه، وقض-ى(3).
فهذا آخر كلام سُمِعَ منه رضي الله تعالى عنه، وكان وفاته في
ص: 82
سنة تسع وعش-رين وثلثمائة، ووقعت بعد مض-يّ السمري الغيبة الثانية وهي الطولى، ولم يؤقّت لأحد غايتها ولا نهايتها، فمن عيَّن لذلك وقتاً فقد افترى كذباً وزوراً.
* * *
ص: 83
ص: 84
ص: 85
ص: 86
إلَّا أنَّه قد جاءت الآثار بذكر العلامات لزمان قيامه (عليه السلام)، وحوادث تكون أمام خروجه، منها: خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العبّاس في الملك، وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمش-رق(1)، وركود الشمس من عند الزوال إلى وقت العصر وطلوعها من المغرب.
وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، (وهدم سور الكوفة)(2)، وإقبال رايات سود من خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي (بمص-ر)(3)، وتملّكه الشامات، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمش-رق يض-يء كما يض-يء القمر ثمّ ينعطف حتَّى يكاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنتش-ر في آفاقها، ونار تظهر بالمش-رق طولاً وتبقى في الجوّ ثلاثة أيّام.
وخلع العرب أعنَّتها وتملّكها البلاد، وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مص-ر أميرهم، وخراب الشام، واختلاف ثلاث
ص: 87
رايات فيه، ودخول رايات قيس والعرب إلى مص-ر، ورايات كندة إلى خراسان، وورود خيل من قِبَل المغرب حتَّى تربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سود من قِبَل المشرق ونحوها.
وشقّ في الفرات حتَّى يدخل الماء أزقَّة الكوفة، وخروج ستّين كذّاباً كلّهم يدَّعي النبوَّة، وخروج اثني عش-ر من آل أبي طالب كلّهم يدَّعي الإمامة لنفسه، وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العبّاس بين جلولاء وخانقين، وعقد الجس-ر ممَّا يلي الكرخ بمدينة بغداد، وارتفاع ريح سوداء بها في أوَّل النهار، وزلزلة حتَّى ينخسف كثير منها.
وخوف يشمل أهل العراق، وموت ذريع فيه، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتَّى يأتي على الزرع والغلَّات، وقلَّة ريع لما يزرعه الناس، واختلاف صنفين(1) من العجم، وسفك دماء كثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليهم، ومسخ لقوم من أهل البدع حتَّى يصيروا قردة وخنازير، وغلبة العبيد على بلاد السادات، ونداء يسمعه أهل الأرض كلّ أهل لغة بلغتهم.
فقيل له (أعني الرضا (عليه السلام))(2): أيُّ نداء هو؟ قال: ينادون في رجب
ص: 88
ثلاثة أصوات: صوت: ألَا لعنة الله على الظالمين، والصوت الثاني: أزفت(1) الأزفة(2) يا معش-ر المؤمنين، والصوت الثالث: يرون صدراً ووجهاً(3) في عين الشمس يقول: إنَّ الله بعث فلاناً فاسمعوا وأطيعوا.
فعند ذلك يأتي الناس الفرج، وتودّ الأموات أن يكونوا(4) أحياء، ويشفى صدور قوم مؤمنين، وموت أحمر وموت أبيض، فالموت الأحمر السيف والموت الأبيض الطاعون، وخروج رجل معروف(5) اسمه اسم النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، يس-رع الناس إلى طاعته، المش-رك والمؤمن، يملأ الجبال خوفاً.
ويهدم حائط مسجد الكوفة ممَّا يلي دار عبد الله بن مسعود، ومنادي ينادي باسم القائم (عليه السلام)، ليلة ثلاث وعش-رين من رمضان، يُسمَع ما بين المش-رق والمغرب، فلا يبقى راقد إلَّا قام، ولا قائم إلَّا قعد، ولا قاعد إلَّا قام على رجليه من ذلك الصوت، وهو صوت جبريل الروح الأمين (عليه السلام)،
ص: 89
وأموات يُنشَ-رون من القبور حتَّى يرجعون إلى الدنيا فيتعارفون ويتزاورون.
ثمّ يُختَم (ذلك) بأربع وعش-رين مطرة تتَّصل فتحيى بها الأرض بعد موتها، وتعمُّ(1) بركاتها وتزول بعد ذلك كلّ عاهة عن معتقدي الحقّ من شيعته _ المهدي _ (عليه السلام)، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكَّة، فيتوجَّهون بعد ذلك لنص-ره، كما جاءت به الآثار عنه (عليه السلام)، ومن جملة هذه الأحداث محتومة ومنها مشترطة، والله أعلم بما يكون.
وقال الصادق (عليه السلام): «لا يخرج القائم إلَّا في وتر من السنين، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع»(2).
وقال (عليه السلام): «يُنادى باسم القائم (عليه السلام) في ليلة ثلاث وعش-رين، ويقوم في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتِلَ فيه الحسين بن علي (عليهما السلام)، لكأنّي به في يوم السبت العاشر من المحرَّم، قائماً بين الركن والمقام، جبريل عن يمينه ينادي: البيعة لله، فيسير(3) إليه شيعته من أطراف الأرض.
فإذا قام أتى المؤمن في قبره، فقال له: يا هذا إنَّ صاحبك قد أتى فإن تشأ تلحقه فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربّك فأقم»(4).
ص: 90
ويبايعه بين الركن والمقام ثلثمائة وثلاثة وعش-ر(1) رجلاً عدَّة أهل بدر، من النجباء والأبدال والأخيار، كلّهم شباب لا كهل فيهم، ثمّ يصيرون إليه من أطراف الأرض تطوى لهم طيَّاً حتَّى يبايعوه، فيملأ الله الأرض به عدلاً وحلماً(2) كما ملئت جوراً وظلماً.
وقال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): «يدخل المهدي الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو(3) له، فيدخل حتَّى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية يسأله الناس أن يُصلّي بهم الجمعة، فيأمر أن يُخَطّ له مسجد على الغري ويُصلّي بهم هناك، ثمّ يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين (عليه السلام) نهراً يجري إلى الغري(4) حتَّى ينزل الماء في النجف ويعمل على فوهته القناطر والأرحاء(5)، فكأنّي بالعجوز على رأسها (مكتل فيه)(6) برّ تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء».
وقال (عليه السلام): «كأنّي بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكَّة في خمسة آلاف من الملائكة، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، والمؤمنون بين يديه، وهو يُفرِّق الجنود في البلاد»(7).
ص: 91
وقال الصادق (عليه السلام): «يملك القائم سبع سنين تطول له الأيّام والليالي حتَّى تكون السنة من سنيّه مقدار عش-ر سنين من سنيّكم، فيكون سنيّ ملكه سبعين سنة من سنيّكم هذه(1)، وإذا آن(2) قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعش-رة أيّام من رجب مطراً لم يرَ الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، (وكأنّي أنظر إليهم مقبلين من قِبَل جهينة ينفضون شعورهم من التراب)(3).
وقال (عليه السلام): «إنَّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها، واستغنى العباد عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة، ويعمّر الرجل في ملكه حتَّى يولد له ألف ذكر لا يولد فيهم أُنثى، وتظهر الأرض كنوزها حتَّى يراها الناس على وجهها، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك، استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله»(4).
وقال أبو جعفر (عليه السلام) في حديث طويل: («إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيهدم أربعة مساجد، ولم يبقَ على وجه الأرض مسجد له شُرَف(5) إلَّا هدمها وجعلها جماء(6)، ووسَّع الطريق الأعظم وكس-ر
ص: 92
كلّ جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنيف والميازيب إلى الطرقات، ولا يترك بدعة إلَّا أزالها ولا سُنَّة إلَّا أقامها)(1)، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين _ كما تقدَّم _، ثمّ يفعل الله ما يشاء».
قيل له: جُعلت فداك، فكيف تطول السنون؟ قال: «يأمر الله الفلك باللبوث وقلَّة الحركة، فتطول بذلك الأيّام والسنون».
قال: قلت: إنَّهم يقولون: إنَّ الفلك إن تغيَّر فسد، قال: «ذلك قول الزنادقة، فأمَّا المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، وقد شقَّ الله القمر لنبيّه (صلّى الله عليه وآله)، وردَّ الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة فقال: (كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)(2)»(3).
وقال الصادق (عليه السلام): «إذا قام القائم (عليه السلام) دعا الناس إلى الإسلام جديداً، (وهداهم إلى أمر قد دُثِرَ، وضلَّ عنه الجمهور)(4)، وإنَّما سُمّي المهدي مهدياً لأنَّه يهتدي به أُناس (مضلّون عنه)(5)، وسُمّي القائم لقيامه بالحقّ».
وقال (عليه السلام): «إذا قام القائم من آل محمّد (عليه السلام) أقام خمسمائة من
ص: 93
قريش فض-رب أعناقهم، (ثمّ أقام خمسمائة فض-رب أعناقهم، ثمّ أقام خمسمائة أُخرى حتَّى)(1) يفعل ذلك ستّ مرَّات»، قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال: «نعم، منهم ومن مواليهم».
(وقال (عليه السلام): «إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتَّى يردّه إلى أساسه، وحوَّل المقام إلى الموضع الذي كان فيه، وقطع أيدي بني شيبة وعلَّقها على الكعبة»(2).
وقال الباقر (عليه السلام) في حديث طويل: «إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عش-ر ألف (نفس)(3) يُدعون البترية، عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت(4)، فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتَّى يأتي على آخرهم، ثمّ يدخل الكوفة فيقتل بها كلّ منافق مرتاب)(5)»(6).
وقال علي بن عقبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)(7)، قال(8): «إذا قام القائم (عليه السلام) حكم بالعدل، وارتفع في أيّامه الجور، وآمنت به السبل،
ص: 94
وأخرجت الأرض بركتها، وردّ كل حقّ إلى أهله، ولم يبقَ أهل دين حتَّى يُظهِروا الإسلام، ويعترفوا بالإيمان، أمَا سمعت الله (عزّ وجلّ) يقول: (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرضِ طَوْعاً وَكَرْهاً (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)(1)(2)، وحكم في الناس بحكم داود وحكم محمّد (عليهما السلام)، (فحينئذٍ تُظهِر الأرض كنوزها، وتُبدي بركاتها، فلا يجد الرجل منكم يومئذٍ موضعاً لصدقته، ولا لبرّه؛ لشمول الغنى جميع المؤمنين)(3)، (ثمّ قال: «إنَّ دولتنا آخر الدول، ولم يبقَ أهل بيت لهم دولة إلَّا ملكوا قبلنا، لئلَّا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: لو ملكنا لس-رنا بهذه السيرة، وهو قول الله تعالى: (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)(4)(5)»(6).
وقال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): «إذا قام القائم من آل محمّد (عليهم السلام) ض-رب فساطيط لمن يُعلِّم الناس القرآن على ما أنزل الله (عزّ وجلّ)، فأصعب ما يكون على من حفظ اليوم، لأنَّه يخالف فيه التأليف»(7).
(وقال الصادق (عليه السلام): «يخرج القائم (عليه السلام) من ظهر الكوفة سبعة وعش-رين رجلاً، خمسة عش-ر من قوم موسى (عليه السلام)، الذين
ص: 95
كانوا يهدون بالحقّ وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسليمان، وأبا دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالكاً الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً»(1).
وقال (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمّد عليه وعليهم السلام حكم بين الناس بحكم داود، لا يحتاج إلى بيّنة يلهمه الله تعالى، فيحكم بعلمه ويخبر كلّ قوم بما استبطنوه، ويعرف وليّه من عدوّه بالتوسّم، قال الله تعالى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لآَياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ)(2)(3)»(4).
وقد روي عن الباقر (عليه السلام) أنَّه يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم(5)، وقد روي أنَّه لن يمض-ي مهدي الأُمَّة إلَّا قبل القيامة بأربعين يوماً فيكون فيه الهرج، وعلامات خروج الأموات، وقيام الساعة للحساب والجزاء، والعلم عند الله(6).
(قال أبو جعفر (عليه السلام): «سأل عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين، فقال: أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ قال له: أمَّا اسمه فإنَّ حبيبي قد
ص: 96
عهد إليَّ أن لا أُحدِّث به حتَّى يبعثه الله (عزّ وجلّ)، قال: فأخبرني عن صفته، قال: هو شاب مربوع، حسن الوجه، حسن الشعر، يسيل شعره على منكبه، ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه، بأبي ابن(1) خيرة الإماء)(2)»(3).
وروي أنَّ الصادق (عليه السلام) كثيراً ما يقول:
لكلّ أُناس دولة يرقبونها *** ودولتنا في آخر الدهر تظهرُ(4)
وأمَّا أولاده (عليه السلام) فقد وردت الروايات عنهم (عليهم السلام) بأنَّه يولد له الأولاد، فغير ممتنع أن يكون له في هذا الوقت أهل وولد، وجائز أن يكون ذلك بعد خروجه، وفي أيّام دولته، ولا قطع على أحد الأمرين، والله أعلم(5).
قال السيّد الحميري:
إنّي أدين بما دان الوص-يّ به *** يوم الخريبة من قتل المخلينا(6)وما به دان يوم النهر دنتُ به
وشاركت كفّه كفّي بصفّينا
وما به دان يوم النهر دنت به *** وشاركت كفّه كفّي بصفّينا
فقال له العبدي: أخطأت، لو شاركت كفّك كفّه كنت مثله، ولكن قل: تابعت كفّه كفّي، لتكون تابعاً لا شريكاً. فكان السيّد بعد ذلك يقول: أنا أشعر الناس إلَّا العبدي.(1) الهام: الرؤوس، العرانين: جمع عِرنين - بكسر العين - وهو الأنف.(2) روضة الواعظين: 267.
ص: 98
ص: 99
عن عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله تعالى عنه، قال: حدَّثنا محمّد بن همّام، قال: حدَّثنا أحمد بن بندار(1)، قال: حدَّثنا أحمد بن هلال(2)، عن محمّد بن أبي عمير، عن المفضَّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «ل-مَّا أُسري بي إلى السماء أوحى إليَّ ربّي (جلّ جلاله)، فقال: يا محمّد، إنّي أطلعت على الأرض إطلاعاً فاخترتك منها فجعلتك نبيَّاً، وشققت لك من اسمي اسماً، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ أطلعت الثانية فاخترت منها علياً، وجعلته وصيّك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذرّيتك، وشققت له اسماً من أسمائي، فأنا العلي الأعلى وهو علي، وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقرَّبين. يا محمّد، لو أنَّ أحداً عبدني حتَّى ينقطع ويصير كالشنّ(3) البالي ثمّ أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنَّتي ولا أظللته تحت عرشي. يا محمّد، أتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم، يا ربّي. فقال (عزّ وجلّ): ارفع رأسك،
ص: 100
فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمّد بن علي وعلي بن محمّد والحسن بن علي والحجَّة بن الحسن القائم في وسطهم كأنَّه كوكب درّي.
قلت: يا ربّ، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمّة، وهذا القائم الذي يحلُّ حلالي ويُحرِّم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي (وهو راحة)(1) لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللَّات والعزّى طريين فيحرقهما، فلفتنة الناس بهما يومئذٍ أشدُّ من فتنة العجل والسامري»(2).
انتهاء الباب الأوَّل في ولادته (صلّى الله عليه وآله)، وبعثته، وعمره، ووفاته، والدلائل على المهدي المنتظر(3).
* * *
ص: 101
القرآن الكريم.
1 _ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي الشيخ المفيد (ت 413ه-)/ تحقيق: مؤسّسة آل البيت لتحقيق التراث/ دار المفيد للطباعة والنش-ر/ الطبعة الثانية/ (1414ه-/ 1993م).
2 _ الأُصول من الكافي: ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني الرازي (ت 329ه-)، صحَّحه وعلَّق عليه: علي أكبر الغفاري/ نش-ر: دار الكتب الإسلاميّة/ الطبعة الثالثة/ (1388ه-).
3 _ أعيان الشيعة: السيّد محسن الأمين العاملي/ حقَّقه وأخرجه: حسن الأمين/ دار التعارف للمطبوعات/ بيروت/ لبنان.
4 _ إعلام الورى بأعلام الهدى: الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي/ تحقيق: مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث/ قم المشرَّفة/ الطبعة الأُولى/ (1417ه-).
5 _ الأمالي: الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بابويه
ص: 102
القمّي (ت 381ه-)/ تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة/ مؤسّسة البعثة/ قم/ الطبعة الأُولى/ (1417ه-).
6 _ بحر الأنساب المسمّى بالمشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف: السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي/ تحقيق: أنس يعقوب الكتبي/ بخط الناسخ: محمّد أبي النص-ر هاشم الجعفري النابلسي/ منشورات: الخزانة الكتبية الحسنية الخاصّة.
7 _ بحر الأنساب المسمّى بالمشجَّر الكشّاف لأُصول السادة الأشراف: السيّد محمّد بن أحمد بن عميد الدين الحسيني النجفي/ تحقيق: حسين محمّد الرفاعي وبخطّه، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة/ (1429ه-/ 2008م).
8 _ تاج المواليد في مواليد الأئمّة ووفياتهم: الشيخ الطبرسي (رحمه الله) (ت 548ه-).
9 _ دلائل الإمامة: محمّد بن جرير بن رستم الطبري (الشيعي)/ تحقيق: قسم الدراسات الإسلاميّة/ مؤسّسة البعثة/ قم المش-رَّفة/ الطبعة الأُولى/ (1413ه-).
10 _ الذريعة إلى تصانيف الشيعة: محمّد محسن الشهير بآقا بزرك الطهراني/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الأُولى/ (1430ه-/ 2009م).
11 _ روضة الواعظين وبصيرة المتَّعظين: الشيخ محمّد بن الفتال النيسابوري الشهيد في سنة (508ه-)/ مقدّمة: السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الخرسان/ منشورات الرضي/ قم/ إيران.
ص: 103
12 _ سنن أبي داود: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 357ه-)، تحقيق وتعليق: سعيد محمّد اللحّام، دار الفكر للطباعة والنش-ر والتوزيع/ الطبعة الأُولى/ (1410ه-/ 1990م).
13 _ طبقات أعلام الشيعة: العلَّامة الشيخ آغا بزرك الطهراني/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الأُولى/ (1430ه-/ 2009م).
14 _ طبقات النسّابين: بكر بن عبد الله أبو زيد، مؤسّسة الرسالة للطباعة والنش-ر/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثانية/ (1418ه-/ 1998م).
15 _ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبة (ت 828ه-)/ تحقيق: محمّد صادق آل بحر العلوم/ مؤسّسة أنصاريان للطباعة والنش-ر/ ط 2/ قم/ (1425ه-/ 2004م).
16 _ عيون أخبار الرضا: الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بابويه القمّي (ت 381ه-)/ صحَّحه وقدَّم له وعلَّق عليه الشيخ حسين الأعلمي، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الأُولى/ (1404ه-/ 1984م).
17 _ الغيبة: شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460ه-)/ تحقيق: الشيخ عباد الله الطهراني والشيخ علي أحمد ناصح/ مؤسّسة المعارف الإسلاميّة/ قم المقدَّسة/ الطبعة الأُولى/ (1411ه-).
ص: 104
18 _ كشف الغمَّة في معرفة الأئمّة: أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي (ت 693ه-)/ نش-ر: دار الأضواء/ بيروت/ لبنان.
19 _ كمال الدين وتمام النعمة: الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381ه-)، صحَّحه وعلَّق عليه: علي أكبر الغفاري، مؤسّسة النش-ر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرَّفة/ إيران (1405ه-).
20 _ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320ه-)/ تحقيق: مؤسّسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث/ الطبعة الثانية/ (1308ه-/ 1988م)/ بيروت/ لبنان.
21 _ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: الشيخ كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي (ت 652ه-)/ تحقيق: ماجد بن أحمد العطية.
22 _ معجم أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام): تأليف ونش-ر: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، تحت إشراف الشيخ علي الكوراني/ الطبعة الأُولى/ 1411ه-.
23 _ معجم البلدان: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ (1399ه-/ 1979م).
24 _ المفيد من معجم رجال الحديث: الشيخ محمّد الجواهري/ منشورات مكتبة المحلَّاتي/ قم/ الطبعة الثانية/ (1424ه-).
ص: 105
25 _ مناقب آل أبي طالب: أبو عبد الله محمّد بن علي بن شهرآشوب (ت 588ه-)/ تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف/ إصدارات المكتبة والمطبعة الحيدرية.
26 _ منية السائل: مجموعة فتاوى هامّة لآية الله العظمى السيّد أبي القاسم الخوئي/ جمعه ورتَّبه: موسى مفيد الدين عاصي/ (1412ه-/ 1991م).
* * *
ص: 106
ص: 107
ص: 108
ص: 109
(1) (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ 75 وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ 76) (الحجر: 75 و76).....96
(2) (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر: 1)....63
(3) (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ) (القصص: 13)....64
(4) (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) (الحجّ: 78)..... 45
(5) (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) (يوسف: 38). 45
(6) (وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص: 83). 95
(7) (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ 5 وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ 6) (القصص: 5 و6). 58
* * *
ص: 110
(1) (أخبرني عن المهدي ما اسمه؟)، الراوي: جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام). 96
(2) (وهو الذي لا يسمّيه باسمه ظاهراً قبل قيامه إلَّا كافر به)، الراوي: حذيفة بن اليمان، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 42
(3) (من ترك فرق شعره فرق بمنشار من نار). 42
(4) (ملعون من سمّاني في محفل من الناس)، بعض التوقيعات. 42
(5) (من سمّاني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله)، بعض التوقيعات. 42
(6) (إيّاك أن تبحث عن هذا، فإنَّ عند القوم أنَّ هذا النسل قد انقطع)، عثمان بن سعيد العمري. 42
(7) (محرَّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي، وليس لي أن أُحلِّل وأُحرِّم، ولكن عنه (عليه السلام)، فإنَّ الأمر عند السلطان أنَّ أبا محمّد (عليه السلام) مض-ى ولم يخلف ولداً، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتَّقوا الله وأمسكوا عن ذلك)، عثمان بن سعيد العمري. 42
(8) (المهدي منّي، أجلا الجبهة، أقنى الأنف...)، الراوي: أبو سعيد الخدري، عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله). 43
ص: 111
(9) (لو لم يبقَ من الدهر إلَّا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً)، أمير المؤمنين، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 44
(10) (المهدي من عترتي من ولد فاطمة (عليها السلام))، الراوي: أُمّ سَلَمة، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 44
(11) (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)، الراوي: أبو هريرة، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 44
(12) (لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم، حتَّى يبعث الله رجلاً منّي أو من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي...)، الراوي: ابن مسعود، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 44
(13) (يا بش-ر إنَّك من ولد الأنصار، وهذه الولاية لم تزل فيكم...)، الراوي: بش-ر بن سليمان، عن الإمام الهادي (عليه السلام). 48
(14) (يا عمّة اجعلي إفطارك الليلة عندنا فإنَّها ليلة النصف من شعبان، فإنَّ الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجَّة...)، الراوي: حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام). 56
(15) (قصدت حكيمة بنت محمّد (عليه السلام) بعد مض-يّ أبي محمّد (عليه السلام)، أسألها عن الحجَّة، وما قد اختلف فيه الناس...)، الراوي: محمّد بن عبد الله الطهوي. 59
ص: 112
(16) (ل-مَّا وُلِدَ السيّد (عليه السلام) قال أبو محمّد (عليه السلام): ابعثوا إلى أبي عمرو، فبُعثَ إليه فصار إليه، فقال له: اشتر عش-رة آلاف رطل خبز...)، الراوي: أبو جعفر العمري، عن الإمام العسكري (عليه السلام). 66
(17) (تلك ملائكة السماء نزلت لتتبرَّك بهذا المولود، وهي أنصاره إذا خرج)، الراوي: أبو جعفر العمري، عن الإمام العسكري (عليه السلام). 67
(18) (إنَّ ابني هذا ولد مختوناً طاهراً مطهَّراً...)، الإمام الكاظم (عليه السلام). 67 (19) (آمنوا بليلة القدر فإنَّه ينزل فيها أمر السنة...)، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 71
(20) (إنَّ الله أرسل محمّداً إلى الجنّ والإنس...)، عن أبي جعفر (عليه السلام). 71
(21) (دخلت على فاطمة (عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء)، الراوي: جابر الأنصاري. 71
(22) (دخلت على فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقدّامها لوح يكاد ضوئه يغش-ي الأبصار)، الراوي: جابر الأنصاري. 72
(23) (لا يزال أمر أُمَّتي ظاهراً حتَّى يمض-ي اثنا عش-ر خليفة كلّهم من قريش)، الراوي: الشعبي، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 73
ص: 113
(24) (جلالتك تمنعني عن مسألتك، أفتأذن لي أن أسألك؟ قال: سل، فقلت...)، الراوي: أبو هاشم الجعفري، عن الإمام العسكري (عليه السلام). 73
(25) (أراني أبو محمّد ابنه، وقال: هذا صاحبكم بعدي)، الراوي: عمرو بن الأهوازي، عن الإمام العسكري(عليه السلام). 74
(26) (الخلف من بعدي الحسن، فكيف بكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت...)، الراوي: داود بن القاسم الجعفري، عن الإمام الهادي (عليه السلام). 74
(27) (إذا وُلِدَ ابني جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، فسمّوه الصادق...)، الإمام زين العابدين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 74
(28) (وإنَّ للقائم منّا غيبتين إحداهما أطول من الأُخرى)، الراوي: الشيخ الصدوق، عن علي (عليه السلام). 79
(29) (كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: لقائم آل محمّد غيبتان: إحداهما أطول من الأُخرى...)، الراوي: أبو بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام). 79
(30) (هذا أبو عمرو الثقة الأمين، ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات)، الراوي: الإمام العسكري (عليه السلام). 80
ص: 114
(31) (ل-مَّا مض-ى أبو عمرو رضي الله تعالى عنه، أتتنا الكتب بالخطّ الذي كنّا نكاتب به)، الراوي: عبد الله بن جعفر الحميري. 81
(32) (إن حدث عليَّ حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي)، الراوي: محمّد بن عثمان العمري. 81
(33) (أوصى الشيخ أبو القاسم (رضي الله عنه) إلى أبي الحسن علي بن محمّد السمري)، الراوي: الصفواني. 81
(34) (بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري، عظَّم الله أجر إخوانك فيك)، الراوي: علي بن محمّد السمري. 82
(35) (لا بدَّ من فتنة صمّاء صيلم)، الراوي: الحسن بن محبوب، عن الرضا (عليه السلام). 89
(36) (لا يخرج القائم إلَّا في وتر من السنين)، الإمام الصادق (عليه السلام). 90
(37) (ينادى باسم القائم (عليه السلام) في ليلة ثلاث وعش-رين...)، الإمام الصادق (عليه السلام). 90
(38) (يدخل المهدي الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت...)، الإمام الباقر (عليه السلام). 91
ص: 115
(39) (كأنّي بالقائم على نجف الكوفة...)، الإمام الباقر(عليه السلام). 91
(40) (يملك القائم سبع سنين تطول له الأيّام والليالي...)، الإمام الصادق (عليه السلام). 92
(41) (إنَّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربّها...)، الإمام الصادق (عليه السلام). 92
(42) (إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيهدم أربعة مساجد...)، الإمام الباقر (عليه السلام). 92
(43) (إذا قام القائم (عليه السلام) دعا الناس إلى الإسلام جديداً...)، الإمام الصادق (عليه السلام). 93
(44) (إذا قام القائم من آل محمّد (عليه السلام) أقام خمسمائة من قريش فض-رب أعناقهم...)، الإمام الصادق (عليه السلام). 93 و94
(45) (إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتَّى يردّه إلى أساسه...)، الإمام الصادق (عليه السلام). 94
(46) (إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عش-ر ألف...)، الإمام الباقر (عليه السلام). 94
(47) (إذا قام القائم (عليه السلام) حكم بالعدل، وارتفع في أيّامه الجور...)، الراوي: علي بن عقبة، عن الصادق (عليه السلام). 94
(48) (إذا قام القائم من آل محمّد (عليهم السلام) ضرب فساطيط لمن يُعلِّم الناس القرآن...)، الإمام الباقر (عليه السلام). 95
ص: 116
(49) (يخرج القائم (عليه السلام) من ظهر الكوفة سبعة وعش-رين رجلاً...)، الإمام الصادق (عليه السلام). 95
(50) (إذا قام قائم آل محمّد عليه وعليهم السلام حكم بين الناس بحكم داود...)، الإمام الصادق (عليه السلام). 95 و96
(51) (سأل عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين، فقال: أخبرني عن المهدي ...)، الإمام الباقر (عليه السلام). 96
(52) (إنَّ القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين...)، الإمام الباقر (عليه السلام). 96
(53) (ل-مَّا أُسري بي إلى السماء أوحى إليَّ ربّي (جلّ جلاله)...)، أمير المؤمنين، عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله). 101
* * *
ص: 117
ثالثاً: فهرست الأعلام
(1) إبراهيم بن إدريس 74
(2) إبراهيم بن هاشم 72
(3) ابن أبي الفتح الأربلي 41
(4) ابن أبي عمير 97
(5) أبو الجارود 72 و96
(6) أبو القاسم جعفر بن محمّد 71
(7) أبو أيّوب الأنصاري 46
(8) أبو تغلب علي عميد الدين 18
(9) أبو داود السجستاني 43 و44
(10) أبو دجانة الأنصاري 96
(11) أبو سعيد الخدري 43
(12) أبو عبد الله المطهَّري 56
(13) أبو عبد الله بن صالح 74
(14) أبو علي الخيزراني 67 و75
(15) أبو علي بن همّام 59
(16) أبو نصر طريف الخادم 74
(17) أبو هاشم الجعفري 73 و74
ص: 118
(18) أبو هريرة 44
(19) أحمد بن بندار 101
(20) أحمد بن طاهر القمّي 46
(21) أحمد بن عبد الكريم بن محمّد 21
(22) أحمد بن علي بن حسين بن عنبة 18 و23
(23) أحمد بن عيسى الوشّاء البغدادي 46
(24) أحمد بن محمّد بن عيسى 71 و72
(25) أحمد بن محمّد بن يحيى 66
(26) أحمد بن هارون 71
(27) أحمد بن هلال 101
(28) أحمد تيمور باشا 27
(29) إسحاق البصري 66
(30) إسماعيل الحسني 56
(31) إسماعيل بن أبان 41 و91
(32) أُمّ سَلَمة 44
(33) الإمام الباقر (عليه السلام) 72 و91 و94 و95 و96
(34) الإمام الحسن (عليه السلام) 52 و45 و59 و60 و101 و102
ص: 119
(35) الإمام الحسين (عليه السلام) 25 و45 و46 و60 و85 و90 و91 و101 و102
(36) الإمام الصادق (عليه السلام) 90 و91 و93 و95 و97 و102
(37) الإمام الرضا (عليه السلام) 59 و67 و88 و89
(38) أمير المؤمنين (عليه السلام) 25 و42 و43 و58 و71 و101
(39) أنس يعقوب الكتبي 20
(40) البخاري 44 و45
(41) بشر بن سليمان 46 و47 و49 و60
(42) الترمذي 43 و44
(43) الثعلبي 44
(44) جابر الجعفي 42 و72 و97
(45) جابر بن عبد الله الأنصاري 72
(46) جعفر الكذّاب 67 و75
(47) جعفر بن بشير 90
(48) جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري 72
(49) جلال الدين حسن بن عميد الدين 18
ص: 120
(50) حذيفة بن اليمان 41
(51) الحسن بن أحمد المكتَّب 82
(52) الحسن بن العبّاس بن الحريش 71
(53) الحسن بن حمّاد 42
(54) الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) 43 و56 و60 و64 و74 و75 و80 و102
(55) الحسن بن محبوب 72 و88
(56) الحسن بن مسعود البغوي 44
(57) الحسني 87
(58) الحسين بن أحمد بن إدريس 59 و72
(59) الحسين بن رزق الله 55
(60) الحسين بن روح 81
(61) حسين محمّد الرفاعي 20 و28
(62) حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام) 46 و55 و56 و57 و58 و59 و60 و61 و62 و63 و64 و65 و66 و74
(63) حمدان بن سليمان 67
(64) خالد بن أبي عمارة 90
ص: 121
(65) داود بن القاسم الجعفري 74
(66) السامري 102
(67) سعد بن عبد الله 97
(68) السفياني 82 و87
(69) سليمان بن سفيان 98
(70) سليمان بن عبد الله 73
(71) سهل بن زياد 71
(72) سهل بن سعد الساعدي 45
(73) السيّد أبو القاسم الخوئي 42
(74) السيّد الحميري 97
(75) السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي 21 و22
(76) السيّد محسن الأمين 42
(77) شرف الدين حسين 19
(78) الشيخ آغا بزرك الطهراني 21
(79) الشيخ الصدوق 42 و55 و66 و73 و102
(80) الشيخ الطوسي 42 و56 و76 و81 و90 و96 و97
(81) الشيخ المجلسي 82
ص: 122
(82) الشيخ المفيد 42
(83) عارف أحمد عبد الغني 29
(84) عبّاد الأسدي 42
(85) عبّاد بن ربيعة 42
(86) عبد الله بن القاسم 72
(87) عبد الله بن جبلة 72
(88) عبد الله بن جعفر الحميري 81
(89) عبد الله بن حسين السادة 29
(90) عبد الله بن عبّاس 71
(91) عبد الله بن مسعود 44 و73 و89
(92) عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس 67
(93) عثمان بن سعيد العمري 42 و80
(94) علي بن إبراهيم 72 و97
(95) علي بن الحسين (عليه السلام) 104
(96) علي بن الحسين بن شاذويه 72
(97) علي بن عقبة 94
(98) علي بن محمّد العسكري (عليه السلام) 47 و74 و80 و104
(99) علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري 67
ص: 123
(100) علي بن محمّد السمري 81 و82
(101) عمر بن الخطّاب 42 و96
(102) عمر بن يزيد النخّاس 48 و49
(103) عمرو بن الأهوازي 74
(104) عمرو بن شمر 42 و97
(105) فاطمة الزهراء (عليها السلام) 25 و42 و44 و72 و103 و104
(106) كافور الخادم 47 و55
(107) مالك بن السلولي 72
(108) مالك الأشتر 96
(109) محمّد أبي النص-ر هاشم الجعفري النابلسي 26
(110) محمّد بن إبراهيم بن إسحاق 103
(111) محمّد بن إبراهيم الكوفي 59
(112) محمّد بن أبي عبد الله 71
(113) محمّد بن أحمد بن عميد الدين 27
(114) محمّد بن إسماعيل 59 و74
(115) محمّد بن الحسن الصفّار 56
ص: 124
(116) محمّد بن الحسن بن الوليد 55 و56
(117) محمّد بن الحسين بن زيد 67
(118) محمّد بن عيسى بن عبيد 72 و97
(119) محمّد بن الفضيل 72
(120) محمّد بن القاسم العلوي 59
(121) محمّد بن بحر الشيباني 46
(122) محمّد بن زياد الأزدي 67
(123) محمّد بن زيد 42
(124) محمّد بن عبد الله الطهوي 59
(125) محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري 72
(126) محمّد بن عثمان العمري 81
(127) محمّد بن علي بن حاتم النوفلي 46
(128) محمّد بن علي ماجيلويه 66 و67 و75
(129) محمّد بن هارون 59
(130) محمّد بن همّام 81 و103
(131) محمّد بن يحيى الذهبي 47
(132) محمّد بن يحيى العطّار 55 و66 و67 و75
(133) محمّد بن يعقوب الكليني 71
ص: 125
(134) محمّد صادق آل بحر العلوم 23
(135) محمّد مرتضى الزبيدي 24 و26 و27
(136) مريم بنت عمران 53
(137) مسلم النيسابوري 42 و45
(138) المقداد 96
(139) المفضَّل بن عمر 90 و92 و103
(140) المفضَّل بن محمّد الشيباني 47
(141) موسى بن محمّد بن القاسم 55
(142) المير علي بن عبد الرحيم بن محمّد بن مرتضى 19
(143) نرجس (مليكة) بنت يشوعا 46 و50 و54 و56 و59 و60 و61 و62 و63 و64 و65
(144) هارون بن موسى 81
(145) يوشع بن نون 93 و96
* * *
ص: 126
(1) آل عميد الدين 17
(2) السريانيين 18
(3) التركمان 19
(4) بنو أُميّة 25
(5) بنو العبّاس 48 و87 و88
(6) الإمامية 28 و73 و75 و76
(7) الشيعة 22 و43 و48 و72 و75 و76 و80 و81 و82 و89
(8) الروم 46 و50 و51 و52 و54 و60 و87
(9) الأنصار 48
(10) الحواريين 46 و50 و51
(11) القسّيسين 50
(12) الرهبان 50
(13) المسيحية 51
(14) الملكانية 51
(15) النصارى 51 و53
ص: 127
(16) المسلمون 22 و28 و52 و54 و93
(17) بنو هاشم 66
(18) بنو إسرائيل 73
(19) قريش 73 و94
(20) الترك 87
(21) العرب 25 و45 و87 و88
(22) العجم 87 و88
(23) قيس 88
(24) كندة 88
(25) آل أبي طالب 88
(26) الزنادقة 93
(27) بنو شيبة 95
(28) البترية 95
(29) بنو فاطمة 95
* * *
ص: 128
(1) بغداد 48 و50 و88
(2) جبال الديلم 93
(3) الجزيرة 87
(4) جلولاء 88
(5) الحلَّة 18 و20
(6) الحيرة 58 و59 و88
(7) خانقين 88
(8) خراسان 88
(9) الرملة 87
(10) سبزوار 19
(11) سُرَّ من رأى 46 و47 و54
(12) سورا 18 و20
(13) الشام 87
(14) الصين 93
(15) طرابلس 20
(16) طوس 19
(17) العراق 18 و48 و88
ص: 129
(18) الغري 91
(19) القاهرة 19 و27 و28 و29
(20) قزوين 89
(21) قسطنطينية 93
(22) كربلاء 46
(23) الكرخ 88
(24) الكوفة 87 و88 و89 و91 و92 و94 و95
(25) مدينة السلام 46 و82
(26) المدينة المنوَّرة 20 و21 و26 و29
(27) مصر 24 و27 و28 و87 و88
(28) المغرب 28
(29) مقابر قريش 46
(30) مكَّة 90 و91 و98
(31) النجف 18 و19 و91
(32) واسط 20
* * *
ص: 130
(1) تحيّة الله ورضوانه 41
على الإمام الحجَّة القائم
(2) لكلّ أُناس دولة يرقبونها 97
ودولتنا في آخر الدهر تظهرُ
(3) إنّي أدين بما دان الوص-يّ به 97
يوم الخريبة من قتل المخلينا
* * *
ص: 131
مقدّمة المركز 3
الإهداء 11
مقدّمة التحقيق. 15
ترجمة المؤلّف.. 16
وفاته 19
مدَّة حياته 21
كتاب المشجّر الكشّاف.. 23
النسخ المعتمدة 25
الفصل الأوَّل: الخلف الحجَّة المهدي صاحب الزمان (م ح م د) 39
الفصل الثاني: في النصّ على الأئمّة الاثني عشر 69
الفصل الثالث: في غيبته (عليه السلام) 77
الفصل الرابع: في علامات الظهور 85
الفصل الخامس: في النصّ على إمامة الاثني عشر (عليهم السلام) 99
مراجع التحقيق. 103
الفهارس الفنّية 109
أوَّلاً: فهرست الآيات القرآنية 111
ص: 132
ثانياً: فهرست الروايات الشريفة 112
ثالثاً: فهرست الأعلام 119
رابعاً: فهرست الأُمم والطوائف والقبائل. 128
خامساً: فهرست البلدان والمواضع. 130
سادساً: فهرست الأشعار 132
فهرست الموضوعات.. 133مقدّمة المركز 3
الإهداء 11
مقدّمة التحقيق. 15
ترجمة المؤلّف.. 16
وفاته 19
مدَّة حياته 21
كتاب المشجّر الكشّاف.. 23
النسخ المعتمدة 25
الفصل الأوَّل: الخلف الحجَّة المهدي صاحب الزمان (م ح م د) 39
الفصل الثاني: في النصّ على الأئمّة الاثني عشر 69
الفصل الثالث: في غيبته (عليه السلام) 77
الفصل الرابع: في علامات الظهور 85
الفصل الخامس: في النصّ على إمامة الاثني عشر (عليهم السلام) 99
مراجع التحقيق. 103
الفهارس الفنّية 109
أوَّلاً: فهرست الآيات القرآنية 111
ص: 133
ثانياً: فهرست الروايات الشريفة 112
ثالثاً: فهرست الأعلام 119
رابعاً: فهرست الأُمم والطوائف والقبائل. 128
خامساً: فهرست البلدان والمواضع. 130
سادساً: فهرست الأشعار 132
فهرست الموضوعات.. 133
* * *
ص: 134