موسوعة الامام الجواد عليه السّلام

هویة الکتاب

عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام الجواد عليه السّلام/اللّجنة العلميّة في مؤسّسة وليّ العصر للدّراسات الإسلاميّة باشراف سماحة آية اللّه أبي القاسم الخزعلي.

تفاصيل المنشور: قم: موسسة ولی العصر علیه السلام، للدراسات الاسلامیة، 14ق. = 13-

مشخصات ظاهری:2ج.

شابک:18000 ریال: ج. 1 964-90137-5-X : ؛ 18000ریال (ج.2)

حالة الاستماع:الاستعانة بمصادر خارجية

لسان:العربية.

ملحوظة:الفهرسة على أساس المجلد الثاني، 1419ق. = 1377.

ملحوظة:ج. 1 (چاپ اول: 1419ق. = 1377).

ملحوظة:فهرس.

موضوع:محمدبن علي (ع)، الإمام التاسع، 195 - 220ق.

شناسه افزوده:الخزعلي، ابوالقاسم، 1304 - 1394.

شناسه افزوده:موسسة ولی العصر علیه السلام، للدراسات الاسلامیة. هیأت مؤلفین

ترتيب الكونجرس:BP48/م 8 1300ی

تصنيف ديوي:297/9582

رقم الببليوغرافيا الوطنية:م 78-11960

ص: 1

المجلد 1

اشارة

ص: 2

الفصل الأوّل في نسبه و أحواله عليه السّلام الباب الأوّل: مولده عليه السّلام

الباب الثاني: أسماؤه عليه السّلام

الباب الثالث: شمائله عليه السّلام

الباب الرابع: أقاربه عليه السّلام

الباب الخامس: سنّه و مدّة إمامته عليه السّلام

الباب السادس: وصيّته صلوات اللّه عليه، و شهادته و مدّة عمره و ما يناسبها

ص: 3

ص: 4

الفصل الأوّل في نسبه و أحواله عليه السّلام و يشتمل هذا الفصل على ستّة أبواب و ثلاثة و ثلاثين عنوانا:

الباب الأوّل: مولده عليه السّلام و هو يشتمل على تسعة عناوين:

أ - البشارة بولادته عليه السلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:... و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه [أي في صلب أبي الحسن الرضا عليه السّلام] نطفة مباركة، طيّبة، زكيّة، رضيّة، مرضيّة. و سمّاها محمد بن علي، فهو شفيع شيعته، و وارث علم جدّه، له علامة بيّنة و حجّة ظاهرة...(1).

ص: 5


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي في ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام الحسين عليهما السّلام)، رقم 1036.
ب - البشارة بولادته عليه السّلام عن جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن يزيد بن سليط الزيدي، قال: لقيت أبا إبراهيم عليه السّلام و نحن نريد العمرة... قال لي: يا يزيد! و إذا مررت بهذا الموضع و لقيته [أي علي بن موسى الرضا عليهما السّلام] و ستلقاه، فبشّره: أنّه سيولد له غلام، أمين، مأمون، مبارك...(1).

ج - البشارة بولادته عن أبيه الرضا عليهما السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن عبد الرحمن بن أبي نجران... فقال [الرضا عليه السّلام]: إنّي أشهد اللّه أنّه لا تمضي الأيّام و الليالي حتّى يرزقني اللّه ولدا منّي.

قال عبد الرحمن بن أبي نجران: فعدّدنا الشهور من الوقت الذي قال، فوهب اللّه له أبا جعفر عليه السّلام في أقلّ من سنة...(2).

د - تاريخ ولادته عليه السّلام في الأحاديث:

{1} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: قال أبو محمد الحسن بن علي العسكري الثاني عليه السّلام: ولد [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بالمدينة، ليلة الجمعة، النصف من شهر

ص: 6


1- الكافي: ج 1، ص 313، ح 14. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (اشتراء أمّه عليه السّلام) رقم 98.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 209، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النص على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام قبل ولادته)، رقم 273.

رمضان، سنة مائة و خمس و تسعين من الهجرة(1).

{2} 2 - الكفعمي رحمه اللّه: قال ابن عيّاش: و خرج من الناحية المقدّسة على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح، رضي اللّه عنه، هذا الدعاء في أيّام رجب:

«اللهمّ إنّي أسألك بالمولودين في رجب: محمد بن علي الثاني، و ابنه علي ابن محمد المنتجب... (الدعاء)»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ه - تاريخ ولادته عليه السّلام في الكتاب و الأقوال:

{3} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: ولد [أبو جعفر محمد الجواد] عليه السّلام في شهر رمضان، من سنة خمس و تسعين و مائة(3).

{4} 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و ذكر ابن عيّاش: أنّه كان يوم العاشر (من رجب) مولد أبي جعفر الثاني عليه السّلام(4).

{5} 3 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و كان مولده عليه السّلام فى شهر رمضان سنة خمس و تسعين و مائة بالمدينة(5).

ص: 7


1- دلائل الإمامة: ص 383، س 3.
2- مصباح الكفعمي: ص 703. مصباح المتهجّد: ص 804، ح 867. عنه و عن الكفعمي، البحار: ج 50، ص 14، ح 14 و ص 116، ح 5. أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 17.
3- الكافي: ج 1، ص 492، س 6. عنه البحار: ج 50، ص 1، ح 1.
4- مصباح المتهجّد: ص 805، س 11. الأنوار البهيّة: ص 249، س 3، بتفاوت.
5- الإرشاد: ص 316، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 2، ح 5.

{6} 4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... و في يوم النصف منه [أي شهر رمضان]...

سنة خمس و تسعين و مائة، ولد سيّدنا أبو جعفر محمد بن عليّ بن موسى عليهم السّلام(1).

{7} 5 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... ولد عليه السّلام بالمدينة ليلة الجمعة التاسع عشر من شهر رمضان، و يقال: للنصف منه.

و قال ابن عيّاش: يوم الجمعة لعشر خلون من رجب سنة خمس و تسعين و مائة(2).

{8} 6 - الإربلي رحمه اللّه: قال محمد بن طلحة: فأمّا ولادته عليه السّلام: ففي ليلة الجمعة، تاسع عشر رمضان، سنة مائة و خمس و تسعين للهجرة. و قيل: عاشر رجب منها.

و قال الحافظ عبد العزيز: ولد سنة خمس و تسعين و مائة.

و قال محمد بن سعيد: مولده عليه السّلام سنة خمس و تسعين و مائة، فيكون عمره خمسا و عشرين سنة.

و يقال: ولد بالمدينة فى شهر رمضان من سنة خمس و تسعين و مائة.

و قال ابن الخشّاب: ولد في رمضان، ليلة الجمعة، لتسع عشرة ليلة خلت منه، سنة خمس و تسعين و مائة(3).

ص: 8


1- مسارّ الشيعة، ضمن المجموعة النفيسة: ص 43، س 10.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 7، ح 8. إحقاق الحقّ : ج 12، ص 414، س 18، بتفاوت عن مطالب السئول.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 9 و ص 345، س 6، 9 و 15 و ص 362، س 12. عنه البحار: ج 50، ص 11، ح 11.

{9} 7 - الخطيب البغدادي: أخبرني علي بن أبي علي، حدّثنا الحسن بن الحسين الثعالبي، أخبرني أحمد بن عبد اللّه الذارع، حدّثنا حرب بن محمد المؤدّب، حدّثنا الحسن بن محمد العمّي البصري، حدّثني أبي، حدّثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، قال:

و كان مولده سنة مائة و خمس و تسعين من الهجرة(1).

{10} 8 - المسعودي رحمه اللّه: ولد عليه السّلام ليلة الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان، سنة خمس و تسعين و مائة(2).

{11} 9 - ابن الصبّاغ: ولد أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام بالمدينة، تاسع عشر شهر رمضان المعظّم، سنة خمس و تسعين و مائة للهجرة(3).

{12} 10 - السيّد محسن الأمين رحمه اللّه: ولد عليه السّلام بالمدينة ليلة الجمعة في التاسع عشر من شهر رمضان، أو للنصف منه، أو رجب يوم الجمعة(4).

{13} 11 - الگنجي الشافعي: كان مولده [أي الجواد محمد المرتضى عليه السّلام] في شهر رمضان سنة خمس و تسعين و مائة(5).

{14} 12 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:

و روي: أنّ يوم العاشر من رجب، كان مولد مولانا الجواد عليه السّلام(6).

ص: 9


1- تاريخ بغداد: ج 3، ص 55، س 4.
2- إثبات الوصيّة: ص 216، س 21 و ص 227، س 23.
3- الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 4. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 14. إحقاق الحقّ : ج 19، ص 588، س 13، عن الإتحاف بحبّ الأشراف.
4- أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 15.
5- كفاية الطالب: ص 458، س 4 و نور الأبصار: ص 326، س 7. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 414، س 4.
6- إقبال الأعمال: ص 153، س 2.

{15} 13 - محمد بن الفتّال النيسابوري رحمه اللّه: ولد أبو جعفر عليه السّلام بالمدينة، ليلة الجمعة، لتسع عشرة ليلة، خلت من شهر رمضان.

و يقال: للنصف من شهر رمضان، سنة خمس و تسعين و مائة من الهجرة(1).

{16} 14 - العلاّمة الطبرسي رحمه اللّه: ولد عليه السّلام فى شهر رمضان، من سنة خمس و تسعين و مائة، لسبع عشرة ليلة مضت من الشهر.

و قيل: للنصف منه، ليلة الجمعة.

و في رواية ابن عيّاش: ولد عليه السّلام يوم الجمعة لعشر خلون من رجب(2).

{17} 15 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: ولد عليه السّلام بالمدينة فى شهر رمضان، سنة خمس و تسعين و مائة(3).

{18} 16 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه:

ولد عليه السّلام ليلة الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان(4).

{19} 17 - سبط ابن الجوزي: ولد [محمد الجواد عليه السّلام] سنة خمس و تسعين و مائة، من الهجرة(5).

{20} 18 - ابن أبي الثلج البغدادي:

كان مولده عليه السّلام سنة مائة و خمسة و تسعين(6).

ص: 10


1- روضة الواعظين: ص 267، س 22.
2- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 3. عنه البحار: ج 50، ص 13، ح 12.
3- البحار: ج 50، ص 14، ح 16، عن الدروس.
4- البحار: ج 50 ص 15 ح 17، عن تاريخ الغفّاري.
5- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 12. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 5.
6- تاريخ الأئمّة، ضمن المجموعة النفيسة: ص 13، س 2. تاريخ الإسلام: ج 15، ص 385، س 14.

{21} 19 - الطبرسي رحمه اللّه: ولد عليه السّلام بالمدينة ليلة الجمعة، لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. و يقال للنصف منه.

و فى رواية اخرى: إنّه ولد عليه السّلام يوم الجمعة لعشر ليال خلون من رجب، سنة خمس و تسعين و مائة(1).

{22} 20 - العلاّمة الحلّي رحمه اللّه: كان مولده عليه السّلام في شهر رمضان سنة خمس و تسعين و مائة، بالمدينة(2).

{23} 21 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: و روي: أنّه عليه السّلام ولد ليلة الجمعة لأحد عشرة ليلة، بقيت من شهر رمضان، سنة خمس و تسعين و مائة(3).

{24} 22 - ابن خلّكان: و كانت ولادته (أي الجواد) عليه السّلام يوم الثلاثاء، خامس شهر رمضان. و قيل: منتصفه، سنة خمس و تسعين و مائة(4).

و - كيفيّة ولادته عليه السّلام

{25} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران أمّ أبي جعفر عليه السّلام، دعاني الرضا عليه السّلام.

ص: 11


1- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 128، س 4. كشف الغمّة: ج 2، ص 366، س 2.
2- المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 223، س 1.
3- عيون المعجزات: ص 121، س 7. إثبات الوصيّة: ص 216، س 21، و ص 227، س 23.
4- وفيات الأعيان: ج 4، ص 175. نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 14. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 16.

فقال لي: يا حكيمة! أحضري ولادتها! و ادخلي و إيّاها و القابلة بيتا!

و وضع لنا مصباحا، و أغلق الباب علينا، فلمّا أخذها الطلق طفئ المصباح و بين يديها طست، فاغتممت بطفإ المصباح؛ فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السّلام في الطست، و إذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتّى أضاء البيت، فأبصرناه، فأخذته، فوضعته في حجري، و نزعت عنه ذلك الغشاء.

فجاء الرضا عليه السّلام ففتح الباب، و قد فرغنا من أمره، فأخذه، فوضعه في المهد، و قال لي: يا حكيمة! ألزمي مهده.

قالت: فلمّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثمّ نظر يمينه و يساره، ثمّ قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه(1).

فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن عليه السّلام فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجبا؟

فقال: و ما ذاك ؟(2) فأخبرته الخبر.

فقال: يا حكيمة! ما ترون من عجائبه أكثر(3).(4).

ص: 12


1- في الثاقب: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمدا عبده و رسوله.»
2- في الثاقب: «و ما الذي رأيت ؟»
3- في الثاقب: «ما ترين من عجائبه أكثر.»
4- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. عنه البحار: ج 48، ص 316، س 1 و ج 50، ص 10، ح 10. الأنوار البهيّة: ص 250، س 13. حلية الأبرار: ج 4، ص 524، ح 3. الثاقب في المناقب: ص 504، ح 432، عن علي بن عبيده. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 260، ح 2310. قطعة منه في (كلامه عند ولادته عليه السّلام) و ب 4، (أحوال أمّه عليه السّلام)، و ف 2، ب 4، (معجزته في كلامه عليه السّلام عند ولادته) و ب 3 (ما ظهر حين ولادته عليه السّلام).
ز - إنّه عليه السّلام الولد الوحيد:

{26} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و ولده [أي أبي الحسن الرضا عليه السّلام] محمد الإمام فقط(1).

{27} 2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و مضى الرضا علي بن موسى عليهما السّلام، و لم يترك ولدا نعلمه إلاّ ابنه الإمام بعده، أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام؛ و كان سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين و أشهرا(2).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام غلامه و معه كتابه، فأمرني أن أصير إليه، فأتيته...

فقال لي أبو جعفر عليه السّلام ابتداء منه: ذهبت الشبهة، ما لأبي ولد غيري.

فقلت: صدقت جعلت فداك!(3)

{28} 4 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و كان للرضا عليه السّلام من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليه السّلام لا غير(4).

ص: 13


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 367، س 18. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 23.
2- الإرشاد: ص 316، س 11. عنه البحار: ج 49، ص 309، س 11، و كشف الغمّة: ج 2، ص 282، س 11، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 21. المستجاد من الإرشاد: ص 219، س 4. العدد القويّة في كتاب الدرّ «للحلّي رحمه اللّه»: ص 294، ح 22. قطعة منه في ب 5، (سنّه عند شهادة أبيه عليهما السّلام).
3- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير) رقم 416.
4- إعلام الورى: ج 2، ص 86، س 14. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 333، س 2، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 24 و البحار: ج 49، ص 222، ح 12.

5 - المسعودي:... عن حنّان بن سدير فقال [الرضا عليه السّلام] لي: أما أنّه لا يولد لي إلاّ واحد...(1).

6 - المسعودي:... فقال [الرضا عليه السّلام]:... إنّما أرزق ولدا واحدا و هو يرثني...(2).

{29} 7 - الگنجي الشافعي:... أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام...

و لم يذكر له ولد سوى الإمام بعده(3).

ح - كلامه عليه السّلام عند ولادته:

{30} 1 - المسعودي رحمه اللّه: و روي: أنّه [أي أبا جعفر الجواد عليه السّلام] كان يتكلّم في المهد(4).

{31} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال:

حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي، قال:

حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن صفوان، عن حكيمة بنت أبي الحسن موسى عليه السّلام، قالت: كتبت لمّا علقت أمّ أبي جعفر عليه السّلام به: خادمتك قد علقت.

فكتب إليّ : أنّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت

ص: 14


1- إثبات الوصيّة: ص 219، س 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام قبل ولادته) رقم 276.
2- إثبات الوصيّة: ص 217، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النصّ على إمامته و إنّه وارث أبيه عليهما السّلام) رقم 330.
3- كفاية الطالب: ص 457، س 17.
4- إثبات الوصيّة: ص 218، س 12.

فالزميها سبعة أيّام.

قالت: فلمّا ولدته، قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه.

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: الحمد للّه، و صلّى اللّه على محمد و على الأئمّة الراشدين(1).

3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الحسين بن علي عليهما السّلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:... إذا ولد [محمد بن علي عليهما السّلام] يقول: لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه...(2).

4 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت:... ثمّ قال (أبو جعفر) عليه السّلام: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...(3).

ط - مناغاة أبيه له عليهما السّلام في مهده:

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... عن كلثم بن عمران قال:... و كان [الرضا عليه السّلام] طول ليله يناغيه [أي الجواد عليه السّلام] فى مهده(4).

ص: 15


1- دلائل الإمامة: ص 383، ح 341. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 527، ح 6، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 259، ح 2309.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4، (ما رواه عليه السّلام عن الإمام الحسين عليه السّلام)، رقم 1036.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في (كيفيّة ولادته عليه السّلام)، رقم 25.
4- عيون المعجزات: ص 121، س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (بكاء أهل السماء عليه و فيه شبه من موسى و عيسى عليهما السّلام)، رقم 336.

ص: 16

الباب الثاني: أسماؤه عليه السلام و هو يشتمل على خمسة عناوين:

أ - نسبه عليه السّلام في الأحاديث:

{32} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، و علي بن محمد القاساني جميعا، عن زكريّا بن يحيى بن النعمان الصيرفي، قال: سمعت علي بن جعفر، يحدّث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين، فقال: و اللّه! لقد نصر اللّه أبا الحسن الرضا عليه السّلام.

فقال له الحسن: إى و اللّه! جعلت فداك! لقد بغى عليه إخوته.

فقال على بن جعفر: إى و اللّه! و نحن عمومته بغينا عليه.

فقال له الحسن: جعلت فداك! كيف صنعتم، فإنّى لم أحضركم ؟

قال: قال له إخوته و نحن أيضا: ما كان فينا إمام قطّ حائل اللون.

فقال لهم الرضا عليه السّلام: هو ابني.

قالوا: فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد قضى بالقافة(1)، فبيننا و بينك القافة.

قال: ابعثوا أنتم إليهم، فأمّا أنا فلا؛ و لا تعلموهم لما دعوتموهم و لتكونوا في بيوتكم.

فلمّا جاءوا أقعدونا في البستان، و اصطفّ عمومته و إخوته و أخواته

ص: 17


1- القافة، جمع القائف: الذي يتتبّع الآثار و يعرفها، و يعرف شبه الرجل بأخيه و أبيه: لسان العرب: ج 9، ص 293، (قوف).

و أخذوا الرضا عليه السّلام و ألبسوه جبّة صوف و قلنسوة منها، و وضعوا على عنقه مسحاة و قالوا له: ادخل البستان كأنّك تعمل فيه.

ثمّ جاءوا بأبى جعفر عليه السّلام، فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه.

فقالوا: ليس له هاهنا أب، و لكن هذا عمّ أبيه، و هذا عمّ أبيه، و هذا عمّه، و هذه عمّته، و إن يكن له هاهنا أبي فهو صاحب البستان، فإنّ قدميه و قدميه واحدة.

فلمّا رجع أبو الحسن عليه السّلام، قالوا: هذا أبوه!

قال علىّ بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السّلام، ثمّ قلت له: أشهد أنّك إمامي عند اللّه.

فبكى الرضا عليه السّلام، ثمّ قال: يا عمّ ! أ لم تسمع أبي و هو يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النوبيّة، الطيّبة الفمّ ، المنتجبة الرحم، ويلهم لعن اللّه الاعيبس و ذرّيّته، صاحب الفتنة، و يقتلهم سنيين و شهورا و أيّاما، يسومهم خسفا، و يسقيهم كأسا مصبّرة. و هو الطريد الشريد الموتور، بأبيه و جدّه صاحب الغيبة.

يقال: مات أو هلك، أيّ واد سلك ؟!

أ فيكون هذا يا عمّ إلاّ منّي ؟

فقلت: صدقت جعلت فداك!(1)

ص: 18


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. عنه حلية الأبرار: ج 4 ص 31 ح 1، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 261، ح 2311، و الوافي: ج 2، ص 379، ح 864، و البحار: ج 63، ص 310، ح 7. إرشاد المفيد: ص 317، س 8، أورده مختصرا. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 351، س 8، و المستجاد من كتاب الارشاد: ص 224، س 9، و وسائل الشيعة: ج 25، ص 219، ح 31733، قطعة منه. إعلام الورى: ج 2، ص 92، س 9، قطعة منه. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 5، ص 21، ح 7. قطعة منه في ب 4، (أحوال عمّ أبيه علي بن جعفر عليهما السّلام)، (أحوال أمّه عليه السّلام)، (شمائله عليه السّلام) و ف 2، ب 1، (النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام، قال: كان أبو جعفر عليه السّلام... يقول:... أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيّد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام و بن فاطمة الزهراء عليها السّلام و بن محمد المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...(1).

{33} 3 - الإربلي رحمه اللّه:... عن الحافظ البلاذري: حدّثنا الحسن بن علي بن محمد... قال: حدّثني أبي علي بن محمد المفتي، قال: حدّثني أبي محمد بن علي السيّد المحجوب...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - نسبه عليه السّلام في الكتاب و الأقوال:

{34} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و نسبه عليه السّلام: محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف(3).

{35} 2 - الإربلي رحمه اللّه: و أمّا نسبه أبا و أمّا: فأبوه أبو الحسن علي الرضا

ص: 19


1- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 403، س 20.
3- دلائل الإمامة: ص 396، س 4.

ابن موسى الكاظم عليهم السّلام.

و أمّه: أمّ ولد، يقال لها: سكينة المرسيّة، و قيل: الخيزران.

و أمّا اسمه: فمحمد(1).

{36} 3 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام....

و أمّا اسمه: فمحمد عليه السّلام(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{37} 4 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: أبو جعفر بن أبي الحسن بن أبي إبراهيم بن أبي عبد اللّه بن أبي جعفر بن أبي محمد بن أبي عبد اللّه بن أبي الحسن بن أبي طالب عليهم السّلام(3).

{38} 5 - السيّد نور اللّه التستري رحمه اللّه: التاسع من الأئمّة عليهم السّلام: محمد الجواد، و هو أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم(4).

{39} 6 - الشبلنجي رحمه اللّه: محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر بن محمد الباقر بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنهم(5).

ص: 20


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 11.
2- الهداية الكبرى: ص 255، س 1 و 6.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 378، س 25.
4- إحقاق الحقّ : ج 19، ص 588، س 10، عن الإتحاف بحبّ الأشراف.
5- نور الأبصار: ص 326، س 2. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593، س 17.

{40} 7 - سبط ابن الجوزي: هو محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام(1).

{41} 8 - شمس الدين الذهبي: محمد بن الرضا علي بن الكاظم موسى بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أبو جعفر الهاشمي الحسيني عليهم السّلام(2).

{42} 9 - أبو الفلاح عبد الحيّ بن العماد الحنبلي: الشريف، أبو جعفر محمد الجواد بن علي بن موسى الرضي الحسيني، أحد الاثنى عشر عليهم السّلام(3).

{43} 10 - ابن خلّكان: أبو جعفر محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، المعروف بالجواد، أحد الأئمّة الاثنى عشر عليهم السّلام(4).

{44} 11 - ابن الأثير الجزري: محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي عليهم السّلام(5).

{45} 12 - الخطيب البغدادي: محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر ابن الرضا عليهم السّلام(6).

{46} 13 - ابن الصبّاغ: و أمّا نسبه: فهو محمد الجواد بن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن

ص: 21


1- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 11.
2- تاريخ الإسلام: ج 15، ص 385، س 2.
3- شذرات الذهب: ج 1 - الجزء الثاني - ص 48، س 6.
4- وفيات الأعيان: ج 4، ص 175.
5- الكامل في التاريخ: ج 5، ص 237، س 12.
6- تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 4.

أبي طالب عليهم السّلام(1).

ج - اسمه عليه السّلام في التوراة:

{47} 1 - النباطي البياضي رحمه اللّه: قال ابن عمر: سمّاهم كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة: ينبوذ، قيدورا، أوبايل، ميسورا، مشموع، دموه، سوه، حيدور، و تمر، بطور، بوقيش، قيدمه.

قال أبو عامر هشام الدستواني: سألت عنها يهوديّا عالما، فقال: هذه نعوت أقوام بالعبرانيّة، صحيحة نجدها في التوراة....

قلت: فانعت لي هذه النعوت لأعلمها.

قال: نعم!... تيمو، القصير العمر، الطويل الأثر...(2).

{48} 2 - هامش عيون أخبار الرضا عليه السّلام: قد ورد أسماء النبيّ و الأئمّة الاثنى عشر صلوات اللّه عليهم في التوراة بلسان العبرانيّة.

و قد نقل عنها بهذه العبارة: ميذميذ محمد المصطفى... تيمورا محمد التقي...(3).

د - كنيته عليه السّلام:

{49} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أبو نضرة، قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمد

ص: 22


1- الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 5. عنه إحقاق الحق: ج 12، ص 415، س 15.
2- الصراط المستقيم: ج 2، ص 141، س 11. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 2، (النصّ عليه و إنّه عليه السّلام طويل الأثر).
3- هامش عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 164، س 16. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 2، (النصّ عليه و إنّه عليه السّلام طويل الأثر).

ابن علي الباقر عليهما السّلام عند الوفاة... دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له: يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة....

قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي... أبو جعفر محمد بن علي الزكي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{50} 2 - الطبرسي رحمه اللّه: و كنيته: أبو جعفر.

و ربّما يقال له: أبو جعفر الثاني عليه السّلام(2).

{51} 3 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان هو [أي أبو محمد العسكري عليه السّلام] و أبوه و جدّه [أي محمد الجواد عليه السّلام] يعرف كلّ منهم في زمانه بابن الرضا عليه السّلام(3).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... فقال الطلحي:... لأنّ ابن الرضا عليهما السّلام يريد دخول الحمّام.

قال: قلت: و من ابن الرضا؟

قال: رجل من آل محمد، له صلاح و ورع(4).

{52} 5 - سبط ابن الجوزي: و كنيته: أبو عبد اللّه، و قيل: أبو جعفر عليه السّلام(5).

{53} 6 - بعض قدمائنا المحدّثين و المؤرّخين رحمه اللّه: هو أبو جعفر الثاني عليه السّلام،

ص: 23


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 41، ضمن ح 1.
2- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 127، س 13. تاريخ أهل البيت: ص 138، س 15. أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 38.
3- إعلام الورى: ج 2، ص 131، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 238، س 3.
4- الكافى: ج 1، ص 493، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
5- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 12.

و يكنّى في الخاصّ ، أبا علي(1).

{54} 7 - الشبلنجي: و كنيته: أبو جعفر، ككنية جدّه محمد الباقر عليهما السّلام.

قال صاحب كتاب مطالب السئول في مناقب آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هذا محمد أبو جعفر الثاني،... فعرف بأبي جعفر الثاني، و إن كان صغير السن(2).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{55} 8 - القندوزي الحنفي: و من ائمّة أهل البيت: أبو جعفر محمد الجواد، ابن علي الرضا عليهما السّلام(3).

{56} 9 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و كنيته: أبو جعفر، و الخاصّ : أبو علي،...

المعروف بأبي جعفر الثاني عليه السّلام(4).

{57} 10 - الإربلي رحمه اللّه: و أمّا كنيته عليه السّلام: فأبو جعفر بكنية جدّه الباقر عليه السّلام.

و قال ابن الخشّاب: يكنّى بأبي جعفر(5).

{58} 11 - ابن الصبّاغ: قال صاحب كتاب مطالب السئول في مناقب آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هو أبو جعفر الثاني، فإنّه تقدّم في آبائه أبو جعفر محمد و هو الباقر بن علي عليهم السّلام فجاء هذا باسمه و كنيته، فهو اسم جدّه، فعرف بأبي

ص: 24


1- كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 226.
2- نور الأبصار: ص 326، س 5 و 8.
3- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 2.
4- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 24. الهداية الكبرى: ص 295 س 7، بتفاوت. دلائل الإمامة: ص 396، س 6، بتفاوت.
5- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 13. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 25. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 8.

جعفر الثاني(1).

{59} 12 - ابن أبي الثلج البغدادي: كنية محمد بن علي عليهما السّلام، أبو جعفر(2).

{60} 13 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و العقب من علي الرضا بن موسى الكاظم،... ابنه أبو جعفر محمد الجواد عليهم السّلام(3).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ه - ألقابه عليه السّلام

{61} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و كان للرضا عليه السّلام من الولد، محمد الإمام عليه السّلام، و كان يقول له الرضا عليه السّلام: الصادق، و الصابر، و الفاضل، و قرّة أعين المؤمنين، و غيظ الملحدين(4).

{62} 2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و ألقابه عليه السّلام: المختار، المرضي، و المتوكّل، و المتّقي، و الزكي، و التقي، و المنتجب، و المرتضى، و القانع، و الجواد، و العالم الربّاني.

ظاهر المعاني، قليل التواني، المعروف بأبي جعفر الثاني، المنتجب المرتضى، المتوشّح بالرضا، المستسلم للقضاء، له من اللّه أكثر، الرضا ابن الرضا، توارث الشرف كابرا عن كابر.

و شهد له بذا الصوامع، استسقى عروقه من منبع النبوّة، و رضعت شجرته ثدي الرسالة، و تهدّلت أغصانه ثمر الإمامة و حساب الجمل.

ص: 25


1- الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 265، س 5.
2- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 30، س 6.
3- عمدة الطالب: ص 179، س 2.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 245، ذيل ح 1.

و حساب الهند و طبقات الأسطرلاب: تسعة، تسعة، و محمد بن علي تاسع الأئمّة(1).

{63} 3 - بعض قدمائنا المحدّثين و المؤرّخين رحمهم اللّه: سمّاه اللّه تعالى في اللوح: بالتقي، و كان ينعت بالمرتضى، و المنتجب، و الهادي.

و كان الناس يقولون فيه: أعجوبة أهل البيت، و نادرة الدهر، و بديع الزمان، و عيسى الثاني، و ذو الكرامات، و المؤيّد بالمعجزات، و سلالة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، موادّه و الهامه من اللّه، صاحب الخضرة، الفائق على المشايخ في الصغر، من خاتم الإمامة على كتفه، لمبرّز على كافّة ذوي أهل الفضل، أفضل أهل الدنيا في الصبى، و الكامل في السؤدد و الهدى و الحكمة و العلم، هادي القضاة، سيّد الهداة، نور المهتدين، سراج المتعبّدين، مصباح المتهجّدين(2).

{64} 4 - الشيخ الصدوق: سمّي محمد بن علي الثاني عليهما السّلام: التقي، لأنّه اتّقى اللّه - عزّ و جلّ - فوقاه شرّ المأمون، لمّا دخل عليه بالليل سكران، فضربه بسيفه، حتّى ظنّ أنّه قد قتله، فوقاه اللّه شرّه(3).

{65} 5 - الحضيني رحمه اللّه: و لقبه عليه السّلام: المختار، و المرتضى، و التقي، و المتوكّل(4).

ص: 26


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 24، قطعة منه.
2- كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 226، س 1.
3- معانى الأخبار: ص 65، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 23.
4- الهداية الكبرى: ص 295، س 8. تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 132، س 6.

{66} 6 - سبط ابن الجوزي: و كان الجواد عليه السّلام يلقّب بالمرتضى، و القانع(1).

{67} 7 - الطبرسي رحمه اللّه: و لقبه أي الجواد عليه السّلام: التقي، و المنتجب، و المرتضى(2).

{68} 8 - الحافظ رجب البرسي رحمه اللّه: الإمام التاسع: الإمام الجواد، هو محمد ابن علي، نجل المنتجبين عليهم السّلام(3).

{69} 9 - ابن أبي الثلج البغدادي: ألقابه [أي أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام]:

المرتضى، القانع، الوصي(4).

{70} 10 - السيّد محسن الأمين رحمه اللّه: لقبه [أي أبي جعفر محمد عليه السّلام]:

الجواد، و القانع، و المرتضى، و النجيب، و التقي، و أشهرها الجواد(5).

{71} 11 - الشبلنجي: و ألقابه عليه السّلام كثيرة: الجواد، و القانع، و المرتضى، و أشهرها الجواد(6).

{72} 12 - الذهبي: كان يلقّب: بالجواد، و القانع، و بالمرتضى عليه السّلام(7).

{73} 13 - القندوزي الحنفي: و من أئمّة أهل البيت: أبو جعفر محمد الجواد

ص: 27


1- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 9.
2- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 128، س 2.
3- مشارق أنوار اليقين: ص 108، س 13.
4- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 29، س 2.
5- أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 40.
6- نور الأبصار: ص 326. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593.
7- تاريخ الإسلام: ج 15، ص 385.

ابن علي الرضا عليهما السّلام، و لقبه: التقي(1).

{74} 14 - الطبرسي رحمه اللّه: و لقبه عليه السّلام: التقي، و المنتجب، و الجواد، و المرتضى(2).

{75} 15 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و لقبه عليه السّلام: الزكي، و المرتضى، و التقي، و القانع، و الرضي، و المختار، و المتوكّل، و الجواد(3).

{76} 16 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و كان عليه السّلام منعوتا: بالمنتجب و المرتضى(4).

{77} 17 - الإربلي رحمه اللّه: و له عليه السّلام لقبان: القانع، و المرتضى.

و قال محمد بن سعيد: و يلقّب: بالجواد.

و قال ابن الخشّاب: لقبه: المرتضى و القانع(5).

{78} 18 - كبار المحدّثين و المؤرّخين عليهم السّلام: لقب محمد بن علي عليهما السّلام:

المرتضى، القانع، الوصي(6).

{79} 19 - القندوزي الحنفي: في حديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قال: ابنه [أي: ابن الرضا عليهما السّلام] محمد، يدعى بالتقي، و الزكي...(7).

ص: 28


1- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 3.
2- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 13. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 369، س 11.
3- دلائل الإمامة: ص 396، س 6.
4- الإرشاد: ص 327، س 1. عنه البحار: ج 50، ص 3، ضمن ح 5. روضة الواعظين: ص 261، س 15، بتفاوت.
5- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 13، ص 345، س 18 و ص 362، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 25 و ص 12، س 12.
6- تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 132، س 6.
7- ينابيع المودّة: ص 443، س 3.

الباب الثالث: شمائله عليه السّلام و هو يشتمل على عنوانين:

أ - لونه عليه السّلام

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين،... قال: قال له إخوته و نحن أيضا: ما كان فينا إمام قطّ حائل اللّون [أي الجواد عليه السّلام](1).

{80} 2 - الحضيني رحمه اللّه:... و كان [الجواد] عليه السّلام شديد الأدمة...(2).

3 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام قال: فقلت في نفسي: يا سبحان اللّه! ما أشدّ سمرة مولاي، و أضوأ جسده(3).

{81} 4 - ابن الصبّاغ:... صفته [أي الجواد عليه السّلام] أبيض معتدل(4).

ص: 29


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (نسبه عليه السّلام في الأحاديث)، رقم 32.
2- الهداية الكبرى: ص 295. أعيان الشيعة: ج 2، ص 33.
3- دلائل الإمامة: ص 404، ح 365. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (تغيير حالات جسده الشريف)، رقم 390.
4- الفصول المهمّة: ص 266، س 9. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 14. نور الأبصار: ص 326، س 5.

5 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان، صاحب ابن أبي دؤاد و صديقه بشدّة، قال:

رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتمّ ، فقلت له: في ذلك...؟

قال: لما كان من هذا الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام اليوم بين يدي أمير المؤمنين...(1).

ب - شعره و حسن وجهه عليه السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي قال:... دخل علي شابّ حسن الوجه، قطط الشعر أشبه بالرضا عليه السّلام... فقلت له: و من أنت ؟

فقال لي: أنا حجّة اللّه عليك يا أبا صلت! أنا محمد بن علي!...(2).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... حدّثنا إبراهيم بن سعد، قال: رأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام و له شعرة - أو قال: وفرة - مثل حلك الغراب...(3).

ص: 30


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم) رقم 538.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزة طيّ الأرض يوم شهادة أبيه عليهما السّلام)، رقم 378.
3- دلائل الإمامة: ص 397، ح 346. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (تغيير حالات جسده عليه السّلام الشريف)، رقم 391.

الباب الرابع: أقاربه عليه السّلام و هو يشتمل على خمسة عناوين:

أ - أحوال أمّه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:
الأوّل في اسم أمّه عليه السّلام في الأحاديث:

{82} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: و أمّه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] أمّ ولد، يقال لها: سبيكة نوبيّة.

و قيل أيضا: أنّ اسمها كان خيزران.

و روي: أنّها كانت من أهل بيت مارية أمّ إبراهيم بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت: لمّا حضرت ولادة الخيزران أمّ أبي جعفر...(2).

{83} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي نضرة قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام عند الوفاة،... ثمّ دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له:

ص: 31


1- الكافي: ج 1، ص 492، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 1، س 16.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (كيفية ولادته عليه السّلام) رقم 25.

يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة.

فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر! دخلت على مولاتي فاطمة... فقلت لها:

يا سيدة النساء! ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟

قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي،... أبو جعفر محمد بن علي الزكي أمّه جارية اسمها خيزران...(1).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني في شأن أمّه عليه السّلام في الأحاديث:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن زكريّا بن يحيى بن نعمان الصيرفي، قال:... قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بأبي ابن خيرة الإماء، ابن النوبيّة، الطيّبة الفمّ ، المنتجبة الرحم(2).

2 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... كلثم بن عمران، قال:... قال الرضا عليه السّلام لأصحابه:... و شبيه عيسى بن مريم عليهما السّلام، قدّست أمّ ولدته [أي الجواد عليه السّلام]، فلمّا ولدته طاهرة مطهّرة...(3).

الثالث في ما ورد في الكتاب في شأن أمّه و اسمها:

{84} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و أمّه [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام] أمّ ولد،

ص: 32


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 41، ضمن ح 1.
2- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (نسبه عليه السّلام في الأحاديث) رقم 32.
3- عيون المعجزات: ص 121، س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (بكاء أهل السماء عليه، و فيه شبه من موسى و عيسى عليهم السّلام) رقم 336.

تدعى: درّة، و كانت مريسيّة؛ ثمّ سمّاها الرضا عليه السّلام: خيزران.

و كانت من أهل بيت مارية القبطيّة.

و يقال: إنّها سبيكة، و كانت نوبيّة.

و يقال: ريحانة، و تكنّى: أمّ الحسن(1).

{85} 2 - الحضيني رحمه اللّه:... و اسم أمّه: [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام] خيزران المرسيّة(2).

{86} 3 - المسعودي: روي أنّه كان اسم أمّ أبي جعفر عليه السّلام، سبيكة.

و أنّها كانت أفضل نساء زمانها(3).

{87} 4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و أمّه [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام] أمّ ولد، تسمّى ريحانة، و تكنّى أمّ الحسن.

و يقال: إنّ اسمها، سكينة.

و يقال لها: خيزران المريسيّة(4).

{88} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و أمّه [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام] أمّ ولد، يقال لها: سبيكة، و كانت نوبيّة(5).

{89} 6 - الإربلي رحمه اللّه: قال الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة رحمه اللّه: و أمّه أمّ ولد، يقال لها: سكينة، المريسيّة.

ص: 33


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 18.
2- الهداية الكبرى: ص 295، س 10.
3- إثبات الوصيّة: ص 216، س 20.
4- دلائل الإمامة: ص 396، س 9.
5- الإرشاد: ص 316. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 223.

و قيل: الخيزران(1).

قال الحافظ عبد العزيز: أمّه ريحانة. و قيل: الخيزران(2).

و قال: أمّه أمّ ولد، يقال لها: خيزران. و كانت من أهل مارية القبطيّة(3).

و قال ابن الخشاب: أمّه أمّ ولد، يقال لها: سكينة مريسيّة.

و يقال لها: خيزران(4) و اللّه أعلم(5).

{90} 7 - ابن الصبّاغ: و أمّا أمّه [أي محمد بن علي الجواد] أمّ ولد، يقال لها:

سكينة النوبيّة.

و قيل: المريسيّة(6).

{91} 8 - البغدادي: أمّ محمد بن علي عليه السّلام سكينة، مربّية، أمّ ولد، و يقال:

خورنال(7).

{92} 9 - الطبرسي رحمه اللّه: و كانت أمّه أمّ ولد، اسمها درّة.

فسمّاها الرضا عليه السّلام خيزران، و كانت من أهل بيت مارية القبطيّة.

و يقال: إنّ أمّه نوبة، و اسمها سبيكة(8).

ص: 34


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 343، س 12.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 8. عنه البحار: ج 50، ص 11، س 9.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 10.
4- فى المصدر: حريان و هو تصحيف.
5- كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 14. نور الأبصار: ص 249، س 6.
6- الفصول المهمّة: ص 266، س 7.
7- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام ضمن المجموعة النفيسة: ص 25، س 8.
8- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 128، س 7 و ص 127، س 8، قطعة منه. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593، س 21.

{93} 10 - المحدّث القميّ رحمه اللّه: أمّه أمّ ولد، يقال لها: سبيكة، و سمّاها الرضا عليه السّلام: الخيزران.

و كانت نوبيّة، من أهل بيت مارية القبطيّة، أمّ إبراهيم ابن الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

و كانت من أفضل نساء زمانها و أشار إليها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بقوله: بأبي ابن خيرة الإماء، النوبيّة، الطيّبة(1).

{94} 11 - ابن الفتّال النيسابوري رحمه اللّه: و أمّه أمّ ولد، يقال لها: الخيزران، و كانت من أهل مارية القبطيّة.

و يقال: اسمها سبيكة، و كانت نوبيّة(2).

{95} 12 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: روي: أنّ اسم أمّه سبيكة، و أنّها كانت أفضل نساء أهل زمانها(3).

{96} 13 - الطبرسي رحمه اللّه: و أمّه أمّ ولد، يقال لها: سبيكة، و يقال: درّة.

ثمّ سمّاها الرضا عليه السّلام: خيزران، و كانت نوبيّة(4).

{97} 14 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: أمّه [أي الجواد عليه السّلام] أمّ ولد(5).

الرابع في اشتراء أمّه عليه السّلام:

{98} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... يزيد بن سليط الزيدي، قال:

لقيت أبا إبراهيم عليه السّلام - و نحن نريد العمرة - في بعض الطريق... ثمّ قال لي

ص: 35


1- الأنوار البهيّة: ص 249، س 6.
2- روضة الواعظين: ص 267، س 25.
3- عيون المعجزات: ص 121، س 5.
4- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 11.
5- عمدة الطالب: ص 179، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 15، ح 20.

أبو إبراهيم عليه السّلام: إنّي أوخذ في هذه السنة و الأمر هو إلى ابني علي عليه السّلام....

ثمّ قال لي: يا يزيد! و إذا مررت بهذا الموضع و لقيته و ستلقاه، فبشّره أنّه سيولد له غلام، أمين، مأمون، مبارك، و سيعلمك أنّك قد لقيتني، فأخبره عند ذلك أنّ الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية، جارية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمّ إبراهيم؛ فإن قدرت أن تبلّغها منّي السلام، فافعل.

قال يزيد: فلقيت بعد مضي إبراهيم عليه السّلام عليّا عليه السّلام فبدأني.

فقال لي: يا يزيد! ما تقول في العمرة ؟

فقلت: بأبي أنت و أمّي! ذلك إليك و ما عندي نفقة.

فقال: سبحان اللّه! ما كنّا نكلّف و لا نكفيك.

فخرجنا حتّى انتهينا إلى ذلك الموضع، فابتدأني، فقال: يا يزيد! إنّ هذا الموضع كثيرا ما لقيت فيه جيرتك و عمومتك.

قلت: نعم! ثمّ قصصت عليه الخبر.

فقال لي: أمّا الجارية فلم تجيء بعد، فإذا جاءت بلّغتها منه السلام.

فانطلقنا إلى مكّة، فاشتراها في تلك السنة، فلم تلبث إلاّ قليلا حتى حملت فولدت ذلك الغلام...(1).

ص: 36


1- الكافي: ج 1، ص 313، ح 14. عنه مدينة المعاجز: ج 6، ص 251، ح 1988، و حلية الأبرار: ج 4، ص 496، ح 19، و إثبات الهداة: ج 3، ص 172، ح 5، قطعة منه. و الوافي: ج 2، ص 361، ح 15، و الأنوار البهيّة: ص 250، س 9. الإمامة و السياسة: ص 77، س 7. إعلام الورى: ج 2، ص 47، س 7. عنه البحار: ج 5، ص 25، ح 17. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 3، (إنّه عليه السّلام مولود مبارك أمين).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - أزواجه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:
الأوّل في أسماء أزواجه عليه السّلام:

{99} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: و أمّه [أي أمّ أبي الحسن الهادي عليه السّلام] أمّ ولد، يقال لها: سمانة(1).(2).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... أنّ المأمون خطب، فقال:... و إنّي قد زوّجت زينب ابنتي من محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام،...(3).

3 - المسعودي رحمه اللّه:... و انصرف [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] إلى العراق و معه أمّ الفضل....

ص: 37


1- سمانة المغربيّة و كذا في المناقب، و يقال: «أنّ أمّه المعروفة بالسيّدة أمّ الفضل».
2- الكافي: ج 1، ص 498، س 3. التهذيب: ج 6، ص 92، س 7. إعلام الورى: ج 2، ص 109، س 10. إرشاد المفيد: ص 327، س 13. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 376، س 19. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 401، س 16. تذكرة الخواصّ : ص 322، س 3. تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 131، س 6. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 40.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 532.

لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبّرون و يعملون الحيلة في قتله، فقال جعفر لأخته أمّ الفضل... لأنّه وقف على انحرافها عنه، و غيرتها عليه، لتفضيله عليه السّلام أمّ أبي الحسن ابنه عليها [أي على أمّ الفضل]...(1).

4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام،... فقال أبو جعفر عليه السّلام:...

ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى [عليهم السّلام] يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون...(2).

5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثني أبو نصر الهمداني، قال: حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام، قالت: لمّا مات محمد بن علي الرضا عليه السّلام أتيت زوجته أمّ عيسى بنت المأمون....

[فقالت أمّ عيسى]: فبينما أنا جالسة ذات يوم، إذ دخلت علي جارية، فسلّمت، فقلت: من أنت ؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، و أنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام...(3).

6 - الحضيني رحمه اللّه:... علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

ص: 38


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. يأتي الحديث بتمامه في ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
3- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون، المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.

دخلت على أبي جعفر في صبيحة عرسه بأمّ الفضل بنت المأمون...(1).

7 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه: روي: أنّ المأمون بعد ما زوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر عليه السّلام... كان في مجلس و عنده أبو جعفر عليه السّلام و يحيى بن أكثم و جماعة كثيرة...(2).

8 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... قال أبو عبد اللّه الحارثي:... و قد كان زوّجه المأمون ابنته و لم يكن له [أي لأبي جعفر الجواد عليه السّلام] منها ولد(3).

9 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري:... فقالت أمّ الخير: كيف لا أدعو على أبي و قد زوّجني ساحرا [تعني أبا جعفر عليه السّلام]...(4).

{100} 10 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أشار الفضل بن سهل على المأمون، أن يتقرّب إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بصلة رحمه بالبقيّة بالعهد لعلي بن موسى الرضا عليهما السّلام... و زوّج [المأمون] ابنه [أي الرضا عليه السّلام] محمد بن علي عليهما السّلام ابنته أمّ الفضل...(5).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{101} 11 - ابن أبي الثلج البغدادي: أمّ علي بن محمد عليه السّلام مدنب... و يقال:

ص: 39


1- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 412.
2- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم في الصحابة)، رقم 886.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 1. يأتي الحديث بتمامه في ب 4 (أسماء أولاده عليه السّلام)، رقم 113.
4- الهداية الكبرى: ص 303، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 438.
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 147، ح 19.

غزالة المغربيّة، أمّ ولد.

قال ابن أبي الثلج: سئلت أبا علي محمد بن همام عن اسمها؟

فقال: حدّثني ماجن مولاة أمّ محمد و جماعة الحانية أنّ اسمها حويث(1).(2).

الثاني في أحوال أزواجه عليه السّلام:

{102} 1 - المسعودي رحمه اللّه: روي عن محمد بن الفرج؛ و غيره، قال: دعاني أبو جعفر عليه السّلام فأعلمني أنّ قافلة قد قدمت، و فيها نخّاس معه رقيق، و دفع إليّ صرّة فيها ستّون دينارا، و وصف لي جارية معه بحليتها و صورتها و لباسها، و أمرني بابتياعها، فمضيت و اشتريتها بما استام(3) و كان سومها بها ما دفعه إليّ .

فكانت تلك الجارية أمّ أبي الحسن عليه السّلام و اسمها جمانة(4) و كانت مولده عند امرأة ربّتها، و اشتراها النخّاس، و لم يقض له أن يقرّبها حتّى باعها، هكذا ذكرت(5).

ص: 40


1- في تاريخ أهل البيت: حديث.
2- تاريخ الأئمّة، ضمن المجموعة النفيسة: ص 26، س 2. تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 123، س 12.
3- سام البائع السلعة سوما: عرضها و ذكر ثمنها و المشتري: طلب بيعها و يقال: سام بسلعته كذا و كذا، و استام أيضا. أقرب الموارد: ج 1، ص 559 (سوم). و في المصدر (استلم)؛ و الظاهر أنّه غير صحيح.
4- في أغلب المصادر أنّ اسمها: «سمانة».
5- إثبات الوصيّة: ص 228، س 3. الأنوار البهيّة: ص 273، س 6. دلائل الإمامة: ص 410، ح 368. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 419، ح 242. قطعة منه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الحاليّة)، و ف 3، ب 1، (أمره عليه السّلام بابتياع الجارية)، و ف 5، ب 16، (حكم أمر الغير بالبيع و الشراء).

{103} 2 - المسعودي رحمه اللّه: و روى محمد بن الفرج، و علي بن مهزيار، عن أبي الحسن عليه السّلام أنّه قال: أمّي عارفة بحقّي، و هي من أهل الجنّة، ما يقربها شيطان مريد، و لا ينالها كيد جبّار عنيد، و هي مكلوءة بعين اللّه التي لا تنام، و لا تتخلّف عن أمّهات الصدّيقين و الصالحين(1).

{104} 3 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و قد روى الناس أنّ أمّ الفضل كتبت إلى أبيها من المدينة تشكو أبا جعفر عليه السّلام، و تقول: إنّه يتسرّى عليّ و يغيرني.

فكتب إليها المأمون: يا بنيّة! إنّا لم نزوّجك أبا جعفر لنحرّم عليه حلالا، فلا تعاودي لذكر ما ذكرت بعدها(2).

4 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، قالت:... قالت [أمّ عيسى]: و ربّما يسمعني الكلام، فأشكو ذلك إلى أبي فيقول: يا بنيّة! احتمليه فإنّه بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فبينما أنا جالسة ذات يوم، إذ دخلت عليّ جارية، فسلّمت عليّ ، فقلت:

ص: 41


1- إثبات الوصيّة: ص 228، س 9. الأنوار البهيّة: ص 273، س 11. دلائل الإمامة: ص 410، ح 369. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 420، ح 2422.
2- الإرشاد: ص 323، س 21. عنه البحار: ج 50، ص 79، ح 5، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: ص 382، س 15. نور الأبصار: ص 328، س 19، بتفاوت. روضة الواعظين: ص 265، س 21.

من أنت ؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر.

و أنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا، زوجك!

فدخلني من الغيرة ما لا أقدر على احتمال ذلك، و هممت أن أخرج و أسيح في البلاد، و كاد الشيطان يحملني على الإساءة إليها، فكظمت غيظي، و أحسنت رفدها و كسوتها. فلمّا خرجت من عندي المرأة، نهضت و دخلت على أبي، و أخبرته بالخبر...(1).

{105} 5 - السيّد محسن الأمين رحمه اللّه:... قال عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي: و ادخلت امرأته أمّ الفضل إلى قصر المعتصم، فجعلت مع الحرم(2).

6 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن موسى النوفلي، قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر عليه السّلام، يوم الجمعة عشيّا... و رأيت سيّدي أبا جعفر مطرقا، فقلت:...

و قد وصل الشرب و الطرب، إلى ذلك الوقت، و أظهره بشوقه [أي المأمون] إلى أمّ الفضل، فيركب و يدخل إليّ ، و يقصد إلى ابنته أمّ الفضل... و عهد الخدم، ليدخلون إلى مرقدي... و يشهدوا سيوفهم....

فتقول أمّ الفضل: أين قتلتموه ؟

فيقولون لها: في مرقده....

و تقول: الحمد للّه الذي أراحك من هذا الساحر الكذّاب.

فيقول [المأمون] لها: يا ابنة! لا تعجلي...(3).

ص: 42


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 10.
3- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون) رقم 533.
ج - أولاده عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:
الأوّل في أسماء أولاده عليه السّلام:

{106} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و خلّف [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] بعده من الولد عليا عليه السّلام ابنه الإمام من بعده؛ و موسى و فاطمة و أمامة ابنتيه.

و لم يخلف ذكرا غير من سمّيناه(1).

{107} 2 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و خلّف [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] من الولد:

ابنه عليا عليه السّلام الإمام، و موسى(2).

(و يقال: و:) فاطمة، و أمامة ابنتيه، و لم يخلّف غيرهم(3).

{108} 3 - حسن بن محمد بن حسن القميّ رحمه اللّه: أولاد الجواد عليه السّلام: علي العسكري عليه السّلام، و موسى، جدّ السادة الرضوية بقمّ .

و خديجة، و حكيمة، و أمّ كلثوم، و أمّهم أمّ ولد(4).

{109} 4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: ذكر ولده [أي أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام]: أبو الحسن علي بن محمد العسكري الإمام عليه السّلام، و موسى.

ص: 43


1- الإرشاد: ص 327، س 1. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 9.
2- في البحار: و من البنات: حكيمة، خديجة، و أمّ كلثوم.
3- إعلام الورى: ج 2، ص 106، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12.
4- تاريخ قمّ : ص 201.

و من البنات: خديجة و حكيمة و أمّ كلثوم(1).

{110} 5 - فخر الرازي رحمه اللّه: و أمّا أبو جعفر التقي عليه السّلام، فله من الأبناء ثلاثة:

أبو الحسن علي النقي عليه السّلام الإمام، و موسى، و يحيى، و ولده و ولده بقمّ .

و له من البنات خمسه: فاطمة، و بهجت، صاحب الرواية، و بريهة، و حكيمة، و خديجة. لا عقب للبنات و لا ليحيى(2).

{111} 6 - ابن أبي الثلج البغدادي رحمه اللّه: ولد لمحمد بن علي عليهما السّلام: علي بن محمد العسكري، و موسى، و أمّ كلثوم(3).

{112} 7 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان لأبي جعفر عليه السّلام من الأولاد: علي الإمام عليه السّلام، و موسى، و لم يخلف ذكرا غيرهما.

و من البنات: حكيمة، و خديجة، و أمّ كلثوم.

و يقال: إنّ له من البنات غير من ذكرناه، فاطمة، و أمامة(4).

{113} 8 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: قال ابن بابويه رحمه اللّه: و أولاده [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] علي الإمام عليه السّلام، و موسى، و حكيمة، و خديجة، و أمّ كلثوم.

و قال أبو عبد اللّه الحارثي: خلّف [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] فاطمة، و أمامة فقط.

و قد كان زوّجه المأمون ابنته و لم يكن له عليه السّلام منها ولد(5).

ص: 44


1- دلائل الإمامة: ص 397، س 1.
2- الشجرة المباركة: ص 78، س 3.
3- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 21، س 4.
4- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 130، س 3.
5- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 1. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 10. تاريخ قمّ : ص 301. قطعة منه في أحوال زوجته عليه السّلام أمّ الفضل.

{114} 9 - ابن الصبّاغ رحمه اللّه: و خلّف [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] من الولد، عليا الإمام عليه السّلام، و موسى، و فاطمة، و أمامة.

ابنين و ابنتين(1).

{115} 10 - القندوزي الحنفي: و العقب من ولده [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] في رجلين: علي الهادي عليه السّلام، و موسى المبرقع، فأولاد موسى، بالري و قم و ما قاربهما.

و سائر أولاده الحسن و حكيمة و أمامة و فاطمة رضي اللّه عنهم(2).

{116} 11 - سبط ابن الجوزي: و كان له [أي الجواد عليه السّلام] أولاد، المشهور منهم: علي (الإمام عليه السّلام)(3).

{117} 12 - الگنجي الشافعي: و خلّف [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] من الولد: الهادي عليا عليه السّلام(4).

{118} 13 - كبار المحدّثين و المورّخين رحمهم اللّه: ولد لمحمد بن علي عليهما السّلام علي

ص: 45


1- الفصول المهمّة: ص 276، س 5. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416. نور الأبصار: ص 330، س 23. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 598.
2- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 6. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 14.
3- تذكرة الخواصّ : ص 321، س 22. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 11.
4- كفاية الطالب: ص 458، س 6. عنه إحقاق الحقّ : ج 2، ص 414، س 6، بتفاوت.

ابن محمد العسكري عليهما السّلام، و موسى، و أمّ كلثوم(1).

{119} 14 - القندوزي الحنفي: و له [أي الجواد عليه السّلام] ولدان ذكران و بنتان:

أحدهما: موسى، و ثانيهما: علي النقي عليه السّلام و هو وارث أبيه علما و كمالا و سخاء(2).

{120} 15 - القندوزي الحنفي:... موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم (رضي اللّه عنهم) قال: حدّثتني حكيمة بنت الإمام محمد التقي الجواد عليه السّلام...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{121} 16 - الحافظ رجب البرسي رحمه اللّه: ما رواه الحسن بن حمدان عن حليمة بنت محمد بن علي الجواد...(4).

{122} 17 - العلاّمة الحلي رحمه اللّه: و خلّف [الجواد عليه السّلام] بعده من الولد عليا ابنه الإمام من بعده، و موسى، و فاطمة و أمامة ابنتيه، و لم يخلّف ذكرا غير من سمّيناه(5).

{123} 18 - علي العلوي العمري: فولد الإمام التقي أبو جعفر محمد بن علي ابن موسى الكاظم عليهم السّلام: محمدا، و عليا، و موسى، و الحسن، و حكيمة، و بريهة،

ص: 46


1- تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 100، س 2.
2- الصواعق المحرقة: ص 206، س 26. عنه ينابيع المودّة: ج 3، ص 128، س 3. يأتي الحديث أيضا في (أحوال أولاده عليه السّلام).
3- ينابيع المودّة: ج 3، ص 301، س 4.
4- مشارق أنوار اليقين: ص 101، س 17.
5- المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 229، س 5.

و أمامة، و فاطمة(1).

{124} 19 - ابن حجر الهيتمي: يقال: إنّه [أي أبا جعفر الثاني عليه السّلام] سمّ أيضا عن ذكرين و بنتين، أجلّهم علي العسكري(2).

{125} 20 - عبد اللّه الشبراوي: ترك [أبو جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السّلام] ابنين و بنتين(3).

{126} 21 - فاضل الصفوي: بنات الإمام الجواد عليه السّلام: زينب أمّ محمد، و ميمونة، و خديجة، و حكيمة، و أمّ كلثوم، أمّهن أمّ الولد(4).

{127} 22 - القندوزي الحنفي:... موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم (رضي اللّه عنهم) قال: حدّثتني حكيمة بنت الإمام محمد التقي الجواد عليه السّلام...(5).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{128} 23 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... عن حكيمة بنت أبي الحسن القرشي...

عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى التقي عليهم السّلام...(6).

{129} 24 - العلاّمة الحلي رحمه اللّه: و خلّف [الجواد عليه السّلام] بعده من الولد: عليّا ابنه الإمام من بعده، و موسى، و فاطمة، و أمامة ابنتيه، و لم يخلّف ذكرا غير من

ص: 47


1- المجدي في الأنساب: ص 128، س 15.
2- الصواعق المحرقة: ص 206، س 28. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 3.
3- الإتحاف بحبّ الأشراف: ص 64. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593، س 14.
4- الشجرة الطيّبة: ص 8-11.
5- ينابيع المودّة: ج 3، ص 301، س 4.
6- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 14.

سمّيناه(1).

25 - الحافظ رجب البرسي رحمه اللّه: ما رواه الحسن بن حمداني عن حليمة بنت محمد بن علي الجواد...(2).

الثاني في أحوال أولاده عليه السّلام:
(الإمام علي الهادي عليه السّلام و السيّد موسى المبرقع)

{130} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و كان الإمام بعد أبي جعفر عليه السّلام ابنه أبا الحسن علي بن محمد عليهما السّلام... و الاشارة إليه من أبيه بالخلافة و كان مولده بصريا بمدينة الرسول للنصف من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة و مائتين(3).

{131} 2 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: روى الحميري، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن أبيه: أنّ أبا جعفر عليه السّلام لمّا أراد الخروج من المدينة إلى العراق و معاودتها، أجلس أبا الحسن عليه السّلام في حجره بعد النصّ عليه.

و قال: ما الذي تحبّ أن أهدي إليك من طرائف العراق ؟

فقال عليه السّلام: سيفا، كأنّه شعلة نار.

ثمّ التفت إلى موسى ابنه، فقال: ما تحبّ أنت ؟

فقال: فرس(4).

فقال [أبو جعفر عليه السّلام]: أشبهني أبو الحسن، و أشبه هذا أمّه(5).

ص: 48


1- المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 229، س 5.
2- مشارق أنوار اليقين: ص 101، س 17.
3- الإرشاد: ص 327، س 7. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 356، س 10.
4- في إثبات الوصيّة: فرش بيت.
5- عيون المعجزات: ص 133، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 123، ح 5. إثبات الوصيّة: ص 228، س 15، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1، (ملاطفته عليه السّلام مع أولاده)، و ف 4، ب 3، (مشابهة الإمام الهادي أباه عليهما السّلام).

{132} 3 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: محمد الجواد عليه السّلام... أعقب من رجلين هما علي الهادي عليه السّلام، و موسى المبرقع،....

أمّا علي الهادي، فيلقّب العسكري، لمقامه بسرّمن رأى، و كانت تسمّى العسكر، و أمّه أمّ ولد. و كان في غاية الفضل و نهاية النبل، أشخصه المتوكّل إلى سرّ من رأى، فأقام بها إلى أن توفّي(1).

4 - ابن الحجر الهيتمي: و له [أي الجواد عليه السّلام] ولدان ذكران و بنتان:

أحدهما: موسى، و ثانيهما: علي النقي عليه السّلام و هو وارث أبيه علما و كمالا و سخاء(2).

{133} 5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن الحسن الحسني(3)، قال: حدّثني أبو الطيّب المثنّى يعقوب بن ياسر، قال: كان المتوكّل يقول:

و يحكم! قد أعياني أمر ابن الرضا؛ أبي أن يشرب معي، أو ينادمني، أو أجد منه فرصة في هذا.

فقالوا له: فإن لم تجد منه، فهذا أخوه موسى قصّاف(4) عزّاف(5) يأكل

ص: 49


1- عمدة الطالب: ص 179، س 7.
2- الصواعق المحرقة: ص 206، س 26.
3- في البحار: الحسين بن الحسن الحسيني.
4- قصف الرجل، قصفا و قصوفا: أقام في أكل و شرب و لهو. أقرب الموارد: ج 2، ص 1007، (قصف).
5- العزف: اللّعب بالمعازف، و هي الدفوف و غيرهما ممّا يضرب،... و العازف: اللاعب بها و المغنّي، لسان العرب: ج 9، ص 244، (عزف).

و يشرب و يتعشّق.

قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتّى نموّه به على الناس، و نقول: ابن الرضا.

فكتب إليه و اشخص مكرما، و تلقّاه جميع بني هاشم و القوّاد و الناس على أنّه إذا وافى أقطعه قطيعة و بنى له فيها، و حوّل الخمّارين و القيان إليه، و وصله و برّه، و جعل له منزلا سريّا حتّى يزوره هو فيه.

فلمّا وافى موسى، تلقّاه أبو الحسن عليه السّلام في قنطرة و صيف و هو موضع تتلقّى فيه القادمون، فسلّم عليه و وفّاه حقّه، ثمّ قال له: إنّ هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك، و يضع منك، فلا تقرّ له أنّك شربت نبيذا قطّ.

فقال له موسى: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي ؟

قال عليه السّلام: فلا تضع من قدرك، و لا تفعل فإنّما أراد هتكك.

فأبى عليه، فكرّر عليه. فلمّا رأى أنّه لا يجيب، قال: أما أنّ هذا مجلس لا تجمع أنت و هو عليه أبدا.

فأقام ثلاث سنين يبكّر كلّ يوم، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فرح. فيروح.

فيقال: قد سكر، فبكّر. فيبكّر، فيقال: شرب دواء.

فما زال على هذا ثلاث سنين حتّى قتل المتوكّل، و لم يجتمع معه عليه(1).

ص: 50


1- الكافي: ج 1، ص 502، ح 8. عنه البحار: ج 50، ص 158، ح 49، بتفاوت، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 429، ح 2431. إرشاد المفيد: ص 331، س 20، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 3، ح 6. إعلام الورى: ج 2، ص 121، س 12، بتفاوت. كشف الغمّة: ج 2، ص 381، س 2، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 409، س 21، بتفاوت.

{134} 6 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: قال الحسن بن علي القميّ في ترجمة تاريخ قمّ نقلا عن الرضائية للحسين بن محمد بن نصر: أوّل من انتقل من الكوفة إلى قمّ من السادات الرضويّة كان أبا جعفر موسى بن محمد بن علي الرضا عليهم السّلام في سنة ستّ و خمسين و مائتين و كان يسدل على وجهه برقعا دائما فأرسلت إليه العرب أن أخرج من مدينتنا و جوارنا.

فرفع البرقع عن وجهه فلم يعرفوه فانتقل عنهم إلى كاشان فأكرمه أحمد بن عبد العزيز بن دلف العجلي فرحّب به، و ألبسه خلاعا فاخره، و أفراسا جيادا و وظّفه في كلّ سنة ألف مثقال من الذهب و فرسا مسرّجا.

فدخل قمّ بعد خروج موسى منه أبو الصديم الحسين بن علي بن آدم و رجل آخر من رؤساء العرب و أنباهم على إخراجه فأرسلوا رؤساء العرب لطلب موسى و ردّوه إلى قمّ و اعتذروا منه و أكرموه و اشتروا من مالهم له دارا و وهبوا له سهاما من قرى هنبرد و اندريقان و كارجة و أعطوه عشرين ألف درهم و اشترى ضياعا كثيرة.

فأتته أخواته زينب، و أمّ محمد، و ميمونه بنات الجواد عليه السّلام و نزلن عنده فلمّا متن عند فاطمة بنت موسى عليهما السّلام و أقام موسى بقمّ حتّى مات ليلة الأربعاء لثمان ليال بقين من ربيع الآخر سنة ستّ و تسعين و مائتين، و دفن في داره و هو المشهد المعروف اليوم(1).

{135} 7 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و أمّا موسى المبرقع، بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم عليهم السّلام و هو لأمّ ولد: مات بقمّ ، و قبره بها،...(2).

ص: 51


1- البحار: ج 50، ص 160، س 7.
2- عمدة الطالب: ص 182، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 160، س 5 و ص 15، ح 20.

{136} 8 - المامقاني رحمه اللّه: موسى بن محمد، أخي أبي الحسن الهادي عليه السّلام، قد روى في باب ميراث الخنثى من التهذيب عن الحسن بن علي بن كيسان عنه، عن أبي الحسن الثالث عليه السّلام(1).

د - إخوته و أخواته و أعمامه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:
الأوّل في إخوته و أخواته عليه السّلام:

{137} 1 - الإربلي رحمه اللّه: [قال محمد بن طلحة]: و أمّا أولاده [أي الرضا عليه السّلام] فكانوا ستّة: خمسة ذكور، و بنت واحدة.

و أسماء أولاده: محمد القانع عليه السّلام، الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسين، عائشة.

و قال عبد العزيز بن الأخضر: له من الولد: خمسة رجال، و ابنة واحدة، هم:

محمد الإمام عليه السّلام، و أبو محمد الحسن، و جعفر، و إبراهيم، و الحسين، و عائشة.

و قال ابن الخشّاب: ولد له خمس بنين و ابنة واحدة، أسماء بنيه: محمد الإمام أبو جعفر الثاني عليه السّلام، أبو محمد الحسن، و جعفر، و إبراهيم، و الحسن، و عائشة فقط(2).

ص: 52


1- تنقيح المقال: ج 3، ص 259، رقم 12282.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 267، س 3 و 16، و ص 284، س 17. عنه البحار: ج 49، ص 222، س 2. نور الأبصار: ص 325، س 7. أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 15.

{138} 2 - ابن أبي الثلج البغدادي رحمه اللّه: ولد لعلي بن موسى الرضا عليهما السّلام:

محمد عليه السّلام، و موسى(1).

{139} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أبو الحسن بكر بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشج العصري، قال: حدّثتنا فاطمة بنت علي بن موسى عليهما السّلام، قالت: سمعت أبي عليا يحدّث عن أبيه...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{140} 4 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: كتاب المسلسات:... عن بكر بن أحنف قال: حدّثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليهما السّلام قالت: حدّثتني فاطمة، و زينب، و أمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر عليهما السّلام:...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{141} 5 - علي بن يوسف الحلّي رحمه اللّه: كان له [أي للرضا عليه السّلام]: ولدان، أحدهما محمد، و الآخر موسى. لم يترك غيرهما.

في كتاب الدر: مضى الرضا عليه السّلام، و لم يترك ولدا إلاّ أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام و كان سنّه يوم وفاة أبيه سبع سنين و أشهر(4).

{142} 6 - الراوندي رحمه اللّه: أنّ محمد بن إبراهيم الجعفري، روى عن حكيمة

ص: 53


1- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 21، س 1. تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 109، س 2.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 70، ح 327، و ص 71، ح 328. عنه البحار: ج 72، ص 147، ح 1، و ص 388، ح 36، و ج 70، ص 263، ح 7. أعيان الشيعة: ج 2، ص 13، س 28.
3- البحار: ج 65، ص 76، ح 136، نقلا عن كتاب المسلسلات.
4- العدد القويّة: ص 294، ح 22 و 23. عنه البحار: ج 49، ص 222، ضمن ح 13.

بنت الرضا عليه السّلام، قالت:...(1).

{143} 7 - ابن الصبّاغ: قال ابن الخشّاب في كتابه مواليد أهل البيت عليهم السّلام:

ولد للرضا عليه السّلام: خمس بنين و ابنة واحدة، أسماء أولاده: محمد القانع، و الحسن، و جعفر، و إبراهيم، و الحسين، و البنت: عائشة - رضوان اللّه عليهم أجمعين -(2).

{144} 8 - فخر الرازي: أبو الحسن علي الرضا عليه السّلام و له من الأبناء: خمسة و بنت واحدة.

أمّا البنون: فأبو جعفر محمد التقي الإمام عليه السّلام، و الحسن، و علي، قبره بمرو، و الحسين و موسى.

و البنت هي: فاطمة عليها السّلام(3).

{145} 9 - القندوزي الحنفي: أولاده [أي الرضا عليه السّلام] خمسة و بنت واحدة، أجلّهم و أكملهم محمد التقي الجواد عليه السّلام.

و ولده [أى الرضا عليه السّلام]: محمد الجواد عليه السّلام، و موسى، و فاطمة، و أعقب محمد(4).

10 - المسعودي رحمه اللّه:... الحسين بن قارون، عن رجل ذكر أنّه كان رضيع أبي جعفر عليه السّلام...(5).

ص: 54


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 372، ح 2. عنه البحار: ج 50، ص 69، ح 47، و كشف الغمّة: ج 2، ص 365، س 16.
2- الفصول المهمّة: ص 264، س 10.
3- الشجرة المباركة: ص 77، س 13.
4- ينابيع المودّة: ج 3، ص 124، س 4، و ص 169، س 1. الصواعق المحرقة: ص 205، س 29، عن المسعودي.
5- إثبات الوصيّة: ص 229، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ب 6، (إخبار ابنه الهادي بشهادته عليهما السّلام)، رقم 168.

11 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه:... حدّثني أبي الجليل الملقّب بشاذان، قال:

حدّثني أحمد بن أبي خلف، ظئر أبي جعفر عليه السّلام، قال: كنت مريضا، فدخل عليّ أبو جعفر عليه السّلام، يعودني في مرضي...(1).

الثاني في أحوال عمّه عليه السّلام، الحسين بن موسى:

{146} 1 - الحميري رحمه اللّه: و قال أحمد بن محمد بن عيسى، قال أحمد بن محمد بن أبي نصر: كنت عند الرضا علي بن موسى عليهما السّلام و كان كثيرا ما يقول:

استخرج منه الكلام - يعني أبا جعفر عليه السّلام -؛ فقلت له يوما: أيّ عمومتك أبرّ بك ؟ قال: الحسين.

فقال أبوه صلّى اللّه عليه: صدق و اللّه! هو و اللّه أبرّهم به، و أخيرهم له.

- صلّى اللّه عليهما جميعا -(2).

الثالث في أحوال عمّه عليه السّلام، عبد اللّه بن موسى:

{147} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال:

حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستاني، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي، قال: روى محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: كنت واقفا على رأس الرضا عليه السّلام بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حدث حدث فإلى من ؟

ص: 55


1- رجال الكشّي: ص 484، ح 913. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 3، (مدح يونس بن عبد الرحمن)، رقم 560.
2- قرب الإسناد: ص 378، ح 1334. عنه البحار: ج 49، ص 219، ح 5. قطعة منه في ف 3، ب 3، (الحسين بن محمد، عمّه عليه السّلام).

قال: إلى ابني أبي جعفر.

قال: فإن استصغر سنّه ؟

فقال له أبو الحسن: إنّ اللّه بعث عيسى بن مريم قائما بشريعته في دون السنّ التي يقوم فيها أبو جعفر على شريعته.

فلمّا مضى الرضا عليه السّلام، و ذلك في سنة اثنتين و مائتين، و سنّ أبي جعفر عليه السّلام ستّ سنين و شهور(1) و اختلف الناس في جميع الأمصار، و اجتمع الريّان بن الصلت، و صفوان بن يحيى، و محمد بن حكيم، و عبد الرحمن بن الحجّاج، و يونس بن عبد الرحمن، و جماعة من وجوه العصابة في دار عبد الرحمن بن الحجّاج، في بركة زلزل(2)، يبكون و يتوجّعون من المصيبة.

فقال لهم يونس: دعوا البكاء، من لهذا الأمر يفتي بالمسائل إلى أن يكبر هذا الصبي ؟ - يعني أبا جعفر عليه السّلام - و كان له ستّ سنين و شهور. ثمّ قال: أنا و من مثلي!

فقام إليه الريّان بن الصلت، فوضع يده في حلقه، و لم يزل يلطم وجهه و يضرب رأسه، ثمّ قال له: يا ابن الفاعلة! إن كان أمر من اللّه جلّ و علا، فابن يومين مثل ابن مائة سنة، و إن لم يكن من عند اللّه فلو عمّر الواحد من الناس خمسة آلاف سنة ما كان يأتي بمثل ما يأتي به السادة عليهم السّلام أو ببعضه، أو هذا ممّا ينبغي أن ينظر فيه ؟ و أقبلت العصابة على يونس تعذله.

و قرب الحجّ ، و اجتمع من فقهاء بغداد و الأمصار و علمائهم ثمانون رجلا، و خرجوا إلى المدينة، و أتوا دار أبي عبد اللّه عليه السّلام، فدخلوها، و بسط لهم بساط

ص: 56


1- في إثبات الوصيّة: نحو سبع سنين.
2- في إثبات الوصيّة: زلول: و هو بفتح أوّله، و تكرير اللام، و هو فعول من الزلل: مدينة في شرقي أزيلي بالمغرب، كما في معجم البلدان: ج 3، ص 146.

أحمر، و خرج إليهم عبد اللّه بن موسى، فجلس في صدر المجالس، و قام مناد فنادى: هذا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فمن أراد السؤال، فليسأل.

فقام إليه رجل من القوم فقال له: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

قال: طلّقت ثلاث دون الجوزاء.

فورد على الشيعة ما زاد في غمّهم و حزنهم.

ثمّ قام إليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟

قال: تقطع يده، و يجلد مائة جلدة، و ينفى.

فضجّ الناس بالبكاء.

و كان قد اجتمع فقهاء الأمصار. فهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجالس، و خرج موفّق.

ثمّ خرج أبو جعفر عليه السّلام، و عليه قميصان، و إزار، و عمامة بذؤابتين، إحداهما من قدّام، و الاخرى من خلف؛ و نعل بقبالين، فجلس و أمسك الناس كلّهم، ثمّ قام إليه صاحب المسألة الاولى، فقال: يا ابن رسول اللّه! ما تقول فيمن قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟»

فقال له: يا هذا! اقرأ كتاب اللّه، قال اللّه تبارك و تعالى: «اَلطَّلاٰقُ مَرَّتٰانِ فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسٰانٍ » (1). في الثالثة.

قال: فإنّ عمّك أفتاني. بكيت و كيت!!

فقال له: يا عمّ ! اتّق اللّه، و لا تفت و في الأمّة من هو أعلم منك.

فقال إليه صاحب المسألة الثانية، فقال له: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في

ص: 57


1- البقرة: 229/2.

رجل أتى بهيمة ؟»

فقال: يعزّر و يحمى ظهر البهيمة، و تخرج من البلد، لا يبقى على الرجل عارها.

فقال: إنّ عمّك أفتاني. بكيت و كيت.

فالتفت و قال بأعلى صوته: لا إله إلاّ اللّه، يا عبد اللّه! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يدي اللّه، فيقول لك: لم أفتيت عبادي بما لا تعلم، و في الأمّة من هو أعلم منك ؟!»

فقال له عبد اللّه بن موسى: رأيت أخي الرضا عليه السّلام و قد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: إنّما سئل الرضا عليه السّلام عن نبّاش نبش قبر امرأة ففجر بها، و أخذ ثيابها، فأمر بقطعه للسرقة، و جلده للزنا، و نفيه للمثلة. ففرح القوم(1).

{148} 2 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: عن صفوان بن يحيى قال:

قلت للرضا عليه السّلام قد كنّا نسألك عن الإمام بعدك قبل أن يهب اللّه لك أبا جعفر و كنت تقول: يهب اللّه لي غلاما، و قد وهب اللّه لك و أقرّ عيوننا و لا أرانا اللّه يومك، فإن كانت الحادثة فإلى من نفزع ؟

ص: 58


1- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 285، ح 2328 و حلية الأبرار: ج 4، ص 549. إثبات الوصيّة: ص 220، س 8، مرسلا عن المحمودي بتغيير آخر لم نذكره. عنه مستدرك الوسائل: ج 18، ص 136، ح 22309 و ص 190، ح 22473. قطعة منه في ب 5، (سنّه حين شهادة أبيه عليهما السّلام)، و ف 2، ب 4، (النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام، و ف 3، ب 3، (ذمّ عمّه عبد اللّه بن موسى)، و ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام)، و ف 4، ب 4، (سؤال يوم القيامة)، و ف 5، ب 10، (شرائط صحّة الطلاق)، و ب 23، (حدّ من أتى بهيمة)، و ف 6، ب 1، (البقرة: 229/2)، و ف 7، ب 1، (موعظة في النهي عن القول بما لا تعلم)، و ف 9، ب 4، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

فأشار بيده إلى أبي جعفر و هو قائم بين يديه، فقلت: جعلت فداك و هو ابن ثلاث سنين ؟!

فقال عليه السّلام و ما يضرّه ذلك ؟ قد قام عيسى عليه السّلام بالحجّة و هو ابن سنتين.

و لمّا قبض الرضا عليه السّلام كان سنّ أبي جعفر عليه السّلام نحو سبع سنين، فاختلفت الكلمة بين الناس ببغداد و في الأمصار، و اجتمع الريّان بن الصلت، و صفوان بن يحيى، و محمد بن حكيم، و عبد الرحمن بن حجّاج، و يونس بن عبد الرحمن، و جماعة من وجوه الشيعة و ثقاتهم في دار عبد الرحمن بن الحجّاج في بركة زلول(1) يبكون و يتوجّعون من المصيبة.

فقال لهم يونس بن عبد الرحمن: دعوا البكاء! من لهذا الأمر؟ و إلى من نقصد بالمسائل إلى أن يكبر هذا؟ يعني أبا جعفر عليه السّلام.

فقام إليه الريّان بن الصلت، و وضع يده في حلقه، و لم يزل يلطمه، و يقول له:

أنت تظهر الإيمان لنا، و تبطن الشكّ و الشرك، إن كان أمره من اللّه، فلو أنّه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم و فوقه، و إن لم يكن من عند اللّه فلو عمّر ألف سنة فهو واحد من الناس، هذا ممّا ينبغي أن يفكّر فيه.

فأقبلت العصابة عليه تعذله و توبّخه، و كان وقت الموسم، فاجتمع من فقهاء بغداد و الأمصار و علمائهم ثمانون رجلا، فخرجوا إلى الحجّ ، و قصدوا المدينة ليشاهدوا أبا جعفر عليه السّلام. فلمّا وافوا، أتوا دار جعفر الصادق عليه السّلام لأنّها كانت فارغة، و دخلوها و جلسوا على بساط كبير، و خرج إليهم عبد اللّه بن موسى،(2) فجلس، و قام مناد و قال: هذا ابن رسول اللّه، فمن أراد السؤال فليسأله.

ص: 59


1- في مدينة المعاجز: زلزل.
2- في المصدر عبد الرحمن بن موسى و هو مصحّف عبد اللّه بن موسى.

فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب، فورد على الشيعة ما حيّرهم و غمّهم، و اضطربت الفقهاء، و قاموا و همّوا بالانصراف، و قالوا في أنفسهم:

لو كان أبو جعفر عليه السّلام يكمل جواب المسائل، لما كان من عبد اللّه ما كان، و من الجواب بغير الواجب.

ففتح عليهم باب من صدر المجالس و دخل موفّق و قال: هذا أبو جعفر! فقاموا إليه بأجمعهم و استقبلوه و سلّموا عليه.

فدخل صلوات اللّه عليه و عليه قميصان و عمامة بذؤابتين، و في رجليه نعلان.

و أمسك الناس كلّهم، فقام صاحب المسألة، فسأله عن مسائله.

فأجاب عنها بالحقّ ، ففرحوا و دعوا له، و أثنوا عليه، و قالوا له: إنّ عمّك عبد اللّه أفتى بكيت و كيت!

فقال: لا إله إلاّ اللّه، يا عمّ ! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يديه فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم، و في الأمّة من هو أعلم منك ؟!(1)

{149} 3 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال: لمّا مات أبو الحسن الرضا عليه السّلام حججنا فدخلنا على أبي جعفر عليه السّلام و قد حضر خلق من الشيعة من كلّ بلد لينظروا إلى أبي جعفر عليه السّلام.

فدخل عمّه عبد اللّه بن موسى، و كان شيخا كبيرا نبيلا، عليه ثياب خشنة،

ص: 60


1- عيون المعجزات: ص 122، س 1. عنه مدينة المعاجز: ج 7 ص 288 ح 2329، و البحار: ج 50 ص 99 ح 12، و حلية الأبرار: ج 4 ص 546 ح 8، و الأنوار البهيّة: ص 260 س 10. قطعة منه في ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام)، و ف 4، ب 4، (سؤال يوم القيامة)، و ف 7، ب 1، (موعظة في النهي عن القول بما لا تعلم).

و بين عينيه سجّادة، فجلس و خرج أبو جعفر عليه السّلام من الحجرة، و عليه قميص قصب، و رداء قصب، و نعل جدد(1) بيضاء.

فقام عبد اللّه، فاستقبله و قبّل بين عينيه، و قام الشيعة، و قعد أبو جعفر عليه السّلام على كرسي، و نظر الناس بعضهم إلى بعض و قد تحيّروا لصغر سنّه.

فابتدر رجل من القوم، فقال لعمّه: أصلحك اللّه، ما تقول في رجل أتى بهيمة ؟ فقال: تقطع يمينه و يضرب الحدّ. فغضب أبو جعفر عليه السّلام ثمّ نظر إليه، فقال: يا عمّ ! اتّق اللّه! اتّق اللّه!، إنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي اللّه عزّ و جلّ فيقول لك: لم أفتيت الناس بما لا تعلم ؟

فقال له عمّه: أستغفر اللّه يا سيّدي، أ ليس قال هذا أبوك صلوات اللّه عليه ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: إنّما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها.

فقال أبي: تقطع يمينه للنبش، و يضرب حدّ الزنا، فإنّ حرمة الميتة كحرمة الحيّة.

فقال: صدقت يا سيّدي، و أنا أستغفر اللّه.

فتعجّب الناس، فقالوا: يا سيّدنا أ تأذن لنا أن نسألك ؟

فقال: نعم!

فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة فأجابهم فيها و له تسع سنين(2).

ص: 61


1- في البحار: حذو.
2- الاختصاص: ص 102، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 85، ح 1، و وسائل الشيعة: ج 28، ص 280، ح 34759، باختصار، و الأنوار البهيّة: ص 259، س 12. قطعة منه في: ف 2، ب 3، (جوابه عليه السّلام بثلاثين ألف مسألة)، و ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام)، (تقبيل الناس بين عينيه عليه السّلام)، و ب 3، (ذم عمّه عبد اللّه بن موسى)، و ف 4، ب 4، (سؤال يوم القيامة)، و ف 7، ب 1، (موعظته في النهي عن القول بما لا تعلم)، و ف 9، ب 4، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

{150} 4 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: الجلاء و الشفاء في خبر أنّه لمّا مضى الرضا عليه السّلام جاء محمد بن جمهور العمّي(1)، و الحسن بن راشد، و علي بن مدرك، و علي بن مهزيار، و خلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة و سألوا عن الخلف بعد الرضا عليه السّلام ؟

فقالوا: بصريا، و هي قرية أسّسها موسى بن جعفر عليهما السّلام، على ثلاثة أميال من المدينة.

فجئنا و دخلنا القصر، فإذا الناس فيه متكابسون(2) فجلسنا معهم إذ خرج علينا عبد اللّه بن موسى و هو شيخ، فقال الناس: هذا صاحبنا؟!

فقال الفقهاء: قد روينا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام: أنّه لا تجتمع الإمامة في أخوين بعد الحسن و الحسين عليهما السّلام، و ليس هذا صاحبنا. فجاء حتّى جلس في صدر المجالس، فقال رجل: ما تقول أعزّك اللّه في رجل أتى حمارا؟

فقال: تقطع يده، و يضرب الحدّ، و ينفى من الأرض سنة.

ثمّ قام إليه آخر فقال: ما تقول أصلحك اللّه في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟

قال: بانت منه بصدر الجوزاء و النسر الطائر و النسر الواقع(3).

ص: 62


1- في المستدرك: محمد بن جمهور القميّ .
2- (تكبّس) الرجل: أدخل رأسه في جيب قميصه. أقرب الموارد: ج 2، ص 1062، (كبس).
3- الجوزاء: برج في السماء. أقرب الموارد: ج 1، ص 150 (جوز). النسر، كوكب، و هما اثنان، يقال لأحدهما النسر الواقع و للآخر النسر الطائر. أقرب الموارد: ج 2، ص 1295، (نسر).

فتحيّرنا في جرأته على الخطاء، إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السّلام و هو ابن ثمان سنين، فقمنا إليه، فسلّم على الناس، و قام عبد اللّه بن موسى من مجلسه، فجلس بين يديه.

و جلس أبو جعفر عليه السّلام في صدر المجالس، ثمّ قال: سلوا، رحمكم اللّه.

فقام إليه الرجل الأوّل، و قال: ما تقول أصلحك اللّه في رجل أتى حمارة ؟

قال: يضرب دون الحدّ، و يغرم ثمنها، و يحرم ظهرها و نتاجها، و تخرج إلى البريّة، حتّى تأتي عليها منيّتها، سبع أكلها، ذئب أكلها ثمّ قال بعد كلام: يا هذا! ذاك الرجل ينبش عن ميتة فيسرق كفنها، و يفجر بها، يوجب عليه القطع بالسرق، و الحدّ بالزناء، و النفي إذا كان عزبا، فلو كان محصنا لوجب عليه القتل و الرجم.

فقال الرجل الثاني: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟

قال: تقرأ القرآن ؟ قال: نعم! قال: اقرأ سورة الطلاق إلى قوله: «وَ أَقِيمُوا اَلشَّهٰادَةَ لِلّٰهِ » (1) يا هذا! لا طلاق إلاّ بخمس: شهادة شاهدين عدلين، في طهر، من غير جماع، بإرادة عزم.

ثمّ قال بعد كلام: يا هذا! هل ترى في القرآن عدد نجوم السماء؟ قال: لا! الخبر(2).

ص: 63


1- الطلاق: 2/65.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 89، ح 5، بتفاوت يسير، و مستدرك الوسائل: ج 15، ص 291، ح 18281، باختصار. قطعة منه في ف 3، ب 1، (دخوله و جلوسه عليه السّلام في المجالس)، و ف 5، ب 1، (شرائط صحّة الطلاق)، و ف 6، ب 1، (الطلاق: 2/65).
الرابع في أحوال عمّ أبيه عليهما السلام علي بن جعفر:

{151} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن محمد بن خلاّد الصيقل، عن محمد بن الحسن بن عمّار(1)، قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة، و كنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه - يعني أبا الحسن عليه السّلام - إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام المسجد - مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم -، فوثب علي ابن جعفر بلا حذاء و لا رداء، فقبّل يده و عظّمه.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: يا عمّ ! اجلس رحمك اللّه!

فقال: يا سيّدي! كيف أجلس و أنت قائم ؟

فلمّا رجع علي بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه، و يقولون: أنت عمّ أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل ؟! فقال: اسكتوا! إذ كان اللّه عزّ و جلّ - و قبض على لحيته - لم يؤهّل هذه الشيبة، و أهّل هذا الفتى، و وضعه حيث وضعه، أنكر فضله!؟ نعوذ باللّه ممّا تقولون، بل أنا له عبد(2).

ص: 64


1- في البحار: محمد بن الحسن بن عماد، و في حلية الأبرار: محمد الحسن بن عمارة.
2- الكافي: ج 1، ص 322، ح 12. عنه مقدّمة مسائل علي بن جعفر: ص 23، س 10، و الوافي: ج 2، ص 381، ح 865. و البحار: ج 47، ص 266، ح 35، و ج 50، ص 36، ح 26، و حلية الأبرار: ج 4، ص 608، ح 12، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 281، ح 2324، و الأنوار البهيّة: ص 252، س 5. قطعة منه في: ف 2، ب 6، (ما ورد عن علي بن جعفر في عظمته)، و ف 3، ب 1، (تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام) و ب 3، (مدح علي بن جعفر).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن زكريّا بن يحيى بن النعمان الصيرفي، قال: سمعت علي بن جعفر يحدّث... ثمّ جاءوا بأبي جعفر عليه السّلام فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه.

فقالوا: ليس له هاهنا أب، و لكن هذا عمّ أبيه، و هذا عمّ أبيه، و هذا عمّه، و هذه عمّته، و إن يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان، فإنّ قدميه و قدميه واحدة.

فلمّا رجع أبو الحسن عليه السّلام قالوا: هذا أبوه.

قال علي بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السّلام ثمّ قلت له: أشهد أنّك إمامي عند اللّه...(1).

{152} 3 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه: حدّثني نصر بن الصباح، البلخي، قال:

حدّثني إسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب، قال: حدّثني أبو عبد اللّه الحسن(2) بن موسى بن جعفر عليهما السّلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام بالمدينة و عنده علي بن جعفر، و أعرابي من أهل المدينة جالس، فقال لي الأعرابي: من هذا الفتى!؟ و أشار بيده إلى أبي جعفر عليه السّلام.

قلت: هذا وصي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فقال: يا سبحان اللّه! رسول اللّه قد كان منذ مائتي سنة، و كذا و كذا سنة، و هذا حدث كيف يكون ؟!

قلت: هذا وصي علي بن موسى، و علي وصي موسى بن جعفر، و موسى وصي جعفر بن محمد، و جعفر وصي محمد بن علي، و محمد وصي علي بن الحسين، و علي وصي الحسين، و الحسين وصي الحسن، و الحسن وصي علي

ص: 65


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (نسبه عليه السّلام في الأحاديث)، رقم 32.
2- في البحار و مدينة المعاجز: الحسين بن موسى بن جعفر عليهما السّلام.

ابن أبي طالب، و علي وصي رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين.

قال: و دنا الطبيب ليقطع له العرق، فقام علي بن جعفر، فقال: يا سيّدي! يبدأ بي ليكون حدّة الحديد بي قبلك. قال: قلت: يهنئك هذا عمّ أبيه.

قال: فقطع له العرق؛ ثمّ أراد أبو جعفر عليه السّلام النهوض، فقام علي بن جعفر عليه السّلام فسوّى له نعليه حتّى لبسهما(1).

{153} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه بن نصير، قال حدّثنا الحسين بن موسى الخشّاب، عن علي بن اسباط و غيره، عن علي بن جعفر بن محمد، قال:

قال لي رجل أحسبه من الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن ؟

قلت: قد مات.

قال: و ما يدريك بذاك ؟

قلت: اقتسمت أمواله و أنكحت نساؤه(2) و نطق الناطق من بعده.

قال: و من الناطق من بعده ؟

قلت: ابنه علي.

قال: فما فعل ؟

قلت: له مات.

قال: و ما يدريك أنّه مات ؟

ص: 66


1- رجال الكشّي: ص 429، ح 804. عنه البحار: ج 47، ص 264، ح 32، و ج 50، ص 104، ح 19، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 283، ح 2326، جميعا بتفاوت، و الأنوار البهيّة: ص 252، س 20، و مسائل علي بن جعفر: ص 25، س 2 و ص 320، ح 803. قطعة منه في: ف 2، ب 1، (النصّ على إمامته عن عمّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السّلام)، و ف 3، ب 1، (فصده عليه السّلام)، و (تسوية الناس نعليه له عليه السّلام).
2- في البحار: قسمت أمواله و نكحت نساؤه.

قلت: قسّمت أمواله و نكحت نساؤه و نطق الناطق من بعده.

قال: و من الناطق من بعده ؟

قلت: أبو جعفر ابنه.

قال: فقال له: أنت في سنّك و قدرك و ابن جعفر محمد تقول هذا القول في هذا الغلام!

قال: قلت: ما أراك إلاّ شيطانا.

قال: ثمّ أخذ بلحية فرفعها إلى السماء.

ثمّ قال: فما حيلتي إن كان اللّه رآه أهلا لهذا و لم ير هذه الشيبة لهذا أهلا(1).

{154} 5 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و أمّا عليّ العريضي(2)، ابن جعفر الصادق عليه السّلام: و يكنّى أبا الحسن و هو أصغر ولد أبيه مات أبوه و هو طفل.

و كان عالما كبيرا روى عن أخيه موسى الكاظم، و عن ابن عمّ أبيه الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد.

و عاش إلى أن أدرك الهادي علي بن محمد بن علي بن الكاظم عليه السّلام و مات في زمانه، و خرج مع أخيه محمد بن جعفر بمكّة ثمّ رجع عن ذلك.

و كان يرى رأي الإماميّة. فيروي: أن أبا جعفر الأخير و هو محمد بن علي ابن موسى الكاظم عليه السّلام دخل على العريضي فقام له قائما و أجلسه في موضعه و لم يتكلّم حتّى قام.

ص: 67


1- رجال الكشّي: ص 429، ح 803. عنه البحار: ج 47، ص 263، ح 31، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 282، ح 17. مسائل علي بن جعفر: ص 324، ح 809.
2- عدّه الشيخ الطوسي رحمه اللّه في رجاله من أصحاب أبيه الصادق و أخيه الكاظم و ابن أخيه الرضا عليهم السّلام، و وصفه في (الفهرست) بأنّه جليل القدر، ثقة، و له كتاب المناسك و مسائل لأخيه موسى الكاظم عليه السّلام سأله عنها، رواها الحميري في (قرب الاسناد) و توفّى سنة 210 ه.

فقال له أصحاب مجلسه: أ تفعل هذا مع أبي جعفر و أنت عمّ أبيه ؟

فضرب بيده على لحيته و قال: إذا لم ير اللّه هذه الشيبة أهلا للإمامة، أراها أنا أهلا للنار.

و نسبته إلى العريض قرية على أربعة أميال من المدينة كان يسكن بها، و أمّه أمّ ولد.

و يقال لولده العريضيّون و هم كثير. فأعقب من أربعة رجال: محمد و أحمد الشعراني و الحسن، و جعفر الأصغر(1).

{155} 6 - القندوزي الحنفي رحمه اللّه: روي: أنّ محمد الجواد عليه السّلام دخل على عمّ أبيه علي بن جعفر الصادق عليه السّلام، فقام و احترمه و عظّمه، فقالوا: إنّك عمّ أبيه، و أنت تعظّمه!؟

فأخذ بيده لحيته، و قال: إذا لم ير اللّه هذه الشيبة للإمامة، أراها أهلا للنار، إذا لم أقرّ بإمامته(2).

ص: 68


1- عمدة الطالب: ص 222، س 12.
2- ينابيع المودّة: ج 3، ص 170، س 15، عن فصل الخطاب. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 419، س 14، و إثبات الهداة: ج 3، ص 328، س 6. مقدّمة مسائل علي بن جعفر: ص 24، س 19.

الباب الخامس: سنّه و مدّة إمامته عليه السّلام و هو يشتمل على أربعة عناوين:

أ - سنّه حين خروج أبيه الرضا عليهما السلام، إلى خراسان:

{156} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، و الريّان بن الصلت جميعا....

و استوى الأمر للمأمون، كتب إلى الرضا عليه السّلام يستقدمه إلى خراسان....

فخرج و لأبى جعفر عليه السّلام سبع سنين،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - سنّه عليه السّلام حين تزويجه بأمّ الفضل:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... عن يحيى بن أكثم، إنّ المأمون خطب فقال:...

ألا و إنّي قد زوّجت زينب، ابنتي من محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام....

و يقال إنّه عليه السّلام كان ابن تسع سنين و أشهر،...(2).

ص: 69


1- الكافي: ج 1، ص 488، ح 7. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 176، ح 2251. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 149، ح 21. عنه البحار: ج 49، ص 133، ح 9، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 17، س 16.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 532.
ج - سنّه عند شهادة أبيه عليهما السلام:

{157} 1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... و لمّا قبض الرضا عليه السّلام كان سنّ أبي جعفر عليه السّلام نحو سبع سنين...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... و كان سنّه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] يوم وفاة أبيه، سبع سنين و أشهرا(2).

{158} 3 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان سنّه [أي الجواد عليه السّلام] يوم وفاة أبيه سبع سنين و أشهرا(3).

4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي عن أبيه، قال:... فلمّا مضى الرضا عليه السّلام و ذلك في سنة اثنين و مائتين، و سنّ أبي جعفر عليه السّلام ستّ سنين و شهور،...(4).

د - مدّة إمامته عليه السّلام:

{159} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و مدّة ولايته [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] سبع عشرة سنة.

و يقال: أقام مع أبيه سبع سنين و أربعة أشهر و يومين، و بعده ثمانية عشر سنة

ص: 70


1- عيون المعجزات: ص 122، س 7.
2- الإرشاد: ص 316، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (إنّه الولد الوحيد للرضا عليهما السّلام) رقم 27.
3- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 127، س 7.
4- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ب 4، (أحوال عمّه عبد اللّه بن موسى) رقم 147.

إلاّ عشرين يوما(1).

{160} 2 - الطبرسي رحمه اللّه: و كانت مدّة خلافته [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] لأبيه سبع عشرة سنة(2).

{161} 3 - الحضيني رحمه اللّه: و أقام [أبو جعفر عليه السّلام] بعد أبيه ستّ عشرة سنة و اثني عشر يوما(3).

{162} 4 - المسعودي: و أقام [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] بعده [أي أبيه الرضا عليه السّلام] ثماني عشرة سنة(4).

{163} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: كانت مدّة خلافته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] لأبيه و إمامته من بعده، سبع عشرة سنة(5).

{164} 6 - ابن الصبّاغ: و كانت مدّة إمامته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] سبعة عشر سنة، أوّلها في بقيّة ملك المأمون، و آخرها في ملك المعتصم(6).

ص: 71


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 22. عنه البحار ج 50، ص 7، ضمن ح 8.
2- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12.
3- الهداية الكبرى: ص 295، س 4.
4- إثبات الوصيّة: ص 227، س 23.
5- الإرشاد: ص 316، س 20. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 5. تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 128، س 13. المستجاد، من الإرشاد: ص 223، س 6.
6- الفصول المهمّة: ص 276، س 4. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416.

ص: 72

الباب السادس: وصيّته صلوات اللّه عليه، و شهادته و مدّة عمره و ما يناسبها و هو يشتمل على ثمانية عناوين:

أ - إخبار أبيه الرضا عليهما السلام بشهادته:

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... كلثم بن عمران، قال: قلت للرضا عليه السّلام:

أدع اللّه أن يرزقك ولدا.

فقال: إنّما أرزق ولدا واحدا و هو يرثني... يقتل غصبا؛ فيبكي له و عليه أهل السماء...(1).

ب - إخباره عليه السلام بشهادته:

{165} 1 - الإربلي رحمه اللّه: عن ابن بزيع العطّار، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا.

قال: فنظرنا، فمات عليه السّلام بعد ثلاثين شهرا(2).

ص: 73


1- عيون المعجزات: ص 121، س 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 2، النصّ عليه و (بكاء أهل السماء عليه، و فيه شبه من موسى و عيسى عليهما السّلام) رقم 336.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 63 ذيل ح 40، و إثبات الهداة: ج 3، ص 341، ح 36. الأنوار البهيّة: ص 265، س 14. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته).

{166} 2 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن القاسم، عن أبيه و روى أيضا غيره؛ قال: لمّا خرج [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] من المدينة في المرّة الأخيرة، قال: ما أطيبك يا طيبة! فلست بعائد إليك(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن إسماعيل بن مهران، قال: لمّا خرج أبو جعفر عليه السّلام من المدينة إلى بغداد....

فلمّا اخرج به الثانية إلى المعتصم، صرت إليه....

فبكى حتّى اخضلّت لحيته، ثمّ التفت إليّ ، فقال: عند هذه يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني علي(2).

4 - الراوندي رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام أنّه قال - في العشيّة التي توفّي في ليلتها -: إنّي ميّت الليلة...(3).

ج - إخبار ابنه الهادي عليهما السلام بشهادته:

{167} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبي الفضل الشهباني(4) عن هارون بن الفضل، قال: رأيت

ص: 74


1- الثاقب في المناقب: ص 516، ح 444. يأتي الحديث أيضا في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته).
2- الكافي: ج 1، ص 323، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 477.
3- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 773، ح 94. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 488.
4- في مدينة المعاجز: أبي الفضل الميشائي.

أبا الحسن(1) علي بن محمد عليهما السّلام في اليوم الذي توفّي فيه أبو جعفر عليه السّلام.

فقال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، مضى(2) أبو جعفر عليه السّلام. فقيل له: و كيف عرفت ؟

قال: لأنّه تداخلني(3) ذلّة للّه(4) لم أكن أعرفها(5).

{168} 2 - المسعودي رحمه اللّه: و روى الحميري، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن قارون، عن رجل، ذكر: أنّه كان رضيع أبي جعفر عليه السّلام، قال: بينا أبو الحسن عليه السّلام جالسا في الكتّاب، و كان مؤدّبه رجل كرخي من أهل بغداد يكنّى أبا زكريّا.

و كان أبو جعفر عليه السّلام في ذلك الوقت ببغداد، و أبو الحسن عليه السّلام بالمدينة يقرأ في اللوح على المؤدّب، إذ بكى بكاء شديدا.

ص: 75


1- في دلائل الإمامة: أبا الحسن صاحب العسكر عليه السّلام.
2- في دلائل الإمامة: مضى و اللّه أبو جعفر عليه السّلام، فقلت له: كيف تعلم و هو ببغداد و أنت هاهنا بالمدينة ؟ فقال: لأنّه تداخلني ذلّة و استكانة....
3- في إثبات الوصيّة: تداخلني ذلّ و استكانة لم أكن أعهدها.
4- في نوادر المعجزات: ذلّة، و استكانة للّه عزّ و جلّ .
5- الكافي: ج 1، ص 381، ح 5. عنه البحار: ج 50، ص 14، ح 15، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 431، ح 2433، و الوافي: ج 3، ص 664، ح 1267، و إثبات الهداة: ج 3، ص 360، ح 3. دلائل الإمامة: ص 415، ح 378، عن معاوية بن حكيم، عن أبي الفضل الشامي.... عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 431، ح 2434. إثبات الوصيّة: ص 229، س 21، روى الحميري، عن معاوية بن حكيم، عن أبي الفضل الشيباني.... بصائر الدرجات: الجزء 9، ص 487، ح 3 و 5. عنه البحار: ج 27، ص 292، ح 3، و ج 50، ص 135، ح 16، و إثبات الهداة: ج 3، ص 368، ح 27. نوادر المعجزات: ص 189، ح 8.

فسأله المؤدّب عن شأنه و بكائه، فلم يجبه، و قام فدخل الدار باكيا، و ارتفع الصياح و البكاء. ثمّ خرج عليه السّلام بعد ذلك، فسألناه عن بكائه.

فقال: إنّ أبي توفّي.

فقلنا له: بما ذا علمت ذاك ؟

قال: دخلني من إجلال اللّه - جلّ و عزّ جلاله - شيء، علمت معه أنّ أبي قد مضى (صلّى اللّه عليه) فأرّخنا الوقت، فلمّا ورد الخبر نظرنا، فإذا هو قد مضى في تلك الساعة(1).

{169} 3 - المسعودي رحمه اللّه: روى الحميري، عن محمد بن عيسى، و عن الحسن بن محمد بن معلّى(2)، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: حدّثتني أمّ محمد مولاة أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قالت: جاء أبو الحسن عليه السّلام و قد ذعر حتّى جلس في حجر أمّ أبيها، بنت موسى عمّة أبيه، فقالت له: مالك ؟

فقال لها: مات أبي و اللّه، الساعة. فقالت: لا تقل هذا!

فقال: هو و اللّه كما أقول لك.

فكتبنا الوقت و اليوم، فجاءت وفاته، و كان كما قال عليه السّلام.

و قام أبو الحسن بأمر اللّه جلّ و علا في سنة عشرين و مأتين، و له ستّ سنين

ص: 76


1- إثبات الوصيّة: ص 229، س 10. بصائر الدرجات: جزء 9، ب 21، ص 487، ح 2، بتفاوت. عنه البحار: ج 27، ص 291، ح 2، و ج 50، ص 2، ح 3، و إثبات الهداة: ج 3، ص 368، ح 26. دلائل الإمامة: ص 415، ح 379. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 445، ح 2448. قطعة منه في ب 4، (إخوته و أخواته عليه السّلام).
2- في عيون المعجزات: عن الحسين بن محمد، عن المعلّى....

و شهور في مثل سنّ أبيه عليهما السّلام بعد أن ملك المعتصم بسنتين(1).

د - وصيّته عليه السّلام:

{170} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن جعفر الكوفي، عن محمد ابن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الحسين الواسطي، أنّه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنّه أشهده على هذه الوصيّة المنسوخة: شهد أحمد ابن أبي خالد مولى أبي جعفر: أنّ أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام أشهده أنّه أوصى إلى علي ابنه بنفسه و أخواته.

و جعل أمر موسى إذا بلغ إليه، و جعل عبد اللّه بن المساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق، و غير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد.

صيّر عبد اللّه بن المساور ذلك اليوم إليه، يقوم بأمر نفسه و أخواته؛ و يصيّر أمر موسى إليه، يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدّق بها.

و ذلك يوم الأحد، لثلاث ليال خلون من ذي الحجّة، سنة عشرين و مائتين.

ص: 77


1- إثبات الوصيّة: ص 230، س 2. عيون المعجزات: ص 133، س 12، قطعة منه، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 15، ح 21، بتفاوت يسير. كشف الغمّة: ج 2، ص 384، س 17. عنه و عن الدلائل، إثبات الهداة: ج 3، ص 381، ح 51. دلائل الإمامة: ص 413، ح 374. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 443، ح 2445، روى محمد بن جعفر الملقّب بالسجّادة، عن الحسن بن علي الوشّاء.

و كتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطّه، و شهد الحسن بن محمد بن عبد اللّه ابن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، و هو الجوّاني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب.

و كتب شهادته بيده، و شهد نصر الخادم و كتب شهادته بيده(1).

ه - مدّة عمره الشريف و تاريخ شهادته عليه السلام:

{171} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: سعد بن عبد اللّه و الحميري جميعا، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعد، عن محمد بن سنان، قال: قبض محمد بن علي عليهما السّلام و هو ابن خمس و عشرين سنة، و ثلاثة أشهر، و اثني عشر يوما.

توفّي يوم الثلاثاء لستّ خلون من ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين، عاش بعد أبيه تسعة عشر سنة إلاّ خمسا و عشرين يوما(2).

{172} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر محمد بن علي

ص: 78


1- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. عنه البحار: ج 50، ص 121، ح 4، مدينة المعاجز: ج 7، ص 314، ح 2349، و إثبات الهداة: ج 3، ص 355، ح 3، قطعة منه، و الوافي: ج 2، ص 384، س 2. قطعه منه في ف 3، ب 1، (وصيّته عليه السّلام)، (غلمانه عليه السّلام و استخدام من يحبّ أن يخدمه)، و ب 3، (مدح عبد اللّه بن مساور)، و ف 4، ب 3، (النصّ على إمامة ابنه الهادي عليهما السّلام) و ف 5، ب 13، (لزوم الوصيّة).
2- الكافي: ج 1، ص 497، ح 12. عنه الوافي: ج 3، ص 832، ح 1445. كشف الغمّة: ج 2، ص 365، س 1. عنه و عن الكافي: البحار: ج 50، ص 13، ح 13. تاريخ بغداد: ج 3، ص 55، س 8.

الثاني عليهما السّلام] سنة عشرين و مائتين في آخر ذي القعدة و هو ابن خمس و عشرين سنة و شهرين و ثمانية عشر يوما(1).

{173} 3 - ابن الفتّال النيسابوري رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد ... في آخر ذي القعدة، و قيل: مات يوم السبت لستّ خلون من ذي الحجّة سنة عشرين و مأتين، فله يومئذ خمس و عشرون سنة(2).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{174} 4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد في ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، له يومئذ خمس و عشرون سنة(3).

{175} 5 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، و له يومئذ خمس و عشرون سنة(4).

{176} 6 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: و قبض أبو جعفر عليه السّلام في سنة عشرين و مائتين من الهجرة في يوم الثلاثاء، لخمس ليال خلون من ذي الحجّة، و له

ص: 79


1- الكافي: ج 1، ص 492، س 6. عنه البحار: ج 50، ص 1، ضمن ح 1، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 24. تذكرة الخواصّ : ص 321، س 13، بتفاوت.
2- روضة الواعظين: ص 267، س 24. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 2.
3- الإرشاد: ص 316، س 19، و ص 326، س 22. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 5، و كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 1، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 2، س 25، أشار إليه.
4- التهذيب: ج 6، ص 90، س 18. إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 7. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12.

أربع و عشرون سنة و شهور(1).

{177} 7 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و لم يزل [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] بها [أي بالمدينة] حتّى أشخصه المعتصم إلى بغداد في أوّل سنة خمس و عشرين و مائتين، فأقام بها حتّى توفّي في آخر ذي القعدة من هذه السنة.

و في رواية ابن عيّاش: و قبض عليه السّلام ببغداد في آخر ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، و له يومئذ خمس و عشرون سنة(2).

{178} 8 - الإربلي رحمه اللّه: قال محمد بن طلحة: فإنّه مات [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في ذي الحجّة من سنة مائتين و عشرين للهجرة في خلافة المعتصم.

قال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي رحمه اللّه: أبو جعفر محمد بن علي ابن موسى عليهم السّلام... و قبض ببغداد في آخر ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين و هو يومئذ ابن خمس و عشرين سنة.

قال محمد بن سعيد: سنة ستّ و عشرين و مائتين، فيها توفّي محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد عليه السّلام ببغداد، و كان قدمها، فتوفّي بها يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجّة يعني سنة عشرين و مائتين... فيكون عمره خمسا و عشرين سنة، قتل في زمن الواثق باللّه(3).

ص: 80


1- عيون المعجزات: ص 132، س 12. عنه البحار: ج 50، ص 17، ضمن ح 26.
2- إعلام الورى: ج 2، ص 106، س 5، و ص 91، س 7. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12. كفاية الطالب: ص 458، س 4، بتفاوت. جامع الأخبار: ص 33، س 3.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 344، س 23، و ص 345، س 9 و 13. عنه البحار: ج 50، ص 12، ضمن ح 11، و حلية الأبرار: ج 4، ص 593، ضمن ح 1.

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{179} 9 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الثاني رحمه اللّه] ببغداد مسموما في آخر ذي القعدة.

و قيل: يوم السبت لستّ ليال من ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين... و عمره خمس و عشرون سنة، قالوا: و ثلاثة أشهر و اثنان و عشرون يوما.

و سبب وروده [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] بغداد، إشخاص المعتصم له من المدينة، فورد بغداد لليلتين من المحرّم، سنة عشرين و مائتين، و أقام بها حتّى توفّي في هذه السنة(1).

{180} 10 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و استشهد [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في ملك الواثق، سنة عشرين و مائتين من الهجرة.

و كمل عمره خمسا و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و اثنين و عشرين يوما.

و يقال: اثنى عشر يوما، خلون في ذي الحجّة يوم الثلاثاء على ساعتين من النهار لخمس خلون منه، و يقال: لثلاث خلون منه(2).

{181} 11 - الإربلي رحمه اللّه: قال ابن الخشّاب... و بهذا الاسناد عن محمد بن سنان، قال: مضى المرتضى أبو جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السّلام و هو ابن خمس و عشرين سنة و ثلاثة و اثنى عشر يوما في سنة مائتين و عشرين من الهجرة... فكان مقامه مع أبيه سبع سنين و ثلاثة أشهر، و قبض في يوم الثلاثاء لستّ ليال خلون من ذي الحجّة، سنة مائتين و عشرين.

و في رواية أخرى: أقام مع أبيه تسع سنين و أشهرا(3).

ص: 81


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 16، و ص 380، س 5.
2- دلائل الإمامة: ص 395، س 2.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 12، ضمن ح 11، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 25، أشار إليه.

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{182} 12 - كبار المحدّثين و المؤرّخين رحمهم اللّه: قال الفريابي: و حدّثني أبي - و كان في الوقت الذي حدّثني بهذا الحديث، ابن أربع و تسعين سنة - قال:

مضى محمد بن علي عليهما السّلام، و هو ابن خمس و عشرين سنة، و ثلاثة أشهر (و عشرين يوما، في عام مائتين) و عشرين من الهجرة....

و قبض يوم الثلاثاء، لستّ ليال خلون من ذي الحجّة، سنة عشرين و مائتين(1).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{183} 13 - الشيخ البهائي رحمه اللّه: وفاة الإمام أبي جعفر محمد التقي عليه السّلام و ذلك ببغداد سنه - 220 -، عشرين و مائتين.

و كان عمره عليه السّلام خمسا و عشرين سنة، و منها مع أبيه ثمان سنين(2).

{184} 14 - العلامة الحلّي رحمه اللّه: و قبض [الجواد عليه السّلام] ببغداد في ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، و له يومئذ خمس و عشرون سنة(3).

{185} 15 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و كانت وفاة ابنه الإمام أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام، في ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين بسرّمن رأى، و عمره خمس و عشرون سنة و أشهر(4).

{186} 16 - الطبرسي رحمه اللّه: توفّى أبو جعفر الثاني عليه السّلام ببغداد في ذي القعدة

ص: 82


1- تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 84، س 2.
2- توضيح المقاصد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 541، س 2.
3- المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 223، س 1.
4- عمدة الطالب: ص 179، س 13، في هامش الأصل.

سنة عشرين و مائتين، و عاش عليه السّلام خمسا و عشرين سنة، مع أبيه الرضا عليه السّلام سبع سنين و أشهرا(1).

{187} 17 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: و قبض [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] في آخر ذي القعدة، و قيل: يوم الثلاثاء حادي عشر ذي القعدة سنة عشرين و مائتين(2).

{188} 18 - السيّد الأمين رحمه اللّه: و توفّى [أبو جعفر الجواد عليه السّلام]... آخر ذي القعدة، يوم السبت، أو آخر ذي الحجّة، أو لخمس، أو ست خلون منه.

يوم الثلاثاء، سنة عشرين و مائتين.... و هو ابن خمسة و عشرين سنة....

و قيل: و ثلاثة أشهر و اثنين و عشرين يوما(3).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{189} 19 - ابن الصبّاغ: قبض أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا عليهما السّلام ببغداد... فقدم بغداد... سنة عشرين و مائتين و توفّي بها في آخر ذي القعدة الحرام.

و قيل: توفّي بها يوم الثلاثاء لستّ خلون من ذي الحجّة من السنة المذكورة ... و كان له من العمر خمس و عشرون سنة و أشهر(4).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{190} 20 - الخطيب البغدادي: أخبرني علي بن أبي علي، حدّثنا الحسن بن الحسين الثعالبي أخبرنا أحمد بن عبد اللّه الذارع حدّثنا حرب بن محمد

ص: 83


1- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 11، و ص 128، س 11.
2- الدروس: ج 2، ص 14، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 15، ضمن ح 16.
3- أعيان الشيعة: ج 12، ص 32، س 21.
4- الفصول المهمّة: ص 275، س 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 2.

المؤدّب، حدّثنا الحسن بن محمد العمى البصري، حدّثني أبي، حدّثنا محمد ابن الحسين، عن محمد بن سنان. قال: مضى أبو جعفر محمد بن علي و هو ابن خمس و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و اثنى عشر يوما، و قبض في يوم الثلاثاء لست ليال خلون من ذي الحجّة سنة مائتين و عشرين، و هو ابن خمس و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و اثنى عشر يوما.

أنبأنا إبراهيم بن مخلّد، أخبرنا عبد اللّه بن اسحاق البغوي، أخبرنا الحارث ابن محمد، حدّثنا محمد بن سعد، قال: سنة عشرين و مائتين، فيها توفّى محمد ابن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي عليهم السّلام ببغداد، و كان قدمها على أبي إسحاق من المدينة، فتوفّي فيها يوم الثلاثاء لخمس ليال خلون من ذي الحجّة(1).

{191} 21 - سبط ابن الجوزي: و توفّى [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] سنة مائتين و عشرين، و هو ابن خمس و عشرين سنة... و كانت وفاته ببغداد: خامس ذي الحجّة(2).

{192} 22 - الجزري: و محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي عليهم السّلام توفّي ببغداد... فدفن بها عند جدّه موسى بن جعفر، و هو أحد الأئمّة عند الإماميّة، و صلّى عليه الواثق.

و كان عمره خمسا و عشرين سنة، و كانت وفاته في ذي الحجّة(3).

ص: 84


1- تاريخ بغداد: ج 3، ص 55، س 9 و 4. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 414، س 8. الهداية الكبرى: ص 295، س 1.
2- تذكرة الخواص: ص 321، س 13 و 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 6.
3- الكامل في التاريخ: ج 5، ص 237، س 12-15.

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{193} 23 - ابن خلّكان: قدم [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] إلى بغداد وافدا على المعتصم و معه امرأته أمّ الفضل ابنة المأمون، فتوفّي بها....

و توفّي يوم الثلاثاء، لخمس خلون من ذي الحجّة سنة عشرين و مائتين، و قيل تسع عشرة و مائتين ببغداد.

و دفن عند جدّه موسى بن جعفر، في مقابر قريش، و صلّى عليه الواثق بن المعتصم(1).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{194} 24 - المسعودي: مضى [أبو جعفر محمد الجواد] صلّى اللّه عليه في سنة عشرين و مائتين من الهجرة في يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجّة(2).

{195} 25 - المسعودي: و في هذه السنة - و هي سنة تسع عشرة و مائتين - قبض محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السّلام، و ذلك لخمس خلون من ذي الحجّة(3).

{196} 26 - الموسوي المكي: توفّى [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي القعدة، سنة عشرين و مائتين، و قيل: تسع عشرة و مائتين ببغداد(4).

ص: 85


1- وفيات الأعيان: ج 4، ص 175، س 2-3 و 18-20.
2- إثبات الوصيّة: ص 227، س 21.
3- مروج الذهب: ج 4، ص 52، س 2. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 586، س 3. الصواعق المحرقة: ص 206، س 26، بتفاوت.
4- نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 15. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 17. منهاج السنّة: ص 127. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 216.

{197} 27 - القندوزي الحنفي: و توفّى الجواد عليه السّلام سنة عشرين و مائتين، و له خمس و عشرون سنة(1).

{198} 28 - الشافعي: و أمّا عمره [أبي جعفر الجواد عليه السّلام] فإنّه مات في ذي الحجّة من سنة مائتين و عشرين، فيكون عمره خمسا و عشرين سنة(2).

{199} 29 - عبد اللّه الشبراوي: توفّي محمد الجواد رضي اللّه عنه في آخر ذي القعدة سنة عشرين و مائتين، و له من العمر خمس و عشرين سنة و شهور(3).

{200} 30 - الحرّاني بن تيميّة: و مات [محمد بن علي الجواد عليه السّلام] و هو شابّ ، ابن خمس و عشرين سنة... و مات سنة عشرين أو تسعة عشرة بعد المائتين(4).

{201} 31 - ابن أبي الثلج البغدادي: و قبض [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] يوم الثلاثاء لستّ ليال خلون من ذي الحجّة سنة عشرين و مأتين(5).

ص: 86


1- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 4، عن فصل الخطاب.
2- مطالب السئول: ص 87. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 2.
3- الإتحاف بحبّ الأشراف: ص 64. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 593، س 13. الصواعق المحرقة: ص 206، س 26، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 3.
4- منهاج السنّة: ص 127. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 12.
5- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 13، س 4.
و - كيفيّة شهادته عليه السّلام:

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان، صاحب ابن أبي دؤاد، و صديقه بشدّة، قال:

رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتم، فقلت له في ذلك ؟

فقال: وددت اليوم إنّي قد متّ منذ عشرين سنة، قال: قلت له و لم ذاك ؟ قال:

لما كان من هذا الأسود، أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، اليوم بين يدي أمير المؤمنين....

فأمر يوم الرابع فلانا من كتّاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله، فدعاه، فأبى أن يجيبه، و قال: قد علمت أنّي لا أحضر مجالسكم.

فقال: إنّي إنّما أدعوك إلى الطعام، و أحبّ أن تطأ ثيابي، و تدخل منزلي، فأتبرّك بذلك... فصار إليه، فلمّا أطعم منها، أحسّ السمّ ، فدعا بدابّته، فسأله ربّ المنزل أن يقيم ؟

قال: خروجي من دارك خير لك، فلم يزل يومه ذلك و ليله في خلفه حتّى قبض صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

{202} 2 - المسعودي: ثمّ خرج (أبو جعفر)(2) عليه السّلام في السنة التي خرج فيها المأمون إلى البليدون(3) من بلاد الروم بأمّ الفضل حاجّا إلى مكّة.

ص: 87


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 538.
2- ليس في المصدر.
3- في عيون المعجزات: (الندبرون)، و في معجم البلدان، (بذندون)، و هي قرية بينها و بين طرسوس يوم من بلاد الثغر، مات بها المأمون فنقل إلى طرسوس و دفن بها، و لطرسوس باب يقال له باب بذندون، عنده في وسط السور قبر... المأمون عبد اللّه بن هارون كان، خرج غازيا فأدركته وفاته هناك، و ذلك في سنة 218، معجم البلدان: ج 1، ص 361.

و أخرج أبا الحسن عليا ابنه معه عليه السّلام، و هو صغير، فخلّفه بالمدينة، و انصرف إلى العراق، و معه أمّ الفضل بعد أن أشار إلى أبي الحسن و نصّ عليه و أوصى إليه.

و توفّي المأمون ببليدون في يوم الخميس لثلاث(1) عشرة ليلة مضت من رجب، سنة ثماني عشرة و مائتين في(2) ستّ عشرة سنة من إمامة أبي جعفر عليه السّلام.

و بويع للمعتصم أبي إسحاق محمد بن هارون في شعبان سنة ثماني عشرة و مائتين.

فلمّا انصرف أبو جعفر عليه السّلام إلى العراق، لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبّرون و يعملون(3) الحيلة في قتله، فقال جعفر لاخته أمّ الفضل - و كانت لامّه و أبيه - في ذلك؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه و غيرتها عليه، لتفضيله أمّ أبي الحسن ابنه عليها مع شدّة محبّتها له(4)، و لأنّها لم ترزق منه ولد، فأجابت أخاها جعفرا و جعلوا سمّا في شيء من عنب رازقي، و كان يعجبه العنب الرازقي؛ فلمّا أكل منه، ندمت و جعلت تبكي.

فقال لها: ما بكاؤك! و اللّه ليضربنّك اللّه بفقر لا ينجى(5) و بلاء لا ينستر.

فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها، صارت ناسورا ينتقض عليها في كلّ وقت، فأنفقت مالها و جميع ملكها على تلك العلّة حتّى احتاجت

ص: 88


1- في المصدر: لثلاثة عشرة، لكنّه غير صحيح.
2- و في عيون المعجزات: في سنة عشر من إمامة.
3- في المصدر: يعملون في الحيلة، لكنّه غير صحيح.
4- في عيون المعجزات: (و لأنّه لم يرزق منها ولدا) بدل ما في المتن.
5- و في عيون المعجزات: لا ينجبر.

إلى رفد الناس، و يروى أنّ الناسور كان في فرجها، و تردّى جعفر بن المأمون في بئر فاخرج ميّتا، و كان سكرانا.

و لمّا حضرته عليه السّلام الوفاة نصّ على أبي الحسن، و أوصى إليه؛ و كان سلّم المواريث و السلاح إليه بالمدينة(1).

3 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... ثمّ أنفذ [المعتصم] إليه [أي إلى أبي جعفر الجواد عليه السّلام] شراب حمّاض الاترج تحت ختمه على يدى أشناس....

قال: إنّ أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي دؤاد، و سعد بن الخصيب و جماعة من المعروفين، و يأمرك أن تشرب منها بماء الثلج، و صنع في الحال.

فقال: أشربها باللّيل. قال: إنّها ينفع باردا، و قد ذاب الثلج.

و أصرّ على ذلك، فشربها عليه السّلام عالما بفعلهم(2).

{203} 4 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و قيل إنّه [أي أبا جعفر الثاني] مضى عليه السّلام مسموما(3).

ص: 89


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 15. عيون المعجزات: ص 131، س 11-17، ص 132، بتفاوت آخر لم نذكرها. عنه البحار: ج 50، ص 16، ح 26، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 406، ح 2413، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 5. دلائل الإمامة: ص 395، س 6، باختلاف. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 407، ح 2414، و إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 53، قطعة منه، بتفاوت. قطعة منه في ب 4، (أسماء أزواجه عليه السّلام)، و ف 2، ب 4، (استجابة دعائه على أمّ الفضل)، و ف 3، ب 1، (تفضيله عليه السّلام بعض أزواجه)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على أمّ الفضل).
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 384، س 14. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 542.
3- إعلام الورى: ج 2، ص 106، س 8. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12.

{204} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و قيل إنّه مضى [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام مسموما، و لم يثبت بذلك عندي خبر، فأشهد به(1).

{205} 6 - ابن الصبّاغ: و يقال: إنّه [أي أبا جعفر الثاني عليه السّلام] مات مسموما(2).

{206} 7 - الطريحي رحمه اللّه:... روى الصدوق رحمه اللّه... و سمّ المعتصم محمد الجواد عليه السّلام(3).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{207} 8 - السيد عباس المكي رحمه اللّه: و قيل: أنّه [أي الجواد عليه السّلام] مات مسموما، سمّته زوجته بأمر الواثق و المعتصم(4).

{208} 9 - الطبرسي رحمه اللّه: و قال قوم من أصحابنا: إنّ أبا محمد الحسن ابن علي العسكري عليهما السّلام مضى مسموما، و كذلك أبوه علي بن محمد و جدّه محمد ابن علي عليهما السّلام(5).

ص: 90


1- الإرشاد: ص 326، س 20. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 361، س 22، و البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 5، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 3.
2- الفصول المهمّة: ص 276، س 5. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 8.
3- المنتخب للطريحي: ص 3، س 17.
4- نزهة الجليس: ص 111، س 17. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 18.
5- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 134، س 10. إعلام الورى: ج 2، ص 131، س 17. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 430، س 5. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 29، س 9.

{209} 10 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: - في الصلاة على النبيّ و الأئمّة عليهم السّلام في كلّ يوم من شهر رمضان -... اللهمّ صلّ على محمد بن علي إمام المسلمين، و وال من والاه، و عاد من عاداه، و ضاعف العذاب على من شرك في دمه، و هو المعتصم...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{210} 11 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و قال ابن عيّاش: و قبض [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] ببغداد(2) مسموما في آخر ذي القعدة.

قال ابن بابويه: سمّ المعتصم لمحمد بن علي عليهما السّلام(3).

12 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و روي أنّ امرأته أمّ الفضل بنت المأمون سمّته في فرجه بمنديل...(4).

{211} 13 - الشبلنجي: و يقال إنّه [أي أبا جعفر الجواد عليه السّلام] مات مسموما.

يقال: إنّ أمّ الفضل بنت المأمون سقته بأمر أبيها(5).

{212} 14 - الإربلي رحمه اللّه: قتل [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في زمن الواثق

ص: 91


1- إقبال الأعمال: ص 372، س 12. عنه البحار: ج 5، ص 15، ح 18.
2- في روضة الواعظين: قتيلا مسموما.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 16، و ص 380، س 1. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 3. روضة الواعظين: ص 267، س 24. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 2، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 2.
4- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 391، س 14. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (استجابة دعائه على أمّ الفضل)، رقم 373.
5- نور الأبصار: ص 330، س 22. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 599، س 21.

باللّه(1).

{213} 15 - المسعودي رحمه اللّه: قيل إنّ أمّ الفضل بنت المأمون لمّا قدمت معه [أي مع أبي جعفر الجواد عليه السّلام] من المدينة إلى المعتصم، سمّته(2).

{214} 16 - محمد الحنفي: ثمّ أو عز المعتصم إلى أمّ الفضل اخته، زوجة الإمام [أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام]، فسقته سمّا، و توفّى منه(3).

{215} 17 - الموسوي المكّي رحمه اللّه: قبض أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا عليهما السّلام ببغداد و كان سبب وصوله إليها أشخاص المعتصم له من المدينة فقدم بغداد مع زوجته أمّ الفضل بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرّم....

و يقال: إنّه مات مسموما....

و قيل: إنّه مات مسموما، سمّته زوجته(4).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{216} 18 - ابن حجر الهيتمي رحمه اللّه: يقال: إنّه [أي أبا جعفر الجواد عليه السّلام] سمّ أيضا، عن ذكرين و بنتين(5).

ص: 92


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 16. عنه البحار: ج 50، ص 11، ضمن ح 11.
2- مروج الذهب: ج 4، ص 52، س 7. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 586، س 9.
3- أئمّة الهدى: ص 125. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 10.
4- نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 17. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 2 و 18.
5- الصواعق المحرقة: ص 206، س 28. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 5.
ز - الصلاة عليه عليه السّلام:

{217} 1 - الإربلي رحمه اللّه: و ركب هارون بن إسحاق فصلّى عليه [أي على أبي جعفر الثاني عليه السّلام] عند منزله أوّل رحبة أسوار بن ميمون من ناحية قنطرة البردان(1).

{218} 2 - ابن خلّكان: قدم [أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليه السّلام] بغداد، وافدا على المعتصم و معه امرأته أمّ الفضل ابنة المأمون، فتوفّي بها...

و صلّى عليه الواثق ابن المعتصم(2).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ح - مدفنه صلوات اللّه و سلامه عليه

{219} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السّلام] ببغداد في مقابر قريش عند قبر جدّه موسى عليه السّلام(3).

{220} 2 - الحضيني رحمه اللّه: و مشهده [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] في مقابر قريش إلى جانب مشهد جدّه موسى عليه السّلام في القبّة(4).

{221} 3 - المسعودي رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] ببغداد

ص: 93


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 17. عنه البحار: ج 50، ص 11، ضمن ح 11، و حلية الأبرار: ج 4، ص 594، س 4.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 16. عنه البحار: ج 50، ص 11، ضمن ح 11.
3- الكافي: ج 1، ص 492، س 7. عنه البحار: ج 50، ص 1، ضمن ح 1، و الوافي: ج 3، ص 832، س 17. جامع الأخبار: ص 33، س 4.
4- الهداية الكبرى: ص 295، س 9.

في تربة جدّه أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السّلام(1).

{222} 4 - المسعودي رحمه اللّه: دفن [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد في الجانب الغربي من مقابر قريش مع جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام(2).

{223} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و إنّه قبض [أي أبو جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد...

و دفن في مقابر قريش في ظهر جدّه أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام(3).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{224} 6 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همّام، قال: حدّثنا أبو جعفر أحمد بن بندار، عن منصور بن العبّاس، عن جعفر الجوهري، عن زكريّا بن آدم القميّ ، عن الرضا عليه السّلام، قال: إنّ اللّه نجا بغداد بمكان(4) قبور الحسينيين فيها(5).

{225} 7 - الإربلي رحمه اللّه: قال الشيخ محمد بن طلحة رحمه اللّه: و قبره [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] ببغداد في مقابر قريش... قال محمد بن سعيد:... قبره [أي أبي

ص: 94


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 24.
2- مروج الذهب: ج 4، ص 52، س 4. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 586، س 5. الصواعق المحرقة: ص 206، س 27.
3- الإرشاد: ص 326، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 2، ضمن ح 5. إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 15. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 369، س 11، و البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 12. التهذيب: ج 6، ص 90، س 20.
4- في جامع الأخبار: بمكان قبر أبي الحسن موسى و محمد الجواد عليهما السّلام.
5- التهذيب: ج 6، ص 82، ح 162. عنه البحار: ج 92، ص 2، ح 6. جامع الأخبار: ص 28، س 20.

جعفر الثاني عليه السّلام] عند جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام... و حمل و دفن في مقابر قريش، يلقب بالجواد... حدّثنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: محمد بن علي بن موسى أبو جعفر بن الرضا قدم من المدينة إلى بغداد وافدا على أبي إسحاق المعتصم... و توفّي ببغداد و دفن في مقابر قريش عند قبر جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام... و دفن في مقابر قريش في ظهر جدّه أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام(1).

و الكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{226} 8 - الموسوي المكّي رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] عند جدّه موسى الكاظم عليه السّلام(2).

{227} 9 - القندوزي الحنفي: و من أئمّة أهل البيت: أبو جعفر محمد الجواد ابن علي الرضا عليهم السّلام و لقبه: التقي رضي اللّه عنه.

و قبره ببغداد مع جدّه الكاظم تحت قبّة واحدة(3).

10 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: ابن الهمداني الفقيه في تتمّة تاريخ أبي شجاع الوزير:... أنّه لمّا حرّقوا القبور بمقابر قريش، جادلوا حفر ضريح أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام و إخراج رمّته و تحويلها إلى مقابر أحمد، فحال تراب

ص: 95


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 1، و س 16 و 19، و ص 361، س 23. تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 144، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 11، ضمن ح 11، قطعة منه، و حلية الأبرار: ج 4، ص 594، س 7.
2- نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 17. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 18.
3- ينابيع المودّة: ج 3، ص 169، س 2.

الهدم و زناد الحريق بينهم و بين معرفة قبره عليه السّلام(1).

{228} 11 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام] في مقابر قريش إلى جنب موسى بن جعفر عليهما السّلام(2).

{229} 12 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: و قبره [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] مشهور ببغداد في مقابر قريش في تربة جدّه أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السّلام(3).

{230} 13 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: و دفن [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في ظهر جدّه الكاظم عليه السّلام بمقابر قريش(4).

{231} 14 - ابن الصبّاغ: و دفن [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] في مقابر قريش في ظهر جدّه أبي الحسن موسى الكاظم عليه السّلام(5).

{232} 15 - الگنجي الشافعي: و دفن [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] مع جدّه موسى عليه السّلام(6).

{233} 16 - سبط ابن الجوزي: و دفن [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] إلى جانب جدّه

ص: 96


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 397، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزة قبره الشريف)، رقم 450.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 17.
3- عيون المعجزات: ص 132، س 15.
4- الدروس: ج 2، ص 15، س 1. أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 22. تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 13، بتفاوت.
5- الفصول المهمّة: ص 276، س 1. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 5.
6- كفاية الطالب: ص 458، س 5. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 414.

موسى بن جعفر عليهما السّلام، بمقابر قريش، و قبره ظاهر يزار(1).

{234} 17 - ابن أبي الثلج البغدادي: محمد بن علي عليهما السّلام قبره ببغداد في مقابر قريش(2).

{235} 18 - الخطيب البغدادي: فتوفّي [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] في بغداد، و دفن في مقابر قريش عند جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام(3).

{236} 19 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: و ضريح الكاظميّين عليهما السّلام، فهما على نصف النهار من غير انحراف بيّن(4).

{237} 20 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و المعتزّ حرّق المشهد بمقابر قريش، على ساكنها السلام(5).

ص: 97


1- تذكرة الخواص: ص 321، س 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 415، س 9.
2- تاريخ الأئمّة عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 31، س 12.
3- تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 6. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 14. إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 12، عن كتاب أئمّة الهدى.
4- البحار: ج 97، ص 433، س 3.
5- المناقب لابن شهرآشوب: ج 2، ص 211، س 14.

ص: 98

الفصل الثاني في فضائله عليه السّلام الباب الأوّل: النصّ على إمامته عليه السّلام الباب الثاني: النصّ على إمامته و مناقبه عليه السّلام الباب الثالث: مناقبه و علائم إمامته عليه السّلام الباب الرابع في معجزاته عليه السّلام الباب الخامس في زيارته و التوسّل به عليه السّلام الباب السادس: ما ورد عن العلماء و غيرهم في عظمته عليه السّلام

ص: 99

ص: 100

الفصل الثاني في فضائله عليه السّلام و يشتمل هذا الفصل على ثلاثة أبواب، و أربعة و أربعين عنوانا:

الباب الأوّل: النصّ على إمامته عليه السّلام و هو يشتمل على ستّة عشر عنوانا:

أ - النصّ على إمامته عن اللّه تبارك و تعالى في لوح فاطمة عليها السّلام:

{238} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي نضرة، قال: لمّا احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام عند الوفاة... ثمّ دعا بجابر بن عبد اللّه فقال له: يا جابر! حدّثنا بما عاينت من الصحيفة.

فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر! دخلت على مولاتي فاطمة عليها السّلام....

فقلت لها: يا سيّدة النساء! ما هذه الصحيفة التي أراها معك ؟

قالت: فيها أسماء الأئمّة من ولدي... أبو جعفر محمد بن علي الزكي...(1).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 101


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 40، ح 1. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 468، ح 107. إكمال الدين: ج 1، ص 305، ح 1. عنه و عن العيون، البحار: ج 36، ص 193، ح 2.

{239} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب؛ و أحمد بن هارون القاضي رضي اللّه عنهما، قالا: حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عن مالك السلولي، عن درست بن عبد الحميد، عن عبد اللّه بن القاسم، عن عبد اللّه ابن جبلة، عن أبي السفاتج، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: دخلت على مولاتي فاطمة عليها السّلام و قدّامها لوح، يكاد ضوؤه يغشي الأبصار، فيه اثنا عشر اسما، ثلاثة في ظاهره، و ثلاثة في باطنه، و ثلاثة أسماء في آخره، و ثلاثة أسماء في طرفه، فعددتها، فإذا هي اثنا عشر اسما.

فقلت: أسماء من هؤلاء؟

قالت: هذه أسماء الأوصياء أوّلهم ابن عمّي و أحد عشر من ولدي، آخرهم القائم [صلوات اللّه عليهم أجمعين].

قال جابر: فرأيت فيها محمدا، محمدا، محمدا، في ثلاثة مواضع و عليا، و عليا، و عليا في أربعة مواضع(1).

ص: 102


1- إكمال الدين: ج 1، ص 311، ح 2. عنه وسائل الشيعة: ج 16، ص 245، ح 21473.
ب - النصّ على إمامته عن الخضر عليهما السّلام

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السّلام قال:

... إذ أقبل رجل (الخضر عليه السّلام) حسن الهيئة و اللباس، فسلّم على أمير المؤمنين عليه السّلام، فردّ عليه، السلام.

فجلس، ثمّ قال:... و أشهد على محمد بن علي، أنّه القائم بأمر علي بن موسى (عليهم السّلام)...(1).

ج - النصّ على إمامته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

{240} 1 - سليم بن قيس الهلالي رحمه اللّه:... إنّ معاوية دعا أبا الدرداء و نحن مع أمير المؤمنين عليه السّلام بصفّين... قال علي عليه السّلام: أنشدكم اللّه، أ تعلمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قام خطيبا، و لم يخطب بعدها، و قال:

«يا أيّها الناس! إنّي قد تركت فيكم أمرين، لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما:

كتاب اللّه و عترتي، أهل بيتي...».

قام عمر بن الخطّاب شبه المغضب، فقال: يا رسول اللّه! أ كلّ أهل بيتك ؟

فقال: لا! و لكن أوصيائي، أخي منهم، و وزيري، و وارثي، و خليفتي في أمّتي، و وليّ كلّ مؤمن بعدي، و أحد عشر من ولده... ثمّ علي بن موسى، ثمّ محمد بن علي...(2).

ص: 103


1- إكمال الدين: ج 1، ص 131، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام علي عليهما السّلام)، رقم 1018.
2- كتاب سليم بن قيس: ص 748، س 18 و ص 763، س 2. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 661، ح 853، و البحار: ج 33، ص 141، ح 421.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{241} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبد اللّه الأنصاري يقول: لمّا أنزل اللّه عزّ و جلّ على نبيّه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ » (1) قلت: يا رسول اللّه! عرفنا اللّه و رسوله، فمن أولي الأمر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعتك ؟

فقال عليه السّلام: هم خلفائي يا جابر!... ثمّ محمد بن علي...(2).

ص: 104


1- النساء: 59/4.
2- إكمال الدين: ج 1، ص 253، ح 3. عنه البرهان: ج 1، ص 381، ح 1، و نور الثقلين: ج 1، ص 499، ح 331، و إثبات الهداة: ج 1، ص 500، ح 212، و البحار: ج 36، ص 249، ح 67، و الأنوار البهيّة: ص 340، س 10. كفاية الأثر: ص 53، س 5. قصص الأنبياء: ص 360، ح 436. العدد القويّة: ص 85، ح 149. عوالي اللئالي: ج 4، ص 89، ح 120، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 665، ح 863. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 282، س 7. إعلام الورى: ج 2، ص 181، س 13. عنه تأويل الآيات الظاهرة: ص 141، س 2. عنه و عن المناقب، البحار: ج 23، ص 289، ح 16. حلية الأبرار: ج 3، ص 357، ح 2، عن كتاب «النصوص على الأئمّة الاثنى عشر عليهم السّلام». الصراط المستقيم: ج 2، ص 143، س 18. ينابيع المودّة: ج 3، ص 398، ح 54. كشف الغمّة: ج 2، ص 509، س 14.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{242} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... قال ابن عبّاس: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول:... و الأئمّة بعدي... و الفعّال محمد بن علي [الجواد] عليه السّلام...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{243} 4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن الصادق جعفر بن محمد،... قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حدّثني جبرئيل عن ربّ العزّة....

فقام جابر بن عبد اللّه الأنصاري فقال: يا رسول اللّه! و من الأئمّة من ولد علي بن أبي طالب ؟

قال: الحسن و الحسين... ثمّ التقي محمد بن علي عليهم السّلام...(2).

ص: 105


1- إكمال الدين: ج 1، ص 282، ح 36. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 512، ح 239، و حلية الأبرار: ج 3، ص 105، ح 1، و البحار: ج 43، ص 248، ضمن ح 24.
2- إكمال الدين: ج 1، ص 258، ح 3. عنه البحار: ج 36، ص 251، ح 68 و إثبات الهداة: ج 1، ص 502، ح 215. البحار: ج 27، ص 118، ح 99 عن إيضاح دفائن النواصب. الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: ص 218، س 16 و ص 219، س 10، بتفاوت. قصص الأنبياء: ص 368، ح 440. الاحتجاج: ج 1، ص 167، ح 34. كفاية الأثر: ص 143، س 5. الصراط المستقيم: ج 2، ص 149، س 8، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 183، س 7. كشف الغمّة: ج 2، ص 510، س 13.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{244} 5 - حسن بن سليمان الحلّي رحمه اللّه:... عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد...

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الليلة التي كانت فيها وفاته، لعلي عليه السّلام:

يا أبا الحسن! أحضر صحيفة و دواة.

فأملى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وصيّته حتّى انتهى إلى هذا الموضع: فقال:

يا علي! إنّه سيكون بعدي اثني عشر إماما... فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن... فإذا حضرته (أي علي الرضي) الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمد الثقة التقي، فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{245} 6 - النباطي البياضي رحمه اللّه: أسند محمد بن علي القمّي برجاله إلى الحسن عليه السّلام: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، خطب قبل وفاته و قال بعدها: اللهمّ ! إنّي أعلم أنّ العلم يبيد، و أنّك لا تخلي أرضك من حجّة ظاهرة، ليس بالمطاع، أو خائف مغمور.

فلمّا نزل قلت: يا رسول اللّه! أ لست الحجّة على الخلق ؟

قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا الحجّة المنذر، و علي الهادي،... و الحجّة بعده محمد

ص: 106


1- مختصر بصائر الدرجات: ص 39، س 5. غيبة الطوسي: ص 96، س 15. عنه البحار: ج 36، ص 260، ح 81، و إثبات الهداة: ج 1، ص 549، ح 376.

[الجواد] ابنه...(1).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

{246} 7 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو المفضّل، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الكوفي، عن محمد بن عبد اللّه الفارسي، عن يحيى بن ميمون الخراساني، عن عبد اللّه بن سنان، عن أخيه محمد بن سنان الزاهري، عن سيّدنا الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام، عن أبيه، عن جدّه الحسين، و عن عمّه الحسن، عن أمير المؤمنين عليهم السّلام، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أنّه قال: إذا توالت ثلاثة أسماء من الأئمّة من ولدي: محمد و علي و الحسن، فرابعها هو القائم المأمون المنتظر(2).

{247} 8 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... ابن عبّاس قال: قدم يهودي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقال له نعثل، فقال: يا محمد!... فأخبرني وصيّك من هو؟....

فقال: نعم! إنّ وصيّي و الخليفة من بعدي، علي بن أبي طالب عليه السّلام و بعده...

فإذا مضى موسى، فابنه علي، فإذا مضى، فابنه محمد...(3).

ص: 107


1- الصراط المستقيم: ج 2، ص 154، س 9.
2- دلائل الإمامة: ص 447، ح 422.
3- كفاية الأثر: ص 11، س 5. عنه البحار: ج 36، ص 283، ح 106، و إثبات الهداة: ج 1، ص 571، ح 469، و في ص 736، س 1، عن فرائد السمطين. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 296، س 15. الصراط المستقيم: ج 2، ص 144، س 11. العدد القويّة: ص 81، ح 143، بتفاوت. ينابيع المودّة: ج 3، ص 281، ح 1.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{248} 9 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عبد اللّه بن العبّاس قال: دخلت على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... قلت: يا رسول اللّه! فكم الأئمّة بعدك ؟

قال: بعدد حواري عيسى، و أسباط موسى، و نقباء بني إسرائيل... أوّلهم علي بن أبي طالب و بعده....

فإذا انقضى موسى، فابنه علي، فإذا انقضى علي، فابنه محمد [الجواد]...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{249} 10 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال: خطبنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:... الأوصياء و الخلفاء بعدي أئمّة أبرار... أوّلهم علي ابن أبي طالب... الكاظم سمي موسى بن عمران.

و الذي يقتل بأرض الغربة ابنه علي، ثمّ ابنه محمد...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{250} 11 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال:

دخل جندب بن جنادة اليهودي من خيبر، على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال:

ص: 108


1- كفاية الأثر: ص 16، س 5. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 572، ح 470. الصراط المستقيم: ج 2، ص 145، س 6.
2- كفاية الأثر: ص 40، س 5. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 576، ح 487، و البحار: ج 36، ص 289، ح 111. المنتخب للطريحي: ص 244، س 8.

يا محمد!... فأخبرني بالأوصياء بعدك لأتمسّك بهم ؟....

فقال:... الأئمّة بعدي اثنا عشر....

قال: فسمّهم لي يا رسول اللّه!

قال:... علي بن أبي طالب... ثمّ إذا انتهت مدّة موسى قام بالأمر بعده ابنه علي، يدعى بالرضا، فإذا انقضت مدّة علي، قام بالأمر بعده محمد [الجواد] ابنه يدعى بالزكي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{251} 12 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن جعفر ابن محمد عليهما السّلام،... و عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم للحسين بن علي عليهما السّلام: يا حسين! يخرج من صلبك تسعة من الأئمّة... فإذا مضى علي [الرضا] فمحمّد ابنه...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{252} 13 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال علي عليه السّلام: كنت عند النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة... فقال سلمان:

ص: 109


1- كفاية الأثر: ص 56، س 14. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 577، ح 492 و البحار: ج 36، ص 304، ح 144. ينابيع المودّة: ج 3، ص 283، ح 2. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 736، س 19. البرهان: ج 3، ص 146، ح 7.
2- كفاية الأثر: ص 61، س 5. عنه البحار: ج 36، ص 306، ح 145 و إثبات الهداة: ج 1، ص 578، ح 493. الصراط المستقيم: ج 2، ص 143، س 2.

يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم! إنّ لكلّ نبيّ وصيّا و سبطين، فمن وصيّك، و سبطيك ؟....

قال: يا سلمان! أ تعرف من كان وصي آدم ؟

فقال: اللّه و رسوله، أعلم.

فقال:... إنّ آدم أوصى إلى ابنه....

و علي [الرضا] يدفعها إلى ابنه محمد،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{253} 14 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسن عليه السّلام، قال:... قلت: يا رسول اللّه! فقولك:... إنّ الأرض لا تخلو من حجّة ؟

قال: نعم! علي هو الإمام، و الحجّة بعدي، و أنت الحجّة....

و يخرج اللّه من صلب علي [الرضا] مولودا يقال له: محمد، فهو الإمام، و الحجّة بعد أبيه...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{254} 15 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسن بن علي عليهما السّلام، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لعلي عليه السّلام: أنت وارث علمي، و معدن حكمي و الإمام بعدي... فإذا استشهد الحسين، فعلي ابنه، يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمّة أطهار عليهم السّلام.

ص: 110


1- كفاية الأثر: ص 147، س 1. عنه البحار: ج 36، ص 333، ح 195. الصراط المستقيم: ج 2، ص 153، س 13.
2- كفاية الأثر: ص 162، س 9. عنه البحار: ج 36، ص 338، ح 201، و إثبات الهداة: ج 1، ص 591، ح 544، و البرهان: ج 2، ص 279، ح 2.

فقلت: يا رسول اللّه! فما أساميهم ؟

قال: علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{255} 16 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن سهل بن سعد الأنصاري، قال: سألت فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن الأئمّة عليهم السّلام ؟

فقالت: كان رسول اللّه يقول لعلي عليه السّلام: يا علي! أنت الإمام و الخليفة بعدي ... فإذا مضى علي [الرضا]، فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{256} 17 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن سلمان رضي اللّه عنه قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يبعث نبيّا و لا رسولا إلاّ جعل له اثنى عشر نقيبا.

فقلت: يا رسول اللّه! لقد عرفت هذا من أهل الكتابين.

قال: يا سلمان! هل علمت من نقبائي، و من الاثنى عشر الذين اختارهم اللّه للأمّة من بعدي ؟

فقلت: اللّه و رسوله، أعلم.

فقال: يا سلمان! خلقني اللّه من صفوة نوره، و دعاني فأطعته، و خلق من

ص: 111


1- كفاية الأثر: ص 166 س 14. عنه البحار: ج 36، ص 340، ح 240، و إثبات الهداة: ج 1، ص 592، ح 547. الصراط المستقيم: ج 2، ص 154، س 18.
2- كفاية الأثر: ص 195، س 4. عنه البحار: ج 36، ص 351، ح 221 و إثبات الهداة: ج 1، ص 597، ح 564. الصراط المستقيم: ج 2، ص 147، س 19.

نوري... ثمّ ابنه محمد بن علي [الجواد] المختار من خلق اللّه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{257} 18 - البحراني رحمه اللّه: أبو مخنف: بإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن مولد علي عليه السّلام... فقال [آدم عليه السّلام]: إلهي! بحقّ هؤلاء الخمسة إلاّ ما عرّفتني التسعة من ولد علي عليه السّلام.

فقال: علي بن الحسين... ثمّ محمد الجواد،...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{258} 19 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي بن أبي طالب عليه السّلام: يا علي! أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثمّ أنت يا علي! أولى بالمؤمنين من أنفسهم،... ثمّ محمد ابن علي، [الجواد]...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{259} 20 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسين بن علي عليهما السّلام، قال: قال

ص: 112


1- دلائل الإمامة: ص 447، ح 424. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 358، ح 3، و البرهان: ج 2، ص 406، ح 2 و ج 3، ص 219، ح 9. مصباح الشريعة: ص 63، س 3. البحار: ج 25، ص 6، ح 9، عن كتاب مقتضب الأثر، و ج 53، ص 142، ح 162. إثبات الهداة: ج 1، ص 708، ح 145، عن كتاب مقتضب الأثر. الهداية الكبرى: ص 375، س 8. الصراط المستقيم: ج 2، ص 142، س 22.
2- مدينة المعاجز: ج 2، ص 367، ح 610.
3- إثبات الهداة: ج 1، ص 651، ح 811، عن كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام: أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، ثمّ أنت يا علي!... ثمّ بعده [أي الرضا عليه السّلام] محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

د - النصّ على إمامته عن الحسين بن علي عليهم السّلام

{260} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن يحيى بن يعمن(2) قال: كنت عند الحسين عليه السّلام إذ دخل عليه رجل من العرب متلثّما أسمر، شديد السمرة، فسلّم، و ردّ الحسين عليه السّلام فقال: يا ابن رسول اللّه! مسألة.

قال: هات ؟،....

فأخبرني عن عدد الأئمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟

قال: اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل.

قال: فسمّهم لي ؟....

فقال: نعم! أخبرك يا أخا العرب! إنّ الإمام و الخليفة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمير المؤمنين علي عليه السّلام... علي ابنه، و بعده محمد [الجواد] ابنه و...(3).

ص: 113


1- كفاية الأثر: ص 177، س 2. عنه البحار: ج 36، ص 345، ح 211، و إثبات الهداة: ج 1، ص 594، ح 554.
2- و الظاهر أنّه يحيى بن يعمر بقرينة رواية يحيى بن عقيل عنه كما في تهذيب الكمال: ج 32 ص 53 رقم 6953، في ترجمة يحيى بن يعمر، و ج 31 ص 473 رقم 6888، في ترجمة يحيى بن عقيل. الجرح و التعديل: ج 9 ص 196 رقم 817، و ثقات ابن حيّان: ج 5 ص 523، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 441 رقم 170، تاريخ إسلام: ج 6 ج 502 رقم 433.
3- كفاية الأثر: ص 232، س 9. عنه البحار: ج 36، ص 384، ح 5، و إثبات الهداة: ج 1، ص 599، ح 573، مختصرا. الصراط المستقيم: ج 2، ص 156، س 2.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ه - النصّ على إمامته عن علي بن الحسين عليهم السّلام

{261} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: عن أبي خالد الكابلي، قال: دخلت على مولاي علي بن الحسين عليهما السّلام و في يده صحيفة كان ينظر إليها، و يبكي بكاء شديدا.

فقلت: ما هذه الصحيفة ؟

قال: هذه نسخة اللوح الذي أهداه اللّه تعالى إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيه اسم اللّه تعالى، و رسول اللّه و أمير المؤمنين... و علي الرضا، و ابنه محمد التقي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

و - النصّ على إمامته عن الباقر عليهما السّلام

{262} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و روى جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن تأويل قول اللّه عزّ و جلّ «إِنَّ عِدَّةَ اَلشُّهُورِ عِنْدَ اَللّٰهِ اِثْنٰا عَشَرَ شَهْراً...» ؟....

ثمّ قال: يا جابر! أمّا السنة، فهي جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و شهورها اثنا عشر شهرا، فهو... و علي و ابنه محمد [الجواد]...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 114


1- إثبات الهداة: ج 1، ص 651، ح 810، عن كتاب إثبات الرجعة لابن شاذان.
2- الغيبة: ص 96، س 5. عنه نور الثقلين: ج 2، ص 215، ح 140 و البحار: ج 24، ص 240، ح 2.

{263} 2 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... الكميت بن أبي المستهلّ قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام فقلت:....

ثمّ قال عليه السّلام:... الأئمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنا عشر....

قلت: يا سيّدي! فمن هؤلاء الاثنا عشر؟

قال: أوّلهم علي بن أبي طالب، و بعده... و بعد موسى ابنه علي، و بعد علي ابنه محمد [الجواد]...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{264} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السّلام، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، قال: دخلت على فاطمة عليها السّلام، و بين يديها لوح، فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثني عشر اسما، آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمد، و أربعة منهم علي صلوات اللّه عليهم [أجمعين](2).

ز - النصّ على إمامته عن الصادق عليهما السّلام

{265} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي نجران، عن عيسى بن عبد اللّه بن عمر بن علي بن

ص: 115


1- كفاية الأثر: ص 248، س 5. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 601، ح 582، قطعة منه، و البحار: ج 36، ص 390، ح 2.
2- إكمال الدين: ج 1، ص 313، ح 4. عنه وسائل الشيعة: ج 16، ص 244، ح 21472. إعلام الورى: ج 2، ص 178، س 6، بتفاوت.

أبي طالب، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: قلت له: إن كان كون - و لا أراني اللّه - فبمن آتمّ؟

فأومأ إلى ابنه موسى، قال: قلت: فإن حدث بموسى حدث فبمن آتمّ؟

قال: بولده.

قلت: فإن حدث بولده حدث، و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا، فبمن آتمّ؟

قال: بولده ثم واحدا فواحدا.

و في نسخة الصفواني: ثمّ هكذا أبدا(1).

{266} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي، و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن علي الزيتوني، و محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن أميّة بن علي، عن أبي الهيثم بن أبي حبّة، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال:

إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية: محمد، و علي، و الحسن، فالرابع، القائم(2).

ص: 116


1- الكافي: ج 1، ص 286، ح 5 و ص 309، ح 7، بتفاوت. عنه البحار: ج 25، ص 253، ح 11 و إثبات الهداة: ج 1، ص 85، ح 47. إكمال الدين: ج 2، ص 349، ح 43، بتفاوت و ص 415، ح 7. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 518، ح 257 و البحار: ج 48، ص 16، ح 8. إرشاد المفيد: ص 289، س 21. الإمامة و التبصرة: ص 124، ح 122. إعلام الورى: ج 2، ص 10، س 15.
2- إكمال الدين: ج 2، ص 333، ح 2. عنه البحار: ج 51، ص 143، ح 6 و حلية الأبرار: ج 5، ص 74، ح 5. كفاية الأثر: ص 280، س 12. عنه البحار: ج 51، ص 158، ح 8. غيبة النعماني: ص 183، س 18. عنه البحار: ج 51، ص 38، ح 13. الإمامة و التبصرة: ص 113، ح 101. إعلام الورى: ج 2، ص 234، س 10، بتفاوت. غيبة الطوسي: ص 139، س 10، بتفاوت. إثبات الوصيّة: ص 268، س 10.

{267} 3 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... علقمة بن محمد الحضرمي، عن الصادق عليه السّلام قال: الأئمّة اثنا عشر. قلت: يا ابن رسول اللّه فسمّهم لي ؟

قال: من الماضين علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين... قلت: فمن بعدك يا ابن رسول اللّه ؟

قال: إنّي قد أوصيت إلى ولدي موسى و هو الإمام بعدي.

قلت: فمن بعد موسى ؟

قال: علي ابنه يدعى بالرضا، يدفن في أرض الغربة من خراسان، ثمّ بعد علي، ابنه محمد...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{268} 4 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن مسعدة قال: كنت عند الصادق عليه السّلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنا متّكئا على عصاه، فسلّم.

فردّ أبو عبد اللّه عليه السّلام الجواب،....

ص: 117


1- كفاية الأثر: ص 262، س 9. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 603، ح 587 و البحار: ج 36، ص 409، ح 18. الصراط المستقيم: ج 2، ص 158، س 4، عن كتاب مقتضب الأثر، باختصار.

قال: يا شيخ! إنّ قائمنا يخرج من صلب الحسن، و الحسن يخرج من صلب علي، و علي يخرج من صلب محمد، و...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{269} 5 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن هشام قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام إذ دخل عليه معاوية بن وهب و...

ثمّ قال عليه السّلام: إنّ أفضل الفرائض و أوجبها على الانسان معرفة الرب... و بعده معرفة الرسول و الشهادة له بالنبوّة... و بعده معرفة الإمام...

و يعلم أنّ الإمام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علي بن أبي طالب، ثمّ الحسن....

و بعد علي [الرضا عليه السّلام]، محمد ابنه و...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ح - النصّ على إمامته عن الكاظم عليهما السّلام

{270} 1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام، قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع، فاللّه! اللّه! في أديانكم....

قلت: يا سيّدي! من الخامس من ولد السابع ؟....

ص: 118


1- كفاية الأثر: ص 260، س 10. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 603، ح 586، و البحار: ج 36، ص 408، ح 17. الصراط المستقيم: ج 2، ص 241، س 9. البرهان: ج 2، ص 279، ح 1.
2- كفاية الأثر: ص 256، س 4. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 602، ح 585، قطعة منه، و البحار: ج 36، ص 406، ح 16، و ج 4، ص 54، ح 34، و البرهان: ج 2، ص 34، ح 3.

قال: أنا السابع! و ابني علي الرضا الثامن، و ابنه محمد التاسع،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{271} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي اللّه عنه قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، قال:

دخلت على أبي الحسن عليه السّلام(2) قبل أن يحمل إلى العراق بسنة، و علي ابنه عليه السّلام بين يديه، فقال لي: يا محمد! فقلت: لبّيك!

قال: إنّه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها! ثمّ أطرق، و نكت بيده في الأرض، و رفع رأسه إليّ و هو يقول: و يضلّ اللّه الظالمين و يفعل اللّه ما يشاء.

قلت: و ما ذاك جعلت فداك ؟

قال: من ظلم ابني هذا، حقّه و جحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه السّلام حقّه، و جحد إمامته من بعد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فعلمت أنّه قد نعى إلى نفسه، و دلّ على ابنه.

فقلت: و اللّه، لئن مدّ اللّه في عمري لأسلّمنّ إليه حقّه، و لأقرّنّ له بالإمامة، و أشهد أنّه من بعدك حجّة اللّه تعالى على خلقه، و الداعي إلى دينه.

فقال لي: يا محمد! يمدّ اللّه في عمرك و تدعو إلى إمامته و إمامة من يقوم مقامه من بعده.

فقلت: من ذاك، جعلت فداك ؟

قال: محمد ابنه.

ص: 119


1- الهداية الكبرى: ص 361، س 9.
2- في الكافي: أبي الحسن موسى عليه السّلام، كذا في الإرشاد و رجال الكشّي.

قال: قلت فالرضا و التسليم. قال: نعم! كذلك وجدتك في كتاب أمير المؤمنين عليه السّلام: أما إنّك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء.

ثمّ قال: يا محمد! إنّ المفضّل كان أنسي و مستراحي، و أنت أنسهما و مستراحهما. حرام على النار أن تمسّك أبدا(1).

ط - النصّ على إمامته عن أبيه الرضا قبل ولادته عليهما السّلام

{272} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام

ص: 120


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 32، ح 29. عنه مدينة المعاجز: ج 6، ص 329، ح 2032، و البحار: ج 49، ص 21، ح 27، و حلية الأبرار: ج 4، ص 505، ح 21. الكافي: ج 1، ص 319، ح 16، و فيه: عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي و عبيد اللّه بن المرزبان...، بتفاوت، و اختلاف في المتن. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 321، ح 3، بتفاوت و اختصار. غيبة الطوسي: ص 24، س 21، عن الكليني، و في السند: محمد بن علي بن عبد اللّه بن المرزبان، الظاهر أنّه مصحّف، و الصحيح كما في الكافي. عنه البحار: ج 50، ص 19، ح 4. رجال الكشّي: ص 508، ح 982، حدّثني حمدويه، قال: حدّثني الحسن بن موسى... بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ج 6، ص 331، ح 2033. إرشاد المفيد: ص 306، س 24. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 272، س 7، مرسلا. إعلام الورى: ج 2، ص 51، س 8.

أنّه سئل: أ تكون الإمامة في عمّ أو خال ؟

فقال: لا! فقلت: ففي أخ ؟

قال: لا! قلت: ففي من ؟

قال: في ولدي. و هو يومئذ لا ولد له(1).

{273} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام بقمّ في رجب، سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة، قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم فيما كتب إليّ سنة سبع و ثلاثمائة.

قال: حدّثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران؛ و صفوان بن يحيى، قالا:(2) حدّثنا الحسين بن قياما و كان من رؤساء الواقفة، فسألنا أن نستأذن له على الرضا عليه السّلام، ففعلنا، فلمّا صار بين يديه، قال له: أنت

ص: 121


1- الكافي: ج 1، ص 286، ح 3. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 85، ح 45، و ج 3، ص 321، ح 1، و الوافي: ج 2، ص 135، ح 3. كفاية الأثر: ص 274، س 5، حدّثنا محمد بن علي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا سعيد ابن عبد اللّه، قال: حدّثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، و أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع. عنه البحار: ج 50، ص 35، ح 21. حلية الأبرار: ج 4، ص 611، ح 16، عن ابن بابويه رحمه اللّه. الإمامة و التبصرة: ص 59، ح 46.
2- في دلائل الإمامة: و باسناده، عن الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن يسار الواسطي، قال: سألني الحسين بن قياما الصيرفي، و كذا في إثبات الوصيّة، و نوادر المعجزات.

إمام ؟ قال: نعم!

قال: إنّي أشهد اللّه أنّك لست بإمام!

قال: فنكت عليه السّلام في الأرض طويلا منكّس الرأس، ثمّ رفع رأسه إليه، فقال له: ما علمك(1) أنّي لست بإمام ؟

قال له: إنّا قد روينا عن أبي عبد اللّه عليه السّلام: إنّ الإمام لا يكون عقيما، و أنت قد بلغت السنّ ، و ليس لك ولد.

قال: فنكس رأسه أطول من المرّة الأولى، ثمّ رفع رأسه، فقال: إنّي أشهد اللّه أنّه لا تمضي الأيّام و الليالي حتّى يرزقني اللّه ولدا منّي(2).

قال عبد الرحمن بن أبي نجران: فعددنا الشهور من الوقت الذي قال، فوهب اللّه له أبا جعفر عليه السّلام في أقلّ من سنة.

قال: و كان الحسين بن قياما هذا واقفا في الطواف، فنظر إليه أبو الحسن الأوّل عليه السّلام فقال: مالك حيّرك اللّه تعالى ؟! فوقف عليه بعد الدعوة(3).

ص: 122


1- في إثبات الهداة: «ما أعلمك ؟».
2- في دلائل الإمامة: اللهمّ إنّي أشهدك أنّه لا تمضي الأيّام و الليالي حتّى أرزق ولدا يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما. و كذا في إثبات الوصيّة بأدنى تغيير، و في نوادر المعجزات: حتّى أرزق ولدا يكون لك حجّة على عبادك.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 209، ح 13. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 266، ح 51، و البحار: ج 49، ص 34، ح 13، و ص 272، ح 18، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 37، ح 2136، و حلية الأبرار: ج 4، ص 612، ح 18. إعلام الورى: ج 2، ص 57، س 3. دلائل الإمامة: ص 368، ح 322، باختلاف. نوادر المعجزات: ص 172، ح 11، باختلاف. إثبات الوصيّة: ص 217، س 10، باختلاف. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 38، ح 2137. قطعة منه في ف 1، ب 1، (البشارة بولادته عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

{274} 3 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن بعض أصحابه، عن محمد بن علي، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي نصر البزنطي، قال: قال لي النجاشي(1): من الإمام بعد صاحبك ؟ فأحبّ أن تسأله حتّى أعلم.

فدخلت على الرضا عليه السّلام فأخبرته، قال: فقال لي: الإمام ابني(2). ثمّ قال:

هل يجترئ(3) أحد أن يقول ابني و ليس له ولد؟

و لم يكن ولد أبو جعفر عليه السّلام، فلم تمض الأيّام حتّى ولد عليه السّلام(4).

ص: 123


1- في الكافي: ابن النجاشي، كذا في غيبة الطوسي.
2- في كشف الغمّة: ابني بعدي، كذا في غيبة الطوسي.
3- في الكافي: هل يتجرّى، كذا في كشف الغمّة، و في غيبة الطوسي: هل يجرأ.
4- الإرشاد: ص 318، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 22، ح 11، و كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 5. الكافي: ج 1، ص 320، ح 5، بتفاوت يسير. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 605، ح 5، و الوافي: ج 2، ص 376، ح 853، و إثبات الهداة: ج 3، ص 247، ح 3، بتفاوت، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 274، ح 7. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 1. غيبة الطوسي: ص 48، س 6. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 324، ح 19، و ص 294، ح 120. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 336، س 24. عنه المدينة المعاجز: ج 7، ص 225، ح 2277. إعلام الورى: ج 2، ص 93، س 13.

{275} 4 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه: حدّثنا علي بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري، [عن أحمد بن محمد بن عيسى](1)، عن أحمد ابن محمد أبي نصر، عن عاقبة بن جعفر.

قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: قد بلغت ما بلغت، و ليس لك ولد.

فقال: يا عاقبة!(2) إنّ صاحب هذا الأمر، لا يموت حتّى يرى خلفه(3) من بعده(4).(5).

{276} 5 - المسعودي رحمه اللّه: روى الحميري، عن محمد بن عيسى(5)الأشعري، عن الأسدي، عن أبي خداش، عن حنان بن سدير.

ص: 124


1- في إكمال الدين: محمد بن موسى المتوكّل، قال: حدّثني محمد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى....
2- في إكمال الدين: يا عاقبة بن جعفر!
3- في إكمال الدين: ولده من بعده.
4- في دلائل الإمامة: خلفه من ولده.
5- في إثبات الهداة: يحيى الأشعريّ .

قال: قلت(1) للرضا عليه السّلام: يكون إمام ليس له عقب ؟

فقال لي: أما أنّه لا يولد لي إلاّ واحد، و لكنّ اللّه ينشىء(2) منه ذرّيّة كثيرة(3).

{277} 6 - المسعودي رحمه اللّه: الحميري،... عن إسماعيل بن سهل، عن بعض أصحابه قال: كنت عند الرضا عليه السّلام، فدخل إليه علي بن أبي حمزة، و ابن السرّاج، و ابن أبي سعيد المكاوي، فقال له علي بن أبي حمزة:... فإنّا روينا: أنّ الإمام لا يمضي حتّى يرى عقبه....

ثمّ قال عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى سيريني عقبى إن شاء اللّه...(4).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

{278} 7 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن الحسن البراثي، قال: حدّثنا أبو علي الفارسي، قال: حدّثني ميمون النخّاس، عن محمد بن الفضيل.

قال: قلت للرضا عليه السّلام: جعلت فداك! ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى عليه السّلام ؟

ص: 125


1- في كشف الغمّة: لأبي الحسن الرضا عليه السّلام.
2- في كشف الغمّة: منشئ.
3- إثبات الوصيّة: ص 219، س 1. كشف الغمّة: ج 2، ص 302، س 17، بحذف السند إلاّ الراوي الأخير، عن دلائل الحميري. عنه البحار: ج 49، ص 221، ح 11 و إثبات الهداة: ج 3، ص 306، ح 158 و ج 3، ص 312، ح 198. قطعة منه في ف 1، ب 1، (إنّه عليه السّلام الولد الوحيد).
4- إثبات الوصيّة: ص 207، س 17.

فقال: لعنهم اللّه ما أشدّ كذبهم! أما أنّهم يزعمون أنّي عقيم، و ينكرون من يلي هذا الأمر من ولدي(1).

{279} 8 - الحميري رحمه اللّه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد ابن أبي نصر.

قال: دخلت عليه(2) بالقادسيّة فقلت له: جعلت فداك! إنّي أريد أن أسألك عن شيء؟ و أنا أجلّك، و الخطب فيه جليل، و إنّما أريد فكاك رقبتي من النار.

فرآني و قد دمعت، فقال: لا تدع شيئا! تريد أن تسألني عنه إلاّ سألتني عنه.

قلت له: جعلت فداك! إنّي سألت أباك - و هو نازل في هذا الموضع - عن خليفته من بعده ؟ فدلّني عليك، و قد سألتك منذ سنين - و ليس لك ولد - عن الإمامة فيمن تكون من بعدك ؟

فقلت: في ولدي.

و قد وهب اللّه لك ابنين، فأيّهما عندك بمنزلتك التي كانت عند أبيك ؟

فقال لي: هذا الذي سألت عنه، ليس هذا وقته.

فقلت له: جعلت فداك! قد رأيت ما ابتلينا به في أبيك، و لست آمن من الأحداث.

فقال: كلاّ إن شاء اللّه، لو كان الذي تخاف كان منّي في ذلك حجّة أحتجّ بها عليك، و على غيرك.

أ ما علمت أنّ الإمام، الفرض عليه، و الواجب من اللّه إذا خاف الفوت على

ص: 126


1- رجال الكشّي: ص 458، ح 868. عنه البحار: ج 48، ص 265، ح 26.
2- في البحار: على الرضا عليه السّلام.

نفسه أن يحتجّ في الإمام من بعده بحجّة معروفة مبيّنة.

إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول في كتابه: «وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدٰاهُمْ حَتّٰى يُبَيِّنَ لَهُمْ مٰا يَتَّقُونَ » (1). فطب نفسا، و طيّب أنفس أصحابك، فإنّ الأمر يجيء على غير ما يحذرون، إن شاء اللّه تعالى(2).

ي - النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام بعد ولادته

{280} 1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا علي بن إسماعيل، عن محمد ابن عمرو الزيّات، عن ابن قياما.

قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و قد ولد له أبو جعفر عليه السّلام.

فقال: إنّ اللّه قد وهب لي من يرثني، و يرث آل داود(3).

{281} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى. قلت للرضا عليه السّلام: قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه لك أبا جعفر عليه السّلام ؟

فكنت تقول: يهب اللّه لي غلاما، فقد وهب اللّه لك، فأقرّ عيوننا، فلا أرانا اللّه يومك، فإن كان كون، فإلى من ؟

فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه السّلام و هو قائم بين يديه.

ص: 127


1- التوبة: 115/9.
2- قرب الاسناد: ص 376، ح 1331. عنه البحار: ج 23، ص 67، ح 1، و إثبات الهداة: ج 3، ص 325، ح 20، قطعة منه.
3- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 158، ح 14. عنه البحار ج 50، ص 18، ح 3، و ج 26، ص 186، ح 23، و نور الثقلين: ج 3، ص 323، ح 24.

فقلت: جعلت فداك! هذا ابن ثلاث سنين ؟!

فقال: و ما يضرّه(1) من ذلك(2)، فقد قام(3) عيسى عليه السّلام بالحجّة، و هو ابن(4) ثلاث سنين(5).

ص: 128


1- في عيون المعجزات: يضرّه ذلك، و كذا في إثبات الوصيّة.
2- في البحار: ج 25: من ذلك الشيء.
3- في كشف الغمّة: و قد قام، في إثبات الوصيّة: قد قام، و في الإرشاد: «كان» بدل «قام».
4- في الفصول المهمّة: أقلّ من ثلاث سنين، و كذا في كشف الغمّة، و روضة الواعظين، و البحار، و في عيون المعجزات: و هو ابن سنتين.
5- الكافي: ج 1، ص 321، ح 10 و ص 383، ح 2. عنه نور الثقلين: ج 3، ص 334، ح 67، و حلية الأبرار: ج 4، ص 543، ح 2، و ص 607 ح 10، و البحار: ج 25، ص 102، ح 4، و ج 14، ص 256، ح 52، و الوافي: ج 2، ص 376 ح 856، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 276، ح 2317، و إثبات الهداة: ج 3، ص 322، ح 7، باختصار، و ص 326، ح 24، باختصار. إرشاد المفيد: ص 317، س 18. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 351، س 15. الفصول المهمّة لابن صبّاغ: ص 265، س 10. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 327، س 9، و إحقاق الحقّ : ج 12، ص 418، س 7. إثبات الوصيّة: ص 219، س 6 و ص 263، س 6. كتاب ألقاب الرسول و عترته صلوات اللّه عليهم، ضمن المجموعة النفيسة: ص 226، س 12. إعلام الورى: ج 2، ص 93، س 1. عنه و عن الكافي و الإرشاد، البحار: ج 50، ص 21، ح 8. روضة الواعظين: ص 261، س 12، مرسلا. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 899، س 7، قطعة منه. الصراط المستقيم: ج 2، ص 166، س 11. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 225، س 4.

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... زكريّا بن يحيى بن النعمان الصيرفي... فقال لهم الرضا عليه السّلام: هو ابني....

قال علي بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السّلام، ثمّ قلت له: أشهد أنّك إمامي عند اللّه.

فبكى الرضا عليه السّلام ثمّ قال: يا عمّ ! أ لم تسمع أبي و هو يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بأبي ابن خيرة الإماء! ابن النوبيّة، الطيّبة الفم، المنتجبة الرحم!

ويلهم! لعن اللّه الأعيبس و ذرّيّته، صاحب الفتنة، و يقتلهم سنين و شهورا و أيّاما، يسومهم خسفا، و يسقيهم كأسا مصبّرة.

و هو الطريد الشريد الموتور بأبيه و جدّه، صاحب الغيبة. يقال: مات أو هلك، أيّ واد سلك ؟!

أ فيكون هذا يا عمّ ! إلاّ منّي ؟

فقلت: صدقت، جعلت فداك!(1)

{282} 4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن معمّر بن خلاّد، قال: سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا عليه السّلام: إنّ ابني في لسانه ثقل، فأنا أبعث به إليك غدا تمسح على رأسه، و تدعو له، فإنّه مولاك.

ص: 129


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 2، (نسبه عليه السّلام في الأحاديث)، رقم 32.

فقال: هو مولى أبي جعفر، فابعث به غدا إليه(1).

{283} 5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد(2) عن معمّر بن خلاّد، قال: سمعت الرضا عليه السّلام و ذكر شيئا، فقال: ما حاجتكم إلى ذلك ؟ هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي، و صيّرته مكاني.

و قال: إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا، القذّة(3) بالقذّة(4).

ص: 130


1- الكافي: ج 1، ص 321، ح 11. عنه البحار: ج 50، ص 36، ح 25، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 295، ح 2334، و إثبات الهداة: ج 3، ص 323، ح 14، و حلية الأبرار: ج 4، ص 608، ح 11، و الوافي: ج 2، ص 379، ح 863.
2- في الإرشاد: أحمد بن محمد بن عيسى.
3- القذّة - بالضمّ و التشديد - ريش السهم «و القذّة بالقذّة» يضرب مثلا للشيئين يستويان و لا يتفاوتان، نقلا عن هامش المصدر.
4- الكافي: ج 1، ص 320، ح 2، و ص 321، ح 6، عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي، عن معمّر بن خلاّد، قطعة منه. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 603، ح 2، و ص 606، ح 6، و الوافي: ج 2، ص 374، ح 848، و ح 849. إرشاد المفيد: ص 318، س 1. إعلام الورى: ج 2، ص 93، س 9. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 21، ح 9. كشف الغمّة: ج 2، ص 351، س 20. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 265، س 17. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 322، ح 5، و ص 327، س 16، و ص 322، ح 10 بتغيير و حذف الذيل، و إحقاق الحقّ : ج 12، ص 418، س 16. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 899، س 5. الصراط المستقيم: ج 2، ص 166، س 16. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 225، س 10.

{284} 6 - الحضيني رحمه اللّه:... قال ميمون: كنت مع هرثمة، بطوس، و حضرت وفاة علي بن موسى الرضا عليهما السّلام....

فسألت هرثمة، فقلت له: كيف كان خبر سمّ الذي سمّ به سيّدنا الرضا عليه السّلام....

قال عليه السّلام: اجلس و اسمع، وعي هذا، و إنّ رحيلي إلى اللّه عزّ و جلّ ، و لحوقي بآبائي و أجدادي عليهم السّلام، و قد بلغ الكتاب أجله....

و يقول [المأمون] لك يا هرثمة! أ ليس زعمتم: أنّ الإمام لا يغسله إلاّ الإمام مثله ؟....

فإذا قال لك ذلك فأجبه و قل له: ما يغسله أحد غير ما ذكرت....

و اعلم أن صاحب الصلاة عليّ محمد ابني...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{285} 7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق، قال حدّثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الكوفي الأسدي، قال: حدّثنا الحسن بن عيسى الخرّاط، قال: حدّثنا جعفر بن محمد النوفلي، قال:

أتيت الرضا عليه السّلام و هو بقنطرة أربق(2) فسلّمت عليه، ثمّ جلست، و قلت:

ص: 131


1- الهداية الكبرى: ص 282، س 12. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 261، س 18.
2- أربق: بالفتح ثمّ السكون و باء مفتوحة موحّدة، و قد تضمّ - و يقال بالكاف مكان القاف: من نواحى رامهرمز، من نواحي خوزستان. معجم البلدان: ج 1، ص 137.

جعلت فداك! إنّ أناسا يزعمون أنّ أباك حىّ .

فقال: كذبوا! لعنهم اللّه و لو كان حيّا ما قسّم ميراثه، و لا نكح نساؤه، و لكنّه و اللّه ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالب عليه السّلام.

قال: فقلت له: ما تأمرني ؟

قال: عليك بابني، محمد من بعدي، و أمّا أنا فإنّي ذاهب(1) في وجه الأرض لا أرجع منه.

بورك(2) قبر بطوس و قبران ببغداد.

قال قلت: جعلت فداك! قد عرفنا واحدا، فما الثاني ؟

قال: ستعرفونه(3).

ثمّ قال عليه السّلام: قبري و قبر هارون الرشيد هكذا، و ضمّ بإصبعيه(4).

{286} 8 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الفضل بن شاذان، قال: سئل المأمون علي ابن موسى الرضا عليهما السّلام أن يكتب له محض الإسلام على سبيل الإيجاز و الاختصار.

ص: 132


1- في الثاقب: غائب في وجه.
2- في الثاقب: فبورك.
3- في مدينة المعاجز: ستعرفه.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 216، ح 23. عنه البحار: ج 48، ص 260، ح 12، و ج 49، ص 285، ح 6، و ج 50، ص 18، ح 1، قطعة منه، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 76، ح 2174، و إثبات الهداة: ج 3، ص 271، ح 61، و ص 324، ح 17، قطعة منه. إعلام الورى: ج 2، ص 59، س 1. الثاقب في المناقب: ص 491، ح 419، مرسلا.

فكتب: إنّ محض الإسلام؛ شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له... و أنّ محمدا عبده و رسوله و... و أنّ الدليل بعده و الحجّة على المؤمنين... ثمّ علي بن موسى الرضا، ثمّ محمد بن علي عليهما السّلام... أشهد لهم بالوصيّة و الإمامة...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{287} 9 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، عن يحيى بن حبيب الزيّات قال:

أخبرني من كان عند أبي الحسن عليه السّلام جالسا، فلمّا نهض القوم قال لهم أبو الحسن الرضا عليه السّلام: ألقوا أبا جعفر فسلّموا له(2)، و أحدثوا(3) به عهدا.

فلمّا نهض القوم التفت إليّ فقال: رحم اللّه(4) المفضّل، انّه كان ليقنع(5)بدون هذا(6).

ص: 133


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 121، ح 1. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 485، ح 157، و البحار: ج 10، ص 352، ح 1. الصراط المستقيم: ج 2، ص 158، س 17، عن كتاب مقتضب الأثر.
2- في الكافي: فسلّموا عليه، و كذا في الكشّي، و كشف الغمّة.
3- في كشف الغمّة: أجدوا. الأجاد و الآجاد و بناء مؤجّد: مقوي، وثيق، محكم، لسان العرب ج 3، ص 70 (أجد).
4- في الكافي: يرحم اللّه، و كذا في الكشي.
5- في إثبات الهداة: فقد كان يقنع، و في الكشّي: ليكتفي.
6- الإرشاد: ص 319، س 8. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 353، س 7، و البحار: ج 47، ص 345، ح 37، و إثبات الهداة: ج 3، ص 322، ح 4. إعلام الورى: ج 2، ص 95، س 1. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 24، ح 16. الكافي: ج 1، ص 320، ح 1. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 603، ح 1، و الوافي: ج 2، ص 374، ح 847، و إثبات الهداة: ج 3، ص 322، ح 4. رجال الكشّي: ص 328، ح 593. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 13. روضة الواعظين: ص 261، س 16.

{288} 10 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه؛ و إبراهيم قالا: حدّثنا أبو جعفر محمد بن عيسى، قال: أخبرني مسافر قال: أمرني أبو الحسن عليه السّلام بخراسان.

فقال: الحق بأبي جعفر! فإنّه صاحبك(1).

{289} 11 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن عبد اللّه بن حمزة، قال:

حدّثنا عمّي الحسن [بن حمزة]، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي رحمة اللّه عليه يقول: أنشدت مولاي علي ابن موسى عليهما السّلام قصيدتي التي أوّلها:

مدارس آيات عفت من تلاوة *** و مهبط وحي مقفر العرصات(2)

... فقال: يا دعبل! الإمام بعدي محمد ابني، و بعد محمد ابنه علي و بعد علي ابنه الحسن، و بعد الحسن ابنه الحجّة القائم، المنتظر في غيبته، المطاع

ص: 134


1- رجال الكشّي: ص 506، ح 972. عنه البحار: ج 50، ص 34، ح 18.
2- في العيون و الإكمال و المناقب و الإعلام: مدارس آيات خلت من تلاوة و منزل وحي مقفر العرصات

في ظهوره،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

12 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: كنت واقفا على رأس الرضا عليه السّلام بطوس، فقال له بعض أصحابه: إن حدث حدث فإلى من ؟

ص: 135


1- كفاية الأثر: ص 271، س 10. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 265، ح 35، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني. عنه البحار: ج 49، ص 237، ح 6، و حلية الأبرار ج 4، ص 613، ح 19، و إثبات الهداة: ج 1، ص 486، ح 159، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 189، ح 2261. إكمال الدين: ج 2، ص 372، ح 6. عنه و عن العيون، البحار: ج 51، ص 154، ح 4. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 338، س 9. إثبات الهداة: ج 1، ص 739، س 10، عن فرائد السمطين، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 66، س 3. كشف الغمّة: ج 2، ص 328، س 12. عنه البحار: ج 49، ص 245، ح 13. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 250، س 24. دلائل الإمامة: ص 357، ح 306، باختلاف. الصراط المستقيم: ج 2، ص 230، س 7، باختصار. روضة الواعظين: ص 249، س 16، باختلاف. ينابيع المودّة: ج 3، ص 309، ح 1، عن فرائد السمطين، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 571، س 6، و ص 575، س 21، عن الإتحاف بحبّ الأشراف.

قال عليه السّلام: إلى ابني أبي جعفر عليه السّلام...(1).

{290} 13 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى،(2) قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدّثنا محمد بن أحمد(3) بن أبي عبد اللّه البرقي، قال حدّثني زكريّا بن آدم، قال: إنّي لعند الرضا عليه السّلام إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام، و سنّه أقلّ من أربع سنين، فضرب بيده إلى الأرض، و رفع رأسه إلى السماء، فأطال الفكر.

فقال له الرضا عليه السّلام: بنفسي أنت لم طال فكرك ؟(4)

فقال عليه السّلام: فيما صنع(5) بأمّي فاطمة. أما و اللّه! لأخرجنّهما، ثمّ لأحرقنّهما، ثمّ لأذرينّهما، ثم لأنسفنّهما في اليمّ نسفا.

فاستدناه و قبّل ما بين عينيه، ثمّ قال: بأبي أنت و أمّي أنت لها، يعني الإمامة(6).

ص: 136


1- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
2- في نوادر المعجزات: التلعكبري.
3- في نوادر المعجزات: محمد بن أبي عبد اللّه البرقي.
4- في نوادر المعجزات: فيم طال فكرك، و في إثبات الوصيّة: فيم تفكّر طويلا، منذ قعدت، و في البحار: فلم.
5- في نوادر المعجزات: صنعا.
6- دلائل الإمامة: ص 400، ح 358. عنه البحار: ج 50، ص 59، ضمن ح 34، و الأنوار البهيّة: ص 258، س 10. إثبات الوصيّة: ص 218، س 12. نوادر المعجزات: ص 183، ح 10. قطعة منه في ف 4، ب 3، (عقاب قاتلي فاطمة عليها السّلام) و ب 4، (الرجعة).

{291} 14 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن أبي محمد الوشّاء، و رواه جماعة من أصحاب الرضا عن الرضا عليه السّلام، قال: لمّا أردت الخروج من المدينة، جمعت عيالي، و أمرتهم أن يبكوا....

ثمّ قلت لهم: إنّي لا أرجع إلى عيالي أبدا.

ثمّ أخذت أبا جعفر، فأدخلته المسجد، و وضعت يده على حافّة القبر، و ألصقته به، و استحفظته رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فالتفت أبو جعفر، فقال لي: بأبي أنت و أمّي، و اللّه! تذهب إلى عادية.

و أمرت جميع وكلائي، و حشمي له بالسمع و الطاعة، و ترك مخالفته، و المصير إليه عند وفاتي، و عرّفتهم أنّه القيّم مقامي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{292} 15 - المسعودي رحمه اللّه: و روى عن الحسن بن الجهم، قال: دخلت على الرضا عليه السّلام، و أبو جعفر عليه السّلام، صغير بين يديه، فقال لي بعد كلام طويل جرى:

لو قلت لك يا حسين إنّ هذا إمام، ما كنت تقول ؟

قال: قلت: ما تقول له لي جعلت فداك.

قال: أصبت، ثمّ كشف عن كتف أبي جعفر عليه السّلام، فأراني مثل رمز إصبعين.

ص: 137


1- دلائل الإمامة: ص 349، ح 304. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 179، ح 2252. إثبات الوصيّة: ص 211، س 7، باختلاف. الأنوار البهيّة: ص 222، س 18، عن الدر النظيم.

فقال لي: مثل هذا كان في مثل هذا الموضع من أبي موسى صلوات اللّه عليه(1).

{293} 16 - القندوزي الحنفي رحمه اللّه: قال الشيخ المحدّث الفقيه محمد بن إبراهيم الجويني الحمويني الشافعي في كتابه «فرائد السمطين»: عن دعبل الخزاعي، عن علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما السّلام.

قال: إنّ الإمام من بعدي ابني الجواد التقي...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ك - النصّ على إمامته عن ابنه الهادي عليهما السّلام

{294} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال:

دخلت على سيّدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام.

فلمّا بصر بي قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم! أنت وليّنا حقّا.

قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه! إنّي أريد أن أعرض عليك ديني:... و أنّ محمدا عبده و رسوله... و الخليفة و وليّ الأمر من بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،... ثمّ محمد بن علي [الجواد]....

فقال: يا أبا القاسم! هذا و اللّه! دين اللّه، الذي ارتضاه لعباده،...(3).

ص: 138


1- إثبات الوصيّة: ص 219، س 12. قطعة منه في ب 3، (علائم إمامته عليه السّلام).
2- ينابيع المودّة: ج 3، ص 348، س 5.
3- التوحيد: ص 81، ح 37. عنه البحار: ج 3، ص 268، ح 3. كفاية الأثر: ص 282، س 5. عنه البحار: ج 36، ص 412، ح 2. إكمال الدين: ج 2، ص 379، ح 1. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 131، ح 14، و البحار: ج 66، ص 1، ح 1. روضة الواعظين: ص 39، س 21. صفات الشيعة: ص 48، ح 68. عنه و عن الأمالي و الإكمال و التوحيد، وسائل الشيعة: ج 1، ص 20، ح 20 و اثبات الهداة: ج 1، ص 542، ح 354. إعلام الورى: ج 2، ص 244، س 5. أمالي الصدوق: ص 278، ح 24. كشف الغمّة: ج 2، ص 525، س 6. الأنوار البهيّة: ص 346، س 7.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ل - النصّ على إمامته عليه السّلام عن ابن عبّاس

{295} 1 - النباطي البياضي رحمه اللّه: و أسند إلى ابن عبّاس أنّه قال يوم الشورى:

كم تمنعون حقّنا، و ربّ البيت، إنّ عليا هو الإمام و الخليفة، و ليملكنّ من ولده أئمّة إحدى عشر، يقضون بالحقّ ، أوّلهم، الحسن....

ثمّ ابنه محمد [الجواد] بوصيّة أبيه إليه،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 139


1- الصراط المستقيم: ج 2، ص 151، س 18. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 722، ح 213.
م - النصّ على إمامته عليه السّلام عن زيد بن علي

{296} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... يحيى بن زيد، قال: سألت أبي عن الأئمّة عليهم السّلام ؟

فقال: الأئمّة اثنا عشر، أربعة من الماضين و ثمانية من الباقين.

قلت: فسمّهم، يا أبه!

فقال: أمّا الماضين... و من الباقين... موسى ابنه، و بعده علي ابنه، و بعده محمد [الجواد] ابنه....

قلت: فمن أين عرفت أساميهم ؟

قال: عهد معهود عهده إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ن - النصّ على إمامته عليه السّلام عن ابن طلحة

{297} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: قال ابن طلحة:... أمّا ثبوت الإمامة، فانّه حصل لكلّ واحد منهم ممّن قبله، فحصلت للحسن النقي من أبيه علي بن أبي طالب عليهما السّلام... و حصلت بعد الرضا عليه السّلام، لولده محمد القانع منه...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 140


1- كفاية الأثر: ص 300، س 4. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 604، ح 591، قطعة منه، و البحار: ج 46، ص 198، ح 72. الصراط المستقيم: ج 2، ص 156، س 8.
2- إثبات الهداة: ج 1، ص 714 ضمن ح 170.
س - النصّ على إمامته عليه السّلام عن عمّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السّلام

{298} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو عبد اللّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السّلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام بالمدينة و عنده علي بن جعفر، و أعرابي من أهل المدينة،... قلت: هذا وصيّ علي بن موسى عليهما السّلام...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ع - النصّ على إمامته عليه السّلام في اللوح الذي تحت صخرة في الكعبة

{299} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... عن ربيعة المكّي في حديث، أنّه كان ممّن عمل مع ابن الزبير في الكعبة، قال: فبلغنا صخرة، فوجدنا كتابا موضوعا، فتناولته و سترته، فلمّا سرت إلى منزلي تأمّلته فقرأت فيه: باسم الأوّل لا شيء قبله - إلى أن قال: - ثمّ اختار من ذلك البيت نبيّا يقال له محمد، و يدعى في السماء أحمد، يبعثه اللّه في آخر الزمان يؤيّد بنصره و يعضده بأخيه و ابن عمّه....

ثمّ القائم من بعده، ابنه الحسن،... ثمّ القائم بعده ابنه الإمام علي الرضا، ثمّ القائم الإمام بعده ابنه محمد،...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 141


1- رجال الكشّي: ص 429، ح 804. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليهما السّلام علي بن جعفر)، رقم 152.
2- إثبات الهداة: ج 1، ص 709، ح 149، عن كتاب مقتضب الأثر. عنه البحار: ج 36، ص 217، ح 19. الصراط المستقيم: ج 2، ص 146، س 13.

ص: 142

الباب الثاني: النصّ على إمامته و مناقبه عليه السّلام و هو يشتمل على ستّة عناوين:

أ - النصّ عليه و مناقبه عليه السّلام في لوح فاطمة عليها السّلام و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:
الأوّل في النصّ عليه عليه السّلام و أنّه موضع سرّ اللّه و حجّته على خلقه:

{300} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: قال أبي (عليهما السّلام) لجابر بن عبد اللّه الأنصاري: إنّ لي إليك حاجة....

فقال جابر: أشهد باللّه! أنّي دخلت على أمّك فاطمة صلوات اللّه عليها في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... و رأيت في يديها لوحا أخضر، ظننت أنّه من زمرّد، و رأيت فيه كتابا أبيض....

فقالت: هذا لوح أهداه اللّه تعالى إلى رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيه اسم أبي، و اسم بعلي، و اسم ابني، و اسم الأوصياء من ولدي....

قال جابر: فأشهد باللّه! أنّي هكذا رأيت في اللوح مكتوبا:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم... حقّ القول منّي لأسرّنّه [أي الرضا عليه السّلام] بمحمد ابنه، و خليفته من بعده، و وارث علمه، فهو معدن علمي، و موضع سرّي، و حجّتي على خلقي، لا يؤمن عبد به إلاّ جعلت

ص: 143

الجنّة مثواه، و شفّعته في سبعين من أهل بيته، كلّهم قد استوجب النار...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني في النصّ عليه و أنّه وارث علم اللّه

{301} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: قال أبي عليه السّلام لجابر بن عبد اللّه الأنصاري: إنّ لي إليك حاجة... يا جابر! أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمّي فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟....

قال: فقالت: هذا اللوح أهداه اللّه عزّ و جلّ إلى رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيه اسم أبي، و اسم بعلي، و اسم ابني، و أسماء الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي....

لأقرّنّ عينيه [أي الرضا] بمحمد ابنه و خليفته من بعده، فهو وارث علمي، و معدن حكمي، و موضع سرّي و حجّتي على خلقي، جعلت الجنّة مثواه، شفّعته في سبعين من أهل بيته كلّهم قد استوجبوا النار...(2).

ص: 144


1- الكافي: ج 1، ص 527، ح 3. عنه الوافي: ج 2، ص 296، ح 755، و إثبات الهداة: ج 1، ص 453، ح 73. الاحتجاج: ج 1، ص 162، ح 33. إرشاد القلوب: ص 290، س 13.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 41، ح 2. جامع الأخبار: ص 19، س 21. إكمال الدين: ج 1، ص 308، ح 1. عنه و عن العيون، البحار: ج 36، ص 195، ح 3. غيبة الطوسي: ص 93، س 9. الجواهر السنيّة: ص 159، س 5، بتفاوت. الهداية الكبرى: ص 364، س 18. كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 170، س 1. إثبات الوصيّة: ص 168، س 23. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 296، س 23. المنتخب للطريحي: ص 39، س 13، بتفاوت. الصراط المستقيم: ج 2، ص 137، س 5، بتفاوت. بشارة المصطفى: ص 183، س 2. الإمامة و التبصرة: ص 103، ح 92. إعلام الورى: ج 2، ص 174، س 7. مشارق أنوار اليقين: ص 103، س 28.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث في النصّ عليه و أنّه الذابّ عن حريم اللّه:

{302} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن سنان، عن سيّدنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام، قال: قال أبي لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة....

قال جابر: أشهد باللّه لقد دخلت على فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...

فقالت: هذا لوح أهداه اللّه (عزّ و جلّ ) إلى أبي، فيه: اسم أبي، و اسم بعلي، و اسم الأوصياء بعده من ولدي....

و محمد الهادي إلى سبيلي، الذابّ عن حريمي، و القيّم في رعيّته، حسن أغرّ، يخرج منه ذو الاسمين...(1).

ص: 145


1- الأمالي: ص 291، ح 566. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 415، ح 2، و إثبات الهداة: ج 1، ص 558، ح 403، و ص 737، س 17 عن فرائد السمطين، و البحار: ج 36، ص 202، ح 6. الجواهر السنيّة: ص 162، س 16.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام موضع سرّ اللّه و معدن علمه:

{303} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: و قال الحافظ رجب البرسي:... روى جابر عن الزهراء عليها السّلام حديث اللوح، و نسخته:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم إلى محمد نبيّه و سفيره... فضّلتك على الأنبياء، و جعلت لك عليا وصيّا....

حقّ القول منّي لأقرّن عينه [أي علي الرضا عليه السّلام] بمحمد ابنه موضع سرّي و معدن علمي... أولئك أوليائي حقّا، بهم أكشف الزلازل و البلاء، و أولئك عليهم صلوات من ربّهم و رحمة، و أولئك هم المهتدون(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس في النصّ عليه، و أنّه شبيه جدّه عليهما السّلام:

{304} 1 - السيّد شرف الدين الأسترآبادي رحمه اللّه:... عن عبد اللّه بن سنان الأسدي، عن جعفر بن محمد عليهما السّلام، قال: قال أبي - يعني محمد الباقر عليه السّلام - لجابر بن عبد اللّه: لي إليك حاجة، أخلو بك فيها....

فقال جابر: أشهد باللّه لقد دخلت على سيّدتي فاطمة عليها السّلام، لأهنّئها بولدها الحسين عليه السّلام، فإذا بيدها لوح أخضر....

ص: 146


1- الجواهر السنيّة: ص 163، س 21.

فقالت: هذا لوح أنزله اللّه عزّ و جلّ على أبي، و قال لي [أبي]: احفظيه.

فقرأت فإذا فيه اسم أبي، و بعلي، و اسم ابني، و الأوصياء من بعد ولدي الحسين... و محمد الهادي، شبيه جدّه الميمون،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - النصّ عليه و مناقبه عليه السّلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:
الأوّل في النصّ عليه و وجود نوره عليه السّلام في العرش:

{305} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... أنس بن مالك قال: كنت... عند النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال:... لمّا عرج بي إلى السماء... فأوحى اللّه إليّ : يا محمد! إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة، فاخترتك منها، فجعلتك نبيّا.

ثمّ اطّلعت ثانيا، فاخترت منها عليا، فجعلته وصيّك، و وارث علمك، و الإمام بعدك. و أخرج من أصلابكما الذرّيّة الطاهرة و الأئمّة المعصومين...

فلولاكم ما خلقت الدنيا و لا الآخرة، و لا الجنّة و لا النار، يا محمد! أ تحبّ أن تراهم ؟

قلت: نعم يا ربّ !

فنوديت: يا محمد! ارفع رأسك.

فرفعت رأسي، فإذا أنا بأنوار علي و الحسن... و علي بن موسى، و محمد بن

ص: 147


1- تأويل الآيات الظاهرة: ص 210، س 16. عنه البرهان: ج 2، ص 123، ح 6.

علي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{306} 2 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن أمّ سلمة، قالت:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا أسري بي إلى السماء، نظرت فإذا مكتوب على العرش: لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه، أيّدته بعلي....

و رأيت أنوار علي و فاطمة... و محمد بن علي [الجواد عليه السّلام]....

فقلت: يا ربّ ! من هذا، و من هؤلاء؟

فنوديت: يا محمد!... هذه أنوار الأئمّة بعدك من ولد الحسين...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{307} 3 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن عبد القيس، قالوا: لمّا كان يوم الجمل خرج علي بن أبي طالب عليه السّلام... فقال عليه السّلام... فاستقبلنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...

قال: لمّا عرج بي الى السماء، نظرت الى ساق العرش. فإذا مكتوب بالنور:

لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه أيّدته بعلي و نصرته بعلي و رأيت أحد عشر اسما مكتوبا بالنور على ساق العرش بعد علي، منهم الحسن... و محمدا [الجواد]....

قلت: إلهي! من هؤلاء الذين أكرمتهم و قرنت أسمائهم باسمك ؟

ص: 148


1- كفاية الأثر: ص 69، س 8. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 579، ح 497، و البحار: ج 36، ص 301، ح 140. الصراط المستقيم: ج 2، ص 139، س 9.
2- كفاية الأثر: ص 185، س 4. عنه البحار: ج 36، ص 348، ح 217، و مدينة المعاجز: ج 2، ص 379، ح 615، و إثبات الهداة: ج 1، ص 595، ح 560. الجواهر السنيّة: ص 220، س 14.

فنوديت: يا محمد! هم الأوصياء بعدك و الأئمّة، فطوبى لمحبّيهم، و الويل لمبغضيهم...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{308} 4 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن حذيفة اليمان، قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثمّ أقبل بوجهه الكريم علينا فقال:... لمّا عرج بي إلى السماء و نظرت إلى ساق العرش، فرأيت مكتوبا بالنور،... و رأيت أنوار الحسن...

و محمد [الجواد عليه السّلام]....

فقلت: يا ربّ ! من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك ؟

قال: يا محمد! إنّهم هم الأوصياء و الأئمّة بعدك،... فبهم أنزل الغيث، و بهم أثيب و أعاقب...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{309} 5 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن أبي هريرة، قال: كنت عند النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... إذ دخل الحسين بن علي عليهما السّلام فأخذه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قبّله، ثمّ قال:...

يا حسين! أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمّة التسعة، من ولدك أئمّة أبرار.

فقال له عبد اللّه بن مسعود: ما هؤلاء الأئمّة الذين ذكرتهم يا رسول اللّه، في صلب الحسين ؟....

قال: يا عبد اللّه! سألت عظيما، و لكنّي أخبرك: أنّ ابني هذا - و وضع يده

ص: 149


1- كفاية الأثر: ص 114، س 4. عنه البحار: ج 36، ص 324، ح 182.
2- كفاية الأثر: ص 136 س 5. عنه البحار: ج 36 ص 331 ح 191، و حلية الأبرار: ج 3 ص 160 ح 2. حلية الأبرار: ج 3 ص 81 ح 1، «عن كتاب النصوص على الأئمّة الاثنى عشر عليهم السّلام».

على كتف الحسين عليه السّلام - يخرج من صلبه ولد مبارك....

و يخرج من صلب علي [الرضا عليه السّلام] ابنه محمد المحمود، أطهر الناس خلقا، و أحسنهم خلقا،....

فقال له علي بن أبي طالب عليه السّلام: بأبي أنت و أمّي يا رسول اللّه! من هؤلاء الذين ذكرتهم ؟

قال: يا علي! أسامي الأوصياء من بعدك و العترة الطاهرة و ذرّيّة مباركة...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{310} 6 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السّلام على منبر الكوفة... و لقد قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لمّا عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش....

فقلت: يا ربّ ! أنوار من هذه ؟

فنوديت: يا محمد! هذه أنوار الأئمّة من ذرّيّتك.

قلت: يا رسول اللّه! أ فلا تسمّيهم لي ؟

قال: نعم! أنت الإمام و الخليفة بعدي... و بعد علي [الرضا] ابنه، محمد يدعى بالزكي...(2).

ص: 150


1- كفاية الأثر: ص 81، س 3. عنه البحار: ج 36، ص 312، ح 158، و إثبات الهداة: ج 1، ص 580، ح 504، قطعة منه. الصراط المستقيم: ج 2، ص 140، باختصار، و الأنوار البهيّة: ص 344، س 10.
2- كفاية الأثر: ص 213، س 5. عنه مدينة المعاجز: ج 2، ص 384، ح 618، و إثبات الهداة: ج 1، ص 598، ح 568، و البحار: ج 36، ص 354 ح 225.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{311} 7 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد ابن علي الباقر عليهما السّلام قال: قلت له: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم! إنّ قوما يقولون:

إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل الإمامة في عقب الحسن و الحسين عليهما السّلام.

قال: كذبوا و اللّه!... قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا أسري بي إلى السماء وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش، بالنور اثنا عشر اسما، منهم علي و سبطاه و... و علي و محمد [الجواد عليه السّلام] و... فهذه الأئمّة من أهل بيت الصفوة و الطهارة، و اللّه، ما يدّعيه أحد غيرنا إلاّ حشره اللّه تعالى مع إبليس و جنوده...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{312} 8 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام... قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا أسري بي إلى السماء أوحى إليّ ربّي جلّ جلاله... ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من المقرّبين.

يا محمد! لو أنّ عبدا عبدني حتّى ينقطع، و يصير كالشن البالي ثمّ أتاني جاحدا لولايتهم ما أسكنته جنّتي، و لا أظللته تحت عرشي.

يا محمد! أ تحبّ أن تراهم ؟

ص: 151


1- كفاية الأثر: ص 246، س 5. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 601، ح 581، قطعة منه، و البحار: ج 36، ص 357، ح 226. ينابيع المودّة: ج 3، ص 249، ح 44.

قلت: نعم! يا ربّي!

فقال عزّ و جلّ : ارفع رأسك!

فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي و فاطمة... و محمد بن علي [الجواد] و...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{313} 9 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: و عن عبد اللّه بن أبي أوفى، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حديث: إنّ إبراهيم رأى نورا، فأوحى اللّه إليه هذا نور محمد المصطفى....

قال: إلهي! أرى تسعة أنوار أحدقوا بالخمسة ؟

قال: يا إبراهيم! هؤلاء الأئمّة من ولدهم....

قال: إلهي و سيّدي! بم يعرفون ؟

قال: يا إبراهيم! أوّلهم علي بن أبي طالب و... و محمد [الجواد عليه السّلام] ولد علي...(2).

ص: 152


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 58، ح 27، و ص 119، ح 25، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 475، ح 126، و نور الثقلين: ج 3، ص 119، ح 25. غيبة النعماني: ص 93، ح 24. عنه البحار: ج 36، ص 280، ح 100. البحار: ج 36، ص 222، ح 21 عن كتاب مقتضب الأثر، بتفاوت. إكمال الدين: ج 1، ص 252، ح 2. عنه و عن العيون، البحار: ج 52، ص 379، ح 185، و ج 36، ص 245، ح 58. كفاية الأثر: ص 152، س 3. عنه الأنوار البهيّة: ص 341، س 5.
2- إثبات الهداة: ج 1، ص 523، ح 278، عن كتاب الروضة في الفضائل المنسوب إلى ابن بابويه و ص 740، س 18 عن الأربعين، بتفاوت. البحار: ج 36، ص 312، ح 15، عن كتاب الروضة، و الفضائل.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{314} 10 - ابن شاذان رحمه اللّه: عن أبي سلمى راعي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال:

سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: ليلة أسري بي إلى السماء، قال لي الجليل جلّ جلاله:... يا محمد، إنّي خلقتك، و عليا، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و الأئمّة من ولده من شبح نور من نوري... يا محمد! تحبّ أن تراهم ؟

قلت: نعم، يا ربّ !

فقال لي: التفت عن يمين العرش.

فالتفتّ ، فإذا أنا بعلي... و محمد بن علي [الجواد]...(1).

ص: 153


1- مائة منقبة لابن شاذان: ص 64، ح 17. عنه البحار: ج 27، ص 199، ح 67، و البرهان: ج 1، ص 266، ح 4، و مدينة المعاجز: ج 2، ص 312، ح 575، و الجواهر السنيّة: ص 241، س 3، و إثبات الهداة: ج 1، ص 721، ح 209. تأويل الآيات الظاهرة: ص 104، س 13. غيبة الطوسي: ص 95، س 9. عنه البحار: ج 36، ص 261، ح 82، و إثبات الهداة: ج 1، ص 548، ح 374. البحار: ج 36، ص 216، ح 18، و إثبات الهداة: ج 1، ص 709، ح 148، عن مقتضب الأثر. إثبات الهداة: ج 1، ص 697، ح 94، عن كتاب الطرائف للسيّد بن طاوس. الصراط المستقيم: ج 2، ص 143، س 9. حلية الأبرار: ج 5، ص 490، س 7، نقلا عن مقتل الحسين عليه السّلام للخوارزمي. ينابيع المودّة: ج 3، ص 380، ح 2. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 739، س 31.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني في النصّ عليه و أنّ اسمه عليه السّلام مكتوب على العرش:

{315} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، قال: إنّ الأئمّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعدد نقباء بني إسرائيل، و كانوا اثني عشر، الفائز من والاهم، و الهالك من عاداهم....

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا أسري بي إلى السماء، نظرت فإذا على ساق العرش مكتوب، لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه أيّدته بعلي....

و رأيت مكتوبا في مواضع: عليا و عليا و عليا، و محمدا و محمدا....

قال: [اللّه تعالى]: بهم أثيب و بهم أعاقب(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{316} 2 - الكراجكي رحمه اللّه:... الجارود بن المنذر العبدي... قال: وفدت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في رجال من عبد القيس....

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا جارود! ليلة أسري بي إلى السماء أوحى اللّه عزّ و جلّ إليّ أن سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟

فقلت لهم: على ما بعثتم ؟

فقالوا: على نبوّتك، و ولاية علي بن أبي طالب و الأئمّة منكما.

ثمّ أوحى إليّ أن التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا علي و الحسن...

و علي بن موسى و محمد بن علي... فقال لي الربّ تعالى: هؤلاء الحجّة

ص: 154


1- كفاية الأثر: ص 244 س 4. عنه البحار: ج 36 ص 390 ح 1.

لأوليائي...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث في النصّ عليه و أخذ العهد و الميثاق عليه عليه السّلام:

{317} 1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن جابر الأنصاري، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ... فقال لنا:... كنت نورا شعشعانيّا، أسمع و أبصار و أنطق بلا جسم و لا كيفيّة.

ثمّ خلق منّي أخي عليا، ثمّ خلق منّا فاطمة، ثمّ خلق منّي و من علي و فاطمة الحسن... و خلق منه [أي من الرضا عليه السّلام] ابنه محمدا....

فأخذ عليهم العهد و الميثاق، ليؤمننّ به و بملائكته و كتبه و رسله... و التسعة الأئمّة من الحسين الذي سمّيتهم لكم...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 155


1- كنز الفوائد: ص 256، س 6. عنه البحار: ج 18، ص 293، ح 3، و ج 26، ص 298، ح 65، و مقدّمة البرهان: ص 27، س 23. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 287، س 1، بتفاوت. عنه البحار: ج 38، ص 43، ح 3. إثبات الهداة: ج 1، ص 711، ح 158، و البحار: ج 15، ص 241، ح 60، نقلا عن مقتضب الأثر. الصراط المستقيم: ج 2، ص 239، س 7.
2- الهداية الكبرى: ص 378، س 19.
الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام المرغّب في اللّه:

{318} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عائشة، قالت: كان لنا مشربة، و كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا أراد لقاء جبرئيل عليه السّلام لقيه فيها، فلقيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مرّة فيها....

فدخل عليه الحسين بن علي عليهما السّلام، فقال جبرئيل: من هذا؟

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ابني،... و يخرج من صلبه [أي علي الرضا عليه السّلام] ابنه، و سمّاه عنده محمدا، المرغّب في اللّه، و الذابّ عن حرم اللّه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس في النصّ عليه و إعطاء اللّه إيّاه علم النبيّ عليهم السّلام:

{319} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... الحسين بن علي عليهما السّلام قال: لمّا أنزل اللّه تبارك و تعالى هذه الآية: «وَ أُولُوا اَلْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ » (2)، سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن تأويلها؟

فقال: و اللّه! ما عني غيركم، و أنتم أولو الأرحام، فإذا متّ ، فأبوك علي أولى بي و بمكاني... فإذا مضى علي [الرضا] فابنه محمد أولى به من بعده....

فهذه الأئمّة التسعة من صلبك، أعطاهم علمي و فهمي، طينتهم من طينتي،

ص: 156


1- كفاية الأثر: ص 187، س 5. عنه البحار: ج 36، ص 348، ح 218، و إثبات الهداة: ج 1، ص 596، ح 561، باختلاف. الصراط المستقيم: ج 2، ص 147، س 19.
2- الأنفال: 75/8.

ما لقوم يؤذوني فيهم لا أنا لهم اللّه شفاعتي(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس في النصّ عليه و طهارته و عصمته عليه السّلام:

{320} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسين بن علي، عن أبيه علي عليهما السّلام، قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بيت أمّ سلمة، و قد نزلت هذه الآية:

«إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (2) ....

فقلت: يا رسول اللّه! و كم الأئمّة بعدك ؟

قال: أنت يا علي، ثمّ ابناك،... و بعد علي [الرضا] محمد ابنه....

هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش، فسألت اللّه تعالى عن ذلك ؟

فقال: يا محمد! هم الأئمّة بعدك، مطهّرون معصومون، و أعداؤهم ملعونون(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 157


1- كفاية الأثر: ص 175، س 1. عنه البحار: ج 36، ص 343، ح 209، و إثبات الهداة: ج 1، ص 593، ح 552. الصراط المستقيم: ج 2، ص 155، س 20. البرهان: ج 3، ص 293، ح 15، عن ابن بابويه.
2- الأحزاب: 33/33.
3- كفاية الأثر: ص 155، س 11. عنه البحار: ج 36، ص 336، ح 199، و إثبات الهداة: ج 1، ص 590، ح 541. البرهان: ج 3، ص 310، ح 6، عن ابن بابويه.
السابع في النصّ عليه و شفاعته عليه السّلام للشيعة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام، قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عنده أبيّ بن كعب.

فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:... و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه [أي الرضا عليه السّلام] نطفة مباركة، طيّبة، زكيّة، رضيّة، مرضيّة، و سمّاها محمد بن علي.

فهو شفيع شيعته، و وارث علم جدّه، له علامة بيّنة، و حجّة ظاهرة، إذا ولد يقول: لا إله اللّه، محمد رسول اللّه...(1).

الثامن في النصّ عليه و إنّه عليه السّلام من أعلام الهدى:

{321} 1 - النباطي البياضي رحمه اللّه: و أسند الحاجب برجاله إلى أمير المؤمنين عليه السّلام قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: رأيت ليلة الأسرى في السماء قصورا من ياقوت... فسألت جبرائيل: لمن هما؟

فقال: لشيعة أخيك و خليفتك على أمّتك... و لشيعة ابنه [أي الرضا عليه السّلام] محمد بن علي من بعده....

هؤلاء الأئمّة من بعدك أعلام الهدى و مصابيح الدجى و شيعتهم و محبّهم شيعة الحقّ ، و موالي اللّه و رسوله. الذين رفضوا الباطل و اجتنبوه، قصدوا الحقّ و اتّبعوه، يتولّونهم في حياتهم، يزورونهم بعد وفاتهم، متعاضدون، على محبّيهم

ص: 158


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام الحسين عليهما السّلام)، رقم 1036.

رحمة اللّه عليهم، إنّه غفور رحيم(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ج - النصّ عليه و مناقبه عن الإمام الصادق عليهما السّلام و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:
الأوّل في النصّ عليه و وجوده قبل خلق آدم عليهما السّلام:

{322} 1 - النعماني رحمه اللّه:... عن داود بن كثير الرقّي، قال: دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهما السّلام... فضرب بيده إلى بسرة من عذق، فشقّها، و استخرج منها رقّا أبيض، ففضّه و دفعه إليّ ، و قال: اقرأه.

فقرأته، و إذا فيه سطران... و الثاني: «إِنَّ عِدَّةَ اَلشُّهُورِ عِنْدَ اَللّٰهِ اِثْنٰا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتٰابِ اَللّٰهِ ...» (2) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب... محمد بن علي [الجواد]....

ثمّ قال:... كتب هذا... قبل أن يخلق اللّه آدم بألفي عام(3).

ص: 159


1- الصراط المستقيم: ج 2، ص 150، س 23. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 722، ح 211. دلائل الإمامة: ص 475، ح 466. نوادر المعجزات: ص 76، ح 40.
2- التوبة: 36/9.
3- الغيبة: ص 87، ح 18. عنه البحار: ج 24، ص 243، ح 4، و ج 36، ص 400، ح 10، و ج 47، ص 141، ح 193، و مدينة المعاجز: ج 2، ص 462، ح 681، و ج 5، ص 367، ح 1716، و البرهان: ج 2، ص 123، ح 2، و إثبات الهداة: ج 1، ص 711، ح 157. الصراط المستقيم: ج 2، ص 157، س 12. البحار: ج 46، ص 173، ح 26، عن كتاب مقتضب الأثر. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 307، س 17، بتفاوت. تأويل الآيات الظاهرة: ص 209، س 13.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني في النصّ عليه و رؤية إبراهيم عليهما السّلام نوره في جنب العرش:

{323} 1 - السيّد شرف الدين الاسترآبادي رحمه اللّه:... سأل جابر بن يزيد الجعفي، جعفر بن محمد الصادق عليهما السّلام عن تفسير هذه الآية: «وَ إِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرٰاهِيمَ » (1).

فقال عليه السّلام: إنّ اللّه سبحانه لمّا خلق إبراهيم عليه السّلام كشف له عن بصره، فنظر....

فقال: إلهي! و أرى تسعة أنوار قد أحدقوا بهم ؟!

قيل: يا إبراهيم! هؤلاء الأئمّة، من ولد علي و فاطمة عليهما السّلام.

فقال إبراهيم: إلهي! بحقّ هؤلاء الخمسة إلاّ عرّفتني من التسعة ؟

قيل: يا إبراهيم! أوّلهم علي بن الحسين و ابنه محمد،... علي و ابنه محمد [الجواد]...(2).

ص: 160


1- صافات: 83/37.
2- تأويل الآيات الظاهرة: ص 485، س 8. عنه مدينة المعاجز: ج 4، ص 39، ح 1073، و البحار: ج 82، ص 80، ح 20، قطعة منه، و البرهان: ج 4، ص 20، ح 2. البحار: ج 36، ص 151، ح 131، و إثبات الهداة: ج 1، ص 646، ح 787، و ص 656، ح 838، عن كنز الفوائد.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثالث في النصّ عليه و أنّه وارث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

{324} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق عليه السّلام....

ثمّ قال: يا يونس! إذا أردت العلم الصحيح، فعندنا أهل البيت، فإنّا ورثنا، و أوتينا شرع الحكمة و فصل الخطاب.

فقلت: يا ابن رسول اللّه! و كلّ من كان من أهل البيت ورث كما ورثتم من كان من ولد علي و فاطمة عليهما السّلام ؟

فقال عليه السّلام: ما ورثه إلاّ الأئمّة الاثنا عشر.

قلت: سمّهم لي يا ابن رسول اللّه ؟

فقال: أوّلهم علي بن أبي طالب، و بعده الحسن... و بعد موسى علي ابنه، و بعد علي محمد، و... اصطفانا اللّه و طهّرنا، و أوتينا ما لم يؤت أحدا من العالمين...(1).

ص: 161


1- كفاية الأثر: ص 255، س 4. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 602، ح 584، قطعة منه، و البحار: ج 36، ص 403، ح 15. مختصر بصائر الدرجات: ص 121، س 14. الصراط المستقيم: ج 2، ص 157، س 3. البرهان: ج 4، ص 65، ح 4، عن ابن بابويه.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام الناطق بالقرآن:

{325} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... تميم بن بهلول قال: حدّثني عبد اللّه بن أبي الهذيل، و سألته: عن الإمامة فيمن تجب ؟ و ما علامة من تجب له الإمامة ؟

فقال: إنّ الدليل على ذلك و الحجّة على المؤمنين، و القائم بأمور المسلمين، و الناطق بالقرآن، و العالم بالأحكام،... ثمّ محمد بن علي... و هم عترة الرسول صلوات اللّه عليهم أجمعين، المعروفون بالوصيّة و الإمامة...

و قال تميم بن بهلول: حدّثني أبو معاوية عن الأعمش، عن جعفر بن محمد عليهما السّلام في الإمامة مثله سواء(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس في النصّ عليه عليه السّلام و أنّ عنده الحقّ :

{326} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: روي عن الصادق عليه السّلام، أنّه قال: صم(2) يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة، فإذا كان يوم الجمعة اغتسل، و البس ثوبا جديدا،

ص: 162


1- الخصال: ج 2، ص 478، ح 46. إكمال الدين: ج 2، ص 336، ح 9. عنه و عن العيون، البحار: ج 36، ص 396، ح 2. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 54، ح 20. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 474، ح 122. الصراط المستقيم: ج 2، ص 158، س 8، عن كتاب مقتضب الأثر، باختصار.
2- في المصدر: قم، و هو غير صحيح، يدلّ عليه ما في البحار.

ثمّ اصعد إلى أعلى موضع في دارك،... ثمّ ارفع يديك إلى السماء،... و قل:

اللهمّ إنّي ذكرت(1) توحيدي إيّاك....

و تقول: اللهمّ إنّي حللت بساحتك لمعرفتي... و أسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمد و آل محمد، و عند الأئمّة: علي و الحسن،... و محمد [الجواد]...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

د - النصّ على إمامته و مناقبه عن الإمام الرضا عليهما السّلام و يشتمل هذا العنوان على سبعة موضوعات:
الأوّل في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام يفرّق بين الحقّ و الباطل:

{327} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيى، عن مالك بن أشيم، عن الحسين بن بشّار، قال:

كتب ابن قياما(3) إلى أبي الحسن عليه السّلام(4) كتابا يقول فيه: كيف تكون إماما، و ليس لك ولد؟

فأجابه أبو الحسن الرضا عليه السّلام شبه المغضب: و ما علمك أنّه لا يكون لي

ص: 163


1- في البحار: ذخرت.
2- مصباح المتهجّد: ص 331، س 7. قطعة منه فى ب 5، (التوسّل به عليه السّلام في الأدعية. عنه البحار: ج 87، ص 38، ح 7.
3- في الإرشاد: ابن قياما الواسطي.
4- في الإرشاد: الرضا عليه السّلام، و كذا في كشف الغمّة.

ولد؟! و اللّه! لا تمضي(1) الأيّام و الليالي حتّى يرزقني اللّه ولدا ذكرا، يفرّق به بين الحقّ و الباطل(2).

الثاني في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام محي الحقّ و ما حي الباطل:

{328} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن ابن قياما الواسطي - و كان من الواقفة - قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليهما السّلام، فقلت له: يكون إمامان ؟

قال: لا! إلاّ و أحدهما(3) صامت.

فقلت له: هو ذا أنت، ليس لك صامت - و لم يكن ولد له أبو جعفر عليه السّلام بعد -.

فقال لي: و اللّه!(4)، ليجعلنّ اللّه منّي ما يثبت به الحقّ و أهله، و يمحق به الباطل و أهله.

فولد له بعد سنة أبو جعفر عليه السّلام، فقيل لابن قياما: أ لا تقنعك هذه الآية ؟

ص: 164


1- في كشف الغمّة: لا تنقضي.
2- الكافي: ج 1، ص 320، ح 4. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 274، ح 6، و إثبات الهداة: ج 3، ص 247، ح 2، و ج 3، ص 322، ح 8، قطعة منه، و الوافي: ج 2، ص 375، ح 852، و حلية الأبرار: ج 4، ص 604، ح 4. إرشاد المفيد: ص 318، س 5. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 1، مرسلا. إعلام الورى: ج 2، ص 94، س 3. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 22، ح 10. الصراط المستقيم: ج 2، ص 166، س 21.
3- في الإرشاد: إلاّ أن يكون أحدهما.
4- في الإرشاد: بلى، و اللّه.

فقال: أما و اللّه! إنّها لآية عظيمة، و لكن كيف أصنع بما قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في ابنه ؟!(1).

{329} 2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه بن نصير، قال: حدّثنا الحسن بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن الحسين بن بشّار(2) قال:

استأذنت أنا و الحسين بن قياما على الرضا عليه السّلام في صرنا(3).

فأذن لنا، قال: أفرغوا من حاجتكم.

قال له الحسين: تخلو الأرض من أن يكون فيها إمام ؟

فقال: لا!

قال: فيكون فيها اثنان ؟

قال: لا! إلاّ واحد(4) صامت لا يتكلّم.

قال: فقد علمت أنّك لست بإمام.

ص: 165


1- الكافي: ج 1، ص 354، ح 11، و ص 321، ح 7، باختصار. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 37، ح 2135، و ص 275، ح 2316، و حلية الأبرار: ج 4 ص 606، ح 7، و الوافي: ج 2، ص 176، ح 627، و ص 375، ح 851، و البحار: ج 49، ص 68، ح 89، و إثبات الهداة: ج 3، ص 247، ح 4، و ص 323، ح 11، مرسلا و باختصار. إرشاد المفيد: ص 318، س 15. عنه البحار: ج 50، ص 22، ح 12، و كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 3، مرسلا. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 899، س 2، أشار إلى مضمونه. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 4.
2- في البحار: الحسين بن يسار.
3- في البحار: «صريا»، و في التنقيح: «صوبا»، و لعلّ الصحيح: «صريا»، راجع هامش رقم 407.
4- في البحار: إلاّ و أحدهما.

قال: و من أين علمت ؟

قال: إنّه ليس لك ولد، و إنّما هي في العقب!

قال: فقال له: فو اللّه! إنّه لا تمضي الأيّام و الليالي حتّى يولد لي ذكر من صلبي يقوم بمثل مقامي، يحيي(1) الحقّ و يمحي الباطل(2).

الثالث في النصّ عليه و أنّه وارث أبيه عليهما السّلام:

{330} 1 - المسعودي رحمه اللّه: و روى عبد الرحمن بن محمد، عن كلثم بن عمران، قال: قلت للرضا عليه السّلام: أنت تحبّ الصبيان، فادع اللّه أن يرزقك ولدا.

فقال: إنّما أرزق ولد واحد، و هو يرثني.

فلمّا ولد أبو جعفر عليه السّلام كان طول ليلته يناغيه في مهده، فلمّا طال ذلك عليّ عدّة ليال.

قلت له: جعلت فداك! قد ولد للناس أولاد قبل هذا، فكلّ هذا تعوّذه ؟

فقال: ويحك! ليس هذا عوذة، إنّما أغرّه بالعلم غرّا.

و كان مولده و منشؤه على صفة مواليد آبائه عليهم السّلام(3).

ص: 166


1- في البحار: يحقّ الحق و يمحق الباطل.
2- رجال الكشّي: ص 553، ح 1044. عنه البحار: ج 50، ص 34، ح 19، و تنقيح المقال: ج 1، ص 341، س 6. إعلام الورى: ج 2، ص 57، س 3.
3- إثبات الوصيّة: ص 217 س 3. قطعة منه في ف 1، ب 1، (إنّه الولد الوحيد للرضا عليه السّلام).
الرابع في النصّ على إمامته عليه السّلام في صباوته:

{331} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن الحسن(1) بن محمد، عن الخيراني، عن أبيه، قال: كنت واقفا بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السّلام بخراسان، فقال قائل: يا سيّدي! إن كان كون، فإلى من ؟

قال: إلى أبي جعفر، ابني.

فكأنّ القائل استصغر سنّ أبي جعفر عليه السّلام.

فقال أبو الحسن عليه السّلام: إنّ اللّه سبحانه بعث عيسى بن مريم رسولا نبيّا، صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السنّ الذي فيه أبو جعفر عليه السّلام(2).

{332} 2 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه: حدّثنا علي بن محمد الدقّاق، قال: حدّثني

ص: 167


1- في الكافي: الحسين بن محمد.
2- الإرشاد: ص 319، س 3. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 353، س 3. الكافي: ج 1، ص 323، ح 13، و ص 384، ح 6. عنه نور الثقلين: ج 3، ص 334، ح 168، و حلية الأبرار: ج 4، ص 544، ح 3، و ص 609، ح 13، و ص 610، ح 15، و الوافي: ج 2، ص 378، ح 860، و البحار: ج 14، ص 256، ح 53، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 277، ح 2319، و إثبات الهداة: ج 3، ص 323، ح 5، بتغيير. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 265، س 20، و فيه: «الجيراني» بدل «الخيراني» و بتفاوت في المتن. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 419، س 5. إعلام الورى: ج 2، ص 94، س 9. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 23، ح 15. روضة الواعظين: ص 261، س 8.

محمد بن الحسن، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن المحمودي، عن إسحاق بن إسماعيل، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: كنت واقفا على رأس أبي الحسن علي بن موسى عليهما السّلام بطوس، فقال له بعض من كان عنده: إن حدث حدث، فإلى من ؟

قال: إلى ابني محمد.

و كأنّ السائل استصغر بسنّ أبي جعفر عليه السّلام.

فقال له أبو الحسن عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى بعث عيسى بن مريم عليهما السّلام ثابتا بإقامة شريعة في دون(1) السنّ الذي أقيم فيه أبو جعفر ثابتا على شريعته(2).

{333} 3 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه: علي بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عبد اللّه بن جعفر، [عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر] قال: دخلت على الرضا عليه السّلام أنا و صفوان بن يحيى، و أبو جعفر عليه السّلام قائم، و قد أتى له ثلاث سنين.

فقلنا له: جعلنا اللّه فداك! إن - و أعوذ باللّه - حدث حدث، فمن يكون

ص: 168


1- في المصدر: «دور» و الظاهر أنّه غير صحيح.
2- كفاية الأثر: ص 273، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 34، ح 20. دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. و فيه حدّثني أبو الفضل محمد بن عبد اللّه، قال حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستاني، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي، قال: روى محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال: كنت واقفا... و باختلاف في المتن. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 285، ح 2328. إثبات الوصيّة: ص 220، س 8، مرسلا، عن المحمودي، باختلاف، و تغيير. إعلام الورى: ج 2، ص 94، س 9.

بعدك ؟

قال: ابني هذا، و أومأ إليه.

قال: فقلنا: و هو في هذا السنّ؟!

قال: نعم! و هو في هذا السنّ ؛ إنّ اللّه تبارك و تعالى احتجّ بعيسى بن مريم عليهما السّلام و هو ابن سنتين(1).

الخامس في النصّ عليه و مخاطبة أبيه إيّاه عليهما السّلام بالتعظيم و هو صبيّ :

{334} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدّثني محمد بن يحيى الصولي، قال: حدّثنا عون بن محمد، قال:

حدّثنا أبو الحسين بن محمد بن أبي عبّاد، و كان يكتب للرضا عليه السّلام، ضمّه إليه الفضل بن سهل، قال: ما كان عليه السّلام يذكر محمدا ابنه عليه السّلام إلاّ بكنيته، يقول: كتب إليّ أبو جعفر، و كنت أكتب إلى أبي جعفر، و هو صبي بالمدينة.

فيخاطبه بالتعظيم. و ترد كتب أبي جعفر عليه السّلام في نهاية البلاغة و الحسن.

ص: 169


1- كفاية الأثر: ص 275، س 4. عنه البحار: ج 50، ص 35، ح 23، بتفاوت، و ج 14، ص 257، ح 54، باختصار، و إثبات الهداة: ج 3، ص 325، ح 22. إثبات الوصيّة: ص 219، س 19، عن الحميري، بتفاوت و تغيير. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 326، ح 25. روضة الواعظين: ص 261، س 12. حلية الأبرار: ج 4، ص 614، ح 20 عن ابن بابويه. الهداية الكبرى: ص 359، س 24.

فسمعته يقول: أبو جعفر وصيّي و خليفتي(1) في أهلي من بعدي(2).

السادس في النصّ عليه و أنّ روحه عليه السّلام روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

{335} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: بنان بن نافع، قال: سألت علي بن موسى الرضا عليهما السّلام فقلت: جعلت فداك! من صاحب الأمر بعدك ؟

فقال لي: يا ابن نافع! يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته من قبلي، و هو حجّة اللّه تعالى من بعدي.

فبينا أنا كذلك إذ دخل علينا محمد بن علي عليهما السّلام، فلمّا بصر بي.

قال لي: يا ابن نافع! أ لا أحدّثك بحديث ؟ إنّا معاشر الأئمّة، إذا حملته أمّه يسمع الصوت من(3) بطن أمّه أربعين يوما.

فإذا أتى له في بطن أمّه أربعة أشهر رفع اللّه تعالى له أعلام الأرض، فقرّب له ما بعد عنه، حتّى لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة و لا ضارّة.

و إنّ قولك لأبي الحسن: من حجّة الدهر و الزمان من بعده ؟ فالذي حدّثك أبو الحسن ما سألت عنه هو الحجّة عليك.

ص: 170


1- في إثبات الهداة: و خليفتي من بعدي.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 240، ح 1. عنه البحار: ج 50، ص 18، ح 2، و حلية الأبرار: ج 4، ص 610، ح 14، و إثبات الهداة: ج 3، ص 324، ح 18. الصراط المستقيم: ج 2، ص 166، س 19. قطعة منه في ف 8، ب 2، (مكاتبته مع أبيه الرضا عليهما السّلام).
3- في مدينة المعاجز: في بطن، كذا في البحار.

فقلت: أنا أوّل العابدين.

ثمّ دخل علينا أبو الحسن، فقال لي: يا ابن نافع! سلّم، و أذعن له بالطاعة؛ فروحه روحي، و روحي روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

السابع في النصّ عليه و بكاء أهل السماء عليه، و فيه شبه من موسى و عيسى عليهم السّلام:

{336} 1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: روى عبد الرحمن بن محمد، عن كلثم ابن عمران(2) قال: قلت للرضا عليه السّلام: ادع اللّه أن يرزقك ولدا.

فقال عليه السّلام: إنّما أرزق ولدا واحدا، و هو يرثني.

فلمّا ولد أبو جعفر عليه السّلام قال الرضا عليه السّلام لأصحابه: قد ولد لي شبيه موسى بن عمران عليه السّلام، فالق البحار، و شبيه عيسى بن مريم عليهما السّلام، قدّست أمّ ولدته.

فلمّا ولدته طاهرة مطهّرة، قال الرضا عليه السّلام: يقتل غصبا، فيبكي له و عليه أهل السماء. و يغضب اللّه تعالى على عدوّه و ظالمه، فلا يلبث إلاّ يسيرا حتّى يحلّ اللّه به إلى عذابه الأليم، و عقابه الشديد.

ص: 171


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 11. عنه البحار: ج 50، ص 55، ح 31 و إثبات الهداة: ج 3، ص 326، ح 23، باختصار، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 384، ح 2392. قطعة منه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، و ف 4، ب 3، (كيفيّة خلق الأئمّة في بطون أمّهاتهم عليهم السّلام).
2- في البحار: كليم بن عمران.

و كان طول ليلته يناغيه(1) في مهده(2).

ه - النصّ على امامته و مناقبه عن الإمام الحسن العسكري عليهما السّلام و يشتمل هذا العنوان على موضوع واحد:
الأوّل في النصّ عليه و أثر قدمه عليه السّلام على البساط:

{337} 1 - الحضيني رحمه اللّه: عن أبي الحسن عاصم الكوفي، و كان محجوبا، قال:

دخلت على أبي محمد الحسن عليه السّلام بالعسكر، فطرقت شيئا ناعما، فقلت:

ما هذا؟

فقال: يا عاصم! أنت على بساط قد جلس عليه، و وطئه كثير من المرسلين و النبيّين و الأئمّة الراشدين... هذا أثر آدم و... و هذا أثر السيّد محمد، و هذا أثر أمير المؤمنين... و هذا أثر محمد [الجواد]...(3).

ص: 172


1- المناغاة: تكليمك الصبي بما يهوي من الكلام؛ و ناغى: إذا كلّم صبيّا بكلام مليح لطيف. لسان العرب: ج 15، ص 336 (نغى).
2- عيون المعجزات: ص 121، س 11. عنه الأنوار البهيّة: ص 251، س 15، و حلية الأبرار: ج 4، ص 525، ح 4، و البحار: ج 50 ص 15، ح 19، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 399، ح 2408. قطعة منه في ف 1، ب 4، (شأن أمّه عليه السّلام في الأحاديث)، و ب 6، (إخبار أبيه الرضا عليهما السّلام بشهادته عند ولادته).
3- الهداية الكبرى: ص 335، س 18. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 594، ح 2580، و حلية الأبرار: ج 5، ص 121، ح 1، و إثبات الهداة: ج 3، ص 572، ح 694، قطعة. مشارق أنوار اليقين: ص 100، س 8، من غير ذكر لأسامي الأئمّة عليهم السّلام. عنه البحار: ج 11، ص 34، ح 27، و ج 50، ص 304، ح 81. البحار: ج 50، ص 316، س 5، عن بعض مؤلّفات أصحابه.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

و - النصّ عليه و اسمه عليه السّلام في التوراة و يشتمل هذا العنوان أيضا على موضوع واحد:
الأوّل في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام طويل الأثر:

1 - النباطي البياضي رحمه اللّه: قال ابن عمر: سمّاهم [أي الأئمّة عليهم السّلام] كعب الأحبار بأسمائهم في التوراة: ينبوذ، قيدورا، أوبايل، ميسور، مشموع، دموه، سوه، حيدور، و تمر، بطور، بوقيش، قيدمة.

قال أبو عامر هشام الدستواني: سألت عنها يهوديّا عالما؛ فقال: هذه نعوت أقوام بالعبرانيّة، صحيحة، نجدها في التوراة....

قلت: فانعت لي هذه النعوت لأعلمها؟

قال: نعم!... تيمو(1)، القصير العمر، الطويل الأثر...(2).

{338} 2 - هامش عيون أخبار الرضا عليه السّلام: قد ورد أسماء النبيّ و الأئمّة

ص: 173


1- هذا الاسم مشتبه، لأنّه ذكر في عداد أسمائهم الشريفة: و تمر، و هنا: تيمور، و في العلل: تيمورا، و هكذا بعضها الآخر.
2- الصراط المستقيم: ج 2، ص 141، س 11. تقدّم الحديث أيضا في ف 1، ب 2، (اسمه عليه السّلام في التوراة)، رقم 47.

الاثني عشر، صلوات اللّه عليهم في التوراة بلسان العبرانيّة.

و قد نقل عنها بهذه العبارة: ميذميذ: «محمد المصطفى» إيليا: «على المرتضى» قيذور: «الحسن المجتبى» إيرييل: «الحسين الشهيد» مشقور:

«زين العابدين» مسهور: «محمد الباقر» مشموط: «جعفر الصادق» ذومرا:

«موسى الكاظم» هذاذ: «علي بن موسى الرضا» تيمورا: «محمد التقى» نسطور: «علي النقي» نوقش: «الحسن العسكري» قديمونيا: «محمد بن الحسن» صاحب الزمان روحي و أرواح العالمين له الفداء(1).

ص: 174


1- هامش عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 164، س 16. قطعة منه في ف 1، ب 2، (اسمه عليه السّلام في التوراة).

الباب الثالث: مناقبه و علائم إمامته عليه السّلام و هو يشتمل على اثنين و عشرين عنوانا:

أ - وجود نوره عليه السّلام في العرش:

{339} 1 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن الحسين بن علي عليهما السّلام، عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أخبرني جبرئيل عليه السّلام لمّا ثبت اللّه عزّ و جلّ اسم محمد على ساق العرش قلت: يا ربّ هذا الاسم المكتوب في سرادق العرش أرني أعزّ خلقك عليك.

قال: فأراه اللّه عزّ و جلّ اثني عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء و الأرض.

فقال: يا ربّ بحقّهم عليك إلاّ أخبرتني من هم ؟

قال: هذا نور علي بن أبي طالب،... و هذا نور محمد بن علي [الجواد]...

ما أحد يتقرّب إلى اللّه عزّ و جلّ بهؤلاء القوم إلاّ أعتق اللّه تعالى رقبته من النار(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{340} 2 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عن أمّ سلمة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

لمّا أسرى بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش... و رأيت أنوار علي

ص: 175


1- كفاية الأثر: ص 169، س 6. عنه البحار: ج 36، ص 341، ح 206، و إثبات الهداة: ج 1، ص 592، ح 549.

و... و محمد بن علي [الجواد]... عليهم السّلام(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ب - علائم إمامته عليه السّلام:

{341} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن الحسن بن الجهم، قال: كنت مع أبي الحسن عليه السّلام جالسا، فدعا بابنه، و هو صغير، فأجلسه في حجري و قال لي: جرّده و انزع قميصه. فنزعته، فقال لي: انظر بين كتفيه.

قال: فنظرت فإذا في إحدى كتفيه شبه الخاتم داخل في اللحم.

ثمّ قال لي: أ ترى هذا؟(2) مثله في هذا الموضع(3) كان من أبي عليه السّلام(4).

ص: 176


1- كفاية الأثر: ص 185، س 4. عنه البحار: ج 36، ص 348، ح 217، و مدينة المعاجز ج 2، ص 379، ح 615، و إثبات الهداة: ج 1، ص 595، ح 560. الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: ص 220، س 14.
2- في الكافي: كان مثله في هذا الموضع من أبي.
3- في كشف الغمّة: في أبي.
4- الإرشاد: ص 318، س 20. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 14، مرسلا، و البحار: ج 25، ص 120، ح 3. الكافي: ج 1، ص 321، ح 8. عنه الوافي: ج 2، ص 376، ح 855، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 294، ح 2333، و إثبات الهداة: ج 3، ص 323، ح 12، و حلية الأبرار: ج 4، ص 606، ح 8. إعلام الورى: ج 2، ص 95، س 6. عنه و عن الإرشاد: البحار: ج 50، ص 23، ح 13. إثبات الوصيّة: ص 218، س 18. و فيه: روي عن موسى بن القاسم، عن محمد بن علي ابن جعفر، باختصار. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 900، س 2، قطعة منه. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 8. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 225، س 14.

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أبو الصلت الهروي، قال: و رأيت على شفتي الرضا عليه السّلام زبدا أشدّ بياضا من الثلج، و رأيت أبا جعفر عليه السّلام يلحثه بلسانه.

ثمّ أدخل يده بين ثوبيه و صدره و استخرج منه شيئا شبيها بالعصفور، فابتلعه أبو جعفر عليه السّلام.

و مضى الرضا عليه السّلام...(1).

3 - المسعودي رحمه اللّه: و روي عن الحسن بن الجهم، قال: دخلت على الرضا عليه السّلام و أبو جعفر عليه السّلام، صغير بين يديه،... ثمّ كشف عن كتف أبي جعفر عليه السّلام، فأراني مثل رمز إصبعين.

فقال لي: مثل هذا كان في مثل هذا الموضع من أبي موسى عليه السّلام(2).

{342} 4 - الحضيني رحمه اللّه: عن أبي الحسن محمد بن يحيى، و أبي داود الطوسي، قالا: دخلنا على أبي شعيب... فأمرنا بالجلوس، فجلسنا دون القوم، و كان الوقت في غير أوان حمل النخل و الشجر، فانثنى أبو شعيب إلى علي بن

ص: 177


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (طيّ الأرض له إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 378.
2- إثبات الوصيّة: ص 219، س 12. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (النصّ عليه عن أبيه الرضا بعد ولادته عليهما السّلام)، رقم 292.

أمّ الرقاد، و قال: قم يا علي إلى هذه النخلة و اجتنى منها رطبا، و ائتنا.

فقام علي إلى النخلة، نخلة في جانب الدار لا حمل فيها، فلم يصل إليها حتّى رأيناها قد تهدلت أثمارها، فلم يزل يلقط منها، و نحن ننظر إليه حتّى لقط ملأ طبق معه، ثمّ أتى به و وضعه بين أيدينا.

و قال لنا: كلوا! و اعلموا يسيرا في فضل اللّه على سيّدكم أبي محمد الحسن عليه السّلام،....

فأكلنا منه، و أقبل يظهر لنا فيه الوانا من الرطب من كلّ نوع غريب، و إذا نحن بخادم قد أتى من دار سيّدنا الحسن عليه السّلام و....

و قال: مولاك يقول لك: يا أبا شعيب! أغرس هذا النوى في بستانك بالبصرة يخرج منه نخلة واحدة آية لك و عبرة في حياتك و بعد وفاتك....

فعدت من قابل، فجاء في نفسي من أمر النخلة،... فدنونا منها و أسعافها تحرّكها الرياح، فسمعنا في تخشخشها، ألسنا تنطق و تقول، لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه،... و علي، و محمد [الجواد]،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ج - ما ظهر حين ولادته عليه السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... حكيمة بنت أبي الحسن موسى عليه السّلام، قالت:...

فلمّا ولدته [أي الجواد عليه السّلام]، قال: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه».

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: «الحمد للّه، و صلّى اللّه على محمد

ص: 178


1- الهداية الكبرى: ص 338، س 9.

و على الأئمّة الراشدين»(1).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت:... فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السّلام فى الطست، و إذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتّى أضاء البيت، فأبصرناه، فأخذته فوضعته في حجري، و نزعت عنه ذلك الغشاء،....

قالت: فلمّا كان فى اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء، ثمّ نظر يمينه و يساره، ثمّ قال: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمّدا رسول اللّه».

فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن عليه السّلام فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبي عجبا!

فقال: و ما ذاك ؟ فأخبرته الخبر، فقال: يا حكيمة! ما ترون من عجائبه أكثر!(2)

د - إنّه عليه السّلام مولود مبارك أمين:

{343} 1 - محمد بن يعقوب الكلينيّ رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن يحيى الصنعاني(3)، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و هو بمكّة، و هو يقشّر موزا، و يطعمه أبا جعفر عليه السّلام.

فقلت له: جعلت فداك! هذا المولود المبارك ؟!

ص: 179


1- دلائل الإمامة: ص 383، ح 341. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (معجزة كلامه عليه السّلام عند ولادته)، رقم 368.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. تقدّم الحديث بتمامه فى ف 1، ب 1، (كيفيّة ولادته عليه السّلام)، رقم 25.
3- في إرشاد المفيد: أبي يحيى الصنعاني.

قال: نعم! يا يحيى! هذا المولود، الذي لم يولد فى الاسلام مثله مولود أعظم بركة على شيعتنا منه(1).

{344} 2 - الراوندي رحمه اللّه: قال ابن أسباط، و عبّاد أبو إسماعيل: إنّا عند الرضا عليه السّلام بمنى إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام، قلنا: هذا المولود المبارك ؟!

ص: 180


1- الكافي: ج 6، ص 360، ح 3. عنه البحار: ج 50، ص 35، ح 24، و وسائل الشيعة: ج 25، ص 174، ح 31566. الكافي: ج 1، ص 321، ح 9، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي يحيى الصنعاني...، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 323، ح 13، و حلية الأبرار: ج 4، ص 607، ح 9، و الوافي: ج 2، ص 376، ح 854. الكافي: ج 6، ص 360، ح 1، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن يحيى بن موسى الصنعاني، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: ج 25، ص 174، ح 31567. إرشاد المفيد: ص 318، س 25، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 95، س 12، بتفاوت. و عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 23، ح 14. كشف الغمّة: ج 2، ص 352، س 18، مرسلا عن أبي يحيى الصنعاني، بتفاوت. إثبات الوصيّة: ص 218، س 22، مرسلا، عن علي بن أسباط، عن نجم الصنعاني، بتفاوت. المحاسن: ص 555، ح 96، عن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن موسى الصنعاني، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: ج 25، ص 174، ح 31567، و البحار: ج 63، ص 187، ح 3. الصراط المستقيم: ج 2، ص 167، س 11، بتفاوت. الأنوار البهيّة: ص 252، س 2. قطعة منه في ف 3، ب 1، (طعامه عليه السّلام)، و ف 5، ب 20، (أكل الموز).

قال: نعم! هذا المولود المبارك! الذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن يزيد بن سليط، قال: لقيت أبا إبراهيم عليه السّلام - و نحن نريد العمرة - في بعض الطريق....

ثمّ قال لي: يا يزيد! و إذا مررت بهذا الموضع و لقيته [أي ابني علي عليه السّلام]، و ستلقاه، فبشّره: إنّه سيولد له غلام، أمين، مأمون، مبارك...(2).

ه - إنّه عليه السّلام أكرم خلق اللّه:

{345} 1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: عن عمر بن فرج الرخجي(3)، قال:

قلت لأبي جعفر عليه السّلام: إنّ شيعتك تدّعي أنّك تعلم كلّ ماء في دجلة و وزنه ؟ و كنّا على شاطئ دجلة.

فقال عليه السّلام: يقدر اللّه تعالى على أن يفوّض علم ذلك إلى بعوضته من خلقه أم لا؟

قلت: نعم! يقدر.

فقال: أنا أكرم على اللّه تعالى من بعوضته(4) و من أكثر خلقه(5).

ص: 181


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 385، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 20، س 14.
2- الكافي: ج 1، ص 313، ح 14. تقدّم الحديث أيضا في ف 1، ب 4، (اشتراء أمّه عليه السّلام)، رقم 98.
3- في المصدر: عمر بن فرج الرجحي، و الظاهر أنّه غير صحيح، يدلّ عليه سائر المصادر، و أنّه لم يذكر في كتب الرجال إلاّ في مستدركات علم الرجال قال: عمر بن الفرج الرخجي: ج 6، ص 107 رقم 11083.
4- في البحار: بعوضة.
5- عيون المعجزات: ص 127، س 5. عنه الأنوار البهيّة: ص 261، س 18، و البحار: ج 50، ص 100، ضمن ح 12، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 400، ح 2409. إثبات الوصيّة: ص 226، س 24. قطعة منه في ف 4، ب 1، (صفات اللّه و أسماؤه عزّ و جلّ ).
و - تكريم أبيه الرضا و شدّة حبّه له عليهما السّلام:

{346} 1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى بن زياد، قال: كنت فى ديوان ابن عبّاد، فرأيت كتابا ينسخ، فسألت عنه ؟

فقالوا: كتاب الرضا إلى ابنه عليهما السّلام من خراسان.

فسألتهم أن يدفعوه إليّ ، فدفعوه إليّ ، فإذا فيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، أبقاك اللّه طويلا، و أعاذك من عدوّك يا ولدي! فداك أبوك!

قد فسّرت لك ما لي، و أنا حيّ سوي رجاء أن يمنّك [اللّه] بالصلة لقرابتك و لموالى موسى و جعفر رضي اللّه عنهما.

فأمّا سعيدة، فإنّها امرأة قوي الجزم في النحل و الصواب في رقّة الفطر، و ليس ذلك كذلك.

قال اللّه: «مَنْ ذَا اَلَّذِي يُقْرِضُ اَللّٰهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضٰاعِفَهُ لَهُ أَضْعٰافاً كَثِيرَةً » (1).

و قال: «لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمّٰا (2)

ص: 182


1- البقرة: 245/2.
2- في المصدر ما اتيه اللّه، و هو غير صحيح.

آتٰاهُ اَللّٰهُ » (1) .

و قد أوسع اللّه عليك كثيرا، يا بنيّ ! فداك أبوك! لا يستر(2) في الأمور بحسبها فتحظّي حظّك، و السلام(3).

{347} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن أبى نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن [الرضا] إلى أبي جعفر عليهما السّلام:

يا أبا جعفر! بلغني أنّ الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير، فإنّما ذلك من بخل منهم، لئلاّ ينال منك أحد خيرا.

و أسألك(4) بحقّي عليك لا يكن مدخلك و مخرجك إلاّ من الباب الكبير.

فإذا ركبت، فليكن معك(5) ذهب و فضّة، ثمّ لا يسألك أحد شيئا إلاّ أعطيته.

و من سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقلّ من خمسين دينارا و الكثير إليك.

و من سألك من عمّاتك فلا تعطها أقلّ من خمسة و عشرين دينارا و الكثير إليك.

إنّي إنّما أريد بذلك أن يرفعك اللّه، فأنفق و لا تخش من ذي العرش

ص: 183


1- البقرة: 245/2.
2- فى البرهان: لا تستردّنى، و فى البحار: لا تستر دونى الأمور لحبّها فتخطئ حظّك.
3- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 131، ح 436. عنه البرهان: ج 1، ص 234، ح 5، و البحار: ج 50، ص 103، ح 18. قطعة منه في ف 6، ب 1، (البقرة: 245/2)، و (الطلاق: 7/65).
4- فى العيون: فأسألك.
5- فى العيون: منك.

اقتارا(1).

{348} 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن السيّاري، عن عبيد اللّه بن أبي عبد اللّه، قال:

كتب أبو الحسن عليه السّلام من خراسان إلى المدينة: لا تسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكر فإنّه ردّي للرجال.

و فسّره السيّاري عن عبيد اللّه أنّه يكره للرجال فإنّه يقطع النكاح من شدّة برده مع السكر(2).

ز - عنده عليه السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

1 - الراوندي رحمه اللّه:... محمد بن فضيل الصيرفي قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام كتابا و في آخره: هل عندك سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...؟

فكتب إليّ :... عندي سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور معنا حيث درنا، و هو مع كلّ إمام(3).

ص: 184


1- الكافى: ج 4، ص 43، ح 5. عيون اخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 8، ح 20، بتغيير آخر لم نذكره فى المتن. عنه البحار: ج 50، ص 102، ح 16، باختلاف يسير، و ج 93، ص 121، ح 24، باختلاف يسير، و وسائل الشيعة: ج 9، ص 463، ح 12504، و الأنوار البهيّة: ص 263، س 11.
2- الكافي: ج 6، ص 307، ح 13. عنه البحار: ج 63، ص 284، ح 29، و وسائل الشيعة: ج 25، ص 19، ح 31026، أشار إليه. قطعة منه في ف 3، ب 1، (طعامه عليه السّلام).
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 415.

{349} 2 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: إنّ السلاح [أي سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور الملك حيث دار السلاح كما يدور حيث دار التابوت(1).

{350} 3 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: تنظر في كتب أبيك ؟

فقال: نعم!

فقلت: سيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و درعه ؟

فقال: قد كان فى موضع كذا و كذا؛ فأتى ذلك الموضع مسافر، و محمد بن علي، ثمّ سكت(2).

ح - إنّه عليه السّلام هو المراد من آية النور:

{351} 1 - البحراني رحمه اللّه: روي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: دخلت إلى مسجد الكوفة و أمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه يكتب بإصبعه و يتبسّم....

فقال عليه السّلام: عجبت لمن يقرأ هذه الآية و لم يعرفها حقّ معرفتها.

ص: 185


1- بصائر الدرجات: ص 197، ح 7. عنه البحار: ج 26، ص 206، ح 8، بتفاوت يسير. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إنّ عند الأئمة عليهم السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
2- بصائر الدرجات: ص 200، ح 19. عنه البحار: ج 26، ص 220، ح 43. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إن عند الأئمة عليهم السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

فقلت له: أيّ آية يا أمير المؤمنين!؟

فقال: قوله تعالى: «اَللّٰهُ نُورُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكٰاةٍ » (1).

«المشكاة» محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...

«يكاد زيتها يضيء» محمد بن علي [الجواد] عليهما السّلام و...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{352} 2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في قوله: «اللّه نور السموات». أنّه قال: يا علي! «النور» اسمي «و المشكاة» أنت... «لا شرقيّة» محمد بن علي [الجواد] عليهما السّلام...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ط - تحيّة المهدي له عليهما السّلام حين ولادته:

{353} 1 - الراوندي رحمه اللّه: عن حكيمة، [قالت]: دخلت يوما على أبي محمد عليه السّلام؛ فقال: يا عمّة! بيّتي عندنا الليلة، فإنّ اللّه سيظهر الخلف فيها....

فبتّ ... و أشرق نور في البيت، فنظرت فإذا الخلف تحتها ساجد [للّه تعالى] إلى القبلة، فأخذته.

فناداني أبو محمد من الحجرة: هلمّي بابني إليّ يا عمّة!

قالت: فأتيته به....

ص: 186


1- النور: 35/24.
2- البرهان: ج 3، ص 136، ح 16.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 280، س 1. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 668، ح 887.

و قال: انطق يا بنيّ بإذن اللّه!

فقال عليه السّلام: أعوذ باللّه السميع العليم،... و صلّى اللّه على محمد المصطفى، ... و محمد بن علي،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ى - إنّه عليه السّلام قائد الأمّة و سائقها:

{354} 1 - ابن شاذان القميّ رحمه اللّه:... عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي بن أبي طالب: يا علي! أنا نذير أمّتي، و أنت هاديها،...

و محمد بن علي [الجواد] قائدها و سائقها،...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 187


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 455، ح 1. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 173، ح 1، و مدينة المعاجز: ج 8، ص 31، ح 2666. كشف الغمّة: ج 2، ص 498، س 2. كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 241، س 12.
2- مائة منقبة: ص 49، س 2. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 292، س 10. عنه البحار: ج 36، ص 269، ضمن ح 91. إثبات الهداة: ج 1، ص 699، ح 106 عن كتاب دفائن النواصب. الصراط المستقيم: ج 2، ص 150، س 9. العدد القويّة: ص 88، ح 152. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 721، ح 210.
ك - إنّه عليه السّلام منزل أهل الجنّة في درجاتهم:

{355} 1 - ابن شاذان القميّ رحمه اللّه:... عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا واردكم على الحوض، و أنت يا علي! الساقي،...

و محمد بن علي منزل أهل الجنّة في درجاتهم،...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ل - ثمرة الأخذ بولايته عليه السّلام:

{356} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السّلام ... عن علي عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يلقى اللّه عزّ و جلّ آمنا مطهّرا لا يحزنه الفزع الأكبر فليتولّك و ليتولّ ... و محمدا [الجواد]،...(2).

ص: 188


1- مائة منقبة: ص 47، س 5. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 292، س 18. عنه البحار: ج 36، ص 270، ضمن ح 91. إثبات الهداة: ج 1، ص 700، ح 107، عن كتاب دفائن النواصب. الصراط المستقيم: ج 2، ص 150، س 1. العدد القويّة: ص 88، ح 153. حلية الأبرار: ج 5، ص 493، س 5. إثبات الهداة: ج 1، ص 749، س 23، عن مقتل الحسين للخوارزمي. البحار: ج 26، ص 316، ح 80، عن كتاب تفضيل الأئمّة. مشارق أنوار اليقين: ص 180، س 21. عنه البحار: ج 27، ص 312، ح 7.
2- الغيبة: ص 90، س 20. عنه البحار: ج 36، ص 258، ح 77. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 293، س 7. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 729، ح 242.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{357} 2 - النباطي البياضي رحمه اللّه:... و أسند الحاجب إلى أمير المؤمنين عليه السّلام:

قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، من سرّه أن يلقى اللّه و هو عنه راض فليتولّك يا علي!...

و من أحبّ أن يلقاه، فيعطيه كتابه بيمينه، فليتولّ ابنه محمدا [الجواد]،...

فهؤلاء مصابيح الدجى و أئمّة الهدى، من تولاّهم كنت ضامنا له على اللّه الجنّة(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{358} 3 - النباطي البياضي رحمه اللّه: و أسند [الحاجب] برجاله أيضا قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يلقى اللّه آمنا مطهّرا فليتولّك و ولدك الحسن و الحسين... و محمد بن علي...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{359} 4 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: و عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه عليهم السّلام، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، إنّه قال: لعلي عليه السّلام... و من أحبّ أن يلقى اللّه، و قد رفعت درجاته، و بدلت سيّئاته حسناته، فليتوال محمد الجواد...(3).

ص: 189


1- الصراط المستقيم: ج 2، ص 148، س 6. البحار: ج 36، ص 296، ح 125، عن الفضائل، و الروضة.
2- الصراط المستقيم: ج 2، ص 151، س 12. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 722، ح 212.
3- إثبات الهداة: ج 1، ص 524، ح 280، عن كتاب الروضة في الفضائل المنسوب إلى ابن بابويه.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{360} 5 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليه السّلام، عن أبيه... قال لي علي عليه السّلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من سرّه أن يلقى اللّه آمنا مطمئنّا لا يحزنه الفزع الأكبر، فليتولاّك، و ليتولّ ابنيك... و محمدا [الجواد]...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{361} 6 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: كتاب صفوة الأخبار، عن إبراهيم بن محمد النوفلي، عن أبيه و كان خادما لأبي الحسن الرضا عليه السّلام أنّه قال: حدّثني العبد الصالح، الكاظم موسى بن جعفر عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين قال: حدّثني أخي و حبيبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من سرّه أن يلقى اللّه و هو راض عنه فليتوال ابنك الحسن...

و من أحبّ أن يلقى اللّه عزّ و جلّ و قد رفعت درجاته و بدّلت سيّئاته حسنات فليتوال محمد بن علي الجواد...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

م - تخصيص بعض الأزمان به عليه السّلام:

1 - الكفعمي رحمه اللّه:... الساعة التاسعة من صلاة العصر إلى أن يمضي ساعتان

ص: 190


1- إثبات الهداة: ج 1، ص 547، ح 372. الصراط المستقيم: ج 2، ص 151، س 12، و ص 148، س 6.
2- البحار: ج 27، ص 107، ح 80.

للجواد عليه السّلام...(1).

{362} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الصقر بن أبي دلف الكرخي قال: لمّا حمل المتوكّل سيّدنا أبا الحسن العسكري عليه السّلام جئت أسأل عن خبره....

فقلت: قوله: لا تعادوا الأيّام فتعاديكم، ما معناه ؟

فقال عليه السّلام: نعم! الأيّام نحن، ما قامت السموات و الأرض؛ فالسبت اسم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا...(2).

ص: 191


1- مصباح الكفعمي: ص 188، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 5، (التوسل به عليه السّلام فى السّاعة المخصوصة)، رقم 482.
2- الخصال: ص 394، ح 102. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 326، ح 40، و البحار: ج 24، ص 238، ح 1، و ج 56، ص 20، ح 3، و ج 50، ص 194، ح 6. معاني الأخبار: ص 123، ح 1. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 491، ح 177، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 510، ح 2505. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 412 ضمن ح 17، بتفاوت. عنه جمال الاسبوع: ص 36، س 9، و البحار: ج 50، ص 195، ح 7، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 483، ح 2479، و حلية الأبرار: ج 5، ص 52، ح 4. إقبال الأعمال: ص 278، س 12، أورد مضمونه. إثبات الوصيّة: ص 266، س 11. جامع الأخبار: ص 90، س 3. إكمال الدين: ج 2، ص 383 ضمن ح 9. روضة الواعظين: ص 430، س 11. عنه المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 308، س 9. الصراط المستقيم: ج 2، ص 159، س 12. جمال الأسبوع: ص 35، س 5. عنه البحار: ج 99، ص 210، ح 1. كفاية الأثر: ص 285، س 7. عنه البحار: ج 36، ص 413، ح 3. إعلام الورى: ج 2، ص 245، س 15. الهداية الكبرى: ص 363، س 10. عدّة الداعي: ص 52، س 10، أورد مضمونه.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{363} 3 - الحافظ رجب البرسي رحمه اللّه: و عنهم عليهم السّلام أنّهم قالوا: نحن الليالي و الأيّام، من لم يعرف هذه الأيّام لم يعرف اللّه حقّ معرفته، فالبست، رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النبوّة و لا نبيّ بعده... و الخميس، خمسة أنوار، الرضا، و الجواد، و الهادي، و العسكري، و المهدي و...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ن - عنده عليه السّلام الاسم الأعظم:

{364} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: روى أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: إذا كانت لك حاجة فصم الأربعاء و الخميس و الجمعة، و صلّ ركعتين عند زوال الشمس تحت السماء و قل: «اللهمّ ! إنّي حللت بساحتك... و بالاسم الذي جعلته عند محمد صلواتك و رحمتك عليه و على آله و عند علي و الحسن ... و موسى و علي و محمد و...(2).

ص: 192


1- مشارق أنوار اليقين: ص 45، س 20.
2- مصباح المتهجّد: ص 337، ح 444. البلد الأمين: ص 153، س 1. عنه و عن المصباح، البحار: ج 87، ص 43، ح 8.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

س - إنّه عليه السّلام كان محدّثا:

{365} 1 - المسعودي رحمه اللّه: الحميري، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السّلام: كان أبو جعفر، محدّثا(1).

ع - إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... قال علي بن حسّان لأبي جعفر عليه السّلام:

يا سيّدي! إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك!

فقال: و ما ينكرون من ذلك قول اللّه عزّ و جلّ؟! لقد قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي» (2).

فو اللّه! ما تبعه إلاّ علي عليه السّلام و له تسع سنين، و أنا ابن تسع سنين(3).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن سيف، عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قال: قلت له: إنّهم يقولون في حداثة سنّك!

فقال عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان، و هو صبيّ

ص: 193


1- إثبات الوصيّة: ص 219، س 17.
2- يوسف: 108/12.
3- الكافي: ج 1، ص 384، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام على إمامته في حداثة سنّه)، رقم 866.

يرعى الغنم، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل و علماؤهم...(1).

3 - محمد بن يعقوب الكلينيّ رحمه اللّه:... علي بن أسباط قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام... فقال: يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة ... فقد يجوز أن يؤتي الحكمة و هو صبيّ ...(2).

ف - علمه عليه السّلام في التوحيد:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن الحسين بن سعيد، قال: سئل أبو جعفر الثاني عليه السّلام: يجوز أن يقال للّه: إنّه شيء؟

فقال: نعم! يخرجه من الحدّين: حدّ التعطيل، و حدّ التشبيه(3).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال:

سألت أبا جعفر عليه السّلام عن التوحيد، فقلت: أتوهّم شيئا؟

فقال: نعم! غير معقول و لا محدود؛ فما وقع و همك عليه من شيء، فهو خلافه، لا يشبهه شيء، و لا تدركه الأوهام؛ كيف تدركه الأوهام و هو خلاف ما يعقل، و خلاف ما يتصوّر في الأوهام ؟! إنّما يتوهّم شيء غير معقول و لا محدود(4).

ص: 194


1- الكافى: ج 1، ص 383، ح 3. يأتى الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام على إمامته في حداثة سنّه)، رقم 867.
2- الكافى: ج 1، ص 384، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (معجزته عليه السّلام في طفولته)، رقم 370.
3- التوحيد: ص 107، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 1، (صفات اللّه و أسماؤه)، رقم 583.
4- التوحيد: ص 106، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 1، (معنى التوحيد)، رقم 577.
ص - علمه عليه السّلام بما في الأرحام:

{366} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل أو غيره قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكرا سويّا؟

قال: يدعو ما بينه و بين أربعة أشهر، فإنّه أربعين ليلة نطفة، و أربعين ليلة علقة، و أربعين ليلة مضغة، فذلك تمام أربعة أشهر. ثمّ يبعث اللّه ملكين خلاّقين، فيقولان: يا ربّ ! ما تخلق ؟ ذكرا أم(1) انثى ؟ شقيّا أو سعيدا؟ فيقال ذلك.

فيقولان: يا ربّ ما رزقه ؟ و ما أجله ؟ و ما مدّته ؟ فيقال ذلك. و ميثاقه بين عينيه ينظر إليه، و لا يزال(2) منتصبا في بطن أمّه حتّى إذا دنا خروجه، بعث اللّه عزّ و جلّ إليه ملكا فزجره زجرة، فيخرج و ينسى(3) الميثاق(4).

ص: 195


1- في البرهان: أو، و كذا في البحار.
2- في البحار: فلا يزال.
3- في البرهان: فينسى.
4- الكافي: ج 6، ص 16، ح 6. عنه نور الثقلين: ج 3، ص 537، ح 48، و البرهان: ج 3، ص 111، ح 4، و البحار: ج 60، ص 346، ح 31، و وسائل الشيعة: ج 7، ص 140، ح 8948 و فيه «قلت لأبي الحسن» و يحتمل أن يكون هو مصحّف «أبي جعفر» و الصحيح ما ذكره الكليني. قطعة منه في ف 4، ب 1، (القضاء و القدر و المشيّة)، و ف 5، ب 9، (الدعاء لجعل الجنين ذكرا سويّا)، و ف 7، ب 1، (موعظته في الدعاء للحبلى)، و ب 2، (الدعاء لجعل الجنين ذكرا سويّا).
ق - جوابه عليه السّلام بثلاثين ألف مسألة:

{367} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال:

استأذن(1) على أبى جعفر عليه السّلام قوم من أهل النواحي من الشيعة ؟ فأذن لهم، فدخلوا، فسألوه(2) في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة. فأجاب عليه السّلام و له عشر سنين(3).(4).

2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال:...

فدخلنا على أبي جعفر عليه السّلام، و قد حضر خلق من الشيعة من كلّ بلد.... فسألوه في مجلس عن ثلاثين ألف مسألة. فأجابهم فيها، و له تسع سنين(5).

3 - الكفعمي رحمه اللّه:... و بالإمام الفاضل محمد بن علي الذي سئل، فوفّقته لردّ الجواب. و امتحن، فعضدته بالتوفيق و الصواب...(6).

ص: 196


1- فى المناقب: استأذنت أبا جعفر لقوم من الشيعة.
2- فى كشف الغمّة: و سئلوه.
3- في المناقب: فأجاب فيها، و هو ابن عشر سنين.
4- الكافي: ج 1، ص 496، ح 7. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 277، ح 2318، و إثبات الهداة: ج 3، ص 333، ح 13، و حلية الأبرار: ج 4، ص 545، ح 4، و الوافي: ج 3، ص 830، ح 1440. المناقب: ج 4، ص 384، س 4. عنه و عن الكافي، و كشف الغمّة، البحار: ج 50، ص 93 ضمن ح 6. كشف الغمّة: ج 2، ص 364، س 1.
5- الاختصاص: ص 102، س 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.
6- مصباح الكفعمي: ص 188، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ب 5، (التوسّل به فى الساعة المخصوصة عليه السّلام)، رقم 482.
ر - علمه عليه السّلام بأنساب الناس:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام: قال: كان أبو جعفر عليه السّلام شديد الأدمة، و لقد قال: فيه الشاكّون المرتابون - و سنّه خمسة و عشرون شهرا - إنّه ليس هو من ولد الرّضا عليه السّلام....

و قال عليه السّلام: و اللّه! إنّني لأعلم بأنسابهم من آبائهم، إنّي و اللّه لأعلم بواطنهم و ظواهرهم؛ و إنّي لأعلم بهم أجمعين، و ما هم إليه صائرون.

أقوله حقّا، و أظهره صدقا، علما ورّثناه اللّه قبل الخلق أجمعين، و بعد بناء السماوات و الأرضين.

و أيم اللّه! لو لا تظاهر الباطل علينا، و غلبة دولة الكفر، و توثّب أهل الشكوك و الشرك و الشقاق علينا، لقلت قولا يتعجّب منه الأوّلون و الآخرون...(1).

ش - تكلّمه عليه السّلام بألسنة مختلفة:

1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن عيسى، عن أبي هاشم قال:

كنت اتغدّي معه فيدعو بعض غلمانه بالسقلابيّة و الفارسيّة، و ربما يقول غلامي هذا يكتب شيئا من الفارسيّة، فكنت أقول: اكتب، فكان يكتب فيفتح

ص: 197


1- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (خطبته البليغة في طفولته عليه السّلام)، رقم 369.

هو على غلامه.(1)

ت - علمه عليه السّلام بمنطق الحيوانات:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد ابن علي عليهما السّلام، و هو يكلّم ثورا، فحرّك الثور رأسه، فقلت: لا! و لكن تأمر الثور أن يكلّمك.

فقال عليه السّلام: و علّمنا منطق الطير، و أوتينا من كلّ شيء.

ثمّ قال للثور: قل: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له...(2).

2 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن علي بن أسباط... فقال أبو جعفر عليه السّلام: أيّها الراعي، إنّ هذه الشاة تشكوك و تزعم أنّ لها رجلين، و أنّك تحيف عليها بالحلب. فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبنا، فإن كففت من ظلمها، و إلاّ دعوت اللّه تعالى أن يبترّ عمرك.

فقال الراعي:... أسألك لمّا أخبرتني من أين علمت هذا الشأن ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: نحن خزّان اللّه على علمه و غيبه و حكمته، و أوصياء أنبيائه، و عباد مكرمون(3).

ص: 198


1- بصائر الدرجات: الجزء السابع، ص 356، ح 13. عنه البحار: ج 49، ص 87، ح 6.
2- نوادر المعجزات: ص 182، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الثور)، رقم 393.
3- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 455. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة)، رقم 392.
س - علمه عليه السّلام بسبب شهادته:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و لمّا بويع المعتصم، جعل يتفقّد أحواله [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] فكتب إلى عبد الملك الزيّات أن ينفذ إليه التقي عليه السّلام و أمّ الفضل.

فأنفذ ابن الزيّات علي بن يقطين إليه، فتجهّز و خرج إلى بغداد. فأكرمه و عظّمه، و أنفذ أشناس بالتحف إليه و إلى أمّ الفضل. ثمّ أنفذ إليه شراب حمّاض الأترج تحت ختمه على يدي أشناس،... و أصرّ على ذلك، فشربها عليه السّلام عالما بفعلهم(1).

ص: 199


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 384، س 14. يأتي الحديث بتمامه في أحواله مع خلفاء زمانه (مع المعتصم)، فراجع ص 542.

ص: 200

الباب الرابع في معجزاته عليه السّلام و هو يشتمل على ستّة عشر عنوانا، و خمسين موضوعا

أ - معجزته عليه السلام في أيّام طفولته و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:
الأوّل - كلامه عليه السلام عند ولادته:

{368} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال:

حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي، قال:

حدّثني عبد اللّه بن أحمد، عن صفوان، عن حكيمة بنت أبي الحسن موسى عليه السّلام، قالت: كتبت لمّا علقت أمّ أبي جعفر عليه السّلام به: خادمتك قد علقت.

فكتب إليّ : إنّها علقت ساعة كذا، من يوم كذا، من شهر كذا، فإذا هي ولدت فالزميها سبعة أيّام.

قالت: فلمّا ولدته، قال: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه»(1).

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس، فقال: «الحمد للّه، و صلّى اللّه على محمد و على الأئمّة الراشدين»(2).

ص: 201


1- في اثبات الوصيّة: و أنّ محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
2- دلائل الإمامة: ص 383، ح 341. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 259، ح 2309، و حلية الأبرار: ج 4، ص 527، ح 6، و إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 52، قطعة منه. إثبات الوصيّة: ص 217، س 21، مرسلا عن عبد اللّه بن أحمد. عنه مستدرك الوسائل: ج 8، ص 389، ح 9760. الأنوار البهيّة: ص 251، س 8، عن الدرّ النظيم. قطعة منه في ب 3، (ما ظهر حين ولادته عليه السّلام) و ف 3، ب 1، (دعاؤه عليه السّلام عند العطاس).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: حكيمة بنت أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام قالت:... فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفر عليه السّلام في الطست، و إذا عليه شيء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتّى أضاء البيت، فأبصرناه... فلمّا كان في اليوم الثالث، رفع بصره إلى السماء، ثمّ نظر يمينه و يساره، ثمّ قال: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه».

فقمت ذعرة فزعة، فأتيت أبا الحسن عليه السّلام، فقلت له: لقد سمعت من هذا الصبيّ عجبا!

فقال: و ما ذاك ؟ فأخبرته الخبر. فقال: يا حكيمة! ما ترون من عجائبه أكثر(1).

الثاني - خطبته البليغة:

{369} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال: حدّثني جعفر [بن محمد] بن مالك الفزاري، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام، قال: كان أبو جعفر

ص: 202


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 1، (كيفيّة ولادته عليه السّلام)، رقم 25.

شديد الأدمة(1) و لقد قال فيه الشاكّون المرتابون - و سنّه خمسة و عشرون شهرا -: إنّه ليس هو من ولد الرضا عليه السّلام.

و قالوا لعنهم اللّه: إنّه من شنيف(2) الأسود مولاه، و قالوا: من لؤلؤ؛ و إنّهم، أخذوه، و الرضا عند المأمون، فحملوه إلى القافة، و هو طفل بمكّة في مجمع من الناس بالمسجد الحرام، فعرضوه عليهم، فلمّا نظروا إليه، و زرقوه(3) بأعينهم، خرّوا لوجوههم سجّدا، ثمّ قاموا.

فقالوا لهم: يا ويحكم! مثل هذا الكوكب الدرّي، و النور المنير، يعرض على أمثالنا، و هذا و اللّه، الحسب الزكي، و النسب المهذّب الطاهر، و اللّه ما تردّد إلاّ في أصلاب زاكية، و أرحام طاهرة، و و اللّه ما هو إلاّ من ذرّيّة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و رسول اللّه، فارجعوا و استقيلوا اللّه، و استغفروه، و لا تشكّوا في مثله.

و كان في ذلك الوقت سنّه خمسة و عشرين شهرا؛ فنطق بلسان أرهف(4)من السيف، و أفصح من الفصاحة، يقول:

الحمد للّه الذي خلقنا من نوره بيده، و اصطفانا من بريّته، و جعلنا أمناءه على خلقه و وحيه.

معاشر الناس! أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي سيّد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين

ص: 203


1- الأدمة: السّمره، لون مشرب سوادا او بياضا. لسان العرب: ج 12، ص 11 (أدم).
2- في نوادر المعجزات: سعيد بدل «شنيف» و في الهداية الكبرى: سيف.
3- زرقوه: زرقت عينه نحوي: إذا تقلّبت فظهر بياضها، مجمع البحرين: ج 5، ص 176، (زرق).
4- أرهف السيف: حدّده و رقّق حدّه. أقرب الموارد: ج 1، ص 439 (رهف).

علي بن أبي طالب، و ابن فاطمة الزهراء، و ابن محمد المصطفى. ففي مثلي يشكّ ، و عليّ و على أبوىّ يفترى، و أعرض على القافة!؟

و قال: و اللّه! إنّني لأعلم بأنسابهم من آبائهم، إنّي و اللّه لأعلم بواطنهم و ظواهرهم، و إنّي لأعلم بهم أجمعين، و ما هم إليه صائرون، أقوله حقّا، و اظهره صدقا، علما ورّثناه اللّه قبل الخلق أجمعين، و بعد بناء السماوات و الأرضين.

و أيم اللّه! لو لا تظاهر الباطل علينا، و غلبة دولة الكفر، و توثّب أهل الشكوك و الشرك و الشقاق علينا، لقلت قولا يتعجّب منه الأوّلون و الآخرون.

ثمّ وضع يده على فيه، ثمّ قال: يا محمد! اصمت، كما صمت آباؤك «فَاصْبِرْ كَمٰا صَبَرَ أُولُوا اَلْعَزْمِ مِنَ اَلرُّسُلِ وَ لاٰ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ » (1). إلى آخر الآية.

ثمّ تولّى الرجل إلى جانبه، فقبض على يده و مشى يتخطّى رقاب الناس، و الناس يفرجون له.

قال: فرأيت مشيخة ينظرون إليه، و يقولون: «اَللّٰهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسٰالَتَهُ » (2).

فسألت عن المشيخة ؟

قيل: هؤلاء قوم من حيّ بن هاشم، من أولاد عبد المطّلب.

قال: و بلغ الخبر، الرضا علي بن موسى عليهما السّلام، و ما صنع بابنه محمد.

فقال: الحمد للّه! ثمّ التفت إلى بعض من بحضرته من شيعته، فقال: هل علمتم ما قد رميت به مارية القبطيّة، و ما ادّعى عليها في ولادتها إبراهيم بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟!

ص: 204


1- الأحقاف: 35/46.
2- الأنعام: 124/6.

قالوا: لا، يا سيّدنا! أنت أعلم، فخبّرنا؟ لنعلم.

قال: إنّ مارية لمّا أهديت إلى جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أهديت مع جوار قسّمهنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على أصحابه، و ظنّ بمارية من دونهنّ ، و كان معها خادم يقال له «جريح» يؤدّبها بآداب الملوك، و أسلمت على يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أسلم جريح معها، و حسن إيمانهما و إسلامهما، فملكت مارية قلب رسول اللّه فحسدها بعض أزواج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فأقبلت زوجتان من أزواج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى أبويهما تشكوان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعله و ميله إلى مارية، و إيثاره إيّاها عليهما، حتّى سوّلت لهما أنفسهما أن يقولا: إنّ مارية إنّما حملت بإبراهيم من جريح، و كانوا لا يظنّون جريحا خادما زمنا(1).

فأقبل أبواهما إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو جالس في مسجده، فجلسا بين يديه، و قالا: يا رسول اللّه! ما يحلّ لنا و لا يسعنا أن نكتمك ما ظهرنا عليه من خيانة واقعة بك.

قال: و ما ذا تقولان ؟

قالا: يا رسول اللّه! إنّ جريحا يأتي من مارية الفاحشة العظمى، و إنّ حملها من جريح، و ليس هو منك يا رسول اللّه!

فأربد(2) وجه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، تلوّن لعظم ما تلقّياه به؛ ثمّ قال: و يحكما! ما تقولان ؟!

ص: 205


1- الزمانة: عدم بعض الأعضاء و تعطيل القوى، أقرب الموارد: ج 1، ص 475 (زمن).
2- أربد وجهه و تربّد: احمرّ حمرة فيها سواد عند الغضب، لسان العرب: ج 3، ص 17 (ربد).

فقالا: يا رسول اللّه! إنّنا خلّفنا جريحا و مارية في مشربة، و هو يفاكهها(1)و يلاعبها، و يروم منها ما تروم الرجال من النساء، فابعث إلى جريح فإنّك تجده على هذه الحال، فأنفذ فيه حكمك و حكم اللّه تعالى.

فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أبا الحسن! خذ معك سيفك ذا الفقار، حتّى تمضي إلى مشربة مارية، فإن صادفتها و جريحا كما يصفان، فأخمدهما ضربا.

فقام علي عليه السّلام و اتّشح بسيفه، و أخذه تحت ثوبه، فلمّا ولّى و مرّ من بين يدي رسول اللّه أتى إليه راجعا، فقال له: يا رسول اللّه! أكون فيما أمرتني كالسكّة المحماة في النار، أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟

فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: فديتك يا علي! بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

قال: فأقبل علي و سيفه في يده حتّى تسوّر(2) من فوق مشربة مارية، و هي جالسة و جريح معها، يؤدّبها بآداب الملوك، و يقول لها: أعظمي رسول اللّه، و كنّيه، و أكرميه، و نحوا من هذا الكلام حتّى نظر جريح إلى أمير المؤمنين و سيفه مشهر بيده، ففزع منه جريح و أتى إلى نخلة في دار المشربة، فصعد إلى رأسها، فنزل أمير المؤمنين إلى المشربة، و كشف الريح عن أثواب جريح، فانكشف ممسوحا، فقال: أنزل يا جريح!

فقال: يا أمير المؤمنين! آمن على نفسي ؟

قال: آمن على نفسك.

قال: فنزل جريح، و أخذ بيده أمير المؤمنين، و جاء به إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛ فأوقفه بين يديه، و قال له: يا رسول اللّه! إنّ جريحا خادم ممسوح.

ص: 206


1- فاكهه: مازحه، تفاكه القوم: تمازحوا - أقرب الموارد: ج 2، ص 940، (فكه).
2- تسوّرته: أي علوته، لسان العرب: ج 4، ص 386 (سوّر).

فولّى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بوجهه إلى الجدار، و قال: حلّ لهما - يا جريح! - و اكشف عن نفسك حتّى يتبيّن كذبهما. ويحهما! ما أجرأهما على اللّه و على رسوله!

فكشف جريح عن أثوابه، فإذا هو خادم ممسوح كما وصف. فسقطا بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قالا: يا رسول اللّه! التوبة، استغفر لنا، فلن نعود.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تاب اللّه عليكما، فما ينفعكما استغفاري و معكما هذه الجرأة على اللّه و على رسوله.

قالا: يا رسول اللّه! فإن استغفرت لنا رجونا أن يغفر لنا ربّنا، و أنزل اللّه الآية التي فيها: «إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اَللّٰهُ لَهُمْ » (1).

قال الرضا علي بن موسى عليهما السّلام: الحمد للّه الذي جعل في و في ابني محمد، أسوة برسول اللّه و ابنه إبراهيم.

و لمّا بلغ عمره ستّ سنين و شهور قتل المأمون أباه و بقيت الطائفة في حيرة، و اختلفت الكلمة بين الناس، و استصغر سنّ أبي جعفر عليه السّلام و تحيّر الشيعة في سائر الأمصار(2).

ص: 207


1- التوبة: 80/9.
2- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 264، ح 2312، و حلية الأبرار: ج 4، ص 534، ح 2. مشارق أنوار اليقين: ص 98، س 20. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 540، ح 3، و البحار: ج 50، ص 108، ح 27، قطعة. الهداية الكبرى: ص 295، س 13، بتفاوت. عنه البرهان: ج 3، ص 127، ح 5، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 387، س 1، قطعة مرسلا. عنه البحار: ج 50، ص 8، ضمن ح 9. قطعة منه في ب 3، (علمه عليه السّلام بأنساب الناس)، و ف 1، ب 2، (أسماؤه عليه السّلام)، ف 4، ب 3، (كيفيّة خلقهم و اصطفائهم و جعلهم الأمناء)، و ف 6، ب 1، (الأحقاف: 35/46) (الأنعام: 124/6).
الثالث - إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا:

{370} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن علي بن أسباط، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام و قد خرج عليّ ، فأخذت(1) النظر إليه، و جعلت أنظر إلى رأسه و رجليه(2) لأصف قامته لأصحابنا بمصر.

فبينا أنا كذلك حتّى قعد، فقال(3): يا علي(4)! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة.

فقال(5): «وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا» (6)، و: «لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ » (7)، «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً » (8)، فقد يجوز أن يؤتي الحكمة و هو صبي، و يجوز أن يؤتاها(9) و هو ابن

ص: 208


1- في البصائر: فأحددت.
2- في البصائر: و إلى رجله.
3- في البصائر: فخرّ ساجدا و قال، إنّ اللّه.
4- في المناقب: يا معلّى و في إثبات الوصيّة يا علي بن أسباط.
5- في البصائر: قال اللّه تعالى.
6- مريم: 12/19.
7- يوسف: 22/12.
8- الأحقاف: 15/46.
9- في البصائر: يؤتي.

أربعين سنة(1).

ص: 209


1- الكافي: ج 1، ص 384، ح 7، و ص 494، ح 4، و فيه: «يعطاها» بدل «يؤتاها». عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 279، ح 2323، و ص 301، ح 2331 و ص 302، ح 2339، و حلية الأبرار: ج 4، ص 543، ح 1، و إثبات الهداة: ج 3، ص 329، ح 4، و الوافي: ج 2، ص 861378، و ج 3، ص 827، ح 1436، و البرهان: ج 3، ص 7، ح 7، و تعليقة الخواجوئي لمفتاح الفلاح: ص 487، س 11، و نور الثقلين: ج 3، ص 325، ح 32، و ج 5، ص 13 ح 16. بصائر الدرجات: ص 258، ح 10، بسند آخر إلى علي بن أسباط. عنه البحار: ج 50، ص 37، ح 1، و ج 25، ص 100، ح 1. إرشاد المفيد: ص 325، س 22، عن معلّى بن محمد، باختلاف. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 360، س 23. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 21 كما في الإرشاد. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 384، ح 14، عن أبي سليمان عن علي بن أسباط، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 20، ح 6. الثاقب في المناقب: ص 513، ح 439، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 302، ح 2338. إثبات الوصيّة: ص 218، س 7، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، بتفاوت يسير. مجمع البيان: ج 3، ص 506، س 9، عن العيّاشي بتفاوت، و لم نجده في المطبوع الذي عندنا. عنه تأويل الآيات الظاهرة: ص 296، س 10. البحار: ج 14، ص 176، س 18، عن العيّاشي. البحار: ج 25، ص 102، ح 3، عن كنز الفوائد، و لم نعثر عليه في المطبوع. إعلام الورى: ج 2، ص 99، س 2. تقدّمت قطعة منه في ب 3، (إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا)، و ف 4، ب 3، (ايتائهم الحكم صبيّا)، و ف 6، ب 1، (يوسف: 22/12)، (مريم: 12/19)، (القصص: 14/28) (الأحقاف: 15/46).

{371} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد و غيره عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن مصعب، عن مسعدة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال أبو بصير: دخلت إليه و معي غلام خماسي(1) لم يبلغ، فقال لي: كيف أنتم إذا احتجّ عليكم بمثل سنّه ؟

أو قال: سيلي عليكم بمثل سنّه(2).

ب - استجابة دعائه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة موارد:
الأوّل - لأبي هاشم الجعفري:

{372} 1 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: قال أبو هاشم(3): و دخلت معه ذات يوم

ص: 210


1- قال المجلسي رحمه اللّه: الخماسي: من كان طوله خمسة أشبار، كما ذكره اللغويّون، و قد يطلق في العرف على من له خمس سنين، فعلى الأوّل إشارة إلى الجواد عليه السّلام و على الثاني إلى القائم عليه السّلام، مع أنّه يحتمل أن يكون التشبيه في محض عدم البلوغ، البحار: ج 25، ص 103، س 2.
2- الكافي: ج 1، ص 383، ح 4. عنه البحار: ج 25، ص 102، ح 5.
3- هو كنية لداود بن قاسم الجعفري كما يستفاد من رواية الكافي: ج 1، ص 495، ح 5. و صرّح به السيّد الخوئي في المعجم: ج 22، ص 76 رقم 14897، و المحقق التستري في قاموس الرجال: ج 10، ص 213، و قد شاهد الرضا و الجواد و الهادي و العسكري و صاحب الأمر عليهم السّلام كما في فهرست الشيخ: ص 67 رقم 266.

بستانا، فقلت له(1): جعلت فداك! إنّي مولع بأكل الطين، فادفع اللّه لي.

فسكت، ثمّ قال لي بعد أيّام - ابتداء منه -: يا أبا هاشم! قد أذهب اللّه عنك أكل الطين.

قال أبو هاشم: فما شيء أبغض إليّ (2) منه(3).

الثاني - لدفع الزلازل بالأهواز:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام و شكوت إليه كثرة الزلازل في الأهواز ترى لنا التحوّل عنها؟

ص: 211


1- مرجع الضمير في قوله: فقلت له: هو أبو جعفر الثاني عليه السّلام كما قال به السيّد البروجردي في ترتيب أسانيد الكافي: ج 1، ص 262. و هكذا يستفاد أيضا من رواية الكافي: ج 1، ص 495، ح 5. فراجع.
2- في كشف الغمّة: عنه اليوم.
3- إعلام الورى: ج 2، ص 98، س 20. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 20. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 665، ح 4. عنه البحار: ج 50، ص 42، ح 7. كشف الغمّة: ج 2، ص 361، س 14. الثاقب في المناقب: ص 521، ح 454. إرشاد المفيد: ص 326، س 12، أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن علي ابن محمد، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري. الكافي: ج 1، ص 495، ضمن ح 5، مسندا. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 305 ضمن ح 33، و إثبات الهداة: ج 3، ص 333، ح 11، و وسائل الشيعة: ج 24، ص 222، ح 30393. قطعة منه في ف 7، ب 2، (شفاء أكل الطين).

فكتب عليه السّلام: لا تتحوّلوا عنها، و صوموا الأربعاء و الخميس، و الجمعة؛ و اغتسلوا و طهّروا ثيابكم، و ابرزوا يوم الجمعة و ادعوا اللّه، فإنّه يرفع عنكم.

قال: ففعلنا، فسكنت الزلازل.

قال: و من كان منكم مذنب فيتوب إلى اللّه سبحانه و تعالى، (و دعا لهم بخير)(1).

الثالث - لصهر بكر بن صالح:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي، إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: إنّ أبي ناصب خبيث الرأى، و قد لقيت منه شدّة و جاهدا، فرأيك - جعلت فداك - في الدعاء لي ؟

فكتب عليه السّلام: قد فهمت كتابك و ما ذكرت من أمر أبيك، و لست أدع الدعاء لك إن شاء اللّه، و المداراة خير لك من المكاشفة، و مع العسر يسرا، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين، ثبّتك اللّه على ولاية من تولّيت، نحن و أنتم في وديعة.

اللّه الذي لا تضيع ودائعه.

قال بكر: فعطف اللّه بقلب أبيه [عليه] حتّى صار لا يخالفه في شيء(2).

ص: 212


1- علل الشرائع: ب 343، ص 555، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 933.
2- الأمالي: ص 191، ح 20. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى صهر بكر بن صالح)، رقم 908.
الرابع - على أمّ الفضل:

1 - المسعودي رحمه اللّه:... فلمّا انصرف أبو جعفر عليه السّلام إلى العراق لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبّرون و يعملون في الحيلة في قتله.

فقال جعفر لأخته أمّ الفضل... فقال عليه السّلام لها: ما بكاؤك ؟ و اللّه! ليضربنّك اللّه بفقر لا ينجي، و بلاء لا ينستر.

فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها، صارت ناسورا ينتقض عليها في كلّ وقت. فأنفقت مالها و جميع ملكها على تلك العلّة، حتّى احتاجت إلى رفد الناس...(1).

{373} 2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و روى: أنّ امرأته أمّ الفضل بنت المأمون سمّته في فرجه بمنديل، فلمّا أحسّ بذلك.

قال [أبو جعفر عليه السّلام] لها: «أبلاك اللّه بداء لا دواء له».

فوقعت الآكلة في فرجها، و كانت تنتصب للطّبيب فينظرون إليها، و يسرّون بالدواء عليها(2)، فلا ينفع ذلك حتّى ماتت من علّتها(3).

الخامس - على عمر بن الفرج الرخجي:

{374} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن

ص: 213


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام) رقم 202.
2- في البحار: و كانت ترجع إلى الأطبّاء، و يشيرون بالدواء عليها.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 391، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 10، ح 9، و إثبات الهداة: ج 3، ص 349، ح 80، مختصرا. قطعة منه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على أمّ الفضل).

محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه، عن محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السّلام فقال: يا محمد! حدث بال فرج حدث ؟ فقلت: مات عمر.

فقال: الحمد للّه(1)! حتّى أحصيت له أربعا و عشرين مرّة(2).

فقلت: يا سيّدي! لو علمت أنّ هذا يسرّك لجئت حافيا أعدو إليك.

قال: يا محمد! أو لا تدري(3) ما قال لعنه اللّه لمحمد بن علي، أبي ؟

قال: قلت: لا!

قال: خاطبه في شيء فقال: أظنّك سكران!

فقال أبي عليه السّلام: «اللهمّ ! إن كنت تعلم أنّي أمسيت لك صائما فأذقه طعم(4)الحرب(5)، و ذلّ الأسر».

فو اللّه! إن ذهبت(6) الأيّام حتّى حرب ماله و ما كان له، ثمّ اخذ أسيرا و هو ذا قد مات - لا رحمه اللّه - و قد أدال اللّه عزّ و جلّ منه و ما زال يديل أولياءه من أعدائه(7).

ص: 214


1- في المناقب: على ذلك.
2- في المصدر: تكرّرت الجملة «فقلت: مات عمر... عشرين مرّة»، و ليست في بقيّة المصادر، و الظاهر أنّها من زيادة الناسخ.
3- في المناقب: أ فلا تدري.
4- في المناقب: طعم الخرب، و كذا بعده.
5- الحرب - بالحاء المهملة - بالتحريك أن يسلب الرجل ماله - لسان العرب: ج 1، ص 303 (حرب). الخرب - بالخاء المعجمة - خرب فلان بإبل فلان... أي سرقها - لسان العرب: ج 1، ص 349، (خرب).
6- في المناقب: ما إن ذهبت، و في مدينة المعاجز: ما ذهبت.
7- الكافي: ج 1، ص 496، ح 9. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 308، ح 2344، بتفاوت، و إثبات الهداة: ج 3، ص 334، ح 15، و الوافي: ج 3، ص 830، ح 1442. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 397، س 1، مرسلا، عن الكليني، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 62، ضمن ح 38. قطعة منه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على عمر بن الفرج الرخجي).
السادس - على المعتصم و وزرائه:

{375} 1 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن ابن أورمة(1) أنّه قال: إنّ المعتصم دعا بجماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام زورا، و اكتبوا أنّه أراد أن يخرج، ثمّ دعاه، فقال: إنّك أردت أن تخرج عليّ؟!

فقال: و اللّه! ما فعلت شيئا من ذلك.

قال: إنّ فلانا و فلانا و فلانا شهدوا عليك، و أحضروا.

فقالوا: نعم! هذه الكتاب أخذناها من بعض غلمانك.

قال: و كان جالسا في بهو(2)، فرفع أبو جعفر عليه السّلام(3) يده، فقال: «اللهمّ ! إن كانوا كذبوا عليّ ، فخذهم».

قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يزحف(4) و يذهب و يجيء، و كلّما قام واحد وقع.

فقال المعتصم: يا ابن رسول اللّه! إنّي تائب ممّا فعلت. فادع ربّك أن يسكّنه.

ص: 215


1- في البحار (أرو به). محمد بن أورمة أبو جعفر القميّ ، راجع رجال النجاشي: ص 329، رقم 891.
2- البهو: البيت المقدّم أمام البيوت، لسان العرب: ج 14، ص 97 (بها).
3- في إثبات الهداة: أبو جعفر الثاني عليه السّلام.
4- في اثبات الهداة: يرجف.

فقال: اللهمّ ! سكّنه(1)، و إنّك تعلم أنّهم أعداؤك و أعدائي. فسكن(2).

ج - طيّ الأرض له عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:
الأوّل - إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام:

{376} 1 - ابن بابويه القميّ رحمه اللّه: محمد بن موسى، عن محمد بن قتيبة، عن مؤدّب كان لأبي جعفر عليه السّلام، أنّه قال: كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح، إذ رمى اللوح من يده، و قام فزعا و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون»، مضى - و اللّه - أبي عليه السّلام.

فقلت: من أين علمت ؟

قال: دخلني من إجلال اللّه و عظمته شيء لم أعهده(3). فقلت: و قد مضى ؟

فقال: دع عنك ذا(4)، ائذن لي أن أدخل البيت و أخرج إليك، و استعرضني أيّ القرآن شئت، أف لك بحفظه(5).

ص: 216


1- في إثبات الهداة: أسكنه.
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 18. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 340، ح 33، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 382، ح 2391، و البحار: ج 50، ص 45، ح 18، و الأنوار البهيّة: ص 254، س 11. الثاقب في المناقب: ص 524، ح 9، بتغيير يسير. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عفوه و ترحّمه عليه السّلام)، و ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه على المعتصم و وزرائه).
3- في الثاقب: لا أعهده.
4- في الثاقب: هذا.
5- في الثاقب: بأيّ القرآن إن شئت سأفسّر لك و تحفظه.

فدخل البيت، فقمت و دخلت في طلبه إشفاقا منّي عليه، فسألت عنه ؟

فقيل: دخل هذا البيت و ردّ الباب دونه، و قال: لا تؤذنوا عليّ أحدا(1) حتّى أخرج إليكم.

فخرج مغبرّا(2) و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون»، مضى - و اللّه - أبي.

فقلت: جعلت فداك! و قد مضى ؟

فقال: نعم! و ولّيت(3) غسله و تكفينه، و ما كان ذلك ليلي منه غيري.

ثمّ قال لي: دع عنك هذا استعرضني أيّ القرآن شئت أف لك بحفظه(4).

فقلت: الأعراف ؟

فاستعاذ باللّه من الشيطان الرجيم، ثمّ قرء:

بسم اللّه الرحمن الرحيم: «وَ إِذْ نَتَقْنَا اَلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَ ظَنُّوا أَنَّهُ وٰاقِعٌ بِهِمْ » (5).

فقلت: «المص» (6).

فقال: هذا أوّل السورة، و هذا ناسخ، و هذا منسوخ، و هذا محكم، و هذا متشابه، و هذا خاصّ ، و هذا عامّ ، و هذا ما غلط به الكتّاب، و هذا ما اشتبه على

ص: 217


1- في الثاقب: لأحد.
2- في الثاقب: متغيّرا.
3- في الثاقب: تولّيت.
4- في الثاقب و استعرضني أيّ القرآن إن شئت أفسّر لك، تحفظه.
5- الأعراف: 171/7.
6- الأعراف: 1/7.

الناس(1).(2).

{377} 2 - المسعودي رحمه اللّه: روى علي بن محمد الخصيبي، قال: حدّثني محمد بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدّثني عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام في علّته التي مضى فيها؛ إذ نظر إليّ ، فقال لي:

يا عبد الرحمن! إذا كان في آخر يومي هذا، و ارتفعت الصيحة، فإنّه سيوافيك ابني محمد، فيدعوك إلى غسلي، فإذا غسّلتموني، و صلّيتم عليّ فأعلم هذا الطاغية لئلاّ ينقص عليّ شيئا، و لن يستطيع ذلك.

قال: فو اللّه! إنّي بين يدي سيّدي يكلّمني، إذ وافى المغرب، فنظرت فإذا سيّدي قد فارق الدنيا، فأخذتني حسرة و غصّة شديدة، فدنوت إليه، فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! فالتفتّ فإذا الحائط قد انفرج، فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام و عليه درّاعة(3) بيضاء، معمّم بعمامة سوداء.

فقال: يا عبد الرحمن! قم إلى غسل مولاك، فضعه على المغتسل؛ و غسّله بثوبه كغسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فلمّا فرغ صلّى و صلّيت معه عليه، ثمّ قال لي:

يا عبد الرحمن! أعلم هذا الطاغي ما رأيت، لئلاّ ينقص عليه شيئا، و لن يستطيع ذلك. و لم أزل بين يدي سيّدي إلى أن انفجر عمود الصبح؛ فإذا أنا

ص: 218


1- في الثاقب: عليه.
2- الإمامة و التبصرة: ص 85، ح 74. الثاقب في المناقب: ص 509، ح 435. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 327، ح 2365. قطعة منه في ف 3، ب 1، (تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام)، (استيذانه عن مؤدّبه للخروج عن مجلس القراءة)، و ف 4، ب 3، (إنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام)، و ف 6، ب 1، (الأعراف: 1/7 و 171).
3- الدرّاعة: جبّة مشقوقة المقدّم، لسان العرب: ج 820/8 (درع).

بالمأمون قد أقبل في خلق كثير، فمنعتني هيبته أن أبدأ بالكلام.

فقال: يا عبد الرحمن بن يحيى! ما أكذبكم، أ لستم تزعمون أنّه ما من إمام يمضي إلاّ و ولده القائم مكانه يلي أمره ؟ هذا علي بن موسى بخراسان، و محمد ابنه بالمدينة.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! أمّا إذا ابتدأتني فاسمع، أنّه لمّا كان أمس، قال لي سيّدي كذا و كذا، فو اللّه! ما حضرت صلاة المغرب حتّى قضى فدنوت منه.

فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! و حدّثته الحديث.

فقال: صفه لي! فوصفته له بحليته، و لباسه، و أريته الحائط الذي خرج منه، فرمى بنفسه إلى الأرض، و أقبل يخور كما يخور الثور، و هو يقول: ويلك يا مأمون! ما حالك، و على ما أقدمت! لعن اللّه فلانا و فلانا، فإنّهما أشارا عليّ بما فعلت(1).

{378} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه و محمد بن موسى المتوكّل و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني و أحمد بن علي بن إبراهيم ابن هاشم و الحسين بن إبراهيم بن تاتانه و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب و علي بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم، قالوا: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي الصلت الهروي، قال: بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السّلام، إذ قال لي: يا أبا الصلت! أدخل هذه القبّة التي فيها قبر هارون، و ائتني بتراب من أربعة جوانبها. قال: فمضيت

ص: 219


1- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. قطعة منه في (معجزة، انفراج الحائط له عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام)، (تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام)، و ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون).

فأتيت به، فلمّا مثّلت بين يديه.

فقال لي: ناولني هذا التراب و هو من عند الباب، فناولته، فأخذه، و شمّه ثمّ رمى به.

ثمّ قال: سيحفر لي هاهنا، فتظهر صخرة لو جمع عليها كلّ معول(1) بخراسان لم يتهيّأ قلعها، ثمّ قال: في الذي عند الرجل و الذي عند الرأس مثل ذلك، ثمّ قال: ناولني هذا التراب، فهو من تربتي.

ثمّ قال: سيحفر لي في هذا الموضع، فتأمرهم أن يحفروا لي سبع مراقي إلى أسفل، و أن يشقّ لي ضريحة؛ فإن أبوا إلاّ أن يلحدوا، فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين و شبرا.

فإنّ اللّه سيوسّعه ما يشاء؛ فإذا فعلوا ذلك فإنّك ترى عند رأسي نداوة، فتكلّم بالكلام الذي أعلمك، فإنّه ينبع الماء حتّى يمتلي اللحد، و ترى فيه حيتانا صغارا؛ ففتّ لها الخبز الذي أعطيك؛ فإنّها تلتقطه، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة، فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقي منها شيء، ثمّ تغيب.

فإذا غابت فضع يدك على الماء، ثمّ تكلّم بالكلام الذي أعلمك، فإنّه ينضب الماء و لا يبقى منه، و لا تفعل ذلك إلاّ بحضرة المأمون.

ثمّ قال عليه السّلام: يا أبا الصلت! غدا أدخل على هذا الفاجر، فان أنا خرجت و أنا مكشوف الرأس فتكلّم! أكلّمك، و إن أنا خرجت و أنا مغطّى الرأس فلا تكلّمني.

ص: 220


1- المعول: حديدة ينقر بها الجبال، قال الجوهري: المعول، الفأس العظيمة التي ينقر بها الصّخر، لسان العرب: ج 11، ص 487 (عول).

قال أبو الصلت: فلمّا أصبحنا من الغد، لبس ثيابه و جلس فجعل في محرابه ينتظر، فبينما هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون، فقال له: أجب أمير المؤمنين، فلبس نعله و رداءه، و قام يمشي و أنا أتّبعه حتّى دخل المأمون، و بين يديه طبق عليه عنب، و أطباق فاكهة، و بيده عنقود عنب قد أكل بعضه و بقي بعضه.

فلمّا أبصار بالرضا عليه السّلام وثب إليه، فعانقه و قبّل ما بين عينيه، و أجلسه معه، ثمّ ناوله العنقود؛ و قال: يا ابن رسول اللّه! ما رأيت عنبا أحسن من هذا!

فقال له الرضا عليه السّلام: ربّما كان عنبا حسنا يكون من الجنّة.

فقال له: كل منه.

فقال له الرضا عليه السّلام: تعفيني منه.

فقال: لا بدّ من ذلك، و ما يمنعك منه لعلّك تتّهمنا بشيء.

فتناول العنقود فأكل منه، ثمّ ناوله، فأكل منه الرضا عليه السّلام ثلاث حبّات؛ ثمّ رمى به و قام، فقال المأمون: إلى أين ؟

فقال: إلى حيث وجّهتني.

فخرج عليه السّلام مغطّي الرأس، فلم أكلّمه حتّى دخل الدار، فأمر أن يغلق الباب، فغلق ثمّ نام عليه السّلام على فراشه، و مكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا.

فبينما أنا كذلك، إذ دخل عليّ شابّ حسن الوجه، قطط(1) الشعر، أشبه الناس بالرضا عليه السّلام، فبادرت إليه، فقلت له: من أين دخلت، و الباب مغلق ؟!

فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار،

ص: 221


1- قطط: الشديد الجعودة، و قيل الحسن الجعودة، الجعد خلاف السبط، و السبط الذي ليس بمجتمع. لسان العرب: ج 7، ص 380 و ج 3، ص 121 و 122، مادّة: قطط و جعد.

و الباب مغلق.

فقلت له: و من أنت ؟

فقال لي: أنا حجّة اللّه عليك، يا أبا الصلت! أنا محمد بن علي، ثمّ مضى نحو أبيه عليهما السّلام؛ فدخل و أمرني بالدخول معه، فلمّا نظر إليه الرضا عليه السّلام وثب إليه، فعانقه و ضمّه إلى صدره، و قبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحبا(1) إلى فراشه و أكبّ عليه محمد بن علي عليه السّلام يقبّله و يسارّه بشيء لم أفهمه.

و رأيت على شفتي الرضا عليه السّلام زبدا أشدّ بياضا من الثلج، و رأيت أبا جعفر عليه السّلام يلحسه بلسانه، ثمّ أدخل يده بين ثوبيه و صدره، فاستخرج منه شيئا شبيها بالعصفور، فابتلعه أبو جعفر عليه السّلام و مضى الرضا عليه السّلام.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة.

فقلت: ما في الخزانة مغتسل و لا ماء، و قال لي: ايته إليّ ما آمرك به.

فدخلت الخزانة؛ فإذا فيها مغتسل و ماء فأخرجته، و شمّرت ثيابي لأغسّله.

فقال لي: تنحّ يا أبا الصلت! فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله.

ثمّ قال لي: ادخل الخزانة، فاخرج إليّ السفط(2) الذي فيه كفنه و حنوطه، فدخلت، فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه، فكفّنه و صلّى عليه.

ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت. فقلت: أمضي إلى النجّار حتّى يصالح التابوت ؟

قال: قم! فإنّ في الخزانة تابوتا. فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قطّ،

ص: 222


1- سحبه، سحبا: جرّه على وجه الأرض، أقرب الموارد: ج 1، ص 498، (سحب).
2- السفط: الذي يعبّى فيه الطيب... السّفط كالجوالق، لسان العرب: ج 7، ص 315 (سفط).

فأتيته به، فأخذ الرضا عليه السّلام بعد ما صلّى عليه، فوضعه في التابوت، و صفّ قدميه، و صلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى على التابوت و انشقّ السقف؛ فخرج منه التابوت و مضى.

فقلت: يا ابن رسول اللّه! الساعة يجيئنا المأمون و يطالبنا بالرضا عليه السّلام، فما نصنع ؟

فقال لي: اسكت! فإنّه سيعود يا أبا الصلت! ما من نبيّ يموت بالمشرق و يموت وصيّه بالمغرب إلاّ جمع اللّه بين أرواحهما و أجسادهما، و ما أتمّ الحديث حتّى انشقّ السقف و نزل التابوت.

فقام عليه السّلام، فاستخرج الرضا عليه السّلام من التابوت، و وضعه على فراشه كأنّه لم يغسّل و لم يكفّن.

ثمّ قال لي: يا أبا الصلت! قم فافتح الباب، للمأمون.

ففتحت الباب، فإذا المأمون و الغلمان بالباب، فدخل باكيا حزينا قد شقّ جيبه، و لطم رأسه، و هو يقول: يا سيّداه! فجعت بك يا سيّدي!

ثمّ دخل، فجلس عند رأسه، و قال: خذوا في تجهيزه، فأمر بحفر القبر، فحفرت الموضع، فظهر كلّ شيء على ما وصفه الرضا عليه السّلام.

فقال له بعض جلسائه: أ لست تزعم أنّه إمام ؟

فقال: بلى! لا يكون الإمام إلاّ مقدّم الناس؛ فأمر أن يحفر له في القبلة.

فقلت له: أمرني أن يحفر له سبع مراقي، و أن أشقّ له ضريحة.

فقال: انتهوا إلى ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح، و لكن يحفر له و يلحد.

فلمّا رأى ما ظهر له من النداوة و الحيتان و غير ذلك، قال المأمون: لم يزل الرضا عليه السّلام يرينا عجائبه في حياته، حتّى أراناها بعد وفاته أيضا!

فقال له وزير كان معه: أ تدري ما أخبرك به الرضا عليه السّلام ؟

ص: 223

قال: لا! قال: انّه قد أخبرك انّ ملككم يا بني العبّاس مع كثرتكم و طول مدّتكم مثل هذه الحيتان حتّى إذا فنيت آجالكم، و انقطعت آثاركم، و ذهبت دولتكم، سلّط اللّه تعالى عليكم رجلا منّا فأفناكم عن آخركم.

قال له: صدقت.

ثمّ قال لي: يا أبا الصلت! علّمني الكلام الذي تكلّمت به.

قلت: و اللّه! لقد نسيت الكلام من ساعتي و قد كنت صدقت، فأمر بحبسي، و دفن الرضا عليه السّلام.

فحبست سنة، فضاق عليّ الحبس، و سهرت الليلة، و دعوت اللّه تبارك و تعالى بدعاء ذكرت فيه محمدا و آل محمد صلوات اللّه عليهم، و سألت اللّه بحقّهم أن يفرّج عنّي، فما استتمّ دعائي حتّى دخل عليّ أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام.

فقال لي: يا أبا الصلت! ضاق صدرك ؟

فقلت: اي و اللّه!

قال: قم! فأخرجني، ثمّ ضرب يده إلى القيود التي كانت عليّ ، ففكّها، و أخذ بيدي و أخرجني من الدار، و الحرسة و الغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلّموني، و خرجت من باب الدار.

ثمّ قال لي: امض في ودائع اللّه، فإنّك لن تصل إليه و لا يصل إليك أبدا.

فقال أبو الصلت: فلم ألتق المأمون إلى هذا الوقت(1).

ص: 224


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 158، ح 2248، و ص 329، ح 2366، قطعة منه، و إثبات الهداة: ج 3، ص 280، ح 97، قطعة منه، و ص 335، ح 18، و البحار: ج 49، ص 300، ح 10، و ج 79، ص 46، ح 35، و وسائل الشيعة: ج 3، ص 167، ح 3306. أمالي الصدوق: ص 526، ح 17، باختلاف. عنه البحار: ج 49، ص 300، ح 10، و ج 79، ص 46، ح 35. كشف الغمّة: ج 2، ص 330، س 12، مرسلا عن الطبرسي. إعلام الورى: ج 2، ص 81، س 14. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 352، ح 8، مرسلا عن أبي عبد اللّه محمد بن سعيد النيسابوري، عن أبي الصلت. عنه البحار: ج 50، ص 49، ح 27. الثاقب في المناقب: ص 489، ح 417، مرسلا، بتفاوت. روضة الواعظين: ص 252، س 22، مرسلا. عنه المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 374، س 12. الصراط المستقيم: ج 2، ص 198، ح 22، بتفاوت و اختصار. مشارق أنوار اليقين: ص 97، س 2. قطعة منه في (إخباره بالوقائع الآتيه)، (إخبار بشهادة أبيه عليهما السّلام)، و ف 1، ب 3، (شعره و حسن وجهه عليه السّلام)، و ف 2، ب 3، (علائم إمامته عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام)، و ف 4، ب 2، (إنّ أرواح الأنبياء و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم بعد الموت).

{379} 4 - الإربلي رحمه اللّه: عن معمّر بن خلاّد(1)، عن أبي جعفر عليه السّلام - أو عن رجل عن أبي جعفر، الشكّ من أبي علي - قال(2): قال أبو جعفر عليه السّلام: يا معمّر! اركب. قلت: إلى أين ؟ قال: اركب كما يقال لك.

ص: 225


1- في الخرائج: أحمد بن محمد، عن أبي الحسن بن معمّر بن خلاّد.
2- في الخرائج: قال لي بالمدينة.

قال: فركبت(1) فانتهيت إلى واد، او إلى وهدة(2) - الشكّ من أبي علي -.

فقال لي: قف هاهنا! قال: فوقفت فأتاني(3).

فقلت له: جعلت فداك! أين كنت ؟

قال: دفنت أبي الساعة، و كان بخراسان(4).

الثاني - إلى بيت المقدس:

{380} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقّي، عن أبي النصر أحمد بن سعيد، قال: قال لي منخل بن علي(5):

لقيت محمد بن علي عليهما السّلام بسرّمن رأى، فسألته النفقة إلى بيت المقدس ؟

ص: 226


1- في الخرائج: فركبت معه.
2- الوهد و الوهدة: المطمئنّ من الأرض، و المكان المنخفض كأنّه حفرة، لسان العرب: ج 3، ص 470 (وهد).
3- في الخرائج: و خرج ثمّ أتاني.
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 6. عنه الأنوار البهيّة: ص 237، س 17. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 666، ح 6. عنه البحار: ج 49، ص 310، ح 20، و ج 50، ص 64 ضمن ح 40، و إثبات الهداة: ج 3، ص 341، ح 37، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 377، ح 2386. قطعة منه في ف 3، ب 1، (تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام)، (إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام).
5- ما وجدناه في كتب الرجال. راجع مستدركات علم الرجال: ج 7، ص 496، رقم 15186.

فأعطاني مائة دينار، ثمّ قال لي: غمّض عينك(1) فغمّضتها(2)؛ ثمّ قال لي: افتح.

فإذا أنا ببيت المقدس تحت القبّة، فتحيّرت في ذلك(3).

الثالث - مع رجل شامي و نجاته عن الحبس:

{381} 1 - الراوندي رحمه اللّه: ما روى أبو القاسم بن قولويه، عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسّان، عن علي بن خالد، قال:

كنت بالعسكر(4)، فبلغني أنّ هناك رجلا محبوسا، أتى به من ناحية الشام مكبولا(5) [بالحديد] و قالوا: إنّه تنبّأ.

فأتيت الباب، و داريت(6) البوّابين حتّى وصلت إليه، فإذا رجل له فهم و عقل، فقلت له: ما قصّتك ؟

قال: إنّي رجل كنت بالشام أعبد اللّه في الموضع الذي يقال: إنّه نصب فيه

ص: 227


1- في إثبات الهداة: عينيك، و هكذا في دلائل الإمامة.
2- في دلائل الإمامة: فغمّضتهما.
3- نوادر المعجزات: ص 181، ح 5. دلائل الإمامة: ص 399، ح 351، عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 320، ح 2356، و إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 60. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إعطاؤه عليه السّلام الدنانير لمن سأله النفقة).
4- العسكر: يطلق على أمكنة كثيرة. منها: مدينة بناها أبو جعفر المنصور ببغداد. و منها: اسم مدينة سرّ من رأى، و هي سامرّاء. و منها: عسكر المهدي (محمد بن منصور) و هي المحلّة المعروفة اليوم ببغداد بالرصافة من محالّ الجانب الشرقي. و.... اقتبسناه عن: معجم البلدان: ج 4، ص 122-124.
5- مكبولا: الكبل: قيد ضخم، لسان العرب: ج 11، ص 580 (كبل).
6- داراه، مداراة: خاتله، لاطفه، أقرب الموارد: ج 1، ص 332 (درى).

رأس الحسين عليه السّلام، فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر اللّه إذ رأيت شخصا (بين يديّ ، فنظرت) إليه، فقال [لي]: قم.

فقمت معه فمشى بي قليلا، فإذا أنا في مسجد الكوفة.

فقال لي: أ تعرف هذا المسجد؟ قلت: نعم! هذا مسجد الكوفة.

فصلّى و صلّيت معه، ثمّ انصرف، و انصرفت معه. فمشى [بي] قليلا، و إذا نحن بمسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سلّمت، و صلّى و صلّيت معه، ثمّ خرج و خرجت معه.

فمشى بي قليلا، فإذا نحن بمكّة، فطاف بالبيت و طفت معه، و خرج فخرجت معه.

فمشى [بي] قليلا، فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد اللّه فيه بالشام، و غاب الشخص عن عيني، فتعجّبت ممّا رأيت.

فلمّا كان في العام المقبل، رأيت ذلك الشخص، فاستبشرت به، و دعاني فأجبته، ففعل كما فعل في العام الأوّل، فلمّا أراد مفارقتي بالشام، قلت: سألتك بحقّ الذي أقدرك على ما رأيت، من أنت ؟

قال: أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر.

فحدّثت من كان يصير إليّ بخبره، فرقي ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيّات(1)، فبعث إليّ فأخذني، و كبّلني في الحديد، و حملني إلى العراق،

ص: 228


1- هو أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة المعروف بابن الزيّات، وزر لثلاثة خلفاء من بني العبّاس و هم: المعتصم، و الواثق، و المتوكّل. و كان محمد المذكور شديد القسوة، صعب العريكة، لا يرقّ لأحد، و لا يرحمه، و كان يقول: الرحمة خور في الطبيعة، فلمّا أراد المتوكّل قتله، أحضره و أحضر تنور خشب فيه مسامير من حديد أطرافها إلى داخل التنور فأحبس فيه - فمات بعد ثلاث، و ذلك في سنة ثلاث و ثلاثين و مائتين. وفيات الأعيان: ج 5، ص 101-102.

و حبست كما ترى، و ادّعى علي المحال.

فقلت له: أرفع عنك قصّة إلى محمد بن عبد الملك الزيّات ؟ قال: افعل.

فكتبت عنه قصّة، شرحت أمره فيها، و رفعتها إلى الزيّات، فوقّع في ظهرها:

قل للّذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة [و] إلى المدينة [و] إلى مكّة أن يخرجك من حبسي هذا.

قال علي بن خالد: فغمّني ذلك من أمره، و رققت له، و انصرفت محزونا فلمّا كان من الغد، باكرت الحبس لأعلمه بالحال، و آمره بالصبر و العزاء.

فوجدت الجند، و أصحاب الحرس، و صاحب السجن، و خلقا عظيما من الناس يهرعون، فسألت (عنهم و عن حالهم)؟

فقيل: المحمول من الشام المتنبّي، افتقد البارحة من الحبس، فلا يدرى خسفت الأرض به، أو اختطفته الطير؟

و كان هذا الرجل - أعني: علي بن خالد - زيديّا، فقال بالإمامة لمّا رأى ذلك و حسن اعتقاده(1).

ص: 229


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 380، ح 10. عنه البحار: ج 25، ص 376، ح 25. الكافي: ج 1، ص 492، ح 1، بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 295، ح 27، و إثبات الهداة: ج 3، ص 330، ح 5. بصائر الدرجات: ص 422، ح 1، كما في الكافي. عنه البحار: ج 50، ص 38، ح 3، و البرهان: ج 2، ص 493، ح 8، و حلية الأبرار: ج 4، ص 585، س 3، و الوافي: ج 3، ص 825، ح 1434. دلائل الإمامة: ص 405، ح 366، أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبي جعفر محمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار، عن محمد بن حسّان الراوي.... المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 393، س 4، مرسلا عن علي بن خالد، بتفاوت، و اختصار. الاختصاص: ص 320، س 6، كما في الكافي. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 271، س 10، مرسلا عن أبي خالد بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 353، س 21. نور الأبصار: ص 328، س 22. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ : ج 12، ص 427، س 7. إعلام الورى: ج 2، ص 96، س 3. إرشاد المفيد: ص 324، س 7. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 359، س 2. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 6، كما في المناقب. الثاقب في الناقب: ص 510، ح 436، كما في المناقب. روضة الواعظين: ص 266، س 9، مرسلا عن علي بن خالد. قطعة منه في ف 5، ب 3، (الصلاة في مسجد الكوفة و مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
الرابع - مع أبي يزيد البسطامي:

{382} 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: روى الحافظ أبو نعيم من علماء أهل السنّة في كتاب «حلية الأولياء»، على ما وجدته منقولا عنه بخطّ بعض أصحابنا، قال:

حكى أبو يزيد البسطامي قال: خرجت من بسطام(1) قاصدا لزيارة

ص: 230


1- بسطام: بالكسر ثمّ السكون: بلدة كبيرة بقومس على جادّة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين، معجم البلدان: ج 1، ص 421.

البيت الحرام، فمررت بالشام إلى أن وصلت إلى دمشق، فلمّا كنت بالغوطة(1)مررت بقرية من قراها، فرأيت في القرية تلّ تراب، و عليه صبي، رباعي السنّ يلعب بالتراب.

فقلت في نفسي: هذا صبي إن سلّمت عليه لما يعرف السلام، و إن تركت السلام أخللت بالواجب، فأجمعت رأيي على أن أسلّم عليه، فسلّمت عليه.

فرفع رأسه إليّ و قال: و الذي رفع السماء و بسط الأرض، لو لا ما أمر اللّه به من ردّ السلام لما رددت عليك، استصغرت أمري، و استحقرتني لصغر سنّي!؟ عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته و تحيّاته و رضوانه.

ثمّ قال: صدق اللّه: «وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا» (2). و سكت.

فقلت: «أَوْ رُدُّوهٰا» . فقال: ذاك فعل المقصّر مثلك.

فعلمت أنّه من الأقطاب المؤيّدين.

فقال: يا أبا يزيد! ما أقدمك إلى الشام من مدينتك بسطام ؟

فقلت: يا سيّدي! قصدت بيت اللّه الحرام - إلى أن قال -: فنهض، و قال:

أعلى وضوء أنت ؟ قلت: لا!

فقال: اتّبعني! فتبعته قدر عشر خطا، فرأيت نهرا أعظم من الفرات.

فجلس و جلست، و توضّأ أحسن وضوء و توضّأت.

و إذا قافلة مارّة، فتقدّمت إلى واحد منهم، و سألته عن النهر؟

ص: 231


1- الغوطة: بالضم ثمّ السكون؛ و هي الكورة التي منها دمشق، استدارتها ثمانية عشر ميلا يحيط بها جبال عالية من جميع جهاتها، و لا سيّما من شماليها، فإنّ جبالها عالية جدّا و مياهها خارجة من تلك الجبال، و تمدّ في الغوطة في عدّة أنهر فتسقي بساتينها و زروعها، معجم البلدان: ج 4، ص 219.
2- النساء: 86/4.

فقال: هذا جيحون(1). فسكت.

ثمّ قال لي الغلام: قم! فقمت معه، و مشيت معه عشرين خطوة، و إذا نحن على نهر أعظم من الفرات و جيحون.

فقال لي: اجلس! فجلست و مضى.

فمرّ عليّ أناس في مركب لهم، فسألتهم عن المكان الذي أنا فيه ؟

فقالوا: نيل مصر(2)، و بينك و بينها فرسخ أو دون فرسخ، و مضوا؛ فما كان غير ساعة إلاّ و صاحبي قد حضر، و قال لي: قم! قد عزم علينا.

فقمت معه قدر عشرين خطوة، فوصلنا عند غيبوبة الشمس إلى نخل كثير، و جلسنا، ثمّ قام، و قال لي: امش!

فمشيت خلفه يسيرا، و إذا نحن بالكعبة - إلى أن قال -: فسألت الرجل الذي فتح الكعبة، فقال: هذا سيّدي محمد الجواد صلّى اللّه عليه.

فقلت: اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته(3).

ص: 232


1- جيحون بالفتح: اصل اسم جيحون بالفارسيّة هرون، و هو اسم وادي خراسان على وسط مدينة يقال لها جيهان، فنسبه الناس إليها، و قالوا: جيحون على عادتهم في قلب الألفاظ. يجيء جيحون من موضع يقال له: ريوساران، و هو جبل يتّصل بناحية السند و الهند و كابل، و منه عين تخرج من موضع يقال له. عند ميس. معجم البلدان: ج 2، ص 196.
2- نيل مصر: ينبوعه من وراء خطّ الاستواء من جبل هناك يقال له: حيل القمر، هو تعريب نيلوس من الروميّة، و من عجائب مصر النيل جعله اللّه لها سقيا يزرع عليه و يستغني به عن مياه المطر في أيّام القيظ إذا نضبت المياه من سائر الأنهار. و ليس في الدنيا نهر يصبّ من الجنوب إلى الشمال إلاّ هو و يمتدّ في أشدّ ما يكون من الحرّ حين تنقص أنهار الدنيا و يزيد بترتيب و ينقص بترتيب بخلاف سائر الأنهار. (معجم البلدان: ج 5، ص 334 و 336).
3- إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 79، عن كتاب حلية الأولياء، و لم نجده في المطبوع. قطعة منه في ف 3، ب 1، (لعبه بالتراب)، و ف 6، ب 1، (النساء: 86/4)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في ردّ السلام)، و ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع أبي يزيد البسطامي).
الخامس - طىّ الأرض له عليه السّلام إلى مكّة:

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو عمر هلال بن العلاء الرقّي، قال: حدّثنا هشام بن محمد، قال: قال محمد بن العلاء: رأيت محمد بن علي عليه السّلام يحجّ بلا راحلة و لا زاد من ليلته و يرجع، و كان لي أخ بمكّة لي عنده خاتم، فقلت له:

تأخذ لي منه علامة، فرجع من ليلته و معه الخاتم.(1).

د - شفاء الأمراض و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:
الأوّل - شفاء العين:

{383} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه، قال: حدّثنا أبو سعيد الآدمي، عن محمد بن مرزبان، عن محمد بن سنان، قال:

شكوت إلى الرضا عليه السّلام وجع العين! فأخذ قرطاسا فكتب إلى أبي جعفر عليه السّلام(2)، و هو أقلّ من نيّتي(3).

فدفع الكتاب إلى الخادم، و أمرني أن أذهب معه، و قال: اكتم!

فأتيناه و خادم قد حمله.

ص: 233


1- دلائل الإمامة: ص 399، ح 352. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 61.
2- في إثبات الهداة: أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
3- في تنقيح المقال: و هو أوّل ما بدأ، و في البحار: و هو أقلّ من يدى.

قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السّلام.

فجعل أبو جعفر عليه السّلام ينظر في الكتاب و يرفع رأسه إلى السماء، و يقول ناج(1)، ففعل ذلك مرارا.

فذهب كلّ وجع في عيني، و أبصارت بصرا، لا يبصره أحد، قال: فقلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلك اللّه شيخا على هذه الأمّة كما جعل عيسى بن مريم شيخا على بني اسرائيل!

قال: ثمّ قلت له: يا شبيه صاحب فطرس!

قال: و انصرفت و قد أمرني الرضا عليه السّلام أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتّى أذعت ما كان من أبي جعفر عليه السّلام في أمر عيني، فعاودني الوجع، قال: قلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس ؟

فقال: إنّ اللّه تعالى غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس، فدقّ جناحه و رمي في جزيرة من جزاير البحر، فلمّا ولد الحسين عليه السّلام بعث اللّه عزّ و جلّ جبريل إلى محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليهنّأه بولادة الحسين عليه السّلام، و كان جبريل صديقا لفطرس فمرّ به و هو في الجزيرة مطروح، فخبّره بولادة الحسين عليه السّلام و ما أمر اللّه به، فقال له: هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي و أمضي بك إلى محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليشفع لك ؟

قال: فقال فطرس: نعم! فحمله على جناح من أجنحته حتّى أتى به محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فبلّغه تهنئة ربّه تعالى، ثمّ حدّثه بقصّة فطرس.

ص: 234


1- في دلائل الإمامة: باح، باح، و في إثبات الوصيّة: قال محمد بن سنان: فلمّا فرغ من قراءته حرّك رجليه على ظهر موفّق، و قال: تاخ، تاخ، و في الهداية الكبرى: باخ، باخ، حكاية لما يقوله إذا ناغي....

فقال محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لفطرس: امسح جناحك على مهد الحسين و تمسّح به.

ففعل ذلك فطرس، فجبر اللّه جناحه، و ردّه إلى منزله مع الملائكة(1).

{384} 2 - الراوندي رحمه اللّه: عن محمد بن ميمون، أنّه كان مع الرضا عليه السّلام بمكّة قبل خروجه إلى خراسان، قال:

قلت له: إنّي أريد أن أتقدّم إلى المدينة، فاكتب معي كتابا إلى أبي جعفر عليه السّلام.

فتبسّم و كتب، فصرت إلى المدينة، و قد كان ذهب بصري، فأخرج الخادم

ص: 235


1- رجال الكشّي: ص 582، ح 1092. عنه تنقيح المقال: ج 3، ص 127، س 16، و الأنوار البهيّة: ص 253، س 7، و البحار: ج 50، ص 66، ح 43. و أيضا في الكشّي: ص 583، ح 1093: وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد، حدّثني محمد بن عبد اللّه بن مهران، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر و محمد بن سنان جميعا قالا:... بتفاوت و اختصار. عنه البحار: ج 50، ص 67، ح 44. دلائل الإمامة: ص 402، ح 361: حدّثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا جعفر [ابن محمد] بن مالك الفرازي، قال: حدّثني علي بن يونس الخزّاز، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: كنت أنا و محمد بن سنان و صفوان و عبد اللّه بن المغيرة عند أبي الحسن الرضا عليه السّلام...، بتفاوت و اختصار. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 67، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 341، ح 2370. إثبات الوصيّة: ص 210، س 18، عن عبد الرحمن بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن سنان، قال: كنّا مع الرضا عليه السّلام...، بتفاوت و اختصار. فلاح السائل: «مقدّمة الكتاب»، ص 13، س 6، أورد مضمونه. الهداية الكبرى: ص 300، س 17، مرسلا و بتفاوت. إثبات الهداة: ج 3، ص 349، ح 82، عن قرب الأسناد باختصار - و لم نعثر عليه -. قطعة منه في ف 7، ب 2، (شفاء وجع العين بالدعاء).

أبا جعفر عليه السّلام إلينا يحمله من المهد، فناولته الكتاب.

فقال عليه السّلام لموفّق الخادم: فضّه و انشره!

ففضّه و نشره بين يديه، فنظر فيه، ثمّ قال لي: يا محمد! ما حال بصرك(1)؟

قلت: يا ابن رسول اللّه! اعتلّت عيناى، فذهب بصري كما ترى.

فقال: ادن منّي، فدنوت منه، فمدّ يده فمسح بها على عيني، فعاد إليّ بصري كأصحّ ما كان.

فقبّلت يده و رجله، و انصرفت من عنده، و أنا بصير(2).(3).

{385} 3 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد، قال:

قال لي عمارة بن زيد: رأيت امرأة قد حملت ابنا لها مكفوفا إلى أبي جعفر

ص: 236


1- في الثاقب: ما أصاب بصرك.
2- يحتمل اتّحاد هذا الحديث مع ما قبله؛ كما يحتمل تصحيف «محمد بن سنان» «بمحمد بن ميمون» لأنّ ، «محمد بن سنان» كان كثير الرواية و «محمد بن ميمون» لم نجد ذكره فيمن يروى عن الجواد عليه السّلام، في كتب الرجال، و لم نعثر عليه إلاّ في مستدركات علم الرجال: ج 7، ص 347، رقم 14592.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 372، ح 1. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 338، ح 24، باختصار، و البحار: ج 50، ص 46، ح 20، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 372، ح 2381، و كشف الغمّة: ج 2، ص 365، س 8، و حلية الأبرار: ج 4، ص 540، ح 4. الثاقب في المناقب: ص 525، ح 462 و ص 200، ح 177، بتفاوت. الصراط المستقيم: ج 2، ص 199، ح 1. إثبات الوصيّة: ص 263، س 12 باختلاف. يأتي الحديث أيضا في ف 3، ب 1، (غلمانه عليه السّلام و استخدام من يحبّ أن يخدمه)، و ف 7، ب 2، (شفاء العين بمسح يد الإمام عليه السّلام).

محمد بن علي عليهما السّلام.

فمسح يده عليه، فاستوى قائما يعدو كأن لم يكن بعينه ضرر(1).

الثاني - شفاء ريح الركبة:

{386} 1 - الراوندي رحمه اللّه: روى عن أبي بكر بن إسماعيل(2)، قال: قلت لأبي جعفر، ابن الرضا عليهما السّلام: إنّ لي جارية تشتكي من ريح بها.

فقال عليه السّلام: ائتني بها. فأتيت بها(3).

فقال لها: ما تشتكين يا جارية!؟

قالت: ريحا في ركبتي.

فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب، فخرجت الجارية من عنده و لم تشتك وجعا بعد ذلك(4).

{387} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: روى العبّاس بن السندي الهمداني، عن

ص: 237


1- دلائل الإمامة: ص 400، ح 355. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 64، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 322، ح 2360. قطعة منه في ف 7، ب 2، (شفاء العين بمسح يد الإمام عليه السّلام).
2- في إثبات الهداة: علي بن أبي بكر بن إسماعيل، و في كشف الغمّة: الشيخ أبي بكر....
3- في إثبات الهداة و كشف الغمّة: فأتيته بها.
4- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 376، ح 3. عنه البحار: ج 50، ص 46، ح 21، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 40. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 3، أشار إلى مضمونه. كشف الغمّة: ج 2، ص 366، س 1، ص 367، عن دلائل الحميري. قطعة منه: في ف 5، ب 9، (كيفيّة ملامسة المرأة الأجنبيّة)، و ف 7، ب 2، (شفاء ريح الركبة بمسح يد الإمام عليه السّلام).

بكر(1)، قال: قلت له: إنّ عمّتي(2) تشتكي من ريح بها. فقال: ائتني بها. قال:

فأتيته بها، فدخلت عليه.

فقال لها: ممّ تشتكين ؟ قالت: ركبتي، جعلت فداك!

قال: فمسح يده على ركبتها(3) من وراء الثياب، و تكلّم بكلام، فخرجت و لا تجد شيئا من الوجع(4).

الثالث - شفاء العرق المدني:

1 - الراوندي رحمه اللّه:.... محمد بن فضيل الصيرفي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فلمّا صرت في (بطن مرّ)، ضرب على رجلي، و خرج بي العرق، فما زلت شاكيا أشهرا، و حججت في السنة الثانية.

فدخلت عليه فقلت: جعلني اللّه فداك! عوّذ رجلي، و أخبرته أنّ هذه التي توجعني.

فقال عليه السّلام: لا بأس على هذه! و اعطني رجلك الأخرى الصحيحة.

ص: 238


1- في الثاقب: بكير.
2- في إثبات الهداة: إنّ امرأة.
3- في الثاقب في المناقب: ركبتيها.
4- دلائل الإمامة: ص 403، ح 363. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 342، ح 2371، و إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 69. الثاقب في المناقب: ص 521، ح 453. إنّ هذا الحديث و حديث شكوى الجارية متحد، و يحتمل أن يكونا قضيّتين اثنتين، فتأمّل. قطعة منه في ف 5، ب 9، (كيفيّة ملامسة المرأة الأجنبيّة)، و ف 7، ب 2، (شفاء ريح الركبة بمسح يد الإمام عليه السّلام)، (شفاء ريح الركبة بالدعاء).

فبسطتها بين يديه، فعوّذها، فلمّا: قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة، فرجعت إلى نفسي، فعلمت أنّه عوّذها من الوجع، فعافاني اللّه بعده(1).

الرابع - شفاء البهق و وجع الخاصرة:

{388} 1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن عمر(2) بن واقد الرازي، قال: دخلت على أبي جعفر محمد الجواد ابن الرضا عليهم السّلام و معي أخي به بهق(3)شديد، فشكا إليه ذلك البهق، فقال عليه السّلام: عافاك اللّه ممّا تشكو.

فخرجنا من عنده و قد عوفي، فما عاد إليه ذلك البهق إلى أن مات.

قال محمد بن عمر: و كان يصيبني وجع في خاصرتي في كلّ أسبوع، فيشتدّ ذلك بي أيّاما، فسألته أن يدعو لي بزواله عنّي.

فقال عليه السّلام: و أنت، فعافاك اللّه، فما عاد إلى هذه الغاية(4).

ص: 239


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. يأتي الحديث بتمامه في (معجزة إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 415.
2- في الخرائج و كشف الغمّة، و مدينة المعاجز، و البحار: محمد بن عمير.
3- في الخرائج و كشف الغمّة و البحار: البهر، و هو انقطاع النفس من الأعيان. لسان العرب: ج 4، ص 82 (بهر). البهق: بياض يعتري الجسد بخلاف لونه ليس من البرص. لسان العرب: ج 10، ص 29.
4- الثاقب في المناقب: ص 525، ح 463. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 398، ح 2407. الخرائج: ج 1، ص 377، ح 5. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 367، س 9، و البحار: ج 50، ص 47، ح 23، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 42 و ح 43 عن كشف الغمّة. يأتي الحديث أيضا في ف 7، ب 2، (شفاء البهق و وجع الخاصرة بالدعاء).
الخامس - شفاء الأصمّ :

{389} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: أبو سلمة، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و كان بي صمم(1) شديد، فخبّر بذلك لمّا أن دخلت عليه. فدعاني إليه، فمسح يده على اذني و رأسي. ثمّ قال: اسمع و عه!

فو اللّه! إنّي لأسمع الشيء الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته(2).

ه - تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام

{390} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثني أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: و حدّثني أحمد بن صالح، عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، قال: دخلت عليه و هو جالس في وسط إيوان له، يكون عشرة أذرع(3)، قال: فوقفت بباب الإيوان، و قلت في نفسي: يا سبحان اللّه! ما أشدّ سمرة مولاي، و أضوأ جسده! قال: فو اللّه ما استتممت هذا القول في نفسي، حتّى عرض في جسده و تطاول، و امتلأ به الإيوان إلى سقفه مع جوامع حيطانه، ثمّ رأيت لونه قد أظلم حتّى صار كالليل المظلم، ثمّ ابيضّ ، حتّى صار كأبيض ما يكون من الثلج

ص: 240


1- الصمم: انسداد الأذن و ثقل السمع. لسان العرب: ج 12، ص 342 (صمم).
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 1. عنه البحار: ج 50، ص 57، س 12، ضمن ح 31، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 346، ح 2375. يأتي الحديث أيضا في ف 7، ب 2، (شفاء الأصمّ بمسح يد الإمام عليه السّلام).
3- إثبات الهداة: بزيادة: و عشرة أذرع.

الأبيض، ثمّ احمرّ، فصار كالعلق المحمّر، ثمّ اخضرّ، حتّى صار كأعظم شيء يكون في الأعواد المورقة الخضر.

ثمّ تناقص(1) جسده حتّى صار في صورته الأولى، و عاد لونه إلى اللون الأوّل، فسقطت لوجهي لهول ما رأيت.

فصاح بي: يا عسكر! كم تشكّون(2) فينا، و تضعفون قلوبكم، و اللّه لا يصل(3) إلى حقيقة معرفتنا إلاّ من منّ اللّه بنا عليه، و ارتضاه(4) لنا وليّا.

قال عسكر: فآليت أن لا أفكّر في نفسي إلاّ بما ينطق به لساني(5).

{391} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا عمارة بن زيد، قال: حدّثني إبراهيم بن سعد(6)، قال:

رأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام و له شعرة - أو قال: وفرة - مثل حلك

ص: 241


1- في مدينة المعاجز: ثمّ تلاصق.
2- في المناقب: تشكّون فننبّئكم، و تضعفون فنقوّيكم....
3- في مدينة المعاجز و المناقب: لا وصل.
4- في المناقب: و ارتضيناه.
5- دلائل الإمامة: ص 404، ح 365. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 70، باختصار، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 344، ح 2373. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 387، س 23، مرسلا و باختصار. عنه البحار: ج 50، ص 55، ح 31، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 345، ح 2274. الهداية الكبرى: ص 299، س 1. قطعة منه في ف 1، ب 3، (شمائله عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (مسكنه عليه السّلام).
6- في إثبات الهداة، و مدينة المعاجز، و نوادر المعجزات: إبراهيم بن سعيد، و الظاهر أنّهما متّحد، راجع: مستدركات علم الرجال: ج 1، ص 150 رقم 239.

الغراب مسح يده عليها فاحمرّت، ثمّ مسح عليها بظاهر كفّه فابيضّت(1).

ثمّ مسح عليها بباطن كفّه، فعادت سوداء كما كانت.

فقال لي: يا ابن سعد! هكذا تكون آيات الإمام.

فقلت: رأيت أباك عليه السّلام يضرب بيده إلى التراب، فيجعله دنانير و دراهم.

فقال: في مصرك قوم يزعمون: أنّ الإمام يحتاج إلى مال، فضرب بيده لهم ليبلّغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام(2).(3).

و - معجزته عليه السّلام في الحيوانات و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:
الأوّل - معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة:

{392} 1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن علي بن أسباط، قال: خرجت مع أبي جعفر عليه السّلام من الكوفة، و هو راكب على حمار، فمرّ بقطيع غنم، فتركت شاة

ص: 242


1- في نوادر المعجزات: فاصفرّت، ثمّ مسح بظاهر كفّه فاحمرّت، بدل ما في المتن.
2- في نوادر المعجزات: في مصرك يزعمون أنّ الإمام يحتاج إلى مال، فبلّغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام، بدل ما في المتن.
3- دلائل الإمامة: ص 397، ح 346. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 54، أشار إلى مضمونه، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 317، ح 2351. نوادر المعجزات: ص 179، ح 2. قطعة منه في ف 1، ب 3، (شمائله عليه السّلام)، و ف 4، ب 3 (علامة الامام عليه السّلام).

الغنم(1) وعدت إليه و هي ترغو(2)، فاحتبس عليه السّلام، و أمرني أن أدعو الراعي إليه. ففعلت.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: أيّها الراعي! إنّ هذه الشاة تشكوك و تزعم أنّ لها رجلين، و أنّك تحيف عليها بالحلب، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبنا، فإن كففت من ظلمها، و إلاّ دعوت اللّه تعالى أن يبتر عمرك.

فقال الراعي: إنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه، و أنّك وصيّه، أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن ؟!

فقال أبو جعفر عليه السّلام: نحن خزّان اللّه على علمه، و غيبه، و حكمته، و أوصياء أنبيائه، و عباد مكرمون(3).

الثاني - معرفته عليه السّلام بمنطق الثور:

{393} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا قطر بن أبي قطر، عن عبد اللّه بن سعيد، قال: قال لي محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام و هو يكلّم ثورا، فحرّك الثور رأسه.

فقلت: لا! و لكن تأمر الثور أن يكلّمك.

ص: 243


1- في مدينة المعاجز: «القطيع» و هو الصحيح.
2- في مدينة المعاجز: ترعى.
3- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 455. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 396، ح 2404. قطعة منه في ب 3، (علمه عليه السّلام بمنطق الحيوانات)، و ف 3، ب 1، (مركبه عليه السّلام)، و ف 4، ب 3، (إنّ الأئمة عليهم السّلام خزّان علم اللّه) و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الظلم و الظالم).

فقال: و «عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ اَلطَّيْرِ، وَ أُوتِينٰا مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ » (1).

ثمّ قال للثور: قل: «لا إله إلاّ اللّه، وحده لا شريك له» و مسح بكفّه على رأسه.

فقال الثور: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له(2).

الثالث - تكلّمه عليه السلام مع الشاة:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... حدّثنا محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام:... و إنّي رأيته عليهما السّلام يكلّم شاة، فتجيبه(3).

الرابع - تكلّمه عليه السّلام مع الثور:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد ابن علي عليهما السّلام و هو يكلّم ثورا... ثمّ قال عليه السّلام للثور: قل: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له!

ص: 244


1- النمل: 16/27.
2- نوادر المعجزات: ص 182، ح 8. دلائل الإمامة: ص 400، ح 356، أورد الحديث إلى (و مسح بكفّه على رأسه). عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 65، باختلاف، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 323، ح 2361، أورد الحديث بتمامه. قطعة منه في (تكلّمه عليه السّلام مع الثور)، و ب 3، (علمه عليه السّلام بمنطق الحيوانات)، و ف 6، ب 1، (النمل: 16/27).
3- دلائل الإمامة: ص 399، ح 353. يأتي الحديث بتمامه في (تورّق كلّ شجرة بوضع يده عليه السّلام على المنبر): رقم 397.

و مسح بكفّه على رأسه؛ فقال الثور: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له(1).

الخامس - مسحه السباع و تذلّلها له عليه السّلام:

{394} 1 - الشبلنجي: نقل بعض الحفّاظ أنّ امرأة زعمت أنّها شريفة بحضرة المتوكّل. فسأل عمّن يخبره بذلك فدلّ على محمد الجواد عليه السّلام. فأرسل إليه، فجاء، فأجلسه معه على سريره و سأله.

فقال: إنّ اللّه حرّم أولاد الحسين على السباع، فتلقى للسباع.

فعرض عليها ذلك، فاعترفت المرأة بكذبها.

ثمّ قيل للمتوكّل: أ لا تجرّب ذلك فيه ؟

فأمر بثلاثة من السباع، فجيء بها في صحن قصره ثمّ دعا به فلمّا دخل من الباب أغلقه، و السباع قد أصمت الأسماع من زئيرها فلمّا مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه، و قد سكنت فتمسحت به و دارت حوله و هو يمسحها بمكّة ثمّ ربضت فصعد للمتوكّل فتحدّث معه ساعة ثمّ نزل.

ففعلت معه كفعلها الأوّل، حتّى خرج. فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة.

و قيل للمتوكّل: افعل كما فعل ابن عمّك، فلم يجسر عليه، و قال تريدون قتلي، ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك(2). انتهى(3).

ص: 245


1- نوادر المعجزات: ص 182، ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في (معرفته عليه السّلام بمنطق الثور)، رقم 393.
2- قد وردت هذه الرواية في كتب مختلفة، و نسبت إلى أشخاص متعدّدة، ففي بعضها إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام، و في بعضها إلى غيرهم عليهم السّلام. و لمّا كانت النسبة هنا إلى الجواد عليه السّلام بالصراحة، فيحتمل أن يكون لفظ المتوكّل مصحّف المعتصم أو المأمون. و يحتمل أن يكون الإمام هو أبو الحسن الهادي عليه السّلام بقرينة المتوكّل مع أنّه قد وقع بين الجواد عليه السّلام و المتوكّل مذاكرة، فلاحظ: إحقاق الحقّ : ج 19، ص 601، س 12، و اللّه هو العالم.
3- نور الأبصار: ص 329، س 23. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 426، س 6، و ج 19، ص 598، س 16، و إثبات الهداة: ج 3، ص 353، س 8.
ز - معجزته عليه السّلام في الأشجار و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:
الأوّل - إثمار السدرة اليابسة:

{395} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: بإسناده(1): و لمّا توجّه أبو جعفر عليه السّلام من بغداد منصرفا من عند المأمون، و معه أمّ الفضل، قاصدا بها المدينة، صار إلى شارع باب الكوفة، و معه الناس يشيّعونه، فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس؛ نزل و دخل المسجد(2)، و كان في صحنه نبقة لم تحمل بعد.

فدعا بكوز فيه ماء، فتوضّأ في أصل النبقة، و قام عليه السّلام و صلّى بالناس صلاة المغرب، فقرأ في الاولى منها «الحمد» و «إذا جاء نصر اللّه»، و قرأ في الثانية «الحمد» و «قل هو اللّه أحد».

و قنت قبل ركوعه فيها، و صلّى الثالثة و تشهّد و سلّم، ثمّ جلس هنيهة يذكر

ص: 246


1- روى الحسن بن محمد بن سليمان، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان ابن شبيب، راجع المصدر: ص 319، س 18.
2- في الفصول: و دخل إلى مسجد قديم مؤسّس بذلك الموضع، ليصلّي فيه المغرب.

اللّه جلّ اسمه، و قام من غير أن يعقّب، فصلّى النوافل أربع ركعات(1)، و عقّب تعقيبها، و سجد سجدتي الشكر، ثمّ خرج(2).

فلمّا انتهى إلى النبقة، رآها الناس و قد حملت حملا حسنا. فتعجّبوا من ذلك، و أكلوا منه، فوجدوا نبقا حلوا لا عجم له. و ودّعوه و مضى من وقته إلى المدينة(3).

ص: 247


1- في مدينة المعاجز: فصلّى النوافل الأربع، و عقّب بعدها أربع ركعات.
2- في الفصول: ثمّ قام فوادع الناس و انصرف، فأصبحت النبقة، و قد حملت من ليلتها....
3- الإرشاد: ص 323، س 21. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 358، س 12 بتفاوت، و البحار: ج 83، ص 100، س 1، و وسائل الشيعة: ج 6، ص 490، ح 8515. عنه و عن إعلام الورى، مدينة المعاجز: ج 7، ص 357، ح 2378، و البحار: ج 50، ص 89، ح 4. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 378، ح 8، بتفاوت. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 84، ص 87، ح 3. إحقاق الحقّ : 19، ص 593، س 2، عن الإتحاف بحبّ الأشراف. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 4، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 57، ضمن ح 31. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 270، س 21، بتفاوت. كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 228، س 6. إعلام الورى: ج 2، ص 105، س 14. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 337، ح 23. إثبات الهداة: ج 3، ص 349، ح 81، عن كتاب تقريب المعارف. عنه الأنوار البهيّة: ص 263، س 19. روضة الواعظين: ص 265، س 23. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 227، س 5. نور الأبصار: ص 330، س 9، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 424، س 20، و ج 19، ص 598، س 7. قطعة منه في ف 5، ب 3، (قراءة السورة في الركعتين بعد الحمد)، (سجدتي الشكر بعد صلاة المغرب)، (نافلة المغرب)، (القنوت قبل الركوع)، و ف 6، ب 1، (الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في الصلاة).

{396} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسّان، عن أبي هاشم الجعفري، قال: صلّيت مع أبي جعفر عليه السّلام في مسجد المسيّب. و صلّى بنا في موضع القبلة سواء.

و ذكر أنّ السدرة التي في المسجد كانت يابسة ليس عليها ورق؛ فدعا بماء و تهيّأ تحت السدرة، فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها(1).(2).

الثاني - تورّق كلّ شجرة بوضع يده عليه السّلام على المنبر:

{397} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا موسى بن عمران بن كثير، قال:

ص: 248


1- يحتمل اتّحاد هذا الحديث مع سابقه.
2- الكافي: ج 1، ص 497، ح 10. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 310، ح 2345، و إثبات الهداة: ج 3، ص 334، ح 16، و الوافي: ج 3، ص 831، ح 1443. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 396، س 21. عنه البحار: ج 50، ص 62، ح 38.

حدّثنا عبد الرزّاق، قال: حدّثنا محمد بن عمر(1)، قال: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام يضع يده على منبر، فتورق(2) كلّ شجرة من نوعها(3).

و انّي رأيته يكلّم شاة، فتجيبه(4).

الثالث - صيرورة ورق الزيتون ورقا في كفّه عليه السّلام:

{398} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو محمد، قال: حدّثنا عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعد(5): رأيت محمد بن علي عليهما السّلام يضرب بيده إلى ورق الزيتون فيصير في كفّه ورقا، فأخذت منه كثيرا، و أنفقته في الأسواق، فلم

ص: 249


1- في إثبات الهداة: محمد بن عمير.
2- أورق الشجر من فروعها: أظهر كلّ شجرة ورقها من أغصانها لا من أصولها، و لا ريب في أنّ وضع الإمام عليه السّلام يده كان سببا لذلك كما أنّه عليه السّلام في السدرة اليابسة دعا فأورقت و حملت من عامها، و لا مراء في أنّ قوله: «يورق كلّ شجرة من فروعها» يدلّ على كثرة الشجرة. فمن المحتمل أن يكون اللفظ هكذا: «يضع يده على المشجر: منبت الشجر، أو المشجر: مكان كثير الشجر، و الحاصل أنّه بعد وضع يده عليه السّلام عليه أورق كلّ شجرة من فروعها». عوالم العلوم: ج 23، ص 131 في الهامش، الرقم الأوّل.
3- في مدينة المعاجز: فروعها.
4- دلائل الإمامة: ص 399، ح 353. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 321، ح 2358، و إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 62، بتفاوت يسير. نوادر المعجزات: ص 181، ح 6. قطعة منه في (معجزة تكلّمه عليه السّلام مع الشاة).
5- في مدينة المعاجز و إثبات الهداة، و نوادر المعجزات: إبراهيم بن سعيد.

يتغيّر(1).

ح - معجزته عليه السّلام في الجمادات و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:
الأوّل - انفراج الحائط له عليه السّلام:

1 - المسعودي:... عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام... فنظرت فإذا سيّدي عليه السّلام قد فارق الدنيا، فأخذتني حسرة و غصّة شديدة.

فدنوت إليه، فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! فالتفتّ ، فإذا الحائط قد انفرج، فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام...(2).

الثاني - التقاء طرفي الدجلة و الفرات له عليه السّلام:

{399} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا سفيان، عن أبيه، قال محمد بن يحيى:

ص: 250


1- دلائل الإمامة: ص 398، ح 348. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 319، ح 2353، و إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 57. نوادر المعجزات: ص 180، ح 4. الأنوار البهيّة: ص 259، س 7.
2- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في (طيّ الأرض له إلى خراسان لتجهيز أبيه عليهما السّلام عند شهادته)، رقم 377.

لقيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام على وسط دجلة(1) فالتقى له طرفاه حتّى عبر؛ و رأيته بالأنبار(2) على الفرات(3) فعل مثل ذلك(4).

ص: 251


1- دجلة: نهر ينبع في تركيا شرقي جبال طوروس، ثمّ يجري في العراق مارّا في الموصل و بغداد، تمتزج مياهه بمياه الفرات. المنجد - الأعلام -: ص 283. و لها اسمان آخران و هما آرنكروز، و كودك دريا، أي البحر الصغير، روي عن ابن عباس انّه قال: أوحى اللّه تعالى إلى دانيال عليه السّلام و هو دانيال الأكبر: أن احفر لعبادي نهرين، و اجعل مفيضهما البحر فقد أمرت الأرض أن تطيعك، فأخذ خشبة و جعل يجرّها في الأرض و الماء يتبعه و كلّما مرّ بأرض يتيم أو أرملة، او شيخ كبير ناشد اللّه فيحيد عنهم، فعواقيل دجلة و الفرات من ذلك. معجم البلدان: ص 440 و 441.
2- الأنبار: مدينة على الفرات في غربي بغداد بينهما عشرة فراسخ، و كانت الفرس تسمّيها فيروز سابور، طولها تسع و ستّون درجة و نصف، و عرضها اثنتان و ثلاثون درجة و ثلثان، و كان أوّل من عمّرها سابور بن هرمز ذو الأكتاف، ثمّ جدّدها أبو العبّاس السفاح أوّل خلفاء بني العبّاس. معجم البلدان: ج 1، ص 257.
3- الفرات: نهر نبعه في ارمينيا 2/375 كم، يجري في تركيا مخترقا جبال طوروس و سوريّة و العراق حيث تتسرّب منه مياه كثيرة إلى الأراضي المتحفضة المجاورة، فتظهر بحيرات، المنجد - الأعلام - ص 521. و له اسم آخر، و هو فالاذروذ لأنّه بجانب دجلة كما بجانب الفرس الجنيبة، و الجنيبة تسمّي بالفارسيّة فالاذ. و الفرات في أصل كلام العرب أعذب المياه.... و مخرج الفرات فيما زعموا من إرمينيّة ثمّ من قاليقلا قرب خلاط، و يدور بتلك الجبال حتّى يدخل أرض الروم... ثمّ يحاذي بالس، إلى دوسر، إلى الرقّة، إلى رحبة مالك ابن طوق... فإذا سقت الزروع، و انتفع بمياهها فمهما فضل من ذلك انصبّ إلى دجلة،... فتصير دجلة و الفرات نهرا واحدا عظيما عرضه نحو الفرسخ ثمّ يصبّ في بحر الهند. و للفرات فضائل كثيرة،... و روي أنّ أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام شرب من ماء الفرات ثمّ استزاد و استزاد فحمد اللّه و قال: نهر ما أعظم بركته، و لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب، و لو لا ما يدخله من الخطّائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلاّ برأ. معجم البلدان: ج 4، ص 241 و 242.
4- دلائل الإمامة: ص 398، ح 349. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 319، ح 2354، و إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 58. الأنوار البهيّة: ص 259، س 10 عن الدر النظيم.
الثالث - توقّف كلّ سفينة بإلقاء خاتمه عليه السّلام:

{400} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن الهيثم أبو قبيصة الضرير، قال: حدّثنا أحمد بن موسى، قال: أخبرنا حكيم بن حمّاد، قال: رأيت سيّدى محمد بن علي عليهما السّلام و قد ألقي في دجلة خاتما، فوقفت كلّ سفينة صاعدة و هابطة، و أهل العراق يومئذ متزايدون.

ثمّ قال لغلامه: أخرج الخاتم، فسارت الزوارق(1).

الرابع - إبانة أثر أصابعه عليه السّلام في الصخرة:

{401} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا(2) أبو محمد عبد اللّه بن محمد، قال:

قال عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام، فقلت له: يا ابن رسول اللّه! ما علامة الإمام ؟

قال: إذا فعل هكذا: فوضع يده على صخرة، فبانت أصابعه فيها.

و رأيته يمدّ الحديد بغير نار، و يطبع الحجارة بخاتمه(3).

ص: 252


1- دلائل الإمامة: ص 398، ح 350. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 59، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 320، ح 2355.
2- في نوادر المعجزات: موسى بن عمران، عن أبي محمد....
3- دلائل الإمامة: ص 399، ح 354. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 63، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 322، ح 2359. نوادر المعجزات: ص 181، ح 7. قطعة منه في (طبعه عليه السّلام الحجارة بخاتمه)، (مدّه عليه السّلام الحديد بغير نار)، و ف 4، ب 3، (علامة الإمام عليه السّلام).
الخامس - إذابة القصعة الصينيّة و ردّها إلى حالها:

{402} 1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن محمد، قال: قال لي عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام و بين يديه قصعة(1) صيني.

فقال لي: يا عمارة! أ ترى من هذا عجبا؟(2)

قلت: نعم!

فوضع يده عليها، فذابت حتّى صارت ماء، ثمّ جمعه حتّى جعله في قدح؛ ثمّ ردّها(3) و مسحها بيده فإذا هي قصعة صينىّ كما كانت، و قال: مثل هكذا فلتكن القدرة(4).(5).

السادس - إخراج سبيكة الذهب من التراب:

{403} 1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن إسماعيل بن عبّاس الهاشمي(6)، قال:

ص: 253


1- القصعة: وعاء مدوّر ضخم تشبع العشرة. اقتباس من تاج العروس: ج 22 ص 17، و لسان العرب: ج 8، ص 274 (قصع).
2- في نوادر المعجزات: أراك من هذا عجبا؟
3- في إثبات الهداة:... ثمّ يردّها و مسحها بيده فإذا هي قصعة كما كانت.
4- في نوادر المعجزات: مثل هذا فتكن القدرة.
5- دلائل الإمامة: ص 400، ح 357. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 66، بتفاوت يسير، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 324، ح 2362، و البحار: ج 50، ص 59، س 10. نوادر المعجزات: ص 182، ح 9.
6- في كشف الغمّة: إسماعيل بن عيّاش (عباس خ ل).

جئت إلى أبي جعفر عليه السّلام يوم عيد، فشكوت إليه ضيق المعاش؛ فرفع المصلّي، فأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها.

فخرجت بها إلى السوق، فكان فيها ستّة عشر مثقالا من الذهب(1).

السابع - مدّه عليه السّلام الحديد بغير نار:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... قال عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام ... يمدّ الحديد بغير نار(2).

الثامن - طبعه عليه السّلام الحجارة بخاتمه:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... قال عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام ... يطبع الحجارة بخاتمه(3).

ص: 254


1- الثاقب في المناقب: ص 526، ح 464. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 383، ح 12، بتفاوت يسير. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 368، س 1، و إثبات الهداة: ج 3، ص 338، ح 27، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 373، ح 2382، و البحار: ج 50، ص 49، ح 26. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 8، أورد مضمونه. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إعطاؤه عليه السّلام الدنانير و غيرها).
2- دلائل الإمامة: ص 399، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في (معجزة إبانة أثر أصابعه عليه السّلام في الصخرة)، رقم 401.
3- دلائل الإمامة: ص 399، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في (معجزة إبانة أثر أصابعه عليه السّلام في الصخرة)، رقم 401.
ط - معجزته عليه السّلام في الموتى و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:
الأوّل - إحياء الموتى:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... قال شاذويه: فدخلت منزلي فإذا أنا بزوجتي على شرف لم أجزع لذلك، لأنّ أبا جعفر عليه السّلام أخبرني: أنّها لم تمت في هذه الولادة، فأفاقت عن قريب، و ولدت غلاما ميّتا....

فانثنى أبو جعفر عليه السّلام إليّ و قال: الحق بابنك فقد أحياه اللّه لك.

قال: فأسرعت إلى منزلي، فتلقّتني البشارة أنّ ابني قد عاش...(1).

الثاني - إحضاره عليه السّلام الميّت:

{404} 1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن يوسف بن زياد، عن الحسن بن علي(2)، عن أبيه عليهما السّلام، قال: جاء رجل إلى محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، فقال: يا ابن رسول اللّه! إنّ أبي قد مات و كان له ألف دينار، ففاجأه الموت، و لست أقف على ماله، ولي عيال كثيرة، و أنا من مواليكم فأغنني.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: إذا صلّيت العشاء الآخرة، فصلّ على محمد و آل محمد مائة مرّة، فإنّ أباك يأتيك و يخبرك بأمر المال.

ص: 255


1- الهداية الكبرى: ص 306، س 3. تقدّم الحديث بتمامه في (إخباره عليه السّلام عمّا فى الضمير)، رقم 411.
2- في الدعوات: العسكري عليه السّلام.

ففعل الرجل ذلك، فأتاه أبوه في منامه، فقال: يا بنيّ ! مالي في موضع كذا فخذه. فذهب الرجل فأخذ الألف دينار و أبوه واقف، فقال: يا بنيّ ! اذهب إلى ابن رسول اللّه عليه السّلام فأخبره بالمال بأنّي قد دللتك عليه، فإنّه كان أمرني بذلك.

فجاء الرجل و أخبره بالمال، و قال: الحمد للّه الذي أكرمك و اصطفاك(1).

ى - معجزته عليه السّلام في عدم تأثير السيف عليه

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام قالت: لمّا مات محمد بن علي الرضا عليهما السّلام أتيت زوجته أمّ عيسى....

إذ قالت أمّ عيسى:... دخلت عليّ جارية فسلّمت، فقلت: من أنت ؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، و أنا زوجة أبي جعفر....

و دخلت على أبي و أخبرته بالخبر و كان سكرانا لا يعقل.

ص: 256


1- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 457. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 391، س 4، مرسلا عن الحسن بن علي عليهما السّلام، أورد مضمونه. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 390، ح 2395. الدعوات: ص 57، ح 145، مرسلا، و باختصار. عنه البحار: ج 73، ص 220، ح 31، و ج 73، ص 220، ح 31. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 665، ح 5، مرسلا عن أبي هاشم الجعفري، مثله، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 42، ح 8، و إثبات الهداة: ج 3، ص 339، ح 29. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 12. قطعة منه في ف 4، ب 3، (التوسّل بالأئمّة عليهم السّلام بعد الصلوات)، و ف 6، ب 2، (الدعاء في إحضار الميّت).

فقال: يا غلام! عليّ بالسيف. فأتى به، فركب و قال: و اللّه! لأقتلنّه.

فلمّا رأيت ذلك، قلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، ما صنعت بنفسي و بزوجي، و جعلت ألطم حرّ وجهي.

فدخل عليه والدي، و ما زال يضربه بالسيف حتّى قطّعه، ثمّ خرج من عنده، و خرجت هاربة من خلفه، فلم أرقد ليلتي.

فلمّا ارتفع النهار أتيت أبي، فقلت: أ تدري ما صنعت البارحة ؟

قال: و ما صنعت ؟

قلت: قتلت ابن الرضا عليه السّلام....

قال ياسر: دخلت عليه، فإذا هو جالس و عليه قميص و دوّاج و هو يستاك، فسلّمت عليه و قلت: يا ابن رسول اللّه! أحبّ أن تهب لي قميصك هذا أصلّي فيه و أتبرّك به، و إنّما أردت أن أنظر إليه و إلى جسده، هل به أثر السيف.

فو اللّه! كأنّه العاج الذي مسّه صفرة، ما به أثر...(1).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن موسى النوفلي، قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر عليه السّلام يوم الجمعة عشيّا... و رأيت سيّدي أبا جعفر عليه السّلام، مطرقا....

قال عليه السّلام: من جرأة هذا الطاغي المأمون على اللّه و على دمائنا، بالأمس قتل الرضا عليه السّلام، و الآن يريد قتلي....

و قد وصل الشرب و الطرب، إلى ذلك الوقت، و أظهره بشوقه إلى أمّ الفضل...

و عهد الخدم ليدخلون إلى مرقدي، فيقولون: إنّ مولانا المأمون منّا، و يشهروا سيوفهم، و يحلفوا أنّه لا بدّ نقتله... فيضعون سيوفهم على مرقدي، و يفعلون

ص: 257


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.

كفعل غيلانه في أبي، فلا يضرّني ذلك... و يخرجون مخضبين الثياب، قاطرة سيوفهم دما كذبا، و يدخلون على المأمون، و هو عند ابنته في داري، فيقول: ما وراءكم ؟

فيروه أسيافهم تقطر دما، و ثيابهم و أيديهم مضرجة بالدم... فإذا اعترض تبعث إليّ خادما، فيجدني في الصلاة قائما...(1).

ك - معجزته عليه السّلام في رجل يقال له مخارق

{405} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الريّان، قال: احتال المأمون على أبي جعفر عليه السّلام بكلّ حيلة، فلم يمكنه فيه شيء، فلمّا اعتلّ و أراد أن يا بني(2) عليه ابنته، دفع إليّ مائتي وصيفة من أجمل ما يكون إلى كلّ واحدة منهنّ جاما، فيه جوهر، يستقبلن أبا جعفر عليه السّلام إذا قعد في موضع الأخيار(3).

فلم يلتفت إليهنّ .

و كان رجل يقال له: «مخارق» صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللّحية، فدعاه المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين! إن كان في شيء من أمر الدنيا، فأنا أكفيك أمره. فقعد بين يدى أبي جعفر عليه السّلام، فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار، و جعل يضرب بعوده و يغنّي، فلمّا فعل ساعة.

ص: 258


1- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 533.
2- في المناقب: يثني، و هو تصحيف.
3- في المناقب: الأختان.

و إذا أبو جعفر عليه السّلام لا يلتفت إليه، لا يمينا و لا شمالا، ثمّ رفع إليه رأسه، و قال: اتّق اللّه يا ذا العثنون(1)!

قال: فسقط المضراب من يده و العود، فلم ينتفع بيديه إلى أن مات.

قال: فسأله المأمون عن حاله ؟

قال: لمّا صاح بي أبو جعفر، فزعت فزعة، لا أفيق منها أبدا(2).

م - علمه عليه السّلام بما في الضمير

{406} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد الأشعري، قال:

حدّثني شيخ من أصحابنا يقال له: عبد اللّه بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة - مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد، فينزل في الصحن، و يصير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يسلّم عليه، و يرجع إلى بيت فاطمة عليها السّلام، فيخلع نعليه، و يقوم فيصلّي.

فوسوس إليّ الشيطان، فقال: إذا نزل، فاذهب حتّى تأخذ من التراب الذي

ص: 259


1- العثنون: شعيرات طوال تحت حنك البعير، و قد تستعار لذي اللّحية الطويلة. مجمع البحرين: ج 6، ص 280 (عثنن).
2- الكافي: ج 1، ص 494، ح 4. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 332، ح 7، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 303، ح 2340، و حلية الأبرار: ج 4، ص 565، ح 1، و الوافي: ج 3، ص 828، ح 1437. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 396، س 12. عنه و عن الكافي، البحار: ج 50، ص 61، ح 37. قطعة منه في: ف 3، ب 1، (عدم التفاته عليه السّلام إلى السافرات و إلى من يلعب بآلات اللعب و الغناء)، و ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، و ف 7، ب 1، (موعظه عليه السّلام في التقوى).

يطأ عليه.

فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا، فلمّا أن كان وقت الزوال أقبل عليه السّلام على حمار له، فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه، و جاء حتّى نزل على الصخرة التي على باب المسجد ثمّ دخل، فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال: ثمّ رجع إلى المكان الذي كان يصلّي فيه، ففعل هذا أيّاما.

فقلت: إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصى الذي يطأ عليه بقدميه.

فلمّا أن كان من الغد، جاء عند الزوال، فنزل على الصخرة، ثمّ دخل فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ جاء إلى الموضع الذي كان يصلّي فيه، فصلّى في نعليه و لم يخلعهما، حتّى فعل ذلك أيّاما؛ فقلت في نفسي: لم يتهيّأ لي هاهنا، و لكن أذهب إلى باب الحمّام، فإذا دخل إلى الحمّام أخذت من التراب الذي يطأ عليه. فسألت عن الحمّام الذي يدخله ؟

فقيل لي: إنّه يدخل حمّاما بالبقيع لرجل من ولد طلحة، فتعرّفت اليوم الذي يدخل فيه الحمّام، و صرت إلى باب الحمّام، و جلست إلى الطلحي أحدّثه، و أنا أنتظر مجيئه عليه السّلام.

فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمّام، فقم فادخل، فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة. قلت: و لم ؟

قال: لأنّ ابن الرضا عليه السّلام يريد دخول الحمّام.

قال: قلت: و من ابن الرضا؟ قال: رجل من آل محمد، له صلاح و ورع.

قلت له: و لا يجوز أن يدخل معه الحمّام غيره ؟

قال: نخلّي له الحمّام إذا جاء.

قال: فبينا أنا كذلك إذ أقبل عليه السّلام و معه غلمان له، و بين يديه غلام معه حصير

ص: 260

حتّى أدخله المسلخ، فبسطه و وافى، فسلّم و دخل الحجرة على حماره، و دخل المسلخ، و نزل على الحصير.

فقلت للطلحي: هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح و الورع ؟!

فقال: يا هذا! لا و اللّه! ما فعل هذا قطّ إلاّ في هذا اليوم.

فقلت في نفسي: هذا من عملي أنا جنيته، ثمّ قلت: أنتظره حتّى يخرج فلعلّي أنال ما أردت إذا خرج.

فلمّا خرج و تلبّس دعا بالحمار، فأدخل المسلخ، و ركب من فوق الحصير و خرج عليه السّلام.

فقلت في نفسي: قد و اللّه، آذيته و لا أعود و [لا] أروم ما رمت منه أبدا، و صحّ عزمي على ذلك.

فلمّا كان وقت الزوال من ذلك اليوم، أقبل على حماره حتّى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن، فدخل و سلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و جاء إلى الموضع الذي كان يصلّي فيه في بيت فاطمة عليها السّلام، و خلع نعليه و قام يصلّي(1).

ص: 261


1- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 331، ح 6، و حلية الأبرار: ج 4، ص 589، س 3، و الوافي: ج 3، ص 826، ح 1435، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 299، ح 2336، و البحار: ج 50، ص 60، ح 36، و وسائل الشيعة: ج 2، ص 57، ح 1470، قطعة منه، و ج 4، ص 426، ح 5609، قطعة منه. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 395، س 21، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 59، ح 35. قطعة منه في ف 1، ب 2، (كنية عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (سلامه عليه السّلام على رسول اللّه و طوافه بقبره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، (صلاته عليه السّلام في بيت فاطمة عليها السّلام)، (ذهابه عليه السّلام إلى الحمّام)، (غلمانه و استخدامه عليه السّلام من يحبّ أن يخدمه)، (فراشه)، (صلاته في نعليه)، (مركبه)، و ف 4، ب 3، (الصلاة في بيت فاطمه عليها السّلام)، و ف 5، ب 3، (حكم الصلاة في النعلين)، (الصلاة في مسجد الكوفة و مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

{407} 2 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن الحسن(1) بن علي الوشّاء، قال: كنت بالمدينة ب «صريا»(2) في المشربة(3) مع أبي جعفر عليه السّلام.

فقام و قال: لا تبرح.

فقلت في نفسي: كنت أردت أن أسأل أبا الحسن الرضا عليه السّلام قميصا من ثيابه، فلم أفعل، فإذا عاد إليّ أبو جعفر عليه السّلام أسأله.

فأرسل إليّ من قبل أن أسأله، و من قبل أن يعود إليّ و أنا في المشربة، بقميص.

و قال الرسول: يقول لك: هذا من ثياب أبي الحسن التي كان يصلّي فيها(4).(5).

ص: 262


1- في الصراط المستقيم: الحسين الوشّاء.
2- صريا: و هي قرية أسّسها موسى بن جعفر عليهما السّلام على ثلاثة اميال من المدينة، المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 20.
3- المشربة: أرض ليّنة لا يزال فيها نبت أخضر ريّان، و المشربة، و المشربة بالفتح و الضمّ : الغرفة، و في الحديث: أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان في مشربة له، أى كان في غرفة. لسان العرب: ج 1، ص 491 (شرب).
4- في الصراط المستقيم: هذا من الثياب التي كان يصلّي فيها الرضا عليه السّلام.
5- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 383، ح 13. عنه البحار: ج 50، ص 52، ح 25. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 9، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 72. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس).

{408} 3 - الراوندي رحمه اللّه: روى أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل بن اليسع، قال:

كنت مجاورا بمكّة، فصرت إلى المدينة، فدخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام و أردت أن أسأله كسوة يكسونيها، فلم يقض(1) لي أن أسأله حتّى ودّعته و أردت الخروج.

فقلت: أكتب إليه و أسأله.

قال: فكتبت إليه الكتاب، فصرت إلى مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على أن أصلّي ركعتين، و أستخير اللّه مائة مرّة، فإن وقع في قلبي أن أبعث إليه بالكتاب بعثت به، و إلاّ خرقته، ففعلت، فوقع في قلبي أن لا أفعل فخرقت الكتاب.

و خرجت من المدينة، فبينما أنا كذلك إذ رأيت رسولا و معه ثياب في منديل يتخلّل القطار(2)، و يسأل عن محمد بن سهل القميّ ، حتّى انتهى إليّ .

فقال: مولاك! بعث إليك بهذا، و إذا ملاءتان(3).

قال أحمد بن محمد: فقضى اللّه أنّي غسّلته حين مات، فكفّنته فيهما(4).

ص: 263


1- في البحار: فلم يتّفق، و كذا في مدينة المعاجز، و إثبات الهداة.
2- القطار: أن تشدّ الإبل على نسق واحد خلف واحد، و قطر الإبل... قرّب بعضها إلى بعض على نسق، لسان العرب: ج 5، ص 107 (قطر).
3- الملاءة: بالضمّ و المدّ، الرّيطة، و هي الملحفة، لسان العرب: ج 1، ص 160 (ملأ).
4- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 668، ح 10. عنه البحار: ج 50، ص 44، ح 12، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 379، ح 80، و إثبات الهداة: ج 3، ص 339، ح 31، باختصار و تفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس).

{409} 4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن علي بن مهزيار، قال: حدّثني محمد ابن الفرج أنّه قال: ليتني إذا دخلت على أبي جعفر عليه السّلام كساني ثوبين قطوانين ممّا لبسه، أحرم فيهما.

قال: فدخلت عليه بشرف(1) و عليه رداء قطواني يلبسه، فأخذه و حوّله من هذا العاتق إلى الآخر، ثمّ إنّه أخذ من ظهره و بدنه إلى آخر يلبسه(2) خلفه.

فقال عليه السّلام: أحرم فيهما، بارك اللّه لك(3).

ص: 264


1- في مدينة المعاجز: بسرف، و الظاهر أنّه: «سرف بفتح اوّله و كسر ثانيه، و هو موضع علي ستّة أميال من مكّة، و قيل: سبعة، و تسعة، و اثني عشر، تزوّج به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ميمونة بنت الحارث، و هناك بنى بها، و هناك توفّيت». معجم البلدان: ج 3، ص 212.
2- مدينة المعاجز: ممّا يلبسه.
3- الثاقب في المناقب: ص 514، ح 441. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 393، ح 2399. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، و ب 3، (مدح محمد بن الفرج).
ن - إخباره عليه السّلام بالمغيبات و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:
الأوّل - إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير:

{410} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، و أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن الطيّب، عن عبد الوهّاب بن منصور، عن محمد بن أبي العلاء، قال: سمعت يحيى بن أكثم - قاضي سامرّاء - بعد ما جاهدت به، و ناظرته، و حاورته، و واصلته، و سألته عن علوم آل محمد عليهم السّلام، فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يطوف به، فناظرته في مسائل عندى، فأخرجها(1) إليّ .

فقلت(2) له: و اللّه! إنّي اريد أن أسألك مسألة، و إنّي و اللّه، لأستحيي من ذلك.

فقال لي: أنا اخبرك قبل أن تسألني، تسألني عن الإمام ؟(3)

فقلت: هو و اللّه، هذا.

فقال: أنا هو(4).

ص: 265


1- في المناقب: فأجابني.
2- في المناقب: فقلت في نفسي خفية اريد أن ابديها، موضع «فقلت له».
3- في المناقب: إنّي أخبرك بها، تريد أن تسأل من الإمام في هذا الزمان.
4- في المناقب: فقال: إنّني.

فقلت: علامة ؟

فكان في يده عصا، فنطقت و قالت: إنّ مولاي إمام هذا الزمان، و هو الحجّة(1).

{411} 2 - الحضيني رحمه اللّه: عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يحيى الفارسي، عن علي بن حديد، عن علي بن مسافر، عن محمد بن الوليد بن يزيد، قال:

أتيت أبا جعفر عليه السّلام فوجدت في داره قوما كثيرين، و رأيت ابن مسافر جالسا في معزل منهم، فعدلت إليه، فجلست معه حتّى زالت الشمس، فقمت إلى الصلاة، فصلّيت الزوال، فرض الظهر، و النوافل بعدها، و زدت أربع ركع فرض العصر.

فاحتسّيت(2) بحركة ورائي، فالتفتّ و إذا أبو جعفر عليه السّلام فقمت إليه و سلّمت

ص: 266


1- الكافي: ج 1، ص 353، ح 9. عنه البحار: ج 50، ص 68، ح 46، و ج 97، ص 126، ح 4، و الثاقب في المناقب: ص 508، ح 434، و إثبات الهداة: ج 3، ص 329، ح 3، و الأنوار البهيّة: ص 258، س 17، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 574، ح 19848، أشار إلى مضمونة، و الوافي: ج 2، ص 178، ح 632. دلائل الإمامة: ص 402، ح 362، بتفاوت. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 346، ح 68، باختصار، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 292، ح 2331، و في ص 293، ح 2332، عن الثاقب في المناقب. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 393، س 20. نوادر المعجزات: ص 183، ح 11. قطعة منه في ف 3، ب 1، (سلامه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و طوافه بقبره) و ف 5، ب 7، (فضل زيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و ف 8، ب 1، (مناظرته عليه السّلام مع يحيى بن اكثم).
2- في مدينة المعاجز: و أحسست، و في الخرائج و الجرائح: وجدت حسّا من ورائي.

عليه و قبّلت يديه و رجليه فجلس.

و قال عليه السّلام: ما الذي أقدمك ؟

و كان في نفسي مرض من إمامته، فقال لي: سلّم.

فقلت: يا سيّدي! قد سلّمت.

فقال: ويحك، و تبسّم بوجهي(1) فأناب إليّ .

فقلت: سلّمت إليك يا ابن رسول اللّه، و قد رضيت بك إماما، فكأنّ اللّه جلا عنّي غمّي و زال ما في قلبي من المرض من إمامته حتّى اجتهدت و رميت الشكّ فيه إلى ما وصلت إليه.

ثمّ عدت من الغد بكرة، و ما معي خلق، و لا أرى خلقا، و أنا اتوقّع السبيل إلى من اجد و ينتهي خبري إليه، و طال ذلك عليّ حتّى اشتدّ الجوع.

فبينما أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إليّ خوانا فيه طعام ألوانا، و غلام آخر معه طست و إبريق، فوضعه بين يدي، و قال لي: مولاي يأمرك أن تغسل يديك و تأكل. فغسلت يدي، و أكلت، فإذا بأبي جعفر عليه السّلام قد أقبل، فقمت إليه. فأمرني بالجلوس، فجلست و أكلت، فنظر إلى الغلام، ارفع ما سقط من الخوان على الأرض.

فقال له: ما كان معك في الخوان(2) فدعه، و لو كان فخذ شاة، و ما كان معك في البيت فالقطه و كله، فإنّ فيه رضي الربّ ، و مجلبة الرزق، و شفاء من الداء.

ثمّ قال لي: اسأل ؟

فقلت: جعلت فداك! ما تقول في المسك ؟

ص: 267


1- في مدينة المعاجز: فقال لي: سلّم، فقلت: قد سلّمت، فقال لي: سلّم، فقلت: يا سيّدي! قد سلّمت، فقال لي: ويحك! سلّم و تبسّم في وجهي.
2- في المصدر: الخوان، و الصحيح ما في أثبتناه و يدلّ عليه سائر المصادر.

فقال لي: إنّ أبي الرضا عليه السّلام أمر أن يتّخذ له مسك فيه بان(1).

كتب إليه الفضل بن سهل يقول: يا سيّدي! إنّ الناس يعيبون ذلك عليك.

فكتب عليه السّلام: يا فضل! ما علمت أنّ يوسف الصدّيق عليه السّلام كان يلبس الديباج مزرّرا بالذهب و الجوهر، و يجلس على كراسي الذهب و اللجين، فلم يضرّه ذلك، و لا نقص من نبوّته شيئا.

و أنّ سليمان بن داود عليه السّلام وضع له كرسي من الفضّة و الذهب مرصّع بالجوهر، و عليه علم، و له درج من ذهب إذا صعد على الدرج اندرج فترا، فإذا نزل انتثرت بين يديه.

و الغمام يظلّله، و الإنس و الجنّ تخدمه، و تقف الرياح لأمره، و تنسم و تجري كما يأمرها، و السباع الوحوش و الطير عاكفة من حوله، و الملائكة تختلف إليه. فما يضرّه ذلك، و لا نقص من نبوّته شيئا، و لا من منزلته عند اللّه.

و قد قال اللّه عزّ و جلّ :

«قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللّٰهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبٰادِهِ وَ اَلطَّيِّبٰاتِ مِنَ اَلرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا خٰالِصَةً يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ » (2) .

ثمّ أمر أن يتّخذ له غالية(3) فاتّخذت بأربعة آلاف دينار و عرضت عليه، فنظر إليها و إلى سدوها و حبّها و طيبها، و أمر أن يكتب لها رقعة من العين، فقلت:

جعلت فداك! فما لمواليكم في آلاتكم ؟

ص: 268


1- في المصدر: فقال لي: أبي الرضا لم يتّخذ مسكا فيه بان، و هو غير صحيح، و قد دلّ عليه ما في الخرائج و الجرائح، و حلية الأبرار، و مدينة المعاجز، و غيرها.
2- الأعراف: 32/7.
3- غالية: هو نوع من الطيب مركّب من مسك و عنبر و عود و دهن، و هي معروفة، لسان العرب: ج 15، ص 134، (غلى).

فقال: إنّ جدّي جعفر الصادق عليه السّلام كان له غلام يمسك عليه بغلته إذا دخل المسجد، فبينما هو في بعض الأيّام جالس في المسجد إذ أقبلت من خراسان قافلة، فأقبل رجل منهم إلى الغلام و في يده البغلة، فقال له: من داخل المسجد؟

فقال: مولاي جعفر الصادق بن رسول اللّه.

فقال له الرجل: هل لك يا غلام! تسأله يجعلني مكانك، و أكون له مملوكا، و اجعل لك مالي كلّه، فإنّي كثير الخير و الضياع، أشهد لك بجميعه، و أكتب لك، و تمضي إلى خراسان فتقبضه، و أنا موضعك أقيم.

فقال له الغلام: أسأل مولاي ذلك، فلمّا خرج قدم بغلته، فركب و تبعه كما كان يفعل، فلمّا نزل في داره استأذن الغلام، و دخل عليه فقال له: مولاي يعرف خدمتي و طول صحبتي.

قال: فإن ساق اللّه لنا خيرا تمنعني منه.

فقال له جدّي: أعطيك من عندي و أمنعك من غيري، حاش للّه؛ فحكى له حديث الخراساني.

فقال له عليه السّلام: إن زهدت بخدمتنا و أرغبت الرجل فينا قبلنا و أرسلناك.

فولّى الغلام فقال له: انضجع بطول الصحبة، و لك الخير، قال: نعم!

فقال له: إذا كان يوم القيامة كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بنور اللّه أخذنا لحجرته(1)، و كذلك أمير المؤمنين، و كذلك فاطمة، و الحسن، و الحسين عليهم السّلام، و كذلك شيعتنا يدخلون مدخلنا و يردون موردنا، و يسكنون مسكننا.

فقال الغلام: يا مولاي! بل أقيم بخدمتك.

قال: اختر ما ذكرت.

ص: 269


1- في مدينة المعاجز: بحجزته.

فخرج الغلام إلى الخراساني، فقال له: يا غلام! قد خرجت إليّ بغير الوجه الذي دخلت به، فأعاد الغلام عليه قول الصادق عليه السّلام، فقال له: ما تستأذن لي عليه بالدخول.

فاستأذن له و دخل عليه و عرّفه رشد ولايته، فقبل ولايته، و شكر له، و أمر للغلام بوقته بألف درهم.

و قال: هذا خير لك من مال الخراساني، فودّعه و سأله أن يدعو له، ففعل بلطف و رفق و بشاشة بالخراساني، ثمّ أمر له برزمة عمائم، فحضرت.

و قال للخراساني خذها، فإنّ كلّ ما معك يؤخذ بالطريق و تبقي معك هذه العمائم و تحتاج إليها.

فقبلها و سار، فقطع عليه الطريق، و أخذ كلّما كان معه غير العمائم، و احتاج إليها، فباع منها، و تجمّل إلى أن وصل إلى خراسان.

قال الكرماني: حسب مواليهم بهذا الشرف فضلا(1).

ص: 270


1- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. عنه مستدرك الوسائل: ج 1، ص 421، ح 1056، قطعة، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 412، ح 2419، بإسناده عن ميسّر، عن محمد بن الوليد بن يزيد... بتفاوت، و حلية الأبرار: ج 4، ص 470، ح 3، قطعة منه، و إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 50، قطعة منه، و ح 51، قطعة منه. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 225، ح 1054، مرسلا، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: ج 24، ص 376، ح 30820. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 388، ح 17، مرسلا، عن محمد بن الوليد الكرماني.... عنه البحار: ج 50، ص 87، ح 3، و ج 76، ص 303، ح 15، قطعة منه. الكافي: ج 6، ص 516، ح 4، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبي القاسم الكوفي، عمّن حدّثه، عن محمد بن الوليد الكرماني، قطعة منه. عنه البحار: ج 49، ص 103، ح 25، و وسائل الشيعة: ج 2، ص 146، ح 1761، و حلية الأبرار: ج 4، ص 469، ح 2. مكارم الأخلاق: ص 132، س 21، قطعة منه. عنه البحار: ج 63، ص 430، ضمن ح 14. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 2، ص 440، ح 2228، قطعة منه. قطعة منه في ف 3، ب 1، (تغسيل اليد قبل الطعام)، (تقبيل الناس يده عليه السّلام)، (غلمانه و استخدامه من يحبّ أن يخدمه)، (ضحكه عليه السّلام و تبسّمه)، و ف 5، ب 20، (حكم ما يسقط من الخوان فى البيت و الصحراء)، (كراهة القيام حين أكل الطعام)، (غسل اليدين قبل الطعام)، و ب 21، (المسك)، و ف 7، ب 1، (آداب المائدة و ما يسقط من الخوان)، و ف 9، ب 4، (ما رواه عن جدّه الصادق عليهما السّلام)، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام).

{412} 3 - الحضيني رحمه اللّه: عن أبي الحسن محمد بن يحيى، عن محمد بن حمزة بن القاسم الهاشمي، عن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام في صبيحة عرسه بأمّ الفضل بنت المأمون، و كنت أوّل من دخل عليه في ذلك اليوم، فدنوت منه و قعدت، فوجدت عطشا شديدا، فجلّلته أن اطلب الماء.

فنظر إليّ و قال: يا علي! شربت الدواء بالليل و تغدّيت على بكرة فأصبت العطش و استحييت تطلب الماء منّي.

فقلت: و اللّه! يا سيّدي، هذه صفتي ما غادرت منها حرفا.

فصاح في نفسه: يا غلام! تسقيني. فقلت في نفسي: يا ليت لا يسقي الماء، و اغتممت. فأقبل الغلام و معه الماء، فنظر إلى الماء و إليّ و تبسّم، و أخذ الماء، و شرب منه، و سقاني. فمكث قليلا، و عاودني العطش، فاستحييت أطلب الماء.

فصاح بالخادم و قال: تسقيني ماء، فقلت في نفسي مثل ذلك القول الأوّل.

ص: 271

و أقبل الخادم بالماء فأخذه، و شرب منه و سقاني، فقلت: لا إله إلاّ اللّه، أيّ دليل دلّ على إمامته من علمه ما أسرّه في نفسي.

فقال: يا علي! و اللّه؛ نحن كما قال تعالى: «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ بَلىٰ وَ رُسُلُنٰا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ » (1).

فقمت و قلت لمن كان معي: هذه ثلاث براهين رأيتها من أبي جعفر عليه السّلام في مجلسي هذا.

فقال: من لا علم له بفضله، إنّي لأحسب هذا الهاشمي كما يقال: إنّه يعلم الغيب، فنظرت إليه و حمدت اللّه على معرفة سيّدي لجهل الرجل به(2).

ص: 272


1- الزخرف: 80/43.
2- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. الكافي: ج 1، ص 495، ح 6: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد بن حمزة الهاشمي... بتفاوت. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 306، ح 2342، و إثبات الهداة: ج 3، ص 333، ح 12، البحار: ج 50، ص 54، ح 28، و الوافي: ج 3، ص 827، ح 1439. إرشاد المفيد: ص 325، س 7، بتفاوت. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 360، س 10، و البحار: ج 50، ص 54، ح 28. دلائل الإمامة: ص 407، ح 367، مرسلا، عن محمد بن علي بن حمزة الهاشمي، بتفاوت. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 23، مرسلا عن محمد بن حمزة الهاشمي، بتفاوت و اختصار. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 379، ح 9، مرسلا و بتفاوت. روضة الواعظين: ص 267، س 11، مرسلا و بتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 4، (زوجته عليه السّلام) و ف 3، ب 1، (ضحكه عليه السّلام و تبسّمه)، (غسل يديه بعد الطعام)، (غلمانه و استخدامه من يحبّ أن يخدمه)، و ف 4، ب 3، (إنّ الأئمة عليهم السّلام المقصودون من قوله تعالى «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ ...»، و ف 5، ب 9، (تهنئة التزويج)، و ف 6، ب 1، (الزخرف: 80/43).

{413} 4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن أبي الصلت الهروي، قال: حضرت مجلس الإمام محمد بن علي بن موسى(1) عليهم السّلام، و عنده جماعة من الشيعة و غيرهم، فقام إليه رجل و قال: يا سيّدي! جعلت فداك.

فقال عليه السّلام: لا تقصّر، و اجلس.

ثمّ قام إليه آخر، فقال: يا مولاي! جعلت فداك.

فقال عليه السّلام: إن لم تجد أحدا فارم بها في الماء فإنّها تصل إليه.

قال: فجلس الرجل، فلمّا انصرف من كان في المجالس، قلت له: جعلت فداك! رأيت عجبا!

قال: نعم! تسألني عن الرجلين ؟ قلت: نعم، يا سيّدي!

قال: أمّا الأوّل، فإنّه قام يسألني عن الملاّح يقصّر في السفينة ؟ قلت: لا! لأنّ السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها؛ و الآخر قام يسألني عن الزكاة إن لم يصب(2) أحدا من شيعتنا فإلى من يدفعه ؟ فقلت له: إن لم تصب(3) لها أحدا فارم بها في الماء، فإنّها تصل إلى أهلها(4).

ص: 273


1- في مدينة المعاجز: موسى الرضا عليهما السّلام.
2- في مدينة المعاجز: إن لم يجد.
3- في مدينة المعاجز: إن لم تجد.
4- الثاقب في المناقب: ص 523، ح 458. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 397، ح 2405، بتفاوت يسير، و مستدرك الوسائل: ج 6، ص 535، ح 7446، باختصار، و ج 7، ص 108، ح 7772. قطعة منه في ف 5، ب 3، (صلاة الملاّح فى السفينة)، و ب 5، (حكم الزكاة إذا لم يوجد من يستحقّها).

{414} 5 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن محمد بن أورمة، عن الحسين المكاري، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام ببغداد و هو على ما كان من أمره. فقلت في نفسي: هذا الرجل لا يرجع إلى موطنه أبدا، و أنا أعرف مطعمه(1).

قال: فأطرق رأسه، ثمّ رفعه و قد اصفرّ لونه، فقال: يا حسين! خبز شعير و ملح جريش في حرم جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أحبّ إليّ ممّا تراني فيه(2).(3).

{415} 6 - الراوندي رحمه اللّه: ما روى بكر بن صالح، عن محمد بن فضيل الصيرفي [قال]: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام كتابا، و في آخره: هل عندك سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟ و نسيت أن أبعث بالكتاب.

فكتب إليّ بحوائج له، و في آخر كتابه: عندي سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور معنا حيث درنا [و] هو مع كلّ إمام.

و كنت بمكّة، فأضمرت في نفسي شيئا لا يعلمه إلاّ اللّه، فلمّا صرت إلى المدينة و دخلت عليه؛ نظر إليّ فقال: استغفر اللّه ممّا(4) أضمرت، و لا تعد.

قال بكر: فقلت لمحمد: أيّ شيء هذا؟ قال: لا أخبر به أحدا.

ص: 274


1- في البحار: و ما أعرف مطعمه.
2- في البحار: فيها.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 383، ح 11. عنه البحار: ج 50، ص 48، ح 25، و إثبات الهداة: ج 3، ص 338، ح 26، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 376، ح 2384. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 7، باختصار، مرسلا عن المكاري.
4- في البحار: استغفر اللّه لما....

قال: و خرج بإحدى رجلي العرق المدني(1)، و قد قال لي: قبل أن يخرج العرق في رجلي و قد ودّعته، فكان آخر ما قال: إنّه ستصيب وجعا، فاصبر.

فأيّما رجل من شيعتنا اشتكى فصبر و احتسب، كتب اللّه له أجر ألف شهيد.

فلمّا صرت في «بطن مرّ» ضرب على رجلي، و خرج بي العرق، فما زلت شاكيا أشهرا، و حججت في السنّة الثانية.

فدخلت عليه، فقلت: جعلني اللّه فداك. عوّذ رجلي، و أخبرته أنّ هذه التي توجعني.

فقال: لا بأس على هذه، و أعطني(2) رجلك الأخرى الصحيحة.

فبسطتها بين يديه فعوّذها، فلمّا قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة، فرجعت إلى نفسي، فعلمت أنّه عوّذها من الوجع، فعافاني اللّه بعده(3).

{416} 7 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد القميّ ، قال: حدّثني أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام غلامه و معه كتابه، فأمرني أن أصير إليه، فأتيته فهو بالمدينة نازل

ص: 275


1- و عرق المديني: نوع من المرض يعرفه الأطبّاء. مجمع البحرين: ج 5، ص 214، «عرق».
2- في البحار: و أرني.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. عنه البحار: ج 50، ص 53، ح 27. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 10، بتفاوت و اختصار. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 73، أشار إلى مضمونه. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إنّ عند الأئمة عليهم السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و ف 7، ب 1، (موعظته فى الصبر)، و ب 2، (شفاء العرق المدنى)، و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام الى محمد بن الفضيل الصيرفي).

في دار بزيع(1)، فدخلت عليه و سلّمت عليه، فذكر في صفوان و محمد بن سنان و غيرهما ممّا قد سمعه غير واحد.

فقلت في نفسي: أستعطفه على زكريّا بن آدم، لعلّه أن يسلم ممّا قال في هؤلاء.

ثمّ رجعت إلى نفسي، فقلت: من أنا أن أتعرّض في هذا و في شبهه! مولاي، هو أعلم بما يصنع.

فقال لي: يا أبا علي! ليس على مثل أبي يحيى يعجل، و قد كان من خدمته لأبي عليه السّلام و منزلته عنده و عندي من بعده، غير أنّي احتجت إلى المال الذي عنده.

فقلت: جعلت فداك! هو باعث إليك بالمال، و قال لي: إن وصلت إليه فأعلمه أنّ الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون و مسافر.

فقال: احمل كتابي إليه، و مره أن يبعث إليّ بالمال.

فحملت كتابه إلى زكريّا، فوجّه إليه بالمال. قال: فقال لي أبو جعفر عليه السّلام ابتداء منه: ذهبت الشبهة، ما لأبي ولد غيري، قلت: صدقت جعلت فداك(2).(3).

ص: 276


1- في الاختصاص: دار خان بزيع.
2- الظاهر حمل هذه الرواية على التقيّة، لأنّ صفوان بن يحيى من الممدوحين و الموثّقين عند الإمام الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السّلام، و كان أحد وكلاء الرضا عليه السّلام، و أمّا محمد ابن سنان فقد جاء ذكره في كتب الرجال بين التوثيق و التضعيف.
3- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. عنه البحار: ج 50، ص 67، ح 45. الثاقب في المناقب: ص 513، ح 438. بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 257، ح 9، مرسلا عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن علي القميّ ، باختصار و تفاوت. عنه البحار: ج 49، ص 273، ح 21، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 316، ح 3350. الكافي: ج 1، ص 320، ح 3، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، محمد بن عيسى، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام... قطعة منه، بتفاوت. عنه الوافي: ج 2، ص 375، ح 850، و حلية الأبرار: ج 5، ص 604، ح 3، و إثبات الهداة: ج 3، ص 322، س 11. الاختصاص: ص 87، س 8، باختصار. عنه البحار: ج 49، ص 279، ح 34. قطعة منه في ف 1، ب 1، (إنّه الولد الوحيد لأبيه الرضا عليهما السّلام)، و ف 3، ب 1، (مطالبة أموال أبيه)، و ب 3، (ذمّ صفوان بن يحيى)، و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى زكريّا بن آدم).

8 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: بنان بن نافع:... إذ دخل علينا محمد بن علي عليهما السّلام فلمّا بصر بي، قال لي:... و إنّ قولك لأبي الحسن عليه السّلام من حجّة الدهر و الزمان من بعده ؟

فالّذي حدّثك أبو الحسن ما سألت عنه، هو الحجّة عليك...(1).

9 - الخزّاز القميّ رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال: دخلت على سيّدي محمد بن علي عليهما السّلام و أنا اريد أن أسأله عن القائم عليه السّلام أ هو المهدي أو غيره ؟

فابتدأني هو فقال: يا أبا القاسم! إنّ القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته، و يطاع في ظهوره، و هو الثالث من ولدي...(2).

ص: 277


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (النصّ عليه و أنّ روحه روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 335.
2- كفاية الأثر: ص 276، س 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (إن المهدي عليه السّلام هو القائم و يصالح اللّه أمره في ليلة)، رقم 614.

{417} 10 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه، قال:

حدّثني أبو النجم بدر بن عمّار الطبرستاني، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال: حجّ إسحاق بن إسماعيل(1) في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر عليه السّلام؛ قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشر مسائل لأسأله عنها، و كان لي حمل.

فقلت: إذا أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو اللّه لي أن يجعله ذكرا.

فلمّا سأله الناس قمت، و الرقعة معي لأسأله عن مسائلي، فلمّا نظر إليّ قال لي: يا أبا يعقوب! سمّه أحمد(2). فولد لي ذكر فسمّيته أحمد، فعاش مدة و مات.

و كان ممّن خرج مع الجماعة علي بن حسّان الواسطي المعروف بالعمش(3) قال: حملت معي إليه عليه السّلام من الآلة التي للصّبيان، بعضها من فضّة، و قلت: اتحف مولاى أبا جعفر بها.

فلمّا تفرّق الناس عنه عن جواب لجميعهم، قام فمضى إلى صريا(4) و اتّبعته، فلقيت موفّقا، فقلت: استأذن لي على أبي جعفر.

فدخلت فسلّمت، فردّ عليّ السلام، و في وجهه الكراهة، و لم يأمرني بالجلوس، فدنوت منه و فرّغت ما كان في كمّي بين يديه، فنظر إليّ نظر مغضب،

ص: 278


1- في إثبات الوصيّة: إسحاق بن إسماعيل بن نوبخت.
2- في إثبات الهداة: يا إسحاق! قد استجاب اللّه لي، فسمّه أحمد.
3- في إثبات الوصيّة: بالأعمش.
4- صريا: تقدّم شرحها في هامش، ح 407.

ثمّ رمى يمينا و شمالا، ثمّ قال: ما لهذا خلقني اللّه(1)، ما أنا و اللعب ؟

فاستعفيته، فعفا عنّي، فأخذتها فخرجت(2).

{418} 11 - الحضيني رحمه اللّه: عن محمد بن أبان مرفوعا إلى أبي جعفر عليه السّلام، و كان في عهده رجل يقال له: «شاذويه»، و كان له أهل حامل، و أنّها أمويّة و هي قبيلة و ما في القبيلة من سلّم أمره إلى أبي جعفر محمد عليه السّلام إلاّ هي و بعلها، و ليس تسليم أمرهم إلاّ ببيّنة من أبي جعفر عليه السّلام.

فقدم إليه شاذويه و هو بين من حضر معه، و محمد بن سنان في مجلسه، فلمّا قرب شاذويه من أبي جعفر فرمى عليهم، السلام.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: يا شاذويه! ببالك حديث، و قد أتيت منّا البيّنة، و ما أبديته إلى سواي. فلمّا سمع ذلك أيقن أنّه من أهل بيت النبوّة و معدن الرسالة.

و قال: تريد يا شاذويه! بيان ما أتيت إلينا به من حاجة لك ؟

فقال: نعم يا مولانا! ما أتيت إلاّ بإظهار ما كان في ضميري تبديه لي،

ص: 279


1- في إثبات الوصيّة: خلقنا اللّه.
2- دلائل الإمامة: ص 401، ح 360. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 340، ح 2369، و البحار: ج 50، ص 58، ح 34. إثبات الوصيّة: ص 222، س 22، مرسلا، أورد صدر الحديث بتفاوت آخر لم نذكره في المتن. عيون المعجزات: ص 123، س 14. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 343، ح 47. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عفوه و ترحّمه عليه السّلام)، و ف 5، ب 9، (تسمية الولد قبل الولادة)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام فى تسمية الولد).

فما سؤالي لك، و ما الحاجة ؟

فقال عليه السّلام: نعم! إنّ لك أهلا حاملا، و عن قريب تلد غلاما، و إنّها لم تمت في ذلك الغلام، فما تفاوض أبو جعفر بالكلام إلاّ لاتّخاذ الإمامة، و أهلك من اميّة، و إنّها جميلة المراجعة لك.

فقال: نعم يا أبا جعفر! و إنّها تسلّمن أمرها إلينا ببيّنة منّا لها، و إنّها من قوم كافرين، فإنّها راجعة إلى الإسلام.

و كان الشاذويه رفيقا له لم يؤمن بما يأتي به أبو جعفر عليه السّلام؛ فقال له: بئس ما قلت و ما قال أبو جعفر، أ فما تفاوض أبو جعفر بالكلام إلاّ لاتّخاذ الإمامة.

فقال شاذويه: قد علمنا ما علمت، و لم تؤت من الفضل و الإيثار من أبي جعفر عليه السّلام مثلما علمت.

فلمّا أسرعت إليه بهذه البشرى قال محمد بن سنان: ليعلم فضل شعب(1)أبي جعفر عليه السّلام، و علمهم في سائر الناس.

قال شاذويه: فدخلت منزلي فإذا أنا بزوجتي على شرف(2) لم أجزع لذلك، لأنّ أبا جعفر عليه السّلام أخبرني أنّها لم تمت في هذه الولادة.

فأفاقت عن قريب، و ولدت غلاما ميّتا. فرجعت إلى أبي جعفر عليه السّلام فلمّا دنوت من المجالس، فقال: يا شاذويه! وجدت ما أخبرتك عن زوجتك و ولدك حقّا؟

قلت: نعم يا سيّدي! فلم لا تدعو لي حتّى يرزقني اللّه ولدا باقيا؟

قال: لا تسألني. قلت: يا سيّدي! سألتك!

ص: 280


1- شعب: الشعب: القبيلة العظيمة، لسان العرب: ج 1، ص 500 (شعب).
2- اى شرف الموت.

قال: ويحك! الآن فقد نفذ فيه الحكم. قلت: أين فضلك ؟

قال محمد بن سنان: قلت: يا سيّدي! تسأل اللّه أن يحييه(1).

فقال: «اللهمّ إنّك عالم بسرائر عبادك، فإنّ شاذويه قد أحبّ أن يرى فضلك عليه، فأحيي له أنت الغلام».

فانثنى أبو جعفر إليّ و قال: الحق بابنك فقد أحياه اللّه لك.

قال: فأسرعت إلى منزلي، فتلقّتني البشارة أنّ ابني قد عاش.

فخبّرت أمّه و كانت أمويّة، فقالت: و اللّه! الآن لأتبرّأنّ من أميّة جميعا.

قلت لها: و من تيم وعدي ؟

فقالت: تبرّأت من فلان و فلان، و تواليت بني هاشم، و هذا الإمام محمد بن علي عليهما السّلام. و تشيّعت، و تشيّع كلّ من في داري، و ما كان فيها غيري من يتولاّه(2).

الثاني - إخباره عليه السّلام في عالم الرؤيا:

{419} 1 - الحضيني رحمه اللّه: عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن علي، عن موسى بن القاسم، قال: شاجرني رجل و نحن في مكّة من أصحابنا يقال له:

«إسماعيل» في أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: كان يجب أن يدعو المأمون إلى اللّه و إلى طاعته.

ص: 281


1- في المصدر: يجيئه، و الظاهر أنّه غير صحيح، يدلّ عليه كلامه عليه السّلام، من بعده.
2- الهداية الكبرى: ص 306، س 3. قطعة منه في (معجزته عليه السّلام في إحياء الموتى)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام لابن شاذويه)، و ف 7، ب 2، (إحياء الموتى بدعائه عليه السّلام).

فلم أدر ما أجيبه، فانصرفت إلى فراشي، فرأيت أبا جعفر عليه السّلام في نومي.

فقلت له: جعلت فداك! إنّ إسماعيل سألني هل كان يجب على أبيك أن يدعو المأمون إلى اللّه و طاعته ؟ فلم أدر ما أجيبه.

فقال لي: إنّما يدعو الإمام إلى اللّه مثلك و مثل أصحابك و من تبعهم.

فانتبهت و حفظت الجواب من أبي جعفر محمد عليه السّلام، و خرجت إلى الطواف، فلقيني إسماعيل، فقلت له ما قاله لي أبو جعفر، فكأنّي ألقمته حجرا.

فلمّا كان من قابل أتيت المدينة، و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و هو يصلّي، فأجلسني موفّق الخادم، فلمّا فرغ من صلاته، قال لي: يا موسى! ما الذي قال إسماعيل بمكّة عام أوّل حيث شاجرك في أبي ؟

قلت: جعلت فداك! أنت تعلم.

قال: ما كانت رؤياك ؟

قلت: رأيتك يا سيّدي في نومي، و شكوت إليك إسماعيل. قال: فقلت: إنّما يجب طاعته على مثلك، و مثل أصحابك ممّن لا يبغيه، و خصمته.

قال: هو ذلك.

قال: أنا قلت لك في منامك، و الساعة أعيده عليك.

فقلت: و اللّه هذا هو الحقّ المبين(1).

ص: 282


1- الهداية الكبرى: ص 307، س 11. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 49، بإختلاف، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 416، ح 2420. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح موسى بن القاسم)، و ف 4، ب 3، (دعوة الإمام عليه السّلام).
الثالث - إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية:

{420} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن دعبل بن علي: أنّه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و أمر له بشيء فأخذه و لم يحمد اللّه.

قال: فقال له: لم لم تحمد اللّه ؟!

قال: ثمّ دخلت بعد على أبي جعفر عليه السّلام و أمر لي بشيء.

فقلت: الحمد للّه. فقال لي: تأدّبت(1).

{421} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجّال؛ و عمرو بن عثمان، عن رجل من أهل المدينة، عن المطرفي، قال: مضى أبو الحسن الرضا عليه السّلام ولي عليه أربعة آلاف درهم، فقلت في نفسي: ذهب مالي.

فأرسل إليّ أبو جعفر عليه السّلام: إذا كان غدا فأتني(2) و ليكن معك ميزان و أوزان.

فدخلت على أبي جعفر عليه السّلام؛ فقال لي: مضى أبو الحسن عليه السّلام و لك عليه

ص: 283


1- الكافي: ج 1، ص 496، ح 8. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 333، ح 14، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 308، ح 2343، و الوافي: ج 3، ص 830، ح 1441. كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 21، عن دلائل الحميري، مرسلا. عنه البحار: ج 50، ص 93 ضمن ح 6. قطعة منه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في شكر النّعمة).
2- في المناقب و إرشاد المفيد: إذا كان في غد فائتني، و في كشف الغمّة: إذا كان في الغد، و في روضة الواعظين إذا كان غد.

أربعة آلاف درهم ؟

فقلت: نعم! فرفع المصلّي الذي كان تحته فإذا تحته دنانير! فدفعها إليّ (1).

{422} 3 - الحضيني رحمه اللّه: عن أبي العبّاس عتّاب بن يونس الديلمي، عن محمد بن علي بن حديد الوشّاء الكوفي، قال: خرجنا حاجّين، فلمّا قضينا حجّنا و رجعنا من مكّة، قطع علينا الطريق، و نحن عصابة من شيعة أبي جعفر عليه السّلام، فأخذ كلّ ما كان معنا.

فلمّا وردنا المدينة دخلت على أبي جعفر عليه السّلام، فابتدأني قبل ما أسأله بشيء فقال: يا علي بن حديد! قطع عليكم الطريق في العرج(2)، و أخذ ما كان معكم، و عددكم ثلاثة و عشرون نفرا، و سمّانا بأسمائنا و أسماء آبائنا.

ص: 284


1- الكافي: ج 1، ص 497، ح 11. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 310، ح 2346، و إثبات الهداة: ج 3، ص 334، ح 17، باختلاف يسير، و الوافي: ج 3، ص 832، ح 1444. إرشاد المفيد: ص 325، س 16. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 360، س 19. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 378، ح 7، مرسلا. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 391، س 10، مرسلا. روضة الواعظين: ص 267، س 6، مرسلا. إعلام الورى: ج 2، ص 99، س 7. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 54، ح 29. قطعة منه في ف 3، ب 1، (أداء دين أبيه عليهما السّلام).
2- العرج: بفتح أوّله، و سكون ثانيه، و جيم... و هي قرية جامعة في واد من نواحي الطائف... و أيضا عاقبة بين مكّة و المدينة على جادّة الحاجّ ... و أيضا بلد باليمن... معجم البلدان: ج 4، ص 98 و 99 (عرج).

فقلت: إي و اللّه يا سيّدي! كنّا كما قلت. و أمر لنا بكسوة و دنانير كثيرة.

و قال: فرّقها على أصحابك، فإنّها بعدد ما ذهب منكم.

قال علي بن حديد: فصرت بها إلى إخواني و أصحابي ففرّقتها عليهم، فطلعت و اللّه بإزاء ما أخذ منّا سواء(1).

{423} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، قال:

رأيت رجلا من أصحابنا يعرف بأبي زينبة(2)، فسألني عن أحكم(3) بن بشّار المروزي، و سألني عن قصّته و عن الأثر الذي في حلقه ؟

و قد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخطّ، كأنّه أثر الذبح، فقلت له: قد سألته مرارا فلم يخبرني.

قال: فقال: كنّا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر

ص: 285


1- الهداية الكبرى: ص 302، س 21. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 668، ح 11، أبو سعيد سهل بن زياد، عن ابن حديد، مثله، قطعة منه، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 44، ح 13. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 15، قطعة منه. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 76. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إعطاؤه عليه السّلام الدنانير).
2- في المصدر: بابن زينبة، و الظاهر أنّه غير صحيح، يدلّ عليه سائر المصادر و كتب الرجال. أبو زينبة هو محمد بن سليمان بن مسلم، أبو زنيبة، وزان جهينة مصغّرا من إحدى كنى العرب... رجل مهمل، و أبدل في العنوان زنيبة بزينبة و الإبدال غلط. تنقيح المقال: ج 3، ص 123، رقم 10811.
3- في المناقب: الحكم، و كذا في مدينة المعاجز و قد يقال له «أحلم» كما في معجم رجال الحديث: ج 1، ص 366، رقم 379.

الثاني عليه السّلام، فغاب عنّا أحكم من عند العصر، و لم يرجع تلك الليلة.

فلمّا كان جوف الليل، جاءنا توقيع من أبي جعفر عليه السّلام: إنّ صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد(1) في مزبلة كذا و كذا، فاذهبوا و داووه بكذا و كذا. فذهبنا فوجدناه مطروحا كما قال عليه السّلام. فحملناه و داويناه بما أمرنا به فبرأ من ذلك.

قال أحمد بن علي: كان قصّته أنّه تمتّع ببغداد في دار قوم، فعلموا به فأخذوه و ذبحوه، و أدرجوه في لبد، و طرحوه في مزبلة(2).

{424} 5 - الراوندي رحمه اللّه: روى عن علي بن جرير قال: كنت عند أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام جالسا، و قد ذهبت شاة لمولاة له(3)، فأخذوا بعض الجيران يجرّونهم إليه، و يقولون: أنتم سرقتم الشاة.

فقال(4) أبو جعفر عليه السّلام: ويلكم! خلّوا عن جيراننا، فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان، فاذهبوا فأخرجوها من داره.

فخرجوا، فوجدوها في داره، و أخذوا الرجل و ضربوه و خرقوا ثيابه،

ص: 286


1- اللبد: كل شعر أو صوف متلبّد سمّى به للصوق بعضه ببعض. أقرب الموارد: ج 2، ص 1125 (لبد).
2- رجال الكشّي: ص 569، ح 1077. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 343، ح 45، و تنقيح المقال: ج 1، ص 45 رقم 270. المناقب لابن شهرآشوب: ج 3، ص 397، س 7، بتفاوت و اختصار. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 391، ح 2396. عنه و عن الكشّي البحار: ج 50، ص 64، ح 41. قطعة منه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن سليمان بن مسلم، المكنّى بأبي زينبة).
3- في كشف الغمّة: لمولاه.
4- في كشف الغمّة: لهم.

و هو يحلف أنّه لم يسرق هذه، الشاة إلى أن صاروا إلى أبي جعفر عليه السّلام فقال:

ويحكم! ظلمتم هذا الرجل، فإنّ الشاة دخلت داره و هو لا يعلم بها.

فدعاه(1)، فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه و ضربه(2).

{425} 6 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن القاسم بن المحسن(3)، قال: كنت فيما بين مكّة و المدينة فمرّ بي أعرابي ضعيف الحال، فسألني شيئا فرحمته، فأخرجت له رغيفا فناولته إيّاه، فلمّا مضى عنّي هبّت ريح زوبعة(4)، فذهبت بعمامتي من رأسي، فلم أرها كيف ذهبت، و لا أين مرّت ؟

فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام، فقال لي:

يا قاسم! ذهبت عمامتك في الطريق ؟ قلت: نعم!

فقال: يا غلام! أخرج إليه عمامته، فأخرج إليّ عمامتي بعينها.

ص: 287


1- في إثبات الهداة: ثم أعاده.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 376، ح 4. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 367، س 2، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 41، و البحار: ج 50، ص 47، ح 22. الهداية الكبرى: ص 302، س 14، عن الحسين بن محمد بن جمهور، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن يونس، عن داود بن زيد الخيّاط، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1، (هبته عليه السّلام لرجل بدل ما خرق من ثيابه)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في المداراة).
3- الصراط المستقيم: القاسم بن الحسن و هو الصحيح لأنّ قاسم بن المحسن لا يوجد ذكره في كتب الرجال.
4- في كشف الغمّة: شديدة زوبعة. الزوبع و الزوبعة:... و هي ما يقوم من تعارض الرياح تأتي من الجهات الأربع و يصعد إلى السماء كأنّه عمود، أقرب الموارد: ج 1، ص 455.

قلت: يا ابن رسول اللّه! كيف صارت إليك ؟

قال: تصدّقت على الأعرابي فشكره اللّه لك(1)، و ردّ إليك عمامتك، «و إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُحْسِنِينَ » (2).(3).

{426} 7 - الراوندي رحمه اللّه: روى عن عمران بن محمد، قال: دفع إليّ أخي درعا لأحملها إلى أبي جعفر عليه السّلام مع أشياء، فقدمت بها و نسيت الدرع. فلمّا أردت أن أودّعه، قال لي: احمل الدرع. و سألتني والدتي أن أسأله قميصا من ثيابه، فسألته ؟

فقال: ليست تحتاج(4) إليه.

فجاءني الخبر أنّها توفّيت قبل عشرين يوما(5).

{427} 8 - الإربلي رحمه اللّه: عن عمران بن محمد(6) الأشعري قال: دخلت على

ص: 288


1- في كشف الغمّة: فشكر اللّه لك.
2- التوبة: 120/9.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 377، ح 6. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 367، س 15، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 44، أورد مضمونه باختصار، و البحار: ج 50، ص 47، ح 24. الصراط المستقيم: ج 2، ص 200، ح 4، أورد مضمونه باختصار. قطعة منه في ف 6، ب 1، (التوبة: 120/9)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة).
4- في البحار: فقال لي: ليس بمحتاج....
5- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 15. عنه البحار: ج 50، ص 45، ح 17، بتفاوت. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 13. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 75.
6- و في إثبات الوصيّة حمران بن محمد الأشعري.

أبي جعفر الثاني عليه السّلام فقضيت حوائجي، و قلت: إنّ (1) أمّ الحسن تقرئك السلام، و تسألك ثوبا من ثيابك أجعله كفنا لها.

فقال لي: قد استغنت(2) عن ذلك.

فخرجت لست أدري ما معني ذلك؛ فأتاني الخبر، أنّها قد ماتت قبل ذلك بثلاثة عشر يوما، أو أربعة عشر يوما(3).

{428} 9 - الإربلي رحمه اللّه: قال: القاسم بن عبد الرحمن، و كان زيديّا قال:

خرجت إلى بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون و يتشرّفون و يقفون.

فقلت: ما هذا؟! فقالوا: ابن الرضا(4).

فقلت: و اللّه! لأنظرنّ إليه، فطلع على بغل - أو بغلة - فقلت: لعن اللّه أصحاب الإمامة حيث يقولون: إنّ اللّه افترض طاعة هذا.

فعدل عليه السّلام إليّ و قال: يا قاسم بن عبد الرحمن! «أَ بَشَراً مِنّٰا وٰاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنّٰا

ص: 289


1- في الصراط المستقيم: إنّ زوجتي، و في الثاقب في المناقب: أمّ الحسين.
2- في إثبات الوصيّة: استغنيتم.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 17، عن دلائل الحميرى. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 667، ح 9، عن داوود بن محمد النهدي... باختلاف يسير. عنه البحار: ج 50، ص 43، ح 11، و إثبات الهداة: ج 3، ص 339، ح 30، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 378، ح 2387. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 14، بتغيير آخر لم نذكره. عيون المعجزات: ص 126، س 22، بتغيير آخر لم نذكره. إثبات الوصيّة: ص 226، س 18، بتغيير آخر لم نذكره. الثاقب في المناقب: ص 524، ح 460، بتفاوت.
4- في إثبات الهداة و البحار: ابن الرضا، ابن الرضا.

إِذاً لَفِي ضَلاٰلٍ وَ سُعُرٍ» (1) .

فقلت في نفسي: ساحر و اللّه!

فعدل إليّ ، فقال: «أُلْقِيَ اَلذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنٰا بَلْ هُوَ كَذّٰابٌ أَشِرٌ» (2).

قال: فانصرفت، و قلت بالإمامة، و شهدت أنّه حجّة اللّه على خلقه و اعتقدته(3).

الرابع - إخباره عليه السّلام بالوقائع الحالية:

{429} 1 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن ابن أورمة(4)، قال: حملت إلى امرأة شيئا

ص: 290


1- القمر: 24/54.
2- القمر: 25/54.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 64، ضمن ح 40، و إثبات الهداة: ج 3، ص 341، ح 38. قطعة منه في ف 3، ب 1، (مركبه عليه السّلام)، و ف 6، ب 1، (القمر: 24/54 و 25).
4- هو محمد بن أورمة (اورمة) أبو جعفر القميّ . كما قال به السيّد الخوئي قدس سرّه في المعجم: ج 22، ص 158 رقم 15028، و المحقّق التستري رحمه اللّه في ج 10، ص 238، عدّه الشيخ من أصحاب الرضا عليه السّلام. رجال الطوسي: ص 392 رقم 75. و قال الزنجاني: نعدّه من أصحاب الجواد عليه السّلام. الجامع في الرجال: ج 2، ص 724. عنونه السيّد البروجردي قدّس سرّه و قال: من الطبقة السابعة. الموسوعة الرجالية: ج 4، ص 312. يروي بواسطة واحدة عن أبي الحسن الثالث عليه السّلام و أبي الحسن صاحب العسكري عليه السّلام كما في الكافي: ج 4، ص 577، ح 3، و التهذيب: ج 6، ص 28، ح 54. و روى الإربلي في كشف الغمّة: ج 2، ص 394 عن ابن أورمة معجزة عن أبي الحسن الهادى عليه السّلام. و في رجال النجاشي: ص 329 رقم 891: و قال بعض أصحابنا أنّه رأي توقيعا من أبي الحسن الثالث عليه السّلام إلى أهل قمّ في معني محمد بن أورمة و براءته ممّا قذف به. قال النمازي قدّس سرّه بعد نقل ما جاء في الخرائج: ج 1، ص 386، ح 15: الظاهر أنّه الجواد عليه السّلام. مستدركات علم الرجال: ج 6، ص 474 رقم 12758. كذا المحقّق الزنجاني في الجامع في الرجال: ج 2، ص 724.

من حلي، و شيئا من دراهم، و شيئا من ثياب؛ فتوهّمت أنّ ذلك كلّه لها، و لم أسألها أنّ لغيرها في ذلك شيئا، فحملت ذلك إلى المدينة مع بضاعات لأصحابنا.

و كتبت في الكتاب أنّي (قد) بعثت إليك من قبل فلانة كذا، و من قبل فلان كذا، و من قبل فلان، و فلان بكذا.

فخرج في التوقيع: قد وصل ما بعثت من قبل فلان و فلان و من قبل المرأتين، تقبّل اللّه منك(1)، و رضي عنك و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة.

فلمّا رأيت ذكر المرأتين شككت في الكتاب أنّه غير كتابه، و أنّه قد عمل عليّ دونه؛ لأنّي كنت في نفسي على يقين أنّ الذي دفعت إليّ المرأة، كان (كلّه) لها، و هي مرأة واحدة، فلمّا رأيت [في التوقيع] امرأتين اتّهمت موصل كتابي.

فلمّا انصرفت إلى البلاد، جاءتني المرأة، فقالت: هل أوصلت بضاعتي ؟

قلت: نعم! قالت: و بضاعة فلانة ؟ قلت: و كان فيها لغيرك شيء؟

قالت: نعم! كان لي فيها كذا، و لاختي فلانة كذا.

قلت: بلي! قد أوصلت ذلك، و زال ما كان عندي(2).

ص: 291


1- في إثبات الهداة: يقبّل اللّه منهما و منك.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 386، ح 15. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 338، ح 28، بتفاوت، و البحار: ج 50، ص 52، ح 26، بتفاوت، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 374، ح 2383، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح ابن أورمة)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه لمحمد بن أورمة)، و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن أورمة).

2 - ابن الصبّاغ: إنّ أبا جعفر محمد الجواد عليه السّلام... قال [له المأمون]:

ما في يدي ؟

فأنطقه اللّه تعالى بأن قال عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى خلق في بحر قدرته المستمسك في الجوّ ببديع حكمته، سمكا صغارا، فصاد منها بزاة، الخلفاء، كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى...(1).

3 - المسعودي: روي عن محمد بن الفرج؛ و غيره، قال: دعاني أبو جعفر عليه السّلام فأعلمني أنّ قافلة قد قدمت، و فيها نخّاس معه رقيق، و دفع إليّ صرّة فيها ستّون دينارا، و وصف لي جارية معه بحليتها و صورتها و لباسها، و أمرني بابتياعها، فمضيت و اشتريتها بما استام، و كان سومها بها ما دفعه إليّ ،...(2).

الخامس - إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية:

{430} 1 - الحضيني رحمه اللّه: عن الحسين بن داود السعدي، عن محمد بن موسى القميّ ، عن خالد الحذّاء، عن صالح بن محمد بن داود اليعقوبي، قال: لمّا توجّه أبو جعفر عليه السّلام لاستقبال المأمون، و قد أقبل من نواحي الشام، و أمر أن يعقد

ص: 292


1- الفصول المهمّة: ص 266، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 530.
2- إثبات الوصيّة: ص 228، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال أزواجه)، رقم 102.

ذنب دابّته(1)، و ذلك في يوم صائف شديد الحرّ، و طريق لا يوجد فيه الماء.

فقال بعض من كان معنا ممّن لا علم له: أيّ موضع عقد ذنب دابّته(2)؟!

فما سرنا إلاّ يسيرا حتّى وردنا أرض ماء، و وحل كثير، و فسدت ثيابنا و ما معنا، و لم يصبه شيء من ذلك.

قال صالح: و قال - أي الإمام الجواد عليه السّلام - لنا يوما و نحن في ذلك الوجه:

اعلموا أنّكم(3) ستضلّون عن الطريق(4) قبل المنزل الأوّل الذي يلقاكم الليلة ترجعون إليه في المنزل بعد ما يذهب من الليل سبع ساعات.

فقال من فينا من لا فضل له بهذه الطريق و لا يعرفه و لا يسلكه قطّ:

و ستنظرون صدق ما قال صالح.

فضللنا عن الطريق قبل المنزل الذي كان يلقانا، و سرنا بالليل حتّى تنصّف، و هو يسير بين أيدينا و نحن نتّبعه حتّى صرنا في المنزل الثاني على الطريق.

فقال: انظروا كم ساعة مضى من الليل، فإنّها سبع ساعات. فنظرنا فإذا هي كما قال(5).

ص: 293


1- في إثبات الهداة: ذيل دابّته، و في الثاقب في المناقب: قال لبعض غلمانه: اعقد ذنب دابّته....
2- في إثبات الهداة: أنّ موضع عقد ذنب البرذون غير هذا، و هكذا في البحار.
3- في الخرائج: أما أنّكم.
4- في الخرائج: ستضلّون الطريق، بمكان كذا و تجدونه في مكان كذا بعد ما يذهب من الليل كذا.
5- الهداية الكبرى: ص 300، س 4. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 13 و 14. عنه البحار: ج 50، ص 45، ح 15 و 16، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 381، ح 2389، و إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 78. الصراط المستقيم: ج 2، ص 202، ح 17 أشار إلى مضمونه. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 78، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 38، ح 2390، و الثاقب في المناقب: ص 518، ح 448. قطعة منه في ف 3، ب 1، (مركبه عليه السّلام)، و ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون).

{431} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن محمد، عن عمارة بن زيد، قال: قال إبراهيم بن سعيد(1): كنت جالسا عند محمد بن علي(2) عليهما السّلام إذ مرّت بنا فرس أنثى.

فقال عليه السّلام: هذه تلد الليلة فلوا(3) أبيض الناصية، في وجهه غرّة.

فعزمته ثمّ انصرفت إلى صاحبها، فلم أزل أحدّثه إلى الليل حتّى أتت بفلو كما وصف، فعدت إليه.

فقال عليه السّلام: يا ابن سعيد(4)! شككت فيما قلت لك(5)

إنّ امرأتك التي في منزلك، حبلى، تأتي بابن أعور، فولد لي و اللّه محمد و كان أعور(6).

ص: 294


1- في دلائل الإمامة: إبراهيم بن سعد.
2- في البحار: الجواد، و كذا في فرج المهموم.
3- الفلو: بكسر الفاء و ضمّه و فتحه المهر إذا فطم، و هو ولد الفرس، اقتباس من لسان العرب: ج 15، ص 161 (فلو).
4- في دلائل الإمامة: يا ابن سعد.
5- في دلائل الإمامة: بالأمس ؟! إنّ التي في منزلك حبلى، تأتيك بابن أعور، و في مدينة المعاجز: بالأمس ؟! إنّ التي في منزلك حبلى بابن أعور، و في البحار: أمس.
6- نوادر المعجزات: ص 180، ح 3. دلائل الإمامة: ص 398، ح 347، بإختلاف يسير. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 345، ح 55 و 56، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 318، ح 2352. فرج المهموم: ص 232، س 11، بتغيير آخر لم نذكره. عنه البحار: ج 50، ص 58، ح 32.

{432} 3 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن أبي القاسم، عن أبيه، قال:

حدّثني بعض المدينيّين(1): إنّهم كانوا يدخلون على أبي جعفر عليه السّلام، و هو نازل في قصر أحمد بن يوسف، يقولون له: يا أبا جعفر! جعلنا فداك! قد تهيّأنا و تجهّزنا و لا نراك تهمّ بذلك ؟!

قال لهم: لستم بخارجين حتّى تغترفوا الماء بأيديكم(2) من هذه الأبواب التي ترونها. فتعجّبوا من ذلك أن يأتي الماء من تلك المكثرة. فما خرجوا حتّى اغترفوا بأيديهم منها(3).

{433} 4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: محمد بن القاسم(4)، عن أبيه، و رواه عامّة أصحابنا، قال: إنّ رجلا خراسانيّا أتى أبا جعفر عليه السّلام بالمدينة فسلّم عليه، و قال: السلام عليك يا ابن رسول اللّه! و كان واقفيّا.

فقال له: سلام! و أعادها الرجل. فقال: سلام! فسلّم الرجل بالإمامة.

ص: 295


1- في مدينة المعاجز: المدنيّين. المدينيّين: إذا نسبت إلى مدينة الرسول عليه الصلاة و السلام، قلت مدني، و إلى مدينة المنصور مديني، و إلى مدائن كسرى مدائني. - لسان العرب: ج 13، ص 403، (مدن).
2- في مدينة المعاجز: تغرفوا بأيديكم.
3- الثاقب في المناقب: ص 518، ح 447. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 395، ح 2402.
4- في مدينة المعاجز: عن محمد عن أبي القاسم.

قال: قلت في نفسي: كيف علم أنّي غير مؤتمّ به، و أنّي واقف عنه ؟!

قال: ثمّ بكى، و قال: جعلت فداك! هذه كذا و كذا دينارا فاقبضها.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلتها، فضمّها إليك.

فقال: إنّي خلّفت صاحبتي و معها ما يكفيها و يفضل عنها.

فقال: ضمّها إليك، فإنّك ستحتاج إليها، مرارا.

قال الرجل: ففعلت و رجعت، فإذا طرّار قد أتى منزلي، فدخله و لم يترك شيئا إلاّ أخذه، فكانت تلك الدنانير هي التي تحمّلت بها إلى موضعي(1).

{434} 5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: رويناه بإسنادنا إلى الشيخ أبي العباس عبد اللّه بن جعفر الحميري في كتاب (الدلائل) باسناده إلى صالح بن عطيّة(2).

قال: حججت فشكوت إلى أبي جعفر، يعني الجواد، الوحدة.

فقال عليه السّلام: أما أنّك لا تخرج من الحرم حتّى تشتري جارية ترزق منها ابنا.

قلت: جعلت فداك! أهوي أن تشير عليّ .

قال: نعم! اعترض، فإذا عرضت فأعلمني.

قلت: جعلت فداك! فقد عرضت.

قال: اذهب فكن في السوق حتّى أوافيك، فصرت إلى دكّان نخّاس انتظره حتّى وافى، ثمّ مضى فصرت معه.

فقال: قد رأيتها فإن أعجبتك فاشترها على أنّها قصيرة العمر.

ص: 296


1- الثاقب في المناقب: ص 518، ح 449. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 395، ح 2403. قطعة منه في ف 3، ب 1، (قبوله عليه السّلام الدنانير من رجل واقفي)، (معاشرته عليه السّلام مع سائر الفرق الإسلاميّة)، و ف 5، ب 6، (إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام).
2- في الخرائج: الأضخم، و كذا في الثاقب في المناقب.

قلت: جعلت فداك! فما أصنع بها؟

قال: قد قلت لك، فلمّا كان من الغد صرت إلى صاحبها، فقال: الجارية محمومة و ليس بها مرض، وعدت إليه من الغد و سألته فقال: قد دفنتها اليوم.

فأتيته عليه السّلام و أخبرته الخبر، فقال: اعترض، فاعترضت و أعلمته، فأمرني أن أنتظره، فصرت إلى دكّان النخّاس، فركب و مرّ بنا فصرت إليه.

فقال: اشترها فقد رأيتها، فاشتريتها و صبرت عليها حتّى طهرت، فوقعت عليها، فولدت لي محمدا ابني(1).

{435} 6 - الراوندي رحمه اللّه: روى أحمد بن هلال، عن أميّة بن علي القيسي، قال: دخلت أنا و حمّاد بن عيسى على أبي جعفر عليه السّلام بالمدينة لنودّعه.

فقال عليه السّلام لنا: لا تخرجا(2) أقيما إلى غد.

قال: فلمّا خرجنا من عنده، قال حمّاد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي.

قلت: أمّا أنا فأقيم.

قال: فخرج حمّاد، فجرى الوادي تلك الليلة، فغرق فيه، و قبره

ص: 297


1- فرج المهموم: ص 232، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 58، ح 33. إثبات الوصيّة: ص 226، س 6، روى يوسف بن السخت، عن صالح بن عطيّة الأصمّ ، بتفاوت. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 666، ح 7، قطعة منه. عنه البحار: ج 50، ص 43، ح 9. الثاقب في المناقب: ص 524، ح 459، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 398، ح 2406.
2- في كشف الغمّة: لا تخرجا اليوم و....

بسيالة(1).(2).

7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي، قال:... دخل عليّ أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، فقال لي: يا أبا الصلت! ضاق صدرك ؟

فقلت: إي و اللّه!

قال: قم! فأخرجني، ثمّ ضرب يده إلى القيود التي كانت عليّ ، ففكّها، و أخذ بيدي و أخرجني من الدار، و الحرسة و الغلمان يرونني، فلم يستطيعوا أن يكلّموني، و خرجت من باب الدار.

ثمّ قالي لي: امض في ودائع اللّه، فإنّك لن يصل إليه و لا يصل إليك أبدا.

فقال أبو الصلت: فلم ألتق المأمون إلى هذا الوقت(3).

{436} 8 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القميّ بخطّه: حدّثني الحسين بن محمد بن عامر، قال: حدّثني خيران الخادم القراطيسي، قال: حججت أيّام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام،

ص: 298


1- السيالة: بفتح أوّله، و تخفيف ثانيه، و بعد اللام هاء: أرض يطؤها طريق الحاجّ ، قيل: هي أوّل مرحلة لأهل المدينة إذا أرادوا مكّة، معجم البلدان: ج 3، ص 292 (السيالة).
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 667، ح 8. كشف الغمّة: ج 2، ص 365، عن دلائل الحميرى. عنه البحار: ج 48، ص 48، ح 38، و ج 50، ص 43، ح 10، و إثبات الهداة: ج 3، ص 342، ح 39. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 13، أورد مضمونه باختصار. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 347، ح 74. قطعة منه في ف 7، ب 1 (ثمرة قبول نصيحة الإمام).
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في (طيّ الأرض إلى خراسان تجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام) رقم 378.

و سألته عن بعض الخدم، و كانت له منزلة من أبي جعفر عليه السّلام، فسألته أن يوصلني إليه. فلمّا سرنا إلى المدينة، قال لي: تهيّأ، فإنّي أريد أن أمضى إلى أبي جعفر عليه السّلام فمضيت معه.

فلمّا أن وافينا الباب، قال: ساكن في حانوت، فاستأذن و دخل، فلمّا أبطأ عليّ رسوله، خرجت إلى الباب، فسألته عنه، فأخبرني أنّه خرج و مضى، فبقيت متحيّرا، فإذا أنا كذلك إذ خرج خادم من الدار، فقال: أنت خيران ؟ فقلت: نعم!

قال لي: ادخل! فدخلت، و إذا أبو جعفر عليه السّلام قائم على دكّان لم يكن فرش له ما يقعد عليه، فجاء غلام بمصلّى، فألقاه له، فجلس، فلمّا نظرت إليه تهيّبت و دهشت، فذهبت لأصعد الدكّان من غير درجة، فأشار إلى موضع الدرجة، فصعدت و سلّمت.

فردّ السلام، و مدّ يده إليّ ، فأخذتها و قبّلتها، و وضعتها على وجهي، فأقعدني بيده، فأمسكت يده ممّا داخلني من الدهش، فتركها في يدي فلمّا سكنت، خلّيتها.

فسائلني و كان الريّان بن شبيب قال لي: إن وصلت إلى أبي جعفر عليه السّلام قلت له: مولاك الريّان بن شبيب يقرأ عليك السلام، و يسألك الدعاء له و لولده فذكرت له ذلك، فدعا له و لم يدع لولده! فأعدت عليه، فدعا له و لم يدع لولده.

فأعدت عليه ثلاثا، فدعا له و لم يدع لولده، فودّعته و قمت. فلمّا مضيت نحو الباب سمعت كلامه، و لم أفهم ما قال، و خرج الخادم في أثري، فقلت له ما قال سيّدي لمّا قمت ؟

فقال لي: قال من هذا الذي يرى أن يهدي نفسه ؟ هذا ولد في بلاد الشرك.

ص: 299

فلمّا أخرج منها صار إلى من هو شرّ منهم، فلمّا أراد اللّه أن يهديه هداه(1).

{437} 9 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: وجدت بخطّ جبريل بن أحمد، حدّثني عبد اللّه بن مهران، قال: أخبرني عبد اللّه بن عامر، عن شاذويه بن الحسين بن داود القميّ ، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و بأهلي حبل، فقلت: جعلت فداك! ادع اللّه أن يرزقني ولدا ذكرا؟

فأطرق مليّا ثمّ رفع رأسه، فقال: اذهب فإنّ اللّه يرزقك غلاما ذكرا. ثلاث مرّات.

قال: و قدمت مكّة، فصرت إلى المسجد، فأتى محمد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا، منهم صفوان بن يحيى و محمد بن سنان و ابن أبي عمير و غيرهم، فأتيتهم، فسألوني ؟

فخبرتهم بما قال، فقالوا: لي فهمت عنه ذكي، أو زكي ؟ فقلت ذكي، قد فهمته.

قال ابن سنان: أما أنت سترزق ولدا ذكرا، أما أنّه يموت على المكان أو يكون ميّتا.

فقال أصحابنا لمحمد بن سنان: أسأت قد علمنا الذي علمت.

فأتى غلام في المسجد، فقال: أدرك، فقد مات أهلك، فذهبت مسرعا فوجدتها على شرف الموت، ثمّ لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميّتا.(2)

ص: 300


1- رجال الكشّي: ص 608، ح 1132. عنه البحار: ج 50، ص 106، ح 25، بتفاوت. تنقيح المقال: ج 1، ص 405، رقم 3803. قطعة منه في ف 3، ب 1، (فراشه عليه السّلام)، (تقبيل الناس يده عليه السّلام).
2- رجال الكشّي: ص 581، ح 1090. عنه البحار: ج 50، ص 65، ح 42. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 67، ح 16.

10 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن موسى النوفلي، قال:... رأيت سيّدي، أبا جعفر عليه السّلام مطرقا، فقلت لأبي هاشم ما يبكيك يا ابن العمّ؟

قال: من جرأة هذا الطاغي، المأمون، على اللّه، و على دمائنا، بالأمس قتل الرضا عليه السّلام، و الآن يريد قتلي.

فبكيت، و قلت: يا سيّدي! هذا مع إظهاره فيك ما يظهره ؟

قال: ويحك يا ابن العمّ الذي أظهره في أبي أكثر.

فقلت: و اللّه! يا سيّدي إنّك لتعلم ما علمه جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قد علم ما علمه المسيح و سائر النبيّين. و ليس لنا حكم، و الحكم و الأمر لك فإن تستكفي شرّه فإنّه يكفيك.

فقال: ويحك يا ابن العمّ ! فمن يركب إليّ الليلة في خدمة بالساعة الثامنة من الليل و قد وصل الشرب و الطرب إلى ذلك الوقت و أظهره بشوقه إلى أمّ الفضل، فيركب و يدخل إليّ و يقصد إلى ابنته أمّ الفضل.

و قد وعدها أنّها تبات في الحجرة الفلانيّة في بعد مرقدي بحجرة نومي فإذا دخل داري عدل إليها و عهد الخدم ليدخلون إلى مرقدي.

فيقولون؛ إنّ مولانا المأمون منّا و يشهروا سيوفهم و يحلفوا انّه لا بدّ نقتله فأين يهرب منّا و يظاهرون إليّ ، و يكون هذا الكلام إشعارهم.

فيضعون سيوفهم على مرقدي و يفعلون كفعل غيلانه في أبي عليه السّلام فلا يضرّني ذلك و لا تصل أيديهم إليّ ، و يخيل لهم أنّه فعل حقّ ، و هو باطل.

و يخرجون مخضين الثياب، قاطرة سيوفهم دما كذبا، و يدخلون على

ص: 301

المأمون و هو عند ابنته في داري.

فيقول: ما وراءكم ؟ فيروه أسيافهم تقطر دما، و ثيابهم، و أيديهم مضرجة بالدم.

فتقول أمّ الفضل: أين قتلتموه ؟ فيقولون لها: في مرقده.

فتقول لهم: ما علامة مرقده ؟ فيصفون لها.

فتقول: إي و اللّه! هو. فتقدّم إلى رأس أبيها فتقبّله و تقول: الحمد للّه الذي أراحك من هذا الساحر الكذّاب.

فيقول لها: يا ابنة! لا تعجلي فقد كان لأبيه علي بن موسى هذا القتلة ثمّ ثاب إلى عقلي.

فبعثت ثقة خدمي صبيح الديلمي السبب في قتله فعاد إليّ و قال: إنّه في محرابه يسبّح اللّه. فتغلق الأبواب ثمّ تظهر أنّها كانت غشية و فاقت الساعة فاصبري يا بنيّة، لا تكون هذه القتلة مثل تلك القتلة.

فقالت: يا أبي! هذا يكون ؟!

قال: نعم! فإذا رجعت إلى داري وراق الصبح فابعثي، استأذني عليه فإن وجدتيه حيّا، فادخلي عليه، و قولي له: إنّ أمير المؤمنين شغب عليه خدمه و أرادوا قتله، فهرب منهم إلى أن سكنوا فرجع. و إن وجدتيه مقتولا، فلا تحدّثي أحدا حتّى أجيئك. و ينصرف إلى داره ترتقب ابنته الصبح، فإذا اعترض تبعث إليّ خادما فيجدني في الصلاة قائما، فيرجع إليها بالخبر، فتجيء و تدخل عليّ و تفعل ما قال أبوها و تقول: ما منعني أن أجيئك بليلتي إلاّ أمير المؤمنين، إلى أن أقول و اللّه الموفق، هاهنا من هذا الموضع يقول: انصرف و تبعث له، و هذا

ص: 302

خبر المأمون بالتمام(1).

11 - الصفّار رحمه اللّه:... شعيب بن غزوان، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السّلام.

قال: دخل عليه رجل من أهل بلخ.

فقال له: يا خراساني! تعرف وادي كذا و كذا؟ قال: نعم!

قال له: تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا و كذا؟ قال: نعم!

قال: من ذلك يخرج الدجّال...(2).

السادس - إخباره عليه السلام بالوقائع العامّة:

{438} 1 - الحضيني رحمه اللّه: و عن محمد بن أبان، عن خالد العطّار الكوفي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر عليه السّلام(3) قال: كنت في داره ببغداد و أنا جالس بين يديه إذ دخل عليه ياسر الخادم، فرحّب به و قرّبه ثمّ قال: يا سيّدي! ستّنا أمّ جعفر تستأذنك بالمسير إلى أمّ الفضل للسلام عليك و عليها، و قد استأذنت.

فقال له: قل لها: أقبلي إليه بالرحب و السعة، فمضى الخادم و قمت و أنا أقول في نفسي: إنّه ليس هذا وقت جلوس أمّ جعفر تصير إليه أمّ الفضل.

فقال عليه السّلام لي: اجلس يا أبا هاشم! فإنّ أمّ جعفر تحضر و ترى ما يجب، فجلست و انصرفت أمّ جعفر، فأذنت عليه قبل أذانها على أمّ الفضل.

ص: 303


1- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 533.
2- بصائر الدرجات: ص 161، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 443.
3- في البحار: أبي جعفر الثاني عليه السلام، و كذا في مدينة المعاجز.

فقال للخادم: قل لها: يحضرني إلاّ من يحتشم بنا و هو أبو هاشم الجعفري ابن عمّك، فاستحيت و اعتزلت بجانب حيث لا أراهم، و اسمع كلامهم، فدخلت و سلّمت عليه، و استأذنته بالدخول على أمّ الفضل بنت المأمون زوجته.

فأذن لها، فما لبث أن عادت إليه فقالت له: يا سيّدي إنّي لأحبّ أن أراك و أمّ الخير بموضع واحد لتقرّ عيني و أفرح و أعرف أمير المؤمنين اجتماعكما فيفرح.

فقال: أدخلي إليها، فإنّي تابعك في الأثر، فدخلت أمّ الخير، فقدّمت نعليه و دخل و الستور تشتال بين يديه.

فما لبث أن أسرع راجعا و هو يقول: «فَلَمّٰا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ » (1) و جلس، و خرجت أمّ جعفر فقالت: يا سيّدي! ما حدث إلاّ خيرا ما رأيت و ما حضرت إلاّ خيرا، و لم لا تجلس ؟ فما الذي حدث ؟

فقال: يا أمّ جعفر! حدث ما لا يصحّ أن أعيده عليك، فارجعي إلى أمّ الفضل فاسأليها بينك و بينها فإنّها تخبرك ما حدث منها ساعة دخولي إليها فإنّه من سرّ النساء.

فاعادت أمّ جعفر على أمّ الخير ما قاله عليه السّلام فقالت لها: يا عمّة! ما الذي حدث منّي ؟

قلت: يا بنيّة! ما أعلم ما هو، فحلفت انّي ما احضرت إلاّ خيرا، و ظننت أنّه رأى في وجهك كرها.

فقالت: لا و اللّه، يا عمّة! ما تبين بوجهي كرها و لا علمت ما حدث فارجعي إليه اسأليه أن يخبرك.

ص: 304


1- يوسف: 31/12.

فقلت: يا ابنة! إنّه قال: إنّه من سرّ النساء.

فقالت أمّ الخير: كيف لا أدعو على أبي و قد زوّجني ساحرا، فقالت لها:

يا بنيّة! لا تقولي هذا، فلئن في أبيك و لا فيه أريني فما الذي حدث ؟

قالت: يا عمّة، و اللّه! ما هو طلع حقّا إلاّ انعزلت إلى الصلاة و حدث منّي ما يحدث من النساء، فضربت يدي إلى أثوابي، و ضممتها.

فخرجت أمّ جعفر إليه، و قالت: يا سيّدي! أنت تعلم الغيب ؟! قال: لا!

قالت: من لك بأن تعلم ما حدث من أمّ الخير ممّا لا يعلمه إلاّ اللّه و هي في الوقت ؟

فقال لها: نحن من علم اللّه علّمنا، و عن اللّه نخبر.

قالت له: ينزل عليك الوحي ؟

قال: لا! قالت: من أين لك علم ذلك ؟!

قال: من حيث لا تعلمين و سترجعين إلى من تخبرينه بما كان فيقول لك:

لا تعجبي فإنّ فضله و علمه فوق ما تظنّين.

فخرجت أمّ جعفر و دنوت منه و قلت له: قد سمعتك و أنت تقول «فَلَمّٰا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ » . فهذا خبر النسوة الذي خرج عليهنّ يوسف لمّا رأينه و الإكبار مما حدث من أمّ الفضل فعلمت أنّه الحيض(1).

ص: 305


1- الهداية الكبرى: ص 303، س 7. عنه و عن مشارق أنوار اليقين، حلية الأبرار: ج 4، ص 575، ح 2، مرسلا بتفاوت. مشارق الأنوار اليقين: ص 98، س 27. عنه البحار: ج 50، ص 83، ح 7، و اثبات الهداة: ج 3، ص 340، ح 34، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 401، ح 2411. قطعة منه في ف 1، ب 4، (زوجته عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (اعتزاله عليه السّلام عن أمّ الفضل لوقوع الحيض)، و ف 4، ب 3، (إنّ الأئمّة عليهم السّلام خزّان علم اللّه)، و ف 6، ب 1، (يوسف: 31/12).

{439} 2 - الحضيني رحمه اللّه: عن الحسين بن محمد بن جمهور، عن علي بن بشر، عن أبي عمران موسى بن زيد، عن يحيى بن أبي عمران، قال: إنّ موسى ابن جعفر الداري، قال: وردنا جماعة من أهل الري إلى بغداد نريد أبا جعفر عليه السّلام، فدللنا عليه، و معنا رجل من أهل الري زيدي يظهر لنا الإمامة، فلمّا دخلنا على أبي جعفر عليه السّلام سألناه عن مسائل قصدنا بها.

و قال أبو جعفر لبعض غلمانه: خذ بيد هذا الرجل الزيدي و أخرجه.

فقام الرجل على قدميه، و قال: أنا أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه، و أنّ عليا أمير المؤمنين، و أنّ آباءك الأئمّة، و أثبت لك الحجّة للّه في هذا العصر.

فقال له: اجلس! فقد استحقّيت(1) بترك الضلال الذي كنت عليه، و تسليمك الأمر إلى من جعله له يسمع و لا يمنع(2).

فقال الرجل: و اللّه، يا سيّدي! إنّي أدين للّه بإمامة زيد بن علي منذ أربعين سنة، و لا أظهر للناس غير مذهب الإمامة، فلمّا علمت منّي ما لا يعلمه إلاّ اللّه، أشهد أنّك الإمام و الحجّة(3).

ص: 306


1- في مدينة المعاجز: فقد استحققت.
2- في مدينة المعاجز: إلى من جعله اللّه له أن تسمع و لا تمنع....
3- الهداية الكبرى ص 302، س 2. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 344، ح 48، قطعه منه، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 411، ح 2418، بتفاوت آخر لم نذكره. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 669، ح 12، قطعة منه. عنه البحار: ج 50، ص 44، ح 14. الصراط المستقيم: ج 2، ص 201، ح 16، قطعة منه. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 77. الثاقب في المناقب: ص 519، ح 450، عن الحسن بن أبي عثمان الهمداني، قطعة منه. دلائل الإمامة: ص 403، ح 364، عن عبّاس بن سندي الهمداني، عن علي، عن الحسن ابن أبي عثمان الهمداني، قطعة منه. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 343، ح 2372. قطعة منه في ف 3، ب 1، (معاشرته عليه السّلام مع سائر الفرق الإسلاميّة).

{440} 3 - الحضيني رحمه اللّه: عن الحسين بن داود السعدي، عن أبي هاشم داود ابن القاسم الجعفري، قال:

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و معي ثلاث رقاع غير مترجمة، و لا عليها اسم لأصحابها، فاشتبهت عليّ ؛ فتناول إحداها و قال: هذه رقعة زيد بن شهاب(1).

ثمّ تناول الثانية و قال: هذه رقعة محمد بن جعفر(2)، ثمّ أخذ الثالثة و قال:

هذه رقعة علي بن الحسين(3) فسمّاهم و اللّه و سمّي آباءهم، و وقّع فيها بالّذي سألوا، فأخذتها و نهضت. فنظر إليّ و تبسّم، لأنّه علم بسروري بتلك الدلائل.

ثمّ أعطاني ثلاثمائة دينار و أمر بحملها إلى علي بن الحسين بن إبراهيم بن

ص: 307


1- في المناقب و الإرشاد، و كشف الغمّة: ريّان بن شبيب، و كذا في الإرشاد، و كشف الغمة، و في الكافي: زياد ابن شبيب، و كذا في إثبات الهداة.
2- في المناقب: محمد بن أبي حمزة، و في الكافي: فلان، و كذا في الإرشاد، و إثبات الهداة، و كشف الغمّة.
3- في المناقب: فلان، و كذا في كشف الغمّة و البحار.

موسى بن عمّه، و قال: يقول لك: دلّني على(1) حريف يعرف ليشتري بها متاعا.

فدللت عليه، فكلّمني جمّال أن أسأله عليه السّلام أن يدخله في خدمته، فجئت به باب الدار فأوقفته و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام لأكلّمه في أمره، فوجدته على مائدة يأكل معه جماعة من أوليائه و شيعته، فلم يمكنني كلامه.

فقال عليه السّلام: يا أبا هاشم! اجلس فكل. و أخذ بيده طعاما فوضعه بين يدي، فأكلت، ثمّ ابتدأ من غير أن أسأله و لا أذكر له الجمّال.

فقال: يا غلام! انظر الجمّال الذي أتانا به أبو هاشم، و أنّه واقف بالباب، فضمّه في خدمتنا و طاعتنا(2).

ص: 308


1- الحريف: فلان حريفي أي معاملي، لسان العرب: ج 9، ص 44، (حرف).
2- الهداية الكبرى: ص 299، س 14. الكافي: ج 1، ص 495، ح 5، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد. عن داود بن القاسم الجعفري، بتفاوت. عنه الوافي: ج 3، ص 827، ح 1438، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 304، ح 2341، و إثبات الهداة: ج 3، ص 332، ح 8 و 9 و 10، و حلية الأبرار: ج 4، ص 562، ح 2. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 10، بتغيير لم نذكره. إرشاد المفيد: ص 326، س 1، بتفاوت. كشف الغمّة: ج 2، ص 361، س 3، بتفاوت. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 664، ح 1، 2 و 3. عنه البحار: ج 50، ص 41، ح 6. الثاقب في المناقب: ص 519، ح 451، و 452، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 97، س 19، ص 98، س 11، قطعة منه، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1، (أكله عليه السّلام مع الجماعة)، (غلمانه و استخدام من يحبّ أن يخدمه).

{441} 4 - الراوندي رحمه اللّه إنّهم(1) قالوا: كتبنا إليه [أي أبي جعفر الثاني] عليه السّلام رقاعا في حوائج لنا؛ و كتب رجل من الواقفة رقعة جعلها بين الرقاع؛ فوقّع الجواب بخطّه في الرقاع، إلاّ في رقعة الواقفي، لم يجب فيها بشيء(2).

{442} 5 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن القاسم، عن أبيه و عن غير واحد من أصحابنا: أنّه قد سمع عمر بن الفرج، أنّه قال: سمعت من أبي جعفر عليه السّلام شيئا، لو رآه محمد أخي لكفر.

فقلت: و ما هو أصلحك اللّه ؟

قال: إنّي كنت معه يوما بالمدينة إذ قرب الطعام.

فقال: أمسكوا. فقلت: فداك أبي، قد جاءكم الغيب ؟!

فقال: عليّ بالخبّاز.

فجيء به فعاتبه، و قال: من أمرك أن تسمّني في هذا الطعام ؟

فقال له: جعلت فداك! فلان. ثمّ أمر بالطعام، فرفع، و أتى بغيره(3).

{443} 6 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا معاوية بن حكيم، عن شعيب ابن غزوان، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له:

يا خراساني! تعرف وادي كذا، و كذا؟ قال: نعم!

قال له: تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا و كذا؟

ص: 309


1- في البحار: كتب جماعة من الأصحاب.
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 17. عنه البحار: ج 50، ص 46، ح 19. يأتي الحديث أيضا في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى جماعة من الأصحاب).
3- الثاقب في المناقب: ص 517، ح 446. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 394، ح 2401.

قال: نعم! [قال]: من ذلك يخرج الدجّال.

قال: ثمّ دخل على رجل من أهل اليمن فقال له: يا يماني، أ تعرف شعب كذا و كذا؟

قال: نعم!

قال له: تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا، و كذا؟

قال له: نعم! قال له: تعرف صخرة تحت الشجرة ؟

قال: له: نعم! قال فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

س - إخباره عليه السلام بالآجال
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل - إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي قال:... فقال أبو جعفر عليه السّلام: قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة، فقلت:

ما في الخزانة مغتسل و لا ماء، و قال لي: ايته ما آمرك به.

فدخلت الخزانة، فإذا فيها مغتسل و ماء، فأخرجته و شمّرت ثيابي لأغسله.

فقال لي: تنحّ يا أبا الصلت! فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله.

ص: 310


1- بصائر الدرجات: ص 161، ح 7. عنه البحار: ج 52، ص 190، ح 19. قطعة منه في (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية).

ثمّ قال لي: أدخل الخزانة، فاخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه و حنوطه، فدخلت، فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه، فكفّنه و صلّى عليه.

ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت. فقلت: أمضي إلى النجّار حتّى يصالح التابوت.

قال: قم فإنّ في الخزانة تابوتا، فدخلت الخزانة، فوجدت تابوتا لم أره قطّ، فأتيته به...(1).

{444} 2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: قال أميّة بن علي: كنت بالمدينة و كنت أختلف إلى أبي جعفر عليه السّلام و أبوه(2) بخراسان. فدعا جاريته(3) يوما، فقال لها:

قولي لهم يتهيّئون(4) للمأتم.

فلمّا تفرّقنا من مجلسنا أنا و جماعة، قلنا: أ لا سألناه مأتم من ؟

فلمّا كان الغد، أعاد القول، فقلنا له: مأتم من ؟ فقال عليه السّلام: مأتم خير من صلّى على ظهر الأرض(5).

فورد الخبر بمضي أبي الحسن عليه السّلام بعد أيّام(6).

ص: 311


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 378.
2- في كشف الغمّة: و أبو الحسن، و في الثاقب في المناقب: أبو الحسن الرضا عليه السّلام.
3- في كشف الغمّة: يوما بجارية، و هكذا في الثاقب في المناقب، و في إثبات الوصيّة: فدعا يوما بالجارية.
4- في الثاقب في المناقب: تهيّأوا.
5- في كشف الغمّة: خير من على ظهرها، و في الثاقب في المناقب: مأتم خير من على ظهرها، و هكذا في المناقب، و في إثبات الوصيّة: مأتم خير من على ظهر الأرض.
6- دلائل الإمامة: ص 401، ح 359. كشف الغمّة: ج 2، ص 369، س 18، بتغيير آخر لم نذكره. إثبات الوصيّة: ص 223، س 11. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 7، عن نوادر الحكمة، بتغيير آخر لم نذكره. عنه الأنوار البهيّة: ص 241، س 1. عنه و عن إعلام الورى، البحار: ج 50، ص 63، ح 39. إعلام الورى: ج 2، ص 100، س 2. عنه البحار: ج 49، ص 310، ح 21، و إثبات الهداة: ج 3، ص 337، ح 21. الثاقب في المناقب: ص 515، ح 443. قطعة منه في ف 3، ب 1، (غلمانه و استخدام من يحبّ أن يخدمه)، و ف 4، ب 4، (أنّ الرضا عليه السّلام خير من صلّى على الأرض)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في إقامة العزاء).

{445} 3 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن أبي القاسم، قال و رواه عامّة أهل المدينة: إنّ الرضا عليه السّلام كتب في أحمال له تحمل إليه من المتاع و غير ذلك.

فلمّا توجّهت و كان يوما من الأيّام أرسل أبو جعفر عليه السّلام رسلا يردّونها، فلم يدر لم ذلك، ثمّ حسب ذلك اليوم في ذلك الشهر، فوجد يوم مات فيه الرضا عليه السّلام(1).

4 - الإربلي رحمه اللّه: عن معمّر بن خلاّد:... قال أبو جعفر عليه السّلام: يا معمّر! اركب! قلت: إلى أين ؟

قال: اركب كما يقال لك.

قال: فركبت فانتهيت إلى واد....

فقال لي: قف هاهنا، قال: فوقفت فأتاني، فقلت له: جعلت فداك! أين كنت ؟

ص: 312


1- الثاقب في المناقب: ص 517، ح 445. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 394، ح 2400.

قال [عليه السّلام] دفنت أبي الساعة، و كان بخراسان(1).

{446} 5 - الإربلي رحمه اللّه: من دلائل الحميريّ ، عن أميّة بن علي، قال: كنت مع أبي الحسن عليه السّلام بمكّة في السنة التي حجّ فيها، ثمّ صار إلى خراسان و معه أبو جعفر عليه السّلام، و أبو الحسن يودّع البيت، فلمّا قضى طوافه عدل إلى المقام، فصلّى عنده.

فصار أبو جعفر عليه السّلام على عنق موفّق يطوف به، فصار أبو جعفر إلى الحجر، فجلس فيه فأطال، فقال له موفّق: قم جعلت فداك!

فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا إلاّ أن يشاء اللّه.

و استبان في وجهه الغمّ . فأتى موفّق أبا الحسن عليه السّلام، فقال له: جعلت فداك! قد جلس أبو جعفر عليه السّلام في الحجر، و هو يأبى أن يقوم.

فقام أبو الحسن عليه السّلام فأتى أبا جعفر عليه السّلام، فقال: قم يا حبيبي!

فقال: ما أريد أن أبرح من مكاني هذا. قال: بلى يا حبيبي!

ثمّ قال: كيف أقوم و قد ودّعت البيت وداعا لا ترجع إليه ؟!

فقال له: قم يا حبيبي! فقام معه(2).

ص: 313


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 6. تقدّم الحديث بتمامه في (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عليهما السّلام عند شهادته)، رقم 379.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 17. عنه البحار: ج 49، ص 120، ح 6، و ج 50، ص 63، ح 40، بتفاوت يسير، و إثبات الهداة: ج 3، ص 341، ح 35، بتفاوت يسير، و الأنوار البهيّة: ص 223، س 7. إثبات الوصيّة: ص 210، س 6. قطعة منه في ف 3، ب 1، (حجّه عليه السّلام في الطفولة على عنق موفّق)، و ف 5، ب 7، (حكم طواف الطفل بالمطوّف).
الثاني - إخباره بشهادته عليه السلام:

1 - الإربلي رحمه اللّه: عن ابن بزيع العطّار، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا.

قال: فنظرنا فمات عليه السّلام بعد ثلاثين شهرا(1).

{447} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل ابن مهران، قال: لمّا خرج أبو جعفر عليه السّلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه، قلت له عند خروجه: جعلت فداك! إنّي أخاف عليك في هذا الوجه، فإلى من الأمر بعدك ؟

فكرّ بوجهه إليّ ضاحكا و قال: ليس الغيبة حيث ظننت(2) في هذه السنة.

فلمّا أخرج به الثانية إلى المعتصم، صرت إليه فقلت له: جعلت فداك! أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟

فبكى حتّى اخضلّت لحيته، ثمّ التفت إليّ ، فقال: عند هذه(3) يخاف عليّ ، الأمر من بعدي إلى ابني علي(4).

ص: 314


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 4. تقدّم الحديث أيضا في ف 1، ب 6، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 165.
2- في الإرشاد: ليس حيث كما ظننت، و في إثبات الهداة و إعلام الورى: ليس حيث ظننت، و هكذا في كشف الغمّة.
3- في كشف الغمّة: في هذه.
4- الكافي: ج 1، ص 323، ح 1. عنه إعلام الورى: ج 2، ص 111، س 6، و إثبات الهداة: ج 3، ص 329، ح 1، بحذف الذيل و ص 355، ح 1، باختصار، مدينة المعاجز: ج 7، ص 311، ح 39، حلية الأبرار: ج 5، ص 71، ح 1، و الوافي: ج 2، ص 382، ح 866. إرشاد المفيد: ص 327، س 16. عنه و عن اعلام الورى البحار: ج 50، ص 118، ح 2. كشف الغمّة: ج 2، ص 376، س 22. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 277، س 8، بتغيير. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 358، س 6، و إحقاق الحقّ : ج 12، ص 446، س 8. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 408، س 5. الصراط المستقيم: ج 2، ص 168، س 3. روضة الواعظين: ص 268، س 14. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 234، س 5. الأنوار البهيّة: ص 266، س 8. قطعة منه في ف 1، ب 6، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، و ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، و ف 4، ب 3، (النصّ على إمامة ابنه الهادي عليهما السّلام).

{448} 3 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن ابن مسافر(1)، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام أنّه قال في العشيّة التي توفّي في ليلتها: إنّي ميّت الليلة.

ثمّ قال: نحن معشر إذا لم يرض اللّه لأحدنا الدنيا نقلنا إليه(2).

ص: 315


1- في البحار: أبي مسافر.
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 773، ح 94. عنه البحار: ج 50، ص 2، ح 4. علل الشرائع: ص 244، ح 2، بتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 6، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، و ف 4، ب 3، (إنّ الأئمّة عليهم السّلام اذا لم يرض اللّه لهم الدنيا، نقلهم إليه).

4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن القاسم(1)، عن أبيه، و روى أيضا غيره. قال: لمّا خرج [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] من المدينة في المرّة الأخيرة، قال:

ما أطيبك يا طيبة(2)، فلست بعائد إليك(3).

3 - ابو علي الطبرسي رحمه اللّه: عن حمدان بن سليمان، عن أبي سعيد الأرمني، عن محمد بن عبد اللّه بن مهران، قال: قال محمد بن الفرج: كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام: احملوا إليّ الخمس فإنّي لست آخذه منكم سوى عامي هذا.

فقبض عليه السّلام في تلك السنة(4).

الثالث - إخباره عليه السلام بموت يحيى بن أبي عمران:

{449} 1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن عيسى، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد(5)، قال: كان أبو جعفر(6) محمد بن علي عليهما السّلام كتب إليّ كتابا، و أمرني أن لا أفكّه حتّى يموت يحيى بن أبي عمران(7). قال: فمكث الكتاب عندى

ص: 316


1- مشترك بين عدّة، و لم نجد قرينة على التعيين، و نحن أوردنا هذا الحديث هنا، وفقا للمصدر حيث أورده في كلمات الجواد عليه السّلام.
2- طيبة: بالفتح، ثمّ السكون، ثمّ الباء موحّدة: و هو اسم لمدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، معجم البلدان: ج 4، ص 53 (مدن).
3- الثاقب في المناقب: ص 516، ح 444. تقدّم الحديث أيضا في ف 1، ب 6، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 166.
4- إعلام الورى: ج 2، ص 100، س 12. يأتي الحديث أيضا في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 967.
5- في المناقب: إبراهيم بن محمد الهمداني، و هكذا في الثاقب في المناقب.
6- في الخرائج: كتب أبو جعفر الثاني عليه السّلام إليّ ، كتابا، و في المناقب كتب أبو جعفر عليه السّلام إليّ .
7- في المناقب و الثاقب، يحيى بن عمران، و هكذا في بقيّة الموارد.

سنين(1)؛ فلمّا كان اليوم الذي مات فيه يحيى بن أبي عمران، فككت الكتاب، فإذا فيه: قم بما كان يقوم به، أو نحو هذا من الأمر(2).

قال(3): و حدّثني يحيى و إسحاق ابنا سليمان بن داود، أنّ إبراهيم أقرأ(4)هذا الكتاب في المقبرة يوم مات يحيى.

و كان إبراهيم يقول: كنت لا أخاف الموت ما كان يحيى بن أبي عمران حيّا.

و أخبرني بذلك الحسن بن عبد اللّه بن سليمان(5).

ع - معجزة قبره الشريف عليه السّلام:

{450} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: ابن الهمداني الفقيه في تتمّة تاريخ أبي شجاع الوزير ذيله، على تجارب الأمم: إنّه لمّا حرّقوا القبور بمقابر قريش، جادلوا حفر ضريح أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام و إخراج رمّته و تحويلها إلى مقابر أحمد.

ص: 317


1- في الثاقب: سنتين، و كذا في إثبات الهداة.
2- في الثاقب: أو نحوه من هذا الأمر.
3- في الثاقب: قال محمد بن عيسى.
4- في الثاقب: أقرأهم.
5- بصائر الدرجات: الجزء السادس، ص 282، ح 2 و 3. عنه البحار: ج 50، ص 37، ح 2، و إثبات الهداة: ج 3، ص 337، ح 20، بتغيير يسير. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 397، س 12، بتغيير آخر لم نذكره. عنه و عن الثاقب مدينة المعاجز: ج 7، ص 391، ح 2397. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 717، ح 18، بتفاوت، و اختصار. الثاقب في المناقب: ص 515، ح 442. قطعة منه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني).

فحال تراب الهدم و زناد الحريق بينهم و بين معرفة قبره عليه السّلام(1).

ص: 318


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 397، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 10، ضمن ح 10، بتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 6، (مدفنه عليه السّلام).

الباب الخامس في زيارته و التوسّل به عليه السّلام

اشارة

و هو يشتمل على عنوانين:

أ: زيارته عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:
الأوّل في فضل زيارته عليه السّلام:

{451} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن عبد اللّه، عن أحمد بن محمد، عن داود الصرمي(1) قال: قلت له - يعني أبا الحسن العسكري عليه السّلام - إنّى زرت أباك و جعلت ذلك لكم.

فقال عليه السّلام: لك من اللّه أجر و ثواب عظيم و منّا المحمدة(2).(3).

{452} 2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمد ابن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن حمدان القلانسي(4)، عن علي بن محمد

ص: 319


1- في المزار: داود الصيرفي.
2- في المزار: ثواب على ذلك و محمدة منّا.
3- التهذيب: ج 6، ص 110، ح 199. عنه البحار: ج 99، ص 256، ح 3، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 593، ح 19884. المزار للمفيد: ص 207، ح 1.
4- في عيون أخبار الرضا عليه السّلام: حمدان بن سليمان النيسابوري.

الحضيني، عن علي بن عبد اللّه بن مروان(1)، عن إبراهيم بن عاقبة، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السّلام أسأله عن زيارة قبر أبي عبد اللّه عليه السّلام و عن زيارة قبر أبي الحسن و أبي جعفر عليهما السّلام. فكتب إليّ أبو عبد اللّه عليه السّلام المقدّم، و هذا(2).(3) أجمع و أعظم أجرا(4).

ص: 320


1- في عيون أخبار الرضا عليه السّلام: علي بن محمد بن مروان.
2- في المقنعة: و هذان، و كذا في المناقب.
3- قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في ذيل الحديث: قوله عليه السّلام: أبو عبد اللّه المقدّم أي الحسين عليه السّلام أقدم و أفضل، و زيارته فقط أفضل من زيارة كلّ من المعصومين، و مجموع زيارتيهما أجمع و أفضل. أو المراد أنّ زيارة الحسين عليه السّلام أولى بالتّقديم، ثمّ إن أضيفت إلى زيارته زيارة الإمامين عليهما السّلام كان أجمع و أعظم أجرا. أو المعنى أنّ زيارتهما أجمع من زيارته عليه السّلام وحدها. لأنّ الاعتقاد بإمامتهما يستلزم الاعتقاد بإمامته دون العكس، فكأنّ زيارتهما تشتمل على زيارته، و لأنّ زيارتهما مختصّة بالخواصّ من الشيعة.
4- كتاب المزار: ص 190، ح 1. الكافي: ج 4، ص 583، ح 3. عنه و عن التهذيب و المقنعة و العيون، وسائل الشيعة: ج 14، ص 570، ح 19841. التهذيب: ج 6، ص 91، ح 172. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 261، ح 25. عنه و عن الكافي و التهذيب و الكامل، البحار: ج 99، ص 2، ح 7. كامل الزيارات: ص 500، ح 781. عنه مستدرك الوسائل: ج 10، ص 362، ح 12186. روضة الواعظين: ص 267، س 19. المقنعة: ص 482، س 13. جامع الأخبار: ص 32، س 24. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 385، س 1.

{453} 3 - الطبرسي رحمه اللّه: كان [أبو جعفر الجواد] عليه السّلام قد بلغ في كمال العقل و الفضل و العلم و الحكم و الأدب - مع صغر سنّه - منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوى السنّ من السادات و غيرهم.

و لذلك كان المأمون مشغوفا به لما رأى من علوّ رتبته و عظم منزلته، في جميع الفضائل.

فزوّجه ابنته أمّ الفضل و حملها معه إلى المدينة، و كان متوفّرا على تعظيمه و توقيره و تبجيله(1).

الثاني - زاره الإمام المهدي عليهما السّلام في ليالي الجمعة:

{454} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر الطبري، قال:

حدّثنا أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدّثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب، قال: تقلّدت عملا من أبي منصور الصالحان، و جرى بيني و بينه ما أوجب استتاري عنه، فطلبني و أخافني.

فمكثت مستترا خائفا، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، و اعتمدت المبيت هناك للدعاء و المسألة.

ص: 321


1- إعلام الورى: ج 2، ص 101، س 3. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 21. إرشاد المفيد: ص 319، س 14. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 16.

و كانت ليلة ريح و مطر، فسألت أبا جعفر القيّم يقفل الأبواب، و أن يجتهد في خلوة الموضع، لأخلو بما أريده من الدعاء و المسألة، خوفا من دخول إنسان لم آمنه، و أخاف من لقائه.

ففعل و قفل الأبواب، و انتصف الليل، فورد من الريح و المطر ما قطع الناس عن الموضع، فمكثت أدعو و أزور و أصلّي.

فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عند مولانا موسى عليه السّلام، و إذا هو رجل يزور، فسلّم على آدم و على أولي الغرم، ثمّ على الأئمّة عليهم السّلام واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان فلم يذكره.

فعجبت من ذلك و قلت في نفسي: لعلّه نسي، أو لم يعرف، أو هذا مذهب لهذا الرجل. فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين.

و أقبل إلى مولانا أبي جعفر عليه السّلام زار مثل تلك الزيارة، و سلّم ذلك السلام، و صلّى ركعتين،... و انتهيت إلى أبي جعفر القيّم، فخرج إليّ من باب الزيت، فسألته عن الرجل و دخوله ؟

فقال: الأبواب مقفّلة كما ترى ما فتحتها، فحدّثته الحديث!

فقال: هذا مولانا صاحب الزمان، و قد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوتها من الناس...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 322


1- فرج المهموم: ص 245، س 7. دلائل الإمامة: ص 551، ح 525. عنه البحار: ج 92، ص 200، ح 33.
الثالث في منع الخليفة عن زيارة قبره عليه السّلام:

{455} 1 - الراوندي رحمه اللّه: ما روي عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، قال: خرج نهي عن زيارة مقابر قريش، و قبر الحسين عليهم السّلام، فلمّا كان بعد أشهر [زارها رجلان من الشيعة فدعاهما] الوزير الباقطاني، و زجرهما، فقال [لخادمه]: ألق بني الفرات، و البرسيّين، و قل لهم: لا تزوروا مقابر قريش، فقد أمر الخليفة، أن يقبض على كلّ من زار(1).

الرابع في كيفيّة زيارته عليه السّلام:

{456} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن عليه السّلام، قال: تقول ببغداد:

ص: 323


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 465، ح 10. الكافي: ج 1، ص 525، ح 31، باختلاف. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 665، ح 30، و مدينة المعاجز: ج 8، ص 96، ح 2714. غيبة الطوسي: ص 172، س 3. إرشاد المفيد: ص 356، س 14. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 456، س 15. إعلام الورى: ج 2، ص 267، س 8، باختلاف. عنه البحار: ج 51، ص 312، ح 36. قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه في ذيل الحديث: بنو الفرات رهط الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن فرات، كان من وزراء بني العبّاس... و يحتمل أن يكون المراد النازلين بشطّ الفرات. و برس: قرية بين الحلّة و الكوفة. و المراد بزيارة مقابر قريش زيارة الكاظمين (الإمام موسى الكاظم و محمد الجواد) عليهما السّلام.

«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا للّه في شأنه، أتيتك عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربّك».

و ادع اللّه و سل حاجتك، قال: و تسلّم بهذا على أبي جعفر عليه السّلام(1).(2).

{457} 2 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: و روى مؤلّف المزار الكبير، عن محمد بن جعفر الرزّاز بالإسناد المتقدّم إلى قوله: و سلّم بهذا على أبي جعفر عليه السّلام ثمّ قال: ثمّ تصلّي صلاة الزيارة فإذا فرغت منها سبّحت تسبيح الزهراء عليها السّلام و تقول:

«اللهمّ إليك نصبت يدي، و فيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل يا سيّدي توبتي، و اغفر لي، و ارحمني، و اجعل لي في كلّ خير نصيبا، و إلى كلّ خير سبيلا.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد و اسمع دعائي، و ارحم تضرّعي، و تذلّلي و استكانتي و توكّلي عليك، فأنا لك سلم، لا أرجو نجاحا و لا معافاة و لا تشريفا إلاّ بك و منك، فامنن عليّ بتبليغي هذا المكان الشريف من قابل، و أنا معافي من كلّ مكروه و محذور، و أعنّي على طاعتك و طاعة أوليائك الّذين اصطفيتهم من خلقك.

اللهمّ صلّ على محمد و على آل محمد، و سلّمني، في ديني، و امدد لي في أجلي، و أصالح لي جسمي، يا من رحمني و أعطاني، و بفضله أغناني، اغفر لي

ص: 324


1- في كامل الزيارات: فاشفع لي عند ربّك يا مولاي. قال: و ادع اللّه و اسأل حاجتك. قال: و سلّم بهذا على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام.
2- الكافي: ج 4، ص 578، ح 1. التهذيب: ج 6، ص 82، ح 163، و ص 91، ح 173. كامل الزيارات: ص 501، ح 783. عنه البحار: ج 99، ص 7، ضمن ح 1، و مستدرك الوسائل: ج 10، ص 353، ح 12168.

ذنبي و أتمم لي نعمتك فيما بقي من عمري، حتّى توفّاني و أنت عنّي راض.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و لا تخرجني من ملّة الإسلام فإنّي اعتصمت بحبلك فلا تكلني إلى غيرك.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و علّمني ما ينفعني، و انفعني بما علّمتني، و املأ قلبي علما و خوفا من سطواتك و نقماتك.

اللهمّ إنّي أسألك مسألة المضطرّ إليك، المشفق من عذابك، الخائف من عقوبتك، أن تغفر لي و تغمّدني و تحنّن عليّ برحمتك، و تعود عليّ بمغفرتك، و تؤدّي عنّي فريضتك، و تغنيني بفضلك عن سؤال أحد من خلقك، و تجيرني، من النار برحمتك.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و عجّل فرج وليّك و ابن وليّك، و افتح له فتحا يسيرا، و انصره نصرا عزيزا.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و أظهر حجّته بوليّك، و أحي سنّته بظهوره حتّى يستقيم بظهوره جميع عبادك و بلادك، و لا يستخفي أحد بشيء من الحقّ .

اللهمّ إنّي أرغب إليه في دولته الشريفة الكريمة، الّتي تعزّ بها الإسلام و أهله، و تذلّ بها النفاق و أهله.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و اجعلنا فيها من الداعين إلى طاعتك، و الفائزين في سبيلك، و ارزقنا كرامة الدنيا و الآخرة.

اللهمّ ما أنكرنا من الحقّ فعرّفناه، و ما قصرنا عنه فبلّغناه.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و استجب لنا جميع ما دعوناك، و أعطنا جميع ما سألناك، و اجعلنا لأنعمك من الشاكرين، و لآلائك من الذاكرين، و اغفر لنا يا خير الغافرين، و افعل بنا و بالمؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين».

ص: 325

ثمّ اسجد و عفّر خدّيك و امض في دعة اللّه(1).

{458} 3 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه: حدّثني محمد بن جعفر الرزّاز الكوفي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمّن ذكره، عن أبي الحسن عليه السّلام: قال:

إذا أردت زيارة موسى بن جعفر و محمد بن علي عليهم السّلام فاغتسل، و تنظّف، و ألبس ثوبيك الطاهرين، و زر قبر أبي الحسن موسى بن جعفر، و محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام، و قل حين تصير عند قبر موسى بن جعفر عليهما السّلام:

«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات أرض، السلام عليك يا من بدأ للّه في شأنه.

اتيتك زائرا لا عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي».

ثمّ سل حاجتك.

ثمّ سلّم على أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام بهذه الأحرف، و ابدأ بالغسل، و قل:

«اللهمّ صلّ على محمد بن علي، الإمام البرّ التقي، الرضي المرضي، و حجّتك على من فوق الأرضين و من تحت الثّرى، صلاة كثيرة تامّة زاكية مباركة متواصلة متواترة مترادفة، كأفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك.

السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا نور اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا إمام المؤمنين، السلام عليك يا خليفة النبيّين، و سلالة الوصيّين.

ص: 326


1- البحار: ج 99، ص 10، ح 6، عن المزار الكبير للسيّد بن طاوس رحمه اللّه.

السّلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، أتيتك زائرا عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، فاشفع لي عند ربّك يا مولاي».

ثمّ سل حاجتك، فإنّها تقضي إن شاء اللّه تعالى(1).

{459} 4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: تقف على قبر أبي الحسن موسى عليه السّلام، و تستقبله بوجهك و تقول:

«السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض.

أشهد أنّك قد بلّغت عن اللّه ما حمّلت، و حفظت ما استودعت، و حلّلت حلال اللّه، و حرّمت حرام اللّه، و أقمت حدود اللّه، و تلوت كتاب اللّه، و صبرت على الأذى في جنب اللّه محتسبا، و عبدته مخلصا حتّى أتاك اليقين.

أبرأ إلى اللّه و إليك من أعدائك، مستبصرا بالهدى الذي أنت عليه، عارفا بضلالة من خالفك، اشفع لي عند ربّك.»

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، و تحوّل إلى عند الرأس، و قل:

«السلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه و سمائه».

و تصلّي ركعتين، ثمّ تحوّل إلى عند الرجلين، فتدعو بما أحببت.

و تزور أبا جعفر عليه السّلام بهذه الزيارة(2).

ص: 327


1- كامل الزيارات: ص 502، ح 784. عنه البحار: ج 99، ص 7، ضمن ح 1. الفقيه: ج 2، ص 363، ح 222، بتفاوت. عنه البحار: ج 99، ص 9، ح 5.
2- المزار: ص 193، س 3. مصباح الكفعمي: ص 654، س 5، بتفاوت.

{460} 5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: إذا أردت زيارته عليه السّلام فينبغي أن تغتسل، ثمّ تأتي المشهد المقدّس و عليك السكينة و الوقار، فإذا أتيته فقف على بابه، و قل:

«اللّه أكبر، اللّه أكبر، لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، الحمد للّه على هدايته لدينه، و التوفيق لما دعا إليه من سبيله.

اللهمّ إنّك أكرم مقصود و أكرم مأتي، و قد أتيتك متقرّبا إليك بابن بنت نبيّك صلواتك عليه و على آبائه الطاهرين و أبنائه الطيّبين.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و لا تخيّب سعيي، و لا تقطع رجائي.

و اجعلني عندك وجيها في الدنيا و الآخرة و من المقرّبين».

ثمّ تقدّم رجلك اليمنى عند الدخول، و تقول:

«بسم اللّه و باللّه، و في سبيل اللّه، و على ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.

اللهمّ اغفر لي و لوالدي و لجميع المؤمنين و المؤمنات».

فإذا وصلت إلى باب القبّة، فقف عليه و استأذن، و قل:

«أ أدخل يا رسول اللّه، أ أدخل يا نبيّ اللّه، أ أدخل يا محمد بن عبد اللّه.

أ أدخل يا أمير المؤمنين، أ أدخل يا أبا محمد الحسن، أ أدخل يا أبا عبد اللّه الحسين، أ أدخل يا أبا محمد علي بن الحسين، أ أدخل يا أبا جعفر محمد بن علي، أ أدخل يا أبا عبد اللّه جعفر بن محمد، أ أدخل يا مولاي يا أبا الحسن موسى بن جعفر، أ أدخل يا مولاي يا أبا جعفر، محمد بن علي». فإذا دخلت فكبّر اللّه (أربعا)...».

تقف على قبر الجواد صلوات اللّه عليه و تقبّله، و تقول:

«السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي البرّ التّقي، الإمام الوفي، السلام

ص: 328

عليك أيّها الرضي الزكي، السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا نجي اللّه.

السلام عليك يا سفير اللّه، السلام عليك يا سرّ اللّه، السلام عليك يا ضياء اللّه.

السلام عليك يا سناء اللّه، السلام عليك يا كلمة اللّه، السلام عليك يا رحمة اللّه، السلام عليك أيّها النور الساطع، السلام عليك أيّها البدر الطالع، السلام عليك أيّها الطيّب من الطيّبين، السلام عليك أيّها الطاهر من المطهّرين.

السلام عليك أيّها الآية العظمى، السلام عليك أيّها الحجّة الكبرى.

السلام عليك أيّها المطهّر من الزلاّت، السلام عليك أيّها المنزّه عن المعضلات.

السلام عليك أيّها العلي عن نقص الأوصاف، السلام عليك أيّها الرضي عند الأشراف، السلام عليك يا عمود الدين.

أشهد أنّك ولي اللّه و حجّته في أرضه، و أنّك جنب اللّه و خيرة اللّه، و مستودع علم اللّه، و علم الأنبياء، و ركن الإيمان، و ترجمان القرآن.

و أشهد أنّ من اتّبعك، على الحقّ و الهدى، و أنّ من أنكرك و نصب لك العداوة، على الضلالة و الردى، أبرأ إلى اللّه و إليك منهم في الدنيا و الآخرة.

و السلام عليك ما بقيت و بقي الليل و النهار».

(الصلاة عليه، صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

«اللهمّ صلّ على محمد و أهل بيته، و صلّ على محمد بن علي الزكيّ التقيّ ، و البرّ الوفيّ ، و المهذّب النقيّ ، هادي الأمّة، و وارث الأئمّة، و خازن الرحمة، و ينبوع الحكمة، و قائد البركة، و عديل القرآن في الطاعة، و واحد الأوصياء في الإخلاص و العبادة، و حجّتك العليا، و مثلك الأعلى، و كلمتك الحسنى.

الداعي إليك، و الدالّ عليك، الذي نصبته علما لعبادك، و مترجما لكتابك،

ص: 329

و صادعا بأمرك، و ناصرا لدينك، و حجّة على خلقك، و نورا تخرق به الظلم، و قدوة تدرك بها الهداية، و شفيعا تنال به الجنّة.

اللهمّ و كما أخذ في خشوعه لك حظّه، و استوفى من خشيتك نصيبه.

فصلّ عليه أضعاف ما صلّيت على ولي ارتضيت طاعته، و قبلت خدمته.

و بلّغه منّا تحيّة و سلاما، و آتنا في موالاته من لدنك فضلا و إحسانا، و مغفرة و رضوانا، إنّك ذو المنّ القديم، و الصفح الجميل».

ثمّ صلّ صلاة الزيارة، فإذا سلّمت، فقل:

«اللهمّ أنت الرب و أنا المربوب، و أنت الخالق و أنا المخلوق.

و أنت المالك و أنا المملوك، و أنت المعطي و أنا السائل.

و أنت الرازق و أنا المرزوق، و أنت القادر و أنا العاجز.

و أنت الدائم و أنا الزائل، و أنت الكبير و أنا الحقير، و أنت العظيم و أنا الصغير.

و أنت المولى و أنا العبد، و أنت العزيز و أنا الذليل، و أنت الرفيع و أنا الوضيع.

و أنت المدبّر و أنا المدبّر، و أنت الباقي و أنا الفاني، و أنت الديّان و أنا المدان.

و أنت الباعث و أنا المبعوث، و أنت الغني و أنا الفقير، و أنت الحي و أنا الميّت.

تجد من تعذّب - يا ربّ - غيري، و لا أجد من يرحمني غيرك.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و ارحم ذلّي بين يديك، و تضرّعي إليك، و وحشتي من الناس، و أنسي بك يا كريم، ثمّ تصدّق عليّ في هذه الساعة برحمة من عندك تهدي بها قلبي، و تجمع بها أمري، و تلمّ بها شعثي، و تبيّض

ص: 330

بها وجهي، و تكرم بها مقامي، و تحطّ بها عنّي وزري، و تغفر بها ما مضى من ذنوبي، و تعصمني فيما بقي من عمري. و تستعملني في ذلك كلّه بطاعتك، و ما يرضيك عنّي؛ و تختم عملي بأحسنه، و تجعل لي ثوابه الجنّة، و تسلك بي سبيل الصالحين على صالح ما أعطيتهم؛ و لا تنزع منّي صالحا أعطيتنيه أبدا، و لا تردّني في سوء استنقذتني منه أبدا.

و لا تشمت بي عدوّا و لا حاسدا، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا.

و لا أقلّ من ذلك و لا أكثر يا ربّ العالمين.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و أرني الحقّ حقّا فأتّبعه، و الباطل باطلا فأجتنبه، و لا تجعله عليّ متشابها فأتّبع هواي بغير هدى منك، و اجعل هواي تبعا لطاعتك، و خذ رضا نفسك من نفسي، و اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك، إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم».

ثمّ ادع بما أحببت(1).

{461} 6 - السيد بن طاوس رحمه اللّه: زيارة ثانية يزار بها [قبر الجواد] صلوات اللّه عليه:

«السلام على الباب الأقصد، و الطريق الأرشد، و العالم المؤيّد، ينبوع الحكم، و مصباح الظلم، سيّد العرب و العجم، الهادي إلى الرشاد، الموفّق بالتأييد و السداد.

مولاي أبي جعفر محمد بن علي الجواد؛ أشهد - يا ولي اللّه - أنّك أقمت

ص: 331


1- مصباح الزائر: ص 377 س 10، و ص 395 س 12. عنه البحار: ج 99 ص 14 ضمن ح 9، و ص 18، ضمن ح 11، بتفاوت.

الصلاة، و آتيت الزكاة، و أمرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، و جاهدت في اللّه(1) حقّ جهاده، و عبدت اللّه مخلصا حتى أتاك اليقين، فعشت سعيدا، و مضيت شهيدا.

يا ليتني كنت معكم، فأفوز فوزا عظيما، و رحمة اللّه و بركاته».

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، و صلّ ركعتين للزيارة.

و ادع بعدهما بما تشاء(2).

{462} 7 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: زيارة ثالثة يزار بها [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] تقف عليه و أنت مستقبله بوجهك، و تقول:

«السلام عليك يا صفي اللّه، السلام عليك يا حبيب اللّه، السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه، السلام عليك يا خيرة اللّه.

السلام عليك أيّها الإمام ابن الإمام، السلام عليك يا ابن سيّد جميع الأنام.

السلام عليك أيّها المبرأ من الآثام، السلام عليك أيّها الداعي إلى الحقّ و الهدى.

السلام عليك أيّها المزيل للشك و العمى و الردى.

السلام عليك أيّها الداعي إلى الخير و السداد.

السلام عليك أيّها المعروف بأبي جعفر محمد بن علي الجواد.

ص: 332


1- في البحار: في سبيل اللّه.
2- مصباح الزائر: ص 399، س 2. عنه البحار: ج 99، ص 22، ح 12.

السلام عليك يا ابن خير الأنام، السلام عليك يا ابن الأئمّة الكرام.

السلام عليك يا خازن العلم و معدن الحكمة. السلام عليك أيّها المؤيّد بالعصمة.

السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي و رحمة اللّه و بركاته.

أشهد أنّك يا مولاي، أقمت الصلاة، و آتيت الزكاة، و أمرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، و تلوت الكتاب حقّ تلاوته، و جاهدت في اللّه حقّ جهاده.

و صبرت على الأذى في جنبه، و عبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين.

أنا أبرأ إلى اللّه من أعدائك، و أتقرّب إلى اللّه بموالاتك(1).

أتيتك يا ابن رسول اللّه زائرا، عارفا بحقّك، عائذا بقبرك، مقرّا بفضلك، مواليا لمن واليت، معاديا لمن عاديت، مستبصرا بشأنك، و بضلالة من خالفك، مستشفعا بك إلى اللّه ليغفر بك ذنوبي، و يتجاوز عن سيّئاتي، فاشفع لي عند ربّك».

ثمّ تنكبّ على القبر، و تقبّله، و تدعو بما تريد(2).

{463} 8 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: يوم الأربعاء، و هو باسم موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و علي بن محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين، زيارتهم عليهم السّلام:

«السلام عليكم يا أولياء اللّه، السلام عليكم يا حجج اللّه، السلام عليكم يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليكم صلوات اللّه عليكم و على آل

ص: 333


1- في المصدر: بمولاتك، و هو غير صحيح.
2- مصباح الزائر: ص 400، س 2. عنه البحار: ج 99، ص 23، ح 13.

بيتكم الطيّبين الطاهرين، بأبي أنتم و أمّي لقد عبدتم اللّه مخلصين، و جاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتّى أتاكم اليقين.

فلعن اللّه أعدائكم من الجنّ و الإنس أجمعين، و أنا أبرأ إلى اللّه و إليكم منهم.

يا مولاي، يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن موسى، يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن محمد، أنا مولى لكم، مؤمن بسرّكم و جهركم، متضيّف بكم في يومكم هذا، و هو يوم الأربعاء و مستجير بكم، فأضيفونى و أجيرونى بال بيتكم الطيّبين الطاهرين»(1).

{464} 9 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: في زيارة مولانا أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليهما السّلام و هو بظهر جدّه عليه السّلام تقف عليه بعد فراغك من زيارة جدّه و تقول:

«السلام عليك يا ولي اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك و على آبائك، السلام عليك و على أبنائك، السلام عليك و على أوليائك.

أشهد أنّك قد أقمت الصلاة، و آتيت الزكاة، و أمرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، و تلوت الكتاب حقّ تلاوته، و جاهدت في اللّه حقّ جهاده، و صبرت على الأذى في جنبه حتّى أتاك اليقين.

أتيتك زائرا عارفا بحقّك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربّك».

ص: 334


1- جمال الأسبوع: ص 40، س 22. عنه البحار: ج 99، ص 210، ضمن ح 1.

ثمّ قبّل القبر، وضع خدّيك عليه، ثمّ صلّ ركعتين للزيارة، و صلّ بعدهما ما شئت.

ثمّ اسجد، و قل: «ارحم من أساء و اقترف، و استكان و اعترف».

ثمّ اقلب خدّك الأيمن، و قل: «إن كنت بئس العبد، فأنت نعم الربّ ».

ثمّ اقلب خدّك الأيسر، و قل: «عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك يا كريم».

ثمّ تعود إلى السجود، و تقول: «شكرا، شكرا» مائة مرّة(1).

{465} 10 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: زيارة أخرى لهما [أي لأبي الحسن موسى و أبي جعفر الجواد عليهما السّلام] فإذا أردت ذلك قف على ضريحها الطاهر و قل:

«السلام عليكما يا وليّي اللّه، السلام عليكما يا حجّتي اللّه، السلام عليكما يا نوري اللّه في ظلمات الأرض.

أشهد أنّكما قد بلّغتما عن اللّه ما حمّلكما، و حفظتما ما استودعتما، و حلّلتما حلال اللّه، و حرّمتما حرام اللّه، و أقمتما حدود اللّه، و تلوتما كتاب اللّه، و صبرتما على الأذى في جنب اللّه محتسبين، حتّى أتاكما اليقين، أبرأ إلى اللّه من أعدائكما، و أتقرّب إلى اللّه بولايتكما، أتيتكما زائرا عارفا بحقّكما، مواليا لأوليائكما، معاديا لأعدائكما، مستبصرا بالهدى الذي أنتما عليه، عارفا بضلالة من خالفكما، فاشفعا لي عند [اللّه] ربّكما، فإنّ لكما عند اللّه جاها [عظيما]، و مقاما محمودا».

ثمّ قبّل التربة، وضع خدّك الأيمن عليها، و تحوّل إلى عند الرأس فقل:

ص: 335


1- المزار للشهيد: ص 215، س 2. عنه و عن المزار الكبير، البحار: ج 99، ص 12، ضمن ح 7.

«السلام عليكما يا حجّتي اللّه في أرضه و سمائه، عبدكما و وليّكما زائركما متقرّبا إلى اللّه بزيارتكما.

اللهمّ اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين، و حبّب إليّ مشاهدهم، و اجعلني معهم في الدنيا و الآخرة، يا أرحم الراحمين».

و تصلّي لكلّ إمام، ركعتين زيارة مندوبا، و تدعو بما أحببت(1).

الخامس في كيفيّة الصلاة عليه عليه السّلام:

{466} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرنا جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل الشيباني، قال:

حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد العابد بالدالية لفظا، قال:

سألت مولاي أبا محمد الحسن بن علي عليهما السّلام في منزله بسرّمن رأى، سنة خمس و خمسين و مائتين أن يملي عليّ من الصلاة على النبيّ و أوصيائه عليه و عليهم، السلام و أحضرت معي قرطاسا كثيرا، فأملى عليّ لفظا من غير كتاب.

الصلاة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... الصلاة على محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام:

«اللهمّ صلّ على محمد بن علي بن موسى، علم التقى، و نور الهدى، و معدن الوفاء، و فرع الأزكياء، و خليفة الأوصياء، و أمينك على وحيك.

اللهمّ و كما هديت به من الضلالة، و استنقذت به من الحيرة، و أرشدت به من اهتدى، و زكّيت من تزكّى، فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من

ص: 336


1- المزار: ص 216، س 7. المزار للمفيد: ص 193، س 3. عنه و عن المزار الكبير، البحار: ج 99، ص 13، ح 8.

أوليائك إنّك عزيز حكيم...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{467} 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... و في التوقيع:... إذا صلّيت على نبيّك كيف تصلّى عليه ؟... إذا صلّيت على النبيّ فصلّ عليه و على أوصيائه على هذه النسخة....

(نسخة الدفتر الذي خرج) بسم اللّه الرحمن الرحيم:

«اللهمّ صلّ على محمد سيّد المرسلين و... و صلّ على أمير المؤمنين...

و صلّ على محمد بن علي إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة رب العالمين...(2)

{468} 3 - الراوندي رحمه اللّه: قالوا عليهم السّلام: إنّه يصلّى العبد... و يوم الإثنين: أربع ركعات [تهدى] إلى محمد بن علي [الجواد] عليهما السّلام...(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 337


1- مصباح المتهجّد: ص 399، س 12 و ص 404، س 8. البلد الأمين: ص 305، س 14. جمال الأسبوع: ص 295، س 13. عنه البحار: ج 91، ص 73، ضمن ح 1.
2- الغيبة: ص 165، س 20. عنه البحار: ج 52، ص 17، ضمن ح 14. جمال الأسبوع: ص 301، س 14. عنه البحار: ج 91، ص 78، ح 2.
3- الدعوات: ص 108، ح 243.

{469} 4 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: «السلام و الصلاة على محمد بن علي الجواد عليهما السّلام. السلام على الإمام، ابن الإمام، و ابن سيّد الأنام، هادي العباد، و شافع يوم التناد، محمد بن علي الجواد.

السلام عليك يا ابن سيّد المرسلين، و ابن خير الوصيّين، و سمّي نبيّ ربّ العالمين، و الإمام المجتبى، و ابن الخليفة الرضا.

اللهمّ صلّ عليه في الملأ الأعلى، و بلّغه الدرجات العلى، و اجزه عنّا خير جزاء المحسنين، و شفّعه فينا يوم الدين، و أبلغه منّا التحيّة و السلام، و اردد علينا منه التحيّة و السلام. و السلام عليه و رحمة اللّه و بركاته»(1).

{470} 5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: حدّث أبو محمد الصيمري، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه البجلي بإسناد رفعه إليهم صلوات اللّه عليهم، قال: من جعل ثواب صلاته لرسول اللّه و أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين و سلّم، أضعف اللّه له ثواب صلاته أضعافا مضاعفة، حتّى ينقطع النفس، و يقال له قبل أن يخرج روحه من جسده:

يا فلان! هديّتك إلينا و ألطافك لنا، فهذا يوم مجازاتك و مكافاتك، فطب نفسا، و قرّ عينا بما أعدّ اللّه لك، و هنيئا لك بما صرت إليه.

قال: قلت: كيف يهدي صلاته و يقول ؟

قال: ينوي ثواب صلاته لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لو أمكنه أن يزيد على صلاة الخمسين شيئا، و لو ركعتين في كلّ ركعتين في كلّ يوم، و يهديها إلى واحد منهم:

يفتتح الصلاة في الركعة الأولى مثل افتتاح صلاة الفريضة بسبع تكبيرات أو

ص: 338


1- البحار: ج 99، ص 226، س 10، نقلا عن الكتاب العتيق للغروي.

ثلاث مرّات، أو مرّة في كلّ ركعة، و يقول بعد تسبيح الركوع و السجود ثلاث مرّات: «صلّى اللّه على محمد و آله الطيّبين الطاهرين». في كلّ ركعة.

فإذا شهد و سلّم، قال: «اللهمّ أنت السلام و منك السلام، يا ذا الجلال و الإكرام، صلّ على محمد و آل محمد الطيّبين الطاهرين الأخيار، و أبلغهم منّي أفضل التحيّة و السلام...».

ما يهديه إلى محمد بن علي [الجواد عليه السّلام]...: «اللهمّ إنّ هاتين الركعتين هديّة منّي إلى عبدك و ابن عبدك، و وليّك و ابن وليّك، سبط نبيّك؛ في أرضك و حجّتك على خلقك، يا وليّ المؤمنين - ثلاثا -»(1).

{471} 6 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: دعاء مستجاب يروى أنّه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق صلوات اللّه عليه.

ما دعا به مغموم إلاّ فرج اللّه عنه، و لا مكروب إلاّ نفّس اللّه عنه كربه....

أسألك أن تصلّي على مولانا و سيّدنا و رسولك محمد حبيبك الخالص و...

و محمد بن علي الجواد... صلاة تامّة عامّة دائمة نامية باقية شاملة متواصلة...(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس في وداعه بعد زيارته عليه السّلام

{472} 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: فإذا أردت الانصراف، فودّعهما [أي أبا الحسن

ص: 339


1- جمال الأسبوع: ص 29، س 5 و ص 32، س 2. عنه البحار: ج 88، ص 215، ضمن ح 1.
2- البحار: ج 92 ص 444 ح 1، عن الكتاب العتيق للغروي.

موسى الكاظم، و أبا جعفر محمد الجواد] عليهما السّلام، و تقف على قبر كلّ واحد منهما و تقول:

«السلام عليك يا ولي اللّه، استودعك اللّه، و أقرأ عليك السلام، آمنّا باللّه، و بالرسول، و بما جئتم به، و دللتم عليه. اللهمّ فاكتبنا مع الشاهدين»(1).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: تقف عليه [أي على قبر الجواد عليه السّلام] كوقوفك عليه حين بدأت بزيارته. و تقول:

«السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول اللّه، و رحمة اللّه و بركاته. أستودعك اللّه، و أقرأ عليك السلام، آمنّا باللّه و برسوله، و بما جئت به و دللت عليه. اللهمّ اكتبنا مع الشاهدين».

ثمّ تسأله أن لا يجعله آخر العهد منك، و ادع بما شئت، و قبّل القبر، وضع خدّيك عليه إن شاء اللّه(2).

{473} 3 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: ذكر وداع له و للكاظم عليهما السّلام، تقف على قبر محمد بن علي عليهما السّلام و تقول:

«السلام عليك يا ولي اللّه و ابن وليّه، السلام عليك يا حجّة اللّه و ابن حجّته، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن الحسن و الحسين، السلام عليك يا ابن الأئمّة الطاهرين، السلام عليك و على آبائك المطهّرين، و على أبنائك الطيّبين، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر، و رحمة اللّه و بركاته.

ص: 340


1- المزار: ص 194 س 2.
2- التهذيب: ج 6، ص 91، س 13. عنه البحار: ج 99، ص 9، ضمن ح 4.

السلام عليك سلام مودّع لا سئم و لا قال، و رحمة اللّه و بركاته.

أستودعك اللّه يا مولاي، و أسترعيك، و أقرأ عليك السلام، آمنت باللّه، و بالرسول، و بما جاء به من عند اللّه.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و اكتبنا مع الشاهدين.

اللهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي إيّاه، و ارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، فإن توفّيتني فاحشرني معه و في زمرته و زمرة آبائه الطيّبين الطاهرين.

اللهمّ لا تفرّق بيني و بينه أبدا، و لا تخرجني من هذه القبّة الشريفة إلاّ مغفورا ذنبي، مشكورا سعيي، مقبولا عملي، مبرورا زيارتي، مقضيّا حوائجي، قد كشفت جميع البلاء عنّي.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و اجعلني ممّن ينقلب مفلحا، منجحا، سالما، غانما، بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاره و مواليه و محبّيه.

بأبي أنت و أمّي و نفسي و أهلي و مالي يا موسى بن جعفر، و يا محمد بن علي، اجعلاني في همّكما، و صيّراني في حزبكما، و أدخلاني في شفاعتكما، و اذكراني عند ربّكما.

صلّى اللّه عليكما و على أهلكما، لا فرّق اللّه بيني و بينكما، و لا قطع عنّي بركتكما، و غفر لي، و لوالدي، و لجميع المؤمنين و المؤمنات، إنّه حميد مجيد».

ثمّ تدعو بما تحبّ ، ثمّ تخرج، و لا تجعل ظهرك إلى الضريح، و امض كذلك حتّى يغيب عن معاينتك(1).

{474} 4 - الشهيد الأوّل رحمه اللّه: فإذا أردت الانصراف فودّعهما [أي أبا الحسن

ص: 341


1- مصباح الزائر: ص 402، س 1. عنه البحار: ج 99، ص 24، ضمن ح 13.

الكاظم و أبا جعفر الجواد عليهما السّلام] تقف عليهما كما وقفت أوّل مرّة و تقول:

«السلام عليكما يا وليّي اللّه، أستودعكما اللّه، و أسترعيكما، و أقرأ عليكما السلام.

آمنّا باللّه و بالرسول و بما جئتما به و دللتما عليه؛ اللهمّ اكتبنا مع الشاهدين.

اللهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي لهما و ارزقني مرافقتهما و احشرني معهما [و انفعني] بحبّهما، و السلام عليكما و رحمة اللّه و بركاته»(1).

ص: 342


1- المزار: ص 217، س 12. المزار للمفيد: ص 194، س 2، قطعة منه. عنه و عن المزار الكبير، البحار: ج 99، ص 13، ضمن ح 8. التهذيب: ج 6، ص 83، س 8، قطعة منه.
ب: التوسل به عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على عشرة موضوعات:
الأوّل - لأداء الدين:

{475} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، قال:

جاء رجل إلى سيّدنا الصادق عليه السّلام، فقال له: يا سيّدي! أشكو إليك دينا ركبني، و سلطانا غشمني....

فقال عليه السّلام: إذا جنّك الليل، فصلّ ركعتين، اقرأ في الأولى منهما: «الحمد و آية الكرسي»، و في الركعة الثانية: «الحمد و آخر الحشر»....

ثمّ تقول:... يا محمّد بن علي، عشر مرّات....(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثاني - للاستغناء:

{476} 1 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: الدعاء المتضمّن للتوسّل بكلّ واحد من الأئمّة عليهم السّلام لما جعل له.

«اللهمّ صلّ على محمد و أهل بيته، و أسألك اللهمّ بحقّ محمد و ابنته و ابنيها الحسن و الحسين: إلاّ أعنتني بهم على طاعتك و رضوانك، و بلّغتني بهم أفضل

ص: 343


1- الأمالي: ص 292، ح 567. عنه البحار: ج 88، ص 346، ح 60، و ج 89، ص 112، ح 1.

ما بلّغته أحدا من أوليائهم في ذلك....

و أسألك اللهمّ بحقّ وليّك أبي جعفر الجواد عليه السّلام، إلاّ جدت عليّ به من فضلك، و تفضّلت عليّ به من وسعك، ما أستغني به عمّا في أيدي خلقك و خاصّة يا ربّ لئامهم، و بارك لي فيه، و فيما لك عندي من نعمك و فضلك و رزقك.

إلهي انقطع الرجاء إلاّ منك، و خابت الآمال إلاّ فيك، يا ذا الجلال و الإكرام.

أسألك بحقّ من حقّه عليك واجب، أن تصلّي على محمد و أهل بيته و أن تبسط عليّ ما حظرته من رزقك، و أن تسهّل ذلك و تيسّره في خير منك و عافية، و أنا في خفض عيش ودعة، يا أرحم الراحمين...»(1).

الثالث - للخلاص من الأسر:

{477} 1 - الراوندي رحمه اللّه: و حدّث أبو الوفاء الشيرازي، قال:

كنت مأسورا [بكرمان في يد ابن إلياس مقيّدا مغلولا]، فوقفت على أنّهم همّوا بقتلي، فاستشفعت إلى اللّه تعالى بمولانا أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين عليهما السّلام، فحملتني عيني.

فرأيت [في المنام] رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو يقول: لا تتوسّل بي [و لا بابنتي] و لا بابنيّ في شيء من عروض الدنيا، بل للآخرة، و لما تؤمّل من فضل اللّه تعالى فيها....

و أمّا محمد بن علي، فاستنزل به الرزق من اللّه تعالى...(2).

ص: 344


1- البحار: ج 99، ص 251، ضمن ح 10، عن الكتاب العتيق للغروي.
2- الدعوات: ص 191، ح 530. عنه البحار: ج 91، ص 35، س 8، بتفاوت. البحار: ج 91، ص 32، ح 22، عن قبس المصباح. البحار: ج 99، ص 249، ح 10، عن الكتاب العتيق للغروي.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الرابع - لدفع الوباء و الطاعون:

{478} 1 - السيّد الشبّر رحمه اللّه: في كتاب المحدّث الكاشاني... أيضا يكتب و يحمل معه [أي من أصابه الوباء و الطاعون]:

بسم اللّه الرحمن الرحيم «يا هو، يا من هو هو، يا من ليس هو إلاّ هو، صلّ على محمد و آل محمد [و اجعل لحامل كتابي هذا من كلّ همّ و غمّ و خوف فرجا و مخرجا]... بحقّ محمد و علي... و علي و محمد...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الخامس - لسرعة الإجابة:

{479} 1 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: وجدت في نسخة قديمة، من مؤلّفات بعض أصحابنا رضي اللّه عنهم ما هذا لفظه: هذا الدعاء رواه محمد بن بابويه رحمه اللّه عن الأئمّة عليهم السّلام، و قال: ما دعوت في أمر إلاّ رأيت سرعة الإجابة و هو:

«اللهمّ إنّي أسألك و أتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة... يا أبا جعفر، يا محمد ابن علي، أيّها الجواد، يا ابن رسول اللّه، يا حجّة اللّه على خلقه، يا سيّدنا و مولانا، إنّا توجّهنا و استشفعنا و توسّلنا بك إلى اللّه، و قدّمناك بين يدي

ص: 345


1- طب الأئمّة للسيّد الشبّر: ص 487، س 21.

حاجاتنا، يا وجيها عند اللّه، اشفع لنا عند اللّه...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

السادس - توسّل الملائكة به عليه السّلام:

{480} 1 - الكفعمي رحمه اللّه: و منها دعاء أهل البيت المعمور، و هو:

«يا من أظهر الجميل و ستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك الستر؛ يا عظيم العفو يا حسن التجاوز، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كلّ حاجة، يا واسع المغفرة، يا مفرّج كلّ كربة، يا مقيل العثرات، يا كريم الصفح، يا عظيم المنّ ، يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا ربّاه، يا سيّداه، يا غاية رغبتاه؛ أسألك بك، و بمحمد، و علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي بن موسى، و محمد بن علي، و علي بن محمد، و الحسن بن علي، و القائم المهدي؛ الأئمّة الهادية عليهم السّلام أن تصلّي على محمد و آل محمد.

و أسألك يا اللّه، أن لا تشوّه خلقي بالنار، و أن تفعل بي ما أنت أهله، [و لا تفعل بي ما أنا أهله(2)(3).

ص: 346


1- البحار: ج 99، ص 247، س 16.
2- في فلاح السائل: و تذكر ما تريد.
3- مصباح الكفعمي: ص 44، س 12. عنه البحار: ج 83، ص 75، ضمن ح 10، بتفاوت. فلاح السائل: ص 195، س 19.
السابع - في عالم الرؤيا:

{481} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثنا أبو العباس أنّه كان ممّن أسر بالهبير مع أبي الهيجاء بن حمدان، قال:

و كان أبو ظاهر سليمان مكرما لأبي الهيجاء بأن كان يستدعيه إلى طعامه، فيأكل معه، و يستدعيه أيضا بالليل للحديث معه.

فلمّا كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن و يسأله إطلاقي ؟

فأجابني إلى ذلك، و مضى إلى أبي ظاهر في تلك الليلة على رسمه، و عاد من عنده، و لم يأتني، و كان من عادته أن يغشاني عند عوده من عند سليمان....

فلمّا لم يعاودنا في تلك الليلة... استوحشت لذلك، فصرت إليه، إلى منزله المرسوم... فانصرفت إلى موضعي الّذي أنزلت فيه في حالة عظيمة من الإياس من الحياة و استشعار الهلكة، فاغتسلت و لبست ثيابا جعلتها كفني و أقبلت على القبلة، فجعلت أصلّي و أناجي ربّي و أتضرّع و أعترف بذنوبي و أتوب منها ذنبا ذنبا، و توجّهت إلى اللّه بمحمد و علي و... محمد و علي...

و لم أزل أقول هذا و شبهه من الكلام إلى أن انتصف الليل، و جاء وقت الصلاة و الدعاء و أنا أستغيث إلى اللّه و أتوسّل إليه بأمير المؤمنين عليه السّلام إذ نعست عيني فرقدت.

فرأيت أمير المؤمنين عليه السّلام فقال لي: يا ابن كشمرد!

قلت: لبّيك يا أمير المؤمنين!

فقال: مالي أراك على هذه الحالة ؟

فقلت: يا مولاى! أ ما يحقّ لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله

ص: 347

و ولده بغير وصيّة....

فقال: تحول كفاية اللّه و دفاعه بينك و بين الذي يوعدك في ما أرصدك به من سطواته، أكتب:

بسم اللّه الرحمن الرحيم «من العبد الذليل فلان بن فلان إلى المولى الجليل الّذي لا إله إلاّ هو الحي القيّوم، و سلام على آل يسن، و محمد و علي و فاطمة و... و محمد و علي و....»

فقال: ارم بها في البئر، و في ما دنا منك من منابع الماء.

قال ابن كشمرد: فانتبهت و قمت ففعلت ما أمرني به....

فلمّا أصبحنا و طلعت الشمس استدعيت... فلمّا دخلت على أبي ظاهر....

ثمّ أقبل عليّ فقال: قد كنّا عزمنا في أمرك على ما بلغك، ثمّ رأينا بعد ذلك أن نفرّج عنك و أن نخيّرك أحد أمرين: إمّا أن تجلس فنحسن إليك، و إمّا أن تنصرف إلى عيالك... فخرجت منصرفا من بين يديه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

الثامن في الساعة المخصوصة:

{482} 1 - الكفعمي رحمه اللّه: الساعة التاسعة، من صلاة العصر إلى أن يمضي(2)ساعتان، للجواد عليه السّلام:

ص: 348


1- مصباح الزائر: ص 535، س 21. عنه البحار: ج 99، ص 231، ح 1. البحار: ج 91، ص 23، ح 21، عن قبس المصباح.
2- في بقيّة المصادر: أن تمضي ساعتان....

«يا من دعاه المضطرّون فأجابهم، و التجأ إليه الخائفون فامنهم، و عبده الطائعون فشكرهم، و شكره المؤمنون فحباهم، و أطاعوه فعصمهم.

و سألوه فأعطاهم، و نسوا نعمته فلم يخل شكره من قلوبهم، و امتنّ عليهم فلم يجعل اسمه منسيّا عندهم.

أسألك بحقّ وليّك محمد بن علي عليهما السّلام حجّتك البالغة، و نعمتك السابغة، و محجّتك الواضحة؛ و أقدّمه بين يدي حوائجي، و رغبتي إليك، أن تصلّي على محمد و آل محمد، و أن تجود علي من فضلك، و تتفضّل عليّ من وسعك بما أستغني به عمّا في أيدي خلقك، و أن تقطع رجائي إلاّ منك، و تخيّب آمالي إلاّ فيك.

اللهمّ و أسألك بحقّ من حقّه عليك واجب، ممّن أوجبت له الحقّ عندك، أن تصلّي على محمد و آل محمد، و أن تبسط علي ما حظرته من رزقك، و تسهّل لي ذلك، و تيسّره هنيئا مريئا في يسر منك، و عافية.

برحمتك يا أرحم الراحمين، و خير الرازقين، و أن تفعل بي كذا و كذا.

اللهمّ يا خالق الأنوار، و مقدّر الليل و النهار، و «اَللّٰهُ يَعْلَمُ مٰا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثىٰ وَ مٰا تَغِيضُ اَلْأَرْحٰامُ وَ مٰا تَزْدٰادُ، وَ كُلُّ شَيْ ءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدٰارٍ» (1) إذا تفاقم أمر طرح عليك، و إذا غلّقت الأبواب قرع باب فضلك، و إذا ضاقت الحاجات فزع إلى سعة طولك، و إذا انقطع الأمل من الخلق اتّصل بك، و إذا وقع اليأس من الناس وقف الرجاء عليك.

أسألك بمحمد النبيّ الأوّاب، الذي أنزلت عليه الكتاب، و نصرته على الأحزاب، و هديتنا به إلى دار المآب، و بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب

ص: 349


1- الرعد: 8/13.

الكريم النصاب، المتصدّق بخاتمه في المحراب، و بالإمام الفاضل محمد بن علي الذي سئل فوفّقته لردّ الجواب، و امتحن فعضدته بالتوفيق و الصواب.

صلّى اللّه عليه، و على أهل بيته الأطهار، و أن تجعل موالاتهم، و محبّتهم عصمة من النار، و محجّة إلى دار القرار.

فقد توسّلت بهم إليك، و قدّمتهم أمامي، و بين يدي حوائجي، و تعصمني من التعرّض لمواقف سخطك، و توفّقني لسلوك محبّتك و مرضاتك، يا أرحم الراحمين»(1).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: بإسنادي إلى جدّي السعيد أبي جعفر الطوسي رضوان اللّه عليه، قال: روي عن الصادق عليه السّلام أنّه قال: من دهمه أمر من سلطان أو من عدوّ حاسد فليصم يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة... و ليقل في دعائه:

«أي ربّاه، أي سيّداه... يا حيّ يا قيّوم، يا حيّا لا يموت، لا حيّ لا إله إلاّ أنت، بمحمد يا اللّه، بعليّ يا اللّه...».

قال الحسن بن محبوب: فعرضته على أبي الحسن الرضا عليه السّلام فزادني فيه:

ص: 350


1- مصباح الكفعمي: ص 188، س 10. عنه البحار: ج 83، ص 350، س 17. مصباح المتهجّد: ص 516، س 4، قطعة منه. عنه البحار: ج 83، ص 350، س 17. البلد الأمين: ص 144، س 16، قطعة منه. مفتاح الفلاح: ص 473، س 7، قطعة منه. الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان: ص 101، س 19. قطعة منه في ب 3، (تخصيص بعض الأزمان به عليه السّلام)، (جوابه عليه السّلام بثلاثين ألف مسألة).

«بجعفر يا اللّه، بموسى يا اللّه، بعلي يا اللّه، بمحمد يا اللّه...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: روي عن الصادقين عليهم السّلام: أنّ من غفل من صلاة الليل فليصلّ عشر ركعات... ثمّ يدعو بما يختصّ عقيب السادسة،... ثمّ تسجد سجدة الشكر، فتقول فيها اثنتي عشرة مرّة: «الحمد للّه، شكرا».

ثمّ تقول:

«اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و صلّ على علي و فاطمة... و موسى و علي و محمد...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

التاسع: في الأدعية:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: روي عن الصادق عليه السّلام، أنّه قال: قم يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة،... ثمّ ارفع يديك إلى السماء... و تقول...:

«أسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمد و آل محمد، و عند الأئمّة: على، و الحسن،... و محمد،... أن تقضي حاجتي و تيسّر عسيرها،...»(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 351


1- جمال الأسبوع: ص 112، س 1. البلد الأمين: ص 154، س 16.
2- مصباح المتهجّد: ص 138، س 13. عنه البحار: ج 84، ص 251، ح 59.
3- مصباح المتهجّد: ص 331، س 7. قطعة منه في ب 2، (النّص عليه عن الصادق عليهما السّلام و إنّ عنده الحقّ ).

{483} 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: فإذا صلّيت الفجر... ثمّ تقول ما يختصّ هذا الموضع: اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد... ثمّ تقول:

«اللهمّ إنّي و هذا اليوم المقبل خلقان من خلقك... رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نبيّا، و بالقرآن كتابا، و بعلي إماما، و بالحسن و الحسين و... و محمد بن علي و... أئمّة و سادة و قادة...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{484} 3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و من دعاء السرّ، يا محمد!... قل للذين يريدون التقرّب إليّ اعلموا علما يقينا أنّ هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرّبون به إليّ بعد الفرائض أن تقولوا:

«اللهمّ إنّه لم يصبح أحد من خلقك...» ثمّ اسجد سجدة الشكر و قل ما كتب أبو إبراهيم عليه السّلام إلى عبد اللّه بن جندب.

فقال: إذا سجدت، فقل:

«اللهمّ إنّي أشهدك، و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و جميع خلقك بأنّك أنت اللّه ربّي... و علي وليّي، و الحسن و الحسين... و محمد بن علي... أئمّتي، بهم أتولّى، و من عدوّهم أتبرّأ...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{485} 4 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن الأئمّة عليهم السّلام: إذا حزنك [أمر] فصلّ

ص: 352


1- مصباح المتهجّد: ص 200، س 10. البحار: ج 83، ص 51، ح 56، عن جنّة الأمان.
2- مصباح المتهجد: ص 235، ح 341. عنه البحار: ج 83، ص 235، ح 59.

ركعتين،... ثمّ خذ المصحف و ارفعه فوق رأسك و قل:

«اللهمّ [إنّي سألك]... بحقّ محمد و آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... و بحقّ التقي،...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{486} 5 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: إنّه لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر الصادق (صلوات اللّه عليه) ما دعا به مغموم إلاّ فرّج اللّه غمّه،...:

بسم اللّه الرحمن الرحيم «سبحانك اللهمّ و بحمدك،... أسألك أن تصلّي على مولانا و سيّدنا و رسولك محمد حبيبك الخالص،... و محمد بن علي الجواد عليه السّلام...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{487} 6 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: «اللهمّ إنّي أدينك بطاعتك، و ولايتك، و ولاية محمد نبيّك، و ولاية أمير المؤمنين حبيب نبيّك، و ولاية الحسن و الحسين... و محمد بن علي... أدينك يا ربّ بطاعتهم و ولايتهم و بالتسليم بما فضّلتهم راضيا غير منكر و لا مستكبر على ما أنزلت في كتابك...»(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{488} 7 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام، قال: كان لأمّي فاطمة عليها السّلام صلاة تصلّيها، علّمها جبرئيل...

ص: 353


1- الدعوات: ص 57، ح 146. عنه البحار: ج 88، ص 375، ح 33.
2- مهج الدعوات: ص 284، س 8.
3- إقبال الأعمال: ص 426، س 4. عنه البحار: ج 95، ص 37، س 4.

و تدعو بهذا الدعاء، و تسأل حاجتك تعطها إن شاء اللّه تعالى.

الدعاء: ترفع يديك بعد الصلاة على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تقول:

«اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بهم، و أسألك بحقّك العظيم... أن تقضي لي حوائجي و تسمع محمدا و عليا و... و موسى و عليا و محمدا و...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{489} 8 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: في كتاب القاضي علي بن محمد الفروراري [الفراري خ - ل] أيّده اللّه قال: قرأت على أبي جعفر الزاهد أحمد ابن عيسى العلوي، و ذكر أنّه لبعض الأئمّة عليهم السّلام،... و يعرف بدعاء الساراي:

«بسم اللّه، بسم اللّه، ما شاء اللّه توجّها بالدعاء إلى اللّه،... و على ولاية علي و إمامته و... بمحمد بن علي التقي من المتّقين،...(2)

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{490} 9 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... علي المسمّى ابن وزير الورّاق في جملة مجلّد أوّله دعاء الطلحي و هو عتيق...:

«اللهمّ إنّي أسألك يا راحم العبرات،... أتقرّب إليك بأوّل من توّجته تاج الجلالة،... محمد رسولك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم،... و بالإمام الأمجد، و الباب الأقصد، و الطريق الأرشد، و العالم المؤيّد، ينبوع الحكم، و مصباح الظلم، سيّد العرب و العجم، الهادي إلى الرشاد، و الموفّق بالتأييد و السداد، مولانا محمد بن علي

ص: 354


1- جمال الأسبوع: ص 173 س 16. مصباح المتهجّد: ص 302 س 12، قطعة منه. عنه و عن جمال الأسبوع، البحار: ج 88 ص 183 ح 9، و ص 184 ح 10.
2- مهج الدعوات: ص 388، س 21.

الجواد،...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{491} 10 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: في كتاب إغاثة الداعي عن مولانا الصادق صلوات اللّه عليه، قال: خذ المصحف فدعه على رأسك و قل:

«اللهمّ بحقّ هذا القرآن و بحقّ من أرسلته به و بحقّ ... و بمحمد بن علي عليهما السّلام» عشر مرّات... و تسأل حاجتك(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{492} 11 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال:

أبو جعفر عليه السّلام: من دعا بهذا الدعاء مرّة واحدة في دهره كتب في رقّ ، و رفع في ديوان القائم عليه السّلام، فإذا قام قائمنا ناداه باسمه و اسم أبيه،...:

«اللهمّ يا إله الآلهة، يا واحد يا أحد،... أتقرّب إليك برسولك المنذر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و بعلي أمير المؤمنين،... و بمحمد بن علي، الحبر الفاضل، المرتضى في المؤمنين،...»(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{493} 12 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: عن الشيخ الفاضل الشيخ جعفر البحريني رحمه اللّه، أنّه رأى في بعض مؤلّفات أصحابنا الإماميّة أنّه روى مرسلا عن الصادق عليه السّلام، قال: ما لأحدكم إذا ضاق بالأمر ذرعا أن لا يتناول المصحف

ص: 355


1- مهج الدعوات: ص 406، س 19.
2- إقبال الأعمال: ص 474، س 7. عنه البحار: ج 95، ص 146، س 9.
3- مهج الدعوات: ص 398، س 18.

بيده عازما على أمر يقتضيه من عند اللّه،... قائلا:

«اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بالقرآن العظيم،... بحقّ محمد و علي،... و محمد الجواد،...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{494} 13 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: عن الشيخ يوسف بن الحسين، أنّه وجد بخطّ الشهيد السيّد محمد بن مكّي قدّس اللّه روحه، قال: تقرأ «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ » عشر مرّات: ثمّ تدعو بهذا الدعاء:

«اللهمّ إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور،... فأسألك بمحمد و علي،...

و علي و محمد،...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{495} 14 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام،...

الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و عليهم أجمعين أنّه قال: يا بنيّ ! إنّه لا بدّ أن يمضي اللّه عزّ و جلّ مقاديره و أحكامه على ما أحبّ و قضى،... و لا تدعو اللّه عزّ و جلّ بدعوة في يومك ذلك في حاجة من حوائج الدنيا و الآخرة إلاّ أتتك كائنة ما كانت....

فقال علي عليه السّلام: يا بنيّ ! إذا أردت ذلك فقل:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه و باللّه و سبحان اللّه،... و أشهد أنّ علي ابن أبي طالب و الحسن، و... محمد بن علي،... هم الأئمّة الهداة

ص: 356


1- البحار: ج 88، ص 244، س 13. عنه مستدرك الوسائل: ج 6، ص 260، ح 6822.
2- البحار: ج 88، ص 251، ح 6.

المهتدون...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{496} 16 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: من كتاب أصل يونس بن بكير، قال:

و سألت سيّدي أن يعلّمني دعاء أدعو به عند الشدائد، فقال لي: يا يونس! تحفظ ما أكتبه لك، و ادع به في كلّ شدّة تجاب و تعطى ما تتمنّاه، ثمّ كتب لي:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللهمّ إنّ ذنوبي و كثرتها قد أخلقت وجهي عندك... اللهمّ و قد أصبحت يومي هذا لا ثقة لي، و لا رجاء، و لا لجأ، و لا مفزع، و لا منجا غير من توسّلت بهم إليك، متقرّبا إلى رسولك محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ علي أمير المؤمنين... و محمد،...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{497} 17 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: قال أبو حمزة الثمالي، انكسرت يد ابني مرّة فأتيت به يحيى بن عبد اللّه المجبر، فنظر إليه، فقال: أرى كسرا قبيحا، ثمّ صعد غرفته يجيء بعصابة و رفادة فذكرت في ساعتي تلك ما علّمني علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام.

فأخذت يد ابني فقرأت عليه و مسحت الكسر فاستوى الكسر بإذن اللّه تعالى،...:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا حيّ قبل كلّ حيّ ... و أستشفع إليك بنبيّك نبيّ الرحمة،... و محمد بن علي الرشيد القائم بأمرك الناطق بحكمك، و حقّك

ص: 357


1- البحار: ج 88، ص 251، ح 6.
2- مهج الدعوات: ص 303، س 14.

و حجّتك على بريّتك و وليّك و ابن أوليائك، و حبيبك و ابن أحبّائك،...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{498} 18 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال:

إنّ عندنا ما نكتمه و لا نعلّمه غيرنا، أشهد على أبي، أنّه حدّثني عن أبيه، عن جدّه، قال: قال لي علي بن أبي طالب عليه السّلام: يا بنيّ ! إنّه لا بدّ من أن تمضي مقادير اللّه و أحكامه على ما أحبّ و قضى، و سينفذ اللّه قضاءه و قدره، و حكمه فيك فعاهدني أن لا تلفظ بكلام أسرّه إليك حتّى أموت،... فقل: هذا الدعاء:

«سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه...، و أنّ محمدا صلواتك عليه و آله، عبدك و رسولك... و محمد بن علي عليه السّلام،... الأئمّة الهداة المهديّون...»(2).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{499} 19 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: حرز لمقتدى الساجدين الإمام زين العابدين عليه السّلام:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا أسمع السامعين، يا أبصار الناظرين،... اللهمّ صلّ على محمد المصطفى، و على علي المرتضى،... و محمد بن علي التقي،...»(3).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 358


1- مهج الدعوات: ص 208، س 9. عنه البحار: ج 92، ص 230، ح 21.
2- مهج الدعوات: ص 184، س 14.
3- مهج الدعوات: ص 29 س 11، و ص 281 س 3.
العاشر - للميّت:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: نسخة الكتاب الذي يوضع عند الجريدة، مع الميّت يقول قبل أن يكتب:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له... و أنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عبده و رسوله، و أنّه مقرّ بجميع الأنبياء و الرسل عليهم السّلام، و أنّ عليا وليّ اللّه و إمامه.

و أنّ الأئمّة من ولده أئمّته.... و محمد بن علي [الجواد عليه السّلام]...»(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

ص: 359


1- مصباح المتهجّد: ص 16 و 17. عنه البحار: ج 79، ص 59، ح 1. الدعوات: ص 233، س 1. عنه و عن المصباح، مستدرك الوسائل: ج 2، ص 242، ح 1881.

ص: 360

الباب السادس ما ورد عن العلماء و غيرهم في عظمته عليه السّلام

1 - الشّيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب قال:... [فقال المأمون]:

و أمّا أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام قد اخترته لتبريزه على كافّة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سنّه، و الاعجوبة فيه بذلك، و أنا أرجو أن يظهر للنّاس ما قد عرفته منه، فيعلموا أنّ الرأي ما رأيت فيه.

فقالوا: إنّ هذا الفتى و إن راقك منه هديه، فإنّه صبي لا معرفة له و لا فقه، فأمهله ليتأدّب، و يتفقّه في الدين، ثمّ اصنع ما تراه بعد ذلك.

فقال لهم: و يحكم! إنّي أعرف بهذا الفتى منكم، و إنّ هذا من أهل بيت، علمهم من اللّه، و موادّه و إلهامه، لم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين و الأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبيّن لكم به ما وصفت من حاله....

فقال لهم: و يحكم! إنّ أهل هذا البيت خصّوا من الخلق بما ترون من الفضل، و إنّ صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال...(1).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن

ص: 361


1- الإرشاد: ص 319، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.

موسى بن جعفر، عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام.

فيقول [المأمون]: يا بنيّة! احتمليه [أي أبا جعفر الجواد عليه السّلام] فإنّه بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني:... محمد بن الحسن بن عمّار، قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة... إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام المسجد - مسجد رسول اللّه - فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء، فقبّل يده و عظّمه،....

فلمّا رجع علي بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه....

فقال: اسكتوا!... بل أنا له عبد(2).

4 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... عن الحسين بن أحمد التميمي....

ثمّ قال [الأسقف]: يوشك أن يكون هذا الرجل [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] نبيّا أو من ذرّيّة نبيّ (3).

5 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: الخطيب في تاريخ بغداد، عن يحيى بن أكثم،....

و يقال: إنّه [أي أبا جعفر الجواد] عليه السّلام كان ابن تسع سنين و أشهر، و لم يزل المأمون متوفّرا على إكرامه و إجلال قدره(4).

ص: 362


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- الكافي: ج 1، ص 322، ح 12. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليهما السّلام علي بن جعفر)، رقم 151.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (الحجامة)، رقم 856.
4- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 532.

6 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان المأمون مشعوفا بأبي جعفر عليه السّلام.

لما قد رأى من فضله مع صغر سنّه، و بلوغه في العلم، و الحكمة، و الأدب، و كمال العقل، ما لم يساوه فيه أحد من أهل العلم، من أهل ذلك الزمان... و كان متوفّرا على الكرامة و تعظيمهم و إجلاله قدره(1).

7 - محمد الحنفي: خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى الإمام محمد الجواد عليه السّلام إذ كان له قدر عظيم علما و عملا...(2).

8 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و لمّا بويع المعتصم، جعل يتفقّد أحواله [أي أبى جعفر الجواد عليه السّلام]، فكتب إلى عبد الملك بن الزيّات أن ينفذ إليه التقي عليه السّلام و أمّ الفضل.

فأنفذ ابن الزيّات علي بن يقطين إليه؛ فتجهّز و خرج إلى بغداد فأكرمه و عظّمه...(3).

9 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و كان الإمام بعد الرضا علي بن موسى، ابنه محمد بن علي الرضا عليهم السّلام بالنصّ عليه و الإشارة من أبيه إليه و تكامل الفضل فيه(4).

10 - المسعودي رحمه اللّه: و قام أبو جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام مقام

ص: 363


1- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 534.
2- أئمّة الهدى: ص 135. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 8.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 384، س 14. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 542.
4- الإرشاد: ص 316، س 17.

أبيه(1).

11 - ابن الصبّاغ: فقال الشيخ كمال الدين بن طلحة: مناقب أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام، ما اتّسعت جلباب مجالها، و لا امتدّت أوقات آجالها، بل قضت عليه الأقدار الإلهيّة بقلّة بقائه في الدنيا بحكمها و سجالها، فقلّ في الدنيا مقامه، و عجّل عليه فيها حمامه.

فلم تطل لياليه، و لا امتدّت أيّامه، غير أنّ اللّه خصّه بمنقبة أنوارها متألّقة في مطالع التعظيم، و أخبارها مرتفعة في معارج التفضيل و التكريم(2).

12 - الشبلنجي: و إن كان [الجواد عليه السّلام] صغير السنّ ، فهو كبير القدر، رفيع الذكر، و مناقبه عليه السّلام كثيرة(3).

ص: 364


1- إثبات الوصيّة: ص 216، س 19.
2- الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 11. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 568، ح 2، بتفاوت.
3- نور الأبصار: ص 326، س 10. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 594، س 8.

الفصل الثالث في سيرته الاجتماعيّة الباب الأوّل سيره و سننه عليه السّلام الباب الثاني في أحواله عليه السّلام مع خلفاء زمانه الباب الثالث في الممدوحين و المذمومين على لسانه عليه السّلام الباب الرابع في ثقاته عليه السّلام و غيرهم

ص: 365

ص: 366

الفصل الثالث في سيرته الاجتماعيّة و يشتمل هذا الفصل على خمسة أبواب و اثنى عشر عنوانا:

الباب الأوّل في سيره و سننه عليه السّلام و هو يشتمل على ستّة عناوين:

أ - سننه في الزيّ و التجمّل و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:
الأوّل في لباسه عليه السّلام:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال:...

و خرج أبو جعفر عليه السّلام من الحجرة، و عليه قميص قصب، و رداء قصب، و نعل جدد بيضاء...(1).

2 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: عن صفوان بن يحيى، قال:... فدخل [أبو جعفر الجواد] صلوات اللّه عليه، و عليه قميصان، و عمامة بذؤابتين،

ص: 367


1- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4 (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.

و في رجليه نعلان...(1).

3 - المسعودي:... عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام... فنظرت فإذا سيّدي قد فارق الدنيا،... فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام و عليه درّاعة بيضاء معمّم بعمامة سوداء...(2).

4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال:...

ثمّ خرج أبو جعفر عليه السّلام و عليه قميصان و إزار و عمامة بذؤابتين، إحداهما من قدّام و الأخرى من خلف، و نعل بقبالين...(3).

5 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن الفرج، قال: ليتني إذا دخلت على أبي جعفر عليه السّلام كساني ثوبين... فدخلت عليه بشرف، و عليه رداء قطواني يلبسه، فأخذه و حوّله من هذا العاتق إلى الآخر...(4).

6 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... قال ياسر: دخلت عليه [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] فإذا هو جالس، و عليه قميص و دوّاج...(5).

ص: 368


1- عيون المعجزات: ص 122، س 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4 (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 148.
2- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (معجزة طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 377.
3- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4 (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
4- الثاقب في المناقب: ص 514، ح 441. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 409.
5- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2 (حرزه للمأمون، المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
الثاني في خاتمه عليه السّلام:

{500} 1 - أبو نصر الطبرسي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى، قال: سمعت الموفّق يقول: قدّام أبي جعفر الثاني عليه السّلام، و أراني خاتما في إصبعه، فقال لي: أ تعرف هذا الخاتم ؟

فقلت له: نعم! أعرف نقشه، فأمّا صورته، فلا! و كان خاتم فضّة كلّه و حلقته، فضّة و فصّ مدوّر؛ و كان عليه مكتوبا: «حسبي اللّه»، و فوقه هلال، و أسفله وردة.

فقلت له: خاتم من هذا؟

فقال: خاتم أبي الحسن عليه السّلام.

فقلت له: و كيف صار في يدك ؟

قال: لمّا حضرته الوفاة دفعه إليّ .

ثمّ قال لي: لا تخرج من يدك إلاّ إلى علي ابني(1).

{501} 2 - أبو نصر الطبرسي رحمه اللّه: عن الحسين بن خالد...:

و نقش خاتم أبي جعفر الثاني عليه السّلام: «حسبي اللّه حافظي.»

هكذا كان على خاتم أبي جعفر عليه السّلام(2).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

{502} 3 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن جعفر البزّاز، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن محمد بن اورمة القميّ ، عن الحسين بن موسى بن

ص: 369


1- مكارم الأخلاق: ص 86، س 14. يأتي الحديث أيضا في ف 4، ب 3، (خاتم أبيه الرضا عليهما السّلام).
2- مكارم الأخلاق: ص 85، س 16.

جعفر، قال: رأيت في يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام خاتم فضّة ناحل.

فقلت: مثلك يلبس مثل هذا؟!

قال عليه السّلام: هذا خاتم سليمان بن داود عليهما السّلام(1).

{503} 4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: و كان له أي لأبي جعفر الجواد عليه السّلام خاتم، نقش فصّه: «العزّة للّه.» مثل نقش خاتم أبيه عليه السّلام(2).

{504} 5 - ابن الصبّاغ: نقش خاتمه [أي أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام]: «نعم القادر، اللّه»(3).

الثالث في فراشه عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال:... فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمّام، فقم، فادخل، فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة... فبينا أنا كذلك، إذ أقبل، و معه غلمان له، و بين يديه غلام معه حصير، حتّى أدخله المسلخ، فبسطه... و نزل على الحصير...(4).

ص: 370


1- سعد السعود: ص 236، س 13. عنه البحار: ج 26، ص 222، ح 48، بتفاوت، و مستدرك الوسائل: ج 3، ص 284، ح 3596. قطعة منه في ف 5، ب 21 (لبس الخاتم).
2- دلائل الإمامة: ص 397، س 5.
3- الفصول المهمّة: ص 266، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 15، ح 22. أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 2. نور الأبصار: ص 326، س 6.
4- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... خيران الخادم القراطيسي، قال: حججت أيّام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام... فدخلت، فإذا أبو جعفر عليه السّلام قائم على دكّان لم يكن فرش له ما يقعد عليه.

فجاء غلام بمصلّى، فألقاه له، فجلس...(1).

الرابع في مسكنه عليه السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن عسكر مولى أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام قال: دخلت عليه و هو جالس في وسط إيوان، له يكون عشرة أذرع...(2).

الخامس في مركبه عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين قال: كنت مجاورا بالمدينة،... و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم... فلمّا أن كان وقت الزوال، أقبل عليه السّلام على حمار له،...(3).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... صالح بن محمد بن داود اليعقوبي، قال: لمّا توجّه أبو جعفر عليه السّلام لاستقبال المأمون و قد أقبل من نواحي الشام، و أمر أن يعقد ذنب

ص: 371


1- رجال الكشّي: ص 608، ح 1132. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 436.
2- دلائل الإمامة: ص 404، ح 365. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام)، رقم 390.
3- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.

دابّته...(1).

3 - الإربلي رحمه اللّه: قال القاسم بن عبد الرحمن، و كان زيديّا:

خرجت إلى بغداد، فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون و يتشرّفون و يقفون، فقلت: ما هذا؟

فقالوا: ابن الرضا.

فقلت: و اللّه! لأنظرنّ إليه، فطلع عليه السّلام على بغل، أو بغلة...(2).

4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن علي بن أسباط، قال: خرجت مع أبي جعفر عليه السّلام من الكوفة، و هو راكب على حمار...(3).

5 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه:... عن علي بن محمد القاسم الحذّاء الكوفي، قال:

خرجت من المدينة، فلمّا جزت حيطانها مقبلا نحو العراق، إذا أنا برجل على بغل أشهب يعترض الطريق.

فقلت لبعض من كان معي: من هذا؟

فقال: هذا، ابن الرضا عليه السّلام...(4).

ص: 372


1- الهداية الكبرى: ص 300، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره بالوقائع الآتية)، رقم 430.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 428.
3- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 455. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة)، رقم 392.
4- رجال الكشي: ص 476 و 903. يأتي الحديث بتمامه في (تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام)، رقم 525.
السادس في سواكه عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام، قالت:... قال ياسر: دخلت عليه [أي الجواد عليه السّلام] فإذا هو جالس... و هو يستاك...(1).

السابع في فصده عليه السّلام:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو عبد اللّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهما السّلام، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام بالمدينة... و دنا الطبيب ليقطع له العرق،... فقطع له العرق...(2).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... عن الحسين بن أحمد التميمي، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام: أنّه استدعى فاصدا في أيّام المأمون، فقال له: افصدني في العرق الزاهر.

فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيّدي! و لا سمعته. فأراه إيّاه، فلمّا فصده، خرج منه ماء أصفر...(3).

ص: 373


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- رجال الكشّي: ص 429، ح 804. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه علي بن جعفر عليهما السّلام)، رقم 152.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (الحجامة)، رقم 856.
الثامن في استحمامه عليه السّلام و خضابه بالحنّاء:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال:... فسألت عن الحمّام الذي يدخله ؟

فقيل لي: إنّه [أي أبا جعفر عليه السّلام] يدخل حمّاما بالبقيع لرجل من ولد طلحة....

فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمّام، فقم فادخل، فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة.

قلت: و لم ؟

قال: لأنّ ابن الرضا يريد دخول الحمّام....

قلت له: و لا يجوز أن يدخل معه الحمّام غيره ؟

قال: نخلّي له الحمّام إذا جاء.

قال: فبينا أنا كذلك، إذ أقبل عليه السّلام... و دخل المسلخ...(1).

{505} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أحمد بن عبدوس بن إبراهيم، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام(2)و قد خرج من الحمّام، و هو من قرنه إلى قدمه مثل الوردة من أثر الحنّاء(3).

ص: 374


1- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
2- في التهذيب: أبا جعفر الثاني عليه السّلام.
3- الكافي: ج 6، ص 509، ح 4. عنه وسائل الشيعة: ج 2، ص 73، ح 1522. التهذيب: ج 1، ص 376، ضمن ح 1161. عنه البحار: ج 50، ص 95، ح 8، و وسائل الشيعة: ج 2، ص 74، ضمن ح 1528، و حلية الأبرار: ج 4، ص 619، ح 7. قطعة منه في ف 5، ب 21، (الخضاب بالحنّاء).
ب - سننه عليه السّلام في الأكل و الضيافة و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:
الأوّل في طعامه عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... يحيى الصنعاني، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و هو بمكّة، و هو يقشّر موزا، و يطعمه أبا جعفر عليه السّلام...(1).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبيد اللّه بن أبي عبد اللّه، قال: كتب أبو الحسن عليه السّلام من خراسان إلى المدينة: لا تسقوا أبا جعفر الثاني السويق بالسكّر...(2).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر عليه السّلام، فأتى بقطاة(3) فقال: إنّه مبارك...(4).

4 - المسعودي:... و لمّا انصرف أبو جعفر عليه السّلام إلى العراق... و كان يعجبه العنب الرازقي(5).

ص: 375


1- الكافي: ج 6، ص 360، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (إنّه عليه السّلام مولود مبارك أمين)، رقم 343.
2- الكافي: ج 6، ص 307، ح 13. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (تكريم أبيه الرضا و شدّة حبّه له عليهما السّلام)، رقم 348.
3- القطاة: ضرب من الحمام. مصباح المنير: 510.
4- الكافي: ج 6، ص 312، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة اليرقان)، رقم 860.
5- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
الثاني في غسل يديه عليه السّلام بعد الطعام:

{506} 1 - البرقي رحمه اللّه: عن بعض من رواه، عمّن شهد أبا جعفر الثاني عليه السّلام يوم قدم المدينة.

تغدّى معه جماعة، فلمّا غسل يديه من الغمر(1)، مسح بهما رأسه و وجهه، قبل أن يمسحهما بالمنديل، و قال: «اللهمّ اجعلني ممّن لا يرهق وجهه قتر و لا ذلّة.»(2)

2 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد، قال:... ثمّ عدت من الغد بكرة، و ما معي خلق، و لا أرى خلقا، و أنا أتوقّع السبيل إلى من أجد و ينتهي خبري إليه و طال ذلك عليّ حتّى اشتدّ الجوع.

فبينما أنا كذلك، إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إلىّ خوانا، فيه طعام ألوانا، و غلام آخر معه طست و إبريق، فوضعه بين يدي.

و قال لي مولاي: يأمرك أن تغسل يديك و تأكل. فغسلت يدي و أكلت.

فإذا بأبي جعفر عليه السّلام قد أقبل فقمت إليه، فأمرني بالجلوس، فجلست و أكلت...(3).

3 - الحضيني رحمه اللّه:... علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

ص: 376


1- الغمر: الزهومة من اللحم و الدسم، كما في الحديث: «من بات و في يده غمر...» لسان العرب: ج 5، ص 32 «غمر».
2- المحاسن: ج 2، ص 426، ح 234. عنه البحار: ج 63، ص 358، ح 27، و وسائل الشيعة: ج 24، ص 345، ح 30737. قطعة منه في ف 5، ب 20، (آداب المائدة)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام عند مسح رأسه و وجهه).
3- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (اخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فدنوت منه، و قعدت فوجدت عطشا شديدا، فجلّلته أن أطلب الماء....

فصاح في نفسه: يا غلام! تسقيني!

فقلت في نفسي: يا ليت لا يسقى الماء و اغتممت، فأقبل الغلام و معه الماء.

فنظر عليه السّلام إلى الماء و إليّ و تبسّم، و أخذ الماء، و شرب منه، و سقاني.

فمكث قليلا و عاودني العطش فاستحييت أطلب الماء.

فصاح بالخادم و قال: تسقيني ماء! فقلت في نفسي مثل ذلك القول الأوّل، و أقبل الخادم، بالماء فأخذه، و شرب منه، و سقاني...(1).

الثالث في أكله عليه السّلام مع الجماعة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن رجل من بني حنيفة من أهل بست و سجستان، قال: رافقت أبا جعفر عليه السّلام... و أنا معه على المائدة و هناك جماعة من أولياء السلطان...(2).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فوجدته على مائدة يأكل معه جماعة من أوليائه و شيعته، فلم يمكننى كلامه.

فقال عليه السّلام: يا أبا هاشم! اجلس فكل. و أخذ بيده طعاما فوضعه بين يدي

ص: 377


1- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (اخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.
2- الكافي: ج 5، ص 111، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري والي سجستان)، رقم 904.

فأكلت...(1).

الرابع في الإجابة لدعوة الطعام:

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد،... قال: رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتمّ ... فقلت له في ذلك... قال: لما كان من هذا الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام اليوم بين يدي أمير المؤمنين... فأمر [المعتصم] يوم الرابع فلانا من كتّاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله، فدعاه.

فأبى أن يجيبه، و قال: قد علمت أنّي لا أحضر مجالسكم.

فقال: إنّي إنّما أدعوك إلى الطعام، و أحبّ أن تطأ ثيابي، و تدخل منزلي، فأتبرّك بذلك، فقد أحبّ فلان بن فلان من وزراء الخليفة لقاءك، فصار إليه...(2).

ص: 378


1- الهداية الكبرى: ص 299، س 14. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامة).
2- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. يأتي الحديث بتمامه مع تعليقتنا في الراوي، في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 538.
ج - سننه عليه السّلام في العبادات و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:
الأوّل في صلاته عليه السّلام
صلاته عليه السّلام المخصوصة:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: قال: صلاة الجواد عليه السّلام ركعتان، كلّ ركعة بالفاتحة مرّة و الإخلاص سبعين مرّة...(1).

{507} 2 - الراوندي رحمه اللّه: صلاة التّقي عليه السّلام أربع ركعات: في كلّ ركعة «اَلْحَمْدُ» مرّة و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» أربع مرّات.... و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، مائة مرّة، ثمّ يسأل اللّه حاجته(2).

{508} 3 - الكفعمي رحمه اللّه: و صلاة الجواد عليه السّلام: ركعتان بالحمد و التوحيد أربعين مرّة، و يسلّم، و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة(3).

قراءته عليه السّلام نافلة المغرب:

{509} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: روى أبو الفضل محمد بن عبد اللّه رحمه اللّه، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود العيّاشي، قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن

ص: 379


1- جمال الأسبوع: ص 179، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في كلّ زمان و مكان) ج 2، ص 291، ح 1.
2- الدعوات: ص 89 ضمن ح 224. يأتي الحديث أيضا في ف 5، ب 3، (صلاة الجواد عليه السّلام).
3- البلد الأمين: ص 163، س 23. يأتي الحديث أيضا في ف 5، ب 3، (صلاة الجواد عليه السّلام).

محمد، عن العمركي، و عن علي بن محمد بن شجاع؛ عن القاسم الهروي، عن أبي سعيد الآدمي، رفعه إلى أبي الحسن، و أبي جعفر عليهما السّلام:

أنّهما كانا يقرءان في الركعتين الثالثة، و الرابعة، من نوافل المغرب في الثالثة «الحمد» و أوّل «الحديد» إلى «عليم بذات الصدور» و في الرابعة «الحمد» و آخر «الحشر»(1).

صلاته عليه السّلام في نعليه:

{510} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: عن أبي جعفر، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام صلّى حين زالت الشمس يوم التروية ستّ ركعات خلف المقام، و عليه نعلاه لم ينزعهما(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة، و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد... ثمّ جاء إلى الموضع الذي كان يصلّي فيه، فصلّى في نعليه، و لم يخلعهما حتّى فعل ذلك أيّاما...(3).

ص: 380


1- فلاح السائل: ص 233، س 11. عنه البحار: ج 84، ص 90، ضمن ح 9. قطعة منه في ف 5، ب 3، (نافلة المغرب)، و ف 6، ب 1، (الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في الصلاة).
2- التهذيب: ج 2، ص 233، ح 918. عنه وسائل الشيعة: ج 4، ص 426، ح 5607. قطعة منه في ف 5، ب 3، (حكم الصلاة في النعلين)، و (صلاة يوم التروية خلف المقام)، و ب 7، (الصلاة يوم التروية).
3- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
صلاته عليه السّلام عند كلّ شهر جديد:

{511} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: روينا بإسنادنا إلى محمد بن الحسن بن الوليد القميّ رضي اللّه عنه قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قال: حدّثنا محمد بن حسّان، عن الوشّاء - يعني الحسن بن علي بن إلياس الخزّاز - قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام إذا دخل شهر جديد يصلّي أوّل يوم منه ركعتين، يقرأ في أوّل ركعة(1)«قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» ثلاثين مرّة بعدد أيّام الشهر. و في الركعة الثانية «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» مثل ذلك، و يتصدّق بما يتسهّل، فيشتري به سلامة ذلك الشهر كلّه....

قال السيّد: و رأيت في غير هذه الرواية زيادة. فقال: و يستحبّ إذا فرغت من هذه الصلاة، أن تقول:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم «وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ رِزْقُهٰا وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهٰا وَ مُسْتَوْدَعَهٰا كُلٌّ فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ .» (2)

«وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اَللّٰهُ بِضُرٍّ فَلاٰ كٰاشِفَ لَهُ إِلاّٰ هُوَ وَ إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ.» (3)

ص: 381


1- في مصباح المتهجّد: الحمد مرّة، و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ»... و كذا في الدعوات.
2- هود: 6/11.
3- الأنعام: 17/6.

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم «سَيَجْعَلُ اَللّٰهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً.» (1)

«مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ لاٰ قُوَّةَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ .» (2)

«حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ .» (3)

«وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ.» (4)

«لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ .» (5)

«رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ.» (6)

«رَبِّ لاٰ تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْوٰارِثِينَ (7)(8)

ص: 382


1- الطلاق: 7/65.
2- الكهف: 39/18.
3- آل عمران: 173/3.
4- غافر: 44/40.
5- الأنبياء: 87/21.
6- القصص: 24/28.
7- الأنبياء: 89/21.
8- الدروع الواقية: ص 43، س 5. عنه البحار: ج 94، ص 133 ضمن ح 1. عنه و عن الدعوات، مستدرك الوسائل: ج 6، ص 348، ح 6967. الدعوات: ص 106، ح 234، مرسلا، قطعة منه. عنه البحار: ج 88، ص 381، ح 1، و ج 94، ص 243 ضمن ح 3، باختصار، و وسائل الشيعة: ج 8، ص 170، ح 10331. مصباح المتهجّد: ص 523، س 5، قطعة منه. مصباح الكفعمي: ص 535، س 20، مرسلا و بتفاوت. قطعة منه في (صدقته عليه السّلام عند دخول شهر جديد)، و ف 5، ب 3، (نافلة أوّل يوم من كلّ شهر)، و ف 6، ب 1، (الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في صلاة كلّ شهر).
صلاته على جنازة أبيه عليهما السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي....

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة....

فكفّنه و صلّى عليه [أي على أبيه الرضا عليه السّلام]، ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت...(1).

صلاته عليه السّلام في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و مسجد الكوفة و بيت فاطمة عليها السّلام:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... علي بن خالد، قال:... رجل له فهم و عقل، فقلت له: ما قصّتك ؟

قال: إنّي رجل كنت بالشام... فقمت معه فمشى [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة.

فقال لي: أ تعرف هذا المسجد؟

قلت: نعم! هذا مسجد الكوفة.

فصلّى و صلّيت معه ثمّ انصرف و انصرفت معه فمشى بي قليلا، و إذا نحن بمسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سلّمت و صلّى و صلّيت معه...(2).

ص: 383


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزة طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عليهما السّلام)، رقم 378.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 380، ح 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض و نجاة الرجل الشامي المحبوس)، رقم 381.

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة - مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد، فينزل في الصحن و يصير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يسلّم عليه و يرجع إلى بيت فاطمة عليها السّلام فيخلع نعليه و يقوم فيصلّي...(1).

لباسه عليه السّلام في الصلاة:

{512} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و روى علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام: يصلّي الفريضة و غيرها في جبّة خزّ طاروني(2) و كساني جبّة خزّ.

و ذكر أنّه لبسها على بدنه، و صلّى فيها، و أمرني بالصلاة فيها(3).

{513} 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن يعقوب، عن سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر، عن موسى بن القاسم البجلي، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام، يصلّي في قميص قد اتّزر فوقه بمنديل، و هو يصلّى(4).

ص: 384


1- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
2- في وسائل الشيعة: طاروى.
3- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 170، ح 803. عنه وسائل الشيعة: ج 4، ص 359، ح 5388، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 28. قطعة منه في ف 5، ب 3، (حكم الصلاة في الخزّ)، و ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس).
4- التهذيب: ج 2، ص 215، ح 843. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 619، ح 6، و الوافي: ج 7، ص 389، ح 6159. الاستبصار: ج 1، ص 388، ح 1476. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 4، ص 397، ح 5509. قطعة منه في ف 5، ب 3، (حكم الاتّزار بالقميص و المنديل).
الثاني في صومه عليه السّلام:
يوم النصف و السابع و العشرين من رجب:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... الرّيان بن الصلت، قال: صام أبو جعفر الثاني عليه السّلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب، و يوم سبع و عشرين منه و صام جميع حشمه...(1).

الثالث في حجّه عليه السّلام:
حجّه عليه السّلام في الطفولة على عنق موفّق:

1 - الإربلي رحمه اللّه:... أميّة بن علي، قال: كنت مع أبي الحسن [عليه السّلام] بمكّة في السنة التي حجّ فيها... يودّع البيت، فلمّا قضى طوافه عدل إلى المقام فصلّى عنده.

فصار أبو جعفر عليه السّلام على عنق موفّق يطوف به فصار أبو جعفر [عليه السّلام] إلى الحجر فجلس فيه...(2).

حجّه عليه السّلام متمتّعا:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال:

سألت أبا جعفر [الثاني] عليه السّلام في السنة التي حجّ فيها، و ذلك في سنة اثنتي عشرة و مائتين، فقلت: جعلت فداك! بأيّ شيء دخلت مكّة، مفردا أو متمتّعا؟

ص: 385


1- إقبال الأعمال: ص 183، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في يوم النّصف و السابع و العشرين من رجب)، رقم 767.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 17. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام)، رقم 446.

فقال: متمتّعا(1).

حجّه عليه السّلام بلا زاد و لا راحلة:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... قال محمد بن العلاء: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام يحجّ بلا راحلة و لا زاد من ليلته، و يرجع...(2).

عدم استظلاله عليه السّلام حين الإحرام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل، قال: ما رأيت أحدا كان أشدّ تشديدا في الظلّ من أبي جعفر عليه السّلام. كان يأمر بقلع القبّة و الحاجبين إذا أحرم(3).

طوافه عليه السّلام بالبيت:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... علي بن خالد، قال: كنت بالعسكر فبلغني أنّ هناك...

رجل له فهم و عقل فقلت له: ما قصّتك ؟

قال: إنّي رجل كنت بالشام... فمشى [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بي قليلا، فإذا نحن بمكّة، فطاف بالبيت و طفت معه...(4).

ص: 386


1- الكافي: ج 4، ص 292، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (اختيار حجّ التمتّع على القران و الإفراد)، رقم 661.
2- دلائل الإمامة: ص 399، ح 352. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض له عليه السّلام إلى مكّة)، ص 229، ح 1.
3- الكافي: ج 4، ص 350، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (تظليل الرجل المحرم على نفسه)، رقم 665.
4- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 380، ح 10. تقدّم الحديث بتمامه مع تعليقتنا في ف 2، ب 4، (معجزة طيّ الأرض و نجاة الرجل الشامي المحبوس)، رقم 381.
حجّه عليه السّلام في خلافة المعتصم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن رجل من بني حنيفة من أهل بست و سجستان، قال: رافقت أبا جعفر عليه السّلام في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم...(1).

وداعه عليه السّلام البيت و استلامه الركن:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام في سنة خمس و عشرين و مائتين ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس، و طاف بالبيت؛ يستلم الركن اليماني في كلّ شوط، فلمّا كان في الشوط السابع استلمه، و استلم الحجر، و مسح بيده، ثمّ مسح وجهه بيده.

ثمّ أتى المقام، فصلّى خلفه ركعتين، ثمّ خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم؛ فالتزم البيت، و كشف الثوب عن بطنه، ثمّ وقف عليه طويلا يدعو، ثمّ خرج من باب الحنّاطين و توجّه.

قال: فرأيته في سنة سبع عشرة و مائتين ودّع البيت ليلا، يستلم الركن اليماني و الحجر الأسود في كلّ شوط.

فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريبا من الركن اليماني و فوق الحجر المستطيل، و كشف الثوب عن بطنه، ثمّ أتى الحجر، فقبّله

ص: 387


1- الكافي: ج 5، ص 111، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري والي سجستان)، رقم 904.

و مسحه، و خرج إلى المقام فصلّى خلفه، ثمّ مضى و لم يعد إلى البيت، و كان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط، و بعضهم ثمانية(1).

طواف النساء و شربه عليه السّلام من ماء زمزم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام ليلة الزيارة، طاف طواف النّساء، و صلّى خلف المقام، ثمّ دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلى الحجر، و شرب منه، و صبّ على بعض جسده، ثمّ أطلع في زمزم مرّتين.

و أخبرني بعض أصحابنا أنّه رآه بعد ذلك بسنة فعل مثل ذلك(2).

تقصيره عليه السّلام من الناصية:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... الحسين بن أسلم، قال: لمّا أراد أبو جعفر - يعني ابن الرضا عليهما السّلام - أن يقصّر شعره من العمرة؛ أراد الحجّام أن يأخذ من جوانب الرأس؛ فقال له: ابدأ بالناصية، فبدأ بها(3).

ص: 388


1- الكافي: ج 4، ص 532، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (وداع الكعبة)، رقم 681.
2- الكافي: ج 4، ص 430، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (حكم طواف النساء) رقم 674.
3- الكافي: ج 4، ص 439، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (حكم تولّى التقصير و استحباب الابتداء بالناصية)، رقم 680.
رميه عليه السّلام الجمار:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى: أنّه رأى أبا جعفر الثاني عليه السّلام رمى الجمار، راكبا(1).

{514} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام يمشي بعد يوم النحر حتّى يرمي الجمرة، ثمّ ينصرف راكبا و كنت أراه ماشيا بعد ما يحاذي المسجد، بمنى(2).

سلامه عليه السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و طوافه بقبره:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة،... و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد، فينزل في الصحن؛ و يصير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و يسلّم عليه و يرجع إلى بيت فاطمة...(3).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... يحيى بن أكثم... فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فرأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يطوف به...(4).

ص: 389


1- التهذيب: ج 5، ص 267، ح 908. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (حكم رمي الجمار راكبا)، رقم 678.
2- الكافي ج 4، ص 486، ح 5. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 617، ح 3، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 64، ح 18594. يأتي: الحديث أيضا في ف 5، ب 7، (رمي الجمار).
3- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
4- الكافي: ج 1، ص 353، ح 9. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 410.
مجيئه إلى خراسان لزيارة أبيه عليهما السّلام:

{515} 1 - السيّد محسن الأمين رحمه اللّه: قال أبو الحسن البيهقي علي بن أبي القاسم زيد بن محمد، في تاريخ بيهق:... إنّ محمد بن علي بن موسى الرضا [عليهم السّلام] الذي يلقّب النقي، عبر البحر من طريق طبس(1) مسينان(2)؛ لأنّ طريق قومس(3) لم يكن مسلوكا في ذلك الوقت، و هذا الطريق صار مسلوكا من عهد قريب.

فجاء من ناحية بيهق(4)، و نزل في قرية ششتمد(5)، و ذهب من هناك إلى زيارة أبيه علي بن موسى الرضا سنة 202 ه....

فإن صحّ ما ذكر البيهقي فيكون قد عاد من خراسان إلى المدينة، ثمّ منها إلى بغداد باستدعاء المأمون. و اللّه أعلم!(6)

تفله عليه السّلام في المسجد الحرام:

{516} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن عبد اللّه بن

ص: 390


1- طبس: قصبة ناحية بين نيسابور و أصبهان تسمّى قهستان. مراصد الاطّلاع: 879/2.
2- مسينان: من قرى قهستان.
3- قومس: كورة واسعة، بها مدن و قرى مزارع في ذيل جبل طبرستان، قصبتها دامغان. مراصد الاطّلاع: 1134/3.
4- بيهق: ناحية كبيرة و كورة واسعة كثيرة البلدان و العمارة من نواحي نيسابور. مراصد الاطّلاع: 247/1.
5- ششتمد: ناحية من نواحي سبزوار. لغت نامه دهخدا: 12584/9.
6- أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 34.

عامر، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام يتفل(1)في المسجد الحرام فيما بين الركن اليماني و الحجر الأسود، و لم يدفنه(2).

الرابع في صدقته عليه السّلام:
صدقته عليه السّلام عند دخول شهر جديد:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن الوشّاء - يعني الحسن بن علي بن إلياس الخزّاز - قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام إذا دخل شهر جديد يصلّي...

و يتصدّق بما يتسهّل، فيشتري به سلامة ذلك الشهر كلّه...(3).

ص: 391


1- إنّه قد ورد النهي عن التفل في المسجد في كثير من الأخبار، مع أنّه محمول على الكراهة، و لو فعل الإنسان ذلك لم يكن مأثوما كما أشار إليه الشيخ الطوسي رحمه اللّه في كتابيه التهذيب: ج 3، ص 257، و الاستبصار: ج 1، ص 443. و قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: قوله «يتفل» لأنّه كان بصاقه شرفا للمسجد، فلا يقاس، أو كان فعله لبيان الجواز، مرآة العقول: ج 15، ص 249، ذيل ح 13.
2- الكافي: ج 3، ص 370، ح 13. الاستبصار: ج 1، ص 443، ح 1708. التهذيب: ج 3، ص 257، ح 717. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 5، ص 221، ح 6384. قطعة منه في ف 5، ب 3، (حكم التفل في المسجد).
3- الدروع الواقية: ص 43، س 5. تقدّم الحديث بتمامه في (صلاته عليه السّلام عند كلّ شهر)، رقم 511.
الخامس في دعائه عليه السّلام:
دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... قال: صلّى أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام صلاة المغرب في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان، فلمّا فرغ من الصلاة، و نوى الصيام، رفع يديه.

فقال: «اللهمّ يا من يملك التدبير و هو على كلّ شيء قدير، يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور....»(1)

مدّ يديه عليه السّلام حين الدعاء:

{517} 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: بإسنادنا إلى محمد بن الحسن بن الوليد، بإسناده إلى القاسم بن حسين النيسابوري(2)، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام، عند ما وقف بالموقف، مدّ يديه جميعا، فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض فما رأيت أحدا أقدر على ذلك منه(3).

ص: 392


1- إقبال الأعمال: ص 279، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان)، رقم 769.
2- قال المحقّق الزنجاني: القاسم بن حسين البزنطي صاحب أيّوب بن نوح، عدّه الشيخ من أصحاب الجواد عليه السّلام، ثمّ ذكر القاسم بن الحسين النيسابوري، فقال: الظاهر اتّحاده مع سابقه. الجامع في الرجال: ص 585، رقم 3، غير مطبوع.
3- إقبال الأعمال: ص 651، س 4. عنه مستدرك الوسائل: ج 10، ص 23، ح 11366، و البحار: ج 5، ص 214، ضمن ح 4.
دعاؤه عليه السّلام عند العطاس:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... حكيمة بنت أبي الحسن موسى عليه السّلام، قالت:...

فلمّا كان اليوم الثالث، عطس [أبو جعفر عليه السّلام]، فقال: «الحمد للّه، و صلّى اللّه على محمد و على الأئمّة الراشدين.»(1)

دعاؤه عليه السّلام حين مشاهدة الجنازة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي الحسن النهدي، رفعه، قال:

كان أبو جعفر عليه السّلام إذا رأى جنازة، قال: «الحمد للّه الذي لم يجعلني من السواد المخترم.»(2)

السادس في تسبيحه عليه السّلام:

{518} 1 - الراوندي رحمه اللّه: تسبيح محمد بن علي عليهما السّلام في اليوم الثاني عشر و الثالث عشر:

«سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته، سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان اللّه و بحمده.»(3)

ص: 393


1- دلائل الإمامة: ص 383، ح 341. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (كلامه عليه السّلام عند ولادته)، رقم 368.
2- الكافي: ج 3، ص 167، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام عند مشاهدة الجنازة)، ص 281، ح 1.
3- الدعوات: ص 93، س 14. يأتي الحديث أيضا في ف 6، ب 2، (تسبيحه عليه السّلام في اليوم الثاني عشر و الثالث عشر من كلّ شهر).
السابع في استخارته عليه السّلام:

{519} 1 - البرقي رحمه اللّه: عن عدّة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، قال:

حدّثني من قال له أبو جعفر عليه السّلام: إنّي إذا أردت الاستخارة في الأمر العظيم، استخرت اللّه في مقعد مائة مرّة، و إن كان شراء رأس أو شبهه، استخرته ثلاث مرّات في مقعد، أقول:

«اللهمّ إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب و الشهادة، إن كنت تعلم أنّ كذا و كذا خير لي فخره لي و يسّره، و إن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني و دنياي و آخرتي فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي.

و رضّني في ذلك بقضائك، فإنّك تعلم و لا أعلم، و تقدر و لا أقدر، و تقضي و لا أقضي، إنّك علاّم الغيوب.»(1)

الثامن في يمينه عليه السّلام:

1 - أحمد بن محمد بن عيسى رحمه اللّه: علي بن مهزيار، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام....

فكتب عليه السّلام إليه:... و إنّي لأكره أن أقول «و اللّه» على حال من الأحوال...(2).

2 - أحمد بن محمد بن عيسى رحمه اللّه: علي [بن مهزيار]، قال: قرأت في كتاب

ص: 394


1- المحاسن: ج 2، ص 600، ح 12. عنه البحار: ج 88، ص 263، ح 16، و وسائل الشيعة: ج 8، ص 75، ح 10118. قطعة منه في ف 5، ب 3، (كيفيّة الاستخارة)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام عند الاستخارة).
2- النوادر لابن عيسى: ص 52، ح 98. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 990.

أبي جعفر عليه السّلام إلى داود بن القاسم: إنّي جئت و حياتك(1).

د - سننه في معاشرته عليه السّلام مع الاسرة و يشتمل هذا العنوان على اثني عشر موضوعا:
تزويجه عليه السّلام بأمّ الفضل و له تسع سنين:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الرّيان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام... و خرج أبو جعفر عليه السّلام و هو يومئذ ابن تسع سنين و أشهر....

قال المأمون: نعم! قد زوّجتك يا أبا جعفر ابنتي....

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلت ذلك و رضيت به...(2).

الثاني في أمره عليه السّلام بابتياع الجارية:

1 - المسعودي: روى عن محمد بن الفرج و غيره، قال: دعاني أبو جعفر عليه السّلام... و دفع إليّ صرّة فيها ستّون دينارا، و وصف لي جارية...

و أمرني بابتياعها...(3).

ص: 395


1- النوادر لابن عيسى: ص 52، ح 97. يأتي الحديث أيضا في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى داود بن القاسم)، رقم 906.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
3- إثبات الوصيّة: ص 228، س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال زوجته عليه السّلام جمانة - سمانة -)، رقم 102.
الثالث في حضانته عليه السّلام:

1 - المسعودي:... محمد المحمودي، عن أبيه، إنّ حاضنة أبي جعفر عليه السّلام قالت له يوما: ما لي أراك مفكّرا...(1).

الرابع مع أزواجه عليه السّلام:
اعتزاله عليه السّلام عن أمّ الفضل لوقوع الحيض:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر عليه السّلام:... إذ دخل عليه ياسر الخادم، فرحّب به و قرّبه، ثمّ قال: سيّدي! ستّنا تستأذنك بالمسير إلى أمّ الفضل....

فقال عليه السّلام: أدخلي إليها فإنّي تابعك في الأثر.

فدخلت أمّ الخير، فقدمت نعليه، و دخل، و الستور تشتال بين يديه.

فما لبث أن أسرع راجعا و هو يقول: «فلمّا رأينه أكبرنه.» و جلس و خرجت أمّ جعفر.

فقالت: يا سيّدي! ما حدث إلاّ خيرا، ما رأيت و ما حضرت إلاّ خيرا، و لم لا تجلس، فما الذي حدث ؟

فقال: يا أمّ جعفر! حدث ما لا يصحّ أن أعيده عليك، فارجعي إلى أمّ الفضل فاسأليها بينك و بينها، فإنّها تخبرك ما حدث منها ساعة دخولي إليها، فإنّه من سرّ النساء.... فعلمت أنّه الحيض(2).

ص: 396


1- إثبات الوصيّة: ص 220، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (مذاكرة عيسى مع أمّه عليهما السّلام و بكاؤه في صباوته)، رقم 588.
2- الهداية الكبرى: ص 303، س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 438.
تفضيله عليه السّلام بعض أزواجه:

1 - المسعودي:... و انصرف [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] إلى العراق و معه أمّ الفضل... لتفضيله عليه السّلام أمّ أبي الحسن ابنه عليه السّلام عليها [أي على أمّ الفضل] مع شدّة محبّتها له، و لأنّها لم ترزق منه ولدا...(1).

الخامس مع أولاده عليه السّلام:
تعويذه لابنه عليهما السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني: إنّ أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن علي بن محمد عليهما السّلام و هو صبي في المهد، و كان يعوّذه بها...:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، اللهمّ ربّ الملائكة و الروح و النبيّين و المرسلين...»(2).

ملاطفته عليه السّلام مع أولاده:

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه: إنّ أبا جعفر عليه السّلام لمّا أراد الخروج من المدينة إلى العراق و معاودتها، أجلس أبا الحسن عليه السّلام في حجره بعد النصّ عليه، و قال: ما الذي تحبّ أن أهدي إليك من

ص: 397


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
2- مهج الدعوات: ص 60، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه لابنه الهادي عليهما السّلام)، رقم 773.

طرائف العراق ؟

فقال عليه السّلام: سيفا كأنّه شعلة نار.

ثمّ التفت إلى موسى ابنه، و قال له: ما تحبّ أنت ؟

فقال: فرس.

فقال [أبو جعفر] عليه السّلام: أشبهني أبو الحسن، و أشبه هذا أمّه(1).

مؤدّب ولده عليه السّلام:

1 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... محمد بن النضر، مؤدّب ولد أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام...(2).

السادس في غلمانه عليه السّلام و استخدام من يحبّ أن يخدمه:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال:...

فكلّمني جمّال أن أسأله عليه السّلام أن يدخله في خدمته. فجئت به باب الدار، فأوقفته، و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام....

فقال عليه السّلام: يا غلام! انظر الجمّال الذي أتانا به أبو هاشم، و أنّه واقف بالباب، فضمّه في خدمتنا و طاعتنا(3).

ص: 398


1- عيون المعجزات: ص 133، س 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال أولاده عليه السّلام)، رقم 131.
2- طبّ الأئمّة: ص 91، س 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة وجع الحصاة)، رقم 861.
3- الهداية الكبرى: ص 299، س 14. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 440.

{520} 2 - ابن قولويه رحمه اللّه:

عن يحيى - و كان خادما لأبي جعفر الثاني عليه السّلام -...(1).

و الحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.

3 - الصفّار رحمه اللّه:... عن أبي هاشم، قال: كنت أتغدّى معه عليه السّلام فيدعو بعض غلمانه... و ربّما يقول: غلامي هذا يكتب شيئا من الفارسيّة...(2).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال:...

فقال الطلحي: إن أردت دخول الحمّام فقم، فادخل، فإنّه لا يتهيّأ لك ذلك بعد ساعة.

قلت: و لم ؟

قال: لأنّ ابن الرضا يريد دخول الحمّام....

فبينا أنا كذلك، إذ أقبل عليه السّلام، و معه غلمان له، و بين يديه غلام...(3).

5 - الحضيني رحمه اللّه: محمد بن الوليد بن يزيد، قال: فبينما أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إليّ خوانا فيه طعام ألوانا. و غلام آخر معه طست و إبريق، فوضعه بين يدي... فإذا بأبي جعفر عليه السّلام قد أقبل، فقمت إليه...(4).

6 - الحضيني رحمه اللّه: علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

ص: 399


1- كامل الزيارات: ص 41، ح 4، ص 231، ح 342، ص 247، ح 369، ص 309، ح 524، و ص 320، ح 544. عنه البحار: ج 97، ص 123، ح 31.
2- بصائر الدرجات: الجزء السابع، ص 356، ح 13. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (تكلّمه عليه السّلام بألسنة مختلفة)، ص 196، ح 1.
3- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
4- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فصاح في نفسه: يا غلام! تسقيني ؟... فأقبل الغلام و معه الماء... فمكث قليلا... فصاح بالخادم و قال: تسقيني ماء؟... و أقبل الخادم بالماء، فأخذه، و شرب منه و سقاني...(1).

7 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسين الواسطي: إنّه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر، يحكى أنّه أشهده على هذه الوصيّة المنسوخة.

شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر: أنّ أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام...

و جعل عبد اللّه بن مساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق...(2).

8 - الراوندي رحمه اللّه: عن محمد بن ميمون:... فأخرج الخادم أبا جعفر عليه السّلام إلينا، يحمله من المهد، فناولته الكتاب.

فقال عليه السّلام لموفّق الخادم: فضّه و انشره...(3).

9 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: قال أميّة بن علي: كنت بالمدينة، و كنت أختلف إلى أبي جعفر عليه السّلام... فدعا جاريته يوما...(4).

ص: 400


1- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.
2- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (وصيّته عليه السّلام)، رقم 170.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 372، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في شفاء العين)، رقم 384.
4- دلائل الإمامة: ص 401، ح 359. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالآجال)، رقم 444.
السابع في وصيّته عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسين الواسطي، إنّه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنّه أشهده على هذه الوصيّة المنسوخة: شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أنّ أبا جعفر محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أشهده أنّه أوصى إلى علي ابنه بنفسه و أخواته.

و جعل أمر موسى إذا بلغ إليه، و جعل عبد اللّه بن مساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات، و الرقيق و غير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد عليهما السّلام...(1).

الثامن في تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي:... ثمّ مضى [أبو جعفر عليه السّلام] نحو أبيه عليه السّلام فدخل و أمرني بالدخول معه.

فلمّا نظر إليه الرضا عليه السّلام و ثب إليه، فعانقه، و ضمّه إلى صدره، و قبّل ما بين عينيه، ثمّ سحبه سحبا إلى فراشه و أكبّ عليه محمد بن علي عليهما السّلام يقبّله و يسارّه بشيء لم أفهمه....

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قم يا أبا الصلت! ايتني بالمغتسل و الماء من الخزانة.

فقلت: ما في الخزانة مغتسل و لا ماء.

و قال لي: ايته إليّ ما آمرك به.

ص: 401


1- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (وصيّته عليه السّلام)، رقم 170.

فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل و ماء، فأخرجته و شمّرت ثيابي لا غسّله.

فقال لي: تنحّ يا أبا الصلت! فإنّ لي من يعينني غيرك، فغسّله.

ثمّ قال لي: أدخل الخزانة، فأخرج إليّ السفط الذي فيه كفنه و حنوطه.

فدخلت فإذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قطّ، فحملته إليه.

فكفّنه و صلّى عليه، ثمّ قال لي: ايتني بالتابوت!

فقلت: أمضى إلى النّجار حتّى يصالح التابوت ؟

قال: قم! فإنّ في الخزانة تابوتا.

فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قطّ، فأتيته به.

فأخذ الرضا عليه السّلام بعد ما صلّى عليه فوضعه في التابوت، و صفّ قدميه، و صلّى ركعتين لم يفرغ منهما حتّى علا التابوت، و انشقّ السقف، فخرج منه التابوت و مضى عليه السّلام...(1).

2 - ابن بابويه القميّ رحمه اللّه:... عن مؤدّب كان لأبي جعفر عليه السّلام، أنّه قال:

فخرج [أبو جعفر عليه السّلام] مغبرا و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون.» مضى - و اللّه - أبي عليه السّلام....

فقلت: جعلت فداك! و قد مضى ؟

فقال: نعم! و ولّيت غسله و تكفينه، و ما كان ذلك ليلي منه غيري(2).

3 - الإربلي رحمه اللّه:... عن معمّر بن خلاّد....

ص: 402


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 378.
2- الإمامة و التبصرة: ص 85، ح 74. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 376.

قال أبو جعفر عليه السّلام: يا معمّر! اركب!....

فقلت له: جعلت فداك! أين كنت ؟

قال عليه السّلام: دفنت أبي الساعة!، و كان بخراسان(1).

4 - المسعودي:... عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام في علّته الّتي مضى فيها... فنظرت فإذا سيّدي قد فارق الدنيا...

فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام و عليه درّاعة بيضاء، معمّم بعمامة سوداء.

فقال: يا عبد الرحمن! قم إلى غسل مولاك فضعه على المغتسل، و غسّله بثوبه كغسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فلمّا فرغ، صلّى و صلّيت معه عليه...(2).

التاسع في الندبة عليه و على أبيه عليهما السّلام:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو طالب القميّ ، قال: كتبت إلى أبي جعفر، ابن الرضا عليهما السّلام... فكتب عليه السّلام إليّ : اندبني، و اندب أبي(3).

ص: 403


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليه السّلام)، رقم 379.
2- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 377.
3- رجال الكشّي: ص 567، ح 1074. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد اللّه بن الصلت المكنّى بأبي طالب القميّ )، رقم 916.
العاشر في مطالبة أموال أبيه عليهما السّلام:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام غلامه و معه كتابه....

فقال عليه السّلام: احمل كتابي إليه و مره أن يبعث إليّ بالمال. فحملت كتابه إلى زكريّا فوجّه إليه بالمال...(1).

الحادي عشر في أداء دين أبيه عليهما السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن المطرفي، قال:...

فدخلت على أبي جعفر عليه السّلام.

فقال لي: مضى أبو الحسن عليه السّلام و لك عليه أربعة آلاف درهم ؟

فقلت: نعم!

فرفع المصلّى الذي كان تحته، فإذا تحته دنانير، فدفعها إليّ (2).

الثاني عشر في بكائه عند رؤية خطّ أبيه عليهما السّلام:

{521} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه، قال: حدّثنا الحسن بن موسى الخشاب، قال: حدّثنا إبراهيم بن أبي محمود، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و معي كتب إليه من أبيه. فجعل يقرأها، و يضع كتابا كبيرا على عينيه، و يقول:

خطّ أبي و اللّه! و يبكي حتّى سالت دموعه على خدّيه.

ص: 404


1- رجال الكشّي ص 596، ح 1115. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 416.
2- الكافي: ج 1، ص 497، ح 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 421.

فقلت له: جعلت فداك! قد كان أبوك ربّما قال لي في المجالس الواحد مرّات: أسكنك اللّه الجنّة، أدخلك اللّه الجنّة!

قال: فقال عليه السّلام: و أنا أقول أدخلك اللّه الجنّة!

فقلت: جعلت فداك! تضمن لي عن ربّك أن تدخلني الجنّة ؟

قال: نعم!

قال: فأخذت رجله، فقبّلتها(1).

ه - معاشرته عليه السّلام مع الناس و يشتمل هذا العنوان على اثني عشر موضوعا:
الأوّل في سلامه عليه السّلام على الناس:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... جاء محمد بن جمهور العمّي... و خلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة، و سئلوا عن الخلف بعد الرضا عليه السّلام، فقالوا:... إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السّلام، و هو ابن ثمان سنين، فقمنا إليه، فسلّم على الناس...(2).

الثاني في عفوه و ترحّمه عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام، قالت:... إذ قالت أمّ عيسى:

ص: 405


1- رجال الكشّي: ص 567، ح 1073. قطعة منه في (تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام)، و ب 3، (مدح إبراهيم بن أبي محمود).
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عبد اللّه بن موسى)، رقم 105.

أ لا أخبرك بشيء عجيب و أمر جليل فوق الوصف و المقدار؟....

فقال [المأمون]: يا غلام! عليّ بالسيف. فأتى به، فركب و قال: و اللّه لأقتلنّه! [أي الجواد عليه السّلام].

فلمّا رأيت ذلك، قلت: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون»، ما صنعت بنفسي و بزوجي، و جعلت ألطم حرّ وجهى، فدخل عليه والدي، و ما زال يضربه بالسيف حتّى قطّعه.

ثمّ خرج من عنده، و خرجت هاربة من خلفه، فلم أرقد ليلتي.

فلمّا ارتفع النهار، أتيت أبي، فقلت: أ تدري ما صنعت البارحة ؟

قال: و ما صنعت ؟

قلت: قتلت ابن الرضا عليه السّلام، فبرق عينه، و غشي عليه، ثمّ أفاق بعد حين و قال: ويلك ما تقولين ؟

قلت: نعم! - و اللّه - يا أبت! دخلت عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتّى قتلته.

فاضطرب من ذلك، اضطرابا شديدا، و قال: عليّ بياسر الخادم!

فجاء ياسر؛ فنظر إليه المأمون و قال:... ويلك يا ياسر! فانظر ما الخبر و القصّة عنه عليه السّلام ؟ و عجّل عليّ بالخبر، فإنّ نفسي تكاد أن تخرج الساعة.

فخرج ياسر و أنا ألطم حرّ وجهي.

فما كان بأسرع من أن رجع ياسر، فقال: البشرى يا أمير المؤمنين.

قال: لك البشرى! فما عندك ؟

قال ياسر: دخلت عليه، فإذا هو جالس، و عليه قميص و دوّاج و هو يستاك؛ فسلّمت عليه و قلت:... فإذا أنت يا ابن رسول اللّه أتيته فلا تذكر له شيئا، و لا تعاتبه على ما كان منه.

ص: 406

فقال عليه السّلام: هكذا كان عزمي و رأيي، و اللّه!

ثمّ دعا بثيابه، و لبس و نهض، و قام معه الناس أجمعون حتّى دخل على المأمون.

فلمّا رآه قام إليه و ضمّه إلى صدره، و رحّب به، و لم يأذن لأحد في الدخول عليه، و لم يزل يحدّثه و يستأمره.

فلمّا انقضى ذلك، قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: يا أمير المؤمنين!

قال: لبّيك و سعديك!

قال: لك عندي نصيحة، فاقبلها.

قال المأمون: بالحمد و الشكر، فما ذاك يا ابن رسول اللّه!؟

قال: أحبّ لك أن لا تخرج بالليل فإنّي لا آمن عليك من هذا الخلق...(1).

2 - الراوندي رحمه اللّه:... عن ابن أورمة، قال: إنّ المعتصم دعا بجماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي على محمد بن علي بن موسى عليهما السّلام زورا، و اكتبوا أنّه أراد أن يخرج.

ثمّ دعاه، فقال: إنّك أردت أن تخرج عليّ؟... فرفع أبو جعفر عليه السّلام يده، فقال: اللهمّ ! ان كانوا كذبوا عليّ ، فخذهم....

فقال المعتصم: يا ابن رسول اللّه! إنّي تائب ممّا فعلت....

فقال: اللهمّ ! سكّنه، و إنّك تعلم أنّهم أعداؤك و أعدائي؛ فسكن(2).

ص: 407


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (استجابة دعائه عليه السّلام على المعتصم و وزرائه)، رقم 375.

3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد و عبد اللّه بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام... و إنّما أوجب عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب و الفضّة التي قد حال عليها الحول، و لم أوجب عليهم ذلك في متاع و لا آنية... تخفيفا منّي عن موالي، و منّا منّي عليهم لما يغتال السلطان من أموالهم...(1).

4 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر عليه السّلام:...

و كان ممّن خرج مع الجماعة علي بن حسّان الواسطي المعروف بالعمش، قال: حملت معي إليه عليه السّلام من الآلة التي للصبيان... فدخلت فسلّمت، فردّ عليّ ، السّلام، و في وجهه الكراهة، و لم يأمرني بالجلوس.

فدنوت منه، و فرغت ما كان في كمّي بين يديه، فنظر إليّ نظر مغضب، ثمّ رمى يمينا شمالا.

ثمّ قال: ما لهذا خلقني اللّه، ما أنا و اللعب ؟!

فاستعفيته، فعفى عنّي...(2).

الثالث في عتقه عليه السّلام المملوك:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال:

أتيت سيّدي [أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام] سنة سبع و مائتين فقلت له:...

ص: 408


1- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 936.
2- دلائل الإمامة: ص 401، ح 360. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 417.

جعلت فداك! فإنّه أتوا بي من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، و تخلّصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، و قد أتيتك مسترقّا مستعبدا.

فقال عليه السّلام: قد قبلت....

فلمّا كانت سنة ثلاث عشرة و مائتين، أتيته و ذكرت العبوديّة التي ألزمتها.

فقال: أنت حرّ لوجه اللّه....

قلت له: جعلت فداك! اكتب لي عهدك.

فقال عليه السّلام: تخرج إليك غدا....

و كتب في المحرّم سنة ثلاث عشرة و مائتين، و وقّع فيه محمد بن علي، بخطّ يده و ختمه بخاتمه، صلوات اللّه و سلامه عليه(1).

الرابع في هديّته و عطائه عليه السّلام:
اهداؤه عليه السّلام اللباس:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روى علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام... و كسانى جبّة خزّ، و ذكر أنّه عليه السّلام لبسها على بدنه، و صلّى فيها...(2).

2 - الراوندي رحمه اللّه: عن الحسن بن علي الوشّاء، قال:...

فأرسل إليّ [أبو جعفر عليه السّلام] من قبل أن أسأله و من قبل أن يعود إليّ و أنا في المشربة بقميص...(3).

ص: 409


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (إنّ كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 593.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 170، ح 803. تقدّم الحديث بتمامه في (لباسه عليه السّلام في الصلاة)، رقم 512.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 383، ح 13. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 407.

3 - الراوندي رحمه اللّه:... محمد بن سهل بن اليسع، قال: كنت مجاورا بمكّة فصرت إلى المدينة، فدخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام و أردت أن أسأله كسوة يكسونيها....

فقال: مولاك بعث إليك بهذا، و إذا ملاءتان...(1).

{522} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني محمد بن قولويه، عن سعد، عن أيّوب بن نوح، عن جعفر بن محمد بن إسماعيل، قال: أخبرني معمّر بن خلاّد قال: رفعت ما خرج من غلّة إسماعيل بن الخطاب بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى.

فقال: رحم اللّه إسماعيل بن الخطّاب بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى؛ و رحم صفوان، فإنّهما من حزب آبائي عليهما السّلام؛ و من كان من حزبنا أدخله اللّه الجنّة.

صفوان بن يحيى مات في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر عليه السّلام بحنوطه و كفنه، و أمر إسماعيل بن موسى عليه السّلام بالصلاة عليه(2).

5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام أن يأمر لي بقميص من قمصه، أعدّه لكفني، فبعث به إليّ ...(3).

ص: 410


1- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 668، ح 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 408.
2- رجال الكشّي: ص 502، ح 962. قطعة منه في ب 3، (مدح إسماعيل بن الخطّاب)، و ف 4، ب 3، (إنّ من دخل في حزب الأئمّة عليهم السّلام أدخله اللّه الجنّة)، و ف 5، ب 2، (إهداء الحنوط و الكفن).
3- رجال الكشّي: ص 245، ح 450. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 2، (نزع أزرار القميص المعدّ للكفن)، رقم 622.

6 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن الفرج، إنّه قال: ليتني إذا دخلت على أبي جعفر عليه السّلام كساني ثوبين....

فدخلت عليه بشرف و عليه رداء قطواني يلبسه، فأخذه و حوّله من هذا العاتق إلى الآخر، ثمّ إنّه أخذ من ظهره و بدنه إلى آخر يلبسه خلفه.

فقال: أحرم فيهما، بارك اللّه لك(1).

هبته عليه السّلام لرجل بدل ما خرق من ثيابه:

1 - الراوندي رحمه اللّه: عن علي بن جرير [قال]:

كنت عند أبي جعفر بن الرضا عليهما السّلام جالسا و قد ذهبت شاة لمولاة له....

فقال أبو جعفر عليه السّلام:... الشاة في دار فلان، فاذهبوا فأخرجوها من داره.

فخرجوا، فوجدوها في داره، و أخذوا الرجل و ضربوه و خرقوا ثيابه....

فدعاه، فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه و ضربه(2).

قبول الدنانير من رجل واقفي:

1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... إنّ رجلا خراسانيّا أتى أبا جعفر عليه السّلام بالمدينة، فسلّم عليه... و كان واقفيّا....

و قال: جعلت فداك! هذه كذا و كذا دينار، فاقبضها.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلتها...(3).

ص: 411


1- الثاقب في المناقب: ص 514، ح 441. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 409.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 376، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 424.
3- الثاقب في المناقب: ص 518، ح 449. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 433.
اعطاؤه عليه السّلام الدنانير و غيرها:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن علي بن حديد الوشّاء الكوفي:... دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فقال: يا علي بن حديد! قطع عليكم الطريق....

و أمر عليه السّلام لنا بكسوة و دنانير كثيرة و قال: فرّقها على أصحابك، فإنّها بعدد ما ذهب منكم...(1).

{523} 2 - الإربلي رحمه اللّه: و أتاه [أي أبا جعفر الثاني] عليه السّلام رجل، فقال له:

أعطني على قدر مروّتك ؟

فقال عليه السّلام: لا يسعني.

فقال: على قدري ؟

قال عليه السّلام: أمّا ذا، فنعم! يا غلام! أعطه مائة دينار(2).

3 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن أبي النصر أحمد بن سعيد، قال لي منخل ابن علي: لقيت محمد بن علي عليهما السّلام بسرّمن رأى، فسألته النفقة إلى بيت المقدّس ؟

فأعطاني مائة دينار...(3).

4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن إسماعيل بن عبّاس الهاشمي، قال: جئت

ص: 412


1- الهداية الكبرى: ص 302، س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 422.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 368، س 13. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 563، ح 3.
3- نوادر المعجزات: ص 181، ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض له عليه السّلام إلى بيت المقدس)، رقم 380.

إلى أبي جعفر عليه السّلام يوم عيد، فشكوت إليه ضيق المعاش، فرفع المصلّى فأخذ من التراب سبيكة من ذهب، فأعطانيها...(1).

5 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و روي أنّ جمّالا حمله [أي أبا جعفر الثاني عليه السّلام] من المدينة إلى الكوفة، فكلّمه في صلته ؟

و قد كان أبو جعفر عليه السّلام وصله بأربعمائة دينار...(2).

الخامس في شفاعته عليه السّلام للناس:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن رجل من بني حنيفة من أهل بست و سجستان، قال: رافقت أبا جعفر عليه السّلام فقلت له:... إنّ والينا، جعلت فداك! رجل يتولاّكم أهل البيت و يحبّكم، و عليّ في ديوانه خراج، فإن رأيت جعلني اللّه فداك أن تكتب إليه كتابا بالإحسان إليّ ....

فأخذ عليه السّلام القرطاس و كتب... أحسن إلى إخوانك...(3).

السادس في عيادته عليه السّلام المرضى:

1 - أبو عمرو الكشّي:... أحمد بن أبي خلف، ظئر أبي جعفر عليه السّلام، قال: كنت

ص: 413


1- الثاقب في المناقب: ص 526، ح 464. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخراجه عليه السّلام سبيكة الذهب من التراب)، رقم 403.
2- تحف العقول: ص 457 س 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في شكر النعمة)، رقم 787.
3- الكافي: ج 5، ص 111، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري والي سجستان)، رقم 904.

مريضا، فدخل عليّ أبو جعفر عليه السّلام، يعودني في مرضي...(1).

السابع في دخوله و جلوسه عليه السّلام في المجالس:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... الرّيان بن شبيب، قال:... فأمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر عليه السّلام دست(2) و يجعل له فيه مسورتان(3)، ففعل ذلك.

و خرج أبو جعفر عليه السّلام... فجلس بين المسورتين و جلس يحيى بن أكثم بين يديه، و قام الناس في مراتبهم، و المأمون جالس في دست متّصل بدست أبي جعفر عليه السّلام...(4).

2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال:...

فدخلنا على أبي جعفر عليه السّلام... فقام عبد اللّه [بن موسى] فاستقبله و قبّل بين عينيه، و قام الشيعة و قعد أبو جعفر عليه السّلام على كرسي...(5).

3 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... جاء محمد بن جمهور العمّي، و الحسن بن راشد، و علي بن مدرك، و علي بن مهزيار، و خلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة و سألوا عن الخلف بعد الرضا عليه السّلام، فقالوا:... إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السّلام و هو ابن ثمان سنين، فقمنا إليه، فسلّم على الناس، و قام عبد اللّه

ص: 414


1- رجال الكشّي: ص 484، ح 913. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 3، (مدح يونس بن عبد الرحمن)، رقم 560.
2- الظاهر أنّه بمعنى الوسادة كما في أقرب الموارد.
3- المسور: متّكأ من أدم. لسان اللسان: 638/1.
4- الإرشاد: ص 319، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
5- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.

ابن موسى من مجلسه، فجلس بين يديه.

و جلس أبو جعفر عليه السّلام في صدر المجالس،...(1).

الثامن في ضحكه عليه السّلام و تبسّمه:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد، قال: أتيت أبا جعفر عليه السّلام...

فقمت إليه و سلّمت عليه و قبّلت يديه و رجليه، فجلس.

و قال: ما الّذي أقدمك ؟ و كان في نفسي مرض من إمامته.

فقال لي: سلّم.

فقلت: يا سيّدي! قد سلّمت.

فقال: ويحك!

و تبسّم بوجهي فأناب إليّ ...(2).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... علي محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فوجدت عطشا شديدا....

فأقبل الغلام و معه الماء، فنظر عليه السّلام إلى الماء و إليّ و تبسّم...(3).

التاسع في معاشرته عليه السّلام مع سائر الفرق الإسلامية:

1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... إنّ رجلا خراسانيّا أتى أبا جعفر عليه السّلام

ص: 415


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عبد اللّه بن موسى)، رقم 150.
2- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.
3- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.

بالمدينة فسلّم عليه و قال: السّلام عليك يا ابن رسول اللّه! و كان واقفيّا.

فقال عليه السّلام له: سلام! و أعادها الرجل.

فقال عليه السّلام: سلام!

فسلّم الرجل بالإمامة...(1).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... موسى بن جعفر الداري، قال: وردنا جماعة من أهل الري إلى بغداد نريد أبا جعفر عليه السّلام فدللنا عليه و معنا رجل من أهل الري، زيدي، يظهر لنا الإمامة.

فلمّا دخلنا على أبي جعفر عليه السّلام... و قال أبو جعفر عليه السّلام لبعض غلمانه: خذ بيد هذا الرجل الزيدي و أخرجه...(2).

العاشر في قطعه عليه السّلام الشعر من القرطاس و حبسه عنده:

1 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه:... عن أبي طالب القميّ ، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام بأبيات شعر، و ذكرت فيها أباه عليه السّلام و سألته أن يأذن لي في أن أقول فيه ؟

فقطع الشعر و حبسه و كتب في صدر ما بقي من القرطاس...(3).

ص: 416


1- الثاقب في المناقب: ص 518، ح 449. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 433.
2- الهداية الكبرى: ص 302، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 439.
3- رجال الكشّي: ص 568، ح 1075. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد اللّه بن الصلت أبي طالب القميّ )، رقم 917.
الحادي عشر في معاشرته عليه السّلام مع اللعب و اللاعب:
إعراضه عليه السّلام عن اللعب و آلاته:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني... علي بن حسّان الواسطي المعروف بالعمش؛ قال: حملت معي إليه [أي إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام] من الآلة التي للصبيان... فدخلت فسلّمت، فردّ عليّ ، السّلام، و في وجهه الكراهة، و لم يأمرني بالجلوس، فدنوت منه و فرّغت ما كان في كمّي بين يديه.

فنظر إليّ نظر مغضب، ثمّ رمى يمينا و شمالا، ثمّ قال: ما لهذا خلقني اللّه، ما أنا و اللعب...(1).

عدم التفاته عليه السّلام إلى السافرات و إلى من يلعب بآلات اللعب و الغناء:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن الريان، قال: احتال المأمون على أبي جعفر عليه السّلام بكلّ حيلة، فلم يمكنه فيه شيء فلمّا اعتلّ و أراد أن يا بنى عليه ابنته دفع إليّ مائتي و صيفة من أجمل ما يكون إلى كلّ واحدة منهنّ جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر عليه السّلام إذا قعد في موضع الأخيار. فلم يلتفت إليهنّ .

و كان رجل يقال له «مخارق» صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون، فقال: يا أمير المؤمنين! إن كان في شيء من أمر الدنيا، فأنا أكفيك أمره.

فقعد بين يدي أبي جعفر عليه السّلام، فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار،

ص: 417


1- دلائل الإمامة: ص 401، ح 360. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 417.

و جعل يضرب بعوده و يغنّي، فلمّا فعل ساعة.

و إذا أبو جعفر عليه السّلام لا يلتفت إليه، لا يمينا و لا شمالا...(1).

وقوفه عليه السّلام عند الصبيان الذين يلعبون:

1 - ابن الصبّاغ:... إنّ المأمون خرج يوما يتصيّد، فاجتاز بطرف البلد، و ثمّ صبيان يلعبون و محمد الجواد عليه السّلام واقف عندهم...(2).

لعبه عليه السّلام بالتراب:

1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... حكى أبو يزيد البسطامي، قال:... فلمّا كنت بالغوطة مررت بقرية من قراها، فرأيت في القرية تلّ تراب، و عليه صبي، رباعي السنّ ، يلعب بالتراب.

فقلت في نفسي: هذا صبي إن سلّمت عليه لما يعرف السّلام....

فسألت الرجل الذي فتح الكعبة ؟

فقال: هذا سيّدي محمد الجواد صلّى اللّه عليه.

فقلت: اللّه أعلم حيث يجعل رسالته(3).

ص: 418


1- الكافي: ج 1، ص 494، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في رجل يقال له مخارق)، رقم 405.
2- الفصول المهمّة: ص 266، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 530.
3- إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 79. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض مع أبي يزيد البسطامي)، رقم 382.
الثاني عشر في استيذانه عليه السّلام عن مؤدّبه للخروج عن مجلس القراءة:

1 - ابن بابويه القميّ رحمه اللّه:... عن مؤدّب كان لأبي جعفر عليه السّلام، أنّه قال: كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح، إذ رمى اللوح من يده و قام فزعا، و هو يقول:...

ائذن لي، أن أدخل البيت و أخرج إليك...(1).

و - معاشرة الناس معه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:
الأوّل في هدايا الناس إليه عليه السّلام:

{524} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي علي بن راشد، عن صاحب العسكر عليه السّلام، قال: قلت له: جعلت فداك! نؤتى بالشيء فيقال هذا كان لأبي جعفر عليه السّلام عندنا، فكيف نصنع ؟

فقال عليه السّلام: ما كان لأبي جعفر عليه السّلام بسبب الإمامة فهو لي، و ما كان غير ذلك فهو ميراث على كتاب اللّه و سنّة نبيّه(2).

ص: 419


1- الإمامة و التبصرة: ص 85، ح 74. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض له إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 376.
2- التهذيب: ج 9، ص 234، ح 915. عنه و عن الكافي و الفقيه، الوافي: ج 10، ص 367، ح 9710. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 23، ح 85، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ج 9، ص 537، ح 12663. الكافي: ج 7، ص 59، ح 11، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 184، ح 60، بتفاوت.
الثاني في تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن بن عمّار، قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد، جالسا بالمدينة... إذ دخل عليه أبو جعفر محمد ابن علي الرضا عليهما السّلام، المسجد - مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - فوثب علي بن جعفر بلا حذاء، و لا رداء فقبّل يده،...(1).

{525} 2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن حمدويه البيهقي، قال: حدّثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن عبّاد البصري، عن علي بن محمد بن القاسم الحذّاء الكوفي، قال: خرجت من المدينة، فلمّا جزت حيطانها مقبلا نحو العراق، إذا أنا برجل على بغل أشهب يعترض الطريق؛ فقلت لبعض من كان معي: من هذا؟

فقال: هذا، ابن الرضا عليه السّلام(2).

قال: فقصدت قصده، فلمّا رآني أريده وقف لي، فانتهيت إليه لأسلّم عليه، فمدّ يده إليّ ، فسلّمت عليه، و قبّلتها.

فقال: من أنت ؟

قلت: بعض مواليك، جعلت فداك! أنا محمد بن علي بن القاسم الحذّاء.

فقال لي: أما إنّ عمّك كان ملتويا على الرضا عليه السّلام.

قال: قلت: جعلت فداك! رجع عن ذلك.

فقال: إن كان رجع، فلا بأس.

ص: 420


1- الكافي: ج 1، ص 322، ح 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليه السّلام علي بن جعفر)، رقم 151.
2- الظاهر أنّ المراد من ابن الرضا، هو الجواد عليه السّلام كما صرّح به المحقّق التستري. قاموس الرجال: ج 9، ص 423. (الطبعة القديمة).

و اسم عمّه: القاسم الحذّاء(1).

3 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد، قال:... و إذا أبو جعفر عليه السّلام فقمت إليه، و سلّمت عليه، و قبّلت يديه و رجليه...(2).

4 - أبو عمرو الكشي رحمه اللّه:... خيران الخادم القراطيسي، قال: حججت أيّام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام... و سلّمت، فردّ السّلام و مدّ يده إليّ ، فأخذتها و قبّلتها، و وضعتها على وجهي فأقعدني بيده، فأمسكت يده ممّا داخلني من الدهش، فتركها في يدي صلوات اللّه عليه، فلمّا سكنت، خليّتها...(3).

5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن أبي محمود، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فأخذت رجله، فقبّلتها(4).

الثالث في تقبيل الناس بين عينيه عليه السّلام:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثني أبي، قال: لمّا مات أبو الحسن الرضا عليه السّلام حججنا فدخلنا على أبي جعفر عليه السّلام... فدخل عمّه عبد اللّه بن موسى، و كان شيخا كبيرا نبيلا، عليه ثياب خشنة، و بين عينيه

ص: 421


1- رجال الكشّي: ص 476، ح 903. قطعة منه فى (مركبه عليه السّلام)، و ب 3، (ذمّ قاسم الحذّاء).
2- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 411.
3- رجال الكشّي: ص 608، ح 1132. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 436.
4- رجال الكشّي: ص 567، ح 1073. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (دعاؤه عليه السّلام لإبراهيم بن أبي محمود)، رقم 521.

سجّادة، فجلس.

و خرج أبو جعفر من الحجرة... فقام عبد اللّه، فاستقبله و قبّل بين عينيه، و قام الشيعة، و قعد أبو جعفر عليه السّلام على كرسي...(1).

الرابع في تسوية الناس نعليه عليه السّلام:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... الحسن بن موسى بن جعفر، قال:... ثمّ أراد أبو جعفر عليه السّلام النهوض، فقام علي بن جعفر، فسوّى له نعليه، حتّى لبسهما(2).

الخامس في تعزية الناس إيّاه في شهادة أبيه عليهما السّلام:

{526} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و عزّى أبو العيناء ابن الرضا عليه السّلام عن أبيه.

قال له: أنت تجلّ عن وصفنا، و نحن نقلّ عن عظتك، و في علم اللّه ما كفاك، و في ثواب اللّه ما عزّاك(3).

ص: 422


1- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.
2- رجال الكشّي: ص 429، ح 804. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليه السّلام علي بن جعفر)، رقم 152.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 362، س 19. عنه البحار: ج 49، ص 325، ح 6.

الباب الثاني في أحواله عليه السّلام مع خلفاء زمانه و هو يشتمل على أربعة عناوين:

أ - خلفاء زمانه عليه السّلام:

{527} 1 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: و كانت في أيّام إمامته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] بقيّة ملك المأمون.

و قبض عليه السّلام في أوّل ملك المعتصم(1).

{528} 2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: فكان في سني إمامته [عليه السّلام] بقيّة ملك المأمون، ثمّ ملك المعتصم، و الواثق. و في ملك الواثق استشهد(2).

ب - أحواله عليه السّلام مع المأمون:

{529} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... ياسر الخادم، قال:... فوقف [المأمون] على الرضا عليه السّلام و قد أفاق، فقال: يا سيّدي! و اللّه ما أدري أيّ المصيبتين أعظم عليّ؟ فقدي لك و فراقي إيّاك ؟ أو تهمة الناس لي إنّي اغتلتك و قتلتك ؟

ص: 423


1- إعلام الورى: ج 2، ص 91، س 9. عنه البحار: ج 50، ص 13، ضمن ح 13.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 379، س 24. عنه البحار: ج 50، ص 7، ضمن ح 8، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 32، س 27.

قال: فرفع طرفه إليه، ثمّ قال: أحسن يا أمير المؤمنين! معاشرة أبي جعفر عليه السّلام فإنّ عمرك و عمره هكذا و جمع بين سبّابتيه...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{530} 2 - ابن الصبّاغ: إنّ أبا جعفر محمد الجواد عليه السّلام لمّا توفّي والده أبو الحسن الرضا عليه السّلام و قدم الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاته بسنة.

اتّفق أنّ المأمون خرج يوما يتصيّد، فاجتاز بطرف البلد، و ثمّ صبيان يلعبون، و محمد الجواد عليه السّلام واقف عندهم، فلمّا أقبل المأمون، فرّ الصبيان، و وقف محمد الجواد عليه السّلام و عمره إذ ذاك تسع سنين(2).

فلمّا قرب منه الخليفة، نظر إليه، و كان اللّه تعالى ألقى في قلبه مسحة قبول.

فقال له: يا غلام! ما منعك أن لا تفرّ كما فرّ أصحابك ؟

فقال له محمد الجواد عليه السّلام مسرعا: يا أمير المؤمنين! فرّ أصحابي فرقا و الظنّ بك حسن، أنّه لا يفرّ منك من لا ذنب له، و لم يكن بالطريق ضيقا فأنتحي(3) عن أمير المؤمنين.

فأعجب المأمون كلامه و حسن صورته، فقال: ما اسمك يا غلام!؟

فقال: محمد بن علي الرضا عليهما السّلام.

فترحّم الخليفة على أبيه، و ساق جواده إلى نحو وجهته، و كان معه بزاة الصيد، فلمّا بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منها، و أرسل على درّاجة، فغاب البازي عنه قليلا، ثمّ عاد و في منقاره سمكة صغيرة، و بها بقاء من الحياة.

ص: 424


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 241، ضمن ح 1. عنه البحار: ج 49، ص 299، ح 9، و إثبات الهداة: ج 3، ص 280، ح 96، قطعة منه.
2- في كشف الغمّة: إحدى عشرة سنة فما حولها.
3- تنحّى عن موضعه، اعتزل، أقرب الموارد: ج 2، ص 1280، (نحا).

فتعجّب المأمون من ذلك غاية العجب، ثمّ إنّه أخذ السمكة في يده، و كرّ راجعا إلى داره و ترك الصيد في ذلك اليوم، و هو متفكّر فيما صاده البازي من الجوّ.

فلمّا وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم، و وجد محمدا معهم، فتفرّقوا على جاري عادتهم إلاّ محمدا، فلمّا دنا منه الخليفة، قال: يا محمد!

قال: لبّيك يا أمير المؤمنين!

قال: ما في يدي ؟

فأنطقه اللّه تعالى بأن قال: إنّ اللّه تعالى خلق في بحر قدرته، المستمسك في الجوّ ببديع حكمته، سمكا صغارا، فصاد منها بزاة الخلفاء، كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى.

فلمّا سمع المأمون كلامه، تعجّب منه و أكثر، و جعل يطيل النظر فيه، و قال:

أنت ابن الرضا حقّا، و من بيت المصطفى صدقا.

و أخذه معه و أحسن إليه، و قرّبه و بالغ في إكرامه و إجلاله و إعظامه، فلم يزل مشفقا به لما ظهر له أيضا بعد ذلك من بركاته و مكاشفاته و كراماته و فضله و علمه و كمال عقله و ظهور برهانه مع صغر سنّه، و لم يزل المأمون متوفّرا على تبجيله و عطائه و إجلاله و إكرامه(1).

ص: 425


1- الفصول المهمّة: ص 266، س 16. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 420، س 5، و إثبات الهداة: ج 3، ص 351، س 5، و حلية الأبرار: ج 4، ص 568، ح 2. كشف الغمّة: ج 2، ص 344، س 2، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 91، ح 6، و ج 56، ص 339، ح 6. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 19، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 56، ضمن ح 31، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 385، ح 2393، و حلية الأبرار: ج 4، ص 567، ح 1. مناقب أهل البيت: ص 285، س 4. قطعة منه في ب 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، و ف 3، ب 1، (وقوفه عليه السّلام عند الصبيان الذين يلعبون)، و ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع المأمون).

3 - المسعودي:... عبد الرحمن بن يحيى، قال: كنت يوما بين يدي مولاي الرضا عليه السّلام في علّته التي مضى فيها؛ إذ نظر إليّ ... فإذا أنا بمولاي أبي جعفر عليه السّلام و عليه درّاعة بيضاء، معمّم بعمامة سوداء.

فقال: يا عبد الرحمن! قم إلى غسل مولاك! فضعه على المغتسل؛ و غسّله بثوبه كغسل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فلمّا فرغ صلّى و صلّيت معه عليه.

ثمّ قال لي: يا عبد الرحمن! أعلم هذا الطاغي ما رأيت، لئلاّ ينقص عليه شيئا، و لن يستطيع ذلك.

و لم أزل بين يدي سيّدي إلى أن انفجر عمود الصبح.

فإذا أنا بالمأمون قد أقبل في خلق كثير فمنعتني هيبته أن أبدأ بالكلام.

فقال: يا عبد الرحمن بن يحيى! ما أكذبكم، أ لستم تزعمون أنّه ما من إمام يمضي إلاّ و ولده القائم مكانه يلي أمره ؟ هذا علي بن موسى بخراسان، و محمد ابنه بالمدينة.

قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! أما إذا ابتدأتني فاسمع، أنّه لمّا كان أمس، قال لي سيّدي كذا و كذا، فو اللّه ما حضرت صلاة المغرب حتّى قضى، فدنوت منه.

فإذا قائل من خلفي يقول: مه يا عبد الرحمن! و حدّثته الحديث.

فقال: صفه لي، فوصفته له بحليته، و لباسه، و أريته الحائط الذي خرج منه، فرمى بنفسه إلى الأرض، و أقبل يخور كما يخور الثور، و هو يقول:

ص: 426

ويلك يا مأمون! ما حالك، و على ما أقدمت! لعن اللّه فلانا و فلانا، فإنّهما أشارا عليّ بما فعلت(1).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن الريّان، قال: احتال المأمون على أبي جعفر عليه السّلام بكلّ حيلة فلم يمكنه فيه شيء، فلمّا اعتلّ و أراد أن يا بني عليه ابنته، دفع إليّ مائتي وصيفة من أجمل ما يكون، إلى كلّ واحدة منهنّ جاما فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر عليه السّلام إذا قعد في موضع الأخيار، فلم يلتفت إليهنّ .

و كان رجل يقال له «مخارق» صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون.

فقال: يا أمير المؤمنين! إن كان في شيء من أمر الدنيا، فأنا أكفيك أمره.

فقعد بين يدي أبي جعفر عليه السّلام فشهق مخارق شهقة اجتمع إليه أهل الدار، و جعل يضرب بعوده و يغنّي، فلمّا فعل ساعة.

و إذا أبو جعفر عليه السّلام لا يلتفت إليه لا يمينا و لا شمالا، ثمّ رفع إليه رأسه، و قال:

اتّق اللّه يا ذا العثنون!

قال: فسقط المضراب من يده و العود فلم ينتفع بيديه إلى أن مات.

قال: فسأله المأمون عن حاله ؟

قال: لمّا صاح بي أبو جعفر، فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا(2).

ص: 427


1- إثبات الوصيّة: ص 215، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض له إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 377.
2- الكافي: ج 1، ص 494، ح 4. تقدّم الحديث في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في رجل يقال له مخارق)، رقم 405.

{531} 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و روى الحسن بن محمد بن سليمان، عن علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريّان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام بلغ ذلك العبّاسيّين، فغلظ عليهم و استكبروه، و خافوا أن ينتهي الأمر معه إلى ما انتهى إليه مع الرضا عليه السّلام، فخاضوا في ذلك، و اجتمع منهم أهل بيته الأدنون منه.

فقالوا: ننشدك اللّه يا أمير المؤمنين! أن تقيم على هذا الأمر الذي قد عزمت عليه من تزويج ابن الرضا، فإنّا نخاف أن تخرج به عنّا أمرا قد ملّكناه اللّه، و تنزع منّا عزّا قد ألبسناه.

فقد عرفت ما بيننا و بين هؤلاء القوم قديما و حديثا، و ما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك، من تبعيدهم و التصغير بهم.

و قد كنّا في وهلة(1) من عملك مع الرضا ما علمت حتّى كفانا اللّه المهمّ من ذلك.

فاللّه! اللّه! أن تردّنا إلى غمّ قد انحسر(2) عنّا، و اصرف رأيك عن ابن الرضا، و اعدل إلى من تراه من أهل بيتك يصالح لذلك دون غيره.

فقال لهم المأمون: أما ما بينكم و بين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه، و لو أنصفتم القوم لكانوا أولى بكم، و أمّا ما كان يفعله من قبلي بهم، فقد كان به قاطعا للرحم، و أعوذ باللّه من ذلك، و و اللّه ما ندمت على ما كان منّي من استخلاف الرضا، و لقد سألته أن يقوم بالأمر و أنزعه عن نفسي، فأبى، و كان أمر

ص: 428


1- و هل وهلا (غلط فيه و نسيه)... و الوهلة المرّة من الفزع. تاج العروس: ج 8، ص 160 (و هل).
2- حسرا بفتح فسكون: كشفه... فانحسر الشيء حسورا: أي انكشف، و في الصحاح: الانحسار: الانكشاف. تاج العروس: ج 3، ص 139 (حسر).

اللّه قدرا مقدورا.

و أمّا أبو جعفر محمد بن علي قد اخترته لتبريزه(1) على كافّة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سنّه، و الاعجوبة فيه بذلك، و أنا أرجو أن يظهر للنّاس ما قد عرفته منه، فيعلموا أنّ الرأي ما رأيت فيه فقالوا: إنّ هذا الفتى و إن راقك(2) منه هديه، فإنّه صبي لا معرفة له و لا فقه، فأمهله ليتأدّب و يتفقّه في الدين، ثمّ اصنع ما تراه بعد ذلك.

فقال لهم: و يحكم! إنّي أعرف بهذا الفتى منكم، و إنّ هذا من أهل بيت علمهم من اللّه، و موادّه و إلهامه، لم يزل آباؤه أغنياء في علم الدين و الأدب عن الرعايا الناقصة عن حدّ الكمال، فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر عليه السّلام بما يتبيّن لكم به ما وصفت من حاله.

قالوا له: قد رضينا لك يا أمير المؤمنين و لأنفسنا بامتحانه، فخلّ بيننا و بينه لننصب من يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة، فإن أصاب الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في أمره، و ظهر للخاصّة و العامّة سديد رأي أمير المؤمنين، و إن عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه.

فقال لهم المأمون: شأنكم و ذاك متى أردتم.

فخرجوا من عنده، و اجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن أكثم، و هو قاضي الزمان على أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها، و وعدوه بأموال نفيسة على ذلك، و عادوا إلى المأمون فسألوه أن يختار لهم يوما للاجتماع، فأجابهم إلى ذلك.

ص: 429


1- برّز، تبريزا: أفاق على أصحابه فضلا أو شجاعة. تاج العروس: ج 4، ص 6 (برز).
2- الروق: الإعجاب بالشيء... (الحبّ الخالص). تاج العروس: ج 6، ص 363 (روق).

فاجتمعوا في اليوم الذي اتّفقوا عليه، و حضر معهم يحيى بن أكثم، فأمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر عليه السّلام دست(1) و يجعل له فيه مسورتان(2)، ففعل ذلك.

و خرج أبو جعفر عليه السّلام و هو يومئذ ابن تسع سنين و أشهر(3)، فجلس بين المسورتين، و جلس يحيى بن أكثم بين يديه، و قام الناس في مراتبهم، و المأمون جالس في دست متّصل بدست أبي جعفر عليه السّلام.

فقال يحيى بن أكثم للمأمون: أ تأذن لي يا أمير المؤمنين! أن أسأل أبا جعفر؟

فقال له المأمون: استأذنه في ذلك.

فأقبل عليه يحيى بن أكثم، فقال: أ تأذن لي جعلت فداك، في مسألة ؟

قال له أبو جعفر عليه السّلام: سل إن شئت.

قال يحيى: ما تقول جعلني اللّه فداك، في محرم قتل صيدا؟

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: قتله في حلّ أو حرم ؟ عالما كان المحرم أم جاهلا؟ قتله عمدا أو خطأ؟ حرّا كان المحرم أم عبدا؟ صغيرا كان أم كبيرا؟ مبتدئا بالقتل أم معيدا؟

من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد كان أم من كباره ؟ مصرّا على ما فعل أو نادما؟ في الليل كان قتله للصيد أم نهارا؟ محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحجّ كان محرما؟

فتحيّر يحيى بن أكثم، و بان في وجهه العجز و الانقطاع، و لجلج(4) حتّى

ص: 430


1- الدست: هي الوسادة كما في أقرب الموارد.
2- المسور كمنبر: هو متكأ من أدم كالمسورة. تاج العروس: ج 3، ص 284 (سور).
3- في دلائل الإمامة: له ستّ عشر سنة، و في تفسير القميّ : و لأبي جعفر عليه السّلام يومئذ عشرة سنين أو أحد عشرة سنة.
4- التلجلج و اللجلجة: التردّد في الكلام. تاج العروس: ج 2، ص 92 (لجّ ).

عرف جماعة أهل المجالس أمره.

فقال المأمون: الحمد للّه على هذه النعمة و التوفيق لي في الرأي.

ثمّ نظر إلى أهل بيته و قال لهم: أ عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه ؟

ثمّ أقبل على أبي جعفر، فقال له: أ تخطب يا أبا جعفر!؟

قال: نعم، يا أمير المؤمنين!

فقال له المأمون: اخطب جعلت فداك لنفسك! فقد رضيتك لنفسي، و أنا مزوّجك أمّ الفضل ابنتي، و إن رغم قوم لذلك.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: الحمد للّه إقرارا بنعمته، و لا إله إلاّ اللّه إخلاصا لوحدانيّته، و صلّى اللّه على محمّد سيّد بريّته، و الأصفياء من عترته.

أمّا بعد: فقد كان من فضل اللّه على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه: «وَ أَنْكِحُوا اَلْأَيٰامىٰ مِنْكُمْ وَ اَلصّٰالِحِينَ مِنْ عِبٰادِكُمْ وَ إِمٰائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ .» (1)

ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون، و قد بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد عليهما السّلام و هو خمسمائة درهم جيادا، فهل زوّجتني(2) يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور؟

قال المأمون: نعم! قد زوّجتك يا أبا جعفر! ابنتي على هذا الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلت ذلك، و رضيت به.

فأمر المأمون أن يقعد الناس على مراتبهم في الخاصّة و العامّة.

قال الرّيان: و لم نلبث أن سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاّحين

ص: 431


1- النساء: 3/4.
2- في المصدر و الاحتجاج: فهل زوّجته، و هو تصحيف.

في محاوراتهم، فإذا الخدم يجرّون سفينة مصنوعة من الفضّة مشدودة بالحبال من الأبريسم على عجل مملوّة من الغالية، فأمر المأمون أن يخضب لحاء الخاصّة من تلك الغالية، ثمّ مدّت إلى دار العامّة، فطيّبوا منها، و وضعت الموائد فأكل الناس، و خرجت الجوائز إلى كلّ قوم على قدرهم.

فلمّا تفرّق الناس و بقي من الخاصّة من بقي، قال المأمون لأبي جعفر عليه السّلام:

إن رأيت جعلت فداك! أن تذكر الفقه فيما فصّلته من وجوه قتل المحرم الصيد لنعلمه و نستفيده ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: نعم! إنّ المحرم إذا قتل صيدا في الحلّ ، و كان الصيد من ذوات الطير، و كان من كبارها، فعليه شاة، فإن أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا.

فإذا قتل فرخا في الحلّ ، فعليه حمل قد فطم من اللبن(1).

و إذا قتله في الحرم، فعليه الحمل، و قيمة الفرخ.

و إن كان من الوحش، و كان حمار وحش، فعليه بقرة.

و إن كان نعامة، فعليه بدنة(2).

و إن كان ظبيا، فعليه شاة(3).

فإن قتل شيئا من ذلك في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفا، هديا بالغ الكعبة.

و إذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، و كان إحرامه بالحجّ ، نحره

ص: 432


1- في تفسير القميّ : فعليه جمل قد فطم، و ليس عليه قيمته لأنّه ليس في الحرم.
2- في تفسير القميّ : و إذا كان من الوحش فعليه في حمار الوحش بدنة و كذلك في النعامة فإن لم يقدر فعليه إطعام ستّين مسكينا، فإن لم يقدر فصيام ثمانية عشر يوما، و إن كانت بقرة فعليه بقرة، فإن لم يقدر فعليه إطعام ثلاثين مسكينا، فمن لم يقدر فليصم تسعة أيّام.
3- في تفسير القميّ زيادة: فإن لم يقدر، فإطعام عشرة مساكين، فإن لم يقدر، فصيام ثلاثة أيّام.

بمنى.

و إن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكّة(1).

و جزاء الصيد على العالم و الجاهل سواء، و في العمد له المأثم، و هو موضوع عنه في الخطأ.

و الكفّارة على الحرّ في نفسه، و على السيّد في عبده،(2) و الصغير لا كفّارة عليه، و هي على الكبير واجبة، و النادم يسقط بندمه عنه عقاب الآخرة، و المصرّ يجب عليه العقاب في الآخرة(3).

فقال له المأمون: أحسنت يا أبا جعفر! أحسن اللّه إليك! فإن رأيت أن تسأل يحيى عن مسألة كما سألك ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام ليحيى: أسألك ؟

قال: ذلك إليك جعلت فداك! فإن عرفت جواب ما تسألني عنه، و إلاّ استفدته منك.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: أخبرني عن رجل: نظر إلى امرأة في أوّل النهار، فكان نظره إليها حراما عليه.

فلمّا ارتفع النهار، حلّت له.

ص: 433


1- في تفسير القميّ زيادة: و يتصدّق بمثل ثمنه حتّى يكون مضاعفا، و كذلك إذا أصاب أرنبا فعليه شاة، و إذا قتل حمامة، تصدّق بدرهم أو يشتري به طعاما لحمامة الحرم، و في الفرخ، نصف درهم، و في البيضة، ربع درهم.
2- في تفسير القميّ زيادة: و كلّما أتى به العبد، فكفّارته على صاحبه بمثل ما يلزم صاحبه.
3- في تفسير القميّ زيادة: و إن دلّ على الصيد و هو محرم، فقتل، فعليه الفداء، و المصرّ عليه، يلزمه بعد الفداء، عقوبة في الآخرة، و النادم عليه، لا شيء عليه بعد الفداء، و إذا أصاب ليلا في وكرها خطأ، فلا شيء عليه إلاّ أن يتعمّده، فإن تعمّد بليل أو نهار، فعليه الفداء.

فلمّا زالت الشمس، حرمت عليه.

فلمّا كان وقت العصر، حلّت له.

فلمّا غربت الشمس، حرمت عليه.

فلمّا دخل عليه وقت العشاء الآخرة، حلّت له.

فلمّا كان انتصاف الليل، حرمت عليه.

فلمّا طلع الفجر، حلّت له(1).

ما حال هذه المرأة ؟ و بما ذا حلّت له و حرمت عليه ؟

فقال له يحيى بن أكثم: و اللّه! ما أهتدي إلى جواب هذا السؤال، و لا أعرف الوجه فيه، فإن رأيت أن تفيدناه ؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: هذه أمة لرجل من الناس، نظر إليها أجنبي في(2) أوّل النهار، فكان نظره إليها حراما عليه.

فلمّا ارتفع النهار، ابتاعها من مولاها، فحلّت له.

فلمّا كان عند الظهر، أعتقها، فحرمت عليه.

فلمّا كان وقت العصر، تزوّجها، فحلّت له.

فلمّا كان وقت المغرب، ظاهر منها، فحرمت عليه.

فلمّا كان وقت العشاء الآخرة، كفّر عن الظهار، فحلّت له.

فلمّا كان في نصف الليل، طلّقها(3) واحدة، فحرمت عليه.

فلمّا كان عند الفجر، راجعها، فحلّت له.

قال: فأقبل المأمون على من حضره من أهل بيته، فقال لهم: هل فيكم أحد

ص: 434


1- في المناقب زيادة: و عند ارتفاع النهار حرمت، و عند الظهر حلّت.
2- في الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: نظر إليها بعض من الناس في أوّل النهار بشهوة.
3- في الاحتجاج: طلّقها تطليقة واحدة.

يجيب عن المسألة بمثل هذا الجواب، أو يطرف القول فيما تقدّم من السؤال ؟

قالوا: لا و اللّه! إنّ أمير المؤمنين أعلم بما رأى.

فقال لهم: و يحكم! إنّ أهل هذا البيت خصّوا من الخلق بما ترون من الفضل، و إنّ صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال.

أ ما علمتم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم افتتح دعوته بدعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و هو ابن عشر سنين، و قبل منه الإسلام و حكم له به، و لم يدع أحدا في سنّه غيره، و بايع الحسن و الحسين عليهما السّلام و هما ابنا دون ستّ سنين، و لم يبايع صبيّا غيرهما، أ فلا تعلمون الآن ما اختصّ اللّه به هؤلاء القوم، و أنّهم ذرّيّة طيّبة بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأوّلهم.

قالوا: صدقت يا أمير المؤمنين! ثمّ نهض القوم.

فلمّا كان من الغد، حضر الناس و حضر أبو جعفر عليه السّلام، و صار القوّاد و الحجّاب و الخاصّة و العامّة لتهنئة المأمون و أبي جعفر عليه السّلام، فاخرجت ثلاثة أطباق من الفضّة فيها بنادق مسك و زعفران، معجون في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة، و عطايا سنيّة و اقطاعات(1).

فأمر المأمون بنثرها على القوم في خاصّته، فكان كلّ من وقع في يده بندقة أخرج الرقعة التي فيها و التمسه فأطلق له، و وضعت البدر(2)، فنثر ما فيها على القوّاد و غيرهم، و انصرف الناس و هم أغنياء بالجوائز و العطايا.

ص: 435


1- أقطعته قطيعة: أي طائفة من أرض الخراج، و القطائع: اسم لما لا ينقل من المال كالقرى و الأراضي و الأبراج و الحصون. و منه الحديث: قطائع الملوك كلّها للإمام. مجمع البحرين: ج 4، ص 381 (قطع).
2- في الحديث عن جابر إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أتى ببدر فيه خضرات من البقول قال ابن وهب يعني بالبدر (الطبق) شبه بالبدر لاستدارته، و قال الأزهري: سمّي بدرا لأنّه مدوّر. تاج العروس: ج 3، ص 34 (بدر).

و تقدّم المأمون بالصدقة على كافّة المساكين، و لم يزل مكرما لأبي جعفر عليه السّلام، معظّما لقدره مدّة حياته، يؤثره على ولده و جماعة أهل بيته(1).

ص: 436


1- الإرشاد: ص 319، س 18. عنه كشف الغمّة: ج 2، ص 353، س 16، مرسلا و بتفاوت، و البحار: ج 50، ص 79، س 11، و حلية الأبرار: ج 4، ص 553، س 4، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 22، و الأنوار البهيّة: ص 255، س 3، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 347، ح 2376، و وسائل الشيعة: ج 21، ص 108، ح 26651، قطعة منه. الاحتجاج للطبرسي: ج 2، ص 469، ح 322، مرسلا عن الريّان بن شبيب، بتفاوت. عنه البحار: ج 50، ص 74، ح 3، و ج 96، س 149، ح 7، قطعة منه، و ج 100، ص 272، س 16، و وسائل الشيعة: ج 13، ص 14، ح 17127، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 14، ص 209، ح 14519. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 252، ح 1199، قطعة منه، بتفاوت. عنه الوافي: ج 21، ص 399، ح 21434، و وسائل الشيعة: ج 20، ص 261، ح 25575. عيون المعجزات: ص 123، س 22، مرسلا عن الريّان بن شبيب، باختلاف و اختصار. تفسير القميّ : ج 1، ص 182، س 11، عن محمّد بن الحسين «الحسن» عن محمّد بن عون النصيبي، بتفاوت. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 673، ح 368، و البحار: ج 10، ص 381، ح 1، و ج 50، ص 79، س 9، مثله، و ج 96، ص 148، ح 6، قطعة منه. الاختصاص: ص 98، س 10، عن علي بن إبراهيم، مرفوعا، بتفاوت، عنه البحار: ج 10، ص 384، س 16، مثله. الصواعق المحرقة: ص 206، س 13، قطعة منه. عنه إحقاق الحقّ : ج 19، ص 587، س 8. تحف العقول: ص 451، س 5، مرسلا كما في تفسير القميّ . عنه وسائل الشيعة: ج 13، ص 15، ح 17118، قطعة منه، و ج 21، ص 109، ح 26652، قطعة منه، و البحار: ج 10، ص 384، س 15. ينابيع المودّة: ج 3، ص 125، س 9. روضة الواعظين: ص 261، س 20، مرسلا بتفاوت. إحقاق الحقّ : ج 12، ص 422، س 6، عن مفتاح النجا في مناقب آل العبا (المخطوط) ص 184. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 23، مرسلا عن الريّان بن شبيب و يحيى الزيّات، قطعة منه. إثبات الوصيّة: ص 223، س 18، مرسلا عن علي بن إبراهيم، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: ج 9، ص 253، ح 10837، و ج 14، ص 210، ح 16520، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 9. مفتاح الفلاح: ص 486، س 7، قطعة منه. كتاب ألقاب الرسول و عترته عليهم السّلام، ضمن المجموعة النفيسة: ص 227، س 14، باختصار. الثاقب في المناقب: ص 505، ح 433، باختصار. الصراط المستقيم: ج 2، ص 175، س 10، باختصار. مكارم الأخلاق: ص 196، س 13، مرسلا، قطعة منه. عنه وسائل الشيعة: ج 21، ص 249، ح 27010، و البحار: ج 100، ص 265، ح 5. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 267، س 15، قطعة منه، مرسلا بتفاوت. دلائل الإمامة: ص 391، ح 345، عن أبي المفضّل محمد بن عبد اللّه، عن أبي النجم بدر ابن عمّار الطبرستاني، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن محمد بن المحمودي عن أبيه.... عنه البحار: ج 100، ص 271، ح 22، و مستدرك الوسائل: ج 14، ص 312، ح 16799، و ج 15، ص 63، ح 17544. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 947، س 2، أشار إلى مضمونه. مناقب أهل البيت عليهم السّلام: ص 286، س 4، قطعة منه. إعلام الورى: ج 2، ص 101، س 8، بتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 4، (زوجته أمّ الفضل)، و ف 2، ب 6، (ما ورد عن العلماء و غيرهم في مدحه)، و ف 3، ب 1، (دخوله و جلوسه عليه السّلام في المجالس)، (تزويجه عليه السّلام بأمّ الفضل و له تسع سنين)، و ف 4، ب 3، (صداق فاطمة عليها السّلام)، و ف 5، ب 7، (كفّارات الصيد في الحلّ و الحرم)، و ب 9، (كيفيّة اجراء العقد)، (مهر السنّة)، (حكم من اشترى أمة ثمّ أعتقها)، و ب 10 (طلاق الرجعة)، (حكم من ظاهر عن امرأته ثمّ كفّر)، و ف 6، ب 1 (سورة النور 32/24)، و ف 8، ب 1 (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم).

{532} 6 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: الخطيب في «تاريخ بغداد» عن يحيى بن أكثم: إنّ المأمون خطب، فقال: الحمد للّه الذي تصاغرت الأمور لمشيّته، و لا إله إلاّ اللّه إقرارا بربوبيّته، و صلّى اللّه على محمد عبده و خيرته.

ص: 437

أمّا بعد، فإنّ اللّه جعل النكاح الذي رضيه لكمال سبب المناسبة.

ألا و إنّي قد زوّجت «زينب» ابنتي من محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام أمهرناها عنه أربعمائة درهم.

و يقال: إنّه عليه السّلام كان ابن تسع سنين و أشهر، و لم يزل المأمون متوفّرا على إكرامه و إجلال قدره(1).

{533} 7 - الحضيني رحمه اللّه: عن محمد بن اسماعيل الحسني، عن محمد بن علي، عن أيّوب السراج، عن محمد بن موسى النوفلي، قال: دخلت على سيّدي أبي جعفر عليه السّلام يوم الجمعة عشيّا، فوجدت بين يديه، فوجدت أبا هاشم داود بن القاسم الجعفري، و عينا أبي هاشم بهمدان، و رأيت سيّدي أبا جعفر مطرقا.

فقلت لأبي هاشم: ما يبكيك يا ابن عمّ؟

قال: من جرأة هذا الطاغي، المأمون على اللّه و على دمائنا، بالأمس قتل الرضا، و الآن يريد قتلي.

فبكيت و قلت: يا سيّدي! هذا مع إظهاره فيك ما يظهره ؟!

قال: و يحك يا ابن العمّ ! الذي أظهره في أبي، أكثر.

فقلت: و اللّه، يا سيّدي! إنّك لتعلم ما علمه جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد علم ما علمه المصير و سائر النبيّين، و ليس لنا حكم، و الحكم و الأمر لك، فإن تستكفي شرّه فإنّه يكفيك.

ص: 438


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 73، ح 1. مكارم الأخلاق: ص 197، س 10. قطعة منه في ف 1، ب 4 (زوجته أمّ الفضل)، و ب 5 (سنّه عليه السّلام حين التزويج بأمّ الفضل).

فقال: و يحك يا ابن العمّ ! فمن يركب إليّ الليلة في خدمة بالساعة الثامنة من الليل، و قد وصل الشرب و الطرب إلى ذلك الوقت، و أظهره بشوقه إلى أمّ الفضل، فيركب و يدخل إليّ و يقصد إلى ابنته أمّ الفضل، و قد وعدها أنّها تبات في الحجرة الفلانيّة في بعد مرقدي بحجرة نومي.

فإذا دخل داري عدل إليها و عهد الخدم ليدخلون إلى مرقدي، فيقولون: إنّ مولانا المأمون منّا، و يشهروا سيوفهم، و يحلفوا أنّه لا بدّ نقتله، فأين يحرب منّا، و يظاهرون إليّ .

و يكون هذا الكلام إشعارهم.

فيضعون سيوفهم على مرقدي و يفعلون كفعل غيلانه في أبي، فلا يضرّني ذلك، و لا تصل أيديهم إليّ .

و يخيّل لهم أنّه فعل حقّ ، و هو باطل، و يخرجون مخضبين الثياب، قطرة سيوفهم دما كذبا.

و يدخلون على المأمون و هو عند ابنته في داري، فيقول: ما و راؤكم ؟ فيروه أسيافهم تقطر دما، و ثيابهم و أيديهم مضرّجة بالدم.

فتقول أمّ الفضل: أين قتلتموه ؟

فيقولون لها: في مرقده.

فتقول لهم: ما علامة مرقده ؟

فيصفون لها، فتقول: إي و اللّه! هو، فتقدم إلى رأس أبيها فتقبّله و تقول:

الحمد للّه الذي أراحك من هذا الساحر الكذّاب.

فيقول لها: يا ابنة! لا تعجلي، فقد كان لأبيه علي بن موسى هذا الفعل، فأمرته تفتح الأبواب و قعدت للتعزية، و لقد قتله خدمي أشدّ من هذه القتلة، ثمّ ثاب إلى عقلي.

ص: 439

فبعثت ثقة خدمي صبيح الديلمي السبب في قتله فعاد إليّ و قال: إنّه في محرابه يسبّح اللّه، فتغلق الأبواب ثمّ تظهر أنّها كانت غشية و فاقت الساعة، فاصبري يا بنيّة، لا تكون هذه القتلة مثل تلك القتلة.

فقالت: يا أبي! هذا يكون ؟!

قال: نعم! فإذا رجعت إلى داري وراق الصبح فابعثي استأذني عليه، فإن وجدتيه حيّا، فادخلي عليه و قولي له:

إنّ أمير المؤمنين شغب عليه خدمه و أرادوا قتله، فهرب منهم إلى أن سكنوا فرجع، و إن وجدتيه مقتولا، فلا تحدّثي أحدا حتّى أجيئك، و ينصرف إلى داره ترتقب ابنته الصبح.

فإذا اعترض تبعث إليّ خادما، فيجدني في الصلاة قائما فيرجع إليها بالخبر فتجيء و تدخل عليّ و تفعل ما قال أبوها، و تقول: ما منعني أن اجيئك بليلتي إلاّ أمير المؤمنين إلى أن أقول و اللّه الموفّق هاهنا من هذا الموضع يقول انصرف و تبعث له، و هذا خبر المأمون بالتمام(1).

8 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى ابن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام قالت:... قالت أمّ عيسى [زوجة الجواد عليه السّلام]:... كنت أغار عليه كثيرا، و اراقبه أبدا، و ربّما يسمعني الكلام، فأشكو ذلك إلى أبي فيقول: يا بنيّة! احتمليه، فإنّه بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فبينما أنا جالسة ذات يوم إذ دخلت عليّ جارية فسلّمت، فقلت: من أنت ؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، و أنا زوجة أبي جعفر محمد بن

ص: 440


1- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. قطعة منه في ف 1، ب 4، (أحوال زوجته أمّ الفضل)، و ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عن الوقائع الآتية)، (عدم تأثير السيف عليه)، و ف 4، ب 3، (قاتله [أي الرضا عليه السّلام] المأمون).

علي الرضا زوجك!

فدخلتني من الغيرة ما لا أقدر على احتمال ذلك، فهممت أن أخرج و أسيح في البلاد، و كاد الشيطان أن يحملني على الإساءة إليها، فكظمت غيظي، و أحسنت رفدها و كسوتها.

فلمّا خرجت من عندي المرأة، نهضت و دخلت على أبي، و أخبرته بالخبر، و كان سكرانا لا يعقل، فقال: يا غلام! عليّ بالسيف.

فاتي به، فركب و قال: و اللّه! لأقتلنّه.

فلمّا رأيت ذلك، قلت: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، ما صنعت بنفسي و بزوجي، و جعلت ألطم حرّ وجهي، فدخل عليه والدي و ما زال يضربه بالسيف حتّى قطّعه، ثمّ خرج من عنده، و خرجت هاربة من خلفه، فلم أرقد ليلتي.

فلمّا ارتفع النهار، أتيت أبي فقلت: أ تدري ما صنعت البارحة ؟!

قال: و ما صنعت ؟

قلت: قتلت ابن الرضا!

فبرق عينه، و غشي عليه. ثمّ أفاق بعد حين، و قال: ويلك! ما تقولين ؟

قلت: نعم! و اللّه يا أبت! دخلت عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتّى قتلته.

فاضطرب من ذلك اضطرابا شديدا، و قال: عليّ بياسر الخادم.

فجاء ياسر، فنظر إليه المأمون، و قال: ويلك ما هذا الذي تقول هذه ابنتي ؟

قال: صدقت يا أمير المؤمنين!

فضرب بيده على صدره و خدّه، و قال: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، هلكنا باللّه و عطبنا، و افتضحنا إلى آخر الأبد. ويلك يا ياسر! فانظر ما الخبر و القصّة عنه ؟ و عجّل عليّ بالخبر، فإنّ نفسي تكاد أن تخرج الساعة.

فخرج ياسر، و أنا ألطم حرّ وجهي، فما كان بأسرع من أن رجع ياسر.

ص: 441

فقال: البشرى يا أمير المؤمنين!

قال: لك البشرى! فما عندك ؟

قال ياسر: دخلت عليه، فإذا هو جالس و عليه قميص و دوّاج، و هو يستاك، فسلّمت عليه و قلت: يا ابن رسول اللّه، احبّ أن تهب لي قميصك هذا اصلّي فيه و أتبرّك به. و إنّما أردت أن أنظر إليه و إلى جسده هل به أثر السيف، فو اللّه كأنّه العاج الذي مسّه صفرة، ما به أثر.

فبكى المأمون طويلا، و قال: ما بقي مع هذا شيء، إنّ هذا لعبرة للأوّلين و الآخرين.

و قال: يا ياسر! أمّا ركوبي إليه و أخذي السيف و دخولي عليه، فإنّي ذاكر له، و خروجي عنه فلست أذكر شيئا غيره، و لا أذكر أيضا انصرافي إلى مجلسي، فكيف كان أمري و ذهابي إليه، لعن اللّه على هذه الابنة لعنا وبيلا.

تقدّم إليها و قل لها: يقول لك أبوك: و اللّه! لئن جئتني بعد هذا اليوم، و شكوت منه أو خرجت بغير إذنه، لأنتقمنّ له منك.

ثمّ سر إلى ابن الرضا، و أبلغه عنّي السلام، و احمل إليه عشرين ألف دينار، و قدّم إليه الشهري الذي ركبته البارحة.

ثمّ مر بعد ذلك الهاشميّين أن يدخلوا عليه، بالسلام، و يسلّموا عليه.

قال ياسر: فأمرت لهم بذلك، و دخلت أنا أيضا معهم و سلّمت عليه، و أبلغت التسليم، و وضعت المال بين يديه، و عرضت الشهري عليه.

فنظر عليه السّلام إليه ساعة، ثمّ تبسّم فقال: يا ياسر! هكذا كان العهد بيننا و بينه، حتّى يهجم عليّ بالسيف ؟! أ ما علم أنّ لي ناصرا و حاجزا يحجز بيني و بينه ؟

فقلت: يا سيّدي! يا ابن رسول اللّه! دع عنك هذا العتاب، و اصفح و اللّه، و حقّ جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما كان يعقل شيئا من أمره، و ما علم أين هو من

ص: 442

أرض اللّه، و قد نذر للّه نذرا صادقا، و حلف أن لا يسكر بعد ذلك أبدا، فإنّ ذلك من حبائل الشيطان، فاذا أنت يا ابن رسول اللّه أتيته، فلا تذكر له شيئا، و لا تعاتبه على ما كان منه.

فقال عليه السّلام: هكذا كان عزمي و رأيي، و اللّه.

ثمّ دعا بثيابه، و لبس و نهض، و قام معه الناس أجمعون حتّى دخل على المأمون. فلمّا رآه قام إليه و ضمّه إلى صدره، و رحّب به، و لم يأذن لأحد في الدخول عليه، و لم يزل يحدّثه و يستأمره.

فلمّا انقضى ذلك، قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: يا أمير المؤمنين!

قال: لبّيك و سعديك!

قال: لك عندي نصيحة فاقبلها!

قال المأمون: بالحمد و الشكر، فما ذاك يا ابن رسول اللّه ؟

قال: احبّ لك أن لا تخرج بالليل، فإنّي لا آمن عليك من هذا الخلق المنكوس، و عندي عقد تحصّن به نفسك، و تحرز به من الشرور و البلايا و المكاره و الآفات و العاهات، كما أنقذني اللّه منك البارحة.

و لو لقيت به جيوش الرّوم و الترك، و اجتمع عليك، و على غلبتك أهل الأرض جميعا ما تهيّأ لهم منك شيء بإذن اللّه الجبّار، و إن أحببت بعثت به إليك لتحترز به من جميع ما ذكرت لك.

قال: نعم! فاكتب ذلك بخطّك و ابعثه إليّ .

قال: نعم!

قال ياسر: فلمّا أصبح أبو جعفر عليه السّلام بعث إليّ فدعاني، فلمّا صرت إليه و جلست بين يديه، دعا برقّ ظبي من أرض تهامة، ثمّ كتب بخطّه هذا العقد.

ص: 443

ثمّ قال: يا ياسر! احمل هذا إلى أمير المؤمنين و قل له: حتّى يصاغ له قصبة من فضّة منقوش عليها ما أذكره بعده.

فإذا أراد شدّه على عضده، فليشدّه على عضده الأيمن. و ليتوضّأ وضوء حسنا سابغا، و ليصلّ أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، و سبع مرّات آية الكرسيّ ، و سبع مرّات «شَهِدَ اَللّٰهُ » و سبع مرّات «وَ اَلشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا» ، و سبع مرّات «وَ اَللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ » ، و سبع مرّات «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» .

فإذا فرغ منها فليشدّه على عضده الأيمن عند الشدائد و النوائب، يسلم بحول اللّه و قوّته من كلّ شيء يخافه و يحذره، و ينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب، و لو أنّه غزى أهل الروم و ملكهم، لغلبهم بإذن اللّه، و بركة هذا الحرز.

و روي: أنّه لمّا سمع المأمون من أبي جعفر عليه السّلام في أمر هذا الحرز و هذه الصفات كلّها، غزى أهل الروم فنصره اللّه تعالى عليهم، و منح منهم من المغنم ما شاء اللّه، و لم يفارق هذا الحرز عند كلّ غزاة و محاربة، و كان ينصره اللّه عزّ و جلّ بفضله، و يرزقه الفتح بمشيّته، إنّه وليّ ذلك بحوله و قوّته...(1).

9 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي، قال:

حدّثنا أبي:... لمّا زوّج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام ابنته، كتب عليه السّلام إليه: أنّ لكلّ زوجة صداقا من مال زوجها، و قد جعل اللّه أموالنا في الآخرة مؤجّلة، مذخورة هناك، كما جعل أموالكم معجّلة في الدنيا و كثر هاهنا، و قد أمهرت ابنتك الوسائل إلى المسائل...(2).

ص: 444


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- مهج الدعوات: ص 309، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى مأمون العبّاسي)، رقم 956.

10 - الحضيني رحمه اللّه:... صالح بن محمد بن داود اليعقوبي قال: لمّا توجّه أبو جعفر عليه السّلام لاستقبال المأمون و قد أقبل من نواحي الشام، و أمر أن يعقد ذنب دابّته، و ذلك في يوم صائف شديد الحرّ...(1).

{534} 11 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان المأمون مشعوفا بأبي جعفر عليه السّلام، لما قد رأى من فضله مع صغر سنه و بلوغه في العلم و الحكمة و الأدب و كمال العقل، ما لم يساوه فيه أحد من أهل ذلك الزمان.

فزوّجه بابنته أمّ الفضل، و حملها معه إلى المدينة، و كان متوفّرا على كرامة تعظيمه و إجلاله قدره(2).

{535} 12 - الطبرسي رحمه اللّه: و كان في أيّام إمامته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] بقيّة ملك المأمون، ثمّ ملك المعتصم ثماني سنين و أشهرا.

و هو الذي بنى مدينة سرّ من رأى، و جلب الأطراف.

و في أوّل ملكه، استشهد وليّ اللّه صلوات اللّه عليه(3).

{536} 13 - سبط ابن الجوزي: قال الصولي:

فاجتمع بنو العبّاس إلى زينب بنت سليمان علي بن عبد اللّه بن عبّاس و كانت في القعدد و السؤدد مثل المنصور.

فسألوها ان تدخل على المأمون، و تسأله الرجوع إلى لبس السواد، و ترك

ص: 445


1- الهداية الكبرى: ص 300، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 430.
2- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 2. كشف الغمّة: ج 2، ص 353، س 11 و ص 370، س 4. قطعة منه في ف 2، ب 6، (ما ورد عن العلماء و غيرهم في مدحه عليه السّلام).
3- تاج المواليد، ضمن المجموعة النفيسة: ص 129، س 7، ح 13.

الخضرة و الأضراب مثل ما كان عليه، لأنّه عظم بعد موت علي بن موسى أن يعهد إلى محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام(1).

{537} 14 - أبو الفرج الأصبهاني: و زوّج المأمون ابنته أمّ الفضل محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام على حلكة لونه و سواده.

و نقلها إليه فلم تزل عنده(2).

ج - أحواله عليه السّلام مع المعتصم

{538} 1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد(3) و صديقه بشدّة، قال: رجع ابن أبي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتمّ ، فقلت له في ذلك.

فقال: وددت اليوم أنّي قد متّ منذ عشرين سنة!

قال: قلت له: و لم ذاك ؟

قال: لما كان من هذا الأسود! أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام اليوم بين يدي أمير المؤمنين المعتصم.

قال: قلت له: و كيف كان ذلك ؟

قال: إنّ سارقا أقرّ على نفسه بالسرقة، و سأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه، و قد أحضر محمد بن علي عليهما السّلام فسألنا عن القطع في أيّ موضع يجب أن يقطع ؟

ص: 446


1- تذكرة الخواصّ : ص 318، س 25.
2- مقاتل الطالبيّين: ص 456، س 17. نزهة الجليس: ج 1، ص 402، س 3، مثله.
3- في المصدر: ابن أبي داود و هو مصحّف (أحمد بن أبي دؤاد الأيادي الجهمي) ذكره ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه: ج 4، ص 5، و في المؤتلف و المختلف للدار قطني: ج 2، ص 965، و سير أعلام النبلاء: ج 11، ص 169.

قال: فقلت: من الكرسوع(1).

قال: و ما الحجّة في ذلك ؟

قال: قلت: لأنّ اليد هي الأصابع، و الكفّ إلى الكرسوع، لقول اللّه في التيمّم: «فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ .» (2) و اتّفق معي على ذلك قوم.

و قال آخرون: بل يجب القطع من المرفق.

قال: و ما الدليل على ذلك ؟

قالوا: لأنّ اللّه لمّا قال: «وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى اَلْمَرٰافِقِ .» في الغسل دلّ ذلك على أنّ حدّ اليد هو المرفق.

قال: فالتفت إلى محمد بن علي عليهما السّلام، فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر!؟

فقال: قد تكلّم القوم فيه يا أمير المؤمنين!

قال: دعني ممّا تكلّموا به! أيّ شيء عندك ؟

قال: اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين!

قال: أقسمت عليك باللّه لما أخبرت بما عندك فيه ؟

فقال عليه السّلام: أمّا إذا أقسمت عليّ باللّه إنّي أقول: إنّهم أخطئوا فيه السنّة، فإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، فيترك الكفّ .

قال: و ما الحجّة في ذلك ؟

قال: قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: السجود على سبعة أعضاء: الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها.

ص: 447


1- الكرسوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر، أقرب الموارد: ج 2، ص 1077 (كرسع).
2- النساء: 43/4، و المائدة: 6/5.

و قال(1) اللّه تبارك و تعالى: «وَ أَنَّ اَلْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ .» يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها «فَلاٰ تَدْعُوا مَعَ اَللّٰهِ أَحَداً» (2). و ما كان للّه لم يقطع.

قال: فأعجب المعتصم ذلك، و أمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ .

قال ابن أبي دؤاد: قامت قيامتي و تمنّيت أنّي لم أك حيّا.

قال زرقان: إنّ ابن أبي دؤاد قال: صرت إلى المعتصم بعد ثالثة، فقلت: إنّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة، و أنا أكلّمه بما أعلم أنّي أدخل به النار.

قال: و ما هو؟

قلت: إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه فقهاء رعيّته و علماؤهم لأمر واقع من أمور الدين، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك، و قد حضر المجالس أهل بيته و قوّاده و وزراؤه و كتّابه، و قد تسامع الناس بذلك من وراء بابه، ثمّ يترك أقاويلهم كلّهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمّة بإمامته، و يدّعون أنّه أولى منه بمقامه، ثمّ يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء؟!

قال: فتغيّر لونه، و انتبه لما نبّهته له، و قال: جزاك اللّه عن نصيحتك خيرا.

قال: فأمر يوم الرابع «فلانا» من كتّاب وزرائه بأن يدعوه إلى منزله، فدعاه.

فأبى أن يجيبه، و قال: قد علمت أنّي لا أحضر مجالسكم.

فقال: إنّي إنّما أدعوك إلى الطعام، و أحبّ أن تطأ ثيابي، و تدخل منزلي فأتبرّك بذلك، و قد أحبّ «فلان بن فلان» من وزراء الخليفة لقاءك.

فصار إليه، فلمّا أطعم منها أحسّ السمّ .

ص: 448


1- في مدينة المعاجز: و قد قال.
2- الجنّ : 18/71.

فدعا بدابّته، فسأله ربّ المنزل أن يقيم ؟

قال: خروجي من دارك خير لك.

فلم يزل يومه ذلك و ليله في خلفه حتّى قبض صلوات اللّه عليه(1).

{539} 2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني المحمودي:

أنّه دخل على ابن أبي دؤاد(2) و هو في مجلسه، و حوله أصحابه.

فقال لهم ابن أبي دؤاد: يا هؤلاء! ما تقولون في شيء قاله الخليفة البارحة ؟

فقالوا: و ما ذلك ؟

قال: قال الخليفة: ما ترى العلائيّة(3) تصنع إن أخرجنا إليهم أبا جعفر سكران ينشي(4) مضمّخا(5) بالخلوق ؟

ص: 449


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. عنه البحار: ج 50، ص 5، ح 7، و ج 76، ص 190، ح 33، قطعة منه، و ج 82، ص 128، ح 1، قطعة منه، و ج 66، ص 50، س 12، أشار إلى مضمونه، و ج 81، ص 196، س 4، قطعة منه، و وسائل الشيعة: ج 28، ص 252، ح 34690، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 403، ح 2412، بتفاوت، و حلية الأبرار: ج 4، ص 580، ح 2، و البرهان: ج 1، ص 471، ح 12، و ج 4، ص 395، ح 6، و نور الثقلين: ج 1، ص 628، ح 190، قطعة منه، و ج 5، ص 439، ح 37، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 4، ص 456، ح 5143، و الأنوار البهيّة: ص 256، س 16. مجمع البيان: ج 5، ص 372، س 14، قطعة منه. عنه البحار: ج 82، ص 138، ح 21، و وسائل الشيعة: ج 6، ص 345، ح 8141. قطعة منه في: ف 1، ب 3، (لونه عليه السّلام)، و ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (الإجابة لدعوة الطعام)، و ف 5، ب 3، (السجود على سبعة أعضاء)، و ب 23، (حدّ القطع)، و ف 6، ب 1، (سورة الجنّ : 18/72)، و ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع المعتصم)، و ف 9، ب 3، (ما رواه عليه السّلام عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
2- في المصدر: ابن أبي داود، و هو تصحيف، تقدّمت ترجمته في الحديث السابق.
3- قال في الأعيان: أي الغلاة، و أراد بهم الشيعة، راجع هامش المصدر، رقم 3.
4- نشوا و نشوة: سكر، أقرب الموارد: ج 2، ص 1304 (نشي).
5- ضمّخ بالطيب: لطخه، و الخلوق بالفتح: قسم من الطيب. كما في المصدر.

قالوا: إذن تبطل حجّتهم، و تبطل مقالهم.

قلت: إنّ العلائيّة يخالطوني كثيرا، و يفضون إليّ بسرّ مقالتهم، و ليس يلزمهم هذا الذي جرى.

فقال: و من أين قلت ؟

قلت: إنّهم يقولون: لا بدّ في كلّ زمان، و على كلّ حال للّه في أرضه من حجّة يقطع العذر بينه و بين خلقه.

قلت: فإن كان في زمان الحجّة من هو مثله أو فوقه في النسب و الشرف كان أدلّ الدلائل على الحجّة لصلة السلطان من بين أهله و ولوعه به.

قال: فعرض ابن أبي دؤاد هذا الكلام على الخليفة.

فقال: ليس إلى هؤلاء القوم حيلة، لا تؤذوا أبا جعفر(1).

{540} 3 - العيّاشي رحمه اللّه: عن أحمد بن الفضل الخاقاني من آل رزين، قال:

قطع الطريق بجلولاء(2) على السابلة(3) من الحجّاج و غيرهم، و أفلت القطّاع.

ص: 450


1- رجال الكشّي: ص 560، ح 1058. عنه البحار: ج 50، ص 94، ح 7، بتفاوت.
2- جلولاء: بالمدّ، طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان، بينها و بين خانقين سبعة فراسخ، و هو نهر عظيم يمتدّ إلى بعقوبا، و يجري بين منازل أهل بعقوبا و يحمل السفن إلى باجسرى. و بها كانت الوقعة المشهورة على الفرس للمسلمين سنة 16، فاستباحهم المسلمون. فسمّيت جلولاء الوقيعة؛ لما أوقع بهم المسلمون. و قال سيف: قتل اللّه عزّ و جلّ من الفرس يوم جلولاء مائة ألف، فجلّلت القتلى المجال ما بين يديه و ما خلفه، فسمّيت جلولاء لما جلّلها من قتلاهم. و جلولاء أيضا: مدينة مشهورة بإفريقيّة، بينها و بين القيروان أربعة و عشرون ميلا... و هي مدينة قديمة أزليّة مبنيّة بالصخر... و كان فتحها على يدى عبد الملك بن مروان، و كان مع معاوية بن حديج في جيشه فبعث إلى جلولاء ألف رجل لحصارها فلم يصنعوا شيئا، فعادوا فلم يسيروا إلاّ قليلا حتّى رأى ساقة الناس غبارا شديدا فظنّوا أنّ العدوّ قد تبع الناس، فكّر جماعة من المسلمين إلى الغبار فإذا مدينة جلولاء قد تهدم سورها، فدخلها المسلمون، فانصرف عبد الملك بن مروان إلى معاوية بن حديج بالخبر فأجلب الناس الغنيمة، فكان لكلّ رجل من المسلمين مائتا درهم، و حظّ الفارس أربعمائة درهم. معجم البلدان: ص 156.
3- السابلة: الطريق المسلوك، يقال: سبيل سابلة أي مسلوكة، و المارّون عليه. أقرب الموارد: ج 1، ص 492 (سبل).

فبلغ الخبر المعتصم، فكتب إلى العامل له كان بها: تأمر الطريق بذلك، فيقطع على طرف اذن أمير المؤمنين، ثمّ انفلت القطّاع فإن أنت طلبت هؤلاء و ظفرت بهم و إلاّ أمرت بأن تضرب ألف سوط، ثمّ تصلب بحيث قطع الطريق.

قال: فطلبهم العامل حتّى ظفر بهم و استوثق منهم، ثمّ كتب بذلك إلى المعتصم، فجمع الفقهاء و ابن أبي دؤاد(1)، ثمّ سأل الآخرين عن الحكم فيهم، و أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام حاضر.

فقالوا: قد سبق حكم اللّه فيهم في قوله: «إِنَّمٰا جَزٰاءُ اَلَّذِينَ يُحٰارِبُونَ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي اَلْأَرْضِ فَسٰاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاٰفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ اَلْأَرْضِ » (2). و لأمير المؤمنين أن يحكم بأيّ ذلك شاء فيهم.

قال: فالتفت إلى أبي جعفر عليه السّلام فقال له: ما تقول فيما أجابوا فيه ؟

فقال: قد تكلّم هؤلاء الفقهاء، و القاضي بما سمع أمير المؤمنين.

قال: و أخبرني بما عندك ؟

قال عليه السّلام: إنّهم قد أضلّوا فيما أفتوا به، و الذي يجب في ذلك أن ينظر أمير المؤمنين في هؤلاء الذين قطعوا الطريق.

ص: 451


1- في المصدر: ابن أبي داود و هو تصحيف، تقدّمت ترجمته في الحديث السابق.
2- المائدة: 33/5.

فإن كانوا أخافوا السبيل فقط، و لم يقتلوا أحدا، و لم يأخذوا مالا، أمر بإيداعهم الحبس، فإنّ ذلك معنى نفيهم من الأرض بإخافتهم السبيل.

و إن كانوا أخافوا السبيل، و قتلوا النفس، امر بقتلهم.

و إن كانوا أخافوا السبيل، و قتلوا النفس و أخذوا المال، أمر بقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف، و صلبهم بعد ذلك.

قال: فكتب إلى العامل بأن يتمثّل ذلك فيهم(1).

{541} 4 - السيّد عبّاس المكي رحمه اللّه: قال ابن خلّكان في تاريخه: قدم الإمام محمد الجواد المذكور إلى بغداد، وافدا على المعتصم العبّاسي. و معه امرأته أمّ الفضل ابنة المأمون، فتوفّي ببغداد.

و حملت امرأته إلى قصر عمّها المعتصم، فجعلت مع الحرم(2).

5 - الراوندي رحمه اللّه:... ابن اورمة أنّه قال: إنّ المعتصم دعا بجماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي على محمد بن علي ابن موسى عليهم السّلام زورا، و اكتبوا أنّه أراد أن يخرج ثمّ دعاه، فقال: إنّك أردت أن تخرج عليّ؟

فقال: - و اللّه - ما فعلت شيئا من ذلك. قال: إنّ فلانا و فلانا و فلاناً شهدوا عليك. و أحضروا، فقالوا: نعم! هذه الكتاب أخذناها من بعض غلمانك.

قال: و كان جالسا في بهو، فرفع أبو جعفر عليه السّلام يده فقال: «اللهمّ إن كانوا

ص: 452


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 314، ح 91. عنه البرهان: ج 1، ص 467، ح 16، و البحار: ج 76، ص 197، ح 13، بتفاوت يسير، و وسائل الشيعة: ج 28، ص 311، ح 34838، بتفاوت يسير، و حلية الأبرار: ج 4، ص 579، ح 1، بتفاوت، و تفسير الصافي: ج 2، ص 32، س 14، قطعة منه، و ج 5، ص 237، س 4، قطعة منه. قطعة منه في ف 5، ب 23، (حدّ المحارب)، و ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع المعتصم).
2- نزهة الجليس: ج 2 ص 111، س 3.

كذبوا عليّ فخذهم.»

قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يرجف و يذهب و يجيء، و كلّما قام واحد وقع.

فقال المعتصم: يا ابن رسول اللّه! إنّي تائب ممّا فعلت فادع ربّك أن يسكّنه.

فقال: اللهمّ ! سكّنه، و إنّك تعلم أنّهم أعداؤك و أعدائي فسكن(1).

{542} 6 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و لمّا بويع المعتصم، جعل يتفقّد أحواله [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] فكتب إلى عبد الملك الزيّات أن ينفذ إليه التقي عليه السّلام و أمّ الفضل.

فأنفذ ابن الزيّات علي بن يقطين إليه، فتجهّز و خرج إلى بغداد، فأكرمه و عظّمه.

و أنفذ أشناس بالتحف إليه و إلى أمّ الفضل.

ثمّ أنفذ إليه شراب حمّاض الاترج تحت ختمه على يدي أشناس، فقال: إنّ أمير المؤمنين ذاقه قبل أحمد بن أبي دؤاد، و سعد بن الخصيب(2) و جماعة من المعروفين، و يأمرك أن تشرب منه بماء الثلج، و صنع في الحال.

فقال: أشربها بالليل.

قال: إنّها ينفع باردا، و قد ذاب الثلج.

و أصرّ على ذلك فشربها عليه السّلام عالما بفعلهم(3).

ص: 453


1- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (استجابة دعائه عليه السّلام على المعتصم و وزرائه)، رقم 375.
2- في البحار: سعيد بن الخضيب.
3- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 384، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 8، ح 9. قطعة منه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، و ف 2، ب 3، (علمه عليه السّلام بسبب شهادته)، و ف 2، ب 6 (ما ورد عن العلماء و غيرهم في عظمته عليه السّلام).

7 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن إسماعيل بن مهران قال: لمّا خرج أبو جعفر عليه السّلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى... فلمّا أخرج به الثانية إلى المعتصم، سرت إليه فقلت له: جعلت فداك! أنت خارج، فإلى من هذا الأمر من بعدك ؟

فبكى حتّى اخضلّت لحيته، ثمّ التفت إليّ فقال: عند هذه يخاف عليّ ...(1).

{543} 8 - ابن الصبّاغ: قبض أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا عليهما السّلام ببغداد.

و كان سبب و صوله إليها إشخاص المعتصم له من المدينة، فقدم بغداد مع زوجته أمّ الفضل بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين و مائتين(2).

9 - الخطيب البغدادي: محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السّلام:... قدم من مدينة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى بغداد وافدا على أبي إسحاق المعتصم، و معه امرأته أمّ الفضل بنت المأمون(3).

{544} 10 - محمد الحنفي: خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى

ص: 454


1- الكافي: ج 1، ص 323، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 447.
2- الفصول المهمّة: ص 275، س 21. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 416، س 2. نور الأبصار: ص 330، س 18، بتفاوت يسير. روضة الواعظين: ص 268، س 8.
3- تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 4.

الإمام محمد الجواد عليه السّلام إذ كان له قدر عظيم علما و عملا.

فطلبه من المدينة المنوّرة مع زوجته أمّ الفضل بنت المأمون بن الرشيد إلى بغداد في 28 من المحرّم سنة 220 ه.

ثمّ أوعز المعتصم إلى أمّ الفضل أخته، زوجة الإمام، فسقته سمّا، و توفّي منه...(1).

{545} 11 - ابن حجر الهيتمي: ثمّ قدم [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بها [أي بأمّ الفضل] بطلب من المعتصم لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين و مائتين.

و يقال: إنّه سمّ أيضا(2).

د - أحواله عليه السّلام مع المتوكّل

{546} 1 - الإربلي رحمه اللّه: و قال الأبيّ في نثر الدرر: محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام:

نذر المتوكّل في علّة: إن وهب اللّه له العافية أن يتصدّق بمال كثير.

فعوفي فأحضر الفقهاء و استفتاهم فكلّ منهم قال شيئا إلى أن قال محمد عليه السّلام: إن كنت نويت الدنانير فتصدّق بثمانين دينارا، و إن كنت نويت الدراهم فتصدّق بثمانين درهما.

فقال الفقهاء: ما نعرف هذا في كتاب و لا سنّة!

ص: 455


1- أئمّة الهدى: ص 135. عنه إحقاق الحقّ : ج 12، ص 417، س 8.
2- الصواعق المحرقة: ص 206، س 26. عنه ينابيع المودّة: ج 3، ص 127، س 10.

فقال: بلى! قال اللّه عزّ و جلّ : «لَقَدْ نَصَرَكُمُ اَللّٰهُ فِي مَوٰاطِنَ كَثِيرَةٍ .» (1) فعدّوا وقائع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ففعلوا فإذا هي ثمانون.

و قال [المؤلف]: هذه القصّة إن كانت وقعت للمتوكّل فالجواب لعلي بن محمد عليه السّلام.

فإنّ محمدا لم يلحق أيّام المتوكّل، و يجوز أن يكون له مع غيره من الخلفاء(2).

ص: 456


1- التوبة: 25/9.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 368، س 4. لنا بيان حول الحديث قدّمناه في هامش ف 2، ب 4، (مسحه عليه السّلام السباع و تذلّلها له)، رقم 394.

الباب الثالث في الممدوحين و المذمومين على لسانه عليه السّلام و هو يشتمل على عنوانين:

أ - الممدوحين و يشتمل هذا العنوان على واحد و أربعين موردا:
الأوّل - إبراهيم بن أبي محمود:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن أبي محمود، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فقلت له: قد كان أبوك ربّما قال لي في المجالس الواحد، مرّات:

أسكنك اللّه الجنّة! أدخلك اللّه الجنّة!

فقال عليه السّلام: و أنا أقول: أدخلك اللّه الجنّة!

فقلت: جعلت فداك! تضمن لي عن ربّك أن تدخلني الجنّة ؟

قال: نعم!...(1).

الثاني - إبراهيم بن محمد الهمداني:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام مع بعض أصحابنا و أتاني الجواب بخطّه... فأصالح اللّه لك ما

ص: 457


1- رجال الكشّي: ص 567، ح 1073. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (بكاؤه عند رؤية خطّ أبيه عليهما السّلام). رقم 521.

تحبّ صلاحه،... فانظر رحمك اللّه...(1).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال:

و كتب [عليه السّلام] إليّ : قد وصل الحساب، تقبّل اللّه منك... و قد بعثت إليك من الدنانير بكذا و من الكسوة كذا، فبارك لك فيه، و في جميع نعمة اللّه عليك.

و كتبت إلى النضر: أمرته أن ينتهي عنك و عن التعرّض لك، و بخلافك، و أعلمته موضعك عندي.

و كتبت إلى أيّوب: أمرته بذلك أيضا.

و كتبت إلى مواليّ بهمدان كتابا: أمرتهم بطاعتك...(2).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام:... فكتب بخطّه: عجّل اللّه نصرتك ممّن ظلمك، و كفاك مئونته، و أبشر بنصر اللّه عاجلا، و بالأجر آجلا، و أكثر من حمد اللّه(3).

الثالث - أبوا جعفر و موسى:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى جعفر و موسى: و فيما أمرتكما من الإشهاد بكذا و بكذا نجاة لكما في آخرتكما، و انفاذا لما أوصى به أبواكما... لأنّهما قد خرجا من ذلك رضي

ص: 458


1- التهذيب: ج 8، ص 57، ح 186. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني). رقم 872.
2- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. يأتي الحديث بتمامه مع ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.
3- رجال الكشّي: ص 611، ح 1135. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 873.

اللّه عنهما...(1).

الرابع - أبو شيبة الأصبهاني:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: قرأت كتاب أبي جعفر عليه السّلام إلى أبي شيبة الأصبهاني: فهمت ما ذكرت من أمر بناتك...

يرحمك اللّه...(2).

الخامس - إسحاق الأنباري:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام: ما فعل أبو السمهري... يزعم أنّه و ابن أبي الزرقاء دعاة إلينا....

يا إسحاق! أرحني منهما، يرح اللّه عزّ و جلّ بعيشك في الجنّة...(3).

السادس - إسحاق بن إبراهيم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: أعلمه، أنّ إسحاق بن إبراهيم وقف ضيعة على الحجّ و أمّ ولده، و ما فضل فيها للفقراء....

فكتب عليه السّلام فهمت... ما ذكرت من وصيّة إسحاق بن إبراهيم رضي اللّه

ص: 459


1- الكافي: ج 7، ص 14، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى جعفر و موسى)، رقم 900.
2- التهذيب: ج 7، ص 395، ح 1580. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي شيبة الأصبهاني)، رقم 883.
3- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. يأتي الحديث بتمامه في (ذمّ أبي السمهري)، رقم 562.

عنه...(1).

السابع - إسماعيل بن الخطّاب:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]: رحم اللّه إسماعيل بن الخطّاب بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى، و رحم صفوان؛ فإنّهما من حزب آبائي عليهم السّلام(2).

الثامن - إسماعيل بن موسى:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... صفوان بن يحيى مات في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر عليه السّلام بحنوطه و كفنه، و أمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه(3).

التاسع - جندب بن جنادة، المكنّى بأبي ذر الغفاري:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام]: شيعتنا الخلّص... و أبو ذر...(4).

ص: 460


1- الكافي: ج 7، ص 65، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 930.
2- رجال الكشّي: ص 502، ح 962. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، رقم 522.
3- رجال الكشّي: ص 502، ح 962. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، رقم 522.
4- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
العاشر - الحسن بن العبّاس بن الحريش:

1 - محمد بن الحسن الصفّار رحمه اللّه:... عن الحسن بن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام....

قلت: و اللّه! ما عندي كثير صلاح.

قال عليه السّلام: لا تكذب على اللّه، فإنّ اللّه قد سمّاك صالحا حيث يقول:

«فَأُولٰئِكَ مَعَ اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلصِّدِّي قِينَ وَ اَلشُّهَدٰاءِ وَ اَلصّٰالِحِينَ .» يعني الذين آمنوا بنا...(1).

الحادي عشر - الحسن بن محمد بن عمران:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد، قالا:

خرجنا بعد وفاة زكريّا بن آدم إلى الحجّ ، فتلقّانا كتابه عليه السّلام... و ذكرت الرجل الموصى إليه، فلم أجد فيه رأينا، و عندنا من المعرفة به أكثر ما وصفت - يعني الحسن بن محمد بن عمران(2).

الثاني عشر - الحسين بن موسى، عمّه عليه السّلام:

1 - الحميري رحمه اللّه: قال أحمد بن محمد بن أبي نصر:... فقلت له [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام] يوما: أيّ عمومتك أبرّ بك ؟

ص: 461


1- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 150، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (إنّ أرواح الأنبياء و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم عليهم السّلام بعد الموت)، رقم 585.
2- الاختصاص: ص 87، س 17. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد)، رقم 959.

قال عليه السّلام: الحسين...(1).

الثالث عشر - خيران الخادم:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... خيران الخادم قال:... قلت: جعلت فداك! إنّه ربما أتاني الرجل لك قبله الحقّ أو يعرف موضع الحقّ لك، فيسألني عمّا يعمل به، فيكون مذهبي أخذ ما يتبرّع في سرّ.

قال عليه السّلام: اعمل في ذلك، برأيك، فإنّ رأيك رأيي، و من أطاعك فقد أطاعني(2).

الرابع عشر - زكريّا بن آدم، المكنّى بأبي يحيى:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد، قالا: خرجنا بعد وفاة زكريّا بن آدم إلى الحجّ ، فتلقّانا كتابه عليه السّلام في بعض الطريق: ما جرى من قضاء اللّه في الرجل المتوفّى في رحمة اللّه يوم ولد و يوم قبض و يوم يبعث حيّا، فقد عاش أيّام حياته عارفا بالحقّ ، قائلا به، صابرا محتسبا للحقّ ، قائما بما يحبّ اللّه و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و مضى رحمة اللّه عليه غير ناكث و لا مبدّل، فجزاه اللّه أجر نيّته و أعطاه جزاء سعيه...(3).

ص: 462


1- قرب الإسناد: ص 378، ح 1334. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام الحسين بن موسى)، رقم 146.
2- رجال الكشّي: ص 610، ح 1134. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى خيران الخادم)، رقم 905.
3- الاختصاص: ص 87، س 17. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد)، رقم 959.

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام... فقال لي: يا أبا علي! ليس على مثل أبي يحيى يعجل.

و قد كان من خدمته لأبي عليه السّلام و منزلته عنده و عندي من بعده...(1).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القميّ ، قال:

دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى اللّه...

زكريّا بن آدم عنّي خيرا...(2).

الخامس عشر - سعد بن سعد القميّ :

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت العمّي، قال:

دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى اللّه...

سعد بن سعد عنّي خيرا...(3).

السادس عشر - سلمان الفارسي:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام]: شيعتنا الخلّص... و سلمان...(4).

ص: 463


1- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. الثاقب في المناقب: ص 513، ح 438. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 416.
2- رجال الكشّي: ص 503، ح 964. يأتي الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 547.
3- رجال الكشّي: ص 503، ح 964. يأتي الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 547.
4- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
السابع عشر - صفوان بن يحيى:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]: رحم اللّه إسماعيل بن الخطّاب بما أوصى به إلى صفوان بن يحيى، و رحم صفوان، فإنّهما من حزب آبائي عليهم السّلام....

صفوان بن يحيى مات في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر عليه السّلام بحنوطه و كفنه، و أمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه(1).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن الحسين بن داود القميّ قال:

سمعت أبا جعفر عليه السّلام يذكر صفوان بن يحيى، و محمد بن سنان بخير.

و قال: رضي اللّه عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني و ما خالفا أبي عليه السّلام قطّ...(2).

{547} 3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القميّ ، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام في آخر عمره فسمعته يقول:

جزى اللّه صفوان بن يحيى، و محمد بن سنان، و زكريّا بن آدم عنّي خيرا، فقد وفوا لي. و لم يذكر سعد بن سعد.

قال: فخرجت، فلقيت موفّقا، فقلت له: إنّ مولاي، ذكر صفوان، و محمد بن سنان، و زكريّا بن آدم، و جزاهم خيرا، و لم يذكر سعد بن سعد.

قال: فعدت إليه، فقال: جزى اللّه صفوان بن يحيى و محمد بن سنان و زكريّا

ص: 464


1- رجال الكشّي: ص 502، ح 962. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، رقم 522.
2- رجال الكشّي: ص 503، ح 967. يأتي الحديث بتمامه في (مدح محمد بن سنان)، رقم 553.

ابن آدم و سعد بن سعد عنّي خيرا، فقد وفوا لي(1).

{548} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني محمد بن قولويه، قال حدّثني سعد، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع:

أنّ أبا جعفر عليه السّلام كان لعن صفوان بن يحيى و محمد بن سنان.

فقال: إنّهما خالفا أمري.

قال: فلمّا كان من قابل، قال أبو جعفر عليه السّلام لمحمد بن سهل البحراني: تولّ صفوان بن يحيى و محمد بن سنان فقد رضيت عنهما(2).

الثامن عشر - صهر بكر بن صالح:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه....

فكتب عليه السّلام:... و لست أدع الدعاء لك إن شاء اللّه... ثبّتك اللّه على ولاية من تولّيت نحن و أنتم في وديعة اللّه(3).

ص: 465


1- رجال الكشي: ص 503، ح 964. عنه البحار: ج 49، ص 274، ضمن ح 23. قطعة منه في مدح (زكريا بن آدم) و (سعد بن سعد القميّ ) و (محمد بن سنان).
2- رجال الكشّي: ص 503، ح 965. عنه حلية الأبرار: ج 3، ص 231، في الهامش رقم 1. قطعة منه في (مدح محمد بن سنان)، و ذمّ (صفوان بن يحيى) و (محمد بن سنان).
3- الأمالي: ص 191، ح 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه إلى صهر بكر بن صالح)، رقم 908.
التاسع عشر - عبد اللّه بن الصلت القميّ ، المكنّى بأبي طالب القميّ :

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبي طالب القميّ ، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام بأبيات شعر و ذكرت فيها أباه... و كتب في صدر ما بقي من القرطاس: قد أحسنت جزاك اللّه خيرا(1).

العشرون - عبد اللّه بن المساور:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن الحسين الواسطي:...

شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر: أنّ أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام... جعل عبد اللّه بن المساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات و الرقيق و غير ذلك...(2).

الحادي و العشرون - عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال:...

قلت له: جعلت فداك! اكتب لي عهدك ؟

فقال عليه السّلام: تخرج إليك غدا، فخرج إليّ مع كتبي، كتاب فيه...: بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبد الجبّار بن المبارك فتاه.

ص: 466


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1075. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد اللّه بن الصلت القميّ المكنّى بأبي طالب القمّي)، رقم 917.
2- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (وصيّته عليه السّلام)، رقم 170.

إنّي اعتقك لوجه اللّه و الدار الآخرة، لا ربّ لك إلاّ اللّه، و ليس عليك سبيل.

و أنت مولاي و مولى عقبي من بعدي...(1).

الثاني و العشرون - عبد الحميد بن سالم:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال:... يموت الرجل من أصحابنا و لا يوصي إلى أحد، و خلّف جواري، فيقيّم القاضي رجلا منّا ليبيعهنّ ...؟

فقال [أبو جعفر عليه السّلام]: إذا كان القيّم به مثلك و مثل عبد الحميد، فلا بأس(2).

الثالث و العشرون - عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد العزيز، أو من رواه عنه، عن أبي جعفر عليه السّلام:... فكتب عليه السّلام:... و غفر اللّه ذنبك، و رحمنا و إيّاك، و رضي اللّه عنك برضاي عنك(3).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري.

خرج فيه عن أبي جعفر عليه السّلام... غفر اللّه لك و لهم الذنوب و رحمنا

ص: 467


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. يأتي الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 528.
2- التهذيب: ج 9، ص 240، ح 932. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 16، (حكم بيع أموال الأيتام إذا لم يكن لهم وصيي و لا ولي)، رقم 722.
3- رجال الكشّي: ص 506، ح 976. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العزيز بن المهتدي القمّي الأشعريّ )، رقم 910.

و إيّاكم(1).

الرابع و العشرون - علي بن جعفر، عمّ أبيه عليهما السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن بن عمّار، قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة... إذ دخل عليه أبو جعفر محمد ابن علي الرضا عليهما السّلام المسجد - مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء....

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: يا عمّ ! اجلس رحمك اللّه!

فقال: يا سيّدي! كيف أجلس، و أنت قائم.

فلمّا رجع علي بن جعفر إلى مجلسه، جعل أصحابه يوبّخونه و يقولون: أنت عمّ أبيه، و أنت تفعل به هذا الفعل ؟!

فقال: اسكتوا!... نعوذ باللّه ممّا تقولون؛ بل أنا له عبد(2).

الخامس و العشرون - علي بن حديد:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن حديد، قال:... كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب إليّ كتابا قرأته بخطّه: سألت رحمك اللّه عن أيّ العمرة أفضل ؟ عمرة شهر رمضان أفضل، يرحمك اللّه(3).

ص: 468


1- كتاب الغيبة: ص 211، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العزيز بن المهتدي الأشعري)، رقم 911.
2- الكافي: ج 1، ص 322، ح 12. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّ أبيه عليهما السّلام علي بن جعفر)، رقم 151.
3- الكافي: ج 4، ص 536، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن حديد)، رقم 925.
السادس و العشرون - علي بن مهزيار:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أعلمه أنّ إسحاق بن إبراهيم وقف ضيعة... فكتب عليه السّلام: فهمت يرحمك اللّه ما ذكرت من وصيّة إسحاق بن إبراهيم... و ما استأمرت فيه من إيصالك بعض ذلك إلى من له ميل و مودّة من بني هاشم ممّن هو مستحقّ فقير.

فأوصل ذلك إليهم يرحمك اللّه...(1).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار:... و في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام إليه ببغداد:... ملأتني سرورا، فسرّك اللّه، و أنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفي كيد كلّ كائد إن شاء اللّه تعالى(2).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار: [في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام إليه]:... سرّك اللّه بالجنّة، و رضي عنك برضائي عنك، و أنا أرجو من اللّه حسن العون و الرأفة...(3).

4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار في كتاب آخر [لأبي جعفر عليه السّلام إليه]:... صيّرك اللّه إلى خير منزل في دنياك و آخرتك(4).

ص: 469


1- الكافي: ج 7، ص 65، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 930.
2- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 938.
3- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 939.
4- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 940.

5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار [في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام إليه]: و أسأل اللّه أن يحفظك من بين يديك، و من خلفك، و في كلّ حالاتك، فأبشر، فإنّي أرجو أن يدفع اللّه عنك.

و أسأل اللّه أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخّر ذلك إلى يوم الإثنين إن شاء اللّه، صحبك اللّه في سفرك، و خلفك في أهلك، و أدّى غيبتك، و سلمت بقدرته(1).

6 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار:... فكتب [أبو جعفر عليه السّلام]: وسّع اللّه عليك، و لمن سألت به التوسعة من أهلك، و لأهل بيتك.

و لك يا علي! عندي من أكثر التوسعة، و أنا أسأل اللّه أن يصحبك بالعافية، و يقدمك على العافية، و يسترك بالعافية، إنّه سميع الدعاء....

فأدام اللّه لك أفضل ما رزقك من ذلك و رضي عنك برضائي عنك، و بلّغك أفضل نيّتك، و أنزلك الفردوس الأعلى، برحمته، إنّه سميع الدعاء.

حفظك اللّه و تولاّك و دفع الشرّ عنك برحمته،...(2).

7 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، بخطّه:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، يا علي! أحسن اللّه جزاك، و أسكنك جنّته، و منعك من الخزي في الدنيا و الآخرة، و حشرك اللّه معنا....

فجزاك اللّه جنّات الفردوس نزلا... فأسأل اللّه - إذا جمع الخلائق للقيامة -

ص: 470


1- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 941.
2- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 942.

أن يحبوك برحمة تغتبط بها أنّه سميع الدعاء(1).

السابع و العشرون - عمّار بن ياسر:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام]: شيعتنا الخلّص... و عمّار...(2).

الثامن و العشرون - محمد بن إبراهيم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أعلمه أن إسحاق بن إبراهيم وقف ضيعة....

فكتب عليه السّلام:... و ما أشهد لك بذلك محمد بن إبراهيم رضي اللّه عنه...(3).

التاسع و العشرون - محمد بن إبراهيم الحضيني:

{549} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: ابن مسعود، قال حدّثني حمدان بن أحمد القلانسي، قال حدّثني معاوية بن حكيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمدان الحضيني، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: إنّ أخي مات.

فقال لي: رحم اللّه أخاك! فإنّه كان من خصّيص شيعتي(4).

ص: 471


1- غيبة الطوسي: ص 211، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 943.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
3- الكافي: ج 7، ص 65، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 930.
4- رجال الكشّي: ص 563، ح 1064.
الثلاثون - محمد بن أحمد بن حمّاد، المكنّى بأبي علي المحمودي و أبيه:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو علي المحمودي، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إليّ بعد وفاة أبي: قد مضى أبوك رضي اللّه عنه و عنك. و هو عندنا على حال محمودة، و لم يتعدّ من تلك الحال(1).

الحادى و الثلاثون - محمد بن إسماعيل بن بزيع:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال:... يموت الرجل من أصحابنا، فلا يوصي إلى أحد، و خلّف جواري، فيقيّم القاضي رجلا منّا لبيعهنّ ...؟

فقال [أبو جعفر عليه السّلام]: إذا كان القيّم به مثلك و مثل عبد الحميد، فلا بأس(2).

الثاني و الثلاثون - محمد بن أورمة:

1 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن ابن أورمة، قال: حملت إليّ امرأة شيئا من حلي، و شيئا من دراهم، و شيئا من ثياب... فحملت ذلك إلى المدينة... و كتبت في الكتاب....

ص: 472


1- رجال الكشّي: ص 511، ح 986. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن أحمد بن حمّاد المكنّى بأبي علي المحمودي)، رقم 958.
2- التهذيب: ج 9، ص 240، ح 932. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 16، (حكم بيع أموال الأيتام إذا لم يكن لهم وصيّ و لا وليّ )، رقم 722.

فخرج في التوقيع: [عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام]:... تقبّل اللّه منك، و رضي عنك، و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة...(1).

الثالث و الثلاثون - محمد بن سنان:

{550} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: فإنّه روي عن علي بن الحسين بن داود، قال:

سمعت أبا جعفر الثاني عليه السّلام يذكر محمد بن سنان بخير، و يقول: رضي اللّه عنه برضائي عنه، فما خالفني و ما خالف أبي قطّ(2).

{551} 2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: رواه القميّ قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى اللّه محمّد بن سنان عنّي خيرا، فقد وفى لي(3).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القميّ ، قال:

دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام في آخر عمره، فسمعته يقول: جزى اللّه...

و محمد بن سنان... عنّي خيرا...(4).

{552} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: و رأيت في بعض كتب الغلاة و هو كتاب الدور: عن الحسن بن علي، عن الحسن بن شعيب، عن محمد بن سنان، قال:

ص: 473


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 386، ح 15. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الحاليّة)، رقم 429.
2- الغيبة: ص 211، س 9. عنه البحار: ج 49، ص 275، س 2، ضمن ح 23. فلاح السائل: ص 12، س 23. عنه البحار: ج 49، ص 276، ضمن ح 28.
3- فلاح السائل: ص 12، س 19.
4- رجال الكشّي: ص 503، ح 964. تقدّم الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 547.

دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام فقال لي: يا محمد! كيف أنت إذا لعنتك و برئت منك و جعلتك محنة للعالمين أهدي بك من أشاء و أضلّ بك من أشاء؟

قال، قلت له: تفعل بعبدك ما تشاء يا سيّدي! أنت على كلّ شيء قدير.

ثمّ قال: يا محمد! أنت عبد قد أخلصت للّه، إنّي ناجيت اللّه فيك، فأبى إلاّ أن يضلّ بك كثيرا و يهدي بك كثيرا(1).

{553} 5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني أحمد بن محمد، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القميّ ، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام(2) يذكر صفوان بن يحيى و محمد بن سنان بخير، و قال: رضي اللّه عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني و ما خالفا أبي عليه السّلام قطّ، بعد ما جاء فيهما ما قد سمعه غير واحد(3).

6 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن محمد بن إسماعيل بن بزيع:... قال أبو جعفر عليه السّلام لمحمد بن سهل البحراني: تولّ صفوان بن يحيى و محمد بن سنان، فقد رضيت عنهما(4).

الرابع و الثلاثون - محمد بن الفرج:

1 - ابن حمزة الطوسي:... محمد بن الفرج إنّه قال: ليتني إذا دخلت على

ص: 474


1- رجال الكشّي: ص 582، ح 1091.
2- في الكشّي: ص 502، أبا جعفر الثاني عليه السّلام.
3- رجال الكشّي: ص 503، ح 967 و ص 502، ح 963، بتفاوت. قطعة منه في (مدح صفوان بن يحيى).
4- رجال الكشّي: ص 503، ح 965. تقدّم الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 548.

أبي جعفر عليه السّلام كساني ثوبين قطوانين... فقال عليه السّلام: أحرم فيهما، بارك اللّه لك(1).

الخامس و الثلاثون - المقداد بن عمرو بن الأسود الكندي:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام]: شيعتنا الخلّص... و المقداد...(2).

السادس و الثلاثون - موسى بن القاسم:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن موسى بن القاسم، قال: شاجرني رجل و نحن في مكّة من أصحابنا... فرأيت أبا جعفر عليه السّلام في نومي....

فقال لي: إنّما يدعو الإمام إلى اللّه مثلك و مثل أصحابك و من تبعهم... فلمّا كان من قابل أتيت المدينة و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام....

قال: أنا قلت لك في منامك و الساعة أعيده عليك...(3).

السابع و الثلاثون - هشام بن الحكم:

{554} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرني أبو عبد اللّه محمد بن محمد، قال:

أخبرني أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد، قال: أخبرني حيدر بن محمد بن نعيم،

ص: 475


1- الثاقب في المناقب: ص 514، ح 441. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 409.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
3- الهداية الكبرى: ص 307، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام في عالم الرؤيا)، رقم 419.

عن محمد بن عمر، عن محمد بن مسعود، عن جعفر بن معروف، قال: حدّثني العمركي، قال: حدّثني الحسن بن أبي لبابة، عن أبي هاشم داود بن قاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الثاني عليه السّلام: ما تقول جعلت فداك، في هشام بن الحكم ؟

فقال عليه السّلام: رحمه اللّه ما كان أذبّه عن هذه الناحية(1).

الثامن و الثلاثون - يونس بن عبد الرحمن:

{555} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه قال: حدّثنا محمد بن عيسى، قال:

روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام: قال:

سألته عن يونس ؟

فقال: مولى آل يقطين ؟

قلت: نعم!

فقال لي: - رحمه اللّه - كان عبدا، صالحا(2).

{556} 2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني محمد بن مسعود، قال حدّثني جعفر ابن أحمد، قال حدّثني العمركي، قال حدّثني الحسن بن أبي قتادة، عن داود ابن القاسم: قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: ما تقول في يونس ؟

قال: من يونس ؟

قلت: ابن عبد الرحمن.

قال: لعلّك تريد مولى بني يقطين ؟

ص: 476


1- الأمالي: ص 46، ح 56. عنه البحار: ج 48، ص 197، ح 5.
2- رجال الكشّي: ص 489، ح 932.

قلت: نعم!

فقال: رحمه اللّه، فانّه كان على ما نحبّ (1).

{557} 3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: علي بن محمد القتيبي، عن الفضل، قال:

حدّثني جعفر بن عيسى اليقطيني و محمد بن الحسن جميعا:

إنّ أبا جعفر عليه السّلام ضمن ليونس بن عبد الرحمن، الجنّه على نفسه و آبائه عليهم السّلام(2).

{558} 4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدّثني الفضل بن شاذان، عن أبي هاشم الجعفري:

قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام عن يونس ؟

فقال: من يونس ؟

فقلت: مولى علي بن يقطين.

فقال: لعلّك تريد يونس بن عبد الرحمن ؟

فقلت: لا و اللّه! لا أدري ابن من هو؟

قال: بل هو ابن عبد الرحمن.

ثمّ قال: رحم اللّه يونس! رحم اللّه يونس! نعم العبد كان للّه عزّ و جلّ (3).

{559} 5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني أبو العبّاس الحميري عبد اللّه بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفري:

قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن يونس ؟

ص: 477


1- رجال الكشّي: ص 486، ح 922.
2- رجال الكشّي: ص 484، ح 912.
3- رجال الكشّي: ص 487، ح 925.

قال: رحمه اللّه(1).

{560} 6 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: جعفر بن معروف، قال: حدّثني سهل بن بحر، قال: حدّثني الفضل بن شاذان قال: حدّثني أبي الجليل الملقّب بشاذان، قال: حدّثني أحمد بن أبي خلف، ظئر أبي جعفر عليه السّلام قال: كنت مريضا، فدخل عليّ أبو جعفر عليه السّلام يعودني في مرضي، فإذا عند رأسي كتاب يوم و ليلة، فجعل يتصفّحه ورقة ورقة، حتّى أتى عليه من أوّله إلى آخره.

و جعل يقول: رحم اللّه يونس! رحم اللّه يونس! رحم اللّه يونس!(2)

7 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عبد العزيز بن المهتدي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: ما تقول في يونس بن عبد الرحمن ؟

فكتب إليّ بخطّه: أحبّه، و ترحّم عليه، و إن كان يخالفك أهل بلدك(3).

التاسع و الثلاثون - رجل من بني هاشم:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: علي بن مهزيار، قال: كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام....

فكتب عليه السّلام بخطّه:... وفّقنا اللّه و إيّاك لما يحبّ و يرضى(4).

ص: 478


1- رجال الكشّي: ص 486، ح 923.
2- رجال الكشّي: ص 484، ح 913، و ص 485، ح 916 مثله. عنه وسائل الشيعة: ج 27، ص 100، ح 33319. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عيادته عليه السّلام المرضى)، و ف 1، ب 4، (إخوته و أخواته).
3- رجال الكشّي: ص 489، ح 931. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العزيز بن المهتدي القميّ )، رقم 912.
4- التهذيب: ج 6، ص 126، ح 221. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل من بني هاشم)، رقم 988.
الأربعون - رجل غير معلوم:

{561} 1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال: و قال رجل لمحمد بن علي عليهما السّلام: يا ابن رسول اللّه! مررت اليوم، بالكرخ، فقالوا: هذا نديم محمد بن علي إمام الرافضة، فاسألوه من خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟

فإن قال علي: فاقتلوه، و إن قال أبو بكر: فدعوه.

فانثال عليّ منهم خلق عظيم، و قالوا لي: من خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ؟

فقلت مجيبا لهم: خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أبو بكر و عمرو عثمان و سكتّ و لم أذكر عليا.

فقال بعضهم: قد زاد علينا، نحن نقول هاهنا: و علي!

فقلت لهم: في هذا نظر، لا أقول هذا.

فقالوا بينهم: إنّ هذا أشدّ تعصّبا للسنّة منّا، قد غلطنا عليه.

و نجوت بهذا منهم، فهل عليّ يا ابن رسول اللّه؛ في هذا حرج ؟ و إنّما أردت أخير [الناس]؟ أي أ هو خير؟ - استفهاما لا إخبارا -.

فقال محمد بن علي عليهما السّلام: قد شكر اللّه لك بجوابك هذا، و كتب لك أجره و أثبته لك في الكتاب الحكيم، و أوجب لك بكلّ حرف من حروف ألفاظك بجوابك هذا لهم ما يعجز عنه أماني المتمنّين، و لا يبلغه آمال الآملين(1).

ص: 479


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري: ص 362، ح 250. عنه البحار: ج 72، ص 405، ضمن ح 42. قطعة منه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في التوراة).
الحادي و الأربعون - بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: وقع بين رجلين من بني عمّي منازعة في ميراث... فكتبا إليه جميعا....

فجرّد عليه السّلام إليهما كتابا: بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه و إيّاكما و أحسن عافيته...(1).

ب - المذمومين على لسانه عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة عشر موردا:
الأوّل - أحمد بن محمد السيّاري:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد بن حاجب، قال: قرأت في رقعة مع الجواد عليه السّلام: يعلم من سأل عن السيّاري، إنّه ليس في المكان الذي ادّعاه لنفسه و ألاّ تدفعوا إليه شيئا(2).

الثاني - ابن أبي الزرقاء:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام:... يزعم أنّه [أي أبا السمهري] و ابن أبي الزرقاء دعاة إلينا، أشهدكم أنّي أتبرّأ إلى اللّه عزّ و جلّ منهما. إنّهما فتّانان ملعونان... فدماؤهما

ص: 480


1- التهذيب: ج 9، ص 273، ح 986. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري)، رقم 979.
2- رجال الكشّي: ص 606، ح 1128. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى من سأل عن السيّاري)، رقم 982.

هدر للمسلمين...(1).

الثالث - أبو السمهري:

{562} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: قال سعد: و حدّثني محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدّثني إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام: ما فعل أبو السمهري لعنه اللّه ؟ يكذب علينا، و يزعم أنّه و ابن أبي الزرقاء دعاة إلينا! أشهدكم أنّي أتبرّأ إلى اللّه عزّ و جلّ منهما، إنّهما فتّانان ملعونان، يا إسحاق! أرحني منهما يرح اللّه عزّ و جلّ بعيشك في الجنّة.

فقلت له: جعلت فداك! يحلّ لي قتلهما؟

فقال: إنّهما فتّانان يفتنان الناس، و يعملان في خيط رقبتي و رقبة موالي، فدماؤهما هدر للمسلمين، و إيّاك و الفتك(2). فإنّ الإسلام قد قيّد الفتك، و أشفق إن قتلته ظاهرا أن تسأل لم قتلته، و لا تجد السبيل إلى تثبيت حجّة، و لا يمكنك ادلاء الحجّة، فتدفع ذلك عن نفسك. فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال!(3)

قال محمد بن عيسى: فما زال إسحاق يطلب ذلك أن يجد السبيل إلى أن يغتالهما بقتل، و كانا قد حذّراه لعنهما اللّه(4).

ص: 481


1- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. يأتي الحديث بتمامه في (ذمّ أبي السمهري)، رقم 562.
2- الفتك: فتك الرجل فتكا: بطش به، و قيل جرحه مجاهرة، أقرب الموارد: ص 901 (فتك).
3- الاغتيال: و هو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع، فإذا صار إليه قتله. مجمع البحرين: ج 5، ص 438 (غول).
4- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. قطعة منه في (مدح إسحاق الأنباري)، و (ذمّ ابن أبي الزرقاء)، و ف 5، ب 8، (حقن دماء المسلمين)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على أبي السمهري)، (دعاؤه عليه السّلام لإسحاق الأنباري)، و ف 7، ب 1، (موعظته في الفتك و الاغتيال).
الرابع - أبو الغمر:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام، يقول:... هذا أبو الغمر، و جعفر بن واقد، و هاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس، و صاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعى إليه أبو الخطّاب، لعنه اللّه، و لعنهم معه، و لعن من قبل ذلك منهم...(1).

الخامس - جعفر بن واقد:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:... هذا أبو الغمر و جعفر بن واقد و... استأكلوا بنا الناس، و صاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعى إليه أبو الخطّاب، لعنه اللّه، و لعنهم معه...(2).

السادس - صالح بن محمد بن سهل:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام، إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل... فقال: يا سيّدي! اجعلني من عشرة آلاف في حلّ فإنّي أنفقتها....

ص: 482


1- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. يأتي الحديث بتمامه في (ذمّ محمد بن أبي زينب، المكنّى بأبي الخطّاب)، رقم 563.
2- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. يأتي الحديث بتمامه في (ذمّ محمّد بن أبي زينب المكنّى بأبي الخطّاب)، رقم 563.

فلمّا خرج صالح، قال أبو جعفر عليه السّلام: أحدهم يثب على أموال حقّ آل محمد صلوات اللّه عليهم و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم و أبناء سبيلهم فيأخذه....

و اللّه! ليسألنّهم اللّه يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا(1).

السابع - صفوان بن يحيى:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن محمد بن إسماعيل بن بزيع: إنّ أبا جعفر عليه السّلام كان لعن صفوان بن يحيى، و محمد بن سنان.

فقال: إنّهما خالفا أمري...(2).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى القميّ ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام... فدخلت عليه، و سلّمت عليه، فذكر في صفوان و محمد بن سنان و غيرهما ممّا قد سمعه غير واحد.

فقلت في نفسي: أستعطفه على زكريّا بن آدم، لعلّه أن يسلم ممّا قال في هؤلاء(3).

الثامن - عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... لمّا مات أبو الحسن الرضا عليه السّلام، حججنا، فدخلنا

ص: 483


1- الكافي: ج 1، ص 548، ح 27. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 6، (حكم إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام)، رقم 655.
2- رجال الكشّي: ص 503، ح 965. تقدّم الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 548.
3- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 416.

على أبي جعفر عليه السّلام، و قد حضر خلق من الشيعة، من كلّ بلد، لينظروا إلى أبي جعفر عليه السّلام.

فدخل عمّه عبد اللّه بن موسى، و كان شيخا كبيرا نبيلا، عليه ثياب خشنة....

فقال عليه السّلام: يا عمّ ! اتّق اللّه، أنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة، بين يدي اللّه، عزّ و جلّ ، فيقول لك: لم أفتيت الناس بما لا تعلم ؟!

فقال له عمّه: أستغفر اللّه يا سيّدي!...(1).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... روى محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال:...

فلمّا مضى الرضا عليه السّلام و ذلك في سنة اثنتين و مائتين، و سنّ أبي جعفر عليه السّلام ستّ سنين و شهور، و اختلف الناس....

و خرج إليهم عبد اللّه بن موسى، فجلس في صدر المجالس، و قام مناد، فنادى: هذا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم! فمن أراد السؤال فليسأل....

فقال عليه السّلام له: يا عمّ ! اتّق اللّه! و لا تفت، و في الأمّة من هو أعلم منك...(2).

التاسع - قاسم الحذّاء:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... علي بن محمد بن القاسم الحذّاء الكوفي، قال:... فقال [ابن الرضا عليه السّلام] لي: أما إنّ عمّك كان ملتويا على الرضا عليه السّلام.

قال: قلت: جعلت فداك! رجع عن ذلك.

ص: 484


1- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.
2- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.

فقال: إن كان رجع، فلا بأس.

و اسم عمّه القاسم الحذّاء...(1).

العاشر - محمد بن أبي زينب، المكنّى بأبي الخطّاب و أصحابه:

{563} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حدّثني محمد بن قولويه؛ و الحسين بن الحسن بن بندار القميّ ، قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثني إبراهيم بن مهزيار؛ و محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول و قد ذكر عنده أبو الخطّاب: لعن اللّه أبا الخطّاب! و لعن أصحابه، و لعن الشاكّين في لعنه، و لعن من قد وقف في ذلك و شكّ فيه.

ثمّ قال: هذا أبو الغمر، و جعفر بن واقد، و هاشم بن أبي هاشم، استأكلوا بنا الناس، و صاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطّاب. لعنه اللّه! و لعنهم معه! و لعن من قبل ذلك منهم!

يا علي! لا تتحرّجنّ (2) من لعنهم، لعنهم اللّه! فإنّ اللّه قد لعنهم.

ثم قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من تأثّم أن يلعن من لعنه اللّه، فعليه لعنة اللّه(3).

ص: 485


1- رجال الكشي: ص 476، ح 903. تقدّم الحديث بتمامه في ب 1، (تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام)، رقم 525.
2- تحرّج من الأمر: تأثّم، و حقيقته: جانب الحرج: أي الاثم. أقرب الموارد: 177 (حرج).
3- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. عنه البحار: ج 25، ص 318، ح 85. قطعة منه في (ذمّ أبي الغمر)، و (جعفر بن واقد)، و (هاشم بن أبي هاشم)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام على أبي الخطّاب و أصحابه)، و ف 9، ب 3، (ما رواه عن النبي عليهما السّلام).
الحادي عشر - محمد بن سنان:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع: إنّ أبا جعفر عليه السّلام كان لعن صفوان بن يحيى و محمد بن سنان، فقال: إنّهما خالفا أمري...(1).

الثاني عشر - هاشم بن أبي هاشم:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:... و هاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس، و صاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعى إليه أبو الخطّاب، لعنه اللّه و لعنهم معه...(2).

الثالث عشر - هشام بن إبراهيم العبّاسي:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... يحيى بن أبي عمران الهمداني، قال:

كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! ما تقول في رجل ابتدأ ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم في صلاته وحده في أمّ الكتاب، فلمّا صار إلى غير أمّ الكتاب من السورة تركها؟

فقال العباسي: ليس بذلك بأس.

فكتب عليه السّلام بخطّه: يعيدها مرّتين على رغم أنفه، يعني العباسي(3).

ص: 486


1- رجال الكشّي: ص 503، ح 965. تقدّم الحديث بتمامه في (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 548.
2- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. تقدّم الحديث بتمامه في (ذمّ محمد بن أبي زينب، المكنّى بأبي الخطّاب)، رقم 563.
3- الكافي: ج 3، ص 313، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى يحيى بن أبى عمران الهمداني)، رقم 976.
الرابع عشر - الواقفة:

{564} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن الحسن البراثي، قال: حدّثني أبو علي، قال: حدّثني محمد بن رجاء الحنّاط، عن محمد بن علي الرضا عليهما السّلام أنّه قال: الواقفة هم حمير الشيعة.

ثمّ تلا هذه الآية: «إِنْ هُمْ إِلاّٰ كَالْأَنْعٰامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً» (1).(2).

الخامس عشر - الزيديّة و الواقفة و النصّاب:

{565} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن الحسن البراثي، قال: حدّثني أبو علي، قال: حكى منصور، عن الصادق محمد بن علي الرضا عليهما السّلام:

إنّ الزيديّة، و الواقفة، و النصّاب عنده بمنزلة واحدة(3).

السادس عشر - الخرّميّة:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد، و عبد اللّه بن محمد، عن علي ابن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام و قرأت أنا كتابه إليه في طريق مكّة؛ قال:... و ما صار إلى موالي من أموال الخرّميّة الفسقة، فقد علمت أنّ أموالا

ص: 487


1- الفرقان: 44/25.
2- رجال الكشّي: ص 460، ح 872. قطعة منه في: ف 6، ب 1، (سورة الفرقان: 44/25).
3- رجال الكشي: ص 460، ح 873. عنه البحار: ج 37، ص 34، س 9، بتفاوت، و ج 48، ص 266، ضمن ح 27.

عظاما صارت إلى قوم من موالي.

فمن كان عنده شيء من ذلك فليوصل إلى وكيلي(1).

ص: 488


1- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عليّ بن مهزيار)، رقم 936.

الباب الرابع ثقاته عليه السّلام و غيرهم و هو يشتمل على خمسة عناوين:

أ - ثقاته عليه السّلام

{566} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و من ثقاته [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] أيّوب ابن نوح بن درّاج الكوفي، و جعفر بن محمد بن يونس الأحول، و الحسين بن مسلم بن الحسن، و المختار بن زياد العبدي البصري، و محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب الكوفي(1).

ب - أصحابه عليه السّلام

{567} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و من أصحابه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] شاذان بن الخليل النيسابوري، و نوح بن شعيب البغدادي، و محمد بن أحمد المحمودي و أبو يحيى الجرجاني، و أبو القاسم إدريس القميّ ، و علي بن محمد ابن هارون بن الحسن ابن محبوب(2)، و إسحاق بن إسماعيل النيسابوري،

ص: 489


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 15. عنه البحار: ج 50، ص 106، ضمن ح 24.
2- في البحار: علي بن محمد و هارون بن الحسن بن المحبوب. عدّ الشيخ «هارون بن الحسن محبوب» من أصحاب الجواد عليه السّلام، رجال الطوسي: ص 408، رقم 1. عنه معجم رجال الحديث: ج 19، ص 221، رقم 1322. و قال السيّد الخوئي: «علي بن محمد» روى عن أبي جعفر الثاني و صاحب الدار عليهما السّلام معجم رجال الحديث: ج 12، ص 118، رقم 8383.

و أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغي، و أبو علي بن بلال، و عبد اللّه بن محمد الحضيني، و محمد بن الحسن بن شمون البصرى..(1).

{568} 2 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: و من ولد الحسن بن الحسين بن الأفطس، علي الدينوري بن الحسن المذكور، و كان أبو جعفر محمد الجواد عليه السّلام قد أمر أن يحلّ بالدينور، ففعل(2).

ج - وكلاؤه عليه السّلام

1 - محمّد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي عمرو الحذّاء قال: ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام فكتب إليّ :... و وجّهني إلى البصرة في وكالته بباب كلاّء...(3).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل، و كان يتولّى له الوقف بقمّ ...(4).

ص: 490


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 18. عنه البحار: ج 50، ص 106، ضمن ح 24.
2- عمدة الطالب: ص 316، س 20.
3- الكافي: ج 5، ص 316، ح 50. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي عمرو الحذّاء)، رقم 886.
4- الكافي: ج 1، ص 548، ح 27. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 6، (حكم إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام)، رقم 655.

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن محمد الهمداني(1)، قال:

و كتب [عليه السّلام] إليّ :... و أن لا وكيل لي سواك(2).

{569} 4 - النجاشي رحمه اللّه: صفوان بن يحيى، أبو محمد البجلي، بيّاع السابري:

كوفي، ثقة، ثقة، عين... و قد توكّل للرضا و أبي جعفر عليهما السّلام.

علي بن مهزيار الأهوازي، أبو الحسن، دورقي الأصل، مولى....

منّ اللّه عليه بمعرفة هذا الأمر، و تفقّه، و روى عن الرضا و أبي جعفر عليهما السّلام و اختصّ بأبي جعفر الثاني عليه السّلام، و توكّل له و عظم محلّه منه(3).

د - شعراؤه عليه السّلام

{570} 1 - الشبلنجي: شاعره [أي أبي جعفر الجواد عليه السّلام]: حمّاد(4).

{571} 2 - السيد محسن الأمين رحمه اللّه: شاعره: حمّاد(5)، و داود بن القاسم الجعفري(6).

{572} 3 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و عزّي أبو العيناء ابن الرضا عليه السّلام عن أبيه، قال له: أنت تجلّ عن وصفنا، و نحن نقلّ عن عظتك، و في علم اللّه ما كفاك،

ص: 491


1- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.
2- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.
3- رجال النجاشي: ص 197، رقم 524، و ص 253 رقم 664.
4- نور الأبصار: ص 326، س 6. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 266، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 104، ح 20.
5- في المصدر: جماد، و الظاهر أنّه غير صحيح.
6- أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 7.

و في ثواب اللّه ما عزّاك(1).

ه - بوّابه عليه السّلام

{573} 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: كان بابه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] عثمان ابن سعيد السمان(2).

{574} 2 - ابن الصبّاغ: بوّابه [أي الجواد عليه السّلام] عمرو بن الفرات(3).

{575} 3 - كبار المحدّثين و المؤرّخين رحمهم اللّه: محمد بن علي عليه السّلام بابه عمر بن الفرات(4).

{576} 4 - أحمد بن عبيد اللّه بن عيّاش الجوهري رحمه اللّه: حدّثني أبو محمد، عن عبد اللّه بن محمد المسعودي، قال حدّثني المغيرة بن محمد المهلّبي، قال:

أنشدني عبد اللّه بن أيّوب الجزيني الشاعر، و كان انقطاعه إلى أبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليهما السّلام يخاطب ابنه أبا جعفر محمد بن علي بعد وفات أبي الرضا عليهما السّلام.

ص: 492


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 362، س 19. عنه البحار: ج 49، ص 325، ح 6.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 380، س 14. عنه البحار: ج 50، ص 106، ضمن ح 24، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 4، و ص 35، س 20.
3- الفصول المهمّة: ص 266، س 10. عنه البحار: ج 50، ص 104، ضمن ح 20، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 4، و فيه: محمّد بن الفرات.
4- تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: ص 148، س 12. نور الأبصار: ص 326، س 6. دلائل الإمامة: ص 397، س 6.

يا ابن الذبيح و يا ابن أعراق الثرى *** طابت أرومته و طاب عروقا

يا ابن الوصي وصي أفضل مرسل *** أعني النبيّ الصادق المصدوقا

ما لفّ في خرق القوابل مثله *** أسد يلفّ مع الخريق خريقا

يا أيّها الحبل المتين متى أعذ *** يوما بعقوته أجده وثيقا

أنا عائذ بك في القيامة لائذ *** أبغي لديك من النجاة طريقا

لا يسبقني في شفاعتكم غدا *** أحد فلست بحبّكم مسبوقا

يا ابن الثمانية الأئمّة غرّبوا *** و أبا الثلاثة شرّقوا تشريقا

إنّ المشارق و المغارب أنتم *** جاء الكتاب بذلكم تصديقا(1)

ص: 493


1- مقتضب الأثر: ص 50، س 15. عنه البحار: ج 49، ص 325، ح 7، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 27.

ص: 494

الفصل الرابع في العقائد الباب الأوّل في التوحيد الباب الثاني في النبوّة و ما يناسبها الباب الثالث في الإمامة و ما يناسبها الباب الرابع في المعاد و الحساب

ص: 495

ص: 496

الفصل الرابع في العقائد و يشتمل هذا الفصل على أربعة أبواب، و تسعة عشر عنوانا

الباب الأوّل في التوحيد و هو يشتمل على ثلاثة عناوين:

أ - معنى التوحيد:

{577} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام عن التوحيد، فقلت: أتوهّم(1) شيئا؟

فقال: نعم! غير معقول و لا محدود؛ فما وقع وهمك عليه من شيء، فهو خلافه، لا يشبهه شيء، و لا تدركه الأوهام؛ كيف تدركه الأوهام و هو خلاف ما يعقل، و خلاف ما يتصوّر في الأوهام ؟! إنّما يتوهّم شيء غير معقول

ص: 497


1- أتوهّم شيئا: الظاهر أنّه استفهام بحذف أداته أي أتصوّره شيئا، و أثبت له الشيئيّة ؟ و قيل: الهمزة للاستفهام، و الفعل ماض مجهول، أو مضارع معلوم بصيغة الخطاب، و قيل: على صيغة التكلّم خبر، مرآة العقول: ج 1، ص 281.

و لا محدود(1).

{578} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني، و علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضى اللّه عنهما قالا: حدّثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمد، و محمد بن الحسن جميعا، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام:

ما معنى الواحد؟

قال: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد، كما قال اللّه عزّ و جلّ :

«وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ »(2).(3).

{579} 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السّلام: ما معنى الواحد؟

فقال: المجتمع عليه بجميع الألسن بالوحدانيّة(4).

ص: 498


1- التوحيد: ص 106، ح 6. عنه نور الثقلين: ج 4، ص 561، ح 27، و البحار: ج 3، ص 266، ح 32، و الوافي: ج 1، ص 332، ح 257. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 136، ح 36. الكافي: ج 1، ص 82، ح 1، عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى.... قطعة منه في ف 2، ب 3، (علمه عليه السّلام في التوحيد).
2- لقمان: 25/31 و الزمر: 38/39.
3- التوحيد: ص 83، ح 2. عنه نور الثقلين: ج 4، ص 215، ح 89، و البحار: ج 3، ص 208، ح 4. الكافي: ج 1، ص 118، ح 12. عنه الوافي: ج 1، ص 477، ح 390. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة لقمان: 25/31) و (الزمر: 38/39).
4- التوحيد: ص 82، ح 1. عنه البرهان: ج 1، ص 171، ح 1. معاني الأخبار: ص 5، ح 1. عنه و عن التوحيد، البحار: ج 3، ص 208، ح 2.

{580} 4 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه: روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» (1)، ما معنى الأحد؟

قال: المجمع عليه بالوحدانيّة، أ ما سمعته يقول: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ سَخَّرَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ (2).» ؛ ثمّ يقولون بعد ذلك: له شريك و صاحبة.

فقلت: قوله: «لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ» ؟(3)

قال: يا أبا هاشم! أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السند و الهند، و البلدان التي لم تدخلها، و لا تدرك ببصرك ذلك، فأوهام القلوب لا تدركه، فكيف تدركه الأبصار؟!(4)

ص: 499


1- الإخلاص: 1/112.
2- العنكبوت: 61/29.
3- الأنعام: 103/6.
4- الاحتجاج: ج 2، ص 465، ح 319. عنه البحار: ج 3، ص 208، ح 3، قطعة منه، و نور الثّقلين: ج 5، ص 710، ح 64، و البرهان: ج 4، ص 527، ح 15، قطعة منه. التوحيد: ص 113، ح 12، حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رحمه اللّه قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عمّن ذكره، عن محمد بن عيسى، عن داود بن القاسم، عن أبي هاشم الجعفري، قطعة منه. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 753، ح 218، و البحار: ج 4، ص 39، ح 17. الكافي: ج 1، ص 99، ح 11، محمد بن أبي عبد اللّه، عمّن ذكره، عن محمد بن عيسى، عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري، قطعة منه. عنه الوافي: ج 1، ص 386، ح 308، و البرهان: ج 1، ص 546، ح 2. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 182، ح 131. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الأنعام: 103/6)، (سورة العنكبوت: 61/29)، (سورة الإخلاص: 1/112).

5 - البرقي رحمه اللّه:... عن أبي هاشم الجعفري، قال: أخبرني الأشعث بن حاتم أنّه سأل الرضا عليه السّلام عن شيء من التوحيد؟

... قال عليه السّلام: اقرأ «لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ» .

فقرأت: فقال: ما الأبصار؟

قلت: أبصار العين.

قال: لا! إنّما عنى الأوهام، لا تدرك الأوهام كيفيّته، و هو يدرك كلّ فهم.

عنه عن محمد بن عيسى عن أبي هاشم عن أبي جعفر عليه السّلام نحوه، إلاّ أنّه قال:

الأبصار هاهنا أوهام العباد، فالأوهام أكثر من الأبصار، و هو يدرك الأوهام، و لا تدركه الأوهام(1).

ب - صفاته و أسماؤه عزّ و جلّ :

{581} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رحمه اللّه، قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، قال: حدّثني محمد بن بشر، عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام فسأله رجل، فقال: أخبرني عن الربّ تبارك و تعالى، له أسماء و صفات في كتابه ؟ فأسماؤه و صفاته هي هو؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: إنّ لهذا الكلام وجهين:

ص: 500


1- المحاسن: ص 239، ح 215. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة الأنعام: 103/6) رقم 750.

إن كنت تقول: هي هو، أي أنّه ذو عدد و كثرة، فتعالى اللّه عن ذلك.

و إن كنت تقول: لم تزل هذه الصفات و الأسماء، فإنّ لم تزل يحتمل معنيين:

فإن قلت: لم تزل عنده في علمه و هو مستحقّها، فنعم.

و إن كنت تقول: لم يزل تصويرها و هجاؤها و تقطيع حروفها فمعاذ اللّه أن يكون معه شيء غيره؛ بل كان اللّه و لا خلق، ثمّ خلقها وسيلة بينه و بين خلقه، يتضرّعون بها إليه، و يعبدونه، و هي ذكره و كان اللّه و لا ذكر، و المذكور بالذكر هو اللّه القديم الذي لم يزل.

و الأسماء و الصفات مخلوقات المعاني، و المعني بها هو اللّه الذي لا يليق به الاختلاف و الائتلاف، و إنّما يختلف و يأتلف المتجزّئ فلا يقال: اللّه مؤتلف، و لا اللّه كثير، و لا قليل، و لكنّه القديم في ذاته، لأنّ ما سوى الواحد متجزّئ، و اللّه واحد لا متجزئ.

و لا متوهّم بالقلّة و الكثرة، و كلّ متجزّئ و متوهّم بالقلّة و الكثرة، فهو مخلوق دالّ على خالق له.

فقولك: إنّ اللّه «قدير» خبّرت أنّه لا يعجزه شيء، فنفيت بالكلمة: العجز، و جعلت العجز سواه.

و كذلك قولك: «عالم» إنّما نفيت بالكلمة: الجهل، و جعلت الجهل سواه، فإذا أفنى اللّه الأشياء أفنى فنى الصور و الهجاء، و لا ينقطع و لا يزال من لم يزل عالما.

قال الرجل: كيف سمّي ربّنا «سميعا»؟

قال: لأنّه لا يخفى عليه ما يدرك بالأسماع، و لم نصفه بالسمع المعقول في الرأس.

و كذلك سمّيناه «بصيرا» لأنّه لا يخفى عليه ما يدرك بالأبصار، من لون و شخص و غير ذلك، و لم نصفه بنظر لحظ العين.

ص: 501

و كذلك سمّيناه «لطيفا» لعلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة و أحقر من ذلك، و موضع الشقّ منها، و العقل و الشهوة، و السفاد، و الحدب(1) على نسلها، و إفهام بعضها عن بعض، و نقلها الطعام و الشراب إلى أولادها في الجبال، و المفاوز(2)، و الأودية، و القفار، فعلمنا أنّ خالقها لطيف بلا كيف، و إنّما الكيفيّة للمخلوق، المكيّف.

و كذلك سمّي ربّنا «قويّا» لا بقوّة البطش المعروف من المخلوق، و لو كان قوّته قوّة البطش المعروف من الخلق لوقع التشبيه و لاحتمل الزيادة، و ما احتمل الزيادة احتمل النقصان، و ما كان ناقصا كان غير قديم، و ما كان غير قديم كان عاجزا.

فربّنا تبارك و تعالى لا شبه له و لا ضدّ، و لا ندّ، و لا كيف، و لا نهاية، و لا أقطار، محرّم على القلوب أن تمثّله، و على الأوهام أن تحدّه، و على الضمائر أن تكيّفه جلّ عن أداة خلقه، و سمات بريّته، و تعالى عن ذلك علوّا كبيرا(3).

ص: 502


1- و الحدب على نسلها، أي التعطّف و التحنّن، مجمع البحرين: ج 2، ص 36 (حدب).
2- المفازة: الموضع المهلك، مأخوذة من فوّز بالتشديد إذا مات لأنّها مظنّة الموت، و قيل من فاز إذا نجا و سلم، و سمّيت به نفاء لا بالسلامة. المصباح المنير (فوز).
3- التوحيد: ص 193، ح 7. عنه البحار: ج 54، ص 82، ح 62، قطعة منه، و نور الثقلين: ج 1، ص 38، ح 32، قطعة منه، و ج 3، ص 134، ح 59، قطعة منه، بتفاوت، و ج 5، ص 234، ح 17، قطعة منه، و تفسير الصافي: ج 5، ص 110، س 7، قطعة منه. الاحتجاج: ج 2، ص 467، ح 321، مرسلا عن أبي هاشم الجعفري، بتفاوت. عنه البحار: ج 4، ص 153، ح 1، و ج 54، ص 83، س 6. الكافي: ج 1، ص 116، ح 7، عن محمد بن أبي عبد اللّه، رفعه إلى أبي هاشم الجعفري، بتفاوت. عنه البحار: ج 54، ص 83، س 7، و ج 58، ص 105، س 14، قطعة منه، و الوافي: ج 1، ص 472، ح 385، و نور الثقلين: ج 1، ص 756، ح 230، قطعة منه، و ج 2، ص 275، ح 154، قطعة منه. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 149، ح 61، قطعة منه، بتفاوت، و ص 162، ح 94، و ص 206، ح 171، قطعة منه.

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... أبو الطيّب الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر الصباح القزويني... و كان في المدرج قنوت موالينا الأئمّة عليهم السّلام... و دعا [محمد بن علي بن موسى] عليه السّلام في قنوته:

«اللهمّ أنت الأوّل بلا أوّليّة معدودة، و الآخر بلا آخريّة محدودة، أنشأتنا لا لعلّة اقتسارا، و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا، و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا، و أيّدتنا بالآلات، و منحتنا بالأدوات، و كلّفتنا الطّاقة، و جشّمتنا الطّاعة.

فأمرت تخييرا، و نهيت تحذيرا، و خوّلت كثيرا، و سألت يسيرا، فعصى أمرك فحلمت، و جهل قدرك فتكرّمت.

فأنت ربّ العزّة و البهاء، و العظمة و الكبرياء، و الإحسان و النعماء، و المنّ و الآلاء، و المنح و العطاء، و الإنجاز و الوفاء، و لا تحيط القلوب لك بكنه، و لا تدرك الأوهام لك صفة، و لا يشبّهك شيء من خلقك، و لا يمثّل بك شيء من صنعتك.

تباركت أن تحسّ أو تمسّ ، أو تدركك الحواسّ الخمس، و أنّى يدرك مخلوق خالقه.

و تعاليت يا الهى عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا...»(1).

3 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]:

ص: 503


1- مهج الدعوات: ص 65، س 4 و ص 80، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في القنوت)، رقم 765.

«اللهمّ ! يا من يملك التدبير، و هو على كلّ شيء قدير، يا من يعلم خائنة الأعين، و ما تخفى الصدور، و يجنّ الضمير، و هو اللطيف الخبير....

فإنّك الإله المجيب، الحبيب، و الربّ القريب، و أنت بكلّ شيء محيط»(1).

4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... علي بن مهزيار قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام...:

«يا ذا الذي كان قبل كلّ شيء، ثمّ خلق كلّ شيء، ثمّ يبقى و يفنى كلّ شيء، و يا ذا الذي ليس في السّماوات العلى، و لا في الأرضين السفلى، و لا فوقهنّ و لا بينهنّ و لا تحتهنّ إله يعبد غيره»(2).

5 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... يقول [محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام] في دعائه عليه السّلام:

«يا من لا شبيه له و لا مثال، أنت اللّه الذي لا إله إلاّ أنت، و لا خالق إلاّ أنت، تفني المخلوقين، و تبقي أنت.

حلمت عمّن عصاك، و في المغفرة رضاك»(3).

6 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد الرحمن بن أبي نجران، قال:

كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟

قال: فقال عليه السّلام: إنّ من عبد الاسم دون المسمّى بالأسماء، أشرك و كفر و جحد و لم يعبد شيئا، بل اعبد اللّه الواحد الأحد الصمد المسمّى بهذه الأسماء

ص: 504


1- إقبال الأعمال: ص 279، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان) رقم 769.
2- التوحيد: ص 47، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 992.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام الحسين عليهما السّلام)، رقم 1036.

دون الأسماء.

إنّ الأسماء صفات وصف بها نفسه(1).

{582} 7 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: قال داود بن القاسم: سألته [أي أبا جعفر الثاني عليه السّلام] عن «الصمد»؟

فقال عليه السّلام: الذي لا سرّة له، قلت فإنّهم يقولون: إنّه الذي لا جوف له.

فقال عليه السّلام: كلّ ذي جوف له سرّة(2).

8 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! ما «الصمد»؟

قال: السيّد المصمود إليه في القليل و الكثير(3).

{583} 9 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رحمه اللّه، قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسين بن سعيد، قال: سئل أبو جعفر الثاني عليه السّلام: يجوز أن يقال للّه: إنّه شيء؟

ص: 505


1- الكافي: ج 1، ص 87، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد الرحمن بن أبي نجران)، رقم 909.
2- تحف العقول: ص 456، س 10. عنه البحار: ج 3، ص 229، ح 20. يأتي الحديث أيضا في ف 6، ب 1، (سورة الإخلاص 2/112).
3- الكافي: ج 1، ص 123، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (سورة الإخلاص 2/112)، رقم 764.

فقال: نعم! يخرجه من الحدّين(1): حدّ التعطيل، و حدّ التشبيه(2).

10 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن الطيّب يعني علي بن محمد، و عن أبي جعفر الجواد عليهما السّلام، أنّهما قالا: من قال بالجسم، فلا تعطوه من الزكاة، و لا تصلّوا وراءه(3).

11 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: عن عمر بن فرج الرخجي، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام:... فقال لي: يقدر اللّه تعالى أن يفوّض علم ذلك إلى بعوضته من خلقه أم لا؟ قلت: نعم! يقدر...(4).

ص: 506


1- حدّ التعطيل: هو عدم إثبات الوجود و الصفات الكماليّة و الفعليّة و الإضافيّة له، و حدّ التشبيه: الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات، و عوارض الممكنات مرآة العقول: ج 1، ص 282.
2- التوحيد: ص 107، ح 7، و ص 104، ح 1، عن: أبي رحمه اللّه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه الاشعري، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عمّن ذكره، بتفاوت. عنه نور الثقلين: ج 4، ص 561، ح 29، و البحار: ج 3، ص 262، ح 18. الكافي: ج 1، ص 82، ح 2، و في ص 85، ح 7: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عمّن ذكره، قال: سئل أبو جعفر عليه السّلام:.... عنه الوافي: ج 1، ص 333، ح 258. معاني الأخبار: ص 8، ح 2، أبي، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عمّن ذكره، رفعه،... عنه و عن التوحيد، البحار: ج 3، ص 260، ح 9، بتفاوت. المحاسن: ص 240، ح 220، أورده مرفوعا و بتفاوت في المتن. عنه البحار: ج 3، ص 265، ح 29. الاحتجاج: ج 2، ص 466، ح 320. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 137، ح 37، بتفاوت. قطعة منه في ف 2، ب 3 (علمه عليه السّلام في التوحيد).
3- التوحيد: ص 101، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 3، (شرائط إمام الجماعة)، رقم 637.
4- عيون المعجزات: ص 127، س 5. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3 (إنّه عليه السّلام أكرم خلق اللّه)، رقم 345.

12 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام فقال: يا محمد! إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته...(1).

ج - القضاء و القدر و المشيّة:

1 - النعماني رحمه اللّه:... أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري:... قلت لأبي جعفر عليه السّلام: هل يبدو للّه في المحتوم ؟

قال: نعم!...(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل أو غيره، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكرا سويّا؟

قال: يدعو ما بينه و بين أربعة أشهر... و ميثاقه بين عينيه ينظر إليه، و لا يزال منتصبا في بطن أمّه حتّى إذا دنا خروجه، بعث اللّه عزّ و جلّ إليه، ملكا فزجره زجرة، فيخرج، و ينسى الميثاق(3).

ص: 507


1- الكافي: ج 1، ص 441، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ب 3 (خلق محمد و علي و فاطمه عليهم السّلام)، رقم 598.
2- الغيبة: ص 302، ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ب 3، (هل يبدو للّه فى القائم عليه السّلام)، رقم 615.
3- الكافي: ج 6، ص 16، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (علمه عليه السّلام بما في الأرحام)، رقم 366.

ص: 508

الباب الثاني في النبوّة و ما يناسبها و هو يشتمل على ثلاثة عناوين:

أ - الأنبياء و المرسلون عليهم السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:
الأوّل في عدد الأنبياء عليهم السّلام و المرسلين منهم:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب صلوات اللّه عليه: بعث اللّه تعالى جلّ ذكره، مائة ألف نبيّ ، و أربعة و عشرين ألف نبيّ ، المرسلون منهم: ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا...(1).

الثاني في أنّهم عليهم السّلام لم يشركوا باللّه عزّ و جلّ طرفة عين:

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:... و كلّ الأنبياء عليهم السّلام لم يشركوا باللّه طرفة عين...(2).

ص: 509


1- قصص الأنبياء: ص 213، ح 277. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني)، رقم 913.
2- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
الثالث في أنّهم عليهم السّلام لا يشكّون في نبوّتهم:

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر] عليه السّلام:... لا يجوز أن يشكّ النبيّ في نبوّته، قال اللّه تعالى: «اَللّٰهُ يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً وَ مِنَ اَلنّٰاسِ » ...(1).

الرابع في ما أخذ اللّه عليهم قبل رسالتهم عليهم السّلام:

{584} 1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن أبي مسافر، قال: قال لي أبو جعفر عليه السّلام(2) في العشيّة التي اعتلّ فيها من ليلتها، العلّة التي توفّي فيها: يا عبد اللّه! ما أرسل اللّه نبيّا من أنبيائه إلى أحد، حتّى يأخذ عليه ثلاثة أشياء.

قلت: و أىّ شيء هو يا سيّدي!؟

قال: الإقرار باللّه بالعبوديّة و الوحدانيّة، و أن اللّه يقدّم ما يشاء(3)، و نحن قوم، أو نحن معشر إذا لم يرض اللّه لأحدنا الدنيا، نقلنا إليه(4).

ص: 510


1- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
2- في الخرائج: عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
3- في مختصر بصائر الدرجات: يقدّم ما يشاء و يؤخّر ما يشاء.
4- بصائر الدرجات الجزء العاشر: ص 501، ح 4. عنه البحار: ج 4، ص 113، ح 34، و ج 27، ص 286، ح 3. مختصر بصائر الدرجات: ص 6، س 14، بتفاوت آخر، لم نذكره. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 773، ح 94، بتفاوت آخر، لم نذكره. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إن الأئمّة عليهم السّلام إذا لم يرض اللّه لهم الدنيا نقلهم نقلهم إليه).
الخامس في أنّهم عليهم السّلام و الملائكة في الجنّة:

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:... إنّ في الجنّة ملائكة اللّه المقرّبين، و آدم و محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و جميع الأنبياء و المرسلين...(1).

السادس في أنّ أرواحهم و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم عليهم السّلام بعد الموت:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي الصلت الهروي قال:... قال [أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام]:... ما من نبيّ يموت بالمشرق و يموت وصيّه بالمغرب إلاّ جمع اللّه بين أرواحهما و أجسادهما...(2).

{585} 2 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشّأن.

قلت: جعلت فداك! أيّ شأن ؟

قال: تؤذن للملائكة، و النبيّين، و الأوصياء الموتى، و أرواح الأوصياء، و الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء فيطوفون بعرش ربّها أسبوعا. و هم يقولون: «سبّوح قدّوس، ربّ الملائكة و الروح» حتّى إذا فرغوا

ص: 511


1- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 242، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 378.

صلّوا خلف كلّ قائمة له ركعتين.

ثمّ ينصرفون، فتنصرف الملائكة بما وضع اللّه فيها من الاجتهاد شديدا عظامهم، لما رأوا، و قد زيد في اجتهادهم، و خوفهم مثله.

و ينصرف النبيّون، و الأوصياء قد ألهموا إلهاما من العلم علما جمّا، مثل جمّ الغفير، ليس شيء أشدّ سرورا منهم.

اكتم، فو اللّه! لهذا أعزّ(1) عند اللّه من كذا و كذا عندك حصنة.

قال: يا محبور! و اللّه، ما يلهم الأقرار بما ترى إلاّ الصالحون.

قلت: و اللّه! ما عندي كثير صلاح.

قال: لا تكذب على اللّه، فإنّ اللّه قد سمّاك صالحا حيث يقول: «فَأُولٰئِكَ مَعَ اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدٰاءِ وَ اَلصّٰالِحِينَ » (2). يعني الذين آمنوا بنا، و بأمير المؤمنين، و ملائكته، و أنبيائه، و جميع حججه، عليه و على محمد و آله الطيّبين الطاهرين الأخيار الأبرار السّلام(3).

ص: 512


1- في المصدر: أعزّ من عند اللّه.
2- النساء: 69/4.
3- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 150، ح 2. عنه البحار: ج 26، ص 87، ح 5، و نور الثقلين: ج 1، ص 515، ح 394. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح حسن بن العبّاس بن الحريش)، و ف 4، ب 3، (إنّ للأئمّة عليهم السّلام لشأنا في ليالي الجمعة)، و ف 6، ب 1، (سورة النساء: 69/4).
ب - بعض الأنبياء السلف عليه السّلام و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:
الأوّل في آدم عليه السّلام أبي البشر:
كيفيّة جسده عليه السّلام بعد الخلقة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام....

قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق آدم عليه السّلام، و كان جسده طيّبا، و بقي أربعين سنة ملقى تمرّ به الملائكة، فتقول: لأمر ما خلقت ؟

و كان إبليس يدخل من فيه و يخرج من دبره، فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غير طيّب(1).

حلق رأسه عليه السّلام في الحجّ :

{586} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن محمد العلوي، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن آدم حيث حجّ بما حلق رأسه ؟

فقال عليه السّلام: نزل عليه جبرئيل عليه السّلام بياقوتة من الجنّة، فأمرّها على رأسه،

ص: 513


1- علل الشرائع: ب 183، ص 275، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني)، رقم 914.

فتناثر شعره(1).

الثاني في أنّ حزقيل النبيّ عليه السّلام من شيعة الأئمّة عليهم السّلام:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:... قال [محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام]:

شيعتنا الخلّص حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، و صاحب يس، الذي قال اللّه تعالى [فيه]: «وَ جٰاءَ مِنْ أَقْصَا اَلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعىٰ » (2)...(3).

الثالث في أنّ داود استخلف سليمان عليهما السّلام و هو صبي:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن سيف، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام...: فقال عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان و هو صبي يرعى الغنم، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل و علماؤهم. فأوحى اللّه إلى داود عليه السّلام أن خذ عصا المتكلّمين، و عصا سليمان، و اجعلهما في بيت، و اختم عليها بخواتيم القوم، فإذا كان من الغد، فمن كانت عصاه قد أورقت، و أثمرت، فهو الخليفة. فأخبرهم داود، فقالوا: قد رضينا، و سلّمنا(4).

ص: 514


1- الكافي: ج 4، ص 195، ح 6. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 211، ح 19006، و البحار: ج 11، ص 196، ح 51. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 148، ح 653. قطعة منه في ف 5، ب 7، (ما حلق به آدم عليه السّلام رأسه).
2- يس، 20/36. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 992.
3- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
4- الكافي: ج 1، ص 383، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه على إمامته في حداثة سنّه عليه السّلام)، رقم 867.
الرابع في ملاقات ذي القرنين و إبراهيم عليهما السّلام بعد الحجّ :

{587} 1 - الراوندىّ رحمه اللّه: عن ابن بابويه، بإسناده عن محمد بن أورمة، حدّثنا محمد بن خالد(1)، عمّن ذكره، عن أبي جعفر صلوات اللّه عليه، قال: حجّ ذو القرنين في ستّمائة ألف فارس، فلمّا دخل الحرم، شيّعه بعض أصحابه إلى البيت. فلمّا انصرف قال: رأيت رجلا ما رأيت أكثر نورا و وجها منه، قالوا: ذاك إبراهيم خليل الرحمن صلوات اللّه عليه.

قال: أسرجوا! فأسرجوا، ستّمائة دابّة في مقدار ما يسرج دابّة واحدة.

قال: ثمّ قال ذو القرنين: لا، بل نمشي إلى خليل الرحمن، فمشى و مشى معه بعده أصحابه النقباء.

قال إبراهيم عليه السّلام: بم قطعت الدهر؟

قال: بأحد عشر كلمة و هي: «سبحان من هو باق لا يفنى، سبحان من هو عالم لا ينسى، سبحان من هو حافظ لا يسقط، سبحان من هو بصير لا يرتاب، سبحان من هو قيّوم لا ينام، سبحان من هو ملك لا يرام، سبحان من هو عزيز لا يضام، سبحان من هو محتجب لا يرى، سبحان من هو واسع لا يتكلّف، سبحان من هو قائم لا يلهو، سبحان من هو دائم لا يسهو»(2).

ص: 515


1- محمد بن خالد البرقي ممّن يروى عن أبي جعفر الجواد عليه السّلام و كذا يروي من أصحابه كابن أبي عمير و صفوان بن يحيي و... فالظاهر أنّ المراد من أبي جعفر هو الجواد عليه السّلام مضافا إلى أنّ روايته عن أبي جعفر الباقر بواسطة واحدة بعيد جدّا.
2- قصص الأنبياء: ص 122، س 13. عنه البحار: ج 12، ص 195، ح 20، و ج 90، ص 182، ح 18.
الخامس في أنّ ذا الكفل النبيّ عليه السّلام من المرسلين و كان يقضي بين الناس:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر أعني محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام أسأله عن ذي الكفل ما اسمه ؟ و هل كان من المرسلين ؟

فكتب صلوات اللّه عليه: بعث اللّه تعالى جلّ ذكره مائة ألف نبيّ و أربعة و عشرين ألف نبىّ ، المرسلون منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا.

و أنّ ذا الكفل منهم صلوات اللّه عليهم، و كان بعد سليمان بن داود، و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود، و لم يغضب إلاّ للّه عزّ و جلّ . و كان اسمه عويديا، و هو الذي ذكره اللّه تعالى جلّت عظمته في كتابه حيث قال: «وَ اُذْكُرْ إِسْمٰاعِيلَ وَ اَلْيَسَعَ وَ ذَا اَلْكِفْلِ وَ كُلٌّ مِنَ اَلْأَخْيٰارِ» (1).(2).

السادس في مذاكرة عيسى مع أمّه عليهما السّلام و بكائه في صباوته:

{588} 1 - المسعودي: الحميري، عن محمد المحمودي، عن أبيه، إنّ حاضنة أبي جعفر عليه السّلام قالت له يوما: مالي أراك مفكّرا، كأنّك شيخ ؟!

فقال لها: إنّ عيسى بن مريم كان يمرض و هو صبي، فيصف لأمّه ما تعالجه به، فإذا تناوله بكى.

ص: 516


1- ص: 48/38.
2- قصص الأنبياء: ص 213، ح 277. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني)، رقم 913.

قالت: يا بنيّ ، إنّما أعالجك بما علّمتني.

فيقول لها: الحكم حكم النبوّة، و الخلقة خلقة الصبيان(1).

ج - خاتم النبيّين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يشتمل هذا العنوان على اثني عشر موضوعا:
الأوّل في علّة تسميته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالأمّي:

{589} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبد اللّه محمد بن خالد البرقي، عن جعفر بن محمد الصوفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، فقلت له: يا ابن رسول اللّه! لم سمّي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الأمّي ؟

فقال: ما يقول النّاس ؟

قلت: يزعمون انّه سمّي الأمّي، لأنّه لم يكتب.

فقال عليه السّلام: كذبوا، عليهم لعنة اللّه، أنّى ذلك، و اللّه عزّ و جلّ يقول في محكم كتابه: «هُوَ اَلَّذِي بَعَثَ فِي اَلْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ » (2) فكيف كان يعلّمهم ما لا يحسن!؟

و اللّه! لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقرأ و يكتب باثنين و سبعين - أو قال:

بثلاثة و سبعين - لسانا؛ و إنّما سمّي الأمّي، لأنّه كان من أهل مكّة، و مكّة من أمّهات القرى، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ : «لِتُنْذِرَ أُمَّ اَلْقُرىٰ وَ مَنْ حَوْلَهٰا» (3).(4).

ص: 517


1- إثبات الوصيّة: ص 220، س 2. قطعة منه في ف 3، ب 1، (حضانته عليه السّلام).
2- الجمعة: 2/62.
3- الشورى: 7/42.
4- معاني الأخبار: ص 53، ح 6. علل الشرائع: ب 105، ص 124، ح 1. عنه البحار: ج 16، ص 132، ح 70، و نور الثقلين: ج 2، ص 78، ح 289، و ج 4، ص 557، ح 10، قطعة منه، و تفسير الصافي: ج 5، ص 172، س 10، و البرهان: ج 1، ص 541، ح 5، و ج 4، ص 332، ح 1. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 232، ص 10. بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 245، ح 1. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 412، ح 559، بتفاوت. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الشورى: 7/42)، (سورة الجمعة: 2/62).

2 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا عبد اللّه بن محمد، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن علي بن أسباط أو غيره قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: إنّ الناس يزعمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يكن يكتب و لا يقرأ؟!

فقال: كذبوا! لعنهم اللّه أنّى ذلك و قد قال اللّه: «هُوَ اَلَّذِي بَعَثَ فِي اَلْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ إِنْ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ » (1) فيكون أن يعلّمهم الكتاب و الحكمة و ليس يحسن أن يقرأ و يكتب ؟!

قال: قلت: فلم سمّي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أميّا؟

قال: لأنّه نسب إلى مكّة، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ : «لِتُنْذِرَ أُمَّ اَلْقُرىٰ وَ مَنْ حَوْلَهٰا» (2)، فأمّ القرى المكّة، فقيل أمّي لذلك(3).

ص: 518


1- الجمعة: 2/62.
2- الشورى: 7/42، و الأنعام: 6/92.
3- بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 246، ح 4. علل الشرائع: ب 105، ص 125، ح 2، بتفاوت في السند و المتن. عنه البحار: ج 16، ص 133، ح 71، و نور الثقلين: ج 2، ص 78، ح 290، و ج 4، ص 558، ح 11، قطعة منه، و ج 5، ص 322، ح 18، و تفسير الصافي: ج 2، ص 242، س 12، بتفاوت يسير، و مقدّمة البرهان: ص 80، س 36، و البرهان: ج 1، ص 541، ح 6، و ج 4، ص 333، ح 3. تفسير العيّاشي: ج 2، ص 31، ح 86، قطعة منه. عنه البرهان: ج 1، ص 540، ح 4، و ج 2، ص 40، ح 4. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الشورى: 7/42)، (سورة الجمعة: 2/62).
الثاني في مبعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... محمد بن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قال: إنّ في رجب ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، و هي ليلة سبع و عشرين. منه نبّئ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في صبيحتها،...(1).

الثالث في نزول الروح عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

1 - الصفّار رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط، قال: سأله رجل من أهل هيت و أنا حاضر، عن قول اللّه عزّ و جلّ : «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا» (2).

قال عليه السّلام: منذ أنزل اللّه ذلك الروح على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ما صعد إلى السماء...(3).

ص: 519


1- إقبال الأعمال: ص 177، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (الدعاء في ليلة السابع و العشرين من رجب)، رقم 768.
2- الشورى: 52/42.
3- بصائر الدرجات: الجزء التاسع، ص 477، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة الشورى: 52/42)، رقم 753.
الرابع في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ إكثار الصلاة في الحرمين:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن شيبة قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب عليه السّلام إليّ : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ إكثار الصلاة في الحرمين...(1).

الخامس في صلاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نفره الى مكّة:

1 - محمد يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أيّوب بن نوح، قال: كتبت إليه: إنّ أصحابنا قد اختلفوا علينا....

فكتب عليه السّلام: أ ما علمت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، صلّى الظهر و العصر بمكّة، و لا يكون ذلك إلاّ و قد نفر قبل الزوال(2).

السادس في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طاهر مطهّر:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه:... فأجابه عليه السّلام: النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، طاهر مطهّر...(3).

السابع في منبره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في القيامة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أيّوب بن نوح، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن

ص: 520


1- الكافي: ج 4، ص 524، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن شيبة)، رقم 877.
2- الكافي: ج 4، ص 521، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أيّوب بن نوح)، رقم 896.
3- التهذيب: ج 1، ص 107، ح 281. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى القاسم الصيقل)، رقم 952.

علي بن موسى عليهم السّلام يقول:... فإذا كان يوم القيامة نصب له [أي الرضا عليه السّلام] منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم...(1).

الثامن في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يردّ هديّة أحد:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن مهزيار:... فكتب [أبو جعفر عليه السّلام]:... فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يردّ هديّة، على يهودي و لا نصراني(2).

التاسع في مبايعته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النساء:

{590} 1 - أبو الفضل علي الطبرسي رحمه اللّه: عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال:

كانت مبايعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، النساء: أن غمس يده في قدح من ماء، ثمّ أمرهنّ أن يغمسن أيديهنّ في ذلك القدح، بالإقرار و الإيمان باللّه، و التصديق لرسول اللّه على ما أخذ عليهنّ (3).

و في رواية: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دعاهنّ ، ثمّ غمس يده في الإناء، ثمّ أخرجها، ثمّ أمرهنّ ، فغمسن أيديهنّ في الإناء(4).

ص: 521


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 259، ح 19. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (ثواب زيارة أبيه الرضا عليهما السّلام)، رقم 698.
2- رجال الكشّي: ص 610، ح 1133. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى خيران الخادم)، رقم 905.
3- تحف العقول: ص 457، س 4. عنه مستدرك الوسائل: ج 14، ص 278، ح 16712، بتفاوت.
4- مشكاة الأنوار: ص 203، س 16. تحف العقول: ص 457، س 4، قطعة منه، بتفاوت. عنه و عن المشكاة، مستدرك الوسائل: ج 14، ص 278، ح 16712، بتفاوت.
العاشر في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأمر نسائه بقضاء الصوم في الاستحاضة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار قال: كتبت إليه امرأة طهرت من حيضها، أو من دم نفاسها... ثمّ استحاضت... هل يجوز صومها و صلاتها، أم لا؟

فكتب عليه السّلام: تقضي صومها، و لا تقضي صلاتها، إنّ رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأمر فاطمة صلوات اللّه عليها، و المؤمنات من نسائه، بذلك(1).

الحادي عشر في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أقرّ نكاح زينب مع أبي العاص:

1 - ابن شعبة الحرّاني: قال المأمون ليحيى بن أكثم: اطرح على أبي جعفر محمد بن الرضا عليهما السّلام مسألة تقطعه فيها....

فقال أبو جعفر عليه السّلام:... أقرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نكاح زينب مع أبي العاص ابن الربيع، حيث أسلم على النكاح الأوّل(2).

الثاني عشر في فضل زيارته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن ابن أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! ما لمن زار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا؟

ص: 522


1- الكافي: ج 4، ص 136، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 928.
2- تحف العقول: ص 454، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 869.

فقال عليه السّلام: له الجنّة(1).

2 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه:... عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! ما لمن زار قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا؟

قال عليه السّلام: يدخله اللّه الجنّة إن شاء اللّه(2).

ص: 523


1- الكافي: ج 4، ص 548، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (فضل زيارة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 684.
2- كامل الزيارات: ص 43، ح 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (فضل زيارة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 685.

ص: 524

الباب الثالث في الإمامة و ما يناسبها و هو يشتمل على عنوانين:

أ - الإمامة و الولاية العامّة و يشتمل هذا العنوان على ستّة و عشرين موضوعا:
الأوّل في كيفيّة خلقهم و اصطفائهم عليهم السّلام و جعلهم الأمناء:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل الحسني، عن أبي محمد الحسن ابن علي عليهما السّلام قال: كان أبو جعفر عليه السّلام... يقول: الحمد للّه الذي خلقنا من نوره بيده، و اصطفانا من بريّته و جعلنا أمناءه على خلقه و وحيه...(1).

الثاني في كيفيّة خلقهم عليهم السّلام في بطون أمّهاتهم:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... بنان بن نافع قال:... دخل علينا محمد بن علي عليهما السّلام، فلمّا بصر بي قال:... إنّا معاشر الأئمّة إذا حملته أمّه يسمع الصوت من بطن أمّه أربعين يوما، فإذا أتى له في بطن أمّه أربعة أشهر رفع اللّه تعالى له أعلام الأرض، فقرّب له ما بعد عنه، حتّى لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة

ص: 525


1- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (خطبته البليغة في طفولته عليه السّلام)، رقم 369.

و لا ضارّة...(1).

الثالث في ايتائهم عليهم السّلام الحكم صبيّا:

{591} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع: قال: سألته - يعني أبا جعفر عليه السّلام - عن شيء من أمر الإمام، فقلت: يكون الإمام ابن أقلّ من سبع سنين ؟

فقال عليه السّلام: نعم! و أقلّ من خمس سنين.

فقال سهل: فحدّثني علي بن مهزيار بهذا في سنة إحدى و عشرين و مائتين(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام... فقال: يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة، فقال: «وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا» (3) و «لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ » (4)، «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً » (5) فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبي، و يجوز أن يؤتاها و هو ابن أربعين سنة(6).

ص: 526


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 388، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 2، (النصّ عليه و أنّ روحه عليه السّلام روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 335.
2- الكافي: ج 1، ص 384، ح 5. عنه البحار: ج 25، ص 103، ح 6، بتفاوت، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 279، ح 2322، حلية الأبرار: ج 4، ص 545، ح 6، و الوافي: ج 2، ص 377، ح 859.
3- مريم: 12/19.
4- يوسف: 22/12.
5- الاحقاف: 15/46.
6- الكافي: ج 1، ص 384، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إنّه عليه السّلام اوتي الحكم صبيّا)، رقم 370.
الرابع في أنّهم عليهم السّلام خزّان علم اللّه:

1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط قال:... فقال أبو جعفر عليه السّلام: نحن خزّان اللّه على علمه، و غيبه، و حكمته، و أوصياء أنبيائه، و عباد مكرمون(1).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر عليه السّلام قال:... نحن من علم اللّه علّمنا، و عن اللّه نخبر...(2).

الخامس في أنّ الأئمّة عليهم السّلام هم أصحاب الأعراف:

{592} 1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام من هذه الآية: «وَ عَلَى اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ » (3)؟

فقال: هم يا سعد! الأئمّة من آل محمد عليهم السّلام(4).

السادس في أنّ لهم عليهم السّلام شأنا في ليالي الجمعة:

1 - الصفّار رحمه اللّه:... عن الحسن بن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام،

ص: 527


1- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 455. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة)، رقم 392.
2- الهداية الكبرى: ص 303، س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 438.
3- الأعراف: 46/7.
4- بصائر الدرجات: الجزء العاشر، ص 520، ح 18. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 570، ح 463، و البحار: ج 24، ص 251، ح 10. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الأعراف: 46/7).

قال: إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن...(1).

السابع في أنّ عندهم سلاح رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عن محمد بن فضيل الصيرفي قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب إليّ بحوائج له، و في آخر كتابه: عندي سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور معنا حيث درنا، و مع كلّ إمام...(2).

2 - الصفّار رحمه اللّه:... عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: إنّ السلاح [سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم] فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور الملك حيث دار السلاح ...(3).

3 - الصفّار رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام...

فقلت: سيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و درعه ؟

فقال عليه السّلام: قد كان في موضع كذا و كذا. فأتى ذلك الموضع مسافر و محمد بن علي، ثمّ سكت(4).

ص: 528


1- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 150، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في (إنّ أرواح الأنبياء و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم عليهم السّلام)، رقم 585.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا فى الضمير)، رقم 415.
3- بصائر الدرجات: الجزء الرابع، ص 197، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (عنده عليه السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 349.
4- بصائر الدرجات: الجزء الرابع، ص 200، ح 19. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (عنده عليه السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، رقم 350.
الثامن في علامة الإمام عليه السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... قال عمارة بن زيد: رأيت محمد بن علي عليهما السّلام فقلت له: يا ابن رسول اللّه! ما علامة الإمام ؟

قال عليه السّلام: إذا فعل هكذا، و وضع يده على صخرة، فبانت أصابعه فيها(1).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... إبراهيم بن سعد، قال: رأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، و له شعرة - أو قال: و فرة - مثل حلك الغراب، مسح يده عليها، فاحمرّت، ثمّ مسح عليها بظاهر كفّه فابيضّت، ثمّ مسح عليها بباطن كفّه فعادت سوداء كما كانت.

فقال عليه السّلام لي: يا ابن سعد! هكذا تكون آيات الإمام...(2).

التاسع في دعوة الإمام عليه السّلام:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... موسى بن القاسم، قال: شاجرني رجل، و نحن في مكّة، من أصحابنا يقال له إسماعيل في أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: كان يجب أن يدعو المأمون إلى اللّه و إلى طاعته ؟

... فرأيت أبا جعفر عليه السّلام في نومي... فقال لي: إنّما يدعو الإمام إلى اللّه مثلك و مثل أصحابك و من تبعهم....

فلمّا كان من قابل أتيت المدينة، و دخلت على أبي جعفر عليه السّلام، و هو

ص: 529


1- دلائل الإمامة: ص 399، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في إبانة أثر أصابعه في الصخرة)، رقم 401.
2- دلائل الإمامة: ص 397، ح 346. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام)، رقم 391.

يصلّي....

قال عليه السّلام: أنا قلت لك في منامك، و الساعة أعيده عليك...(1).

العاشر في الولاية التشريعيّة للإمام عليه السّلام:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد؛ و عبد اللّه بن محمد، عن علي ابن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام، و قرأت أنا كتابه إليه في طريق مكّة، قال: إنّ الذي أوجبت في سنتي هذه، و هذه سنة عشرين و مائتين فقط... و إنّما أوجب عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب، و الفضّة التي قد حال عليها الحول.

و لم أوجب عليهم ذلك في متاع و لا آنية، و لا دوابّ ، و لا خدم، و لا ربح ربحه في تجارة، و لا ضيعة إلاّ ضيعة سأفسّر لك أمرها؛ تخفيفا منّي عن موالي، و منّا منّي عليهم لما يغتال السلطان من أموالهم...(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن سنان، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام... فقال: يا محمد! إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته، ثمّ خلق محمدا و عليا و فاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثمّ خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، و أجرى طاعتهم عليها، و فوّض أمورها إليهم، فهم يحلّون ما يشاؤون، و يحرّمون ما يشاؤون، و لن يشاءوا إلاّ أن يشاء اللّه تبارك و تعالى...(3).

ص: 530


1- الهداية الكبرى: ص 307، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام في عالم الرؤيا)، رقم 419.
2- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 936.
3- الكافي: ج 1، ص 441، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في (خلق محمد و علي و فاطمة عليهم السّلام)، رقم 598.
الحادي عشر في أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام عليه السّلام:

1 - ابن بابويه القميّ رحمه اللّه:... عن مؤدّب كان لأبي جعفر عليه السّلام أنّه قال:...

فخرج [أبو جعفر عليه السّلام] مغبرّا و هو يقول: «إنّا للّه و إنّا إليه راجعون»، مضى - و اللّه - أبي [الرضا عليه السّلام].

فقلت: جعلت فداك! و قد مضى ؟

فقال: نعم!

و ولّيت غسله و تكفينه، و ما كان ذلك ليلي منه غيري...(1).

الثاني عشر في أنّ كنوز الأرض بيد الإمام عليه السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... إبراهيم بن سعد، قال: رأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... فقلت: رأيت أباك عليه السّلام يضرب بيده إلى التراب، فيجعله دنانير و دراهم.

فقال عليه السّلام: في مصرك قوم يزعمون أنّ الإمام يحتاج إلى مال، فضرب بيده لهم، ليبلغهم أنّ كنوز الأرض بيد الإمام عليه السّلام(2).

ص: 531


1- الإمامة و التبصرة: ص 85، ح 74. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام)، رقم 376.
2- دلائل الإمامة: ص 397، ح 346. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام)، رقم 391.
الثالث عشر في أنّ كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام:

{593} 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: أبو صالح خالد بن حامد، قال: حدّثني أبو سعيد الآدمي، قال: حدّثني بكر بن صالح، عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي(1)، قال: أتيت سيّدي سنة سبع و مائتين، فقلت له: جعلت فداك! إنّي رويت عن آبائك عليهم السّلام: أنّ كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام ؟

فقال عليه السّلام: نعم!

قلت: جعلت فداك! فإنّه أتوا بي من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، و قد تخلّصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، و قد أتيتك مسترقّا مستعبدا.

فقال: قد قبلت!

قال: فلمّا حضر خروجي إلى مكّة، قلت له: جعلت فداك! إنّي قد حججت و تزوّجت، و مكسبي ممّا يعطف عليّ إخواني، لا شيء لي غيره، فمرني بأمرك ؟

فقال لي: انصرف إلى بلادك و أنت من حجّك و تزويجك و كسبك في حلّ .

فلمّا كانت سنة ثلاث عشرة و مائتين أتيته و ذكرت العبوديّة التي ألزمتها؟

فقال: أنت حرّ لوجه اللّه!

قلت له: جعلت فداك! اكتب لي عهدك.

فقال عليه السّلام: تخرج إليك غدا.

فخرج إليّ مع كتبي، كتاب فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي، لعبد اللّه بن المبارك فتاه: إنّي أعتقك لوجه اللّه و الدار الآخرة، لا ربّ لك إلاّ

ص: 532


1- عبد اللّه بن المبارك.

اللّه، و ليس عليك سبيل، و أنت مولاي و مولى عقبي من بعدي.

و كتب في المحرّم سنة ثلاث عشرة و مائتين(1)، و وقّع فيه محمد بن علي بخطّ يده، و ختمه بخاتمه، صلوات اللّه و سلامه عليه(2).(3).

ص: 533


1- في المناقب: سنة ثلاث عشرة و مائة.
2- قال المحقّق التستري قدّس سرّه: و نقل المناقب الخبر في أحوال الباقر عليه السّلام اشتباه منه، و تبعه البحار، فنقله في أحوال أصحابه عليه السّلام و الظاهر أنّ منشأهم المناقب، أنّه رأى الخبر محرّفا «عبد الجبّار» فيه ب «عبد اللّه». فتوهّم أنّ المراد به «عبد اللّه بن المبارك» المعروف، كما أنّ محمد بن علي عليهما السّلام في الخبر كان مطلقا فتوهّم أنّ المراد به الباقر عليه السّلام، مع أنّ المراد به الجواد عليه السّلام. كما أنّه حرف «و مائتين» في قوله في الخبر: و كتب في المحرّم سنة ثلاث عشرة و مائتين، بقوله: «و مائة» و اسقط صدر الخبر: أتيت سيّدي سنة تسع و مائتين. قاموس الرجال: ج 6، ص 60، رقم 3948. و قال المحقّق الزنجاني بعد نقل الخبر عن الكشّي و المناقب: إذا تأمّلت فيما رواه في المناقب، و أضفت إلى ذلك ما ذكره في ديباجة كتابه من ذكر الكتاب موجودة عنده عند تأليف كتابه المذكور، و قابلت ما رواه مع متن ما رواه الكشّي تعرف أنّ نسبة السهو إلى ابن شهرآشوب أولى من وجوه. الجامع في الرجال: ج 2، ص 130. كذا استظهر النمازي أيضا، راجع مستدركات علم الرجال: ج 4، ص 369 رقم 7526.
3- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. عنه البحار: ج 93، ص 195، ح 20، و مستدرك الوسائل: ج 7، ص 300، ح 8267. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 208، س 11. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عتقه عليه السّلام المملوك)، و ب 3، (مدح عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي)، و ف 5، ب 6، (تحليل الإمام عليه السّلام حصّته من الخمس)، و ب 7، (حكم حجّ العبد)، و ب 8، (حكم الغنائم و الأنفال)، و ب 9، (حكم تزويج العبد)، و ب 16، (حكم ما يكسبه العبد)، و ب 17، (عتق العبيد و الإماء)، و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام الى عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي).
الرابع عشر في أنّهم عليهم السّلام القائمون بأمر اللّه عزّ و جلّ :

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السّلام....

فقال عليه السّلام: يا أبا القاسم! ما منّا إلاّ و هو قائم بأمر اللّه عزّ و جلّ ، و هاد إلى دين اللّه...(1).

الخامس عشر في أنّهم عليهم السّلام حجج اللّه على عباده:

{594} 1 - الإمام العسكري عليه السّلام:

و قال محمد بن علي عليهما السّلام: إنّ حجج اللّه على دينه أعظم سلطانا يسلّط اللّه بها على عباده، فمن وفّر منها حظّه فلا يرين أنّ من منعه ذلك [قد فضّله عليه و لو جعله في الذروة العليا من الشرف و المال و الجمال، فإنّه إن رأى ذلك] كان قد حقّر عظيم نعم اللّه لديه.

و إنّ عدوّا من أعدائنا النواصب يدفعه بما تعلّمه من علو منا أهل البيت لأفضل له من كلّ مال لمن فضّل عليه. و لو تصدّق بألف ضعفه(2).

ص: 534


1- إكمال الدين: ج 2، ص 377، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في (أحوال القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف، و كيفيّة ظهوره و عدد أصحابه)، رقم 617.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 351، ح 237. عنه البحار: ج 2، ص 11، ح 22.
السادس عشر في أنّهم عليهم السّلام الذين إذا لم يرض اللّه لهم الدنيا نقلهم إليه:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عن ابن مسافر، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، أنّه قال:...

نحن معشر، إذا لم يرض اللّه لأحدنا الدنيا نقلنا إليه(1).

2 - الصفّار رحمه اللّه:... قال أبو جعفر عليه السّلام في العشيّة التي اعتلّ فيها:... نحن قوم، أو نحن معشر إذا لم يرض اللّه لأحدنا الدنيا نقلنا إليه(2).

3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن مروان الأنباري، قال: خرج من أبي جعفر عليه السّلام: إنّ اللّه إذا كره لنا جوار قوم، نزعنا من بين أظهرهم(3).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الفرج، قال: كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام: إذا غضب اللّه تبارك و تعالى على خلقه، نحّانا عن جوارهم(4).

السابع عشر في أنّ أموالهم عليهم السّلام في الآخرة مذخورة:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي، قال:

حدّثنا أبي، و كان خادما لمحمد بن علي الجواد عليه السّلام.

ص: 535


1- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 773، ح 94. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 448.
2- بصائر الدرجات: الجزء العاشر، ص 501، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ب 2، (ما أخذ اللّه عليهم قبل رسالتهم عليهم السّلام)، رقم 584.
3- علل الشرائع: ب 179، ص 244، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل) رقم 1000.
4- الكافي: ج 1، ص 343، ح 31. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 969.

لمّا زوّج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام، ابنته كتب إليه:... و قد جعل اللّه أموالنا في الآخرة مؤجّلة مذخورة هناك، كما جعل أموالكم معجّلة في الدنيا و كنزها هاهنا(1).

الثامن عشر في معرفتهم عليهم السّلام بمنطق الطير:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد ابن علي عليهما السّلام... فقال: و علّمنا منطق الطير و أوتينا من كلّ شيء...(2).

التاسع عشر في أنّ من دخل في حزبهم عليهم السّلام أدخله اللّه الجنّة:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... معمّر بن خلاّد... فقال [أبو جعفر الجواد عليه السّلام]:

و من كان من حزبنا أدخله اللّه الجنّة(3).

العشرون في أنّهم عليهم السّلام المقصودون من قوله تعالى: «أم يحسبون أنّا لا نسمع...»:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام... فقال: يا علي و اللّه! نحن كما قال تعالى:

ص: 536


1- مهج الدعوات: ص 309، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى المأمون)، رقم 959.
2- نوادر المعجزات: ص 182، ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الثور)، رقم 393.
3- رجال الكشي: ص 502، ح 962. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، رقم 522.

«أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ بَلىٰ وَ رُسُلُنٰا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ » (1) ...(2).

الحادي و العشرون في الطواف عن النبيّ و الأئمّة و فاطمة الزهراء عليهم السّلام:

{595} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار، عن موسى بن القاسم، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: قد أردت أن أطوف عنك و عن أبيك، فقيل لي: إنّ الأوصياء لا يطاف عنهم.

فقال لي: بل طف ما أمكنك، فإنّه جائز(3).

ثمّ قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف عنك و عن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء اللّه، ثمّ وقع في قلبي شيء، فعملت به.

قال: و ما هو؟ قلت: طفت يوما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فقال ثلاث مرّات: صلّى اللّه على رسول اللّه.

ثمّ اليوم الثاني عن أمير المؤمنين عليه السّلام، ثمّ طفت اليوم الثالث عن الحسن عليه السّلام، و الرابع عن الحسين عليه السّلام، و الخامس عن علي بن الحسين عليهما السّلام، و السادس عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، و اليوم السابع عن جعفر بن محمد عليهما السّلام، و اليوم الثامن عن أبيك موسى عليه السّلام، و اليوم التاسع عن أبيك

ص: 537


1- الزخرف: 80/43.
2- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.
3- في التهذيب: بلى طف ما أمكنك، فإنّ ذلك جائز، و هكذا في وسائل الشيعة.

علي عليه السّلام، و اليوم العاشر عنك يا سيّدي، و هؤلاء الذين أدين اللّه بولايتهم.

فقال: إذن و اللّه! تدين اللّه بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره.

قلت: و ربّما طفت عن أمّك فاطمة عليها السّلام و ربّما لم أطف.

فقال: استكثر من هذا، فإنّه أفضل ما أنت عامله إن شاء اللّه(1).

الثاني و العشرون في ذكر أبي جعفر الجواد، الأئمّة عليهم السّلام في قنوته:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام...:

«اللهمّ أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين الذين أضلّوا عبادك، و حرّفوا كتابك، و بدّلوا أحكامك، و جحدوا حقّك، و جلسوا مجالس أوليائك، جرأة منهم عليك، و ظلما منهم لأهل بيت نبيّك، عليهم سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك.

فضلّوا و أضلّوا خلقك، و هتكوا حجاب سترك عن عبادك، و اتّخذوا اللهمّ مالك دولا، و عبادك خولا، و تركوا اللهمّ عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمّة، فاعينهم مفتوحة، و قلوبهم عمية، و لم تبق لهم اللهمّ عليك من حجّة.

لقد حذّرت اللهمّ عذابك، و بيّنت نكالك، و وعدت المطيعين إحسانك،

ص: 538


1- الكافي: ج 4، ص 314، ح 2. عنه نور الثقلين: ج 4، ص 303، ح 226، قطعة منه، و البحار: ج 50، ص 101، ح 15، و الوافي: ج 12، ص 377، ح 12036، و الأنوار البهيّة: ص 262، س 17. التهذيب: ج 5، ص 450، ح 1572. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 11، ص 200، ح 14620. قطعة منه في ف 5، ب 7، (حكم الطواف عن النبيّ و الأئمّة و فاطمة عليهم السّلام).

و قدّمت إليهم بالنّذر، فآمنت طائفة، فأيّد اللهمّ الذين آمنوا على عدوّك و عدوّ أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، و إلى الحقّ داعين، و للإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين.

و جدّد اللهمّ على أعدائك و أعدائهم نارك، و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و قوّ ضعف المخلصين لك بالمحبّة، المشايعين لنا بالموالاة، المتّبعين لنا، بالتّصديق، و العمل الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحبّين ذكرنا عند اجتماعهم...»(1).

الثالث و العشرون في التوسّل بهم عليهم السّلام بعد الصلوات:

{596} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن محمد بن الفرج أنّه قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... و قال: إذا انصرفت من صلاة مكتوبة، فقل: رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بالقرآن كتابا، و بمحمد نبيّا، و بعلي وليّا، و الحسن، و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي بن موسى، و محمد بن علي، و علي بن محمد، و الحسن بن علي، و الحجة بن الحسن بن علي أئمّة...(2).

2 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... جاء رجل إلى محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام فقال: يا ابن رسول اللّه! إنّ أبي قد مات، و كان له ألف دينار....

ص: 539


1- مهج الدعوات: ص 65، س 15، و ص 81، س 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في القنوت)، رقم 765.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: إذا صلّيت العشاء الآخرة، فصلّ على محمد و آل محمد مائة مرّة، فإنّ أباك يأتيك و يخبرك بأمر المال...(1).

الرابع و العشرون ما يقال للإمام عليه السّلام عند العطاس:

{597} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه، عن أيّوب بن نوح(2)، قال: عطس يوما و أنا عنده، فقلت: جعلت فداك! ما يقال للإمام إذا عطس ؟

قال عليه السّلام: يقولون: صلّى اللّه عليك(3).

الخامس و العشرون في أنّ الروح معهم عليهم السّلام:

1 - الصفّار رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط، قال:... قال عليه السّلام: منذ أنزل اللّه ذلك الروح على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ما صعد إلى السماء، و أنّه لفينا(4).

ص: 540


1- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 457. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إحضاره عليه السّلام الميّت)، رقم 404.
2- عدّه الشيخ: في رجاله من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام، و كذا البرقي. و روى الكليني باسناده عنه عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، الكافي: ج 4، ص 585، ح 3، و الصدوق في العيون: ج 2، ص 259، ح 19، و في الأمالي: ص 105، ح 7، و ابن قولويه القميّ في كامل الزيارات: ص 507، ح 791. فالظاهر رجوع الضمير إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
3- الكافي: ج 1، ص 411، ح 1. عنه البحار: ج 27، ص 256، ح 6.
4- بصائر الدرجات: الجزء التاسع، ص 477، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة الشورى: 52/42)، رقم 753.
السادس و العشرون في لزوم اتّباع أمرهم عليهم السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن عبد اللّه، قال: سأله رجل عن قوله تعالى: «فَمَنِ اِتَّبَعَ هُدٰايَ فَلاٰ يَضِلُّ وَ لاٰ يَشْقىٰ » (1).

قال عليه السّلام: من قال بالأئمّة، و اتّبع أمرهم، و لم يجز طاعتهم(2).

ب - الإمامة و الولاية الخاصّة و يشتمل هذا العنوان على تسعة موضوعات:
الأوّل في الخمسة النجباء عليهم السّلام:
خلق محمد و علي و فاطمة عليهم السّلام:

{598} 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد الأشعري، عن معلّى بن محمد، عن أبي الفضل عبد اللّه بن إدريس، عن محمد بن سنان، قال:

كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام فأجريت اختلاف الشيعة، فقال: يا محمد! إنّ اللّه تبارك (و) تعالى لم يزل متفرّدا بوحدانيّته؛ ثمّ خلق محمدا و عليا و فاطمة، فمكثوا ألف دهر؛ ثمّ خلق جميع الأشياء، فأشهدهم خلقها، و أجرى طاعتهم عليها، و فوّض أمورها إليهم، فهم يحلّون ما يشاؤون، و يحرّمون ما يشاؤون، و لن يشاؤوا إلاّ أن يشاء اللّه تبارك و تعالى.

ثمّ قال: يا محمد! هذه الديانة التي من تقدّمها مرق(3)، و من تخلّف عنها

ص: 541


1- طه: 123/20.
2- الكافي: ج 1، ص 414، ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة طه: 123/20)، رقم 751.
3- في الحديث: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، أي يجوزونه و يخرقونه، لسان العرب: ج 10، ص 31 (مرق).

محق(1)، و من لزمها لحق، خذها إليك يا محمد(2).

ثمرة حبّ محمد و علي عليهما السّلام في القيامة:

{599} 1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:

و قال محمد بن علي (بن موسى) عليهم السّلام حين قال رجل بحضرته: إنّي لأحبّ محمدا و عليا حتّى لو قطّعت إربا إربا، أو قرضت، لم أزل عنه.

قال محمد بن علي عليهما السّلام: لا جرم أنّ محمدا و عليا يعطيانك من أنفسهما ما تعطيهما [أنت] من نفسك، إنّهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف ألف جزء من ذلك(3).

إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عليا عليه السّلام أبوا دين المؤمنين:

{600} 1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: و قال محمد بن علي الرضا عليهما السّلام:

من اختار قرابات أبوي دينه: محمد و علي عليهما السّلام على قرابات أبوي نسبه،

ص: 542


1- محقه يمحقه محقا، أي أبطله و محاه، لسان العرب: ج 10، ص 338 (محق).
2- الكافي: ج 1، ص 441، ح 5. عنه البحار: ج 15، ص 19، ح 29، و ج 54، ص 12، س 11، قطعة منه، و ص 65، ح 43 قطعة منه، و ص 195، ح 141، و ج 25، ص 340، ح 24، الأنوار البهيّة: ص 58، س 6، و حلية الأبرار: ج 3، ص 17، ح 3، و الوافي: ج 3، ص 682، ح 1284، و مقدّمة البرهان: ص 66، س 25. البحار: ج 25، ص 25، ح 44، عن مشارق أنوار اليقين، و لم نعثر عليه، و في ص 339، ح 21، عن كتاب رياض الجنان. قطعة منه في (الولاية التشريعيّة للإمام عليه السّلام).
3- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 332، ح 199. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 83/2)، رقم 744.

اختاره اللّه تعالى على رءوس الأشهاد يوم التناد، و شهّره بخلع كراماته، و شرّفه بها على العباد إلاّ من ساواه في فضائله أو فضله(1).

الثاني في الإمام أمير المؤمنين علي عليه السّلام:
هو الذي اتّبع الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و له عليه السّلام تسع سنين:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... قال علي بن حسّان لأبي جعفر عليه السّلام فقال عليه السّلام:... لقد قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي» (2).

فو اللّه! ما تبعه إلاّ علي عليه السّلام و له تسع سنين...(3).

تعليم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا عليه السّلام ألف كلمة من العلم:

{601} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي، و محمد بن موسى بن المتوكّل، و محمد بن علي ماجيلويه، و أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، و حمزة بن محمد بن أحمد العلوي، و الحسين بن إبراهيم بن ناتانه، و الحسين بن أحمد بن هشام المؤدّب(4)، و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي اللّه تعالى عنهم قالوا: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة.

ص: 543


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 336، ح 210. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 83/2)، رقم 743.
2- يوسف: 108/12.
3- الكافي: ج 1، ص 384، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام على إمامته في حداثة سنّه)، رقم 866.
4- في البحار: المكتّب.

عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السّلام أنّه سمعه يقول: علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا عليه السّلام ألف كلمة، كلّ كلمة يفتح(1) ألف كلمة(2).

عقد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام بالخلافة في عشرة مواطن:

1 - علي بن إبراهيم القميّ رحمه اللّه:... عن ابن أبي عمير عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام:... قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عقد عليهم لعلي عليه السّلام بالخلافة في عشرة مواطن...(3).

إنّه غسّل النبيّ صلوات اللّه عليهما:

1 - الشيخ الطوسيّ رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه: جعلت فداك! هل اغتسل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، عند موته ؟

فأجابه عليه السّلام:... أمير المؤمنين عليه السّلام فعل، و جرت به السنّة(4).

ص: 544


1- في الفصول: يفتح كلّ كلمة ألف كلمة، و في البصائر: تفتح ألف كلمة.
2- الخصال: ج 2، ص 650، ح 46. عنه البحار: ج 40، ص 133، ح 17. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 568، ح 857. بصائر الدرجات: الجزء السادس، ص 330، ح 8، حدّثنا إبراهيم بن هاشم، عن عبد اللّه ابن المغيرة، قال: حدّثني عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري، قال: حدّثني الحرث [الحارث] ابن المغيرة، عن أبي جعفر عليه السّلام.
3- تفسير القميّ : ج 1، ص 160، س 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة المائدة: 1/5)، رقم 748.
4- التهذيب ج 1، ص 107، ح 281. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى القاسم الصيقل)، رقم 952.
مبلغ سنّه عليه السّلام:

1 - الإربلي رحمه اللّه: عن معروف رضي اللّه عنه، قال: سمعت من أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يقول: قتل علي بن أبي طالب، و له خمس و ستّون سنة فهذه مدّة عمره عليه السّلام(1).

الثالث في فاطمة الزهراء عليها السّلام:
صداقها عليها السّلام:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل، أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام....

ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون، و قد بذل لها من الصداق: مهر جدّته فاطمة بنت محمد عليهما السّلام، و هو خمسمائة درهم جيادا...(2).

عقاب قاتليها عليها السّلام:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... زكريّا بن آدم، قال: إنّي لعند الرضا عليه السّلام إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام... فضرب بيده عليه السّلام إلى الأرض، و رفع رأسه إلى السماء، فأطال الفكر.

ص: 545


1- كشف الغمّة: ج 1، ص 436، س 10. عنه البحار: ج 42، ص 244، ضمن ح 42.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.

فقال له الرضا عليه السّلام: بنفسي! أنت لم طال فكرك ؟

فقال عليه السّلام: فيما صنع بأمّي فاطمة، أما و اللّه لأخرجنّهما، ثمّ لأحرّقنّهما، ثمّ لأذرينّهما، ثمّ لأنسفنّهما في اليمّ نسفا...(1).

الصلاة في بيتها عليها السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين، قال:... و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال... و يرجع إلى بيت فاطمة عليها السّلام فيخلع نعليه، و يقوم فيصلّي...(2).

الرابع في الإمامين الحسن و الحسين عليهما السّلام:
ذرّيّة فاطمة خاصّ للحسن و الحسين عليهم السّلام:

{602} 1 - الخطيب البغدادي: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدّثنا أحمد بن إسحاق، حدّثنا إبراهيم بن نائلة، حدّثنا جعفر بن محمد بن يزيد، قال: كنت ببغداد، فقال لي محمد بن منذر بن مهزير: هل لك أن أدخلك على ابن الرضا؟

قلت: نعم!

قال: فأدخلني، فسلّمنا عليه و جلسنا، فقال له: حديث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّم اللّه ذرّيّتها على النار؟

ص: 546


1- دلائل الإمامة: ص 400، ح 358. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النصّ عليه عن أبيه الرضا عليهما السّلام بعد ولادته)، رقم 290.
2- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير) رقم 406.

قال: خاصّ للحسن و الحسين عليهما السّلام(1).

عدم توفيق قاتلي الحسين عليه السّلام لصوم و لا فطر:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال:... إنّ الناس لمّا قتلوا الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما أمر اللّه عزّ و جلّ ملكا ينادي: أيّتها الأمّة الظالمة القاتلة عترة نبيّها! لا وفّقكم اللّه لصوم و لا فطر(2).

فضل زيارة الحسين عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في حديث قال:

من زار الحسين عليه السّلام ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان، و هي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر، و «فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ » (3) صافحه روح أربعة و عشرين ألف ملك و نبيّ ؛ كلّهم يستأذن اللّه في زيارة الحسين عليه السّلام في تلك الليلة(4).

ص: 547


1- تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 15. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 40. كشف الغمّة: ج 2، ص 346، ح 4، مرسلا. عنه البحار: ج 75، ص 78، ح 52.
2- علل الشرائع: ب 125، ص 389، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 4، (إنّ قاتلي عترة النبيّ عليهم السّلام لا يوفّقون لصوم شهر رمضان)، رقم 650.
3- الدخان: 4/44.
4- إقبال الأعمال: ص 504، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (زيارة الإمام الحسين عليه السّلام في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان)، رقم 686.
أعظم المصائب بعد عاشوراء مصيبة فخّ :

{603} 1 - ابن عنبة الحسيني رحمه اللّه: أبو نصر البخاري، عن محمد الجواد بن علي الرضا عليهما السّلام أنّه قال: لم يكن لنا بعد الطفّ مصرع أعظم من فخّ (1).

الخامس في الإمامين الباقر و الصادق عليهما السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام و كانت التقيّة شديدة فكتموا كتبهم و لم ترو عنهم، فلمّا ماتوا صارت الكتاب إلينا؟

فقال عليه السّلام: حدّثوا بها، فإنّها حقّ (2).

السادس في الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام:
علّة تسميته بالرضا عليه السّلام:

{604} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي، و محمد بن موسى بن المتوكّل، و محمد بن علي بن ماجيلويه، و أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، و الحسين ابن إبراهيم تاتانه، و أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، و الحسين بن إبراهيم بن

ص: 548


1- عمدة الطالب: ص 164، س 1. عنه البحار: ج 48، ص 165، س 9. معجم البلدان: ج 4، ص 238، س 4، أشار إلى مضمونه.
2- الكافي: ج 1، ص 53، ح 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 1، (الأخذ بالأحاديث المرويّة في حال التقيّة)، رقم 619.

هشام المكتّب، و علي بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم قالوا: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام: إنّ قوما من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك عليه السّلام إنّما سمّاه المأمون «الرضا» لما رضيه لولاية عهده.

فقال عليه السّلام: كذبوا و اللّه! و فجروا، بل اللّه تبارك و تعالى سمّاه «الرضا» لأنّه كان رضي للّه عزّ و جلّ في سمائه(1)، و رضي لرسوله، و الأئمّة من بعده صلوات اللّه عليهم في أرضه.

قال: فقلت له: أ لم يكن كلّ واحد من آبائك الماضين عليهم السّلام رضي للّه تعالى(2)، و لرسوله، و الأئمّة عليهم السّلام ؟

فقال: بلى!

فقلت: فلم سمّي أبوك عليه السّلام من بينهم «الرضا»؟

قال: لأنّه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي به الموافقون من أوليائه، و لم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السّلام، فلذلك سمّي من بينهم الرضا عليه السّلام(3).

ص: 549


1- في علل الشرائع: ذكره في سمائه.
2- في المصدر: رضي اللّه تعالى، و الظاهر أنّه غير صحيح.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 13، ح 1. عنه البحار: ج 49، ص 4، ح 5، و حلية الأبرار: ج 4، ص 341، ح 1، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 243، ح 2298، و كشف الغمّة: ج 2، ص 296، س 7، مرسلا و بتفاوت. علل الشرائع: ج 1، ص 236، ح 1، بتفاوت يسير. الأنوار البهيّة: ص 211، س 10. معاني الأخبار: ص 65، س 7، قطعة منه، مرسلا.
هو عليه السّلام خير من صلّى على الأرض:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: قال أميّة بن علي: كنت بالمدينة و كنت أختلف إلى أبي جعفر عليه السّلام، و أبوه بخراسان.

فدعى جاريته يوما، فقال لها: قولي لهم: يتهيّئون للمأتم،....

فقلنا له: مأتم من ؟

فقال: مأتم خير من صلّى على ظهر الأرض...(1).

نزول البركة بدعائه عليه السّلام:

1 - الصدوق رحمه اللّه:... قال الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام: و عظّم اللّه تبارك و تعالى البركة في البلاد بدعاء الرضا عليه السّلام...(2).

كيفيّة تلبّسه عليه السّلام بثوب جديد:

{605} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، و علي بن عبد اللّه الورّاق، قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثني علي بن الحسين الخيّاط النيسابوري، قال: حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد اللّه بن موسى بن جعفر، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن العسكري، عن أبيه [أي أبي جعفر محمد الجواد]، عن جدّه علي بن موسى الرضا عليهم السّلام:

أنّه كان يلبس ثيابه ممّا يلي يمينه، فإذا لبس ثوبا جديدا، دعا بقدح من

ص: 550


1- دلائل الإمامة: ص 401، ح 359. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام)، رقم 444.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 167، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 3، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام)، رقم 1082.

ماء، فقرأ عليه: «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» عشر مرّات، و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» عشر مرّات، و «قُلْ يٰا أَيُّهَا اَلْكٰافِرُونَ » عشر مرّات.

ثمّ نضحه على ذلك الثوب، ثمّ قال: من فعل هذا بثوبه من قبل أن يلبسه لم يزل في رغد من عيشه ما بقي عنه سلك(1).

دواؤه عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر عليه السّلام، فأتي بقطاة، فقال عليه السّلام:... كان أبي عليه السّلام يعجبه، و كان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان، يشوي له، فإنّه، ينفعه(2).

2 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... حدّثنا الفضل بن ميمون الأزدي، قال: حدّثنا أبو جعفر بن علي بن موسى عليهم السّلام، قال: قلت: يا ابن رسول اللّه! إنّي أجد من هذه الشوصة وجعا شديدا؟

فقال له: خذ حبّة واحدة من دواء الرضا عليه السّلام مع شيء من زعفران، و أطل به حول الشوصة.

قلت: و ما دواء أبيك ؟

قال عليه السّلام: الدواء الجامع، و هو معروف عند فلان و فلان...(3).

3 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... محمد بن النضر مؤدّب ولد أبي جعفر

ص: 551


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 315، ح 91. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 466، ح 5.
2- الكافي: ج 6، ص 312، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة اليرقان)، رقم 860.
3- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 89، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة وجع الأضلاع)، رقم 862.

محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، قال: شكوت إليه ما أجد من الحصاة.

فقال عليه السّلام: ويحك! أين أنت عن الجامع، دواء أبي ؟

فقلت: سيّدي و مولاي! أعطني صفته ؟

فقال: هو عندنا...(1).

4 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... عبد اللّه بن عثمان، قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام برد المعدة في معدتي، و خفقانا في فؤادي.

فقال عليه السّلام: أين أنت عن دواء أبي، و هو الدواء الجامع ؟

قلت: يا ابن رسول اللّه! و ما هو؟

قال: معروف عند الشيعة...(2).

خاتم أبيه عليه السّلام:

1 - أبو نصر الطبرسي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى، قال: سمعت الموفّق يقول:

قدّام أبي جعفر الثاني عليه السّلام، و أراني خاتما في إصبعه.

فقال لي: أ تعرف هذا الخاتم ؟

فقلت له: نعم! أعرف نقشه، فأمّا صورته فلا.

و كان خاتم فضّة كلّه، و حلقته، و فصّه فصّ مدوّر، و كان عليه مكتوبا:

«حسبي اللّه»، و فوقه هلال و أسفله وردة.

ص: 552


1- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 91، س 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة وجع الحصاة)، رقم 861.
2- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 90، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة برد المعدة و خفقان الفؤاد)، رقم 857.

فقلت له: خاتم من هذا؟

فقال: خاتم أبي الحسن عليه السّلام.

فقلت له: و كيف صار في يدك ؟

قال: لمّا حضرته الوفاة، دفعه إليّ ، ثمّ قال لي: لا تخرج من يدك إلاّ إلى علي ابني(1).

قاتله عليه السّلام، المأمون:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن موسى النوفلي، قال: رأيت سيّدي أبا جعفر عليه السّلام مطرقا، فقلت لأبي هاشم: ما يبكيك يا ابن العمّ؟

قال: من جرأة هذا الطاغي، المأمون على اللّه و على دمائنا، بالأمس قتل الرضا عليه السّلام، و الآن يريد قتلي.

فبكيت، و قلت: يا سيّدي! هذا مع إظهاره فيك ما يظهره ؟!

قال: ويحك يا ابن العمّ ! الذي أظهره في أبي أكثر...(2).

فضل زيارته عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن حمدان بن إسحاق، قال:... قال أبو جعفر عليه السّلام: من زار قبر أبي بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

و بنى اللّه له منبرا في حذاء منبر محمد و علي عليهما السّلام حتّى يفرغ اللّه من حساب

ص: 553


1- مكارم الأخلاق: ص 86، س 14. تقدّم الحديث أيضا في ف 3، ب 1، (خاتمه عليه السّلام)، رقم 500.
2- الهداية الكبرى: ص 304، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 533.

الخلائق...(1).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أيّوب بن نوح، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، يقول: من زار قبر أبي عليه السّلام بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يفرغ اللّه تعالى من حساب العباد(2).

3 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه:... حمدان الدسوائي، قال:... سمعت مولاي أبا جعفر عليه السّلام يقول: من زار قبر أبي بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

فقال أيّوب: و أزيدك فيه ؟

قلت: نعم!

قال: سمعته يقول ذلك - يعني أبا جعفر عليه السّلام - و انّه إذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يفرغ الناس من الحساب(3).

4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام يقول:

ما زار أبي عليه السّلام أحد فأصابه أذى من مطر أو برد أو حرّ، إلاّ حرّم اللّه جسده على النار(4).

ص: 554


1- الكافي: ج 4، ص 585، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه)، رقم 696.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 259، ح 19. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه)، رقم 698.
3- كامل الزيارات: ص 505، ح 788. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه)، رقم 697.
4- الأمالي: ص 521، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام كان آمنا يوم القيامة)، رقم 701.

5 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن محمد بن سليمان، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام عن رجل حجّ حجّة الإسلام... يرجع أيضا فيحجّ ، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا عليهما السّلام، فيسلّم عليه ؟

قال عليه السّلام: بلى! يأتي إلى خراسان، فيسلّم على أبي عليه السّلام أفضل، و ليكن ذلك في رجب...(1).

6 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه:... عن داود الصرمي، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: سمعته يقول: من زار قبر أبي فله الجنّة(2).

7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، قال:

ضمنت لمن زار أبي عليه السّلام بطوس، عارفا بحقّه، الجنّة على اللّه تعالى(3).

8 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام: ما تقول لمن زار أباك ؟

قال: الجنّة و اللّه!(4)

9 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال:

سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، يقول: إنّ بين جبلي طوس قبضة قبضت

ص: 555


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 258، ح 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (استحباب اختيار زيارة الرضا عليه السّلام على الحج)، رقم 689.
2- كامل الزيارات: ص 505، ح 786. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 694.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 256، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 691.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 257، ح 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 693.

من الجنّة، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار(1).

10 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: ما لمن زار قبر الرضا عليه السّلام ؟

قال عليه السّلام: فله الجنّة و اللّه!(2)

11 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام: ما لمن زار والدك عليه السّلام بخراسان ؟

قال: الجنّة و اللّه! الجنّة و اللّه!(3)

12 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر يعني محمد بن علي الرضا عليهما السّلام....

فقال: زيارة أبي عليه السّلام أفضل، و ذلك أنّ أبا عبد اللّه عليه السّلام يزوره كلّ الناس، و أبي عليه السّلام لا يزوره إلاّ الخواصّ من الشيعة(4).

13 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام... فقال: زوّار قبر أبي عبد اللّه عليه السّلام كثيرون و زوّار قبر أبي عليه السّلام بطوس قليلون(5).

ص: 556


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 256، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام كان آمنا يوم القيامة)، رقم 700.
2- كامل الزيارات: ص 509، ح 793. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 695.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 257، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام دخل الجنّة)، رقم 692.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 261، ح 26. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (زيارة الإمامين الحسين و الرضا عليهما السّلام)، رقم 687.
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 256، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (زيارة الإمامين الحسين و الرضا عليهما السّلام)، رقم 688.

14 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال:

قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السّلام: أبلغ شيعتنا أنّ زيارتي تعدل عند اللّه ألف حجّة.

قال: فقلت لأبي جعفر، ابنه عليهما السّلام، ألف حجّة!؟

قال عليه السّلام: إي و اللّه! ألف ألف حجّة، لمن زاره عارفا بحقّه(1).

15 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: قال: زيارة مولانا و سيّدنا أبي الحسن الرضا عليه و على آبائه و أبنائه الصلاة و السلام، كلّ الأوقات صالحة لزيارته، و أفضلها في شهر رجب.

روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد صلوات اللّه عليه و سلامه و...(2).

السابع في الإمام علي بن محمد الهادي عليهما السّلام:
النصّ على إمامته عليه السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... إسماعيل بن مهران، قال: لمّا خرج أبو جعفر عليه السّلام من المدينة إلى بغداد....

قال عليه السّلام:... الأمر من بعدي إلى ابني علي عليه السّلام(3).

ص: 557


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 257، ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (إنّ زيارة الرضا عليه السّلام تعدل ألف ألف حجّة)، رقم 690.
2- البحار: ج 99، ص 52، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (كيفيّة زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام)، رقم 702.
3- الكافي: ج 1، ص 323، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادته)، رقم 447.

{606} 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن الخيراني، عن أبيه أنّه قال: كان يلزم باب أبي جعفر عليه السّلام للخدمة التي كان و كلّ بها، و كان أحمد بن محمد بن عيسى يجيء، في السحر في كلّ ليلة ليعرف خبر علّة أبي جعفر عليه السّلام.

و كان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر عليه السّلام و بين أبي، إذا حضر، قام أحمد و خلا به أبي.

فخرجت ذات ليلة، و قام أحمد عن المجالس، و خلا أبي بالرسول و استدار أحمد، فوقف حيث يسمع الكلام.

فقال الرسول لأبي: إنّ مولاك يقرأ عليك السلام، و يقول لك: إنّي ماض، و الأمر صائر إلى ابني علي، و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي.

ثمّ مضى الرسول، و رجع أحمد إلى موضعه، و قال لأبي: ما الذي قد قال لك ؟

قال: خيرا! قال: قد سمعت ما قال، فلم تكتمه ؟ و أعاد ما سمع.

فقال له أبي: قد حرّم اللّه عليك ما فعلت، لأنّ اللّه تعالى يقول:

«وَ لاٰ تَجَسَّسُوا» (1) فاحفظ الشهادة لعلّنا نحتاج إليها يوما ما، و إيّاك أن تظهرها إلى وقتها. فلمّا أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع، و ختمها، و دفعها إلى عشرة من وجوه العصابة، و قال: إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها و اعملوا بما فيها(2).

فلمّا مضى أبو جعفر عليه السّلام ذكر أبي أنّه لم يخرج من منزله حتّى قطع على يديه نحو من أربعمائة إنسان، و اجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج

ص: 558


1- الحجرات: 12/49.
2- في المصدر: و اعلموا بما فيها، و الظاهر أنّه غير صحيح.

يتفاوضون هذا الأمر.

فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده، و أنّه لو لا مخافة الشهرة لصار معهم إليه، و يسأله أن يأتيه.

فركب أبي و صار إليه، فوجد القوم مجتمعين عنده، فقالوا لأبي: ما تقول في هذا الأمر؟

فقال أبي لمن عنده الرقاع: أحضروا الرقاع ؟ فأحضروها، فقال لهم: هذا ما أمرت به، فقال بعضهم: قد كنّا نحبّ أن يكون معك في هذا الأمر شاهد آخر؟

فقال لهم: قد آتاكم اللّه عزّ و جلّ به هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة، و سأله أن يشهد بما عنده، فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئا، فدعاه أبي إلى المباهلة. فقال: لمّا حقّق عليه، قال: قد سمعت ذلك و هذا مكرمة كنت أحبّ أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم: فلم يبرح القوم حتّى قالوا بالحقّ جميعا(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن الحسين الواسطي:... إنّ أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام أشهده أنّه أوصى إلى علي ابنه... و جعل عبد اللّه بن

ص: 559


1- الكافي: ج 1، ص 324، ح 2. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 71، ح 2، و الوافي: ج 2، ص 382، ح 867، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 312، ح 2348. إرشاد المفيد: ص 328، س 4، بتفاوت. إعلام الورى: ص 111، س 16، بتفاوت. عنه و عن الإرشاد، البحار: ج 50، ص 119، ح 3. كشف الغمّة: ج 2، ص 377، س 4، بتفاوت. الصراط المستقيم: ج 2، ص 168، س 9 و 11. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 234، س 14.

المساور قائما على تركته... إلى أن يبلغ علي بن محمد...(1).

4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمد ابن علي الرضا عليهما السّلام، يقول: إنّ الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي...(2).

5 - المسعودي رحمه اللّه: ثمّ خرج [أبو جعفر] عليه السّلام - في السنة التي خرج فيها المأمون إلى «البليدون»...

أشار عليه السّلام إلى أبي الحسن عليه السّلام، و نصّ عليه، و أوصى إليه(3).

6 - النعماني رحمه اللّه:... أميّة بن علي القيسي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: من الخلف بعدك ؟

فقال عليه السّلام: ابني علي...(4).

{607} 7 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه: روى الحميري بإسناده عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام: إنّي كنت سألت أباك عن الإمام بعده ؟ فنصّ عليك...(5).

ص: 560


1- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (وصيّته عليه السّلام)، رقم 170.
2- إكمال الدين: ج 2، ص 378، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في (علّة تسمية المهدي عليه السّلام بالقائم و المنتظر)، رقم 610.
3- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
4- كتاب الغيبة: ص 185، ح 36. يأتي الحديث بتمامه في (الحوادث الواقعة في غيبته عليه السّلام)، رقم 613.
5- عيون المعجزات: ص 137، س 9. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 74، ح 6، و إثبات الهداة: ج 3، ص 396، ح 27. إثبات الوصيّة: ص 244، س 20.

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

{608} 8 - المسعودي رحمه اللّه: و حدّث الحميري، عن الحسن بن علي بن هلال، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: قال لي أبو جعفر عليه السّلام: يفضي هذا الأمر إلى أبي الحسن و هو ابن سبع سنين.

ثم قال: نعم! و أقلّ من سبع سنين كما كان عيسى عليه السّلام(1).

{609} 9 - المسعودي رحمه اللّه: و روى الحميري، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عثمان الكوفي؛ عن أبي جعفر عليه السّلام، أنّه قال له: إن حدث بك - و أعوذ باللّه - حادث، فإلى من ؟

فقال: إلى ابني هذا - يعني أبا الحسن عليه السّلام -.

ثم قال: أما إنّها ستكون فترة.

قلت: فإلى أين ؟

فقال: إلى المدينة.

قلت: أيّ مدينة ؟

قال: هذه المدينة، مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هل مدينة غيرها(2)؟

مشابهته لأبيه عليهما السّلام:

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه: إنّ أبا جعفر عليه السّلام لمّا أراد الخروج من المدينة إلى العراق و معاودتها، أجلس

ص: 561


1- إثبات الوصيّة: ص 228، س 22. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 356، ح 5.
2- إثبات الوصيّة: ص 229، س 2. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 356، ح 7.

أبا الحسن عليه السّلام في حجره بعد النصّ عليه... فقال: أشبهني أبو الحسن...(1).

الثامن في الإمام الحسن العسكري عليه السّلام:
النصّ على إمامته عليه السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمد ابن علي الرضا عليه السّلام، يقول: الإمام بعدي ابني علي... و الإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، و قوله قول أبيه، و طاعته طاعة أبيه ثمّ سكت...(2).

2 - النعماني رحمه اللّه:... أميّة بن علي القيسي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: من الخلف بعدك ؟

فقال عليه السّلام: ابني علي، و ابنا علي...(3).

3 - النعماني رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني؛ عن أبي جعفر محمد ابن علي الرضا عليهما السّلام أنّه سمعه يقول: إذا مات ابني علي، بدا سراج بعده، ثمّ خفي...(4).

ص: 562


1- عيون المعجزات: ص 133، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أولاده عليه السّلام)، رقم 131.
2- إكمال الدين: ج 2، ص 378، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في (علّة تسميته عليه السّلام بالقائم و المنتظر)، رقم 610.
3- الغيبة: ص 185، ح 36. يأتي الحديث بتمامه في (الحوادث الواقعة في غيبة القائم عليه السّلام)، رقم 613.
4- الغيبة: ص 186، ح 37. يأتي الحديث بتمامه في (الحوادث الواقعة في غيبة القائم عليه السّلام) رقم 612.
التاسع في الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف:
علّة تسميته عليه السّلام بالقائم و المنتظر:

{610} 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا عبد الواحد بن محمد العبدوس العطّار رضي اللّه عنه قال: حدّثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدّثنا حمدان بن سليمان، قال: حدّثنا الصقر بن أبي دلف، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يقول: إنّ الإمام بعدي ابني علي، أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي، و الإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، و قوله قول أبيه، و طاعته طاعة أبيه، ثمّ سكت.

فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فمن الإمام بعد الحسن ؟

فبكى عليه السّلام بكاء شديدا؛ ثمّ قال: إنّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحقّ المنتظر.

فقلت له: يا ابن رسول اللّه! لم سمّي القائم ؟

قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره، و ارتداد أكثر القائلين بإمامته.

فقلت له: و لم سمّي المنتظر؟

قال: لأنّ له غيبة يكثر أيّامها، و يطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، و ينكره المرتابون، و يستهزىء بذكره الجاحدون، و يكذب فيها الوقّاتون، و يهلك فيها المستعجلون، و ينجو فيها المسلمون(1).

ص: 563


1- إكمال الدين: ج 2، ص 378، ح 3. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 518، ح 260، و البحار: ج 50، ص 118، ح 1، و ص 239، ح 1، و ج 51، ص 30، ح 4، و حلية الأبرار: ج 5، ص 73، ح 3، و ص 205، ح 1، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 410، ح 2417، و الأنوار البهيّة: ص 347، س 9. -

{611} 2 - الراوندي رحمه اللّه: و قال محمد بن علي التقي عليهما السّلام لعبد العظيم [الحسني]:

المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته، و يطاع في ظهوره، و هو الثالث من ولدي، و أنّ اللّه ليصالح أمره في ليلة كما أصالح أمر كليمه موسى عليه السّلام، حيث ذهب ليقتبس لأهله نارا. هو سمّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كنيّه، تطوي له الأرض.

قيل: و لم سمّي القائم ؟

قال: لأنّه يقوم بعد موت ذكره، و ارتداد أكثر القائلين بإمامته.

و سمّي المنتظر، لأنّ له غيبة يطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، و ينكره المرتابون، و يهلك المستعجلون(1).

الحوادث الواقعة في غيبته عليه السّلام:

{612} 1 - النعماني رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن همّام؛ قال: حدّثني أبو عبد اللّه محمد بن عصام، قال: حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام أنّه سمعه يقول: إذا مات ابني علي بدا سراج بعده ثمّ خفى، فويل للمرتاب، و طوبى للغريب الفارّ بدينه، ثمّ يكون بعد ذلك أحداث فيها النواصي، و الصمّ

ص: 564


1- - كفاية الأثر: ص 279، س 1، بتفاوت. عنه البحار: ج 51، ص 157، ح 5. الصراط المستقيم: ج 2، ص 230، س 19. إعلام الورى: ج 2، ص 243، س 9، عن حمدان بن سليمان. قطعة منه في (النصّ على إمامة ابنه الهادي، و العسكري عليهما السّلام).

الصلاب(1).(2).

{613} 2 - النعماني رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن همّام، قال: حدّثنا أحمد بن مابنداذ، قال: حدّثنا أحمد بن هلال، عن أميّة بن علي القيسي، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: من الخلف بعدك ؟

فقال: ابني علي، و ابنا علي.

ثمّ أطرق مليّا، ثمّ رفع رأسه، ثمّ قال: إنّها ستكون حيرة.

قلت: فإذا كان ذلك فإلى أين ؟

فسكت ثمّ قال: لا أين - حتّى قالها ثلاثا - فأعدت عليه، فقال: إلى المدينة.

فقلت: أيّ المدن ؟

فقال: مدينتنا هذه، و هل مدينة غيرها؟!

و قال أحمد بن هلال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن بزيع: أنّه حضر أميّة بن علي القيسي، و هو يسأل أبا جعفر عليه السّلام عن ذلك، فأجابه بهذا الجواب(3).

ص: 565


1- قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: سير الصمّ الصلاب كناية عن شدّة الأمر، و تغيّر الزمان حتّى كأنّ الجبال زالت عن مواضعها، أو تزلزل الثّابتين في الدين عنه.
2- الغيبة: ص 186، ح 37. عنه البحار: ج 51، ص 157، ح 3. قطعة منه في (النصّ على إمامة الحسن العسكري عليه السّلام).
3- الغيبة: ص 185، ح 36. عنه البحار: ج 51، ص 156، ح 2. كفاية الأثر: ص 280، س 3. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 356، ح 4، قطعة منه، و البحار: ج 51، ص 158، ح 6، و حلية الأبرار: ج 5، ص 74، ح 4. قطعة منه في (النصّ على إمامة ابنه الهادي عليه السّلام) و (الحسن العسكري عليه السّلام) و (ابنه القائم (عجّ ).
إنّه هو القائم عليه السّلام و يصالح اللّه أمره في ليلة:

{614} 1 - علي بن محمد الخزّاز القميّ رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن علي رحمه اللّه، قال:

حدّثنا علي(1) بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق، قال: حدّثنا محمد بن هرون الصوفي، قال: حدّثنا أبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني(2)، قال:

حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: دخلت على سيّدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، و أنا أريد أن أسأله عن القائم أ هو المهدي أو غيره ؟

فابتدأني هو فقال: يا أبا القاسم! إنّ القائم منّا هو المهدي، الذي يجب أن ينتظر في غيبته، و يطاع في ظهوره، و هو الثالث من ولدي.

و الذي بعث محمدا بالنبوّة، و خصّنا بالإمامة، أنّه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم(3)، لطوّل اللّه ذلك اليوم حتّى يخرج فيه، فيملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما(4) و جورا.

و إنّ اللّه تبارك و تعالى ليصالح له(5) أمره في ليلة كما أصالح أمر كليمه موسى عليه السّلام إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع، و هو نبيّ (6) مرسل.

ثمّ قال عليه السّلام: أفضل فضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج(7).

ص: 566


1- في الإكمال: علي بن أحمد بن موسى الدقّاق.
2- في الإكمال: أبو تراب عبد اللّه موسى الروياني.
3- في الإكمال: يوم واحد.
4- في الإكمال: جورا و ظلما.
5- في البحار: يصالح أمره.
6- في الإكمال: رسول نبيّ .
7- كفاية الأثر: ص 276، س 4. الإمامة و التبصرة: ص 2، س 4، قطعة منه. إكمال الدين: ص 377، ح 1. عنه البحار: ج 51، ص 156، ح 1، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 407، ح 2415، و إثبات الهداة: ج 3، ص 478، ح 174، قطعة منه. إعلام الورى: ج 2، ص 242، س 4. الصراط المستقيم: ج 2، ص 231، س 2. قطعة منه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، و ف 7، ب 1، (موعظته في انتظار الفرج).
هل يبدو للّه في القائم عليه السّلام ؟:

{615} 1 - النعماني رحمه اللّه: أخبرنا محمد بن همّام، قال: حدّثنا محمد بن أحمد ابن عبد اللّه الخالنجي، قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم(1) الجعفري، قال:

كنّا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام فجرى ذكر السفياني، و ما جاء في الرواية من أنّ أمره من المحتوم.

فقلت لأبي جعفر عليه السّلام: هل يبدو للّه في المحتوم ؟

قال: نعم!

قلنا له: فنخاف أن يبدو للّه في القائم ؟

فقال: إنّ القائم من الميعاد، و اللّه لا يخلف الميعاد(2).

ص: 567


1- في البحار: داود بن أبي القاسم.
2- الغيبة: ص 302، ح 10. عنه البحار: ج 52، ص 250، ح 138، بتفاوت، و اثبات الهداة: ج 3، ص 740، ح 123، بتفاوت. قطعة منه في ب 1، (القضاء و القدر و المشيّة).
كيفيّة ظهوره و عدد أصحابه عليه السّلام:

{616} 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: (الفضل بن شاذان) عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن حي بن مروان، عن علي بن مهزيار(1)، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: كأنّي بالقائم يوم عاشوراء، يوم السبت، قائما بين الركن و المقام، بين يديه جبرئيل، ينادي: البيعة للّه؛ فيملأها عدلا كما ملئت ظلما و جورا(2).

{617} 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي اللّه عنه، قال:

حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهم السّلام: إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت جورا و ظلما.

فقال عليه السّلام: يا أبا القاسم! ما منّا إلاّ و هو قائم بأمر اللّه عزّ و جلّ ، و هاد إلى دين اللّه، و لكنّ القائم الذي يطهّر اللّه عزّ و جلّ به الأرض من أهل الكفر و الجحود، و يملأها عدلا و قسطا؛ هو الذي تخفى على الناس ولادته، و يغيب عنهم شخصه؛ و يحرم عليهم تسميته، و هو سمّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كنيّه؛ و هو الذي تطوي له الأرض، و يذلّ له كلّ صعب.

[و] يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر، ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، من

ص: 568


1- في إثبات الهداة: علي بن مهران.
2- الغيبة: ص 274، س 9. عنه البحار: ج 52، ص 290، ح 30، و اثبات الهداة: ج 3، ص 514، ح 353. قطعة منه في ف 9، ب 2، (ما رواه عليه السّلام عن الملائكة).

أقاصي الأرض، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ : «أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اَللّٰهُ جَمِيعاً إِنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» (1) فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص، أظهر اللّه أمره(2).

فإذا كمل له العقد و هو عشرة آلاف رجل، خرج بإذن اللّه عزّ و جلّ ، فلا يزال يقتل أعداء اللّه، حتّى يرضى اللّه عزّ و جلّ .

قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيّدي! و كيف يعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ قد رضي ؟

قال: يلقي في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللات و العزّى(3)فأحرقهما(4).

خروج الدجّال:

1 - الصفّار رحمه اللّه:... شعيب بن غزوان، عن رجل عن أبي جعفر عليه السّلام، قال:

ص: 569


1- البقرة: 148/2.
2- في كفاية الأثر: أظهر أمره، فإذا أكمل له العقد.
3- هما الاوّل و الثاني.
4- إكمال الدين: ج 2، ص 377، ح 2. عنه البحار: ج 51، ص 32، ح 6، قطعة منه، و ج 52، ص 283، ح 10، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 407، ح 2416، و وسائل الشيعة: ج 16، ص 242، ح 21466، قطعة منه، و نور الثقلين: ج 1، ص 138، ح 423، و ج 5، ص 159، ح 60، قطعة منه. كفاية الأثر: ص 277، س 10 عن أبي عبد اللّه الخزاعي، قال: أخبرنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، بتفاوت. عنه البحار: ج 51، ص 157، ح 4، و مستدرك الوسائل: ج 12، ص 283، ح 14099. الاحتجاج: ج 2، ص 481، ح 324، مرسلا عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني. عنه البرهان: ج 1، ص 165، ح 14، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 242، س 13. قطعة منه في (أنّ الأئمّة عليهم السّلام هم القائمون بأمر اللّه)، و ف 6، ب 1، (البقرة: 148/2).

دخل عليه رجل من أهل بلخ.

[فقال عليه السّلام له]: يا خراساني! تعرف وادي كذا و كذا؟

قال: نعم!

قال له: تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا و كذا؟

قال: نعم!

[قال عليه السّلام]: من ذلك يخرج الدجّال...(1).

لا يعبد غير اللّه بعد ظهوره عليه السّلام:

1 - السيّد الشرف الدين الاسترآبادي رحمه اللّه:... علي بن أسباط، قال:... قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: إنّ الملك للرحمن اليوم، و قبل اليوم، و بعد اليوم.

و لكن إذا قام القائم عليه السّلام لم يعبد [وا] إلاّ اللّه عزّ و جلّ (2).

الدعاء له عليه السّلام:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن محمد بن الفرج أنّه قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:... اللهمّ وليّك الحجّة، فاحفظه من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله، و من فوقه، و من تحته، و امدد له في عمره، و اجعله القائم بأمرك، المنتصر لدينك.

و أره ما يحبّ و تقرّ به عينه في نفسه، و في ذرّيّته و أهله و ماله، و في شيعته، و في عدوّه.

ص: 570


1- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 161، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 443.
2- تأويل الآيات الظاهرة: ص 369، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة الفرقان: 26/25)، رقم 752.

و أرهم منه ما يحذرون، و أره فيهم ما تحبّ و تقرّ به عينه.

و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين(1).

الدعاء للمنتظرين له عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام:

«... فأيّد اللهمّ الذين آمنوا على عدوّك، و عدوّ أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، و إلى الحقّ داعين، و للإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين.

و جدد اللهمّ على أعدائك و أعدائهم نارك و عذابك، الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين»(2).

ص: 571


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.
2- مهج الدعوات: ص 65، س 4، ص 81، س 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في القنوت)، رقم 765.

ص: 572

الباب الرابع في المعاد و الحساب و هو يشتمل على سبعة عناوين:

أ - كراهة الموت

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن محمد عليهما السّلام قال: قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات اللّه عليهم: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت ؟

قال عليه السّلام: لأنّهم جهلوه فكرهوه، و لو عرفوه و كانوا من أولياء اللّه عزّ و جلّ لأحبّوه، و لعلموا أنّ الآخرة خير لهم من الدنيا...(1).

ب - وحشة القبر

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن سعيد بن جناح قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام في منزله بالمدينة، فقال مبتدئا: من أتمّ ركوعه لم تدخله وحشة في القبر(2).

ص: 573


1- معاني الأخبار: ص 290، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الاستعداد للموت)، رقم 845.
2- الكافي: ج 3، ص 321، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 3، (الركوع)، رقم 635.
ج - الرجعة

{618} 1 - الحضيني رحمه اللّه: حدّثني محمد بن إسماعيل... عن محمد بن المفضّل قال: سألت سيدي أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام... قال المفضّل: يا سيّدي! إلى أين يسير المهدي عليه السّلام ؟

قال: إلى مدينة جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم... و يحضر السيّد محمد الأكبر رسول اللّه و الصدّيق الأعظم أمير المؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمّة عليهم السّلام إمام بعد إمام و كلّ من محض الإيمان محضا و محض الكفر محضا....

و يقوم محمد بن علي بن موسى عليه السّلام و يشكو إلى جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما نزل به من المأمون إلى أن قتله بالغلمان...(1).

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... زكريّا بن آدم، قال: إنّي لعند الرضا عليه السّلام إذ جيء بأبي جعفر عليه السّلام... فأطال الفكر.

فقال له الرضا عليه السّلام: بنفسي! أنت، لم طال فكرك ؟

فقال عليه السّلام: فيما صنع بأمّي فاطمة، أما و اللّه! لأخرجنّهما، ثمّ لأحرّقنّهما، ثمّ لأنسفنّهما في اليمّ نسفا...(2).

ص: 574


1- الهداية الكبرى: ص 392، س 11. عنه حلية الأبرار: ج 5، ص 371، ح 1، و البحار: ج 53، ص 1، س 3.
2- دلائل الإمامة: ص 400، ح 358. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 1، (النصّ عليه عن أبيه الرضا عليهما السّلام بعد ولادته) رقم 290.
د - سؤال يوم القيامة

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر عليه السّلام لعمّه عبد اللّه بن موسى]:... يا عمّ ! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يديه فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم، و في الأمّة من هو أعلم منك...(1).

2 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني أبي...

دخلنا على أبي جعفر عليه السّلام... فدخل عمّه عبد اللّه موسى....

فقال عليه السّلام: يا عمّ ! اتّق اللّه! اتّق اللّه! إنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي اللّه عزّ و جلّ . فيقول لك: لم أفتيت النّاس بما لا تعلم ؟...(2).

3 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]:... يا عبد اللّه! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يدي اللّه فيقول لك: لم أفتيت عبادي بما لا تعلم و في الأمّة من هو أعلم منك...(3).

4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... قال أبو جعفر عليه السّلام: أحدهم يثب على أموال حقّ آل محمد صلوات اللّه عليهم و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم و أبناء سبيلهم فيأخذه ثمّ يجيء فيقول: اجعلني في حلّ ... و اللّه! ليسألنّهم اللّه يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا(4).

ص: 575


1- عيون المعجزات: ص 122، س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، [أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى]، رقم 148.
2- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، [أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى]، رقم 149.
3- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
4- الكافي: ج 1، ص 548، ح 27، يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 6، (حكم إيصال الخمس إلى الإمام)، رقم 655.

5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن رجل من بني حنيفة... قال:

رافقت أبا جعفر عليه السّلام في أوّل خلافة المعتصم....

و كتب عليه السّلام:... و اعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ سائلك عن مثاقيل الذرّ و الخردل...(1).

ه - أهل الجنّة شبّان

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:... إنّ أهل الجنّة كلّهم يكونون شبّانا، و لا يكون فيهم كهل...(2).

و - ما يظهر من حبّ النبيّ ، و آله، عليهم السّلام يوم القيامة

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام حين قال رجل بحضرته: إنّي لأحبّ محمدا و عليا... إنّهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف ألف جزء من ذلك(3).

2 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: و قال محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: من اختار قرابات أبوي دينه: محمد و علي عليهما السّلام على قرابات أبوي نسبه، اختاره

ص: 576


1- الكافي: ج 5، ص 111، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري والي سجستان)، رقم 904.
2- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
3- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 332، ح 199. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 83/2)، رقم 744.

اللّه تعالى على رءوس الأشهاد يوم التناد، و شهّره بخلع كراماته و شرّفه بها على العباد...(1).

3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أيّوب بن نوح، قال: سمعت أبا جعفر محمد ابن علي بن موسى عليهم السّلام يقول: من زار قبر أبي عليه السّلام بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يفرغ اللّه تعالى من حساب العباد(2).

ز - ما يظهر من أثر الأذان يوم القيامة

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران(3) رفعه قال: قال: ثلاثة يوم القيامة على كثبان المسك، أحدهم

ص: 577


1- التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السّلام: ص 336، ح 210. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 83/2)، رقم 743.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 259، ح 19. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (من زار الرضا عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه)، رقم 698.
3- هو عبد الرحمن بن أبي نجران الذي روى عنه أحمد بن محمد [معجم رجال الحديث: ج 9، ص 302، رقم 6335]. قال النجاشي: روي عن الرضا عليه السّلام [رجال النجاشي: ج 1، ص 235، رقم 622]. عدّه الشيخ في أصحاب الرضا و الجواد عليهما السّلام [رجال الطوسي: ص 380، رقم 9 و ص 403 رقم 7]. قال السيّد الخوئي قدّس سرّه: و في التهذيب [ج 2، ص 347، ح 1440] رواية سعد بن عبد اللّه عن ابن أبي نجران و لازم ذلك بقاء ابن أبي نجران إلى زمان العسكري عليه السّلام لا محالة، و لعلّه مسالم على عدمه. و كيف كان، فالظاهر صحّة ما ذكره الشيخ من كونه من أصحاب الجواد عليه السّلام و إن كان ظاهر كلام النجاشي يعطي اختصاص روايته الرضا عليه السّلام و ذلك لكثرة روايته عن الجواد عليه السّلام. [المعجم: ج 9، ص 300 و 301 رقم 6335].

مؤذّن أذّن احتسابا(1).

ح - الآخرة هي دار القرار

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... محمد بن أحمد بن حمّاد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى أبي في فصل من كتابه: فكأن قد، في يوم أو غد ثمّ «وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مٰا كَسَبَتْ وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ » (2)... و أمّا الآخرة فهي دار القرار(3).

2 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و كتب [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]... و لكن من كان هواه هوى صاحبه، و دان بدينه، فهو معه حيث كان، و الآخرة هي دار القرار(4).

ص: 578


1- الكافي: ج 3، ص 307، ح 27. عنه وسائل الشيعة: ج 5، ص 374، ح 6828.
2- آل عمران: 25/3.
3- رجال الكشّي: ص 559، ح 1057. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أحمد بن حمّاد المروزي)، رقم 890.
4- تحف العقول: ص 456، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أوليائه)، رقم 981.

فهرس العناوين و الموضوعات

الفصل الأوّل في نسبه و أحواله عليه السّلام الباب الأوّل: مولده عليه السّلام: 5

أ - البشارة بولادته عليه السّلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 5

ب - البشارة بولادته عليه السّلام عن جدّه موسى بن جعفر عليهما السّلام 6

ج - البشارة بولادته عن أبيه الرضا عليهما السّلام 6

د - تاريخ ولادته عليه السّلام في الأحاديث 6

ه - تاريخ ولادته عليه السّلام في الكتاب و الأقوال 7

و - كيفيّة ولادته عليه السّلام 11

ز - إنّه عليه السّلام الولد الوحيد 13

ح - كلامه عليه السّلام عند ولادته 14

ط - مناغاة أبيه له عليهما السّلام في مهده 15

الباب الثاني: أسماؤه عليه السّلام: 17

أ - نسبه عليه السّلام في الأحاديث 17

ب - نسبه عليه السّلام في الكتاب و الأقوال 19

ج - اسمه عليه السّلام في التوراة 22

د - كنيته عليه السّلام 22

ه - ألقابه عليه السّلام 25

ص: 579

الباب الثالث: شمائله عليه السّلام: 29

أ - لونه عليه السّلام 29

ب - شعره و حسن وجهه عليه السّلام 30

الباب الرابع: أقاربه عليه السلام: 31

أ - أحوال أمّه عليه السّلام 31

الأوّل في اسم أمّه عليه السّلام في الأحاديث 31

الثاني في شأن أمّه عليه السّلام في الأحاديث 32

الثالث في ما ورد في الكتاب في شأن أمّه و اسمها 32

الرابع في اشتراء أمّه عليه السّلام 35

ب - أزواجه عليه السّلام 37

الأوّل في أسماء أزواجه عليه السّلام 37

الثاني في أحوال أزواجه عليه السّلام 40

ج - أولاده عليه السّلام 43

الأوّل في أسماء أولاده عليه السّلام 43

الثاني في أحوال أولاده عليه السّلام (الإمام علي الهادي عليه السّلام و السيّد موسى المبرقع) 48

د - إخوته و أخواته و أعمامه عليه السّلام 52

الأوّل في إخوته و أخواته عليه السّلام 52

الثاني في أحوال عمّه عليه السّلام، الحسين بن موسى 55

الثالث في أحوال عمّه عليه السّلام، عبد اللّه بن موسى 55

الرابع في أحوال عمّ أبيه عليهما السّلام علي بن جعفر 64

ص: 580

الباب الخامس: سنّه و مدّة إمامته عليه السلام: 69

أ - سنّه حين خروج أبيه الرضا عليهما السّلام، إلى خراسان 69

ب - سنّه عليه السّلام حين تزويجه بأمّ الفضل 69

ج - سنّه عند شهادة أبيه عليهما السّلام 70

د - مدّة إمامته عليه السّلام 70

الباب السادس: وصيّته صلوات اللّه عليه، و شهادته و مدّة عمره و ما يناسبها 73

أ - إخبار أبيه الرضا عليهما السّلام بشهادته 73

ب - إخباره عليه السّلام بشهادته 73

ج - إخبار ابنه الهادي عليهما السّلام بشهادته 74

د - وصيّته عليه السّلام 77

ه - مدّة عمره الشريف و تاريخ شهادته عليه السّلام 78

و - كيفيّة شهادته عليه السّلام 87

ز - الصلاة عليه عليه السّلام 93

ح - مدفنه صلوات اللّه و سلامه عليه 93

الفصل الثاني في فضائله عليه السلام الباب الأوّل: النصّ على إمامته عليه السلام: 101

أ - النصّ على إمامته عن اللّه تبارك و تعالى في لوح فاطمة عليهما السّلام 101

ب - النصّ على إمامته عن الخضر عليهما السّلام 103

ج - النصّ على إمامته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 103

د - النصّ على إمامته عن الحسين بن علي 113

ه - النصّ على إمامته عن علي بن الحسين 114

و - النصّ على إمامته عن الباقر عليهما السّلام 114

ص: 581

ز - النصّ على إمامته عن الصادق عليهما السّلام 115

ح - النصّ على إمامته عن الكاظم عليهما السّلام 118

ط - النصّ على إمامته عن أبيه الرضا قبل ولادته عليهما السّلام 120

ي - النصّ على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السّلام بعد ولادته 127

ك - النصّ على إمامته عن ابنه الهادي عليهما السّلام 138

ل - النصّ على إمامته عليه السّلام عن ابن عبّاس 139

م - النصّ على إمامته عليه السّلام عن زيد بن علي 140

ن - النصّ على إمامته عليه السّلام عن ابن طلحة 140

س - النصّ على إمامته عن عمّه الحسن بن موسى بن جعفر عليهم السّلام 141

ع - النصّ على إمامته عليه السّلام في اللوح الذي تحت صخرة في الكعبة 141

الباب الثاني: النصّ على إمامته و مناقبه عليه السلام: 143

أ - النصّ عليه و مناقبه عليه السّلام في لوح فاطمة عليها السّلام 143

الأوّل في النصّ عليه عليه السّلام و أنّه موضع سرّ اللّه و حجّته على خلقه 143

الثاني في النصّ عليه و أنّه وارث علم اللّه 144

الثالث في النصّ عليه و أنّه الذابّ عن حريم اللّه 145

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام موضع سرّ اللّه و معدن علمه 146

الخامس في النصّ عليه، و أنّه شبيه جدّه عليهما السّلام 146

ب - النصّ عليه و مناقبه عليه السّلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 147

الأوّل في النصّ عليه و وجود نوره عليه السّلام في العرش 147

الثاني في النصّ عليه و أنّ اسمه عليه السّلام مكتوب على العرش 154

الثالث في النصّ عليه و أخذ العهد و الميثاق عليه عليه السّلام 155

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام المرغّب في اللّه 156

الخامس في النصّ عليه و إعطاء اللّه إيّاه علم النبيّ عليهم السّلام 156

ص: 582

السادس في النصّ عليه و طهارته و عصمته عليه السّلام 157

السابع في النصّ عليه و شفاعته عليه السّلام للشيعة 158

الثامن في النصّ عليه و إنّه عليه السّلام من أعلام الهدى 158

ج - النصّ عليه و مناقبه عن الإمام الصادق عليهما السّلام 159

الأوّل في النصّ عليه و وجوده قبل خلق آدم عليهما السّلام 159

الثاني في النصّ عليه و رؤية إبراهيم عليهما السّلام نوره في جنب العرش 160

الثالث في النصّ عليه و أنّه وارث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 161

الرابع في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام الناطق بالقرآن 162

الخامس في النصّ عليه عليه السّلام و أنّ عنده الحقّ 162

د - النصّ على إمامته و مناقبه عن الإمام الرضا عليهما السّلام 163

الأوّل في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام يفرّق بين الحقّ و الباطل 163

الثاني في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام محي الحقّ و ما حي الباطل 164

الثالث في النصّ عليه و أنّه وارث أبيه عليهما السّلام 166

الرابع في النصّ على إمامته عليه السّلام في صباوته 167

الخامس في النصّ عليه و مخاطبة أبيه إيّاه عليهما السّلام بالتعظيم و هو صبيّ 169

السادس في النصّ عليه و أنّ روحه عليه السّلام روح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 170

السابع في النصّ عليه و بكاء أهل السماء عليه، و فيه شبه من موسى و عيسى عليهم السّلام 171

ه - النصّ على امامته و مناقبه عن الإمام الحسن العسكري عليهما السّلام 172

الأوّل في النصّ عليه و أثر قدمه عليه السّلام على البساط 172

و - النصّ عليه و اسمه عليه السّلام في التوراة 173

الأوّل في النصّ عليه و أنّه عليه السّلام طويل الأثر 173

الباب الثالث: مناقبه و علائم إمامته عليه السلام: 175

أ - وجود نوره عليه السّلام في العرش 175

ص: 583

ب - علائم إمامته عليه السّلام 176

ج - ما ظهر حين ولادته عليه السّلام 178

د - إنّه عليه السّلام مولود مبارك أمين 179

ه - إنّه عليه السّلام أكرم خلق اللّه 181

و - تكريم أبيه الرضا و شدّة حبّه له عليهما السّلام 182

ز - عنده عليه السّلام سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 184

ح - إنّه عليه السّلام هو المراد من آية النور 185

ط - تحيّة المهدي له عليهما السّلام حين ولادته 186

ى - إنّه عليه السّلام قائد الأمّة و سائقها 187

ك - إنّه عليه السّلام منزل أهل الجنّة في درجاتهم 188

ل - ثمرة الأخذ بولايته عليه السّلام 188

م - تخصيص بعض الأزمان به عليه السّلام 190

ن - عنده عليه السّلام الاسم الأعظم 192

س - إنّه عليه السّلام كان محدّثا 193

ع - إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا 193

ف - علمه عليه السّلام في التوحيد 194

ص - علمه عليه السّلام بما في الأرحام 195

ق - جوابه عليه السّلام بثلاثين ألف مسألة 196

ر - علمه عليه السّلام بأنساب الناس 197

ش - تكلّمه عليه السّلام بألسنة مختلفة 197

ت - علمه عليه السّلام بمنطق الحيوانات 198

س - علمه عليه السّلام بسبب شهادته 199

ص: 584

الباب الرابع في معجزاته عليه السلام: 201

أ - معجزته عليه السّلام في أيّام طفولته 201

الأوّل - كلامه عليه السّلام عند ولادته 201

الثاني - خطبته البليغة 202

الثالث - إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا 208

ب - استجابة دعائه عليه السّلام 210

الأوّل - لأبي هاشم الجعفري 210

الثاني - لدفع الزلازل بالأهواز 211

الثالث - لصهر بكر بن صالح 212

الرابع - على أمّ الفضل 213

الخامس - على عمر بن الفرج الرخجي 213

السادس - على المعتصم و وزرائه 215

ج - طيّ الأرض له عليه السّلام 216

الأوّل - إلى خراسان لتجهيز أبيه عند شهادته عليهما السّلام 216

الثاني - إلى بيت المقدس 226

الثالث - مع رجل شامي و نجاته عن الحبس 227

الرابع - مع أبي يزيد البسطامي 230

الخامس - طىّ الأرض له عليه السّلام إلى مكّة 233

د - شفاء الأمراض 233

الأوّل - شفاء العين 233

الثاني - شفاء ريح الركبة 237

الثالث - شفاء العرق المدني 238

الرابع - شفاء البهق و وجع الخاصرة 239

الخامس - شفاء الأصمّ 240

ص: 585

ه - تغيير حالات جسده الشريف عليه السّلام 240

و - معجزته عليه السّلام في الحيوانات 242

الأوّل - معرفته عليه السّلام بمنطق الشاة 242

الثاني - معرفته عليه السّلام بمنطق الثور 243

الثالث - تكلّمه عليه السّلام مع الشاة 244

الرابع - تكلّمه عليه السّلام مع الثور 244

الخامس - مسحه السباع و تذلّلها له عليه السّلام 245

ز - معجزته عليه السّلام في الأشجار 246

الأوّل - إثمار السدرة اليابسة 246

الثاني - تورّق كلّ شجرة بوضع يده عليه السّلام على المنبر 248

الثالث - صيرورة ورق الزيتون ورقا في كفّه عليه السّلام 249

ح - معجزته عليه السّلام في الجمادات 250

الأوّل - انفراج الحائط له عليه السّلام 250

الثاني - التقاء طرفي الدجلة و الفرات له عليه السّلام 250

الثالث - توقّف كلّ سفينة بإلقاء خاتمه عليه السّلام 252

الرابع - إبانة أثر أصابعه عليه السّلام في الصخرة 252

الخامس - إذابة القصعة الصينيّة و ردّها إلى حالها 253

السادس - إخراج سبيكة الذهب من التراب 253

السابع - مدّه عليه السّلام الحديد بغير نار 254

الثامن - طبعه عليه السّلام الحجارة بخاتمه 254

ط - معجزته عليه السّلام في الموتى 255

الأوّل - إحياء الموتى 255

الثاني - إحضاره عليه السّلام الميّت 255

ى - معجزته عليه السّلام في عدم تأثير السيف عليه 256

ص: 586

ك - معجزته عليه السّلام في رجل يقال له مخارق 258

م - علمه عليه السّلام بما في الضمير 259

ن - إخباره عليه السّلام بالمغيبات 265

الأوّل - إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير 265

الثاني - إخباره عليه السّلام في عالم الرؤيا 281

الثالث - إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية 283

الرابع - إخباره عليه السّلام بالوقائع الحالية 290

الخامس - إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية 292

السادس - إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة 303

س - إخباره عليه السّلام بالآجال 310

الأوّل - إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام 310

الثاني - إخباره بشهادته عليه السّلام 314

الثالث - إخباره عليه السّلام بموت يحيى بن أبي عمران 316

ع - معجزة قبره الشريف عليه السّلام 317

الباب الخامس في زيارته و التوسّل به عليه السلام: 319

أ: زيارته عليه السّلام 319

الأوّل في فضل زيارته عليه السّلام 319

الثانى - زاره الإمام المهدي عليهما السّلام في ليالي الجمعة 321

الثالث في منع الخليفة عن زيارة قبره عليه السّلام 323

الرابع في كيفيّة زيارته عليه السّلام 323

الخامس في كيفيّة الصلاة عليه عليه السّلام 336

السادس في وداعه بعد زيارته عليه السّلام 339

ب: التوسّل به عليه السّلام 343

ص: 587

الأوّل - لأداء الدين 343

الثاني - للاستغناء 343

الثالث - للخلاص من الأسر 344

الرابع - لدفع الوباء و الطاعون 345

الخامس - لسرعة الإجابة 345

السادس - توسّل الملائكة به عليه السّلام 346

السابع - في عالم الرؤيا 347

الثامن في الساعة المخصوصة 348

التاسع في الأدعية 351

العاشر - للميّت 359

الباب السادس ما ورد عن العلماء و غيرهم في عظمته عليه السلام: 361

الفصل الثالث في سيرته الاجتماعيّة الباب الأوّل في سيره و سننه عليه السلام: 367

أ - سننه في الزي و التجمّل 367

الأوّل في لباسه عليه السّلام 367

الثاني في خاتمه عليه السّلام 369

الثالث في بساطه عليه السّلام 370

الرابع في مسكنه عليه السّلام 371

الخامس في مركبه عليه السّلام 371

السادس في سواكه عليه السّلام 373

السابع في فصده عليه السّلام 373

ص: 588

الثامن في استحمامه عليه السّلام و خضابه بالحنّاء 374

ب - سننه عليه السّلام في الأكل و الضيافة 375

الأوّل في طعامه عليه السّلام 375

الثاني في غسل يديه عليه السّلام بعد الطعام 376

الثالث في أكله عليه السّلام مع الجماعة 377

الرابع في الإجابة لدعوة الطعام 378

ج - سننه عليه السّلام في العبادات 379

الأوّل في صلاته عليه السّلام 379

صلاته عليه السّلام المخصوصة 379

قراءته عليه السّلام نافلة المغرب 379

صلاته عليه السّلام في نعليه 380

صلاته عليه السّلام عند كلّ شهر جديد 381

صلاته على جنازة أبيه عليهما السّلام 383

صلاته عليه السّلام في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و مسجد الكوفة و بيت فاطمة عليها السّلام 383

لباسه عليه السّلام في الصلاة 384

الثاني في صومه عليه السّلام 385

يوم النصف و السابع و العشرين من رجب 385

الثالث في حجّه عليه السّلام 385

حجّه عليه السّلام في الطفولة على عنق موفّق 385

حجّه عليه السّلام متمتّعا 385

حجّه عليه السّلام بلا زاد و لا راحلة 386

عدم استظلاله عليه السّلام حين الإحرام 386

طوافه عليه السّلام بالبيت 386

حجّه عليه السّلام في خلافة المعتصم 387

ص: 589

وداعه عليه السّلام البيت و استلامه الركن 387

طواف النساء و شربه عليه السّلام من ماء زمزم 388

تقصيره عليه السّلام من الناصية 388

رميه عليه السّلام الجمار 389

سلامه عليه السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و طوافه بقبره 389

مجيئه إلى خراسان لزيارة أبيه عليهما السّلام 390

تفله عليه السّلام في المسجد الحرام 390

الرابع في صدقته عليه السّلام 391

صدقته عليه السّلام عند دخول شهر جديد 391

الخامس في دعائه عليه السّلام 392

دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان 392

مدّ يديه عليه السّلام حين الدعاء 392

دعاؤه عليه السّلام عند العطاس 393

دعاؤه عليه السّلام حين مشاهدة الجنازة 393

السادس في تسبيحه عليه السّلام 393

السابع في استخارته عليه السّلام 394

الثامن في يمينه عليه السّلام 394

د - سننه في معاشرته عليه السّلام مع الاسرة 395

تزويجه عليه السّلام بأمّ الفضل و له تسع سنين 395

الثاني في أمره عليه السّلام بابتياع الجارية 395

الثالث في حضانته عليه السّلام 396

الرابع مع أزواجه عليه السّلام 396

اعتزاله عليه السّلام عن أمّ الفضل لوقوع الحيض 396

تفضيله عليه السّلام بعض أزواجه 397

ص: 590

الخامس مع أولاده عليه السّلام 397

تعويذه لابنه عليهما السّلام 397

ملاطفته عليه السّلام مع أولاده 397

مؤدّب ولده عليه السّلام 398

السادس في غلمانه عليه السّلام و استخدام من يحبّ أن يخدمه 398

السابع في وصيّته عليه السّلام 401

الثامن في تجهيز أبيه بعد شهادته عليهما السّلام 401

التاسع في الندبة عليه و على أبيه عليهما السّلام 403

العاشر في مطالبة أموال أبيه عليهما السّلام 404

الحادي عشر في أداء دين أبيه عليهما السّلام 404

الثاني عشر في بكائه عند رؤية خطّ أبيه عليهما السّلام 404

ه - معاشرته عليه السّلام مع الناس 405

الأوّل في سلامه عليه السّلام على الناس 405

الثاني في عفوه و ترحّمه عليه السّلام 405

الثالث في عتقه عليه السّلام المملوك 408

الرابع في هديّته و عطائه عليه السّلام 409

اهداؤه عليه السّلام اللباس 409

هبته عليه السّلام لرجل بدل ما خرق من ثيابه 411

قبول الدنانير من رجل واقفي 411

اعطاؤه عليه السّلام الدنانير و غيرها 412

الخامس في شفاعته عليه السّلام للناس 413

السادس في عيادته عليه السّلام المرضى 413

السابع في دخوله و جلوسه عليه السّلام في المجالس 414

الثامن في ضحكه عليه السّلام و تبسّمه 415

ص: 591

التاسع في معاشرته عليه السّلام مع سائر الفرق الإسلامية 415

العاشر في قطعه عليه السّلام الشعر من القرطاس و حبسه عنده 416

الحادي عشر في معاشرته عليه السّلام مع اللعب و اللاعب 417

إعراضه عليه السّلام عن اللعب و آلاته 417

عدم التفاته عليه السّلام إلى السافرات و إلى من يلعب بآلات اللعب و الغناء 417

وقوفه عليه السّلام عند الصبيان الذين يلعبون 418

لعبه عليه السّلام بالتراب 418

الثاني عشر في استيذانه عليه السّلام عن مؤدّبه للخروج عن مجلس القراءة 419

و - معاشرة الناس معه عليه السّلام 419

الأوّل في هدايا الناس إليه عليه السّلام 419

الثاني في تقبيل الناس يده و رجله عليه السّلام 420

الثالث في تقبيل الناس بين عينيه عليه السّلام 421

الرابع في تسوية الناس نعليه عليه السّلام 422

الخامس في تعزية الناس ايّاه في شهادة أبيه عليهما السّلام 422

الباب الثاني في أحواله عليه السلام مع خلفاء زمانه: 423

أ - خلفاء زمانه عليه السّلام 423

ب - أحواله عليه السّلام مع المأمون 423

ج - أحواله عليه السّلام مع المعتصم 446

د - أحواله عليه السّلام مع المتوكّل 455

الباب الثالث في الممدوحين و المذمومين على لسانه عليه السلام: 457

أ - الممدوحين 457

الأوّل - إبراهيم بن أبي محمود 457

ص: 592

الثاني - إبراهيم بن محمد الهمداني 457

الثالث - أبوا جعفر و موسى 458

الرابع - أبو شيبة الأصبهاني 459

الخامس - إسحاق الأنباري 459

السادس - إسحاق بن إبراهيم 459

السابع - إسماعيل بن الخطّاب 460

الثامن - إسماعيل بن موسى 460

التاسع - جندب بن جنادة، المكنّى بأبي ذر الغفاري 460

العاشر - الحسن بن العبّاس بن الحريش 461

الحادي عشر - الحسن بن محمد بن عمران 461

الثاني عشر - الحسين بن موسى، عمّه عليه السّلام 461

الثالث عشر - خيران الخادم 462

الرابع عشر - زكريّا بن آدم، المكنّى بأبي يحيى 462

الخامس عشر - سعد بن سعد القميّ 463

السادس عشر - سلمان الفارسي 463

السابع عشر - صفوان بن يحيى 464

الثامن عشر - صهر بكر بن صالح 465

التاسع عشر - عبد اللّه بن الصلت القميّ ، المكنّى بأبي طالب القميّ 466

العشرون - عبد اللّه بن المساور 466

الحادي و العشرون - عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي 466

الثاني و العشرون - عبد الحميد بن سالم 467

الثالث و العشرون - عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري 467

الرابع و العشرون - علي بن جعفر، عمّ أبيه عليهما السّلام 468

الخامس و العشرون - علي بن حديد 468

ص: 593

السادس و العشرون - علي بن مهزيار 469

السابع و العشرون - عمّار بن ياسر 471

الثامن و العشرون - محمد بن إبراهيم 471

التاسع و العشرون - محمد بن إبراهيم الحضيني 471

الثلاثون - محمد بن أحمد بن حمّاد، المكنّى بأبي علي المحمودي و أبيه 472

الحادي و الثلاثون - محمد بن إسماعيل بن بزيع 472

الثاني و الثلاثون - محمد بن أورمة 472

الثالث و الثلاثون - محمد بن سنان 473

الرابع و الثلاثون - محمد بن الفرج 474

الخامس و الثلاثون - المقداد بن عمرو بن الأسود الكندي 475

السادس و الثلاثون - موسى بن القاسم 475

السابع و الثلاثون - هشام بن الحكم 475

الثامن و الثلاثون - يونس بن عبد الرحمن 476

التاسع و الثلاثون - رجل من بني هاشم 478

الأربعون - رجل غير معلوم 479

الحادي و الأربعون - بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري 480

ب - المذمومين على لسانه عليه السّلام 480

الأوّل - أحمد بن محمد السيّاري 480

الثاني - ابن أبي الزرقاء 480

الثالث - أبو السمهري 481

الرابع - أبو الغمر 482

الخامس - جعفر بن واقد 482

السادس - صالح بن محمد بن سهل 482

السابع - صفوان بن يحيى 483

ص: 594

الثامن - عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى 483

التاسع - قاسم الحذّاء 484

العاشر - محمد بن أبي زينب، المكنّى بأبي الخطّاب و أصحابه 485

الحادي عشر - محمد بن سنان 486

الثاني عشر - هاشم بن أبي هاشم 486

الثالث عشر - هشام بن إبراهيم العبّاسي 486

الرابع عشر - الواقفة 487

الخامس عشر - الزيديّة و الواقفة و النصّاب 487

السادس عشر - الخرّميّة 487

الباب الرابع ثقاته عليه السلام و غيرهم: 489

أ - ثقاته عليه السّلام 489

ب - أصحابه عليه السّلام 489

ج - وكلاؤه عليه السّلام 490

د - شعراؤه عليه السّلام 491

ه - بوّابه عليه السّلام 492

الفصل الرابع في العقائد الباب الأوّل في التوحيد: 497

أ - معنى التوحيد 497

ب - صفاته و أسماؤه عزّ و جلّ 500

ج - القضاء و القدر و المشيّة 507

ص: 595

الباب الثاني في النبوّة و ما يناسبها: 509

أ - الأنبياء و المرسلون عليهم السّلام 509

الأوّل في عدد الأنبياء عليهم السّلام و المرسلين منهم 509

الثاني في أنّهم عليهم السّلام لم يشركوا باللّه عزّ و جلّ طرفة عين 509

الثالث في أنّهم عليهم السّلام لا يشكّون في نبوّتهم 510

الرابع في ما أخذ اللّه عليهم قبل رسالتهم عليهم السّلام 510

الخامس في أنّهم عليهم السّلام و الملائكة في الجنّة 511

السادس في أنّ أرواحهم و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم بعد الموت 511

ب - بعض الأنبياء السلف عليه السّلام 513

الأوّل في آدم عليه السّلام أبي البشر 513

كيفيّة جسده عليه السّلام بعد الخلقة 513

حلق رأسه عليه السّلام في الحجّ 513

الثاني في أنّ حزقيل النبيّ عليه السّلام من شيعة الأئمّة عليهم السّلام 514

الثالث في أنّ داود استخلف سليمان عليهما السّلام و هو صبيّ 514

الرابع في ملاقات ذي القرنين و إبراهيم عليهما السّلام بعد الحجّ 515

الخامس في أنّ ذا الكفل النبيّ عليه السّلام من المرسلين و كان يقضي بين الناس 516

السادس في مذاكرة عيسى مع أمّه عليهما السّلام و بكائه في صباوته 516

ج - خاتم النبيّين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 517

الأوّل في علّة تسميته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالأمّي 517

الثاني في مبعث النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 519

الثالث في نزول الروح عليه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 519

الرابع في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ إكثار الصلاة في الحرمين 520

الخامس في صلاته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نفره الى مكّة 520

السادس في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طاهر مطهّر 520

ص: 596

السابع في منبره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في القيامة 520

الثامن في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يردّ هديّة أحد 521

التاسع في مبايعته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم النساء 521

العاشر في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأمر نسائه بقضاء الصوم في الاستحاضة 522

الحادي عشر في أنّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أقرّ نكاح زينب مع أبي العاص 522

الثاني عشر في فضل زيارته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 522

الباب الثالث في الإمامة و ما يناسبها: 525

أ - الإمامة و الولاية العامّة 525

الأوّل في كيفيّة خلقهم و اصطفائهم عليهم السّلام و جعلهم الأمناء 525

الثاني في كيفيّة خلقهم عليهم السّلام في بطون أمّهاتهم 525

الثالث في ايتائهم عليهم السّلام الحكم صبيّا 526

الرابع في أنّهم عليهم السّلام خزّان علم اللّه 527

الخامس في أنّ الأئمّة عليهم السّلام هم أصحاب الأعراف 527

السادس في أنّ لهم عليهم السّلام شأنا في ليالي الجمعة 527

السابع في أنّ عندهم سلاح رسول اللّه صلوات اللّه عليهم أجمعين 528

الثامن في علامة الإمام عليه السّلام 529

التاسع في دعوة الإمام عليه السّلام 529

العاشر في الولاية التشريعيّة للإمام عليه السّلام 530

الحادي عشر في أنّ الإمام لا يغسّله إلاّ الإمام عليه السّلام 531

الثاني عشر في أنّ كنوز الأرض بيد الإمام عليه السّلام 531

الثالث عشر في أنّ كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام 532

الرابع عشر في أنّهم عليهم السّلام القائمون بأمر اللّه عزّ و جلّ 534

ص: 597

الخامس عشر في أنّهم عليهم السّلام حجج اللّه على عباده 534

السادس عشر في أنّهم عليهم السّلام الذين إذا لم يرض اللّه لهم الدنيا نقلهم إليه 535

السابع عشر في أنّ أموالهم عليهم السّلام في الآخرة مذخورة 535

الثامن عشر في معرفتهم عليهم السّلام بمنطق الطير 536

التاسع عشر في أنّ من دخل في حزبهم عليهم السّلام أدخله اللّه الجنّة 536

العشرون في أنّهم عليهم السّلام المقصودون من قوله تعالى: «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ ...» 536

الحادي و العشرون في الطواف عن النبيّ و الأئمّة و فاطمة الزهراء عليهم السّلام 537

الثاني و العشرون في ذكر أبي جعفر الجواد، الأئمّة عليهم السّلام في قنوته 538

الثالث و العشرون في التوسّل بهم عليهم السّلام بعد الصلوات 539

الرابع و العشرون ما يقال للإمام عليه السّلام عند العطاس 540

الخامس و العشرون في أنّ الروح معهم عليهم السّلام 540

السادس و العشرون في لزوم اتّباع أمرهم عليهم السّلام 541

ب - الإمامة و الولاية الخاصّة 541

الأوّل في الخمسة النجباء عليهم السّلام 541

خلق محمد و علي و فاطمة عليهم السّلام 541

ثمرة حبّ محمد و علي عليهما السّلام في القيامة 542

إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عليا عليه السّلام أبوا دين المؤمنين 542

الثاني في الإمام أمير المؤمنين علي عليه السّلام 543

هو الذي اتّبع الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و له عليه السّلام تسع سنين 543

تعليم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليا عليه السّلام ألف كلمة من العلم 543

عقد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام بالخلافة في عشرة مواطن 544

إنّه غسّل النبيّ صلوات اللّه عليهما 544

ص: 598

مبلغ سنّه عليه السّلام 545

الثالث في فاطمة الزهراء عليها السّلام 545

صداقها عليها السّلام 545

عقاب قاتليها عليها السّلام 545

الصلاة في بيتها عليها السّلام 546

الرابع في الإمامين الحسن و الحسين عليهما السّلام 546

ذرّيّة فاطمة خاصّ للحسن و الحسين عليهم السّلام 546

عدم توفيق قاتلي الحسين عليه السّلام لصوم و لا فطر 547

فضل زيارة الحسين عليه السّلام 547

أعظم المصائب بعد عاشوراء مصيبة فخّ 548

الخامس في الإمامين الباقر و الصادق عليهما السّلام 548

السادس في الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام 548

علّة تسميته بالرضا عليه السّلام 548

هو عليه السّلام خير من صلّى على الأرض 550

نزول البركة بدعائه عليه السّلام 550

كيفيّة تلبّسه عليه السّلام بثوب جديد 550

دواؤه عليه السّلام 551

خاتم أبيه عليه السّلام 552

قاتله عليه السّلام، المأمون 553

فضل زيارته عليه السّلام 553

السابع في الإمام علي بن محمد الهادي عليهما السّلام 557

النصّ على إمامته عليه السّلام 557

مشابهته لأبيه عليهما السّلام 561

ص: 599

الثامن في الإمام الحسن العسكري عليه السّلام 562

النصّ على إمامته عليه السّلام 562

التاسع في الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف 563

علّة تسميته عليه السّلام بالقائم و المنتظر 563

الحوادث الواقعة في غيبته عليه السّلام 564

إنّه هو القائم عليه السّلام و يصالح اللّه أمره في ليلة 566

هل يبدو للّه في القائم عليه السّلام ؟ 567

كيفيّة ظهوره و عدد أصحابه عليه السّلام 568

خروج الدجّال 569

لا يعبد غير اللّه بعد ظهوره عليه السّلام 570

الدعاء له عليه السّلام 570

الدعاء للمنتظرين له عليه السّلام 571

الباب الرابع في المعاد و الحساب: 573

أ - كراهة الموت 573

ب - وحشة القبر 573

ج - الرجعة 574

د - سؤال يوم القيامة 575

ه - أهل الجنّة شبّان 576

و - ما يظهر من حبّ النبيّ ، و آله،: يوم القيامة 576

ز - ما يظهر من أثر الأذان يوم القيامة 577

ح - الآخرة هي دار القرار 578

ص: 600

المجلد 2

هویة الکتاب

عنوان و نام پديدآور: موسوعة الامام الجواد عليه السّلام/اللّجنة العلميّة في مؤسّسة وليّ العصر للدّراسات الإسلاميّة باشراف سماحة آية اللّه أبي القاسم الخزعلي.

مشخصات نشر : قم: موسسه ولی العصر علیه السلام، للدراسات الاسلامیه، 14ق. = 13-

مشخصات ظاهری:2ج.

شابک:18000 ریال: ج. 1 964-90137-5-X : ؛ 18000ریال (ج.2)

وضعیت فهرست نویسی:برونسپاری

يادداشت:عربی.

يادداشت:فهرستنویسی براساس جلد دوم، 1419ق. = 1377.

يادداشت:ج. 1 (چاپ اول: 1419ق. = 1377).

یادداشت:کتابنامه.

موضوع:محمدبن علی (ع)، امام نهم، 195 - 220ق.

شناسه افزوده:خزعلی، ابوالقاسم، 1304 - 1394.

شناسه افزوده:موسسه تحقیقاتی حضرت ولی عصر علیه السلام. هیأت مؤلفین

رده بندی کنگره:BP48/م 8 1300ی

رده بندی دیویی:297/9582

شماره کتابشناسی ملی:م 78-11960

ص: 1

اشارة

ص: 2

موسوعة الامام الجواد عليه السّلام

اللّجنة العلميّة في مؤسّسة وليّ العصر للدّراسات الإسلاميّة باشراف سماحة آية اللّه أبي القاسم الخزعلي.

مشخصات ظاهری:2ج.

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 4

الفصل الخامس في الأحكام

اشارة

الباب الأوّل - مقدّمات الفقه

الباب الثاني - الطهارة

الباب الثالث - الصلاة

الباب الرابع - الصوم

الباب الخامس - الزكاة

الباب السادس - الخمس

الباب السابع - الحجّ

الباب الثامن - الجهاد، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و التقيّة

الباب التاسع - النكاح و الأولاد

الباب العاشر - الطلاق و الظهار

الباب الحادي عشر - الوقف و الرهن

الباب الثاني عشر - الدين

الباب الثالث عشر - الوصيّة

الباب الرابع عشر - الإجارة

الباب الخامس عشر - الشفعة

الباب السادس عشر - البيع و التجارة

الباب السابع عشر - العتق

الباب الثامن عشر - الإرث

الباب التاسع عشر - الصيد و الذباحة

الباب العشرين - الأطعمة و الأشربة

الباب الحادي و العشرون - الزي و التجمّل

الباب الثاني و العشرون - الأيمان و النذر

الباب الثالث و العشرون - الحدود و الديات

ص: 5

ص: 6

الفصل الخامس في الأحكام و يشتمل هذا الفصل على ثلاثة و عشرين بابا و ثلاثة عشر و مائة عنوانا:

الباب الأوّل في مقدّمات الفقه

اشارة

و هو يشتمل على عنوانين:

أ - الأخذ بالأحاديث المرويّة في حال التقيّة

(619) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينولة، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام، و كانت التقيّة شديدة، فكتموا كتبهم، و لم ترو عنهم، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا؟

فقال عليه السّلام: حدّثوا بها فإنّها حقّ (1).

ص: 7


1- الكافي: ج 1، ص 53، ح 15. عنه وسائل الشيعة: ج 27، ص 84، ح 33272، و البحار: ج 2، ص 167، ح 25. قطعة منه في ف 4، ب 3، (في الإمامين الباقر و الصادق عليهما السّلام).
ب - اليقين لا يدخله الشكّ

1 - العيّاشي رحمه اللّه:... قال الحسين بن الحكم الواسطي:... فقال عليه السّلام: إنّما الشكّ فيما لا يعرف، فإذا جاء اليقين فلا شكّ؛ يقول اللّه: «وَ مٰا وَجَدْنٰا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنٰا أَكْثَرَهُمْ لَفٰاسِقِينَ» (1). نزلت في الشكّاك(2).

ص: 8


1- الأعراف: 102/7.
2- تفسير العيّاشي: ج 2، ص 23، ح 60. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن الحكم الواسطي)، رقم 903.

الباب الثاني في الطهارة

اشارة

و هو يشتمل على ثمانية عناوين:

أ - حكم تطهير الأرض

(620) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، بن بزيع(1)، قال: سألته عن الأرض و السطح يصيبه البول، أو ما أشبهه، هل تطهّره الشمس من غير ماء؟

قال عليه السّلام: كيف تطهر من غير ماء(2).

ب - الوضوء

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن عيسى، قال: كتب إليه رجل: هل يجب الوضوء ممّا خرج من الذكر بعد الاستبراء؟

ص: 9


1- عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السّلام، رجال الطوسي: ص 360 رقم 31، و ص 386 رقم 6، و ص 405 رقم 6، و روى عن أبي الحسن و أبي الحسن الرضا و أبي جعفر الثاني عليهما السّلام، راجع: معجم رجال الحديث: ج 15، ص 100 رقم 10246..
2- التهذيب: ج 1، ص 273، ح 805. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 3، ص 453، ح 4152. الاستبصار: ج 1، ص 193، ح 678. عوالي اللئالي: ج 3، ص 60، ح 176.

فكتب عليه السّلام: نعم!(1)

ج - غسل مسّ الميّت

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه: جعلت فداك! هل اغتسل أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند موته؟

فأجابه عليه السّلام: النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، طاهر مطهّر، و لكن أمير المؤمنين عليه السّلام فعل و جرت به السنّة(2).

د - الاحتضار

(621) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: سهل بن زياد(3)، عن غير واحد من أصحابنا، قال: قال: إذا رأيت الميّت قد شخص ببصره، و سالت عينه اليسرى، و رشح جبينه، و تقلّصت شفتاه، و انتشرت منخراه، فأيّ شيء رأيت من ذلك، فحسبك بها(4).

ص: 10


1- الاستبصار: ج 1، ص 49، ح 138. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 999.
2- التهذيب: ج 1، ص 107، ح 281. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى القاسم الصيقل)، رقم 952.
3- تأتي ترجمته في هامش (كيفيّة تكفين المرأة و حنوطها)، رقم 623.
4- الكافي: ج 3، ص 135، ح 16.
ه - التكفين و التحنيط
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في نزع أزرار القميص المعدّ للكفن:

(622) 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: علي بن محمد، قال: حدّثني بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام: أن يأمر لي بقميص من قمصه، أعدّه لكفني؟

فبعث به إليّ، قال: فقلت له: كيف أصنع به جعلت فداك؟

قال عليه السّلام: انزع أزراره(1).

الثاني في إهداء الحنوط و الكفن للميّت:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... صفوان بن يحيى مات في سنة عشر و مائتين بالمدينة و بعث إليه أبو جعفر عليه السّلام بحنوطه و كفنه...(2).

ص: 11


1- رجال الكشّي: ص 245، ح 450، و ص 564، ح 1065. عنه البحار: ج 78، ص 324، ح 16. التهذيب: ج 3، ص 304، ح 885، سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع. عنه و عن الكشّي، وسائل الشيعة: ج 3، ص 50، ح 3000. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس).
2- رجال الكشّي: ص 502، ح 962. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (إهداؤه عليه السّلام اللباس)، رقم 522.
الثالث في كيفيّة تكفين المرأة و حنوطها:

(623) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد(1)، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: سألته: كيف تكفّن المرأة؟

فقال: كما يكفّن الرجل، غير أنّها تشدّ على ثدييها خرقة تضمّ الثدي إلى الصدر، و تشدّ على ظهرها، و يصنع لها القطن أكثر ممّا يصنع للرجال، و يحشى القبل و الدبر بالقطن، و الحنوط، ثمّ تشدّ عليها الخرقة شدّا شديدا(2).

الرابع في وضع الجريدة مع الميّت:

(624) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن

ص: 12


1- قد وردت رواية سهل بن زياد عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في الكتب الأربعة بواسطة واحدة كما في الفقيه: ج 3، ص 343، ح 4213، و فيه: سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، و في الكافي: ج 7، ص 317، ح 1، و فيه: سهل بن زياد، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام. و في الكافي: ج 4، ص 276، ح 9، و فيه: سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، عن محمد ابن الفضيل، قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام.... و في الكافي: ج 7، ص 164، ح 4، و فيه: سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، عن محمد ابن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام. و بثلاثة وسائط كما في الكافي: ج 6، ص 516، ح 4، و فيه: سهل بن زياد، عن أبي القاسم الكوفي، عمّن حدّثه، عن محمد بن الوليد الكرماني، قال قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام. و يظهر من هذه الموارد المذكورة صدور هذا الحديث عن مولانا الجواد عليه السّلام و إن كان أكثر رواياته عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام.
2- الكافي: ج 3، ص 147، ح 2. التهذيب: ج 1، ص 324، ح 112. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 3، ص 11، ح 2882.

زياد(1)، عن غير واحد من أصحابنا، قالوا:

قلنا له: جعلنا فداك! إن لم نقدر على الجريدة؟

فقال: عود السدر.

قيل: فإن لم نقدر على السدر؟

قال: عود الخلاف(2).

(625) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد(3)، رفعه قال: قيل له: جعلت فداك! ربّما حضرني من أخافه، فلا يمكن وضع الجريدة على ما رويتنا؟

قال: دخلها حيث أمكن(4).

(626) 3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: علي بن بلال(5).

أنّه كتب إليه يسأله عن الجريدة، إذا لم نجد نجعل بدلها غيرها في موضع لا يمكن النخل؟

فكتب عليه السّلام: يجوز إذا أعوزت الجريدة، و الجريدة أفضل(6).

ص: 13


1- تقدّمت ترجمته في هامش (كيفيّة تكفين المرأة و حنوطها)، رقم 623.
2- الكافي: ج 3، ص 153، ح 10. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 3، ص 24، ح 2931. عوالي اللئالي: ج 3، ص 37، ح 105.
3- تقدّمت ترجمته في هامش (كيفيّة تكفين المرأة و حنوطها)، رقم 623.
4- الكافي: ج 3، ص 153، ح 8. عنه وسائل الشيعة: ج 3، ص 28، ح 2940.
5- تأتي ترجمته في ف 8 ب 2 كتابه عليه السّلام إليه).
6- التهذيب: ج 1، ص 294، ح 86. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن بلال)، رقم 921.
و - الدفن و ما يناسبه
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل - حكم دفن السقط:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الفضيل، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: أسأله عن السقط كيف يصنع به؟

فكتب عليه السّلام: أنّ السقط يدفن بدمه في موضع(1).

الثاني - كيفيّة التعزية و استحباب الدعاء لأهل المصيبة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... كتب أبو جعفر الثاني عليه السّلام إلى رجل:

ذكرت مصيبتك بعلي ابنك، و ذكرت أنّه كان أحبّ ولدك إليك، و كذلك اللّه عزّ و جلّ إنّما يأخذ من الوالد و غيره أزكى ما عند أهله ليعظّم به أجر المصاب بالمصيبة.

فأعظم اللّه أجرك، و أحسن عزاك، و ربط على قلبك؛ إنّه قدير، و عجّل اللّه عليك بالخلف، و أرجو أن يكون اللّه قد فعل، إن شاء اللّه تعالى(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام رجل، يشكو إليه مصابه بولده، و شدّة ما دخله.

ص: 14


1- الكافي: ج 3، ص 208، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفضيل)، رقم 971.
2- الكافي: ج 3، ص 205، ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 994.

فكتب عليه السّلام إليه: أ ما علمت أنّ اللّه عزّ و جلّ يختار من مال المؤمن و من ولده أنفسه، ليأجره على ذلك(1).

ز - النجاسات
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في علّة خبث الغائط و نتنه:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام أسأله عن علّة الغائط و نتنه؟

قال: إنّ اللّه خلق آدم عليه السّلام، و كان جسده طيّبا، و بقى أربعين سنة ملقى تمرّ به الملائكة، فتقول: لأمر ما خلقت؟

و كان إبليس يدخل من فيه و يخرج من دبره.

فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غير طيّب(2).

الثاني في حكم الفقّاع:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، قال: كتب علي ابن محمد الحصيني إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام يسأله عن الفقّاع، و كتب: إنّي

ص: 15


1- الكافي: ج 3، ص 218، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 993.
2- علل الشرائع: ص 275، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني)، رقم 914.

شيخ كبير، و هو يحطّ عنّي طعامي، و يمرئ (و تمرء) لي، فما ترى لي فيه؟

فكتب إليه: لا بأس بالفقّاع إذا عمل أوّل عمله، أو الثانية، في أواني الزجاج و الفخّار، فأمّا إذا ضري عليه الإناء فلا تقرّبه.

قال علي: فاقرأني الكتاب. و قال: لست أعرف ضراوة الإناء، فأعاد الكتاب إليه: جعلت فداك! لست أعرف حدّ ضراوة الإناء، فاشرح لي من ذلك شرحا بيّنا أعمل به.

فكتب إليه: إنّ الإناء إذا عمل به ثلاث عملات، أو أربعة ضري عليه، فأغلاه، فإذا غلا حرم، فإذا حرم فلا يتعرّض له(1).

ح - الجلود
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في طهارة جلود الحمر الوحشيّة المذكّاة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل... فكتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام،... أعملها [أي أغماد السيوف] من جلود الحمر الوحشيّة الذكيّة؟

فكتب عليه السّلام:... فإن كان ما تعمل وحشيّا ذكيّا، فلا بأس(2).

ص: 16


1- الرسائل العشر (تحريم الفقّاع): ص 265، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن محمد الحصيني)، رقم 926.
2- الكافي: ج 3، ص 407، ح 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى القاسم الصيقل)، رقم 954.
الثاني في طهارة ما يشترى من السوق:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسين الأشعري، قال:

كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه: ما تقول في الفرو(1) يشترى من السوق؟

فقال: إذا كان مضمونا، فلا بأس(2).

ص: 17


1- الفرو جمعه فراء: شيء كالجبّة يبطن من جلود بعض الحيوانات كالأرانب و السمور، المنجد: ص 580 (فرو).
2- الكافي: ج 3، ص 398، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أصحابه)، رقم 985.

ص: 18

الباب الثالث في الصلاة

اشارة

و هو يشتمل على عنوانين:

أ - الصلوات المكتوبة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على سبعة عشر موضوعا:

الأوّل في أوقات الفرائض اليوميّة:
حكم وقت صلاة الفجر و الظهرين:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار قال: كتب أبو الحسن ابن الحصين إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام معي: جعلت فداك! قد اختلفت موالوك في صلاة الفجر فمنهم من يصلّي إذا طلع الفجر الأوّل المستطيل في السماء، و منهم من يصلّي إذا اعترض في أسفل الأفق و استبان، و لست أعرف أفضل الوقتين فأصلّي فيه.

فإن رأيت أن تعلّمني أفضل الوقتين و تحدّه لي؟ و كيف أصنع مع القمر و الفجر لا يتبيّن معه حتّى يحمرّ و يصبح؟ و كيف أصنع مع الغيم؟ و ما حدّ ذلك في السفر و الحضر؟ فعلت إن شاء اللّه.

فكتب بخطّه عليه السّلام و قرأته: الفجر - يرحمك اللّه - هو الخيط الأبيض المعترض، ليس هو الأبيض صعداء، فلا تصلّ في سفر و لا حضر حتّى تتبيّنه.

ص: 19

فإنّ اللّه تبارك و تعالى لم يجعل خلقه في شبهة من هذا، فقال: «كُلُوا وَ اِشْرَبُوا حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ اَلْخَيْطُ اَلْأَبْيَضُ مِنَ اَلْخَيْطِ اَلْأَسْوَدِ مِنَ اَلْفَجْرِ» (1).

فالخيط الأبيض هو المعترض الذي يحرم به الأكل و الشرب في الصوم، و كذلك هو الذي يوجب به الصلاة(2).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن الفرج، قال: كتبت أسأل عن أوقات الصلاة؟

فأجاب عليه السّلام: إذا زالت الشمس فصلّ سبحتك، و أحبّ أن يكون فراغك من الفريضة و الشمس على قدمين، ثمّ صلّ سبحتك.

و أحبّ أن يكون فراغك من العصر و الشمس على أربعة أقدام. فان عجل بك أمر فابدأ بالفريضتين....

فإذا طلع الفجر، فصلّ الفريضة...(3).

(627) 3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد(4)، قال: سألته عن وقت صلاة الظهر و العصر؟

فكتب عليه السّلام: قامة للظهر و قامة للعصر(5).

ص: 20


1- بقره: 187/2.
2- الكافي: ج 3، ص 282، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي الحسن بن الحصين)، رقم 882.
3- الاستبصار: ج 1، ص 255، ح 914. يأتي الحديث بتمامه فى ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 970.
4- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إليه).
5- التهذيب: ج 2، ص 21، ح 61. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر)، رقم 893.
الثاني في لباس المصلّي:
حكم التوشّح بالإزار فوق القميص:

(628) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و قد رويت رخصة في التوشّح بالإزار فوق القميص عن العبد الصالح عليه السّلام، و عن أبي الحسن الثالث عليه السّلام، [و] عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام: و بها آخذ و أفتي(1).

حكم الاتّزار بالقميص و المنديل:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن موسى بن القاسم البجلّي، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام يصلّي في قميص قد اتّزر فوقه بمنديل، و هو يصلّي(2).

حكم الصلاة في الفنك و السنجاب و السمور:

(629) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، عن أبي علي بن راشد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: ما تقول في الفراء؟ أيّ شيء يصلّي فيه؟

قال عليه السّلام: أيّ الفراء؟

ص: 21


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 169، س 5. عنه البحار: ج 80، ص 206، س 12، و وسائل الشيعة: ج 4، ص 397، ح 5511، و الوافي: ج 7، ص 389، س 12.
2- التهذيب: ج 2، ص 215، ح 843. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام في الصلاة)، رقم 513.

قلت: الفنك و السنجاب و السمور.

قال: فصلّ في الفنك و السنجاب، فأمّا السمور فلا تصلّ فيه.

قلت: فالثعالب نصلّي فيها؟

قال: لا! و لكن تلبس بعد الصلاة.

قلت: أصلّي في الثوب الذي يليه؟

قال: لا(1).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و روي عن يحيى بن أبي عمران أنّه قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام في السنجاب و الفنك و الخزّ....

فكتب عليه السّلام بخطّه إليّ: صلّ فيها(2).

حكم الصلاة في جلود الميتة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... القاسم الصيقل، قال: كتبت إلى الرضا عليه السّلام: إنّي أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة، فيصيب ثيابي، فأصلّي فيها؟....

فكتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام:... فصرت أعملها من جلود الحمر

ص: 22


1- الكافي: ج 3، ص 400، ح 14. التهذيب: ج 2، ص 210، ح 822، بتفاوت يسير. الاستبصار: ج 1، ص 384، ح 1457، بتفاوت يسير. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 4، ص 349، ح 5356، قطعة منه، و ص 356، ح 5378، قطعة منه. عوالي اللئالي: ج 3، ص 73، ح 32، قطعة منه.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 170، ح 804. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى يحيى بن أبي عمران)، رقم 977.

الوحشيّة الزكيّة؟

فكتب عليه السّلام إليّ: كل أعمال البرّ بالصبر، يرحمك اللّه، فان كان ما تعمل وحشيّا ذكيّا، فلا بأس(1).

حكم الصلاة في الخزّ:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و روى علي بن مهزيار قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام يصلّي الفريضة و غيرها في جبّة خزّ طاروني... و ذكر أنّه لبسها على بدنه، و صلّى فيها، و أمرني بالصلاة فيها(2).

حكم الصلاة في الخمرة المدنيّة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن ريّان، قال: كتب بعض أصحابنا إليه بيد إبراهيم بن عقبة يسأله يعني أبا جعفر عليه السّلام عن الصلاة على الخمرة المدنيّة؟

فكتب عليه السّلام: صلّ فيها ما كان معمولا بخيوطة، و لا تصلّ على ما كان معمولا بسيورة...(3).

ص: 23


1- الكافي: ج 3، ص 407، ح 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى القاسم الصيقل)، رقم 954.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 170، ح 803. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام في الصلاة)، رقم 512.
3- الكافي: ج 3، ص 331، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أصحابه)، رقم 985.
حكم الصلاة في النعلين:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين قال:... و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلى المسجد، فينزل في الصحن، و يصير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و يسلّم عليه، و يرجع إلى بيت فاطمة عليها السّلام فيخلع نعليه، و يقوم فيصلّي.

فوسوس إليّ الشيطان، فقال: إذا نزل، فاذهب حتّى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه، فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا.

فلمّا أن كان وقت الزوال أقبل عليه السّلام على حمار له، فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه، و جاء حتّى نزل على الصخرة التي على باب المسجد، ثمّ دخل فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال: ثمّ رجع إلى المكان الذي كان يصلّي فيه، ففعل هذا أيّاما. فقلت: إذا خلع نعليه، جئت فأخذت الحصا الذي يطأ عليه بقدميه. فلمّا أن كان من الغد، جاء عند الزوال، فنزل على الصخرة، ثمّ دخل فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ جاء إلى الموضع الذي كان يصلّي فيه، فصلّى في نعليه، و لم يخلعهما حتّى فعل ذلك أيّاما...(1).

(630) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: الحسين بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل(2)،

ص: 24


1- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.
2- هو محمد بن إسماعيل بن بزيع بقرينة رواية الحسين بن سعيد عنه. راجع معجم رجال الحديث: ج 15، ص 89، رقم 10238. عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السّلام. رجال الطوسي: 360 رقم 31، و 386 رقم 6، و 405 رقم 6. و روى عنهم عليهم السّلام، معجم رجال الحديث: ج 15، ص 100 رقم 10246.

قال: رأيته يصلّي في نعليه لم يخلعهما، و أحسبه قال: ركعتي الطواف(1).

3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام صلّى حين زالت الشمس،... و عليه نعلاه لم ينزعهما(2).

حكم الصلاة في ما تعمل من وبر الأرانب:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار(3)، قال: كتب إليه إبراهيم بن عقبة: عندنا جوارب و تكك تعمل من وبر الأرانب، فهل يجوز الصلاة في وبر الأرانب من غير ضرورة و لا تقيّة؟

فكتب عليه السّلام: لا تجوز الصلاة فيها(4).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن أحمد بن إسحاق الأبهري، قال: كتبت إليه:

جعلت فداك! عندنا جوارب و تكك تعمل من وبر الأرانب. فهل تجوز الصلاة في وبر الأرانب من غير ضرورة و لا تقيّة؟

فكتب عليه السّلام: لا تجوز الصلاة فيها(5).

ص: 25


1- التهذيب: ج 2، ص 233، ح 915. عنه وسائل الشيعة: ج 4، ص 425، ح 5604.
2- التهذيب: ج 2، ص 233، ح 918. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (صلاته عليه السّلام في نعليه)، رقم 510.
3- تأتي ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه.
4- الكافي: ج 3، ص 399، ح 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن عقبة)، رقم 881.
5- الاستبصار: ج 1، ص 383، ح 1452. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أحمد بن إسحاق الأبهري)، رقم 889.
حكم الصلاة في ثوب عليه وبر ما لا يؤكل لحمه:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني(1)، قال: كتبت إليه، يسقط على ثوبي الوبر و الشعر ممّا لا يؤكل لحمه من غير تقيّة، و لا ضرورة؟

فكتب عليه السّلام: لا يجوز الصلاة فيه(2).

الثالث في مكان المصلّي:
حكم الصلاة على السرير:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن إبراهيم الحضيني، قال: سألته عن الرجل يصلّي على السرير و هو يقدر على الأرض؟

فكتب عليه السّلام: لا بأس، صلّ فيه(3).

حكم صلاة الخوف على الراحلة:

(631) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن

ص: 26


1- تأتي ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه.
2- الاستبصار: ج 1، ص 384، ح 1455. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 875.
3- التهذيب: ج 2، ص 310، ح 1258. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن إبراهيم الحضيني)، رقم 957.

محمد، عن محمد بن إسماعيل(1)، قال: سألته، قلت: أكون في طريق مكّة، فننزل للصلاة في مواضع فيها الأعراب، أ نصلّي المكتوبة على الأرض، فنقرأ أمّ الكتاب وحدها، أم نصلّي على الراحلة فنقرأ فاتحة الكتاب و السورة؟

فقال عليه السّلام: إذا خفت فصلّ على الراحلة، المكتوبة و غيرها، فإذا قرأت الحمد و سورة أحبّ إليّ، و لا أرى بالذي فعلت بأسا(2).

حكم التفل في المسجد:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام، يتفل في المسجد الحرام فيما بين الركن اليماني و الحجر الأسود و لم يدفنه(3).

الرابع في القراءة:
قراءة السورة في الركعتين بعد الحمد:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... و صلّى [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأولى منها «الحمد» و «إذا جاء نصر اللّه».

ص: 27


1- تقدّمت ترجمته في ب 2، (حكم تطهير الأرض).
2- الكافي: ج 3، ص 457، ح 5. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 8، ص 449، ح 11136، و الوافي: ج 8، ص 1072، ح 7763. التهذيب: ج 3، ص 299، ح 911.
3- الكافي: ج 3، ص 370، ح 13. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (تفله عليه السّلام في المسجد الحرام)، رقم 516.

و قرأ في الثانية «الحمد» و «قل هو اللّه أحد»...(1).

قراءة الحمد وحده عند الخوف:

(632) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل(2)، قال: سألته، قلت:... فننزل للصلاة في مواضع فيها الأعراب، أ نصلّي المكتوبة على الأرض، فنقرأ أمّ الكتاب وحدها، أم نصلّي على الراحلة فنقرأ فاتحة الكتاب و السورة؟

فقال عليه السّلام: إذا خفت فصلّ على الراحلة، المكتوبة و غيرها، فإذا قرأت الحمد و سورة أحبّ إليّ، و لا أرى بالذي فعلت بأسا(3).

ترك البسملة في أمّ الكتاب و غيره يوجب الاعادة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن يحيى بن أبي عمران الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! ما تقول في رجل ابتدأ ببسم اللّه الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أمّ الكتاب، فلمّا صار إلى غير أمّ الكتاب من السورة تركها...؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: يعيدها...(4).

ص: 28


1- الإرشاد: ص 323، س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في إثمار السدرة اليابسة)، رقم 395.
2- تقدّمت ترجمته في (حكم صلاة الخوف على الراحلة).
3- الكافي: ج 3، ص 457، ح 5. تقدّم الحديث بتمامه في (حكم الصلاة على الراحلة)، رقم 631.
4- الكافي: ج 3، ص 313، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى يحيى بن أبي عمران)، رقم 976.
الخامس في القنوت:
القنوت قبل الركوع:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... و صلّى [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] بالناس صلاة المغرب...

و قنت قبل ركوعه فيها...(1).

جواز الدعاء في القنوت بكلّ مناجاة:

(633) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و ذكر شيخنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه، عن سعد بن عبد اللّه، إنّه كان يقول: لا يجوز الدعاء في القنوت بالفارسيّة، و كان محمد بن الحسن الصفّار يقول: إنّه يجوز.

و الذي أقول به إنّه يجوز لقول أبي جعفر الثاني عليه السّلام: لا بأس أن يتكلّم الرجل في صلاة الفريضة بكلّ شيء يناجي به ربّه عزّ و جلّ (2).

(634) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال:

سألت أبا جعفر عليه السّلام عن الرجل يتكلّم في صلاة الفريضة بكلّ شيء يناجي ربّه؟

قال: نعم(3).

ص: 29


1- الإرشاد: ص 323، س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في إثمار السدرة اليابسة)، رقم 395.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 208، س 2، و، ح 936. عنه وسائل الشيعة: ج 6، ص 289، ح 7996، و الوافي: ج 8، ص 764، س 6. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 2، ص 100، ح 1375.
3- التهذيب: ج 2، ص 326، ح 1337. عنه وسائل الشيعة: ج 6، ص 289، ح 7995، و ج 7، ص 263، ح 9288، و الوافي: ج 8، ص 879، ح 7300. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 2، ص 99، ح 1374.
الدعاء في القنوت بالمأثور: قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:...

[اللهمّ] منائحك متتابعة، و أياديك متوالية، و نعمك سابغة، و شكرنا قصير، و حمدنا يسير، و أنت بالتعطّف على من اعترف جدير.

اللهمّ و قد غص أهل الحقّ بالريق، و ارتبك أهل الصدق في المضيق، و أنت اللهمّ بعبادك و ذوي الرغبة إليك شفيق، و بإجابة دعائهم و تعجيل الفرج عنهم حقيق.

اللهمّ فصلّ على محمد و آل محمد، و بادرنا منك بالعون الذي لا خذلان بعده، و النصر الذي لا باطل يتكأّده، و أتح لنا من لدنك متاحا فيّاحا يأمن فيه وليّك، و يخيب فيه عدوّك، و يقام فيه معالمك، و يظهر فيه أوامرك، و تنكفّ فيه عوادي عداتك.

اللهمّ بادرنا منك بدار الرحمة، و بادر أعدائك من بأسك بدار النقمة.

اللهمّ أعنّا و أغثنا، و ارفع نقمتك عنّا، و أحلّها بالقوم الظالمين.

و دعاؤه عليه السّلام في قنوته:

اللهمّ أنت الأوّل بلا أوّليّة معدودة، و الآخر بلا آخريّة محدودة، أنشأتنا لا لعلّة اقتسارا، و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا، و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا، و أيّدتنا بالآلات، و منحتنا بالأدوات، و كلّفتنا الطاقة، و جشّمتنا الطاعة، فأمرت تخييرا، و نهيت تحذيرا، و خوّلت كثيرا، و سألت يسيرا فعصي أمرك

ص: 30

فحلمت، و جهل قدرك فتكرّمت.

فأنت ربّ العزّة و البهاء، و العظمة و الكبرياء، و الإحسان و النعماء، و المنّ و الآلاء، و المنح و العطاء، و الإنجاز و الوفاء، و لا تحيط القلوب لك بكنه، و لا تدرك الأوهام لك صفة، و لا يشبّهك شيء من خلقك، و لا يمثّل بك شيء من صنعتك، تباركت أن تحسّ أو تمسّ، أو تدركك الحواسّ الخمس، و أنّى يدرك مخلوق خالقه، و تعاليت يا إلهي عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا.

اللهمّ أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين، الذين أضلّوا عبادك، و حرّفوا كتابك، و بدّلوا أحكامك، و جحدوا حقّك، و جلسوا مجالس أوليائك جرأة منهم عليك، و ظلما منهم لأهل بيت نبيّك عليهم سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك، فضلّوا و أضلّوا خلقك، و هتكوا حجاب سترك عن عبادك، و اتّخذوا اللهمّ مالك دولا، و عبادك خولا، و تركوا اللهمّ عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمّة، فأعينهم مفتوحة، و قلوبهم عمية، و لم تبق لهم اللهمّ عليك من حجّة، لقد حذّرت اللهمّ عذابك، و بيّنت نكالك، و وعدت المطيعين إحسانك، و قدّمت إليهم بالنذر فآمنت طائفة.

فأيّد اللهمّ الذين آمنوا على عدوّك و عدوّ أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، و إلى الحقّ داعين، و للإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين، و جدّد اللهمّ على أعدائك و أعدائهم نارك و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و قوّ ضعف المخلصين لك بالمحبّة، المشايعين لنا بالموالاة، المتّبعين لنا بالتصديق و العمل، الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحبّين ذكرنا عند اجتماعهم، و شدّ اللهمّ ركنهم، و سدّد لهم اللهمّ دينهم الذي ارتضيته لهم و أتمم عليهم نعمتك، و خلّصهم و استخلصهم، و سدّ اللهمّ فقرهم، و المم اللهمّ شعث فاقتهم، و اغفر اللهمّ ذنوبهم و خطاياهم.

ص: 31

و لا تزع قلوبهم بعد إذ هديتهم، و لا تخلّهم أي ربّ بمعصيتهم، و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك، و البراءة من أعدائك، إنّك سميع مجيب، و صلّى اللّه على محمد و آله الطيّبين الطاهرين(1).

السادس في الركوع:
فيمن أتمّ ركوعه:

(635) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن السندي بن الربيع، عن سعيد بن جناح، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام في منزله بالمدينة، فقال مبتدئا: من أتمّ ركوعه لم تدخله وحشة في القبر(2).(3).

ص: 32


1- مهج الدعوات: ص 65، س 4 و ص 80، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في القنوت)، رقم 765.
2- في ثواب الأعمال: في قبره، و في البحار ج 6: وحشة القبر.
3- الكافي: ج 3، ص 321، ح 7. و عنه وسائل الشيعة: ج 6، ص 306، ح 8038. ثواب الأعمال: ص 55، ح 1. عنه و عن الدعوات، البحار: ج 82، ص 107، ح 15. الدعوات: ص 276، ح 759، مرسلا. عنه البحار: ج 6، ص 244، ح 71. قطعة منه ف 4، ب 4، (وحشة القبر)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في إتمام الركوع).
السابع في السجود:
السجود على سبعة أعضاء:

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد:... قال: إنّ سارقا أقرّ على نفسه بالسرقة،... فالتفت [المعتصم] إلى محمد بن علي عليهما السّلام.

فقال عليه السّلام:... فإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، فيترك الكفّ.

قال: و ما الحجّة في ذلك؟

قال: قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: السجود على سبعة أعضاء: الوجه، و اليدين، و الركبتين، و الرجلين،....

و قال اللّه تبارك و تعالى: «وَ أَنَّ اَلْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ» (1) يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها...(2).

الثامن في التعقيب:
تعقيب الصلوات المكتوبة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... محمد بن الفرج:... و قال [ابو جعفر الثاني عليه السّلام]:

إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل: «رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا،

ص: 33


1- الجنّ: 18/72.
2- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 538.

و بالقرآن كتابا، و بالكعبة قبلة، و بمحمد نبيّا، و بعلي وليّا، و الحسن، و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي ابن موسى، و محمد بن علي، و علي بن محمد، و الحسن بن علي، و الحجّة بن الحسن بن علي أئمّة.

اللهمّ وليّك الحجّة فاحفظه من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله، و من فوقه، و من تحته، و امدد له في عمره، و اجعله القائم بأمرك المنتصر لدينك، و أره ما يحبّ، و تقرّ به عينه في نفسه و في ذرّيّته و أهله و ماله و في شيعته و في عدوّه، و أرهم منه ما يحذرون، و أره فيهم ما تحبّ و تقرّ به عينه، و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين...»(1).

تعقيب صلاة الفجر:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و روي عن محمد بن الفرج أنّه قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام بهذا الدعاء و علّمنيه و قال: من دعا به في دبر صلاة الفجر لم يلتمس حاجة إلاّ يسّرت له، و كفاه اللّه ما أهمّه.

«بسم اللّه و باللّه، و صلّى اللّه على محمد و آله، و أفوّض أمري إلى اللّه، إنّ اللّه بصير بالعباد، فوقاه اللّه سيّئات ما مكروا،

لا إله إلاّ أنت، سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فاستجبنا له و نجّيناه من الغمّ و كذلك ننجي المؤمنين، حسبنا اللّه و نعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من اللّه و فضل لم يمسسهم سوء.

ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، ما شاء اللّه لا ما شاء الناس،

ص: 34


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.

ما شاء اللّه و إن كره الناس.

حسبي الربّ من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الذي لم يزل حسبي، حسبي من كان منذ كنت لم يزل حسبي، حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم...»(1).

فضل قراءة «سورة القدر» بعد صلاة العصر:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السّلام قال: من قرأ «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» بعد صلاة العصر عشر مرّات، له على مثل أعمال الخلائق(2).

التاسع في سجدتي الشكر بعد صلاة المغرب:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... و صلّى [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] بالناس صلاة المغرب... و عقّب تعقيبها، و سجد سجدتي الشكر...(3).

ص: 35


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.
2- فلاح السائل: ص 199، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة القدر: 97)، رقم 761.
3- الإرشاد: ص 323، س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في إثمار السدرة اليابسة)، رقم 395.
العاشر في الذكر:
فضل ذكر اللّه بين الطلوعين:

(636) 1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن الحسين بن مسلم، عن أبي جعفر [الثاني] عليه السّلام، قال: قلت له: جعلت فداك! إنّهم يقولون: إنّ النوم بعد الفجر مكروه لأنّ الأرزاق يقسّم في ذلك الوقت؟

فقال: الأرزاق موظوفة مقسومة، و للّه فضل يقسّمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، و ذلك قوله: «وَ سْئَلُوا اَللّٰهَ مِنْ فَضْلِهِ (1).» ثمّ قال: و ذكر اللّه بعد طلوع الفجر، أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض(2).

الحادي عشر في صلاة الجماعة:
شرائط الإمام:

(637) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه اللّه، قال:

حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا محمد بن أحمد، عن عمران بن

ص: 36


1- النساء: 32/4.
2- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 240، ح 119. عنه البحار: ج 5، ص 147، ح 7، و ج 101، ص 323، ح 11، و نور الثقلين: ج 1، ص 475، ح 221، و مستدرك الوسائل: ج 5، ص 200، ح 5668، و ص 57، ح 1. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 272، ح 293. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة النساء: 32/4)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في ذكر اللّه بعد الفجر).

موسى، عن الحسن بن العبّاس بن حريش الرازي، عن بعض أصحابنا، عن الطيّب - يعني علي بن محمد - و عن أبي جعفر الجواد عليهما السّلام أنّهما قالا:

من قال بالجسم، فلا تعطوه من الزكاة، و لا تصلّوا وراءه(1).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار قال: كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام: جعلت فداك! أصلّي خلف من يقول بالجسم؟....

فكتب عليه السّلام: لا تصلّوا خلفهم!...(2).

(638) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، عن أبي علي بن راشد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: إنّ مواليك قد اختلفوا، فأصلّي خلفهم جميعا؟

فقال: لا تصلّ إلاّ خلف من تثق بدينه، ثمّ قال: ولي موال.

فقلت: أصحاب؟

فقال مبادرا قبل أن أستتمّ ذكرهم: لا! يأمرك علي بن حديد بهذا - أو هذا

ص: 37


1- التوحيد: ص 101، ح 11. عنه وسائل الشيعة: ج 9، ص 228، ح 11900، و ج 8، ص 312، ح 10761، و البحار: ج 3، ص 303، ح 39، و ج 85، ص 73، ح 27، و ص 85، ح 43، و ج 93، ص 66، ح 35. التهذيب: ج 3، ص 283، ح 840. من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 248، ح 1112. عنه الوافي: ج 8، ص 1183، ح 8003. قطعة منه في ب 5، (حكم دفع الزكاة إلى من يقول بالجسم)، و ف 4، ب 1، (صفات اللّه و أسماؤه عزّ و جلّ).
2- الأمالي: ص 229، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 934.

ممّا يأمرك به علي بن حديد - فقلت: نعم(1).

(639) 4 - ابن إدريس الحلّي رحمه اللّه: من كتاب أبي عبد اللّه السيّاري، قال:

و قلت له(2) [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] مرّة أخرى: إنّ القوم من مواليك يجتمعون فتحضر الصلاة فيؤذّن بعضهم و يتقدّم أحدهم فيصلّي بهم.

فقال عليه السّلام: إن كانت قلوبهم كلّها واحدة فلا بأس.

(قلت): و من لهم بمعرفة ذلك؟

إلى أن قال عليه السّلام: فدعوا الإمامة لأهلها(3).

5 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن شيبة، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أسأله عن الصلاة خلف من يتولّى أمير المؤمنين عليه السّلام و هو يرى المسح على الخفّين؛ أو خلف من يحرّم المسح و هو يمسح؟

فكتب عليه السّلام: إن جامعك و إيّاهم موضع، فلم تجد بدّا من الصلاة، فأذّن لنفسك و أقم، فإن سبقك إلى القراءة فسبّح(4).

6 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن أبي عبد اللّه البرقي، قال: كتبت إلى

ص: 38


1- الكافي: ج 3، ص 374، ح 5. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 315، ح 10771. التهذيب: ج 3، ص 266، ح 755، قطعة منه. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 8، ص 309، ح 10750، قطعة منه، و الوافي: ج 5، ص 1182، ح 8002، و البحار: ج 85، ص 39، س 9. قطعة منه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في صلاة الجماعة).
2- في وسائل الشيعة: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام.
3- مستطرفات السرائر: ص 49، ضمن ح 11. عنه البحار: ج 85، ص 107، ضمن ح 79، و وسائل الشيعة: ج 8، ص 349، ح 10874.
4- التهذيب: ج 3، ص 276، ح 807. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن شيبة)، رقم 876.

أبي جعفر عليه السّلام: أ يجوز جعلت فداك! الصلاة خلف من وقف على أبيك و جدّك صلوات اللّه عليهما؟

فأجاب: لا تصلّ وراءه(1).

(640) 7 - ابن إدريس الحلّي رحمه اللّه: من كتاب أبي عبد اللّه السيّاري، و قال:

قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: قوم من مواليك يجتمعون، فتحضر الصلاة، فيتقدّم بعضهم، فيصلّي جماعة.

فقال عليه السّلام: إن كان (الذي) يؤمّ بهم(2) ليس بينه و بين اللّه طلبة فليفعل(3).

(641) 8 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن أبي علي بن راشد، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قلت: جعلت فداك! قد اختلف أصحابنا، فأصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟

قال: يأبى عليك علي بن حديد.

قلت: فاخذ بقوله؟

قال: نعم!

فلقيت علي بن حديد، فقلت له: نصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟

قال: لا(4).

ص: 39


1- التهذيب: ج 3، ص 28، ح 98. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن خالد البرقي)، رقم 962.
2- في وسائل الشيعة: يؤمّهم.
3- مستطرفات السرائر: ص 49، ضمن ح 11. عنه البحار: ج 85، ص 107، ضمن ح 79، و وسائل الشيعة: ج 8، ص 316، ح 10775.
4- رجال الكشّي: ص 279، ح 499.
الثاني عشر في صلاة الحائض:
عدم وجوب قضاء الصلاة على الحائض:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام:... أن المرأة تطمث في شهر رمضان... و لا تقضي الصلاة...(1).

الثالث عشر في صلاة المستحاضة:
حكمها من غير أن تعمل ما تعمله المستحاضة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبّار، عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إليه: امرأة طهرت من حيضها أو من دم نفاسها في أوّل يوم من شهر رمضان ثمّ استحاضت فصلّت و صامت شهر رمضان كلّه من غير أن تعمل ما تعمل المستحاضة من الغسل لكلّ صلاتين، فهل يجوز صومها و صلاتها أم لا؟

فكتب عليه السّلام: تقضي صومها و لا تقضي صلاتها، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأمر فاطمة صلوات اللّه عليها و المؤمنات من نسائه بذلك(2).

ص: 40


1- من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 225، ح 1060. يأتي الحديث بتمامه في ب 7، (تظليل الرجل المحرم في المحمل)، رقم 666.
2- الكافي: ج 4، ص 136، ح 6. يأتي الحديث أيضا في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 928.
الرابع عشر في صلاة القضاء:
عدم إجزاء الركعة في القضاء عن أكثر من ركعة و إن كانت في المسجد الحرام أو مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو مسجد الكوفة:

(642) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الريّان، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: رجل يقضي شيئا من صلاته الخمسين في المسجد الحرام أو في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو في مسجد الكوفة، أ تحسب له الركعة على تضاعف ما جاء عن آبائك عليهم السّلام في هذه المساجد، حتّى يجزئه إذا كانت عليه عشرة آلاف ركعة أن يصلّي مائة ركعة أو أقلّ أو أكثر و كيف يكون حاله؟

فوقّع عليه السّلام: يحسب له بالضعف، فامّا أن يكون تقصيرا من الصلاة بحالها، فلا يفعل، هو إلى الزيادة أقرب منه إلى النقصان(1).

ص: 41


1- الكافي: ج 3، ص 455، ح 19. و في المرآة «الصلاة لحالها» و قال المجلسي: أى لفعلها في تلك المساجد هو أي المصلّي إلى الزيادة في العبادة بعد تشرّفه بتلك المساجد، أقرب منه إلى النقصان. أي ينبغي للمصلّي أن يزيد في عباداته بعد ورود تلك الأماكن الشريفة لا ينقص منها. و يحتمل أن يكون الضمير راجعا إلى تضاعف الثواب أي الشارع ضاعف ثواب الأعمال في تلك المساجد ليزيد الناس في العبادة، لا أن يقصّروا عنها. هامش المصدر. يأتي الحديث أيضا في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الريّان)، رقم 963.
الخامس عشر في صلاة المسافر
صلاة من خرج إلى ضيعته:

(643) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى، عن عمران بن محمد، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! إنّ لي ضيعة على خمسة عشر ميلا خمسة فراسخ، فربما خرجت إليها، و أقيم فيها ثلاثة أيّام، أو خمسة أيّام، أو سبعة أيّام، فأتمّ الصلاة أم أقصّر؟

فقال عليه السّلام: قصّر في الطريق، و أتمّ في الضيعة(1).

صلاة الباغي و السارق:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام....

فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فما معنى قوله عزّ و جلّ: «فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ»؟ (2).

قال عليه السّلام: العادي السارق، و الباغي الذي يبغي الصيد بطرا و لهوا، لا ليعود به على عياله....

ص: 42


1- الاستبصار: ج 1، ص 229، ح 811. التهذيب: ج 3، ص 210، ح 509. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 8، ص 496، ح 11269.
2- البقرة: 173/2.

و ليس لهما أن يقصّرا في صوم و لا صلاة في سفر...(1).

صلاة الملاّح في السفينة:

(644) 1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن أبي الصلت الهروي قال: حضرت مجلس الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام و عنده جماعة من الشيعة....

قال عليه السّلام: أمّا الأوّل، فإنّه قام يسألني عن الملاّح يقصّر في السفينة؟ قلت:

لا! لأنّ السفينة بمنزلة بيته ليس بخارج منها(2).

إتمام الصلاة في الحرمين:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... إبراهيم بن شيبة، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام، أسأله عن إتمام الصلاة في الحرمين؟

فكتب عليه السّلام إليّ: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ إكثار الصلاة في الحرمين، فأكثر فيهما و أتمّ (3).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: الرواية قد اختلفت عن آبائك عليهم السّلام في الإتمام و التقصير للصلاة في الحرمين: فمنها أن يأمر بتتميم الصلاة، و لو صلاة واحدة.

و منها أن يأمر بقصر الصلاة ما لم ينو مقام عشرة أيّام.

ص: 43


1- التهذيب: ج 9، ص 83، ح 354. يأتي الحديث بتمامه في ب 19، (ما يحلّ و يحرم و من الذبائح)، رقم 730.
2- الثاقب في المناقب: ص 523، ح 458. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 413.
3- الكافي: ج 4، ص 524، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن شيبة)، رقم 878.

و لم أزل على الإتمام فيهما إلى أن صدرنا من حجّنا في عامنا هذا، فإنّ فقهاء أصحابنا أشاروا عليّ بالتقصير إذا كنت لا أنوي مقام عشرة أيّام، و قد ضقت بذلك حتّى أعرف رأيك؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: قد علمت يرحمك اللّه فضل الصلاة في الحرمين على غيرهما، فأنا أحبّ لك إذ دخلتهما أن لا تقصّر، و تكثر فيهما من الصلاة.

فقلت له بعد ذلك بسنتين مشافهة: إنّي كتبت إليك بكذا، و أجبت بكذا؟

فقال: نعم!

فقلت: أيّ شيء تعني بالحرمين؟

فقال: مكّة و المدينة، و متى إذا توجّهت من منى، فقصّر الصلاة، فإذا انصرفت من عرفات إلى منى وزرت البيت و رجعت إلى منى، فأتمّ الصلاة تلك الثلاثة أيّام، و قال بإصبعه ثلاثا(1).

(645) 3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الجبّار، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن إبراهيم الحضيني، قال:

استأمرت أبا جعفر عليه السّلام في الإتمام و التقصير؟

قال عليه السّلام: إذا دخلت الحرمين، فانو عشرة أيّام، و أتمّ الصلاة.

فقلت له: إنّي أقدم مكّة قبل التروية بيوم أو يومين أو ثلاثة؟

قال: انو مقام عشرة أيّام، و أتمّ الصلاة(2).

(646) 4 - المسعودي: قال أبو خداش النهدي: و كنت قد حضرت مجلس

ص: 44


1- الاستبصار: ج 2، ص 333، ح 1183. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 937.
2- التهذيب: ج 5، ص 427، ح 1484. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 528، ح 11357، و البحار: ج 86، ص 93، س 5.

موسى عليه السّلام فأتاه رجل فقال له: جعلني اللّه فداك! أمّ ولد لي أرضعت جارية لي بالغة بلبن ابني أ يحلّ لي نكاحها أم تحرم عليّ؟

فقال أبو الحسن: لا رضاع بعد فطام.

و سأله عن الصلاة في الحرمين تتمّ أم تقصّر؟

فقال: إن شئت أتمم و إن شئت قصّر.

قال له: الخصيّ يدخل على النساء؟

فأعرض وجهه.

قال: فحججت بعد ذلك فدخلت على الرضا عليه السّلام فسألته عن هذه المسائل فأجابني بالجواب الذي أجاب به موسى عليه السّلام و كان جالسا مجلس أبي جعفر في هذا الوقت قال: فقلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! أمّ ولد لي أرضعت جارية بالغة بلبن ابني أ يحرم عليّ نكاحها؟

فقال: لا رضاع بعد فطام.

قلت: الصلاة في الحرمين؟

قال: إن شئت أتمم و إن شئت قصّر، و كان أبي عليه السّلام يتمّ (1).

قلت: الخصيّ يدخل على النساء؟

فحوّل وجهه، ثمّ استدناني و قال: و ما نقصّ منه إلاّ الخناثة الواقعة عليه(2).

ص: 45


1- في المصدر: يتمّم، و هو غير صحيح، يدلّ عليه مستدرك الوسائل: ج 6.
2- إثبات الوصيّة: ص 222، س 5. عنه مستدرك الوسائل: ج 6، ص 546، ح 7480، و ج 14، ص 287، ح 16735، قطعة منه، بتفاوت، و ص 368، ح 16981، قطعة منه. دلائل الإمامة: ص 390، ح 344، بتفاوت. قطعة منه في ب 9، (حكم الرضاع بعد الفطام).
السادس عشر في صلاة العيدين:
عدم توفيق العامّة لصلاة العيدين:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قال:... أيّتها الأمّة الظالمة القاتلة عترة نبيّها، لا وفّقكم اللّه لصوم و لا فطر.

و في حديث آخر: لفطر و لا أضحى(1).

السابع عشر في صلاة الطواف:
صلاة الطواف خلف المقام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام... ثمّ أتى خلف المقام فصلّى خلفه ركعتين...(2).

صلاة طواف النساء خلف المقام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام ليلة الزيارة طاف طواف النساء، و صلّى خلف المقام...(3).

ص: 46


1- علل الشرائع: ب 125، ص 389، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (إنّ قاتلي عترة النبيّ عليهم السّلام لا يوفّقون لصوم شهر رمضان)، رقم 650.
2- الكافي: ج 4، ص 532، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ب 7، (حكم وداع الكعبة و طوافها)، رقم 681.
3- الكافى: ج 4، ص 430، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ب 7، (حكم طواف النساء)، رقم 674.
صلاة يوم التروية خلف المقام:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام صلّى حين زالت الشمس يوم التروية ستّ ركعات خلف المقام...(1).

ب - الصلوات النوافل
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة عشر موضوعا:

الأوّل في نافلة الليل:

(647) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي(2)، قال: سألته عن صلاة الليل و الوتر؟

فقال عليه السّلام: هي واجبة(3).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن عيسى قال:... روي عن جدّك أنّه قال: لا بأس بأن يصلّى الرجل صلاة الليل في أوّل الليل؟

ص: 47


1- التهذيب: ج 2، ص 233، ح 918. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (حكم الصلاة في النعلين)، رقم 630.
2- إنّ داود الصرمي روى عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في الكتب الأربعة، منها التهذيب: ج 6، ص 85، ح 170. و الظاهر أنّ المراد من الضمير «سألته» هو الهادي عليه السّلام لقول النجاشي بأنّ داود الصرمي بقي إلى أيّام أبي الحسن صاحب العسكر عليه السّلام و له مسائل إليه، رجال النجاشي: ص 161، رقم 425.
3- التهذيب: ج 2، ص 121، ح 458. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 151، ح 10276.

فكتب عليه السّلام: في أيّ وقت صلّى فهو جائز إن شاء اللّه(1).

الثاني في نافلة الفجر:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: قرأت في كتاب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام: الركعتان اللّتان قبل صلاة الفجر، من صلاة اللّيل هي، أم من صلاة النهار؟ و في أيّ وقت أصلّيهما؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: احشوهما في صلاة اللّيل حشوا(2).

الثالث في نافلة المغرب:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... و صلّى [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] بالناس صلاة المغرب... و قام من غير أن يعقّب، فصلّى النوافل أربع ركعات...(3).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن أبي سعيد الادمي، رفعه إلى أبي الحسن و إلى أبي جعفر عليهما السّلام: إنّهما كانا يقرءان في الركعتين الثالثة و الرابعة من نوافل المغرب:

في الثالثة: «الحمد» و أوّل «الحديد إلى: عليم بذات الصدور».

و في الرابعة: «الحمد» و آخر «الحشر»(4).

ص: 48


1- التهذيب: ج 2، ص 337، ح 1393. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن عيسى)، رقم 965.
2- الاستبصار: ج 1، ص 283، ح 1028. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 989.
3- الإرشاد: ص 323، س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في إثمار السدرة اليابسة)، رقم 395.
4- فلاح السائل: ص 233، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (قراءته عليه السّلام في نافلة المغرب)، رقم 509.
الرابع في قضاء النوافل:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن الفرج، قال: كتبت: أسأل عن أوقات الصلاة؟

فأجاب عليه السّلام:... و أحبّ أن يكون فراغك من العصر و الشمس على أربعة أقدام، فان عجل بك أمر فابدأ بالفريضتين.

و اقض بعدهما النوافل، فإذا طلع الفجر فصلّ الفريضة، ثمّ اقض بعد ما شئت(1).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن بلال(2)، قال: كتبت إليه في قضاء النافلة من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس و من بعد العصر إلى أن تغيب الشمس؟

فكتب عليه السّلام: لا يجوز ذلك إلاّ للمقتضي، فامّا لغيره فلا.

و قد روي رخصة في الصلاة عند طلوع الشمس و عند غروبها(3).

الخامس في نافلة ليلة المبعث:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... محمد بن عفير الضبي عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قال:... قال عليه السّلام: إذا صلّيت العشاء الآخرة و أخذت مضجعك ثمّ

ص: 49


1- الاستبصار: ج 1، ص 255، ح 914. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 970.
2- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إليه).
3- التهذيب: ج 2، ص 175، ح 696. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن بلال)، رقم 924.

استيقظت أيّ ساعة من ساعات الليل، كانت قبل زواله أو بعده، صلّيت اثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من خفاف المفصّل من بعد يس إلى الجحد...(1).

السادس في نافلة يوم المبعث و النصف من رجب:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... الريّان بن الصلت، قال:... و أمرنا [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]: أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة: يقرأ في كلّ ركعة بالحمد و سورة...(2).

السابع في نوافل شهر رمضان:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام يسأله عن صلاة نوافل شهر رمضان، و عن الزيادة فيها؟

فكتب عليه السّلام إليه كتابا قرأته بخطّه: صلّ في أوّل شهر رمضان في عشرين ليلة، عشرين ركعة: صلّ منها ما بين المغرب و العتمة ثماني ركعات، و بعد العشاء اثنتي عشرة ركعة.

و في العشر الأواخر ثماني ركعات بين المغرب و العتمة؛ و اثنتين و عشرين ركعة بعد العتمة، إلاّ في ليلة، إحدى و عشرين، و ثلاث و عشرين، فإنّ المائة

ص: 50


1- إقبال الاعمال: ص 177، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في ليلة السابع و العشرين من رجب)، رقم 768.
2- إقبال الأعمال: ص 183، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في يوم النصف و السابع و العشرين من رجب)، رقم 767.

تجزيك إن شاء اللّه، و ذلك سوى الخمسين. و أكثر من قراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» (1).

الثامن في نافلة أوّل يوم من كلّ شهر:

1 - السيد بن طاوس رحمه اللّه:... عن الوشّاء - يعني الحسن بن علي بن إلياس الخزّاز - قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام إذا دخل شهر جديد يصلّي أوّل يوم منه ركعتين، يقرأ في أوّل ركعة «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» ثلاثين مرّة بعدد أيّام الشهر، و في الركعة الثانية «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» مثل ذلك...(2).

التاسع الصلاة في مسجد الكوفة و مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

1 - الراوندي رحمه اللّه: علي بن خالد قال:... رجل له فهم و عقل، فقلت له:

ما قصّتك؟ قال: إنّي رجل كنت بالشام....

فقال [أبو جعفر عليه السّلام] لي: قم! فقمت معه فمشى بي قليلا، فإذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي: أ تعرف هذا المسجد؟

قلت: نعم! هذا مسجد الكوفة، و صلّى و صلّيت معه، ثمّ انصرف و انصرفت معه فمشى بي قليلا، و إذا نحن بمسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فسلّم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و سلّمت، و صلّى و صلّيت معه...(3).

ص: 51


1- الاستبصار: ج 1، ص 464، ح 1800. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 995.
2- الدروع الواقية: ص 43، س 5. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (صلاته عليه السّلام عند كلّ شهر جديد)، رقم 511.
3- الخرائج: ج 1، ص 380، ح 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض مع رجل شامي و نجاته عن الحبس)، رقم 381.

(648) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن أسباط(1)، قال: و حدّثني غيره: إنّه كان ينزل في كلّ ليلة ستّون ألف ملك، يصلّون عند السابعة ثمّ لا يعود منهم ملك إلى يوم القيامة(2).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عبد اللّه بن رزين قال: كنت مجاورا بالمدينة - مدينة الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - و كان أبو جعفر عليه السّلام يجيء في كلّ يوم مع الزوال إلي المسجد، فينزل في الصحن و يصير إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يسلّم عليه، و يرجع إلى بيت فاطمة عليها السّلام فيخلع نعليه، و يقوم فيصلّي...(3).

العاشر في الصلاة عند الشدائد و النوائب:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السّلام قالت:... قال [أبو جعفر عليه السّلام]: يا ياسر! احمل هذا إلى أمير المؤمنين - مأمون - و قل له: حتّى يصاغ له قصبة من فضّة منقوش عليها ما أذكره بعده، فإذا أراد شدّه على عضده، فليشدّه على عضده الأيمن و ليتوضّأ وضوء حسنا سابغا.

و ليصلّ أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب» مرّة، و سبع مرّات «آية الكرسي»، و سبع مرّات «شهد اللّه»، و سبع مرّات، «وَ اَلشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا» ، و سبع مرّات «وَ اَللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ» ، و سبع مرّات «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» .

ص: 52


1- تأتي ترجمته في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الإخلاص)، رقم 778.
2- الكافي: ج 3، ص 493، ح 5. عنه وسائل الشيعة: ج 5، ص 263، ح 6499، و البحار: ج 97، ص 401، ح 55.
3- الكافي: ج 1، ص 493، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (علمه عليه السّلام بما في الضمير)، رقم 406.

فإذا فرغ منها فليشدّه على عضده الأيمن عند الشدائد و النوائب...(1).

الحادي عشر في صلاة الاستخارة:

1 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه:... و من كتاب [الجواد عليه السّلام] إلى علي بن أسباط:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، و فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتيك... فاستخر اللّه مائة مرّة خيرة في عافية... و لتكن الاستخارة بعد صلاتك ركعتين...(2).

الثاني عشر في صلاة الجواد عليه السّلام:

1 - الراوندي رحمه اللّه: صلاة التقي عليه السّلام: أربع ركعات، في كلّ ركعة «الحمد» مرّة، و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» أربع مرّات... و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة، ثمّ يسأل اللّه حاجته(3).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: قال: صلاة الجواد عليه السّلام: ركعتان(4)، كلّ ركعة «بالفاتحة» مرّة، و «الإخلاص» سبعين [مرّة](5).

ص: 53


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون، المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- البحار: ج 88، ص 264، ضمن ح 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن أسباط)، رقم 920.
3- الدعوات: ص 89، ضمن ح 224. تقدّم الحديث أيضا في ف 3، ب 1، (صلاته المخصوصة)، رقم 507.
4- في المصدر: ركعتين، و هو غير صحيح.
5- جمال الأسبوع: ص 179، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في كلّ زمان و مكان)، ج 2، ص 291، ح 1.

3 - الكفعمي رحمه اللّه:... و صلاة الجواد عليه السّلام ركعتان بالحمد، و التوحيد أربعين مرّة. و يسلّم و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة(1).

الثالث في كيفيّة الاستخارة:

1 - البرقي رحمه اللّه:... علي بن أسباط قال: حدّثني من قال له أبو جعفر عليه السّلام:

إنّي إذا أردت الاستخارة في الأمر العظيم، استخرت اللّه في مقعد مائة مرّة.

و إن كان شراء رأس أو شبهه استخرته ثلاث مرّات في مقعد. أقول:

«اللهمّ إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب و الشهادة، إن كنت تعلم أنّ كذا و كذا خير لي فخره لي و يسّره، و إن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني و دنياي و آخرتي فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي، و رضّني في ذلك بقضائك، فإنّك تعلم و لا أعلم، و تقدر و لا أقدر، و تقضي و لا أقضي، إنّك علاّم الغيوب»(2).

2 - العيّاشي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام:...

«و شاورهم في الأمر».

قال: يعني الاستخارة(3).

3 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه:... كتب أبو جعفر الثاني عليه السّلام إلى إبراهيم بن شيبة:

فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتك التي تعرّض لك السلطان فيها، فاستخر اللّه مائة مرّة خيرة في عافية.

ص: 54


1- البلد الأمين: ص 163، س 23. تقدّم الحديث أيضا في ف 3، ب 1، (صلاته المخصوصة)، رقم 508.
2- المحاسن: ج 2، ص 600، ح 12. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (استخارته عليه السّلام)، رقم 519.
3- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 204، ح 147. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 935.

فإن احلولى بقلبك بعد الاستخارة بيعها، فبعها، و استبدل غيرها إن شاء اللّه تعالى. و لا تتكلّم بين أضعاف الاستخارة، حتّى تتمّ المائة، إن شاء اللّه(1).

4 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه:... و من كتاب [الجواد عليه السّلام] إلى علي بن أسباط:

و فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتيك اللتين تعرّض لك السلطان فيهما، فاستخر اللّه مائة مرّة، خيرة في عافية، فإن احلولى في قلبك بعد الاستخارة فبعهما، و استبدل غيرهما إن شاء اللّه. و لتكن الاستخارة بعد صلاتك ركعتين.

و لا تكلّم أحدا بين أضعاف الاستخارة حتّى تتمّ مائة مرّة(2).

ص: 55


1- البحار: ج 88، ص 264، ضمن ح 17. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن شيبة)، رقم 877.
2- البحار: ج 88، ص 264، ضمن ح 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن أسباط)، رقم 920.

ص: 56

الباب الرابع في الصوم

اشارة

و هو يشتمل على خمسة عناوين:

أ - الإمساك عن الأكل و الشرب و وقتها

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب أبو الحسن بن الحصين إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام معي....

فكتب عليه السّلام بخطّه و قرأته: الفجر - يرحمك اللّه - هو الخيط الأبيض...

فالخيط الأبيض هو المعترض الذي يحرم به الأكل و الشرب في الصوم،...(1).

ب - من يصحّ عنه الصوم و من لا يصحّ
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في حكم صوم الحائض و المستحاضة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روى عن الحسين بن مسلم عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام... قال:... إنّ المرأة تطمث في شهر رمضان فتقضي الصيام،...(2).

ص: 57


1- الكافي: ج 3، ص 282، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي الحسن بن الحصين)، رقم 882.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 225، ح 1060. يأتي الحديث بتمامه في ب 7، (تظليل الرجل المحرم في المحمل)، رقم 666.

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إليه عليه السّلام:

امرأة طهرت من حيضها، أو دم نفاسها... ثمّ استحاضت فصلّت و صامت شهر رمضان كلّه من غير أن تعمل ما تعمل المستحاضة من الغسل.....

فكتب عليه السّلام: تقضي صومها...(1).

الثاني في صوم النذر:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن القاسم بن أبي القاسم الصيقل، قال: كتب إليه: يا سيّدي، رجل نذر أن يصوم كلّ جمعة دائما ما بقي، فوافق ذلك اليوم يوم عيد فطر....

فكتب [عليه السّلام] إليه: قد وضع اللّه عنك الصيام في هذه الأيّام كلّها، و تصوم يوما بدل يوم إن شاء اللّه(2).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب بندار مولى إدريس: يا سيّدي! نذرت أن أصوم كلّ يوم سبت، فإن أنا لم أصمه ما يلزمني من الكفّارة؟

فكتب عليه السّلام و قرأته: لا تتركه إلاّ من علّة، و ليس عليك صومه في سفر و لا مرض إلاّ أن تكون نويت ذلك، فإن كنت أفطرت منه في غير علّة فتصدّق بقدر كلّ يوم على سبعة مساكين...(3).

ص: 58


1- الكافي: ج 4، ص 136، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 928.
2- التهذيب: ج 4 ص 234 ح 686. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى قاسم بن أبي القاسم الصيقل)، رقم 955.
3- التهذيب: ج 4، ص 235، ح 689. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بندار مولى إدريس)، رقم 899.

3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل، أنّه كتب إليه: يا سيّدي! رجل نذر أن يصوم يوما للّه، فوقع في ذلك اليوم على أهله، ما عليه من الكفّارة؟

فأجابه عليه السّلام: يصوم يوما بدل يوم، و تحرير رقبة مؤمنة(1).

الثالث في صوم الباغي و السارق في السفر:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فما معنى قوله عزّ و جلّ: «فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ» (2)؟

قال عليه السّلام: العادي السارق، و الباغي الذي يبغي الصيد بطرا و لهوا لا ليعود به على عياله،... و ليس لهما أن يقصّرا في صوم و لا صلاة في سفر...(3).

الرابع في حكم الصوم بدل الهدي:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن أبي نصر(4): في المقيم إذا صام الثلاثة الأيّام، ثمّ يجاور ينظر مقدم أهل بلده.

ص: 59


1- الاستبصار: ج 2، ص 125، ح 406. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى القاسم الصيقل)، رقم 953.
2- البقرة: 173/2.
3- التهذيب: ج 9، ص 83، ح 354. يأتي الحديث بتمامه في ب 19، (ما يحلّ و يحرم من الذبائح)، رقم 730.
4- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إليه).

فإذا ظنّ أنّهم قد دخلوا، فليصم السبعة الأيّام(1).

ج - أحكام شهر رمضان
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في حكم صوم يوم الشكّ:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... كتب إليه أبو عمرو: أخبرني يا مولاي! إنّه ربّما أشكل علينا هلال شهر رمضان، فلا نراه، و نرى السماء ليست فيها علّة....

فوقّع عليه السّلام: لا تصومنّ الشكّ، أفطر للرؤية، و صم للرؤية(2).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن عيسى، قال:... ربّما غمّ علينا الهلال في شهر رمضان، فنرى من الغد الهلال قبل الزوال، و ربّما رأيناه بعد الزوال.

فترى أن نفطر قبل الزوال؟....

فكتب عليه السّلام: تتمّ إلى الليل، فإنّه إن كان تامّا رؤي قبل الزوال(3).

الثاني في نيّة الصوم و الدعاء بعد رؤية هلال شهر رمضان:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني رحمه اللّه بالري، قال: صلّى أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام صلاة المغرب في ليلة رأى فيها

ص: 60


1- التهذيب: ج 5، ص 41، ح 121. يأتي الحديث بتمامه في ب 7 (صوم سبعة الايّام بدل الهدي لمن يجاور بمكّة)، رقم 677.
2- التهذيب: ج 4، ص 159، ح 446. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي عمرو الحذّاء)، رقم 885.
3- التهذيب: ج 4 ص 177 ح 490. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن عيسى)، رقم 966.

هلال شهر رمضان. فلمّا فرغ من الصلاة و نوى الصيام، رفع يديه، فقال:

«اللهمّ يا من يملك التدبير و هو على كلّ شيء قدير، يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفى الصدور،...»(1).

الثالث في حكم مفطرات الصوم و كفّارته:

(649) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، قال: حدّثني سليمان بن حفص المروزي(2)، قال: سمعته يقول: إذا تمضمض الصائم في شهر رمضان، أو استنشق متعمّدا، أو شمّ رائحة غليظة، أو كنس بيتا فدخل في أنفه أو حلقه، غبار.

فعليه صوم شهرين متتابعين، فإنّ ذلك له فطر مثل الأكل و الشرب و النكاح(3).

ص: 61


1- إقبال الأعمال: ص 279، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان)، رقم 769.
2- قال الوحيد قدّس سرّه: و كان له مكاتبات إلى الجواد و الهادي و العسكري عليهم السّلام، تعليقة الوحيد: ص 172. و قال المحقّق التستري قدّس سرّه: فالمستفاد من الأخبار: روايته عن الكاظم و الرضا و الهادي عليهم السّلام، و أمّا عن الجواد و العسكري عليهما السّلام كما قال الوحيد فلا: قاموس الرجال: ج 5، ص 252، رقم 3371.
3- التهذيب: ج 4، ص 214، ح 621. الاستبصار: ج 2، ص 94، ح 305، بتفاوت. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 10، ص 69، ح 12850.
الرابع في أنّ ليلة ثلاث و عشرين، ليلة القدر:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام... ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان، و هي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر، و «فيها يفرق كلّ أمر حكيم»...(1).

الخامس في أنّ قاتلي عترة النبيّ عليهم السّلام لا يوفّقون لصوم شهر رمضان:

(650) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسن، قال: حدّثنا محمد ابن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السيّاري، عن محمد بن إسماعيل الرازي، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قلت: جعلت فداك! ما تقول في العامّة، فإنّه قد روي أنّهم لا يوفّقون لصوم؟

فقال لي: أما أنّه قد أجيبت دعوة الملك فيهم.

قال: قلت: و كيف ذلك؟ جعلت فداك!

قال: إنّ الناس لمّا قتلوا الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما أمر اللّه عزّ و جلّ ملكا ينادي: «أيّتها الأمّة الظالمة القاتلة عترة نبيّها، لا وفّقكم اللّه لصوم، و لا فطر».

و في حديث آخر: لفطر و لا أضحى(2).

ص: 62


1- إقبال الأعمال: ص 504، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ب 7، (زيارة الإمام الحسين عليه السّلام)، رقم 686.
2- علل الشرائع: ب 125، ص 389، ح 1. عنه البحار: ج 45، ص 218، ح 43، و ج 88، ص 135، ح 4، و مستدرك الوسائل: ج 6، ص 152، ح 6674. الكافي: ج 4، ص 169، ح 1، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ج 10، ص 295، ح 13454، و الوافي: ج 9، ص 1340، ح 8343. قطعة منه في ب 3، (عدم توفيق العامّة لصلاة العيدين)، و ف 4، ب 3، (عدم توفيق قاتلي الحسين عليه السّلام لصوم و لا فطر)، و ف 9، ب 1، (ما رواه عليه السّلام من الأحاديث القدسيّة).
د - الصوم المندوب
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في صوم يوم المبعث و النصف من رجب:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... الريّان بن الصلت قال: صام أبو جعفر الثاني عليه السّلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب، و يوم سبع و عشرين منه، و صام جميع حشمه:...(1).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثنا محمد بن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قال: قال: إنّ في رجب ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، و هي ليلة سبع و عشرين منه... و تصبح صائما، و أنّه يستحبّ لك صومه، فإنّه يعادل صوم سنة(2).

الثاني في الصوم عند الزلازل:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى

ص: 63


1- إقبال الأعمال: ص 183، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في يوم النصف و السابع و العشرين من رجب)، رقم 767.
2- إقبال الأعمال: ص 177، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (الدعاء في ليلة السابع و العشرين من رجب)، رقم 768.

أبي جعفر عليه السّلام و شكوت إليه كثرة الزلازل....

فكتب عليه السّلام: لا تتحوّلوا عنها، و صوموا الأربعاء و الخميس و الجمعة، و اغتسلوا و طهّروا ثيابكم، و ابرزوا يوم الجمعة، و ادعوا اللّه، فإنّه يرفع عنكم.

قال: ففعلنا فسكنت الزلازل...(1).

ه - قضاء الصوم
حكم صوم الميّت:

(651) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و روي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قال: قلت له: رجل مات و عليه صوم، يصام عنه أو يتصدّق؟

قال عليه السّلام: يتصدّق عنه فإنّه أفضل(2).

ص: 64


1- علل الشرائع: ب 343، ص 555، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 933.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 236، ح 1119. استشكل السيّد الخوئي على الرواية سندا... و دلالة بقوله: و أمّا الدلالة، فلأنّه لم يفرض في الرواية أنّ القاضي عن الميّت وليّه أو ولده كي يكون السؤال عمّا يجب عليه، بل ظاهره أنّ الميّت رجل أجنبي. فالسؤال عن أمر استحبابي و هو التبرّع عنه و أنّ أيّا من التبرّعين و العبادتين المستحبّين أفضل، هل الصيام عنه أو الصدقة؟ و لا شكّ أنّ الثاني أفضل كما نطقت به جملة من النصوص، فإنّ التصدّق عن الميّت أفضل الخيرات و أحسن المبرّات. مستند عروة الوثقى، كتاب الصوم: ج 2، ص 203.

الباب الخامس في الزكاة

اشارة

و هو يشتمل على أربعة عناوين:

أ - وجوب الزكاة

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام:

... قال اللّه تعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهٰا وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاٰتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَ اَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَأْخُذُ اَلصَّدَقٰاتِ وَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلتَّوّٰابُ اَلرَّحِيمُ * وَ قُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اَللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلىٰ عٰالِمِ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» (1)....

و لا أوجب عليهم إلاّ الزكاة التي فرضها اللّه عليهم...(2).

ب - باب ما تجب فيه الزكاة، و ما لا تجب
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حكم إخراج القيمة عمّا تجب فيه الزكاة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن خالد البرقي، قال: كتبت إلى

ص: 65


1- التوبة: 103/9-105.
2- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 936.

أبي جعفر الثاني عليه السّلام: هل يجوز أن يخرج عمّا يجب في الحرث من الحنطة و الشعير، و ما يجب على الذهب، دراهم بقيمة ما يسوي؟....

فأجاب عليه السّلام: أيّما تيسّر يخرج(1).

الثاني في حكم زكاة المهر:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار(2)، قال: كتبت إليه، أسأله عن رجل عليه مهر امرأته لا تطلبه منه، إمّا لرفق بزوجها، و إمّا حياء، فمكث بذلك على الرجل عمره و عمرها، يجب عليه زكاة ذلك المهر أم لا؟

فكتب عليه السّلام: لا يجب عليه الزكاة إلاّ في ماله(3).

ج - باب المستحقّين للزكاة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حكم دفع الزكاة إلى من يقول بالجسم:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار قال: كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام: جعلت فداك! أصلّي خلف من يقول بالجسم؟....

ص: 66


1- الكافي: ج 3، ص 559، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن خالد البرقي)، رقم 961.
2- تأتي ترجمته في الحديث الأوّل من باب كتبه عليه السّلام إليه.
3- الكافي: ج 3، ص 521، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 944.

فكتب عليه السّلام:... و لا تعطوهم من الزكاة...(1).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن الحسن بن العبّاس بن حريش الرازي...

عن أبي جعفر الجواد عليه السّلام [قال]: من قال بالجسم، فلا تعطوه من الزكاة...(2).

الثاني في حكم دفع الزكاة إلى المخالف:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن بلال(3)، قال: كتبت إليه أسأله هل يجوز أن أدفع زكاة المال و الصدقة إلى محتاج غير أصحابي؟

فكتب عليه السّلام: لا تعط الصدقة و الزكاة إلاّ لأصحابك(4).

الثالث في حكم دفع الزكاة إلى من يشرب الخمر:

(652) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي(5)، قال: سألته عن شارب الخمر يعطى من الزكاة

ص: 67


1- الأمالي: ص 229، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 934.
2- التوحيد: ص 101، ح 11. تقدّم الحديث بتمامه في ب 3، (شرائط إمام الجماعة)، رقم 637.
3- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إليه).
4- التهذيب: ج 4، ص 54، ح 140. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن بلال)، رقم 923.
5- و هو داود بن مافنة الصرمي، صرّح به السيّد الخوئي في المعجم: ج 7، ص 129، رقم 4422، و الأردبيلي، جامع الرواة: ج 1، ص 305 و 309. قال النجاشي في ترجمته: روى عن الرضا عليه السّلام و بقي إلى أيّام أبي الحسن صاحب العسكر عليه السّلام، و له إليه مسائل، راجع رجال النجاشي: ص 161 رقم 425. و روى عن أبي جعفر محمد بن علي و أبي الحسن و أبي الحسن محمد بن علي، و أبي الحسن الثالث، و أبي الحسن العسكري، و الطيب عليهم السّلام، فراجع معجم رجال الحديث: ج 7، ص 137 رقم 4445. فعلى هذا يحتمل رجوع الضمير إلى أحدهم عليهم السّلام.

شيئا؟

قال عليه السّلام: لا(1)!

الرابع في حكم الزكاة إذا لم يوجد من يستحقّها:

1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن أبي الصلت الهروي، قال: حضرت مجلس الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام....

قال عليه السّلام:... يسألني عن الزكاة إن لم يصب أحدا من شيعتنا فإلى من يدفعه؟

فقلت له: إن لم تصب لها أحدا فارم بها في الماء، فإنّها تصل إلى أهلها(2).

د - زكاة الفطرة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في المستحقّين لزكاة الفطرة:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن عيسى، قال: كتب إليه إبراهيم بن عقبة، يسأله عن الفطرة:... هل يجوز إعطاؤها غير مؤمن؟

ص: 68


1- الكافي: ج 3، ص 563، ح 15. التهذيب: ج 4، ص 52، ح 138، بتفاوت. عنه الوافي: ج 10، ص 189، ح 9408، و وسائل الشيعة: ج 9، ص 222، ح 11883.
2- الثاقب في المناقب: ص 523، ح 458. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 413.

فكتب عليه السّلام إليه:... لا ينبغي لك أن تعطي زكاتك إلاّ مؤمنا(1).

الثاني في حكم إيصال زكاة الفطرة إلى الإمام عليه السّلام:

(653) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن يعقوب، عن أبي العبّاس الكوفي، عن محمد بن عيسى، عن أبي علي بن راشد(2)، قال: سألته عن الفطرة لمن هي؟

قال عليه السّلام: للإمام.

قال: فقلت له: أ فأخبر أصحابي؟

قال عليه السّلام: نعم! من أردت أن تطهّره منهم.

و قال: لا بأس بأن يعطى و يحمل ثمن ذلك ورقا(3).

الثالث في زكاة الفطرة و مقدارها:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن عيسى، قال: كتب إليه إبراهيم بن عقبة يسأله عن الفطرة: كم هي برطل بغداد عن كلّ رأس؟....

فكتب عليه السّلام إليه: عليك أن تخرج عن نفسك صاعا بصاع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و عن عيالك أيضا...(4).

ص: 69


1- التهذيب: ج 4، ص 87، ح 257. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن عقبة)، رقم 879.
2- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إليه).
3- التهذيب: ج 4، ص 91، ح 264. الكافي: ج 4، ص 174، ح 23.
4- التهذيب: ج 4، ص 87، ح 257. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن عقبة)، رقم 879.
الرابع في حكم عزل زكاة الفطرة و مقدارها:

(654) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن مسلم، عن سليمان بن حفص المروزي(1)، قال: سمعته يقول: إن لم تجد من تضع الفطرة فيه، فأعز لها تلك الساعة قبل الصلاة.

و الصدقة بصاع من تمر، أو قيمته في تلك البلاد دراهم(2).

الخامس في حكم نقل زكاة الفطرة من بلد إلى بلد آخر:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن بلال(3)، قال: كتبت إليه: هل يجوز أن يكون الرجل في بلدة و رجل من إخوانه في بلدة أخرى، يحتاج، أن يوجّه له فطرة أم لا؟

فكتب عليه السّلام: تقسم الفطرة على من حضرها، و لا توجّه ذلك، إلى بلدة اخرى و إن لم تجد موافقا(4).

ص: 70


1- تقدّمت ترجمته في ب 4 (حكم مفطرات الصوم و كفّارته).
2- التهذيب: ج 4، ص 87، ح 256. عنه الوافي: ج 10، ص 245، ح 9520. الاستبصار: ج 2، ص 50، ح 169. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 9، ص 347، ح 12196، و ص 356، ح 12224، قطعة منه.
3- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2، كتابه عليه السّلام إليه).
4- التهذيب: ج 4، ص 88، ح 258. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن بلال)، رقم 922.

الباب السادس في الخمس و هو يشتمل على ستّة عناوين:

أ - ما يجب فيه الخمس و ما لا يجب

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن أحمد بن محمد؛ و عبد اللّه بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام، و قرأت أنا كتابه إليه في طريق مكّة، قال: إنّ الذي أوجبت في سنتي هذه، و هذه سنة عشرين و مائتين فقط لمعنى من المعاني أكره تفسير المعنى كلّه خوفا من الانتشار و سأفسّر لك بقيّته إن شاء اللّه:

إنّ مواليّ أسأل اللّه صلاحهم أو بعضهم قصّروا فيما يجب عليهم، فعلمت ذلك، فأحببت أن أطهّرهم و أزكّيهم بما فعلت في عامي هذا من الخمس.

قال اللّه تعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهٰا وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاٰتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَ اَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَأْخُذُ اَلصَّدَقٰاتِ وَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلتَّوّٰابُ اَلرَّحِيمُ * وَ قُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اَللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلىٰ عٰالِمِ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» (1).

و لم أوجب ذلك عليهم في كلّ عام. و لا أوجب عليهم إلاّ الزكاة التي

ص: 71


1- التوبة: 103/9-105.

فرضها اللّه عليهم.

و إنّما أوجب عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب و الفضّة التي قد حال عليها الحول، و لم أوجب عليهم ذلك في متاع، و لا آنية، و لا دوابّ، و لا خدم، و لا ربح ربحه في تجارة، و لا ضيعة إلاّ ضيعة سأفسّر لك أمرها تخفيفا منّي عن مواليّ، و منّا منّي عليهم لما يغتال السلطان من أموالهم لما ينوبهم في ذاتهم.

فأمّا الغنائم و الفوائد: فهي واجبة عليهم في كلّ عام، قال اللّه تعالى:

«وَ اِعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىٰ وَ اَلْيَتٰامىٰ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ اِبْنِ اَلسَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللّٰهِ وَ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا يَوْمَ اَلْفُرْقٰانِ يَوْمَ اِلْتَقَى اَلْجَمْعٰانِ وَ اَللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» (1) .

و الغنائم و الفوائد، يرحمك اللّه، فهي الغنيمة يغنمها المرء، و الفائدة يفيدها، و الجائزة من الإنسان التي لها خطر، و الميراث الذي لا يحتسب من غير أب، و لا ابن، و مثل عدوّ يصطلم فيؤخذ ماله، و مثل المال يؤخذ و لا يعرف له صاحب، و ما صار إلى موالييّ من أموال الخرّمية الفسقة، فقد علمت أنّ أموالا عظاما صارت إلى قوم من مواليّ.

فمن كان عنده شيء من ذلك فليوصل إلى وكيلي. و من كان نائيا بعيد الشقّة، فليتعمّد لإيصاله و لو بعد حين، فإنّ: نيّة المؤمن خير من عمله، فأمّا الذي أوجب من الضياع و الغلاّت في كلّ عام فهو نصف السدس ممّن كانت ضيعته تقوم بمؤونته.

و من كانت ضيعته لا تقوم بمؤونته، فليس عليه نصف سدس و لا غير ذلك(2).

ص: 72


1- الانفال: 41/8.
2- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 936.

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: [بإسناده عن] علي بن مهزيار قال: قال لي أبو علي ابن راشد(1)، قلت له: أمرتني بالقيام بأمرك و أخذ حقّك، فأعلمت مواليك ذلك، فقال لي بعضهم: و أيّ شيء حقّه؟! فلم أدر ما أجيبه به؟

فقال عليه السّلام: يجب عليهم الخمس.

فقلت: في أيّ شيء؟

فقال: في أمتعتهم، و ضياعهم، و التاجر عليه، و الصانع بيده و ذلك إذا أمكنهم بعد مئونتهم(2).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد(3)، قال: كتبت: جعلت لك الفداء! تعلّمني ما الفائدة و ما حدّها؟

رأيك - أبقاك اللّه تعالى - أن تمنّ ببيان ذلك، لكيلا أكون مقيما على حرام لا صلاة لي و لا صوم.

فكتب عليه السّلام: الفائدة ممّا يفيد إليك في تجارة من ربحها، و حرث بعد الغرام أو جائزة(4).

ص: 73


1- تأتي ترجمته في ب 7، (كفّارة الضلال).
2- الاستبصار: ج 2، ص 55، ح 182. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 9، ص 500، ح 12581. التهذيب: ج 4، ص 123، ح 353. عنه الوافي: ج 10، ص 322، ح 9640. قطعة منه في (إخراج الخمس بعد المؤنة).
3- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إليه).
4- الكافي: ج 1، ص 545، ح 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد)، رقم 891.
ب - حكم الخمس فيما بذل للحجّ:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار قال: كتبت إليه:

يا سيّدي! رجل دفع إليه مال، يحجّ به؟....

فكتب عليه السّلام: ليس عليه الخمس(1).

ج - إخراج الخمس بعد المئونة

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: سهل، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام:

أقرأني علي بن مهزيار كتاب أبيك عليه السّلام فيما أوجبه على أصحاب الضياع نصف السدس بعد المئونة، و أنّه ليس على من لم تقم ضيعته بمؤونته نصف السدس، و لا غير ذلك.

فاختلف من قبلنا في ذلك، فقالوا: يجب على الضياع الخمس بعد المئونة، مؤونة الضيعة و خراجها، لا مؤونة الرجل و عياله.

فكتب عليه السّلام: بعد مؤونته و مؤونة عياله، و [بعد] خراج السلطان(2).

ص: 74


1- الكافي: ج 1، ص 547، ح 22. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 946.
2- الكافي: ج 1، ص 547، ح 24. عنه الوافي: ج 10، ص 320، ح 9636. الاستبصار: ج 2، ص 55، ح 183، بتفاوت. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 9، ص 500، ح 12582. التهذيب: ج 4، ص 123، ح 354، بتفاوت. عنه الوافي: ج 10، ص 321، ح 9637، و البرهان: ج 2، ص 85، ح 24. قطعة منه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن ابن أبي نصر قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: الخمس، أخرجه قبل المئونة، أو بعد المئونة؟

فكتب عليه السّلام: بعد المئونة(1).

3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: أخبرني عن الخمس...؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: الخمس بعد المئونة(2).

4 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: قال لي أبو علي بن راشد:

قلت له: أمرتني بالقيام بأمرك، و أخذ حقّك، فأعلمت مواليك ذلك، فقال لي بعضهم: و أيّ شيء حقّه؟! فلم أدر ما أجيبه به؟

فقال: يجب عليهم الخمس،... و ذلك إذا أمكنهم بعد مئونتهم(3).

د - حكم إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام

(655) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال:

كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السّلام، إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل(4) و كان يتولّى له الوقف بقمّ، فقال: يا سيّدي! اجعلني من عشرة آلاف في حلّ،

ص: 75


1- الكافي: ج 1، ص 545، ح 13. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر)، رقم 892.
2- الاستبصار: ج 2، ص 55، ح 181. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أصحابه)، رقم 984.
3- الاستبصار: ج 2، ص 55، ح 182. تقدّم الحديث بتمامه في (ما يجب فيه الخمس و ما لا يجب) ج 2، ص 73، ح 2.
4- في الغيبة: سهل الهمداني.

فإنّي أنفقتها.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: أنت في حلّ.

فلمّا خرج صالح، قال أبو جعفر عليه السّلام: أحدهم يثب(1) على أموال حقّ آل محمد صلوات اللّه عليهم، و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم و أبناء سبيلهم، فيأخذه، ثمّ يجيء، فيقول: اجعلني في حلّ!

أ تراه ظنّ أنّي أقول لا أفعل؟! و اللّه! ليسألنّهم اللّه يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا(2).(3).

2 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه:... قال محمد بن الفرج: كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام:

احملوا إليّ الخمس،...(4).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد العزيز، أو من رواه عنه، عن

ص: 76


1- يثب: وثب إلى الشرف وثبة، أي وصل إليه دفعة واحدة، أقرب الموارد: ج 2، ص 1424 (وثب).
2- حثيثا: أي سريعا، و في القرآن: «يُغْشِي اَللَّيْلَ اَلنَّهٰارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً» أي سريعا، أقرب الموارد ج 1، ص 162 (حثّ).
3- الكافي: ج 1، ص 548، ح 27. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 561، ح 1، و وسائل الشيعة: ج 9، ص 537، ح 12664. غيبة الطوسي: ص 213، س 4، بتفاوت. عنه البحار: ج 93، ص 187، ح 13، و مستدرك الوسائل: ج 7، ص 301، ح 8268. عنه و عن الكافي: البحار: ج 50، ص 105، ح 23، بتفاوت. الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 197 مرسلا، و بتفاوت. التهذيب: ج 4، ص 140، ح 397 مرسلا، و بتفاوت. عنه و عن الكافي، الوافي: ج 10، ص 336، ح 9658. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح عبد العزيز بن المهتدي القميّ)، و ب 4، (وكلاؤه عليه السّلام)، و ف 4، ب 4، (سؤال يوم القيامة).
4- إعلام الورى: ج 2، ص 100، س 12. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 967.

أبي جعفر عليه السّلام قال: كتبت إليه: إنّ لك معي شيئا فمرني بأمرك فيه إلى من أدفعه؟

فكتب عليه السّلام: إنّي قبضت ما في هذه الرقعة، و الحمد للّه، و غفر اللّه ذنبك، و رحمنا و إيّاك، و رضي اللّه عنك برضاي عنك(1).

4 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... أنّ رجلا خراسانيّا أتى أبا جعفر عليه السّلام بالمدينة، فسلّم عليه، و قال:... جعلت فداك! هذه كذا و كذا دينارا، فاقبضها.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلتها، فضمّها إليك...(2).(3).

5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن محمد الهمداني(4) قال:

و كتب عليه السّلام إليّ: قد وصل الحساب، تقبّل اللّه منك، و رضي عنهم...(5).

ه - تحليل الإمام عليه السّلام حصّته من الخمس

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: قرأت في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام....

ص: 77


1- رجال الكشّي: ص 506، ح 976. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري)، رقم 910.
2- يحتمل أن يكون المال الذي دفعه إليه من الخمس او الهدايا أو غير ذلك.
3- الثاقب في المناقب: ص 518، ح 449. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 433.
4- تقدّمت ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.
5- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.

فكتب عليه السّلام بخطّه: من أعوزه شيء من حقّي فهو في حلّ (1).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي.

قال:... انّي رويت عن آبائك عليهم السّلام: أنّ كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام.

فقال [أبو جعفر الجواد عليه السّلام]: نعم!

قلت: جعلت فداك! فإنّه أتوا بي من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال و قد تخلّصت من الذين ملّكوني بسبب من الأسباب، و قد أتيتك مسترّقا مستعبدا.

فقال عليه السّلام: قد قبلت.

قال: فلمّا حضر خروجي إلى مكّة، قلت له: جعلت فداك! إنّي قد حججت و تزوّجت و مكسبي ممّا يعطف عليّ إخواني، لا شيء لي غيره، فمرني بأمرك؟

فقال لي: انصرف إلى بلادك، و أنت من حجّك و تزويجك و كسبك في حلّ...(2).

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار: و كتبت إليه أسأله التوسّع عليّ و التحليل لما في يديّ؟

فكتب [أبو جعفر عليه السّلام]: وسّع اللّه عليك، و لمن سألت به التوسعة من أهلك، و لأهل بيتك، و لك يا علي عندي من أكثر التوسعة،...(3).

ص: 78


1- التهذيب: ج 4، ص 143، ح 400. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 996.
2- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 593.
3- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 938.
و - خمس الوقف

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: إنّ فلانا ابتاع ضيعة، فوقفها، و جعل لك في الوقف الخمس....

فكتب عليه السّلام إليّ: أعلم فلانا، أنّي آمره ببيع حقّي من الضيعة، و إيصال ثمن ذلك إليّ، و أنّ ذلك رأيي إن شاء اللّه،...(1).

ص: 79


1- الكافي: ج 7، ص 36، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 931.

ص: 80

الباب السابع في الحجّ و هو يشتمل على خمسة عشر عنوانا:

أ - وجوب الحجّ و شرائطه
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في حكم حجّ المخالف إذا استبصر:

(656) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن أبي عبد اللّه الخراساني، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قلت له: إنّي حججت و أنا مخالف، و حججت حجّتي هذه، و قد منّ اللّه عزّ و جلّ عليّ بمعرفتكم، و علمت أنّ الذي كنت فيه كان باطلا، فما ترى في حجّتي؟

قال: اجعل هذه حجّة الإسلام، و تلك نافلة(1).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... كتب إبراهيم بن محمد بن عمران الهمداني إلى أبي جعفر عليه السّلام: إنّي حججت و أنا مخالف، و كنت صرورة، فدخلت متمتّعا بالعمرة إلى الحجّ؟

فكتب عليه السّلام: أعد حجّك(2).

ص: 81


1- من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 263، ح 1282. عنه وسائل الشيعة: ج 11، ص 62، ح 14244، و الوافي: ج 12، ص 298، ح 11967.
2- الكافي: ج 4، ص 275، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 871.
الثاني في حكم حجّ السكران:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن أبي علي بن راشد، قال: كتبت إليه أسأله عن رجل محرم سكر، و شهد المناسك و هو سكران، أ يتمّ حجّه على سكره؟

فكتب عليه السّلام: لا يتمّ حجّه(1).

الثالث في حكم حجّ العبد:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيّدي، سنة سبع و مائتين، فقلت له:... جعلت فداك! فإنّه أتوا بي، من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، و قد تخلّصت من الذين ملكوني، بسبب من الأسباب، و قد أتيتك مسترقّا، مستعبدا.

فقال عليه السّلام: قد قبلت.

قال: فلمّا حضر خروجي إلى مكّة، قلت له: جعلت فداك! إنّي قد حججت...

فمرني بأمرك؟

فقال لي: انصرف إلى بلادك، و أنت من حجّك... في حلّ...(2).

ص: 82


1- التهذيب: ج 5، ص 296، ح 1002. يأتي الحديث بتمامه مع ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي علي بن راشد)، رقم 884.
2- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 593.
ب - النيابة في الحجّ
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في حكم استنابة الصرورة مع وجوب الحجّ عليه:

الأوّل في حكم استنابة الصرورة(1) مع وجوب الحجّ عليه:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... بكر بن صالح، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام:

إنّ ابني معي، و قد أمرته أن يحجّ عن أمّي، أ يجزي عنها حجّة الإسلام؟

فكتب عليه السّلام: لا!

و كان ابنه صرورة، و كانت أمّه صرورة(2).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إليه أسأله عن رجل حجّ عن صرورة لم يحجّ قطّ، أ يجزي كلّ واحد منهما تلك الحجّة عن حجّة الإسلام أم لا؟....

فكتب عليه السّلام: لا يجزي ذلك(3).

الثاني في حكم النيابة في الحجّ عن المخالف:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إليه:

الرجل يحجّ عن الناصب، هل عليه إثم إذا حجّ عن الناصب؟ و هل ينفع ذلك

ص: 83


1- الصرورة: الذي لم يحجّ، و هذه الكلمة من النوادر التي وصف بها المذكّر و المؤنّث. المصباح المنير: 338.
2- التهذيب: ج 5، ص 412، ح 1433. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بكر بن صالح)، رقم 897.
3- التهذيب: ج 5، ص 411، ح 1430. يأتي الحديث بتمامه مع ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن عقبة)، رقم 880.

الناصب أم لا؟

فكتب عليه السّلام: لا يحجّ عن الناصب و لا يحجّ به(1).

الثالث في حكم من أوصى أن يحجّ عنه:

(657) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن علي بن محبوب، عن العبّاس، عن محمد بن الحسين بن أبي خالد، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام: عن رجل أوصى أن يحجّ عنه مبهما؟

فقال عليه السّلام: يحجّ عنه ما بقي من ثلثه شيء(2).

(658) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: كتب عمرو بن سعيد الساباطي إلى أبي جعفر عليه السّلام يسأله عن رجل أوصى إليه رجل أن يحجّ عنه ثلاثة رجال، فيحلّ له أن يأخذ لنفسه حجّة منها؟

فوقّع عليه السّلام بخطّه و قرأته: حجّ عنه إن شاء اللّه...(3).

(659) 3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: موسى بن القاسم، عن عبد الرحمن بن

ص: 84


1- الكافي: ج 4، ص 309، ح 2. يأتي الحديث بتمامه مع ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 945.
2- التهذيب: ج 5، ص 408، ح 1420، و ج 9، ص 226، ح 889. عنه الوافي: ج 24، ص 127، ح 23777. الاستبصار: ج 2، ص 319، ح 1129، و ج 4، ص 137، ح 514. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 11، ص 171، ح 14550.
3- من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 271، ح 1323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عمرو بن سعيد الساباطي)، رقم 950.

أبي نجران، عن محمد بن الحسن(1) أنّه قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام:

جعلت فداك! قد اضطررت إلى مسألتك؟

فقال عليه السّلام: هات.

فقلت: سعد بن سعد، قد أوصى: حجّوا عنّي مبهما، و لم يسمّ شيئا، و لا ندري كيف ذلك؟

فقال عليه السّلام: يحجّ عنه ما دام له مال(2).

الرابع في حكم الطواف عن الأئمّة و النبيّ و فاطمة عليهم السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، عن موسى بن القاسم، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: قد أردت أن أطوف عنك و عن أبيك، فقيل لي: إنّ الأوصياء لا يطاف عنهم.

فقال لي: بل طف ما أمكنك، فإنّه جائز.

ثمّ قلت له بعد ذلك بثلاث سنين: إنّي كنت استأذنتك في الطواف عنك، و عن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء اللّه، ثمّ وقع في قلبي شيء فعملت به.

قال: و ما هو؟

قلت: طفت يوما عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

ص: 85


1- في الاستبصار: عن محمد بن الحسين.
2- التهذيب: ج 5، ص 408، ح 1419. عنه الوافي: ج 24، ص 127، ح 23776. الاستبصار: ج 2، ص 319، ح 1130. عنه و عن التهذيب؛ وسائل الشيعة: ج 11، ص 171، ح 14549.

فقال ثلاث مرّات: صلّى اللّه على رسول اللّه!

ثمّ اليوم الثاني عن أمير المؤمنين عليه السّلام، ثمّ طفت اليوم الثالث عن الحسن عليه السّلام، و الرابع عن الحسين عليه السّلام، و الخامس عن علي بن الحسين عليهما السّلام، و السادس عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام؛ و اليوم السابع عن جعفر بن محمد عليهما السّلام؛ و اليوم الثامن عن أبيك موسى عليه السّلام؛ و اليوم التاسع عن أبيك علي عليه السّلام؛ و اليوم العاشر عنك يا سيّدي، و هؤلاء الذين أدين اللّه بولايتهم.

فقال: إذن و اللّه! تدين اللّه بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره.

قلت: و ربما طفت عن أمّك فاطمة عليها السّلام، و ربما لم أطف.

فقال: استكثر من هذا، فإنّه أفضل ما أنت عامله إن شاء اللّه(1).

ج - أقسام الحجّ و أحكامه
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في اختيار حجّ التمتّع على القران و الإفراد:

(660) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم البجلي، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: يا سيّدي! إنّي أرجو أن أصوم في المدينة شهر رمضان.

فقال: تصوم بها إن شاء اللّه.

قلت: و أرجو أن يكون خروجنا في عشر من شوّال، و قد عوّد اللّه زيارة

ص: 86


1- الكافي: ج 4، ص 314، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (الطواف عن النبيّ و الأئمّة و فاطمة الزهراء عليهم السّلام)، رقم 595.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته و زيارتك، فربما حججت عن أبيك، و ربما حججت عن أبي، و ربما حججت عن الرجل من إخواني، و ربما حججت عن نفسي؛ فكيف أصنع؟

فقال: تمتّع.

فقلت: إنّي مقيم بمكّة منذ عشر سنين؟

فقال: تمتّع(1).

(661) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام في السنة التي حجّ فيها، و ذلك في سنة اثنتي عشرة و مائتين، فقلت: جعلت فداك! بأيّ شيء دخلت مكّة، مفردا، أو متمتّعا؟

فقال: متمتّعا.

فقلت له: أيّما أفضل: المتمتّع بالعمرة إلى الحجّ، أو من أفرد و ساق الهدي؟

فقال: كان أبو جعفر عليه السّلام يقول: المتمتّع(2) بالعمرة إلى الحجّ أفضل من المفرد السائق للهدي، و كان يقول: ليس يدخل الحاجّ بشيء أفضل من المتعة(3).

ص: 87


1- الكافي: ج 4، ص 314، ح 1. عنه وسائل الشيعة: ج 11، ص 196، ح 14609، و ص 247، ح 14703، قطعة منه، و الوافي: ج 12، ص 327، ح 12035.
2- في الاستبصار: التمتع، و هكذا في التهذيب.
3- الكافي: ج 4، ص 292، ح 11، و ص 291، ح 5، عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قطعة منه. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 192، ح 694، و الوافي: ج 12، ص 430، ح 12247، قطعة منه، و ص 433، ح 12258، أورده بتمامه. الاستبصار: ج 2، ص 155، ح 510. التهذيب: ج 5، ص 30، ح 92. عنه و عن الاستبصار و الكافي، وسائل الشيعة: ج 11، ص 246، ح 1470، و ص 247، ح 14705. قطعة منه في ف 3، ب 1، (حجّه عليه السّلام متمتّعا)، و ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام محمد الباقر عليهما السّلام).
الثاني في الإتيان بعمرة المفردة و حجّة في عام واحد:

(662) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: موسى بن القاسم، قال: أخبرني بعض أصحابنا أنّه سأل أبا جعفر عليه السّلام في عشر من شوّال، فقال: إنّي أريد أن أفرد عمرة هذا الشهر؟

فقال له: أنت مرتهن بالحجّ.

فقال له الرجل: إنّ المدينة منزلي، و مكّة منزلي، ولي بينهما أهل، و بينهما أموال.

فقال له: أنت مرتهن بالحجّ.

فقال له الرجل: فإنّ لي ضياعا حول مكّة، و أحتاج إلى الخروج إليها.

فقال: تخرج حلالا، و ترجع حلالا إلى الحجّ (1).

(663) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و كتب علي بن ميسّر إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام يسأله عن رجل اعتمر في شهر رمضان ثمّ حضر الموسم، أ يحجّ مفردا للحجّ، أو يتمتّع؟ أيّهما أفضل؟

ص: 88


1- الاستبصار: ج 2، ص 327، ح 1162. عنه وسائل الشيعة: ج 11، ص 301، ح 14863، و ج 14، ص 312، ح 19291، قطعة منه. التهذيب: ج 5، ص 436، ح 1518.

فكتب عليه السّلام إليه: يتمتّع(1).

د - الإحرام
حكم إحرام الصبيّ:

(664) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، و عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الفضيل، قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام عن الصبيّ متى يحرم به؟

قال عليه السّلام: إذا أثغر(2).(3).

ه - تروك الإحرام
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:

الأوّل في تظليل الرجل المحرم على نفسه:

(665) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن الريّان، عن القاسم الصيقل، قال: ما رأيت أحدا كان أشدّ

ص: 89


1- من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 204، ح 932. يأتي الحديث في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن ميسّر)، رقم 949.
2- أثغر الغلام: القى ثغره... أي سقطت أسنانه،... أقرب الموارد: ج 1، ص 89 (ثغر).
3- الكافي: ج 4، ص 276، ح 9. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 266، ح 1297. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 11، ص 55، ح 14225، و ص 289، ح 14824، و الوافي: ج 12، ص 286، ح 11939.

تشديدا في الظلّ من أبي جعفر عليه السّلام. كان يأمر بقلع القبّة و الحاجبين إذا أحرم(1).

الثاني في تظليل الرجل المحرم، في المحمل:

(666) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن الحسين بن مسلم، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام أنّه سئل ما فرق ما بين الفسطاط و بين ظلّ المحمل؟

قال عليه السّلام: لا ينبغي أن يستظلّ في المحمل، و الفرق بينهما أنّ المرأة تطمث في شهر رمضان، فتقضي الصيام، و لا تقضي الصلاة.

قال: صدقت جعلت فداك(2).

الثالث في المحرم إذا زامل امرأة جاز التظليل لها دونه:

(667) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا،... بكر بن صالح، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: أنّ عمّتي معي و هي زميلتي، و الحرّ تشتدّ عليها إذا أحرمت، فترى لي أن أظلّل عليّ و عليها؟

ص: 90


1- الكافي: ج 4، ص 350، ح 3. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 518، ح 16964، و الوافي: ج 12، ص 604، ح 12703، و حلية الأبرار: ج 4، ص 617، ح 1. قطعة منه في ف 3، ب 1، (عدم استظلاله عليه السّلام حين الإحرام).
2- من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 225، ح 1060. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 522، ح 16971، و الوافي: ج 12، ص 611، ح 12721. قطعة منه في ب 3، (عدم وجوب قضاء الصلاة للحائض)، و ب 4، (حكم صوم الحائض و المستحاضة).

فكتب عليه السّلام: ظلّل عليها وحدها(1).

الرابع في حكم شرب المحرم من قربة اتّخذت من جلود الصيد:

(668) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: سألت الرجل(2) عن المحرم يشرب الماء من قربة أو سقاء اتّخذ من جلود الصيد، هل يجوز ذلك أم لا؟

فقال عليه السّلام: يشرب من جلودها(3).

الخامس في حكم المحرم إذا كان معه لحم الصيد:

(669) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، قال: سألته عن المحرم معه لحم من لحوم الصيد في زاده، هل يجوز أن يكون معه، و لا يأكله، و يدخله مكّة و هو محرم، فإذا أحلّ أكله؟

فقال عليه السّلام: نعم! إذا لم يكن صاده(4).

ص: 91


1- الكافي: ج 4، ص 352، ح 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بكر بن صالح)، رقم 898.
2- قال العلاّمة المجلسي: و المراد بالرجل: الجواد أو الهادي عليهما السّلام، و احتمال الرضا عليه السّلام بعيد، و إن كان راويا له أيضا لبعد التعبير عنه عليه السّلام بهذا الوجه. مرآة العقول: ج 17، ص 396.
3- الكافي: ج 4، ص 397، ح 9.
4- التهذيب: ج 5، ص 385، ح 1345. عنه وسائل الشيعة: ج 13، ص 74، ح 17265.
و - كفّارات الإحرام
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في كفّارات الصيد في الحلّ و الحرم:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال:... قال المأمون لأبي جعفر عليه السّلام: إن رأيت جعلت فداك أن تذكر الفقه فيما فصّلته من وجوه قتل المحرم الصيد، لنعلمه و نستفيده.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: نعم! إنّ المحرم إذا قتل صيدا في الحلّ، و كان الصيد من ذوات الطير، و كان من كبارها، فعليه شاة.

فإن أصابه في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفا.

فإذا قتل فرخا في الحلّ، فعليه حمل قد فطم من اللبن.

و إذا قتله في الحرم، فعليه الحمل، و قيمة الفرخ.

و إن كان من الوحش، و كان حمار وحش، فعليه بقرة.

و إن كان نعامة، فعليه بدنة.

و إن كان ظبيا، فعليه شاة.

فإن قتل شيئا من ذلك في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفا، هديا بالغ الكعبة.

و إذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، و كان إحرامه بالحجّ نحره بمنى.

و إن كان إحرامه بالعمرة، نحره بمكّة.

و جزاء الصيد على العالم و الجاهل سواء، و في العمد له المأثم، و هو موضوع عنه في الخطأ.

ص: 92

و الكفّارة على الحرّ في نفسه، و على السيّد في عبده، و الصغير لا كفّارة عليه، و هي على الكبير واجبة.

و النادم يسقط بندمه عنه عقاب الآخرة، و المصرّ يجب عليه العقاب في الآخرة...(1).

الثاني في حكم كفّارة الظلال:

(670) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عمّن ذكره، عن أبي علي بن راشد(2) قال: سألته عن محرم ظلّل في عمرته؟

قال عليه السّلام: يجب عليه دم، قال: و إن خرج إلى مكّة و ظلّل وجب عليه أيضا دم لعمرته و دم لحجّته(3).

(671) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن

ص: 93


1- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531. و زاد في تفسير القميّ زيادة لأحكام الصيد على ما في المتن، فراجع هامش تمام الحديث.
2- هو الحسن بن راشد مولى لآل المهلب، المكنّى بأبي علي، عدّه الشيخ في أصحاب الجواد و الهادي عليهما السّلام. رجال الطوسي: ص 400، رقم 8، و ص 413 رقم 10، و كان وكيلا من ناحية أبي الحسن الهادي عليه السّلام في سنة 232. رجال الكشّي: ص 513 رقم 991، راجع معجم رجال الحديث: ج 21، ص 249 رقم 14561 و قاموس الرجال: ج 10، ص 136. الموسوعة الرجاليّة: ج 4، ص 432. فعلى هذا فالظاهر أنّ مرجع الضمير في «سألته» هو الجواد أو الهادي عليهما السّلام.
3- الكافي: ج 4، ص 352، ح 14. عنه وسائل الشيعة: ج 13، ص 157، ح 17471، و الوافي: ج 12، ص 607، ح 12712.

عيسى، عن أبي علي بن راشد(1)، قال: قلت له عليه السّلام: جعلت فداك! إنّه يشتدّ عليّ كشف الظلال في الإحرام. لأنّي محرور(2) تشتدّ عليّ الشمس؟

فقال: ظلّل و أرق دما.

فقلت له: دما أو دمين؟

قال: للعمرة.

قلت: إنّا نحرم بالعمرة و ندخل مكّة، فنحلّ فنحرم بالحجّ؟

قال: فأرق دمين(3).

ص: 94


1- تقدّمت ترجمته في الحديث السابق.
2- الحرّة و الحرارة: شدّة العطش، و قيل: شدّته، لسان العرب: ج 4 ص 178، (حرر).
3- التهذيب: ج 5، ص 311، ح 1067. عنه وسائل الشيعة: ج 13، ص 156، ح 17470، و الوافي: ج 12، ص 607، ح 12713.
ز - الطواف
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في حكم قطع السعي لصلاة الفريضة، و استحباب الذكر و قراءة القرآن في الطواف:

(672) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن يحيى، عن عمران، عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل، قال: إنّه سأل محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، فقال له: سعيت شوطا، ثمّ طلع الفجر؟

قال عليه السّلام: صلّ، ثمّ عد فأتمّ سعيك؛ و طواف الفريضة لا ينبغي أن يتكلّم فيه إلاّ بالدعاء، و ذكر اللّه، و قراءة القرآن.

قال: و النافلة يلقي الرجل أخاه، فيسلّم عليه، و يحدّثه بالشيء من أمر الآخرة و الدنيا؟

قال: لا بأس به(1).

الثاني في حكم طواف الطفل بالمطوّف:

1 - الإربلي رحمه اللّه:... عن أميّة بن علي، قال: كنت مع أبي الحسن عليه السّلام بمكّة في السنة التي حجّ فيها... فصار أبو جعفر عليه السّلام على عنق موفّق، يطوف به.

ص: 95


1- التهذيب: ج 5، ص 127، ح 417. الاستبصار: ج 2، ص 227، ح 785. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 13، ص 403، ح 18071 و ص 500، ح 18303. قطعة منه في ف 6، ب 1، (قراءة القرآن في طواف الفريضة).

فصار أبو جعفر عليه السّلام إلى الحجر، فجلس فيه...(1).

الثالث في حكم طواف النساء:

(673) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عبد الجبّار، عن العبّاس، عن صفوان بن يحيى، قال: سأله أبو حارث(2)، عن رجل تمتّع بالعمرة إلى الحجّ، فطاف و سعى و قصّر، هل عليه طواف النساء؟

قال عليه السّلام: لا! إنّما طواف النساء بعد الرجوع من منى(3).

(674) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام ليلة الزيارة، طاف طواف النساء، و صلّى خلف المقام. ثمّ دخل زمزم فاستقى منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر، و شرب منه، و صبّ على بعض جسده، ثمّ اطلع(4) في زمزم مرّتين.

ص: 96


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 362، س 17. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره بشهادة أبيه عليهما السّلام)، رقم 446.
2- قال السيّد الخوئي قدّس سرّه بعد رواياته: فأبو الحارث المذكور في الروايات المتقدّمة لا يبعد أن يراد به يونس بن عبد الرحمن، فإنّه قد يعبّر عنه بأبي الحارث كما في رواية الكشّي: رجال الكشّي: ص 278 رقم 497. راجع معجم رجال الحديث: ج 21، ص 105 رقم 14061. و مات يونس سنة 208 و أدرك من أيّام الجواد عليه السّلام خمسة سنين أو أكثر: مستدركات علم الرجال: ج 8، ص 312 رقم 16574. فعلى هذا أنّ المسئول عنه هو الرضا أو الجواد عليهما السّلام.
3- التهذيب: ج 5، ص 254، ح 862. الاستبصار: ج 2، ص 232، ح 805.
4- أطلع الفجر: نظر إليه حين طلوعه... اطّلع الفجر: إليه حين طلع، المنجد: ص 469 (طلع).

أخبرني بعض أصحابنا: أنّه رآه بعد ذلك بسنة فعل مثل ذلك(1).

الرابع في حكم من شكّ في أشواط الطواف:

(675) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان(2)، قال: سألته عن ثلاثة دخلوا في الطواف، فقال واحد منهم لصاحبه:

تحفظوا الطواف، فلمّا ظنّوا أنّهم قد فرغوا قال واحد: معي ستّة أشواط؟

قال عليه السّلام: إن شكّوا كلّهم فليستأنفوا، و إن لم يشكّوا و علم كلّ واحد منهم ما في يده فليبنوا(3).

ح - السعي
السعي أحبّ إلى اللّه:

(676) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد(4)، رفعه، قال: ليس للّه منسك أحبّ إليه من السعي، و ذلك أنّه يذلّ

ص: 97


1- الكافي: ج 4، ص 430، ح 3. عنه وسائل الشيعة: ج 13، ص 474، ح 18240، و حلية الأبرار: ج 4، ص 617، ح 2. قطعة منه في ف 3، ب 1، (طوافه عليه السّلام طواف النساء)، (و شربه من ماء الزمزم)، و ف 5، ب 3، (صلاة طواف النساء خلف المقام).
2- عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السّلام: رجال الطوسي: ص 352، رقم 3، و ص 378 رقم 4، و ص 402 رقم 1. و روى عنهم عليهم السّلام، معجم رجال الحديث: ج 9، ص 130 رقم 5922.
3- الكافي: ج 4، ص 429، ح 12. التهذيب: ج 5، ص 134، ح 441.
4- تقدّم الكلام فيه في ف 5، ب 2، هامش (كيفيّة تكفين المرأة و حنوطها)، رقم 623.

فيه الجبّارين(1).

ط - الصلاة يوم التروية
صلاة يوم التروية عند زوال الشمس:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام صلّى حين زالت الشمس يوم التروية ستّ ركعات خلف المقام...(2).

ى - المقيم بمكّة
صوم سبعة الأيّام بدل الهدي لمن يجاور بمكّة:

(677) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر(3): في المقيم إذا صام الثلاثة الأيّام، ثمّ يجاور ينظر مقدم أهل بلده.

فإذا ظنّ أنّهم قد دخلوا، فليصم السبعة الأيّام(4).

ص: 98


1- الكافي: ج 4، ص 434، ح 4. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 147، ح 469.
2- التهذيب: ج 2، ص 233، ح 918. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (صلاته عليه السّلام في نعليه)، رقم 510.
3- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إليه).
4- التهذيب: ج 5، ص 41، ح 121.
ك - النفر
حكم النفر من مكّة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أيّوب بن نوح، قال: كتبت إليه: إنّ أصحابنا قد اختلفوا علينا، فقال بعضهم: إنّ النفر يوم الأخير بعد الزوال....

فكتب عليه السّلام: أ ما علمت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلّى الظهر و العصر بمكّة، و لا يكون ذلك إلاّ و قد نفر قبل الزوال(1).

ل - رمي الجمار
حكم رمي الجمار:

(678) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمد بن عيسى: أنّه رأى أبا جعفر الثاني عليه السّلام رمى الجمار راكبا(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر عليه السّلام يمشي بعد يوم النحر حتّى يرمي الجمرة، ثمّ ينصرف

ص: 99


1- الكافي: ج 4، ص 521، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أيّوب بن نوح)، رقم 896.
2- التهذيب: ج 5، ص 267، ح 908. الاستبصار: ج 2، ص 298، ح 1062. عنه و عن التهذيب، الوسائل الشيعة: ج 14، ص 62، ح 18587. قطعة منه في ف 3، ب 1، (رميه عليه السّلام الجمار).

راكبا. و كنت أراه ماشيا بعد ما يحاذي المسجد بمنى(1).

م - الهدي
حكم أضحية الخصي

(679) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و روى محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر(2)، قال: سأل عن الخصي، أ يضحى به؟

قال عليه السّلام: إن كنتم تريدون اللحم فدونكم.

و قال: لا يضحّي إلاّ بما قد عرّف به(3).

ن - الحلق و التقصير
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حكم تولّي الغير التقصير و استحباب الابتداء بالناصية:

(680) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

ص: 100


1- الكافي: ج 4، ص 486، ح 5. تقدّم الحديث أيضا في ف 3، ب 1، (رميه عليه السّلام الجمار).
2- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إليه).
3- التهذيب: ج 5، ص 207، ح 692. الاستبصار: ج 2، ص 265، ح 937. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 14، ص 107، ح 18723، و ص 115، ح 18750.

محمد، عن الحسين بن أسلم، قال: لمّا أراد أبو جعفر(1) - يعني ابن الرضا عليهما السّلام - أن يقصّر من شعره للعمرة، أراد الحجّام أن يأخذ من جوانب الرأس. فقال له: ابدأ بالناصية.

فبدأ بها(2).

الثاني فيما حلق به آدم عليه السّلام رأسه:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن محمد العلوي، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن آدم حيث حجّ: بما حلق رأسه؟

فقال عليه السّلام: نزل عليه جبرئيل عليه السّلام بياقوتة من الجنّة، فأمرّها على رأسه، فتناثر شعره(3).

س - وداع الكعبة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل - حكم وداع الكعبة و طوافها:

(681) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

ص: 101


1- في التهذيب: عن بعض الصادقين عليهم السّلام.
2- الكافي: ج 4، ص 439، ح 5. التهذيب: ج 5، ص 244، ح 825. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 13، ص 516، ح 18346. قطعة منه في ف 3، ب 1، (تقصيره عليه السّلام من الناصية).
3- الكافي: ج 4، ص 195، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (حلق رأس آدم عليه السّلام في الحجّ)، رقم 586.

محمد، و أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني عليه السّلام في سنة خمس و عشرين و مائتين(1)، ودّع البيت بعد ارتفاع الشمس، و طاف بالبيت، يستلم الركن اليماني في كلّ شوط، فلمّا كان في الشوط السابع استلمه.

و استلم الحجر، و مسح بيده، ثمّ مسح وجهه بيده. ثمّ أتى المقام، فصلّى خلفه ركعتين، ثمّ خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم، فالتزم البيت، و كشف الثوب عن بطنه، ثمّ وقف عليه طويلا يدعو، ثمّ خرج من باب الحنّاطين و توجّه.

قال: فرأيته في سنة سبع عشرة و مائتين(2) ودّع البيت ليلا، يستلم الركن اليماني و الحجر الأسود في كلّ شوط؛ فلمّا كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريبا من الركن اليماني و فوق الحجر المستطيل، و كشف الثوب عن بطنه، ثمّ أتى الحجر فقبّله و مسحه.

و خرج إلى المقام فصلّى خلفه، ثمّ مضى و لم يعد إلى البيت، و كان وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط، و بعضهم ثمانية(3).

ص: 102


1- في التهذيب: سنة خمس و عشرة و مائتين، و هذا هو الصحيح؛ لأنّه عليه السّلام استشهد سنة عشرين و مائتين بل و يؤيّد ما فى التهذيب ما يأتي بعد أسطر فى هذه الرواية: قال فرأيته فى سنة سبع عشرة و مائتين.
2- في التهذيب: في سنة تسع عشرة و مائتين.
3- الكافي: ج 4، ص 532، ح 3. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 289، ح 19220، و حلية الأبرار: ج 4، ص 618، ح 5. التهذيب: ج 5، ص 281، ح 959. قطعة منه في ف 3، ب 1، (وداعه عليه السّلام البيت و استلامه الركن)، و ف 5، ب 3، (صلاة الطواف خلف المقام).
الثاني - حكم الخروج من الحرمين قبل أن يصلّي الظهرين:

(682) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن حمّاد، عن إبراهيم بن عبد الحميد(1) قال: سمعته يقول:

من خرج من الحرمين بعد ارتفاع النهار قبل أن يصلّي الظهر و العصر، نودي من خلفه لاصحبك اللّه(2).

ع - العمرة
فضل عمرة شهر رمضان:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن حديد، قال: كنت مقيما بالمدينة في شهر رمضان، سنة ثلاث و عشرة و مائتين.

فلمّا قرب الفطر، كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أسأله عن الخروج في عمرة شهر رمضان أفضل، أو أقيم حتّى ينقضي الشهر و أتمّ صومي؟

فكتب إليّ كتابا قرأته بخطّه: سألت رحمك اللّه عن أيّ العمرة أفضل؟ عمرة شهر رمضان أفضل، يرحمك اللّه(3).

ص: 103


1- لم يذكر هذا الرجل في أصحاب الجواد عليه السّلام إلاّ أنّ الكشّي ذكره بعنوان آخر و هو إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني، و عدّه من أصحاب الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السّلام. فإن قلنا باتّحادهما كما لم يستبعد النمازي ذلك، فاحتمال عود الضمير إلى الجواد عليه السّلام موجود: رجال الكشّي: ص 446، ح 839.
2- الكافي: ج 4، ص 543، ح 17. عنه وسائل الشيعة: ج 13، ص 286، ح 17761. التهذيب: ج 5، ص 452، ح 1577.
3- الكافي: ج 4، ص 536، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن حديد)، رقم 925.
ف - المزار
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على سبعة موضوعات:

الأوّل في بداية الحاجّ بمكّة ثمّ بالمدينة:

(683) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد بن عبد اللّه عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن أبيه، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام: أبدأ بالمدينة أو بمكّة؟

قال: ابدأ بمكّة، و اختم بالمدينة، فإنّه أفضل(1).

الثاني في فضل زيارة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

(684) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام(2):

جعلت فداك! ما لمن زار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا(3)؟

فقال: له الجنّة(4).

ص: 104


1- الكافي: ج 4، ص 550، ح 2. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 320، ح 19309.
2- في التهذيب: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام.
3- في التهذيب: قاصدا.
4- الكافي: ج 4، ص 548، ح 1. التهذيب: ج 6، ص 3، ح 3. كامل الزيارات: ص 42، ح 7 و 8، و ص 44، ح 13، و ص 46، ح 15، مرسلا عن ابن أبي نجران، و ص 499، ح 777، و ص 501، ح 782، و فيه زيادة، و من زار قبر أبي الحسن عليه السّلام فله الجنّة. عنه البحار: ج 97، ص 142، ح 22، و ص 143، ح 23 و 24 و 28، و ج 99، ص 5، ح 22، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 547 ح 19793. عنه و عن الكافي و التهذيب، وسائل الشيعة: ج 14، ص 332، ح 19335. قطعة منه في ف 4، ب 2، (فضل زيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

(685) 2 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه: حدّثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! ما لمن زار قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعمّدا؟

قال عليه السّلام: يدخله اللّه الجنّة إن شاء اللّه(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... يحيى بن أكثم... فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فرأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يطوف به...(2).

الثالث زيارة الإمام الحسين عليه السّلام في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان:

(686) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: رويناه بإسنادنا إلى أبي المفضّل محمد بن عبد اللّه الشيباني، قال: حدّثني علي بن نصر السبنديخي، قال: حدّثني عبد اللّه

ص: 105


1- كامل الزيارات: ص 43، ح 12، و ص 42، ح 9، حدّثني جماعة من مشايخنا عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى. عنه البحار: ج 97، ص 143، ح 25. قطعة منه في ف 4، ب 2، (فضل زيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
2- الكافي: ج 1، ص 353، ح 9. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 410.

ابن موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في حديث قال:

من زار الحسين عليه السّلام ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان، و هي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر، و «فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (1).

صافحه روح أربعة و عشرين ألف ملك و نبيّ، كلّهم يستأذن اللّه في زيارة الحسين عليه السّلام في تلك الليلة(2).

الرابع في زيارة الإمامين الحسين و الرضا عليهما السّلام:

(687) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل، قال:

حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر يعني محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: جعلت فداك! زيارة الرضا عليه السّلام أفضل أم زيارة أبي عبد اللّه الحسين عليه السّلام؟

فقال: زيارة أبي عليه السّلام أفضل، و ذلك: أنّ أبا عبد اللّه عليه السّلام يزوره كلّ الناس، و أبي عليه السّلام لا يزوره إلاّ الخواصّ من الشيعة(3).

ص: 106


1- الدخان: 4/44.
2- إقبال الأعمال: ص 504، س 18. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 474، ح 19632، و البحار: ج 95، ص 166، س 12، و ج 98، ص 100، ح 31. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الحسين عليه السّلام)، و ف 5، ب 3، (إنّ ليلة ثلاث و عشرين ليلة القدر)، و في ف 6، ب 1، (سورة الدخان 4/44).
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 261، ح 26. عنه البحار: ج 99، ص 38، ح 34. الكافي: ج 4، ص 584، ح 1. عنه الأنوار البهيّة: ص 242، س 8. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 348، ح 1598. التهذيب: ج 6، ص 84، ح 165. عنه و عن الفقيه و الكافي، وسائل الشيعة: ج 14، ص 562، ح 19829. كامل الزيارات: ص 510، ح 796. مصباح الزائر: ص 388، س 6. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).

(688) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه رضى اللّه عنه، قال:

حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: قد تحيّرت بين زيارة قبر أبي عبد اللّه عليه السّلام و بين زيارة قبر أبيك عليه السّلام بطوس، فما ترى؟

فقال لي: مكانك؛ ثمّ دخل و خرج و دموعه تسيل على خدّيه، فقال: زوّار قبر أبي عبد اللّه عليه السّلام كثيرون، و زوّار قبر أبي عليه السّلام بطوس قليلون(1).(2).

الخامس في زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام
استحباب اختيار زيارته عليه السّلام على الحجّ:

(689) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن عبد اللّه بن المغيرة الكوفي رضى اللّه عنه، قال: حدّثني جدّي الحسين بن علي، عن الحسين بن يوسف(3)، عن محمد بن أسلم، عن محمد بن سليمان، قال: سألت

ص: 107


1- في البحار: قليل.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 256، ح 8. عنه البحار: ج 99، ص 37، ح 26، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 563، ح 19831. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
3- في البحار: الحسين بن سيف.

أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، عن رجل حجّ حجّة الإسلام، فدخل متمتّعا بالعمرة إلى الحجّ، فأعانه اللّه تعالى على حجّه و عمرته؛ ثمّ أتى المدينة، فسلّم على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛ ثمّ أتى أباك أمير المؤمنين عليه السّلام عارفا بحقّه، يعلم أنّه(1) حجّة اللّه على خلقه، و بابه الذي يؤتى منه، فسلّم عليه.

ثمّ أتى أبا عبد اللّه الحسين بن علي عليهما السّلام، فسلّم عليه، ثمّ أتى بغداد، و سلّم على أبي الحسن موسى عليه السّلام، ثمّ انصرف إلى بلاده. فلمّا كان في هذا الوقت، رزقه اللّه تعالى ما يحجّ به، فأيّهما أفضل: أ هذا الذي حجّ حجّة الإسلام يرجع أيضا فيحجّ؟ أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا عليهما السّلام فيسلّم عليه؟

قال: بلى! يأتي إلى خراسان، فيسلّم على أبي عليه السّلام أفضل، و ليكن ذلك في رجب؛ و لا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم، فإنّ علينا و عليكم من السلطان شنعة(2).

ص: 108


1- في الكافي: ثمّ أتاك عارفا بحقّك، يعلم أنّك. و كذا في كامل الزيارات.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 258، ح 15. عنه البحار: ج 99، ص 37، ح 29. الكافي: ج 4، ص 584، ح 2، أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن الحسين بن سيف، عن محمد بن أسلم، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 565، ح 19834. التهذيب: ج 6، ص 84، ح 166، كما في الكافي. مصباح المتهجّد: ص 820، س 16. كامل الزيارات: ص 508، ح 792، حدّثني أبي و محمد بن الحسن و علي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف، عن الحسن بن علي بن عبد اللّه بن المغيرة، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن محمد بن أسلم، بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: ج 10، ص 359، ح 12182. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
إنّ زيارته عليه السّلام تعدل ألف ألف حجّة:

(690) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السّلام: أبلغ شيعتنا(1) أنّ زيارتي تعدل عند اللّه ألف حجّة.

قال: فقلت لأبي جعفر عليه السّلام: ألف حجّة؟!

قال: إي و اللّه! ألف ألف حجّة لمن زاره عارفا بحقّه(2).

ص: 109


1- في الكامل: شيعتي، و كذا في أمالي الصدوق.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 257، ح 10. عنه الأنوار البهيّة: ص 242، س 12. ثواب الأعمال: ص 123، ح 3. التهذيب: ج 6، ص 85، ح 168. أمالي الصدوق: ص 61، ح 9، و ص 104، ح 3. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 349، ح 599، مرسلا. بشارة المصطفى: ص 22، س 15. عنه و عن الأمالي و العيون و ثواب الأعمال و التهذيب، وسائل الشيعة: ج 14، ص 566، ح 19835. كامل الزيارات: ص 510، ح 794. عنه مستدرك الوسائل: ج 10، ص 358، ح 12181. و عنه و عن العيون و ثواب الأعمال و الأمالي، البحار: ج 99، ص 33، ح 4 و 6. جامع الأخبار: ص 29، س 18 و ص 32، س 6. روضة الواعظين: ص 257، س 9. مصباح الزائر: ص 389، س 5. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
من زاره عليه السّلام دخل الجنّة:

(691) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن علي ما جيلويه رضى اللّه عنه، قال:

حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، قال: ضمنت(1) لمن زار أبي(2) عليه السّلام بطوس، عارفا بحقّه، الجنّة على اللّه تعالى(3).

(692) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن علي بن أسباط، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام: ما لمن زار والدك عليه السّلام بخراسان؟

قال عليه السّلام: الجنّة و اللّه! الجنّة و اللّه(4).

(693) 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال:

سألت أبا جعفر عليه السّلام: ما تقول لمن زار أباك؟

ص: 110


1- في البحار: حتمت.
2- في الوسائل: زار قبر أبي الرضا عليه السّلام.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 256، ح 7. عنه البحار: ج 99، ص 37، ح 25، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 556، ح 19811، و ص 553، ح 19804. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 349، ح 1603، مرسلا. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 257، ح 13. عنه البحار: ج 99، ص 37، ح 28، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 557، ح 19813. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).

قال: الجنّة و اللّه(1).

(694) 4 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه: حدّثني جماعة مشايخي، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال:

سمعته يقول: من زار قبر أبي، فله الجنّة(2).

(695) 5 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه: حدّثني محمد بن الحسن بن أحمد، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال:

قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: ما لمن زار قبر الرضا عليه السّلام؟

قال عليه السّلام: فله الجنّة، و اللّه(3).

ص: 111


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 257، ح 12. عنه البحار: ج 99، ص 37، ح 27، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 556، ح 19812. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
2- كامل الزيارات: ص 505، ح 786، و 787، و فيه: حدّثني الحسن بن عبد اللّه، عن أبيه عبد اللّه بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي. عنه و عن التهذيب، مستدرك الوسائل: ج 10، ص 355، ح 12171، و البحار: ج 99، ص 40، ح 39 و 40. التهذيب: ج 6، ص 85، ح 170، محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه أحمد بن داود، عن محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد اللّه. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 551، ح 19800. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
3- كامل الزيارات: ص 509، ح 793. ثواب الأعمال: ص 123، ح 2، بتفاوت. عنه و عن الكامل، البحار: ج 99، ص 39، ح 37، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 560، ح 19823. المزار للمفيد: ص 196، ح 3، مرسلا، بتفاوت. جامع الأخبار: ص 32، س 18. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
من زاره عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه:

(696) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام - أو حكي لي، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السّلام، الشك من علي بن إبراهيم، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام -: من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

قال: فحججت بعد الزيارة، فلقيت أيّوب بن نوح، فقال لي: قال أبو جعفر الثاني عليه السّلام: من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، و بنى اللّه له منبرا في حذاء منبر محمد و علي عليهما السّلام حتّى يفرغ اللّه من حساب الخلائق.

فرأيته و قد زار، فقال: جئت أطلب المنبر(1).

(697) 2 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه: حدّثني أبي رحمه اللّه، عن سعد بن عبد اللّه قال:

حدّثني علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان الدسوائي، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام، فقلت: ما لمن زار أباك بطوس؟

فقال عليه السّلام: من زار قبر أبي بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيّوب بن نوح بن درّاج، فقلت له:

ص: 112


1- الكافي: ج 4، ص 585، ح 3. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 550، ح 19798. كامل الزيارات: ص 507، ح 791. عنه البحار: ج 99، ص 41، ح 44، و مستدرك الوسائل: ج 10، ص 356، ح 12175. روضة الواعظين: ص 258، س 20. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام)، و ف 4، (ما يظهر من حبّ النبيّ و آله عليهم السّلام يوم القيامة).

يا أبا الحسين! إنّي سمعت مولاي أبا جعفر عليه السّلام، يقول:

من زار قبر أبي بطوس غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

فقال أيّوب: و أزيدك فيه؟

قلت: نعم!

قال: سمعته يقول ذلك يعني أبا جعفر عليه السّلام و إنّه إذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يفرغ الناس من الحساب(1).

(698) 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار، قال:

حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أيّوب بن نوح، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، يقول: من زار قبر أبي عليه السّلام بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى يفرغ اللّه تعالى من حساب العباد(2).(3).

(699) 4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أخبرني أبو القاسم، عن محمد بن يعقوب، عن

ص: 113


1- كامل الزيارات: ص 505، ح 788. عنه البحار: ج 99، ص 40، ح 41، و مستدرك الوسائل: ج 10، ص 355، ح 12172. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
2- في أمالي الصدوق: حساب عباده.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 259، ح 19. عنه البحار: ج 7، ص 291، ح 3. أمالي الصدوق: ص 105، ح 7. عنه و عن العيون، البحار: ج 99، ص 34، ح 12، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 557، ح 19815. جامع الأخبار: ص 30، س 21. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام)، و ب 4، (ما يظهر من حبّ النبيّ و آله عليهم السّلام يوم القيامة).

محمد بن يحيى العطّار، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن إسحاق النيسابوري، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السّلام فقلت له: ما لمن زار قبر أبيك بطوس؟

فقال عليه السّلام: من زار قبر أبي بطوس، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر(1).

من زاره كان آمنا يوم القيامة:

(700) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه، قال حدّثنا: علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، يقول: إنّ بين جبلي طوس قبضة، قبضت من الجنّة، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار(2).

(701) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: قال: حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق، قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، قال: حدّثنا أبو سعيد الحسن بن

ص: 114


1- المزار للمفيد: ص 195، ح 1. المقنعة: ص 480، س 1، مرسلا. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 560، ح 19825. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 256، ح 6. عنه البحار: ج 99، ص 37، ح 24. التهذيب: ج 6، ص 109، ح 192. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 349، ح 1602، مرسلا. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 14، ص 556، ح 19810. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).

أبي زياد الادمي الرازي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال:

سمعت محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام، يقول:

ما زار أبي عليه السّلام أحد فأصابه أذى من مطر، أو برد، أو حرّ؛ إلاّ حرّم اللّه جسده على النار(1).

كيفيّة زيارته عليه السّلام:

(702) 1 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: أقول: وجدت في بعض مؤلّفات قدماء أصحابنا، زيارة له عليه السّلام، و كانت النسخة قديمة، كان تاريخ كتابتها سنة ستّ و أربعين و سبعمائة، فأوردتها كما وجدتها.

قال: زيارة مولانا و سيّدنا أبي الحسن الرضا عليه و على آبائه و أبنائه الصلاة و السلام، كلّ الأوقات صالحة لزيارته، و أفضلها في شهر رجب.

روي ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد صلوات اللّه عليه و سلامه، و هي:

«السلام عليك يا وليّ اللّه! السلام عليك يا حجّة اللّه! السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض! السلام عليك يا عمود الدين! السلام عليك يا وارث آدم صفوة اللّه! السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللّه! السلام عليك يا وارث موسى كليم اللّه! السلام عليك يا وارث عيسى روح اللّه!

السلام عليك يا وارث محمد رسول اللّه! السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب! السلام عليك يا وارث الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة! السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيّد

ص: 115


1- الأمالي: ص 521، ح 1. عنه البحار: ج 99، ص 36، ح 20، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 560، ح 19822. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).

العابدين! السلام عليك يا وارث محمد بن علي، باقر علم الأوّلين و الآخرين! السلام عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البرّ التّقي! السلام عليك يا وارث موسى بن جعفر العالم الحفيّ!

السلام عليك أيّها الصدّيق الشهيد! السلام عليك أيّها الوصيّ البرّ التّقي! أشهد أنّك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة، و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر، و عبدت اللّه حتّى أتاك اليقين.

السلام عليك من إمام عصيب، و إمام نجيب، و بعيد قريب، و مسموم غريب!

السلام عليك أيّها العالم النبيه، و القدر الوجيه، النازح عن تربة جدّه، و أبيه! السلام على من أمر أولاده و عياله بالنياحة عليه قبل وصول القتل إليه!

السلام على دياركم الموحشات، كما استوحشت منكم منى و عرفات.

السلام على سادات العبيد، و عدّة الوعيد، و البئر المعطّلة، و القصر المشيد.

السلام على غوث اللّهفان، و من صارت به أرض خراسان، خراسان.

السلام على قليل الزائرين، و قرّة عين فاطمة سيّدة نساء العالمين.

السلام على البهجة الرضويّة، و الأخلاق الرضيّة، و الغصون المتفرّعة عن الشجرة الأحمديّة.

السلام على من انتهى إليه رئاسة الملك الأعظم، و علم كلّ شيء لتمام الأمر المحكم.

السلام على من أسماؤهم وسيلة السائلين، و هياكلهم أمان المخلوقين، و حججهم إبطال شبه الملحدين.

السلام على من كسرت له و سادة والده أمير المؤمنين حتّى خصم أهل الكتب، و ثبّت قواعد الدين.

ص: 116

السلام على علم الأعلام، و من كسر قلوب شيعته بغربته إلى يوم القيام.

السلام على السراج الوهّاج، و البحر العجّاج، الذي صارت تربته مهبط الأملاك و المعراج.

السلام على أمراء الإسلام، و ملوك الأديان، و طاهري الولادة، و من اطّلعهم اللّه على علم الغيب و الشهادة، و جعلهم أهل السادة [السعادة].

السلام على كهوف الكائنات و ظلّها، و من ابتهجت به معالم طوس حيث حلّ بربعها.

يا قبر طوس سقاك اللّه رحمته *** ما ذا ضمنت من الخيرات يا طوس

طابت بقاعك في الدنيا و طاب بها *** شخص ثوى بسناآباد مرموس

شخص عزيز على الإسلام مصرعه *** في رحمة اللّه مغمور و مغموس

يا قبره أنت قبر قد تضمّنه *** حلم و علم و تطهير و تقديس

فخرا بأنّك مغبوط بجثّته *** و بالملائكة الأطهار محروس

في كلّ عصر لنا منكم إمام هدى *** فربعه آهل منكم و مأنوس

أمست نجوم سماء الدين آفلة *** و ظلّ اسد الثرى قد ضمّها الخيس

غابت ثمانية منكم و أربعة *** ترجى مطالعها ما حنّت العيس

حتّى متى يزهر الحقّ المنير بكم *** فالحقّ في غيركم داج و مطموس

«السلام على مفتخر الأبرار، و نائي المزار، و شرط دخول الجنّة و النار.

السلام على من لم يقطع اللّه عنهم صلواته في آناء الساعات، و بهم سكنت السواكن، و تحرّكت المتحرّكات.

السلام على من جعل اللّه إمامتهم مميّزة بين الفريقين، كما تعبّد بولايتهم أهل الخافقين.

السلام على من أحيى اللّه به دارس حكم النبيّين، و تعبّدهم بولايته لتمام

ص: 117

كلمة اللّه ربّ العالمين.

السلام على شهور الحول و عدّ الساعات، و حروف لا إله إلاّ اللّه في الرقوم المسطّرات.

السلام على إقبال الدنيا و سعودها، و من سئلوا عن كلمة التوحيد فقالوا:

نحن و اللّه من شروطها.

السلام على من يعلّل وجود كلّ مخلوق بلولاهم، و من خطبت لهم الخطباء:

بسبعة آبائهم ما هم *** هم أفضل من يشرب صوب الغمام

السلام على علي مجدهم و بنائهم، و من أنشد في فخرهم، و علائهم بوجوب الصلاة عليهم، و طهارة ثيابهم.

السلام على قمر الأقمار، المتكلّم مع كلّ لغة بلسانهم، القائل لشيعته ما كان اللّه ليولّي إماما على أمّة حتّى يعرّفه بلغاتهم.

السلام على فرحة القلوب، و فرج المكروب، و شريف الأشراف، و مفخر عبد مناف، يا ليتني من الطائفين بعرصته و حضرته، مستشهدا لبهجة مؤانسته:

أطوف ببابكم في كلّ حين *** كأنّ ببابكم جعل الطواف

السلام على الإمام الرءوف، الذي هيّج أحزان يوم الطفوف، باللّه أقسم و بآبائك الأطهار و بأبنائك المنتجبين الأبرار، لو لا بعد الشقّة حيث شطّت بكم الدار لقضيت بعض واجبكم بتكرار المزار. و السلام عليكم يا حماة الدين، و أولاد النبيّين، و سادة المخلوقين، و رحمة اللّه و بركاته».

ثمّ صلّ صلاة الزيارة، و سبّح و اهدها إليه صلوات اللّه عليه، ثمّ قل:

«اللهمّ! إنّي أسألك يا اللّه الدائم في ملكه، القائم في عزّه، المطاع في سلطانه، المتفرّد في كبريائه، المتوحّد في ديموميّة بقائه، العادل في بريّته، العالم في قضيّته، الكريم في تأخير عقوبته.

ص: 118

إلهي! حاجاتي مصروفة إليك، و آمالي موقوفة لديك و كلّما وفّقتني بخير فأنت دليلي عليه، و طريقي إليه، يا قديرا لا تئوده المطالب، يا مليّا يلجأ إليه كلّ راغب، ما زلت مصحوبا منك بالنعم، جاريا على عادات الإحسان و الكرم.

أسألك بالقدرة النافذة في جميع الأشياء، و قضائك المبرم الذي تحجبه بأيسر الدعاء، و بالنظرة التي نظرت بها إلى الجبال فتشامخت، و إلى الأرضين فتسطّحت، و إلى السموات فارتفعت، و إلى البحار فتفجّرت، يا من جلّ عن أدوات لحظات البشر، و لطف عن دقائق خطرات الفكر، لا تحمد يا سيّدي إلاّ بتوفيق منك يقتضي حمدا، و لا تشكر على أصغر منّة إلاّ استوجبت بها شكرا.

فمتى تحصى نعماؤك يا إلهي! و تجازى آلاؤك يا مولاي، و تكافىء صنائعك يا سيّدي! و من نعمك يحمد الحامدون، و من شكرك يشكر الشاكرون، و أنت المعتمد للذّنوب في عفوك، و الناشر على الخاطئين جناح سترك، و أنت الكاشف للضرّ بيدك.

فكم من سيّئة أخفاها حلمك حتّى دخلت، و حسنة ضاعفها فضلك حتّى عظمت عليها مجازاتك، جللت أن يخاف منك إلاّ العدل، و أن يرجى منك إلاّ الإحسان و الفضل، فامنن عليّ بما أوجبه فضلك، و لا تخذلني بما يحكم به عدلك.

سيّدي! لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي، أو الجبال لهدّتني، أو السموات لاختطفتني، أو البحار لأغرقتني، سيّدي! سيّدي! سيّدي! مولاي! مولاي! مولاي! قد تكرّر وقوفي لضيافتك، فلا تحرمني ما وعدت المتعرّضين لمسألتك.

يا معروف العارفين! يا معبود العابدين! يا مشكور الشاكرين! يا جليس الذاكرين! يا محمود من حمده! يا موجود من طلبه! يا موصوف من وحّده!

ص: 119

يا محبوب من أحبّه! يا غوث من أراده! يا مقصود من أناب إليه! يا من لا يعلم الغيب إلاّ هو! يا من لا يصرف السوء إلاّ هو! يا من لا يدبّر الأمر إلاّ هو! يا من لا يغفر الذنب إلاّ هو! يا من لا يخلق الخلق إلاّ هو! يا من لا ينزل الغيث إلاّ هو! صلّ على محمد و آل محمد، و اغفر لي يا خير الغافرين!

ربّ إنّي أستغفرك استغفار حياء، و أستغفرك استغفار رجاء، و أستغفرك استغفار إنابة، و أستغفرك استغفار رغبة، و أستغفرك استغفار رهبة، و أستغفرك استغفار طاعة، و أستغفرك استغفار إيمان، و أستغفرك استغفار إقرار، و أستغفرك استغفار إخلاص، و أستغفرك استغفار تقوى، و أستغفرك استغفار توكّل، و أستغفرك استغفار ذلّة، و أستغفرك استغفار عامل لك، هارب منك إليك.

فصلّ على محمد و آل محمد، و تب عليّ و على والدي، بما تبت و تتوب على جميع خلقك، يا أرحم الراحمين.

يا من تسمّى بالغفور الرحيم! يا من تسمّى بالغفور الرحيم! يا من تسمّى بالغفور الرحيم! صلّ على محمد و آل محمد، و اقبل توبتي، و زكّ عملي، و اشكر سعيي، و ارحم ضراعتي، و لا تحجب صوتي، و لا تخيّب مسألتي، يا غوث المستغيثين، و أبلغ أئمّتي سلامي و دعائي، و شفّعهم في جميع ما سألتك، و أوصل هديّتي إليهم كما ينبغي لهم، و زدهم من ذلك ما ينبغي لك، بأضعاف لا يحصيها غيرك.

و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، و صلّى اللّه على طيّب المرسلين محمد و آله الطاهرين»(1).

ص: 120


1- البحار: ج 99، ص 52، ح 11. عنه مستدرك الوسائل: ج 10، ص 360، ح 12183. قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: و اعلم إنّ ظاهر العبارة يدلّ على أنّ هذه الزيارة مرويّة عن الجواد عليه السّلام و يحتمل أن يكون الاشارة في قوله «روي ذلك» راجعة إلى كون أفضلها في شهر رجب و في بعض عبارتها ما يوهم كونها غير مرويّة، و اللّه يعلم، البحار: ج 99، ص 58، س 12. قطعة منه في ف 4، ب 3، (فضل زيارة الرضا عليه السّلام).
السادس في زيارة فاطمة المعصومة عليها السّلام:

(703) 1 - ابن قولويه القميّ رحمه اللّه: حدّثني أبي و أخي و الجماعة، عن أحمد بن إدريس و غيره، عن العمركي بن علي البوفكي، عمّن ذكره(1)، عن ابن الرضا عليه السّلام، قال: من زار قبر عمّتي بقمّ، فله الجنّة(2).

السابع في زيارة قبور المؤمنين:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع، أنّه سمع أبا جعفر عليه السّلام و هو يقول:

من زار قبر أخيه المؤمن، فجلس عند قبره، و استقبل القبلة، و وضع يده على القبر، و قرأ «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» سبع مرّات، أمن من الفزع الأكبر(3).

ص: 121


1- في وسائل الشيعة: عن رجل.
2- كامل الزيارات: ص 536، ح 827. عنه البحار: ج 48، ص 316، س 11، و ج 99، ص 265، ح 3، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 576، ح 19851.
3- رجال الكشّي: ص 564، ح 1066. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في زيارة قبر المؤمن)، رقم 846.

ص: 122

الباب الثامن الجهاد، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و التقيّة

اشارة

و هو يشتمل على ثلاثة عناوين:

أ - الجهاد:
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في حكم من نذر مالا للمرابطة

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: إنّي كنت نذرت نذرا منذ سنتين أن أخرج إلى ساحل من سواحل البحر إلى ناحيتنا ممّا يرابط فيه المتطوّعة نحو مرابطهم بجدّة و غيرها من سواحل البحر، أ فترى جعلت فداك! أنّه يلزمني الوفاء به، أو لا يلزمني؟....

فكتب عليه السّلام إليه بخطّه، و قرأته: إن كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين، فالوفاء به إن كنت تخاف شنعته، و إلاّ فاصرف ما نويت من ذلك في أبواب البرّ...(1).

ص: 123


1- التهذيب: ج 6، ص 126، ح 221. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل من بني هاشم)، رقم 988.
الثاني في حقن دماء المسلمين:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام: ما فعل أبو السمهري لعنه اللّه؟ يكذب علينا، و يزعم أنّه و ابن أبي الزرقاء دعاة إلينا! أشهدكم أنّي أتبرّأ إلى اللّه عزّ و جلّ منهما، إنّهما فتّانان ملعونان، يا إسحاق! أرحني منهما يرح اللّه عزّ و جلّ بعيشك في الجنّة.

فقلت له: جعلت فداك! يحلّ لي قتلهما؟

فقال: إنّهما فتّانان يفتنان الناس، و يعملان في خيط رقبتي و رقبة مواليّ، فدماؤهما هدر للمسلمين، و إيّاك و الفتك!

فإنّ الإسلام قد قيّد الفتك، و أشفق إن قتلته ظاهرا أن تسأل لم قتلته؟

و لا تجد السبيل إلى تثبيت حجّة، و لا يمكنك إدلاء الحجّة فتدفع ذلك عن نفسك، فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال!...(1).

الثالث في حكم الغنائم و الأنفال:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد الجبّار المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيّدي، سنة سبع و مائتين، فقلت له: جعلت فداك! إنّي رويت عن آبائك عليهم السّلام، أنّ كلّ فتح فتح بضلال فهو للإمام؟

فقال: نعم!

قلت: جعلت فداك! فإنّه أتوا بي من بعض الفتوح، التي فتحت على الضلال و قد تخلّصت من الذين ملكوني، و قد أتيتك مسترقّا، مستعبدا.

ص: 124


1- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3، (ذمّ أبي السمهري)، رقم 562.

فقال: قد قبلت...(1).

ب - الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
الاهتمام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر:

(704) 1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر محمد الجواد] عليه السّلام: من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه.

و من غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده(2).

ج - التقيّة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في الاعتناء و الاهتمام بالتقيّة:

(705) 1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: و قيل لمحمد بن علي عليهما السّلام: إنّ فلانا نقب في جواره على قوم، فأخذوه بالتهمة، و ضربوه خمسمائة سوط.

قال محمد بن علي عليهما السّلام: ذلك أسهل من مائة ألف ألف سوط في النار، [نبّه] على التوبة حتّى يكفّر ذلك.

قيل: و كيف ذلك يا ابن رسول اللّه [صلّى اللّه عليك و على آلك]!؟

ص: 125


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 593.
2- تحف العقول: ص 456، س 6. عنه البحار: ج 97، ص 81، ح 38.

قال: إنّه في غداة يومه الذي أصابه ما أصابه، ضيّع حقّ أخ مؤمن، و جهر بشتم أبي الفصيل، و أبي الدواهي و أبي الشرور، و أبي الملاهي، و ترك التقيّة، و لم يستر على إخوانه و مخالطيه، فاتّهمهم عند المخالفين، و عرّضهم للعنهم، و سبّهم، و مكروههم، و تعرّض هو أيضا، فهم الذين سوّوا عليه البليّة، و قذفوه بهذه التهمة.

فوجّهوا إليه و عرّفوه ذنبه ليتوب، و يتلافى ما فرّط منه، فإن لم يفعل، فليوطّن نفسه على ضرب خمسمائة سوط، [و حبس] في مطبق لا يفرّق [فيه] بين الليل و النهار.

فوجّه إليه، فتاب و قضى حقّ الأخ الذي كان قد قصّر فيه، فما فرغ من ذلك حتّى عثر باللصّ، و أخذ منه المال، و خلّى عنه، و جاءه الوشاة يعتذرون إليه(1).

الثاني في حكم التقيّة في النذر:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... قال: كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: إنّي كنت نذرت نذرا منذ سنتين أن أخرج إلى ساحل من سواحل البحر إلى ناحيتنا ممّا يرابط فيه المتطوّعة نحو مرابطهم بجدّة، و غيرها من سواحل البحر، أ فترى جعلت فداك، أنّه يلزمني الوفاء به، أو لا يلزمني؟ أو أفتدي الخروج إلى ذلك الموضع بشيء من أبواب البرّ، لأصير إليه إن شاء اللّه تعالى؟

فكتب عليه السّلام إليه بخطّه، و قرأته: إن كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين،

ص: 126


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 324، ح 171. عنه البحار: ج 72، ص 416، ضمن ح 68، و وسائل الشيعة: ج 16، ص 224، ح 21419، قطعة منه.

فالوفاء به إن كنت تخاف شنعته، و إلاّ فاصرف ما نويت من ذلك في أبواب البرّ، وفّقنا اللّه و إيّاك لما يحبّ و يرضى(1).

ص: 127


1- التهذيب: ج 6، ص 126، ح 221. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل من بني هاشم)، رقم 988.

ص: 128

الباب التاسع النكاح و الأولاد

اشارة

و هو يشتمل على تسعة عناوين:

أ - مقدّمات النكاح و آدابه
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في صفات الزوج:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... الحسين بن بشّار الواسطي، قال:

كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: أسأله عن النكاح؟

فكتب إليّ: من خطب إليكم فرضيتم دينه و أمانته، فزوّجوه «إِلاّٰ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَسٰادٌ كَبِيرٌ» (1).(2).

الثاني في حكم تزويج الصغار:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض بني عمّي إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: ما تقول في صبيّة زوّجها عمّها، فلمّا

ص: 129


1- الأنفال: 73/8.
2- الكافي: ج 5، ص 347، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن بشّار الواسطي)، رقم 902.

كبرت أبت التزويج؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: لا تكره على ذلك، و الأمر أمرها(1).

(706) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع(2)، قال: سأله رجل عن رجل، مات و ترك أخوين و البنت و الابنة صغيرة، فعمد أحد الأخوين الوصي، فزوّج الابنة من ابنه. ثمّ مات أبو الابن المزوّج، فلمّا أن مات قال الآخر: أخي لم يزوّج ابنه، فزوّج الجارية من ابنه.

فقيل للجارية: أيّ الزوجين أحبّ إليك، الأوّل أو الآخر؟

قالت: الآخر. ثمّ إنّ الأخ الثاني مات و للاخ الأوّل ابن أكبر من الابن المزوّج.

فقال للجارية: اختاري أيّهما أحبّ إليك، الزوج الأوّل أو الآخر؟

فقال: الرواية فيها أنّها للزوج الأخير، و ذلك أنّها [تكون] قد كانت أدركت حين زوّجها، و ليس لها أن تنقض ما عقدته بعد إدراكها(3).

ص: 130


1- الكافي: ج 5، ص 394، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري)، رقم 978.
2- تقدّمت ترجمته في ف 4، ب 2 (اعطاء اللّه قميصا من الجنّة لإبراهيم و إسحاق و يعقوب و يوسف).
3- الكافي: ج 5، ص 397، ح 3. التهذيب: ج 7، ص 387، ح 1554. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 20، ص 282، ح 25631، و الوافي: ج 21، ص 440، ح 21495.
الثالث في تزويج الرجل أكثر من امرأة واحدة:

1 - المسعودي: ثمّ خرج [أبو جعفر] عليه السّلام في السنة التي خرج فيها المأمون إلى البليدون من بلاد الروم بأمّ الفضل حاجّا إلى مكّة....

فلمّا انصرف أبو جعفر عليه السّلام إلى العراق، لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبّرون و يعملون في الحيلة في قتله، فقال جعفر لأخته أمّ الفضل و كانت لأمّه و أبيه في ذلك: لأنّه وقف على انحرافها عنه و غيرتها عليه، لتفضيله أمّ أبي الحسن ابنه عليها...(1).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... أبو نصر الهمداني قال: حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر، عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام قالت:

لمّا مات محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، أتيت زوجته أمّ عيسى، بنت المأمون...

[فقالت أمّ عيسى]: فبينما أنا جالسة ذات يوم، إذ دخلت عليّ جارية فسلّمت، فقلت: من أنت؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، و أنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام...(2).

الرابع في تهنئة التزويج:

(707) 1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: فقال له [أي لأبي جعفر محمد بن

ص: 131


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
2- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.

الرضا عليهما السّلام] أبو هاشم الجعفري في يوم تزوّج أمّ الفضل ابنة المأمون:

يا مولاي! لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم.

فقال عليه السّلام: يا أبا هاشم! عظمت بركات اللّه علينا فيه.

قلت: نعم يا مولاي! فما أقول في اليوم؟

فقال: قل فيه خيرا فإنّه يصيبك.

قلت: يا مولاي! أفعل هذا و لا أخالفه.

قال عليه السّلام: إذا ترشد و لا ترى إلاّ خيرا(1).

2 - الحضيني رحمه اللّه:... علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن، قال:

دخلت على أبي جعفر عليه السّلام في صبيحة عرسه بأمّ الفضل بنت المأمون، و كنت أوّل من دخل عليه في ذلك اليوم...(2).

ب - عقد النكاح و أولياء العقد
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في كيفيّة إجراء العقد:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... الريّان بن شبيب، قال:... ثمّ أقبل على أبي جعفر عليه السّلام، فقال له: أ تخطب يا أبا جعفر!؟

قال: نعم يا أمير المؤمنين!

ص: 132


1- تحف العقول: ص 456، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في النكاح)، رقم 842.
2- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.

فقال له المأمون: اخطب جعلت فداك لنفسك، فقد رضيتك لنفسي، و أنا مزوّجك أمّ الفضل ابنتي، و إن رغم قوم لذلك.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: الحمد للّه إقرارا بنعمته، و لا إله إلاّ اللّه إخلاصا لوحدانيّته، و صلّى اللّه على محمد سيّد بريّته، و الأصفياء من عترته.

أمّا بعد: فقد كان من فضل اللّه على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه: «وَ أَنْكِحُوا اَلْأَيٰامىٰ مِنْكُمْ وَ اَلصّٰالِحِينَ مِنْ عِبٰادِكُمْ وَ إِمٰائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ» (1).

ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون.

و قد بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد عليهما السّلام و هو خمسمائة درهم جيادا، فهل زوّجتني يا أمير المؤمنين بها على هذا الصداق المذكور؟

قال المأمون: نعم! قد زوّجتك يا أبا جعفر ابنتي على هذا الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: قد قبلت ذلك و رضيت به...(2).

الثاني في عقد الفضولي:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض بني عمّي إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: ما تقول في صبيّة زوّجها عمّها، فلمّا كبرت أبت التزويج؟

ص: 133


1- النور: 32/24.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.

فكتب بخطّه عليه السّلام: لا تكره على ذلك و الأمر أمرها(1).

ج - ما يحرم بالرضاع
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في حكم اتّحاد الفحل في الرضاع:

(708) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: سأل عيسى بن جعفر بن عيسى أبا جعفر الثاني عليه السّلام: إنّ امرأة أرضعت لي صبيّا، فحصل يحلّ لي أن أتزوّج ابنة زوجها؟

فقال لي: ما أجود ما سألت من هاهنا يؤتى أن يقول الناس: حرمت عليه امرأته من قبل لبن الفحل. هذا هو لبن الفحل لا غيره.

فقلت له: [إنّ] الجارية ليست ابنة المرأة التي أرضعت لي، هي ابنة غيرها.

فقال: لو كنّ عشرا متفرّقات، ما حلّ لك منهنّ شيء، و كنّ في موضع بناتك(2).

ص: 134


1- الكافي: ج 5، ص 394، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري)، رقم 978.
2- الكافي: ج 5، ص 441، ح 8. عنه الوافي: ج 21، ص 245، ح 21169. التهذيب: ج 7، ص 320، ح 1320. عوالي اللئالي: ج 3، ص 326، ح 196. الاستبصار: ج 3، ص 199، ح 723. عنه و عن التهذيب و الكافي، وسائل الشيعة: ج 20، ص 363، ح 25836، قطعة منه، و ص 391، ح 25911، أورده بتمامه.
الثاني في حكم من تزوّج رضيعة فأرضعتها إحدى زوجاته:

(709) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن علي بن مهزيار، رواه عن أبي جعفر(1) عليه السّلام، قال: قيل له: إنّ رجلا تزوّج بجارية صغيرة، فأرضعتها امرأته: ثمّ أرضعتها امرأة له أخرى، فقال ابن شبرمة: حرمت عليه الجارية و امرأتاه.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: أخطأ ابن شبرمة، حرمت عليه الجارية و امرأته التي أرضعتها أوّلا، فأمّا الأخيرة فلم تحرم عليه كأنّها أرضعت ابنتها(2).

الثالث في حكم الرضاع بعد الفطام:

1 - المسعودي: قال أبو خداش... فقلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! أمّ ولد لي أرضعت جارية بالغة بلبن ابني، أ يحرم عليّ نكاحها؟

ص: 135


1- فإنّ الظاهر بقرينة الراوي و هو علي بن مهزيار أنّ المراد بأبي جعفر هو الجواد عليه السّلام. و أمّا ذكر ابن شبرمة في الرواية فلا دلالة فيه على أنّه كان حيا بل أنّ القائل كلى. قول ابن شبرمة و فتواه... و ممّا يدلّ على ما ذكرنا أنّ ابن شبرمة تولّى القضاء من قبل المنصور في عهد الصادق عليه السّلام فلا معنى لحكاية قوله عن الباقر عليه السّلام و حكم الإمام عليه السّلام بخطئه. معجم رجال الحديث: ج 10، ص 216.
2- الكافي: ج 5، ص 446، ح 13. عنه الوافي: ج 21، ص 221، ح 21120، و وسائل الشيعة: ج 20، ص 402، ح 25938. التهذيب: ج 7، ص 293، ح 1232. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 200، س 1. عنه البحار: ج 100، ص 324، ح 18. عوالي اللئالي: ج 3، ص 326، ح 197.

فقال عليه السّلام: لا رضاع بعد فطام...(1).

د - ما يحرم بالمصاهرة و نحوه
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حكم من نكح امرأة على زنا:

1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: قال المأمون ليحيى بن أكثم: اطرح على أبي جعفر، محمد بن الرضا عليهما السّلام مسألة تقطعه فيها.

فقال: يا أبا جعفر! ما تقول في رجل نكح امرأة على زنا، أ يحلّ أن يتزوّجها؟

فقال عليه السّلام: يدعها حتّى يستبرئها من نطفته و نطفة غيره، إذ لا يؤمن منها أن تكون قد أحدثت مع غيره حدثا كما أحدثت معه؛ ثمّ يتزوّج بها إن أراد، فإنّما مثلها مثل نخلة أكل رجل منها حراما، ثمّ اشتراها فأكل منها حلالا...(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض أصحابنا كتابا إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام... رجل فجر بامرأة، ثمّ إنّه تزوّجها بعد الحمل، فجاءت بولد، و هو أشبه خلق اللّه به؟

فكتب عليه السّلام بخطّه و خاتمه: الولد لغيّة، لا يورّث(3).

ص: 136


1- إثبات الوصيّة: ص 222، س 5. تقدّم الحديث بتمامه في ب 3، (إتمام الصلاة في الحرمين)، رقم 646.
2- تحف العقول: ص 454، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (مناظرته عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 869.
3- الكافي: ج 7، ص 164، ح 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أصحابه)، رقم 983.
الثاني في حكم تزويج المطلّقة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض موالينا إلى أبي جعفر عليه السّلام:

إنّ معي امرأة عارفة أحدث زوجها، فهرب عن البلاد، فتبع الزوج بعض أهل المرأة، فقال: إمّا طلّقت، و إمّا رددتك فطلّقها، و مضى الرجل على وجهه فما ترى للمرأة؟

فكتب بخطه: تزوجي يرحمك الله(1)

ه - ما يحرم بالكفر و نحوه
حكم نكاح من ارتدّ عن الإسلام ثمّ تاب:

1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه:... فقال له أبو جعفر عليه السّلام: يا أبا محمد! [يحيى ابن أكثم] ما تقول في رجل حرمت عليه امرأة... ارتفاع النهار، ثمّ حلّت له نصف النهار فبقي يحيى و الفقهاء بلسا، خرسا....

قال [عليه السّلام]:... فارتدّ [الزوج] عن الإسلام، فحرمت عليه [زوجته]. فتاب و رجع إلى الإسلام، فحلّت له بالنكاح الأوّل.

كما أقرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نكاح زينب مع أبي العاص بن الربيع، حيث أسلم

ص: 137


1- الكافي: ج 6، ص 81، ح 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى امرأة من موالي محمد بن الحسن الأشعري)، رقم 980.

على النكاح الأوّل(1).

و - نكاح العبيد و الإماء
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حكم من اشترى أمة ثمّ أعتقها:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:

هذه أمة لرجل من الناس، نظر إليها أجنبي في أوّل النهار، فكان نظره إليها حراما عليه، فلمّا ارتفع النهار ابتاعها من مولاها، فحلّت له، فلمّا كان عند الظهر أعتقها، فحرمت عليه...(2).

2 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه:... فقال له [أي ليحيى بن أكثم] أبو جعفر عليه السّلام:

يا أبا محمد! ما تقول في رجل حرمت عليه امرأة بالغداة، و حلّت له ارتفاع النهار؟... فبقي يحيى و الفقهاء بلسا، خرسا....

قال عليه السّلام: هذا رجل نظر الى مملوكة لا تحلّ له، اشتراها فحلّت له، ثمّ أعتقها فحرمت عليه...(3).

ص: 138


1- تحف العقول: ص 454، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (مناظرته عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 869.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
3- تحف العقول: ص 454، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 869.
الثاني في حكم تزويج العبد:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيّدي سنة سبع و مائتين، فقلت له:... جعلت فداك! فإنّه أتوا بي من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، و قد تخلّصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، و قد أتيتك مسترقّا، مستعبدا.

فقال: قد قبلت.

قال: فلمّا حضر خروجي إلى مكّة، قلت له:... إنّي قد حججت و تزوّجت؟....

فقال لي: انصرف إلى بلادك و أنت من حجّك و تزويجك... في حلّ...(1).

ز - معاشرة المرأة الأجنبية
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في كيفيّة ملامسة المرأة الأجنبيّة:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن بكر، قال: قلت له [أي لأبي جعفر الجواد عليه السّلام]: إنّ عمّتي تشتكي من ريح بها....

فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب...(2).

2 - الراوندي رحمه اللّه:... أبي بكر بن إسماعيل، [قال]: قلت لأبي جعفر ابن

ص: 139


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 593.
2- دلائل الإمامة: ص 403، ح 363. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (شفاء ريح الركبة)، رقم 387.

الرضا عليهما السّلام: إنّ لي جارية تشتكي من ريح بها....

فقال لها: ما تشتكين يا جارية!؟

قالت: ريحا في ركبتي.

فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب(1).

الثاني في حكم كشف المرأة رأسها عند الخادم:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه أمّ علي تسأل عن كشف الرأس بين يدي الخادم؟....

فكتب عليه السّلام: سألت عن كشف الرأس بين يدي الخادم، لا تكشفي، فإنّ ذلك مكروه(2).

2 - المسعودي: قال أبو خداش... فقلت لأبي جعفر عليه السّلام:... الخصيّ يدخل على النساء؟

فحوّل وجهه ثمّ استدناني و قال: و ما نقص منه إلاّ الخناثة الواقعة عليه(3).

ص: 140


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 376، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (شفاء ريح الركبة)، رقم 386.
2- التهذيب: ج 7، ص 457، ح 1828. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أمّ علي)، رقم 895.
3- إثبات الوصيّة: ص 222، س 5. تقدّم الحديث بتمامه في ب 3، (إتمام الصلاة في الحرمين)، رقم 646.
ح - المهر
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حكم جعل المهر من غير المال:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي، قال:

حدّثنا أبي و كان خادما لمحمد بن علي الجواد عليهما السّلام: لمّا زوّج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام ابنته، كتب - عليه السّلام - إليه: إنّ لكلّ زوجة صداقا من مال زوجها،... و قد أمهرت ابنتك: الوسائل إلى المسائل، و هي مناجاة دفعها إليّ أبي...(1).

الثاني في مهر السنّة:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال:... إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون، و قد بذل لها من الصداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد عليهما السّلام، و هو خمسمائة درهم جيادا...(2).

ص: 141


1- مهج الدعوات: ص 309، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى المأمون)، رقم 956.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
ط - أحكام الأولاد
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في الدعاء لجعل ولد الحبلى ذكرا سويّا:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل أو غيره قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكرا سويا؟

قال عليه السّلام: يدعو ما بينه و بين أربعة أشهر، فإنّه أربعين ليلة نطفة، و أربعين ليلة علقة، و أربعين ليلة مضغة...(1).

الثاني في تسمية الولد قبل الولادة:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال: حجّ إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر عليه السّلام، قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشر مسائل لأسأله عنها، و كان لي حمل....

قال لي: يا أبا يعقوب! سمّه أحمد...(2).

ص: 142


1- الكافي: ج 6، ص 16، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (علمه عليه السّلام بما في الأرحام)، رقم 366.
2- دلائل الإمامة: ص 401، ح 360. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 417.
الثالث في برّ الوالدين:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه: إنّ أبي ناصب خبيث الرأي....

فكتب عليه السّلام: قد فهمت كتابك و ما ذكرت من أمر أبيك، و لست أدع الدعاء لك إن شاء اللّه، و المداراة خير لك من المكاشفة، و مع العسر يسر، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين...(1).

ص: 143


1- الأمالي: ص 191، ح 20. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى صهر بكر بن صالح)، رقم 908.

ص: 144

الباب العاشر الطلاق و الظهار

اشارة

و هو يشتمل على أربعة عناوين:

الأوّل في شرائط صحّة الطلاق:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... جاء محمد بن جمهور العمي؛ و الحسن بن راشد و علي بن مدرك؛ و علي بن مهزيار و خلق كثير من سائر البلدان إلى المدينة، و سألوا عن الخلف بعد الرضا....

إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السّلام... فقال الرجل الثاني: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟

قال عليه السّلام: تقرأ القرآن؟

قال: نعم!

قال: اقرأ سورة الطلاق إلى قوله: «وَ أَقِيمُوا اَلشَّهٰادَةَ لِلّٰهِ» (1)؛ يا هذا! لا طلاق إلاّ بخمس: شهادة شاهدين عدلين في طهر من غير جماع بإرادة عزم.

ثمّ قال عليه السّلام بعد كلام: يا هذا! هل ترى في القرآن عدد نجوم السماء؟

قال: لا(2).

(710) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن

ص: 145


1- الطلاق: 2/65.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 150.

يزيد، عن أحمد بن محمد(1)، قال: سألته عن الطلاق؟

فقال عليه السّلام: على طهر، و كان علي عليه السّلام يقول: لا يكون طلاق إلاّ بالشهود.

فقال له رجل: إن طلّقها و لم يشهد، ثمّ أشهد بعد ذلك بأيّام، فمتى تعتدّ؟

فقال عليه السّلام: من اليوم الذي أشهد فيه على الطلاق(2).

3 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي، عن أبيه... خرج أبو جعفر عليه السّلام، و عليه قميصان... ثمّ قام إليه صاحب المسألة الأولى، فقال:

يا ابن رسول اللّه! ما تقول فيمن قال لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

فقال له: يا هذا! اقرأ كتاب اللّه، قال اللّه تبارك و تعالى: «اَلطَّلاٰقُ مَرَّتٰانِ فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسٰانٍ» (3) في الثالثة...(4).

ص: 146


1- المراد من «أحمد بن محمد» هو أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي بقرينة رواية يعقوب بن يزيد عنه. عدّه الشيخ من أصحاب الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السّلام، رجال الطوسي: ص 344 رقم 34، و ص 366 رقم 3، و ص 397 رقم 5. و قال النجاشي:... لقى الرضا و أبا جعفر عليهما السّلام و كان عظيم المنزلة عندهم. رجال النجاشي: ص 75 رقم 180. و له روايات عنهم عليهم السّلام. المعجم: ج 2، ص 236 رقم 800.
2- التهذيب: ج 8، ص 50، ح 159. عنه وسائل الشيعة: ج 22، ص 28، ح 27936. قطعة منه في ب 10، (عدّة المطلّقة و المتوفّى عنها زوجها)، و ف 9، ب 4، (ما رواه عن الإمام علي عليهما السّلام).
3- البقرة: 229/2.
4- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
الثاني في حكم طلاق الغائب زوجته:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض موالينا إلى أبي جعفر عليه السّلام: إنّ معي امرأة عارفة، أحدث زوجها، فهرب عن البلاد، فتبع الزوج بعض أهل المرأة، فقال: إمّا طلّقت، و إمّا رددتك؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: تزوّجي، يرحمك اللّه(1).

الثالث في حكم الطلاق غير مرّة:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام مع أصحابنا.

و أتاني الجواب بخطّه:... فهمت ما ذكرت من أمر ابنتك و زوجها... فأمّا ما ذكرت من حنثه بطلاقها غير مرّة، فانظر فإن كان ممّن يتولاّنا، و يقول بقولنا، فلا طلاق عليه، لأنّه لم يأت أمرا جهله.

و إن كان ممّن لا يتولاّنا، و لا يقول بقولنا، فاختلعها منه، فإنّه إنّما نوى الفراق بعينه(2).

ص: 147


1- الكافي: ج 6، ص 81، ح 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى امرأة من موالي محمد بن الحسن الأشعري)، رقم 980.
2- التهذيب: ج 8، ص 57، ح 186. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 872.
الرابع في حكم تولّي المولى طلاق الأمة المزوّجة حرّا:

(711) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن أحمد، قال: كتب إليه الريّان بن شبيب(1)، رجل أراد أن يزوّج مملوكته حرّا يشترط عليه أنّه متى شاء فيفرّق بينهما. أ يجوز ذلك له، جعلت فداك! أم لا؟

فكتب عليه السّلام: نعم! إذا جعل إليه الطلاق(2).

ب - أقسام الطلاق و أحكامه
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في صحّة الطلاق من غير جماع بعد الرجوع:

(712) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، عن أبي علي بن راشد(3)، قال: سألته مشافهة عن رجل طلّق امرأته بشاهدين على طهر، ثمّ سافر و أشهد على رجعتها، فلمّا قدم طلّقها من غير جماع، أ يجوز ذلك له؟

قال عليه السّلام: نعم! قد جاز طلاقها(4).

ص: 148


1- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إليه).
2- التهذيب: ج 7، ص 341، ح 1393. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى الريّان بن شبيب)، رقم 907.
3- تقدّمت ترجمته في ب 7، (حكم كفّارة الظلال)، رقم 670.
4- التهذيب: ج 8، ص 45، ح 141. الاستبصار: ج 3، ص 281، ح 999. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 22، ص 144، ح 28231.
الثاني في طلاق الرجعة:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال:... فقال له [أي ليحيى ابن أكثم] أبو جعفر عليه السّلام: أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة... فلمّا كان انتصاف الليل حرمت عليه، فلمّا طلع الفجر حلّت له....

فقال أبو جعفر عليه السّلام:... فلمّا كان في نصف اللّيل طلّقها [أي زوجته] واحدة، فحرمت عليه، فلمّا كان عند الفجر راجعها، فحلّت له،...(1).

2 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه:... فقال له [أي ليحيى بن أكثم] أبو جعفر عليه السّلام:

يا أبا محمد! ما تقول في رجل حرمت عليه امرأة بالغداة... ثمّ حلّت له الفجر؟....

قال عليه السّلام:... طلّقها تطليقة، فحرمت عليه، ثمّ راجعها، فحلّت له...(2).

ج - العدد
عدّة المطلّقة و المتوفّى عنها زوجها:

(713) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن سيف، عن محمد بن سليمان، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال:

قلت له: جعلت فداك! كيف صارت عدّة المطلّقة ثلاث حيض، أو ثلاثة أشهر،

ص: 149


1- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
2- تحف العقول: ص 454، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 869.

و صارت عدّة المتوفّى عنها زوجها أربعة أشهر و عشرا؟

فقال: أمّا عدّة المطلّقة ثلاثة قروء، فلاستبراء الرحم من الولد.

و أمّا عدّة المتوفّى عنها زوجها، فإنّ اللّه عزّ و جلّ شرط للنساء شرطا، و شرط عليهنّ شرطا، فلم يجأ(1) بهنّ فيما شرط لهنّ، و لم يجر فيما اشترط عليهنّ.

شرط لهنّ في الإيلاء أربعة أشهر إذ يقول اللّه عزّ و جلّ: «لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ» (2). فلم يجوّز لأحد أكثر من أربعة أشهر في الإيلاء لعلمه تبارك و تعالى أنّه غاية صبر المرأة من الرجل.

و أمّا ما شرط عليهنّ، فإنّه أمرها أن تعتدّ إذا مات عنها زوجها، أربعة أشهر و عشرا، فأخذ منها له عند موته ما أخذ لها منه في حياته عند ايلائه، قال اللّه تبارك و تعالى: «يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً» (3) و لم يذكر العشرة الأيّام في العدّة إلاّ مع الأربعة أشهر، و علم أنّ غاية صبر المرأة الأربعة أشهر في ترك الجماع، فمن ثمّ أوجبه عليها و لها(4).

ص: 150


1- في البرهان: فلم يحابهنّ.
2- البقرة: 226/2.
3- البقرة: 234/2.
4- الكافي: ج 6، ص 113، ح 1. عنه البرهان: ج 1، ص 226، ح 1، و ص 217، س 19، بتفاوت، و وسائل الشيعة: ج 22، ص 235، ح 28478. التهذيب: ج 8، ص 143، ح 495. علل الشرائع: ص 507، ح 1. المحاسن: ج 2، ص 302، ضمن ح 11، و فيها: عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام. عنه و عن العلل، البحار: ج 101، ص 184، ح 11 و 12. العيّاشي: ج 1، ص 122، ح 389، و فيه عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام. عنه مستدرك الوسائل: ج 15، ص 363، ح 18513، عن محمد بن سليمان عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام و ح 18514 عن كتاب الغايات مثله. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 226/2 و 234).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن أحمد بن محمد، قال:... فقال له رجل: إن طلّقها و لم يشهد، ثمّ أشهد بعد ذلك بأيّام، فمتى تعتدّ؟

فقال عليه السّلام: من اليوم الذي أشهد فيه على الطلاق(1).

د - الظهار
حكم من ظاهر عن امرأته ثمّ كفّر:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:

... فلمّا كان وقت المغرب ظاهر منها [أي زوجته] فحرمت عليه، فلمّا كان وقت العشاء الآخرة كفّر عن الظهار، فحلّت له...(2).

2 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه:... فقال له [أي ليحيى بن أكثم] أبو جعفر عليه السّلام:

يا أبا محمد! ما تقول في رجل... حرمت [زوجته] عليه العصر، ثمّ حلّت له المغرب....

قال عليه السّلام:... ظاهر منها فحرمت عليه، فكفّر الظهار فحلّت له...(3).

ص: 151


1- التهذيب: ج 8، ص 50، ح 159. تقدّم الحديث بتمامه في (شرائط صحّة الطلاق)، رقم 710.
2- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
3- تحف العقول: ص 454، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 869.

ص: 152

الباب الحادي عشر الوقف و الرهن

اشارة

و هو يشتمل على عنوانين:

(أ) الوقف
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في حكم إعطاء فقراء بني هاشم من الوقف:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أعلمه أنّ إسحاق بن إبراهيم وقف ضيعة....

فكتب عليه السّلام: فهمت يرحمك اللّه ما ذكرت من وصيّة إسحاق بن إبراهيم رضي اللّه عنه، و ما أشهد لك بذلك محمد بن إبراهيم رضى اللّه عنه، و ما استأمرت فيه من إيصالك بعض ذلك إلى من له ميل و مودّة من بني هاشم ممّن هو مستحقّ فقير.

فأوصل ذلك إليهم يرحمك اللّه، فهم إذا صاروا إلى هذه الخطّة أحقّ به من غيرهم لمعنى لو فسّرته لك لعلمته إن شاء اللّه(1).

الثاني في حكم الوقف على أولاد كثيرين متفرّقين:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: كتبت

ص: 153


1- الكافي: ج 7، ص 65، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 930.

إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: أسأله عن أرض أوقفها جدّي على المحتاجين من ولد فلان بن فلان... متفرّقون في البلاد....

فأجاب عليه السّلام: ذكرت الأرض التي أوقفها جدّك على فقراء ولد فلان، و هي لمن حضر البلد الذي فيه الوقف، و ليس لك أن تبتغي من كان غائبا(1).

الثالث في اشتراط تعيين الوقت في صحّة الوقف:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: قلت: روى بعض مواليك، عن آبائك عليهم السّلام: أنّ كلّ وقف إلى وقت معلوم، فهو واجب على الورثة، و كلّ وقف إلى غير وقت معلوم جهل مجهول، باطل مردود على الورثة، و أنت أعلم بقول آبائك؟

فكتب عليه السّلام: هو عندي كذا(2).

الرابع في حكم بيع الوقف:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: إنّ فلانا ابتاع ضيعة فوقفها، و جعل لك في الوقف الخمس، و يسأل عن رأيك في بيع حصّتك من الأرض، أو يقوّمها على نفسه بما اشتراها به، أو يدعها موقوفة؟

ص: 154


1- من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 178، ح 627. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن محمد بن سليمان النوفلي)، رقم 927.
2- الكافي: ج 7، ص 36، ح 31. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 929.

فكتب عليه السّلام إليّ: أعلم فلانا أنّي آمره ببيع حقّي من الضيعة، و إيصال ثمن ذلك إليّ، و أنّ ذلك رأيي إن شاء اللّه، أو يقوّمها على نفسه إن كان ذلك أوفق له.

و كتبت إليه: إنّ الرجل ذكر، أنّ بين من وقف بقيّة هذه الضيعة عليهم اختلافا شديدا، و أنّه ليس يأمن أن يتفاقم ذلك بينهم بعده، فإن كان ترى أن يبيع هذا الوقف و يدفع إلى كلّ إنسان منهم ما كان وقف له من ذلك أمرته؟

فكتب بخطّه إليّ: و أعلمه أنّ رأيي له إن كان قد علم الاختلاف ما بين أصحاب الوقف أن يبيع الوقف أمثل، فإنّه ربما جاء في الاختلاف ما فيه تلف الأموال و النفوس(1).

ب - الرهن

(714) 1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال:

لا رهن إلاّ مقبوضا(2).

ص: 155


1- الكافي: ج 7، ص 36، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 931.
2- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 156، ح 525. عنه البحار: ج 10، ص 159، ح 4، و وسائل الشيعة: ج 18، ص 383، ح 23893.

ص: 156

الباب الثاني عشر الدين:

اشارة

و هو يشتمل على ثلاثة عناوين:

أ - حكم أداء الدين

(715) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن محمد بن عيسى، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الكريم - من أهل همدان - عن أبي تمامة(1)، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: إنّي أريد أن ألزم مكّة أو المدينة، و عليّ دين(2)، فما تقول؟

فقال: ارجع فأدّه إلى مؤدّي دينك، و انظر أن تلقى اللّه تعالى و ليس عليك دين، إنّ (3) المؤمن لا يخون(4).

ص: 157


1- قال السيد الخوئي بعد نقل رواية التهذيب عن أبي تمامة: و لكنّ الصدوق رواها بعينها عن أبي ثمامة بالمثلثة،.... و هو الموافق للوافي و الوسائل، و ذكره في المشيخة و قال: و ما كان فيه عن أبي ثمامة، فقد رويته عن... معجم رجال الحديث: ج 21، ص 74، رقم 13993.
2- في العلل: دين للمرجئة.
3- في العلل: فإنّ.
4- الكافي: ج 5، ص 94، ح 9. التهذيب: ج 6، ص 184، ح 382. علل الشرائع: ص 528، ح 7، حسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن ابن عيسى.... عنه البحار: ج 100، ص 142، ح 10. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 111، ح 472. عنه و عن الكافي و التهذيب و العلل، وسائل الشيعة: ج 18، ص 324، ح 23772. قطعة منه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في أداء الدين).
ب - حكم استيفاء الدين من مال الغريم:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: أخبرني إسحاق بن إبراهيم: إنّ موسى بن عبد الملك كتب إلى أبي جعفر عليه السّلام، يسأله عن رجل دفع إليه مالا ليصرفه... و قد كان له عليه بقدر هذا المال...؟

فكتب عليه السّلام إليه: أقبض مالك ممّا في يديك(1).

ج - حكم دين المؤجّل بموت المستقرض:

(716) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: الحسين بن سعيد(2) قال: سألته عن رجل أقرض رجلا دراهم إلى أجل مسمّى، ثمّ مات المستقرض، أ يحلّ مال القارض عند موت المستقرض منه أو للورثة من الأجل ما للمستقرض في حياته؟

فقال: إذا مات فقد حلّ مال القارض(3).

ص: 158


1- التهذيب: ج 6، ص 348، ح 984. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى موسى بن عبد الملك)، رقم 975.
2- هو الحسين بن سعيد الأهوازي الذي روى عن الرضا و أبي جعفر الثاني و أبي الحسن الثالث عليهم السّلام، فهرست الشيخ: ص 58 رقم 220. فعلى هذا رجوع الضمير في قوله: «سألته» إلى كلّ واحد منهم محتمل، و لم نجد دليلا على التعيين.
3- التهذيب: ج 6، ص 190، ح 409. عنه وسائل الشيعة: ج 18، ص 344، ح 23811.

الباب الثالث عشر الوصيّة

اشارة

و هو يشتمل على ستّة عناوين:

أ - لزوم الوصيّة

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد الحسين الواسطي إنّه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنّه أشهده على هذه الوصيّة المنسوخة:

شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أنّ أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام أشهده أنّه أوصى إلى علي ابنه بنفسه و أخواته...(1).

ب - حكم الوصيّة في الثلث و ما زاد عليه:

(717) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن، عن أخيه أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، قال: أوصى أخو رومي بن عمران جميع ماله لأبي جعفر عليه السّلام.

قال عمرو: فأخبرني رومي أنّه وضع الوصيّة بين يدي أبي جعفر عليه السّلام، فقال:

هذا ما أوصى لك به أخي، و جعلت أقرأ عليه، فيقول لي: قف، و يقول: أحمل

ص: 159


1- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6، (وصيّته عليه السّلام إلى ابنه)، رقم 170.

كذا، و وهبت لك كذا، حتّى أتيت على الوصيّة، فنظرت، فإذا إنّما أخذ الثلث.

قال: فقلت له: أمرتني أن أحمل إليك الثلث، و وهبت لي الثلثين؟

قال: نعم! قلت: أبيعه(1)، و أحمله إليك؟

قال: لا! على الميسور عليك(2)، لا تبع شيئا(3).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن بعض أصحابنا، قال: كتبت إليه:

جعلت فداك! إنّ امرأة أوصت إلى امرأة، و دفعت إليها خمسمائة درهم، و لها زوج و ولد، فأوصتها أن تدفع سهما منها إلى بعض بناتها و تصرف الباقي إلى الإمام.

فكتب عليه السّلام: تصرف الثلث من ذلك إليّ، و الباقي يقسّم على سهام اللّه عزّ و جلّ بين الورثة(4).

(718) 3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، قال: كان لمحمد بن الحسن ابن أبي خالد غلام لم يكن به بأس، عارف يقال له «ميمون» فحضره الموت، فأوصى إلى أبي الفضل العبّاس ابن معروف بجميع ميراثه و تركته أن اجعله دراهم، و ابعث بها إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام، و ترك أهلا حاملا، و إخوة قد دخلوا في الإسلام، و أمّا مجوسيّة.

ص: 160


1- في المصدر: أبعه، و هو غير صحيح.
2- في الاستبصار و التهذيب و وسائل الشيعة: منك من غلّتك.
3- الكافي: ج 7، ص 7، ح 4. عنه و التهذيب، و الوافي: ج 24، ص 49، ح 23640. الاستبصار: ج 4، ص 124، ح 469. التهذيب: ج 9، ص 188، ح 757. عنه و عن الاستبصار و الكافي، وسائل الشيعة: ج 19، ص 279، ح 24592.
4- التهذيب: ج 9، ص 242، ح 938. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أصحابه)، رقم 986.

قال: ففعلت ما أوصى به، و جمعت الدراهم و دفعتها إلى محمد بن الحسن، و عزم رأيي أن أكتب إليه بتفسير ما أوصى، به إليّ، و ما ترك الميّت من الورثة.

فأشار عليّ محمد بن بشير و غيره من أصحابنا أن لا أكتب بالتفسير و لا أحتاج إليه، فإنّه يعرف ذلك من غير تفسيري، فأبيت إلاّ أن أكتب إليه بذلك على، حقّه و صدقه فكتبت، و حصّلت الدراهم و أوصلتها إليه عليه السّلام.

فأمره أن يعزل منها الثلث، يدفعها إليه، و يردّ الباقي على وصيّه، يردّها على ورثته(1).

ج - حكم إنفاذ الوصيّة

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى جعفر و موسى: و فيما أمرتكما من الإشهاد بكذا و كذا نجاة لكما في آخرتكما، و إنفاذا لما أوصى به أبواكما، و برّا منكما لهما، و احذرا أن لا تكونا بدّلتما وصيّتهما، و لا غيّرتماها عن حالها، لأنّهما قد خرجا من ذلك، رضي اللّه عنهما، و صار ذلك في رقابكما.

و قد قال اللّه تبارك و تعالى في كتابه في الوصيّة:

«فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مٰا سَمِعَهُ فَإِنَّمٰا إِثْمُهُ عَلَى اَلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اَللّٰهَ

ص: 161


1- التهذيب: ج 9، ص 198، ح 790، و ص 242، ح 937، باختصار. عنه الوافي: ج 24، ص 47، ح 23636، و ص 48، ح 23637. الاستبصار: ج 4، ص 125، ح 473. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 19، ص 277، ح 24586. قطعة منه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي الفضل العبّاس بن معروف).

سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (1) .(2) .

د - حكم من أوصى بجميع ماله للإمام و ترك امرأتين

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب محمد بن حمزة العلوي إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: مولى لك أوصى إليّ بمائة درهم.

و كنت أسمعه يقول: كلّ شيء هو لي فهو لمولاي، فمات و تركها، و لم يأمر فيها بشيء، و له امرأتان: أمّا إحداهما فببغداد، و لا أعرف لها موضعا الساعة؛ و الأخرى بقمّ، فما الذي تأمرني في هذه المائة درهم؟

فكتب عليه السّلام إليه: أنظر أن تدفع من هذه الدراهم إلى زوجتي الرجل...

و تصدّق بالباقي على من تعرف أنّ له إليه حاجة إن شاء اللّه(3).

ه - إذا مات الموصى له قبل الموصي فتركته لورثته

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن عمر الساباطي، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن رجل أوصى إليّ، و أمرني: أن أعطي عمّا له في كلّ سنة شيئا، فمات العمّ؟

فكتب عليه السّلام: أعطه ورثته(4).

ص: 162


1- البقرة: 181/2.
2- الكافي: ج 7، ص 14، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى جعفر و موسى)، رقم 900.
3- الكافي: ج 7، ص 126، ح 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن حمزة العلوي)، رقم 960.
4- الكافي: ج 7، ص 13، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن عمر الساباطي)، رقم 964.
و - حكم من مات و ترك صغارا و لم يوص

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: إنّ رجلا من أصحابنا مات و لم يوص، فرفع أمره إلى قاضي الكوفة، فصيّر عبد الحميد ابن سالم القيّم بماله، و كان رجلا خلّف ورثة صغارا....

فذكرت ذلك لأبي جعفر عليه السّلام...

فقال عليه السّلام: إذا كان القيّم مثلك و مثل عبد الحميد، فلا بأس(1).

حكم الوصيّة بحرمان إحدى الورثة:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: سألته عن رجل له امرأة لم يكن له منها ولد، و له ولد من غيرها، فأحبّ أن لا يجعل لها في ماله نصيبا، فأشهد بكلّ شيء له في حياته و صحّته لولده دونها، و أقامت معه بعد ذلك سنين، أ يحلّ له ذلك إذا لم يعلمها و لم يتحلّلها؟

... فكتب عليه السّلام: حقّها واجب، فينبغي أن يتحلّلها(2).

حكم شراء الوصي من مال الميّت إذا بيع فيمن زاد:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... حسين بن إبراهيم، قال: كتبت مع محمد بن

ص: 163


1- التهذيب: ج 9، ص 240، ح 932. يأتي الحديث بتمامه في ب 16، (حكم بيع أموال الأيتام إذا لم يكن لهم وصي و لا ولي)، رقم 772.
2- التهذيب: ج 9، ص 162 ح 667. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 948.

يحيى: هل للوصي أن يشتري شيئا من مال الميّت إذا بيع فيمن زاد، يزيد و يأخذ لنفسه؟

فقال عليه السّلام: يجوز إذا اشترى صحيحا(1).

ص: 164


1- من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 162 ح 566. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، كتابه عليه السّلام إلى محمد بن يحيى الخراساني، رقم 974.

الباب الرابع عشر الإجارة

اشارة

و هو يشتمل على عنوانين:

أ - حكم إكراء الأرض بالطعام

(719) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن يعقوب، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن مهزيار(1)، قال: قلت له: جعلت فداك! إنّ في يدي أرضا، و المعاملين قبلنا من الأكرة(2). و السلطان يعاملون على أنّ لكلّ جريب(3)طعاما معلوما، أ فيجوز ذلك؟

قال: فقال لي: فليكن ذلك بالذهب.

قال: قلت: فإنّ الناس إنّما يتعاملون عندنا بهذا لا بغيره، فيجوز أن آخذ منهم دراهم، ثمّ آخذ الطعام؟

قال: فقال: و ما تغني إذا كنت تأخذ الطعام؟

قال: فقلت: فإنّه ليس يمكننا في شيئك و شيء إلاّ هذا.

ثمّ قال لي: على أنّ له في يدي أرضا و لنفسي.

ص: 165


1- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إليه).
2- الأكّار كشدّاد: الحرّاث، جمع أكرة، أقرب الموارد: ج 1، ص 14 (أكرة).
3- الجريب من الأرض و الطعام مقدار معلوم، إنّه ثلاثة آلاف و تسعمائة ذراع، و قيل إنّه عشرة آلاف ذراع. أقرب الموارد: ج 1، ص 112 (جرب).

و قال له: على أنّ علينا في ذلك مضرّة، يعني في شيئه و شيء نفسه، أي لا يمكننا غير هذه المعاملة.

قال: فقال لي: قد وسّعت لك في ذلك.

فقلت له: إنّ هذا لك و للناس أجمعين؟

فقال لي: قد ندمت حيث لم أستأذنه لأصحابنا جميعا.

فقلت: هذه لعلّة الضرورة؟

فقال: نعم(1).

ب - حكم أجرة الفاصد

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: الحسين بن أحمد التميمي، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام:

إنّه استدعى فاصدا في أيّام المأمون، فقال له: افصدني العرق الزاهر... فلمّا فصده... أمر له بمائة دينار، فأخذها...(2).

ص: 166


1- التهذيب: ج 7، ص 228، ح 996. عنه وسائل الشيعة: ج 19، ص 51، ح 24131.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (الحجامة)، رقم 856.

الباب الخامس عشر الشفعة

شرائط الشفعة:

(720) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن بن الوليد(1)، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن علي بن مهزيار، قال:

سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام عن رجل طلب شفعة(2) أرض، فذهب على أن يحضر المال فلم ينضّ (3)، فكيف يصنع صاحب الأرض إن أراد بيعها؟ أ يبيعها، أو ينتظر مجيء شريكه صاحب الشفعة؟

قال: إن كان معه بالمصر فلينتظر به ثلاثة أيّام، فإن أتاه بالمال، و إلاّ فليبع، و بطلت شفعته في الأرض.

و إن طلب الأجل إلى أن يحمل المال من بلد إلى آخر، فلينتظر به مقدار ما سافر(4) الرجل إلى تلك البلدة و ينصرف، و زيادة ثلاثة أيّام إذا قدم، فإن وافاه و إلاّ فلا شفعة له(5).

ص: 167


1- في وسائل الشيعة: محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد.
2- الشفعة كغرفة، و هي في الأصل التقوية و الاعانة، و في الشرع استحقاق الشريك الحصّة المبيعة في شركة. مجمع البحرين: ج 4، ص 354 (شفع).
3- أنضّ: أنجزها، (خذ ما نضّ لك من دين أو ثمن) أي تيسّر و تعجّل. أقرب الموارد: ج 2، ص 1312، (نضض).
4- في وسائل الشيعة: يسافر.
5- التهذيب: ج 7، ص 167، ح 739. عنه وسائل الشيعة: ج 25، ص 406، ح 32232. عوالي اللئالي: ج 3، ص 478، ح 12.

ص: 168

الباب السادس عشر البيع و التجارة

اشارة

و هو يشتمل على أحد عشر عنوانا:

أ - حكم تعيين الثمن

(721) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: الصفّار، عن محمد بن عيسى، عن أبي علي بن راشد(1)، قال: سألته قلت: جعلت فداك! رجل اشترى متاعا بألف درهم أو نحو ذلك، و لم يسمّ الدراهم وضحا و لا غير ذلك؟

قال: فقال عليه السّلام: إن شرط عليك فله شرطه، و إلاّ فله دراهم الناس التي تجوز بينهم.

قال: و إنّما أردت بذلك معرفة ما يجب عليّ في المهر، لأنّهم قالوا: لا نأخذ إلاّ وضحا، و إنّما تزوّجت على دراهم مسمّاة و لم نقل وضحا و لا غير ذلك(2).

ب - حكم بيع الوقف

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: إنّ فلانا ابتاع ضيعة فوقفها، و جعل لك في الوقف الخمس، و يسأل عن رأيك في بيع حصّتك من الأرض....

ص: 169


1- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إليه).
2- التهذيب: ج 7، ص 229، ح 998. عنه وسائل الشيعة: ج 18، ص 95، ح 23228.

فكتب عليه السّلام إليّ: أعلم فلانا أنّي آمره ببيع حقّي من الضيعة...(1).

ج - حكم بيع أموال الأيتام إذا لم يكن لهم وصي و لا ولي

(722) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع قال: إنّ رجلا من أصحابنا مات و لم يوص، فرفع أمره إلى قاضي الكوفة، فصيّر عبد الحميد ابن سالم، القيّم بماله، و كان رجلا(2) خلّف ورثة صغارا و متاعا و جواري، فباع عبد الحميد المتاع، فلمّا أراد بيع الجواري ضعف قلبه في بيعهنّ و لم يكن الميّت صيّر إليه وصيّته، و كان قيامه بها بأمر القاضي لأنهنّ فروج.

قال: محمد، فذكرت ذلك لأبي جعفر عليه السّلام، فقلت: جعلت فداك! يموت الرجل من أصحابنا، فلا يوصي إلى أحد، و خلّف جواري، فيقيّم القاضي رجلا منّا لبيعهنّ أو قال: يقوم بذلك رجل منّا، فيضعف قلبه لأنهنّ فروج فما ترى في ذلك؟

فقال: إذا كان القيّم مثلك و مثل عبد الحميد، فلا بأس(3).

ص: 170


1- الكافي: ج 7، ص 36، ح 30. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 931.
2- في الكافي: و كان الرجل و هكذا في التهذيب: ج 7.
3- التهذيب: ج 9، ص 240، ح 932 و ج 7، ص 69، ح 295، باختلاف. الكافي: ج 5، ص 209، ح 2، باختلاف. عنه و عن التهذيب، و الوافي: ج 17، ص 300، ح 17318، و وسائل الشيعة: ج 17، ص 363، ح 2276. قطعة منه في ب 13، (حكم من مات و ترك صغارا و لم يوص)، و ف 3، ب 3، (مدح محمد بن إسماعيل بن بزيع)، (عبد الحميد بن سالم).
د - حكم شراء مال الرجل المفقود

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام عن دار كانت لامرأة، و كان لها ابن و ابنة، فغاب الابن بالبحر، و ماتت المرأة، فادّعت ابنتها أنّ أمّها كانت صيّرت هذه الدار لها، و باعت أشقاصا منها، و بقيت في الدار قطعة إلى جنب دار رجل من أصحابنا، و هو يكره أن يشتريها، لغيبة الابن، و ما يتخوّف من أن لا يحلّ شراؤها و ليس يعرف للابن خبر؟

فقال لي: و منذ كم غاب؟

فقلت: منذ سنين كثيرة.

فقال عليه السّلام: ينتظر به غيبته عشر سنين، ثمّ يشتري.

فقلت له: إذا انتظر به غيبته عشر سنين، يحلّ شراؤها؟

قال: نعم(1).

ه - حكم أمر الغير بالبيع و الشراء

1 - المسعودي: روي عن محمد بن الفرج و غيره، قال: دعاني أبو جعفر عليه السّلام... و وصف لي جارية معه بحليتها، و صورتها، و لباسها، و أمرني بابتياعها، فمضيت و اشتريتها بما استلم...(2).

ص: 171


1- الكافي: ج 7، ص 154، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ب 18، (حكم ميراث المفقود)، رقم 729.
2- إثبات الوصيّة: ص 228، س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال زوجته عليه السّلام جمانة (سمانة)، رقم 102.
و - حكم بيع جلد غير مأكول اللّحم إذا كان مذكّى

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسين الأشعري، قال:

كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه: ما تقول في الفرو يشترى من السوق؟

فقال عليه السّلام: إذا كان مضمونا، فلا بأس(1).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه: قوائم السيوف التي تسمّى السفن أتّخذها من جلود السمك، فهل يجوز العمل لها، و لسنا نأكل لحومها؟.

فكتب عليه السّلام: لا بأس(2).

ز - حكم بيع الجواري

(723) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: الصفّار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي علي بن راشد(3)، قال: قلت له: إنّ رجلا قد اشترى ثلاث جوار قوّم كلّ واحدة بقيمة، فلمّا صاروا إلى البيع جعلهنّ بثمن، فقال للبائع: إنّ عليّ نصف الربح، فباع جاريتين بفضل على القيمة، و أحبل الثالثة؟

قال عليه السّلام: يجب عليه أن يعطيه نصف الربح فيما باع، و ليس عليه فيما أحبل شيء(4).

ص: 172


1- الكافي: ج 3، ص 398، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أصحابه)، رقم 987.
2- الكافي ج 5 ص 227 ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي القاسم الصيقل)، رقم 888.
3- تقدّمت ترجمته في ب 7، (حكم كفّارة الظلال).
4- التهذيب: ج 7، ص 82، ح 252. عنه الوسائل الشيعة: ج 18، ص 279، ح 23669، و ج 19، ص 9، ح 24043.
ح - حكم ما يكسبه العبد

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيّدي، سنة سبع و مائتين، فقلت له:... جعلت فداك! فإنّه أتوا بي، من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، و قد تخلّصت من الذين ملكوني، بسبب من الأسباب، و قد أتيتك مسترقّا، مستعبدا.

فقال: قد قبلت.

قال: فلمّا حضر خروجي إلى مكّة، قلت له: جعلت فداك! إنّي قد حججت...

فمرني بأمرك؟

فقال لي: انصرف إلى بلادك، و أنت من حجّك و كسبك و تزويجك في حلّ...(1).

ط - حكم بيع السلاح إلى السلطان

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن أبي القاسم الصيقل، قال: كتبت إليه إنّي رجل صيقل أشتري السيوف، و أبيعها من السلطان، أ جائز لي بيعها؟

فكتب عليه السّلام: لا بأس به(2).

ص: 173


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كلّ فتح، فتح بضلال، فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 593.
2- التهذيب: ج 6 ص 382 ح 1128. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي القاسم الصيقل)، رقم 887.
ى - حكم الربا

(724) 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره عن أبيه، قال: قال أبو جعفر - يعني الجواد عليه السّلام -: السحت: الربا(1).

ك - حكم من أربى بجهالة

(725) 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره عن أبيه قال: إنّ رجلا أربي دهرا من الدهر فخرج قاصدا أبا جعفر الجواد عليه السّلام فقال له:

مخرجك من كتاب اللّه يقول اللّه: «فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهىٰ فَلَهُ مٰا سَلَفَ» (2).

و الموعظة هي التوبة فجهله بتحريمه ثمّ معرفته به. فما مضى فحلال و ما بقى فليتحفّظ(3).

ص: 174


1- وسائل الشيعة: ج 18، ص 123، ح 2328، عن النوادر لابن عيسى.
2- البقرة: 275/2.
3- وسائل الشيعة: ج 18، ص 131، ح 23310، عن النوادر لابن عيسى. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة البقرة: 275/2)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في التوبة).

الباب السابع عشر العتق

اشارة

و هو يشتمل على أربعة عناوين:

أ - استحباب العتق

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال:

أتيت سيّدي سنة سبع و مائتين، فقلت له: قلت: جعلت فداك! فإنّه أتوا، بي من بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، و قد تخلّصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب، و قد أتيتك مسترقّا، مستعبدا.

فقال: قد قبلت.

قال: فلمّا حضر خروجي إلى مكّة، قلت له: جعلت فداك! إنّي قد حججت و تزوّجت، و مكسبي ممّا يعطف عليّ إخواني، لا شيء لي غيره، فمرني بأمرك؟

فقال لي: انصرف إلى بلادك، و أنت من حجّك و تزويجك و كسبك في حلّ.

فلمّا كانت سنة ثلاث عشرة و مائتين، أتيته، و ذكرت العبوديّة التي ألزمتها.

فقال: أنت حرّ لوجه اللّه.

قلت له: جعلت فداك! أكتب لي عهدك.

فقال عليه السّلام: تخرج إليك غدا...(1).

ص: 175


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 593.
ب - حكم عتق الأمة

1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه:... فقال له [أي ليحيى بن أكثم] أبو جعفر عليه السّلام:

يا أبا محمد، ما تقول في رجل... حرمت [امرأة] عليه...؟

قال عليه السّلام:... مملوكة... أعتقها فحرمت عليه،...(1).

ج - حكم العتق بالنذر

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن أبي علي بن راشد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! إنّ امرأة من أهلنا اعتلّ صبيّ لها، فقالت: اللهمّ إن كشفت عنه، ففلانة حرّة، و الجارية ليست بعارفة. فأيّما أفضل، جعلت فداك! تعتقها، أو تصرف ثمنها في وجوه البرّ؟

فقال عليه السّلام: لا يجوز إلاّ عتقها(2).

د - حكم عتق العبد حين موت المولى

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار(3)، قال: كتبت إليه، أسأله عن المملوك يحضره الموت فيعتقه المولى في تلك الساعة، فيخرج من الدنيا حرّا، فهل لمولاه في ذلك أجر؟ أو يتركه فيكون له أجره إذا مات و هو مملوك؟

ص: 176


1- تحف العقول: ص 454، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 869.
2- التهذيب: ج 8، ص 228، ح 823. يأتي الحديث بتمامه في ب 22، (حكم من نذر عتق مملوكة)، رقم 739.
3- تأتي ترجمته في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إليه).

فكتب إليه: يترك العبد مملوكا في حال موته فهو أجر لمولاه و هذا عتق في هذه الساعة ليس بنافع له(1).

ص: 177


1- الكافي: ج 6، ص 195، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 947.

ص: 178

الباب الثامن عشر الارث

اشارة

و هو يشتمل على سبعة عناوين:

أ - ميراث الأبوين و الأولاد
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في حكم ميراث الأبوين إذا اجتمعا مع الزوج:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... صفوان بن يحيى، عن أبي جعفر عليه السّلام في زوج و أبوين؟:

إنّ للزوج النصف، و للأمّ الثلث كاملا، و ما بقي فللأب(1).

الثاني في حكم ميراث البنت إذا اجتمعت مع زوج المتوفّاة:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: وقع بين رجلين من بني عمّي منازعة في ميراث....

فكتبا إليه:... ما تقول في امرأة تركت زوجها و ابنتها، و أختها لأبيها و أمّها؟...

ص: 179


1- التهذيب: ج 9، ص 286، ح 1035. يأتي الحديث بتمامه في (ميراث الزوج إذا اجتمع مع الأبوين)، رقم 728.

فجرّد عليه السّلام إليهما كتابا:... الفريضة للزوج الربع، و ما بقى فللبنت(1).

الثالث في حكم ميراث البنت إذا انفردت:

(726) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روى عن البزنطي، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! رجل هلك و ترك ابنة و عمّة؟

فقال: المال للابنة.

قال: و قلت له: رجل مات و ترك ابنة له و أخا، أو قال: ابن أخته(2)؟

قال: فسكت طويلا، ثمّ قال: المال للابنة(3).

ب - ميراث الأعمام و الأخوال
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حكم ميراث الخالة إذا انفردت:

(727) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن الحسين بن الحكم، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في رجل مات و ترك خالتيه و مواليه؟

ص: 180


1- التهذيب: ج 9، ص 273، ح 986. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري)، رقم 979.
2- في وسائل الشيعة: ابن أخيه.
3- من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 191، ح 661. عنه وسائل الشيعة: ج 26، ص 107، ح 32595، و الوافى: ج 25، ص 733، ح 24878.

قال عليه السّلام: «أُولُوا اَلْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ» (1)، المال بين الخالتين(2).

الثاني في حكم ميراث بني العمّ إذا اجتمعوا مع عمّ أب:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد، قال: كتب محمد بن يحيى الخراساني: أوصى إليّ رجل و لم يخلّف إلاّ بني عمّ، و بنات عمّ، و عمّ أب، و عمّتين، لمن الميراث؟

فكتب عليه السّلام: أهل العصبة و بنوا العمّ وارثون(3).

ج - ميراث الأزواج
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في حكم ميراث الزوج إذا اجتمع مع الأبوين:

(728) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: علي بن الحسن بن فضّال، عن أيّوب بن نوح،

ص: 181


1- الأنفال: 75/8، و الأحزاب: 6/33.
2- الكافي: ج 7، ص 120، ح 7. التهذيب: ج 9، ص 325، ح 1167. عنه البرهان: ج 3، ص 293، ح 12. من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 223، ح 708. عنه و عن الكافى، الوافى: ج 25، ص 831، ح 25087. عنه و عن الكافي و التهذيب، وسائل الشيعة: ج 26، ص 189، ح 32796. قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الأنفال: 75/8).
3- الاستبصار: ج 4، ص 170، ح 643. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن يحيى الخراساني)، رقم 973.

عن صفوان بن يحيى، عن أبي جعفر عليه السّلام في زوج و أبوين؟:

إنّ للزوج النصف، و للأمّ الثلث كاملا، و ما بقى فللأب(1).

الثاني في حكم ميراث الزوج إذا اجتمع مع البنت:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن محمد بن الحسن الأشعري، قال: وقع بين رجلين من بني عمّي منازعة في ميراث،...

فكتبا إليه جميعا: جعلنا اللّه فداك! ما تقول في امرأة تركت زوجها و ابنتها و أختها لأبيها و أمّها؟....

فجرّد عليه السّلام إليهما كتابا:... الفريضة للزوج، الربع، و ما بقي فللبنت(2).

الثالث في حكم ميراث الزوجة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب محمد بن حمزة العلوي إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: مولى لك أوصى إليّ بمائة درهم، و كنت أسمعه يقول: كلّ شيء هو لي فهو لمولاي. فمات و تركها، و لم يأمر فيها بشيء، و له امرأتان، أما إحداهما فببغداد، و لا أعرف لها موضعا الساعة، و الأخرى بقمّ، فما الذي تأمرني في هذه المائة درهم؟

ص: 182


1- التهذيب: ج 9، ص 286، ح 1035. الاستبصار: ج 4، ص 143، ح 534. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 26، ص 127، ح 32647. قطعة منه فى (ميراث الأبوين إذا اجتمعا مع الزوج).
2- التهذيب: ج 9، ص 273، ح 986. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري)، رقم 979.

فكتب عليه السّلام إليه: انظر أن تدفع من هذه الدراهم إلى زوجتي الرجل، و حقّهما من ذلك الثمن إن كان له ولد، فإن لم يكن له ولد فالربع...(1).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار قال: سألته عن رجل له امرأة لم يكن له منها ولد و له ولد من غيرها، فأحبّ أن لا يجعل لها في ماله نصيبا، فأشهد بكلّ شيء له في حياته و صحّته لولده دونها و أقامت معه بعد ذلك سنين أ يحلّ له ذلك إذا لم يعلمها و لم يتحلّلها؟....

فكتب عليه السّلام: حقّها واجب، فينبغي أن يتحلّلها(2).

ص: 183


1- الكافي: ج 7، ص 126، ح 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن حمزة العلوي)، رقم 960.
2- التهذيب: ج 9، ص 162، ح 667. يأتي الحديث بتمامه فى ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى على بن مهزيار)، رقم 948.
د - ميراث العصبة و بني العمّ
حكم ميراث العصبة و بني العمّ:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد، قال: كتب محمد بن يحيى الخراساني: أوصى إليّ رجل و لم يخلّف إلاّ بني عمّ، و بنات عمّ، و عمّ أب و عمّتين، لمن الميراث؟

فكتب عليه السّلام: أهل العصبة، و بنوا العمّ هم وارثون(1).

ه - ميراث ولاء العتق
الميراث و الولاء للمولى الأعلى:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... الحسين بن سعيد، عن أخيه الحسن، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: الرجل يموت و لا وراث له إلاّ مواليه الذين أعتقوه، هل يرثونه؟ و لمن ميراثه؟

فكتب عليه السّلام: لمولاه الأعلى(2).

ص: 184


1- الاستبصار: ج 4، ص 170، ح 643. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن يحيى الخراساني)، رقم 973.
2- التهذيب: ج 8، ص 257، ح 934. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسن بن سعيد)، رقم 901.
و - ميراث ولد الزنا
ولد الزنا لا يرثه الزاني و لا الزانية:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض أصحابنا كتابا إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام:... رجل فجر بامرأة، ثمّ إنّه تزوّجها بعد الحمل، فجاءت بولد و هو أشبه خلق اللّه به؟

فكتب عليه السّلام بخطّه و خاتمه: الولد لغيّة لا يورث(1).

ز - ميراث المفقود
حكم ميراث المفقود:

(729) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام عن دار كانت لامرأة، و كان لها ابن و ابنة، فغاب الابن بالبحر، و ماتت المرأة، فادّعت ابنتها أنّ أمّها كانت صيّرت هذه الدار لها، و باعت أشقاصا(2) منها، و بقيت في الدار قطعة إلى جنب دار رجل من أصحابنا، و هو يكره أن يشتريها لغيبة الابن، و ما يتخوّف من أن لا يحلّ له شراؤها، و ليس يعرف للابن خبر؟

ص: 185


1- الكافي: ج 7، ص 163، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أصحابه)، رقم 983.
2- الشقص بالكسر: القطعة من الأرض، النصيب، مجمع البحرين: ج 4، ص 173، (شقص).

فقال عليه السّلام لي: و منذ كم غاب؟

فقلت: منذ سنين كثيرة.

فقال عليه السّلام: ينتظر به غيبته عشر سنين، ثمّ يشتري.

فقلت له: فإذا انتظر به غيبته عشر سنين يحلّ شراؤها؟

قال: نعم(1).

ص: 186


1- الكافي: ج 7، ص 154، ح 6. التهذيب: ج 9، ص 390، ح 8. عنه و عن الكافى، الوافى: ج 17، ص 362، ح 17423. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 152، ح 671. و عنه و عن الكافي و التهذيب، وسائل الشيعة: ج 26، ص 299، ح 33036. عوالي اللئالي: ج 3، ص 510، ح 63. قطعة منه في ب 16، (حكم شراء مال الرجل المفقود).

الباب التاسع عشر الصيد و الذباحة

اشارة

و هو يشتمل على عنوانين:

أ - الصيد
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في حكم من يخرج إلى الصيد للتصحّح:

1 - البرقي رحمه اللّه:... الوليد بن أبان الرازي، قال: كتب ابن زاذان فروخ إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام يسأله عن الرجل يركض في الصيد لا يريد بذلك طلب الصيد و إنّما يريد بذلك التصحّح؟

قال عليه السّلام: لا بأس بذلك؛ لا للّهو(1).

الثاني في حكم الصيد بطرا و لهوا:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السّلام إنّه قال:... فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فما معنى قوله عزّ و جلّ «فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ»؟ (2)

ص: 187


1- المحاسن: ص 627، ح 94. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى فرّوخ بن زاذان)، رقم 951.
2- البقرة: 173/2.

قال عليه السّلام: العادي السارق، و الباغي الذي يبغى الصيد بطرا و لهوا لا ليعود به على عياله. ليس لهما أن يأكلا الميتة إذا اضطرّا، هي حرام عليهما في حال الاضطرار، كما هي حرام عليهما في حال الاختيار، و ليس لهما أن يقصّرا في صوم و لا صلاة في سفر...(1).

الثالث في حكم ما صاده البازي:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب إلى أبي جعفر عليه السّلام عبد اللّه بن خالد بن نصر المدائني: أسألك جعلت فداك عن البازي، إذا أمسك صيده، و قد سمّى عليه فقتل الصيد، هل يحل أكله؟

فكتب عليه السّلام بخطّه و خاتمه: إذا سمّيته أكلته،...(2).

الرابع في حكم صيد المحرم:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريّان بن شبيب، قال:...

فأقبل عليه يحيى بن أكثم، فقال: أ تأذن لي جعلت فداك في مسألة؟

قال له أبو جعفر عليه السّلام: سل إن شئت!

قال يحيى: ما تقول جعلني اللّه فداك! في محرم قتل صيدا؟

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: قتله في حلّ، أو حرم؟ عالما كان المحرم، أم جاهلا؟

ص: 188


1- التهذيب: ج 9، ص 83، ح 354. يأتي الحديث بتمامه في (ما يحلّ و ما يحرم من الذبائح)، رقم 730.
2- التهذيب: ج 9، ص 31، ح 125. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد اللّه بن خالد بن نصر المدائني)، رقم 915.

قتله عمدا، أو خطأ، حرّا كان المحرم أم عبدا؟ صغيرا كان، أم كبيرا؟ مبتدئا بالقتل، أم معيدا؟ من ذوات الطير كان الصيد، أم من غيرها؟

من صغار الصيد كان، أم من كباره؟ مصرّا على ما فعل، أو نادما؟ في اللّيل كان قتله للصيد، أم نهارا؟ محرما كان بالعمرة إذ قتله، أو بالحجّ كان محرما؟

فتحيّر يحيى بن أكثم، و بان في وجهه العجز و الانقطاع، و لجلج حتّى عرف جماعة أهل المجلس أمره....

قال المأمون لأبي جعفر عليه السّلام: إن رأيت جعلت فداك، أن تذكر الفقه فيما فسّرته من وجوه قتل المحرم الصيد، لنعلمه و نستفيده؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: نعم! إنّ المحرم إذا قتل صيدا في الحلّ، و كان الصيد من ذوات الطير، و كان من كبارها، فعليه شاة.

فإن أصابه في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفا.

فإذا قتل فرخا في الحلّ، فعليه حمل قد فطم من اللّبن.

و إذا قتله في الحرم، فعليه الحمل، و قيمة الفرخ.

و إن كان من الوحش، و كان حمار وحش، فعليه بقرة.

و إن كان نعامة، فعليه بدنة.

و إن كان ظبيا، فعليه شاة.

فإن قتل شيئا؛ من ذلك في الحرم، فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة.

و إذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه، و كان إحرامه بالحجّ، نحره بمنى.

و إن كان إحرامه بالعمرة، نحره بمكّة.

و جزاء الصيد على العالم و الجاهل سواء، و في العمد له المأثم، و هو موضوع عنه في الخطأ.

ص: 189

و الكفّارة على الحرّ في نفسه، و على السيّد في عبده، و الصغير لا كفّارة عليه، و هي على الكبير واجبة.

و النادم يسقط بندمه عنه عقاب الآخرة، و المصرّ يجب عليه العقاب في الآخرة...(1)

ب - الذبائح
ما يحلّ و ما يحرم من الذبائح:

(730) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: روى أبو الحسين الأسدي، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام أنّه قال: سألته عما أهلّ لغير اللّه؟.

قال: ما ذبح لصنم، أو وثن، أو شجر حرّم اللّه ذلك كما حرّم الميتة و الدم و لحم الخنزير «فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ» (2) أن يأكل الميتة.

قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه! متى تحلّ للمضطرّ الميتة؟

فقال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سئل فقيل له: يا رسول اللّه! إنّا نكون بأرض فتصيبنا المخمصة، فمتى تحلّ لنا الميتة؟

قال: ما لم تصطبحوا، أو تغتبقوا(3)، أو تحتفوا(4) بقلا، فشأنكم بهذا.

ص: 190


1- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531. زاد في تفسير القميّ زيادة لأحكام الصيد على ما في المتن فراجع هامش تمام الحديث.
2- البقرة: 173/2.
3- و الصبوح بالفتح: للشرب بالغداة خلاف الغبوق. و منه الحديث و قد سئل متى تحلّ الميتة؟ قال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا، فالاصطباح أكل الصبوح و هو الغداء. و الغبوق أكل العشاء و أصلهما الشرب، ثمّ استعملا في الأكل. مجمع البحرين: ج 2، ص 382 (صبح).
4- في الفقيه: تحتفئوا، و كذا في البحار. (احتفأ)، الحفا: اقتلعه من منبته. أقرب الموارد: ج 1، ص 208 (حفا).

قال عبد العظيم: فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فما معنى قوله عزّ و جلّ «فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ»؟

قال: العادي السارق، الباغي الذي يبغي الصيد بطرا و لهوا لا ليعود به على عياله. ليس لهما أن يأكلا الميتة إذ اضطرّا، هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار. و ليس لهما أن يقصّرا في صوم و لا صلاة في سفر.

قال: قلت له: فقوله تعالى «وَ اَلْمُنْخَنِقَةُ وَ اَلْمَوْقُوذَةُ وَ اَلْمُتَرَدِّيَةُ وَ اَلنَّطِيحَةُ وَ مٰا أَكَلَ اَلسَّبُعُ إِلاّٰ مٰا ذَكَّيْتُمْ» (1)؟

قال: المنخنقة، التي انخنقت بإخناقها(2) حتّى تموت.

و الموقوذة التي مرضت و وقذها المرض حتّى لم تكن بها حركة.

و المتردّية التي تتردّى من مكان مرتفع إلى أسفل، أو تتردّى من جبل، أو في بئر، فتموت.

ص: 191


1- المائدة: 3/5.
2- قوله تعالى: «و المنخنقة» هي التي تخنق فتموت، و لا تدرك ذكاتها، و في الحديث: المنخنقة هي التي انخنقت بإخناقها حتّى تموت... الخناق بالكسر: حبل يخنق به، و استعير هنا للموت. و الخناق كغراب: داء يمنع منه نفوذ النفس إلى الرية و القلب. مجمع البحرين: ج 5، ص 159 (خنق).

و النطيحة التي تنطحها بهيمة أخرى، فتموت.

و ما أكل السبع منه، فمات.

و ما ذبح على النصب على حجر، أو على صنم إلاّ ما أدركت ذكاته، فذكّى.

قلت: «وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلاٰمِ» (1)؟

قال: كانوا في الجاهلية يشترون بعيرا فيما بين عشرة أنفس و يستقسمون عليه بالقداح، و كانت عشرة، سبعة لهم أنصباء(2)، و ثلاثة لا أنصباء لها.

أمّا التي لها أنصباء: فالفذّ، و التوأم(3)، و النافس، و الحلس و المسبل، و المعلّى، و الرقيب.

و امّا التي لا أنصباء لها: فالسفح(4)، و المنيح، و الوغد(5).

و كانوا يجيلون السهام بين عشرة، فمن خرج باسمه سهم من التي لا أنصباء لها، ألزم ثلث ثمن البعير، فلا يزالون كذلك حتّى تقع السهام التي لا أنصباء لها

ص: 192


1- الأزلام جمع زلم بفتح الزاء كجمل، و ضمّها كصرد، و هي قداح لا ريش لها و لا نصل. مجمع البحرين: ج 6، ص 79 (زلم).
2- و الأنصباء: العلائم، و منه حديث القداح العشرة سبعة لها أنصباء و ثلاثة لا أنصباء لها، مجمع البحرين: ج 2، ص 174، (نصب).
3- التوأم: الثاني من سهام الميسر. مجمع البحرين: ج 6، ص 21 (تأم).
4- في الفقيه: فالفسيح، و في البحار: فالسفيح.
5- قال المجلسي رحمه اللّه: الأسماء السبعة المذكورة في الخبر على خلاف الترتيب المشهور، و لعلّه من الرواة، أو يقال: إنّه عليه السّلام لم يكن بصدد تعليمه، بل أشار مجملا إلى ما كانوا يعملونه، بل يمكن أن يكون عليه السّلام تعمّد ذلك لئلاّ يكون تعليما للقمار و إن أمكن الاستدلال به على جواز تعليم القمار و تعلّمه لغير العمل. قال الجوهري: سهام الميسرة عشرة: أوّلها الفذّ، ثمّ التوأم، ثمّ الرقيب، ثمّ الحلس، ثمّ النافس، ثمّ المسبل، ثمّ المعلّى، و ثلاثة لا أنصباء لها و هى السفيح، و المنيح و الوغد، انتهى. مع أنّ بينهم أيضا خلافا في بعضها، قال الفيروزآبادي: المسبل كمحسن، السادس أو الخامس من قداح الميسر. البحار: ج 62، ص 150، س 17.

إلى ثلاثة، فيلزمونهم ثمن البعير، ثمّ ينحرونه، و يأكله السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئا، و لم يطعموا منه الثلاثة الذين و فروا ثمنه(1) شيئا.

فلما جاء الإسلام حرّم اللّه تعالى ذكره ذلك فيما حرّم، و قال عزّ و جلّ:

«وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلاٰمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ» (2) يعني حراما(3).

ص: 193


1- في الفقيه: أنقدوا ثمنه، و في البحار: نقدوا.
2- المائدة: 3/5.
3- التهذيب: ج 9، ص 83، ح 354. عنه البرهان: ج 1، ص 433، ح 1. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 2، ص 432، ح 2204، قطعة منه. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 216، ح 1007. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 154، ح 501، قطعة منه، و ص 588، ح 18، بتمامه. عنه و عن التهذيب، البحار: ج 62، ص 147، ح 19، و ص 104، س 7 و 9، و وسائل الشيعة: ج 24، ص 37، ح 29929، و ص 212، ح 30371، و ص 214، ح 30374، و ص 217، ح 30381، قطعة منه، و تفسير الصافي: ج 2، ص 8، س 13. قطعة منه في (حكم الصيد بطرا و لهوا)، و ب 3، (صلاة السارق و الباغي)، و ب 4، (صوم السارق و الباغي)، و ب 20، (الأطعمة المحرّمة)، و ف 6، ب 1، (البقرة: 173/2)، (المائدة: 3/5)، و ف 9، ب 4، (ما رواه عن آبائه عليهم السّلام).

ص: 194

الباب العشرون الأطعمة و الأشربة

اشارة

و هو يشتمل على خمسة عناوين:

أ - الأطعمة المحرمة

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبى جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام أنّه قال: سألته عمّا أهلّ لغير اللّه؟

قال: ما ذبح لصنم، أو وثن، أو شجر، حرّم اللّه ذلك كما حرّم الميتة، و الدم، و لحم الخنزير «فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ» (1) أن يأكل الميتة.

قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه! متى تحلّ للمضطرّ، الميتة؟

فقال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سئل فقيل له: يا رسول اللّه! إنّا نكون بأرض فتصيبنا المخمصة، فمتى تحلّ لنا الميتة؟

قال: ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفوا بقلا، فشأنكم بهذا...(2).

ص: 195


1- البقرة: 173/2.
2- التهذيب: ج 9، ص 83، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في ب 19، (ما يحلّ و ما يحرم من الذبائح)، رقم 730.
ب - الأطعمة المباحة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:

الأوّل في الموز:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن يحيى الصنعاني، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و هو بمكّة - و هو يقشّر موزا، و يطعم أبا جعفر عليه السّلام...(1).

الثاني في القطاة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر عليه السّلام، فأتي بقطاة، فقال: إنّه مبارك...(2).

الثالث في السداب:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن عمرو بن إبراهيم، عن أبي جعفر أو أبي الحسن عليهما السّلام... قال: ذكر السداب.

فقال: أما إنّ فيه منافع: زيادة في العقل، و توفير في الدماغ، غير أنّه ينتن

ص: 196


1- الكافي: ج 6، ص 360، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (إنّه عليه السّلام مولود مبارك أمين)، رقم 343.
2- الكافي: ج 6، ص 312، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة اليرقان)، رقم 860.

ماء الظهر(1).

الرابع في أكل ما صاده البازي:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب إلى أبي جعفر عليه السّلام عبد اللّه بن خالد بن نصر المدائني: أسألك جعلت فداك، عن البازي إذا أمسك صيده، و قد سمّى عليه، فقتل الصيد، هل يحلّ أكله؟

فكتب عليه السّلام بخطّه و خاتمه: إذا سمّيته أكلته...(2).

الخامس في حكم أكل الجلاّلات:

(731) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الخشّاب، عن علي بن أسباط(3)، عمّن روى في الجلاّلات.

قال: لا بأس بأكلهنّ إذا كنّ يخلطن(4).

ص: 197


1- الكافي: ج 6، ص 368، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (ازدياد العقل و وجع الأذن)، رقم 865.
2- التهذيب: ج 9، ص 31، ح 125. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد اللّه بن خالد بن نصر المدائني)، رقم 915.
3- تأتي ترجمته ف 7، ب 1، (موعظته في الإخلاص).
4- الكافي: ج 6، ص 252، ح 7. عوالي اللئالي: ج 3، ص 466، ح 19. التهذيب: ج 9، ص 47، ح 195. عنه و عن الكافي و الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 24، ص 164، ح 30247. الاستبصار: ج 4، ص 78، ح 288.
ج - آداب المائدة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في غسل اليدين قبل الطعام:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن محمد بن الوليد بن يزيد، قال: أتيت أبا جعفر عليه السّلام... إذا أقبل نحوي غلام قد حمل إليّ خوانا فيه طعام ألوانا، و غلام آخر معه طست و إبريق، فوضعه بين يديّ.

و قال لي: مولاي يأمرك أن تغسل يديك و تأكل، فغسلت يدي و أكلت...(1).

الثاني في الأكل مع الجماعة و غسل اليدين بعد الطعام:

1 - البرقي رحمه اللّه:... عمّن شهد أبا جعفر الثاني عليه السّلام... تغدّى معه جماعة، فلمّا غسل يديه من الغمر، مسح بهما رأسه و وجهه، قبل أن يمسحهما بالمنديل...(2).

الثالث في كراهة القيام حين أكل الطعام:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن محمد بن الوليد بن يزيد، قال: أتيت

ص: 198


1- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.
2- المحاسن: ج 2، ص 426، ح 234. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (غسل يديه عليه السّلام بعد الطعام)، رقم 506.

أبا جعفر عليه السّلام... إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إليّ خوانا فيه طعام... فغسلت يدي و أكلت فإذا بأبي جعفر عليه السّلام قد أقبل، فقمت إليه، فأمرني بالجلوس، فجلست و أكلت...(1).

الرابع في حكم ما يسقط من الخوان في البيت و الصحراء:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن محمد بن الوليد بن يزيد، قال: أتيت أبا جعفر عليه السّلام... إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إليّ خوانا فيه طعام ألوانا...

و أكلت، فنظر إلى الغلام ارفع ما سقط من الصحراء على الأرض.

فقال [أبو جعفر عليه السّلام] له: ما كان معك في الصحراء فدعه، و لو كان فخذ شاة، و ما كان معك في البيت فالقطه و كله، فإنّ فيه رضى الربّ و مجلبة الرزق(2).

د - الأشربة المحرّمة و المكروهة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في شرب المسكر:

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام....

قال: كلّ من يشرب المسكر فهو سفيه(3).

ص: 199


1- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 511.
2- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 511.
3- العيّاشي: ج 1، ص 220، ح 22. يأتي الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة النساء: 5/4)، رقم 746.
الثاني في شرب الفقّاع:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عثمان بن عيسى، قال: كتب عبيد اللّه بن محمد الرازي إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: إن رأيت أن تفسّر لي الفقّاع فإنّه قد اشتبه علينا، أ مكروه هو بعد غليانه أم قبله؟

فكتب عليه السّلام إليه: لا تقرب الفقّاع إلاّ ما لم تضر آنيته، أو كان جديدا.

فأعاد الكتاب إليه إنّي كتبت أسأل عن الفقّاع ما لم يغل؟

فأتاني: أن اشربه ما كان في إناء جديد، أو غير ضار، و لم أعرف حدّ الضراوة و الجديد، و سأل أن يفسّر ذلك له و هل يجوز شرب ما يعمل في الغضارة و الزجاج و الخشب و نحوه من الأواني؟

فكتب: يفعل الفقّاع في الزجاج و في الفخار الجديد إلى قدر ثلاث عملات، ثمّ لا تعد منه بعد ثلاث عملات إلاّ في إناء جديد و الخشب مثل ذلك(1).

الثالث في الشرب من الانية المفضّضة:

(732) 1 - أبو نصر الطبرسي رحمه اللّه: و عنه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام]، قال:

لا بأس أن يشرب الرجل من القدح المفضّض، و أعزل فمك عن موضع الفضّة(2).

ص: 200


1- التهذيب: ج 9، ص 126، ح 546. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبيد اللّه بن محمد الرازي)، رقم 918.
2- مكارم الأخلاق: ص 66، س 13. عنه البحار: ج 63، ص 531، ح 19، و ج 73، ص 114، ضمن ح 15.
ه - الأشربة المباحة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في سويق العدس:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: إنّ جارية لنا أصابها الحيض، و كان لا ينقطع عنها حتّى أشرفت على الموت؛ فأمر أبو جعفر عليه السّلام أن تسقى سويق العدس...(1).

الثاني في الشراب الذي يعالج برد المعدة:

1 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... عبد اللّه بن عثمان، قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام برد المعدة في معدتي، و خفقانا في فؤادي.

فقال عليه السّلام:... خذ زعفران، و عاقر قرحا، و سنبل، و قاقلة، و بنج، و خربق أبيض، و فلفل أبيض، أجزاء سواء، و أبرفيون جزءين، يدقّ ذلك كلّه دقّا ناعما، و ينخل بحريرة، و يعجن بضعفي وزنه عسلا منزوع الرغوة، فيسقى منه صاحب خفقان الفؤاد، و من به برد المعدة حبّة بماء كمون يطبخ...(2).

ص: 201


1- الكافي: ج 6، ص 307، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة قطع الحيض المستمرّ)، رقم 864.
2- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 90، س 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة برد المعدة و خفقان الفؤاد)، رقم 857.
الثالث في الشراب الذي يعالج الحصاة:

1 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه:... محمد بن النضر، مؤدّب ولد أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، قال: شكوت إليه ما أجد من الحصاة.

فقال عليه السّلام:... يا جارية! أخرجي البستوقة الخضراء.

قال: فأخرجت البستوقة، و أخرج منها مقدار حبّة.

فقال عليه السّلام: اشرب هذه الحبّة بماء السداب، أو بماء الفجل المطبوخ، فإنّك تعافي منه...(1).

الرابع في الشرب من الانية المفضّضة:

1 - أبو نصر الطبرسي رحمه اللّه:... قال أبو جعفر الثاني عليه السّلام: لا بأس أن يشرب الرجل من القدح المفضّض...(2).

ص: 202


1- طبّ الأئمة عليهم السّلام: ص 91، س 9. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 2، (معالجة وجع الحصاة)، رقم 861.
2- مكارم الأخلاق: ص 66، س 13. تقدّم الحديث بتمامه في (الأشربة المحرّمة و المكروهة)، رقم 732.

الباب الحادي و العشرين الزي و التجمّل

اشارة

و هو يشتمل على خمسة عناوين:

أ - اللّباس

(733) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الكريم الهمداني، عن أبي تمامة، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: إنّ بلادنا بلاد باردة، فما تقول في لبس هذا الوبر؟

قال عليه السّلام: البس منها ما أكل و ضمن(1).

ب - لبس الخاتم

1 - السيد بن طاوس رحمه اللّه:... عن الحسين بن موسى بن جعفر قال: رأيت في يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام خاتم فضّة ناحل.

فقلت: مثلك يلبس هذا؟!

قال عليه السّلام: هذا خاتم سليمان بن داود عليهما السّلام(2).

ص: 203


1- الكافي: ج 6، ص 450، ح 3. عنه وسائل الشيعة: ج 4، ص 346، ح 5346.
2- سعد السعود: ص 236، س 13. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (خاتمه عليه السّلام)، رقم 502.
ج - المسك

1 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد، قال: أتيت أبا جعفر عليه السّلام...

فقلت: جعلت فداك! ما تقول في المسك؟

فقال لي: إنّ أبي الرضا عليه السّلام أمر أن يتّخذ له مسك فيه بان... ثمّ أمر أن يتّخذ له غالية، فاتّخذت بأربعة آلاف دينار...(1).

د - الخضاب بالحنّاء

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... أحمد بن عبدوس بن إبراهيم، قال:

رأيت أبا جعفر عليه السّلام و قد خرج من الحمّام و هو من قرنه إلى قدمه مثل الوردة من أثر الحنّاء(2).

ه - المرآة

(734) 1 - أبو نصر الطبرسي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: سألته عن آنية الذهب و الفضّة؟ فكرهها(3).

فقلت: روى بعض أصحابنا: أنّه كان لأبي الحسن عليه السّلام مرآة ملبّسة فضّة!

فقال: لا! و الحمد للّه، إنّما كانت لها حلقة فضّة، و قال: إنّ العبّاس لمّا عذر جعل له عود ملبّس فضّة نحو من عشرة دراهم، فأمر به فكسّره(4).

ص: 204


1- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.
2- الكافي: ج 6، ص 509، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1، (خضابه عليه السّلام)، رقم 505.
3- في البحار: ج 73: فكرههما.
4- مكارم الأخلاق: ص 66، س 9. عنه البحار: ج 73، ص 114، ضمن ح 15، و ج 63، ص 528، س 8.

الباب الثاني و العشرين الأيمان و النذر

اشارة

و هو يشتمل على عنوانين:

أ - كراهة اليمين على كلّ حال
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أربعة موضوعات:

الأوّل في كراهة اليمين على كلّ حال:

(735) 1 - أحمد بن محمد بن عيسى رحمه اللّه: علي بن مهزيار قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام يحكي له شيئا.

فكتب عليه السّلام إليه: و اللّه! ما كان ذلك، و إنّي لأكره أن أقول «و اللّه» على حال من الأحوال،...(1).

الثاني في حكم اليمين بغير اللّه:

1 - أحمد بن محمد بن عيسى رحمه اللّه: علي [بن مهزيار]، قال: قرأت في كتاب أبي جعفر عليه السّلام إلى داود بن القاسم.

إنّي جئت و حياتك(2).

ص: 205


1- النوادر لابن عيسى: ص 52 ح 98. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 990.
2- النوادر لابن عيسى: ص 52 ح 97. يأتي الحديث أيضا بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى داود بن القاسم)، رقم 906.

(736) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: قوله عزّ و جلّ: «وَ اَللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ * وَ اَلنَّهٰارِ إِذٰا تَجَلّٰى» (1). و قوله عزّ و جلّ: «وَ اَلنَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ» (2) و ما أشبه هذا؟

فقال عليه السّلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقسم من خلقه بما يشاء، و ليس لخلقه أن يقسموا إلاّ به عزّ و جلّ (3).

الثالث في حكم من حلف على ضرب عبده ثمّ عفى عنه:

(737) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن نجيّة العطّار، قال:

سافرت مع أبي جعفر عليه السّلام، إلى مكّة، فأمر غلامه بشيء فخالفه إلى غيره.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: و اللّه! لأضربنّك يا غلام! قال: فلم أره ضربه.

فقلت: جعلت فداك! إنّك حلفت لتضربنّ غلامك، فلم أرك ضربته؟!

فقال: أ ليس اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوىٰ» (4).(5).

ص: 206


1- الليل: 1/92 و 2.
2- النجم: 1/53.
3- من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 236، ح 1120. عنه وسائل الشيعة: ج 23، ص 259، ح 29519، و نور الثقلين: ج 5، ص 499، ح 15، و ص 588، ح 4. الدرّ المنثور: ج 1، ص 282، س 20. تأتي قطعة منه في ف 6، ب 1، (سورة الليل: 1/92 و 2)، (سورة النجم: 1/53).
4- البقرة: 237/2.
5- الكافي: ج 7، ص 460، ح 4. عنه وسائل الشيعة: ج 23، ص 275، ح 29561. التهذيب: ج 8، ص 290، ح 1073. قطعة منه في ف 6، ب 1، (البقرة: 237/2).
الرابع في حكم من حلف على ضرب عبده عددا:

(738) 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، في [نوادره] عن أبي جعفر، يعني الثاني عليه السّلام إنّه سئل يصحّ إذا حلف الرجل أن يضرب عبده عددا أن يجمع خشبا فيضربه، فيحسب بعدده؟

قال: نعم(1).

ب - النذر
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على خمسة موضوعات:

الأوّل في حكم من نذر مالا للمرابطة:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: إنّي كنت نذرت نذرا منذ سنتين أن أخرج إلى ساحل من سواحل البحر إلى ناحيتنا ممّا يرابط فيه المتطوّعة نحو مرابطهم بجدّة و غيرها من سواحل البحر، أ فترى جعلت فداك، أنّه يلزمني الوفاء به، أو لا يلزمني؟...

فكتب عليه السّلام إليه بخطّه، و قرأته: إن كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين، فالوفاء به إن كنت تخاف شنعته، و إلاّ فاصرف ما نويت من ذلك في أبواب

ص: 207


1- وسائل الشيعة: ج 23، ص 275، ح 29562، عن النوادر لابن عيسى. البحار: ج 101، ص 243، ح 156، عن النوادر، بتفاوت.

البرّ...(1).

الثاني في حكم من نذر أن يصوم الجمعة فوافق الفطر أو الأضحى:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... القاسم بن أبي القاسم الصيقل قال: كتب إليه:

يا سيّدي! رجل نذر أن يصوم كلّ جمعة دائما ما بقي فوافق ذلك اليوم يوم عيد فطر، أو أضحى، أو أيّام التشريق، أو سفر، أو مرض، هل عليه صوم ذلك اليوم، أو قضاؤه، أو كيف يصنع يا سيّدي!؟

فكتب إليه: قد وضع اللّه عنك الصيام في هذه الأيّام كلّها، و تصوم يوما بدل يوم إن شاء اللّه تعالى(2).

الثالث في حكم من نذر صوم كلّ سبت:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب بندار مولى إدريس:

يا سيّدي! نذرت أن أصوم كلّ يوم سبت؟....

فكتب عليه السّلام و قرأته: لا تتركه إلاّ من علّة،... فإن كنت أفطرت منه في غير علّة، فتصدّق بقدر كلّ يوم على سبعة مساكين،...(3).

ص: 208


1- التهذيب: ج 6، ص 126، ح 221. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل من بني هاشم)، رقم 988.
2- التهذيب: ج 4، ص 234، ح 686. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى قاسم بن أبي القاسم الصيقل)، رقم 955.
3- التهذيب: ج 4، ص 235، ح 689. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بندار مولى إدريس)، رقم 899.
الرابع في حكم من نذر عتق مملوكة:

(739) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن أبي علي بن راشد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام:

جعلت فداك! إنّ امرأة من أهلنا اعتلّ صبيّ لها.

فقالت: اللهمّ! إن كشفت عنه ففلانة حرّة، و الجارية ليست بعارفة، فأيّهما أفضل، جعلت فداك، تعتقها، أو تصرف ثمنها في وجوه البرّ؟

قال عليه السّلام: لا يجوز إلاّ عتقها(1).

الخامس في كفّارة حنث العهد:

(740) 1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى في [نوادره]، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في رجل عاهد اللّه عند الحجر أن لا يقرب محرّما أبدا، فلمّا رجع عاد إلى المحرّم؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: يعتق، أو يصوم، أو يتصدّق على ستّين مسكينا، و ما ترك من الأمر أعظم، و يستغفر اللّه، و يتوب إليه(2).

ص: 209


1- التهذيب: ج 8، ص 228، ح 823، و ص 314، ح 1169. عنه وسائل الشيعة: ج 23، ص 99، ح 29191، و ص 306، ح 29620. الاستبصار: ج 4، ص 49، ح 167. قطعة منه في ب 17، (حكم العتق بالنذر).
2- وسائل الشيعة: ج 23، ص 327، ح 29666، عن النوادر لابن عيسى. البحار: ج 101، ص 244، ح 161. قطعة منه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الاستغفار).

ص: 210

الباب الثالث و العشرين الحدود و الديات

اشارة

و هو يشتمل على أربعة عناوين:

أ - في حدّ السرقة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حدّ القطع:

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد... قال: إنّ سارقا أقرّ على نفسه بالسرقة و سأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه... فالتفت [الخليفة] إلى محمد بن علي عليهما السّلام، فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر!؟

فقال عليه السّلام:... فإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، فيترك الكفّ،... فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، و قال اللّه تبارك و تعالى: «وَ أَنَّ اَلْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ» يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها «فَلاٰ تَدْعُوا مَعَ اَللّٰهِ أَحَداً» ، و ما كان للّه لم يقطع...(1).

الثاني في حدّ النبّاش:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... جاء محمد بن جمهور العمي و الحسن بن راشد

ص: 211


1- تفسير العياشي: ج 1، ص 319، ح 109. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 538.

و علي بن مدرك و علي بن مهزيار... فقالوا:... إذ خرج علينا أبو جعفر عليه السّلام....

ثمّ قال بعد كلام: يا هذا! ذاك الرجل ينبش عن ميتة فيسرق كفنها، و يفجر بها، يوجب عليه القطع بالسرق، و الحدّ بالزنا، و النفي إذا كان عزبا، فلو كان محصنا لوجب عليه القتل و الرجم...(1).

ب - حدّ المحارب
أقسام المحارب و أحكامها:

(741) 1 - علي بن إبراهيم القميّ رحمهما اللّه: حدّثني أبي، عن علي بن حسّان، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: من حارب اللّه، و أخذ المال، و قتل، كان عليه أن يقتّل و يصلّب.

و من حارب و قتل، و لم يأخذ المال، كان عليه أن يقتّل و لا يصلّب.

و من حارب فأخذ المال و لم يقتل، كان عليه أن تقطّع يده و رجله من خلاف.

و من حارب و لم يأخذ المال و لم يقتل، كان عليه أن ينفى.

ثمّ استثني عزّ و جلّ فقال: «إِلاَّ اَلَّذِينَ تٰابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ» (2)يعني يتوب من قبل أن يأخذهم الإمام(3).

ص: 212


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 150.
2- مائدة: 34/5.
3- تفسير القميّ: ج 1، ص 167، س 13. يأتي الحديث بتمامه في ف، 6 ب 1، (سورة المائدة: 34/5 و 33)، رقم 749.

2 - العيّاشي رحمه اللّه: عن أحمد بن الفضل الخاقاني من آل رزين، قال: قطع الطريق بجلولاء على السابلة من الحجّاج و غيرهم، و أفلت القطّاع... فالتفت [المعتصم] إلى أبي جعفر عليه السّلام فقال له: ما تقول....

فقال عليه السّلام:... فإن كانوا أخافوا السبيل فقط و لم يقتلوا أحدا، و لم يأخذوا مالا، أمر بإيداعهم الحبس، فإنّ ذلك معنى نفيهم من الأرض بإخافتهم السبيل.

و إن كانوا أخافوا السبيل و قتلوا النفس أمر بقتلهم.

و إن كانوا أخافوا السبيل، و قتلوا النفس، و أخذوا المال، أمر بقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف، و صلبهم بعد ذلك...(1).

ج - حدّ نكاح البهائم
تعزير نكاح البهيمة:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي عن أبيه، قال:... فقام إليه صاحب المسألة الثانية، فقال له: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل أتى بهيمة؟

فقال عليه السّلام: يعزّر و يحمى ظهر البهيمة، و تخرج من البلد لا يبقى على الرجل عارها...(2).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... جاء محمد بن جمهور العمي و الحسن بن راشد

ص: 213


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 314، ح 91. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 540.
2- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.

و علي بن مدرك و علي بن مهزيار... فقالوا:... خرج علينا أبو جعفر عليه السّلام...

فقام إليه الرجل الأوّل و قال: ما تقول أصلحك اللّه في رجل أتى حمارة؟

قال عليه السّلام: يضرب دون الحدّ، و يغرم ثمنها، و يحرم ظهرها و نتاجها، و تخرج إلى البريّة حتّى تأتي عليها منيّتها سبع أكلها ذئب أكلها...(1).

د - الديات
حكم القاتل عمدا إذا هرب:

(742) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن علي بن محبوب، عن العلاء، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن أبي جعفر عليه السّلام في رجل قتل رجلا عمدا، ثمّ فرّ، فلم يقدر عليه حتّى مات؟

قال عليه السّلام: إن كان له مال أخذ منه، و إلاّ أخذ من الأقرب فالأقرب(2).

ص: 214


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 150.
2- التهذيب: ج 10، ص 170، ح 672. عنه وسائل الشيعة: ج 29، ص 395، ح 35848. الاستبصار: ج 4، ص 262، ح 986، محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر.

الفصل السادس في القرآن و الأدعية

اشارة

الباب الأوّل ما ورد عنه عليه السّلام في القرآن

الباب الثاني في الأدعية و الأذكار

ص: 215

ص: 216

الفصل السادس في القرآن و الأدعية و يشتمل هذا الفصل على بابين و خمسة عشر عنوانا:

الباب الأوّل: ما ورد عنه عليه السّلام في القرآن

اشارة

و هو يشتمل على ستّة عناوين:

أ - ما ورد عنه عليه السّلام في قراءة القرآن
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في فضل قراءة القرآن:

1 - الديلمي رحمه اللّه: و قال الجواد عليه السّلام: ما اجتمع رجلان إلاّ كان أفضلهما عند اللّه آدبهما.

فقيل: يا ابن رسول اللّه! قد عرفنا فضله عند الناس فما فضله عند اللّه؟

فقال [عليه السّلام]: بقراءة القرآن كما أنزل...(1).

ص: 217


1- إرشاد القلوب: ص 160، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الأدب)، رقم 834.
الثاني في أنّ البسملة جزء من السورة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن يحيى بن أبي عمران الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! ما تقول في رجل ابتدأ ببسم اللّه الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أمّ الكتاب، فلمّا صار إلى غير أمّ الكتاب من السورة تركها؟

فقال العبّاسي: ليس بذلك بأس.

فكتب عليه السّلام بخطّه: يعيدها مرّتين على رغم أنفه - يعني العبّاسي(1).

الثالث في قراءة القرآن في طواف الفريضة:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن فضيل، قال إنّه سئل محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... قال عليه السّلام: و طواف الفريضة لا ينبغي أن يتكلّم فيه إلاّ بالدعاء، و ذكر اللّه، و قراءة القرآن...(2).

ص: 218


1- الكافي: ج 3، ص 313، ح 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى يحيى بن أبي عمران الهمداني)، رقم 976.
2- التهذيب: ج 5، ص 127، ح 417. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (حكم قطع السعي لصلاة الفريضة، و استحباب الذكر و قراءة القرآن في الطواف)، رقم 672.
ب - ما ورد عنه عليه السّلام في القرآن من التفسير و غيره
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أحد و أربعين موضوعا:

الأوّل في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة البقرة [2]

قوله تعالى: «وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِيثٰاقَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ لاٰ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اَللّٰهَ وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً وَ ذِي اَلْقُرْبىٰ وَ اَلْيَتٰامىٰ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً وَ أَقِيمُوا اَلصَّلاٰةَ وَ آتُوا اَلزَّكٰاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاّٰ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ»: 83.

(743) 1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: و قال محمد بن علي الرضا عليهما السّلام:

من اختار قرابات أبوي دينه: محمد و علي عليهما السّلام على قرابات أبوي نسبه، اختاره اللّه تعالى على رءوس الأشهاد يوم التناد، و شهّره بخلع كراماته، و شرّفه بها على العباد، إلاّ من ساواه في فضائله أو فضله(1).

(744) 2 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام حين قال رجل بحضرته: إنّي لأحبّ محمدا و عليا حتّى لو قطّعت إربا إربا(2)، أو قرضت، لم أزل عنه.

قال محمد بن علي عليهما السّلام: لا جرم إنّ محمدا و عليا يعطيانك(3) من أنفسهما

ص: 219


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 336، ح 210. عنه البحار: ج 23، ص 263، ضمن ح 8، و مستدرك الوسائل: ج 12، ص 380، ح 14348. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إنّ النبيّ و عليا أبوا دين المؤمنين)، و ب 4، (ما يظهر من حبّ النبيّ و آله عليهم السّلام يوم القيامة).
2- في البحار: ج 23: لو قطّعت إربا.
3- في البرهان: معطيانك، و في البحار ج 23: معطياك.

ما تعطيهما أنت من نفسك، إنّهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة(1) ألف ألف جزء من ذلك(2).

قوله تعالى: «مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهٰا أَوْ مِثْلِهٰا أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ. أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اَللّٰهَ لَهُ مُلْكُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مٰا لَكُمْ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لاٰ نَصِيرٍ»: 106 و 107.

(745) 1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام: «مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ» بأن نرفع حكمها.

«أَوْ نُنْسِهٰا»: بأن نرفع رسمها، و نزيل عن القلوب حفظها، و عن قلبك، يا محمد! كما قال اللّه تعالى: «سَنُقْرِئُكَ فَلاٰ تَنْسىٰ. إِلاّٰ مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ» (3)أن ينسيك، فرفع ذكره عن قلبك.

«نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهٰا» يعني: بخير لكم.

فهذه الثانية أعظم لثوابكم، و أجلّ لصلاحكم من الآية الأولى المنسوخة، «أَوْ مِثْلِهٰا» من الصلاح لكم، أي إنّا لا ننسخ و لا نبدّل إلاّ و غرضنا في ذلك مصالحكم.

ثمّ قال: يا محمد! «أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» فإنّه قدير يقدر

ص: 220


1- في البحار ج 23: مائة ألف جزء من ذلك.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 332، ح 199. عنه البرهان: ج 3، ص 245، ضمن ح 3، بتفاوت، و البحار: ج 23، ص 260، ضمن ح 8، و ج 36، ص 10، ضمن ح 11. قطعة منه في ف 4، ب 3، (حبّ محمد و علي عليهما السّلام في القيامة) و ب 4، (ما يظهر من حبّ النبيّ و آله عليهم السّلام يوم القيامة).
3- الأعلى: 6/87-7.

على النسخ و غيره.

«أَ لَمْ تَعْلَمْ - يا محمد - أَنَّ اَللّٰهَ لَهُ مُلْكُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ» و هو العالم بتدبيرها و مصالحها فهو يدبّركم بعلمه.

«وَ مٰا لَكُمْ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ مِنْ وَلِيٍّ» يلي صلاحكم إذ كان العالم بالمصالح هو اللّه عزّ و جلّ دون غيره «وَ لاٰ نَصِيرٍ» و ما لكم [من] ناصر ينصركم من مكروه إن أراد [اللّه] إنزاله بكم، أو عقاب إن أراد إحلاله بكم.

و قال محمد بن علي عليهما السّلام: و ربّما قدر عليه النسخ و التبديل لمصالحكم و منافعكم، لتؤمنوا بها، و يتوفّر عليكم الثواب بالتصديق بها، فهو يفعل من ذلك ما فيه صلاحكم، و الخيرة لكم.

ثمّ قال: «أَ لَمْ تَعْلَمْ - يا محمد - أَنَّ اَللّٰهَ لَهُ مُلْكُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ» فهو يملكها بقدرته و يصرفها بحسب مشيّته لا مقدّم لما أخّر، و لا مؤخّر لما قدّم.

ثمّ قال: «وَ مٰا لَكُمْ» يا معشر اليهود و المكذّبين بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الجاحدين بنسخ الشرائع «مِنْ دُونِ اَللّٰهِ» سوى اللّه «مِنْ وَلِيٍّ» يلي مصالحكم إن لم يل لكم ربّكم المصالح «وَ لاٰ نَصِيرٍ» ينصركم من دون اللّه فيدفع عنكم عذابه(1).

قوله تعالى: «وَ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهٰا فَاسْتَبِقُوا اَلْخَيْرٰاتِ أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اَللّٰهُ جَمِيعاً إِنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ»: 148.

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: قلت

ص: 221


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 491، ح 311. عنه البرهان: ج 1، ص 140، ح 1، و البحار: ج 4، ص 104، ح 18. قطعة منه في (سورة الأعلى: 6/87 و 7).

لمحمد بن علي بن موسى عليهم السّلام....

فقال عليه السّلام: و يجتمع إليه [أي القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف] من أصحابه، عدّة أهل بدر ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: «أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اَللّٰهُ جَمِيعاً إِنَّ اَللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» (1).

قوله تعالى: «إِنَّمٰا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ اَلْمَيْتَةَ وَ اَلدَّمَ وَ لَحْمَ اَلْخِنْزِيرِ وَ مٰا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اَللّٰهِ فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اَللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»: 173.

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام إنّه قال: سألته عمّا أهلّ لغير اللّه.

قال عليه السّلام: ما ذبح لصنم أو وثن أو شجر حرّم اللّه ذلك، كما حرّم الميتة و الدم و لحم الخنزير «فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ» أن يأكل الميتة....

فقلت له: يا ابن رسول اللّه! فما معنى قوله عزّ و جلّ «فَمَنِ اُضْطُرَّ غَيْرَ بٰاغٍ وَ لاٰ عٰادٍ» ؟

قال: العادي، السارق، و الباغي، الذي يبغي الصيد بطرا و لهوا لا ليعود به على عياله، ليس لهما أن يأكلا الميتة إذ اضطرّا، هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار، و ليس لهما أن يقصّرا في صوم و لا صلاة في سفر...(2).

ص: 222


1- إكمال الدين: ج 2، ص 377، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كيفيّة ظهور المهدي عليه السّلام و عدد أصحابه)، رقم 617.
2- التهذيب: ج 9، ص 83، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 19، (ما يحرم و يحلّ من الذبائح)، رقم 730.

قوله تعالى: «فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مٰا سَمِعَهُ فَإِنَّمٰا إِثْمُهُ عَلَى اَلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اَللّٰهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ»: 181.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى جعفر و موسى: و فيما أمرتكما من الإشهاد بكذا و كذا نجاة لكما في آخرتكما، و إنفاذا لما أوصى به أبواكما، و برّا منكما لهما، و احذرا أن لا تكونا بدّلتما وصيّتهما، و لا غيّرتماها عن حالها، لأنّهما قد خرجا من ذلك رضي اللّه عنهما و صار ذلك في رقابكما.

و قد قال اللّه تبارك و تعالى في كتابه في الوصيّة: «فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مٰا سَمِعَهُ فَإِنَّمٰا إِثْمُهُ عَلَى اَلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اَللّٰهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (1).

قوله تعالى: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ اَلصِّيٰامِ اَلرَّفَثُ إِلىٰ نِسٰائِكُمْ هُنَّ لِبٰاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبٰاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اَللّٰهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتٰانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتٰابَ عَلَيْكُمْ وَ عَفٰا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَ اِبْتَغُوا مٰا كَتَبَ اَللّٰهُ لَكُمْ وَ كُلُوا وَ اِشْرَبُوا حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ اَلْخَيْطُ اَلْأَبْيَضُ مِنَ اَلْخَيْطِ اَلْأَسْوَدِ مِنَ اَلْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا اَلصِّيٰامَ إِلَى اَللَّيْلِ وَ لاٰ تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنْتُمْ عٰاكِفُونَ فِي اَلْمَسٰاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اَللّٰهِ فَلاٰ تَقْرَبُوهٰا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اَللّٰهُ آيٰاتِهِ لِلنّٰاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ»: 187.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب أبو الحسن ابن الحصين إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام....

فكتب:... «كُلُوا وَ اِشْرَبُوا حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ اَلْخَيْطُ اَلْأَبْيَضُ مِنَ اَلْخَيْطِ اَلْأَسْوَدِ مِنَ اَلْفَجْرِ»:

ص: 223


1- الكافي: ج 7، ص 14، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى جعفر و موسى)، رقم 900.

«ف اَلْخَيْطُ اَلْأَبْيَضُ»: هو المعترض الذي يحرم به الأكل و الشرب في الصوم، و كذلك هو الذي توجب به الصلاة(1).

قوله تعالى: «لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فٰاؤُ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»: 226.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال:...

و أمّا عدّة المتوفّى عنها زوجها، فإنّ اللّه عزّ و جلّ شرط للنساء شرطا، و شرط عليهنّ شرطا، فلم يجأ بهنّ فيما شرط لهنّ، و لم يجر فيما اشترط عليهنّ:

شرط لهنّ في الإيلاء أربعة أشهر إذ يقول اللّه عزّ و جلّ: «لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ...» (2).

قوله تعالى: «اَلطَّلاٰقُ مَرَّتٰانِ فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسٰانٍ وَ لاٰ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمّٰا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاّٰ أَنْ يَخٰافٰا أَلاّٰ يُقِيمٰا حُدُودَ اَللّٰهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّٰ يُقِيمٰا حُدُودَ اَللّٰهِ فَلاٰ جُنٰاحَ عَلَيْهِمٰا فِيمَا اِفْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اَللّٰهِ فَلاٰ تَعْتَدُوهٰا وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اَللّٰهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلظّٰالِمُونَ»: 229.

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال:... ثمّ قام إليه صاحب المسألة الأولى فقال: يا ابن رسول اللّه! ما تقول فيمن قال

ص: 224


1- الكافي: ج 3، ص 282، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي الحسن بن الحصين)، رقم 882.
2- الكافي: ج 6، ص 113، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 10، (عدّة المطلّقة و المتوفّى عنها زوجها)، رقم 713.

لامرأته: أنت طالق عدد نجوم السماء؟

فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] له: يا هذا! اقرأ كتاب اللّه، قال اللّه تبارك و تعالى: «اَلطَّلاٰقُ مَرَّتٰانِ فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسٰانٍ» في الثالثة...(1).

قوله تعالى: «وَ اَلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ يَذَرُونَ أَزْوٰاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً فَإِذٰا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاٰ جُنٰاحَ عَلَيْكُمْ فِيمٰا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَ اَللّٰهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»: 234.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن سليمان: عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قال:... و أمّا ما شرط عليهنّ، فإنّه أمرها أن تعتدّ إذا مات عنها زوجها أربعة أشهر و عشرا، فأخذ منها له عند موته ما أخذ لها منه في حياته عند إيلائه.

قال اللّه تبارك و تعالى: «يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً» ...(2).

قوله تعالى: «وَ إِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَ قَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مٰا فَرَضْتُمْ إِلاّٰ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا اَلَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ اَلنِّكٰاحِ وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوىٰ وَ لاٰ تَنْسَوُا اَلْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اَللّٰهَ بِمٰا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» 237.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن نجيّة العطّار، قال: سافرت مع أبي جعفر عليه السّلام، إلى مكّة، فأمر غلامه بشيء فخالفه إلى غيره.

ص: 225


1- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
2- الكافي: ج 6، ص 113، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 10، (عدّة المطلّقة و المتوفّى عنها زوجها)، رقم 713.

فقال أبو جعفر عليه السّلام: و اللّه! لأضربنّك يا غلام!

قال: فلم أره ضربه؟

فقلت: جعلت فداك! إنّك حلفت... فلم ارك ضربته؟

فقال: أ ليس اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوىٰ» (1).

قوله تعالى: «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ اَلْأَذىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مٰالَهُ رِئٰاءَ اَلنّٰاسِ وَ لاٰ يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوٰانٍ عَلَيْهِ تُرٰابٌ فَأَصٰابَهُ وٰابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لاٰ يَقْدِرُونَ عَلىٰ شَيْ ءٍ مِمّٰا كَسَبُوا وَ اَللّٰهُ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْكٰافِرِينَ»: 264.

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: و دخل رجل على محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام... قال له محمد بن علي عليهما السّلام: اقرأ قول اللّه عزّ و جلّ:

«يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ اَلْأَذىٰ» .

قال الرجل: يا ابن رسول اللّه! ما مننت على القوم الذين تصدّقت عليهم و لا آذيتهم.

قال له محمد بن علي عليهما السّلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ إنّما قال: «لاٰ تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ اَلْأَذىٰ» و لم يقل لا تبطلوا بالمنّ على من تتصدّقون عليه [و بالأذى لمن تتصدّقون عليه] و هو كلّ أذى،...(2).

ص: 226


1- الكافي: ج 7، ص 460، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 22، (حكم من حلف على ضرب عبده ثمّ عفى عنه)، رقم 737.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.

قوله تعالى: «اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ اَلرِّبٰا لاٰ يَقُومُونَ إِلاّٰ كَمٰا يَقُومُ اَلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ اَلشَّيْطٰانُ مِنَ اَلْمَسِّ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قٰالُوا إِنَّمَا اَلْبَيْعُ مِثْلُ اَلرِّبٰا وَ أَحَلَّ اَللّٰهُ اَلْبَيْعَ وَ حَرَّمَ اَلرِّبٰا فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهىٰ فَلَهُ مٰا سَلَفَ وَ أَمْرُهُ إِلَى اَللّٰهِ وَ مَنْ عٰادَ فَأُولٰئِكَ أَصْحٰابُ اَلنّٰارِ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ»: 275.

1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن أبيه قال:

إنّ رجلا أربى دهرا من الدهر، فخرج قاصدا أبا جعفر الجواد عليه السّلام.

فقال عليه السّلام له: مخرجك من كتاب اللّه يقول اللّه: «فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ، فَانْتَهىٰ فَلَهُ مٰا سَلَفَ» . و الموعظة هي التوبة...(1).

الثاني في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة آل عمران [3]

قوله تعالى: «فَكَيْفَ إِذٰا جَمَعْنٰاهُمْ لِيَوْمٍ لاٰ رَيْبَ فِيهِ وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مٰا كَسَبَتْ وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ»: 25.

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... محمد بن أحمد بن حمّاد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى أبي في فصل من كتابه: فكأن قد في يوم أوغد: ثمّ «وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مٰا كَسَبَتْ وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ» أمّا الدنيا فنحن فيها متفرّجون في البلاد...(2).

قوله تعالى: «فَبِمٰا رَحْمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ اَلْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا

ص: 227


1- وسائل الشيعة: ج 18، ص 131، ح 2331. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 16، (حكم من أربى بجهالة)، رقم 725.
2- رجال الكشّي: ص 559، ح 1057. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أحمد بن حمّاد المروزي)، رقم 890.

مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شٰاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ فَإِذٰا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلْمُتَوَكِّلِينَ»: 159.

1 - العيّاشي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام:

أن سل فلانا أن يشير عليّ و يتخيّر لنفسه فهو يعلم ما يجوز في بلده و كيف يعامل السلاطين، فإنّ المشورة مباركة قال اللّه لنبيّه في محكم كتابه: «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شٰاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ فَإِذٰا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلْمُتَوَكِّلِينَ» ....(1).

الثالث في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة النساء [4]

قوله تعالى: «وَ لاٰ تُؤْتُوا اَلسُّفَهٰاءَ أَمْوٰالَكُمُ اَلَّتِي جَعَلَ اَللّٰهُ لَكُمْ قِيٰاماً وَ اُرْزُقُوهُمْ فِيهٰا وَ اُكْسُوهُمْ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً»: 5.

(746) 1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن إبراهيم بن عبد الحميد، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن هذه الآية: «وَ لاٰ تُؤْتُوا اَلسُّفَهٰاءَ أَمْوٰالَكُمُ» .

قال: كلّ من يشرب المسكر(2) فهو سفيه(3).

قوله تعالى: «وَ لاٰ تَتَمَنَّوْا مٰا فَضَّلَ اَللّٰهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلىٰ بَعْضٍ لِلرِّجٰالِ نَصِيبٌ

ص: 228


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 204، ح 147. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 935.
2- في الوسائل، كلّ من شرب الخمر.
3- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 220، ح 22. عنه البحار: ج 100، ص 85، ح 12، و ص 165، ح 14، و البرهان: ج 1، ص 343، ح 10، و وسائل الشيعة: ج 19، ص 368، ح 24780. قطعة منه في ف 5، ب 20، (شرب المسكر).

مِمَّا اِكْتَسَبُوا وَ لِلنِّسٰاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اِكْتَسَبْنَ وَ سْئَلُوا اَللّٰهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اَللّٰهَ كٰانَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيماً» : 32.

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن الحسين بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السّلام: فقال عليه السّلام...:

للّه فضل يقسّمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس و ذلك قوله: «وَ سْئَلُوا اَللّٰهَ مِنْ فَضْلِهِ» ...(1).

(747) 2 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: عن عبد الرحمن بن أبي نجران(2)، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه: «وَ لاٰ تَتَمَنَّوْا مٰا فَضَّلَ اَللّٰهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلىٰ بَعْضٍ» ؟

قال: لا يتمنّى الرجل امرأة الرجل، و لا ابنته، و لكن يتمنّى مثلهما(3).

قوله تعالى: «وَ مَنْ يُطِعِ اَللّٰهَ وَ اَلرَّسُولَ فَأُولٰئِكَ مَعَ اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدٰاءِ وَ اَلصّٰالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً» : 69.

1 - الصفّار رحمه اللّه:... عن الحسن بن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال:...

ص: 229


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 240، ح 119. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 3، (فضل ذكر اللّه بين الطلوعين)، 636.
2- الظاهر أنّ عبد الرحمن بن أبي نجران مصحّف عبد الرحمن، عن أبي نجران، و أبو نجران كان أبا لعبد الرحمن، و اسمه عمرو بن مسلم روى عن أبي عبد اللّه عليه السّلام كما في رجال النجاشي: ص 235، رقم 622. و إن قلنا بصحّة ما في الوسائل فالمراد من أبي جعفر إمّا أبي جعفر الباقر عليه السّلام فلا بدّ أيضا لنا القول بسقوط واسطتين أو ثلاث وسائط لروايته عنه عليه السّلام كذلك. و إمّا أبي جعفر الجواد عليه السّلام، فابن أبي نجران و إن كان له رواية عنه عليه السّلام و لكنّه ينافي ما في تفسير العيّاشي و البرهان.
3- وسائل الشيعة: ج 12، ص 242، ح 16203. تفسير العيّاشي: ج 1، ص 239، ح 115،... قال سألت أبا عبد اللّه عليه السّلام، و هكذا في البحار: ج 73، ص 255، ح 24 و تفسير البرهان: ج 1، ص 366، ح 2.

قلت: و اللّه! ما عندي كثير صلاح.

قال عليه السّلام: لا تكذب على اللّه! فإنّ اللّه قد سماّك صالحا حيث يقول: «فَأُولٰئِكَ مَعَ اَلَّذِينَ أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَ اَلصِّدِّيقِينَ وَ اَلشُّهَدٰاءِ وَ اَلصّٰالِحِينَ» . يعني:

الذين آمنوا بنا، و بأمير المؤمنين، و ملائكته، و أنبيائه، و جميع حججه، عليه و على محمد و آله الطيّبين الطاهرين الأخيار الأبرار، السلام(1).

قوله تعالى: «وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا أَوْ رُدُّوهٰا إِنَّ اَللّٰهَ كٰانَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ حَسِيباً»: 86.

1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... أبو يزيد البسطامي، قال: خرجت من بسطام قاصدا لزيارة البيت الحرام، فمررت بالشام... فرأيت في القرية تلّ تراب، و عليه صبيّ رباعي السنّ يلعب بالتراب، فقلت في نفسي: هذا صبيّ! إن سلّمت عليه لما يعرف السلام، و إن تركت السلام أخللت بالواجب، فأجمعت رأيي على أن أسلّم عليه، فسلّمت عليه.

فرفع [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام رأسه إليّ و قال:... عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته و تحيّاته و رضوانه!

ثمّ قال: صدق اللّه «وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا» . و سكت.

فقلت: «أَوْ رُدُّوهٰا» .

فقال: ذاك فعل المقصّر مثلك، فعلمت أنّه من الأقطاب المؤيّدين...(2).

ص: 230


1- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 150، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (أنّ أرواح الأنبياء و أجسادهم يجتمعون مع أوصيائهم بعد الموت)، رقم 585.
2- إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 79. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض مع أبي يزيد البسطامي)، رقم 382.
الرابع في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة المائدة [5]

قوله تعالى: «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ اَلْأَنْعٰامِ إِلاّٰ مٰا يُتْلىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي اَلصَّيْدِ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اَللّٰهَ يَحْكُمُ مٰا يُرِيدُ»: 1.

(748) 1 - علي بن إبراهيم القميّ رحمه اللّه: أخبرنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلّى بن محمد البصري، عن ابن أبي عمير(1) عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في قوله: «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» .

قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عقد(2) عليهم لعلي عليه السّلام بالخلافة(3) في عشرة مواطن؛ ثمّ أنزل اللّه: «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» التي(4) عقدت عليكم لأمير المؤمنين عليه السّلام(5).

قوله تعالى: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ اَلْمَيْتَةُ وَ اَلدَّمُ وَ لَحْمُ اَلْخِنْزِيرِ وَ مٰا أُهِلَّ لِغَيْرِ اَللّٰهِ بِهِ وَ اَلْمُنْخَنِقَةُ وَ اَلْمَوْقُوذَةُ وَ اَلْمُتَرَدِّيَةُ وَ اَلنَّطِيحَةُ وَ مٰا أَكَلَ اَلسَّبُعُ إِلاّٰ مٰا ذَكَّيْتُمْ وَ مٰا ذُبِحَ عَلَى اَلنُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلاٰمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ اَلْيَوْمَ يَئِسَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ

ص: 231


1- في البحار: ابن عمر، و الظاهر أنّه تصحيف.
2- في سعد السعود: أخذ لعلي عليه السّلام بما أمر أصحابه، و عقد عليهم الخلافة.
3- في البحار: في الخلافة.
4- في سعد السعود: يعني التي عقدت عليهم لعلي أمير المؤمنين عليه السّلام.
5- تفسير القميّ: ج 1، ص 160، س 8 عنه البحار: ج 36، ص 92، ح 20، و نور الثقلين: ج 1، ص 583، ح 9، و البرهان: ج 1، ص 431، ح 9، و إثبات الهداة: ج 2، ص 140، ح 609، و تفسير الصافي: ج 2، ص 5، س 12. سعد السعود: ص 121، س 10. قطعة منه في ف 4، ب 3، (عقد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام بالخلافة في عشرة مواطن).

دِينِكُمْ فَلاٰ تَخْشَوْهُمْ وَ اِخْشَوْنِ اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ اَلْإِسْلاٰمَ دِيناً فَمَنِ اُضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجٰانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»: 3.

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام:... قلت له: فقوله تعالى: «وَ اَلْمُنْخَنِقَةُ وَ اَلْمَوْقُوذَةُ وَ اَلْمُتَرَدِّيَةُ وَ اَلنَّطِيحَةُ وَ مٰا أَكَلَ اَلسَّبُعُ إِلاّٰ مٰا ذَكَّيْتُمْ» .؟

قال: المنخنقة، التي انخنقت بإخناقها حتّى تموت.

و الموقوذة، التي مرضت و وقذها المرض حتّى لم تكن بها حركة.

و المتردّية، التي تتردّى من مكان مرتفع إلى أسفل، أو تتردّى من جبل، أو في بئر فتموت.

و النطيحة، التي تنطحها بهيمة أخرى فتموت، و ما أكل السبع منه فمات.

و ما ذبح على النصب على حجر، أو على صنم إلاّ ما أدركت ذكاته، فذكّي.

قلت: «وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلاٰمِ» ؟

قال: كانوا في الجاهليّة يشترون بعيرا فيما بين عشرة أنفس، و يستقسمون عليه بالقداح، و كانت عشرة، سبعة لهم انصباء، و ثلاثة لا انصباء لها.

أمّا التي لها انصباء: فالفذّ، و التوام، و النافس، و الحلس، و المسبل، و المعلى، و الرقيب.

و أمّا التي لا انصباء لها: فالسفح، و المنيح، و الوغد، و كانوا يجيلون السهام بين عشرة، فمن خرج باسمه سهم من التي لا انصباء لها، ألزم ثلث ثمن البعير، فلا يزالون كذلك حتّى تقع السهام التي لا انصباء لها إلى ثلاثة فيلزمونهم ثمن البعير ثمّ ينحرونه، و يأكله السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئا، و لم يطعموا منه الثلاثة الذين وفروا ثمنه شيئا.

ص: 232

فلمّا جاء الإسلام حرّم اللّه تعالى ذكره ذلك فيما حرّم و قال عزّ و جلّ:

«وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلاٰمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ» يعني حراما(1).

قوله تعالى: «إِنَّمٰا جَزٰاءُ اَلَّذِينَ يُحٰارِبُونَ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي اَلْأَرْضِ فَسٰاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاٰفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ اَلْأَرْضِ ذٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي اَلدُّنْيٰا وَ لَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ عَذٰابٌ عَظِيمٌ. إِلاَّ اَلَّذِينَ تٰابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»: 34-33.

(749) 1 - علي بن إبراهيم القميّ رحمه اللّه: فإنّه حدّثني أبي، عن علي بن حسّان، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: من حارب اللّه، و أخذ المال، و قتل، كان عليه أن يقتّل و يصلّب.

و من حارب و قتل، و لم يأخذ المال، كان عليه أن يقتّل و لا يصلّب.

و من حارب فأخذ المال، و لم يقتل، كان عليه أن تقطّع يده و رجله من خلاف.

و من حارب، و لم يأخذ المال، و لم يقتل، كان عليه أن ينفى.

ثمّ استثنى عزّ و جلّ فقال: «إِلاَّ اَلَّذِينَ تٰابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ» يعني يتوب(2) من قبل أن يأخذهم(3) الإمام(4).

ص: 233


1- التهذيب: ج 9، ص 83، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 19، (ما يحرم و يحلّ من الذبائح)، رقم 730.
2- في البرهان: يعني يتوبوا، و كذا في الوسائل.
3- في البحار: يأخذه.
4- تفسير القميّ: ج 1، ص 167، س 11. عنه البحار: ج 76، ص 194، ح 1، و نور الثقلين: ج 1، ص 624، ح 173، و البرهان: ج 1، ص 467، ح 13، و وسائل الشيعة: ج 28، ص 313، ح 34841. قطعة منه في ف 5، ب 23، (أقسام المحارب و أحكامها).
الخامس في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأنعام [6]

قوله تعالى: «لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ وَ هُوَ اَللَّطِيفُ اَلْخَبِيرُ»: 103.

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه: روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام:... قوله: «لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ» .

قال عليه السّلام: يا أبا هاشم! أوهام القلوب أدقّ من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السند و الهند، و البلدان التي لم تدخلها، و لا تدرك ببصرك ذلك، فأوهام القلوب لا تدركه، فكيف تدركه الأبصار(1)؟

(750) 2 - البرقي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري، قال:

أخبرني الأشعث بن حاتم، أنّه سأل الرضا عليه السّلام عن شيء من التوحيد؟

فقال: أ لا تقرأ القرآن؟

قلت: نعم!

قال: اقرأ: «لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ اَلْأَبْصٰارَ» .

فقرأت، فقال: ما الأبصار؟

قلت: أبصار العين.

قال: لا! إنّما عنى الأوهام، لا تدرك الأوهام كيفيّته، و هو يدرك كلّ فهم.

عنه، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم، عن أبي جعفر عليه السّلام نحوه، إلاّ أنّه

ص: 234


1- الاحتجاج: ج 2، ص 465، ح 319. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 1، (معنى التوحيد)، رقم 580.

قال: الأبصار هاهنا أوهام العباد، فالأوهام أكثر من الأبصار، و هو يدرك الأوهام، و لا تدركه الأوهام(1).

السادس في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأعراف [7]

قوله تعالى: «المص. وَ إِذْ نَتَقْنَا اَلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَ ظَنُّوا أَنَّهُ وٰاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مٰا آتَيْنٰاكُمْ بِقُوَّةٍ وَ اُذْكُرُوا مٰا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»: 1 و 171.

1 - ابن بابويه القميّ رحمه اللّه:... عن مؤدّب كان لأبي جعفر عليه السّلام إنّه قال:... ثمّ قال عليه السّلام:... استعرضني أيّ القرآن شئت أف لك بحفظه.

فقلت: الأعراف.

فاستعاذ باللّه من الشيطان الرجيم.

ثمّ قرأ: بسم اللّه الرحمن الرحيم، «وَ إِذْ نَتَقْنَا اَلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَ ظَنُّوا أَنَّهُ وٰاقِعٌ بِهِمْ» .

فقلت: «المص»؟

فقال: هذا أوّل السورة. و هذا ناسخ، و هذا منسوخ، و هذا محكم، و هذا متشابه، و هذا خاصّ، و هذا عامّ، و هذا ما غلط به الكتّاب، و هذا ما اشتبه على الناس(2).

ص: 235


1- المحاسن: ص 239، ح 215. عنه البحار: ج 3، ص 308، ح 46. قطعة منه في ف 4، ب 1، (معنى التوحيد).
2- الإمامة و التبصرة: ص 85، ح 74. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض إلى خراسان لتجهيز أبيه عليهما السّلام)، رقم 376.

قوله تعالى: «وَ بَيْنَهُمٰا حِجٰابٌ وَ عَلَى اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ وَ نٰادَوْا أَصْحٰابَ اَلْجَنَّةِ أَنْ سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهٰا وَ هُمْ يَطْمَعُونَ»: 46.

1 - الصفّار رحمه اللّه:... سعد بن سعد، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام من هذه الآية:

«وَ عَلَى اَلْأَعْرٰافِ رِجٰالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمٰاهُمْ»؟

فقال: هم يا سعد! الأئمّة من آل محمد صلوات اللّه عليهم(1).

قوله تعالى: «أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اَللّٰهِ فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْخٰاسِرُونَ»: 99.

1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام:... و الإصرار على الذنب أمن لمكر اللّه «فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْخٰاسِرُونَ» (2).

2 - العيّاشي رحمه اللّه:... قال الحسين بن الحكم الواسطي:...

فقال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: إنّما الشكّ فيما لا يعرف، فإذا جاء اليقين فلا شكّ، يقول اللّه: «وَ مٰا وَجَدْنٰا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ، وَ إِنْ وَجَدْنٰا أَكْثَرَهُمْ لَفٰاسِقِينَ» . نزلت في الشكّاك(3).

السابع ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأنفال [8]

قوله تعالى: «وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»: 33.

ص: 236


1- بصائر الدرجات: الجزء العاشر: ص 520، ح 18، تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (الأئمّة عليهم السّلام هم أصحاب الأعراف)، رقم 592.
2- تحف العقول: ص 456، س 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في التوبة)، رقم 793.
3- تفسير العيّاشي: ج 2، ص 23، ح 60. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن الحكم الواسطي)، رقم 930.

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... قال يحيى [بن أكثم]: روي أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لو نزل العذاب لما نجى منه إلاّ عمر.

فقال [أبو جعفر] عليه السّلام: و هذا محال أيضا، لأنّ اللّه تعالى يقول: «وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ، وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» . فأخبر سبحانه أنّه لا يعذّب أحدا ما دام فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ما داموا يستغفرون اللّه(1).

قوله تعالى: «وَ اِعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىٰ وَ اَلْيَتٰامىٰ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ اِبْنِ اَلسَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللّٰهِ وَ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا يَوْمَ اَلْفُرْقٰانِ يَوْمَ اِلْتَقَى اَلْجَمْعٰانِ وَ اَللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ»: 41.

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... كتب إليه [أي إلى علي بن مهزيار] أبو جعفر عليه السّلام ... فأمّا الغنائم و الفوائد فهي واجبة عليهم في كلّ عام، قال اللّه تعالى: «وَ اِعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىٰ وَ اَلْيَتٰامىٰ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ اِبْنِ اَلسَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللّٰهِ وَ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا يَوْمَ اَلْفُرْقٰانِ يَوْمَ اِلْتَقَى اَلْجَمْعٰانِ وَ اَللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» (2).

قوله تعالى: «وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ إِلاّٰ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَسٰادٌ كَبِيرٌ»: 73.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن الحسين بن بشّار الواسطي، قال:

ص: 237


1- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
2- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 936.

كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب إليّ: من خطب إليكم فرضيتم دينه و أمانته فزوّجوه «إِلاّٰ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَسٰادٌ كَبِيرٌ» (1).

قوله تعالى: «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَ هٰاجَرُوا وَ جٰاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولٰئِكَ مِنْكُمْ وَ أُولُوا اَلْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتٰابِ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ»: 75.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن الحسين بن الحكم، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في رجل مات و ترك خالتيه و مواليه؟

قال عليه السّلام: «أُولُوا اَلْأَرْحٰامِ بَعْضُهُمْ أَوْلىٰ بِبَعْضٍ» المال بين الخالتين(2).

الثامن في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة التوبة [9]

قوله تعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهٰا وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاٰتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَ اَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَأْخُذُ اَلصَّدَقٰاتِ وَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلتَّوّٰابُ اَلرَّحِيمُ. وَ قُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اَللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلىٰ عٰالِمِ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»: 103-105.

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد و عبد اللّه بن محمد، عن علي ابن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام... إنّ موالي أسأل اللّه صلاحهم

ص: 238


1- الكافي: ج 5، ص 347، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن بشّار الواسطي)، رقم 902.
2- الكافي: ج 7، ص 120، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 18، (حكم ميراث الخالة اذا انفردت)، رقم 727.

أو بعضهم قصّروا فيما يجب عليهم، فعلمت ذلك و أحببت أن أطهّرهم، و أزكّيهم بما فعلت في عامي هذا من الخمس.

قال اللّه تعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهٰا وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاٰتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَ اَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. أَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَأْخُذُ اَلصَّدَقٰاتِ وَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلتَّوّٰابُ اَلرَّحِيمُ. وَ قُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اَللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلىٰ عٰالِمِ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» (1).

قوله تعالى: «مٰا كٰانَ لِأَهْلِ اَلْمَدِينَةِ وَ مَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ اَلْأَعْرٰابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اَللّٰهِ وَ لاٰ يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لاٰ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لاٰ نَصَبٌ وَ لاٰ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ وَ لاٰ يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ اَلْكُفّٰارَ وَ لاٰ يَنٰالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاّٰ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صٰالِحٌ إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُحْسِنِينَ»: 120.

1 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن القاسم بن المحسن، قال:... فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر بن الرضا عليهما السّلام.

فقال لي: يا قاسم! ذهبت عمامتك في الطريق؟

قلت: نعم!....

قال: تصدّقت على الأعرابي فشكره اللّه لك و ردّ إليك عمامتك، و «إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُحْسِنِينَ» (2).

ص: 239


1- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 936.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 377، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 425.
التاسع في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة يوسف [12]

قوله تعالى: «وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنٰاهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي اَلْمُحْسِنِينَ»: 22.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط... فقال [أبو جعفر عليه السّلام]: يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة، فقال: «وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا» ، «وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ» ، «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبيّ، و يجوز أن يؤتاها و هو ابن أربعين سنة(1).

قوله تعالى: «فَلَمّٰا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَ آتَتْ كُلَّ وٰاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَ قٰالَتِ اُخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمّٰا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَ قُلْنَ حٰاشَ لِلّٰهِ مٰا هٰذٰا بَشَراً إِنْ هٰذٰا إِلاّٰ مَلَكٌ كَرِيمٌ»: 31.

1 - الحضيني رحمه اللّه:... أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: كنت في داره ببغداد، و أنا جالس بين يديه، إذ دخل عليه ياسر الخادم فرحّب به، و قرّبه.

ثمّ قال: يا سيّدي! ستّنا أمّ جعفر تستأذنك بالمسير إلى أمّ الفضل للسلام عليك و عليها و قد استأذنت.

فقال له: قل لها: أقبلي إليه....

فقالت له: يا سيّدي! إنّي لأحبّ أن أراك و أمّ الخير بموضع واحد....

فقال: أدخلي إليها فإنّي تابعك في الأثر، فدخلت أمّ الخير فقدّمت نعليه

ص: 240


1- الكافي: ج 1، ص 384، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (انّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا)، رقم 370.

و دخل و الستور تشتال بين يديه، فما لبث أن أسرع راجعا و هو يقول: «فَلَمّٰا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ» ....

فخرجت أمّ جعفر. و دنوت منه و قلت له: قد سمعتك و أنت تقول: «فَلَمّٰا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ» فهذا خبر النسوة الذي خرج عليهنّ يوسف لما رأينه، و الإكبار ممّا حدث من أمّ الفضل، فعلمت أنّه الحيض(1).

قوله تعالى: «قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي وَ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ وَ مٰا أَنَا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ»: 108.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... قال علي بن حسّان لأبي جعفر عليه السّلام:

يا سيّدي! إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك.

فقال عليه السّلام: و ما ينكرون من ذلك قول اللّه عزّ و جلّ؟! لقد قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي» فو اللّه ما تبعه إلاّ علي عليه السّلام و له تسع سنين و أنا ابن تسع سنين(2).

العاشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة مريم [19]

قوله تعالى: «يٰا يَحْيىٰ خُذِ اَلْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا»: 12.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط... فقال [أبو جعفر عليه السّلام]:... يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة

ص: 241


1- الهداية الكبرى: ص 303، س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 438.
2- الكافي: ج 1، ص 384، ح 8. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام على إمامته في حداثة سنّه)، رقم 866.

فقال: «وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا» ، «وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ» ، «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» . فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبيّ، و يجوز أن يؤتاها و هو ابن أربعين سنة(1).

الحادي عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة طه [20]

قوله تعالى: «فَمَنِ اِتَّبَعَ هُدٰايَ فَلاٰ يَضِلُّ وَ لاٰ يَشْقىٰ»: 123.

(751) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن السيّاري(2)، عن علي بن عبد اللّه، قال: سأله رجل عن قوله تعالى:

«فَمَنِ اِتَّبَعَ هُدٰايَ فَلاٰ يَضِلُّ وَ لاٰ يَشْقىٰ»؟

قال عليه السّلام: من قال بالأئمّة، و اتّبع أمرهم، و لم يجز طاعتهم(3).

ص: 242


1- الكافي: ج 1، ص 384، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (انّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا)، رقم 370.
2- هو أحمد بن محمد بن السيّار الذي ذكره النجاشي، و قال: كان من كتّاب آل طاهر في زمن أبي محمد عليه السّلام و يعرف بالسيّاري، رجال النجاشي: ص 85 رقم 192. عدّه الشيخ من أصحاب الهادي و العسكري عليهما السّلام رجال الطوسي: ص 411 رقم 23، و ص 427 رقم 3. و علي بن عبد اللّه هذا يحتمل أن يكون علي بن عبد اللّه أبو الحسن العطّار القميّ الذي عدّه الشيخ من أصحاب الجواد عليه السّلام أو يكون علي بن عبد اللّه المدائني الذي عدّه الشيخ و البرقي من أصحاب الجواد عليه السّلام هذا ما يقتضيه الطبقة. و اللّه العالم! فعلى هذا المسئول عنه هو الجواد عليه السّلام.
3- الكافي: ج 1، ص 414، ح 10. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 446، ح 36، و الوافي: ج 3، ص 885، ح 1521. بصائر الدرجات: ص 34، ح 2. عنه البحار: ج 2، ص 93، ح 25. قطعة منه في ف 4، ب 3، (لزوم اتّباع أمر الأئمّة عليهم السّلام).
الثاني عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الحجّ [22]

قوله تعالى: «اَللّٰهُ يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً وَ مِنَ اَلنّٰاسِ إِنَّ اَللّٰهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ»: 75.

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال يحيى بن أكثم: و قد روي أيضا أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: ما احتبس عنّي الوحي إلاّ ظننته قد نزل على آل الخطّاب.

فقال [أبو جعفر] عليه السّلام: و هذا محال أيضا، لأنّه لا يجوز أن يشكّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في نبوّته، قال اللّه تعالى: «اَللّٰهُ يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً وَ مِنَ اَلنّٰاسِ» فكيف يمكن أن تنتقل النبوّة ممّن اصطفاه اللّه تعالى إلى من أشرك به...(1).

الثالث عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة النور [24]

قوله تعالى: «وَ أَنْكِحُوا اَلْأَيٰامىٰ مِنْكُمْ وَ اَلصّٰالِحِينَ مِنْ عِبٰادِكُمْ وَ إِمٰائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ»: 32.

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... الريّان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام،... فقال له: أ تخطب يا أبا جعفر!؟

قال عليه السّلام: نعم! يا أمير المؤمنين!

فقال له المأمون: اخطب - جعلت فداك - لنفسك....

فقال أبو جعفر عليه السّلام: الحمد للّه إقرارا بنعمته، و لا إله إلاّ اللّه إخلاصا لوحدانيّته، و صلّى اللّه على محمد سيّد بريّته، و الأصفياء من عترته... فقال

ص: 243


1- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.

سبحانه: «وَ أَنْكِحُوا اَلْأَيٰامىٰ مِنْكُمْ وَ اَلصّٰالِحِينَ مِنْ عِبٰادِكُمْ وَ إِمٰائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ» .

ثمّ إنّ محمد بن علي بن موسى يخطب أمّ الفضل...(1).

الرابع عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الفرقان [25]

قوله تعالى: «اَلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ اَلْحَقُّ لِلرَّحْمٰنِ وَ كٰانَ يَوْماً عَلَى اَلْكٰافِرِينَ عَسِيراً»: 26.

(752) 1 - السيّد شرف الدين الأسترآبادي رحمه اللّه: محمد بن العبّاس رحمه اللّه قال:

حدّثنا محمد بن الحسن بن علي، عن أبيه الحسن، عن أبيه علي بن أسباط(2)، قال: روى أصحابنا في قول اللّه عزّ و جلّ: «اَلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ اَلْحَقُّ لِلرَّحْمٰنِ»؟

قال: إنّ الملك للرحمن اليوم و قبل اليوم و بعد اليوم، و لكن إذا قام القائم عليه السّلام لم يعبد [وا] إلاّ اللّه عزّ و جلّ (3).

قوله تعالى: «أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاّٰ كَالْأَنْعٰامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً»: 44.

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، أنّه قال:

الواقفة هم حمير الشيعة.

ص: 244


1- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.
2- تأتي ترجمته في ف 7، ب 1 (موعظته في الإخلاص)، رقم 778.
3- تأويل الآيات الظاهرة: ص 369، س 5. قطعة منه في ف 4، ب 3، (إنّه لا يعبد غير اللّه بعد ظهور المهدي عليه السّلام).

ثمّ تلا هذه الآية: «إِنْ هُمْ إِلاّٰ كَالْأَنْعٰامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً» (1).

الخامس عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة النمل [27]

قوله تعالى: «وَ وَرِثَ سُلَيْمٰانُ دٰاوُدَ وَ قٰالَ يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ اَلطَّيْرِ وَ أُوتِينٰا مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ إِنَّ هٰذٰا لَهُوَ اَلْفَضْلُ اَلْمُبِينُ»: 16.

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن علي بن عمر التنوخي: رأيت محمد ابن علي عليهما السّلام و هو يكلّم ثورا، فحرّك الثور رأسه....

فقال عليه السّلام: و «عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ اَلطَّيْرِ وَ أُوتِينٰا مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ».. .(2).

السادس عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة القصص [28]

قوله تعالى: «وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اِسْتَوىٰ آتَيْنٰاهُ حُكْماً وَ عِلْماً وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي اَلْمُحْسِنِينَ»: 14.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط... فقال:

[أبو جعفر عليه السّلام]: يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة فقال: «وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا» ، «وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ» ، «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبيّ، و يجوز أن يؤتاها و هو ابن أربعين سنة(3).

ص: 245


1- رجال الكشّي: ص 460، ح 872. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3، (ذمّ الواقفة)، رقم 564.
2- نوادر المعجزات: ص 182، ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معرفته عليه السّلام بمنطق الثور)، رقم 393.
3- الكافي: ج 1، ص 384، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (انّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا)، رقم 370.
السابع عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة العنكبوت [29]

قوله تعالى: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ سَخَّرَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ فَأَنّٰى يُؤْفَكُونَ»: 61.

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه: روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» ما معنى الأحد؟

قال: المجمع عليه بالوحدانيّة، أ ما سمعته يقول: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ سَخَّرَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ».. .(1).

الثامن عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة لقمان [31]

قوله تعالى: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ قُلِ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاٰ يَعْلَمُونَ»: 25.

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السّلام ما معنى الواحد؟

قال عليه السّلام: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد، كما قال اللّه عزّ و جلّ:

«وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ» (2) .

ص: 246


1- الاحتجاج: ج 2، ص 465، ح 319. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 1، (معنى التوحيد)، رقم 580.
2- التوحيد: ص 83، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 1، (معنى التوحيد)، رقم 578.
التاسع عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأحزاب [33]

قوله تعالى: «وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ اَلنَّبِيِّينَ مِيثٰاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ وَ عِيسَى اِبْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنٰا مِنْهُمْ مِيثٰاقاً غَلِيظاً»: 7.

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال يحيى [بن أكثم]: قد روي أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لو لم أبعث لبعث عمر.

فقال [أبو جعفر] عليه السّلام: كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث، يقول اللّه في كتابه: «وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ اَلنَّبِيِّينَ مِيثٰاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ» .

فقد أخذ اللّه ميثاق النبيّين، فكيف يمكن أن يبدّل ميثاقه، و كلّ الأنبياء عليهم السّلام لم يشركوا باللّه طرفة عين، فكيف يبعث بالنبوّة من أشرك، و كان أكثر أيّامه مع الشرك باللّه، و...(1).

العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة يس [36]

قوله تعالى: «وَ جٰاءَ مِنْ أَقْصَا اَلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعىٰ قٰالَ يٰا قَوْمِ اِتَّبِعُوا اَلْمُرْسَلِينَ»: 20.

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال: و دخل رجل على محمد بن علي ابن موسى الرضا عليهم السّلام و هو مسرور،....

قال [عليه السّلام]: شيعتنا الخلّص حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، و صاحب يس الذي قال اللّه تعالى [فيه]: «وَ جٰاءَ مِنْ أَقْصَا اَلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعىٰ».. .(2).

ص: 247


1- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (مناظرته عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الصدقة)، رقم 837.
الحادي و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة ص [38]

قوله تعالى: «وَ اُذْكُرْ إِسْمٰاعِي لَ وَ اَلْيَسَعَ وَ ذَا اَلْكِفْلِ وَ كُلٌّ مِنَ اَلْأَخْيٰارِ»: 48.

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر أعني محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ و هل كان من المرسلين؟

فكتب صلوات اللّه عليه:... و أنّ ذا الكفل منهم صلوات اللّه عليهم،... و كان اسمه عويديا، و هو الذي ذكره اللّه تعالى جلّت عظمته في كتابه حيث قال:

«وَ اُذْكُرْ إِسْمٰاعِيلَ وَ اَلْيَسَعَ وَ ذَا اَلْكِفْلِ وَ كُلٌّ مِنَ اَلْأَخْيٰارِ» (1) .

الثانى و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الزمر [39]

قوله تعالى: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ قُلْ أَ فَرَأَيْتُمْ مٰا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ إِنْ أَرٰادَنِيَ اَللّٰهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كٰاشِفٰاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرٰادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكٰاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اَللّٰهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ اَلْمُتَوَكِّلُونَ»: 38.

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر

ص: 248


1- قصص الأنبياء: ص 213، ح 277. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني)، رقم 913.

الثاني عليه السّلام ما معنى الواحد؟

قال عليه السّلام: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد كما قال اللّه عزّ و جلّ: «وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اَللّٰهُ» (1).

الثالث و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الشورى [42]

قوله تعالى: «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ اَلْقُرىٰ وَ مَنْ حَوْلَهٰا وَ تُنْذِرَ يَوْمَ اَلْجَمْعِ لاٰ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي اَلْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي اَلسَّعِيرِ»: 7.

1 - الصفّار رحمه اللّه:... علي بن أسباط، أو غيره، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: فلم سمّي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمّيّا؟

قال عليه السّلام: نسبت إلى مكّة، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: «لِتُنْذِرَ أُمَّ اَلْقُرىٰ وَ مَنْ حَوْلَهٰا» ، فأمّ القرى: المكّة...(2).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن جعفر بن محمد الصوفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، فقلت: يا ابن رسول اللّه! لم سمّي النبيّ:

الأمّي؟

فقال عليه السّلام:... و إنّما سمّي الأمّي، لأنّه كان من أهل مكّة، و مكّة من أمّهات القرى، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: «لِتُنْذِرَ أُمَّ اَلْقُرىٰ وَ مَنْ حَوْلَهٰا» (3).

ص: 249


1- التوحيد: ص 83، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 1، (معنى التوحيد)، رقم 578.
2- بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 246، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (علّة تسمية النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالأمّيّ)، ص 514، ح 2.
3- معاني الأخبار: ص 53، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (علّة تسمية النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالأمّي)، رقم 589.

قوله تعالى: «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا مٰا كُنْتَ تَدْرِي مَا اَلْكِتٰابُ وَ لاَ اَلْإِيمٰانُ وَ لٰكِنْ جَعَلْنٰاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِنٰا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» 52.

(753) 1 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط(1)، قال: سأله رجال من أهل هيت و أنا حاضر، عن قول اللّه عزّ و جلّ: «وَ كَذٰلِكَ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنٰا» ؟

قال: منذ أنزل اللّه ذلك الروح على محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما صعد إلى السماء، و إنّه لفينا(2).

الرابع و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الزخرف [43]

قوله تعالى: «اَلْأَخِلاّٰءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ اَلْمُتَّقِينَ»: 67.

1 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد عليه السّلام]:... الناس إخوان، فمن كانت أخوّته في غير ذات اللّه فإنّها تحوز عداوة، و ذلك قوله تعالى: «اَلْأَخِلاّٰءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ اَلْمُتَّقِينَ» (3).

ص: 250


1- تأتي ترجمته في ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في الإخلاص)، رقم 778.
2- بصائر الدرجات: الجزء التاسع، ص 477، ح 13. قطعة منه في ف 4، ب 2، (نزول الروح على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و ب 3، (إنّ الروح مع الأئمّة عليهم السّلام).
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 15. يأتي الحديث بتمامه فى ف 7، ب 1، (موعظة في الأخوّة)، رقم 817.

قوله تعالى: «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ بَلىٰ وَ رُسُلُنٰا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ»: 80.

1 - الحضيني رحمه اللّه:... عن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي الحسن...

فقال [الجواد عليه السّلام]: يا علي! و اللّه! نحن كما قال تعالى: «أَمْ يَحْسَبُونَ أَنّٰا لاٰ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَ نَجْوٰاهُمْ بَلىٰ وَ رُسُلُنٰا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ».. .(1).

الخامس و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الدخان [44]

قوله تعالى: «فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ»: 4.

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام:... ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان، و هي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر، و «فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» ...(2).

السادس و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأحقاف [46]:

قوله تعالى: «وَ وَصَّيْنَا اَلْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ إِحْسٰاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَ وَضَعَتْهُ كُرْهاً وَ حَمْلُهُ وَ فِصٰالُهُ ثَلاٰثُونَ شَهْراً حَتّٰى إِذٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قٰالَ رَبِّ

ص: 251


1- الهداية الكبرى: ص 301، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 412.
2- إقبال الأعمال: ص 504، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 7، (زيارة الإمام الحسين عليه السّلام في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان)، رقم 687.

أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ اَلَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَ عَلىٰ وٰالِدَيَّ وَ أَنْ أَعْمَلَ صٰالِحاً تَرْضٰاهُ وَ أَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَ إِنِّي مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ»: 15.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن أسباط... فقال [أبو جعفر عليه السّلام]: يا علي! إنّ اللّه احتجّ في الإمامة بمثل ما احتجّ به في النبوّة.

فقال: «وَ آتَيْنٰاهُ اَلْحُكْمَ صَبِيًّا» ، «وَ لَمّٰا بَلَغَ أَشُدَّهُ» ، «وَ بَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً» فقد يجوز أن يؤتى الحكمة و هو صبيّ، و يجوز أن يؤتاها و هو ابن أربعين سنة(1).

قوله تعالى: «فَاصْبِرْ كَمٰا صَبَرَ أُولُوا اَلْعَزْمِ مِنَ اَلرُّسُلِ وَ لاٰ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مٰا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّٰ سٰاعَةً مِنْ نَهٰارٍ بَلاٰغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْفٰاسِقُونَ»: 35.

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... أبو محمد الحسن بن علي عليهما السّلام، قال: كان أبو جعفر عليه السّلام شديد الأدمة، و لقد قال فيه الشاكّون المرتابون... و قال عليه السّلام:...

و أيم اللّه لو لا تظاهر الباطل علينا، و غلبة دولة الكفر، و توثّب أهل الشكوك، و الشرك، و الشقاق علينا لقلت قولا يتعجّب منه الأوّلون و الآخرون.

ثمّ وضع يده على فيه ثمّ قال: يا محمد! اصمت، كما صمت آباؤك، «فَاصْبِرْ كَمٰا صَبَرَ أُولُوا اَلْعَزْمِ مِنَ اَلرُّسُلِ وَ لاٰ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ» ...(2).

ص: 252


1- الكافي: ج 1، ص 384، ح 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (انّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا)، رقم 370.
2- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (خطبته البليغة في طفولته عليه السّلام)، رقم 369.
السابع و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم [47]

قوله تعالى: «فَكَيْفَ إِذٰا تَوَفَّتْهُمُ اَلْمَلاٰئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبٰارَهُمْ»: 27.

(754) 1 - العيّاشي رحمه اللّه: أبو علي المحمودي(1)، عن أبيه رفعه في قول اللّه:

«يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَ أَدْبٰارَهُمْ» .

قال: إنّما أراد و أستاههم، إنّ اللّه كريم يكنّ (2).(3).

الثامن و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة ق [50]

قوله تعالى: «وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ»: 16.

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول يا ابن رسول اللّه في الخبر الذي روي: أنّه نزل جبرئيل عليه السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: يا محمد! إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرؤك السلام، و يقول لك: سل أبا بكر هل هو

ص: 253


1- هو محمد بن أحمد بن حمّاد المحمودي المروزي، المكنّى بأبي علي: معجم رجال الحديث: ج 21، ص 254 رقم 1458. و أبوه أحمد كان من أصحاب الجواد عليه السّلام، رجال الطوسي: ص 398 رقم 15، و مات في عصره عليه السّلام كما في رجال الكشّي: ص 511 رقم 987، و تقدّم بيان في الرفع في ف 4، ب 3 (شهادة الإمام الحسين عليه السّلام من المحتوم).
2- في البحار: كريم يكنّى، و كذا في البرهان.
3- تفسير العيّاشي: ج 2، ص 65، ح 71. عنه البحار: ج 19، ص 286، ح 28، و البرهان: ج 2، ص 90، ح 1.

عنّي راض فإنّي عنه راض؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام:... و ليس يوافق هذا الخبر كتاب اللّه، قال اللّه تعالى:

«وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ» . فاللّه عزّ و جلّ خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتّى سأل عن مكنون سرّه؟! هذا مستحيل في العقول...(1).

التاسع و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة النجم [53]

قوله تعالى: «وَ اَلنَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ»: 1.

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام:... و قوله عزّ و جلّ: «وَ اَلنَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ» و ما أشبه هذا؟

فقال عليه السّلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقسم من خلقه بما يشاء، و ليس لخلقه أن يقسموا إلاّ به عزّ و جلّ (2).

قوله تعالى: «مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَ مٰا غَوىٰ. وَ مٰا يَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوىٰ. إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ. عَلَّمَهُ شَدِيدُ اَلْقُوىٰ. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوىٰ. وَ هُوَ بِالْأُفُقِ اَلْأَعْلىٰ.

ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى. فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ. فَأَوْحىٰ إِلىٰ عَبْدِهِ مٰا أَوْحىٰ.

مٰا كَذَبَ اَلْفُؤٰادُ مٰا رَأىٰ. أَ فَتُمٰارُونَهُ عَلىٰ مٰا يَرىٰ. وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ. عِنْدَ

ص: 254


1- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 236، ح 1120. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 22، (حكم اليمين بغير اللّه)، رقم 736.

سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ. عِنْدَهٰا جَنَّةُ اَلْمَأْوىٰ. إِذْ يَغْشَى اَلسِّدْرَةَ مٰا يَغْشىٰ. مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ وَ مٰا طَغىٰ. لَقَدْ رَأىٰ مِنْ آيٰاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرىٰ»: 18-2.

(755) 1 - علي بن إبراهيم القميّ رحمه اللّه: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن العبّاس، عن أبي جعفر عليه السّلام في قوله: «مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَ مٰا غَوىٰ» .

يقول: ما ضلّ في علي عليه السّلام و ما غوى، و ما ينطق فيه عن الهوى، و ما كان ما قال فيه إلاّ بالوحي الذي أوحى إليه.

ثمّ قال: «عَلَّمَهُ شَدِيدُ اَلْقُوىٰ» ثمّ أذن له فوفد إلى السماء، فقال: «ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوىٰ وَ هُوَ بِالْأُفُقِ اَلْأَعْلىٰ ثُمَّ دَنٰا فَتَدَلّٰى فَكٰانَ قٰابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنىٰ» . كان بين لفظه و بين سماع محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كما بين وتر القوس و عودها، «فَأَوْحىٰ إِلىٰ عَبْدِهِ مٰا أَوْحىٰ» .

فسئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن ذلك الوحى؟ فقال: أوحى إليّ أنّ عليا سيّد الوصيّين (المؤمنين)، و إمام المتّقين، و قائد الغرّ المحجّلين، و أوّل خليفة يستخلفه خاتم النبيّين.

فدخل القوم في الكلام فقالوا: أمن اللّه و من رسوله؟

فقال اللّه جلّ ذكره لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قل لهم: «مٰا كَذَبَ اَلْفُؤٰادُ مٰا رَأىٰ» ثمّ ردّ عليهم فقال: «أَ فَتُمٰارُونَهُ عَلىٰ مٰا يَرىٰ» .

ثمّ قال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قد أمرت فيه بغير هذا، أمرت أن أنصبه للناس، و أقول لهم: هذا وليّكم من بعدي، و هو بمنزلة السفينة يوم الغرق، من دخل فيها نجى و من خرج منها غرق.

ثمّ قال: «وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرىٰ» يقول: رأيت الوحى مرّة أخرى.

«عِنْدَ سِدْرَةِ اَلْمُنْتَهىٰ» التي يتحدّث تحتها الشيعة في الجنان.

ص: 255

ثمّ قال اللّه: قل لهم: «إِذْ يَغْشَى اَلسِّدْرَةَ مٰا يَغْشىٰ» يقول: إذ يغشى السدرة ما يغشى من حجب النور.

و «مٰا زٰاغَ اَلْبَصَرُ» يقول: ما عمي البصر عن تلك الحجب، «وَ مٰا طَغىٰ» .

يقول: و ما طغى القلب بزيادة فيما أوحى إليه و لا نقصان.

«لَقَدْ رَأىٰ مِنْ آيٰاتِ رَبِّهِ اَلْكُبْرىٰ» يقول: لقد سمع كلاما لو لا أنّه قوي ما قوي(1).

الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة القمر [54]

قوله تعالى: «فَقٰالُوا أَ بَشَراً مِنّٰا وٰاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنّٰا إِذاً لَفِي ضَلاٰلٍ وَ سُعُرٍ. أَ أُلْقِيَ اَلذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنٰا بَلْ هُوَ كَذّٰابٌ أَشِرٌ»: 24 و 25.

1 - الإربلي رحمه اللّه: القاسم بن عبد الرحمن و كان زيديّا، قال: خرجت إلى بغداد فبينا أنا بها إذ رأيت الناس يتعادون و يتشرّفون و يقفون.

فقلت: يا هذا!؟ فقالوا: ابن الرضا. فقلت: و اللّه! لأنظرنّ إليه، فطلع على بغل أو بغلة.

فقلت: لعن اللّه أصحاب الإمامة حيث يقولون: إنّ اللّه افترض طاعة هذا.

فعدل إليّ و قال: يا قاسم بن عبد الرحمن! «أَ بَشَراً مِنّٰا وٰاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنّٰا إِذاً لَفِي ضَلاٰلٍ وَ سُعُرٍ» .

ص: 256


1- تفسير القميّ: ج 2، ص 334، س 10. عنه البحار: ج 18، ص 404، ح 110، قطعة منه، و ج 36، ص 86، ح 12، قطعة منه، بتفاوت، و إثبات الهداة: ج 2، ص 143، ح 626، قطعة منه، و البرهان: ج 4، ص 246، ح 13، قطعة منه.

فقلت في نفسي: ساحر و اللّه!

فعدل إليّ فقال: «أَ أُلْقِيَ اَلذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنٰا بَلْ هُوَ كَذّٰابٌ أَشِرٌ».. .(1).

الحادي و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة المجادلة [58]

قوله تعالى: «لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ يُوٰادُّونَ مَنْ حَادَّ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كٰانُوا آبٰاءَهُمْ أَوْ أَبْنٰاءَهُمْ أَوْ إِخْوٰانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ اَلْإِيمٰانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُمْ جَنّٰاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا رَضِيَ اَللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولٰئِكَ حِزْبُ اَللّٰهِ أَلاٰ إِنَّ حِزْبَ اَللّٰهِ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ» 22.

(756) 1 - العلاّمة الحلّي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي جعفر، عن(2) أبي الحسن عليهما السّلام، قال: لا لوم على من أحبّ قومه، و إن كانوا كفّارا.

فقلت له(3): قول اللّه عزّ و جلّ: «لاٰ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ يُوٰادُّونَ مَنْ حَادَّ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ» .

فقال عليه السّلام: ليس حيث تذهب، إنّه يبغضه في اللّه و لا يودّه، و يأكله و لا يطعمه غيره من الناس(4).

ص: 257


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 363، س 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 427.
2- في الوسائل: عن أبي جعفر و أبي الحسن عليهما السّلام.
3- يحتمل أن يكون «فقلت له» كلام أبي جعفر الجواد لأبيه عليهما السّلام، و يحتمل قويّا كونه من كلام الراوي: أي أحمد بن محمد بن أبي نصر، و يؤيّده صدر الجواب: ليس حيث تذهب....
4- مستطرفات السرائر: ص 58، ح 25. عنه البحار: ج 72، ص 390، ح 7، و وسائل الشيعة: ج 16، ص 182، ح 21298. قطعة منه في ف 9، ب 4، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام).
الثاني و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الجمعة [62]

قوله تعالى: «هُوَ اَلَّذِي بَعَثَ فِي اَلْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ إِنْ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ»: 2.

1 - الصفّار رحمه اللّه:... علي بن أسباط، أو غيره، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام: إنّ الناس يزعمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يكن يكتب و لا يقرأ؟!

فقال عليه السّلام: كذبوا لعنهم اللّه! أنّى ذلك، و قد قال اللّه: «هُوَ اَلَّذِي بَعَثَ فِي اَلْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ إِنْ كٰانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاٰلٍ مُبِينٍ».. .(1).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... جعفر بن محمد الصوفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... قلت: يزعمون أنّه سمّي الأمّي لأنّه لم يكتب.

فقال عليه السّلام: كذبوا، عليهم لعنة اللّه! أنّى ذلك، و اللّه عزّ و جلّ يقول في محكم كتابه: «هُوَ اَلَّذِي بَعَثَ فِي اَلْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ» فكيف كان يعلّمهم ما لا يحسن؟!

و اللّه لقد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقرأ و يكتب باثنين و سبعين - أو قال بثلاثة و سبعين - لسانا...(2).

ص: 258


1- بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 246، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (علّة تسمية النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالأميّ)، ص 514، ح 2.
2- معاني الأخبار: ص 53، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 2، (علّة تسمية النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالأمّي)، رقم 589.
الثالث و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الطلاق [65]

قوله تعالى: «فَإِذٰا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فٰارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَ أَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَ أَقِيمُوا اَلشَّهٰادَةَ لِلّٰهِ ذٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كٰانَ يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ وَ مَنْ يَتَّقِ اَللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً»: 2.

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه:... جاء محمد بن جمهور العمّي و الحسن بن راشد و علي بن مدرك و علي بن مهزيار... فقالوا:... فقال الرجل الثاني: يا ابن رسول اللّه! ما تقول في رجل طلّق امرأته عدد نجوم السماء؟

قال [أبو جعفر] عليه السّلام: تقرأ القرآن؟ قال: نعم!

قال عليه السّلام: اقرأ سورة الطلاق إلى قوله: «وَ أَقِيمُوا اَلشَّهٰادَةَ لِلّٰهِ» .

يا هذا لاطلاق إلاّ بخمس: شهادة شاهدين عدلين في طهر من غير جماع بإرادة عزم...(1).

الرابع و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة نوح [71]

قوله تعالى: «إِنّٰا أَرْسَلْنٰا نُوحاً إِلىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذٰابٌ أَلِيمٌ»: 1.

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي عمرو الحذّاء، قال: ساءت حالي، فكتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام، فكتب إليّ: أدم قراءة «إِنّٰا أَرْسَلْنٰا نُوحاً إِلىٰ قَوْمِهِ» .

ص: 259


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 382، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 150.

قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا فكتبت إليه أخبره بسوء حالي و إنّي قد قرأت «إِنّٰا أَرْسَلْنٰا نُوحاً إِلىٰ قَوْمِهِ» حولا كما أمرتني و لم أر شيئا.

قال: فكتب إلىّ قد وفى لك الحول...(1).

الخامس و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الجنّ [72]

قوله تعالى: «وَ أَنَّ اَلْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ فَلاٰ تَدْعُوا مَعَ اَللّٰهِ أَحَداً»: 18.

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان... فالتفت [المعتصم] إلى محمد بن علي عليهما السّلام فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر!؟

فقال:... و قال اللّه تبارك و تعالى: «وَ أَنَّ اَلْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ» يعني به، هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها «فَلاٰ تَدْعُوا مَعَ اَللّٰهِ أَحَداً» و ما كان للّه لم يقطع...(2).

السادس و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة القيامة [75]

قوله تعالى: «أَوْلىٰ لَكَ فَأَوْلىٰ. ثُمَّ أَوْلىٰ لَكَ فَأَوْلىٰ»: 34 و 35.

(757) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن أحمد بن عمران الدقّاق، قال:

حدّثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدّثني أبو تراب عبيد اللّه بن موسى

ص: 260


1- الكافي: ج 5، ص 316، ح 50. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي عمرو الحذّاء)، رقم 886.
2- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2 (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 538.

الروياني، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: سألت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام عن قوله عزّ و جلّ: «أَوْلىٰ لَكَ فَأَوْلىٰ. ثُمَّ أَوْلىٰ لَكَ فَأَوْلىٰ»؟

قال: يقول اللّه عزّ و جلّ: بعدا لك من خير الدنيا، بعدا و بعدا لك من خير الآخرة(1).

السابع و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الإنسان [76]:

قوله تعالى: «إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ اَلسَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً»: 3.

(758) 1 - علي بن إبراهيم القميّ رحمه اللّه: أخبرنا أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام عن قول اللّه: «إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ اَلسَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً»؟

قال عليه السّلام: إمّا آخذ فشاكر، و إمّا تارك فكافر(2).

الثامن و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأعلى [87]

قوله تعالى: «سَنُقْرِئُكَ فَلاٰ تَنْسىٰ. إِلاّٰ مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ اَلْجَهْرَ وَ مٰا يَخْفىٰ»: 6 و 7.

ص: 261


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 54، ح 205. عنه البحار: ج 90، ص 142، ح 2، و البرهان: ج 4، ص 409، ح 1، بتفاوت، و نور الثقلين: ج 5، ص 466، ح 28، و تفسير الصافي: ج 5، ص 257، س 19.
2- تفسير القميّ: ج 2، ص 398، س 10. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 469، ح 17، و وسائل الشيعة: ج 1، ص 36، ح 55، و البرهان: ج 4، ص 410، ح 2.

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام:... قال اللّه تعالى: «سَنُقْرِئُكَ فَلاٰ تَنْسىٰ. إِلاّٰ مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ» أن ينسيك، فرفع ذكره عن قلبك(1).

التاسع و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الغاشية [88]

قوله تعالى: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خٰاشِعَةٌ. عٰامِلَةٌ نٰاصِبَةٌ»: 2 و 3.

(759) 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن الحسن، قال: حدّثني أبو علي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمّن حدّثه، قال: سألت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام عن هذه الآية: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خٰاشِعَةٌ عٰامِلَةٌ نٰاصِبَةٌ» .

قال: نزلت في النصّاب و الزيديّة و الواقفة من النصّاب(2).

الأربعون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الليل [92]

قوله تعالى: «وَ اَللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ. وَ اَلنَّهٰارِ إِذٰا تَجَلّٰى»: 1 و 2.

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن علي بن مهزيار، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام قوله: عزّ و جلّ: «وَ اَللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ. وَ اَلنَّهٰارِ إِذٰا تَجَلّٰى».. .

فقال عليه السّلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقسم من خلقه بما يشاء، و ليس لخلقه أن

ص: 262


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 491، ح 311. تقدّم الحديث بتمامه في (سورة البقرة: 106/2 و 107)، رقم 745.
2- رجال الكشّي: ص 229، ح 411 و ص 460، ح 874. عنه البحار: ج 37، ص 34، س 10 و ج 48، ص 267، ضمن ح 27، و ج 69، ص 180، ح 5، و البرهان: ج 4، ص 454، ح 8.

يقسموا إلاّ به عزّ و جلّ (1).

الحادي و الأربعون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة القدر [97]

(760) 1 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: من كتاب طريق النجاة لابن الحدّاد العاملي بإسناده عن أبي جعفر الجواد عليه السّلام قال: من قرأ سورة القدر في صلاة رفعت في علّيّين مقبولة مضاعفة، و من قرأها ثمّ دعا رفع دعاؤه إلى اللّوح المحفوظ مستجابا(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر صلوات اللّه عليه: إنّي قد لزمني دين فادح!

فكتب عليه السّلام: أكثر من الاستغفار، و رطّب لسانك بقراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» (3).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... [عن] أبي عمرو الحذّاء، قال: ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام، فكتب إليّ: أدم قراءة «إِنّٰا أُرْسِلْنٰا» ... قال:

فقرأتها حولا فلم أر شيئا...

فكتب عليه السّلام إليّ: قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ».. .(4).

4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر

ص: 263


1- من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 236، ح 1120. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 22، (حكم اليمين بغير اللّه)، رقم 736.
2- البحار: ج 82، ص 66، ح 58، عن البلد الأمين.
3- الكافي: ج 5، ص 316، ح 51. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إسماعيل بن سهل)، رقم 894.
4- الكافي: ج 5، ص 316، ح 50. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى أبي عمرو الحذّاء)، رقم 886.

الثاني عليه السّلام: علّمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا و الآخرة؟

قال: فكتب عليه السّلام بخطّه أعرفه: أكثر من تلاوة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» و رطّب شفتيك بالاستغفار(1).

5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... محمد بن إسماعيل بن بزيع، أنّه سمع أبا جعفر عليه السّلام، يقول: من زار قبر أخيه المؤمن فجلس عند قبره، و استقبل القبلة، و وضع يده على القبر، و قرأ «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» سبع مرّات، أمن من الفزع الأكبر(2).

6 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... حسن بن علي، عن أبيه، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام يسأله عن صلاة نوافل شهر رمضان، و عن الزيادة فيها.

فكتب عليه السّلام إليه كتابا قرأته بخطّه... و أكثر من قراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» (3).

(761) 7 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: محمد بن علي بن محمد اليزدآبادي، قال:

حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش(4) الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال: من قرأ «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» بعد صلاة العصر عشر مرّات، له على مثل أعمال الخلائق(5).

ص: 264


1- ثواب الأعمال: ص 197، ح 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الاستغفار)، رقم 794.
2- رجال الكشّي: ص 564، ح 1066. يأتي الحديث بتمامه في ف 7، ب 1 (زيارة قبر المؤمن)، رقم 846.
3- الاستبصار: ج 1، ص 464، ح 1800. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 995.
4- في المصدر: الحريص و هو تصحيف و يدلّ عليه: ص 257، س 6 و سائر المتون.
5- فلاح السائل: ص 199، س 12. عنه مستدرك الوسائل: ج 5، ص 97، ح 5429. مصباح المتهجّد: ص 73، س 10، مرسلا، بتفاوت. عنه و عن مصباح الكفعمي و فلاح السائل، البحار: ج 83، ص 80، ح 7. مصباح الكفعمي: ص 51، س 7، مرسلا، بتفاوت. عنه و عن مصباح المتهجّد، وسائل الشيعة: ج 6، ص 482، ح 3. مفتاح الفلاح: ص 441، س 7. قطعة منه في ف 5، ب 3 (فضل قراءة إنّا أنزلناه بعد صلاة العصر)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في قراءة القرآن).

(762) 8 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: محمد بن علي اليزدآبادي، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار القميّ، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال: من قرأ «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» سبع مرّات قبل(1) عشاء الآخرة، كان في ضمان اللّه تعالى حتّى يصبح(2).

(763) 9 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: قال الكفعمي في بعض كتب أدعيته: ذكر الشيخ عزّ الدين الحسن بن ناصر بن إبراهيم الحدّاد العاملي في كتابه «طريق النجاة»، عن الجواد عليه السّلام:

أنّه من قرأ سورة القدر في كلّ يوم و ليلة ستّا و سبعين مرّة، خلق اللّه له ألف ملك، يكتبون ثوابها ستّة و ثلاثين ألف عام.

و يضاعف اللّه تعالى استغفارهم له ألفي سنة، ألف مرّة؛ و توظيف ذلك في سبعة أوقات:

ص: 265


1- في البحار: بعد، و كذا في مستدرك الوسائل.
2- فلاح السائل: ص 257، س 4. عنه البحار: ج 83، ص 125، ح 6، و مستدرك الوسائل: ج 5، ص 102، ح 5439.

الأوّل: بعد طلوع الفجر و قبل صلاة الصبح سبعا، ليصلّي عليه الملائكة ستّة أيّام.

الثاني: بعد صلاة الغداة عشرا، ليكون في ضمان اللّه إلى المساء.

الثالث: إذا زالت الشمس قبل النافلة عشرا، لينظر اللّه تعالى إليه، و يفتح له أبواب السماء.

الرابع: بعد نوافل الزوال إحدى و عشرين(1)، ليخلق اللّه تعالى له منها بيتا طوله ثمانون ذراعا، و كذا عرضه، و ستّون ذراعا سمكه، و حشوه ملائكة يستغفرون له إلى يوم القيامة، و يضاعف اللّه تعالى استغفارهم ألفي سنة، ألف مرّة.

الخامس: بعد العصر عشرا، لتمرّ على مثل أعمال الخلائق يوما.

السادس: بعد العشاء سبعا، ليكون في ضمان اللّه إلى أن يصبح.

السابع: حين يأوي إلى فراشه إحدى عشر، ليخلق اللّه له منها ملكا، راحته أكبر من سبع سماوات و سبع أرضين، في موضع كلّ ذرّة من جسده شعرة، ينطق(2) كلّ شعرة بقوّة الثقلين، يستغفرون لقارئها إلى يوم القيامة(3).

ص: 266


1- في المصدر: أحد و عشرين.
2- في مستدرك الوسائل: تنطلق.
3- البحار: ج 89 ص 329 س 11. البحار: ج 83، ص 161، س 18، عن الشيخ عزّ الدين الحدّاد العاملي، بتفاوت و اختصار. هامش مصباح الكفعمي: ص 775، س 13. عنه و مستدرك الوسائل: ج 3، ص 128، ح 3178 قطعة منه، و ج 4، ص 293، ح 4722، قطعة منه، و ص 171، ح 4406 قطعة منه، بتفاوت. قطعة منه في ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في قراءة القرآن).
الثاني و الأربعون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الإخلاص [112]

قوله تعالى: «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ»: 1.

1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه: روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» ، ما معنى الأحد؟

قال: المجمع عليه بالوحدانيّة...(1).

قوله تعالى: «اَللّٰهُ اَلصَّمَدُ»: 2.

1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: قال داود بن القاسم:

سألته عن «اَلصَّمَدُ» ؟

فقال عليه السّلام: الذي لا سرّة له.

قلت: فإنّهم يقولون: إنّه الذي لا جوف له؟

فقال عليه السّلام: كلّ ذي جوف له سرّة(2).

(764) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد؛ و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، و لقبه شباب الصيرفي، عن داود بن القاسم الجعفري، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: جعلت فداك! ما «اَلصَّمَدُ»؟

قال: السيّد المصمود إليه في القليل و الكثير(3).

ص: 267


1- الاحتجاج: ج 2، ص 465، ح 319. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 1 (معنى التوحيد)، رقم 580.
2- تحف العقول: ص 456، س 10. تقدّم الحديث أيضا مع ترجمة الراوي في ف 4، ب 3 (صفات اللّه و أسماؤه)، رقم 582.
3- الكافي: ج 1، ص 123، ح 1. عنه البرهان: ج 4، ص 524، ح 6، و الوافي: ج 1، ص 478، ح 391، و نور الثقلين: ج 5، ص 710، ح 66. التوحيد: ص 94، ح 10. معاني الأخبار: ص 6، ح 2. عنه و عن التوحيد، البحار: ج 3، ص 220، ح 8: الدقّاق، عن الكليني، عن علاّن، عن سهل... قطعة منه في ف 4، ب 3 (صفات اللّه و أسماؤه).
ج - الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في الصلاة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في صلاة المغرب:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... الريّان بن شبيب،... صلّى [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأولى منها «اَلْحَمْدُ» و «إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اَللّٰهِ» ، و قرأ في الثانية «اَلْحَمْدُ» و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» ...(1).

الثاني في صلاة كلّ شهر:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن الوشّاء - يعني الحسن بن علي بن إلياس الخزّاز - قال: كان أبو جعفر محمد بن علي عليهما السّلام إذا دخل شهر جديد يصلّي أوّل يوم منه ركعتين، يقرأ في أوّل ركعة: «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» ثلاثين مرّة بعدد أيّام الشهر و في الركعة الثانية: «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» مثل ذلك....

قال السيّد: و رأيت في غير هذه الرواية زيادة: فقال: و يستحبّ إذا فرغت

ص: 268


1- الإرشاد: ص 323، س 21. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (معجزة إثمار السدرة اليابسة)، رقم 395.

من هذه الصلاة أن تقول: بسم اللّه الرحمن الرحيم «وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ رِزْقُهٰا وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهٰا وَ مُسْتَوْدَعَهٰا كُلٌّ فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ» (1)، «وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اَللّٰهُ بِضُرٍّ فَلاٰ كٰاشِفَ لَهُ إِلاّٰ هُوَ وَ إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» (2).

بسم اللّه الرحمن الرحيم: «سَيَجْعَلُ اَللّٰهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً» (3)، «مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ لاٰ قُوَّةَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ» (4)، «حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ» (5)، «وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ» (6)، «لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ» (7)، «رَبِّ إِنِّي لِمٰا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» (8)، «رَبِّ لاٰ تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْوٰارِثِينَ» (9).(10).

الثالث في نوافل المغرب:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن أبي سعيد الادمي، رفعه إلى أبي الحسن، و أبي جعفر عليهما السّلام: أنّهما كانا يقرآن في الركعتين الثالثة، و الرابعة، من نوافل

ص: 269


1- هود: 6/11.
2- الأنعام: 17/6.
3- الطلاق: 7/65.
4- الكهف: 39/18.
5- آل عمران: 173/3.
6- غافر: 44/40.
7- الأنبياء: 87/21.
8- القصص: 24/28.
9- الأنبياء: 89/21.
10- الدروع الواقية: ص 43، س 5. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1 (صلاته عليه السّلام عند كلّ شهر جديد)، رقم 511.

المغرب، في الثالثة «اَلْحَمْدُ» و أوّل «الحديد» إلى «عَلِيمٌ بِذٰاتِ اَلصُّدُورِ» و في الرابعة «اَلْحَمْدُ» و آخر «الحشر»(1).

د - الآيات و السور التي أمر عليه السّلام بقراءتها في الصلاة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في صلاة ليلة سبع و عشرين من رجب:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قال: إنّ في رجب ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، و هى ليلة سبع و عشرين منه....

قال: إذا صلّيت العشاء الآخرة و أخذت مضجعك، ثمّ استيقظت أي ساعة من ساعات الليل كانت، قبل زواله أو بعده، صلّيت اثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من خفاف المفصّل من بعد «يس» إلى «الجحد».

فإذا فرغت بعد كلّ شفع جلست بعد التسليم، و قرأت «اَلْحَمْدُ» سبعا و «المعوّذتين» سبعا و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» سبعا و «قُلْ يٰا أَيُّهَا اَلْكٰافِرُونَ» سبعا و «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» سبعا و «آية الكرسي» سبعا...(2).

الثاني في صلاة يوم النصف و يوم السابع و العشرين من رجب:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... الريّان بن الصلت، قال: صام أبو جعفر

ص: 270


1- فلاح السائل: ص 233، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1 (قراءته عليه السّلام في نافلة المغرب)، رقم 509.
2- إقبال الأعمال: ص 177، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ب 2 (دعاؤه عليه السّلام في ليلة السابع و العشرين من رجب)، رقم 768.

الثاني عليه السّلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب، و يوم سبعة و عشرين منه، و صام جميع حشمه و أمرنا أن نصلّى الصلاة التي هى اثنتا عشرة ركعة: يقرأ في كلّ ركعة «بالحمد، و سورة» فإذا فرغت قرأت «اَلْحَمْدُ» أربعا، و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» أربعا، و «المعوّذتين» أربعا...(1).

الثالث في صلاة الحرز المعروف بحرز الجواد عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام، قالت:... قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: يا أمير المؤمنين!... عندي عقد تحصّن به نفسك، و تحرز به من الشرور و البلايا و المكاره....

و ليصلّ أربع ركعات يقرأ في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب» مرّة، و سبع مرّات «آية الكرسي»، و سبع مرّات «شَهِدَ اَللّٰهُ» (2)، و سبع مرّات «وَ اَلشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا» ، و سبع مرّات «وَ اَللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ» ، و سبع مرّات «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ».. .(3).

ص: 271


1- إقبال الأعمال: ص 183، س 3. يأتي الحديث بتمامه في ب 2 (دعاؤه عليه السّلام في يوم النصف و السابع و العشرين من رجب)، رقم 767.
2- آل عمران: 18/3.
3- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ب 2 (حرزه عليه السّلام للمأمون، المعروف بحرز الجواد)، رقم 771.
ه - الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في الأدعية
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حجاب محمد بن علي عليهما السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: حجاب محمد بن علي عليهما السّلام: «الخالق أعظم من المخلوقين... احتجبت و استترت و استجرت و اعتصمت و تحصّنت، ب: «الم» ، و ب «كهيعص» ، و ب «طه» ، و ب «طسم» ، و ب «حم» ، و ب «حم عسق» ، و ب «ن» ، و ب «طس» ، و ب «ق، وَ اَلْقُرْآنِ اَلْمَجِيدِ» ، «وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ» (1)، و اللّه وليّي و نعم الوكيل(2).

الثاني في عوذات أيّام الأسبوع:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... عوذة يوم الأحد:

بسم اللّه الرحمن الرحيم و أحتجب باللّه الذي جعل في السماء بروجا، و جعل فيها سراجا و قمرا منيرا... أن يوصل إليّ سوء، أو فاحشة، أو بليّة.

«حم، حم، حم، تنزيل من الرحمن الرحيم»، «حم، حم، حم، عسق، كذلك يوحي إليك و إلى الذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم»

و صلّى اللّه على محمد و آله.

عوذة يوم الثلاثاء:

ص: 272


1- الواقعة: 76/56.
2- مهج الدعوات: ص 359، س 8. يأتي الحديث بتمامه في ب 2 (حجاب محمد بن علي عليهما السّلام)، رقم 775.

بسم اللّه الرحمن الرحيم، أعيذ نفسي باللّه الأكبر....

«و خلق الأرض في يومين»، «و قدّر فيها أقواتها»...

«في أربعة أيّام سواء للسائلين».

عوذة يوم الأربعاء:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، أعيذ نفسي باللّه الأحد الصمد، «مِنْ شَرِّ اَلنَّفّٰاثٰاتِ فِي اَلْعُقَدِ» ....

عوذة يوم الخميس:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، أعيذ نفسي بربّ المشارق و المغارب....

«وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ اَلسَّمٰاءِ مٰاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ اَلشَّيْطٰانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلىٰ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ اَلْأَقْدٰامَ» ، «اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هٰذٰا مُغْتَسَلٌ بٰارِدٌ وَ شَرٰابٌ» ، «وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ اَلسَّمٰاءِ مٰاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَ نُسْقِيَهُ مِمّٰا خَلَقْنٰا أَنْعٰاماً وَ أَنٰاسِيَّ كَثِيراً» ، «اَلْآنَ خَفَّفَ اَللّٰهُ عَنْكُمْ...» ، «ذٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ» ، «يُرِيدُ اَللّٰهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ...» ، «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللّٰهُ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ»... .

عوذة يوم الجمعة:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم،....

و من شرّ كلّ دابّة أنت «آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا إِنَّ رَبِّي عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» .

و صلّى اللّه على محمد و آله و سلّم تسليما(1).

ص: 273


1- الدعوات: ص 99، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ب 2 (عوذات أيّام الأسبوع)، رقم 774.
و - الآيات و السور التي أمر عليه السّلام بقراءتها في الأدعية
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل في حرز الجواد عليه السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام، قالت:... قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: يا أمير المؤمنين [أي المأمون]!... عندي عقد تحصّن به نفسك و تحرز به من الشرور و البلايا و المكاره....

(الحرز): «بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ...» إلى آخرها، «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اَللّٰهَ سَخَّرَ لَكُمْ مٰا فِي اَلْأَرْضِ وَ اَلْفُلْكَ تَجْرِي فِي اَلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ يُمْسِكُ اَلسَّمٰاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى اَلْأَرْضِ إِلاّٰ بِإِذْنِهِ، إِنَّ اَللّٰهَ بِالنّٰاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ».. .(1).

الثاني في عقيب صلاة الفجر:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن محمد بن الفرج أنّه قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام بهذا الدعاء و علّمنيه و قال: من دعا به في دبر صلاة الفجر لم يلتمس حاجة إلاّ يسّرت له و كفاه اللّه ما أهمّه: بسم اللّه و باللّه و صلّى اللّه على محمد و آله «وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ فَوَقٰاهُ اَللّٰهُ سَيِّئٰاتِ مٰا مَكَرُوا» ، «لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ فَاسْتَجَبْنٰا لَهُ وَ نَجَّيْنٰاهُ مِنَ اَلْغَمِّ وَ كَذٰلِكَ نُنْجِي اَلْمُؤْمِنِينَ» ، «حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ

ص: 274


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. يأتي الحديث بتمامه في ب 2 (حرزه عليه السّلام للمأمون المعروف بحرز الجواد)، رقم 771.

اَلْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ» ،... «حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ» (1).

ص: 275


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.

ص: 276

الباب الثاني في الأدعية و الأذكار

اشارة

و هو يشتمل على تسعة عناوين:

أ - تعليمه عليه السّلام الدعاء في موارد خاصّة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:

الأوّل الدعاء عند رجاء الفرج:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب محمد ابن حمزة الغنوي إليّ يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر عليه السّلام....

فكتب عليه السّلام إليّ: أمّا ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به الفرج، فقل له:

يلزم: «يا من يكفي من كلّ شيء و لا يكفي منه شيء، اكفني ما أهمّني ممّا أنا فيه، فإنّي أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغمّ إن شاء اللّه»...(1).

الثاني الدعاء عند الصباح و المساء:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن الفضيل قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام....

ص: 277


1- الكافي: ج 2، ص 560، ح 14. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 932.

فكتب عليه السّلام إلىّ: تقول إذا أصبحت و أمسيت:

«اللّه، اللّه، اللّه، ربّي الرحمن الرحيم، لا أشرك به شيئا» و إن زدت على ذلك فهو خير، ثمّ تدعوا بما بدا لك في حاجتك، فهو لكلّ شيء بإذن اللّه تعالى، يفعل ما يشاء...(1).

الثالث الدعاء في تمجيد اللّه تعالى:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى رجل بخطّه، و قرأته في دعاء كتب به أن يقول:

«يا ذا الذي كان قبل كلّ شيء، ثمّ خلق كلّ شيء، ثمّ يبقى و يفنى كلّ شيء؛ و يا ذا الذي ليس في السماوات العلى، و لا في الأرضين السفلى، و لا فوقهنّ، و لا بينهنّ، و لا تحتهنّ، إله يعبد غيره»(2).

الرابع الدعاء لتعقيب صلاة مكتوبة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن محمد بن الفرج أنّه قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام... إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:

«رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بالقرآن كتابا، و بالكعبة قبلة، و بمحمد نبيّا، و بعلي وليّا، و الحسن، و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي بن موسى، و محمد بن علي، و علي

ص: 278


1- الكافي: ج 2، ص 534، ح 36. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفضيل)، رقم 972.
2- التوحيد: ص 47، ح 11. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 992.

ابن محمد، و الحسن بن علي، و الحجّة بن الحسن بن علي عليهم السّلام أئمّة.

اللهمّ وليّك الحجّة، فاحفظه من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله، و من فوقه، و من تحته، و امدد له في عمره، و اجعله القائم بأمرك، المنتصر لدينك، و أره ما يحبّ و تقرّ به عينه في نفسه، و في ذرّيّته و أهله و ماله، و في شيعته، و في عدوّه، و أرهم منه ما يحذرون، و أره فيهم ما تحبّ و تقرّ به عينه، و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين».

قال عليه السّلام: و كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول إذا فرغ من صلاته: «اللهمّ اغفر لي ما قدّمت و ما أخّرت، و ما أسررت و ما أعلنت، و إسرافي على نفسي، و ما أنت أعلم به منّي.

اللهمّ أنت المقدّم و أنت المؤخّر، لا إله إلاّ أنت بعلمك الغيب، و بقدرتك على الخلق أجمعين، ما علمت الحياة خيرا لي فأحينى، و توفّني إذا علمت الوفاة خيرا لي.

اللهمّ إنّي أسألك خشيتك في السرّ و العلانية، و كلمة الحقّ في الغضب و الرضا، و القصد في الفقر و الغنى، و أسألك نعيما لا ينفد، و قرّة عين لا تنقطع.

و أسألك الرضا بالقضاء، و برد العيش بعد الموت، و لذّة النظر إلى وجهك، و شوقا إلى لقائك من غير ضرّ أو مضرّة، و لا فتنة مظلمة.

اللهمّ زيّنّا بزينة الإيمان، و اجعلنا هداة مهديّين.

اللهمّ اهدنا فيمن هديت.

اللهمّ إنّي أسألك عزيمة الرشاد، و الثبات في الأمر و الرشد.

و أسألك شكر نعمتك، و حسن عافيتك، و أداء حقّك.

و أسألك يا ربّ قلبا سليما، و لسانا صادقا، و أستغفرك لما تعلم.

و أسألك خير ما تعلم، و أعوذ بك من شرّ ما تعلم، و ما لا نعلم، فإنّك تعلم و لا

ص: 279

نعلم، و أنت علاّم الغيوب»(1).

الخامس الدعاء لتعقيب صلاة الفجر:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن محمد بن الفرج، أنّه قال: كتب إلىّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام بهذا الدعاء، و علّمنيه، و قال: من دعا به في دبر صلاة الفجر لم يلتمس حاجة إلاّ يسّرت له، و كفاه اللّه ما أهمّه:

«بسم اللّه و باللّه و صلّى اللّه على محمد و آله، «وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ. فَوَقٰاهُ اَللّٰهُ سَيِّئٰاتِ مٰا مَكَرُوا» ، «لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنٰا لَهُ وَ نَجَّيْنٰاهُ مِنَ اَلْغَمِّ وَ كَذٰلِكَ نُنْجِي اَلْمُؤْمِنِينَ» ، «حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ» .

ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، ما شاء اللّه لا ما شاء الناس، ما شاء اللّه و إن كره الناس، حسبي الربّ من المربوبين، حسبى الخالق من المخلوقين، حسبى الرازق من المرزوقين، حسبي الذي لم يزل حسبي، حسبي من كان منذ كنت (حسبي) لم يزل حسبي، حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ».. .(2).

السادس الدعاء في إحضار الميّت:

1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن الحسن بن علي، عن أبيه عليهما السّلام، قال: جاء

ص: 280


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.

رجل الى محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام....

فقال أبو جعفر عليه السّلام: إذا صلّيت العشاء الآخرة، فصلّ على محمد و آل محمد، مائة مرّة، فانّ أباك يأتيك و يخبرك بأمر المال...(1).

ب - دعاؤه عليه السّلام في موارد خاصّة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:

الأوّل دعاؤه عليه السّلام عند الاستخاره:

1 - البرقي رحمه اللّه:... علي بن أسباط، قال حدّثني من قاله أبو جعفر عليه السّلام: إنّي إذا أردت الاستخارة في الأمر العظيم... أقول:

«اللهمّ إنّي أسألك بأنّك عالم الغيب و الشهادة، إن كنت تعلم أنّ كذا و كذا خير لى فخره لي و يسّره، و إن كنت تعلم أنّه شرّ لي في ديني و دنياي و آخرتي فاصرفه عنّي إلى ما هو خير لي، و رضّني في ذلك بقضائك، فإنّك تعلم و لا أعلم، و تقدر و لا أقدر، و تقضي و لا أقضي، إنّك علاّم الغيوب»(2).

الثاني دعاؤه عليه السّلام عند مشاهدة الجنازة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن أبي الحسن النهدي، رفعه، قال: كان أبو جعفر(3) عليه السّلام إذا رأى جنازة، قال:

ص: 281


1- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 457. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إحضاره عليه السّلام الميّت)، رقم 404.
2- المحاسن: ج 2، ص 600، ح 12. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1 (استخارته عليه السّلام)، رقم 519.
3- الظاهر من أبي جعفر هو الجواد عليه السّلام كما احتمله السيّد البروجردي قدّس سرّه في طبقات رجال الكافي: ص 417.

«الحمد للّه الذي لم يجعلني من السواد المخترم»(1).

الثالث دعاؤه عليه السّلام عند مسح رأسه و وجهه:

1 - البرقي رحمه اللّه: عن بعض من رواه، عمّن شهد أبا جعفر الثاني عليه السّلام... فلمّا غسل يديه من الغمر، مسح بهما رأسه و وجهه قبل أن يمسحهما بالمنديل، و قال: «اللهمّ اجعلني ممّن لا يرهق وجهه قتر و لا ذلّة»(2).

الرابع دعاؤه عليه السّلام في القنوت:

(765) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: وجدت في الأصل الذي نقلت منه هذه القنوتات، ما هذا لفظه: ممّا يأتى ذكره بغير إسناد، ثمّ وجدت بعد سطر: هذه القنوتات إسنادها في كتاب «عمل رجب و شعبان و شهر رمضان»، تأليف أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن عبّاس رحمه اللّه(3) فقال: حدّثني أبو الطيّب الحسن ابن أحمد بن محمد بن عمر بن الصباح القزويني، و أبو الصباح محمد بن أحمد ابن محمد بن عبد الرحمن البغدادي الكاتبان، قالا:... و كان في المدرج قنوت

ص: 282


1- الكافي: ج 3، ص 167، ح 2. عنه وسائل الشيعة: ج 3، ص 158، ح 3280. قطعة منه في ف 3، ب 1 (دعاؤه عليه السّلام حين مشاهدة الجنازة).
2- المحاسن: ج 2، ص 426، ح 234. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 1 (غسل يديه عليه السّلام بعد الطعام)، رقم 506.
3- أحمد بن محمد بن عبيد اللّه بن الحسن بن عيّاش بن إبراهيم بن أيّوب الجوهري أبو عبد اللّه... له كتب منها: كتاب مقتضب الأثر في عدد الأئمّة الاثنى عشر، كتاب عمل رجب، كتاب عمل شعبان، كتاب عمل شهر رمضان، مات سنة إحدى و أربعمائة، معجم رجال الحديث: ج 2، ص 288، رقم 881.

موالينا الأئمّة عليهم السّلام....

قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام:

«[اللهمّ] منائحك متتابعة، و أياديك متوالية، و نعمك سابغة، و شكرنا قصير، و حمدنا يسير، و أنت بالتعطّف على من اعترف جدير.

اللهمّ و قد غصّ أهل الحقّ بالريق، و ارتبك أهل الصدق في المضيق، و أنت اللهمّ بعبادك و ذوي الرغبة إليك شفيق، و بإجابة دعائهم و تعجيل الفرج عنهم حقيق.

اللهمّ فصلّ على محمد و آل محمد، و بادرنا منك بالعون الذي لا خذلان بعده، و النصر الذي لا باطل يتكأّده، و أتح لنا من لدنك متاحا فيّاحا، يأمن فيه وليّك، و يخيب فيه عدوّك، و يقام فيه معالمك، و يظهر فيه أوامرك، و تنكّف فيه عوادي عداتك.

اللهمّ بادرنا منك بدار الرحمة، و بادر أعدائك من بأسك بدار النقمة.

اللهمّ أعنّا و أغثنا، و ارفع نقمتك عنّا، و أحلّها بالقوم الظالمين».

و دعا عليه السّلام في قنوته:

«اللهمّ أنت الأوّل بلا أوّليّة معدودة، و الآخر بلا آخريّة محدودة، أنشأتنا لا لعلّة اقتسارا، و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا، و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا، و أيّدتنا بالآلات، و منحتنا بالأدوات، و كلّفتنا الطاقة، و جشّمتنا الطاعة، فأمرت تخييرا، و نهيت تحذيرا، و خوّلت كثيرا، و سألت يسيرا، فعصي أمرك فحلمت، و جهل قدرك فتكرّمت.

فأنت ربّ العزّة و البهاء، و العظمة و الكبرياء، و الإحسان و النعماء، و المنّ و الآلاء، و المنح و العطاء، و الإنجاز و الوفاء، لا تحيط القلوب لك بكنه،

ص: 283

و لا تدرك الأوهام لك صفة، و لا يشبهك شيء من خلقك، و لا يمثّل بك شيء من صنعتك، تباركت أن تحسّ أو تمسّ، أو تدركك الحواسّ الخمس، و أنّى يدرك مخلوق خالقه، و تعاليت يا إلهى عمّا يقول الظالمون علوّا كبيرا.

اللهمّ أدل لأوليائك من أعدائك الظالمين الباغين الناكثين القاسطين المارقين، الذين أضلّوا عبادك، و حرّفوا كتابك، و بدّلوا أحكامك، و جحدوا حقّك، و جلسوا مجالس أوليائك، جرأة منهم عليك، و ظلما منهم لأهل بيت نبيّك عليهم سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك، فضلّوا و أضلّوا خلقك، و هتكوا حجاب سترك عن عبادك، و اتّخذوا اللهمّ مالك دولا، و عبادك خولا، و تركوا اللهمّ عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمّة، فأعينهم مفتوحة، و قلوبهم عمية.

و لم تبق لهم اللهمّ عليك من حجّة، لقد حذّرت اللهمّ عذابك، و بيّنت نكالك، و وعدت المطيعين إحسانك، و قدّمت إليهم بالنذر، فآمنت طائفة.

و أيّد اللهمّ الذين آمنوا على عدوّك، و عدوّ أوليائك، فأصبحوا ظاهرين، و إلى الحقّ داعين، و للإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين، و جدّد اللهمّ على أعدائك و أعدائهم نارك، و عذابك الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين.

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و قوّ ضعف المخلصين لك بالمحبّة، المشايعين لنا بالموالاة، المتّبعين لنا بالتصديق و العمل، الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحبّين ذكرنا عند اجتماعهم.

و شدّ اللهمّ ركنهم، و سدّد لهم اللهمّ دينهم الذي ارتضيته لهم، و أتمم عليهم نعمتك، و خلّصهم و استخلصهم، و سدّ اللهمّ فقرهم، و المم اللهمّ شعث فاقتهم، و اغفر اللهمّ ذنوبهم و خطاياهم، و لا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم، و لا تخلّهم أى ربّ بمعصيتهم، و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك، و البراءة

ص: 284

من أعدائك، إنّك سميع مجيب.

و صلّى اللّه على محمد و آله الطيّبين الطاهرين»(1).

الخامس دعاؤه عليه السّلام لأوّل ليلة من رجب:

(766) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و روي عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام أنّه قال(2):

يستحبّ أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء أوّل ليلة من رجب:

«اللهمّ إنّي أسألك بأنّك مليك، و أنّك على كلّ شيء مقتدر، و أنّك ما تشاء من أمر يكن، اللهمّ إنّي أتوجّه إليك بنبيّك محمد نبيّ الرحمة صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

يا محمد! يا رسول اللّه! إنّي أتوجّه بك إلى اللّه ربّك و ربّي(3) لينجح لي بك طلبتي.

اللهمّ بنبيّك محمد، و الأئمّة من أهل بيته، صلّى اللّه عليه و عليهم، أنجح طلبتي».

ثمّ سل(4) حاجتك(5).

ص: 285


1- مهج الدعوات: ص 65، س 4، و ص 80، س 5. عنه البحار: ج 82، ص 225، س 11. قطعة منه في (دعائه لمن أحيى ذكر الأئمّة عليهم السّلام)، و ف 4، ب 1 (صفات اللّه و أسماؤه عزّ و جلّ)، و ب 3، (الدعاء للمنتظرين للمهدي عليه السّلام)، و ف 5، ب 3، (دعاؤه عليه السّلام في القنوت).
2- في الاقبال: تدعوا في أوّل ليلة من رجب بعد صلاة العشاء الآخرة.
3- في الاقبال: إنّي أتوجّه إلى اللّه ربّي و ربّك لينجح بك.
4- في الإقبال: تسأل.
5- مصباح المتهجّد: ص 798، ح 858. إقبال الأعمال: ص 118، س 14: بإسنادنا إلى أحمد بن محمد بن عيسى، بإسناده إلى جعفر عليه السّلام. عنه البحار: ج 95، ص 377، ضمن ح 1، عن أبي جعفر عليه السّلام. و يحتمل أن يكون «جعفر عليه السّلام»، مصحّف «أبي جعفر عليه السّلام»، و الصحيح ما ذكره الشيخ في مصباح المتهجّد التي قوبلت مع النسخة المخطوطة الرضوية المكتوبة سنة 584. مصباح الكفعمي: ص 699، س 1. قطعة منه في ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الدعاء لأوّل ليلة من رجب).
السادس دعاؤه عليه السّلام في يوم النصف و السابع و العشرين من رجب:

(767) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي رضى اللّه عنه، بإسناده إلى الريّان بن الصلت، قال: صام أبو جعفر الثاني عليه السّلام لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب، و يوم سبع و عشرين منه، و صام جميع حشمه؛ و أمرنا أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة:

يقرأ في كلّ ركعة بالحمد و سورة، فإذا فرغت قرأت «اَلْحَمْدُ» أربعا، و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» أربعا، و «المعوّذتين» أربعا، و قلت:

«لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، لا إله إلاّ اللّه، و اللّه أكبر، و سبحان اللّه، و الحمد للّه، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم» أربعا؛ «اللّه، اللّه ربّي لا اشرك به شيئا» أربعا، «لا اشرك بربّي أحدا» أربعا(1).

ص: 286


1- إقبال الأعمال: ص 183، س 3. مصباح الزائر: ص 186، س 7. مصباح الكفعمي: ص 698، س 12، مرسلا. مصباح المتهجّد: ص 814، س 9، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 112، ح 10196. قطعة منه في ف 3، ب 1 (صومه عليه السّلام في يوم النصف و السابع و العشرين من رجب)، و ف 5، ب 3 (نافلة يوم المبعث و النصف من رجب)، و ب 4 (صوم يوم المبعث و النصف من رجب)، و ف 6، ب 1 (الآيات و السور التي أمر بقراءتها في صلاة يوم النصف و السابع و العشرين من رجب.
السابع دعاؤه عليه السّلام في ليلة السابع و العشرين من رجب:

(768) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: محمد بن علي الطرازي، فقال في كتابه، ما هذا لفظه: عدّة من أصحابنا، قالوا: حدّثنا القاضي عبد الباقي بن قانع بن مروان، قال: حدّثني مروان، قال: حدّثني محمد بن زكريّا الغلابي، قال: حدّثنا محمد بن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام.

و حدّثنا أبو المفضّل محمد بن عبد اللّه رحمه اللّه إملاء ببغداد، قال: حدّثنا جعفر ابن علي بن سهل بن فروخ أبو الفضل الدقّاق، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن زكريّا الغلابي، عن العبّاس بن بكّار، عن محمد بن عفير الضبي، عمّن حدّثه، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام.

و أخبرنا محمد بن وهبان، قال: حدّثنا محمد بن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني، قال: قال: إنّ في رجب، ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، و هي ليلة سبع و عشرين منه، نبّئ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في صبيحتها، و إنّ للعامل فيها أصلحك اللّه من شيعتنا مثل أجر عمل ستّين سنة.

قيل: و ما العمل فيها؟

قال: إذا صلّيت العشاء الآخرة و أخذت مضجعك، ثمّ استيقظت أي ساعة من ساعات الليل كانت قبل زواله أو بعده صلّيت اثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من خفاف المفصّل من بعد يس إلى الجحد(1).

فإذا فرغت بعد كلّ شفع جلست بعد التسليم، و قرأت «اَلْحَمْدُ» سبعا

ص: 287


1- في المصدر: الحمد، و هو غير صحيح.

و «المعوّذتين» سبعا، و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» سبعا، و «قُلْ يٰا أَيُّهَا اَلْكٰافِرُونَ» سبعا، و «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» سبعا، و «آية الكرسي» سبعا، و قلت بعد ذلك من الدعاء:

«اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي اَلْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ اَلذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً» (1) .

«اللهمّ إنّي أسألك بمعاقد عزّك على أركان عرشك، و منتهى الرحمة من كتابك.

و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم، و بذكرك الأعلى الأعلى الأعلى، و بكلماتك التامّات التي تمّت صدقا و عدلا، أن تصلّي على محمد [و آل محمد] و أن تفعل بي ما أنت أهله».

و ادع بما شئت، فإنّك لا تدعو بشيء إلاّ أجبت ما لم تدع بمأثم، أو قطيعة رحم، أو هلاك قوم مؤمنين، و تصبح صائما. و إنّه يستحبّ لك صومه، فإنّه يعادل صوم سنة(2).

ص: 288


1- الأسراء: 111/17.
2- إقبال الأعمال: ص 177، س 3. عنه مستدرك الوسائل: ج 6، ص 288، ح 6856. مصباح الزائر: ص 184، س 2. مصباح المتهجّد: ص 813، س 9، مرسلا و بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 111، ح 10195، قطعة منه. مصباح الكفعمي: ص 698، س 5، في الهامش. قطعة منه في ب 1 (الآيات و السور التي أمر بقراءتها في صلاة ليلة سبع و عشرين من رجب)، و ف 4، ب 2 (مبعث النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و ف 5، ب 3 (نافلة ليلة المبعث)، و ب 4 (صوم يوم المبعث و النصف من رجب)، و ف 7، ب 1 (موعظته في الدعاء في شهر رجب)،.
الثامن دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان:

(769) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: بإسنادنا إلى أبي المفضّل محمد بن عبد اللّه الشيباني فيما رواه بإسناده إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني رحمه اللّه بالري، قال: صلّى أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام صلاة المغرب في ليلة رأى فيها هلال شهر رمضان، فلمّا فرغ من الصلاة، و نوى الصيام، رفع يديه، فقال:

«اللهمّ يا من يملك التدبير، و هو على كلّ شيء قدير، يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور، و يجنّ الضمير، و هو اللطيف الخبير.

اللهمّ اجعلنا ممّن نوى فعمل، و لا تجعلنا ممّن شقي فكسل، و لا ممّن هو على غير عمل يتّكل.

اللهمّ صحّح أبداننا من العلل، و أعنّا على ما افترضت علينا من العمل، حتّى ينقضي عنّا شهرك هذا، و قد أدّينا مفروضك فيه علينا.

اللهمّ أعنّا على صيامه، و وفّقنا لقيامه، و نشّطنا فيه للصلاة، و لا تحجبنا من القراءة، و سهّل لنا فيه إيتاء الزكاة.

اللهمّ لا تسلّط علينا وصبا(1) و لا تبعا، و لا سقما، و لا عطبا(2).

اللهمّ ارزقنا الإفطار من رزقك الحلال.

اللهمّ سهّل لنا فيه ما قسمته من رزقك، و يسّر ما قدّرته من أمرك، و اجعله حلالا طيّبا نقيّا من الآثام، خالصا من الآصار و الأجرام.

اللهمّ لا تطعمنا إلاّ طيّبا، غير خبيث و لا حرام، و اجعل رزقك لنا حلالا، لا يشوبه دنس و لا أسقام.

ص: 289


1- الوصب: المرض، مجمع البحرين: ج 2، ص 181 (وصب).
2- عطب الهدي عطبا من باب تعب: هلك، مجمع البحرين: ج 2، ص 124 (عطب).

يا من علمه بالسرّ كعلمه بالإعلان، يا متفضّلا على عباده بالإحسان.

يا من هو على كلّ شيء قدير، و بكلّ شيء خبير عليم(1).

ألهمنا ذكرك، و جنّبنا عسرك، و أنلنا يسرك، و اهدنا للرشاد، و وفّقنا للسداد، و اعصمنا من البلايا، و صنّا من الأوزار و الخطايا.

يا من لا يغفر عظيم الذنوب غيره، و لا يكشف السوء إلاّ هو.

يا أرحم الراحمين، و أكرم الأكرمين، صلّ على محمد و أهل بيته الطيّبين.

و اجعل صيامنا مقبولا، و بالبرّ و التقوى موصولا.

و كذلك فاجعل سعينا مشكورا، و حوبنا(2) مغفورا، و قيامنا مبرورا، و قرآننا مرفوعا، و دعاءنا مسموعا، و اهدنا للحسنى، و جنّبنا العسرى، و يسّرنا لليسرى.

و أعل لنا الدرجات، و ضاعف لنا الحسنات، و اقبل منّا الصوم و الصلاة، و اسمع منّا الدعوات، و اغفر لنا الخطيئات، و تجاوز عنّا السيّئات.

و اجعلنا من العاملين الفائزين، و لا تجعلنا من المغضوب عليهم و لا الضّالّين، حتّى ينقضي شهر رمضان عنّا، و قد قبلت فيه صيامنا و قيامنا، و زكّيت فيه أعمالنا، و غفرت فيه ذنوبنا، و أجزلت فيه من كلّ خير نصيبنا.

فإنّك الإله المجيب، الحبيب، و الربّ القريب، و أنت بكلّ شيء محيط»(3).

ص: 290


1- في المستدرك: عليم خبير.
2- الحوب: الإثم، لسان العرب: ج 1، ص 340 (حوب).
3- إقبال الأعمال: ص 279، س 15. عنه مستدرك الوسائل: ج 7، ص 444، ح 10، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1 (دعاؤه بعد رؤية هلال شهر رمضان، و ف 4، ب 1 (صفات اللّه و أسماؤه عزّ و جلّ)، ف 5، ب 4 (نيّة الصوم و الدعاء بعد رؤية هلال شهر رمضان).
ج - دعاؤه عليه السّلام في كلّ زمان و مكان

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه قال: صلاة الجواد عليه السّلام ركعتان(1)، كلّ ركعة بالفاتحة مرّة، و الإخلاص سبعين مرّة، دعاء محمد بن علي عليهما السّلام:

«اللهمّ ربّ الأرواح الفانية، و الأجساد البالية، أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها، و بطاعة الأجساد الملتئمة بعروقها، و بكلمتك النافذة بينهم، و أخذك الحقّ منهم.

و الخلائق بين يديك ينتظرون فصل قضائك، و يرجون رحمتك، و يخافون عقابك.

صلّ على محمد و آل محمد، و اجعل النور في بصري، و اليقين في قلبي، و ذكرك بالليل و النهار على لساني، و عملا صالحا فارزقني»(2).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام قال:

دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عنده أبي بن كعب، فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:... و إنّ اللّه عزّ و جلّ، ركّب في صلبه [أي علي بن موسى الرضا عليهما السّلام] نطفة مباركة طيّبة زكيّة رضيّة مرضيّة.

و سماّها محمد بن علي، فهو شفيع شيعته... و يقول: في دعائه:

«يا من لا شبيه له و لا مثال، أنت اللّه الذي لا إله إلاّ أنت، و لا خالق إلاّ أنت، تفنى المخلوقين و تبقى أنت، حلمت عمّن عصاك، و في المغفرة رضاك».

ص: 291


1- في المصدر: ركعتين، و هو غير صحيح.
2- جمال الأسبوع: ص 179، س 18. عنه البحار: ج 88، ص 189، ضمن ح 11، و وسائل الشيعة: ج 8، ص 185، ضمن ح 10374. قطعة منه في ف 3، ب 1 (صلاته المخصوصة)، و ف 5، ب 3 (صلاة الجواد عليه السّلام).

من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة(1).

د - دعاؤه عليه السّلام لبعض أصحابه
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على أحد عشر موردا:

الأوّل دعاؤه عليه السّلام لإبراهيم بن محمد الهمداني و جماعة:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام....

فكتب عليه السّلام بخطّه: «عجّل اللّه نصرتك ممّن ظلمك، و كفاك مئونته»...(2).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: و كتب [أبو جعفر] عليه السّلام إليّ: قد وصل الحساب، تقبّل اللّه منك، و رضي عنهم، و جعلهم معنا في الدنيا و الآخرة، و قد بعثت إليك من الدنانير بكذا، و من الكسوة كذا، فبارك لك فيه و في جميع نعمة اللّه عليك...(3).

3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام مع بعض أصحابنا، و أتاني الجواب بخطّه: فهمت ما ذكرت

ص: 292


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. يأتي الحديث بتمامه في ف 9، ب 4 (ما رواه عن الإمام الحسين عليهما السّلام)، رقم 1036.
2- رجال الكشّي: ص 611، ح 1135. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 873.
3- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 774.

من أمر ابنتك و زوجها، فأصلح اللّه لك ما تحبّ صلاحه،... فانظر رحمك اللّه،...(1).

الثاني دعاؤه عليه السّلام لابن شاذويه:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... مرفوعا إلى أبي جعفر عليه السّلام....

فقال عليه السّلام: «اللهمّ إنّك عالم بسرائر عبادك، فإنّ شاذويه قد أحبّ أن يرى فضلك عليه، فأحي له أنت الغلام».

فانثنى أبو جعفر إليّ و قال: الحق بابنك، فقد أحياه اللّه لك...(2).

الثالث دعاؤه عليه السّلام لإسحاق الأنباري:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إسحاق الأنباري قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام:... أرحني منهما [أي أبي السمهري و ابن أبي الزرقاء] يرح اللّه عزّ و جلّ بعيشك في الجنّة...(3).

الرابع دعاؤه عليه السّلام لزكريّا بن آدم:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد قالا: خرجنا

ص: 293


1- التهذيب: ج 8، ص 57، ح 186. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 872.
2- الهداية الكبرى: ص 306، س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 418.
3- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3 (ذمّ أبي السمهري)، رقم 562.

بعد وفات زكريّا بن آدم إلى الحجّ.

فتلقّانا كتابه [أي أبي جعفر الثاني عليه السّلام] في بعض الطريق: ما جرى من قضاء اللّه في الرجل المتوفّى في رحمة اللّه يوم ولد و يوم قبض و يوم يبعث حيّا... و مضى رحمة اللّه عليه غير ناكث و لا مبدّل، فجزاه اللّه أجر نيّته، و أعطاه جزاء سعيه...(1).

الخامس دعاؤه عليه السّلام لصهر بكر بن صالح:

الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه....

فكتب عليه السّلام: قد فهمت كتابك و ما ذكرت من أمر أبيك، و لست أدع الدعاء لك إن شاء اللّه، و المداراة خير لك من المكاشفة، و مع العسر يسر، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين، ثبّتك اللّه على ولاية من تولّيت...(2).

السادس دعاؤه عليه السّلام لعبد العزيز بن المهتدي الأشعري القميّ:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد العزيز أو من رواه عنه، عن أبي جعفر عليه السّلام....

فكتب عليه السّلام:... «و الحمد للّه، و غفر اللّه ذنبك، و رحمنا و إيّاك، و رضي اللّه

ص: 294


1- الاختصاص: ص 87، س 17. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد)، رقم 959.
2- الأمالي: ص 191، ح 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى صهر بكر بن صالح)، رقم 908.

عنك برضاى عنك»(1).

2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: خرج فيه (أي عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري)، عن أبي جعفر عليه السّلام:... غفر اللّه لك، و لهم الذنوب، و رحمنا و ايّاكم(2).

السابع دعاؤه عليه السّلام لعلي بن مهزيار:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... الحسن بن شمون، (قال) قرأت هذه الرسالة على علي بن مهزيار، عن أبى جعفر الثانى عليه السّلام بخطّه:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا علي! أحسن اللّه جزاك، و أسكنك جنّته، و منعك من الخزي في الدنيا و الآخرة، و حشرك اللّه معنا....

فجزاك اللّه جنّات الفردوس نزلا... فأسأل اللّه - إذا جمع الخلائق للقيامة - أن يحبوك برحمة تغتبط بها، إنّه سميع الدعاء»(3).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار: في كتاب لأبى جعفر عليه السّلام إليه ببغداد... «فسرّك اللّه، و أنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفي كيد كلّ كائد، إن شاء اللّه تعالى»(4).

ص: 295


1- رجال الكشّي: ص 506، ح 976. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 6 (حكم إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام)، رقم 655.
2- كتاب الغيبة: ص 211، س 12. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري)، رقم 911.
3- الغيبة: ص 211، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 943.
4- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 938.

3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار [في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام إليه]... «سرّك اللّه بالجنّة، و رضي عنك برضائي عنك، و أنا أرجوا من اللّه حسن العون و الرأفة، و أقول: حسبنا اللّه و نعم الوكيل»(1).

4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار: و في كتاب آخر بالمدينة [لأبي جعفر عليه السّلام إليه]... «صيّرك اللّه إلى خير منزل في دنياك و آخرتك»(2).

5 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار [في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام إليه]: «و أسأل اللّه أن يحفظك من بين يديك، و من خلفك، و في كلّ حالاتك، فأبشر، فإنّي أرجو أن يدفع اللّه عنك!

و أسأل اللّه أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخّر ذلك إلى يوم الإثنين إن شاء اللّه.

صحبك اللّه في سفرك، و خلفك في أهلك، و أدّى غيبتك، و سلمت بقدرته»(3).

6 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار،... فكتب [أبو جعفر عليه السّلام]: «وسّع اللّه عليك، و لمن سألت به التوسعة من أهلك، و لأهل بيتك،... و أنا أسأل اللّه أن يصحبك بالعافية، و يقدمك على العافية، و يسترك بالعافية، إنّه سميع الدعاء... فأدام اللّه لك أفضل ما رزقك من ذلك، و رضي عنك برضائي عنك، و بلّغك أفضل نيّتك، و أنزلك الفردوس الأعلى برحمته، إنّه

ص: 296


1- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 938.
2- رجال الكشّي: ص 550 ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 938.
3- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 938.

سميع الدعاء، حفظك اللّه و تولاّك، و دفع الشرّ عنك برحمته...»(1).

الثامن دعاؤه عليه السّلام لمحمد بن أورمة:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... ابن أورمة... فخرج في التوقيع [من أبي جعفر الثاني عليه السّلام]:... «تقبّل اللّه منك، و رضي عنك، و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة»...(2).

التاسع دعاؤه عليه السّلام لبني عمّ محمد بن الحسن الأشعري:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... محمد بن الحسن الأشعري، قال: وقع بين رجلين من بني عمّي منازعة في الميراث... فكتبا إليه... فجرّد عليه السّلام إليهما كتابا: «بسم اللّه الرحمن الرحيم عافانا اللّه و إيّاكما، و أحسن عافيته»...(3).

العاشر دعاؤه عليه السّلام لمن أحيى ذكر الأئمّة عليهم السّلام:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: وجدت في الأصل الذي نقلت منه هذه القنوتات... [في] قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام...:

«اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و قوّ ضعف المخلصين لك بالمحبّة،

ص: 297


1- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 938.
2- الخرائج: ج 1، ص 386، ح 15. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام بالوقائع الحالية)، رقم 429.
3- التهذيب: ج 9، ص 273، ح 986. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري)، رقم 979.

المشايعين لنا بالموالاة، المتّبعين لنا بالتصديق و العمل، الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحبّين ذكرنا عند اجتماعهم، و شدّ اللهمّ ركنهم، و سدّد لهم اللهمّ دينهم الذي ارتضيته لهم، و أتمم عليهم نعمتك، و خلّصهم و استخلصهم، و سدّ اللهمّ فقرهم، و المم اللهمّ شعث فاقتهم، و اغفر اللهمّ ذنوبهم و خطاياهم، و لا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم، و لا تخلّهم أي ربّ بمعصيتهم.

و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية أوليائك، و البراءة من أعدائك، إنّك سميع مجيب، و صلّى اللّه على محمد و آله الطيّبين الطاهرين»(1).

الحادي عشر دعاؤه عليه السّلام لرجل مصاب بابنه:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن ابن مهران، قال: كتب أبو جعفر الثاني عليه السّلام إلى رجل:... «فأعظم اللّه أجرك، و أحسن عزاك، و ربط على قلبك إنّه قدير، و عجّل عليك بالخلف، و أرجو أن يكون اللّه قد فعل إن شاء اللّه تعالى»(2).

ص: 298


1- مهج الدعوات: ص 65، س 4 و ص 80، س 15. تقدّم الحديث بتمامه في (دعاؤه عليه السّلام في القنوت)، رقم 765.
2- الكافي: ج 3، ص 205، ح 10. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليهما السّلام إلى رجل)، رقم 994.
ه - دعاؤه عليه السّلام على بعض مخالفيه
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على سبعة موارد:

الأوّل دعاؤه عليه السّلام على عمر بن الفرج الرخجي:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السّلام: فقال: يا محمد! حدث بال فرج حدث؟

فقلت: مات عمر [بن الفرج الرخجي]....

قال عليه السّلام: يا محمد! أو لا تدري ما قال لعنه اللّه لمحمد بن علي أبي؟!

قال: قلت: لا!

قال: خاطبه في شيء، فقال: أظنّك سكران.

فقال أبي: «اللهمّ إن كنت تعلم أنّي أمسيت لك صائما فأذقه طعم الحرب، و ذلّ الأسر»...(1).

الثاني دعاؤه عليه السّلام على أمّ الفضل عند شهادته:

1 - المسعودي:... فلمّا انصرف أبو جعفر عليه السّلام إلى العراق، لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبّرون و يعملون في الحيلة في قتله.

فقال أبو جعفر لأخته أمّ الفضل....

فقال عليه السّلام لها: ما بكاؤك، و اللّه ليضربنّك اللّه بفقر لا ينجي و بلاء

ص: 299


1- الكافي: ج 1، ص 496، ح 9. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (استجابة دعائه عليه السّلام على عمر بن الفرج الرخجي)، رقم 374.

لا ينستر...(1).

2 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: روي أنّ امرأته أمّ الفضل... سمّته...

فلمّا أحسّ [أبو جعفر عليه السّلام] بذلك قال لها: أبلاك اللّه بداء لا دواء له...(2).

الثالث دعاؤه عليه السّلام على المعتصم و وزرائه:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... ابن أورمة أنّه قال: إنّ المعتصم دعا بجماعة من وزرائه، فقال: اشهدوا لي، على محمد بن علي بن موسى زورا... و كان [المعتصم] جالسا في بهو، فرفع أبو جعفر عليه السّلام يده، فقال: «اللهمّ إن كانوا كذبوا عليّ فخذهم».

قال: فنظرنا إلى ذلك البهو كيف يزحف و يذهب و يجيء، و كلّما قام واحد وقع.

فقال المعتصم: يا ابن رسول اللّه! إنّي تائب ممّا فعلت، فادع ربّك أن يسكّنه.

فقال عليه السّلام: «اللهمّ سكّنه و إنّك تعلم أنّهم أعداؤك و أعدائى»؛ فسكن(3).

ص: 300


1- إثبات الوصيّة: ص 227، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6 (كيفيّة شهادته عليه السّلام)، رقم 202.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 391، س 14. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (استجابة دعائه عليه السّلام على أمّ الفضل)، رقم 373.
3- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (استجابة دعائه عليه السّلام على المعتصم و وزرائه)، رقم 375.
الرابع دعاؤه عليه السّلام على أبي السمهري و ابن أبي الزرقاء:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام: ما فعل أبو السمهري، لعنه اللّه، يكذب علينا، و يزعم أنّه و ابن أبي الزرقاء دعاة إلينا.

أشهدكم أنّي أتبرّأ إلى اللّه عزّ و جلّ منهما، إنّهما فتّانان ملعونان...(1).

الخامس دعاؤه عليه السّلام على أبي الغمر و جعفر بن واقد و هاشم بن أبي هاشم:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: هذا أبو الغمر، و جعفر بن واقد، و هاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس و صاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطّاب.

لعنه اللّه و لعنهم معه و لعن من قبل ذلك منهم،...(2).

السادس دعاؤه عليه السّلام على أبي الخطّاب و أصحابه:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول و قد ذكر عنده أبو الخطّاب: لعن اللّه أبا الخطّاب! و لعن أصحابه، و لعن الشاكّين في لعنه، و لعن من قد وقف في ذلك و شكّ فيه...(3).

ص: 301


1- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3 (ذمّ أبي السمهري)، رقم 562.
2- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3 (ذمّ محمد بن أبي زينب، المكنّى بأبي الخطّاب و أصحابه)، رقم 563.
3- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3 (ذمّ محمد بن أبي زينب المكنّى بأبي الخطّاب و أصحابه)، رقم 563.
السابع دعاؤه عليه السّلام على صفوان بن يحيى و محمد بن سنان:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن محمد بن إسماعيل بن بزيع.

أنّ أبا جعفر عليه السّلام كان لعن صفوان بن يحيى و محمد بن سنان فقال: إنّهما خالفا أمري...(1).

و - تسبيحه عليه السّلام في اليوم الثاني عشر و الثالث عشر من كلّ شهر

(770) 1 - الراوندي رحمه اللّه: تسبيح محمد بن علي عليهما السّلام في اليوم الثاني عشر و الثالث عشر [من كلّ شهر]:

«سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته، سبحان من لا يؤاخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان اللّه و بحمده»(2).

ص: 302


1- رجال الكشّي: ص 503، ح 965. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3 (مدح صفوان بن يحيى)، رقم 548.
2- الدعوات: ص 93، س 14. عنه البحار: ج 91، ص 207، س 11. تقدّم الحديث أيضا في ف 3، ب 1 (تسبيحه عليه السّلام)، رقم 518.
ز - إحرازه عليه السّلام
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موارد:

الأوّل حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام:
اشارة

(771) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: قال الشيخ علي بن عبد الصمد، قال:

حدّثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن أبي الحسن رحمه اللّه عمّ والدي، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه جعفر بن محمد بن أحمد بن عبّاس الدوريستي، قال: حدّثنا والدي، عن الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القميّ.

و أخبرني جدّي، قال: حدّثنا والدي الفقيه أبو الحسن رحمه اللّه، قال: حدّثنا جماعة من أصحابنا (رحمهم اللّه) منهم السيّد العالم أبو البركات، و الشيخ أبو القاسم علي بن محمد المعاذي، و أبو بكر محمد بن علي المعمّري، و أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد اللّه المدائني.

قالوا كلّهم: حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القميّ - قدّس اللّه روحه - قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن جدّه، قال: حدّثني أبو نصر الهمداني، قال: حدّثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر، عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام قالت: لمّا مات محمد بن علي الرضا عليهما السّلام أتيت زوجته أمّ عيسى بنت المأمون فعزّيتها، فوجدتها شديدة الحزن، و الجزع عليه، تقتل نفسها بالبكاء و العويل، فخفت عليها أن تتصدّع مرارتها.

فبينما نحن في حديثه و كرمه و وصف خلقه، و ما أعطاه اللّه تعالى من الشرف و الإخلاص، و منحه من العزّ و الكرامة، إذ قالت أمّ عيسى: أ لا أخبرك

ص: 303

عنه بشيء عجيب، و أمر جليل، فوق الوصف و المقدار؟

قلت: و ما ذاك؟

قالت: كنت أغار عليه كثيرا، و أراقبه أبدا، و ربّما يسمعنى الكلام، فأشكو ذلك إلى أبي، فيقول: يا بنيّة! احتمليه، فإنّه بضعة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فبينما أنا جالسة ذات يوم إذ دخلت عليّ جارية، فسلّمت، فقلت: من أنت؟

فقالت: أنا جارية من ولد عمّار بن ياسر، و أنا زوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، زوجك.

فدخلني من الغيرة ما لا أقدر على احتمال ذلك، فهممت أن أخرج و أسيح في البلاد، و كاد الشيطان أن يحملني على الإساءة إليها، فكظمت غيظي و أحسنت رفدها، و كسوتها.

فلمّا خرجت من عندي المرأة، نهضت و دخلت على أبي، و أخبرته بالخبر، و كان سكرانا لا يعقل، فقال: يا غلام! عليّ بالسيف، فاتى به، فركب و قال: و اللّه لأقتلنّه!

فلمّا رأيت ذلك قلت: «إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ» ، ما صنعت بنفسي و بزوجي، و جعلت ألطم حرّ وجهي. فدخل عليه والدي، و ما زال يضربه بالسيف حتّى قطّعه.

ثمّ خرج من عنده، و خرجت هاربة من خلفه، فلم أرقد ليلتي. فلمّا ارتفع النهار أتيت أبي، فقلت: أ تدري ما صنعت البارحة؟

قال: و ما صنعت؟

قلت: قتلت ابن الرضا عليه السّلام.

فبرق عينه، و غشي عليه، ثمّ أفاق بعد حين و قال: ويلك! ما تقولين؟

قلت: نعم - و اللّه - يا أبت! دخلت عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتّى قتلته.

ص: 304

فاضطرب من ذلك اضطرابا شديدا، و قال: عليّ بياسر الخادم. فجاء ياسر، فنظر إليه المأمون، و قال: ويلك! ما هذا الذي تقول هذه ابنتي؟

قال: صدقت يا أمير المؤمنين! فضرب بيده على صدره و خدّه، و قال: «إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ» ، هلكنا باللّه، و عطبنا، و افتضحنا إلى آخر الأبد.

ويلك يا ياسر! فانظر ما الخبر و القصّة عنه عليه السّلام؟ و عجّل عليّ بالخبر، فإنّ نفسي تكاد أن تخرج الساعة.

فخرج ياسر، و أنا ألطم حرّ وجهي، فما كان بأسرع من أن رجع ياسر، فقال:

البشرى يا أمير المؤمنين!

قال: لك البشرى، فما عندك؟

قال ياسر: دخلت عليه، فإذا هو جالس و عليه قميص و دوّاج(1) و هو يستاك.

فسلّمت عليه و قلت: يا ابن رسول اللّه! أحبّ أن تهب لي قميصك هذا أصلّي فيه، و أتبرّك به، و إنّما أردت أن أنظر إليه و إلى جسده، هل به أثر السيف؟ فو اللّه! كأنّه العاج الذي مسّه صفرة، ما به أثر.

فبكى المأمون طويلا، و قال: ما بقي مع هذا شيء، إنّ هذا لعبرة للأوّلين و الآخرين. و قال: يا ياسر! أمّا ركوبي إليه، و أخذي السيف، و دخولي عليه فإنّي ذاكر له، و خروجي عنه فلست أذكر شيئا غيره، و لا أذكر أيضا انصرافي إلى مجلسي، فكيف كان أمري و ذهابي إليه؟

لعن اللّه هذه الابنة لعنا وبيلا. تقدّم إليها و قل لها: يقول لك أبوك: و اللّه! لئن جئتني بعد هذا اليوم شكوت، أو خرجت بغير إذنه، لأنتقمنّ له منك.

ص: 305


1- دوّاج: ضرب من الثياب. لسان العرب: ج 2، ص 277 (دوج).

ثمّ سر إلى ابن الرضا، و أبلغه عنّي السلام و احمل إليه عشرين ألف دينار، و قدّم إليه الشهري(1) الذي ركبته البارحة، ثمّ مر بعد ذلك الهاشميّين أن يدخلوا عليه بالسلام، و يسلموا عليه.

قال ياسر: فأمرت لهم بذلك، و دخلت أنا أيضا معهم، و سلّمت عليه، و أبلغت التسليم، و وضعت المال بين يديه، و عرضت الشهري عليه، فنظر إليه ساعة.

ثمّ تبسّم فقال: يا ياسر! هكذا كان العهد بيننا، و بينه حتّى يهجم عليّ بالسيف، أ ما علم أنّ لي ناصرا و حاجزا يحجز بيني و بينه؟

فقلت: يا سيّدي! يا ابن رسول اللّه! دع عنك هذا العتاب، و اصفح، و اللّه! و حقّ جدّك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم! ما كان يعقل شيئا من أمره، و ما علم أين هو من أرض اللّه؟

و قد نذر اللّه نذرا صادقا، و حلف أن لا يسكر بعد ذلك أبدا، فإنّ ذلك من حبائل الشيطان، فإذا أنت يا ابن رسول اللّه أتيته فلا تذكر له شيئا، و لا تعاتبه على ما كان منه.

فقال عليه السّلام: هكذا كان عزمي و رأيي، و اللّه!

ثمّ دعا بثيابه، و لبس و نهض، و قام معه الناس أجمعون حتّى دخل على المأمون. فلمّا رآه قام إليه و ضمّه إلى صدره، و رحّب به، و لم يأذن لأحد في الدخول عليه، و لم يزل يحدّثه و يستأمره.

فلمّا انقضى ذلك، قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام:

يا أمير المؤمنين!

قال: لبّيك و سعديك!

ص: 306


1- و الشهرية: ضرب من البراذين، و هو بين البرذون و المقرف من الخيل. لسان العرب: ج 4، ص 431 (شهر).

قال: لك عندي نصيحة، فاقبلها!

قال المأمون: بالحمد و الشكر، فما ذاك يا ابن رسول اللّه!؟

قال: أحبّ لك أن لا تخرج باللّيل، فإنّي لا آمن عليك من هذا الخلق المنكوس، و عندي عقد تحصّن به نفسك، و تحرز به من الشرور و البلايا و المكاره و الآفات و العاهات، كما أنقذني اللّه منك البارحة.

و لو لقيت به جيوش الروم و الترك، و اجتمع عليك، و على غلبتك أهل الأرض جميعا ما تهيّأ لهم منك شيء بإذن اللّه الجبّار، و إن أحببت بعثت به إليك تحترز به من جميع ما ذكرت لك.

قال: نعم! فاكتب ذلك بخطّك و ابعثه إليّ.

قال: نعم!

قال ياسر: فلمّا أصبح أبو جعفر عليه السّلام بعث إليّ فدعاني، فلمّا صرت إليه و جلست بين يديه، دعا برقّ ظبي من أرض تهامة(1)، ثمّ كتب بخطّه هذا العقد.

ثمّ قال: يا ياسر! احمل هذا إلى أمير المؤمنين و قل له: حتّى يصاغ له قصبة من فضّة منقوش عليها ما أذكره بعده.

فإذا أراد شدّه على عضده، فليشدّه على عضده الأيمن. و ليتوضّأ وضوء حسنا سابغا، و ليصلّ أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة «فاتحة الكتاب» مرّة، و سبع مرّات آية «الكرسي»، و سبع مرّات «شَهِدَ اَللّٰهُ» (2)، و سبع مرّات «وَ اَلشَّمْسِ وَ ضُحٰاهٰا» ، و سبع مرّات «وَ اَللَّيْلِ إِذٰا يَغْشىٰ» ، و سبع مرّات «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ» .

ص: 307


1- تهامة: اسم مكّة، و قيل: تهامة ما بين ذات عرق إلى مرحلتين من وراء مكّة. و قال الأصمعي: التهمة: الأرض المتصوّبة إلى البحر. لسان العرب: ج 12، ص 72، 73، 74 (تهم).
2- آل عمران: 18/3-19.

فإذا فرغ منها فليشدّه على عضده الأيمن عند الشدائد و النوائب، يسلم بحول اللّه و قوّته من كلّ شيء يخافه و يحذره، و ينبغي أن لا يكون طلوع القمر فى برج العقرب، و لو أنّه غزا أهل الروم و ملكهم، لغلبهم بإذن اللّه، و بركة هذا الحرز.

و روي: أنّه لمّا سمع المأمون من أبي جعفر عليه السّلام في أمر هذا الحرز و هذه الصفات كلّها، غزا أهل الروم فنصره اللّه تعالى عليهم، و منح منهم من المغنم ما شاء اللّه، و لم يفارق هذا الحرز عند كلّ غزاة و محاربة، و كان ينصره اللّه عزّ و جلّ بفضله، و يرزقه الفتح بمشيئته، إنّه وليّ ذلك بحوله و قوّته.

[الحرز]:

«بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ، اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ» إلى آخرها.

«أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اَللّٰهَ سَخَّرَ لَكُمْ مٰا فِي اَلْأَرْضِ وَ اَلْفُلْكَ تَجْرِي فِي اَلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ يُمْسِكُ اَلسَّمٰاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى اَلْأَرْضِ إِلاّٰ بِإِذْنِهِ، إِنَّ اَللّٰهَ بِالنّٰاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ» (1) .

أنت الواحد الملك الديّان يوم الدين، تفعل ما تشاء بلا مغالبة، و تعطي من تشاء بلا منّ، و تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد، و تداول الأيّام بين الناس، و تركّبهم طبقا عن طبق، أسألك باسمك المكتوب على سرادق(2) المجد.

و أسألك باسمك المكتوب على سرادق السرائر، السابق الفائق الحسن

ص: 308


1- الحجّ: 65/22.
2- سرادق: كلّ ما احاط شيء نحو الشقّة في المضرب، أو الحائط المشتمل على الشيء. لسان العرب: ج 10، ص 157 (سردق).

الجميل النصير، ربّ الملائكة الثمانية، و العرش الذي لا يتحرّك؛ و أسألك بالعين التي لا تنام، و بالحياة التي لا تموت، و بنور وجهك الذي لا يطفأ.

و بالاسم الأكبر، الأكبر، الأكبر، و بالاسم الأعظم، الأعظم، الأعظم، الذي هو محيط بملكوت السماوات و الأرض.

و بالاسم الذي أشرقت به الشمس، و أضاء به القمر، و سجّرت به البحور، و نصبت به الجبال، و بالاسم الذي قام به العرش و الكرسي، و باسمك المكتوب على سرادق العرش، و بالاسم المكتوب على سرادق العزّة.

و باسمك المكتوب على سرادق العظمة، و باسمك المكتوب على سرادق البهاء.

و باسمك المكتوب على سرادق القدرة، و باسمك العزيز.

و بأسمائك المقدّسات المكرّمات المخزونات في علم الغيب عندك.

و أسألك من خيرك خيرا ممّا أرجو.

و أعوذ بعزّتك و قدرتك من شرّ ما أخاف و أحذر، و ما لا أحذر.

يا صاحب محمد يوم حنين، و يا صاحب علي يوم صفّين، أنت يا ربّ مبير الجبّارين، و قاصم المتكبّرين، أسألك بحقّ طه، و يس، و القرآن العظيم، و الفرقان الحكيم، أن تصلّي على محمد و آل محمد، و أن تشدّ به عضد صاحب هذا العقد.

و أدرأ بك في نحر كلّ جبّار عنيد، و كلّ شيطان مريد، و عدوّ شديد، و عدوّ منكر الأخلاق، و اجعله ممّن أسلم إليك نفسه، و فوّض إليك أمره، و ألجأ إليك ظهره.

اللهمّ بحقّ هذه الأسماء التي ذكرتها و قرأتها، و أنت أعرف بحقّها منّي، و أسألك يا ذا المنّ العظيم، و الجود الكريم، وليّ الدعوات المستجابات،

ص: 309

و الكلمات التامّات، و الأسماء النافذات.

و أسألك يا نور النهار، و يا نور الليل، و يا نور السماء و الأرض، و نور النور، و نورا يضيء به كلّ نور، يا عالم الخفيّات كلّها، في البرّ و البحر، و الأرض، و السماء، و الجبال.

و أسألك يا من لا يفنى، و لا يبيد و لا يزول، و لا له شيء موصوف، و لا إليه حدّ منسوب، و لا معه إله، و لا إله سواه، و لا له في ملكه شريك، و لا تضاف العزّة إلاّ إليه.

لم يزل بالعلوم عالما، و على العلوم واقفا، و للأمور ناظما، و بالكينونيّة(1)عالما، و للتدبير محكما، و بالخلق بصيرا، و بالأمور خبيرا.

أنت الذي خشعت لك الأصوات، و ضلّت فيك الأحلام، و ضاقت دونك الأسباب، و ملأ كلّ شيء نورك، و وجل كلّ شيء منك، و هرب كلّ شيء إليك، و توكّل كلّ شيء عليك.

و أنت الرفيع في جلالك، و أنت البهي في جمالك، و أنت العظيم في قدرتك.

و أنت الذي لا يدركك شيء، و أنت العلي الكبير العظيم، مجيب الدعوات، قاضي الحاجات، مفرّج الكربات، وليّ النعمات.

يا من هو في علوّه دان، و في دنوّه عال، و في إشراقه منير، و في سلطانه قويّ، و في ملكه عزيز.

صلّ على محمد و آل محمد، و احرس صاحب هذا العقد، و هذا الحرز، و هذا الكتاب، بعينك التي لا تنام، و اكنفه بركنك الذي لا يرام، و ارحمه بقدرتك عليه، فإنّه مرزوقك.

ص: 310


1- الكينونيّة: الكائنة: الحادثة. و كوّن الشيء: أحدثه. لسان العرب: ج 13 ص 364 (كون).

بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه و باللّه، لا صاحبة له و لا ولد، بسم اللّه قويّ الشأن، عظيم البرهان، شديد السلطان، ما شاء اللّه كان، و ما لم يشأ لم يكن.

أشهد أنّ نوحا رسول اللّه، و أنّ إبراهيم خليل اللّه، و أنّ موسى كليم اللّه و نجّيه.

و أنّ عيسى بن مريم صلوات اللّه عليه و عليهم أجمعين كلمته و روحه.

و أنّ محمدا صلى اللّه عليه و آله و سلّم خاتم النبيّين، لا نبيّ بعده.

و أسألك بحقّ الساعة التي يؤتى فيها بإبليس اللعين يوم القيامة، و يقول اللعين في تلك الساعة: و اللّه ما أنا إلاّ مهيّج مردة.

اللّه نور السماوات و الأرض، و هو القاهر، و هو الغالب، له القدرة السابقة، و هو الحكيم الخبير.

اللهمّ و أسألك بحقّ هذه الأسماء كلّها و صفاتها و صورها، و هي:

ص: 311

و في بعض النسخ المعتبرة تكون بهذه الصورة:

سبحان الذي خلق العرش و الكرسي و استوى عليه، أسألك أن تصرف عن صاحب كتابي هذا كلّ سوء و محذور، فهو عبدك و ابن عبدك، و ابن أمتك، و أنت مولاه، فقه اللهمّ يا ربّ الأسواء كلّها، و اقمع عنه أبصار الظالمين و ألسنة المعاندين و المريدين له السوء و الضرّ، و ادفع عنه كلّ محذور و مخوف؛

و أيّ عبد من عبيدك، أو أمة من إمائك، أو سلطان مارد، أو شيطان أو شيطانة، أو جنّي أو جنّيّة، أو غول(1) أو غولة، أراد صاحب كتابي هذا بظلم أو ضرّ أو مكر أو مكروه أو كيد أو خديعة أو نكاية(2) أو سعاية أو فساد أو غرق أو اصطلام(3) أو عطب(4) أو مغالبة أو غدر أو قهر أو هتك ستر أو

ص: 312


1- كلّ ما أهلك الإنسان فهو غول، و الغول أحد الغيلان، و هي جنس من الشياطين و الجنّ. لسان العرب: ج 11، ص 508 (غول).
2- نكى العدوّ نكاية: أصاب منه، لسان العرب: ج 15، ص 341 (نكى).
3- اصطلام: إذا ابيد قوم من اصلهم، لسان العرب: ج 12، ص 340 (صلم).
4- عطب: الهلاك، لسان العرب: ج 1، ص 610 (عطب).

اقتدار أو آفة أو عاهة(1) أو قتل أو حرق أو انتقام أو قطع أو سحر أو مسخ أو مرض أو سقم أو برص أو جذام أو بؤس أو آفة أو فاقة أو سغب(2) أو عطش أو وسوسة أو نقص في دين أو معيشة.

فاكفنيه بما شئت، و كيف شئت، و أنّى شئت، إنّك على كلّ شيء قدير، و صلّى اللّه على سيّدنا محمد و آله أجمعين و سلّم تسليما كثيرا، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، و الحمد للّه ربّ العالمين.

فأمّا ما ينقش على هذه القصبة، من فضّة غير مغشوشة:

«يا مشهورا في السموات، يا مشهورا في الأرضين، يا مشهورا في الدنيا و الآخرة، جهدت الجبابرة و الملوك على إطفاء نورك، و إخماد ذكرك، فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نورك، و يبوح بذكرك، و لو كره المشركون».

و رأيت في نسخة:

و أبيت إلاّ أن يتمّ نورك(3).

ص: 313


1- عاهة: الآفة، لسان العرب: ج 13، ص 520 (عوه).
2- سغب: الجوع، لسان العرب: ج 1، ص 468 (سغب).
3- مهج الدعوات: ص 52، س 15. عنه البحار: ج 50، ص 95، ح 9، باختصار، و ج 55، ص 268، ح 53، قطعة منه، و ج 91، ص 354، ح 1، أورده بتمامه. الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 372، ح 2، مرسلا، عن محمد بن إبراهيم الجعفري، عن حكيمة بنت الرضا عليه السّلام، باختلاف. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 571، ح 1، و الثاقب في المناقب: ص 219، ح 193، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 367، ح 2380، و البحار: ج 50، ص 69، ح 47، و كشف الغمّة: ج 2، ص 365، س 16، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 13، ص 178، ح 15033، قطعة منه. عيون المعجزات: ص 127، س 10، مرسلا و باختلاف، عن صفوان بن يحيى، عن أبي نصر الهمداني، قال: حدّثتني حكيمة بنت أبي الحسن القرشي و كانت من الصالحات، قالت. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 359، ح 2379. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 394، س 14، مرسلا، عن صفوان بن يحيى، عن أبي نصر الهمداني و إسماعيل بن مهران و حبران الأسباطي، عن حكيمة بنت أبي الحسن القرشي، عن حكيمة بنت موسى بن عبد اللّه، عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى التقي عليهم السّلام، باختلاف. الأمان من الأخطار: ص 74، س 7، باختلاف في صورة الحرز. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 343، ح 46، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 2، ص 599، ح 2844. الصراط المستقيم: ج 2، ص 199، ح 2، أشار إلى مضمونه. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 270، س 17، قطعة منه. كشف الغمّة: ج 2، ص 358، س 9، قطعة منه، و ص 365، س 16، قطعة منه. قطعة منه في ب 1، (الحجّ: 65/22)، (الآيات و السور التي أمر بقراءتها في الصلاة)، (الآيات و السور التي أمر بقراءتها في الأدعية)، و ف 1، ب 4 (أحوال أزواجه عليه السّلام)، و ف 2، ب 4 (معجزته عليه السّلام في عدم تأثير سيف المأمون عليه عليه السّلام)، و ب 6، (ما ورد عن العلماء في عظمته عليه السّلام)، و ف 3، ب 1، (لباسه عليه السّلام) و (سواكه عليه السّلام)، (عفوه عليه السّلام)، و ب 2، (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، و ف 5، ب 3، (الصلاة عند الشدائد و النوائب)، و ب 9 (حكم تزويج الرجل أكثر من امرأة واحدة)، (تهنئة التزويج)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في ثمرة قبول نصيحة الإمام)، و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى مأمون العبّاسي).
الثاني حرز آخر له عليه السّلام:

(772) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: حرز آخر للتقي عليه السّلام، بغير تلك الرواية:

«يا نور يا برهان، يا مبين يا منير، يا ربّ اكفني الشرور، و آفات الدهور، و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور»(1).

ص: 314


1- مهج الدعوات: ص 60، س 10. عنه البحار: ج 91، ص 361، س 12.
الثالث حرزه لابنه الهادي عليهما السّلام:

(773) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: قال الشيخ علي بن عبد الصمد: أخبرني جماعة من أصحابنا كثّرهم اللّه تعالى، منهم الشيخ جدّي، قال: حدّثني أبي الفقيه أبو الحسن رحمه اللّه قال: حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه، و أخبرني الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن طحّال المقدادي، قال: حدّثنا أبو محمد الحسين بن الحسين بن بابويه، عن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه اللّه، قال: أخبرني جماعة من أصحابنا، عن أبي المفضّل محمد بن عبد اللّه الشيباني، قال: حدّثني أبو أحمد عبد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني:

إنّ أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن علي بن محمد عليهما السّلام، و هو صبيّ في المهد، و كان يعوّذه بها و يأمر أصحابه به.

الحرز:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم.

اللهمّ ربّ الملائكة و الروح، و النبيّين و المرسلين، و قاهر من في السماوات و الأرضين، و خالق كلّ شيء و مالكه، كفّ عنّا بأس أعدائنا، و من أراد بنا سوء من الجنّ و الإنس، و أعم أبصارهم و قلوبهم، و اجعل بيننا و بينهم حجابا و حرسا و مدفعا، إنّك ربّنا.

لا حول و لا قوّة لنا إلاّ باللّه، عليه توكّلنا، و إليه أنبنا، و إليه المصير.

«رَبَّنٰا لاٰ تَجْعَلْنٰا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَ اِغْفِرْ لَنٰا رَبَّنٰا، إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ

ص: 315

اَلْحَكِيمُ» (1) . ربّنا عافنا من كلّ سوء، و من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، و من شرّ ما يسكن في اللّيل و النهار، و من شرّ كلّ سوء، و من شرّ كلّ ذي شرّ.

ربّ العالمين، و إله المرسلين، صلّ على محمد و آله أجمعين، و أوليائك، و خصّ محمدا و آله أجمعين، بأتمّ ذلك؛ و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم.

بسم اللّه و باللّه، أؤمن باللّه، و باللّه أعوذ، و باللّه أعتصم، و باللّه أستجير، و بعزّة اللّه و منعته أمتنع من شياطين الإنس و الجنّ، و من رجلهم و خيلهم و ركضهم و عطفهم و رجعتهم و كيدهم و شرّهم و شرّ ما يأتون به تحت الليل و تحت النهار، من البعد و القرب.

و من شرّ الغائب و الحاضر، و الشاهد و الزائر، أحياء و أمواتا، أعمى و بصيرا.

و من شرّ العامّة و الخاصّة، و من شرّ نفس و وسوستها، و من شرّ الدناهش، و الحسّ، و اللمس، و اللبس، و من عين الجنّ و الإنس، و بالاسم الذي اهتزّ به عرش بلقيس.

و أعيذ ديني و نفسي و جميع ما تحوطه عنايتي، من شرّ كلّ صورة، و خيال، أو بياض، أو سواد، أو تمثال، أو معاهد، أو غير معاهد، ممّن يسكن الهواء و السحاب، و الظلمات و النور، و الظلّ و الحرور، و البرّ و البحور، و السهل و الوعور، و الخراب و العمران، و الاكام و الآجام، و الغياض، و الكنائس و النواويس، و الفلوات و الجبّانات.

و من شرّ الصادرين و الواردين ممّن يبدو بالليل، و ينتشر بالنهار، و بالعشىّ و الإبكار، و الغدوّ و الآصال، و المريبين، و الأسامرة و الأفاثرة (ترة) و الفراعنة و الأبالسة، و من جنودهم و أزواجهم، و عشائرهم و قبائلهم، و من همزهم

ص: 316


1- الممتحنة: 5/60.

و لمزهم، و نفثهم، و وقاعهم، و أخذهم، و سحرهم و ضربهم و عبثهم و لمحهم و احتيالهم و اختلافهم.

و من شرّ كلّ ذي شرّ، من السحرة و الغيلان، و أمّ الصبيان، و ما ولدوا، و ما وردوا.

و من شرّ كلّ ذى شرّ، داخل و خارج، و عارض و متعرّض، و ساكن و متحرّك، و ضربان عرق و صداع، و شقيقة، و أمّ ملدم، و الحمى، و المثلّثة، و الربع، و الغبّ، و النافضة، و الصالبة، و الداخلة، و الخارجة.

و من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، إنّك على صراط مستقيم، و صلّى اللّه على نبيّه محمد و آله الطاهرين»(1).

ص: 317


1- مهج الدعوات: ص 60، س 16. عنه البحار: ج 91، ص 361، ح 1. مصباح المتهجّد: ص 499، ح 581، بتفاوت. عنه البحار: ج 60، ص 266، ح 151. و عنه و عن البلد و مصباح الكفعمي، البحار: ج 87، ص 136، ح 5. البلد الأمين: ص 88، س 20، مرسلا. مصباح الكفعمي: ص 140، س 15. قطعة منه في ف 3، ب 1، (تعويذه لابنه عليهما السّلام)، و ف 8، ب 2، (كتابه إلى ابنه الهادي عليهما السّلام).
ح - تعويذاته عليه السّلام
عوذات أيّام الأسبوع:
اشارة

(774) 1 - الراوندي رحمه اللّه:

عوذة يوم السبت:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، اللهمّ ربّ الملائكة و الروح، و النبيّين و المرسلين، و قاهر من في السموات و الأرضين.

كفّ عنّي بأس الأشرار، و أعم أبصارهم و قلوبهم، و اجعل بيني و بينهم حجابا، إنّك [أنت] ربّنا، و لا قوّة إلاّ باللّه، توكّلت على اللّه، توكّل عائذ به من شرّ كلّ دابّة، ربّي آخذ بناصيتها، و من شرّ ما سكن في الليل و النهار، و من شرّ كلّ سوء. و صلّى اللّه على محمد و آله و سلّم».

عوذة يوم الأحد:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، اللّه أكبر، اللّه أكبر، استوى الربّ على العرش، و قامت السماوات و الأرض بحكمته، و زهرت النجوم بأمره، و رست الجبال بإذنه، لا يجاوز اسمه من في السماوات و الأرض، الذي دانت له الجبال و هي طائعة، و انبعثت له الأجساد و هي بالية.

و به أحتجب عن كلّ باغ، و طاغ(1)، و عاد، و جبّار، و حاسد؛ و بسم اللّه الذي جعل بين البحرين حاجزا، و أحتجب باللّه الذي جعل في السماء بروجا، و جعل

ص: 318


1- في مصباح الكفعمى: و أحتجب باللّه الذي عن كلّ غاو و باغ و طاغ.

فيها سراجا، و قمرا منيرا، و زيّناها للناظرين، و حفظا(1) من كلّ شيطان رجيم؛ و جعل في الأرض رواسي جبالا أوتادا، أن يوصل إليّ سوء، أو فاحشة أو بليّة «حم، حم، حم، تَنْزِيلٌ مِنَ اَلرَّحْمٰنِ [اَلرَّحِيمِ» (2)«حم، حم، حم»]، «عسق، كَذٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَ إِلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اَللّٰهُ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ» (3).

و صلّى اللّه على محمد و آله(4).

عوذة يوم الإثنين:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، أعيذ نفسي بربّي الأكبر، مما يخفى و [ما(5)] يظهر، و من شرّ كلّ أنثى و ذكر، و من شرّ ما وارت الشمس [و القمر]، قدّوس، قدّوس، ربّ الملائكة و الروح، أدعوكم أيّها الجنّ، إن كنتم سامعين مطيعين، و أدعوكم أيّها الإنس إلى اللطيف الخبير، و أدعوكم أيّها الجنّ و الإنس، إلى الذي ختمته بخاتم ربّ العالمين، و خاتم جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل، و خاتم سليمان بن داود، و خاتم محمد سيّد المرسلين النبيّين - صلّى اللّه على محمد و آله و عليهم - [أخّر](6) عن فلان بن فلان كلّ ما يغدو و يروح من ذي حىّ أو عقرب، أو ساحر، أو شيطان رجيم، أو [شيطان](7) عنيد، أخذت عنه ما يرى و ما لا يرى، و ما رأت عين نائم، أو يقظان بإذن اللّه اللطيف الخبير، لا سلطان

ص: 319


1- في مصباح المتهجّد: و حفظها، و كذا في الكفعمي.
2- فصّلت: 1/41 و 2.
3- الشورى: 1/42-3.
4- في مصباح المتهجّد: و آل محمد و سلّم تسليما.
5- مصباح المتهجّد: و ممّا يظهر.
6- في مصباح الكفعمي: و أزحر.
7- في مصباح الكفعمي: أو سلطان.

لكم على اللّه، لا شريك له.

و صلّى اللّه على رسوله سيّدنا [محمد] النبيّ و آله الطاهرين و سلّم تسليما».

عوذة يوم الثلاثاء:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، أعيذ نفسى باللّه الأكبر، ربّ السماوات القائمات، بلا عمد، و بالذى خلقها في يومين، و قضى في كلّ سماء أمرها، و خلق الأرض في يومين(1)، و قدّر فيها أقواتها(2)، و جعل فيها جبالا أوتادا، و جعلها فجاجا سبلا، و أنشأ السحاب و سخّره، و أجرى الفلك و سخّر البحر، و جعل في الأرض رواسي و أنهارا، [في أربعة أيّام سواء للسائلين(3) و] من شرّ ما يكون في الليل و النهار، و تعقد عليه القلوب، و تراه العيون من الجنّ و الإنس، كفانا اللّه، كفانا اللّه، كفانا اللّه، لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه:

صلّى اللّه على محمد و آله الطاهرين، و سلّم تسليما».

عوذة يوم الأربعاء:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، أعيذ نفسي باللّه الأحد الصمد، «مِنْ شَرِّ اَلنَّفّٰاثٰاتِ فِي اَلْعُقَدِ» (4)، و من شرّ ابن قترة و ما ولد، (أستعيذ) باللّه الواحد الفرد(5) الكبير الأعلى [من شرّ ما رأت عيني و ما لم تر، أستعيذ باللّه الواحد الفرد](6) من شرّ

ص: 320


1- فصلّت: 9/41.
2- فصلّت: 10/41.
3- فصلّت: 10/41.
4- الفلق: 4/113.
5- في مصباح المتهجّد: الواحد الأحد الأعلى، كذا في الكفعمي.
6- في مصباح المتهجّد: الفرد الكبير الأعلى، كذا في الكفعمي.

من أرادنى بأمر عسير:

اللهمّ صلّ على محمد و آل محمد، و اجعلني في جوارك و حصنك الحصين العزيز الجبّار الملك القدّوس، [القهّار] السلام المؤمن المهيمن الغفّار، عالم الغيب و الشهادة، الكبير المتعال، هو اللّه، هو اللّه، هو اللّه، لا شريك له، محمد رسول اللّه؛ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، كثيرا دائما».

عوذة يوم الخميس:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، أعيذ نفسي بربّ المشارق و المغارب، من كلّ شيطان مارد، و قائم و قاعد، و عدوّ حاسد، و معاند، «وَ يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ اَلسَّمٰاءِ مٰاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَ يُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ اَلشَّيْطٰانِ وَ لِيَرْبِطَ عَلىٰ قُلُوبِكُمْ وَ يُثَبِّتَ بِهِ اَلْأَقْدٰامَ» (1)، «اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هٰذٰا مُغْتَسَلٌ بٰارِدٌ وَ شَرٰابٌ» (2)، «وَ أَنْزَلْنٰا مِنَ اَلسَّمٰاءِ مٰاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَ نُسْقِيَهُ مِمّٰا خَلَقْنٰا أَنْعٰاماً وَ أَنٰاسِيَّ كَثِيراً» (3)، «اَلْآنَ خَفَّفَ اَللّٰهُ عَنْكُمْ...» (4)، «ذٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ» (5)، «يُرِيدُ اَللّٰهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ...» (6)، «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللّٰهُ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ» (7) لا إله إلاّ اللّه، و لا غالب(8) إلاّ اللّه، لا إله إلاّ اللّه، محمد

ص: 321


1- الأنفال: 11/8.
2- ص: 42/38.
3- الفرقان: 48/25 و 49.
4- الأنفال: 66/8.
5- البقرة: 178/2.
6- النساء: 28/4.
7- البقرة: 137/2.
8- في مصباح المتهجّد: و اللّه غالب على أمره، كذا في الكفعمي.

رسول اللّه؛ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تسليما»(1).

عوذة يوم الجمعة:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، اللهمّ ربّ الملائكة [و الروح]، و النبيّين و المرسلين، و قاهر من في السماوات و الأرضين، و خالق كلّ شيء و مالكه، كفّ عنّا بأس أعدائنا، و من أرادنا بسوء من الجنّ و الإنس، و أعم أبصارهم و قلوبهم، و اجعل بيننا و بينهم حجابا و حرسا و مدفعا، انّك ربّنا، لا حول و لا قوّة [لنا] إلاّ باللّه، عليه توكّلنا و [إليه] أنبنا، و هو العزيز الحكيم.

ربّنا عافنا من [شرّ] كلّ سوء، و من شرّ كلّ دابّة، أنت آخذ بناصيتها، و من شرّ ما يكن(2) في الليل و النهار، و من [شرّ] كلّ سوء، و من شرّ كلّ ذي شرّ، ربّ العالمين، و إله المرسلين و صلّى(3) اللّه على محمد و آله أجمعين، و [صلّ على] أوليائك، و خصّ محمدا و آله بأتمّ ذلك، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم.

بسم اللّه و باللّه، أؤمن باللّه، و باللّه أعوذ، و باللّه أعتصم، و باللّه أستجير، و بعزّة اللّه و منعة اللّه(4) أمتنع من شياطين الإنس و الجنّ، رجلهم و خيلهم،

ص: 322


1- في مصباح الكفعمي زيادة: أعوذ بعزّة اللّه، و أعوذ برسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تسليما.
2- في مصباح الكفعمي: ما سكن.
3- في مصباح المتهجّد: و صلّ على محمد و آله أجمعين و أوليائك، و كذا في مصباح الكفعمي.
4- في الكفعمي: منعته.

و ركضهم و عطفهم [و رجعهم](1)، و كيدهم، و شرّهم، و شرّ ما يأتون به، تحت الليل و تحت النهار، من القرب و البعد، و من شرّ الغائب و الحاضر، و الشاهد و الزائر، أحيا و أمواتا، [و] أعمى و بصيرا، و من شرّ العامّة و الخاصّة، و من نفسي و وسوستها، و من شرّ الدناهش و الحسّ و اللمس و اللبس، و من عين الجنّ و الإنس و بالاسم الذي اهتزّ له(2) عرش بلقيس.

و أعيذ ديني و نفسي، و جميع ما تحوطه عنايتي، و من شرّ كلّ صورة و خيال و بياض أو سواد أو مثال، أو معاهد أو غير معاهد، ممّن يسكن الهواء و السحاب، و الظلمات و النور، و الظلّ و الحرور، و البرّ و البحور، و السهل و الوعور، و الخراب و العمران، و الاكام و الآجام، و المغائض و الكنائس، و النواويس و الفلوات، و الجبّانات من الصادرين، و الواردين، ممّن يبدو بالليل و ينتشر بالنهار و بالعشي و الإبكار، و الغدوّ و الآصال، و المريبين و الأسامرة و الأفاتنة و الفراعنة و الأبالسة.

و من جنودهم و أزواجهم و عشائرهم و قبائلهم، و [من] همزهم و لمزهم و نفثهم و وقاعهم، و أخذهم و سحرهم و ضربهم [و عبثهم(3)]، و لمحهم و احتيالهم، [و اختلافهم] و أخلاقهم، و من شرّ كلّ ذي شرّ من السحرة، و الغيلان، و أمّ الصبيان [و ما ولد و ما وردنا](4).

و من شرّ كلّ ذي شرّ داخل و خارج، و عارض و معترض، و ساكن و متحرّك، و ضربان عرق و صداع، و شقيقة و أمّ ملدم و الحمىّ و المثلّثة و الربع و الغبّ

ص: 323


1- في الكفعمي: و رجعتهم.
2- في مصباح المتهجّد: اهتزّ به.
3- في الكفعمي: و عيثهم.
4- في الكفعمي: و ما ولدوا و ما وردوا.

و النافضة و الصالبة و الداخلة و الخارجة، و من شرّ كلّ دابّة أنت «آخِذٌ بِنٰاصِيَتِهٰا، إِنَّ رَبِّي(1) عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (2) و صلّى اللّه على محمد و آله و سلّم تسليما»(3).

رواها عبد العظيم الحسني عليه السّلام، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، قال:

و قد كتب العوذة الأخيرة لابنه أبي الحسن عليه السّلام و هو صبيّ في المهد و كان يعوّذه بها(4).

ص: 324


1- في المتهجّد: إنّك على صراط...، و كذا في الكفعمي.
2- هود: 56/14.
3- تقدّمت هذه العوذة الأخيرة (عوذة يوم الجمعة) مسندا في حرزه لابنه الهادي عليهما السّلام.
4- الدعوات: ص 99، س 2. مصباح المتهجّد: ص 440، س 1، و ص 449، و ص 460، و ص 468، س 4، و ص 479 س 15، و ص 489، س 8، و ص 499، س 2، بتفاوت آخر غير ما ذكر. عنه و عن مصباح الكفعمي و البلد، البحار: ج 87، ص 136، و ص 156، و ص 167، و ص 179، و ص 190، و ص 203، و ص 214. مصباح الكفعمي: ص 140، و ص 148، و ص 153، و ص 160، و ص 166، و ص 171، و ص 177. البلد الأمين: ص 88، س 21. طب الأئمّة عليهم السّلام: ص 41، س 6، عن الصادق عليه السّلام. عنه البحار: ج 91، ص 199، ضمن حديث 1. قطعة منه في ب 1 (الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في الأدعية).
ط - حجابه عليه السّلام

(775) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:

حجاب محمد بن علي عليهما السّلام:

«الخالق أعظم من المخلوقين، و الرازق أبسط يدا من المرزوقين، و نار اللّه المؤصدة، في عمد ممدّدة، تكيد أفئدة المردة، و تردّ كيد الحسدة بالأقسام بالأحكام، باللّوح المحفوظ، و الحجاب المضروب، بعرش ربّنا العظيم.

احتجبت و استترت و استجرت و اعتصمت و تحصّنت ب «الم» ، و ب «كهيعص» و ب «طه» و ب «طسم» ، و ب «حم» ، و ب «حم عسق» ، و «ن» ، و ب «طس» ، و ب «ق وَ اَلْقُرْآنِ اَلْمَجِيدِ» ، «وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ» (1)، و اللّه وليّي وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ (2).

ص: 325


1- الواقعة: 76/56.
2- مهج الدعوات: ص 359، س 8. عنه البحار: ج 91، ص 376 ضمن ح 1. مصباح الكفعمي: ص 294، س 3. قطعة منه في ب 1 (الآيات التي قرأها عليه السّلام في الأدعية).

ص: 326

الفصل السابع في المواعظ و الطبّ

اشارة

الباب الأوّل مواعظه و حكمه عليه السّلام الباب الثاني الطبّ

ص: 327

ص: 328

الفصل السابع في المواعظ و الطبّ و يشتمل هذا الفصل على بابين، و عشرة عناوين:

الباب الأوّل في مواعظه و حكمه عليه السّلام

اشارة

و هو يشتمل على ستّة عناوين:

أ - مواعظه عليه السّلام في التوجّه إلى اللّه
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على تسعة موضوعات:

الأوّل في التقوى:

(776) 1 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: من استغنى باللّه، افتقر الناس إليه، و من اتّقى اللّه أحبّه الناس و إن كرهوا(1).

(777) 2 - التستري رحمه اللّه: و قال عليه السّلام في جواب رجل قال له: أوصني بوصيّة جامعة مختصرة؟

فقال له: صن نفسك عن عار العاجلة و نار الآجلة(2).

ص: 329


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 347، س 10. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 62، و حلية الأبرار: ج 4، ص 597، س 17، و إحقاق الحقّ: ج 12، ص 429، س 5. نور الأبصار: ص 331، س 7، بتفاوت. عنه إحقاق الحقّ: ج 19، ص 603، س 8.
2- إحقاق الحقّ: ج 12، ص 439، س 11، عن وسيلة المال، عن تذكرة ابن حمدون.

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن ريّان، قال احتال المأمون على أبي جعفر عليه السّلام بكلّ حيلة... و كان رجل يقال له: مخارق... و جعل يضرب بعوده و يغنّي...

و قال عليه السّلام: اتّق اللّه يا ذا العثنون!...(1).

4 - الحلواني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الجواد] عليه السّلام: التحفّظ على قدر الخوف، و الطمع على قدر السبيل(2).

5 - ابن الصبّاغ رحمه اللّه: و عنه [أي الجواد عليه السّلام] إنّه قال: لو كانت السموات و الأرض رتقا(3) على عبد ثمّ اتّقى اللّه تعالى لجعل منها مخرجا(4).

الثاني في الإخلاص:

(778) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط(5)، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر عليه السّلام أنّه قال:

ص: 330


1- الكافي: ج 1، ص 494،، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في رجل يقال له مخارق) رقم 405.
2- نزهة الناظر: ص 136، ح 15. أعلام الدين: ص 309، س 19، قطعة منه. عنه البحار: ج 75، ص 365 ضمن ح 5، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 8.
3- في المصدر: تقعا، و هو تصحيف، يؤيّده كلام الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في البحار: ج 67، ص 285، ضمن ح 8.
4- الفصول المهمّة: ص 273، س 1. نور الأبصار: ص 332، س 19. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 435، س 5، و ج 19، ص 605، س 12.
5- عدّه الشيخ في أصحاب الرضا و الجواد عليهما السّلام، رجال الطوسي: ص 382 رقم 23، و ص 403 رقم 10. و روى عن أبي الحسن موسى و أبي الحسن الرضا و أبي جعفر الثاني عليهم السّلام، معجم رجال الحديث: ج 11، ص 363 رقم 7923. فالظاهر أنّ المراد من أبي جعفر، هو الجواد عليه السّلام.

الإبقاء على العمل، أشدّ من العمل.

قال: و ما الإبقاء على العمل؟

قال: يصل الرجل بصلة و ينفق نفقة للّه وحده لا شريك له، فكتب له سرّا، ثمّ يذكرها، فتمحى فتكتب له علانية، ثمّ يذكرها، فتمحى و تكتب له رياء(1).

(779) 2 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال: قال محمد بن علي عليهما السّلام:

أفضل العبادة، الإخلاص(2).

الثالث في الدعاء إلى اللّه:
الدعاء للحبلى:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن إسماعيل، أو غيره قال:

قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكرا سويّا؟

قال: يدعو ما بينه و بين أربعة أشهر، فإنّه أربعين ليلة نطفة، و أربعين ليلة

ص: 331


1- الكافي: ج 2، ص 296، ح 16. عنه البحار: ج 67، ص 233، س 13، و ج 69، ص 292، ح 16، و البرهان: ج 4، ص 254، ح 12، و وسائل الشيعة: ج 1، ص 75، ح 167.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 329، ح 186. عنه البحار: ج 67، ص 245، ح 19. عدّة الداعي: ص 233، س 15. عنه البحار: ج 67، ص 249، ضمن ح 25. تنبيه الخواطر، المعروف بالمجموعة الورّام: ج 2، ص 428، س 5.

علقة، و أربعين ليلة مضغة، و ذلك تمام أربعة أشهر.

ثمّ يبعث اللّه ملكين خلاّقين، فيقولان: يا ربّ! ما نخلق؟ ذكرا أم أنثى؟ شقيّا أو سعيدا؟

فيقال ذلك...(1).

الدعاء لرجاء الفرج:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب محمد ابن حمزة الغنوي إليّ، يسألني عن أكتب إلى أبي جعفر عليه السّلام في دعاء....

فكتب عليه السّلام إليّ: أمّا ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به الفرج، فقل له: يلزم: يا من يكفي من كلّ شيء، و لا يكفي، منه شيء، اكفني ما أهمّني ممّا أنا فيه...(2).

الدعاء لأوّل ليلة من رجب:

(780) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و روي عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام أنّه قال:

يستحبّ أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء أوّل ليلة من رجب:

«اللهمّ إنّي اسألك بأنّك مليك، و أنّك على كلّ شيء مقتدر، و أنّك ما تشاء من أمر، يكن.

اللهمّ! إنّي أتوجّه إليك بنبيّك محمد نبيّ الرحمة صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يا محمد، يا

ص: 332


1- الكافي: ج 6، ص 16، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (علمه عليه السّلام بما في الأرحام)، رقم 366.
2- الكافي: ج 2، ص 560، ح 14. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار) رقم 932.

رسول اللّه! إنّي أتوجّه بك إلى اللّه ربّك و ربّي لينجح لي بك طلبتي.

اللهمّ! بنبيّك محمد، و بالأئمّة من أهل بيته صلّى اللّه عليه و عليهم، أنجح طلبتي». ثمّ سل حاجتك(1).

الدعاء في شهر رجب:

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قال عليه السّلام: إنّ في رجب ليلة هي خير للناس ممّا طلعت عليه الشمس، و هي ليلة سبع و عشرين منه... و إنّ للعامل فيها - أصلحك اللّه - من شيعتنا مثل أجر عمل ستّين سنة... و إنّه يستحبّ لك صومه، فإنّه يعادل صوم سنة(2).

ذكر اللّه بعد الفجر:

1 - العيّاشي رحمه اللّه:... عن أبي جعفر عليه السّلام، قال:... و ذكر اللّه بعد طلوع الفجر، أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض(3).

الدعاء في الصباح و المساء:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن الفضيل، قال: كتبت إلى

ص: 333


1- مصباح المتهجّد: ص 798، ح 858. تقدّم الحديث في ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام لأوّل ليلة من رجب)، رقم 766.
2- اقبال الأعمال: ص 177، س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (الدعاء في ليلة السابع و العشرين من رجب)، رقم 768.
3- العيّاشي: ج 1، ص 240، ح 119. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 3، (فضل ذكر اللّه بين الطلوعين)، رقم 636.

أبي جعفر الثاني عليه السّلام، أسأله أن يعلّمني دعاء؟....

فكتب عليه السّلام إليّ: تقول إذا أصبحت و أمسيت: «اللّه، اللّه، اللّه، ربّي الرحمن الرحيم، لا اشرك به شيئا» و إن زدت على ذلك فهو خير. ثمّ تدعو بما بدا لك في حاجتك، فهو لكلّ شيء بإذن اللّه تعالى، يفعل اللّه ما يشاء(1).

الرابع في التوكّل على اللّه:

(781) 1 - الديلمي رحمه اللّه: قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: الثقة(2) باللّه تعالى ثمن لكلّ غال، و سلّم إلى كلّ عال(3).

(782) 2 - الحلواني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: القصد إلى اللّه تعالى بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال(4).

ص: 334


1- الكافي: ج 2، ص 534، ح 36. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفضيل الصيرفي)، رقم 972.
2- في البحار: ج 1: التفقه.
3- أعلام الدين: ص 309، س 10. عنه البحار: ج 75، ص 364، ضمن ح 5، و الأنوار البهيّة: ص 264، س 14. نزهة الناظر: ص 136، ح 9. البحار: ج 1، ص 218، ح 41، و ج 75، ص 364، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36 س 16، عن الدرّة الباهرة.
4- نزهة الناظر: ص 134، ح 2. البحار: ج 75، ص 364، ضمن ح 4، عن الدرّة الباهرة. الأنوار البهيّة: ص 264، س 10. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 600، س 8، عن التذكرة الحمدونيّة. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 272، س 19. عنه إحقاق الحقّ: ج 12، ص 433، س 18. كشف الغمّة: ج 2، ص 368، س 23.

(783) 3 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: كيف يضيع من اللّه كافله؟! و كيف ينجو من اللّه طالبه؟!

و من انقطع إلى غير اللّه وكله اللّه إليه، و من عمل على غير علم، أفسد أكثر ممّا يصلح(1).

الخامس في الرضا بقضاء اللّه:

(784) 1 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: الأيّام تهتك لك الأمر عن الأسرار الكامنة(2).

(785) 2 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: الحوائج تطلب بالرجاء، و هي تنزل بالقضاء، و العافية أحسن عطاء(3).

ص: 335


1- أعلام الدين: ص 309، س 2. عنه البحار: ج 1، ص 208، س 5، و ج 75، ص 364، ضمن ح 5، و الأنوار البهيّة: ص 265، س 4. نزهة الناظر: ص 134، ضمن ح 1. البحار: ج 75، ص 363، ضمن ح 4، و ج 68، ص 155، ضمن ح 69، قطعة منه، عن الدرة الباهرة. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 275، س 16 قطعة منه. عنه إحقاق الحقّ: ج 12، ص 436، س 9، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 11. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 600، س 5، عن التذكرة الحمدونيّة.
2- أعلام الدين: ص 310، س 2. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 8. نزهة الناظر: ص 137، ح 21.
3- أعلام الدين: ص 309، س 13. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 4. نزهة الناظر: ص 136، ح 11.

(786) 3 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: إذا نزل القضاء ضاق الفضاء(1).

4 - محمد بن يعقوب الكليني عليهم السّلام: عن علي بن مهزيار، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام، يشكو إليه لمما يخطر على باله؟

فأجابه عليه السّلام في بعض كلامه: إنّ اللّه عزّ و جلّ إن شاء ثبّتك، فلا يجعل لإبليس عليك طريقا...(2).

السادس في قراءة القرآن:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي عمرو الحذّاء، قال: ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام:....

فكتب عليه السّلام إليّ: أدم قراءة «إِنّٰا أَرْسَلْنٰا نُوحاً إِلىٰ قَوْمِهِ» .

قال: قرأتها حولا فلم أر شيئا، فكتب إليه....

فكتب إلىّ: قد وفى لك الحول، فانتقل منها إلى قراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ».. .(3).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر صلوات اللّه عليه: إنّي قد لزمني دين فادح!

ص: 336


1- أعلام الدين: ص 309، س 15. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5. نزهة الناظر: ص 136، ح 12. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 601، س 5، عن التذكرة الحمدونيّة. البحار: ج 75، ص 364، ضمن ح 4، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 17.
2- الكافي: ج 2، ص 425، ح 4. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 997.
3- الكافي: ج 5، ص 316، ح 50. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أبي عمرو الحذّاء)، رقم 886.

فكتب عليه السّلام: أكثر من الاستغفار، و رطّب شفتيك بقراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» (1).

3 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السّلام قال: من قرأ «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» بعد صلاة العصر، عشر مرّات، له على مثل أعمال الخلائق(2).

4 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن الحسن بن علي، عن أبيه، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام....

فكتب عليه السّلام إليه كتابا قرأته بخطّه:... و أكثر من قراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» (3).

5 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه:... عن الجواد عليه السّلام: إنّه من قرأ سورة القدر في كلّ يوم و ليلة ستّا و سبعين مرّة، خلق اللّه له ألف ملك يكتبون ثوابها ستّة و ثلاثين ألف عام. و يضاعف اللّه تعالى استغفارهم له ألفي سنة، ألف مرّة...(4).

السابع في شكر النعمة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... دعبل بن علي: أنّه دخل على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و أمر له بشيء، فأخذه و لم يحمد اللّه.

قال: فقال له: لم لم تحمد اللّه؟!

ص: 337


1- الكافي: ج 5، ص 316، ح 51. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إسماعيل بن سهل)، رقم 894.
2- فلاح السائل: ص 199، س 12. تقدّم الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة القدر: 97)، رقم 761.
3- الاستبصار: ج 1، ص 464، ح 1800. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 995.
4- البحار: ج 89، ص 329، س 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 6، ب 1، (سورة القدر: 97) رقم 763.

قال: ثمّ دخلت بعد على أبي جعفر عليه السّلام و أمر لي بشيء.

فقلت: الحمد للّه!

فقال لي: تأدّبت(1).

(787) 2 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: كفر النعمة داعية المقت، و من جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر ممّا أخذ منك(2).

(788) 3 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و روي: أنّ جمّالا حمله(3) من المدينة إلى الكوفة، فكلّمه في صلته؟.

و قد كان أبو جعفر عليه السّلام وصله بأربعمائة دينار.

فقال عليه السّلام: سبحان اللّه! أ ما علمت أنّه لا ينقطع المزيد من اللّه حتّى ينقطع الشكر من العباد(4).

4 - الحلواني رحمه اللّه:... و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: ما شكر اللّه أحد على نعمة أنعمها عليه إلاّ استوجب بذلك المزيد قبل أن يظهر على لسانه(5).

(789) 5 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: نعمة لا تشكر، كسيّئة

ص: 338


1- الكافي: ج 1، ص 496، ح 8. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 420.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 20. عنه البحار: ج 75، ص 82، ح 80، و حلية الأبرار: ج 4، ص 601، س 9. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 275، س 4. نور الأبصار: ص 332، س 7. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 437، س 2، و ج 19، ص 604، س 17.
3- في البحار: جمّالا حمل أبا جعفر الثاني من المدينة.
4- تحف العقول: ص 457، س 1. عنه البحار: ج 68، ص 51، ح 76. قطعة منه في ف 3، ب 1، (إعطاؤه عليه السّلام الدنانير و غيرها).
5- نزهة الناظر: ص 137، ح 22.

لا تغفر(1).

(790) 6 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: ما عظمت نعمة اللّه على عبد إلاّ عظمت عليه مؤونة الناس. فمن لم يحتمل تلك المئونة فقد عرض النعمة للزوال(2).

(791) 7 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: إنّ اللّه عبادا(3) يخصّهم بالنعم، و يقرّها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها عنهم و حوّلها إلى غيرهم(4).

(792) 8 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد عليه السّلام]: استصلاح الأخيار بإكرامهم، و الأشرار بتأديبهم، و المودّة قرابة مستفادة، و كفى بالأجل حرزا.

و لا يزال العقل و الحمق يتغالبان على الرجل إلى ثمانية عشر سنة، فإذا بلغها

ص: 339


1- أعلام الدين: ص 309، س 21. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5. نزهة الناظر: ص 137، ح 18. البحار: ج 68، ص 53، ح 84، و ج 75، ص 364، ضمن ح 4، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 18، عن الدرة الباهرة.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 347، س 2. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 59، و حلية الأبرار: ج 4، ص 597، س 9. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 14، بتفاوت. نور الأبصار: ص 331، س 1. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 428، س 19، بتفاوت، و ج 19، ص 602 س 18.
3- في الفصول المهمّة: إنّ اللّه عباده يخصّهم بدوام النعم فلا تزال فيهم ما بدّلوا لها....
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 346، س 23. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 58. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 13. نور الأبصار: ص 330، س 24. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 436، س 12، و ج 19، ص 602، س 15.

غلب عليه أكثرهما فيه.

و ما أنعم اللّه عزّ و جلّ على عبد نعمة فعلم أنّها من اللّه إلاّ كتب اللّه - جلّ اسمه - له، شكرها قبل أن يحمده عليها و لا أذنب ذنبا فعلم أنّ اللّه مطّلع عليه، إن شاء عذّبه و إن شاء غفر له، إلاّ غفر اللّه له قبل أن يستغفره(1).

الثامن في التوبة:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام....

فكتب عليه السّلام:... و من كان منكم مذنب فيتوب إلى اللّه سبحانه و تعالى...(2).

2 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... إنّ رجلا أربى دهرا من الدهر، فخرج قاصدا أبا جعفر الجواد عليه السّلام.

فقال عليه السّلام له: مخرجك من كتاب اللّه، يقول اللّه: «فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهىٰ فَلَهُ مٰا سَلَفَ» (3).

و الموعظة هي التوبة، فجهله بتحريمه، ثمّ معرفته به، فما مضى فحلال، و ما بقي فليتحفّظ(4).

ص: 340


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 350، س 2. عنه البحار: ج 75، ص 82، ضمن ح 81. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 275، س 8. نور الأبصار: ص 332، س 10. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 432، س 16، و ج 19، ص 640، س 21.
2- علل الشرائع: ص 555، ح 6. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 933.
3- البقرة: 275/2.
4- وسائل الشيعة: ج 18، ص 131، ح 23310. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 16، (حكم من أربى بجهالة)، رقم 725.

(793) 3 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: تأخير التوبة اغترار، و طول التسويف حيرة، و الاعتلال على اللّه هلكة، و الإصرار على الذنب أمن لمكر اللّه، «فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْخٰاسِرُونَ» (1).(2).

التاسع في الاستغفار:

(794) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: أبي رحمه اللّه، قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: علّمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدنيا و الآخرة؟

قال: فكتب بخطّه أعرفه: أكثر من تلاوة(3)«إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» و رطّب شفتيك بالاستغفار(4).

2 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام في رجل عاهد اللّه عند الحجر أن لا يقرب محرّما أبدا، فلمّا رجع عاد إلى المحرّم؟

ص: 341


1- الأعراف: 97/7.
2- تحف العقول: ص 456، س 18. عنه البحار: ج 6، ص 30، ح 36، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 41. قطعة منه في ف 6، ب 1، (الأعراف: 99/7).
3- في مكارم الأخلاق: قراءة.
4- ثواب الأعمال: ص 197، ح 4. مكارم الأخلاق: ص 300، س 13، مرسلا. عنه البحار: ج 89، ص 328، ح 5، و ج 90، س 279، ح 14، وسائل الشيعة: ج 16، ص 69، ح 21003، و مستدرك الوسائل: ج 4، ص 360، ح 140. جامع الأخبار: ص 56، س 19. قطعة منه في ف 6، ب 1، (القدر: 97) و ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إسماعيل بن سهل).

فقال أبو جعفر عليه السّلام:... يستغفر اللّه و يتوب إليه(1).

ب - مواعظه عليه السّلام في العلم
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في العلم و العلماء:

(795) 1 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: عليكم بطلب العلم! فإنّ طلبه فريضة، و البحث عنه نافلة، و هو صلة بين الإخوان، و دليل على المروّة، و تحفة في المجالس، و صاحب في السفر، و أنس في الغربة(2).

(796) 2 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: العلم علمان: مطبوع و مسموع، و لا ينفع مسموع إذا لم يكن مطبوع، و من عرف الحكمة لم يصبر على الازدياد منها، الجمال في اللسان، و الكمال في العقل(3).

(797) 3 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: العلماء غرباء، لكثرة الجهّال بينهم(4).

ص: 342


1- وسائل الشيعة: ج 23، ص 327، ح 29666. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 22، (كفّارة حنث العهد) رقم 740.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 347، س 12. عنه البحار: ج 75، ص 80، ح 63، و حلية الأبرار: ج 4، ص 598، س 2.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 347، س 15. عنه البحار: ج 75، ص 80، ح 64، و حلية الأبرار: ج 4، ص 598، س 5. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 21، قطعة منه. نور الأبصار: ص 331، س 8، قطعة منه. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 430، س 2.
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 1. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 72، و حلية الأبرار: ج 4، ص 600، س 4. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 15. نور الأبصار: ص 331، س 22. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 19، ص 604، س 3.

(798) 4 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: اقصد العلماء للمحجّة الممسك عند الشبهة، و الجدل يورث الرياء، و من أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل، و الطامع في وثاق الذل،

و من أحبّ البقاء فليعد للبلاء(1)، قلبا صبورا(2).

(799) 5 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: الشريف كلّ الشريف من شرّفه علمه، و السؤدد(3) حقّ السؤدد لمن اتّقى اللّه ربّه، و الكريم (كلّ الكريم - ظ -) من أكرم عن ذلّ النار وجهه(4).

الثاني في النهي عن القول بما لا تعلم:

1 - حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر عليه السّلام لعمّه عبد اللّه بن

ص: 343


1- في البحار: للمصائب.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 348، س 20. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 71، و حلية الأبرار: ج 4، ص 600، س 1. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 13، قطعة منه. نور الأبصار: ص 331، س 20. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 433، س 7، و ج 19، ص 604، س 1.
3- السؤدد: ساد قومه يسودهم سيادة و سوددا و سيدودة، فهو سيّد. لسان العرب: ج 3، ص 230 (سود).
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 350، س 8. عنه البحار: ج 75، ص 82، ح 82. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 275، س 13، قطعة منه، بتفاوت.

موسى]:... يا عمّ! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يديه، فيقول لك: لم تفتي عبادي بما لم تعلم، و في الأمّة من هو أعلم منك(1).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام] له [أي عبد اللّه بن موسى]:

يا عمّ! اتّق اللّه، و لا تفت....

يا عبد اللّه! إنّه عظيم عند اللّه أن تقف غدا بين يدي اللّه، فيقول لك:

لم أفتيت عبادي بما لا تعلم؟...(2).

3 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... فقال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام لعمّه عبد اللّه بن موسى]:... يا عمّ! اتّق اللّه! اتّق اللّه! إنّه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي اللّه عزّ و جلّ، فيقول لك: لم أفتيت الناس بما لا تعلم؟...(3).

الثالث في التدبّر و التأنّي:

(800) 1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: إظهار الشيء قبل أن يستحكم، مفسدة له(4).

ص: 344


1- عيون المعجزات: ص 122، س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 148.
2- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
3- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4، (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.
4- تحف العقول: ص 457، س 7. عنه البحار: ج 72، ص 71، ح 13، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 43. المحاسن: ص 603، ح 31، عن الصادق عليه السّلام. عنه وسائل الشيعة: ج 2، ص 408، ح 2488.

(801) 2 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: مقتل الرجل بين لحييه(1)، و الرأي مع الإناة(2)، و بئس الظهير الرأي الفطير(3).(4).

(802) 3 - التستري رحمه اللّه: سئل محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام: عن الحزم؟

فقال عليه السّلام: هو أن تنتظر فرصتك، و تعاجل ما أمكنك(5).

ج - مواعظه عليه السّلام في الاجتناب عن المعاصي
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على تسعة موضوعات:

الأوّل في ذمّ اتّباع الهوى:

(803) 1 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتّى يؤثر دينه على شهوته، و لن يهلك حتّى يؤثر شهوته على دينه(6).

(804) 2 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: قال له(7) رجل: أوصني؟

قال عليه السّلام: و تقبل؟

ص: 345


1- في نور الأبصار: بين فكّيه، و كذا في الإحقاق: ج 19.
2- الإناة: تأنّي في الأمر، أي ترفّق و تنظّر. لسان العرب: ج 14، ص 49 (أنى).
3- الفطير: كلّ شيء اعجلته عن إدراكه، فهو فطير. لسان العرب: ج 5، ص 59 (فطر).
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 13. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 76. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 20. نور الأبصار: ص 332، س 1. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 434، س 9، و ج 19، ص 604، س 9.
5- إحقاق الحقّ: ج 19، ص 602، س 2، عن التذكرة الحمدونيّة.
6- كشف الغمّة: ج 2، ص 348، س 13. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 67، و حلية الأبرار: ج 4، ص 599، س 11.
7- في البحار: للجواد عليه السّلام.

قال: نعم!

قال: توسّد الصبر، و اعتنق الفقر، و ارفض الشهوات، و خالف الهوى، و اعلم أنّك لن تخلو من عين اللّه، فانظر كيف تكون(1).

(805) 3 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: راكب الشهوات لا تقال عثرته(2).(3).

(806) 4 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: من أطاع هواه، أعطى عدّوه مناه(4).

الثاني في من استحسن قبيحا:

(807) 1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: من شهد أمرا فكرهه

ص: 346


1- تحف العقول: ص 455، س 2. عنه البحار: ج 75، ص 358، ضمن ح 1، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 33.
2- في البحار: لا تستقال له عثرة.
3- أعلام الدين: ص 309، س 9. عنه البحار: ج 75، ص 364، ضمن ح 5، و الأنوار البهيّة: ص 264، س 13. البحار: ج 67، ص 78، ضمن ح 11، و ج 75، ص 364، ضمن ح 4. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 15، عن الدرّة الباهرة. نزهة الناظر: ص 135، ح 7. كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 3. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 600، س 6.
4- أعلام الدين: ص 309، س 4. عنه البحار: ج 75، ص 364، ضمن ح 5، و الأنوار البهيّة: ص 264، س 12. نزهة الناظر: ص 134، ح 3. البحار: ج 75، ص 364، ضمن ح 4، و ج 67، ص 78، ح 11. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 12، عن الدرّة الباهرة.

كان كمن غاب عنه. و من غاب عن أمر، فرضيه كان كمن شهده(1).

(808) 2 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: من استحسن قبيحا كان شريكا فيه(2).

الثالث في عقوبة من أمّل فاجرا:

(809) 1 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: من أمّل فاجرا كان أدنى عقوبته الحرمان(3).

الرابع في الظلم و الظالم:

(810) 1 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: العامل بالظلم، و المعين له، و الراضي به شركاء(4).

ص: 347


1- تحف العقول: ص 456، س 6. عنه البحار: ج 97، ص 81، ح 38، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 38.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 19. عنه البحار: ج 75، ص 82، ح 79، و حلية الأبرار: ج 4، ص 601، س 8. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 275، س 3. نور الأبصار: ص 332، س 6. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 431، س 15، و ج 19، ص 604، س 16.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 350، س 10. عنه البحار: ج 75، ص 83، ح 83. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 275، س 18. نور الأبصار: ص 332، س 17. عنه عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 436، س 5، و ج 19، ص 605، س 8.
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 348، س 18. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 69، و حلية الأبرار: ج ص 599، س 16. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 11، بتفاوت. نور الأبصار: ص 331، س 19. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 432، س 8، و ج 19، ص 603، س 22.

(811) 2 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: يوم العدل على الظالم أشدّ من يوم الجور على المظلوم(1).

3 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام: أيّها الراعي، إنّ هذه الشاة تشكوك و تزعم أنّ لها رجلين، و أنّك تحيف عليها بالحلب، فإذا رجعت إلى صاحبها بالعشي لم يجد معها لبنا، فإن كففت من ظلمها، و إلاّ دعوت اللّه تعالى أن يبتر عمرك...(2).

4 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: أصف له صنع السميع في.

فكتب عليه السّلام بخطّه: عجّل اللّه نصرتك ممّن ظلمك، و كفاك مئونته، و أبشر بنصر اللّه عاجلا، و بالأجر آجلا، و أكثر من حمد اللّه(3).

ص: 348


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 348، س 19. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 70، و حلية الأبرار: ج 4، ص 599، س 17. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 12. عنه إحقاق الحقّ: ج 12، ص 435، س 10.
2- الثاقب في المناقب: ص 522، ح 455. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معرفته بمنطق الشاة)، رقم 392.
3- رجال الكشّي: ص 611، ح 1135. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 873.
الخامس في الذنوب:

(812) 1 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: اثنان عليلان أبدا: صحيح محتم و عليل مخلط.

موت الإنسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل، و حياته بالبرّ أكثر من حياته بالعمر(1).

السادس في النفاق:

(813) 1 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: لا تكن وليّا للّه تعالى في العلانية، عدوّا له في السرّ(2).

السابع في العجب:

(814) 1 - الحلواني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: أحسن من العجب بالقول، أن لا يقول(3).

ص: 349


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 350، س 11. عنه البحار: ج 75، ص 83، ضمن ح 84، و حلية الأبرار: ج 4، ص 602، س 3. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 275، س 19. نور الأبصار: ص 332، س 17. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 432، س 2، و ج 19، ص 605، س 9.
2- أعلام الدين: ص 309، س 18. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 7. الأنوار البهيّة: ص 365، س 1. نزهة الناظر: ص 136، ح 14.
3- نزهة الناظر: ص 136، ضمن ح 16. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 601، س 6، عن التذكرة الحمدونيّة.
الثامن في سوء العادة:

(815) 1 - الحلواني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: سوء العادة كمين لا يؤمن(1).

التاسع في الفتك و الاغتيال:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إسحاق الأنباري، قال: قال لي أبو جعفر الثاني عليه السّلام:... و إيّاك و الفتك!

فإنّ الإسلام قد قيّد الفتك، و أشفق إن قتلته [أي أبا السمهري] ظاهرا أن تسأل لم قتلته. و لا تجد السبيل إلى تثبيت حجّة، و لا يمكنك إدلاء الحجّة، فتدفع ذلك عن نفسك، فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال...(2).

د - مواعظه عليه السّلام في الشئون الاجتماعيّة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ستّة و عشرين موضوعا:

الأوّل في المشورة:

1 - العيّاشي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام: أن سل

ص: 350


1- نزهة الناظر: ص 136، ضمن ح 16. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 601، س 1، عن التذكرة الحمدونيّة.
2- رجال الكشّي: ص 529، ح 1013. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3، (ذمّ أبي السمهري) رقم 562.

فلانا أن يشير عليّ، و يتخيّر لنفسه، فهو يعلم ما يجوز في بلده، و كيف يعامل السلاطين. فإنّ المشورة مباركة...(1).

(816) 2 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: من هجر المداراة قارنه(2) المكروه.

و من لم يعرف الموارد أعيته المصادر.

و من انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة، و للعاقبة المتعبة(3).

الثاني في الاستخارة:

1 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه:... و من كتاب [محمد الجواد عليه السّلام] إلى علي بن أسباط:... فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتيك اللتين، تعرّض لك السلطان فيهما، فاستخر اللّه مائة مرّة، خيرة في عافية... و لتكن الاستخارة بعد صلاتك ركعتين. و لا تكلّم أحدا بين أضعاف الاستخارة...(4).

ص: 351


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 204، ح 147. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 935.
2- في البحار: ج 68: قاربه، و كذا في نزهة الناظر.
3- أعلام الدين: ص 309، س 5. عنه البحار: ج 75، ص 364، ضمن ح 5. نزهة الناظر: ص 135، ح 5. البحار: ج 68، ص 340، ضمن ح 13. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 12، عن الدرّة الباهرة. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 600، س 10، عن التذكرة الحمدونيّة.
4- البحار: ج 88، ص 264، ضمن ح 18. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن أسباط)، رقم 920.

2 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر الثاني عليه السّلام إلى إبراهيم بن شيبة: فهمت ما استأمرت فيه من ضيعتك التي تعرّض لك السلطان فيها. فاستخر اللّه مائة مرّة... و لا تتكلّم بين أضعاف الاستخارة حتّى تتمّ المائة إن شاء اللّه(1).

الثالث في الاخوّة:

(817) 1 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: فساد الأخلاق بمعاشرة السفهاء، و صلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء.

و الخلق أشكال، فكلّ يعمل على شاكلته، و الناس إخوان.

فمن كانت أخوّته في غير ذات اللّه فإنّها تحوز عداوة، و ذلك قوله تعالى:

«اَلْأَخِلاّٰءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ اَلْمُتَّقِينَ» (2) .(3) .

(818) 2 - الخطيب البغدادي رحمه اللّه: أخبرني محمد بن الحسين القطّان، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدّثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن جعفر القميّ، حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي، عن عبد الرحمن بن أبي عران، عن الحسن بن علي بن جعفر القميّ، حدّثنا جعفر بن محمد بن مالك

ص: 352


1- البحار: ج 88، ص 264، ضمن ح 17. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن شيبة)، رقم 877.
2- الزخرف: 67/43.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 15. عنه البحار: ج 75، ص 82، ح 78، و حلية الأبرار: ج 4، ص 601، س 3. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 23، بتفاوت. نور الأبصار: ص 332، س 4، بتفاوت. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 430، س 10، و ج 19، ص 604، س 13. قطعة منه في ف 6، ب 1، (الزخرف: 67/43).

الكوفي الأسدي، عن عبد الرحمن، عن محمد بن زيد الشبيه، قال: سمعت ابن الرضا محمد بن علي بن موسى [عليهم السّلام]، يقول: من استفاد أخا في اللّه فقد استفاد بيتا في الجنّة(1).

(819) 3 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: لا يفسدك الظنّ (2) على صديق و قد أصلحك اليقين له، و من وعظ أخاه سرّا فقد زانه، و من وعظ علانية فقد شانه(3).

(820) 4 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: من لم يرض من أخيه بحسن النيّة لم يرض منه بالعطيّة(4).

ص: 353


1- تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 20. عنه أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 14. كشف الغمّة: ج 2، ص 346، س 2. عنه البحار: ج 75، ص 78، ح 51، و حلية الأبرار: ج 4، ص 595، س 9. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 1. نور الأبصار: ص 332، س 19. عنه و عن الفصول و تاريخ بغداد، إحقاق الحقّ: ج 19، ص 602، س 5، و ص 605، س 11. نزهة الجليس: ص 111، س 10. عنه و عن نور الأبصار و الفصول و تاريخ بغداد، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 429، س 8.
2- في الفصول: لا تفسد الظنّ، و هو غير صحيح.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 350، س 1. عنه البحار: ج 75، ص 82، ضمن ح 81، و حلية الأبرار: ج 4، ص 601، س 11. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 275، س 6. نور الأبصار: ص 332، س 8. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 433، س 13، و ج 19، ص 604، س 19.
4- أعلام الدين: ص 309، س 23. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5. نزهة الناظر: ص 137 ج 20، بتفاوت. عنه البحار: ج 71، ص 81، ح 2. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 20، عن الدرّة الباهرة.

(821) 5 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: حدّثني الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة رحمه اللّه: قال: حدّثني أبو الحسن علي بن الفضل(1)، قال: حدّثني أبو تراب عبيد اللّه بن موسى، قال: حدّثني أبو القاسم عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني رحمه اللّه: قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، يقول:

ملاقاة الإخوان نشرة(2) و تلقيح للعقل(3)، و إن كان نزرا قليلا(4).

الرابع في المصاحبة:

(822) 1 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: إيّاك و مصاحبة الشرير! فإنّه كالسيف، يحسن منظره، و يقبح أثره(5).

ص: 354


1- في البحار: علي بن الفضيل.
2- النشرة: عوذة يعالج بها المجنون و المريض، سميّت نشرة لأنّه ينشر بها عنه ما خامره من الداء الذي يكشف و يزال، مجمع البحرين: ج 3، ص 493 (نشر).
3- في البحار: و تلقيح العقل.
4- الأمالي: ص 328، ح 13. عنه مستدرك الوسائل: ج 8، ص 324، ح 9562. أمالي الطوسي: ج 1، ص 94، ح 145، بتفاوت يسير. عنه و عن أمالي المفيد، البحار: ج 71، ص 353، ح 26.
5- أعلام الدين: ص 309، س 11. عنه البحار: ج 75، ص 364، ضمن ح 5. الأنوار البهيّة: ص 265، س 9. البحار: ج 71، ص 198، ضمن ح 34، و ج 75، ص 364، ح 4، و مستدرك الوسائل: ج 8، ص 351، ح 9634، و ج 12، ص 312، ح 14173، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 206، س 16، جميعا عن الدرّة الباهرة. نزهة الناظر: ص 136، ح 10.

(823) 2 - التستري رحمه اللّه: قال محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم السّلام للمتوكّل في كلام دار بينهما: لا تطلب الصفا ممّن كدرت عليه، و لا النصح ممّن صرفت بسوء ظنّك إليه. و إنّما قلب غيرك لك كقلبك له(1).

(824) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن احمد بن محمد بن إبراهيم الأرمني، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدّي عن اللّه عزّ و جلّ فقد عبد اللّه، و إن كان الناطق يؤدّي عن الشيطان فقد عبد الشيطان(2).

(825) 4 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: قد عاداك من ستر عنك الرشد؛ اتّباعا لما تهواه(3).

(826) 5 - الحلواني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: كفى بالمرء، خيانة

ص: 355


1- إحقاق الحقّ: ج 19، ص 601، س 12، عن التذكرة الحمدونيّة.
2- الكافي: ج 6، ص 434، ح 24. تحف العقول: ص 456، س 8. عنه البحار: ج 2، ص 94، ح 30، و مستدرك الوسائل: ج 17، ص 308، ح 21428، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 40. الاعتقادات للمفيد: ص 109، س 13، بتفاوت.
3- أعلام الدين: ص 309، س 8. عنه البحار: ج 75، ص 364، ضمن ح 5، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 4. الأنوار البهيّة: ص 265، س 8. نزهة الناظر: ص 135، ح 6. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 601، س 6، عن التذكرة الحمدونيّة.

أن يكون أمينا للخونة(1).

(827) 6 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: لا تعاد(2) أحدا حتّى تعرف الذي بينه و بين اللّه تعالى، فإنّ كان محسنا لا يسلّمه إليك، و إن كان مسيئا فإنّ علمك به يكفيكه فلا تعاده(3).

(828) 7 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: لا يضرّك سخط من رضاه الجور(4).

8 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو علي المحمودي محمد بن أحمد بن حمّاد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام:... أمّا الدنيا فنحن فيها متفرّجون في البلاد و لكن، من هوى، هوى صاحبه فإن [دان] بدينه، فهو معه و إن كان نائيا عنه، و أمّا الآخرة فهي دار القرار(5).

ص: 356


1- نزهة الناظر: ص 137، ضمن ح 16. البحار: ج 72، ص 380، ضمن ح 42، و ج 75، ص 364، ضمن ح 4. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 17، عن الدرّة الباهرة. الأنوار البهيّة: ص 265، س 11.
2- في البحار: لا تعادي، و في نزهة الناظر: لا تعادينّ.
3- أعلام الدين: ص 309، س 16. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 5. نزهة الناظر: ص 136، ح 13.
4- أعلام الدين: ص 309، س 22. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5. نزهة الناظر: ص 137، ح 19. البحار: ج 72، ص 380، ضمن ح 42، و ج 75، س 364، ضمن ح 4. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 18، عن الدرّة الباهرة. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 601، س 7، عن التذكرة الحمدونيّة.
5- رجال الكشّي: ص 559، ح 1057. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى أحمد بن حمّاد المروزي)، رقم 890.

9 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و كتب [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]... أمّا هذه الدنيا فإنّا فيها مغترفون، و لكن من كان هواه هوى صاحبه و دان بدينه، فهو معه حيث كان، و الآخرة هي دار القرار(1).

الخامس في منشأ اختلاف الناس:

(829) 1 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: لو سكت الجاهل، ما اختلف الناس(2).

السادس في ملامة الناس:

(830) 1 - الحلواني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: من عتب من غير ارتياب، أعتب من غير استعتاب(3).

السابع في المداراة:

1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي إلى

ص: 357


1- تحف العقول: ص 456، س 16. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى بعض أوليائه)، رقم 981.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 10. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 75، و حلية الأبرار: ج 4، ص 600، س 16. نور الأبصار: ص 331، س 25. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 19. عنه و عن نور الأبصار، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 432، س 12، و ج 19، ص 604، س 8.
3- نزهة الناظر: ص 135، ضمن ح 6. البحار: ج 71، ص 181، س 1، و ج 75، ص 364، ضمن ح 4. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 14، عن الدرّة الباهرة.

أبي جعفر الثاني عليه السّلام: إنّ أبي ناصب، خبيث الرأي... أ فترى أن أكاشفه أم اداريه؟

فكتب عليه السّلام:... و المداراة خير لك من المكاشفة و مع العسر يسرا، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين...(1).

2 - الراوندي رحمه اللّه: عن علي بن جرير [قال]: كنت عند أبي جعفر بن الرضا عليهما السّلام جالسا، و قد ذهبت شاة لمولاة له، فأخذوا بعض الجيران يجرّونهم إليه....

فقال أبو جعفر عليه السّلام: خلّوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان، فاذهبوا فأخرجوها من داره....

و يحكم! ظلمتم هذا الرجل، فإنّ الشاة دخلت داره و هو لا يعلم بها.

فدعاه، فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه و ضربه...(2).

الثامن في الصبر:

(831) 1 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: الصبر على المصيبة، مصيبة على الشامت بها(3).

ص: 358


1- الأمالي: ص 191، ح 20. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى صهر بكر بن صالح)، رقم 908.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 376، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 424.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 2. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 73، و حلية الأبرار: ج 4، ص 600، س 5. نور الأبصار: ص 331، س 23. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 437، س 19، و ج 19، ص 604، س 4. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 16، بتفاوت.

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار كتب إلى أبي جعفر عليه السّلام رجل....

و كتب عليه السّلام إليه: أ ما علمت أنّ اللّه عزّ و جلّ يختار من مال المؤمن و من ولده أنفسه، ليأجره على ذلك(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن ابن مهران، قال: كتب أبو جعفر الثاني عليه السّلام إلى رجل: ذكّرت مصيبتك بعلي ابنك، و ذكّرت أنّه كان أحبّ ولدك إليك.

و كذلك اللّه عزّ و جلّ إنّما يأخذ من الوالد و غيره أزكى ما عند أهله، ليعظّم به أجر المصاب بالمصيبة...(2).

4 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه:... فوقّع [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] بخطّه: إنّ أنفسنا و أموالنا من مواهب اللّه الهنيئة، و عواريه المستودعة، يمتّع بما متّع منها في سرور و غبطة، و يأخذ ما أخذ منها في أجر و حسبة.

فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره، و نعوذ باللّه من ذلك(3).

5 - الراوندي رحمه اللّه: عن محمد بن فضيل الصيرفي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام....

فلمّا صرت إلى المدينة و دخلت عليه نظر عليه السّلام إليّ فقال:... إنّه ستصيب وجعا، فاصبر، فأيّما رجل من شيعتنا اشتكى فصبر و احتسب، كتب اللّه له أجر

ص: 359


1- الكافي: ج 3، ص 218، ح 3. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 993.
2- الكافي: ج 3، ص 205، ح 10. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 994.
3- تحف العقول: ص 456، س 2. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 991.

ألف شهيد...(1).

(832) 6 - المحدّث القميّ رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: اصبر على ما تكره فيما يلزمك الحقّ. و اصبر عمّا تحبّ فيما يدعوك إلى الهوى(2).

(833) 7 - الحلواني رحمه اللّه: قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: اتّئد(3) تصب، أو تكد(4).(5).

التاسع في الأدب:

(834) 1 - الديلمي رحمه اللّه: و قال الجواد عليه السّلام: ما اجتمع رجلان إلاّ كان أفضلهما عند اللّه، آدبهما.

فقيل: يا ابن رسول اللّه! قد عرفنا فضله عند الناس، فما فضله عند اللّه؟

فقال: بقراءة القرآن كما أنزل، و يروي حديثنا كما قلنا، و يدعو اللّه مغرما بدعائه.

و حقيقة الأدب: احتمال خصال الخير، و تجافي خصال الشرّ، و بالأدب يبلغ الرجل مكارم الأخلاق في الدنيا و الآخرة، و يصل به إلى الجنّة.

ص: 360


1- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 415.
2- الأنوار البهيّة: ص 265، س 2.
3- توأّد و اتّأد؛ اتّآدا: تمهّل و ترزّن فيه و تأنّي و تثبّت. أقرب الموارد: ج 2، ص 1419 (وأد).
4- كاده، يكوده، كودا... قارب و لم يفعل. أقرب الموارد: ج 2، ص 1111، (كود).
5- نزهة الناظر: ص 135، ح 8. البحار: ج 68، ص 340، ضمن ح 13، و ج 75، ص 364، ضمن ح 4، عن الدرّة الباهرة. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 601، س 10، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 105، عن التذكرة الحمدونيّة.

و الأدب عند الناس النطق بالمستحسنات لا غير، و هذا لا يعتدّ به ما لم يوصل بها إلى رضاء اللّه سبحانه و الجنّة.

و الأدب هو أدب الشريعة، فتأدّبوا بها، تكونوا أدباء حقّا.

و من صاحب الملوك بغير أدب، أسلمه ذلك إلى الهلكة، فكيف بمن يصاحب ملك الملوك و سيّد السادات(1).

العاشر في ردّ السلام:

1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... حكى أبو يزيد البسطامي:... فقلت في نفسي: هذا صبيّ إن سلّمت عليه لما يعرف السلام، و إن تركت السلام، اخللت بالواجب، فأجمعت رأيي على أن اسلّم عليه، فسلّمت عليه.

فرفع [أبو جعفر الجواد عليه السّلام] رأسه إليّ و قال: و الذي رفع السماء و بسط الأرض، لو لا ما أمر اللّه به من ردّ السلام لما رددت عليك. استصغرت أمري، و استحقرتني لصغر سنّي!؟

عليك السلام و رحمة اللّه و بركاته، و تحيّاته و رضوانه...(2).

ص: 361


1- إرشاد القلوب: ص 160، س 15. عدّة الداعي: ص 23، س 7، قطعة منه، بتفاوت. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 679، ح 1070، و وسائل الشيعة: ج 6، ص 220، ح 7781، قطعة منه، بتفاوت، و ج 7، ص 56، ح 8709، و ج 17، ص 327، ح 22681. قطعة منه في ف 6، ب 1، (فضل قراءة القرآن).
2- إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 79. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (طيّ الأرض مع أبي يزيد البسطامي)، رقم 382.
الحادي عشر في جلب المحبّة:

(835) 1 - الإربلي رحمه اللّه: و قال: [الجواد] عليه السّلام: ثلاث خصال تجتلب بهنّ المحبّة(1)، الانصاف في المعاشرة، و المواساة في الشدّة، و الانطواع و الرجوع إلى قلب سليم(2).

الثاني عشر في أنّ الغنى توجب الكرامة:

(836) 1 - الحلواني رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: من استغنى كرم على أهله.

فقيل له: و على غير أهله؟

فقال: لا! إلاّ أن يكون يجدي عليهم نفعا.

ثمّ قال عليه السّلام للذي قال له: من أين قلت؟

قال: لأنّ رجلا قال في مجلس بعض الصادقين عليهم السّلام: إنّ الناس يكرمون الغنيّ و إن كانوا لا ينتفعون بغناه.

فقال: ذلك لأنّ معشوقهم عنده(3).

ص: 362


1- في الفصول و نور الأبصار: المودّة.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 13. عنه البحار: ج 75، ص 82، ح 77، بتفاوت يسير، و حلية الأبرار: ج 4، ص 601، س 1. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 22. نور الأبصار: ص 323، س 2. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 438، س 8، و ج 19، ص 604، س 11.
3- نزهة الناظر: ص 135، ح 4. الأنوار البهيّة: ص 265، س 6، عن الدرّ النظيم. قطعة منه في ف 9، ب 4، (ما رواه عن بعض الصادقين عليهم السّلام).
الثالث عشر في الصدقة:

1 - الراوندي رحمه اللّه: عن القاسم بن المحسن [قال]: كنت فيما بين مكّة و المدينة، فمرّ بي أعرابي ضعيف الحال، فسألني شيئا، فرحمته فأخرجت له رغيفا فناولته إيّاه، فلمّا مضى عنّي، هبّت ريح زوبعة فذهب بعمامتي من رأسي....

فلمّا دخلت المدينة صرت إلى أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام، فقال لي:...

تصدّقت على الأعرابي، فشكره اللّه لك، و ردّ إليك عمامتك، و: «إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُحْسِنِينَ» (1).(2).

(837) 2 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال: و دخل رجل على محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام و هو مسرور، فقال: مالي أراك مسرورا؟

قال: يا ابن رسول اللّه! سمعت أباك يقول: أحقّ يوم بأن يسرّ العبد فيه يوم يرزقه اللّه صدقات و مبرّات و سدّ خلاّت من إخوان له مؤمنين، و إنّه قصدني اليوم عشرة من إخواني المؤمنين الفقراء، لهم عيالات، فقصدوني من بلد كذا و كذا، فأعطيت كلّ واحد منهم، فلهذا سروري.

فقال محمد بن علي عليهما السّلام: لعمري! إنّك حقيق بأن تسرّ إن لم تكن أحبطته، أو لم تحبطه فيما بعد.

فقال الرجل: و كيف أحبطته و أنا من شيعتكم الخلّص!؟

قال: هاه، قد أبطلت برّك بإخوانك و صدقاتك.

ص: 363


1- التوبة: 120/9.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 377، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 425.

قال: و كيف ذاك يا ابن رسول اللّه!؟

قال له محمد بن علي عليهما السّلام: اقرأ قول اللّه عزّ و جلّ: «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ اَلْأَذىٰ» (1).

قال الرجل: يا ابن رسول اللّه! ما مننت على القوم الذين تصدّقت عليهم و لا آذيتهم.

قال له محمد بن علي عليهما السّلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ إنّما قال: «لاٰ تُبْطِلُوا صَدَقٰاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَ اَلْأَذىٰ» و لم يقل: لا تبطلوا بالمنّ على من تتصدّقون عليه، [و بالأذى لمن تتصدّقون عليه] و هو كلّ أذى.

أ فترى أذاك للقوم الذين تصدّقت عليهم أعظم، أم أذاك لحفظتك و ملائكة اللّه المقرّبين حواليك، أم أذاك لنا؟

فقال الرجل: بل هذا يا ابن رسول اللّه!

فقال: فقد آذيتني و آذيتهم، و أبطلت صدقتك.

قال: لما ذا؟!

قال: لقولك: و كيف أحبطته و أنا من شيعتكم الخلّص؟

ويحك! أ تدري من شيعتنا الخلّص؟ [قال: لا! قال: شيعتنا الخلّص] حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون، و صاحب يس، الذي قال اللّه تعالى: [فيه] «وَ جٰاءَ مِنْ أَقْصَا اَلْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعىٰ» (2).

و سلمان و أبو ذرّ و المقداد و عمّار، أ سوّيت نفسك بهؤلاء، أ ما آذيت بهذا الملائكة، و آذيتنا؟

فقال الرجل: أستغفر اللّه و أتوب إليه، فكيف أقول؟

ص: 364


1- البقرة: 264/2.
2- يس: 20/36.

قال: قل: أنا من مواليكم و محبّيكم و معادي أعدائكم، و موالي أوليائكم.

فقال: كذلك أقول، و كذلك أنا يا ابن رسول اللّه! و قد تبت من القول الذي أنكرته، و أنكرته الملائكة، فما أنكرتم ذلك إلاّ لإنكار اللّه عزّ و جلّ.

فقال محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام: الآن قد عادت إليك مثوبات صدقاتك، و زال عنها الإحباط(1).

الرابع عشر في أداء الدين:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي تمامة، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام: إنّي أريد أن ألزم مكّة أو المدينة....

فقال عليه السّلام:... و انظر أن تلقى اللّه تعالى و ليس عليك دين، إنّ المؤمن لا يخون(2).

2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر صلوات اللّه عليه إنّي قد لزمني دين فادح.

فكتب صلوات اللّه عليه عليه السّلام: أكثر من الاستغفار، و رطّب لسانك بقراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» (3).

ص: 365


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 314، ح 160. عنه البحار: ج 65، ص 159، ضمن ح 11، و مستدرك الوسائل: ج 7، ص 234، ح 8123، و البرهان: ج 4، ص 20، ح 4. قطعة منه في ف 3، ب 3، (مدح عمّار) و (مدح مقداد) و (مدح أبي ذرّ) و (مدح سلمان)، و ف 4، ب 2، (إنّ حزقيل النبي من شيعة الأئمة عليهم السّلام) و ف 6، ب 1، (البقرة: 264/2) و (يس: 20/36).
2- الكافي: ج 5، ص 94، ح 9. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 16، (حكم أداء الدين) رقم 715.
3- الكافي: ج 5، ص 316، ح 51. يأتى الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى إسماعيل بن سهل)، رقم 894.
الخامس عشر في ثمرة قبول نصيحة الإمام عليه السّلام:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... أميّة بن علي القيسي، قال: دخلت أنا و حمّاد بن عيسى على أبي جعفر عليه السّلام بالمدينة لنودّعه.

فقال لنا: لا تخرجا إلى غد.

قال: فلمّا خرجنا من عنده، قال حمّاد: أنا أخرج. فقد خرج ثقلي، قلت: أمّا أنا فأقيم.

قال: فخرج حمّاد، فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه، و قبره بسيالة(1).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... قال أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام:

يا أمير المؤمنين!

قال: لبّيك و سعديك!

قال: لك عندي نصيحة فاقبلها.

قال المأمون: بالحمد و الشكر فما ذاك يا ابن رسول اللّه!؟

قال: أحبّ لك أن لا تخرج بالليل، فإنّي لا آمن عليك من هذا الخلق المنكوس. و عندي عقد تحصّن به نفسك، و تحرز به من الشرور و البلايا و المكاره و الآفات و العاهات، كما أنقذني اللّه منك البارحة.

و لو لقيت به جيوش الروم و الترك و اجتمع عليك و على غلبتك أهل الأرض جميعا ما تهيّأ لهم منك شيء بإذن اللّه الجبّار....

و لم يفارق [المأمون] الحرز عند كلّ غزاة و محاربة و كان ينصره اللّه

ص: 366


1- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 667، ح 8. تقدّم الحديث في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بالوقائع الآتية)، رقم 435.

عزّ و جلّ بفضله، و يرزقه الفتح بمشيئته...(1).

السادس عشر في ثمرة هداية أيتام آل محمد صلوات اللّه عليهم:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: و قال محمد بن علي عليه السّلام: إنّ من تكفّل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم، المتحيّرين في جهلهم، الأسراء في أيدي شياطينهم، و في أيدي النواصب من أعدائنا.

فاستنقذهم منهم، و أخرجهم من حيرتهم، و قهر الشياطين بردّ وساوسهم، و قهر الناصبين بحجج ربّهم، و دليل أئمّتهم.

ليفضّلون عند اللّه تعالى على العابد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الأرض، و العرش، و الكرسي، و الحجب [على السماء].

و فضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء(2).

ص: 367


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. تقدّم الحديث بتمامه في ف 6، ب 2، (حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 344، ح 224. عنه البحار: ج 2، ص 6، ح 11، و الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 603، ص 947. الاحتجاج: ج 1، ص 14، ح 10. الصراط المستقيم: ج 3، ص 56، س 11، عن كتاب مشكاة الأنوار.
السابع عشر في ثمرة فعل المعروف:

(838) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد ابن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد(1) بإسناده، رفعه إلى أبي جعفر عليه السّلام أنّه قال: الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر خلقان من خلق اللّه عزّ و جلّ، فمن نصرهما أعزّه اللّه، و من خذلهما خذله اللّه عزّ و جلّ (2).

(839) 2 - الإربلي رحمه اللّه: و قال الجواد عليه السّلام: أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه، لأنّ لهم أجره(3) و فخره و ذكره، فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنّما يبدأ فيه بنفسه، فلا يطلبنّ شكر ما صنع إلى نفسه من غيره(4).

ص: 368


1- إنّ السيّد البروجردي عنون يعقوب بن يزيد و عدّه من الطبقة السابعة و عدّ محمد ابن أحمد الراوي عنه من كبار الثامنة. قال النجاشي: يعقوب بن يزيد بن حمّاد الأنباري... روى عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، رجال النجاشي: ص 450 رقم 1215. و عدّه الشيخ من أصحاب الرضا و الهادي عليهما السّلام، رجال الطوسي: ص 395 رقم 12، و ص 425 رقم 2. فيحتمل أن يكون أبو جعفر هو الجواد عليه السّلام.
2- الخصال: ص 42، ح 32. عنه البحار: ج 97، ص 75، ح 21. ثواب الأعمال: ص 192، ح 1، عن محمد بن موسى بن المتوكّل....
3- في الفصول: أجرهم.
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 347، س 4. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 60، و حلية الأبرار: ج 4، ص 597، س 10. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 16، قطعة منه. نور الأبصار: ص 331، س 2. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 437، س 7، و ج 19، ص 603، س 2.
الثامن عشر في قبول هديّة غير المسلم:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن مهزيار:... أهديت إليّ من طرسوس،....

فكتب [أبو جعفر عليه السّلام] و قرأته: اقبل منهم إذا أهدي إليك دراهم أو غيرها، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يردّ هديّة على يهودي و لا نصراني(1).

التاسع عشر في التوراة:

1 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: قال: و قال رجل لمحمد بن علي عليهما السّلام:

يا ابن رسول اللّه! مررت اليوم، بالكرخ فقالوا: هذا نديم محمد بن علي إمام الرافضة، فاسألوه من خير الناس بعد رسول الله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟

فإن قال: علي، فاقتلوه، و إن قال: أبو بكر، فدعوه.

فانثال عليّ منهم خلق عظيم، و قالوا لي: من خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟

فقلت مجيبا لهم: خير الناس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أبو بكر، و عمر، و عثمان، و سكتّ و لم أذكر عليّا... و إنّما أردت أخير [الناس]؟! أي أ هو خير؟ - استفهاما لا إخبارا - فهل عليّ يا ابن رسول اللّه في هذا حرج؟

فقال محمد بن علي عليهما السّلام: قد شكر اللّه لك بجوابك هذا، و كتب لك أجره...(2).

ص: 369


1- رجال الكشّي: ص 610، ح 1133. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى خيران الخادم)، رقم 905.
2- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 362، ح 250. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3، (مدح رجل غير معلوم)، رقم 561.
العشرون في كنس البيت:

(840) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن احمد بن أبي عبد اللّه(1)، عن بعض أصحابه، رفعه إلى أبي جعفر عليه السّلام قال: كنس البيت ينفي الفقر(2).

الحادي و العشرون في إقامة العزاء:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أبو طالب القميّ، قال: كتبت إلى أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام: فأذن لي أن أرثي أبا الحسن عليه السّلام أعني أباه.

قال: فكتب عليه السّلام إليّ: اندبني، و اندب أبي(3).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه: قال أميّة بن علي: كنت بالمدينة، و كنت أختلف إلى أبي جعفر عليه السّلام... فدعا جاريته يوما، فقال لها: قولي لهم يتهيّئون للمأتم،...(4).

ص: 370


1- تأتي ترجمته في ف 9، ب 4، (ما رواه عن أبيه الرضا عليهما السّلام) رقم 1080.
2- الكافي: ج 6، ص 531، ح 8. عنه وسائل الشيعة: ج 5، ص 317، ح 6658.
3- رجال الكشّي: ص 567، ح 1074. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى عبد اللّه بن الصلت القميّ)، رقم 916.
4- دلائل الإمامة: ص 401، ح 359. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام بشهادة أبيه)، رقم 244.
الثاني و العشرون في أوصاف الزينة:

(841) 1 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: العفاف زينة الفقر، و الشكر زينة الغنى، و الصبر زينة البلاء.

و التواضع زينة الحسب، و الفصاحة زينة الكلام، و العدل زينة الإيمان، و السكينة زينة العبادة، و الحفظ زينة الرواية.

و خفض الجناح زينة العلم، و حسن الأدب زينة العقل، و بسط الوجه زينة الحلم(1).

و الإيثار زينة الزهد، و بذل المجهود زينة النفس، و كثرة البكاء زينة الخوف.

و التقلّل(2) زينة القناعة، و ترك المنّ زينة المعروف.

و الخشوع زينة الصلاة، و ترك ما لا يعني زينة الورع(3).

الثالث و العشرون في آداب المائدة و ما يسقط من الخوان:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد، أتيت أبا جعفر عليه السّلام فوجدت في داره... إذ أقبل نحوي غلام قد حمل إليّ خوانا فيه طعام الوانا و غلام آخر معه طست و إبريق، فوضعه بين يدي.

و قال لي: مولاي يأمرك أن تغسل يديك و تأكل.

ص: 371


1- في الفصول: الكرم.
2- في فصول: و التنفّل.
3- كشف الغمّة: ج 2، ص 347، س 18. عنه البحار: ج 75، ص 80، ح 65، و حلية الأبرار: ج 4، ص 598، س 8. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 22، بتفاوت. نور الأبصار: ص 331، س 8. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 434، س 15، و ج 19، ص 603، س 10.

فغسلت يدي و أكلت، فإذا بأبي جعفر عليه السّلام قد أقبل، فقمت إليه، فأمرني بالجلوس.

فجلست و أكلت، فنظر إلى الغلام: ارفع ما سقط من الخوان على الأرض.

فقال له: ما كان معك في الصحراء فدعه، و لو كان فخذ شاة.

و ما كان معك في البيت فالقطه و كله، فإنّ فيه رضى الربّ و مجلبة الرزق...(1).

الرابع و العشرون في النكاح:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... الحسين بن بشّار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام... فكتب إليّ: من خطب إليكم فرضيتم دينه، و أمانته فزوّجوه،...(2).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... لمّا زوّج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام ابنته، كتب [عليه السّلام] إليه: إنّ لكلّ زوجة صداقا من مال زوجها...(3).

(842) 3 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: فقال له [أي لأبي جعفر محمد بن الرضا عليهما السّلام] أبو هاشم الجعفري في يوم تزوّج أمّ الفضل ابنة المأمون:

يا مولاي! لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم.

ص: 372


1- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.
2- الكافي: ج 5، ص 347، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى الحسين بن بشّار الواسطي)، رقم 902.
3- مهج الدعوات: ص 309، س 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى مأمون العباسي)، رقم 956.

فقال عليه السّلام: يا أبا هاشم! عظمت بركات اللّه علينا فيه.

قلت: نعم يا مولاي! فما أقول في اليوم؟

فقال: قل(1) فيه خيرا، فإنّه يصيبك.

قلت: يا مولاي! أفعل هذا و لا اخالفه.

قال عليه السّلام: إذا ترشد و لا ترى إلاّ خيرا(2).

الخامس و العشرون في تسمية الولد:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، قال: حجّ إسحاق بن إسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة إلى أبي جعفر عليه السّلام، قال إسحاق: فأعددت له في رقعة عشر مسائل لأسأله عنها، و كان لي حمل....

قال عليه السّلام لي: يا أبا يعقوب! سمّه أحمد...(3).

ه - مواعظه عليه السّلام في صفات المؤمن
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ستّة موضوعات:

الأوّل في نيّة المؤمن:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام:

ص: 373


1- في البحار: تقول.
2- تحف العقول: ص 456، س 12. عنه البحار: ج 50، ص 79، ح 4. قطعة منه في ف 5، ب 9، (تهنئة التزويج).
3- دلائل الإمامة: ص 401، ح 360. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 417.

... فإنّ نيّة المؤمن خير من عمله...(1).

الثاني في ما يحتاج إليه المؤمن:

(843) 1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: المؤمن يحتاج(2) إلى توفيق من اللّه، و واعظ من نفسه، و قبول ممّن ينصحه(3).

الثالث في عنوان صحيفة المؤمن:

(844) 1 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: من أمّل إنسانا فقد هابه، و من جهل شيئا عابه، و الفرصة خلسة، و من كثر همّه سقم جسده، و المؤمن لا يشتفي غيظه، و عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه.

و قال في موضع آخر: عنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه(4).

ص: 374


1- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 936.
2- في البحار ج 75: يحتاج إلي ثلاث خصال.
3- تحف العقول: ص 457، س 8. عنه البحار: ج 72، ص 65، ح 3، و ج 75، ص 358، ح 1، و مستدرك الوسائل: ج 8، ص 329، ح 9576، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 1.
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 347، س 7. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 61، و حلية الأبرار: ج 4، ص 597، س 13. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 19، بتفاوت. نور الأبصار: ص 331، س 4، بتفاوت. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 435، س 13، و ص 437، س 12 و ج 19، ص 603، س 5 و 7.
الرابع في عزّ المؤمن:

1 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: عزّ المؤمن(1) في غناه عن الناس(2).

الخامس في الاستعداد للموت:

(845) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن علي بن محمد عليهما السّلام، قال: قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات اللّه عليهم: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟

قال: لأنّهم جهلوه، فكرهوه، و لو عرفوه و كانوا من أولياء اللّه عزّ و جلّ لأحبّوه، و لعلموا أنّ الآخرة خير لهم من الدنيا.

ثمّ قال عليه السّلام: يا أبا عبد اللّه! ما بال الصبي و المجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه و النافي للألم عنه؟

قال: لجهلهم بنفع الدواء.

قال: و الذي بعث محمدا بالحقّ نبيّا! إنّ من استعدّ للموت حقّ الاستعداد فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج، أما إنّهم لو عرفوا ما يؤدّي إليه الموت

ص: 375


1- في البحار ج 75، ص 364: غنى المؤمن.
2- أعلام الدين: ص 309، س 20. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5، و الأنوار البهية: ص 264، س 15. البحار: ج 72، ص 109، ح 12، و ج 75، ص 364، ضمن ح 4، و مستدرك الوسائل: ج 7، ص 230، ح 8114. أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 17، عن الدرّة الباهرة. نزهة الناظر: ص 137، ح 17، بتفاوت يسير.

من النعيم لاستدعوه و أحبّوه أشدّ ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الآفات و اجتلاب السلامات(1).

السادس في زيارة قبر المؤمن:

(846) 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: وجدت في كتاب محمد بن الحسين بن بندار القميّ بخطّه: حدّثني محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، قال: كنت بفيد(2)، فقال لي محمد بن علي بن بلال: مر بنا إلى قبر محمد ابن إسماعيل بن بزيع لنزوره. فلمّا أتيناه جلس عند رأسه مستقبل القبلة، و القبر أمامه، ثمّ قال: أخبرني صاحب هذا القبر، يعني محمد بن إسماعيل بن بزيع، أنّه سمع أبا جعفر عليه السّلام يقول: من زار قبر أخيه المؤمن، فجلس عند قبره، و استقبل القبلة، و وضع يده على القبر، و قرء «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» (3) سبع مرّات، أمن من الفزع الأكبر(4).

ص: 376


1- معاني الأخبار: ص 290، ح 8. عنه البحار: ج 6، ص 156، ح 12. الاعتقادات للمفيد: ص 55، س 10. قطعة منه في ف 4، ب 4، (كراهة الموت).
2- فيد: بالفتح ثمّ السكون و دال مهملة، منزل بطريق مكّة... و بليدة في نصف طريق مكّة من الكوفة عامرة إلى الآن يودع الحاجّ فيها أزوادهم. معجم البلدان: ج 4، ص 282 (فيد).
3- القدر: 1/97.
4- رجال الكشّي: ص 564، ح 1066. عنه وسائل الشيعة: ج 3، ص 227، ح 3477، و ح 3478. رجال النجاشي: ص 331، س 10، عن محمد بن يحيى العطّار... بتفاوت. جامع الأخبار: ص 168، ص 19. و أورده الشيخ المفيد عليهم السّلام في كتاب المزار: ب 27، ص 216، ح 2، عن الرضا عليه السّلام. قطعة منه في ف 5، ب 7، (زيارة قبور المؤمنين) و ف 6، ب 1، (سورة القدر: 97).
و - مواعظه عليه السّلام في آداب الصلاة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في إتمام الركوع:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن سعيد بن جناح، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام في منزله بالمدينة.

فقال مبتدئا: من أتمّ ركوعه لم تدخله وحشة في القبر(1).

الثاني في صلاة الجماعة:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن أبي علي بن راشد، قال: قلت لأبي جعفر عليه السّلام:....

فقال عليه السّلام: لا تصلّ إلاّ خلف من تثق بدينه...(2).

الثالث في إكثار الصلاة في الحرمين:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام:... فكتب بخطّه:... فأنا أحبّ لك إذ دخلتهما [أي الحرمين]

ص: 377


1- الكافي: ج 3، ص 321، ح 7. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 3، (حكم من أتمّ ركوعه)، رقم 635.
2- الكافي: ج 3، ص 374، ح 5. يأتي الحديث بتمامه في ف 5، ب 3، (شرائط إمام الجماعة)، رقم 638.

ألاّ تقصّر، و تكثر فيهما من الصلاة...(1).

ز - مواعظه عليه السّلام الشافية في موارد مختلفة

(847) 1 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: التوبة على أربع دعائم: ندم بالقلب، و استغفار باللسان، و عمل بالجوارح، و عزم أن لا يعود.

و ثلاث من عمل الأبرار: إقامة الفرائض، و اجتناب المحارم، و احتراس من الغفلة في الدين.

و ثلاث يبلغن بالعبد رضوان اللّه: كثرة الاستغفار، و خفض الجانب، و كثرة الصدقة.

و أربع من كنّ فيه استكمل إيمانه: من أعطى للّه، و منع في اللّه، و أحبّ للّه، و أبغض فيه.

و ثلاث من كنّ فيه لم يندم: ترك العجلة، و المشورة، و التوكّل عند العزم على اللّه عزّ و جلّ (2).

(848) 2 - الديلمي رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: تعزّ عن الشيء إذا

ص: 378


1- الاستبصار: ج 2، ص 333، ح 1183. يأتي الحديث بتمامه في ف 8، ب 2، (كتابه عليه السّلام إلى علي بن مهزيار)، رقم 937.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 349، س 3. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 74، و حلية الأبرار: ج 4، ص 600، س 6. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 16. نور الأبصار: ص 331، س 23. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 438، س 2، و ج 19، ص 604، س 5، قطعة منه.

ضيّعته(1) لقلّة صحبته إذا أعطيته(2).

(849) 3 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: لا تعالجوا(3) الأمر قبل بلوغه فتندموا، و لا يطولنّ عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، و ارحموا ضعفاءكم، و اطلبوا الرحمة من اللّه بالرحمة لهم(4).(5).

(850) 4 - الإربلي رحمه اللّه: قال [الجواد] عليه السّلام: الفضائل أربعة أجناس: أحدها الحكمة و قوامها في الفكرة، و الثاني العفّة و قوامها في الشهوة، و الثالث القوّة و قوامها في الغضب، و الرابع العدل و قوامه في اعتدال قوى النفس(6).

(851) 5 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: أربع خصال تعين المرء على العمل: الصحّة، و الغنى، و العلم، و التوفيق(7).

ص: 379


1- في البحار: تعرف عن الشيء إذا ضعته، و في نزهة الناظر: إذا منعته بقلّة.
2- أعلام الدين: ص 310، س 3. عنه البحار: ج 75، ص 365، ضمن ح 5. إحقاق الحقّ: ج 19، ص 601، س 7، عن التذكرة الحمدونيّة. نزهة الناظر: ص 137، ح 23.
3- في البحار: لا تعاجلوا.
4- في الفصول: و اطلبوا من اللّه الرحمة بالرحمة فيهم.
5- كشف الغمّة: ج 2، ص 350، س 13. عنه البحار: ج 75، ص 83، ح 85، و حلية الأبرار: ج 4، ص 602، س 6. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 275، س 15. نور الأبصار: ص 332، س 15. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 431، س 10، و ج 19، ص 605، س 6.
6- كشف الغمّة: ج 2، ص 348، س 15. عنه البحار: ج 75، ص 81، ح 68، و حلية الأبرار: ج 4، ص 599، س 13.
7- كشف الغمّة: ج 2، ص 346، س 21. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 57، و حلية الأبرار: ج 4، ص 597، س 4. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 11. عنه إحقاق الحقّ: ج 12، ص 436، س 2.

(852) 6 - الإربلي رحمه اللّه: و قال [الجواد] عليه السّلام: حسب المرء من كمال المروّة و تركه ما لا يحمل به.

و من حيائه أن لا يلقى أحدا بما يكره، و من عقله حسن رفقه.

و من أدبه أن لا يترك ما لا بدّ له منه، و من عرفانه علمه بزمانه.

و من ورعه غضّ بصره و عفّة بطنه، و من حسن خلقه كفّه أذاه.

و من سخائه برّه بمن يجب حقّه عليه و إخراجه حقّ اللّه من ماله.

و من إسلامه تركه ما لا يعنيه، و تجنّبه الجدال و المراء في دينه.

و من كرمه إيثاره على نفسه، و من صبره قلّة شكواه.

و من عقله إنصافه من نفسه، و من حلمه تركه الغضب عند مخالفته.

و من إنصافه قبوله الحقّ إذا بان له.

و من نصحه نهيه عمّا لا يرضاه لنفسه.

و من حفظه جوارك تركه توبيخك عند إساءتك مع علمه بعيوبك.

و من رفقه تركه عذلك(1) عند غضبك بحضرة من تكره.

و من حسن صحبته لك إسقاطه عنك مؤونة أذاك.

و من صداقته كثرة موافقته و قلّة مخالفته، و من صلاحه شدّة خوفه من ذنوبه.

و من شكره معرفة إحسان من أحسن إليه، و من تواضعه معرفته بقدره.

و من حكمته علمه بنفسه.

و من سلامته قلّة حفظه لعيوب غيره، و عنايته بإصلاح عيوبه(2).

ص: 380


1- العذل: اللوم، لسان العرب: ج 11، ص 437 (عذل).
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 347، س 24. عنه البحار: ج 75، ص 80، ح 66، و حلية الأبرار: ج 4، ص 598، س 15. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 274، س 2، بتفاوت. نور الأبصار: ص 331، س 11، بتفاوت. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 430، س 16، و ج 19، ص 603، س 14.

(853) 7 - الشبلنجي رحمه اللّه: و عنه [أي الجواد عليه السّلام]: من وثق باللّه، و توكّل على اللّه نجاه اللّه من كلّ سوء، و حرز من كلّ عدوّ.

و الدين عزّ، و العلم كنز، و الصمت نور.

و غاية الزهد الورع.

و لا هدم للدين مثل البدع، و لا أفسد للرجل من الطمع.

و بالراعى تصلح الرعيّة، و بالدعاء تصرف البليّة.

و من ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر.

و من غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى(1).

(854) 8 - التستري رحمه اللّه: و قال محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام: خير من الخير فاعله، و أجمل من الجميل قائله، و أرجح من العلم حامله.

و شرّ من الشرّ جالبه، و أهول من الهول راكبه(2).

ص: 381


1- نور الأبصار: ص 332، س 23. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 5، بتفاوت. عنه و عن نور الأبصار، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 438، س 17، و ج 19، ص 605، س 17.
2- إحقاق الحقّ: ج 19، ص 601، س 2، عن التذكرة الحمدونيّة.

ص: 382

الباب الثاني الطبّ

اشارة

و هو يشتمل على ثلاثة عناوين:

أ - الاستشفاء بالدعاء و التعويذ
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثمانية موضوعات:

الأوّل في الدعاء لجعل الجنين ذكرا سويّا:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن محمد بن إسماعيل، أو غيره، قال:

قلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! الرجل يدعو للحبلى، أن يجعل اللّه ما في بطنها ذكرا سويّا؟

قال: يدعو ما بينه و بين أربعة أشهر...(1).

الثاني في شفاء وجع العين:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن محمد بن سنان، قال: شكوت إلى الرضا عليه السّلام وجع العين!

فأخذ قرطاسا، فكتب إلى أبي جعفر عليه السّلام، و هو أقلّ من نيّتي. فدفع الكتاب إلى الخادم، و أمرني أن أذهب معه، و قال: اكتم!

ص: 383


1- الكافي: ج 6، ص 16، ح 6. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 3، (علمه عليه السّلام بما في الأرحام) رقم 366.

فأتيناه، و خادم قد حمله.

قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السّلام فجعل أبو جعفر عليه السّلام ينظر في الكتاب و يرفع رأسه إلى السماء و يقول ناج.

ففعل ذلك مرارا، فذهب كلّ وجع في عيني و أبصرت بصرا لا يبصره أحد...(1).

الثالث في شفاء البهق و وجع الخاصرة:

1 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن عمر بن واقد الرازي قال: دخلت على أبي جعفر محمد الجواد بن الرضا عليهما السّلام و معي أخي به بهق شديد. فشكا إليه ذلك البهق.

فقال عليه السّلام: عافاك اللّه ممّا تشكو.

فخرجنا من عنده و قد عوفي، فما عاد إليه ذلك البهق إلى أن مات.

قال محمد بن عمر: و كان يصيبني وجع في خاصرتي، في كلّ أسبوع، فيشتدّ ذلك بي أيّاما.

فسألته أن يدعو لي بزواله عنّي.

فقال: و أنت فعافاك اللّه.

فما عاد إليّ هذه الغاية(2).

ص: 384


1- رجال الكشّي: ص 582، ح 1092. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في شفاء العين)، رقم 383.
2- الثاقب في المناقب: ص 525، ح 463. تقدّم الحديث أيضا في ف 2، ب 4، (معجزة شفاء البهق و وجع الخاصرة)، رقم 388.
الرابع في شفاء ريح الركبة:

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن بكر، قال: قلت له [أي لأبي جعفر عليه السّلام]:

إنّ عمّتي تشتكي من ريح بها... فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب، و تكلّم بكلام.

فخرجت و لا تجد شيئا من الوجع(1).

الخامس في شفاء العرق المدني:

1 - الراوندي رحمه اللّه:... محمد بن فضيل الصيرفي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام كتابا... و خرج بإحدى رجلي العرق المدني....

فقلت: جعلني اللّه فداك! عوّذ رجلي و أخبرته: أنّ هذه التي توجعني.

فقال: لا بأس على هذه! و أعطني رجلك الأخرى الصحيحة.

فبسطتها بين يديه فعوّذها، فلمّا قمت من عنده خرج في الرجل الصحيحة، فرجعت إلى نفسي، فعلمت أنّه عوّذها من الوجع فعافاني اللّه بعده(2).

السادس في إحياء الموتى بدعائه عليه السّلام:

1 - الحضيني رحمه اللّه: عن محمد بن أبان، مرفوعا إلى أبي جعفر عليه السّلام، و كان في عهده رجل يقال له: «شاذويه» و كان له أهل حامل و إنّها أمويّه....

فقال عليه السّلام: نعم! أنّ لك أهلا حاملا، و عن قريب تلد غلاما، و إنّها لم تمت في ذلك الغلام....

ص: 385


1- دلائل الإمامة: ص 403، ح 363. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزة شفاء ريح الركبة)، رقم 387.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 415.

فأفاقت عن قريب، و ولدت غلاما ميّتا... قال محمد بن سنان قلت:

يا سيّدي! تسأل اللّه أن يحييه(1).

فقال: اللهمّ! إنّك عالم بسرائر عبادك، فإنّ شاذويه قد أحبّ أن يرى فضلك عليه، فأحيا له أنت الغلام....

قال: فأسرعت إلى منزلي، فتلقتني البشارة أنّ ابني قد عاش...(2).

السابع في شفاء أكل الطين:

1 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: قال أبو هاشم:... فقلت له [أي لأبي جعفر عليه السّلام]:

جعلت فداك! إنّي مولع بأكل الطين، فادع اللّه لي؟

فقال لي:... يا أبا هاشم! قد أذهب اللّه عنك أكل الطين.

قال أبو هاشم: فما شيء أبغض إليّ منه(3).

الثامن في أعمال أوّل الشهر لدفع الأمراض:

(855) 1 - السيّد الشبّر رحمه اللّه: عن الجواد عليه السّلام، قال: إذا دخل شهر، فصلّ أوّل منه ركعتين في الأولى، «بالحمد» مرّة، و «التوحيد» ثلاثين مرّة، و الثانية «بالحمد» مرّة، و «القدر» ثلاثين. و تصدّق بما تيسّر، تشتر بذلك سلامة ذلك الشهر.

ص: 386


1- في المصدر: أن يجيئه، و الظاهر أنّه تصحيف.
2- الهداية الكبرى: ص 306، س 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا فى الضمير) رقم 418.
3- إعلام الورى: ج 2، ص 98، س 20. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (استجابة دعائه عليه السّلام لأبي هاشم الجعفري)، رقم 372.

و روي أيضا الاكتفاء «بالقدر» مرّة، و «التوحيد» مرّة(1).

ب - الاستشفاء بمسح يد الإمام عليه السّلام
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ثلاثة موضوعات:

الأوّل في شفاء العين:

1 - الراوندي رحمه اللّه: عن محمد بن ميمون، أنّه كان مع الرضا عليه السّلام بمكّة قبل خروجه إلى خراسان، قال: قلت له: إنّي اريد أن أتقدّم إلى المدينة، فاكتب معي كتابا إلى أبي جعفر عليه السّلام.

فتبسّم و كتب، فصرت إلى المدينة، و قد كان ذهب بصري؛ فأخرج الخادم أبا جعفر عليه السّلام إلينا يحمله من المهد، فناولته الكتاب.

فقال عليه السّلام لموفّق الخادم: فضّه و انشره! ففضّه و نشره بين يديه.

فنظر فيه، ثمّ قال لي: يا محمد! ما حال بصرك؟

قلت: يا ابن رسول اللّه! اعتلّت عيناي فذهب بصري كما ترى.

فقال: ادن منّي!

فدنوت منه، فمدّ يده، فمسح بها على عيني، فعاد إليّ بصري كأصحّ ما كان.

فقبّلت يده و رجله، و انصرفت من عنده، و أنا بصير(2).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عمارة بن يزيد: رأيت امرأة قد حملت ابنا لها مكفوفا إلى أبي جعفر محمد بن علي عليهما السّلام؛ فمسح يده عليه، فاستوى قائما

ص: 387


1- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 303، س 6.
2- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 372، ح 1. تقدّم الحديث أيضا في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في شفاء العين)، رقم 384.

يعدو، كأن لم يكن بعينه ضرر(1).

الثاني في شفاء الصمم:

1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: أبو سلمة، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السّلام و كان بي صمم شديد، فخبّر بذلك لمّا أن دخلت عليه؛ فدعاني إليه، فمسح يده على أذني و رأسي، ثم قال: اسمع و عه.

فو اللّه! إنّي لأسمع الشيء الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته(2).

الثالث في شفاء ريح الركبة:

1 - الراوندي رحمه اللّه: روي عن أبي بكر بن إسماعيل قال: قلت لأبي جعفر بن الرضا عليهما السّلام: إنّ لي جارية تشتكي من ريح بها....

فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب، فخرجت الجارية من عنده و لم تشتك وجعا بعد ذلك(3).

2 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن بكر، قال: قلت له [لأبي جعفر عليه السّلام]: إنّ عمّتي تشتكي من ريح بها....

فمسح يده على ركبتها من وراء الثياب، و تكلّم بكلام.

ص: 388


1- دلائل الإمامة: ص 400، ح 355. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في شفاء العين)، رقم 385.
2- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 390، س 1. تقدّم الحديث أيضا في ف 2، ب 4، (شفاء الأصمّ)، رقم 389.
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 376، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في شفاء ريح الركبة)، رقم 386.

فخرجت، و لا تجد شيئا من الوجع(1).

ج - التداوي بالأدوية
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على عشرة موضوعات:

الأوّل في الحجامة:

(856) 1 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: و في كتاب معرفة تركيب الجسد: عن الحسين بن أحمد التميمي، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، إنّه استدعى فاصدا في أيّام المأمون، فقال له: افصدني في العرق الزاهر.

فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيّدي! و لا سمعته. فأراه إيّاه. فلمّا فصده خرج منه ماء أصفر، فجرى حتّى امتلاء الطست.

ثمّ قال له: أمسكه! فأمر بتفريغ الطست.

ثمّ قال: خلّ عنه، فخرج دون ذلك.

فقال: شدّه الآن.

فلمّا شدّ يده أمر له بمائة دينار، فأخذها و جاء إلى بخناس(2).(3) فحكى له ذلك، فقال: و اللّه! ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطبّ، و لكن هاهنا فلان الاسقف قد مضت عليه السنون، فامض بنا إليه، فإن كان عنده علمه، و إلاّ

ص: 389


1- دلائل الإمامة: ص 403، ح 363. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (معجزته عليه السّلام في شفاء ريح الركبة)، رقم 387.
2- في البحار: يوحنّا بن بختيشوع، و في مدينة المعاجز: نحاس.
3- بخناس (يوحنّا بن بختيشوع - نحاس) يكنّى أبو جبرئيل، و هو ابن جبرئيل، معروف مشهور، متقدّم عند الملوك، خدم الرشيد و الأمين و المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكّل. و كسب بالطب ما لم يكسبه مثله. (الفهرست للنديم: ص 354).

لم نقدر على من يعلمه، فمضيا و دخلا عليه و قصّ القصص؛ فأطرق مليّا.

ثمّ قال: يوشك أن يكون هذا الرجل نبيّا، أو من ذرّيّة نبيّ (1).

الثاني في برد المعدة و خفقان الفؤاد:

(857) 1 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه: محمد بن علي بن رنجويه(2)المتطبّب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن عثمان، قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام برد المعدة في معدتي و خفقانا في فؤادي.

فقال عليه السّلام: أين أنت عن دواء أبي و هو الدواء الجامع؟!

قلت: يا ابن رسول اللّه! و ما هو؟

قال: معروف عند الشيعة.

قلت: سيّدي و مولاي! فأنا كأحدهم، فأعطني صفته حتّى أعالجه، و أعطي الناس؟

قال: خذ زعفران و عاقر قرحا و سنبل و قاقلة و بنج و خربق أبيض و فلفل أبيض، أجزاء سواء، و أبرفيون جزءين، يدقّ ذلك كلّه دقّا ناعما، و ينخل بحريرة، و يعجن بضعفي وزنه عسلا منزوع الرغوة.

فيسقى منه صاحب خفقان الفؤاد، و من به برد المعدة حبّة بماء كمّون يطبخ،

ص: 390


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 12. عنه البحار: ج 50، ص 57، ضمن ح 31، بتفاوت يسير، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 389، ح 2394، بتفاوت يسير. قطعة منه في ف 2، ب 6، (ما ورد عن العلماء في عظمته عليه السّلام) و ف 3، ب 1، (فصده عليه السّلام) و ف 5، ب 14، (حكم أجرة الفاصد).
2- في البحار: زنجويه، و كذا في مستدرك الوسائل.

فإنّه يعافي بإذن اللّه تعالى(1).

الثالث في ضعف المعدة:

(858) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن غير واحد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن إبراهيم، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام و شكوت إليه ضعف معدتي.

فقال: اشرب الحزاء بالماء البارد(2).

ففعلت، فوجدت منه ما أحبّ (3).

الرابع في ريح الخبيثة:

(859) 1 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه: أحمد بن إبراهيم بن رياح، قال:

حدّثنا الصباح بن محارب، قال: كنت(4) عند أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام فذكر:

أنّ شيب بن جابر ضربته الريح الخبيثة، فمالت بوجهه و عينيه(5).

ص: 391


1- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 90، س 1. عنه البحار: ج 59، ص 247، ح 7، و مستدرك الوسائل: ج 16، ص 464، ح 20554. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 3، ص 201، ح 2848. قطعة منه في ف 4، ب 3، (دواء أبيه الرضا عليهما السّلام) و ف 5، ب 20، (الشراب الذي يعالج برد المعدة).
2- و في الحديث: شرب الحزاء بالماء البارد ينفع المعدة. الحزاء - بفتح الحاء و المدّ - نبت بالبادية يشبه الكزبرة... و في المصباح:... هو نبت بالبادية يشبه الكرفس. مجمع البحرين: ج 1، ص 99 (حزا).
3- الكافي: ج 8، ص 165، ح 220.
4- في الفصول: كتبت إلى أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام.
5- في البحار: عينه، و كذا في مستدرك الوسائل.

فقال: يؤخذ له القرنفل خمسة مثاقيل، فيصير في قنينة يابسة، و يضمّ رأسها ضمّا شديدا، ثمّ تطين و توضع في الشمس قدر يوم في الصيف، و في الشتاء قدر يومين.

ثمّ تخرجه فتسحقه سحقا(1) ناعما، ثمّ يديفه(2) بماء المطر حتّى يصير بمنزلة الخلوق، ثمّ يستلقي على قفاه، و يطلي ذلك القرنفل المسحوق على الشقّ المائل، و لا يزال مستلقيا حتّى يجفّ القرنفل(3)، فإنّه إذا جفّ رفع اللّه عنه، و عاد إلى أحسن عادته، بإذن اللّه تعالى.

قال: فابتدر إليه أصحابنا فبشّروه بذلك، فعالجه بما أمره به عليه السّلام، فعاد إلى أحسن ما كان بعون اللّه تعالى(4).

الخامس في اليرقان:

(860) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر عليه السّلام فاتي بقطاة(5)، فقال: إنّه مبارك، و كان أبي عليه السّلام يعجبه، و كان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان، يشوي له، فإنّه ينفعه(6).

ص: 392


1- في البحار: ثمّ يخرجه فيسحقه سحقا ناعما، و كذا في مستدرك الوسائل.
2- في المصدر: تدنفه: و هو تصحيف. داف الشيء يديفه: لغة في دافه؛ يدوفه إذا خلطه، لسان العرب: ج 9، ص 108 (ديف).
3- القرنفل و القرنفول: شجر هندي ليس من نبات أرض العرب، لسان العرب: ج 11، ص 556 (قرنفل).
4- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 70، س 12. عنه البحار: ج 59، ص 186، ح 2، و مستدرك الوسائل: ج 16، ص 446، ح 11. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 3، ص 179، ح 2820.
5- قطاة: طائر في حجم الحمام، المنجد: ص 642 (قطو).
6- الكافي: ج 6، ص 312، ح 5. عنه البحار: ج 62، ص 43، ح 2، و وسائل الشيعة: ج 25، ص 49، ح 31141، و طبّ الأئمّة عليهم السّلام للسيّد شبّر: ص 165، س 22، و ص 380، س 19، بتفاوت. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 3، ص 68، ح 2596. مكارم الأخلاق: ص 151، س 16. عنه مستدرك الوسائل: ج 16، ص 348، ح 20121، و البحار: ج 63، ص 72، ضمن ح 69. قطعة منه في ف 3، ب 1، (طعامه عليه السّلام) و ف 4، ب 3، (دواء أبيه الرضا عليهما السّلام) و ف 5، ب 20، (أكل القطاة).
السادس في وجع الحصاة:

(861) 1 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه: محمد بن حكيم(1) قال: حدّثنا محمد بن النضر، مؤدّب ولد أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام قال:

شكوت إليه ما أجد من الحصاة؟

فقال: ويحك! أين أنت عن الجامع دواء أبي؟

فقلت: سيّدي و مولاي! أعطني صفته.

فقال: هو عندنا، يا جارية! أخرجي البستوقة(2) الخضراء.

قال: فأخرجت البستوقة، و أخرج منها مقدار حبّة.

فقال: اشرب هذه الحبّة بماء السداب، أو بماء الفجل المطبوخ، فإنّك تعافي منه.

قال: فشربته بماء السداب، فو اللّه! ما أحسست بوجعه إلى يومنا هذا(3).

ص: 393


1- في البحار: محمد بن حكّام، و كذا في مستدرك الوسائل.
2- البستوقة: من الفخار، معرّب بستق، و هى بالفارسيّة: بستو، قاله في القاموس، مجمع البحرين: ج 5، ص 139 (بستق).
3- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 91، س 9. عنه البحار: ج 59، ص 249، ح 11، و مستدرك الوسائل: ج 16، ص 465، ح 20558، و طبّ الأئمّة عليهم السّلام للسيّد شبّر: ص 451، س 2، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 1، (مؤدّب ولده) و ف 4، ب 3، (دواء أبيه الرضا عليهما السّلام) و ف 5، ب 20، (الشراب الذي يعالج الحصاة).
السابع في وجع الأضلاع:

(862) 1 - ابنا بسطام النيسابوريّان رحمهما اللّه: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم، قال:

حدّثنا الفضل بن ميمون الأزدي، قال: حدّثنا أبو جعفر بن علي بن موسى عليهم السّلام، قال: قلت: يا ابن رسول اللّه! إنّي أجد من هذه الشوصة(1) وجعا شديدا.

فقال له: خذ حبّة واحدة من دواء الرضا عليه السّلام مع شيء من زعفران، و أطل به حول الشوصة.

قلت: و ما دواء أبيك؟

قال: الدواء الجامع، و هو معروف عند فلان و فلان.

قال: فذهبت إلى أحدهما، و أخذت منه حبّة واحدة، فلطخت به ما حول الشوصة مع ما ذكره من ماء الزعفران، فعوفيت منها(2).

ص: 394


1- الشوصة: ريح تنعقد في الضلوع... و قال جالينوس: هو ورم في حجاب الأضلاع من داخل. لسان العرب: ج 7، ص 50 (شوص).
2- طبّ الأئمّة عليهم السّلام: ص 89، س 7. عنه البحار: ج 59، ص 246، ح 5، و مستدرك الوسائل: ج 16، ص 463، ح 20552، بتفاوت. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 3، ص 199، ح 2845. قطعة منه في ف 4، ب 3، (دواء أبيه الرضا عليهما السّلام).
الثامن معالجة الصداع بالبنفسج:

(863) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: سهل بن زياد، عن علي بن أسباط(1)، رفعه، قال: دهن الحاجبين بالبنفسج يذهب بالصداع(2).

التاسع في قطع الحيض المستمرّ:

(864) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، قال: إنّ جارية لنا أصابها الحيض، و كان لا ينقطع عنها حتّى أشرفت على الموت.

فأمر أبو جعفر عليه السّلام أن تسقى سويق(3) العدس.

فسقيت فانقطع عنها، و عوفيت(4).

ص: 395


1- تقدّمت ترجمته في ف 4، ب 3، (شهادة الحسين من المحتوم).
2- الكافي: ج 6، ص 522، ح 9. عنه وسائل الشيعة: ج 2، ص 165، ح 1827، و البحار: ج 59، ص 223، ح 9.
3- السويق: دقيق مقلوّ يعمل من الحنطة أو الشعير، مجمع البحرين: ج 5، ص 189 (سوق).
4- الكافي: ج 6، ص 307، ح 2. عنه وسائل الشيعة: ج 25، ص 21، ح 31030، و طبّ الأئمّة عليهم السّلام للسيّد شبّر: ص 160، س 15، و البحار: ج 63، ص 282، ح 28. مكارم الأخلاق: ص 183، س 14. عنه البحار: ج 63، ص 282، س 20. قطعة منه في ف 5، ب 20، (شرب سويق العدس).
العاشر في ازدياد العقل و وجع الاذن:

(865) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن علي بن الحسن الهمداني، عن محمد بن عمرو بن إبراهيم، عن أبي جعفر، أو أبي الحسن عليهما السّلام - الوهم من محمد بن موسى - قال: ذكر السداب(1).

فقال: أما أنّ فيه منافع: زيادة في العقل، و توفير في الدماغ، غير أنّه ينتن ماء الظهر.

و روي: أنّه جيّد لوجع الأذن(2).

الحادي عشر في ما يسقط من الخوان:

1 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد قال: أتيت أبا جعفر عليه السّلام...

فنظر إلى الغلام، ارفع ما سقط من الخوان على الأرض، فقال له: ما كان معك في الخوان فدعه و لو كان فخذ شاة.

و ما كان معك في البيت فالقطه و كله، فإنّ فيه رضى الربّ، و مجلبة الرزق، و شفاء من الداء...(3).

ص: 396


1- السداب: مصحّف السذاب بالذال المعجمة، السذاب: نبات، المنجد: ص 504، و ص 507.
2- الكافي: ج 6، ص 368، ح 2. عنه طبّ الأئمّة عليهم السّلام للسيّد شبّر: ص 259، س 6. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 3، ص 119، ح 2701. قطعة منه في ف 5، ب 20، (أكل السداب).
3- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.

الفصل الثامن في الاحتجاجات و المكاتيب

اشارة

الباب الأوّل في احتجاجاته و مناظراته عليه السّلام

الباب الثاني في مكاتيبه و رسائله عليه السّلام

ص: 397

ص: 398

الفصل الثامن في الاحتجاجات و المكاتيب و يشتمل هذا الفصل على بابين و عشرة عناوين:

الباب الأوّل في احتجاجاته و مناظراته عليه السّلام

اشارة

و هو يشتمل على ستّة عناوين:

أ - على نسبه و علمه عليه السّلام

1 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السّلام، قال: كان أبو جعفر عليه السّلام شديد الأدمة، و لقد قال فيه الشاكّون المرتابون - و سنّه خمسة و عشرون شهرا - إنّه ليس هو من ولد الرضا عليه السّلام.

و قالوا لعنهم اللّه: إنّه من شنيف الأسود مولاه، و قالوا: من لؤلؤ....

فنطق عليه السّلام بلسان أرهف من السيف، و أفصح من الفصاحة، يقول عليه السّلام:

الحمد للّه الذي خلقنا من نوره بيده، و اصطفانا من بريّته، و جعلنا أمناءه على خلقه و وحيه.

معاشر الناس! أنا محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي سيّد العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، و ابن فاطمة الزهراء، و ابن محمد المصطفى، (صلوات اللّه عليهم). ففي مثلي يشكّ، و عليّ و على أبوي يفترى، و أعرض على القافة!؟

ص: 399

و قال: و اللّه! إنّني لأعلم بأنسابهم من آبائهم. إنّي و اللّه! لأعلم بواطنهم و ظواهرهم، و إنّي لأعلم بهم أجمعين، و ما هم إليه صائرون.

أقوله حقّا و أظهره صدقا، علما ورّثناه اللّه قبل الخلق أجمعين، و بعد بناء السماوات و الأرضين.

و أيم اللّه! لو لا تظاهر الباطل علينا، و غلبة دولة الكفر، و توثّب أهل الشكوك و الشرك و الشقاق علينا، لقلت قولا يتعجّب منه الأوّلون و الآخرون....

ثمّ وضع يده على فيه، ثمّ قال: يا محمد! اصمت كما صمت آباؤك...(1).

ب - على إمامته في حداثة سنّه عليه السّلام

(866) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: قال علي بن حسّان لأبي جعفر عليه السّلام: يا سيّدي! إنّ الناس ينكرون عليك حداثة سنّك!؟

فقال عليه السّلام: و ما ينكرون(2) من ذلك قول اللّه عزّ و جلّ؛ لقد قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «قُلْ هٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اَللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اِتَّبَعَنِي» .(3)

فو اللّه! ما تبعه إلاّ علي عليه السّلام(4) و له تسع سنين، و أنا ابن تسع سنين(5).

ص: 400


1- دلائل الإمامة: ص 384، ح 342. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4، (خطبته البليغة في طفولته عليه السّلام)، رقم 369.
2- في تفسير القميّ: علي من ذلك.
3- يوسف: 108/12.
4- في تفسير القميّ: فما أتبعه غير علي عليه السّلام.
5- الكافي: ج 1، ص 384، ح 8. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 278، ح 2320، و نور الثقلين: ج 2، ص 476، ح 239، و حلية الأبرار: ج 4، ص 546، ح 7، و الوافي: ج 2، ص 378، ح 862، و البرهان: ج 2، ص 275، ح 2. تفسير العيّاشي: ج 2، ص 200، ح 100، بزيادة و تفاوت، عن أبي الحسن الثاني عليه السّلام، و الظاهر أنّه وقع فيه التصحيف و يدلّ عليه ما في البحار. عنه البحار: ج 25، ص 101، ح 2، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، و البرهان: ج 2، ص 275، ح 7. تفسير القميّ: ج 1، ص 358، س 12، بإسناده عن علي بن أسباط، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام. عنه البحار: ج 36، ص 51، ح 1، و البرهان: ج 2، ص 275، ح 4. قطعة منه في ف 2، ب 3 (إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا)، و ف 4، ب 3 (إنّ عليا عليه السّلام اتّبع الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و له تسع سنين)، و ف 6، ب 1 (سورة يوسف: 108/12).

(867) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن سيف، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال:

قلت له: إنّهم يقولون في حداثة سنّك!

فقال عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى أوحى إلى داود أن يستخلف سليمان و هو صبيّ، يرعى الغنم، فأنكر ذلك عبّاد بني إسرائيل و علماؤهم.

فأوحى اللّه إلى داود عليه السّلام: أن خذ عصا المتكلّمين، و عصا سليمان، و اجعلهما(1) في بيت، و اختم عليها بخواتيم القوم.

فإذا(2) كان من الغد، فمن كانت عصاه قد أورقت و أثمرت فهو الخليفة.

فأخبرهم داود عليه السّلام، فقالوا: قد رضينا و سلّمنا(3).

ص: 401


1- في جواهر السنيّة: و اجعلها.
2- في جواهر السنيّة: و إذا كان.
3- الكافي: ج 1، ص 383، ح 3. عنه الجواهر السنيّة: ص 72، س 16، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 278، ح 2321، و البحار: ج 14، ص 81، ح 25، و حلية الأبرار: ج 4، ص 545، ح 5، و نور الثقلين: ج 4، ص 75، ح 12، و الوافي: ج 2، ص 377، ح 857. قطعة منه في ف 2، ب 3 (إنّه عليه السّلام أوتي الحكم صبيّا)، و ف 4، ب 2 (إنّ داود استخلف سليمان عليهما السّلام و هو صبيّ).
ج - مع المأمون

1 - ابن الصبّاغ:... اتّفق أنّ المأمون خرج يوما يتصيّد، فاجتاز بطرف البلد، و ثمّ صبيان يلعبون، و محمد الجواد عليه السّلام واقف عندهم.

فلمّا أقبل المأمون فرّ الصبيان، و وقف محمد الجواد عليه السّلام، و عمره إذ ذاك تسع سنين... فقال له: يا غلام! ما منعك أن لا تفرّ كما فرّ أصحابك؟

فقال له محمد الجواد عليه السّلام مسرعا: يا أمير المؤمنين! فرّ أصحابي فرقا، و الظنّ بك حسن، إنّه لا يفرّ منك من لا ذنب له، و لم يكن بالطريق ضيقا....

و ساق جواده إلى نحو وجهته، و كان معه بزاة الصيد... فلمّا دنا منه الخليفة، قال: يا محمد!

قال: لبّيك، يا أمير المؤمنين!

قال: ما في يدي!؟

فأنطقه اللّه تعالى بأن قال: إنّ اللّه تعالى خلق في بحر قدرته، المستمسك في الجوّ، ببديع حكمته، سمكا صغارا، فصاد منها بزاة الخلفاء كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى.

فلمّا سمع المأمون كلامه تعجّب منه و أكثر، و جعل يطيل النظر فيه، و قال:

أنت ابن الرضا حقّا! و من بيت المصطفى صدقا...(1).

ص: 402


1- الفصول المهمّة: ص 266، س 16. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2 (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 530.
د - مع يحيى بن أكثم

(868) 1 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه: و روي أنّ المأمون بعد ما زوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر عليه السّلام كان في مجلس، و عنده أبو جعفر عليه السّلام و يحيى بن أكثم و جماعة كثيرة.

فقال له يحيى بن أكثم: ما تقول يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الخبر الذي روي؛ أنّه نزل جبرئيل عليه السّلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: يا محمد! إنّ اللّه عزّ و جلّ يقرؤك السلام، و يقول لك: سل أبا بكر، هل هو عنّي راض! فإنّي عنه راض!!

فقال أبو جعفر عليه السّلام: لست بمنكر فضل أبي بكر، و لكن يجب على صاحب هذا الخبر، أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حجّة الوداع:

قد كثرت عليّ الكذّابة، و ستكثر بعدي، فمن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث عنّي فأعرضوه على كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّتي، فما وافق كتاب اللّه و سنّتي فخذوا به، و ما خالف كتاب اللّه و سنّتي فلا تأخذوا به.

و ليس يوافق هذا الخبر كتاب اللّه، قال اللّه تعالى: «وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ وَ نَعْلَمُ مٰا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ» (1). فاللّه عزّ و جلّ خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتّى سأل عن مكنون سرّه؟!

هذا مستحيل في العقول.

ثمّ قال يحيى بن أكثم: و قد روي: أنّ مثل أبي بكر و عمر في الأرض كمثل

ص: 403


1- ق: 16/50.

جبرئيل و ميكائيل في السماء!!

فقال عليه السّلام: و هذا أيضا يجب أن ينظر فيه، لأنّ جبرئيل و ميكائيل ملكان للّه مقرّبان لم يعصيا اللّه قطّ، و لم يفارقا طاعته لحظة واحدة.

و هما قد أشركا باللّه عزّ و جلّ، و إن أسلما بعد الشرك، فكان أكثر أيّامهما الشرك باللّه(1)، فمحال أن يشبّههما بهما.

قال يحيى: و قد روي أيضا: أنّهما سيّدا كهول أهل الجنّة!! فما تقول فيه؟

فقال عليه السّلام: و هذا الخبر محال أيضا، لأنّ أهل الجنّة كلّهم يكونون شبّانا(2)و لا يكون فيهم كهل.

و هذا الخبر وضعه بنو أميّة لمضادّة الخبر الذي قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الحسن و الحسين عليهما السّلام بأنّهما: سيّدا شباب أهل الجنّة.

فقال يحيى بن أكثم: و روي: أنّ عمر بن الخطّاب سراج أهل الجنّة!!

فقال عليه السّلام: و هذا أيضا محال، لأنّ في الجنّة ملائكة اللّه المقرّبين، و آدم و محمد و جميع الأنبياء و المرسلين صلوات اللّه عليهم، لا تضيء الجنّة بأنوارهم حتّى تضيء بنور عمر؟!

فقال يحيى: و قد روي: أنّ السكينة تنطق على لسان عمر!!

فقال عليه السّلام: لست بمنكر فضل عمر، و لكنّ أبا بكر أفضل من عمر، فقال - على رأس المنبر -: إنّ لي شيطانا يعتريني، فإذا ملت فسدّدوني.

فقال يحيى: قد روي أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: لو لم أبعث لبعث عمر!!

ص: 404


1- في حلية الأبرار: في الشرك باللّه.
2- في حلية الأبرار: شبابا. شبّانا: الشباب: الفتاء و الحداثة، و الشباب جمع شاب، و كذلك الشبّان، لسان العرب: ج 1، ص 480 (شبب).

فقال عليه السّلام: كتاب اللّه أصدق من هذا الحديث، يقول اللّه في كتابه:

«وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِنَ اَلنَّبِيِّينَ مِيثٰاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ» (1) . فقد أخذ اللّه ميثاق النبيّين فكيف يمكن أن يبدّل ميثاقه؛ و كلّ (2) الأنبياء عليهم السّلام لم يشركوا باللّه طرفة عين.

فكيف يبعث بالنبوّة من أشرك، و كان أكثر أيّامه مع الشرك باللّه؛ و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: نبّئت و آدم بين الروح و الجسد.

فقال يحيى بن أكثم: و قد روي أيضا، أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: ما احتبس عنّي الوحي قطّ إلاّ ظننته قد نزل على آل الخطّاب!!

فقال عليه السّلام: و هذا محال أيضا، لأنّه لا يجوز أن يشكّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في نبوّته؛ قال اللّه تعالى: «اَللّٰهُ يَصْطَفِي مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً وَ مِنَ اَلنّٰاسِ» (3). فكيف يمكن أن تنتقل النبوّة ممّن(4) اصطفاه اللّه تعالى إلى من أشرك به.

قال يحيى: روي أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: لو نزل العذاب لما نجا منه إلاّ عمر!!

فقال عليه السّلام: و هذا محال أيضا، إنّ اللّه تعالى يقول: «وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ، وَ مٰا كٰانَ اَللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ» (5). فأخبر(6) سبحانه أنّه لا يعذّب أحدا ما دام فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ما داموا يستغفرون اللّه(7).(8).

ص: 405


1- الأحزاب: 7/33.
2- في حلية الأبرار: و كان الأنبياء.
3- الحجّ: 75/22.
4- في حلية الأبرار: عمّن.
5- الأنفال: 33/8.
6- في حلية الأبرار: و أخبر سبحانه.
7- في حلية الأبرار: اللّه تعالى.
8- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 623، ح 1، و البحار: ج 2، ص 225، ح 2، قطعة منه، و ج 50، ص 80، ح 6. قطعة منه في ف 1، ب 4 (أحوال أزواجه عليه السّلام)، و ف 4، ب 2 (إنّ الأنبياء عليهم السّلام لم يشركوا باللّه طرفة عين) و (إنّ الأنبياء و الملائكة في الجنّة) و (إنّ الأنبياء لا يشكّون في نبوّتهم)، و ب 4، (أهل الجنّة شبّان)، و ف 6، ب 1 (سورة الحجّ: 75/22) و (سورة الأحزاب: 7/33) و (سورة ق: 16/50) و (سورة الأنفال: 33/8)، و ف 9، ب 3 (ما رواه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

(869) 2 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: قال المأمون ليحيى بن أكثم: اطرح على أبي جعفر محمد بن الرضا عليهما السّلام مسألة تقطعه فيها.

فقال: يا أبا جعفر! ما تقول في رجل نكح امرأة على زنا أ يحلّ أن يتزوّجها؟

فقال عليه السّلام: يدعها حتّى يستبرئها من نطفته و نطفة غيره، إذ لا يؤمن منها أن تكون قد أحدثت مع غيره حدثا كما أحدثت معه.

ثمّ يتزوّج بها إن أراد، فإنّما مثلها مثل نخلة أكل رجل منها حراما، ثمّ اشتراها فأكل منها حلالا.

فانقطع يحيى.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: يا أبا محمد! ما تقول في رجل حرمت عليه امرأة بالغداة، و حلّت له ارتفاع النهار، و حرمت عليه نصف النهار، ثمّ حلّت له الظهر، ثمّ حرمت عليه العصر، ثمّ حلّت له المغرب، ثمّ حرمت عليه نصف اللّيل، ثمّ حلّت له الفجر(1)، ثمّ حرمت عليه ارتفاع النهار، ثمّ حلّت له نصف النهار؟

فبقي يحيى و الفقهاء بلسا خرسا(2).

ص: 406


1- في البحار: له مع الفجر.
2- بلس: الإبلاس: الحيرة. الخرس: ذهاب الكلام عيّا أو خلقة، لسان العرب: ج 6، ص 30 و ص 62 (بلس) و (خرس).

فقال المأمون: يا أبا جعفر! أعزّك اللّه، بيّن لنا هذا؟

قال عليه السّلام: هذا رجل نظر إلى مملوكة لا تحلّ له، اشتراها(1) فحلّت له، ثمّ أعتقها فحرمت عليه، ثمّ تزوّجها فحلّت له.

فظاهر منها، فحرمت عليه، فكفّر الظهار(2) فحلّت له، ثمّ طلّقها تطليقة فحرمت عليه، ثمّ راجعها فحلّت له، فارتدّ عن الإسلام فحرمت عليه، فتاب و رجع إلى الإسلام فحلّت له بالنّكاح الأوّل، كما أقرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نكاح زينب مع أبي العاص بن الربيع حيث أسلم على النكاح الأوّل(3).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... محمد بن أبي العلاء، قال: سمعت يحيى بن أكثم... فقال: فبينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فرأيت محمد بن علي الرضا عليهما السّلام يطوف به؛ فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إليّ...(4).

4 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... عن الريان بن شبيب، قال: لمّا أراد المأمون أن يزوّج ابنته أمّ الفضل أبا جعفر محمد بن علي عليهما السّلام، بلغ ذلك العبّاسيّين....

فقالوا: إنّ هذا الفتى و إن راقك منه هديه، فإنّه صبيّ لا معرفة له و لا فقه....

ص: 407


1- في البحار: فاشتراها.
2- في البحار: فكفّر للظهار.
3- تحف العقول: ص 454، س 2. عنه البحار: ج 10، ص 385، ح 2، و وسائل الشيعة: ج 22، ص 265، ح 28559. قطعة منه في ف 4، ب 2 (إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أقرّ نكاح زينب مع أبي العاص)، و ف 5، ب 9 (نكاح من ارتدّ عن الإسلام ثمّ تاب) و (حكم من اشترى أمة ثمّ أعتقها) و (حكم من نكح امرأة على زنا)، و ب 10 (طلاق الرجعة) و (حكم من ظاهر عن زوجته ثمّ كفّر).
4- الكافي: ج 1، ص 353، ح 9. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 410.

و اجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن أكثم، و هو قاضي الزمان على أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها، و وعدوه بأموال نفيسة على ذلك.

و عادوا إلى المأمون فسألوه أن يختار لهم يوما للاجتماع؟ فأجابهم إلى ذلك.

فاجتمعوا في اليوم الذي اتّفقوا عليه، و حضر معهم يحيى بن أكثم، فأمر المأمون أن يفرش لأبي جعفر عليه السّلام دست، و يجعل له فيه مسورتان، ففعل ذلك.

و خرج أبو جعفر عليه السّلام و هو يومئذ ابن تسع سنين و أشهر، فجلس بين المسورتين، و جلس يحيى بن أكثم بين يديه، و قام الناس في مراتبهم.

و المأمون جالس في دست متّصل بدست أبي جعفر عليه السّلام. فقال يحيى بن أكثم للمأمون: أ تأذن لي يا أمير المؤمنين! أن أسأل أبا جعفر عليه السّلام؟

فقال له المأمون: استأذنه، في ذلك.

فأقبل عليه يحيى بن أكثم، فقال: أ تأذن لي جعلت فداك في مسألة؟

قال له أبو جعفر عليه السّلام: سل إن شئت!

قال يحيى: ما تقول جعلني اللّه فداك! في محرم قتل صيدا؟

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: قتله في حلّ أو حرم؟ عالما كان المحرم أم جاهلا؟

قتله عمدا أو خطأ؟ حرّا كان المحرم أم عبدا؟ صغيرا كان أم كبيرا؟

مبتدئا بالقتل أم معيدا؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟

من صغار الصيد كان أم من كباره؟ مصرّا على ما فعل أو نادما؟ في الليل كان قتله للصيد أم نهارا؟

محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالحجّ كان محرما؟

فتحيّر يحيى بن أكثم، و بان في وجهه العجز و الانقطاع، و لجلج حتّى عرف

ص: 408

جماعة أهل المجلس أمره....

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: أخبرني عن رجل نظر إلى امرأة في أوّل النهار، فكان نظره إليها حراما عليه، فلمّا ارتفع النهار حلّت له.

فلمّا زالت الشمس حرمت عليه، فلمّا كان وقت العصر حلّت له، فلمّا غربت الشمس حرمت عليه، فلمّا دخل عليه وقت العشاء الآخرة حلّت له، فلمّا كان انتصاف الليل حرمت عليه، فلمّا طلع الفجر حلّت له.

ما حال هذه المرأة؟ و بما ذا حلّت له و حرمت عليه؟

فقال له يحيى بن أكثم: و اللّه! ما أهتدي إلى جواب هذا السؤال، و لا أعرف الوجه فيه...(1).

ه - مع المعتصم

1 - العيّاشي رحمه اللّه: عن زرقان صاحب ابن أبي دؤاد... إنّ سارقا أقرّ على نفسه بالسرقة، و سأل الخليفة [المعتصم] تطهيره بإقامة الحدّ عليه. فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه، و قد أحضر محمد بن علي عليهما السّلام. فسألنا عن القطع في أيّ موضع يجب أن يقطع؟

قال: فقلت: من الكرسوع....

فالتفت إلى محمد بن علي عليهما السّلام، فقال: ما تقول في هذا يا أبا جعفر!؟

فقال: قد تكلّم القوم فيه يا أمير المؤمنين!

قال: دعني ممّا تكلّموا به، أيّ شيء عندك؟

ص: 409


1- الإرشاد: ص 319، س 18. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2 (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، رقم 531.

قال: اعفني عن هذا، يا أمير المؤمنين!

قال: أقسمت عليك باللّه لما أخبرت بما عندك فيه؟

فقال عليه السّلام: أما إذا أقسمت عليّ باللّه، إنّي أقول: إنّهم أخطئوا فيه السنّة، فإنّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، فيترك الكفّ.

قال: و ما الحجّة في ذلك؟

قال: قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: السجود على سبعة أعضاء: الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين.

فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها.

و قال اللّه تبارك و تعالى: «وَ أَنَّ اَلْمَسٰاجِدَ لِلّٰهِ» . يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها، «فَلاٰ تَدْعُوا مَعَ اَللّٰهِ أَحَداً» . و ما كان للّه لم يقطع.

قال: فأعجب المعتصم ذلك، و أمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكفّ...(1).

2 - العيّاشي رحمه اللّه: عن أحمد بن فضل الخاقاني، من آل رزين، قال: قطع الطريق بجلولاء على السابلة، من الحجّاج و غيرهم، و أفلت القطّاع، فبلغ الخبر المعتصم... فجمع الفقهاء و ابن أبي دؤاد، ثمّ سأل الآخرين على الحكم فيهم؟ و أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، حاضر....

فالتفت إلى أبي جعفر عليه السّلام، فقال له: ما تقول فيما أجابوا فيه؟

فقال: قد تكلّم هؤلاء الفقهاء و القاضي بما سمع أمير المؤمنين.

قال: و أخبرني بما عندك؟

ص: 410


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2 (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 538.

قال عليه السّلام: إنّهم قد أضلّوا فيما أفتوا به، و الذي يجب في ذلك، أن ينظر أمير المؤمنين في هؤلاء الذين قطعوا الطريق.

فإن كانوا أخافوا السبيل فقطّ، و لم يقتلوا أحدا، و لم يأخذوا مالا، أمر بإيداعهم الحبس، فإنّ ذلك معنى نفيهم من الأرض بإخافتهم السبيل.

و إن كانوا أخافوا السبيل، و قتلوا النفس، أمر بقتلهم.

و إن كانوا أخافوا السبيل، و قتلوا النفس، و أخذوا المال، أمر بقطع أيديهم، و أرجلهم من خلاف، و صلبهم بعد ذلك.

قال: فكتب إلى العامل بأن يمثّل ذلك فيهم(1).

و - مع أبي يزيد البسطامي

1 - الحرّ العاملي رحمه اللّه:... حكى أبو يزيد البسطامي، قال: خرجت من بسطام، قاصدا لزيارة البيت الحرام... فرأيت في القرية تلّ تراب، و عليه صبيّ رباعي السنّ، يلعب بالتراب.

فقلت في نفسي: هذا صبيّ إن سلّمت عليه، لما يعرف السلام، و إن تركت السلام، أخللت بالواجب؟!

فأجمعت رأيي على أن أسلّم عليه، فسلّمت عليه.

فرفع رأسه إلي و قال: و الذي رفع السماء و بسط الأرض، لو لا ما أمر اللّه به من ردّ السلام لما رددت عليك.

استصغرت أمري و استحقرتني لصغر سنّي، عليك السلام، و رحمة اللّه

ص: 411


1- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 314، ح 91. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2 (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 540.

و بركاته، و تحيّاته و رضوانه.

ثمّ قال: صدق اللّه: «وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا» (1) و سكت.

فقلت: «أو ردّوها»؟

فقال: ذاك فعل المقصّر مثلك...(2).

ص: 412


1- النساء: 86/4.
2- إثبات الهداة: ج 3، ص 348، ح 79. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (طيّ الأرض له عليه السّلام مع أبي يزيد البسطامي)، رقم 382.

الباب الثاني في مكاتيبه عليه السّلام

اشارة

و هو يشتمل على أربعة عناوين:

أ - مكاتبته مع أبيه الرضا عليهما السّلام

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... محمد بن أبي عباد:... يقول [الرضا عليه السّلام] كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام، و كنت أكتب إلى أبي جعفر عليه السّلام، و هو صبيّ بالمدينة(1).

ب - كتابه إلى ابنه الهادي عليهما السّلام
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على موضوعين:

الأوّل تعويذه لابنه الهادي عليهما السّلام:
اشارة

1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني: أنّ أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن علي بن محمد عليهما السّلام، و هو صبيّ في المهد، و كان يعوّذه بها، و يأمر أصحابه به.

ص: 413


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 240، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 2 (النصّ عليه و مخاطبة أبيه الرضا عليهما السّلام إيّاه بالتعظيم و هو صبيّ)، رقم 334.
«الحرز»:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم.

اللهمّ ربّ الملائكة و الروح و النبيّين و المرسلين، و قاهر من في السموات و الأرضين، و خالق كلّ شيء و مالكه، كفّ عنّا بأس أعدائنا، و من أراد بنا سوءا من الجنّ و الإنس و أعم أبصارهم و قلوبهم، و اجعل بيننا و بينهم حجابا، و حرسا، و مدفعا، إنّك ربّنا، لا حول و لا قوّة لنا إلاّ باللّه، عليه توكّلنا، و إليه أنبنا، و إليه المصير.

ربّنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا، و اغفر لنا، ربّنا إنّك أنت العزيز الحكيم.

ربّنا عافنا من كلّ سوء، و من شرّ كلّ دابّة، أنت آخذ بناصيتها، و من شرّ ما يسكن في الليل و النهار، و من شرّ كلّ سوء، و من شرّ كلّ ذي شر، ربّ العالمين، و إله المرسلين، صلّ على محمد و آله أجمعين، و أوليائك، و خصّ محمدا و آله أجمعين بأتمّ ذلك، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم.

بسم اللّه، و باللّه، أؤمن باللّه، و باللّه أعوذ، و باللّه أعتصم، و باللّه أستجير، و بعزّة اللّه و منعته أمتنع من شياطين الإنس و الجنّ، و من رجلهم، و خيلهم، و ركضهم، و عطفهم، و رجعتهم، و كيدهم، و شرّهم، و شرّ ما يأتون به، تحت الليل و تحت النهار، من البعد و القرب، و من شرّ الغائب و الحاضر، و الشاهد و الزائر، أحياء و أمواتا، أعمى و بصيرا، و من شرّ العامّة و الخاصّة، و من شرّ نفس، و وسوستها، و من شرّ الدناهش و الحسّ، و اللمس، و اللبس، و من عين الجنّ و الإنس. و بالاسم الذي اهتزّ به عرش بلقيس.

و أعيذ ديني، و نفسي، و جميع ما تحوطه عنايتي، من شرّ كلّ صورة، و خيال، أو بياض، أو سواد، أو تمثال، أو معاهد، أو غير معاهد، ممّن يسكن

ص: 414

الهواء، و السحاب، و الظلمات، و النور، و الظلّ، و الحرور، و البرّ، و البحور، و السهل، و الوعور، و الخراب، و العمران، و الاكام، و الآجام، و الغياض، و الكنائس، و النواويس، و الفلوات، و الجبّانات.

و من شرّ الصادرين، و الواردين ممّن يبدو بالليل، و ينتشر بالنهار، و بالعشي، و الإبكار، و الغدوّ و الآصال، و المريبين، و الأسامرة، و الأفاثرة [ترة]، و الفراعنة، و الأبالسة، و من جنودهم، و أزواجهم، و عشائرهم، و قبائلهم و من همزهم، و لمزهم، و نفثهم، و وقاعهم، و أخذهم، و سحرهم، و ضربهم، و عبثهم، و لمحهم، و احتيالهم، و اختلافهم.

و من شرّ كلّ ذي شرّ من السحرة، و الغيلان، و أمّ الصبيان، و ما ولدوا، و ما وردوا.

و من شرّ كلّ ذي شرّ، داخل، و خارج، و عارض، و متعرّض، و ساكن، و متحرّك، و ضربان عرق، و صداع، و شقيقة، و أمّ ملدم، و الحمّى، و المثلّثة، و الربع، و الغبّ، و النافضة، و الصالبة، و الداخلة، و الخارجة.

و من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، إنّك على صراط مستقيم، و صلّى اللّه على نبيّه محمد، و آله الطاهرين(1).

الثاني وصيّته لابنه الهادي عليهما السّلام:

1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر عليه السّلام يحكي أنّه أشهده على هذه الوصيّة المنسوخة:

... إنّ أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن

ص: 415


1- مهج الدعوات: ص 60، س 16. تقدّم الحديث بتمامه في ف 6، ب 2 (حرزه لابنه الهادي عليهما السّلام)، رقم 773.

الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، أشهده: أنّه أوصى إلى علي ابنه بنفسه و أخواته، و جعل أمر موسى إذا بلغ إليه.

و جعل عبد اللّه بن المساور قائما على تركته من الضياع و الأموال و النفقات، و الرقيق، و غير ذلك، إلى أن يبلغ علي بن محمد صيّر عبد اللّه بن مساور ذلك اليوم إليه، يقوم بأمر نفسه، و أخواته.

و يصيّر أمر موسى إليه، يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدّق بها،...(1).

ج - كتبه عليه السّلام إلى أفراد معيّنة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على ستّين موردا:

الأوّل إلى إبراهيم بن محمد الهمداني:

(870) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام في التزويج، فأتاني كتابه بخطّه:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه، فزوّجوه «إِلاّٰ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَسٰادٌ كَبِيرٌ» (2).(3).

ص: 416


1- الكافي: ج 1، ص 325، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 6 (وصيّته عليه السّلام)، رقم 170.
2- الأنفال 73/8.
3- الكافي: ج 5، ص 347، ح 3. عنه الوافي: ج 21، ص 82، ح 20849. التهذيب: ج 7، ص 396، ح 1584. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 20، ص 7، ح 25074. قطعة منه في ف 9، ب 4 (ما رواه عليه السّلام عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

2 - الصفّار رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد، قال: كان أبو جعفر عليه السّلام كتب إليّ كتابا، و أمرني أن لا أفكّه حتّى يموت يحيى بن أبى عمران، قال: فمكث الكتاب عندي سنين.

فلمّا كان اليوم الذي مات فيه يحيى بن أبي عمران، فككت الكتاب، فإذا فيه: قم بما كان يقوم به أو نحو هذا من الأمر...(1).

(871) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، قال: كتب إبراهيم بن محمد بن عمران الهمداني إلى أبي جعفر عليه السّلام: إنّي حججت و أنا مخالف، و كنت صرورة(2)، فدخلت متمتّعا بالعمرة إلى الحجّ؟

فكتب عليه السّلام إليه: أعد حجّك(3).

(872) 4 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام مع بعض أصحابنا.

و أتاني الجواب بخطّه:

ص: 417


1- بصائر الدرجات: الجزء السادس ص 282، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام بموت يحيى بن أبي عمران)، رقم 449.
2- الصرورة: الذي لم يحجّ، أقرب الموارد، ج 1، ص 643 (صرر).
3- الكافي: ج 4، ص 275، ح 5. عنه الوافي: ج 12، ص 298، ح 11966، و وسائل الشيعة: ج 1، ص 126، ح 319. الاستبصار: ج 2، ص 145، ح 473. التهذيب: ج 5، ص 10، ح 24. عنه و عن الاستبصار و الكافي، وسائل الشيعة: ج 11، ص 62، ح 14246. قطعة منه في ف 5، ب 7 (حكم حجّ المخالف إذا استبصر).

فهمت ما ذكرت من أمر ابنتك و زوجها، فأصلح اللّه لك ما تحبّ صلاحه.

فأمّا ما ذكرت من حنثه بطلاقها غير مرّة، فانظر رحمك اللّه(1) فإن كان ممّن يتولاّنا، و يقول بقولنا، فلا طلاق عليه، لأنّه لم يأت أمرا جهله.

و إن كان ممّن لا يتولاّنا، و لا يقول بقولنا، فاختلعها منه، فإنّه إنّما نوى الفراق بعينه(2).

(873) 6 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: علي بن محمد، قال: حدّثني أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: أصف له صنع السميع(3) فيّ؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: عجّل اللّه نصرتك ممّن ظلمك، و كفاك مؤونته، و أبشر بنصر اللّه عاجلا، و بالأجر آجلا، و أكثر من حمد اللّه(4).

(874) 7 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: علي بن محمد، قال حدّثني محمد بن أحمد،

ص: 418


1- في الاستبصار: يرحمك اللّه.
2- التهذيب: ج 8، ص 57، ح 186. الاستبصار: ج 3، ص 291، ح 1027. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 22، ص 72، ح 28052. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح إبراهيم بن محمد الهمداني)، و ف 5، ب 10 (حكم الطلاق غير مرّة)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لإبراهيم بن محمد الهمداني).
3- في حاشية تنقيح المقال: و في نسخة: السبع يعني بذلك بني العباس، فإنّ التعبير عنهم بذلك و ببني السابع و نحوه كثير في الأخبار، منه قدس سره.
4- رجال الكشّي: ص 611، ح 1135. عنه البحار: ج 50، ص 108، ح 29. تنقيح المقال: ج 1، ص 32 رقم 200. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح إبراهيم بن محمد الهمداني)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لإبراهيم بن محمد الهمداني)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الظلم و الظالم).

عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني(1) قال:

و كتب عليه السّلام إليّ: قد وصل الحساب تقبّل اللّه منك، و رضي عنهم، و جعلهم معنا في الدنيا و الآخرة، و قد بعثت إليك من الدنانير بكذا، و من الكسوة بكذا، فبارك لك فيه، و في جميع نعمة اللّه عليك.

و قد كتبت إلى النضر، أمرته أن ينتهي عنك، و عن التعرّض لك و خلافك و أعلمته موضعك عندي.

و كتبت إلى أيّوب، أمرته بذلك أيضا، و كتبت إلى مواليّ بهمدان كتابا أمرتهم بطاعتك، و المصير إلى أمرك، و أن لا وكيل لي سواك(2).

ص: 419


1- كان الرجل من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام، رجال الطوسي: ص 368 رقم 16، و ص 397 رقم 2، و ص 409 رقم 8. و استظهر المحقّق التستري من الكشّي: ص 608، رقم 1131، أوّلا كونه وكيلا عن ناحية أبي الحسن الهادي عليه السّلام و من قبله ثمّ استدرك و قال: صريح الشيخ في غيبته: ص 257، و 25، كونه وكيل الناحية عليه السّلام إلاّ أنّ اقتصاره في رجاله على عدّه من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام غريب، كما أنّ بقائه من زمان الرضا عليه السّلام إلى عصر المهدي عليه السّلام بعيد. قاموس الرجال: ج 1، ص 292 و 295 رقم 205. و الظاهر أنّ المراد من النضر في قوله عليه السّلام: «كتبت إلى النضر» هو النضر بن محمد الهمداني من أصحاب الهادي عليه السّلام، رجال الطوسي: 425 رقم 1، الذي عدّه ابن شهرآشوب من ثقات أبي الحسن الهادي عليه السّلام، كما أنّ الظاهر أنّ المراد من أيّوب في قوله عليه السّلام: «و كتبت إلى أيّوب»، هو أيّوب بن نوح بن درّاج الذي كان وكيلا لأبي الحسن و أبي محمد عليهما السّلام. رجال النجاشي: ص 102 رقم 254. و عدّه الشيخ من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام و له روايات عن أبي الحسن الرضا و أبي الحسن الثالث، و كان للرجل مكاتبة إلى الإمام عليه السّلام في سنة 248، رجال الكشّي: 527 رقم 1009، و إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام، تهذيب الأحكام: ج 8، ص 57، ح 186، و إلى أبي الحسن عليه السّلام. تهذيب الأحكام: ج 7، ص 207، ح 910 و 912. فعلى هذا يمكن أن يستظهر كون الكاتب هو أبو الحسن الهادي أو أبو جعفر الثاني عليهما السّلام و إن كان الأوّل أظهر.
2- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. عنه البحار: ج 50، ص 108، ح 30. تنقيح المقال: ج 1، ص 33، س 1. قطعة منه في (كتابه عليه السّلام إلى النضر)، و (أيّوب)، و (مواليه بهمدان)، و ف 3، ب 3 (مدح إبراهيم بن محمد الهمداني)، و ب 4 (وكلائه عليه السّلام)، و ف 5، ب 6 (وجوب إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لإبراهيم بن محمد الهمداني و لجماعة).

(875) 8 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن يحيى، عن عمر بن علي ابن عمر بن يزيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني(1)، قال: كتبت إليه يسقط على ثوبي الوبر و الشعر ممّا لا يؤكل لحمه من غير تقيّة، و لا ضرورة؟

فكتب عليه السّلام: لا يجوز الصلاة فيه(2).

الثاني إلى إبراهيم بن شيبة:

(876) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن إبراهيم بن شيبة، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام(3) أسأله عن الصلاة خلف من يتولّى أمير المؤمنين، و هو يرى المسح على الخفّين؛ أو خلف من يحرّم المسح و هو يمسح؟

فكتب: إن جامعك و إيّاهم موضع، فلم تجد بدّا من الصلاة، فأذّن لنفسك، و أقم، فإن سبقك إلى القراءة فسبّح(4).

ص: 420


1- تقدّمت ترجمته في الحديث السابق.
2- الاستبصار: ج 1، ص 384، ح 1455. التهذيب: ج 2، ص 209، ح 819. عنه و عن الاستبصار و وسائل الشيعة: ج 4، ص 346، ح 5347، و ص 387، ح 5457. قطعة منه في ف 5، ب 3 (حكم الصلاة في ثوب عليه وبر ما لا يؤكل لحمه).
3- في الوسائل: أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
4- التهذيب: ج 3، ص 276، ح 807. عنه الوافي: ج 8، ص 1185، ح 8008، و وسائل الشيعة ج 8، ص 363، ح 10912. قطعة منه في ف 5، ب 3 (شرائط إمام الجماعة).

(877) 2 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: نقلا عن كتاب سعد بن عبد اللّه في «الأدعية»، عن علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر الثاني عليه السّلام إلى إبراهيم بن شيبة:

فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتك التي تعرّض لك السلطان فيها فاستخر اللّه مائة مرّة، خيرة في عافية، فإن احلولى بقلبك بعد الاستخارة بيعها، فبعها، و استبدل غيرها إن شاء اللّه تعالى؛ و لا تتكلّم بين أضعاف الاستخارة حتّى تتمّ المائة، إن شاء اللّه(1).

(878) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد؛ و سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن إبراهيم بن شيبة، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أسأله عن إتمام الصلاة في الحرمين؟

فكتب إليّ: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحبّ إكثار الصلاة في الحرمين، فأكثر فيهما و أتمّ (2).

ص: 421


1- البحار: ج 88، ص 264، ضمن ح 17، عن فتح الأبواب. وسائل الشيعة: ج 8، ص 76، ح 10121، عن فتح الأبواب. قطعة منه في ف 5، ب 3 (كيفيّة الاستخارة)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الاستخارة).
2- الكافي: ج 4، ص 524، ح 1. التهذيب: ج 5، ص 425، ح 1476. الاستبصار: ج 2، ص 330، ح 1172. عنه و عن التهذيب و الكافي، وسائل الشيعة ج 8، ص 529، ح 11360. قطعة منه في ف 5، ب 3 (إتمام الصلاة في الحرمين)، و ف 4، ب 2 (إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يحبّ إكثار الصلاة في الحرمين).
الثالث إلى إبراهيم بن عقبة:

(879) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، قال: كتب إليه إبراهيم بن عقبة(1) يسأله عن الفطرة كم هي برطل بغداد عن كلّ رأس؟ و هل يجوز إعطاؤها غير مؤمن؟

فكتب إليه: عليك أن تخرج عن نفسك صاعا بصاع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عن عيالك أيضا، لا ينبغي لك أن تعطي زكاتك إلاّ مؤمنا(2).

(880) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عقبة(3)، قال: كتبت إليه: أسأله عن رجل حجّ عن صرورة لم يحجّ قطّ، أ يجزي كلّ واحد منهما تلك الحجّة عن حجّة الإسلام، أم لا؟ بيّن لي ذلك يا سيّدي! إن شاء اللّه.

فكتب عليه السّلام: لا يجزي ذلك(4).

ص: 422


1- روى عن أبي جعفر الجواد و أبي الحسن الثالث عليهما السّلام، معجم رجال الحديث: ج 1، ص 259 رقم 215، عدّه الشيخ من أصحاب الهادي عليه السّلام، رجال الطوسي: ص 409 رقم 7. و له مكاتبة إلى أبي الحسن الثالث عليه السّلام، التهذيب: ج 6، ص 91، ح 172، و أبي الحسن العسكري عليه السّلام، رجال الكشّي: ص 460 رقم 875، و ص 461 رقم 879، و أبي جعفر الجواد عليه السّلام، الكافي: ج 3، ص 331، ح 7. فيحتمل رجوع الضمير إلى الجواد أو الهادي عليهما السّلام.
2- التهذيب: ج 4، ص 87، ح 257. الاستبصار: ج 2، ص 51، ح 170. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 9، ص 334، ح 12161. قطعة منه في ف 5، ب 5 (زكاة الفطرة و مقدارها) و (المستحقّين لزكاة الفطرة).
3- تقدّمت ترجمته في الحديث السابق.
4- التهذيب: ج 5، ص 411، ح 1430. الاستبصار: ج 2، ص 320، ح 1134. قطعة منه في ف 5، ب 7 (حكم استنابة الصرورة مع وجوب الحجّ عليه).

(881) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبّار، عن علي بن مهزيار(1)، قال: كتب إليه إبراهيم بن عقبة: عندنا جوارب و تكك(2) تعمل من وبر الأرانب. فهل تجوز الصلاة في وبر الأرانب من غير ضرورة و لا تقيّة؟

فكتب عليه السّلام: لا تجوز(3) الصلاة فيها(4).

الرابع إلى أبي الحسن بن الحصين:

(882) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، قال: كتب أبو الحسن بن الحصين(5) إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام معي: جعلت فداك! قد اختلفت موالوك في صلاة الفجر، فمنهم من يصلّي إذا طلع الفجر الأوّل المستطيل في السماء، و منهم من يصلّي إذا اعترض في أسفل الأفق و استبان، و لست أعرف أفضل الوقتين، فأصلّي فيه.

فإن رأيت أن تعلّمني أفضل الوقتين، و تحدّه لي، و كيف أصنع مع القمر و الفجر لا يتبيّن معه حتّى يحمرّ و يصبح؟ و كيف أصنع مع الغيم؟ و ما حدّ ذلك

ص: 423


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الاوّل من باب كتبه إليه.
2- تكك: التكّة: رباط السراويل: أقرب الموارد: ج 1، ص 78 (تكك).
3- في الاستبصار: لا يجوز.
4- الكافي: ج 3، ص 399، ح 9. عنه الوافي: ج 7، ص 405، ح 6200. الاستبصار: ج 1، ص 383، ح 1451. التهذيب: ج 2، ص 206، ح 806. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 4، ص 356، ح 5377، و ص 377، ح 5441. قطعة منه في ف 5، ب 3 (حكم الصلاة في ما تعمل من وبر الأرانب).
5- لم نعثر على اسمه في كتب الرجال غير أنّه معروف بكنيته.

في السفر و الحضر؟ فعلت إن شاء اللّه.

فكتب بخطّه عليه السّلام و قرأته: الفجر - يرحمك اللّه - هو الخيط الأبيض المعترض، ليس هو الأبيض صعداء، فلا تصلّ في سفر، و لا حضر حتّى تتبيّنه، فإنّ اللّه تبارك و تعالى لم يجعل خلقه في شبهة من هذا، فقال: «كُلُوا وَ اِشْرَبُوا حَتّٰى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ اَلْخَيْطُ اَلْأَبْيَضُ مِنَ اَلْخَيْطِ اَلْأَسْوَدِ مِنَ اَلْفَجْرِ» (1) فالخيط الأبيض هو المعترض الذي يحرم به الأكل و الشرب في الصوم، و كذلك هو الذي توجب به الصلاة(2).

الخامس إلى أبي شيبة الأصبهاني:

(883) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: علي بن الحسن بن فضّال، عن علي بن مهزيار، قال: قرأت كتاب أبي جعفر عليه السّلام إلى أبي شيبة الأصبهاني(3):

فهمت ما ذكرت من أمر بناتك و أنّك لا تجد أحدا مثلك، فلا تنظر في ذلك، يرحمك اللّه، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه،

ص: 424


1- البقرة: 185/2.
2- الكافي: ج 3، ص 282، ح 1. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 173، ح 602. التهذيب: ج 2، ص 36، ح 115، بتفاوت. الاستبصار: ج 1، ص 274، ح 994، بتفاوت. عنه و عن التهذيب و الكافي، وسائل الشيعة: ج 4، ص 210، ح 4944، و ص 280، ح 5164. قطعة منه في ف 5، ب 3 (حكم وقت صلاة الفجر و الظهرين)، و ب 4 (الإمساك عن الأكل و الشرب و وقتها)، و ف 6، ب 1 (سورة البقرة: 187/2).
3- لم نعثر على اسمه في كتب الرجال غير أنّه معروف بكنيته.

فزوّجوه، إنّكم إلاّ تفعلوا ذلك، تكن فتنة في الأرض و فساد كبير(1).

السادس إلى أبي علي بن راشد:

(884) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن أبي علي بن راشد(2)، قال: كتبت إليه، أسأله عن رجل محرم سكر و شهد المناسك و هو سكران، أ يتمّ حجّه على سكره؟

فكتب عليه السّلام: لا يتمّ حجّه(3).

السابع إلى أبي عمرو الحذّاء:

(885) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، قال: كتب إليه أبو عمرو(4): أخبرني يا مولاي! أنّه ربما أشكل علينا هلال شهر رمضان، فلا نراه، و نرى السماء ليست فيها علّة، فيفطر الناس و نفطر معهم، و يقول قوم من الحساب قبلنا: أنّه يرى في تلك الليلة بعينها بمصر

ص: 425


1- التهذيب: ج 7، ص 395، ح 1580. عنه الوافي: ج 21، ص 82، ح 20848، قطعة منه. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح أبي شيبة الأصبهاني)، و ف 9، ب 3 (ما رواه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
2- تقدّمت ترجمته في ف 5، ب 7 (كفّارة الظلال).
3- التهذيب: ج 5، ص 296، ح 1002. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 412، ح 16649. قطعة منه في ف 5، ب 7 (حجّ السكران).
4- قال الأردبيلي قدّس سرّه باتّحاده مع أبي عمرو الحذّاء الذي روى عن أبي جعفر [الثاني] و أبي الحسن [الهادي] عليهما السّلام [الكافي: ج 5، ص 316، ح 50]، ثمّ صرّح بأنّ المكتوب إليه أبو الحسن الهادي عليه السّلام. جامع الرواة: ج 2، ص 406. كذا المحقّق التستري قدّس سرّه: قاموس الرجال: ج 10، ص 144.

و إفريقيّة و الأندلس.

فهل يجوز يا مولاي ما قال: الحساب في هذا الباب حتّى يختلف الفرض على أهل الأمصار فيكون صومهم خلاف صومنا، فطرهم خلاف فطرنا؟

فوقّع عليه السّلام: لا تصومنّ الشكّ، أفطر للرؤية(1)، و صم للرؤية(2).

(886) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّه من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن سليمان، عن أحمد بن الفضل [عن] أبي عمرو الحذّاء(3)، قال: ساءت حالي فكتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام.

فكتب إليّ: أدم قراءة: «إِنّٰا أَرْسَلْنٰا نُوحاً إِلىٰ قَوْمِهِ» (4) قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا فكتبت إليه، أخبره بسوء حالي، و أنّي قد قرأت «إِنّٰا أَرْسَلْنٰا نُوحاً إِلىٰ قَوْمِهِ» حولا كما أمرتني و لم أر شيئا.

قال: فكتب إليّ: قد وفى لك الحول، فانتقل منها إلى قراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» قال:

ففعلت فما كان إلاّ يسيرا، حتّى بعث إليّ ابن أبي داود، فقضى عنّي ديني، و أجري عليّ و على عيالي، و وجّهني إلى البصرة في وكالته بباب كلاّء(5)، و أجري عليّ خمسمائة درهم.

و كتبت من البصرة على يدي علي بن مهزيار إلى أبي الحسن عليه السّلام: إنّي كنت

ص: 426


1- في الوسائل: للرؤية، و صم لرؤيته.
2- التهذيب: ج 4، ص 159، ح 446. عنه وسائل الشيعة: ج 10، ص 297، ح 13459، و البحار: ج 55، ص 375، ح 6. قطعة منه في ف 5، ب 4 (حكم صوم يوم الشكّ).
3- لم نعثر على اسمه في كتب الرجال لكنّه معروف بكنيته.
4- نوح: 1/71.
5- كلاّء: بالفتح ثمّ التشديد و المدّ... اسم محلّة مشهورة، و سوق بالبصرة أيضا. معجم البلدان: ج 4، ص 472 (كلاّء).

سألت أباك عن كذا و كذا، و شكوت إليه كذا و كذا، و أنّي قد نلت الذي أحببت، فأحببت أن تخبرني يا مولاي كيف أصنع في قراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» أقتصر عليها وحدها في فرائضي و غيرها؟ أم أقرأ معها غيرها؟ أم لها حدّ أعمل به؟

فوقّع عليه السّلام و قرأت التوقيع: لا تدع من القرآن قصيره و طويله، و يجزؤك من قراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» يومك و ليلتك مائة مرّة(1).

الثامن إلى أبي الفضل العبّاس بن المعروف:

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، عن العبّاس بن معروف، قال: كان لمحمد بن الحسن بن أبي خالد غلام لم يكن به بأس، عارف، يقال له:

ميمون، فحضره الموت، فأوصى إلى أبي الفضل العبّاس بن معروف، بجميع ميراثه، و تركته، أن أجعله دراهم، و أبعث بها إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام و ترك أهلا حاملا، و إخوة قد دخلوا في الاسلام، و أمّا مجوسيّة. قال: ففعلت....

فكتبت و حصّلت الدراهم، و أوصلتها إليه عليه السّلام.

فأمره أن يعزل منها الثلث يدفعها إليه، و يردّ الباقي على وصيّه، يردّها على ورثته(2).

ص: 427


1- الكافي: ج 5، ص 316، ح 50. عنه البحار: ج 89، ص 328، ح 7، و ج 92، ص 295، ح 9، وسائل الشيعة: ج 17، ص 464، ح 23004، بتفاوت، مستدرك الوسائل: ج 4، ص 361، ح 4939، بتفاوت يسير، و نور الثقلين: ج 5، ص 421، ح 3، قطعة منه، و في ص 617، ح 26، أورده بتمامه. الوافي: ج 17، ص 106، ح 16953، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 4 (وكلائه) و ف 6، ب 1 (سورة نوح: 1/71) و (سورة القدر: 97) و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في قراءة القرآن).
2- التهذيب: ج 9، ص 198، ح 790. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 13 (حكم الوصيّة في الثلث و ما زاد عليه)، رقم 718.
التاسع إلى أبي القاسم الصيقل:

(887) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن أبي القاسم الصيقل(1)، قال: كتبت إليه إنّي رجل صيقل أشتري السيوف و أبيعها من السلطان، أ جائز لي بيعها؟

فكتب عليه السّلام: لا بأس به(2).

(888) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي القاسم الصيقل(3)، قال: كتبت إليه: قوائم السيوف التي تسمّى السفن أتّخذها من جلود السمك، فهل يجوز العمل لها، و لسنا نأكل لحومها؟

فكتب عليه السّلام: لا بأس(4).

ص: 428


1- هو مخلد بن موسى الرازي كما صرّح به المحقّق التستري: قاموس الرجال: ج 10، ص 162. و احتمله الزنجاني في الجامع في الرجال: ج 2، ص 1387، و له عدّة مكاتبات: معجم رجال الحديث: ج 22، ص 23 رقم 14702. و أما الراوي عنه فهو محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني الذي روى عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام مكاتبة و مشافهة: رجال النجاشي: ص 333 رقم 896.
2- التهذيب: ج 6، ص 382، ح 1128. قطعة منه في ف 5، ب 16 (حكم بيع السلاح إلى السلطان).
3- تقدّمت ترجمته في الحديث السابق.
4- الكافي: ج 5، ص 227، ح 10. التهذيب: ج 6، ص 371، ح 197، و ج 7، ص 135، ح 596. عنه وسائل الشيعة: ج 17 ص 173 ح 22281. البحار: ج 62، ص 330، ح 62. قطعة منه في ف 5، ب 16 (حكم بيع جلد غير مأكول اللحم).
العاشر إلى أحمد بن إسحاق الأبهري:

(889) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن أحمد بن إسحاق الأبهري(1)، قال: كتبت إليه:

جعلت فداك! عندنا جوارب و تكك تعمل من وبر الأرانب، فهل تجوز الصلاة في وبر الأرانب من غير ضرورة و لا تقيّة؟

فكتب عليه السّلام: لا تجوز الصلاة فيها(2).

الحادي عشر إلى أحمد بن حمّاد المروزي:

(890) 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني أبو علي المحمودي محمد بن أحمد بن حمّاد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى أبي في فصل من كتابه: فكأن قد، في يوم أوغد، «وَ وُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مٰا كَسَبَتْ

ص: 429


1- الظاهر كونه متحدا مع أحمد بن إسحاق الأشعري الذي روى عن أبي جعفر الثاني و أبي الحسن عليهما السّلام و كان من خاصّة أبي محمد عليه السّلام: رجال النجاشي: ص 91 رقم 225، عدّه الشيخ في أصحاب الجواد و أبي محمد العسكري عليهما السّلام: ص 398 رقم 13 و ص 427 رقم 1، كما صرّح به الأردبيلي في جامع الرواة: ج 1، ص 42، و احتمله السيّد الخوئي في المعجم: ج 1، ص 45 رقم 430، و التستري في قاموس الرجال: ج 1، ص 398 رقم 291. الضمير في «كتبت إليه» يرجع إلى أبي جعفر الثاني أو أبي الحسن الهادي أو إلى أبي محمد العسكري عليهم السّلام.
2- الاستبصار: ج 1، ص 383، ح 1452. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 4، ص 356، ح 5379. التهذيب: ج 2، ص 206، ح 805. عنه الوافي: ج 7، ص 405، ح 60201. قطعة منه في ف 5، ب 3 (حكم الصلاة في ما تعمل من وبر الأرانب).

وَ هُمْ لاٰ يُظْلَمُونَ» (1) .

أمّا الدنيا فنحن فيها متفرّجون(2) في البلاد، و لكن من هوى هوى صاحبه فان(3) بدينه، فهو معه و إن كان نائيا عنه. و أما الآخرة فهي دار القرار(4).

الثاني عشر إلى أحمد بن محمد بن عيسى القميّ:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... قال: حدّثني أحمد بن محمد بن عيسى القميّ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام غلامه، و معه كتابه، فأمرني أن أصير إليه،...(5).

الثالث عشر إلى أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد:

(891) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد(6)، قال: كتبت: جعلت لك الفداء! تعلّمني ما الفائدة

ص: 430


1- آل عمران: 25/3.
2- في تنبيه الخواطر: مفترقون، و كذا في البحار.
3- في تنبيه الخواطر: ودان، و كذا في البحار.
4- رجال الكشّي: ص 559، ح 1057. عنه تنقيح المقال: ج 1، ص 59 رقم 346. تنبيه الخواطر و نزهة النواظر: ص 25، س 22، محمد بن عيسى قال: كتب أحمد بن حمّاد أبو محمود، قطعة منه. عنه البحار: ج 65، ص 140، ح 83. قطعة منه في ف 4، ب 4 (الآخرة هي دار القرار)، و ف 6، ب 1 (سورة آل عمران: 25/3)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في المصاحبة).
5- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 416.
6- قال السيّد الخوئي: و في بعض النسخ أحمد بن محمد بن عيسى، عن يزيد، و لا يبعد صحّة تلك النسخة، و أحمد بن محمد بن عيسى هو الأشعري، معجم رجال الحديث: ج 2، ص 318، رقم 904. أقول: و أمّا يزيد فلم نجد له ترجمة في الكتب الرجاليّة. قال السيّد البروجردي قدّس سرّه: لم يعلم طبقته: الموسوعة الرجاليّة: ج 4، ص 394. و أمّا أحمد بن محمد بن عيسى عدّه من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام: رجال الطوسي: ص 366 رقم 3، و ص 397 رقم 6، و ص 409 رقم 3. و روى عن أبي جعفر الثاني و علي بن محمد عليهما السّلام: معجم رجال الحديث: ج 2، ص 318، رقم 904. فعلى هذا الظاهر: أنّ المكتوب إليه أبو جعفر الثاني أو الرضا عليهما السّلام.

و ما حدّها؟

رأيك - أبقاك اللّه تعالى - أن تمنّ ببيان ذلك، لكيلا أكون مقيما على حرام لا صلاة لي و لا صوم.

فكتب عليه السّلام: الفائدة ممّا يفيد إليك في تجارة من ربحها، و حرث بعد الغرام أو جائزة(1).

الرابع عشر إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر:

(892) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: الخمس، أخرجه قبل المئونة، أو بعد المئونة؟

فكتب عليه السّلام: بعد المئونة(2).

ص: 431


1- الكافي: ج 1، ص 545، ح 12. عنه الوافي: ج 10، ص 309، ح 9614، و وسائل الشيعة: ج 9، ص 12585503. قطعة منه في ف 5، ب 6 (ما يجب فيه الخمس و ما لا يجب).
2- الكافي: ج 1، ص 545، ح 13. عنه وسائل الشيعة: ج 9، ص 508، ح 12597، و الوافي ج 10، ص 320، ح 9635، و البرهان: ج 2، ص 84، ح 8. قطعة منه في ف 5، ب 6 (إخراج الخمس بعد المئونة).

(893) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: و روى الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمد(1)، قال: سألته عن وقت صلاة الظهر و العصر؟

فكتب عليه السّلام: قامة للظهر و قامة للعصر(2).

ص: 432


1- هو أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي. قال النجاشي في رجاله: لقى الرضا و أبا جعفر عليهما السّلام... مات سنة إحدى و عشرين و مأتين: ص 75 رقم 180، و عدّه الشيخ في رجاله: من أصحاب الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السّلام، ص 344 رقم 34، و ص 366 رقم 2، و ص 397 رقم 5. قال التستري: لا ريب في دركه عصر الجواد عليه السّلام بل بقائه بعده عليه السّلام إذ كانت وفاته عليه السّلام في سنة 220 و وفاة البزنطي كانت في سنة 221 إلاّ أنّ لقائه له عليه السّلام بعد أبيه غير معلوم و إن قال النجاشي: أنّه لقيه عليه السّلام. فالفهرست: ص 19 رقم 53، اقتصر على أنّه لقى الرضا عليه السّلام. و إنّما المتحقق أنّه رآه في صغره في عصر أبيه، قاموس الرجال: ج 1، ص 568، رقم 502. قال السيّد الأبطحي: و كان له إلى الرضا عليه السّلام مكاتبات حينما بقي في طوس، و كان يقول عليه السّلام له: استخرج منه الكلام يعني أبا جعفر عليه السّلام، تهذيب المقال: ج 3، ص 222، ح 178. روى عن أبي الحسن موسى بن جعفر و أبي الحسن الرضا و أبي جعفر الثاني عليهم السّلام: معجم رجال الحديث: ج 2، ص 236 رقم 800.
2- التهذيب: ج 2، ص 21، ح 61. الاستبصار: ج 1، ص 248، ح 890. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 4، ص 144، ح 4752. قطعة منه في ف 5، ب 3 (وقت صلاة الفجر و الظهرين).
الخامس عشر إلى إسماعيل بن سهل:

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: علّمني شيئا إذا أنا قلته، كنت معكم في الدنيا و الآخرة؟

قال: فكتب بخطّه أعرفه: أكثر من تلاوة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» ، و رطّب شفتيك بالاستغفار(1).

(894) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العبّاس، عن إسماعيل بن سهل، قال: كتبت إلى أبي جعفر صلوات اللّه عليه: إنّي قد لزمني دين فادح.

فكتب عليه السّلام: أكثر من الاستغفار، و رطّب لسانك بقراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» (2).

السادس عشر إلى أمّ علي:

(895) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن القاسم الصيقل(3)، قال: كتبت إليه أمّ علي تسأل عن كشف الرأس بين يدي الخادم؟ و قالت له: إنّ شيعتك اختلفوا عليّ في ذلك، فقال بعضهم:

لا بأس، و قال: بعضهم: لا يحلّ.

ص: 433


1- ثواب الأعمال: ص 197، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الاستغفار)، رقم 794.
2- الكافي: ج 5، ص 316، ح 51. عنه البحار: ج 89، ص 329، ح 8، و ج 92، ص 303، ح 6، و وسائل الشيعة: ج 17، ص 463، ح 23003، و نور الثقلين: ج 5، ص 617، ح 25، بتفاوت يسير. قطعة منه في ف 6، ب 1 (سورة القدر: 97)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في قراءة القرآن) و (موعظته عليه السّلام في الاستغفار).
3- تأتي ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه.

فكتب عليه السّلام: سألت عن كشف الرأس بين يدي الخادم، لا تكشفي رأسك بين يديه، فإنّ ذلك مكروه(1).

السابع عشر إلى أيّوب بن نوح:

(896) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن عبد اللّه بن جعفر، عن أيّوب بن نوح(2)، قال: كتبت إليه: إنّ أصحابنا قد اختلفوا علينا، فقال بعضهم: إنّ النفر يوم الأخير بعد الزوال أفضل، و قال بعضهم: قبل الزوال؟

فكتب عليه السّلام: أ ما علمت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، صلّى الظهر و العصر بمكّة، و لا يكون ذلك إلاّ و قد نفر قبل الزوال(3).

2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: و كتب [أبو جعفر الجواد] عليه السّلام إليّ:... و كتبت إلى أيّوب، أمرته بذلك [أي عن التعرّض لك و بخلافك، و أعلمته موضعك عندي]...(4).

ص: 434


1- التهذيب: ج 7، ص 457، ح 1828. عنه وسائل الشيعة: ج 20، ص 224، ح 25482. قطعة منه في ف 5، ب 9 (حكم كشف المرأة رأسها عند الخادم).
2- تقدّمت ترجمته في ف 4، ب 3 (ما يقال للإمام عليه السّلام عند العطاس)، رقم 597.
3- الكافي: ج 4، ص 521، ح 8. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 14، ص 282، ح 19208. التهذيب: ج 5، ص 273، ح 935. قطعة منه في ف 4، ب 2 (صلاة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نفره إلى مكّة) و ف 5، ب 7 (حكم النفر من مكّة).
4- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. تقدّم الحديث بتمامه مع ترجمة الهمداني في (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.
الثامن عشر إلى بكر بن صالح:

(897) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن بكر بن صالح، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام:

إنّ ابني معي، و قد أمرته أن يحجّ عن أمّي، أ يجزي عنها حجّة الإسلام؟

فكتب عليه السّلام: لا! و كان ابنه صرورة(1)، و كانت أمّه صرورة(2).

(898) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: أنّ عمّتي معي و هي زميلتي، و الحرّ تشتدّ عليها، إذا أحرمت، فترى لي أن أظلّل عليّ و عليها؟

فكتب عليه السّلام: ظلّل عليها وحدها(3).

التاسع عشر إلى بندار مولى إدريس:

(899) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد

ص: 435


1- تقدّم معنى الصرورة في (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 871.
2- التهذيب: ج 5، ص 412، ح 1433. عنه الوافي: ج 12، ص 296، ح 11963، و ص 314، ح 12006. الاستبصار: ج 2، ص 321، ح 1137. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 11، ص 174، ح 14557. قطعة منه في ف 5، ب 7 (حكم استنابة الصرورة مع وجوب الحجّ).
3- الكافي: ج 4، ص 352، ح 12. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 226، ح 1061، عن علي بن مهزيار. عنه و عن الكافي و التهذيب، الوافي: ج 12، ص 606، ح 12709. التهذيب: ج 5، ص 311، ح 1068، عن الحسين بن سعيد. الاستبصار: ج 2، ص 185، ح 616، عن الحسين بن سعيد. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 12، ص 526، ح 16982. قطعة منه في ف 5، ب 7 (المحرم إذا زامل امرأة جاز التظليل لها دونه).

و عبد اللّه بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: كتب بندار مولى إدريس(1):

يا سيّدي! نذرت أن أصوم كلّ يوم سبت، فإن أنا لم أصمه ما يلزمني من الكفّارة؟

فكتب عليه السّلام و قرأته: لا تتركه إلاّ من علّة، و ليس عليك صومه في سفر و لا مرض إلاّ أن تكون نويت ذلك، فإن كنت أفطرت منه في غير علّة فتصدّق بقدر كلّ يوم على سبعة مساكين، نسأل اللّه التوفيق لما يحبّ و يرضى(2).

العشرون إلى جعفر و موسى:

(900) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى جعفر و موسى: و فيما أمرتكما من الإشهاد بكذا، و كذا نجاة لكما في آخرتكما، و إنفاذا لما أوصى به أبواكما، و برّا منكما لهما، و احذرا أن لا تكونا بدّلتما وصيّتهما، و لا غيّرتماها عن حالها، لأنّهما قد خرجا من ذلك، رضي اللّه عنهما، و صار ذلك في رقابكما.

و قد قال اللّه تبارك و تعالى في كتابه في الوصيّة: «فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مٰا سَمِعَهُ

ص: 436


1- لم نجد له ترجمة في الكتاب الرجالية إلاّ أنّ البرقي عدّه من أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السّلام، رجال البرقي: ص 57. فعلى هذا الظاهر أنّ المراد من قوله «يا سيّدي» أبو جعفر الجواد عليه السّلام.
2- التهذيب: ج 4، ص 235، ح 689، و ص 286، ح 867، و ج 8، ص 305، ح 1134. الاستبصار: ج 2، ص 102، ح 331، و ص 125، ح 408. الكافي: ج 7، ص 456، ح 10. قطعة منه في ف 5، ب 4 (صوم النذور)، و ب 22 (حكم من نذر صوم كلّ سبت).

فَإِنَّمٰا إِثْمُهُ عَلَى اَلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اَللّٰهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (1) .(2) .

الحادي و العشرون إلى الحسن بن سعيد:

(901) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن أخيه الحسن، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام:

الرجل يموت، و لا وارث له، إلاّ مواليه الذين أعتقوه، هل يرثونه؟ و لمن ميراثه؟

فكتب عليه السّلام: لمولاه الأعلى(3).

الثاني و العشرون إلى الحسين بن بشّار الواسطي:

(902) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن بشّار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام، أسأله عن النكاح؟

فكتب عليه السّلام إليّ: من خطب إليكم فرضيتم دينه و أمانته فزوّجوه «إِلاّٰ تَفْعَلُوهُ

ص: 437


1- البقرة: 181/2.
2- الكافي: ج 7، ص 14، ح 3. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 160، ح 534، و وسائل الشيعة: ج 19، ص 338، ح 2472، و الوافي: ج 24، ص 86، ح 23698، و البرهان: ج 1، ص 178، ح 3. قطعة منه في ف 5، ب 13 (حكم إنفاذ الوصيّة)، و ف 6، ب 1 (سورة البقرة: 181/2).
3- التهذيب: ج 8، ص 257، ح 934. عنه وسائل الشيعة: ج 23، ص 62، ح 29110. قطعة منه في ف 5، ب 18 (الميراث و الولاء للمولى الأعلى).

تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَسٰادٌ كَبِيرٌ» (1) .(2) .

الثالث و العشرون إلى الحسين بن الحكم الواسطىّ:

(903) 1 - العيّاشي رحمه اللّه: قال: و قال الحسين بن الحكم(3) الواسطي: كتبت إلى بعض الصالحين: أشكو الشكّ؟

فقال: إنّما الشكّ فيما لا يعرف، فإذا جاء اليقين فلا شكّ، يقول اللّه: «وَ مٰا وَجَدْنٰا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَ إِنْ وَجَدْنٰا أَكْثَرَهُمْ لَفٰاسِقِينَ» (4) نزلت في الشكّاك(5).

ص: 438


1- الأنفال: 73/8.
2- الكافي: ج 5، ص 347، ح 1. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 248، ح 1181. عنه الوافي: ج 21، ص 81، ح 20846، و نور الثقلين: ج 2، ص 170، ح 163. التهذيب: ج 7، ص 396، ح 1585. مكارم الأخلاق: ص 194، س 23. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 20، ص 77، ح 25075. قطعة منه في ف 5، ب 9 (صفات الزوج)، و ف 6، ب 1 (سورة الأنفال: 73/8)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في النكاح).
3- الحسين بن الحكم روى عن العبد الصالح و أبي جعفر الثاني عليهما السّلام كما في معجم رجال الحديث: ج 5، ص 221 رقم 3367، و جامع الرواة: ج 1، ص 237. فعلى هذا يحتمل أن يكون «بعض الصالحين» أبا الحسن الأول، أو أبا جعفر الثاني عليهما السّلام.
4- الأعراف: 102/7.
5- تفسير العيّاشي: ج 2، ص 23، ح 60. عنه البحار: ج 69، ص 125، ح 3، و البرهان: ج 2، ص 26، س 22. قطعة منه في ف 6، ب 1 (سورة الأعراف: 192/7)، و ف 4، ب 1 (اليقين لا يدخله الشكّ).
الرابع و العشرون إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري والي سجستان:

(904) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السيّاري، عن أحمد بن زكريّا الصيدلاني، عن رجل من بني حنيفة من أهل بست(1) و سجستان(2) قال: رافقت أبا جعفر عليه السّلام(3) في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم، فقلت له و أنا معه على المائدة، و هناك جماعة من أولياء السلطان: إنّ والينا جعلت فداك! رجل يتولاّكم أهل البيت، و يحبّكم، و عليّ في ديوانه خراج، فإن رأيت جعلني اللّه فداك، أن تكتب إليه كتابا بالإحسان إليّ؟.

فقال لي: لا أعرفه.

فقلت: جعلت فداك! إنّه على ما قلت: من محبّيكم أهل البيت، و كتابك ينفعني عنده.

فأخذ القرطاس و كتب:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

أمّا بعد: فإنّ موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا، و إنّ مالك من

ص: 439


1- بست بالضم: مدينة بين سجستان و غزنين و هراة، معجم البلدان: ج 1، ص 414، س 26.
2- سجستان بكسر أوّله و ثانيه: و هي ناحية كبيرة، و ولاية واسعة. ذهب بعضهم إلى أنّ سجستان اسم للناحية، و اسم مدينتها ذرنج، و بينها و بين هراة، عشرة أيّام، ثمانون فرسخا، و هي جنوبي هراة، و أرضها كلّها رملة سبخة. معجم البلدان: ج 3، ص 190، س 7.
3- في التهذيب: أبا جعفر الجواد عليه السّلام.

عملك(1) ما أحسنت فيه، فأحسن إلى إخوانك، و اعلم: أنّ اللّه عزّ و جلّ سائلك(2) عن مثاقيل الذرّ و الخردل.

قال: فلمّا وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري، و هو الوالي، فاستقبلني على فرسخين من المدينة، فدفعت إليه الكتاب، فقبّله و وضعه على عينيه، ثمّ قال لي: ما حاجتك؟

فقلت: خراج عليّ في ديوانك.

قال: فأمر بطرحه عنّي، و قال لي: لا تؤدّ خراجا ما دام لي عمل، ثمّ سألني عن عيالي، فأخبرته بمبلغهم، فأمر لي و لهم بما يقوتنا و فضلا، فما أدّيت في عمله خراجا ما دام حيّا، و لا قطع عنّي صلته حتّى مات(3).

الخامس و العشرون إلى خيران الخادم:

(905) 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني سليمان بن حفص، عن أبي بصير حمّاد بن عبد اللّه القندي، عن إبراهيم بن مهزيار، قال:

كتب إليه خيران(4): قد وجّهت إليك ثمانية دراهم كانت أهديت إليّ من

ص: 440


1- في التهذيب: أعمالك.
2- في التهذيب: يسألك.
3- الكافي: ج 5، ص 111، ح 6. عنه البحار: ج 50، ص 86، ح 2، و الأنوار البهيّة: ص 262، س 2. التهذيب: ج 6، ص 334، ح 926. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 620، ح 8، و الوافي: ج 17، ص 168، ح 17059. قطعة منه في ف 3، ب 1 (حجّه عليه السّلام في خلافة المعتصم) و (شفاعته عليه السّلام للناس) و (المعاد).
4- في المصدر: كتب إلى خيران، و هو غير صحيح.

طرسوس(1) دراهم منهم، و كرهت أن أردّها على صاحبها، أو أحدث فيها حدثا دون أمرك، فهل تأمرني في قبول مثلها أم لا؟ لأعرفها إن شاء اللّه و انتهى إلى أمرك.

فكتب، و قرأته: أقبل منهم إذا أهدي إليك دراهم أو غيرها؛ فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يردّ هديّة على يهودي و لا نصراني.

عن حمدويه و إبراهيم، قالا: حدّثنا محمد بن عيسى، قال حدّثني خيران الخادم، قال: وجّهت إلى سيّدي(2) ثمانية دراهم، و ذكر مثله سواء و قال: قلت:

جعلت فداك! إنّه ربما أتاني الرجل لك قبله الحقّ، أو يعرف موضع الحقّ لك، فيسألني عمّا يعمل به، فيكون مذهبي أخذ ما يتبرّع في سرّ؟

قال: اعمل في ذلك برأيك، فإنّ رأيك رأيي، و من أطاعك فقد أطاعني.

قال أبو عمرو: هذا يدلّ على أنه كان وكيله، و لخيران هذا مسائل يرويها عنه و عن أبي الحسن عليهما السّلام(3).

ص: 441


1- طرسوس: بفتح أوّله و ثانيه و سينين مهملتين، بينهما واو ساكنة، بوزن قربوس، كلمة عجميّة... و هي مدينة بثغور الشام بين أنطاكيّه و حلب و بلاد الروم، و بها قبر المأمون عبد اللّه ابن الرشيد جاءها غازيا فأدركته منيته فمات. معجم البلدان: ج 4، ص 28.
2- لا يخفى أنّ «خيران الخادم» و إن كان يروي عن الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام، لكنّ الظاهر أنّ المراد من «سيّدي»، «أبو جعفر الجواد عليه السّلام» لقول الكشّي بأنّ خيران الخادم وكيل الجواد عليه السّلام، و كون الرواية في الأمور الماليّة.
3- رجال الكشّي: ص 610، ح 1133 و 1134. عنه وسائل الشيعة ج 17، ص 291، ح 22560، و ص 292، س 7، مثله، و البحار: ج 50، ص 107، ح 26، و ص 108، ح 28، و تنقيح المقال: ج 1، ص 405 ذيل رقم 3803. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح خيران الخادم)، و ف 4، ب 2 (إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يردّ هديّة أحد).
السادس و العشرون إلى داود بن القاسم:

(906) 1 - أحمد بن محمد بن عيسى رحمه اللّه: علي [بن مهزيار] قال: قرأت في كتاب أبي جعفر عليه السّلام إلى داود بن القاسم: إنّى جئت و حياتك(1).

السابع و العشرون إلى الريّان بن شبيب:

(907) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد، قال: كتب إليه الريّان بن شبيب(2)، رجل أراد أن يزوّج مملوكته حرّا يشترط عليه أنّه متى شاء فيفرّق بينهما. أ يجوز ذلك له، جعلت فداك! أم لا؟

فكتب عليه السّلام: نعم! إذا جعل إليه الطلاق(3).

ص: 442


1- النوادر لابن عيسى: ص 52، ح 97. عنه البحار: ج 101، ص 211، ضمن، ح 32، و وسائل الشيعة: ج 23، ص 264، ح 29533. تقدّم الحديث أيضا في ف 5، ب 22 (حكم اليمين بغير اللّه)، و ف 3، ب 1 (يمينه عليه السّلام).
2- له روايات عن الرضا عليه السّلام كما في معجم رجال الحديث: ج 7، ص 209، رقم 4637، و في خبر الكشّي في خيران الخادم، قال: و كان الريّان بن شبيب، قال له: إنّ وصلت إلى أبي جعفر عليه السّلام قل له: مولاك الريّان بن شبيب يقرأ عليك السلام و يسألك الدعاء له و لولده فذكرت له ذلك و لم يدع لولده: رجال الكشّي: ص 608 رقم 1132. و روى المسعودي حديث تزويج المأمون بنته من الجواد عليه السّلام و سؤال يحيى بن أكثم عنه عليه السّلام عن إبراهيم بن هاشم، عن الريّان بن شبيب، إثبات الوصيّة: ص 189. و قال الزنجاني: روى الرجل عن الجواد عليه السّلام كما في إرشاد المفيد: ص 319، الجامع في الرجال: ج 1، ص 783. فعلى هذا يحتمل أن يكون المكتوب إليه هو الرضا أو الجواد عليهما السّلام.
3- التهذيب: ج 7، ص 341، ح 1393، و ص 374، ح 1514، بتفاوت يسير. الاستبصار: ج 3، ص 208، ح 750، بتفاوت. عنه و عن التهذيب: وسائل الشيعة: ج 21، ص 183، ح 26852، و ص 302، ح 27133. قطعة منه في ف 5، ب 10 (حكم تولّي المولى طلاق الأمة المزوّجة حرّا).
الثامن و العشرون إلى زكريّا بن آدم:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن عيسى القميّ، قال: بعث إليّ أبو جعفر عليه السّلام غلامه و معه كتابه، فأمرني أن أصير إليه، فأتيته،....

فقال: احمل كتابي إليه، و مره أن يبعث إليّ بالمال.

فحملت كتابه إلى زكريّا...(1).

التاسع و العشرون إلى صهر بكر بن صالح:

(908) 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد القميّ، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن علي ابن مهزيار، عن بكر بن صالح، قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه: إنّ أبي، ناصب، خبيث الرأي، و قد لقيت منه شدّة و جهدا، فرأيك جعلت فداك، في الدعاء لي، و ما ترى جعلت فداك، أ فترى أن اكاشفه أم أداريه؟

فكتب عليه السّلام: قد فهمت كتابك، و ما ذكرت من أمر أبيك، و لست أدع الدعاء لك، إن شاء اللّه، و المداراة خير لك من المكاشفة، و مع العسر يسر، فاصبر فإنّ العاقبة للمتّقين، ثبّتك اللّه على ولاية من تولّيت، نحن و أنتم في وديعة اللّه الذي(2) لا تضيع ودائعه.

ص: 443


1- رجال الكشّي: ص 596، ح 1115. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 416.
2- في البحار: التي لا يضيع.

قال بكر: فعطف اللّه بقلب أبيه [عليه] حتّى صار لا يخالفه في شيء(1).

الثلاثون إلى عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي، قال:...

قلت له: جعلت فداك! أكتب لي عهدك.

فقال عليه السّلام: تخرج إليك غدا.

فخرج إليّ مع كتبي، كتاب فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي، لعبد اللّه بن المبارك فتاه، إنّي أعتقك لوجه اللّه، و الدار الآخرة، لا ربّ لك إلاّ اللّه، و ليس عليك سبيل، و أنت مولاي، و مولى عقبي من بعدي.

و كتب في المحرّم سنة ثلاث عشرة و مائتين، و وقّع فيه محمد بن علي بخطّ يده و ختمه بخاتمه صلوات اللّه و سلامه عليه(2).

الحادي و الثلاثون إلى عبد الرحمن بن أبي نجران:

(909) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن العبّاس بن

ص: 444


1- الأمالي: ص 191، ح 20. عنه البحار: ج 50، ص 55، ح 30، و ج 71، ص 79، ح 79، و مستدرك الوسائل: ج 15، ص 178، ح 1، بتفاوت. قطعة منه في ف 2، ب 4 (استجابة دعائه عليه السّلام لصهر بكر بن صالح)، و ف 3، ب 3 (مدح صهر بكر بن صالح)، و ف 5، ب 9 (برّ الوالدين)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في المداراة).
2- رجال الكشّي: ص 568، ح 1076. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3 (إنّ كلّ فتح، فتح بضلال فهو للإمام عليه السّلام)، رقم 593.

معروف، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أو قلت له: جعلني اللّه فداك! نعبد الرحمن الرحيم، الواحد الأحد الصمد؟

قال: فقال: إنّ من عبد الاسم، دون المسمّى بالأسماء، أشرك و كفر و جحد، و لم يعبد شيئا، بل أعبد اللّه الواحد الأحد الصمد، المسمّى بهذه الأسماء، دون الأسماء، إنّ الأسماء صفات وصف بها نفسه(1).

الثاني و الثلاثون إلى عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري:

(910) 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني أحمد بن محمد، عن عبد العزيز(2)، أو من رواه عنه، عن أبي جعفر عليه السّلام قال: كتبت إليه: إنّ لك معي شيئا، فمرني بأمرك فيه إلى من أدفعه؟

فكتب عليه السّلام: إنّي قبضت ما في هذه الرقعة، و الحمد للّه، و غفر اللّه ذنبك، و رحمنا و إيّاك، و رضي اللّه عنك برضاي عنك(3).

ص: 445


1- الكافي: ج 1، ص 87، ح 3. عنه الوافي: ج 1، ص 348، ح 271. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 39، ح 41. قطعة منه في ف 4، ب 1 (صفات اللّه و أسماؤه عزّ و جلّ).
2- في غيبة الطوسي: عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري.
3- رجال الكشّي: ص 506، ح 976. غيبة الطوسي: ص 211، س 14، مرسلا، عن عبد العزيز، بتفاوت، عنه البحار: ج 50، ص 104، ح 22. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح عبد العزيز بن المهتدي الأشعري القميّ)، و ف 5، ب 6 (وجوب ايصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لعبد العزيز بن المهتدي الأشعري القميّ).

(911) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: (عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري):

خرج فيه عن أبي جعفر عليه السّلام: قبضت، و الحمد للّه، و قد عرفت الوجوه التي صارت إليك منها، غفر اللّه لك، و لهم الذنوب، و رحمنا و إيّاكم.

و خرج فيه: غفر اللّه لك ذنبك، و رحمنا و إيّاك، و رضي عنك برضائي عنك(1).

(912) 3 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: حمدويه بن نصير، قال حدّثني محمد بن إسماعيل الرازي، قال حدّثني عبد العزيز بن المهتدي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: ما تقول في يونس بن عبد الرحمن؟

فكتب إليّ بخطّه: أحبّه و ترحّم عليه و إن كان يخالفك أهل بلدك(2).

الثالث و الثلاثون إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني:

(913) 1 - الراوندي رحمه اللّه: و عن ابن بابويه، حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق، حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، حدّثنا سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر أعني محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام، أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟، و هل كان من المرسلين؟

ص: 446


1- كتاب الغيبة: ص 211، س 12. عنه البحار: ج 50، ص 104، ح 22. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح عبد العزيز بن المهتدي)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لعبد العزيز بن المهتدي الأشعري القميّ).
2- رجال الكشّي: ص 489، ح 931. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح يونس بن عبد الرحمن).

فكتب صلوات اللّه عليه: بعث اللّه تعالى جلّ ذكره مائة ألف نبيّ و أربعة و عشرين ألف نبيّ، المرسلون منهم: ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا.

و أنّ ذا الكفل منهم صلوات اللّه عليهم، و كان بعد سليمان بن داود، و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود، و لم يغضب إلاّ للّه عزّ و جلّ.

و كان اسمه عويديا، و هو الذي ذكره اللّه تعالى جلّت عظمته في كتابه حيث قال: «وَ اُذْكُرْ إِسْمٰاعِيلَ وَ اَلْيَسَعَ وَ ذَا اَلْكِفْلِ وَ كُلٌّ مِنَ اَلْأَخْيٰارِ» (1).(2).

(914) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن أحمد بن محمد رضى اللّه عنه، قال:

حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام أسأله عن علّة الغائط، و نتنه؟

قال عليه السّلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ خلق آدم عليه السّلام، و كان جسده طيّبا، و بقي أربعين سنة ملقى تمرّ به الملائكة، فتقول: لأمر ما خلقت.

و كان إبليس يدخل من فيه(3) و يخرج من دبره، فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غير طيّب(4).

ص: 447


1- ص: 48/38.
2- قصص الأنبياء: ص 213، ح 277، عنه البحار: ج 13، ص 405، ح 2. مجمع البيان: ج 4، ص 59، س 34. قطعة منه في ف 6، ب 1 (سورة ص: 48/38).
3- في البحار: يدخل في فيه.
4- علل الشرائع: ب 183، ص 275، ح 2. عنه البحار: ج 11، ص 109، ح 22، و ج 60، ص 200، ح 16، و ج 77، ص 163، ح 2، و مستدرك الوسائل: ج 2، ص 557، ح 2713. قطعة منه في ف 4، ب 2 (كيفيّة جسد آدم بعد الخلقة)، و ف 5، ب 2 (علة خبث الغائط و نتنه).
الرابع و الثلاثون إلى عبد اللّه بن خالد بن نصر المدائني:

(915) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، قال: كتب إلى أبي جعفر عليه السّلام عبد اللّه بن خالد بن نصر المدائني:

أسألك، جعلت فداك! عن البازي إذا أمسك صيده، و قد سمّي عليه، فقتل الصيد، هل يحلّ أكله؟

فكتب عليه السّلام بخطّه و خاتمه: إذا سمّيته أكلته.

و قال علي بن مهزيار: قرأته(1).

الخامس و الثلاثون إلى عبد اللّه بن الصلت القميّ، المكنّى بأبي طالب القميّ:

(916) 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني حمدان بن أحمد النهدي، قال: حدّثنا أبو طالب القميّ، قال: كتبت إلى أبي جعفر بن الرضا عليهما السّلام: فأذن لي أن أرثي أبا الحسن؟ أعني أباه.

فكتب إليّ: اندبني، و اندب أبي(2).

ص: 448


1- التهذيب: ج 9، ص 31، ح 125. الاستبصار: ج 4، ص 71، ح 261. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 23، ص 353، ح 29728. قطعة منه في ف 5، ب 19 (حكم ما صاده البازي)، و ب 20 (أكل ما صاده البازي).
2- رجال الكشّي: ص 567، ح 1074. عنه البحار: ج 26، ص 232، ح 8، و ج 76، ص 263، ح 10، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 568، ح 19895. قطعة منه في ف 3، ب 1 (الندبة عليه و على أبيه)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في إقامة العزاء).

(917) 2 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: علي بن محمد، قال: حدّثني محمد بن عبد الجبّار، عن أبي طالب القميّ، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام بأبيات شعر، و ذكرت فيها أباه، و سألته أن يأذن لي في أن أقول فيه؟

فقطع الشعر و حبسه.

و كتب في صدر ما بقى من القرطاس: قد أحسنت جزاك اللّه خيرا(1).

السادس و الثلاثون إلى عبيد اللّه بن محمد الرازي:

(918) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، قال:

كتب عبيد اللّه بن محمد الرازي(2) إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: إن رأيت أن تفسّر لي الفقّاع(3) فإنّه قد اشتبه علينا، أ مكروه هو بعد غليانه أم قبله؟

فكتب عليه السّلام إليه: لا تقرب الفقّاع إلاّ ما لم تضر آنيته، أو كان جديدا.

فأعاد الكتاب إليه: إنّي كتبت أسأل عن الفقّاع ما لم يغل؟

فأتاني: أن أشربه ما كان في إناء جديد، أو غير ضار.

ص: 449


1- رجال الكشّي: ص 568، ح 1075، و ص 245، ح 451، و فيه: فجزاك اللّه خيرا. عنه البحار: ج 26، ص 231، ح 6، و وسائل الشيعة: ج 14، ص 598، ح 19896. قطعة منه في ف 3، ب 1 (قطعه عليه السّلام الشعر من القرطاس و حبسه عنده)، و ب 3 (مدح عبد اللّه بن الصلت القميّ، المكنّى بأبي طالب القميّ).
2- في الاستبصار: عبد اللّه بن محمد الرازي، و كذا في الرسائل العشر.
3- الفقّاع، كرمّان: شيء يشرب، يتّخذ من ماء الشعير فقط، و ليس بمسكر، و لكن ورد النهي عنه قيل سمّي فقّاعا لما يرتفع في رأسه من الزبد. مجمع البحرين: ج 4، ص 376 (فقع).

و لم أعرف حدّ الضراوة(1).(2) و الجديد، و سأل أن يفسّر ذلك له، و هل يجوز شرب ما يعمل في الغضارة و الزجاج و الخشب و نحوه من الأواني؟

فكتب: يفعل الفقّاع في الزجاج، و في الفخّار الجديد إلى قدر ثلاث عملات، ثمّ لا تعد منه بعد ثلاث عملات إلاّ في إناء جديد، و الخشب مثل ذلك(3).

السابع و الثلاثون إلى علي بن أسباط الكوفي:

(919) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن علي بن مهزيار، قال:

كتب علي بن أسباط إلى أبي جعفر عليه السّلام في أمر بناته و أنّه لا يجد أحدا مثله؟

فكتب إليه أبو جعفر عليه السّلام: فهمت ما ذكرت من أمر بناتك، و أنّك لا تجد أحدا مثلك، فلا تنظر في ذلك رحمك اللّه(4) فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه، فزوّجوه «إِلاّٰ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَسٰادٌ

ص: 450


1- في الاستبصار: الضرارة.
2- الضراوة: ضري بالشيء كتعب، ضراوة: اعتاده و اجترئ عليه، فهو ضار - مجمع البحرين؛ ج 1، ص 271 (ضرا).
3- التهذيب: ج 9، ص 126، ح 546. عنه وسائل الشيعة: ج 25، ص 381، ح 32181. الاستبصار: ج 4، ص 96، ح 375. الرسائل العشر (تحريم الفقّاع): ص 265، س 5، أخبرنا به جماعة عن أحمد بن محمد ابن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد... بتفاوت. عنه مستدرك الوسائل: ج 17، ص 76، ضمن، ح 20808. قطعة منه في ف 5، ب 20 (شرب الفقّاع).
4- في التهذيب: يرحمك اللّه.

كَبِيرٌ» (1) .(2) .

(920) 2 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: عن السيّد بن طاوس، بإسناده الصحيح إلى محمد بن يعقوب الكليني فيما صنّفه من كتاب «رسائل الأئمّة صلوات اللّه عليهم» فيما يختصّ بمولانا الجواد عليه السّلام، فقال: و من كتاب إلى علي بن أسباط:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

و فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتيك اللتين تعرّض لك السلطان فيهما، فاستخر اللّه مائة مرّة، خيرة في عافية، فان احلولى في قلبك بعد الاستخارة فبعهما، و استبدل ما غيرهما إن شاء اللّه.

و لتكن الاستخارة بعد صلاتك ركعتين؛ و لا تكلّم أحدا بين أضعاف الاستخارة حتّى تتمّ مائة مرّة(3).

ص: 451


1- الأنفال: 73/8.
2- الكافي: ج 5، ص 347، ح 2. عنه الوافي: ج 21، ص 82، ح 20847. التهذيب: ج 7، ص 396، ح 1586. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 20، ص 76، ح 25072. مكارم الأخلاق: ص 195، س 19. عوالي اللّئالي: ج 3، ص 340، ح 254. البحار: ج 100، ص 373، ح 9، عن فتح الأبواب. عنه البحار: ج 88، ص 264، ح 18. قطعة منه في ف 9، ب 3 (ما رواه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
3- البحار: ج 88، ص 264، ضمن ح 18، عن فتح الأبواب. مصباح الكفعمي: ص 517، س 4، أشار إليه. وسائل الشيعة: ج 8، ص 77، ح 10122، عن فتح الأبواب. قطعة منه في ف 5، ب 3 (صلاة الاستخارة)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في كيفيّة الاستخارة).
الثامن و الثلاثون إلى علي بن بلال:

(921) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالى، عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن محمد بن محمد، عن علي بن بلال(1).

أنّه كتب إليه يسأله عن الجريدة، إذا لم نجد نجعل بدلها غيرها في موضع لا يمكن النخل؟

فكتب عليه السّلام: يجوز إذا أعوزت الجريدة، و الجريدة أفضل(2).

(922) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، قال: حدّثني علي بن بلال، و أراني قد سمعته من علي بن بلال(3)، قال:

كتبت إليه: هل يجوز أن يكون الرجل في بلدة و رجل من إخوانه في بلدة أخرى، يحتاج، أن يوجّه له فطرة أم لا؟

فكتب عليه السّلام: تقسم الفطرة على من حضرها، و لا توجّه ذلك(4)، إلى بلدة اخرى و إن لم تجد موافقا(5).

ص: 452


1- عدّه الشيخ من أصحاب الجواد و الهادي و العسكري عليهم السّلام، رجال الطوسي: ص 404، رقم 17، و ص 417 رقم 6، و ص 432 رقم 4.
2- التهذيب: ج 1، ص 294، ح 86. الكافي: ج 3، ص 153، ح 11. قطعة منه في ف 5، ب 2، (وضع الجريدة مع الميّت).
3- تقدّمت ترجمته في الحديث السابق.
4- في الاستبصار يقسم الفطرة على من حضرها، و لا يخرج ذلك إلى بلدة اخرى و إن لم يجد موافقا.
5- التهذيب: ج 4، ص 88، ح 258. عنه الوافي: ج 10، ص 269، ح 9568. الاستبصار: ج 2، ص 51، ح 171، بتفاوت. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 9، ص 360، ح 12237. قطعة منه في ف 5، ب 5، (حكم نقل الفطرة من بلد إلى بلد آخر).

(923) 3 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن علي بن بلال(1)، قال: كتبت إليه أسأله هل يجوز أن أدفع زكاة المال و الصدقة إلى محتاج غير أصحابي؟

فكتب عليه السّلام: لا تعط الصدقة و الزكاة إلاّ لأصحابك(2).

(924) 4 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن أبي الحسن علي بن بلال(3)، قال: كتبت إليه في قضاء النافلة من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس و من بعد العصر إلى أن تغيب الشمس؟

فكتب عليه السّلام: لا يجوز ذلك إلاّ للمقتضي، فامّا لغيره فلا.

و قد روي رخصة في الصلاة عند طلوع الشمس و عند غروبها(4).

ص: 453


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه).
2- التهذيب: ج 4، ص 54، ح 140. عنه وسائل الشيعة: ج 9، ص 222، ح 11883، و الوافي: ج 10، ص 189، ح 9408. قطعة منه في ف 5، ب 5، (حكم دفع الزكاة إلى المخالف).
3- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه.
4- التهذيب: ج 2، ص 175، ح 696. عنه البحار: ج 80، ص 153، ح 13، أورد ذيل الحديث. الاستبصار: ج 1، ص 291، ح 1068، بحذف الذيل. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 4، ص 235، ح 5018، نحو ما في الاستبصار. قطعة منه في ف 5، ب 3، (قضاء النوافل).
التاسع و الثلاثون إلى علي بن حديد:

(925) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد؛ و أحمد بن محمد جميعا، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، قال:

كنت مقيما بالمدينة في شهر رمضان، سنة ثلاث عشرة و مائتين، فلمّا قرب الفطر، كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام أسأله عن الخروج في عمرة شهر رمضان أفضل، أو أقيم حتّى ينقضي الشهر و أتمّ صومي؟

فكتب إليّ كتابا قرأته بخطّه: سألت رحمك اللّه عن أيّ العمرة أفضل؟

عمرة شهر رمضان أفضل يرحمك اللّه(1).

الأربعون إلى علي بن محمد الحصيني:

(926) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن الحسن بن هارون الحارثي، المعروف بابن هرونا، قال: أخبرني إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، قال: كتب علي بن محمد الحصيني إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام يسأله عن الفقّاع، و كتب: إنّي شيخ كبير، و هو يحطّ عنّي طعامي، و يمرىء (تمرء) لي، فما ترى لي فيه؟

فكتب إليه: لا بأس بالفقّاع إذا عمل أوّل عمله أو الثانية، في أواني الزجاج و الفخار، فأمّا إذا ضري عليه الإناء، فلا تقربه.

ص: 454


1- الكافي: ج 4، ص 536، ح 2. عنه وسائل الشيعة: ج 14، ص 304، ح 19263، و الوافي: ج 12، ص 445، ح 12285. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح علي بن حديد)، و ف 5، ب 7 (فضل عمرة شهر رمضان).

قال علي: فأقرأني الكتاب، و قال: لست أعرف ضراوة الإناء، فأعاد الكتاب إليه: جعلت فداك! لست أعرف حدّ ضراوة الإناء، فاشرح لي من ذلك شرحا بيّنا أعمل به.

فكتب إليه: إنّ الإناء إذا عمل به ثلاث عملات، أو أربعة ضري(1) عليه فأغلاه، فإذا غلا حرم، فإذا حرم فلا يتعرّض له(2).

الحادي و الأربعون إلى علي بن محمد بن سليمان النوفلي:

(927) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و روى محمد بن علي بن محبوب، عن موسى ابن جعفر البغدادي، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام أسأله عن أرض أوقفها جدّي على المحتاجين من ولد فلان بن فلان، الرجل الذي يجمع القبيلة، و هم كثير متفرّقون في البلاد، و في ولد الموقف حاجة شديدة، فسألوني أن أخصّهم بها دون سائر ولد الرجل الذي يجمع القبيلة؟

فأجاب عليه السّلام: ذكرت الأرض التي أوقفها جدّك على فقراء(3) ولد فلان، و هي لمن حضر البلد الذي فيه الوقف و ليس لك أن تبتغي(4) من كان غائبا(5).

ص: 455


1- في مستدرك الوسائل: أربع ضرى.
2- الرسائل العشر (تحريم الفقّاع): ص 265، س 15. عنه مستدرك الوسائل: ج 17، ص 76، ضمن، ح 20808. قطعة منه في ف 5، ب 2 (حكم الفقّاع).
3- في التّهذيب: نفر.
4- في التهذيب: تتّبع.
5- من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 178، ح 627. الكافي: ج 7، ص 38، ح 37، محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن جعفر، بتفاوت. التهذيب: ج 9، ص 133، ح 563. عنه و عن الكافي و الفقيه، وسائل الشيعة: ج 19، ص 193، ح 24416، و الوافي: ج 10، ص 548، ح 10094. قطعة منه في ف 5، ب 11 (حكم الوقف على أولاد كثيرين متفرّقين).
الثاني و الأربعون إلى علي بن مهزيار:

(928) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبّار، عن علي بن مهزيار(1)، قال: كتبت إليه: امرأة طهرت من حيضها، أو من دم نفاسها في أوّل يوم من شهر رمضان، ثمّ استحاضت، فصلّت، و صامت شهر رمضان كلّه من غير أن تعمل ما تعمل المستحاضة من الغسل لكلّ صلاتين. فهل يجوز صومها و صلاتها أم لا؟

فكتب عليه السّلام: تقضي صومها(2)، و لا تقضي صلاتها، إنّ (3) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

ص: 456


1- قال النجاشي: روى عن الرضا و أبي جعفر عليهما السّلام و اختصّ بأبي جعفر الثاني و توكّل له و عظم محلّه منه و كذلك أبي الحسن الثالث عليه السّلام. رجال النجاشي: ص 253، رقم 664. و عدّه الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام. رجال الطوسي: ص 381 رقم 22، و ص 453 رقم 8، و ص 417 رقم 3. و نقل الكشّي مكاتبات أبي جعفر الجواد عليه السّلام إليه. رجال الكشّي: ص 550 رقم 1040. فعلى هذا الظاهر رجوع المضمر في قوله كتبت إليه إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
2- قال المجلسي رحمه اللّه: قوله عليه السّلام «تقضي صومها» اعلم أنّ المشهور بين الأصحاب أنّ المستحاضة إذا أخلّت بالأغسال تقضي صومها، و استدلّوا بهذا الخبر. و فيه إشكال، لاشتماله على عدم قضاء الصلاة، و لم يقل به أحد، و مخالف لسائر الأخبار، و قد وجّه بوجوه.... الثالث: ما ذكره شيخ المحقّقين قدّس اللّه روحه في المنتقى حيث قال:... إنّ الجواب الواقع في الحديث غير متعلّق بالسؤال المذكور فيه، و الانتقال إلى ذلك من وجهين.... ثانيهما: إنّ هذه العبارة بعينها مضت في حديث من أخبار الحيض في كتاب الطهارة - مرادا بها قضاء الحائض للصوم دون الصلاة إلى أن قال: و لا يخفى أنّ للعبارة بذلك الحكم مناسبة ظاهرة تشهد بها السليقة، لكثرة وقوع الحيض و تكرّر الرجوع إليه في حكمه.... و ليس بالمستبعد أن يبلغ الوهم إلى موضع الجواب مع غير سؤاله، فإنّ من شأن الكتابة في الغالب: أن تجمع الأسئلة المتعدّدة، فإذا لم ينعم الناقل نظره فيها يقع له نحو هذا الوهم، انتهى كلامه. و قال سبطه الجليل بعد إيراد هذا الكلام: خطر لي احتمال، لعلّه قريب لمن تأمله بنظر صائب، و هو أنّه لمّا كان السؤال مكاتبة وقع تحت قول السائل «فصلّت» تقضي صومها ولاء أي متواليا، و القول بالتوالي و لو على وجه الاستحباب موجود، و دليله كذلك، فهذا من جملته، و ذلك هو متعارف في التوقيع من الكتابة تحت كلّ مسألة ما يكون جوابا لها حتّى إنّه قد يكتفي بنحو - لا - و - نعم - بين السطور... الخ. ثم ذكر وجوها أخر عن المحقّقين لا يسعنا ذكرها. مرآة العقول ج 16، ص 340، س 21. و قال الفيض رحمه اللّه:... يحمل قضاء الصوم على قضاء صوم أيّام حيضها خاصّة دون سائر الأيّام، و كذا نفي قضاء الصلاة. الكافي: ج 4 في هامش ص 136.
3- في علل الشرائع: لأنّ، و كذا في الوسائل.

كان يأمر فاطمة صلوات اللّه عليها(1) و المؤمنات من نسائه بذلك(2).

ص: 457


1- قال المجلسي رحمه اللّه: قوله عليه السّلام: «كان يأمر فاطمة» أي لأن تأمر غيرها بذلك لأنها كانت كالحوريّة لا ترى حمرة. مرآة العقول: ج 16، ص 343، س 19. و قال الفيض رحمه اللّه: إنّه قد ثبت عندنا أنّ فاطمة سلام اللّه عليها لم تر حمرة قطّ، اللهمّ إلاّ أن يقال: أنّ المراد بفاطمة، فاطمة بنت أبي حبيش، فإنّها كانت مشتهرة بكثرة الاستحاضة، و السؤال عن مسائلها في ذلك الزمان. الكافي: ج 4 في هامش ص 136.
2- الكافي: ج 4، ص 136، ح 6. عنه و عن الفقيه و الكافي، درّ المنثور: ج 1، ص 16، س 3. التهذيب: ج 4، ص 310، ح 937. علل الشرائع: ص 293، ب 224، ح 1، أبي قال: حدّثنا سعيد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا أحمد بن ادريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الجبّار.... عنه البحار: ج 78، ص 112، ح 38. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 94، ح 419، عن علي بن مهزيار. عنه و عن العلل و الكافي و التهذيب، وسائل الشيعة: ج 2، ص 349، ح 2333. تقدّم الحديث أيضا في ف 5، ب 3 (صلاة المستحاضة)، و قطعة منه في ف 4، ب 2 (إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يأمر نسائه بقضاء الصوم في الاستحاضة)، و ف 5، ب 4 (صوم المستحاضة).

(929) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، و عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعا عن علي بن مهزيار(1)، قال: قلت: روى بعض مواليك عن آبائك عليهم السّلام: أنّ كلّ وقف إلى وقت معلوم، فهو واجب على الورثة، و كلّ وقف إلى غير وقت معلوم جهل مجهول، باطل(2) مردود على الورثة، و أنت أعلم بقول آبائك؟

فكتب عليه السّلام: هو(3) عندي كذا(4).

(930) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد؛ و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن علي بن مهزيار، قال:

كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام، أعلمه أنّ إسحاق بن إبراهيم وقف ضيعة على الحجّ، و أمّ ولده، و ما فضل عنها للفقراء، و أنّ محمد بن إبراهيم أشهدني على نفسه، بمال ليفرّق على إخواننا، و أنّ في بني هاشم من يعرف حقّه، يقول بقولنا ممّن هو محتاج.

فترى أن أصرف ذلك إليهم إذا كان سبيله سبيل الصدقة، لأنّ وقف إسحاق

ص: 458


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه.
2- في التهذيب: فهو باطل، و كذا في الاستبصار.
3- في الوسائل: هكذا هو، و في الفقيه: هو هكذا عندي.
4- الكافي: ج 7، ص 36، ح 31. التهذيب: ج 9، ص 132، ح 561. عنه و عن الكافي و الفقيه، وسائل الشيعة: ج 19، ص 192، ح 24414. الاستبصار: ج 4، ص 99، ح 383. من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 176، ح 622. قطعة منه في ف 5، ب 11 (اشتراط تعيين الوقت في صحّة الوقف).

إنّما هو صدقة؟

فكتب عليه السّلام: فهمت، يرحمك اللّه ما ذكرت من وصيّة إسحاق بن إبراهيم رضى اللّه عنه: و ما أشهد لك بذلك محمد بن إبراهيم رضى اللّه عنه و ما استأمرت فيه من إيصالك بعض ذلك إلى من له ميل و مودّة من بني هاشم، ممّن هو مستحقّ فقير.

فأوصل ذلك إليهم يرحمك اللّه، فهم إذا صاروا إلى هذه الخطّة، أحقّ به من غيرهم لمعنى لو فسّرته لك لعلمته إن شاء اللّه(1).

(931) 4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى؛ و عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعا عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: إنّ فلانا ابتاع ضيعة فوقفها، و جعل لك في الوقف الخمس، و يسأل عن رأيك في بيع حصّتك من الأرض، أو يقوّمها على نفسه بما اشتراها به، أو يدعها موقوفة؟

فكتب عليه السّلام إليّ: أعلم فلانا: أنّي آمره ببيع حقّي(2) من الضيعة، و إيصال ثمن ذلك إليّ، و إنّ ذلك رأيي إن شاء اللّه، أو يقوّمها على نفسه إن كان ذلك أوفق له(3).

و كتبت إليه: أنّ الرجل ذكر، أنّ بين من وقف بقيّة هذه الضيعة عليهم اختلافا

ص: 459


1- الكافي: ج 7، ص 65، ح 30. التهذيب: ج 9، ص 238، ح 925، باسناد ذكره في مشيخته. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 19، ص 213، ح 24453، و الوافي: ج 10، ص 555، ح 10104. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح علي بن مهزيار) و (مدح إسحاق بن إبراهيم) و (مدح محمد بن إبراهيم)، و ف 5، ب 11 (حكم إعطاء فقراء بني هاشم من الوقف).
2- في الفقيه: حصّتي.
3- في الفقيه: أرفق به.

شديدا، و أنّه ليس يأمن أن يتفاقم ذلك بينهم بعده، فإن كان ترى أن يبيع هذا الوقف، و يدفع إلى كلّ إنسان منهم ما كان وقف له من ذلك أمرته؟

فكتب بخطّه إليّ: و أعلمه: أنّ رأيي له إن كان قد علم الاختلاف ما بين أصحاب الوقف أن يبيع الوقف أمثل(1)، فإنّه ربّما جاء في الاختلاف، ما فيه تلف الأموال و النفوس(2).

(932) 5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد؛ و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن علي بن مهزيار، قال: كتب محمد بن حمزة الغنوي(3) إليّ، يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر عليه السّلام في دعاء يعلّمه، يرجو به الفرج.

فكتب إليّ: أمّا ما سأل(4) محمد بن حمزة، من تعليمه دعاء، يرجو به الفرج، فقل له يلزم: «يا من يكفي من كلّ شيء، و لا يكفي منه شيء، اكفني ما أهمّني

ص: 460


1- في الفقيه: و أنّ بيع الوقف أمثل، فليبع.
2- الكافي: ج 7، ص 36، ح 30. من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 178، ح 628، بإسناد ذكره في مشيخته، بتفاوت آخر لم نذكره. التهذيب: ج 9، ص 130، ح 557، بتفاوت. عنه و عن الفقيه و الكافي، الوافي: ج 10، ص 551، ح 10097. الاستبصار: ج 4، ص 98، ح 381، بتفاوت. عنه و عن التهذيب و الفقيه و الكافي، وسائل الشيعة: ج 19، ص 187، ح 24409، و 24410. عوالي اللئالي: ج 3، ص 262، ح 11، قطعة منه. قطعة منه في ف 5، ب 6 (خمس الوقف)، و ب 11 (حكم بيع الوقف)، و ب 16 (حكم بيع الوقف).
3- في عدّة الداعي: محمد بن حمزة العلوي.
4- في عدّة الداعي: سألك.

ممّا أنا فيه».

فإنّي أرجو أن يكفي ما هو فيه من الغمّ إن شاء اللّه تعالى.

فأعلمته ذلك، فما أتى عليه إلاّ قليل، حتّى خرج من الحبس(1).

(933) 6 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام و شكوت إليه كثرة الزلازل في الأهواز: ترى لنا التحوّل عنها؟

فكتب عليه السّلام: لا تتحوّلوا(2) عنها، و صوموا الأربعاء، و الخميس، و الجمعة، و اغتسلوا، و طهّروا ثيابكم، و ابرزوا يوم الجمعة، و ادعوا اللّه، فإنّه يرفع(3)عنكم.

قال: ففعلنا، فسكنت الزلازل.

قال: و من كان منكم مذنب، فيتوب إلى اللّه سبحانه و تعالى، و دعا لهم بخير(4).

ص: 461


1- الكافي: ج 2، ص 560، ح 14. عنه الوافي: ج 9، ص 1621، ح 8849. عدّة الداعي: ص 278، ح 11، بتغيير آخر لم نذكره. عنه البحار: ج 92، ص 208، ضمن، ح 39. الدعوات: ص 51، ح 126، أورد قطعة منه. عنه البحار: ج 92، ص 195، ضمن، ح 29. قطعة منه في ف 6، ب 2 (الدعاء عند رجاء الفرج)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الدعاء لرجاء الفرج).
2- في البحار: ج 50: لا تتحوّل.
3- في التهذيب: يدفع عنكم.
4- علل الشرائع: ب 343، ص 555، ح 6. عنه البحار: ج 88، ص 150، س 2. عنه و عن الفقيه و وسائل الشيعة: ج 7، ص 504، ح 9975. من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 343، ح 1518، قطعة منه. عنه و عن التهذيب، الوافي: ج 9، ص 1371، ح 8397. التهذيب: ج 3، ص 294، ح 891 كما في الفقيه. عنه البحار: ج 50، ص 101، ح 14. قطعة منه في ف 2، ب 4 (استجابة دعائه لدفع الزلازل بالأهواز)، و ف 5، ب 4 (الصوم عند الزلازل)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في التوبة).

(934) 7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه اللّه، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن المعروف، عن علي بن مهزيار، قال: كتبت إلى أبى جعفر، محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السّلام: جعلت فداك! أصلّي خلف من يقول بالجسم؟

و من يقول بقول يونس يعني: ابن عبد الرحمن؟

فكتب عليه السّلام: لا تصلّوا خلفهم؛ و لا تعطوهم من الزكاة، و ابرءوا منهم برء اللّه منهم(1).

(935) 8 - العيّاشي رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال: كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام أن سل(2) فلانا أن يشير عليّ، و يتخيّر لنفسه، فهو يعلم ما(3) يجوز في بلده، و كيف يعامل السلاطين، فإنّ المشورة مباركة.

قال اللّه لنبيّه، في محكم كتابه: «فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شٰاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ

ص: 462


1- الأمالي: ص 229، ح 3. عنه البحار: ج 3، ص 292، ح 13، و ج 85، ص 79، ح 34، و وسائل الشيعة: ج 8، ص 312، ح 10758، بتفاوت يسير. قطعة منه في ف 5، ب 3 (شرائط إمام الجماعة)، و ب 5، (حكم دفع الزكاة إلى من يقول بالجسم).
2- في البرهان: اسأل.
3- في الوسائل: اعلم بما.

فَإِذٰا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلْمُتَوَكِّلِينَ» (1) .

فإن كان ما يقول، ممّا يجوز كنت(2) أصوّب رأيه، و إن كان غير ذلك، رجوت أن أضعه على الطريق الواضح، إن شاء اللّه.

«وَ شٰاوِرْهُمْ فِي اَلْأَمْرِ» ، قال: يعني الاستخارة(3).

(936) 9 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: ما رواه محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد ابن محمد؛ و عبد اللّه بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال(4):

كتب إليه أبو جعفر عليه السّلام، و قرأت أنا كتابه إليه، في طريق مكّة، قال: إنّ الذي أوجبت في سنتي هذه، و هذه سنة عشرين و مائتين فقطّ، لمعنى من المعاني، أكره تفسير المعني كلّه، خوفا من الانتشار، و سأفسّر لك بقيّته إن شاء اللّه: إنّ موالي أسأل اللّه صلاحهم، أو بعضهم قصّروا فيما يجب عليهم، فعلمت ذلك، فأحببت أن أطهّرهم، و أزكّيهم، بما فعلت في عامي هذا من الخمس.

قال اللّه تعالى: «خُذْ مِنْ أَمْوٰالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَ تُزَكِّيهِمْ بِهٰا وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاٰتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَ اَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. أَ لَمْ يَعْلَمُوا(5) أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَأْخُذُ اَلصَّدَقٰاتِ وَ أَنَّ اَللّٰهَ هُوَ اَلتَّوّٰابُ اَلرَّحِيمُ. وَ قُلِ اِعْمَلُوا فَسَيَرَى

ص: 463


1- آل عمران: 159/3.
2- في الوسائل: كتبت.
3- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 204، ح 147. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 45، ح 15604، و البرهان: ج 1، ص 324، ح 4، و نور الثقلين: ج 1، ص 405، ح 414. قطعة منه في ف 5، ب 3 (كيفيّة الاستخارة)، و ف 6، ب 1 (سورة آل عمران: 159/3)، ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في المشورة).
4- «قال» يعني أحمد، أو عبد اللّه. «كتب إليه» يعني إلى علي بن مهزيار. «أبو جعفر عليه السّلام» يعني الجواد عليه السّلام. الوافي: ج 10، ص 343، س 7.
5- في المصدر: ا لم تعلموا... و هو غير صحيح.

اَللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلىٰ عٰالِمِ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» (1) .

و لم أوجب ذلك عليهم في كلّ عام. و لا أوجب عليهم إلاّ الزكاة التي فرضها اللّه عليهم.

و إنّما أوجب(2) عليهم الخمس في سنتي هذه في الذهب و الفضّة التي قد حال عليها الحول، و لم أوجب عليهم ذلك في متاع، و لا آنية، و لا دواب، و لا خدم، و لا ربح ربحه في تجارة، و لا ضيعة إلاّ ضيعة سأفسّر لك أمرها، تخفيفا منّي عن مواليّ، و منّا منّي عليهم، لما يغتال السلطان من أموالهم و لما ينوبهم في ذاتهم.

فأمّا الغنائم و الفوائد: فهي واجبة عليهم في كلّ عام، قال اللّه تعالى:

«وَ اِعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىٰ وَ اَلْيَتٰامىٰ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ اِبْنِ اَلسَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللّٰهِ وَ مٰا أَنْزَلْنٰا عَلىٰ عَبْدِنٰا يَوْمَ اَلْفُرْقٰانِ يَوْمَ اِلْتَقَى اَلْجَمْعٰانِ وَ اَللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ» (3) .

و الغنائم و الفوائد، يرحمك اللّه، فهي الغنيمة يغنمها المرء، و الفائدة يفيدها، الجائزة من الإنسان التي لها خطر، و الميراث الذي لا يحتسب من غير أب، و لا ابن، و مثل عدوّ يصطلم(4) فيؤخذ ماله، و مثل المال يؤخذ و لا يعرف له صاحب، و ما صار إلى مواليّ من أموال الخرّميّة(5) الفسقة، فقد علمت،

ص: 464


1- التوبة: 103/9-105.
2- في التهذيب و وسائل الشيعة: أوجبت.
3- الأنفال: 41/8.
4- «يصطلم» يحتمل الظلم، و الأظهر، الإهمال بمعنى الاستئصال، كما يوجد في بعض النسخ. الوافي: ج 10، ص 343، س 9.
5- خرّم: بفتح أوّله و تشديد ثانيه و هو رستاق بأردبيل، قال نصر: و أظنّ الخرّميّة الذين كان منهم بابك الخرّمي نسبوا إليه. (معجم البلدان: ج 2، ص 362). الخرّميّة: بدعة نشأت في خراسان، اشتدّ نفوذها بعد مقتل أبي مسلم الخراساني، و ثار زعيمها بابك على الدولة العبّاسيّة، قضى عليها الأفشين في عهد المعتصم (المنجد، الأعلام ص 268). (الخرّمدينيّة) و منهم كان بدء الغلوّ في القول حتّى قالوا: أنّ الأئمّة آلهة، و أنّهم أنبياء، و أنّهم رسل، و أنّهم ملائكة. و هم الذين تكلّموا بالأظلّة، و في التناسخ في الأرواح، و هم أهل القول بالدور في هذه الدار، و أبطال القيامة و البعث و الحساب. فرق الشيعة: ص 36.

أنّ أموالا عظاما صارت إلى قوم من مواليّ.

فمن كان عنده شيء من ذلك، فليوصل إلى وكيلي.

و من كان نائيا بعيد الشقّة، فليتعمّد لإيصاله و لو بعد حين، فإنّ نيّة المؤمن خير من عمله.

فأمّا الذي أوجب من الضياع، و الغلاّت في كلّ عام فهو نصف السدس ممّن كانت ضيعته تقوم بمؤونته.

و من كانت ضيعته لا تقوم بمؤنته، فليس عليه نصف سدس و لا غير ذلك(1).

(937) 10 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: ما رواه علي بن مهزيار(2)، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: الرواية قد اختلفت عن آبائك عليهم السّلام في الإتمام، و التقصير، للصلاة في الحرمين: فمنها أن يأمر بتتميم الصلاة، و لو صلاة واحدة، و منها أن يأمر بقصر الصلاة ما لم ينو مقام عشرة أيّام.

ص: 465


1- الاستبصار: ج 2، ص 60، ح 198. التهذيب: ج 4، ص 141، ح 398. قطعة منه في ف 5، ب 5 (وجوب الزكاة)، و ب 6، (ما يجب فيه الخمس و ما لا يجب)، و ف 6، ب 1 (سورة الأنفال: 41/8) و (سورة التوبة: 103/9-105)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في نيّة المؤمن).
2- باسناد ذكره الشيخ الطوسي رحمه اللّه في مشيخته.

و لم أزل على الإتمام فيهما إلى أن صدرنا من حجّنا في عامنا هذا، فإنّ فقهاء أصحابنا أشاروا عليّ بالتقصير، إذا كنت لا أنوي مقام عشرة أيّام، و قد ضقت بذلك حتّى أعرف رأيك؟

فكتب بخطّه: قد علمت يرحمك اللّه فضل الصلاة في الحرمين على غيرهما، فأنا أحبّ لك إذ(1) دخلتهما أن لا تقصّر، و تكثر فيهما من الصلاة.

فقلت له بعد ذلك بسنتين مشافهة: إنّي كتبت إليك بكذا، و أجبت بكذا؟

فقال: نعم!

فقلت: أيّ شيء تعني بالحرمين؟

فقال: مكّة، و المدينة، و متى إذا توجّهت من منى فقصّر الصلاة، فإذا انصرفت من عرفات إلى منى وزرت البيت و رجعت إلى منى، فأتمّ الصلاة تلك الثلاثة أيّام، و قال: بإصبعه ثلاثا(2).

(938) 11 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار: و في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام إليه ببغداد: قد وصل إليّ كتابك، و قد فهمت ما ذكرت فيه، و ملأتني سرورا، فسرّك اللّه!

ص: 466


1- في الوسائل: إذا دخلتهما.
2- الاستبصار: ج 2، ص 333، ح 1183. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 525، ح 11346. التهذيب: ج 5، ص 428، ح 1487، مرسلا و بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 537، ح 11384، قطعة منه. الكافي: ج 4، ص 525، ح 8، بتفاوت. عنه و عن التهذيب، البحار: ج 86، ص 83، س 1، بتفاوت. قطعة منه في ف 5، ب 3 (إتمام الصلاة في الحرمين)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في إكثار الصلاة في الحرمين).

و أنا أرجو من الكافي الدافع، أن يكفي كيد كلّ كائد، إن شاء اللّه تعالى(1).

(939) 12 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار: في كتاب آخر [لأبي جعفر عليه السّلام إليه]: و قد فهمت ما ذكرت من أمر القميّين، خلّصهم اللّه، و فرّج عنهم، و سررتني بما ذكرت من ذلك، و لم تزل تفعل.

سرّك اللّه بالجنّة، و رضي عنك برضائي عنك، و أنا أرجو من اللّه حسن العون و الرأفة، و أقول: حسبنا اللّه و نعم الوكيل(2).

(940) 13 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار:

و في كتاب آخر [لأبي جعفر عليه السّلام إليه] بالمدينة: فاشخص إلى منزلك، صيّرك اللّه إلى خير منزل في دنياك و آخرتك(3).

(941) 14 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد، قال: حدّثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن

ص: 467


1- رجال الكشّي: ص 550، ضمن، ح 1040. قطعة منه في ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لعلي بن مهزيار)، و ف 3، ب 3 (مدح علي بن مهزيار).
2- رجال الكشّي: ص 550، ضمن، ح 1040. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح علي بن مهزيار)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لعلي بن مهزيار).
3- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح علي بن مهزيار)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لعلي بن مهزيار).

مهزيار:

في كتاب آخر [لأبي جعفر عليه السّلام إليه]: و أسأل اللّه أن يحفظك من بين يديك، و من خلفك و في كلّ حالاتك، فابشر، فإنّي أرجو أن يدفع اللّه عنك.

و أسأل اللّه أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الأحد، فأخّر ذلك إلى يوم الإثنين إن شاء اللّه، صحبك اللّه في سفرك و خلفك في أهلك، و أدّى غيبتك و سلمت بقدرته(1).

(942) 15 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: محمد بن مسعود، قال: حدّثني علي بن محمد قال: حدّثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار:

و كتبت إليه(2) أسأله التوسّع عليّ، و التحليل لما في يديّ؟

فكتب [أبو جعفر عليه السّلام]: وسّع اللّه عليك و لمن سألت به التوسعة من أهلك و لأهل بيتك؛ و لك يا علي! عندي من أكثر التوسعة، و أنا أسأل اللّه أن يصحبك بالعافية، و يقدمك على العافية، و يسترك بالعافية، إنّه سميع الدعاء.

و سألته الدعاء؟

فكتب إلي: و أمّا ما سألت من الدعاء، فإنّك بعد لست تدري كيف جعلك اللّه عندي، و ربّما سمّيتك باسمك و نسبك، كثرة عنايتي بك، و محبّتي لك، و معرفتي بما أنت إليه، فأدام اللّه لك أفضل ما رزقك من ذلك، و رضي عنك برضائي عنك، و بلّغك أفضل نيّتك، و أنزلك الفردوس الأعلى، برحمته، إنّه سميع الدعاء،

ص: 468


1- رجال الكشّي: ص 550، ضمن، ح 1040. عنه وسائل الشيعة: ج 11، ص 353، ح 14998، قطعة منه. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح علي بن مهزيار)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لعلي بن مهزيار).
2- الظاهر أنّ الضمير يرجع إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام، كما هو المستفاد من رجال الكشّي: ص 550 رقم 1040.

حفظك اللّه و تولاّك، و دفع الشرّ عنك، برحمته، و كتبت بخطّي(1).

(943) 16 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرني جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد ابن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن أبي الحسن البلخي، عن أحمد ما بندار الإسكافي، عن العلاء النداري، عن الحسن بن شمون، قال: قرأت هذه الرسالة على علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام بخطّه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا علي! أحسن اللّه جزاك، و أسكنك جنّته، و منعك من الخزي في الدنيا و الآخرة، و حشرك اللّه معنا.

يا علي! قد بلوتك و خبّرتك في النصيحة و الطاعة و الخدمة و التوقير و القيام بما يجب عليك، فلو قلت: إنّي لم أر مثلك لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك اللّه جنّات الفردوس نزلا.

فما خفي علي مقامك، و لا خدمتك في الحرّ و البرد، في اللّيل و النهار.

فأسأل اللّه - إذا جمع الخلائق للقيامة - أن يحبوك برحمة تغتبط بها، إنّه سميع الدعاء(2).

(944) 17 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: غير واحد من أصحابنا، عن سهل ابن زياد، عن علي بن مهزيار(3)، قال: كتبت إليه، أسأله عن رجل عليه مهر

ص: 469


1- رجال الكشّي: ص 550، ضمن ح 1040. عنه وسائل الشيعة: ج 11، ص 353، ح 14998، قطعة منه. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح علي بن مهزيار)، و ف 5، ب 6 (تحليل الإمام عليه السّلام حصته من الخمس)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لعلي بن مهزيار).
2- الغيبة: ص 211، س 16. عنه البحار: ج 50، ص 105، ضمن ح 22. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح علي بن مهزيار)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لعلي بن مهزيار).
3- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من باب كتبه عليه السّلام إليه.

امرأته لا تطلبه منه، إمّا لرفق بزوجها، و إمّا حياء، فمكث بذلك على الرجل عمره و عمرها، يجب عليه زكاة ذلك المهر أم لا؟

فكتب عليه السّلام: لا يجب عليه الزكاة إلاّ في ماله(1).

(945) 18 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار(2)، قال: كتبت إليه: الرجل يحجّ عن الناصب، هل عليه إثم إذا حجّ عن الناصب؟ و هل ينفع ذلك الناصب أم لا؟

فكتب عليه السّلام: لا يحجّ عن الناصب، و لا يحجّ به(3).

(946) 19 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن الحسين، و علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار(4)، قال: كتبت إليه: يا سيّدي! رجل دفع إليه مال يحجّ به، هل عليه في ذلك المال حين يصير إليه الخمس أو على ما فضل في يده بعد الحجّ؟

فكتب عليه السّلام: ليس عليه الخمس(5).

ص: 470


1- الكافي: ج 3، ص 521، ح 11. عنه الوافي: ج 10، ص 119، ح 9269. وسائل الشيعة: ج 9، ص 104، ح 11634. قطعة منه في ف 5، ب 5 (حكم زكاة المهر).
2- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من باب كتبه عليه السّلام إليه.
3- الكافي: ج 4، ص 309، ح 2. عنه الوافي: ج 12، ص 333، ح 12053، و وسائل الشيعة: ج 11، ص 192، ح 14600. قطعة منه في ف 5، ب 7 (حكم استنابة الصرورة مع وجوب الحجّ عليه).
4- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من باب كتبه عليه السّلام إليه.
5- الكافي: ج 1، ص 547، ح 22. عنه وسائل الشيعة: ج 9، ص 507، ح 12595، و الوافي: ج 10، ص 317، ح 9631. قطعة منه في ف 5، ب 6 (حكم الخمس فيما بذل للحجّ).

(947) 20 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار(1)، قال: كتبت إليه أسأله عن المملوك يحضره الموت فيعتقه المولى في تلك الساعة فيخرج من الدنيا حرّا.

فهل لمولاه في ذلك أجر؟ أو يتركه فيكون له أجره إذا مات و هو مملوك؟

فكتب عليه السّلام إليه: يترك العبد مملوكا في حال موته فهو أجر لمولاه، و هذا عتق في هذه الساعة ليس بنافع له(2).

(948) 21 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار(3)، قال: سألته عن رجل له امرأة لم يكن له منها ولد، و له ولد من غيرها، فأحبّ أن لا يجعل لها في ماله نصيبا، فأشهد بكلّ شيء له في حياته و صحّته لولده دونها، و أقامت معه بعد ذلك سنين، أ يحلّ له ذلك إذا لم يعلمها و لم يتحلّلها؟

و أنّ ما عمل به على أنّ المال له يصنع فيه ما شاء في حياته و صحّته؟

فكتب عليه السّلام: حقّها واجب، فينبغي أن يتحلّلها(4).

ص: 471


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من باب كتبه عليه السّلام إليه.
2- الكافي: ج 6، ص 195، ح 8. عنه الوافي: ج 10، ص 588، ح 10149، و وسائل الشيعة: ج 23، ص 58، ح 29100. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 92، ح 346. قطعة منه في ف 5، ب 17 (حكم عتق العبد حين موت المولى).
3- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من باب كتبه عليه السّلام إليه.
4- التهذيب: ج 9، ص 162، ح 667. عنه وسائل الشيعة: ج 19، ص 295، ح 24631. قطعة منه في ف 5، ب 13 (حكم الوصيّة بحرمان إحدى الورثة)، و ب 18، (حكم ميراث الزوجة).

22 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال:

كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام أقرأني علي بن مهزيار كتاب أبيك [أي الجواد عليهما السّلام] فيما أوجبه على أصحاب الضياع...(1).

الثالث و الأربعون إلى علي بن ميسّر:

(949) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:

و كتب علي بن ميسّر إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام يسأله عن رجل اعتمر في شهر رمضان، ثمّ حضر الموسم، أ يحجّ مفردا للحجّ، أو يتمتّع، أيّهما أفضل؟

فكتب عليه السّلام: يتمتّع(2).(3).

الرابع و الأربعون إلى عمرو بن سعيد الساباطي:

(950) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: كتب عمرو بن سعيد الساباطي إلى أبي جعفر عليه السّلام يسأله عن رجل، أوصى إليه رجل أن يحجّ عنه ثلاثة رجال، فيحلّ له أن يأخذ لنفسه حجّة منها؟

فوقّع عليه السّلام بخطّه، و قرأته: حجّ عنه إن شاء اللّه تعالى، فإنّ لك مثل أجره،

ص: 472


1- الكافي: ج 1، ص 547، ح 24. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 6 (إخراج الخمس بعد المئونة) ج 2، ص 74، ح 1.
2- في الكافي: يتمتّع أفضل.
3- من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 204، ح 932. الكافي: ج 4، ص 292، ح 8، أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، قال: كتب إليه علي ابن ميسّر.... عنه و عن الفقيه، وسائل الشيعة: ج 11، ص 247، ح 14704، و الوافي: ج 12، ص 432 ح 12255 و 12256. قطعة منه في ف 5، ب 7 (حكم الإتيان بعمرة المفردة، و حجّة في عام واحد).

و لا ينقص من أجره شيء إن شاء اللّه تعالى(1).

الخامس و الأربعون إلى فرّوخ بن زاذان:

(951) 1 - البرقي رحمه اللّه: عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن أبي عاصم، عن هشام بن ماهويه المداري، عن الوليد بن أبان الرازي، قال: كتب ابن زاذان فرّوخ(2) إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام يسأله عن الرجل يركض في الصيد، لا يريد بذلك طلب الصيد، و إنّما يريد بذلك التصحّح؟

قال عليه السّلام: لا بأس بذلك، لا للّهو(3).(4).

السادس و الأربعون إلى القاسم الصيقل:

(952) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، عن القاسم الصيقل(5)، قال: كتبت إليه: جعلت فداك! هل اغتسل

ص: 473


1- من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 271، ح 1323. عنه وسائل الشيعة: ج 11، ص 164، ح 14534، و ص 210، ح 14640، و الوافي: ج 24، ص 123، ح 23767. قطعة منه في ف 5، ب 7 (حكم من أوصى أن يحجّ عنه).
2- في وسائل الشيعة: ج 11: فرّوخ المدائني.
3- في البحار: إلاّ اللّهو، و كذا في مستدرك الوسائل، و في وسائل الشيعة: إلاّ للّهو.
4- المحاسن: ص 627، ح 94. عنه البحار: ج 62، ص 286، ح 41، و وسائل الشيعة: ج 11، ص 494، ح 15355، و ج 19، ص 254، ح 24534، و مستدرك الوسائل: ج 16، ص 129، ح 19362. قطعة منه في ف 5، ب 19 (حكم من يخرج إلى الصيد للتصحّح).
5- عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي عليه السّلام، رجال الطوسي: ص 421 رقم 1، و له مكاتبة إلى الرضا و أبي جعفر الثاني عليهما السّلام كما في الكافي: ج 3، ص 407، ح 16، و التهذيب: ج 2، ص 358، ح 1483.

أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه حين غسّل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند موته؟

فأجابه عليه السّلام: النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طاهر مطهّر، و لكن أمير المؤمنين عليه السّلام فعل و جرت به السنّة(1).

(953) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرني الشيخ رحمه اللّه عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الصفّار، عن محمد بن عيسى، عن القاسم الصيقل(2)، إنّه كتب إليه:

يا سيّدي! رجل نذر أن يصوم يوما للّه، فوقع في ذلك اليوم على أهله، ما عليه من الكفّارة؟

فأجابه عليه السّلام: يصوم يوما بدل يوم، و تحرير رقبة مؤمنة(3).

(954) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن عبد اللّه الواسطي، عن القاسم الصيقل، قال: كتبت إلى الرضا عليه السّلام: إنّي أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة، فيصيب ثيابي فاصلّي فيها.

فكتب عليه السّلام إليّ: اتّخذ ثوبا لصلاتك.

فكتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: كنت كتبت إلى أبيك عليه السّلام بكذا و كذا،

ص: 474


1- التهذيب: ج 1، ص 107، ح 281. عنه البحار: ج 22، ص 540، ح 50. الاستبصار: ج 1، ص 99، ح 323. قطعة منه في ف 4، ب 2 (إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم طاهر مطهّر)، و ب 3 (إنّ عليا عليه السّلام غسل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و ف 5، ب 2 (غسل مسّ الميّت).
2- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه.
3- الاستبصار: ج 2، ص 125، ح 406. التهذيب: ج 4، ص 286، ح 865. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 10، ص 378، ح 13640. قطعة منه في ف 5، ب 4 (صوم النذر).

فصعب عليّ ذلك، فصرت أعملها من جلود الحمر الوحشيّة الذكيّة.

فكتب عليه السّلام إليّ: كل أعمال البرّ بالصبر يرحمك اللّه، فإن كان ما تعمل وحشيّا ذكيّا، فلا بأس(1).

(955) 4 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن القاسم بن أبي القاسم الصيقل(2)، قال: كتب إليه: يا سيّدي! رجل نذر أن يصوم كلّ جمعة دائما ما بقي، فوافق ذلك اليوم يوم عيد فطر، أو أضحى أو أيّام التشريق، أو سفر، أو مرض، هل عليه صوم ذلك اليوم؟ أو قضاؤه؟ أو كيف يصنع يا سيّدي!؟

فكتب عليه السّلام إليه: قد وضع اللّه عنك الصيام في هذه الأيّام كلّها، و تصوم يوما بدل يوم إن شاء اللّه تعالى(3).

ص: 475


1- الكافي: ج 3، ص 407، ح 16. عنه وسائل الشيعة: ج 3، ص 462، ح 4181. التهذيب: ج 2، ص 358، ح 1483. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 3، ص 489، ح 4258. قطعة منه في ف 5، ب 2 (طهارة جلود الحمر الوحشيّة المذكّاة)، و ب 3، (حكم الصلاة في جلود الميتة).
2- يستفاد من السيّد البروجردي قدّس سرّه اتّحاده مع القاسم الصيقل حيث قال في عنوانه: يأتي في أسانيده عن محمد بن عيسى عدّة روايات له عنه عن القاسم الصيقل، فيحتمل سقوطه من هذا السند. ترتيب أسانيد التهذيب: ج 2، ص 319. فراجع ما قلنا في القاسم الصيقل في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه.
3- التهذيب: ج 4، ص 234، ح 686. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 10، ص 196، ح 13205، و ص 514، ح 13991، و الدرّ المنثور: ج 2، ص 295، س 14. الاستبصار: ج 2، ص 101، ح 328، بتفاوت. قطعة منه في ف 5، ب 4 (صوم النذر)، و ب 22 (حكم من نذر أن يصوم الجمعة فوافق الفطر أو الأضحى).
السابع و الأربعون إلى مأمون العبّاسي:
اشارة

(956) 1 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه قال: رويناه باسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه رحمه اللّه عن إبراهيم بن محمد ابن الحارث النوفلي، قال: حدّثنا أبي و كان خادما لمحمد بن علي الجواد عليهما السّلام:

لمّا زوّج المأمون أبا جعفر محمد بن علي ابن موسى عليهم السّلام ابنته، كتب إليه:

إنّ لكلّ زوجة صداقا من مال زوجها، و قد جعل اللّه أموالنا في الآخرة، مؤجّلة مذخورة هناك، كما جعل أموالكم معجّلة في الدنيا و كثر هاهنا.

و قد أمهرت ابنتك: الوسائل إلى المسائل. و هي مناجاة دفعها إليّ أبي.

قال: دفعها إليّ أبي، موسى، قال: دفعها إليّ أبي، جعفر، قال: دفعها إليّ محمد، أبي، قال: دفعها إليّ علي بن الحسين، أبي؛ قال: دفعها إليّ الحسين، أبي، قال: دفعها إليّ الحسن، أخي؛ قال: دفعها إليّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه؛ قال: دفعها إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، قال: دفعها إليّ جبرائيل عليه السّلام، قال: يا محمد! ربّ العزّة يقرئك السلام، و يقول لك: هذه مفاتيح كنوز الدنيا و الآخرة، فاجعلها و سائلك إلى مسائلك، تصل إلى بغيتك، و تنجح في طلبتك، فلا تؤثرها في حوائج الدنيا، فتبخس بها الحظّ من آخرتك.

و هي عشر(1) وسائل تطرق بها أبواب الرغبات فتفتح، و تطلب بها الحاجات فتنجح، و هذه نسختها:

ص: 476


1- في المصدر: عشرون وسائل - و هو تصحيف.
المناجاة للاستخارة

«اللهمّ! إنّ خيرتك فيما استخرتك فيه تنيل الرغائب، و تجزل المواهب، و تغنم المطالب، و تطيّب المكاسب، و تهدي إلى أجمل المذاهب، و تسوق إلى أحمد العواقب، و تقي مخوف النوائب.

اللهمّ! إنّي أستخيرك فيما عزم رأيي عليه، و قادني عقلي إليه، فسهّل اللهمّ فيه ما توعّر(1)، و يسّر منه ما تعسّر، و اكفني فيه المهمّ، و ادفع به عنّي كلّ ملمّ (2).

و اجعل يا ربّ عواقبه غنما، و مخوفه سلما، و بعده قربا، و جدبه(3) خصبا(4).

و أرسل اللهمّ اجابتي، و أنجح طلبتي، و اقض حاجتي، و اقطع عنّي عوائقها(5)، و امنع عنّي بوائقها(6)، و أعطني اللهمّ لواء الظفر و الخيرة فيما استخرتك، و وفور المغنم فيما دعوتك، و عوائد الإفضال فيما رجوتك.

و أقرنه اللهمّ بالنجاح، و خصّه [و حطّه خ ل] بالصلاح، و أرني أسباب الخيرة فيه واضحة، و أعلام غنمها لائحة، و اشدد خناق تعسيرها، و انعش صريخ تكسيرها.

ص: 477


1- الوعر من الأرض: ضدّ السهل، مجمع البحرين: ج 3، ص 511 (وعر).
2- الملمّات - بضمّ الميم الأوّل و تشديد الثانية و كسر اللام بينهما -: الشدائد، مجمع البحرين: ج 6، ص 165 (لمم).
3- الجدب: المحل، نقيض الخصب، و في الحديث... و اجدبت البلاد، أي قحطت و علت الأسعار: لسان العرب: ج 1 ص 254 (جدب).
4- الخصب: نقيض الجدب، و هو كثرة العشب، لسان العرب: ج 1، ص 355 (خصب).
5- عوائقها: عوائق الدهر: الشواغل من أحداثه، لسان العرب: ج 10، ص 281 (عوق).
6- بوائقها: في رواية لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه: قال الكسائي و غيره: بوائقه: غوائله و شرّه، أو ظلمه، لسان العرب: ج 10، ص 30 (بوق).

و بيّن اللهمّ ملتبسها، و أطلق محتبسها، و مكّن أسّها حتّى تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم، عاجلة للنفع، باقية الصنع، إنّك ملئ بالمزيد، مبتدئ بالجود».

المناجاة بالاستقالة

«اللهمّ! إنّ الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك، و الأمل لأناتك و رفقك شجّعني على طلب أمانك و عفوك.

ولي يا ربّ ذنوب قد واجهتها أوجه الانتقام، و خطايا قد لاحظتها أعين الاصطلام(1)، و استوجبت بها على عدلك أليم العذاب، و استحققت باجتراحها مبير(2) العقاب، و خفت تعويقها لاجابتي، و ردّها إيّاي عن قضاء حاجتي، بإبطالها لطلبتي، و قطعها لأسباب رغبتي، من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها، و بهظني(3) من الاستقلال بحملها، ثمّ تراجعت ربّ إلى حلمك عن الخاطئين، و عفوك عن المذنبين، و رحمتك للعاصين، فأقبلت بثقتي متوكّلا عليك، طارحا نفسي بين يديك، شاكيا بثّي إليك، سائلا ما لا أستوجبه من تفريج الهمّ، و لا أستحقّه من تنفيس الغمّ، مستقيلا لك إيّاي، واثقا مولاي بك.

اللهمّ! فامنن عليّ بالفرج، و تطوّل بسهولة المخرج، و ادللني برأفتك على سمت المنهج، و أزلقني بقدرتك عن الطريق الأعوج، و خلّصني من سجن الكرب بإقالتك، و أطلق أسري برحمتك، و طل عليّ برضوانك، وجد عليّ

ص: 478


1- الاصطلام: إذا أبيد قوم من أصلهم، لسان العرب: ج 12، ص 340 (سلم).
2- مبير: أي مهلك، لسان العرب: ج 4، ص 86 (بور).
3- بهظ: بهظني الأمر و الحمل: أثقلني و عجزت عنه لسان العرب: ج 7، ص 436 (بهظ).

بإحسانك، و أقلني عثرتي، و فرّج كربتي، و ارحم عبرتي، و لا تحجب دعوتي، و اشدد بالإقالة أزرى، و قوّ بها ظهري، و أصلح بها أمري، و أطل بها عمري، و ارحمني يوم حشري، و وقت نشري، إنّك جواد كريم، غفور رحيم».

المناجاة بالسفر

«اللهمّ! إنّي أريد سفرا فخر لي فيه، و أوضح لي فيه سبيل الرأي، و فهّمنيه، و افتح عزمي بالاستقامة، و اشملني في سفري بالسلامة، و أفدني جزيل الحظّ و الكرامة، و اكلأني بحسن الحفظ و الحراسة.

و جنّبني اللهمّ وعثاء(1) الأسفار، و سهّل لي حزونة الأوعار، و اطو لي بساط المراحل، و قرّب منّي بعد نأي المناهل(2)، و باعدني في المسير بين خطى الرواحل، حتّى تقرّب نياط(3) البعيد، و تسهّل و عور الشديد.

و لقّني اللهمّ في سفري نجح طائر الواقية، و هبني فيه غنم العافية، و خفير(4)الاستقلال، و دليل مجاوزة الأهوال، و باعث وفور الكفاية، و سانح خفير الولاية، و اجعله اللهمّ سبب عظيم السلم، حاصل الغنم.

و اجعل الليل عليّ سترا من الآفات، و النهار مانعا من الهلكات، و اقطع عنّي قطع لصوصه بقدرتك، و احرسني من وحوشه بقوّتك، حتّى تكون السلامة فيه مصاحبتي، و العافية فيه مقارنتي، و اليمن سائقي، و اليسر معانقي، و العسر مفارقي، و الفوز موافقي و الأمن مرافقي، إنّك ذو الطول و المنّ، و القوّة و الحول، و أنت على

ص: 479


1- الوعثاء: المشقّة و التعب، المنجد: ص 907 (وعث).
2- المناهل: المنهل: الموضع الذي فيه المشرب، لسان العرب: ج 11، ص 681 (نهل).
3- النياط: عرق علق به القلب من الوتين، لسان العرب: ج 7، ص 418 (نوط).
4- خفير: أي حافظا و مجيرا، مجمع البحرين: ج 3 ص 291 (خفر).

كلّ شيء قدير، و بعبادك بصير خبير».

المناجاة في طلب الرزق

«اللهمّ! أرسل عليّ سجال(1) رزقك مدرارا، و أمطر عليّ سحائب إفضالك غزارا، و أدم غيث نيلك إليّ سجالا، و أسبل مزيد نعمك على خلّتي إسبالا، و أفقرني بجودك إليك، و أغنني عمّن يطلب ما لديك، و داو داء فقري بدواء فضلك، و انعش صرعة عيلتي بطولك، و تصدّق على إقلالي بكثرة عطائك، و على اختلالي بكريم حبائك، و سهّل ربّ سبيل الرزق إليّ، و ثبّت قواعده لديّ، و بجّس(2) لي عيون سعته برحمتك، و فجّر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك، و أجدب أرض فقري، و أخصب جدب ضرّي، و اصرف عنّي في الرزق العوائق، و اقطع عنّي من الضيق العلائق.

و ارمني من سعة الرزق اللهمّ بأخصب سهامه، و احبني من رغد العيش بأكثر دوامه، و اكسني اللهمّ سرابيل السعة، و جلابيب(3) الدعة.

فإنّي يا ربّ منتظر لإنعامك بحذف المضيق، و لتطوّلك بقطع التعويق، و لتفضّلك بإزالة التقتير(4)، و لوصول حبلي بكرمك بالتيسير.

و أمطر اللهمّ عليّ سماء رزقك بسجال الديم، و أغنني عن خلقك بعوائد

ص: 480


1- سجال: السجل: الدلو الضخمة، المملوءة ماء، لسان العرب: ج 11، ص 325 (سجل).
2- بجّس: أي فجّر، لسان العرب: ج 6، ص 24 (بجس).
3- جلابيب: جمع جلبات، و هو ثوب واسع أوسع من الخمار و دون الرداء... و قيل الجلبات: الملحفة كلّما يستتر به من كساء أو غيره. مجمع البحرين: ج 2، ص 23 (جلب).
4- التقتير: القترة غبرة يعلوها سواد كالدخان، الأقتار: التضييق على الإنسان في الرزق، لسان العرب: ج 5، ص 71 (قتر).

النعم، وارم مقاتل الاقتار منّي، و احمل كشف الضرّ عنّي على مطايا الإعجال؛ و اضرب عنّي الضيق بسيف الاستيصال، و أتحفني ربّ منك بسعة الإفضال، و امددني بنموّ الأموال، و احرسني من ضيق الإقلال.

و اقبض عنّي سوء الجدب، و ابسط لي بساط الخصب، و اسقني من ماء رزقك غدقا(1)، و انهج لي من عميم بذلك طرقا، و فاجئني بالثروة و المال، و انعشني به من الإقلال، و صبّحني بالاستظهار، و مسّني بالتمكّن من اليسار، إنّك ذو الطول العظيم، و الفضل العميم، و المنّ الجسيم، و أنت الجواد الكريم».

المناجاة بالاستعاذة

«اللهمّ! إنّي أعوذ بك من ملمّات نوازل البلاء، و أهوال عظائم الضرّاء؛ فأعذني ربّ من صرعة البأساء، و احجبني من سطوات البلاء؛ و نجّني من مفاجاة النقم، و أجرني من زوال النعم و من زلل القدم. و اجعلني اللهمّ في حياطة عزّك، و حفاظ حرزك من مباغتة الدوائر(2) و معاجلة البوادر(3).

اللهمّ ربّ و أرض البلاء فاخسفها، و عرصة المحن فارجفها، و شمس النوائب فاكسفها، و جبال السوء فانسفها، و كرب الدهر فاكشفها، و عوائق الامور فاصرفها، و أوردني حياض السلامة، و احملني على مطايا الكرامة، و اصحبني بإقالة العثرة، و اشملني بستر العورة.

وجد عليّ يا ربّ بآلائك، و كشف بلائك، و دفع ضرّائك، و ارفع كلاكل(4)

ص: 481


1- الغدق: المطر الكثير العامّ، لسان العرب: ج 1، ص 282 (غدق).
2- الدوائر: الدائرة: الهزيمة و السوء. و قوله عزّ و جلّ: «وَ يَتَرَبَّصُ بِكُمُ اَلدَّوٰائِرَ» قيل: الموت، أو القتل، لسان العرب: ج 4، ص 297 (دور).
3- البوادر: البادرة: الغضبة السريعة، لسان العرب: ج 4، ص 49 (بدر).
4- الكلاكل: الجماعات (أي أصناف عذابك)، المنجد: ص 695 (الكلكل).

عذابك، و اصرف عنّي أليم عقابك، و أعذني من بوائق الدهور، و أنقذني من سوء عواقب الامور، و احرسني من جميع المحذور و اصدع صفاء البلاء عن أمرى، و اشلل يده عنّي مدى عمري.

إنّك الربّ المجيد، المبدئ المعيد، الفعّال لما تريد».

المناجاة بطلب التوبة

«اللهمّ! إنّي قصدت إليك بإخلاص توبة نصوح، و تثبيت عقد صحيح، و دعاء قلب قريح(1)، و إعلان قول صريح.

اللهمّ! فتقبّل منّي مخلص التوبة، و إقبال سريع الأوبة(2) و مصارع تخشّع الحوبة(3).

و قابل ربّ توبتي بجزيل الثواب، و كريم المآب، و حطّ العقاب، و صرف العذاب، و غنم الإياب، و ستر الحجاب.

و امح اللهمّ ما ثبت من ذنوبي، و اغسل بقبولها جميع عيوبي، و اجعلها جالية لقلبي، شاخصة لبصيرة لبّي، غاسلة لدرني، مطهّرة لنجاسة بدني، مصحّحة فيها ضميري، عاجلة إلى الوفاء بها بصيرتي.

و اقبل يا ربّ توبتي، فإنّها تصدر من إخلاص نيّتي، و محض من تصحيح بصيرتي، و احتفال(4) في طويّتي، و اجتهاد في نقاء سريرتي، و تثبيت لإنابتي، مسارعة إلى أمرك بطاعتي.

ص: 482


1- قريح: الجريح، لسان العرب: ج 2، ص 557 (قرح).
2- الأوب: الرجوع، لسان العرب: ج 1، ص 217 (أوب).
3- الحوبة: الحاجة، لسان العرب: ج 1، ص 337 (حوب).
4- في المصدر: و احتفالا... و اجتهادا... و تثبتا، و الظاهر أنّها غير صحيحة.

و اجل اللهمّ بالتوبة عنّي ظلمة الإصرار، و امح بها ما قدّمته من الأوزار، و اكسني لباس التقوى، و جلابيب الهدي، فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي، و نزعت سربال(1) الذنوب عن جسدي، مستمسكا ربّ بقدرتك، مستعينا على نفسي بعزّتك، مستودعا توبتي من النكث بخفرتك، معتصما من الخذلان بعصمتك، مقارنا به، لا حول و لا قوّة إلاّ بك».

المناجاة بطلب الحجّ

«اللهمّ ارزقني الحجّ الذي افترضته على من استطاع إليه سبيلا. و اجعل لي فيه هاديا و إليه دليلا، و قرّب لي بعد المسالك، و أعنّي على تأدية المناسك، و حرّم بإحرامي على النار جسدي، و زد للسفر قوّتي و جلدي، و ارزقني ربّ الوقوف بين يديك، و الإفاضة إليك، و اظفرني بالنجح بوافر الربح.

و اصدرني ربّ من موقف الحجّ الأكبر إلى مزدلفة المشعر، و اجعلها زلفة إلى رحمتك، و طريقا إلى جنّتك، وقفني موقف المشعر الحرام، و مقام وقوف الإحرام، و أهّلني لتأدية المناسك، و نحر الهدي التوامك(2) بدم يثجّ (3)، و أوداج تمجّ، و إراقة الدماء المسفوحة، و الهدايا المذبوحة، و فري أوداجها على ما أمرت، و التنفّل بها كما و سمت.

و أحضرني اللهمّ صلاة العيد، راجيا للوعد، خائفا من الوعيد، حالقا شعر رأسي، و مقصّرا، و مجتهدا في طاعتك مشمّرا، راميا للجمار، بسبع بعد سبع من الأحجار.

ص: 483


1- السربال: القميص و الدرع، لسان العرب: ج 11، ص 335 (سربل).
2- التوامك: أتمكها الكلأ: سمّنها، لسان العرب: ج 10، ص 407 (تمك).
3- ثجّ الماء: سال و ثجّأ الماء: أساله، المنجد: ص 69 (ثجّ).

و أدخلني اللهمّ عرصة بيتك و عقوتك(1) و محلّ أمنك و كعبتك، و مشاكيك و سؤالك و محاويجك. وجد عليّ اللهمّ بوافر الأجر، من الانكفاء و النفر.

و اختم اللهمّ مناسك حجّي، و انقضاء عجّي، بقبول منك لي، و رأفة منك بي، يا أرحم الراحمين».

المناجاة بكشف الظلم

«اللهمّ! إنّ ظلم عبادك قد تمكّن في بلادك، حتّى أمات العدل، و قطع السبل، و محق الحقّ، و أبطل الصدق، و أخفى البرّ، و أظهر الشرّ، و أخمد(2) التقوى، و أزال الهدى، و أزاح الخير، و أثبت الضير(3)، و أنمى الفساد، و قوّى العناد، و بسط الجور، و عدى الطور(4).

اللهمّ! يا ربّ لا يكشف ذلك إلاّ سلطانك، و لا يجير منه إلاّ امتنانك.

اللهمّ! ربّ فابتر الظلم، و بثّ حبال الغشم(5)، و اخمد سوق المنكر، و أعزّ من عنه ينزجر، و احصد شأفة(6) أهل الجور، و ألبسهم الحور(7) بعد الكور(8).

ص: 484


1- العقوة: الساحة و ما حول الدار، لسان العرب: ج 15، ص 79 (عقا).
2- خمدت النار، تخمد خمودا: سكن لهبها و لم يدفع جمرها، لسان العرب: ج 3، ص 165، و مجمع البحرين: ج 3، ص 45 (خمد) و في المصدر: أحمد التقوى و هو غير صحيح.
3- ضاره ضيرا: ضرّه، لسان العرب: ج 4، ص 495 (ضير).
4- الطور: الحدّ بين الشيئين، و عدا طوره، أي جاوز حدّه و قدره، لسان العرب: ج 4، ص 508 (طور).
5- الغشم: الظلم و الغصب، لسان العرب: ج 12، ص 437 (غشم).
6- الشأفة: الأصل، لسان العرب: ج 9، ص 168 (شأف).
7- الحور: الرجوع عن الشيء و إلى الشيء، لسان العرب: ج 4، ص 217 (حور).
8- الكور: الزيادة، لسان العرب: ج 5، ص 155 (كور).

و عجّل اللهمّ إليهم البيات، و أنزل عليهم المثلات، و أمت حياة المنكر، ليؤمن المخوف، و يسكن الملهوف، و يشبع الجائع، و يحفظ الضائع، و يأوى الطريد، و يعود الشريد، و يغني الفقير، و يجار المستجير، و يوقّر الكبير، و يرحم الصغير، و يعزّ المظلوم، و يذلّ الظالم، و يفرّج المغموم، و تنفرج الغمّاء، و تسكن الدهماء(1)، و يموت الاختلاف، و يعلو العلم، و يشمل السلم، و يجمع الشّتات، و يقوي الإيمان، و يتلى القرآن، إنّك أنت الديّان، المنعم المنّان».

المناجاة بالشكر للّه تعالى

«اللهمّ! لك الحمد على مردّ نوازل البلاء، و توالي سبوغ النعماء، و ملمّات الضرّاء، و كشف نوائب اللأواء(2).

و لك الحمد على هنيء عطائك، و محمود بلائك، و جليل آلائك، و لك الحمد على إحسانك الكثير، و خيرك العزيز، و تكليفك اليسير، و دفع العسير.

و لك الحمد يا ربّ على تثميرك قليل الشكر، و إعطائك وافر الأجر، و حطّك مثقل الوزر، و قبولك ضيق العذر، و وضعك باهض الإصر، و تسهيلك موضع الوعر(3)، و منعك مفظع(4) الأمر.

و لك الحمد على البلاء المصروف، و وافر المعروف، و دفع المخوف، و إذلال العسوف(5).

ص: 485


1- الدهماء: الدهمة: السوداء المظلمة، لسان العرب: ج 12، ص 209 (دهم).
2- اللأواء: الشدّة و المحنة، المنجد: ص 709 (لأي).
3- الوعر: المكان الحزن، ضدّ السهل، لسان العرب: ج 5، ص 285 (وعر).
4- المفظع: الشديد الشنيع، لسان العرب: ج 8، ص 254 (فظع).
5- العسوف: عسف فلان فلانا عسفا: ظلمه، لسان العرب: ج 9، ص 245 (عسف).

و لك الحمد على قلّة التكليف، و كثرة التخفيف، و تقوية الضعيف، و إغاثة اللّهيف، و لك الحمد على سعة إمهالك، و دوام إفضالك، و صرف إمحالك(1)، و حميد أفعالك، و توالي نوالك.

و لك الحمد على تأخير معاجلة العقاب، و ترك مغافصة(2) العذاب، و تسهيل طريق المآب، و إنزال غيث السحاب».

المناجاة لطلب الحوائج

[اللهمّ] جدير من أمرته بالدعاء أن يدعوك، و من وعدته بالإجابة أن يرجوك.

ولي اللهمّ حاجة قد عجزت عنها حيلتي، و كلّت فيها طاقتي، و ضعفت عن مرامها قوّتي، و سوّلت لي نفسي الأمّارة بالسوء، و عدوّي الغرور الذي أنا منه مبلوّ، أن أرغب إليك فيها.

اللهمّ! و أنجحها بأيمن النجاح، و اهدها سبيل الفلاح، و اشرح بالرّجاء لإسعافك(3) صدري، و يسّر في أسباب الخير أمري، و صوّر إليّ الفوز ببلوغ ما رجوته، بالوصول إلى ما أمّلته.

و وفّقني اللهمّ في قضاء حاجتي ببلوغ أمنيّتي، و تصديق رغبتي؛ و أعذني اللهمّ بكرمك من الخيبة، و القنوط، و الأناة(4)، و التثبيط(5).

ص: 486


1- إمحالك: المحل: المكر و الكيد، لسان العرب: ج 11، ص 618 (محل).
2- مغافصة: غافص الرجل: أخذه على غرّة، لسان العرب: ج 7، ص 61 (غفص).
3- إسعافك: أسعفه على الأمر: أعانه، لسان العرب: ج 9، ص 152 (سعف).
4- الأناة: و في الحديث: «و الرأي مع الأناة» و ذلك لأنها ظنّه الفكر في الاهتداء إلى وجوه المصالح. مجمع البحرين: ج 1، ص 36 (أنا).
5- التثبيط: ثبّطه عن الشيء تثبيطا، إذا شغله عنه لسان العرب: ج 7، ص 267 (ثبط).

اللهمّ! إنّك ملئ بالمنائح الجزيلة، و فيّ بها؛ و أنت على كلّ شيء قدير، بعبادك خبير بصير»(1).

2 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر عمّة أبي محمد الحسن بن علي عليهم السّلام قالت:... قال ياسر:

فلمّا أصبح أبو جعفر عليه السّلام بعث إليّ فدعاني، فلمّا صرت إليه و جلست بين يديه، دعا برقّ ظبي من أرض تهامة، ثمّ كتب بخطّه هذا العقد:...

بسم اللّه الرحمن الرحيم، الحمد للّه ربّ العالمين إلى آخرها.

«أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اَللّٰهَ سَخَّرَ لَكُمْ مٰا فِي اَلْأَرْضِ وَ اَلْفُلْكَ تَجْرِي فِي اَلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ، وَ يُمْسِكُ اَلسَّمٰاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى اَلْأَرْضِ إِلاّٰ بِإِذْنِهِ، إِنَّ اَللّٰهَ بِالنّٰاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ» (2) . أنت الواحد الملك الديّان يوم الدين، تفعل ما تشاء بلا مغالبة،

ص: 487


1- مهج الدعوات: ص 309، س 7. عنه البحار: ج 50، ص 73، ح 2، باختصار. الدعوات: ص 58، ح 147، مرسلا عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أورد القطعة العاشرة لطلب الحوائج. عنه البحار: ج 92، ص 164، ضمن ح 17. مصباح الكفعمي: ص 518، س 12، أورد القطعة الأولى عن الرضا عليه السّلام، و كذا في البلد الأمين: ص 161، س 19. مستدرك الوسائل: ج 8، ص 132، ح 9232، أورد «المناجاة بالسفر»، و ص 58، ح 9066، «المناجاة بطلب الحجّ» عن كنوز النجاح للشيخ الطبرسي. البحار: ج 91، ص 113، ح 17، عن البلد الأمين، و لم نعثر عليه. قطعة منه في ف 3، ب 2 (أحواله عليه السّلام مع المأمون)، و ف 4، ب 3 (إنّ أموال الأئمّة عليهم السّلام في الآخرة مذخورة)، و ف 5، ب 9 (حكم جعل المهر من غير المال)، و ف 7، ب 1، (موعظته عليه السّلام في النكاح)، و ف 9، ب 3 (ما رواه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
2- الحجّ: 65/22.

و تعطي من تشاء بلا منّ، و تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد، و تداول الأيّام بين الناس، و تركبهم طبقا عن طبق، أسألك باسمك المكتوب على سرادق المجد.

و أسألك باسمك المكتوب على سرادق السرائر، السابق الفائق الحسن الجميل النصير، ربّ الملائكة الثمانية، و العرش الذي لا يتحرّك؛ و أسألك بالعين التي لا تنام، و بالحياة التي لا تموت، و بنور وجهك الذي لا يطفأ.

و بالاسم الأكبر الأكبر الأكبر، و بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم، الذي هو محيط بملكوت السموات و الأرض.

و بالاسم الذي أشرقت به الشمس، و أضاء به القمر، و سجّرت به البحور، و نصبت به الجبال.

و بالاسم الذي قام به العرش و الكرسي.

و باسمك المكتوب على سرادق العرش، و بالاسم المكتوب على سرادق العظمة.

و باسمك المكتوب على سرادق العظمة، و باسمك المكتوب على سرادق البهاء.

و باسمك المكتوب على سرادق القدرة، و باسمك العزيز.

و بأسمائك المقدّسات المكرّمات المخزونات في علم الغيب عندك.

و أسألك من خيرك خيرا ممّا أرجو.

و أعوذ بعزّتك و قدرتك من شرّ ما أخاف و أحذر، و ما لا أحذر.

يا صاحب محمد يوم حنين! و يا صاحب عليّ يوم صفّين! أنت يا ربّ مبير الجبّارين، و قاصم المتكبّرين، أسألك بحقّ طه و يس، و القرآن العظيم، و الفرقان الحكيم، أن تصلّي على محمد و آل محمد، و أن تشدّ به عضد صاحب هذا العقد.

ص: 488

و أدرأ بك في نحر كلّ جبّار عنيد، و كلّ شيطان مريد، و عدوّ شديد، و عدوّ منكر الأخلاق، و اجعله ممّن أسلم إليك نفسه، و فوّض إليك أمره، و ألجأ إليك ظهره.

اللهمّ! بحقّ هذه الأسماء التي ذكرتها و قرأتها، و أنت أعرف بحقّها منّي، و أسألك يا ذا المنّ العظيم، و الجود الكريم، وليّ الدعوات المستجابات، و الكلمات التامّات، و الأسماء النافذات، و أسألك يا نور النهار، و يا نور الليل، و يا نور السماء و الأرض، و نور النور، و نورا يضيء به كلّ نور، يا عالم الخفيّات كلّها، في البرّ و البحر و الأرض و السماء و الجبال.

و أسألك يا من لا يفني، و لا يبيد و لا يزول، و لا له شيء موصوف، و لا إليه حدّ منسوب، و لا معه إله، و لا إله سواه، و لا له في ملكه شريك، و لا تضاف العزّة إلاّ إليه، لم يزل بالعلوم عالما، و على العلوم واقفا، و للأمور ناظما، و بالكينونيّة عالما، و للتدبير محكما، و بالخلق بصيرا، و بالأمور خبيرا.

أنت الذي خشعت لك الأصوات، و ضلّت فيك الأحلام و ضاقت دونك الأسباب، و ملأ كلّ شيء نورك، و وجل كلّ شيء منك، و هرب كلّ شيء إليك، و توكّل كلّ شيء عليك.

و أنت الرفيع في جلالك، و أنت البهيّ في جمالك، و أنت العظيم في قدرتك.

و أنت الذي لا يدركك شيء، و أنت العليّ الكبير العظيم، مجيب الدعوات، قاضي الحاجات، مفرّج الكربات، وليّ النعمات.

يا من هو في علوّه دان، و في دنوّه عال، و في إشراقه منير، و في سلطانه قويّ، و في ملكه عزيز، صلّ على محمد و آل محمد، و احرس صاحب هذا العقد و هذا الحرز و هذا الكتاب، بعينك التي لا تنام، و اكنفه بركنك الذي لا يرام، و ارحمه بقدرتك عليه، فإنّه مرزوقك.

ص: 489

بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسم اللّه و باللّه، لا صاحبة له و لا ولد، بسم اللّه قويّ الشأن، عظيم البرهان، شديد السلطان، ما شاء اللّه كان، و ما لم يشأ لم يكن.

أشهد أنّ نوحا رسول اللّه، و أنّ إبراهيم خليل اللّه، و أنّ موسى كليم اللّه و نجيّه.

و أنّ عيسى بن مريم صلوات اللّه عليه و عليهم أجمعين كلمته و روحه.

و أنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله خاتم النبيّين، لا نبيّ بعده.

و أسألك بحقّ الساعة التي يؤتى فيها بإبليس اللعين يوم القيامة، و يقول اللعين في تلك الساعة: و اللّه ما أنا إلاّ مهيّج مردة.

اللّه نور السموات و الأرض، و هو القاهر، و هو الغالب، له القدرة السابقة، و هو الحكيم الخبير.

اللهمّ و أسألك بحقّ هذه الأسماء كلّها و صفاتها و صورها، و هي:

ص: 490

و في بعض النسخ المعتبرة تكون بهذه الصورة:

سبحان الذي خلق العرش و الكرسيّ و استوى عليه، أسألك أن تصرف عن صاحب كتابي هذا كلّ سوء و محذور، فهو عبدك، و ابن عبدك، و ابن أمتك، و أنت مولاه.

فقه اللهمّ يا ربّ الأسواء كلّها، و اقمع عنه أبصار الظالمين، و ألسنة المعاندين، و المريدين له السوء و الضرّ، و ادفع عنه كلّ محذور و مخوف.

و أيّ عبد من عبيدك، أو أمة من إمائك، أو سلطان مارد، أو شيطان أو شيطانة، أو جنّي أو جنّيّة، أو غول أو غولة، أراد صاحب كتابي هذا بظلم، أو ضرّ، أو مكر، أو مكروه، أو كيد، أو خديعة، أو نكاية، أو سعاية، أو فساد، أو غرق، أو اصطلام، أو عطب، أو مغالبة، أو غدر، أو قهر، أو هتك ستر، أو اقتدار، أو آفة، أو عاهة، أو قتل، أو حرق، أو انتقام، أو قطع، أو سحر، أو مسخ، أو مرض، أو سقم، أو برص، أو جذام، أو بؤس، أو آفة، أو فاقة، أو سغب، أو عطش، أو وسوسة، أو نقص في دين، أو معيشة.

فاكفنيه بما شئت، و كيف شئت، و أنّى شئت، إنّك على كلّ شيء قدير.

ص: 491

و صلّى اللّه على سيّدنا محمد و آله أجمعين و سلّم تسليما كثيرا، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، و الحمد للّه ربّ العالمين.

فأمّا ما ينقش على هذه القصبة، من فضّة غير مغشوشة:

يا مشهورا في السموات، يا مشهورا في الأرضين، يا مشهورا في الدنيا و الآخرة، جهدت الجبابرة و الملوك على إطفاء نورك، و إخماد ذكرك، فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نورك، و يبوح بذكرك، و لو كره المشركون.

و رأيت في نسخة:

«و أبيت إلاّ أن يتمّ نورك»(1).

الثامن و الأربعون إلى محمد بن إبراهيم الحضيني:

(957) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن محمد بن إبراهيم الحضيني(2)، قال: سألته عن الرجل يصلّي على السرير و هو يقدر على الأرض؟

فكتب: لا بأس! صلّ فيه(3).

ص: 492


1- مهج الدعوات: ص 52، س 15. تقدّم الحديث بتمامه في ف 6، ب 2 (حرزه للمأمون، المعروف بحرز الجواد عليه السّلام)، رقم 771.
2- عدّه الشيخ من أصحاب الجواد عليه السّلام، رجال الطوسي: ص 405 رقم 4، كذا البرقي ص 56 روى عن أبي جعفر عليه السّلام، و روى عنه علي بن مهزيار، التهذيب: ج 5، ص 427، ح 1484. فعلى هذا الظاهر أنّ الرواية عن أبي جعفر الجواد عليه السّلام.
3- التهذيب: ج 2، ص 310، ح 1258. عنه وسائل الشيعة: ج 5، ص 179، ح 6269. قطعة منه في ف 5، ب 3 (حكم الصلاة على السرير).
التاسع و الأربعون إلى محمد بن أحمد بن حمّاد، المكنّى بأبي علي المحمودي:

(958) 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: ابن مسعود، قال: حدّثني أبو علي المحمودي، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إليّ بعد وفاة أبي: قد مضى أبوك رضي اللّه عنه و عنك، و هو عندنا على حال محمودة، و لم يتعدّ من تلك الحال(1).

الخمسون إلى محمد بن إسحاق، و الحسن بن محمد:

(959) 1 - الشيخ المفيد رحمه اللّه: و حدّثنا جعفر بن محمد بن قولويه، عن الحسن ابن بنان، عن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، عن بعض القمّيّين، عن محمد بن إسحاق و الحسن بن محمد، قالا:

خرجنا بعد وفاة زكريّا ابن آدم إلى الحجّ، فتلقّانا كتابه(2) عليه السّلام في بعض الطريق: ما جرى(3) من قضاء اللّه في الرجل المتوفّى في رحمة اللّه(4) يوم

ص: 493


1- رجال الكشّي: ص 511، ح 986، و ص 560، ضمن ح 1057 عن الإمام الماضي عليه السّلام، بتفاوت. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح محمد بن أحمد بن حمّاد المكنّى بأبي علي المحمودي و أبيه).
2- كتابه: أي كتاب أبي جعفر عليه السّلام، كما قال الشيخ الطوسي في غيبته: و خرج فيه عن أبي جعفر عليه السّلام.
3- في البحار: ذكرت ما جرى، و كذا في غيبة الطوسي.
4- في رجال الكشّي: رحمة اللّه عليه، و في غيبة الطوسي: رحمه اللّه تعالى.

ولد و يوم قبض و يوم يبعث حيّا، فقد عاش أيّام حياته عارفا بالحقّ، قائلا به، صابرا محتسبا للحقّ، قائما بما يحبّ اللّه و رسوله(1) صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و مضى رحمة اللّه عليه غير ناكث و لا مبدّل. فجزاه اللّه أجر نيّته، و أعطاه جزاء سعيه(2).

و ذكرت الرجل الموصى إليه، فلم أجد(3) فيه رأينا، و عندنا من المعرفة به أكثر ما(4) وصفت - يعني الحسن بن محمد بن عمران -(5).

الحادي و الخمسون إلى محمد بن أورمة:

1 - الراوندي رحمه اللّه: ما روي عن ابن أورمة، قال:...

و كتبت في الكتاب أنّي [قد] بعثت إليك [أي إلى أبي جعفر الثاني] عليه السّلام من قبل فلانة كذا، و من قبل فلان كذا، و من قبل فلان، و فلان بكذا.

فخرج في التوقيع: قد وصل ما بعثت من قبل فلان و فلان و من قبل المرأتين، تقبّل اللّه منك و رضي عنك، و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة...(6).

ص: 494


1- في رجال الكشّي: بما يجب للّه عليه و لرسوله، و كذا في غيبة الطوسي.
2- في رجال الكشّي: و أعطاه خير امنيّته.
3- في البحار: فلم يعد، و في رجال الكشّي: و لم تعرف.
4- في البحار: ممّا، و كذا في رجال الكشّي.
5- الاختصاص: ص 87، س 17. عنه البحار: ج 50، ص 104، ح 21. غيبة الطوسي: ص 211، س 4، مرسلا، قطعة منه، و فيه: و خرج فيه عن أبي جعفر عليه السّلام. رجال الكشّي: ص 595، ح 1114، مرسلا عن محمد بن إسحاق، و الحسن بن محمد. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح زكريّا بن آدم و حسن بن محمد بن عمران)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لزكريّا بن آدم).
6- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 386، ح 15. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام بالوقائع الحاليّة)، رقم 429.
الثاني و الخمسون إلى محمد بن حمزة العلوي:

(960) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد؛ و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن علي بن مهزيار، قال:

كتب محمد بن حمزة العلوي إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: مولى لك أوصى إليّ بمائة درهم، و كنت أسمعه يقول: كلّ شيء هو لي فهو لمولاي؛ فمات و تركها و لم يأمر فيها بشيء، و له امرأتان: أمّا إحداهما فببغداد، و لا أعرف لها موضعا الساعة؛ و الأخرى بقمّ، فما الذي تأمرني في هذه المائة درهم؟

فكتب عليه السّلام إليه: انظر أن تدفع من هذه الدراهم إلى زوجتي الرجل، و حقّهما من ذلك الثمن إن كان له ولد، فإن لم يكن له ولد فالربع؛ و تصدّق بالباقي على من تعرف أنّ له إليه حاجة إن شاء اللّه(1).

الثالث و الخمسون إلى محمد بن خالد البرقي، المكنّى بأبي عبد اللّه:

(961) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد البرقي، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام:

ص: 495


1- الكافي: ج 7، ص 126، ح 4. التهذيب: ج 9، ص 296، ح 1059، بتفاوت. عنه و عن الكافي، الوافي: ج 25، ص 771، ح 24965. الاستبصار: ج 4، ص 150، ح 566، بتفاوت. عنه و الكافي و التهذيب، وسائل الشيعة: ج 26، ص 201، ح 32824. قطعة منه في ف 5، ب 13 (حكم من أوصى بجميع ماله للإمام عليه السّلام، و ترك امرأتين)، و ب 18 (حكم ميراث الزوجة).

هل يجوز أن يخرج عمّا يجب في الحرث من الحنطة و الشعير، و ما يجب على الذهب دراهم بقيمة ما يسوي؟ أم لا يجوز إلاّ أن يخرج من كلّ شيء ما فيه؟

فأجاب عليه السّلام: أيّما تيسّر يخرج(1).

(962) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبد اللّه البرقي، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام(2) أ يجوز جعلت فداك! الصلاة خلف من وقف على أبيك و جدّك صلوات اللّه عليهما؟

فأجاب: لا تصلّ ورائه(3).

الرابع و الخمسون إلى محمد بن الريّان:

(963) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الريّان قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: رجل يقضي شيئا من صلاته الخمسين في المسجد الحرام، أو في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله، أو في مسجد الكوفة، أ تحسب له الركعة على تضاعف ما جاء عن

ص: 496


1- الكافي: ج 3، ص 559، ح 1. التهذيب: ج 4، ص 95، ح 271، بتفاوت. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 16، ح 52. عنه و عن التهذيب و الكافي، وسائل الشيعة: ج 9، ص 167، ح 11753، و ص 192، ح 11812، و الوافي: ج 10، ص 151، ح 9340. قطعة منه في ف 5، ب 5 (حكم إخراج القيمة عمّا تجب فيه الزكاة).
2- في الفقيه: أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
3- التهذيب: ج 3، ص 28، ح 98. عنه و عن الفقيه، وسائل الشيعة: ج 8، ص 310، ح 10753، و الوافي: ج 8، ص 1184 ح 8005. من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 248، ح 1113. قطعة منه في ف 5، ب 3 (شرائط إمام الجماعة).

آبائك عليهم السّلام في هذه المساجد حتّى يجزيه إذا كانت عليه عشرة آلاف ركعة أن يصلّي مائة ركعة، أو أقلّ، أو أكثر، و كيف يكون حاله؟

فوقّع عليه السّلام: يحسب له بالضعف، فأمّا أن يكون تقصيرا من الصلاة(1) بحالها، فلا يفعل، هو إلى الزيادة أقرب منه إلى النقصان(2).

الخامس و الخمسون إلى محمد بن سليمان بن مسلم، المكنّى بأبي زينبة و جماعة معه:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال:

رأيت رجلا من أصحابنا يعرف بأبي زينبة، فسألني عن أحكم بن بشّار المروزي؟ و سألني عن قصّته؟....

فقال: كنّا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد، في زمان أبي جعفر الثاني عليه السّلام، فغاب عنّا أحكم من عند العصر و لم يرجع تلك الليلة.

فلمّا كان جوف الليل جاءنا توقيع من أبي جعفر عليه السّلام: إنّ صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد في مزبلة كذا و كذا، فاذهبوا فداووه بكذا و كذا...(3).

ص: 497


1- في الوسائل: من صلاته.
2- الكافي: ج 3، ص 455، ح 19. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 270، ح 10626، و الوافي: ج 7، ص 627، ح 6758. قطعة منه في ف 5، ب 3 (صلاة القضاء).
3- رجال الكشّي: ص 569، ح 1077. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام بالوقائع الماضية)، رقم 423.
السادس و الخمسون إلى محمد بن عمر الساباطي:

(964) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى(1)، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن محمد بن عمر الساباطي(2)، قال: سألت أبا جعفر(3) عليه السّلام عن رجل أوصى إليّ، و أمرني أن أعطي عمّا، له في كلّ سنة شيئا، فمات العمّ؟

فكتب عليه السّلام: أعطه ورثته(4).

السابع و الخمسون إلى محمد بن عيسى:

(965) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى(5)، قال: كتبت إليه أسأله: يا سيّدي! روي عن جدّك أنّه قال: لا بأس بأن

ص: 498


1- في الاستبصار: محمد بن أحمد بن يحيى.
2- في وسائل الشيعة: محمد بن عمر الباهلي.
3- في الفقيه: أبا جعفر يعني: الثاني عليه السّلام.
4- الكافي: ج 7، ص 13، ح 2. عنه و عن التهذيب و الفقيه، الوافي: ج 24، ص 99، ح 23721. التهذيب: ج 9، ص 231، ح 904. الاستبصار: ج 4، ص 138، ح 516. من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 156، ح 540. عنه و عن الاستبصار و التهذيب و الكافي، وسائل الشيعة: ج 19، ص 334، ح 24718. قطعة منه في ف 5، ب 13 (إذا مات الموصى له قبل الموصي، فتركته لورثته).
5- هو محمد بن عيسى بن عبيد بقرينة رواية محمد بن علي بن محبوب عنه عدّه الشيخ من أصحاب الرضا و الهادي و العسكري عليهم السّلام، رجال الطوسي: ص 393 رقم 76، و ص 422 رقم 10، و ص 435 رقم 3. و قال النجاشي: روى عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام مكاتبة و مشافهة، رجال النجاشي: ص 333 رقم 896. فاحتمال كونه عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قوي.

يصلّي الرجل صلاة الليل في أول الليل؟

فكتب عليه السّلام: في أيّ وقت صلّى فهو جائز إن شاء اللّه(1).

(966) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: علي بن حاتم، عن محمد بن جعفر، عن محمد ابن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى(2)، قال: كتبت إليه عليه السّلام: جعلت فداك! ربما غمّ علينا الهلال في شهر رمضان، فترى من الغد الهلال قبل الزوال و ربّما رأيناه بعد الزوال، فنرى أن نفطر قبل الزوال إذا رأيناه، أم لا؟ و كيف تأمرني في ذلك؟

فكتب عليه السّلام: تتمّ إلى الليل، فإنّه إن كان تامّا رؤي قبل الزوال(3).

الثامن و الخمسون إلى محمد بن الفرج:

(967) 1 - أبو علي الطبرسي رحمه اللّه: عن حمدان بن سليمان، عن أبي سعيد الأرمني، عن محمد بن عبد اللّه بن مهران، قال: قال محمد بن الفرج:

كتب إلىّ أبو جعفر عليه السّلام: احملوا(4) إليّ الخمس، فإنّي لست آخذه منكم سوى عامي هذا.

ص: 499


1- التهذيب: ج 2، ص 337، ح 1393. عنه وسائل الشيعة: ج 4، ص 253، ح 5072. قطعة منه في ف 5، ب 3 (نافلة الليل).
2- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه.
3- التهذيب: ج 4، ص 177، ح 490. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 10، ص 279، ح 13413. الاستبصار: ج 2، ص 73، ح 221، بتفاوت يسير. عنه الدرّ المنثور: ج 2، ص 43، س 2. قطعة منه في ف 5، ب 4 (حكم صوم يوم الشكّ).
4- في الثاقب في المناقب: احمل.

فقبض عليه السّلام في تلك السنة(1).

(968) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روي عن محمد بن الفرج قال: كتب إليّ أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام بهذا الدعاء، و علّمنيه، و قال: من دعا به في دبر صلاة الفجر لم يلتمس حاجة إلاّ يسّرت له، و كفاه اللّه ما أهمّه:

«بسم اللّه و باللّه، و صلّى اللّه على محمد و آله، «وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ * فَوَقٰاهُ اَللّٰهُ سَيِّئٰاتِ مٰا مَكَرُوا» (2)، «لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنٰا لَهُ وَ نَجَّيْنٰاهُ مِنَ اَلْغَمِّ وَ كَذٰلِكَ نُنْجِي اَلْمُؤْمِنِينَ» (3)، «حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ» (4).

ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم، ما شاء اللّه لا ما شاء الناس، ما شاء اللّه و إن كره الناس، حسبي الربّ من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الذي لم يزل حسبي، حسبي من كان منذ كنت (حسبي) لم يزل حسبي، «حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ، عَلَيْهِ

ص: 500


1- إعلام الورى: ج 2، ص 100، س 12. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 401، ح 2410، و إثبات الهداة: ج 3، ص 337، ح 22. المناقب لابن شهرآشوب: ج 4، ص 389، س 10. عنه و عن إعلام الورى، البحار: ج 50، ص 63، ضمن، ح 39. كشف الغمّة: ج 2، ص 370، عن نوادر الحكمة. الثاقب في المناقب: ص 522، ح 456. تقدّم الحديث أيضا في ف 2، ب 4 (إخباره بشهادته عليه السّلام)، و قطعة منه في ف 5، ب 6 (وجوب إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام).
2- الغافر: 44/40 و 45.
3- الأنبياء: 87/21 و 88.
4- آل عمران: 173/3 و 174.

تَوَكَّلْتُ، وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ» (1) .

و قال عليه السّلام: إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:

«رضيت باللّه ربّا، و بالإسلام دينا، و بالقرآن كتابا، و بالكعبة قبلة، و بمحمد نبيّا، و بعلي وليّا، و الحسن، و الحسين، و علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و موسى بن جعفر، و علي بن موسى، و محمد بن علي، و علي ابن محمد، و الحسن بن علي، و الحجّة بن الحسن بن علي أئمّة.

اللهمّ! وليّك الحجّة فاحفظه من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله، و من فوقه، و من تحته، و امدد له في عمره، و اجعله القائم بأمرك، المنتصر لدينك، و أره ما يحبّ و تقرّ به عينه في نفسه، و في ذرّيّته و أهله و ماله، و في شيعته و في عدوّه، و أرهم منه ما يحذرون، و أره فيهم ما تحبّ و تقرّ به عينه، و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين».

قال عليه السّلام: و كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول إذا فرغ من صلاته:

«اللهمّ! اغفر لي ما قدّمت و ما أخّرت، و ما أسررت و ما أعلنت، و إسرافي على نفسي، و ما أنت أعلم به منّي.

اللهمّ! أنت المقدّم و أنت المؤخّر، لا إله إلاّ أنت بعلمك الغيب، و بقدرتك على الخلق أجمعين، ما علمت الحياة خيرا لي فأحيني، و توفّني إذا علمت الوفاة خيرا لي.

اللهمّ! إنّي أسألك خشيتك في السرّ و العلانية، و كلمة الحقّ في الغضب و الرضا، و القصد في الفقر و الغنى، و أسألك نعيما لا ينفد، و قرّة عين لا تنقطع.

و أسألك الرضا بالقضاء و برد العيش بعد الموت، و لذّة النظر إلى وجهك،

ص: 501


1- التوبة: 129/9.

و شوقا إلى لقائك من غير ضرّ أو مضرّة، و لا فتنة مظلمة.

اللهمّ! زيّنّا بزينة الإيمان، و اجعلنا هداة مهديّين، اللهمّ اهدنا فيمن هديت.

اللهمّ! إنّي أسألك عزيمة الرشاد، و الثبات في الأمر و الرشد.

و أسألك شكر نعمتك، و حسن عافيتك، و أداء حقّك.

و أسألك يا ربّ قلبا سليما، و لسانا صادقا، و أستغفرك لما تعلم.

و أسألك خير ما تعلم، و أعوذ بك من شرّ ما تعلم و ما لا نعلم، فإنّك تعلم و لا نعلم، و أنت علاّم الغيوب»(1).

(969) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن جعفر بن محمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن عبد اللّه، عن محمد بن الفرج، قال:

كتب إليّ أبو جعفر عليه السّلام: إذا غضب اللّه تبارك و تعالى على خلقه، نحّانا عن

ص: 502


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. عنه و عن الكافي، البحار: ج 83، ص 186، ح 48، قطعة منه، و الوافي: ج 8، ص 802، ح 7163 و ص 808، ح 7177، قطعة منه. الكافي: ج 2، ص 547، ح 6، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن محمد بن الفرج باختلاف. عنه مستدرك الوسائل: ج 5، ص 850، ح 5405، قطعة منه، و البحار: ج 83، ص 42، ح 52. عدّة الداعي: ص 268، س 7، أورد قطعة منه مرسلا عن الرضا عليه السّلام. المصباح للكفعمي: ص 115، س 18، أورد قطعة منه عن العسكري عليه السّلام. مكارم الأخلاق: ص 270، س 19، قطعة منه مرسلا. قطعة منه في ف 4، ب 3 (الدعاء للمهدي عليه السّلام)، و ف 5، ب 3 (تعقيب صلاة الفجر) و (تعقيب صلاة المكتوبة)، و ف 6، ب 1 (سورة آل عمران: 173/3، 174) و (سورة الأنبياء: 87/21، 88) و (سورة غافر: 44/40، 45) و (سورة التوبة: 129/9)، و ب 2 (الدعاء لتعقيب صلاة الفجر) و (الدعاء لتعقيب صلاة المكتوبة)، و ف 9، ب 3 (ما رواه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).

جوارهم(1).

(970) 4 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: سعد بن عبد اللّه عن جعفر بن موسى عن محمد بن عبد الجبّار، عن ميمون بن يوسف النخّاس، عن محمد بن الفرج(2)، قال: كتبت أسأل عن أوقات الصلاة؟

فأجاب عليه السّلام: إذا زالت الشمس فصلّ سبحتك، و أحبّ أن يكون فراغك من الفريضة و الشمس على قدمين.

ثمّ صلّ سبحتك، و أحبّ أن يكون فراغك من العصر و الشمس على أربعة أقدام فان عجل بك أمر فابدأ بالفريضتين و اقض بعدهما النوافل فإذا طلع الفجر فصلّ الفريضة ثمّ اقض بعد ما شئت(3).

التاسع و الخمسون إلى محمد بن الفضيل الصيرفي:

(971) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن

ص: 503


1- الكافي: ج 1، ص 343، ح 31. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 447، ح 38، و الوافي: ج 2، ص 419، ح 933. قطعة منه في ف 4، ب 3 (إنّ الأئمّة عليهم السّلام إذا لم يرض اللّه لهم الدنيا نقلهم إليه).
2- هو محمد بن الفرج الرخجي الذي ذكره النجاشي في: ص 371 رقم 1014، و قال: روى عن أبي الحسن موسى عليه السّلام، و عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام: ص 381 رقم 9، و ص 405 رقم 2، و ص 423 رقم 3. و قال السيّد الخوئي قدّس سرّه كان من أصحاب الكاظم و بقي إلى زمان الهادي عليهما السّلام: معجم رجال الحديث: ج 13، ص 182 رقم 9161، له مكاتبات إلى أبي جعفر الجواد و أبي الحسن الهادي عليهما السّلام. فعلى هذا الظاهر أن المسئول هو أبو جعفر الثاني أو أبو الحسن الهادي عليهما السّلام.
3- الاستبصار: ج 1، ص 255، ح 914. التهذيب: ج 2، ص 250، ح 28. قطعة منه في ف 5، ب 3 (وقت صلاة الفجر و الظهرين) و (قضاء النوافل).

زياد، عن علي بن مهران(1)، عن محمد بن الفضيل قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: أسأله عن السقط كيف يصنع به؟

فكتب عليه السّلام إليّ: أنّ السقط يدفن بدمه في موضعه(2).

2 - الراوندي رحمه اللّه: روى بكر بن صالح، عن محمد بن فضيل الصيرفي، [قال]: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام كتابا و في آخره: هل عندك سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟ و نسيت أن أبعث بالكتاب.

فكتب إليّ بحوائج له و في آخر كتابه: عندي سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور معنا حيث درنا، و هو مع كلّ إمام...(3).

(972) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام أسأله أن يعلّمني دعاء؟

فكتب إليّ: تقول إذا أصبحت و أمسيت:

«اللّه، اللّه، اللّه، ربّي الرحمن الرحيم، لا أشرك به شيئا».

و إن زدت على ذلك فهو خير، ثمّ تدعو بما بدا لك في حاجتك، فهو لكلّ

ص: 504


1- في التهذيب و وسائل الشيعة: علي بن مهزيار.
2- الكافي: ج 3، ص 208، ح 6. التهذيب: ج 1، ص 329، ح 961. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 2، ص 502، ح 2758. قطعة منه في ف 5، ب 2 (حكم دفن السقط).
3- الخرائج و الجرائح: ج 1، ص 387، ح 16. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 415.

شيء بإذن اللّه تعالى، يفعل اللّه ما يشاء(1).

الستّون إلى محمد بن يحيى الخراساني:

(973) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن محمد(2)، قال: كتب محمد بن يحيى الخراساني: أوصى إليّ رجل و لم يخلّف إلاّ بني عمّ، و بنات عمّ، و عمّ أب و عمّتين، لمن الميراث؟

فكتب عليه السّلام: أهل العصبة و بنوا العمّ هم وارثون(3).

(974) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: روى محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسين ابن إبراهيم الهمداني، قال: كتبت مع محمد بن يحيى(4): هل للوصي أن يشتري

ص: 505


1- الكافي: ج 2، ص 534، ح 36. عنه الوافي: ج 9، ص 1566، ح 8761. قطعة منه في ف 6، ب 2 (الدعاء عند الصباح و المساء)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الدعاء في الصباح و المساء).
2- قال الأردبيلي رحمه اللّه: الظاهر أن إبراهيم بن محمد هذا هو الهمداني و المكتوب إليه الرضا أو الجواد أو الهادي عليهم السّلام بقرينة رواية محمد بن عيسى عن إبراهيم بن محمد الهمداني و كونه من أصحابهم عليهم السّلام و اللّه العالم. جامع الرواة: ج 2، ص 215.
3- الاستبصار: ج 4، ص 170، ح 643. التهذيب: ج 9، ص 392، ح 1401، عن محمد بن أحمد بن يحيى. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 26، ص 192، ح 3280. قطعة منه في ف 5، ب 18 (حكم ميراث العصبة و بني العمّ) و (حكم ميراث بني العمّ إذا اجتمعوا مع عمّ أب).
4- الظاهر أنّ المراد من محمد بن يحيى بقرينة ورود هذا السند في التهذيب: ج 9، ص 327، ح 1178، و ص 392، ح 1401، هو محمد بن يحيى الخراساني و تقدّمت ترجمته في الحديث السابق. قال الأردبيلي في ترجمة محمد بن يحيى الخراساني: الظاهر أنّ المكتوب إليه الرضا و الجواد أو الهادي عليهم السّلام: جامع الرواة: ج 2، ص 215.

شيئا من مال الميّت إذا بيع فيمن زاد، يزيد و يأخذ لنفسه؟

فقال عليه السّلام: يجوز إذا اشترى صحيحا(1).

الحادي و الستّون إلى موسى بن عبد الملك:

(975) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن الحسن الصفّار، عن عبد اللّه بن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، قال: أخبرني إسحاق بن إبراهيم:

أنّ موسى بن عبد الملك كتب إلى أبي جعفر عليه السّلام يسأله عن رجل دفع إليه مالا ليصرفه في بعض وجوه البرّ، فلم يمكنه صرف ذلك المال في الوجه الذي أمره به، و قد كان له عليه مال بقدر هذا المال، فسأل: هل يجوز لي أن أقبض مالي، أو أردّه عليه و أقتضيه؟

فكتب عليه السّلام إليه: أقبض مالك ممّا في(2) يديك(3).

ص: 506


1- من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 162، ح 566. التهذيب: ج 9، ص 233، ح 913، و ص 245، ح 950. الكافي: ج 7، ص 59، ح 10. عنه و عن التهذيب، و الفقيه، وسائل الشيعة: ج 19 ص 423 ح 2488. قطعة منه في ف 5، ب 13 (حكم شراء الوصي من مال الميّت إذا بيع فيمن زاد).
2- في وسائل الشيعة: ممّا في يدك.
3- التهذيب: ج 6، ص 348، ح 984. الاستبصار: ج 3، ص 52، ح 170. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 17، ص 275، ح 22506. قطعة منه في ف 5، ب 12 (حكم استيفاء الدين من مال الغريم).
الثاني و الستّون إلى النضر:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن محمد الهمداني(1)، قال:

و كتب [عليه السّلام] إلي:... و قد كتبت إلى النضر أمرته أن ينتهي عنك و عن التعرض لك و بخلافك، و أعلمته موضعك عندي،...(2).

الثالث و الستّون إلى يحيى بن أبي عمران الهمداني:

(976) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن يحيى(3) بن أبي عمران الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام: جعلت فداك! ما تقول في رجل ابتدأ ببسم اللّه الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أمّ الكتاب، فلمّا صار إلى غير أمّ الكتاب من السورة تركها، فقال(4) العبّاسي ليس بذلك بأس؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: يعيدها مرّتين على رغم أنفه يعني العبّاسي(5).

ص: 507


1- تقدّمت ترجمته في الحديث السابع من كتبه عليه السّلام إليه.
2- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. تقدّم الحديث بتمامه في (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.
3- في التهذيب: يحيى بن عمران الهمداني.
4- قال المجلسي رحمه اللّه: و الظاهر العبّاسي بالباء الموحّدة و السين المهملة و هو هشام بن ابراهيم العبّاسي، و كان يعارض الرضا عليه السّلام كثيرا، و كذا الجواد عليه السّلام: مرآة العقول: ج 15، ص 106. و قال السيّد الخوئي رحمه اللّه بعد ذكر الأقوال: و المتلخّص ممّا ذكرنا؛ أنّ هشام بن إبراهيم العبّاسي كان مؤمنا في اوّل أمره و زنديقا في آخره: معجم رجال الحديث: ج 19، ص 265 رقم 13319.
5- الكافي: ج 3، ص 313، ح 2. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 9، س 13، بتفاوت، و الوافي: ج 8، ص 647، ح 6786، و وسائل الشيعة: ج 6، ص 87، ح 7416. الاستبصار: ج 1، ص 311، ح 3. التهذيب: ج 2، ص 69، ح 252. عنه و عن الاستبصار، و الكافي، وسائل الشيعة: ج 6، ص 58، ح 7341، و ص 87، ح 7416. قطعة منه في ف 3، ب 3 (ذمّ هشام بن إبراهيم العبّاسي)، و ف 5، ب 3 (ترك البسملة في أمّ الكتاب و غيره يوجب الإعادة)، و ف 6، ب 1 (إنّ البسملة جزء من السورة).

(977) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و روي عن يحيى بن أبي عمران أنّه قال:

كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام في السنجاب و الفنك و الخزّ، و قلت:

جعلت فداك! احبّ أن لا تجيبني بالتقيّة في ذلك.

فكتب بخطّه إليّ: صلّ فيها(1).

د - كتبه عليه السّلام إلى أفراد غير معيّنة
اشارة

و يشتمل هذا العنوان على تسعة موارد:

الأوّل إلى بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري:

(978) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض بني عمّي إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: ما تقول في صبيّة زوّجها عمّها، فلمّا كبرت أبت التزويج؟

ص: 508


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 170، ح 804. عنه وسائل الشيعة: ج 4، ص 349، ح 5357. قطعة منه في ف 5، ب 3 (حكم الصلاة في الفنك و السنجاب و السمور).

فكتب عليه السّلام بخطّه: لا تكره على ذلك، و الأمر أمرها(1).

(979) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن الحسن الأشعري(2)، قال: وقع بين رجلين من بني عمّي منازعة في ميراث، فأشرت عليهما بالكتاب إليه في ذلك، ليصدرا عن رأيه، فكتبا إليه جميعا:

جعلنا اللّه فداك! ما تقول في امرأة تركت زوجها و ابنتها و أختها لأبيها و أمّها، و قلت له: جعلت فداك! إن رأيت أن تجيبنا بمرّ الحقّ؟

فجرّد عليه السّلام إليها كتابا: بسم اللّه الرحمن الرحيم، عافانا اللّه و إيّاكما و أحسن عافيته(3)، فهمت كتابكما، ذكرتما أنّ امرأة ماتت و تركت زوجها و ابنتها و أختها لأبيها و أمّها. الفريضة للزوج الربع، و ما بقي فللبنت(4).

ص: 509


1- الكافي: ج 5، ص 394، ح 7. التهذيب: ج 7، ص 386، ح 1551. الاستبصار: ج 3، ص 239، ح 857. عنه و عن التهذيب و الكافي، وسائل الشيعة: ج 20، ص 276، ح 25619. قطعة منه في ف 5، ب 9 (عقد الفضولي) و (حكم تزويج الصغار).
2- قال السيّد الخوئي في ذيل ترجمة هذا الرجل: روى عن أبي جعفر عليه السّلام أيضا فكان على الشيخ عدّه في أصحاب الجواد عليه السّلام: معجم رجال الحديث: ج 15، ص 204، س 7. و روايات هذا الرجل في الكتب الأربعة عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام أكثر من غيره، فعود الضمير إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام أظهر.
3- في الكافي: و إيّاكما أحسن عافية.
4- التهذيب: ج 9، ص 273، ح 986، و ص 290، ح 1044، و فيه: فخرج إليهما كتاب:.... عنه وسائل الشيعة: ج 26، ص 106، ح 32593. الكافي: ج 7، ص 99، ح 1، و فيه: فخرج إليهما كتاب:.... قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري)، و ف 5، ب 18 (حكم ميراث البنت إذا اجتمعت مع زوج المتوفّاة) و (حكم ميراث الزوج إذا اجتمع مع البنت)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لبني عمّ محمد بن الحسن الأشعري).
الثاني إلى امرأة من موالي محمد بن الحسن الأشعري:

(980) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد؛ و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن محمد ابن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض موالينا إلى أبي جعفر عليه السّلام: إنّ معي امرأة عارفة، أحدث زوجها، فهرب عن البلاد، فتبع الزوج بعض أهل المرأة، فقال:

إمّا طلّقت، و إمّا رددتك! فطلّقها، و مضى الرجل على وجهه، فما ترى للمرأة؟

فكتب بخطّه: تزوّجي، يرحمك اللّه(1).

الثالث إلى مواليه بهمدان:

1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن إبراهيم بن محمد الهمداني(2)، قال: و كتب [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام إليّ:...

و كتبت إلى مواليّ بهمدان كتابا أمرتهم بطاعتك...(3).

الرابع إلى بعض أوليائه:

(981) 1 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و كتب عليه السّلام إلى بعض أوليائه: أمّا هذه

ص: 510


1- الكافي: ج 6، ص 81، ح 9. التهذيب: ج 8، ص 61، ح 200. عنه و عن الكافي، وسائل الشيعة: ج 22، ص 57، ح 28011. قطعة منه في ف 5، ب 9 (حكم تزويج المطلّقة)، و ب 10، (حكم طلاق الغائب زوجته).
2- تقدّمت ترجمته في الحديث السابع من كتبه عليه السّلام إليه.
3- رجال الكشّي: ص 611، ح 1136. تقدّم الحديث بتمامه في (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 874.

الدنيا فإنّا فيها مغترفون، و لكن من كان هواه، هوى صاحبه و دان بدينه، فهو معه حيث كان، و الآخرة هي دار القرار(1).

الخامس إلى جماعة من الأصحاب:

1 - الراوندي رحمه اللّه: و منها أنّهم قالوا: كتبنا إليه(2) رقاعا في حوائج لنا، و كتب رجل من الواقفة رقعة جعلها بين الرقاع؛ فوقّع الجواب بخطّه في الرقاع إلاّ في رقعة الواقفي، لم يجب فيها بشيء(3).

السادس إلى من سأل السيّاري:

(982) 1 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه: طاهر بن عيسى الورّاق، قال: حدّثني جعفر ابن أحمد بن أيّوب، قال: حدّثني الشجاعي، قال: حدّثني، إبراهيم بن محمد ابن حاجب. قال: قرأت، في رقعة مع الجواد عليه السّلام يعلم من سأل عن السيّاري:

أنّه ليس في المكان الذي ادّعاه لنفسه، و ألاّ تدفعوا إليه شيئا(4).

ص: 511


1- تحف العقول: ص 456، س 16. عنه البحار: ج 75، ص 358، ضمن، ح 1. قطعة منه في ف 4، ب 4 (الآخرة هي دار القرار)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في المصاحبة).
2- إنّما أوردنا هذا الحديث فيما روى عن الجواد عليه السّلام وفقا للراوندي و المجلسي رحمهما اللّه.
3- الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 670، ح 17. تقدّم الحديث أيضا في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام بالوقائع العامّة)، رقم 441.
4- رجال الكشّي: ص 606، ح 1128. عنه تنقيح المقال: ج 1، ص 87 رقم 489، و الجامع في الرجال: ص 171، س 3. قطعة منه في ف 3، ب 3 (ذمّ أحمد بن محمد السيّاري).
السابع إلى بعض أصحابه:

(983) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن سيف، عن محمد بن الحسن الأشعري، قال: كتب بعض أصحابنا كتابا إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام معي، يسأله عن رجل فجر بامرأة، ثمّ إنّه تزوّجها بعد الحمل، فجاءت بولد، و هو أشبه خلق اللّه به؟

فكتب عليه السّلام بخطّه و خاتمه: الولد لغيّة(1) لا يورّث(2).

(984) 2 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الحسن الأشعري قال:

كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام: أخبرني عن الخمس، أعلى

ص: 512


1- في الحديث: «اذا رأيتم الرجل لا يبالي ما قال و ما قيل فيه فهو لغيّة الشيطان» أى شرك شيطان، أو مخلوق من زنا،.... و في المصباح: لغيّة بالفتح و الكسر كلمة يقال في الشتم، كما يقال هو لزنية. مجمع البحرين: ج 1، ص 322 (غوي - غيا).
2- الكافي: ج 7، ص 163، ح 2، و في ص 164، ح 4، عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الحسن الأشعري. التهذيب: ج 8، ص 182، ح 637، محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الحسن القميّ، و ج 9، ص 343، ح 1233، الحسين بن سعيد، عن محمد بن الحسن الأشعري. الاستبصار: ج 4، ص 182، ح 685. من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 231، ح 738، كما في التهذيب. عنه و عن الاستبصار، و التهذيب و الكافي، وسائل الشيعة: ج 26، ص 274، ح 32991، و ج 21، ص 498، ح 27688، و الوافي: ج 25، ص 888، ح 25217. قطعة منه في ف 5، ب 18 (ولد الزنا لا يرثه الزاني و لا الزانية)، و ب 9 (حكم من نكح امرأة على زنا).

جميع ما يستفيده الرجل من قليل و كثير من جميع الضروب، و على الصنّاع، فكيف ذلك؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: الخمس بعد المئونة(1).

(985) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد؛ و غيره، عن سهل بن زياد، عن علي بن الريّان قال: كتب بعض أصحابنا إليه بيد إبراهيم بن عقبة يسأله يعني أبا جعفر عليه السّلام عن الصلاة على الخمرة(2) المدنيّة؟

فكتب عليه السّلام: صلّ فيها ما كان معمولا بخيوطة، و لا تصلّ على ما كان معمولا بسيورة(3).

قال: فتوقّف أصحابنا، فأنشدتهم بيت شعر لتأبّط شرّا العدواني، «كأنّها خيوطة ماري تغار و تفتل»، و ماري كان رجلا حبّالا، كان يعمل الخيوط(4).

ص: 513


1- الاستبصار: ج 2، ص 55، ح 181. التهذيب: ج 4، ص 123، ح 352. عنه الوافي: ج 10، ص 321، ح 9639، و البرهان: ج 2، ص 85، ح 23. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 9، ص 499، ح 12579. عوالي اللئالي: ج 3، ص 126، ح 4. قطعة منه في ف 5، ب 6 (إخراج الخمس بعد المئونة).
2- و قد تكرّر في الحديث ذكر الخمرة و السجود عليها: و هي بالضمّ، سجّادة صغيرة تعمل من سعف النخل و تزمّل بالخيوط. و في النهاية: هي مقدر ما يصنع الرجل عليه وجهه في سجوده. مجمع البحرين: ج 3، ص 292 (خمر).
3- السيور: جمع السير بالفتح، و هو ما يقدّ من الجلد... و لعلّ النهي عن الصلاة على الخمر المعمولة بالسيور، مع انّها مستورة فيها بالنّبات، و لا يقع عليها السجود، إنّما هو لأنّ عامليها كانوا لا يحترزون عن الميتة أو يزعمون أنّ دباغها طهورها، الوافي: ج 5، ص 733-734.
4- الكافي: ج 3، ص 331، ح 7. التهذيب: ج 2، ص 306، ح 1238، بتفاوت. عنه و عن الكافي، البحار: ج 82، ص 150، س 19، مرسلا، بتفاوت، و الوافي: ج 8، ص 733، ح 6990، و وسائل الشيعة: ج 5، ص 359، ح 6790. قطعة منه في ف 5، ب 3 (حكم الصلاة في الخمرة المدنيّة).

(986) 4 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: محمد بن أحمد بن يحيى، عن العبّاس(1) عن بعض أصحابنا، قال: كتبت إليه: جعلت فداك! إنّ امرأة أوصت إلى امرأة، و دفعت إليها خمسمائة درهم، و لها زوج و ولد، فأوصتها أن تدفع سهما منها إلى بعض بناتها، و تصرف الباقي إلى الإمام.

فكتب عليه السّلام: تصرف الثلث من ذلك إليّ، و الباقي يقسم على سهام اللّه عزّ و جلّ بين الورثة(2).

(987) 5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الحسين الأشعري، قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني صلوات اللّه عليه. ما تقول في الفرو يشترى من السوق؟

فقال: إذا كان مضمونا، فلا بأس(3).

ص: 514


1- الظاهر أنّ المراد من «العبّاس» هو «العبّاس بن معروف» الذي يروي عنه محمد بن يحيى؛ و يحتمل أن يكون المراد من «بعض أصحابنا» هو «علي بن مهزيار الأهوازي» و له كتب عديدة عن الجواد عليه السّلام.
2- التهذيب: ج 9، ص 242، ح 938. عنه الوافي: ج 24، ص 48، ح 23638. الاستبصار: ج 4، ص 126، ح 475. عنه و عن التهذيب و المقنع، وسائل الشيعة: ج 19، ص 277، ح 24588. قطعة منه في ف 5، ب 13 (حكم الوصيّة في الثلث و ما زاد عليه).
3- الكافي: ج 3، ص 398، ح 7. عنه الوافي: ج 17، ص 286، ح 17297، و وسائل الشيعة: ج 3، ص 493، ح 4269، و ج 4، ص 463، ح 5731. قطعة منه في ف 5، ب 2 (طهارة ما يشتري من السوق)، و ب 16 (حكم بيع جلد غير مأكول اللحم إذا كان مذكّى).
الثامن إلى رجل من بني هاشم:

(988) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: علي بن مهزيار، قال: كتب رجل من بني هاشم إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام:

إنّي كنت نذرت نذرا منذ سنتين أن أخرج إلى ساحل من سواحل البحر إلى ناحيتنا ممّا يرابط فيه المتطوّعة نحو مرابطهم بجدّة و غيرها من سواحل البحر.

أ فترى جعلت فداك، أنّه يلزمني الوفاء به، أو لا يلزمني؟ أو أفتدي الخروج إلى ذلك الموضع بشيء من أبواب البرّ، لأصير إليه إن شاء اللّه تعالى؟

فكتب عليه السّلام إليه بخطّه، و قرأته: إن كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين، فالوفاء به إن كنت تخاف شنعته(1) و إلاّ فاصرف ما نويت من ذلك(2)في أبواب البرّ، وفّقنا اللّه و إيّاك لما يحبّ و يرضى(3).

التاسع إلى رجل:

(989) 1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرني الشيخ رحمه اللّه، عن أبي القاسم جعفر بن

ص: 515


1- في التهذيب: ج 8: شنيعته. شنع الشيء، شناعة و شنعا و شنعا، و شنوعا: قبح، أقرب الموارد: ج 1، ص 615 (شنع).
2- في التهذيب: ج 8: من نفقة في ذلك.
3- التهذيب: ج 6، ص 126، ح 221، و ج 8، ص 311، ح 1156. عنه وسائل الشيعة: ج 15، ص 32، ح 19946. عوالي اللئالي: ص 183، ح 8. قطعة منه في ف 3، ب 3 (مدح يونس بن عبد الرحمن)، و ف 5، ب 8 (حكم من نذر مالا للمرابطة)، و ب 22 (حكم من نذر مالا للمرابطة).

محمد، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي ابن مهزيار، قال: قرأت في كتاب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام: الركعتان اللّتان قبل صلاة الفجر من صلاة الليل هي، أم من صلاة النهار؟ و في أيّ وقت أصلّيهما؟

فكتب عليه السّلام بخطّه: احشوهما في صلاة الليل حشوا(1).

(990) 2 - أحمد بن محمد بن عيسى رحمه اللّه: علي بن مهزيار، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام يحكي له شيئا.

فكتب عليه السّلام إليه: و اللّه! ما كان ذلك، و إنّي لأكره أن أقول «و اللّه» على حال من الأحوال، و لكنّه غمّني أن يقال ما لم يكن(2).

(991) 3 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و روي أنّه حمل له(3) حمل بزّ(4) له قيمة كثيرة، فسلّ (5) في الطريق، فكتب إليه الذي حمله يعرّفه الخبر.

ص: 516


1- الاستبصار: ج 1، ص 283، ح 1028. التهذيب: ج 2، ص 132، ح 510. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 4، ص 265، ح 5114. الكافي: ج 3، ص 450، ح 35، عن الصادق عليه السّلام. قطعة منه في ف 5، ب 3 (نافلة الفجر).
2- النوادر لابن عيسى: ص 52، ح 98. التهذيب: ج 8، ص 290، ح 1072. عنه وسائل الشيعة: ج 23، ص 197، ح 29353. عنه البحار: ج 101، ص 281، ح 18، و مستدرك الوسائل: ج 16، ص 36، ح 19043. الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 2، ص 405، ح 2138. قطعة منه في ف 3، ب 1، (يمينه عليه السّلام)، و ف 5، ب 22 (كراهة اليمين على كلّ حال).
3- في البحار: لأبي جعفر الثاني عليه السّلام.
4- البزّ: الثياب، و قيل: ضرب من الثياب، و قيل: متاع البيت من الثياب خاصّة، لسان العرب: ج 5، ص 311 (بزز).
5- السّلّة: السرقة الخفيّة، أقرب الموارد: ج 1، ص 535 (سلّ).

فوقّع بخطّه: إنّ أنفسنا و أموالنا من مواهب اللّه الهنيئة، و عواريه المستودعة، يمتّع بما متّع منها في سرور و غبطة، و يأخذ ما أخذ منها في أجر و حسبة(1)، فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره، و نعوذ باللّه من ذلك(2).

(992) 4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه، عن محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن أحمد، عن عبد اللّه بن محمد، عن علي ابن مهزيار، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى رجل بخطّه، و قرأته في دعاء كتب به أن يقول:

«يا ذا الذي كان قبل كلّ شيء، ثمّ خلق كلّ شيء، ثمّ يبقى و يفنى كلّ شيء؛ و يا ذا الذي ليس في السموات العلى، و لا في الأرضين السفلى، و لا فوقهنّ، و لا بينهنّ، و لا تحتهنّ، إله يعبد غيره»(3).

(993) 5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى؛ و عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن مهران(4)، قال:

كتب رجل إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام يشكو إليه مصابه بولده، و شدّة ما دخله.

ص: 517


1- الحسبة: الأجر و الثواب، أقرب الموارد: ج 1، ص 189 (حسب).
2- تحف العقول: ص 456، س 2. عنه البحار: ج 50، ص 103، ح 17، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 34. قطعة منه في ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الصبر).
3- التوحيد: ص 47، ح 11. عنه البحار: ج 3، ص 285، ح 5، و ج 6، ص 328، ح 9، قطعة منه، و ج 54، ص 81، ح 57، و ج 91، ص 179، ح 2، قطعة منه، و نور الثقلين: ج 5، ص 236، ح 25، قطعة منه، الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 146، ح 56، و ص 156، ح 77، قطعة منه. قطعة منه في ف 4، ب 1 (صفاته و أسماؤه عزّ و جلّ)، و ف 6، ب 2 (الدعاء في تمجيد اللّه).
4- في مستدرك الوسائل و البحار: عن مهران.

فكتب عليه السّلام إليه: أ ما علمت أنّ اللّه عزّ و جلّ يختار من مال المؤمن و من ولده أنفسه ليأجره على ذلك(1).

(994) 6 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن مهران، قال: كتب أبو جعفر الثاني عليه السّلام إلى رجل: ذكّرت(2)مصيبتك بعلي ابنك، و ذكرت أنّه كان أحبّ ولدك إليك، و كذلك اللّه عزّ و جلّ إنّما يأخذ من الولد(3) و غيره أزكى ما عند أهله ليعظّم به أجر المصاب بالمصيبة.

فأعظم اللّه أجرك، و أحسن عزاك، و ربط(4) على قلبك، إنّه قدير، و عجّل اللّه عليك بالخلف، و أرجو أن يكون اللّه قد فعل إن شاء اللّه تعالى(5).

(995) 7 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: علي بن حاتم، عن الحسن بن علي، عن أبيه، قال: كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام يسأله عن صلاة نوافل شهر رمضان، و عن

ص: 518


1- الكافي: ج 3، ص 218، ح 3، و ص 263، ح 46، باختلاف في المتن و السند. عنه وسائل الشيعة: ج 3، ص 243، ح 3522، و ج 3، ص 243، س 11، مثله، و الوافي: ج 25، ص 546، ح 24618. عنه مستدرك الوسائل: ج 2، ص 389، ح 2268، و البحار: ج 79، ص 123، ح 18. قطعة منه في ف 5، ب 2 (كيفيّة التعزية و استحباب الدعاء لأهل المصيبة)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الصبر).
2- في المصدر: ذكرت مصيبتك بعليّ ابنك و ذكرت... بالتشديد، و الظاهر أنّه غير صحيح.
3- في المصدر: من الوالد، و الظاهر أنّه تصحيف.
4- و الربط على القلب: تسديده و تقويته، مجمع البحرين: ج 4، ص 248 (ربط).
5- الكافي: ج 3، ص 205، ح 10. عنه وسائل الشيعة: ج 3، ص 218، ح 3450، و الوافي: ج 25، ص 555، ح 24649. قطعة منه في ف 5، ب 2 (كيفيّة التعزية و استحباب الدعاء لأهل المصيبة)، و ف 6، ب 2 (دعاؤه عليه السّلام لرجل مصاب بابنه)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الصبر).

الزيادة فيها؟

فكتب عليه السّلام إليه كتابا قرأته بخطّه: صلّ في أوّل شهر رمضان في عشرين ليلة، عشرين ركعة، صلّ منها ما بين المغرب و العتمة ثماني ركعات، و بعد العشاء اثنتي عشرة ركعة.

و في العشر الأواخر ثماني ركعات بين المغرب و العتمة. و اثنتين و عشرين ركعة بعد العتمة، إلاّ في ليلة إحدى و عشرين، و ثلاث و عشرين، فإنّ المائة تجزيك إن شاء اللّه، و ذلك سوى الخمسين. و أكثر من قراءة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» (1).

(996) 8 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر علي بن مهزيار قال: قرأت في كتاب لأبي جعفر عليه السّلام من رجل يسأله أن يجعله في حلّ من مأكله و مشربه من الخمس؟

فكتب بخطّه: من أعوزه(2) شيء من حقّي فهو في حلّ (3).

(997) 9 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن

ص: 519


1- الاستبصار: ج 1، ص 464، ح 1800. التهذيب: ج 3، ص 67، ح 220، بتفاوت. عنه و عن الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 8، ص 33، ح 10041. إقبال الأعمال: ص 260، س 23 أورد معناه. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 35، ح 10047. قطعة منه في ف 5، ب 3 (النوافل شهر رمضان)، و ف 6، ب 1 (سورة القدر: 97)، و ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في قراءة القرآن).
2- أعوزه الشيء: إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه، مجمع البحرين: ج 4، ص 28 (عوز).
3- التهذيب: ج 4، ص 143، ح 400. من لا يحضره الفقيه: ج 2، ص 23، ح 88. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 9، ص 543، ح 12676، و الوافي: ج 10، ص 339، ح 1660. قطعة منه في ف 5، ب 6 (تحليل الإمام عليه السّلام حصّته من الخمس).

زياد؛ و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن علي بن مهزيار، قال:

كتب رجل إلى أبى جعفر عليه السّلام يشكو إليه لمما يخطر على باله؟

فأجابه في بعض كلامه: إنّ اللّه عزّ و جلّ إن شاء ثبّتك فلا يجعل لإبليس عليك طريقا، قد شكى قوم إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمما يعرض لهم، لأن تهوي بهم الريح، أو يقطّعوا، أحبّ إليهم من أن يتكلّموا به.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أ تجدون ذلك؟

قالوا: نعم!

فقال: و الذي نفسي بيده، إنّ ذلك لصريح الإيمان، فإذا وجدتموه.

فقولوا: آمنّا باللّه و رسوله، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه(1).

(998) 10 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد اللّه بن الخزرج(2) أنّه كتب إليه رجل خطب إلى رجل فطالت به الأيّام و الشهور و السنون، فذهب عليه أن يكون قال له: أفعل أو قد فعل.

فأجاب فيه: لا يجب عليه إلاّ ما عقد عليه قلبه، و ثبتت عليه عزيمته(3).

(999) 11 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: الصفّار، عن محمد بن عيسى(4)، قال: كتب

ص: 520


1- الكافي: ج 2، ص 425، ح 4. عنه الوافي: ج 4، ص 254، ح 1902، و وسائل الشيعة: ج 7، ص 168، ح 9027. قطعة منه في ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في الرضا بقضاء اللّه)، و ف 9، ب 3 (ما رواه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
2- استظهر الزنجاني قدّس سرّه بكونه أخا موسى بن الخزرج الذي استقبل فاطمة المعصومة عليها السّلام و نزلت في بيته: الجامع في الرجال: ج 2، ص 1126. قال السيد البروجردي قدّس سرّه: لعلّه من السابعة: الموسوعة الرجاليّة: ج 4، ص 213. فعلى هذا الظاهر أنّ المكتوب إليه أبا جعفر الجواد أو أبو الحسن الهادي عليهما السّلام.
3- الكافي: ج 5، ص 562، ح 25.
4- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من كتبه عليه السّلام إليه.

إليه رجل هل يجب الوضوء، ممّا خرج من الذكر بعد الاستبراء؟

فكتب عليه السّلام: نعم(1)!

(1000) 12 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطّار، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسين بن عمر، عن محمد بن عبد اللّه، عن مروان الأنباري، قال: خرج من أبى جعفر عليه السّلام: إنّ اللّه إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم(2).

ص: 521


1- الاستبصار: ج 1، ص 49، ح 138. قطعة منه في ف 5، ب 2 (الوضوء).
2- علل الشرائع: ب 179، ص 244، ح 2. عنه البحار: ج 52، ص 90، ح 2. قطعة منه في ف 4، ب 3 (إنّ الأئمّة عليهم السّلام إذا لم يرض اللّه لهم الدنيا نقلهم إليه).

ص: 522

الفصل التاسع: في ما رواه عن آبائه عليهم السّلام أو غيرهم

اشارة

الباب الأوّل ما رواه عليه السّلام من الأحاديث القدسيّة

الباب الثاني ما رواه عليه السّلام عن الملائكة

الباب الثالث ما رواه عن الأنبياء عليهم السّلام

الباب الرابع ما رواه عن الأئمّة عليهم السّلام

الباب الخامس ما رواه عليه السّلام عن غيرهم

خاتمة في الأحاديث المشتبهة

ص: 523

ص: 524

الفصل التاسع فيما رواه عن آبائه عليهم السّلام أو غيرهم و يشتمل هذا الفصل على ستة عشر بابا:

الباب الأوّل ما رواه عليه السّلام من الأحاديث القدسيّة

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... قال [أبو جعفر الثاني عليه السّلام]:... أمر اللّه عزّ و جلّ ملكا ينادي: أيّتها الأمّة الظالمة القاتلة عترة نبيّها، لا وفّقكم اللّه لصوم و لا فطر(1).

(1001) 2 - ابن شعبة الحرّاني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الثاني] عليه السّلام: أوحى اللّه إلى بعض الأنبياء: أمّا زهدك في الدنيا فتعجّلك الراحة، و أمّا انقطاعك إليّ فيعزّزك(2) بي، و لكن هل عاديت لي عدوّا و(3) واليت لي وليّا(4).

ص: 525


1- علل الشرائع: ب 125، ص 389، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 4، (إنّ قاتلي عترة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا يوفّقون لصوم شهر رمضان)، رقم 650.
2- في البحار: ج 66: فتعزّزك.
3- في البحار: ج 66، أو واليت.
4- تحف العقول: ص 455، س 5. عنه البحار: ج 66، ص 238، ح 7، و ج 75، ص 358، ضمن ح 1.

ص: 526

الباب الثاني ما رواه عليه السّلام عن الملائكة

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام:

كأنّي بالقائم يوم عاشوراء، يوم السبت، قائما بين الركن و المقام، بين يديه جبرئيل، ينادي: البيعة للّه...(1).

ص: 527


1- الغيبة: ص 274، س 9. تقدّم الحديث بتمامه في ف 4، ب 3، (كيفيّة ظهور القائم عليه السّلام و عدد أصحابه)، رقم 616.

ص: 528

الباب الثالث ما رواه عن الأنبياء عليهم السّلام

اشارة

و هو يشتمل على عنوانين:

أ - ما رواه عن خضر النبيّ عليهما السّلام

1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السّلام، قال:

... إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلّم على أمير المؤمنين عليه السّلام، فردّ عليه، السلام. فجلس، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين! أسألك عن ثلاث مسائل؟ إن أخبرتني بهنّ، علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم أنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم، و إن تكن الأخرى علمت أنّك و هم شرع سواء.

فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: سلني عمّا بدا لك؟

فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟

فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن، فقال: يا أبا محمد! أجبه....

فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته [بعده] - و أشار [بيده] إلى أمير المؤمنين عليه السّلام - و لم أزل أشهد بها.

و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته - و أشار إلى الحسن عليه السّلام.

و أشهد أنّ الحسين بن علي وصيّ أبيك و القائم بحجّته بعدك.

ص: 529

و أشهد على علي بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين بعده.

و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن الحسين.

و أشهد على جعفر بن محمد أنّه القائم بأمر محمد بن علي.

و أشهد على موسى بن جعفر أنّه القائم بأمر جعفر بن محمد.

و أشهد على علي بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر.

و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن موسى.

و أشهد على علي بن محمد أنّه القائم بأمر محمد بن علي.

و أشهد على الحسن بن علي أنّه القائم بأمر علي بن محمد.

و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنّى، و لا يسمّى حتّى يظهر أمره، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، ثمّ قام، فمضى.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: يا أبا محمد! اتبعه فانظر أين يقصد؟

فخرج الحسن عليه السّلام في أثره، قال: فما كان إلاّ أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّه فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأعلمته.

فقال: يا أبا محمد! أتعرفه؟

فقلت: اللّه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم.

فقال: هو الخضر عليه السّلام(1).

ص: 530


1- إكمال الدين: ج 1، ص 313، ح 1. يأتي الحديث بتمامه في ب 4، (ما رواه عن أمير المؤمنين عليه السّلام)، رقم 1018.
ب - ما رواه عليه السّلام عن محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

(1002) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن أبي جعفر الثاني، عن أبيه، عن جدّه صلوات اللّه عليهم، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إنّ اللّه خلق الإسلام، فجعل له عرصة، و جعل له نورا، و جعل له حصنا، و جعل له ناصرا.

فأمّا عرصته، فالقرآن، و أمّا نوره، فالحكمة، و أمّا حصنه، فالمعروف، و أمّا أنصاره، فأنا و أهل بيتي و شيعتنا.

فأحبّوا أهل بيتي و شيعتهم و أنصارهم، فإنّه لمّا أسري بي إلى السماء الدنيا، فنسبني جبرئيل عليه السّلام لأهل السماء.

استودع اللّه حبّي و حبّ أهل بيتي و شيعتهم في قلوب الملائكة، فهو عندهم وديعة إلى يوم القيامة.

ثمّ هبط بي إلى أهل الأرض، فنسبني إلى أهل الأرض، فاستودع اللّه عزّ و جلّ حبّي و حبّ أهل بيتي و شيعتهم في قلوب مؤمني أمّتي.

فمؤمنو أمّتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة.

ألا فلو أنّ الرجل من أمّتي عبد اللّه عزّ و جل عمره أيّام الدنيا، ثمّ لقى اللّه عزّ و جل مبغضا لأهل بيتي و شيعتي، ما فرّج اللّه صدره إلاّ عن النفاق(1).

ص: 531


1- الكافي: ج 2، ص 46، ح 3. عنه البحار: ج 65، ص 341، ح 13، و نور الثقلين: ج 3، ص 129، ح 42، و الوافي: ج 4، ص 142، ح 1734، و وسائل الشيعة: ج 15، ص 184، ح 20233، قطعة منه. بشارة المصطفى: ص 157، س 12، قال: حدّثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبّاد الرازي حدّثنا محمد بن أحمد الرازي، حدّثنا علي بن محمد البصري، أخبرنا علي بن محمد القزويني، أخبرنا علي بن الحسين السعدآبادي، أخبرنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، أخبر عبد العظيم....

(1003) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السّلام:

جعلت فداك! إنّ رجلا من أصحابنا رمى الجمرة يوم النحر، و حلق قبل أن يذبح؟

فقال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا كان يوم النحر أتاه طوائف من المسلمين، فقالوا: يا رسول اللّه! ذبحنا من قبل أن نرمي، و حلقنا من قبل أن نذبح، و لم يبق شيء ممّا ينبغي لهم أن يقدّموه إلاّ أخّروه، و لا شيء ممّا ينبغي لهم أن يؤخّروه إلاّ قدّموه؟

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا حرج، لا حرج(1).

(1004) 3 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن إسحاق بن سعد، عن الحسن بن عبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ أرواحنا و أرواح النبيّين توافي العرش كلّ ليلة جمعة، فتصبح الأوصياء، و قد زيد في علمهم مثل جمّ الغفير من العلم(2).

(1005) 4 - الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: حدّثني أبي، عن أبيه عليهما السّلام: أنّ

ص: 532


1- الكافي: ج 4، ص 504، ح 2. عنه الوافي: ج 14، ص 1238، ح 3. الاستبصار: ج 2، ص 284، ح 1008. التهذيب: ج 5، ص 236، ح 796. عنه و عن الكافي و الاستبصار، وسائل الشيعة: ج 14، ص 156، ح 18859.
2- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 152، ح 7. عنه البحار: ج 17، ص 152، ح 54، و ج 26، ص 90، ح 11.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان من خيار أصحابه [عنده] أبو ذرّ الغفاري، فجاءه ذات يوم فقال: يا رسول اللّه! إن لي غنيمات قدر ستّين شاة، أكره أن أبدو فيها، و أفارق حضرتك و خدمتك، و أكره أن أكلها إلى راع فيظلمها و يسيء رعايتها فكيف أصنع؟

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أبد فيها.

[فبدا فيها] فلمّا كان في اليوم السابع جاء إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أبا ذرّ!

فقال: لبّيك يا رسول اللّه!

قال: ما فعلت غنيماتك؟

فقال: يا رسول اللّه! إنّ لها قصّة عجيبة. [ف] قال: و ما هي؟

قال: يا رسول اللّه! بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي، فقلت يا ربّ صلاتي، يا ربّ غنمي، فاثرت صلاتي على غنمي.

فأخطر الشيطان ببالي: يا أبا ذر! أين أنت إن عدت الذئاب على غنمك و أنت تصلّي فأهلكتها كلّها، ما يبقى لك في الدنيا ما تتعيّش به؟

فقلت للشيطان: يبقى لي توحيد اللّه تعالى، و الإيمان بمحمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و موالاة أخيه سيّد الخلق بعده علي بن أبي طالب عليه السّلام، و موالاة الأئمّة الهادين الطاهرين من ولده، و معاداة أعدائهم، و كلّما فات من الدنيا بعد ذلك جلل.

فأقبلت على صلاتي، فجاء ذئب، فأخذ حملا و ذهب به و أنا أحسّ به، إذا أقبل على الذئب أسد فقطعه نصفين، و استنقذ الحمل و ردّه إلى القطيع، ثمّ ناداني: يا أبا ذرّ! أقبل على صلاتك، فإنّ اللّه تعالى قد وكّلني بغنمك إلى أن تصلّي.

ص: 533

فأقبلت على صلاتي، و قد غشيني من التعجّب ما لا يعلمه إلاّ اللّه تعالى حتّى فرغت منها، فجاءني الأسد، و قال لي: امض إلى محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأخبره أنّ اللّه تعالى قد أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك، و وكّل أسدا بغنمه يحفظها.

فتعجّب من [كان] حول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: صدقت يا أبا ذرّ! و لقد آمنت به أنا و علي و فاطمة و الحسن و الحسين (صلوات اللّه عليهم أجمعين).

فقال بعض المنافقين: هذا بمواطاة بين محمد و أبي ذرّ، يريد أن يخدعنا بغروره.

و اتّفق منهم عشرون رجلا و قالوا: نذهب إلى غنمه، و ننظر إليها، و ننظر إليه إذا صلّى، هل يأتي الأسد و يحفظ غنمه، فيتبيّن بذلك كذبه.

فذهبوا و نظروا و [إذا] أبو ذرّ قائم يصلّي، و الأسد يطوف حول غنمه و يرعاها و يرد إلى القطيع ما شذّ عنه منها، حتّى إذا فرغ من صلاته ناداه الأسد:

هاك قطيعك مسلّما، وافر العدد سالما.

ثمّ ناداهم الأسد: [يا] معاشر المنافقين! أنكرتم لوليّ محمد و علي و آله الطيّبين، و المتوسّل إلى اللّه تعالى بهم أن يسخّرني [اللّه] ربّي لحفظ غنمه، و الذي أكرم محمدا و آله الطيّبين الطاهرين.

لقد جعلني اللّه طوع يدي أبي ذرّ حتّى لو أمرني بافتراسكم و هلاككم لأهلكتكم.

و الذي لا يحلف بأعظم منه لو سأل اللّه بمحمد و آله الطيّبين صلوات اللّه عليهم أن يحوّل البحار دهن زنبق و بان و الجبال مسكا و عنبرا و كافورا، و قضبان الأشجار قضب الزمرد و الزبرجد، لما منعه اللّه تعالى ذلك.

فلمّا جاء أبو ذرّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال له رسول اللّه: يا أبا ذرّ! إنّك

ص: 534

أحسنت طاعة اللّه، فسخّر اللّه لك من يطيعك في كفّ العوادي عنك، فأنت من أفضل من مدحه اللّه عزّ و جلّ [ب] أنّه يقيم الصلاة(1).

5 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: كتب علي بن أسباط إلى أبي جعفر عليه السّلام: في أمر بناته....

فكتب إليه أبو جعفر عليه السّلام:... فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوّجوه «إِلاّٰ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي اَلْأَرْضِ وَ فَسٰادٌ كَبِيرٌ» (2).(3).

(1006) 6 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن الحسن رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن سهل بن زياد، و أحمد بن محمد بن عيسى قالا:

حدّثنا الحسن بن العبّاس بن حريش الرازي، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام:

إنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول لأصحابه: آمنوا بليلة القدر، إنّها تكون لعلي بن أبي طالب، و ولده الأحد عشر

ص: 535


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 73، ح 37. عنه البحار: ج 22، ص 393، ح 1، و ج 81، ص 231، ضمن ح 5، و ج 17، ص 414، ح 44، قطعة منه، و مدينة المعاجز: ج 1، ص 409، ح 272، و مستدرك الوسائل: ج 3، ص 84، ح 3079. قصص الأنبياء: ص 306، ح 376، قطعة منه. تنبيه الخواطر و نزهة نواظر: ج 2، ص 420، س 6. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 503، ح 15، قطعة منه.
2- الأنفال: 73/8.
3- الكافي: ج 5، ص 347، ح 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى علي بن أسباط)، رقم 919.

من بعده(1).

7 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... إبراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام في التزويج؟

فأتاني كتابه بخطّه: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوّجوه، «إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض و فساد كبير»(2).

8 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... كتب رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام...

فأجابه في بعض كلامه:... قد شكى قوم إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمما يعرض لهم....

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أ تجدون ذلك؟

قالوا: نعم!

فقال: و الذي نفسي بيده، إنّ ذلك لصريح الإيمان، فإذا وجدتموه، فقولوا:

آمنّا باللّه و رسوله، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه(3).

ص: 536


1- إكمال الدين: ج 1، ص 280، ح 30. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 510، ح 233، و البحار: ج 94، ص 15، ح 27. الكافي: ج 1، ص 533، ح 12، بتفاوت. عنه الوافي: ج 2، ص 310، ح 768. الخصال: ج 2، ص 480، ح 48، بتفاوت. عنه البحار: ج 36، ص 243، ح 49، و ج 94، ص 15، ح 26. إرشاد المفيد: ص 348، س 5، بتفاوت. إعلام الورى: ج 2، ص 172، س 9. المستجاد من كتاب الإرشاد: ص 258، س 1. كشف الغمّة: ج 2، ص 448، س 2.
2- الكافي: ج 5، ص 347، ح 3. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى إبراهيم بن محمد الهمداني)، رقم 870.
3- الكافي: ج 2، ص 425، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى رجل)، رقم 997.

(1007) 9 - ابن شاذان رحمه اللّه: حدّثني أبو عبد اللّه أحمد [بن محمد] بن أيّوب رحمه اللّه، قال: حدّثني علي بن محمد بن سويدة بن عنبسة(1)، و حدّثني أحمد بن محمد بن الجرّاح، قال: حدّثني أحمد بن الفضل الأهوازي، قال:

حدّثني بكر بن أحمد، قال: حدّثني محمد بن علي، عن أبيه، قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها، و عمّها الحسن بن علي، قالا: حدّثنا أمير المؤمنين عليهم السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا دخلت(2) الجنّة، رأيت فيها شجرة تحمل الحلي و الحلل، أسفلها خيل بلق(3) و أوسطها الحور العين، و في أعلاها الرضوان، قلت: يا جبريل! لمن هذه الشجرة؟

قال: هذه لابن عمّك أمير المؤمنين (عليه السّلام) إذا أمر اللّه الخلق(4) بالدخول إلى الجنّة، يؤتى بشيعة(5) علي بن أبي طالب حتّى ينتهي بهم إلى هذه الشجرة، فيلبسون الحلي و الحلل، و يركبون الخيل البلق.

و ينادي مناد: هؤلاء شيعة علي بن أبي طالب صبروا في الدنيا على الأذى، فأكرموهم(6) اليوم(7).

ص: 537


1- في اليقين: علي بن محمد بن عتيّة بن رويدة، و في مناقب الخوارزمي: عن علي بن محمد، عن عنبسة بن رويدة.
2- في مناقب الخوارزمي: أدخلت الجنّة.
3- البلق: بلق الدابّة. و البلق: سواد و بياض، لسان العرب: ج 10، ص 25 (بلق).
4- في اليقين: الخليقة، و كذا في مناقب الخوارزمي.
5- في أعلام الدين: بشيعته.
6- في اليقين: فحبّوا هذا اليوم، و في مناقب الخوارزمي: فحبّوا اليوم، و في أعلام الدين: فجزوا اليوم ثواب الصابرين.
7- مائة منقبة لابن شاذان: ص 158 المنقبة السادسة و التسعون. عنه البحار: ج 27، ص 120، ح 101. اليقين في امرة أمير المؤمنين عليه السّلام: ب 20، ص 155، س 5، و ب 86، ص 251، س 4. عنه البحار: ج 8، ص 138، ح 51، و ج 18، ص 401، ح 102، عن علي بن موسى الرضا عليه السّلام. المناقب للخوارزمي: ص 73، ح 52. أعلام الدين: ص 464، س 12، مرسلا عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، بتفاوت.

10 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... قال [الجواد عليه السّلام]: و كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول إذا فرغ من صلاته:

«اللّهمّ! اغفر لي ما قدّمت، و ما أخّرت، و ما أسررت، و ما أعلنت، و إسرافي على نفسي، و ما أنت أعلم به منّي.

اللّهمّ! أنت المقدّم، و أنت المؤخّر، لا إله إلاّ أنت بعلمك الغيب و بقدرتك على الخلق أجمعين، ما علمت الحياة خيرا لي فأحيني، و توفّني إذا علمت الوفاة خيرا لي.

اللّهمّ إنّي أسألك خشيتك في السرّ و العلانية، و كلمة الحقّ في الغضب و الرضا، و القصد في الفقر و الغنى، و أسألك نعيما لا ينفد، و قرّة عين لا تنقطع، و أسألك الرضا بالقضاء، و برد العيش بعد الموت، و لذّة النظر إلى وجهك، و شوقا إلى لقائك من غير ضرّ أو مضرّة، و لا فتنة مظلمة.

اللّهمّ! زيّنا بزينة الإيمان، و اجعلنا هداة مهديّين.

اللّهمّ! اهدنا فيمن هديت.

اللّهمّ! إنّي أسألك عزيمة الرشاد، و الثبات في الأمر و الرشد، و أسألك شكر نعمتك، و حسن عافيتك، و أداء حقّك، و أسألك يا ربّ قلبا سليما، و لسانا صادقا، و أستغفرك لما تعلم، و أسألك خير ما تعلم، و أعوذ بك من شرّ ما تعلم

ص: 538

و ما لا نعلم، فإنّك تعلم و لا نعلم، و أنت علاّم الغيوب»(1).

(1008) 11 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي قال: حدّثني أحمد بن علي التفليسي، عن إبراهيم بن محمد الهمداني(2)، عن محمد بن علي الهادي، عن علي بن موسى الرضا، عن الإمام موسى بن جعفر، عن الصادق جعفر بن محمد، عن الباقر محمد بن علي، عن سيّد العابدين علي بن الحسين، عن سيّد شباب أهل الجنّة الحسين، عن سيّد الأوصياء علي عليهم السّلام؛ عن سيّد الأنبياء محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم، و صومهم، و كثرة الحجّ و المعروف و طنطنتهم(3) بالليل.

انظروا(4) إلى صدق الحديث، و أداء الأمانة(5).

(1009) 12 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدّثنا أبو محمد الحسن بن علي الممتع، قال: حدّثنا حمدان بن المختار، قال: حدّثنا محمد بن خالد البرقي، قال: حدّثني سيّدي أبو جعفر محمد بن علي(6)، عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام قال:

حدّثني الأجلح الكندي، عن ابن بريدة، عن أبيه، أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: علي

ص: 539


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 214، ح 959. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى محمد بن الفرج)، رقم 968.
2- في البحار: أحمد بن محمد الهمداني.
3- الطنطنة: كثرة الكلام و التصويت به، لسان العرب: ج 13، ص 269 (طنن).
4- في العيون: و لكن انظروا... و كذا في البحار.
5- الأمالي: ص 249، ح 6. عنه وسائل الشيعة: ج 19، ص 69، ح 24173، مسندا عن علي عليه السّلام. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 51، ح 197. عنه و عن الأمالي، البحار: ج 68، ص 9، ح 13، و ج 72، ص 114، ح 5.
6- في البحار: أبي جعفر الثاني.

إمام كلّ مؤمن بعدي(1).(2).

(1010) 13 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: أبي رحمه اللّه، قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن حسّان الرازي، عن محمد بن علي [عليهما السّلام]، رفعه قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من صلّى بالليل حسن وجهه بالنهار(3).

14 - العيّاشي رحمه اللّه:... [عن] أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام...

قال: قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: السجود على سبعة أعضاء: الوجه، و اليدين، و الركبتين، و الرجلين...(4).

15 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: قرأت كتاب أبي جعفر عليه السّلام إلى أبي شيبة الأصبهاني: فهمت ما ذكرت من أمر بناتك.

فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه، فزوّجوه، إنّكم إلاّ تفعلوا ذلك تكن فتنة في الأرض و فساد كبير(5).

16 - أبو عمرو الكشّي رحمه اللّه:... عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام، يقول:... قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من تأثّم أن يلعن من لعنه اللّه،

ص: 540


1- في البحار: من بعدي.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 281، ح 26. عنه البحار: ج 38، ص 111، ح 45.
3- علل الشرائع: ب 84، ص 363، ح 4. التهذيب: ج 2، ص 119، ح 449. من لا يحضره الفقيه: ج 1، ص 300، ح 1373، مرسلا و بتفاوت. المحاسن: ج 1، ص 53، ضمن ح 79، مرسلا. عنه و عن الفقيه، و التهذيب، و العلل، وسائل الشيعة: ج 8، ص 148، ح 10269.
4- تفسير العيّاشي: ج 1، ص 319، ح 109. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 2 (أحواله عليه السّلام مع المعتصم)، رقم 538.
5- التهذيب: ج 7، ص 395، ح 1580. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى أبي شيبة الأصبهاني)، رقم 883.

فعليه لعنة اللّه(1).

17 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:... الخبر الذي قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: في الحسن و الحسين عليهما السّلام بأنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة...(2).

18 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:... و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: نبّئت و آدم بين الروح و الجسد...(3).

19 - أبو منصور الطبرسي رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام:... الخبر الذي قاله رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حجّة الوداع: قد كثرت عليّ الكذّابة، و ستكثر بعدي، فمن كذب عليّ متعمّدا، فليتبوّأ مقعده من النار.

فإذا أتاكم الحديث عنّي، فأعرضوه على كتاب اللّه عزّ و جلّ و سنّتي، فما وافق كتاب اللّه و سنّتي فخذوا به، و ما خالف كتاب اللّه و سنّتي فلا تأخذوا به...(4).

20 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه:... [قال أبو جعفر الثاني عليه السّلام]: مناجاة دفعها إليّ أبي قال: دفعها إليّ أبي، موسى قال: دفعها إليّ أبي، جعفر قال: دفعها إليّ محمد، أبي، قال: دفعها إليّ علي بن الحسين، أبي، قال: دفعها إليّ الحسين، أبي،

ص: 541


1- رجال الكشّي: ص 528، ح 1012. تقدّم الحديث بتمامه في ف 3، ب 3 (ذمّ محمد بن أبي زينب، المكنّى أبي الخطّاب)، رقم 563.
2- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 1 (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
3- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 1، (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.
4- الاحتجاج: ج 2، ص 477، ح 323. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 1 (احتجاجه عليه السّلام مع يحيى بن أكثم)، رقم 868.

قال: دفعها إليّ الحسن، أخي، قال: دفعها إليّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه). قال: دفعها إليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: دفعها إليّ جبرائيل عليه السّلام.

قال: يا محمد! ربّ العزّة يقرؤك السلام، و يقول لك: هذه مفاتيح كنوز الدنيا و الآخرة، فاجعلها و سائلك إلى مسائلك تصل إلى بغيتك، و تنجح في طلبتك، فلا تؤثرها في حوائج الدنيا فتبخس بها الحظّ من آخرتك، و هي عشرون وسائل...(1).

(1011) 21 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا علي بن أحمد بن نصر البندنيجي بالرقّة، قال: حدّثنا أبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: السنّة سنّتان: سنّة في فريضة، الأخذ بها هدى، و تركها ضلالة.

و سنّة في غير فريضة، الأخذ بها فضيلة، و تركها إلى غيرها خطيئة(2).

(1012) 22 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال:

حدّثنا أبو صالح محمد بن صالح بن فيض العجلي الساوي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: حدّثنا محمد بن علي

ص: 542


1- مهج الدعوات: ص 309، س 7. تقدّم الحديث بتمامه في ف 8، ب 2 (كتابه عليه السّلام إلى المأمون)، رقم 956.
2- الأمالي: ص 589، ح 1222. عنه البحار: ج 2، ص 264، س 17. تحف العقول: ص 57، س 11، مرسلا. عنه البحار: ج 74، ص 161، ح 171.

الرضا، عن آبائه عليهم السّلام، عن محمد بن على أبي جعفر، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّا أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلّم الناس بقدر عقولهم.

قال: و قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض(1).

(1013) 23 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سلمان رضى اللّه عنه إلى فاطمة عليها السّلام، لحاجة.

قال سلمان: وقفت بالباب وقفة حتّى سلّمت، فسمعت فاطمة عليها السّلام تقرأ القرآن خفاء، و الرحى تدور من برّ، ما عندها أنيس.

قال: فعدت إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قلت: يا رسول اللّه! رأيت أمرا عظيما!

فقال: و ما هو يا سلمان!؟ تكلّم بما رأيت.

قلت: وقفت بباب ابنتك يا رسول اللّه! فسمعت فاطمة عليها السّلام تقرأ القرآن من خفاء، و الرحى تدور من برّ، و ما عندها أنيس!

فتبسّم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و قال: يا سلمان! إنّ ابنتي فاطمة عليها السّلام ملاء اللّه قلبها، و جوارحها، إيمانا و يقينا إلى ما شاء، ففزعت لطاعة ربّها، فبعث اللّه ملكا اسمه روفائيل - و في موضع آخر: رحمة - فأدار لها الرحى، فكفاها اللّه مؤونة الدنيا و الآخرة(2).

(1014) 24 - الحرّ العاملي رحمه اللّه: و عن أبي جعفر - يعني الثاني - [عليه السّلام] قال:

ص: 543


1- الأمالي: ص 481، ح 1050. عنه البحار: ج 2، ص 169، ح 23.
2- الثاقب في المناقب: ص 290، ح 248.

سألته عن الرجل يقول: علىّ مائة بدنة، أو ما لا يطيق؟

فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ذلك من خطوات الشيطان(1).

(1015) 25 - أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمّي رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن عبد اللّه، قال: حدّثنا محمد بن صالح بن فيض بن فيّاض العجلي، قال: حدّثنا أبي (ظ)، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن محمد علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يا علي! و هو يوصيني، ما خاب من استخار، و لا ندم من استشار.

يا علي! عليك بالدلجة، فإنّ الأرض تطوي بالليل ما لا يطوي بالنهار.

يا علي! اغد باسم اللّه، فإنّ اللّه تعالى بارك لأمّتي في بكورها.

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من لا يرحم، لا يرحم.

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من تمام المحبّة، المصافحة.

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: مطل الغني، ظلم.

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: مات حنف أنفه (كذا).

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما أنا من دد، و لا الدد منّي(2).

ص: 544


1- وسائل الشيعة: ج 23، ص 295، ح 29598، عن نوادر أحمد بن محمد بن عيسى. البحار: ج 101، ص 243، ح 157، عن النوادر.
2- جامع الأحاديث للقمّي: ص 25، س 25.

الباب الرابع ما رواه عن الأئمّة عليهم السّلام

اشارة

و هو يشتمل على أحد عشر عنوانا:

أ - ما رواه عن الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهما السّلام

(1016) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، و محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن(1)، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن العبّاس بن الجريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، أنّ أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه، قال لابن عبّاس: إنّ ليلة القدر في كلّ سنة، و إنّه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، و لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فقال ابن عبّاس: من هم؟

قال: أنا و أحد عشر من صلبي أئمّة محدّثون(2).

ص: 545


1- في الإرشاد: و محمد بن عبد اللّه، و محمد بن الحسين.
2- الكافي: ج 1، ص 532، ح 11. عنه الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 392، ح 526، بتفاوت، و الوافي: ج 2، ص 310، ح 767. الخصال: ج 2، ص 479، ح 47. عنه البحار: ج 36، ص 373، ح 3، و ج 94، ص 15، ح 25. ارشاد المفيد: ص 348، س 10. إكمال الدين: ج 1، ص 304، ح 19، محمد بن الحسن، قال: حدّثنا: محمد بن يحيى العطّار، عن سهل بن زياد الادمي، و أحمد بن محمد بن عيسى، قالا: حدّثنا الحسن بن العبّاس بن الجريش الرازي.... غيبة النعماني: ص 60، ح 3، بتفاوت يسير. اعلام الورى: ج 2، ص 172، س 1. المستجاد من كتاب الارشاد: ص 258، س 5. كشف الغمّة: ج 2، ص 448، س 6.

(1017) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: قال: حدّثنا علي بن أحمد بن عمران الدقّاق، قال: حدّثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدّثني أبو تراب عبيد اللّه بن موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام: يا ابن رسول اللّه! حدّثني بحديث عن آبائك عليهم السّلام؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا، فإذا استووا هلكوا.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: أمير المؤمنين عليه السّلام:

لو تكاشفتم، ما تدافنتم.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

إنّكم لن تسعوا الناس بأموالكم، تسعوهم(1) بطلاقة الوجه و حسن اللّقاء، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، يقول: إنّكم لن تسعوا(2) الناس بأموالكم، فسعوهم بأخلاقكم.

ص: 546


1- في الأمالي: فسعوهم.
2- في المصدر: لن فسعوا الناس، و هو تصحيف.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

من عتب(1) على الزمان، طالت معتبته.

فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه عليه السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

مجالسة الأشرار، تورث السوء(2) الظنّ بالأخيار.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

بئس الزاد إلى المعاد، العدوان على العباد.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

قيمة كلّ امرئ، ما يحسنه.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

المرء مخبوء، تحت لسانه.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

ما هلك امرئ، عرف قدره.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

ص: 547


1- عتب عليه عتبا: وجد عليه و لامه في سخطه، مجمع البحرين: ج 2، ص 114 (عتب).
2- في أمالي الصدوق: سوء الظنّ.

قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

التدبير قبل العمل، يؤمنك من الندم.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

من وثق بالزمان، صرع.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

خاطر بنفسه، من استغنى(1).

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

قلّة العيال، أحد اليسارين.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

من دخله العجب، هلك.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

من أيقن بالخلف، جاد بالعطيّة.

قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول اللّه!؟

فقال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام:

من رضي بالعافية ممّن دونه، رزق السلامة ممّن فوقه.

ص: 548


1- في الأمالي: من استغنى برأيه.

قال: فقلت له: حسبي(1).

(1018) 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبي، و محمد بن الحسن رضي اللّه عنهما، قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، و عبد اللّه بن جعفر الحميري، و محمد بن يحيى العطّار، و أحمد بن إدريس جميعا، قالوا: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، قال: حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري؛ عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السّلام، قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام ذات يوم، و معه الحسن بن علي و سلمان الفارسي رضى اللّه عنه، و أمير المؤمنين عليه السّلام متّكئ على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام، فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلّم على أمير المؤمنين عليه السّلام، فردّ عليه، السلام، فجلس ثمّ قال: يا أمير المؤمنين! أسألك عن ثلاث مسائل؟ إن أخبرتني بهنّ، علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم، و إن تكن الأخرى علمت أنّك و هم شرع سواء.

فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: سلني عمّا بدا لك؟

ص: 549


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 53، ح 204. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 727، ح 123، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 11، ص 306 ح 13108. أمالي الصدوق: ص 362، ح 9، عن علي بن أحمد بن موسى...، بتفاوت. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 41، ح 15591، قطعة منه، و فيه عن علي بن محمد الهادي، عن آبائه عليهم السّلام، و ص 161، ح 15954، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 7، ص 157، ح 7906، قطعة منه، و البحار: ج 72، ص 52، ح 7، قطعة منه، و ج 93، ص 115، ح 6، قطعة منه. عنه و عن العيون، البحار: ج 74، ص 383، ح 10، و ج 71، ص 159، ح 13، قطعة منه، و ص 191، ح 4، قطعة منه، و ج 72، ص 66، ح 1، و ص 98، ح 1، قطعة منه، و ص 309، ح 4، و ج 68، ص 276، ح 7، قطعة منه، و ص 338، ح 1، قطعة منه، و ص 384، ح 22، و ج 101، ص 71، ح 9.

فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ و عن الرجل كيف يذكر و ينسى؟ و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال؟

فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن، فقال: يا أبا محمد! أجبه!

فقال: أمّا ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه:

فإنّ روحه متعلّقة بالريح، و الريح متعلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة، فإن أذن اللّه عزّ و جلّ بردّ تلك الروح إلى صاحبها، جذبت تلك الروح الريح، و جذبت تلك الريح الهواء، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، و إن لم يأذن اللّه عزّ و جلّ بردّ تلك الروح إلى صاحبها، جذب الهواء الريح، و جذبت الريح الروح، فلم تردّ إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث.

و أمّا ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان:

فإنّ قلب الرجل في حقّ، و على الحقّ طبق، فإن صلّى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامّة، انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحقّ، فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسيه، و إن هو لم يصلّ على محمد و آل محمد، أو نقص من الصلاة عليهم، انطبق ذلك الطبق على ذلك الحقّ، فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكر.

و أمّا ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله:

فإنّ الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن، و عروق هادئة، و بدن غير مضطرب، فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم، خرج الولد يشبه أباه و أمّه، و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة، و بدن مضطرب، اضطربت تلك النطفة، فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام، أشبه الولد أعمامه، و إن وقعت على عرق

ص: 550

من عروق الأخوال، أشبه الرجل(1). أخواله.

فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّ محمدا رسول اللّه، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته [بعده] - و أشار [بيده] إلى أمير المؤمنين عليه السّلام - و لم أزل أشهد بها.

و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته - و أشار إلى الحسن عليه السّلام -.

و أشهد أنّ الحسين بن علي وصي أبيك و القائم بحجّته بعدك.

و أشهد على علي بن الحسين أنّه القائم بأمر الحسين بعده.

و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن الحسين.

و أشهد على جعفر بن محمد أنّه القائم بأمر محمد بن علي.

و أشهد على موسى بن جعفر أنّه القائم بأمر جعفر بن محمد.

و أشهد على علي بن موسى أنّه القائم بأمر موسى بن جعفر.

و أشهد على محمد بن علي أنّه القائم بأمر علي بن موسى.

و أشهد على علي بن محمد أنّه القائم بأمر محمد بن علي.

و أشهد على الحسن بن علي أنّه القائم بأمر علي بن محمد.

و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنّى، و لا يسمّى حتّى يظهر أمره، فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته.

ثمّ قام، فمضى.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: يا أبا محمد! أتبعه فانظر أين يقصد؟

فخرج الحسن عليه السّلام في أثره، قال: فما كان إلاّ أن وضع رجله خارج

ص: 551


1- في العلل: أشبه الولد، و كذا في دلائل الإمامة، و العيون، و غيبة النعماني.

المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّه فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فأعلمته.

فقال: يا أبا محمد! أتعرفه؟

فقلت: اللّه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم.

فقال: هو الخضر عليه السّلام(1).

ص: 552


1- إكمال الدين: ج 1، ص 313، ح 1. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 728، ح 125، قطعة منه، و ج 3، ص 217، ح 434، و ج 4، ص 489، ح 64، و اثبات الهداة: ج 2، ص 544، ح 9، قطعة منه. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 65، ح 35. عنه و عن الإكمال، البحار: ج 36، ص 414، ح 1. الكافي: ج 1، ص 525، ح 1، قطعة منه. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 452، ح 72، و الوافي: ج 2، ص 299، ح 756، و البرهان: ج 2، ص 487، ح 35. عنه و عن الإكمال و العيون، وسائل الشيعة: ج 16، ص 238، ح 21455. إثبات الوصيّة: ص 160، س 13، مرسلا و بتفاوت. الاحتجاج: ج 2، ص 9، ح 148، و ص 296، ح 247، بتفاوت. عنه الوافي: ج 2، ص 301، س 5. دلائل الإمامة: ص 174، ح 95. عنه مدينة المعاجز: ص 341، ح 923. علل الشرائع: ص 96، ح 6. عنه حلية الابرار: ج 3، ص 33، ح 1، و نور الثقلين: ج 5، ص 551، ح 10، قطعة منه. عنه و عن العيون، البحار: ج 58، ص 36، ح 8، و وسائل الشيعة: ج 7، ص 198، ح 9106، قطعة منه. المحاسن: ص 332، ح 99، باختصار عن أبي هاشم الجعفري، رفع الحديث قال: قال أبو عبد اللّه.... غيبة الطوسي: ص 98، ح 21، باختصار. غيبة النعماني: ص 58، ح 2، عبد الواحد بن عبد اللّه بن يونس الموصلي، قال: حدّثنا محمد بن جعفر، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد. إعلام الورى: ج 2، ص 191، س 8. تفسير القمّي: ج 2، ص 249، س 12، قطعة منه، و في ص 44، س 13، رواه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.... عنه البرهان: ج 1، ص 77، ح 1، و البحار: ج 58، ص 39، ح 9. الإمامة و التبصرة: ص 106، ح 93. المناقب لابن شهرآشوب: ج 1، ص 286، س 11. قطعة منه في ب 3، (ما رواه عن الخضر عليه السّلام)، و ب 4، (ما رواه عن الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام)، و ف 2، ب 1 (النصّ على إمامته عن الخضر عليهما السّلام).

(1019) 4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر [الثاني] عليه السّلام، قال: قام إلى أمير المؤمنين عليه السّلام رجل بالبصرة فقال: يا أمير المؤمنين! أخبرنا عن الإخوان؟

فقال عليه السّلام: الإخوان صنفان: إخوان الثقة، و إخوان المكاشرة.

فأمّا إخوان الثقة، فهم كالكفّ (1) و الجناح و الأهل و المال، و إذا كنت من أخيك على ثقة فابذل له مالك و يدك، و صاف من صافاه و عاد من عاداه و اكتم سرّه و أعنه و أظهر منه الحسن. و اعلم أيّها السائل! أنّهم أقلّ من الكبريت الأحمر.

و أمّا إخوان المكاشرة، فإنّك تصيب منهم لذّتك [و] لا تقطعنّ ذلك منهم، و لا تطلبنّ ما وراء ذلك من ضميرهم؛ و أبذل ما بذلوا لك من طلاقة الوجه - و حلاوة اللّسان(2).

ص: 553


1- فى التحف: فهم الكهف... فإن كنت.
2- مصادقة الإخوان: ص 30، ح 1. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 13، ح 15515. تحف العقول: ص 204، س 19، مرسلا. عنه البحار: ج 75، ص 41، ح 28.

(1020) 5 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال: حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن الحسين(1) بن إبراهيم العلوي، قال: حدّثني أبي، قال:

حدّثني عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني الرازي في منزله بالرّي، عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا، عن آبائه عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه علي ابن أبي طالب عليهم السّلام؛ قال: قلت أربعا أنزل اللّه تعالى: تصديقي بها في كتابه.

قلت: المرء مخبوء تحت لسانه، فإذا تكلّم ظهر؛ فأنزل اللّه تعالى «وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ اَلْقَوْلِ» (2).

قلت: من جهل شيئا عاداه؛ فأنزل اللّه: «بَلْ كَذَّبُوا بِمٰا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمّٰا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ» (3).

قلت: قدر - أو قال: قيمة - كلّ امرئ ما يحسن، فأنزل اللّه في قصّة طالوت:

«إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفٰاهُ عَلَيْكُمْ وَ زٰادَهُ بَسْطَةً فِي اَلْعِلْمِ وَ اَلْجِسْمِ» (4) .

قلت: القتل يقلّ القتل؛ فأنزل اللّه: «وَ لَكُمْ فِي اَلْقِصٰاصِ حَيٰاةٌ يٰا أُولِي اَلْأَلْبٰابِ» (5).(6).

ص: 554


1- في البحار: الحسن بن إبراهيم، و كذا في البرهان.
2- محمد: 30/47.
3- يونس: 39/10.
4- البقرة: 247/2.
5- البقرة: 179/2.
6- الأمالي: ص 494، ح 1082. عنه البحار: ج 1، ص 165، ح 5، و ج 68، ص 283، ح 33، و ج 74، ص 404، ح 34، و ج 101، ص 369، ح 3، و البرهان: ج 4، ص 188، ح 6، و نور الثقلين: ج 1، ص 245، ح 973، مرسلا، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 18، ص 260، ح 22696.

(1021) 6 - الإربلي رحمه اللّه: و عنه [أي الجواد عليه السّلام] عن علي عليه السّلام، قال في كتاب علي بن أبي طالب عليه السّلام: إنّ ابن آدم أشبه شيء بالمعيار، إمّا راجح بعلم - و قال مرّة: بعقل - أو ناقص بجهل(1).

(1022) 7 - الإربلي رحمه اللّه: و عنه [أي الجواد] عليه السّلام، قال علي عليه السّلام لأبي ذرّ رضى اللّه عنه:

إنّما غضبت للّه عزّ و جلّ فارج من غضبت له، إنّ القوم خافوك على دنياهم، و خفتهم على دينك، و اللّه لو كانت السموات و الأرضون رتقا على عبد، ثمّ اتّقى اللّه لجعل اللّه له منها مخرجا، لا يؤنسنّك إلاّ الحقّ، و لا يوحشنّك إلاّ الباطل(2).

(1023) 8 - الإربلي رحمه اللّه: عنه [أي الجواد عليه السّلام] عن علي عليه السّلام أنّه قال لقيس ابن سعد(3)، و قد قدم عليه من مصر: يا قيس! إنّ للمحن غايات(4) لا بدّ أن ينتهي(5) إليها، فيجب على العاقل أن ينام لها إلى إدبارها، فإنّ مكايدتها(6)بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها(7).

ص: 555


1- كشف الغمّة: ج 2، ص 346، س 6. عنه البحار: ج 75، ص 78، ح 53. حلية الأبرار: ج 4، ص 595، س 13. أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 41، عن معالم العترة للجنابذي.
2- كشف الغمّة: ج 2، ص 346، س 8. عنه حلية الأبرار: ج 4، ص 595، س 5، و البحار: ج 75، ص 78، ح 54. أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 43، عن الجنابذي. عنه البحار: ج 75، ص 78، ح 54.
3- في نور الابصار: بشر بن سعد.
4- في الفصول المهمّة: اخريات.
5- في البحار: تنتهي إليها.
6- في الفصول المهمّة: مكابدتها، و كذا في البحار.
7- كشف الغمّة: ج 2، ص 346، س 12. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 55. و حلية الأبرار: ج 4، ص 596، س 5. أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 4، عن معالم العترة للجنابذي. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 3. نور الأبصار: ص 332، س 20، بتفاوت. عنه و عن الفصول، إحقاق الحقّ: ج 12، ص 434، س 2، و ج 19، ص 605، س 14. أورد فيهما في كلمات الإمام أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام.

(1024) 9 - الإربلي رحمه اللّه: و عنه [أي الجواد عليه السّلام] عنه [أي علي عليه السّلام]: قال:

من وثق(1) باللّه، أراه السرور.

و من توكّل عليه(2)، كفاه الأمور.

و الثقة باللّه، حصن لا يتحضّ فيه إلاّ مؤمن(3) أمين.

و التوكّل على اللّه، نجاة من كلّ سوء و حرز من كلّ عدوّ.

و الدين عزّ.

و العلم كنز.

و الصمت نور.

و غاية الزهد الورع.

و لا هدم للدين مثل البدع.

و لا أفسد للرجال من الطمع.

و بالراعي، تصلح الرعيّة.

و بالدعاء، تصرف البليّة.

ص: 556


1- في الفصول المهمّة: إنّه من وثق باللّه.
2- في الفصول المهمّة: على اللّه.
3- في الفصول المهمّة: إلاّ المؤمن.

و من ركب مركب الصبر(1)، اهتدى إلى مضمار النصر(2).

و من عاب، عيب.

و من شتم، اجيب.

و من غرس أشجار التقى، اجتنى ثمار(3) المنى(4).

(1025) 10 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال:

حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني بالري، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين عليهم السّلام، أنّه قال: المرض لا أجر فيه، و لكنّه لا يدع على العبد ذنبا إلاّ حطّه، و إنّما الأجر في القول باللسان و العمل بالجوارح.

و إنّ اللّه بكرمه و فضله يدخل العبد، بصدق النيّة، و السريرة الصالحة، الجنّة(5).

ص: 557


1- في الفصول المهمّة: العمر.
2- مضمار النصر: أي غاية النصر. و في لسان العرب: ج 4، ص 492: مضمار الفرس: غايته في السباق، (ضمر).
3- في الفصول المهمّة: أثمار المنى.
4- كشف الغمّة: ج 2، ص 346، س 15. عنه البحار: ج 75، ص 79، ح 56. حلية الأبرار: ج 5، ص 596، س 15. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ: ص 273، س 5. أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 7، عن معالم العترة للجنابذي.
5- الأمالي: ص 602، ح 1245. عنه البحار: ج 5، ص 317، ح 15، و ج 66، ص 366، ح 16، و ج 78، ص 187، ح 44، و وسائل الشيعة: ج 1، ص 56، ح 117، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 2، ص 55، ح 1389.

(1026) 11 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل، قال:

حدّثنا أبو أحمد عبيد اللّه بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال:

حدّثني محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام: الهيبة خيبة، و الفرصة خلسة، و الحكمة ضالّة المؤمن، فاطلبوها و لو عند المشرك، تكونوا أحقّ بها و أهلها(1).

(1027) 12 - علي بن إبراهيم القمّي رحمه اللّه: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد ابن محمد، عن الحسن بن العبّاس الحريشي، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، في المسجد و الناس مجتمعون بصوت عال: «اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اَللّٰهِ أَضَلَّ أَعْمٰالَهُمْ» (2).

فقال له ابن عبّاس: يا أبا الحسن! لم قلت ما قلت؟

قال: قرأت شيئا من القرآن.

قال: لقد قلته لأمر؟

قال: نعم! إنّ اللّه يقول في كتابه: «مٰا آتٰاكُمُ اَلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» (3). أ فتشهد على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه استخلف فلانا؟

قال: ما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أوصى إلاّ إليك.

ص: 558


1- الأمالي: ص 625، ح 1290. عنه البحار: ج 2، ص 97، ح 45، عن الرضا عن آبائه عليهم السّلام، و كذا: ج 75، ص 34، ح 115.
2- محمد: 1/47.
3- الحشر: 7/59.

قال: فهلاّ بايعتني؟

قال: اجتمع الناس عليه، فكنت منهم.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: كما اجتمع أهل العجل على العجل هاهنا فتنتم، و مثلكم «كَمَثَلِ اَلَّذِي اِسْتَوْقَدَ نٰاراً فَلَمّٰا أَضٰاءَتْ مٰا حَوْلَهُ ذَهَبَ اَللّٰهُ بِنُورِهِمْ وَ تَرَكَهُمْ فِي ظُلُمٰاتٍ لاٰ يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاٰ يَرْجِعُونَ» (1).(2).

(1028) 13 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن خالد المراغي، قال: حدّثنا أبو صالح محمد بن فيض العجلي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني (رضى اللّه عنه)، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن علي بن موسى، قال: حدّثني أبي الرضا علي بن موسى، قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر بن محمد، قال: حدّثني أبي جعفر، قال: حدّثني أبي محمد بن على، قال: حدّثني أبي علي بن الحسين، قال:

حدّثني أبي الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، قال: بعثني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إلى(3) اليمن، فقال و هو يوصيني: يا علي! ما حار(4) من استخار، و لا ندم من استشار.

يا علي! عليك بالدلجة(5) فإنّ الأرض تطوي بالليل(6) ما لا تطوي بالنهار.

ص: 559


1- البقرة: 16/2 و 17.
2- تفسير القمّي: ج 2، ص 301، س 1. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 26، ح 7، و إثبات الهداة: ج 2، ص 143، ح 625، قطعة منه، و البرهان: ج 4، ص 180، ح 2، و البحار: ج 29، ص 19، ح 3.
3- في المصدر: على اليمن و هو غير صحيح، يدلّ عليه سائر المصادر.
4- في تاريخ بغداد: ما خاب.
5- الدّلجة: سير السحر، و الدلجة: سير الليل كلّه: لسان العرب: ج 2، ص 272 (دلج).
6- في كشف الغمّة: في الليل.

يا علي! اغد على اسم اللّه، فإنّ اللّه (تعالى) بارك لأمّتي في بكورها(1).

(1029) 14 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق رضى اللّه عنه، قال:

حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن محمد بن علي الرضا، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: دخلت أنا و فاطمة، على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فوجدته يبكي بكاء شديدا.

فقلت: فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه! ما الذي أبكاك؟

فقال: يا علي! ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمّتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهنّ، فبكيت لما رأيت من شدّة عذابهنّ.

و رأيت امرأة معلّقة بشعرها، يغلي دماغ رأسها.

و رأيت امرأة معلّقة بلسانها، و الحميم يصبّ في حلقها.

و رأيت امرأة معلّقة بثدييها.

ص: 560


1- الأمالي: ص 136، ح 220. عنه وسائل الشيعة: ج 8، ص 78، ح 10125، و ج 11، ص 366، ح 15032، و البحار: ج 72، ص 100، ح 13. كشف الغمّة: ج 2، ص 345، س 22. نزهة الجليس: ج 2، ص 111، س 6. عنه البحار: ج 75، ص 78، ح 50، و حلية الأبرار: ج 4، ص 595، س 3. الفصول المهمّة لابن الصباغ: ص 272، س 20، قطعة منه، بتفاوت. تاريخ بغداد: ج 3، ص 54، س 8. أعيان الشيعة: ج 2، ص 35، س 34، عن معالم العترة للجنابذي.

و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها، و النار توقد من تحتها.

و رأيت امرأة قد شدّ رجلاها إلى يديها، و قد سلّط عليها الحيّات و العقارب.

و رأيت امرأة صمّاء عمياء خرساء في تابوت من نار، يخرج دماغ رأسها من منخرها، و بدنها متقطّع من الجذام و البرص.

و رأيت امرأة معلّقة برجليها في تنور من نار.

و رأيت امرأة يقطّع لحم جسدها من مقدّمها و مؤخّرها بمقاريض من نار.

و رأيت امرأة يحرق وجهها و يداها، و هي تأكل أمعاءها.

و رأيت امرأة رأسها رأس الخنزير، و بدنها بدن الحمار، و عليها ألف ألف لون من العذاب.

و رأيت امرأة على صورة الكلب، و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها، و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع(1) من نار.

فقالت فاطمة عليها السّلام: حبيبي! و قرّة عيني! أخبرني ما كان عملهنّ و سيرتهنّ حتّى وضع اللّه عليهنّ هذا العذاب؟

فقال: يا بنيّتي! أمّا المعلّقة بشعرها، فإنّها كانت لا تغطّي شعرها من الرجال.

و أمّا المعلّقة بلسانها، فإنّها كانت تؤذي زوجها.

و أمّا المعلّقة بثدييها، فإنّها كانت تمتنع من فراش زوجها.

و أمّا المعلّقة برجليها، فإنّها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها.

و أمّا التي كانت تأكل لحم جسدها، فإنّها كانت تزيّن بدنها للناس.

و أمّا التي شدّ يداها إلى رجليها، و سلّط عليها الحيّات و العقارب، فإنّها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب، و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض،

ص: 561


1- بمقامع: قال ابن الأثير: المقمعة واحدة المقامع، و هي سياط تعمل من حديد رءوسها معوّجة، لسان العرب: ج 8، ص 296، (قمع).

و لا تنتظف، و كانت تستهين بالصلاة.

و أمّا الصمّاء العمياء الخرساء، فإنّها كانت تلد من الزنا، فتعلّقه في عنق زوجها.

و أمّا التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض، فإنّها كانت تعرض نفسها على الرجال.

و أمّا التي كانت تحرق وجهها و بدنها و هي تأكل أمعاءها، فإنّها كانت قوّادة.

و أمّا التي كان رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار، فإنّها كانت نمّامة، كذّابة.

و أمّا التي كانت على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها، فإنّها كانت قينة(1) نوّاحة حاسدة.

ثمّ قال عليه السّلام: ويل لامرأة، أغضبت زوجها، و طوبى لامرأة رضي عنها زوجها(2).

(1030) 15 - ابن شهرآشوب رحمه اللّه: عبد اللّه بن سليمان و زياد بن المنذر و العبّاس بن الحريش الراوي(3) كلّهم، عن أبي جعفر عليه السّلام؛ و أبان بن تغلب

ص: 562


1- القينة الأمة المغنّية: لسان العرب: ج 13، ص 351 (قين).
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 10، ح 24. عنه البحار: ج 8، ص 309، ح 75، و ج 18، ص 351، ح 62، و ج 72، ص 264، ح 7، قطعة منه، و ج 76، ص 114، ح 3، قطعة منه، و ج 78، ص 90، ح 11، قطعة منه، و ج 79، ص 76، ح 9، قطعة منه، و ج 100، ص 245، ح 24، و وسائل الشيعة: ج 20، ص 213، ح 25457، و نور الثقلين: ج 3، ص 120، ح 27، و مستدرك الوسائل: 2، ص 454، ح 2450، قطعة منه.
3- في مدينة المعاجز: الحسن بن العبّاس بن حريش الرازي.

و معاوية بن عمّار و أبو سعيد المكاري كلّهم، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام:

إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لقى الأوّل فاحتجّ عليه، ثمّ قال: أ ترضى برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بيني و بينك؟

فقال: و كيف لي بذلك؟!

فأخذ بيده، فأتى به مسجد قبا، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيه، فقضى له على الأوّل. القصّة(1).

(1031) 16 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن أحمد الشيباني رضى اللّه عنه، قال:

حدّثنا محمد بن جعفر الكوفي، قال: حدّثنا سهل بن زياد الادمي قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني رضى اللّه عنه، عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السّلام، قال: للقائم منّا غيبة، أمدها طويل، كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبه، يطلبون المرعى فلا يجدونه.

ألا فمن ثبت منهم على دينه و لم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه، فهو معي في درجتي يوم القيامة.

ثمّ قال عليه السّلام: إنّ القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفى ولادته، و يغيب شخصه(2).

(1032) 17 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا الحسن بن أحمد، عن أبيه، عن الحسن بن عبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: قال علي عليه السّلام: و اللّه! لا يسألني

ص: 563


1- المناقب لابن شهرآشوب: ج 2، ص 248، س 7. عنه البحار: ج 29، ص 33، ح 16.
2- إكمال الدين: ج 1، ص 303، ح 14. عنه البحار: ج 51، ص 109، ح 1، و إثبات الهداة: ج 3، ص 464، ح 115. إعلام الورى: ج 2، ص 229، س 1.

أهل التوراة، و لا أهل الإنجيل، و لا أهل الزبور، و لا أهل الفرقان إلاّ فرّقت بين أهل كلّ كتاب بحكم ما في كتابهم(1).

18 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن أحمد بن محمد، قال: سألته عن الطلاق؟

فقال عليه السّلام: على طهر، و كان علي عليه السّلام يقول: لا يكون طلاق إلاّ بالشهود...(2).

(1033) 19 - السيّد بن طاوس رحمه اللّه: و قد وقع في خاطري أن أختم هذا الكتاب بوصيّة أبيك أمير المؤمنين عليه السّلام - الذي عنده علم الكتاب صلّى اللّه عليه - إلى ولده العزيز عليه، و برسالته إلى شيعته و ذكر المتقدّمين عليه، و رسالته في ذكر الأئمّة من ولده عليهم السّلام.

و رأيت أن تكون رواية الرسالة إلى ولده عليه السّلام بطريق المخالفين و المؤالفين، فهو أجمع على ما تضمّنته من سعادة الدنيا و الدين.

فقال أبو أحمد الحسن بن عبد اللّه بن سعيد العسكري في كتاب (الزواجر و المواعظ) في الجزء الأول منه، من نسخة تاريخها ذو القعدة من سنة ثلاث و سبعين و الأربعمائة، ما هذا لفظه: وصيّة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام لولده، و لو كان من الحكمة ما يجب أن يكتب بالذهب لكانت هذه.

و حدّثني بها جماعة فحدّثني علي بن الحسين بن إسماعيل، قال: حدّثنا الحسن بن أبي عثمان الادمي، قال: أخبرنا أبو حاتم المكتّب يحيى بن حاتم ابن عكرمة، قال: حدّثني يوسف بن يعقوب بأنطاكيّة، قال: حدّثني بعض أهل

ص: 564


1- بصائر الدرجات: الجزء الثالث، ص 154، ح 8. عنه البحار: ج 40، ص 137، ح 29.
2- التهذيب: ج 8، ص 50، ح 159. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 10 (شروط صحّة الطلاق)، رقم 710.

العلم، قال: لمّا انصرف علي عليه السّلام من صفّين إلى قنسرين كتب إلى ابنه الحسن ابن علي عليه السّلام: من الوالد الفان المقرّ للزمان....

و حدّثنا أحمد بن عبد العزيز، قال: حدّثنا سليمان بن الربيع النهدي، قال:

حدّثنا كادح بن رحمة الزاهد، قال: حدّثنا صباح بن يحيى المزني و حدّثنا علي بن عبد العزيز الكوفي الكاتب، قال: حدّثنا جعفر بن هارون بن زياد، قال: حدّثنا محمد بن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن جدّه جعفر الصادق، عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام: إن عليّا كتب إلى الحسن بن علي....

و حدّثنا علي بن محمد بن إبراهيم التستري، قال: حدّثنا جعفر بن عنبسة، قال: حدّثنا عبّاد بن زياد، قال: حدّثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر محمد ابن علي، قال: كتب أمير المؤمنين إلى الحسن بن علي عليه السّلام....

و حدّثنا محمد بن علي بن زاهر الرازي، قال: حدّثنا محمد بن العبّاس، قال:

حدّثنا عبد اللّه بن داهر، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليه السّلام قال: كتب علي إلى ابنه الحسن....

كلّ هؤلاء حدّثونا أنّ أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام كتب بهذه الرسالة إلى ابنه الحسن عليه السّلام.

و أخبرني أحمد بن عبد الرحمن بن فضّال القاضي، قال: قال: حدّثنا الحسن ابن محمد بن أحمد، و أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام، قال: حدّثنا جعفر بن محمد الحسني، قال: حدّثنا الحسن بن عبدل، قال: حدّثنا الحسن بن طريف بن ناصح، عن الحسن بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة المجاشعي، قال: كتب أمير المؤمنين عليه السّلام إلى ابنه كذا:

و اعلم! يا ولدي محمد! ضاعف اللّه جلّ جلاله عنايته بك، و رعايته لك،

ص: 565

قد روى الشيخ المتّفق على ثقته و أمانته، محمد بن يعقوب الكليني تغمّده اللّه جلّ جلاله برحمته، رسالة مولانا أمير المؤمنين علي عليه السّلام إلى جدّك الحسن ولده سلام اللّه جلّ جلاله عليهما.

و روى رسالة أخرى مختصرة عن خطّ علي عليه السّلام إلى ولده محمد بن الحنفيّة رضوان اللّه جلّ جلاله عليه، و ذكر الرسالتين في كتاب (الرسائل).

و وجدنا في نسخة عتيقة يوشك أن تكون كتابتها في زمان حياة محمد بن يعقوب رحمة اللّه عليه.

و هذا الشيخ محمد بن يعقوب كان حيّا في زمن وكلاء المهدي عليه السّلام: عثمان ابن سعيد العمري، و ولده أبي جعفر محمد، و أبي القاسم حسين بن روح، و علي ابن محمد السمري، و توفّي محمد بن يعقوب قبل وفاة علي بن محمد السمري؛ لأنّ علي بن محمد السمري توفّي ببغداد سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

و هذا محمد بن يعقوب الكليني توفّي ببغداد سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة.

فتصانيف هذا الشيخ محمد بن يعقوب و رواياته في زمن الوكلاء المذكورين في وقت تجد طريقا إلى تحقيق منقولاته، و تصديق مصنّفاته.

و رأيت يا ولدي! بين رواية الحسن بن عبد اللّه العسكري مصنّف كتاب (الزواجر و المواعظ) الذي قدّمناه، و بين الشيخ محمد بن يعقوب في رسالة أبيك أمير المؤمنين علي عليه السّلام إلى ولده تفاوتا، فنحن نوردها برواية محمد بن يعقوب الكليني، فهو أجمل و أفضل فيما قصدناه.

فذكر محمد بن يعقوب الكليني في كتاب (الرسائل) بإسناده إلى أبي جعفر ابن عنبسة، عن عبّاد بن زياد الأسدي، عن عمر بن أبي المقدام، عن أبي جعفر عليه السّلام: قال لمّا أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام من صفّين كتب إلى ابنه الحسن عليه السّلام:

ص: 566

بسم اللّه الرحمن الرحيم من الوالد الفان، المقرّ للزمان، المدبر العمر، المستسلم للدهر، الذامّ للدنيا، الساكن مساكن الموتى، و الظاعن عنها غدا.

إلى المولود المؤمّل ما لا يدرك، السالك سبيل من قد هلك، غرض الأسقام، و رهينة الأيّام، و رمية المصائب، و عبد الدنيا، و تاجر الغرور، و غريم المنايا، و أسير الموت، و حليف الهموم، و قرين الأحزان، و نصب الآفات، و صريع الشهوات، و خليفة الأموات.

أمّا بعد فإنّ فيما تبيّنت من إدبار الدنيا عنّي و جموح الدهر عليّ و إقبال الآخرة إليّ ما يزعني عن ذكر من سواي، و الاهتمام بما ورائي، غير أنّي حيث تفرّد بي دون هموم الناس همّ نفسي، فصدفني رأيي و صرفني عن هواي، و صرّح لي محض أمري، فأفضي بي إلى جدّ لا يكون فيه لعب، و صدق لا يشوبه كذب، و وجدتك بعضي، بل وجدتك كلّي حتّى كأنّ شيئا لو أصابك أصابني، و كأنّ الموت لو أتاك أتاني، فعناني من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي، فكتبت إليك مستظهرا به إن أنا بقيت لك أو فنيت.

فإنّي أوصيك بتقوى اللّه، أي بنيّ، و لزوم أمره، و عمارة قلبك بذكره، و الاعتصام بحبله، و أيّ سبب أوثق من سبب بينك و بين اللّه إن أنت أخذت به؟

أحي قلبك بالموعظة، و أمته بالزهادة، و قوّه باليقين، و نوّره بالحكمة، و ذلّله بذكر الموت، و قرّره بالفناء، و بصّره فجائع الدنيا، و حذّره صولة الدهر و فحش تقلّب الليالي و الأيّام.

و أعرض عليه أخبار الماضين، و ذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأوّلين،

ص: 567

و سر في ديارهم و آثارهم، فانظر فيما فعلوا، و عمّا انتقلوا، و أين حلّوا و نزلوا، فإنّك تجدهم قد انتقلوا عن الأحبّة، و حلّوا ديار الغربة، و كأنّك عن قليل قد صرت كأحدهم.

فأصلح مثواك، و لا تبع آخرتك بدنياك، ودع القول فيما لا تعرف و الخطاب فيما لم تكلّف، و أمسك عن طريق إذا خفت ضلالته، فإنّ الكفّ عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال.

و أمر بالمعروف تكن من أهله، و أنكر المنكر بيدك و لسانك و باين من فعله بجهدك، و جاهد في اللّه حقّ جهاده، و لا تأخذك في اللّه لومة لائم.

و خض الغمرات للحقّ حيث كان، و تفقّه في الدين، و عوّد نفسك التصبّر على المكروه، و نعم الخلق التصبّر.

و ألجئ نفسك في الأمور كلّها إلى إلهك فإنّك تلجئها إلى كهف حريز، و مانع عزيز، و أخلص في المسألة لربّك فإنّ بيده العطاء و الحرمان.

و أكثر الاستخارة و تفهّم وصيّتي، و لا تذهبنّ عنها صفحا، فإنّ خير القول ما نفع.

و اعلم! أنّه لا خير في علم لا ينفع، و لا ينتفع بعلم لا يحقّ تعلّمه. أي بنيّ، إنّي لمّا رأيتني قد بلغت سنّا، و رأيتني أزداد و هنا، بادرت بوصيّتي إليك، و أوردت خصالا منها قبل أن يعجل بي أجلي دون أن أفضي إليك بما في نفسي، و أن أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي، أو يسبقني إليك بعض غلبات الهوى، و فتن الدنيا، فتكون كالصعب النفور.

و إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، و يشتغل لبّك، لتستقبل بجدّ رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته و تجربته، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب،

ص: 568

و عوفيت من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنّا نأتيه، و استبان لك ما ربّما أظلم علينا منه.

أي نبيّ، إنّي و إن لم أكن عمّرت عمر من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم، و فكّرت في أخبارهم، و سرت في آثارهم حتّى عدت كأحدهم، بل كأنّي بما انتهى إليّ من أمورهم قد عمّرت مع أوّلهم إلى آخرهم، فعرفت صفو ذلك من كدره، و نفعه من ضرره.

فاستخلصت لك من كلّ أمر نخيلة و توخّيت لك جميله، و صرفت عنك مجهوله، و رأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق و أجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك و أنت مقبل العمر، و مقتبل الدهر، ذونيّة سليمة، و نفس صافية، و أن أبتدئك بتعليم كتاب اللّه و تأويله، و شرائع الإسلام و أحكامه، و حلاله و حرامه، لا اجاوز ذلك بك إلى غيره.

ثمّ أشفقت أن يلتبس عليك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم مثل الذي التبس عليهم، فكان احكام ذلك على ما كرهت من تنبيهك له أحبّ إليّ من إسلامك إلى أمر لا آمن عليك به الهلكة، و رجوت أن يوفّقك اللّه فيه لرشدك، و أن يهديك لقصدك، فعهدت إليك وصيّتي هذه.

و اعلم يا بنيّ! أنّ أحبّ ما أنت آخذ به إليّ من وصيّتي: تقوى اللّه، و الاقتصار على ما فرضه اللّه عليك، و الأخذ بما مضى عليه الأوّلون من آبائك، و الصالحون من أهل بيتك، فإنّهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، و فكّروا كما أنت مفكّر، ثمّ ردّهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا، و الإمساك عمّا لم يكلّفوا.

فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا، فليكن طلبك ذلك بتفهّم و تعلّم، لا بتورّط الشبهات و غلوّ الخصومات.

ص: 569

و ابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك، و الرّغبة إليه في توفيقك، و ترك كلّ شائبة أولجتك في شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة، فإذا أيقنت أن قد صفا قلبك فخشع، و تمّ رأيك فاجتمع، و كان همّك في ذلك همّا واحدا.

فانظر فيما فسّرت لك.

و إن أنت لم يجتمع لك ما تحبّ من نفسك، و فراغ نظرك و فكرك، فاعلم أنّك إنّما تخبط العشواء، و تورّط الظلماء، و ليس طالب الدين من خبط أو خلط، و الإمساك عن ذلك أمثل.

فتفهّم يا بنيّ! وصيّتي، و اعلم أنّ مالك الموت هو مالك الحياة، و أنّ الخالق هو المميت، و أنّ المفني هو المعيد، و أنّ المبتلي هو المعافي، و أنّ الدنيا لم تكن لتستقرّ إلاّ على ما جعلها اللّه عليه من النعماء، و الابتلاء، و الجزاء في المعاد، أو ما شاء ممّا لا نعلم.

فإن أشكل عليك شيء من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنّك أوّل ما خلقت، خلقت جاهلا ثمّ علمت، و ما أكثر ما تجهل من الأمر و يتحيّر فيه رأيك، و يضلّ فيه بصرك، ثمّ تبصره بعد ذلك، فاعتصم بالذي خلقك و رزقك و سوّاك، و ليكن له تعبّدك، و إليه رغبتك، و منه شفقتك.

و اعلم يا بنيّ! أنّ أحدا لم ينبئ عن اللّه كما أنبأ عنه الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فارض به رائدا، و إلى النجاة قائدا، فإنّي لم آلك نصيحة، و إنّك لن تبلغ في النظر لنفسك - و إن اجتهدت - مبلغ نظري لك.

و اعلم يا بنيّ! أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله، و لرأيت آثار ملكه و سلطانه، و لعرفت أفعاله و صفاته، و لكنّه إله واحد كما وصف نفسه، لا يضادّه في ملكه أحد، و لا يزول أبدا، و لم يزل، أوّل قبل الأشياء بلا أوليّة، و آخر بعد الأشياء بلا نهاية، عظم عن أن تثبت ربوبيّته بإحاطة قلب أو بصر.

ص: 570

فإذا عرفت ذلك، فافعل كما ينبغي لمثلك أن يفعله في صغر خطره، و قلّة مقدرته، و كثرة عجزه؛ و عظيم حاجته إلى ربّه في طلب طاعته، و الرهبة من عقوبته، و الشفقة من سخطه، فإنّه لم يأمرك إلاّ بحسن، و لم ينهك إلاّ عن قبيح.

يا بنيّ! إنّي قد أنبأتك عن الدنيا و حالها و زوالها، و انتقالها، و أنبأتك عن الآخرة و ما أعدّ لأهلها فيها، و ضربت لك فيهما الأمثال، لتعتبر بها، و تحذو عليها.

إنّما مثل من خبر الدنيا كمثل قوم سفر نبا بهم منزل جديب، فأمّوا منزلا خصيبا، و جنابا مريعا، فاحتملوا وعثاء الطريق، و فراق الصديق، و خشونة السفر، و جشوبة المطعم ليأتوا سعة دارهم، و منزل قرارهم، فليس يجدون لشيء من ذلك ألما، و لا يرون نفقة مغرما، و لا شيء أحبّ إليهم ممّا قرّبهم من منزلهم، و أدناهم من محلّهم.

و مثل من اغترّ بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم إلى منزل جديب، فليس شيء أكره إليهم، و لا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلى ما يهجمون عليه و يصيرون إليه.

يا بنيّ! اجعل نفسك ميزانا فيما بينك و بين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحبّ لنفسك، و أكره له ما تكره لها، و لا تظلم كما لا تحبّ أن تظلم، و أحسن كما تحبّ أن يحسن إليك، و استقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، و أرض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، و لا تقل ما لا تعلم، و إن قلّ ما تعلم، و لا تقل ما لا تحبّ أن يقال لك.

و اعلم! أنّ الإعجاب ضدّ الصواب، و آفة الألباب، فاسع في كدحك، و لا تكن خازنا لغيرك، و إذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربّك.

و اعلم أنّ أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة، و مشقّة شديدة، و أنّه لا غنى لك فيه

ص: 571

عن حسن الارتياد، قدّر بلاغك من الزاد مع خفّة الظهر، فلا تحملنّ على ظهرك فوق طاقتك، فيكون ثقل ذلك وبالا عليك.

و إذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه و حمّله إيّاه، و أكثر من تزويده و أنت قادر عليه، فلعلّك تطلبه فلا تجده، و اغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك.

و اعلم! أنّ أمامك عقبة كئودا، المخفّ فيها أحسن حالا من المثقل، و المبطئ عليها أقبح حالا من المسرع، و أنّ مهبطك بها لا محالة على جنّة أو على نار، فارتد لنفسك قبل نزلك، و وطّىء المنزل قبل حلولك، فليس بعد الموت مستعتب، و لا إلى الدنيا منصرف.

و اعلم! أنّ الذي بيده خزائن السموات و الأرض قد أذن لك في الدعاء، و تكفّل لك بالإجابة، و أمرك أن تسأله ليعطيك، و تسترحمه ليرحمك، و لم يجعل بينك و بينه من يحجبه عنك، و لم يلجئك إلى من يشفع لك إليه، و لم يمنعك إن أسأت من التوبة، و لم يعاجلك بالنقمة، و لم يعيّرك بالإنابة، و لم يفضحك حيث الفضيحة بك أولى، و لم يشدّد عليك في قبول الإنابة، و لم يناقشك بالجريمة، و لم يؤيسك من الرحمة، بل جعل نزوعك عن الذنب حسنة، و حسب سيّئتك واحدة، و حسب حسنتك عشرا، و فتح لك باب المتاب.

فإذا ناديته سمع نداءك، و إذا ناجيته علم نجواك، فأفضيت إليه بحاجتك، و أبثثته ذات نفسك، و شكوت إليه همومك، و استكشفته كروبك، و استعنته على أمورك، و سألته من خزائن رحمته ما لا يقدر على إعطائه غيره من زيادة الأعمار، و صحّة الأبدان، و سعة الأرزاق.

ثمّ جعل في يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك من مسألته، فمتى شئت

ص: 572

استفتحت بالدعاء أبواب نعمته، و استمطرت شابيب رحمته، فلا يقنّطنّك إبطاء إجابته، فإنّ العطيّة على قدر النيّة، و ربّما أخّرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل، و أجزل لعطاء الامل، و ربّما سألت الشيء فلا تؤتاه، و أوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا، أو صرف عنك لما هو خير لك، فلربّ أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته، فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله و ينفي عنك وباله، فالمال لا يبقى لك و لا تبقى له.

و اعلم! أنّك إنّما خلقت للآخرة لا للدنيا، و للفناء لا للبقاء، و للموت لا للحياة، و أنّك في منزل قلعة، و دار بلغة، و طريق إلى الآخرة، و أنّك طريد الموت الذي لا ينجو منه هاربه، و لا بدّ أنّه مدركه، فكن منه على حذر أن يدركك و أنت على حال سيّئة قد كنت تحدّث نفسك منها بالتوبة، فيحول بينك و بين ذلك، فإذا أنت قد أهلكت نفسك.

يا بنيّ! أكثر من ذكر الموت، و ذكر ما تهجم عليه، و تفضي بعد الموت إليه، حتّى يأتيك و قد أخذت منه حذرك، و شددت له أزرك، و لا يأتيك بغتة فيبهرك.

و إيّاك أن تغترّ بما ترى من إخلاد أهل الدنيا إليها، و تكالبهم عليها، فقد نبّأك اللّه عنها، و نعت لك نفسها، و تكشّفت لك عن مساويها، فإنّما أهلها كلاب عاوية، و سباع ضارية، يهرّ بعضها بعضا، و يأكل عزيزها ذليلها، و يقهر كبيرها صغيرها.

نعم معقّلة، و أخرى مهملة، قد أضلّت عقولها، و ركبت مجهولها، سروح عاهة بواد وعث، ليس لها راع يقيمها، و لا مسيم يسيمها.

سلكت بهم الدنيا طريق العمى، و أخذت بأبصارهم عن منار الهدى، فتاهوا في حيرتها، و غرقوا في نعمتها، و اتّخذوها ربّا، فلعبت بهم، و لعبوا بها، و نسوا ما وراءها.

ص: 573

رويدا يسفر الظلام، كأن قد وردت الأظعان، يوشك من أسرع أن يلحق.

و اعلم! أنّ من كانت مطيّته الليل و النهار، فإنّه يسار به و إن كان واقفا، و يقطع المسافة و إن كان مقيما وادعا.

و اعلم! يقينا أنّك لن تبلغ أملك، و لن تعدو أجلك، و أنّك في سبيل من كان قبلك. فخفّض في الطلب، و أجمل في المكتسب، فإنّه ربّ طلب قد جرّ إلى حرب، فليس كلّ طالب بمرزوق، و لا كلّ مجمل بمحروم، و أكرم نفسك عن كلّ دنيّة، و إن ساقتك إلى الرغائب، فإنّك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا، و لا تكن عبد غيرك و قد جعلك اللّه حرّا، و ما خير خير لا ينال إلاّ بشرّ، و يسر لا ينال إلاّ بعسر.

و إيّاك أن توجف بك مطايا الطمع، فتوردك مناهل الهلكة، و إن استطعت أن لا يكون بينك و بين اللّه ذو نعمة فافعل.

فإنّك مدرك قسمك و آخذ سهمك، و إنّ اليسير من اللّه سبحانه أعظم و أكرم من الكثير من خلقه، و إن كان كلّ منه.

و تلا فيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك، و حفظ ما في الوعاء بشدّ الوكاء، و حفظ ما في يديك أحبّ إليّ من طلب ما في يد غيرك.

و مرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس، و الحرفة مع العفّة خير من الغنى مع الفجور، و المرء أحفظ لسرّه، و ربّ ساع فيما يضرّه.

من أكثر، أهجر، و من تفكّر، أبصر.

قارن أهل الخير تكن منهم، و باين أهل الشرّ تبن عنهم.

بئس الطعام الحرام. و ظلم الضعيف أفحش الظلم، إذا كان الرفق خرقا كان الخرق رفقا.

ص: 574

ربّما كان الدواء داء، و ربّما نصح غير الناصح و غشّ المستنصح.

و إيّاك و اتّكالك على المنى فإنّها بضائع الموتى، و العقل حفظ التجارب، و خير ما جرّبت ما وعظك، بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة، ليس كلّ طالب يصيب، و لا كلّ غائب يؤوب، و من الفساد إضاعة الزاد و مفسدة المعاد، و لكلّ أمر عاقبة، سوف يأتيك ما قدّر لك، التاجر مخاطر، و ربّ يسير أنمى من كثير، لا خير في معين مهين و لا في صديق ظنين، ساهل الدهر ما ذلّ لك قعوده، و لا تخاطر بشيء رجاء أكثر منه.

و إيّاك أن تجمع بك مطيّة اللجاج، احمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة، و عند صدوده على اللطف و المقاربة، و عند جموده على البذل، و عند تباعده على الدنوّ، و عند شدّته على اللين، و عند جرمه على العذر حتّى كأنّك له عبد و كأنّه ذو نعمة عليك، و إيّاك أن تضع ذلك في غير موضعه أو أن تفعله بغير أهله.

لا تتّخذنّ عدوّ صديقك صديقا فتعادي صديقك، و امحض أخاك النصيحة حسنة كانت أو قبيحة، و تجرّع الغيظ فإنّي لم أر جرعة أحلى منها عاقبة، و لا ألذّ مغبّة، و لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك.

و خذ على عدوّك بالفضل فإنّه أحلى الظفرين، و إن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقيّة ترجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما.

و من ظنّ بك خيرا فصدّق ظنّه و لا تضيعنّ حقّ أخيك اتّكالا على ما بينك و بينه، فإنّه ليس لك بأخ من أضعت حقّه، و لا يكن أهلك أشقى الخلق بك، و لا ترغبنّ فيمن زهد فيك، و لا يكوننّ أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، و لا تكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان، و لا يكبرنّ عليك ظلم من ظلمك، فإنّه يسعى في مضرّته و نفعك، و ليس جزاء من سرّك

ص: 575

أن تسوءه.

و اعلم يا بنيّ! أنّ الرزق رزقان: رزق تطلبه، و رزق يطلبك، فإن أنت لم تأته أتاك، ما أقبح الخضوع عند الحاجة و الجفاء عند الغنى.

إنّ لك من دنياك ما أصلحت به مثواك، و إن جزعت على ما تفلّت من يديك فاجزع على كلّ ما لم يصل إليك، استدلّ على ما لم يكن بما قد كان، فإنّ الأمور أشباه، و لا تكوننّ ممّن لا تنفعه العظة إلاّ إذا بالغت في إيلامه، فإنّ العاقل يتّعظ بالآداب، و البهائم لا تتّعظ إلاّ بالضرب.

اطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر، و حسن اليقين، من ترك القصد جار و الصاحب مناسب، و الصديق من صدق غيبه، و الهوى شريك العناء ربّ قريب أبعد من بعيد، و ربّ بعيد أقرب من قريب، و الغريب من لم يكن له حبيب، من تعدّى الحقّ ضاق مذهبه، و من اقتصر على قدره كان أبقى له، و أوثق سبب أخذت به سبب بينك و بين اللّه، و من لم يبالك فهو عدوّك.

قد يكون اليأس إدراكا إذا كان الطمع هلاكا، ليس كلّ عورة تظهر، و لا كلّ فرصة تصاب.

و ربّما أخطأ البصير قصده و أصاب الأعمى رشده، أخّر الشرّ فإنّك إذا شئت تعجّلته، و قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل.

من أمن الزمان خانه، و من أعظمه أهانه، ليس كلّ من رمى أصاب.

إذا تغيّر السلطان تغيّر الزمان.

سل عن الرفيق قبل الطريق، و عن الجار قبل الدار.

إيّاك أن تذكر فى الكلام ما يكون مضحكا و إن حكيت ذلك عن غيرك.

و إيّاك و مشاورة النساء فإنّ رأيهنّ إلى أفن و عزمهنّ إلى وهن، و اكفف عليهنّ من أبصارهنّ بحجابك إيّاهنّ، فإنّ شدّة الحجاب أبقى عليهنّ، و ليس

ص: 576

خروجهنّ بأشدّ من إدخالك من لا يوثق به عليهنّ، و إن استطعت أن لا يعرفن غيرك فافعل، و لا تملّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإنّ المرأة ريحانة و ليست بقهرمانة، و لا تعد بكرامتها نفسها، و لا تطمعها في أن تشفع بغيرها.

و إيّاك و التغاير في غير موضع غيرة فإنّ ذلك يدعو الصحيحة إلى السقم و البريئة إلى الريب، و اجعل لكلّ إنسان من خدمك عملا تأخذه به فإنّه أحرى أن لا يتواكلوا في خدمتك، و أكرم عشيرتك فإنّهم جناحك الذي به تطير، و أصلك الذي إليه تصير، و يدك التي بها تصول.

أستودع اللّه دينك و دنياك، و أسأله خير القضاء لك في العاجلة و الآجلة و الدنيا و الآخرة. و السلام(1).

ب - ما رواه عن الإمام الحسن بن علي المجتبى عليهم السّلام

(1034) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... [عن محمد بن علي عليهما السّلام قال]: و سئل الحسن ابن علي بن أبي طالب عليهما السّلام: ما الموت الذي جهلوه؟

قال: أعظم سرور يرد على المؤمنين، إذ نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد.

و أعظم ثبور يرد على الكافرين، إذ نقلوا عن جنّتهم إلى نار لا تبيد و لا تنفد(2).

2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السّلام، قال:... إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس، فسلّم على أمير المؤمنين عليه السّلام، فردّ

ص: 577


1- كشف المحجّة لثمرة المهجة: ص 218، س 2. عنه البحار: ج 74، ص 196، ح 1.
2- معاني الأخبار: ص 288، ح 3. سند الحديث يأتي في ما رواه عن الإمام الحسين عليه السّلام الحديث الأوّل.

عليه، السلام، فجلس ثمّ قال: يا أمير المؤمنين! أسألك عن ثلاث مسائل؟

فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن، فقال: يا أبا محمد! أجبه.

فقال: أمّا ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه؟

فإنّ روحه متعلّقة بالريح، و الريح متعلّقة بالهواء إلى وقت ما يتحرّك صاحبها لليقظة، فإن أذن اللّه عزّ و جلّ بردّ تلك الروح إلى صاحبها، جذبت تلك الروح الريح، و جذبت تلك الريح الهواء، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، و إن لم يأذن اللّه عزّ و جلّ بردّ تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح، و جذبت الريح الروح، فلم تردّ إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث.

و أمّا ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان:

فإنّ قلب الرجل في حقّ، و على الحقّ طبق، فإن صلّى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامّة، انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحقّ، فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسيه، و إن هو لم يصلّ على محمد و آل محمد، أو نقص من الصلاة عليهم، انطبق ذلك الطبق على ذلك الحقّ، فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكر.

و أمّا ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله:

فإنّ الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن، و عروق هادئة، و بدن غير مضطرب، فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم، خرج الولد يشبه أباه و امّه، و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و عروق غير هادئة، و بدن مضطرب، اضطربت تلك النطفة، فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام، أشبه الولد أعمامه، و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال، أشبه الرجل أخواله.

فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّ محمدا

ص: 578

رسول اللّه، و لم أزل أشهد بها، و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته [بعده] - و أشار [بيده] إلى أمير المؤمنين عليه السّلام - و لم أزل أشهد بها.

و أشهد أنّك وصيّه و القائم بحجّته - و أشار إلى الحسن عليه السّلام -....

و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته.

ثمّ قام، فمضى.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: يا أبا محمد! أتبعه فانظر أين يقصد؟

فخرج الحسن عليه السّلام في أثره، قال: فما كان إلاّ أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض اللّه.

فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السّلام، فأعلمته.

فقال: يا أبا محمد! أتعرفه؟

فقلت: اللّه و رسوله و أمير المؤمنين أعلم.

فقال: هو الخضر عليه السّلام(1).

ج - ما رواه عن الإمام الحسين بن علي الشهيد عليهما السّلام

(1035) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر الجرجاني - رحمه اللّه - قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصر [يّ]، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهم السّلام؛ قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السّلام: صف لنا الموت؟

ص: 579


1- إكمال الدين: ج 1، ص 313، ح 1. تقدّم الحديث بتمامه في ما رواه (عن الإمام علي أمير المؤمنين عليه السّلام)، رقم 1018.

فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه: إمّا بشارة بنعيم الأبد، و إمّا بشارة بعذاب الأبد، و إمّا تحزين و تهويل و أمر [ه] مبهم لا يدري من أيّ الفرق، هو.

فأمّا وليّنا المطيع لأمرنا، فهو المبشّر بنعيم الأبد.

و أمّا عدوّنا المخالف علينا، فهو المبشّر بعذاب الأبد.

و أمّا المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله، فهو المؤمن المسرف على نفسه، لا يدري ما يؤول إليه حاله، يأتيه الخبر مبهما مخوفا، ثمّ لن يسوّيه اللّه عزّ و جلّ بأعدائنا، لكن يخرجه من النار بشفاعتنا.

فاعملوا و أطيعوا، لا تتّكلوا و لا تستصغروا عقوبة اللّه عزّ و جلّ، فإنّ من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلاّ بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة(1).

(1036) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبو الحسن(2) علي بن ثابت الدواليني رضى اللّه عنه، بمدينة السلام سنة اثنتين و خمسين و ثلاث مائة، قال: حدّثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي، قال: حدّثنا علي بن عاصم، عن محمد ابن علي بن موسى، عن أبيه علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عنده أبي بن كعب(3) فقال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: مرحبا بك يا أبا عبد اللّه! يا زين السموات و الأرضين.

ص: 580


1- معاني الأخبار: ص 288، ح 2. عنه البحار: ج 6، ص 153، ح 9، بتفاوت يسير، و ج 44، ص 297، ح 2، قطعة منه.
2- في إكمال الدين: أحمد بن ثابت الدواليني بمدينة السلام، قال: حدّثنا محمد بن الفضل النحوي.
3- في المصدر: بن أبي كعب، و لكنّه غير صحيح.

قال له أبي: و كيف يكون يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم زين السموات و الأرضين أحد غيرك؟

قال: يا أبي! و الذي بعثني بالحقّ نبيّا، إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، و إنّه لمكتوب عن يمين عرش اللّه عزّ و جلّ: مصباح هدى، و سفينة نجاة، و إمام خير، و يمن عزّ، و فخر، و علم، و ذخر، و أنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة، و لقد لقن دعوات ما يدعو بهنّ مخلوق إلاّ حشره اللّه عزّ و جلّ معه، و كان شفيعه في آخرته، و فرّج اللّه عنه كربه، و قضى بها دينه، و يسّر أمره، و أوضح سبيله، و قوّاه على عدوّه، و لم يهتك ستره.

فقال له أبي بن كعب: و ما هذه الدعوات يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم!؟

قال: تقول إذا فرغت من صلاتك و أنت قاعد:

«اللّهمّ إنّي أسألك بكلماتك، و معاقد عرشك، و سكّان سماواتك، و أنبيائك و رسلك، أن تستجيب لي، فقد رهقني(1) من أمري عسرا، فأسألك أن تصلّي على محمد و آل محمد، و أن تجعل لي من أمري يسرا».

فإنّ اللّه عزّ و جلّ يسهّل أمرك، و يشرح صدرك، و يلقّنك شهادة أن لا إله إلاّ اللّه عند خروج نفسك.

قال له أبي: يا رسول اللّه! فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟

قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر، و هي نطفة تبيين و بيان، يكون من اتّبعه رشيدا، و من ضلّ عنه هويّا.

قال: فما اسمه و ما دعاؤه؟

قال: اسمه علي، و دعاؤه:

ص: 581


1- رهقه: بالكسر يرهقه رهقا أي غشيه، لسان العرب: ج 10، ص 129 (رهق).

«يا دائم يا ديموم، يا حيّ يا قيّوم، يا كاشف الغمّ، و يا فارج الهمّ، و يا باعث الرسل، و يا صادق الوعد».

من دعا بهذا الدعاء، حشره اللّه عزّ و جلّ مع علي بن الحسين، و كان قائده إلى الجنّة.

فقال له أبي: يا رسول اللّه! فهل له من خلف و وصي؟

قال: نعم! له مواريث السموات و الأرض.

قال: ما معنى مواريث السموات و الأرض يا رسول اللّه!؟

قال: القضاء بالحقّ، و الحكم بالديانة، و تأويل الأحكام، و بيان ما يكون.

قال: فما اسمه؟

قال: اسمه محمد، و إنّ الملائكة لتستأنس به في السموات، و يقول في دعائه:

«اللّهمّ إن كان لي عندك رضوان و ودّ، فاغفر لي و لمن تبعني من إخواني و شيعتي، و طيّب ما في صلبي».

فركّب اللّه عزّ و جلّ في صلبه نطفة طيّبة مباركة زكيّة.

و أخبرني جبرئيل عليه السّلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ طيّب هذه النطفة، و سماّها عنده جعفرا، و جعله هاديا مهديّا، راضيا مرضيّا، يدعو ربّه فيقول في دعائه:

«يا دان غير متوان(1) يا أرحم الراحمين، اجعل لشيعتي من النار وقاء، و لهم عندك رضا، و اغفر ذنوبهم و يسّر أمورهم، و اقض ديونهم، و استر عوراتهم، و هب لهم الكبائر التي بينك و بينهم، يا من لا يخاف الضيم(2) و لا تأخذه سنة، و لا نوم، اجعل لي من كلّ غمّ فرجا».

ص: 582


1- توانى توانيا في حاجته: فتر و قصّر و لم تهتمّ بها. المنجد: ص 920 (ونى).
2- الضيم: الظلم، مجمع البحرين: ج 6، ص 105 (ضيم)، و المنجد: ص 458 (ضام).

من دعا بهذا الدعاء، حشره اللّه تعالى أبيض الوجه، مع جعفر بن محمد إلى الجنّة.

يا أبي! إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب على هذه النطفة، نطفة زكيّة مباركة طيّبة، أنزل عليها الرحمة، و سماّها عنده موسى.

قال له أبي: يا رسول اللّه! كأنّهم يتواصفون، و يتناسلون، و يتوارثون، و يصف بعضهم بعضا؟

قال: وصفهم لي جبرئيل عن ربّ العالمين جلّ جلاله.

قال: فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟

قال: نعم! يقول في دعائه:

«يا خالق الخلق، و يا باسط الرزق، و فالق الحبّ و النوى، و بارئ النسم، و محيي الموتى، و مميت الأحياء، و دائم الثبات، و مخرج النبات، افعل بي ما أنت أهله».

من دعا بهذا الدعاء قضى اللّه تعالى حوائجه، و حشره يوم القيمة مع موسى ابن جعفر، و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه نطفة مباركة زكيّة رضيّة مرضيّة، و سماّها عنده عليّا، يكون للّه تعالى في خلقه رضيّا في علمه و حكمه، و يجعله حجّة لشيعته، يحتجّون به يوم القيمة، و له دعاء يدعو به:

«اللّهمّ أعطني الهدى، و ثبّتني عليه، و احشرني عليه آمنا، أمن من لا خوف عليه، و لا حزن و لا جزع، إنّك أهل التقوى، و أهل المغفرة».

و إنّ اللّه عزّ و جلّ ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة رضيّة مرضيّة، و سماّها محمد بن علي، فهو شفيع شيعته، و وارث علم جدّه، له علامة بيّنة و حجّة ظاهرة، إذا ولد يقول: لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و يقول في دعائه:

ص: 583

«يا من لا شبيه له و لا مثال، أنت اللّه الذي لا إله إلاّ أنت، و لا خالق إلاّ أنت، تفني المخلوقين و تبقى، أنت حلمت عمّن عصاك، و في المغفرة رضاك».

من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي، شفيعه يوم القيمة.

و إنّ اللّه تعالى ركّب في صلبه نطفة، لا باغية، و لا طاغية بارّة مباركة طيّبة طاهرة، سماّها عنده علي بن محمد، فألبسها السكينة و الوقار، و أودعها العلوم، و كلّ سرّ مكتوم، من لقيه و في صدره شيء أنبأه به، و حذّره من عدوّه، و يقول في دعائه:

«يا نور، يا برهان، يا منير، يا مبين، يا ربّ اكفني شرّ الشرور، و آفات الدهور، و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور».

من دعا بهذا الدعاء، كان علي بن محمد شفيعه و قائده إلى الجنّة.

و أنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلبه نطفة، و سماّها عنده الحسن، فجعله نورا في بلاده، و خليفة في أرضه، و عزّا لأمّة جدّه، و هاديا لشيعته، و شفيعا لهم عند ربّه، و نقمة على من خالفه، و حجّة لمن والاه، و برهانا لمن اتّخذه إماما، يقول في دعائه:

«يا عزيز العزّ في عزّه، ما أعزّ عزيز العزّ في عزّه، يا عزيز أعزّني بعزّك، و أيّدني بنصرك، و أبعد عنّي همزات الشياطين، و ادفع عنّي بدفعك، و امنع عنّي بمنعك، و اجعلني من خيار خلقك، يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد».

من دعا بهذا الدعاء حشره اللّه عزّ و جلّ معه، و نجّاه من النار و لو وجبت عليه.

و إنّ اللّه تبارك و تعالى ركّب في صلب الحسن نطفة مباركة زكيّة طيّبة طاهرة مطهّرة، يرضى بها كلّ مؤمن ممّن قد أخذ اللّه تعالى ميثاقه في الولاية، و يكفر بها كلّ جاحد، فهو إمام تقي نقي سار مرضي هادي مهدي، يحكم

ص: 584

بالعدل، و يأمر به، يصدّق اللّه تعالى، و يصدّقه اللّه تعالى في قوله، يخرج من تهامة حين تظهر الدلائل و العلامات، و له كنوز لا ذهب و لا فضّة إلاّ خيول مطهمة، و رجال مسوّمة.

يجمع اللّه تعالى له من أقاصي البلاد على عدّة أهل بدر، ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، معه صحيفة مختومة، فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم و بلدانهم و طبائعهم و حلاهم و كناهم، كدّادون مجدّون في طاعته.

فقال له أبي: و ما دلائله و علاماته يا رسول اللّه!؟

قال: له علم، إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، و أنطقه اللّه تعالى، فناداه العلم: اخرج يا وليّ اللّه، فاقتل أعداء اللّه، و هما رايتان و علامتان. و له سيف مغمد، فإذا حان وقت خروجه اختلع ذلك السيف من غمده. و أنطقه اللّه عزّ و جلّ، فناداه السيف: اخرج يا وليّ اللّه، فلا يحلّ لك أن تقعد عن أعداء اللّه.

فيخرج و يقتل أعداء اللّه حيث ثقفهم، و يقيم حدود اللّه، و يحكم بحكم اللّه، يخرج جبرئيل عليه السّلام عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، و سوف تذكرون ما أقول لكم، و لو بعد حين، و أفوّض أمري إلى اللّه تعالى عزّ و جلّ.

يا أبي! طوبى لمن لقيه، و طوبى لمن أحبّه، و طوبى لمن قال به، ينجّيهم اللّه به من الهلكة، و بالإقرار باللّه و برسوله، و بجميع الأئمّة، يفتح اللّه لهم الجنّة؛ مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه و لا يتغيّر أبدا؛ مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفى نوره أبدا.

قال أبي: يا رسول اللّه! كيف بيان حال هؤلاء الأئمّة عن اللّه عزّ و جلّ؟

قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ أنزل عليّ اثنا عشر صحيفة، أسم كلّ إمام على خاتمه،

ص: 585

و صفته في صحيفة(1).

د - ما رواه عن الإمام علي بن الحسين السجّاد عليهم السّلام

(1037) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... [عن محمد بن علي عليهما السّلام قال]: قال علي ابن الحسين عليهما السّلام: لمّا اشتدّ الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام، نظر إليه من كان معه، فإذا هو بخلافهم، لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر تغيّرت ألوانهم، و ارتعدت فرائصهم، و وجبت قلوبهم.

و كان الحسين عليه السّلام و بعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم، و تهدأ جوارحهم، و تسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا، لا يبالي بالموت.

فقال لهم الحسين عليه السّلام: صبرا بني الكرام، فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس و الضرّاء إلى الجنان الواسعة، و النعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟ و ما هو لأعدائكم إلاّ كمن ينتقل من قصر إلى سجن و عذاب.

ص: 586


1- عيون اخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 59، ح 29. عنه إثبات الهداة: ج 1، ص 477، ح 128، و مستدرك الوسائل: ج 5، ص 86، ح 5407، قطعة منه، و أعيان الشيعة: ج 2، ص 36، س 22، قطعة منه، و البحار: ج 52، ص 309، ح 4، و ج 91، ص 184، ح 1، قطعة منه. الخرائج و الجرائح: ج 2، ص 550، ح 11، قطعة منه. إكمال الدين: ج 1، ص 264، ح 11، بتفاوت. عنه و عن العيون، البحار: ج 36، ص 204، ح 8. قصص الأنبياء: ص 361، ح 437. إعلام الورى: ج 2، ص 185، س 20. الصراط المستقيم: ج 2، ص 154، س 23، عن الصدوق و بتفاوت. قطعة منه في ف 1، ب 1، (بشارة جدّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بولادته)، (كلامه عليه السّلام عند ولادته)، و ف 2 ب 2، (النصّ عليه و شفاعته للشيعة)، و ف 4، ب 1، (صفات اللّه و أسماؤه عزّ و جلّ)، و ف 6، ب 2، (دعاؤه عليه السّلام في كلّ زمان و مكان).

إنّ أبي حدّثني، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إنّ الدنيا سجن المؤمن و جنّة الكافر، و الموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم، و جسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبت و لا كذّبت(1).

ه - ما رواه عن الإمام محمد بن علي الباقر عليهم السّلام

(1038) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... عن محمد بن علي [الجواد عليهما السّلام] و قال محمد بن علي عليهما السّلام: قيل لعلي بن الحسين عليهما السّلام: ما الموت؟

قال: للمؤمن، كنزع ثياب وسخة قملة، و فكّ قيود و أغلال ثقيلة، و الاستبدال بأفخر الثياب و أطيبها روائح، و أوطأ المراكب، و آنس المنازل.

و للكافر، كخلع ثياب فاخرة، و النقل عن منازل أنيسة، و الاستبدال بأوسخ الثياب و أخشنها، و أوحش المنازل، و أعظم العذاب(2).

(1039) 2 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا أبو علي أحمد بن إسحاق، عن الحسن(3)، عن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام:

إنّ الأوصياء محدّثون يحدّثهم روح القدس، و لا يرونه، و كان علي عليه السّلام يعرض على روح القدس ما يسأل عنه، فيوجس(4) في نفسه أن قد اصبت

ص: 587


1- معاني الأخبار: ص 288، ضمن ح 3. عنه البحار: ج 6، ص 155، ضمن ح 9، و ج 44، ص 297، ح 2. تقدّم سند الحديث في (ما رواه عن الإمام الحسين عليه السّلام)، رقم 1035.
2- معاني الأخبار: ص 288، ح 4. عنه البحار: ج 6، ص 155، ضمن ح 9. تقدّم سند الحديث في (ما رواه عن الإمام الحسين عليه السّلام)، رقم 1035.
3- في البحار: عن الحسن بن العبّاس بن جريش.
4- في مختصر بصائر الدرجات: فيوجس عن نفسه أن قد أصبت الجواب، فيخبر به، فيكون كما كان.

بالجواب فيخبر فيكون كما قال(1).

3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه:... أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال:

سألت أبا جعفر [الثاني] عليه السّلام....

فقال كان أبو جعفر [الباقر] عليه السّلام يقول: المتمتّع بالعمرة إلى الحجّ أفضل من المفرد السائق للهدي.

و كان يقول: ليس يدخل الحاجّ بشيء أفضل من المتعة(2).

(1040) 4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه:... [عن محمد بن علي الجواد عليهما السّلام، قال]:

و قيل لمحمد بن علي عليهما السّلام: ما الموت؟

قال: هو النوم الذي يأتيكم كلّ ليلة إلاّ أنّه طويل مدّته، لا ينتبه منه إلاّ يوم القيامة، فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره، و من أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره. فكيف حال فرح في النوم و وجل فيه؟!

هذا هو الموت، فاستعدّوا له(3).

(1041) 5 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه قال:

ص: 588


1- بصائر الدرجات: ص 473، ح 9. عنه و عن المختصر، البحار: ج 25، ص 57، ح 24. مختصر بصائر الدرجات: ص 1، س 15، أحمد بن محمد بن عيسى، و أحمد بن إسحاق ابن سعيد، عن الحسن بن عبّاس بن حريش. عنه البحار: ج 39، ص 151، ح 3، بتفاوت.
2- الكافي: ج 4، ص 292، ح 11. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 7 (اختيار حجّ التمتّع على القران و الإفراد)، رقم 661.
3- معاني الأخبار: ص 289، ح 5. عنه البحار: ج 6، ص 155، ضمن ح 9. تقدّم سند الحديث في (ما رواه عن الإمام الحسين عليه السّلام)، رقم 1035.

حدّثنا محمد بن أبى عبد اللّه الكوفي، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عبّاس ابن جريش الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام؛ قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السّلام:

من قرأ «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» في حرم اللّه عزّ و جلّ ألف مرّة، كتب اللّه عزّ و جلّ له أجر كلّ حجّة أو عمرة كانت أو تكون.

و من قرأها في موقف عرفة مائة مرّة، كان له أجر المجاهدين إلى يوم القيامة.

و من قرأها في مسجد منى سبعين مرّة، كان له أجر كلّ صدقة تصدّق بها، أو يتصدّق بها إلى يوم القيامة.

و من قرأها في جوف الكعبة، كان له أجور الصدّيقين، و الشهداء إلى يوم القيامة.

و من قرأها في مسجد المدينة عند قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إحدى و عشرين مرّة، كان له أجور أهل الجنّة إلى يوم القيامة، و كتب له مثل أجر النبيّين(1).

(1042) 6 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عبّاس بن جريش الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال الصادق عليه السّلام: قال أبو جعفر الباقر عليه السّلام:

من أحيى ليلة القدر، غفرت له ذنوبه و لو كانت عدد نجوم السماء، و مثاقيل

ص: 589


1- فضائل الأشهر الثلاثة: ص 118، ح 115.

الجبال، و ميكائيل البحار(1).

(1043) 7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عبّاس بن جريش الرازي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علىّ بن أبي طالب، عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام، قال:

قال الصادق عليه السّلام: سمعت أبي عليه السّلام: يقول:

ما قرأ عبد «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» ألف مرّة يوم الاثنين، و ألف مرّة يوم الخميس إلاّ خلق اللّه تبارك و تعالى منها ملكا، يدعى العوى، راحته أكبر من سبع سماوات، و سبع أرضين في موضع كلّ ذرّة من جسده ألف شعر في كلّ شعرة ألف لسان، ينطق كلّ لسان لقوّة ألسنة الثقلين، يستغفر لقاريها، و يضاعف الربّ تعالى استغفار، ألفي سنة، ألف مرّة(2).

(1044) 8 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: لقد خلق اللّه جلّ ذكره ليلة القدر أوّل ما خلق الدنيا، و لقد خلق فيها أوّل نبيّ يكون، و أوّل وصيّ يكون، و لقد قضى أن يكون في كلّ سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الأمور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد ردّ على اللّه عزّ و جلّ علمه، لأنّه لا يقوم الأنبياء و الرسل و المحدّثون إلاّ أن تكون عليهم

ص: 590


1- فضائل الأشهر الثلاثة: ص 118، ح 114. عنه وسائل الشيعة: ج 10، ص 358، ح 13599. إقبال الأعمال: ص 506، س 7. عنه البحار: ج 95، ص 168، س 6، ضمن ح 5.
2- فضائل الأشهر الثلاثة: ص 117، ح 113.

حجّة بما يأتيهم في تلك الليلة، مع الحجّة التي يأتيهم بها جبرئيل عليه السّلام.

قلت: و المحدّثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة عليهم السّلام؟

قال: أمّا الأنبياء و الرسل صلّى اللّه عليهم فلا شكّ، و لا بدّ لمن سواهم من أوّل يوم خلقت فيه الأرض إلى آخر فناء الدنيا أن تكون على أهل الأرض حجّة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحبّ من عباده.

و أيم اللّه! لقد نزل الروح و الملائكة بالأمر في ليلة القدر على آدم.

و أيم اللّه! ما مات آدم إلاّ و له وصيّ، و كلّ من بعد آدم من الأنبياء قد أتاه الأمر فيها، و وضع لوصيّه من بعده.

و أيم اللّه! إن كان النبيّ ليؤمر فيما يأتيه من الأمر في تلك اللّيلة من آدم إلى محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن أوص إلى فلان.

و لقد قال اللّه عزّ و جلّ في كتابه لولاة الأمر من بعد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خاصّة:

«وَعَدَ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي اَلْأَرْضِ كَمَا اِسْتَخْلَفَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ - إلى قوله - فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰاسِقُونَ» (1).

يقول: أستخلفكم لعلمي و ديني و عبادتي بعد نبيّكم، كما استخلف وصاة آدم من بعده حتّى يبعث النبيّ الذي يليه: «يَعْبُدُونَنِي لاٰ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً» . يقول:

يعبدونني بإيمان لا نبيّ بعد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فمن قال غير ذلك: «فَأُولٰئِكَ هُمُ اَلْفٰاسِقُونَ» . فقد مكّن ولاة الأمر بعد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالعلم و نحن هم، فاسألونا، فإن صدّقناكم فأقرّوا، و ما أنتم بفاعلين.

أمّا علمنا فظاهر، و أمّا إبّان أجلنا(2) الذي يظهر فيه الدين منّا حتّى لا يكون بين الناس اختلاف، فإنّ له أجلا من ممرّ الليالي و الأيّام، إذا أتى ظهر، و كان

ص: 591


1- النور: 55/24.
2- أي: وقت أجلنا.

الأمر واحدا.

و أيم اللّه! لقد قضي الأمر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف، و لذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم علينا، و لنشهد على شيعتنا، و لتشهد شيعتنا على الناس، أبى اللّه عزّ و جلّ أن يكون في حكمه اختلاف، أو بين أهل علمه، تناقض.

ثمّ قال أبو جعفر عليه السّلام: فضل إيمان المؤمن بحمله «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» ، و بتفسيرها على من ليس مثله في الإيمان بها، كفضل الإنسان على البهائم، و إنّ اللّه عزّ و جلّ ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا - لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنّه لا يتوب منهم - ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، و لا أعلم أنّ في هذا الزمان جهادا إلاّ الحجّ، و العمرة، و الجوار(1).

(1045) 9 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: لما ترون من بعثه اللّه عزّ و جلّ للشقاء على أهل الضلالة من أجناد الشياطين، و أزواجهم أكثر ممّا ترون خليفة اللّه الذي بعثه للعدل و الصواب من الملائكة.

قيل: يا أبا جعفر! و كيف يكون شيء أكثر من الملائكة؟

ص: 592


1- الكافي: ج 1، ص 250، ح 7. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 636، ح 100، و الوافي: ج 2، ص 52، ح 489، و الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 392، ح 528، قطعة منه، و وسائل الشيعة: ج 15، ص 47، ح 19957، و البرهان: ج 4، ص 484، ح 7، و البحار: ج 60، ص 276، ح 164. البحار: ج 25، ص 73، ح 63، عن كنز الفوائد. تأويل الآيات الظاهرة: ص 7978، س 3، بتفاوت.

قال: كما شاء اللّه عزّ و جلّ.

قال السائل: يا أبا جعفر! إنّي لو حدّثت بعض الشيعة بهذا الحديث لأنكروه.

قال: كيف ينكرونه؟

قال: يقولون: إنّ الملائكة عليهم السّلام أكثر من الشياطين.

قال: صدقت، افهم عنّي ما أقول: إنّه ليس من يوم و لا ليلة إلاّ و جميع الجنّ و الشياطين تزور أئمّة الضلالة، و يزور إمام الهدى عددهم من الملائكة حتّى إذا أتت ليلة القدر، فيهبط فيها من الملائكة إلى وليّ الأمر، خلق اللّه - أو قال قيّض اللّه - عزّ و جلّ من الشياطين بعددهم، ثمّ زاروا وليّ الضلالة فأتوه بالإفك و الكذب حتّى لعلّه يصبح، فيقول: رأيت كذا و كذا، فلو سأل وليّ الأمر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا و كذا حتّى يفسّر له تفسيرا، و يعلمه الضلالة التي هو عليها.

و أيم اللّه! إنّ من صدّق بليلة القدر، ليعلم أنّها لنا خاصّة لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلي عليه السّلام حين دنا موته: هذا وليّكم من بعدي، فإن أطعتموه رشدتم.

و لكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر، و من آمن بليلة القدر ممّن على غير رأينا فإنّه لا يسعه في الصدق إلاّ أن يقول، إنّها لنا، و من لم يقل، فإنّه كاذب.

إنّ اللّه عزّ و جلّ أعظم من أن ينزّل الأمر مع الروح و الملائكة إلى كافر فاسق، فإن قال: إنّه ينزل إلى الخليفة الذي هو عليها، فليس قولهم ذلك بشيء.

و إن قالوا: إنّه ليس ينزل إلى أحد فلا يكون أن ينزل شيء إلى غير شيء، و إن قالوا - و سيقولون -: ليس هذا بشيء، فقد ضلّوا ضلالا بعيدا(1).

ص: 593


1- الكافي: ج 1، ص 252، ح 9. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 637، ح 102، و إثبات الهداة: ج 2، ص 14، ح 59، قطعة منه، و الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 3، ص 374، ح 3125، و الدرّ المنثور: ج 1، ص 78، س 14، و الوافي: ج 2، ص 55، س 23. البحار: ج 25، ص 71، ح 62، عن كنز الفوائد.

(1046) 10 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: يا معشر الشيعة! خاصموا بسورة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» تفلجوا(1). فو اللّه! إنّها لحجّة اللّه تبارك و تعالى على الخلق بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و إنّها لسيّدة دينكم، و إنّها لغاية علمنا.

يا معشر الشيعة! خاصموا ب «حم وَ اَلْكِتٰابِ اَلْمُبِينِ إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ إِنّٰا كُنّٰا مُنْذِرِينَ» (2) فإنّها لولاة الأمر خاصّة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

يا معشر الشيعة! يقول اللّه تبارك و تعالى: «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّٰ خَلاٰ فِيهٰا نَذِيرٌ» (3).

قيل: يا أبا جعفر! نذيرها محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟

قال: صدقت، فهل كان نذير و هو حيّ من البعثة في أقطار الأرض.

فقال السائل: لا!

قال أبو جعفر عليه السّلام: أ رأيت بعيثه أ ليس نذيره؟ كما أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في بعثته من اللّه عزّ و جلّ نذير.

ص: 594


1- الفلج، الظفر و الفوز... و فيه: يا معشر الشيعة! خاصموا بسورة القدر تفلجوا: أي تظفروا و تغلبوا من خاصمكم: مجمع البحرين: ج 2، ص 323 (فلج).
2- الدخان: 1/44-3.
3- فاطر: 24/35.

فقال: بلى!

قال: فكذلك لم يمت محمد إلاّ و له بعيث نذير.

قال: فإن قلت: لا فقد ضيّع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من في أصلاب الرجال من أمّته.

قال: و ما يكفيهم القرآن؟

قال: بلى! إن وجدوا له مفسّرا.

قال: و ما فسّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟

قال: بلى! قد فسّره لرجل واحد، و فسّر للأمّة شأن ذلك الرجل و هو علي بن أبي طالب عليه السّلام.

قال السائل: يا أبا جعفر! كان هذا أمر(1) خاصّ لا يحتمله العامّة؟

قال: أبى اللّه أن يعبد إلاّ سرّا حتّى يأتي إبّان أجله الذي يظهر فيه دينه، كما أنّه كان رسول اللّه مع خديجة مستترا حتّى أمر بالإعلان.

قال السائل: ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم؟

قال: أو ما كتم علي بن أبي طالب عليه السّلام يوم أسلم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حتّى ظهر أمره؟

قال: بلى!

قال: فكذلك أمرنا حتّى يبلغ الكتاب أجله(2).

ص: 595


1- في البحار: كأنّ هذا الأمر.
2- الكافي: ج 1، ص 249، ح 6. عنه البحار: ج 25، ص 71، ح 62، و نور الثقلين: ج 5، ص 635، ح 99، قطعة منه، و الوافي: ج 2، ص 50، ح 488، و البرهان: ج 4، ص 4836، ح 7. تأويل الآيات الظاهرة: ص 796، س 3، بتفاوت. إقبال الأعمال: ص 331، س 3، قطعة منه، مرسلا و بتفاوت.

(1047) 11 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليهم السّلام، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: قال اللّه عزّ و جلّ في ليلة القدر: «فِيهٰا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ» (1) يقول: ينزل فيها كلّ أمر حكيم، و المحكم ليس بشيئين، إنّما هو شيء واحد، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف، فحكمه من حكم اللّه عزّ و جلّ، و من حكم بأمر فيه اختلاف، فرأى أنّه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت.

إنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر تفسير الأمور سنة، سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و كذا.

و في أمر الناس بكذا و كذا، و إنّه ليحدث لوليّ الأمر سوى ذلك كلّ يوم علم اللّه عزّ و جلّ الخاصّ، و المكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك اللّيلة من الأمر.

ثمّ قرأ: «وَ لَوْ أَنَّ مٰا فِي اَلْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلاٰمٌ وَ اَلْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مٰا نَفِدَتْ كَلِمٰاتُ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» (2).(3).

(1048) 12 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن

ص: 596


1- الدخان: 4/44.
2- لقمان: 27/31.
3- الكافي: ج 1، ص 248، ح 3. عنه البحار: ج 24، ص 183، ح 21، قطعة منه، و ج 25، ص 79، ح 66، و نور الثقلين: ج 5، ص 635، ح 97، و تأويل الآيات الظاهرة: ص 794، س 9، و الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 392، ح 527، قطعة منه، و الوافي: ج 2، ص 45، ح 485، و البرهان: ج 4، ص 483 ح 4.

الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: و قال رجل لأبي جعفر عليه السّلام: يا ابن رسول اللّه! لا تغضب عليّ.

قال: لما ذا؟

قال: لما أريد أن أسألك عنه.

قال: قل!

قال: و لا تغضب!؟

قال: و لا أغضب.

قال: أ رأيت قولك في ليلة القدر، و تنزّل الملائكة و الروح فيها إلى الأوصياء، يأتونهم بأمر لم يكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد علمه؟ أو يأتونهم بأمر كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يعلمه؟ و قد علمت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مات و ليس من علمه شيء إلاّ و علي عليه السّلام له واع.

قال أبو جعفر عليه السّلام: مالي و لك أيّها الرجل! و من أدخلك عليّ!؟

قال: أدخلني عليك القضاء لطلب الدين.

قال: فافهم ما أقول لك!: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا أسري به لم يهبط حتّى أعلمه اللّه جلّ ذكره علم ما قد كان و ما سيكون، و كان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر، و كذلك كان علي بن أبي طالب عليه السّلام قد علم جمل العلم، و يأتي تفسيره في ليالي القدر، كما كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال السائل: أو ما كان في الجمل تفسير؟

قال: بلى! و لكنّه إنّما يأتي بالأمر من اللّه تعالى في ليالي القدر إلى النبيّ و إلى الأوصياء: افعل كذا و كذا، لأمر قد كانوا علموه، أمروا كيف يعملون فيه.

قلت: فسّر لي هذا؟

قال: لم يمت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلاّ حافظا لجملة العلم و تفسيره.

ص: 597

قلت: فالذي كان يأتيه في ليالي القدر علم ما هو؟

قال: الأمر و اليسر فيما كان قد علم.

قال السائل: فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا؟

قال: هذا ممّا أمروا بكتمانه، و لا يعلم تفسير ما سألت عنه إلاّ اللّه عزّ و جلّ.

قال السائل: فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء؟

قال: لا! و كيف يعلم وصيّ غير علم ما أوصي إليه.

قال السائل: فهل يسعنا أن نقول: إنّ أحدا من الوصاة يعلم ما لا يعلم الآخر؟

قال: لا! لم يمت نبيّ إلاّ و علمه في جوف وصيّه، و إنّما تنزّل الملائكة و الروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد.

قال السائل: و ما كانوا علموا ذلك الحكم؟

قال: بلى! قد علموه، و لكنّهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتّى يؤمروا في ليالي القدر، كيف يصنعون إلى السنة المقبلة.

قال السائل: يا أبا جعفر! لا استطيع إنكار هذا؟

قال أبو جعفر عليه السّلام: من أنكره فليس منّا.

قال السائل: يا أبا جعفر! أ رأيت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هل كانت يأتيه في ليالي القدر شيء لم يكن علمه؟

قال: لا يحلّ لك أن تسأل عن هذا، أمّا علم ما كان و ما سيكون فليس يموت نبيّ و لا وصيّ إلاّ و الوصي الذي بعده يعلمه، أمّا هذا العلم الذي تسأل عنه فإنّ اللّه عزّ و جلّ أبى أن يطّلع الأوصياء عليه إلاّ أنفسهم.

قال السائل: يا ابن رسول اللّه! كيف أعرف أنّ ليلة القدر تكون في كلّ سنة؟

قال: إذا أتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدّخان في كلّ ليلة مائة مرّة، فإذا

ص: 598

أتت ليلة ثلاث و عشرين، فإنّك ناظر إلى تصديق الذي سألت عنه(1).

(1049) 14 - القندوزي الحنفي: و روى الحافظ ابن الأخضر في «معالم العترة الطاهرة» من طريق أبي نعيم: عن ابن علي الرضا محمد الجواد عليهما السّلام، قال:

قد قال محمد الباقر عليه السّلام: رحم اللّه أخي زيدا فإنّه أتى أبي فقال: إنّي أريد الخروج على هذه الطاغية، بني مروان.

فقال له: لا تفعل يا زيد! إنّي أخاف أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة.

أ ما علمت يا زيد! أنّه لا يخرج أحد من ولد فاطمة على أحد السلاطين قبل خروج السفياني إلاّ قتل. فكان الأمر كما قال له أبي(2).

و - ما رواه عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السّلام

(1050) 1 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: بينا أبي عليه السّلام يطوف بالكعبة إذا رجل معتجر(3) قد قيّض له

ص: 599


1- الكافي: ج 1، ص 251، ح 8. عنه البحار: ج 17، ص 135، ح 14، و ج 25، ص 80، ح 68، و نور الثقلين: ج 5، ص 636 ح 101، قطعة منه، و وسائل الشيعة: ج 10، ص 362، ح 13613، قطعة منه، و الوافي: ج 2، ص 54، س 10. إقبال الأعمال: ص 329، س 17، قطعة منه، مرسلا.
2- ينابيع المودّة: ج 3، ص 232، س 2، عن كتاب جواهر العقدين. عنه إثبات الهداة: ج 3، ص 69، س 6، و إحقاق الحقّ: ج 12، ص 182، س 20.
3- الاعتجار: لفّ العمامة على الرأس، و يردّ، طرفها على وجهه و لا يجعل شيئا تحت ذقنه: مجمع البحرين: ج 3، ص 397 (عجر).

فقطع عليه أسبوعه حتّى أدخله إلى دار جنب الصفا، فأرسل إليّ فكنّا ثلاثة فقال: مرحبا يا ابن رسول اللّه!

ثمّ وضع يده على رأسي، و قال: بارك اللّه فيك يا أمين اللّه بعد آبائه!

يا أبا جعفر! إن شئت فأخبرني، و إن شئت فأخبرتك، و إن شئت سلني، و إن شئت سألتك، و إن شئت فاصدقني، و إن شئت صدّقتك؟

قال: كلّ ذلك أشاء.

قال: فإيّاك أن ينطق لسانك عند مسألتي بأمر تضمر لي غيره.

قال: إنّما يفعل ذلك من في قلبه، علمان يخالف أحدهما صاحبه و إنّ اللّه عزّ و جلّ أبى أن يكون له علم فيه اختلاف.

قال: هذه مسألتي و قد فسّرت طرفا منها. أخبرني عن هذا العلم الذي ليس فيه اختلاف، من يعلمه؟

قال: أمّا جملة العلم فعند اللّه جلّ ذكره، و أمّا ما لا بدّ للعباد منه فعند الأوصياء.

قال: ففتح الرجل عجيرته و استوى جالسا و تهلّل وجهه، و قال: هذه أردت و لها أتيت، زعمت أنّ علم ما لا اختلاف فيه من العلم عند الأوصياء، فكيف يعلمونه؟

قال: كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يعلمه إلاّ أنّهم لا يرون ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يرى، لأنّه كان نبيّا و هم محدّثون، و أنّه كان يفد إلى اللّه عزّ و جلّ فيسمع الوحي و هم لا يسمعون.

فقال: صدقت يا ابن رسول اللّه! سآتيك بمسألة صعبة. أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر؟ كما كان يظهر مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟

قال: فضحك أبي عليه السّلام و قال: أبى اللّه عزّ و جلّ أن يطلع على علمه إلاّ

ص: 600

ممتحنا للإيمان به كما قضى على رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يصبر على أذى قومه، و لا يجاهدهم إلاّ بأمره، فكم من اكتتام قد اكتتم به حتّى قيل له:

«فَاصْدَعْ بِمٰا تُؤْمَرُ وَ أَعْرِضْ عَنِ اَلْمُشْرِكِينَ» (1) .

و أيم اللّه! أن لو صدع قبل ذلك لكان آمنا، و لكنّه إنّما نظر في الطاعة، و خاف الخلاف فلذلك كفّ، فوددت أنّ عينك تكون مع مهدي هذه الأمّة، و الملائكة بسيوف آل داود بين السماء و الأرض تعذّب أرواح الكفرة من الأموات، و تلحق بهم أرواح أشباههم من الأحياء.

ثمّ أخرج سيفا، ثمّ قال: ها إنّ هذا منها، قال: فقال أبي: إي و الذي اصطفى محمدا على البشر.

قال: فردّ الرجل اعتجاره و قال: أنا إلياس! ما سألتك عن أمرك، و بي منه جهالة غير أنّي أحببت أن يكون هذا الحديث قوّة لأصحابك، و سأخبرك بآية أنت تعرفها إن خاصموا به فلجوا.

قال: فقال له أبي: إن شئت أخبرتك بها؟

قال: قد شئت!

قال: إنّ شيعتنا إن قالوا لأهل الخلاف لنا: إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» - إلى آخرها - فهل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يعلم من العلم - شيئا لا يعلمه - في تلك اللّيلة، أو يأتيه به جبرئيل عليه السّلام في غيرها؟

فإنّهم سيقولون: لا! فقل لهم: فهل كان لما علم بدّ من أن يظهر؟

فيقولون: لا! فقل لهم: فهل كان فيما أظهر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من علم اللّه عزّ ذكره اختلاف؟

ص: 601


1- الحجر: 94/15.

فإن قالوا: لا! فقل لهم فمن حكم بحكم اللّه فيه اختلاف، فهل خالف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟

فيقولون: نعم! - فإن قالوا: لا، فقد نقضوا أوّل كلامهم - فقل لهم: ما يعلم تأويله إلاّ اللّه و الرّاسخون في العلم.

فإن قالوا: من الراسخون في العلم؟

فقل: من لا يختلف في علمه، فإن قالوا: فمن هو ذاك؟

فقل: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صاحب ذلك، فهل بلّغ أولا؟

فإن قالوا: قد بلّغ، فقل: فهل مات صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟

فإن قالوا: لا! فقل: إنّ خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مؤيّد، و لا يستخلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلاّ من يحكم بحكمه و إلاّ من يكون مثله إلاّ النبوّة، و إن كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيّع من في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده.

فإن قالوا لك: فإن علم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان من القرآن فقل: «حم وَ اَلْكِتٰابِ اَلْمُبِينِ، إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبٰارَكَةٍ [إِنّٰا كُنّٰا مُنْذِرِينَ فيها] - إلى قومه - إِنّٰا كُنّٰا مُرْسِلِينَ» (1). فإن قالوا لك: لا يرسل اللّه عزّ و جلّ إلاّ إلى نبيّ فقل: هذا الأمر الحكيم الذي يفرّق فيه هو من الملائكة و الروح التي تنزّل من سماء إلى سماء، أو من سماء إلى أرض؟

فإن قالوا: من سماء إلى سماء، فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية فإن قالوا: من سماء إلى أرض - و أهل الأرض أحوج الخلق إلى ذلك -

ص: 602


1- الدخان: 1/44-5.

فقل: فهل لهم بدّ من سيّد يتحاكمون إليه؟

فإن قالوا: فإنّ الخليفة هو حكمهم فقل: «اَللّٰهُ وَلِيُّ اَلَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ اَلظُّلُمٰاتِ إِلَى اَلنُّورِ - إلى قوله - خٰالِدُونَ» (1). لعمري ما في الأرض و لا في السماء وليّ للّه عزّ ذكره إلاّ و هو مؤيّد، و من ايّد لم يخط، و ما في الأرض عدوّ للّه عزّ ذكره إلاّ و هو مخذول، و من خذل لم يصب، كما أنّ الأمر لا بدّ من تنزيله من السماء يحكم به أهل الأرض، كذلك لا بدّ من وال، فإن قالوا: لا نعرف هذا.

فقل: [لهم] قولوا: ما أحببتم، أبى اللّه عزّ و جلّ بعد محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يترك العباد، و لا حجّة عليهم.

قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: ثمّ وقف فقال: هاهنا يا ابن رسول اللّه! باب غامض، أ رأيت إن قالوا: حجّة اللّه: القرآن؟

قال: إذن أقول لهم: إنّ القرآن ليس بناطق يأمر و ينهى، و لكن للقرآن أهل يأمرون و ينهون، و أقول: قد عرضت لبعض أهل الأرض مصيبة ما هي في السنّة و الحكم الذي ليس فيه اختلاف، و ليست في القرآن، أبى اللّه لعلمه بتلك الفتنة أن تظهر في الأرض، و ليس في حكمه رادّ لها و مفرّج عن أهلها.

فقال: هاهنا تفلجون يا ابن رسول اللّه! اشهد أنّ اللّه عزّ ذكره قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في الأرض أو في أنفسهم من الدين أو غيره، فوضع القرآن دليلا.

قال: فقال الرجل: هل تدري يا ابن رسول اللّه! دليل ما هو؟

قال أبو جعفر عليه السّلام: نعم! فيه جمل الحدود، و تفسيرها عند الحكم، فقال

ص: 603


1- البقرة: 257/2.

أبى اللّه أن يصيب عبدا بمصيبة في دينه أو في نفسه أو [في] ماله ليس في أرضه من حكمه قاض بالصّواب في تلك المصيبة.

قال: فقال الرجل: أمّا في هذا الباب فقد فلجتهم بحجّة إلاّ أن يفتري خصمكم على اللّه فيقول: ليس للّه جلّ ذكره حجّة، و لكن أخبرني عن تفسير «لِكَيْلاٰ تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ» ممّا خصّ به علي عليه السّلام «وَ لاٰ تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ» (1)؟

قال: في أبي فلان و أصحابه واحدة مقدّمة، و واحدة مؤخّرة «لِكَيْلاٰ تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ» ممّا خصّ به علي عليه السّلام «وَ لاٰ تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ» من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فقال الرجل: أشهد أنّكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه، ثمّ قام الرجل و ذهب فلم أره(2).

(1051) 2 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا أحمد بن إسحاق، عن الحسن بن عبّاس بن حريش(3)، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: سأل أبا عبد اللّه عليه السّلام رجل من أهل بيته

ص: 604


1- الحديد: 23/57.
2- الكافي: ج 1، ص 242، ح 1. عنه البحار: ج 13، ص 397، ح 4، و ج 25، ص 74، ح 64، و ج 46، ص 363، ح 4، و ج 52، ص 371، ح 163، و نور الثقلين: ج 1، ص 777، ح 336، قطعة منه، و ج 3، ص 31، ح 120، قطعة منه، و ج 5، ص 633، ح 96، قطعة منه، و وسائل الشيعة: ج 27، ص 177، ح 33534، قطعة منه، و مدينة المعاجز: ج 5، ص 191، ح 1557، قطعة منه، و إثبات الهداة: ج 1، ص 89، ح 66، قطعة منه، و ج 3، ص 440، ح 5، قطعة منه، و الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 543، ح 804، قطعة منه، و الوافي: ج 2، ص 32، ح 483، و البرهان: ج 4، ص 296 ح 5، قطعة منه، و ص 481، ح 2. تفسير القمّي: ج 2، ص 351، س 14، قطعة منه و بتفاوت. عنه نور الثقلين: ج 5، ص 248، ح 89.
3- قال التستري: لا ريب في اتّحادهما [أي اتّحاد «الحسن بن العبّاس الحريش» الذي ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السّلام و «الحسن بن عبّاس بن حريش» الذي ذكره الشيخ في أصحاب الجواد عليه السّلام]: اقتباس عن قاموس الرجال: ج 3، ص 273. و قال الزنجاني: «الحسن بن العبّاس الحريش» الذي ذكره الشيخ في عداد من لم يرو عنهم... عندي متّحد مع السابق [أي الحسن بن عبّاس بن الحريش] كما هو مختار التفرشي، و كذا الميرزا: الجامع في الرجال: ج 1، ص 509.

عن سورة «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» ؟

فقال: ويلك! سألت عن عظيم، إيّاك و السؤال عن مثل هذا.

فقام الرجل، قال: فأتيته يوما فأقبلت عليه فسألته؟

فقال: إنّا أنزلناه، نور عند الأنبياء و الأوصياء، لا يريدون حاجة من السماء و لا من الأرض إلاّ ذكروها لذلك النور، فأتاهم بها، فإنّ ممّا ذكر علي بن أبي طالب عليه السّلام من الحوائج إنّه قال لأبي بكر يوما: «وَ لاٰ تَحْسَبَنَّ اَلَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ» (1) فأشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مات شهيدا، فإيّاك أن تقول إنّه ميّت، و اللّه! ليأتينّك فاتّق اللّه إذا جاءك الشيطان غير متمثّل به فعجب به أبو بكر، أو فقال: إن جاءني و اللّه أطعته، و خرجت ممّا أنا فيه.

قال: فذكر أمير المؤمنين لذلك النور، فعرج إلى أرواح النبيّين، فإذا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد ألبس وجهه ذلك النور، و أتى، و هو يقول: يا أبا بكر! آمن بعلي عليه السّلام و بأحد عشر من ولده، أنّهم مثلي إلاّ النبوّة، و تب إلى اللّه بردّ ما في يديك إليهم، فإنّه لا حقّ لك فيه.

قال: ثمّ ذهب فلم ير، فقال أبو بكر: أجمع الناس فأخطبهم بما رأيت، و ابرأ إلى اللّه ممّا أنا فيه إليك يا علىّ، على أن تؤمنني.

قال: ما أنت بفاعل، و لو لا أنّك تنسى ما رأيت لفعلت.

ص: 605


1- آل عمران: 169/3.

قال: فانطلق أبو بكر إلى عمر، و رجع نور إنّا أنزلناه إلى علي عليه السّلام فقال له:

قد اجتمع أبو بكر مع عمر.

فقلت: أو علم النور؟

قال: إنّ له لسانا ناطقا، و بصرا ناقدا يتجسّس الأخبار للأوصياء عليهم السّلام، و يستمع الأسرار، و يأتيهم بتفسير كلّ أمر يكتتم به أعدائهم.

فلمّا أخبر أبو بكر الخبر عمر، قال: سحرك، و إنّها لفي بني هاشم لقديمة، قال: ثمّ قاما يخبران الناس، فما دريا ما يقولان.

قلت: لما ذا؟

قال: لأنّهما قد نسياه، و جاء النور فأخبر عليا عليه السّلام خبرهما.

فقال: بعدا لهما كما بعدت ثمود(1).

(1052) 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: و روى الحسن بن علي الكوفي، عن الحسين ابن يوسف، عن محمد بن سليمان، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام قال: قلت له:

جعلت فداك! كيف صار الرجل إذا قذف امرأته أ كانت شهادته أربع شهادات باللّه؟ فإذا قذفها غيره: أب، أو أخ، أو ولد، أو غريب جلد الحدّ، أو يقيم البيّنة على ما قال؟!

ص: 606


1- بصائر الدرجات: الجزء السادس ص 300، ح 15. عنه البحار: ج 25، ص 51، ح 12، و ج 29، ص 30، ح 14. الكافي: ج 1، ص 533، ح 13، محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، و محمد ابن أبي عبد اللّه، و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن عبّاس الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، قطعة منه، بتفاوت. عنه نور الثقلين: ج 1، ص 408، ح 428، و مدينة المعاجز: ج 3، ص 32، ح 695، و البرهان: ج 1، ص 325، ح 3، و ج 2، ص 468، ح 8، قطعة منه، و الوافي: ج 2، ص 310، ح 769، و إثبات الهداة: ج 1، ص 460، ح 82.

فقال: قد سئل(1) جعفر بن محمد عليه السّلام عن ذلك؛ فقال: إنّ الزوج إذا قذف امرأته، فقال: رأيت ذلك بعيني، كانت شهادته أربع شهادات باللّه.

و إذا قال: إنّه لم يره، قيل له: أقم البيّنة على ما قلته، و إلاّ كان بمنزلة غيره.

و ذلك إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل للزوج مدخلا يدخله لم يجعله لغيره من والد، و لا ولد، و يدخله بالليل و النهار، فجائز أن يقول رأيت.

و لو قال غيره: رأيت قيل له: و ما ادخلك المدخل الذي ترى هذا فيه وحدك، أنت متّهم، و لا بدّ أن يقام عليك الحدّ الذي أوجبه اللّه عليك(2).

4 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد...

فقلت: جعلت فداك! فما لمواليكم في آلاتكم؟

فقال [أبو جعفر الجواد عليه السّلام]: إنّ جدّي جعفر الصادق (عليه السّلام) كان له غلام يمسك عليه بغلته إذا دخل المسجد، فبينما هو في بعض الأيّام جالس في المسجد، إذ أقبلت من خراسان قافلة، فأقبل رجل منهم إلى الغلام، و في يده البغلة.

فقال له: من داخل المسجد؟

فقال: مولاي جعفر الصادق ابن رسول اللّه.

فقال له الرجل: هل لك يا غلام! تسأله يجعلني مكانك، و أكون له مملوكا،

ص: 607


1- في الكافي: [أبو] جعفر، بدل جعفر بن محمد.
2- من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 348، ح 1670. عوالي اللئالي: ج 3، ص 419، ح 24. التهذيب: ج 8، ص 192، ح 670، عن محمد بن علي بن محبوب، عن الكوفي.... عنه و عن الفقيه و الكافي، وسائل الشيعة: ج 22، ص 417، ح 28926. الكافي: ج 7، ص 403، علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن سيف.... عنه نور الثقلين: ج 3، ص 577، ح 49.

و أجعل لك مالي كلّه؟ فإنّي كثير الخير و الضياع، أشهد لك بجميعه، و أكتب لك، و تمضي إلى خراسان، فتقبضه، و أنا موضعك أقيم.

فقال له الغلام: أسأل مولاي ذلك.

فلمّا خرج قدم بغلته، فركب و تبعه كما كان يفعل، فلمّا نزل في داره، استأذن الغلام و دخل عليه، فقال له: مولاي يعرف خدمتي، و طول صحبتي.

قال: فإن ساق اللّه لنا خيرا تمنعني منه.

فقال له جدّي: أعطيك من عندي، و امنعك من غيري، حاش للّه، فحكى له حديث الخراساني.

فقال له (عليه السّلام): إن زهدت بخدمتنا، و أرغبت الرجل فينا قبلنا، و أرسلناك، فولّى الغلام، فقال له: انضجع(1) بطول الصحبة و لك الخير. قال: نعم!

فقال له: إذا كان يوم القيامة كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بنور اللّه، أخذنا لحجزته، و كذلك أمير المؤمنين، و كذلك فاطمة، و الحسن، و الحسين (عليهم السّلام)، و كذلك شيعتنا يدخلون مدخلنا، و يردون موردنا، و يسكنون مسكننا.

فقال الغلام: يا مولاي! بل أقيم بخدمتك.

قال: اختر ما ذكرت.

فخرج الغلام إلى الخراساني فقال له: يا غلام! قد خرجت إليّ بغير الوجه الذي دخلت به.

فأعاد الغلام عليه قول الصادق عليه السّلام، فقال له: ما تستأذن لي عليه بالدخول؟.

فاستأذن له و دخل عليه، و عرفه رشد ولايته، فقبل ولايته، و شكر له، و أمر

ص: 608


1- ضجيع الرجل: الذي يصاحبه: مجمع البحرين: ج 4، ص 363 (ضجع). ضاجعه الهمّ على المثل: يعنون بذلك ملازمته إيّاه: لسان العرب: ج 8، ص 219 (ضجع).

للغلام بوقته بألف درهم، و قال: هذا خير لك من مال الخراساني، فودّعه، و سأله أن يدعو له، ففعل بلطف و رفق و بشاشة بالخراساني، ثمّ أمر له برزمة عمائم، فحضرت.

و قال للخراساني: خذها، فإنّ كلّ ما معك يؤخذ بالطريق، و تبقي معك هذه العمائم، و تحتاج إليها.

فقبلها، و سار، فقطع عليه الطريق، و أخذ كلّما كان معه غير العمائم، و احتاج إليها، فباع منها، و تجمّل إلى أن وصل إلى خراسان.

قال الكرماني: حسب مواليهم بهذا الشرف فضلا(1).

(1053) 5 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى، قال: حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن محمد بن أبي عبد اللّه، عن عبد العظيم بن عبد اللّه، قال: حدّثني محمد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول: قتل النفس من الكبائر، لأنّ اللّه تعالى يقول: «وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ خٰالِداً فِيهٰا وَ غَضِبَ اَللّٰهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذٰاباً عَظِيماً» (2).(3).

(1054) 6 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: كان علي بن الحسين صلوات اللّه عليه يقول: «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ

ص: 609


1- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.
2- النساء: 93/4.
3- علل الشرائع: ب 228، ص 478، ح 2. عنه البحار: ج 76، ص 8، ح 7، و وسائل الشيعة: ج 105، ص 328، ح 20657.

فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» صدق اللّه عزّ و جلّ أنزل اللّه القرآن في ليلة القدر «وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ» قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا أدري.

قال اللّه عزّ و جلّ: «لَيْلَةُ اَلْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» ليس فيها ليلة القدر، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و هل تدري لم هي خير من ألف شهر؟ قال: لا! قال: لأنّها تنزّل فيها الملائكة و الروح بإذن ربّهم من كلّ أمر.

و إذا أذن اللّه عزّ و جلّ بشيء فقد رضيه «سَلاٰمٌ هِيَ حَتّٰى مَطْلَعِ اَلْفَجْرِ» يقول:

تسلّم عليك يا محمد ملائكتي و روحي بسلامي من أوّل ما يهبطون إلى مطلع الفجر.

ثمّ قال في بعض كتابه: «وَ اِتَّقُوا فِتْنَةً لاٰ تُصِيبَنَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً» (1)في «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» و قال في بعض كتابه: «وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلاّٰ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ اَلرُّسُلُ أَ فَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اَللّٰهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اَللّٰهُ اَلشّٰاكِرِينَ» (2) يقول في الآية الأولى:

إنّ محمدا حين يموت؛ يقول أهل الخلاف لأمر اللّه عزّ و جلّ: مضت ليلة القدر مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فهذه فتنة أصابتهم خاصّة، و بها ارتدّوا على أعقابهم، لأنّهم إن قالوا: لم تذهب، فلا بدّ أن يكون للّه عزّ و جلّ فيها أمر، و إذا أقرّوا بالأمر، لم يكن له من صاحب بدّ(3).

(1055) 7 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن أبي عبد اللّه و محمد بن

ص: 610


1- الأنفال: 25/8.
2- آل عمران: 144/3.
3- الكافي: ج 1، ص 248، ح 4. عنه البحار: ج 25، ص 80، ح 67، و نور الثقلين: ج 5، ص 635، ح 98، و الوافي: ج 2، ص 47، ح 486، و البرهان: ج 4، ص 483، ح 5. تأويل الآيات الظاهرة: ص 794، س 20، بتفاوت.

الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: كان علي عليه السّلام كثيرا ما يقول: [ما] اجتمع التيمي و العدوي عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو يقرأ: «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ» بتخشّع و بكاء فيقولان: ما أشدّ رقّتك لهذه السورة؟

فيقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما رأت عيني و وعى قلبي، و لما يرى قلب هذا من بعدي فيقول: و ما الذي رأيت و ما الذي يرى؟

قال: فيكتب لهما في التراب «تَنَزَّلُ اَلْمَلاٰئِكَةُ وَ اَلرُّوحُ فِيهٰا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ» قال: ثمّ يقول: هل بقي شيء بعد قوله عزّ و جلّ: «كُلِّ أَمْرٍ» فيقولان: لا!

فيقول: هل تعلمان من المنزّل إليه بذلك؟ فيقولان: أنت يا رسول اللّه.

فيقول: نعم! فيقول: هل تكون ليلة القدر من بعدي؟ فيقولان: نعم!

قال: فيقول: فهل ينزل ذلك الأمر فيها؟ فيقولان: نعم!

قال: فيقول: إلى من؟ فيقولان: لا ندري!

فيأخذ برأسي و يقول: إن لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدي.

قال: فإن كانا ليعرفان تلك اللّيلة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من شدّة ما يداخلهما من الرعب(1).

(1056) 8 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن أبي عبد اللّه، محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن

ص: 611


1- الكافي: ج 1، ص 249، ح 5. عنه البرهان: ج 4، ص 483، ح 6. بحار الأنوار: ج 25، ص 71، ح 61، عن كنز الفوائد. تأويل الآيات الظاهرة: ص 795، س 13، بتفاوت.

الحسن بن العبّاس بن الحريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: بينا أبي جالس و عنده نفر، إذا استضحك حتّى اغرورقت عيناه دموعا، ثمّ قال: هل تدرون ما أضحكني؟ قال: فقالوا: لا!

قال: زعم ابن عبّاس أنّه من «اَلَّذِينَ قٰالُوا رَبُّنَا اَللّٰهُ ثُمَّ اِسْتَقٰامُوا» (1) فقلت له: هل رأيت الملائكة يا ابن عبّاس تخبرك بولايتها لك في الدنيا و الآخرة، مع الأمن من الخوف و الحزن؟

قال: فقال: إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول: «إِنَّمَا اَلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ» (2) و قد دخل في هذا جميع الأمّة، فاستضحكت.

ثمّ قلت: صدقت يا ابن عبّاس! أنشدك اللّه، هل في حكم اللّه جلّ ذكره اختلاف؟

قال: فقال: لا!

فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتّى سقطت ثمّ ذهب، و أتى رجل آخر فأطار كفّه، فأتى به إليك و أنت قاض، كيف أنت صانع؟

قال: أقول لهذا القاطع: أعطه دية كفّه، و أقول لهذا المقطوع: صالحه على ما شئت و ابعث به إلى ذوي عدل.

قلت: جاء الاختلاف في حكم اللّه عزّ ذكره، و نقضت القول الأوّل، أبى اللّه عزّ ذكره أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود [و] ليس تفسيره في الأرض، أقطع قاطع الكفّ أصلا، ثمّ أعطه دية الأصابع، هكذا حكم اللّه ليلة تنزّل فيها أمره؟!

إن جحدتها بعد ما سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فأدخلك اللّه النار كما

ص: 612


1- فصّلت: 30/41.
2- الحجرات: 10/49.

أعمى بصرك يوم جحدتها على ابن أبي طالب، قال: فلذلك عمي بصري، قال:

و ما علمك بذلك فو اللّه إن عمي بصري إلاّ من صفقة جناح الملك.

قال: فاستضحكت ثمّ تركته يومه ذلك لسخافة عقله، ثمّ لقيته فقلت:

يا ابن عبّاس! ما تكلّمت بصدق مثل أمس.

قال لك علي بن أبي طالب عليه السّلام: إنّ ليلة القدر في كلّ سنة، و إنّه ينزل في تلك اللّيلة أمر السنة، و إنّ لذلك الأمر ولاة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقلت:

من هم؟

فقال: أنا و أحد عشر من صلبي، أئمّة محدّثون.

فقلت: لا أراها كانت إلاّ مع رسول اللّه، فتبدّا لك الملك الذي يحدّثه.

فقال: كذبت يا عبد اللّه! رأت عيناي الذي حدّثك به علي - و لم تره عيناه و لكن وعا قلبه و وقر في سمعه - ثمّ صفقك بجناحه فعميت.

قال: فقال ابن عبّاس: ما اختلفنا في شيء فحكمه إلى اللّه.

فقلت له: فهل حكم اللّه في حكم من حكمه بأمرين؟

قال: لا!

فقلت: هاهنا هلكت و أهلكت(1).

ص: 613


1- الكافي: ج 1، ص 247، ح 2. عنه البحار: ج 25، ص 78، ح 65، و ج 42، ص 158، ح 27، و نور الثقلين: ج 5، ص 619 ح 36، قطعة منه، و إثبات الهداة: ج 1، ص 439، ح 19، قطعة منه، و ص 459، ح 81، قطعة منه، و الفصول المهمّة للحرّ العاملي: ج 1، ص 489، ح 689، قطعة منه، و الدر المنثور: ج 2، ص 276، س 15، و الوافي: ج 2، ص 43، ح 484، و البرهان: ج 4، ص 482، ح 3. الكافي: ج 7، ص 317، ح 1، قطعة منه، بتفاوت. عنه و عن التهذيب، وسائل الشيعة: ج 29، ص 172، ح 35399. التهذيب: ج 10، ص 276، ح 1082، قطعة منه. عوالي اللئالي: ج 3، ص 607، ح 74. غيبة الطوسي رحمه اللّه: ص 92، س 22، قطعة منه.

(1057) 9 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا الحسن بن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الحسن ابن عبّاس بن حريش، أنّه عرضه على أبي جعفر عليه السّلام، فأقرّ به قال:

فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: إنّ القلب الذي يعاين ما ينزّل في ليلة القدر لعظيم الشأن.

قلت: و كيف ذاك يا أبا عبد اللّه!؟

قال: ليشقّ و اللّه بطن ذلك الرجل ثمّ يؤخذ إلى قلبه، و يكتب عليه(1) بمداد النور فذلك جميع العلم، ثمّ يكون القلب مصحفا للبصر، و يكون اللسان مترجما للأذن. إذا أراد ذلك الرجل علم شيء نظر ببصره و قلبه، فكانّه ينظر في كتاب.

قلت له بعد ذلك: و كيف العلم في غيرها، أ يشق القلب فيه أم لا؟

قال: لا يشقّ، لكنّ اللّه يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتّى يخيّل إلى الأذن إنّه(2) تكلّم بما شاء اللّه علمه، و اللّه واسع عليم(3).

(1058) 10 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا أحمد بن إسحاق، عن الحسن بن العبّاس بن جريش، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: إنّا أنزلناه، نور كهيئة العين على رأس النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأوصياء، لا يريد أحد منّا علم أمر من أمر الأرض، أو أمر من أمر السماء إلى الححب التي بين اللّه و بين العرش إلاّ رفع طرفه إلى ذلك النور، فرأى تفسير الذي أراد فيه مكتوبا(4).

ص: 614


1- في البحار: يكتب على قلب ذلك الرجل.
2- في البحار: أنّها.
3- بصائر الدرجات: الجزء الخامس ص 243، ح 14. عنه البحار: ج 94، ص 20، ح 45، و نور الثقلين: ج 5، ص 639، ح 108.
4- بصائر الدرجات: الجزء التاسع ص 462، ح 5. عنه البحار: ج 26، ص 135، ح 11.

(1059) 11 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش، قال: عرضت هذا الكتاب على أبي جعفر عليه السّلام، فأقرّ به، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: قال علي عليه السّلام، في صبح أوّل ليلة القدر، التي كانت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: سلوني فو اللّه لأخبرنّكم بما يكون إلى ثلاثمائة و ستّين يوما من الذرّ، فما دونها، فما فوقها، ثمّ لأخبرنّكم بشيء من ذلك، لا بتكلّف و لا برأي، و لا بادّعاء في علم إلاّ من علم اللّه و تعليمه.

و اللّه! لا يسألني أهل التوراة، و لا أهل الإنجيل، و لا أهل الزبور، و لا أهل الفرقان إلاّ فرّقت بين كلّ أهل كتاب بحكم ما في كتابهم.

قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السّلام: أ رأيت، ما تعلمونه في ليلة القدر هل تمضي تلك السنة و بقي منه شيء لم تتكلّموا به؟

قال: لا! و الذي نفسي بيده، لو أنّه فيما علمنا في تلك الليلة أن أنصتوا لأعدائكم، لنصتنا، فالنصت أشدّ من الكلام(1).

(1060) 12 - الصفّار رحمه اللّه: حدّثنا أحمد بن إسحاق، عن الحسن بن عبّاس بن حريش، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: و اللّه! إنّ أرواحنا و أرواح النبيّين لتوافي العرش ليلة كلّ جمعة، فما ترد في أبداننا إلاّ بجمّ الغفير من العلم(2).

(1061) 13 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: ما حدّثنا به أبو الحسن محمد بن القاسم المفسّر الجرجاني رضى اللّه عنه عنه قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن

ص: 615


1- بصائر الدرجات: الجزء الخامس، ص 242، ح 12. عنه البحار: ج 94، ص 20، ح 44، بتفاوت.
2- بصائر الدرجات: الجزء الثالث ص 152، ح 6. عنه البحار: ج 26، ص 90، ح 10.

الحسن بن علي(1)، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام قال: قال الصادق عليه السّلام: إنّ الرجل ليكون بينه و بين الجنّة أكثر مما بين الثرى و العرش، لكثرة ذنوبه فما هو إلاّ أن يبكي من خشية اللّه عزّ و جلّ ندما عليها حتّى يصير بينه و بينها أقرب من جفته(2) إلى مقلته(3).

(1062) 14 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا به أبو الحسن محمد بن القاسم المفسّر الجرجاني رضى اللّه عنه قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي(4)، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام قال: قال الصادق عليه السّلام:

كم ممّن كثر ضحكه لاعبا يكثر يوم القيامة بكاؤه.

و كم ممّن كثر بكاؤه على ذنبه خائفا يكثر يوم القيامة في الجنّة سروره و ضحكه(5).

ز - ما رواه عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهم السّلام

(1063) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسّر

ص: 616


1- تأتي ترجمته في الحديث الأوّل فيما رواه عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهم السّلام.
2- في البحار: من جفنته إلى مقلته. الجفن: قطاع العين من أعلى إلى أسفل، المنجد: ص 94 (جفن)، و المقلة: شحمة العين أو هي السواد و البياض منها، المنجد: ص 770 (مقل).
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 3، ح 4. عنه البحار: ج 90، ص 329، ح 4.
4- تأتي ترجمته في الحديث الأوّل فيما رواه عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام، فراجع.
5- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 3، ح 6. عنه البحار: ج 90، ص 329، ح 5.

الجرجاني رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي(1)، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليه السّلام قال: كان قوم من خواصّ الصادق عليه السّلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مضحية(2).

فقالوا: يا ابن رسول اللّه! ما أحسن أديم هذه السماء، و أنوار هذه النجوم و الكواكب؟

فقال الصادق عليه السّلام: إنّكم لتقولون هذا، و إنّ المدبّرات الأربعة جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت عليهم السّلام ينظرون إلى الأرض، فيرونكم.

و إخوانكم في أقطار الأرض و نوركم إلى السموات و إليهم أحسن من أنوار هذه الكواكب، و أنّهم ليقولون كما تقولون: ما أحسن أنوار هؤلاء المؤمنين(3).

(1064) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى، عن علي بن الحسن السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام

ص: 617


1- هو الحسن بن علي الناصر كما صرّح في سند علل الشرائع: ص 298، ح 2، و معاني الأخبار: ص 287، ح 1 و 2. و قد عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي عليه السّلام: رجال الطوسي: ص 412 رقم 4. و أبوه هو علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن أبي طالب عليهم السّلام و قد ذكره الشيخ في أصحاب الجواد عليه السّلام: رجال الطوسي: ص 402 رقم 2. فعلى هذا ما ذكره المجلسي من أنّ المراد من الحسن بن علي هو الإمام العسكري عليه السّلام في غير محلّه، فالرواية عن أبي جعفر الجواد عليه السّلام.
2- في البحار: مقمرة مصحية. و قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: أصحت السماء، إذا ذهب غيمها.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 2، ح 2. عنه البحار: ج 65، ص 18، ح 25، بتفاوت.

يقول: عقوق الوالدين من الكبائر، لأنّ اللّه تعالى(1) جعل العاقّ عصيّا شقيّا(2).

(1065) 3 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل، قال:

حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي، قال: حدّثنا أحمد بن محمد، قال:

حدّثني عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن محمد بن علي عليهما السّلام، قال: حدّثني أبي، قال: سمعت أبي، يقول: سمعت جعفر بن محمد عليه السّلام، يقول: قذف المحصنات من الكبائر، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «لُعِنُوا فِي اَلدُّنْيٰا وَ اَلْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ» (3).(4).

(1066) 4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر الجرجاني رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصر [ي]، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال: سئل الصادق عليه السّلام عن الزاهد في الدنيا؟

قال: الذي يترك حلاله مخافة حسابه، و يترك حرامها مخافة عقابه(5).(6).

ص: 618


1- في البحار: لأنّ اللّه عزّ و جلّ، و كذا في مستدرك الوسائل.
2- علل الشرائع: ب 229، ص 479، ح 2. عنه البحار: ج 71، ص 74، ح 65، و وسائل الشيعة: ج 15، ص 328، ح 20656، و مستدرك الوسائل: ج 15، ص 189، ح 7،.
3- النور: 23/24.
4- علل الشرائع: ب 231، ص 480، ح 2. عنه البحار: ج 76، ص 9، ح 9، و وسائل الشيعة: ج 25، ص 328، ح 20658.
5- في الأمالي: عذابه و كذا في البحار.
6- معاني الأخبار: ص 287، ح 1. أمالي الصدوق: ص 293، ح 4. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 312، ح 81، عن علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عليهما السّلام. عنه و عن الأمالي و المعاني، البحار: ج 67، ص 310، ح 6.

(1067) 5 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليه السّلام، قال: حدّثني أبي الرضا علي بن موسى عليه السّلام، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام، يقول: دخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبد اللّه عليه السّلام فلمّا سلّم و جلس عنده تلا هذه الآية قول اللّه عزّ و جلّ:

«وَ اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ اَلْإِثْمِ» (1) .

ثمّ أمسك فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام: ما اسكتك؟

قال: أحبّ أن أعرف الكبائر من كتاب اللّه عزّ و جلّ.

فقال: نعم، يا عمرو! أكبر الكبائر، الشرك باللّه، يقول اللّه عزّ و جلّ: «إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَقَدْ حَرَّمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِ اَلْجَنَّةَ وَ مَأْوٰاهُ اَلنّٰارُ وَ مٰا لِلظّٰالِمِينَ مِنْ أَنْصٰارٍ» (2).

و بعده، اليأس من روح اللّه، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِنَّهُ لاٰ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْكٰافِرُونَ» (3).

و الأمن من مكر اللّه عزّ و جلّ، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اَللّٰهِ إِلاَّ اَلْقَوْمُ اَلْخٰاسِرُونَ» (4).

و منها عقوق الوالدين، لأنّ عزّ و جلّ جعل العاقّ جبّارا شقيّا في قوله حكاية، قال عيسى عليه السّلام: «وَ بَرًّا بِوٰالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي جَبّٰاراً شَقِيًّا» (5).

و قتل النفس التي حرّم اللّه إلاّ بالحقّ، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ مَنْ يَقْتُلْ

ص: 619


1- النجم: 32/53.
2- المائدة: 72/5.
3- يوسف: 87/12.
4- الأعراف: 99/7.
5- مريم: 32/19.

مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزٰاؤُهُ جَهَنَّمُ خٰالِداً فِيهٰا» (1) إلى آخر الآية.

و قذف المحصنات، لأنّ اللّه تبارك و تعالى يقول: «إِنَّ اَلَّذِينَ يَرْمُونَ اَلْمُحْصَنٰاتِ اَلْغٰافِلاٰتِ اَلْمُؤْمِنٰاتِ لُعِنُوا فِي اَلدُّنْيٰا وَ اَلْآخِرَةِ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ» (2).

و أكل مال اليتيم، لقوله عزّ و جلّ: «إِنَّ اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰالَ اَلْيَتٰامىٰ ظُلْماً إِنَّمٰا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نٰاراً وَ سَيَصْلَوْنَ سَعِيراً» (3).

و الفرار من الزحف، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ مَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاّٰ مُتَحَرِّفاً لِقِتٰالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بٰاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ مَأْوٰاهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ اَلْمَصِيرُ» (4).

و أكل الربوا، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ اَلرِّبٰا لاٰ يَقُومُونَ إِلاّٰ كَمٰا يَقُومُ اَلَّذِي يَتَخَبَّطُهُ اَلشَّيْطٰانُ مِنَ اَلْمَسِّ» (5).

و السحر، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ لَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اِشْتَرٰاهُ مٰا لَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنْ خَلاٰقٍ» (6).

و الزنا، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثٰاماً. يُضٰاعَفْ لَهُ اَلْعَذٰابُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ مُهٰاناً. إِلاّٰ مَنْ تٰابَ» (7).

و اليمين الغموس، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «إِنَّ اَلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اَللّٰهِ

ص: 620


1- النساء: 94/4.
2- النور: 23/24.
3- النساء: 10/4.
4- الأنفال: 16/8.
5- البقرة: 275/2.
6- البقرة: 102/2.
7- الفرقان: 68/25، 69 و 70.

وَ أَيْمٰانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولٰئِكَ لاٰ خَلاٰقَ لَهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ» (1) . الآية.

و الغلول، يقول اللّه عزّ و جلّ: «وَ مَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمٰا غَلَّ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ» (2).

و منع الزكاة المفروضة، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «يَوْمَ يُحْمىٰ عَلَيْهٰا فِي نٰارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوىٰ بِهٰا جِبٰاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هٰذٰا مٰا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مٰا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ» (3).

و شهادة الزور، و كتمان الشهادة، لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ اَلَّذِينَ لاٰ يَشْهَدُونَ اَلزُّورَ» (4) الآية، و يقول: «وَ مَنْ يَكْتُمْهٰا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ» (5).

و شرب الخمر، لأنّ اللّه عزّ و جلّ عدل بها عبادة الأوثان.

و ترك الصلاة متعمّدا، أو شيئا ممّا فرض اللّه عزّ و جلّ، لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: من ترك الصلاة متعمّدا من غير علّة، فقد برىء من ذمّة اللّه و ذمّة رسوله.

و نقض العهد و قطيعة الرحم، لأنّ اللّه عزّ و جلّ، يقول: «أُولٰئِكَ لَهُمُ اَللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ اَلدّٰارِ» (6).

قال: فخرج عمرو بن عبيد و له صراخ من بكائه، و هو يقول: هلك و اللّه من قال برأيه، و نازعكم في الفضل و العلم(7).

ص: 621


1- آل عمران: 77/3.
2- آل عمران: 161/3.
3- التوبة: 35/9.
4- الفرقان: 73/25.
5- البقرة: 283/2.
6- الرعد: 25/13.
7- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 285، ح 33. الكافي: ج 2، ص 285، ح 24، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد. عنه وسائل الشيعة: ج 15، ص 318، ح 20629، و البرهان: ج 4، ص 252، ح 1. من لا يحضره الفقيه: ج 3، ص 367، ح 1746. علل الشرائع: ب 131، ص 391، ح 1. عنه و عن العيون، البحار: ج 76، ص 6، ح 7. مجمع البيان: 2، ص 36، س 1.

(1068) 6 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر الجرجاني رضى اللّه عنه قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصر [ي](1)، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال: قيل للصادق عليه السّلام: صف لنا الموت؟

فقال: للمؤمن كأطيب ريح يشمّه فينعس لطيبه، و ينقطع التعب و الألم كلّه عنه، و للكافر كلسع الأفاعي، و لدغ(2) العقارب أو أشدّ.

قيل: فإنّ قوما يقولون: إنّه أشدّ من نشر بالمناشير، و قرض بالمقاريض، و رضخ بالأحجار، و تدوير قطب الأرحية في الأحداق.

قال: فهو كذلك، هو على بعض الكافرين و الفاجرين، أ لا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد؟

فذاكم(3) الذي هو أشدّ من هذا(4) إلاّ من عذاب الآخرة، فهذا(5) أشدّ من عذاب الدنيا.

قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفي، و هو يتحدّث و يضحك و يتكلّم، و في المؤمنين أيضا من يكون كذلك، و في المؤمنين و الكافرين

ص: 622


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من هذا الباب.
2- في العلل: لذع العقارب.
3- في العلل: فذلكم، و كذا في العيون.
4- في العيون: من هذا الأمر.
5- في العلل: فإنّه، و كذا في العيون.

من يقاسي(1) عند سكرات الموت هذه الشدائد؟

فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه، و ما كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيّا نظيفا، مستحقّا لثواب الأبد، لا مانع له دونه؛ و ما كان من سهولة هناك على الكافر، فليوفّى(2) أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة، و ليس له إلاّ ما يوجب عليه العقاب(3).

و ما كان من شدّة على الكافر هناك، فهو ابتداء عقاب(4) اللّه له بعد نفاد حسناته، ذلكم بأنّ اللّه عدل لا يجور(5).

(1069) 7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد القاسم الأسترآبادي، قال:

حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي بن الناصر(6)، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال: رأى الصادق عليه السّلام رجلا قد اشتدّ جزعه على ولده.

فقال: يا هذا! جزعت للمصيبة الصغرى و غفلت عن المصيبة الكبرى؟! لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدّا لما اشتدّ عليه جزعك فمصابك بتركك

ص: 623


1- المقاساة: مكابدة الأمر الشديد، لسان العرب: ج 15، ص 180 (قسا).
2- في العلل: فليوفّ.
3- في العلل: العذاب، و كذا في العيون.
4- في العلل: عذاب اللّه، و كذا في العيون.
5- معاني الأخبار: ص 287، ح 1. عنه البحار: ج 6، ص 153، س 10. علل الشرائع: ب 235، ص 298، ح 2. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 274، ح 9، عن الرضا عليه السّلام. عنه البحار: ج 6، ص 152، ح 6، بهذا الإسناد عن، أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السّلام و هو مصحّف «الحسن بن علي الناصر» كما في المتن.
6- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من هذا الباب.

الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك(1).

(1070) 8 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن القاسم، المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن ابن علي الناصر، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى ابن جعفر عليهم السّلام، قال: قيل للصادق عليه السّلام: أخبرنا عن الطاعون؟

فقال: عذاب(2) لقوم، و رحمة لآخرين.

قالوا: و كيف تكون الرحمة عذابا؟

قال عليه السّلام: أ ما تعرفون أنّ نيران جهنّم عذاب على الكافر(3)، و خزنة جهنّم معهم فيها، فهي(4) رحمة عليهم(5).

(1071) 9 - الحضيني رحمه اللّه: حدّثني أحمد بن صالح، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الإمام التاسع عليه السّلام، عن أبيه علي الرضا و موسى الكاظم و جعفر الصادق عليهم السّلام:

أنّ الصادق عليه السّلام قال لشيعته بالكوفة، و قد سألوه عن فضل الغريّين، و البقعة

ص: 624


1- الأمالي: ص 293، ح 5. عنه مستدرك الوسائل: ج 2، ص 444، ح 2419. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 5، ح 10. عنه و عن الأمالي، البحار: ج 79، ص 74، ح 6.
2- في العيون: عذاب اللّه.
3- في العيون: على الكافرين.
4- في العيون: و هي رحمة عليهم.
5- علل الشرائع: ب 235، ص 298، ح 3. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 274، ضمن ح 9، و ج 2، ص 3، ح 5. عنه البحار: ج 6، ص 121، ح 1، بهذا الإسناد، عن «أبى محمد العسكري عليه السّلام»: و الظاهر هو مصحّف «الحسن بن علي الناصر» الذي تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من هذا الباب.

التي دفن فيها أمير المؤمنين عليه السّلام، و لم سمّي الغريّان غريّين؟

فقال: إنّ الجبار المعروف بالنعمان بن المنذر، كان يقتل أكابر العرب و من ناوأه من جبابرتهم و كبرائهم، و كان الغريّان على يمين الجادّة، فإذا قتل رجلا أمر بحمل دمه إلى جادّة العالمين حتّى يغرّيانه، يريد بذلك يشهده المقتول إذا رأى دمه على العالمين من أجل ذلك سمّي الغريّان.

و أمّا البقعة التي فيها قبر أمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه) فإنّ نوحا (صلوات اللّه عليه) لمّا طافت السفينة و هبط جبريل عليه السّلام على نوح، فقال:

إنّ اللّه يأمرك أن تنزل ما بين السفينة و الركن اليماني، فإذا استقرّت قدماك على الأرض فابحث بيدك هناك، فإنّه يخرج تابوت آدم، فاحمله معك في السفينة، فإذا غاص فابحث بيدك الماء، فادفنه بظهر النجف بين الذكوات البيض و الكوفة.

فإنّها بقعة اخترتها له، و لك يا نوح، و لعلي بن أبي طالب (صلوات اللّه عليه) وصيّ محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

ففعل نوح ذلك، و وصّى ابنه ساما أن يدفنه في البقعة مع التابوت الذي لادم.

فإذا زرتم مشهد أمير المؤمنين فزوروا آدم، و نوح، و علي بن أبي طالب عليهم السّلام(1).

(1072) 10 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسّر الجرجاني رضى اللّه عنه قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن

ص: 625


1- الهداية الكبرى: ص 93، س 24. عنه إثبات الهداة: ج 2، ص 181، ح 875، قطعة منه، و مستدرك الوسائل: ج 10، ص 219، ح 11895، قطعة منه.

علي(1)، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال: نعى إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام إسماعيل بن جعفر، و هو أكبر أولاده، و هو يريد أن يأكل. و قد اجتمع ندماؤه.

فتبسّم، ثمّ دعا بطعامه و قعد مع ندمائه، و جعل يأكل أحسن من أكله سائر الأيّام، و يحثّ ندمائه و يضع بين أيديهم، و يعجبون منه أن لا يرون للحزن أثرا.

فلمّا فرغ، قالوا: يا ابن رسول اللّه! لقد رأينا عجبا أصبت بمثل هذا الابن، و أنت كما ترى؟!

قال: و مالي لا أكون كما ترون، و قد جاء في خبر أصدق الصادقين صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّي ميّت و إيّاكم.

إنّ قوما عرفوا الموت فجعلوه نصب أعينهم، و لم ينكروا من يخطفه الموت منهم، و سلموا لأمر خالقهم عزّ و جلّ (2).

(1073) 11 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبو الحسن محمد القاسم المفسّر الجرجاني رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي(3) عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال: جاء رجل إلى الصادق عليه السّلام، فقال: قد سئمت الدنيا، فأتمنّى على اللّه الموت.

فقال: تمنّ الحياة، لتطيع لا لتعصي، فلأن تعيش فتطيع خير لك من أن تموت فلا تعصي و لا تطيع(4).

ص: 626


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من هذا الباب، فراجع.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 2، ح 1. عنه البحار: ج 47، ص 18، ح 7.
3- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من هذا الباب، فراجع.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 3، ح 3. عنه البحار: ج 6، ص 128، ح 15، بتفاوت.

(1074) 12 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبو الحسن محمد القاسم المفسّر الجرجاني رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي(1) عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال: سئل الصادق جعفر بن محمد عليهما السّلام، عن بعض أهل مجلسه؟

فقيل: عليل.

فقصده عائدا، و جلس عند رأسه، فوجده دنفا، فقال له: أحسن ظنّك باللّه تعالى.

فقال: أمّا ظنّي باللّه فحسن، و لكن غمّي لبناتي ما أمرضني غير رفقي بهنّ.

فقال الصادق عليه السّلام: الذي ترجوه لتضعيف حسناتك و محو سيّئاتك فارجه لإصلاح حال بناتك، أ ما علمت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: لمّا جاوزت سدرة المنتهى، و بلغت أغصانها و قضبانها.

رأيت بعض ثمار قضبانها أثداؤه معلّقة يقطر من بعضها اللبن، و من بعضها العسل، و من بعضها الدهن، و يخرج من بعضها شبه دقيق السميد(2)، و من بعضها النبات، و من بعضها كالنبق. فيهوي ذلك كلّه إلى نحو الأرض.

فقلت في نفسي: أين مفرّ هذه الخارجات عن هذه الأثداء، و ذلك أنّه لم يكن معي جبرئيل لأنّي كنت جاوزت مرتبته و اختزل دوني.

فناداني ربّي عزّ و جلّ في سرّي: يا محمد! هذه أنبتها في هذا المكان الأرفع لأغذو منها بنات المؤمنين من أمّتك و بنيهم، فقل لآباء البنات: لا تضيّقنّ

ص: 627


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من هذا الباب، فراجع.
2- السميد: القمح المجروش، المنجد: ص 349، (سمد)، و في لسان العرب: السميد: الطعام: ج 3، ص 220 (سمد).

صدوركم على فاقتهنّ، فإنّي كما خلقتهنّ أرزقهنّ (1).

(1075) 13 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسّر الجرجاني رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي(2) عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السّلام، قال: كان الصادق عليه السّلام في طريق، و معه قوم معهم أموال، و ذكر لهم أنّ بارقة في الطريق يقطعون على الناس، فارتعدت فرائصهم.

فقال لهم الصادق عليه السّلام: ما لكم؟

قالوا: معنا أموالنا نخاف عليها أن تؤخذ منّا أ فتأخذها منّا؟ فلعلّهم يندفعون عنها إذا رأوا أنّها لك؟

فقال: و ما يدريكم؟! لعلّهم لا يقصدون غيري، و لعلّكم تعرضوني بها للتلف.

فقالوا: فكيف نصنع؟ ندفنها؟

قال: ذلك أضيع لها، فلعلّ طار يا يطري عليها، فيأخذها، و لعلّكم لا تغتدون إليها بعد.

فقالوا: كيف نصنع؟ دلّنا.

قال: أودعوها من يحفظها و يدفع عنها و يربيها و يجعل الواحد منها أعظم من الدنيا و ما فيها، ثمّ يردّها و يوفّرها عليكم أحوج ما تكونون إليها.

قالوا: من ذاك؟

قال: ذاك ربّ العالمين.

ص: 628


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 3، ح 7. عنه البحار: ج 5، ص 146، ح 2، و ج 18، ص 352، ح 63، و ج 68، ص 137، ح 19، و ج 78، ص 235، ح 11، قطعة منه.
2- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من هذا الباب، فراجع.

قالوا: و كيف نودّعه؟

قال: تتصدّقون به على ضعفاء المسلمين قالوا: و أنّى لنا الضعفاء بحضرتنا هذه؟!

قال: فاعرضوا على أن تتصدّقوا بثلثها ليدفع اللّه عن باقيها من تخافون.

قالوا قد عزمنا.

قال: فأنتم في أمان اللّه، فامضوا، فمضوا، فظهرت لهم البارقة فخافوا.

فقال الصادق عليه السّلام: كيف تخافون و أنتم في أمان اللّه عزّ و جلّ؟!

فتقدّم البارقة و ترجّلوا، و قبّلوا يد الصادق عليه السّلام، و قالوا: رأينا البارحة في منامنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يأمرنا بعرض أنفسنا عليك، فنحن بين يديك و نصحبك، و هؤلاء، لندفع عنهم الأعداء و اللصوص.

فقال الصادق عليه السّلام: لا حاجة بنا إليكم، فإنّ الذي دفعكم عنّا، يدفعهم.

فمضوا سالمين و تصدّقوا بالثلث، و بورك لهم في تجاراتهم، فربحوا للدرهم عشرة.

فقالوا: ما أعظم بركة الصادق عليه السّلام؟!

فقال الصادق عليه السّلام: قد تعرّفتم البركة في معاملة اللّه عزّ و جلّ، فدموا عليها(1).

(1076) 14 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبو الحسن محمد القاسم المفسّر الجرجاني رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي(2) عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن

ص: 629


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 4، ح 9. عنه البحار: ج 93، ص 120، ح 23.
2- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل من هذا الباب، فراجع.

جعفر عليهم السّلام، قال: كتب الصادق عليه السّلام إلى بعض الناس: إن أردت أن يختم بخير عملك حتّى تقبض و أنت في أفضل الأعمال، فعظّم للّه حقّه أن لا تبذل نعماؤه في معاصيه، و أن تغتر بحلمه عنك، و أكرم كلّ من وجدته يذكر منّا أو ينتحل مودّتنا، ثمّ ليس عليك صادقا كان أو كاذبا، إنّما لك نيّتك، و عليه كذبه(1).

ح - ما رواه عن أبيه الإمام علي بن موسى الرضا عليهم السّلام

(1077) 1 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، عن أبيه الرضا عليه السّلام، قال: دخل موسى بن جعفر عليهما السّلام على هارون الرشيد، و قد استخفّه(2) الغضب، على رجل.

فقال عليه السّلام: إنّما تغضب للّه عزّ و جلّ، فلا تغضب له بأكثر ممّا غضب على نفسه(3).(4).

ص: 630


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 4، ح 8. عنه البحار: ج 70، ص 351، ح 49، و ج 75، ص 195، ح 15.
2- في البحار: ج 97: و قد استحفزه.
3- في الأمالي: ممّا غضب لنفسه، و كذا في البحار.
4- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 292، ح 44. عنه البحار: ج 70، ص 262، ح 1، و ج 97، ص 76، ح 26. عنه و عن العيون، مستدرك الوسائل: ج 12، ص 10، ح 13369. أمالي الصدوق: ص 26، ح 2، عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: دخل موسى بن جعفر.... عنه البحار: ج 70، ص 262، ح 1، و وسائل الشيعة: 16، ص 147، ح 21204.

(1078) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي(1)، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه عليهم السّلام، قال: دخل موسى بن جعفر عليهما السّلام على رجل قد غرق في سكرات الموت، و هو لا يجيب داعيا، فقالوا له: يا ابن رسول اللّه! وددنا لو عرفنا كيف الموت؟ و كيف حال صاحبنا؟

فقال: الموت هو المصفّاة يصفّي المؤمنين من ذنوبهم، فيكون آخر أ لم يصيبهم كفّارة آخر وزر بقي عليهم.

و يصفّي الكافرين من حسناتهم، فيكون آخر لذّة أو راحة تلحقهم، و هو آخر ثواب حسنة تكون لهم.

و أمّا صاحبكم هذا فقد نخل من الذنوب نخلا، و صفّي من الآثام تصفية، و خلص حتّى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ، و صلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد(2).

(1079) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه(3) عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: كان أبي، يقول:

خير الأعمال الحرث، تزرعه، فيأكل منه البرّ و الفاجر، أمّا البرّ فما أكل من شيء استغفر لك، و أمّا الفاجر فما أكل منه من شيء لعنه. و يأكل منه البهائم و الطير(4).

ص: 631


1- تقدّمت ترجمته في الحديث الأوّل فيما روى عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام، فراجع.
2- معاني الأخبار: ص 289، ح 6. عنه البحار: ج 6، ص 156، ح 10.
3- تأتي ترجمته في الحديث الآتي.
4- الكافي: ج 5، ص 260، ح 5. البحار: ج 85، ص 26، س 12، قطعة منه باختصار.

(1080) 4 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن خالد(1)، عمّن حدّثه، عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: كان أبي يقول: الداخل الكعبة يدخل و اللّه راض عنه، و يخرج عطا من الذنوب(2).

5 - الحضيني رحمه اللّه:... محمد بن الوليد بن يزيد، قال: أتيت أبا جعفر عليه السّلام...

فقلت: جعلت فداك! ما تقول في المسك؟

فقال لي: إنّ أبي الرضا عليه السّلام(3) أمر أن يتّخذ له مسك فيه بان.

كتب إليه الفضل بن سهل يقول: يا سيّدي! إنّ الناس يعيبون ذلك عليك؟!

فكتب: يا فضل! ما علمت أنّ يوسف الصديق عليه السّلام كان يلبس الديباج مزرّرا بالذهب و الجوهر، و يجلس على كراسي الذهب و اللجين، فلم يضرّه

ص: 632


1- روى علي بن خالد معجزة عن الجواد عليه السّلام: الكافي: ج 1، ص 492، ح 1، التي وقعت في عصر محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم المتوفّى سنة 333: راجع تاريخ الإسلام: ج 17، ص 333 رقم 388. و الظاهر أنّها صدرت منه عليه السّلام في حياته، و كان الرجل حيّا في عصره عليه السّلام، و من ثمّ قال السيّد البروجردي في عنوان علي بن خالد: روى عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام و كان من السادسة: راجع الموسوعة الرجاليّة: ج 4، ص 253، و معجم رجال الحديث: ج 12، ص 8، رقم 8103. و ذكر في المحاسن هذه الرواية بعينها متنا و سندا من دون زيادة لفظ «أبي»: راجع المحاسن: ج 2، ص 14، ح 203، الطبعة الجديدة. و الظاهر أنّ المراد من أبي جعفر هو الجواد عليه السّلام.
2- الكافي: ج 4، ص 527، ح 1. التهذيب: ج 5، ص 275، ح 943، و فيه:... عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: كان يقول:.... المحاسن: ص 70، س 2، كما في التهذيب. عنه البحار: ج 96، ص 369، ح 6.
3- في المصدر: فقال: أبي الرضا لم يتّخذ مسكا فيه باهن، و هو غير صحيح، توضيح ذلك في تمام الحديث.

ذلك، و لا نقص من نبوّته شيئا.

و أنّ سليمان بن داود عليهما السّلام وضع له كرسي من الفضّة و الذهب مرصّع بالجوهر، و عليه علم. و له درج من ذهب إذا صعد على الدرج اندرج فترا، فإذا نزل انتثرت بين يديه، و الغمام يظلّله و الإنس و الجنّ تخدمه، و تقف الرياح لأمره، و تنسم و تجري كما يأمرها، و السباع الوحوش و الطير عاكفة من حوله، و الملائكة تختلف إليه، فما يضرّه ذلك، و لا نقص من نبوّته شيئا، و لا من منزلته عند اللّه.

و قد قال اللّه عزّ و جلّ: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللّٰهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبٰادِهِ وَ اَلطَّيِّبٰاتِ مِنَ اَلرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا خٰالِصَةً يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ» (1).

ثمّ أمر أن يتّخذ له غالية فاتّخذت بأربعة آلاف دينار، و عرضت عليه، فنظر إليها و إلى سدوها و حبّها و طيبها.

و أمر أن يكتب لها رقعة من العين و قال العين حقّ...(2).

(1081) 6 - الراوندي رحمه اللّه: عن محمد بن علي عليهما السّلام، قال: مرض رجل من أصحاب الرضا عليه السّلام، فعاده.

فقال: كيف تجدك؟

قال: لقيت الموت بعدك؛ يريد به ما لقيه من شدّة مرضه.

فقال: كيف لقيته؟

قال: شديدا أليما.

قال: ما لقيته، إنّما لقيت ما يبدؤك به، و يعرّفك بعض حاله.

ص: 633


1- الأعراف: 32/7.
2- الهداية الكبرى: ص 308، س 2. تقدّم الحديث بتمامه في ف 2، ب 4 (إخباره عليه السّلام عمّا في الضمير)، رقم 411.

إنّما الناس رجلان: مستريح بالموت، و مستراح منه (به)، فجدّد الإيمان باللّه و بالولاية تكن مستريحا.

ففعل الرجل ذلك، ثمّ قال: يا ابن رسول اللّه! هذه ملائكة ربّي بالتحيّات و التحف يسلّمون عليك، و هم قيام بين يديك، فأذن لهم في الجلوس.

فقال الرضا عليه السّلام: اجلسوا ملائكة ربّي.

ثمّ قال للمريض: سلهم أمروا بالقيام بحضرتي؟

فقال المريض: سألتهم، فزعموا(1)، أنّه لو حضرك كلّ من خلقه اللّه من ملائكته، لقاموا لك، و لم يجلسوا حتّى تأذن لهم، هكذا أمرهم اللّه عزّ و جلّ.

ثمّ غمّض الرجل عينيه، و قال: السلام عليك يا ابن رسول اللّه! هكذا(2)شخصك ماثل لي مع أشخاص محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و من بعده من الأئمّة عليهم السّلام، و قضى الرجل(3).

(1082) 7 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسّر رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد، و علي بن محمد بن سيّار؛ عن أبويهما، عن الحسن بن علي العسكري، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عليهم السّلام؛

ص: 634


1- في البحار: فذكروا.
2- في البحار: هذا.
3- الدعوات: ص 248، ح 698. عنه البحار: ج 6، ص 194، ح 45؛ و ج 49، ص 72، ح 96. و مستدرك الوسائل: ج 2، ص 126، ح 2. معاني الأخبار: ص 289، ح 7، حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي [الناصري]، عن أبيه، عن محمد بن علي، قطعة منه. عنه البحار: ج 6، ص 155، ح 11.

أنّ الرضا عليه السّلام علي بن موسى لمّا جعله المأمون وليّ عهده، احتبس المطر، فجعل بعض حاشية المأمون و المتعصّبين على الرضا يقولون: انظروا لمّا جاءنا علي بن موسى عليهما السّلام و صار وليّ عهدنا، فحبس اللّه عنّا المطر، و اتّصل ذلك بالمأمون، فاشتدّ عليه، فقال للرضا عليه السّلام: قد احتبس المطر، فلو دعوت اللّه عزّ و جلّ أن يمطر الناس.

فقال الرضا عليه السّلام: نعم!

قال: فمتى تفعل ذلك؟ و كان ذلك يوم الجمعة.

قال: يوم الاثنين، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أتاني البارحة في منامي و معه أمير المؤمنين علي عليه السّلام.

و قال: يا بنيّ! انتظر يوم الاثنين، فأبرز إلى الصحراء، و استسق، فإنّ اللّه تعالى سيسقيهم، و أخبرهم بما يريك اللّه ممّا لا يعلمون من حالهم ليزداد علمهم بفضلك؛ و مكانك من ربّك عزّ و جلّ.

فلمّا كان يوم الاثنين غدا إلى الصحراء، و خرج الخلائق ينظرون، فصعد المنبر، فحمد اللّه و أثنى عليه، ثمّ قال: «اللّهمّ يا ربّ أنت عظّمت حقّنا أهل البيت، فتوسّلوا بنا كما أمرت، و أمّلوا فضلك و رحمتك، و توقّعوا إحسانك و نعمتك، فاسقهم سقيا نافعا عامّا غير رائث(1) و لا ضائر(2)، و ليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منازلهم و مقارّهم».

قال: فو الذي بعث محمدا بالحقّ نبيّا، لقد نسجت الرياح في الهواء الغيوم،

ص: 635


1- راث يريث ريثا: أبطأ،... غير رائث أي غير بطيء: لسان العرب: ج 2، ص 157 (ريث).
2- ضاره الأمر يضوره كيضيره ضيرا و ضورا، أي ضرّه: لسان العرب: ج 4، ص 494 (ضور).

و أرعدت، و أبرقت، و تحرّك الناس كأنّهم يريدون التنحّي عن المطر.

فقال الرضا عليه السّلام: على رسلكم(1) أيّها الناس! فليس هذا الغيم لكم، إنّما هو لأهل بلد كذا.

فمضت السحابة و عبرت، ثمّ جاءت سحابة أخرى تشتمل على رعد و برق، فتحرّكوا.

فقال: على رسلكم، فما هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا، فما زالت حتّى جاءت عشر سحابة و عبرت، و يقول علي بن موسى الرضا عليه السّلام في كلّ واحدة:

على رسلكم؛ ليست هذه لكم، إنّما هي لأهل بلد كذا.

ثمّ أقبلت سحابة حادية عشر، فقال: أيّها الناس! هذه سحابة بعثها اللّه عزّ و جلّ لكم، فاشكروا اللّه على تفضّله عليكم، و قوموا إلى مقارّكم و منازلكم فإنّها مسامتة(2) لكم، و لرءوسكم ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا إلى مقارّكم، ثمّ يأتيكم من الخير ما يليق بكرم اللّه تعالى و جلاله.

و نزل من المنبر(3)، و انصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة إلى أن قربوا من منازلهم، ثمّ جاءت بوابل(4) المطر، فملئت الأودية، و الحياض، و الغدران، و الفلوات.

ص: 636


1- الرّسل بالكسر: الرفق و التؤدة، و الاسترسال: الاستيناس و الطمأنينة إلى الإنسان و الثقة به فيما يحدّثه، و أصله السكون و الثبات: مجمع البحرين: ج 5، ص 382، (رسل).
2- في المصدر: مسامة، و الظاهر أنّه غير صحيح، يدلّ عليه ما في البحار و مدينة المعاجز. سامته: قابله و وازاه، المنجد: ص 349 (سمت).
3- في المصدر: على المنبر، و الظاهر أنّه غير صحيح كما يدلّ عليه البحار و مدينة المعاجز.
4- الوبل و الوابل: المطر الشديد، الضّخم القطر، لسان العرب: ج 11، ص 720 (ويل).

فجعل الناس يقولون: هنيئا لولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كرامات اللّه عزّ و جلّ.

ثمّ برز إليهم الرضا عليه السّلام و حضرت الجماعة الكثيرة منهم، فقال:

يا أيّها الناس! اتّقوا اللّه في نعم اللّه عليكم، فلا تنفروها عنكم بمعاصيه، بل استديموها بطاعته و شكره على نعمه و أياديه.

و اعلموا أنّكم لا تشكرون اللّه تعالى بشيء بعد الإيمان باللّه، و بعد الاعتراف بحقوق أولياء اللّه من آل محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أحبّ إليه من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين على دنياهم التي هي معبر لهم إلى جنان ربّهم، فإنّ من فعل ذلك كان من خاصّة اللّه تبارك و تعالى.

و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في ذلك قولا ما ينبغي لقائل أن يزهد في فضل اللّه عليه فيه، إن تأمّله و عمل عليه، قيل يا رسول اللّه، هلك فلان يعمل من الذنوب كيت و كيت؟!

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بل قد نجى، و لا يختم اللّه عمله إلاّ بالحسنى، و سيمحوا اللّه عنه السيّئات، و يبدّلها من حسنات(1)، إنّه كان يمرّ مرّة في طريق عرض له مؤمن قد انكشف عورته و هو لا يشعر، فسترها عليه، و لم يخبره بها مخافة أن يخجل، ثمّ إنّ ذلك المؤمن عرفه في مهواه(2)، فقال له: أجزل اللّه لك الثواب و أكرم لك المآب و لا ناقشك في الحساب، فاستجاب اللّه له فيه، فهذا العبد لا يختم اللّه له إلاّ بخير، بدعاء ذلك المؤمن.

فاتّصل قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بهذا الرجل، فتاب و أناب، و أقبل على طاعة

ص: 637


1- في البحار: و يبدلها له حسنا، و كذا في مدينة المعاجز.
2- المهواة: موضع في الهواء مشرف ما دونه من جبل و غيره،... و رأيتم يتهاوون في المهواة: إذا سقط بعضهم في إثر بعض. لسان العرب: ج 15، ص 370 (هوا).

اللّه عزّ و جلّ، فلم يات عليه سبعة أيّام حتّى اغير على سرح(1) المدينة، فوجّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أثرهم جماعة، ذلك الرجل أحدهم، فاستشهد فيهم.

قال الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام: و عظّم اللّه تبارك و تعالى البركة في البلاد بدعاء الرضا عليه السّلام.

و قد كان للمأمون من يريد أن يكون هو وليّ عهده من دون الرضا عليه السّلام، و حسّاد كانوا بحضرة المأمون للرضا عليه السّلام.

فقال للمأمون بعض أولئك: يا أمير المؤمنين! أعيذك باللّه أن تكون تاريخ الخلفاء في إخراجك هذا الشرف العميم و الفخر العظيم من بيت ولد العبّاس إلى بيت ولد علي، لقد أعنت على نفسك و أهلك، جئت بهذا الساحر ولد السحرة، و قد كان خاملا(2)، فأظهرته، و متّضعا فرفعته، و منسيّا فذكّرت به، و مستخفّا فنوّهت(3) به، قد ملاء الدنيا مخرقة و تشوّقا بهذا المطر الوارد عند دعائه، ما أخوفني أن يخرج هذا الرجل هذا الأمر عن ولد العبّاس إلى ولد علي؟!

بل ما أخوفني أن يتوصّل بسحره إلى إزالة نعمتك، و التواثب(4) على مملكتك، هل جنى أحد على نفسه و ملكه مثل جنايتك؟!

فقال المأمون: قد كان هذا الرجل مستترا عنّا، يدعو إلى نفسه، فأردنا أن نجعله وليّ عهدنا ليكون دعاؤه لنا، و ليعترف بالملك و الخلافة لنا، و ليعتقد فيه المفتونون به أنّه ليس ممّا ادّعى في قليل و لا كثير، و إنّ هذا الأمر لنا من دونه.

ص: 638


1- السرح: الماشية [فناء الدار]، المنجد: ص 329 (سرح).
2- خمل ذكره و صوته، خمولا: خفى، أقرب الموارد: ج 1، ص 303 (خمل).
3- نوّه الشيء تنويها: رفعه، أقرب الموارد: ج 2، ص 1362، (نوه).
4- توثّب: استولى، أقرب الموارد: ج 2، ص 1424، (وثب).

و قد خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن ينفتق علينا منه ما لا نسدّه، و يأتي علينا منه ما لا نطيقه، و الآن، فإذ قد فعلنا به ما فعلناه، و أخطأنا في أمره بما أخطأنا، و أشرفنا من الهلاك بالتنويه به على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره.

و لكنّا نحتاج أن نضع منه قليلا قليلا حتّى نصوّره عند الرعايا بصورة من لا يستحقّ لهذا الأمر؛ ثمّ ندبّر فيه بما يحسم عنّا موادّ بلائه.

قال الرجل: يا أمير المؤمنين! فولّني مجادلته، فإنّي أفحمه و أصحابه، و أضع من قدره، فلو لا هيبتك في نفسي لأنزلته منزلته، و بيّنت للناس قصوره عمّا رشحته له.

قال المأمون: ما شيء أحبّ إليّ من هذا.

قال: فاجمع جماعة وجوه أهل مملكتك من القوّاد، و القضاة، و خيار الفقهاء لأبيّن نقصه بحضرتهم، فيكون أخذا له عن محلّه الذي أحللته فيه على علم منهم بصواب فعلك.

قال: فجمع الخلق الفاضلين من رعيّته في مجلس واسع، قعد فيه لهم، و أقعد الرضا عليه السّلام بين يديه في مرتبته التي جعلها له، فابتدأ هذا الحاجب المتضمّن للوضع من الرضا عليه السّلام.

و قال له: إنّ الناس قد أكثروا عنك الحكايات، و أسرفوا في وصفك، بما أرى أنّك إن وقفت عليه برئت إليهم منه.

قال: و ذلك إنّك قد دعوت اللّه في المطر المعتاد مجيئه فجاء، فجعلوه آية معجزة لك، أوجبوا لك بها أن لا نظير لك في الدنيا، و هذا أمير المؤمنين أدام اللّه ملكه و بقاءه لا يوازي بأحد إلاّ رجّح به، و قد أحلّك المحلّ الذي قد عرفت،

ص: 639

فليس من حقّه عليك أن تسوّغ الكاذبين لك و عليه ما يتكذّبونه.

فقال الرضا عليه السّلام: ما أدفع عباد اللّه عن التحدّث بنعم اللّه عليّ، و إن كنت لا أبغى أشرا(1) و لا بطرا(2) و أمّا ما ذكرك صاحبك الذي أحلّني ما أحلّني، فما أحلّني إلاّ المحلّ الذي أحلّه ملك مصر يوسف الصديق عليه السّلام، و كانت حالهما ما قد علمت.

فغضب الحاجب عند ذلك، و قال: يا ابن موسى! لقد عدوت طورك، و تجاوزت(3) قدرك أن بعث اللّه بمطر مقدّر وقته لا يتقدّم و لا يتأخّر، جعلته آية تستطيل بها، و صولة تصول بها، كأنّك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم عليه السّلام لمّا أخذ رءوس الطير بيده، و دعا أعضاءها التي كان فرّقها على الجبال، فأتينه سعيا، و تركّبن على الرءوس، و خفقن(4) و طرن بإذن اللّه تعالى.

فإن كنت صادقا فيما توهّم فأحي هذين و سلّطهما عليّ، فإنّ ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فأمّا المطر المعتاد مجيئه، فلست أنت أحقّ بأن يكون جاء بدعائك من غيرك الذي دعا، كما دعوت.

و كان الحاجب أشار إلى أسدين مصوّرين على مسند المأمون الذي كان مستندا إليه، و كانا متقابلين على المسند.

فغضب علي بن موسى عليهما السّلام، و صاح بالصورتين دونكما الفاجر، فافترساه و لا تبقيا له عينا و لا أثرا. فوثبت الصورتان، و قد عادتا أسدين، فتناولا

ص: 640


1- اشر، أشرا: بطر و مرح، المنجد: ص 12 (اشر).
2- بطرا: أخذته دهشة، أقرب الموارد: ج 1، ص 47 (بطر).
3- في المصدر: تجاوزك و الظاهر أنّه غير صحيح، كما دلّ عليه البحار و مدينة المعاجز.
4- خفقه، خفقا: ضربه بشيء، أقرب الموارد: ج 1، ص 290 (خفق).

الحاجب، و رضّاه(1)، و هشماه(2) و أكلاه، و لحسا(3) دمه.

و القوم ينظرون متحيّرين ممّا يبصرون، فلمّا فرغا منه أقبلا على الرضا عليه السّلام و قالا: يا وليّ اللّه! في أرضه ما ذا تأمرنا نفعل بهذا، أنفعل به ما فعلنا بهذا؟، يشيران إلى المأمون.

فغشى على المأمون ممّا سمع منهما.

فقال الرضا عليه السّلام: قفا! فوقفا.

قال الرضا عليه السّلام: صبّوا عليه ماء ورد و طيّبوه، ففعل ذلك به، و عاد الأسدان يقولان: أ تأذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذي أفنيناه؟

قال: لا! فإنّ للّه(4) عزّ و جلّ فيه تدبيرا هو ممضيه، فقالا: ما ذا تأمرنا؟

قال: عودا إلى مقرّكما، كما كنتما؛ فصارا إلى المسند، و صارا صورتين كما كانتا.

فقال المأمون: الحمد للّه الذي كفاني شرّ حميد بن مهران يعني الرجل المفترس.

ثمّ قال للرضا عليه السّلام: يا ابن رسول اللّه! هذا الأمر لجدّكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثمّ لكم، فلو شئت لنزلت عنه لك؟

فقال الرضا عليه السّلام: لو شئت لما ناظرتك؛ و لم أسألك، فإنّ اللّه تعالى قد أعطاني من طاعة سائر خلقه مثل ما رأيت من طاعة هاتين الصورتين

ص: 641


1- رضّه: دقّه و جرشه، أقرب الموارد: ج 1، ص 409 (رضض).
2- هشمه، هشما: كسره، أقرب الموارد: ج 2، ص 1391، (هشم).
3- لحس: لعقها و أخذ ما علق بجوانبها بالإصبع أو باللّسان، أقرب الموارد: ج 2، ص 1132، (لحس).
4- في المصدر: فإنّ اللّه، و هو غير صحيح و يدلّ عليه ما في البحار و مدينة المعاجز.

إلاّ جهّال بني آدم، فإنّهم و إن خسروا حظوظهم، فللّه عزّ و جلّ فيه(1) تدبير، و قد أمرني بترك الاعتراض عليك، و إظهار ما أظهرته من العمل من تحت يدك، كما أمر يوسف بالعمل من تحت يد فرعون مصر.

قال: فما زال المأمون ضئيلا(2) في نفسه إلى أن قضى في علي بن موسى الرضا عليهما السّلام ما قضى(3).

(1083) 8 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن القاسم المفسّر رحمه اللّه، قال:

حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد، و علي بن محمد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا، عن أبيه عن جدّه عليهم السّلام، قال: قام رجل إلى الرضا عليه السّلام فقال له: يا ابن رسول اللّه! صف لنا ربّك؟ فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا.

فقال الرضا عليه السّلام: إنّه من يصف ربّه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس، مائلا عن المنهاج، ظاعنا(4) في الاعوجاج، ضالاّ عن السبيل، قائلا غير الجميل.

ص: 642


1- في البحار: فيهم، و كذا في مدينة المعاجز.
2- الضئيل: الصغير الدقيق الحقير و النحيف: أقرب الموارد: ج 1، ص 674، (ضؤل).
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 167، ح 1. عنه البحار: ج 49، ص 180، ح 16، بتفاوت آخر لم نذكره، و مدينة المعاجز: ج 7، ص 137، ح 2240، بتفاوت آخر لم نذكره، و إثبات الهداة: ج 3، ص 259، ح 35، قطعة منه. الثاقب في المناقب: ص 467، ح 394، قطعة منه، و ص 469، ح 395، قطعة منه، و بتفاوت. دلائل الإمامة: ص 376، ح 340، بتفاوت. قطعة منه في ف 4، ب 3 (نزول البركة بدعاء الرضا عليه السّلام).
4- ظعن: سار، (أظعنه) سيّره، أقرب الموارد: ج 2، ص 728، (ظعن).

أعرّفه بما عرّف به نفسه من غير رؤية، و أصفه بما وصف به نفسه من غير صورة.

لا يدرك بالحواسّ، و لا يقاس بالناس، معروف بغير تشبيه، و متدان في بعده لا بنظير، لا يمثّل بخليقته، و لا يجور(1) في قضيّته.

الخلق إلى ما علم منقادون، و على ما سطر في المكنون من كتابه ماضون، و لا يعملون خلاف ما علم منهم، و لا غيره يريدون.

فهو قريب غير ملتزق، و بعيد غير متقصّ (2) يحقّق و لا يمثّل، و يوحّد و لا يبعّض، يعرف بالايات، و يثبت بالعلامات، فلا إله غيره، الكبير المتعال.

ثمّ قال بعد كلام آخر تكلّم به: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه عليهم السّلام، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّه قال: ما عرف اللّه من شبّه بخلقه، و لا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده(3).

(1084) 9 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسّر رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي، بن محمد بن سيّار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام، عن أبيه، عن جدّه عليهما السّلام، قال: جاء رجل إلى الرضا عليه السّلام، فقال له: يا ابن رسول اللّه! أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ» ما تفسيره؟

فقال: لقد حدّثني أبي، عن جدّي، عن الباقر، عن زين العابدين، عن

ص: 643


1- في البحار: و لا يجوز.
2- قصى عن جوارنا قصا، إذا بعد، و استقصى فلان و تقصّى بمعنى، لسان العرب: ج 15، ص 184 (قصا).
3- التوحيد: ص 47، ح 9 و 10. عنه البحار: ج 3، ص 297، ح 23، بتفاوت.

أبيه عليهم السّلام: أنّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال: أخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ: «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ» ما تفسيره؟

فقال: الحمد للّه، هو أن عرّف عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل، لأنّها أكثر من أن تحصى، أو تعرف.

فقال لهم: قولوا: الحمد للّه على ما أنعم به علينا ربّ العالمين، و هم الجماعات من كلّ مخلوق من الجمادات، و الحيوانات.

و أمّا الحيوانات، فهو يقلّبها في قدرته، و يغذوها من رزقه، و يحوطها بكنفه، و يدبّر كلاّ منها بمصلحته.

و أمّا الجمادات، فهو يمسكها بقدرته، و يمسك المتّصل منها أن يتهافت، و يمسك المتهافت منها أن يتلاصق، و يمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه، و يمسك الأرض أن تنخسف إلاّ بأمره، إنّه بعباده لرؤف رحيم.

و قال عليه السّلام: ربّ العالمين، مالكهم، و خالقهم، و سائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون.

و من حيث لا يعلمون، فالرزق مقسوم، و هو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا، ليس تقوى متّق بزائده، و لا فجور فاجر بناقصه، و بينه و بينه ستر و هو طالبه، فلو أنّ أحدكم يفرّ من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت.

فقال اللّه جلّ جلاله: قولوا: الحمد للّه على ما أنعم به علينا، و ذكّرنا به من خير في كتب الأوّلين قبل أن نكون.

ففي هذا إيجاب على محمد و آل محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و على شيعتهم أن يشكروه بما فضّلهم، و ذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لمّا بعث اللّه عزّ و جلّ موسى بن عمران عليه السّلام، و اصطفاه نجيّا، و فلق له البحر، و نجا بنى إسرائيل، و أعطاه التوراة و الألواح، رأى مكانه من ربّه عزّ و جلّ.

ص: 644

فقال: يا ربّ! لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي.

فقال اللّه جلّ جلاله: يا موسى! أ ما علمت أنّ محمدا عندي أفضل من جميع ملائكتي، و جميع خلقي؟

قال موسى عليه السّلام: يا ربّ! فإن كان محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أكرم عندك من جميع خلقك، فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي؟

قال اللّه جلّ جلاله: يا موسى! أ ما علمت أنّ فضل آل محمد على جميع آل النبيّين، كفضل محمد على جميع المرسلين.

فقال موسى: يا ربّ! فإن كان آل محمد كذلك، فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمّتي؟ ظلّلت عليهم الغمام، و أنزلت عليهم المنّ و السلوى، و فلقت لهم البحر.

فقال اللّه جلّ جلاله: يا موسى! أ ما علمت أنّ فضل أمّة محمد على جميع الأمم كفضله على جميع خلقي.

فقال موسى عليه السّلام: يا ربّ! ليتني كنت أراهم.

فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: يا موسى! إنّك لن تراهم، و ليس هذا أوان ظهورهم، و لكن سوف تراهم في الجنّات، جنّات عدن، و الفردوس، بحضرة محمد في نعيمها يتقلّبون، و في خيراتها يتبحبحون(1)، أ فتحبّ أن أسمعك كلامهم؟

فقال: نعم! إلهي!

قال اللّه جلّ جلاله: قم بين يديّ، و اشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، ففعل ذلك موسى عليه السّلام.

ص: 645


1- تبحبح في المجد: أي أنّه في مجد واسع،... و تبحبح إذ تمكّن و توسّط المنزل و المقام. لسان العرب: ج 2، ص 407 (بحح).

فنادى ربّنا عزّ و جلّ: يا أمّة محمد! فأجابوه كلّهم، و هم في أصلاب آبائهم، و أرحام أمّهاتهم: لبّيك، اللّهمّ لبّيك، لبّيك، لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد و النعمة و الملك لك، لا شريك لك.

قال: فجعل اللّه عزّ و جلّ تلك الإجابة شعار الحاجّ.

ثمّ نادى ربّنا عزّ و جلّ: يا أمّة محمد! إنّ قضائي عليكم، إنّ رحمتي سبقت غضبي، و عفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني، و أعطيتكم من قبل أن تسألوني، من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمدا عبده و رسوله، صادق في أقواله، محقّ في أفعاله، و أنّ علي بن أبي طالب أخوه، و وصيّه من بعده، و وليّه، و يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد.

و أنّ أوليائه المصطفين الطاهرين المطهّرين المنبئين(1) بعجائب آيات اللّه، و دلائل حجج اللّه من بعدهما أوليائه، أدخلته جنّتي، و إن كانت ذنوبه مثل زبد البحر.

قال عليه السّلام: فلمّا بعث اللّه عزّ و جلّ نبيّنا محمدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: يا محمد! «وَ مٰا كُنْتَ بِجٰانِبِ اَلطُّورِ إِذْ نٰادَيْنٰا» (2) أمّتك بهذه الكرامة.

ثمّ قال عزّ و جلّ لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قل: الحمد للّه ربّ العالمين على ما اختصّني به من هذه الفضيلة، و قال لأمّته: قولوا أنتم: الحمد للّه ربّ العالمين على ما اختصّنا به من هذه الفضائل(3).

ص: 646


1- في البحار: المبانين، و في العلل: المبامين.
2- القصص: 46/28.
3- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 1، ص 282، ح 30. عنه تفسير البرهان: ج 1، ص 49، ح 18. بشارة المصطفى: ص 212، س 15. التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 30، ح 11، مرسلا، قال الإمام: جاء رجل إلى الرضا عليه السّلام.... عنه و عن العيون، البحار: ج 26، ص 274، ح 17. علل الشرائع: ب 157، ص 416، ح 3، مسندا نحو ما في تفسير الإمام عليه السّلام. عنه و عن العيون، البحار: ج 13، ص 340، ح 18، قطعة منه، و ج 89، ص 224، ح 2، أورده بتمامه، و ج 96، ص 185، ح 16، قطعة منه.

10 - الشيخ المفيد رحمه اللّه:... فقال أبو جعفر عليه السّلام: إنّما سئل أبي عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها؟

فقال أبي: تقطع يمينه للنبش، و يضرب حدّ الزنا، فإنّ حرمة الميتة كحرمة الحيّة...(1).

(1085) 11 - أبو جعفر الطبري رحمه اللّه:... محمد بن المحمودي، عن أبيه، قال:...

فقال له عبد اللّه بن موسى: رأيت أخي الرضا عليه السّلام و قد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: إنّما سئل الرضا عليه السّلام عن نبّاش نبش قبر امرأة، ففجر بها، و أخذ ثيابها.

فأمر بقطعه للسرقة، و جلده للزنا، و نفيه للمثلة...(2).

(1086) 12 - الحلّي رحمه اللّه: أحمد بن أبي نصر، عن أبي جعفر، عن أبي الحسن عليهما السّلام، قال: لا لوم على من أحبّ قومه، و إن كانوا كفّارا...(3).

ص: 647


1- الاختصاص: ص 102، س 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4 (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 149.
2- دلائل الإمامة: ص 388، ح 343. تقدّم الحديث بتمامه في ف 1، ب 4 (أحوال عمّه عليه السّلام عبد اللّه بن موسى)، رقم 147.
3- مستطرفات السرائر: ص 58، ح 25. تقدّم الحديث بتمامه في ف 6، ب 1 (سورة المجادلة: 22/58)، رقم 756.
ط - ما رواه عن جدّه عليهما السّلام

(1087) الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقّاق رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدّثنا أبو تراب محمد بن عبد اللّه بن موسى الروياني(1)، قال: حدّثنا عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن الإمام محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام، قال: دعا سلمان، أبا ذرّ، رحمة اللّه عليهما، إلى منزله، فقدّم إليه رغيفين. فأخذ أبو ذرّ الرغيفين فقلّبهما، فقال سلمان: يا أبا ذر! لأيّ شيء تقلّب هذين الرغيفين؟

[قال: خفت أن لا يكونا نضيجين]. فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا، ثمّ قال: ما أجرأك حيث تقلّب هذين الرغيفين؟! فو اللّه! لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش، و عملت فيه الملائكة حتّى ألقوه إلى الريح، و عملت فيه الريح حتّى ألقته إلى السحاب، و عمل فيه السحاب حتّى أمطره إلى الأرض، و عمل فيه الرعد و البرق و الملائكة حتّى وضعوه مواضعه، و عملت فيه الأرض و الخشب و الحديد و البهائم و النّار و الحطب و الملح و ما لا أحصيه أكثر، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر؟!

فقال أبو ذرّ: إلى اللّه أتوب، و أستغفر إليه ممّا أحدثت، و إليك أعتذر ممّا كرهت.

قال: و دعا سلمان أبا ذرّ ذات يوم إلى ضيافة، فقدّم إليه من جرابه كسرة

ص: 648


1- في أمالي الصدوق: عبيد اللّه بن موسى الروياني.

يابسة، و بلّها من ركوته.

فقال أبو ذرّ: ما أطيب هذا الخبز لو كان معه ملح، فقام سلمان و خرج و رهن ركوته بملح، و حمله إليه، فجعل أبو ذرّ يأكل ذلك الخبز و يذر عليه ذلك الملح، و يقول: الحمد للّه الذي رزقنا هذه القناعة(1).

فقال سلمان: لو كانت قناعة، لم تكن ركوتي مرهونة(2).

ى - ما رواه عن آبائه عليهم السّلام

1 - الشيخ الطوسي رحمه اللّه:... عن أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السّلام إنّه قال:... حدّثني أبي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سئل، فقيل له: يا رسول اللّه! إنّا نكون بأرض فتصيبنا المخمصة، فمتى تحلّ لنا الميتة؟

قال: ما لم تصطبحوا، أو تغتبقوا، أو تحتفوا بقلا، فشأنكم بهذا...(3).

ك - ما رواه عن بعض الصادقين عليهم السّلام

1 - الحلواني رحمه اللّه: و قال [أبو جعفر الجواد عليه السّلام]:...

إنّ رجلا قال في مجلس بعض الصادقين: إنّ الناس يكرمون الغنىّ، و إن

ص: 649


1- في المصدر: هذا القناعة، و هو غير صحيح كما دلّ عليه ما في البحار.
2- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 52، ح 203. عنه البحار: ج 68، ص 45، ح 51، و مستدرك الوسائل: ج 16، ص 294، ح 19934، قطعة منه. أمالي الصدوق: ص 359، ح 6، قطعة منه. عنه و عن العيون، البحار: ج 22، ص 320، ح 8.
3- التهذيب: ج 9، ص 83، ح 354. تقدّم الحديث بتمامه في ف 5، ب 19 (ما يحلّ و يحرم من الذبائح)، رقم 730.

كانوا لا ينتفعون بغناه!

فقال: ذلك لأنّ معشوقهم عنده(1).

الباب الخامس ما رواه عليه السّلام عن غيرهم

(1088) 1 - الشيخ حسن الحلّي رحمه اللّه: الشيخ الفقيه علي بن مظاهر الواسطي، عن محمد بن علاء الهمداني الواسطي، و يحيى بن جريح البغدادي، قال:

تنازعنا في أمر ابن الخطاب، فاشتبه علينا أمره، فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمّي صاحب العسكري عليه السّلام بمدينة قم، و قرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبيّة عراقيّة، فسألناها عنه؟

فقالت: هو مشغول بعياله، فإنّه يوم عيد.

فقلنا: سبحان اللّه! الأعياد عند الشيعة أربعة: الأضحى، و الفطر، و يوم الغدير، و يوم الجمعة.

قالت: فإنّ أحمد يروي عن سيّده أبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السّلام: أنّ هذا اليوم يوم عيد، و هو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم السّلام و عند مواليهم.

قلنا: فاستأذني لنا بالدخول عليه، و عرّفيه بمكاننا، فدخلت عليه و أخبرته بمكاننا، فخرج علينا و هو متّزر بمئزر له، محتضن لكسائه يمسح وجهه، فأنكرنا ذلك عليه.

فقال: لا عليكما، فإنّي كنت اغتسلت للعبد.

ص: 650


1- نزهة الناظر: ص 135، ح 4. تقدّم الحديث بتمامه في ف 7، ب 1 (موعظته عليه السّلام في أنّ الغنى توجب الكرامة)، رقم 836.

قلنا: أو هذا يوم عيد؟! و كان يوم التاسع من شهر ربيع الأول.

قال: نعم! ثمّ أدخلنا داره، و أجلسنا على سرير له.

و قال: إنّي قصدت مولانا أبا الحسن العسكري عليه السّلام مع جماعة من إخوتي بسرّمن رأى كما قصدتمانى، فاستأذنّا بالدخول عليه في هذا اليوم، و هو يوم التاسع من شهر ربيع الأوّل.

و سيّدنا عليه السّلام قد أوعز إلى كلّ واحد من خدمه عن يلبس ما له من الثياب الجدد، و كان بين يديه مجمرة و هو يحرق العود بنفسه.

قلنا: بآبائنا أنت و أمّهاتنا يا ابن رسول اللّه! هل تجدّد لأهل البيت فرح؟!

فقال: و أيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم؟!

و لقد حدّثني أبي عليه السّلام أنّ حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم - و هو التاسع من شهر ربيع الأوّل - على جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: فرأيت سيّدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن و الحسين عليهم السّلام يأكلون مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و رسول اللّه يتبسّم في وجوههم عليهم السّلام.

و يقول لولديه الحسن و الحسين عليهما السّلام: كلا هنيئا لكما ببركة هذا اليوم، الذي يقبض اللّه فيه عدوّه و عدوّ جدّكما، و يستجيب فيه دعاء أمّكما.

كلا! فإنّه اليوم الذي فيه يقبل اللّه تعالى أعمال شيعتكما و محبّيكما.

كلا! فإنّه اليوم الذي يصدّق فيه قول اللّه: «فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خٰاوِيَةً بِمٰا ظَلَمُوا» (1).

كلا! فإنّه اليوم الذي تكسر فيه شوكة مبغض جدّكما.

كلا! فإنّه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي و ظالمهم و غاصب حقّهم.

ص: 651


1- النمل: 52/27.

كلا! فإنّه اليوم الذي يعمد اللّه فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا.

قال حذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! و في أمّتك و أصحابك من ينتهك هذه الحرمة؟

فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا حذيفة! جبت من المنافقين يترأّس عليهم، و يستعمل في أمّتي الرياء، و يدعوهم إلى نفسه، و يحمل على عاتقه درّة الخزي، و يصدّ الناس عن سبيل اللّه، و يحرّف كتابه، و يغيّر سنّتي، و يشتمل على إرث ولدي، و ينصّب نفسه علما، و يتطاول على من بعدي، و يستحلّ أموال اللّه من غير حلّه، و ينفقها في غير طاعته، و يكذّب أخي و وزيري، و ينحّي ابنتي عن حقّها، فتدعو اللّه عليه، و يستجيب دعاؤها في مثل هذا اليوم.

قال الحذيفة: فقلت: يا رسول اللّه! فلم لا تدعو ربّك عليه ليهلكه في حياتك؟!

فقال: يا حذيفة! لا أحبّ أن أجترئ على قضاء اللّه تعالى، لما قد سبق في علمه، لكنّي سألت اللّه أن يجعل اليوم الذي يقبض فيه له فضيلة على سائر الأيّام ليكون ذلك سنّة يستنّ بها أحبّائي و شيعة أهل بيتي و محبّوهم، فأوحى إليّ جلّ ذكره، أن يا محمد! كان في سابق علمي، أن تمسّك و أهل بيتك محن الدنيا و بلاؤها، و ظلم المنافقين و الغاصبين من عبادي من نصحتهم و خانوك، و محضتهم و غشوك، و صافيتهم و كاشحوك، و صدّقتهم و كذّبوك، و أنجيتهم و أسلموك.

فأنا أليت بحولي و قوّتي و سلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك عليّا حقّه ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق، و لأصلينّه و أصحابه قعرا يشرف عليه إبليس فيلعنه، و لأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامة لفراعنه الأنبياء

ص: 652

و أعداء الدين في المحشر، و لأحشرنّهم و أوليائهم و جميع الظلمة و المنافقين إلى نار جهنّم زرقا كالحين أذلّة خزايا نادمين، و لأخلدنّهم فيها أبد الآبدين.

يا محمد! لن يرافقك وصيّك في منزلتك إلاّ بما يمسّه من البلوى من فرعونه و غاصبه الذي يجتري عليّ، و يبدّل كلامي، و يشرك بي و يصدّ الناس عن سبيلي، و ينصب من نفسه عجلا لأمّتك، و يكفر بي في عرشي

إنّي قد أمرت سبع سماواتي لشيعتكم و محبّيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه فيه إليّ، و أمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي حذاء البيت المعمور، و يثنوا عليّ، و يستغفروا لشيعتكم و محبّيكم من ولد آدم، و أمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيّام من ذلك اليوم، و لا يكتبون شيئا من خطاياهم كرامة لك و لوصيّك.

يا محمد! إنّي قد جعلت ذلك اليوم عيدا لك و لأهل بيتك، و لمن تبعهم من شيعتهم، و آليت على نفسي بعزّتي و جلالي و علويّ في مكاني لأحبونّ من يعيّد في ذلك اليوم محتسبا ثواب الخافقين، و لأشفعنّه في أقربائه، و ذوي رحمه، و لأزيدنّ في ماله إن وسّع على نفسه و عياله فيه، و لأعتقنّ من النار في كلّ حول في مثل ذلك اليوم ألفا من مواليكم و شيعتكم، و لأجعلنّ سعيهم مشكورا، و ذنبهم مغفورا، و أعمالهم مقبولة.

قال حذيفة: ثمّ قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى أمّ سلمة، فدخل. و رجعت عنه، و أنا غير شاكّ في أمر الشيخ، حتّى ترأّس بعد وفاة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أعاد الكفر، و ارتدّ عن الدين، شمّر للملك، و حرّف القرآن، و أحرق بيت الوحي، و أبدع السنن، و غيّر الملّة، و بدّل السنّة، و ردّ شهادة أمير المؤمنين عليه السّلام، و كذّب فاطمة عليها السّلام، و اغتصب فدكا، و أرضى المجوس و اليهود و النصارى، و أسخط

ص: 653

قرّة عين المصطفى و لم يرضهم، و غيّر السنن كلّها، و دبّر على قتل أمير المؤمنين عليه السّلام، و أظهر الجور، و حرّم ما أحلّ اللّه، و أحلّ ما حرّم اللّه، و ألقى إلى الناس أن يتّخذوا من جلود الإبل دنانير، و لطم حرّ وجه الزكيّة، و صعد منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم غصبا و ظلما، و افترى على أمير المؤمنين عليه السّلام و عانده و سفه رأيه.

قال حذيفة: فاستجاب اللّه دعاء مولاتي عليها السّلام على ذلك المنافق، و أجرى قتله على يد قاتله رحمه اللّه، فدخلت على أمير المؤمنين عليه السّلام لأهنّئه بقتله و رجوعه إلى دار الانتقام.

فقال لي: يا حذيفة! أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على سيّدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أنا و سبطاه نأكل معه، فدلّك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه؟

قلت: بلى يا أخا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فقال: هو و اللّه هذا اليوم الذي أقرّ اللّه به عين آل الرسول، و إنّي لأعرف لهذا اليوم اثنين و سبعين اسما.

قال حذيفة: قلت: يا أمير المؤمنين! أحبّ أن تسمعني أسماء هذا اليوم؟

فقال عليه السّلام: هذا يوم الاستراحة، و يوم تنفيس الكربة، و يوم العيد الثاني(1)، و يوم حطّ الأوزار، و يوم الخيرة، و يوم رفع القلم، و يوم الهدو، و يوم العافية، و يوم البركة، و يوم الثارات، و يوم عيد اللّه الأكبر، و يوم اجابة الدعاء، و يوم الموقف الأعظم، و يوم التوافي، و يوم الشرط، و يوم نزع السواد، و يوم ندامة الظالم، و يوم انكسار الشوكة، و يوم نفي الهموم، و يوم القنوع، و يوم عرض

ص: 654


1- في البحار: يوم الغدير الثاني.

القدرة، و يوم التصفّح، و يوم فرح الشيعة، و يوم التوبة، و يوم الإنابة، و يوم الزكاة العظمى، و يوم الفطر الثاني، و يوم سيل الشعاب(1)، و يوم تجرّع الريق، و يوم الرضا، و يوم عيد أهل البيت، و يوم ظفر بني اسرائيل، و يوم قبول الأعمال(2)، و يوم تقديم الصدقة، و يوم الزيارة، و يوم قتل النفاق، و يوم الوقت المعلوم، و يوم سرور أهل البيت، و يوم الشهود، و يوم القهر للعدوّ، و يوم هدم الضلالة، و يوم التنبيه، و يوم التصريد، و يوم الشهادة، و يوم التجاوز عن المؤمنين، و يوم الزهرة، و يوم التعريف، و يوم الاستطابة، و يوم الذهاب، و يوم التشديد، و يوم ابتهاج المؤمن، و يوم المباهلة، و يوم المفاخرة، و يوم قبول الأعمال، و يوم التبجيل، و يوم إذاعة السرّ، و يوم النصرة، و يوم زيادة الفتح، و يوم تودّد، و يوم المفاكهة، و يوم الوصول، و يوم التزكية، و يوم كشف البدع، و يوم الزهد، و يوم الورع، و يوم الموعظة، و يوم العبادة، و يوم الاستسلام، و يوم السلم، و يوم النحر، و يوم البقر.

قال حذيفة: فقمت من عنده، و قلت في نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير و ما أرجو به الثواب إلاّ فضل هذا اليوم لكان مناي.

قال محمد بن العلاء الهمداني، و يحيى بن جريح: فقام كلّ واحد منّا و قبّل رأس أحمد بن إسحاق بن سعيد القمّي، و قلنا: الحمد للّه الذي قيّضك لنا حتّى شرّفتنا بفضل هذا اليوم.

ثمّ رجعنا عنه، و تعيّدنا في ذلك(3).

ص: 655


1- في البحار: يوم سيل النغاب.
2- في البحار: و يوم يقبل اللّه أعمال الشيعة.
3- المحتضر: ص 44، س 16. عنه البحار: ج 31، ص 120، س 5، و ج 95، ص 351، ح 1، نقلا عن كتاب زوائد الفوائد للسيّد بن طاوس رحمهما اللّه.

(1089) 2 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: حدّثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدّثنا علي بن محمد بن عيينة، قال: حدّثنا دارم بن قبيصة النهشلي، قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا و محمد بن علي عليهم السّلام، قالا: سمعنا المأمون يحدّث، عن الرشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال ابن عبّاس لمعاوية: أ تدري لم سمّيت فاطمة عليها السّلام، فاطمة؟

قال: لا!

قال: لأنّها فطمت هي و شيعتها من النار، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، يقوله(1).

(1090) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن الجارود، عن موسى بن بكر بن داب(2)، عمّن حدّثه، عن أبي جعفر عليه السّلام: أنّ زيد بن علي بن الحسين عليه السّلام دخل على أبي جعفر محمد بن علي، و معه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها إلى أنفسهم، و يخبرونه باجتماعهم، و يأمرونه بالخروج.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: هذه الكتب ابتداء منهم، أو جواب ما كتبت به إليهم، و دعوتهم إليه؟

ص: 656


1- عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 72، ح 336. عنه البحار: ج 43، ص 12، ح 3.
2- هو من الطبقة السابعة، راجع الموسوعة الرجاليّة: ج 4، ص 370، س 10.

فقال: بل ابتداء من القوم لمعرفتهم بحقّنا، و بقرابتنا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لما يجدون في كتاب اللّه عزّ و جلّ من وجوب مودّتنا، و فرض طاعتنا، و لما نحن فيه من الضيق و الضنك و البلاء.

فقال له أبو جعفر عليه السّلام: إنّ الطاعة مفروضة من اللّه عزّ و جلّ، و سنّة أمضاها في الأوّلين، و كذلك يجريها في الآخرين، و الطاعة لواحد منّا، و المودّة للجميع، و أمر اللّه يجري لأوليائه بحكم موصول، و قضاء مفصول، و حتم مقضي، و قدر مقدور، و أجل مسمّى، لوقت معلوم، ف «لاٰ يَسْتَخِفَّنَّكَ اَلَّذِينَ لاٰ يُوقِنُونَ» (1)، «إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اَللّٰهِ شَيْئاً» (2)، فلا تعجل، فإنّ اللّه لا يعجل لعجلة العباد.

و لا تسبقنّ اللّه فتعجزك البليّة، فتصرعك.

قال: فغضب زيد عند ذلك، ثمّ قال: ليس الإمام منّا من جلس في بيته، و أرخى ستره، و ثبّط عن الجهاد، و لكنّ الإمام منّا من منع حوزته، و جاهد في سبيل اللّه حقّ جهاده، و دفع عن رعيّته، و ذبّ عن حريمه.

قال أبو جعفر عليه السّلام: هل تعرف يا أخي، من نفسك شيئا ممّا نسبتها إليه، فتجيء عليه بشاهد من كتاب اللّه، أو حجّة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أو تضرب به مثلا، فإنّ اللّه عزّ و جلّ، أحلّ حلالا، و حرّم حراما، و فرض فرائض، و ضرب أمثالا، و سنّ سننا، و لم يجعل الإمام القائم بأمره شبهة(3) فيما فرض له من الطاعة أن يسبقه بأمر قبل محلّه، أو يجاهد فيه قبل حلوله.

و قد قال اللّه عزّ و جلّ في الصيد: «لاٰ تَقْتُلُوا اَلصَّيْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ» (4) أ فقتل

ص: 657


1- الروم: 60/30.
2- الجاثية: 19/45.
3- في البحار: في شبهة.
4- المائدة: 95/5.

الصيد أعظم، أم قتل النفس التي حرّم اللّه.

و جعل لكلّ شيء محلاّ، و قال اللّه عزّ و جلّ: «وَ إِذٰا حَلَلْتُمْ فَاصْطٰادُوا» (1)و قال عزّ و جلّ: «لاٰ تُحِلُّوا شَعٰائِرَ اَللّٰهِ وَ لاَ اَلشَّهْرَ اَلْحَرٰامَ» (2).

فجعل الشهور عدّة معلومة، فجعل منها أربعة حرما و قال: «فَسِيحُوا فِي اَلْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ اِعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اَللّٰهِ» (3) ثمّ قال تبارك و تعالى: «فَإِذَا اِنْسَلَخَ اَلْأَشْهُرُ اَلْحُرُمُ فَاقْتُلُوا اَلْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ» (4).

فجعل لذلك محلاّ، و قال: «وَ لاٰ تَعْزِمُوا عُقْدَةَ اَلنِّكٰاحِ حَتّٰى يَبْلُغَ اَلْكِتٰابُ أَجَلَهُ» (5)، فجعل لكلّ شيء أجلا، و لكلّ أجل كتابا.

فإن كنت على بيّنة من ربّك، و يقين من أمرك، و تبيان من شأنك، فشأنك، و إلاّ فلا ترومنّ أمرا أنت منه في شكّ و شبهة، و لا تتعاط زوال ملك لم تنقض أكله(6)، و لم ينقطع مداه، و لم يبلغ الكتاب أجله فلو قد بلغ مداه، و انقطع أكله، و بلغ الكتاب أجله، لانقطع الفصل، و تتابع النظام، و لأعقب اللّه في التّابع و المتبوع الذلّ و الصغار.

أعوذ باللّه من إمام ضلّ عن وقته، فكان التابع فيه أعلم من المتبوع، أ تريد يا أخي، أن تحيي ملّة قوم قد كفروا بآيات اللّه، و عصوا رسوله، و اتّبعوا

ص: 658


1- المائدة: 2/5.
2- المائدة: 2/5.
3- التوبة: 2/9.
4- التوبة: 5/9.
5- البقرة: 235/2.
6- الاكل بالضم و الضمتين: الرزق لأنّه يؤكل... و يقال: الأكل: ثمر النخل و الشجر. مجمع البحرين: ج 5، ص 307 (اكل).

أهواءهم بغير هدى من اللّه، و ادّعوا الخلافة بلا برهان من اللّه، و لا عهد من رسوله؟! أعيذك باللّه يا أخي أن تكون غدا المصلوب بالكناسة.

ثمّ ارفضّت عيناه، و سالت دموعه، ثمّ قال: اللّه بيننا و بين من هتك سترنا، و جحدنا حقّنا، و أفشى سرّنا، و نسبنا إلى غير جدّنا، و قال فينا ما لم نقله في أنفسنا(1).

ص: 659


1- الكافي: ج 1، ص 356، ح 16. عنه البحار: ج 46، ص 203، ح 79، بتفاوت، و الوافي: ج 2، ص 148، ح 618، بتفاوت.

ص: 660

خاتمة في الأحاديث المشتبهة و هي تشتمل على اثني عشر حديثا:

توجد في مصادرنا الروائيّة أحاديث منسوبة إلى أبي جعفر محمد الجواد عليه السّلام، و القرائن تحكم بخلافه، كما في رواية أبي جميلة، ميسّر، غالب الهمداني و نحوهم حيث لم يدركوا أبا جعفر الجواد عليه السّلام و إنّما اشتبه الأمر على بعض الأعلام فجعلوها منه و نحن أوردنا هذه الأحاديث في خاتمة الموسوعة تحت عنوان «الأحاديث المشتبهة».

(1091) 1 - محمد يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمّه حمزة بن بزيع، و الحسين ابن محمد الأشعري، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه، عن يزيد بن عبد اللّه، عمّن حدّثه قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى سعد الخير:

بسم اللّه الرحمن الرحيم أمّا بعد: فإنّي أوصيك بتقوى اللّه، فإنّ فيها السلامة من التلف، و الغنيمة في المنقلب.

ص: 661

إن اللّه عزّ و جلّ يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله و يجلي بالتقوى عنه عماه و جهله.

و بالتقوى نجا نوح و من معه في السفينة، و صالح و من معه من الصاعقة.

و بالتقوى فاز الصابرون و نجت تلك العصب من المهالك، و لهم أخوان على تلك الطريقة يلتمسون تلك الفضيلة، نبذوا طغيانهم من الإيراد بالشهوات لما بلغهم في الكتاب من المثلات، حمدوا ربّهم على ما رزقهم و هو أهل الحمد، و ذمّوا أنفسهم على ما فرطوا و هو أهل الذمّ.

و علموا أنّ اللّه تبارك و تعالى الحليم العليم إنّما غضبه على من لم يقبل منه رضاه و إنّما يمنع من لم يقبل منه عطاه و إنّما يضلّ من لم يقبل منه هداه.

ثمّ أمكن أهل السيّئات من التوبة بتبديل الحسنات.

دعا عباده في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع لم ينقطع، و لم يمنع دعاء عباده.

فلعن اللّه الذين يكتمون ما أنزل اللّه.

و كتب على نفسه الرحمة، فسبقت قبل الغضب، فتمّت صدقا و عدلا، فليس يبتدئ العباد بالغضب قبل أن يغضبوه.

و ذلك من علم اليقين، و علم التقوى، و كلّ أمّة قد رفع اللّه عنهم علم الكتاب حين نبذوه، و ولاّهم عدوّهم حين تولّوه.

و كان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه و حذفوا حدوده، فهم يروونه و لا يرعونه، و الجهّال يعجبهم حفظهم للرواية، و العلماء يحزنهم تركهم للرعاية.

و كان من نبذهم الكتاب أن ولّوه الذين لا يعلمون، فأوردوهم الهوى، و أصدروهم إلى الردى، و غيّروا عرى الدين، ثمّ ورثوه في السفه و الصباء.

فالأمّة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر اللّه تبارك و تعالى، و عليه يردون،

ص: 662

فبئس للظالمين بدلا.

ولاية الناس بعد ولاية اللّه، و ثواب الناس بعد ثواب اللّه، و رضي الناس بعد رضى اللّه، فأصبحت الأمّة كذلك، و فيهم المجتهدون في العبادة على تلك الضلالة معجبون مفتونون، فعبادتهم فتنة لهم و لمن اقتدى بهم.

و قد كان في الرسل ذكرى للعابدين، إنّ نبيّا من الأنبياء كان يستكمل الطاعة، ثمّ يعصى اللّه تبارك و تعالى في الباب الواحد، فخرج به من الجنّة، و ينبذ به في بطن الحوت، ثمّ لا ينجيه إلاّ الاعتراف و التوبة.

فأعرف أشباه الأحبار و الرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب و تحريفه، فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين.

ثمّ أعرف أشباههم من هذه الأمّة الذين أقاموا حروف الكتاب و حرّفوا حدوده، فهم مع السادة و الكبرة، فإذا تفرّقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دنيا، و ذلك مبلغهم من العلم، لا يزالون كذلك في طبع و طمع.

لا يزال يسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير، يصبر منهم العلماء على الأذى و التعنيف.

و يعيبون على العلماء بالتكليف، و العلماء في أنفسهم خانة إن كتموا النصيحة إن رأوا تائها ضالاّ لا يهدونه أو ميّتا لا يحيونه.

فبئس ما يصنعون، لأنّ اللّه تبارك و تعالى أخذ عليهم الميثاق في الكتاب أن يأمروا بالمعروف، و بما أمروا به، و أن ينهوا عمّا نهوا عنه، و أن يتعاونوا على البرّ و التقوى، و لا يتعاونوا على الإثم و العدوان.

فالعلماء من الجهّال في جهد و جهاد، إن وعظت، قالوا: طغت، و إن علموا الحقّ الذي تركوا؛ قالوا: خالفت.

و إن اعتزلوهم؛ قالوا: فارقت، و إن قالوا: هاتوا برهانكم على ما تحدّثون،

ص: 663

قالوا: نافقت، و إن اطاعوهم، قالوا: عصيت اللّه عزّ و جلّ.

فهلك جهّال فيما لا يعلمون، أمّيّون فيما يتلون يصدقون بالكتاب عند التعريف، و يكذبون به عند التحريف، فلا ينكرون.

أولئك أشباه الأحبار و الرهبان، قادة في الهوى، سادة في الردى.

و آخرون منهم جلوس بين الضلالة و الهدى، لا يعرفون إحدى الطائفتين من الأخرى، يقولون ما كان الناس يعرفون هذا و لا يدرون ما هو، و صدقوا تركهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على البيضاء ليلها من نهارها، لم يظهر فيهم بدعة و لم يبدّل فيهم سنّة، لا خلاف عندهم، و لا اختلاف.

فلمّا غشي الناس ظلمة، خطاياهم صاروا إمامين: داع إلى اللّه تبارك و تعالى، وداع إلى النار.

فعند ذلك نطق الشيطان، فعلا صوته على لسان أوليائه و كثر خيله و رجله، و شارك في المال و الولد من أشركه، فعمل بالبدعة، و ترك الكتاب السنّة.

و نطق أولياء اللّه بالحجّة، و أخذوا بالكتاب و الحكمة.

فتفرّق من ذلك اليوم أهل الحقّ و أهل الباطل، و تخاذل و تهادن أهل الهدى، و تعاون أهل الضلالة حتّى كانت الجماعة مع فلان و أشباهه، فاعرف هذا الصنف و صنف آخر فأبصرهم رأي العين نجباء، و ألزمهم حتّى ترد أهلك.

فإنّ الخاسرين الذين خسروا أنفسهم و أهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين.

إلى هاهنا رواية الحسين، و في رواية محمد بن يحيى زيادة:

لهم علم بالطريق، فإن كان دونهم بلاء فلا تنظر إليهم، فإن كان دونهم عسف من أهل العسف و خسف و دونهم بلايا تنقضي، ثمّ تصير إلى رخاء.

ثمّ اعلم، أنّ إخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض، و لو لا أن تذهب بك الظنون

ص: 664

عنّي لجليت لك عن أشياء من الحقّ غطّيتها، و لنشرت لك أشياء من الحقّ كتمتها و لكنّي أتّقيك و أستبقيك، و ليس الحليم الذي لا يتّقي أحدا في مكان التقوى.

و الحلم لباس العالم، فلا تعرين منه، و السلام(1).

(1092) 2 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عمّه حمزة بن بزيع، قال: كتب أبو جعفر عليه السّلام إلى سعد الخير(2):

بسم اللّه الرحمن الرحيم أمّا بعد، فقد جاءني كتابك تذكر في معرفة ما لا ينبغي تركه، و طاعة من رضى اللّه رضاه، فقبلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته تعجب.

إنّ رضى اللّه و طاعته و نصيحته لا تقبل و لا توجد و لا تعرف إلاّ في عباد غرباء، أخلاّء من الناس قد اتّخذهم الناس سخريّا يرمونهم به من المنكرات.

ص: 665


1- الكافي: ج 8، ص 45، ح 16. عنه البحار: ج 75، ص 358، ح 2، نور الثقلين: ج 1، ص 106، ح 293، قطعة منه، و ص 705، قطعة منه، و إثبات الهداة: ج 1، ص 96، ح 88، قطعة منه. أورد العلاّمة المجلسي هذا الحديث و ما بعده في قسم مواعظ الجواد عليه السّلام و كذا المتتبع النمازي استظهر بأنّ المراد من (أبي جعفر) هو الجواد عليه السّلام، مستدركات علم الرجال: ج 4، ص 39. و إن تردّد السيّد الخوئي بين كون المراد منه الجواد أو الباقر عليهما السّلام، معجم رجال الحديث: ج 8، ص 96، و صرّح المحقق التستري بأنّ المراد منه الباقر عليه السّلام، قاموس الرجال: ج 5، ص 35.
2- تقدّمت ترجمته في الحديث السابق، فراجع.

و كان يقال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتّى يكون أبغض إلى الناس من جيفة الحمار.

و لو لا أن يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب اللّه - و أعيذك باللّه و إيّانا من ذلك - لقربت على بعد منزلتك.

و اعلم رحمك اللّه، أنّه لا تنال(1) محبّة اللّه إلاّ ببغض كثير من الناس و لا ولايته إلاّ بمعاداتهم و فوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من اللّه لقوم يعلمون.

يا أخي! إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل في كلّ من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضلّ إلى الهدى، و يصبرون معهم على الأذى، يجيبون داعي اللّه، و يدعون إلى اللّه.

فأبصرهم، رحمك اللّه، فإنّهم في منزلة رفيعة، و إن أصابتهم في الدنيا و ضيعة، أنّهم يحيون بكتاب اللّه الموتى، و يبصرون بنور اللّه من العمى.

كم من قتيل لابليس قد أحيوه، و كم من تائه ضالّ قد هدوه، يبذلون دماءهم دون هلكة العباد، و ما أحسن أثرهم على العباد و أقبح آثار العباد عليهم(2).

(1093) 3 - محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن إبراهيم بن أبي البلاد(3)، قال: دخلت على

ص: 666


1- في البحار: إنّا لا ننال....
2- الكافي: ج 8، ص 48، ح 17. عنه البحار: ج 75، ص 362، ح 3.
3- الظاهر، أنّه وقع التصحيفان في السند: الأوّل سقوط «عن أبيه»، و الثاني زيادة «ابن الرضا» كما في الخبر الذي قبله حيث روى إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السّلام. و المراد من أبي جعفر هو الباقر عليه السّلام. لكثرة رواياته عن أبيه و اتّحاد الخبرين مع تفاوت يسير، و أنّ أبا إسماعيل الذي خاطبه الإمام عليه السّلام في الحديث، هو كنية لأبي البلاد؛ لا لإبراهيم كما صرّح به الشيخ في رجاله: ص 342 رقم 5، و البرقي: ص 18، و غيرهما. و أنّ الذي يشرب النبيذ الحلال هو أبو جعفر الباقر عليه السّلام كما يظهر من سائر أحاديث الباب. قال السيّد الأبطحي بعد ذكر هذا السند: و فيه نظر؛ أوّلا:... و ثانيا: باحتمال تصحيف في الحديث و إن لم أقف على تنبيه في كلام الأصحاب. و ذلك: لأنّه روى قبله، الكافي: ج 6، ص 416، ح 4، في الصحيح عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن غير واحد حضر معه قال: كنت عند أبي جعفر عليه السّلام.... و الظاهر اتّحاد الواقعة كما تقف عليه بالتأمّل، و اللّه العالم. و حينئذ فالمراد بأبي جعفر عليه السّلام في حديث الكافي هو الباقر عليه السّلام... و بعد اتّحاد الحديثين متنا مع اختلاف يسير، يظهر زيادة (ابن الرضا) في النسخ و الكتب و قد تقدّم في أبي البلاد عن البرقي: ص 14، و غيره تكنيته بأبي إسماعيل أيضا، على أنّ الظاهر كما يساعده الاعتبار أيضا من موثّقة حنّان، في صدر الباب، الكافي: ج 1، ص 415، ح 1، أنّ الذي كان يشرب النبيذ الحلال هو أبو جعفر الباقر عليه السّلام. راجع تهذيب المقال: ج 1، ص 323 رقم: 31.

أبي جعفر ابن الرضا عليهما السّلام فقلت له: إنّي أريد ألصق بطني ببطنك.

فقال: هاهنا يا أبا إسماعيل! فكشف عن بطنه، و حسرت عن بطني، و ألزقت(1) بطني ببطنه، ثمّ أجلسني، و دعا بطبق فيه زبيب، فأكلت، ثمّ أخذ في الحديث، فشكا إليّ معدته، و عطشت فاستقيت(2)؟

فقال عليه السّلام: يا جارية! اسقيه من نبيذي.

فجاءتني بنبيذ مريس(3) في قدح من صفر، فشربت أحلى من العسل.

فقلت له: هذا الذي أفسد معدتك!

قال: فقال لي: هذا تمر من صدقة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يؤخذ غدوة، فيصبّ عليه

ص: 667


1- في الوسائل: و الصقت.
2- في الوسائل: فاستسقيت.
3- مريس: مرست التمر و غيره في الماء... دلكته بالماء حتّى تتحلّل أجزاؤه، مجمع البحرين: ج 4، ص 106 (مريس).

الماء، فتمرسه الجارية، فأشربه على أثر طعامي و سائر نهاري، فإذا كان الليل أخذته الجارية، فسقته أهل الدار.

فقلت له: إنّ أهل الكوفة لا يرضون بهذا!

فقال: و ما نبيذهم؟

قلت: يؤخذ التمر فينقّى، و يلقى عليه القعوة.

قال: و ما القعوة؟

قلت: الداذي(1).(2).

قال: و ما الداذي؟

قلت: حبّ يؤتى به من البصرة، فيلقى في هذا النبيذ حتّى يغلي و يسكن، ثمّ يشرب.

فقال: ذاك حرام(3).

(1094) 4 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد اللّه بن مسكان، عن ميسّر، عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام(4)، قال: رحم اللّه عبدا أحيا ذكرنا.

ص: 668


1- في الوسائل: الدادي.
2- الداذي: نبت، و قيل: هو شيء له عنقود مستطيل و حبّه على شكل حبّ الشعير يوضع منه مقدار رطل في الغرق، فتعبق رائحته و يجود اسكاره، لسان العرب: ج 3، ص 491، (دوذ).
3- الكافي: ج 6، ص 416 ح 5. عنه وسائل الشيعة: ج 25، ص 354، ح 32110، بتفاوت لم نذكره.
4- لا ريب بأنّ المراد من أبي جعفر هو الباقر عليه السّلام لأنّ ميسّر هذا ممّن يروي عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام كما في تفسير القمّي و غيره: راجع معجم رجال الحديث: ج 19، ص 103 رقم 12918. مضافا إلى أنّ عبد اللّه بن مسكان الراوي عن ميسّر ممّن لم يدرك الرضا عليه السّلام كما صرّح به السيّد الخوئي بقوله:... ممّا يؤكّد ذلك أنّ ابن مسكان لم يبق إلى زمان إمامة الرضا عليه السّلام على ما شهد به النجاشي، و لم يذكر أحد إدراكه لزمان الرضا عليه السّلام: معجم رجال الحديث: ج 10، ص 326، س 22. و لكن لمّا أورده الشيخ الصدوق رحمه اللّه في كتابه بهذا العنوان، أوردناه هنا.

قلت: ما إحياء ذكركم؟

قال: التلاقي و التذاكر عند أهل الثبات(1).

(1095) 5 - الشيخ الصدوق رحمه اللّه: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن الفضّال، عن عبد اللّه بن مسكان، عن ميسّر، عن أبي جعفر [الثاني] عليه السّلام قال لي: أ تخلون و تحدّثون و تقولون ما شئتم؟

فقلت: أي و اللّه، لنخلو - و نتحدّث - و نقول ما شئنا.

فقال: أما و اللّه! لوددت أنّي معكم في بعض تلك المواطن، أما و اللّه، إنّي لأحبّ ريحكم و أرواحكم.

و أنّكم على دين اللّه و - دين ملائكته، فأعينونا بورع - و اجتهاد(2).

(1096) 6 - الكراجكي رحمه اللّه: ذكروا أنّ أحد الأئمّة صلوات اللّه عليهم استدعاه السلطان في ذلك الزمان. و أظنّ أنّ الإمام كان محمد بن علي الرضا عليهما السّلام، و أنّ المستدعي كان المتوكّل.

قالوا: فلمّا دخل إليه وجده في قبّة مزيّنة في وسط بستان و بيده كأس فيها خمر، فقرّ به، و همّ أن يناوله الكأس.

ص: 669


1- مصادقة الإخوان: ص 34، ح 3. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 21، ح 15534.
2- مصادقة الإخوان: ص 34، ح 2. عنه وسائل الشيعة: ج 12، ص 20، ح 15533. لنا بيان حول الحديث قدّمناه في الحديث السابق، فراجع.

فامتنع الإمام عليه السّلام، فقال: إنّا أهل بيت ما خامرت لحومنا و دمائنا ساعة قطّ.

قال: فقال له: فأنشدني شعرا.

فأنشده الإمام عليه السّلام:

باتوا على قلل الأجبال تحرسهم *** غلب الرجال فلم تمنعهم القلل

و استنزلوا بعد عزّ من معاقلهم *** فأسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا

ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا *** أين الاسرة و التيجان و الحلل

أين الوجوه التي كانت محجّبة *** من دونها تضرب الأستار و الكلل

فأفصح القبر عنهم حين سائلهم *** تلك الوجوه عليها الدود تنتقل

قد طال ما اكلوا دهرا و ما شربوا *** فأصبحوا بعد طول الأكل قد اكلوا

قال: فضرب المتوكّل بالكأس من الأرض و تنغّص عيشه(1).

(1097) 7 - ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه: عن أحمد بن محمد الحضرمي(2)، قال:

حجّ أبو جعفر عليه السّلام فلمّا نزل زبالة، فإذا هو بامرأة ضعيفة تبكي على بقرة مطروحة على قارعة الطريق، فسألها عن علّة بكائها؟

فقامت المرأة إلى أبي جعفر عليه السّلام، و قالت: يا ابن رسول اللّه! إنّي امرأة ضعيفة لا أقدر على شيء، و كانت هذه البقرة كلّ مال أملكه.

ص: 670


1- كنز الفوائد: ص 159، س 3. مروج الذهب: ج 4، ص 93، س 14، بتفاوت، عن علي بن محمد الهادي عليه السّلام. عنه البحار: ج 50، ص 211، س 10.
2- أحمد بن محمد الحضرمي، أبو بكر: من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السّلام، عدّه البرقي في رجاله من أصحاب الباقر عليه السّلام، راجع مستدركات علم الرجال: ج 1، ص 432 الرقم 1520. و إنّما أوردنا الحديث هنا لأنّ ابن حمزة الطوسي رحمه اللّه أورده في معجزات أبي جعفر الثاني عليه السّلام، و كذا البحراني.

فقال لها أبو جعفر عليه السّلام: إن أحياها اللّه تبارك و تعالى لك فما تفعلين؟

قالت: يا ابن رسول اللّه! لأجدّدنّ للّه شكرا.

فصلّى أبو جعفر عليه السّلام ركعتين، و دعا بدعوات، ثمّ ركض برجله البقرة، فقامت البقرة، و صاحت المرأة: عيسى بن مريم!؟

فقال أبو جعفر عليه السّلام: لا تقولي هذا، بل(1) عباد مكرمون، أوصياء الأنبياء(2).

(1098) 8 - السيّد محسن الأمين رحمه اللّه: روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي جعفر عليه السّلام (و الظاهر أنّه الجواد عليه السّلام):

إنّا معشر آل محمد نلبس الخزّ و اليمنة(3).

(1099) 9 - مقدّمة البرهان: في كتاب سعد السعود عن الجواد عليه السّلام، قال: نحن كهفكم كأصحاب الكهف حتّى استردّوا الإيمان و أظهروا(4).(5).

ص: 671


1- في مدينة المعاجز: بل نحن عباد....
2- الثاقب في المناقب: ص 503، ح 431. عنه مدينة المعاجز: ج 7، ص 392، ح 2398.
3- أعيان الشيعة: ج 2، ص 33، س 27. الكافي: ج 6، ص 451، ح 6، و فيه: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه عن موسى بن القاسم، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السّلام. و الظاهر هو الباقر عليه السّلام لأنّ أبا جميلة من أصحابه، و إنّما أوردناه هنا لاستظهار المؤلّف بأنّه هو الجواد عليه السّلام.
4- إنّ هذا الحديث ورد في سائر المصادر مسندا إلى غالب الهمداني و هو من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السّلام. و إنّما أوردناه هنا لأنّ المؤلّف أسنده إلى الجواد عليه السّلام.
5- مقدمة البرهان: ص 290، س 5. سعد السعود: ص 107، س 13، بإسناده عن غالب الهمداني، عن أبي إسحاق السبيعي، بتفاوت.

(1100) 10 - العروسي الحويزي رحمه اللّه: في عيون الأخبار في الزيارة الجامعة للأئمّة عليهم السّلام المنقولة عن الجواد عليه السّلام:

السلام على الدعاة إلى اللّه - إلى قوله - و المظهرين لأمر اللّه و نهيه، و عباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون(1).

(1101) 11 - العلاّمة المجلسي رحمه اللّه: ابن موسى، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني(2)، عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ أبا بكر منّي بمنزلة السمع، و إنّ عمر منّي بمنزلة البصر، و إنّ عثمان منّي بمنزلة الفؤاد.

قال: فلمّا كان من الغد دخلت إليه و عنده أمير المؤمنين عليه السّلام و أبو بكر و عمر و عثمان، فقلت له: يا أبة! سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا، فما هو؟

فقال عليه و آله السلام: نعم! ثمّ أشار بيده إليهم، فقال هم السمع و البصر و الفؤاد، و سيسألون عن ولاية وصيّي هذا - و أشار إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام - ثمّ قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول:

«إِنَّ اَلسَّمْعَ وَ اَلْبَصَرَ وَ اَلْفُؤٰادَ كُلُّ أُولٰئِكَ كٰانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً» (3) .

ثمّ قال عليه و آله السلام: و عزة ربّي إنّ جميع أمّتي لموقوفون يوم القيامة

ص: 672


1- نور الثقلين: ج 3، ص 421، ح 41. عيون أخبار الرضا عليه السّلام: ج 2، ص 272، ح 1، بإسناده عن علي بن محمد الهادي عليهما السّلام و كذا سائر المصادر.
2- أورد الشيخ الصدوق رحمه اللّه - الحديث - بإسناده عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليه السّلام، و إنّما أوردناه هنا تبعا للعلاّمة المجلسي، حيث أورده بإسناده عن أبي جعفر الثاني عليه السّلام.
3- الإسراء: 36/17.

و مسئولون عن ولايته، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: «وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ» (1).(2).

(1102) 12 - السيّد هاشم البحراني رحمه اللّه: الإمام أبو محمد العسكري عليه السّلام في تفسيره، عن الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى، (عن أبيه)(3)، أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قصده عشرة من اليهود يريدون أن يتعنّتوه و يسألونه عن أشياء يريدون أن يتعانتوه بها.

فبينما هم كذلك إذ جاء أعرابي كأنّه يدفع في قفاه، قد علّق على عصا - على عاتقه - جرابا مشدود الرأس، فيه شيء قد ملاه لا يدرون ما هو، فقال:

يا محمد! أجبني عمّا أسألك.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أخا العرب! قد سبقك اليهود ليسألوا، أ فتأذن لهم حتّى أبدأ بهم؟

فقال الأعرابي: لا! فإنّي غريب مجتاز.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: فأنت إذن أحقّ منهم لغربتك و اجتيازك.

فقال الأعرابي: و لفظة أخرى.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما هي؟

قال: إنّ هؤلاء أهل الكتاب يدّعونه يزعمونه حقّا، و لست آمن أن تقول

ص: 673


1- صافّات: 24/37.
2- البحار: ج 30، ص 180، ح 41، عن معاني الأخبار: ص 387، ح 23 و فيه علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السّلام.
3- ليس ما في الهلالين - (أبيه) - في تفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام، و كذا في البحار و البرهان. و أوردنا الحديث هنا تبعا لمرحوم السيّد هاشم البحراني رضوان اللّه عليه، لأنّه أثبت في سند الحديث (عن أبيه)، و هو أبو جعفر محمد بن علي الجواد عليهما السّلام.

شيئا يواطئونك عليه و يصدّقونك، ليفتنوا الناس عن دينهم، و أنا لا أقنع بمثل هذا، لا أقنع إلاّ بأمر بيّن.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أين علي بن أبي طالب عليه السّلام؟

فدعا بعلي، فجاء حتّى قرب من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛ فقال الأعرابي:

يا محمد! و ما تصنع بهذا في محاورتي إيّاك؟

قال: يا أعرابي! سألت البيان، و هذا البيان الشافي، و صاحب العلم الكافي، أنا مدينة الحكمة و هذا بابها، فمن أراد الحكمة و العلم فليأت الباب.

فلمّا مثل بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بأعلى صوته:

يا عباد اللّه! من أراد أن ينظر إلى آدم في جلالته، و إلى شيث في حكمته، و إلى إدريس في نباهته، [و مهابته] و إلى نوح في بغض كلّ عدوّ للّه و منابذته، و إلى عيسى في حبّ كلّ مؤمن و [حسن] معاشرته، فلينظر إلى علي بن أبي طالب هذا.

فأمّا المؤمنون فازدادوا بذلك إيمانا، و أمّا المنافقون فازداد نفاقهم.

فقال الأعرابي: يا محمد! هكذا مدحك لابن عمّك، [إنّ] شرفه شرفك، و عزّه عزّك، و لست أقبل من هذا [شيئا] إلاّ بشهادة من لا يحتمل شهادته بطلانا و لا فسادا بشهادة هذا الضبّ.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا أخا العرب! فأخرجه من جرابك لتستشهده، فيشهد لي بالنبوّة و لأخي هذا بالفضيلة.

فقال الأعرابي: لقد تعبت في اصطياده و أنا خائف أن يطرف و يهرب.

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تخف، فإنّه لا يطفر، بل يقف و يشهد لنا بتصديقنا و تفضيلنا.

فقال الأعرابي: [إنّي] أخاف أن يطفر.

ص: 674

فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: فإن طفر فقد كفاك به تكذيبا لنا، و احتجاجا علينا، و لن يطفر، و لكنّه سيشهد لنا بشهادة الحقّ، فإذا فعل ذلك فخلّ سبيله، فإنّ محمدا يعوّضك عنه ما هو خير لك منه.

فأخرجه الأعرابي من الجراب و وضعه على الأرض، فوقف و استقبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و مرّغ خدّيه في التراب.

ثمّ رفع رأسه و أنطقه اللّه تعالى فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، و صفيّه، و سيّد المرسلين، و أفضل الخلق أجمعين، و خاتم النبيّين، و قائد المحجّلين.

و أشهد أنّ أخاك علي بن أبي طالب على الوصف الذي و صفته، و بالفضل الذي ذكرته، و أنّ أوليائه في الجنان مكرمون، و أنّ أعدائه في النار خالدون.

فقال الأعرابي و هو يبكي: يا رسول اللّه! و أنا أشهد بما شهد به هذا الضبّ فقد رأيت و شاهدت و سمعت ما ليس لي عنه معدل و لا محيص.

ثمّ أقبل الأعرابي إلى اليهود، فقال: ويلكم! أيّ آية بعده تريدون؟ و معجزة بعد هذه تقترحون؟ ليس إلاّ أن تؤمنوا أو تهلكوا أجمعين.

فامن أولئك اليهود كلّهم، فقالوا: عظمت بركة ضبّك علينا يا أخا العرب(1)!

ص: 675


1- مدينة المعاجز: ج 1، ص 263، ح 167. تفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: ص 496، ح 500. عنه البحار: ج 17، ص 418، ضمن ح 47، و البرهان: ج 1، ص 141، ح 1.

ص: 676

مصادر التحقيق

1 - إثبات الوصيّة للإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام: لأبي الحسن علي بن الحسين بن علي الهذلي المسعودي (ت 346 ه)، مؤسّسة أنصاريان - قم المقدّسة - 1417 ه/ 1996 م.

2 - إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات: لمحمد بن الحسن الحرّ العاملي رحمه اللّه (ت 1104 ه)، تعليق و إشراف: أبو طالب تجليل التبريزي، 3 ج، 3 مج - المطبعة العلميّة - قم المقدّسة.

3 - الاحتجاج: لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي رحمه اللّه (من علماء القرن السادس)، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري + الشيخ محمد هادي به، بإشراف سماحة الشيخ جعفر السبحاني، 2 ج، 2 مج، الطبعة الاولى:

انتشارات أسوة (التابعة لمنظّمة الأوقاف و الشؤون الخيريّة) - ايران - 1413 ه.

4 - إحقاق الحقّ و إزهاق الباطل: للقاضي السيّد نور اللّه الحسيني المرعشي التستري رحمه اللّه، مع تعليقات النفيسة عامّة، بقلم العلاّمة البارىء آية اللّه السيّد شهاب الدين النجفي رحمه اللّه، 38 ج، 38 مج، مطبعة الإسلاميّة - تهران - سنة 1393 ق.

5 - الاختصاص: للشيخ أبي عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي، الملقّب بالشيخ المفيد رحمه اللّه (ت 413 ه)، تصحيح و تعليق: علي أكبر الغفّاري، منشورات: جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة - قم المقدّسة - 1413 ه، نشر و تصوير: المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد.

6 - اختيار معرفة الرجال، (المعروف برجال الكشّي): لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه اللّه (ت 460 ه)، تصحيح و تعليق:

ص: 677

حسن المصطفوي، طبعة: جامعة مشهد، 1348 ه. ش.

7 - إرشاد القلوب: لأبي محمد الحسن بن محمد الديلمي رحمه اللّه، 2 ج، 1 مج، منشورات الشريف الرضيّ - قم المشرّفة.

8 - الإرشاد: للشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد رحمه اللّه (ت 413 ه)، الطبعة الثالثة: منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1399 ه / 1979 م.

9 - الإستبصار فيما اختلف من الأخبار: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه (ت 460 ه)، 4 ج، 4 مج، تحقيق و تعليق: السيّد حسن الخرسان، الطبعة الثالثة، دار الأضواء - بيروت - 1406 ه/ 1985 م.

10 - الاستغاثة في بدع الثلاثة: لعلي بن أحمد المعروف بأبي القاسم الكوفي رحمه اللّه (ت 352 ه)، الناشر: مؤسّسة الأعلمي - طهران - الطبعة الأولى:

1373 ه.

11 - أسنى المطالب في مناقب سيّدنا علي بن أبي طالب عليه السّلام: للإمام الحافظ أبي الخير، شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي، (ت 833 ه)، تحقيق: الدكتور محمد هادي الأميني، مطابق نقش جهان - طهران -.

12 - أعلام الدين في صفات المؤمنين: للشيخ حسن بن أبي الحسن الديلمي رحمه اللّه (من أعلام القرن الثامن الهجري)، تحقيق و نشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - قم المقدّسة - الطبعة الثانية، 1414 ه.

13 - إعلام الورى بأعلام الهدى: للشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي رحمه اللّه (ت 502 ه)، 2 ج، 2 مج، تحقيق و نشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - قم المشرّفة - الطبعة الاولى، 1417 ه.

ص: 678

14 - أعيان الشيعة: للسيّد محسن الأمين رحمه اللّه، 10 ج، 10 مج، تحقيق: السيّد حسن الأمين، الطبعة الاولى، دار التعارف للمطبوعات - بيروت - 1406 ه / 1986 م.

15 - إقبال الأعمال: لرضيّ الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس رحمه اللّه (ت 664 ه) الطبعة الاولى، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1417 ه/ 1996 م.

16 - أقرب الموارد في فصح العربيّة و الشوارد: لسعيد الخوري الشرتوني اللبناني، 3 ج، 3 مج، منشورات: مؤسّسة النصر.

17 - إكمال الدين و إتمام النعمة «كمال الدين و تمام النعمة»: لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق رحمه اللّه (ت 381 ه)، 2 ج، 1 مج، تحقيق و تعليق: علي أكبر الغفّاري، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم المقدّسة - 1405 ه.

18 - إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب: للشيخ علي اليزدي الحائري، (ت 1333 ه)، 2 ج، 2 مج، الطبعة الرابعة، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1397 ه/ 1977 م، نشر و تصوير: مؤسّسة مطبوعاتي حق بين - قم.

19 - الألفين في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام: للعلاّمة جمال الدين بن المطهّر الأسدي رحمه اللّه (ت 726 ه)، تحقيق: السيّد محمد مهدي السيّد حسن الموسوي الخرسان، الطبعة الثانية، منشورات: المكتبة الحيدريّة - النجف الأشرف - 1388 ه/ 1969 م.

20 - ألقاب الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عترته عليهم السّلام: بعض قدماء المحدّثين و المؤخّرين، المطبوع ضمن المجموعة النفيسة.

21 - أمالي السيّد المرتضى: للشريف أبي القاسم علي بن الطاهر أبى أحمد

ص: 679

الحسين (ت 436 ه)، 4 ج، 2 مج، تصحيح و تعليق: سيّد محمد بدر الدين النعساني الحلبي، منشورات: مكتبة المرعشي النجفي - قم المقدّسة - 1403 ه.

22 - أمالي الصدوق: للشيخ الأقدم أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381 ه)، الطبعة الخامسة، مؤسّسة الأعلمي - بيروت - 1400 ه/ 1980 م.

23 - الأمالي: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه (ت 460 ه)، تحقيق: مؤسّسة البعثة، الطبعة الاولى، دار الثقافة - قم المقدّسة - 1414 ه.

24 - الأمالى: للشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد (ت 413)، تحقيق:

الحسين استاد ولي + علي أكبر الغفّاري، جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة - قم المقدّسة - 1403 ه

25 - الإمامة و التبصرة من الخيرة: لأبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 329 ه)، تحقيق و نشر: مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1404 ه.

26 - الإمامة و السياسة: لأبي محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه)، تحقيق: علي شيري، 2 ج، 1 مج، الطبعة الاولى، منشورات:

الشريف الرضي - قم المقدّسة - 1413 ه.

27 - الأمان من أخطار الأسفار و الأزمان: للسيّد علي بن موسى بن طاوس رحمه اللّه (ت 664 ه)، تحقيق و نشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث، الطبعة الثانية - بيروت - 1409 ه/ 1989 م.

28 - أمل الامل: للشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي رحمه اللّه (ت 1104 ه)، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني، 2 مج، مطبعة الآداب - النجف الأشرف.

ص: 680

29 - أنساب الأشراف: لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، (من أعلام القرن الثالث الهجري)، الجزء الأوّل: تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، الطبعة الثانية، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة - قم المقدّسة - 1416 ه.

و الجزء الثاني، الطبعة الاولى، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1394 ه/ 1974 م.

و الجزء الثالث، الطبعة الاولى، دار التعارف للمطبوعات - بيروت - 1397 ه/ 1977 م.

30 - الأنوار البهيّة في تواريخ الحجج الإلهيّة: للشيخ عبّاس القمي، (ت 1359 ه)، تحقيق و نشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين - قم المشرّفة - الطبعة الاولى، 1417 ه.

31 - الإيضاح: لفضل بن شاذان الأزدي النيشابوري، (ت 260 ه)، تحقيق:

السيّد جلال الدين الحسيني الأرموي، نشر: جامعة طهران، 1363 ه ش.

32 - بحار الأنوار، الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار عليهم السّلام: للشيخ محمد باقر بن محمد تقي المجلسي رحمه اللّه (ت 1111 ه)، 110 ج، 110 مج، نشر و تصوير: مؤسّسة الوفاء - بيروت - الطبعة الثانية: 1403 ه/ 1983 م.

33 - البرهان في تفسير القرآن: للسيّد هاشم بن سليمان البحراني رحمه اللّه (ت 1107 ه)، تصحيح: محمود بن جعفر الموسوي الزرندي، 5 ج، 5 مج، الطبعة الثانية، مطبعة آفتاب - طهران - نشر و تصوير: مؤسّسة إسماعيليان - قم المقدّسة.

34 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: لأبي جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري رحمه اللّه (من علماء القرن السادس)، الطبعة الثانية، المطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف - 1383 ه/ 1963 م.

ص: 681

35 - بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد عليهم السّلام: للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفّار رحمه اللّه (ت 290 ه)، تقديم و تعليق: حاج ميرزا محسن كوچه باغي، مؤسّسة الأعلمي - طهران - 1404 ه.

36 - البلد الأمين: للشيخ إبراهيم الكفعمي، (من علماء القرن التاسع).

37 - تاج العروس من جواهر القاموس: لمحمد مرتضى الزبيدي، 10 مج، الطبعة الاولى، المطبعة الخيريّة - مصر - 1306 ه، نشر و تصوير: دار مكتبة الحياة - بيروت.

38 - تاج المواليد: للعلاّمة الطبرسي رحمه اللّه (ت 548 ه)، المطبوع ضمن المجموعة النفيسة.

39 - تاريخ الأئمّة: لابن أبي الثلج البغدادي رحمه اللّه (ت 325 ه)، المطبوع ضمن المجموعة النفيسة.

40 - تاريخ الإسلام و وفيات المشاهير و الأعلام: للذهبي شمس الدين أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 ه)، صدر منه حتّى الآن 38 ج، 38 مج، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، الطبعة الثانية، دار الكتاب العربي - بيروت - 1409 ه/ 1989 م.

41 - تاريخ الأمم و الملوك (تاريخ الطبري): لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، (ت 310 ه)، 5 ج، 5 مج، الطبعة الثانية، دار الكتب العلميّة - بيروت - 1408 ه/ 1988 م.

42 - تاريخ أهل البيت عليهم السّلام: رواية كبار المحدّثين و المؤرّخين رحمهم اللّه، تحقيق: السيّد محمد رضا الحسيني، نشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - قم المشرّفة - الطّبعة الاولى، 1410 ه.

43 - تاريخ بغداد أو مدينة السلام: للحافظ أبي بكر احمد بن علي الخطيب

ص: 682

البغدادي (ت 463 ه)، 10 ج، 10 مج، دار الكتب العلميّة - بيروت.

44 - التاريخ الكبير: للبخاري أبي عبد اللّه إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري (ت 256 ه) 11 ج، 11 مج، (طبع معه بيان خطأ البخاري في تاريخه لابن أبي حاتم الرازي، و موضّح أوهام الجمع و التفريق للخطيب البغدادي) طبعة: دار الفكر - بيروت - 1407 ه/ 1986 م.

45 - تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: للسيّد شرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي رحمه اللّه (من علماء القرن العاشر)، الطبعة الثانية، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم المشرّفة - 1417 ه.

46 - التبيان في تفسير القرآن: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه (ت 460 ه)، 10 ج، 10 مج، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

47 - التحصين في صفات العارفين من العزلة و الخمول: لجمال الدين أحمد ابن محمد بن فهد (ت 841 ه)، تحقيق و نشر: مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الثانية، 1406 ه.

48 - تحف العقول عن آل الرسول عليهم السّلام: للشيخ أبي محمد الحسن بن علي ابن الحسين بن شعبة الحرّاني رحمه اللّه (من أعلام القرن الرابع)، تصحيح و تعليق:

علي أكبر الغفّاري، الطبعة الثانية، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم المقدّسة - 1404 ه.

49 - تذكرة الخواصّ: لسبط ابن الجوزي رحمه اللّه (ت 654 ه)، مؤسّسة أهل البيت عليهم السّلام - بيروت - 1401 ه.

50 - التشريف بالمنن في التعريف بالفتن (المعروف ب: الملاحم و الفتن):

لرضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس (ت 664 ه)، تحقيق و نشر: مؤسّسة صاحب الأمر (عجّ)، الطبعة الاولى - أصفهان - 1416 ه.

ص: 683

51 - تفسير الصافي: للمولى محسن الملقّب ب «الفيض الكاشاني» رحمه اللّه (ت 1091 ه)، تصحيح و تقديم: الشيخ حسين الأعلمي، 5 ج، 5 مج، الطبعة الثانية، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1402 ه/ 1982 م.

52 - التفسير العيّاشي: لأبي النضر محمد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي رحمه اللّه تحقيق: السيّد هاشم رسولي محلاّتي، 2 ج، 2 مج، المكتبة العلميّة - طهران.

53 - تفسير فرات الكوفي: لأبي القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي رحمه اللّه (من أعلام الغيبة الصغرى)، تحقيق: محمد الكاظم، الطبعة الاولى، مؤسّسة الطبع و النشر التابعة لوزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي - طهران - 1410 ه/ 1990 م.

54 - تفسير القمي: لأبي الحسين علي بن إبراهيم القمي، (من أعلام قرني الثالث و الرابع)، تصحيح و تعليق: السيّد طيّب الموسوي الجزائري، 2 ج، 2 مج، الطبعة الثالثة، مؤسّسة دار الكتاب للطباعة و النشر - قم المقدّسة - 1404 ه.

55 - التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السّلام: تحقيق و نشر:

مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1409 ه.

56 - تقريب التهذيب: لابن حجر العسقلاني، شهاب الدين، أبي الفضل، أحمد بن عليّ بن محمد (ت 852 ه) تحقيق: عبد الوهّاب عبد اللطيف، 2 ج، 2 مج، طبعة: دار المعرفة - بيروت.

57 - تهذيب التهذيب: لابن حجر العسقلاني، شهاب الدين، أبي الفضل، أحمد بن عليّ بن محمد (ت 852 ه) 12 ج، 12 مج، الطبعة الأولى: بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظاميّة الكائنة في الهند، بمحروسة حيدرآباد الدكن، 1325 ه و الطبعة الحديثة مع تقريظ: الشيخ خليل الميس مدير أزهر لبنان،

ص: 684

14 ج، 14 مج + الفهارس، الطبعة الأولى: دار الفكر - بيروت - 1404 ه/ 1984 م.

58 - تهذيب الكمال: للمزي أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن (ت 742 ه) تحقيق: الدكتور بشار عوّاد معروف، 35 ج، 35 مج، الطبعة الثالثة:

مؤسّسة الرسالة - بيروت - 1403 ه/ 1983 م.

59 - تنبيه الخواطر و نزهة النواظر (المعروف بمجموعة ورّام): لأبي الحسين ورّام بن أبي فراس رحمه اللّه 2 ج، 1 مج، (ت 605 ه)، الطبعة الثانية، دار الكتب الإسلاميّة - طهران.

60 - تنقيح المقال في علم الرجال: للشيخ عبد اللّه المامقاني رحمه اللّه 3 ج، 3 مج، المطبعة المرتضويّة - النجف الأشرف - 1352 ه.

61 - التوحيد: للشيخ الجليل الأقدم الصدوق، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، (ت 381 ه)، تصحيح و تعليق: السيّد هاشم الحسيني الطهراني، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم المشرّفة.

62 - تهذيب الأحكام: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه (ت 460 ه)، تحقيق: السيّد حسن خراسان، 10 ج، 10 مج، الطبعة الثالثة، دار الأضواء - بيروت - 1406 ه/ 1985 م.

63 - الثاقب في المناقب: للعماد الدين أبي جعفر محمد بن علي الطوسي رحمه اللّه (ابن حمزة)، (من أعلام القرن السادس)، تحقيق: نبيل رضا علوان، الطبعة الثانية - مؤسّسة أنصاريان - قم المقدّسة - 1412 ه.

64 - الثقات: لمحمد بن حبّان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي (ت 354 ه) بإعانة وزارة المعارف للحكومة العالية الهنديّة، تحت مراقبة الدكتور محمد عبد المعيد خان، 9 ج، 9 مج + الفهارس، الطبعة الأولى: مطبعة

ص: 685

مجلس دائرة المعارف العثمانيّة بحيدرآباد الدكن، 1393 ه/ 1973 م.

65 - ثواب الأعمال و عقاب الأعمال: للشيخ الجليل الصدوق، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، تصحيح و تعليق:

علي أكبر الغفّاري، مكتبة الصدوق - طهران.

66 - جامع أحاديث الشيعة: بإشراف «آية اللّه العظمى»، الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي رحمه اللّه (ت 13 ه)، صدر حتّى الآن، 21 ج، المطبعة العلميّة - قم المقدّسة - 1399 ه.

67 - جامع الأحاديث: لأبي محمد، جعفر بن أحمد بن علي القمي رحمه اللّه، المطبعة: مكتبة الإسلاميّة - طهران - 1369 ه

68 - جامع الأخبار: للشيخ تاج الدين محمد بن الشعيري (من أعلام القرن السادس)، المكتبة الحيدريّة - النجف الأشرف - نشر و تصوير: منشورات الرضي - قم المقدّسة - الطبعة الثانية، 1363 ه ش.

69 - جامع الرواة: محمد بن علي الأردبيلي رحمه اللّه (ت ه)، 2 ج، 2 مج، منشورات مكتبة المرعشي - قم المقدّسة - 1403 ه.

70 - الجامع في الرجال: للشيخ موسى الزنجاني رحمه اللّه 3 ج، 3 مج، المجلّد الأوّل - مطبوع بمطبعة پيروز - قم المقدّسة و المجلّد الثاني و الثالث - نسخة بخطّ المؤلّف، موجود لدينا.

71 - الجرح و التعديل: للرازي أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد ابن ادريس بن المنذر التميمي الحنظلي (ت 327 ه) 9 ج، 9 مج، الطبعة الأولى:

مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانيّة بحيدرآباد الدكن، 1393 ه/ 1973 م.

72 - جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع: لرضيّ الدين أبي القاسم علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس رحمه اللّه (ت 664 ه)، تحقيق: جواد

ص: 686

قيّومي الجزه اي الأصفهاني، الطبعة الاولى، مؤسّسة الآفاق، 1371 ه ش.

73 - الجمل و النصرة لسيّد العترة في حرب البصرة: لأبي عبد اللّه محمد بن محمد بن نعمان العكبري البغدادي «الشيخ المفيد» رحمه اللّه (ت 413 ه)، تحقيق:

السيّد علي مير شريفي، الطبعة الاولى، مكتب الإعلام الإسلامي - قم المقدّسة - 1413 ه/ 1371 ه ش، نشر و تصوير: المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد.

74 - الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة: للشيخ محمد بن الحسن بن علي بن الحسين الحرّ العاملي رحمه اللّه (ت 1104 ه)، الطبعة الاولى، نشر يس، 1402 ه/ 1982 م.

75 - حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السّلام: للسيّد هاشم بن سليمان البحراني رحمه اللّه (ت 1107 ه)، تحقيق و نشر: مؤسّسة المعارف الإسلاميّة، 5 مج - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1415 ه.

76 - حلية الأولياء و طبقات الأصفياء: للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني رحمه اللّه (ت 430 ه)، 10 ج، 10 مج، الطبعة الخامسة، دار الكتاب العربي - بيروت - 1407 ه/ 1987 م.

77 - الخرائج و الجرائح: لقطب الدين الراوندي رحمه اللّه (ت 573 ه)، 3 ج، 3 مج، تحقيق و نشر: مؤسّسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1409 ه.

78 - خصائص الأئمّة عليهم السّلام: خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام: للشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين الموسوي البغدادي رحمه اللّه (ت 406 ه)، تحقيق و تعليق: د. محمد هادي الأميني، مجمع البحوث الإسلاميّة - مشهد المقدّس - 1406 ه.

79 - الخصال: للشيخ الصدوق، أبي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن

ص: 687

بابويه القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، 2 ج، 1 مج، تصحيح و تعليق: علي أكبر الغفّاري، منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة - قم المقدّسة - 1403 ه.

80 - الدرّ المنثور من المأثور و غير المأثور: لعلي بن محمد بن الحسن بن زين الدين العاملي رحمه اللّه (ت 1103 ه)، 2 ج، 2 مج، الطبعة الاولى، مطبعة مهر - قم المقدّسة - 1398 ه.

81 - الدروس الشرعيّة في فقه الإماميّة: للشيخ شمس الدين محمد بن مكي العاملي «الشهيد الأوّل» رحمه اللّه تحقيق و نشر: مؤسّسة النشر الإسلامي، 3 ج، 3 مج، الطبعة الاولى - قم المقدّسة - 1412 ه.

82 - الدروع الواقية: للسيّد علي بن موسى بن طاوس رحمه اللّه (ت 664 ه)، تحقيق و نشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - بيروت - الطبعة الاولى، 1415 ه/ 1995 ه م.

83 - دعائم الإسلام، و ذكر الحلال و الحرام، و القضايا و الأحكام: للقاضي أبي حنيفة النعمان بن محمد التميمي المغربي رحمه اللّه (ت 363 ه)، تحقيق: آصف ابن علي أصغر فيضي، 2 ج، 2 مج، دار المعارف - القاهرة - 1383 ه/ 1963 م.

84 - الدعوات: «سلوة الحزين»: لأبي الحسين سعيد بن هبة اللّه (قطب الدين الراوندي) رحمه اللّه (ت 573 ه)، تحقيق و نشر: مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1407 ه.

85 - دلائل الإمامة: لأبي جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري رحمه اللّه (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق و نشر: مؤسّسة البعثة - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1413 ه.

86 - رجال الطوسي: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه (ت 460 ه)، تحقيق و تعليق: السيّد محمد صادق آل بحر العلوم، الطبعة

ص: 688

الاولى، المكتبة الحيدريّة - النجف الأشرف - 1381 ه/ 1961 م.

87 - رجال النجاشي: للشيخ الجليل أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي الكوفي رحمه اللّه (ت 450 ه)، مؤسّسة النشر الإسلامي لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة.

88 - الرسائل العشر: لشيخ الطائفة محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه اللّه (ت 460 ه)، الطبعة الثانية، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم المشرّفة - 1414 ه.

89 - روضة المتّقين: لمحمد تقي المجلسي رحمه اللّه (ت 1070 ه)، تحقيق:

السيّد حسين الموسوي الكرماني + الشيخ علي علي پناه الاشتهاردي، 14 ج، 14 مج، الطبعة الاولى، بنياد فرهنك إسلامي حاج محمد حسين كوشانپور - قم المقدّسة - 1393 ه.

90 - روضة الواعظين: للفتّال النيسابوري رحمه اللّه (ت 508 ه)، تصحيح و تعليق: الشيخ حسين الأعلمي، الطبعة الاولى، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1406 ه/ 1986 م.

91 - الزهد: للحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي رحمه اللّه (من أعلام القرن الثاني و الثالث)، تحقيق: ميرزا غلام رضا عرفانيان، الطبعة الثانية، المطبعة:

فرهنك - ايران - 1361 ه ش.

92 - سعد السعود: لرضيّ الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس (ت 664 ه)، منشورات الرضي - قم المقدّسة - 1363 هش.

93 - سير أعلام النبلاء: لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، (ت 748 ه)، 25 ج، 25 مج، تحقيق: شعيب الأرناءوط، الطبعة السابعة، مؤسّسة الرسالة - بيروت - 1410 ه/ 1990 م.

94 - الشجرة الطيّبة: لسيّد فاضل الموسوي الصفوي «خلخالي زاده»،

ص: 689

الطبعة الاولى، منشورات مكتبة جامع التفاسير - قم المقدّسة - 1411 ه.

95 - الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة: للإمام فخر الرازي (ت 606 ه) تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، نشر: مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي - قم المقدّسة - مطبعة سيّد الشهداء - قم المقدّسة - الطبعة الأولى 1409 ه.

96 - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: لعبيد اللّه بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني، (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي، 3 ج، 3 مج، الطبعة الاولى، مؤسّسة الطبع و النشر التابعة لوزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامي - ايران - 1411 ه/ 1990 م.

97 - صحيفة الإمام الرضا عليه السّلام: تحقيق و نشر: مؤسّسة الإمام المهدي (عجّ) - قم المقدّسة - 1408 ه/ 1366 ه ش.

98 - الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم: للشيخ زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي رحمه اللّه (ت 877 ه)، تحقيق و تصحيح: محمد الباقر المحمودي، 3 ج، 3 مج، المكتبة المرتضويّة - طهران - الطبعة الاولى، 1384 ه.

99 - صفات الشيعة: للشيخ الصدوق، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، انتشارات أعلمي - طهران.

100 - الصواعق المحرقة: أحمد بن الهجر الهيثمي المكّي (ت 899-974) مكتبة القاهرة، طبع الثاني: 1385 ه.

101 - طبّ الأئمّة: لعبد اللّه و الحسين ابني بسطام النيسابوريّين، تقديم: السيّد محمد مهدي الخرسان، منشورات المكتبة الحيدريّة - النجف الأشرف - 1385 ه/ 1965 م.

102 - طبّ الأئمّة عليهم السّلام: للسيّد عبد اللّه شبّر، (ت 1242)، 2 ج، 1 مج، منشورات الاعتصام - 1415 ه.

ص: 690

103 - طبّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لأبي العبّاس جعفر بن محمد المستغفري، (ت 432)، المكتبة الحيدريّة - النجف الأشرف - 1385 ه/ 1965، نشر و تصوير:

منشورات الرضي - قم المقدّسة - 1362 ه ش.

104 - الطبقات الكبرى: لابن سعد محمد بن سعد كاتب الواقدى (ت 230 ه)، 9 ج، 9 مج، طبعة: دار بيروت للطباعة و النشر، 1405 ه/ 1985 م.

105 - العدد القويّة لدفع المخاوف اليوميّة: لعلي بن يوسف الحلّي رحمه اللّه، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، نشر: مكتبة آية اللّه المرعشي العامّة، مطبعة السيّد الشهداء - الطبعة الاولى - 1408 ه.

106 - عدّة الداعي و نجاح الساعي: أحمد بن فهد الحلي رحمه اللّه (ت 841 ه)، تصحيح و تعليق: أحمد الموحّدي القمي، الطبعة الاولى، دار الكتاب الإسلامي، 1407 ه/ 1987 م.

107 - عقد الدرر في أخبار المنتظر: ليوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدّسي الشافعي، (من علماء القرن السابع)، تحقيق: د. عبد الفتّاح محمد الحلو، الطبعة الاولى، مكتبة عالم الفكر - القاهرة - 1399 ه/ 1979 م.

108 - علل الشرائع: للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، تقديم: السيّد محمد صادق بحر العلوم، منشورات المكتبة الحيدريّة - النجف الأشرف - 1385 ه/ 1966 م.

نشر و تصوير: مكتبة الداوري - قم المقدّسة.

109 - عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: لجمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف، (بابن عنبة) رحمه اللّه (ت 828 ه)، مؤسّسة أنصاريان - قم المقدّسة - 1417 ه/ 1996 م.

110 - عوالي اللئالي العزيزيّة في الأحاديث الدينيّة: لمحمد بن علي بن

ص: 691

إبراهيم الأحسائي، المعروف بابن أبي جمهور رحمه اللّه (ت 897 ه)، 4 ج، 4 مج، تحقيق: الحاجّ آقا مجتبى العراقي، الطبعة الاولى، مطبعة سيّد الشهداء - قم المقدّسة - 1403 ه/ 1983 م.

111 - عيون أخبار الرضا عليه السّلام: لأبي جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، تصحيح: السيّد مهدي الحسيني اللاجوردي، 2 ج، 1 مج، انتشارات جهان - طهران - 1378 ه.

112 - عيون المعجزات: للشيخ حسين بن عبد الوهّاب رحمه اللّه (من أعلام القرن الخامس)، الطبعة الثالثة، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1403 ه/ 1983 م.

113 - الغارات: لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال، المعروف بابن هلال الثقفي (من أعلام القرن الثالث) تحقيق و تعليق: السيّد عبد الزهراء الحسيني، الطبعة الاولى، مؤسّسة دار الكتاب الإسلامي: 1410 ه 1990 م.

114 - غرر الحكم و درر الكلم: عبد الواحد بن محمد تميمي آمدي رحمه اللّه (ت 1121 أو 1125 ه) تحقيق: المصطفى الدرايتي، الطبعة الأولى، مكتب الأعلام الإسلامي - قم المقدسة.

115 - الغيبة: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه (ت 460 ه)، تقديم: الشيخ آغا بزرگ الطهراني، الطبعة الثانية، مكتبة بصيرتي - قم المقدّسة - 1385 ه.

و كذا الطبعة المحقّقة، تحقيق: الشيخ عباد اللّه الطهراني + الشيخ علي أحمد ناصح، الطبعة الاولى، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة - قم المقدّسة - 1411 ه.

116 - الغيبة: للشيخ محمد بن إبراهيم النعماني رحمه اللّه (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: علي أكبر الغفّاري، مكتبة الصدوق - طهران.

ص: 692

117 - الفرج بعد الشدّة: للقاضي أبي علي المحسن بن علي التنوخي، (ت 384 ه)، تحقيق: عبّود الشالجي، 5 ج، 5 مج، دار صادر - بيروت - 1398 ه/ 1978 م.

118 - فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم: لرضيّ الدين أبي القاسم علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس رحمه اللّه (ت 664 ه)، منشورات الرضي - قم المقدّسة - 1363 ه ش.

119 - الفرق بين الفرق و بيان الفرقة الناجية منهم: لعبد القاهر بن طاهر البغدادي (ت 429 ه)، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي في دار الآفاق، دار الجيل - بيروت - 1408 ه/ 1987 م.

120 - فرق الشيعة: لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي، (من أعلام القرن الثالث)، تصحيح و تعليق: السيّد محمد صادق آل بحر العلوم، المكتبة المرتضويّة - النجف الأشرف - 1355 ه/ 1936 م.

121 - الفصول المهمّة في اصول الأئمّة عليهم السّلام: للشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي رحمه اللّه (ت 1104 ه)، تحقيق و إشراف: محمد بن محمد الحسين القائيني، 3 ج، 3 مج، مؤسّسة معارف إسلامي إمام رضا عليه السّلام - قم المقدّسة.

122 - الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة عليهم السّلام: للشيخ علي بن محمد ابن أحمد بن المالكي الشهير بابن صبّاغ (ت 885 ه)، مكتبة دار الكتب التجاريّة - النجف الأشرف.

123 - فضائل الأشهر الثلاثة: للشيخ محمد بن علي الحسين بن موسى بن بابويه القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، تحقيق و إخراج: ميرزا غلام رضا عرفانيان، الطبعة الاولى، مطبعة الآداب - النجف الأشرف - 1396 ه، نشر و تصوير:

مكتبة الداوري - قم المقدّسة.

ص: 693

124 - فضائل الشيعة: للشيخ الصدوق، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، انتشارات أعلمي - طهران.

125 - فضل زيارة الحسين عليه السّلام: لأبي عبد اللّه محمد بن علي بن الحسن العلوي الشجري رحمه اللّه (ت 445 ه)، إعداد: السيّد أحمد الحسيني، مكتبة المرعشي العامّة - قم المقدّسة - 1403 ه.

126 - فلاح السائل: لرضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس رحمه اللّه (ت 664 ه)، مكتب الأعلام الإسلامي - قم المقدّسة - 1372 ه ش.

127 - قاموس الرجال: للشيخ محمد تقي التستري رحمه اللّه صدر حتّى الآن 8 مج، تحقيق و نشر: مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الثانية، 1410 ه

128 - قرب الإسناد: للشيخ أبي العبّاس عبد اللّه بن جعفر الحميري رحمه اللّه (من أعلام القرن الثالث الهجري)، تحقيق و نشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1413 ه.

129 - قصص الأنبياء عليهم السّلام: لقطب الدين سعيد بن هبة اللّه الراوندي رحمه اللّه (ت 573 ه)، تحقيق: غلام رضا عرفانيان اليزدي، الطبعة الاولى، مؤسّسة المفيد - بيروت - 1409 ه/ 1989 م.

130 - الكافي: لثقة الإسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه (ت 329 ه)، تصحيح و تعليق: على أكبر الغفّاري، 8 ج، 8 مج، دار الأضواء - بيروت - 1405 ه/ 1985 م.

131 - كامل الزيارات: للشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي رحمه اللّه (ت 368 ه)، تحقيق: الشيخ جواد القيّومي، الطبعة الاولى، مؤسّسة نشر الفقاهة - قم المقدّسة - 1417 ه

ص: 694

132 - الكامل في ضعفاء الرجال: لأبي أحمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني (ت 365 ه) تحقيق: الدكتور سهيل زكّار، 8 ج، 8 مج، الطبعة الثالثة: دار الفكر - بيروت - 1409 ه/ 1988 م.

133 - كتاب سليم بن قيس: للشيخ أبو صادق سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي رحمه اللّه (ت 76 ه)، تحقيق: الشيخ محمد باقر الأنصاري، 3 مج، الطبعة الثانية، نشر الهادي - قم المقدّسة - 1416 ه.

134 - كشف الغمّة في معرفة الأئمّة عليهم السّلام: لأبي الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي رحمه اللّه (ت 693 ه)، تحقيق: السيّد هاشم الرسولي، 2 ج، 2 مج، مكتبة بني هاشمي، تبريز - ايران - 1381 ه.

135 - كشف المحجّة لثمرة المهجة: لرضيّ الدين أبي القاسم علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن طاوس رحمه اللّه (ت 664 ه)، تحقيق: الشيخ محمد الحسّون، الناشر: مركز النشر، مكتب الأعلام الإسلامي - قم المقدّسة - الطبعة الاولى 1412 ه.

136 - كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام: لجمال الدين الحسن بن يوسف الحلّي رحمه اللّه (ت 726 ه)، تحقيق: علي آل كوثر، الطبعة الاولى، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة - قم المقدّسة - 1413 ه.

137 - الكشكول فيما جرى على آل الرسول: للسيّد حيدر بن علي الحسيني الآملي رحمه اللّه (من أعلام القرن الثامن الهجري)، تقديم: السيّد عبد الرزاق الموسوي المقرّم، الطبعة الاولى، المطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف - 1372 ه، نشر و تصوير: منشورات الرضي - قم المقدّسة.

138 - كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثنى عشر عليهم السّلام: لأبي القاسم علي ابن محمد بن علي الخزّاز القمي رحمه اللّه (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: السيّد

ص: 695

عبد اللطيف الحسيني، انتشارات بيدار - قم المقدّسة - 1401 ه.

139 - كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السّلام: لأبي عبد اللّه محمد ابن يوسف بن محمد القرشي الگنجي الشافعي، (ت 658 ه)، تحقيق و تصحيح:

محمد هادي الأميني، الطبعة الثالثة، دار إحياء تراث أهل البيت عليهم السّلام - طهران - 1404 ه/ 1362 ه ش.

140 - كنز الفوائد: لأبي الفتح محمد بن علي الكراجكي رحمه اللّه (ت 449 ه)، مكتبة المصطفوي - قم المقدّسة.

141 - لسان العرب: لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري، 18 مج، نشر أدب الحوزة - قم المقدّسة - 1405 ه.

142 - لسان الميزان: لابن حجر العسقلاني، شهاب الدين، أبي الفضل، أحمد ابن عليّ بن محمد (ت 852 ه) 7 ج، 7 مج، الطبعة الثالثة: مؤسّسة الأعلمي - بيروت - 1406 ه/ 1986 م، و تحقيق: عدّة من المحقّقين بإشراف محمد عبد الرحمن المرعشلي، 9 ج، 9 مج، الطبعة الأولى: دار إحياء التراث العربي + مؤسّسة التاريخ العربي - بيروت - 1416 ه/ 1995 م.

143 - مائة منقبة من مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و الأئمّة عليهم السّلام من ولده: لأبي الحسن القمي المعروف «بابن شاذان» رحمه اللّه (من أعلام القرن الرابع)، تحقيق: نبيل رضا علوان، الطبعة الاولى، الدار الإسلاميّة - بيروت - 1409 ه/ 1988 م.

144 - ما روته العامّة من مناقب أهل البيت عليهم السّلام: للمولى حيدر علي بن محمد الشرواني رحمه اللّه (من أعلام القرن الثاني عشر)، تحقيق: الشيخ محمد الحسّون، مطبعة المنشورات الإسلاميّة.

145 - مثير الأحزان: للشيخ ابن نما الحلّي رحمه اللّه (ت 645 ه)، تحقيق و نشر:

مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الثالثة، 1406 ه.

ص: 696

146 - المجدي في أنساب الطالبيّين: للسيّد أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي رحمه اللّه (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق: د. أحمد المهدوي الدامغاني، الطبعة الاولى، مكتبة المرعشي العامّة - قم المقدّسة - 1409 ه.

147 - مجمع البحرين: للشيخ فخر الدين الطريحي رحمه اللّه (ت 1085 ه)، تحقيق: السيّد أحمد الحسيني، 6 ج، 6 مج، المكتبة المرتضويّة - طهران.

148 - مجمع البيان في تفسير القرآن: للشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي رحمه اللّه (من أعلام القرن السادس)، 10 ج، 5 مج، منشورات مكتبة آية اللّه المرعشي - قم المقدّسة - 1403 ه.

149 - مجموعة نفيسة: الحاوية لرسائل شريفة بإشراف السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي رحمه اللّه منشورات مكتبة بصيرتي - قم المقدّسة.

150 - المحاسن: للشيخ أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي رحمه اللّه (ت 280 ه)، تصحيح و تعليق: السيّد جلال الدين الحسيني، 2 ج، 1 مج، الطبعة الثانية، دار الكتاب الإسلاميّة - قم المقدّسة.

151 - مختصر بصائر الدرجات: للشيخ حسن بن سليمان الحلّي رحمه اللّه (من علماء القرن التاسع)، الطبعة الاولى، المطبعة الحيدريّة - النجف الأشرف - 1370 ه/ 1950 م، نشر و تصوير: انتشارات الرسول المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - قم المقدّسة.

152 - مختصر تاريخ دمشق: لابن منظور محمد بن مكرّم (ت 711 ه)، تحقيق: روحيّة النحاس + رياض عبد الحميد مراد + محمد مطيع الحافظ، 29 ج، 15 مج، الطبعة الاولى: دار الفكر للطباعة و النشر - دمشق، 1404 ه / 1984 م.

ص: 697

153 - مدينة معاجز الأئمة الاثني عشر عليهم السّلام و دلائل الحجج على البشر:

للسيّد هاشم البحراني رحمه اللّه (ت 1107 ه)، تحقيق: الشيخ عزّة اللّه المولائي، 8 ج، 8 مج، الطبعة الاولى، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة - قم المقدّسة - 1413 ه.

154 - مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول عليهم السّلام: للمولى محمد باقر المجلسي رحمه اللّه (ت 1111 ه)، 26 ج، 26 مج دار الكتب الإسلاميّة - طهران - الطبعة الثانية، 1404 ه/ 1363 ه ش.

155 - مروج الذهب و معادن الجوهر: لأبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي رحمه اللّه (ت 346 ه)، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، 4 ج، 4 مج، دار المعرفة - بيروت.

156 - المزار: لمحمد بن مكّي العاملي «الشهيد الأوّل» رحمه اللّه (ت 786 ه)، تحقيق: محمود البدري، الطبعة الاولى، مؤسّسة المعارف الإسلاميّة - قم المقدّسة - 1416 ه.

157 - مسائل علي بن جعفر و مستدركاتها: تحقيق و جمع: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1410 ه/ 1990 م، نشر و تصوير: المؤتمر العالمي للامام الرضا عليه السّلام.

158 - مسارّ الشيعة: لمحمد بن محمد بن النعمان المفيد رحمه اللّه (ت 413 ه)، ضمن المجموعة النفيسة.

159 - المستجاد من كتاب الإرشاد: لجمال الدين الحسن بن يوسف الحلّي رحمه اللّه (ت 726 ه) تحقيق: محمود البدري، الطبعة الأولى مؤسّسة المعارف الإسلاميّة - قم المقدّسة - 1417 ه.

160 - المستجاد من كتاب الإرشاد: لحسن بن المطهّر الحلّي رحمه اللّه (ت 726 ه) ضمن المجموعة النفيسة.

ص: 698

161 - مستدركات علم رجال الحديث: للشيخ علي النمازي الشاهرودي 8 ج، 8 مج، الطبعة الاولى، مطبعة حيدري - طهران - 1412 ه.

162 - مستدرك «عوالم العلوم و المعارف و الأحوال للشيخ عبد اللّه البحراني»: للسيّد محمد باقر الموسوي الموحّد الأبطحي الأصفهاني، تحقيق و نشر: مؤسّسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1413 ه.

163 - مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل: لميرزا حسين النوري الطبرسي رحمه اللّه (ت 1320 ه)، 18 ج، 18 مج، تحقيق و نشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1407 ه.

164 - مستطرفات السرائر [أو النوادر]: للشيخ أبي عبد اللّه محمد بن أحمد ابن إدريس الحلّي رحمه اللّه (ت 598 ه)، تحقيق و نشر: مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1208 ه/ 1987 م.

165 - مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة و الأولاد: للشيخ زين الدين علي بن أحمد الجبعي العاملي «الشهيد الثاني» رحمه اللّه (ت 965 ه)، تحقيق و نشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1407 ه.

166 - مسند الإمام الجواد عليه السّلام: للشيخ عزيز اللّه العطاردي، المؤتمر العاملي للإمام الرضا عليه السّلام، 1410 ه.

167 - مسند الإمام العسكري عليه السّلام: للشيخ عزيز اللّه العطاردي المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السّلام، 1410 ه.

168 - مسند الإمام الهادي عليه السّلام: للشيخ عزيز اللّه العطاردي المؤتمر العالمي للإمام الرضا عليه السّلام، 1410 ه.

169 - مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين: للحافظ رجب البرسي رحمه اللّه الطبعة الثانية، المكتبة الحيدريّة - قم المقدّسة - 1416 ه/ 1375 ه ش.

ص: 699

170 - مشكاة الأنوار في غرر الأخبار: للعالم الجليل ثقة الإسلام أبي الفضل علي الطبرسي رحمه اللّه، (ت أوائل القرن السابع ه)، منشورات المكتبة الحيدريّة في النجف - الطبعة الثانية - 1385 ه.

171 - مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار: للسيّد عبد اللّه شبّر رحمه اللّه (ت 1242 ه)، تحقيق: السيّد علي، 2 ج، 1 مج، مطبعة الزهراء - بغداد - نشر و تصوير مكتبة بصيرتي - قم المقدّسة.

172 - مصادقة الإخوان: للشيخ أبي جعفر محمد بن أبي الحسن علي بن بابويه القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، بإشراف: السيّد علي الخراساني الكاظمي، مكتبة الإمام صاحب الزمان - الكاظميّة - العراق - نشر و تصوير: الكرماني - قم المقدّسة - 1402 ه/ 1982 م.

173 - مصباح الشريعة للإمام جعفر الصادق عليه السّلام: منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - الطبعة الاولى، 1400 ه/ 1980 م.

174 - المصباح: للشيخ تقيّ الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد العاملي الكفعمي رحمه اللّه (ت 900 ه)، تصحيح: الشيخ حسين الأعلمي، الطبعة الاولى، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1411 ه/ 1994 م.

175 - مصباح المتهجّد: لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه اللّه (ت 460 ه)، تحقيق و تصحيح: علي أصغر مرواريد، الطبعة الاولى، مؤسّسة فقه الشيعة - بيروت - 1411 ه/ 1991 م.

176 - مصنّفات الشيخ المفيد: لأبي عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي رحمه اللّه (ت 413 ه)، المجلّد الخامس، الحاوي: 1 - الاعتقادات: للشيخ الصدوق رحمه اللّه تحقيق: عصام عبد السيّد. 2 - تصحيح الاعتقادات: شرح اعتقادات الصدوق، تحقيق: حسين درگاهي. 3 - المزار:

تحقيق: السيّد محمد باقر الأبطحي. الطبعة الاولى، نشر و تصوير المؤتمر

ص: 700

العالمي لألفيّة الشيخ المفيد - قم المقدّسة - 1413 ه.

177 - معاني الأخبار: للشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، تصحيح و تعليق: علي أكبر الغفّاري، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم المقدّسة - 1361 ه ش.

178 - معجم البلدان: لشهاب الدين أبي عبد اللّه ياقوت بن عبد اللّه الحمّودي الرومي البغدادي، 5 ج، 5 مج، دار صادر - بيروت - 1376 ه / 1957 م.

179 - معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرواة: لآية اللّه السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي رحمه اللّه (ت؟ ه)، 23 ج، 23 مج، الطبعة الرابعة، مركز نشر آثار الشيعة - قم المقدّسة - 1410 ه/ 1369 ه ش.

180 - مفتاح الفلاح في عمل اليوم و الليلة: للشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين الحارثي العاملي رحمه اللّه (ت 1031 ه)، تعليق: محمد إسماعيل المازندراني الخواجوئي، تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، الطبعة الاولى، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم المقدّسة - 1415 ه.

181 - مقاتل الطالبيّين: لأبي الفرج الأصفهاني رحمه اللّه (ت 356 ه)، تحقيق:

السيّد أحمد صقر، الطبعة الثانية، منشورات الشريف الرضي - قم المقدّسة - 1416 ه/ 1376 ه ش.

182 - المقنعة: لأبي عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان المفيد رحمه اللّه (ت 416 ه)، تحقيق و نشر: مؤسّسة النشر الإسلامي - قم المقدّسة - الطبعة الثانية، 1410 ه.

183 - مكارم الأخلاق: لأبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي رحمه اللّه (من أعلام القرن السادس الهجري)، تحقيق و تقديم: الشيخ حسين الأعلمي، الطبعة الاولى، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1414 ه/ 1994 م.

ص: 701

184 - الملل و النحل: لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني، (ت 548 ه)، تحقيق: محمد سيّد گيلاني، 2 ج، 2 مج، دار المعرفة - بيروت.

185 - مناقب آل أبي طالب: لأبي جعفر رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني رحمه اللّه (ت 588 ه)، 4 ج، 4 مج، المطبعة العلميّة - قم المقدّسة.

186 - المناقب: لموفّق بن أحمد بن محمد المكّي الخوارزمي، (ت 568 ه)، تحقيق: الشيخ مالك المحمودي، الطبعة الثالثة، مؤسّسة النشر الإسلامي - قم المقدّسة - 1417 ه.

187 - المنتخب في جمع المراثي و الخطب: لفخر الدين الطريحي النجفي رحمه اللّه (ت 1085 ه)، انتشارات مكتبة أرومية - قم المقدّسة.

188 - المنجد في اللغة و الأعلام: لويس معلوف، الطبعة الحادية و العشرون، دار المشرق - بيروت - 1973 م.

189 - من لا يحضره الفقيه: للشيخ أبي جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه الصدوق القمي رحمه اللّه (ت 381 ه)، تحقيق و تعليق: السيّد حسن الخرسان، 4 ج، 4 مج، الطبعة السادسة، دار الأضواء - بيروت - 1405 ه/ 1985 م.

190 - منية المريد في المفيد و المستفيد: للفقيه الشهيد السعيد زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الشامي (ت 965 ه)، مطبعة الخيّام، قم (1402 ه).

191 - المواعظ: الشيخ الصدوق رحمه اللّه (ت 381 ه)، الطبعة الاولى، دار الهادي - بيروت - 1412 ه/ 1992 م.

192 - الموسوعة الرجاليّة: للسيّد حسين الطباطبائي البروجردي رحمه اللّه تنظيم ميرزا حسن النوري الهمداني، 7 ج، 7 مج، مجمع البحوث الإسلاميّة في الآستانة الرضويّة المقدّسة، 1413 ه/ 1992 م.

ص: 702

193 - ميزان الاعتدال: للذهبي شمس الدين، أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 ه) تحقيق: علي محمد البجاوي، 4 ج، 4 مج، طبعة: دار الفكر - بيروت - 1382 ه/ 1963 م.

194 - مهج الدعوات و منهج العبادات: لرضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس رحمه اللّه (ت 664 ه)، تقديم و تعليق: الشيخ حسين الأعلمي، الطبعة الاولى، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - 1414 ه/ 1994 م.

195 - نزهة الجليس و منية الأديب الأنيس: للسيّد العبّاس المكّي الحسيني الموسوي رحمه اللّه (ت 1180 ه)، 2 ج، 2 مج، الطبعة الاولى، انتشارات المكتبة الحيدريّة - قم المقدّسة - 1417 ه/ 1375 ه ش.

196 - نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه و النظائر: يحيى بن سعيد الحلّي رحمه اللّه تحقيق: السيّد أحمد الحسيني + نور الدين الواعظي، مطبعة الآداب - النجف الأشرف - 1386 ه، نشر و تصوير: منشورات الرضي - قم المقدّسة.

197 - نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: للشيخ الحسين بن محمد بن الحسن بن نصر الحلواني رحمه اللّه (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق و نشر: مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1408 ه.

198 - نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة الهداة عليهم السّلام: لمحمد بن جرير بن رستم الطبري رحمه اللّه، (من أعلام القرن الخامس)، تحقيق و نشر: مدرسة الإمام المهدي عليه السّلام - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1410 ه.

199 - نور الأبصار: في مناقب آل بيت النبيّ المختار عليهم السّلام: للشيخ مؤمن الشبلنجي، (من علماء القرن الثالث عشر الهجري)، منشورات الشريف الرضي - قم المقدّسة.

200 - نور الثقلين: للشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي رحمه اللّه

ص: 703

(ت 1112 ه)، تصحيح و تعليق: السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي، 5 ج، 5 مج، الطبعة الثانية، المطبعة العلميّة - قم المقدّسة - 1383 ه.

201 - نهج الحقّ و كشف الصدق: للحسن بن يوسف المطهّر الحلّي رحمه اللّه (ت 726 ه)، تعليق: الشيخ عين اللّه الحسني الأموي، المطبعة الرابعة، دار الهجرة - قم المقدّسة - 1414 ه.

202 - الوافي: للمولى محمد محسن المشتهر «بالفيض الكاشاني» رحمه اللّه (ت 1091 ه)، 24 ج، 24 مج، تحقيق و نشر: مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي عليه السّلام - أصفهان - الطبعة الاولى، 1406 ه.

203 - الوافي بالوفيات: للصفدي خليل بن ايبك بن عبد اللّه (ت 764 ه) باعتناء: هلموت ريتر، 22 ج، 22 مج، طبعة: دار النشر فرانز شتاينر بقيسبادن [FRANZ STEINER VERLAG GMBH WIESBAEN] ، 1381 ه / 1962 م.

204 - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة: للشيخ محمد بن الحسن الحرّ العاملي رحمه اللّه (ت 1104 ه)، 30 ج، 30 مج، تحقيق و نشر: مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث - قم المقدّسة - الطبعة الاولى، 1409 ه.

205 - الهداية الكبرى: لأبي عبد اللّه الحسين بن حمدان الخصيبي رحمه اللّه (ت 334 ه)، الطبعة الرابعة، مؤسّسة البلاغ - بيروت - 1411 ه/ 1991 م.

206 - اليقين باختصاص مولانا علي عليه السّلام بإمرة المؤمنين: للسيّد رضيّ الدين علي بن الطاوس الحلّي رحمه اللّه (ت 664 ه)، تحقيق: الأنصاري، الطبعة الاولى، مؤسّسة دار الكتاب - قم المقدّسة - 1413 ه.

207 - ينابيع المودّة لذوي القربى: لسليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي، (ت 1294 ه)، 3 ج، 3 مج، تحقيق: سيّد علي جمال أشرف الحسيني، الطبعة الاولى، دار الأسوة للطباعة و النشر - قم المقدّسة - 1416 ه.

ص: 704

فهرس العناوين و الموضوعات

الفصل الخامس في الأحكام الباب الأوّل في مقدّمات الفقه 7 أ - الأخذ بالأحاديث المرويّة في حال التقيّة 7

ب - اليقين لا يدخله الشكّ 8

الباب الثاني في الطهارة 9 أ - حكم تطهير الأرض 9

ب - الوضوء 9

ج - غسل مسّ الميّت 10

د - الاحتضار 10

ه - التكفين و التحنيط 11

الأوّل في نزع أزرار القميص المعدّ للكفن 11

الثاني في إهداء الحنوط و الكفن للميّت 11

الثالث في كيفيّة تكفين المرأة و حنوطها 12

الرابع في وضع الجريدة مع الميّت 12

و - الدفن و ما يناسبه 14

الأوّل - حكم دفن السقط 14

الثاني - كيفيّة التعزية و استحباب الدعاء لأهل المصيبة 14

ص: 705

ز - النجاسات 15

الأوّل في علّة خبث الغائط و نتنه 15

الثاني في حكم الفقّاع 15

ح - الجلود 16

الأوّل في طهارة جلود الحمر الوحشيّة المذكّاة 16

الثاني في طهارة ما يشترى من السوق 17

الباب الثالث في الصلاة 19 أ - الصلوات المكتوبة 19

الأوّل في أوقات الفرائض اليوميّة 19

حكم وقت صلاة الفجر و الظهرين 19

الثاني في لباس المصلّي 21

حكم التوشّح بالإزار فوق القميص 21

حكم الاتّزار بالقميص و المنديل 21

حكم الصلاة في الفنك و السنجاب و السمور 21

حكم الصلاة في جلود الميتة 22

حكم الصلاة في الخزّ 23

حكم الصلاة في الخمرة المدنيّة 23

حكم الصلاة في النعلين 24

حكم الصلاة في ما تعمل من وبر الأرانب 25

حكم الصلاة في ثوب عليه وبر ما لا يؤكل لحمه 26

الثالث في مكان المصلّي 26

حكم الصلاة على السرير 26

ص: 706

حكم صلاة الخوف على الراحلة 26

حكم التفل في المسجد 27

الرابع في القراءة 27

قراءة السورة في الركعتين بعد الحمد 27

قراءة الحمد وحده عند الخوف 28

ترك البسملة في أمّ الكتاب و غيره يوجب الإعادة 28

الخامس في القنوت 29

القنوت قبل الركوع 29

جواز الدعاء في القنوت بكلّ مناجاة 29

الدعاء في القنوت بالمأثور 30

قنوت الإمام محمد بن علي بن موسى عليهم السّلام 30

دعاؤه عليه السّلام في قنوته 30

السادس في الركوع 32

فيمن أتمّ ركوعه 32

السابع في السجود 33

السجود على سبعة أعضاء 33

الثامن في التعقيب 33

تعقيب الصلوات المكتوبة 33

تعقيب صلاة الفجر 34

فضل قراءة «سورة القدر» بعد صلاة العصر 35

التاسع في سجدتي الشكر بعد صلاة المغرب 35

العاشر في الذكر 36

فضل ذكر اللّه بين الطلوعين 36

ص: 707

الحادي عشر في صلاة الجماعة 36

شرائط الإمام 36

الثاني عشر في صلاة الحائض 40

عدم وجوب قضاء الصلاة على الحائض 40

الثالث عشر في صلاة المستحاضة 40

حكمها من غير أن تعمل ما تعمله المستحاضة 40

الرابع عشر في صلاة القضاء 41

عدم إجزاء الركعة في القضاء عن أكثر من ركعة و إن كانت في المسجد الحرام، أو مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو مسجد الكوفة 41

الخامس عشر في صلاة المسافر 42

صلاة من خرج إلى ضيعته 42

صلاة الباغي و السارق 42

صلاة الملاّح في السفينة 43

إتمام الصلاة في الحرمين 43

السادس عشر في صلاة العيدين 46

عدم توفيق العامّة لصلاة العيدين 46

السابع عشر في صلاة الطواف 46

صلاة الطواف خلف المقام 46

صلاة طواف النساء خلف المقام 46

صلاة يوم التروية خلف المقام 47

ب - الصلوات النوافل 47

الأوّل في نافلة الليل 47

الثاني في نافلة الفجر 48

ص: 708

الثالث في نافلة المغرب 48

الرابع في قضاء النوافل 49

الخامس في نافلة ليلة المبعث 49

السادس في نافلة يوم المبعث و النصف من رجب 50

السابع في نوافل شهر رمضان 50

الثامن في نافلة أوّل يوم من كلّ شهر 51

التاسع الصلاة في مسجد الكوفة و مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 51

العاشر في الصلاة عند الشدائد و النوائب 52

الحادي عشر في صلاة الاستخارة 53

الثاني عشر في صلاة الجواد عليه السّلام 53

الثالث في كيفيّة الاستخارة 54

الباب الرابع في الصوم 57 أ - الإمساك عن الأكل و الشرب و وقتها 57

ب - من يصحّ عنه الصوم و من لا يصحّ 57

الأوّل في حكم صوم الحائض و المستحاضة 57

الثاني في صوم النذر 58

الثالث في صوم الباغي و السارق في السفر 59

الرابع في حكم الصوم بدل الهدي 59

ج - أحكام شهر رمضان 60

الأوّل في حكم صوم يوم الشكّ 60

الثاني في نيّة الصوم و الدعاء بعد رؤية هلال شهر رمضان 60

الثالث في حكم مفطرات الصوم و كفّارته 61

ص: 709

الرابع في أنّ ليلة ثلاث و عشرين، ليلة القدر 62

الخامس في أنّ قاتلي عترة النبيّ لا يوفّقون لصوم شهر رمضان 62

د - الصوم المندوب 63

الأوّل في صوم يوم المبعث و النصف من رجب 63

الثاني في الصوم عند الزلازل 63

ه - قضاء الصوم 64

حكم صوم الميّت 64

الباب الخامس في الزكاة 65 أ - وجوب الزكاة 65

ب - ما تجب فيه الزكاة، و ما لا تجب 65

الأوّل في حكم إخراج القيمة عمّا تجب فيه الزكاة 65

الثاني في حكم زكاة المهر 66

ج - باب المستحقّين للزكاة 66

الأوّل في حكم دفع الزكاة إلى من يقول بالجسم 66

الثاني في حكم دفع الزكاة إلى المخالف 67

الثالث في حكم دفع الزكاة إلى من يشرب الخمر 67

الرابع في حكم الزكاة إذا لم يوجد من يستحقّها 68

د - زكاة الفطرة 68

الأوّل في المستحقّين لزكاة الفطرة 68

الثاني في حكم إيصال زكاة الفطرة إلى الإمام عليه السّلام 69

الثالث في زكاة الفطرة و مقدارها 69

الرابع في حكم عزل زكاة الفطرة و مقدارها 70

ص: 710

الخامس في حكم نقل زكاة الفطرة من بلد إلى بلد آخر 70

الباب السادس في الخمس 71 أ - ما يجب فيه الخمس و ما لا يجب 71

ب - حكم الخمس فيما بذل للحجّ 74

ج - إخراج الخمس بعد المئونة 74

د - حكم إيصال الخمس إلى الإمام عليه السّلام 75

ه - تحليل الإمام عليه السّلام حصّته من الخمس 77

و - خمس الوقف 79

الباب السابع في الحجّ 81 أ - وجوب الحجّ و شرائطه 81

الأوّل في حكم حجّ المخالف إذا استبصر 81

الثاني في حكم حجّ السكران 82

الثالث في حكم حجّ العبد 82

ب - النيابة في الحجّ 83

الأوّل في حكم استنابة الصرورة مع وجوب الحجّ عليه 83

الثاني في حكم النيابة في الحجّ عن المخالف 83

الثالث في حكم من أوصى أن يحجّ عنه 84

الرابع في حكم الطواف عن الأئمّة و النبيّ و فاطمة 85

ج - أقسام الحجّ و أحكامه 86

الأوّل في اختيار حجّ التمتّع على القران و الإفراد 86

الثاني في الإتيان بعمرة المفردة و حجّة في عام واحد 88

ص: 711

د - الإحرام 89

حكم إحرام الصبيّ 89

ه - تروك الإحرام 89

الأوّل في تظليل الرجل المحرم على نفسه 89

الثاني في تظليل الرجل المحرم، في المحمل 90

الثالث في المحرم إذا زامل امرأة جاز التظليل لها دونه 90

الرابع في حكم شرب المحرم من قربة اتّخذت من جلود الصيد 91

الخامس في حكم المحرم إذا كان معه لحم الصيد 91

و - كفّارات الإحرام 92

الأوّل في كفّارات الصيد في الحلّ و الحرم 92

الثاني في حكم كفّارة الظلال 93

ز - الطواف 95

الأوّل في حكم قطع السعي لصلاة الفريضة، و استحباب الذكر و قراءة القرآن في الطواف 95

الثاني في حكم طواف الطفل بالمطوّف 95

الثالث في حكم طواف النساء 96

الرابع في حكم من شكّ في أشواط الطواف 97

ح - السعي 97

السعي أحبّ إلى اللّه 97

ط - الصلاة يوم التروية 98

صلاة يوم التروية عند زوال الشمس 98

ى - المقيم بمكّة 98

صوم سبعة الأيّام بدل الهدي لمن يجاور بمكّة 98

ص: 712

ك - النفر 99

حكم النفر من مكّة 99

ل - رمي الجمار 99

حكم رمي الجمار 99

م - الهدي 100

حكم أضحية الخصي 100

ن - الحلق و التقصير 100

الأوّل في حكم تولّي الغير التقصير و استحباب الابتداء بالناصية 100

الثاني فيما حلق به آدم عليه السّلام رأسه 101

س - وداع الكعبة 101

الأوّل - حكم وداع الكعبة و طوافها 101

الثاني - حكم الخروج من الحرمين قبل أن يصلّي الظهرين 103

ع - العمرة 103

فضل عمرة شهر رمضان 103

ف - المزار 104

الأوّل في بداية الحاجّ بمكّة ثمّ بالمدينة 104

الثاني في فضل زيارة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 104

الثالث في زيارة الإمام الحسين عليه السّلام في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان 105

الرابع في زيارة الإمامين الحسين و الرضا عليهما السّلام 106

الخامس في زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام 107

استحباب اختيار زيارته عليه السّلام على الحجّ 107

إنّ زيارته عليه السّلام تعدل ألف ألف حجّة 109

من زاره عليه السّلام دخل الجنّة 110

ص: 713

من زاره عليه السّلام غفر اللّه له ذنوبه 112

من زاره عليه السّلام كان آمنا يوم القيامة 114

كيفيّة زيارته عليه السّلام 115

السادس في زيارة فاطمة المعصومة عليها السّلام 121

السابع في زيارة قبور المؤمنين 121

الباب الثامن الجهاد، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و التقيّة 123 أ - الجهاد 123

الأوّل في حكم من نذر مالا للمرابطة 123

الثاني في حقن دماء المسلمين 124

الثالث في حكم الغنائم و الأنفال 124

ب - الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر 125

الاهتمام بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر 125

ج - التقيّة 125

الأوّل في الاعتناء و الاهتمام بالتقيّة 125

الثاني في حكم التقيّة في النذر 126

الباب التاسع النكاح و الأولاد 129 أ - مقدّمات النكاح و آدابه 129

الأوّل في صفات الزوج 129

الثاني في حكم تزويج الصغار 129

الثالث في تزويج الرجل أكثر من امرأة واحدة 131

الرابع في تهنئة التزويج 131

ص: 714

ب - عقد النكاح و أولياء العقد 132

الأوّل في كيفيّة إجراء العقد 132

الثاني في عقد الفضولي 133

ج - ما يحرم بالرضاع 134

الأوّل في حكم اتّحاد الفحل في الرضاع 134

الثاني في حكم من تزوّج رضيعة فأرضعتها إحدى زوجاته 135

الثالث في حكم الرضاع بعد الفطام 135

د - ما يحرم بالمصاهرة و نحوه 136

الأوّل في حكم من نكح امرأة على زنا 136

الثاني في حكم تزويج المطلّقة 137

ه - ما يحرم بالكفر و نحوه 137

حكم نكاح من ارتدّ عن الإسلام ثمّ تاب 137

و - نكاح العبيد و الإماء 138

الأوّل في حكم من اشترى أمة ثمّ أعتقها 138

الثاني في حكم تزويج العبد 139

ز - معاشرة المرأة الأجنبيّة 139

الأوّل في كيفيّة ملامسة المرأة الأجنبيّة 139

الثاني في حكم كشف المرأة رأسها عند الخادم 140

ح - المهر 141

الأوّل في حكم جعل المهر من غير المال 141

الثاني في مهر السنّة 141

ط - أحكام الأولاد 142

الأوّل في الدعاء لجعل ولد الحبلى ذكرا سويّا 142

ص: 715

الثاني في تسمية الولد قبل الولادة 142

الثالث في برّ الوالدين 143

الباب العاشر الطلاق و الظهار 145 الأوّل في شرائط صحّة الطلاق 145

الثاني في حكم طلاق الغائب زوجته 147

الثالث في حكم الطلاق غير مرّة 147

الرابع في حكم تولّي المولى طلاق الأمة المزوّجة حرّا 148

ب - أقسام الطلاق و أحكامه 148

الأوّل في صحّة الطلاق من غير جماع بعد الرجوع 148

الثاني في طلاق الرجعة 149

ج - العدد 149

عدّة المطلّقة و المتوفّى عنها زوجها 149

د - الظهار 151

حكم من ظاهر عن امرأته ثمّ كفّر 151

الباب الحادي عشر الوقف و الرهن 153 أ) الوقف 153

الأوّل في حكم إعطاء فقراء بني هاشم من الوقف 153

الثاني في حكم الوقف على أولاد كثيرين متفرّقين 153

الثالث في اشتراط تعيين الوقت في صحّة الوقف 154

الرابع في حكم بيع الوقف 154

ب - الرهن 155

ص: 716

الباب الثاني عشر الدين 157 أ - حكم أداء الدين 157

ب - حكم استيفاء الدين من مال الغريم 158

ج - حكم دين المؤجّل بموت المستقرض 158

الباب الثالث عشر الوصيّة 159 أ - لزوم الوصيّة 159

ب - حكم الوصيّة في الثلث و ما زاد عليه 159

ج - حكم إنفاذ الوصيّة 161

د - حكم من أوصى بجميع ماله للإمام و ترك امرأتين 162

ه - إذا مات الموصى له قبل الموصي فتركته لورثته 162

و - حكم من مات و ترك صغارا و لم يوص 163

حكم الوصيّة بحرمان إحدى الورثة 163

حكم شراء الوصي من مال الميّت إذا بيع فيمن زاد 163

الباب الرابع عشر الإجارة 165 أ - حكم إكراء الأرض بالطعام 165

ب - حكم أجرة الفاصد 166

الباب الخامس عشر الشفعة 167 شرائط الشفعة 167

ص: 717

الباب السادس عشر البيع و التجارة 169 أ - حكم تعيين الثمن 169

ب - حكم بيع الوقف 169

ج - حكم بيع أموال الأيتام إذا لم يكن لهم وصيّ و لا وليّ 170

د - حكم شراء مال الرجل المفقود 171

ه - حكم أمر الغير بالبيع و الشراء 171

و - حكم بيع جلد غير مأكول اللّحم إذا كان مذكّى 172

ز - حكم بيع الجواري 172

ح - حكم ما يكسبه العبد 173

ط - حكم بيع السلاح إلى السلطان 173

ى - حكم الربا 174

ك - حكم من أربى بجهالة 174

الباب السابع عشر العتق 175 أ - استحباب العتق 175

ب - حكم عتق الأمة 176

ج - حكم العتق بالنذر 176

د - حكم عتق العبد حين موت المولى 176

الباب الثامن عشر الإرث 179 أ - ميراث الأبوين و الأولاد 179

الأوّل في حكم ميراث الأبوين إذا اجتمعا مع الزوج 179

الثاني في حكم ميراث البنت إذا اجتمعت مع زوج المتوفّاة 179

ص: 718

الثالث في حكم ميراث البنت إذا انفردت 180

ب - ميراث الأعمام و الأخوال 180

الأوّل في حكم ميراث الخالة إذا انفردت 180

الثاني في حكم ميراث بني العمّ إذا اجتمعوا مع عمّ الأب 181

ج - ميراث الأزواج 181

الأوّل في حكم ميراث الزوج إذا اجتمع مع الأبوين 181

الثاني في حكم ميراث الزوج إذا اجتمع مع البنت 182

الثالث في حكم ميراث الزوجة 182

د - ميراث العصبة و بني العمّ 184

حكم ميراث العصبة و بني العمّ 184

ه - ميراث ولاء العتق 184

الميراث و الولاء للمولى الأعلى 184

و - ميراث ولد الزنا 185

ولد الزنا لا يرثه الزاني و لا الزانية 185

ز - ميراث المفقود 185

حكم ميراث المفقود 185

الباب التاسع عشر الصيد و الذباحة 187 أ - الصيد 187

الأوّل في حكم من يخرج إلى الصيد للتصحّح 187

الثاني في حكم الصيد بطرا و لهوا 187

الثالث في حكم ما صاده البازي 188

الرابع في حكم صيد المحرم 188

ص: 719

ب - الذبائح 190

ما يحلّ و ما يحرم من الذبائح 190

الباب العشرون الأطعمة و الأشربة 195 أ - الأطعمة المحرّمة 195

ب - الأطعمة المباحة 196

الأوّل في الموز 196

الثاني في القطاة 196

الثالث في السداب 196

الرابع في أكل ما صاده البازي 197

الخامس في حكم أكل الجلاّلات 197

ج - آداب المائدة 198

الأوّل في غسل اليدين قبل الطعام 198

الثاني في الأكل مع الجماعة و غسل اليدين بعد الطعام 198

الثالث في كراهة القيام حين أكل الطعام 198

الرابع في حكم ما يسقط من الخوان في البيت و الصحراء 199

د - الأشربة المحرّمة و المكروهة 199

الأوّل في شرب المسكر 199

الثاني في شرب الفقّاع 200

الثالث في الشرب من الانية المفضّضة 200

ه - الأشربة المباحة 201

الأوّل في سويق العدس 201

الثاني في الشراب الذي يعالج برد المعدة 201

ص: 720

الثالث في الشراب الذي يعالج الحصاة 202

الرابع في الشرب من الانية المفضّضة 202

الباب الحادي و العشرين الزيّ و التجمّل 203 أ - اللباس 203

ب - لبس الخاتم 203

ج - المسك 204

د - الخضاب بالحنّاء 204

ه - المرآة 204

الباب الثاني و العشرين الأيمان و النذر 205 أ - كراهة اليمين على كلّ حال 205

الأوّل في كراهة اليمين على كلّ حال 205

الثاني في حكم اليمين بغير اللّه 205

الثالث في حكم من حلف على ضرب عبده ثمّ عفى عنه 206

الرابع في حكم من حلف على ضرب عبده عددا 207

ب - النذر 207

الأوّل في حكم من نذر مالا للمرابطة 207

الثاني في حكم من نذر أن يصوم الجمعة فوافق الفطر أو الأضحى 208

الثالث في حكم من نذر صوم كلّ سبت 208

الرابع في حكم من نذر عتق مملوكة 209

الخامس في كفّارة حنث العهد 209

ص: 721

الباب الثالث و العشرين الحدود و الديات 211 أ - في حدّ السرقة 211

الأوّل في حدّ القطع 211

الثاني في حدّ النبّاش 211

ب - حدّ المحارب 212

أقسام المحارب و أحكامها 212

ج - حدّ نكاح البهائم 213

تعزير نكاح البهيمة 213

د - الديات 214

حكم القاتل عمدا إذا هرب 214

الفصل السادس في القرآن و الأدعية الباب الأوّل ما ورد عنه عليه السلام في القرآن 217 أ - ما ورد عنه عليه السّلام في قراءة القرآن 217

الأوّل في فضل قراءة القرآن 217

الثاني في أنّ البسملة جزء من السورة 218

الثالث في قراءة القرآن حين طواف الفريضة 218

ب - ما ورد عنه عليه السّلام في القرآن من التفسير و غيره 219

الأوّل في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة البقرة [2] 219

الثاني في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة آل عمران [3] 227

الثالث في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة النساء [4] 228

الرابع في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة المائدة [5] 231

ص: 722

الخامس في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأنعام [6] 234

السادس في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأعراف [7] 235

السابع ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأنفال [8] 236

الثامن في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة التوبة [9] 238

التاسع في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة يوسف [12] 240

العاشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة مريم [19] 241

الحادي عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة طه [20] 242

الثاني عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الحجّ [22] 243

الثالث عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة النور [24] 243

الرابع عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الفرقان [25] 244

الخامس عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة النمل [27] 245

السادس عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة القصص [28] 245

السابع عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة العنكبوت [29] 246

الثامن عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة لقمان [31] 246

التاسع عشر في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأحزاب [33] 247

العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة يس [36] 247

الحادي و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة ص [38] 248

الثانى و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الزمر [39] 248

الثالث و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الشورى [42] 249

الرابع و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الزخرف [43] 250

الخامس و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الدخان [44] 251

السادس و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأحقاف [46] 251

السابع و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم [47] 253

ص: 723

الثامن و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة ق [50] 253

التاسع و العشرون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة النجم [53] 254

الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة القمر [54] 256

الحادي و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة المجادلة [58] 257

الثاني و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الجمعة [62] 258

الثالث و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الطلاق [65] 259

الرابع و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة نوح [71] 259

الخامس و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الجنّ [72] 260

السادس و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة القيامة [75] 260

السابع و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الإنسان [76] 261

الثامن و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الأعلى [87] 261

التاسع و الثلاثون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الغاشية [88] 262

الأربعون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الليل [92] 262

الحادي و الأربعون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة القدر [97] 263

الثاني و الأربعون في ما ورد عنه عليه السّلام في سورة الإخلاص [112] 267

ج - الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في الصلاة 268

الأوّل في صلاة المغرب 268

الثاني في صلاة كلّ شهر 268

الثالث في نوافل المغرب 269

د - الآيات و السور التي أمر عليه السّلام بقراءتها في الصلاة 270

الأوّل في صلاة ليلة سبع و عشرين من رجب 270

الثاني في صلاة يوم النصف و يوم السابع و العشرين من رجب 270

الثالث في صلاة الحرز المعروف بحرز الجواد عليه السّلام 271

ص: 724

ه - الآيات و السور التي قرأها عليه السّلام في الأدعية 272

الأوّل في حجاب محمد بن علي عليهما السّلام 272

الثاني في عوذات أيّام الأسبوع 272

و - الآيات و السور التي أمر عليه السّلام بقراءتها في الأدعية 274

الأوّل في حرز الجواد عليه السّلام 274

الثاني في عقيب صلاة الفجر 274

الباب الثاني في الأدعية و الأذكار 277 أ - تعليمه عليه السّلام الدعاء في موارد خاصّة 277

الأوّل الدعاء عند رجاء الفرج 277

الثاني الدعاء عند الصباح و المساء 277

الثالث الدعاء في تمجيد اللّه تعالى 278

الرابع الدعاء لتعقيب صلاة مكتوبة 278

الخامس الدعاء لتعقيب صلاة الفجر 280

السادس الدعاء في إحضار الميّت 280

ب - دعاؤه عليه السّلام في موارد خاصّة 281

الأوّل دعاؤه عليه السّلام عند الاستخاره 281

الثاني دعاؤه عليه السّلام عند مشاهدة الجنازة 281

الثالث دعاؤه عليه السّلام عند مسح رأسه و وجهه 282

الرابع دعاؤه عليه السّلام في القنوت 282

الخامس دعاؤه عليه السّلام لأوّل ليلة من رجب 285

السادس دعاؤه عليه السّلام في يوم النصف و السابع و العشرين من رجب 286

السابع دعاؤه عليه السّلام في ليلة السابع و العشرين من رجب 287

ص: 725

الثامن دعاؤه عليه السّلام بعد رؤية هلال شهر رمضان 289

ج - دعاؤه عليه السّلام في كلّ زمان و مكان 291

د - دعاؤه عليه السّلام لبعض أصحابه 292

الأوّل دعاؤه عليه السّلام لإبراهيم بن محمد الهمداني و جماعة 292

الثاني دعاؤه عليه السّلام لابن شاذويه 293

الثالث دعاؤه عليه السّلام لإسحاق الأنباري 293

الرابع دعاؤه عليه السّلام لزكريّا بن آدم 293

الخامس دعاؤه عليه السّلام لصهر بكر بن صالح 294

السادس دعاؤه عليه السّلام لعبد العزيز بن المهتدي الأشعريّ القميّ 294

السابع دعاؤه عليه السّلام لعلي بن مهزيار 295

الثامن دعاؤه عليه السّلام لمحمد بن أورمة 297

التاسع دعاؤه عليه السّلام لبني عمّ محمد بن الحسن الأشعريّ 297

العاشر دعاؤه عليه السّلام لمن أحيى ذكر الأئمّة عليهم السّلام 297

الحادي عشر دعاؤه عليه السّلام لرجل مصاب بابنه 298

ه - دعاؤه عليه السّلام على بعض مخالفيه 299

الأوّل دعاؤه عليه السّلام على عمر بن الفرج الرخجي 299

الثاني دعاؤه عليه السّلام عند شهادته على أمّ الفضل 299

الثالث دعاؤه عليه السّلام على المعتصم و وزرائه 300

الرابع دعاؤه عليه السّلام على أبي السمهري و ابن أبي الزرقاء 301

الخامس دعاؤه عليه السّلام على أبي الغمر و جعفر بن واقد و هاشم بن أبي هاشم 301

السادس دعاؤه عليه السّلام على أبي الخطّاب و أصحابه 301

السابع دعاؤه عليه السّلام على صفوان بن يحيى و محمد بن سنان 302

و - تسبيحه عليه السّلام في اليوم الثاني عشر و الثالث عشر من كلّ شهر 302

ص: 726

ز - إحرازه عليه السّلام 303

الأوّل حرزه للمأمون المعروف بحرز الجواد عليه السّلام 308

الثاني حرز آخر له عليه السّلام 314

الثالث حرزه لابنه الهادي عليهما السّلام 315

ح - تعويذاته عليه السّلام 318

عوذات أيّام الأسبوع 318

عوذة يوم السبت 318

عوذة يوم الأحد 318

عوذة يوم الاثنين 319

عوذة يوم الثلاثاء 320

عوذة يوم الأربعاء 320

عوذة يوم الخميس 321

عوذة يوم الجمعة 322

ط - حجابه عليه السّلام 325

الفصل السابع في المواعظ و الطبّ الباب الأوّل في مواعظه و حكمه عليه السلام 329 أ - مواعظه عليه السّلام في التوجّه إلى اللّه 329

الأوّل في التقوى 329

الثاني في الإخلاص 330

الثالث في الأدعية 331

الدعاء إلى اللّه 331

ص: 727

الدعاء للحبلى 331

الدعاء لرجاء الفرج 332

الدعاء لأوّل ليلة من رجب 332

الدعاء في شهر رجب 333

ذكر اللّه بعد الفجر 333

الدعاء في الصباح و المساء 333

الرابع في التوكّل على اللّه 334

الخامس في الرضا بقضاء اللّه 335

السادس في قراءة القرآن 336

السابع في شكر النعمة 337

الثامن في التوبة 340

التاسع في الاستغفار 341

ب - مواعظه عليه السّلام في العلم 342

الأوّل في العلم و العلماء 342

الثاني في النهي عن القول بما لا تعلم 343

الثالث في التدبّر و التأنّي 344

ج - مواعظه عليه السّلام في الاجتناب عن المعاصي 345

الأوّل في ذمّ اتّباع الهوى 345

الثاني في من استحسن قبيحا 346

الثالث في عقوبة من أمّل فاجرا 347

الرابع في الظلم و الظالم 347

الخامس في الذنوب 349

السادس في النفاق 349

ص: 728

السابع في العجب 349

الثامن في سوء العادة 350

التاسع في الفتك و الاغتيال 350

د - مواعظه عليه السّلام في الشئون الاجتماعيّة 350

الأوّل في المشورة 350

الثاني في الاستخارة 351

الثالث في الاخوّة 352

الرابع في المصاحبة 354

الخامس في منشأ اختلاف الناس 357

السادس في ملامة الناس 357

السابع في المداراة 357

الثامن في الصبر 358

التاسع في الأدب 360

العاشر في ردّ السلام 361

الحادي عشر في جلب المحبّة 362

الثاني عشر في أنّ الغنى توجب الكرامة 362

الثالث عشر في الصدقة 363

الرابع عشر في أداء الدين 365

الخامس عشر في ثمرة قبول نصيحة الإمام عليه السّلام 366

السادس عشر في ثمرة هداية أيتام آل محمد صلوات اللّه عليهم 367

السابع عشر في ثمرة فعل المعروف 368

الثامن عشر في قبول هديّة غير المسلم 369

التاسع عشر في التوراة 369

ص: 729

العشرون في كنس البيت 370

الحادي و العشرون في إقامة العزاء 370

الثاني و العشرون في أوصاف الزينة 371

الثالث و العشرون في آداب المائدة و ما يسقط من الخوان 371

الرابع و العشرون في النكاح 372

الخامس و العشرون في تسمية الولد 373

ه - مواعظه عليه السّلام في صفات المؤمن 373

الأوّل في نيّة المؤمن 373

الثاني في ما يحتاج إليه المؤمن 374

الثالث في عنوان صحيفة المؤمن 374

الرابع في عزّ المؤمن 375

الخامس في الاستعداد للموت 375

السادس في زيارة قبر المؤمن 376

و - مواعظه عليه السّلام في آداب الصلاة 377

الأوّل في إتمام الركوع 377

الثاني في صلاة الجماعة 377

الثالث في إكثار الصلاة في الحرمين 377

ز - مواعظه عليه السّلام الشافية في موارد مختلفة 378

الباب الثاني الطبّ 383 أ - الاستشفاء بالدعاء و التعويذ 383

الأوّل في الدعاء لجعل الجنين ذكرا سويّا 383

الثاني في شفاء وجع العين 383

ص: 730

الثالث في شفاء البهق و وجع الخاصرة 384

الرابع في شفاء ريح الركبة 385

الخامس في شفاء العرق المدني 385

السادس في إحياء الموتى بدعائه عليه السّلام 385

السابع في شفاء أكل الطين 386

الثامن في أعمال أوّل الشهر لدفع الأمراض 386

ب - الاستشفاء بمسح يد الإمام عليه السّلام 387

الأوّل في شفاء العين 387

الثاني في شفاء الصمم 388

الثالث في شفاء ريح الركبة 388

ج - التداوي بالأدوية 389

الأوّل في الحجامة 389

الثاني في برد المعدة و خفقان الفؤاد 390

الثالث في ضعف المعدة 391

الرابع في ريح الخبيثة 391

الخامس في اليرقان 392

السادس في وجع الحصاة 393

السابع في وجع الأضلاع 394

الثامن معالجة الصداع بالبنفسج 395

التاسع في قطع الحيض المستمرّ 395

العاشر في ازدياد العقل و وجع الاذن 396

الحادى عشر في ما يسقط من الخوان 396

ص: 731

الفصل الثامن في الاحتجاجات و المكاتيب الباب الأوّل في احتجاجاته و مناظراته عليه السلام 399 أ - على نسبه و علمه عليه السّلام 399

ب - على إمامته في حداثة سنّه عليه السّلام 400

ج - مع المأمون 402

د - مع يحيى بن أكثم 403

ه - مع المعتصم 409

و - مع أبي يزيد البسطامي 411

الباب الثاني في مكاتيبه عليه السلام 413 أ - مكاتبته مع أبيه الرضا عليهما السّلام 413

ب - كتابه إلى ابنه الهادي عليهما السّلام 413

الأوّل تعويذه لابنه الهادي عليهما السّلام «الحرز» 414

الثاني وصيّته لابنه الهادي عليهما السّلام 415

ج - كتبه عليه السّلام إلى أفراد معيّنة 416

الأوّل إلى إبراهيم بن محمد الهمداني 416

الثاني إلى إبراهيم بن شيبة 420

الثالث إلى إبراهيم بن عقبة 422

الرابع إلى أبي الحسن بن الحصين 423

الخامس إلى أبي شيبة الأصبهانيّ 424

السادس إلى أبي علي بن راشد 425

ص: 732

السابع إلى أبي عمرو الحذّاء 425

الثامن إلى أبي الفضل العبّاس بن المعروف 427

التاسع إلى أبي القاسم الصيقل 428

العاشر إلى أحمد بن إسحاق الأبهريّ 429

الحادي عشر إلى أحمد بن حمّاد المروزي 429

الثاني عشر إلى أحمد بن محمد بن عيسى القميّ 430

الثالث عشر إلى أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد 430

الرابع عشر إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر 431

الخامس عشر إلى إسماعيل بن سهل 433

السادس عشر إلى أمّ علي 433

السابع عشر إلى أيّوب بن نوح 434

الثامن عشر إلى بكر بن صالح 435

التاسع عشر إلى بندار مولى إدريس 435

العشرون إلى جعفر و موسى 436

الحادي و العشرون إلى الحسن بن سعيد 437

الثاني و العشرون إلى الحسين بن بشّار الواسطي 437

الثالث و العشرون إلى الحسين بن الحكم الواسطىّ 438

الرابع و العشرون إلى الحسين بن عبد اللّه النيسابوري و الي سجستان 439

الخامس و العشرون إلى خيران الخادم 440

السادس و العشرون إلى داود بن القاسم 442

السابع و العشرون إلى الريّان بن شبيب 442

الثامن و العشرون إلى زكريّا بن آدم 443

التاسع و العشرون إلى صهر بكر بن صالح 443

ص: 733

الثلاثون إلى عبد الجبّار بن المبارك النهاوندي 444

الحادي و الثلاثون إلى عبد الرحمن بن أبي نجران 444

الثاني و الثلاثون إلى عبد العزيز بن المهتدي القميّ الأشعري 445

الثالث و الثلاثون إلى عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني 446

الرابع و الثلاثون إلى عبد اللّه بن خالد بن نصر المدائني 448

الخامس و الثلاثون إلى عبد اللّه بن الصلت القميّ، المكنّى بأبي طالب القميّ 448

السادس و الثلاثون إلى عبيد اللّه بن محمد الرازي 449

السابع و الثلاثون إلى علي بن أسباط الكوفي 450

الثامن و الثلاثون إلى علي بن بلال 452

التاسع و الثلاثون إلى علي بن حديد 454

الأربعون إلى علي بن محمد الحصيني 454

الحادي و الأربعون إلى علي بن محمد بن سليمان النوفلي 455

الثاني و الأربعون إلى علي بن مهزيار 456

الثالث و الأربعون إلى علي بن ميسّر 472

الرابع و الأربعون إلى عمرو بن سعيد الساباطي 472

الخامس و الأربعون إلى فرّوخ بن زاذان 473

السادس و الأربعون إلى القاسم الصيقل 473

السابع و الأربعون إلى مأمون العبّاسي 476

الثامن و الأربعون إلى محمد بن إبراهيم الحضيني 492

التاسع و الأربعون إلى محمد بن أحمد بن حمّاد، المكنّى بأبي علي المحمودي 493

الخمسون إلى محمد بن إسحاق، و الحسن بن محمد 493

الحادي و الخمسون إلى محمد بن أورمة 494

الثاني و الخمسون إلى محمد بن حمزة العلوي 495

ص: 734

الثالث و الخمسون إلى محمد بن خالد البرقي، المكنّى بأبي عبد اللّه 495

الرابع و الخمسون إلى محمد بن الريّان 496

الخامس و الخمسون إلى محمد بن سليمان بن مسلم، المكنّى بأبي زينبة و جماعة

معه 497

السادس و الخمسون إلى محمد بن عمر الساباطي 498

السابع و الخمسون إلى محمد بن عيسى 498

الثامن و الخمسون إلى محمد بن الفرج 499

التاسع و الخمسون إلى محمد بن الفضيل الصيرفي 503

الستّون إلى محمد بن يحيى الخراساني 505

الحادي و الستّون إلى موسى بن عبد الملك 506

الثاني و الستّون إلى النضر 507

الثالث و الستّون إلى يحيى بن أبي عمران الهمداني 507

د - كتبه عليه السّلام إلى أفراد غير معيّنة 508

الأوّل إلى بعض بني عمّ محمد بن الحسن الأشعري 510

الثاني إلى امرأة من موالي محمد بن الحسن الأشعري 510

الثالث إلى مواليه بهمدان 510

الرابع إلى بعض أوليائه 510

الخامس إلى جماعة من الأصحاب 511

السادس إلى من سأل السيّاري 511

السابع إلى بعض أصحابه 512

الثامن إلى رجل من بني هاشم 515

التاسع إلى رجل 515

ص: 735

الفصل التاسع فيما رواه عن آبائه عليهم السلام أو غيرهم الباب الأوّل ما رواه عليه السلام من الأحاديث القدسيّة 525

الباب الثاني ما رواه عليه السلام عن الملائكة 527

الباب الثالث ما رواه عن الأنبياء 529 أ - ما رواه عن خضر النبيّ عليهما السّلام 529

ب - ما رواه عليه السّلام عن محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 531

الباب الرابع ما رواه عن الأئمّة عليهم السلام 545 أ - ما رواه عن الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهما السّلام 545

ب - ما رواه عن الإمام الحسن بن علي المجتبى عليهم السّلام 577

ج - ما رواه عن الإمام الحسين بن علي الشهيد عليهما السّلام 579

د - ما رواه عن الإمام علي بن الحسين السجاد عليهم السّلام 586

ه - ما رواه عن الإمام محمد بن علي الباقر عليهم السّلام 587

و - ما رواه عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السّلام 599

ز - ما رواه عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهم السّلام 616

ح - ما رواه عن أبيه الإمام علي بن موسى الرضا عليهم السّلام 630

ط - ما رواه عن جدّه عليهما السّلام 648

ى - ما رواه عن آبائه عليهم السّلام 649

ك - ما رواه عن بعض الصادقين عليهم السّلام 649

الباب الخامس ما رواه عليه السلام عن غيرهم 650 خاتمة في الأحاديث المشتبهة 661

مصادر التحقيق 677

ص: 736

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.