معني القلب

هوية الکتاب

معنى القلب

جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1437 ه - 2015 م العراق: كربلاء المقدسة - العتبة الحسينية المقدسة مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 1

اشارة

ص: 2

سلسلة القلب السليم في نهج البلاغة (1) معنى القلب تأليف السيد هيثم احمد الحيدري

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1437 ه - 2015 م العراق: كربلاء المقدسة - العتبة الحسينية المقدسة مؤسسة علوم نهج البلاغة www.Inahj.org E-mail: Inahj.org@gmail.com

ص: 4

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

(..فَطُوبَی لِذِی قَلْبٍ سَلِیمٍ أَطَاعَ مَنْ یَهْدِیهِ وَ تَجَنَّبَ مَنْ یُرْدِیهِ وَ أَصَابَ سَبِیلَ اَلسَّلاَمَةِ بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ وَ طَاعَة هَادٍ أَمَرَهُ..) (نهج البلاغة: الخطبة 214)

ص: 5

ص: 6

مقدمة المؤسسة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الهداة المطهرين.

وبعد:

فإن من اعجب ما خلق الله تعالى هو هذا القلب الذي اكتسب اسمه من تقلّب احواله وتغيّر سبله وميوله فكان القائد الى الجنّة أو النار والمعوّل عليه في المحن والاهوال فان ثبت في الطاعة لخالقه وفاطره قاد صاحبه الى النجاة وان تقلب وزاغ عن الحق قاده الى الهلاك

ولذا:

تعددت الآيات والروايات التي تبين للإنسان خطر القلب ووسائل سلامته ومرضه.

وهنا في هذه السلسة الموسومة ب (سلسلة القلب السليم) رَسونا على ضفاف نهج البلاغة

ص: 7

وحديث امير المؤمنين عليه السلام لنستخرج من بحره ما يعيننا على سلامة القلب.

والله الموفق لكل خير.

السيد نبيل الحسني

رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 8

مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

(الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وإحسان منن والاها، جم عن الاحصاء عددها، ونأى عن المجازاة أمدها، وتفاوت عن الادراك أبدها)(1)، والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

وبعد..

فإن كل انسان بطبعه يجلب السلامة لنفسه ويفر من ضدها في كل حركة وسكنة مادام في هذه الحياة الدنيا، ومن حيث أن الإنسان عبدٌ لله

ص: 9


1- من خطبة سيدة نساء العالمين عليها السلام (الاحتجاج، للشيخ الطبرسي، ج 1، ص 132 \ بلاغات النساء لابن طيفور ص 15)

سبحانه وتعالى، والله لا يُدرَك بالحواس، فقد جعل الله القلبَ هو الرابط فيما بينه وبين عبده، ومن حيث ان الانسان اجتماعي بطبعه - كما قال علماء الاجتماع - فلابد من رابط يجمع بين بني الانسان تحت خيمة السلام والوئام وهذا الرابط الانسان هو القلب، وفي الجملة إن منبع سلامة بني الدنيوية والأخروية، المادية والمعنوية كلها متوقفة و على سلامة القلب، قال تعالى: «يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»(1).

فلذلك حريٌ بنا أن نقف متأملين عند هذا الخلق العظيم لما فيه من خطورة في تحديد مصير الانسان على الصعيد الفردي والاجتماعي: فالقلب كلما سلم وازداد الانسان فيه معرفة ازداد

ص: 10


1- سورة الشعراء آية 88 - 89

بالله معرفة وأنساً وقربا، وازداد مع الناس وصلا وسلاما.

ومن هنا رأينا ان نستلهم معرفة القلب من فیض كلمات أمير المؤمنين عليه السلام في عدة مسائل، سائلين من الله العلي القدير، أن يسددَنا واياكم إنه وَليُ التوفيق.

السيد هيثم احمد الحيدري

ص: 11

تمهید

قال أمير المؤمنين عليه السلام: (فَطُوبَی لِذِی قَلْبٍ سَلِیمٍ أَطَاعَ مَنْ یَهْدِیهِ وَ تَجَنَّبَ مَنْ یُرْدِیهِ وَ أَصَابَ سَبِیلَ اَلسَّلاَمَةِ بِبَصَرِ مَنْ بَصَّرَهُ وَ طَاعَةِ هَادٍ أَمَرَهُ...)(1).

إن في هذه الدرة العلَوية تبيانُ طريقٍ واضحٍ يضمن سلامة الإنسان في الدنيا والآخرة، وبما ان الإنسان دأبه البحث عن سبل السلامة المادية والمعنوية بالفطرة، فلابد من وضع منهجية رصينة تقنن سلوكه وعلاقته مع خالقه عز وجل ومع جميع خلق الله، وهذا ما أشار اليه أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الكلمات الوجيزة.

ص: 12


1- نهج البلاغة خطبة 214

قال حبيب الله الخوئي (رحمه الله) في شرح هذه الكلمات: (فطوبى لذي قلب سليم) من حبّ الدّنيا وشوب الشرك والرّياء وكدر المعاصي وهو الّذي اشير إليه في قوله تعالى: «يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»(1).

(أطاع من يهديه) من أئمة الهدى (وتجنّب من) يهلكه و (يرديه) من أئمة الضّلال والرّدى (وأصاب سبيل السّلامة) وهي الجادّة الوسطى المحفوظة من رذيلتي الافراط والتّفريط والصّراط المستقيم المؤدّي إلى جنّته والمبلّغ إلى رضوانه ورحمته (ببصر من بصره) أي بعون امامه الحقّ الذي جعله بإرشاده صاحب بصر وبصيرة في

ص: 13


1- سورة الشعراء آية 88 - 89

سلوك سبيل السّلامة)(1).

يتضح لنا مما تقدم أن سلامة بني الانسان في الدارين مرهونة بسلامة القلوب، وفي هذه الكلمات النورانية على إيجازها يكمن سر السلامة، فلو ان كل امة أطاعت هداتها وتجنبت المردين والمضلين، لبارت سلع المضلين وانقرضوا من صفحات التاريخ، وارتقت الامم بأمور دينها ودنياها بطاعة هداتها الذين هم سفراء الله الى خلقه، وهذا المنهج القويم إنما يترسخ بسلامة القلوب من الرذائل، لذا سنقف على عدة مسائل لبيان هذه الكلمات اجمالا.

المسألة الأولى: (في معنى فطوبى)

قال تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

ص: 14


1- منهاج البراعة / ج 14 ص 106

الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ»(1).

وقال الخوئي: (طوبى) مصدر من الطيب قلبت ياؤه واواً لضمّة ما قبلها، أو اسم شجرة في الجنّة)(2).

وقد جاء في الروايات ما يؤكد أنها شجرة في الجنة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي عليه السلام: (... وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة، أصلها في دارك وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك)(3).

ومن كلام لأمير المؤمنين عليه السلام ورد في الكافي يصف فيه أهل الدين وأن لهم طوبى وحسن مآب وكيف هي طوبى، قال: (إن لأهل الدين

ص: 15


1- الرعد 29
2- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ج 14 ص 89
3- بشارة المصطفى ص 201

علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء). - أو قال: (قلة المواتاة للنساء)(1)، وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفی، طوبى لهم وحسن مآب - وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها - لا يخطر على قلبه شهوة شيء إلا أتاه به ذلك ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما)(2)، ألا ففي هذا فارغبوا، إن المؤمن، ألا فهي من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن

ص: 16


1- المواتاة: الموافقة والمطاوعة
2- إنما خص الغراب بالذكر لأنه أطول الطيور عمرا

عليه الليل افترش وجهه وسجد الله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، ألا فهكذا كونوا)(1).

وسُئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى: (طوبى لهم وحسن مآب) فقال: (شجرة في الجنة اصلها في داري وفرعها على اهل الجنة). فقيل له: يا رسول الله سئلناك عنها فقلت شجرة في الجنة اصلها في داري، وفرعها على اهل الجنة، ثم سئلناك عنها فقلت: شجرة في الجنة، اصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة، فقال: (ان داري ودار علي غدا واحدة في مكان واحد)(2).

ص: 17


1- الكافي للكليني ج 2 ص 239
2- تفسير الثعلبي ص 290؛شواهد التزيل للحاكم الحسكاني: ج 1 ص 296؛ بحار الانوار، ج 8 ص 88

المسألة الثانية: القلب في اللغة

إن لمفردة القلب معان كثيرة تدل عليها بحسب إيرادها وقرائنها المحاطة بها، فتارة تطلق ويُراد بها القلب الصنوبري المادي، وتارة تطلق ويُراد بها العقل، واخرى يراد بها النفس، وقد يراد بها الفطرة وغيرها ...

لذا قبل الشروع في الكلام عن القلب لابد لنا من توضيح معنى القلب اجمالا.

قال ابن منظور في لسان العرب: (والقَلبُ: مُضغةٌ من الفُؤَاد مُعَلَّقةٌ بالنِّياطِ... القَلبُ الفُؤَاد، مُذَكَّر... والجمع: أَقلُبٌ وقُلوبٌ... وقد يعبر بالقَلبِ عن العَقل، قال الفراءُ في قوله تعالى: إِن في ذلك لَذِكرى لمن كان له قَلبٌ؛ أَي عَقلٌ...)(1).

ص: 18


1- لسان العرب: ج 1 ص 687

وقال صاحب تفسير الامثل: الجذر اللغوي لكلمة «قلب» في الأصل: التغيير والتحوّل، واصطلاحا معناه الانقلاب، وحيث أنّ فكر الإنسان أو عقله في تقلّب دائم وفي حال مختلفة فقد أطلقت عليه كلمة «القلب»...)(1).

وفي تاج العروس قال: (من معاني القَلبِ أَربعةً: الفُؤادَ، والعَقلَ، ومَحض، أَي: خلاصة كُلِّ شيءٍ، وخِياره، وفي لسان العرب: قَلبُ كُلِّ شَيءٍ: لُبُّه، وخالِصُهُ، ومَحضُه. تقول: جئتُك بهذا الأَمرِ قَلباً: أَي مَحضاً، لا يَشُوبُه شَيءُ، وفي الحديثِ: وإِنّ لِكُلِّ شَيءٍ قَلباً، وقَلبُ القُرآنِ یس)(2).

ص: 19


1- الامثل في تفسير كتاب الله المنزل ج 17 ص 53
2- تاج العروس ج 2 ص 336

المسألة الثالثة: القلب في القرآن:

كثيرا ما صَدَّر القرآن الكريم تصريحات بخصوص القلب، بصيغة المفرد تارة وأخرى بصيغة الجمع، وتعددت معاني لفظة القلب في القرآن الكريم كما مر آنفا، بل ربما يعبر عنه بلفظ آخر كلفظة (الألباب) وغير ذلك مما كثر استعماله لمعنى القلب، ولو أردنا ذكر كل هذه الألفاظ والاستعمالات وآراء العلماء فيها لخرج الكلام عن حد الإجمال، فلذا سنقتصر على ذكر بعض الآيات التي صرحت بلفظ القلب دون غيرها.

وقال تعالى: «رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا»(1).

وقال تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ

ص: 20


1- سورة آل عمران آية 8

بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»(1).

وه وقال تعالى: «أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ»(2).

وقال تعالى: «لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ»(3).

وقال تعالى: «ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ

ص: 21


1- سورة الرعد آية 28
2- سورة الحج آية 46
3- سورة الأعراف آية 179

قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ»(1).

وقال تعالى: «لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ»(2).

وقال تعالى: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»(3).

وقال تعالى: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ»(4).

وقال تعالى: «وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا»(5).

ص: 22


1- سورة التوبة آية 127
2- سورة الحج آية 53
3- سورة محمد آية 24
4- سورة محمد آية 29
5- سورة الكهف آية 28

وقد ذكر الشيخ ناصر مکارم الشيرازي في تفسير الامثل كلاما حول القلب يرسم لنا صورة واضحة عن معانيه في القرآن الكريم إذ قال: (ان القلب في القرآن له معان متعددة منها:

1- بمعنى العقل والإدراك كقوله تعالی: «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ»(1).

2- بمعنى الروح والنفس كقوله سبحانه: «وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ»(2).

3- بمعنى مركز العواطف كقوله: «سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ»(3).

ص: 23


1- سورة ق آية 37
2- سورة الاحزاب آية 10
3- سورة الأنفال آية 12

وقوله: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»(1).

ولمزيد من التوضيح نقول: في وجود الإنسان مرکزان قويان هما:

1- مركز الإدراك، ويتكون من الدماغ وجهاز الأعصاب. لذلك نشعر أننا نستقبل المسائل الفكرية بدماغنا حيث يتم تحليلها وتفسيرها. (وإن كان الدماغ والأعصاب في الواقع وسيلة وآلة للروح).

2- مركز العواطف، وهو عبارة عن هذا القلب الصنوبري الواقع في الجانب الأيسر من الصدر، والمسائل العاطفية تؤثر أول ما تؤثر على

ص: 24


1- سورة آل عمران آية 159

هذا المركز حيث تنقدح الشرارة الأولى.

فحينما نواجه مصيبة فإننا نحس بثقلها على هذا القلب الصنوبري، وحينما يغمرنا الفرح فإننا تحس بالسرور والانشراح في هذا المركز (لاحظ بدقة).

صحيح أن المركز الأصلي للإدراك والعواطف هو الروح والنفس الإنسانية، لكن المظاهر وردود الفعل الجسمية لها مختلفة.

لم فردود فعل الفهم والإدراك تظهر أولا في جهاز الدماغ، بينما ردود فعل القضايا العاطفية كالحب والبغض والخوف والسكينة والفرح والهم تظهر في القلب بشكل واضح، ويحسها الإنسان في هذا الموضوع من الجسم.

مما تقدم نفهم سبب ارتباط المسائل العاطفية

ص: 25

في القرآن بالقلب (العضو الصنوبري المخصوص)، وارتباط المسائل العقلية بالقلب (أي العقل أو الدماغ)(1).

المسألة الرابعة:

القلب في السنة المطهرة:

لقد تظافرت الروايات عن النبي صلى الله عليه واله وعن أهل بيته عليهم السلام حول القلب وصفاته وأحواله وما يتعلق به، وفيما يلي بعضها:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن لله آنية في الأرض فأحبها إلى الله ما صفا منها ورق وصلب، وهي القلوب فأما ما رق منها فالرقة على الاخوان وأما ما صلب منها فقول الرجل في

ص: 26


1- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ج 1 ص 91

الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، وأما ما صفا ما صفت من الذنوب)(1).

وعن موسی بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(القلوب أربعة: قلب فيه إيمان وليس فيه قرآن، وقلب فيه إيمان وقرآن، وقلب فيه قرآن وليس فيه إيمان، وقلب لا إيمان فيه ولا قرآن فأما الأول كالتمرة طيب طعمها ولا طيب لها، والثاني کجراب المسك طيب إن فتح وطيب إن وعاه، والثالث كالآس طيب ريحها وخبيث طعمها، والرابع كالحنظل خبیث ريحها وطعمها)(2).

وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأبي

ص: 27


1- بحار الانوار ج 67 ص 60
2- بحار الانوار ج 67 ص 60

ذر الغفاري: (إن الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)(1).

وروى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلی الله عليه وآله: (ناجی داود ربه فقال: إلهي لكل ملك خزانة فأين خزانتك؟

قال جل جلاله: لي خزانة أعظم من العرش، وأوسع من الكرسي، وأطيب من الجنة، وأزين من الملكوت: أرضها المعرفة، وسماؤها الايمان، وشمسها الشوق، وقمرها المحبة، ونجومها الخواطر وسحابها العقل، ومطرها الرحمة، وأثمارها الطاعة، وثمرها الحكمة، ولها أربعة أبواب: العلم،

ص: 28


1- نفس المصدر ج 7 ص 88

والحلم، والصبر، والرضا، ألا وهي القلب)(1).

ولقد وصف أميرُ المؤمنين عليه السلام قلب الانسان بوصفٍ جمع فيه بين صفات القلب الظاهري - أي الصنوبري - وصفات القلب الباطني - الذي يعبر عنه أهل الاختصاص باللطيفة الالهية - وبيَّن تأثيراتِ الظاهر على الباطن، وبعض الحالات الطارئة عليه، وما له من قابليات في اكتساب الفضائل والرذائل، إذ قال: (لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ(2) هَذَا الْاِنْسَانِ بَضْعَةٌ(3) هِىَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ وَ ذَلِكَ الْقَلْبُ وَ لَهُ مَوادٌّ مِنَ الْحِكْمَةِ وَ أَضْدَادٌ مِنْ خِلافِهَا فَإِنْ سَنَحَ لَهُ(4) الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ

ص: 29


1- بحار الانوار ج 67 ص 59
2- النياط ككتاب: عرق معلق به القلب
3- البضعة - بفتح الباء: القطعة من اللحم والمراد بها ها هنا القلب
4- سنح له: بدا وظهر

الطَّمَعُ وَ إِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْحِرْصُ وَ إِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الْأَسَفُ وَ إِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ وَ إِنْ أَسْعَدَهُ الرِّضَا نَسِىَ التَّحَفُّظَ(1) وَ إِنْ نَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ وَ إِنِ اتَّسَعَ لَهُ الْأَمْنُ اسْتَلَبَتْهُ الْغِرَّةُ(2) وَ إِنْ أَفَادَ مَالاً(3) أَطْغَاهُ الْغِنى، وَ إِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ وَ إِنْ عَضَّتْهُ الْفَاقَةُ(4) شَغَلَهُ الْبَلاءُ وَ إِنْ جَهَدَهُ(5) الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ وَ إِنْ أَفْرَطَ بِهِ الشَّبَعُ كَظَّتْهُ(6) الْبِطْنَةُ(7) فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِهِ مُضِرٌّ وَ كُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ)(8).

ص: 30


1- التحفظ: هو التوقي والتحرز من المضرات
2- الغرة بالكسر الغفلة، (واستلبته) أي سلبته وذهبت به عن رشده
3- أفاد المال: استفاده
4- الفاقة: الفقر
5- جهده: أعياه وأتعبه
6- كظته أي: کربته وآلمته
7- البطنة بالكسر: امتلاء البطن حتى يضيق النفس
8- نهج البلاغة، تعليق صبحي الصالح حكمة 108

وفي هذا المضمار ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: (في الانسان مضغة إذا هي سلمت وصحت سلم بها سائر الجسد، فإذا سقمت سقم لها سائر الجسد وفسد وهي القلب)(1).

ومن حيث تقلب القلب وقبول الحق ورد عن أبي بصير، عن خيثمة، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام ) يقول: «إن القلب ينقلب من لدن موضعه إلى حنجرته، ما لم يصب الحق، فإذا أصاب الحق قر» ثم ضم أصابعه، ثم قرأ هذه الآية: «فَمَنْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ یُرِدْ أَنْ یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیِّقاً

ص: 31


1- الخصال ج 1 ص 18

حَرَجاً»(1).

ومن حيث حالات القلب وتوجهاته جاء في مصباح الشريعة: قال الامام الصادق عليه السلام: (إعراب القلوب على أربعة أنواع: رفع وفتح وخفض ووقف، فرفع القلب في ذكر الله، وفتح القلب في الرضا عن الله، وخفض القلب في الاشتغال بغير الله، ووقف القلب في الغفلة عن الله، ألا ترى أن العبد إذا ذكر الله بالتعظيم خالصا ارتفع كل حجاب كان بينه وبين الله من قبل ذلك، وإذا انقاد القلب لمورد قضاء الله بشرط الرضا عنه كيف ينفتح القلب بالسرور والروح والراحة، وإذا اشتغل قلبه بشيء من أسباب الدنيا كيف تجده إذا ذكر الله بعد ذلك وآياته منخفضا

ص: 32


1- تفسير البرهان ج 2 ص 478

مظلما كبيت خراب خاويا، وليس فيه العمارة ولا مؤنس، وإذا غفل عن ذكر الله كيف تراه بعد ذلك موقوفا محجوبا قد قسي وأظلم منذ فارق نور التعظيم.

فعلامة الرفع ثلاثة أشياء: وجود الموافقة، وفقد المخالفة، ودوام الشوق وعلامة الفتح ثلاثة أشياء: التوكل والصدق واليقين، وعلامة الخفض ثلاثة أشياء العجب والرياء والحرص، وعلامة الوقف ثلاثة أشياء زوال حلاوة الطاعة، وعدم مرارة المعصية، والتباس العلم الحلال بالحرام)(1).

ومن حيث حاكمية القلب ورئاسته على كل حركات الانسان وسكناته جاء في علل الشرائع عن محمد بن سنان عن بعض أصحابه عن أبي

ص: 33


1- مصباح الشريعة ص 121

عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول لرجل:

اعلم يالفنن منزلة القلب من المحدبمنزلة الامام من التلى الولب الطاعة علهم لايتجمع جوا المنشط للقب وقامة له مؤدية عنه لأنف والعين ولاف والفم واليدان والويلان والفرج فن القلب إناهم بالظر فتح الرجل عينيه، وإناهم بالاستماع حك اننيه وفتح مسامحه فمع، وإناهم القلب بالشم لتشق بأمه فى تك الريحة للى القلب وإناهم بالعلى تكلم باللسان وإناهم بالظى عملت اليدن، وإناهم بالحركة ست الولان، وإذاهم بالشهوة ترك الكر، فهذه كلها مؤدية عن القلب بالتحرك وكذلك ينغي لإمام أن يطلع لأمرمه)(1).

ص: 34


1- علل الشرايع / للشيخ الصدوق ج 1 ص 109

ومن حيث أفضلية أفعال القلب الصالحة على أعمال الجوارح قال الإمام الصادق عليه السلام:

(القصد إلى الله بالقلوب أبلغ من القصد إليه بالبدن، وحركات القلوب أبلغ من حركات الأعمال)(1).

المسألة الخامسة:

أقوال العلماء في القلب:

قال العلامة المجلسي في البحار: (فاعلم أن النفس والروح والقلب والعقل ألفاظ متقاربة المعاني فالقلب يطلق لمعنيين:

أحدهما اللحم الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر، وهو لحم مخصوص، وفي باطنه تجويف، وفي ذلك التجويف دم أسود

ص: 35


1- ميزان الحكمة ج 3 ص 2601

وهو منبع الروح ومعدنه، وهذا القلب موجود للبهائم، بل هو موجود للميت.

والمعنى الثاني: هو لطيفة ربانية روحانية، لها بهذا القلب الجسماني تعلق وقد تحيرت عقول أكثر الخلق في إدراك وجه علاقته، فان تعلقها به يضاهي تعلق الاعراض بالأجسام، والأوصاف بالموصوفات، أو تعلق المستعمل للآلة بالآلة أو تعلق المتمكن بالمكان، وتحقيقه يقتضي إفشاء سر الروح، ولم يتكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وآله فليس لغيره أن يتكلم فيه.

والروح أيضا يطلق على معنيين:

أحدهما: جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني، وينتشر بواسطة العروق الضوارب إلى ساير أجزاء البدن، وجريانها في البدن، وفيضان

ص: 36

أنوار الحياة والحس والسمع والبصر والشم منها على أعضائها يضاهي فيضان النور من السراج الذي يدار في زوايا الدار، فإنه لا ينتهي إلى جزء من البيت إلا ويستنير به.

فالحياة مثالها النور الحاصل في الحيطان، والروح مثالها السراج، وسريان الروح وحركتها في الباطن مثاله مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك محركه، والأطباء إذا أطلقوا اسم الروح أرادوا به هذا المعنى، وهو بخار لطيف أنضجته حرارة القلب.

والمعنى الثاني هو اللطيفة الربانية العالمة المدركة من الانسان وهو الذي شرحناه في أحد معنيي القلب، وهو الذي أراده الله تعالى بقوله:

«وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ

ص: 37

رَبِّي»(1).

وهو أمر عجيب رباني يعجز أكثر العقول والافهام عن درك كنه حقيقته.

والنفس أيضا مشترك بين معاني ويتعلق بغرضنا منه معنيان:

أحدهما: أن يراد به المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الانسان، وهذا الاستعمال هو الغالب على الصوفية، لأنهم يريدون بالنفس الأصل الجامع للصفات المذمومة من الانسان فيقولون لابد من مجاهدة النفس وكسرها، وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وآله: أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك.

المعنى الثاني: هو اللطيفة التي ذكرناها، التي

ص: 38


1- سورة الاسراء آية 85

هو الانسان في الحقيقة، وهي نفس الانسان وذاته، ولكنها توصف بأوصاف مختلفة بحسب أحوالها، فإذا سكنت تحت الامر وزايلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات، سميت النفس المطمئنة قال تعالى: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً»(1).

فالنفس بالمعنى الأول لا يتصور رجوعها إلى الله، فإنها مبعدة عن الله تعالى، وهو من حزب الشيطان، وإذا لم يتم سكونها ولكنها صارت مدافعة للنفس الشهوانية ومعترضة عليها، سميت النفس اللوامة، لأنها تلوم صاحبها عند تقصيره في عبادة مولاها، قال الله تعالى: «وَلَا أُقْسِمُ

ص: 39


1- سورة الفجر آية 27 - 28

بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ»(1)، وإن تركت الاعتراض وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان، سميت النفس الامارة بالسوء قال الله تعالى إخبارا عن يوسف عليه السلام: «وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ»(2) وقد يجوز أن يقال: الامارة بالسوء هي النفس بالمعنى الأول فاذن النفس بالمعنى الأول مذمومة غاية الذم، وبالمعنى الثاني محمودة لأنها نفس الانسان أي ذاته وحقيقته العالمة بالله تعالى وبسائر المعلومات.

والعقل أيضا مشترك لمعان مختلفة والمناسب هنا معنيان:

أحدهما: العلم بحقائق الأمور أي صفته

ص: 40


1- سورة القيامة آية 2
2- سورة يوسف آية 53

العلم الذي محله القلب.

والثاني: أنه قد يطلق ويراد به المدرك المعلوم، فيكون هو القلب أعني تلك اللطيفة.

فإذن قد انكشف لك أن معاني هذه الأسامي موجودة وهو القلب الجسماني والروح الجسماني والنفس الشهوانية والعقل العلمي وهذه أربعة معان يطلق عليها الألفاظ الأربعة، ومعنى خامس وهي اللطيفة العالمة المدركة من الانسان والألفاظ الأربعة بجملتها يتوارد عليها، فالمعاني خمسة والألفاظ أربعة وكل لفظ اطلق لمعنيين.

وأكثر العلماء قد التبس عليهم اختلاف هذه الألفاظ وتواردها، فتراهم يتكلمون في الخواطر، ويقولون هذا خاطر العقل، وهذا خاطر الروح، وهذا خاطر النفس، وهذا خاطر القلب، وليس

ص: 41

يدري الناظر اختلاف معاني هذه الأسماء.

وحيث ورد في الكتاب والسنة لفظ القلب، فالمراد به المعنى الذي يفقه من الانسان ويعرف حقيقة الأشياء وقد یکی عنه بالقلب الذي في الصدر لان بين تلك اللطيفة وبين جسم القلب علاقة خاصة، فإنها وإن كانت متعلقة بسائر البدن ومستعملة له ولكنها تتعلق به بواسطة القلب، فتعلقها الأول بالقلب فكأنه محلها ومملكتها وعالمها ومطيتها، ولذا شبه القلب بالعرش، والصدر بالكرسي...)(1)

وقال العلامة الطباطابائي: (القلب ما يعقل به الانسان فيميز الحق من الباطل والخير من الشر والنافع من الضار، فإذا لم يعقل ولم يميز فوجوده

ص: 42


1- بحار الانوار للعلامة المجلسي ج 17 ص 35

بمنزلة عدمه إذ ما لا أثر له فوجوده و عدمه سواء..)(1).

وقال السيد علي الشيرازي في رياض السالكين: (القلب: في اللغة صرف الشيء إلى عکسه، ومنه القلب، سمّي به لكثرة تقلَّبه. قال الشاعر:

قد سمّي القلب قلبا من تقلَّبه *** فاحذر على القلب من قلب و تحویل

وله ظاهر: وهو المضغة الصنوبريّة المودعة في التجويف الأيسر من الصدر، وهو محلّ اللطيفة الإنسانيّة، ولذا ينسب إليه الصلاح والفساد.

وباطن: وهو اللطيفة الربّانيّة النورانيّة العالمة التي هي مهبط الأنوار الإلهية وبما يكون الإنسان

ص: 43


1- تفسير الميزان ج 18 ص 356

إنسانا، وبها يستعد لامتثال الأحكام، وبها صلاح البدن وفساده، ويعبّر عنها بالنفس الناطقة «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا»(1)، وبالروح «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي»(2) ولذا کانت معرفته کما هي متعذّرة، والإشارة إلى حقيقته على أرباب الحقائق متعسّرة، وهو مقرّ الإيمان «أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ»(3)، كما أنّ الصدر محلّ الإسلام «أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ»(4)، والفؤاد مقرّ المشاهدة «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى»(5)، واللبّ مقام التوحيد «إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو

ص: 44


1- سورة الشمس آية 7 - 8
2- سورة الاسراء آية 85
3- سورة المجادلة آية 22
4- سورة الزمر آية 22
5- سورة النجم آية 11

الْأَلْبَابِ»(1) أي: الذين خرجوا من قشر الوجود المجازي وبقوا بلبّ الوجود الحقيقي، فافهم فإنّه من نفائس الرموز وبدائع الكنوز.

قال بعض العارفين: القلوبُ هدفُ سهامِ القهرِ واللطفِ وهي متقلَّبة في قبضة خالقها، فإذا وقعت في بحار النكرات مالت من تأثير القهريّات إلى عالم الشهوات وأفاضت على الجوارح مباشرة الآثام، وإذا وقعت في بحار المعارف مالت ببعث المحبّة والشوق إلى مشاهدة الله فاستنارت بنورها فنوّرت العقل والحسّ والروح والصورة، ويتولَّد من حسن جوارحها خشوع الصورة وصلاح الجوارح في خدمته)(2).

ص: 45


1- سورة الرعد آية 19
2- ریاض السالكين في شرح صحيفة سید الساجدین (ع) ج 2 ص 168

والخلاصة: إن لفظة (القلب) عندما تردُ في القرآن الكريم أو في السنة المطهرة، لابد من ضم القرائن المحيطة بها وجمعها لكي يتبين ما هو المعنى المراد من إيرادها.

ص: 46

المصادر والمراجع

- القرآن الكريم.

1- نهج البلاغة تح: صبحي الصالح

2- الكافي، الشيخ الكليني، مطبعة حيدري دار الكتب الإسلامية، ط 5.

3- بحار الانوار، العلامة المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت، لبنان، ط 2 المصححة، 1403 ه - 1983 م

4- البرهان في تفسير القرآن، السيد هاشم البحراني، تح: قسم الدراسات الاسلامية، مؤسسة البعثة - قم المقدسة.

5- مصباح الشريعة المنسوب للإمام الصادق عليه السلام، مؤسسة الأعلمي

ص: 47

للمطبوعات بيروت - لبنان، ط 1.

6- علل الشرائع، الشيخ الصدوق، تح: السيد محمد صادق بحر العلوم، منشورات المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف.

7- الخصال، الشيخ الصدوق تح وتص تع: علي أكبر الغفاري،: 18 ذي القعدة الحرام 1403 - 1362، مؤسسة النشر الإسلامي

8- تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المشرفة.

9- رياض السالكين في شرح صحيفة سید الساجدين عليه السلام، السيد علي خان المدني الشيرازي، تح: السيد محسن الحسيني الأميني، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 4

ص: 48

10- بشارة المصطفی، محمد بن أبي القاسم الطبري، تح: جواد القيومي الإصفهاني مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1.

11- میزان الحكمة، محمد الريشهري، دار الحديث، ط 1.

12- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، العلامة حبیب الله الهاشمي الخوئي، تح: سيد إبراهيم الميانجي، المطبعة الاسلامية بطهران، ط 4.

13- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، العلامة الشيخ ناصر مکارم الشيرازي، الطبعة الجديدة والمنقحة.

14- لسان العرب، لابن منظور، نشر أدب الحوزة، محرم 1405 ه.

ص: 49

15- تاج العروس للزبيدي، دار الفكر بيروت، 1414 ه - 1994 م.

16- شواهد التنزيل لقواعد التفضيل للحاكم الحسكاني، تح: الشيخ محمد باقر المحمودي، مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي - مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط 1.

17- الكشف والبيان عن تفسير القرآن (تفسير الثعلبي) مطبعة دار إحياء التراث العربي بيروت، لبنان، ط 1.

ص: 50

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.