الصداقة السلبیة و آثارها علی الإنسان

هوية الکتاب

الصداقة السلبية وآثارها على الإنسان

الناشر:...مؤسسة علوم نهج البلاغة.

الطبة:...الأولى.

عدد النسخ: 1000 نسخة.

التصميم:...احمد عباس مهدي عباس.

التنضيد والاخراج الفني:...علي جاسم محمد علي.

جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1437 ه - 2015 م العراق: كربلاء المقدسة - شارع السدرة - مجاور مقام علي الأكبر علیه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 1

اشارة

الناشر:...مؤسسة علوم نهج البلاغة.

الطبة:...الأولى.

عدد النسخ: 1000 نسخة.

التصميم:...احمد عباس مهدي عباس.

التنضيد والاخراج الفني:...علي جاسم محمد علي.

ص: 2

سلسلة الاخوة والصداقة في نهج البلاغة (3) الصداقة السلبية وآثارها على الإنسان تأليف علي فاضل الخزاعي

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1437 ه - 2015 م العراق: كربلاء المقدسة - شارع السدرة - مجاور مقام علي الأكبر علیه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة هاتف: 07728243600 - 07815016633 الموقع:

www.inahj.org Email: Inahj.org@gmail.com

ص: 4

قال أمير المؤمنین علیه السلام:

«إيّاك ومصاحبة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك، وإيّاك ومصادقة البخيل، فإنّه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإيّاك ومصادقة الفاجر، فإنّه يبيعك بالتافه، وإيّاك ومصادقة الكذّاب، فإنّه كالسّراب: يقرّب عليك البعيد، ويبعّد عليك القريب» نهج البلاغة: الحكمة 37.

ص: 5

ص: 6

مقدمة المؤسسة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلاته الدائمة على المبعوث الى الخلق اجمعين ابي القاسم محمد وآله الاخبار الطيبين الطاهرين.

وبعد...

فإنّ موضوع الصداقة والأخوة هما من اهم المواضيع الاجتماعية والتربوية والسلوكية؛ وذلك لما ارتبط بهما من آثار على حياة الإنسان في الدنيا والآخرة فأما في الدنيا فقد دلت الروايات والاخبار فضلاً عن التجربة الحياتية عن جملة من الآثار التي ارتبطت بالصداقة والاخوة على الحياة الاجتماعية والأفعال السلوكية للإنسان حتى كاد يكون الإنسان رهين من يصاحب أو يؤاخي إلى المستوى الذي يتحكم في مصير الإنسان في الأخوة قال الله تعالى في

ص: 7

محكم كتابه في بيان أثر الصاحب في تحديد مصير الإنسان في يوم القيامة: «يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا»(1).

من هنا:

ارتأت مؤسسة علوم نهج البلاغة إلى بيان ما جاء من احادیث شریفة صادرة عن الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في هذا الموضوع المهم وبيان مضامین هذه الأحاديث ضمن هذه السلسلة الموسومة ب «سلسلة الأخوة والصداقة في نهج البلاغة» والمتكونة من مباحث اربعة تفرعت إلى مسائل عدة ضمن كتيبات انفرد كل واحد منها إلى بحث مستقل علنا نكون قد وفقنا في ايضاح بعض ما كان غامضاً. والله الموفق لكل خير.

السيد نبيل الحسني

رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 8


1- سورة الفرقان: الآية 28

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

«الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتداها، وسبوغ آلاء أسداها، وإحسان منن والاها، جم عن الاحصاء عددها، ونأى عن المجازاة أمدها، وتفاوت عن الادراك أبدها»(1)، والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

وبعد..

فللصداقة والمصاحبة تأثير كبير على الإنسان، وفي الغالب يتخلق الإنسان بأخلاق أصدقائه حسنة كانت أم سيئة، لذلك نبَّه أمير المؤمنين (عليه

ص: 9


1- من خطبة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام (الاحتجاج، للشيخ الطبرسي، ج 1، ص 132؛ بلاغات النساء، لابن طيفور، ص 15)

السلام) على اختيار الصديق الصالح والابتعاد عن صديق السوء، لكن لو ظهر اصدقاء السوء سنجد ان المحبة تنقلب إلى عداوة، والصداقة إلى خصومة، ویکثر النفاق والخيانة بين الناس.

إذن يجب على الشباب حتى إذا كانت قلوبهم مطمئنة بالإيمان، أن ينتبهوا إلى كيفية تفاعلهم وعِشرتهم مع الآخرين، ويتجنبوا الاختلاط مع السيئين. بل أن الصداقة والاختلاط مع الفساق وذوي الخلق السيء والسلوك المنحرف مسيء لجميع الناس من أي طبقة كانوا.

علي فاضل الخزاعي

ص: 10

المسألة الأولى: الصداقة والصحبة في اللغة

تناول أهل اللغة مفردة الصداقة والصحبة في مصنفاتهم ولغرض الوقوف على الفرق بينهما نورد ما جاء في مصنفاتهم:

اولاً: الصداقة في اللغة:

1- قال الزبيدي (المُصادَقَة والصِّداقُ ككِتاب: المُخالّة(1)، كالتّصادُقِ والصّداقَة، وقد صَدَقه النّصيحَةَ والإخاءَ: أمحَضَه له. وصادَقَه مُصادَقةً وصِداقاً: خالَهُ، والاسمُ الصّداقَةُ. وتَصادَقا في الحَديثِ، وفي المودّةِ: ضدُّ تَكاذب)(2).

2- قال ابن منظور (الصَّداقةُ والمُصادَقةُ: المُخالَّة، وصَدَقَه النصيحةَ والإِخاء: أَمحَضه له.

ص: 11


1- المخالة او الخلَّةَ: الصداقة المختصة التي ليس فيها خلل
2- تاج العروس، الزبيدي، ج 13، ص 266

وصادَقتُه مُصادَقةً وصِداقاً: خالَلتُه، والاسم الصَّداقة. وتصادَقا في الحديث وفي المودّة، والصَّداقةُ مصدر الصَّدِيق، واشتقاقُه أَنه صَدَقَه المودَّة والنصيحةَ. والصَّدِيقُ: المُصادِقُ لك، والجمع صُدَقاء وصُدقانٌ وأَصدِقاء وأَصادِقُ)(1).

ثانياً: الصحبة في اللغة:

قال ابن منظور (صحب: صَحِبَه يَصحَبُه صُحبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، وصاحبه: عاشره. والصَّحب: جمع الصاحب مثل راكب وركب. والأَصحاب: جماعة الصَّحب مثل فَرخ وأَفراخ. والصاحب: المُعاشر... والجمع أَصحاب، وأَصاحيبُ، وصُحبان، مثل شابّ وشُبّان، وصِحاب مثل جائع وجِياع، وصَحب وصَحابة وصِحابة)(2).

ص: 12


1- لسان العرب، ابن منظور، ج 10، ص 194
2- المصدر نفسه، ج 1، ص 519

المسألة الثانية: الصداقة في القرآن الكريم

أفرد القرآن الكريم مجموعة من الآيات الشريفة التي رسمت لنا صوراً جلية عن مفهوم الص-بة وأعطتنا مضامين غنية، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في عدة آيات نذكر بعضا منها:

1- قال تعالى: «يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ»(1).

2- قال تعالى: «يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ»(2).

ص: 13


1- سورة يوسف، الآية: 39
2- سورة يوسف، الآية 41

3- قال تعالى: «إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»(1).

4- قال تعالى: «وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا»(2).

ص: 14


1- سورة التوبة، الآية: 40
2- سورة الكهف، الآية، 34

المسألة الثالثة: الصداقة والصحبة السلبية

بيَّنَ القرآن الكريم والسنّة المطهرة أنواع المصاحبات السلبية أو أصدقاء السوء، فمنهم الاحمق والفاجر والكذاب والبخيل والشرير، هؤلاء تكون صداقتهم صداقة كره وحقد ويتمنون أن يقع صاحبهم في مكيدة او مصيبة، ولذا يحذر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز من صديق السوء، ويشير إلى ضرورة اختيار الصديق وفق مواصفات معينة.

والإمام علي عليه السلام حدّد لنا في حكمته العظيمة صفات الصداقة والمصاحبة وكيفية التعامل مع طبقات الناس كالكذّاب والفاسق والبخيل والأحمق، حيث ينهى عن مصاحبة مثل أولئك الناس أو محادثتهم أو مرافقتهم، لأنه يجد

ص: 15

الكذاب كالسراب يقرب البعيد ويبعد القريب، صاحبه بأكلة وما دونها، والبخيل والفاسق يبيع يخذل صاحبه وهو بأمس الحاجة إليه، أما الأحمق فإنه يضر بصاحبه وهو يريد منفعته.

قال العلّامة الطباطبائي: (إنّ من لوازم المخالة إعانة أحد الخليلين الآخر في مهام أُموره، فإذا كانت لغير وجه الله كانت الاِعانة على الشقوة الدائمة والعذاب الخالد كما قال تعالى حاكياً عن الظالمين يوم القيامة:

«يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي»(1))(2).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قالَ أمير المؤمِنينَ عليه السّلام:

«لَا يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ يُوَاخِيَ الْفَاجِرَ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَهُ

ص: 16


1- سورة الفرقان، الآية: 28
2- تفسير الميزان، العلامة الطباطبائي، ج 18، ص 64

فِعْلَهُ وَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ وَ لَا يُعِينُهُ عَلَي أَمْرِ دُنْيَاهُ وَ لَا أَمْرِ مَعَادِهِ، وَ مَدْخَلُهُ إِلَيْهِ وَ مَخْرَجُهُ مِنْ عِنْدِهِ شَيْنٌ عَلَيْهِ»(1).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال:

«لَا يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ يُوَاخِيَ الْفَاجِرَ وَلا الأحمَقَ وَلا الكَذّابَ»(2).

وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: قال لي أبي:

«يا بني انظر خمسة لا تحادثهم ولا تصاحبهم ولا ترمعهم في طريق».

قلت يا أبه جعلت فداك فمن هؤلاء الخمسة؟

«قال إياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة وأقل منها».

قلت يا أبه وما أقل منها قال:

«الطمع فيها ثم لا ينالها».

قلت يا أبه ومن الثاني؟ قال:

ص: 17


1- الكافي، الكليني، ج 2، ص 640
2- المصدر نفسه، ص 640

«إياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه».

قلت يا أبه ومن الثالث؟ قال:

«إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب منك البعيد ويباعد منك القريب».

قلت يا أبه ومن الرابع قال:

إياك ومصاحبة الأحمق فإنه يحضرك يريد أن ينفعك فيضرك».

قلت يا أبه ومن الخامس قال:

«إياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإنه وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع في الذين كفروا «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ» وفي الرعد والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه«الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ» وفي البقرة «إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا»(1).

ص: 18


1- تاريخ مدينة دمشق، أبي القاسم الشافعي، ج 41، ص 409

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذا صعد المنبر قال:

«ينبغي للمسلم أن يجتنب مواخاة ثلاثة: الماجن والأحمق والكذاب، فأما الماجن فيزيّن لك فعله ويحب أن تكون مثله ولا يعينك على أمر دينك ومعادك ومقارنته جفاء و قسوة، ومدخله ومخرجه عليك عار، وأما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجمد نفسه وربما أراد منفعتك فضرّك، فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه، وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش ينقل حديثك وينقل إليك الحديث، كلما أفنى أحدوثة مطها بأخرى حتى أنه يحدث بالصدق فما يصدق ويغري بين الناس بالعداوة فينبت السخائم في الصدور فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم»(1).

ص: 19


1- المصدر نفسه، ج 2، ص 376

المسألة الرابعة: آثار مصاحبة الأحمق

قوله عليه السلام :

«إيّاك ومصاحبة الأحمق»

والاحمق لغة: من (حمق: الحُمقُ: ضدّ العَقل. الجوهري: الحُمقُ والحُمُقُ قلة العقل، حَمُقَ يَحمُق حُمقاً وحُمُقاً وحَماقةٌ وحمِقَ وانحَمَقَ واستَحمَقَ الرجل إِذا فَعَلَ فِعلَ الحَمقَى. ورجل أَحمقُ وحَمِقٌ بمعنى واحد)(1).

ويحذرنا الإمام عليه السلام كل الحذر من مصادقة الاحمق، لان الاحمق هو من يضع الأشياء في غير موضعها سواء كان يعلم أو لا يعلم بموضع قبحه، أي يتبع نفسه في تصرفاته، قال

ص: 20


1- لسان العرب، ابن منظور، ج 10، ص 67

صلَّى الله عليه وآله وسلم:

«الأحمق من أتبَع نَفسَه هواها، وتمنى على الله»(1).

وجاء عن امير المؤمنين أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال كلاماً منه:

«وإنّ أحمق الحمقى من اتّبع نفسه هواها، وتمنّى على الله تعالى الأماني»(2).

وقول أمير المؤمنين عليه السلام: «فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك» يشير إلى أن الجاهل لا يؤمن شره فإنه ربما فعل شيئاً بجهله يريد أن ينفع به، فإذا هو سبب للمضرة؛ لكونه جاهلاً بأحوال مواضع النفع والضر)(3).

فمن كلمات الإمام الحسن المجتبى عليه السلام:

ص: 21


1- رسائل الشهيد الثاني، زين الدين الشهيد الثاني ج 2، ص 822
2- موسوعة الإمام العسكري عليه السلام، ج 4، ص 165
3- شرح أحقاق الحق إزهاق الباطل، التستري، ج 1، ص 508

«ما أعرف أحداً إلاّ وهو أحمق فيما بينه وبين ربّه»(1).

وعن الامام علي عليه السلام:

«لا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة، فإذا بلغها غلب عليه أكثرها فيه»(2).

وعنه عليه السلام:

«الأحمق إن استنبه بجميل غفل، وإن استنزل عن حسن نزل، وإن حمل على جمل جمل، وإن حدث كذب، لا يفقه، وإن فقه لا يتفقه»(3).

فالأحمق يكون كثير الاعجاب برأيه ونفسه فيرى إن الفضل كله له لا عليه، فعن أبي الربيع الشامي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:

«من أعجب بنفسه هلك، ومن أعجب برأيه هلك، وإن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله وأبرأت الاكمه والابرص بإذن الله وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله وعالجت الاحمق فلم أقدر على إصلاحه،

ص: 22


1- مستدرك سفينة البحار، علي النمازي، ج 2، ص 424
2- ميزان الحكمة: الريشهري، ج 7،ص 45
3- المصدر نفسه، ج 2، ص 349

فقيل يا روح الله وما الاحمق؟ قال: المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل كله له لا عليه ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا فذاك الذي لا حيلة في مداواته»(1).

والذي ينظر إلى عيوب الناس ويتشأم منها فينكرها على الناس ولكن يرضها لنفسه فهو الاحمق بعينه.

فعن الإمام علي عليه السلام:

«من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه»(2).

وعنه عليه السلام:

«تعرف حماقة الرجل بالأشر في النعمة، وكثرة الذل في المحنة»(3).

وحماقة الرجل تظهر في ثلاثة مواقف ذكرها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له قائلاً:

ص: 23


1- مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، النوري الطبرسي، ج 1، ص 139
2- بحار الانوار، ج 72، ص 49
3- ميزان الحكمة، الريشهري، ج 2، ص 349

«تعرف حماقة الرجل في ثلاث: في كلامه فيما لا يعنيه، وجوابه عما لا يسأل عنه، وتهوره في الامور»(1).

فعلى الإنسان أن يكون على حذر من مصاحبة الأحمق، فعن الإمام علي عليه السلام:

«كن على حذر من الأحمق إذا صاحبته، ومن الفاجر إذا عاشرته، ومن الظالم إذا عاملته»(2).

وذكر الإمام زين العابدين عليه السلام في وصيته لولده الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال:

«إياك يا بني أن تصاحب الأحمق أو تخالطه، واهجره ولا تحادثه، فإن الأحمق هجنة غائبا كان أو حاضرا، إن تكلم فضحه حمقه، وإن سكت قصر به عيه، وإن عمل أفسد، وإن استرعى أضاع، لا علمه من نفسه يغنيه، ولا علم غيره ينفعه، ولا يطيع ناصحه، ولا يستريح مقارنه، تود امه أنها كلته، وامرأته أنها فقدته، وجاره بعد داره، وجليسه الوحدة من مجالسته، إن كان أصغر من في المجلس أعنى من فوقه،

ص: 24


1- المصدر نفسه
2- غرر الحكم ودرر الكلم، ج 1، ص 1

وإن كان أكبرهم أفسد من دونه»(1).

وعن الإمام الصادق عليه السلام:

«من لم يجتنب مصادقة الأحمق أوشك أن يتخلق بأخلاقه»(2).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام:

«احذر الأحمق، فإن مداراته تعنيك، وموافقته ترديك و مخالفته تؤذيك و مصاحبته وبال عليك»(3).

ص: 25


1- الامالي، الطوسي، ج 2، ص 199
2- ميزان الحكمة، ج 2، ص 351
3- غرر الحكم، ص 432

المسألة الخامسة: آثار مصاحبة البخيل

قوله عليه السلام : «وإيّاك ومصادقة البخيل»

البخل لغة:

(بخل: البُخل والبَخَل: لغتان وقريء بهما.

والبَخل والبُخول: ضد الكرم، وقد بَخِلَ يَبخَل بُخلاً وبَخَلاً، فهو باخل: ذو بُخل، والجمع بُخَّال، وبخيل والجميع بُخَلاء. ورَجُل بَخَل: وُصِف بالمصدر؛ عن أَبي العَمَيثل الأَعرابي، وكذلك بَخَّال ومُبَخَّل. والبَخَّال: الشديد البُخل)(1).

(البخيل هو الذي لا يطيب قلبه بالعطاء)(2). فيمتنع بإمساكه في بذل المال لك وإن كان من أمسّ الخلق إليك من أقربائك ومن صفات البخيل أنه يمتنع عن العطاء والبذل، ولا يرغب أو يرتاح لبذل

ص: 26


1- لسان العرب، ج 11، ص 47
2- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، الخوئي، ج 8، ص 232

وعطاء الآخرين أيضا.

عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله:

«السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار و البخيل بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار»(1).

وعن الامام علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله:

«..البخل شجرة من أشجار النار لها أغصان متدلية في الدنيا، فمن كان بخيلا تعلق بغصن من أغصانها، فساقه ذلك الغصن إلى النار»(2).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام:

«وإياكم والبخل فإنه أهلك من كان قبلكم. أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا»(3).

ص: 27


1- بحار الانوار، ج 70، ص 308
2- الامالي، الشيخ الطوسي، ج 2، ص 41
3- المجازات النبوية، الشريف الرضي، ج 1، ص 200

وقد جاء في المجازات النبوية شرح لهذا المقطع إذ قال الشريف الرضي: (فبيّن عليه الصلاة والسلام كيف يكون البخل أمرا مطاعا وقائدا متبوعا، وهذه أيضا استعارة أخرى لأن البخل على الحقيقة لا يكون أمرا ناهيا، ولا قائدا مخاطبا.

والمراد بقوله عليه الصلاة والسلام: «أمرهم بالقطيعة فقطعوا» أن البخلاء يضنون بمالهم على أهل الحاجة من أقربائهم، وأولى الخلة من ذوي أرحامهم، فيكونون بذلك قاطعين للرحم: القريبة، وعاقين لأعراق الوشيجة والمراد بقوله عليه الصلاة والسلام: «وأمرهم بالفجور ففجروا» أن البخل حسن لهم منع الاموال من الإنفاق في الحقوق، وإسلاكها سبل المعروف، فأجرى عليهم لهذه الحال اسم الفجور)(1).

ص: 28


1- المصدر نفسه، ج 1، ص 200

المسألة السادسة: آثار مصاحبة الفاجر

قوله عليه السلام: «وإيّاك ومصادقة الفاجر»:

وقال تعالى:

«إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا»(1).

(الفاجر: يراد به من يرتكب ذنباً قبيحاً وشنيعاً. كفّارا: المبالغ في الكفر)(2).

الفاجر لغة: (هو المنبعث بالمعاصي والمحارم)(3)

يحذرنا الامام عليه السلام من مصاحبة الفاجر لأنه يبيع صاحبه باليسير الحقير وذلك لأنه سهل عليه خلاف الديانة فلا يحفظ حق المصادقة.

عنه عليه السلام قال:

«الفاجر إن ائتمنته خانك وإن صاحبته شانك وإن وثقت

ص: 29


1- سورة نوح، الآية 7
2- الامثل، الشيرازي، ج 19، ص 69
3- مجمع البحرين، الشيخ الطريحي، ج 3، ص 435

به لم ينصحك»(1).

وعنه عليه السلام:

«أعظم الجهل معاداة القادر ومصادقة الفاجر والثقة بالغادر»(2).

وعنه عليه السلام:

«إیّاکُمْ ومُصادَقَهَ الفاجِرِ، فإنّهُ یَبیعُ مُصادِقَهُ بِالتَّافِهِ المُحتَقَرِ»(3).

فضلاً عن أن الجمع بين أصدقاء السوء وأصدقاء الخير يؤدي الى حدوث سوء الظن بين الاصدقاء، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده صلوات الله عليهم قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، ومجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار، ومجالسة الفجار للأبرار

ص: 30


1- التفسير الصافي، الفيض الكاشاني، ج 5، ص 306
2- غرر الحكم، ج 1، ص 31
3- هداية العلم في تنظيم غرر الحكم، للإمام علي بن أبي طالب علیه السلام، ج 1، ص 2

تلحق الفجار بالأبرار فمن اشتبه عليكم امره ولم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه فان كانوا أهل دين الله فهو على دين الله وان كانوا على غير دين الله فلا حظّ له في دين الله إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤاخين كافراً ولا يخالطّن فاجراً ومن آخی کافراً أو خلط فاجرا كان كافراً فاجراً»(1).

ص: 31


1- صفات الشيعة، الشيخ الصدوق، ص 7

المسألة السابعة: أثار مصاحبة الكذاب

قوله عليه السلام: «و إيّاك ومصادقة الكذّاب فإنّه كالسّراب».

الكَذِبُ: (نقيضُ الصِّدقِ؛ كَذَبَ یَكذِبُ كَذِباً وكِذباً وكِذبةً وكَذِبةً: هاتان عن اللحياني، وكِذاباً وكِذَاباً؛ وأَنشد اللحياني:

نادَت حَليمةُ بالوَداع وآذَنَت *** أَهلَ الصَّفَاءِ ووَدَّعَت بكِذَابِ.

ورجل كاذِبٌ، وكَذَّابٌ، وتِکذابٌ، وكَذُوبٌ، وكَذُوبةٌ، وكُذَبَةٌ مثال هُمَزة، وكَذبانٌ، وكَیذَبانٌ، وكَیذُبانٌ، ومَكذَبانٌ، ومَكذَبانة، وکُذُبذُبانٌ، وکُذُبذُبٌ، وکُذُبذُبٌ))(1).

فالإسلام يمنع الإنسان من مصادقة الكذاب، الأن صداقته تكون مبنية على النفاق والرياء،

ص: 32


1- لسان العرب، ابن منظور، ج 1، ص 70

والتلبيس والتضليل تريك الممكن مستحيلا، والمستحيل ممكنا.

ومن هنا لا تنبغي مصادقة الكذّاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي عليه السلام عندكم إذا صعد المنبر يقول:

«ينبغي للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الكذاب، فإنه لا يهنئك معه عيش، ينقل حديثك، وينقل الأحاديث إليك، كلما فنیت أحدوثة مطها باخرى، حتى أنه ليحدث بالصدق فيما يصدق، فينقل الأحاديث من بعض الناس إلى بعض يكسب بينهم العداوة، وينبت الشحناء في الصدور»(1).

كما أن على الانسان أن يتجنب ويبتعد عن الصديق الكاذب لأنه من المستبعد أن يسمع منه يوماً كلاماً صادقاً، فعن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

«ينبغي للرجل المسلم أن يجتنب ويتجنب مؤاخاة الكذاب

ص: 33


1- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 12، ص 30

فإنه يكذب حتى يجيء بالصدق فلا يصدق»(1).

يقول العلامة المجلسي: (الظاهر إنه على بناء المفعول من التفعيل أي لكثرة ما ظهر لك من كذبه لا يمكنك تصديقه فيما يأتي به من الصدق أيضا، فلا تنتفع بمؤاخاته ومصاحبته، مع أنه جذاب لطبع الجليس إلى طبعه.

ويخطر بالبال أنه يحتمل أن يكون المراد به أن هذا الرجل المواخي يكذب نقلا عن الأخ الكذاب لاعتماده عليه، ثم يظهر كذب ما أخبر به حتى لا يعتمد الناس على صدقه أيضا كما ورد في الخبر كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما يسمع، وما سيأتي في البابين يؤيد المعنى الأول، وربما يقرأ " يصدق " على بناء المجرد أي إذا أخبر بصدق يغيره ويدخل فيه شيئا يصير كذباً)(2).

ص: 34


1- روضة المتقين، المجلسي، ج 12، ص 107
2- بحار الانوار، ج 16، ص 250

وعن أمير المؤمنين عليه السلام:

«اجتنب مصاحبة الكذاب، فإن اضطررت إليه فلا تصدقه ولا تعلمه أنك تكذبه فإنه ينتقل عن ودك ولا ينتقل عن طبعه»(1).

فالكذّاب بكذبه يخيّل للمصادق له أنّ ما يقوله أو يعمله أو أيّ شيء هو فيه هو عين الحقّ واقعا، وأنّه يراه من قريب، بينما لا حقيقة له، وبعيد من الحقّ غايته. والكذب يعمّ القول والعمل.

ص: 35


1- غرر الحكم ودرر الكلم، ج 1، ص 294

نتائج البحث:

نستنتج من خلال البحث أن مضامين قول أمير المؤمنين عليه السلام التي كانت مورداً لبيان الصداقة السلبية وأثارها على الانسان هي الآتي:

1- إن الصداقة والاختلاط مع الفساق وذوي الخلق والسلوك المنحرف مسيء لجميع الناس من أي طبقة كانوا.

2- يحذر الإمام عليه السلام من مصادقة الكذّاب، لأن صداقته تكون مبنية على النفاق والرياء، والتلبيس والتضليل تُريك الممكن مستحيلا، والمستحيل ممكنا.

3- على الانسان أن يكون على حذر من مصاحبة الأحمق، لأن الاحمق هومن يضع الاشياء في غير موضعها سواء كان يعلم أو لا يعلم بموضع قبحه، أي يتبع نفسه في تصرفاته.

4- الحذر من مصاحبة البخيل، لأن من

ص: 36

صفات البخيل أنه يمتنع عن العطاء والبذل، ولا يرغب أو يرتاح لبذل وعطاء الآخرين أيضا.

5- حذرنا الإمام عليه السلام من مصاحبة الفاجر، لأنه يبيع صاحبه باليسير الحقير وذلك لأنه سهل عليه خلاف الديانة فلا يحفظ حق المصادقة.

ص: 37

المصادر والمراجع

- القرآن الكريم.

1. الامالي، للشيخ الطوسي، تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية مؤسسة البعثة، قم، ط 1.

2. الامثل في تفسير كتاب الله المنزل، ناصر مکارم الشيرازي،.

3. بحار الانوار، العلامة المجلسي، مؤسسة الوفاء بيروت لبنان، ط 2، 1403 ه. 1983 م.

4. تاج العروس، للزبیدي، دار الفکر للطباعة والنشر، بیروت، 1414 ه. 1994 م.

5. تاريخ مدينة دمشق، لابن عساکر، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بیروت لبنان.

6. التفسير الصافي، الفيض الكاشاني، مؤسسة الهادي، قم، ط 2، 1416 ه.

7. تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة.

ص: 38

8. رسائل الشهيد الثاني، زين الدين الشهيد الثاني، تحقيق: مركز الابحاث والدراسات الاسلامية قسم احياء التراث الاسلامي، مكتب الاعلام الاسلامي للطباعة والنشر، ط 1، 1421 ه - 1379 ش.

9. روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، محمد تقي المجلسي، تحقيق: السيد حسن الكرماني والشيخ علي بناه الاشتهار ابادي.

10. شرح احقاق الحق وازهاق الباطل، السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري، منشورات مكتب آية الله المرعشي التستري، قم، ایران.

11. صفات الشيعة، الشيخ الصدوق، کانون للطباعة، قم.

12. غرر الحکم و درر الكلم، عبد الواحد الآمدي، مؤسسة الاعلمي، ط 1.

13. الكافي، الشيخ الكليني، مطبعة حيدري، دار الكتب الإسلامية للنشر، ط 5.

14. لسان العرب، ابن منضور، ادب الحوزة للطباعة والنشر،

ص: 39

محرم 1405 ه.

15. المجازات النبوية، الشريف الرضي، منشورات بصيرتي، قم.

16. مجمع البحرين، الشيخ فخر الدين الطريحي، مرتضوي للنشر، طهران، ط 2، 1362 ه.

17. مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، میرزا حسين النوري الطبرسي، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، ط 1، 1408 ه بیروت، لبنان.

18. مستدرك سفينة البحار، العلامة آية الله الشيخ علي النمازي، مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم.

19. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، العلامة حبيب الله الهاشمي الخوئي، تحقيق: سید ابراهيم المناجي، المطبعة الاسلامية، طهران، ط 4.

20. موسوعة الامام العسكري عليه السلام، تحقيق: اللجنة العلمية في مؤسسة ولي العصر عليه السلام للدراسات

ص: 40

والبحوث، قم، ط 1، 1426 ه.

21. میزان الحكمة، محمد الريشهري، دار الحديث للطباعة والنشر، ط 1.

22. نهج البلاغة، تحقيق: صبحي الصالح، مؤسسة الأعلمي للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ط 1، 1387 ه.

23. وسائل الشيعة، الحر العاملي، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام، لاحياء التراث، ط 2، 1414 ه.

ص: 41

المحتويات

مقدمة المؤسسة...7

المقدمة...9

المسألة الأولى: الصداقة والصحية في اللغة...11

اولا: الصداقة في اللغة:...11

ثانيا: الصحبة في اللغة:...12

المسألة الثانية: الصداقة في القرآن الكريم...13

المسألة الثالثة: الصداقة والصحية السلبية...15

المسألة الرابعة: آثار مصاحبة الأحمق...20

المسألة الخامسة: آثار مصاحبة البخيل...26

المسألة السادسة: آثار مصاحبة الفاجر...29

المسألة السابعة: آثار مصاحبة الكذاب...32

نتائج البحث:...36

المصادر والمراجع...38

ص: 42

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.