عجیب خلق الجراد

هوية الکتاب

عجیب خلق الجراد

الكتاب... عجیب خلق الجراد.

المؤلف... محمد حمزة الخفاجي.

الناشر:... مؤسسة علوم نهج البلاغة.

الطبعة:... الأولى.

عدد النسخ: 1000 نسخة.

جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1437 ه - 2016 م العراق: كربلاء المقدسة - شارع السدرة - مجاور مقام علي الأكبر علیه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 1

اشارة

الكتاب... عجیب خلق الجراد.

المؤلف... محمد حمزة الخفاجي.

الناشر:... مؤسسة علوم نهج البلاغة.

الطبعة:... الأولى.

عدد النسخ: 1000 نسخة.

ص: 2

سلسلة عجائب المخلوقات في نهج البلاغة (6) عجیب خلق الجراد تأليف محمد حمزة الخفاجي

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1437 ه - 2016 م العراق: كربلاء المقدسة - شارع السدرة - مجاور مقام علي الأكبر علیه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة هاتف: 07728243600 - 07815016633 الموقع:

www.inahj.org Email: Inahj.org@gmail.com

ص: 4

قال أمير المؤمنين علیه السلام:

«وإن شئت قلت في الجرادة إذ خلق لها عينين حمراوين، وأسرج لها حدقتين قمراوين، وجعل لها السمع الخفي، وفتح لها الفم السوي، وجعل لها الحس القوي، ونابين بهما تقرض، ومنجلين بهما تقبض. ترهیها الزراع في زرعهم ولا يستطيعون ذبها ولو أجلبوا بجمعهم حتى ترد الحرث في نزواتها، وتقضي منه شهواتها، وخلقها كله لا يكون إصبعا مستدقة؛ فتبارك الذي يسجد له من في السماوات والأرض» نهج البلاغة: صبحي الصالح، الخطبة: 185، ص 271

ص: 5

ص: 6

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المؤسسة

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدم، والصلاة والسلام على أشرف النعم وأتمها وأفضلها محمد و آله الأطهار الهداة الأخيار.

أما بعد:

فإن من لطائف الحكمة المكنونة في متون کتاب نهج البلاغة احتوائه على خطب اختصت ببيان بديع صنع الله تعالى في خلقه، ومنها خلق الطيور، والخفاش، والنملة، والجرادة وغيرها مما تلحظه العيون أو تأنس به النفوس أو تنتفع به الأبدان أو تتأمل فيه العقول وغير ذلك من الغايات والمقاصد التي كانت وراء خلق الله تعالی لهذا الخلق العجيب.

كما ورد بيانه في كلام أمير المؤمنين عليه السلام فقال:

«وَأَرَانَا مِنْ مَلَكُوتِ قُدْرَتِهِ، وَعَجَائِبِ مَا نَطَقَتْ بِهِ آثارُ حِكْمَتِهِ، وَاعْتِرَافِ الْحَاجَةِ مِنَ الْخَلْقِ إِلَى أَنْ يُقِيمَهَا بِمِسَاكِ

ص: 7

قُوَّتِهِ، مَا دَلَّنا بِاضْطِرَارِ قِيَامِ الْحُجَّةِ لَهُ عَلَى مَعْرِفَتِهِ، وَظَهَرَتِ في الْبَدَائِعُ الَّتِي أحْدَثَها آثَارُ صَنْعَتِهِ، وَأَعْلاَمُ حِكْمَتِهِ، فَصَارَ كُلُّ مَا خَلَقَ حُجَّةً لَهُ وَدَلِيلاً عَلَيْهِ، وَإِنْ كَانَ خَلْقاً صَامِتاً، فَحُجَّتُهُ بِالتَّدْبِيرِ نَاطِقَةٌ، وَدَلاَلَتُهُ عَلَى الْمُبْدِعِ قَائِمَةٌ»(1).

ومن هنا:

ارتأت مؤسسة علوم نهج البلاغة طباعة هذه السلسلة الموسومة ب (سلسلة عجائب المخلوقات في نهج البلاغة) لما تحققه من هدف من انماء الفكر الإسلامي في واحدة من أهم حقوله المعرفية وهو التوحيد الذي كان من طرق تحصيله هو التأمل في خلق الله تعالى والتفكر في الطائف حكمته وبديع صنعه.

رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 8


1- نهج البلاغة، الخطبة: 91، ص 126

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله الخالق المصور، المبدع له الأسماء الحسنی، والصلاة والسلام على حبيبه ونجیبه وسيد رسله محمد وآله الأطهار الميامين الأبرار.

أما بعد..

إن من عجائب المخلوقات الأخرى التي ذكرها الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة الجرادة وهي من صنف الحشرات المؤذية التي تهابها الزراع لأنها تتلف الزرع، وقد أشار الإمام (عليه السلام) إلى عجيب خلقها، حيث أشار إلى عينيها الحمراوين وحدقتيها المضيئتين وبيّن باقي أجزائها، وما أعطاها الله من ميزات خاصة كالحس والإدراك، وقد مر ذكر الجراد في القرآن الكريم بموردين، ففي سورة القمر قال تعالى في محكم

ص: 9

كتابه الكريم:

«كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ»(1).

فقد وصفهم الله بهذا الوصف لكثرتهم، وأما المورد الآخر فقد ورد ذكر الجراد في سورة الأعراف، قال تعالى:

«فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ»(2).

فكان الجراد أحد آیات النبي موسى (عليه السلام).

ص: 10


1- القمر: 7
2- الأعراف: 133

تمهيد:

الجراد: تنتمي جميع النطاطات ذات القرون القصيرة إلى رتبة الحشرات مستقيمة الأجنحة، ومن أشهرها الجراد، وهو ذو خطر كبير إذا داهم المناطق الزراعية بحشود كبيرة؛ فهو يهبط على الحقول، ومن كثرته يغطى الأرض كلها، وتظلم منه الشمس، ويشرع بأكل وجه جميع الأعشاب وثار الشجرة، حتى لا يبقي ولا يذر.

ويتميز الجراد في كونه قوي الطيران؛ فيمكن لسرب منه أن يطير طيراناً متواصلاً ليوم كامل، قاطعاً عدة مئات من الكيلومترات.

والجراد الصغير يسمى النَّطّاط، وفي مقدوره احداث الكثير من التلف.

وللجراد أنواع مختلفة، نعد منها:

1- جراد الصحراء: وهي أكثر أنواع الجراد ضرراً؛ لأنها تحتشد في مجموعات كبيرة، وهي أجناس كبيرة في

ص: 11

حجم الجراد المصري، ويمتد وجودها في منتصف أفريقيا، عبر شبه الجزيرة العربية و ایران، حتى الهند.

2- الجراد المصري: هذا نوع من الجراد الكبير، يصل طول الانثى إلى 7٫5 سم، بينما يبلغ الذكر نصف هذا الطول فقط، وهو يوجد في جميع البلاد المحيطة في البحر المتوسط؛ ولون هذه الحشرة داكن، أخضر أو بني، وبذلك يمكنها التخفي في المزارع الجافة؛ وهي لا تسبب أضراراً كبيرة؛ لأنها تعيش في مجاميع صغيرة.

3- جراد البحر المتوسط: جراد صغير لا يزيد طوله على (2,5 سم) تستوطن شمال أفريقيا، وبلاد جنوب أوربا، وعلى الرغم من صغر حجمها، فإن حشداً منها يمكن أن يسبب أضراراً بالغة؛ ففي عام 1929 م قتل الناس منها ثلاث آلاف طن في مقاطعة فوغيا بإيطاليا، قدر عدده بحوالي مئة مليار حشرة)(1).

ص: 12


1- الموسوعة العلمية القرآنية، ج 1، ص 546

المسألة الأولى: (وإِن شِئتَ قُلتَ فِي الجَرَادَةِ).

الجراد معروف، الواحدة جرادة، يقع على الذكر والأنثى، وليس الجراد بذكر للجرادة، وإنما هو اسم جنس، كالبقر والبقرة، والتمر والتمرة، والحمام والحمامة، وما أشبه ذلك، فحق مذكره أن لا يكون مؤنثه من لفظه، لئلا يلتبس الواحد المذكر بالجمع)(1).

وجاء في حياة الحيوان الكبرى (الجراد: معروف الواحدة جرادة، والذكر والانثى فيه سواء، يقال هذا جرادة ذكر، وهذه جرادة انثى كنملة وحمامة. قال أهل اللغة: وهو مشتق من الجردة، قالوا: والاشتقاق في أسماء الأجناس قليل جداً، يقال ثوب جرد أي أملس، وثوب جرد اذ ذهب زئبره، وهو بري وبحري، والكلام الآن في البري؛ قال الله تعالى:

ص: 13


1- الصحاح، ج 2، ص 456

«يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ»(1).

أي في كل مكان؛ وقيل في وجه التشبيه أنهم حيارى فزعون لا يهتدون، ولا جهة لأحد منهم يقصدها، والجراد لا جهة له؛ فيكون أبداً بعضه على بعض، وقد شبههم في آية اخرى بالفراش المبثوث، وفيهم من كل هذا شبه؛ وقيل إنهم كالفراش حين يموج بعضهم في بعض، ثم كالجراد إذا توجهوا نحو المحشر والداعي والجرادة تكنى بأم عوف

قال أبو عطاء السندي:

وما صفراء تكنى ام عوف *** كأن رجلتيها منجلان

والجراد أصناف مختلفة؛ فبعضه كبير الجثة، وبعضه صغيرها، وبعضه أحمر وبعضه أصفر وبعضه أبيض..)(2).

ص: 14


1- القمر: 7
2- حياة الحيوان الكبری، کمال الدين الدميري، ج 1، ص 234

(إن احدى الحشرات العجيبة هي الجراد، الحشرة التي تبدو بصورة عادية خالية من الضرر والأذى حيث تعيش هنا وهناك في المزارع والبساتين والوديان والجبال، ولكن إن ما تتلقى بعض الأوامر المشفرة حتى تتكاثر بسرعة وتتطاير كأسراب عظيمة بمثابة السحب في السماء التحط على كل مزرعة وبستان فتحیله خراباً.

ويقول العلماء: إن بنية هذه الحشرة غاية في التعقد والدهشة ومن ذلك لها عينان مركبتان وثلاث عيون بسيطة، وتتكون عيونها المركبة من أربعة آلف قسم ولكل قسم بنيته الخاصة وتتشكل من جميع هذه العيون المركبة رؤية واحدة.

أما العيون الثلاثة البسيطة فتقع في أعلى الرأس، ويتألف صدرها من ثلاث حلقات وبطنها من عشر حلقات تشبه بعضها البعض الآخر.

لها زوجان من الأجنحة زوج أمامي بصيغة مقوسة لا

ص: 15

يستعمل في الطيران ووظيفته حفظ أجنحة الطيران الظريفة التي تنطبق حين الاستراحة؛ لتحفظ تحت الأجنحة الأمامية القوية.

وقد استطالت أرجلها الخلفية؛ لتساعدها في القفز والوثوب، تضع الجرادة بيوضها في فصل الصيف أو الربيع، حيث تخرج هذه البيوض بواسطة نوع من المواد من ذيلها؛ فتضعها في ثقوب من الأرض تضعها بنفسها، وتمتاز صغار الجراد التي تتنفس عن البيوض بشدة النهم والحرص؛ فتأكل كل ما يصادفها في طريقها، ومن هنا لا بد من التعرف على موضع بيوضها من أجل مكافحتها والتصدي لصغارها قبل تفقيسها من البيوض.

والجراد أنواع وأقسام من الجراد البحري والجراد المراكشي والجراد الايطالي، الذي يسبب خسارة المزارع أكثر من غيره من سائر الأنواع، ومن عجائب هذه الحشرة، أنها تغير شكلها ست مرات منذ تفقيسها من

ص: 16

البيضة إلى تكاملها كحشرة قادرة على الطيران.

وتبدو أسراب الجراد على درجة من السعة، بحيث تغطي آلاف الكيلومترات المربعة من السماء)(1).

ص: 17


1- نفحات الولاية، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج 7، ص 125 - 126

المسألة الثانية: (أجزاء الجرادة)

قوله (عليه السلام):

«إذِ خَلَقَ لَها عَيْنيَنْ حَمرَاوَيْنِ، وَأَسْرجَ لَها حَدَقَتَيْن قَمْرَاوَيْنِ، وَجَعَلَ لَها السَّمْعَ الَخهْفِيَّ وَفَتَحَ لَها الْفَمَ السَّوِيَّ، وَجَعَلَ لَها الِحسَّ الْقَوِيَّ، وَنَابَيْن بِمِها تَقْرِضُ، وَمِنْجَلَيْن بِمِها تَقْبضِ».

المعنى اللغوي:

(أسرَجَ، مِن السِّرَاج(1)، حدقتين، حدق: حدقة العين في الظاهر هي سواد العين، وفي الباطن خرزتها، وتجمع [على] حدة وحداق أيضا(2)، السَّوِيُّ، فَعيلٌ في معنى مُفتَعلٍ أَي مُستَوٍ، قال: والمُستَوي التامُّ(3)، الحس: الخسيس

ص: 18


1- تاج العروس، ج 12، 267
2- العين، ج 3، ص 41
3- لسان العرب، ج 14، ص 415

تسمعه يمر بك ولا تراه(1)).

يشير الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع الى أجزاء الجرادة فابتدأ بوصف عينيها الحمراوين، والى حدقتيها القمراوين أي: المضيئتين، والحدقة محل الرؤية بالعين.

جاء في كتاب من عجائب الخلق في عالم الحشرات أن (عيون الحشرات تتكون من آلاف العدسات الصغيرة التي قد يصل عددها الى 3 آلاف كما في الرعاشات عيون مركبة وهي لا تستطيع أن تدير عيونها كما تفعل الحيوانات، هذه العدسات يرى كل منها في اتجاه مختلف عن الآخر وكل حشرة لديها قوة الابصار التي تحتاجها، فالحشرات الملاصقة للأرض بصرها ضعيف، أما النحل والذباب فيمكنه أن يرى بعوضة على بعد 15 متر.

وعيون الحشرات حساسة للحركة فتنتبه الحشرة لاقتراب الخطر منها وتستطيع الحشرة أن ترى الأشياء

ص: 19


1- العين، ج 3، ص 16

القريبة بوضوح ولكن يصعب عليها أن ترى الأشياء البعيدة وهي ترى الألوان، ويمكنها أن تبصر الأشعة فوق البنفسجية، ومن الطريف أن الخنافس الدوارة التي تعيش في الماء تنقسم عيونها الى نصفين الأعلى لرؤية الأشياء التي خارج الماء والأسفل لرؤية الأشياء التي في الماء.

وبصفة عامة فإن حدة الابصار في الحشرات تقل عنها في الانسان فقد تصل الى (1/ 100) من حدة الابصار في الانسان، والحشرات البالغة عيونها مركبة أما الغير بالغة واليرقات فان عيونها بسيطة.

ولأن عيون الحشرات مركبة فإنها ترى العالم كله مختلطاً ولكنها وفقت في أن تحصل على صورة الأشیاء المحيطة بها معدولة، وهي تستطيع أن ترى الأشعة فوق البنفسجية، ولذلك سبقت الإنسان في رؤية العالم المدهش الذي لم يتمكن من رؤيته إلا منذ وقت قريب

ص: 20

حين تمكن من التقاط الصور على أفلام التصوير الحساسة للأشعة فوق البنفسجية)(1).

وقوله (عليه السلام):

«وجَعَلَ لَهَا السَّمعَ الخَفِیَّ وفَتَحَ لَهَا الفَمَ السَّوِیَّ، وجَعَلَ لَهَا الحِسَّ القَوِیَّ ونابَینِ بِهِما تَقرِضُ».

بيّن الإمام (عليه السلام) في هذا الكلام أهم المميزات التي امتازت بها الجرادة كالسمع الخفي والإدراك والشعور القوي بحيث أن الجرادة تحس بالخطر حينما يقبل عليها فتطير وقاية منه.

فإن أغلب الحشرات تمتلك قوة السمع والله سبحانه اعطاها هذه الحاسة القوية بسبب البيئة التي تعيش فيها فهي معرضة للهجوم من قبل الطيور والثعابين وغيرها من الحيوانات الاخرى. ويوجد في رأسها فم يحوي

ص: 21


1- من عجائب الخلق في عالم الحشرات، محمد إسماعيل الجاویش، ص 104

أسناناً حادة؛ فمن خلال هذين النابين يتم تقطيع الطعام، وتتغذى الجرادة على الأوراق والأزهار والثمار والبذور وقشور النبات والبراعم.

فمعنى قوله (فتح لها الفم السوي) السوي أي: المنسق بنسق عجیب بحيث يلائم هيئة الجرادة ويساعدها في عملية استحصال الغذاء، قال الشارح ابن میثم البحراني (التسوية: التعديل بحسب المنفعة الخاصّة بها، ثمّ خلق الحسّ القويّ، وأراد بحسّها قوّتها الوهميّة وبقوّته حذقها فيما أُلهمت إيّاه من وجوه معاشها وتصرّفها، يقال: لفلان حسّ حاذق إذا كان ذكيّا فطنا درّاكا)(1).

(تمتلك الحشرات وسائل عجيبة تمكنها من تناول غذائها، ذلك أن زوائد الفم قد تحورت في الحشرات بحيث صارت في كل نوع صالحة لتناول الغذاء المناسب له حسب طبيعة هذا الغذاء فالحشرات التي تتغذى على

ص: 22


1- شرح نهج البلاغة، ابن میثم البحراني، ج 4، ص 142

الأجسام الصلبة كالخشب والحبوب وأوراق النبات صارت لها فكوك صلبة، أسنانها حادة تسهل عملية التمزيق والتكسير كما في الجراد والنمل والسوس والخنافس والصراصير)(1).

وقوله (عليه السلام):

«ومِنجَلَینِ بِهِما تَقبِضُ».

شبّه الإمام (عليه السلام) أيدي الجرادة بالمنجل الذي يستخدمه الزراع في قطع الأعشاب فمن خلال هذين المنجلين تقبض الجرادة على الاعشاب التي تتناولها وكذلك تستخدمها للدفاع عن نفسها.

فالله سبحانه وتعالى خلق الجرادة بأتم صورة؛ فكل من تمعن في خلقها ذهل فيها، فقد (صرح بعض العلماء بأن الجرادة حشرة عجيبة يشبه كل عضو منها أحد الحيوانات. وبعبارة أخرى مع انها تبدو حشرة ضعيفة،

ص: 23


1- من عجائب الخلق في عالم الحشرات، ص 98

لكنها تشبه عشرة حيوانات قوية، فوجهها كوجه الفرس، وعيونها كعيون الفيل، ورقبتها كرقبة البقرة، ومجساتها كقرني الظبي وصدرها كصدر الأسد، وبطنها كبطن العقرب، وأجنحتها كأجنحة العقاب وسيقانها کسيقان الجمل، وأرجلها كأرجل النعامة، وذيلها كذيل الحية، وقد أشار الإمام عليه السلام في هذه العبارات الى سبع خصائص عجيبة فيها؛ کالعيون والأحداق والأذن الخفية والفم والشعور القوي والأسنان الحادة والعضوين الذين يشبهان منجلين على جانبي الفم)(1).

وكذلك للجرادة أرجل خلفية قوية تمكنها من القفز بمسافات بعيدة تفوق حجمها، وجاء في حياة الحيوان الكبرى (الجراد إذا خرج من بيضه يقال له الدبي؛ فإذا طلعت أجنحته وكبرت؛ فهو الغوغاء الواحدة غوغاة، وذلك حين يموج بعضه في بعضه؛ فإذا بدت فيه الألوان

ص: 24


1- نفحات الولاية، ج 7، ص 12

واصفرت الذكور واسودت الإناث سمي جراداً حينئذٍ، وهو إذا أراد أن يبيض التمس لبيضه المواضع الصلدة والصخور الصلبة التي لا تعمل فيها المعاول، فيضربها بذنبه فتفرج له، فيلقي بيضه في ذلك الصدع، فيكون له کالافحوص، ويكون حاضناً له ومربياً، وللجرادة ست ارجل، يدان في صدرها، وقائمتان في وسطها، ورجلان في مؤخرها، وطرفا رجليها منشاران، وهو من الحيوان الذي ينقاد لرئيسه؛ فيجتمع کالعسكر ظعن أوله تتابع جميعه ظاعناً، وإذا نزل أوله نزل جميعه ولعابه سم ناقع للنبات لا يقع على شيء منه إلا أهلكه....، وروي في الطبراني، والبيهقي، عن شعبة عن أبي زهير النمري قال: قال رسول الله (صلى الله علیه و آله):

«لا تقتلوا الجراد فإنه جند الله الأعظم».

قلت هذا وإن صح أراد به ما لم يتعرض لإفساد الزرع وغيره، فإن تعرض لذلك جاز دفعه بالقتل وغيره،

ص: 25

والجند: العسكر والجمع أجناد وجنود، وفي الحديث: الأرواح جنود مجندة أي مجموعة، كما يقال ألوف مؤلفة وقناطير مقنطرة، ثم أسند عن ابن عمر أن جرادة وقعت بين يدي رسول الله صلى الله عليه واله فإذا مكتوب على جناحيها بالعبرانية: نحن جند الله الأكبر ولنا تسع وتسعون بيضة، ولو تمت لنا المائة لأكلنا بما فيها، فقال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم):

«اللهم أهلك الجراد واقتل كبارها، وأمت صغارها وأفسد بيضها، وسد أفواهها عن مزارع المسلمين ومعايشهم إنك سميع الدعاء».

فجاء جبرائيل (عليه السلام) وقال: إنه قد استجيب لك في بعضه، وكذلك أسنده الحاكم في تاريخ نيسابور أيضا، ثم أسند الطبراني أيضا عن الحسن بن علي (عليهما السلام) قال: كنا على مائدة نأكل أنا وأخي محمد بن الحنفية وبنو عمي عبد الله وقثم والفضل أولاد العباس؛

ص: 26

فوقعت جرادة على المائدة فأخذها عبد الله وقال لي: ما مكتوب على هذه فقلت: سألت أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ذلك؟ فقال: (سألت رسول الله (صلى الله عليه - وآله - وسلم) عنه فقال لي:

«مكتوب عليها: أنا الله لا إله إلا أنا رب الجراد ورازقها إن شئت بعثتها رزقا لقوم، وإن شئت بعثتها بلاء على قوم».

فقال عبد الله: هذا من العلم المكنون)(1).

ص: 27


1- حياة الحيوان الكبری، ج 1، ص 235

المسألة الثالثة: خطورة الجراد على الزرع:

قوله (عليه السلام):

«یَرهَبُهَا الزُّرّاعُ فی زَرعِهِم، ولا یَستَطیعونَ ذَبَّها ولَو أجلَبوا بِجَمعِهِم حَتّی تَرِدَ الحَرثَ فی نَزَواتِها وتَقضِیَ مِنهُ شَهَواتِها وخَلقُها کُلُّهُ لا یُکَوِّنُ إصبَعاً مُستَدِقَّةً».

المعنى اللغوي:

(ذَبَّهَا، ذب، يذب أي يدفع عنهم(1)، فمعنی ذبها أي دفعها، أَجلَبُوا، جلب: الجلب: ما يجلب من السبي، والجلب والجلبة في جماعات الناس، والفعل: أجلبوا(2)، نَزَوَاتِهَا، النَّازِيةُ: الحِدَّةُ والنادِرةُ، والتَّنَزِّي: التوثُّب والتسرُّع(3) مُستَدِقَّةً، الدقيق: خلاف الغليظ، وقد دق

ص: 28


1- العين، ج 8، ص 178
2- المصدر نفسه، ج 6، ص 130
3- لسان العرب، ج 15، ص 320

الشيء يدق دقة، أي صار دقیقا(1) والمعنی مستدقة بیان دقة الخلق في خلق الجرادة).

إن خطورة الجراد خطورة كبيرة وقد يهدد الاقتصاد الزراعي في بعض المدن، فالزراع تخاف الجراد لأن الجراد يتلف الزرع؛ فحينما يغزو الجراد البساتين؛ فإنه آفة كبرى للزرع فلا يبقي له باقية ويعد الجراد الصحراوي من أخطر أنواع الجراد، ومن كلام الإمام الصادق (عليه السلام) للمفضل (أنظر إلى هذا الجراد ما أضعفه وأقواه! فإنك إذا تأملت خلقه رأيته كأضعف الأشياء وإن دلفت عساکره نحو بلد من البلدان لم يستطع أحد أن يحميه منه.. ألا ترى أن ملكاً من ملوك الأرض لو جمع خيله ورجله ليحمي بلاده من الجراد لم يقدر على ذلك. أفلیس من الدلائل على قدرة الخالق أن يبعث أضعف خلقه، إلى أقوى خلقه فلا يستطيع دفعه؟

ص: 29


1- الصحاح، ج 4، ص 1475

أنظر إليه كيف ينساب على وجه الأرض مثل السيل فيغشي السهل، والجبل والبدو والحضر، حتى يستر نور الشمس بكثرته؟ فلو كان هذا مما يصنع بالأيدي، متی كان تجتمع منه هذه الكثرة؟ وفي كم سنة كان يرتفع؟ فاستدل بذلك على القدرة التي لا يؤدها شيء، ولا يكثر عليها)(1).

ويعتبر الجراد من الآيات التي أظهرها الله لفرعون وقومه حينما كذبوا النبي موسى (عليه السلام) ولم يؤمنوا به، قال تعالى:

«فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ»(2).

عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) دخل حدیث بعضهم في بعض قالوا لما آمنت السحرة ورجع فرعون مغلوباً وأبي هو وقومه إلا الإقامة على الكفر،

ص: 30


1- التوحيد، المفضل بن عمر الجعفي، ص 75
2- الأعراف: 133

قال هامان لفرعون: إن الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه فاحبسه؛ فحبس كل من آمن به من بني إسرائيل؛ فتابع الله عليهم بالآيات وأخذهم بالسنين ونقص من الثمرات، ثم بعث عليهم الطوفان فضرب دورهم ومساكنهم، حتى خرجوا إلى البرية وضربوا الخيام وامتلأت بيوت القبط ماء، ولم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة، وأقام الماء على وجه أرضيهم لا يقدرون على أن يحرثوا، فقالوا لموسى ادع لنا ربك أن یکشف عنا المطر؛ فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل فدعا ربه فكشف عنهم الطوفان، فلم يؤمنوا وقال هامان لفرعون لئن خليت بني إسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك وأنبت الله لهم في تلك السنة من الكلأ والزرع والثمر، ما أعشبت به بلادهم وأخصبت؛ فقالوا ما كان هذا الماء إلا نعمة علينا، وخصبا فأنزل الله عليهم في السنة الثانية عن علي بن إبراهيم، وفي الشهر الثاني عن غيره من المفسرين الجراد؛ فجردت زروعهم و أشجارهم حتى

ص: 31

كانت تجرد شعورهم ولحاهم، و تأكل الأبواب والثياب والأمتعة، وكانت لا تدخل بيوت بني إسرائيل ولا يصيبهم من ذلك شيء؛ فعجوا و ضجوا وجزع فرعون من ذلك جزعا شديدا وقال يا موسى ادع لنا ربك أن يكشف عنا الجراد حتى أخلي عن بني إسرائيل؛ فدعا موسى ربه فكشف عنه الجراد بعد ما أقام عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت وقيل إن موسى (عليه السلام) برز إلى الفضاء؛ فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب؛ فرجعت الجراد من حيث جاءت)(1).

وجاء في تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):

«وأما الجراد المرسل على بني إسرائيل؛ فقد فعل الله أعظم وأعجب منه بأعداء (محمد صلى الله عليه وآله)؛ فانه أرسل عليهم جرادا أكلهم ولم يأكل جراد موسی رجال القبط، ولكنه أكل زرعهم، وذلك أن رسول الله

ص: 32


1- مجمع البيان، الشيخ الطبرسي، ج 4، ص 340 - 341

(صلى الله عليه وآله) كان في بعض أسفاره إلى الشام، وقد تبعه مائتان من بیهودها في خروجه عنها وإقباله نحو مكة، يريدون قتله، مخافة أن يزيل الله دولة اليهود على يده، فراموا قتله، وكان في القافلة فلم يجسروا عليه.

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا أراد حاجة أبعد واستتر بأشجار ملتفة أو بخربة بعيدة؛ فخرج ذات يوم لحاجته فأبعد وتبعوه، وأحاطوا به، وسلوا سيوفهم عليه، فأثار الله تعالى من تحت رجل النبي محمد (صلى الله عليه وآله) من ذلك الرمل جرادا، فاخترشتهم وجعلت تأكلهم، فاشتغلوا بأنفسهم عنه.

فلما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حاجته، وهم يأكلهم الجراد، رجع (صلى الله عليه وآله) إلى أهل القافلة، فقالوا له: يا محمد ما بال الجماعة خرجوا خلفك ولم يرجع منهم أحد؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): جاءوا يقتلونني؛ فسلط الله عليهم الجراد فجاءوا

ص: 33

فنظروا إليهم؛ فبعضهم قد مات، وبعضهم قد كاد يموت، والجراد يأكلهم؛ فما زالوا ينظرون إليهم حتى أتی الجراد على أعيانهم؛ فلم تبق منهم شيئا)(1).

الجراد جند من جنود السماء:

عن عمر بن علي عن أبي الحسن الأول عن أبيه عن جده (عليهم السلام) عن محمد ابن الحنفية (رضي الله عنه) قال: كنت أنا و عبد الله بن العباس بالطائف نأكل إذا جاءت جرادة فوقعت على المائدة فأخذها عبد الله بن العباس ثم قال: يا محمد ما سمعت والدك يحدث في هذا الكتاب الذي على جناح الجرادة؟ فقلت: قال (عليه السلام):

«إن عليه مكتوبا إني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الجراد جندا من جنودي وأسلطه على من شئت من خلقي»(2).

ص: 34


1- تفسير الإمام العسكري، ص 417
2- المحاسن، ج 2، ص 337، ح 1، باب الجراد: 67

عن مقسم مولى ابن عباس قال: لما سير ابن الزبير عبد الله بن العباس إلى الطائف زاره محمد بن علي بن الحنفية (عليهما السلام) قال: فبينا هو ذات يوم عنده إذ جيء بالخوان للغداء فجاءت جرادة ضخمة حتى تقع على المائدة؛ فسمع ابن عباس صوت وقعها فقال: ما هذا الصوت الذي أسمع؟ قالوا جرادة سقطت على المائدة، قال: فمن تناولها؟ قالوا مقسم، قال: يا مقسم انشر جناحها فانظر ماذا ترى تحته؟ قال أرى نقطاً سوداء، فقال: صدقت، قال: فضرب بيده على فخذ محمد بن علي، و كان إلى جنبه فقال هل عندكم في هذا شيء؟

فقال (عليه السلام): حدثني أبي عن رسول الله صلى الله عليه وآله):

«أنه ليس من جرادة إلا وتحت جناحها مكتوب بالسريانية إني أنا الله رب العالمين قاصم الجبابرة خلقت الجراد وجعلته جندا من جنودي أهلك به من شئت من

ص: 35

خلقي قال: فتبسم ابن عباس ثم قال: يا ابن عم هذا والله من مكنون علمنا فاحتفظ به»(1).

وجاء في قصص الأنبياء لقطب الدين الراوندي (وأما قصة الجراد والقمل، فإنه تعالى أوحى إلى موسى (عليه السلام) أن ينطلق إلى ناحية من الأرض ويشير بالعصا نحو المشرق وأخرى نحو المغرب، فانبث الجراد من الأفقين جميعا؛ فجاء مثل الأسود، وذلك في زمان الحصاد؛ فملأ كل شيء وغم الزرع؛ فأكله وأكل خشب البيوت وأبوابها، ومسامير الحديد والأقفال والسلاسل، ونكت موسى الأرض بالعصا؛ فامتلأت فصار وجه الأرض أسود وأحمر، حتى أن ثيابهم ولحفهم وآنيتهم فتجيء من أصله وتجيء من رأس الرجل ولحيته وتأكل كل شيء؛ فلما رأوا الذي نزل من البلاء اجتمعوا إلى فرعون، وقالوا: ليس من بلاء إلا ويمكن الصبر عليه إلا

ص: 36


1- المصدر السابق نفسه، ح 2

الجوع؛ فإنه بلاء فاضح لا صبر لأحد عليه، ما أنت صانع؟ فأرسل فرعون إلى موسى عليه السلام بجنده أنه لم يجتمع له أمره الذي أراد، فأوحى الله تعالى إلى موسى أن لا تدع له حجة وأن ينظره؛ فأشار بعصاه؛ فانقشع الجراد والقمل من وجه الأرض)(1).

ص: 37


1- قصص الأنبياء، قطب الدين الراوندي، ص 171

المصادر

- القرآن الكريم

1- نهج البلاغة صبحي الصالح / الطبعة الرابعة طبعة جديدة 1431 / دار أنوار الهدى.

2- الموسوعة العلمية القرآنية تأليف الدكتور لبيب بيضون / منشورات الأعلمي بيروت - لبنان.

3- الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية / ابو نصر اسماعيل بن حماد الجوهري الفارابي / الوفاة: 393 ه / تحقيق أحمد بن غفار عطار / الناشر دار العلم للملايين / - بيروت الطبعة الرابعة/ 1407 ه - 1987 م.

4- حياة الحيوان الكبری / کمال الدين الدميري / الوفاة: 808 / الطبعة: الثانية / سنة الطبع: 1424 / الناشر: دار الكتب العلمية.

ص: 38

5- نفحات الولاية / سماحة آية الله العظمى الشيخ ناصر مکارم الشيرازي / طبعة منقحة ومزيدة / الطبعة الأولى / 1432 - 2011. دار جواد الائمة للطباعة والنشر والتوزيع. بيروت لبنان.

6- تاج العروس / الزبيدي / الوفاة: 1205 / تحقيق: علي شيري / الطبعة: سنة الطبع: 1414 - 1994 م / المطبعة: دار الفكر - بيروت الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت.

7- لسان العرب / ابن منظور / الوفاة: 711 / سنة الطبع: محرم 1405 ه / المطبعة، الناشر: نشر أدب الحوزة.

8- العين / الخليل الفراهيدي / الوفاة: 175 / تحقيق: الدكتور مهدي المخزومي - الدكتور ابراهیم السامرائي / الطبعة: الثانية سنة الطبع: 1409 / المطبعة: الناشر: مؤسسة دار الهجرة.

9- من عجائب الخلق في عالم الحشرات / محمد إسماعيل

ص: 39

الجاویش / الدار الذهبية للطبع والنشر.

10- التوحيد المفضل بن عمر الجعفي / الوفاة: 160 / تحقيق: تعليق: كاظم المظفر، الطبعة: الثانية / سنة الطبع: 1404 - 1984 م / المطبعة: الناشر:

مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان.

11- تفسير القمي: علي بن ابراهيم القمي، الوفاة: 329 / تحقیق وتعليق السيد طيب الموسوي الجزائري الطبعة الثالثة / موسوعة دار الكتاب للطباعة والنشر - ایران.

12- تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) المنسوب إلى الإمام العسكري ( عليه السلام ) الوفاة: 260 / تحقيق: مدرسة الإمام المهدي (ع) الطبعة: الأولى محققة / سنة الطبع: ربيع الأول 1409 / المطبعة: مهر - قم المقدسة / الناشر: مدرسة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف - قم المقدسة.

13- المحاسن / أحمد بن محمد بن خالد البرقي /

ص: 40

الوفاة: 274

14- مصادر الحديث الشيعية - قسم الفقه / تحقيق: التحقيق: السيد جلال الدين الحسيني المشتهر بالمحدث الطبعة: الأولى / سنة الطبع: 1370 - 1330 ش المطبعة: رنگين - تهران - 1327 الناشر: دار الكتب الإسلامية - طهران.

15- قصص الأنبياء قطب الدين الراوندي / الوفاة:

573 تحقيق: الميرزا غلام رضا عرفانیان اليزدي الخراساني / الطبعة: الأولى سنة الطبع: 1418 - 1376 ش / المطبعة: مؤسسة الهادي الناشر: الهادي.

ص: 41

المحتويات

مقدمة المؤسسة...7

المقدمة...9

تمهيد:...11

المسألة الأولى: (وإن شِئتَ قُلتَ فِي الجَرَادَةِ)...13

المسألة الثانية: (أجزاء الجرادة)...18

المعنى اللغوي:...18

المسألة الثالثة: خطورة الجراد على الزرع:...28

المعنى اللغوي:...28

الجراد جند من جنود السماء:...34

المصادر...38

ص: 42

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.