بطاقة تعريف: علی بن حسین (ع)، الإمام الرابع، 38 - 94ق.
Ali ibn Hosayn, Imam IV
عنوان واسم المؤلف: رسالة الحقوق: للإمام زين العابدين (علیه السّلام)/ للامام زین العابدین علیه السلام.
تفاصيل المنشور: تهران: رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية مديرية الترجمة والنشر، 1418ق. = 1998م. = 1376.
مواصفات المظهر: 56ص.
شابک : 964-472-098-9
لسان : العربية.
يادداشت : بمناسبه الاجتماع الثانی للهیئه العامه للمجمع العالمي لاهل البیت(ع).
موضوع : احاديث اخلاقي
Hadiths - Ethics
المعرف المضاف: منظمة الثقافة الإسلامية والاتصال. إدارة الترجمة والنشر
المعرف المضاف: Islamic Culture and Relations Organization. Translation and publication department
المعرف المضاف: مجمع جهانی اهل بیت (ع)
المعرف المضاف: Ahl al-Bayt World Assembly
ترتيب الكونجرس: BP248/ع 8ر5 1376
تصنيف ديوي: 297/218
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 80-20745
معلومات التسجيلة الببليوغرافية: ركورد كامل
الكتاب:رسالة الحقوق: للإمام زين العابدين (علیه السّلام)
الناشر:رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية مديرية الترجمة والنشر
تاريخ الطبع: 1418 ه- ق / 1998 م
العنوان:الجمهورية الاسلامية في ايران - طهران
ص. ب:14155/6187
جميع حقوق الطبع محفوظة
ISBN 964-472-098-9
ص: 1
بسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم
ص: 2
ص: 3
ص: 4
بسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم
الحمد لله وكفىٰ، والصلاة والسلام علىٰ محمد المصطفىٰ وعلىٰ آله الأبرار وأصحابه الأخيار ومن تابعهم إلىٰ يوم الدين.
الحقوق والحرية شاطئان لنهر الحياة السعيدة، ترسو عندهما قوارب العلاقات العامة، وزوارق المفاهيم الحضارية الراقية.
ومن هنا، يمكن القول، واستناداً إلىٰ حصيلة تجارب آلاف السنين، أن لا حقوق بلا حرية، ولا حرية بلا حقوق.. إذ لا يمكن لأي نهر جار أن يكون له شاطئ واحد.
والحقوق المعلنة التي يتحدث عنها الناس إبتداءً من
ص: 5
ال- (Magna charta) الوثيقة التي أقرها الملك جون تحت إكراه النبلاء الانجليز عام 1215م، والتي اعتبرت فيما بعد ضماناً أساسياً للحقوق.. وانتهاءً بما يسمى ب- (الاعلان العالمي لحقوق الانسان) عام 1948م، إن هي إلا شعارات أقرب ما تكون إلى التغرير والتضليل على الصعيدين النظري والتطبيقي.
فما تشهده الساحة العالمية اليوم من ارهاب (جماعي) وانتهاكات صارخة لأبسط الحقوق الانسانية تمارس -بالذات - من قبل أدعياء الدفاع عن حقوق الانسان وأصحاب الشعارات البراقة الاخرى التي تستخدمها دول الاستكبار العالمي، وما نراه من نتائج لتلك السياسات الخبيثة في كل من البوسنة والهرسك، وفلسطين وجنوب لبنان والجزائر لهي مصاديق جلية لما نقول.
لقد شاعت لدى الناس عقيدة مفادها: ان الحقوق لا تؤخذ الا بالقوة.. ذلك من فرط بشاعة الاساليب
ص: 6
اللاإنسانية ووسائل القهر والتسلط التي يمارسها الحكام، في ظل الدكتاتوريات الفردية او الحزبية، والتي ما أثمرت سوى أن يقبع آلاف المسلمين في السجون والمعتقلات وأن لا ينام حاكم الّا علىٰ فراش الخوف من الاغتيال.. أو الثورة.. أو تدبير الانقلاب المضاد.. لضياع الحقوق.
والسيرة النبوية المطهرة وسيرة أهل البيت المعصومين وأصحابه المتقين؛ شواهد عملية وتطبيقات حسيَّة للسمو التشريعي والتنفيذي الذي بلغته رسالة الاسلام العظيم، لا سيما في مجال تقرير الحقوق من أجل أن يعيش المجتمع في ظل عدالة حقيقية وسلام واقعي وسعادة شاملة.
و«اننا اذ نهدي للقراء الاعزاء «رسالة الحقوق» لسبط الرسول الاعظم(صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) الامام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهما السّلام) ، كوثيقة حقوقية فذة، لم يدانها سابق، ولم يضارعها لاحق؛ تثبت السبق التشريعي العادل الذي حققه الاسلام لنهيبُ بشباب
ص: 7
محمد (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) أن يحطموا عُقَد الشعور بالتخلف والنقص التي أشاعها المعتدون الأجانب في مناهجنا التربوية والتعليمية، وأن ينطلقوا لدراسة القرآن الكريم والسنة الشريفة من أجل حمل الدعوة الاسلامية، التي هي وحدها مناط الخلاص الأبدي، ووسيلة السلام العالمي، والاستقرار الانساني، وسعادة الدارين... وأن يقرأوا هذه «الرسالة الحقوقية» قراءة دراسة وتدبر ليعرفوا عظمة الاسلام.
ص: 8
قال الامام زین العابدين(علیه السّلام) :
«اعلم - رحمك الله - ان الله عزوجل عليك حقوقا(1) محيطة بك في كل حركة تحركتها، أو سكنة سكنتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، أو آلة تصرفت بها.
بعضها أكبر من بعض. وأكبر حقوق الله عليك ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالىٰ من حقه الذي هو أصل الحقوق ومنه تتفرع، ثم ما أوجبه عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك، فجعل لبصرك عليك حقاً، ولسمعك عليك حقاً، وللسانك عليك حقاً، وليدك عليك حقاً، ولرجلك عليك حقاً، ولبطنك عليك حقاً،
ص: 9
ولفرجك عليك حقاً، فهذه الجوارح السبع التي بها تكون الأفعال. ثم جعل عز وجل لأفعالك عليك حقوقاً: فجعل لصلاتك عليك حقاً، ولصومك عليك حقاً، ولصدقتك عليك حقاً، ولهديك عليك حقاً، ولأفعالك عليك حقاً.
ثم تخرج الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك، وأوجبها عليك حق أئمتك، ثم حقوق رعيتك، ثم حقوق رحمك. فهذه حقوق يتشعب منها حقوق:-
فحقوق أئمتك ثلاثة أوجبها عليك حق سائسك بالسلطان ثم سائسك بالعلم ثم حق سائسك بالملك، وكل سائس إمام. وحقوق رعيتك ثلاثة: أوجبها عليك حق رعيتك بالسلطان، ثم حق رعيتك بالعلم، فان الجاهل رعية العالم، وحق رعيتك بالملك من الأزواج وما ملكت الأيمان. وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة فأوجبُها عليك حق أمك، ثم حق أبيك، ثم حق ولدك ثم حق أخيك، ثم الأقرب فالأقرب
ص: 10
والأولىٰ فالأولىٰ، ثم حق مولاك المنعم عليك، ثم حق مولاك الجارية نعمته عليك (1) ثم حق ذي المعروف لديك، ثم حق مؤذنك بالصلاة، ثم حق إمامك في صلاتك، ثم حق جليسك، ثم حق جارك، ثم حق صاحبك، ثم حق شريكك ، ثم حق مالك، ثم حق غريمك الذي تطالبه ثم حق غريمك الذي يطالبك، ثم حق خليطك، ثم حق خصمك المدعي عليك، ثم حق خصمك الذي تدعي عليه، ثم حق مستشيرك، ثم حق المشير عليك، ثم حق مستنصحك ، ثم حق الناصح لك، ثم حق من هو أكبر منك، ثم حق من هو أصغر منك، ثم حق سائلك، ثم حق من سألته، ثم حق من جرىٰ لك على يديه مساءة بقول أو فعل، أو مسرة بقول أو فعل عن تعمد منه أو غير تعمد، ثم حق أهل ملتك عامة، ثم حق
ص: 11
أهل الذمة، ثم الحقوق الجارية بقدر علل الأحوال وتصرف الأسباب، فطوبى لمن أعانه الله على قضاء ما أوجب عليه من حقوقه، ووفقه وسدَّده.
فأما حق الله الأكبر عليك: فأن تعبده ولا تشرك به شيئاً. فاذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك علىٰ نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة، ويحفظ لك ما تحب منهما.
فتؤدي إلىٰ لسانك حقه، وإلىٰ سمعك حقه، وإلىٰ بصرك حقه، وإلىٰ يدك حقها، وإلىٰ رجلك حقها، وإلىٰ بطنك حقه، وإلىٰ فرجك حقه، وتستعين بالله علىٰ ذلك.
وأما حق اللسان فاكرامه عن الخنا(1)، وتعويده علىٰ الخير، وحمله علىٰ الأدب، وإجمامه إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا وإعفاؤه من الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها، ويعدُّ شاهد العقل والدليل عليه، وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه.
ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم (2).
ص: 13
وأما حق السمع: فتنزيهه عن أن تجعله طريقاً إلىٰ قلبك إلا لفوهة كريمة تحدث في قلبك خيراً أو تكسبك خلقاً كريماً، فانه باب الكلام إلىٰ القلب، يؤدي إليه ضروب المعاني علىٰ ما فيها من خير أو شر. ولا قوة إلا بالله (1).
وأما حق بصرك: فغضه عما لا يحل لك، وترك ابتذاله إلا لموضع عبرة تستقبل بها بصراً أو تستفيد بها علماً، فإن البصر باب الاعتبار (2).
ص: 14
وأما حق يدك: فأن لا تبسطها إلىٰ ما لا يحل لك، فتنال بما تبسطها اليه من الله العقوبة في الآجل ومن الناس اللائمة فى العاجل ولا تقبضها عما افترض الله عليها. ولكن توقرها بقبضها عن كثير مما لا يحل لها وبسطها إلىٰ كثير مما ليس عليها، فاذا هي قد عقلت شرفت فى العاجل وَوَجَبَ لها حسن الثواب من الله في
الآجل (1).
وأما حق رجليك: فأن لا تمشي بهما إلىٰ ما لا يحل لك، ولا تجعلها مطيتك في الطريق المستخف بأهلها فيها. فانها حاملتك وسالكة بك مسلك الدين والسبق لك.
ص: 15
ولا قوة إلا بالله(1)
وأما حق بطنك: فأن لا تجعله وعاءً لقليل من الحرام ولا لكثير ، وأن تقتصد له في الحلال، ولا تخرجه من حد التقوية إلىٰ حد التهوين وذهاب المروءة، وضبطه إذا همَّ بالجوع والظمأ. فان الشبع المنتهي بصاحبه إلىٰ التخم مكسلة ومثبطة ومقطعة عن كل بِر وكرم، وان الري المنتهي بصاحبه إلىٰ السكر مسخفة ومجهلة ومذهبة
للمروءة (2).
وأما حق فرجك: فحفظه مما لا يحل لك، والاستعانة
ص: 16
عليه بغض البصر -فانه من أعون الأعوان - وكثرة ذكر الموت والتهدد لنفسك بالله والتخويف لها به. وبالله العصمة والتأييد.
ولا حول ولا قوة إلّا به (1).
فأما حق الصلاة فأن تعلم أنها وفادة إلىٰ الله، وأنك قائم بين يدي الله، فاذا علمت ذلك كنت خليقاً أن تقوم فيها مقام الذليل الراغب الراهب، الخائف الراجي، المسكين المتضرع، المعظم من قام بين يديه بالسكون والاطراق وخشوع الأطراف ولين الجناح وحسن المناجاة له في نفسه والرغبة إليه في فكاك رقبتك التي
ص: 17
أحاطت بها خطيئتك، واستهلكتها ذنوبك.
ولا قوة إلّا بالله(1).
وحق الحج: أن تعلم أنه وفادة إلىٰ ربك، وفرار اليه من ذنوبك. وبه قبول توبتك، وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك (2).
وأما حق الصوم: فأن تعلم أنه حجاب ضربه الله علىٰ لسانك وسمعك وبصرك وفرجك وبطنك ليسترك به من
ص: 18
النار (1).
وهكذا جاء في الحديث : «الصوم جُنَّة من النار». فان سكنت أطرافك في حجبتها رجوت أن تكون محجوباً. وإن أنت تركتها تضطرب في حجابها وترفع جنبات الحجاب فتطلع إلىٰ ما ليس لها بالنظرة الداعية للشهوة والقوة الخارجة عن حد التقية الله لم تأمن أن تخرق الحجاب وتخرج منه.
ولا قوة إلّا بالله.
وأما حق الصدقة: فأن تعلم أنها ذخرك عند ربك، ووديعتك التي لا تحتاج الىٰ الاشهاد. فاذا علمت ذلك كنت بما استودعته سراً أوثقَ منك بما استودعته علانية، وكنت جديراً أن لا تكون أسررت اليه أمراً أعلنته،
ص: 19
وكان الأمر بينك وبينه فيها سراً علىٰ كل حال، ولم تستظهر عليه فيما استودعته منها باشهاد الأسماع والأبصار عليه بها ، كأنها أوثق في نفسك. وكأنك لا تثق به في تأدية وديعتك اليك، ثم لم تمتن بها على أحد لأنها لك. فاذا امتننتَ بها لم تأمن أن يكون بها مثل تهجين حالك منها إلى من مننت بها عليه. لأن في ذلك دليلاً على أنك لم ترد نفسك بها ولو أردت نفسك بها لم تمتن على أحد.
ولا قوة إلّا بالله .(1)
وأما حق الهدي: فأن تخلص به الارادة إلىٰ ربك.
ص: 20
والتعرض لرحمته وقبوله ، ولا تريد عيون الناظرين دونه. فاذا كنت كذلك لم تكن متكلفاً ولا متصنعاً، وكنت إنما تقصد إلىٰ الله. واعلم ان الله يراد باليسير ولا يراد بالعسير. كما أراد بخلقه التيسير ولم يرد بهم التعسير. وكذلك التذلل أولىٰ بك من (التدهقن). لأن الكلفة المؤنة في (المتدهقنين)، فأما التذلل والتمسكن فلاكلفة فيها ولا مؤنة عليهما لأنهما الخلقة وهما موجودان في الطبيعة.
ولا قوة إلا بالله. (1)
ص: 21
أ-حق السلطان (1):
فأما حق سائسك بالسلطان: فأن تعلم أنك جُعلت له فتنة وأنه مبتلىٰ فيك بما جُعِل له عليك من السلطان(2)، وأن تخلص له في النصيحة، وأن لا تماحكه وقد بسطت عليك فتكون سبب هلاك نفسك وهلاكه. وتذلل وتلطف لاعطائه من الرضا ما يكفُّه عنك ولا يضر بدينك، وتستعين عليه في ذلك بالله، ولا تعازه (3) ولا تعانده فانك إن فعلت ذلك عققته وعققت نفسك فعرضتها لمكروهه وعرضته للهلكة فيك وكنت خليقاً أن
ص: 22
تكون معيناً له علىٰ نفسك وشريكاً له فيما أتى إليك.
ولا قوة إلّا بالله.
فأما حق سائسك بالعلم: فالتعظيم له والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والاقبال عليه، والمعونة له على نفسك فيا لا غنىٰ بك عنه من العلم، بأن تفرغ له عقلك وتحضره فهُمك وتذكي له قلبك وتجلي له بصرك، بترك اللذات ونقص الشهوات، وان تعلم أنك فيما ألقىٰ إليك رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل فلزمك حسن التأدية عنه إليهم ، ولا تخنه في تأدية رسالته والقيام بها عنه إذا تقلدتها.
ولا قوة إلّا بالله (1).
ص: 23
وأما حق سائسك بالملك: فنحو من سائسك بالسلطان إلّا إن هذا يملك ما لا يملكه ذاك، تلزمك طاعته فيما دق وجل منك إلّا أن يخرجك من وجوب حق الله.
ويحول بينك وبين حقه وحقوق الخلق، فاذا قضيته رجعت إلىٰ حقه فتشاغلت به.
ولا قوة إلّا بالله(1) .
ص: 24
فأما حقوق رعيتك بالسلطان: فأن تعلم أنك إنما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم، فإنه إنما أحلهم محل الرعيّة لك ضعفُهم وذهم، فما أولىٰ من كفاكه و ذله ضعفه حتى صيره لك رعيّة، وصير حكمك عليه نافذاً، لا يمتنع منك بعزة ولا قوة، ولا يستنصر فيما تعاظمه منك - إلّا بالله - بالرحمة والحياطة والأناة. وما أولاك إذا ما عرفت ما أعطاك الله من فضل هذه العزة والقوة التي قهرت بها أن تكون الله شاكراً، ومن شكر الله أعطاه فيما أنعم عليه.
ولا قوة إلّا بالله(1) .
ص: 25
وأما حق رعيتك بالعلم: فأن تعلم أن الله قد جعلك لهم خازناً فيا آتاك من العلم وولاك من خزانة الحكمة، فان أحسنت فيها ولّاك الله من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده، الصابر المحتسب الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه، كنت راشداً، وكنت لذلك أملا معتقداً وإلّا كنت له خائناً ولخلقه ظالماً ولسلبه وعزه متعرضاً.
وأما حق رعيتك بملك النكاح: فأن تعلم أن الله جعلها سكناً ومستراحا وأنساً وواقية، وكذلك كل واحد منكما یجب أن يحمد الله علىٰ صاحبه ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق
ص: 26
بها وإن كان حقك عليها أغلظ، وطاعتك بها ألزم، فيما أحببت وكرهت ما لم تكن معصية. فان لها حق الرحمة والمؤانسة.
ولا قوة إلّا بالله(1).
وأما حق رعيتك بملك اليمين فأن تعلم أنه خلقُ ربك، ولحمك ودمك، وإنك لم تملكه لأنك صنعته دون الله، ولا خلقتَ له سمعاً ولا بصراً، ولا أجريت له رزقاً، ولكن الله كفاك ذلك ثم سخره لك، ائتمنك عليه واستودعك إيّاه لتحفظه فيه وتسير فيه بسيرته فتطعمه مما تأكل وتلبسه مما تلبس ولا تكلفه ما لا يطيق. فان كرهته خرجت إلىٰ
ص: 27
الله منه واستبدلت به ولم تعذب خلق الله.
ولا قوة إلّا بالله (1).
وأما حق الرحم: فحق أمك أن تعلم أنها حملتكَ حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحدٌ أحداً، وأنها وَقَتْكَ بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها، مستبشرةً
ص: 28
فرحةً محتملةً لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها، حتى دَفعَتْها عنكَ يدُ القدرة وأخرجَتْكَ إلى الارض فرضيَت تشبع وتجوعَ هي، وتكسوك وتعرىٰ وترويك وتظمىٰ، وتُظلكَ ،وتضحىٰ، وتُنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها، وكان بطنُها لك وعاءً، وحجرها لك حواءً، وثديها لك سقاءً، ونفسها لك وقاءً تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك. فتشكرها علىٰ قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه (1).
وأما حق أبيك: فان تعلم أنه أصلك، وأنك فرعه،
ص: 29
وأنك لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، واحمد الله واشكره على قدر ذلك.
ولا قوة إلّا بالله.
وأما حق ولدك: فأن تعلم أنه منكَ، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره. وأنك مسؤول عما وليته من الأدب، والدلالة علىٰ ربه والمعونة له علىٰ طاعته فيك وفى نفسه، فمثابٌ علىٰ ذلك ومعاقب. فاعمل في أمره عمل المتزيِّن بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذِّر إلىٰ ربه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه، والآخذ له منه.
ولا قوة إلّا بالله (1).
ص: 30
وأما حق أخيك: فأن تعلم أنه يدك التي تبسطها، ظهرك الذي تلتجئ إليه، وعزك الذي تعتمد عليه، وقوتك التي تصول بها. فلا تتخذه سلاحاً علىٰ معصية الله، ولا عدة للظلم لخلق الله. ولا تدع نصرته علىٰ نفسه، ومعونته علىٰ عدوه والحؤول بينه وبين شياطينه، وتأدية النصيحة اليه، والاقبال عليه فى الله، فان انقاد لربه وأحسن الاجابة له، وإلا فليكن الله آثر عندك وأكرم عليك منه (1).
ص: 31
وأما حق المنعم عليك بالولاء: فأن تعلم أنه أنفق فيك ماله، وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلىٰ عز الحرية واُنسها، وأطلقك من أسر الملكة، وفك عنك حلق العبودية، وأوجدك (1) رائحة العز، وأخرجك من سجن القهر، ودفع عنك العسر، وبسط لك لسان الانصاف، وأباحك الدنيا كلها فملكك نفسك، وحل أسرك، وفرغك لعبادة ربك، واحتمل بذلك التقصير في ماله، فتعلم أنه أولى الخلق بك، بعد أولي رحمك في حياتك وموتك، وأحق الخلق بنصرك ومعونتك ومكاتفتك في ذات الله فلا تؤثر عليه نفسك ما احتاج إليك(2).
ص: 32
وأما حق مولاك الجارية عليه نعمتك؛ فأن تعلم أن الله جعلك حامية عليه وواقية وناصراً ومعقلاً. وجعله لك وسيلة وسبباً بينك وبينه. فبالحري أن يحجبك عن النار فيكون في ذلك ثواب منه في الآجل، ويحكم لك بميراثه فى العاجل إذا لم يكن له رحم، مكافأة لما أنفقته من (مالك) عليه وقمت به من حقه بعد إنفاق مالك. فان لم تقم بحقه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه. ولا قوة إلّا بالله(1) .
وأما حق ذي المعروف عليك: فان تشكره وتذكر
ص: 33
معروفه، وتنشر له المقالة الحسنة (1)، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله سبحانه فانك إذا فعلتَ ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية. ثم إن أمكن مكافأته بالفعل كافأته وإلّا كنتَ مرصداً له مواطناً نفسك عليها(2).
وأما حق المؤذن: فأن تعلم أنه مذكرك بربك، وداعيك إلىٰ حظك، وأفضل أعوانك علىٰ قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك، فتشكره علىٰ ذلك شكرك للمحسن إليك (3).
ص: 34
وأما حق إمامك فى صلواتك: فأن تعلم أنه قد تقلد السفارة فيما بينك وبين الله، والوفادة إلىٰ ربك، وتكلم عنك ولم تتكلم عنه، ودعا لك ولم تدع له وطلب فيك ولم تطلب فيه، وكفاك هم المقام بين يدي الله والمسألة فيك ولم تكفه ذلك، فان كان في شيء من ذلك تقصير كان به دونك، وإن كان آثماً لم تكن شريكه فيه ولم يكن لك عليه فضل. فوقىٰ نفسك بنفسه ووقىٰ صلاتك بصلاته، فتشكر له على ذلك.
ولا حول ولا قوة إلّا بالله(1).
وأما حق الجليس فأن تلين له كنفك، وتطيب له
ص: 35
جانبك، وتنصفه في مجاراة اللفظ، ولا تغرق في نزع(1) اللحظ إذا لحظت، وتقصد في اللفظ إلىٰ إفهامه إذا لفظت، وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار، وإن كان الجالس إليك كان بالخيار ولا تقوم إلّا باذنه. ولا قوة إلّا بالله(2)
وأما حق الجار: فحفظه غائباً وكرامته شاهداً ونصرته ومعونته في الحالين جميعاً. لا تتبع له عورة، ولا تبحث له عن سوأة لتعرفها ، فان عرفتها منه عن غير إرادة منك ولا تكلف كنت لما علمت حصناً حصيناً وستراً ستيراً لو بحثت الأسنة عنه ضميراً لم تتصل إليه لانطوائه عليه. لا تستمع عليه من حيث لا يعلم. لا
ص: 36
تسلمه عند شديدة ولا تحسده عند نعمة. تقيل عثرته وتغفر زلته. ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك ولا تخرج أن تكون سلماً له ترد عنه لسان الشتيمة وتبطل فيه كيد حامل النصيحة وتعاشره معاشرة كريمة.
ولا حول ولا قوة إلّا بالله (1).
وأما حق الصاحب: فأن تصحبه بالفضل ما وجدت إليه سبيلاً، وإلّا فلا أقل من الانصاف. وأن تكرمه كما يكرمك وتحفظه كما يحفظك. ولا يسبقك فيما بينك وبينه إلىٰ مكرمة، فان سبقك كافأتَه ولا تقصر به عما يستحق من المودة تُلزم نفسَك نصيحتَه، وحياطته ومعاضدته على طاعة ربه ومعونته على نفسه فيما يهم به من معصية
ص: 37
ربه، ثم تكون عليه رحمة ولا تكن عليه عذاباً.
ولا قوة إلّا بالله (1).
وأما حق الشريك: فان غاب كفيته، وإن حضر ساويته ولا تعزم علىٰ حكمك دون حكمه، ولا تعمل برأيك دون مناظرته. وتحفظ عليه ماله، وتتقي خيانته فيما عزّ أو هان، فانه بلغنا: «إن يد الله علىٰ الشريكين ما لم يتخاونا».
ولا قوة إلّا بالله.
وأما حق المال: فأن لا تأخذه إلّا من حله، ولا تنفقه
ص: 38
إلّا في حله. ولا تحرفه عن مواضعه، ولا تصرفه عن حقائقه، ولا تجعله إذا كان من الله إلّا إليه، وسبباً إلىٰ الله ولا تؤثر به علىٰ نفسك من لعله لا يحمدك، وبالحري أن لا يحسن خلافته فى تركتك، ولا يعمل فيه بطاعة ربك، فتكون معيناً له علىٰ ذلك وبما أحدث في مالك، فيذهب بالغنيمة وتبوء بالاثم والحسرة والندامة مع التبعة.
ولا قوة إلّا بالله (1).
وأما حق الغريم المطالب لك: فإن كنت موسراً أوفيتَه وكفيتَه وأغنيتَه. ولم تردده وتمطلهُ. فإنَّ رسول الله (صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ )قال: «مَطلُ الغنى ظلم». وإن كنت معسراً أرضيته بحسن القول وطلبتَ اليه طلباً جميلاً. ورددته عن نفسك رداً لطيفاً. ولم تجمع عليه ذهاب ماله وسوء معاملته، فإنَّ
ص: 39
ذلك لوم.
ولا قوة إلّا بالله.
عليك حقاً لم تنفسخ في صحبته ولم تعمل في إبطال دعوته وكنتَ خصم نفسك ،له والحاكم عليها والشاهد له بحقه دون شهادة الشهود فإن ذلك حق الله عليك. وإن كان ما يدعيه باطلاً رفقتَ به وردعته وناشدته بدينه، وكسرتَ حدته عنك بذكر الله، وألقيت (1) حشو الكلام ولغطه الذي لا يرد عنك عاديةَ عدوك. بل تبوء بإثمه وبه يشحذ عليك سيف عداوته، لأن لفظة السوء تبعث الشر،
والخير مقمعة للشر.
ولا قوة الّا بالله (2)
وأما حق الخصم المدعى عليه: فإن كان ما تدعيه
ص: 41
حقاً أجملت في مقاولته بمخرج الدعوى. فإن للدعوى غلظة في سمع المدعى عليه، وقصدت قصد حجتك بالرفق، وأمهل المهلة، وأبين البيان، وألطف اللطف، ولم تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال فتذهب عنك حجتك. ولا يكون لك في ذلك درك.
ولا قوة إلّا بالله .(1)
وأما حق المستشير: فإن حضرك له وجه رأي جهدت له في النصيحة، وأشرت عليه بما تعلم أنك لو كنت مكانه عملت به وليكن ذلك منك فى رحمة ولين.
ص: 42
فإن اللين يؤنس الوحشة وإن الغلظ يوحش موضع الأنس. وإن لم يحضرك له رأي وعرفت له من تثق برأيه و ترضى به لنفسك دللته عليه، وأرشدته اليه، فكنت لم تألُه خيراً ولم تدَّخره نصحاً.
ولا حول ولا قوة إلّا بالله(1).
وأما حق المشير عليك فلا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه إذا أشار عليك، فإنما هي الآراء وتصرف الناس فيها واختلافهم. فكن عليه في رأيه بالخيار إذا اتهمت رأيه، فأما تهمتُه فلا تجوز لك اذا كان عندك من يستحق المشاورة، ولا تدع شكره على ما بدا لك من إشخاص رأيه وحسن وجه مشورته. فاذا وافقك حمدت الله
ص: 43
وقبلت ذلك من أخيك بالشكر والارصاد بالمكافأة في مثلها إن فزع اليك.
ولا قوة الا بالله (1).
وأما حق المستنصح : فأن تؤدي اليه النصيحة على الحق الذي ترى له أنه يُحمل ويخرج المخرج الذي يلين على مسامعه، وتكلمه من الكلام بما يطيقه عقله، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه ويجتنبه، وليكن مذهبك الرحمة.
ولا قوة الّا بالله (2).
ص: 44
وأما حق الناصح: فأن تلين له جناحك ثم تشرئب له قلبك، وتفتح له سمعك، حتى تفهم عنه نصيحته، ثم تنظر فيها، فإن كان وُفِّق فيها للصواب حمدت الله على ذلك وقبلت منه وعرفت له نصيحته، وإن لم يكن وفّق لها رحمته ولم تتهمه وعلمت أنه لم يألك نصحاً الّا أنه أخطأ، الّا أن يكون عندك مستحقاً للتهمة، فلا تعبأ بشيء من أمره على كل حال.
ولا قوة الا بالله (1).
ص: 45
وأما حق الكبير: فإن حقه توقير سنه وإجلال إسلامه اذا كان من أهل الفضل في الاسلام بتقديمه فيه وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه الى طريق، ولا تؤمه في طريق ، ولا تستجهله، وإن جهل عليك تحملت، وأكرمته بحق إسلامه مع سنه، فإنما حق السن بقدر الاسلام.
ولا قوة الّا بالله (1).
وأما حق الصغير: فرحمته وتثقيفه وتعليمه، والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له، والستر على جرائر حداثته، فإنه سبب للتوبة والمداراة له وترك
ص: 46
مما حكته، فإن ذلك أدنى لرشده(1).
وأما حق السائل: فإعطاؤه اذا تهيأت صدقة، وقدرتَ على سد حاجته، والدعاء له فيما نزل به والمعاونة له على طلبته. وإن شككت في صِدقِه وسبقت اليه التهمة ولم تعزم على ذلك لم تأمن أن يكون من كيد الشيطان أراد أن يصدَّك عن حظك ويحول بينك وبين التقرب الى ربك تركتهُ بستره ورددته رداً جميلاً، وإن غلبتَ نفسك في أمره وأعطيتَه على ماعرض في نفسك منه فإن ذلك من عزم الامور(2).
ص: 47
وأما حق المسؤول: فإن أعطى قُبِل منه ما أعطى بالشكر له والمعرفة لفضله. واطلب وجه العذر في منعه وأحسن به الظن، واعلم أنه إن منع فماله منع. وأن ليس التثريب فى ماله وإن كان ظالماً. فإن الانسان لظلوم كفّار(1) .
وأما حق من سرك الله به وعلى يديه: فان كان تعمدها لك حمدتَ الله أولاً ثم شكرته على ذلك بقدره في موضع الجزاء، وكافأته على فضل الابتداء وأرصدت له المكافأة. وإن لم يكن تعمدها حمدت الله أولاً ثم شكرته، و علمت أنه منه توحدك بها، وأحببت هذا إذ كان سبباً
ص: 48
من أسباب نعم الله عليك، وترجو له بعد ذلك خيراً، فإن أسباب النعم بركة حيث ما كانت وإن كان لم يعتمد.
ولا قوة الّا بالله (1).
وأما حق من ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل: فإن كان تعمدها كان العفو أولى بك لما فيه له من القمع وحسن الأدب مع كثير من أمثاله من الخلق فإن الله يقول : «وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ... - الى قوله - من عزم الامور.» وقال عز وجل: «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ». هذا في العمد، فان لم يكن عمداً لم تظلمه بتعمد الانتصار منه؛ فتكون قد كافأته في تعمد على خطأ، ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه.
ص: 49
ولا قوة الّا بالله (1).
وأما حق أهل ملتك عامة: فاظهار السلامة ونشر جناح الرحمة والرفق بمسيئهم، وتألفهم واستصلاحهم، وشكر محسنهم الى نفسه واليك فان احسانه الى نفسه اذا كف عنك أذاه وكفاك مؤنته وحبس عنك نفسه، فعمهم جميعاً بدعوتك، وانصرهم جميعاً بنصرتك، وأنزلهم جميعاً منك منازلهم، كبيرهم بمنزلة الوالد، وصغيرهم بمنزلة الولد، وأوسطهم بمنزلة الأخ، فمن أتاك تعاهدته
ص: 50
بلطف ورحمة، وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه(1).
وأما حق أهل الذمة: فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل الله، وتفي بما جعل الله لهم من ذمته وعهده. وتكلهم اليه فيما طلبوا من أنفسهم وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك فيما جرى بينك وبينهم من معاملة، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمة الله والوفاء بعهده وعهد رسوله(صلّی اللَّهِ علیه وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ) ، حائل، فإنه بلغنا انه قال: «من ظلم معاهداً
كنتُ خصمه». فاتق الله.
ولا حول ولا قوة الّا بالله (2).
ص: 51
فهذه خمسون حقاً محيطاً بك، لا تخرج منها في حال من الاحوال. يجب عليك رعايتها، والعمل في تأديتها والاستعانة بالله جل ثناؤه على ذلك.
و لا حول و لا قوة الّا بالله، والحمد لله رب العالمين.
ص: 52
كلمة الناشر...5
مجمل الحقوق...9
1 - حق الله....12
2 - حق النفس...12
أ- حق اللسان...13
ب- حق السمع...14
ج - حق البصر...14
د - حق اليد...15
ه- - حق الرجل...15
و -حق البطن...16
ز- حق الفرج...16
3- حقوق الافعال...17
أ- حق الصلاة...17
ص: 53
ب - حق الحج...18
ج - حق الصوم....18
د - حق الصدقة ...19
ه- - حق الهدى...20
4 - حقوق الائمة...22
أ -حق السلطان...22
ب - حق المعلم ...23
ج - حق المالك...24
5 - حقوق الرعية...25
أ- الرعيّة بالسلطان...25
ب - الرعية بالعلم ....26
ج - الرعية بملك النكاح .
د - الرعية بملك اليمين...27
6 - حق الرحم...28
أ- حق الام ....28
ب - حق الأب...29
ج - حق الولد.. .30
د - حق الأخ...31
ص: 54
7 - حق الناس...32
أ- حق المنعم بالولاء....32
ب - حق العبد...33
ج - حق ذي المعروف...33
د - حق المؤذن ....34
ه- - حق الامام...35
و - حق الجليس...35
ز - حق الجار ....36
ح - حق الصاحب...37
ط - حق الشريك...38
ي - حق المال...38
ك - حق الغريم...39
ل - حق الخليط...40
8- حق الخصم
أ -المدعي...40
ب - المدعى عليه...41
9 - حق المشاورة والنصيحة...42
أ- حق المستشير...42
ص: 55
ب - حق المشير...42
ج - حق المستنصح...44
د - حق الناصح...45
10 - حق السن...46
أ -حق الكبير...46
ب - حق الصغير...46
11 - حق السائل والمسؤول...47
أ - حق السائل...47
ب - حق المسؤول...48
ج - حق من سرَّك...48
د - حق القضاء ....49
12 - حق بقية الناس...50
أ - حق أهل الملة...50
ب - حق أهل الذمة...51
الخاتمة...52
الفهرس...53
ص: 56