ما نزل من القرآن في علی بن أبي طالب علیه السلام

هوية الکتاب

مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ عَلِىِّ بنِ ابِی طالِبْ علیه السلام

تَأليفْ

اَبِي الفَضَائِل اَحمَدِ بنِ مُحَمَّد بنِ المُظَفَّر بنِ المُختَار

الحَنَفِى الرَّازِي (ت 631 ه-)

تحقيق وتعليق

حسنین الموسوى المُقرَّم

مراجعة وَحدةِ التَّحقيق

في مَكتبةِ العتبةِ العبّاسيّةِ المُقدّسةِ

ص: 1

اشارة

بسم الله الرّحمن الرّحیم

ص: 2

مَا نَزَلَ مِنَ القُرآنِ

عَلِىِّ بنِ ابِی طالِبْ علیه السلام

تَأليفْ

اَبِي الفَضَائِل اَحمَدِ بنِ مُحَمَّد بنِ المُظَفَّر بنِ المُختَار

الحَنَفِى الرَّازِي (ت 631 ه-)

تحقيق وتعليق

حسنین الموسوى المُقرَّم

مراجعة وَحدةِ التَّحقيق

في مَكتبةِ العتبةِ العبّاسيّةِ المُقدّسةِ

ص: 3

العَتَبَةُ العَبّاسِيَّةُ المُقَدَّسَة

قسم الشؤون الفكرية والثقافية/شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة/ص.ب. (233) /هاتف: 322600، داخلي: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

tahaia@alkafeel.net

الرازي، أحمد بن محمّد بن أحمد المظفر، ت. بعد 630 ه-.

ما نزل من القرآن في علي بن أبي طالب علیه السلام/تأليف أبي الفضائل أحمد بن محمّد بن المظفر بن المختار الحنفي الرازي؛ تحقيق وتعليق حسنين الموسوي المقرّم؛ مراجعة وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العبّاسية المقدسة - كربلاء: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدسة، 1434 ه-/2013.

339 ص. - (مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدسة؛ 19)

المصادر: ص. [295] - 306؛ وكذلك في الحاشية.

1. علي بن أبي طالب علیه السلام الإمام الأول، 23 ق. ه- - 40 ه- - في القرآن - أحاديث أهل السنة. ألف. المقرم، حسنین حمید رسول 1975 -، محشي. ب. وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العبّاسية المقدسة. ج. العنوان.

BP 193.1.A3 R398 2013

الكتاب: ما نزل من القرآن في علي بن أبي طالب علیه السلام.

تأليف: أبي الفضائل أحمد بن محمّد بن المظفر الحنفي الرازي.

تحقيق: السيد حسنين الموسوي المقرّم.

مراجعة: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العبّاسيّة المقدسة.

الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسيّة المقدسة.

الإخراج الفني: محسن جعفر الجابري.

المدقق اللغوي: علي حبيب العيداني.

المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/كربلاء المقدسة - العراق، بيروت - لبنان.

الطبعة: الأولى.

عدد النسخ: 2000،

التاريخ: 13 شهر رجب 1434ه- - 24 آيار 2013م.

ص: 4

الإهداء

إليك يا أمير المؤمنين...

إليك إمام المتقين...

إليك يا بطل المسلمين...

إليك يا أبا السبطين الحسن والحسين...

أهدي هذا الجهد المتواضع، وهو جهد المقل والبضاعة

المزجاة وأرفعه بين يديك وأنا أتمثّل قوله تعالى:

يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا

بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ

عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي المُتَصَدِّقِينَ).

[سورة يوسف: 88]

وكلّي أملٌ ورجاء في قبوله يا سيّدي ومولاي

يا أميرَ المؤمنين يا علي بن أبي طالب.

عبدك ومولاك

حسنين الموسوي المقرَّم عفي عنه

8/صفر الخير/1434ه-

ص: 5

ص: 6

كلمة إدارة المكتبة

بسم الله الرحیم الرحيم

الحمد لله الذي نعت نفسه بالرحمن فشملت رحمته جميع خلقه، والرحيم فخصّ بلطفه المؤمنين من عباده، وصلّى الله على نبيّه المشرّف بخاتمة الرّسالات، المرقّى بمعالي المكرمات، وعلى أهل بيته المطهّرين من الرجس والزلّات، المودعة في أكنافهم علوم ما مضى وما هو آت، اختارهم بعد نبيّه لخلافته في أرضه، وارتضاهم أولياء من بين خلقه، بعد أن أخذوا حقّهم الأوفى لكمال العبودية له، والإخلاص لأمره، لا سيّما سيّد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام.

وبعدُ:

لا أُخفي وجلي وتهيّبي من الإقدام على تسطير كلمات أُقدّمُ بها لهذا الكتاب الجليل ومَردّ ذلك أمران:

أوّلهما: عنوان الكتاب كونه في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام، الاسم الذي يخشى فطاحل الكتّاب وجهابذة المفكّرين الخوض في غماره فضلاً عن راقم هذه السطور.

ثانيهما: مقدّمة الكتاب لسيّد المحقّقين سماحة آية الله السيّد محمّد مهدي الخرسان دامت بركات وجوده، الذي فتح أثناء تقدمته للكتاب أبواباً ومصاريعَ لعناوين أُخرى ما لبث أن سدّها بعد أن أشبعها بحثاً واستدلالاً ثمّ ترجيحاً واستنتاجاً محكماً مبنياً على أُسس علمية، هذا دون الإطالة بما يُضيّع الهدف أو

ص: 7

التقصير ممّا يخلّ به، ومن ثمّ العودة إلى أصل الموضوع.

فماذا - بعد هذا - لمن سِواه أن يقول ؟

إلّا أنّ التشرّف بطبع هذا الكتاب بعنوانه ومضمونه الضخم لا يدانيه شرف ذلك أنّنا نعيش في عالم أخذت البدع تتوالى فيه على أهله ومن أشرّ تلك البدع وأرزاها بدعة دفع أمير المؤمنين وإمام المتّقين حقّه - لا عن خلافة رسول الله صلّی الله علیه و آله فحسب - بل عن منزلته وصدارته في الإسلام هذا الذي أقرّ به المؤالف والمخالف تشريعاً من عند الله تعالى وتبياناً من رسوله كلمة إدارة المكتبة.

وما استدلّ به جامع هذا الكتاب ممّا نزل في حقّ أمير المؤمنين علیه السلام في القرآن الكريم لم يكن بدافع الحبّ والولاء له سلام الله عليه لكن إذعاناً بما لا يمكن نكرانه وردّه من فضائل الإمام علیه السلام كما سيتبيّن القارئ الكريم بنفسه عند قراءته للكتاب.

فلله الحمد أوّلاً وآخراً بما منّ علينا في مكتبة ودار المخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة أن شرّفنا بطبع هذا السفر الجليل بعد تحقيقه والتعليق عليه من قبل فضيلة السيّد حسنين المقرّم سلّمه الله والذي بذل جهداً كبيراً من أجل إخراجه بهذه الصورة الماثلة، ونسأله تعالى أن يحشرنا تحت لواء أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين علیه السلام اليوم تدعى كلّ أُمّة بإمام زمانها إنّه سميع الدعاء.

نور الدين الموسوي

إدارة مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة

14/جمادى الآخرة/1434ه-

ص: 8

بين يدي الكتاب

اشارة

بقلم

العلّامة المحقّق السيّد محمّد مهدي السيّد حسن

الموسوي الخرسان (دامت أيام إفاضاته)

بسم الله الرحمن الرحيم

و به نستعین

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا الآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً.(1)

وصلّى الله على محمّد خير خلقه، وسيّد رسله وأشرف أنبيائه الذي أرسله رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله وهادياً وسراجاً منيراً من لدن بعثته إلى قيام الساعة كما قال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).(2)

ص: 9


1- سورة الكهف: 1 - 5.
2- سورة الأعراف: 158.

فصلّى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين بنصّ آية التطهير:

(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (1).

كما روت ذلك أم سلمة ومعها:

أنَّ النبيّ صلّی الله علیه و آله، جلّل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال: اللّهم هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

فقالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟

قال: إنك على خير.

ولفظه هذا أخرجه الترمذي (279ه-) في صحيحه: 351/5 و 663 و 699، وقد أخرجه أحمد في مسنده تسع مرات، وفي (فضائل الصحابة) سبع مرات، والحاكم في (المستدرك) خمس مرّات، وصحّحه ابن الأثير في (أُسد الغابة) سبع مرّات، والطبراني في الكبير في أكثر من عشرين موضعاً، وغيرهم أكثر من مائة عالم من علماء المذاهب الأربعة فقط، وقد ذكرت في كتابي (علي إمام البررة: 371/1 - 408)، شرح الحديث وما قيل فيه وبعض المصادر التي أخرجته وقد نیفت على المائة فراجع.

ولمّا كان أمير المؤمنين علیه السلام هو الذي اختصّه النبيّ صلّی الله علیه و آله يا منذ بَدء الدعوة وحتّى فارق الحياة الدنيا، ففي آية المباهلة هو نفس رسول الله صلّی الله علیه و آله فجعله منه وهو منه إلى غير ذلك من أحاديث جعلته تالي شخصه ومشاركاً له صلّی الله علیه و آله إلّا النبوّة كما في حديث المنزلة:

ص: 10


1- سورة الأحزاب: 33.

«أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي».

وهذا على حدّ تعبير ابن عبد البر (463ه-) في (الاستيعاب) في أوّل ترجمة الإمام علیه السلام بعد أن روى الحديث: (وهو من أثبت الآثار وأصحَّها رواه عن النبي صلّی الله علیه و آله سعد بن أبي وقّاص وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدّاً وقد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره.

ورواه ابن عبّاس، وأبو سعيد الخدري، وأُم سلمة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبد الله، وجماعة يطول ذكرهم).

وقال الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل: 152/1): (وهذا هو حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد).

وقد ذكرت الحديث وما قيل فيه والمصادر التي أخرجته في كتابي (علي إمام البررة: 253/1 - 286).

ولمّا كان علیه السلام بتلك المنزلة التي لم يبلغها غيره أحد من الصحابة فكان له الفضل عليهم أجمعين، ويكفيه فخراً أنّه لم يشرك بالله طرفة عين، فكان الإيمان مخالطه بلحمه ودمه - كما قيل - وإلى ذلك كان ابن عبّاس رضی الله عنه يذهب إلى هذا في أحاديثه المرفوعة والموقوفة، وكان يقول: قال النبي صلّی الله علیه و آله: إنَّ الله تعالى أنزل في علي كرائم القرآن.(1)

وقال: ابن عبّاس رضی الله عنه: ما نزلت ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلّا كان علي بن أبي

ص: 11


1- تفسير فرات الكوفي: 47.

طالب رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب النبي صلّی الله عليه وآله فما ذكر علياً إلّا بخير.(1)

وسأله الراوي: وأين عاتبهم؟

قال: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) (2) لم يبق معه أحد غير علي وجبرئيل علیهما السلام.(3)

وهذه الحال التي فضّلت علياً على غيره حملت غير واحد من أئمّة الحديث لأن يجمعوا ما صحّ عندهم تفسيراً أو تأويلاً من آي الذكر الحكيم، ممّا فيه دلالة على فضل أهل البيت والإمام أمير المؤمنين علیه السلام خاصة، بل خصّه بعضهم بتأليف خاص وهم كما في كتاب (أهل البيت في المكتبة العربية) لزميلنا العلّامة المحقّق المرحوم السيّد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله:

1. ما أنزل الله من القرآن في أمير المؤمنين علیه السلام: لأبي الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن ميمون بن عون القزويني.(4)

2. ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين علیه السلام: لأبي الفرج الإصفهاني (356ه-)، وسمّاه ابن شهر آشوب في (معالم العلماء) رقم 986 كتاب (التنزيل في أمير المؤمنين).(5)

ص: 12


1- تفسير فرات الكوفي: 49.
2- سورة آل عمران 155.
3- تفسير فرات الكوفي: 50.
4- أهل البيت علیهم السلام في المكتبة العربية: 444، رقم 627.
5- أهل البيت علیهم السلام في المكتبة العربية: 445، رقم 629.

3. ما نزل من القرآن في علي علیه السلام: للحسين بن الحكم بن مسلم الحبري الكوفي (286ه-)، وقد طُبع مكرراً، مرّة بتحقيق العلّامة السيّد أحمد الحسيني، ومرّة بتحقيق العلّامة السيّد محمّد رضا الجلالي، ومن الكتاب نسخة خطية بخط ياقوت المستعصمي كتبها سنة ست وسبعمائة.(1)

4. ما نزل من القرآن في علي علیه السلام: لأبي عبد الله المرزباني (384ه-).(2)

5. ما نزل من القرآن في علي علیه السلام: أو المنتزع من القرآن العزيز في مناقب مولانا أمير المؤمنين: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني (430ه-)، صاحب (حلية الأولياء).(3)

6. ما نزل من القرآن في علي علیه السلام: لأبي بكر محمّد بن مؤمن الشيرازي، استخرجه من اثني عشر تفسيراً منها: تفسير يعقوب بن سفيان، وابن جريح، ومقاتل، ووكيع بن الجراح، ويوسف القطان، ومقاتل بن حيان، وأبي صالح.(4)

7. ما نزل من القرآن في علي علیه السلام: لأبي الفضائل وأبي المحامد المظفر بن أبي بكر أحمد بن محمّد بن المختار الحنفي الرازي المولد الأقسرائي المسكن المتوفّى سنة (631 ه-) (5). وله كتاب (بذل الحبا في آل العبا)، وله كتاب (حجج القرآن) مطبوع بالقاهرة.

ص: 13


1- أهل البيت علیه السلام في المكتبة العربية: 447، رقم 630.
2- أهل البيت علیه السلام في المكتبة العربية: 448، رقم 631.
3- أهل البيت علیه السلام في المكتبة العربية: 450، رقم 632.
4- أهل البيت علیه السلام في المكتبة العربية: 451 - 452، رقم 633.
5- وهو هذا الكتاب.

ترجم له الداودي في (طبقات المفسّرين: 86/1)، ووصفه بالفقيه الرازي الحنفي الصوفي المفسّر قال: قال القرشي: (قدم دمشق وكان يفسّر القرآن على المنبر بجامعها، ثمّ رحل منها متوجّهاً إلى بلاد الروم وتولّى بها القضاء والتدريس، وسمع الحديث الكثير).

قال المحقّق الطباطبائي رحمه الله: رأيت منه مخطوطة في مكتبة لاله لي، ضمن المجموعة رقم 3739، في المكتبة السليمانية في إسلامبول، والمجموعة كلّه-ا رسائل هذا المؤلِّف كتبها نصر الله بن محمّد القصري في سنة 738ه-، وهذا الكتاب يبدأ في المجموعة بالورقة 21 ب، ونسختُ عليها نسخة بيدي في رحلتي إلى تركيا عام 1397ه-

وفي المجموعة أرجوزة للمؤلِّف يشير فيها إلى ترجمة نفسه بقوله:

وأحمد الرحمان واسمي أحمد *** ووالدي محمّد وسیّد

وجدّي المظفّر المعظّم *** وبعده المختار جدّي الأقدم

ومولدي الري ونعم المولد *** يخرج منه المؤمن الموحّد

فرغت منها في ربيع الأوّل *** والحمد الله العلي الأعدل

بآقسرا في أشهر منتميه *** إلى ثلاثين مع الستمئه

فهذا هو كتابنا الذي نحن بصدد تحقيقه على نفس النسخة التي كتبها زميلنا المرحوم العلّامة الطباطبائي رحمه الله.

وقد حاولت جاهداً تحصيل صورة للمجموعة المشار إليها فلم يتيسّر لي ذلك

ص: 14

حتّى الآن فاكتفيتُ بما حصل من كتاب (ما نزل من القرآن في علی علیه السلام).(1)

وكنتُ قد عقدتُ العزم على التعليق على أحاديثه في تفسير الآيات في الإمام أمير المؤمنين علیه السلام بتخريجها من مصادر العامّة فقط، توثيقاً للحديث فإنّ رجال العامّة لا يتّهمُ بعضهم بعضاً بالرفض، وإن أُتّهم بعضهم بالتشيّع، كما قيل في النسائي (303ه-) صاحب (السُنن)، والحاكم صاحب (المستدرك)، وأضرابهما فالتخريج عن كتبهم أحظى بالقبول عند الجميع العامة والخاصّة.

إلّا أنّ شواغل الزمان حالت دون ذلك والآن وقد مرّت السنون العجاف بما نحذر ونخاف، فنازعتني نفسي بأن أُطلق هذا الأسير من رقّه الذي غمره غبار السنين حتّى كاد أن يضيع مع ما ضاع من أمثاله.

والآن إلى قراءة فاحصة في المصادر المعنية بحثاً عن تعريف أوفى بالمؤلِّف ممّا ذكره المرحوم الطباطبائي نقلاً عن الداودي في طبقات المفسرين.

فأقول: لقد ذكره كحالة في (معجم المؤلّفين: 158/2)، وقال: أحمد بن محمّد بن المظفر بن المختار الرازي الحنفي. عالم، أديب. من تصانيفه: (لطائف القرآن)، (أذكار القرآن)، (حجج القرآن لجميع الملل والأديان)، (بذل الحبا في فضل آل العبّاس) - كذا هو مطبوع، وهو خطأ، والصواب: (آل العبا) كما صرّح به في آخر حجج القرآن - وله مقامات.

وذكر من مصادر ترجمته: (كشف الظنون: 1785)، و (إيضاح المكنون: 53/1

ص: 15


1- لقد حصلنا على المجموعة المشار إليها وفي ضمنها هذه الرسالة، وذلك من فضل الله جلَّ شأنه وبمساعي الأخ النبيل السيّد علي عبد الله الغريفي سلّمه الله تعالى والأخ الأُستاذ رحماني مسؤول مؤسسة آل البيت علیهم السلام في تركيا فلله درّهما وعليه أجرهما. (المحقق)

و 70، 174/2، 197/2 و 405). ولدى الرجوع إلى (كشف الظنون 1785) وجدناه ذاكراً: له مقامات بدر الدين أبي المحامد أحمد بن محمّد بن المظفّر بن المختار الرازي وهي اثنتا عشرة مقامة، روى فيها القعقاع ابن زنباع أوّلها: الحمد لله ربّ العالمين حمداً خالداً... إلخ، وفرغ منها سنة (700ه-).

أقول: وهذا من جملة أوهام كاتب جلبي في (كشف الظنون)، فإنّ بدر الدين الرازي توفّي سنة (631ه-)، ولعلّه رأى تاريخ تمام النسخة (700ه-)، فظنّه من المؤلِّف وهو من الناسخ.

وأمّا (إيضاح المكنون) فقد ذكر مؤلِّفه إسماعيل باشا خمسة كتب للرازي لم يذكرها حاجي خليفة كاتب جلبي، فقد ذكر إسماعيل باشا في (53/1)، كتاب (أذكار القرآن) وأوّله: الحمد لله المذكور بكلّ لسان... إلخ.

وذكر في (70/1): (الاستدراك في الحديث)، لأبي الفضائل أحمد بن محمّد بن المظفّر بن المختار الرازي الحنفي، وهذا لم يذكره كحالة وفاته ذكره.

وذكر في (174/1): (بذل الحبا في فضل آل العبا)، وقال: أوّلها... ثم لم يذكر شيئاً.

وذكر في (197/2): (فضائل القرآن)، أوّلها: الحمد لله الذي أحكم القرآن وفصّله وشرّفه وفضّله.

وذكر في (405/2) (لطائف القرآن)، أوّلها: بعد حمد الله تعالى.. إلخ، فرغ منه سنة (630ه-).

وذكره أيضاً في (هدية العارفين: 92/1) فقال: الرازي أحمد بن محمّد بن مظفر

ص: 16

ابن المختار الرازي أبو المحامد بدر الدين الحنفي تُوفّي في حدود سنة (631ه-) إحدى وثلاثين وستمائة من مصنّفاته: (أذكار القرآن في الأدعية)، (الاستدراك في الحديث)، (فضائل القرآن)، (لطائف القرآن)، (المقامات) في اثنتي عشرة مقامة.

أقول: وقد طبع من مصنّفاته: (حجج) القرآن لجميع أهل الملل والأديان)، بتحقيق: أحمد عمر المحمصاني، وهو كتاب جليل دلّ على مقدرة علمية فائقة، وممّا جاء في ص 46 الباب الثامن في حجج الشيعة وهو مشتمل على فصول، فذكر فصلين فقط، فلعله أراد الجمع المنطقي بقوله فصول.

وفي ص 47 قال: الفصل الثاني في حجج القائلين بإمامة علي بن أبي طالب رضی الله عنه في (المائدة: 55): ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، نزلت في علي حيث تصدّق بخاتمه في الركوع.

وفي (المائدة: 67): ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)، نزلت في غدير خمّ.

وفي (النور: 55): ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ).

وفي (الأنفال: 75): ﴿وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَولَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ إِنَّ اللهَ

بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ). وفي (الأحزاب: 6) مثله. انتهى الفصل الثاني كما ذكره الرازي.

وقد علّق المحمصاني على عبارة (غدير خم) فقال في الهامش: اطّلع شيخنا الأُستاذ العلّامة الشيخ محمّد عبده مفتي الديار المصرية على ه-ذا الموضوع

ص: 17

فكتب حفظه الله ما يأتي: (خم) بفتح الخاء وضمّها لغتان فيه، غدير بين مکّة والمدينة وردت روايات في أنّ النبيَّ صلّی الله علیه و آله يخطب في ذلك الموضع مرجعه من حجّة الوداع وذكر علياً (كرّم الله وجهه) بما يدلّ على ولايته، ويذكر الشيعة أنّ ذلك كان من عزمه من قبل ولكن كان يخشى الناس من التصريح به فنزل: (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)، فخطب في غدير خم تلك الخطبة وذلك ممّا لا يصحّ وإنّما نزلت الآية قبل ذلك، انتهى.

أقول: وهذا كلّ ما ذكره المحمصاني عن شيخه محمّد عبده ولم يعقب عليه بشيء ممّا دلّ على رضاه به، ولكن لو تفطّن فوعی آخر كلام شيخه لوجده دفعاً بالصدر من ذكر حجّة يحتجّ بها، فقوله: (وذلك ممّا لا يصحّ وإنّما نزلت الآية قبل ذلك) ؟ يحتاج إلى مزيد بيان، متى نزلت قبل ذلك؟ وماذا رأيه فيما سيأتي عن المصنِّف في ذكرها في محلّها وأنّها نزلت في علي علیه السلام؟

وجاء في آخر كتاب (حجج القرآن ص 86): (قال الشيخ الإمام، الأُستاذ الأجل العالم، العامل، الفاضل، الكامل، السالك، الناسك، المحقّق، المحقّ الناصح، المشفق الحسيب، النسيب، حجّة الله على خلقه، سرّ الله في أرضه، إمام الأئمّة، قدوة الأُمّة، ناصر السُنّة، قامع البدعة، معين الشريعة، بدر الملّة والدين، حجّة الإسلام والمسلمين، وارث الأنبياء والمرسلين، أبو الفضائل أحمد بن عن محمّد بن المظفّر بن المختار الرازي متّع الله الإسلام والمسلمين بعلومه آمين:

هذا آخر ما أوردناه من حجج القرآن لجميع أهل الملل والأديان وهي بمجموعها حجّة على أصحاب الظواهر الذين يأبون التأويل وينسبون مخالفيهم إلى التعطيل.

ص: 18

وحجّة أيضاً على المتعصّبين الذين يقابلون مخالفيهم بالتكفير والتضليل والتخطئة والتجهيل.

وحجّة أيضاً على من ينكر النظر في كتب الأصول أو يقول فيها بالمنقول دون المعقول.

وحجّة أيضاً على من يكفّر أهل القبلة أو يعيّر طائفة بالقلّة أو يخرجهم ببدعة عن الملّة.

وحجّة أيضاً على من يجزم على مجتهد واحد بالإصابة أو يعجل في تصديق فرقة وعصابة.

وحجّة أيضاً على العلماء القاصرين في العربية الغالين في الجدل والعصبية.

وحجّة لي أيضاً عند الله يوم القيامة ويوم الملامة والندامة حيث أمعنت النظر فی هذا الباب واستنبطت جملة مسائل الأصوليين من الكتاب مؤيداً لها بالأخبار ومقدّراً بكشف المعاني والأسرار وجعلتها مشفوعة الموارد لعامة المثابين من الصادر والوارد، أرجو بذلك الفوز من العذاب الأليم يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم.

والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله وصحبه الطاهرين الطيبين المنتجبين).

ولقد امتاز كتابه (الحجج بالخاتمة التي ذكرتها وكذلك تميز من بين مصنفاته التي اطلعت عليها بسماع منه إلى قراءة تلميذه جمش - ي - د ب - ن يهوذا مجموعة من كتبه فأجاز له روايتها عنه، وهي تتضمن أسماء ما قرأه عليه تلميذه

ص: 19

وقد نقل الناسخ صورة ما وجد بآخر الكتاب وهذا ما نصّه: «وفرغ من تحريره أعجز الخلائق وأحقر عباد الله تعالى محمّد بن عبد الكافي المراغي يوم الأربعاء في العشرة الأخيرة من الشهر المبارك ربيع الآخر سنة ثلاثين وستمائة في بلد أقسرا حماها الله تعالى، في مدرسة الأمير المرحوم مظفّر الدين تغمّده الله بغفرانه ورضوانه وأدخله في نعيم جنانه، غفر الله لمصنّفه ولكاتبه ولصاحبه آمين».

وبعد هذه إجازة المؤلِّف بخطّه وهذا نصّها: «قرأ عليّ الشيخ الجليل العالم الفاضل الصالح كمال الدين، جمال الإسلام شرف العلماء الفضلاء جمشيد بن يهوذا أدام الله توفيقه هذه الكتب العدّة التي صنّفتها وهي: كتاب (حجج القرآن)، وكتاب (لطائف القرآن)، وكتاب (الاستدراك)، وكتاب (بذل الحبا في فضل آل العبا) قرأ الكلّ قراءة فهمٍ وضبط وإتقان.

كتبه الفقير إلى رحمة الله أحمد بن محمّد بن المظفر بن المختار الرازي حامداً ومصلّياً في ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وستمائة في المدرسة المظفّرية بأقسرا، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين».

ومن كتبه المطبوعة: (رسالة في حروف العربية)، تحقيق: الدكتور رشيد عبد الرحمن العبيدي، وطبعه في مجلّة معهد المخطوطات العربية في المجلد العشرين في الجزء الأوّل الصادر في شهر ربيع الآخر سنة (1394ه-)، ص 51 - 124، وقد نبّه العلّامة السيد محمّد رضا الحسيني الجلالي في مجلّة تراثنا عدد (18) ص 49 - 50، على أنّ هذا هو عين كتاب (الحروف) الذي حقّقه وقدّم له وعلّق عليه الدكتور رمضان عبد التوّاب أُستاذ العلوم اللغوية وعميد كلية الآداب جامعة عين شمس.

وطُبع في سلسلة روائع التراث اللغوي برقم 6ب، بعنوان (ثلاثة كتب في

ص: 20

الحروف) للخليل بن أحمد وابن السكّيت والرازي، الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة - دار الرفاعي بالرياض.

وقد تعقّب عليهما معاً العلّامة السيّد محمّد رضا الحسيني في مجلّة تراثنا عدد (18) ص 49 - 61، فذكر جملة ممّا فات منهما معاً أو من أحدهما، وهو تعقيب جيّد ومفيد.

هويّة المؤلّف العقائدية:

لقد جاء على ظهر كتاب (الحروف): (الشيخ الإمام الحبر الهمام، الصدر الكبير، العالم العامل العارف الكامل، أُستاذ الأئمّة، قدوة الأُمة، سيّد الأفاضل مفسّر التنزيل مقرّر التأويل، مفتي الفريقين، إمام المذهبين، خادم أحاديث رسول الله صلّی الله علیه و آله، بدر الملّة والدين حجّة الإسلام والمسلمين، أحمد بن محمّد بن المظفر ابن المختار الرازي، تغمّده الله بغفرانه، وأسكنه بحبوحة جنانه، بمحمّد وآله الطيبين الطاهرين).

و تاريخ نسخ الكتاب (638ه-)، وما مرّ مكتوب بنفس خط الكتاب وهذا يعني بعد موت مؤلِّفه، ومن الراجح أنّ الكاتب هو الذي أنشأ الكلام وصفاً وتعريفاً بالمؤلِّف، وهذا لا يغني كثيراً في معرفة هوية المؤلِّف العقائدية، فمن هما الفريقان اللذان كان مفتيهما؟

وكذلك هما المذهبان اللذان كان إمامهما؟

ويحتمل أنّ المراد بهما الأحناف والشيعة، فقد كان أوّل أمره حنفيّاً ثمّ استبصر فصار شيعيّاً، ولكن هذا احتمال لا يثبت.

ص: 21

وإنّا إن وقفنا على اسم كتابين له من مؤلّفاته ربّما ساعدا على تقريب وجه-ة نظر من رام القول بتشيّعه وهما:

1. ما نزل من القرآن في علی علیه السلام.

2. بذل الحبا في فضل آل العبا (أهل البيت علیهم السلام).

والأوّل منهما: ما نحن بصدد تحقيقه.

والثاني: الذي مرّ ذكره في إجازته لتلميذه كمال الدين جمشيد بن يهوذا، ولم أقف على نسخته بالرغم من كثرة الفحص عنه ومهما يكن فإنّ الكتابين ممّا يتعلّقان بأهل البيت علیهم السلام، ولكن هذا لا يعني أن يكون الرجل شيعيّاً أو يتّهم بالتشيّع، فكم من أعلام أهل السُنّة من كتب في أهل البيت علیهم السلام.

وحسب القارئ أن يعرف منهم ممّن لا يشك في تسنّنه، بل وربّما في نصبه أيضاً، فمن شاء التوسّع فليقرأ كتاب (أهل البيت في المكتبة العربية) لزميلنا العلّامة المرحوم المحقّق الطباطبائي (1416ه-)، فقد جمع فأوعى، فبلغ ما ذكره (856) كتاباً لمؤلِّفين من أهل السُنّة تجد منهم:

1. أحمد بن حنبل (241ه-)، له: (فضائل علي علیه السلام) (1) و (مسند أهل البيت علیهم السلام) (2) و (مناقب علی علیه السلام).(3)

2. الجاحظ عمرو بن بحر (255ه-)، له: (رسالة في إثبات إمامة أمير المؤمنين

ص: 22


1- أهل البيت في المكتبة العربية: 361، رقم 588.
2- أهل البيت الله في المكتبة العربية: 467، رقم 654.
3- أهل البيت في المكتبة العربية: 605، رقم 735.

علي بن أبي طالب علیه السلام نشرت في مجلّة لغة العرب البغدادية السنة التاسعة، ج 497/7 - 500، تحت عنوان (من دفائن رسائل الجاحظ)، (1) وقد ذكرها ابن بطريق (600ه-) في كتاب (العمدة: ص 104)، باسم (إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام)، الذي صنّفه للمأمون.

3. الذهبي (748ه-)، له: (فتح المطالب في مناقب علي بن أبي طالب علیه السلام)، على ما ذكره هو في كتابه (تذكرة الحفّاظ) في ترجمة الإمام علیه السلام، فقال: ومناقب هذا الإمام جمّة أفردتها في مجلد وسمّيته (فتح المطالب في فضائل علي بن أبي طالب علیه السلام)

4. الحافظ النسائي (303ه-)، له (خصائص علي علیه السلام) وه-و مطبوع مكرّراً بتحقيقات متعدّدة، وقد طبع في النجف وإيران والكويت وغيرها.

5. الخطيب البغدادي (463ه-)، له: (الأربعين في فضائل أمير المؤمنين علیه السلام) (2)

6. الخطيب الخوارزمي الحنفي (568)، له: (مناقب أمير المؤمنين علیه السلام) وه-و مطبوع.

7. الكنجي الشافعي (658)، له: (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب علیه السلام)، وهو مطبوع مكرّراً وقد سعدت بتحقيقه لأوّل مرّة سنة (1382ه-)، وطبع في النجف. وأُعيد طبعه مع إضافة مشيخته التي عملتها فطبع في بيروت سنة (1399ه-) وغيرها مكرّراً.

ص: 23


1- أهل البيت علیه السلام في المكتبة العربية: 20، رقم 20.
2- أهل البيت علیه السلام في المكتبة العربية: 34، رقم 49.

8. القندوزي الحنفي (1294ه-) له: (ينابيع المودّة) وه-و مطبوع مكرّراً وقد سعدت بمقدّمة له في طبعة النجف الأشرف سنة (1384ه-) وعنه-ا أُعيدت بعض طبعاته في بغداد وقم وغيرهما.

9. ابن عساكر الدمشقي (571ه-) له في كتابه (تاريخ مدينة دمشق) ترجمة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام، استخرجها المرحوم صديقنا العلّامة الشيخ محمّد باقر المحمودي في ثلاثة أجزاء وحقّقها مع تعاليق قيّمة، وكذلك ترجمة الإمام الحسن علیه السلام، وترجمة الإمام الحسين علیه السلام، وترجمة الإمام علي بن الحسين علیهما السلام، وكلّها مطبوعة مكرّراً.

10. غلام ثعلب محمّد بن عبد الواحد اللغوي الزاهد (345) له (مناقب الإمام)، نقل عنه السيّد ابن طاوس (664ه-) في كتابه (الملاحم والفتن: 11)، وهذا الرجل كان نهاية في النصب والميل على عليه السلام على حدّ قول ابن النديم في (الفهرست 82)، وذكر عنه القفطي في (أنباه الرواة: 171/3) بما نصّه... وكان يحب معاوية خذله الله مغالياً فيه حشره الله معه (المرء مع من أحب)، وألَّف جزءاً من الموضوعات في فضائله فكان لا يمكّن أحداً من السماع منه حتّى يبتدئ بقراءة ذلك الجزء فكان يفرضه عليهم دون رغبة منهم في ذلك».

قال ابن النجّار: (وكان أبو عمر الزاهد قد جمع جزءاً في فضائل معاوية وأكثره مناكير وموضوعات). حكاه عنه ابن حجر في (لسان الميزان: 428/5)، وهذا هو مثال النصب الذي أشرتُ إليه.

إذن فالتأليف في أهل البيت علیهم السلام مجموعاً أو منفرداً في أحدهم ليس فيه دلالة

ص: 24

على التشيّع، ويبقى مؤلِّفنا ابن المظفّر الرازي على حنفيته التي وُصف به-ا في هدية العارفين كما تقدّم.

هذا ما أراه فعلاً في نظري القاصر.(1)

(وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ).(2)

الراجي عفو ربِّه المنّان

محمّد مهدي السيّد حسن الموسوي الخرسان

النجف الأشرف

ص: 25


1- كتب سماحته هذه المقدّمة قبل أن يوكل أمر تحقيق الكتاب إلى غيره كما لا يخفى.
2- سورة يوسف: 76.

ص: 26

مقدمة التحقيق

اشارة

ص: 27

ص: 28

بسم الله الرحمن الرحیم

وبه نستعين

الحمد الله كما يحبّ أن يُحمد حمداً كثيراً، وصلّى الله على محمّد المصطفى أشرف بريّته وخاتم رسله الذي بلَّغ الرسالة صادعاً بالنذارة صلاةً كثيرة، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وجعل مودّتهم أجراً للرسالة وعلى أصحابه الذين آمنوا به وعزّروه وصدّقوه ولم يحدثوا بعده.

إنَّ الحديث عن علی علیه السلام و علاقته بالقرآن كالنار على المنار، وكالشمس في رائعة النهار، فقد روى الطبراني عن ابن عبّاس أنّه قال: (ما نزل في أحدٍ من كتاب الله ما نزل في علي علیه السلام، نزل في عليّ ثلاثمائة آية) (1).

كما روى القندوزي الحنفي عن علي علیه السلام أنّه قال: (نزل القرآن على أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدوّنا، وربع حِكم وأمثال، وربع فرائض وأحكام)، وكما أخرج الطبراني عن ابن عبّاس رضی الل عنه قال: (نزلت في علي أكثر من ثلاثمائة آية في مدحه) (2).

فإذن لا عجب أن نرى غير واحدٍ من المصنِّفين أن يصنّفوا في علي وأهل بيته علیهم السلام وما نزل فيهم من الآيات البيّنات، فعلي مع القرآن والقرآن مع علي كما

ص: 29


1- ينابيع المودّة: 388، أخرجه عن ابن عساكر.
2- ينابيع المودة: 334.

جاء على لسان النبي صلّی الله عليه وآله، وكذلك أهل بيته علیهم السلام، فقد رُوي عن أُم سلمة سلمة أنّها قالت: سمعت النبي صلّی الله علیه وآله يقول: (علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتّى يردا علىَّ الحوض).(1)

فنرى بعضهم قد صنّف كتاباً مستقلاً في ذكر الآيات النازلة في علي علیه السلام وأبنائه أو قد أفرد باباً من أبواب كتابه، أو فصلاً من فصوله، كما لا يخفى على من راجع كتاب (كفاية الطالب) للكنجي الشافعي (658ه-)، وكتابي (الرياض النضرة) و (ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري الشافعي (694ه-)، وكتاب (الصواعق المحرقة) لابن حجر الهيتمي (973ه-)، و (ينابيع المودّة) للقندوزي الحنفي (1294ه-)، وغيرها.

وممّن ألّف في خصوص ما نزل في علي علیه السلام من القرآن من الحفّاظ والمحدِّثين الحسين بن الحكم الحبري الكوفي (286ه-)، وأبو الفرج الأصفهاني (356ه-)، والمرزباني (384ه-)، والحافظ أبو نعيم الأصبهاني (430ه-) وغيرهم.

فلا غرو إذن أن نجد الشيخ أبا الفضائل أحمد بن محمّد بن المظفر الرازي أراد أن يصنّف فى هذا المضمار، فيؤلِّف كتاباً باسم (ما نزل من القرآن في عليّ وأولاده)، وقد ذكر مائة وستاً وخمسين آية نازلة في علي علیه السلام وأولاده، تفسيراً أو

ص: 30


1- أقول هذا الحديث صحّحه الحاكم وقال: صحيح الإسناد. وقد رواه غير واحد من الحفّاظ والمحدِّثين، وإليك بعض مصادر الحديث: المعجم الأوسط: 150/11، المعجم الصغير: 343/2، مستدرك الحاكم بتعليق الذهبي: 134/3، مناقب الخوارزمي: 110، فرائد السمطين: 177/1، مجمع الزوائد: 183/9، کنز العمال: 897/11، الصواعق المحرقة: 368، جامع الأحاديث: 249/14، أسنى المطالب: 185، إسعاف الراغبين للصبان بهامش نور الأبصار: 174، الكواكب الدرّية: 39/1، فيض القدير: 356/4، نور الأبصار: 253، أسنى المطالب: 136. ينابيع المودّة: 361.

تأويلاً، فقد قال بعد ذكر الآية 156، وهي قوله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ یَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً ﴾(1): (فذلك كلّه مائة وست وخمسون آية نزلت في علي

وأولاده علیهم السلام).

وهذا يدلّ على أنّه كتب تلك الآيات كفهرس لكتابه، لأنّ ما ذكره ليس سوى ذكر آيات فقط من غير تعليق أو تعقيب ومن دون مقدّمة ولا خاتمة، فما ذكره بمثابة الفهرس للآيات النازلة فيه على الظاهر.

وقد أعطاني النسخة هذه سماحة سيّدنا الحجّة الخرسان) (2) (دامت أيام إفاضاته) التي كتبها أبو الفضائل الرازي في مجموعته التي تقدّم وصفها بقلم سماحته، وشجّعني كثيراً لحسن ظنّه بي، أن أتولّى تخريج الأحاديث من المصادر المختلفة من كتب العامّة وغير الشيعة، فإنّ ذلك أحظى بالقبول عند الجميع العامة والخاصّة.

فشكرتُ سماحته لما انتدبني لهذا العمل واختصّني به.

وبما أنّي لست ممّن له في هذا الباب باع، ولا عن هذا الفن مزيد اطّلاع فقد سهّل ليَّ السبيل بتهيئة المصادر، فرأيت لزاماً عليَّ أن أكون عند حسن ظنّه بي؛ فله مقام الأبوة الروحية والتربية الدينية، ولا سيّما وموضوع الكتاب يتعلّق بمولانا أمير المؤمنين علیه السلام فحسبي بهذا شرفاً وفخراً، وحسب سماحته أجراً وذخراً.

فعقدت العزم متوكّلاً على الله تعالى في إنجاز ذلك متوخّياً، أن يكون خالصاً

ص: 31


1- سورة الإنسان.
2- رفض سماحته أن أذكر عبارات المدح المناسبة لمقامه الكريم وكنت قد ذكرت في المسوّدة بعض ذلك فقام بحذفها عندما اطّلع عليها.

لوجه الكريم ومقبولاً عند صاحب الولاية العظمى وأهل بيته الكرام البررة إن شاء الله تعالى.

وسوف أُحاول جاهداً أن أذكر الأحاديث التي أخرجها الحفّاظ والمحدّثون من غير الشيعة لتكون أحظى بالقبول كما تقدّم، وملزمة عند الاحتجاج على أهل اللجاج.

نعم قد أعتمد على بعض مصادر الشيعة التي تنقل عن العامّة، ك: (غاية المرام) و (عمدة الأخبار) و (خصائص الوحي المبين)، وك: (تفسير فرات الكوفي) و (تفسير الحبري)، فالأوّل: قد ذكر فيه مصنّفه الأحاديث من طرق العامّة والخاصّة عن المشايخ الثقات عند الفريقين ممّا سطّروه في مصنِّفاتهم المعلومة عند الفئتين.(1)

والثاني والثالث: - أي العمدة والخصائص - أمّا الأوّل منهما: قد ذكر فيه المصنِّف (912) حديثاً متّفقاً عليه من طرق العامّة والخاصّة كالصحاح الستّة، ومسند أحمد، وتفسير الثعلبي، ومناقب ابن المغازلي، وغيرها، فهو مشتمل على أخبار أهل السُنّة في مناقب علي علیه السلام.

وأمّا الثاني: - أعني: الخصائص - فقد أورد فيه أخبار أهل السُنّة المروية في تفسير الآيات التي نزلت في شأنه علیه السلام وقد ذكر في أوّل الكتاب أسانيده إلى كتب السُنّة خاصّة(2).

وأمّا (تفسير فرات الكوفي) (352ه-) فمؤلِّفه من أعلام القرن الرابع ذكره الرجاليون في كتبهم وكان ثقة عند الفريقين كالحاكم الحسكاني

ص: 32


1- ينظر: مقدّمة كتاب غاية المرام.
2- مقدمة العمدة: 9.

الحنفي (483ه-) وغيره، وكذا بالنسبة إلى (تفسير الحبري).

وربّما أذكر بعض المصادر من الخاصّة تأييداً للمصنِّف، فقد يذكر آية قد اطّلع عليها في مصدر يعتمده هو لم يصل إلينا ولم يُذكر في المصادر الواصلة إلينا.

كما وأنّي سأذكر الروايات والأحاديث المروية بعدّة طرق لغرض التوثيق خصوصاً إذا كان المروي عنه واحداً فإنّ ذلك يُعدّ مؤيّداً وشاهداً على صدور الرواية حتّى لو وردت من طريق لم يصحّح عند أصحابه فيخرج الحديث حينئذٍ عن التفرّد والاتّهام كما لا يخفى لكون الرواية بما لها من متابعات، وأُخرى بما لها من شواهد ومؤيّدات مقبولة، هذا مضافاً إلى ما يراه بعضهم من أنّ روايات الفضائل والمناقب لا يُتقيّد فيها بقيود الجرح والتعديل وقواعد الخبر الصحيح والضعيف فقد ثبت عن الإمام أحمد بن حنبل إمام المذهب وغيره من الأئمّة أنّهم قالوا إذا روينا في الحلال والحرام شدّدنا وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا. وذهب إلى هذا عبد الله بن المبارك(1)، وابن مهدي(2)، وقال الحاكم في (المستدرك 134/3): حدّثنا السيّد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمّد الزيدي، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن مهرويه القزويني القطّان قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: كان يعجبهم أن يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل.

ص: 33


1- عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي أحد الأئمّة. قال أبو أُسامة: ما رأيت أطلب للعلم من عبد الله بن المبارك، وقال ابن مهدي: الأئمّة أربعة: (الثوري ومالك وحماد بن زيد وابن المبارك)، وقال: حديث لا يعرفه ابن المبارك لا نعرفه، ينظر: (تهذيب التهذيب: 334/5، ترتيب المدارك: 101/1).
2- ابن مهدي البكري، قال عنه أحمد: إذا حدث ابن مهدي عن رجل فهو حجّة (تحفة الأحوذي: 32/1).

وقال أيضاً: وكان مشايخ أهل الشام يعجبهم أن يجدوا الحديث في الفضائل من رواية أهل الشام.

فأقول: فإن ابن عساكر (571 ه-) وابن كثير (774 ه-) ونحوهما ممّن ينطبق عليهما القول المتقدِّم، فلا يُصغى إذن إلى من يردّ تلك الروايات بحجّة أنّه-ا ضعيفة سنداً، كما لا يُصغى إلى من يقول أنّ بعض هذه المصادر لا يمكن الاعتماد عليها لكون أصحابها يتّهمون بالتشيّع، أو ينسبون إليه، فإنّ في ذلك هروباً من الواقع، وذلك لأنّ مصنِّفي تلك الكتب قد ذكروا في تراجمهم أنّهم منتسبون إلى المذاهب الأُخر، وقد كتبوا ذلك هم بأنفسهم، فإثبات خلافه دونه خرط القتاد كما يقال.

فمجرّد كونهم ألّفوا كتباً في فضائل أه-ل البيت علیهم السلام، أو ذكروا في بعض مؤلّفاتهم ما يدلّ على ذلك أو ذكروا مناقبهم وما يتعلّق بهم فإنّ ذلك كلّه لا یصلح دليلاً على المدّعى؛ فالحقّ ينطق مبغضاً وعنيداً.

وكيف ما كان فهذا الكتاب مع اختصاره لم أجد له نسخة ثانية، فه-و لذلك يبدو لي أنّه مجرّد سرد للآيات الكريمة كفهرس للكتاب كما قدّمتُ، لذلك سأقوم بتحقيقه عن طريق الرجوع إلى المصادر المختلفة ليستقيم أمر الانتفاع بنصوصه كما أراد المؤلِّف.

وبعد الاطّلاع على الآيات التي ذكرها تحصّل لديَّ ملاحظة النقاط الآتية:

1. ذكر المصنِّف الآيات الكريمة مباشرة من دون مقدّمة كما أنّه لم يعلّق عليها أي تعليق، ولم يشر إلى أي مصدر قد اعتمد عليه في ذلك، وما ه-و سبب تأليفه... إلخ.

ص: 34

وإنّما الذي وصل إلينا نسخة فيها مجرّد سرد للآيات كما تقدّم من دون أي زيادة على ذلك سوی ما قاله في آخرها: فذلك كلّه مائة وست وخمسون آية في فضل علي وأولاده علیهم السلام، فهو - كما حسبه السيّد الخرسان (دامت أيام إفاضاته) - كتب تلك الآيات كفهرس لمّا أراد أن يبحثه في كتابه: (ما نزل من القرآن في علي)، ولعلّه كتب شيئاً لم يصل إلينا، أو أراد ذلك ولم يتم له والله تعالى هو العالم.

والذي يدلّ على ذلك أنّه ذكر بعض الآيات بصورة مختصرة مقتصراً على صدر الآية أو على ذيلها كما ستقف على ذلك، ولعلّه طلباً للاختصار ممّا يشير إلی أنّه بصدد فهرسة الآيات التي رآه-ا تدلّ على فضل الإمام وأه-ل بيته علیهم السلام، ويؤكّد ذلك أنّه لم يذكر الآيات مرتبة حسب التسلسل وترتيب السور في القرآن المجيد فضلاً عن تسلسلها الداخلي للسور نفسها، بل هي على حسب استظهار - السيّد الخرسان (دامت أيام إفاضاته) - مجرد استحضار ذهني في ذلك الحين، ولذا فهو لم يقتصر على خصوص الآيات النازلة فيهم علیهم السلام، بل ذكر الآيات المؤوّلة فيهم أيضاً وكأنّه أراد الأعم من التنزيل والتأويل.

2. يبدو أيضاً أنّه ذكر بعض الآيات المتعلّقة بفضل أتباع علي علیه السلام وشيعته لما فيها من دلالة على فضل المضاف إليه لشرف النسبة.

3. ربّما يذكر الآية والمقصود الاستدلال بسياقها بملاحظة الآية التي قبلها أو التي بعدها حسب ما يقتضيه السياق، وهذا يؤكّد ما سبق من أنّه كان بصدد جمع ما يتعلّق بفضائل الإمام علیه السلام حسب ما حضره في ذهنه ساعتئذٍ.

4. أنّه ذكر بعض الآيات وقد انفرد بذكرها وأوردها ليذكرها في كتابه المزمع كتابته ولكنه لم يصل إلينا شيء منه، سوى فهرس الآيات الكريمة التي

ص: 35

استحضرها عند تسجيلها، بدلالة أنّه ترك ذكر آيات أُخر واردة فيهم علیهم السلام، منصوص عليها في كتب العامّة فضلاً عن الخاصّة، إنّها وردت في فضل علي وأهل بيته علیهم السلام.

وخلاصة ما عندنا في المقام أنّ مجموعة من الآيات وعددها مائة وست وخمسون آية قد ذكرها المصنِّف أبو الفضائل الرازي المولد، الاقسرائي المسكن، الحنفي، المذهب، أراد أن يجعلها مادّة كتاب سمّاه (ما نزل من القرآن فی علي علیه السلام)، وإذ لم يتم له ما أراد فأنا بعون الله تعالى ومنِّه وتسديده سأتولّى ذلك، وأسأله أن يوفّقني لإتمام هذا العمل حسب ما أراد المؤلِّف، وأصرّ علیه سماحة السيّد الخرسان (دامت أيام إفاضاته) خدمة لمولانا أمير المؤمنين علیه السلام، وأن يجعله خالصاً مخلصاً ويثيبنا عليه جميعاً إن شاء الله تعالى.

فإن وُفِّقت فذلك منه سبحانه وتعالى وبعناية من المولى أمير المؤمنين علیه السلام، وإلّا فذا مقدوري.

(وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ.)

ص: 36

وصف النسخة المعتمدة في التحقيق:

وهي نسخة مصورة للمخطوطة في ضمن مجموعة رسائل للمؤلّف في مكتبة لاله لي في المكتبة السليمانية في إسلامبول في تركيا برقم 3739.

والمجموعة عبارة عن عدّة رسائل كلّها من تصانيف أحمد بن محمّد بن المظفر بن المختار الرازي المتوفّى سنة 631ه-، كتبها نصر الله بن محمّد القصري سنة 738ه-، وهي مكوِّنة من خمس رسائل:

الرسالة الأُولى: كتاب الحروف.

الرسالة الثانية: ذخيرة الملوك في علم السلوك.

الرسالة الثالثة: الآيات النازلة في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام.

الرسالة الرابعة: المقامات.

الرسالة الخامسة: سرّ الأسرار ودفع الأشرار.

فالنسخة المعتمدة تقع ضمن هذه المجموعة تبدأ بالرقم (31) وهي عبارة عن أربع صفحات، بخطٍ واضح وقد جعل المؤلّف تسلسل الآيات على حساب الجمّل، فابتدأ بالآية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ...) فجعل تسلسلها (أ) وتوافق الرقم (1) بحسب حساب الجمّل، وانتهى بالآية: ﴿يُوفُونَ بالنَّذر...) وجعل تسلسلها (قنو) وتوافق الرقم (156) بحسب حساب الجمّل.

ص: 37

منهج العمل في تحقيق الكتاب:

1. أبقيت تسلسل الآيات على ترتيب المصنِّف للأمانة العلمية وأشرتُ إلى تسلسلها الذي ذكره المؤلّف بين معقوفين.

2. قمت بإتمام الآيات التي ذكرها بصورة مختصرة.

3. أخرجتُ الأحاديث من مصادرها واكتفيت بذكر جملة منه-ا ثم أحلتُ من أراد المزيد إلى المصادر.

4. سأذكر قائمة بأسماء المصادر لكلّ آية إن وجدت.

5. بعض الآيات التي ذكرها المصنِّف لم تُذكر في كثير من المصادر وإنّما ذُكرت في مصدر أو مصدرين فأقتصرتُ على ذكر ذلك فقط من دون ذكر مصادر الخاصّة.

6. بعض الآيات التي ذكرها المصنِّف لم أجد لها ذكراً في مصادر العامّة ولكنها مذكورة في مصادر الخاصّة، فذكرت بعض تلك المصادر لئلّا يخلو المقام منها، والمصنِّف قد ثبت عنده أنّ تلك الآيات نازلة أو مؤوّلة فيهم علیهم السلام، فتكون مؤيّدة له.

وفي الختام أتقدّم بوافر الشكر والامتنان لسماحة سيّدنا الحجّة الخرسان (دامت أيام إفاضاته)، لما أولاني من عناية لا أستحقّها، ومنحني من وقته الثمين وإرشاداته القيّمة التي يعجز عنها البيان ويكلّ عن إحصائها اللسان، في عملي هذا وفي غيره، فإنّه دام ظلّه لم يزل يرعاني ويغمرني بعطفه، فهو المربّي الناصح والأب الروحي متّعنا الله بطول بقائه ولا حرمنا لطفه ودعاءه، كما وأشكر كل من

ص: 38

ساهم في تيسير السبيل لنشر هذا الأثر وخصوصاً كادر وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدسة ومشرفهم الأخ أحمد علي مجيد الحلي، وأسأل الله عزَّوجلَّ أن يتقبّله منّا جميعاً ويجعله خالصاً لوجهه الكريم ويثيبنا عليه ويجعله ذخراً لنا في الدارين إنّه سميع مجيب، وهو حسبي ونعم الوكيل.

كتبها بيمناه الداثرة

المجاور للعتبة العلوية الطاهرة

حسنين الموسوي المقرم

عفي عنه وعن والديه في الآخرة

/9 شعبان المعظم/1431ه-

ص: 39

ص: 40

الصورة

ص: 41

ص: 42

الصورة

ص: 43

ص: 44

الصورة

ص: 45

ص: 46

الصورة

ص: 47

ص: 48

قال المصنِّف:

اشارة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على نبيّه وآله أجمعين.

وبعد، فهذا ذكر الآيات التي نزلت في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام:

[1]

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ.)

أقول: هذه الآية الأولى التي ذكرها المصنِّف في كتابه ه-ذا لدلالتها على فضل أمير المؤمنين علیه السلام وهي تُعرف بآية الولاية وقد ذكر المفسِّرون والمحدِّثون سبب نزولها، وأنّها نزلت في عليٍّ أمير المؤمنين علیه السلام، فقد أخرج الطبري (310ه-)، في تفسيره (جامع البيان) قال: حدّثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي، قال: حدّثنا أيّوب بن سويد، قال: حدّثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا...) قال: علي بن أبي طالب.،

حدّثني الحرث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا غالب بن عبيد الله، قال: سمعت مجاهداً يقول في قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ

ص: 49

آمَنُواْ...) قال: نزلت في علي بن أبي طالب، تصدّق وهو راكع.(1)

وأخرج ابن أبي حاتم (327ه-)، في تفسيره قال: حدّثنا أبو سعيد الأشج، حدّثنا الفضل بن ذكين أبو نعيم الأحول، حدّثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل قال: تصدّق عليٌّ بخاتمه وهو راكع، فنزلت ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ﴾(2).

وأخرج ابن عساكر الدمشقي (571ه-) في تاريخ دمشق، ترجمة الإمام علي علیه السلام بسنده قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، فخرج رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، فدخل المسجد والناس يُصلّون بين راكع وقائم يُصلّي فإذا سائل فقال [رسول الله]: يا سائل هل أعطاك أحدٌ شيئاً؟

فقال: لا، إلّا ذاك الراكع أعطاني خاتمه.(3)

وأخرجه ابن المغازلي (483ه-) بسنده عن مجاهد عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا...)، قال: نزلت في علي علیه السلام.(4)

وبالسند نفسه أخرج هذا الحديث ابن كثير الدمشقي (774ه-) في تفسيره،(5)والواحدي (468ه-) في (أسباب النزول)(6).

ص: 50


1- جامع البيان: 165/6.
2- تفسیر ابن أبي حاتم: 1162/4.
3- ترجمة الإمام علي الله له من تاريخ دمشق: 409/2.
4- المناقب لابن المغازلي: 311.
5- تفسیر ابن کثیر: 139/3.
6- أسباب النزول: 148.

والسيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور)(1).

وأخرج ابن المغازلي (483ه-) بسنده عن ابن عبّاس أيضاً قال: كان على راكعاً، فجاءه مسكين، فأعطاه خاتمه، فقال رسول الله صلّی الله علیه و آله: من أعطاك هذا؟

فقال: أعطاني هذا الراكع، فنزلت هذه الآية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا...) إلى آخر الآية.(2)

وأخرجه بالسند عينه ابن مردويه (410ه-) وعنه السيوطي (911ه-)، والواحدي (468ه-) في (أسباب النزول)(3)، وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا... قال: نزلت في علي خاصّة(4).

وذكر الألوسي (1270 ه-) في تفسيره (روح المعاني): أنّه لمّا نزلت هذه الآية خرج النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إلى المسجد والناس بين قائم وراكع، فبصرَ بسائل فقال له: هل أعطاك أحدٌ شيئاً؟

فقال: نعم، خاتم من فِضة!

فقال: من أعطاك؟

فقال: ذاك القائم؛ وأومأ إلى علي كرّم الله وجهه.

فقال النبي: على أيّ حال أعطاك؟

ص: 51


1- الدرّ المنثور: 293/2.
2- المناقب لابن المغازلي: 311.
3- أسباب النزول: 148.
4- شواهد التنزيل: 209/1.

فقال: وهو راكع؛ فكبّر النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، ثم تلا: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).

فأنشأ حسّان بن ثابت رضی الله عنه يقول:

أبا حسنٍ تفديك نفسي ومهجتي *** وكل بطئ في الهدى ومسارع

أيذهب مدحيك المحبرَّ *** وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً *** زكاةً فدتك النفس يا خير راكع

فأنزل فيك الله خير ولاية *** وأثبتها اثني كتاب الشرايع

وقال: وبلغني أنّه قيل لابن الجوزي رحمه الله تعالى: كيف تصدّق علي كرّم الله وجهه بالخاتم وهو في الصلاة، والظنّ فيه؛ بل العلم الجازم أنّ له كرّم الله لشغلاً شاغلاً فيها عن الالتفات إلى ما لا يتعلّق بها وقد حكى ما يؤيد ذلك كثير فأنشأ يقول:

يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته *** عن النديم ولا يلهو عن الناس

أطاعه سكره حتّى تمكّن من *** فعل الصحاة فهذا أوحد الناس(1)

وقد أشبع البحث عن هذه الآية وما يتعلّق بها العلّامة المحقّق السيّد محمّد مهدي الخرسان (دامت أيام إفاضاته) في كتابه: (علي إمام البررة: 353/1 - 366)، وذكر قائمة بأسماء ستّين مصدراً لمشاهير الحفّاظ وأئمّة الحديث وأعلام المفسّرين والمؤرِّخين منها:

ص: 52


1- روح المعاني: 149/6.

1. تفسير الحبري (286ه-): 259 - 260.

2. جامع البيان: لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (310ه-): 156/6.

3. تفسير ابن أبي حاتم (327ه-): 4/ح 1162.

4. تفسير فرات الكوفي (352ه-): 123.

5. أحكام القرآن للجصّاص (370ه-): 557.

6. أسباب النزول للواحدي (468ه-): 148.

7. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني (483ه-): 209/1.

8. مناقب علي بن أبي طالب للفقيه الحافظ علي بن محمّد الواسطي الشهير بابن المغازلي (483ه-): 313 - 314.

9. مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي (652ه-): 31.

10. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (654ه-): 15.

11. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (656ه-): 275/3.

12. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 228 - 250.

13. المناقب للخوارزمي (568ه-): 178.

14. زاد المسير لابن الجوزي (597ه-): 383/2.

15. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-) بتحقيق المحمودي: 275/2.

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ.(1)

16. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 221/6.

17. الرياض النضرة لمحب الدين الطبري (694ه-): 206/2.

ص: 53


1- سورة المائدة: 55.

18. ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري (694ه-): 103.

19. فرائد السمطين للحموینی (722ه-): 187/12.

20. تفسير القرآن الكريم لابن كثير الدمشقي (774ه-): 71/2.

21. الدرّ المنثور لجلال الدين السيوطي (911ه-): 293/2.

22. الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (974ه-): 24.

23. فتح القدير للشوكاني (1250ه-): 50/2.

24. روح المعاني للآلوسي (1270ه-): 149/6.

25. ينابيع المودة للقندوزي الحنفي (1294ه-): 251.

[2]

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾.

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذا هی هذه الآیة من سورة المائدة، وهي تدلّ على فضل علي علیه السلام ويدل على ذلك ما أخرجه ابن أبي حاتم الرازي (327ه-) قال: حدّثنا أبي، ثنا عثمان بن خرزاد، ثنا إسماعيل بن زكريا، ثنا علي بن عابس، عن الأعمش بن الحجاب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ...) في علي بن أبي طالب.(1)

ص: 54


1- تفسير ابن أبي حاتم: 32/5 ح 6644.

وأخرج الواحدي (468ه-) في (أسباب النزول) عن أبي سعيد الخدري أيضاً بطريق آخر إلى علي بن عابس قال: نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّعْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ...)، يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضی الله عنه.(1)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ...) نزلت في علي، أمر رسول الله أن يبلّغ فيه فأخذ بيد علي وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه.(2)

وأخرج ابن عساكر (571ه-) عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ...) على رسول الله يوم غدير خم في علي ابن أبي طالب.(3)

وقال الفخر الرازي (606ه-) في تفسير الآية: نزلت في فضل علي بن أبي طالب، ولمّا نزلت هذه الآية أخذ بيده، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه. فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

ثمَّ قال الرازي: وهو قول ابن عبّاس والبراء بن عازب ومحمّد بن علي.(4)

وذكر القندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيعه في الحديث السادس والخمسين عن البراء بن عازب رضی الله عنه في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن

ص: 55


1- أسباب النزول: 139.
2- شواهد التنزيل: 187/1.
3- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق: 86/2.
4- مفاتيح الغيب: 113/6.

ربِّكَ...)، أي: بلّغ فضائل علي، نزلت في غدير خم، فخطب رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، فقال عمر: بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.(1)

وغيرها كثير فقد استفاضت الروايات من الجانبين،(2) وحديث الغدير من الأحاديث المتواترة المشهورة، وقد ذكر العلّامة الأميني قدّس سرّه (1392ه-) في كتابه (الغدير) أسانيد الحديث ومصادره، فمن شاء فليراجع فهو حريٌّ بالمراجعة.

قال العلّامة المحقّق السيّد الخرسان (دامت أيام إفاضاته) في كتابه (علي إمام البررة): حديث الغدير استوفى طرقه ابن عقدة في كتاب (الولاية) فأنهاه-ا إلى مائة وخمسة طرق عن سبعين صحابياً أو أكثر، وجمع الطبري في كتاب له في مجلّدين ضخمين - كما رآهما ابن كثير (774ه-) - طرق الحديث عن نيف وسبعين طريقاً، وقال ياقوت: تكلّم في أوّله بصحّة الأخبار الواردة في غدير خم، ثمّ تلاه بالفضائل ولم يتمّ.

وقد رأى الذهبيّ (748ه-) مجلّداً من طرق الحديث، قال: فاندهشت له ولكثرة تلك الطرق ولعلّ ذلك كان السبب الباعث له أن جمع كتابه (طريق حديث الولاية)، وقد رأى أبو المعالي الجويني الملقّب بإمام الحرمين الشافعي (722 ه-) مجلّداً في بغداد في يد صحّاف فيه روايات خبر غدير خمّ مكتوباً عليه

ص: 56


1- ينابيع المودة: 140.
2- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 129 - 131، تفسير الحبري 262، شواهد التنزيل: 187/1، أسباب النزول: 139، ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق: 86/2، العمدة لابن بطريق: 96 - 97، الكشف والبيان: 131/5، الدرّ المنثور: 298/2، ينابيع المودّة: 140.

المجلّدة الثامنة والعشرون من طرق قوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) ويتلوه المجلّدة التاسعة والعشرون.

أمّا الحافظ أبو العلاء العطّار الهمداني (569 ه-) فكان يروي هذا الحديث بمائتين وخمسين طريقاً، انتهى.(1)

فأقول: وأمّا حديث: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه)، فقد ذكره جمع من الحفّاظ والمحدِّثين، فقد أخرج أبو نعيم (430ه-) في (فضائل الخلفاء الراشدين): أنَّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لعلي يوم غدير خم، وأخذ بضبعيه فقال: يا أيها الناس مَن مولاكم؟

قالوا: الله ورسوله أعلم؟

قال: من كنت مولاه فإنّ علياً مولاه، اللّهم والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه.(2)

وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل (241ه-) عن ابن عبّاس، عن بريدة قال: غزوتُ مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة؟!

فلمّا قدمتُ على رسول اللّه صلّی الله عليه [وآله] وسلّم ذكرتُ علياً فتنقّصته، فرأيتُ وجه رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم يتغيّر فقال: يا بريدة ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قلت: بلى يا رسول الله.

فقال: مَن كنت مولاه فعلي مولاه.(3)

ص: 57


1- علي إمام البررة: 243/1.
2- فضائل الخلفاء الراشدين: 30/1 - 32.
3- فضائل الصحابة: 470/2.

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾(1).

وخرّجه بأكثر من طريق، وإليك قائمة بأسماء بعض المصادر:

1. فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل (241ه-): 242/2 و248 و 470، وغيرها.

2. فضائل الخلفاء الراشدين، أبو نعيم الأصبهاني (430ه-): 31/1 - 32.

3. تفسير الثعلبي (427 أو 437ه-): 131/5.

4. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-) بتحقيق المحمودي: 86/3.

5. مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي (606ه-): 113/6 وج 227/15.

6. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 302/1.

7. تفسير ابن كثير (774ه-): 28/3.

8. الدرّ المنثور لجلال الدين السيوطي (911ه-): 333/3 و 404، ج 126/8.

9. تفسير أبي السعود (951 ه-): 376/6.

10. تفسير الآلوسي (1270ه-): 376/4.

[3]

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء)

أقول: هذه من الآيات التي ذكرها المصنِّف وأنّها دالّة على فضل الإمام أمير المؤمنين علیه السلام تأويلاً، ويؤيّد ذلك ما رواه فرات الكوفي (352ه-) في تفسيره

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء)(2)

ص: 58


1- سورة المائدة: 67.
2- سورة النحل: 90.

المعروف ب-(تفسیر فرات) قال: حدّثني الحسين بن سعيد، معنعناً عن أبي جعفر [محمّد بن علي] علیهما السلام قال: كنتُ معه جالساً فقال لي: إنَّ الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء)، قال: العدل: رسول الله صلّی الله علیه و آله،والإحسان: علي علیه السلام، وإيتاء ذي القربى: فاطمة الزهرا علیها السلام.(1)

ورواه أيضاً بطريق آخر عن جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي.(2)

وأخرج بطريق ثالث عن الحسين بن سعيد، معنعناً عن أبي جعفر أيضاً قال: العدل: رسول الله صلّی الله علیه و آله، والإحسان: علي بن أبي طالب، وذي القربى: فاطمة وأولادها.(3)

[4]

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا).

أقول: تتمة الآية (تَمْشُونَ بهِ)(4)، وهي من الآيات التي ذكرها المصنِّف هي هذه الآية الكريمة ويؤيّد ذلك ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) عن ابن عبّاس رضی الله عنه في قول الله تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ)، قال: الحسن والحسين، ﴿وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بهِ) قال: علي بن أبي طالب علیه السلام.(5)

ص: 59


1- تفسير فرات الكوفي: 236.
2- تفسير فرات الكوفي: 236.
3- تفسير فرات الكوفي 236.
4- سورة الحديد: 28.
5- تفسير فرات الكوفي: 468.

ورواه بسند آخر عن جابر عن أبي جعفر علیه السلام في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ)، يعني حسناً وحسيناً...(1) الخ.

وهذه الآية ذكرها المصنِّف لما فيها من دلالة على فضل أمير المؤمنين والحسن والحسين تأويلاً.

فقد أخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) عن فرات مسنداً عن ابن عبّاس وعن جابر.(2)

وأخرجه بطريق آخر عن جابر، عن أبي جعفر في قوله: ﴿يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ) قال: الحسن والحسين، (وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ﴾ قال: إمام عدل تأتمون به علي بن أبي طالب.(3)

وأخرجه بسنده إلى سعد بن طريف عن أبي جعفر في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ)، قال: من تمسّك بولاية علي فله نور.(4)

ص: 60


1- تفسير فرات الكوفي: 468.
2- شواهد التنزيل: 227/2.
3- شواهد التنزيل: 227/2.
4- شواهد التنزيل: 228/2.

[5]

قال تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن یُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً).

أقول: هذه الآية الكريمة مؤوَّلة في بيان فضل عليّ وأولاده كما ذكره-ا المصنِّف ويشهد له ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره المعروف ب-(تفسیر فرات) قال: حدّثني علي بن محمّد بن علي بن عمر الزهري، عن أبي عبد الله علیه السلام في قوله تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً)، قال: لو قال تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن یُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً).(1)

استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب علیه السلام ما ضلّوا أبدا.(2)

وروى أيضاً عن ابن عبّاس رضی الله عنه في قوله تعالى: ﴿وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً)، قال: (ذكر ربّه) ولاية علي بن أبي طالب علیه السلام.(3)

وهذا التأويل له شاهد في الروايات الواردة عن النبي صلّی الله علیه و آله كحديث الثقلين، الذي رواه الفريقان ونحوه فهو ليس بأجنبي عمّا نحن فيه، فالتمسّك بولاية علي وأهل بيته أمان من الضلال والفرقة، فهم عدل الكتاب فما أن يتمسّك بهما تكون النتيجة هي الاستقامة والنجاة من الضلال.

كما قال تعالى: (لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً) ولأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم.

ص: 61


1- سورة الجن: 16 - 18.
2- تفسير فرات الكوفي 509.
3- تفسير فرات الكوفي: 512.

[6]

قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ).

قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ).(1)

أقول: هذه الآية من الآيات التي صحّت دلالتها عند المصنِّف على فضل علي علیه السلام ومنزلته، ولم أجد مَن ذكر ذلك غيره من علماء العامّة.

نعم، ورد ذلك في مصادرنا وأنّ المقصود والمعني بالآية الكريمة هو علي ابن أبي طالب وأنّه هو (الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ).(2)

[7]

قال تعالى: (الم أَحَسِبَ...)

أقول: تتمّة الآية (النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾(3)، وهذه الآية الأولى والثانية من سورة العنكبوت ذكرهما المصنِّف وأنّ فيهما دلالة على فضل أمير المؤمنين علیه السلام. ويشهد له ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن علي علیه السلام قال لمّا نزلت: (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا...) الآية،

قلت: یا رسول الله ما هذه الفتنة؟

قال: يا على إنّك مبتلى ومبتلى بك.(4)

وروى البحراني (1107ه-) في (غاية المرام) بسنده عن السديّ في قوله: (الم

ص: 62


1- سورة البقرة: 26.
2- ينظر: تفسير القمي: 6/5، تفسير نور الثقلين: 49/1، تفسير كنز الدقائق: 215/1، وغيرها.
3- سورة العنكبوت: 1 - 2.
4- شواهد التنزيل: 438/1.

أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا)، قال: علي وأصحابه، (وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)، قال: أعداؤه.(1)

ويؤيّد ذلك ما رواه فرات الكوفي (352ه-) في تفسيره بسنده عن السديّ في قوله تعالى: (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)، قال: الذين صدقوا علي وأصحابه،(2) ورواه بطريق آخر عن السديّ باللفظ عينه.(3)

[8]

قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رضوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)

قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رضوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)(4)

أقول: هذه الآية من سورة محمّد صلّی الله علیه و آله ذكرها المصنِّف في هذا التسلسل كما أنّه ذكر آيات أُخر من هذه السورة وهي الآية رقم (9) تحت تسلسل (16)،(5) والآية (25) تحت تسلسل (122)(6) والآية (30) تحت تسلسل (111)(7) من كتابنا هذا.

كما أنّه ذكر أنّ كلّ ما فيها (أي سورة محمّد صلّی الله علیه و آله) من الذين آمنوا - وهو سبعة -

ص: 63


1- غاية المرام ب 125.
2- تفسیر فرات الكوفي: 317.
3- تفسير فرات الكوفي: 318.
4- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 28.
5- ينظر ص 71 من هذا الكتاب.
6- ينظر ص 242 من هذا الكتاب.
7- ينظر ص 231 من هذا الكتاب.

في علي علیه السلام وما فيها من الذين كفروا - وهو سبعة - أعدائه وهم بنو أُمية.(1)

وسيأتي الكلام فيما يتعلّق بذلك في محلّه على ترتيب المصنِّف للآيات.

وأمّا ما يتعلّق بهذه الآية (28).

فأقول: سيأتي في تسلسل (51) و (54)(2)(3)، أنّ كلّ ما في سورة محمّد من: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) في علي علیه السلام، وكلّ ما فيها: (الَّذِينَ كَفَرُوا)، في أعدائه، وأنّ ما من (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) في جميع القرآن إلّا وعليّ أميرها ورأسها وشريفها كما في رواية عبد الله بن عبّاس،(4) وستقف على مصادر ذلك قريباً.

فإذا أتينا إلى هذه الآية الكريمة نجد اسم الإشارة (ذلك) يشير إلى أنّ السبب في تسويل الشيطان (للَّذِينَ ارْتَدُّوا)، (بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) وسيأتي لاحقاً تحت تسلسل (122)،(5) أنّ قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رضوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)(6)

المقصود ب-(الَّذِينَ ارْتَدُّوا) هم الذين أشارت إليهم الآية رقم (30) من السورة نفسها (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)،(7) فالنتيجة أنّ آيات هذه السورة المباركة بمقتضى سياقها تتحدّث عن فئتين هما (الَّذِينَ آمَنُوا) و (الَّذِينَ كَفَرُوا)، فهي مترابطة وتحكي حال الفئتين، وعليه فهذه الآية: (ذلك بأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)، تتحدّث عن الذين ارتدوا وهم الذين أشارت إليهم: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْل).

ص: 64


1- ينظر ص 155 من 155 من هذا الكتاب.
2- ينظر ص 145 وص 155 من هذا الكتاب.
3- ينظر ص 145 وص 155 من هذا الكتاب.
4- ينظر ص 145 من هذا الكتاب.
5- ينظر ص 242 من هذا الكتاب.
6- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 28.
7- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله:30، وينظر ص 231 من هذا الكتاب.

فهذه الآية إذن دالّة على كفر أعداء على وأنّهم باؤوا بسخط من الله فأحبط أعمالهم. وبالالتزام تدلّ على فضل أمير المؤمنين علیه السلام وإيمان أتباعه.

وكيف ما كان، فقد صحّت دلالة هذه الآية على فضل علی علیه السلام عند المصنِّف فذكرها في كتابه هذا.

[9]

قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)

قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذا لما فيها من دلالة على فضل علي أمير المؤمنين علیه السلام هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483 ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن عبد الله بن عبّاس في تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ) يعني الجنّة، ﴿وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم)، یعنی به: إلى ولاية علي بن أبي طالب علیه السلام.(2)

وأخرجه عن فرات الكوفي (352ه-) بطريقين آخرين.(3)

وقد أخرج فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره بسنده عن زيد ابن علي رضی الله عنه في هذه الآية: ﴿وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، قال: إلى ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام.(4)

ص: 65


1- سورة يونس: 25.
2- شواهد التنزيل: 263/1.
3- شواهد التنزيل: 263/1.
4- تفسير فرات الكوفي: 177.

[10]

قال تعالى: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبيل اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا یَجْمَعُونَ).

قال تعالى: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبيل اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا یَجْمَعُونَ).(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف أنّها تدلّ على فضل علي علیه السلام تأويلاً هذه الآية الكريمة ويؤيّد ذلك ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره، قال: حدّثني جعفر بن محمّد الفزاري، معنعناً عن أبي جعفر علیه السلام، قال: سألته عن هذه الآية: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّم)؟

قال علیه السلام: أتدري ما سبيل الله ؟

قلت: لا والله إلّا أن أسمعه منك؟

فقال علیه السلام: سبيل الله علي بن أبي طالب وذرّيته، ومَن قُتل في ولايته قُتل في سبيل الله، ومَن مات في ولايته مات في سبيل الله.(2)

فهذه الآية الكريمة تدلّ على فضل علي وذريته وشيعته تأويلاً وقد صحّت دلالتها كذلك عند المصنِّف.

[11]

قال تعالى: (لَلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ).

قال تعالى: (لَلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ).(3)

أقول: لم أجد من ذكر هذه الآية الكريمة في جملة الآيات الدالّة على فضل علي وأولاده علیهم السلام أو فضل شيعتهم غير المصنِّف وسيأتي ما يناسب ذلك عند ذكر

ص: 66


1- سورة آل عمران: 157.
2- تفسير فرات الكوفي: 98.
3- سورة يونس: 26.

المصنِّف آية(1) (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا) عند ذكره(2) الآية 160 من سورة الأنعام: (مَن جَاء بالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) لما فيها من وحدة الموضوع ومضاعفة الحسنات.

وكيف ما كان، فقد صحّت دلالة هذه الآية على فضل علي علیه السلام عند المصنِّف أوردها في كتابه هذا.

[12]

قال تعالى: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

قال تعالى: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).(3)

أقول: هذه من الآيات التي صحّت دلالتها على فضل علي علیه السلام عند المصنِّف فذكرها في كتابه هذا، ويؤيّد ذلك ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره بإسناده عن ابن عبّاس رضی الله عنه قال: لعلي بن أبي طالب علیه السلام أسماء لا يعرفها الناس، قلنا: وما هي؟

قال: سمّاه الإيمان؟ فقال: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).(4)

ورواه بإسناده عن أبي جعفر الباقر علیه السلام في قوله: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، قال: فالإيمان في بطن القرآن علي بن أبي

ص: 67


1- ينظر ص 255 من هذا الكتاب.
2- ينظر ص 223 من هذا الكتاب.
3- سورة المائدة: 5.
4- تفسير فرات الكوفي: 121.

طالب علیه السلام، فمَن يكفر بولايته فقد حبِط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين.(1)

ويؤيد ذلك ما رواه الحاكم الحسكاني (483 ه-) بسنده عن السديّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: إنّ من العباد عباداً يغبطهم الأنبياء، تحابوا بروح الله على غير مال ولا عرض من الدنيا، وجوههم نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزنوا، أتدرون مَن هم؟

قلنا: لا يا رسول الله. قال: هم علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطّلب، وجعفر، وعقيل، ثم قرأ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،(2) ومن لقي الله بغير ولايتك يا علي فقد حبِط عمله.

[13]

قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى).

قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى).(3)

أقول: من الآيات التي صحّت دلالتها على فضل أمير المؤمنين علیه السلام هي هذه الآية. فقد أخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن ثابت البناني، قال في قوله تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) قال: اهتدى إلى ولاية أهل بيته،(4) وأخرج أربعة أحاديث أُخر وبأسانيد مختلفة.(5)

ص: 68


1- تفسير فرات الكوفي: 121.
2- شواهد التنزيل: 354/1.
3- سورة طه: 82.
4- شواهد التنزيل: 375/1.
5- شواهد التنزيل: 375/1.

أخرج الطبري (310 ه-)(1)، وابن الجوزي (597ه-)(2)، والقرطبي (671ه-)،(3) والزرندي (750ه-)(4)، وابن حجر (973ه-)(5)، والقندوزي (1294 ه-)(6)، بأسانيدهم عن ثابت البناني، قال: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)، قال: إلى ولاية أهل بيت النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.

وأخرج ابن بطريق (600ه-) عن الحافظ أبي نعيم، عن علي علیه السلام في قوله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)، قال: إلى ولايتنا.(7)

[14]

قال تعالى: ﴿فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَی).

قال تعالى: ﴿فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَی).(8)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف هی هذه الآية وأنَّها دالّة على فضل علي علیه السلام، ويشهد لذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: أصحاب الصراط السوي هو والله محمّد وأهل بيته، والصراط: الطريق الواضح الذي لا

ص: 69


1- جامع البيان: 348/18.
2- زاد المسير: 316/4.
3- الجامع لأحكام القرآن: 208/11.
4- نظم درر السمطين: 86.
5- الصواعق المحرقة: 91.
6- ينابيع المودة: 129، 358.
7- خصائص الوحي المبين: 90، وللمزيد ينظر: جواهر المطالب للباعوني (871ه-): 127/2 و 240، والنعيم المقيم لعمر الشافعي (657 ه-): 511، ورشفة الصادي للحضرمي (1341ه-): 62.
8- سورة طه 135.

عوج فيه، ومن اهتدى فهم أصحاب محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(1)

وعند ذكر المصنِّف الآية (153) من سورة الأنعام وهي قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ)، سأذكر ما يتعلّق بما نحن فيه، وأنّ المقصود بالصراط هم محمّد و آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.(2)

[10]

قال تعالى: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً).

قال تعالى: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً).(3).

أقول: هذه الآية من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه مستدلاً به-ا على فضل علي علیه السلام، وقد وردت في القرآن مرّتين: مرة في سورة الفرقان، وأُخرى في سورة الإسراء، ويؤيّد ذلك ما رواه غير واحد من الخاصّة، عن جابر، عن الباقر علیه السلام أنّها نزلت في ولاية أمير المؤمنين.(4)

وقد أخرج الحاكم الحسكاني (483 ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده في تأويل: (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً)، من سورة الإسراء قال: بولاية علي يوم أقامه رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(5)

ص: 70


1- شواهد التنزيل: 383/1.
2- ينظر ص 183 من هذا الكتاب.
3- سورة الفرقان: 50، سورة الإسراء: 89.
4- ينظر: تفسير العياشي: 240/2، وتفسير نور الثقلين: 250/3 وغيرهما.
5- شواهد التنزيل: 456/1.

[16]

قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)

قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)(1)

أقول: هذه من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف من سورة محمّد صلّی الله علیه وآله، وتدلّ على فضل على علیه السلام، وكفر أعدائه ويؤيّد ذلك ما ورد من طرقنا عن أبي جعفر الباقر علیه السلام أنّه قال: قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ) فِي علي (فَأَحْبَطَ أَعْمَاهُمْ﴾.(2)

وقد استشهد بهذه الآية عبد الله بن عبّاس حَبر الأُمّة عندما قال له عمر بن الخطّاب كرهوا - أي قريش - أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة فتبجّحوا على قومكم بجحاً بجحاً، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفّقت...، فقال ابن عبّاس:... وأمّا قولك إنّهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة فإنّ الله عزَّوجلَّ وصف قوماً بالكراهية فقال: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾.(3)

وقد تقدّم في الآية (28) من سورة محمّد صلّی الله علیه وآله، وهو قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرَهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)، ما يناسب المقام أيضاً، فراجع.(4)

مضافاً إلى ما ورد عنهم علیهم السلام من أنّ سورة محمّد صلّی الله علیه وآله آية فينا، وآية في عدوّنا.(5)

ص: 71


1- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 9.
2- تفسير القمي: 302/2.
3- تاريخ الطبري: 289/3.
4- ينظر ص 63 من هذا الكتاب.
5- شواهد التنزيل: 171/2، ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق: 430/2، كفاية الطالب: 139 وغيرها.

[17]

قال تعالى: ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).

قال تعالى: ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).(1)

أقول: هذه الآية الكريمة التي ذكرها المصنِّف في عداد الآيات التي نزلت في بيان فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره بسنده عن زيد بن علي علیهما السلام في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطِ المُّستَقِیمٍ)، فقال: هداهم وربّ الكعبة إلى علي بن أبي طالب علیه السلام اهتدى به من اهتدى، وضلّ عنه من ضلّ.(2)

وأخرجه بطريق آخر عن زيد بن علي علیهما السلام، أيضاً.(3)

وقد تقدّم وسيأتي ما يرتبط بالمقام من أنّ المقصود بالصراط المستقيم هم على وآل علي علیهم السلام فراجع وانتظر.

[18]

قال تعالى: ﴿فَاسْتَمْسِكَ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).

قال تعالى: ﴿فَاسْتَمْسِكَ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).(4)

أقول: ذكر المصنِّف في كتابه هذا أنّ من جملة الآيات التي وردت في بيان فضل علي علیه السلام هي هذه الآية، ويشهد له ما أخرجه غير واحد من الحفّاظ منهم

ص: 72


1- سورة الشورى 52.
2- تفسير فرات الكوفي: 400.
3- تفسير فرات الكوفي: 400.
4- سورة الزخرف: 43.

الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن الباقر علیه السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: إنّي لأدناهم من رسول الله في حجّة الوداع ب-(منى) حين قال: لا ألفينّكم ترجعون بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفنّني في الكتيبة التي تضاربكم.

ثمّ التفت إلى خلفه فقال: أو علي أو علي - ثلاثاً - فرأيناه أنّ جبرئيل غمزه، وأنزل الله على أثر ذلك: ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ﴾ - بعلي بن أبي طالب - (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) - من أمر علي - ﴿إِنَّكَ عَلَى صِرَاطِ مُّسْتَقِيمٍ)، وإنّ علياً لعلم للساعة، وإنّه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون عن محبّة علي بن أبي طالب.(1)

ورواه أيضاً بسنده عن جابر الحافظ ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب).(2)

ورواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره.(3)

وأخرجه القندوزي الحنفي (1294ه-) في (ينابيع المودّة)(4)

[19]

قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا باللهِ وَاعْتَصَمُوا به..).

أقول: تتمّة الآية (فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً)،(5) وهذه الآية من الآيات التي ذكرها المصنِّف ولم يذكرها غيره

ص: 73


1- شواهد التنزيل: 151/2، والآيات هي في سورة الزخرف: 41 - 42.
2- المناقب لابن المغازلي: 247.
3- تفسير فرات الكوفي: 402.
4- ينابيع المودة: 114.
5- سورة النساء: 175.

ممّن تصدّى لبيان الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، فيما اطّلعت عليه.

ويشهد للمصنِّف أنّها دالّة على ذلك ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره قال: قوله: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ...)، قال: بولاية علي بن أبي طالب علیه السلام.(1)

وبهذا المعنى رواه علي بن إبراهيم القمّي (329ه-) أيضاً.(2)

[20]

قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ).

قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ).(3)

أقول: ذكر المصنِّف هذا المقطع من الآية السادسة والستين من سورة النساء وأنّه يدلّ على فضل علي علیه السلام، وتتمة الآية هو ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ).

كما أنّ المصنِّف قد ذكر الآية السابعة والستين من السورة نفسها تحت تسلسل (80) من هذا الكتاب، وهي قوله تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(4)

ص: 74


1- تفسير فرات الكوفي: 116.
2- تفسير القمّي: 34/8.
3- سورة النساء: 66.
4- سورة النساء: 65.

فذكر المصنِّف هاتين الآيتين من سورة النساء وصحّ عنده دلالتها على منزلة علي أمير المؤمنين علیه السلام ويشهد لذلك ما رواه غير واحد من مفسّري الخاصّة ومحدِّثيهم أنّ المعني بالآية الكريمة: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ...) إلى آخر الآية هو علي بن أبي طالب علیه السلام.(1)

وكذا بالنسبة إلى الآية الأُخرى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ...) فقد روى العياشي (نحو 320ه-) وغيره أنّ المقصود بها هو علي بن أبي طالب.(2) (2)

قال العلّامة المجلسي (1110ه-): أنّ الخطاب في قوله تعالى: (جاءوك - یحكّموك - قضيت) لأمير المؤمنين علیه السلام فيحتمل أن يكون (مَا يُوعَظُونَ) في علي إشارة إلى هذا، ويحتمل التنزيل والتأويل.(3)

وممّا يُقرِّب أنَّ المقصود بذلك ه-و علي علیه السلام أنّ الآية قالت: ﴿وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ)، فدلّت على أنّ هناك شخصاً آخر غير الرسول صلّی الله علیه وآله هو المخاطب فتأمّل.

[21]

قال تعالى: ﴿وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)

قال تعالى: ﴿وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)(4)

أقول: من جملة ما يذكر المصنِّف من الآيات الدالّة على فضل ومنزلة علي علیه السلام هي هذه الآية من سورة التحريم وقد ذكر غير واحد من الحفّاظ

ص: 75


1- تفسير القمّي: 15/8، تفسير العياشي: 272/1، مرآة العقول: 30/5، بحار الأنوار ج 206/2.
2- تفسير العياشي: 273/1، الكافي: 616/1، مرآة العقول: 30/5.
3- مرآة العقول: 30/5.
4- سورة التحريم: 4.

والمفسِّرين أنّ المعني بقوله تعالى: ﴿وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) هو علي بن أبي طالب.

فقد أخرج الفقيه ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب) بسنده عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ قال: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب.(1)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن الضحّاك عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال: يعني علي بن أبي طالب.(2)

وأخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) في تفسيره مرفوعاً عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في قوله تعالى: ﴿وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) هو علي بن أبي طالب.(3)

وأخرج الزرندي الحنفي (750ه-) عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله صلّی الله علیه وآله يقرأ هذه الآية: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ قال: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب.(4)

وقال السيوطي (911ه-): وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم يقول: ﴿وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)، قال هو علي بن أبي طالب.

وقال: وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عبّاس في قوله (وَصَالِحُ

ص: 76


1- المناقب لابن المغازلي 269.
2- شواهد التنزيل: 254/2، وقد أخرجه بطرق مختلفة وأسانيد متعدّدة في ستة عشر حديثاً، فراجع.
3- الكشف والبيان: 306/13.
4- نظم درر السمطين 85.

الْمُؤْمِنِينَ، قال: هو علي بن أبي طالب.

وقال: وأخرج ابن أبي حاتم بسند ضعيف عن علي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم في قوله: ﴿وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)، قال: هو علي بن أبي طالب.(1)

[22]

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ).

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ).(2)

أقول: ذكر المصنِّف أنّ هذه الآية الكريمة من جملة الآيات التي تدلّ على فضل علي علیه السلام ويشهد له ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في شواهده بسنده عن جعفر بن محمّد في قوله تعالى: ﴿اتَّقُوا اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)، قال محمّد وعلي.(3)

وأخرج بطريق آخر عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، قال: نزلت في علي بن أبي طالب خاصّة،(4) وهكذا أخرج أحاديث

ص: 77


1- الدرّ المنثور: 209/8، وللمزيد من كلماتهم ينظر: تفسير فرات الكوفي (352ه-): 490، والحبري (286ه-) في تفسيره: 325، وابن عبد البر (463ه-) في الاستيعاب، 55/2، وابن عساكر (571ه-) في ترجمة الإمام علی من تاريخ دمشق: 425/2، والكنجي الشافعي (658ه-) في كفاية الطالب: 137، وابن حجر (974ه-) في الصواعق المحرقة: 844ط الميمنية، والقندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيع المودّة: 106، وغيرهم.
2- سورة التوبة 119.
3- شواهد التنزيل: 259/1.
4- شواهد التنزيل: 259/1.

أُخر بطرق أُخر.(1)

وأخرج الثعلبي (427) أو 437ه-) في (الكشف والبيان) بسنده عن ابن عبّاس في هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، قال: مع علي بن طالب وأصحابه،(2) وأخرج أيضاً بسند آخر عن أبي جعفر في قوله تعالى: (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، قال: مع آل محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(3)

وأخرج ابن عساكر الدمشقي (571) ه-) بسنده عن جابر، عن أبي جعفر في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، قال: مع علي بن أبي طالب.(4) (4)

وأخرجه الكنجي الشافعي (658ه-) أيضاً في (كفاية الطالب)، وقال: رواه محدِّث الشام في ترجمة علي من تاريخه وذكر طرقه.(5)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿اتَّقُوا اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِين)، قال: مع علي بن أبي طالب.(6)

وهكذا أخرج الحفّاظ والمفسِّرون الأحاديث والروايات في مصنّفاتهم فقد أخرجه جمع منهم غير من تقدّم أذكر منهم:

ص: 78


1- شواهد التنزيل: 259/1 - 262.
2- الكشف والبيان: 247/6.
3- الكشف والبيان: 247/6.
4- ترجمة الإمام علی علیه السلام من تاريخ دمشق - بتحقيق المحمودي: 421/2.
5- كفاية الطالب 236.
6- الدرّ المنثور: 286/4.

1. الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) في تفسيره: 275.

2. فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره: 173.

3. الموفّق الخوارزمي (568ه-) في المناقب: ف189/17.

4. سبط ابن الجوزي (654ه-) في تذكرة الخواصّ: 10/ط الحجرية، 16/ط الحرفية.

5. الحمويني الجويني (722ه-) في فرائد السمطين: 1/ب 370/68.

6. الزرندي الحنفي (750ه-) في نظم درر السمطين: 85/1.

7. الشوكاني (1255ه-) في فتح القدير: 332/3.

8. الآلوسي (1270ه-) في روح المعاني: 399/7.

9. القندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيع المودّة: ب 140/39.

فكلّ هؤلاء قد ذكروا أنّ الآية الكريمة نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام.

[23]

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلٍّ قَوْم هَادٍ﴾.

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلٍّ قَوْم هَادٍ﴾.(1)

من الآيات التي يذكرها المصنِّف في هذا الكتاب هذه الآية من سورة الرعد.

وأقول: قد ذكر جمع من المفسِّرين والحفّاظ أنّ المراد بالهادي في هذه الآية الكريمة من قوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، هو علي بن أبي طالب علیه السلام، فقد

ص: 79


1- سورة الرعد: 7.

أخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان) عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت هذه الآية وضع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يده على صدره فقال: أنا المنذر. وأومأ بيده إلى منكب علي فقال: فأنت الهادي يا علي.(1)

وعقّب على ذلك بقوله: ودليل هذا التأويل ما رُوي عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن زيد، عن ربيع، عن حذيفة أنّ النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: إن ولّيتموها علياً فهاد مهدي يقيمكم على طريق مستقيم.(2)

وأخرج الحاكم في (المستدرك على الصحيحين) (405 ه-) بسنده عن علي علیه السلام: (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، قال علي علیه السلام: رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم المنذر، وأنا الهادي.

وعقّب عليه بقوله: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه.(3)

وأخرج أبو نعيم الحافظ الإصفهاني (430ه-) في (معرفة الصحابة) بسنده عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، أومأ بيده إلى منكب علي فقال: أنت الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدي من بعدي.(4)

وأخرج ابن جرير الطبري (310ه-) في تفسيره بسنده عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، وضع صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يده

ص: 80


1- الكشف والبيان 259/7.
2- الكشف والبيان: 259/7.
3- المستدرك على الصحيحين: 451/10.
4- معرفة الصحابة: 369/1.

على صدره، فقال: أنا المنذر، وأومأ بيده إلى منكب علي، فقال: أنت اله-ادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي.(1)

وقال السيوطي (911ه-): وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضی الله عنه، وأبي الضحى في قوله: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، وضع رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يده على صدره، فقال: أنا المنذر. وأومأ بيده على منكب علي رضی الله عنه، فقال: أنت الهادي بك يهتدي المهتدون من بعدي.(2)

وقال: وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي رضی الله عنه، سمعت رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ)، ووضع يده على صدر نفسه، ثمّ وضعها على صدر علي ويقول: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ).(3)

وقال: وأخرج ابن مردويه والضياء في المختار عن ابن عبّاس رضی الله عنه في الآية، قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: المنذر أنا والهادي علي بن أبي طالب.(4)

قال: وأخرج عبد الله بن أحمد في (زوائد المسند)، وابن أبي حاتم، والطبراني في الأوسط، والحاكم وصحّحه، وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضی الله عنه في قوله: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، قال: رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم المنذر وأنا الهادي، وفي لفظ: والهادي رجل من بني هاشم يعني نفسه.(5)

ص: 81


1- جامع البيان: 357/16.
2- الدرّ المنثور: 476/5.
3- الدرّ المنثور: 476/5.
4- الدرّ المنثور: 476/5.
5- الدرّ المنثور: 476/5.

وهكذا روى ذلك غير واحد من الحفّاظ والمفسِّرين وإليك قائمة بأسماء بعضهم:

1. الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) في تفسيره: 281.

2. محمّد بن جرير الطبري (310ه-) في جامع البيان: 357/16.

3. ابن أبي حاتم الرازي (327ه-) في تفسيره: 500/8.

4. أحمد بن محمّد ابن الأعرابي (340ه-) في المعجم: 375/5.

5. فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره: 206.

6. سليمان بن أحمد الطبراني (360ه-) في معجميه الأوسط والصغير: 376/3، 370/2.

7. الحاكم النيسابوري (405ه-) في المستدرك: 129/3.

8. أبو إسحاق الثعلبي (427) أو 437ه-) في الكشف والبيان: 259/7.

9. أبو نعيم الأصبهاني (430ه-) في معرفة الصحابة: 369/1.

10. الحاكم الحسكاني (483ه-) في شواهد التنزيل: 293/1.

11. الحافظ ابن عساكر (571ه-) في تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام: 415/2.

12. ابن الجوزي (597ه-) في زاد المسير: 307/4.

13. الرازي (606ه-) في مفاتيح الغيب: 190/5.

14. الكنجي الشافعي (658ه-) في كفاية الطالب: 233.

15. الحمويني (722ه-) في فرائد السمطين: 148/1.

16. نظام الدين النيسابوري (728ه-) في تفسيره: 413/4.

17. الزرندي الحنفي (750ه-) في نظم درر السمطين: 84/1.

ص: 82

18. ابن كثير الدمشقي (774ه-) في تفسيره: 434/4.

19. ابن حجر العسقلاني (852ه-) في فتح الباري: 159/3.

20. السيوطي (911ه-) في الدرّ المنثور: 476/5.

21. المتّقي الهندي (975ه-) في كنز العمّال: 547/2.

22. الشوكاني (1255ه-) في فتح القدير: 93/4.

23. شهاب الدين الآلوسي (1270ه-) في روح المعاني: 207/9.

24. القندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيع المودّة: 116.

25. الشبلنجي في نور الأبصار (1308ه-): 87.

26. عبيد الله الحنفي (1367ه-) في أرجح المطالب: 457.

فهؤلاء وغيرهم قد ذكروا أنّ المقصود ب-(الهادي) في هذه الآية الكريمة هو علي بن أبي طالب علیه السلام.

[24]

قال تعالى: ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ منْهُ).

أقول: تتمّة الآية ﴿وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ)،(1) وهذه هي الآية السابعة عشرة من سورة

ص: 83


1- سورة هود 17.

هود ذكرها المصنِّف ضمن الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام ويؤيّده ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483 ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن ابن عبّاس في قول الله تعالى: ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيَّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ)، قال: النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)، قال: هو علي بن أبي طالب.(1)

وأخرج بطريق آخر عن ابن عبّاس أيضاً في قوله تعالى: ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيْنَةٍ مِّن رَّبِّهِ)، رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم، ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)، على خاصّة.(2)

وأخرج بأسانيد مختلفة عن علي علیه السلام، وعن أنس بن مالك، وعن ابن عبّاس بطرق متعدّدة خمسة عشر حديثاً.(3)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة، عن علي بن أبي طالب رضی الله عنه، قال: ما من رجل من قريش إلّا ونزل فيه طائفة من القرآن؟

فقال له رجل: ما نزل فيك؟

قال: أما تقرأ سورة هود: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)، رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم على بيّنة من ربّه و أنا شاهد منه.(4)

وقال أيضاً: وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي رضی الله عنه في الآية أعلاه،

ص: 84


1- شواهد التنزيل: 275/1.
2- شواهد التنزيل: 275/1.
3- ينظر: شواهد التنزيل: 269/1 - 279.
4- الدرّ المنثور: 284/5.

قال علیه السلام: رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم على بيّنة من ربّه وأنا شاهد منه.(1)

وقال: وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي رضی الله عنه قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)،

قال: علي.(2)

وأخرج الموفّق الخوارزمي (568ه-) في (المناقب) عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)، قال: هو علي علیه السلام شه-د

للنبي صلی الله علیه وآله و سلّم وهو منه.(3)

وأخرج الزرندي (750ه-) في (نظم درر السمطين) عن ابن عبّاس رضی الله عنه قال في قوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ): هو علي بن أبي طالب خاصّة.(4)

وقد روى أنّ المقصود بقوله جلّ جلاله: ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ) هو علي بن أبي طالب علیه السلام، محمّد بن العبّاس بن مروان في كتابه من ستّة وستّين طريقاً بأسانيدها.(5)

وقد ذكر مصادر ذلك المرحوم كاظم عبّود الفتلاوي (1431ه-) في كتابه (الكشّاف المنتقى)،(6) وكذا صاحب كتاب (الدرّ الثمين في أسرار الأنزع البطين)،(7)

ص: 85


1- الدرّ المنثور: 285/5.
2- الدرّ المنثور: 285/5.
3- المناقب للخوارزمي: 188 ط الحجرية.
4- نظم درر السمطين: 84/1.
5- سعد السعود للسيد ابن طاوس 73.
6- الكشّاف المنتقى: 47 - 48.
7- الدرّ الثمين: 151.

ولئلّا يخلو المقام من ذكر تلكم المصادر إليك بعضها:

1. تفسير الحبري للحسين بن الحكم (286ه-): 279 - 280.

2. جامع البيان للطبري (310ه-): 15/12.

3. معالم التنزيل للبغوي (317ه-): 167/4.

4. تفسير فرات الكوفي (352ه-): 188.

5. الكشف والبيان للثعلبى (427 أو 437ه-): 81/7 - 82.

6. معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني (430ه-): 371/1.

7. النكت والعيون للماوردي (450ه-): 192/2.

8. شواهد التنزيل للحسكاني (483ه-): 275/1.

9. المناقب لابن المغازلي (483ه-): 270 و 314.

10. المناقب للخوارزمي (568ه-): 188 ط حجرية.

11. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571 ه-)/بتحقيق المحمودي: 420/2.

12. العمدة لابن بطريق (600ه-): 120/1.

13. تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي (654ه-): 10 ط حجرية.

14. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 235.

15. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (671ه-): 17/9.

16. فرائد السمطين للحمويني (722ه-): 1/ب 338/63.

ص: 86

17. التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي (741ه-): 495/1

18. تفسير البحر المحيط لأبي حيان (754ه-): 384/6.

19. نظم درر السمطين للزرندي الحنفي (750ه-): 84/1.

20. الدرّ المنثور للسيوطي (911ه-): 324/3.

21. الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (911ه-): 402/2.

22. كنز العمال للمتقي الهندي (975 ه-): 545/2.

23. فتح القدير للشوكاني (1250ه-): 436/3.

24. روح المعاني للآلوسي (1270ه-): 195/8.

25. ينابيع المودّة للقندوزي (1294ه-): 85 و 115.

فهذه المصادر قد ذكر مصنِّفوها، أنّ الآية الكريمة نزلت في علي علیه السلام وأنّه هو (الشاهد).

[25]

(وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الكِتَابِ)

أقول: وتتمة الآية ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَاب).(1)

من الآيات التي صحّت دلالتها على فضل على علیه السلام عند المصنِّف وغيره هی هذه الآية الكريمة، ويشهد لذلك ما أخرجه غير واحد من الأعلام.

ص: 87


1- سورة الرعد: 43.

فقد أخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان) بسنده عن عبد الله ابن عطاء قال: كنت جالساً في المسجد فرأيت ابن عبد الله بن سلام جالساً في ناحية، فقلت لأبي جعفر: زعموا أنّ الذي عنده علم من الكتاب عبد الله بن سلام؟

فقال: إنّما ذلك علي بن أبي طالب.(1)

وأخرج أيضاً بطريق آخر عن ابن الحنفية: ﴿وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)، قال: هو علي بن أبي طالب.(2)

وأخرجه القرطبي (671ه-) في (الجامع لأحكام القرآن) أيضاً،(3) وابن المغازلي (483ه-) باللفظ والسند عينهما،(4) وأخرجه القندوزي الحنفي (1294 ه-) في (ينابيع المودّة) من طريق ابن المغازلي (483ه-) والثعلبي (427 أو 437) ه-)،(5) وأخرجه الحافظ أبو نعيم (430ه-) عن ابن الحنفية بطريقين كما عن (ينابيع المودّة)(6) (6)، و (خصائص الوحي المبين).(7)

وأخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في ستّة أحاديث وبطرق متعدّدة وأسانيد مختلفة، فقد أخرجه بسنده عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه بسنده عن ابن عبّاس، وبسنده عن عبد الله بن عطاء، وبسنده عن أبي صالح بطريقين،

ص: 88


1- الكشف والبيان: 300/7.
2- الكشف والبيان: 300/7.
3- ينظر: الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): 385/9.
4- ينظر: المناقب لابن المغازلي: 314.
5- ينظر: ينابيع المودّة: 119 وما بعدها.
6- ينظر: ينابيع المودّة: 350، قال: الثعلبي وأبو نعيم بسنديهما عن زاذان، عن محمّد ابن الحنفية.
7- ينظر: خصائص الوحى المبين: 214.

وأخرجه أيضاً بسنده عن ابن الحنفية.(1)

وأخرجه كذلك الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) في تفسيره، وابن بطريق (600ه-) في (عمدة الأخبار) و (خصائص الوحي المبين).(2)

وقال السيوطي (911ه-): وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحّاس في ناسخه عن سعيد بن جبير رضی الله عنه، أنّه سئل عن قوله تعالى: ﴿وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)، أهو عبد الله بن سلام رضی الله عنه؟

قال وكيف وهذه السورة مكّية!(3)

وقال: وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضی الله عنه، قال: ما نزل في عبد الله بن سلام رضی الله عنه شيء من القرآن.(4)

وأخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) عن أبي الخير قال: قلتُ: لسعيد بن جبير، (وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ)، أهو عبد الله بن سلام؟

قال: كيف وهذه السورة مكّية!(5)

وأخرجه القرطبي (671ه-) في (الجامع لأحكام القرآن)، وقال: ذكره الثعلبي، وقال القشيري: وقال ابن جبير: السورة مكّية، وابن سلام أسلم بالمدينة بعد هذه

السورة.(6)

ص: 89


1- ينظر: شواهد التنزيل: 307/1.
2- ينظر: تفسير الحبري: 286، العمدة: 290، خصائص الوحي المبين: 82.
3- الدرّ المنثور: 30/6.
4- الدرّ المنثور: 30/6.
5- الكشف و البیان 399/7.
6- الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): 285/9.

[26]

قال تعالى: ﴿وَالَّذِي جَاء بالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بهِ)

قال تعالى: ﴿وَالَّذِي جَاء بالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بهِ)(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف في جملة الآيات الواردة في بيان فضل علي علیه السلام هذه الآية الكريمة ويؤيّد ذلك: ما أخرجه ابن عساكر الدمشقي (571ه-) في ترجمة الإمام علیه السلام من (تاريخ دمشق) بسنده عن ابن مجاه-د عن أبيه في قوله عزَّوجلَّ: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ)، قال: ﴿وَالَّذِي جَاء بالصِّدْقِ) هو رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، (وَصَدَّقَ بِهِ) علي بن أبي طالب.(2)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن مجاه-د قال: ﴿وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ)، هو محمّد، (وَصَدَّقَ بهِ)، علي بن أبي طالب.(3)

وأخرجه عن مجاهد أيضاً بطريقين آخرين.(4)

وأخرج بسنده عن ابن عبّاس في تفسير قوله تعالى: ﴿وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بهِ)، قال: هو النبي جاء بالصدق، والذي صدق به، علي بن أبي طالب.(5)

وأخرج عن ابن عبّاس بطريق آخر قال: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ)، هو رسول الله (جاء بالصدق)، وعلي صدّق به.(6)

ص: 90


1- سورة الزمر: 33.
2- ترجمة الإمام علی علیه السلام من تاريخ دمشق/ بتحقيق المحمودي: 418/2.
3- شواهد التنزيل: 120/2.
4- شواهد التنزيل: 120/2.
5- شواهد التنزيل: 120/2.
6- شواهد التنزيل: 120/2.

وأخرج الفقيه ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب) عن مجاهد في قوله تعالى: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ)، قال: جاء به محمّد، وصدّق به علي.(1)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ)، قال: رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، (وَصَدَّقَ بِهِ)، قال: علي بن أبي طالب رضی الله عنه.(2)

وقال أبو حيّان الأندلسي (754ه-) في (البحر المحيط)، وقال أبو الأسود و مجاهد وجماعة: الذي صدّق به هو علي بن أبي طالب.(3)

وقال القرطبي (671ه-): واختلف في الذي جاء بالصدق وصدّق به، وقال مجاهد: النبي صلی الله علیه وآله وسلّم و علي رضی الله عنه.(4)

وهكذا روى الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) في تفسيره،(5) وابن بطريق (600ه-) في (العمدة)،(6)والكنجي الشافعي (658ه-) في كفاية الطالب)...(7)

ولمزيد من المصادر ينظر (الكشّاف المنتقى) للمرحوم الفتلاوي (1431ه-).(8)

ص: 91


1- المناقب لابن المغازلي: 268.
2- الدرّ المنثور: 328/5.
3- البحر المحيط: 374/9.
4- ينظر: الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): 224/15.
5- ينظر: تفسير الحبري: 315.
6- ينظر: العمدة: 367.
7- كفاية الطالب: 233.
8- الكشاف المنتقى: 89.

[27]

قال تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ)

قال تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ)(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية الكريمة، وقد صحّت دلالتها عنده على فضل علي علیه السلام ومنزلته، وهذه من الآيات التي لم أجد من ذكرها في هذا المعنى من علماء العامّة غير المصنِّف، نعم ورد في مصادر الخاصّة أنّ المستغفَر لهم هم المؤمنون؛ من شيعة علي علیه السلام، فهي تدلّ على فضلهم، وفضل مَن شايعوا، فيكون لفظ الآية عامّاً، والمعنى خاصّاً.(2)

[28]

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً).

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً).(3)

أقول: هذه الآية تُعرف بآية النجوى، وقد ذكرها المصنِّف في كتابه هذا لدلالتها على فضل أمير المؤمنين علیه السلام، فقد روى غير واحد من المفسِّرين والحفّاظ أنّ هذه الآية لم يعمل بها سوى علي علیه السلام و به خفّف الله عن المسلمين.

فقد أخرج النسائي (303ه-) في (الخصائص) بسنده عن علي رضی الله عنه قال: لمّا نزلت: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ

ص: 92


1- سورة الشورى 5.
2- تفسير القمّي: 51/2، تفسیر نور الثقلين: 118/8.
3- سورة المجادلة: 12.

صَدَقَةً)، قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: مُرْهم أن يتصدّقوا؟

قال: بكم يا رسول الله ؟

قال: بدينار!.

قال: لا يطيقون.

قال: فبنصف دينار.

قال: لا يطيقون.

قال: فبكم؟

قال: بشعيرة!

فقال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: إنّك لزهيد، فأنزل الله تعالى: (أأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ)،(1) وكان علي رضی الله عنه يقول: خُفّف بي عن هذه الأُمّة.(2)

وأخرج الطبري في تفسيره بسنده عن مجاهد في قوله: ﴿فَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً)، قال: نهوا عن مناجاة النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم حتّى يتصدقّوا؛ فلم يناجه إلّا علي بن أبي طالب رضی الله عنه فقدّم ديناراً، فتصدّق به ثمّ أنزلت الرخصة في ذلك.(3)

وأخرج عن مجاهد أيضاً قال: قال علي رضی الله عنه: إنّ في كتاب الله عزَّوَجَلَّ لآية ما

ص: 93


1- سورة المجادلة: 13.
2- خصائص أمير المؤمنين علیه السلام: 161 تحقيق البلوشي.
3- تفسير الطبري: 19/28.

عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً)، قال: فرضت ثم نسخت.(1)

وأخرج الواحدي (468ه-) في (أسباب النزول) عن علي أنّه قال: إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحدٌ بعدي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً)، كان لي دينار فبعته، فكنت إذا ناجيت الرسول تصدّقت بدرهم حتّى نفد فنُسخت بالآية الأُخرى: (أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ﴾.(2)

وهكذا يروي الحفّاظ والمفسِّرون ذلك في مصنّفاتهم ودونك بعضها:

1. المصنِّف لابن أبي شيبة (235ه-): 373/6.

2. تفسير الحبري (286ه-): 320.

3. خصائص أمير المؤمنين للنسائي (303ه-): 161.

4. جامع البيان للطبري (310ه-): 19/28.

5. الكشف والبيان للثعلبي (427 أو 437ه-): 176/13.

6. أسباب النزول للواحدي (468ه-): 308.

7. شواهد التنزيل للحسكاني (483ه-): 230/2.

8 المناقب لابن المغازلي (483ه-): 325.

9. الكشّاف للزمخشري (538ه-): 493/4.

ص: 94


1- تفسير الطبري: 19/28.
2- أسباب النزول: 308.

10. المناقب للخوارزمي (568ه-): 187، ط الحجرية.

11. مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي (652ه-): 31، ط الحجرية.

12. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (654ه-): 11، ط الحجرية.

13. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 302/17.

14. ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 506/1 وقال: أخرجه أبو حاتم.

15. الرياض النضرة لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 200/ب 4/ف6.

16. تفسير القرآن لابن كثير الدمشقي (774ه-): 349/4.

17. فرائد السمطين للحمويني (722ه-): 1/ب 357/66.

18. جواهر المطالب للباعوني (871ه-): 287/1.

19. الدرّ المنثور للسيوطى (911ه-): 79/8 ط المحقّقة.

20. الخصائص الكبرى للسيوطي (911ه-): 296/2.

21. فتح القدير للشوكاني (1250ه-): 191/5.

22. كنز العمّال للمتّقي الهندي (975ه-): 268/1.

23. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي (1294ه-): 112.

فهؤلاء وغيرهم قد ذكروا أنّ هذه الآية الكريمة لها الدلالة الواضحة على منزلة أمير المؤمنين علیه السلام.(1)

ص: 95


1- ولمزيد من المصادر ينظر: الكشّاف المنتقى للمرحوم كاظم الفتلاوي (1431ه-): 93 - 96.

[29]

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).(1)

أقول: هذه من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف والتي تدلّ على فضل علي علیه السلام، ويشهد له ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا...)، قال: يعني الذين صدّقوا بالله ورسوله ثمّ لم يشكّوا في إيمانهم، نزلت في علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطّلب وجعفر الطيار.

ثمّ قال: وجاهدوا - الأعداء - في سبيل الله - في طاعته - بأموالهم وأنفسهم (أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)، يعني في إيمانهم، فشهد الله لهم بالصدق والوفاء.(2)

[30]

قال تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).

قال تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).(3)

أقول: من الآيات التي أوردها المصنِّف في كتابه هذا، وأنّه-ا دالّة على فضل أمير المؤمنين علیه السلام هذه الآية الكريمة، والذي يؤيّد ذلك ويشهد له ما أخرجه

ص: 96


1- سورة الحجرات 15.
2- شواهد التنزيل: 186/2.
3- سورة التوبة: 19.

الواحدي (468ه-) في (أسباب النزول) قال: وقال الحسن والشعبي والقرظي، نزلت في علي، والعبّاس، وطلحة بن شيبة؛ وذلك أنّهم افتخروا...

فقال طلحة: أنا صاحب البيت، بيدي مفتاحه، وإليّ ثياب بيته.

وقال العبّاس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها.

وقال علي ما أدري ما تقولان لقد صليت ستّة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله تعالى هذه الآية،(1) أي قوله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ).

وأخرج ابن أبي شيبة (235ه-) في مصنّفه عن الشعبي قال: نزلت في علي والعبّاس.(2)

وقال مقاتل (150ه-): (كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)، يعني: علياً ومن معه.(3)

وأخرجه الطبري (310ه-) في (جامع البيان) مرّة عن الشعبي ومرّة عن القرظي،(4) وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس.. الآية قال: نزلت في علي بن أبي طالب والعبّاس.(5)

والأخبار في شأن نزول هذه الآية، وأنّه بسبب المفاخرة بين العبّاس وطلحة وعلي كثيرة، وقلّما تجد تفسيراً يخلو من بعضها، وقد بسط الشيخ الأميني

ص: 97


1- أسباب النزول: 182.
2- المصنِّف لابن أبي شيبة: 373/6.
3- تفسير مقاتل: 55/2.
4- جامع البيان: 171/14.
5- الدرّ المنثور: 218/3.

(1392ه-) في كتاب (الغدير) الكلام فيما يتعلّق بشأن نزول هذه الآية الكريمة عند تعرّضه لغديرية حسّان بن ثابت، فراجع.(1)

وقد ذكر هذه المفاخرة جمع من الشعراء في قصائدهم وأشعارهم، وأما من أخرج ذلك من الحفّاظ والمفسِّرين فأذكر منهم:

1. مقاتل (150ه-) في تفسيره: 55/2.

2. الصنعاني (211ه-) في التفسير: 269/2.

3. تفسير الحبري (286ه-): 273.

4. الطبري (310ه-) في جامع البيان: 172/14.

5. فرات الكوفي (352ه-) في تفسيره: 165.

6. الحسكاني (483ه-) في شواهد التنزيل: 244/1.

7. النحّاس في معاني القرآن (338ه-): 192/3.

8. الثعلبي (427 أو 437ه-) في الكشف والبيان: 102/6.

9. أبو نعيم (430ه-) في فضائل الخلفاء: 130/1.

10. الواحدي (468ه-) في أسباب النزول: 182.

11. ابن المغازلي (483ه-) في المناقب: 321.

12. ابن عساكر (571ه-) في تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام/بتحقيق المحمودي: 411/2.

ص: 98


1- الغدير: 53/2.

13. الرازي (606ه-) في تفسيره: 479/7.

14 الكنجي الشافعي (658ه-) في كفاية الطالب: 238.

15. القرطبي (671ه-) في تفسيره: 84/8.

16. النسفي في تفسيره (710ه-): 438/1.

17. الحمويني (722ه-) في فرائد السمطين: 1/ ب 203/41.

18. الخازن (741ه-) في تفسيره: 239/3.

19. الزرندي الحنفي (750ه-) في نظم درر السمطين: 83/1.

20. ابن الصبّاغ المالكي (855ه-) في الفصول المهمة: 1.

21. الباعوني (871ه-) في جواهر المطالب: 245/1.

22. الصفوري (894ه-) في نزهة المجالس: 242/2.

23. السيوطي (911ه-) في الدرّ المنثور: 218/3.

24. الشوكاني (1255ه-) في فتح القدير: 233/3.

25. القندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيع المودّة: 106.

فكلّ هؤلاء قد ذكروا أنّ المقصود بقوله تعالى: ﴿كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) هو علي بن أبي طالب ومَن معه.

ص: 99

[31]

قال تعالى: (حم عسق).

قال تعالى: (حم عسق).(1)

أقول: ذكر المصنِّف هذه الحروف المقطّعة من سورة الشورى ضمن الآيات الواردة في بيان فضل علي علیه السلام، و يدعم قوله ما ورد في غير واحد من المصادر، فقد قال الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان): وذكر عن ابن عبّاس أنّه كان يقرأ: (حم سق)، بغير عين، ويقول: إنّ السين فيه-ا كلّ فرقة كائنة، وأنّ القاف كل جماعة كائنة، ويقول: إنّ علياً إنّما يعلم الفتن بهما).(2)

وقال بكر بن عبد الله المزني: (ح) حرب تكون بين قريش والموالي فتكون الغلبة لقريش على الموالي، (م) ملك بني أمية، (ع) علو ولد العبّاس، (س) سناء المهدي، (ق) قوة عيسى علیه السلام، حين ينزل فيقتل النصارى ويخرب البِيَع.(3)

ورواه عن الثعلبي (427 أو 437ه-) ابن بطريق (600 ه-) في (عمدة الأخبار)(4)

وأخرج الصفواني (358ه-) في (الإحن والمحن) عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: (حم) اسم من أسماء الله، (عسق) علم علي سبق كل جماعة، وتعالى عن كل فرقة.(5)

وفي فواتح الميبدي (870ه-) عن (تفسير الثعلبي): كان ابن عبّاس يتلو: (حم

ص: 100


1- سورة الشورى: 1 - 2.
2- الكشف والبيان: 38/12.
3- الكشف والبيان: 37/12.
4- ينظر: العمدة: 474/1.
5- مناقب آل أبي طالب: 361/1.

عسق)، ويقول: كان علي علیه السلام يعلم الفتن بهذين اللفظين.(1)

[32]

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء).

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء).(2)

أقول: ذكر المصنِّف هذه الآية من سورة فاطر، وأنّها تدلّ على فضل علي علیه السلام ويشهد له ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)، قال: يعني به علياً كان يخشى الله ويراقبه.(3)

[33]

قال تعالى: ﴿وَتَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ).

قال تعالى: ﴿وَتَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ).(4)

أقول: من الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، وذكرها المصنِّف في كتابه هذه الآية الكريمة من سورة الحاقّة، وقد ذكرها غير واحد من الحفّاظ والمفسِّرين في مصنّفاتهم، فقد أخرج الواحدي (468ه-) في (أسباب النزول) بسنده عن عبد الله ابن الزبير قال: سمعت صالح بن هشيم يقول: سمعت بريدة، يقول: قال رسول صلّی الله عليه [وآله] وسلّم لعلي: إنّ الله أمرني أن أُدنيك ولا أُقصيك، وأن أُعلّمك وتعي، وحقٌ على الله أن تعي، فنزلت (وَتَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ).(5)

ص: 101


1- بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة: 261/1.
2- سورة فاطر: 28.
3- شواهد التنزيل: 100/2.
4- سورة الحاقة: 28.
5- أسباب النزول: 329.

وأخرج الحمويني (722ه-) بسنده عن أبي الدنيا قال: سمعتُ علياً يقول: لمّا نزلت (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) قال لي النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: سألت الله

أنّ يجعلها أُذنك يا علي.(1)

وقال ابن طلحة الشافعي (652ه-) في (مطالب السؤول): روى الإمام أبو إسحاق الثعلبي (427 أو 437ه-) في تفسيره، يرويه بسنده، قال: لمّا نزلت هذه الآية: ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنْ وَاعِيَةٌ)، قال: سمعتُ رسول الله صلّی الله عليه [وآله]، يقول لعلي: سألت الله أن يجعلها أُذنك يا علي، فما نسيت شيئاً بعد ذلك، وما كان لي أن أنسى.(2)

وروى الثعلبي (427 أو 437ه-) في تفسيره بإسناده إلى بريدة الأسلمي، قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول لعلي: إنّ الله أمرني أن أُدنيك ولا أُقصيك، وأن أُعلّمك وأن تعي، وحقّ على الله أن تعي، قال: فنزلت: ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ).(3)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن مكحول قال: لمّا نزلت: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)، قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: سألت ربّي أن يجعلها أُذن علي، قال مكحول: فكان علي، يقول: ما سمعت من رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم شيئاً فنسيته.

وقال: وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، والواحدي، وابن مردويه، وابن

ص: 102


1- فرائد السمطين: 1/ب 198/40.
2- مطالب السؤول: 20/ط الحجرية.
3- الكشف والبيان: 256/13.

عساكر، والبخاري عن بريدة قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم لعلي: إنّ الله أمرني أن أُدنيك ولا أُقصيك، وأن أُعلّمك وأن تعي، وحقّ لك أن تعي، فنزلت هذه الآية: ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ).(1)

وهكذا أخرج الحفّاظ والمفسِّرون ذلك، ودونك قائمة بأسماء بعض المصادر غير ما تقدّم:

1. جامع البيان للطبري (310ه-): 579/23.

2. تفسير ابن أبي حاتم (327ه-): 332/12.

3. المناقب لابن المغازلي (483ه-): 318.

4. النكت والعيون للماوردي (450ه-): 316/4.

5. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني (483ه-): 271/2.

6. الكشّاف للزمشخري (538ه-): 133/7.

7. المناقب للخوارزمي (568ه-): 190.

8. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-)/بتحقيق المحمودي: 423/2.

9. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 236.

10. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 229/18.

11. تفسير القرآن الكريم لابن كثير الدمشقي (774ه-): 211/8.

ص: 103


1- الدرّ المنثور: 249/8.

12. فتح القدير للشوكاني (1250ه-): 294/7.

13. روح المعاني للآلوسي (1270ه-): 215/21.

14. ينابيع المودة للقندوزي الحنفي (1294 ه-): 141.

15. نور الأبصار للشبلنجي (1308ه-): 87.

فهذه مع ما تقدّم عشرون مصدراً، قد ذكرت أنّ الآية نزلت في علي علیه السلام أو مؤولةٌ فيه سلام الله عليه.

[34]

قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْل اللهِ وَبَرَحْمَتِهِ...)

أقول: تتمة الآية (فَبَذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾،(1) وهي من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف والواردة في بيان فضل علي علیه السلام، ه-ي هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ...)، قال: بفضل الله النبيّ وبرحمته علي وقد رواه بثلاثة أسانيد.(2)

وأخرجه الخطيب البغدادي (463 ه-) في (تاريخ بغداد) في ترجمة أحمد بن محمّد بن عقدة.(3)

وأخرجه أيضاً الحافظ ابن عساكر (571ه-) في ترجمة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام

ص: 104


1- سورة يونس: 58.
2- شواهد التنزيل: 268/1.
3- تاریخ بغداد: 15/5.

من (تاريخ دمشق)،(1) وكذا الكنجي الشافعي (658ه-) في (كفاية الطالب).(2)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): أخرج الخطيب، وابن عساكر عن ابن عبّاس.. وساق الحديث.(3)

وأخرج فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) بسنده عن أبي جعفر في قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)، قال: فضل الله النبي صلّی الله علیه وآله و سلّم وبرحمته أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.(4)

[35]

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً...).

أقول: تتمّة الآية ﴿وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ﴾،(5) وهي من جملة الآيات التي أوردها المصنِّف في مصنّفه هذا، هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما رواه فرات بن إبراهيم بسنده عن شريك في قوله: (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَآفَّةً)، قال: في ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.

ورواه بطريق آخر عن جعفر بن محمّد علیهما السلام في قوله تعالى: (ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)، قال: في ولايتنا.(6)

ص: 105


1- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/بتحقيق المحمودي: 426/2.
2- كفاية الطالب 237.
3- الدرّ المنثور: 309/3.
4- تفسير فرات الكوفي: 179.
5- سورة البقرة: 208.
6- تفسير فرات الكوفي: 66.

وقال القندوزي (1294ه-) في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)، في (المناقب) عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر الصادق، عن أبيه، عن جدّه، عن الحسين، عن أمير المؤمنين علی علیه السلام قال: ألا أنّ العلم الذي هبط به آدم علیه السلام و وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين فأين يتاه بكم وأين تذهبون؟

وإنّهم فيكم كأصحاب الكهف ومثلهم باب حطّة وه-م باب السّلم في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ).(1)

وأخرج الحاكم في صحيحه عن علي بن الحسين، ومحمّد الباقر، وجعفر الصادق علیه السلام، أنّهم قالوا: السلم ولايتنا.(2)

[36]

قال تعالى: ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ).3

قال تعالى: ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ).3(3)

أقول: هذه الآية الكريمة من سورة البلد أوردها المصنِّف في جملة الآيات الدالة على فضل أمير المؤمنين علي ويل على ذلك ما أخرجه الحاكم، الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن أبي جعفر علیه السلام في قول الله عزَّوجلَّ: (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ)، قال: الوالد أمير المؤمنين وما ولد الحسن والحسين علیهما السلام.(4)

ص: 106


1- ينابيع المودة: ب130/37.
2- ينظر: خصائص الوحي المبين: 147/ح12، غاية المرام: 438 ب124/ح10، ينابيع المودّة: 332.
3- سورة البلد: 3.
4- شواهد التنزيل: 331/2.

وأخرج أيضاً عن جابر، قال: سألت أبا جعفر عن قول الله تعالى: ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ)، قال: علي وما ولد.(1)

[37]

قال تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً).

قال تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً).(2)

أقول: ورد هذا المقطع في القرآن الكريم في أربعة مواضع:

الأول: في سورة البقرة.

والثاني: في سورة النساء.

والثالث: في سورة الأنعام.

والرابع: في سورة الإسراء.(3)

والمصنِّف ذكره في كتابه هذا من سورة الإسراء، وقد رُوي كما عن (غاية المرام) في مناقب ابن شاذان من طريق العامّة قول النبي صلّی الله علیه وآله: إنّه صلّی الله علیه وآله وسلّم ولو علياً أبوا هذه الأُمّة.(4)

ويؤيّد ذلك ما رُوي أيضاً أنّه علیه السلام أحد الوالدين كما في تفسير فرات أنّ رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم و علي بن أبي طالب هما الوالدان.(5)

ص: 107


1- شواهد التنزيل: 331/2.
2- سورة الإسراء: 23.
3- سورة البقرة: 83، سورة النساء: 36، سورة الأنعام: 151، سورة الإسراء: 23.
4- غاية المرام: 545.
5- تفسير فرات الكوفي: 104.

كما أنّه قد ورد عن النبي صلّی الله علیه وآله وسلّم، و أنّ حقّ علي على لمسلمين كحقّ الوالد على ولده، وأنّ حقّه على الأُمّة كحقّ الوالد على ولده.

فقد أخرج الموفّق الخوارزمي (568ه-) في (المناقب) عن ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلّم: حقّ علي بن أبي طالب على ه-ذه الأُمّة كحقّ الوالد على ولده.(1)

وأخرج الحافظ ابن المغازلي (483ه-) بسنده عن علي علیه السلام قال: قال رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلّم: حقّ علی علی المسلمین کحقّ الوالد علی ولده.(2)

وأخرجه بعين اللفظ والسند الحافظ ابن حجر العسقلاني (852ه-) في (لسان الميزان)،(3) والحافظ الذهبي (748ه-) في (ميزان الاعتدال)،(4) وأخرج ابن عساكر (571ه-) الدمشقي في (تاريخ دمشق) (ترجمة الإمام علي علیه السلام) ثلاثة أحاديث:

أحدها عن جابر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: حقّ علي بن أبي طالب على هذه الأُمّة كحقّ الوالد على ولده.(5)

الثاني: بسنده عن عمّار بن ياسر وأبي أيّوب قالا: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: حقّ علي على المسلمين حقّ الوالد على ولده.(6)

الثالث: بسنده عن علي علیه السلام قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم حقّ

ص: 108


1- المناقب للخوارزمي: 224 ط. تبریز.
2- المناقب للخوارزمي: 47.
3- لسان الميزان 399/4.
4- ميزان الاعتدال: 316/3.
5- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 271/2.
6- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 272/2.

علي على المسلمين كحقّ الوالد على الولد.(1)

وأخرج الحمويني (722ه-) في الفرائد حديثين:

أحدهما: بسنده عن عمّار بن ياسر وأبي أيّوب الأنصاري قالا: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: حقّ عليّ على كلّ مسلم حقّ الوالد على ولده.(2)

والثاني: بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: حقّ علي بن أبي طالب على هذه الأُمّة كحق الوالد على ولده.(3)

[38]

قال تعالى: (النَّبِيُّ أولَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ).

قال تعالى: (النَّبِيُّ أولَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ).(4)

أقول: ذكر المصنِّف هذه الآية الكريمة وهي الآية السادسة من سورة الأحزاب، وواضح أنّها في صدد بيان أنّ النبي صلّى الله عليه وآله أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأنّ له الولاية عليهم، والحكم فيهم والقضاء عليهم في جميع شؤونهم فله عليهم الإطاعة المطلقة، فترجع ولايته صلّى الله عليه وآله إلى ولاية الله سبحانه.

والمصنِّف ذكر هذه الآية في جملة الآيات الدالة على بيان فضل ومقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام، ولا ريب في أنّه أراد بذلك الإشارة إلى قول النبي صلّى الله عليه وآله في يوم الغدير، وفي غيره من المواقف حيث استشهد صلّى الله عليه وآله الناس، فقال: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

ص: 109


1- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي.
2- فرائد السمطين: 269/1/ب 55/ح 234.
3- فرائد السمطين: 270/1 ب 55/235.
4- سورة الأحزاب: 6.

فقالوا: اللّهم بلی.

فقال: مَن كنتُ مولاه فهذا علي مولاه.

وقد تقدَّم في هذا الكتاب الإشارة إلى المصادر التي ذكرت قوله صلّى الله عليه وآله: (مَن كنتُ مولاه فهذا علي مولاه)، فراجع.(1)

[39]

قال تعالى: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتَالَ).

قال تعالى: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتَالَ).(2)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف في هذا الكتاب هذه الآية الكريمة وأنّها تدلّ على فضيلة لعلي علیه السلام، ويشهد لذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن عبد الله أنّه كان يقرأ: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) ب-(علي بن أبي طالب)، وعبد الله هذا هو: عبد الله بن مسعود الصحابي رضی الله عنه.(3)

وأخرج ثلاثة أحاديث أُخر، بطرق مختلفة عن عبد الله بن مسعود، أنّه كان يقرأ (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) ب-(علي بن أبي طالب).(4)

وأخرج بسنده عن عبد الله بن عبّاس في قوله تعالى: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ)، قال: كفاهم الله القتال يوم الخندق بعلي بن أبي طالب حين قتل عمرو

ابن عبد ودّ.(5)

ص: 110


1- ينظر ص 58 من هذا الكتاب.
2- سورة الأحزاب: 25.
3- شواهد التنزيل: 3/2.
4- شواهد التنزيل: 4/2.
5- شواهد التنزيل: 5/2.

وأخرج الحافظ ابن عساكر الدمشقي (571ه-) بسنده عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن مرّة، عن عبد الله أنّه كان يقرأ: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) ب-(علي ابن أبي طالب).(1)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضی الله عنه، أنّه كان يقرأ هذا الحرف: (وَكَفَی اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) ب-(علي ابن أبي طالب).(2)

وقال الآلوسي (1270ه-) في (روح المعاني): وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن عبد الله بن مسعود رضی الله عنه، أنّه كان يقرأ هذا الحرف:

(وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) ب-(علي بن أبي طالب).(3)

وقال القندوزي الحنفي (1294ه-): أخرج أبو نعيم الحافظ عن ابن مسعود، قال: لمّا قتل علي عمرو بن عبد ودّ يوم الخندق، أنزل الله تعالى: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) بعلي.(4)

وأخرج ابن مردويه (410) ه-) عن ابن مسعود أنّه كان يقرأ هذا الحرف:(وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) ب-(علي بن أبي طالب)(5)

وأخرج أيضاً عن ابن عبّاس: كنّا نقرأ على عهد رسول الله: (وَكَفَى اللَّهُ

ص: 111


1- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 420/2.
2- الدرّ المنثور: 192/5.
3- روح المعاني: 156/21.
4- ينابيع المودّة: 108.
5- مناقب علي بن أبي طالب علیه السلام لابن مردويه: 8.

الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) بعلي.(1)

وأخرج الكنجي الشافعي (658ه-) عن ابن مسعود نحو ذلك.(2)

وأخرج الذهبي (748ه-) في (ميزان الاعتدال) عن ابن مسعود أنّه كان يقرأ: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) بعلي.(3)

وقال الماوردي (450ه-) في تفسيره: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) فيه وجهان أحدهما: بعلي بن أبي طالب كرّم الله وجهه.

حكى سفيان الثوري عن زيد، عن مرّة: قال أقرأنا ابن مسعود هذا الحرف: ( وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) ب-(علي بن أبي طالب)(4)

[40]

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ...).

أقول: تتمّة الآية (وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)(5)، وه-ي من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذا، وأنّها دالّة على فضل علي علیه السلام هذه الآية من سورة البقرة، والتي نزلت لمّا بات الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام على فراش النبي صلی الله علیه وآله ليلة خرج من مكّة متوجّهاً إلى المدينة، وسُمّيت هذه الليلة، بليلة المبيت، ويُعرف حديثها بحديث الفراش أو حديث ليلة الهجرة.

ص: 112


1- مناقب علي بن أبي طالب علیه السلام لابن مردويه: 8.
2- ينظر كفاية الطالب: 234.
3- ميزان الاعتدال: 380/2.
4- النكت والعيون: 369/3.
5- سورة البقرة: 207.

ويؤيّد ذلك ما قد رواه غير واحد من المفسِّرين، فقد روى الثعلبي (427 أو 437ه-): أنّ النبي صلّی الله علیه وآله لمّا أراد الهجرة إلى المدينة خلّف علي بن أبي طالب بمكّة لقضاء ديونه وأداء الودائع التي كانت عنده، وأمره ليلة خروجه من الدار، وقد أحاط المشركون بالدار، أن ينام على فراشه، وقال له: اتّشح ببردي الحضرمي الأخضر، ونَمْ على فراشي وأنّه لا يصل منهم إليك مكروه إن شاء الله تعالى، ففعل ذلك علي، فأوحى الله تعالى إلى جبرئيل وميكائيل أنّي آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيّكم يؤثر صاحبه بالحياة، فاخت - ار كلاهما الحياة فأوحى الله تعالى إليهما: أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخیت بینه و بین محمّد، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة انزلا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه.

فنزلا فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، جبرئيل ينادي: بخ بخ مَن مثلك يا علي يباهي الله تبارك وتعالى بك الملائكة، فأنزل الله على رسوله وه-و متوجّه إلى المدينة في شأن علي الآية.(1)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) عشرة أحاديث في نزول هذه الآية الكريمة في شأن علی علیه السلام.(2)

وقال سبط ابن الجوزي (654 ه-) في (تذكرة الخواصّ)، قال أحمد بن حنبل في الفضائل: حدّثني يحيى بن حمّاد، حدّثنا أبو عوانه، حدّثنا أبو بكر بن محمّد، عن عمرو بن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عبّاس إذ أتاه رهط يقعون في

ص: 113


1- الكشف والبيان: 409/1.
2- شواهد التنزيل: 96/1.

علي بن أبي طالب علیه السلام فردّ عليهم ابن عبّاس، قال: لمّا هاجر رسول الله صلّی الله عليه وسلم لبس على علیه السلام ثوبه ونام على فراشه، وكان المشركون يؤذون رسول الله صلّی الله علیه وآله، فجاء أبوبكر، وهو نائم فحسّ به رسول الله صلّی الله علیه وآله، فصاح يا نبي الله؟

فقال له علي علیه السلام: إنّ رسول الله صلّی الله علیه وآله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، فأنطلق أبوبكر حتّى لحق برسول الله صلّی الله علیه وآله، وبات الكفار يرمون علياً علیه السلام بالحجارة وه-و يتضوّر، قد لفّ رأسه في الثوب إلى الصباح،(1) ثمّ روى الخبر المتقدِّم عن الثعلبي.

قال ابن عبّاس: أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب، وقال ابن عبّاس: أنشدني أمير المؤمنين شعراً قاله تلك الليلة:

وقيت بنفسي خير من وطأ الحصا *** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول الإله خاف أن يمكروا به *** فنجّاه ذو الطول العلي(2) من المكر

وبات رسول الله في الغار آمناً *** موقاً وفي حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم وما يثبتونني *** وقد وطّنت نفسي على القتل والأسر.(3)

يقول ابن عبّاس: نزلت الآية في علي حين هرب رسول الله من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام علي على فراش النبي.(4)

ص: 114


1- تذكرة الخواص: 34.
2- في بعض المصادر: (الإله) وفي أخرى (الكريم).
3- تذكرة الخواص: 35، وذكر الأبيات الحاكم في المستدرك، وابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة، والشبلنجي في نور الأبصار، والقندوزي في الينابيع.
4- الكشف والبيان 409/1.

ويقول أبو جعفر الأسكافي: أنّ حديث الفراش قد ثبت بالتواتر فلا يجحده إلّا مجنون أو غير مخالط لأهل الملّة.(1)

وإليك قائمة ببعض المصادر التي ذكرت أنّ سبب نزول الآية؛ ه-و مبيت الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام على فراش النبي صلّی الله علیه وآله:

1. تفسير فرات الكوفي (352ه-): 65.

2. الكشف والبيان للثعلبي (427 أو 437 ه-): 409/1.

3. تاریخ بغداد للخطيب البغدادي (463ه-): 191/13.

4. شواهد التنزيل للحسكاني (483ه-): 96/1.

5. المناقب للخوارزمي (568ه-): 75/ف12، ط الحجرية.

6. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-)/بتحقيق

المحمودي: 153/1.

7. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (654ه-): 35/ط طهران.

8. جواهر المطالب للباعوني (871ه-): 217/1.

9. ينابيع المودة للقندوزي (1294ه-): 105.

فهؤلاء وغيرهم قد ذكروا سبب نزولها وأنّه: مبيت الإمام علي علیه السلام على فراش النبي صلّی الله علیه وآله، وأما من روى الحديث (حديث المبيت) فأذكر منه-م غیر مَن تقدّم أعلاه:

ص: 115


1- شرح نهج البلاغة: 270/3، وقد ذكر العلّامة المحقّق السيّد الخرسان دامت أيّام إفاضاته في كتابه القيّم (علي إمام البررة) الحديث وما يتعلّق به فمَن شاء المزيد فليراجع: 280/3 - 303.

1. السيرة النبوية لابن هشام (213ه-): 482/1.

2. الطبقات لابن سعد (230ه-): 52/8.

3. فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (241ه-): 146/3.

4. تاريخ اليعقوبي (292ه-): 119/1.

5. تاريخ الطبري (310ه-): 567/1.

6. المعجم الكبير والأوسط للطبراني (360ه-): 407/11 و 381/6.

7. المستدرك للحاكم النيسابوري (405ه-): 48/10.

8. معرفة الصحابة لأبي نعيم (430ه-): 368/1.

9. إحياء العلوم للغزالي (505ه-): 238/3.

10. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 114.

11. السيرة للحلبي (779ه-): 29/2.

12. مجمع الزوائد للهيثمي (807ه-): 159.

13. الفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالكي (855ه-): 33.

14. نزهة المجالس للصفوري (894ه-): 209/2.

15. نور الأبصار للشبلنجي (1308ه-): 86.

فهؤلاء وغيرهم قد رووا الحديث، أعني: حديث مبيت الإمام علي علیه السلام على فراش النبي صلّی الله علیه وآله.

ص: 116

[41]

(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُنتَقِمُونَ).

(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُنتَقِمُونَ).(1)

أقول: من الآيات التي أوردها المصنِّف في كتابه هذا هذه الآية الكريمة، وأنّه-ا دالّة على فضل علي علیه السلام ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بأسانيد متعدّدة عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله تعالى: ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُنتَقِمُونَ)، قال: بعلي بن أبي طالب، فقد رواه مرّة عن الباقر، عن جابر، ومرّة عن أبي صالح، عن جابر، وتارة عن أبي الزبير، عن جابر،(2) ورواه بسنده عن السدي قال: في قوله تعالى: ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ)، قال: بعلي.(3)

ورواه أيضاً بسنده عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عبّاس.(4)

وأخرج الفقيه الحافظ ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب) بسنده عن الباقر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلّی الله علیه وآله وإنّي لأدناهم في حجّة الوداع بمنى حتّى قال: لا ألفينّكم ترجعون بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله إن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم، ثمّ التفت إلى خلفه ثمّ قال: أو علي أو علي ثلاثاً فرأينا أنّ جبرئيل غمزه، وأنزل الله عزَّوَجلَّ على أثر ذلك: ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ) بعلي بن أبي طالب... الخ.(5)

ص: 117


1- سورة الزخرف: 41.
2- شواهد التنزيل: 151/2 - 153.
3- شواهد التنزيل: 153/2.
4- شواهد التنزيل: 153/2.
5- المناقب لابن المغازلي: 274.

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه عن طريق محمّد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم (فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ)، نزلت في علي بن أبي طالب، أنّه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي.(1)

وأخرج القندوزي الحنفي (1294ه-) في الينابيع، عن أبي نعيم الحافظ بسنده عن زر بن حبيش عن حذيفة بن اليمان رضی الله عنه قال: قوله تعالى: ﴿فَإِنَّا مِنْهُم مُنتَقِمُونَ) بعلى.(2)

[42]

﴿وَإِنَّا عَلَى أن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ)

﴿وَإِنَّا عَلَى أن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ)(3)

أقول: من الآيات التي يذكرها المصنِّف الدالّة على فضل علي علیه السلام هی هذه الآية من سورة المؤمنين، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن ابن عبّاس وجابر بن عبد الله أنّهما سمعا رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم يقول في حجّة الوداع - وه-و بمنى-: لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفونني في كتيبة يضاربونكم فغمز جبرئيل من خلفه منكبه الأيسر فالتفت، فقال: أو علي أو علي، قال: فنزلت هذه الآية: ﴿قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي

ص: 118


1- الدرّ المنثور: 18/6.
2- ينابيع المودّة: 114، وللمزيد ينظر: الكشّاف المنتقى للفتلاوي: 85.
3- سورة المؤمنون: 95.

فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ﴾(1)

وأخرجه بسنده عن جابر بطريق آخر.(2)

وأخرجه أيضاً الحسين بن الحكم الحبري (286ه-)(3)، وفرات الكوفي (352ه-).(4)

وأخرج الحاكم النيسابوري (405 ه-) في (المستدرك على الصحيحين) بسنده عن مجاهد عن ابن عبّاس رضی الله عنهما، أنّ النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم قال في خطبة خطبها في حجّة الوداع: لأقتلنّ العمالقة في كتيبة؟!

فقال له جبرئيل علیه السلام: أو علي !

قال: أو علي بن أبي طالب.(5)

وقد رواه الطبراني (360ه-) في (المعجم الكبير)،(6) ونور الدين الهيثمي (807ه-) في (مجمع الزوائد)،(7) وابن عساكر (571ه-) في (تاريخ دمشق).(8)

ص: 119


1- سورة المؤمنون: 93 - 95. شواهد التنزيل: 403/1.
2- شواهد التنزيل: 403/1.
3- ينظر: تفسير الحبري: 317.
4- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 279.
5- المستدرك على الصحيحين: 137/3.
6- ينظر: المعجم الكبير: 74/11.
7- ينظر: مجمع الزوائد: 348/6.
8- تاریخ دمشق: 451/42.

[43]

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً).

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً).(1)

أقول: أورد المصنِّف هذه الآية في ضمن الآيات الدالة على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما ذكره غير واحد من المفسِّرين والحفّاظ من أنّ أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب علیه السلام قد استشهد بهذه الآية وطبّقها على الذين خرجوا عليه في النهروان (الخوارج) المعبّر عنهم بالحرورية.(2)

فهي تشملهم بالذمّ وتبيّن أنّهم من (الْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) لخروجهم على أمير المؤمنين علیه السلام وترك طاعته، وبالنتيجة فهي دالّة على فضل أمير المؤمنين علیه السلام ولزوم طاعته واستقامة طريقته.

وقد ذكر ذلك السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور) فقال: وأخرج عبد الرزّاق، والفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق عن علي أنه سئل عن هذه الآية: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً)، قال: لا أظنَّ إِلَّا أنّ الخوارج منهم.(3)

وأخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان) عن أبي الطفيل، قال: سأل عبد الله بن الكوّا علياً عن قوله تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ

ص: 120


1- سورة الكهف: 103.
2- الحرورية: هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي علیه السلام، نُسبوا إلى حروراء، موضع اجتمعوا فيه وهي قرية من ناحية الكوفة (ينظر: معجم البلدان: 245/2، التعاريف للمناوي: 277/1، والمعجم الوسيط لإبراهيم مصطفى وآخرين.)
3- الدرّ المنثور: 426/6.

أَعْمَالاً)، قال: أنتم يا أهل حروراء.(1)

وذكر الماوردي (450 ه-) من جملة الأقوال في الآية قال: هم حروراء من الخوارج، ثمّ قال: وهذا مرويّ عن علي.(2)

وأخرج ابن أبي حاتم (327ه-) عن علي أنّه سُئل عن هذه الآية: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرينَ أَعْمَالاً)، قال: لا أظنّ إلّا أنّ الخوارج منهم.(3)

وقال ابن كثير الدمشقي (774ه-): وقال علي بن أبي طالب والضحّاك وغير واحد: هم الحرورية، ثمّ قال: ومعنى هذا عن علي رضی الله عنه أنّ هذه الآية تشمل الحرورية كما تشمل اليهود والنصارى وغيرهم، لا أنّها نزلت في هؤلاء على الخصوص ولا هؤلاء، بل هي أعمّ من هذا... إلى أن قال: وإنّما هي عامّة في كلّ من عَبَدَ الله على غير طريقة مرضية يحسب أنّه مصيب فيها وأنّ عمله مقبول وهو مخطئ وعمله مردود.(4)

وقد أخرج ذلك أيضاً الطبري (310ه-) في (جامع البيان)،(5) والبغوي (510ه-) في (معالم التنزيل)،(6) والرازي (606ه-) في (مفاتيح الغيب)،(7) والقرطبي (671ه-) في الجامع،(8) والثعالبي (876ه-) في (الجواهر الحسان)،(9) والمتّقي الهندي (975ه-)

ص: 121


1- الكشف والبيان 187/8.
2- النكت والعيون: 4/3.
3- تفسير ابن أبي حاتم: 242/9.
4- تفسير ابن كثير: 201/5.
5- ينظر: جامع البيان: 127/18.
6- ينظر: معالم التنزيل: 210/5.
7- ينظر: مفاتيح الغيب: 415/10.
8- ينظر: الجامع لأحكام القرآن: 63/11.
9- ينظر الجواهر الحسان: 437/2.

في (كنز العمّال)،(1) والشوكاني (1255ه-) في (فتح القدير)(2) وغيرهم.

[44]

(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ).

(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ).(3)

أقول: هذه من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف في بيان فضل ومنزلة أمير المؤمنين علیه السلام، وقد ذكر ذلك غير واحد من أعلام أهل السُنّة، فقد أخرج الفقيه الحافظ ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب) بسنده عن مجاهد، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)، قال: سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب يس إلى عيسى، وسبق علي إلى محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(4)

وأخرج السبط ابن الجوزي (654ه-) في تذكرته عن ابن عبّاس قال: أوّل من صلّى مع رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم علي علیه السلام، وفيه نزلت هذه الآية.(5)

وأخرج ابن كثير الدمشقي (774ه-) عن مجاهد عن ابن عبّاس (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى، وعلي بن أبي طالب سبق إلى محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(6)

وقال السيوطي (911ه-) في التفسير: وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن

ص: 122


1- ينظر كنز العمّال: 567/2.
2- ينظر: فتح القدير: 432/4.
3- سورة الواقعة: 10 - 11.
4- المناقب لابن المغازلي: 320.
5- تذكرة الخواص: 11 ط الحجرية.
6- تفسير ابن كثير: 516/7.

ابن عبّاس رضی الله عنه في قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)، قال: يوشع بن نون سبق إلى موسى، ومؤمن آل يس سبق إلى عيسى، وعلي بن أبي طالب رضی الله عنه سبق إلى رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم.(1)

وأخرج الهيثمي (807ه-) في (مجمع الزوائد) عن ابن عبّاس عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم قال: السُّبَق ثلاثة: السابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم علي ابن أبي طالب رضی الله عنه.(2)

وأخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال: السُّبَاق ثلاثة، سبق يوشع بن نون إلى موسى، وسبق صاحب ياسين إلى عيسى، وسبق علي إلى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(3)

وأخرجه بلفظه المحب الطبري (694ه-) في الرياض.(4)

وهكذا أخرج نحو ذلك: ابن عساكر الدمشقي (571ه-) في (تاريخ دمشق) (ترجمة الإمام علي علیه السلام)،(5) والخطيب الخوارزمي (568ه-) في (المناقب)،(6) والقندوزي الحنفي (1294ه-) في الينابيع،(7) وللمزيد من المصادر ينظر: الكشّاف

ص: 123


1- الدرّ المنثور: 8/8ط المحقّقة.
2- مجمع الزوائد: 102/9.
3- شواهد التنزيل: 213/2.
4- ينظر: الرياض النضرة: 158/2.
5- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/بتحقيق المحمودي: 80/1.
6- المناقب للخوارزمي: 187.
7- ينابيع المودّة: 34/1.

المنتقى،(1) والنعيم المقيم.(2)

[45]

(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ..).

أقول: تتمّة الآية (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ)(3)، وهي من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذا هذه الآية الكريمة، وأنّها دالّة على فضل أمير المؤمنين علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما ذكره غير واحد من المفسِّرين والحفّاظ، من أنّ سبب نزول هذه الآية هو حينما بارز علي وعمّه حمزة وابن عمّه عبيدة يوم بدر زعماء قريش وصناديدهم عُتبة وأخاه شيبة وولده الوليد، وهؤلاء الثلاثة هم المعنيون بقوله تعالى: ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ).

فالآية الكريمة نزلت في هؤلاء الستّة نفر من قريش، وهم المقصودون الخصمين: المؤمنين والكفّار.

فقد أخرج البخاري (256ه-) في صحيحه في أكثر من ستّة مواضع منه بسنده عن قيس بن عبّاد عن علي بن أبي طالب رضی الله عنه، أنّه قال: أنا أوّل من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة.

وقال قيس بن عبّاد: وفيهم أُنزلت: (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ)،

ص: 124


1- الكشّاف المنتقى 91.
2- النعيم المقيم: 488.
3- سورة الحجّ: 19.

قال: هم الذين تبارزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة أو أبو عبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة.(1)

وأخرج مسلم (261ه-) في الصحيح بسنده عن قيس بن عبّاد قال: سمعتُ أبا ذرّ يُقسم قسماً أنّ (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) أنّها نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة.(2)

وأخرج ابن أبي شيبة (235ه-) في مصنّفه بسنده عن قيس بن عبّاد قال: سمعتُ أبا ذرّ يُقسم: لنزلت هؤلاء الآيات في هؤلاء الرهط الستّة يوم بدر علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ).(3)

وهكذا أخرج الحفّاظ والمفسِّرون في مصنّفاتهم ذلك ودونك قائمة بأسماء بعضهم وكتبهم:

1. الواقدي (207ه-) في المغازي: 25/1.

2. عبد الرزّاق الصنعاني (211ه-) في تفسيره: 33/3.

3. ابن سعد في الطبقات (230ه-): 17/2.

4. ابن ماجة في (273ه-) سننه: 479/8.

5. الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) في تفسيره: 219.

ص: 125


1- ينظر: صحيح البخاري: الأحاديث (3965 - 3969) باب قتل أبي جهل، و (4743، 4744) في باب هذان خصمان.
2- صحیح مسلم: 245/8.
3- مصنّف ابن أبي شيبة: 357/7.

6. النسائي (303ه-) في السنن الكبرى 58/5.

7. الطبري (310ه-) في جامع البيان: 588/18.

8. ابن أبي حاتم الرازي (327ه-) في تفسيره: 363/9.

9. النحّاس (338ه-) في معاني القرآن والناسخ والمنسوخ: 371/4، ج 472/1.

10. الطبراني (360ه-) في المعجم الكبير: 149/3.

11. الحاكم النيسابوري (405ه-) في المستدرك: 103/8.

12. الثعلبي (427 أو 437ه-) في الكشف والبيان: 189/9.

13. أبو نعيم الأصبهاني (430 ه-) في معرفة الصحابة: 358/5.

14 ابن عبد البرّ (463ه-) في جامع العلم: 194/3.

15. الحاكم الحسكاني (483 ه-) في شواهد التنزيل: 386/1.

16. ابن حزم (456ه-) في الإحكام لأُصول الأحكام: 393/4.

17. البيهقي (458ه-) في سننه وفي دلائل النبوّة: 276/3 وج 67/3.

18. الواحدي (468ه-) في أسباب النزول: 231.

19. ابن المغازلي (483ه-) في المناقب: 264.

21. البغوي (510ه-) في معالم التنزيل: 372/5.

22. الخطيب الخوارزمي (568ه-) في المناقب: 151.

23. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-)، بتحقيق المحمودي: 220/3.

ص: 126

24. ابن الجوزي (597ه-) في زاد المسير: 375/4.

25. ابن بطريق (600 ه-) في العمدة: 367.

26. الرازي (606ه-) في تفسيره مفاتيح الغيب: 107/11.

27. المعتزلي (656ه-) في شرح النهج: 131/13.

28. القرطبي (671ه-) في تفسيره الجامع: 25/12.

29. المحبّ الطبري في ذخائر العقبى والرياض النضرة (694ه-): 86/1 وج 207/2.

30. الخازن (741ه-) في تفسيره: 437/4.

31. الذهبي (748ه-) في تاريخ الإسلام: 182/1، وتذكرة الحفّاظ: 1454/4. 32. ابن القيّم (751ه-) في زاد المعاد: 160/3.

33. ابن كثير (774ه-) في السيرة النبوية والتفسير: 414/2 وج 405/5.

34. العيني (855ه-) في عمدة القاري: 220/25.

35 ابن حجر العسقلاني (852ه-) في فتح الباري: 440/8.

36. الباعوني (871ه-) في جواهر المطالب: 221/1.

37. الثعالبي (876ه-) في تفسيره الجواهر الحسان: 189/9.

38. السيوطي (911 ه-) في الدرّ المنثور ولباب النزول والإتقان: 348/4 وج 134/1 وج 405/1.

39. الصالحي الشامي (942ه-) في سبيل الهدى والرشاد: 36/4.

ص: 127

40 المتّقي الهندي (975 ه-) في كنز العمّال: 579/2.

41. الشوكاني (1255ه-) في فتح القدير ونيل الأوطار: 105/5 وج 101/12.

42. الآلوسي (1270ه-) في روح المعاني: 32/13.

فهؤلاء مع من تقدّم أربعة وأربعون من أعلام المفسِّرين والحفّاظ والمحدِّثين قد ذكروا ذلك في اثنين وخمسين مصدراً.

[46]

(وَأَذَانُ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَر).

(وَأَذَانُ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَر).(1)

أقول: هذه الآية من سورة التوبة أو سورة براءة، قد ذكر جمع من الحفّاظ والمفسِّرين وأصحاب الحديث قصّتها، ولست بصدد إيرادها هنا، وقد ذكره-ا المصنِّف وأنّها دالّة على فضيلة من فضائل أمير المؤمنين علیه السلام، وهي كذلك كما ذكر ويشهد له ما أخرجه غير واحد من المفسِّرين والحفّاظ وتوضيح ذلك يكون في مقامين:

المقام الأوّل: إنّ المقصود بالأذان هو أمير المؤمنين علیه السلام.

المقام الثاني: إنّ الذي بلّغها هو الإمام أمير المؤمنين علیه السلام فهو الذي بلّغ سورة براءة نيابةً وبدلاً عن النبي صلّی الله علیه وآله.

أمّا المقام الأوّ ل:

فقد أخرج ابن أبي حاتم (327ه-) في تفسيره بسنده عن حكيم بن حميد قال: قال لي علي بن الحسين: إنّ لعلي في كتاب الله اسماً ولكن لا تعرفونه. قلت: وما هو؟

ص: 128


1- سورة التوبة: 3.

قال: ألم تسمع قول الله عزَّوجلَّ: ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَر)، هو والله الأذان.(1)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين قال: إنّ لعلي اسماً في كتاب الله لا يعلمه الناس؟!

قلت: وما هو؟

قال: ﴿وَأَذَانٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) على والله هو الأذان يوم الحجّ الأكبر.(2)

ورواه فرات الكوفي (352ه-) بسند آخر عن حسين بن الحكم، عن حكيم ابن جبير.(3)

وقال السيوطي (911ه-): وأخرج ابن أبي حاتم عن حكيم بن حميد قال: قال لي علي بن الحسين إنّ لعلي... الخ.

ورواه الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) أيضاً،(4) والقندوزي الحنفي (1294ه-) في (ينابيع المودّة).(5)

وأمّا المقام الثاني:

فإنّ الأخبار متظافرة في أنّ المبلِّغ لسورة براءة هو علي بن أبي طالب علیه السلام، فقد أخرج الإمام أحمد (241ه-) في (فضائل الصحابة) بسنده عن علي قال: لمّا نزلت

ص: 129


1- تفسير ابن أبي حاتم: 171/7.
2- شواهد التنزيل:231/1.
3- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 53.
4- ينظر: تفسير الحبري: 269.
5- ينظر: ينابيع المودّة: 264.

عشر آيات في براءة على النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، دعا النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكّة، ثمّ دعاني النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، وقال لي: أدرك أبا بكر فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكّة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فقال: يا رسول الله نزل فيَّ شيء؟

قال: لا، ولكن جاءني جبريل؛ فقال: لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك.(1)

وأخرج النسائي (303ه-) في (الخصائص) بسنده عن سعد قال: بعث رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم أبا بكر ببراءة حتّى إذا كان ببعض الطريق، أرسل علياً رضی الله عنه فأخذها منه ثمّ سار بها، فوجد أبو بكر في نفسه، فقال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: لا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو رجل منّي.(2)

وأخرجه الطبري (310ه-) بسنده عن السدي،(3) وقال السيوطي (911ه-): وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقّاص رضی الله عنه: أنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بعث أبا بكر ببراءة إلى أهل مكّة، ثمّ بعث علياً رضی الله عنه على أثره فأخذها منه فكأنّ أبا بكر وجد في نفسه؟ فقال النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم يا أبا بكر أنّه لا يؤدّي عنّى إلّا أنا أو رجل منّى.(4)

ص: 130


1- فضائل الصحابة: 178/3.
2- خصائص علي: 92/1.
3- ينظر: جامع البيان: 109/14.
4- الدرّ المنثور: 6/5.

وقال أيضاً: وأخرج ابن حبّان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضی الله عنه وساق الحديث إلى أن قال: غير أنّه لا يبلِّغ عنّي غيري أو رجل منّي.(1)

وكذلك أخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان)... قال: فخرج علي على ناقة رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم الجدعاء حتّى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه، فرجع أبو بكر إلى النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأُمّي أنزل بشأني شيء؟

قال: لا، لكن لا يبلِّغ عنّي غيري أو رجل منّي.(2)

وهكذا روى جمع من الحفّاظ والمحدِّثين حديث النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: علي منّي وأنا منه ولا يؤدّي عنّي إلّا علي، وقد أغنى البحث العلّامة الأميني قدّس سرّه (1392ه-) في كتاب الغدير،(3) والعلّامة السيّد الخرسان دام ظلّه في كتابه (علي إمام البررة)،(4) بما لا مزيد عليه فمن شاء فليراجع.

وأمّا المصادر التي ذكرت ذلك فدونك بعضها:

1. سيرة ابن هشام (213) ه-): 203/4.

2. مسند الإمام أحمد بن حنبل (241ه-): 236/3.

3. فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل (241ه-): 178/3.

4. صحيح البخاري (256ه-): 671/1.

ص: 131


1- الدرّ المنثور: 7/5.
2- الكشف والبيان: 84/6.
3- ينظر: الغدير: 348/6.
4- ينظر: علي إمام البررة: 198/1 - 203، فقد ذكر المصنِّف خمسة وثمانين مصدراً.

5. سنن ابن ماجة (273ه-): 140/1.

6. سنن الترمذي (279ه-): 636/5.

7. أنساب الأشراف (279ه-): 154/2 - 155.

8. تفسير الحبري (286ه-): 229.

9. خصائص علي للنسائي (303ه-): 90/1.

10. جامع البيان للطبري (310ه-): 108/14.

11. تاريخ الطبري (310ه-): 154/3.

12. تفسير ابن أبي حاتم (327ه-): 171/7.

13. المناقب لابن المغازلي (483ه-): 221 و 223 و 227.

14. شواهد التنزيل للحسكاني (483ه-): 231/1.

15. المناقب للخوارزمي (568ه-): 99.

16. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-)/بتحقيق المحمودي: 376/2 - 388.

17. العمدة لابن بطريق (600ه-): 198.

18. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (654ه-): 37.

19. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 126.

20. ذخائر العقبى للمحبّ الطبري (694ه-): 69/1 و 87.

21. فرائد السمطين للحمويني (722ه-): 328/1.

ص: 132

22. تفسير ابن كثير (774ه-): 107/4.

23. تاريخ ابن كثير (774ه-): (37/5 و 357/7 ط. السعادة.

24. عمدة القاري للعيني (855ه-): 637/8.

25. فتح الباري لابن حجر العسقلاني (852ه-): 387/9 - 391 ط. مصطفى البابي الحلبي.

26. الجواهر الحسان للثعالبي (876ه-): 126/2.

27. مجمع الزوائد للهيثمي (807ه-): 238/3 وج 050/9

28. الدرّ المنثور للسيوطي (911ه-): 237/1 وج 10/5.

29. الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (974ه-): 73 ط. الميمنية.

30. كنز العمّال للمتّقي الهندي (975ه-): 897/11.

31. تفسير الشوكاني (1255ه-): 319/2.

32. تفسير الآلوسى (1270ه-): 40/10 ط، المنيرية.

33. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي (1294ه-): 88، وغيرها.

[47]

(وَلاَ جُنُباً إِلَّا عَابري سَبيل حَتَّى تَغْتَسِلُوا..).

أقول: تتمّة الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُوا مَاء

ص: 133

فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً ﴾.(1) وهذه الآية ذكرها المصنِّف في جملة الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام ولا يخفى أنّ هذه الآية من آيات الأحكام، فقد ذُكرت فيه-ا عدّة من الأحكام الفقهية كعدم الصلاة في حال السكر، وقد فُسّر في روايات عديدة في كتب الشيعة والسُنّة بسكر النوم،2(2) وكبطلان الصلاة حال الجنابة وجوازه-ا بعد الاغتسال، والتيمّم لذوي الأعذار، وهذا ليس محلّ كلامنا.

وقد ورد أنّ المقصود ب-(الصلاة) في الآية الكريمة - محل الصلاة - أي المسجد، أي لا تدخلوا المساجد وأنتم على جنابة، ثمّ استثنى العبور في المسجد بقوله: ﴿إِلَّا عابِرِي سَبيل)، ولا مانع من استعمال لفظ الصلاة في الآية الكريمة فی معنين بعد قيام القرينة على ذلك من الروايات.(3)

وهذا التفسير ورد عن جابر، والحسن، وعطاء، والزهري، وإبراهيم، وهذا يسمّى في صناعة البلاغة بالاستخدام.

فالمعنى الأوّل للصلاة: هو إقامة الصلاة بقرينة (حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ).

والمعنى الثاني لها: هو موضع أو محلّ الصلاة - يعني المسجد - بقرينة قوله تعالى: ﴿إِلّا عابِرِي سَبِيلٍ)، فإن العبور إنّما يكون في الموضع دون الصلاة(4) فتنبّه.

ص: 134


1- سورة النساء: 43.
2- ينظر: مجمع البيان: 80/3، الدرّ المنثور: 131/3.
3- ينظر: تفسير مجاهد: 158/1، الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): 192، جامع البيان: 383/8، تفسير القرآن لابن كثير: 311/2، الدرّ المنثور: 131/3.
4- قال الشافعي: فقال بعض أهل العلم بالقرآن في قول الله عزَّوَجَلَّ: (وَلاَ جُنُباً إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ) لا تقربوا موضع الصلاة قال: وما أشبه ما قال بما قال، لأنّه لا يكون في الصلاة عبور سبيل؛ إنّما عبور السبيل في موضعها، وهو المسجد فلا بأس أن يمرّ الجنب في المسجد، ولا يقيم فيه لقول الله عزَّوجلَّ: (وَلاَ جُنُباً إلّا عَابِرِي سَبِيلٍ). (ينظر: كتاب الأُم للشافعي: 71/1).

فإذا عرفت هذا فأقول:

إنّ رسول الله صلّی الله علیه وآله لمّا بنى مسجده في المدينة وأشرع فيه بابه، وأشرع المهاجرون والأنصار أبوابهم فيه، وصاروا يتردّدون ويبيتون في المسجد، فقال النبي صلّی الله علیه وآله يوماً: سدّوا هذه الأبواب إلّا باب علي؟! قال زيد بن أرقم: فتكلّم في ذلك أُناس قال: فقام رسول الله صلّی الله علیه وآله: فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد فإنّي أُمرت بسدّ ه-ذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم؛ والله ما سددتُ شيئاً ولا فتحته، ولكن أُمرت بشئ فاتّبعته،(1) قال ابن عبّاس: معناه أنّ الله أمرني بشيء فاتّبعت أمره.(2)

قال ابن حجر (852ه-): أخرجه أحمد والنسائي والحاكم ورجاله ثقات.(3)

وأخرج ابن المغازلي (483ه-) بسنده عن ابن عبّاس: أنّ رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم أمر بسدّ الأبواب كلّها فسُدّت إلّا باب علي.(4)

وقال ابن حجر (852ه-) في (فتح الباري): منها حديث سعد بن أبي وقاص قال: أمرنا رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم بسدّ الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي.

أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قوي، وفي رواية الطبراني (360ه-) في

ص: 135


1- مسند أحمد بن حنبل: 284/39.
2- تذكرة الخواص: 41.
3- ينظر: فتح الباري: 451/10.
4- المناقب لابن المغازلي: 257.

الأوسط: رجاله ثقات من الزيادة، فقالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا؟ فقال: ما أنا سددتها ولكن الله سدّها.(1)

وأخرج ابن أبي شيبة (235ه-) بسنده عن عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب قال: قال أبي لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة أحبّ إليّ من حمر النعم؛ زوّجه ابنته فولدت له، وسدّ الأبواب إلّا بابه، وأعطاه الراية يوم خيبر.(2)

قال ابن أبي الحديد (656ه-) في شرح النهج: سدّ الأبواب كان لعلي، فقلبته البكرية إلى أبي بكر.(3)

وقد فصّل الحديث العلّامة الأميني (1392ه-) في حديث سدّ الأبواب في موسوعته (الغدير) بما فيه غناء وكفاية، فقد أخرج الحديث عن ثمانية وثلاثين طريقاً ومصدراً حديثياً وغيرها من مسانيد وجوامع أهل السُنّة عن أربعة عشر صحابياً وثلاثة وعشرين نصّاً.(4) وإليك بعض تلكم المصادر:

1. الطبقات الكبرى لابن سعد (230ه-): 26/2 ط. أوربا.

2. مسند أحمد بن حنبل (241ه-): 284/39.

3. فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (241ه-): 466/2.

4. سنن الترمذي (279ه-): 641/5.

ص: 136


1- فتح الباري: 451/10.
2- المصنِّف لابن أبي شبيبة: 500/7.
3- شرح نهج البلاغة: 17/3 ط.المصرية الأولى.
4- ينظر: الغدير: 202/3 - 210.

5. الخصائص للنسائي (303ه-): 75/1.

6. السنن الكبرى للنسائي (303ه-): 119/5.

7. مسند لد أبي يعلى لأبي يعلى الموصلي (307ه-): 183/2.

8. مشكل الآثار للطحاوي (321ه-): 99/8.

9. المعجم الكبير للطبراني (360ه-): 99/12.

10. المعجم الأوسط للطبراني (360ه-): 130/9.

11. المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري (405ه-):437/10.

12. حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني (430ه-): 153/4.

13. فضائل الخلفاء لأبي نعيم الأصبهاني (430ه-): 108/1.

14. المناقب لابن المغازلي (483ه-): 257.

15. المناقب للخوارزمي (568ه-): 282.

16. تاریخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-) (571ه-)/بتحقيق المحمودي: 275/1.

17. العمدة لابن بطريق (600ه-): 206/1.

18. أُسد الغابة لابن الأثير (630ه-): 144/2.

19. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (654ه-): 41.

20. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي (656ه-): 451/2.

21. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 115.

ص: 137

22. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 199/5.

23. ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 73/1.

24. الرياض النضرة لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 264.

25. فرائد السمطين للحمويني الجويني (722ه-): 1/ب 208/41.

26. منهاج السُنّة لابن تيمية (728ه-): 9/3 ط. مصر.

27. البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي (774ه-): 343/7.

28. مجمع الزوائد لنور الدين الهيثمي (807ه-): 148/9.

29. فتح الباري لابن حجر العسقلاني (852ه-): 451/10.

30. جواهر المطالب للباعوني (871ه-): 207/1.

31. الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (974ه-): 74 - 76ط. مصر.

32. كنز العمال للمتّقي الهندي (975ه-): 903/5.

33. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي (1294ه-): 471.

وغيرها من المصادر التي تذكر حديث سد الأبواب إلّا باب علي علیه السلام.

[48]

(الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيةً..).

أقول: تتمّة الآية (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،(1) وهي من جملة الآيات التي أوردها المصنِّف في هذا الكتاب هذه

ص: 138


1- سورة البقرة: 274.

الآية الكريمة، ويشهد له ما أخرجه ابن أبي حاتم (327ه-) بسنده، قال: كان لعلي أربعة دراهم، أنفق درهماً ليلاً، ودرهماً نهاراً، ودرهماً سرّاً، ودرهماً علانيةً، فنزلت:(الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً).(1)

وأخرجه سبط ابن الجوزي في التذكرة (654ه-)،(2) والمحبّ الطبري (694ه-) في الذخائر والرياض(3) عن ابن عبّاس، وابن المغازلي (483ه-) في (المناقب) عن مجاهد، عن ابن عبّاس،(4) وأخرجه الواحدي (468ه-) في (أسباب النزول) بالإسناد إلى عبد الرزاق عن عبد الوهاب بن مجاهد بعين السند واللفظ الذي رواه ابن المغازلي (483ه-) بطريقين.(5)

وهكذا أخرجه ابن الأثير (630ه-)، وابن كثير الدمشقي (774ه-)، وقال: رواه ابن جرير من طريق عبد الوهاب، ورواه ابن مردویه بوجه آخر عن ابن عبّاس.(6)

وقال السيوطي (911ه-): أخرجه عبد الرزّاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن عساكر من طريق عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عبّاس.(7)

وقال الكلبي: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب رضی الله عنه ولم يكن يملك

ص: 139


1- تفسير بن أبي حاتم: 339/2.
2- ينظر: تذكرة الخواص: 13.
3- ينظر: ذخائر العقبى: 419/1، الرياض النضرة: 206/2.
4- ينظر: المناقب لابن المغازلي: 280.
5- أسباب النزول: 64/1.
6- أُسد الغابة: 296/2، تفسير القرآن لابن كثير: 708/1.
7- الدرّ المنثور: 236/2.

غير أربعة دراهم فتصدّق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدره-م سرّاً، وبدرهم علانيةً، فقال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: ما حملك على هذا؟

قال: حملني أن أستوجب على الله الذي وعدني؟

فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: ألا إنّ ذلك لك.

فأنزل الله تعالى هذه الآية.(1)

وهكذا روى أعلام المفسِّرين والحفّاظ ذلك في مصنّفاتهم وإليك بعضها بحسب سني وفياتهم:

1. تفسير مقاتل (150ه-): 174/1.

2. تفسير الصنعاني لعبد الرزاق الصنعاني (211ه-): 108/1.

3. تفسير الحبري للحسين بن الحكم الكوفي (286ه-): 243/2 - 244.

4. تفسير فرات الكوفي (352ه-): 23.

5. تفسير ابن أبي حاتم الرازي (327ه-): 329/2.

6. معاني القرآن للنحاس (338ه-): 305/1.

7. المعجم الكبير للطبراني (360ه-): 97/11.

8. أسباب النزول للواحدي (468ه-): 64.

9. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني (483ه-): 109/1.

10. المناقب لابن المغازلي (483ه-): 280.

ص: 140


1- أسباب النزول: 64.

11. تفسير البغوي لأبي القاسم (510ه-)، بهامش لباب التأويل (741ه-): 55/2.

12. المناقب للخوارزمي (568ه-): ف 189/12.

13. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571)/بتحقيق المحمودي: 409/2.

14. التبصرة لابن الجوزي (597ه-): 297/1.

15. خصائص الوحي المبين لابن بطريق (600ه-): 203.

16. العمدة لابن بطريق (600ه-): 367.

17. مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي (606ه-): 26/12 - 31.

18. أُسد الغابة لابن الأثير (630ه-): 296/2.

19. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (654ه-): 13.

20. شرح نهج البلاغة لعبد الحميد المعتزلي (656ه-): 275/3.

21. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 232.

22. ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري (694ه-): 419/1.

23. الرياض النضرة لمحب الدين الطبري (694ه-): 277/2.

24. فرئد السمطين للحمويني الجويني (722ه-): 187/1.

25. لباب التأويل لابن الحسن الشيحي (741ه-): 475/1.

26. نظم درر السمطين للزرندي الحنفي (750ه-): 84/1.

27. تفسير البحر المحيط لأبي حيان (754ه-): 514/3.

ص: 141

28. تفسير القرآن الكريم لابن كثير الدمشقي (774ه-): 71/2.

29. مجمع الزوائد لنور الدين الهيثمي (807ه-): 324/6.

30. الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي (855ه-): 123.

31. جواهر المطالب للباعوني الدمشقي الشافعي (871ه-): ب 219/35.

32. الدرّ المنثور للسيوطي (911ه-): 236/2.

33. الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (974ه-): ف 384/4.

34. سمط النجوم العوالي للعصامي المكّي (1111ه-): 9/2.

35. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي (1294ه-): 105 و 250.

36. نور الأبصار للشبلنجي (1308ه-): 87.

[49]

(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ).

(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ).(1)

أقول: هذه الآية من جملة ما ذكره المصنِّف في هذا الكتاب، وهي تدلّ على ذم أعداء أمير المؤمنين علي علیه السلام وتبيّن فضله، فقد أخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن أبي صالح عن ابن عبّاس في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) إلى آخر السورة، (قال:) فالذين آمنوا علي بن أبي طالب وأصحابه، والذين أجرموا منافقوا قريش.(2)

ص: 142


1- سورة المطففين: 29.
2- شواهد التنزيل: 327/2.

وأخرج أيضاً بسنده عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا)، قال: هم بنو عبد شمس، مرَّ بهم علي بن أبي طالب ومعه نفر فتغامزوا به، وقالوا: هؤلاء هم الضلال، فأخبر الله ما للفريقين عنده جميعاً يوم القيامة وقال: (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا)، وهم علي وأصحابه (مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)،(1) بتغامزهم وضحكهم وتضليلهم علياً وأصحابه، فبشّر النبي صلّی الله علیه وآله علياً وأصحابه الذين کانوا معه أنكم ستنظرون إليهم وهم يُعذّبون في النار.(2)

وأخرج الزمخشري (538ه-) نحو ذلك ونسبه إلى القيل.(3)

وهكذا الحسين بن الحكم الحبري (286ه-)(4)، وفرات الكوفي (352ه-)(5)

[50]

(طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)

أقول: تتمة الآية (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب)(6)

من الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذه الآية الكريمة لدلالتها على فضل علي علیه السلام، ويشهد له ما أخرجه الثعلبي (427 أو 437ه-) بسنده عن جابر، عن

ص: 143


1- سورة المطففين: 34 - 36.
2- شواهد التنزيل: 327/2.
3- الكشّاف: 257/7.
4- تفسير الحبري: 327.
5- تفسير فرات الكوفي: 546.
6- سورة الرعد: 29.

أبي جعفر قال: سُئل رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم عن قوله: (طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ).

فقال: شجرة في الجنّة أصلها في داري، وفرعها في الجنّة، ثم سئل عنها مرة أُخرى.

فقال: شجرة في الجنّة أصلها في دار علي، وفرعها على أهل الجنّة!

فقيل له: يا رسول الله نسألك عنها مرّة، فقلت: شجرة في الجنّة أصلها في دار علي، وفرعها على أهل الجنّة؟

فقال: ذلك في داري ودار علي أيضاً واحدة في مكان واحد.(1)

وأخرجه القرطبي (671ه-) في الجامع، وقال في ذيله: فقال النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: إنّ داري ودار علي غداً في الجنّة واحدة في مكان واحد.(2)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سيرين شجرة في الجنّة أصلها في حجرة علي، وليس في الجنّة حجرة إلّا وفيها غصن من أغصانها.(3)

وأخرجه بعين السند واللفظ ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب).(4)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) أربعة أحاديث بأسانيد مختلفة،(5) ممّا يتعلّق بذلك.

ص: 144


1- الكشف والبيان 284/7.
2- الجامع لأحكام القرآن: 268/9.
3- الدرّ المنثور: 59/4.
4- ينظر: المناقب لابن المغازلي: 268.
5- ينظر: شواهد التنزيل: 304/1.

وأخرج ذلك الحسين بن الحكم (286ه-) في تفسيره،(1) وفرات الكوفي (352ه-) في تفسيره،(2) وابن بطريق (600ه-) في (العمدة)،(3) و (الخصائص)،(4) والقندوزي الحنفي (1294ه-) في (ينابيع المودّة)،(5) وللمزيد من المصادر ينظر: الكشّاف المنتقى للمرحوم كاظم الفتلاوي (1431ه-).(6)

[51]

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، (في جميع القرآن).

أقول: ممّا ذكره المصنِّف في هذا الكتاب أنّ جميع ما ورد في القرآن من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، هو في فضل علي علیه السلام، ويدلّ على ذلك ما ورد في رواية ابن عبّاس أنّه قال: ما في القرآن آية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) إِلَّا وعلي سيّدها وأميرها وشريفها، وما من أحد من أصحاب محمّد إلّا وقد عوتب في القرآن؛ إلّا علي بن أبي طالب، فإنّه لم يُعاتَب.

وقد أخرج ذلك غير واحد من الأعلام في مصنّفاتهم، فقد أخرج الإمام أحمد (241ه-) في الفضائل بسنده عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: سمعته يقول ليس من آية في القرآن: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، إلا وعلى رأسها وأميرها

ص: 145


1- ينظر: تفسير الحبري: 284.
2- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 208.
3- ينظر: العمدة: 367.
4- ينظر: خصائص الوحى المبين: 229.
5- ينظر: ينابيع المودّة: 111 و 155.
6- ينظر: الكشاف المنتقى: 51.

وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمّد في القرآن وما ذكر علياً إلّا بخير.(1)

وأخرج ابن عساكر الدمشقي (571ه-) في (تاريخ دمشق) (ترجمة الإمام علي علیه السلام) بسنده عن ابن عبّاس قال: ما نزل في القرآن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، إِلّا على سيّدها شريفها وأميرها وما من أحد من أصحاب رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم إلا وقد عاتبه الله في القرآن؛ ما خلا علي بن أبي طالب فإنّه لم يعاتبه في شيء منه.(2)

وأخرج أبو نعيم الحافظ (430ه-) في الحلية بسنده عن مجاهد عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: ما أنزل الله آية فيها ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، إلّا وعلي رأسها وأميرها.(3)

وقد أخرج ذلك ابن أبي حاتم (327ه-)، والطبراني (360ه-)، والخوارزمي (568ه-)، والزرندي (750ه-) وغيرهم، وإليك قائمة ببعض المصادر التي نصّت على ذلك وصرّحت به وهي:

1. ما نزل من القرآن في علي علیه السلام: للحسين بن الحكم الحبري (286ه-): 234.

2. تفسير القرآن لابن أبي حاتم (327ه-): 67/10.

3. تفسير فرات الكوفي (352ه-): 66.

4. المعجم الكبير للطبراني (360ه-): 264/11.

5. حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ (430ه-): 64/1.

ص: 146


1- فضائل الصحابة: 3/93/ح236.
2- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/بتحقيق المحمودي: 430/2.
3- حلية الأولياء: 64/1.

6. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني (483ه-): 49/1 - 54 بأسانيد متعدّدة.

7. المناقب للخوارزمي (568ه-): 236.

8. تاریخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-)/بتحقيق المحمودي: 430/2.

9. عمدة الأخبار لابن بطريق (600ه-): 23.

10. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (654ه-): 10.

11. مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي (652ه-): 21 ط الحجرية.

12. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 139.

13. مجمع الزوائد لنور الدين الهيثمي (807ه-): 112/9.

14. الرياض النضرة لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 207/2.

15. نظم درر السمطين للزرندي الحنفي (750ه-): 83/1.

16. جواهر المطالب للباعوني (871ه-): 220/1.

17. تاريخ الخلفاء للسيوطي (911ه-): 70/1.

18. كنز العمّال للمتّقي الهندي (975ه-): 900/11.

19. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي (1294ه-): 148 و 251.

20. الصواعق المحرقة (974ه-): 272.

21. نور الأبصار للشبلنجي (1308ه-): 87 و 90.

22. فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (241ه-): 93/3.

ص: 147

[52]

(وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرينَ..).

أقول: تتمّة الآية ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ)،(1) ذكر المصنِّف هذه الآية ضمن الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما ذكره غير واحد من الأعلام، فقد قال الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل): أخبرني أبو عبد الله الشيرازي، قال أخبرني: أبو بكر الجرجرائي، قال حدّثنا: أبو أحمد البصري، قال حدّثني: محمّد ابن زكريا الغلابي، قال حدّثنا: أيوب بن سليمان، قال حدّثنا: محمّد بن مروان عن جعفر بن محمّد، قال: قال ابن عبّاس: ولقد شكر الله فعال علی بن أبي طالب(2) في موضعين من القرآن: ﴿وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)(3) وقوله تعالى: (وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ).(4)

وقال في التفسير العتيق: قال حدّثنا محمّد بن الحسين الكوفي، عن موسى ابن قيس عن أبي هارون العبدي، عن ربيعة بن ناجذ السعدي، عن حذيفة بن اليمان قال: لمّا التقوا مع رسول الله بأُحد، وانهزم أصحاب رسول الله صلّی الله عليه [وآله وسلّم، وأقبل علي يضرب بسيفه بين يدي رسول الله مع أبي دجانة

ص: 148


1- سورة آل عمران: 144.
2- في نسخة: (لقد شكر الله تعالى علياً...).
3- سورة آل عمران: 144.
4- سورة آل عمران: 145.

الأنصاري حتّى كشف المشركين عن رسول الله، فأنزل الله: ﴿وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزى الله الشاكرين)، علياً وأبا دجانة).(1)

وأخرج فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره أيضاً، عن حذيفة ابن اليمان، أنّ رسول الله صلّی الله علیه وآله، أمر بالجهاد يوم أُحد، فخرج الناس سراعاً يتمنّون لقاء عدوهم، وبغوا في منطقهم، وقالوا: والله لئن لقينا عدوّنا لا نولّي حتى نُقتل عن آخرنا رجل رجل، أو يفتح الله لنا.

قال: فلمّا أتوا القوم ابتلاهم الله بالذي كان منهم، ومن بغيه-م فلم يلبثوا إلّا يسيراً حتّى انهزموا عن رسول الله صلّی الله علیه وآله؛ إلّا علي بن أبي طالب علیه السلام، وأبو دجانة سماكة بن حرشة الأنصاري، فلمّا رأى رسول الله صلّی الله علیه وآله، ما قد نزل بالناس من الهزيمة والبلاء رفع البيضة عن رأسه وجعل ينادي: أيّها الناس أنا لم أمت ولم أقتل، وجعل الناس يركب بعضهم بعضاً، لا يلون على رسول الله صلّی الله علیه وآله، ولا يلتفتون إليه فلم يزالوا كذلك حتّى دخلوا المدينة، ولم يكتفوا بالهزيمة، حتّى قال أفضلهم رجل في أنفسهم: قُتل رسول الله صلّی الله علیه وآله: فلمّا آيس رسول الله من القوم رجع إلى موضعه الذي كان فيه، فلم يزل علي بن أبي طالب علیه السلام وأبا دجانة الأنصاري رضی الله عنه!

فقال رسول الله صلّی الله علیه وآله: يا أبا دجانة ذهب الناس فألحق بقومك... إلى أن قال: فلم

ص: 149


1- شواهد التنزيل: 136/1.

يلبث أبو دجانة حتّى أُثخن جراحه فتحامل حتّى انتهى إلى رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلم فجلس إلى جنبه مثخناً لا حراك به.

قال: وعلي لا يبارز فارساً ولا راجلاً إلّا قتله الله على يديه حتّى انقطع سيفه، فلمّا انقطع سيفه جاء إلى رسول الله صلّی الله عليه وآله، فقال يا رسول الله: انقطع سيفي ولا سيف لي، فخلع رسول الله صلّی الله عليه وآله سيفه ذا الفقار فقلّد علياً، ومشى إلى جمع المشركين.

فكان لا يبرز إليه أحد إلّا قتله، فلم يزل كذلك حتّى وه-ت دراعته، إلى أن قال: فنظر رسول الله إلى السماء، وقال: اللّهم إنّ محمداً عبدك ورسولك، جعلت لكلّ نبي وزيراً من أهله، لتشدّ به عضده وتشركه في أمره، وجعلت لي وزيراً من أهلي علي بن أبي طالب أخي، فنعم الأخ ونعم الوزير، اللّهم وعدتني أن تمدّني بأربعة آلاف من الملائكة مردفين، اللّهمّ وعدك وعدك إنّك لا تخلف الميعاد، وعدتني أن تظهر دينك على الدين كلّه ولو كره المشركون، قال: فبينما رسول الله صلّی الله عليه وآله يدعو ربّه ويتضرع إليه إذ سمع دوياً من الناس؛ فرفع رأسه فإذا جبرئيل على كرسي من ذهب ومعه أربعة آلاف من الملائكة مردفين، وه-و يقول: لا فتى إلّا علي ولا سيف إلّا ذوالفقار.(1)

ص: 150


1- أخرج هذا الحديث كلّ من الطبري في تاريخه: 197/2، والخوارزمي في المناقب: 134/91، وابن عساكر في ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق: 158/1، والمعتزلي في شرح النهج: 38، والزرندي في نظم درر السمطين: 144/1، وابن كثير في السيرة 707/4، ومحبّ الدين الطبري: (694ه-) في ذخائر العقبى: 74/1، وفي الرياض النضرة: 263/1، والباعوني في جواهر المطالب: 210/1، وغيرهم.

وهبط جبرئيل على الصخرة وحفّت الملائكة برسول الله فسلّموا عليه، فقال جبرئیل: یا رسول الله والذي أكرمك بالهدى لقد عجبت الملائكة المقرّبون لمواساة هذا الرجل لك بنفسه؟!

فقال: يا جبرئيل ما يمنعه يواسيني بنفسه، وهو منّي وأنا منه!

فقال جبرئيل: وأنا منكما،(1) حتّى قالها ثلاثاً.

ثمّ حمل علي بن أبي طالب، وحمل جبرئيل والملائكة، ثمّ إنّ الله تعالى هزم جمع المشركين، وتشتّت أمرهم، فمضى رسول الله صلّی الله عليه وآله و علي بن أبي طالب بين يديه، ومعه اللواء قد خضّبه بالدم، وأبو دجانة رضی الله عنه خلفه، فلمّا أشرف على المدينة فإذا نساء الأنصار يبكين رسول الله صلّی الله عليه وآله فلمّا نظروا إلى رسول الله صلّی الله عليه وآله

ص: 151


1- أخرج حديث: (علي منّي وأنا منه) وقول جبرئيل: (وأنا منكما) كثير من الحفّاظ والمحدِّثين في مصنّفاتهم وإليك بعضها: 1. فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: 98/1 - 99. 2. تاريخ الطبري لمحمّد بن جرير الطبري: 197/2. 3. المعجم الكبير للطبراني: 318/1. 4. العمدة لابن بطريق: 199. 5. كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 142. 6. ذخائر العقبى والرياض النضرة لمحبّ الدين الطبري: 65/1، 252/1. 7. فرائد السمطين للحمويني: ب 5/ ح 242. 8. نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: 114/1. 9. مجمع الزوائد لنور الدين الهيثمي: 164/6. 10. جواهر المطالب للباعوني: 88/1. كنز العمال للمتّقي الهندي: 124/13. 12. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي: 158/1.

استقبله أهل المدينة بأجمعهم؛ ومال رسول الله صلّی الله عليه وآله إلى المسجد؛ ونظر إليه الناس فتضرّعوا إلى الله وإلى رسوله، وأقرّوا بالذنب، وطلبوا التوبة؛ فأنزل الله فيهم قرآناً يعيبهم بالبغي الذي كان منهم، وذلك قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾.(1)

يقول: قد عاينتم الموت والعدو، فلِمَ نقضتم العهد وجزعتم من الموت، وقد عاهدتم الله أن لا تنهزموا، حتّى قال بعضكم: قتل محمّد وعلي وأبو دجانة؟!! فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزي اللهُ الشَّاكِرِينَ).(2)

ثمّ قال رسول الله صلّی الله عليه وآله: أيّها الناس إنّكم رغبتم بأنفسكم عنّي، ووازرني علي وواساني فمن أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني وفارقني في الدنيا والآخرة.

قال: وقال حذيفة: ليس ينبغي لأحد يعقل يشكّ فيمن لم يشرك بالله أنّه أفضل ممّن أشرك به، ومن لم ينهزم عن رسول الله صلّی الله عليه وآله و أفضل ممّن انهزم، وأنّ السابق إلى الإيمان بالله ورسوله أفضل وهو علي بن أبي طالب علیه السلام.(3)

وأخرج فرات قال: حدّثني الحسين بن محمّد بن مصعب معنعناً عن ابن عبّاس رضی الله عنه، قال: كان علي بن أبي طالب يقول في حياة النبي صلّی الله عليه وآله: إنّ الله تعالى

ص: 152


1- سورة آل عمران: 144.
2- تفسير فرات الكوفي: 93.
3- تفسير فرات الكوفي: 93.

يقول في كتابه: (أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)،(1) والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قُتل لأقاتلنّ على ما قاتل عليه، ومن أولى به مني وأنا أخوه ووارثه وابن عمه.(2)

أقول: أخرج هذا الحديث كثير من الحفّاظ والمفسِّرين وأهل الحديث، أذكر منهم:

1. أحمد بن حنبل (241ه-) في فضائل الصحابة: 89/3.

2. النسائي (303 ه-) في الخصائص: 86/1، السنن: 125/5.

3. ابن أبي حاتم الرازي (327ه-) في تفسيره: 774/3.

4. الطبراني (360ه-) في المعجم الكبير: 107/1.

5. أبو نعيم الأصبهاني (430ه-) في معرفة الصحابة: 383/1.

6. الغزالي (505ه-) في إحياء علوم الدين: 190/2.

7. ابن عساكر (571ه-) في تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام): 158/1.

8. ابن بطريق (600ه-) في العمدة: 99/1.

9. محب الدين الطبري (694ه-) في ذخائر العقبى 96/1، والرياض النضرة: 284/1.

10. الحمويني الجويني (722ه-) في فرائد السمطين: 224/1 - 225/ب 44/ح 157.

11. الزرندي الحنفي (750ه-) في نظم درر السمطين: 90/1.

12. ابن كثير الدمشقي (774ه-) في تفسير القرآن الكريم: 129/2.

ص: 153


1- سورة آل عمران: 144.
2- تفسير فرات الكوفي: 96.

13. نور الدين الهيثمي (807ه-) في مجمع الزوائد: 183/9.

14. شمس الدين الباعوني (871ه-) في جواهر المطالب: 304/1.

15. السيوطي (911ه-) في الدرّ المنثور: 451/2.

16. القندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيع المودّة: 180، وغيرها.

[53]

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانَنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانَنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ).(1)

أقول: هذه الآية الكريمة ذكرها المصنِّف في عداد الآيات التي تدلّ على فضل علي علیه السلام تأويلاً، ويؤيّد ذلك ما ذكره غير واحد من الحفّاظ، فقد أخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن سلمة بن الأكوع، قال: بينما النبي ببقيع الغرقد وعلي معه، فحضرت الصلاة، فمرَّ به جعفر، فقال النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: يا جعفر صِلْ جناح أخيك؟ فصلّى النبي بعلي وجعفر، فلمّا انفلت من صلاته، قال: يا جعفر هذا جبرئيل يخبرني عن ربّ العالمين أنّه صيّر لك جناحين أخضرين مفصّصين بالزبرجد والياقوت تغدو وتروح حيث تشاء؟

قال علي: فقلت: يا رسول الله هذا لجعفر فما لي؟

قال النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: يا علي أو ما علمت أنّ الله عزَّوجلَّ خلق خلقاً من أُمّتي يستغفرون لك إلى يوم القيامة؟

ص: 154


1- سورة الحشر: 10.

قال علي: ومن هم يا رسول الله؟

قال: قول الله عزَّوجلَّ في كتابه المنزل عليَّ: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانَنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)

قال: قول الله عزَّوجلَّ في كتابه المنزل عليَّ: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانَنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ).(1)

وأخرج بسنده عن ابن عبّاس قال: فرض الله الاستغفار لعلي في القرآن على كلّ مسلم، قال: وهو قوله تعالى: ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ)، وهو السابق.(2)

وأخرج ذلك أيضاً فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره،(3) وابن أبي الحديد المعتزلي (656ه-) في شرح النهج.(4)

[54]

سورة محمّد صلّی الله علیه وآله كلّ ما فيها من: (الَّذِينَ آمَنُوا) - وهي سبعة - في علي علیه السلام، وما فيها من (الَّذِينَ كَفَرُوا) - وهي سبعة - في أعدائه من بني أمية.

أقول: ممّا ذكره المصنِّف في هذا الكتاب أنَّ ما في سورة محمّد صلّی الله علیه وآله من الآيات المذكور فيها: (الَّذِينَ آمَنُوا)، وهي سبعة نازلة في علي علیه السلام، وما فيها من الآيات المذكور فيها: (الَّذِينَ كَفَرُوا)، وهي سبعة في أعداء علي من بني أُمية.

ص: 155


1- شواهد التنزيل: 248/2.
2- شواهد التنزيل: 248/2.
3- ينظر: تفسر فرات الكوفي: 477.
4- ينظر: شرح نهج البلاغة: 225/13.

أمّا الآيات المذكور فيها (الَّذِينَ آمَنُوا) في السورة فهي:

قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ).(1)

وقوله تعالى: (أَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ).(2)

وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).(3)

وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بأنَّ اللهَ مَولَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ).(4)

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ).(5)

وقوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ...).(6)

وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).(7)

ص: 156


1- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 2.
2- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 3.
3- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 7.
4- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 11.
5- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 14.
6- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 20.
7- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 33.

وأمّا الآيات المذكور فيها: (الَّذِينَ كَفَرُوا) في السورة فهي:

قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبيل اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ).(1)

وقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ﴾.(2)

وقوله تعالى: ﴿فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرَّقَابِ حَتَّى إِذَا أثْخَنْتُمُوهُم...).(3)

وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ).(4)

وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ والنَّارُ مَثْوىً لَّهُمْ).(5)

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً وَسَيَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ).(6)

وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ).(7)

فهذه سبعة موارد في سورة محمّد صلّی الله علیه وآله، ذكر فيها: (الَّذِينَ آمَنُوا)، وسبعة أُخر ذكر فيها: (الَّذِينَ كَفَرُوا)، وأن المراد ب-(الَّذِينَ آمَنُوا) على علیه السلام، و (الَّذِينَ

ص: 157


1- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله:1.
2- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 3.
3- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 4.
4- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 8.
5- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 12.
6- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 32.
7- سورة محمّد صلّی الله علیه وآله: 34.

كَفَرُوا) أعداؤه من بني أُمية.

وقد تقدم قريباً أنّ كلّ ما في القرآن من: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، على سيّدها وأميرها وشريفها كما في رواية عبد الله بن عبّاس.(1)

وقد أخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في شواهده بسنده عن ربيعة بن ناجذ عن علي علیه السلام، قال: سورة محمّد آية فينا وآية في بني أُمية.(2)

[55]

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً).

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً).(3)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية الكريمة من سورة مريم، وقد أخرج جملة من أعلام المفسِّرين والمحدِّثين والحفّاظ في مصنَّفاتهم، أنّ هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام.

فقد أخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) بسنده عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلّی الله علیه وآله لعلي بن أبي طالب: يا علي قل: اللّهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة، فأنزل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً﴾.(4)

ص: 158


1- ينظر ص 145 من هذا الكتاب.
2- شواهد التنزيل: 171/2.
3- سورة مريم: 96.
4- الكشف والبيان: 50/9.

وقال السيوطي (911ه-): وأخرج ابن مردويه والديلمي عن البراء قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم لعلي قل اللهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة؟

فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ ودّاً)، قال: نزلت في علي).(1)

وقال وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عبّاس، قال: نزلت في علي ابن أبي طالب (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَاً)، قال: محبّة في قلوب المؤمنين.(2)

وقد أخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) ذلك في أكثر من خمسة عشر حديثاً وبأسانيد مختلفة وطرق متعدّدة.(3)

وأخرج الحافظ ابن المغازلي الشافعي (483ه-) بسنده عن البراء بن عازب، قال: نزلت في علي بن أبي طالب، وأخرجه أيضاً بسنده عن ابن عبّاس.(4)

وأخرج المحبّ الطبري في الذخائر والرياض (694ه-) عن ابن الحنفية في قوله تعالى: (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً)، قال: لا يبقى مؤمن إلا وفي قلبه ودٌّ لعلي وأهل بيته، ثمّ قال: أخرجه السلفي.(5)

ص: 159


1- الدرّ المنثور: 287/4.
2- الدرّ المنثور: 287/4.
3- شواهد التنزيل: 359/1.
4- المناقب لابن المغازلى: 327.
5- ذخائر العقبى 423/1، الرياض النضرة: 207/2.

وهكذا نرى جمعاً من الحفّاظ قد أخرج ذلك، فمنهم غير مَن تقدّم:

1. الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) في تفسيره: 289.

2. الطبراني (360ه-) في المعجم الأوسط والكبير: 250/12 و 122/12.

3. الخطيب الخوارزمي (568ه-) في المناقب: 188 ط الحجرية.

4. ابن بطريق (600 ه-) في الخصائص والعمدة: 131، 292.

5. سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (654 ه-): 10 ط حجرية.

6. الكنجي الشافعي (658ه-) في كفاية الطالب: 249.

7. الحمويني الجويني (722ه-) في فرائد السمطين: 1 ب 14.

8. النيسابوري (728ه-) في تفسيره: 259/5.

9. الزرندي الحنفي (750ه-) في نظم درر السمطين: 79/1.

10. نور الدين الهيثمي (807ه-) في مجمع الزوائد: 125/9.

11. الباعوني (871ه-) في جواهر المطالب: 220/1.

12. ابن حجر الهيتمي (974ه-) في الصواعق المحرقة: 102.

13. الشوكاني (1255ه-) في فتح القدير: 484/4.

14. القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة (1294ه-): 251/1.

15. الحضرمي (1341ه-) في رشفة الصادي: 57.

وللمزيد من المصادر ينظر: الكشّاف المنتقى للمرحوم الفتلاوي (1431ه-): 53.

ص: 160

[56]

(فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانَكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ..).

أقول: تتمة الآية ﴿وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً)،(1) وهي من الآيات التي ذكرها المصنِّف وأنها دالّة على فضل علي علیه السلام هذه الآية الكريمة، وله شاهد على ذلك، فقد روى أبو نعيم الإصفهاني (430ه-) بإسناده عن ابن عبّاس: أنّ النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم قال لعلي: ارفع رأسك وادعُ ربّك وسَلْهُ يُعطِك، فرفع يديه وقال: اللّهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي عندك ودّاً، فنزلت هذه الآية إلى قوله تعالى: ﴿وَتُنذِرَ بهِ قَوْماً لُدّاً).(2)

ويؤيّد ذلك ما رواه فرات الكوفي (352ه-)،(3) والحسين بن الحكم الحبري (286ه-).(4)

ولا يخفى أنّ هذه الآية الكريمة مرتبطة بما قبلها، وقد تقدّم قريباً أنّها نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام، فراجع.(5)

ص: 161


1- سورة مريم: 97.
2- ينظر: الدرّ المنثور: 287/4، غاية المرام: 107/4.
3- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 252.
4- ينظر: تفسير الحبري 290.
5- ينظر ص 158 من هذا الكتاب.

[57]

(ثمّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ..).

أقول: تتمّة الآية ﴿وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)،(1) ذكر المصنِّف هذه الآية من سورة البقرة، ويستدلّ بها على فضل أمير المؤمنين علیه السلام، ويؤيّد ذلك

ما رواه فرات بن إبراهيم، قال: حدّثني عبيد بن كثير، قال: حدّثني أحمد بن صبيح، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين علیهما السلام قال:

قام رجل إلى علي، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الناس وأشباه الناس والنسناس، قال: فقال علي: أجبه يا حسن؟

قال: فقال له الحسن: سألت عن الناس فرسول الله صلّی الله علیه وآله (الناس)؛ لأنّ الله يقول: (ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ)، ونحن منه.

وسألتَ عن أشباه الناس، فهم شيعتنا وهم منّا وهم أشباهنا.

وسألتَ عن النسناس، فهم هذا السواد الأعظم، وهو قول الله تعالى في كتابه: (إنْ هُمْ إلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)(2)

ص: 162


1- سورة البقرة: 199.
2- سورة الفرقان: 44. تفسير فرات الكوفي: 64.

[58]

(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ..).

أقول: تتمّة الآية (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً)،(1) هي من من الآيات التي استدلّ بها المصنِّف على فضل علي علیه السلام ومنزلته هذه الآية الكريمة من سورة النساء، ويشهد له ما أخرجه الفقيه الحافظ أبو الحسن المغازلي علي بن محمّد الشافعي (483ه-) بسنده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر - يعني محمّد بن علي الباقر علیه السلام - في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)، قال نحن الناس.(2)

وأخرجه ابن أبي حاتم (327ه-) بطريق آخر عن جابر أيضاً، عن أبي جعفر محمّد بن علي.(3)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483 ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن جعفر ابن محمّد في قوله: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)، قال: نحن المحسودون).(4)

وأخرجه أيضاً بسنده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ)، قال: نزلت في رسول الله وفي علي.(5)

ص: 163


1- سورة النساء: 54.
2- المناقب لابن المغازلي: 267.
3- تفسير ابن أبي حاتم: 978/3.
4- شواهد التنزيل: 143/1.
5- ينظر: المعجم الكبير: 146/11، تفسير القرآن لابن كثير: 336/2، مجمع الزوائد: 6/7، الدرّ المنثور: 146/3.

وممّن أخرج ذلك أيضاً الحسين بن الحكم الحبري (286ه-)،(1) وفرات ابن إبراهيم الكوفي (352ه-)،(2) وابن بطريق (600ه-)،(3) وابن أبي الحديد،(4) وابن حجر (974ه-)،(5) وأبو بكر الحضرمي (1341ه-)،(6) والقندوزي الحنفي (1294ه-).(7)

وأخرج الطبراني (360ه-)، وابن كثير (774ه-)، والهيثمي (807ه-)، والسيوطي (911 ه-) بإسنادهم عن ابن عبّاس في قوله (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ) قال: نحن الناس دون الناس.(8)

[59]

(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى).

(وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى).(9)

أقول: هذه الآية الخامسة من سورة الضحى، وقد ذكرها المصنِّف في هذا الكتاب وهي من الآيات الدالّة على منزلة النبي صلّی الله علیه وآله وفضل أهل بيته، ويدلّ على ذلك ما رواه غير واحد من المفسِّرين والحفّاظ، فقد أخرج الثعلبي (427 أو

ص: 164


1- تفسير الحبري 255.
2- تفسير فرات الكوفي: 106.
3- العمدة: 373.
4- شرح نهج البلاغة: 220/7.
5- الصواعق المحرقة: 91.
6- رشفة الصادي: 63.
7- ينابيع المودّة: 142 و 328.
8- ينظر: المعجم الكبير: 146/11، وتفسير ابن كثير: 336/2، ومجمع الزوائد: 6/7، والدرّ المنثور: 146/3.
9- سورة الضحى: 5.

437ه-) في (الكشف والبيان) والطبري (310ه-) في الجامع بإسنادهما عن السدي، عن ابن عبّاس في قوله: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) قال: رضا محمّد أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار.(1)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن جرير عن طريق السدي، عن ابن عبّاس رضی الله عنه، في قوله: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)، قال: رضا محمّد أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار.

وقال: وأخرج العسكري في (المواعظ) وابن مردويه وابن لآل وابن النجار عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله صلّی الله علیه وآله على فاطمة وهي تطحن بالرحی وعليها كساء من حملة(2) الإبل، فلما نظر إليها قال: يا فاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً، فأنزل الله: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)(3)

وأخرج نحو ذلك الآلوسي (1270ه-) في (روح المعاني)،(4) والشوكاني (1255ه-) في (فتح القدير)،(5) والمتّقي الهندي (975ه-) في (كنز العمال).(6)

وقال ابن حجر في الصواعق (974ه-): الآية العاشرة قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)، نقل القرظي عن ابن عبّاس رضی الله عنه، أنّه قال: رضى محمّد

ص: 165


1- الكشف والبيان: 132/14، جامع البيان: 232/30.
2- وردت هذه الكلمة في المصادر بألفاظ مختلفة ك: (جلة، أجلة، ثلة، أوبار، حلة، خلة، جلد) ولعلّ أغلبها منشأها التصحيف.
3- الدرّ المنثور: 285/10.
4- ينظر: روح المعاني: 160/30.
5- ينظر: فتح القدير: 18/8.
6- ينظر كنز العمّال: 677/12.

أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار، وقاله السدي انتهى.(1)

وقال: وأخرج الحاكم وصحّحه، أنّه قال: وعدني ربّي في أه-ل بيتي من أقرّ منهم الله بالتوحيد، ولي بالبلاغ؛ أن لا يعذّبهم. وأخرج الملّا: سألت ربّي أن لا يدخل النار أحد من أهل بيتي فأعطاني ذلك.(2)

وأخرج ذلك الحاكم الحسكاني (483ه-) في شواهده،(3) وفرات الكوفي (352ه-) في تفسيره)،(4) والحضرمي (1341ه-) في (رشفة الصادي).(5)

وقال القندوزي الحنفي (1294ه-) في الينابيع، قال رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم: وعدني ربّي في أهل بيتي، من أقرّ منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا یعذّبهم.

قال: رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

وعن عمران ابن حصين قال: قال رسول الله صلّی الله علیه وآله: سألت ربّي عزَّوجلَّ أن لا يدخل النار أحداً من أهل بيتي فأعطاني ذلك.

أخرجه أبو سعد والملّا في سيرته، وقاله المحبّ وه-و عند الديلمي وولده معاً.(6)

ص: 166


1- الصواعق المحرقة: 95 النسخة المصحّحة.
2- الصواعق المحرقة: 95 النسخة المصحّحة.
3- ينظر: شواهد التنزيل: 344/2.
4- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 569.
5- ينظر: رشفة الصادي: 62.
6- ينابيع المودّة: 51 و 320 و 360.

[60]

(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ).

(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ).(1)

أقول: من جملة الآيات الدالّة على بيان فضل علي علیه السلام والتي ذكرها المصنِّف في كتابه ه-ذا ه-ذه الآية من سورة النور، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن أبي برزة قال: قرأ رسول الله صلّی الله علیه وآله: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ)، قال: هي بيوت النبي صلّی الله علیه وآله!

قيل: يا رسول الله، أبيت علي وفاطمة منها؟

قال: من أفضلها.(2)

وأخرج بسنده عن أنس بن مالك وبريدة قالا: قرأ رسول الله صلّی الله علیه وآله هذه الآية: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ)، فقام رجل فقال: أيّ بيوت هذه يا رسول الله؟ فقال بيوت الأنبياء فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها؟ - لبيت علي وفاطمة - قال نعم من أفضلها(3) وأخرجه عنه بطريق آخر.(4)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالک وبريدة قال: قرأ رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم هذه الآية: (فِی بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ)، فقام إليه رجل، فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله؟

قال: بيوت الأنبياء، فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها - لبيت

ص: 167


1- سورة النور: 36.
2- شواهد التنزيل: 409/1.
3- شواهد التنزيل: 409/1.
4- شواهد التنزيل: 409/1.

علي وفاطمة - ؟

قال: نعم من أفضلها.(1)

وأخرجه الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان) بسنده عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا: قرأ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم... وساق الحديث.(2)

وأخرجه أيضاً عنهما الآلوسي (1270ه-) في (روح المعاني)،(3) وابن بطريق (600ه-) في (العمدة)،(4) وفرات (352ه-) في التفسير.(5)

[61]

(رجَالٌ لا تُلهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ).

(رجَالٌ لا تُلهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ).(6)

أقول: هذه الآية الكريمة مرتبطة بالآية السابقة وهي قوله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)، وقد ذكرها المصنِّف بصورة مستقلّة، وقد تقدّم أنّه قد أخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) بسنده عن أنس بن مالك وعن بريدة قالا: قرأ رسول الله صلّی الله علیه وآله هذه الآية: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ

ص: 168


1- الدرّ المنثور 50/5، ومناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه: 284.
2- الكشف والبيان 333/9.
3- ينظر: روح المعاني: 449/12.
4- ينظر: العمدة 294.
5- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 186.
6- سورة النور: 37.

اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ،(1) فقام إليه رجل، فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله ؟

قال: بيوت الأنبياء، فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها - يعني بيت علي وفاطمة - ؟

قال: نعم من أفضلها.(2)

وكذا أخرجه السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور) عنهما قالا: قرأ رسول الله صلّی الله عليه [وآله] (في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ... فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)، وساق الحديث المتقدّم،(3) وقد تقدّم أيضاً ما أخرجه الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل)،(4) فراجع.

[62]

(إِنَّمَا يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).

(إِنَّمَا يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً).(5)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية الكريمة، وهي واضحة الدلالة على فضل ومنزلة أهل البيت علیهم السلام وتُعرف بآية التطهير، وقد كثرت الرواية فيها، وأنّها نزلت في أهل بيت النبي: علي وفاطمة والحسن والحسين وسيّدهم

ص: 169


1- سورة النور: 36 - 37.
2- الكشف والبيان: 333/9.
3- الدرّ المنثور: 50/5.
4- ينظر: شواهد التنزيل: 409/1.
5- سورة الأحزاب: 33.

رسول الله صلّی الله علیه وآله و الكلام في إثبات شأن نزولها واختصاصها بالخمسة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين من الوضوح بمكان بحيث لا يحتاج إلى مزيد بيان.

وقد تعرّض سماحة سيّدنا الحجّة الخرسان دامت أيام إفاضاته في كتابه (علي إمام البررة) لذلك وبحثه بحثاً مفصّلاً، وذكر ما يزيد على مائة مصدر في شتّى المعارف الإسلامية من تفسير وحديث وكلام وأدب وغيرها من صنوف المعرفة وجميعها لمؤلّفين أعلام من علماء المسلمين ممّن لا يتّهمون في المقام بموالاة الإمام علیه السلام، فمَن أراد الاطّلاع على ذلك، فما عليه إلّا أن يرجع إلى الكتاب المشار إليه ليجد بغيته ومراده.(1)

ولئلّا يخلو المقام عن ذكر بعض تلكم المصادر أذكر منها ما يأتي:

1. مسند أحمد (241ه-): 331/1 و ج 259/3 - 285 و ج 107/4 وغيرها.

2. صحيح مسلم (261ه-): 242/2.

3. تفسير الطبري (310ه-): 5/22.

4. معجم الطبراني الكبير (360ه-): 52/3 - 57 و ج 26/9 وغيرها.

5. أسباب النزول للواحدي (468) ه-): 267/2.

6. المناقب للخوارزمي (568ه-): 35.

7. مفاتيح الغيب (606ه-): 700/2.

8. مطالب السؤول (652ه-): 8.

9. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 263/11 وج 182/14.

(1)

ص: 170


1- ينظر: علي إمام البررة: 371/1 - 408.

10. ذخائر العقبى (694ه-): 21، 24، 87.

11. فرائد السمطين (722ه-): 367/1.

12. نظم درر السمطين (750ه-): 238.

13. تفسير ابن كثير (774ه-): 483/3 - 486.

14. مجمع الزوائد (807ه-): 91/7 وغيره.

15. فتح القدير (1250ه-): 270/4.

16. تفسير روح المعاني (1270ه-): 14/22.

[63]

(فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ).

(فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ).(1)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية من سورة آل عمران لدلالتها على منزلة علي وأهل بيته علیهم السلام، وهذه الآية الكريمة تُعرف بآية المباهلة، وحديثها بحديث المباهلة ولها قصة معروفة ذكرها المفسِّرون والمؤرّخون

وأهل الحديث.

قال الثعلبي (427 أو 437ه-) في تفسيره: فلمّا قرأ رسول الله صلّی الله عليه [و آله] وسلّم هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة؟

ص: 171


1- سورة آل عمران: 61.

قالوا: حتّى نرجع، وننظر في أمرنا؛ ثمّ نأتيك غداً، فخلا بعضهم ببعض، فقالوا للعاقب وكان ذا رأيهم؛ يا عبد المسيح ما ترى؟

فقال: والله يا معشر النصارى لقد عرفتم أنّ محمّداً نبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل في أمر صاحبكم، والله ما لاعن قومٌ نبياً قط فعاش كبيره-م ولا نبت صغيرهم ولئن نعلم ذلك لنهلكنّ، فإن رأيتم إلّا البقاء لدينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم.

فأتوا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وقد غدا رسول الله محتضناً الحسين آخذاً بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي رضی الله عنه خلفها وهو يقول لهم: إذا أنا دعوت فأمِّنوا؟

فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة؟

فقالوا: يا أبا القاسم؛ قد رأينا أن لا نلاعنك... إلى آخر القصة.(1)

وأخرج الواحدي (468ه-) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه بسنده عن يونس، عن الحسن، قال: جاء راهبا نجران إلى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فقال لهما: أسلما تسلما؟

فقالا: قد أسلمنا قبلك؟!

فقال: قد كذبتما، يمنعكما من الإسلام سجود كما للصليب، وقولكما اتّخذ الله

ص: 172


1- لكشف والبيان: 98/3.

ولداً، وشربكما الخمر!

فقالا: ما تقول في عيسى؟

قال: فسكت النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ونزل القرآن: ﴿ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)،(1) فدعاهما رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم إلى الملاعنة، وقال: وجاء بالحسن والحسين وفاطمة وأهله وولده علیهم السلام، قال: فلمّا خرجا من عنده؛ قال أحدهما لصاحبه: أقرر بالجزية ولا تلاعنه، فأقرّ بالجزية، قال: فقالا نقرّ بالجزية ولا نلاعنك.(2)

وأخرجه بسنده عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله وساق القصة إلى أن قال: فغدا رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فأخذ بيد علي وفاطمة وبيد الحسن والحسين، ثمّ أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا، فأقرّا له بالخراج، فقال النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: والذي بعثني بالحقّ لو فعلا لمطر الوادي ناراً.

قال جابر فنزلت فيهم هذه الآية: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءَنَا ونِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ)، قال الشعبي: أبناءنا الحسن والحسين، ونساءنا فاطمة، وأنفسنا علي بن أبي طالب رضی الله عنه.(3)

ص: 173


1- سورة آل عمران 58 - 61.
2- أسباب النزول: 75.
3- أسباب النزول: 75.

قال الشوكاني (1255ه-): وأخرج الحاكم وصحّحه ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن جابر... الخ.(1)

وقد أوضح ذلك وما يتعلّق به سماحة العلّامة المحقّق السيّد الخرسان في كتابه (علي إمام البررة)،(2) وكذا العلّامة السيّد علي الحسيني الميلاني في آية المباهلة، فمن شاء الاطّلاع فليراجع.

وأمّا المصادر التي ذكرت ذلك فكثيرة، نذكر بعضها:

1. مسند أحمد بن حنبل (241ه-): 185/1.

2. صحیح مسلم (261ه-): 237/2.

3. سنن الترمذي (279ه-): 225/5 و 638.

4. تفسير الحبري للحسين بن الحكم (286ه-): 248.

5. تاريخ اليعقوبي (292ه-): 138/1.

6. تفسير فرات لفرات الكوفى (352ه-): 12.

7. الأغاني لأبي الفرج الإصفهاني (356ه-): 301/3.

8. الكشف والبيان للثعلبي (427 أو 437ه-): 98/3.

9. دلائل النبوّة لأبي نعيم: (430ه-): 284/1.

10. النكت والعيون للماوردي (450ه-): 235/1.

11. سنن البيهقي (458ه-): 63/7.

ص: 174


1- فتح القدير: 475/1.
2- ينظر: علي إمام البررة: 425/1 - 468.

12. أسباب النزول للواحدي (468ه-): 75.

13. شواهد التنزيل للحسكاني (483ه-): 120/1.

14. المناقب لابن المغازلي (483ه-): 263.

15. الكشّاف للزمخشري (538ه-): 283/1.

16. المناقب للخوارزمي (568ه-): 95 - 96 الحجرية.

17. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-)/بتحقيق المحمودي: 207/1.

18. العمدة لابن بطريق (600ه-): 190.

19. تفسر الرازي لفخر الدين الرازي (606ه-): 493/1.

20. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (654ه-): 14.

21. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 141.

22. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 104/4.

23. تفسير البيضاوي (691ه-): 355/1.

24. ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 120/1 - 121.

25. لباب التأويل (741ه-): 387/1.

26. نظم درر السمطين للزرندي (750ه-): 102/1.

27. زاد المعاد لابن القيّم (751ه-): 549/1.

28. فرائد السمطين للحمويني الجويني (722ه-): 378/1/ب 69.

ص: 175

29. تفسير القرآن الكريم لابن كثير الدمشقي (774ه-): 54/2.

30. الإصابة لابن حجر العسقلاني (852ه-): 503/2.

31. الدرّ المنثور للسيوطي (911ه-): 39/2.

32. الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (974ه-): ف 453/1.

33. البحر المديد لابن عجيبة (1224ه-): 288/1.

34. فتح القدير للشوكاني (1250ه-): 475/1.

35. تفسير الجلالين للمحلّي (864ه-) وللسيوطي (911ه-): 353/1.

36. روح المعاني للآلوسي (1270ه-): 73/3.

37. ينابيع المودّة للقندوزي (1294ه-): 229.

38. نور الأبصار للشبلنجي (1308ه-): 100.

وغيرها راجع كتاب (علي إمام البررة) تجد أكثر من خمسين مصدراً غير ما ذكرنا.

[64]

(إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾.

(إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾.(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية الكريمة.

وهذه الآية نزلت في وفد نجران كما عن ابن عبّاس وغيره، وقال فرات بن

ص: 176


1- سورة آل عمران 59.

إبراهيم الكوفي (352ه-) بسنده عن الشعبي، قال: جاء العاقب والسيّد النجرانيان إلى رسول الله صلّی الله علیه وآله فدعاهما إلى الإسلام؟

فقالا: إنّنا مسلمان!

فقال: يمنعكما من الإسلام ثلاث: أكل الخنزير، وتعليق الصليب، وقولكم في عيسى بن مريم؟

فقالا: ومَن أبو عيسى؟

فسكت، فنزل القرآن (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ)... الخ.(1)

وعليه فهذه الآية بما هي ليس لها دخل بما نحن فيه، اللهم إلّا أن يكون المصنِّف ذكرها كمقدّمة لذكر آية المباهلة التي هي مرتبطة بهذه الآية ارتباطاً وثيقاً؛ بل أنّ آية المباهلة متفرّعة عن هذه الآية، وتقدّم الحديث عنها في الآية السابقة من هذا الكتاب، ومعلوم أنّ آية المباهلة تدلّ على فضل عليٍّ وأهل بيته علیهم السلام.

ويبقى شيء - وهو ممّا يناسب المقام - أنّه ورد عن أمير المؤمنين علیه السلام، قال: جئتُ إلى النبي صلّی الله علیه وآله وهو في ملأٍ من قريش، فنظر إليّ ثمّ قال: يا علي إنّما مثلك في هذه الأُمّة كمثل عيسى بن مريم أحبّه قوم فأفرطوا وأبغضه قوم فأفرطوا!!

فضحك الملأ، وقالوا: انظروا كيف يُشبّه ابن عمّه بعيسى بن مريم، قال: فنزل الوحي: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).(2)

ص: 177


1- تفسیر فرات الكوفي: 87.
2- سورة الزخرف: 57. تفسير فرات الكوفي: 404.

وأخرج الإمام أحمد (241ه-) في الفضائل عن علي قال: مثلي في هذه الأُمّة كمثل عيسى بن مريم أحبّته طائفة، وأفرطت في حبه فهلكت، وأبغضته طائفة وأفرطت في بغضه فهلكت، وأحبته طائفة فاقتصدت في حبّه فنجت.(1)

وسيأتي ما يتعلّق بذلك عند ذكر الآية [57] من سورة الزخرف فانتظر.

[65]

(سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)،

(سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)،(2)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف لدلالتها على منزلة علي وأه-ل بيته علیهم السلام هذه الآية الكريمة، ويشهد له ما أخرجه جمع من أعلام المفسِّرين، وغير واحد من الحفّاظ والمحدِّثين أنّ المراد ب-(آل یس) هم آل محمّد.

فقد أخرج ابن أبي حاتم (327ه-) في تفسيره عن ابن عبّاس رضی الله عنه في قوله: (سلام علی آل یاسین)، قال: نحن آل محمّد آل ياسين.(3)

وقال الطبري (310ه-) في تفسيره: جاء في تفسير الكلبي: (على آل ياسين) على آل محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(4)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور) وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عبّاس رضی الله عنه عنها في قوله: (سلام على آل یاسین)، قال: نحن آل

ص: 178


1- فضائل الصحابة: 3/3.
2- سورة الصافات: 130.
3- تفسیر ابن أبي حاتم: 111/12.
4- جامع البيان: 102/21.

محمّد (آل ياسين)(1)

وأخرج الزرندي الحنفي (750ه-) عن ابن عبّاس رضی الله عنه، في قوله تعالى: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) على آل محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(2)

وقال فخر الدين الرازي (606ه-): جعل الله تعالى أهل بيت النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مساوين له في خمسة أشياء... والرابعة في السلام قال: السلام عليك أيّها النبي، وقال لأهل بيته: سلام على آل ياسين.(3)

وقال ابن حجر (974ه-) في (الصواعق): فقد نقل جماعة من المفسِّرين عن ابن عبّاس رضی الله عنه، أنّ المراد بذلك سلام على آل محمّد، وكذا قاله الکلبی.(4)

وأخرج الطبراني (360ه-) في (المعجم الكبير) بسنده عن مجاهد، عن ابن عبّاس: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)، قال: نحن آل محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(5)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في شواهده بأكثر من طريق عن ابن عبّاس وغيره أنّ المراد بذلك هم آل محمّد، فقد روی بسنده عن أبي صالح، عن ابن عبّاس في قوله: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)، قال: على آل محمّد،(6) ونحوه عن مجاهد، عن ابن عبّاس،(7) هذا ومن أراد المزيد فعليه بمراجعة المصادر

ص: 179


1- الدرّ المنثور: 286/5.
2- نظم درر السمطين: 88/1.
3- نظم درر السمطين: 88/1.
4- الصواعق المحرقة: 88.
5- المعجم الكبير: 67/11.
6- شواهد التنزيل: 109/2.
7- ينظر: شواهد التنزيل: 109/2 وما بعدها.

المذكورة أسماؤها في أدناه غير ما تقدّم:

1. تفسير مقاتل (150ه-): 146/3.

2. تفسير الحبري (286ه-): 358.

3. تفسير البغوي (510ه-): 59/7.

4. تفسير فرات الكوفي (352ه-): 356.

5. الكشف والبيان (427 أو 437ه-): 343/11.

6. النكت والعيون للماوردي (450ه-): 473/3.

7. تفسير القطان: 154/3.

8. زاد المسير لابن الجوزي (597ه-): 308/6.

9. مفاتيح الغيب (606ه-): 147/13.

10. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 5/15.

11. النعيم المقيم (657ه-): 489.

12. لباب التأويل (741ه-): 274/5.

13. البداية والنهاية لابن كثير (774ه-): 339/1.

14. تفسير ابن كثير (774ه-): 37/7.

15. مجمع الزوائد للهيثمي (807ه-): 174/9.

16. فتح القدير للشوكاني (1250ه-): 150/6 و 220.

17. تفسير الآلوسي (1270ه-): 231/17.

ص: 180

18. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي (1294ه-): 354.

19. رشفة الصادي (1341ه-): 56.

وغيرها، ينظر: الكشّاف المنتقى للمرحوم كاظم الفتلاوي (1431ه-): 78.

[66]

(لَيْسُوا سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ..).

أقول: تتمة الآية (أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾،(1) وهذه الآية من سورة آل عمران، ذكرها المصنِّف في كتابه هذا، وأنّها تدلّ على فضل علي علیه السلام وسيأتي في الآية التاسعة من سورة الزمر عند قوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ)،(2) أنّها نزلت في علي علیه السلام.

أمّا هذه الآية الثالثة عشرة بعد المائة من آل عمران؛ فلعلّ المصنِّف ذكرها لاتّفاق ذيلها مع تلك الآية والله العالم. أو لأنّها صحّت دلالته-ا عنده على فضل علي وأهل بيته علیهم السلام.

ص: 181


1- سورة آل عمران 113.
2- سورة الزمر: 9.

[67]

(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا).

(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا).(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية، وجعلها ضمن الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن عطاء عن ابن عبّاس في قول الله تعالى: ﴿أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا)، قال: نزلت هذه الآية في علي علیه السلام يعني كان علي مصدقاً بوحدانیتی: (كَمَن كَانَ فَاسِقاً)،(2) يعني الوليد بن عقبه بن أبي معيط، وفي قوله: ﴿وَجَعَلْنَا أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)، قال: جعل لبني إسرائيل بعد موت هارون وموسى من ولد هارون سبعة من الأئمّة، كذلك جعل من ولد علي سبعة من الأئمّة، ثمّ اختار بعد السبعة من ولد هارون خمسة، فجعلهم تمام الاثني عشر نقيباً كما اختار بعد السبعة من ولد علي خمسة، فجعلهم تمام الاثني عشر.(3)

وأخرج بإسناده عن أبي جعفر في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بأَمْرِنَا)، قال: نزلت في ولد فاطمة علیهم السلام.(4)

وروى فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) بسنده عن أبي جعفر، قال: نزلت في ولد فاطمة علیهم السلام خاصّة، جعل الله منهم أئمّة يهدون بأمره.(5)

ص: 182


1- سورة السجدة: 24.
2- سورة السجدة: 18.
3- شواهد التنزيل: 454/1.
4- شواهد التنزيل: 454/1.
5- تفسير فرات الكوفي: 329.

[68]

(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).(1)

أقول: هذه الآية الكريمة من سورة الأنعام، ذكرها المصنِّف في كتابه ه-ذا و هی تدلّ على علوّ منزلة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما أخرجه فرات الكوفي (352ه-) بسنده عن حمران، قال: سمعتُ أبا جعفر علیه السلام يقول: في قوله: تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّق بكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمّة من ولد فاطمة علیهم السلام هم صراطه فمَن أتاه سلك السبيل.(2)

وقال القندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيعه: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ). في المناقب عن محمّد الباقر وجعفر الصادق علیهما السلام قالا: الصراط المستقيم الإمام، ولا تتّبعوا السبل يعني غير الإمام، فتفرّق بكم عن سبيله ونحن سبيله.(3)

ونقل صاحب (غاية المرام) (1107ه-) قال: أسند الشيرازي - من أعيان العامة - إلى قتادة عن الحسن البصري في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ)، قال: يقول هذا طريق علي بن أبي طالب، ودينه طريق مستقيم فاتّبعوه وتمسّكوا به فإنّه واضح لا عوج فيه.(4)

ص: 183


1- سورة الأنعام: 153.
2- تفسير فرات الكوفي: 137.
3- ينابيع المودّة: 130.
4- غاية المرام: 320/4.

أقول: الأخبار والروايات في تفسير: (الصراط المستقيم) بعلي والأئمّة وموالاتهم كثيرة.

فقد أخرج ابن مردويه (410ه-) عن علي كرّم الله وجهه، قال: إن الصراط المستقيم محبّتنا أهل البيت.(1)

وأخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان) في قوله تعالى: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)،(2) قال مسلم بن حيّان: سمعتُ أبا بريدة يقول: صراط محمّد وآله.(3)

وفي تفسير وكيع بن الجراح عن سفيان الثوري، عن السدي، عن أسباط، عن عبدالله بن عبّاس في قوله تعالى: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)، قال: قولوا معاشر العباد أرشدنا إلى حبِّ محمّد وأهل بيته.(4)

وأخرج الحمويني (722ه-) في فرائده بإسناده عن الأصبغ بن نباته، عن علي علیه السلام في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ الله لَنَاكِبُونَ)،(5) قال: الصراط ولايتنا أهل البيت.(6)

وأخرج أيضاً بإسناده في حديث عن الإمام جعفر الصادق علیه السلام قوله: نحن خيرة

ص: 184


1- مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه: 221.
2- سورة الفاتحة 6.
3- الكشف والبيان: 40/1.
4- ينظر: شواهد التنزيل: 74/1.
5- سورة المؤمنون: 74.
6- فرائد السمطين: 300/2/ح 556.

الله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله.(1)

وأخرج الخوارزمي (568ه-): أنّ الصراط صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة، فأمّا صراط الدنيا فهو علي بن أبي طالب، وأمّا صراط الآخرة فه-و جسر جهنم، من عرف صراط الدنيا جاز على صراط الآخرة.(2)

ويوضّح معنى هذا الحديث ما أخرجه ابن عدي والديلمي كما في الصواعق عن رسول الله صلّی الله عليه [وآله] قال: أثبتكم على الصراط أشدّكم حبّاً لأه-ل بيتي وأصحابي.(3)

وأخرج المحبّ الطبري (694ه-) في (ذخائر العقبى) عن عبد العزيز بسنده إلى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال: أنا وأهل بيتي شجرة في الجنّة وأغصانها في الدنيا فمّن تمسّك بنا أتّخذ إلى ربّه سبيلاً، أخرجه أبو سعد في شرف النبوّة.(4)

[69]

(وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وليجَةً).

(وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وليجَةً).(5)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف في هذا الكتاب هذه الآية الكريمة، وأنّها تدلّ على فضل أمير المؤمنين علیه السلام، فقد روى فرات بن إبراهيم

ص: 185


1- فرائد السمطين: 300/2/ح 556.
2- الغدير: 311/2.
3- الصواعق المحرقة: 546/2.
4- ذخائر العقبى: 13/1.
5- سورة التوبة: 16.

الكوفي (352ه-) بسنده عن علي بن الحسين علیه السلام إنّ رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم قال لأنس: يا أنس انطلق فأدعُ لي سيّد العرب - يعني علي بن أبي طالب -، فقالت عائشة: ألست سيّد العرب؟(1)

قال: أنا سيّد ولد آدم ولا فخر، وعلي بن أبي طالب سيّد العرب، فلمّا جاء علي بن أبي طالب علیه السلام بعث النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم إلى الأنصار فلمّا صاروا إليه قال لهم: معشر الأنصار ألا أدلّكم على ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، هذا علي بن أبي طالب فحبّوه كحبّي، وأكرموه كإكرامي وألزموه کإلزامي، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومَن أحبّني فقد أحبّ الله، ومَن أحبّ الله أباحه جنّته وأذاقه برد عفوه.

ومَن أبغضه فقد أبغضني، ومَن أبغضني فقد أبغض الله، ومَن أبغض الله أكبّه الله على وجهه في النار وأذاقه أليم العذاب، فتمسّكوا بولايته ولا تتّخذوا عدوّه من دونه وليجةِ فيغضب عليكم الجبّار.(2)

وروى القندوزي الحنفي (1294ه-) بسنده عن سليم بن قيس الهلالي قال: رأيت عليا علیه السلام في مسجد رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم في خلافة عثمانِ وجماعة يتحدّثون ويتذاكرون العلم والفقهِ فذكروا قريشاً وفضلها وسوابقها وهجرتها، وما قال فيه-ا رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم من الفضل مثل قوله: الأئمّة من قريش... إلى أن قال: وذكروا الأنصار وفضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى الله عليهم في كتابه...

ص: 186


1- الأحاديث والروايات الواردة عن النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم في هذا المضمون كثيرة، وقد ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام): 261/2، ستّة أحاديث عن عائشة وعن غيرها، كما ذكر الشيخ المحمودي في الهامش مصادر أُخر للحديث فمن شاء المزيد فليراجع.
2- تفسير فرات الكوفي: 163.

وقالت قريش: منّا رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم، و منّا حمزة، ومنّا جعفر، ومنّا عبيدة بن الحرث، و و... إلى أن قال: وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب علیه السلام و وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير والمقداد وأبو ذرّ وهاشم بن عتبة وابن عمر والحسن والحسين علیهما السلام وابن عبّاس...

وقال: وعلي بن أبي طالب ساكت، لا ينطق هو، ولا أحد من أهل بيته، فأقبل القوم عليه؛ فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلّم؟

فقال: ما من الحيّين، إلّا وقد ذكر فضلاً وقال حقّاً، فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار لمن أعطاكم الله هذا الفضل. أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتكم أم بغیرکم؟

قالوا: أعطانا الله ومنّ علينا بمحمّد صلّی الله عليه وآله وسلّم وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا وأهل بيوتنا.

قال: صدقتم يا معشر قريش والأنصار، ألستم تعلمون أنّ الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منّا أهل البيت خاصّة دون غيرهم؟ وأنَّ ابن عمي رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم قال: إنّي وأهل بيتي كنّا نوراً يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله تعالى آدم علیه السلام بأربعة عشر ألف سنة، فلمّا خلق الله تعالى آدم علیه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض...

فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أُحد: نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم.

ثمّ قال علي: فأُنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً)، قال الناس: يا رسول الله خاصّة في بعض المؤمنين أم عامّة

ص: 187

لجميعهم؟ فأمر الله عزَّوجلَّ نبيه صلّی الله عليه وآله وسلّم أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسّر له-م الولاية كما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجّهم، فنصّبني للناس بغدير خم... الخ.(1)

[70]

(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ..).

أقول: تتمّة الآية (فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ)،(2) وهذه هي الآية الثالثة والعشرون من سورة الأحزاب ذكرها المصنِّف في كتابه هذا لدلالتها على بيان فضل علي علیه السلام، ويشهد له ما رواه غير واحد من الأعلام، فقد أخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن عبد الله بن عبّاس في قول الله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)، يعني علياً وحمزة وجعفراً (فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ)، يعني حمزة وجعفراً (وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ)، يعني علياً، كان ينتظر أجله والوفاء لله بالعهد والشهادة في سبيل الله، فو الله لقد رزق الشهادة.(3)

وأخرج بإسناده عن علي قال: فينا نزلت: (رجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)، فأنا والله المنتظر وما بدّلتُ تبديلا.(4)

وأخرج الخطيب الخوارزمي (568ه-) في (المناقب)،(5) والحافظ الكنجي

ص: 188


1- ينابيع المودّة: 295.
2- سورة الأحزاب: 23.
3- شواهد التنزيل: 1/2.
4- شواهد التنزيل: 1/2.
5- المناقب للخوارزمي: 188 الحجرية.

الشافعي (658ه-)،(1) أنَّه نزل قوله: (وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ)، في حمزة وأصحابه كانوا عاهدوا الله تعالى لا يولّون الأدبار، فجاهدوا مقبلين حتّى قُتلوا، ومنه-م من ينتظر، علي بن أبي طالب مضى على الجهاد ولم يبدّل ولم يغيّر الآثار.

وأخرج ابن حجر (974ه-) في الصواعق أنّ علياً سُئل وه-و على المنبر بالكوفة عن قوله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)، فقال: اللّهم غفراً هذه الآية نزلت فيّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمّي عبيدة بن الحرث بن عبد المطلّب، فأما عبيدة فقضى نحبه شهيداً يوم بدر، وحمزة قضى نحبه شهيداً يوم أُحد، وأمّا أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه - وأشار إلى لحيته ورأسه - عهد عهده إليّ حبيبي أبو القاسم صلّی الله عليه وآله وسلّم.(2)

ورواه باللفظ نفسه العصامي (1111ه-) في (سمط النجوم) نقلاً عن الحافظ الذهبي (748ه-)، (3) وكذا القندوزي الحنفي (1294ه-) في الينابيع،(4) و سبط ابن الجوزي (654ه-) في (تذكرة الخواص)،(5) وابن الصبّاغ المالكي في (الفصول المهمّة) (855ه-)،(6) والشبلنجي (1308ه-) في (نور الأبصار).(7)

ص: 189


1- كفاية الطالب: 249.
2- الصواعق المحرقة: 80.
3- سمط النجوم العوالي: 7/2.
4- ينابيع المودّة: 110.
5- تذكرة الخواص: 10.
6- الفصول المهمّة: 113.
7- نور الأبصار: 117. وللمزيد ينظر: الكشّاف المنتقى للمرحوم كاظم الفتلاوي (1431ه-): 64.

[71]

(إنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).

(إنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ).(1)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية الكريمة، لما فيه-ا من دلالة على بيان فضل علي علیه السلام وأهل بيته، وقد أخرج ابن أبي حاتم (327ه-) في تفسيره بسنده عن ابن عبّاس قوله: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)، قال: هم المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم).(2)

ورواه الطبري (310ه-) بسنده عن ابن عبّاس أيضاً.(3)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن الأعمش، عن شقيق قال: قرأتُ في مصحف عبد الله بن مسعود، إنّ الله أصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم و آل عمران و آل محمّد على العالمين.(4)

وروى ابن بطريق (600ه-) عن الثعلبي بسنده، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: قرأتُ في مصحف عبد الله بن مسعود... الخ.(5)

ص: 190


1- سورة آل عمران 33.
2- تفسير ابن أبي حاتم الرازي: 477/2.
3- جامع البيان: 336/6.
4- شواهد التنزيل: 118/1.
5- العمدة لابن البطريق: 53/1، وينظر: تفسير فرات الكوفي: 78، والجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): 64/4، والدرّ المنثور: 174/2، وفتح القدير: 456/1.

[72]

(هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقِّ فَهُم مُّعْرِضُونَ).

(هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقِّ فَهُم مُّعْرِضُونَ).(1)

أقول: من ضمن الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذا الآية الرابعة والعشرون من سورة الأنبياء، وقد صحّت دلالتها على فضل علي علیه السلام عنده فذكرها في مصنّفه، ولم أجد من ذكرها غيره من علماء العامّة في هذا الباب.

نعم قد ذكر ذلك في بعض مصادر الخاصّة وهو يصلح أن يكون مؤيّداً لما ذكره.(2)

[73]

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾.

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾.(3)

أقول: ذكر المصنِّف هذه الآية الكريمة في عداد الآيات الدالّة على فضل على علیه السلام، ويشهد له ما رواه غير واحد من الحفّاظ، فقد أخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن علي قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم عن تفسير هذه الآية؟

فقال: هم ذرّيتك، وولدك، إذا كان يوم القيامة خرجوا من قبورهم على ثلاثة أصناف:

ص: 191


1- سورة الأنبياء: 24.
2- تأويل ما نزل من القرآن: 15/9، تأويل الآيات الظاهرة: 275/1، بحار الأنوار: 197/23.
3- سورة فاطر: 32.

ظالم لنفسه، يعني الميّت بغير توبة.

ومنهم مقتصد استوت حسناته وسيئاته من ذريتك.

ومنهم سابق بالخيرات من زادت حسناته على سيئاته من ذرّيتك.(1)

وأخرج بسنده عن علي بن الحسين في حديث: فنزلت والله فينا أهل البيت... الخ.(2)

وأخرج القندوزي الحنفي (1294ه-) في الينابيع بسنده عن جعفر الصادق في حديث: ويقول تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)، فنحن الذين اصطفانا الله جلّ شأنه وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كلّ شيء.(3)

وقال: وفي (المناقب) سُئل علي كرّم الله وجه أنّ عيسى بن مريم كان يُحيى الموتى، وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير؛ هل لكم هذه المنزلة؟

قال: إنّ سليمان بن داود علیهما السلام غضب من الهدهد لفقده؛ لأنّه يعرف الماء، ويدلّ على الماء، ولا يعرف سليمان الماء تحت الهواء، مع أنّ الريح والنمل والإنس والجنّ والشياطين والمردة كانوا له طائعين، وإنّ الله يقول في كتابه: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطَّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى)،(4) ويقول تعالى: ﴿وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)،(5) ويقول

ص: 192


1- شواهد التنزيل: 103/2.
2- شواهد التنزيل: 103/2.
3- ينابيع المودّة: 71.
4- سورة الرعد: 31.
5- سورة النمل: 75.

تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)، فنحن أورثنا هذا القرآن الذي فيه ما يسير به الجبال وقطعت به البلدان ويُحيى به الموتی، نعرف به الماء، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كلّ شيء.(1)

وروى نحو ذلك الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) في تفسيره: (ما نزل من القرآن في علي)،(2) وفرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره.(3)

[74]

(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

(فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.(4)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذا هذه الآية الكريمة لدلالتها على منزلة علي وأهل بيته علیهم السلام، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الطبري (310ه-) في (جامع البيان)،(5) وفرات الكوفي (352ه-) في تفسيره،(6) والثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان)،(7) والحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل)،(8) والقرطبي (671ه-) في (الجامع لأحكام القرآن)،(9) والقندوزي

ص: 193


1- ينابيع المودّة: 194 و 270.
2- ينظر: تفسير الحبري: 353 - 357.
3- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 347 - 348.
4- سورة النحل: 43.
5- ينظر تفسير الطبري: 414/18.
6- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 235.
7- ينظر: الكشف والبيان: 107/9.
8- ينظر شواهد التنزيل: 334/1.
9- ينظر: الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): 340/11.

الحنفي (1294ه-) في (ينابيع المودة)،(1) بإسنادهم عن جابر الجعفي قال: لمّا نزلت هذه الآية قال علي: نحن أهل الذكر.

وأخرجه ابن بطريق (600ه-) في (العمدة) عن الثعلبي.(2)

وروى الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي (ق 4 أو ق 5) في كتابه المستخرج من تفاسير الاثني عشر في تفسير قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ)، يعني أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة والله ما سُميَّ المؤمن مؤمناً إلّا كرامة لعلي بن أبي طالب.(3)

ونقل صاحب (غاية المرام) (1107ه-) عن (تفسير القطان)، عن وكيع، عن الثوري، عن السدي قال: كنتُ عند عمر بن الخطاب إذ أقبل عليه كعب بن الأشرف ومالك بن الصبغي وحيّ بن أخطب، فقالوا: إنّ في كتابك ﴿وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْض)؛(4) إذا كانت سعة جنّة واحدة كسبع سماوات وسبع أرضين، فالجنان كلّها يوم القيامة أين تكون؟

فقال عمر: لا أعلم، فبينا هم في ذلك إذ دخل علي علیه السلام فقال في أي شيء أنتم؟

فألقى اليهودي المسألة عليه، فقال لهم: أخبروني أنّ النهار إذا أقبل الليل أين يكون؟

ص: 194


1- ينظر: ينابيع المودّة: ب 139/39.
2- العمدة لابن بطريق: 324.
3- غاية المرام: 25/3.
4- سورة آل عمران: 133.

والليل إذا أقبل النهار أين يكون؟

قالوا: في علم الله تعالى يكون!

فقال علي: كذلك الجنان تكون في علم الله!

فجاء علي علیه السلام إلى النبي صلّی الله علیه وآله وأخبره بذلك فنزل: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ.(1)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن السدي، عن الحارث، قال: سألتُ علياً عن هذه الآية: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْر)، فقال: والله إنا لنحن أهل الذكر، نحن أهل العلم، ونحن معدن التأويل والتنزيل... الخ.(2)

وممّا يناسب المقام ما ورد من أنّ علياً أعلم الناس، فقد أخرج المتّقي الهندي (975ه-) عن أبي نعيم، عن علي، عن النبي صلّی الله علیه وآله، قال: أعلم أمّتي من بعدي علي بن أبي طالب، وأيضاً عنه، عن رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم: علي بن أبي طالب أعلم الناس بالله والناس.(3)

وأخرج محب الدين الطبري (694ه-) في الرياض والذخائر عن عائشة: أنّه أعلم الناس بالسُنّة.(4)

وأخرج الكنجي الشافعي (658ه-) في (كفاية الطالب) عن أبي أمامة، عن النبي صلّی الله علیه وآله: أعلم أمتي بالسُّنّة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب.(5)

ص: 195


1- غاية المرام: 25/3.
2- شواهد التنزيل: 334/1.
3- كنز العمال: 919/11.
4- ذخائر العقبى: 75، الرياض النضرة: 265.
5- كفاية الطالب: 190.

وأخرج الخوارزمي (568ه-) في (المناقب) والحمويني (722ه-) في الفرائد سلمان عن النبي صلّی الله علیه وآله قال: أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب)؛(1) وأخرج عن نحوه غيرهم.

[75]

(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ..).

أقول: تتمة الآية (أَمَّنْ هُوَ قَانتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ)،(2) وهي من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية الكريمة، وأنّها تدلّ على فضل ومنزلة علي علیه السلام، ويدلّ على ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن جابر، عن أبي جعفر في قول الله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ)، قال: (الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) نحن ﴿وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ عدوّنا،(إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) قال: شيعتنا.(3)

وقال: وفي التفسير العتيق أخبرنا سعيد بن أبي سعيد البلخي، عن أبيه، عن مقاتل، عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله: عن ابن عبّاس في قوله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ﴾ قال: يعني بالذين يعلمون علياً وأهل بيته من بني هاشم، (وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ بني أُميّة، و (أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) شيعتهم.(4)

ص: 196


1- ينظر: المناقب للخوارزمي: 49، فرائد السمطين: ب 18.
2- سورة الزمر 9.
3- شواهد التنزيل: 116/2.
4- شواهد التنزيل: 116/2، والضمير في (شيعتهم) يعود إلى أهل بيته أي شيعة أهل البيت علیهم السلام كما لا يخفى.

وأخرج فرات بن إبراهيم (352ه-) في تفسيره حديثين: أحدهما عن أبي جعفر علیه السلام، والآخر عن أبي عبد الله علیه السلام في قوله: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ﴾، قال: (الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) نحن، (وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ عدوّنا، (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ) شيعتنا.(1)

[76]

(كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلَّهَا).

(كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلَّهَا).(2)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذا، الآية الثانية والأربعون من سورة القمر، لما فيه-ا من دلالة على بيان فضيلة لعلي علیه السلام، وأنّ المقصود بالآيات في قوله تعالى: (بآيَاتِنَا) هم الأوصياء وسيّدهم علي بن أبي طالب، فالآية تدلّ على ذمّ أعدائهم، ومن ثَمَّ تبيَّن فضل سيّد الأوصياء، وأنّهم آیات الله عزَّوجلَّ، ولم أجد أحداً من العامة قد ذكر هذه الآية في هذا المجال سوى المصنِّف، نعم قد ذكر ذلك في مصادر الخاصّة.

[77]

(وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلهِ).

(وَأَنَّ المَسَاجِدَ لِلهِ).(3)

أقول: ذكر المصنِّف هذه الآية الكريمة في كتابه هذا، وأنّ فيها دلالة على فضل علي وأولاده علیهم السلام.

ص: 197


1- تفسیر فرات الكوفي: 363 - 364.
2- سورة القمر: 42.
3- سورة الجن: 18.

وقد ورد في غير واحد من النصوص من طرق الخاصّة، والتي تصلح أن تكون مؤيّدة لما ذكره المصنِّف، أنّ المقصود بقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ) على سبيل التأويل هم الأوصياء والأئمة علیهم السلام.(1)

[78]

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمرِ مِنكُمْ).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمرِ مِنكُمْ).(2)

أقول: من الآيات التي فيها بيان لفضل علي علیه السلام، وذكرها المصنِّف في كتابه هذا هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) يعني الذين صدّقوا بالتوحيد، (أطِيعُوا اللهَ) يعني في فرائضه، (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) يعني في سُنّته، (وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، قال: نزلت في أمير المؤمنين حين خلّفه رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم بالمدينة، فقال: أتخلّفني في النساء والصبيان؟

فقال: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى،(3) حين قال له:

ص: 198


1- تفسير فرات الكوفي: 511، بحار الأنوار: 303/23.
2- سورة النساء: 59.
3- قال العلّامة المحقّق السيّد الخرسان دامت أيام إفاضاته: حديث المنزلة من الأحاديث الصحيحة الثابتة سنداً والواضحة دلالةً، أخرجه أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم؛ البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد والطيالسي والخطيب البغدادي وأبو نعيم والحاكم والذهبي وابن سعد وابن عبد البر والطحاوي والطبراني وابن جرير والهيثمي وابن عساكر وابن الأثير والبغوي وابن عدي والبارودي والمحبّ الطبري وغيرهم خلق كثير. وللمزيد ينظر: علي إمام البررة: 253/1 - 286.

أخلفني في قومي وأصلح، فقال الله تعالى: ﴿وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، قال: علي بن أبي طالب ولّاه الله الأمر بعد محمّد في حياته حين خلّفه رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم في المدينة فأمر الله العباد بطاعته وترك خلافه.(1)

وأخرجه القندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيعه عن مجاهد أيضاً.(2)

وأخرج الحسكاني (483ه-) بسنده عن سليم بن قيس، عن علي قال: قال رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم: شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ)، فإن خفتم تنازعاً في أمر فأرجعوه إلى الله والرسول وأولي الأمر؟

قلت: يا نبي الله مَن هم؟

قال: أنت أوّلهم.(3)

وروى فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره تسعة أحاديث هي شواهد لما نحن فيه.(4)

[79]

(يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ).

(يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ).(5)

أقول: هذه الآية الكريمة ذكرها المصنِّف وأنّها دالّة على فضل علي

ص: 199


1- شواهد التنزيل: 148/1.
2- ينظر: ينابيع المودّة: ب134/38.
3- شواهد التنزيل: 148/1.
4- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 108 - 110.
5- سورة المائدة: 95.

وأولاده علیهم السلام، ويشهد له ما رواه العياشي (نحو 320ه-) في تفسيره عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر علیهما السلام يقول: (يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ) قال: ذلك رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم والإمام من بعده، فإذا حكم به الإمام فحسبك.(1)

ومثله ما في الكافي (229ه-)،(2) ونحوه ما رواه الشيخ الطوسي (460ه-) في التهذيب.(3)

فإذن هذه الآية ممّا صحّت دلالتها عند المصنِّف على فضله علیه السلام، وما ذكرناه من الشواهد من مصادر الخاصة مجرّد تأييد لما ذكره.

[80]

(فَلاَ وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسلِيماً.

(فَلاَ وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسلِيماً.(4)

أقول: هذه هي الآية الخامسة والستّون من سورة النساء، ذكرها المصنِّف في كتابه هذا لما صحّ عنده من دلالتها على فضل علي علیه السلام. وقد تقدّم ذكر الآية السادسة والستين من نفس السورة تحت تسلسل رقم [20].

ص: 200


1- تفسير العياشي: 366/1.
2- ينظر: الكافي: 563/4.
3- تهذيب الأحكام: 314/6، ح 74/867.
4- سورة النساء: 65.

[81]

(إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاس أن تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾.

(إنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاس أن تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾.(1)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف، وأنها تدلّ على فضل علي هذه الآية، فقد روى فرات بن إبراهيم (352ه-)، قال: حدّثني عبيد بن كثير، معنعناً عن الشعبي، عن قول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)، قال: أقولها ولا أخاف إلّا الله هي والله ولاية علي بن أبي طالب.(2)

فهذه من الآيات التي صحّ تأويلها في ذلك عند المصنِّف.

[82]

(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن النَّعِيم)

(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن النَّعِيم)(3)

أقول: هذه من الآيات التي أوردها المصنِّف في كتابه هذا، مستدلاً به-ا على فضل علي وأولاده علیهم السلام، ويشهد له ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن جعفر بن محمّد في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)، قال: نحن النعيم.(4)

ص: 201


1- سورة النساء: 58.
2- تفسير فرات الكوفي: 107.
3- سورة التكاثر: 8.
4- شواهد التنزيل: 476/2.

وأخرج بسنده عن أبي حفص الصائغ قال: قال عبد الله بن الحسن في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)، قال: يعني عن ولايتنا والله يا أبا حفص.(1)

وقد روى هذا الحديث أبو نعيم الحافظ (430ه-) في كتابه: (ما نزل من القرآن في علي)، كما في الفصل العاشر من (خصائص الوحي المبين).(2)

وأخرج القندوزي الحنفي (1294ه-) عن أبي نعيم الحافظ بسنده، عن جعفر الصادق رضی الله عنه في تفسير: (لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم)، قال: النعيم ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه).(3)

[83]

(فَوَرَبَّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).

(فَوَرَبَّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).(4)

أقول: هذه الآية من سورة الحجر ذكرها المصنِّف في عداد الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، ويؤيد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن السدي في قوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ)، قال: عن ولاية علي، ثمّ قال: (عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فيما أمرهم به وما نهاهم عنه وعن أعمالهم في الدنيا، ثم قال: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ)؛ قال السدي: قال أبو صالح: قال ابن عبّاس: أمره الله أن يُظهر القرآن وأن يُظهر

ص: 202


1- شواهد التنزيل: 477/2.
2- ينظر: خصائص الوحي المبين: 165.
3- ينابيع المودّة: 131.
4- سورة الحجر: 92.

فضائل أهل بيته كما أظهره القرآن.(1)

وممّا يؤيّد هذا الحديث ما ورد في الصواعق المحرقة عند ذكر الآية الرابعة وهي قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)،(2) قال: أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أنّ النبي قال: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ﴾ عن ولاية علي.(3)

وكذا ما ورد عن النبي صلّی الله علیه وآله في حديث السؤال عن أربع، فقد أخرج الطبراني (360ه-) في (المعجم الكبير) و (الأوسط) عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّی الله علیه وآله لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه وممّا اكتسبه، وعن حبّنا أهل البيت.(4)

وأخرجه بهذا السند واللفظ الحافظ ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب)،(5) وأخرجه الموفّق الخطيب الخوارزمي عن أبي برزة،(6) والحمويني (722ه-) في الفرائد،(7) والقندوزي (1294ه-) في الينابيع(8) وغيرهم.

ص: 203


1- شواهد التنزيل: 325/1.
2- سورة الصافات: 24.
3- الصواعق المحرقة: 437/2.
4- المعجم الأوسط: 255/20.
5- ينظر: المناقب لابن المغازلي: 119.
6- ينظر: المناقب الخوارزمي: 64.
7- ينظر: فرائد السمطين: 2/ب 301/61.
8- ينظر: ينابيع المودّة: 275.

[84]

(وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أولَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ).

(وَأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أولَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ).(1)

أقول: هذا المقطع من الآية الخامسة والسبعين من سورة الأنفال يطابق المقطع من الآية السادسة من سورة الأحزاب، وسيأتي بيان دلالته-ا على فضل علي وأولاده صلوات الله عليهم أجمعين.

[85]

(فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ).

(فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ).(2)

أقول: من ضمن الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية الكريمة، وأنّها تدلّ على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن زيد بن علي علیهما السلام في قوله تعالى: (فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ)، قال: نزلت هذه فينا.(3)

وهذا الحديث رواه الحاكم عن فرات بن إبراهيم، وقد رواه فرات في تفسيره معنعناً عن زيد بن علي قال: نزلت فينا وفيمن كان قبلنا ليحيي الله هذه الأرض.(4)

ص: 204


1- سورة الأنفال: 75.
2- سورة هود: 116.
3- شواهد التنزيل: 284/1.
4- تفسير فرات الكوفي: 194.

[86]

(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي).

(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي).(1)

أقول من جملة الآيات الواردة في بيان فضل أمير المؤمنين علیه السلام، وذكره-ا المصنِّف هذه الآية، ويشهد له ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن أبي جعفر قال: لا نالتني شفاعة جدّي إن لم تكن هذه الآية نزلت في عليٍّ خاصّة ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي).(2)

وأخرج بطريق آخر عن نجم، عن أبي جعفر قال: سألته عن قول الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)، قال: مَن اتَّبعني؛ علي بن أبي طالب.(3)

وأخرج بسند ثالث عن عمر بن حميد، عن أبي جعفر قال: سألته عن قول الله تعالى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَن اتَّبَعَنِي)، قال: ومَن اتّبعني علي بن أبي طالب.(4)

وأخرج بسنده عن زيد بن علي علیهما السلام قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في قول الله تعالى ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ

ص: 205


1- سورة يوسف: 108.
2- شواهد التنزيل: 285/1.
3- شواهد التنزيل: 285/1.
4- شواهد التنزيل: 286/1.

اتَّبَعَنِي)، من أهل بيتي لا يزال الرجل بعد الرجل يدعو إلى ما أدعو إليه.(1)

وأخرج أيضاً بسنده عن أبان بن تغلب، عن جعفر بن محمد في ه-ذه الآية: (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)، قال: هي والله ولايتنا أهل البيت، لا ينكره أحد إلّا ضال، ولا ينتقص علياً إلّا ضال.(2)

أقول: هذه الأحاديث رواها عن فرات الكوفي (352ه-)، وقد أخرجها في تفسيره لفظاً واحداً.(3)

[87]

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ).

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ).(4)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف ويراها دالّة على فضل علي علیه السلام ه-ذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما رواه ابن مردويه (410ه-)، بسنده عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، وعن عاصم بن ضمَرة، عن علي مرفوعاً: مثلي مثل الشجرة، أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورثتها، فأيّ شيء يخرج من الطيب إلّا الطيب.(5)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن سلام

ص: 206


1- شواهد التنزيل: 287/1.
2- شواهد التنزيل: 287/1.
3- تفسیر فرات الكوفي: 201 - 202.
4- سورة إبراهيم: 24.
5- مناقب علي بن أبي طالب علیه السلام الابن مردويه: 269.

الخثعمي قال: دخلتُ على أبي جعفر محمّد بن علي علیهما السلام فقلت: يا بن رسول الله قول الله تعالى: (أَصلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)، قال: يا سلام الشجرة محمّد، والفرع علي أمير المؤمنين، والثمر الحسن والحسين، والغصن فاطمة، وشعب ذلك الغصن الأئمّة من ولد فاطمة علیهم السلام، والورق شيعتنا ومحبونا أهل البيت.. الخ.(1)

وأخرج أيضاً بسنده عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن ابن عوف الزهري قال: قال عبد الرحمن يا مينا ألا أُحدّثك حديثاً قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل؟ سمعت رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، يقول: أنا شجرة، وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، وحسن وحسين ثمرها، ومحبوهم من أُمّتي ورقها، ثمّ قال: هم في جنّة عدن والذي بعثني بالحق.(2)

وأخرجه عن مينا، عن عبد الرحمن بطريق آخر.(3)

وأخرجه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري (405ه-) في (المستدرك) عن مولى عبد الرحمن بن عوف.(4)

وأخرجه عنه الحاكم الحسكاني (483ه-)،(5) وقد روى فرات ذلك في تفسيره أيضاً.(6)

ص: 207


1- شواهد التنزيل: 311/1.
2- شواهد التنزيل: 311/1.
3- ينظر: شواهد التنزيل: 311/1.
4- ينظر: المستدرك على الصحيحين: 63/11.
5- ينظر شواهد التنزيل: 311/1.
6- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 219 - 220.

[88]

(اصبرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا..).

أقول: تتمّة الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُواْ وَصَابِرُوا وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)،(1) وهي من الآيات التي أوردها المصنِّف هذه الآية لدلالتها على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن ابن عبّاس في قوله: (اصبروا) يعني في أنفسكم، (وصَابِرُوا) يعني مع عدوّكم، ﴿وَرَابِطُوا) في سبيل الله، ﴿وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، نزلت في رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، وعلي وحمزة بن عبد المطّلب رضي الله تعالى عنهم.(2)

وأخرج أيضاً بطريق آخر عن ابن عبّاس قال في تفسيره ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ)، على محبّة علي بن أبي طالب، واتّقوا الله في محبّة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى أولاده.(3)

وأخرج فرات الكوفي (352ه-) بسنده إلى ابن عبّاس قال: (اصْبِرُواْ) أنفسكم، (وَصَابِرُوا) عدوّكم، ﴿وَرَابِطُوا) في سبيل الله (وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، قال: نزلت في رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، و علي بن أبي طالب علیهما السلام، وحمزة بن عبد المطّلب رضی الله عنه.(4)

أقول: ورواه أيضاً الحسين بن الحكم الحبري (286ه-)،(5) وعنه روى كلّ من

ص: 208


1- سورة آل عمران: 200.
2- شواهد التنزيل: 139/1.
3- شواهد التنزيل: 138/1.
4- تفسير فرات الكوفي: 99.
5- ينظر: تفسير الحبري: 255.

فرات الكوفي (352ه-) والحاكم الحسكاني (483ه-)، ورواه الحسين بن مساعد من طريق العامّة كما عن غاية المرام، قال: إنّ الآية نزلت في علي وحمزة.(1)

[89]

(فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ).

(فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ).(2)

أقول: هذه الآية الكريمة ذكرها المصنِّف وأنّها تدلّ على منزلة علي علیه السلام، ويشهد له ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بإسناده عن محمّد بن الحنفية، عن علي قال: (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)، فأنا ذلك المؤذّن.(3)

وأخرج بإسناده عن أبي صالح عن ابن عبّاس، قال: إنّ لعلي في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس منها قوله: (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنَ بَيْنَهُمْ)، فهو المؤذّن بينهم، يقول: ألا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي، واستخفّوا بحقي.(4)

وأخرجهما القندوزي الحنفي (1294ه-) أيضاً بعين السند واللفظ، وقال في المناقب: عن جابر الجعفي، عن الباقر علیه السلام قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالكوفة عند انصرافه من النهروان، وبلغه أنّ معاوية بن أبي سفيان يسبّه ويقتل أصحابه، فقام خطيباً.. إلى أن قال: وأنا المؤذّن في الدنيا والآخرة، قال الله عزَّوجلَّ: ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)، أنا ذلك المؤذّن.(5)

ص: 209


1- غاية المرام: 228/4.
2- سورة الأعراف: 44.
3- شواهد التنزيل: 202/1.
4- شواهد التنزيل: 202/1.
5- ينابيع المودة ب 118/28.

وروى فرات الكوفي (352ه-) بسنده عن ابن عبّاس قال: إنّ لعلي في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس؟!

قلنا: وما هي؟

قال: سمّاه الله في القرآن مؤذّناً وأذاناً، فأمّا قوله: ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)، فهو المؤذّن بينهم يقول: ألا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي.(1)

[90]

(ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ).

(ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ).(2)

أقول: ذكر المصنِّف هذه الآية الكريمة وأنّها تدلّ على فضيلة لعلی علیه السلام، ويشهد له ما رواه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن محمّد بن فرات، قال: سمعتُ جعفر بن محمّد علیهما السلام وسأله رجل عن الآية: (ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرينَ)، قال الثلّة من الأولين: ابن آدم المقتول، ومؤمن آل فرعون، وصاحب يس، وقليل من الآخرين: علي بن أبي طالب.(3)

وأخرج أيضاً عن فرات الكوفي (352ه-) بسنده عن جعفر بن محمّد علیهما السلام نظیر الحديث المتقدّم.(4)

ص: 210


1- تفسير فرات الكوفي: 142.
2- سورة الواقعة: 13 - 14.
3- شواهد التنزيل: 217/2.
4- ينظر: شواهد التنزيل: 217/2، تفسير فرات الكوفي: 465.

[91]

(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾.

(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾.(1)

أقول: أورد المصنِّف هذه الآية الكريمة من سورة الزلزلة في عداد الآيات التي فيها دلالة على فضل أمير المؤمنين علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره بسنده عن عمرو ذي مرّة، قال: بينا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیهما السلام إذ تحرّكت الأرض فجعل يضربها بيده! ثمّ قال: مالك؟

فلم تجبه؟!

ثمّ قال: مالك؟

فلم تجبه!

ثمّ قال: والله لو كانت هي لحدّثتني لأنّي أنا الذي تحدّث الأرض أخبارها أو رجل منّي.(2)

فهذه الآية قد صحّت دلالتها على فضل على علیه السلام عند المصنِّف.

[92]

(أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ).

(أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ).(3)

أقول: من الآيات التي فيها دلالة على فضل علي علیه السلام، وذكرها المصنِّف في هذا الكتاب، هذه الآية الكريمة من سورة النمل، وقد طبّق المعنى المشار إليه في

ص: 211


1- سورة الزلزلة: 4.
2- تفسیر فرات الكوفي: 489، وينظر: وتفسير القمي، وتفسير الأصفى، وتفسير نور الثقلين وغيرها.
3- سورة النمل: 82.

الآية على أمير المؤمنين علیه السلام في كثير من الروايات الواردة من طُرقنا، فيخرج ويميّز بين المؤمن والكافر، والمصنِّف ذكرها في ضمن الآيات الدالّة على فضل ومنزلة أمير المؤمنين، ولم أجد من ذكرها غيره من علماء الجمهور؛ وكيف ما كان فقد صحّت دلالتها عنده على ذلك فذكرها هنا.

[93]

(مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً)

أقول: تتمة الآية: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾.(1)

من جملة الآيات التي رآها المصنِّف دالّة على فضل علي علیه السلام هذه الآية الكريمة، وهي كما يظهر من سياق الآيات السابقة عليها واللاحقة لها؛ أنّه-ا تتحدث عن نبي الله عيسى علیه السلام ووجه إيرادها هنا أنّه قد ذكر غير واحد من المحدِّثين والحفّاظ أنّها نزلت في علي بن أبي طالب كما روى ذلك ابن مردويه (410ه-) عن علي قال: فيَّ نزلت هذه الآية: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).(2)

وقد رووا عن علي أنّه قال: جئتُ رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في ملأ من قريش، فنظر إليَّ وقال: يا علي إنّما مثلك في هذه الأُمة كمثل عيسى بن مريم أحبّه قومه فأفرطوا فيه، فصاح الملأ الذين عنده وقالوا: شبّه ابن عمه بعیسی

ص: 212


1- سورة الزخرف: 57 - 58.
2- المناقب لابن مردويه: 319، کنز العمّال: 606/2، جامع الأحاديث: 88/31.

فأنزل القرآن: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾.(1)

وأخرج الإمام أحمد بن حنبل (241ه-) في (فضائل الصحابة) عن علي قال: مثلي في هذه الأُمة كمثل عيسى بن مريم أحبّته طائفة، وأفرطت في حبّه فهلكت، وأبغضته طائفة وأفرطت في بغضه فهلكت، وأحبّته طائفة فاقتصدت في حبّه فنجت.(2)

وأخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في شواهده بألفاظ مختلفة وبطرق متعدّدة في أكثر من عشرة أحاديث.(3)

وأخرج فرات بن إبراهيم (352ه-) في تفسيره بسنده عن ربيعة بن ناجد قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام يقول: فيَّ نزلت هذه الآية: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).(4)

وأخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن عبد الرحمن بن أبي نعيم قال: قال لي: فيَّ نزلت: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ).(5)

ص: 213


1- كنز العمّال: 606/2.
2- فضائل الصحابة: 455/3/ح 990.
3- ينظر: معجم ابن الأعرابي: 385/3، شواهد التنزيل: 159/2 - 167، الاستيعاب: 349/1 وغيرها.
4- تفسیر فرات الكوفي: 403 - 407.
5- شواهد التنزيل: 147/2.

(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُ وُجُوهٌ).

(أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ).(1)

أقول: هذه من الآيات التي تدلّ على فضل شيعة علي علیه السلام فه-ي دالّة على فضل المضاف إليه بالأولوية، ولهذا ذكرها المصنِّف في كتابه هذا.

فقد روى فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره قال: حدّثني الحسين ابن سعيد معنعناً عن جعفر بن محمّد علیه السلام قال: يُحشر يوم القيامة شيعة على رواءً مرويين مبيضّة وجوههم، ويُحشر أعداء علي يوم القيامة وجوههم مسودّة ظامئين ثمّ قرأ: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ).(2)

[95]

(أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَريَّةِ).

(أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ).(3)

أقول: هذه من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف لدلالتها على فضل علیه السلام، وأنّها نازلة فيه، ويشهد لذلك ما ذكره غير واحد من المفسِّرين والحفّاظ في مصنّفاتهم، فقد أخرج ابن جرير الطبري (310ه-) في (جامع البيان) بسنده عن أبي الجارود، عن محمّد بن علي: (أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، فقال النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: أنت يا علي وشيعتك.(4)

ص: 214


1- سورة النمل: 82.
2- تفسير فرات الكوفي: 92.
3- سورة النمل: 82.
4- جامع البيان: 171/30.

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا عند النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فأقبل علي؛ فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم: والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، فكان أصحاب النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إذا أقبل علي قالوا جاء خير البرية.(1)

وقال: وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعاً: علي خير البرية.(2)

وقال: وأخرج ابن عدي عن ابن عبّاس قال: لما نزلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين.(3)

وقال: وأخرج ابن مردويه عن علي قال: قال لي رسول الله صلّی الله عليه [وآله وسلّم: ألم تسمع قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غُرّاً محجّلين.(4)

وأخرج الحمويني (722ه-) في فرائده فقال: ونزلت فيه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا

ص: 215


1- الدرّ المنثور: 79/6.
2- الدرّ المنثور: 79/6.
3- الدرّ المنثور: 79/6.
4- الدرّ المنثور: 79/6.

وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، قال: وكان أصحاب محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم إذا أقبل عليهم علي قالوا: قد جاء خير البرية.(1)

وقال سبط ابن الجوزي (654 ه-) في (تذكرة الخواص): قال مجاهد: هم وأهل بيته ومحبّوهم.(2)

وهكذا ذكر الحفّاظ في مصنّفاتهم والمفسِّرون في تفاسيرهم، وإليك قائمة بذكر جملة منهم غير مَن تقدّم:

1. الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) في تفسيره (ما نزل فی علی من القرآن): 328.

2. الحاكم الحسكاني (483ه-) في شواهد التنزيل: 356/2.

3. الحافظ الخوارزمي (568ه-) في المناقب: 186.

4. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-)/بتحقيق المحمودي: 442/2.

5. الحافظ الكنجي الشافعي (658ه-) في كفاية الطالب: 246.

6. الزرندي (750ه-) في نظم درر السمطين: 86/1.

7. الهيثمي (807ه-) في مجمع الزوائد: 131/9.

8. ابن الصبّاغ المالكي (855ه-) في الفصول المهمّة: 122.

9. ابن حجر (974ه-) في الصواعق المحرقة: 96.

10. الشوكاني (1255ه-) في فتح القدير: 40/8.

ص: 216


1- فرائد السمطين: 1 ب 156/31.
2- تذكرة الخواصّ: 11 ط الحجرية.

11. القندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيع المودّة: 71 و 361.

12. الشبلنجي (1308ه-) في نور الأبصار: 87.

فهؤلاء وغيرهم قد ذكروا أنّ المعني بقوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ البَريَّةِ)، هو علی عليه وشيعته.

[96]

(الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ).

(الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ).(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية الكريمة لدلالتها على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك غير واحد من النصوص، فقد قال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه عن علي رضی الله عنه أنّ رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، لمّا نزلت هذه الآية: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، قال: ذاك من أحبّ الله ورسوله وأحبّ أهل بيتي صادقاً غير كاذب وأحبّ المؤمنين شاهداً وغائباً ألا بذكر الله يتحابّون.(2)

وأخرجه المتّقي الهندي (975ه-) في (كنز العمّال)(3)

وأخرج أبو نعيم الإصفهاني (430ه-) بإسناده عن أبي داود عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّی الله علیه وآله: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، أتدري مَن هم يا بن أُم سليم؟

ص: 217


1- سورة الرعد: 28.
2- الدرّ المنثور: 58/4.
3- كنز العمّال: 251/1.

قلت: فمَن هم يا رسول الله؟

قال: نحن أهل البيت وشيعتنا.(1)

ونظير ذلك ما رواه فرات الكوفي (352ه-) بسنده عن أبي عبد الله في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، قال: قال رسول الله صلّی الله علیه وآله لعلي بن أبي طالب: تدري فيمن نزلت؟

قال: الله ورسوله أعلم؟

قال: فيمن صدق لي وآمن بي، وأحبّك وعترتك من بعدك، وسلّم الأمر لك وللأئمّة من بعدك.(2)

[97]

(إلّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾.

(إلّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ﴾.(3)

أقول: هذه الآية الكريمة من سورة المدثر ذكرها المصنِّف مستدلّاً بها على فضل علي علیه السلام، فقد أخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن جابر عن أبي جعفر علیه السلام في قول الله تعالى: (إلّا أَصْحَابَ اليَمِينِ)، قال: نحن وشيعتنا أصحاب اليمين.(4)

وأخرج بسند آخر عن جابر، عن أبي جعفر أيضاً في قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ

ص: 218


1- خصائص الوحي المبين: 114.
2- تفسير فرات الكوفي: 207، وينظر الدرّ الثمين في أسرار الأنزع البطين لتقي الدين الحلبي: 165، والنعيم المقيم لعمر الشافعي: 509.
3- المدثر: 39.
4- شواهد التنزيل: 293/2.

بمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ)، قال: هم شيعتنا أهل البيت.(1)

وأخرجه فرات الكوفي (352ه-) في تفسيره أيضاً.(2)

فالآية فيها إشارة إلى فضل شيعة أهل البيت علیهم السلام، ومن ثمَّ فهي تدلّ على فضيلة للمضاف إليه بالضرورة.

[98]

(وأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَاب الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ).

(وأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَاب الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ).(3)

أقول: من جملة الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، وذكرها المصنِّف في کتابه هذا، الآية الكريمة، ويشهد له ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي قال: قال علي بن أبي طالب: أُنزلت النبوّة على النبي صلّی الله علیه وآله يوم الاثنين، وأسلمت غداة يوم الثلاثاء، فكان النبي صلّی الله علیه وآله الله يصلّي وأنا أُصلّي عن يمينه وما معه أحد من الرجال غيري، فأنزل الله: (أَصْحَابِ الْيَمِينِ).(4)

فالآية المذكورة تُشير إلى نفس الذوات الممدوحين في تلك الآية.

ص: 219


1- شواهد التنزيل: 293/2.
2- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 513 - 514.
3- سورة الواقعة: 90 - 91.
4- شواهد التنزيل: 220/2.

[99]

(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ).

(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ).(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية، وه-ي تدلّ على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بإسناده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)، قال: الخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعني رسول الله صلّی الله علیه وآله وعلياً علیه السلام.(2)

وزاد على ذلك فذكر الآية التي بعدها: الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، نزلت في علي، وعثمان بن مظعون، وعمّار بن ياسر، وأصحاب لهم رضی الله عنه.(3)

وأخرجه الحسين بن الحكم الحبري (286ه-) في تفسيره، وعنه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-).(4)

ص: 220


1- سورة البقرة: 45.
2- شواهد التنزيل: 89/1.
3- شواهد التنزيل: 89/1.
4- ينظر: تفسير الحبري: 238، تفسير فرات الكوفي: 59.

[100]

(وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ).

(وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ).(1)

أقول: ممّا يؤيّد ما ذكره المصنِّف من أنّ هذه الآية مؤوّلة في على أمیر المؤمنين علیه السلام، ما رواه فرات الكوفي (352ه-) في تفسيره بسنده عن جعفر بن محمّد في قول الله عزَّوجلَّ: ﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ)، قال: رسول الله صلّی الله علیه وآله القصر والبئر المعطّلة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.(2)

[101]

( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ).

( وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ).(3)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف؛ لدلالتها على فضل علي علیه السلام، هذه الآية الكريمة من سورة التكوير، ويؤيّد ذلك ما رُوي عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)، قال: ما من مؤمن يوم القيامة إلّا إذا قطع الصراط زوّجه الله على باب الجنّة بأربع نسوة نساء الدنيا، وسبعين ألف حورية من حور الجنّة، إلّا علي بن أبي طالب فإنّه زُوج البتول فاطمة في الدنيا وهو زوجها في الآخرة في الجنّة ليست له زوجة في الجنّة، غيرها من نساء الدنيا، لكن له في الجنان سبعون ألف حوراء، لكل حوراء سبعون ألف خادم.(4)

ص: 221


1- سورة الحج: 45.
2- تفسير فرات الكوفي: 274.
3- سورة التكوير: 7.
4- مناقب آل أبي طالب: 125/3، بحار الأنوار: 154/43.

[102]

(احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ).

(احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ).(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف في هذا الكتاب، هذه الآية من سورة الصافات لما صحّ عنده من دلالتها على فضل علي علیه السلام، وما فيه-ا من ذمّ لأعدائه وظالميه.

وقد ذُكر في غير واحد من مصادر الخاصة تعلّقه-ا به-ذا الباب فمن شاء فليراجع.

[103]

(كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا).

(كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا).(2)

أقول: من جملة ما ذكره المصنِّف من الآيات الدالّة على فضل على وأولاده علیهم السلام، هو هذه الآية الكريمة من سورة التوبة، ولعلّه إنّما ذكرها في هذا الباب لما فيها من بيان، وتمييز بين الحقّ والباطل، وإذلال الكافرين، وإعلاء كلمة ربّ العالمين بنصر الله تعالى لنبيّه الكريم وأهل بيته الذين ما برحوا يدافعون عن الحقّ وتشييد الدين.

وكيف ما كان فقد صحّت دلالتها عنده على فضلهم سلام الله عليهم.

ص: 222


1- سورة الصافات: 22.
2- سورة التوبة: 40.

[104]

(مَن جَاء بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا).

(مَن جَاء بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا).(1)

أقول: هذه هي الآية الرابعة بعد المائة، من الآيات التي ذكرها المصنِّف لبيان فضيلة أمير المؤمنين علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما أخرجه فرات بسنده عن أبي عبدالله أنّه قرأ: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)، فإذا جاء بها مع الولاية فله عشر أمثالها.(2)

وروى القندوزي الحنفي (1294ه-)، عن ابن كثير (774ه-)، عن الصادق علیه السلام قال قوله تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)، قال: ه-ي للمسلمين عامّة، وأمّا الحسنة التي مَن جاء بها فله خير منها، وهم من فزع يومئذ آمنون فهي ولايتنا وحبّنا.(3)

وقال القندوزي (1294ه-) أيضاً في تفسير (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا)(4): أبو نعيم والحمويني والثعلبي، أخرجوا بأسانيدهم عن أبي عبد الله الجدلي قال: قال لي علي كرّم الله وجه: يا أبا عبد الله ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء به-ا أدخله الله الجنّة، والسيّئة التي مَن جاء بها أدخله الله النار ولم يقبل معها عمل؟

قلت: بلی.

قال: الحسنة حبّنا والسيّئة بغضنا.(5)

ص: 223


1- سورة الأنعام: 160.
2- تفسیر فرات الكوفي: 139 - 140.
3- ينابيع المودّة: ب 113/25.
4- سورة النمل: 89.
5- الكشف والبيان: 20/10، فرائد السمطين: 297/2، ينابيع المودّة: 255.

وأخرج الحسكاني (483ه-) نحوه.(1)

وأخرج القاضي نعمان المغربي (363ه-) بسنده عن محمّد بن زيد، عن أبيه قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن قوله تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)، أهي للمسلمين عامّة؟

قال الحسنة ولاية علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه.(2)

فالحسنة في هذه الآية مفسرَّة ومؤوّلة بما تقدّم، وكذا في باقي الموارد كالآية (89) من سورة النمل، والآية (84) من سورة القصص.

[105]

(فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ)

(فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ)(3)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف مستدلاً بها على فضل علي علیه السلام، هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ)، وذلك أنّ الله يفضّلنا ويفضّل شيعتنا بأن نشفع فإذا رأى ذلك من ليس منهم قال: (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ)، وقال رواه جماعة عن عيسى، عن جعفر.(4)

وأخرجه بعين المتن والسند فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-).(5)

ص: 224


1- ينظر: شواهد التنزيل: 548/1.
2- شرح الأخبار: 240/1.
3- سورة الشعراء: 100.
4- شواهد التنزيل: 418/1.
5- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 297 - 298.

[106]

(فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

(فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).(1)

أقول: هذه الآية متفرّعة عن الآية السابقة، ويدلّ على ذلك السياق: ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

[107]

(فَلَمَّا رأوا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ).

(فَلَمَّا رأوا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ).(2)

أقول: هذه هي الآية (84) من سورة غافر، وقد ذكرها المصنِّف في جملة الآيات الدالّة على فضل علي وأبنائها علیهم السلام، ولم أجد من ذكره-ا غيره من علماء العامّة في هذا الباب، وكيف ما كان فقد صحّت دلالتها على ذلك عنده فذكرها في كتابه هذا.

نعم قد ذُكر في غير واحد من مصادر الخاصّة ذلك، فمن شاء فليراجع.

[108]

(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾.

(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾.(3)

أقول: ذكر المصنِّف هذه الآية من سورة سبأ، لما صحّ عنده من دلالتها على فضل علي وأبنائه علیهم السلام، وهذه الآية مرتبطة بما قبلها من الآيات وه-ي من قوله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانِ قَرِيبٍ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ

ص: 225


1- سورة الشعراء: 102.
2- سورة غافر: 84.
3- سورة سبأ: 54.

وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ).

وسيأتي من المصنِّف في تسلسل (113) ذكر قوله تعالى: ﴿وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ)، وكيف ما كان فلم أرَ مَن ذكر ه-ذه الآيات غير المصنِّف في هذا الباب.

نعم ورد من طرقنا في عدّة من الروايات أنّ الآيات متعلّقة بالإمام المهدي عجّل الله فرجه فِمَن شاء فليراجع.

[109]

(لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ..).

أقول: تتمّة الآية ﴿وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ)،(1) وهذه الآية من الآيات التي ذكرها المصنِّف، وجعلها دالّة على فضل علي وأولادها علیهم السلام، ولم أجد فيما حضرني من المصادر على كثرتها التي مظان ذكر تلك الآيات من ذكرها كذلك وفيما أحسب أنّه أراد ذكر الآية (144) من سورة النساء، وهي قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)، وكيف ما كان فالمصنِّف ذكرها دالّة على فضل علي علیه السلام تأويلاً، ولاسيّما بضميمة الآية المتقدّمة.

ص: 226


1- سورة آل عمران: 28.

[110]

(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ).

(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ).(1)

أقول: من جملة ما ذكره المصنِّف من الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما رواه ابن عساكر (571ه-) بإسناده: أنّه سأل رجل أحمد بن حنبل عن قول النبي صلّی الله علیه وآله علي قسيم النار، فقال هذا حديث يضطرب طريقه عن الأعمش، ولكن الحديث الذي لیس عليه لَبس قول النبي صلّی الله علیه وآله: يا علي لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، وقال الله عزَّوجلَّ: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)، فمَن أبغض علياً فهو في الدرّك الأسفل من النار.(2)

وقال الكنجي الشافعي (658ه-) في كفاية الطالب): قال محمّد بن منصور الطوسي: كنا عند أحمد بن حنبل، فقال له رجل: يا أبا عبد الله ما تقول في الحديث الذي يُروى أنّ علياً قال: أنا قسيم النار؟

فقال أحمد وما تنكرنّ من هذا الحديث؟ أليس روينا أنّ النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم قال لعلي: لا يحبّك إلّا مؤمن، ولا يبغضك إلّا منافق؟

قلنا: بلی.

قال: فأين المؤمن؟

قلنا: في الجنّة.

قال: فأين المنافق؟

ص: 227


1- سورة النساء: 145.
2- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 253/2.

قلنا: فی النار.

قال: فعلي قسيم النار.(1)

ونقل صاحب كتاب (بشارة المصطفى) (نحو 525ه-) قال: حدّثنا أبو علي ابن أبي ياسر، قال: حدّثني عيسى بن فاشي، قال: قدمتُ من المدائن إلى بغداد، فدخلت سكّة من السكك التي لم يكن لي عهد بسلوكها، فوجدتُ جمعاً كثيراً من أصحاب الحديث مع المحدِّث، فنزلتُ عن دابّتي وقعدتُ في آخر الناس، فلمّا تمّ المجلس وتفرّقوا تقدّمتُ إلى المحدِّث؛ لأسأله عن أشياء وكان أحمد ابن حنبل، فقلتُ: أنا أعزّك الله رجل من السواد، ومذهبنا موالاة أهل البيت علیهم السلام، وترد إلينا أحاديث يجب أن نعرف صحّتها، فأسألك عن بعضها؟

فقال: سَلْ؟

فقلتُ: الحديث يروى في علي بن أبي طالب علیهما السلام: أنت قسيم النار؟

قال: وكان على يمينه أحمد بن نصر ينكر الحديث، فسكته أحمد وقال: إنّه يسأل (كذا)، ثمّ قال: هذا حديث في إسناده (اضطراب) ولكن في الحديث الآخر: (اللّهم والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه)، ما يغني عنه وهو حديث صحيح، ولا يجوز إلّا أن يكون من والاه في الجنّة، ومن عاداه في النار، فمعنى ه-ذا الحديث في هذا الحديث.(2)

فالاستدلال من الإمام أحمد بحديث: لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق.

ص: 228


1- كفاية الطالب: 72، وينظر: طبقات الحنابلة: 127/1 في ترجمة محمّد بن منصور.
2- بشارة المصطفى: 405.

وكذا بحديث: اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، استدلال صحيح معاضد للحديث غير مخالف له، كما أنّه تنطبق عليه الآية الكريمة فتكون دالّة على فضل علي علیه السلام، وذم مبغضيه، وأنّ مصيرهم في الدّرك الأسفل من النار، كما ذكر المصنِّف.

وأمّا حديث: لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق، فقد ذكره غير واحد الحفّاظ والمحدِّثين، فهو حديث متواتر متفق عليه عندهم، ولإتمام الفائدة سأذكر بعض تلك المصادر، وأمّا حديث: اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه، فذكرتُ مصادره عند ذكر المصنِّف للآية (67) من سورة المائدة، فراجع.(1)

فأقول: أخرج الإمام أحمد (241ه-) بسنده عن أم سلمة أنّها سمعت رسول الله صلّى الله عليه [وآله] يقول لعلي: لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق.(2)

وأخرجه أيضاً عن زرّ بن حبيش، عن علي رضی الله عنه، قال: عهد إليّ النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم أنّه لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلّا منافق، وعلّق عليه شعيب الأرنؤوط بقوله: إسناده صحيح على شرط الشيخين.(3)

وأخرجه في (فضائل الصحابة) أيضاً.(4)

وأخرجه الحافظ أبو الحسن ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب) بطرق مختلفة في ثمانية أحاديث.(5)

ص: 229


1- ينظر: ص 55 من هذا الكتاب.
2- مسند الإمام أحمد: 377/2.
3- مسند الإمام أحمد: 138/1.
4- ينظر: فضائل الصحابة: 429/2.
5- ينظر: مناقب علي بن أبي طالب علیه السلام: 190 - 196.

وأخرجه الترمذي (279ه-) في سُننه أيضاً، وعلّق عليه أبو عيسى بقوله: هذا حديث حسن صحيح، وقال الشيخ الألباني: صحيح.(1)

وممّن أخرجه أيضاً:

1. النسائي (303ه-) في خصائص علي،(2) والسنن الكبرى.(3)

2. أبو يعلى الموصلي (307ه-) في مسنده.(4)

3. البغوي (510ه-) في تفسير البغوي: 327/7.

4. ابن الأعرابي (340ه-) في معجم ابن الأعرابي: 470/2.

5. الطبراني (360ه-) في المعجم الأوسط 200/5.

6. ابن عبد البرّ (463ه-) في الاستذكار: 446/8.

7. أبونعيم الإصفهاني (430ه-) في حلية الأولياء: 185/4، الفضائل: 119/1.

8. الخطيب البغدادي (463ه-) في تاريخ بغداد: 363/6.

9. الذهبي (748ه-) في تاريخ الإسلام: 485/1.

10. ابن كثير (774ه-) في البداية والنهاية: 355/7.

11. ابن حجر العسقلاني (852ه-) في فتح الباري: 60/1 و ج 58/7.

12. القندوزي الحنفي (1294ه-) في ينابيع المودّة: 138.

13. أبو العلا المباركفوري (1353ه-) في تحفة الأحوذي: 147/9.

ص: 230


1- سنن الترمذي: 643/5.
2- ينظر الخصائص: 105/1.
3- ينظر: السنن الكبرى 137/5.
4- ينظر: مسند أبي يعلى: 279/1.

[111]

(وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ).

(وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ).(1)

أقول: من الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، وذكرها المصنِّف في كتابه، هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحافظ ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب) بسنده عن أبي سعيد الخدري في قوله عزَّوجلَّ: ﴿وَلَتَعْرِ فَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْل)، قال: ببغضهم علي بن أبي طالب.(2)

وأخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) عن أبي سعيد الخدري بثلاث طرق،(3)وأسنده الحافظ الكنجي الشافعي (658ه-) إلى الخدري أيضاً في معنى الآية: لحن القول بغض علي.(4)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه وابن عساكر أبي سعيد الخدري رضی الله عنه في قوله تعالى: ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)، قال: ببغضهم علي بن أبي طالب.(5)

وقال: وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضی الله عنه قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم إلّا ببغضهم علي بن أبي طالب.(6)

ص: 231


1- سورة محمّد صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: 30.
2- المناقب لابن المغازلي: 315.
3- شواهد التنزيل: 178/2 - 179.
4- كفاية الطالب: 235.
5- الدرّ المنثور: 443/7 ط المحقّقة.
6- المصدر نفسه.

وأخرج ابن عساكر الدمشقي (571ه-) عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)، قال: ببغضهم علي بن أبي طالب.(1)

[112]

(كِتَابٌ مَّرْقُومٌ).

(كِتَابٌ مَّرْقُومٌ).(2)

أقول: وردت هذه الآية الكريمة في سورة المطفّفين مرّتين بعد قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ)،(3) وبعد قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلَّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ).(4)

وقد ذكر المصنِّف الآية المرتبطة بالمورد الثاني، وأنّها واردة في بيان فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ما ذكره ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-)، فقد روى تفسيره بسنده عن أبي عبد الله علیه السلام قال في قوله الله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ)، ببغض محمّد و آل محمّد صلّی الله عليه وآله، (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِليُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ)، بحبّ محمّد وآل محمّد صلّی الله عليه [وآله] وسلّم.(5)

ص: 232


1- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 421/2. وللمزيد من المصادر ينظر الكشّاف المنتقى: 88.
2- سورة المطفّفين: 20.
3- سورة المطفّفين: 7 - 9.
4- سورة المطفّفين: 18 - 20.
5- تفسير فرات الكوفي: 543.

[113]

(وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ).

(وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ).(1)

أقول: من جملة ما ذكره المصنِّف من الآيات الدالّة على فضل علي وأبنائه علیهم السلام هذه الآية من سورة سبأ، ولم أجد من ذكرها غيره في هذا الباب.

[114]

(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).

(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).(2)

أقول: لا خلاف في أنّ الموصوف بهذه الآية الكريمة هو النبي الكريم محمّد صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، والمصنِّف قد أوردها في كتابه هذا وجعلها من جملة الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما رواه غير واحد من الخاصّة، أنّه لمّا نزلت ولاية علي علیه السلام أقامه رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، فقال: مَن كنت مولاه فهذا علي مولاه.

فقال رجل: لقد فتن بهذا الغلام، فأنزل الله تعالى: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).(3)

ص: 233


1- سورة سبأ: 52.
2- سورة القلم: 4.
3- تفسير فرات الكوفي: 495 - 497، بصائر الدرّجات: 532، تأويل الآيات الظاهرة: 686 وغيرها.

[115]

(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ).

(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ).(1)

أقول: من الآيات التي أوردها المصنِّف في هذا الكتاب هذه الآية الكريمة، وقد ذكر جملة من المفسِّرين، وغير واحد من المحدِّثين والحفّاظ أنّ هذه الآية نزلت في علي أمير المؤمنين علیه السلام، حينما وقع نزاع بينه وبين الوليد بن عقبة، فقد أخرج الإمام أحمد بن حنبل (241ه-) في (فضائل الصحابة) بسنده عن ابن عبّاس أنّ الوليد ابن عقبة قال لعلي: ألستُ أبسط منك لساناً، وأحدّ منك سناناً، وأملأ منك حشواً؟

فأنزل الله عزَّوجلَّ: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ﴾.(2)

وأخرجه الطبري عن عطاء بن يسار، قال: نزلت في المدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط، كان بين الوليد وبين علي كلام، فقال: الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لساناً، وأحدّ منك سناناً، وأردّ منك للكتيبة؟

فقال علي: اسكت فإنّك فاسق، فأنزل الله فيهما: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ﴾ إلى قوله: (بهِ تُكَذِّبُونَ).(3)

وقال الواحدي (468ه-): نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة، وساق الحديث عن ابن عبّاس وزاد (قال: يعني بالمؤمن علياً، وبالفاسق الوليد بن عقبة).(4)

ص: 234


1- سورة السجدة: 18.
2- فضائل الصحابة: 610/2/ح 1043.
3- جامع البيان: 188/20.
4- أسباب التنزيل: 263.

وروى المحبّ الطبري في الذخائر وفي الرياض (694ه-) قال: نزلت في علي ابن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط لأمر بينهما، وقال: أخرجه الحافظ السلفي.(1)

وأخرج القرطبي (671ه-) عن ابن عبّاس وعطاء بن يسار: أنّها نزلت في علي ابن أبي طالب والوليد بن عقبة، ثمّ قال: وذكر الزجّاج والنحّاس أنّها نزلت في علي وعقبة بن أبي معيط.(2)

وأخرج البلاذري (279ه-) في أنساب الأشراف عن ابن عبّاس أنّ الوليد ابن عقبة قال لعلي: أنا أسلط منك لساناً، وأحدّ سناناً، وأربط جناناً، وأملأ لحشو الكتيبة؟

فقال: اسكت يا فاسق فأنزل الله عزَّوجلَّ: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ)، يعني بالمؤمن علياً علیه السلام.(3)

وقال ابن كثير الدمشقي (774ه-) في تفسيره: وقد ذكر عطاء بن يسار والسدي وغيرهما: أنّها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط، ولهذا فصل حكمهم فقال: (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أَعِيدُوا فِيهَا﴾.(4)

ص: 235


1- ذخائر العقبى 420/1، والرياض النضرة: 206/2.
2- الجامع لأحكام القرآن: 96/14.
3- أنساب الأشراف: 288/1.
4- سورة السجدة: 19 - 20. تفسير القرآن الكريم: 369/6.

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): أخرج أبو الفرج الإصفهاني في كتاب الأغاني، والواحدي، وابن عدي، وابن مردويه، والخطيب، وابن عساكر من طرف ابن عبّاس رضی الله عنه قال: قال الوليد لعلي بن أبي طالب رضی الله عنه: أنا أحدّ منك سناناً، وأبسط منك لساناً، وأملأ للكتيبة منك؟

فقال له علي رضی الله عنه: اسكت فإنّما أنت فاسق!

فنزلت: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ)، يعني بالمؤمن علياً، وبالفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط.(1)

وقال: وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضی الله عنه مثله.(2)

وإليك قائمة بذكر بعض المصادر التي ذكرت ذلك:

1. فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل (241ه-): 21/3.

2. المعارف لابن قتيبة (276ه-): 73/1.

3. أنساب الأشراف للبلاذري (279ه-): 288/1.

4. تفسير الحبري للحسين بن الحكم (286ه-): 295.

5. جامع البيان للطبري (310ه-): 187/20.

6. معالم التنزيل للبغوي (317ه-): 307/6.

7. تفسير فرات لفرات الكوفي (352ه-): 327 و 328.

8. الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (356ه-): 23/2.

ص: 236


1- الدرّ المنثور: 487/6 المحقّقة.
2- الدرّ المنثور: 487/6.

9. الاستيعاب لابن عبد البر (463ه-): 493/1.

10. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (463ه-): 321/12.

11. أسباب النزول للواحدي (468ه-): 263.

12. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني (483ه-): 445/1.

13. المناقب لابن المغازلي (483ه-): 324.

14. المناقب للخوارزمي (568ه-): 189.

15. تاریخ دمشق لابن عساكر (571) ه-): 235/63.

16. العمدة لابن بطريق (600ه-): 341.

17. مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي (652ه-): 20 ط الحجرية.

18. شرح نهج البلاغة للمعتزلي (656ه-): 16/3.

19. كفاية الطالب للكنجني الشافعي (658ه-): 55.

20. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (671ه-): 96/14.

21. ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 420/1.

22 الرياض النضرة لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 206/2.

23. لباب التأويل للخازن (141ه-): 158/5.

24. نظم درر السمطين للزرندي الحنفي (750ه-): 86/1.

25. تفسير القرآن الكريم لابن كثير الدمشقي (774ه-): 369/6.

26. المستطرف في كلّ فنّ مستظرف للأبشيهي (بعد 852ه-): 286.

ص: 237

27. الدرّ المنثور للسيوطي (911ه-): 476/6 المحقّقة.

28. لباب النزول للسيوطي (911ه-): 155/1.

29. فتح القدير للشوكاني (1250ه-): 11/6.

30. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي (1294ه-): 250/1.

[116]

(ويَقُولُونَ آمَنَّا ِباللهِ وَالرَّسُولِ..).

أقول: تتمّة الآية ﴿وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ)،(1) وهي من الآيات التي أوردها المصنِّف في كتابه ه-ذا ه-ذه الآية الكريمة، وقد رُوي عن محمّد بن العبّاس بسنده عن ابن عبّاس قال: لمّا قدم النبي صلّی الله علیه وآله المدينة أعطى علياً وعثمان أرضاً، أعلاها لعثمان وأسفلها لعلي علیه السلام، فقال علي لعثمان: إنّ أرضي لا تصلح فاشتري منّي أو بعني.

فقال له أبيعك، فاشترى منه علي.

فقال له أصحابه: أيّ شيء صنعت؟ بعت أرضك من علي! وأنت لو أمسكت عنه الماء ما أنبتت أرضه شيئاً حتّى يبيعك بحكمك، فجاء عثمان إلى علي، وقال: لا أُجيز البيع؟!

فقال له: بعتَ ورضيت، وليس ذلك لك؟

قال: فاجعل بيني وبينك رجلاً؟

ص: 238


1- سورة النور: 47.

قال علي: النبي صلّی الله علیه وآله؟

فقال: هو ابن عمّك؛ ولكن اجعل بيني وبينك رجلاً غيره؟!

قال: علي لا أُحكّمك إلى غير النبي، والنبي شاهد علينا، فأبى ذلك، فأنزل الله هذه الآيتين: ﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرضُونَ).(1)

[117]

(مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ).

(مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ).(2)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية من سورة المجادلة، وأنّها تدلّ على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما ورد في مصادر الخاصّة من أنّ المنافقين اجتمعوا وتعاهدوا وكتبوا كتاباً: لئن مات محمّد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوّة أبداً، فأنزل الله هذه الآية...

[118]

(أمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم).

(أمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم).(3)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف لدلالتها على فضل علي علیه السلام، لمّا صحَّ عنده هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما ورد من طرقنا في غير واحد من

ص: 239


1- تفسير فرات الكوفي: 287.
2- سورة المجادلة: 7.
3- سورة الزخرف: 80.

المصادر، فقد روي عن النوفلي بسند متّصل إلى بريدة الأسلمي، أنّ النبي صلّی الله علیه وآله قال لبعض أصحابه: سلِّموا على علي بإمرة المؤمنين.

فقال رجل من القوم: لا والله لا تجتمع النبوّة والخلافة في أهل بيت أبداً؟!

فأنزل الله عزَّوجلَّ: (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ).(1)

[119]

(وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِالْحَادٍ بِظُلْمٍ)

(وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِالْحَادٍ بِظُلْمٍ)(2)

أقول: هذه الآية تتحدّث عن أحد الخصمين اللذيْن اختصما في ربّهم، وهم الذين كفروا، وقد عرفتَ فيما تقدّم عند التعرّض للآية (19) من سورة الحجّ تحت رقم [45] ضمن تسلسل المصنِّف للآيات، أنّ المقصود بالخصمين ه-م الستّة نفر من قريش، وهم: الحمزة وعلي وعبيدة بن الحارث (وهم المؤمنون)، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة (وهم الكفّار)، ثمّ ذكرت الآيات بعدها حال الكفّار فقالت: (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطَّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ).(3)

ثمّ ذكرت حال المؤمنين فقالت: (إنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

ص: 240


1- تفسير القمي: 289/2، الكافي: 180/8، تأويل الآيات الظاهرة: 553.
2- سورة الحج 25.
3- سورة الحج: 19 - 22.

الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُوْلُوْاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ).(1)

ثمّ ذكرت بعض حالات الذين كفروا فقالت: (إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِالْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).

وقد ورد أنّ الكفّار قد تعاهدوا بعد واقعة بدر على أن يلحدوا في فضل أمير المؤمنين علیه السلام، و یصدوا النبي صلّی الله علیه وآله عن المسجد الحرام فنزلت هذه الآية، ويؤيّد ذلك ما رواه غير واحد من مفسّري الخاصة.(2)

[120]

(أمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرمُونَ).

(أمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرمُونَ).(3)

أقول: من جملة ما ذكره المصنِّف من الآيات الدالّة على فضل ومنزلة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیهما السلام هو هذا المقطع من الآية التاسعة والسبعين من سورة الزخرف، وذلك لما صحّ عنده من دلالتها على ذلك، ولم أجد غيره من علماء الجمهور من ذكرها في هذا الباب، نعم ورد في روايات أصحابنا أنّها مرتبطة بما نحن فيه فمن شاء فليراجع.

ص: 241


1- سورة الحج: 23 - 24.
2- ينظر: تفسير القمى: 83/2.
3- سورة الزخرف: 79.

[121]

(يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا..).

أقول: تتمّة الآية ﴿وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا)،(1) وهي من الآيات التي ذكرها المصنِّف هذه الآية، وهي تدلّ على كفر أعداء علي علیه السلام، ومن ثمَّ تدلّ على فضله علیه السلام، وقد ذكر جمع من المفسِّرين والحفّاظ أنّ المعني بالآية هم الذين أرادوا أن يدفعوا النبي صلّی الله علیه وآله ليلة العقبة، وكانوا قد أجمعوا أن يقتلوا رسول الله صلّی الله علیه وآله وهم معه في بعض أسفاره، فجعلوا يلتمسون غرّته حتّى أخذ في عقبة فتقدّم بعضهم وتأخّر بعضهم وذلك ليلاً.

قالوا: إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي... الخ.

وهذا ما أخرجه ابن أبي حاتم (327ه-)، وأبو الشيخ عن الضحّاك(2) وغيرهم. فهذه الآية إذن فيها دلالة واضحة على كفر أُولئك المنافقين الذين أرادوا الفتك برسول الله صلّی الله علیه وآله و لم يؤمنوا بما قاله في علي علیه السلام.

[122]

(إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم).

(إنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم).(3)

أقول: قد تقدّم في الآية (30) من سورة محمّد صلّی الله علیه وآله في تسلسل المصنِّف [111] من هذا الكتاب ما يتعلّق بالمقام، فإنّ الآيات المذكورة تحكي حال

ص: 242


1- سورة التوبة: 74.
2- الكشّاف: 449/2، الكشف والبيان: 125/2، الدرّ المنثور: 117/5.
3- سورة محمّد: 25.

المرتدين وأنّهم معروفون في لحن القول، وذلك بحسب السياق فراجع.(1)

مضافاً إلى ما ورد من أنّ سورة محمّد صلّی الله علیه وآله، نزلت آية في آل محمّد صلّی الله علیه وآله وآية في عدوّهم(2) كما تقدّم.

[123]

(الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْء).

(الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْء).(3)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف مما لها دلالة على فضل ومنزلة علي علیه السلام هذه الآية، وهي تدلّ على ذمّ المنافقين والكافرين، و أنّهم ظنّوا أنّ الله لا ينصر رسوله، ولم أجد مَن ذكر هذه الآية في هذا الباب غير المصنِّف، ولعلّه ذكرها وأراد منها العموم والشمول لكلِّ مَن ظن بالله ظنّ السوء وكره ما أنزل الله تعالى في علی علیه السلام والله العالم.

[124]

(فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ..).

أقول: تتمّة الآية ﴿وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)،(4) وأورد المصنِّف هذه الآية الكريمة في كتابه هذا لدلالتها على فضل أمير المؤمنين علیه السلام، ويشهد له ما أخرجه

ص: 243


1- ينظر ص 231 من هذا الكتاب.
2- ينظر ص 155 من هذا الكتاب.
3- سورة الفتح: 6.
4- سورة هود 12.

الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن زيد بن أرقم قال: إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم بولاية علي ابن أبي طالب عشيّة عرفة، فضاق بذلك رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم مخافة تكذيب أهل الإفك والنفاق، فدعا قوماً أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم، فلم ندرِ ما نقول له: فبكى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم؛ فقال له جبرئيل: يا محمّد أجزعت من أمر الله؟

فقال: كلّا يا جبرئيل، ولكن علم ربّي ما لقيتُ من قريش إذ لم يقرّوا لي بالرسالة حتّى أمرني بجهادهم، فأهبط إلىّ جنوداً من السماء فنصروني فكيف يقرّون لعلي من بعدي؟!

فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ﴾.(1)

وأخرج أيضاً بسنده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: سألت ربّي خلاص قلب علي ومؤازرته ومرافقته، فأعطيت ذلك.

فقال رجل من قريش: لو سأل محمّد ربّه شناً فيه صاع من تمر(2) لكان خيراً له ممّا سأله!

فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فشقّ عليه فأنزل الله تعالى: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ﴾.(3)

وقال: وقرأت في التفسير العتيق الذي عندي عن أبي جعفر محمّد بن علي

ص: 244


1- شواهد التنزيل: 272/1.
2- الشن: السقاء البالي.
3- شواهد التنزيل: 373/1.

قال: قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: إنّي سألت ربّي مؤاخاة علي ومودّته، فأعطاني ذلك ربّي.

فقال رجل من قريش: والله لصاع من تمر أحبّ إلينا ممّا سأل محمّد ربّه، أفلا سأل ملكاً يعضده أو ملكاً يستعين به على عدوّه!

فبلغ ذلك رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، فشقّ عليه ذلك فأنزل الله تعالى عليه: (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ).(1)

وأخرجه أيضاً بطريق آخر عن فرات الكوفي.(2)

وقد أخرج فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره ما يتعلّق بذلك في حديثين.(3)

[125]

﴿وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ).

﴿وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ).(4)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذا الذي جمع فيه جملة الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام هذه الآية الكريمة من سورة الشورى وتتمة الآية: ﴿وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ).

ص: 245


1- شواهد التنزيل: 373/1.
2- شواهد التنزيل: 373/1.
3- تفسیر فرات الكوفي: 186 - 187.
4- سورة الشورى: 44.

كما أنّه ذكر الآية التالية لهذه الآية من نفس السورة تحت تسلسل [126] وهي قوله تعالى: ﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيم).

وهذه الآيات الكريمة قد صحّت دلالتها على فضل ومنزلة أمير المؤمنين علیه السلام عند المصنِّف فذكرها في هذا الكتاب على أنّي لم أجد غيره من علماء الجمهور ممَّن صنّف في هذا الباب من ذكر ذلك.

نعم قد ذكر ذلك في مصادر الخاصّة فمَن شاء فليراجع.

[126]

﴿وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنفُسَهُمْ).

﴿وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أنفُسَهُمْ).(1)

أقول: هذه هي الآية الخامسة والأربعون من سورة الشورى، قد ذكرها المصنِّف في جملة الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام لصحّة دلالتها عنده على ذلك.

[127]

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ...).

أقول: تتمّة الآية (فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ)،(2) والمصنِّف في كتابه هذا ذكر مجموعة من الآيات الدالّة على منزلة

ص: 246


1- سورة الشورى: 45.
2- سورة البقرة: 204.

وفضل علي أمير المؤمنين علیه السلام، وهذه الآية جاءت في مقابل الآية (207) من نفس السورة وهي قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ).

وقد نصّ المفسِّرون والحفّاظ والمحدِّثون أنّ الذي شرى نفسه ه-و علي بن أبي طالب كما تقدّم في هذا الكتاب.(1)

أمّا هذه الآية فقد نقل ابن أبي الحديد (656ه-) عن أُستاذه أبي جعفر أنّه قال: وقد روي أنّ معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتّى يروي أنّ هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب علیه السلام: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ

الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ)، وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم وهي قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللهِ)، فلم يقبل، فبذل له مائتي ألف درهم فلم يقبل، فبذل له ثلاثمائة ألف فلم يقبل، فبذل له أربعمائة ألف، فقبل وروى ذلك.(2)

وإليك قائمة بأسماء المصادر التي تذكر أنّ هذه الآية نزلت في غير ما رواه سمرة بن جندب فقد ذكر المفسِّرون وأهل الحديث وأعلام المخالفين أنّها نزلت في الأخنس بن شريف الثقفي حليف لبني زهرة، أقبل إلى النبي صلّی الله عليه وآله وسلم في المدينة وقال: جئت أريد الإسلام، ويعلم الله أني لصادق، فأعجب النبي صلّی الله عليه وآله وسلم ذلك منه إلى آخر القصّة، أو أنّها نزلت فيمن نافق فأظهر بلسانه ما ليس بقلبه أو نزلت في سرية

ص: 247


1- ينظر ص 112 من هذا الكتاب.
2- شرح نهج البلاغة: 73/4.

الرجيع(1) كما هو صريح جملة من المفسرين الذين ذكروا سبب نزولها، ودونك بعض هذه المصادر:

1. جامع البيان للطبري (310ه-): 229/4.

2. تفسير ابن أبي حاتم الرازي (327ه-): 56/2.

3. تفسير البغوي للبغوي (510ه-): 235/1.

4. تفسير الكشف والبيان للثعلبي (427 أو 437ه-): 400/1.5.

5. أسباب النزول للواحدي (468ه-): 19/1.

6. الوجيز للواحدي (468ه-): 54/1.

7. أحكام القرآن للجصاص (370ه-): 281/3.

8. الكشّاف للزمخشري (538ه-): 281/1.

9. أحكام القرآن لابن عربي (543ه-): 282/1.

10. الروض الآنف للسهيلي (581ه-): 321/1.

11. زاد المسير لابن الجوزي (597ه-): 195/1.

12. مفاتيح الغيب (606ه-): 214/3.

13. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 18/3.

14. لباب التأويل للخازن (141ه-): 192/1.

15. تفسير البحر المحيط لابن حيّان (754ه-): 289/2.

ص: 248


1- الرجيع: موضع بين مكّة والمدينة.

16. تفسير القرآن الكريم لابن كثير (774ه-): 562/1.

17. البداية والنهاية لابن كثير (774ه-): 67/4.

18. السيرة النبوية لابن كثير (774ه-): 132/3.

19. تفسير ابن عرفة للعبدي (803ه-): 262/1.

20. عمدة القاري للعيني الحنفي (855ه-): 274/19.

21. الجواهر الحسان للثعالبي (876ه-): 117/1.

22. تفسير الجلالين للمحلي (864ه-) والسيوطي (911ه-): 210/1.

23. الدرّ المنثور للسيوطى (911ه-): (486/1.

24. الإتقان في علوم القرآن للسيوطى (911ه-): 403/1.

25. لباب النزول للسيوطي (911ه-): 29/1.

26. فتح القدير للشوكاني (1250ه-): 279/1.

وليت شعري كيف ذكرها المصنِّف في كتابه هذا الذي هو في بيان ما نزل في علي من القرآن تفسيراً أو تأويلاً ممّا يدلّ على فضله ومنزلته، فقد قال المصنِّف بعد آخر آية ذكرها حسب تسلسله وهي الآية (7) من سورة الإنسان (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ)، قال: فذلك كلّه مائة وست وخمسون آية في فضل علي وأولاده.

فهو إذن في صدد رصد الآيات الدالّة على فضله علیه السلام، وهذه الآية كما ه-و صريحها دالّة على ذمّ صاحبها، ولا ينقضي عجبي أنّه كيف التبس عليه الأمر فذكرها في جملة الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام!

وربُّما أراد ذكرها مقدّمة لذكر آية: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ)؛ وَإِلَّا

ص: 249

فليس من المعقول أن يذكر كلا الآيتين ويجعلهما دالّتين على فضل علي علیه السلام، وهما متضادّتان معنى ودلالة ونزولاً.

[128]

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً).

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً).(1)

أقول: من الآيات التي أوردها المصنِّف في عداد الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام هذه الآية، ويؤيّد ذلك ما أخرجه صاحب كتاب (غاية المرام) (1107ه-) عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً)، قال: كفرت بنو أُمية بمحمّد وأهل بيته.(2)

ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه فرات بن إبراهيم (352ه-) في تفسيره بسنده عن هبيرة قال: كنَّا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام فقرأ: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نعْمَةَ اللهِ كُفْراً)، قال: تدري فيمن نزلت؟

قلت: لا.

قال: نزلت في الأفجرين من قريش في بني أُميّة، وبني المغيرة، فأما بنو المغيرة، فقطع دابرهم يوم بدر، وأمّا بنو أُميّة فتمتّعوا إلى حين.(3)

فهذه الآية تدلّ على ذمّ أعداء علي وأهل بيته، ومن ثمَّ تدلّ على فضل أمير المؤمنين وآله المعصومين علیهم السلام.

ص: 250


1- سورة إبراهيم: 28.
2- غاية المرام: 1/ب53/57.
3- تفسير فرات الكوفي: 221.

[129]

(إن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ).

(إن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ).(1)

أقول: أورد المصنِّف هذه الآية لدلالتها على منزلة أمير المؤمنين وأهل بيته علیهم السلام ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن أبي صالح مولى أُم هاني: أنّ عبد الله بن عبّاس قال: نزلت هذه الآية فينا، وفي بني أُميّة سيكون لنا عليهم الدولة فتذلّ لنا أعناقهم بعد صعوبة، وهوان بعد عزّة ثمّ قرأ: (إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ).(2)

[130]

(فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَن السُّوء وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).

(فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَن السُّوء وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ).(3)

أقول: المصنِّف ذكر المقطع الأوّل من الآية وهو قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا به)، وهذا المقطع ذُكر في سورة الأعراف الآية (165) وذُكر في سورة الأنعام الآية (44).

وأظنّه أراد ما ذُكر في سورة الأنعام أو أنّه قد صحّ عنده تأويل هذه الآية من

ص: 251


1- سورة الشعراء: 4.
2- شواهد التنزيل: 417/1.
3- سورة الأعراف: 165.

سورة الأعراف، وأنّها دالّة على فضل علي علیه السلام، وذمّ تاركي ولايته، وهذا يؤيّد ما أشار إليه سماحة السيّد الخرسان دامت أيام إفاضاته في المقدّمة حيث قرب أنّ المصنِّف كان في صدد رصد الآيات وفهرستها واستحضارها حسب ما يحضر في ذهنه منها.(1)

أمّا الآية (44) من سورة الأنعام وهي قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ).

فقد روى فرات الكوفي (352ه-) بسنده عن جابر قال: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ)، قال أبو جعفر علیه السلام: أمّا قوله (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ)، يعني فلما تركوا ولاية علي بن أبي طالب علیه السلام وقد أمروا بها.(2)

ورواه أيضاً علي بن إبراهيم القمّي مع زيادة.(3)

وأخرجه الصفّار (290ه-) أيضاً في (بصائر الدرّجات)،(4) والعياشي (نحو 320ه-) في تفسيره،(5) والمجلسي (1110ه-) في بحاره،(6) وغيرهم.

ص: 252


1- راجع مقدمة هذا الكتاب.
2- تفسير فرات الكوفي: 133.
3- ينظر: تفسير القمّي: 200/1.
4- ينظر: بصائر الدرّجات: 84 باب آخر في ولاية أمير المؤمنين علیه السلام.
5- ينظر: تفسير العياشي: 381/1.
6- ينظر: بحار الأنوار: 328/24 و 524/31 و 370/35 و 93/36.

[131]

(ونُريدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).

(ونُريدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).(1)

أقول: من الآيات الكريمة التي ذكرها المصنِّف هذه الآية المباركة، وأنّها تدلّ على فضل أمير المؤمنين علي علیه السلام، ويدلّ على ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بإسناده عن حنش، عن علي قال: من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم فإنّا وأشياعنا يوم خلق السموات والأرض على سُنّة موسى وأشياعه، وإنّ عدوّنا يوم خلق السموات والأرض على سنّة فرعون وأشياعه، فليقرأ هؤلاء الآيات: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ) والآية: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا) إلى قوله: (يَحْذَرُونَ) فأقسم بالذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة، وأنزل الكتاب على موسى صدقاً وعدلاً ليعطفن عليكم هؤلاء الآيات (كذا) عطف الضروس على ولدها.(2)

وروى بإسناده عن المفضل بن عمر قال: سمعتُ جعفر بن محمّد الصادق يقول: إنّ رسول الله نظر إلى علي والحسن والحسين فبكى؛ وقال: أنتم المستضعفون بعدي.

قال المفضّل: فقلت له: ما معنى ذلك يا بن رسول الله؟

قال: معناه أنّكم الأئمّة بعدي، إنّ الله يقول: ﴿وَنُريدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)، فهذه الآية فينا جارية إلى يوم القيامة.(3)

ص: 253


1- سورة القصص: 5.
2- شواهد التنزيل: 430/1 - 434.
3- شواهد التنزيل: 430/1 - 434.

وروى فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) بسنده عن أبي المغيرة، قال: قال علي علیه السلام فينا نزلت هذه الآية: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).(1)

[132]

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ).

(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ).(2)

أقول: من جملة ما ذكره المصنِّف في هذا الكتاب هذه الآية، وأنّها تدلّ على فضل علي علیه السلام، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) إلى آخر الآية قال: نزلت في آل محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم.(3)

وأخرجه فرات الكوفي (352ه-) في تفسيره.(4)

وأخرج فرات أيضاً بسنده عن القاسم بن عوف قال: سمعت عبد الله بن محمّد يقول: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) إلى آخر الآية قال: هي لنا أهل البيت.(5)

وعن تفسير أبي عبيدة وعلي بن حرب الطائي، قال عبد الله بن مسعود: الخلفاء

ص: 254


1- تفسیر فرات الكوفي: 313 - 314.
2- سورة النور 55.
3- شواهد التنزيل: 412/1.
4- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 287.
5- تفسير فرات الكوفي: 288، والظاهر أنّ المقصود بعبد الله بن محمّد هو ابن محمّد بن الحنفية.

أربعة آدم: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)،(1) وداود ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً)(2) يعني بيت المقدس، وموسى قال لهارون: (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي)،(3) وعلي ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ) يعني علي بن أبي طالب (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) آدم وداود وهارون... الخ.(4)

[133]

(قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً).

(قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً).(5)

أقول: من ضمن الآيات الدالّة على منزلة علي وأه-ل بيته علیهم السلام، وذكره-ا المصنِّف في كتابه هذا هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الإمام أحمد ابن حنبل (241ه-) في فضائل الصحابة بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟

قال: علي وفاطمة وابناها.(6)

وأخرجه بعين السند واللفظ الطبراني (360ه-) في (المعجم الكبير).(7)

ص: 255


1- سورة البقرة: 30.
2- سورةص: 26.
3- سورة الأعراف: 142.
4- مناقب آل أبي طالب: 261/2.
5- سورة الشورى: 23.
6- فضائل الصحابة: 119/3.
7- ينظر: المعجم الكبير: 47/3.

وأخرجه ابن أبي حاتم (327ه-) في تفسيره من طريق سعيد بن جبير عن ابن عبّاس أيضاً.(1)

وأخرجه الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان) وقال: ودليل ه-ذا التأويل ما أخبرنا أبو منصور الجمشادي، وذكر السند إلى زيد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه علي بن أبي طالب قال: شكوتُ إلى رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم حسد الناس لي؟

فقال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة، أوّل مَن يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذرّيتنا خلف أزواجنا وشيعتنا من ورائنا.

وحدّثنا أبو منصور الجمشادي بسنده عن أُم سلمة، عن رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم أنّه قال لفاطمة: آتيني بزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى عليهم كساء فدكياً ثمّ رفع يديه عليهم فقال: اللّهمّ هؤلاء آل محمّد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمّد فإنّك حميد مجيد.

قالت: فرفعتُ الكساء لأدخل معهم فاجتذبه، وقال: إنّك على خير.

وروى أبو حازم عن أبي هريرة قال: نظر رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال: أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.(2)

هذا وقد ذكر ذلك غير واحد من أعلام العامّة في مصنّفاتهم وإليك قائمة ببعض تلكم المصادر:

1. فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل (241ه-): 119/3.

ص: 256


1- ينظر: تفسير ابن أبي حاتم: 195/2.
2- الكشف والبيان: 52/12.

2. تفسير الحبري للحسين بن الحكم (286ه-): 359.

3. تفسير ابن أبي حاتم (327ه-): 195/2، وقد ذكرنا قوله.

4. جامع البيان للطبري (310ه-): 525/21.

5. المعجم الكبير للطبراني (360ه-): 47/3.

6. الكشف والبيان للثعلبي (427 أو 437ه-): 52/12، وقد ذكرنا قوله.

7. المناقب لابن المغازلي (483ه-): 307.

8. شواهد التنزيل للحسكاني (483ه-): 130/2.

9. الكشّاف للزمخشري (538ه-): 191/6.

10. المناقب للخوارزمي (568ه-): 186.

11. ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري (694ه-): 45/1 و 126.

12. فرائد السمطين للحمويني (722) ه-): 2/ب 13/2.

13. تفسير القرآن لابن كثير (774ه-): 201/7.

14. مجمع الزوائد للهيثمي (807ه-): 168/9.

15. الدرّ المنثور للسيوطي (911ه-): 7/6.

16. الصواعق المحرقة لابن حجر (973ه-): 101 و 102 و 136.

17. ينابيع المودّة للقندوزي (1294ه-): 113 و 139 و 362.

18. فتح القدير للشوكاني (1250ه-): 381/6.

19. رشفة الصادي للحضرمى (1341ه-): (51.(1)

ص: 257


1- ولمزيد من المصادر ينظر: الكشّاف المنتقى للمرحوم الفتلاوي (1431ه-): 80 - 85.

[134]

(فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾.

(فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾.(1)

أقول: هذه الآية وردت في سورة الإسراء أيضاً بلفظ: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)،(2) وقد ذكر المصنِّف الآية من سورة الروم، وأنّها تدلّ على فضل أه-ل البيت علیهم السلام، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن ابن عبّاس قال: لما أنزل الله (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)، دعا رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلم فاطمة وأعطاها فدكاً؛ وذلك لصلة القرابة.(3)

وروى القندوزي الحنفي (1294ه-) عن أبي سعيد قال: لمّا نزلت (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا النبي صلّی الله عليه وآله وسلم فاطمة فأعطاها فدكاً.(4)

وأخرج الثعلبي (427) أو 437ه-) في (الكشف والبيان) قال: روى السدي عن ابن الديلمي قال: قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟

قال: نعم!

قال: أفما قرأت في بني إسرائيل: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)؟

قال: إنّكم القرابة التي أمر الله أن يؤتى حقّه؟

قال: نعم.(5)

ص: 258


1- سورة الروم: 38.
2- سورة الإسراء: 26.
3- شواهد التنزيل: 443/1.
4- ينابيع المودّة: ب 140/39.
5- الكشف والبيان: 14/8.

[135]

(فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُول وَلِذِي الْقُرْبَى).

(فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُول وَلِذِي الْقُرْبَى).(1)

أقول: هذه الآية الكريمة ذكرها المصنِّف في كتابه هذا لما فيها من دلالة على فضل علي وأولاده علیهم السلام، ويؤيّد ذلك ما رواه غير واحد من الخاصّة، ومنهم فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره بسنده عن أبي جعفر علیه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: ﴿مَّا أَفَاءِ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُول وَلِذِي الْقُرْبَى)، وما كان للرسول فهو لنا، ولشيعتنا حللناه لهم وطيّبناه لهم... .(2)

وقد أخرج الثعلبي (427) أو 437ه-) في (الكشف والبيان) قال: قال ابن عبّاس رضی الله عنه (في تفسير هذه الآية): وهي قريضة والنضير - وهما بالمدينة -، وفدك - وهي من المدينة على ثلاثة أميال-، وخيبر، وقرى عرينة، وينبع؛ جعله-ا الله تعالى لرسوله يحكم فيها ما أراد فاحتواها كلّها، فقال ناس: هلا قسَّمها؟

فأنزل الله سبحانه هذه الآية: ﴿مَا أَفَاءِ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُول ولِذِي الْقُرْبَى)، قرابة النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم وهم: بنو هاشم وبنو المطّلب.(3)

وقد تقدّم قريباً عند ذكر المصنِّف الآية (23) من سورة الشورى وهي قوله تعالى: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)، أنّ المقصود بالقربى هم: علي وفاطمة وابناهما علیهم السلام، فراجع.(4)

ص: 259


1- سورة الحشر: 7.
2- تفسير فرات الكوفي: 473.
3- الكشف والبيان: 192/9.
4- ينظر ص 255 من هذا الكتاب.

[136]

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً).

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً).(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف لما فيها من دلالة على فضل أمير المؤمنين علیه السلام هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن أبي قتيبة التميمي قال: سمعت ابن سيرين يقول: فجعله نسباً وصهراً، قال: هو علي بن أبي طالب.(2)

وأخرجه بسند آخر عن السدي قال: نزلت في النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم وعلي زوَّج فاطمة علياً وهو ابن عمّه وزوج ابنته كان نسباً وكان صهرا.(3)

وأخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان) بسنده عن أبي قتيبة أيضاً قال: سمعتُ ابن سيرين يقول في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً)، قال: نزلت في النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم وعلي بن أبي طالب، زوَّج فاطمة علياً، وهو ابن عمّه وزوج ابنته، فكان نسباً وصهراً.(4)

وأخرجه الحمويني (722ه-) في (فرائد السمطين) بإسناده المتّصل إلى حسين الأشقر قال: سمعت ابن سيرين يقول في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً)، قال: نزلت في النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، و علي بن أبي طالب علیهما السلام،

ص: 260


1- سورة الفرقان: 54.
2- شواهد التنزيل: 414/1.
3- شواهد التنزيل: 414/1.
4- الكشف والبيان 390/9.

زوّج فاطمة علياً، وهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسباً وصهراً.(1)

وأخرجه كذلك الزرندي الحنفي (750ه-) في (نظم درر السمطين)،(2) وحديث التزويج رواه غير واحد من الحفّاظ والمحدِّثين وقد أجاد وأفاد العلّامة الحجّة السيّد الخرسان دامت أيام إفاضاته، وجمع فأوعى في كتابه: (علي أمام البررة)، فقد تعرّض للحديث وما يتعلّق به بما لا مزيد عليه وذكر أكثر من مائة مصدر من مصادر العامّة التى ذكرت ذلك، وقال: هي غيض من فيض.(3)

[137]

(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ..).

أقول: تتمّة الآية (فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)،(4) وهي من الآيات التي ذكرها المصنِّف، لما فيها من دلالة على فضل علي علیه السلام هذه الآية الكريمة من سورة آل عمران، ولا يخفى أنّ هذه الآية تتحدّث بحسب السياق عن نفس الموضوع في الآية السابقة عليها وهي قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الفَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوا أَجْرٌ عَظِيمٌ).

ونزلت هذه الآية في حادثة معروفة ذكرها المؤرّخون والمفسِّرون تعرف بحادثة حمراء الأسد.(5)

ص: 261


1- فرائد السمطين: 370/1.
2- ينظر: نظم درر السمطين: 86/1.
3- ينظر علي أمام البررة: 141/2 - 167.
4- سورة آل عمران: 173.
5- ينظر: الدرّ المنثور: 498/2 - 499.

قال السيوطي (911ه-): وأخرج ابن مردويه عن أبي رافع أن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم وجّه علياً في نفر معه في طلب أبي سفيان؛ فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال: إن القوم قد جمعوا لكم؛ (قَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) فنزلت فيهم هذه الآية.(1)

وروى فرات بن إبراهيم (352ه-) بإسناده عن ابن عبّاس: وقوله (الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ) يعني الجراحة (لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)، قال: نزلت في علي بن أبي طالب علیه السلام وتسعة نفر، بعثهم رسول الله صلّی الله علیه وآله في أثر أبي سفيان حين ارتحل فاستجابوا لله ولرسوله.(2)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن أبي رافع: أن رسول الله بعث علياً في أُناس من الخزرج حين انصرف المشركون من أُحد، فجعل لا ينزل المشركون منزلاً إلّا نزله علي علیه السلام، فأنزل الله في ذلك: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ) يعني الجراحات (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ) هو نعيم بن مسعود الأشجعي، (إنَّ النَّاسَ) هو أبو سفيان بن حرب (قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ یَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ).(3)

وأخرج أيضاً بسنده عن ابن عبّاس في قوله: (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً

ص: 262


1- الدرّ المنثور: 499/2.
2- تفسير فرات الكوفي: 29.
3- شواهد التنزيل: 171/1.

نُّعاساً)،(1) نزلت في علي بن أبي طالب غشيه النعاس يوم أُحد، وقوله: ﴿الَّذينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) نزلت في علي بن أبي طالب وتسعة نفر معه بعثه-م رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في أثر أبي سفيان حين ارتحل فاستجابوا الله ورسوله.(2)

وأخرجه بطريق آخر إلى الحسين بن الحكم عن ابن عبّاس أيضاً.

وأخرجه بسنده إلى ابن أبي مريم قال: قال لي أبو عبد الله: إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بعث علياً في عشرة استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح.

وقوله: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)، إنّما نزلت في أمير المؤمنين علیه السلام.(3)

[138]

(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾.

(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾.(4)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف لصحّة دلالته-ا عنده على بيان فضل علي وأولاده علیهم السلام هذه الآية الكريمة من سورة آل عمران، ويؤيّد ذلك ما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره بسنده عن زياد الحذاء، قال: دخلتُ على أبي جعفر علیه السلام، فقلت: بأبي أنت وأمّي ربّما خلا بي الشيطان فخبثت

ص: 263


1- سورة آل عمران 154.
2- شواهد التنزيل: 172/1.
3- شواهد التنزيل: 173/1.
4- سورة آل عمران: 31.

نفسي ثمّ ذكرت حبّي إيّاكم وانقطاعي إليكم فطابت نفسي؟

فقال: يا زياد ويحك وما الدين إلّا الحب، ألا ترى إلى قول الله تعالى: (إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ).(1)

[139]

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبَّكُمْ).

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبَّكُمْ).(2)

ومحمّد نبيّكم وعلي إمامكم، قال أبو جعفر الباقر: ما نزل جبرئيل بها إلّا هكذا.

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف في كتابه هذا الآية (172) من سورة الأعراف، ويشهد لذلك ما أخرجه القندوزي الحنفي (1294ه-) في (ينابيع المودّة) عن حذيفة رفعه: لو علم الناس أنّ علياً متى سُمّي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سُمّي أمير المؤمنين، وآدم بين الروح والجسد.(3)

وأيضاً عن حذيفة رضی الله عنه قال: قال رسول الله صلّی الله علیه وآله: لو يعلم الناس متى سُمّي علي أمير المؤمنين لما أنكروا فضائله؛ سُمّي بذلك وآدم بين الروح والجسد وحين قال: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى)، فقال الله تعالى: أنا ربّكم ومحمّد نبيّكم وعلي أميركم.(4)

ص: 264


1- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 6.
2- سورة الأعراف: 172.
3- ينابيع المودّة: 118.
4- ينابيع المودّة: 118.

وعن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله: متى وجبت لك النبوّة؟

قال: قبل أن يخلق الله آدم ونفخ الروح فيه، وقال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ)؟

قالت الأرواح: بلى.

قال الله تعالى: أنا ربّكم ومحمّد نبيّكم وعلي أميركم.(1)

وأخرج فرات الكوفي (352ه-) نحو ذلك في ثمانية أحاديث بطرق متعدّدة.(2)

ورواه ابن شيرويه الديلمي (509ه-) في (فردوس الأخبار) وهو ممّن أقرَّ له ابن تيمية بالعلم والدين والصدق ولم ينكر وجود الحديث في كتابه.(3)

وأخرج ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب) بسنده عن علي علیه السلام أنّه قرأ عليه الأصبغ بن نباتة: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى)، قال: فبكى علي وقال: إني لأذكر الوقت

الذي أخذ الله تعالى عليّ فيه الميثاق.(4)

[140]

(لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ).

(لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ).(5)

أقول: لم أجد من ذكر هذه الآية الكريمة تفسيراً أو تأويلاً في بيان فضل علي

ص: 265


1- ينابيع المودّة: 118.
2- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 145 - 149.
3- ينظر: منهاج السُنّة: 289/7.
4- المناقب لابن المغازلي: 272.
5- سورة الأنفال: 42.

وأولاده علیهم السلام أو ذمّ أعدائهم غير المصنِّف.

ولعلّه أراد الاستشهاد بها لقيام الحجّة على الأُمّة بعد بيان الفضائل الجمّة لعلي ابن أبي طالب علیه السلام، وكثرة الآيات النازلة في بيان فضله، ليهلك من ه-لك عن قيام حجّة عليه بما رأى وبما سمع من ذلك، ويحيا من حيي عن بيّنة، ويستبصر

المستبصر عن قيام حجّة، فالمتّبع للحقّ بمنزلة الحي والمتّبع للباطل بمنزلة الهالك.

[141]

(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)

(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى)(1)

أقول: ذكر المصنِّف هذه الآية من سورة النجم، وأنّها تدلّ على فضل علي علیه السلام، وممّا يدلّ على ذلك ما أخرجه الفقيه ابن المغازلي (483ه-) في (المناقب) بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس قال: كنتُ جالساً مع فئة (فتية) من بني هاشم عند النبي صلّی الله علیه وآله إذ انقض كوكب.

فقال رسول الله صلّی الله علیه وآله: (مَن انقضّ هذا النجم في منزله فهو الوصي من بعدي؟!

فقام فئة من بني هاشم فنظروا، فإذا الكوكب قد انقضّ في منزل علي بن أبي طالب علیه السلام!

قالوا يا رسول الله قد غويت في حب عليٍّ!

فأنزل الله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقَوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ

ص: 266


1- سورة النجم: 1.

بالْأُفُقِ الْأَعْلَى).(1)

وأخرج أيضاً بسنده عن أنس قال: انقضّ كوكب على عهد رسول الله صلّی الله علیه وآله، فقال رسول الله صلّی الله علیه وآله: انظروا إلى هذا الكوكب فمَن انقضّ في داره فهو الخليفة من بعدي، فنظروا فإذا هو قد انقضّ في منزل علي، فأنزل الله تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).(2)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في شواهده بسنده عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: هوى نجم ذات ليلة في دار علي بن أبي طالب؛ فقال المنافقون: ضلَّ محمّد في حبّ ابن أبي طالب، فأنزل الله تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).(3)

وقد ذكر ذلك في أكثر من حديث وبأسانيد مختلفة.

وأخرج القندوزي الحنفي (1294ه-) في الينابيع عن ابن عبّاس رضی الله عنه قال: كنّا جلوساً بمكّة مع طائفة من شبّان قريش وفينا رسول الله صلّی الله علیه وآله إذ انقضّ نجم.

فقال صلّی الله علیه وآله: مَن انقضّ هذا النجم في منزله فهو وصيي من بعدي.

فقاموا ونظروا، وقد انقضّ في منزل عليٍّ!

ص: 267


1- سورة النجم: 1 - 7. المناقب لابن المغازلي: 216.
2- المناقب لابن المغازلى: 217.
3- شواهد التنزيل: 201/2.

فقالوا: قد ضللت بعلي، فنزلت الآية (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى).(1)

وقد روى ذلك الحافظ ابن عساكر الدمشقي (571ه-) في (تاريخ دمشق)،(2) والسيوطي (911ه-) في (اللآلئ المصنوعة)،(3) والذهبي (748ه-) في (ميزان الاعتدال)(4) فإن شئت فراجع.

[142]

(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعِ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِع).

(سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعِ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِع).(5)

أقول: من جملة ما ذكره المصنِّف في هذا الكتاب هذه الآية الكريمة، لما فيها من دلالة وبيان لمنزلة أمير المؤمنين علیه السلام، ويشهد له ما ذكره غير واحد من المفسِّرين والحفّاظ ممّن لا يُستهان بهم من علماء أهل السُنّة، فقد أخرج الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان) عن سفيان بن عيينة أنّه سُئل عن قوله عزَّوجلَّ: (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابِ وَاقِعِ)، فيمَن نزلت؟

فقال للسائل: سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك؛ حدّثني أبي عن جعفر ابن محمّد، عن آبائه صلوات الله عليهم، قال: لمّا كان رسول الله بغدير خم، نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي فقال: مَن كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع

ص: 268


1- ينابيع المودّة: 284.
2- ينظر: ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/بتحقيق المحمودي: 10/3.
3- ينظر: اللآلئ المصنوعة: 185/1.
4- ينظر: میزان الاعتدال: 45/2.
5- سورة المعارج: 1 - 2.

ذلك وطار في البلاد فبلغ الحرث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم على ناقة له حتّى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته فأناخه-ا فقال: يا محمّد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله فقبلنا، وأمرتنا أن نصلّي خمساً فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا بالحجّ فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا، ثمّ لم ترض بهذا حتّى رفعت بضبعي ابن عمّك ففضّلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه.

فهذا شيء منك أم من الله تعالى؟

فقال: والذي لا إله إلا هو هذا من الله.

فولّى الحرث بن النعمان يريد راحلته، وهو يقول: اللّهمّ إن كان ما يقوله حقّاً فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.

فما وصل إليها حتّى رماه الله بحجر فسقط على هامته، وخرج من دبره، فقتله وأنزل الله سبحانه: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابِ وَاقِعِ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ).(1)

وأخرج ذلك الحمويني (722ه-) في (فرائد السمطين) تحت عنوان فضيلة عامة ومنقبة تامّة.(2)

وقد رواه العلّامة الأميني (1392ه-) في (الغدير) عن نحو ثلاثين مصدراً،(3) ودونك بعض تلكم المصادر:

ص: 269


1- الكشف والبيان: 366/13.
2- فرائد السمطين: 1/ ب 82/15.
3- ينظر: الغدير: 239/1.

1. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني (483ه-): 286/2.

2. فرائد السمطين للحمويني (722ه-): 1/ب 82/15.

3. تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 19 ط الحجرية.

4. نظم درر السمطين للزرندي الحنفي (750ه-): 87/1.

5. الكشف والبيان للثعلبي (427 أو 437ه-): 366/13.

6. البحر المديد لابن عجيبة: 407/6.

7. روح المعاني للآلوسي (1270ه-): 256/21.

8. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 242/18.

9. ينابيع المودّة للقندوزي (1294ه-): 328.

10. نور الأبصار للشبلنجي (1308ه-): 87.

فهذه وغيرها من المصادر المعتمدة عند أهل السُنّة، قد صرَّحت أنّ سبب نزول هذه الآية الكريمة كان بسبب اعتراض السائل على النبي الأکرم صلّی الله علیه وآله؛ لتنصيبه أمير المؤمنين علیه السلام إماماً وهادياً من بعده.

[143]

(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ).

(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ).(1)

أقول: من جملة الآيات التي ذكرها المصنِّف، لما فيها من دلالة على فضل ومنزلة علي علیه السلام هذه الآية من سورة الأحقاف ولم أجد من ذكرها في هذا الباب

ص: 270


1- سورة الأحقاف: 29.

غيره؛ ولعلّه اطّلع على ما يعتمد عليه من المصادر فصحّت دلالتها عنده.

نعم ورد ذلك في بعض مصادر الخاصّة، وأنّ النبي صلّی الله علیه وآله أمر علياً بأن يُعلِّم الجنّ ويفقّههم إلى آخر ما هو مذكور عندنا.(1)

[144]

(لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)

(لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)(2)

أقول: هذه الآية من سورة المجادلة قد ذكرها المصنِّف في كتابه هذا لما فيها من الدلالة على فضل علي علیه السلام، ويشهد لذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه في قوله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) إلى آخر الآية قال: نزلت في علي ابن أبي طالب.(3)

[145]

﴿وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوا آمَنَّا..).

أقول: تتمّة الآية (وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ﴾(4) من جملة الآيات التي أوردها المصنِّف في هذا الكتاب هذه الآية الكريمة لدلالتها على فضل علي علیه السلام، ويدلّ على ذلك ما أخرجه الحاكم

ص: 271


1- ينظر: تفسير القمي: 300/2 وغيره.
2- سورة المجادلة: 22.
3- شواهد التنزيل: 244/22، وترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/بتحقيق المحمودي: 346/2، النعيم المقيم: 480.
4- سورة البقرة: 14.

الحسكاني (483ه-) عن مقاتل، عن محمّد بن الحنفيّة قال: بينما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قد أقبل من خارج المدينة ومعه سلمان الفارسي وعمّار وصهيب والمقداد وأبو ذرّ، إذ بصر بهم عبد الله بن أبي سلول ومعه أصحابه، فلمّا دنا أمير المؤمنين قال عبد الله بن أبي: مرحباً بسيّد بني هاشم وصي رسول الله وأخيه وختنه وأبي السبطين الباذل له ماله ونفسه، فقال: ويلك يا بن أبي، أنت منافق أشهد عليك بنفاقك؟

قال ابن أُبي: وتقول مثل هذا لي؟ وو الله إني لمؤمن مثلك ومثل أصحابك!

فقال علي: ثكلتك أُمّك ما أنت إلّا منافق.

ثمّ أقبل إلى رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم فأخبره بما جرى؛ فأنزل الله تعالى: ﴿وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ) يعني وإذا لقي ابن أبي سلول أمير المؤمنين المصدق بالتنزيل (قَالُوا آمَنَّا) يعني صدقنا بمحمّد والقرآن، (وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينهم) من المنافقين، (قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ) في الكفر والشرك، ﴿إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ) بعلي بن أبي طالب وأصحابه.

يقول الله تعالى تبكيتاً لهم: (اللهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ) يعني يجازيهم في الآخرة جزاء استهزائهم بعلي وأصحابه رضی الله عنه.(1)

وأخرج الخطيب الخوارزمي (568ه-) قال: روى أبو صالح عن ابن عبّاس: إنّ عبد الله بن أبي وأصحابه خرجوا فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله صلّی الله علیه وآله، فقال عبد الله بن أُبي لأصحابه: انظروا كيف أرد ابن عم رسول الله صلّی الله علیه وآله وسيد بني

ص: 272


1- شواهد التنزيل: 72/1.

هاشم، خلد(1) رسول صلّی الله علیه وآله؟

فقال علي علیه السلام: يا عبد الله اتق الله ولا تنافق فإنّ المنافق شرّ خلق الله؟

فقال: مهلاً يا أبا الحسن والله إيماننا كإيمانكم ثمّ تفرقوا!

فقال عبد الله بن أُبي: كيف رأيتم ما فعلت؟

فأثنوا عليه خيراً، ونزل على رسول الله صلّی الله علیه وآله: ﴿وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ)، فدلّت الآية على إيمان علي علیه السلام ظاهراً وباطناً وعلى قطعه موالاة المنافقين وإظهاره عداوتهم.(2)

وأخرج نحوه الكنجي الشافعي (658ه-) في كفاية الطالب.(3)

[146]

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).(4)

أقول: هذه الآية وما بعدها من الآيات الكريمة ذكرت فريضة الصوم، وذكرها المصنِّف في جملة الآيات الدالّة على فضل أمير المؤمنين علیه السلام، ووجه ذلك أنّها أوّلاً ابتدأت ب- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)؛ وتقدّم أنّه ما نزلت: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، إِلّا وعلي رأسها وأميرها وشريفها كما في رواية ابن عبّاس.(5)

ص: 273


1- الخلد النفس.
2- المناقب للخوارزمي: 188 ط الحجرية.
3- ينظر: كفاية الطالب: 248.
4- سورة البقرة: 183.
5- تقدّم ذكر مصادر ذلك في محلّه عند ذكر المصنِّف ذلك فراجع.

مضافاً إلى ذلك فإنّه في تمام هذه الآيات المباركة قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ بكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُريدُ بكُمُ الْعُسْرَ).(1)

وقد روى فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-) في تفسيره، قال فذلك اليسر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام.(2)

[147]

(وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيمَاهُمْ).

(وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيمَاهُمْ).(3)

أقول: من الآيات التي تدلّ على فضل علي علیه السلام، وذكرها المصنِّف في كتابه هذا هذه الآية الكريمة، ويشهد لذلك ما أخرجه الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان) عن جويبر، عن سعد، عن الضحّاك عن ابن عبّاس في قوله عزَّوجلَّ: (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيمَاهُمْ)، قال: الأعراف موضع عالٍ من الصراط عليه العبّاس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين، یعرفون محبّيهم ببياض الوجوه، ومبغضيهم بسواد الوجوه.(4)

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن الأصبغ ابن نباتة قال: كنتُ جالساً عند علي فأتاه ابن الكوّاء، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ)، فقال: ويحك يا بن الكواء نحن يوم القيامة بين الجنّة والنار، فمَن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة، ومَن

ص: 274


1- سورة البقرة: 185.
2- تفسير فرات الكوفي: 63.
3- سورة الأعراف: 46.
4- الكشف والبيان: 364/5.

أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار.(1)

وروى فرات الكوفي (352ه-) بسنده عن حبّة العرني أنّ ابن الكوّاء أتى علياً، فقال: يا أمير المؤمنين آيتان في كتاب الله قد أعيتاني وشككتاني في ديني.

قال: وما هما؟

قال: قول الله تعالى: ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيمَاهُمْ).

قال: نحن الأعراف مَن عرفنا دخل الجنّة ومَن أنكرنا دخل النار... الخ.(2)

وأخرجه عن ابن عبّاس ابن طلحة الشافعي (652ه-) في (مطالب السؤول)،(3)

وأبو حيّان (754ه-) في (البحر المحيط)،(4) والشوكاني (1255ه-) (فتح القدير).(5)

وممّن أخرجه عن الثعلبي (427) أو 437ه-)، عن ابن عبّاس القرطبي في تفسيره،(6) وابن حجر (973ه-) في (الصواعق المحرقة)،(7) وحقي (1137ه-) في تفسيره،(8) والآلوسي (1270ه-) في (روح المعاني)،(9) والقندوزي الحنفي (1294ه-) في (ينابيع المودّة).(10)

ص: 275


1- شواهد التنزيل: 198/1.
2- تفیسر فرات الكوفي: 142 - 144.
3- مطالب السؤول: 17 ط الحجرية.
4- ينظر: تفسير البحر المحيط 351/5.
5- ينظر: فتح القدير: 39/3.
6- ينظر: الجامع لأحكام القرآن: 188/7.
7- ينظر: الصواعق المحرقة: 101.
8- ينظر: تفسير حقّي: 154/4.
9- ينظر: روح المعاني: 177/6.
10- ينظر: ينابيع المودة: 118.

[148]

(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصار).

(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصار).(1)

أقول: من الآيات التي تدلّ على فضل علي علیه السلام هذه الآية الكريمة، وقد ذكرها المصنِّف ويشهد له ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن عبد الرحمن بن عوف في قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ)، قال: هم ستّة من قريش أوّلهم إسلاماً علي بن أبي طالب.

وأخرج بسند آخر عن الضحّاك، عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ)، قال: علي بن أبي طالب وحمزة وعمّار وأبو ذرّ وسلمان ومقداد.(2)

وأخرج ابن عساكر (571ه-) في (تاريخ دمشق) بسنده عن عبد الرحمن بن عوف في قوله عزَّوجلَّ: (والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ)، قال: هم عشرة من قريش كان أوّلهم إسلاماً علي بن أبي طالب.(3)

وروى هذا الحديث بطريقه ابن حجر في (لسان الميزان)،(4) وقال عن راويه الحسن بن علي الهمداني: ذكره ابن حبّان وابن شاهين في (الثقات)، وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ)، ذكر من جملة مَن ذكر علياً،(5) وكذا الشوكاني

ص: 276


1- سورة التوبة 100.
2- شواهد التنزيل: 254/1.
3- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاریخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 93/1.
4- ينظر: لسان الميزان: 227/2.
5- ينظر: الدرّ المنثور: 146/5.

(1255ه-) في (فتح القدير).(1)

وأخرج الحمويني (722ه-) بإسناده المتّصل إلى سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل يذكر فيه أمير المؤمنين علیه السلام، فضائله بمشهد جمع من المهاجرين والأنصار ويناشدهم الإقرار بفضائله التي يذكرها إلى أن قال: فأُنشدكم الله أتعلمون أنّ الله عزَّوجلَّ فضّل في كتابه السابق على المسبوق، وفي غير آية؟ وأنّي لم يسبقني إلى الله عزَّوجلَّ وإلى رسوله أحد من الأُمّة؟

قالوا: اللّهمّ نعم.

فأُنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ) و (السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)،(2) سُئل عنها رسول الله، فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء؟

قالوا: اللّهمّ نعم.(3)

وكذا روى هذا الحديث بطوله القندوزي الحنفي (1294ه-) في (ينابيع المودّة).(4)

وأمّا كون علي علیه السلام أوّل مَن آمن بالله ورسوله فسأكتفي بما رواه ابن عساكر الدمشقي (571ه-) في (تاريخ دمشق) (ترجمة الإمام علي علیه السلام)...

ص: 277


1- ينظر: فتح القدير: 312/3.
2- سورة الواقعة: 10 - 11.
3- فرائد السمطين: 312/1، ب، 58، ح 250.
4- ينظر: ينابيع المودّة: 346/1.

فأخرج بسنده عن الصحابي يعلى بن مرّة الثقفي، عن جدّه قال: أوّل من أسلم علي بن أبي طالب.(1)

وأخرج أيضاً بسنده عن ليلى الغفارية، أنّها كانت تخرج مع رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في مغازيه تداوي الجرحى، وتقوم على المرضى، فحدّثت أنّ رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم قال لعائشة: هذا علي بن أبي طالب أوّل الناس إيماناً.(2)

وقد أخرج ثلاثة عشر حديثاً في ذلك فراجع، كما أنّ العلّامة المحقّق الشيخ محمّد باقر المحمودي ذكر في هوامش كتاب (ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق) مصادر تلك الأحاديث فمَن شاء المزيد فليراجع ذلك فقد ذكر ما فيه الكفاية.(3)

[149]

(وفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ..).

أقول: تتمّة الآية (وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ)،(4) ذكر المصنِّف هذه الآية في جملة الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، وممّا يؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن جابر بن عبد الله قال: سمعتُ رسول الله صلّی الله علیه وآله، يقول لعلي علیه السلام: يا

ص: 278


1- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 93/1.
2- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 94/1.
3- ينظر: ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 93/1 - 116.
4- سورة الرعد: 4.

علي الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من شجرة واحدة، ثم قرأ رسول الله صلّی الله علیه وآله: (وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَاتٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ﴾.(1)

وقد أخرجه بأسانيد متعدّدة وبألفاظ مختلفة في خمسة أحاديث،(2) فإذن هذه الآية الكريمة ذكرها المصنِّف من جملة الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام تأويلاً كما دلّ على ذلك الحديث المتقدّم، حيث إنّ النبي صلّی الله علیه وآله قرأ الآية الكريمة بعد ما ذكر أنّه صلّی الله علیه وآله وعلياً علیه السلام من شجرة واحدة.

فإذن الآية المباركة متعلّقة بحديث: (خلق الناس من شجر شتّى وأنا وعلي من شجرة واحدة) وهذا الحديث ذُكر بعدّة ألفاظ منها:

1. يا علي الناس من شجر شتّى وأنا وأنت من شجرة واحدة.

2. خلق الناس من أشجار شتّى وخُلقت أنا وعلي من شجرة واحدة.

3. خُلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها.

4. خلق الله الأنبياء من أشجار شتّى وخلقني وعلياً من شجرة واحدة.

وهكذا والكلّ بمعنى واحد.

وقد أخرج هذا الحديث جملة من المفسِّرين عند تفسيرهم هذه الآية فمنهم: السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور) قال: وأخرج الحاكم وصحّحه عن جابره رضی الله عنه سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم يقول: يا علي الناس من شجر شتّى وأنا وأنت من شجرة واحدة، ثمّ قرأ النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم:

ص: 279


1- ينظر: شواهد التنزيل: 288/1.
2- شواهد التنزيل: 288/1 وما بعدها.

(وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ).(1)

ومنهم الثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان)،(2) والقرطبي (671ه-) في (الجامع لأحكام القرآن)،(3) وأخرجه جمع من الحفّاظ والمحدِّثين في مصنّفاتهم.

وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح الإسناد وأقرَّه الذهبي (748ه-) ولم يعلّق عليه،(4) فقد أخرج الحافظ ابن عساكر الشافعي الدمشقي (571ه-) في تاريخ (دمشق)، الحديث بألفاظ مختلفة وأسانيد متعدّدة، وقد ذكر العلّامة المحقّق الشيخ محمّد باقر المحمودي في هوامش تلك الأحاديث المصادر التي روتها مع تعليقات لا تخلو من فائدة.(5)

وإليك بعض تلك المصادر التي تذكر هذا الحديث بالنصّ أو المعنى:

1. المعجم الأوسط للطبراني (360ه-): 353/9.

2. المستدرك على الصحيحين للنيسابوري (405ه-): 075/7

3. أخبار أصفهان لأبي نعيم الإصفهاني (430ه-): 39/6.

4. تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (463ه-): 43/1.

5. موضّح الأوهام للخطيب البغدادي (463ه-): 58/6.

6. شواهد التنزيل للحسكاني (483ه-): 288/1.

ص: 280


1- الدرّ المنثور: 472/5.
2- ينظر: الكشف والبيان: 256/7.
3- ينظر: الجامع لأحكام القرآن: 239/9.
4- المستدرك بتعليق الذهبي: 263/2.
5- ينظر: ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر/ بتحقيق المحمودي: 142/1 - 150.

7. المناقب لابن المغازلي (483ه-): 90 - 297.

8. المناقب للخوارزمي (568ه-): 125.

9. تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي علیه السلام) لابن عساكر (571ه-)/بتحقيق المحمودي: 142/1 - 150.

10. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 317.

11. فرائد السمطين للحمويني (722ه-): 52/1.

12. نظم درر السمطين للزرندي (750ه-): 73/1.

13. مجمع الزوائد للهيثمي (807ه-): 119/9.

14. لسان لميزان لابن حجر (852ه-): 226/2 و ج 144/4.

15. الدرّ المنثور للسيوطي (911ه-): 44/4.

16. تاريخ الخلفاء للسيوطي (911ه-): 69/1.

17. سبيل الهدى والرشاد في سيرة خير العبّاد للصالحي الشامي (942ه-): 11/ب 296/10.

18. الصواعق المحرقة لابن حجر: (973ه-): ف 73/2 ط/الميمنية.

19. كنز العمّال للمتّقي الهندي (975ه-): 907/11.

20. ينابيع المودّة للقندوزي (1294ه-): 236، 256.

ص: 281

[150]

(وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ).

(وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ).(1)

أقول: من الآيات التي ذكرها المصنِّف في هذا الكتاب، هذه الآية الكريمة من سورة الإسراء، ولم أجد مَن ذكرها غيره، ولعلّه عثر على شيء، ولم يصل إلينا، فصحّت دلالتها عنده على فضل علي وأولاده سلام الله عليهم أجمعين.

[151]

(إنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ).

(إنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ).(2)

أقول: من الآيات التي تدلّ على فضل أمير المؤمنين علیه السلام هذه الآية الكريمة، وقد ذكرها المصنِّف هنا في هذا الكتاب، ويؤيّد ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) بسنده عن علي قال: قال لي رسول الله صلّی الله علیه وآله: يا علي فيكم نزلت هذه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مَّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾.(3)

ورُوي عن ابن مردويه (410ه-) عن النعمان بن بشير: أنّ علياً قرأ فقال: أنا منهم.

ورواه أيضاً عن أبي سعيد: قال علي بن أبي طالب: أنا منهم.

ورواه أيضاً عن النعمان بن بشير قال: إنّ علياً تلا ليلة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم

ص: 282


1- سورة الإسراء: 44.
2- سورة الأنبياء: 101.
3- شواهد التنزيل: 384/1.

مَّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾، وقال: أنا منهم، وأُقيمت الصلاة، فقام وه-و یقول: (لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا﴾.(1)

وقد أخرج غير واحد من المفسّرين عند تفسير ه-ذه الآية أن علياً علیه السلام منه-م، فقد أخرج ذلك السيوطي (911 ه-) في (الدرّ المنثور)، والزمخشري (538ه-) في (الكشّاف)، والثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان)، وابن أبي حاتم (327ه-) في التفسير، وابن كثير (774ه-) في تفسير القرآن الكريم)، والآلوسي (1270ه-) في (روح المعاني) وغيرهم.

[152]

(أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).

(أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).(2)

أقول: الآية الكريمة من الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، وقد ذكرها المصنِّف في هذا الكتاب، ويشهد له ما أخرجه الواحدي (468ه-) في (أسباب النزول) بسنده عن مجاهد في هذه الآية، قال: نزلت في علي وحمزة وأبي جهل.(3)

وروى الزرندي الحنفي (750ه-) عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ)، قال: نزلت في علي وحمزة، (كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) أبو جهل.(4)

ص: 283


1- مناقب علي بن أبي طالب علیه السلام الابن مردويه:279.
2- سورة القصص: 61.
3- أسباب النزول: 255.
4- نظم درر السمطين: 85/1.

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) الحديث عن مجاهد بطريقين، كما وأخرج بسنده عن عبد الله بن عبّاس في قول الله تعالى: (أَفَمَن وَعَدْنَاهُ) قال: نزلت في حمزة وجعفر وعلي.(1)

وأخرج المحبّ الطبري في الذخائر والرياض (694ه-) عن مجاهد: أنّها نزلت في علي وحمزة والممتّع أبو جهل.(2)

وأخرج الطبري (310ه-) والثعلبي (427 أو 437ه-) والقرطبي (671ه-) كلٌّ بسنده أنّها نزلت في علي وحمزة.(3)

وروى القندوزي الحنفي (1294ه-) في (ينابيع المودّة)، والعصامي المكّي (1111ه-) في (سمط النجوم)، والحمويني (722ه-) في (فرائد السمطين): أنّه-ا نزلت في علي وحمزة وأنّ الممتّع أبو جهل بن هشام.(4)

[153]

(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا..).

أقول: تتمّة الآية (بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)،(5) وه-ي من الآيات التي ذكره-ا المصنِّف لما فيها من دلالة على فضل علي علیه السلام هذه الآية الكريمة، ويؤيّد ذلك ما

ص: 284


1- شواهد التنزيل: 436/1.
2- ذخائر العقبى: 423/1، الرياض النضرة: 207/2.
3- ينظر: جامع البيان: 605/19، الكشف والبيان: 64/10، الجامع لأحكام القرآن: 368/13.
4- ينابيع المودّة: 110، سمط النجوم العوالي: 9/3، فرائد السمطين: 1/ب 67/ 364.
5- سورة الأحزاب: 58.

ذكره غير واحد من المفسِّرين، فقد قال مقاتل (150ه-) في تفسيره: يقال نزلت في علي بن أبي طالب رضی الله عنه؛ وذلك أنّ نفراً من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه.(1)

وأخرج الواحدي (468ه-) عن مقاتل: أنّها نزلت في علي بن أبي طالب.(2)

وأخرج البغوي (510ه-) في (معالم التنزيل)،(3) والثعلبي (427 أو 437ه-) في (الكشف والبيان)،(4) والماوردي (450 ه-) في (النكت والعيون)،(5) والبيضاوي في (أنوار التنزيل)،(6) والقرطبي (671ه-) في (الجامع)،(7) والخازن في (لباب التأويل)،(8) والنسفي في مدارك التأويل)(9): أنّها نزلت في علي بن أبي طالب.

وأخرج الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن مقاتل (150ه-) في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مبيناً)، يقال: نزلت في علي بن أبي طالب.(10)

ص: 285


1- تفسير مقاتل: 91/3.
2- ينظر: أسباب النزول: 373.
3- ينظر: تفسير البغوي: 376/6.
4- ينظر: تفسير الثعلبي: 176/11.
5- ينظر النكت والعيون: 391/3.
6- ينظر: تفسير البيضاوي: 20/5.
7- ينظر: الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): 214/14.
8- ينظر لباب التأويل: 210/5.
9- ينظر: تفسير النسفي: 140/3.
10- شواهد التنزيل: 93/2.

[154]

(وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا).

(وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا).(1)

أقول: من جملة الآيات الدالّة على فضل علي علیه السلام، وقد ذكرها المصنِّف هذه الآية الكريمة، ويدلّ على ذلك ما أخرجه الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل) بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلّی الله علیه وآله: با عبد الله أتاني الملك، فقال: يا محمّد واسأل مَن أرسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟

قلت: على ما بعثوا ؟

قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب،(2) ورواه بأسانيد أُخر.(3)

ورواه شيخ الإسلام الحمويني (722ه-) في (فرائد السمطين) بسنده بنفس اللفظ.(4)

وأخرجه الخطيب الخوارزمي (568ه-) في (المناقب) أيضاً.(5)

وأخرجه ابن عساكر الدمشقي (571ه-) في (تاريخ دمشق).(6)

وأخرجه الحاكم النيسابوري في (معرفة علوم الحديث) عن ابن مظفر الحافظ وقال: وهو عندنا حافظ ثقة مأمون.(7)

ص: 286


1- سورة الزخرف: 45.
2- شواهد التنزيل: 156/2.
3- ينظر: شواهد التنزيل: 157/2 - 158.
4- ينظر: فرائد السمطين: 1/ب 81/15.
5- ينظر: المناقب للخوارزمي: 246 ط حجرية.
6- ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاریخ دمشق لابن عساکر/ بتحقيق المحمودي: 97/2.
7- معرفة علوم الحديث: 217/1.

وأخرج القندوزي الحنفي (1294ه-) عن الموفّق بن أحمد، والحمويني (722ه-)، وأبي نعيم الحافظ بأسانيدهم عن ابن مسعود رضی الله عنه قال: قال رسول الله صلّی الله علیه وآله: لمّا عُرج بي إلى السماء انتهى بي السير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة، فرأيتُ بيتاً من ياقوت أحمر فقال: فقال جبرئيل: هذا البيت المعمور، قم يا محمّد فصلّ إليه، قال النبي صلّی الله علیه وآله: جمع الله النبيين فصفّوا ورائي صفّاً فصلّيت بهم، فلمَّا سلمتُ أتاني آت من عند ربّي، فقال: يا محمّد ربّك يُقرئك السلام ويقول لك: سلّ الرسل على ماذا أرسلهم من قبلك؟

فقلت: معاشر الرسل على ماذا بعثكم ربّي قبلي؟

فقالت الرسل: على نبوّتك وولاية علي بن أبي طاب.(1)

[155]

(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ).

(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ).(2)

أقول: هذه الآيات من سورة الرحمن، وقد ذكرها المصنِّف، وأنّها مؤوّلة في علي وأهل بيته علیهم السلام، وقد ذُكر ذلك في غير واحد من المصادر، فقد أخرج الثعلبي (427) أو 437ه-) في (الكشف والبيان) بسنده عن سفيان الثوري في قول الله سبحانه: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) قال: علي وفاطمة، و(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) قال: الحسن والحسين، ثم قال: ورُوي هذا

ص: 287


1- ينابيع المودّة: 93.
2- الرحمن: 19 - 22.

القول أيضاً عن سعيد بن جبير، وقال: (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ) محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، والله أعلم.(1)

وأخرج ابن المغازلي (483ه-) بسنده عن أبي سعيد الخدري في قوله عزَّوجلَّ: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال: علي وفاطمة، و(بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) قال: محمّد، و (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان) قال: الحسن والحسين علیهما السلام.(2)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه (410ه-) عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ﴾ قال: علي وفاطمة، و (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) قال: النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، و (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) قال: الحسن والحسين.

وقال: وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) قال: علي وفاطمة، و(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) قال: الحسن والحسين.(3)

وقال القندوزي الحنفي (1294ه-) في (ينابيع المودّة): أخرج أبو نعيم الحافظ، والثعلبي، والمالكي بإسنادهم، وروى سفيان الثوري هم جميعاً عن أبي سعيد الخدري، وابن عبّاس، وأنس بن مالك رضی الله عنه.

وروى سفيان بن عيينة عن جعفر الصادق رضی الله عنه في تفسير هذه الآية، قالوا: علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، وبينهما برزخ ه-و

ص: 288


1- الكشف والبيان: 68/13.
2- المناقب لابن المغازلي: 339.
3- الدرّ المنثور: 614/7 ط المحقّقة.

رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان هما الحسن والحسين رضی الله عنهم.(1)

أخرج نحو ذلك الحاكم الحسكاني (483ه-) في (شواهد التنزيل)،(2) والآمر تسري (1367ه-) في (أرجح المطالب)،(3) وفرات الكوفي (352ه-) في تفسيره(4) وغيرهم.

[107]

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ويَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً).

(يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ويَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً).(5)

أقول: هذه آخر آية ذكرها المصنِّف في كتابه هذا، وهي الآية السابعة من سورة الإنسان ودلالتها على فضل علي بن أبي طالب وأهل بيته علیهم السلام من الشهرة بمكان، فقد ذكر غير واحد من المفسِّرين والحفّاظ في مصنّفاتهم؛ سبب نزول هذه الآية، بل قد ذكر بعضهم نزول تمام السورة في حقّ أهل البيت علیهم السلام، قال (728 ه-) في تفسيره (غرائب القرآن): ذكر الواحدي في (البسيط)، والزمخشري (الكشّاف)، وكذا الإمامية أطبقوا على أنّ السورة نزلت في أهل بيت محمّد صلّی الله علیه وآله ولا سيّما في هذه الآية).(6)

وقد أخرج الزمخشري (538ه-) عن ابن عبّاس رضی الله عنه: أنّ الحسن والحسين

ص: 289


1- ينابيع المودّة: 138.
2- ينظر: شواهد التنزيل: 208/2.
3- ينظر: أرجح المطالب: 24.
4- ينظر: تفسير فرات الكوفي: 459-460.
5- سورة الإنسان: 7.
6- تفسير النيسابوري: 261/7.

مرضا فعادهما رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك؛ فنذر علي وفاطمة وفضّة جارية لهما، إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام فشفيا، وما معهم شيء فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصواع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً، واختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة؛ فآثروا وباتوا ولم يذوقوا إلّا الماء، وأصبحوا صياماً، فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه، ووقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك فلما أصبحوا أخذ علي رضی الله عنه بيد الحسن والحسين، وأقبلوا إلى رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم فلمّا أبصره-م وه-م يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع قال: ما أشدّ ما يسوؤني ما أرى بكم، وقام فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها فساءه ذلك؛ فنزل جبرئيل وقال: خذها يا محمّد هنّأك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.(1)

وقال السيوطي (911ه-) في (الدرّ المنثور): وأخرج ابن مردويه عن ابن عبّاس في قوله (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾ الآية قال: نزلت هذه الآية في علي بن طالب، وفاطمة بنت رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم.(2)

وهذه قائمة بذكر بعض المصادر التي نصّت على أنّ الآية أو السورة بتمامها

ص: 290


1- الكشّاف: 198/7.
2- الدرّ المنثور: 343/8.

قد نزلت في فضل علي وفاطمة والحسن والحسين سلام الله عليهم:

1. تفسير الحبري للحسين بن الحكم الحبري (286ه-): 226.

2. تفسير فرات الكوفي (352ه-): 519 - 529.

3. الكشف والبيان للثعلبي (427 أو 437ه-): 462/13.

4. أسباب النزول للواحدي (468ه-): 331.

5. شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني (483 ه-): 298/2.

6. الكشّاف للزمخشري (538ه-): 198/7.

7. المناقب للخوارزمي (568ه-): 267.

8. زاد المسير لابن الجوزي (597ه-): 102/6.

9. أُسد الغابة لابن الأثير (630ه-): 403/3.

10. كفاية الطالب للكنجي الشافعي (658ه-): 345

11. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي) (671ه-): 116/19.

12. ذخائر العقبى لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 432/1.

13. تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي (654ه-): 15.

14. تفسير البيضاوي لناصر الدين البيضاوي (682ه-): 352/5.

15. الرياض النضرة لمحبّ الدين الطبري (694ه-): 207/2/ب 4/ف6.

16. فرائد السمطين للحمويني (722ه-): 2/ ب 11/ 54.

17. تفسير النيسابوري لنظام الدين النيسابوري (728ه-): 161/7.

ص: 291

18. الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (852ه-): 46/4.

19. الدرّ المنثور للسيوطي (911ه-): 343/8.

20. روح المعاني للآلوس (1270ه-): 6/22.

21. ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي (1294ه-): 107 /ب 22.

قال المصنِّف:

فذلك كلَّهُ مائة وست وخمسون آية نزلت في فضل علي وأولاده علیهم السلام.

ص: 292

الخاتمة

بسمه تعالی

تمّ بحمد الله تعالى الانتهاء من تحقيق هذا الكتاب والتعليق عليه في ليلة الاثنين السادس من شهر صفر المظفّر سنة ألف وأربعمائة واثنتين وثلاثين للهجرة النبوية المباركة في جوار مشهد الإمام الثامن أبي الحسن علي بن موسى الرضا علیهما السلام في مدّة إقامتي في مدينة مشهد المقدّسة، وفرغت من تصحيحه في عصر الجمعة الرابع والعشرين من شهر شوّال المكرَّم من نفس السنة في رحاب مولانا أمير المؤمنين علیه السلام وجوار قبّته الشامخة.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفّقني لإنجازه وطبعه وأن يتقبّله منّي ليكون لي ذخراً يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يجعله مرضياً عند مولانا صاحب الولاية العظمى الذي أُنزل فيه من آيات ربّه الكبرى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وأستميح القارئ الكريم العذر لما في هذا العمل من نقص وأن يغفر زلّاتي فيه وينظر إليه بعين الرضا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كاتب السطور

حسنين الموسوي المقرَّم

النجف الأشرف

24/ شوال المكرَّم/1432ه-

ص: 293

ص: 294

فهرس المصادر

القرآن الكريم

1. أرجح المطالب في عد مناقب اسد الله الغالب أمير المؤمنين علي بن ابي طالب علیه السلام: لعبيد الله الحنفي الآمر تسري (ت 1367ه-)، لاهور/الهند، 1367ه-.

2. أسباب النزول: لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري (ت 468ه-)، المطبعة الهندية/مصر.

3. الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ليوسف أحمد بن عبد الله أحمد المعروف بابن عبد البر (ت 463 ه-)، حيدر آباد/الهند.

4. أُسد الغابة في معرفة الصحابة: لعلي بن محمّد الشيباني المعروف بابن الأثير ت 630ه-)، أوفسيت، دار الكتاب العربي/بيروت.

5. أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب علیه السلام: لمحمد بن محمد الجزري (ت 883ه-)، تحقيق: محمّد هادي الأميني، مكتبة أمير المؤمنين علیه السلام/أصفهان.

6. أنساب الأشراف: لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري (ت 279ه-)، تحقيق: محمّد باقر المحمودي، طبعة بيروت.

7. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار علیهم السلام: لمحمّد باقر المجلسي (ت 1110ه-)، المكتبة الإسلامية /طهران.

8. البداية والنهاية: لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت 774ه-)، مطبعة السعادة/مصر، 1351ه-.

9. بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: لعماد الدين الطبري (ت 525ه-)، المطبعة الحيدرية/النجف الأشرف، ط 2.

ص: 295

10. بصائر الدرّجات: لمحمّد بن الحسن الصفار (ت 290ه-)، المطبعة الحيدرية/قم المقدسة.

11. بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة: لمحمّد تقي الشوشتري (ت 1415ه-)، إيران، 1397ه-.

12. تاريخ الإسلام: لأبي عبد الله شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي (ت748ه-)، المطبعة الأزهرية/مصر.

13. تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري): لمحمّد بن جرير الطبري (ت 310ه-)، دار المعارف/مصر.

14. تاريخ بغداد: لأحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت463ه-)، مطبعة السعادة/مصر.

15. تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة علیهم السلام: لشرف الدين الأستربادي (ت 940ه-)، جماعة المدرسين/قم المقدسة.

16. تأويل ما نزل من القرآن: لمحمّد بن العبّاس المعروف بابن الحجام (ق4)، جمع وتقديم وتحقيق: الشيخ فارس تبريزيان الحسون، مركز الأبحاث العقائدية/ قم المقدسة.

17. تحفة الأحوذي: لأبي العلا محمّد عبد الرحمن المباركفوري (ت1353ه-)، طبعة بيروت، وطبعة دار الاعتماد/مصر.

18. ترتيب المدارك وتقريب المسالك: للقاضي عياض المالكي (ت 554ه-)، دار مكتبة الحياة/بيروت.

19. ترجمة الإمام علي علیه السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر (ت 571ه-): تحقيق: محمّد باقر المحمودي، دار التعارف/بيروت، 1395ه-.

ص: 296

20. تذكرة الخواص من الأمة في ذكر مناقب الأئمة علیهم السلام: لأبي المظفر يوسف بن قزغلى المعروف بسبط ابن الجوزي (ت 654ه-)، الطبعة الحجرية، وطبعة المطبعة العلمية/النجف الأشرف، 1369ه-.

21. تفسير ابن أبي حاتم: لابن أبي حاتم الرازي (ت327ه-)، تحقيق: أسعد طيب، مكتبة الباز/مكة المكرمة، ط 2، 1999م.

22. تفسير البحر المحيط: لأثير الدين محمّد بن يوسف بن علي ابن حيان (ت 754ه-)، أوفسيت، دار الفکر/ بيروت.

23. تفسير البرهان: للسيّد هاشم البحراني (ت 1107ه-)، مؤسسة البعثة/قم المقدسة، ط 1، 1417ه-.

24. تفسير الخازن: لعلي بن محمّد الشيحي الشافعي (ت 741ه-)، المطبعة الميمنية/مصر، 1317ه-.

25. تفسير العياشي: لمحمّد بن مسعود العياشي (ت 320ه-)، مؤسسة الأعلمي/ بیروت، ط 2، 1434ه-.

26. تفسير فرات: لفرات بن إبراهيم الكوفي (ت 352ه-)، تحقيق: محمّد الكاظم، المطبعة الحيدرية.

27. تفسير القرآن الكريم: لابن كثير الدمشقي (ت 774ه-)، مطبعة الاستقامة/مصر، 1373ه-.

28. تفسير القمي: لعلي بن إبراهيم بن هاشم القمي (ت 329ه-)، مؤسسة دار الكتاب قم المقدسة، ط 2، 1404ه-.

29. تفسير مجاهد: لمجاهد بن جبر المكي (ت 104ه-)، تحقيق: عبد الرحمن الطاهر ابن محمّد السورتي، المنشورات العلمية/بيروت.

ص: 297

30. تفسير مقاتل: لأبي الحسن مقاتل بن سليمان بن زيد الرازي (ت 150ه-)، دار إحياء التراث العربي/بيروت.

31. تفسير النسفي: لعبد الله النسفي الحنفي (ت 710ه-)، دار إحياء الكتب العربية/مصر، ودار الفكر/ بيروت.

32. تهذيب الأحكام: لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460ه-)، تحقيق: علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية/طهران، ط3.

33. تهذيب التهذيب: لأحمد بن علي بن محمّد المعروف بابن حجر العسقلاني (ت 852ه-)، أوفسيت، حیدر آباد/ الهند.

34. التوقيف على مهمات التعاريف: لعبد الرؤف بن علي بن محمّد المناوي (ت 1030ه-)، تحقيق: محمّد رضوان الداية، دار الفكر/ بيروت.

35. جامع الأحاديث: لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911ه-)، دار الفكر/بيروت.

36. جامع البيان في تأويل القرآن: لأبي جعفر محمّد بن جرير الطبري (ت 310ه-)، المطبعة الميمنية/ مصر، ط 1، وطبعة مصطفى البابي الحلبي/مصر، ط 2.

37. الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي): لمحمد بن أحمد القرطبي (ت 671ه-)، دار إحياء التراث العربي/بيروت.

38. الجواهر الحسان في تفسير القرآن (تفسير الثعالبي): لعبد الرحمن بن محمّد ابن مخلوف الثعالبي (ت 876ه-)، دار الكتب العلمية/بيروت، 1996م.

39. جواهر المطالب في مناقب الامام علي بن أبي طالب علیه السلام: لشمس الدين محمّد بن أحمد الباعوني (ت 871ه-)، تحقيق: الشيخ محمّد باقر المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية/قم المقدسة، 1415ه-.

ص: 298

40. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الإصفهاني (ت 430ه-)، مطبعة السعادة/مصر.

41. خصائص أمير المؤمنين علیه السلام: لأحمد بن شعيب النسائي (ت203ه-)، تحقيق: الداني بن فيرال زهوي، المكتبة العصرية/بيروت، 1426ه-، و مطبعة التقدم/مصر، 1348ه-.

42. خصائص الوحي المبين في مناقب أمير المؤمنين علیه السلام: ليحيى بن الحسن الحلي ابن بطريق (ت 600ه-)، تحقيق: مالك المحمودي، دار القرآن الكريم/قم المقدسة، ط 1، 1417ه-.

43. الدرّ الثمين في أسرار الأنزع البطين: لتقي الدين عبد الله الحلبي، تحقيق: الشيخ محمود الأركاني، المكتبة التخصصية بأمير المؤمنين علي علیه السلام/مشهد المقدسة، 2004م.

44. الدرّ المنثور في التفسير المأثور: لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911ه-)، أوفسيت، والطبعة المحققة.

45. ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: لمحب الدين أحمد بن عبد الله الطبري (ت 694ه-)، مطبعة القدسي/مصر.

46. رشفة الصادي: لأبي بكر بن عبد الرحمن بن محمّد الحضرمي (ت 1341ه-)، تحقيق علي عاشور، دار الكتب العلمية/ بيروت.

47. روح البيان في تفسير القرآن (تفسير حقي): لإسماعيل حقي بن مصطفى الاسلامبولي الحنفي (ت1137ه-)، أوفسيت، دار الفكر/بيروت.

48. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (تفسير الآلوسي): لأبي الثناء شهاب الدين محمود الالوسي (ت (1270ه-)، الطبعة المنيرية/ مصر.

ص: 299

49. الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة: لمحب الدين أحمد بن عبد الله الطبري (ت 694ه-)، مطبعة النعساني/مصر.

50. زاد المسير في علم التفسير: لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت 597ه-)، دار الكتب العلمية/بيروت.

51. سعد السعود للنفوس منضود: للسيّد علي ابن طاووس الحسني (ت 664ه-)، تحقيق: الشيخ فارس الحسون، مركز الأبحاث العقائدية/قم المقدسة.

52. سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي: لعبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي (ت 1111ه-)، المطبعة السلفية/القاهرة.

53. سنن الترمذي: لأبي عيسى محمّد بن عيسى الترمذي (ت279ه-)، تحقيق: محمّد إبراهيم عطوه عوض، المكتبة الإسلامية.

54. السنن الكبرى: لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت203ه-)، تحقيق: البلوشي، المطبعة الأزهرية/مصر.

55. شرح الأخبار في فضائل الأطهار علیهم السلام: للقاضي نعمان بن محمّد المصري المغربي (ت 367ه-)، تحقيق: السيد محمّد حسين الجلالي، مؤسسة النشر الإسلامي/قم المقدسة، 1414ه-.

56. شرح نهج البلاغة: لأبي حامد عبد الحميد بن هبة الله بن محمّد المعروف ابن أبي الحديد (ت656ه-)، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، دار الكتاب العربي/ بغداد، ط 1/1426ه-.

57. شواهد التنزيل لقواعد التفضيل: لأبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد الحسكاني (ت483ه-)، تحقيق وتعليق: الشيخ محمّد باقر المحمودي، دار الصادق/بيروت.

ص: 300

58. صحيح البخاري: لمحمّد بن إسماعيل البخاري (ت 256ه-)، بولاق/مصر، 1311ه-.

59. صحيح مسلم: لمسلم بن الحجاج القشيري (ت 261ه-)، مطبعة بولاق/مصر.

60. الصواعق المحرقة على أهل الرفض والزندقة: لشهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي (ت 597ه-)، تحقيق: عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمّد الخراط، طبعة، بيروت، والطبعة المصرية، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، 1313ه-.

61. طبقات الشافعية الكبرى: لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي (ت 771ه-)، الحسينية/ مصر، ط 1، و الطبعة المحققة/ مصر، 1383ه-.

62. علي إمام البررة: للسيّد محمّد مهدي الخرسان (معاصر)، دار الهادي/ بيروت، ط 1، 1424ه-.

63. عمدة الأخبار: ليحيى بن الحسن الحلي المعروف بابن بطريق (ت 600ه-)، تحقیق: الشيخ مالك المحمودي و الشيخ إبراهيم البهادري، مؤسسة النشر الإسلامي/قم المقدسة.

64. غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام: للسيّد هاشم بن سليمان البحراني (ت 1107ه-)، تحقيق: السيد علي عاشور، مؤسسة التاريخ العربى/ بيروت، والطبعة الحجرية.

65. الغدير في الكتاب والسنة والأدب: للشيخ عبد الحسين أحمد الأميني (ت 1425ه-)، دار الكتاب العربي/بيروت، ط3، 1387ه-.

66. غرائب القرآن ورغائب الفرقان (تفسير النيسابوري): لنظام الدين الحسن بن محمّد القمي (ت 728 ه-)، المطبعة الميمنية/ مصر، بهامش تفسير الطبري.

ص: 301

67. فتح الباري في شرح صحيح البخاري: لأحمد بن علي بن محمّد المعروف بابن حجر العسقلاني (ت 852ه-)، مصطفى البابي الحلبي/مصر، 1378ه-.

68. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدرّاية من علم التفسير: لمحمّد بن علي الشوكاني (ت 1250ه-)، طبعة مصر/1349ه-.

69. فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين علیهم السلام: لأبي المجامع إبراهيم بن محمّد بن المؤيد الحمويني (ت722ه-)، تحقيق: الشيخ محمّد باقر المحمودي، مؤسسة المحمودي/بيروت.

70. الفصول المهمة في معرفه الأئمة علیهم السلام: لعلي بن محمّد بن احمد المالكي المعروف بابن الصباغ (ت 855ه-)، الطبعة الحجرية/1303ه-.

71. فضائل أهل البيت من كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (ت 241ه-): تحقيق: الشيخ محمّد كاظم المحمودي، المجمع العالمي بين المذاهب الإسلامية/إيران.

72. فضائل الخلفاء الراشدين: لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن عبد الله بن أحمد الإصفهاني (430ه-).

73. فضائل الصحابة: لأحمد بن حنبل (ت241ه-)، تحقيق: وصي الله بن محمّد عبّاس، مؤسسة الرسالة/بيروت، 1413ه-.

74. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل: لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري (ت 538ه-)، مطبعة البابي الحلبي/مصر، 1367ه-.

75. الكشّاف المنتقى: لكاظم عبود الفتلاوي (ت 1431ه-)، مكتبة الروضة الحيدرية/النجف الأشرف، ط 1.

ص: 302

76. الكشف والبيان في تفسير القرآن (تفسير الثعلبي): لأبي اسحاق احمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي (ت 427ه-)، دار الكتب العلمية/بيروت.

77. كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب علیه السلام: لمحمّد بن يوسف الکنجی الشافعي (ت 658ه-)، المطبعة الحيدرية/النجف الأشرف.

78. كنز الدقائق وبحر الغرائب في تفسير القرآن: للميرزا محمّد المشهدي بن محمّد رضا القمي (ت 1135ه-)، مؤسسة النشر الإسلامي/قم المقدسة، ط 1، 1413ه-.

79. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: لعلاء الدين علي بن حسام الدين المعروف بالمتقي الهندي (ت 975ه-)، حيدر آباد، الهند، ط 1، 1312ه-، وطبعة مؤسسة الرسالة/ بيروت.

80. اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة: لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911ه-)، المطبعة الأدبية/مصر، 1317ه-.

81. لسان الميزان لأحمد بن علي بن محمّد المعروف بابن حجر العسقلاني (ت 852ه-)، حيدر آباد/ الهند.

82. ما نزل من القرآن في أهل البيت علیهم السلام: للحسين بن الحكم الحبري (ت 286ه-)، تحقيق: السيد محمّد رضا الجلالي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث/قم المقدسة، 1408ه-.

83. مجمع البيان في تفسير القرآن: للفضل بن الحسن الطبرسي (ت548ه-)، تحقيق: لجنة من العلماء والمحققين، تقديم: السيد محسن الأمين، مؤسسة الأعلمي/ بیروت، ط 2، 1425ه-.

84. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: لأبي الحسن علي بن أبي بكر الهيثمي (ت807ه-)، مطبعة القدسي/مصر، 1352ه-.

ص: 303

85. مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول علیهم السلام: المحمّد باقر بن محمد تقي المجلسي (ت 1110ه-)، دار الكتب الإسلامية/طهران.

86. المستدرك على الصحيحين: لأبي عبد الله محمّد بن عبد الله المعروف بالحاكم النيسابوري (ت 405ه-)، تعليق: الذهبي، حيدر آباد/ الهند، وطبعة أوفسيت/بيروت.

87. مسند أبي يعلى: لإسماعيل بن محمّد الموصلي (ت307ه-)، تحقيق: حسین سلیم أسد، دار المأمون للتراث/ دمشق، ط 1، 1407ه-.

88. مسند أحمد بن حنبل: لأحمد بن حنبل (ت 241ه-)، اوفسيت/مصر، ط 1، وطبعة اخرى، تحقيق: أحمد محمود شاكر.

89. المصنِّف في الأحاديث والآثار: لعبد الله بن محمّد بن أبي شيبة (ت235ه-)، دار الفكر/ بيروت.

90. مطالب السؤول في مناقب آل الرسول علیهم السلام: لكمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي (ت 652ه-) طبعة حجرية/إيران، 1287ه-، ملحقة بتذكرة الخواص.

91. معالم التنزيل تفسير البغوي): للحسين بن مسعود بن محمّد البغوي (ت 317ه-)، طبعة مصر.

92. المعجم الأوسط: لابي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360ه-)، قسم التحقيق في دار الحرمين/الرياض، 1415ه-.

93. معجم البلدان: لشهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي (ت 626ه-)، دار إحياء التراث العربي/بيروت.

94. معجم الشيوخ: لابن الأعرابي (ت 340ه-).

95. المعجم الكبير: لابي القاسم سليمان بن القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360ه-)، تحقيق: السلفي، مطبعة الزهراء/الموصل.

ص: 304

96. المعجم الوسيط: لإبراهيم مصطفى وأخرون، تحقيق: مجمع اللغة العربية/القاهرة.

97. معرفة الصحابة: لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الإصفهاني (ت 430ه-)، مكتبتي الدار والحرمين/الرياض، 1408ه-.

98. معرفة علوم الحديث: لأبي عبد الله محمّد بن عبد الله المعروف بالحاكم النيسابوري (ت 405 ه-)، دار الكتب المصرية/القاهرة.

99. مفاتيح الغيب في تفسير القرآن (تفسير الرازي): لمحمّد بن عمر بن الحسين الرازي (ت 606ه-)، مطبعة مصطفى محمّد/مصر.

100. مناقب آل أبي طالب علیهم السلام: لزین الدین محمّد بن علي ابن شهر آشوب (ت 588 ه-)، المطبعة الحيدرية/النجف الأشرف، 1376ه-.

101. مناقب علي بن أبي طالب علیهما السلام: لابي بكر أحمد بن موسی بن مردويه (ت 410ه-)، جمع وتحقيق: عبد الرزاق حرز الدين، دار الحديث/قم المقدسة، 1422ه-.

102. مناقب علي بن أبي طالب علیهما السلام: لابي الحسن علي بن محمّد بن المعروف بابن المغازلي (ت 483ه-)، المطبعة الإسلامية/طهران، 1394ه-.

103. مناقب علي بن أبي طالب علیهما السلام: للموفق بن أحمد المكي الخوارزمي (ت) 568ه-) الطبعة الحجرية، وطبعة تبريز، 1213ه-.

104. منهاج السُنّة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية: لابي العبّاس أحمد بن شهاب الدين المعروف بابن تيمية (ت (728ه-) تحقيق: محمّد رشاد سالم، طبعة مصر.

105. ميزان الاعتدال في نقد الرجال: لأبي عبد الله شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي (ت 748ه-)، الطبعة المحققة/ مصر.

ص: 305

106. نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والسبطين علیهم السلام: لجمال الدین محمّد بن يوسف الزرندي الحنفي (ت 750ه-)، مطبعة القضاء/النجف الأشرف.

107. النعيم المقيم: لعمر بن عبد الواحد الشافعي (ت 657 ه-).

108. النكت والعيون: لأبي الحسن علي بن محمّد البصري الماوردي (ت 450ه-)، دار الكتب العلمية/بيروت.

109. نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار علیهم السلام: لمؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي (ت 1308ه-)، دار الكتب العلمية/بيروت، 1398ه-.

110. نور الثقلين في تفسير القرآن: لعبد علي بن جمعة الحويزي (ت1112ه-)، تصحيح: هاشم الرسولي المحلاتي، المطبعة العلمية/قم المقدسة.

111. ينابيع المودة لذوي القربي: لسليمان بن إبراهيم الحنفي القندوزي الحنفي (ت 1294ه-) المطبعة الحيدرية/النجف الأشرف، وطبعة اسلامبول/1302ه-.

ص: 306

فهرس الاحادیث و الآثار

عن أبي برزة: قرأ رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلم: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ)، قال: هي بيوت النبي صلّی الله عليه وآله وسلم! قيل... 168، 167

عن أبي جعفر علیه السلام في قوله تعالى: (مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ...)، وما كان للرسول فهو لنا، ولشيعتنا حللناه لهم... 259

عن أبي جعفر في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا)، قال: نزلت في ولد فاطمة علیهم السلام... 182

عن أبي جعفر: لا نالتني شفاعة جدّي إن لم تكن هذه الآية نزلت في عليٍّ خاصّة (قُلْ هَذِهِ سَبيلِي...)... 205

عن أبي الدنيا: سمعتُ علياً يقول: لمّا نزلت (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) قال لي النبي صلّی الله عليه...102

عن أبي رافع: أنّ رسول الله بعث علياً في أُناس من الخزرج حين انصرف المشركون من أُحد، فجعل...262

عن أبي رافع: أنّ النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم وجّه علياً في نفر معه في طلب أبي سفيان؛ فلقيهم...262

عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى: ﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ)، قال: ببغضهم علي بن أبي طالب...232،231

أبي سعيد الخدري: نزلت هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ...) في علي...54

ص: 307

عن أبي سعيد: لمّا نزلت: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا النبي صلّی الله عليه وآله وسلم فاطمة فأعطاها فدكاً...258

عن أبي صالح في قوله تعالى: ﴿إِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)، قال: ما من مؤمن يوم القيامة إلّا إذا قطع الصراط زوّجه الله...221

عن أبي الطفيل: سأل عبد الله بن الكوّا علياً عن قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً)...120

عن أبي عبد الله: إنّ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم بعث علياً في عشرة استجابوا لله والرسول...263

عن أبي عبد الله في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ...)، قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم لعلي...218

عن أبي عبد الله في قوله تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)، فإذا جاء بها مع الولاية...223

عن أبي هريرة: نظر رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال...256

عن الأصبغ بن نباتة: كنتُ جالساً عند علي فأتاه ابن الكوّاء، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله...274

عن أنس: انقضّ كوكب على عهد رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم: انظروا إلى هذا الكوكب...267

عن أنس بن مالك: هوى نجم ذات ليلة في دار علي بن أبي طالب؛ فقال المنافقون: ضلّ محمّد في حبّ...267

ص: 308

عن أنس بن مالك في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ...)، أتدري مَن هم يا بن أُم سليم؟ قلت...217

عن الباقر علیه السلام: الخطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بالكوفة عند انصرافه من النهروان، وبلغه أنّ...209

عن الباقر علیه السلام: زعموا أنّ الذي عنده علم من الكتاب عبد الله بن سلام؟ فقال: إنّما ذلك علي...88

عن الباقر علیه السلام: سُئل رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم عن قوله: ﴿طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب)...144

عن الباقر علیه السلام: الصراط المستقيم الإمام، ولا تتّبعوا السبل يعني غير الإمام، فتفرّق بكم عن سبيله...183

عن الباقر علیه السلام العدل: رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم و الإحسان: علي بن أبي طالب، وذي القربى: فاطمة وأولادها...59

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: (أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء)، قال: يا سلام الشجرة محمد، والفرع علي...207

عن الباقر في قوله تعالى: (إلّا أَصْحَابَ الْيَمِين)، قال: نحن وشيعتنا أصحاب اليمين...218

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ)، قال: نحن الناس...163

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ) فِي علي...71

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْل اللهِ وَبَرَحْمَتِهِ...)، قال: فضل الله النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، وبرحمته أمير المؤمنين...105،104

ص: 309

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ﴾، قال: ﴿الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) نحن...197،196

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ)، قال هم شيعتنا أهل البيت...218

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) إلى آخر الآية قال: نزلت في علي...271

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: ﴿وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)، قال: مع آل محمّد صلّى الله عليه [وآله] وسلّم...78

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ...)، قال: فالإيمان في بطن القرآن علي...67

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: ﴿وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ)، قال: الوالد أمير المؤمنين وما ولد الحسن والحسین علیهم السلام...107،106

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ يُؤْتِكُمْ کِفْلَيْن...)، من تمسّك بولاية علي...60

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْن...) يعني حسناً وحسيناً...60

عن الباقر علیه السلام في قوله تعالى: ﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ﴾ قال: ذلك رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم والإمام من بعده، فإذا حكم...200

عن الباقر علیه السلام: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا ﴿فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقِ حَمِيمٍ)...224

ص: 310

عن البراء بن عازب في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ...)، أي: بلّغ فضائل علي...56

عن بريدة الأسلمي: إنّ الله أمرني أن أُدنيك ولا أُقصيك، وأن أُعلّمك وأن تعي، وحقّ على الله...102

عن جابر: سألتُ أبا جعفر علیه السلام عن قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُل شَيْءٍ)، قال أبو...252

عن جابر الجعفي: لمّا نزلت هذه الآية قال علي: نحن أهل الذكر...194

عن جابر بن عبد الله: إنّي لأدناهم من رسول الله في حجّة الوداع ب(مني) حين قال: لا ألفينّكم ترجعون بعدي...73

عن جابر بن عبد الله: حقّ علي بن أبي طالب على هذه الأُمّة كحقّ الوالد على ولده...109،108

عن جابر بن عبد الله: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، يقول لعلي علیه السلام: يا علي الناس من شجر شتّى، وأنا وأنت من...278

عن جابر بن عبد الله في قوله تعالى: ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ)، قال: بعلي بن أبي طالب...117

عن جابر بن عبد الله: كنّا عند النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم فأقبل علي؛ فقال النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم...215

عن الحارث: سألتُ علياً عن هذه الآية: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ)، فقال: والله إنا لنحن أهل الذكر...195

عن حذيفة: إن ولّيتموها علياً فهاد مهدي يقيمكم على طريق مستقيم...80

ص: 311

عن الحسن: جاء راهبا نجران إلى النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، فقال لهما: أسلما تسلما...177،172

عن ابن الحنفية في قوله تعالى: ﴿سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّاً)، قال: لا يبقى مؤمن إلّا وفي قلبه ودُّ لعلي وأهل بيته...159

عن ابن الحنفية في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَاب)، قال: هو علي بن أبي طالب...88

عن زيد بن أرقم: إنّ جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم بولاية علي...244

عن زيد بن علي علیه السلام في قوله تعالى: ﴿فَلَوْلاً كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ...)، قال: نزلت هذه فينا...204

عن زيد بن علي علیه السلام في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)، فقال: هداهم وربّ الكعبة إلى علي...72

عن السدي في قوله تعالى: (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا...)، قال: علي وأصحابه...63،62

عن السدي في قوله تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ)، قال: عن ولاية علي...202

عن سعد بن أبي وقاص: أنّ رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم بعث أبا بكر ببراءة إلى أهل مكّة،...130

عن سفيان الثوري في قوله تعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) قال علي وفاطمة...288،287

عن سفيان بن عيينة في قوله تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابِ وَاقِعِ)، فيمَن نزلت؟ فقال للسائل: سألتني عن مسألة ما سألني...268

ص: 312

عن سلمة بن كهيل: تصدّق عليٌّ بخاتمه وهو راكع، فنزلت ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ...)...50

عن سليم بن قيس: رأيت علیاً علیه السلام في مسجد رسول الله صلّی الله علیه وآله في الخلافة عثمانِ وجماعة يتحدّثون...186

عن ابن سيرين في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً...)، قال: نزلت في النبي صلّی الله علیه وآله، وعلي بن أبي طالب...260

عن الشعبي في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)، قال: أقولها ولا أخاف إلّا الله...201

عن الشعبي: ما نزل في عبد الله بن سلام رضی الله عنه شيء من القرآن...89

عن الصادق علیه السلام: إنّ رسول الله نظر إلى علي والحسن والحسين فبكى؛ وقال: أنتم المستضعفون بعدي...253

عن الصادق علیه السلام علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، وبينهما برزخ...288

عن الصادق علیه السلام من نحن خيرة الله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله...184

عن الصادق علیه السلام: يُحشر يوم القيامة شيعة علي رواءً مرويين مبيضّة وجوههم، ويُحشر أعداء علي يوم...214

عن الصادق علیه السلام في قوله تعالى: (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)، قال: ه-ي والله ولايتنا أهل البيت...206

عن الصادق علیه السلام في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)، قال: نحن المحسودون...163

ص: 313

عن الصادق علیه السلام في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)، فنحن الذين اصطفانا الله جلّ شأنه...192

عن الصادق علیه السلام في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)، قال: نحن النعيم...201

عن الصادق علیه السلام في قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّين...)، بغض محمّد و آل محمّد صلّى الله عليه وآله...232

عن الصادق علیه السلام في قوله تعالى: (لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)، قال: النعيم ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب...202

عن الصادق علیه السلام لل في قوله تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)، قال: هي للمسلمين عامّة، وأمّا الحسنة التي مَن...223

عن الصادق علیه السلام في قوله تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا)، قال: لو استقاموا...61

عن الصادق علیه السلام في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبَعُوهُ...)، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب...183

عن الصادق علیه السلام في قوله تعالى: ﴿وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ)، قال: رسول الله صلّی الله علیه وآله القصر والبئر المعطّلة علي...221

عن ابن عبّاس: ارفع رأسك وادعُ ربّك وسَلْهُ يُعطِك، فرفع يديه وقال: اللّهم اجعل لي عندك عهداً...161

عن ابن عبّاس: أصحاب الصراط السوي هو والله محمّد وأهل بيته...69

عن ابن عبّاس: أنّ الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في ناس معه...289

ص: 314

عن ابن عبّاس: أنّ رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم أمر بسدّ الأبواب كلّها فسُدّت إلا باب علي...135

عن ابن عبّاس: إنّ لعلي في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس منها قوله: ﴿فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ بَيْنَهُمْ) فهو...210،209

عن ابن عبّاس: أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب...114

عن ابن عبّاس: أوّل من صلّى مع رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم علي علیه السلام...122

عن ابن عبّاس: رضى محمّد أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار...165

عن ابن عبّاس: سمعته يقول ليس من آية في القرآن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، إِلَّا وعلي رأسها...145

عن ابن عبّاس: فرض الله الاستغفار لعلي في القرآن على كلّ مسلم، قال: وهو قوله تعالی...155

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)، قال: نزلت في علي بن أبي طالب خاصّة...77

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (اصْبِرُوا) أنفسكم، (وَصَابِرُواْ) عدوّكم، (وَرَابِطُوا) في سبيل الله...208

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)، قال: هو علي بن ابي طالب...84،85

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا)، قال: نزلت هذه الآية في علي علیه السلام...182

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (أَفَمَن وَعَدْنَاهُ) قال: نزلت في حمزة وجعفر وعلي...284،283

ص: 315

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)، قال: نزلت في رسول الله...17

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) إلى آخر السورة، (قال:) فالذين آمنوا علي بن أبي طالب...142، 143

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ...) قال: هم المؤمنون من آل إبراهيم وآل...190

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ قال: يعني علي بن أبي طالب...76

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا...)، قال: يعني الذين صدّقوا بالله ورسوله...97

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا...)، قال: نزلت في علي بن أبي طالب...49، 50، 51

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)، قال: يعني به علياً كان يخشى الله ويراقبه...101

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)، قال: قولوا معاشر العباد أرشدنا إلى حبِّ محمّد...184

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً)، نزلت في علي بن أبي طالب...262

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)، قال: علی آل محمّد...178، 179

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ...)، قال: الخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعني...220

ص: 316

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ)، هو رسول الله (جاء بالصدق)، وعلي صدّق به...90، 91

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ)، ذكر من جملة مَن ذكر علياً...276

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)، قال: سبق يوشع بن نون إلى موسی، وسبق صاحب...122

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) إلى آخر الآية قال: نزلت في آل محمّد...254

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّاً بِسِيمَاهُمْ)، قال: الأعراف موضع عالٍ من...274

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ)، قال: كفاهم الله القتال يوم الخندق بعلي...110

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ)؟ قال علیه السلام: أتدري ما سبيل الله؟ قلت: لا...66

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) قال: رضا محمّد أن لا يدخل أحد من أهل بيته...165

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَاللهُ يَدْعُو... وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)، قال: إلى ولاية أمير المؤمنين...65

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْر رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً)،: قال (ذكر ربّه) ولاية علي...61

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)، قال: هو علي بن أبي طالب...84

ص: 317

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ﴾ الآية قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب...290

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)، قال: مع علي بن أبي طالب...78

عن ابن عبّاس في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا)، على محبّة علي بن أبي طالب...208

عن ابن عبّاس: كان علي بن أبي طالب يقول في حياة النبي صلّی الله علیه وآله: إن الله تعالى يقول في كتابه...152

عن ابن عبّاس كان علي راكعاً، فجاءه مسكين، فأعطاه خاتمه، فقال رسول الله صلّی الله علیه وآله: من أعطاک...51

عن ابن عبّاس: كنّا جلوساً بمكّة مع طائفة من شبّان قريش وفينا رسول الله صلّی الله علیه وآله إذ انقضّ نجم. فقال صلّی الله علیه وآله...267

عن ابن عبّاس: كنّا نقرأ على عهد رسول الله: (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) بعلي... 111

عن ابن عبّاس: كنت جالساً مع فئة (فتية) من بني هاشم عند النبي صلّی الله علیه وآله إذ انقض كوكب. فقال رسول الله صلّی الله علیه وآله: مَن انقضّ هذا النجم...266

عن ابن عبّاس: لعلي بن أبي طالب علیه السلام أسماء لا يعرفها الناس، قلنا: وما هي؟ قال: سمّاه الإيمان...67

عن ابن عبّاس: لما أنزل الله (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)، دعا رسول الله صلّی الله علیه وآله فاطمة وأعطاها فدكاً...258

ص: 318

عن ابن عبّاس: لمّا قدم النبي صلّی الله علیه وآله المدينة أعطى علياً وعثمان أرضاً، أعلاها لعثمان وأسفلها لعلي علیه السلام...238

عن ابن عبّاس: لمّا نزلت ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمِ هَادٍ)، وضع صلّی الله عليه [وآله وسلّم يده...80، 81

عن ابن عبّاس: لمّا نزلت... (أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم لعلي: هو أنت وشيعتك...215

عن ابن عبّاس: لمّا نزلت (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً...) قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين....255

عن ابن عبّاس: ما أنزل الله آية فيها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، إلّا وعلي رأسها وأميرها... 146

عن ابن عبّاس: ما نزل في أحدٍ من كتاب الله ما نزل في علي علیه السلام، نزل في عليّ ثلاثمائة آية...29

عن ابن عبّاس: ما نزل في القرآن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)، إلّا علي سيّدها وشريفها وأميرها...146، 273

عن ابن عبّاس: نزلت في علي بن أبي طالب (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ...) قال محبّة....159

عن ابن عبّاس: نزلت في علي أكثر من ثلاثمائة آية في مدحه...29

عن ابن عبّاس: ولقد شكر الله فعال علي بن أبي طالب في موضعين من القرآن: (وَسَيَجْزِي اللهُ...)...48

عن عبد الله بن الحسن في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)، قال: يعني عن ولايتنا والله يا أبا حفص...202

ص: 319

عن عبد الله بن عمر: قال أبي لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة أحب إليّ...136

عن عبد الله بن مسعود: الخلفاء أربعة آدم (إنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، وداود (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ...)...254

عن علي علیه السلام: أن رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم، لمّا نزلت هذه الآية: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ...)...217

عن علي علیه السلام: إنّ الصراط المستقيم محبّتنا أهل البيت...217

عن علي علیه السلام: إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحدٌ بعدي... 94

عن علي علیه السلام: أنا أوّل من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة...124

عن علي علیه السلام: أُنزلت النبوّة على النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم يوم الاثنين، وأسلمت غداة يوم الثلاثاء، فكان النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم...219

عن علي علیه السلام: أنّه سُئل عن هذه الآية: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً)، قال: لا أظن إلّا...121

عن علي علیه السلام: جئتُ إلى النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم وهو في ملأٍ من قريش، فنظر إليّ ثمّ قال: يا علي إنّما مثلك في...177

عن علي علیه السلام: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام يقول: فيَّ نزلت هذه الآية: (وَلَمَّا ضُرب...)...213

عن علي علیه السلام سورة محمّد آية فينا وآية في بني أُمية...158

عن علي علیه السلام شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أطِيعُواْ...)...199

ص: 320

عن علي علیه السلام: شكوتُ إلى رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم حسد الناس لي؟...256

عن علي علیه السلام: في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللهِ كُفْراً)، قال: تدري فیمن نزلت؟ قلت: لا. قال...250

عن علي علیه السلام: في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)، قال: رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم المنذر...80، 81

عن علي علیه السلام: في قوله تعالى: ﴿فَأَذَنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)، فأنا ذلك المؤذّن...209

عن علي علیه السلام: في قوله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)، فقال: اللّهم غفراً هذه...189

عن علي علیه السلام: في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ...)، قال: الصراط ولايتنا أهل البيت...184

عن علي علیه السلام: في قوله تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحا ثُمَّ اهْتَدَى)، قال: إلى ولايتنا...69

عن علي علیه السلام: فيَّ نزلت هذه الآية: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ)...213

عن علي علیه السلام: فينا نزلت: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)، فأنا والله المنتظر وما بدّلتُ...188

عن علي علیه السلام: فينا نزلت هذه الآية: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ...)...254

عن علي علیه السلام: لمّا نزلت: (الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا...) الآية، قلت: يا رسول الله ما هذه الفتنة؟...62

ص: 321

عن علي علیه السلام: لمّا نزلت عشر آيات في براءة على النبي صلّى الله عليه [وآله] وسلّم، دعا النبي...129

عن علي علیه السلام: لمّا نزلت: ﴿وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)، قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: سألت ربّي أن يجعلها أُذن علي...102

عن علي علیه السلام لمّا نزلت: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ... نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً)، قال رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: مُرْهم أن يتصدّقوا...92

عن علي علیه السلام: ما من رجل من قريش إلّا ونزل فيه طائفة من القرآن؟ فقال له رجل: ما نزل فيك؟...84

عن علي علیه السلام: مثلي في هذه الأُمّة كمثل عيسى بن مريم أحبّته طائفة، وأفرطت في حبه فهلكت...178، 213

عن علي علیه السلام: مثلي مثل الشجرة، أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورثتها...206

عن علي علیه السلام: من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم فإنّا وأشياعنا يوم خلق السموات والأرض على سُنّة...253

عن علي علیه السلام: نزل القرآن على أربعة أرباع: ربع فينا، وربع في عدوّنا، وربع حِكم وأمثال...29

عن علي علیه السلام: يا أبا عبد الله ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنّة، والسيّئة التي مَن جاء بها...223

عن علي بن الحسين علیهما السلام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم ! قال: أفما قرأت في بني إسرائيل: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)...258

ص: 322

عن علي بن الحسين علیهما السلام: إنّ لعلي اسماً في كتاب الله لا يعلمه الناس؟! قلت: وما ه-و ؟ قال: ﴿وَأَذَاتُ مِّنَ...)...128، 129

عن علي بن الحسين علیهما السلام: قام رجل إلى علي، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الناس وأشباه الناس والنسناس...162

عن علي بن عابس في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ...)، يوم غدير خم في علي...55

عن ابن الكوّا: يا أمير المؤمنين آيتان في كتاب الله قد أعيتاني وشككتاني في ديني قال: وما هما...275

عن محمّد بن فرات: سمعتُ جعفر بن محمّد صلّی الله عليه [وآله] وسلّم وسأله رجل عن الآية: ﴿ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ...)...210

عن ابن مسعود: لمّا قتل علي عمرو بن عبد ودّ يوم الخندق، أنزل الله تعالى: (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنينَ...)...111

عن ابن مسعود: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلّی الله عليه [وآله] وسلّم إلّا ببغضهم علي...231

عن مقاتل في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ...)، يقال: نزلت في علي...285

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: أثبتكم على الصراط أشدّكم حبّاً لأهل بيتي وأصحابي...185

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: أعلم أمتي بالسُنّة والقضاء بعدي علي بن أبي طالب...195

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب...195، 196

ص: 323

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: اللّهم بلى. فقال: مَن كنتُ مولاه فهذا...109

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: ألم تسمع قول الله تعالى: (... أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)، أنت وشيعتك... 215

النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: وأما ترضى أن تكون رابع أربعة، أوّل مَن يدخل الجنّة أنا وأنت والحسن والحسين...256

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي...11

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: إنّ داري ودار علي غداً في الجنّة واحدة في مكان واحد...144

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: إنّ من العباد عباداً يغبطهم الأنبياء، تحابوا بروح الله على غير مال ولا عرض من الدنيا،...68

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: إني سألت ربّي مؤاخاة علي ومودّته فأعطاني ذلك ربّي. فقال رجل من قریش...245

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: خلق الله الأنبياء من أشجار شتّى وخلقني وعلياً من شجرة واحدة...279

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: سألت ربّي خلاص قلب علي ومؤازرته ومرافقته، فأعطيت ذلك. فقال رجل من قريش...244

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم لو سألت ربي عزَّوجلَّ ورجل أن لا يدخل النار أحداً من أهل بيتي فأعطاني ذلك...166

صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: سألت الله أن يجعلها أُذنك يا علي، فما نسيت شيئاً بعد ذلك، وما كان لي أن أنسى...102

عن النّبی صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: السُّبَق ثلاثة: السابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين...123

ص: 324

عن النّبی صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: سدّوا هذه الأبواب إلا باب علي؟! قال زيد بن أرقم: فتكلّم في ذلك أناس...135

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: سلِّموا على علي بإمرة المؤمنين. فقال رجل من القوم: لا والله لا تجتمع النبوّة والخلافة...240

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: علي بن أبي طالب أعلم الناس بالله والناس...195

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتّى يردا عليَّ الحوض...30

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: علي منّي وأنا منه ولا يؤدّي عنِّي إِلّا علي...131

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في قوله تعالى: ﴿فَإِنَّا مِنْهُم مُنتَقِمُونَ)، نزلت في علي بن أبي طالب، أنّه ینتقم من الناکثین...118

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَن اتَّبَعَنِي)، من أهل بيتي لا يزال...205

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في قوله تعالى: (وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ)، قال: هو علي بن أبي طالب...76، 77

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم في قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) عن ولاية علي...203

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم قل اللّهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة... 159

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفونني...118

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده...203

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: لمّا عُرج بي إلى السماء انتهى بي السیر مع جبرئیل إلی السماء الرابعة، فرأيتُ بيتاً...287

ص: 325

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: لو يعلم الناس متى سُمّي علي أمير المؤمنين لما أنكروا فضائله؛ سُمّي بذلك وآدم...264

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: المنذر أنا والهادي علي بن أبي طالب...81

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: هذا علي بن أبي طالب أوّل الناس إيماناً...278

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: و وعدني ربّي في أهل بيتي من أقرّ منهم الله بالتوحيد، ولي بالبلاغ؛ أن لا يعذّبهم...166

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: يا أنس انطلق فأدعُ لي سيّد العرب - يعني علي بن أبي طالب -، فقالت عائشة...186

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: يا عبد الله أتاني الملك، فقال: يا محمّد واسأل مَن أرسلنا قبلك...286

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: يا علي فيكم نزلت هذه الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا...)...282

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: يا علي قل: اللّهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودّة...158

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: يا علي لا يحبّك إلّا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، وقال الله عزَّوجلَّ: (إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ...)...227

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: یا علي الناس من شجر شتّى وأنا وأنت من شجرة واحدة...279

عن النبي صلّی الله عليه [وآله] وسلّم: يا فاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً، فأنزل الله: (وَلَسَوْفَ...)...165

عن النعمان بن بشير: إنّ علياً تلا ليلة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى...)، وقال: أنا منهم...282

ص: 326

فهرس المحتويات

ت الآية السورة رقم الآیه الصفحة

1 (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)... المائدة... 55 ...49

2 (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) المائدة... 67 ...54

3 (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء) النحل...90...58

4 ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْن مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً) الحدید...28...59

5 (وَأَلُو اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّريقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْر رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً) الجن...16-18...61

6 ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ) البقره...26...62

7 (الم أحَسِبَ..) العنکبوت...1-2...62

8 (ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) محمد صلّی الله علیه وآله...28...63

9 (وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) یونس...25...65

ص: 327

10 (وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) آل عمران...157...66

11 (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) یونس...26...66

12 ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) المائدة...5...67

13 ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طه...82...68

14 (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَن اهْتَدَى) طه...135...69

15 (فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) الفرقان...50...70...الإسراء ...89

16 (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ محمّد صلّی الله علیه وآله...9...71

17 (وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الشوری...52...72

18 (فَاسْتَمْسِكَ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطِ مُّسْتَقِيمٍ) الزخرف...43...72

19 (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ..) النساء...175...73

20 (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ﴾النساء...66...74

21 ﴿وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) التحریم...4...75

ص: 328

22 (يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة...119...77

23 (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) الرعد...7...79

24 (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ..) هود...17...83

25 ﴿وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَاب) وتتمة الآية ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ) الرعد...43...87

26 (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) الزمر...33...90

27 ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ) الشوری...5...92

28 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدَّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً) المجادله...12...92

29 (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبيل اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) الحجرات...15...96

30 (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ) التوبة...19...96

31 (حم عسق) الشوری...1-2...100

32 (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) فاطر...28...101

33 (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) الحاقة...28...101

ص: 329

34 (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ..) یونس...58...104

35 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً..) البقرة...208...105

36 (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) البلد...3...106

37 (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) الأسراء...23...107

38 (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) الأحزاب...6...109

39 (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ) الأحزاب...25...110

40 (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ..) البقرة...207...112

41 (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ﴾ الزخرف...41...117

42 (وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ﴾ المؤمنون...95...118

43 (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً) الکهف...103...120

44 (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾ الواقعة...10-11...122

45 (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ..) الحج...19...124

46 (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَر) التوبة...3...128

47 (وَلَا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا..) النساء...43...133

48 (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً..) البقرة...274...138

49 (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) المطففين...29...142

50 (طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآب) تتمة الآية ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبِ) الرعد...29...143

51 (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ) (متعددة)...145

ص: 330

52 (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ..) آل عمران...144...148

53 (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانَنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ) الحشر...10...154

54 (الَّذِينَ آمَنُوا) محمد صلّی الله علیه وآله...155

(الَّذِينَ كَفَرُوا)

55 (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدَّاً)

56 (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ..) مریم...97...161

57 (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ..) البقرة...199...162

58 (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ..) النساء...54...163

59 (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) الضحی...5...164

60 (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) النور...36...167

61 (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ) النور...37...168

62 (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطهيراً) الأحزاب...33...169

63 (فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ آل عمران...61...171

64 (وَإِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) آل عمران...59...176

65 (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ الصافات...130...178

ص: 331

66 (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ..) آل عمران...113...181

67 (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) السجدة...24...182

68 (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام...153...183

69 (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) التوبة...16...185

70 (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ..) الأحزاب...23...188

71 (إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) آل عمران...33...190

72 (هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ﴾ الأنبیاء...24...191

73 (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) فاطر...32...191

74 (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) النحل...43...193

75 (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ..) الزمر...9...196

76 (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا) القمر...42...197

77 (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ) الجن...18...197

78 ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) النساء...59...198

79 (يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ) المائدة...95...199

ص: 332

80 (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) النساء...65...200

81 (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاس أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) النساء...58...201

82 (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن النَّعِيمِ﴾ التکاثر...8...201

83 (فَوَرَبَّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ) الحجر...92...202

84 (وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى ببَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ﴾ الأنفال...75...204

85 (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَن الْفَسَادِ) هود...116...204

86 (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَن التَّبَعَنِی) یوسف...108...205

87 ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) ابراهیم...24...206

88 (واصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُوا..) آل عمران...200...208

89 (فَأَذَّنَ مُؤَذَّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ الأعراف...44...209

90 (ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرينَ) الواقعة...13-14....210

91 (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ الزلزلة...4...211

92 (أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ) النمل...82...211

ص: 333

93 (مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً) تمام الآية ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ) الزخرف...57-58...212

94 (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ) آل عمران...106...214

95 (أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) البینة...7...214

96 (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ) الرعد...28...217

97 (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِين) المدثر...39...218

98 (وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِين) الواقعة...90-91...219

99 ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) البقرة...45...220

100 ﴿وَبَئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ﴾ الحج...45...221

101 ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) التکویر...7...221

102 (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ) الصافات...22...222

103 (كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا) التوبة...40...222

104 (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ الأنعام...160...223

105 (فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ) الشعراء...100...224

106 (فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الشعراء...102...225

107 (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ غافر...84...225

ص: 334

108 (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾ سبأ...54...225

109 (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ..) آل عمران...28...226

110 (نَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ النساء...145...227

111 (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) محمد صلّی الله علیه وآله...30...231

112 (كِتَابٌ مَّرْقُومٌ) المطففین...20...232

113 (وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ سبأ...52...233

114 (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم...4...233

115 (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ﴾ السجدة...18...234

116 (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَالرَّسُولِ..) النور...47...238

117 (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَا رَابعُهُمْ) المجادلة...7...239

118 (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم) الزخرف...79...241

119 (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِالْحَادٍ بِظُلْمٍ) الحج...25...240

120 (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) الزخرف...79....241

121 (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا..) التوبة...74...242

122 (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم) محمد صلّی الله علیه وآله...25...242

123 ﴿الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ) الفتح...6...243

124 (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ..) هود...12...243

125 (وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ) الشوری...44...245

ص: 335

126 (وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ) الشوری...45...246

127 (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ...) البقرة...204...246

128 (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً) ابراهیم...28...250

129 (وإِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) الشعراء...4...251

130 (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) الأعراف...165...251

131 ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ القصص...5...253

132 ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ) النور...55...254

133 (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةٌ نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً) الشوری...23...255

134 (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) الروم...38...258

135 (فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى) الحشر...7...259

136 (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَبَاً وَصِهْراً) الفرقان...54...260

137 (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ..) آل عمران...173...261

138 (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) آل عمران...31...263

ص: 336

139 ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ) الأعراف...172...264

140 (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ) الأنفال...42...265

141 (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) النجم...1...266

142 (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ) المعارج...1-2...268

143 (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ) الأحقاف...29...270

144 (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر) المجادلة...22...271

145 (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوا آمَنَّا..) البقرة...14...271

146 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ البقرة...183...273

147 (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلّا بِسِيمَاهُمْ) الأعراف...46...274

148 (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ) التوبة...100...276

149 (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ..) الرعد...4...278

150 ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ) الأسراء...44...282

151 ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) الأنبیاء...101...282

152 (أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) القصص...61...283

153 (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا..) الأحزاب...58...284

ص: 337

154 (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا) الزخرف...45...286

155 (مَرَجَ الْبَحْرَيْن يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) الرحمن...19-22...287

156 ﴿يُوفُونَ بِالنَّدْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً﴾ الإنسان...7...289

ص: 338

منشوراتنا

تشرّفت مكتبتنا - مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدسة - بنشر العناوين الآتية بعد العمل بها تحقيقاً أو مراجعةً أو إعداداً:

(1) العبّاس علیه السلام.

تأليف: السيّد عبد الرزاق الموسوي المقرّم (ت 1391 ه-).

تحقيق الشيخ محمّد الحسون.

(2) المجالس الحسينيّة. (الطبعة الأولى والثانية)

تأليف: الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373 ه-).

تحقيق: أحمد علي مجيد الحلّي.

راجعه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.

(3) سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل.

تأليف: الحجّة الشيخ شير محمّد بن صفر علي الهمداني (ت 1390 ه-).

تحقيق: أحمد علي مجيد الحلّي.

راجعه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.

(4) معارج الأفهام إلى علم الكلام.

تأليف: الشيخ جمال الدين أحمد بن علي الجبعيّ الكفعميّ (ق 9).

تحقيق: عبد الحليم عوض الحلّي.

مراجعة: وحدة التحقيق.

ص: 339

(5) مكارم أخلاق النبي والأئمّة علیهم السلام.

تأليف: الشيخ الإمام قطب الدين الراوندي (ت 573 ه-).

تحقيق: السيّد حسين الموسويّ البروجردي.

مراجعة: وحدة التحقيق.

(6) منار الهدى في إثبات النص على الأئمّة الاثني عشر النُجبا.

تأليف: الشيخ عليّ بن عبد الله البحرانيّ (ت 1319 ه-).

تحقيق: عبد الحليم عوض الحلي.

مراجعة: وحدة التحقيق.

(7) الأربعون حديثاً. (الطبعة الأولى والثانية)

اختيار: السيّد محمّد صادق السيّد محمّد رضا الخرسان (معاصر).

تحقيق: وحدة التحقيق.

(8) فهرس مخطوطات العتبة العبّاسية المقدسة.

إعداد وفهرسة: السيّد حسن الموسوي البروجردي.

(9) الصولة العلوية على القصيدة البغدادية.

تأليف: السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم (ت 1399 ه-).

تحقیق: وحدة التحقيق.

(10) ديوان السيّد سليمان بن داود الحلي.

دراسة وتحقيق: د. مضر سليمان الحسيني الحلي.

مراجعة: وحدة التحقيق.

ص: 340

(11) كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار عجل الله فرجه الشریف.

تأليف: العلّامة الميرزا المحدِّث حسين النوري الطبرسي (ت 1320 ه-).

تحقيق: أحمد علي مجيد الحلي.

راجعه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.

(12) نهج البلاغة (المختار من كلام أمير المؤمنين علیه السلام).

جمع: الشريف الرضي (ت 406ه-)

تحقيق: السيّد هاشم الميلاني.

مراجعة: وحدة التحقيق.

(13) مجالي اللطف بأرض الطف.

نظم: الشيخ محمّد بن طاهر السماوي (ت 1371 ه-).

شرح: علاء عبد النبي الزبيدي.

راجعه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.

(14) رسالة في آداب المجاورة (مجاورة مشاهد الأئمة علیهم السلام).

من أمالي: العلّامة الشيخ حسين النوري (ت 1320ه-).

حرّرها ونقلها إلى العربية: الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373ه-).

تحقيق: محمّد محمّد حسن الوكيل.

مراجعة: وحدة التحقيق.

ص: 341

(15) شرح قصيدة الشاعر (محمّد المجذوب) على قبر معاوية.

الناظم: الشاعر الأستاذ محمّد المجذوب.

شرح: الشيخ حمزة السلامي (أبو العرب).

راجعه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التأليف والدرّاسات.

(16) دليل الأطاريح والرسائل الجامعية. (الجزء الأول والثاني)

إعداد: وحدة المكتبة الإلكترونية.

(17) الدرّر البهية في تراجم علماء الإمامية.

تأليف: السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم (ت 1399 ه-).

تحقیق: وحدة التحقيق.

(18) جواب مسألة في شأن آية التبليغ.

تأليف: الشيخ أسد الله الخالصي الكاظمي (1328ه-).

تحقيق: ميثم السيّد مهدي الخطيب

مراجعة: وحدة التحقيق.

(19) ما نزل من القرآن في علي بن أبي طالب علیه السلام. (الكتاب الذي بين يديك)

تأليف: أبو الفضائل المظفر بن أبي بكر أحمد بن محمّد بن المختار الحنفي الرازي (ت 631ه-).

تقديم: السيّد محمّد مهدي السيّد حسن الموسوي الخرسان.

تحقيق وتعليق: السيّد حسنين الموسوي المقرّم.

ص: 342

(20) دور المطالب وغُرر المناقب في فضائل علي بن أبي طالب علیه السلام. تأليف: السيد ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي.

تحقيق: الشيخ محمّد حسين النوري.

مراجعة: وحدة التحقيق.

قيد الإنجاز

(21) كتاب العبّاس علیه السلام.

تأليف: العلّامة السيّد محمّد رضا الجلالي الحائري (معاصر).

إصدار: وحدة التأليف والدرّاسات.

(22) رسالة في مشاهير علماء الهند.

تأليف: السيّد علي نقي النقوي (ت1408ه-).

تحقيق: وحدة التحقيق.

(23) وفيات الأعلام.

تأليف: العلّامة السيّد محمّد صادق آل بحر العلوم (ت 1399 ه-).

تحقیق: وحدة التحقيق.

(24) أبو الفضل العبّاس ابن أمير المؤمنين علیهما السلام في المكتبة الاسلامية باللغات (العربية، الفارسية، التركية، الاوردو، الانكليزية)

تأليف: الأستاذ مجيد غلامي جليسه.

تقديم: السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي.

مراجعة: وحدة التأليف والدرّاسات.

ص: 343

(25) وشائح السّراء في شأن سامراء.

نظم: الشيخ محمّد بن طاهر السماوي (ت 1370ه-).

شرحه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.

(26) صدى الفؤاد الى حمى الكاظم والجواد.

نظم: الشيخ محمّد بن طاهر السماوي (ت 1370ه-)

شرحه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق.

(27) هدية الرازي الى المجدد الشيرازي.

تأليف: العلّامة الشيخ آغا بزرك الطهراني (ت 1389ه-).

تحقیق: وحدة التحقيق.

ص: 344

desired, I and with God's assistance and success have handled that. I invoke Him to serve our master, the commander of the faithful peace be upon him to make this work absolute and true for God's sake if He wills.

If I assisted to that, it is from the most exalted Allah and the care of the master and the commander of the faithful (peace be upon him). If not, so this is my own ability.

ص: 345

in its end: all of them are 156 verses in virtues of Ali and his sons (peace be upon them). He wrote that verses as an index to what he wanted to study in his book: (Ma Nazal min Al - Qur'an fi Ali wa - Awladah) , he might write something did not reach to us, or he intended to write but he couldn't, only God knows.

So what indicates that, he mentioned some verses shortly confined to the beginning of the verse or its end, he maintained concision possibly.That leads to the fact that he was in connection of indexing verses signified the favor of the Imam and his household (peace be upon them). What assured that he didn't mention the verses and the suras of the Noble Qur'an according to their succession, moreover the inner succession of the suras themselves, but they are just a mental call at that time. For that reason he didn't restrict the specific verses revealed about them (peace be upon them) , but even he mentioned the explicated verses about them too, as if he aimed at the general reveal and exegesis.

2 - It sounds too that he mentioned some verses related to the followers of Ali (peace be upon him) and his adherents, because they signify the honor of association with Ali.

3 - He may mention the verse, the aim behind that is to elicit its context by marking the verse before or after it according to what the context requires. This is assured what has mentioned earlier that the author was in connection of collecting what is relative to the Imam's virtues (peace be upon him) , and according to what presents in his mind at that time.

The gist of what I have is a group of 156 verses are mentioned by the author Abu al - Fadha'il ar - Razi who belongs to al - Hanafi sect. He desired to make them contents of a book is titled (Ma Nazal min al - Qur'an fe Ali bin Abi Talib pbuh). If he couldn't achieve what he

ص: 346

Thus, it is no wonder to find that sheikh Aba al - Fadha'il Ahmad bin Mohammad bin al - Mudhafar ar - Razi wanted to write in this connection, then he wrote a book which is titled (Ma Nazal min Al - Qur'an fi Ali wa - Awladah). He mentioned 156 verses revealed about Ali and his sons (peace be upon them) with explanation or exegesis. Then he said after mentioning the verse 156, it is God's word: (They are those who fulfill their vows, and they fear a Day whose evil will be wide - preading). (1): (All of that is 156 verses revealed about Ali and his sons (peace be upon them).

This is signified that he wrote all that verses as an index to his book, because he mentioned the Qur'an verses only without an explanation or a comment and without a preface or a conclusion. What he mentioned was as if an index to the verses revealed about him apparently.

So I have determined after trusting in God to achieve that work wishing to be for god's sake completely and to be accepted to the last message bearer and his benevolent and righteous progeny (peace be upon them) if God wills.

I will endeavor to mention the prophetic traditions which are narrated by those who learned them by heart and the narrators who are not from Shi'a in order to be more accepted and to be a demonstration for those of obstinacy.

After getting knowledge about the verses mentioned by the author, I have deduced some remarks will be mentioned as follows:

1 - The author mentioned the Qur'an verses directly without a preface, he did not add any comment, nor refer to any source that he depended on it, and what is the reason behind his writing, etc.

What is reached to us is just a transcript contains a narration of verses as mentioned earlier without any addition except what he said

ص: 347


1- Sûrat Al - Insan: verse 7

Al - Qandozi al - Hanafi narrated from Ali (peace be upon him) that he said: "The Qur'an was revealed in four quarters: a quarter about us, a quarter about our adversaries, a quarter about traditions and parables, and a quarter about the obligations and the laws. Ours was the most vital part of the Qur'an." (1)

Consequently, talking about the virtues of Ali (peace be upon him) especially in his relation with the Qur'an is like the light in the lighthouse and like the sun in the morn. So no wonder if we see several authors write about Ali and his household (peace be upon them) , and about the clear verses revealed in their stature. Ali is with the Qur'an and the Qur'an is with Ali as the prophet (may Allah exalt him and his progeny) said. The prophet's household (peace be upon them) said the same as well. It was narrated that Um Salamah said: I heard the prophet (may Allah exalt him and his progeny) said: "Ali is with the Qur'an and the Qur'an is with Ali. They shall not separate from each other till they both return to me by the pool of paradise" (2)

So we see some of them wrote an individualized book in mentioning the verses were revealed about Ali and his sons (peace be upon them) , or specialized a single part from its parts or a chapter

from its chapters. It becomes clear to everyone read the book (Kifayat al - Talib) by al - Kanji ash - Shafi'i (b. 658 A. H.) , the two books (Ar - Riyadh an - Nadhrah) and (Thakhaer al - Uqba) by Muhibbuldeen al - Tabari ash - Shafi'l (b. 694 A. H.) , AS - Sawa'iq al - Muhriqa by Ibn Hajar al - Haytami (b. 973 A. H.) , Yanabea al - Mawadah by al - Qandouzi al - Hanafi (b. 1294 A. H.) , and other works.

ص: 348


1- Yanabi' al - Mawaddah: 334
2- See: Al - Mu'jam Al - Awsat: 11/150, Al - Mu'jam As - Saghir: 2/343, Mustsdrak Al - Hakim explained by al - Dhahabi: 3/134, Manaqib Al - Khawarizmi: 110, Faraid us - Simtain: 1/177, Majma' az - Zawa'id: 9/183, Kanz al - 'Ummal: 11/897, As - Sawa'iq al - Muhriqa: 368

Al - Hakim Al - Haskani (d. 483 A. H.) said: "This is hadith al - Manzila, our sheikh Abu Hazim al - Hafidh said: "I issued it with five thousand chains of narration." (1)

Ali (peace be upon him) has a status that none of the companions of the prophet (may Allah exalt him and his progeny) reached it, so he has the favor upon them all. It is enough glory for him that he did not associate partners with God even for a moment. Faith mixes with his flesh and blood. Ibn Abbas (may Allah be pleased with him) goes into that through his traceable and untraceable prophetic traditions.

He said: The prophet (may Allah exalt him and his progeny) said:

God, the most exalted revealed in Ali 's rank the honors of the Qur'an." (2)

He said also: "In every verse revealed includes (O you who believe) , Ali is its head, emir, and noble. God blamed the companions of the prophet (i.e. Sahabah) , but He mentioned Ali with nothing but good. (3)

The narrator asked: Where did God blame them?

He said: It is Allah's say: (Those of you who turned back on them (4) day the two hosts met (i.e. the battle of Uhud). Nobody had been stayed with him (i.e. the prophet) except Ali and Gabriel (peace be upon them). (5)

Al - Tabarani narrated from ibn Abbas that he said: (There is no one that verses had been revealed in his favor like Ali, three hundred verses revealed in his favor). (6)

ص: 349


1- Shawahid Al - Tanzil: 152/1
2- Tafsir Furat al - Kufi: 47
3- Tafsir Furat al - Kufi: 49
4- Sûrat A'l Imra'n: 155
5- Tafsir Furat al - Kufi: 50
6- Yanabi' al - Mawaddah: 388, issued by Ibn Asakir

In the Name of God, Most gracious, Most merciful We do ask assistance from Him

Talking about the personality of the commander of the faithful, Ali bin Abi Talib (peace be upon him) makes the tongue tired and the eloquence incapable. The speaker or the writer is distracted, from where he starts or deals with what! That is due to the greatness of this personality that gathered all of the human features of perfection.

Why not! He is the one who chosen by the greater prophet (may Allah exalt him and his progeny) from the beginning of the call to Islam till his death. The verse of curse shows that he is the prophet's soul (may Allah exalt him and his progeny) , and he considers him like himself. There are many other prophetic traditions make him the second person after the prophet and sharing him (may Allah exalt

him and his progeny) except prophecy, as the hadith of the status that Ibn Abd Al - Barr (d. 463 A. H.) reported in (Al - Istia'b) in biography of the Imam (peace be upon him):

"Will you not be pleased that you will be to me like the status of Haroun to Muses? But there will be no prophet after me."

He comments after narrating that hadith: "This is one of the most asserted and sound hadith, Sa'ad bin Abi Waqas narrated that the Messenger of Allah said that hadith. Sa'ad reported that hadith many times, Ibn Abi Khaithuma and the others reported that hadith.

Ibn Abbas, Abu Sa'ied Al - Khudari, Aum Salamah, Asma' Bint Umais, Jabir bin Abdullah, and there is a group it takes time to mention their names reported that. (1)

ص: 350


1- Al - Istia'b: 1097/3

ص: 351

Ma Nazal Min Al - Qur'an

Fe Ali Bin Abi Talib (p. b. u. h.)

What is Revealed from Qur'an about Ali bin Abi Talib (p. b. u. h.)

Author

Abi Al - Fadha'il Ahmad bin Mohammad bin Al -

Mudhaffar

bin Al - Mukhtar Ar - Razi Al - Hanafi

d. 631 A. H.

Verified and Commented by

Hasanain Al - Musawi Al - Muqarram

Reviewed by

Verification Unit

In

The Library of Al - Abbas Holy Shrine

ص: 352

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.