مکارم أخلاق النبي و الائمة (علیهم السلام)

هوية الکتاب

منشورات

مكتبة و دار مخطوطات

العتبة العباسية المقدسة

مکارم أَخَلاقَ النَّبي والائمة علیهم السلام

تاليف: قطب الدين ابى الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي

المتوفى سنة 573 ه

تحقيق: السيد حسين الموسوي

صورق عليه من قبل

وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة

ص: 1

اشارة

العَتَبَة العَبَاسَیةُ المُقَدَّسَة

قسم الشؤون الفكرية والثقافية شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة ص.ب( 233 ) / هاتف: 322600، داخلي: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net

abbas_library@yahoo.com

BP القطب الراوندي، سعيد بن هبة الله - 573 ق.

36 مكارم أخلاق النبي و الأئمة عليهم السلام/ تأليف قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي؛ تحقيق حسين الموسوي؛ [مراجعة وتصحيح وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة]- كربلاء : مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، 1430 ق : 2009 م.

1430 ق 478 ص . - (مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة ؛ 5 ).

المصادر: ص [454 ] - 470 ؛ وكذلك في الحاشية

1 الأربعة عشر معصوم - أحاديث الشيعة ألف ، الموسوي، حسين، محقق ب . وحدة التحقيق في دار و مخطوطات العتبة العباسية المقدسة . ج ، عنوان تصنيف وحدة الفهرسة حسب النظام العالمي (.L.C.C)

في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة

الكتاب : مكارم أخلاق النبي والأئمة عليهم السلام

الكاتب : قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي

المحقق : السيد حسين الموسوي

الناشر : مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة

الإخراج الطباعي والتصميم : عدي الأسدي

المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء المقدسة · العراق بيروت - لبنان

الطبعة : الأولى

عدد النسخ : 3000

التاريخ : شهر ربيع الثاني 1430 ه- / نيسان 2009م .

ص: 2

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ »

ص: 3

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على صاحب الخلق العظيم محمد الصادق الأمين وعلى آله الأطياب المطهرين، وبعد :فيما روي في سيرة النبي (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم):

كان رسول الله (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير».(1)

وروي أيضاً أنه (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم):

«كان يعلفُ الناضح ، ويعقل البعير ، ويقمّ البيت، ويحلب الشاة ، ويخصفُ النعل، ويرقّع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويطحن عنه إذا أعيى، ويشتري الشيء من السوق، ولا يمنعه الحياء أن يعلقه بيده، أو يجعله في طرف ثوبه، فينقلب إلى أهله ، يصافح الغني والفقير، والصغير والكبير، ويسلّم مبتدئاً على كل من استقبله من صغير أو كبير أسود أو أحمر ، حر أو عبد من أهل الصلاة ...الحديث ».(2)

لا يخفى أنَّ العناية بالبحث عن المخطوط ودراسته وتحقيقه ونشره هو أمر غاية في الأهمية وعمل يدعو للفخر والسرور ، وهذه الأهمية مستقاة من الدور الذي يؤديه الفكر المبثوث في ثنايا هذه المخطوطات القيّمة من صناعة، ورأب تصدعات الواقع الثقافي، وبيان الكيان الإنساني القائم في أي زمان ومكان يكون فيه ...

وكلما كان الكتاب المحقق ذا قيمة فكرية وأخلاقية عالية كلما كان الجهد والحبور في العمل عليه أوفر وأدعى ... ومن هنا تتأتى أهمية الكتاب الموضوع بين يدي القارئ الكريم والتي يمكن إدراجها في نقطتين :

الأولى: العنوان الذي يتشرف الكتاب بحمله وبحثه .

الثانية : المؤلّف الذي خط الكتاب وصنّفه .

وإنك إن جمعت الاثنين أعني الموضوع ومؤلّفه . في كتاب واحد فإنّك حتماً ستجد الفائدة الكثيرة والثمرة الدانية اليانعة، إذ أنّ كتاباً يحوي فرائد الأحاديث المسندة والأخبار الصحيحة

ص: 5


1- الأمالي للشيخ الطوسي : 393، المجلس الرابع عشر ح 14/866، المعجم الكبير للطبراني: 12: 52
2- بحار الأنوار: 208/70.

والمؤلفة بطريقة رائعة رائقة للمؤلّف المحقق (قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، وهو من كبار أعلام القرن السادس الهجري) والذي شهد القاصي والداني بعلمه وتحقيقاته البارعة من جهة، ومحتوى الكتاب الذي هو قيم بمعنى الكلمة من جهة أخرى لا يمكن لقارئه إلا أن يعود من قراءته بعظيم الفائدة .

وإنّ مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المطهرة لتتشرف بالعناية والإشراف لنشر هذا الكتاب خدمة للشريعة الإسلامية السمحاء، وللهادي إليها والدال عليها صاحب الخلق العظيم الذي تدين كل الفضائل بالانتماء إليه والتقرب منه، كما تشير إلى ذلك الأخبار الواردة في هذا الكتاب والحقائق الساطعة الجلية، والتي تقف في الوقت ذاته مِجناً واقياً إزاء تلك الهجمات المتعصبة والأقاويل المغرضة الكاذبة التي يشنها المغرضون ويدسّها المكذبون هنا وهناك، مدفوعين برغبة مريضة في تشويه الحقائق وقلب المعادلات السماوية لحجب ضياء الشمس الباهر بأكف الرذيلة والتعصب .

ولا يخفى على المسلم النجيب والقارئ اللبيب أن يلمح البون الشاسع من أوّل قراءة بين حديث تستسقيه من الينابيع الصافية التي تروي أحاديث أخلاق النبي الأكرم وآله الأطهارعلیهم السلام التي تتنسم أريجها من صفحات هذا الكتاب وبين تلك التي تقرأها وتسمعها صراحةً وعلناً على مقام طاهر ذيل مكارم أخلاق النبي (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم)كحديث : « إنما جئتكم بالذبح»(1) وأمثاله مما يتجرأبه الغاوون.

وإنا لنحمدُ الله على نعمة الهداية ونعمة البصيرة، ونسأله تعالى التوفيق والتسديد من عنده إنه سميع مجيب .

إدارة مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة

ص: 6


1- مسند أحمد بن حنبل : 438/ ح 6996 ، ط 3 - دار إحياء التراث العربي - بيروت.

ص: 7

مقدّمة التحقيق

اشارة

ص: 8

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه على خلق عظيم وبعث لتتميم مكارم الأخلاق وآله الأطيبين الأكرمين هداة الخلق أجمعين سيما الإمام المنتظر الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف .

وبعد ..

فإن من المعلوم المحقق أنّ إنزال الكتب وإرسال الرسل ليس لمجرد السياسة وحفظ النظام وبقاء نوع الإنسان، وإن كانت أيضاً من فوائد الإنزال والإرسال ؛ إذ الآداب الشرعيّة النبوية إنّما هي لإكمال الآداب وهي من أهم المهمّات .

فلا ريب في أنّ إرسال الرسل وإنزال الكتب وإتعاب الأنبياء والأولياء أنفسهم الشريفة إنما كان لما هو أهم من ذلك كما يفصح عن ذلك ظاهر اللام في قوله (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم): «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ؛ فإنّ حفظ النظام والقيام بالسياسة من وظائف السائس ، والعلمُ والجهل بالعلوم السياسيّة لا يخلّان لعموم الناس إلا بمقدار يكون مقدمة للأخلاق والملكات الحسنة التي بها يحصل الفوز للدرجات العالية الدنيويّة والأخرويّة.

نعم يلزم للسائس أن لا يخلو من علم السياسة حتى لا تكون سياسته عن جهل

ص: 9

ومبعثاً للفساد والإفساد، وأما آحاد الناس فاللازم عليهم هو السعي في تهذيب وتربية أنفسهم بتحصيل الملكات الحسنة وترك الملكات الرذيلة القبيحة وهجرها حتّى لا يكون حشر تلك النفوس حشر البهائم. فإنّ الناس في الدنيا بنو نوع واحد ؛ لغلبة الصورة في الدنيا على المعنى ، لكن الظاهر من الأخبار الكثيرة الصادرة عن الصادقين علیهم السلام هو أن الناس في الآخرة بنو أنواع متعدّدة ؛ لغلبة المعنى في الآخرة على الصورة ، فمنهم من يحشر كلباً ، ومنهم من يحشر خنزيراً، ومنهم من يحشر دبّاً، ومنهم من يحشر حماراً .. إلى غير ذلك .

فاللازم على اللبيب أن يسعى في أن يصرف عمره فيما هو له لا فيما ليس له فضلاً عما هو عليه ، فإنّ أشدّ الخسران هو خسران العمر الذي لا يُساوَى بآنٍ منه جميع ما في الدنيا ، لعدم إمكان تحصيل آنٍ منه عند الموت بجميع ما في الدنيا «فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ )(1).

فالعاقل الكامل يتحرّز أشدّ الاحتراز عن أن يكون غافلاً، وفيما هو له متساهلاً، ولخذلان الله مستأهلاً ، أعاذنا الله منه بمحمد وآله .

وكيف ما كان فإنّ الإنسان أشرف الموجودات استعداداً بالبداهة ؛ لما نرى من فعليّاته ؛ إذ بالتخلية والتحلية والتجلية يصير بمرتبة المَلَك في الترقّي، بل وأشرف بحيث يتشرف المَلَكُ بالتبرك به ويستشفع منه ويلوذ به كما عاد فطرس بالإمام الحسين (علیه السلام) ، بل ويفتخر به جبريل ويناغيه أشرفهم: « السلام على من طهّره الجليل، السلام من افتخر به جبريل، السلام على من ناغاه في المهد ميكائيل »(2).

وبإعمال رذائل الملكات يصير الإنسان بمرتبة الشيطان في التنزّل، بل أخس منه، وهذان هما النَّجْدان والطريقان في قوله تعالى: ﴿ وَ هَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )(3)، وقوله

ص: 10


1- الأعراف : 34 يونس : 49 : النحل : 61 .
2- انظر: المزار لابن المشهدي : 449: بحار الأنوار 98: 235
3- البلد .10

عزّ وجلَّ ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً)(1)، وفوّض أمر سلوك أحد الطريقين إليه بحيث يكون مختاراً في سلوك أيهما شاء، فإذا سلك مسلك الكفر والجحود - نستجير بالله ونعوذ به- كان عمله عمل الشيطان ورتبته رتبته، فيكون حشره حشر الشيطان ومع الشيطان بل الشياطين ( فَوَ رَبُّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا )(2).

وطريق طلب النجاة والفوز بالجنان خطيرٌ صعب لا يكون سهل التناول، ولا يصل الإنسان إلى باب الخير والصلاح إلا بالتمسّك بالعروة الوثقى، وهو النبي المكرّم وأهل بيته عليه وعليهم أفضل صلوات المصلّين ؛ إذ هم خلفاء الله في الأرض، الذين انتجبهم لأمره ، ولهذا أودع فيهم مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، بحيث لن يصل إلى مرتبتهم أحد بل لا يقاس بهم بشر .

كل هذا لنجاة العباد من سجن الدنيا والجسمانيّات وسيرهم في عالم الملكوت والروحانيات، ولا ثمر للعباد إلا باتّباعهم والمشي في هداهم (علیهم السلام)، يعني قبول ولايتهم والمشي على نهجهم والتمسك بعروتهم والتبرّي من أعدائهم، كما ورد في الأخبار: «أنتم عبيدنا في الطاعة»، وهذا ليس منحصراً لأمر الرئاسة فقط بل لنجاة الخلق ، كما لا يخفى . فمن تخلف عن هذه الهداية الإلهية غرق في أوهام الضَّلال وحشر مع شياطين الضَّلِّيل.

مع هذا وذاك حرفّت طواغيت الأُمّة أمر الإمامة بعد النبي (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم) عن موضعه، وأُدخلت الأمة في الحيرة والضلالة، وهذا منشأ رُجُوع الأمّة في تاريخها إلى الصفات الجاهلية.

ولم يترك أئمة أهل البيت علیهم السلام الأمّةَ سُدىً، بل جَدٌّوا في بيان الأحكام

ص: 11


1- الإنسان. 3
2- مريم 68 .

والمعارف ،وترويجها ، ورَقَموا للجامعة البشرية تاريخاً جديداً، وربّوا فى مدرستهم خيرة التلاميذ الذين حفظوا وكتبوا مآثر ومعارف أئمتهم وتحمّلوا في هذا الطريق مشاقٌّ ما لا يُطيقها غيرهم عادة .

ومن جملة هؤلاء التلاميذ قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراونديّ الذي أتعب نفسه لترويج المذهب وتبيين مكارم أخلاق أهل البيت (علیهم السلام) ومحاسن أفعالهم وتاريخ حياتهم، وألف في هذا المجال كتباً كثيرة .

منها هذا الكتاب القيّم الماثل بين يديك أيها القارئ الكريم، فهو على حسب الأدلّة التي سنذكرها من رشحات قلم هذا العالم الجليل، وقد كانت نُسَخُهُ مطمورةً في زوايا المكتبات نسجت عليها عناكب النسيان، ومجهولة في الخبايا تكررت عليها صروف الزمان وأكلت وشربت عليها أسنان الليالي والأيّام، لكن الله سبحانه مَنَّ علينا بالعثور على هذا الكنز الدفين والدرّ الثمين.

ص: 12

حياة المؤلّف في سطور

اسمه و نسبه و كنيته

الشيخ الفقيه الإمام قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي (رحمة الله علیه)(1).

اختلف المترجمون في كنيته

فقال بعضهم : «أبو الحسين».

وقال الآخرون: «أبو الحسن».

ص: 13


1- انظر تفصیل ترجمة الراونديّ في المواضع التالية : معالم العلماء : 368/90، فهرست منتجب الدين : 186/68 ، مجمع البحرين : 521:3 ، جامع الرواة :1 :368، أمل الآمل :2: 356/125 رياض العلماء 2: 419 و 5: 313 و 442 و 454 ، قاموس الرجال 12: 140 ، لؤلؤة البحرين: 304 ،103 منتهى المقال 3: 348 /1310 ، مقباس الأنوار: 14 تكملة الرجال 436:1 روضات الجنات 4 :5 خاتمة المستدرك 3: 80 تنقیح المقال :2 22 تأسيس الشيعة: 341، أعيان الشيعة :7 239 / 796 و 260 / 847 ، طبقات أعلام الشيعة :2 :124 طرائف المقال 1: 115 ،478 الكنى والألقاب 3 :72 الفوائد الرضوية : 200 معجم رجال الحديث 9 :97/ 5080 مجمع الآداب في معجم الألقاب 3: 379 لسان المیزان 3: 180/48 و 7: 341/35، هدية العارفين ،1 : 392 ، معجم المؤلفين 4 :225

ولكنّ أكثر ما في كتب التراجم هو: « أبو الحسين».

وما وجد بخطّه الشريف نفسه على ظهر نسخة عتيقة من نهج البلاغة في مكتبة السيّد المرعشي (رحمه الله) هو هذا: «يقول أبو الحسين الراوندي »(1).

ولكن كنّاه ابن الفُوَطي (723ه) في مجمع الآداب ب: «أبي الفرج »(2).

ولعل ابن الفوطيّ خَلَطّ بين قطب الدين هذا وابنه الشيخ أبي الفرج عماد الدين عليّ بن قطب الدين الآتي ذكره، فتأمّل .

هذا؛ وأيضاً وقع بعض الاختلاف في اسمه ، هل هو «سعيد» بالياء ، كما هو في غير واحد من المصادر الوثيقة، أو هو «سعد» كما في بعض الكتب (3)، ولكن الذي جاء في آخر الإجازة المذكورة بخطه الشريف هو:

«سعيد بن هبة الله بن الحسن».

وهذه الإجازة صارت فصل الخطاب في التردّد في اسمه وكنيته .

ثم إنّ ابن حجر العسقلاني ( 852ه ) نقل في لسان الميزان عن تاريخ الري لابن بابويه أن اسم جده عيسى وانفرد في هذا النقل (4).

راوند والراونديّ

تطلق راوند على عدّة بلدان، وهي ما يلي:

الاولى بلدة قرب مدينة قاسان في إيران.

قال الحمويّ في معجم البلدان راوند - بفتح الواو ونون ساكنة وآخره

ص: 14


1- فهرست مكتبة السيد المرعشي 5690/87:15
2- مجمع الآداب 3: 379
3- جامع الرواة1 :364 أعيان الشيعة 1: 127 و 7: 231 ، تنقیح المقال 2: 22، معجم رجال الحدیث 9 :97 / 5080
4- لسان المیزان 3 :180/48

دال مهملة - بُلَيْدَةٌ قريبة من قاسان وأصبهان ، قال :حمزة وأصلها راهاوند ، ومعناه الخير المضاعف(1).

وقال السمعاني : هي قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان(2).

ومن رساتيقها خزاق(3) وجوسقان(4) وكرمند (5).

ص: 15


1- معجم البلدان 3 :19
2- الأنساب للسمعاني 3 :31.
3- قال الحموي في معجم البلدان 3: 20 ، إنه خرج رجلان من بني أسد إلى أصبهان فأخيا دهقاناً بها في موضع يقال له: راوند، ونادماه فمات أحدهما، وبقي الأسدي الآخر والدهقان، فكانا ينادمان قبره ويشربان كأسين ويصبان على قبره كأساً ، ثم مات الدهقان، فكان الأسدي الغابر ينادم قبريهما ويترنّم : ألم تعلما مالي براوند كلّها *** ولا بخزاق من صديق سِواكُما وقال بعضهم: الشعر لقس بن ساعدة الإيادي في خليلين كانا له وماتا. وقال آخرون : هذا الشعر لنصر بن غالب يرثي أوس بن خالد وأنيساً، وتمامه: نديمَيّ هبّا طالما قد رقدتما *** أَجَدَّكُما لا تقضيان كراكما أجدكما ما ترئيان لموجَع *** حزين على قبريكما قد رثاكما ألم تعلما مالي براوند كلها *** ولا بخزاق من صديق سواكما أصب على قبريكما من مدامة*** فإلا تذوقاها تُرَوّ تراكما ألم ترحماني أنني صرت مفردا *** وأنّي مشتاق إلى أن أراكما فإن كنتما لا تسمعان فما الذي *** خليلي عن سمع خليلَيّ عن سمع الدعاء نهاكما أقيم على قبريكما لستُ بارحاً *** طوال الليالي أو يجيب صداكما وأبكيكما طول الحياة وما الذي *** يَرُدُّ على ذي عولة إن بكاكما
4- كتبت فيها نسخة من نهج البلاغة ، وجاء في نهايتها فرغ من كتابته العبد المذنب عبد الجبار بن الحسين بن أبي القاسم الحاجي الفراهاني يوم الأربعاء التاسع عشر من جمادى الأولى من ثلاث و خمسين وخمسمائة في خدمة مولانا الأمير الأجل السيد ضياء الدين تاج الإسلام أبي الرضا فضل الل بن علي بن عبيد الله الحسني أدام الله ظله ، وقد أتى إلى قرية جوسقان راوند متفرجاً من نسخة بخطه . والمخطوطة محفوظة في مكتبة رضا في رامبور بالهند برقم: 1190.
5- ذكرها ابن حبّان وقال : ومن خواصّ أصبهان رستاق كاشان في قرية يقال لها كرمند ، فيها معين يخرج منه ماء غزير يسقى منه زروع القرية ويشربه الناس والبهائم، وما يفضل منه يَنْصَبُّ إلى جدول فيتحوّل حجارة [لاحظ طبقات المحدثين بأصبهان 1 : 161 ، ذكر أخبار أصبهان ] . وأيضاً قال الراوندي في سلوة الحزين: 23 / 50: إن كرمند قرية من نواحينا إلى إصفهان .

وما زالت راوند هذه تعرف بهذا الاسم حتّى الآن، وهي تقع على بُعْدِ 12 كيلومتراً من مدينة كاشان على يمين الذاهب إليها من مدينة قم المقدّسة ، وهي قرية كبيرة ما زالت عامرة.

الثانية : ناحية بظاهر نيسابور(1).

الثالثة : تطلق على مدينة بالموصل قديمة بناها راوند الأكبر بن بيوراسف . قال الحموي : قال أهل السير: إنّ أوّل من استحدث الموصل راوند بن بيوراسف الضحاك(2).

الرابعة : وقد تطلق على جبل في همدان.

حكي أنه دخل رجل على جعفر بن محمّد علیه السلام من همدان، فقال له جعفر الصادق (علیه السلام) : من أين الرجل ؟ قال : من همدان فقال له : « أتعرف جبلها راوند؟» قال له الرجل : جعلت فداك إنّه أروند ، قال : «نعم، إن فيه عيناً من عيون الجنّة»(3).

ص: 16


1- معجم البلدان 3: 19
2- معجم البلدان 3: 19 ، الأنساب للسمعاني 3 :31
3- معجم البلدان 1: 163 ، بحار الأنوار 60: 122 / 13 قال الحمويّ بعد ذكر الحديث : فأهل البلد يرون أنّها الجمة التي على قلة الجبل، وذلك أن ماءها يخرج في وقت من أوقات السنة معلومة، ومنبعه من شقّ في صخرة، وهو ماء عذب شديد البرودة ولو شرب الشارب منه اليوم والليلة مائة رطل وأكثر ما وجد له ثقلاً بل ينتفع به، وفي رواية : لو شرب منه مائة رطل ما روي ، فإذا تجاوزت أيّامه المعدودة التي يخرج فيها، وذهب إلى وقته من العام المقبل لا يزيد يوماً في خروجه وانقطاعه ، وهو شفاء للمرضى يأتونه من كلّ وجه ، ويقال : إنّه يكثر إذا كثر الناس عليه ويقل إذا قلوا عنه ، انتهى . وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) في بيان الحديث : كان الجبل مسمّى بكلا الاسمين، والصحيح من اسمه راوند ، وإنّما صدقه لأنه هكذا عُرِف عندهم، انتهى كلامه زید مقامه.

هذه المناطق قد أطلق عليها في كتب المعاجم راوند، وأما انتساب المترجم إلى أيّة هذه البلدان فلم يذكره أحد من مترجميه وأمّا على طريق الاحتمال فلم يحتمل أحد نسبته إلى راوند همدان والموصل فبقي الآخران يعني كاشان ونيسابور.

قال الأفندي : قال شيخنا البهائي في حواشي فهرس الشيخ منتجب الدين عند ترجمة القطب الراونديّ هذا على ما وجدته بخط تلميذه المولى محمد رضا المشهدي في بلدة تبريز ما هذا لفظه : الظاهر أنّه منسوب إلى راوند قرية من قری کاشان(1).

وأيضاً قال به صاحب إيجاز المقال(2) والسيد الأمين في أعيان الشيعة (3).

ولكن احتمل الميرزا عبد الله الأفندي أنّ الراوندي منسوب إلى ناحية نيسابور، وقال : يمكن أن يكون القطب هذا من ناحية نيسابور (4).

وممّا يؤكّد أن القطب الراوندي(رحمة الله علیه) من راوند القريبة من كاشان هو من اشتراك مشايخ الراوندييّن المعاصرين، أعني قطب الدين الراونديّ والسيد أبا الرضا الراونديّ، ومن تتلمذ على أيديهما وأخذ عنهما الرواية، هذا مع اليقين بولادة السيد أبي الرضا في راوند کاشان حتى قال فيه بعض مترجميه: «الراونديّ الكاشانيّ»، وأيضاً قال السمعانيّ في كتاب الأنساب :

وصاحبنا أبو الرضا فضل الله بن عليّ الحسيني العلويّ، يعرف بابن الراونديّ، لعلّ أصله كان من هذه القرية أي راوند الذي من قرى ،قاسان كتبت عنه بقاسان(5).

وأيضاً مما يؤيد كونه من راوند التي بين كاشان وإصفهان تصريحُهُ بنفسه في

ص: 17


1- رياض العلماء 2 : 420.
2- حكاه عنه كمال الدين أبو المحاسن في تعليقته على فهرست منتجب الدین : 185
3- أعيان الشيعة 3 :204
4- رياض العلماء 240:2
5- الأنساب للسمعاني 3: 31

كتاب سلوة الحزين ونَقلُهُ حكايةً وقعت فى «كرمند» وعيّن بأنها قرية من نواحينا إلى إصفهان»(1).

ومع هذا كله ، يكون قول الميرزا عبد الله : يمكن أن يكون القطب الراونديّ من ناحية نيسابور(2)، قولاً لا يدعمه أي دليل .

إطراء العلماء في حقه

وقد أطراه وأثنى عليه ومدحه بأحسن المدائح جماعة من العلماء، وأطبقت عليه بالفضل والأدب والتقى جملة من المشايخ وذوي الأقلام، منهم:

منتجب الدين في فهرسته، حيث قال فقيه عين صالح ، ثقة ، له تصانيف ...(3).

وقال ابن شهر آشوب (588ه ) في معالمه : شيخي أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ، له كتب ...(4).

وعبّر عنه السيد ابن طاوس ( 664ه) في مواضع من كتبه ب- «الشيخ العالم(5) ، وقال في كتاب فرج المهموم كتاب الخرائج والجرائح تأليف الشيخ الثقة سعيد بن هبة الله الراوندي (6). وأيضاً قال في كشف المحجة : الشيخ العالم في علوم كثيرة قطب الدين الراوندي، واسمه سعيد بن هبة الله (رحمة الله علیه) (7).

وقال الجزائري ( 1112ه) في مقدّمة كتابه قصص الأنبياء: وأما الفاضل

ص: 18


1- سلوة الحزين: 5/23
2- رياض العلماء 420:2
3- الفهرست للمنتجب الدين: 186/68
4- معالم العلماء : 368/90
5- لاحظ : إقبال الأعمال 1: 58 ، جمال الأسبوع: 36 و 115، كشف المحجة: 20.
6- فرج المهموم : 222 .
7- کشف المحجة: 20

الراوندي قدس الله ضريحه فهو من علمائنا (1).

قال الأردبيلي ( 1101ه) في جامع الرواة ، والحر العاملي (1104ه) في أمل الأمل باختلاف يسير بينهما: الشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسن، فقيه، صالح، ثقة عين ، له تصانيف ... (2).

وقال الأفندي (حدود 1130ه) في رياض العلماء: الشيخ الإمام الفقيه قطب الدين ... ، فاضل عالم متبحر ،فقيه محدّث متكلّم ، بصير بالأخبار، شاعر، ويقال : إنّه كان تلميذ تلامذة الشيخ المفيد(3).

وأيضاً قال الشيخ يوسف البحراني (1186ه) في لؤلؤة البحرين : هو الشيخ الثقة الجليل أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي، فقيه ، عين(4).

وذكره المحدّث النوري ( 1320ه ) في خاتمة المستدرك بما هذا لفظه: الشيخ سعيد بن هبة الله بن الحسن الراونديّ، المعروف بالقطب الراوندي العالم المتبحّر ، النقّاد ، المفسّر، الفقيه المحدّث ، المحقق، صاحب المؤلّفات ، الرائقة النافعة، الشائعة جملة منها ، وعثرنا عليه كالخرائج ....

وأيضاً قال بعده :

وبالجملة ففضائل القطب ومناقبه وترويجه للمذهب بأنواع المؤلّفات المتعلّقة به أظهر وأشهر من أن يذكر، وكان له أيضاًطبعٌ لطيف، ولكن أغفل عن ذكر أشعاره المترجمون له الذين بنوا على ذكرها في التراجم(5).

ص: 19


1- قصص الأنبياء للجزائري : 3
2- جامع الرواة 1: 364 ، أمل الآمل 2: 356/125
3- رياض العلماء 2 :419
4- لؤلؤة البحرين: 103/304
5- خاتمة المستدرك 3: 79-80

وقال السماهيجيّ فيه : وكان عالماً ، فاضلاً كاملاً، فقيهاً، محدّثاً، ثقة عيناً، علامة (1).

وفي تأسيس الشيعة للسيد الصدر ( 1354ه ): الفقيه، الإمام الحجّة في كلّ فنون العلم ، المصنّف في كلّها، وأحسنُ مَنْ ترجمه السيد علي بن صدر الدين المدني في «الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة »(2)، ولولا خوف الإطالة لذكرت لك فهرس مصنّفاته، وآتيك بالعجب من تبحّره وطول باعه ...(3).

وفي شرح نهج البلاغة الحديدي (656ه) : سعيد بن هبة الله بن الحسن الفقيه، المعروف بالقطب الراوندي ، وكان من فقهاء الإماميّة(4).

وقال ابن الفُوَطي ( 732ه) في مجمع الآداب قطب الدين بن أبي الفرج الراونديّ، فقيه الشيعة، كان من أفاضل علماء الشيعة، يروي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن المحسَّن الحلبيّ، عن أبي الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكيّ، عن أبي الحسن بن شاذان القمّي، عن محمّد بن أحمد بن عيسى، عن سعد بن عبد الله القمّيّ، عن أيّوب بن نوح قال قال الإمام عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام): اكتبوا الحديث واحتفظوا بالكتب فستحتاجون إليها يوماً ما، وإذا كتبتم العلم فاكتبوه بأسانيده واكتبوا معه الصلاة على محمّد وآل محمد، فإنّ الملائكة يستغفرون لكم مادام ذلك الكتاب ، انتهى(5).

وقال ابن حجر العسقلاني ( 852ه ) فى لسان الميزان: سعيد بن هبة الله بن الحسن بن عيسى الراونديّ، أبو الحسين، ذكره ابن بابويه في تاريخ الري، وقال:

ص: 20


1- تنقيح المقال 2: 22
2- لم نجد له ذكراً في كتاب الدرجات الرفيعة.
3- تأسيس الشيعة لفنون الإسلام : 341
4- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 5:1
5- مجمع الآداب 3: 379

كان فاضلاً في جميع العلوم ، له مصنفات كثيرة في كل نوع وكان على مذهب الشيعة(1).

وقال عمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين عالم، أديب مشارك في أنواع العلوم، من تصانيفه ....(2).

مشايخه ومن روى عنهم

تتلمذ الراوندي(رحمة الله علیه) له على أساطين العلم وكبار العلماء من الفريقين، وروى عنهم وأخذ عنهم الحديث والفقه والتفسير وعلومه ...

قال المولى عبد الله الأفنديّ في رياض العلماء وقد يروي عن جماعة من أصحاب الحديث بأصبهان ، وجماعة منهم من همدان وخراسان سماعاً وإجازة عن مشايخهم الثقات بأسانيد مختلفة .

فمنهم:

1 - أبو نصر الغازيّ، أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الأصبهاني الحافظ المولود 448ه ، والمتوفى 532 ه(3).

2 - أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عليّ بن محمد الرشكي ( المرشكيّ أو الزشكي ) .

3 - أبو جعفر بن الحسين بن محمّد ابن كميح، أخو أبي القاسم الآتي ذكره.

4 - أبو على الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهرة الأصبهاني الحداد، المتوفى 515ه، من العامّة .

ص: 21


1- لسان المیزان 3: 48/ 180
2- معجم المؤلفين 4: 225.
3- تاريخ الإسلام 36: 4/265

5 - أبو القاسم الحسن بن محمّد الحديقي من تلامذة الشيخ الطوسي (رحمة الله علیه)والراوي عنه .

6 - أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن علي اليورناتيّ الأصبهاني(1)، المتوفى 527ه.

7 - أبو سعد الحسن بن علي الأراباديّ(2).

8 - الأديب أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن الحسين المؤدّب القميّ (3).

9 - السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسنيّ المروزيّ ، المتوفى 536ه (4).

10 - جمال الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد البغداديّ، المعروف بابن الأخوة البغدادي الشيباني، نزيل أصبهان ، المتوفى 548 ه(5).

11 - السيد علي بن أبي طالب الحسنيّ السليقيّ الآملي، من تلامذة الشيخ الطوسي(رحمة الله علیه) (6).

12 - ركن الدين أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد بن محمد النيسابوري التميمي السبزواريّ(7) .

ص: 22


1- اليورناتي نسبة إلى يورنات قرية على باب إصفهان.
2- روى عنه في قصص الأنبياء رقم: 127
3- رياض العلماء 2: 43 و 49 و 79 و 87 ، وتوجد بخطه نسخة نفيسة من نهج البلاغة وعليها قراءة ابن المؤدّب على تلميذه محمد بن علي بن أحمد بن بندار المورّخة سنة 469ه، والنسخة محفوظة في مكتبة السيد المرعشي برقم: 3827
4- فهرست منتجب الدين : 157/62 .
5- هو ممن يروي عن الفاضلة الجليلة بنت السيد المرتضى التي تروي عن عمّها السيّد الرضي على ما أورده القطب الراوندي في آخر شرحه على نهج البلاغة [رياض العلماء 5: 409]
6- فهرست منتجب الدين: 104 /370
7- معالم العلماء : 12 / 4 ، فهرست منتجب الدين : 223/109

13 - أمين الإسلام الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المفسّر ، صاحب تفسير «مجمع البيان»، المتوفى 548ه(1).

14 - أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الإصفهاني (2).

15 - الشريف أبو محمد شميلة بن محمد بن أبي هاشم جعفر الحسني، أمير مكة المعظمة ، الرحال المعمّر ، المولود سنة 436ه-، وكان حياً إلى سنة 545ه.

16 - السيد أبو البركات ناصح الدين محمد بن إسماعيل بن الفضل الحسيني المشهدي، من تلامذة شيخ الطائفة والراوي عنه (3) .

17 - عماد الدين محمد بن أبي القاسم علي بن محمد بن علي الطبري الآملي الكجي، صاحب كتاب «بشارة المصطفى(صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم)

لشيعة المرتضى (علیه السلام)»(4).

18 - ركن الدين أبو الحسن ( أبو جعفر ) محمّد بن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد النيسابوريّ التميميّ، أخو الشيخ ركن الدين المتقدم ذكره(5).

19 - أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن النيسابوري المقرئ ، صاحب كتابي «التعليق » و « الحدود في علم الكلام المطبوعين(6) ، و«الموجز في النحو »(7).

20 - أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي، أدرك أبا جعفر الطوسيّ(رحمة الله علیه).

21 - السيد أبو الحارث المجتبى بن الداعي بن القاسم الرازي الحسنيّ ، أخو

ص: 23


1- فهرست منتجب الدين : 336/96
2- قال الميرزا عبدالله : كان من مشايخ القطب الراوندي، ويروي عنه في كتاب الخرائج و الجرائح، والظاهر من علماء الخاصة [ الخرائج و الجرائح 2: 2/577 ، رياض العلماء 2: 418]
3- فهرست منتجب الدين: 387/106
4- فهرست منتجب الدين : 107 / 388
5- فهرست منتجب الدين : 113 / 422 .
6- انظر : الذريعة 6: 299 / 1600 ، بحار الأنوار 110 : 121 ، خاتمة المستدرك 3 : 112
7- فهرست منتجب الدين : 363/102

السيّد أبي تراب الآتي ذكره(1).

22 - السيّد صفي الدين أبو تراب المرتضى بن الداعي بن القاسم الرازيّ الحسنيّ، صاحب كتاب تبصرة العوام في مقالات أرباب الأديان.

23 - أمين الدين أبو القاسم مرزبان بن الحسين بن محمد ابن كميح.

24 - أبو جعفر محمد بن المرزبان.

25 - أبو المحاسن مسعود بن عليّ بن محمّد الصوابيّ ( الصواني ) البيهقيّ، المتوفى 544ه(2).

26 - أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن حمزة الحسني، المعروف بابن الشجري البغدادي ، صاحب كتاب «الأمالي»، المتوفّى 540 أو 542ه.

27 - هبة الله بن دعويدار القمّيّ (3).

هذا وقد ذكر الخوانساري في روضات الجنّات في ضمن مشايخ القطب الشيخ محمد بن الحسن الجهرودي والد الخواجة نصير الدين الطوسيّ (4)، لكن هذه يُبْعِدُهُ الاعتبارُ ؛ لأنّ طبقته ترجع إلى تلامذة الراوندي، حيث جاء ذكره في عداد تلامذة السيّد فضل الله الراوندي المعاصر للقطب كما فى أسانيد كتاب فرحة الغري (5).

وأيضاً قال صاحب الرياض : يظهر من كتاب فرحة الغري للسيّد عبد الكريم ابن طاوس (693ه) على ما حكاه الأستاد الاستناد(قدّس سره) في كتاب المزار في باب

ص: 24


1- فهرست منتجب الدین: 106 / 385 و 386
2- أمل الآمل 2: 990/322
3- هو من آل دعويدار أسرة علمية عريقة في قم أنجبت كثيراً من العلماء والقضاة في القرنين الخامس والسادس ، لاحظ ترجمتهم في الفهرست لمنتجب الدين.
4- روضات الجنات 7:4
5- فرحة الغري : 14/67 و 17/70 و 87 / 31 و 39/93 و 73/130 .

فضل زيارة الرضاء( علیه السلام) : أنّ القطب الراوندي هذا يروي عن الشيخ الطوسي بلا واسطة ، ولعله من سقط قلمه( رحمه الله) أو قلم النسّاخ في أحد الكتابين، لأن القطب الراونديّ هذا على ما يظهر من التتبع لم يرو عن الشيخ الطوسي إلّا بالواسطة الواحدة ، فتأمل(1).

أقول : ولم نجد في كتاب فرحة الغري رواية القطب الراوندي بلا واسطة عن الشيخ الطوسي، بل الذي جاء في كتاب فرحة الغري هو رواية القطب الراونديّ عن الشيخ الطوسي بواسطة ذي الفقار بن معبد و محمّد بن عليّ بن المحسن الحلبيّ (2).

تلامذته والراوون عنه

تتلمذ عليه عدّة من علماء الطائفة وجهابذتهم ، وروى عنه جماعة من فطاحل العلماء ، نذكر هنا بعض أسمائهم، فمنهم:

1 - الشيخ أحمد بن عليّ بن عبد الجبّار الطبرسيّ القاضي.

2 - الشيخ بابويه بن سعد بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي .

3- ولده نصير الدين الحسين.

4 - الخليل بن خمر تكين الحلبي ، المتوفى 590ه.

5 - ولده عماد الدين عليّ .

6 - الشيخ زين الدين عليّ بن حسان الرهميّ (الرهيميّ) (3).

ص: 25


1- رياض العلماء 2: 432 .
2- فرحة الغري : 23/79 و 98/159
3- أجاز للشيخ سديد الدين أبي علي الحسين بن خشرم الطائي إجازة مختصرة تاريخها خامس شعبان سنة 600 ه، يروي فيها عن القطب الراونديّ، والإجازة مذكورة في الذريعة 1: 1099/210

7 - القاضي جمال الدين عليّ بن عبد الجبار الطوسيّ (1).

8 - الحاكم الإمام عليّ بن أحمد بن علي الزياديّ.

9 - كمال الدين علي بن محمد المدائني ، من مشايخ السيد ابن طاوس.

10 - الشيخ نصير الدين أبو إبراهيم راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن محمّد البحرانيّ، المتوفى 605ه.

11 - ولده ظهير الدين محمّد .

12 - الشريف عزّ الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسين العلوي الحسينيّ البغداديّ.

13 - زين الدين أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد بن محمّد .

14 - رشيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني السرويّ، المتوفى 588ه.

15 - الشيخ منتجب الدين بن بابويه عليّ بن عبيد الله الرازيّ، صاحب الفهرست، كان حيّاً سنة 600 ه .

وقد أجازه القطب الراوندي بخطه الشريف رواية كتاب نهج البلاغة على ظهر نسخة منه في مكتبة السيّد المرعشي كما مرّ، وهذا نصّ الإجازة:

«يقول أبو الحسين الراوندي: أخبر [نا] السيّد [ذو الفقار] بن معبد الحسنيّ [عن ] الشيخ أبو عبد [الله محمّد بن عليّ] الحلوانيّ عن الرضي، بهذا الكتاب، وأخبرنا ابن الأخوة البغدادي عن الشيخ أبي الفضل محمد بن يحيى الناتلي، عن أبي منصور عبد الكريم بن محمّد الديباجيِ، عن الرضي رضي الله عنهم وللشيخ العالم زين الدين هذا أن يروي عنّي [هذا ] الكتاب كله بهذا الإسناد فإنّه بحمد [الله] أهل لذلك، صحّ».

ص: 26


1- وقد روى هذا الشيخ مصنفات القطب الراوندي والسيد أبي الفضل الراوندي [فهرست منتجه الدين : 254/83 ، رسالة في العدالة للشهيد الثاني : 258].

وبخطّه أيضاً :

«قرأ عليّ كتاب نهج البلاغة من أوله إلى آخره الشيخ الإمام العالم زين الدين أبو جعفر محمد بن عبد الحميد بن محمد المدعوّ ... أدام الله توفيقه قراءة إتقان؛ سعيد بن هبة الله بن الحسن حامداً مصلّياً».

ص: 27

الصورة

ص: 28

الصورة

ص: 29

تأليفاته

صنّف القطب الراوندي(رحمة الله علیه) كتباً في كثير من العلوم الإسلامية على مذهب الإمامية، من التفسير والحديث والفقه، وعلوم القرآن، والكلام، والأدب... وغيرها، وبالجملة كان القدوة في ذلك والإمام.

كما هو المبدأ في تأليف بعض العلوم، فهو أوّل من صنّف رسالة مستقلّة في علم الدراية من الإمامية (1) وتفسير آيات الأحكام ، وقيل : هو أوّل من ألّف الشرح لنهج البلاغة ، وكثيراً ما يناقش آراءه ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه.

والذي عثرنا عليه من تأليفاته هو :

1 - أسباب النزول .

2 - ألقاب الرسول وفاطمة والأئمة علیهم السلام (مطبوع ) .

3- أُمّ المعجزات ( من تتمات الخرائج).

4 - الإغراب في الإعراب.

5- إحكام الأحكام.

6 - الإنجاز في شرح الإيجاز في الفرائض للشيخ الطوسي(رحمة الله علیه).

7 - بيان الانفرادات .

8 - تفسير القرآن.

9 - تهافت الفلاسفة.

10 - التغريب في التعريب.

11 - حلّ المعقود من الجمل والعقود.

12 - جنى الجنّتين في ذكر ولد العسكريّين.

ص: 30


1- مجلة تراثنا 38 و 39: 273

13 - جواهر الكلام في شرح مقدّمة الكلام .

14 - الخرائج والجرائح (مطبوع ) .

15 - خلاصة التفاسير .

16 - الخلاف بين الشيخ المفيد والشريف المرتضى.

17 - الدلائل والفضائل

18 - الرائع في الشرائع .

19 - رسالة في أحوال أحاديث أصحابنا (مطبوع ) .

20 - زهر المباحثة وثمر المناقشة .

21 - سلوة الحزين وتحفة العليل، الشهير ب-: «الدعوات»، (مطبوع ) .

22 - شجار العصابة في غسل الجنابة .

23 - شرح الخطبة الأولى من نهج البلاغة .

24 - شرح الكلامات المائة

25 - شرح العوامل المائة .

26 - شرح الآيات المشكلة في التنزيل.

27 - شرح ما يجوز وما لا يجوز من النهاية.

28 - ضياء الشهاب في شرح شهاب الأخبار .

29 - العلامات والمراتب الخارقة للعادات لهم ( من تتمات الخرائج ) .

30 - غريب النهاية.

31 - الفرق بين الحيل وبين المعجزات (من تتمات الخرائج ).

32 - فقه القرآن من كلام الملك الديّان (مطبوع ) .

33 - قصص الأنبياء (مطبوع ) .

34 - كتاب في إعجاز القرآن وتفسير سورة الكوثر .

35 - اللباب المستخرج من فصول عبد الوهّاب.

ص: 31

36 - مكارم أخلاق النبي والأئمة عليهم السّلام، وهو الكتاب الماثل بين يديك.

37 - مفتاح المتعبّد .

38 - معرفة مقاطع القرآن من مباديه .

39 - المستقصى في شرح الذريعة .

40 - المغني في شرح النهاية .

41 - مسألة في صلاة الآيات .

42 - مسألة في العقيقة .

43 - مسألة في فرض من حضر الأداء وعليه القضاء.

44 - مسألة في الخمس .

-45 - مسألة أخرى في الخمس.

46 - المسألة الكافية في الغسلة الثانية.

47 - مشكل النهاية.

48 - الناسخ والمنسوخ .

49 - نفثة المصدور، وهو ديوان أشعاره.

50 - موازنة معجزات نبينا (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم) وأوصيائه عليهم السّلام ومعجزات الأنبياء المتقدمين عليهم السّلام( من تتمات الخرائج ).

51 - نهاية النهاية .

52 - منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (مطبوع ) .

53 - النيّات في جميع العبادات .

أسرته و ذريته

كان الراوندي (رحمة الله علیه) ينتمي إلى عائلة علمية عريقة ، اشتهرت بالعلم والفضل، قال

ص: 32

الميرزا عبد الله : وكان والده وجده من العلماء(1).

وقد نبغ من هذا البيت رجال داخلون في طرق الإجازات، ولهم شأن الحوزات العلميّة لدى الشيعة الإمامية ودور في العلوم الإسلامية، وهم:

1 - الشيخ أبو الفرج عماد الدين علي بن قطب الدين، فقيه ، ثقة (2)، عبّر عنه السيّد ابن طاوس في كتبه ب-: «الشيخ العالم(3) ، يروي عن والده وأعاظم عصره، منهم:

أ ) السيّد ضياء الدين فضل الله بن علي الراونديّ الكاشانيّ.

ب) أبو الفتح جمال الدين حسين بن علي الرازي، صاحب تفسير «روض الجنان».

ج) سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي .

د) أمين الدين أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي، صاحب تفسير .«مجمع البيان».

ه) الشيخ عبد الرحيم بن أحمد البغدادي الشهير بابن الأخوة ( 548ه).

وكلّ هؤلاء نص عليهم صاحب المعالم في إجازته الكبيرة (4).

وقد روى أيضاً عن :

أ) أبي الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الأخشيد السراج (524ه).

ب) أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد النيسابوري الشحّاميّ الشروطيّ المستملي (446 - 533ه ) .

ج ) أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الأرغيانيّ.

ص: 33


1- رياض العلماء 2: 430
2- فهرست منتجب الدين: 275/86 ، رياض العلماء 3 :331 و 4 :83 و 4 :100 ، خاتمة المستدرك 2 :463 و 3 :31
3- لاحظ الدروع الواقية : 78 اليقين : 280 ، جمال الأسبوع: 115 ، سعد السعود: 233 ، فتح الأبواب : 88 و 89 و 131 و 134 و 136 و 141 و 147 .
4- بحار الأنوار 47: 109 ، خاتمة المستدرك 3: 89

د) أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي ( 454 - 536ه) .

ه) أبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ( 467 - 538 ه )

و) أبي الفتح الخشاب المروزيّ (1).

ي) السيّد صفى الدين المرتضى بن الداعى الحسنىّ.

كما جاء في إجازة الشيخ علي بن هلال الكركي(2).

هذا؛ وقد نسب العلّامة الأميني والمحقق الطباطبائي رحمهما الله إلى الشيخ الحر ( 1104ه) في أمل الآمل أن من جملة مشايخه الشيخ أبا علي الطوسي .

وأجابا بأن الشيخ أبا علي الطوسي كان حيّاً إلى سنة 515ه، فلم يدركه عماد الدين علي ، وقد احتملا - رحمهما الله - أن كلمة الطبرسي صحّفت إلى الطوسي(3).

أقول : ولكن الذي جاء اسمه في أمل الآمل هو الشيخ أبو الفرج علي بن الحسين الراونديّ ، ولعله هو ابن الشيخ حسين الشهيد الآتي ذكره، وعلى هذا أيضاً فروايته عن أبي علي الطوسي أو الطبرسي بعيدة، وأولهما أبعد، كما لا يخفى .

وقد روى عنه جماعة، منهم:

أ ) الفقيه الكبير الشيخ أبو طالب نصير الدين عبد الله بن الحسن بن علي بن الطوسي، صاحب كتاب «الوسيلة » .

ب) الشيخ نجم الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء الحلّيّ، المعروف بابن نما

ص: 34


1- هكذا جاء ذكره في إجازة علي بن هلال، ولكن لم نعثر على شخص بهذا العنوان، ولعل هو أبو الفتح أحمد بن عيسى بن محمد الخشّاب الحلبي الذي ذكره المنتجب الدين في فهرسته، وقال عنه : فقیه دین [ فهرست منتجب الدين : 9/34].
2- بحار الأنوار 109: 43 و 67 و 65 و 69 .
3- انظر أمل الآمل :2: 454/179 الغدير 5: 383، مجلة تراثنا 39: 294

( 645ه) ، صاحب كتاب « مثير الأحزان » و « ذوب النُضار».

ج) السيد كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد الحسيني، صاحب كتاب «غرر الدرر» .

د) أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد بن محمد المعروف بشفروه الإصفهاني ، له كتب منها : «رشح الولاء في شرح الدعاء».

هذا وقد ترجمه الشيخ الحرّ العاملي (رحمة الله علیه) في أمل الآمل مرتين تارة بعنوان: علي بن قطب الدين أبو الحسين الراونديّ ، وأخرى بعنوان : علي بن الإمام قطب الدين سعيد الراوندي ، وقال في الموضع الأوّل: يروي عنه الشهيد(1).

والاشتباه ظاهر منه ؛ لاختلاف طبقتيهما ، لأن الشيخ «علي» هذا من أعلام القرن السادس والشيخ الشهيد ولد سنة 734ه ، وربما احتاج في النقل عنه إلى سبع وسائط ، اللهم إلا أن يقال أن مراده من قطب الدين أبي الحسين الراوندي ليس بالقطب الراوندي المشهور أو هو واحد من أسباطه المتأخرين المسمى بهذا الاسم وقد حذف من النسب أسامي جماعة من أجداده كما هو الشائع والنسبة إلى المشاهير ، أو يقال أنّ الشيخ الحر (رحمة الله علیه) رأى في بعض المواضع أن الشهيد يروي بحذف الإسناد عن هذا الشيخ فظنّ أنّه يروي عنه بلا واسطة(2).

وللشيخ علي (رحمة الله علیه) ولد وردت ترجمته في كتب التراجم، وقد أطراه الشيخ منتجب الدين بالفضل والعلم، وهذا نصه :

الشيخ برهان الدين محمد بن علي بن أبي الحسين أبو الفضائل الراونديّ سبط الإمام قطب الدين رحمهم الله فاضل ، عالم(3).

2 - الشيخ نصير الدين أبو عبد الله الحسين بن الإمام قطب الدين أبي الحسين

ص: 35


1- أمل الآمل 2: 511/171 و 559/188
2- رياض العلماء 3: 331، تعليقه الأفندي على أمل الآمل : 511/185.
3- فهرست منتجب الدين: 112/ 419

الراونديّ، عالم، صالح، شهید قاله منتجب الدين في فهرسته (1).

وهو أحد شهداء أعلام الدين وحملة العلم والفضيلة، ولهذا ذكره العلامة الأميني في كتاب شهداء الفضيلة (2)، ولكن لم نعثر على سبب استشهاده.

وقد كتب قطب الدين الراوندي ( رحمة اله علیه) بخطّه الشريف إجازة لولده هذا على ظهر نسخة من كتاب «الجواهر في الفقه» للقاضي عبد العزيز بن البراج الطرابلسي ( 481 ه)، وهذه صورتها:

«قرأه عليّ ولدي نصير الدين أبو عبد الله الحسين أبقاه الله ومتعنى به، قراءة إتقان، وأجزت له أن يرويه عن الشيخ أبي جعفر محمد بن المحَسَّن الحلبيّ، عن المصنف، كتبه سعيد بن هبة الله»(3).

3-الشيخ الإمام ظهير الدين أبو الفضل محمد بن سعيد بن هبة الله ، فقيه ، ثقة، عدل، عين ، قاله منتجب الدين(4).

وقد طبع له كتابان ، وهما : «الأربعون حديثاً»، المطبوع في مجلة تراثنا في العدد 46 في جمادى الآخرة سنة 1417ه، بتحقيق هيثم السماك ، و «عجالة المعرفة في أصول الدين» ، طبع أوّلاً في مجلة تراثنا بتحقيق السيّد محمد رضا الجلالي الحسيني حفظه الله في العدد 29 في شوّال سنة 1412ه، ثمّ طبع ثانيةً مستقلاً في مؤسسة آل البيت (علیهم السلام) في ربيع الأول سنة 1417ه.

ص: 36


1- فهرست منتجب الدين: 111/54 ، رياض العلماء 2: 7
2- شهداء الفضيلة : 40 .
3- هذه النسخة كانت في مكتبة الشيخ محمد السماوي في النجف الأشرف، واستنسخ من هذه النسخة أوّلاً الشيخ محمد بن محمد بن علي الفراهاني المحمد آبادي في شعبان 618 ه، ثم استنسخ عنها في شهر رمضان من تلك السنة أيضاً الشيخ أبو جعفر علي بن الحسين بن أبي الحسين الورانيّ وكتبا ذلك بخطهما على هذه النسخة [ انظر الذريعة 5: 257 / 1225 ].
4- فهرست منتجب الدين : 412/112

وقد روى عنه :

أ ) ابنه محمّد(1).

ب-) الشيخ قطب الدين محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي الكيدري، وعبّر عنه في «بصائر الأنس بحضائر القدس» بالإمام حيث يقول :

أجاز لي الشيخ الإمام محمد بن سعيد بن هبة الله الراوندي رواية كتب الأصحاب، عن والده عن الشيخ أبي جعفر الطوسي .

ج ) الشيخ أبو القاسم عليّ بن محمّد بن علي رشيد الدين الجاسبي القمّي(2).

د) الفقيه مجد الدين محمد بن محمد بن علي بن محمد بن المغربي قاضي مازندران .

ه) أبو طالب بن الحسين الحسينيّ.

و) علي بن يوسف بن الحسن علاء الدين

وكتب ظهير الدين لعلي بن يوسف هذا إجازة بخطه على نسخة من كتاب نهج البلاغة التي فيها خط أبيه هكذا :

قرأ عليّ الشيخ الإمام علاء الدين جمال الحاج والحرمين، علي بن يوسف بن الحسن دام توفيقه، وإلى كل طريقة هذا المجلد قراءة محقق مدقق، وأجزت له روايته عنّي عن جماعة عن المصنّف رضي الله عنهم وعنّا. وكتب أبو الفضل الراونديّ حامداً (3).

ص: 37


1- روى عنه أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي (655ه ) قاضي خوارزم وخطيبها ، وهو من مشايخ ابن العديم [ انظر: تراثنا :39: 296]
2- وله بخطه نسخة من كتاب النهاية في مجرّد الفقه والفتاوي لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي رحمة الله علیه بتاريخ 579ه، وعليها إجازة أبي الفضل محمد بن قطب الدين للكاتب ، وهي محفوظة في مكتبة أمين الخنجي بطهران، وهي النسخة الثانية التي استفيدت في تحقيق الكتاب [ الذريعة 2141/404:24].
3- لا يخفى بأن في أوّل هذه النسخة النفيسة أيضاً إجازة للشيخ الفقيه نجيب الدين أبي زكريا يحيى بن سعيد الهذلي الحلّيّ ( 689 أو 690ه) كتبها بخطه للسيد عز الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي، المعروف بابن الأبزر الحسيني ، بعد ما قرأها عليه ، وتاريخها 27 شعبان سنة 655 ه.

الصورة

ص: 38

وللشيخ محمد(رحمه الله) ولد ذكره منتجب الدين في فهرسته هكذا الشيخ رشيد الدين الحسين بن أبي الفضل بن محمّد الراونديّ المقيم بقوهدة رأس الوادي من أعمال الري، صالح مقرئ(1).

ويظهر من عبارة منتجب الدين أنه ابن ابن ابن القطب الراوندي إلّا أنه أضاف الفهرست كلمة : « ابن»، فيكون اسمه: رشيد الدين الحسين بن أبي الفضل محمّد الراونديّ(2).

وفاته ومدفنه

توفّي القطب الراوندي(رحمه الله) ضحوة يوم الأربعاء المصادف للرابع عشر من شهر شوّال سنة 573ه، كما نقل ذلك في مجموعة الجبعي نقلاً عن نقلاً عن خط الشهيد الأول(رحمه الله).

جاء هذا في هامش نسخة بحار الأنوار بخطّ العلّامة المجلسي ، فقيها ما هذا نصه :

وجدت بخطّ الشيخ شمس الدين محمّد جدّ شيخنا البهائي قدس الله روحيهما نقلاً من خط الشهيد روّح الله روحه : توفّي الشيخ السعيد أبو الحسين قطب الملة والدين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي (رحمه الله) ضحوة الأربعاء، الرابع عشر من شوال سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة «م ق ر عفى عنه»(3).

ولكن في وفاته قول آخر نقله ابن حجر في لسان الميزان نقلاً عن تاريخ الري للشيخ بابويه بن سعد القمي تلميذ الراوندي: توفّي في 13 شوّال(4) .

ص: 39


1- فهرست منتجب الدين: 107/55
2- انظر مجلة تراثنا 39: 297
3- بحار الأنوار 105: 235 .
4- لسان الميزان 3: 48

ولعلّ هذا الاختلاف محمول على الاختلاف في أوّل الشهر ، وعلى الاختلاف الأفق، فإنّ العيد كان في الشام في تلك السنة يوم يوم الخميس، وفي الري كان العيد يوم الجمعة، فيكون يوم الأربعاء عندهم 13 شوّال .

و دفن (رحمه الله) بمدينة قم في الصحن الكبير بمقبرة حضرة السيّدة فاطمة المعصومة (علیها السلام). وعليه صخرة كبيرة، وقبره الآن مشهور، وما زال مزاراً لأهل البلد والزائرين.

ولكن قال الميرزا عبدالله الأفندي (رحمه الله) في تعيين قبره : ثمّ إنّ المولى الحشري التبريزي الشاعر المشهور نقل في كتاب «تذكرة الأولياء في أحوال العلماء» إن قبر قطب الدين الراوندي في قرية خسرو شاه من توابع تبریز .

ثمّ قال: وأنا أيضاً رأيت قبراً بتلك القرية يعرف عند أهلها بأنّه قبر القطب الراوندي وكانوا يزورونه فيه، وقد زرته أنا فيه أيضاً، فلا يبعد أن يكون أحد القبرين الموجودين في قم وخسرو شاه للشيخ قطب الدين والثاني للسيد فضل الله ، أو أن أحدهما قبر أحد أولاده، أو قبر والده ، أو جده والآخر قبره(1).

كرامة لجثمانه الشريف

حكى الآية العلّامة الحاج الشيخ محمد علي الأراكي، أنه سمع من الشيخ محمد حسن الجلاليّ حين سفره مع الآية العظمى الحاج السيد محمد تقي الخوانساري إلى خوانسار : أنّه لمّا قصد أتابك الأعظم تجديد بناء صحن حرم السيّدة فاطمة المعصومة (علیها السلام) في قم المقدّسة خرّب القبور الواقعة في الصحن، وخرّب قبر قطب الدين الراوندي ، وفُتِحَت فَتْحَةٌ إلى داخل قبره.

ص: 40


1- هذا ولكن قبر السيد فضل الله الراوندي معروف مشهور في كاشان في الزاوية الجنوبية من مقابر بنجه شاه في شمال مسجد الجامع القديم، ولا زالت عامرة باسم مقبرة السيد أبي الرضا في شارع بابا أفضل مطل على الشارع في قلب البلد [رياض العلماء 2: 245].

قال الشيخ محمد حسن الجلالي (الحاج آخوند ) : نظرت من الفتحة إلى داخل القبر فوجدت جسده سالماً ، فأدخلت رأسي في القبر وقبلت قبّتي ركبتيه(1).

هذا، وقد نصب العلّامة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (رحمه الله) لوحاً عظيماً من الحجر الأسود عليه ، وكتب عليه :

هذا مضجع الشريف الجليل والفقيه النبيل الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله بن حسن ،راوندي، صاحب تصنيفات كثيرة مانند الخرائج والجرائح، وفقه القرآن است و اوست استاد ابن شهر آشوب و غیره در 14 شوّال المكرّم سنه 573 ه وفاة نموده است».

نحن والكتاب

موضوع الكتاب

ينبغي أن نبحث في هذا المقام في أمرين، هما:

الأول : موضوع الكتاب.

الثاني : نسبة الكتاب إلى قطب الدين الراوندي(رحمه الله) .

يعد الكتاب من الكتب الحديثيّة، وقد جمع المؤلّف فيه الأخبار التي موضوعها على ما هو ظاهر من عنوان الكتاب ومقدّمته مُوجَز من مكارم أخلاقهم (علیهم السلام)، ولكنّ الموضوع في واقعه اعمّ منه لأن في الكتاب أخباراً في مكارم أخلاقهم وسيرهم وشيمهم و سنتهم وتواريخهم وفضائلهم ووصاياهم وبعض الأدعية المرويّة عنهم وبعض أشعارهم وبعض القضايا المرتبطة بهم (علیهم السلام)،

ص: 41


1- زندگی نامه آية الله أراكي : 641 ، وانظر كتاب ضياء الأبصار في ترجمة علماء خوانسار 3: 153 مقدمة كتاب غنائم الأيام 1: 35

كما وفيه بعض الأخبار عنهم (علیهم السلام) في الحكم والآداب و محاسن الأخلاق ومكارمه. ألفّه في أربعة عشر باباً ، مبتدئاً بذكر النبي(صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم) الله ثم كل واحد من المعصومين إلى آخر الأئمة من أهل البيت (علیهم السلام) على ترتيب وفياتهم(علیهم السلام) ، لهذا قدّم باب ذكر فاطمة (علیها السلام)على باب ذكر أمير المؤمنين (علیه السلام).

ويحتوي كلّ باب على عدة فصول غير معنونة، يقلّ ويكثر عددها في كلّ باب، وقد لا تتلائم الأخبار الواردة في كلّ فصل مع بعض الأخبار الأخرى الواردة في نفس الفصل .

وقد سلك المؤلّف في تأليف الكتاب وجمع الأخبار والأحاديث طريقة الاختصار في كثير من الأخبار، وعمد في بعضها الآخر إلى التقطيع ، كما هو واضح لمن أرجع نصوصه إلى مصادرها المستخرجة في الهامش ، وكان (رحمه الله) قد صرّح بذلك في مقدمته قائلاً:

«إنِّي جمعت مختصراً في أخلاقهم الرضيّة ... )(1).

وأيضاً في نهاية الكتاب حيث قال :

« تمّ المختصر »(2).

وقد سبَّب هذا الاختصار في بعض المواضع الإخلال في فهم الخبر ، فأصلحنا هذه الموارد بزيادة بعض الكلمات أو العبارات من المصادر أو منا ليكمل بها فهم الخبر، وجعلناها بين معقوفتين في المتن أو أشرنا إلى المقصود في الهامش.

وأيضاً بعد ما وعد المؤلّف في مقدّمته من عدم التطويل اختصر في الباب الحادي عشر في ذكر محمد التقي(علیه السلام) إلى آخر الكتاب ، قائلاً:

«أختصر من هاهنا ذكر محاسنهم فإنّهم جميعاً ذرّيّة بعضها من بعض، وكان

ص: 42


1- نفس الكتاب: 60.
2- نفس الكتاب : 388

للتقي(علیه السلام) ولمن بعده من أبنائه (علیهم السلام)حجج الله محاسن أفعال ومكارم أخلاق كما ذكرنا لآبائهم(علیه السلام) ».

ولعل وجه الاختصار - أو التصريح بالاختصار - من هذا الباب أنه لما رأى المؤلّف تطويل الكتاب ، وهو نقض لغرضه الغائي الذي وعد به في مقدمته ، اكتفى من الباب الحادي عشر بنقل قليل من الأخبار والروايات.

وأكثر ما ورد في الكتاب من الأخبار والروايات موجود في المصادر المعتمدة نصّاً أو معنىً، وبعضه الآخر منحصر بكتب المؤلّف أعني القطب الراوندي(رحمه الله)(1).وهناك غير هذا وذاك روايات قد تفرّد المؤلّف بنقلها في هذا الكتاب ، ولم تُنْقَل أو تُرْوَ في مصدر أو مرجع آخر ، وهي روايات تبلغ درجة كبيرة من الأهمية (2)

وأمّا أُسلوبه في تأليفه هذا فمتحد مع كتبه الأخرى.

نسبة الكتاب إلى القطب الراوندي (رحمه الله)

إنّ البحث حول انتساب الكتب إلى مؤلّفيها من أهم المباحث التي لابد من التعرّض لها في جميع الكتب التراثية، إذ أن مجرّد نسبة كتاب إلى شخص باعتبار وجود ذلك مكتوباً عليه لا يكون صحيحاً ، ومعلوم أن هذا البحث بحث مقدّمي لحجيّة الأخبار .

ص: 43


1- نفس الكتاب : 1/63، 2/64، 4/65 ، 24/72، 25/73، 6/119، 29/136، 3/203، 12/258، 20/260، 23/261، 44/269،35/265، 66/275 و 67 و 68 ، 72/277، 2/301، 31/312، 7/303، 34/314، 24/346
2- نفس الكتاب : 47/80،8/66، 77/90، 25/129، 29/136، 42/146، 14/161، 23/167، 28/168، 31/169 و 32 و 34، 37/171، 50/180 ، و 52، ،55/181، 62/183، 73/191، 82/196، 93/203،88/200 ،5/212، 17/217 و 18 ، 22/219 ،6/238، 9/241، 14/244 ، 1/251، 47/270 و 48 و 49، 58/273 ،61/247 و 62، 9/284، 12/286 و 13، 16/289 و 17 ، 27/310، 3/325، 11/330 و 12 ، 11/360، 2/364، 15/368، 3/372 و 4 ، 7/374 .

و لم نعثر على حسب تفحصّنا - على رسالة أو مقال مستقلّ في جوانب فوائد هذا البحث وسرد أماراته، فلابد للباحثين وذوي الأقلام والمعتنين بالتراث الإسلامي أن يؤلّفوا بحوثاً مستقلّة فهرستية لاستخراج القوانين الكلّية والاستدلالات التي استدل بها السلف ، ويجمعوا فيها الشواهد المختلفة، ويبحثوا فيها بدقّة ما هو الحجة منها وما هو ليس كذلك ، وذلك لتسهيل الأمر على المحققين.

وهذا البحث ذو فوائد كثيرة بالأخص في زماننا الذي طبعت فيه الكثير من الفهارس للمخطوطات وتظهر فيها كتب مهمة في موضوعات مختلفة غير متداولة في القرون السابقة بين العلماء من المحدثين والفقهاء والمتكلمين ... وغيرهم.

نعم، ذكر أصحاب الفهارس والتراجم والتحقيق في تضاعيف كتبهم أمارات لكن لا على نحو الاستقلال بل إطراداً للبحث وتماشياً مع متطلبات كل نسخة، دون تقنين قوانين وتقعيد قواعد في ذلك.

فمن تأمل في الكتب التراثية هذه الجهة يظهر له أن في المكتوبات في هذا المجال اختلافاً كثيراً ، فبعضها في غاية الاعتبار ، وبعضها عليل عن إثبات شيء، ومُحتاج إلى ضم ضميمة بل ضمائم.

فبعض الكتب مشتملة على جميع هذه الأمارات بأحسن وجه يمكن ، كالكتب الأربعة « الكافي» و «الفقيه » و « التهذيب » و « الاستبصار» وغيرها من أمّهات كتب الأصحاب ، فهى كتب يحصل لنا القطع بانتسابها لمؤلّفيها، والبعض الآخر تحتوي على جملة من القرائن منها القوي والضعيف فيحصل منها الظَّنُّ بنسبة الكتاب الفلاني إلى المؤلف الفلاني ، ولكن هناك كتباً لم يحصل شيء من أمارات انتسابها إلى مؤلّف بعينه، فتبقى في حيّز الكتب المجهولة المؤلّف ، إلى أن تُظهر الأيام مزيداً من القرائن والأدلة لحسم الموضوع.

وأما كتابنا هذا- أعني «مكارم أخلاق النبي والأئمة (علیهم السلام)» على حسب الأدلة

ص: 44

التي بأيدينا فمن القسم الثاني، حيث توجد فيه بعض القرائن والأمارات التي تؤكد لنا انتسابه إلى القطب الراونديّ.

وها نحن نذكر هنا أيها القارئ الكريم الأمارات والقرائن التي حصل لنا منها الاطمئنان بانتساب الكتاب إلى فرد واحد وهو قطب الدين الراوندي( رحمه الله) ، وهي كما يلي :

الأولى : وهي ما جاء على ظهر نسخة مكتبة مجلس الشورى من هذا الكتاب في أعلى النسخة من عنوان الكتاب واسم مؤلّفه بخط جيّد في ثلاثة أسطر هكذا :

«مكارم أخلاق النبي والأئمة(علیهم السلام) جمع الشيخ السعيد قطب الدين أبي الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن الراونديّ(1).

وأما النسخة الثانية المحفوظة فى مركز الإحياء ما أنصفها الدهر فأورد عليها النقص في أوّلها، ولم تكن فيها عبارة تدلّ على عنوان الكتاب واسم مؤلّفه.

على أنه جاءت في النسختين علامات التصحيح والعرض والمقابلة بلفظة: «بلغ » ، كما وقد جاء في بعض هوامش نسخة المحدّث الأرموي: «نسخة أصل»ما يدل على أن للنسختين أصلاً واحداً استُنسِخَتا منه .

وأيضاً جاء على نسخة مجلس الشورى تملك الشيخ لطف الله العاملي الميسي ، وتَمَلُّك ابنه الشيخ عبد العالي في سنة 1035ه، وعليها تملكات أُخرى.

الثانية : اتحاد الأسلوب ومنهج التأليف بين هذا الكتاب وبعض كتب الراوندي، خصوصاً كتاب الخرائج والجرائح، وسلوة الحزين، وألقاب الرسول وعترته (علیهم السلام)، وذلك أن كيفية جمع الأخبار وترتيبها موافق لباقي كتبه، وهي كما يلي :

ص: 45


1- كما جاءت تصويرها في نماذج من النسختين.

أ. الاختصار والتقطيع في الأخبار والأحاديث، فكل من نظر في كتب القطب الراوندي يظهر له بأدنى تأمل أن بين كتاب المكارم هذا وسائر كتبه علاقة خاصّة ووحدة سياق لا تنكر(1).

ب اتحاد نصوص رواياته في هذا الكتاب مع باقي كتبه من حيث اللفظ ، وإن كانت تلك الخصوص موجودة فى مصادر أخرى لكن المتن هنا أقرب ما يكون نصّاً إلى كتب الراونديّ(2).

ج. وجود الأخبار التي انفرد الراوندي بنقلها في كتبه، فبعض الروايات الموجودة فى هذا الكتاب لا توجد على حسب تفحصنا في سائر المصادر غير كتب الراوندي الأُخرى، فهي مما اختص الراوندي بذكرها في كتبه(3).

الثالثة ومن الدلائل المحكمة لانتساب الكتاب إلى القطب هي القضية التي انفرد الراونديّ(رحمه الله) في نقلها في كتاب سلوة الحزين»، وهي هذه :

«وإليه أشار الرضا (علیه السلام)بمكتوبة : كن محبّاً لآل محمد(صلی اللّه علیه وآله)وإن كنت فاسقاً ، ومحبّاً لمحبّيهم وإن كانوا فاسقين.

ص: 46


1- نفس الكتاب : 1/63 ، 2/64، 4/65 ،24/72، 25/73، 6/119، 29/136، 3/203، 12/258، 20/260، 23/261 ، 44/269،35/265، 66/275 و 67 و 68 ، 72/277، 7/303،2/301، 31/312، 34/314، 24/346
2- نفس الكتاب : 1/63، 2/64 و 3 ، 23/72 ، 39/77، 94/97، 24/128 ص 133،39/144 ،4/211، ،2/371 ،10/358 9/357، 2/252، 15/2590،7/254، 26/262 ،14/287 ،6/355،9/357، 10/358 ،2/371 ،6/373، 9/386
3- نفس الكتاب : 8/66، 47/80، 77/90، 25/129، 29/136، 42/146، 14/161، 23/167، 28/168، 31/169 و 32 و 34، 37/171 ،50/180 و 52، 55/181، 62/183، 73/191، 82/196 ،93/203 ،88/200 ،5/212، 17/217 و 18 ، 22/219، 1/238، 9/241 ،14/244، 1/251، 7/270 و 48 و 45 ، 58/273 61/247 و 62، 9/284، 12/286 و 13 ، 16/289 و 17، 27/310، 3/325، 11/330 و 12، 11/360، 2/364 ، 15/368، 3/372 و 4، 7/374

وقال بعدها :

«و من شجون الحديث أنّ هذا المكتوب هو الآن عند بعض أهل كرمند قرية من نواحينا إلى إصفهان ما هي ووقعته : أن رجلاً من أهلها كان جمّالاً لمولانا أبي الحسن(علیه السلام) عند توجهه إلى خراسان، فلما أراد الانصراف قال له: يابن رسول الله، شرفني بشيء من خطّك أتبرّك به، وكان الرجل من العامة فأعطاه ذلك المكتوب(1).

شاهدنا في نقل هذه القضيّة هو عبارة: «أنّ المكتوب هو الآن عند بعض أهل كرمند قرية من نواحينا»، وكما تقدّم منا في تحديد منطقة راوند أنّ «كرمند» من رساتیق راوند القريبة من قاسان بلد شيخنا الراوندي(رحمه الله)(2).

وهذا الخبر جاء في كتابنا هذا نصاً، وأمّا القضيّة الواقعة بعده فقد جاءت لا بعبارة «من نواحينا» بل بألفاظ تدلّ على اطلاع دقيق من المؤلّف على هذه الناحية، وهذه المعلومات لا تصدر عن شخص إلا أن يكون من أهالي تلك الناحية ، ونصّ الخبر والقضيّة في كتابنا هذا هكذا:

«وبكرمند قرية ينقل منها الأثمد من نواحي قرى إصفهان - خطّ للرضا (علیه السلام)يكرّمه اهلها و هم مخالفون، يخرج إليها الناس ويرونه وحديثه إنّه لمّا مرّ عليها الرضا (علیه السلام) لا اكترى منها بعيراً من إنسان إلى خراسان، فلما أراد المكاري الانصراف قال : يابن رسول الله ، اكتب لي شيئاً يكون لي شرف الدنيا والآخرة، فكتب على رقّ: كن محبّاً لآل محمّد وإن كنت فاسقاً ، وكن محبّاً لمحبّيهم وإن كانوا فاسقين»(3).

فنقل هذه القضية التي هي من متفردات الراوندي لأنها وقعت في نواحي بلده،

ص: 47


1- سلوة الحزين: 23 / 50 .
2- انظر: طبقات المحدثين بأصبهان 1: 161
3- نفس الكتاب : 24/346 .

واطلاع مؤلّف هذا الكتاب على هذه النواحي حيث قال : « ينقل منه الأثمد» أو قال : « يكرمه أهلها » و « وهم مخالفون » و « يخرج إليها الناس ويرونه » تدلّ على أن كتاب سلوة الحزين وهذا الكتاب ذوا مؤلّف واحد وهو قطب الدين الراوندي.

وأمّا الاختلاف الذي وقع بين نقله في هذا الكتاب وكتاب سلوة الحزين فإنّه يحمل على دأب الراوندي في تغيير الألفاظ في كتبه، ولا إشكال عليه هنا لأنّ الخلاف يتحقق لو كان الاختلاف في أصل نقل القضيّة، لا في نقل القطعة المكتوبة عن مولانا أبي الحسن الرضاء (علیه السلام)، فهي في كلا الكتابين متّحدة اللفظ.

الرابعة : بقي هنا شيء وهو أن الميرزا عبدالله الأفنديّ ذكر هذا الكتاب في رياض العلماء في ترجمة الراوندي رادّاً نسبة الكتاب إليه، حيث قال:

وله أيضاً كتاب مكارم الأخلاق ، كذا نسبه إليه بعضهم، لكنه عندي خطأ إذ هو لولد الشيخ الطبرسي، واحتمال التعدّد بعيد ، فلاحظ(1).

ولا يخفى أنّ القول بالاتحاد باطل وذلك أن المولى عبد الله على ما يفهم من عبارته لم ير نسخة من هذا الكتاب فَلَبَّسَ عليه تشابه اسم هذا الكتاب واسم كتاب شيخنا الطبرسيّ وهو كتاب «مكارم الأخلاق» المطبوع مكرراً في بيروت وإيران ومصر. فذهب إلى اتحادهما ثمّ نسبه إلى الطبرسيّ.

وهذا أوضح دليل لوجود نسبة كتاب بهذا العنوان في تلك العصور إلى القطب الراونديّ.

الخامسة : وهي ما صرّح القطب الراوندي بنقله في هذا الكتاب عن كتاب «بصائر الدرجات») للصفّار وذلك فى آخر حديث من الكتاب قائلاً :

ما رواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن محمد بن الحسين ،

ص: 48


1- رياض العلماء 2: 421 تعليقة الأفندي على أمل الآمل: 158

عن عبد الرحمن بن أبي هاشم قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (علیه السلام)...(1).

وما نقله عن كتاب «بصائر الدرجات» لسعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعريّ بغير تصريح اسمه ، حيث يقول : «وعن سعد بن عبد الله بإسناده ...»(2).

وهذان البصائران من أهم مصادر القطب الراوندي في كتاب الخرائج والجرائح كما قال فيه:

فإنّ هذه الأحاديث هائلة مهولة، فإنّها من المشكلات التي تتهافت فيها العقول لكونها من المعضلات، وقد كان الشيخ الصدوق سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري ذكرها في كتاب البصائر، وأوردها الشيخ الثقة محمّد بن الحسن الصفار في كتاب بصائر الدرجات وكلاهما لم يكن غالياً ولا قالياً، وقد كان الراوي لنا عنهم عالياً (3).

نسخ الكتاب

بعد البحث والفحص عن مخطوطات هذا الكتاب القيم في المكتبات العامة والخاصة حصلنا على نسختين، فكانتا مدار العمل في هذا التحقيق مع ما فيهما منالغلط والتصحيف الكثير، وهما:

1 - النسخة المحفوظة في مكتبة البرلمان الإيراني ( المجلس ) في طهران بأوّل المجموعة 5364 من الورقة 1 إلى 82 .

تاريخها: في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 985ه.

المقاس : 2/19 × 1/13

ص: 49


1- نفس الكتاب : 10/386
2- نفس الكتاب : 29/222
3- الخرائج والجرائح :2: 792 / الباب السادس عشر في نوادر المعجزات.

ملاحظات حول المخطوطة: النسخة كاملة، بخط جيّد، وجاء على ظهرها عنوان الكتاب واسم مؤلّفه ، وهى ضمن مجموعة معها كتاب «الفرقة الناجية » للشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفيّ، عليها علامات البلاغ والتصحيح، وتملك الشيخ لطف الله العاملي الميسيّ ، وملّكها بعده ابنه الشيخ عبد العالي مؤرخة في سنة 1035ه، وأيضاً عليها تملكات أُخرى مطموسة، وصدّر في حواشي كلّ باب من الكتاب بمطالب نافعة في أسماء وكنى وألقاب وبعض تواريخ الأئمة (علیهم السلام) من كتاب الإرشاد للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، و من كشف الغمة للشيخ أبي الفتح الإربلي، وأيضاً على هوامشها شرح بعض الألفاظ الغامضة .

وقد رمزنا لها بالرمز «أ».

2 - النسخة المحفوظة في مركز إحياء التراث الإسلامي برقم 4078 ، والنسخة كانت قبل ذلك في مكتبة السيد جلال الدين المحدّث الأرموي بطهران وعليها ختم مكتبته .

تاریخها: 12 رجب 919ه.

الناسخ : الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك بن إسحاق .

المقاس : 13 × 16

ملاحظات حول المخطوطة : هى بخط جيّد، ناقصة من أولها ومن أواخرها وعليها علامة التصحيح والبلاغ ، وفي حواشيها شرح بعض الألفاظ ، وجاء في آخرها بعد متن الكتاب حديث ذات القلاقل، وقد رأى هذه النسخة العلّامة الشيخ الآقا بزرك في مكتبة المحدّث الأُرمويّ وعرّفها في الذريعة بعنوان كتاب المحتضر للشيخ حسن بن سليمان بن خالد الحلّيّ ، وقال فيها ونسخة منه عند السيد جلال المحدّث بطهران بخطّ الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك بن إسحاق فرغ من الكتابة 12 رجب 919ه.

وقال بعده : وآخر أحاديث هذه النسخة ما رواه محمد بن الحسن الصفّار في

ص: 50

بصائر الدرجات عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، قال: قرأ رجل على أبي عبد الله(علیه السلام)حروفاً من القرآن ليست على ما يقرؤوها فقال له: يا هذا كفّ عن هذه واقرأ كما يقرأ هؤلاء، وألحق بآخر النسخة حديث ذات القلاقل(1).

ولهذا اشتبه الأمر على محقق كتاب المحتضر وحمل كلام الشيخ آغا بزرك على أن الكتاب الموجود والمطبوع من المحتضر لحسن بن سليمان الحلّيّ هو مختصر منه، فقال في حل الإشكال : يبدو من كلام الآغا(رحمه الله) أنّ ثمة نسخة أكثر تفصيلاً [أي نسخة المحتضر ](2).

ولعلّ مرجع التصحيف هو ما جاء في نهاية النسخة من عبارة « تمّ المختصر »، فإنّ لفظ المختصر في النسخة بلا نقط إلّا نقطتين على الفوق جعله يشتبه بلفظ المحتضر.

ثم قال الآغا بزرك في ترجمة الناسخ:

إن الكاتب وجيه الدين عبد الله بن علاء الدين بن فتح الله بن رضي الدين عبد الملك بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد الملك بن محمد بن محمد بن الفتحان الواعظ القمّي المحتد القاساني المولد الذي يروي عنه محمد بن علي بن أبي جمهور، وهو طريقه السابع في أوّل العوالى.

هذا، ولكن الظاهر أنّ الناسخ حفيده كما ذكرناه في اسم الناسخ وهو واضح .

وقد رمزنا لها بالرمز « م».

عملنا في الكتاب

تم التحقيق وفق الأمور التالية :

1 - قابلنا النسختين « أ » « م » وأجرينا أُسلوب التلفيق بين النسختين مع الاعتماد

ص: 51


1- الذريعة 2308/143:20 .
2- مقدمة كتاب المحتضر : 11 .

على المصادر، وأثبتنا الاختلافات في الهامش ، على أن الأغلاط القطعية لم نثبّتها في الهامش.

2 - استخرجنا الآيات القرآنية من المصحف الشريف وجعلناها بين قوسين مزهّرين () .

3 - استقصينا استخراج الأحاديث والآثار من المصادر المعتمدة التي بأيدينا، وعند عدم الحصول عليها فننقلها من مصادر المخالفين، وإذا لم نعثر عليها بتاتاً فلا نثبت شيئاً في الهامش.

4 - ترجمنا الأعلام الواردة في المتن الذين استطعنا الحصول على ترجمتهم من أهمّ مصادر التراجم والرجال.

5 - شرحنا بعض العبارات والألفاظ التي تحتاج إلى توضيح، وكذلك التعريف بالمدن والبلدان على حسب استطاعتنا.

6 - كلّ ما حصرناه بين المعقوفين [] ولم نشر إليه فهو من عندنا، وإن كان من المصادر فقد أشرنا إليه في الهامش.

7 - جعلنا لكلّ فصل عنواناً ورقمنا الأخبار والأحاديث بين معقوفين [] لتسهيل التناول.

ختاماً

وحريّ بالذكر أن نقول هنا : إنّ العلامة المجلسي(رحمه الله) هو السبب الأصلي لتحوّل تاريخ تراثنا في هذه القرون الأخيرة، وهو الذي جمع معارف الإمامية من مجاميع كبيرة من تأليفات الأصحاب في كتابه «بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار»، ولكنّه لم يظفر على جميع مؤلّفات الأصحاب و سقط عنه كثير من الكتب والتراث في تأليف كتابه البحار، وصار هذا الأمر منشأ لعدم التوجه لهذه

ص: 52

المصادر حتى زماننا هذا.

ولذا قصدنا إلى إحياء هذه الكتب المهجورة حتّى تُستدرك بها المعارف التي لم ترد في بحار الأنوار بشكل تامّ جيّد، مع أسلوب علميّ يناسب ذوق العصر، رجاء أن تكون خطوةً لإحياء تراث سلفنا الصالح، وتحرّياً لمرضاة الربّ، وتقرّباً إلى الرسول الأكرم والأئمة(علیهم السلام).

ولقد بذلنا قصارى جهودنا في تحقيق هذا الكتاب، وحاولنا إخراجه بأفضل شكل ممكن ، فما وجد فيه من خلل أو خطأ فهو عن قصور لا عن تقصير.

ولا يفوتنا أن نتقدّم بجزيل الشكر والامتنان لكل من ساعدنا في هذا العمل المتواضع سيّما فضيلة أخي الفاضل السيد حسن الموسوي البروجردي والشيخ الأديب قيس بهجت العطّار والأستاذ عبد الرسول الإبراهيمي والأخ الأستاذ سعيد عرفانيان الخراساني على ما قدموا لي من جهود مشكورة.

وفي الختام نشكر الله العزيز أن وَفَّقَنَا لإحياء هذا السفر الثمين، حامديه على أن هدانا للسير في هدى الأئمة المعصومين (علیهم السلام)، ونسأله أن يجعله ذخراً ليوم الحساب بحق محمد وأهل بيته (علیهم السلام).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين....

السيد حسين الموسويّ

24 شوال المكرم 1428

ليلة استشهاد مولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق(علیهما السلام)

ص: 53

ص: 54

نماذج من نسخ الكتاب

ص: 55

ص: 56

الصورة

ص: 57

الصورة

ص: 58

الصورة

ص: 59

الصورة

ص: 60

الصورة

ص: 61

ص: 62

مکارم اخلاق النبي والأئمة

ص: 63

ص: 64

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد حمدِ اللهِ الذي جعل محمّداً وآله رحمته بجميع البريّة، والصلاة عليهم في كل غدوة وعشيّة .

فإنّي جمعتُ مختصراً في أخلاقهم الرضيّة وشِيَمهم المرضيّة ما يحثُ على الزهد في هذه الدُّنيا الدنيّة، ويدعو إلى الرغبة في الدرجات العليّة، والله يوفّقنا لكلّ خير فإنّه باسط اليدين بالعطيّة.

ص: 65

ص: 66

الباب الأول في ذكر النبي صلّى الله عليه [وآله]

[ فصل في محاسن أخلاقه ]

ص: 67

ص: 68

[1/1 ] - ما رُؤي رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلّم) قَطُّ فارغاً؛ إما يخصفُ نَعْلاً لرجل مسكين، أو يَخِيط ثوباً لأَرْمَلَةٍ ، إذا لم يكن في عبادة واجتهاد وهداية وجهاد (1).

وإذا كان يكلّم الناس في حلالٍ أو حرام أو أمر أو نهي جعل يُدير مِسْبَحَة صغيرةً في يده كان في أوّله يقول:

«اللهمّ إنِّي أُسبِّحك وأُمجِّدك وأُكبِّرك وأُهلِّلك بعدد ما أُدير به سبحتي»(2).

ص: 69


1- انظر الخرائج والجرائح 2: 883، صفة الصفوة 1 : 200 وعنه في حلية الأبرار 1: 241/ ذيل حدیث 13 ،عن هبة الله بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم الحريريّ قال: أخبرني أبو طالب العشاريّ ، قال : أخبرني أبو الحسين بن سمعون ، قال : حدثنا أبو بكر المطريّ ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن زياد :قال حدّثنا بشر بن سهران قال حدّثنا محمّد بن دينار، عن هشام بن عروة، عن عائشة ... و تاريخ مدينة دمشق 4: 101 بعين السند إمتاع الأسماع 2: 290 ، وفي كلّها تقديم وتأخير و اختلاف يسير .
2- جاء في سلوة الحزين: 143/61 وعنه في بحار الأنوار 200:45 / 41 و 101: 136 / 78 ومستدرك الوسائل 5: 7/124 ، هكذا : ( لمّا حمل عليّ بن الحسين(علیهما السلام) إلى يزيد لعنه الله همّ بضرب عنقه، فوقفه بين يديه وهو يكلّمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله، وعليّ (علیه السلام) يجيبه حينما يكلمه، وفي يده مِسبَحة صغيرة يديرها بأصابعه، وهو يتكلّم، فقال له يزيد: أنا أكلّمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يديك، فكيف يجوز ذلك ! فقال : حدثني أبي، عن جدّي، أنه كان إذا صلّى الغداة وانتفل ، لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه فيقول : اللهم إني أصبحت أسبحك وأحمدك، وأهلل لك وأكبرك وأمجدك بعدد ما أدير به سبحتي، ويأخذ السبحة في يده ويديرها وهو يتكلم بما يريد، من غير أن يتكلم بالتسبيح، وذكر أن ذلك محتسب له ، وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه، فإذا أوى إلى فراشه ، قال مثل ذلك القول، ووضع السبحة تحت رأسه، فهو محسوبة له من الوقت إلى الوقت ففعلت هذا اقتداء بجدّي ، فقال له يزيد لعنه الله مرّة بعد أخرى: لست أكلم أحداً منكم إلا ويجيبني بما يفوز به، وعفا عنه ووصله وأمر بإطلاقه).

ويقول : هذا يقوم مقام التكبير والتسبيح والتهليل.

[2/2] - وكان(علیه السلام) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويُجيب دعوةَ المملوك(1)، ويعلف الناضح ، ويُقمِّمُ البيتَ ، ويُرقّع الثوب ويخصفُ النعل، ويأكل مع الخادم، ويطحن عنه إذا أعيا، ويشري الشيء اليسير ولا يمنعه الحياء أن يأخذه بيده أو يجعله في طرف ثوبه حتى يبلغ به أهله(2).

[3/3] - وكان أرحمَ الناس بالصغار والكبار، وأسخى الناس، وأشجعَ

ص: 70


1- رواه إلى هنا الطوسي في أماليه : 14/393 وعنه في وسائل الشيعة 12: 5/108 وبحار الأنوار 16: 19/222 وحلية الأبرار 1 : 5/209 ومستدرك الوسائل 16: 4/227 ، أخبرنا ابن مخلّد، قال: أخبرنا الخلديّ ، قال : حدّثنا الحسن بن القطان ، قال : حدّثنا عباد بن موسى الختليّ ، قال : حدّثنا أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدّب ، عن عبد الله بن مسلم، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس .... وفيه : « ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير». ومكارم الأخلاق : 16 وعنه في بحار الأنوار 16: 35/229 . وانظر التواضع والخمول : 144 ، المعجم الكبير :12: 52 ، مجمع الزوائد 9: 20 ، إمتاع الأسماع 7: 262 و 14: 276 ، الجامع الصغير 2: 6989/372 ، كنز العمّال 7: 18482/153 ، سبل الهدى والرشاد 7: 33
2- انظره إلى هنا في الخرائج والجرائح 2 : 886، بحار الأنوار 70: 208، سبل الهدى والرشاد 7: 40 باختلاف يسير و تفصيل في الحديث.

الناس، جميلَ المعاشرة ، طَلِقَ الوجه، بسّاماً من غير ضحك محزوناً من غير عُبُوس، متواضعاً من غير ذِلّة، جواداً من غير سَرَف، رقيق القلب، ومن خُلْقِهِ الرأفةُ والرفقُ (1).

وكان(صلى الله عليه و آله و سلّم) أشد حياء من عذراءَ في خِدرها (2)، لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأَرْمَلَة واليتيم والمسكين، ويقضي حاجتهم (3).

[4/4] - وكان أوفى الناس بالوعد يحسّن الحَسَنَ ويُصدّقه، ويقبّح القبيح ويوهِنه لا يأكل وحده(4)، وما سُيْل عن شيءٍ قط فقال لا(5).

[5/5] - وكان(صلى الله عليه و آله و سلّم) يُسلَّم على مَن (6)يستقبله مبتدئاً من أهل الصلاة؛ الأحمر

ص: 71


1- انظر : إرشاد القلوب للديلمي (رحمه الله) : 1 : 226 وعنه في وسائل الشيعة 5: 654 ، بحار الأنوار 7: 208 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11: 196 ، عن أبي سعيد الخدري.
2- انظر: الخرائج والجرائح 2: 886 مسند ابن الجعد: 156 ، الكرم والجود للبرجاني : 2/30، مسند أحمد 3: 79 و 88 و 92 ، الأدب المفرد للبخاري: 612/131، سنن ابن ماجة 2: 4180/1399 ، مسند أبي يعلى 5: 3124/432 ، التمهيد لابن عبد البر :9 258 تاريخ مدينة دمشق 4: 50 و 51 ، صفة الصفوة 1: 196 وعنه في حلية الأبرار 1: 2/322 قائلاً: « ومن طريق العامة كتاب الصفوة»، مجمع الزوائد 9: 17 ، وفي كلّها زيادة: « وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه» إلّا الخرائج .
3- انظر الخرائج والجرائح 2: 886 سنن الدارمي 1: 35 التواضع والخمول : 243 ، سنن النسائي 3: 109 ، السنن الكبرى للنسائي 1 : 1716/531 ، صحیح ابن حبان 14: 333 و 334، الثقات لابن حبّان :5: 528 ، المعجم الأوسط 8: 135 ، المعجم الصغير 1: 144 ، تاریخ بغداد 5:8 تاریخ مدينة دمشق 56:4 و 57 ، البداية والنهاية 6: 51 ، موارد الظمآن ،7: 33 کنز العمال 7: 17981/65 ، الجامع الصغير 2: 7142/391 ، سبل الهدى والرشاد 7: 33 و 8: 226 و 9 : 371 و 399 .
4- من قوله : يحسن الحسن» إلى هنا انظره في الخرائج والجرائح 2: 886، وإلى قوله : «ويوهنه» انظر في السنن الكبرى للبيهقي 7: 41 أسد الغابة 1: 25 .
5- انظر الخرائج والجرائح 886:2
6- من هنا بدأت نسخة «أ».

والأصفر، ويصافح الناس ؛ الفقير والغنيّ (1)والصغير والكبير، ولم يكن له حُلّة لمدخله وأخرى لمخرجه(2).

[6/6] - وكان يعود المريض ويتّبع الجنازة (3).

[ 7/7] - حج على رَحلٍ رثٌ وعليه قطيفة لا تَسْوَى أربعة دراهم(4)، وكان يوم خيبر على حمار، ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف (5)، وكان الفقر والفاقة أحبّ إليه من اليُسر والغنى ؛ أتاه ملكان فقالا: إنّ ربّك أرسلنا إليك فَخَيَّرَك أن تكون عبداً أو تكون رسولاً ملكاً، قال: اخترت أن أكون عبداً أجوع يوماً فأصبر، وأشبع يوماً فأشكر (6).

[8/8] - أٌتي(صلى الله عليه و آله و سلّم) بقَصعة فوضعت بين يديه، فرفع رأسه إلى رجل مجذوم في ناحية المسجد فقال: هلمَ كُل، أدْنُةٌ وقل : « بسم الله».

[ 9/9] - وقال : افعلوا ما لا رياء فيه ولا سُمعة.

[ 10/10] - وقال : لو أُهدي إلي كُراع لقبلتُ، ولو دعيت إلى ذراع لأجبتُ (7).

ص: 72


1- انظر : إرشاد القلوب 1 : 226 وعنه في وسائل الشيعة 5: 54 ذيل حديث .6
2- انظر : بحار الأنوار 70: 208 .
3- انظر : مكارم الأخلاق للطبرسي : 15 وعنه في بحار الأنوار 16: 35/229 ومستدرك الوسائل 8: 3/268 و 16: 9/236 ، المصنف لعبد الرزاق 4 : 8050/357، مسند ابن الجعد : 133، سنن ابن ماجة 2 : 4178/1398 ، سنن الترمذي 1022/241:2 .
4- انظر: عوالي اللآلي 4: 118/34 وعنه في مستدرك الوسائل 9: 4/420 ، الشمائل المحمّديّة للترمذي : 334/184 ، البداية والنهاية لابن كثير 5: 129 ، السيرة النبوية 4: 218 .
5- انظر : مكارم الأخلاق : 15 وعنه في بحار الأنوار 16: 229 ذيل حديث 35 ومستدرك الوسائل 8: 3/268، سنن ابن ماجة 2: 4178/1399 سنن الترمذي2: 1022/241 ، المستدرك للحاكم 2: 466 ، الكامل لابن عدي 6: 308 تاريخ مدينة دمشق 4: 79، البداية والنهاية 210:4.
6- انظر : الكافي 2: 5/122 وعنه في وسائل الشيعة 15: 4/273 وبحار الأنوار 16: 65/265 و 75: 27/128 وحلية الأبرار 1: 14/225 .
7- انظر : الجعفريات: 159 وعنه في مستدرك الوسائل 16: 1/235 ، كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي (مخطوط) وعنه في مستدرك الوسائل 13: 11/205 ، الكافي 5 : 2/141 وعنه في بحار الأنوار 16: 83/373، دعائم الإسلام 2 : 345/107 و 1227/325 وعنه في مستدرك الوسائل 13: 6/204 ، من لا يحضره الفقيه 3 :4070/299 وعنه في وسائل الشيعة 17: 13/288 و 17 ، تهذيب الأحكام 6: 1108/377. مكارم الأخلاق 439 وعنه في بحار الأنوار 74: 54 الأربعين عن الأربعين لابن زهرة: 22/67 وعنه في مستدرك الوسائل 13 : 13/206 و 14 ، فرج المهموم :110 نزهة الكرام (فارسي) عن كتاب النجوم وعنه في بحار الأنوار 147:48 .

[ 11/11 ] - وكان إذا أكل لَعِق أصابعه الثلاث (1)، وإذا أكل قام إلى فَخَّارَةٍ فيها ماء فشرب، وكان(2) يقول : إذا سقطت لقمةُ أحدكم فليُمِط عنها الأذى وليأكلها فإنّها إذا قرّت في جوفه أعتقه الله من النار (3).

[ 12/12 ] - وكان(صلى الله عليه و آله و سلّم) يوم فتح مكة قام على باب الكعبة فحمد الله ثم قال: إن الله قد أذهب نخوة الجاهليّة عنكم، ألا وكلّكم من آدمَ وآدمُ من تراب، وأكرمكم عند الله أتقاكم، وكلّ دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي (4).

[13/13 ] - وكلّم رجلاً فأُرْعِدَ ، فقال : هوّن عليك فإِنِّي لَستُ بِمَلِكٍ ، إِنَّما أنا ابنُ امرأة من قريش تأكل القديد(5).

ص: 73


1- انظر : دعائم الإسلام 2: 405/120 وعنه في مستدرك الوسائل 16: 1/285 .
2- قوله : ( كان ) أثبتناه من ( م )
3- انظر : مسند ابن الجعد : 428، المصنف لابن أبي شيبة 5 : 3/557، مسند أحمد 3: 290 ، صحیح مسلم 6 : 115 ، سنن أبي داود السجستاني 2 : 3845/216 سنن الترمذي 3: 1863/167 ، السنن الكبرى للنسائي 4 : 6765/176، مسند أبي يعلى 6: 3312/63 ، صحيح ابن حبّان 12: 5251/57 ، المعجم الكبير 19: 99 ، المستدرك للحاكم 4 : 117 ، السنن الكبرى للبيهقي :7 278 .
4- انظر الزهد : 150/56 وعنه في بحار الأنوار 21 : 32/138 و 73: 24/293 و مستدرك الوسائل 12: ،88/4 تفسير القمي 2 : 322، الكافي 8: 342/246 وعنه في بحار الأنوار 21: 31/137، دعائم الإسلام 2: 729/198 وعنه في مستدرك الوسائل 14: 1/183، من لا يحضره الفقيه 4: 363 وعنه في وسائل الشيعة 16: 6/43 ، مكارم الأخلاق 438 وعنه في بحار الأنوار 77: 53، مستطرفات السرائر : 619 .
5- انظر: نثر الدرّ للآبي 1 116 ، الطبقات الكبرى 1: 23 ، سنن ابن ماجة 2: 3312/1101 ،علل الدار قطني 6: 194 و 195 ، المعجم الأوسط 2: 64 ، تاريخ بغداد 6: 275 و 276، تاريخ مدينة دمشق 4 : 82 و 83 و 85 و 86 ، الشفاء بتعريف حقوق المصطفى (صلی الله علیه و آله) 1 : 133، تهذيب الكمال 3: 44 مجمع الزوائد 9: 20 ، كنز العمال 6: 14965/88 .

فصل [ في صفته (صلّی اللّه علیه و آله و سلم) ]

(1)

[14/14 ] - عن الباقر(علیه السلام) : أنّ عليّاً (علیه السلام)سُئل عن صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : لم يكن بالطويل الذاهب طولاً، ولا بالقصير فوق الربعة ،أبيض اللون مُشرب بحمرة، جعدٌ قطط مَفرِق رأسه إلى شُحمة أُذنيه، صَلْتُ الجبين، مفروق الحاجبين، أدْعجُ العينين ، سَبْط الأشفار ، أقنى الأنف واضح الخدّين ، دقيق المَسْرُبَة، مُفلّج الثنايا ، كثّ اللحية، فكأن عُنق رسول الله(صلّی اللّه علیه و آله و سلم) إبريق فضّة ، عَرَقُهُ على جبينه كاللؤلؤ ، وكان يجري في تراقيه شَثْن الكفّين والقدمين، ذو شعراتٍ ما بين لَبَّتِه إلى سُرته كالمسك، ولكأنّه قضيب فضّة ، لم يكن على جسده شعرات غيرها ، إذا قام مع الناس غمرهم، وإذا مشى كأنه ينقلع من صخر ويَحْدُرُ من صَبَبٍ، وإذا التفت التفت جميعاً ، أطيب الناس ريحاً ، وأصبح الناس وجهاً، وأشجع الناس قلباً، وأسمح الناس كفّاً ، وأرحم الناس بالناس.

حماره اليعفور، وبغلته الدلدل ، وناقته العضباء، عمامته السحاب، سيفه ذوالفقار قضيبه الممشوق، فرسه الغبراء جُبته الركباء ، انقادت له البلاد ،خاتم وإمام النبيين ، ورسول ربّ العالمين، نصح الأمّة ، وعبد ربه حتى أتاه اليقين(صلّی اللّه علیه و آله و سلم)،لم أر مثله ولا يكون مثله بعده أبداً (2).

ص: 74


1- مابين المعقوفتين أثبتناه من هامش «أ».
2- انظر: تفسير العياشي ،1 : 203 تفسير القمي 2 :271 ، الخصال: 598 ، الأمالي للطوسيّ (رحمه الله):35/340 ، روضة الواعظين : 75 ، مناقب آل أبي طالب 1: 135 ، العدد القوية: 21/120، المصنف لعبد الرزّاق :11 :259، مسند أحمد 1: 89 و 96 و 101 و 116 و 117 و 127 و 151، سنن الترمذي 5: 259 و 260، مسند أبي داود 25 ، المصنف لابن أبي شيبة 7: 445 تاريخ مدينة دمشق 3: 248 و 254 ، البداية والنهاية 6: 18.

قال الباقر (علیه السلام) : قال علي(علیه السلام): ما من رجل كتب هذه الصفة ثمّ وضعه في بيته إلا لم يقرب ذلك البيت شيطان ولا يضرّه ضرّار ويري فيه السرور والبركة ما دام فى بيته هذه الصفة وعلمها كانت عنده.

فصل [في تواضعه ووفائه وحلمه وسخائه (صلّی اللّه علیه و آله و سلم)]

[15/15] - أتاه أعرابيٌّ فقال : يا رسول الله ، أعطني كذا وكذا ، لستَ تُعطيني من مان أبيك وأُمِّك، وأغلظ في الكلام.

فقال (صلّی الله علیه وآله و سلم): هو كما تقول، كرّره علَيّ يا أعرابي ، كذلك لا أعطيك من مالي ومال أبَوَي ، ثم أعطاه(1).

[16/16] - وإنّه كُسِرت رباعيتّه ، وشُجّ في وجهه، وأُدمي عقباه، فقال: ربّ أمْهِل قومي فإنّهم لا يعلمون(2).

[17/17] - وقسّم (صلّی الله علیه وآله و سلم)، فقال رجل من القوم : إن هذه القسمة لا تريد بها وجه الله . فقال : إذا لم أقسم حقاً فمن يفعل ذلك ؟! ثم قال: يرحم الله موسى قد أُوذي أكثر من هذا فصبر(3).

ص: 75


1- انظر سبل الهدى والرشاد 11:7 .
2- انظر مناقب آل أبي طالب 1 : 166 و 185 ، مجمع البيان 4: 279 ، الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب(علیه السلام) : 155 ، العقد النضيد : 50.
3- انظر: مسند أحمد 1: 435 ، صحيح البخاري ،4 :61 صحيح مسلم :3: 109 ، مسند أبي يعلى 66:9 ،صحيح ابن حبّان 11: 160 ، تفسير القرطبيّ 14: 250 ، تفسير ابن كثير 3: 528 ، صفة الصفة 1: 172 وعنه في حلية الأبرار 1: 2/307، السيرة الحلبية 3: 87 .

[18/18] - وأتاه مسلم فقال : يا رسول الله ، إنّي كنتُ بين ظَهْرَانَي قومٍ فأخبرتهم إن أسلموا صاروا في رَغَدٍ من العيش ،فأسلموا فلم يزدهم الإسلام إلا جُهداً، فأغِثهم وإلا خشيت أن يرجعوا ويرتدوا .

فقال( صلّی الله علیه وآله و سلم) ليهوديّ: إن شئت أسلفتني مالاً معلوماً في تمر معلوم وكَيل معلوم وأجل معلوم ولا أُسمّي لك حائطاً ولا نخيلاً.

قال: نعم، فأمر رسول الله(صلّی الله علیه وآله وسلم) أن يقبضه ذلك المسلم، ثم قال له: انطلق فأغِثْ به أصحابك ، فلبث اليهوديّ مدة ثم أتى النبي(صلّی الله علیه وآله و سلم) فقال : اقض يا محمّد ، فأنتم معشر بني عبد المطّلب قوم مُطُل(1).

فقال عمر : ائذن لي أضرب عُنُقه .

قال : مَه لعلَّه محتاج يطلب حقّه ، إن لطالب الحقّ مقالاً .

ثم قال لرجل: انطلق معه إلى حائط كذا فأَقْبِضه كذا صاعاً لحقه ، وأعطِهِ كذا صاعاً، فقضاه .

فلمّا قبضه اليهوديّ قال : إني وجدتُ نعتَ محمّد في الكتب فوجدتُه لا يغضبُ ، وإنّي ما بايعته إلّا لأُجرِّبه ، وإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله، وأُشهدك أنّ تمرتي هذه وشطر مالي الذي أملكه لفقراء المسلمين (2).

[19/19] - وإنّ يهودياً كان له على رسول الله دنانير فتقاضاه ، فقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): ما عندي.

قال : لا أُفارقك حتى تعطيني.

ص: 76


1- المَطل : التسويف والمدافعة بالعدة والدين [لسان العرب 11: 624]
2- انظر صحيح ابن حبّان 1: 522، المستدرك للحاكم :3: 605 ، الأحاديث الطوال 24 ، المعجم الكبير 5: 222 ، أسد الغابة 2: 231 تهذيب الكمال 7: 345 .

قال : إني أجلس معك، فجلس .

وقال : لم يسعني أن أظلمَ مُعاهداً ولا غيره، فلما ترحّل النهار قال اليهوديّ : أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله ، وشَطر مالي في سبيل الله ، والله ما فعلت ذلك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة ، فإنّي قرأتُ فيها محمّد بن عبد الله ،مولده بمكّة ومهاجره بطيبة(1)، وملكه بالشام، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب في الأسواق ولا فحّاش ، ولا يقول الخنا(2).

[20/20] - وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، فجاءه رجل من العرب فسأله أرضاً بين جَبَلَين ، فكتب له بها ، فأسلم وأتى قومه وقال لهم : أسلموا فقد جئتكم من عند رجل يعطي عطيّة من لا يخاف الفاقة(3).

[21/21] - وقال : فُضَّلْتُ عليكم بأربع: بالسخاء، والشجاعة، وشدّة البطش وكثرة الجماع (4).

[22/22]- وقال : إن أُمتى لم يدخلوا الجنّة بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بسلامة

ص: 77


1- طيبة على وزن شيبة ، اسم مدينة الرسول(صلّی الله علیه وآله و سلم).
2- الجعفريات: 182 وعنه في مستدرك الوسائل 13: 1/407 . ورواه الصدوق(رحمه الله) في أماليه : 6/551 وعنه في الجواهر السنية : 57 وبحار الأنوار 5/216:16 وحلية الأبرار ،1 : 5/202 ، حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رضي الله عنه) ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: أخبرني محمّد بن يحيى الخزّاز، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه(علیهم السلام) ، عن أمير المؤمنين(علیه السلام) وانظر: الإصابة 2: 128 .
3- راجع : المعجم الكبير 5: 4877/138 ، تاريخ مدينة دمشق 4 : 29 ، مجمع الزوائد9 : 13 .
4- راجع : المعجم الأوسط 7: 49 ، تاريخ بغداد 8: 69 تاريخ مدينة دمشق 14: 263 الشفاء بتعريف حقوقالمصطفى (صلّی الله علیه وآله و سلم)1: 91 ، سير أعلام النبلاء 14 : 121، میزان الاعتدال 1: 543 الجامع الصغير :2: 5884/217 ، كنز العمّال 11 : 31935/413 و 320767/442، سبل الهدى والرشاد 9 :73 السيرة الحلبية 1 :375 .

الصدور (1)وسخاء النفس والنصيحة للمسلمين (2) (3)

[23/23] - وعن عبد الله [ بن ] أبي الحمساء(4)، قال: بايعت رسول الله (صلى الله عليه وآله و سلم) قبل أن يبعث، فبقيت لي بقيّة فوعدته أن آتيه لها أنا في مكانه، فنسيت يومي والغد فأتيته يوم الثالث وهو في مكانه ، فقلت مكانه ، فقلت له في ذلك

فقال : أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك(5).

[24/24] - وكان يضاهي جدّه إسماعيل بن إبراهيم(علیه السلام)(6)، إنه وعد رجلاً

ص: 78


1- في «أ»: (صدر).
2- في (م) (ولنصيحة المسلمين)
3- انظر أعلام الدين في صفات المؤمنين : 275 ، تفسير الثعالبي 5: 410 ، الكامل لابن عدي 6: 290 ، لسان الميزان 5 : 261 ، تاريخ الإسلام 21: 273 ، كنز العمّال 12: 34605/188، سبل الهدی والرشاد 10: 371 .
4- في النسختين: (الجحشاء) وما أثبتناه من المصادر وكتب الرجال، وهو عبد الله بن أبي الحمساء العامريّ من بني عامر بن صعصعة ، له صحبة ، سكن البصرة ، وقيل : سكن مصر ، ويقال : إنه عبد الله بن أبي الجدعاء، والصحيح أنه غيره، ولا يعرف له إلا هذا الحديث. [لاحظ تهذيب الكمال 14: 433 ، الإصابة 4: 56 ، تقريب التهذيب1: 487 ، تهذيب التهذيب 5: 168]
5- راجع الخرائج و الجرائح 2: 906 وعنه في بحار الأنوار 17: 251 نشر الدرّ 1 :165 ، أعلام الدين: 454، سنن أبي داود السجستاني 2 : 476 ، كتاب الصمت و آداب اللسان: 236 ، تفسير القرطبي 11: 115 ، السنن الكبرى للبيهقي 10: 198 ، تفسير ابن كثير 3: 132 ، أسد الغابة 3: 146 ، أدب الإملاء والاستملاء للسمعاني : 49 تهذيب الكمال 14: 434 ، تفسير ابن كثير 3: 132 ، الشفاء بتعريف حقوق المصطفى(صلى الله عليه وآله و سلم) 126:1 ، تاريخ الإسلام 1: 82 .
6- قال العلامة المجلسي(رحمه الله) [بحار الأنوار :68: 5] في تعيين إسماعيل المذكور في الآية : اختلف المفسّرون في إسماعيل المذكور في هذه الآية ، قال الطبرسيّ : هو إسماعيل بن إبراهيم و (إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ ) إذا وعد بشيء وفا به ولم يخلف ... وقيل: إن إسماعيل بن إبراهيم(علیه السلام) مات قبل أبيه إبراهيم وإن هذا هو إسماعيل بن حزقيل بعثه الله إلى قوم فسلخوا جلدة وجهه وفروة رأسه، فخيره الله فيما شاء من عذابهم فاستعفاه ورضي بثوابه ، وفوّض أمره إلى الله في عفوه وعقابه، ورواه أصحابنا عن أبي عبد الله (علیه السلام) ثم قال في آخره: أتاه ملك من ربه يقرئه السلام ويقول : قد رأيت ما صنع بك ، وقد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت. فقال : يكون لي بالحسين أُسوة.

فبقي في مكانه سنة فشكر الله له بقوله: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ )(1)(2).

[25/25] - وكان(صلّی الله علیه وآله و سلم) في صباه يخرج بغنم له إلى الصحراء ، فقال له بعض الرعاة : يا محمد، إنّي وجدتُ في موضع كذا مرعى خصيباً نخرج غداً إليه ، فبكر(صلّی الله علیه وآله و سلم)من بيته إلى ذلك الموضع وأبطأ الرجل في الوصول، فرأى رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) وقد منع غنمه أن ترعى من ذلك المرعى شيئاً حتى يصل ذلك الرجل فيرعيا أغنامهما معاً ، ولم يرد أن يُخلِف وعده(3).

فصل في لباسه وطعامه (صلّی الله علیه وآله و سلم)

[26/26] - كان (صلّی الله علیه وآله و سلم)يرقع إزاره بالأدم ، ويطول إزاره أربعة أذرع، وعرضه ذراعان و شبر(4).

[27/27] - وقال (صلّی الله علیه وآله و سلم): خمس لا أدعهنّ حتى الممات لبس الصوف، وركوب الحمار المؤكف(5)، وحلبي الشاة بيدي ، والأكل على الحضيض(6)مع العبيد،

ص: 79


1- مریم 54
2- ذكره الراونديّ في الخرائج والجرائح 2 : 906 وعنه في بحار الأنوار 17: 251 .
3- راجع الخرائج و الجرائح 2: 907 وعنه في بحار الأنوار 17: 251.
4- انظر : فتح الباري 2: 414 ، فيض القدير 5 : 222 ، سبل الهدى والرشاد 7: 307 .
5- أكف: الإكاف والأكاف من المراكب، شبه الرحال والأقتاب [ لسان العرب 9: 8]
6- الحضيض : الأرض [ لسان العرب 7: 137].

وتسليمي على الصبيان ليكون سنّة من بعدي(1).

[28/28] - وقال : ويل لأهل الصوف الذين أظهروا القول وتركوا العمل (2).

[29/29] - وصلّى بالناس يوماً وعليه جبّة صوف ليس عليه إزاره ولا رداؤه (3).

[30/30] - وقال : [ عليكم ب- ] لباس الصوف تفتخرون به (4)في الآخرة، فإنّ النظر في الصوف يورث في القلب التفكر، والتفكر يورث الحكمة، والحكمة تورث الخوف ، ومن أكثر التفكّر قلّ طمعه وكل لسانه ورَقّ قلبه ومن قلّ تفكّره كثر طمعه وعطب بدنه وقسا قلبه، والقلب القاسي بعيدٌ من الله(5).

ص: 80


1- رواه الصدوق(رحمه الله) في خصاله : 12/271 وعنه في بحار الأنوار 76: 1/66، حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكل(رضي الله عنه) ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آباديّ ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى جميعاً، عن الحسين بن مصعب عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، قال : سمعت أبي يحدّث عن أبيه، عن جده(علیهم السلام)... علل الشرائع 1: 1/130 وعنه في وسائل الشيعة 12: 1/62 وحلية الأبرار 1: 15/214 ، حدّثنا المظفّر بن جعفر بن المظفّر العلوي السمرقندي ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه أبي نصر محمّد بن مسعود العياشي ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدّثنا محمد بن الوليد عن العباس بن هلال، عن علي بن موسى الرضا(علیه السلام)، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب (علیه السلام)... وعيون أخبار الرضاء (علیه السلام) 1 : 14/87 وعنه في وسائل الشيعة 12 : 1/62 و 24: 4/256 وحلية الأبرار 1: 15/214 وبحار الأنوار 66: 42/425 ، والسند كما في علل الشرايع . والأمالي للصدوق(رحمه الله) : 130/ ذيل حديث 2 وعنه في مكارم الأخلاق : 115 وبحار الأنوار 16: /99 ذیل حدیث 37 و 215 /2 و 66: 11/413 و 76: 38/10 .
2- انظر : المغني 2: 927 ، كشف الخفاء 2: 453 / 2921 ، إحياء علوم الدين 3: 292
3- انظر السنن الكبرى2: 420 معرفة السنن والآثار 2 : 246 / 1265 ، العهود المحمدية : 355، الكامل لابن عدي 5: 51 ، سبل الهدى والرشاد 7: 297 .
4- قوله : ( به ) لم يرد في «م» ، وفي المصادر : « تعرفونه في الآخرة».
5- جاء في الفردوس للديلمي وعنه في مكارم الأخلاق للطبرسي: 115 وفيض القدير 4: 463 ،كذا : (عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان وقلّة الأكل تعرفوا في الآخرة ، وإن النظر إلى الصوف يورث التفكر والتفكر يورث الحكمة والحكمة تجري في أجوافكم مثل الدم). وانظر: المستدرك للحاكم 1 : 28 ، الجامع الصغير 2: 174 ، كنز العمّال 15: 41113/301 .

[31/31] - وكان طعامه الشعير حتّى قبضه الله إليه(1).

[32/32] - وكان يجيز(2) للرجل الواحد بالمائة من الإبل، فلو أراد أن يأكل لأكل، وما شبع من خبز البر ثلاثة أيّام، ولقد أتاه جبرئيل بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرّات يُخيّره من غير أن ينقصه الله مما أعدّ له في القيامة شيئاً فيختار التواضع لربه(3).

[33/33] - وقال بعض نسائه ما شبع محمّد(4)من طعام ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله (5)، ولقد كان يمضى علينا أربعة أشهر ما لنا طعام ولا شراب إلا الأسودان -عني التمر والماء -(6).

[34/34] - ولقد جاءت فاطمة (علیها السلام) إلى رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلم) ومعها خبز وقالت : خبأنا لك هذا ممّا أَصَبْنَا ، فجعل رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلم) يكرمها وقال : أما إنّه أوّل خبز أكله

ص: 81


1- جاء في مجموعة ورّام: 55 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 19: 189 ، المستطرف في كل فنّ مستظرف 2 : 106 ، كذا : ( كان غاية [عامّه ] طعامه الشعير).
2- يجيز من الجائزة بمعنى العطيّة.
3- ذكره الكلينيّ في الكافي8: 129 / ذيل حديث 100 وعنه في وسائل الشيعة 24 : 250/ ذيل حديث 5 وبحار الأنوار 16: 277 ذيل حديث 116 وحلية الأبرار 2 219 ذیل حدیث 10 أمالي للطوسي : 692 / ذيل حديث 13 وعنه في حلية الأبرار 1 : 219 / ذیل حدیث 3 و 289 ذیل حدیث 1 و 2 : 171/ ذیل حدیث 1.
4- في م: (آل محمد).
5- انظر : صحيح البخاري 6: 196 ، تاريخ مدينة دمشق 4: 107 و 112، إمتاع الأسماع 2: 295 و 7: 263 ، عن عائشة أو أبي هريرة .
6- انظر : الطبقات الكبرى 407:1 ، مسند أحمد 4 19، المستدرك للحاكم 4 : 105 ، المعجم الكبير 19: 25 ، تفسير الرازي 8: 147 ، مجمع الزوائد 321:10 .

أبوك منذ ثلاثة أيام (1).

[35/35] - وما أكل(صلّى الله عليه و آله وسلم)شعيراً منخولاً حتى فارق الدنيا (2)، وما بات شبعان قطّ ، وما عاب طعاماً قط ؛ إن اشتهاه أكله وإلّا تركه (3).

[36/36] - وعن الصادق(علیه السلام) : أن علياً(علیه السلام) أهدي إليه فالوذج ، فقال لأصحابه : مدّوا أيديكم، فلمّا مدّوها ،قبضها، فقيل له في ذلك، فقال: ذكرت أنّ رسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلم) لم يأكله قط فكرهت أن آكله (4).

ص: 82


1- رواه في مسند زيد بن علي : 461 ، صحيفة الرضاء(علیه السلام) : 237 وعنه في بحار الأنوار 16 28/225 ، عيون أخبار الرضا (علیه السلام)1: 123/43 وعنه في بحار الأنوار 20 10/245 ، حدّثنا أبو الحسن محمد بن عليّ بن الشاه الفقيه المروزيّ بمرو الرود في داره ، قال : حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد الله النيسابوريّ ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، قال: حدّثنا أبي في سنة ستين ومائتين ، قال : حدّثني علي بن موسى الرضا(علیه السلام) السنة أربع وتسعين ومائة وحدثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوريّ ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيبانيّ، عن الرضا علي بن موسى(علیهما السلام) وحدّثني أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأشناني الرازي العدل ببلخ ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الفرّاء ، عن علي بن موسى الرضا (علیهما السلام)، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي محمّد بن عليّ ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب(علیه السلام)... و مناقب آل أبي طالب 13 : 113 وعنه في بحار الأنوار 43: 40، ذخائر العقبي : 47 ، صفة الصفوة 1 : 200 وعنه في حلية الأبرار 1: 14/241 ، مجموعة ورّام: 110 وانظر: مسند أحمد 3: 213 الطبقات الكبرى 1: 40 ، صحيح ابن حبان 12 : 17 ، التاريخ الكبير 1: 128 ، تاريخ مدينة دمشق 4: 122، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11: 129 البداية والنهاية 6: 59، سبل الهدى والرشاد 7 94 السيرة الحلبية :3 450 ، ينابيع المودة 2 : 136 .
2- انظر : الطبقات الكبير 1 : 408 ، المعجم الكبير 6: 159، سبل الهدى والرشاد 7: 97
3- انظر: مسند أحمد 2: 427 ، صحيح مسلم 6: 134 تهذيب الكمال 1: 230 تاريخ الإسلام 48: 176 ، الوافي بالوفيات ،1 : 72 ، سبل الهدى والرشاد 7: 181 .
4- انظر: المحاسن 2: 135/410 وعنه في وسائل الشيعة 24: 5/388 وبحار الأنوار 66: 5/323، إرشاد القلوب 2: 19.

[37/37] - وما أكل(صلّى الله عليه و آله وسلم) متكئاً منذ بعثه الله إلى أن قبضه (1).

[38/38] - كان يأكل أكل العبد ويجلس جِلسة العبد تواضعاً لله تعالى(2).

[ 39/39] - وأُهديت إليه ثلاث طيور(3) مشويّة فأطعم خادمه طيراً، فلما كان من الغد أتته به فقال : ألم أنهك أن ترفعي شيئاً لغدٍ فإنَّ الله يرزق كلّ غدٍ(4).

[ 40/40] - وأتي بصاع من تمر فلم يجد شيئاً يضعه فيه فقال [للخادم الذي جاءت به ادخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقاً فتأتيني به ؟ فدخلت ثم خرجت إليه فقالت : ما أصبت قصعة ولا طبقاً ، فكنس رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلم)بثوبه مكاناً من الأرض ](5)ثمّ قال: ضعيه بالحضيض، لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء(6).

ص: 83


1- انظر : کتاب الزهد : 156/59 وعنه في بحار الأنوار 66: 23/388 ، من لا يحضره الفقيه 3 :4248/354 وعنه في وسائل الشيعة 24: 10/252 عوالي اللآلي 1 : 24/113 وعنه في مستدرك الوسائل 16: 7/225، مكارم الأخلاق : 23 و 146 وعنه في بحار الأنوار 16: 237 .
2- انظر : المحاسن 2: 387/457 و 390 وعنه في بحار الأنوار 16: 30/225 و 66 : 5/386 ، الكافي 3/271:6 و 6 وعنه في وسائل الشيعة 24: 1/254 و 3/255 وبحار الأنوار 16: 52/262 و 55 وحلية الأبرار 1: 10/232 و 14/233 .
3- في «أ»: (طوائر).
4- جاء في مستدرك الوسائل 13: 17/31 عن كتاب لبّ اللباب للراونديّ (مخطوط) ، كشف الغمة 1: 10 وعنه في بحار الأنوار 16: 118 ، وانظر: مسند أحمد 3: 198، مسند أبي يعلى 7: 4223/224، أمالي المحاملي : 529/443 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 :159 مجمع ، الزوائد 241:10 و 303 و 322 ، كنز العمال 6: 15952/342 ، البداية والنهاية 6: 61 .
5- ما بين المعقوفتين أثبتناه من كتاب التمحيص، وما في النسختين هكذا ( بيده هكذا تفحص الأرض بيده )، ولعل العبارة هكذا: ( وأُتي بصاع من تمر فلم يجد شيئاً يضعه فيه فتفحّص الأرض بيده ...).
6- انظر : كتاب التمحيص : 79/48 وعنه في بحار الأنوار 16: 133/283 و 72: 72/51 و مستدرك الوسائل 16 2/226 ، سلوة الحزين: 173/257 .

[41/41] - وأفطر(صلّی الله علیه وآله و سلم)في مسجد قبا عشيّة خميس، فقال : هل من شراب، فأُتي بعسٍّ من لبن مخيض (1) بعسل ، فلما دنا من فيه نحّاه ثمّ قال: شرابان يُكتفى بأحدهما ، لا أشربه ولا أُحرّمه ولكن أتواضع الله(2).

[42/42] - وقال : اللهم ارزق آل محمد العفاف والكفاف يوماً بيوم ، ولا تزدهم على ذلك(3)، اللهم اجعل رزق آل محمّد قوتاً (4)، طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به (5).

[43/43] - وقيل له ما يكفيني من الدنيا؟ قال: ما سدّ جوعتك، ووارى عورتك،

ص: 84


1- المخيض والممخوض اللبن الذي قد مخض وأخذ زبده [ مجمع البحرين 4: 178 ].
2- رواه الأهوازيّ في زهده 148/55 وعنه في وسائل الشيعة :25: 1/274 وبحار الأنوار 66: 11/324 و 75: 14/122 ، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) يقول... والكافي 2: 3/122 وعنه في وسائل الشيعة 15 : 1/277 وبحار الأنوار 16: 64/265 و 75: 25/126 وحلية الأبرار 1 : 12/224 ، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ... وباقي السند كما في كتاب الزهد. تحف العقول: 46 وعنه في بحار الأنوار 77: 82/19 مجموعة ورّام: 509
3- جاء في المصادر هكذا: (اللهم ارزق محمّداً وآل محمّد ومن أحبّهم العفاف والكفاف، وارزق من أبغض محمّداً وآل محمد المال والولد) . انظر : الجعفريات: 183 وعنه في النوادر : 124 ، فقه الرضا (علیه السلام): 366 ، الكافي 2 : 3/140، مشكاة الأنوار : 225.
4- جاءت هذه الفقرة في روضة الواعظين: 456 وعنه في بحار الأنوار (70 71/ ذیل حدیث 20 ،مجموعة ورّام: 167 ، حلية الأبرار 1: 1/235 عن صفة الصفوة 1: 195، وانظر: مسند أحمد 2: 446 ، صحيح البخاري 7: 181 ، صحيح مسلم 3: 103 و 8: 217 ، سنن ابن ماجة 2: 1387،سنن الترمذيّ 4: 2466/10 ، السنن الكبرى للبيهقي 2: 150 و 7 : 46 ، المصنّف لابن أبي شيبة 8: 77/136 ، مسند أبي يعلى 10 : 6103/489 ، صحيح ابن حبّان :14 254 .
5- انظر هذه الفقرة في مسند أحمد 6: 19 المستدرك للحاكم 1: 35 صحيح ابن حبّان 2: 480 ،المعجم الكبير 18: 305 .

فإن كان لك بيت يظلّك فذاك(1)، وإن (2)كان لك دابة تركبها فذاك (3).

فصل [ في زهده (صلّی الله علیه وآله و سلم)]

[44/44 ] - وقال(صلّی الله علیه وآله و سلم) : عرضت عليّ بطحاء (4)مكة ذَهَباً ، فقلت : لا يا ربّ، أشبع يوماً فأحمدك، وأجوع يوماً فأشكرك فأسألك(5).

[45/45] - ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه. حسبه أكلات يُقِمنَ صُلبَه، وإن كان لا محالة فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنفسه (6)، ما أبغضت شيئاً

ص: 85


1- قوله : (فإن كان لك بيت يظلك فذاك) لم يرد في «م».
2- في «م» : (فإن).
3- انظر : الأمالي للصدوق(رحمه الله) : 3/469 وعنه في عدّة الداعي : 73 ووسائل الشيعة 16: 7/18 وبحار الأنوار 7/114:77 و 100: 64/13 ، الخصال: 211/161 وعنه في وسائل الشيعة 16: 7/18 وبحار الأنوار 77: 7/114، روضة الواعظين : 456 ،الأمالي للطوسي(رحمه الله): 13/428 وعنه في بحار الأنوار 72 17/65 مجموعة ورّام: 534 ، إرشاد القلوب 1 : 54 .
4- البطحاء : قال ابن الأعرابي قريش البطاح الذين ينزلون الشعب بين أحشبي مكة، وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب، وأكرمهما قريش البطاح ، والبطحاء في اللغة مسيل فيه دقاق الحصى ، والجمع : الأباطح والبطاح [معجم البلدان 1: 444 ].
5- انظر : مسند زيد بن علي(علیه السلام) : 448، الكافي 8: 102/131 وعنه في بحار الأنوار 16: 118/279 وحلية الأبرار 1: 19/227 ، مسند الرضا(علیه السلام) : 15/62 وعنه في بحار الأنوار 16: 220/ذيل حدیث 12 ، عيون أخبار الرضا(علیه السلام) 1: 36/33 وعنه في بحار الأنوار 16: 12/220 و 72: 13/64 ، الأمالي للمفيد(رحمه الله) : 124 وعنه في حلية الأبرار 1: 5/220 الأمالي للطوسي (رحمه الله): 15/693 وعنه في بحار الأنوار 16: 118/279 وحلية الأبرار 1 : 5/220 ، مكارم الأخلاق : 24 ، مجموعة ورّام: 403 ، جامع الأخبار للسبزواري(رحمه الله) : 2/295 .
6- راجع المجازات النبوية : 360/443 ، الشهاب للقضاعي : 848/155 وعنه في بحار الأنوار 66 :4/330 ومستدرك الوسائل 16: 8/210، ضوء الشهاب للسيد فضل الله الراوندي (مخطوط) وعنه في بحار الأنوار 66: 331/ ذيل حديث 4 وعن البحار في مستدرك الوسائل 16: 19/210، مشكاة الأنوار: 564 ، مجموعة ورّام: 108.

قطّ (1) بغضي بطناً ملآن (2).

[46/46] - وأصابه جوع فوضع حجراً على بطنه ثم قال : ألا يا رُبَّ مكرم لنفسه وهو لها مهين ، ألا يا رُبَّ نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة (3).

[47/47] - وأتي بلبن فأراد تناوله فدقَّ سائل الباب ، فقال : أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فرفع اللبن إليه وطوى وأصبح صائماً، وكذلك في ثلاث ليال .

فقيل للسائل ما بالمدينة باب غير هذا ؟

فقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): أسكت عنه ، يسألونني ليبخّلوني ويأبى الله إلا السخاء.

[ 48/48] - وقال لأبي ذرّ : أقِلّ من الكلام والطعام تكن معي في الجنة (4)، ما آمن بي من بات شبعان وجارُهُ طاوٍ ، ولا آمن بي من بات كاسياً وجاره عارٍ(5).

[ 49/49] - وقال : أديموا قرع باب الملك يفتح لكم، قيل : وكيف تقرعه ؟ قال : بالجوع والظماء(6).

ص: 86


1- في «م»: (أبغض قط).
2- انظر : المحاسن 2: 338/446 وعنه في بحار الأنوار 66: 26/336 .
3- انظر: الطبقات الكبرى 7: 423، الآحاد والمثاني 5: 165 ، أسد الغابة 5: 325، الإصابة 4: 424.
4- راجع : الفردوس 5: 340 ، كنز العمّال 3: 8704/770 كشف الخفاء 2 : 3278/400
5- راجع : الكافي 2 : 14/668 وعنه في وسائل الشيعة 12: 1/129، الأمالي للطوسي (رحمه الله)52/520، نزهة الناظر وتنبيه الخاطر : 70/26 وعنه في مستدرك الوسائل 8: 1/428 و 16: 2/264 ، مجمع البيان 8: 159 ، مستدرك الوسائل 16: 1/264 عن كتاب لب اللباب للراوندي (مخطوط)، عوالي اللآلي 1: 74/269 و 75 وعنه في مستدرك الوسائل 16: 3/264 و 4/265 ، و في بحار الأنوار 75: 362 و 78: 273 عن رسالة الغيبة للشهيد الثاني(رحمه الله).
6- انظر مجموعة ورّام: 109 عوالي اللآلي :1 : 98/273 و 67/325 ، كشف الخفاء 1: 1328/415 ، كنوز الحقائق 1: 129 ، إتحاف سادة المتقين 390:7 .

[ 50/50] - وقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): ألا أدلّكم على خمسةٍ لو تعلّمتموها تباعدتم من الشيطان : الصلاة تُسوّد وجهه ، والصوم تكسر ظهره، والحُبّ في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه، وصلة الرحم تقطع أثره(1).

[51/51 ] - قال أبو جُحيفة (2): أكلت فشبعت ثم أتيته(علیه السلام) وأنا أتجشّأ، فقال: كُفَ جَشْأك فإن أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً يوم القيامة، فما ملأت بطني بعده أبداً(3).

[52/52] - وقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): من جاع أو احتاج فكتم عن الناس وأفضى به إلى الله كان حقّاً على الله أن يُهيّئ له رزقَ سنة من حلال من حيث لا يحتسب(4).

ص: 87


1- انظر : الجعفريات: 59 وعنه في النوادر : 135 وعنه في بحار الأنوار 63: 264/ 164 و 69: 403 / ذیل حدیث 105 و 96: 255 / 32 ، الكافي 4 : 2/62 وعنه في وسائل الشيعة 10: 2/395 وبحار الأنوار 63: 261 / 140 ، فضائل الأشهر الثلاثة : 57/75 ، من لا يحضره الفقيه 2: 75 / 1774 ، تهذيب الأحكام 4: 6/191 .
2- أبو جحيفة، وهب بن عبد الله العامري (السوانيّ)، نزل الكوفة، وكان من صغار الصحابة، جعله أمير المؤمنين(علیه السلام) على بيت مال المسلمين بالكوفة، ومات بالكوفة سنة أربع وسبعين روى عنه ابنه عوف وجماعة من التابعين، ذكره الشيخ في أصحاب النبي(صلّی الله علیه وآله و سلم) وأمير المؤمنين(علیه السلام) [لاحظ رجال الشيخ: 1/50 و 26/88 ، رجال ابن داود : 14/215 ، الإكمال في أسماء الرجال: 39].
3- راجع مسند زيد بن علي(علیه السلام) : 480 ، صحيفة الرضاء(علیه السلام) : 130/232 وعنه في مستدرك الوسائل 16: 1/222 ، عيون أخبار الرضاء(علیه السلام) 1: 113/42 وعنه في وسائل الشيعة 25: 19/25 وبحار الأنوار 66: 12/332 ، روضة الواعظين : 456 وعنه في بحار الأنوار 66: 4/339 و 70: 71 ذيل حديث ،20 ، الأمالي للشيخ الطوسي(رحمه الله) : 55/346 وعنه في وسائل الشيعة 24: 9/245 وبحار الأنوار 66: 13/333 و 73: 84/99 مكارم الأخلاق: 149 ، مجموعة ورّام: 109 ، عدّة الداعي ،75 ، وفي بعضها عن سلمان الفارسيّ.
4- راجع : مستدرك الوسائل 16: 17/220 عن كتاب طب النبي(صلّی الله علیه وآله و سلم)للمستغفري ، المعجم الأوسط 3: 26 ، المعجم الصغير ،1 : 79 ، كنز العمّال 6: 16783/513 ، الدر المنثور :6 234 ، مجمع الزوائد 256:10 .

[53/53] - إنّما يبتلي عبادَه على قدر منزلتهم في الجنّة(1).

[54/54] - وكان(صلّی الله علیه وآله و سلم) يضطجع على حصير يؤثّر في جنبه، ووسادته من ليف تؤثّر في خدّه ، فقيل له : نبسط لك شيئاً فقال مالي وللدنيا ؟! إنّما أنا كراكب استظلّ تحت شجرة ساعة من نهار ثمّ راح وتركها وخرج من فراشه الليف فجعلت إحدى نسائه ذلك الليف فى شملة أنقى وشدّدت ذلك، فقال: ما هذا؟ إن كنت تريدين فراشاً تضطجعين وحدك فشأنُك فإنّي لستُ من الدنيا وليست منّي ، لو أشاء أن تسير الجبال معي ورقاً وذهباً لسارت(2).

فصل [ في ذكره(صلّی الله علیه وآله و سلم)للموت والقيامة وأحوالهما ]

[55/55] - وقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): أزهد الناس في الدنيا من لم ينس المقابر والبلى، وترك فضل زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى، ولم يعدُ من أيّامه غداً ، وعَدّ نفسه في الموتى(3).

ص: 88


1- انظر: الأمالي للمفيد : 39/ ذيل حديث 6 وعنه في بحار الأنوار 66:11 ذيل حديث 11 و 67: 235/ ذيل حديث 51 ومستدرك الوسائل 2: 25/438 قصص الأنبياء للجزائري : 12 .
2- راجع مكارم الأخلاق : 25 وعنه في بحار الأنوار 16: 239 / ذيل حديث 35، مجموعة ورّام: 86 وعنه في بحار الأنوار 73: 123 / ذيل حديث ،112 ، كشف الغمة 1: 10 و 2: 334، وفي بحار الأنوار 73: 68 قائلاً: ومن طريق العامة روي عن ابن مسعود شرح أصول الكافي 397:8 ، سنن ابن ماجة 2: 1376 / 4109، سنن الترمذي 4 : 17 / 2483، مسند أبي داود: 36، المعجم الأوسط 9: 122 ، تفسير الثعالبي 2 : 264 و 5: 180 ، الطبقات الكبرى 467:1 ، علل الدار قطني 5: 163 كنز العمّال 6142/197:3.
3- راجع : مكارم الأخلاق : 463 وعنه في بحار الأنوار 77: 80 ذيل حديث 3، أعلام الدين: 194 ذيل حديث طويل في وصية النبي(صلّی الله علیه وآله و سلم) لأبي ذر(رضي الله عنه) ، المصنف لابن أبي شيبة 8 :17/127 ، كنز العمال 3 :6092/188 ، وانظر: الأمالي للطوسي(رحمه الله) : 531/ ذيل حديث 1 وعنه في مستدرك الوسائل 7/102:2 و 1/42:12 .

[56/56] - الزهد ثلاثة أحرف الزاي تدلّ على ترك الزينة، والهاء تدلّ على ترك الهوى، والدال تدلّ على ترك الدنيا (1).

[57/57] - من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه وبصّره عيوبَ الدنيا وداءها ودواءها(2)، ومن رغب فيها عمى قلبه وشُتِّت عليه أمره وجُعِل الفقر بين عينيه (3).

[ 58/58] - وصلّى حتى تورّمت قدماه ، فقيل له : أتفعل وقد غفر الله لك ؟! قال : أفلا أكون عبداً شكوراً ؟(4)

ص: 89


1- راجع جامع الأخبار : 9/297 عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ، شرح أصول الكافي للمازندراني 1: 228 و 8: 372 و 11 : 215 عن بعض الأكابر ، مجمع البحرين 2 : 297 عن بعض الأعلام.
2- رواه الكليني في الكافي 2: 1/128 وعنه في وسائل الشيعة 16 : 1/10 وبحار الأنوار 73: 19/48 ، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن المحبوب، عن الهيثم بن واقد الحريريّ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ... انظر : ثواب الأعمال: 166 / ثواب الزهد في الدنيا وعنه في بحار الأنوار 70: 16/313، تحف العقول : 58 وعنه في بحار الأنوار 76: 174/161 ، الأمالي للطوسي(رحمه الله) 531 ذيل حديث و 722 / ذيل حديث 5 وعنه في بحار الأنوار 69: 114/406 ومستدرك الوسائل 12: 42/ ذيل حدیث 1 نزهة الناظر 26 74 مكارم الأخلاق : 463 وعنه في بحار الأنوار 76: 80 ذيل حديث ،3، مشكاة الأنوار: 206 وعنه في مستدرك الوسائل 15: 241/ ذیل حدیث 5مستطرفات السرائر : 593 عن كتاب المشيخة لابن محبوب وعنه في بحار الأنوار 2: 27/33 و 78: 110/270 ، وفي آخرها : (وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام).
3- انظر: الزهد : 132/49 وعنه في بحار الأنوار 3: 122/126، کنز العمال 3: 6278/227.
4- انظر: الاحتجاج 1: 326 وعنه في بحار الأنوار 40:10 و 17 : 287/ ذیل حدیث 7 و 71: 26، الخرائج والجرائح 2: 917 وعنه في بحار الأنوار 17 : 287/ ذيل حديث 4 ، عوالي اللآلي 1: 69/326، مستدرك الوسائل 1: 20/129 عن كتاب لب اللباب للراوندي (مخطوط).

[ 59/59 ] - ومكث عشر سنين يقوم الليل، فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ﴾(1)الآية ، فخفّف عنه(2).

[60/60] - وكانت صلاته مستوية كأنّها موزونة ، وكان إذا قام إلى الصلاة تربّد(3)وجهه خوفاً من الله ، وكان لجوفه أزيز كأزيز المرجل - يعني يبكي(4)، وكان إذا سجد بعد الصلاة كأنّه ثوب ملقى (5).

[61/61] - ورأى (صلّی الله علیه وآله و سلم) فتية يضحكون ، فقال : أتلعبون وقد أُوقِد على النار ألف عام حتى احمرت ، وألف عام حتى ابيضت ، وألف عام حتى اسودت ، ولو أن ثوباً من ثياب أهل النار دُلُّي من السماء لمات أهل الأرض، ولو أنَّ مِثْل (6) ثُقب الإبرة من تلك النار خرج إلى الدنيا لاحترقت الأرض ومن عليها، والذي نفس محمّد بيده لو أنّ قطرة من الزقّوم قطرت على جبال الأرض لساخت أسفل سبع أرضين

ص: 90


1- المزمل: 20.
2- انظر: جامع البيان 29: 156 ، تفسير ابن أبي حاتم ،10: 3379 ، تفسير القرطبي 19: 34، تفسير الثعلبيّ 10: 59 ، تفسير ابن كثير 4: 466 ، الدر المنثور 6: 276 .
3- تربد وجه فلان: تغيّر من الغضب.
4- رواه الصدوق(رحمه الله) في خصاله : 282 / ذيل حديث 27 وعنه في بحار الأنوار 70: 381 ذيل حدیث 30 مجمع البيان 6 :450 ، الاحتجاج 1: 326 وعنه في بحار الأنوار 10: 40 ذيل حديث 1 و 17 : 287/ ذيل حديث 7 وحلية الأبرار 1: 245/ ذيل حديث 3، الخرائج والجرائح 2: 916 وعنه في بحار الأنوار 17: 257/ ذيل حديث 4 ، إرشاد القلوب 207:1 وعنه في مستدرك الوسائل 11: 18/232 ، أعلام الدين : 246 ، فلاح السائل: 161 عن كتاب زهد النبي(صلّی الله علیه وآله و سلم) قائلاً: روی جعفر بن أحمد القمّيّ، وعنه في بحار الأنوار 84: 248 ومستدرك الوسائل 4/93:4، عدة الداعي : 138 وعنه في بحار الأنوار 7: 399/ ذیل حدیث 72 و 84: 258/ ذیل حدیث 55 ومستدرك الوسائل 4: 15/100 ، وفي مستدرك الوسائل 4 : 36/105 عن كتاب لب اللباب للراوندي (مخطوط).
5- جاء في فلاح السائل: 161 وعنه في بحار الأنوار 84: 248 ومستدرك الوسائل 4 : 5/93.
6- في النسختين : ( من ) بدل ( مثل ) ، والمثبت من عندنا .

ولما أطاقته فكيف بمن هو طعامه ؟!

لو أن قطرة من الغسلين أو من الصديد قطرت على جبال الأرض لساخت أسفل سبع أرضين فكيف بمن هو شرابه ؟!

لو أن قَمْعاً ممّا ذكره الله وضع على جبال الأرض لساخت أسفل سبع أرضين فكيف بمن يُقْمَعُ به يوم القيامة في النار ؟!(1)

[62/62] - ودعا خادماً فأبطأت عليه وفي يده سواك، فقال: لولا القصاص لضربتك بهذا (2).

ص: 91


1- هكذا جاء في المصادر: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، قال : قلت له : يابن رسول الله ، خوّفني فإنّ قلبي قد قسا، فقال: يا أبا محمّد، استعدّ للحياطة الطويلة. إنّ جبرائيل جاء إلى رسول الله(صلّی الله علیه وآله و سلم)وهو قاطب وقد كان قبل ذلك يجيء وهو مبتسم ، فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) : يا جبرئیل، اليوم قاطباً ؟ فقال يا محمّد ، قد وضعت منافخ النار ، فقال : وما منافخ النار يا جبرئيل ؟ فقال : يا محمّد ، إنَّ الله عزّ وجلّ أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضّت ونفخ عليها ألف عام حتى احمرّت ثمّ نفخ عليها ألف عام حتّى اسودّت، فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها لو أنّ حلقة عن السلسلة التي طولها سبعون ذراعاً وضعت على الدنيا لذابت من حرّها، ولو أن سربالاً من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه، فبكى رسول الله(صلّی الله علیه وآله و سلم) وبكى جبرئيل فبعث الله إليهما ملكاً فقال لهما : إنّ ربّكما يقرؤكما السلام ويقول : قد أمنتكما إن تذنبا ذنباً أعذبكما عليه، فقال أبو عبد الله(علیه السلام) : فما رأى رسول الله(صلّی الله علیه وآله و سلم) جبرئيل مبتسماً بعد ذلك، ثم قال: إن أهل النار يعظمون النار وإن أهل الجنّة يعظمون الجنة والنعيم ، وإن أهل جهنّم إذا دخلوها هو وا فيها مسيرة سبعین عاماً فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد وأعيدوا في دركها ، هذه حالهم وهو قول الله عزّ وجلّ: ﴿كَلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا ).. الخ ثم تبدل جلودهم جلوداً غير الجلود التي كانت عليهم ، فقال أبو عبد الله(علیه السلام) : حسبك يا أبا محمد؟ قلت : حسبي حسبي ) راجع : تفسير القمّيّ 2 :812 وعنه في بحار الأنوار 8: 1/280، روضة الواعظين : 506 ، بحار الأنوار 60: 257 عن كتاب مسائل عبد الله بن سلام ، إرشاد القلوب 1: 209 .
2- راجع الأدب المفرد : 49 مسند أبي يعلى :12 6928/360 ، مجمع الزوائد 10: 353 نثر الدرّ للآبيّ 1: 123 .

[63/63] - ما ضرب خادماً قط ولا انتقم من أحد، ولا خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما حتى لا يكون آثماً(1).

[64/64] - ونزل : ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ ) (2) فخرج وسمع(3) راعياً ينعق بغنمه ، فارتاع له وقال : إن ظننتُ إلّا منادي الساعة(4).

[65/65] - وعن ابن مسعود قال(صلّی الله علیه وآله و سلم) : إقرأ، إنّي أُحب أن أسمعه من غيري، فافتتحت سورة النساء فلمّا بلغت: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾ الآية(5) فرأيت عينيه تذرفان ، فقال لي : حسبك (6).

[66/66] - وقال: ما اغرورقت عين بمائها إلا حرّم الله خدّها على النار(7).

ص: 92


1- انظر: المصنّف لعبد الرزّاق 9: 17942/442 ، المصنّف لابن أبي شيبة 6: 5/106 ، الطبقات الكبرى 1: 367 ، مسند أحمد 6: 31 و 206 و 229 و 232 ، سنن الدارمي 2 : 147 ، سنن ابن ماجة 1: 1984/638، سنن أبي داود السجستانيّ 2: 4768/434 مسند ابن راهويه 2: 292 و 293 السنن الكبرى للنسائي 5: 371 ، صحيح ابن حبّان 2: 240 ، السنن الكبرى للبيهقي 10 : 192 تاريخ مدينة دمشق 3: 372 و 377 ، البداية والنهاية 6 :41
2- ق: 41.
3- في «م»:(فسمع).
4- جاء في إرشاد القلوب 1: 92 قال أنس : كنا عند رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) فوضع ثوبه تحت رأسه ونام، فهبت ريح عاصفة فقام فزعاً وترك رداءه، فقلنا : يا رسول الله مالك ؟ قال : « قد ظننت أن الساعة قد قامت» .
5- النساء : 41 .
6- انظر مسند أحمد 1: 374 و 380، صحيح البخاري 5: 180 و 6 : 113 و 114 ، صحیح مسلم 2: 196 ، سنن أبي داود السجستاني 2: 3668/181، سنن الترمذي 5014/304:4 ، المستدرك للحاكم :3: 319 ، مسند الحميدي :1 101/55 ، السنن الكبرى للنسائي 5 : 8075/28 و 8078 و 8079 و 6: 11105/323 ، مسند أبي يعلى 8: 435 و 9 :5069/5 و 5150/84 و 5228/147 و 5375/254 ، صحيح ابن حبّان 3: 9، المعجم الأوسط 2: 164 ، المعجم الصغير 1 : 75، المعجم الكبير :9 81 وغيرها من مصادر العامة.
7- انظر : الكافي 2 : 2/482 وعنه في وسائل الشيعة 15: 12/227، الأمالي للمفيد(رحمه الله) : 1/143 وعنه بحار الأنوار 93: 29/335 ومستدرك الوسائل 11: 7/239 إرشاد القلوب 1: 191 وعنه مستدرك الوسائل 11: 43/246 ، كشف الغمة 2 : 360 ، والقائل في كلّها الإمام جعفر بن محمّد (علیهما السلام) الصادق إلا إرشاد القلوب فهو عن النبي(صلّی الله علیه وآله و سلم) .

[67/67] - وسأله رجل: بما أتّقي من النار ؟

قال : بدموع عينيك فإنّ عيناً(1)بكت من خشية الله لا تمسّها النار (2).

[68/68] - ولّما نزل: ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) (3) بكى بكاءً شديداً ولم يستطع أحدٌ أن يكلّمه ، وكان إذا رأى فاطمة فرح بها، فأتوها وقالوا: تركنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باكياً حزيناً.

فأتت وقالت : يا أبتِ ما الذي أبكاك ؟

فقال : كيف لا أبكي وقد نزل جبرئيل بهذه الآية، فتساقطت على وجهها .

وكان عليٌّ (علیه السلام) ينادي : وابُعد سفراه واقلّة زاداه ، ويلٌ لأهل النار لا يُعاد سقيمُهُم ولا يُداوى جريحُهم ولا يُفَكُّ أسيرهم ، من النار يأكلون ومن النار يشربون وبين أطباق النار متقلّبون(4).

[ 69/69] - وكان تغيّر لون رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) يوماً(5) وعُرِّف في وجهه، فقيل(6) لعلي(علیه السلام): لقد حدث أمرٌ ، فقد رأيناه في نبيّ الله .

فجاءه علي (علیه السلام) وقال : ما الذي غيّرك؟

ص: 93


1- في هامش «م»: (فأيّما عين).
2- راجع تاريخ بغداد 8: 358 ، التخويف من النار : 63 ، كنز العمال 15: 43158/795 .
3- لحجر : 43 .
4- الدروع الواقية : 58 نقلاً عن كتاب المنبئ عن زهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنه في بحار الأنوار 43: 9/87 و مستدرك الوسائل 3: 8/273، بحار الأنوار 8 :62/303 .
5- قوله: (يوماً) لم يرد في «أ».
6- في « أ»: (فقال).

فقال أقرأني جبرئيل هذه الآية: (كَلَّا إذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكَّاً دَكَّا) إلى: (بِجَهَنَّمَ)(1).

قال : وكيف يُجاء بجهنّم؟

قال: يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردةً لو تركت لأَحْرَقَتْ أهل الجمع (2).

[70/70] - ولم يزل يقول : ( إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )(3)، حَتَّى أنزل الله سورة الفتح(4).

فصل [في تركه للدنيا وبلاءه (صلّى الله عليه وآله وسلم) فيها ]

[ 71/71] - مرّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) بشاة ميتة شائلة برجلها فقال : هذه الشاة هيّنة على أهلها، الدنيا أهون على الله منها (5).

[72/72] - الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل وشهواتها يطلب من لا فهم له، وعليها يعادي من لا علم له، وعليها يحسد (6) من لا إيمان

ص: 94


1- الفجر : 21 - 23 .
2- انظر : بحار الأنوار 7: 124 ، تفسير الثعلبي 10: 201 ، تفسير القرطبي 20 :55 تخريج الأحاديث والآثار 4 : 206 ، التخويف من النار : 230.
3- أنعام 15 ، يونس : 15 ، زمر : 13.
4- رواه في تفسير العياشي 2: 12/120 وعنه في بحار الأنوار 16: 23/326 ، عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله(علیه السلام) ... وجاء في آخرها : (فلم يعد إلى ذلك الكلام).
5- انظر: مجموعة ورّام: 136 ، سنن ابن ماجة 2 :4110/1376 ، تاريخ مدينة دمشق 62:19. تخريج الأحاديث والآثار 3 252 ، كشف الخفاء 2 : 159.
6- في «م»: ( يحضر )

له ، ولها يسعى من لا يقين له (1)، الدنيا كحلم المنام وأهلها عليها مجازون ومعاقبون (2).

[73/73] - قال(صلّى الله عليه وآله وسلم) : هذه الدنيا در همان درهم ينفقه على عياله ودرهم ينفقه مقدِّمة أمامه.

[74/74] - مثل الدنيا كمثل الماء المالح كلّما شربه العطشان لا يزداد إلا عطشاً (3).

[75/75] - مثل الدنيا مثل الحيّة ؛ ليّنٌ مسّها وفي جوفها السمّ القاتل، يحذرها ذوو العقول، ويهوي إليها الصبيان (4).

[76/76] - إنما مثل الدنيا (5)في الآخرة كمثل رجل غَمَر(6) يده في اليمّ ثمّ

ص: 95


1- انظر الكافي2: 8/129 وعنه في بحار الأنوار 16: 67/226 و 73: 2754 وحلية الأبرار 1: 15/225 ، روضة الواعظين: 448 ، مكارم الأخلاق : 447 وعنه في بحار الأنوار 77: 99/ ذيل حديث 1، مشكاة الأنوار: 467، مجموعة ورّام: 78 و 138 وعنه في بحار الأنوار 73: 111/122 ، إرشاد القلوب : 351، مسكن الفؤاد : 25 .
2- راجع روضة الواعظين: 448 وعنه في بحار الأنوار 122:73 ذيل حديث 110 ، مجموعة ورّام: 78.
3- هكذا جاءت في المصادر : ( عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال : مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلّما شرب منه العطشان ازداد عطشاً حتّى يقتله) انظر : الكافي 2: 24/136 وعنه في بحار الأنوار 73: 40/79، تحف العقول: 396 وعنه في بحار الأنوار 1: 152 و 78 :311/ ذیل حدیث 1 مجموعة ورّام: 514 .
4- راجع : الكافي 2: 22/136 وعنه في وسائل الشيعة 16 :3/17 وبحار الأنوار 73: 38/75، کتاب الزهد : 121/45 وعنه في بحار الأنوار73: 115/124 روضة الواعظين: 441 ، تحف العقول: 396 وعنه في بحار الأنوار 1 : 152 و 78 311 ذيل حديث 1 ، الإرشاد 1 : 233 وعنه في بحار الأنوار 73: 101/105 نهج البلاغة 4: 119/28 وعنه في بحار الأنوار 33: 689/484 و 73: 134/129 ، خصائص الأئمة (علیهم السلام) : 101 ، نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 36/55 ، عيون الحكم والمواعظ : 487 ، مشكاة الأنوار : 463 ، مجموعة ورّام: 156 و 513 ، شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني 5: 218 ، الدر النظيم : 386 ، مطالب السؤول: 259 وعنه في بحار الأنوار 78: 80/20 والقائل في كلها أمير المؤمنين(علیه السلام) أو علي بن الحسين(علیهما السلام) أو جعفر بن محمد الصادق(علیهما السلام) .
5- في «أ»: (النساء).
6- في «أ» : ( غمز ) .

أخرجها فلينظر بمَ يرجع(1).

[77/77] - وقال لِرَجُلٍ : ما طعامك ؟

قال : اللحم واللبن.

قال : ثم يصير إلى ماذا ؟

قال : إلى الذي علمنا .

مكارم أخلاق النبي والأئمة

[فقال(صلّى الله عليه وآله وسلم) :] فإنّ الله ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا (2).

[78/78] - وقال : الدنيا خُلِقَت كخلقِ المرأة؛ رأسها الكبر، ووجهها الفرح وعينها الشهوة ، ولسانها المقلدة(3)، وأُذنها النسيان، ونفسها العلوّ، وقلبها الطمع وبطنها الحرص ، ورجلاها الحسد، وعنقها الحذر، وظهرها الإياسة من الله ؛ فهذه صفة الدنيا فاحذروها (4).

[79/79] - وأصابته(صلّى الله عليه وآله وسلم) حُمّى ، فقيل له : أنت رسول الله وقد اشتدت عليك الحمّى ؟ فادع الله يكشف ذلك عنك .

ص: 96


1- انظر: روضة الواعظين: 440 وعنه في مشكاة الأنوار: 467 وبحار الأنوار 73: 110/119 ، المصنّف لابن أبي شيبة 8: 5/124 ، صحيح ابن حبان 10: 173 و 14: 29، سنن ابن ماجة 2: 4108/1376 ، المستدرك للحاكم 3: 592 ، المعجم الأوسط 8: 305 ، المعجم الكبير 307:20 ذكر أخبار أصبهان 1 :84 .
2- انظر: مسند أحمد 3: 452 التواضع والخمول : 257 ، المعجم الكبير 8: 299 ، تفسير الثعلبي 10: 133 ، تفسير القرطبي ،19 : 220 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 231 ، مجمع الزوائد 10: 288 .
3- كذا في النسختين.
4- هكذا جاءت في المصادر: (الدنيا بمنزلة صورة رأسها الكبر، وعينها الحرص ، وأُذنها الطمع ، ولسانها الرياء، ويدها الشهوة، ورجلها العجب، وقلبها الغفلة ، وكونها الفناء، وحاصلها الزوال فمن أحبها أورثته الكبر ، ومن استحسنها أورثته الحرص ، ومن طلبها أوردته إلى الطمع، ومن مدحها ألبسته الرياء، ومن أرادها مكنته من العجب، ومن اطمأن إليها أولته الغفلة، ومن أعجبه متاعها أفنته، ومن جمعها وبخل بها ردته إلى مستقرها وهي النار ) . انظر : مصباح الشريعة : 139 وعنه في بحار الأنوار 73: 100/105 ومستدرك الوسائل :12: 5/37 .

قال : إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ؛ الأمثل فالأمثل(1).

[80/80] - :وقال من سرّه أن يلحق بذوي الألباب فليصبر (2) على الأذى والمكاره فذلك آية العقل وكمال اليقين وآية الجهل أن تجزع، وما نال الفَوْزَ(3).

إلا الصابرون، قال الله تعالى: ﴿ سَلامُ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ (4) (5).

[81/81 ] - وقال : إنّ العبد ليطلب التجارة والإمارة فإذا أشرف منها على ما يهوى بعث الله ملكاً فقال له: عوّق على عبدي وصدّه عن أمر لو استمكن منه أدخلته(6) به النار ، فیصدّه (7).

[82/82] - وإنّ ملكين التقيا بين السماء والأرض، فقال أحدهما للآخر أين كنت ؟

فقال : بعثني الله إلى الدنيا فقد وقع سمك كثير في شبكة مؤمن أُخرجه عنها . وقال الآخر : سبحان الله ! وقد بعثني لأسوق جنساً من السمك إلى شبكة كافر يشتهيه(8).

ص: 97


1- انظر : كتاب التمحيص 4 و 35 و 39 ، الكافي 2 : 2/252 و 4/253 و 2 : 29/259 ، دعائم الإسلام 2: 490/140 ، علل الشرائع 1: 44 ، تحف العقول: 39 مصباح الشريعة : 183 ، كنز الفوائد: 194، الأمالي للطوسي(رحمه الله) : 7/659 ، مشكاة الأنوار : 514 سلوة الحزين: 5/4 مختصر البصائر : 13 ، جامع الأخبار : 12/311 عوالي اللآلي 1 : 55/123 مسكّن الفؤاد 4.
2- في «أ»: (فليستعد).
3- فى النسختين : ( العون ) ، المثبت عن مصدرَي التخريج.
4- الرعد: 24 .
5- انظر : تفسير نور الثقلين 2: 114/501 عن كتاب جعفر بن محمد الدوريستي بإسناده إلى أبي ذر(رضي الله عنه) الفردوس بمأثور الخطاب 3: 535 / 5668 ، تفسير الثعلبي 8: 226 .
6- في «أ»: (أدخلت) .
7- انظر : كتاب التمحيص : 113/56 وعنه في بحار الأنوار 67: 81/243، مشكاة الأنوار : 514 .
8- جاء في المصادر هكذا: ( عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه رفعه ، قال : بينما موسى يمشي على ساحل البحر ، إذ جاء صيّاد فخر للشمس ساجداً، وتكلّم بالشرك، ثم ألقى شبكته فأخرجها مملوءة ، فأعادها فأخرجها مملوءة، ثمّ أعادها فأخرج مثل ذلك حتى اكتفى ثم مضى . ثم جاء آخر فتوضأ ثم قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه ، ثم ألقى شبكته فلم تخرج شيئاً ، ثم أعاد فلم تخرج شيئاً ، ثم أعاد فخرجت سمكة صغيرة، فحمد الله وأثنى عليه وانصرف، فقال موسى يا رب عبدك جاء فكفر بك وصلّى للشمس وتكلّم بالشرك ، ثم ألقى شبكته ، فأخرجها مملوءة ، ثم أعاد فأخرجها مملوءة ، ثم أعادها فأخرجها مثل ذلك حتى اكتفى وانصرف، وجاء عبدك المؤمن فتوضأ وأسبغ الوضوء ثمّ صلّى وحمد ودعا و أثنى ، ثمّ ألقى شبكته، فلم يخرج شيئاً، ثم أعاد فلم يخرج شيئاً، ثمّ أعاد فأخرج سمكة صغيرة، فحمدك وانصرف؟! فأوحى الله إليه : يا موسى انظر عن يمينك فنظر موسى فكشف له عما أعده الله لعبده المؤمن فنظر ، ثم قيل له : يا موسى انظر عن يسارك فكشف له عما أعده الله لعبده الكافر فنظر ، ثم قال الله تعالى يا موسى ما نفع هذا ما أعطيته، لاضر هذا ما منعته . فقال موسى : يا ربّ حقّ لمن عرفك أن يرضى بما صنعت) راجع: المؤمن: 14/19 وعنه في أعلام الدين : 433 وعنه في بحار الأنوار 13: 38349 مشكاة الأنوار: 502

[83/83] - وقال(صلّى الله عليه وآله وسلم): المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من الذي لا يخالط (1).

[84/84 ] - وخرج في بعض غزواته فاستقبله قوم، فقال: من القوم ؟

قالوا:مؤمنون .

قال : وما حقيقة إيمانكم ؟

:قالوا الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء والرضاء بالقضاء.

فقال: علماء حلماء كادوا يكونون أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تجمعوا ما لا تأكلون،( وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )(2)(3).

ص: 98


1- راجع: مشكاة الأنوار : 337، مجموعة ورّام: 17 ، وانظر: مسند أحمد 5: 365 سنن ابن ماجة 2: 1338/4032 ، السنن الكبرى 10: 89 ، مسند أبي داود الطيالسي : 256، المصنف لابن أبي شيبة 6: 2/200 ، المعجم الأوسط 1: 118 و 6: 109 و 110.
2- المائدة : 96 ، المجادلة : 9 .
3- رواه الكليني(رحمه الله) في الكافي 2: 4/48 وعنه في بحار الأنوار 67: 7/284 ، عنه ، عن أبيه ، عن سليمان الجعفريّ، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه(علیهما السلام)... وكتاب التمحيص : 137/61 وعنه في بحار الأنوار 22 : 132/144 و 71: 61/153 ، بعين السند المذكور في الكافي، التوحيد : 12/371 ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد (رحمه الله) ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمّد بن عذافر ، عن أبيه ، عن أبي جعفر(علیهما السلام) ، قال : بينا رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) ... الخصال: 175/146 ، معاني الأخبار : 6/187، حدثنا أبي (رضي الله عنه)، حدّثنا سعد بن عبد الله ... وباقي السند كما في كتاب التوحيد ، مشكاة الأنوار: 75، أعلام الدين : 123.

[85/85] - وقال :

«اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والضجر والكسل والجبن والبخل، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق» (1).

فصل [في بعض نصائحه(صلّى الله عليه وآله وسلم) ]

[86/86]- وقال(صلّى الله عليه وآله وسلم) : من قضى نَهْمَتَهُ (2)في الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مدّ عينه إلى زينة المترفين كان مَهيناً في ملكوت السماوات، ومن صبر على القوت أسكنه الله الفردوس حيث يشاء(3).

ص: 99


1- انظر مسند أحمد 1 : 183 و 186 ، صحيح البخاري 3: 209 و 7: 158 و 160 و 161 و 164 ، سنن الترمذي 5: 3638/222 ، سنن النسائي 8: 256 و 266 ، المصنف لابن أبي شيبة 7: 10/18 السنن الكبرى للنسائي 4 : 7880/447، مسند أبي يعلى 2: 28/71 و 83/110، صحیح ابن حبّان 3: 284 ، كتاب الدعاء للطبرانيّ : 661/210 و 662.
2- أي شهوته وحرصه وجشعه.
3- انظر : المعجم الأوسط 8: 45 ، المعجم الصغير 2 : 108 ، ذكر أخبار أصبهان 2: 216، تذكرة الحفاظ 1406:4 ، مجمع الزوائد 10: 248 ، الدرّ المنثور 1 : 66 ، كنز العمال 3: 6277/227 .

[87/87] - وقال : ما عملتم(1)عملاً يقرّبكم إلى الجنّة ويباعدكم من النار إلّا وقد نبّأتكم به وحثثتُكم على العمل به، وما من عمل يقربكم من النار ويباعدكم من الجنّة إلا وقد نبأتكم به ونهيتكم عنه، أجملوا في الطلب وكُلِّ مُيَسَّر لما خُلِق له منها ، ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، إنّ الله قسّم الأرزاق فمن اتقى وصبر أتاه رزق الله ، ومن هتك حجاب الستر وعَجِلَ فأخذه من غير حِلّه قُوصِصَ (2) به من رزقه الحلال و حُوسِب به يوم القيامة ، إنَّ في كتاب الله لآية إن أخذوا بها لكفَتْهُم : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )(3) (4).

[ 88/88] - استنزلوا الرزق بالصدقة(5).

ص: 100


1- فى « أ» : ( أعمل ) .
2- من القَصاص.
3- الطلاق : 2-3 .
4- انظر: الأصول الستّة عشر ، أصل عاصم بن حُميد الحنّاط : 23 وعنه في مستدرك الوسائل 13: 1/27، بصائر الدرجات: 11/473 ، الكافي 2: 2/74 و 5 : 1/80 و 11/83 وعنه في وسائل الشيعة 17: 1/44 و 4/45 وبحار الأنوار 5: 13/148 و 3/96:70 ، كتاب التمحيص: 100/52 وعنه في بحار الأنوار 103: 68/35 ومستدرك الوسائل 13 : 4/28 ، دعائم الإسلام 2: 5/14 تحف العقول: 40، الأمالي للصدوق(رحمه الله) : 1/369 وعنه في وسائل الشيعة 17 : 8/47 وبحار الأنوار 103: 44/28، تهذيب الأحكام : 1/321 ،مجموعة ورّام: 548 ، عدّة الداعي : 74 ، وفي بحار الأنوار 103 : 56/30 عن تفسير القمي ولكن لم نعثر عليه في المطبوع ، وفي مستدرك الوسائل 13: 13/30 عن كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي .
5- رواه في قرب الإسناد: 414/118 وعنه في وسائل الشيعة :9 19/372 وبحار الأنوار 96 :14/118 ، عنه ، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه ، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)... الكافي 4: 4/10 وعنه في وسائل الشيعة 9: 10/370 ، قال : وحدّثني عليّ بن حسان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن(علیه السلام)... وانظر الأشعثيّات 57 وعنه في النوادر : 86 وعنه في بحار الأنوار 96 :62/131 ، الخصال: 621 ذيل 10 وعنه في وسائل الشيعة 402:9 ذيل حديث 8 وبحار الأنوار 10: 99/ ذيل حديث 1 و 96: 22/120 ، التوحيد : 24/68 ، عيون أخبار الرضاء(علیه السلام) 1: 75/38 وعنهما في بحار الأنوار 96: 25/121، تحف العقول 60 و 111 و 221 وعنه في بحار الأنوار 78: 60 ذيل حديث 138، من لا يحضره الفقيه 4 : 5824/381 و 416 / ذيل حديث 5904 وعنه في وسائل الشيعة 9 :11/370 ، نهج البلاغة 4: 137/34 وعنه في وسائل الشيعة 9: 370 ذیل حدیث 11 وبحار الأنوار 96: 66/132 ، خصائص الأئمة(علیهم السلام) : 104، عيون الحكم والمواعظ : 89 مشكاة الأنوار: 138 ، عدّة الداعي : 60 وعنه في بحار الأنوار 96: 134 ذيل حديث 68، كشف الغمة 2: 399 و 425 وعنه في بحار الأنوار 78 :208/ ذيل حديث 77 ، وفي بحار الأنوار 78: 13/68 عن كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم الإصفهانيّ.

[89/89] - ويأبى الله إلّا أن يجعل أرزاق المؤمنين إلّا من حيث لا يحتسبونه، ليَكثُرَ دُعاؤُهُ (1).

[ 90/90 ] - وكان(صلّى الله عليه وآله وسلم)إذا أصاب أهله خصاصة قال: قوموا إلى الصلاة، ويقول: بهذا أمرني ربي : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ الآية (2)(3).

ص: 101


1- رواه الكليني (رحمه الله) في الكافي 5: 1/83 و 4/84 وعنه في وسائل الشيعة 17: 1/51 و 5/53 ، عليّ بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله(علیه السلام) ... وأيضاً عنه ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن محمّد بن أبي الهزهاز ، عن عليّ بن السري ، قال : سمعت أبا عبد الله(علیه السلام) ... وكتاب التمحيص : 104/53 و 105 وعنه في بحار الأنوار 103: 72/35 و 73/36 ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (علیه السلام)... والثاني : عن علي بن السنديّ، عن أبي عبد الله(علیه السلام)... الأمالي للصدوق(رحمه الله) : 6/248 ، التوحيد : 8/402 وعنهما في وسائل الشيعة 7: 2/121 وبحار الأنوار 90 :7/289 ومستدرك الوسائل 5 :5/162 ، ولاحظ مرسلاً في: من لا يحضره الفقيه 3: 3608/165، تهذيب الأحكام 6 : 26/328 ، روضة الواعظين : 326 ، مكارم الأخلاق: 270 وعنه في بحار الأنوار 93: 295 ذیل حدیث 23 ، عيون الحكم والمواعظ : 143 ، سلوة الحزين: 91/125 ، عن محمّد بن موسى المتوكّل، عن السعد آباديّ ، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أبيه ... وباقي السند كما في الكافي.
2- طه: 132 .
3- راجع مكارم الأخلاق : 334 وعنه في بحار الأنوار 90: 27، مجموعة ورّام: 230، مسکن الفؤاد : 50 ، وفي مستدرك الوسائل 12 : 2/242 عن كتاب لبّ اللباب للراوندي (مخطوط) .

[ 91/91] - وقال : من أحب أن يستجيب الله دعاءه فليطيّب كسبه(1).

[92/92] - وقال له رجل: أوصني ، قال : لا تغضب، قال: زدني، قال: استحي من الله كما تستحيي من صالح جيرتك، قال: زدني ، قال : صلّ صلاة مودِّع كأنّها آخر صلاتك من الدنيا(2)، وإياك وما يُعتذر منه(3).

[93/93] - خلّتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس : الصحّة والفراغ(4).

ص: 102


1- انظر الجعفريّات: 224 وعنه في مستدرك الوسائل 13: 2/27 ، وفي بحار الانوار 93: 321 / ذيل حديث 31 عدّة الداعي : 128 وعنه في بحار الأنوار 93: 372/ ذيل حديث 16.
2- انظر هذه الفقرة في : دعائم الإسلام 1 : 157 عوالي اللآلي 1 :15/110، مستدرك الوسائل 4: 105/33 عن كتاب لب اللباب للراونديّ (مخطوط).
3- انظر : تحف العقول: 42 وعنه في بحار الأنوار 77: 45/145 ، مشكاة الأنوار : 144 ، مصباح الشريعة : 163 ، وفي بحار الأنوار 78: 159 / ذيل حديث 10 عن كتاب نثر الدرّ للآبيّ .
4- رواه الكليني(رحمه الله) في الكافي 8: 136/152 ، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، قال : قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم)... والخصال : 6/34 وعنه في بحار الأنوار 81 :2/170 ، حدّثنا أبي (رضي الله عنه)... وباقي السند كما في الكافي، من لا يحضره الفقيه 4 : 5829/381، تحف العقول: 36 وعنه في بحار الأنوار 77: 17/140 ، جامع الأحاديث للقميّ : 75 ، روضة الواعظين: 472 ، الأمالي للطوسي(رحمه الله) : 526/ ذيل حديث 1 وعنه في مستدرك الوسائل 1/140:12 معدن الجواهر : 26 ، مكارم الأخلاق : 459 وعنه في بحار الأنوار 77: 75 ذیل حدیث 3، مجمع البيان 10 : 433 وعنه في بحار الأنوار 7: 257 و 66 : 315، سلوة الحزين: 122 / 80 إرشاد القلوب 1 : 187 ، عوالي اللآلي 1: 185/167 مجموعة ورّام: 465 ، أعلام الدين : 189 ، وفي بحار الأنوار 77: 168/ ذیل حدیث 4 عن مجموعة جباعيّ قائلاً : ( وجدت بخط الشيخ الجليل محمّد بن علي الجمعيّ (رحمه الله): هذه أحاديث محذوفة الأسناد كتبها الشيخ ابن مكي(رحمه الله) من خط سدید الدین ابن المطهر(رحمه الله)). قال الراوندي (رحمه الله)بعد ذكر الحديث يريد(صلّى الله عليه وآله وسلم) أن أفضل النعمة العافية والكفاية، لأن الإنسان لا يكون فارغاً حتى يكون مكفيّاً، والعافية ،الصحة، فمن عوفي وكفي فقد عظمت عليه النعمة، فأنبأ (صلّى الله عليه وآله وسلم) أنّهما من المنعم جل جلاله يوجبان الشكر له عليهما لا التمادي في العصيان عندهما فاشكروا الله عليهما، ولا تكونواكمن كفر نعمة المنعم وطغى عند الصحة والكفاية .

[94/94 ] - وقال الموت غنيمة، والمعصية مصيبة، والفقر راحة، والغنى عقوبة ، والغفلة (1)والجهل ضلالة، والظلم ،ندامة والطاعة قرّة العين، والبكاء من خشية الله نجاة من النار والضحك هلاك البدن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له(2).

[95/95 ] - إنّ أقربكم منّي وأوجبكم شفاعة أصدقكم لساناً وآداكم(3) للأمانة وأحسنكم خلقاً وأقربكم من الناس(4).

[96/96 ] - وضرب(صلّى الله عليه وآله وسلم) مثل الإنسان والأجل والأمل فجعل الأمل أمامه، والأجل إلى جانبه ، فبينما هو شغله إلى أمامه إذ لاح أجله فاختلجه(5).

[97/97] - وقال : كلكم يحبّ أن يُدخله الله الجنّة ؟ قيل: نعم، قال: أَقْصِرُوا الأمل ، وثبتوا أجالكم بين أبصاركم، واستحيوا من الله حق الحياء(6).

ص: 103


1- في كتاب الأربعون حديثاً: « والعقل هدية الله عز وجل والجهل ضلالة».
2- أخرجه النوري(رحمه الله) في مستدرك الوسائل :11: 13/338 عن كتاب لب اللباب للراوندي (مخطوط)، الأربعون حديثاً لظهير الدين الراونديّ المطبوع في مجلة تراثنا تحت رقم 46: /306 الحديث الثامن عشر، وانظر: ذكر أخبار إصبهان 1 232 تعزية المسلم عن أخيه لابن هبة الله : 49 كنز العمال 16 44144/122 ، كشف الخفاء2: 1833/87 .
3- أفعل التفضيل من أدّى يؤدّي .
4- رواه الصدوق(رحمه الله) في أماليه : 5/598 وعنه في وسائل الشيعة 12: 8/163 وبحار الأنوار 69: 41/381 ، حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه(رحمه الله) ، قال : حدّثنا محمد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي ، عن آبائه(علیهم السلام) .... مسند زيد بن علي(علیه السلام): 390، الغايات: 200 ، روضة الواعظين : 377 وعنه في مشكاة الأنوار: 301، مجموعة ورّام: 350 و 569 ، إرشاد القلوب 1: 263 .
5- انظر: مسند الشاميين للطبراني :4 2605/17 ، الدر المنثور :3 494 / 7574 ، كنز العمال 3 :7574/494 .
6- انظر: الأمالي للطوسي(رحمه الله) : 534 / ذيل حديث 1 وعنه في وسائل الشيعة 1: 3/304 و بحار الأنوار 80: 33/182 و مستدرك الوسائل 8: 3/463، مكارم الأخلاق: 463 وعنه في بحار الأنوار 77: 83 / ذيل حديث 3 و 80: 33/182 ، تفسير الثعالبي 5 : 487 كنز العمال 15: 43611/938 .

[98/98] - وقال : إذا جاء ملك الموت إلى وليّ الله سلّم عليه -وسلامه عليه أن يقول : السلام عليك يا ولي الله - [و] قال : قم واخرج من دارك التي خرّبتها إلى الدار التي عمّرتها ، فإذا لم يكن وليّ الله قال : قم فاخرج من دارك التي عمّرتها إلى دارك التي خرّبتها (1).

[ 99/99] - قال(صلّى الله عليه وآله وسلم) : ثلاث تنفع الرجل بعد موته: علم اقتناه في حياته يؤخذ به بعد موته ، أو صدقة أجراها ، أو ولد صالح يدعو له وهو في قبره(2).

فصل [في وصاياه(صلّى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه وأمير المؤمنين (علیه السلام)]

[ 100/100 ] - قال(صلّى الله عليه وآله وسلم) : لو رأيتم ما رأيتُ لبكيتم كثيراً.

قيل : ما رأيت ؟

قال : الجنّة والنار (3).

ص: 104


1- انظر: جامع البيان 14 :135 تفسير الثعلبي 6: 15 الفائق 3 :328 تفسير النسفي 2: 255 تفسير القرطبي 8: 358 و 10 : 101 ، تفسير الثعالبيّ 3: 417 ، تفسير أبي السعود 5 : 111 ، تفسير الآلوسيّ 133:14.
2- انظر: الكافي 7: 1/56 و 2 وعنه في وسائل الشيعة 19: 1/171 و 2 ، دعائم الإسلام 2: 1279/340 وعنه في مستدرك الوسائل 12: 9/230 و 14: 2/45 ، تهذيب الأحكام 9: 2/232، روضة الواعظين: 11 وعنه في بحار الأنوار 2 : 70/23، مجمع البيان 2: 89 جامع الأخبار : 283/4 وعنه في مستدرك الوسائل 12: 6/230 عوالي اللآلي 1 : 10/97 و 2: 139/53 و 3: 1/260 و 17/283 وعنه في بحار الأنوار 2: 65/22. منية المريد: 103.
3- انظر: مسند أحمد 3: 102 و 126 و 154 و 217 و 240 و 245 و 290، صحیح مسلم 2: 28 سنن النسائي 3: 83 ، السنن الكبرى للنسائي 1 : 1287/406 ، صحيح ابن خزيمة 3: 48 و 107، السنن الكبرى للبيهقي 2: 92 مسند أبي يعلى 7: 3952/41 و 3957/44 و 3963/49، وغيرها من مصادر العامة.

[101/101] - وسُئل : كيف يكون الرجل في الدنيا ؟

قال : مُتَشَمِّراً كطالب القافلة .

قيل : كم (1) القرار بها ؟

قال : كقدر المتخلّف عن القافلة .

قيل : كم ما بين الدنيا والآخرة ؟

قال : غمضة عين عین (2).

[ 102/102] - ما الدنيا فيما مضى إلَّا كَمَثَلِ ثَوبِ شُقَّ باثنين وبقي خيط واحد ، ألا فكأنّ ذلك الخيط قد انقطع (3).

[103/103 ] - وقال : يا عليّ ، أوصيك بخصال فافعلها - اللهمّ أعِنْه - الصدق ؛ لا تُخْرِجَنَّ مِن فيك كذبة أبداً، والورع ؛ لا تجترِئَنَّ على خيانة أبداً، والخوف من الله كأنك تراه، والبكاء من خشية الله يُبنى لك في الجنّة بكل دمعة بيتٌ ، وبَذلُك مالك ودمَك دون دينك، والأخذ بسنّتي في صلاتي وصومي وصدقتي؛ أمّا صلاتي فالإحدى والخمسون (4)، وأما صومي فثلاثة أيام في كلّ شهر؛ خميس في أوّله وأربعاء في وسطه والخميس في آخره، وأمّا صدقتي فجهدك جهدك حتّى تقول: أَسْرَفْتُ، ولم تُسرف عليك بصلاة الليل - ثلاثاً - ، وعليك بتلاوة القرآن على كلّ

ص: 105


1- في النسختين: (كيف) وما أثبتناه من المصادر .
2- راجع روضة الواعظين: 448 وعنه في بحار الأنوار 73: 122 ذیل حدیث 110 .
3- انظر : مجموعة ورّام: 156 ، تفسير الثعلبي 3: 237 ، الجامع الصغير 2: 8166/534 كنز العمّال 6301/231:3 .
4- في «أ» (فالخمسون) بدل من: (فالإحدى والخمسون ).

حال، عليك برفع يديك في دعائك وتقليبهما ، عليك بالسواك عند كل صلاة، عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها عليك بمساويها ، فاجتنبها ، فإن لم تفعل فلا تلم إلّا نفسك (1).

[104/104] - يا عليّ، ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقور عند الهزاهز وصبور عند البلاء، وشكور عند الرخاء، وقنوع بما رزقه الله ، لا يظلم الأعداء ، ولا يتحامل الأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة(2).

[105/105 ] - ثلاث لا يطيقها أحدٌ من هذه الأمّة : المواساة للأخ في ماله ، وإنصاف الناس من نفسه ، وذِكْرُ الله في كل حال ، وليس هو « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» ولكن إذا ورد ما يحرم عليه خاف عنده ويتركه (3).

ص: 106


1- رواه في الكافي 8: 33/79 وعنه في بحار الأنوار 77: 8/8، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن النعمان ، عن معاوية بن عمّار ، قال : سمعت أبا عبد الله(علیه السلام) يقول: كان في وصية النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) لعلي(علیه السلام) أن قال .... ودعائم الإسلام 2: 347 من لا يحضره الفقيه 4: 5432/188 ، وروى الحسين بن سعيد، قال: حدّثنا الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر(علیه السلام)... تهذيب الأحكام 9: 13/175 ، الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير، عن معاويّة بن عمّار ، عن أبي عبد الله(علیه السلام)... وانظر مجموعة ورّام: 410 ، إرشاد القلوب 1: 281 ، تاريخ اليعقوبي 2: 93 .
2- رواه في الخصال: 2/406 وعنه في بحار الأنوار 67 17/294، أبو الحسين محمّد بن علي بن الشاه الفقيه ، قال : حدّثني أبو حامد أحمد بن محمّد بن أحمد بن الحسين ، قال : حدّثنا أبو يزيد أحمد بن خالد الخالديّ، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميمي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا محمّد بن حاتم القطّان، عن حمّاد بن عمرو ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن عليّ بن أبي طالب ، عن النبي(صلّى الله عليه وآله وسلم)... ومن لا يحضره الفقيه 4 :354 / ذيل حديث ،5762 معدن الجواهر : 63 ، مكارم الأخلاق : 434 وعنه في بحار الانوار 77 :47 ذیل حدیث 3، مستطرفات السرائر : 616.
3- انظر: الخصال : 125 ذیل حدیث 122 وعنه في بحار الأنوار 74: 20/395 و 75 :27/ ذیل حديث 11 و 77 : 45 ذیل حدیث 2 و 93: 4/151 ، مصادقة الإخوان: 38 وعنه في وسائل الشيعة 12: 4/27، من لا يحضره الفقيه 4: 358/ ذيل حديث 5762 وعنه في وسائل الشيعة 15: 7/254 ، مكارم الأخلاق : 436 وعنه في بحار الأنوار 77: 51 ذيل حدیث ،4 مختصر بصائر الدرجات: 153 .

[106/106]- وأربع من كنّ فيه بنى الله له بيتاً في الجنة : من آأوى اليتيم، ورحم الضعيف ، وأشفق على والديه، ورفق بِمَمْلُوكِه(1).

فصل [في وصاياه(صلّى الله عليه وآله وسلم) لعلي أمير المؤمنين(علیه السلام) ]

[ 107/107 ] - وقال(صلّى الله عليه وآله وسلم) : يا علي ، سِر سنتين برّ والديك ، وسر سنة صل رحمك ،

ص: 107


1- رواه في المحاسن 1 : 23/8 وعنه في وسائل الشيعة 16: 4/338 ، عنه ، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر(علیه السلام) ... الجعفريات: 166 وعنه في مستدرك الوسائل 11: 3/171 و 12: 1/384 و 14: 1/5 بالسند المذكور ، الخصال: 53/223 وعنه في بحار الأنوار 74: 51/71 و 74 : 8/391 و 75 : 674، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه(رضي الله عنه) ، قال : حدّثني عمي محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد عن الحسن بن محبوب ... وباقي السند كما في المحاسن . ثواب الأعمال: 133 وعنه في بحار الأنوار 74: 7140 و 75 : 15/20 ، أبي(رحمه الله) ، قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ ، عن عليّ بن عقبة، عن عبد الله بن سنان ... وباقي السند كما في المحاسن. من لا يحضره الفقيه 4 :358/ ذيل حديث 5762 وعنه في وسائل الشيعة 16: 1/337، الأمالي للمفيد(رحمه الله) : 167 / ذیل حدیث 1. الأمالي للطوسي(رحمه الله) 189/ ذيل حديث 21 وعنهما في بحار الأنوار 69: 380 ذيل حديث 38 و 74: 56/72 وعن أمالي الطوسي(رحمه الله) 140:74 / ذيل حديث 4 ومستدرك الوسائل 12: 385/ ذيل حديث 7 عن المفيد(رحمه الله)، معدن الجواهر : 39 و 64 ، مكارم الأخلاق : 436 وعنه في بحار الأنوار 77 :51/ ذیل حدیث 3، مستطرفات السرائر : 617 ، أعلام الدين: 389.

سِر ميلاً عُد مريضاً ، سِر ميلين شيِّع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سِر أربعة أميال زُرْ أخاً في الله ، سر خمسة أميال أغِث الملهوف، سر ستة أميال انصر مظلوما، وعليك بالاستغفار(1).

[ 108/108] - أنهاك عن ثلاث خصال: الحسد والحرص والكبر(2).

[109/109] - وأربع من الشقاء جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحبّ البقاء (3).

ص: 108


1- رواه في فقه الرضا(علیه السلام) : 355 وعنه في بحار الأنوار 74 :21 ذيل حدیث 3 و 97/ ذیل حدیث ،33، الجعفريّات : 186 وعنه في النوادر : 92 وعنه في بحار الأنوار :69: 105/403 و 74: 93/83 و 103 ذيل حديث 61 و 81 :22/265 ، وعنه في مستدرك الوسائل 2: 5/295 و 8: 3/114 و 15: 9/175 ، عن عبد الواحد بن إسماعيل، عن محمّد بن الحسن البكريّ، عن سهل بن الحسن الديباجيّ ، عن محمّد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه ، عن جده موسى بن جعفر(علیه السلام) ، قال : قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم)... من لا يحضره الفقيه 4: 36/ ذيل حديث 5762 وعنه في وسائل الشيعة 11: 344 ذيل حديث 3 جامع الأحاديث : 86 ، معدن الجواهر : 64 ، مكارم الأخلاق : 437 وعنه في بحار الأنوار 77 :52 ذیل حدیث 3، مجمع البیان 9: 222 ، النوادر للراونديّ : 5، سلوة الحزين: 259 / 177 وعنه في بحار الأنوار 81: 32/224 .
2- انظر الخصال: 121/124 و 126 / ذيل 122 وعنه في بحار الأنوار 69: 13/370 و 72: 31/261 و 73: 10/162 و 31/233 و 11/251 و 77 : 1/44 و 46 ذيل حديث 2 ،من لا يحضره الفقيه 4: /360 ذيل حديث 5762 وعنه في وسائل الشيعة 15: 9/367 ، روضة الواعظين : 424، مكارم الأخلاق: 437 ، مستطرفات السرائر : 618، مشكاة الأنوار: 533 ، نظم درر السمطين: 155 ،أعلام الدين: 133 ، ولكن في بعضها: (الكذب) بدل (الكبر).
3- رواه في الخصال: 97/243 وعنه في بحار الأنوار 70: 12/52 و 73: 21/164 و 93: 9/330، حدّثنا محمّد بن علي بن الشاه ، قال : حدّثنا أبو حامد ، قال : حدّثنا أبو يزيد، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن صالح التميميّ، عن أبيه ، قال : حدّثني أنس بن محمّد أبو مالك، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه ، عن عليّ(علیهم السلام) ، عن النبي(صلّى الله عليه وآله وسلم)... من لا يحضره الفقيه 4: 360 ذيل حديث 5762 وعنه في وسائل الشيعة 16: 4/45، تحف العقول: 12 وعنه في بحار الأنوار 77 :65 ذيل حديث 5 مكارم الأخلاق : 437 وعنه في بحار الأنوار :77 52 / ذيل حديث 3. نظم درر السمطين: 155 .

[110/110] - ثلاث من لم يَكُنَّ فيه لم يستقم عمله : ورعٌ يحجزه عن معاصي الله ، وخلق يُداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل (1).

[ 111/111] - ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصاف الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلم (2).

[112/112] - ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنّى يوم القيامة أنه لم يُعطَ من الدنيا إلا قوتاً (3).

ص: 109


1- رواه البرقي(رحمه الله) في المحاسن 13/6:1 وعنه في وسائل الشيعة 12 : 9/12 وبحار الأنوار 59/422:71 ، عنه ، عن النوفليّ ، عن السكوني، عن أبي عبد الله(علیه السلام) ، عن آبائه(علیهم السلام) ، قال : قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم)... الكافي 2: 1/116 وعنه في وسائل الشيعة :13: 4/10 و 4/200 وبحار الأنوار 27: 10/25 ، عليّ بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير ، عن حنّان ، عن أبيه ، عن أبي جعفر(علیه السلام) قال : قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم)... الخصال: 125 ذيل 121 وعنه في بحار الأنوار 69: 371 / ذيل حدیث 13 و 70: 21/305 و 71: 55/392 و 77: 45 / ذیل حدیث 1 و 99: 2/121 ، من لا يحضره الفقيه 4: 360/ ذیل حدیث 5762 وعنه في وسائل الشيعة 15 :246 / ذیل حدیث 15 ، تحف العقول : 7 وعنه في بحار الأنوار 77 :62 ذيل حديث 4 ، مكارم الأخلاق : 437 وعنه في بحار الأنوار 77: 52 ذيل حديث 3 ،مستطرفات السرائر : 618 ، نظم درر السمطين: 155.
2- راجع : الجعفريّات: 231 وعنه في مستدرك الوسائل 7: 5/213 و 8: 1/361 و 11 : 2/308 و 15 : 2/261 ، الخصال : 125 / ذيل حديث 122 وعنه في بحار الأنوار2: 30/15 و 69: 371 ذيل حدیث 13 و 75: 27 ذیل حدیث 11 و 77 :45 ذيل حديث ،1 من لا يحضره الفقيه 4: 360 ذیل حدیث 5762 وعنه في وسائل الشيعة 9: 3/430 روضة الواعظين: 459 ، مشكاة الأنوار :350 ، مكارم الأخلاق : 437 وعنه في بحار الأنوار 77: 52 ذيل حديث ، أعلام الدين : 133 ، نظم درر السمطين: 155 .
3- راجع من لا يحضره الفقيه 4: 363 ذيل حديث 5762 وعنه في وسائل الشيعة 16: 18ذيل حديث 4 ، مكارم الأخلاق : 439 وعنه في بحار الأنوار 77: 54/ ذیل حدیث 3، مستطرفات السرائر : 619 ، جامع الأخبار : 3/504.

[113/113] - يا عليّ ، أنين المؤمن ومرضه تسبيح، وصياحه تهليل ، ونومه على الفراش عبادة، وتقلّبه من جنبٍ إلى جنبٍ جهاد في سبيل الله ، فإن عوفي يمشي في الناس وما عليه من ذنب (1).

فصل في أحواله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عند الموت

[114/114 ] - لمّا مرض (صلّى الله عليه وآله وسلم) ، قيل : من يغسّلك ؟

قال: عليّ بن أبي طالب، إنّه لا يهمّ بعضوٍ من أعضائي إلا أعانته الملائكة.

قيل: من يصلي عليك؟ قال: علي بن أبي طالب(2).

إذا رأيت روحي قد فارق جسدي فاغسلني وكفنّي في طِمْرَيَّ.

ثمّ خرج وصعد المنبر وقال بعد حمد الله : « أيُّ نبي كنتُ فيكم ؟ ألم أجاهد بين أظهركم ؟ أَلم تُكْسَرْ رَبَاعِيَتِي ؟(3) ألم تَسِل الدماء على حُرِّ وجهي حتى كثُفَت (4) لحيتي ؟ ألم أكابد الشدّة والجهد مع جُهّال قومي ؟ ألم أربط حجرالمجاعة على بطني ؟»

ص: 110


1- راجع من لا يحضره الفقيه 4: 364 ذيل حديث 5762 وعنه في وسائل الشيعة 2 : 11/400، مكارم الأخلاق 439 وعنه في بحار الأنوار 77: 54/ ذيل حديث 3، سلوة الحزين: 28/8 و 255 / 166، جامع الأخبار : 504/ ذيل حديث 3.
2- قوله : (بن أبي طالب) لم يرد في «أ».
3- رَباعِيَة، بوزن ثمانية : السِّنُّ التي بين الثَنِيّة والناب.

ثم قال :

«إنّ ربّي أقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم فناشدتكم بالله أيّ رجل كانت له قِبَل محمّد مظلمة إلا قام فلينتقممنه فالقصاص في الدنيا أحب إلي من القصاص في الآخرة».

فقام سوادة بن قيس (1) ، فقال : لمّا أقبلت من الطائف رَفَعتَ قضيبك فأصاب بطني ، فأحضر قضيبه، فقال سوادة: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار، ثمّ نزل (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول : ربّ سلّم أمّة محمّد من النار ويسّر عليهم الحساب.

ثم قال : نُعيت إلى نفسي ادعوا لي حبيبة نفسي، فقال لها يا فاطمة لا تحزني فقد دعوت الله أن يجعلك أوّل من يلحق بي، ثمّ أُغمي على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ نودي للصلاة، فخرج يُصلّي بالناس فخفّف الصلاة ، فلما رجع أتاه ملك الموت.

فقال: حاجتي أن لا تقبض روحي حتّى يجيئني جبرئيل فيسلّم عَلَيَّ وأُسلّم عليه، فخرج ملك الموت وهو ينادي:يا محمداه يا رسول رباه فاستقبله جبرئيل من الهواء.

فقال : قبضت روح محمّد ؟

فقال: لا، قال جبرئيل: ألا ترى أبواب السماء مفتّحة لروح محمّد؟ ألا ترى الحور العين قد تزيّن لروح محمّد ؟

فنزل جبرئيل و هو يقول : السلام عليك يا رسول الله ، فقال : وعليك السلام يا جبرئيل ، أُدنُ منّي ، أدعُ لي ربّك يهوّن عليَّ سكرات الموت وجزع الموت .

فقال :جبرئیل: يا ملك الموت أَمْضِ وصيَّةَ الله في روح محمّد، فأتى ملك

ص: 111


1- قال التستري (رحمه الله) : لم يذكروا في الصحابة مسمّى بسوادة بن قيس ،فيحتمل وقوع تصحيف في الإسم، وقد ذكروا فيهم سويد بن قيس ، لكن لم يذكروا فيه القصّة، وقد عرفت أنهم ذكروها في سواد بن عمرو وسواد بن غزية [قاموس الرجال 5: 20]

الموت وجبرئيل عن يمين رسول الله وميكائيل عن يساره والملائكة ورضوان خازن الجنّة تحت رجليه، وملك الموت آخِذٌ بروحه، فلمّا كشف الثوب عن وجهه نظر إلى جبرئيل فقال : يا جبرئيل، عند الشدائد تخذلني ، مَن لأُمّتي بعدي ؟ فقال : يا محمد ، ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) (1) وكُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )(2) ثمّ قبض (صلّى الله عليه وآله وسلم) (3).

فقيل للفضل : اكشف الثوب عن وجهه (4) ، قال : بل أنت يا عليّ اكشف ، فقال على(علیه السلام) :

فُجعنا بالنَّبِيِّ وكان فينا *** إمامَ كَرامَةٍ نِعْمَ الإمامُ

وكانَ قِوامَنا والرَّأْسُ فينا *** فنحنُ اليومَ ليسَ لنا قِوامُ (5)

فصل [ في إخباره (صلّى الله عليه وآله وسلم) بوفاته لأصحابه ]

[115/115 ] - تلا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) على أصحابه : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيَّتُونَ ﴾ (6) فرفعوا

ص: 112


1- الزمر 30.
2- الأنبياء: 35 .
3- رواه الصدوق (رحمه الله) في الأمالي : 6732 ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا محمّد بن حمدان الصيدلانيّ، قال: حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطيّ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا خالد الحذّاء، عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ، عن ابن عباس ..... روضة الواعظين : 72، مناقب آل أبي طالب 1 :201 ، الدر النظيم 192 ،باختلاف واختصار.
4- قوله : ( عن وجهه ) لم يرد في « أ ».
5- والأبيات في مصادر الإمامية مرئية لأمّ سلمة رضي الله عنها، وتمامها : تنوح ونشتكي ما قد لقينا *** ويشكو فقدك البلد الحرام فلا تبعد فكلّ فتى کریم *** سيدركه وإن كره الحمام راجع مناقب ابن شهر آشوب 1: 209 ، الدر النظيم : 198 ، وانظر : سبل الهدى والرشاد 12: 276.
6- الزمر: 30 .

أيديهم فقالوا: ربَّنا، نبيُّنا نبيُّ الرحمة أنقذنا من الضلالة إلى الهدى، أترفعه عنّا مخلّدين (1) في الدنيا ؟ فأنزل الله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ (2) .

فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إني ميّت وإنّكم ميّتون، وإنّي وإيّاكم قادمون على حَکَم عدل لا يجور ولا يظلم، اتّقوا الله ولا يظلم بعضكم بعضاً، وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم (3) من الزاد، واعلموا أن خير الزاد التقوى.

قالت فاطمة (علیها السلام): بينا أنا عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذ سمعتُ صوتاً قلت: يا عليُّ نبيّكم

إذن بينكم يعالج سكرات الموت ؟! ثم أعاد الثانية .

فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : إنّي أسمع نغمة ملك الموت.

فقال : إن ربك ليُقرئك السلام وهو يقول: أيّما أحب إليك : أوخّرك في الدنيا ما عاش نوح ثمّ لابد من الموت أم تموت اليوم؟

فقال : لا عن هذا أسألك، فبشّرني.

قال : لقد تركت أبواب السماء مفتّحة لقبض روحك.

قال : لا عن هذا أسألك، فبشّرني.

قال : لقد تركت الجنّة وقد طيّبت لروحك والحور العين تزيّنَّ لك.

فقال : ليس عن هذا أسألك، فبشّرني.

قال : والذي بعثك بالحقّ إنّ الجنّة محرّمة على جميع الأمم حتى تدخلها أمّتك (4).

ص: 113


1- كذا في النسختين.
2- الأنبياء : 34 - 35.
3- في «م» : ( يحضركم ) .
4- انظر هذه الفقرة في تفسير فرات : 456 ، الأمالي للمفيد (رحمه الله) : 8/74، الاختصاص : 356 ، مجمع البيان 9: 289 ، قصص الأنبياء للراونديّ (رحمه الله): 270 .

قال : الآن طابت نفسي وقرّت عيني، يا ملك الموت ادنُ منّي واقبض روحي ما كنت أبالي بعدها ما كان، ويا جبرئيل ادْعُ لي ربّك يخفّف عنّي، وقد نزل جبرئيل (علیه السلام) مع خمسمائة ألف ملك بألْوِيَتهم، ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت الملائكة بأجمعهم ونكسوا ألويَتهم، وقالت: وامحمداه، وامحمداه (1).

فصل [في حجة الوداع وانتصابه (صلّى الله عليه وآله وسلم) علياً(علیه السلام) بالإمامة ]

[116/116]- لمّا فتح مكّة وحجّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) حجّة الوداع ركب راحلته بمنى وقال : فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي مثل هذا الموقف.

ثم قال : أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام.

:قال: فأيّ شهرٍ هذا ؟ قالوا شهر حرام.

قال: فأي بلدٍ هذا ؟ قالوا : بلد حرام.

قال: فإنّ أموالكم وأعراضكم ونساءكم (2) عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا، إنّكم تلقون ربّكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا هل قد بلّغت ؟ قالوا: نعم ، قال : اللّهمّ اشْهَدْ .

ثم قال : ومن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها ، ألا وإنّ الشيطان قد یٹس أن تُعبد الأصنام ببلدكم هذا ولكنّه يُطاع فيما سوى ذلك ما تحقرون من أعمالكم ، وإنّه إذا أُطيع فقد رضي فاحذروه على دينكم.

أيّها الناس، اسمعوا ما أقول لكم واعقلوه عنّي، تركت فيكم ما إن أخذتم به

ص: 114


1- راجع : الأمالي للصدوق (رحمه الله) : 735 / ذيل حديث 6 وعنه في بحار الأنوار 510:22 / ذيل حديث 9، روضة الواعظين: 74 .
2- في «أ»: ( أبشاركم) .

لن تضلّوا كتاب الله وعترتي .

ثمّ قال: ألا وإنّه سيرد عليّ جماعة منكم الحوض فيُدْفَعون عنّى، فأقول: يا ربّ أصحابي أصحابي ، فيُقال : إنّهم قد أحدثوا بعدك وغيّروا ستتك، فأقول: سُحقاً سُحقاً .

ثم قال : احفظوا منّي ما تنتفعون به من بعدي وافهموا تنعشوا، ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض على الدنيا.

فلما انصرف فبلغ غديرخم نصب عليّاً (علیه السلام) إماماً للأنام ثمّ أقام بالمدينة بقية ذي الحجّة والمحرّم والنصف من صفر ثم أتاه الوجع الذي توفّي فيه(1).

فصل [في أحواله (صلّى الله عليه وآله وسلم) عند الموت مع فاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام) وإخباره بشهادتهم وغصب حقوقهم ]

[117/117) - ثمّ خرج في جوف ليلٍ إلى البقيع وقال: أمرت أن أستغفر لأهل بقيع الغرقد (2)، فاستغفر لهم طويلاً ثم رجع إلى منزله، فلمّا أصبح ابتدأ به الوجع ونزل جبرئيل بسورة ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ ) فعلم أنّه نُعِيت إليه نفسه، ودعا فاطمة (علیها السلام) فوضع رأسه في حجرها وأخبرها بذلك، فبكت حتّى قطرت دموعها على وجهه، فرفع رأسه إليها فقال: أما إنّكم المستضعفون بعدي المقهورون

ص: 115


1- راجع الأصول الستّة عشر، أصل عاصم بن حميد الحنّاط : 22، تفسير القمي 1: 171 وعنه في بحار الأنوار37: 6/113 ، الكافي 7: 12/273 ، من لا يحضره الفقيه 4: 5151/92 ، تحف العقول : 30 وعنه في بحار الأنوار 73: 13/348 ، نثر الدر 1 : 136 .
2- بقيع الغرقد : مقبرة أهل المدينة، سمّيت بشجر غرقد كان هناك، وهو شجر عظيم، ويقال: إنه العوسج [ معجم البلدان 1: 473] .

بعدي (1) ، ثمّ رفع رأسه فقال : لا تبكي فما أخلف نسمة أهمّ إلي منك ، ثمّ إنّي قد جعلتك وابنيك وبعلك وديعة عند ربّي ومن أطاعني من أُمّتي ، ثمّ أسرّ إليها شيئاً فضحكت، فلما قبضه الله سُئلت عن ذلك ، قالت : قال لي أولاً: إنّ جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كل حول مرّة وإنّه قد عارضني هذا العام مرتين وما أراني إلا سأُدعى فأجيب، ونعم السلف أنا لك يا حبيبتي، فَبَكَيْتُ ، فقال لي : أَبْشِري فإِنَّكِ أوّل من يرد عليّ الحوض من أهل بيتي فطابت نفسي و ضحكتُ (2). فما لبثت فاطمة بعده إلا سبعين ليلة (3).

[118/118] - وعن جابر : انكبّت فاطمة (علیها السلام) وهو في سكرات الموت تبكي، ففتح عينيه ثمّ قال: يا بنيّة ، أنت المظلومةُ بعدي وأنت المستضعفة بعدي ؛ فمن آذاك فقد آذاني ومن غاظك فقد غاظني ، ومن سرّك فقد سرني، ومن برّك فقد برّني، ومن وصلك فقد وصلني ، ومن قطعك فقد قطعني، ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني؛ لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة من روحي التي بين جنبي، ثمّ قال : أشكو إلى الله من ظلمك من امتي.

ثم انكب الحسن والحسين (علیهما السلام) عليه وهما يبكيان وعليٌ يُنحّيهما لئلا يتأذّى رسول الله

ص: 116


1- انظر هذه الفقرة في شواهد التنزيل 1: 595/559 .
2- انظر : الأمالي للصدوق (رحمه الله): 2/692 ، روضة الواعظين : 150 ، مناقب آل أبي طالب 3: 136 وعنه في بحار الأنوار 43 :181 / ذيل حديث 16 ، إرشاد القلوب 2: 317 ، كشف الغمة 2: 80 ، وعنه في بحار الأنوار 51:43/ ذيل حديث 48. وانظر : صحيح البخاريّ 4: 183 و 210 و 5: 138، مسند أحمد 6: 77 و 240 و 282، صحیح مسلم 7: 142 ، فضائل الصحابة للنسائي : 77 ، السنن الكبرى للبيهقي 5: 95، السنن الكبرى للنسائي 5 : 145 ، مسند أبي يعلى 12: 313 وغيرها من مصادر المخالفين.
3- انظر: الذرية الطاهرة للدولابيّ: 18 و 151 ، كشف الغمة :2: 125 وعنه في بحار الأنوار 43: 188/ ذيل حديث 19 ، الفصول المهمة 1: 668 و 669.

فقال : دَعْهُما يشماني وأشمّهما ، ويتزوّداني وأتزوّد منهما فإنهما مقتولان بعدي ظُلماً وعدواناً فلعنة الله على من ظلمهما.

ثم قال : يا عليّ، وأنت المظلوم من بعدي وأنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة (1).

ص: 117


1- راجع : كشف الغمة 2 : 119 وعنه في بحار الأنوار 28: 34/76 .

ص: 118

الباب الثاني فى ذكر فاطمة عليها السّلام

[فصل في ولادتها (عليها السّلام )]

ص: 119

ص: 120

[1/119] - لمّا تزوّج رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) بخديجة هجرتها نسوة مكّة فاستوحشت وكانت تكتم حزنها من رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) ، فدخل يوماً وسمع خديجة تحدّث فقال : من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني تُحدّثني وتُؤنسني ، قال : هذا جبرئيل يُبشرني أنّها أُنثى وأنها النسلة الطاهرة، وأن الله سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمّة ، ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقطاع وحيه .

فلمّا حضرت ولادتها وجّهت إلى نساء قريش ليَلِين منها ما يَلينَ النساء (1) من النساء ، فقلن : لا نجيءُ إذ تزوّجت يتيم أبي طالب ، فبينا هي إذ دخلت عليها أربع نسوة سُمر طوال ، ففزعت.

فقالت إحداهن: لا تحزني فإنَّا رُسُلُ ربّك ونحن أخواتك: أنا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم رفيقتُك في الجنّة، وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثوم أخت موسى بن عمران (2)، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست

ص: 121


1- هذا على لغة « أكلوني البراغيث ).
2- قوله : (وهذه كلثوم أخت موسى بن عمران) لم يرد في «م».

واحدةٌ عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمةُ مطهّرة، فأشرق منها نور ولم يبق موضع في الدنيا إلّا أشرق ودخل عشر من الحور العين معهنّ طستٌ وإبريق من الجنّة وفي الإبريق ماءٌ من الكوثر ، فتناولتها المرأة التي قدامها فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك، ولفّتها بواحدة وقنّعتها بالثانية ، ثم استنطقتها فقالت [فاطمة (علیها السلام)](1) : أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيّد الأنبياء وأنّ بعلي سيّد الأوصياء وولدي سادة الأسباط ، ثمّ سلّمت عليهن وسَمَّتْ كلّ واحدة باسمها، وبشر أهل السماء بولادتها، وحَدَث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك .

وقالت النسوة : خُذيها، فتناولتها خديجة وألقمتها ثديها فَدَرّ عليها (2).

ص: 122


1- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر.
2- رواه الصدوق (رحمه الله) في أماليه : 1/690 وعنه في بحار الأنوار 43: 1/2، حدّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا الحسين بن عليّ بن أحمد الصائغ ، قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد الخليلي، عن محمّد بن عليّ بن أبي بكر الفقيه، عن أحمد بن محمّد النوفلي ، عن إسحاق بن يزيد عن حمّاد بن عيسى، عن زرعة بن محمّد، عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبد الله الصادق (علیه السلام).... دلائل الإمامة : 17/76 ، حدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب الشيبانيّ، قال: حدّثني أبو القاسم موسى بن محمّد بن موسى الأشعريّ القمّيّ ابن أخت سعد بن عبد الله ، قال : حدّثني الحسن بن محمّد بن إسماعيل المعروف بابن أبي الشورى، قال: حدّثني عبيد الله بن عليّ بن أشيم ، قال : حدّثني يعقوب بن يزيد الأنباريّ ، عن حمّاد بن عيسى ... وباقي السند كما في الأمالي. روضة الواعظين : 143 ، الخرائج و الجرائح 2: 1/524 وعنه في المحتضر : 76/56 ، الدرّ النظيم : 453 ، العدد القوية: 15/222 عن كتاب الدر وعنه في بحار الأنوار 16: 80/ ذيل حدیث 20 .

فصل [في بعض فضائلها وخدمة الملائكة لها (علیها السلام) ]

[ 2/120] - عن علي (علیه السلام): كنّا عند رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) فقال : أخبروني أي شي للنساء ؟ فعيینا.

:قال فرجعت إلى فاطمة (علیها السلام) فأخبرتها بما قال أبوها .

قالت : خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهنّ الرجال.

فرجعت إلى رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) فأخبرته بذلك ، فقال : إنّ فاطمة بضعة منّي ، هي قلبي وروحي التي بين جنبيّ ؛ فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ، إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذرّيّتها على النار (1).

[3/121] - وسئل أبو عبد الله (علیه السلام) عن معناه ، فقال : المُعتقون من النار هم وُلد بطنها الحسن والحسين وأمّ كلثوم (2).

ص: 123


1- راجع : دعائم الإسلام 2: 215 / 793 وعنه في مستدرك الوسائل 14: 18 / 16452 و 289 / 16741 ، مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفيّ 2: 210 / 680، مكارم الأخلاق : 233 وعنه في وسائل الشيعة 20 :3/232 وبحار الأنوار 104 :24/36، مناقب آل أبي طالب 3: 119 وعنه في بحار الأنوار 43 :84 / ذيل حديث 7 ، الدر النظيم : 457 ، العدد القوية : 18/225 ، كشف الغمة 2: 94 وعنه في وسائل الشيعة 7/67:20 وبحار الأنوار 43: 54/ ذيل حديث 48 عن كتاب مولد فاطمة (علیها السلام)لابن بابويه، وفي بحار الانوار 103: 43/238 عن كتاب مصباح الانوار لهاشم بن محمد (مخطوط)، مسند البزار 2 :160 و نحوه في حلية الأولياء 2: 40 ، المناقب لابن المغازلي: 429/381 ، مجمع الزوائد 4: 255 و 9: 202، سبل الهدى والرشاد 45:11 .
2- هكذا جاءت في المصادر : ( عن حمّاد بن عثمان ، قال : قلت لأبي عبد الله (علیه السلام) : جعلت فداك، ما معنى قول رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) : «إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذرّيّتها على النار ؟ فقال : المعتقون من النار هم ولد بطنها : الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم). راجع : معاني الأخبار : 3/106 وعنه في بحار الأنوار 43: 4/231 و 16/223:96 ، كشف الغمة 96:2.

[ 4/122] - وكانت فاطمة (علیها السلام) إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، [فقيل لها في ذلك ] ، فقالت : الجار ثمّ الدار (1).

[5/123] - وعن سلمان : كانت فاطمة (علیها السلام) جالسة قدّامها رحى تطحن بها الشعير وعلى عمود الرحى دم سائل، والحسين (علیه السلام) في ناحية الدار يتضوّر من الجوع، فقلت: يا بنت رسول الله دَبِرَت (2) كفَّاكِ وهذه فضّة .

فقالت : أوصاني رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) أن تكون الخدمة لها يوماً ولي يوماً فكان أمس يوم خدمتها .

قال سلمان: قلت: إنّي مولى عتاقة، إمّا أن أطحن الشعير أو أسكت لك الحسين ؟

فقالت أنا بتسكيته أرفق وأنت تطحن الشعير ، فطحنت شيئاً من الشعير فإذا أنا بالإقامة فمضيت وصلّيت مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) ، فلمّا فرغت قلت لعلي (علیه السلام) ما رأيتُ، فبكى وخرج ثم عاد يتبسّم ، فسأله عن فسأله عن ذلك رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم).

قال: دخلتُ وفاطمة مستلقية لقفاها والحسين نائم على صدرها وقدامها الرحى تدور من غير يد، فتبسم رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) فقال : يا عليّ أما علمت أنّ للّه

ص: 124


1- هكذا جاءت في المصادر : ( عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن عليّ، عن أخيه الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام)، قال : رأيت أُمّي فاطمة (علیها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتّى اتّضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشي فقلت لها : يا أُماه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت : يا بني ، الجار ثم الدار). راجع علل الشرائع 1: 1/181 وعنه في وسائل الشيعة 7: 7/112 و 8/113 وبحار الأنوار 43: 3/82 و 4 ، دلائل الإمامة : 65/151 ، الاختصاص : 337 ، وعنه في بحار الأنوار 13: 428/ ذيل حدیث 23 و مستدرك الوسائل : 2/429 ، روضة الواعظين: 329 ، كشف الغمة 2 96 ، وفي بحار الأنوار 89: 19/313 و 93: 20/388 عن كتاب مصباح الأنوار (مخطوط).
2- في النسختين: (دَمَوَتْ) وما أثبتناه من المصادر.

ملائكة سيّارة في الأرض يخدمون محمّداً وآل محمد إلى أن تقوم الساعة ؟!(1)

[6/124] - وعن أبي ذرّ : بعثني رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) أدعو عليّاً (علیه السلام)، فأتيت بيته فناديته فلم يُحبني والرحى تطحن وليس معها ، أحد فناديته، فخرج معي وأصغى إليه رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) فقال شيئاً لم أفهمه، فقلت: عجباً من رحى في بيت علي تدور وما عندها أحد !!

قال : إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً، وإن الله علم ضعفها فأعانها على دَوْرها وَكَفَاها، أما علمت أن الله ملائكة موكلين بمعونة آل محمد ؟!(2)

فصل [فى كرامة الله عليها ، وثواب تسبيحها (علیها السلام)]

[7/125] - أصبح علي (علیه السلام) يوماً فقال لفاطمة (علیها السلام) : عندك شيء تغدينيه ؟

قالت: لا فخرج واستقرض ديناراً ليبتاع ما يصلحهم، فإذا المقداد في جُهد وعياله جياع، فأعطاه الدينار ودخل المسجد و صلّى الظهر والعصر مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) ، ثم أخذ النبيّ بيد علي وانطلقا إلى فاطمة (علیها السلام) وهي في مصلّاها وخلفها جَفْنَةٌ تفور ، فلما سمعت كلام رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) خرجت فسلّمت عليه

-وكانت أعز الناس عليه - فردّ السلام ومَسَحَ بيدِهِ رَأْسَها .

ص: 125


1- رواه ابن جرير الطبريّ الشيعي في دلائل الإمامة: 48/140 ، وحدّثنا أبو المفضّل محمّد بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن محمد بن مالك الفزاريّ ،قال : حدّثنا أبو بكر عبد الله بن بحر الجنديّ النيشابوريّ، قال: حّدثنا أحمد ، قال : حدّثنا محمّد ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : حدّثنا أبي ، عن مفضّل بن عمر ، قال: حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمّد (علیهما السلام)، قال : قال سلمان الفارسي (رضي الله عنه).... الخرائج و الجرائح 2: 6/530 وعنه في بحار الأنوار 43: 33/28 .
2- جاء في الخرائج والجرائح 1 :7/531 وعنه في بحار الأنوار 43: 34/29 .

ثم قال : عشّينا غفر الله لكِ، وقد فعل، فأخذت الجَفْنَة فوضعتها بين يدي رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم).

قال :[عليٌ] يا فاطمة، أنّى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قطّ، ولم أشمّ مثل رائحته قطّ، ولم أكل أطيب منه قطّ ؟

فوضع (صلّی الله علیه وآله و سلم)كفّه بين كتفي عليّ (علیه السلام) وقال : هذا بدل عن دينارك ﴿إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (1)(2) .

[8/126] - وخرجت إلى أبيها لتسأله خادماً فاستحيت وانصرفت فأتاها رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) يسألها عن حاجتها، فقال علي (علیه السلام) : إنها استقت بالماء حتى أثّر في صدرها، ومجلت يداها من الرحى ، فقال : أفلا أُعلّمكما ما هو خير لكما منه ؟ إذا أخذتما منامكما فسبّحا ثلاثاً وثلاثين ، وأحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين فقالت رضيت عن الله وعن رسوله (3).

قال علي (علیه السلام): فما تركتها بعد، فقال له :رجل ولا ليلة صفّين (4) ؟ فقال : ولا ليلة صفّين (5).

ص: 126


1- آل عمران: 37 .
2- راجع رواه فرات في تفسيره : 83 وعنه في بحار الأنوار 43: 51/59 ، عبيد بن كثير معنعناً عن أبي سعيد الخدري، قال .... شرح الأخبار 2: 746/401 ، مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفي 1: 124/201 ، الخرائج و الجرائح 2 :8/532 و عنه في بحار الأنوار 43: 35/29، كشف الغمة 2 : 97 .
3- راجع : شرح الأخبار 3: 993/67 ، علل الشرائع 2 : 366 ذيل حديث 1 وعنه في بحار الأنوار 43: 83 ذيل حديث 5 و 76: 193 ذیل حدیث 6 و 85 :330 ذيل حديث 7 ، من لا يحضره الفقيه 1 : 321 ذيل حديث 947 وعنه في وسائل الشيعة 6: 2/446، تذكرة الفقهاء 3: 265 مختلف الشيعة 2: 184 نهاية الإحكام 1: 511 ، مفتاح الفلاح : 216 ، تهذيب الكمال 21: 352 .
4- صِفِّين : بكسرتين وتشديد الفاء موضع بقرب الرقّة على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقّة وبالس ، كانت فيه الوقعة المشهورة بين أمير المؤمنين (علیه السلام) ومعاوية [معجم البلدان 414:3].
5- انظر: مسند أحمد 1: 107 و 144 و 147 و 2: 166 ، سنن الدارمي 2: 291 ، صحيح البخاري 6: 193 ، صحیح مسلم 8: 84، سنن أبي داود 2: 490 ، المستدرك للحاكم 3: 152 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7: 12/38 ، السنن الكبرى للنسائي 6: 10651/204 ، مسند أبي يعلى 1: 274/237 و 345/287 و 552/420 ، كتاب الدعاء للطبرانيّ : 226/92 و 229/93 تاریخ بغداد 3 :1261/233 ، ذخائر العقبى : 106 .

[9/127] - وقال الباقر (علیه السلام): من سبّح تسبيح فاطمة (علیها السلام) ثم استغفر ربه غفر له، وهي مائة باللسان وألف بالميزان تطرد الشيطان وترضي الرحمن(1).

[ 10/128] - وقال الصادق (علیه السلام): إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (علیها السلام)كما نأمرهم بالصلاة، فالزمه فإنّه لم يلزمه عبدٌ فَشَقِي (2).

[ 11/129] - وقال : تسبيح فاطمة (علیها السلام) في دبر كل صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم (3).

ص: 127


1- رواه الصدوق (رحمه الله) في ثواب الأعمال: 163 وعنه في وسائل الشيعة 6: 3/442 وبحار الأنوار 85: 10/332، أبي (رحمه الله)، قال : حدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أبي جعفر بن أحمد بن سعيد البجلي ابن أخي صفوان بن يحيى، عن علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح بن نعيم العائدي، عن محمد بن مسلم، قال : قال أبو جعفر(علیه السلام)... جامع الأخبار : 20/143 ، البلد الأمين للكفعمي 9 وعنه في بحار الأنوار 85: 26/336 .
2- رواه في الكافي 3: 13/343 وعنه في وسائل الشيعة 6: 2/441 ، محمّد بن يحيى، عن محمّد بن ،الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة ، عن أبي هارون المكفوف، عن أبي عبد الله (علیه السلام).... الأمالي للصدوق (رحمه الله) : 16/675 وعنه في بحار الأنوار 85 3/328، حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رحمه الله)، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ، عن عمّه عبد الله بن عامر ، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي هارون المكفوف.... ثواب الأعمال : 163 وعنه في بحار الأنوار 85: 328/ ذيل حديث ،3، حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين، وباقي السند كما في الكافي . تهذيب الأحكام 2 :165/105 ، منتهى المطلب1: 302 ذكرى الشيعة 3: 449 ، مجمع الفائدة والبرهان 311:2 مفتاح الفلاح: 49 .
3- رواه في الكافي 3: 15/343 وعنه في وسائل الشيعة 6: 2/443 ، محمّد بن يحيى، عن محمّد ابن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبي خالد القمّاط ، قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السلام).... ثواب الأعمال : 163 وعنه في وسائل الشيعة 6: 444/ ذيل حديث 2 وبحار الأنوار 85: 9/331 ، حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي خلف القمّاط ، قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السلام) .... تهذيب الأحكام 2: 167/105 وعنه في وسائل الشيعة 6 :444 / ذیل حدیث 2، محمّد بن يعقوب، عن أبي خالد القمّاط .... و مرسلاً في مكارم الأخلاق 281 قائلاً: (من مسموعات السيّد ناصح الدين أبي البركات المشهديّ، روى أبو خالد القمّاط ...) مجموعة ورّام: 309، المعتبر للمحقق الحلّي (رحمه الله) 248:2 ، فلاح السائل : 135 ، كشف الغمة 2 : 99 ، تذكرة الفقهاء 3: 265 ، ذكرى الشيعة 3: 450 ، الرسائل العشر لابن فهد الحلي (رحمه الله): 297 ، عوائي اللآلي 1: 91/333 ، مجمع الفائدة والبرهان 2: 312 مفتاح الفلاح : 49 ، وفي بحار الأنوار 85: 332 ذيل حديث 9 ومستدرك الوسائل 5: 3/35 عن كتاب مصباح الأنوار (مخطوط).

[12/130] - وقال : من سبّح تسبيح فاطمة (علیها السلام) قبل أن يثني رجليه من صلاة فريضة غفر له، ويبدأ بالتكبير (1).

ص: 128


1- رواه في قرب الإسناد: 11/4 وعنه في وسائل الشيعة 6 67440 وعنه في بحار الأنوار 85 :2/328 ، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السلام) .... الكافي 3: 6/342 وعنه في وسائل الشيعة 6: 1/439 ، الحسين بن محمّد الأشعري، عن عبد الله بن عامر، عن عليّ بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (علیه السلام).... دعائم الإسلام 1: 168 وعنه في بحار الأنوار 85: 24/335 ومستدرك الوسائل 5: 35 ذيل حديث 4 ، ثواب الأعمال: 164 وعنه في وسائل الشيعة 6: 439/ ذيل حديث 1 وبحار الأنوار 85: 11/332، حدّثني محمّد بن الحسن ، قال : حدّثني الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أبي نجران، عن سنان ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السلام)... من لا يحضره الفقيه 1 : 946/320 وعنه في وسائل الشيعة 6: 4/440، تهذيب الأحكام 2: 163/105 ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن فضالة ، عن ابن سنان .... مكارم الأخلاق: 280 و 281 ، فلاح السائل : 165 ، المعتبر 2: 250 ، كشف الغمّة 2: 99 ، تذكرة الفقهاء 3: 267، منتهى المطلب 1 : 302، ذكرى الشيعة 3: 449 ، الرسائل العشر لابن فهد الحلّي: 297، عوالي اللآلي 1: 90/332، مستطرفات السرائر : 592 نقلاً من كتاب المشيخة للحسن بن ،محبوب، عن ابن سنان، عن جابر الجعفي وعنه في وسائل الشيعة 6: 5/440 وبحار الأنوار 85: 15/333، مجمع الفائدة 2: 311، مفتاح الفلاح : 48 ، وفي مستدرك الوسائل 5: 4/35 عن كتاب مصباح الأنوار (مخطوط).

[ 13/131 ] - وكان النبي (صلّی الله علیه وآله و سلم) إذا أراد سفراً سلّم على من يريد من أهله فيكون آخر من يأتي فاطمة (علیها السلام)فيكون من بيتها وجهه بسفره، وإذا قدم بدأ بها (1).

[14/132] - وصاغ علي (علیه السلام) من غنيمته سِواراً من فضّة لها واتخذت ستراً على بابها ، فلما قدم النبي (صلّی الله علیه وآله و سلم) توجه نحوها فاستقبلته فعلمت أنه ما استحمد الأمرين، فدفعت السوارين إلى أحد ابنيها والستر إلى الآخر وقالت: انطلقا إلى أبي وأقرئاه السلام وأبلغاه السوارين والستر ، فأقعد أحدهما على فَخِذٍ والآخر على الأُخرى وكسر السوارين قِطَعاً ففرّقه في أهل الصُّفَّة (2)، وقطع الستر فكسا منهم من هو عارٍ ، ثم قال : يكسو الله فاطمة من كسوة الجنّة ويحلّيها من حلية الجنّة (3).

ص: 129


1- انظر : مناقب آل أبي طالب 3: 113 وعنه في بحار الأنوار 43: 40 ذيل حديث 41 ، ذخائر العقبي : 37 .
2- أهل الصفّة : أي فقراء المهاجرين.
3- انظر: الأمالي للصدوق (رحمه الله): 7/305 وعنه في بحار الأنوار 7/20:43 و 73: 50/86 وحلية الأبرار 1 : 207 / 2 ، روضة الواعظين: 443 ، بشارة المصطفى : 314 / 24 ، كشف الغمة 2: 78 وعنه في بحار الأنوار 43: 10/89، وانظر : مسند أحمد 5 : 275 ، سنن أبي داود 2: 291 / 4213، السنن الكبرى للبيهقيّ ،1: 26 ، نظم دور السمطين : 177 ، الكامل لابن عديّ 2: 270، الجامع الصغير 2: 345 6771 المبسوط للسرخسي 149:10 .

فصل [في أنّها خير النساء عند رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم)، وأنها أشبه الناس به ، وأنّها مطهّرة ، وفي بعض مثالب عائشة ، وفي فقد الرمّان والسفرجل حين توفّيت ]

[15/133] - عن جُميع بن عمير(1): دخلت مع عمتي على عائشة ، فقالت عمتي لها:ما حملك على الخروج على علي (علیه السلام)؟

قالت : لِمَ كان أبوكِ زوج أُمَكِ ؟! دعينا فواللّه ما كان أحد من الرجال أحبّ إلى رسول اللّه من على ، ولا من النساء من فاطمة.(2)

[16/134 ] - وقال رسول اللّه(صلّی اللّه علیه و آله و سلم): من آذى شعرة منها فقد آذاني(3).

[ 17/135] - ودخلت فاطمة (علیها السلام)يوماً على عائشة فسألتها عن رسول اللّه (صلّی اللّه علیه و آله و سلم)،

ص: 130


1- جميع بن عمير بن عفاق التيميّ، أبو الأسود الكوفيّ، من بني تيم اللّه بن ثعلبة ، قال أبو حاتم : كوفيّ تابعيّ من عتق الشيعة، محلّه الصدق ، صالح الحديث ،سمع من ابن عمر وعائشة، قال ابن حبّان: رافضيّ ، ومن حديثه عن ابن عمر : أنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)قال العليّ (علیه السلام) : أنت أخي في الدنيا والآخرة:[الاحظ تهذيب الكمال5:4966/124،میزان الاعتدال 1 :1552/421 ،تهذيب التهذيب 2 : 96 ، تاريخ الإسلام 7 43]
2- راجع شرح الأخبار :1: 70/140 و 72 ، مناقب آل أبي طالب 3: 111 وعنه في بحار الأنوار 43: 38/ ذيل حديث 40 ، قائلاً:(جامع الترمذي وإبانة العكبري وأخبار فاطمة عن أبي علیّ الصولیّ وتاريخ خراسان عن السلامیّ مسنداً أنّ جميعاً التميمیّ قال ... ) ، وانظر العقد النضيد : 25 ،سنن الترمذیّ 5: 362 ، المستدرك للحاكم 3: 157 ،المعجم الكبير403:22، تاریخ بغداد 11: 428 ، مطالب السؤول : 35 ينابيع المودة :2: 23/39 .
3- جاء في كشف الغمة 2: 95 وعنه في بحار الأنوار 43 54/ ذيل حديث 47 هكذا : (إنّ فاطمة عليها السلام شعرة منّي فمن آذى شعرة منّي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله لعنه ملا السماوات والأرض).

فقالت : خرج آنفاً، ما زال في ذِكْرِ شَمَطِ (1) صُدْغَي أُمِّكِ خديجة لا ينساه ، فاستعبرت فاطمة (علیها السلام) وانصرفت فتلقاها رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم) وهي باكية ، فقال لها : ما يبكيك فإنّ الذي أبكاك هو الذي يبكي أباكِ ، فقالت : إن عائشة ذكرت أُمّي فتنقَّصَتْها ، فقال : وما ذكَرَتْ ؟ قالت أستحيي من ذكر ذلك ، فغضب ثم قال : والله لئن كانت ذكرتْ أُمِّكِ بما تستحيين من ذكره ليقولن الله لها قولاً لا يستحيي من فعله، وليفعلنّ بها رجل من ولدكِ فعلاً يُسْتَحْيَى من ذكره (2) .

فقيل لأبي عبد الله (علیه السلام): ما الذي يقول الله لها؟ وما الذي يفعل بها رجل من ولدها ؟ فقال : إنّ الله أوّل من يسألها عن خروجها مع طلحة والزبير وهتكها حجاب رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم) ومحاربتها عليّاً (علیه السلام)(3).

[18/136] - وقال النبي (صلّی اللّه علیه و آله و سلم) : إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني (4).

ص: 131


1- الشَّمَط : بياض يخالط سواد شعر الرَّأس.
2- انظر: الخصال: 116/404 وعنه في بحار الأنوار 16: 6/3 ، وحَسَدها لأم المؤمنين خديجة سلام الله عليها أمر واضح صرّح به الفريقان، انظر : مسند أحمد :6: 58 و 202 و 279 ، البخاري 4: 230 و 231 و 6 : 158 و 7 : 76 و 8: 195 ، صحیح مسلم 7: 133 و 134 ، سنن ابن ماجة 1: 643 ، سنن الترمذي 3: 249 و 5 : 366 ، فضائل الصحابة للنسائي : 76، المستدرك للحاكم 3: 186 ، السنن الكبرى للبيهقي 7: 307 ، المصنف لعبد الرزاق 7: 14007/493 ، الذرية الطاهرة: 36/65 و 37 ، وغيرها من مصادر العامة.
3- وذلك بواسطة الإمام الحجة (علیه السلام) عند الظهور والرجعة. وذلك هو الأمر الذي يُستحيى من ذكره، ولذلك لم يذكره الإمام واكتفى بالتلويح عن التصريح.
4- هذه الرواية من الروايات التي ذكرها الفريقان . انظر : شرح الأخبار 3: 31 ذیل حدیث 972 و 982/61 ، مناقب آل أبي طالب 3: 112 وعنه في بحار الأنوار 43: 39/ ذیل حدیث 40 العمدة: 757/384 و 769/388 وعنه في بحار الأنوار 37 :38/66، الطرائف 363/262 و 364، الصراط المستقيم 3: 282 وصول الأخيار : 71، صحيح البخاري 4 : 210 و 219، فضائل الصحابة ، للنسائي: 78، المصنّف لابن أبي شيبة 7: 1/526، الآحاد والمثاني 5: 2954/361 ، السنن الكبرى للنسائي 5 : 8371/97 ، خصائص أمير المؤمنين (علیه السلام) للنسائي: 121 ، المعجم الكبير 22: 404، نظم درر السمطين: 176 ، الجامع الصغير 2: 5833/208 ، كنز العمال 12: 3222/108 و 34244/112 ، كشف الخفاء 2 : 1831/86 ، مطالب السؤول: 35، سبل الهدى والرشاد 444:11 ينابيع المودّة 2: 18/52 و 32/73 و 87/79 و 243/97.

[ 19/137] - وعن أنس: قلت لأُمّي : صِفي لي فاطمة (علیها السلام) ، فقالت: كانت أشبه الناس برسول الله بيضاء مشربة حمرة، لها شعرٌ أسود تعثر فيه (1)، كأنها القمر ليلة البدر (2).

[20/138] - وذكرت عائشة فاطمة (علیها السلام) ، قالت: ما رأيت أحداً أصدق منها إلّا أباها (3).

[21/139] - وعن أم سلمة :كانت فاطمة (علیها السلام) أشبه الناس وجهاً وشَبَهاً برسول الله (4) .

[ 22/140] - وقال النبي : إن فاطمة ليست كإحداكن، إنّها لم تر دماً في حيض ونفاس (5).

ص: 132


1- في النسختين : ( تعثر فيها ) ، والتصويب من عندنا والذي في دلال الإمامة : ( يتغفّر لها ).
2- رواه الطبريّ الإماميّ في دلائل الإمامة : 63/150 ، وأخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن أحمد المحمّديّ ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمّد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا أبو أحمد قال : حدّثنا محمّد بن زكريا ، قال : حدّثنا العبّاس بن بكّار، قال: حدّثنا عبد الله بن المثنّى، عن عمّه ثمانة بن عبد الله بن أنس، عن أنس بن مالك .... شرح الأخبار 3: 29، مناقب آل أبي طالب 3: 132 وعنه في بحار الأنوار 6:43، المستدرك للحاكم 3: 161، تاریخ جرجان : 170 .
3- راجع شرح الأخبار 3: 988/65 ، عليّ بن هشام بإسناده عن عائشة ... ، مناقب آل أبي طالب 3: 119 وعنه في بحار الأنوار 43 :7/84 ، كشف الغمّة 2: 91 و 100 وعنه في بحار الأنوار 43: 53/ ذيل حديث 48 ، ذخائر العقبى : 44 ، مسند أبي يعلى 153:8،المستدرك للحاكم 3: 160 الاستيعاب 4 : 1896 ، نظم درر السمطين: 182 ، سير أعلام النبلاء 2 : 131 ، الجوهرة : 16 ، مجمع الزوائد 201:9 ، سبل الهدى والرشاد 11: 47 ، وفي بحار الأنوار 43: 60/68 عن بعض كتب المناقب بإسناده عن أسامة .
4- راجع كشف الغمة 2 : 100 وعنه في بحار الأنوار 43: 55 / ذيل حديث 48 .
5- راجع من لا يحضره الفقيه 1: 194/89 ، وانظر صحيفة الرضا (علیه السلام) : 39/289 ، 39/2 ، الأمالي للصدوق : 9/249 وعنه في بحار الأنوار 43: 9/21 ، ذخائر العقبي : 44 إعلام الورى 1: 291 .

[ 23/141] - وروي أن جبرئيل (علیه السلام) رأى يوما وقد دخل دحية الكلبي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فتسارع الحسن والحسين (علیهما السلام) إليه وكان مع دحية فاكهةٌ لهما، فما دخل بعد ذلك جبرئيل إلا بصورة دحية على رسول الله ، فتعاهدهما جبرئيل وأتحفهما بتفّاحةٍ وسفرجلة ورمّانة، فناول الحسن (علیه السلام) ثم أوماً بيده مثل ذلك فناول الحسين (علیه السلام) ، ففرحا بذلك وسعيا إلى جدّهما فأخذ التفّاحتين فشمّهما ثمّ ردّهما إليهما، ثمّ قال : اخرجا إلى أبيكما بما معكما ، فلم يؤكل منه شيء حتى صار النبي إليهما فإذا التفاح وغيره على حاله ، ثمّ أكل النبي وعليّ وفاطمة والحسن (علیهم السلام) وأُمّ سلمة فلم يزل الرمّان والسفرجل والتفاح كلّما أُكل عاد إلى ما كان حتّى قبض رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم).

قال الحسين بن علي (علیهما السلام) : ولم يلحقه التغيير والنقصان أيّام فاطمة (علیها السلام)، فلما توفيت فقدنا الرمّان والسفرجل وبقي التفّاح عند أبي ، فلما استشهد لم يزل عند الحسن (علیه السلام) حتى مات في سمّه .

[قال علي بن الحسين (علیهما السلام)]: وكان عند الحسين (علیه السلام) فلما حُصِرَ (1) عن الماء كان يشمّها إذا عطش فتكسر لهب عطشه ، فلمّا غلب عليه العطش عصرها، فلمّا قضى نحبه من قتله وُجد ريحها في مصرعه فالتُمِسَتْ فلم يُرَ لَها أَثَرٌ، فبقي ريحها مع الحسين (علیه السلام) ، قال : زُرْتُ قبره فوجدت ريحها تفوح من قبره؛ فمن أراد من شيعتنا الزائرين لقبره فليلتمس ذلك في أوقات السحر فإنّه يجده إذا كان مخلصاً (2).

ص: 133


1- فيه «أ»: (حوصر).
2- راجع روضة الواعظين: 159 وعنه في مدينة المعاجز 3: 103/392 و 4: 132/49 ، مناقب آل أبي طالب 3: 161 وعنه في بحار الأنوار 43: 289 / ذيل حديث 52 و 45: 91 / 31 و مستدرك الوسائل 10: 411 / 15 ، وما بين المعقوفتين عن المصدر.

فصل [في حديث سلمان (رضي الله عنه)، ونزول الملائكة على فاطمة (علیها السلام) بعد أبيها ]

[24/142] - عن سلمان : خرجتُ إلى فاطمة (علیها السلام) فقالت: جفوتني بعد وفاة رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم)، ثم قالت: اجلس إنّي كنت جالسةً أمس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا بوفاة رسول الله ، إذ انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخلت عليّ ثلاث جوارٍ وقلن: نحن من الحور العين من دار السلام، أرسلنا إليكِ ربّ العالمين، يا بنت محمد كنّا مشتاقاتٍ إليك .

قلت لواحدة أظنّ أنّها أكبرهنّ سنّاً : ما اسمكِ ؟

قالت أنا مقدودة، خُلقت لمقداد بن الأسود.

وقلت للثانية : ما اسمك ؟

قالت: ذرّة ، خُلقت لأبي ذرّ .

وقلت للثالثة : ما اسمك ؟

قالت سلمى، أنا لسلمان الفارسيّ ، ثمّ قالت فاطمة (علیها السلام): أَخْرَجْنَ لي رطباً كأمثال الخشكنانك (1) الكبار أشد بياضاً من الثلج وأذكى ريحاً من المسك الأذفر(2)، قد أحرزتُ نصيبك فأَفْطِرْ عليه فإذا كان غداً فائتني بنواه .

قال سلمان :فأخذت الرطب فما مررت بجماعة إلّا قالوا معك مسك ؟ فأفطرت عليه فلم أجد له نوى ،فغدوت إليها وقلت :يا بنت رسول الله ، لم أجد له عجماً !! قالت يا سلمان، إِنَّما [ هو ] نخل غرسه الله لي في دار السلام بكلام

ص: 134


1- في المصادر : (خشكنانج) معرّب خشك نانه ، وهو الخبز السكري الذي يختبر مع الفستق واللوز.
2- الذفر والذفرة : شدة ذكاء الريح من طيب أو نتن [ لسان العرب 306:4].

علّمنيه أبي كنت أقوله غدوة وعشيّاً، ثمّ قالت إن رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم) قال لي : إن سرَّكِ أن لا يمسّك الحُمّى في دار الدنيا فواظبي عليه وقولي:

«بسم الله نورِ النُّور، بسم الله نورٌ على نور ،بسم الله الذي هو مُدبّر الأُمور ، بسم الله الذي خلق النُّور ، الحمد لله الذي أنزلَ النُّور على الطُّور في كتاب مسطورٍ بِقَدَرٍ مقدور على نبيَّ مَحْبُور ، الحمد لله الذي هو بالعزّ مذكور وبالفخرِ مشهور وعلى السراء والضراء مشكور».

قال سلمان فتعلّمته وعلّمته أكثر من ألف إنسان مَن به الحُمّى فكلّهم يبرأ بإذن الله (1).

فصل [في حديث جابر وسلمان عنها في كرامة الله على الشيعة ومحبّيهم ، وفي الشجرة الطيبة ]

[ 25/143 ] - عن جابر : أتيت فاطمة عائداً في العلّة التي توفّيت فيها ، فقالت : الزم الذي أنت عليه فهو والله الذي يُدين الله به الملائكة الحافّين من حول العرش،

ص: 135


1- رواه الراوندي في الخرائج والجرائح 2 :9/533 سلوة الحزين: 238 / 115، مهج الدعوات: 7 وعنه في بحار الأنوار 43: 67 و 59 و 86: 68/322 و 95: 22/36 ، عن عليّ بن عبد الصمد، عن جدّه، عن الفقيه أبي الحسن ، عن السيّد أبي البركات عليّ بن الحسين الحسني الجوزيّ ، عن محمّد بن بابويه عن الحسن بن محمّد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد بن بشرويه ، عن محمّد بن إدريس الأنصاريّ، عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان عن عاصم، عن عبد الله بن سلمان الفارسيّ، عن أبيه .... وانظر : رجال الكشي 1: 19/39 وعنه في الدرجات الرفيعة : 217 وبحار الأنوار 22: 81/352، دلائل الإمامة : 35/107 وعنه في بحار الأنوار 94: 2/226 ، روضة الواعظين: 289 ، الثاقب في المناقب: 3/297 .

الذين يسبّحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا، والله ما استغفارهم إلّا لكم خاصّة ، فلمّا خرجت قال لي سلمان : [أين كنت ؟ ]

فقلت : عند فاطمة (علیها السلام) وعندي ممّا قالت ما يسرّك ، فحدّثته به .

فقال: قد قالت لي آنفاً إنّ الله قد ملأك فهماً وعلماً أفلا أزيدك ؟ قلت : بلى، قالت : إنّ محبّتنا أهل البيت كرامة من الله فإذا أحبّ الله عبداً أهدى إليه من تلك الكرامة فأشرب بها قلبه ليغفر له بها ذنبه .

قلت : مثل أيّ شيءٍ ؟

قال: نكتة بيضاء في قلبه، فكلما ازداد لنا حبّاً اتّسعت (1) منه حتّى تستولي عليه فيَبيَضُّ قلبه، وإذا بغضنا رجل نكت في قلبه نكتة سوداء، فكلما ازداد لنا بُغضاً اتّسعت (2) فيه حتى تستولي عليه فيسودّ قلبه ؛ فقلوب أعدائنا سودٌ تحت الحمرة ، وقلوب محبّينا بيض تحت الخضرة، وكذلك المؤمنون؛ ليس شيء أحبّ إلى مؤمن من الخُضرة ينزل عليها أو ماءٌ يتوضّأ به للصلاة حتى يقضي ذلك الحق لله عزّ وجلّ.

[26/144] - وعن الباقر (علیه السلام) في قوله : ك(َشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتُ وَفَرْعُهَا في السَّماءِ ) (3) قال : أما الشجرة فرسول الله ونسبه ثابت في بني هاشم ، وفرع الشجرة عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعنصر الشجرة فاطمة بنت محمّد ، وثمرها الأئمة من ولد علي وفاطمة (علیها السلام)، وعلم الأئمة أغصانها، وشيعتنا ورقها. قال : إنّ المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، وإن المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة قيل ما يعني بقوله(4): ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ

ص: 136


1- في «م»: ( انشقت)
2- في «م»: ( انشقت)
3- إبراهيم : 24 .
4- في «م»: (معنی) بدل من : ( يعنى بقوله).

حينٍ ﴾ (1) ؟ قال : الأكل من الحلال (2).

فصل [في خطب علي (علیه السلام) فاطمة (علیها السلام) وتزويجها معه ]

[27/145] - عن زين العابدين (علیه السلام): لمّا أتى على فاطمة (علیها السلام) سنين خطبها أبو بكر وعمر ورؤساء قريش، وكلما ذكرها واحد أعرض عنه رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) حتى كثر الكلام، فخلا أبو بكر بعمر فقال : انطلق بنا حتّى نأتي عليّاً ونرسله إلى النبيّ كأنّه يحبسها له ، فدخلا على علي (علیه السلام) وهو في حائطة له يسقي النخل على ناضح له، فأجلسهما تحت نخلة ثمّ عمد إلى طبق فملأه رُطَبَاً فوضعه بين أيديهما ، فلمّا أكلا قال : ما حاجتكما ؟

فقالا : وما من خصال الخير خصلة إلا وقد نلتها ما خلا واحدة ، قال : ما هذه ؟ قالا: فاطمة ما يمنعك أن تذكرها لمحمد فيزوجك ؟

فتوضّأ وصلّى ركعتين ثمّ رفع رأسه إلى السماء وهو يقول: اللهمّ لا تردني خائباً، وانطلق إلى منزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) وكان يوم أم سلمة، فقرع الباب، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم): افتحي فهذا عليّ ، فدخل وأجلسه إلى جانبه ثم قال : ما حاجتك ؟

قال: جئتك خاطباً .

ص: 137


1- إبراهيم : 25 .
2- رواه في تفسير العياشي 2: 224 وعنه في بحار الأنوار 24 : 8/11، تفسير القمي 1 : 369 وعنه في بحار الأنوار 24: 2/138 ، بصائر الدرجات : 58 / باب في الأئمة (علیهم السلام) وأنّ مثلهم مثل الشجرة التي ذكر الله تعالى فيهم وفي علمهم وعنه بحار الأنوار 24: 134 / 3 و 4 و 5 و 6، الكافي 1: 80/428 وعنه في بحار الأنوار 24: 12/142 إكمال الدين: 30/345 وعنه في بحار الأنوار 24: 7/141 معاني الأخبار : 61/40 وعنه في بحار الأنوار 16: 363/ 65 و 1/137:24 و 68: 48/26 ، الصراط المستقيم 2 :134 .

قال : مرحباً و أهلاً، فأُلقي على النبيّ النُعاس فرأيت العرق يسيل من جبينه على عارضيه وأطراف لحيته ، فخرج علي (علیه السلام) فجلس بالباب ، ثم تبسم رسول الله(صلّى الله عليه وآله و سلّم) .

فقلت خيراً يا رسول الله ، ثمّ قال: وعليك السلام ، فقلت : وعلى من تُسلّم؟ قال : هذا ملكٌ هبط علَي يقول : يا محمد يقول الله: زوّج النور من النور فاطمة من عليّ (1).

ودعا عليّاً وقال: كم تبذل لها من الصداق ؟ قال : سيفي ودرعي وناضحي وفرسي، قال: قَبِلْتُ درعك ولا غنى لك عمّا سواها انطلق فبعها وائتني بثمنها، فأقبل الصحابة يبتاعون الدرع حتى بلغ أربعمائة وثمانين در هما(2)، فأخذها وأتى بها فنثرها بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) ولم يسأله كم هي ولم يخبره علي (علیه السلام)، فقبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) قبضة فقال : يا أُمّ سلمة جهزي بهذا فاطمة (3)، قالت: اشتريت قميصاً سنبلانياً بسبعة دراهم وخماراً بأربعة دراهم، وأهديتُ لها قميصاً واسعاً من قُمُصِنا، واشتريت حصيراً وقطيفة سوداء خيبرية، وقعباً وقِرْبةً للماء، وسقاء علّقوه على بابهم، وستراً ووسادتين من أدم.

فلما صلّى الفجر يوم الخميس قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) هذه الليلة نزف بنت محمّد . يا علي منّا الخبز واللحم ومنك التمر والسمن حتى نجعله حيساً (4)، وذبح

ص: 138


1- انظر كشف الغمة 1 : 359 و 380 وعنه في بحار الأنوار 43: 30/120 و 32/124 ، كشف اليقين : 195 ، الأحاديث الطوال 139 ، المعجم الكبير 22: 411 و 24: 133 ، المناقب للخوارزمي: 337/359 و 364/342 .
2- انظر: دلائل الإمامة: 22/82 نوادر المعجزات: 7/84 ، كشف الغمة 1 : 365 وعنه في بحار الأنوار 43: 127 / ذیل حدیث 32 و 140 / ذیل حدیث ،36 ، المناقب للخوارزمي : 346/ ذيل حديث ،344 ، وفي مدينة المعاجز 2: 585/323 و 669/443 عن كتاب مسند فاطمة سلام الله عليها للسيوطي .
3- انظر شرح إحقاق الحق للسيّد المرعشي 410:25 عن مسند فاطمة سلام الله عليها للسيوطي .
4- في «م» : ( جيشاً)، وفي المصادر : ( خبيصاً)، والحيس : الأقط يخلط بالتمر والسمن.

النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) كبشين سمينين فطبخا ، وأمر بكَسْرِ خبز وثَرْدِ ثَرِيدٍ ، وأتى علي (علیه السلام) بالتمر والسمن فجعله النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) حيساً.

وقال: يا علي ، ادْعُ من أحببت ، قال علي (علیه السلام) : فخرجت والمهاجرون والأنصار مجتمعون فقلت: أجيبوا الوليمة ،فأقبلوا فقلت: أَقْبَلَ الناس .

قال (صلّى الله عليه وآله و سلّم): أدخل عليّ عشرة عشرة، فدخلوا وقدّم إليهم الطعام والثريد والعُراق فأكلوا ثمّ أطعمهم السمن والتمر فلا يزداد الطعام إلا بركة ، ثمّ إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) دعا بصحفة فجعل فيها نصيبنا وقال : هذا لك ولأهلك، ثم أخذ بيدي فأجلسني وراء ظهره وغطّاني بردائه ثمّ قال: يا أمّ سلمة ويا أمّ أيمن قوما فأتياني بابنةمحمّد فابتدرت أُمّ سلمة فأخذت بيد فاطمة (علیها السلام) وأقبلت النسوة يضربن الدفوف(1).

وهبط جبرئيل (علیه السلام) في زمرة من الملائكة مرفرفين أجنحتهم حتى أُدخلت فاطمة منزلها، وقد صلّى النبي العشاء وأم سلمة بين يديه على رأسها سلّة ورسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) في خمسمائة وأربعة وعشرين رجلاً حتى جلس إلى عليّ .

ثمّ قال لأمّ سلمة : ضعي السلّة واملأي القعب ماء فائتيني به، فملأته، فقال: يا عليّ ، اشرب نصفه ، ثمّ قال : يا فاطمة اشربي وأبقي فيه ، ثم أخذ الباقي فصبّه على وجهها ،ونحرها، ثمّ فتح السلّة وإذا فيها كعك وموز وزبيب، فقال: هذا هديّة جبرئيل، ثمّ انفلت من كفّه سفرجلة فشقها بنصفين فأعطى عليّاً نصفاً وفاطمة نصفاً ، ثمّ قال : هذه هدية من الجنّة إليكما، ثمّ أدخلهما جوف الشعار وقال : بارك الله عليكما ورزقكما ذرّيّة طيبة، ثمّ أغلق الحجرة عليهما وخرج وغاب عنهما ثلاثة أيام (2).

فلمّا كان اليوم الرابع صلّى الفجر ثم أقبل وكان يوماً شديد البرد، فدفأ قدميه

ص: 139


1- انظر : كشف الغمة 1: 368 وعنه في بحار الأنوار 43: 129/ذيل حديث 32.
2- انظر الخرائج و الجرائح 2: 10/535 وعنه في بحار الأنوار 21/106:43 ، الدر النظيم : 407 .

فمرّة يقبل على عليّ ومرّة على فاطمة ودعا لهما، ثمّ خرج فإذا جبرئيل بالباب معه سبعون ملكاً فسلّموا عليه وهنؤوه، ثم رجع باكياً.

فقالت فاطمة (علیها السلام) : ما يبكيك يا أبة ؟

قال : هذا جبرئيل يبشرني ويهنّئُني ويَذْكُرُ أنّ الله يرزقكما ولدين طيّبين أحدهما يُقتل مسموماً والآخر يُقتل عطشاناً غريباً يستسقي شربة من ماء فلا يُسقى ، يجتمع عليه عصابة من أُمتي لا أنالهم الله شفاعتي ، أنا منهم بريء ، ثم دعا لها وخرج.

فصل [في تعريس أهل الجنة ونثارهم لتزويج فاطمة (علیها السلام)]

[28/146] - عن علي (علیه السلام): أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) حين زوّجه فاطمة (علیها السلام) دعا بماء فرشّه في جبينه وبين كتفيه وعوّذه ب- ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (1) والمعوّذتين .

ثم قال : أبشر يا علي ؛ فإنّ الله قد كفاني ما كان همّني من تزويجك، أتاني جبرئيل ومعه من سُنبل الجنّة وقرنفلها فناولنيهما فأخذتهما وشممتهما فقلت: يا جبرئيل ، ما سببهما ؟ فقال : إن الله أمر سُكّان الجنّة من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلّها بمفارشها وسندسها واستبرقها وألوان زهرتها وقصورها وغُرفها وخيمها وثمارها وأنهارها (2) وأنواع طيبها ومسكها وكافورها ، وأمر حور عينها أن يقرأن سورة طه وطواسين وحم عسق ، ثمّ نادى منادٍ من تحت العرش : ألا إنّ اليوم [ يوم ](3) وليمة علي بن أبي طالب، ألا إني أشهدكم ألي زوّجت فاطمة بنت

ص: 140


1- التوحيد 1 .
2- قوله: (وأنهارها) لم يرد في «م».
3- ما بين المعقوفتين من الأمالي الصدوق (رحمه الله).

محمّد من عليّ بن أبي طالب رضاً منّي بعضاً من البعض، ثم بعث الله سحابة بيضاء فأمطرت عليهم من لؤلؤها ويواقيتها و زبرجدها وقامت الملائكة فنثرت من سُنبل الجنّة وقرنفلها ؛ فهذا مما نثرت الملائكة .

ثمّ أمر تعالى بتعريس أهل الجنّة ثمّ قامت الملائكة وخدم الجنّة ووصائفها فأحضروا الطعام لأهل الجنّة، وأقبلت الخدم بأكواب وأباريق وكأس من مَعين، ثم أمر تعالى ملكاً من ملائكة الجنّة يقال له: «راحيل»، فخطب بخطبةٍ لم يسمع مثلها أهل السماء وأهل الأرض، ثمّ نادى منادٍ: يا ملائكتي وسكان جنّتي ، باركوا على تزويج عليّ وفاطمة فإنّي باركت عليهما، ألا وإنّي زوّجت أحبّ النساء إليّ من أحبّ الرجال إليّ بعد محمّد، لأجعلنّ منهما ذرّيّة أجعلهم خزّاني، ومعدن علمي ، ودعاةً إلى ديني وكتابي ، فبهم أحتجّ على خلقي.

أبشر يا عليّ، فإنّ الله أكرمك بكرامة لم يكرم بها أحدٌ قبلك، فقد زوّجتك فاطمة على ما زوّجك الرحمن، وقد رضيت بما رضي الله لكما، فدونك أهلك فأنت أحقّ بها منّي، ولقد خبّرني جبرئيل أنّ أهل الجنّة مشتاقون إليكما، ولولا أن الله يريد أن يخرج منكما ذرّيّة طيبة فيتّخذها على الخلق حجة لزيّن بكما الجنّة وأهلها.

فقال علي (علیه السلام) : (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) (1) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين (2).

ص: 141


1- النمل: 19 ، الأحقاف 15.
2- انظر: تفسير قرات الكوفي : 1/413 ، الأمالي للصدوق(رحمه الله): 1/653 وعنه في بحار الأنوار 43: 12/11، عيون أخبار الرضا (علیه السلام) 1/201:2 وعنه في المحتضر : 316/335. روضة الواعظين: 144 ، دلائل الإمامة : 23/85 .

فصل [فى وليمة تعريسها وخبر تزويجها (علیها السلام) بخير الناس ]

[29/147] - ودعا بلالاً فقال : إنّي زوّجت ابنتي فاطمة ابن عمّي وأنا أحب أن يكون من سنة أُمّتي الطعام عند النكاح، فأت الغنم وخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة فاجعل لي قصعة، فلما أطعم الرجال عمد إلى ما فضل منها فتفل فيها

وبارك عليها .

ثم قال : احملها إلى أُمّهاتك وقل لهنّ : كُلْن وأطعمن من غَشِيَكُنَّ (1).

وأقبل نسوة من الأنصار ومعهن تُحف يتحفن بها فاطمة (علیها السلام) فقلن : أبشري فقد زُوِّجت خيْراً فاضلاً، وقالت نسوة من قريش ما صنع أبوك ؟ خطبك أهلُ المال فزوجكِ من فقير !

ثم دخل النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) فتفرقت النساء [ وكان ] بينهن وبين النبي ستر علّقته أسماء بنت عميس فقال لها على رسلك من أنت ؟

قالت: أنا التي أحرس ابنتك، إن الفتاة ليلة يبنى بها لابدّ لها من امرأة تكون بقربها إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئاً أفضت بذلك إليها .

قال : فإنّي أسأل إلهي أن يحرسك من الشيطان الرجيم ،واتَّخذوا أُمّ أيمن بوّابة وكانت امرأة حبشية في لسانها ،لكنة، فأقبل النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) فدقّ الباب.

فقالت أمّ أيمن: من هذا؟

قال : أنا رسول الله، فأين أخي ؟

قالت : ومن أخوك ؟ قال : عليّ ، قالت : بأبي وأُمّي، هو أخوك وتزوجه ابنتك ؟

ص: 142


1- انظر : الخرائج والجرائح 2 : 536 / 10 وعنه في بحار الأنوار 43: 21/106.

قال : نعم (1).

[30/148] - وإنّ النبيّ لمّا أراد تزويجها بعليّ أتاها فقال: إن عليّاً يذكرك، فسكتت فزوّجها منه (2).

[31/149] - وقال لعليّ : لا تَصِل إلى أهلك حتى تعطيهم شيئاً، أعطها دِرعك الحطميّة (3) ، وقال لأسماء : جئتِ تزفّينّ بنت رسول الله ؟ قالت : إي والذي بعثك :قالت فدعا لي بدعاء أرجي عندي من جميع عملي .

وإنّ نساء قريش عَيَّرْنها بأنّ أباها زوجها من عائل لا مال له ، وفَشَا الخبر ، فرقى رسول الله منبره وقال:

«إنه لمّا أُسري بي قال لي الجليل (4) مَن تحبّ من خلقي ؟ قلت : أُحبّ الذي تحبّه ، فقال تعالى لي : فأَحِبَّ عليّاً وأَحِبّ من يحبّه وأحبّ من يحبّ من يحبّه، فخررت ساجداً فقال يا محمّد عليٌّ وليّي وخيرتي بعدك من خلقي، اخترته

ص: 143


1- انظر : شرح الأخبار 2: 357 / ذيل حدیث 713 ، كشف الغمة 1: 382 وعنه في بحار الأنوار 43: 121 / ذیل حدیث ،30 ، كشف اليقين : 196 المصنّف لعبد الرزّاق 487:5 / تحت رقم 9782، المناقب للخوارزمي : 339 / ذيل حديث 359، الأحاديث الطوال : 139، المعجم الكبير 22: 411 و 24: 133 ، مجمع الزوائد ،2079 ، سبل الهدى والرشاد 42:11 .
2- راجع : الأمالي للطوسي(رحمه الله) : 40 / ذيل حديث 13 وعنه في وسائل الشيعة 20: 275 / 3 و بحارالأنوار 93:43 ذيل حديث 4 ، بشارة المصطفى (صلّى الله عليه وآله و سلّم) : 401 / ذیل حدیث 19 ، الدر النظيم : 405 ،ذخائر العقبى : 30، كشف الغمّة 1: 372 وعنه في بحار الأنوار 43: 34/136، المحتضر : 241، سيرة ابن إسحاق :5 230 ، الطبقات الكبرى 208 الذريّة الطاهرة : 86/95، ينابيع المودة 2: 360/125 .
3- هي التي تحطم السيوف أي تكسرها ، وقيل : هي العريضة الثقيلة ، وقيل : هي منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم: حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع وهذا أشبه الأقوال [لاحظ: النهاية في غريب الحديث 402:1].
4- في «م»: (الخليل).

لك فإنّه أنصح خلقي وأطوعهم [لك ] (1) فاتّخذه أخاً وخليفة ووصيّاً وزوّجه ابنتك ، وعلى نفسي حتمت أنّه لا يتولّى عليّاً وزوجته وذريتهما أحد من خلقي إلا رفعت لواءه إلى قائمة عرشي في جنّتي»(2) .

[ 32/150 ] - ولمّا كان صبيحة عرس فاطمة (علیها السلام) جاء النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) بعُسٍّ (3) فيه لبن ، فقال لفاطمة (علیها السلام) : اشربي فداك أبوك ، وقال لعلي (علیه السلام) : اشرب فداك ابن عمّك (4) .

فصل [في خبر السقيفة وغصب الخلافة وخطبتها (علیها السلام) عند المهاجر والأنصار ]

[33/151] - ولمّا كان يوم السقيفة ما كان، ثمّ منعوها، قالت:

«هذا أوّل غدرة وأقبح فجرة قاتلهما الله ، والله ما رعيا لحبيبي (5) إلّاً ولا ذمة». ثمّ لاثت خمارها وخرجت في لميمة من نساء قومها، الحسن من يمينها والحسين من يسارها فنيطت دونها ملاءة، ثمّ أنت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء،

ص: 144


1- ما بين المعقوفتين من كتاب اليقين لابن طاوس (رحمه الله).
2- انظر بتفصيل في : اليقين باختصاص مولانا علي (علیه السلام) بإمرة المؤمنين : 424 وعنه في المحتضر : 341/252 وتأويل الآيات للأسترآبادي 1: 4/272 وبحار الأنوار 40: 36/18، عن كتاب أخبار الزهراء سلام الله عليها للصدوق (رحمه الله).
3- العسّ: القدح أو الإناء الكبير.
4- راجع: إعلام الورى 1: 298، مناقب آل أبي طالب 3: 132 وعنه في بحار الأنوار 43: 117 / ذيل حديث 24 ، كشف الغمة 1: 378 و 2 : 101 وعنه في بحار الأنوار 43: 139 / ذيل حديث 35 و 142 / ذیل حديث 37 ، وفي بحار الأنوار 104: 5489 ، شرح إحقاق الحق 422:10 عن كتاب القلائد الثمينة في مناقب أنوار المدينة لأبي الفرج الجوزي .
5- عنت بذلك أباها رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم).

ثمّ أمهلتهم حتى هدأَ حنينهم ثمّ حمدت الله وصلت على أبيها وآله وقالت :

(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾ (1) الآية ، فإن تَعْزُوهُ تجدوه أبي دون نسائكم، وأخاً لابن عمّي دون رجالكم، فبلغ النذارة، (وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) (2) ، كلّما حَشُّوا ناراً للفتنة قذف أخاه عليّاً في لهواتها فلا ينكفئ حتّى يخمد لهبها ، وأنت يا أبا بكر والذين حولك فى رفاهِيّة، فلمّا اختار الله لنبيّه دار کرامته ظهرت حسكة (3) النفاق، ونبغ خامل [الأقلّين](4)، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخاً بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، [ف] وسمتم غير إبلكم ، وأوردتموها غير شربكم.

هذا والعهد قريب، فكيف بكم وأنّى تؤفكون، هذا وكتاب الله بين أظهركم أزعمتم خوف الفتنة ؟! ﴿ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُ بِالْكَافِرِينَ)(5) ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ ) (6) .

ثمّ أنتم أولاء تزعمون أن لا إرث لنا، (أفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ )(7) أفي [كتاب] (8) الله يا أبا بكر أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟ ( لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيَّا )(9) ، أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟! إذ يقول : ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ

ص: 145


1- التوبة : 128 .
2- آل عمران: 103 .
3- الحسكة ، بالتحريك ، العداوة، وكذلك الحسيكة كما في بعض المصادر .
4- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر.
5- التوبة: 49 .
6- آل عمران : 85.
7- المائدة : 50.
8- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر.
9- مریم 27.

دَاوُدَ )(1) مع ما اقتصّ الله من خبر يحيى وزكريّا إذ قال: (فَهَبْ لِي مِن لدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) (2) وقال: ﴿ وأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابٍ الله ) (3) وقال : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُم )(4) وقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ )(5)وأنت تزعم أن لا إرث لي من أبي ؟!

أفخصّكم الله بآية أخرج أبي منها ؟!

أم تقولون : أهل ملّتين لا يتوارثان ؟!

أفلستُ وأبي من أهل ملة واحدة ؟!

جرأةً على قطيعة الرحم ونكث العهد، فدونكها (6) مخطومة مرحولة(7) تلقاك يوم حشرك ونشرك، فنعم الحَكَم الله والزعيم محمّد والموعد القيامة ، وعما قليل سوف تؤفكون.

ثمّ عطفت على قبر أبيها وبكت فكثر الباكي والباكية، ثم مالت إلى مجلس الأنصار فقالت :

«معشر البقية [أَ أُهضَمُ تراث أبي ] (8)، وأنتم بمرأى ومسمع ؟! فأنى نكتتم بعد الإيمان لقوم نكثوا أيمانهم، (أتَخْشَوْنَهُمْ فَالله أحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ ) (9) ، (قَاتِلُوهُمْ

ص: 146


1- النمل : 16.
2- مريم: 5-6 .
3- الأنفال: 75.
4- النساء : 11 .
5- النساء : 1.
6- ما أثبتناه من المصادر وفي النسختين: (دونكما ) .
7- ما أثبتناه من المصادر وفي النسختين : ( مرقولة ) .
8- عن الاحتجاج.
9- التوبة : 13 .

يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ) (1) ، ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة منّي بالقُترَة لكم والخذلة التي خامرتكم (2)ولكنّها نَفْثَةُ الغيظ ومعذرة الحجّة».

فقالوا: يا ابنة رسول الله، لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ما عدلنا بعليّ أحداً.

فقالت:«وهل ترك أبي لأحدٍ يوم غدير خمٍّ عُذراً ؟ ! ثم قالت: مات المعتمد ووهن العضد وشكواي إلى أبي وعدواي إلى ربّي (3).

فصل [في كلامها لنساء المهاجر والأنصار ، و وصيّتها بتغسيلها وتدفينها ليلاً ، وكثرة بكاءها ، وغضبها عليهما، واعتذارهما إليها ، وحديث الرضا (علیه السلام) فيها ، وأحوالها عند الشهادة ، واختفاء قبرها واعتراض الرجلين ]

[ 34/152] - ولما اشتدَّت علّة فاطمة اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار فقلن : كيف أصبحت عن ليلتك ؟

فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، فقبحاً لفُلُول الحدّ وخَوَر

ص: 147


1- التوبة : 14 .
2- في النسختين: ( بالفترة لكم والخذلة التي خذلتم ) ، وما أثبتناه من المصادر.
3- وانظر خطبتها الشريفة بتفصيل في : بلاغات النساء : 12 - 15 وعنه في بحار الأنوار 29: 9/235، شرح الأخبار 3: 34 / 974 الشافي في الإمامة 4: 69 ، دلائل الإمامة : 367109، الاحتجاج 1: 131 احتجاج فاطمة الزهراء (علیها السلام) على القوم ، نثر الدرّ للأبي 4 :5 ، الطرائف : 368/263 ، السقيفة وفدك : 100 و 139 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 211 ، كشف الغمة 2 : 108 ، جواهر المطالب 156:1 .

القناة وخطل الرأي، ﴿ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ (1) ، استبدلوا الذُّنابي بالقوادم والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قوم ﴿ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً )(2) ، ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ) (3)، ﴿ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ (4)(5).

[35/153] - ولمّا حضرتها الوفاة قالت لعلي : أَمُنْفِذٌ أنت وصيّتي ؟

ص: 148


1- المائدة : 80 .
2- الكهف : 104 .
3- البقرة : 12 .
4- يونس 35 .
5- رواه في معاني الأخبار : 1/354 وعنه في بحار الأنوار 43: 8/158، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسيني ، قال : حدّثنا أبو الطيب محمّد بن الحسين بن حميد اللخميّ ، قال : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن زكريا ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن المهلبيّ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الله بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين (علیها السلام) قال : لما اشتدّت ..... دلائل الإمامة : 38/128، وحدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن مخلّد بن جعفر الباقرحيّ ، قال : حدّثني أمّ الفضل خديجة بنت أبي بكر محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ، قالت : حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد الصفوانيّ، قال: حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ، قال: حدثني محمد بن زكريّا ... وباقي السند كما في معاني الأخبار . الأمالي للطوسي (رحمه الله) : 55/374 وعنه في بحار الأنوار 43: 10/161 ، أخبرنا الحفّار ، قال : حدّثنا الدعبليّ ، قال : حدّثنا أحمد بن عليّ الخزّاز ببغداد بكرخ بدار كعب ، قال : حدّثنا أبو سهل الرفاء، قال: حدّثنا عبد الرزّاق، قال الدعبليّ: وحدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبريّ بصنعاء اليمن في سنة ثلاث وثمانين ومأتين ، قال : حدّثنا عبد الرزّاق ، قال : أخبرنا معمّر ، عن الزهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عبّاس قال: دخلت نسوة من المهاجرين..... بلاغات النساء : 20 ، التعجب : 52 ، الاحتجاج 1 : 146 وعنه في بحار الأنوار 43: 159 / ذيل حديث 9، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 233 ، نهج الإيمان : 621، نثر الدر للآبي 8:4، كشف الغمة 2 : 114 الصراط المستقيم 1: 171 ، جواهر المطالب 1 : 166 ، بتفصيل في الحديث.

قال : نعم ، قالت : إذا أنا متُّ فادفنّي ليلاً ولا تؤذننّ أبا بكر وعمر (1).

[36/154] - وقال الباقر (علیه السلام): ما رئيت فاطمة (علیها السلام) ضاحكة منذ قُبِض النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتّى قُبِضت(2).

[37/155] - وقد بكت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)حتى تأذّى أهل المدينة فقالوا : آذيتنا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء فتبكي (3).

ص: 149


1- رواه في معاني الأخبار : 355 ذيل حديث 1 وعنه في بحار الأنوار 43: 159 ذيل حديث 8 وحدّثنا بهذا الحديث أبو الحسن عليّ بن محمّد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزوينيّ ، قال : أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام)قال : حدّثني محمّد بن علي الهاشميّ ، قال : حدّثنا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده ، عن عليّ بن أبي طالب(علیه السلام).... کشف الغمة 2: 116 ، السقيفة والفدك : 147 .
2- راجع : مناقب آل أبي طالب 3 :119 وعنه في بحار الأنوار 43: 196 تحت رقم 27 ، كشف الغمة 2: 120 ، وانظر: الكافي :3 3/228 وعنه في وسائل الشيعة 3 223 / 1 و 1/356:14 وبحار الأنوار 43: 195 / 24 و 100 : 12/216 ، نظم درر السمطين : 181 ، الفصول الهمة لابن الصباغ 1 : 669 ، وفي بحار الأنوار :43 201 ذيل حديث 30 عن كتاب مصباح الأنوار (مخطوط) المعجم الكبير 22: 399 أسد الغابة 5: 524 ، تهذيب الكمال 35 251 ، مجمع الزوائد 9: 212 ، سبل الهدى والرشاد 11: 49 .
3- هكذا جاءت في المصادر: «قال أبو عبد الله (علیه السلام): البكّاؤون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعليّ بن الحسين (علیهما السلام). فأمّا آدم فبكى على الجنّة حتى صار في خدّيه أمثال الأدوية، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره ، وحتى قيل : ﴿ تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴾ [يوسف: 85] ، وأمّا يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذّى به أهل السجن فقالوا : إما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل وإما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار، فصالحهم على واحد منهما ، وأما فاطمة بنت محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فبكت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتّى تأذي بها أهل المدينة وقالوا لها : قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر - مقابر الشهداء - فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف ، وأما عليّ بن الحسين فبكى على الحسين (علیه السلام)عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلّا بكى حتّى قال له مولى له: جعلت فداك یابن رسول الله ، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال : إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله ، وأعلم من الله ما لا تعلمون، إنّي لم أذكر مصرع بني فاطمة إلّا خنقتني لذلك عبرة »لاحظ : الأمالي للصدوق (رحمه الله): 5/204 وعنه في بحار الأنوار 43: 155 / ذيل حديث 1 و 46: 2/109 و 82: 86/ذيل حديث ،33، الخصال: 15/272 وعنه فى وسائل الشيعة 3: 7/280 وبحار الأنوار 12: 27/264 و 43: 1/155 و 46: 2/109 و 82 : 33/86، روضة الواعظين : 170 و 450 وعنه في مكارم الأخلاق 315، مناقب آل أبي طالب 3: 104 ، كشف الغمة 2 : 120 ، قصص الأنبياء للجزائريّ : 202 .

[38/156] - فاستأذنا أن يعتذرا إليها فلمّا دخلا قالت : يا عتیق حملت الناس على أعناقنا ، اخرج فلا أكلّمك (1) أبداً حتّى ألقى رسول الله فأشكوكما إليه (2).

[ 39/157] - وقيل للرضا (علیه السلام): ما تقول في الرجلين ؟

قال : كانت لنا أُمّهة (3) بارّة خرجت من الدنيا وهي عليهما غضبى فنحن لا نرضى حتّى ترضى (4) .

ص: 150


1- في المصادر: (لا أُكلّمكما ).
2- جاء في بحار الأنوار 29: 32/157 و 32/158 عن كتاب مصباح الأنوار (مخطوط) وانظر : كتاب سليم: 391 وعنه في بحار الأنوار 303:28 / ذیل حدیث 48 و 43: 199/ ذيل حديث 29 ، كفاية الأثر 65 وعنه في بحار الأنوار 36: 308/ ذیل حدیث 146 ، علل الشرائع 1 : 186 و 187 وعنه في بحار الأنوار 43: 203 / ذيل حديث 31 دلائل الإمامة : 134 / ذيل حديث 43 وعنه في بحار الأنوار 43: 171 ذيل حديث 11 مسند أحمد بن حنبل 1: 10، سنن الترمذي 7 :111 طبقات ابن سعد 5 : 372، إمتاع الأسماع 13 : 158 .
3- في النسختين وألقاب الرسول وعترته (علیهم السلام) : ( أُمّة ) ، والصواب ما أثبتناه .
4- راجع : ألقاب الرسول و عترته (علیهم السلام) : 44 ، الطرائف : 252 ، تقريب المعارف : 250 . وقال السيد بن طاوس بعد ذكر الحديث : وعلماء أهل البيت (علیهم السلام) لا يحصى عددهم وعدد شيعتهم إلا الله تعالى، وما رأيت ولا سمعت عنهم يختلفون في أن أبا بكر وعمر ظلما أُمّهم فاطمة (علیها السلام) ظلماً عظيماً . وورد وصفها بالمظلومية في زياراتها مثل : «السلام عليك أيّتها المظلومة المغصوبة، السلام عليك أيتها المضطهدة المقهورة المطلوبة بالأحقاد». راجع مصباح المتهجّد :712 ، المقنعة : 459 ، مصباح الزائر : 53 المزار الكبير : 80 -81 الإقبال : 623 - 625 ، التهذيب 6: 9 البلد الأمين: 278 ، من لا يحضره الفقيه 2: 573 المزار الكبير لابن المشهديّ : 104 .

[ 40/158] - وعن سلمى أم بني رافع (1): كنت عند فاطمة (علیها السلام) في شكواها ، فلمّا كان يوم وفاتها كانت أخفّ ما نراها ، اغتسلت كأشد ما رأيتها اغتسلت ، ثم قالت: أعطيني ثيابي هذه الجُدَد، فلبست ثمّ قالت: ضعي لي فراشي واستقبليني القبلة ،ثم قالت : إنّي فرغت من نفسي فلا أُكْشَفَنّ فإنّي مقبوضة الآن ، ثم توسَّدَتْ يدها اليُمنى فاستقبلت القبلة فقبضت ، فجاء علي (علیه السلام) ونحن نصيح، فقال: إذا والله لا تُكْشَفُ ، فاحتملت في ثيابها فغيبت(2).

[ 41/159] - وماتت بعد العصر وصلّوا عليها ليلاً فدُفنت بالبقيع ، وقيل في بيتها ،

ص: 151


1- سلمى أُمّ رافع مولاة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخادمه ، ويقال : مولاة صفيّة بنت عبد المطلب عمّة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهي زوج أبي رافع [ تهذيب الكمال 35: 196] .
2- راجع : الأمالي للطوسي (رحمه الله) : 41/400 وعنه في بحار الأنوار 43: 12/172 ومستدرك الوسائل 2: 14/202 ، العمدة : 775/389 ، ذخائر العقبي : 53 ، الذرّيّة الطاهرة : 155 ، كشف الغمة 2: 124 وعنه في بحار الأنوار 43: 188 تحت رقم 18 ومستدرك الوسائل 2: 13/201 ، وفي بحار الأنوار 81: 31/245 وعنه في مستدرك الوسائل 2: 2/135 عن كتاب مصباح الأنوار (مخطوط)، مسند أحمد 6: 461، أسد الغابة 5 : 590 ، تاريخ المدينة 1 : 108 ، البداية والنهاية 5: 350، السيرة النبوية لابن كثير 4: 648 ، مجمع الزوائد 9: 210 ، سبل الهدى والرشاد 49:11 ، ينابيع المودة 2: 395/141 . قال الإربلي(رحمه الله) بعد ذكر الحديث : إنّ هذا الحديث قد رواه ابن بابويه كما ترى، وقد روى أحمد بن حنبل في مسنده مثله ، ثمّ قال: واتّفاقها من طرق الشيعة والسنّة على نقله مع كون الحكم على خلافه عجيب ، فإنّ الفقهاء من الطريقين لا يجيزون الدفن إلا بعد الغسل إلا في مواضع ليس هذا منه ، فكيف رويا هذا الحديث ولم يعلّلاه ولا ذكرا فقهه ولا نبّها على الجواز ولا المنع ؟ ولعلّ هذا أمر يخصّها (علیهم السلام)، وإنما استدلّ الفقهاء على أنه يجوز للرجل أن يغسل زوجته بأنّ علياً غسل فاطمة (علیها السلام)وهو المشهور .

وقيل بالروضة (1) (2).

[ 42/160] - وروي أن علياً (علیه السلام) رشّ أربعين قبراً ولم يَرُشَّ قبرها (3) ، فأمّا الثاني فقال : ما أُبالي أن لا أشهدها، وأما عتيق فوقف على جميع تلك المرشوشة فكبّر عليها .

[43/161] - وروي أنّها أنشدتهما بالله هل سمعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: فاطمة بضعة منّي من أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني ؟

فقالا : اللّهم نعم .

قالت: فأُشهد الله ومن في الأرض فقد أسخطاني وما أرضياني .

فوضع أبو بكر يده على رأسه يقول : لهف أبي سلمى (4) ، فاطمة بنت رسول الله عَلَيَّ غضبانة.

فقالت: تبّاً لأُمّة ولَّوك أمورها.

وقال عمر: أنت شيخ خرفت، تجزع بغضب امرأة(5) .

ص: 152


1- في «م»: (في الروضة).
2- وأما قبرها الشريف فمخفي عن الأنظار والروايات مختلفة فيها لتكون سنداً لمظلوميتها على كل بصير وذي لبّ سليم لأيّ شيء قبر بنت نبيكم صار مخفيّاً ، انظر : قرب الإسناد : 1314/367 ، الكافي 1: 9/461 ، عيون أخبار الرضا (علیه السلام) 2: 76/277 ، معاني الأخبار : 267 ، من لا يحضره الفقيه 1: 22/685 ، تهذيب الأحكام 6: 9 و 2 : 572 ، مصباح المتهجّد : 711، مناقب آل أبي طالب 3: 132 ، إعلام الورى ،1 : 300 ، الدر النظيم : 485 ، كشف الغمة 124:2 ، تحرير الأحكام 2: 120 .
3- راجع : الشافي في الإمامة 4: 115 وعنه في شرح نهج البلاغة 16 : 281 وبحار الأنوار 29: 390 .
4- سلمى هي أُمّ أبي بكر . والظاهر أن الصواب « لهف ابن سلمى » يعني نفسه.
5- راجع : علل الشرائع 1: 187 وعنه في بحار الأنوار 43: 204/ ذيل حديث 31، الدر النظيم : 485، وانظر الموارد التالية : صحيح البخاري 8 3، المصنّف لعبد الرزاق 5 : 9774/472 ، الثقات لابن حبّان :2 164 تاريخ المدينة 1 : 197 تاريخ الطبريّ :2 448 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6 :46 و 16 : 218 ، البداية والنهاية 5 : 306 و 308 ، السيرة النبوية لابن كثير 4: 567 ، كشف الغمة 103:2 .

[ 44/162] - ثم قالت : يا عليّ ، إن لي إليك حوائج ثلاثاً: إذا متُّ فتزوّج أُمامة فإنّها خالة ولدي والخالة والدة ، واعمل لي نعشاً فإنّي رأيت الملائكة البارحة يعملون لى نعشاً، ولا يصلّيان عليّ (1).

[ 45/163] - فلما دفنها عليٌّ (علیه السلام) ليلاً قالا: لولا أن يكون سُبَّة لنبشناها حتّى نصلّي عليها وندفنها، هذا كما استأثرتَ بغسل رسول الله دوننا، فقال: والله لقد أمرني رسول الله أن لا يُغَسِّله أحدٌ غيري ، فإنّه لا يرى عورته غيري إلّا عمي ، وقد أمرَتني أن لا تصلّيا عليها (2).

ص: 153


1- راجع كتاب سليم بن قيس الهلالي : 392 وعنه في بحار الأنوار 28: 304/ ذیل حدیث 48 و 43: 199 و 81: 18/256 ، روضة الواعظين: 151 وعنه في بحار الأنوار 43: 192/ ذیل حدیث 20 ،مناقب آل أبي طالب 3: 137، و في بحار الأنوار 43: 49/217 و 81: 8/233 وعنه في مستدرك الوسائل 2: 7/134 عن كتاب مصباح الأنوار (مخطوط).
2- راجع: علل الشرائع 1 : 188 وعنه في بحار الأنوار 43: 204، الدر النظيم : 484 ، كامل بهائي : 306.

ص: 154

الباب الثالث فى ذكر علي عليه السلام

فصل [في كلام النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في شأنه ، وحديث الصحيفة التي نزلت من السماء ، وفي قضية أهل نجران وبني تغلب ]

ص: 155

ص: 156

[ 1/164] - جمع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المهاجرين والأنصار ثم قال:

أيّها الناس، إن عليّاً أوّلكم إيماناً بالله ورسوله ، وأقدمكم في أمر الله ، وأوفاكم بعهد الله ، وأعلمكم بدين الله ، وأقسمكم بالسويّة، وأرحمكم بالرعيّة، وأفضلكم عند الله ، وأعظمكم عند الله مزيّة»(1).

ص: 157


1- انظر باختلاف في المصادر التالية : تفسير فرات الكوفي : 393 و 544 و 585 وعنه في بحار الأنوار 23 : 243 / ذیل حدیث 14 و 35: 345 / ذیل حدیث 20 و 40: 60 / ذیل حدیث 93 ، الخصال: 363 / 54 وعنه في بحار الأنوار 41: 10/107 ، مناقب أمير المؤمنين(علیه السلام) للكوفيّ 1: 264 / ذيل حديث 176 ، الإرشاد 1 : 38 وعنه في بحار الأنوار 40: 35/17، الأمالي للطوسي (رحمه الله): 251 / 40 وعنه في المحتضر : 168 / 185 وبحار الأنوار 38: 5/ 5 وحلية الأبرار 2: 1/407، بشارة المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم): 196 / 15 و 296 / 33 و 23/416 وعنه في بحار الأنوار 68: 133 / 65، الاحتجاج 1 : 207 وعنه في بحار الأنوار 31 :241 / ذيل حديث3 ، ذخائر العقبی : 83 کشف الغمّة 1: 84 و 151 و 2 : 23 وعنه في بحار الأنوار 38: 246 / ذيل حديث 41 ، تأويل الآيات : 83 وعنه في بحار الأنوار 35: 21/346 وحلية الأبرار :2 : 5/410 ، تاريخ مدينة دمشق 42 :58 و 371، المناقب للخوارزميّ : 111 / 120 وعنه في حلية الأبرار 7/411:2، شواهد التنزيل 2 :46 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9: 173 وعنه في بحار الأنوار 40 :85 ميزان الاعتدال ،1: 313 لسان المیزان 2: 19 جواهر المطالب 1 :204 ، كنز العمّال 11 :617 ، ينابيع المودّة 1 : 197 و 2: 174 و 494 .

[2/165] - ونزل جبرئيل (علیه السلام) على النبي(علیه السلام) بصحيفة لم يُنزِل الله من السماء قبلها الله ولا بعدها، فيها خواتيم من ذهب، وقال:«يا محمد [هذه ](1) وصيّتك إلى النجيب من أهلك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ، فَمُرْه إِذا تُؤفِّيتَ أن يفكّ خاتماً ويعمل بما فیه ».

فلمّا أن قُبِض النبيّ فكّ أمير المؤمنين خاتماً ثم عَمِلَ بما فيه وما تعدّاه(2).

ثم دفع الصحيفة إلى الحسن (علیه السلام) ففكّ خاتماً وعمل بما فيه وما تعدّاه .

ودفعها إلى الحسين (علیه السلام) ففكّ خاتماً وعمل بما فيه وما تعدّاه، ووجد فيه أن: «اخرج بقوم إلى الشهادة ولا شهادة لهم إلا معك ، وَاشْرِ (3) نفسك لله»، فعمل بما فيه وما تعدّاه .

ثم دفعها إلى رجل من بعده ففكّ خاتماً ثم وجد فيه [ أن ]: «أطرق واصمت والتزم بيتك ﴿ وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )(4) .

ثم دفعها إلى رجل من بعده ففكّ خاتماً فوجد فيه [أن]: حدّث الناس وفقّههُم وانشر علم آبائك»، فعمل بما فيه وما تعدّاه .

ثم دفعها إلى رجل من بعده ففكّ خاتماً فوجد فيه أن: حدّث الناس وأفتهم وصدّق آباءك ولا تخافنّ أحداً إلا الله فإنّك في حرزٍ من الله وضمان ، ومُر بدفعها

ص: 158


1- ما بين المعقوفتين من المصادر .
2- في المصادر : ( بما فيه ما تعدّاه ) ، وكذا الموارد التالية .
3- في « أ » : (آثر ) .
4- الحجر: 99 .

إلى من بعدك ويدفعها من بعدك إلى من بعده إلى يوم القيامة (1) . »

[3/166] - وجاء أهل نجران إلى عليّ (علیه السلام) فقالوا : خَطَّ يدك وإملاء رسول الله فقال: «لو قد استوت قدماي لغيرت أشياء » (2) .

ص: 159


1- رواه في الإمامة والتبصرة : 20/38 ، عبد الله بن جعفر ، عن أبي القاسم الهاشمي، عن عبيد بن قيس الأنصاري ، قال : حدّثنا الحسن بن سماعة ، عن جعفر بن سماعة ، عن أبي عبد الله(علیه السلام)... الأمالي للصدوق (رحمه الله): 2/486 وإكمال الدين : 15/669 وعنهما في بحار الأنوار 36 :1/192 حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الحسين الكناني ، عن جده ، عن أبي عبد الله الصادق (علیه السلام) ...علل الشرائع 1: 1/171 وعنه في بحار الأنوار 36: 7/203 ، أبي(رحمه الله) ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبي القاسم الهاشمي ... وباقي السند كما في الإمامة والتبصرة. إكمال الدين: 35/231 وعنه في بحار الأنوار 36 :204/ ذيل حدیث 7، حدّثنا محمّد بن الحسن (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً قالوا: حدّثنا محمّد بن عيسى قال : حدّثنا أبو القاسم الهاشمي ... وباقي السند كما في الإمامة والتبصرة. الأمالي للطوسي : 47/441 ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن جده، عن أبي عبد الله (علیه السلام).... مناقب آل أبي طالب 1: 257 ، الدر النظيم : 381 ، الصراط المستقيم 2 : 148 .
2- راجع : نهج البلاغة 4: 272/66 وعنه في بحار الأنوار 34: 979/180، التعجب: 81، عيون الحكم والمواعظ : 415 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد :19 278/161 ، رشح الولاء : 115. وهذه إشارة إلى قضية جرت بين النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونصارى نجران لأن أحبارهم قدموا على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)فقال لهم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : « أسلموا ) ، فلم يقبلوا ، فنزل: (فَقُلْ تَعَالَوْا ثُمَّ نَبْتَهِلْ .... )فقال لهم : ( إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم»، فقالوا : نرجع فننظر في أمرنا، وقد كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) خرج علي وفاطمة والحسن والحسين (علیهم السلام)، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إن أنا دعوت فأمّوا أنتم» فأمّنوا أن بلاعنوه، وصالحوه على الجزية، واليوم معروف بيوم المباهلة وفيه فوائد كثيرة. صالحهم على ألفي حلّة، النصف في صفر والبقية في رجب يؤدونها إلى المسلمين، وعارية ثلاثين درعاً، وثلاثين فرساً، وثلاثين مغفراً، وثلاثين من كل صنف من أصناف السلاح يغزون بها، والمسلمون ضامنون لها حتى يردّوها عليهم ... وهذا كتاب كتبه أمير المؤمنين (علیه السلام) بخط يده وإملاء رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فلمّا ولى الأمر إلى عمر استقال وأخرجهم من أرضهم. وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) : استواء القدمين كناية عن تمكنه (علیه السلام) من إجراء الأحكام الشرعية على وجوهها ؛ لأنه(علیه السلام) لم يتمكن من تغيير بعض ما كان في أيام الخلفاء كما عرفت. راجع بحار الأنوار 35: 264 سنن أبي داود ،2: 43 ، السنن الكبرى للبيهقي 9: 195 و 120:10 المصنّف لابن أبي شيبة 7: 37/483 تفسير الرازي 8: 85 تاریخ بغداد 6: 183 .

[ 4/167] - وقال الأصبغ(1): مَرَرْنا بأُناس من بني تغلب في طريق المدائن، فقالوا: ألا تنزل، فنزل فصنعوا له طعاماً فأكل منه، ثمّ قال: إن أدالني الله وثبتت قدماي لتدخلن في الإسلام أو لأضربن أعناقكم ولأقتلنّ مقاتلتكم ولأسبين ذراريكم.

:قالوا لِمَ؟ قال: لأنّكم أتيتم رسول الله فعاهدتموه وكتب إلى كاتبه على أن أَقرَّكُمْ على دينكم على أن لا تنصّروا أولادكم ولا تمنعوا صدقاتكم ولا تظاهروا على المسلمين ، وقد صنعتم أبناءكم في النصرانيّة ومنعتم صدقاتكم وظاهرتم على المسلمين (2) .

ص: 160


1- الأصبغ بن نباتة المشاجعيّ ، كان من خاصة أمير المؤمنين (علیه السلام)، وعمّر بعده ، روى عنه عهد الأشتر ووصيّته إلى محمد ابنه [لاحظ : رجال النجاشيّ: 5/8 اختيار معرفة الرجال 1 320 الفهرست للطوسي(رحمه الله) : 1/85].
2- روي في المصادر أن بني تغلب من نصارى العرب أنفوا واستنكفوا من قبول الجزية وسألوا عمر أن يعفيهم عن الجزية ويؤدوا الزكاة مضاعفاً ، فخشي أن يلحقوا بالروم، فصالحهم على أن صرف ذلك عن رؤوسهم وضاعف عليهم الصدقة فرضوا بذلك. وقال البغوي في شرح السنة : روي أن عمر بن الخطاب رام نصارى العرب على الجزية ، فقالوا: نحن عرب لانؤدّي ما يؤدي العجم، ولكن خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض - يعنون الصدقة فقال عمر : هذا فرض الله على المسلمين، قالوا: فزد ما شئت بهذا الاسم لا باسم الجزية فراضاهم على أن ضعف عليهم الصدقة، انتهى وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) بعد ذكر هذين فهؤلاء ليسوا بأهل ذمة لمنع الجزية، وقد جعل الله الجزية على أهل الذمّة ليكونوا أذلّاء صاغرين، وليس في أحد من الزكاة صغار وذلّ، فكان عليه أن يقاتلهم ويسبي ذراريهم لو أصّروا على الاستنكاف والاستكبار . انظر المصادر التالية : الكافي 8: 60 وعنه في بحار الأنوار 34: 174 ، من لا يحضره الفقيه 2: 1611/29 وعنه في وسائل الشيعة 15: 152 / 5 ، كتاب سليم بن قيس: 264 ، شرح الأخبار 2: 310 / 634 ، الاحتجاج 1: 292 وعنه في بحار الأنوار 34: 168 ، سنن أبي داود 2: 3040/42 ، السنن الكبرى للبيهقي 216:9 ، المصنّف لعبد الرزّاق 6: 9975/50 و 19393/367:10، مسند أبي يعلى 1: 273 / 323 و 278 / 332 معرفة السنن للبيهقي 7: 144 ، الاستذكار 3: 251 التاريخ الكبير 5: 362 / 1149 ، الكامل لابن عدي 6: 120 .

فصل [في لباسه علیه السلام ]

[5/168] - عن أبي الهواء (1) : اشترى عليٌ (علیه السلام) مني قميصين فطرحهما بين يدي غلامه فقال له : اختر ، فاختار الغلام أحدهما فلبسه ولبس هو الآخر.

وقال: «الحمد للهِ الَّذِي كَسَاني ما أُوارِي به عَورَتي وأتجمّل به في خَلْقه».

وقال لي : اقطع ما فضل من طول يدي وقطّع ما طلع من أطراف أصابعه، فقلت : ألا أكفّه ؟

قال لا ، الأمر أسرع من ذلك. وإنّه كان يخطب وإنّ هُدب (2) الثوب على (3) كفّه(4).

ص: 161


1- كذا في النسختين والظاهر أنه مصحّف عن « أبو النوار» وهو بياع الخام في الكوفة ، انظر : أسد الغابة 4: 24 ، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل 1: 911/544 وعنه في شرح النهج الحديدي 9: 235 .
2- هُدب الثوب : ما على أطرافه، ويجمع على أهداب [ الصحاح 1: 237]
3- في « أ»: ( أعلى)
4- انظر: الكافي 6: 7/457 وعنه في وسائل الشيعة 1/46:5 وبحار الأنوار 41: 159 / 53 وحلية الأبرار 2: 5/217 ، روضة الواعظين : 106 - 107.

[6/169] - وعن الحسن الصيقل(1): أراني الصادق (علیه السلام) قميص أمير المؤمنين (علیه السلام) الذي ضُرِبَ فيه، وهو(2) في سفط فأخرجه ينشره فإذا هو قميص كرابيس يشبه السنبلانيّ ، وإذا مُوَضَّع الجيب إلى الأرض (3)، وأثر دم، دم شبه اللبن شبه شطب السيف.

فقال : هذا قميص أمير المؤمنين الذي ضُرِب فيه وهذا أثر دمه، فشبرت بدنه فإذا هو ستة أشبار، وشبرتُ أسفله فإذا هو اثنا عشر شبراً (4).

ص: 162


1- الحسن بن زياد الصيقل ذكر الشيخ رجلاً بهذا العنوان أولاً في أصحاب الباقر(علیه السلام) هكذا: الحسن بن زياد الصيقل ، ومرة أخرى في نفس الباب هكذا : الحسن بن زياد الصيقل ، أبو محمّد، كوفي ، وأيضاً ذكر في أصحاب الصادق(علیه السلام) هكذا : الحسن بن زياد الصيقل الكوفيّ، وأيضاً جاء في نفس الباب اسم رجل بعنوان : الحسن بن زياد الصيقل يكنّى أبا الوليد، مولى كوفيّ ، قال التفرشيّ بعد ذكرهما متوالياً : ويحتمل أن يكون هذا هو المذكور قبيل هذا ، وكان أبو محمّد عند التفرشي «الصقيل» ، ولكن قال الأردبيلي: وظاهر ذلك أنّهما اثنان وكلاهما روى عنهما (علیهما السلام)يمكن كون من في كل واحداً ويحتمل الاتحاد مطلقاً، والله أعلم [لاحظ : رجال الطوسي (رحمه الله) 131 / 20 و 133 / 61 و 180 / 13 و 195 / 297 ، نقد الرجال 2: 24 / 54 ، جامع الرواة 1: 199].
2- في «م» : ( وكان ) .
3- قال العلامة المجلسي في مرآة العقول قوله : «موضع الجيب إلى الأرض» كمعظم أي خيط الجيب إلى الذيل بعد وضع القطن فيه ، أو خرق وقع من ذلك الموضع إلى الأرض، قال في القاموس : التوضيع خياطة الجبة بعد وضع القطن فيها ، وكمعظم المسكر المقطع ، انتهى . أو الموضع كمجلس أي كان جيبه مفتوقاً إلى الذيل إما بحسب أصل وضعه أوصار بعد الحادثة كذلك.
4- رواه الكليني(رحمه الله) في الكافي 6: 8/457 وعنه في وسائل الشيعة 5: 4/39 وبحار الأنوار 41: 54/159 وحلية الأبرار ،2: 6/217 عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه عن محمّد بن سنان ، عن الحسن الصيقل .... وانظر: الكافي 6: 9/457 وعنه في وسائل الشيعة 5: 3/38 وبحار الأنوار 41 55/160 وحلية الأبرار 2 7/218 ، ذخائر العقبي : 102، أنساب الأشراف: 503 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد :9 236 ينابيع المودة2 :557/192 .

[ 7/170] - وعن [فرّوخ مولى لبني] (1) الأشتر : كنت في صغري أجيء إلى علي (علیه السلام) في المسجد وأنظر إلى وجهه ولا أطيق فراقه ، ولا يأخذني النوم في الليل، وأخرج بالبُكرة إليه وأقعد أنظر إليه، فخرج من المسجد ومعه قنبر وأنا أعدو خلفه إلى أن أتى السوق، فقال لمن يبيع القميص : تعرفني ؟ فقال : نعم ، فما اشترى منه ، فأتى آخر فقال له : تعرفني ؟ قال : لا ، قال : يعني قميص كرابيس بدرهمين وقميصاً بثلاثة دراهم، فباعهما منه، فقال لقنبر : [خذ ] هذا القميص الذي اشتريته بثلاثة دراهم، فقال قنبر: أنت أولى به فإنّك تخطب ويأتيك الوفد ، فقال : أنت شاب، فأعطاه ولبس علي (علیه السلام) الذي اشتراه بدرهمين.

فلما جاء أُستاذه حدّثه الغلام بذلك فحمل الدراهم وخرج خلفه فقال يا أمير المؤمنين ، إن غلامي لم يعرفك فهاك الدراهم، فأبى(علیه السلام) أن يأخذها وقال : إنّما نشتري بأموالنا لا بأدياننا(2).

[8/171] - وخطب وعليه إزار كرابيس مرقوع بصوف، فقيل له تلبس هذا الثوب ؟ فقال : يخشع له القلب ويقتدي به المؤمن ويذهب الكبر (3)، إن الله جعلني إماماً لخلقه وفرض علَيّ التقدير في نفسي ومطعمي وملبسي كضعفاء الناس

ص: 163


1- ما بين المعقوفتين أثبتناه من مصادر التخريج.
2- انظر : خصائص الأئمة (علیهم السلام) : 80 وعنه في حلية الأبرار 2: 236 / 24 ، دعائم الإسلام 2: 156 / 556 وعنه في مستدرك الوسائل 3 :3/267، مناقب أمير المؤمنين للكوفي 2: 62 /ذيل حدیث 547 ، الطبقات الكبرى 3: 28 ، التاريخ الكبير 7: 132 / 600، أنساب الأشراف: 130 / 107، مسند أبي يعلى 1: 253 / 295 .
3- راجع: خصائص الأئمة (علیهم السلام) : 96، نزهة الناظر : 30/53 ، مناقب آل أبي طالب 1: 366 وعنه في بحار الأنوار 40 : 6/323 ومستدرك الوسائل 3 :3/271، كشف الغمة 1: 173 وعنه في بحار الأنوار 40: 334 / ذیل حدیث ،15 ، كشف اليقين ،88 ، الطبقات الكبرى :3 28 ، المعيار والموازنة: 251، التواضع والخمول : 176 ، مطالب السؤول : 184 ، كنز العمال 13: 36542/181 .

حتى لا يتبيّغ بالفقير فقره ولا يطغي الغنيّ غناه (1) .

فصل [في طعامه (علیه السلام)]

[9/172] - عن رجل من ثقيف: خرجت عند الظهر فلم أجد عنده حاجباً يحجبني دونه، ووجدته جالساً وعنده قدح وكوز فيه ماء، فدعا بِجِراب وعليه خاتم، فكسر فإذا فيه سويق، فأخرج منه فصبّ في القدح وصبّ عليه ماءاً فشرب و سقاني ، وقال لي : أَخْتِمُ عليه لا بخلاً ولكن أخاف أن يفنى فيوضَعُ فيه من غيره وحفظي لذلك، وأكره أن أُدخل بطني إلا طيّباً (2).

[10/173] - وكان أيّام صفّين يدأب في صلاته ، فدخل عليه مالك بن الحارث(3)

ص: 164


1- جاءت هذه الفقرة في الكافي 1: 1/410 وعنه في بحار الأنوار 40 :17/336 وحلية الأبرار 2: 1/215 ، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن حمّاد، عن حميد، عن جابر العبدي، قال: قال أمير المؤمنين(علیه السلام)... وانظر الكافي 1 : 411 / ذيل حديث 3 وعنه في وسائل الشيعة 5: 112 / ذیل حدیث 1 وبحار الأنوار 41: 124 / ذيل حديث 32 وحلية الأبرار 2: 216 / ذيل حديث 2 ، نهج البلاغة 2: 188 وعنه في بحار الأنوار 33: 477 و 40: 337 / ذیل حدیث 19 و 70: 118 / ذیل حدیث 8 ومستدرك الوسائل 3: 316 / ذيل حديث 1 الاختصاص : 152 وعنه في بحار الأنوار 107:40 ومستدرك الوسائل 3 :237 / ذيل حديث 3 مجمع البيان :9 148.
2- راجع: كشف الغمة 1 : 174 وعنه في بحار الأنوار 40: 335 تحت رقم 15 ومستدرك الوسائل 16: 7/338، ذخائر العقبی : 107 ، كشف اليقين : 88، صفة الصفوة 1: 319 وعنه في حلية الأبرار 2: 18/249 ، الورع : 89، حلية الأولياء 1 : 82 تاريخ مدينة دمشق 42: 488 ، مطالب السؤول: ،185 جواهر المطالب 1: 283 .
3- وهو مالك بن الحارث بن الأشتر النخعيّ .

فإذا بين يديه كسيرات خبز شعیر (1) يابسة ، وبين يديه كوز وجعل يلوك تلك الكسيرات، فبكى [مالك ](2) ، فقال : أنت مع ما أصابك من التعب والنَّصَب يكون هذا غذاؤك !

فوضع يده على رأسه وقال: خابت هذه، ووضع يده على لحيته وقال: خَسِرَت هذه أن تعصي ربها لقوت وهذا يكفيها، ثم أنشأ يقول:

عَلَّل النفس بالقُنُوع وإلا *** طلبت منكَ فوق ما يكفيها (3)

أنتَ ما عِشتَ طولَ عُمرِك ما *** عُمّرتَ كالساعة التي أنتَ فيها (4)

ثمّ يدأب في صلاته ، فقال له مالك: العدوُّ في مائة ألف يريد الذي فيه عيناك ، فانفتل من صلاته وأنشأ يقول:

اصْبِرْ على مَضَضِ الإِدلاج والسَّحرِ (5) *** وفي الرَّواح على الحاجاتِ والبُكُرِ

لا تَضجرنَّ ولا يُعْجِزك مطلبها *** فالنُّجحُ يُتلِف بين العَجزِ والضَّجر


1- في «م»: (خبز من شعير).
2- من عندنا للإيضاح .
3- إلى هنا في مناقب آل أبي طالب 1: 368 وعنه في بحار الأنوار 40: 325 تحت رقم 7 وحلية الأبرار 2: 19/232 ومستدرك الوسائل 7: 3/365 و 15: 6/230 و 16: 10/298 ، ينابيع المودة 1: 15/447 .
4- جاءت تمامها في مجموعة ورّام: 396، مطالب السؤول : 303 وعنه في بحار الأنوار 78 :85/ تحت رقم 92 ، هكذا : الغنى في النفوس والفقر فيها *** إن تجزت فقل ما يجزيها علّل النفس بالقنوع وإلا*** طلبت منك فوق ما يكفيها ليس فيما مضى ولا الذي لم *** يأت من لذة لمستحلّيها إنّما أنت طول مدّة ما *** عمّرت كالساعة التي أنت فيها
5- على مضض الإدلاج : أي على ألمه، والإدلاج السير من أوّل الليل.

إنّي رأيتُ وفي الأيّام تجربة *** للصَّبْرِ عاقبةً محمودةَ الأَثَر

وقَلّ من جَدَّ في أمر يُطالبه *** واسْتَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلَّا فاز بالظُّفَرِ (1)

يا مالك ، إنّ للموت علامات إذا حلّ لم يفنا (2)على ذي لُبِّ وإِن طَوَّلَ المدَّة، [و] إِنَّ حِصْنَ الآجال لا يخرقه الرجال ولا العُدّة.

[ 11/174 ] - وكان عليّ (علیه السلام) يغمر الخبز في الماء وينثر عليه الملح فيأكله، وإنّه لينحر الجزور فيطعمه إيّاهم ويخلو في بيت فيأكل الخبز والزيت.

[12/175 ] - وأناه سويد بن غفلة (3) فوجد على الأرض كِسَراً ملقاة وفي حجره دلو يخرزه (4) فيتناول فينهشها ويضع ما في يده، ثمّ يقبل على الدلو فيخرزه ويمضغ ما في فيه، فلمّا رأيته استضحكت .

قال : ما الذي أضحكك ؟

قلت: سمعت المنافقين يقولون : إنّه ينحر الجزور فيخلوا بأطائبها ويقول: أُوثرهم على نفسي.

قال : فما اكْتَرَثَ (5) مقالَتَهُم شيئاً ، ثم قال : فَوْرَةٌ(6) بما سكَّنتَها سَكَنَتْ .

ص: 166


1- راجع : مناقب أمير المؤمنين(علیه السلام) للكوفيّ 2: 557 ، دستور معالم الحكم: 201، تاريخ مدينة دمشق 42: 529 ، تذكرة الخواص: 112 ، مطالب السؤول: 310 .
2- كذا في النسختين .
3- سويد بن غفلة ( عفلة ) ، عدّة الشيخ تارة من أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام) وتارة أخرى من أصحاب الحسن (علیه السلام)، وعدّة البرقيّ من أولياء أمير المؤمنين (علیه السلام) ، قائلاً: سويد بن غفلة الجعفيّ [لاحظ : رجال الطوسي (رحمه الله) : 4/66 و 4/94، خلاصة الأقوال : 1/163 ، معجم رجال الحديث 9: 340/ 5618 ].
4- خَرَزَ السَّقاء : خاطَه بالمِخْرَز.
5- في النسختين: ( أكثَرَتْ ) ، والظاهر أنها مصحّفة عمّا أثبتناه.
6- أراد فورة الجوع.

فقلت : يا فضّة، ألا تتّقين الله في هذا الشيخ ؟! ألا تنخلين له الطعام ؟!

فقالت: هو يأمرنا أن لا نفعل فلا نُؤْجَر.

ثمّ قلت : [ ألا ننخل ](1) هذا الشعير وهذه النخالة في طعامك ؟ فما أجابني إلّا وعيناه مغرورقتان بمائها، ثمّ قال: بنفسي من لم يشبع من خبز برّ ثلاثا .

[13/176 ] - ودخلتُ عليه مرّة أخرى وبين يديه لبن حازِر (2) أجد حموضته، وبیده قرص شعیر یکسره ويبلّه باللبن فيأكله وإذا أعياه كسره بركبتيه ، وقال : ما أُبالى بما سددت به فورة الجوع (3).

فصل [فى كثرة عبادته وصلاته (علیه السلام) ]

[ 14/177 ] - قال الحارث بن الأعور الهمدانيّ : إني كنت معه في أول ليلة من شهر رمضان، فلمّا أن صلّى العصر خرج وأنا معه حتّى أتى موضع الطعام، فأمر بذلك، فلما صلّى المغرب وانصرف دخل الناس ووضع الطعام والأخاوين (4) فلم يزل

ص: 167


1- زيادة ضرورية لاستقامة المعنى .
2- الحازِر :الحامض.
3- انظر هذا الخبر والخبر السابق في الغارات للثقفي 1 : 84 و 86 و 87 و 3: 706 و 707 وعنه في مستدرك الوسائل 16: 1/395 و 3/296 و 14/299 ، مكارم الأخلاق : 158 وعنه في بحار الأنوار 314:79/ ذیل حدیث ،25 ، مناقب آل أبي طالب 1: 367 وعنه في حلية الأبرار 2 :16/231 ،إرشاد القلوب 1 : 58 و 305 وعنه في وسائل الشيعة 24 :8/389 وبحار الأنوار 69: 3/107 و 1/322 ، مجموعة ورّام: 56 ، كشف الغمة 1: 162 وعنه في بحار الأنوار 40: 331/ ذيل حديث 13 ، كشف اليقين : 86 منهاج الكرامة : 159 ، شرح نهج البلاغة 2 : 201 وعنه في بحار الأنوار 41 :137، المناقب للخوارزمي: 130/118 .
4- الأخاوين جمع خوان، وهو ما يؤكل عليه الطعام.

قائماً حتّى فرغ الناس ، ثمّ يقول : اغرفوا لهؤلاء ، زيدوا لِهؤلاء ، فلمّا فرغوا قال: يا حارث، انصرف بنا حتّى نتعشّى، فجاء حتّى دخل ثم دعا بالعشاء فأُتي بقصعة فيها خلّ وزيت، فقلت: ليس لحم ؟ فتبسم ثمّ قال: يا جاريةُ اذهبي إلى بيت الحسن فانظري تجدين [قصعة ] مَلأَى لحماً، فجاءت بقصعة فيها لحم فأكلتُ وما أكل عليّ (علیه السلام)، ففرغنا.

وأذّن للعشاء فنادى يا قنبر، فمرّ قدّامه حتّى فتح الباب ودخل وصلّى بالناس ثمّ رجع وأنا معه، فلم يزل قائماً وراكعاً وساجداً، وصلّيت أنا ونمتُ ما شاء الله .

فلمّا أذّن بالغداة قال صوتاً واحداً يا قنبر، فجاء يمشي قدّامه حتّى فتح الباب ودخل فصلّی بالناس ثمّ رجع وأنا معه، وجلس للناس حتّى ارتفع النهار، فدخل وتوضّأ ثم قام يصلّي حتى أذّن بالظهر ، قال صوتاً واحداً يا قنبر، فجاء يمشي قدّامه حتى صلّى بالناس الظهر ثمّ العصر، ثمّ أمر وأن يُهَيَّأ الطعام وصلّى المغرب فأطعم للناس هكذا، فأقمت سبعة أيام ما ذاق لحماً ولا نام فيهنّ ساعة، فلمّا أردت الانصراف قال : زوّدوا حارثاً ممّا عندكم .

[ 15/178] - ودخل عليه رجل يوماً بعد غروب الشمس فجاء الغلام من السوق ومعه دستجة (1) من البقل، فوضع أرغفة على الخوان وفرّق البقلَ بينها، وسكرجة من الخلّ وشيئاً من ملح جريش، وحمل الخوان بيده و وضعه بين يديه وقال : هلمّ إلى العشاء .

فقال : يا عليّ أرى هذا عشاءك وفي الرَّحَبَةِ ما فيها !!

فوضع يده على بطنه وقال : ليبيتنّ لما ربا ممّا فيها (2).

[179/16] - وأُتي بالفالوذج فأدخل إصبعه فيه فتلمّظ ثم أمر برفعه وقال : أكره

ص: 168


1- الدستجة : الحزمة والضغث ، فارسيّ معرب [تاج العروس 3: 368].
2- كذا في النسختين، ولعلّ صوابها : ( ما ربا ممّا فيها )

أن أُعوّد نفسي ما لم تَعْتَده.

وقال : هذا حلال ولكنّي أكره أن آكل طعاماً لا يأكله رسول الله.

ثمّ قال : على هذا تقاتَل الناس أكره أن أعود نفسي ما لم أُعَوِّدها (1).

[ 17/180] - وكان عليّ (علیه السلام) يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، وكان زين العابدين (علیه السلام) أقرب شبها به ، وما أطاق أحدٌ عمله(2) .

[18/181] - وعن محمد بن المنكدر(3): سمعت أنَساً يقول : نزل : ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ

ص: 169


1- انظر: المحاسن 2: 134/409 و 135/410 وعنه في وسائل الشيعة 24 : 4/388 و 5 وبحار الأنوار 66: 4/323 و 5 ، الغارات 1 : 88 وعنه في مستدرك الوسائل 16 : 5/297 ، مناقب آل أبي طالب 1 : 368 وعنه في بحار الأنوار 40: 9/327 وحلية الأبرار 2: 21/233 ومستدرك الوسائل 16: 12/299، إرشاد القلوب :2 : 18 ، كشف الغمة 1: 163 التاريخ الكبير 4: 200/ 2489 ، المناقب للخوارزمي : 119 / 131 ، ذخائر العقبي : 102 جواهر المطالب :1 285 ، سبل الهدى والرشاد 301:11 .
2- انظر: الكافي : 130 ذيل حديث 100 وعنه في بحار الأنوار 16: 277/ ذیل حدیث 116، الأمالي الصدوق (رحمه الله): 356/ ذيل حديث 14 وعنه في وسائل الشيعة 1: 89 ذيل حديث 12 وبحار الأنوار 41: 103 / ذيل حديث 1 وحلية الأبرار 2: 173/ ذيل حدیث 2 و 229/ ذیل حدیث 11 و 257 ذيل حديث ،9 ، روضة الواعظين : 117 ، الأمالي للطوسي(رحمه الله) : 693 ذيل حديث 13 وعنه في بحار الأنوار 40 : 340/ ذيل حديث 25 وحلية الأبرار 1: 220 ذیل حدیث 3 و 289 ذیل حدیث 4 و 2 : 172/ ذیل حدیث 1 مجمع البيان 9: 147 وعنه في بحار الأنوار 69 :320 الدر النظيم : 244 . وجاءت في هذه المصادر أن علي بن الحسين (علیهما السلام) لينظر في الكتاب من كتب عليّ (علیه السلام) فيضرب به الأرض ويقول : من يطيق هذا ؟!
3- محمّد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير الإمام شيخ الإسلام ، أبو عبد الله القرشي التميميّ المدنيّ ، أخو أبي بكر وعمر ، سمع أبا هريرة وابن عباس وجابر وأنساً وسعيد بن المسيّب وطائفة سواهم، وعنه ابن المنكدر وشعبة ومعمّر وروح بن القاسم والسفيانان ومالك وخلق قال الحميدي ابن المنكدر حافظ، وقال مالك: كان سيّد القراء ، قال الواقديّ : توفّي سنة ثلاثين ومائة [لاحظ تذكرة الحفاظ 1: 128 / 114].

آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً ) (1) في عليّ ، فأتيته لأنظر إلى عبادته، لقد أتيته وقت المغرب [وهو ] يصلّي بالناس ، فلمّا فرغ جلس في التعقيب إلى صلاة العشاء الآخرة، ثمّ دخل منزله ودخلت معه فوجدته طول الليل يصلّي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلّى بالناس الفجر، ثمّ جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس، ثمّ قصد الناس وكان يقضي بين الرجلين فإذا فرغا يقضي بين آخر وخصمه إلى أن زالت الشمس، فجدّد الوضوء ثمّ صلّى بأصحابه الظهر ثمّ قعد في التعقيب إلى أن صلّى بهم العصر، ثمّ أتاه الناس فجعل يقوم رجلان ويقعد آخران يقضي بينهم ويفتيهم إلى أن غابت الشمس فقلت : أُشهد أنّ هذه الآية نزلت فيه (2).

فصل [في حرصه (علیه السلام) لأمور الرعية ]

[19/182 ] - ولمّا قُتِل عثمان أخذ طلحة مفاتيح بيت المال وكان لا يشكّ أنّه صاحب الأمر ، وأتى الناس عليّاً (علیه السلام)وأبوا إلّا أن يبايعوه وأقسموا أن لا نصرفها إلى غيرك ، ثمّ بايعوا وبايع طلحة والزبير فيمن بايع، فأرسل إلى طلحة أن ابعث بمفتاح بيت المال ، فأبى، فأمر علي (علیه السلام) فكُسِرَ ثم قسّم ما فيه بين المسلمين ،وكتب لطلحة عهداً على الشام وللزبير على العراق، فقالا : وصل قرابتنا وشكراه ، وأُخبر عليّ (علیه السلام) بذلك فقال : ظنّا أنّ هذا محاباة منّى لهما واستردّ العهدين فغضبا

ص: 170


1- الزمر 9 .
2- راجع : الأمالي للصدوق (رحمه الله): 15/356 وعنه في بحار الأنوار 41: 3/13، تنبيه الغافلين : 147، روضة الواعظين : 117 وعنه في حلية الأبرار 2: 15/179 ، مناقب آل أبي طالب 1 :389 مجموعة ورّام: 485 .

واستأذناه في العمرة وعائشة بمكّة، فأذن لهما وعلم أنّهما يغدران ، فأقسما، وصنعا ما صنعا (1).

[20/183] - ولمّا قدم الكوفة أقبل قوم إليه في نصف النهار فتخَيَّلوا أنه نائم، فخرجت إليهم جارية وقالت : إنّ أمير المؤمنين لا يخفى عن أحد، فقال واحد [ منهم ]: دَخَلْتُ الكُوفَة والحمد لله ، فسجد شكراً للّه، فلمّا رفع رأسه قال ما منعک من الدخول ؟ قال : ظننتك نائماً ، قال : لقد أسأت بي الظنون، إنِّي إن نُمت بالنهار لقد قَصِّرتُ فى أمر الرعيّة وإن نمتُ بالليل لقد قصّرت في أمر نفسي.

[21/184] - وقال أبو الدرداء: ألا أُخبركم بأقلّ الناس مالاً وأكثرهم ورعاً وأشدّهم اجتهاداً في العبادة ؟ هو علي (علیه السلام)؛ لقد شهدته يقول بصوتٍ حزين ونغمة شجيّة :

«إلهي كم من موبقة حملت عني ....» إلى آخره.

ثمّ ركع ركعات في جوف الليل ثمّ فزع إلى الدعاء والبكاء.

وقال:

«إلهي، أذكرُ عفوك فَتَهُونُ علي خطيئتي ، ثمّ أذكرُ العظيم من أخذك فتعظُّمُ على بليّتي».

ثم قال :

«آه ، إن أنا قرأت في الصحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فيقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلتُهُ، ترحمه الملائكة إذا أُذن فيه بالنداء ، آه من نار تنضج الأكبادَ والكُلى، آه من نار [ نزّاعة للشّوى، آه من

ص: 171


1- انظر الجمل للمفيد (رحمه الله) : 85 و 89 الإرشاد 1 :245 المستر شد +418 ، الاحتجاج 1 : 235 المزار لابن المشهديّ : 276 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1: 232 و 10: 248، تاریخ اليعقوبي 2: 180 ، المناقب للخوارزمي : 178 .

غمرة ملهبات لظى](1) .

ثم أخذ (2) في البكاء فلم أسمع [له] (3) حسّاً، فأتيته فإذا هو كالخشبة المُلقاة فحركته فلم يتحرّك ، فقلت : مات عليٌ ونعيته إلى أهله، فقالوا: هي الغِشية التي تأخذه من خشية الله.

ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق فقلتُ : ممّ بكاؤك ؟ قال : فكيف لو رأيتني وقد دُعِي بي إلى الحساب، وأيقن أهلُ الجرائم بالعذاب، واحتَوَشَتهم (4) ملائكة غلاظ وزبانية أفظاظ(5)(6).

[22/185 ] - وكان إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه حتّى يُعرف ذلك في وجهه. وكان يعمل عمل رجل كأنّه نظر إلى أهل الجنة والنار.

وكان يغتسل في الليلة الباردة ليتجلّد لا ليتنظّف (7).

ص: 172


1- مابين المعقوفتين من الأمالي الصدوق(رحمه الله).
2- قوله : (ثم أخذ) بياض في «أ».
3- مابين المعقوفتين من الأمالي للصدوق (رحمه الله).
4- في «أ»: (واحتوشتني ) ، احتوش القوم الشيء : أحاطوا به وجعلوه وسطهم.
5- الفظّ : الجافى القاسي .
6- رواه الصدوق(رحمه الله) بتفصيل في الأمالي 9/137 وعنه في بحار الأنوار 41: 1/11 و 87: 2/194، حدّثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التميميّ الخرقانيّ (رحمه الله)، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد المكّي ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن إسحاق المدائني ، عن محمّد بن زياد عن المغيرة عن سفیان، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير .... روضة الواعظين: 111 ، مناقب ابن شهر آشوب 2 :124 وعنه في حلية الأبرار 2 :5/184 ومدينة المعاجز 2: 413/79 ، الدر النظيم : 241 ، مجموعة ورّام: 475 .
7- انظر: الارشاد للمفيد (رحمه الله) 2: 142 وعنه في وسائل الشيعة 1: 91 / ذیل حدیث ،18 شرح الأخبار 271 ، الخرائج و الجرائح 2 :891 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 110:4 وعنه في بحار الأنوار 34: 135 و 41: 133 و 60: 281 .

فصل [في كرمه (علیه السلام)]

[23/186] - قال علي (علیه السلام) لفاطمة (علیها السلام) يوماً : [إنّي ] لَأَجِدُ صداع رأسي من خلاء بطني.

قالت : وجّه إلينا رسول الله تمرة فوزعتها بين الحسن والحسين (علیهما السلام).

قال : فخرجت إلى الصعدات، قال يهوديّ - ظنّني أعرابياً بدوياً : هل تكريني نفسك وتستقي لي من هذا البئر دلاء أجعل لك من كل دلو تمرتين، فاستقيت دلاء حتّى ملأت كفّي ، ثم أتيت إلى رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلّم) وإلى فاطمة (علیها السلام) فأطعمتُهم ، فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلّم) : من أين لك ؟ فأريته يدي وهي تشخب دماً .

فقال: يا علي، ألا يسرّك أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟ قلتُ: رضيتُ.

[ 24/187] - وإن عليّاً (علیه السلام) أعتق ألف رقبة من كلّ يده (1).

ص: 173


1- رواه في المحاسن 2: 80/624 وعنه في بحار الأنوار 41 :20/42 ، عنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن سيف بن عميرة وسليمة صاحب السابري، عن زيد الشحام ، عن أبي عبد(علیه السلام)... الكافي 5: 74 ذيل حديث 2 وعنه في وسائل الشيعة 17: 37 ذيل حديث 3 وحلية الأبرار 1: 1/329 و 2: 1/251، وأيضاً في الكافي 5: 4/74 وعنه في وسائل الشيعة 17: 1/37 و 23: 6710 وحلية الأبرار 2 2/251 ، علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ... وباقي السند كما في المحاسن . الأمالي للصدوق (رحمه الله) : 356/ ذيل حديث 14 وعنه في وسائل الشيعة 1: 89 ذیل حدیث 12 وبحار الأنوار 103:41 / ذيل حديث 1 وحلية الأبرار 2: 173/ ذيل حديث 2 و 229 / ذیل حدیث 11 و 256 ذيل حديث 9 ، تهذيب الأحكام 6 :16/325 بإسناده إلى الشيخ الصدوق (رحمه الله) ، روضة الواعظين: 117 ، الغارات 1: 92 وعنه في بحار الأنوار 70: 119 / ذيل حديث 9 و 104: 195 ذيل حديث 15، شرح الأخبار 3: 272، الإرشاد 2: 142 ، وعنه في وسائل الشيعة 1: 91/ ذيل حديث 18 وبحار الأنوار 41 :110 / ذیل حدیث 19 و 46 : 75 ذيل حديث 65 وحلية الأبرار 2: 223 ذيل حديث 15 ومدينة المعاجز 4: 251 ذیل حدیث ،31 ، الخرائج والجرائح 2 :891 الدرّ النظيم : 244 ، مجمع البيان 9: 147 وعنه في بحار الأنوار 69: 320، إعلام الورى 487:1 .

[ 25/188] - وإنه عمل حتّى دبرت كفّاه .

[26/189] - وحفر عيناً بيده ، فلمّا انفجرت تصدّق بها.

[27/190] - وقال أبو عبد الله (علیه السلام) : طعام علي (علیه السلام)كان الخبز والزيت (1) ، ولقد أعتق ألف مملوك أسماؤهم عندي (2).

[28/191] - وتصدّق بالحائط فيه ثلاثون ألف عذق وكتب : هذا ما تصدّق به عليّ ابن أبي طالب ليصرف الله عن وجهه حرّ جهنّم يوم القيامة .

[29/192] - وكان يغرس الأشجار ويكري الأنهار ويبيع شيئاً منها ويعتق منها المماليك .

[30/193] - ورآه رجل يبكي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مالك تبكي ؟

قال : لم يأتني ضيف منذ سبعة أيام، فأخاف أنّ ربّي أهانني(3).

ص: 174


1- انظر: المحاسن 2 : 525/483 وعنه في بحار الأنوار 40: 12/330 ، قرب الإسناد : 391/113، الكافي 6: 3/328 و 8: 176/165 وعنه في وسائل الشيعة 25 : 7/87 وبحار الأنوار 41 :42/131 .
2- هكذا جاءت في المصادر : (بعث عبد الله بن الحسن إلى أبي عبد الله (علیه السلام) يقول لك أبو محمّد : أنا أشجع منك وأنا أسخى منك وأنا أعلم منك . فقال لرسوله : أمّا الشجاعة فو الله ما كان لك موقف يعرف فيه جبنك من شجاعتك ، وأما السخاء فهو الذي يأخذ الشيء من جهته فيضعه في حقّه، وأما العلم فقد أعتق أبوك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ألف مملوك فسمّ لنا خمسة منهم وأنت عالم ،فعاد إليه فأعلمه ثمّ عاد إليه فقال له : يقول لك : أنت رجل صحفي ، فقال له أبو عبد الله (علیه السلام): قل له : إي والله ، صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها من آبائي(علیهم السلام) ) انظر: مسائل علي بن جعفر(علیهما السلام) : 825/331، الكافي 8: 553/363 وعنه في بحار الأنوار 47: 23/298 وحلية الأبرار 2: 8/255 .
3- لاحظ : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11: 223، الرسالة القشيرية : 253، شرح إحقاق الحق 31 : 240 عن إحياء علوم الدين للغزالي .

[31/194] - وكان يكرم الضيف ويكسب لهم، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم): «إنّ ضيفك - يا علي - وضيفي ضيف الله ، وما كان الله ليضيع ضيفه» .

وقال

الجودُ مِنَّا وفينا لا يُزايلُنا *** حتَّى يُفَرَّق بينَ الرُّوح والجسدِ

مَن شاءَ ينزلُ فينا غيرَ مُحْتَشَمٍ *** والضَّيفُ فينا كبعض الأَهْلِ والوَلَدِ

[32/195 ] - وأُهدي له رأس شاة فقال : إنّ فلاناً أحوج إليه ، فبعث به إليه، فلم يزل يبعث واحد بعد واحد حتّى تداوله سبعة رجال ورجع إلى الأوّل، فنزل: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةُ ) (1) (2).

[33/196] - وكان عنده أربعة دراهم، فأعطى درهماً ،بالليل ودرهماً بالنهار، ودرهماً في السرّ ، ودرهماً في العلانية، فنزلت: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً ) الآية (3)(4).

[ 34/197] - ووقف سائل على أمير المؤمنين (علیه السلام) في شهر رمضان وقد رفع

ص: 175


1- الحشر 9.
2- روي هذا لرسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) ، راجع: مشكاة الأنوار: 330 وعنه في مستدرك الوسائل7: 4/212، زاد المسير 7: 339 ، الدر المنثور للسيوطي 6 :195 ، فتح الباري 7: 91 .
3- البقرة: 274 .
4- رواه في تفسير فرات الكوفي : 72 وعنه في بحار الأنوار 36: 7/62، جعفر بن محمّد بن مروان عن أبيه ، عن إبراهيم بن فراسة ، عن مسعر بن كدام ، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلميّ ، قال ... مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفي 1: 98/165 ، محمد بن سليمان، قال: حدّثنا محمّد بن منصور، قال: حدّثنا إسماعيل بن موسى عن الحسن بن عليّ الهمدانيّ ، عن حميد بن القاسم بن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه عبد الرحمن بن عوف .... أسباب نزول الآيات للنيسابوريّ: 58 ، شواهد التنزيل 1 : 144 و 145 ، تاريخ مدينة دمشق 42 :358 .

الطعام ، فقال علي (علیه السلام): صنع الله له ، فلحظ إلى السماء بطرفه .

فقال عليّ (علیه السلام): يا قنبر، أعطه مائة درهم،

فقال قنبر : يسألك بسدّ جَوْعَةٍ.

قال: مُرّ وأعطه مائتي درهم قلت: أُعطيه [ مانتين ]؟!

قال : أعطه ثلاثمائة .

قال: فقلت : ليتني لم أسألك في أمره.

قال: امض وأعطه أربعمائة .

ثمّ قال علي (علیه السلام) : تدري بما قال الفقير لمّا دعوت له أوّلاً؟ قال : إلهي قد دعاك من لا يُحجَبُ دعاؤه فاستجب دعاءه، فما استتمّ دعاءه حتى سمعت منادياً من الهواء يقول : أعطه أربعمائة درهم فقد أجرينا رزقه على يدك، وقد وهبنا لك ذنوب كلّ من صلّى عليك.

[35/198] - وكانت له ضيعة استخرجها فجاءهُ يهوديّ من خيبر واشتراها بستّة آلاف دينار، فقسّم المال قبل أن يقوم من مجلسه ، وقال : إنّي لأستحيي من الله أن يكون ذنب أعظم من عفوي أو جهل أعظم من علمي أو خلّة لا يسدّها جودي (1).

[36/199] - وأتاه رجل فقال : لي حاجة ، فقال : اكتبها في الأرض فإنّي أكره أن أرى أثر الضُرّ على وجهك.

فكتب : [أنا ](2) فقير محتاج، فأعطاه مائة دينار .

قالوا له: أغنيته.

قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم) يقول :« أنزلوا الناس منازلهم» .

ص: 176


1- راجع: دستور معالم الحكم: 26 ، تاریخ بغداد 1: 345/379 تاریخ مدينة دمشق 517:42 ، ذيل تاریخ بغداد 30:2 .
2- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر .

ثم قال: إنّي لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم كيف لا يشترون الأحرار بأموالهم(1).

[ 37/200] - وجاءه الحارث بن الأعور فقال: لي حاجة، فأطفأ السراج ، فقال: ولم ذلك ؟ قال : لِأَن لا أرى ذلّ المسألة في وجهك، فإنّي سمعت رسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلّم) يقول :

«الفقر أمان وكتمانه عبادة (2)، من أفشاه إلى أخيه فستر عليه ستر الله عليه عيوبه ومَحَا عنه ذنوبه وكتبه في ديوان الصدّيقين».

[38/201] - قال جابر: رأيته وقد خلع الحِذاء من رجليه فدفعه إلى أعرابي، فقلت: (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) (3)، ورجع إلى منزله وقد بعث إليه ببردين فقال: عوّدنا الله أن ينعم علينا وعوّدناه أن ننعم على عباده ؛ من قطع العادة منع المادّة(4).

ص: 177


1- رواه الصدوق (رحمه الله) في الأمالي : 12/347 وعنه في بحار الأنوار 41: 7/34 و 74: 2/407، حدّثنا أبو العباس محمّد بن إبراهيم الطالقاني (رحمه الله)، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباري، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي يعقوب الدينوريّ، قال: حدثنا أحمد بن أبي المقداد العجليّ ، قال : يروى ..... روضة الواعظين: 357 إرشاد القلوب 1: 269 وعنه في مستدرك الوسائل 7: 6/238، نزهة المجالس 1: 240 . وجاء في المصادر : أنشأ الرجل بعد أن أعطاه أمير المؤمنين (علیه السلام): كوتني حلّة تبلى محاسنها *** فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة *** ولست تبقي بما قد نلته بدلا إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه *** كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا لا تزهد الدهر في عرف بدأت به *** فکل عبد سيجزى بالذي فعلا
2- في النسختين: (الفقر عبادة وكتمانه أمان ) .
3- البقرة : 286 .
4- انظر: الدرجات الرفيعة : 199 ، نور الأبصار : 177 ، شرح إحقاق الحق 11: 151 و 338 عن الكنز المدفون للسيوطيّ، وفي بعضها عن الإمام الحسن بن علي (علیهما السلام) وفي بعضها الأخرى عن عبد الله بن جعفر.

من يبخل ذلّ ، ومن جاد ساد (1).

فصل [حفظه (علیه السلام)لأموال بيت مال المسلمين ]

[39/202] - وكان عمرو بن عمير الثقفي نديماً لأبي طالب يتبرد عنده أيام الحرّ،فلمّا أتى الإسلام شُغِلَ أبو طالب عن الخروج إلى ولايته متشاغلاً برسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلّم) ، وبقى عمرو إلى خلافة علي (علیه السلام) وقد تفرّق ماله فقالت له :زوجته أتدري من الخليفة ؟ إنّه علي بن أبي طالب، أبوه صديقك الذي كان يصيف عندك ، فلو أتيته .

فقال : مالي قوّة سفر ولا قوة ذات يد.

قالت : أمّا قوّة ذات يد فإنّ لي قلادتين فخذهما واستعن بهما على سفرك ، وأمّا السفر فتجلّد وتكلّف للأذى عسى أن يفيدنا خيراً.

فظعن(2) الشيخ ، فلما دخل قال علي (علیه السلام): من الرجل ؟

قال عمرو بن عمير .

:قال مرحباً وأهلاً فأنت العمّ والوالد فأجلسه معه على عباءة له قطوانية وأقبل عليه .

ص: 178


1- انظر : الكافي ،8 21 ، تحف العقول: 96 وعنه في بحار الأنوار 77: 285، نزهة الناظر وتنبيه الخواطر : 1/ ذیل حدیث ، كشف الغمة 2: 239 وعنه في بحار الأنوار 78: 121 / ذيل حديث ، الفصول المهمة لأبن الصباغ2: 770 ، سبل الهدى والرشاد 11: 78 ، في بعضها ضمن خطبة الأمير المؤمنين (علیه السلام) والآخر عن الإمام الحسين بن علي(علیهما السلام) باختلاف مع المتن.
2- ظعن : مثل قوله تعالى ( يَوْمَ ظَعَنِكُمْ ) أي سيركم وارتحالكم [ مجمع البحرين 3: 88]

فقال : كيف أنت وحالك ؟

فقال : ضعف منّي ما كان قويّاً وقوي منّي ما كان ضعيفاً، وأجمت النساء وكُنَّ الشقاء (1)، وفقدت المُطْعِم وكان المُنْعِم ، وذهب لهوي وبقي سَهْوِي ، وثَقُلْتُ على الأرض وتقارب بعضي من بعضي، فنومي سُبات وسمعي خُفات وعقلي تارات، وعينا أمير المؤمنين(علیه السلام) تدمعان ، ثم قام ودخل بيت مال المسلمين فإذا له فيه أربعة دراهم، فأخرجها إليه فقال : هذا حقك في بيت المال، وسأل أهل بيته وجمع له عشرين ألف درهم، ثم أتاه بها فقال: هذه صلة أهل بيتي، وما لعلي في هذا إلا درهمان .

ثم قال: لو أنّ بني عبد المطّلب أعطوا عَمْراً ما طلعت عليه الشمس ما كافؤوه (2).

[40/203] - وكان علي (علیه السلام) لا يطمع القويُّ في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله (3)، حتّى أن عقيلاً أخاه قدم عليه بالكوفة يسأله، فقال علي (علیه السلام) لابنه : اكْسُ عمّك، فكساه قميصاً ورداء، فلمّا حضر العشاء دعا به عليّ فإذا هو خبز وملح.

فقال عقيل : ليس إلّا ما أرى ؟

قال : أوليس هذا من نعم الله ؟

ص: 179


1- في «أ»: ( الشفاء ) .
2- جاءت في تاريخ مدينة دمشق 46: 203 و 358 و 359 قضية لعمرو بن عامر السلمي أو عمرو بن مسعود السلمي حين وفد على معاوية عليه اللعنة الإصابة 5: 6508/114 .
3- انظر : مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفي 2 :51 شرح الأخبار 2: 392، کنز الفوائد: 270 وعنه فى بحار الأنوار 33 :275 ، الأربعون حديثاً لمنتجب الدين : 86، ذخائر العقبي : 100، الدرّ النظيم : 238، كشف الغمة 76:1 ، العدد القوية : 249 ، كشف اليقين: 116 ، أعلام الدين: 150، إرشاد القلوب 2 :25 ، عدّة الداعي : 195 وعنه في بحار الأنوار 87: 156 ، الجوهرة : 75، مطالب السؤول: 180 ، معارج الوصول للزرندي : 52 ، الفصول المهمة 1: 599، جواهر المطالب 1: 235 ، نظم درر السمطين: 135 .

قال : أعطني ما أقضي به ديني فعَلَيّ مائة ألف.

قال له: ما أملكها ولكن اصبر حتّى يخرج عطائي فأُقاسمكه، ولولا أنّه لابد للعيال من شيء لأعطيتك كله.

قال عقیل: بيت المال في يدك .

فقال: ما أنا وأنت فيه إلّا بمنزلة رجل من المسلمين.

وكانا فوق قصر الإمارة مشرِفَين على صناديق أهل السوق.

فقال: إن أبيت يا أبا يزيد ما أقول لك فَانْزِلْ إلى بعض الصناديق واكسر قفله فخذ ما فيه.

قال : وما فيها ؟

قال : أموال التجّار.

قال: تأمرني أن أكسر صناديق قوم قد توكّلوا على الله ؟!

فقال له: أتأمرني أن أفتح بيت مال المسلمين فأعطيك أموالهم وقد توكّلوا على الله ؟!

قال : ائذن لي أن أخرج إلى معاوية.

قال : قد أذنتُ .

قال : فأعنّي على سفري، فأعطاه أربعمائة درهم من عطائه(1).

فلمّا سمع معاوية بقدوم عقيل أمر الناس أن يتلقّوه ، فخرج معاوية والناس معه حتّى لقوا عقيلاً فسلّم عليه (2) وظن أنه جاء طاعناً على علي (علیه السلام).

ص: 180


1- جاء بتفصيل في مناقب آل أبي طالب 1: 376 وعنه في بحار الأنوار 41: 113 ذيل حديث 23 ،شرح إحقاق الحق 18 : 25 عن كتاب الفنون لأبي الوفاء علي بن عقيل البغدادي: 47. وانظر الغارات 1: 64 و 2: 935 وعنه في بحار الأنوار 33: 488/199 الأمالي للطوسي(رحمه الله): 8/723 وعنه في بحار الأنوار 42 :3/111 .
2- قوله: ( فسلّم عليه ) لم يرد في «م».

قال: كيف رأيت عليّاً وأصحابه ؟

قال : كأنهم أصحاب رسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلّم) يوم بدر إلا أنّي لم أر رسول الله معهم .

قال : كيف تراني وأصحابي ؟

قال : كأنّهم أصحاب أبي سفيان يوم أُحد إلّا أنّي لا أرى أبا سفيان، فما راجعه الكلام.

ثمّ أذن للناس وأجلس الضحّاك بن قيس (1) معه على السرير وأمر بكرسيّ فَوَضَع عليه قدميه ثمّ أذن لعقيل ، والمجلس غاصٌ بأهله، فقال: يا معاوية، ارفع رجليك عن الكرسي، فرفعهما وقعد عليه عقيل وقال : يا معاوية (2)، من هذا الذي قعد على السرير ؟

قال: الضحاك بن قيس الفهريّ.

قال عقيل : هذا الذي كان أبوه يخصي بهائمنا بالأبطح.

وأقعد من الغد أبا موسى الأشعريّ معه على السرير وقعد على هيئته واضعاً قدميه على كرسيّ، ودخل عقيل وقال يا معاوية ارفع رجليك ، فرفعهما وقعد عليه، فقال: من هذا الذي معك على السرير ؟

فقال : عبد الله بن قيس.

قال عقيل : من كانت كانت أُمّه لَمُطَيِّبةَ المَراقِّ (3).

ص: 181


1- الضحّاك بن قيس القرشي الفهريّ ، أبو أنيس ، ولد قبل وفاة النبي (صلّى الله عليه و آله وسلّم)نحواً من سبع سنين ، له في حروب معاوية بلاء عظيم، وكان على شرطته، ولّاه على الكوفة سنة ثلاث وخمسين وعزله سنة سبع وخمسين، وهو الذي ولي دفن معاوية، وأخبر يزيد بموته، وكان يزيد يوم ذاك خارج دمشق، وبايع لابن الزبير بعد معاوية بن يزيد ،وقاتل مروان بمرج راهط، فقتل بها منتصف ذي الحجة سنة أربع وستين [ الطبقات الكبرى 5: 226 ، أسد الغابة 4: 349 الجرح والتعديل للرازي 4: 2019/457].
2- من قوله : (ارفع رجليك) إلى هنا لم يرد في «م».
3- المَرَاقُ : هي مراقّ البطن، وهي أسفله وما حوله مما استَرَقَّ ولان. أراد أنّها زانية تطيب مواضع الشهوة للرجال .

ثم لمّا كان اليوم الثالث قال لعمرو بن العاص، تقعد معي على السرير، قال:

إِنَّ السَّرِيرَ عَلَيَّ غَيْرُ مُسَلّمٍ *** ما دامَ عِنْدَكَ بالبلادِ عَقِيلُ

ثم إن معاوية أمر لعقيل بمائة ألف درهم، وقال: كيف رأيتني وأخاك ؟

قال: فأمّا علي فخير لنفسه منه لي ،وأمّا أنت فخير لي منك لنفسك .

فقال : دع هذا أين ترى عمّك أبا لهب ؟

فقال : إذا دخلت جهنّم تجده مفترشاً عمّتك.

قال معاوية : يا أهل الشام ، هذا ابن أخي أبي لهب.

فقال عقيل: وهذا ابن أخي أُمّ جميل حمّالة الحطب، فتمثّل معاوية :

وَإِنَّ سَفاة الشيخ لا حِلْمَ بَعْدَهُ *** وإِنَّ الفَتى بَعْدَ السَّفاهةِ يَحْلُمُ

فقال :عقیل

إِنَّ السَّفاهَةَ قِدْماً مِن خَلائِقِكُمْ *** لا قَدَّسَ اللهُ أَرْواحَ المَلاعِينِ

قال معاوية: واحدة بواحدة والبادئُ أظلم(1).

فصل [مواساته (علیه السلام) للرعية ]

[41/204] - وسأل عليّاً (علیه السلام) مولى له مالاً ، فقال : أُواسيك إذا خرج عطائي ، فخرج إلى معاوية فأعطاه مالاً ، فأخبر عليّ (علیه السلام) بما نال، فكتب إليه :

ص: 182


1- انظر: الغارات 2: 551 ، الأمالي للسيد المرتضى(رحمه الله): 1: 200 ، الصراط المستقيم 3: 49، العقد الفريد 6:4 7 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 93 و 11 : 252 وعنه في بحار الأنوار 42: 117 ، أنساب الأشراف ،1 :76 سير أعلام النبلاء 3: 100 و تاريخ الإسلام 4: 85 .

«إن ما في يدك من الدنيا قد كان له أهل قبلك، وصائر إلى أهل بعدك، وإنّما لك منها ما مهّدت لنفسك، وأنت جامع لها لمن عمل فيه بطاعة الله فيسعد بما شقيت به، وإن عمل فيه بمعصية الله فأعنته عليها ، فارج لمن مضى رحمة الله ، وثق لمن بقي برزق الله ، واجهد بأن لا تكون أشقى الثلاثة » (1).

[42/205] - وكان يوماً قاعداً فأتاه شاب وشيخ يسألانه شيئاً من الصدقة ، فأعطى الشيخ شيئاً وأعطى الشابّ ضعفيه، فقيل فيه ، قال : هذا الشاب أرحمه مخافة أن لا يجد ما ينفقه على نفسه فيسرق فتقطع يده .

[43/206] - وجاء ته سائلة فأعطاها أربعمائة درهم ، فقيل له في ذلك ، فقال : إنّما نظرتُ إلى جمالها فخشيت أن يُفْتَتَنَ بها ، فأحببت أن أُغنيها، وعسى أن يرغب فيها رجل فيتزوَّجها.

[ 44/207] - وعن كهمس بن أبي أُميّة ، قال : إني دخلت على علي (علیه السلام) في يوم شاة(2) وعليه شَمْل قطيفة .

فقلت : أنت خليفة الله وابنّ رسول الله ، ألا تلبس من الثياب ما يدفئك ؟! قال : لا والله ما أَرْزَاُ من أموالكم شيئاً وما هو إلا شمل قطيفتي التي جئت بها من المدينة (3).

ص: 183


1- راجع : الكافي 8: 28/72 وعنه في بحار الأنوار 33: 548/285 ، نهج البلاغة 4: 97 وعنه في بحار الأنوار 73: 144 / ذيل حديث 28 ، مناقب آل أبي طالب :1: 378 وعنه في بحار الأنوار 41: 117 ذیل حدیث 23 ، عيون الحكم والمواعظ : 519 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 :54 كنز العمال 3: 8572/721 .
2- شتى القوم من باب قال ، فهو شاةٍ : إذا اشتد برده [ مجمع البحرين 1 :242] .
3- انظر: ذخائر العقبى: 108 ، كشف الغمة 1: 172 وعنه في بحار الأنوار 40: 334 ذيل حديث 15 حلية الأولياء 1: 82، مطالب السؤول: 179 ، صفة الصفوة 1 : 317 وعنه في حلية الأبرار 2: 246 ذیل حدیث 12، سبل الهدى والرشاد 11: 301، السيرة الحلبيّة 2: 735، ينابيع المودة 2: 195.

[45/208] - وكان طلحة والزبير يقولان : ليس لعلي مال ، فأمر وكلاءه أن يجمعوا غلّة الضيعة فكانت مائة ألف ، فقال للوكلاء احملوها، فَأَتَوْهُ بها فنثرها في الأرض الواسعة ، ثم دعا بطلحة والزبير فقال لهما : هذا المال ليس لأحد فيه شيء ، وكانوا إذا قال صدّقوه، فخرجا يقولان : إن لعلي مالاً ، ثم قال علي (علیه السلام) للوكلاء: اصرفوها حيث كنتم تصرفونها (1).

فصل [في كيفية تقسيمه بيت المال ، وأنه (علیه السلام) لم يأخذ لنفسه شيئاً ]

[46/209] - وكان إذا أُتي بالمال جعله في بيت المال حتّى يصبح ، فإذا أصبح دعا برؤوس الأرباع فقال : اقْسِمُوا بين أصحابكم، فجاءه متاع فأمرهم أن يَقْسِمُوه، ثمّ دخل بيت المال فخرج وعلى عاتقه حبال وجرب وبعضها في يده يجرها، فقال: ها أقسموها :

هذا جِنايَ وخِيَارُه فِيه *** إِذ كُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ (2)

[47/210] - ورأى حلساً مطروحاً ، فقال : ما هذا؟

ص: 184


1- رواه في الكافي 6 :11/440 وعنه في وسائل الشيعة 5: 2/9 وبحار الأنوار 41 :35/125، عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محجوب، عن ابن فضّال جميعاً، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ...
2- انظر : الأمالي للصدوق (رحمه الله): 17/357 وعنه في بحار الأنوار 41: 2/103، شرح الأخبار 2: 717/361 و 722/363 ، الاختصاص: 151 ، مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفيّ 12: 518/33 و 541/53 و 563/78 ، روضة الواعظين : 117 ، مناقب آل أبي طالب 1: 365 وعنه في بحار الأنوار 41: 113 / تحت رقم 23 ، كشف الغمّة 1: 156 وعنه في بحار الأنوار 40 :14/333 وحلية الأبرار : 23/235 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7: 621 الاستيعاب 3: 1113 تاريخ مدينة دمشق ، 42: 478 ، جواهر المطالب 1: 273 و 274 ، كنز العمّال 13: 36544/181و 36545/182 .

فقالوا : ليس في البيت شيء ، فإذا جاءك مال يطرح عليه .

فقال : أليس هو منه ؟

قالوا: بلى، فأخذه فباعه بسبعة دراهم ثمّ طرحها فيه (1) فقسّمه بين المسلمين، ثم دخل يصلّي فاطّلع الأشعث فرآه يصلي، فقال: إنّ صاحبكم خير الناس وإنّه لمجنون ؛ فرّق هذا المال ولم يأخذ لنفسه شيئاً.

[48/211] - وعن سلامة التيميّ (2): إنه ذهب إلى السوق فرأى عليّاً (علیه السلام) قد خرج من القصر فَاتَّبَعه فرآه يأمر بالعدل والإحسان والوفاء، حتّى إذا انتصف النهار جاء ودخل القصر، ثمّ مال إلى بيت المال فدخله فقال لصوّانه : اصطلحوا على أن لا يبقى من الغد فيه بيضاء ولا صفراء ، ثمّ يقول : غُرّي غيري (3).

[49/212] - وقال علي بن أبي رافع (4): كان في بيت المال عِقد لؤلؤ وكنت عليه ، فأرسلت إليّ بنت لعلي (علیه السلام) أن تُعِيْرَنيَهُ للتجمّل فى أيام الأضحى، فأرسلته إليها وقلت : عاريّة مضمونة مردودة؟ قالت : نعم، فرآه علي (علیه السلام)، فقال : من أين صار إليك هذا العقد ؟

قالت: استعرته بعارية مضمونة ثم أردّه.

فقال لابن أبي رافع: أتخون المسلمين ؟

فقلت: معاذ الله.

فقال : كيف أعرت بغير إذنى ورضاء المسلمين ؟! فقبضه منها وردّه إلى بيت

ص: 185


1- قوله : (ثم طرحها فيه) لم يرد في «م».
2- سلامة بن سهم التيمي، يروي عن علي (علیه السلام) ، روى عنه عمر بن سويد [ الثقات لابن حبان 343:4].
3- انظر الاستخراجات في هامش 2 في ص 178.
4- عليّ بن أبي رافع، تابعي من خيار الشيعة ، كانت له صحبة من أمير المؤمنين (علیه السلام) ، وكان كاتباً له، وحفظ كثيراً، وجمع كتاباً في فنون من الفقه الوضوء والصلاة وسائر الأبواب [لاحظ رجال النجاشي : 2/6 ، خلاصة الأقوال : 68/189] .

المال، وقال لي: إن عُدت لمثله تنالك عقوبتي(1).

[50/213 ] - وأتاه عسل وسمن ووضعا في الرَّحَبَة حتى يقسَّما بين المسلمين ،فاحتاجت بنتٌ لعلي (علیه السلام) إلى شيء منه ، فبعثت إلى الموكَّل بقصعة وقالت : املأها منه ، فإذا قسّم نردّ من نصيبنا ذلك القَدر، فدخل عليّ (علیه السلام) ونظر إلى نِحْيٍ نَقَصَ منه شيء، فقال: ما هذا ؟ فقال الموكّل: أقرضته إلى أن يخرج شيء فنردّ مكانه، فغضب وقال : لا تأخذ شيئاً إلا مع الناس ، وأمر حتّى اشتريت مثله فرددتُه مكانه .

[ 51/214 ] - وقال الشعبيّ(2): دخلت الرحبة وأنا غلام فإذا عليّ (علیه السلام) قائم على المال ذهب وفضّة ومعه مِخْفَقَة يطرد الصبيان، ثمّ قسّم المال ولم يرجع إلى بيته بشيء منه ، فرجعت إلى أبي وحدّثته به ، فقال : هو خير الناس (3).

[52/215] - وقال زاذان (4): رأيت عليّاً (علیه السلام) يأتيه الطعام فيقسمه بالجريب، فإذا خشي أن يعجز قسّمه بالقفيز، فإذا خشي أن يعجز قسّمه بالرَّبع(5)، وإذا خاف

ص: 186


1- رواه الشيخ في تهذيب الأحكام 10 : 37/151 وعنه في مناقب آل أبي طالب 1: 375 ووسائل الشيعة 1/22:28 وحلية الأبرار 2: 6/286، علي بن إبراهيم عن الحجّال ، عن صالح بن السندي ، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن عليّ بن أبي رافع ... مجموعة ورّام: 322 وعنه في بحار الأنوار 40: 22/337
2- أبو عامر بن شراحيل الهمدانيّ الكوفي ، من شعب همدان مولده في أثناء خلافة عمر في ما قيل ، كان إماماً حافظاً فقيهاً متفنّناً ثبتاً متقناً، وكان يقول : ما كتبت سوداء في بيضاء ، وروى عن علي (علیه السلام) فيقال : مرسل قال العجلي: مرسل الشعبي صحيح ، لا يكاد يرسل إلا صحيحاً [ تذكرة الحفّاظ 1: 7679] .
3- رواه في الغارات 1: 53 وعنه في بحار الأنوار 75: 73/358 ، حدّثنا محمّد ، قال : حدثنا الحسن قال: حدّثنا إبراهيم، قال: حدّثنا القزّاز ، قال : حدّثنا علي بن هاشم، عن أبيه، قال: حدّثنا يزيد عن عبد الرحمن، عن الشعبي ... شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 :198 وعنه في بحار الأنوار 41 :135 .
4- زاذان يكنّى أبا عمرة الفارسيّ، من مضر ، ذكره الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام)، وعدّه البرقي من خواص أصحابه [الاحظ : رجال الشيخ: 3/64 ، معجم رجال الحدیث 8: 8/219] .
5- الرَّبعَة : إناء مربّع عظيم.

أن يعجز قسم بكفّه هاء هاء هاء (1).

[53/216] - وجاءه عسل فأمر بالعرفاء (2) حتّى يأتوا باليتامى، وأمكنهم من رؤوس الأزقاق يلعقونها ويقسم للناس قدحاً قدحاً (3).

[ 54/217] - واستعمل رجلاً من بني أسد فلمّا قضى عمله قال: إن قوماً كانوا يهدون لي لم يكن يهدون إليّ قبل ذلك فاجتمع عندي مال فها هو ذا، فإن كان حلالاً ،أكلته، وإن كان غير ذلك فقد أتيت به.

قال : لو أمسكته كان غُلُولاً ، فقبضه منه وجعله في بيت المال(4).

فصل [في مساواته (علیه السلام) في تقسيم بيت المال ، وصلاته بعد أن يقسّمها ]

[55/218] - وكان علي (علیه السلام) إذا عجز أهل الخراج عن الدراهم أخذ منهم الحبال والأوتاد وكل جنس من المتاع حتى السكاكين والمسالّ (5)، ويقسم ما في بيت المال حتّى العطر يقسّمه بين نسائهم.

ص: 187


1- في «أ»: ( ماة ماة ماة ) . وفي « م » : ( ماه ماه ماه) والظاهر أنها مصحفة عن المثبت، فإن هاء اسم فعل بمعنى خُذْ . ويحتمل أن تكون مصحفة عن مائة.
2- العرفاء وهو جمع عريف، وهو القيّم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أُمورهم ويتعرّف الأمير منه أحوالهم ، فعيل بمعنى الفاعل [لاحظ : النهاية لابن الأثير 2: 218].
3- رواه في الكافي 1 : 5/406 وعنه في بحار الأنوار 27: 7/247 و 41: 30/123، محمّد بن عليّ وغيره ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم، عن رجل ، عن حبيب بن أبي ثابت ..... وفيه زيادة :(فقيل له : يا أمير المؤمنين ، ما لهم يلعقونها ؟ فقال : إنّ الإمام أبو اليتامى وإنّما ألعقهم هذا برعاية الآباء ) .
4- انظر : أخبار القضاة 1: 59 ، وفيه : ( أن الرجل يقال له ضبيعة بن زهير).
5- المسلة بالسكر : واحد المسال، وهي الإبرة العظيمة [ مجمع البحرين 2: 404]

[56/219] - وأنته امرأة وقالت : أنا صُلْبِيّة وهذه السوداء مولاة فلم تُفضّلني عليها في العطاء !! قال : لقد قرأت ما بين اللوحين فلم أَرَ لولد إسماعيل على ولد إسحاق (1) من فضل، ثم أخذ كفّاً من التراب ثم جعله نصفين فقال : أيهما أفضل ؟ قيل : ما لأحدهما فضل على الآخر ، فقال علي (علیه السلام) : كلنا من آدم وآدم من التراب (2).

[57/220] - وعن شيخ من طيء: رأيت عليّاً (علیه السلام) يقسم الرمّان في المساجد فأصاب مسجداً سبع رُمّانات وقال: إذا رأينا أشياء فاتتنا استكثرناها وإذا قسّمناها استقللناها (3).

[58/221 ] - قال : فيفضل الزقّ فيخرجه إلى باب المسجد، ويخرج الأقداح فيدعو اليتامى والمساكين فيلعقون ، قال : فربّما تمنّيت أنّى كنت يتيماً.

[ 59/222 ] - وكان علي (علیه السلام) يقسم في المسلمين الأبزار(4)يصرّها صُرراً : الكمّون وكذا وكذا، وفي بيت المال مسالّ وإبر (5).

[60/223]- وكان إذا ذهب ما في بيت المال أمر به فقُسمّ وصلّى فيه ليشهد له يوم

ص: 188


1- في النسختين : ( إسماعيل ) وما أثبتناه من المصادر لاستقامة المعنى.
2- انظر: الغارات 1: 70 وعنه في وسائل الشيعة 107:15 / 4 وبحار الأنوار 34: 35، الاختصاص : 151 وعنه في بحار الأنوار 106:40 ومستدرك الوسائل 93:11 / 8، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 : 200 وعنه في بحار الأنوار 41 :137 .
3- انظر: المصنّف لابن أبي شيبة 7: 9/623، أنساب الأشراف للبلاذري: 125/137 .
4- البزر: التابل ، وجمعه أبزار ، وأبازير جمع الجمع [ لسان العرب 56:4]
5- راجع الغارات 1: 58 ، حدّثنا محمّد ، قال : حدّثنا الحسن ، قال : حدّثنا إبراهيم، قال: أخبرني عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة العبسيّ ، قال : حدّثنا وكيع قال : حدّثنا عبد الرحمن بن عجلان البرجميّ ، عن جدته ، قالت .... مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفي 2 : 562/78 ، حدّثنا محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن يزيد ، قال : حدّثني أبو نعيم ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن عجلان البرجميّ ، قال : حدّثتني أُمّ طفلة ... المعيار والموازنة للإسكافي : 252، شرح نهج البلاغة 2: 199، شرح إحقاق الحق 32: 231 عن كتاب الأموال للعلّامة حميد بن زنجويه (251ه) 2 : 562 .

القيامة بأداء الأمانة (1).

وقال: يا قنبر، أَدْخِل الغنم عليّ لتشهد لي يوم القيامة أنها لم تجد شيئاً يلوكه بين لحييها .

وفي رواية : كان يجمع الضوالّ في بيت المال، فدخل يوماً حيث حبسها فلم يجد لها علفاً، فقال: اللهم اشهد أنّى لم أجد لها علفاً .

[61/224] - وكان يطعم مَن خُلَّد في السجن من بيت المال (2).

فصل [حديثه مع الفارسي ولبيد العطارديّ وكاتبه ، وفي قوله (علیه السلام) هذا جناي ]

[62/225] - عن عبادة أبي يحيى (3): رأيت أمير المؤمنين (علیه السلام) أصابه مطر فدخل

ص: 189


1- انظر: الغارات 1: 45 وعنه في وسائل الشيعة 15: 2/108 وبحار الأنوار 91: 9/382 ومستدرك الوسائل 6: 23/118، مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفي :2 : 517/32 و 564/79 ، حلية الأولياء 1: 1 تاريخ مدينة دمشق 42: 478 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 199 ، وعنه في بحار الأنوار 41: 136 ، مطالب السؤول: 179 ، تاريخ الإسلام 3: 643 ، سمط النجوم العوالي 2 :551 ، كنز العمال 13: 36546/182 ، سبل الهدى والرشاد :11 : 288 ، ينابيع المودة 1: 450 و 2 : 87/411 .
2- رواه في تهذيب الأحكام 6: 4/153 وعنه في وسائل الشيعة 15 : 2/92 ، وعنه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (علیه السلام)... تفسير العياشي 1: 106/319 وعنه في بحار الأنوار 30/190:79، النوادر: 152، دعائم الإسلام 2 : 539 من لا يحضره الفقيه 4: 5111/63 وعنه في وسائل الشيعة 28 : 10/258 ، عوالي اللآلي 3: 99/571 .
3- عبادة أبو يحيى، سمع أبا داود، عن أبي الحمراء ، حدّثني آدم بن موسى ، قال : سمعت البخاري قال : عبادة أبو يحيى سمع أبا داود، عن أبي الحمراء قال البخاريّ، وأبو داود كان قتادة يرميه بالكذب، وهذا الحديث حدّثناه عبد الله بن محمّد المروزي ، قال : حدثنا الحسن بن عليّ الحلواني، قال: حدّثنا أبو عاصم، عن عبادة أبو يحيى ، قال : سمعت أبا داود يحدث عن أبي الحمراء ، فقال : حفظت من رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلّم) سبعة أشهر أو ثمانية أشهر يأتي إلى باب علي وفاطمة والحسن (علیهم السلام) فيقول : الصلاة يرحمكم الله (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [ضعفاء العقيلي 3: 130 ].

خيمة من خيام الفُرْس ، فجاءه الفارسي وهو يقول: بيرون بيرون، أي اخْرُج اخرج، ولم يكن في الخيمة أحد من النساء وغيرهن ، فقال له عليّ (علیه السلام) : ما يضرّك لو تركتنا حتّى يسكن المطر؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين ، قال : فلحقه وهو يضرب صدره ويقول: ندانستم ندانستم، أي لم أعلم لم أعرف ، فقال (علیه السلام): لا بأس عليك .

[63/226] - وروي أن علياً (علیه السلام) أرسل إلى لبيد العطارديّ (1) بعض شرطه فمرّوا به على مسجد سِمَاك (2) ، فقام إليه نُعيم بن دجاجة (3) فحال بينهم وبينه ، ، فأرسل إلى نُعيم فجيء به ، فرفع شيئاً ليضربه ، فقال نُعيم : والله إنّ صحبتك لذلّ وإنّ خلافك لكفر ، قال : أو تعلمُ ذلك ؟ قال : نعم ، قال : خلوه (4).

[ 64/227] - وقال لكاتبه : أَلقِ دواتَكَ ، وأطِل سِنّ القلم، وقرّب ما بين الحروف،

ص: 190


1- جاء اسمه في الكافي واختيار معرفة الرجال والمناقب: بشر بن عطارد التميمي، وكان من شرطة الخميس.
2- مسجد سماك بالكوفة منسوب إلى سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث الأسدي [ مجمع البلدان 5: 125].
3- نعيم بن دجاجة الأسدي، ويقال له: نعيم بن خارجة من أصحاب علي (علیه السلام) [لاحظ : رجال الطوسي (رحمه الله) : 4/83 ، التحرير الطاوسي : 585 ، نقد الرجال 5 : 1/17] .
4- رواه الصدوق (رحمه الله) في الأمالي : 6/446 وعنه في بحار الأنوار 42 : 2/186، حدّثنا علي بن أحمد بن موسى (رحمه الله)، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن جعفر بن محمّد الفزاري ، قال : حدثنا عبّاد بن يعقوب قال: أخبرنا منصور بن أبي نويرة، عن أبي بكر بن عيّاش، عن قرن أبي سليمان الضبي .... وانظر الكافي 7: 40/268 اختيار معرفة الرجال 1: 303 تهذيب الأحكام 10 : 102/87 ، الغارات 1: 118 وعنه في بحار الأنوار 34: 1093/315، مناقب آل أبي طالب 1: 380 وعنه في بحار الأنوار 41 49 تحت رقم 1 .

وبعِّد ما بين السطور (1) ، فيكون خطّك جيّداً، وحسّن كتابة «بسم الله الرحمن الرحيم» يكتب لك ثوابها ما بقيت ويحسن وجهك يوم القيامة (2).

[ 65/228] - وشَكَتْ جارية إلى علي (علیه السلام) من شابٍّ أنّها كلّما خرجت إلى السوق في حاجة يتعرّض لي ويقول : إنّي أحبّك، وكانت له (علیه السلام)، فقال لها تقولين له أيضاً أنا أُحبّك، فمه ؟ [فقالت ذلك للشابّ ] (3) فقال الشابّ : نصبر إلى أن يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب، فسمع مقالتهما فأعتق الجارية وزوّجها من الشابّ.

[66/229] - وقال أبو خبّاب(4) : حدّثني أبي ، قال : قام علي (علیه السلام) هذا الدكّان قائماً والرحبة مملوءة من جواليق بيض وسود وصفر وقطيفة بيضاء وقطيفة سوداء وحلة وقوصرة، فقال: أيها الناس،

هذا جناي وخِيارُهُ فِيه *** إذْ كُلُّ جَانٍ يَده إلى فِيهِ

يابن النبّاح (5)، أُدعُ لي أُمراة الأسباع (6)، فجاءوا ، قال : ادعوا لي العرفاء، فجاؤوه ، فقال : ادعوا لي المقاتلة ،فجاؤوه، فقال: هذا مالكم فاحملوه إلى مساجدكم فاقسموه بين الناس(7).

وقوله هذا «جناي» مثل ضربه أمير المؤمنين على عهد رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم) إذ بعث

ص: 191


1- في «م»: (السطرين).
2- انظر : الخصال: 310/ 85 وعنه في وسائل الشيعة 2/404:17 وبحار الأنوار 41: 6/105 و 76: 2/49 و 104 : 1/275 .
3- زيادة إيضاحيّة من عندنا.
4- هكذا جاء في النسختين، وفي المناقب للكوفي : ( أبو جبارة، عن أبيه)، وذكر السيد الخوئي (رحمه الله)في معجم رجال الحديث ثلاثة بهذا العنوان [ معجم رجال الحديث 8: 48] .
5- هو مؤذّن أمير المؤمنين (علیه السلام) ، وفي بعض المصادر ورد ضبطه ( ابن التّيّاح ).
6- لاحظ أن الكوفة كانت أرباعاً ثم صارت أسباعاً .
7- رواه في مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفي 2: 563/78 ، حدّثنا محمد ، قال : حدّثنا أحمد، عن أبي نعيم ، قال : حدّثنا أبو جبارة، قال: سمعت أبي يذكر ....

أصحابه يطلبون التمرة فخرجوا إلى حائط يلتقطون التمرة فكل تمرة جيّدة يأكلونها والرديء يحملونه في أكمامهم للنبيّ ، وأمير المؤمنين كان يلتقط التمر الجيّد يجعله في كمّه لرسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم)، فلمّا رجعوا وضع كلّ واحد ما كان معه من التمر، فقال رسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلّم) : يا عليّ ، ما بال تمرك أجود من تمرة هؤلاء؟ فقال:

هذا جِنَايَ وخِيارُهُ فِيه *** إِذْ كُلُّ جانٍ يَدُه إِلى فِيه(1)

فصل [ في دعائه (علیه السلام)]

[ 67/230] - وعن الصادق (علیه السلام): كان علي (علیه السلام) يكسح (2) بيت المال ويرشّه ويصلّي

ص: 192


1- هذا، ولكن جاء في جميع المصادر أوّل من قال ذلك عمرو بن عدي بن نصر اللخمي، ابن أُخت جذيمة الأبرش ملك الحيرة، وأصله أنّ جذيمة قد نزل منزلاً فأمر الناس أن يجتنبوا له الكمأة ، فكل من وجد كمأة جيّدة أكلها وآثر بها نفسه إلا ابن أخته عمرو بن عدي ، كان يأتيه بجناه على وجهه ولما نزل غلاماً ، ويقول : هذا جناي وخياره فيه *** إذ كل جان يده إلى فيه فذهب قوله مثلاً ، فضمّه جذيمة إليه والتزمه ، وسرّ بقوله وفعله، وأمر أن يضاغ له طوق ، فكان أوّل عربي طوّق، وكان يقال له عمر و ذو الطوق، وهو الذي قيل فيه المثل المشهود: كبر عمرو عن الطوق. ويروي: هجانه فيه، أي خالصه أو البيض منه ، والجنى مقصور اسم ما يجتنى من الثمر و الجنى الرطب والعسل وكل ثمرة تجتنى فهي جنى، والاجتناء : أخذك إياه ، يقال : جنى واجتنى . وتقدير المثل : هذا ما اجتنيته ولم أخذ لنفسي خير ما فيه، إذكلّ جان يده مائلة إلى فيه يأكله ، أي إني أتيتك بالخيار دون غيري. وقوله : هذا جناي وخياره فيه ، يضرب في ترك الاستثثار ، وفي إيثار الرجل على نفسه. والظاهر أن أمير المؤمنين كان يتمثل بذلك في أكثر من موطن ومَورِد. [ أمثال العرب للضبي : 150 ، مجمع الأمثال 2: 137 و 397، جمهرة الأمثال 1: 360 و 547 ، المستقصى في أمثال العرب، بحار الأنوار 19 : 263 ، مجلة علوم الحديث ، الرقم 33: 106].
2- كَسَحَ يَكْسح كسحاً ، كسح البيت والبئر، وكسحت الريح الأرض : قشرت عنها التراب [تاج العروس 4 : 181]

ركعتين في كل ناحية منه ويقول:

« اللّهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقدرتك التي قهرت كل شيء ، و [ب] جبروتك التي غلبت كلّ شيء، وبعزتك التي لا يقوم لها شيء، وبعظمتك التي ملأت كل شيء، وبعلمك الذي أحاط بكل شيء، وبوجهك الباقي بعد فناء كلّ شيء، وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء، يا منان يا نور يا نور يا أوّل الأوّلين ويا آخر الآخرين يا الله يا رحمن يا رحيم، أعوذ بك من الذنوب التي تحدث النقم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تُورث الندم، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس القسم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تهتك العصم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تمنع الفضل ، وأعوذ بك من الذنوب التي تنزل البلاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تُديل الأعداء، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تعجّل الفناء، وأعوذ بك من الذنوب التي تقطع الرجاء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الشقاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تُظْلِم الهواء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تكشف الغطاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس غيث السماء» (1).

وقال الصادق (علیه السلام) في تفسير الدعاء: «الذنوب التي تنزل النقم»: الظلم «والذنوب التي تورث الندم»: القتل، «والتي تهتك العصم» : شرب الخمر ، «والتي تعجل الفناء»: قطيعة الرحم ، «والتي تردّ الدعاء»: عقوق الوالدين (2).

ص: 193


1- انظر هذا الدعاء الشريف في مصباح المتهجد : 57/571 ، تهذيب الأحكام 3: 95، إقبال الأعمال 1: 334 وعنه في بحار الأنوار 98: 137 ، المصباح للكفعمي (رحمه الله): 576 ، ولكن جاءت في أدعية شهر رمضان عن الإمام أبي عبد الله (علیه السلام) ويأمر بها .
2- رواه في الكافي 2 :1/447 وعنه في وسائل الشيعة 16: 3/274 الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن العلاء ، عن مجاهد، عن أبيه ، عن أبي عبد الله (علیه السلام)...علل الشرائع 2: 27/584 وعنه في بحار الأنوار 73: 11/374 و 104: 19/373، حدّثنا جعفر بن محمّد بن المسرور (رحمه الله) ، قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر ... وباقي السند كما في الكافي. معاني الأخبار : 1/269 ، حدّثنا أبي (رحمه الله) ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن المعلّى بن محمد ، قال : حدّثنا العبّاس بن العلاء... وباقي السند كما في الكافي. الاختصاص للمفيد(رحمه الله): 238 .

وعن زين العابدين (علیه السلام): «الذنوب التي تدفع القسم» : إظهار الافتقار ، والنوم عن العتمة، وعن صلاة الغداة، واستحقار النعم، وشكوى المعبود.

«والذنوب التي تنزل البلاء»: تركُ إغاثة الملهوف، ومعاونة المظلوم، وتضييعُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

«والذنوب التي تُديل الأعداء»: المجاهرة بالظلم، وإعلان الفجور وإباحة المحظور، وعصيان الأخيار (1) ، والكذب، والزنا، وسد طرق المسلمين، وادّعاء الإمامة بغير حق.

«والذنوب التي تقطع الرجاء»: اليأس من رَوح الله، والقنوط من رحمة الله ، والثقة بغير الله، والتكذيب بوعد الله .

«والذنوب التي تظلم الهواء»: السِّحر ، والكهانة ، والإيمان بالنجوم ، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين.

«والذنوب التي تكشف الغطاء»: الاستدانة بغير نية الأداء (2)، وسوء الخُلُق ، وقلّة الصبر، واستعمال الضجر والكسل والاستهانة بأهل الدين.

«والذنوب التي تحبس غيث السماء»: جور الحكّام في القضاء ، وشهادة

ص: 194


1- في معاني الأخبار هنا زيادة: (والانطباع للأشرار، والذنوب التي تعجل الفناء: قطيعة الرحم واليمين الفاجرة، والأقوال الكاذبة).
2- في معاني الأخبار هنا زيادة: (والإسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام).

الزور، وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة والقرض والماعون، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة، وظلم اليتيم والأرملة، وانتهار السائل وردّه بالليل (1).

فصل [في قنبر وحبّه له (علیه السلام) ، وسنّته في يوم الفطر والأضحى ، وذبحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلامه في التزويج ]

[68/231] - وكان قنبرُ غلامَ علي (علیه السلام)، وكان يحبّه حبّاً شديداً لصلاحه ، فإذا خرج علي (علیه السلام)خرج على إثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال : يا قنبر، مالك ؟

قال : جئت لأمشي خلفك ؛ فالناس كما تراهم يا أمير المؤمنين فخفتُ عليك.

فقال : أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟

قال: لا بل من أهل الأرض.

قال: إنّ أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئاً إلا بإذن الله - أي بعلم الله - فارجع ، فرجع (2) .

ص: 195


1- رواه بتفصيل في معاني الأخبار : 2/270 وعنه في وسائل الشيعة 16: 8/281 وبحار الأنوار 73: 12/375 ، حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا أحمد بن زكريّا القطّان، قال: حدّثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضيل، عن أبيه ، قال : سمعت أبا خالد الكابلي يقول .... عدة الداعي : 199.
2- رواه في الكافي 2: 10/59 وعنه في بحار الأنوار 70: 15/158 وحلية الأبرار 2: 3/62، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم ، عن عبد الرحمن بن العرزمي ، عن أبيه، عن أبي عبد الله(علیه السلام)... التوحيد : 7/338 وعنه في بحار الأنوار 5: 29/104 و 41: 1/1 و 42: 2/122، حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير ، عن العرزميّ، عن أبي عبد الله (علیه السلام) .... مشكاة الأنوار : 45 وعنه في بحار الأنوار 70: 182 / ذيل حديث 52 ينابيع المودة 1: 7/203 .

[69/232] - وكان علي(علیه السلام) يمشي في خمسة مواضع حافياً ويعلّق نعليه بيده اليسرى، وكان يقول : إنها مواطن الله وأُحبّ أن أكون فيها حافياً يوم الفطر، ويوم الأضحى إذا خرج إلى الصلاة، وإذا راح إلى الجمعة، وإذا عاد مريضاً، وإذا شيّع جنازة(1).

[70/233] - عن الأصبغ بن نُباتة : رأيت عليّاً (علیه السلام) يوم الأضحى وهو في خمسة آلاف وبغلته تقاد خلفه، حتّى انتهى إلى المصلّى فصلّى ركعتين وخطب الناس، ثمّ نزل فقرّب إليه كبش فأضجعه، ثم قال: ﴿ وَجَهتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ ﴾ إلى آخر الآيتين (2)، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهم تقبّل من محمّد عبد الله عبدِك ورسولِك ، ثمّ أضجع كبشاً آخر فذبحه من نفسه.

[71/234] - قال الصادق (علیه السلام): كان أمير المؤمنين (علیه السلام) يذبح كل سنة كبشين : أحدهما لرسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) و الآخر عن نفسه (3).

[72/235] - وقال زين العابدين (علیه السلام): كان علي يُضحّي عن رسول الله بكبش

ص: 196


1- راجع مسند زيد بن علي (علیه السلام) : 174 ، دعائم الإسلام 1: 185 وعنه في مستدرك الوسائل 6: 3/136، مناقب آل أبي طالب 1: 372 وعنه في بحار الأنوار 41: 54 وحلية الأبرار 2 : 260 ، شرح الأزهار 1: 423 عن زيد بن علي (علیه السلام).
2- الأنعام: 79 - 80 .
3- رواه الكليني (رحمه الله) في الكافي 4 :1/495 وعنه في وسائل الشيعة 14 : 3/100 وبحار الأنوار 16: 106/274 و 41 : 14/23 ، علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان ، قال .... من لا يحضره الفقيه :2 3046/489 وعنه في وسائل الشيعة 14: 2/153، مناقب آل أبي طالب 1 :395 وعنه في بحار الأنوار 38: 72 ذيل حديث 1 ، إقبال الأعمال 2 :234 ، عوالي اللآلي 3: 51/163 ، مسند أحمد 1: 107، السنن الكبرى للبيهقي 9: 288 معرفة علوم الحديث للحاكم: 97، سنن أبي داود السجستاني 1: 2796/639 ، كنز العمّال 5 : 12670/220 .

وعن نفسه بكبش حتّى توفاه الله ، ثمّ لم يزل الحسن والحسين يضحّيان عن أبيهما حتى لحقا بالله ، وأنا أضحي عن الحسين منذ أُصيب ولن أدع [ذلك ] أبداً حتى ألحق بالله .

[73/236] - وعن ابن عبّاس ، قال : ذكر التزويج عند أمير المؤمنين (علیه السلام) ، فقال : إنّ من لذة المعيشة أن ترى في كل عام عرساً.

فقال له بعض أصحابه وأنت لم تفعل ذلك.

فقال : وكيف وعندي أربع .

قال : اترك واحدة منهنّ .

قال: عن أيتهنّ ؟ فعندي ُأمامة بنت أبي العاص أوصتني فاطمة بتزوُّجها بعدها، وعندي أُمّ البنين وهي تأتي في كل عام بابنٍ ، وعندي أسماء بنت عميس كأنّها جام من ذهب، وعندي أمّ حبيب التغلبيّة وهي النفس التي بين الجنبين.

وفي زمان حياة فاطمة (علیها السلام) ما تزوّج بغيرها لحرمة فاطمة (علیها السلام)كما لم يتزوّج رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) في طول زمان خديجة.

فصل [في توصيفه (علیه السلام) الدنيا وذمّه لها ، وحديثه في فضل الكوفة ، وكلامه مع الدنيا ]

[74/237] - قيل لعلي (علیه السلام) صِف لنا الدنيا وقَصِّره ، قال : حلالها حساب، وحرامها النار .

[75/238 ] - وقال : فلا تجمع الدنيا ؛ فإنّ حلالها حساب كما أنّ الحرام عقاب (1).

ص: 197


1- انظر هذا الحديث والحديث السابق في المصادر التالية : الكافي 2: 33/459، تحف العقول: 201 وعنه في بحار الأنوار 78: 5/37، الاختصاص : 188 وعنه في بحار الأنوار 78: 103/32 نهج 78 البلاغة 1: 130 وعنه في بحار الأنوار :73: 133، خصائص الأئمة (علیهم السلام) : 118 ، الأمالي للسيّد المرتضى (رحمه الله) 1: 107، كنز الفوائد: 160 وعنه في بحار الأنوار 78: 97/91، روضة الواعظين: 445 وعنه في بحار الأنوار 73: 120 ، نزهة الناظر : 56/66 ، الدرّ النظيم 383، عيون الحكم والمواعظ : 146 ، مشكاة الأنوار: 469، المناقب للخوارزمي: 364 ، تفسير الرازي 25: 197 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 6: 238 ، مطالب السؤول: 262 ، كنز العمال 3: 8566/719 و 8567/720 .

[76/239] - وقيل له مرّةً أُخرى : صف لنا الدنيا، قال: ما أصف لك من دارٍ مَن صحّ فيها مَرِض ، ومن سَقِم فيها ندم، ومن افتقر فيها حزِن، ومن استغنى فيها فُتِن §ّانظر : تحف العقول: 201 وعنه في بحار الأنوار 78: 5/37، الأمالي للسيد المرتضى 107:1، مجموعة ورّام: 145 دستور معالم الحكم: 36 ، المناقب للخوارزمي : 379/364 ، نثر الدرّ 1: 200 ، كنز العمّال 3 :8567/720 .(1)في المصادر : ( استهوتك). (2)في النسختين : ( ببواكي ) وما أثبتناه من تاريخ بغداد 7: 297 و تاريخ مدينة دمشق 42 :500 .


1- . [ 77/240] - وسمع رجلاً يذمّ الدنيا ، فقال : أليس هو الليل والنهار والشمس والقمر سامعين مطيعين ؟ ثمّ قال : إن الدنيا لمنزلُ صدقٍ لمن صدّقها، ودارُ قرارٍ لمن فَهِم عنها، مَتجَرُ أولياء الله ،عملوا فيها بالطاعة فربحوا فيها الجنّة واكتسبوا المغفرة؛ فمِنْ ذا تذمّها ؟! ونادت بانقطاعها ، وراحت بفجيعةٍ وابتكرت ترهيباً . فيا أيّها الذامّ للدنيا، متى استذمّتك
2- أم متى غرّتك؟ أبمصارع آبائك في الثرى؟ أم بمضاجع أمّهاتك في البِلى؟ أم ببواكر

عنها ؟ وأيُّ عاقبة لو تزوّدْتَ منها ؟(1)

ثمّ التفت إلى المقابر فقال :

يا أهل الغُربة، يا أهل التربة، أخبرونا خبر ما عندكم نُخبركم خبر ما عندنا ؛ أمّا دوركم فقد سُكِنت بعدكم، وأنّ أموالكم قد قُسِمَتْ، وأن أزواجكم قد زُوِّجُن بعدكم، وأن أولادكم قد استُخدِموا بعدكم، فهذا خبر ما عندنا فأخبرونا خبر ما عندكم ؟

ثم قال :

لو أُذِنَ لهم لأجابوا وقالوا: وجدنا خير الزاد التقوى (2).

[78/241] - وكان ينادي ثلاثاً في الناس إذا صلّى العشاء الآخرة حتّى يُسمع أهل المسجد : أيّها الناس ، تجهّزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل، فما التعرُّج

ص: 199


1- انظر : كتاب الزهد : 47 / 128 وعنه في بحار الأنوار 73: 119/125، شرح الأخبار 2 : 223 / 544 ، تحف العقول: 186 وعنه في بحار الأنوار 73: 87/100 ، خصائص الأئمة (علیهم السلام): 102 ، نهج البلاغة 4: 31 / 131 وعنه في بحار الأنوار 73: 129 / 135 ، نزهة الناظر : 57/66 ، الإرشاد 1: 296 وعنه في بحار الأنوار 77: 418 ذيل حديث 40 ، روضة الواعظين : 441 ، الأمالي للسيد المرتضى ،1 : 107 ، الأمالي للطوسي (رحمه الله) : 5/594 ، نثر الدرّ 1: 185 ، کشف اليقين : 181 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18: 325 تاريخ مدينة دمشق 42:42 498 و 500 ، الوافي بالوفيات 19: 7 ، البداية والنهاية 8: 8 مطالب السؤول: 254 ، سبل الهدى والرشاد 11: 304 .
2- انظر كامل الزيارات : 7/530 وعنه في بحار الأنوار 102: 296 / 10 ، الهداية : 123 / 35 وعنه في بحار الأنوار 82 :4/169، الأمالي الصدوق (رحمه الله) : 1/169، من لا يحضره الفقيه 1: 535/179 ، تحف العقول: 188 وعنه في بحار الأنوار 73: 101 / ذيل حديث 87، خصائص الأئمة (علیهم السلام) : 102 ، نهج البلاغة 4: 130/30 وعنه في بحار الأنوار 32 :619 / 488 و 25/180:82 ، روضة الواعظين: 493 ، الأمالي للطوسي (رحمه الله) : 45/55 و 595 / ذيل حديث 5 وعنه في بحار الأنوار 78: 34 ذيل حديث 114 ، نثر الدرّ ،1: 220 الثقات لابن حبان 9: 235 أخبار القضاة 2: 196 ، التمهيد لابن عبد البر 20: 242 ، تفسير الثعلبي 1 ،295 تاريخ مدينة دمشق 58 :80 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18 :322 ، كنز العمّال 15: 42983/756 .

على الدنيا بعد النداء بالرحيل، وانتقلوا بأفضل ما عندكم من الزاد وهو التقوى، واعلموا أنّ طريقكم في المعاد، وممرّكم على الصراط، والهول الأعظم أمامكم، وعلى طريقكم عقبة كؤود (1) ، ومنازل مخوفة مهولة ، ولابدّ لكم من الممرّ عليها والوقوف عليها (2) ، فإما برحمة من الله ،فنجاة وإما بهلكة ليس بعدها انجبار (3).

[79/242] - وعن أبي الجنوب (4) : اشترى علي (علیه السلام) ما بين الخورنق إلى الحيرة(5) إلى الكوفة بأربعين ألف درهم من الدهاقين وأشهدني على شرائه، فقلنا : ما لك تشتري هذا وليس تنبت فيها خضراء ؟ قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) :

«كوفان كوفان يرد أوّلها ، آخرها ، يحشر [ من ] ظهر الكوفة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب»، فاشتهيت أن يُحْشَرُوا مِن مِلكى (6).

ص: 200


1- كأد يكأد ، عقبة كأداء ، أي : ذات مشقّة، وهي أيضاً كؤود ، وهمزتها لاجتماع الواوين وتكاء دتنا هذه الأمور إذا شقّت علينا [ العين 5: 397].
2- في بعض المصادر : ( بها ) .
3- رواه الصدوق (رحمه الله) في الأمالي : 7/587 وعنه في بحار الأنوار 71: 4/172 و 3/263 و 77: 12/391 ، عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر(علیه السلام)... الأمالي لمفيد : 198 / 32 وعنه في بحار الأنوار 77: 392 / ذيل حديث 12 ، قال: حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمد بن الحسن الوليد القمى، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن ،معروف ، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي مقدام، عن جابر عن أبي جعفر (علیه السلام). نهج البلاغة 2 : 183 وعنه في بحار الأنوار 73: 138/134 ، خصائص الأئمة : 98، روضة الواعظين : 445 ، مشكاة الأنوار: 524 .
4- عقبة بن علقمة اليشكريّ أبو الجنوب الكوفيّ، شاعر، روى عن علي (علیه السلام) وشهد معه الجمل، ضعّفه العامة، مثل الأصبغ بن نباتة وأبي سعيد عقيصان [تهذيب الكمال 7 :446/220] .
5- الحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له : النجف، زعموا أنّ بحر فارس كان يتصل به، وبالحيرة الخورنق بقرب منها مما يلي الشرق على نحو ميل [ معجم البلدان 2 :328].
6- رواه في فرحة الغريّ : 58 وعنه في وسائل الشيعة 3: 1/161 وبحار الأنوار 100: 21/231 ،روى أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلويّ الحسنيّ في كتاب «فضل الكوفة» بإسناده إلى عقبة بن علقمة. ذكر أخبار إصبهان 2 : 174 ، حدّثنا القاضي أبو أحمد محمّد بن أحمد بن إبراهيم إملاء ، ثنا محمّد بن يحيى بن مندة ، ثنا إبراهيم بن عمر ، ثنا محمد بن أبان العنبري ، ثنا النضر بن منصور، عن أبي الجنوب .... قال العلّامة المجلسي(رحمه الله) في بيان الحديث : « يُردّ أوّلها على آخرها» بالتشديد على بناء المجهول كناية عن انتظامها وعمارتها ، أو إشارة إلى الرجعة فإن أوائل هذه الأمة الذين دفنوا فيها يردون إلى أو اخر هم وهم القائم(علیه السلام) وأصحابه ، أو بالتخفيف على بناء المعلوم بهذا المعنى الأخير ويحتمل على التقديرين أن يكون كناية عن خرابها وحدوث الفتن فيها .

[80/243] - وقال الصادق (علیه السلام): إن عليّاً (علیه السلام) قال : كنتُ في بعض الحيطان وفي يدي مسحاة أعمل بها، فإذا أنا بامرأة هجمت علي شبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي - وكانت من أجمل نساء قريش - فقالت : يابن أبي طالب هل لك أن تتزوّجني وأغنيتك عن هذه المسحاة، وأدلك على خزائن الأرض، ويكون لك الملك ما حییت ؟

فقلتُ: من أنتِ حتّى أخطبك من أهلك ؟

فقالت : أنا الدنيا، فقلت: ارجعي فاطلبي زوجاً غيري فلستِ من نسائي ،وأقبلتُ على مِسحاتى (1) - وهذا مثل ضربه الله له -.

ص: 201


1- راجع : الرسالة الأهوازية المطبوع في مجلة علوم الحديث برقم 216:22 وعنه في حلية الأبرار 2: 1/197 ومدينة المعاجز 2: 411/77 ، وفي بحار الأنوار 73: 47/83 عن شرح نهج البلاغة للكيدري ، الأربعين لابن زهرة : 50 وعنه في بحار الأنوار 194:77/ ذیل حدیث 12 ، كشف الريبة : 89 وعنه في بحار الأنوار 75: 362 و 78 :273 . وكان في آخرها وأنشأت أقول: أتتنا على ذي الغرير بثينة *** وزينتها في مثل تلك الشمائل فقلت لها غري سواي فإنّني *** عزوف عن الدنيا ولست بجاهل وما أنا والدنيا فإن محمداً *** أجلّ صريعاً بين تلك الجنادل وهبها أتتنا بالكنوز ودرّها *** وأهوال قارون وملك القبائل أليس جميعاً بالفناء مصيرها *** ويطلب من خزانها بالطوائل فغرّي سواي إنّني غير راغب *** بما فيك من ملك وعزّ ونائل فقد قنعت نفسي بما قد رزقته *** فشأنك يا دنيا وأهل الغوائل فإنّي أخاف الله يوم لقائه *** وأخشى عذاباً دائماً غير زائل

[81/244] - وكان يبيع سيفاً وهو يقول : من يشتري مني هذا السيف فلطالما كشفتُ به الكُرَب عن وجه رسول الله ، ولو كان عندي ثمن إزار ما بِعتُه (1).

فصل [فى عهدهما له (علیه السلام) على اليمن ، وحرب البصرة ، واهتمامه بإجراء الحدود ]

[82/245 ] - عن الباقر (علیه السلام) : إنّهما لمّا غلبا على الأمر كتبا لعلي (علیه السلام) عهداً على اليمن ، فامتنع امتناعاً شديداً، فشدّدا ليسيرنّ، فخرج من المسجد من عندهما فاستقبله المغيرة بن شعبة فسمعه يقول : لأملأنّها رجالاً ، فدخل المغيرة عليهما ، فقال : أكان بينكما وبين عليّ شيء ؟

ص: 202


1- انظر : الغارات 1: 63 ، مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفي 2: 55 ، مكارم الأخلاق: 114 وعنه في بحار الأنوار 313:79، مناقب آل أبي طالب 1: 366 وعنه في بحار الأنوار 324/40، وفي بحار الأنوار 41: 43 عن جامع الأخبار ، كشف المحجة : 124 وعنه في بحار الأنوار 43:41 من بعض كتب المناقب، ذخائر العقبى : 107 و 108 ، كشف الغمة :1 173 ، الطبقات الكبرى 6: 238 المصنّف لابن أبي شيبة 8: 16/157 ، المعجم الأوسط 7: 174 ، حلية الأولياء 1: 83، الاستيعاب 3: 1114 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 200 تاريخ مدينة دمشق 42: 282 ، الجوهرة ،90 مطالب السؤول: 184 ، مجمع الزوائد 10: 323 جواهر المطالب 1: 284 ، سبل الهدى والرشاد 11: 290 و 301، ينابيع المودّة 2: 195.

قالا: نعم كتبنا له عهداً على اليمن فأبى أن يقبله فأكرهناه عليه، فقال: قد سمعته يقول : لأملأنّها عليهما فقالا: يا فلان اذهب فخذ عهدنا منه، فما استخليا المدينة منه بعد ذلك.

[83/246 ] - وعن ابن عبّاس : لمّا أتى علي (علیه السلام) البصرة وقد اجتمع على عائشة هناك خلق عظيم ، قلت يا أمير المؤمنين، أتخوّف أن تقتل بمكان مضيعة.

فقال : سيجيئك من هذا الفجّ خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستون رجلاً.

فخفت أن يجيئوا على غير هذا العدد ، فسرت فرسخين فرأيت نواصي الخيل أقبلت ، فقلتُ : مَن القوم؟

قالوا: همدان، أردنا عليّاً .

قلت : كم العدد ؟

فقال من طُوِيَ عليه الديوان حيث خَلَّفْنا [الجسر ] فخمسة آلاف وستمائة وخمسة وستّون رجلاً.

وانصرفتُ وأتيت عليّاً (علیه السلام) فقلتُ : تخوّفتُ أن يجيء الجيش خلاف العدد الذي قلتَ فيتفرّق الناس عنك فسألتهم فإذا الأمر كما قلت.

فقال : أخبرك بغير هذا ؟

قلت: بلى يا أمير المؤمنين.

قال: يقتسمون بيت مالهم خمسمائة خمسمائة ، فلما فرغ من حربه دعا صاحب بيت المال فقال : أعط الناس خمسمائة خمسمائة ففضل ألفا درهم.

قال : أعطيتهم يا صاحب بيت المال ؟

قال : نعم وفضل ألفا درهم.

قال: فعزلت لى خمسمائة ؟ قال : لا .

قال : فعزلت لابني الحسن خمسمائة ؟ قال : لا .

ص: 203

قال: فعزلت لابني الحسين خمسمائة ؟ قال : لا .

قال : فعزلت لابنى محمّد خمسمائة ؟ قال : لا ، قال : فتلك أنصباؤنا (1).

[84/247] - وعن هارون بن عنترة (2) ، عن أبيه(3) ، [ قال] : كان أبي صديقاً لقنبر وخرج معه إلى عليّ (علیه السلام)، فقال قنبر : خبأتُ لك خبيئةً إنّك لا تترك شيئاً إلا قسمتَه وأنفقته ، فأتى بسلة مملوّة جامات من ذهب وفضّة.

فقال علي (علیه السلام): ويلك لقد أحببت أن تُدخل بيتى ناراً ؟

فضربها بسيفه فانتثرت من [بين ](4) إناء مقطوع نصفه أو ثلثه(5)، وقال عَلَيَّ ،بالعرفاء فجاؤوا ، فقال : اقسموا هذا بالحصص ، ففعلوا، فقال: والذي نفسي بيده ليقسمن خيره مع شرّه لا حاجة لنا فيه (6).

ص: 204


1- انظر: الثاقب في المناقب : 1/261 وعنه في مدينة المعاجز 2: 563/300 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 187.
2- هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني، أبو عبد الرحمن بن أبي وكيع الكوفي ، والد عبد الملك بن هارون بن عنترة ، روى عن زاذان وسعيد بن جبير، وأبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (علیهما السلام) ، قال ابن معين : ثقة ، وقال أبو زرعة: لا بأس به مستقيم الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات [تهذيب الكمال 30: 6521/100].
3- عنترة بن عبد الرحمن الكوفي الشيباني، روى عن عمر و علي (علیه السلام) وأبي الدرداء وابن عباس وزاذان ، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو زرعة أنه كوفي ثقة ، وذكره مسلم في الطبقة الأولى من الكوفيين [تهذيب التهذيب 8: 296/144].
4- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر.
5- في مناقب آل أبي طالب: ( بضعة وثلاثين ) .
6- راجع : الغارات 1 :55 وعنه في بحار الأنوار 34: 1083/312 ومستدرك الوسائل 11: 692، مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفي 2: 519/33 ، مناقب آل أبي طالب 1: 376 وعنه في بحار الأنوار 41: 113 ذيل حديث 23 ، المصنّف لابن أبي شيبة 7: 1/621، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 199 وعنه في بحار الأنوار 41: 135 تاريخ مدينة دمشق 42: 477 ، جواهر المطالب 1: 273 كنز العمال 13: 36544/181 .

[ 85/248] - وسرق في عهد عمر إنسان فشهد عليه الشهود فقال يا عُمر، لا تقطع فإنّي تُبت إلى اللّه منه ولا أرجع وهذا أوّل سرقة منّي ، فدرأ عنه عُمر ، فقال علي (علیه السلام): أقم عليه الحدّ فإنّ الله قد ستر عليه إلى أن سرق مقدار دية يده.

[ 86/249] - وأُتي علي (علیه السلام) بسُراق وقامت عليهم البيّنة وأقرّوا (1) فقطع أيديهم ثمّ قال : يا قنبر، أحسن القيام عليهم وداوِ كلومهم (2) فإذا برؤوا فأعلمني ، فجاء وقال: قد برؤوا ، قال : فاكسُ كل رجل منهم ثوبين ثوبين وائتني بهم.

قال: فأتاه بهم متّزرين متّردين (3) في أحسن هيئة كأنهم قوم مُحرمون، فنظر إليهم وقال : اكشفوا أيديكم ، فكشفوها فقال: ارفعوها إلى السماء وقولوا : اللّهم إن علياً قطعنا، فقالوا.

فقال علي (علیه السلام): «اللهم على كتابك وسنّة نبيك»، يا هؤلاء إن تُبتم انتسلتم(4) أيديكم وإن لا تتوبوا ألحقتم بها، يا قنبر أعط كلّ رجل منهم ما يقوته إلى بلده وخلّوا سبيلهم (5).

فصل [في اهتمامه (علیه السلام) في أمور الضعفاء والأيتام ]

[87/250] - عن أبي أُسامة زيد الشحّام (6): قلت للصادق (علیه السلام) : إن بالكوفة قوماً

ص: 205


1- في «م» زيادة: ( عليهم ).
2- الكلوم: جمع الكلم ، وهو الجرح [ الصحاح 5: 2033].
3- قوله : ( متّردين ) لم يرد في «م».
4- في دعائم الإسلام : ( انتزعتم أيديكم من النار ) .
5- رواه في دعائم الإسلام 2: 1678/470 وعنه في مستدرك الوسائل 18: 1/146، تهذيب الأحكام 10: 126/127 وعنه في وسائل الشيعة 28 : 3/301، بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ،عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ....
6- زيد بن محمّد بن يونس ، وقيل : ابن موسى أبو أسامة الشحام ، مولی شدید بن عبد الرحمن بن نعيم الأزديّ الغامديّ ، كوفي، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (علیهما السلام)، له كتاب يرويه جماعة [لاحظ : رجال النجاشي : 462/175، رجال الطوسي(رحمه الله) : 2/135 و 2/206].

يقولون إن علياً لم يكن يخاف، فقال: إنّه كان ليعمل العمل كأنه قائم بين الجنّة والنار ؛ ينظر إلى ثواب هذا فيعمل له وينظر إلى عقاب هذا فيعمل له ، وما عرض له أمران قطّ كلاهما لله طاعة إلا عمل على أشدهما على بدنه.

وإن كان ليقوم في الصلاة فإذا قال: ﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِي) (1) تغيّر لونه حتى يُعرف ذلك في وجهه ، ولقد أعتق ألف مملوك من كدّ يده، ولقد نبعت عينُ يَنْبُعَ في ماله مثل عنق الجزور فجعلها صدقة (2) ، فعليّ لم يكن يخاف ؟!(3)

[88/251] - وعن عبد الله بن شريك (4)، عن أبيه أنه قال: غزونا مع علي (علیه السلام) وانصرفنا معه إلى الكوفة من المدائن، فمررنا على ماء له فبات عنده، حتّى إذا أصبحنا قال علي لرجل : هل عندك شيء مما عشَّيتنا البارحة إذا قدمنا على صبياننا ،فَرِحوا، فأعطاه من تلك العصافير والزرازير فجاء بها فرأيته يلفّها بيده ووضعها في الخُرج على ظهر البغل.

[89/252 ] - وإن عليّاً (علیه السلام) انصرف يوماً في ساعة حارّة وإذا امرأة على بابه ، فقالت :

ص: 206


1- الأنعام: 79 .
2- انظر : مناقب أمير المؤمنين (علیه السلام) للكوفي ، 81 ذخائر العقبى : 103، بناء المقالة الفاطمية: 243 ، السنن الكبرى للبيهقي 6: 160 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 110 وعنه في بحار الأنوار 34: 336 و 41 :133 ، تاريخ المدينة 1: 220 .
3- راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4: 110 وعنه في بحار الأنوار 34 :335 و 41 : 133 ، وانظر التخريجات في صفحة 167 بهامش 7 و صفحة 167 بهامش 1.
4- عبد الله بن شريك العامري، يكنى أبا المحجل، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر (علیهما السلام) وكان عندهما وجيهاً مقدماً ، وروي أيضاً أنه من حواري الصادق والباقر (علیهما السلام) ، وروى السيد علي بن أحمد العقيقيّ ثناء عظيماً في حقه [لاحظ : اختبار معرفة الرجال 2 : 481 رجال الطوسي (رحمه الله) 4/139 و 702/265، خلاصة الأقوال: 27/196].

إنّ زوجي ظلمني وتعدّى عليّ وأخافني وحَلَفَ بضربي، فقال: أين منزلك ؟

فدلَّته، فمضى حتّى إذا انتهيا إلى باب الرجل فوقف، فقال: السلام عليكم، فخرج شابٌ، فقال علي (علیه السلام) : اتق الله فإنّك قد أخفت امرأتك فأخرجتها من منزلك.

فقال الفتى : لأحرقنّها بالنار.

فقال علي (علیه السلام): آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر فتستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف ؟! لأضربنك بالسيف، ولم يعرف الفتى عليّاً (علیه السلام) ، وأقبل الناس من الطرق يقولون : سلام عليك يا أمير المؤمنين سلام عليك يا أمير المؤمنين، فأسقط الرجل في يده فقال : يا أمير المؤمنين ، أقلني من عثرتي ، فوالله لأكونن لها أرضاً تطأني.

فقال (علیه السلام) : يا أمة الله ، ادخلي منزلك ولا تُلْجِئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه (1).

[ 90/253] - وعن زيد بن أسلم (2) : كنتُ مع علي (علیه السلام) أمشي فانتهينا إلى امرأة توقد تحت قدر لها فيه ماء وأولادها يبكون ، فقال لها علي (علیه السلام) : ما شأنهم يبكون ؟

فقالت: هم أيتام وليس عندهم ما أطعمهم فأفعل هذا وهم يظنون أنه طبيخ حتى يناموا .

قال : فقال لي : مُرَّ بنا إلى دار الدقيق فانتهينا إليه ، فقال : أَشْلِلْ (3) عَلَيّ :قلت:أحملُ عنك ، فقال : من يحمل عني ذنوبي يوم القيامة ؟

فحملها عليّ (علیه السلام) وقال : شأنك والشحم ، قال : فوالله لقد رأيته ينفخ تحت القدر

ص: 207


1- راجع الاختصاص: 157 وعنه في بحار الأنوار 40: 113 / ذيل حديث 117، مناقب آل أبي طالب 1: 374 وعنه في بحار الأنوار 41 :7/57 وحلية الأبرار 2: 261 ومستدرك الوسائل 12: 3/337 .
2- ذكره الشيخ في أصحاب علي بن الحسين و جعفر بن محمد (علیهم السلام) وقال : زيد بن أسلم العدويّ ، مولاهم المدني، مولى عمر بن الخطّاب، تابعي ، كان يجالسه كثيراً، وقال في الموضع الآخر : زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب المدني العدوي فيه نظر [ رجال الشيخ : 114 / 5 و 22/207] .
3- أي ضَع الطعام في شليلي، والشليل ثوبٌ يُلبس.

وإن لحيته لَفِي الرماد حتّى طبخ ، ثمّ قال للمرأة شأنَكِ والصبية.

فقلت: نخرج؟ قال علي (علیه السلام): لا أبرح حتى أسمع ضحكهم كما سمعت بكاءهم.

قال: فشبع الصبية فلهوا وضحكوا ، ثم انصرف علي (علیه السلام)(1).

[91/254 ] - وعن عبد الرحمن بن عوسجة (2): نظر علي (علیه السلام) ألی (3) امرأة على كتفها قِربةُ ماء مع صبيان حملتها ، فرحمها وقال: من أنت يا أمة الله ؟ قالت : دَعْني وغمّي، حكم الله بيني وبين علي بن أبي طالب، خرج زوجي معه في بعض الحروب فقتل.

فقال لها عليّ (علیه السلام): أعطيني القربة لأحملها لك، فدفعتها إليه إلى موضعها.

فانصرف علي (علیه السلام) إلى بيته وأخذ من الطعام والتمر واللحم كثيراً، ورآه(4) بعض أصحابه فقال : أحمله عنك ، قال : من يحمل وزري عني يوم القيامة ؟

فصاحَبَه وأتى بها باب المرأة وقال لصاحبه: تنح عنها ولا تُقَرِّعها فإنّي سمعت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يقول : «من راع مسلماً أو أذى مسلماً فقد آذى الله ورسوله»، فقرع الباب.

فقالت : من هذا؟

قال : أنا الذي حملتُ القربة، فقالت: تنحّ عن الباب لا يراك إنسان ببابنا فيرتاب بك .

ص: 208


1- انظر كشف اليقين: 115 ، وفي شجرة طوبى للشيخ محمد مهدي الحائري 407:2 عن كتاب درر المطالب (مخطوط).
2- عبد الرحمن بن عوسجة النهمي الهمداني الكوفي، ثقة من الثالثة، روى عن علي بن أبي طالب (علیه السلام) ، وكان قليل الحديث ، قتل بالزاوية مع ابن الأشعث [لاحظ : الطبقات الكبرى 6: 230، تقريب التهذيب 1: 3986/585].
3- قوله : (إلى) لم يرد في «م».
4- في «م»: (ورأى).

فقال علي (علیه السلام) : هل رأيتِ منّي بأساً ؟

قالت : لا ، قال : فافتحي فإنّ معي شيئاً للصبيان، ففتحت له الباب .

قالت له :رضي الله عنك، ووضع ما كان معه، ثم قال لها : أحببتُ اكتساب الثواب فاختاري بين أن تَعْجِني وتخبزي وبين أن تعللي الصبيان لأخبز أنا، فقالت : أنا بالخبز أبصر فشأنك والصبيان، فجعل يُلْقِم الصبيان من التمر وغيره مما حمله، فلما اختمرت قالت : اسْجُرْ لي التنور فأنا لا أقوى، فسجره، إذ دخلت امرأة ممن تعرف عليّاً (علیه السلام) ، فقالت: هذا عليّ بن أبي طالب، فقالت أُمّ الصبيان: واحيائي منك يا أمير المؤمنين، فقال: واحيائي منك يا أمة الله فيما : فَصَّرْتُ في أمرك (1).

فصل [في صفته (علیه السلام)]

[92/255] - ما أُصيب عليّ (علیه السلام) بمصيبة إلا صلّى في ذلك اليوم ألف ركعة، وتصدّق على ستين مسكيناً، وصام ثلاثة أيام شكراً لله.

وكان يقول لأولاده : إذا أصبتم بمصيبة فافعلوا مثل ما أفعل فإنّي رأيت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) هكذا يفعل فاتبعوا إثر نبيّكم ولا تخالفوه ، فيخالف الله بكم، إن الله يقول: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ (2)(3).

[93/256 ] - وعن الأصبغ : كان علي (علیه السلام) رَبعَة من الرجال ، ضَخْمَ الكراديس، عَبْلَ

ص: 209


1- راجع : مناقب آل أبي طالب 1: 382 وعنه في بحار الأنوار 41 :52 .
2- الشورى: 43 .
3- راجع : سلوة الحزين: 242/278 وعنه في بحار الأنوار 41: 45/132 و 82: 133 / ذیل حدیث 17 ومستدرك الوسائل 2: 15/481 و 7: 546 .

الذراعين، أصلعَ نقي الصلع ، لو أخذ السبع لافترسه، لا تلقاه إلّا خائفاً وَجِلاً، لا يأخذ في غير الحقّ ، ولا يتكلّم إلّا بالصدق ،مَن أحسن حَمِدَهُ ورضي عمله،و مَن أساء عنّفه ولم يرض عمله، بيِّنٌ زهده في الدنيا، من رآه لم يعرفه (1) ، لا تُغضبه الدنيا ومالها ، تكمَّشَ في أمر آخرته، ينابيعُ الحكمة تخرج من فيه، لا يتكلّم إلّا بما يرجو ثوابه، ولا يُغضبه شيء إلا معصية يسمعها، يرضى إذا رضي الله ، ويسخط إذا سخط الله ، يحبّ في الله ويبغض في الله .

يشهد الجنائز ويزور إخوانه ويعود المرضى، جُلساؤه المساكين، أعظمهم عنده قدراً أحسنهم توبةً، وأفضلهم عنده منزلة أخوفهم لله وأشدّهم اجتهاداً، لا يرهب الموت ولا يحفل به ولا يبالي أيّ وقت أتاه ، خافِضُ الصوت، عَجِلُ الدمعة ، كأَنَّ [رُكْبَة ](2) جَمَلٍ بين عينيه، أشجع الناس قلباً، وأصدقهم لهجة، وأسمحهم [كفّاً ] (3) ، وأرقهم قلباً ، وأحفظهم للجار، وأرعاهم لحق مؤمن.

لا تأخذه في الله لومة لائم، لا يخاف ظلمه الخامل، ولا ييأس من عدله الشريف ، كثير الذكر للّه (4)، يكثر من الصلاة، يأكل الجَشِبَ، ويلبس الخشن، ويتعاهد أمور الناس ما حَسُنَ منها حَمِده ، وما خَبُثَ ذمّه وعاقب عليه ، الدنيا أهونُ عليه من شِسع نعله ، لا يميل في حكم ولا يحيف على مَنْ يبغضه، ولا يأثم في من يحبّه، لا يذمّ ذَوّاقاً ولا يمدحه، ولا يخوض في شيء من أمر الدنيا، إخوانه الصالحون والفقهاء ، لا يبالى عاقبة أمرٍ كان للّه فيه الرضا ، لا يخفر (5)بعهد ،

ص: 210


1- في النسختين : ( ولم يعرفه ).
2- من عندنا ليستقيم المعنى .
3- من عندنا ليتمّ المعنى.
4- في « أ» : ( كثيراً لذكر اللّه).
5- خفرت الرجل إذا نقضت عهده و قدرت به [ مجمع البحرین 3: 291].

ولا يخلف بوعد (1) ، ويسبغ الوضوء في السَّبَرات (2) ، ويزهد في الشهوات، وينهى عن المنكرات ، لا يدّخر درهماً ولا يجمع لغدٍ، لم يبن داراً ولم يتّخذ أرضاً، استغنى عن الناس من دنياهم، واحتاجوا إليه لما عنده من دينهم.

فصل [في دعائه (علیه السلام) في جوف الليل ، وحديث النبي(صلّی الله علیه و آله و سلّم) مع الله ليلة أُسري ]

[ 94/257] - عن إسماعيل الصّلَعي (3): خرجت إلى الكوفة أُريد عليّاً (علیه السلام) فأمسيت دونها فبتُّ قريباً من الحيرة، حتّى إذا جنّني الليل ونام الناسُ إذا أنا برجل صفّ قدميه فأطال المناجاة، وقال:

«اللهمّ إنّي سرتُ فيهم بما أَمَرَني رسولك وصفيكَ فَظَلَمُوني، وقَتَلْتُ المنافقين منهم كما أمرني فَجَهِّلُوني، اللهمّ وقد أبغضتُهُم وأبغَضَوني، ومللتهم وملوني ، ولم تبق خُلّة أنتظِرها إلَّا المُرادِي، اللهم فَعجِّل له الشَّقاء وتغمّدني بالسعادة ، اللهمّ وقد وَعَدَنِي نبيُّك أن تتوفّاني إليك إذا سَأَلْتُكَ ، اللهمّ وقد رَغِبْتُ إليك في ذلك ».

ثم انصرف، فقفوتُهُ حتى دخل منزله فإذا هو عليّ، فلم يلبث أن نادى منادي الصلاة فخرج واتّبعته حتى دخل المسجد فعمّمه ابن ملجم بالسيف (4).

ص: 211


1- في «م»: (لا يخفر بعهده ، ولا يخلف بوعده ).
2- السَّبَرات جمع السَّبْرَة ، وهي الغداة الباردة.
3- في النسختين : ( الصلعميّ) ، والمثبت عن مجموعة ورّام . وصليع بطن من جذام .
4- رواه ورّام بن أبي فراس في مجموعته بتفصيل : 321 وعنه في بحار الأنوار 42: 54/352 وحلية الأبرار 2: 4/382 ومدينة المعاجز 3 :709/42 ومستدرك الوسائل 3: 7/96 ، حدّثنا محمد بن الحسن القصبانيّ ، عن إبراهيم بن محمد بن مسلم الثقفيّ ، قال : حدّثنا عبد الله بن بلخ المنقريّ، عن شريك ، عن جابر ، عن أبي حمزة اليشكري، عن قدامة الأوديّ، عن إسماعيل بن عبد الله الصلعي...

فأرادوا أن يقتلوه فقال : ألا إنّ الجروح قصاص، ليّنوا له فراشه وأحسنوا طُعمتَه ، فإن أعِشْ فهو عفو أو قصاص، وإذا مِتُ فعجّلوا لأُخاصمه عند خالقي .

[195/258]- وقال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): قال الله تعالى ليلة أُسري بي :

«يا محمد ، بشّر ابن عمّك عليّاً أنّه أمير المؤمنين وقائد الغّر المحجّلين وسيّد العرب، وإنه أمينُ هُداة الله ، شفاعته بمنزلة شفاعتك ، وهو معك في أعلى علّيّين، منزلك ومنزله واحد، منزلك في الفردوس الأعلى، وهو أخوك؛ خلقتكما من طينة واحدة وخلقت شيعتكما من طينتكما، وخلقتكما سيّدين؛ أنت يا محمّد سيّد ولد آدم وعليٌّ سيّد العرب».

ص: 212

الباب الرابع فى ذكر الحسن عليه السّلام

فصل [في بعض محاسن أخلاقه ، ورأفته ، وخطبته عند معاوية ، ولباسه وعبادته (عليه السّلام) ]

ص: 213

ص: 214

[1/259] - عن الصادق (عليه السّلام)، عن آبائه: إنّ الحسن بن علي (عليهما السّلام)كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم.

وكان إذا حجّ حج ّماشياً وربّما يمشي حافياً.

وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى.

وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكي، وإذا ذكر العَرْض على الله شهق شهقة (1) يغشى عليه منها .

وإذا قام في صلاته ترتعد فرائصه، وإذا ذَكَرَ الجنّة أو النار اضطرب اضطراب السليم ويسأل الله الجنّة ويتعوّذ به من النار.

ولا يقرأ من كتاب الله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا قال : لبيك، ولم يُرَ في حالٍ إلّا ذاكراً للّه سبحانه (2).

ص: 215


1- قوله : (شهقة) لم يرد في «م».
2- رواه الصدوق (رحمه الله) في الأمالي : 10/244 وعنه في فلاح السائل : 268 وبحار الأنوار 43: 1/331، حدّثنا علي بن أحمد (رحمه الله) ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر، قال : قال الصادق (عليه السّلام).... عدة الداعي : 139 وعنه في وسائل الشيعة 11: 10/80 وبحار الأنوار 400:70 تحت رقم 72.

[2/260] - وروي عن رجل من أهل الشام: دخلت المدينة فرأيت رجلاً راكباً على بغلة لم أر أحسن وجهاً ولا سَمْتاً منه، فمال قلبي إليه ، فسألتُ عنه فقيل : هذا الحسن بن على(عليهما السّلام)، فامتلأ قلبى له بغضاً وحسدتُ عليّاً (عليه السّلام) أن يكون له مثله ، فصرت إليه فقلت : أنت ابن علي بن أبي طالب؟

قال : أنا ابن ابنه (1).

قلتُ: إنّي أشتمكما ، فوثب إليّ رجل - قيل لي : إنّه محمّد بن الحنفيّة - ما رأيت أشدّ بطشاً منه ، فقال له الحسن (عليه السّلام) :بحقي عليك لما خلّيت عنه ، فخلّى عنّى ، فلمّا انقضى كلامى قال : أحسبُك غريباً ، قلت : أجل ، قال : فمِل بنا فإنّك إن احتجت إلى منزل آويناك ، أو إلى مال واسيناك ، أو إلى حاجة عاونّاك، فانصرفت عنه وما في الأرض أحدٌ أحبّ إليّ منه (2).

ص: 216


1- بناء على هذا النص يكون صاحب القصّة هو الحسن بن الحسن بن عليّ كما في شرح النهج الحديدي وغيره. وفي كشف الغمة ووفيات الأعيان ( أنا ابنه ) ، فيكون صاحب القصة هو الحسن المجتبى (عليه السّلام).
2- راجع نثر الدرّ 1: 226 ، كشف الغمة 2 : 183، مطالب السؤول : 347، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18: 378 ربيع الأبرار 2: 19 ، وفيات الأعيان 2: 68 . جاء في تكملة الإكمال لابن نقطة 2: 733 بهذا الطريق أخبرنا عمر بن محمّد بن طبرزد في كتابه ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الباقي بن منازل قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين الربعي ، قال أخبرنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن حبيب المآوردي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن المعلّى الشونيزي بالبصرة إملاء ، قال : حدّثنا أبو عبد الله بن يعقوب ، قال : حدّثنا محمّد بن زكريا ، قال : حدّثنا ابن عائشة ، عن عبيد الله بن العباس رجل من بني جشم بن بكر ، قال : حدثني أبو المعافى الرجبي من الرجبة حي من همدان ، قال : كان لي صديق ...

[3/261] - وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقاً(1) .

[4/262] - وقيل لمعاوية يوماً : لو أذنتَ له فصعد المنبر ووعظنا، وقال عمرو ابن العاص : إنّه إذا صعد المنبر ورمقوه بأبصارهم خجل وانقطع ، فأذن له، فقام فحمد الله وقال:

«من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي، وابن سيّدة النساء فاطمة بنت رسول الله ، أنا ابن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، أنا ابن نبي الله ، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن البشير النذير، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين، أنا ابن من بعث إلى الجن والإنس أنا ابن خير خلق الله بعد رسول الله ، أنا ابن صاحب الفضائل، أنا ابن صاحب المعجزات والدلائل ، أنا ابن أمير المؤمنين ، أنا ابن المدفوع عن حقه، أنا وأخي سيّدا شباب أهل الجنة ، أنا ابن الركن والمقام، أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن المشعر وعرفات».

فغاظ معاوية فقال: خُذ في نعت الرُطَب ودع ذا، فقال:

«الريح تنفخه ، والحرّ ينضجه، وبرد الليل يطيبه».

ثم عاد فقال :

«أنا ابن الشفيع المطاع، أنا ابن من قاتلت معه الملائكة ، أنا ابن من خَضَعَت له قريش ، أنا إمام الخلق وابن محمد رسول الله »

فخشي معاوية أن يتكلّم بما يُفْتَن به الناس فقال : يا أبا محمّد، انزل فقد كفى ما جرى، فنزل (2).

ص: 217


1- راجع: الأمالي للصدوق: 244 / ذيل حديث 10 وعنه في فلاح السائل : 269 وبحار الأنوار 43: 331ذيل حديث 1.
2- راجع : الأمالي للصدوق : 244/ ذيل حديث 10 وعنه في بحار الأنوار 43: 231/ ذيل حديث 1 ، تحف العقول: 232 وعنه في بحار الأنوار 44: 3/41، الاحتجاج 1: 418 وعنه في بحار الأنوار 43: 31/353 ، مناقب آل أبي طالب3: 178 وعنه في بحار الأنوار 43: 355 ذیل حدیث 33 ،ذخائر العقبي : 140 ، نظم الدرر 200 .

فقال معاوية : ظننتَ أن ستكون خليفة ؟! ما أنت وذاك ؟

فقال الحسن (عليه السّلام) : إنما الخليفة من سار بكتاب الله وسُنّة رسول الله، ليس الخليفة من سار بالجور وعطّل السنن، واتخذ الدنيا أباً وأُمّاً، ملك ملكاً مُتّع فيه قليلاً ثم تنقطع لذّته وتبقى تبعته ، ثم نفض ثوبه ونهض ليخرج.

فقال ابن العاص : اجلس فإنّي أسألك عن مسائل.

قال : سل عمّا بدا لك، فقال عمرو: أخبرني عن الكرم والنجدة والمروءة.

فقال : أما الكرم فالتبرّع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال، و [أمّا ] النجدة فالذبّ عن المحارم والصبر في المواطن عند المكاره ، و [أمّا ] المروءة فحفظ الرجل دينه وإحرازه نفسه من الدنس وقيامه بأداء الحقوق وإفشاء السلام، وخرج.

فعذل معاوية عمراً فقال : أفسدت أهل الشام بأن قلت أن آمر الحسن يتكلّم، فقال عمرو : إليك عنّي ، إنّ أهل الشام لم يحبّوك محبّة دين، إنما أحبوك للدنيا ينالونها منك فلا يبغضك إليهم إلّا الدنيا، والسيفُ والمال بيدك، فما يغني عن الحسن كلامه (1).

[5/263] - وعن عبد الله بن الحسن : ما دخلت على أبي قطّ إلا رأيته باكياً.

[6/264]- وعن حكيم بن جابر (2): أرسلتُ إلى الحسن بن علي (عليه السّلام) في حاجة

ص: 218


1- من قوله : ( وقيل لمعاوية يوماً ) إلى هنا جاء في الخرائج والجرائح 1: 236 / 2 وعنه في بحار الأنوار 44: 2/88 ومدينة المعاجز 109/414:3.
2- حكيم بن جابر بن طارق بن عوف الأحمسيّ الكوفيّ، من بجيلة، توفّي في آخر ولاية الحجّاج في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة اثنتين وثمانين ، وقيل : خمس وتسعين وقيل غير ذلك وكان ثقة قليل الحديث [لاحظ : الطبقات الكبرى 6 :288 ، تهذيب الكمال 7: 1451/162 ، تقريب التهذيب 1: 1472/234].

فرأيته توضأ ثم أخذ خرقة فجعل ينشف بها وجهه، فمقتُّه على ذلك، فرأيت في ليلتي كأنّي أقيء كبدي، فقلت: ما هذا إلا ما جعلتُ في نفسي للحسن (1).

[7/265] - وعن معاوية بن خُدَيج (2) : أرسلني معاوية إلى الحسن (عليه السّلام) أخطب بنتاً له أو أُختاً له ليزيد .

فقال: إنّا قومٌ لا تزوّج نساءنا حتى نستأمرهنّ فائتها أنت، فأتيتها فذكرت لها يزيد.

فقالت : لا يكون ذلك حتى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم، فرجعت إلى الحسن (عليه السّلام) فقلت : أرسلتني إلى فِلْقَة (3) من الفِلَقِ تسمّي معاوية فرعون.

فقال : قل لمعاوية : إياك وبغضنا فإنّ رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله و سلم) قال: «لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلّا ذيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من النار » (4) .

[8/266] - وعن ابن سيرين خطب الحسن بن علي (عليه السّلام) رجل، قال: إنِّي لأزوجك وأنا لأعلم (5) أنك غَلِق طَلِق ملق ولكنك خير العرب نفساً

ص: 219


1- راجع مناقب الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) للكوفي 2: 707/240 ، محمّد بن سليمان ، قال : حدّثنا عثمان بن سعيد بن عبدالله ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله المروزي، قال: حدّثنا سريج بن يونس قال: حدّثنا محمّد بن يزيد عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر... المصنّف لعبد الرزاق 1 : 713/183، تاريخ مدينة دمشق 13: 241 .
2- معاوية بن خديج بن جفنة السكوني، وقيل: الخولاني ، وقيل : مِن تُجيب ، قيل أبو نعيم يعد في أهل مصر وحديثه عندهم ، ملعون هو الذي قتل محمّد بن أبي بكر (رضي الله عنه) بأمر عمرو بن العاص لعنه الله [أسد الغابة 4 : 383].
3- الفِلقَة: الداهية.
4- انظر : المعجم الكبير ،3 :81 مجمع الزوائد 4: 278 شرح إحقاق الحق 412:24 عن كتاب «مطلع البدور ومجمع البحور» للعلامة شهاب الدين أحمد بن صالح بن محمّد اليماني.
5- في « أ»: (إنّي لا أعلم) .

وأرفعهم بيتاً ثمّ زوّجه (1).

[9/267] - وكان نكّاحاً ، وكان يكره أن يغشّ النساء.

[ 10/268] - وإنّه تزوّج امرأة وبعث إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم (2).

[11/269 ] - وعن أنس بن كعب : رأيت الحسن واقفاً على بِرَّدون وقد خُضِبَ

رأسه ولحيتُهُ بوسمة (3).

[ 12/270 ] - وعن العيزار(4): رأيت الحسن بن علي (عليهما السّلام) وعليه كساء خزٍ. وكان يخضب بالحناء والكَتَم (5) . [13/271] - وعن أنيس بن أبي العريان (6): رأيت على الحسن (عليه السّلام) قميصاً رقيقاً وعمامة رقيقة (7).

ص: 220


1- انظر : مناقب آل أبي طالب :3: 199 وعنه في بحار الأنوار 44: 171 ، معجم الكبير 3: 2563/27، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16 : 21 وعنه في بحار الأنوار 44: 173 ، تاريخ مدينة دمشق 13: 251 ، تهذيب الكمال 6: 236 ، مجمع الزوائد 4: 335 .
2- راجع دعائم الإسلام 2: 827/222 وعنه في مستدرك الوسائل 15: 1/70، كشف الغمّة 2 : 183 وعنه في بحار الأنوار 43 :349 ، تاريخ مدينة دمشق 13: 249 ، تاريخ الإسلام 4: 37، البداية والنهاية 8: 43 ، مطالب السؤول : 346 مجمع الزوائد 4: 284 .
3- انظر المعجم الكبير3: 2794/100 ، مجمع الزوائد 5: 144 .
4- العيزار بن حريث العبديّ وقيل : الكنديّ، الكوفيّ ، ثقة من الثالثة، مات بعد سنة عشر ومائة ، روى عن ابن عبّاس والحسين بن علي (عليهما السّلام) [لاحظ: الجرح والتعديل للرازي 7: 196/36 تقريب التهذيب 1: 5299/768] .
5- انظر: ذخائر العقبى: 128 ، الآحاد والمثاني 1: 410/300 ، المعجم الكبير 3: 2533/22 و 2781/98 ، مجمع الزوائد 5: 163 .
6- في النسختين: (أنس بن القربان) وما أثبتناه من كتب الرجال، وهو أنيس بن أبي العريان المشاجعيّ ، روى عن ابن عبّاس والحسن بن علي (عليهما السّلام) و محمّد بن الحنفية، وكان مع محمّد بن الحنفيّة في الشعب ، ذكره ابن حبّان في الثقات [لاحظ الطبقات الكبرى 7: 213 ، التاريخ الكبير 2: 43 الجرح والتعديل للرازي 2: 333 الثقات لابن حبان 51:4].
7- راجع : المصنّف لابن أبي شيبة 6 :4/14 ، الطبقات الكبرى 5: 328 .

[14/272 ] - وعن زرّ(1): أن الحسن (عليه السّلام) خطبهم بعد علي (عليه السّلام) وعليه عمامة سوداء(2).

فصل [في إكرام ابن عبّاس له ، وصلحه (عليه السّلام) مع أهل الشام ]

[15/273 ] - وعن مدرك بن [أبى ] زياد ((3): كنّا في حيطان لابن عبّاس، فجاء الحسن والحسين (عليهما السّلام) فدخلا البستان، فقال لي الحسن (عليه السّلام) : يا مُدرك ، هل عندك من غداء ؟

فقلتُ : طعامُ الغلمان، فأتيت بخبز وملح جريش وبِطاقاتِ (4) بقلٍ، فأكل شيئاً ثم أُتي بغدائه وكان كثيراً طيّباً، ثمّ قال: اجمع غِلمان البستان ، فأكلوا ولم يأكل معهم .

فقلنا : ما يمنعك ؟

فقال : ذلك الذي أكلت أشهى عندي، ثم قاموا فتوضؤوا ثمّ أُتي بدابّة

ص: 221


1- زرّ بن حبيش، كان فاضلاً من أصحاب علي (عليه السّلام) ، أخذ عنه عاصم القراءة، وكان من ثقات أمير المؤمنين (عليه السّلام) [رجال الطوسي (رحمه الله) : 5/64 ، معجم رجال الحديث 8: 225 / 4670].
2- انظر : المصنّف لابن أبي شيبة 6: 9/45 ، الأدب المفرد 1033/215 ، الطبقات الكبرى 7: 160 و 173 ، العلل لأحمد بن حنبل 2: 1974/192 السنن الكبرى للنسائي 5 : 8408/112، خصائص أمير المؤمنين (عليه السّلام) للنسائي: 61، الذّرية الطاهرة : 123/114 ، الجرح والتعديل للرازي : 238/1055 ، الثقات لابن حيان 6: 446 ، تهذيب الكمال ،30: 357 ، سير أعلام النبلاء 4: 583 ، الأنساب للسمعاني 4 : 153 ، تاريخ الإسلام 7 :51 .
3- مدرك بن أبي زياد مولى عليّ ، و روى عنه الربيع بن أبي صالح وقطري الخشاب، ذكره ابن حبان في الثقات [لاحظ التاريخ الكبير : 1919/2 ، الجرح والتعديل للرازي 8 1510/327، الثقات لابن حبان 5 445].
4- ألباء حرف الجر ، والطاقات جمع طاقة وهي الخرمة من البقل.

الحسن (عليه السّلام) فأمسك ابن عبّاس بركابه حتى ركب وسوّى عليه ثيابه، ثمّ جيء بدابّة الحسين (عليه السّلام) ففعل به مثل ذلك.

فلمّا ذهبا قلت: أنت أكبر منهما سنّاً فتمسك لهما بالركاب وتسوي عليهما ؟!

فقال : يا لُكَع(1)!وما تدري مَن هذان ؟! هذان ابنا رسول الله ، أوليس ممّا أنعم الله علَيّ أن أفعل ذلك ؟ !(2)

[16/274] - عن أبي العَريفِ (3): كنّا بمسكن اثني عشر ألفاً وسيوفنا تقطر دماً، فبلغنا صلح الحسن (عليه السّلام) فانقطعت ظهورنا، فقدمنا عليه، فقال له سفيان بن [أبي ] ليلى (4)(4): يا مُذِلّ المؤمنين!

قال : لا تقل ذلك يا أبا عامر، إنّى لستُ بمُذلٍّ لهم ولكن كرهتُ أن أقتلهم في طلب الدنيا ، إنّي سمعتُ رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) يقول: «لا تذهب الليالي والأيّام حتى يلي أمر أُمِّتي رجل واسع(5) البلعوم، رَحْبُ السُّرم، يأكل ولا يشبع».

فنظرنا فإذا هو معاوية، فوالله لَئِنْ تذلُّوا أحبّ إلى من أن تعزّوا (6) .

ص: 222


1- لكع : الحمق والموق واللؤم، وللمرأة لكلاع.
2- راجع مناقب ابن شهر آشوب 3: 168 وعنه في بحار الأنوار 43: 319، تاریخ مدينة دمشق 13: 238 .
3- أبو العريف ( الغريف ) عبد الله بن خليفة الهمدانيّ ، ذكره الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين (عليه السّلام)[رجال الشيخ : 24/72].
4- سفيان بن أبي ليلى الهمداني ، ذكره الشيخ في أصحاب أبي محمّد الحسن بن علي (عليهما السّلام)، وقال العلّامة : روى الكشي أن سفيان عاتب الحسن (عليه السّلام) بقوله : يا مذل المؤمنين. والظاهر أنه قاله عن محبّة . وقال له الحسن (عليه السّلام) : إن حبّنا ليساقط الذنوب من بني آدم كمّا تساقط الريح الورق من الشجرة، ولم يثبت عندي بهذا عدالة المشار إليه، بل هو من مرجّحات الباب، انتهى [رجال الشيخ : 2/94 ، خلاصة الأقوال: 2/160].
5- في النسختين: ( دائم البعلوم ) ، والمثبت عن مصادر التخريج .
6- رواه في مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) للكوفي 2 : 614/128 ، حدّثنا أحمد بن علي، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ ، قال : أخبرنا عليّ قال : أخبرنا محمد بن فضيل ، عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن سفيان بن أبي الليل... مقاتل الطالبيين : 43 ، حدّثني محمّد بن الحسين الأشنانيّ وعلي بن العباس المقانعي ، قالا: حدّثنا عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا عمرو بن ثابت، عن الحسن بن حكم ، عن عدي بن ثابت عن سفيان بن أبي الليل .... و 2 :787/315 ، محمّد بن سليمان، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ ، قال : حدّثنا الحسن بن علي، قال: أخبرنا علي بن حكيم قال : أخبرنا محمّد بن فضيل عن السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن سفيان بن الليل... وحدّثني محمّد بن أحمد أبو عبيد ، قال : حدّثنا الفضل بن الحسن المصري ، قال : حدّثنا محمّد بن عمرويه قال: حدّثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدّثنا السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن سفيان بن أبي ليلى، دخل حديث بعضهم في حديث بعض وأكثر اللفظ لأبي عبيدة... رجال الكشي 1: 178/327 وعنه في خلاصة الأقوال : 160 وبحار الأنوار 44: 7/23، روى عن عليّ بن الحسين الطويل، عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السّلام)... الاختصاص: 82، ذخائر العقبى : 139 ، الملاحم و الفتن : 331/288، المصنّف لابن أبي شيبة 8: 630 / 249 ، المستدرك للحاكم 3: 175 ، الاستيعاب ،1: 386 تاريخ مدينة دمشق 13: 279 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16 : 16 وعنه في بحار الأنوار 59:44 ، الجوهرة : 28 ، جواهر المطالب 2 :201 ، كنز العمّال 11: 31708/348 و 13: 37513/588 .

[ 17/275 ] - وعن عكرمة : ما أَدْخَلَ الحسن بن علي (عليهما السّلام) في بيعة معاوية إلّا ما رأى من أصحابه من الخذلان لأبيه وله بعد أبيه ، وقال له نفر : خذ الأمان فإنّ الناس ليس عندهم وفاء ، فإذا تولّى هذا وجاء قوم نقاتلُ معك حتّى نموت عن آخرنا.

[18/276] - وكان يقول : لأُقاتلن معاوية ولو كنت وحدي، فلمّا ذكر القتال كانوا أشدّ عليه من معاوية ؛ انتهبوا متاعه .

فقالت أُمّ كلثوم : ما هؤلاء يا أخي بأهل دين فتنفذ بصائرهم، ولا أهل حفاظ كما كان أهل الجاهليّة ، وما أدري كيف ابتلينا بأهل الكوفة؛ أهل بدع واختلاف وجَزَع من السيف.

ص: 223

قال الحسن (عليه السّلام): إنّي لبصير بهم وبنيّاتهم، والله ما كان وجه أتوجه إليه منهم .

[ 19/277 ] - ودخل الحسن بن عليّ (عليه السّلام) على مروان - وهو أمير المدينة - فَعَرَّضَ بأبيه ، فقال الحسن (عليه السّلام): يا مروان، والله ما يسرّني أن أباك أبي ولا أُمّك أُمّي،فامتخط الحسن (عليه السّلام) بيمينه.

فقال له مروان في ذلك ، فقال الحسن (عليه السّلام) : يميني لما علا منّي وشمالي لما سفل منّي وفي رواية: قال الحسن(عليه السّلام) : يميني لوجهي ويساري لحاجتي-.

ثمّ قال مروان: إنكم لأهل بيت ملعونون!

فقال الحسن (عليه السّلام) : لقد لعنك الله على لسان نبيّه وأنت في صلب الحَكَم (1).

فصل [في خطبته (عليه السّلام) بعد أبيه (عليه السّلام)]

[20/278] - ورقى الحسن بن علي(عليهما السّلام) بعد موت أبيه وأراد الكلام فخنقَته العبرة، ثمّ سُرِّي عنه ، فقال :

«الحمد لله ربّ العالمين - ثلاثاً - عند الله نحتسب مصابنا بخير الأنبياء ، وإنّا لن نُصاب بمثله، ونحتسب مصابنا بأبينا بعده ،إنّى لا أقول إلا حقّاً، لقد أصيب به العباد والبلاد والشجر والدواب» ... وتكلم بكلام معروف.

ثم دعا ابن ملجم، فقال: هل لك يا حسن فى أمر أعرضه عليك ؛ أسيُر إلى عدوّك بالشام، فإن أنا قتلتُهُ قتلتُ أعدى الناس لكم وقُتِلتُ به ، وإن لم أقتُله فأنا مقتولٌ.

ص: 224


1- انظر: مسند أبي يعلى 12: 135 ، المعجم الكبير 3: 2740/85 ، تاريخ مدينة دمشق 13: 252 و 57 : 244 و 245 ، سير أعلام النبلاء 3: 266 و 478 ، تاريخ الإسلام 3: 366 و 5 : 232 ، البداية والنهاية 43:8 ، مجمع الزوائد 5 : 240 و 72/10 ، كنز العمّال 11: 31730/357 .

قال : لا والله يا عدوّ الله حتى أذيقك حياض الموت وأُنفذ فيك ما أمرني أبي.

قال : وما أمرك ؟

قال: جمعنا فقال:

« يا بني عبد المطّلب، إيّاكم أن تخوضوا في دماء المسلمين ؛ تقولون : قتل أمير المؤمنين ، ألا لا تقتلوا بي إلّا قاتلي ، وإيّاكم والمُثلة ».

قال : كان عدلاً في الرضا والغضب إلّا ما كان يوم صفّين من التحكيم، فقام إليه الحسن (عليه السّلام) بالسيف وضربه في الموضع الذي ضرب فيه أباه فقتله ثم أحرقه(1).

[21/279] - ولمّا سلّم الأمر لمعاوية قالت له أم سلمة : تركت إمارتك ، قال : إنّى اخترت العار على النار (2).

[22/280] - وبعد أن صالح معاوية أمر له بما في بيت المال، فلمّا أخذه جعل أهل الشام يذكرون الحسن (عليه السّلام) أنه أخذ مال بيت المال.

قال معاوية : فما ترك لكم ابنُ فاطمة أكثرُ .

[23/281] - ولمّا كان بالمدائن طعنوه فى بطنه وانتهبوا ما في عسكره وجاذبوه مُلاءَةٌ (3) كانت في عنقه فقطعوا ما في عنقه فلذلك صالح.

فصل [في جوده (عليه السّلام)]

[ 24/282] - وعن وهب بن منبّه : كنتُ مجالساً لأبي محمّد (عليه السّلام) إذ أقبل فقير فسأله

ص: 225


1- انظر : كفاية الأثر : 161 وعنه في بحار الأنوار 43: 6/363، مناقب آل أبي طالب 2: 106 وعنه في بحار الأنوار 316:41 ، ذخائر العقبى: 116 تاریخ ابن خلدون 2 :185 .
2- انظر: تاريخ مدينة دمشق 13: 266 ، شرح إحقاق الحق 11: 201 عن كتاب «البدء والتاريخ» للشيخ مطهر بن طاهر المقدسي 5: 237 .
3- في نسخة بدل من «أ»:( قلادة ).

فلم يكن معه شيء، فخلع حذاءه فدفعه إلى الفقير، فقلت: لقد كان الله أولى بالعذر حيث لم يكن معك شيء.

قال : مه يا وهب، نسأل الله فيعطينا ويسألنا سائل فنردّه ؟! ثم أنشأ يقول:

إذا ما أتاني سائل قُلتُ مَرْحَباً *** منْ حَقُّهُ فَرْضٌ عَلَيَّ مَؤمَّلُ (1)

ومَن حقّه حَقٌّ على كُلِّ فاضِل *** وما الفضلُ إلا للّذي يَتَفَضَّلُ

وللدّهر أيّام وفيه سعادةٌ *** وأفضلُ أيام الفتى حين يُسْأَلُ

ولِلمال حقٌّ وَاجِبٌ إِن بَذَلْتَهُ *** ولِلْوَجْهِ حَقٌّ واجبٌ حِين يُبْذَلُ (2)

[25/283] - وقصده أعرابيّ فشكا إليه الحاجة ، فكتب له إلى بعض مواليه : أعطه ألفاً ، وتَرَكَها مبهمة ؛ لا دراهم ولا دنانير، فلمّا انتهى المكتوب إليه فقال : امكث هنيهة أسأله ماذا أُعطيك، فما لبث أن أقبل الحسن (عليه السّلام) فقام إليه مولاه فقال: يابن رسول الله ، أمرت لهذا الأعرابي بألف فماذا أعطيه ؟

فقال : كلاهما حَجَران فأعطه أنفعهما له، فأعطاه ألف دينار، فقام الأعرابيّ فقبّل ،قدميه، فقال الحسن (عليه السّلام) : أعجبك ما كان منّا ؟ فقال :

لَئِن كانتِ الدنيا تُعَدُّ نَفيسة *** فدار ثواب الله أعلى وأَجْمَلُ

وإن كانت الأموالُ للتّركِ جَمْعُها *** فما بالُ مَثْرُوكٍ بِهِ الخَيرُ يَبْخَلُ

وَإن كانتِ الأَبْدانُ لِلمَوْتِ أُنْشِئَتْ *** فَقَتْلُ امرئ بالسَّيف للهِ أَفْضَلُ

وإن كانتِ الأرزاق قِسْماً مُقدّراً *** فقلّة حرصِ المرء في الكَسْبِ أجملُ (3)

ص: 226


1- في نور الأبصار : «مُعَجَّل»، وهي الرواية الأجود .
2- انظر : نور الأبصار للشبلنجي : 177 ، وفي شرح إحقاق الحق 11: 151 و 238 عن كتاب «الكنز المدفون» للسيوطي: 434 .
3- توجد هذه الأبيات في: مناقب آل أبي طالب 3: 246 وعنه في بحار الأنوار 44: 374 و 45: 49 ، مثیر الأحزان ،32، كشف الغمّة 2 : 237 و 246 ، الدرجات الرفيعة : 549 ، تاريخ مدينة دمشق 14: 187 ، البداية والنهاية 8: 228 کتاب الفتوح 5: 72 مطالب السؤول: 390، الفصول المهمّة 2: ،774، جواهر المطالب 2: 316 ينابيع المودة 3 :81، عن الإمام الحسين (علیه السّلام) حين أخبر بشهادة مسلم بن عقيل ، هكذا : فإن تكن الدنيا تعد نفيسة *** فدار ثواب الله أعلى وأنبل وإن تكن الأموال للترك جمعها *** فما بال متروك به الحر يبخل وإن تكن الأرزاق قسماً مقدّراً *** فقلة حرص المرء في الكسب أجمل وإن تكن الأبدان للموت أنشئت *** فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل

[ 26/284 ] - ودخل الحسن بن علي (علیه السّلام) على معاوية في آخر النهار ، فقال : يابن رسول الله ، أردت أن تُبخّلني إذ جئتني في هذا الوقت ، ثم دعا بصاحب خزانته فقال : أعط أبا محمد مثل ما أعطيت كُلّ الوفد ، فإذا هو قد أُعطي ثلاثة آلاف درهم.

فقال: أخرجها، فأخرجها وقال : خُذها وأنا ابن هند (علیه السّلام)، فقال الحسن : رددتها عليك وأنا ابن فاطمة (1).

ثم قال الحسن (علیه السّلام):

ذهب الّذين إذا ذهبتَ تحمَّلوا *** وإِذا جَهِلتَ عليهم لم يَجْهَلُوا

وإذا أَصَبْتَ غنيمةٌ فَرِحُوا بها *** وإذا بَخِلتَ عليهم لَمْ يَبْخَلُوا

[27/285] - وعن العتبي : مدحَ بعضُ الشعراء الحسنَ بن علي(علیهما السّلام) فأُنْظِرَ بجائزة ، فكتب إليه :

ماذا أقول إذا رجعتُ وَقِيل لي ***ماذا أَفَدْتَ من الإمام المُفضل؟

إن قلتُ أعطاني كَذِبتُ وإِن أَقُلْ ***ضَنَّ الإمامُ بماله لم يَجْمُل

فاختَرْ لِنَفْسِكَ ما تشاءُ فإنني *** لابدَّ مُخبِرُهُم وإن لم أُسْأَل

فأمر له بعشرة آلاف درهم وكتب إليه :

ص: 227


1- انظر : مناقب آل أبي طالب 3: 183 وعنه في بحار الأنوار 43: 16/343.

عاجَلتَنا فأتاكَ عاجل برّنا *** قُلاً (1) فلو أَمْهَلْتَنا لم يَقْلُلِ

فَخُذِ القليلَ وَكُنْ كَأَنَّكَ لم تَسَلْ *** ونكون نحن كأنّنا لم نَفْعَلِ (2)

[28/286] - وعن ابن سيرين: طلّق الحسن بن علي (علیهما السّلام) امرأة فأرسل إليها بعشرة آلاف درهم متعة لها، فقالت: متاع قليل من حبيبٍ مفارق، فبلغه قولها فراجعها (3).

فصل [في إكرامه (علیه السّلام) على المنعم ]

[ 29/287] - عن سعد بن عبد الله (4) بإسناده: أنّ الحسن والحسين (علیهما السّلام) وعبد اللّه

ص: 228


1- في «أ»: (نَزْراً).
2- جاء هذان البيتان في شرح إحقاق الحقّ 8 :582 عن كتاب نزهة المجالس للشيخ عبد الرحمن بن عبد السلام الصفوري البغدادي 1: 240 عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) في جواب سائل سأله: جاء سائل إلى علي (علیه السّلام) فنظر إليه وقد تغيّر وجهه من الحياء فقال علي (علیه السّلام) : اكتب حاجتك على الأرض حتى لا أرى ذلّ المسألة في وجهك ، فكتب: لم يبق لي شيء يباع بدرهم *** تغنيك حالة منظري عن مخبري إلا بقيّة ماء وجه صنته *** أن لا يباع ونعم أنت المشتري فأمر له علي (علیه السّلام) بحِمل محمل ذهباً وفضّة ثم قال علي (علیه السّلام): عاجلتنا فأتاك عاجل برّنا *** فلا ولو أمهلتنا لم تقتر فخذ القليل وكن كأنّك لم تبع*** ما صنته وكأننا لم نشتر
3- راجع: دعائم الإسلام 2: 1104/293 وعنه في مستدرك الوسائل 15: 7/90، مناقب آل أبي طالب 3: 183 كشف الغمّة 2: 174 وعنه في بحار الأنوار 43 :349 تحت رقم 21 ، السنن الكبرى للبيهقي244:7 ، المصنّف لعبد الرزاق 7: 12257/73 ، المعجم الكبير 3 :2561/27 و 2562 ، سنن الدارقطني 4 :20 ، الاستذكار ،6: 119 ، تفسير الثعلبي 2 : 191 ، تفسير البغوي 1: 218 ، تفسير القرطبي 3: 202 ، تاريخ مدينة دمشق 13: 250 و 251 ، سير أعلام النبلاء 3 :262 .
4- سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمّي ، أبو القاسم ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ،ووجهها ،جليل القدر ثقة، كان سمع من حديث العامّة شيئاً كثيراً، وسافر في طلب الحديث ، لقى من وجوههم الحسن بن عرفة ومحمّد بن عبد الملك الدقيقيّ وأبا حاتم الرازي وعباس الترقفيّ ، ولقى مولانا أبا محمّد (علیه السّلام) ، وصنّف كتباً كثيرة، توفّي سعد (رحمه الله) سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل : سنة تسع وتسعين ومائتين [لاحظ رجال النجاشي: 467/177 ، الفهرست للطوسي (رحمه الله) : 1/135 رجال الشيخ : 3/399 و 67/427] .

ابن جعفر خرجوا حجّاجاً فمرّوا بعجوزة في خبائها، فقالوا: هل من شراب ؟

قالت : نعم ، ولم يكن لها إلا شُويهة، فقالت : احلبوها واشربوا لبنها، ففعلوا.

فقالوا: هل من طعام؟

قالت :فليذبحها أحدكم ، فذبحها واحد وطبخها وأكلوا.

فقالوا: نحن قوم من قريش فإذا رجعنا فألمّي بنا فإنّا صانعون خيراً، فجاءها زوجها فخبّرته بذلك فضربها وشجّها ، واضطرّتهما الحاجة إلى أن دخلوا المدينة والمرأة تسوق حماراً لها، فبصر بها الحسن(علیه السّلام) فعرفها وأمر من أتاه بهافقال لها تعرفيني؟

قالت : لا ، فذكرها العنز .

فقالت: أنت هو بأبي أنت وأُمّي؟

قال : نعم، هل لقيتِ صاحبي ؟

قالت: لا فأمر من اشترى لها من الصدقة ألف شاة وأعطاها ألف دينار، وبعث بها إلى الحسين(علیه السّلام) فأعطاها مثل ذلك ، وإلى عبد الله بن جعفر فأعطاها مثلها.

فقيل : لقد أحسنتم إليها .

فقال : هي أجود منّا لأنّها جادت بما ملكت ونحن جدنا لها ببعض ما نملك (1).

ص: 229


1- راجع : مناقب آل أبي طالب 3: 182 وعنه في بحار الأنوار 43: 341، كشف الغمة 2: 181 وعنه في بحار الأنوار 43: 348/ تحت رقم 20، مطالب السؤول : 345 الفصول المهمة 2: 708، روى كلّهم عن أبي الحسن المدائني .

[30/288] - وخرج هؤلاء ومعهم أبو حبّة الأنصاري (1) من مكّة، فأصابتهم السماء ، فنظروا إلى أبيات فأتوها ونزلوا على بعض أهلها ، فذُبح لهم شاة فأقاموا حتى سكنت السماء، فلمّا أرادوا الرحيل قالوا : إن قدمت المدينة تسأل عن الحسن والحسين (علیهما السّلام) ، فمكث الأعرابي ثلاث سنين أو نحوها ثم ذهب ما في يديه.

فقالت امرأته: لو أتيت المدينة فلقيت أولئك الفتيان .

فقال: أنسينا أسماؤهم.

فقالت: شابّ منهم يقال له : ابن الطيّار، فقدم الأعرابي المدينة فسأل عن الحسن (علیه السّلام) فأتاه فأمر له بمائة ناقة بفحولها ورعاتها ، ثم أتى الحسين (علیه السّلام) فأمر له بمائة شاة وأمر عبد الله بمائة درهم، وأوقرها أبو حبّة تمراً (2).

فصل [في جوده (علیه السّلام)]

[31/289] - عن الأعمش، عن محمّد بن علي (علیه السّلام) ، قال : خرج الحسن بن علي (علیهما السّلام) يوماً إلى الصحراء فبصر بعبدٍ أسود قائماً يصلّي راكعاً وساجداً، وغنمٍ ترعی، فدنا منه ، فقال : لمن أنت ؟ قال : لفلان بن فلان بالمدينة، فمضى الحسن (علیه السّلام)إلى منزل الرجل فاشترى الأسود والغنم ، ثم رجع إلى الأسود فقال له : اشتريتك من مولاك واشتريتُ الغنم وهو لك اذهب وأنت حرّ لوجه الله ، فاستغن

ص: 230


1- في النسختين : ( أبو حية ) وما أثبتناه من المصادر، وهو أبو حبة بن غزية الأنصاري، اسمه عمرو ،أو ،عامر ، وهو الذي عقر الجمل، ذكره الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين (علیه السّلام) بعنوان: «أبو جند بن عمرو» ، وقيل : بدري له صحبة [ رجال الشيخ : 23/87 ، قاموس الرجال :11 270 /198 ، الاستيعاب 4: 2906/1627].
2- راجع كشف الغمة 2 : 181 وعنه في بحار الأنوار 43: 21/349 .

بالغنم على صلاتك وما أنت فيه.

فصاح به الأسود يابن رسول الله ،قف، فوقف ، فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأُشهدك أنّ الغنم صدقة على فقراء أهل المدينة ومساكينها فقال الحسن (علیه السّلام) لِمَ فعلتَ ذا ؟

قال : أستحيي من الله أن يكون قضى لي حاجتين في ساعة واحدة ولم أُصيّر إحداهما لوجه الله (1).

[32/290] - وعن أبي مسلم الخولانيّ (2) ، قال : أتى أعرابيّ محمّد بن أبي بكر و عبد الله بن عمر فشكى إليهما ، فأعطى هذا ديناراً وهذا ديناراً وقالا : الدالّ على الخير كفاعله ، هذان سبطا رسول الله فائتهما، فتخلّل الأعرابيّ طُرُقات المدينة حتى وقف على رؤوسها فشكا إليهما ، فقالا : كيف عرفتنا ؟

:قال عرفتكما يا بني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالنور الساطع في وجوهكما.

فقالا: إن الصدقة لا تحل إلا لثلاثة: لفقير مُدقع أو دَين مفظع أو مطلوب بدم.

قال : والله ما من الثلاثة شيء إلا وفي الأعرابي: إنّي فقير ودَيني كثير وأُطالب بدم ابن عمّ .

فقال الحسن (علیه السّلام): اجلس ، فقام وأخرج ثلاثمائة دينار فقال: خذها واحمد الله ولا تحمد سواه، واقض بمائة دينك، وعش مع العيال بمائة، وتصالح عن دم ابن عمّك بمائة .

ثمّ قال الأعرابي : طالما رأينا رسول الله يمصّ شفتيهما مصّاً ويزقّهما العلم زقّاً (3).

ص: 231


1- انظر تاریخ بغداد 6: 33 ، تاریخ مدينة دمشق 13: 246 .
2- أبو مسلم عبد الله بن ثوب الخولانيّ، من الزّهاد الثمانية غير المستقيمين ، كان فاجراً مرائياً صاحب معاوية ، يحثّ الناس على قتال مولانا أمير المؤمنين (علیه السّلام) [ مستدركات علم رجال الحديث 4: 496 / 8133 و 8: 453 / 17283 ، قاموس الرجال 11: 883/514] .
3- رواه في الكافي 4: 7/47 وعنه في وسائل الشيعة 9: 6211 وبحار الأنوار 43: 4/320، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عمّن حدّثه ، عن عبد الرحمن العزرميّ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)... نثر الدرّ للآبي 2 : 68 ، مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا: 140 ، وفي كلّها : ( كان الرجل سأل عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر ولم يسألاه عن شيء فرجع إليهما فقال لهما : ما لكما لم تسألاني عمّا سألني عنه الحسن والحسين(علیهما السّلام) ؟ وأخبرهما بما قالا ، فقالا : إنّهما غذيا بالعلم غذاء) وفي مكارم الأخلاق الشخصان هما: أبان بن عثمان وعبد الله بن الزبير .

فصل [في حديثه (علیه السّلام) مع يوسف ]

[33/291] - وعن ابن عائشة : بلغنا أنّ الحسن والحسين (علیهما السّلام) خرجا حاجّين من المدينة ومعهما أصحاب لهما، حتى إذا كانوا بالأبواء (1) نزلوا منزلاً ، فانطلق الحسين (علیه السّلام) وأصحابه لبعض حاجتهم وبقي الحسن (علیه السّلام) يُصلّي، فدخلت عليه(2) امرأة من الأعراب جميلة ، فلما رآها الحسن (علیه السّلام) ظنّ أنّ لها حاجة فأوجز في صلاته ، ثم قال لها : ألك حاجةٌ ؟

قالت : نعم .

فقال : وما هي ؟

قالت : فم فأصِبْ منّي فإني قد وفدت ولا بعل لي.

فقال : إليك عنّي لا تحرقيني ونفسَك بالنار ، فجعلت تراودهُ عن نفسه ويأبى، فبكت المرأة والحسن (علیه السّلام) يبكي .

ص: 232


1- في النسختين: (الأيواء)، وأما الأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة، بينها وبين جحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلاً ، وقيل : الأبواء جبل على يمين آرة، ويمين الطريق للمصعد إلى مكّة من المدينة ، وهناك بلد ينسب إلى هذا الجبل ، وقيل : سمّي بذلك لما فيه من الوباء، وقيل أشياء أخر [ معجم البلدان 1: 79].
2- في «م»: (عليهم).

فرجع الحسين (علیه السّلام) وأصحابه فخرجت المرأة ورحلوا، ولبث الحسين في «م»: (عليهم). دهراً ولم يسأل أخاه عن قصّتها إجلالاً له ، وهيبة ، فبينا الحسن (علیه السّلام) ذات ليلة نائماً إذ استيقظ وهو يبكي، فقال الحسين (علیه السّلام) : ما شأنك يا أخي ؟

قال: رؤيا رأيتها قال: وما هي ؟

قال : لا تخبرها أحداً ما دمتُ حيّاً؟

قال : نعم .

قال: رأيت يوسف فكنت أنظر إليه فلمّا رأيت حسنه بكيت، فنظر إليّ فيالناس فقال: ما يبكيك يا أخي، بأبي وأمي ؟

قلت : ذكرتك وامرأة العزيز وما ابتليت به من أمرها وما لقيت من السجن وحرقة الشيخ يعقوب .

فقال يوسف: هلّا تعجّبت من المرأة البدويّة بالأبواء ؟! فعرفتُ الذي أراد ، ثمّ قصّ على الحسين (علیه السّلام) قصّتها ، فلمّا مضى الحسن (علیه السّلام) احدث الحسين (علیه السّلام) بذلك فشاع الحديث (1).

فصل [في أحواله (علیه السّلام) عند الشهادة ]

[ 34/292] - عن الصادق (علیه السّلام) ، عن أبيه ، قال : لمّا أن حضر الحسن (علیه السّلام) الموت بكي بكاء شديداً، فقال له الحسين (علیه السّلام) : ما يبكيك، إنّما تقدم على رسول الله وعلي وفاطمة وخديجة (علیهم السّلام) وهم ولدوك ، وقد أجرى الله على لسان نبيه « أنك سيّد شباب أهل الجنّة»، وقد قاسمت الله مالك ثلاث مرّات، ومشيت إلى بيت الله على

ص: 233


1- راجع : مناقب آل أبي طالب 3: 180 وعنه في بحار الأنوار 43: 14/340 .

قدميك خمس عشرة مرّة حاجّاً ؟! وإنّما أراد أن يُطيّب نفسه، فوالله ما زاده ذلك إلا بكاء.

ثم قال : يا أخي، إنّي أَقْدِمُ على أمر عظيم وهولٍ لم أقدم (1) على مثله قطّ (2).

[35/293] - فلمّا قبض أرادوا أن يدفنوه قال بنو هاشم: ادفنوه مع رسول الله ووصى الحسن (علیه السّلام) أخاه (3) أنّه إذا صلّى عليه أدخله على جده ليجدّد به عهده ثمّ يدفنه بالبقيع.

فلمّا رأى القوم ذلك حسبوا أنّ بني هاشم يدفنونه عند النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فركبت عائشة بغلة وقالت : لا أتركه يدفن في حجرتي ، فقال لها ابن عبّاس: يوماً تجمّلتِ ويوماً تبغّلتِ وإن عشت تفيّلت (4)، نحن لا ندفنه هناك.

فقال أبو هريرة: ويحكم ! أتحسدون ابن رسول الله تربةً من الأرض وقد سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: «اللهم إنّى أُحبّ الحسن فأحبّه» ؟!

ص: 234


1- في «م»: (أقدر).
2- راجع : الخرائج و الجرائح 1: 242/ 8 وعنه في بحار الأنوار 44 :154 / 24 ، كشف الغمة 2: 174 ، تاریخ ابن معين 1: 366 / 2472 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 286 و 287 ، مقتل الحسين (علیه السّلام)للخوارزمي : 110199 ، تهذيب الكمال 6 :254 .
3- يعني الحسين (علیه السّلام).
4- وأخذ هذا المعنى الحسين بن الحجّاج النيلي فقال : أيا بنت أبي بكر ***فلا كان ولا كُنت بيوم الحسن السبط *** على بغلك أسرعتِ وما يست ومانعتِ *** وخاصمتِ وقاتلتِ وفي بيت رسول الل***ه بالظُّلم تحكّمتِ هل الزوجة أولى بال*** مواريث من البنتِ لكِ التسع من الثُمن *** وبالكل تصرّفتِ تجمّلت تبغّلت *** ولو عِشتِ تفيّلتِ

وقال عبد الله بن جعفر : سمعته يقول : إن منعوكم فادفنونى مع أُمّى (1).

ص: 235


1- انظر: الكافي 1 : 3/302 وعنه في وسائل الشيعة 11: 2/497 ، شرح الأخبار 3: 128 ، الإرشاد 2: 18 وعنه في بحار الأنوار 156:44 ، روضة الواعظين : 168 ، الخرائج والجرائح 1: 242 وعنه في بحار الأنوار 44: 24/154 ومستدرك الوسائل 2: 16/314 ، مناقب آل أبي طالب 3: 204 ، إعلام الورى 414:1 ، الدرّ النظيم : 512 ، كشف الغمّة 2: 209 ، الدرجات الرفيعة: 125 تاريخ اليعقوبي 2: 225، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 50 .

ص: 236

الباب الخامس في ذكر الحسين عليه السلام

فصل [ في خطب معاوية أُمّ كلثوم بنت عبدالله بن جعفر لابنه يزيد وجواب الإمام الحسين (علیه السّلام) له ]

ص: 237

ص: 238

[1/294 ] - كتب معاوية إلى مروان عامله على الحجاز وأمره أن يخطب أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر، فأخبره بكتابة معاوية.

فقال : أمرُها إلى خالها الحسين (علیه السّلام) وهو غائب فإذا قدم فما فعل فقد رضيتُ، [ف] قدم الحسين (علیه السّلام) فأخبر بذلك ، فقال : نستخير الله للجارية، وقال: يا بنيّة أمركِ إليّ ؟ قالت : نعم ، وأخذ على أبويها العهود بالرضا بما صنع في أمرها .

فخرج الحسين (علیه السّلام) وهو يقول : اللّهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد، فمرّ بدار محمّد بن جعفر فإذا هو بالقاسم بن محمّد بن جعفر (1)، قال: يابن أخ أترضى أن أُزوجك من شئت؟

قال : نعم وما لي مال، فأُعطي المهر .

ص: 239


1- القاسم بن محمّد بن جعفر بن أبي طالب (علیه السّلام)، تزوّج بنت عمّه عبد الله بن جعفر، ذكره السيد المهنّا في عمدة الطالب الأصل الثاني، في عقب جعفر بن أبي طالب (علیه السّلام)، قيل أنه قتل مع الحسين (علیه السّلام) في وقعة الطف، ولكن لم يظهر مستند ذلك [ معجم رجال الحديث 15: 50 / 9661].

قال : لكنّني أعطي عنك ، قال : فاصنع ما شئت ، قال : فإذا كان غداً فاحْضَرْ في ثوبيك هذين مجلس بني هاشم وبني أمية، فحضر القاسم.

فلمّا اجتمع الناس في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم) أقبل مروان بن الحكم حتّى جلس إلى الحسين بن علي (علیهما السّلام) وعنده بنو هاشم وبنو أميّة ووجوه قريش ووجوه الأنصار، وقد تكلّم مروان فحمد الله وقال : إنّ معاوية كتب إليّ أن آتي عبد الله بن جعفر وأخطب ابنته أم كلثوم على يزيد ابنه ، وقد جعل عبد الله ذلك لَكَ(1)، وقد أمرني معاوية أن أجعل مهرها بالغاً ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيَّيْنِ من بني هاشم وبني أُميّة ، مع قضاء دين أبيها ، واعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممّن يغبطه بكم، والعجب كيف يُسْتَمْهَرُ يزيد ؟! وهو كفو من لا كفو له ، وبوجهه يُستسقى الغمام ، ولعمري من يحسدكم به أكثر ممّن يحسده بكم ، فردّ خيراً يا أبا عبد الله ، ثم سكت.

فتكلم الحسين (علیه السّلام) فحمد الله وصلّى على النبي وآله، وقال:

«الحمد لله الذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه، وأوصيكم بتقوى الله الذي لا ينفع عنده إلّا الصدق، ولا يقبل من خلقه إلّا التقوى، أمّا بعد فإنّ الإسلام رفع الخسيسة، وتمّم النقيصة، وأذهب الملامة ، فليس على مؤمن عتب ولا عيب، وإن القرابة التي أمر الله بصلتها وعَظَّمَ من حقّها وجعل الأجر فيها قرابتُنا أهل البيت الذين أوجب الله فيها حقنا على كل مسلم».

ثم قال :

يا مروان ، قد قلت وسمعنا، أما قولك مهرها [حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم) ] (2) في بناته ونسائه وأهل بيته اثنتا عشرة

ص: 240


1- كان مروان يخاطب الإمام الحسين (علیه السّلام) له بذلك .
2- بدل مابين المعقوفتين في «أ»: (فكم أيضاً) وفي «م» : ( فكم أزنه). وما أثبتناه من مناقب آل أبي طالب ليستقيم المعنى.

أوقية يكون أربعمائة وثمانين درهماً.

[ وأمّا قولك : مع قضاء دين أبيها، فمتى كُنَّ نساؤنا يقضينَ عنا ديوننا ؟! ]

وأما صلحُ ما بين هذين الحيّين فإنّا قوم عاديناكم في الدين ولم نكن لنصالحكم في الدنيا، ولعمري لقد أعيانا النسب فكيف السبب.

وأما قولك : العجب ليزيد كيف يستمهر ؟! فقد استمهر من هو خير من يزيد و من أبى يزيد و من جد يزيد .

وأما قولك : إنّ يزيد كفو من لا كفو له ، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم ،وما زادته إمارته فى الكفاءة شيئاً.

وأما قولك: بوجهه يستسقى الغمام، فإنّما كان ذلك بوجه رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم).

وأما قولك: إنّ من يغبطنا به أكثر ممّن يغبطه بنا، فإنّما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل الفضل .

أما إني قد بدا لي أن أُزوّج هذه الجارية ممن هو أقرب قرابة من يزيد وأوجب حقاً ورحماً ، وهو هذا الغلام القاسم بن محمّد بن جعفر ابن عمّنا أُخي أبينا، فاشهدوا جميعاً أني قد زوّجت أُمّ كلثوم من القاسم على أربعمائة وثمانين درهماً، وقد نحلتهما ضيعتي بالمدينة- أو قال أرضي بالبُغَيْبِغَة - فإنّ غلّتها في السنة ثمانية آلاف دينار، ففيها غِنًى إن شاء الله تعالى ، ولم أكن لأعدل هذه الجارية إلى غيره لمال ولا أجعل في عِرْضها مَغْمَزاً لأحد من قريش.

فتغير وجه مروان وأطال السكوت ثمّ قال : أغدراً يا بني هاشم !! تأبون إلّا العداوة.

فقال الحسين (علیه السّلام): رويداً، أقول لكم أنتم والله أغدر وأولى بالغدر، أنشدك الله يا مروان ومن حضرنا في هذا المجلس أتعلمون أن الحسن بن علي (علیهما السّلام) خطب عائشة بنت عثمان حتى إذا كنّا بمثل (1) هذا الموضع وقد اجتمعنا بجعل الأمر في

ص: 241


1- في «م»: (عثمان إذا كنت أبمثل).

يدك يا ،مروان فقلت : قد بدا لنا أن نزوّجها عبد الله بن الزبير، هل كان ذلك ؟ قال : نعم ، قال الحسين(علیه السّلام) : فأين موضع الغدر ؟

ثمّ نهضوا ، فكتب مروان بن الحكم إلى معاوية يحرّضه بذلك على الحسين (علیه السّلام).

فقال معاوية : بنو عمّنا خطبنا إليهم فردّونا ولو خطبوا إلينا ما رددناهم ، وكتب إلى مروان: لعل الله أن يكون قد خار للجارية ، إذا أتاك كتابي هذا فأعط الحسين (علیه السّلام) ألف ألف درهم، وأعط عبد الله بن جعفر ألف ألف درهم، وأعط الجارية مائة ألف درهم، وأعط الغلام مائة ألف(1).

فصل [ في قضاياه (علیه السّلام) مع حكّام بني أمية]

[2/295] - وكان بين الحسين (علیه السّلام) والوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة، والوليد كان حاملاً على الحسين (علیه السّلام) لكونه أميرَ المدينة، أمّره عليها عمّه معاوية، فقال الحسين : أقسم بالله لتنصفني من حقي أو لأُجرّدنّ سيفي ثمّ لأقومنّ في مسجد رسول الله ثمّ لأدعون لحلف الفضول، فأنصف الوليد الحسين (علیه السّلام) من حقّه حتّى رضي (2).

[3/296] - وكان محمّد بن جبير بن مطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف أعلم

ص: 242


1- راجع مناقب آل أبي طالب 3: 199 وعنه في بحار الأنوار 44: 4/207 ومستدرك الوسائل 15: 5/98 تاريخ مدينة دمشق 57: 245 في بحار الأنوار 44: 13/119 من بعض كتب المناقب القديمة.
2- انظر: السيرة النبوية لابن هشام 1: 87، أنساب الأشراف: 14، تفسير القرطبي 6: 33، مناقب آل أبي طالب 3: 224 وعنه في بحار الأنوار 44: 191 ، الأغاني 17 : 295 تاريخ مدينة دمشق 63: ،210 ، شرح نهج البلاغة 15: 226 ، الكامل لابن الأثير 2: 42، البداية والنهاية 2: 357، السيرة النبوية لابن كثير 1: 262 ، السيرة الحلبية 1 :215 .

قريش قدم على عبد الملك ، فلمّا دخل عليه قال : يا أبا سعيد، ألم نكن نحن وأنتم - يعني بني عبد شمس وبني نوفل - في حلف الفضول ؟ قال : لا لقد خرجنا نحن وأنتم منه (1).

[4/297] - وعن بشر بن غالب (2): سمعت ابن الزبير يقول للحسين (علیه السّلام) : إنّك تأتي قوماً قتلوا أباك وطعنوا أخاك .

فقال : لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلى من أن يستحلّ منّى مكّة (3).

[5/298 ] - وعن أبي حارثة (4): قام مروان يسبّ عليّاً (علیه السّلام) على المنبر والحسن (علیه السّلام) شاهد(5)، فبلغ ذلك الحسين (علیه السّلام) فقال لأخيه : أسمعت هذا الفاسق يسبّ والدك ثمّ لم تردّ عليه !!

قال: وما أردّ على رجل يقول ما شاء .

ثم قال الحسين (علیه السّلام) لمروان : يابن الزرقاء يابن آكلة القُمّل ، أنت السابّ عليّاً . قال مروان عليه اللعنة : اذهب عني فإنّك سفيه .

قال له الحسين (علیه السّلام) : ألا أخبرك ما قال الله فيكم وفي علي بن أبي طالب؟ أما

ص: 243


1- انظر: السيرة النبوية لابن هشام 1: 88، أنساب الأشراف: 14 ، التمهيد لابن عبد البر 9: 144 الأغاني 16 : 68 و 70، تاريخ مدينة دمشق 186:52، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 226:15.
2- في مناقب آل أبي طالب :( بشر بن عاصم ) وهو بشر بن غالب الأسدي الكوفي ، ذكره الشيخ في أصحاب الحسين و عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) ، و عدّه البرقي من أصحاب أمير المؤمنين والحسنين والسجاد (علیهم السّلام) [رجال الشيخ: 1/99 و 110 / 1 ، معجم رجال الحديث 4: 227 / 1767].
3- راجع مناقب الإمام أمير المؤمنين (علیه السّلام) للكوفي 2 : 262 / 727، مناقب آل أبي طالب 3: 211 وعنه في بحار الأنوار 44: 12/185 ومدينة المعاجز 3: 70/503 عن كتاب الإبانة، ذخائر العقبى: 151 ، المصنّف لابن أبي شيبة 8: 256/632، طبقات المحدثين بأصبهان 2: 186، تاريخ مدينة دمشق 203:14، سير أعلام النبلاء 3: 293 ، البداية والنهاية : 174 كنز العمال 13: 37716/672 ، سبل الهدى والرشاد 78:11 .
4- في تفسير فرات الكوفي : ( أبو جارية ) وفي مناقب آل أبي طالب : ( أبو إسحاق عدل).
5- في «أ» : (والحسن والحسين شاهدان).

سمعت الله يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّا)ً ، فذاك علي بن أبي طالب ، والشيعة (1) مِمَّن جعل الله له ودّاً (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً) ، أتدري من اللّد ؟ أنتم بنو أمية، أما سمعت الله يقول : (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزَاً ) (2) والله لا تذهب الليالي والأيام إلا بعث الله فيها رجلاً اختاره الله لكم واصطفاه عليكم يفتنكم قتالاً ، لا يحسّ منكم من أحد ولا يسمع لكم ركزاً (3).

فصل (في حديث زيد الشهيد ، وخطبة عمر في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم) واعتراض الإمام عليه ]

[6/299] - وروي أن حسيناً (علیه السّلام) لمّا خرج من مكة متوجهاً إلى الكوفة مرّ بماء من مياه بني سُليم فابتاع غلامٌ له جُزراً من رجل من بني سليم ودفع الثمن، فلمّا حضر رحلهم أتاه البائع -وكان يُسمّى زيداً يبيع الجُزر- بالمدينة وكان روميّاً - فنادی: یا مظلمتاه! رافعاً صوته، فلما سمع الحسين (علیه السّلام) نداءه بعث إليه فسأله عن مظلمته ، فزعم أنّ غلامه ابتاع منه جُزْراً وأنّه ظلمه أثمانها ، فاشتدّ ذلك على الحسين (علیه السّلام) فهمّ بغلامه ، حتّى زعم الغلام أنّه نَقَدَهُ ، فأشهد عليه، فلمّا جاء بالبينة من أهل الماء أَمَرَ [علیه السّلام ] له بمعروف ، فعيّب على اسمه (4) فقال الحسين (علیه السّلام) : لا تعبه

ص: 244


1- في النسختين : ( والسفيه )، والمثبت عن رواية فرات .
2- الآيات في سورة مريم 96 -98 .
3- انظر : تفسير فرات الكوفي : 253 وعنه في بحار الأنوار 44: 7/210، مناقب آل أبي طالب 3: 184 وعنه في بحار الأنوار 43: 17/344 .
4- أي عيّب غلام (علیه السّلام) الحسين على اسم زيد بيّاع الجزر.

باسمه فإنّ أبي أخبرني أنّه يخرج منّا أهل البيت رجل يقال له زيد، يتلقّاه كلّ ملك أو نبيّ حتّى يؤتى بروحه إلى سماء الدنيا، فيقول له النبيّون: جزاك الله خيراً، شهدت لنا بالبلاغ وجئتنا، ويقول له رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) : أدّيت عنّي وبلّغت أمري، ثمّ يذهب به لا يمرّ بسماء إلّا أثنى عليه أهلها ، حتى يؤتى به المدخل ويبعث الله أصحابه يوم القيامة غرّاً محجّلين يتخلّلون الناس معهم الطوامير ، يقال : هؤلاء خلف الخلف.

[7/300] - وعن الصادق (علیه السّلام): مات منافق فخرج الحسين (علیه السّلام) [ يمشي ] معه، فلقيه مولى له، فقال له الحسين (علیه السّلام) : أين تذهب ؟

قال : أفرُّ من جنازة هذا المنافق أن أصلّى عليه .

فقال له الحسين (علیه السّلام): تعال وانظر أن تقوم عن يميني فما تسمعني أقول فقُل مثله، فلمّا أن كبّر عليه وليّه قال الحسين (علیه السّلام):

« اللهمّ العن عبدك ألف لعنةٍ مختلفةٍ غير مؤتلفةٍ، والعن عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة، اللهم أَخْزِ عبدك في عبادك وبلادك، وأَصْلِهِ حرّ نارك، وأَذِقْهُ أَشدّ عذابك فإنّه كان يتولّى أعداءك، ويُعادي أولياءك، ويبغض أهل بيت نبيّك »(1).

ص: 245


1- راجع قرب الإسناد : 190/59 وعنه في بحار الأنوار 81: 58/393 ، وعنه ، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله الصادق (علیه السّلام).... الكافي 3: 2/188 وعنه في وسائل الشيعة 3: 671 وبحار الأنوار 44: 20/202، عدّة من أصحابنا، عن سهيل بن زياد وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب، عن زياد بن عيسى، عن عامر بن السمط، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) .... وأيضاً 3: 3/189 وعنه في وسائل الشيعة 3 :70 ذيل حديث 2 ، سهل، عن ابن أبي نجران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ... من لا يحضره الفقيه 1: 168 / 490 وعنه في وسائل الشيعة 3: 2/70 ، وروى صفوان بن مهران الجمّال ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)... تهذيب الأحكام 3 : 25/197 ، محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعليّ ابن إبراهيم.....

[8/301] - وقال الصادق (علیه السّلام) : خطب عُمرُ الناسَ (1) فقال: أيّها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم ؟

فقام الحسين (علیه السّلام) من ناحية الروضة فقال له : أيها الكذّاب، انزل عن منبر أبي.

قال : أبوك لعمري يا حسين لا أبي، ثمّ قال: من أمرك بهذا؟ أبوك علي بن أبي طالب ؟

قال: إن أكن أطيع فيما أمرني أبي فأبي لهادٍ وإنّي لمهتد، ولكن بيعتنا يابن الخطّاب في رقاب الناس لا ينكرنا إلّا جاحدٌ بالكتاب، عرفوا ذلك بقلوبهم وأنكروا بألسنتهم، فويل للمنكرين حقّنا أهل البيت ماذا يلقاهم به محمّدٌ من إدامة الغَضَب وشديد العقاب عليهم .

قال عمر: فمن أنكر حقّكم فعليه لعنة الله، أمّرَنا الناس فتأمّرنا عليهم، ولو أمّروا أباك لأطعناه.

فقال الحسين (علیه السّلام): فأيّ الناس أمّرك على نفسه قبل أن تُؤمَّرَ أبا بكر على نفسك ، إنّما أمّرتَ أبا بكر على نفسك ليؤمّرك على الناس من غير أثر في الكتاب ولا رواية عن النبي (صلّى الله عليه و آله و سلّم) ، فصرت ترقى منبرهم وتحكم فيهم لا تعرف معجمه ولا تعرف تأويله إلا بسماع أذن المخطئ والمُصيب فيهم سواء، فجزاك اللهُ وسألك عمّا أخطأت سؤالاً حثيثاً (2) ، فنزل عمر وشكا الحسين (علیه السّلام) إلى أبيه.

فقال الحسن (علیه السّلام) : لعن الله مَن حَرّض الطغام على أهل دينه، أمثلُ الحسين يُستخَفُّ كمن لا علم له.

فقال على (علیه السّلام): مه يا أبا محمّد فلست بقريب الغضب ولا بلثيم الحسب .

ص: 246


1- في النسختين : ( الثانيه ) ، ولا معنى لها، والمثبت من عندنا.
2- في الاحتجاج : حفياً.

فقال عمر: إنّهما يهمّان وفي أنفسهما ما لا يرى .

قال عليّ (علیه السّلام): هما أقرب برسول الله نسباً أن يقولا ذلك، أرضهما بحقّهما يَرْضَ عنك خالقهما ، قال : وما حقّهما ؟

قال : الرجعة عن الخطيئة والتوبة عن الفتنة.

قال : أدّب الحسين ، قال : كيف أُؤدّب من كان ولد رسول الله ، ونحَلَهُ أَدَبَه ، فإنّه لا ينتقل إلى أدب هو خيرٌ له منه ، ولكن أؤدّب أهل المعاصي على معاصيهم ومن أخاف عليه الزلّة والهلكة (1) .

فصل [في مرافقته (علیه السّلام) مع الفقراء والمساكين ]

[9/302] - بعثت امرأة الحسين (علیه السّلام) إليه: إنا صنعنا ألواناً من الطعام الطيّب وصنعنا طيّباً فانظر أكفاءك فَأْتِنا بهم ، فدخل الحسين (علیه السّلام) المسجدَ فجمع السؤّال الذين فيه والمكاتَبِين فانطلق بهم إليها ، فأتاها جواريها فقلن : قد والله جلب عليك المساكين، ودخل الحسين (علیه السّلام) على امرأته ، فقال : أعزم عليك خُواناً عن خُوانٍ(2) لا تدّخرى طعاماً ولا طيباً ، ففعلت.

[10/303] - وعن عبد الله البصري (3) : مرّ الحسين (علیه السّلام) على مساكين قد بسطوا أكسية لهم عليها كِسَر لهم ، فقالوا : أدن يا أبا عبد الله فكُل ، فنزل فقال: ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ) (4)، فأكل معهم ثم قال لهم : إنّي قد أجبتكم فأجيبوني ، فذهب بهم ،

ص: 247


1- راجع : الاحتجاج 2: 13 وعنه في بحار الأنوار 1/47:30 .
2- أي هاتي خواناً بعد خُوانٍ.
3- في «أ»: (عبد البصريّ).
4- النحل : 23.

فقال لامرأته الرباب : أخرجي ما كنت تدّخرين ، فأخرجت ما كان عندها فأكلوا (1).

[11/304] - ودخل الحسين (علیه السّلام) المتوضّأَ فأصاب لقمة في مجرى الغائط أو البول، فأخذها وغسلها ثمّ دفعها إلى غلامه وقال : إذا توضأت أَذْكِرْنِي بها ، فلمّا توضّأ قال: يا غلام ،ناولني اللقمة، قال: أكلتُها ، قال : اذهب فأنت حر لوجه الله، فقيل : لم أعتقته ؟

قال : لأنّي سمعتُ أُمّي فاطمة (علیها السّلام) تذكر عن أبيها أنه قال:

«من وجد كسرةً أو لقمة في مجرى الغائط أو البول فأخذها وأماط عنها الأذى ثمّ غسلها ثمّ أكلها لم يستقر في بطنه حتى يغفر له».

وما كنت لأستخدم رجلاً من أهل الجنة (2).

ص: 248


1- راجع تفسير العيّاشي 2: 257 وعنه في وسائل الشيعة 24: 4/300 وبحار الأنوار 73: 187 و 44 : 1/189 ، التواضع والخمول : 110/142 ، تفسير القرطبي 13 : 320، تنبيه الغافلين: 66 ، تاریخ مدينة دمشق 14: 181 .
2- رواه في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 154/47 وعنه في وسائل الشيعة 1: 2/361 وبحار الأنوار 66: 21/433 و 80: 42/186 ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره ، قال : حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد الله النيسابوريّ ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، قال: حدّثنا أبي في سنة ستين ومأتين، قال : حدّثني علي بن موسى الرضا (علیه السّلام) سنة أربع وتسعين ومأة ، وحدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوريّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوريّ بنيسابور، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني، عن الرضا عليّ بن موسى (علیه السّلام) ، وحدّثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ، قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا (علیه السّلام)، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدّثني أبي الحسين بن علي (علیهم السّلام)... صحيفة الرضا (علیه السّلام) : 177/253 وعنه في وسائل الشيعة 1 :362 ذيل حديث 2 وبحار الأنوار 66: 433 ذيل حديث 21 و 80: 187/ ذیل حديث 42 ، وجامع الشتات للخواجوئي: 117 ، ذخائر العقبي : 143 ، الدرّ النظيم : 492 ، مسند أبي يعلى 12 : 6750/117 ، مجمع الزوائد 4: 242 و 5: 34 ، فيض القدير 2: 118 ، وانظر القطعة من حديث النبي (صلّى الله عليه و آله و سلّم)(ص) في سلوة الحزين: 166/150 : وعنه في مستدرك الوسائل 16: 5/292 .

[12/305] - وعن الرضا (علیه السّلام) :اهتجر الحسن والحسين (علیهما السّلام) فجاء محمد بن الحنفية إلى الحسين (علیه السّلام) فقال : ألا تذهب بنا إلى أبي محمّد فإنّ له السنّ عليك.

فقال الحسين (علیه السّلام) : سمعت جدّي يقول :

«ما من مُهتجرَين يبدأ أحدهما صاحبه [بالسلام ] (1)إلّا كان السابق إلى الجنّة».

وقد (2) كرهت أن أسبق أبا محمّد إلى الجنّة، فمضى محمّد إلى الحسن (علیه السّلام)فأخبره بمقالة الحسين (علیه السّلام) فقال : صدق أبو عبد الله ، اذهب بنا إليه (3).

فصل [في خطبته (علیه السّلام) عند معاوية ]

[13/306 ] - عن موسى بن عقبة (4): قيل لمعاوية : إنّ الناس مدّوا أبصارهم إلى الحسين (علیه السّلام) وفيه خَفَرٌ (5) ولو خطب لسقط عن الأعين ، قال : كنّا ظننّا بالحسن ذلك ونُصِحْنا ، فلم يزالوا به حتى قال للحسين (علیه السّلام): اصعد المنبر ، فصعد وحمد الله وصلّى على النبي وآله ، فسمع رجلاً يقول : من هذا الذي يخطب ؟ قال الحسين (علیه السّلام):

ص: 249


1- مابين المعقوفتين من مشكاة الأنوار.
2- في «م»: (فقد).
3- راجع مشكاة الأنوار .365 .
4- موسى بن عقبة بن أبي عيّاش المدنيّ، التابعيّ ، ذكره الشيخ في عداد أصحاب أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (علیهم السّلام) [رجال الشيخ : 432/300].
5- الخَفَر : الحياء، والظاهر أنها مصحّفة عن (حَصَر).

«نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسوله الأقربون، وأهل بيته الأطيبون، وأحد الثقلين الذين خلّفنا رسول الله والتالي كتاب الله فيه تفصيل كلّ شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعوّل علينا بتفسيره لأنا عُلَماءُ بتأويله، نتبع حقائقه، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله مقرونة ، قال : ( أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ )(1) ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (2) وأُحذّركم الإصغاء لهُتُوف الشيطان فإنّه لكم عدوّ مبين، ولا تكونوا كأوليائه الذين قال لهم : ( لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ ﴾ (3) فتلقون للسيوف جَزَراً، وللرماح وَذَراً ، وللعمد حُطماً ، وللسِّهام غَرَضاً ، ثم لا يقبل من نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً» (4).

فقال معاوية : حسبك يا أبا عبد الله ! قد أبلغت (5).

[14/307] - وروي أن معاوية قدم المدينة فصعد المنبر وقال : إِن شَبِيبَةً من قريش ذوي سَفَه وطيش سوّدوا غلاماً سفيهاً حدثاً، كفى بي لهم مؤدّباً .

فنهض الحسين (علیه السّلام) من مجلسه من الروضة فقال : إنّ نوافذ الأقدار في أفاريق الليل والنهار جارية على أَذلالها إلى ميقات ،آجالها، لا يَرُدُّ منها ذو بغي وحسد نافذ مَقْدُورِها عن أحد، لعمري لأمرُؤ يُعنى بعشيرته ويذبُّ من وراء حقيقته لا يشتم بلسانه جاهلاً ولا يخذل في أرضه عائلاً ، لا يكون مثل عيّابة سبّابة وثابة

ص: 250


1- النساء: 59 .
2- النساء : 83 .
3- الأنفال: 48 .
4- تضمين معنى الآية 158 من سورة الأنعام.
5- راجع الاحتجاج 2 :22 و مناقب آل أبي طالب 3 : 222 وعنهما في بحار الأنوار 1/205:44 وعن الاحتجاج في وسائل الشيعة 27: 45/195 .

بقوارص كلامه على ذوي العقل من أرحامه، ولمن شاركه الشيطان في سُلطانه ونطق بالفحش على لسانه أَوْلَى بالعيب في خصاله والقبيح في فعاله منه.

فنزل معاوية ودخل منزله ، فقال للحسين (علیه السّلام) : إن كنّا نلنا منك شيئاً فقد نلت منّا أضعاف ذلك ، فقال الحسين (علیه السّلام) : (عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ وَ مَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ) (1).

فصل [في استسقاء أمير المؤمنين والحسن والحسين (علیهم السّلام) لأهل الكوفة ، وحديثه مع الفرزدق حين أراد الخروج إلى الكوفة ، وحديث في ولادته(علیه السّلام)]

[15/308] - وجاء أهل الكوفة إلى علي (علیه السّلام) فشكوا إليه قلّة المطر، فصعد المنبر وأصعد معه الحسن والحسين (علیهما السّلام) واستسقى ، ثم قال:

«اللّهمّ هذان الحسن والحسين ابنا نبيّك نستشفع إليك بهما ».

ثم قال للحسن (علیه السّلام): قم فاستسق ، فقام فحمد الله وصلّى على النبي وآله ثمّ قال :

«اللهم افتح لنا السحابَ بفتح الأبواب بماءٍ عُباب وانصباب، يا وَهَّابُ ، اسقنا سُقياً مُغدِقة (2) مُطبقة (3) مورقة، فتّح أغلاقها، ويَسِّر أطباقها ، وعَجِّل سياقها بالأندية والأودية، اسْقِنا مطراً قطراً طبقاً مُطبقاً عامّاً مُعِمّاً جَمّاً بهما (4) رَغِداً واسعاً كافياً عاجلاً طيّباً مباركاً مُبِلّاً سحّاً سلاطحا يُناطح الأباطح، مُغدودِقاً مغرورقاً، أسْقُ (5)

ص: 251


1- المائدة : 95 .
2- المغدقة : الكثيرة الغزيرة [مجمع البحرين 3: 38] .
3- المطبقة : السحابة بعضها على بعض [ مجمع البحرين 3: 38].
4- في «أ»: (نَهماً).
5- في «م» : ( واسق ) .

سَهلَنا وجَبلَنا وبدونا وحضرنا، أرِنا الرُخص موجوداً، والغلاء مفقوداً، آمين رب العالمين».

ثم قال للحسين (علیه السّلام): قم واستسق ، فقام فحمد الله وصلّى على النبي وآله ثم قال :

«اللّهمّ مُعطى الخَيْرات من أماكِنِها، ومُنزِل الرحمات من مَعادِنها، ومُجري (1) البركات على أَهلِها، مِنْكَ الغَيْتُ المُغِيثُ، وأنت الغِيَاثُ المُسْتَغاثُ، ونحن الخاطِئُون أهل الذنوب ، وأنت المستغفَرُ الغَفَّار ، لا إله إلا أنت وَحْدَكَ لا شريك لكَ ، اللّهمّ أَرْسِلْ السماء علينا مدراراً ، وأَسْقِنا الغَيْثَ واكفاً مِغْرَاراً غَيْتَاً مُغِيثاً واسعاً مُتسعاً مُهْطِلاً مَرِيئاً مُرغِداً غَدَقاً مُغْدِقاً مُجِلاً مُجَلجلاً سحاحاً فَجَاجاً سائلاً مُسِيلاً عاماً مُعِماً وَدْقاً مطبقاً حتى يَدفَعَ الوَدْقَ بالوَدْقِ دِفاعُهُ ويتلو القَطْرُ منه قَطْراً غير خُلْبٍ بَرْقُهُ، ولا مكذَّب وعده، تنعش به الضَّعِيفَ من عِبادِك، وتُحيي به الميت من بلادك ، آمين رب العالمينَ».

فما فرغا من دعائهما حتّى صبّ الله تعالى عليهم المطر صبّاً، فأقبل أعرابي من بعض نواحي الكوفة فقال : تركت الآكام يتلو بعضها بعضاً يجري بها السيل (2) .

[16/309 ] - وقال الفرزدق للحسين (علیه السّلام) لمّا خرج من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة

ص: 252


1- في «أ»: ( مخلّى ).
2- رواه في قرب الإسناد : 577156 وعنه في بحار الأنوار 91: 9/321 ومدينة المعاجز 3: 395 / 105 و 4: 300/222 ومستدرك الوسائل 6: 1/197، أبو البختري وهب بن وهب القرشي ، عن جعفر ، عن أبيه، عن جده ، قال : اجتمع عند علي بن أبي طالب... عنه في بحار الأنوار 91 :322 / ذيل حديث 9 ومستدرك الوسائل 6: 199 / ذيل حديث 1. من لا يحضره الفقيه 1 : 1504/535 ، غير أنّ في آخرهما كلاماً ليس فيه إقبال الأعرابي وهو : قال : فقيل لسلمان : يا أبا عبد الله ، هذا شيء علماه ؟ فقال : ويحكم ألم تسمعوا قول رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) حيث يقول : « أجريت الحكمة على لسان أهل بيتي).

وقد سأله عن أهلها سيوفهم عليك وقلوبهم معك، والقضاء ينزل من السماء واللّه يفعل ما يشاء (1) .

فقال (علیه السّلام) : «الناس عبيد الدُنيا، والدين لَعِقٌ على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قل الديّانون»(2).

[ 17/310 ] - وعن صفيّة بنت عبد المطلب: لما ولد الحسين (علیه السّلام) قال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): هَلُم إليّ ابني .

قلت: أنا لم أُنظَفه بعد .

فقال : يا عمّة ، أنت تنظّفينه ؟! إن الله قد نظّفه وطهّره.

فأخذه النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وضع لسانه في فيه والحسين يمُصّه، ما كنت أحسب يغذوه إلّا لبناً أو عسلاً، ثمّ قبّل بين عينيه ثمّ دفعه إليّ وبكى ، فقال : لعن الله قوماً هم قاتلوك يا بني، يقولها ثلاثاً.

قلت : ومن يقتله ؟

قال : الفئة الباغية من بني أمية لعنهم الله (3).

ص: 253


1- في من قوله : ( والقضاء ) إلى هنا لم يرد في «أ».
2- راجع : مقتل الحسين (علیه السّلام) لأبي مخنف : 68 ، نزهة الناظر : 24/87 ، نثر الدر 1 :230، مناقب آل طالب 3 :245 كشف الغمّة 2 : 253 ، الدرجات الرفيعة : 548 ، الفتوح لابن أعثم 5: 71 تاريخ الطبري 4: 290، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 7: 249 ، الكامل لابن الأثير 40:4 البداية والنهاية 8: 180 ، مطالب السؤول : 396 ، الفصول المهمة 2: 803 .
3- رواه في الأمالي للصدوق (رحمه الله): 6/199 وعنه في بحار الأنوار 17/243:43، حدّثنا أحمد بن الحسن المعروف بأبي علي بن عبدويه، قال: حدّثنا الحسن بن علي السكريّ، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الجوهري، قال: حدّثنا العباس بن بكّار ، قال : حدّثني الحسين بن يزيد عن عمر بن علي بن الحسين ،عن فاطمة بنت الحسين ،عن أسماء بنت أبي بكر، عن صفيّة بنت عبد المطلب.... روضة الواعظين: 155 .

ص: 254

الباب السادس في ذكر علي بن الحسين عليه السّلام

فصل [في زهده وعبادته (علیه السّلام) ]

ص: 255

ص: 256

[1/311] - عن الزهريّ: ما رأيت أحداً أفضل من زين العابدين (علیه السّلام)(1).

وكان أوّل ما رأيته في البرّية يتبع الخلوة فأعجبني سمته وأنا لا أعرفه، قال: خرجت في لَبَنِ اللّقاح وآذاني الحرّ فانتهيت إلى بيت شَعَر فقلت : السلام علیکم، أأدخل ؟ فناداني بضعيف الصوت: وعليكم السلام وأفرح بذلك، ودخلتُ وأجلسني ودعا بلبن مبرّد وماء بارد فقال : إن شئت فاشرب هكذا وإلّا فامزجه ،ثم دعا بسويق فغسله مرّات ثمّ طرح عليه حلواً فسقاني ، ثم أطعمني أطيب ما كان عنده ، ومهّدني وجعل يروّحني حتى نُمْتُ، فلمّا انتبهت أمر فضُرِب لي كساء فدخلت تحته ، قلت : فَمِمَّن الرجل ؟

قال : مِمَّن منّ الله عليه بالإسلام، قلت من أي الناس؟

ص: 257


1- راجع علل الشرائع 1: 232 / 10 وعنه في وسائل الشيعة 4: 5/98 وبحار الأنوار 82: 12/309 ، الإرشاد 2 : 141 المستجاد من الإرشاد : 165 ، مناقب آل أبي طالب 3: 297، كشف الغمة 2 : 249 و 292 و 304 وعنه في بحار الأنوار 45 :331 / ذيل حديث 5. العدد القوية : 17/318، التمهيد لابن عبد البر 9: 156 ، حلية الأولياء 3: 141 ، تاريخ مدينة دمشق 41: 371 و 373 و 375 ، العبر 1: 111 .

قال : من العرب، قلت: من أيّهم ؟

قال: من قريش قلت : أنا أيضاً منهم، فمن أيّهم؟

قال: من بني هاشم، أنا عليّ بن الحسين وأحسب أني أضجرته، فقال: من حُسنِ إسلام المرء تركه حُبَّ (1) ما لا يعنيه .

ثمّ قدم المدينة فكنت أسأله وكان مشغولاً بالعبادة مع قلة مفاوضة الناس.

[ 2/312] - وكان إذا فرغ من وضوئه للصلاة أخذته الرِّعدَة، فقيل له في ذلك، فقال: أتدري إلى من أقوم ومن أريد أن أناجي ؟(2)

[3/313] - وإذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه حتّى يُعرف ذلك في وجهه (3).

[4/314] - وإذا قام في صلاته قام كأنّه ساق الشجرة لا يتحرّك منه شيء إلّا ما حرّكته الريح من ثيابه (4)، وتزايل كل عضو منه من خشية الله .

ص: 258


1- قوله (حب ) لم يرد في المصادر .
2- ألقاب الرسول و عترته (علیهم السّلام) : 51 ، مناقب آل أبي طالب 3: 289 وعنه في بحار الأنوار 46: 75/78 ومدينة المعاجز 4: 29/249 وحلية الأبرار 3 :5/238 ، الطبقات الكبرى 5 : 216 ، حلية الأولياء 3: 133 ، تاریخ مدينة دمشق 39: 62، العقد الفريد 3 :114 صفة الصفوة 2: 93 ، إحياء علوم الدين 1: 229 و 4 :267 مطالب السؤول 2 :85 معارج الوصول : 108 ، إتحاف السادة المتّقين 9: 251 ، الزواجر لابن حجر 1 : 15 مرآة الجنان 1 :191 .
3- انظر الكافي 8: 163/ ذيل حديث 172 وعنه في وسائل الشيعة 1: 85 ذيل حديث 3 وحلية الأبرار 2: 175 ذيل حديث 6 ، فلاح السائل : 101 وعنه في بحار الأنوار 46: 4/55 و 84 :39/247 ومستدرك الوسائل 4: 2/92 ، عن كتاب زهرة المهج وتواريخ الحجج ، أسرار الصلاة في ضمن رسائل الشهيد الثاني(رحمه الله) : 108.
4- رواه في الكافي 3: 4/300 وعنه في فلاح السائل : 161 ووسائل الشيعة 5: 3/474 وبحار الأنوار 22/64:46 عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد وأبو داود جميعاً، عن الحسين بن سعيد ، عن عليّ بن أبي جهمة، عن جهم بن حميد ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام).... ألقاب الرسول وعترته (علیهم السّلام): 51 ، رسائل الشهيد الثاني (أسرار الصلاة): 108 .

[5/315] - وكان في صلاته فزحف ابنه محمّد إلى بئر بعيدة القعر فسقط فيها،فصرخت أُمّه وتضرب بنفسها الأرض حوالي البئر ولم يخرج من صلاته إلّا عن تمامها، ثمّ أتى شفير البئر ومدّ يده إلى قعرها فأخرج محمّداً يضحك على يده ولم يبتلّ له ثوب فقال لها : هاكِ يا ضعيفة اليقين بالله، فضحِكَتْ بسلامة ابنها وبكت لقوله فقال : لا تثريب عليك اليوم (1).

فصل [أيضاً في زهده (علیه السّلام)]

[6/316] - روي أنّ إبليس قال : ربّ ائذن لي أن أبتليه كيف صبره ، فنهاه الله عنه فلم ينته ، وتصوّر لعلي بن الحسين (علیهما السّلام) بصورة أفعى لها عشرون رأساً، وطلع من موضع سجوده ، ثمّ تطاول في محرابه فلم يَرُعه ، وقبض على أنامل رجله ينهشها، كلّ ذلك لا يكسر طرفه إليه ولا يخلجه شك ولا وَهِمَ في صلاته ولا قراءته فلم يلبث إبليس حتى أنقض إليه شهاب ثاقب من السماء، فلما أحس به قام إلى جانب عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) في صورته (2).

ص: 259


1- راجع الهداية الكبرى: 215 وعنه في مستدرك الوسائل 4 :97 ذيل حديث 11 دلائل الإمامة: 197 وعنهما وعن كتاب الأنوار في مدينة المعاجز 4 :33/254، مناقب آل أبي طالب 3: 278 وعنه في بحار الأنوار 46: 29/34 و 84: 36/245 ومستدرك الوسائل 4: 11/97 من كتاب الأنوار ، الثاقب في المناقب: 2/149 ، الروضة في فضائل أمير المؤمنين (علیه السّلام): 230 ، الدر النظيم : 582، العدد القويّة : 82/62 .
2- راجع الهداية الكبرى: 214 ، دلائل الإمامة: 197 وعنهما وعن كتاب الأنوار في مدينة المعاجز 32/252:4 . نوادر المعجزات 1/251 ، مناقب آل أبي طالب 3 :277 وعنه في بحار الأنوار 46: 11/58 عن كتاب الأنوار الروضة في المعجزات والفضائل : 160 ، الدر النظيم : 581 .

[7/317] - وعن حمّاد بن حبيب الكوفيّ القطّان (1): خرجنا سنة حجّاجاً فرحلنا من زُبالة (2) فاستقبلنا ريح سوداء مظلمة فتقطّعت القافلة ، فانتهيتُ إلى وادٍ وجنّني الليل فآويت إلى شجرة فلمّا اختلط الظلام إذا أنا بشابّ عليه أطمار بيض قلت: ولي من أولياء الله متى ما أحسّ بحركتي [ خشيتُ نفاره ]، فمشيت قفاءَهُ، فأخفيتُ نفسي فدنا إلى موضع ، فتهيّأ للصلاة وقد نبع له ماء ثم وثب قائماً يقول :

«يا مَن حَازَ كل شيء مَلَكُوتاً ، وَقَهَر كلّ شيء جَبَرُوتَاً، أَوْلِجُ قَلْبِي فرح الإقبال عَلَيْكَ ، وأَلْحِقْنِي بميدان المُطِيعِينَ لك».

ودخل في الصلاة فتهيّأتُ للصلاة ثمّ قمت خلفه فإذا بمحراب مَثُلَ في ذلك الوقت، وكلّما مرّ بآية فيها الوعد والوعيد يردّدها بانتحاب وحنين ، فلما تقشّع الظلام قام فقال :

«يا من قصده الضَّالُّونَ فأصابوهُ مُرشداً ، وأَمِنَهُ الخَائِفُونَ فَوَجَدُوه مَعقِلاً ، ولَجَأَ إليه العائذُونَ فوَجَدُوه موئلاً ، متى رَاحَةُ مَنْ نَصَبَ لِغَيْرِكَ بدنَهُ، ومتى فَرَحُ مَنْ قَصَدَ سِواكَ بِهِمَّتِه . إلهي ، قد انْقَشَعَ الظلام ولم َأقْضِ مِن خِدْمَتِكَ وَطَراً، ولا مِنْ حياضِ مُناجاتِكَ صَدَراً ، صَلّ على محمّدٍ وآلِ محمدٍ وافعل بي أولى الأمرين بك»، فتعلّقت به.

ص: 260


1- حماد بن حبيب القطّان (العطار) الكوفيّ ، قال الشيخ المامقاني(رحمه الله) : لم أقف فيه إلّا على ما رواه في المناقب وكتاب الاستخارات لابن طاوس عن محمّد بن أبي عبد الله من رواة أصحابنا في أماليه ، ثم ذكر الحديث الوارد في المتن ، ثمّ قال : وفيه دلالة على كونه شيعيّاً بل من خلّص الشيعة وأهل السرّ منهم ؛ ضرورة أنهم (علیهم السّلام) ما كانوا يبدون مثل ذلك من غرائب الأعمال إلّا لمن كان كذلك، وحينئذٍ فنستفيد من الخبر حسن حال الرجل، والعلم عند الله تعالى [ تنقيح المقال 1: 3282/363 ].
2- زبالة : منزل معروف بطريق مكّة من الكوفة، وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبيّة [معجم البلدان 3 :129].

فقال: «لو صدق توكّلك ما كنت ضالّاً ولكن اتبعني وَاقْفُ أثري وخذ بيدي، فخيّل إليّ أنّ الأرض تمتدّ من تحت قدمي».

فلمّا انفجر عمود الصبح قال: هذه مكة ، فقلت من أنت بالذي ترجوه ؟ فقال : أمّا إذا أقسمت فأنا علي بن الحسين (1).

فصل [في كثرة عبادته (علیه السّلام)]

[8/318] - عن الباقر(علیه السّلام) : إن فاطمة بنت علي بن أبي طالب (علیه السّلام) لمّا نظرت إلى ما يفعله ابن أخيها بنفسه أتت جابر بن عبد الله فقالت: هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه وثفنت جبهته وركبتاه و راحتاه، تدعوه إلى البُقيا على نفسه، فأتى جابر باب عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) وإذا ابنه محمّدٌ أقبل ، فقال : هذه مِشْيَةُ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، فسأله : من أنت ؟

قال : أنا محمد بن علي.

قال: أنت والله الباقر وأنا أُقْرِئُكَ عن جدّك رسول الله السلام، وقال لي: إنّك [تبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمّد يبقر العلم بقراً، وقال لي : إنك ](2) تبقى حتّى تعمى ثمّ يكشف لك عن بصرك ، قال : ائذن لي على أبيك .

ص: 261


1- راجع : الخرائج و الجرائح 1 :9/265 وعنه في بحار الأنوار 87: 43/230 ومدينة المعاجز 4: 134/392 ، مناقب آل أبي طالب 3: 283 وعنه في بحار الأنوار 46: 40/ ذیل حدیث 33 و 87: 43/230 ومدينة المعاجز 4: 124/379 ، فتح الأبواب : 245 وعنه في بحار الأنوار 46 :73/77 :قائلاً ذكر محمّد بن أبي عبد الله في أماليه من رواة أصحابنا، ووجدته في نسخة تأريخ كتابتها سنة تسع وثلاثمائة ، قال : حدّثني مسلمة بن عبد الملك، قال: حدّثني يحيى بن جعفر، قال: حدّثني عبّاس بن أيوب ، قال : حدّثني أبو بكر الكوفيّ ، عن حمّاد بن حبيب الكوفي ....
2- ما بين المعقوفتين من الأمالي للطوسي (رحمه الله).

فدخل وحدّثه أنّ شيخاً بالباب فعل بي كذا وقال كذا .

قال: ذاك جابر ائذن له، فدخل وسلّم ثم قال : إنّ الله إنّما خلق الجنّة لكم ولمن أحبّكم، وخلق النار لمن أبغضكم، فما هذا الجهد ؟ إنّك من أُسرة بهم يستدفع البلاء وتكشف اللأواء (1) ، وبهم تُستمطر السماء ، البقيا على نفسك .

فقال : يا جابر ، لا أزال على منهاج أبويّ مؤتسياً بهما حتى ألقاهما (2).

[ 9/319] - ودخلت زينب (علیها السّلام) عليه فوتب ليسلّم عليها فسقط ضَعْفاً، فحكت لجابر وأبي سعيد الخدري أنه صار كأنّه شِنٌ بالٍ أو سُنبل يميله الريح.

فقيل له: ما هذا وأنت من الله ومن رسوله بالمنزلة التي أنت بها ؟

فقال: من أدخل قلبه صافي خالص دین الله اشتغل عمّا سواه من الدنيا، وما عسى أن تكون ؟

هل هو إلّا طعام أكلته أو ثوب لبسته أو مركب ركبته أو امرأة أحببتها ؟!

ص: 262


1- اللأواء : الشَّدّة والمحنة.
2- رواه الشيخ الطائفة في الأمالي : 16/636 وعنه في بحار الأنوار 46: 18/60 وحلية الأبرار 1: 5/246 ومدينة المعاجز 4: 21/243 ومستدرك الوسائل 4 : 5/467 ، وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ،عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن الحسن العلويّ الحسنيّ، قال: حدّثنا أبو نصر أحمد بن عبد المنعم بن نصر الصيداويّ ، قال : حدّثنا حسين بن شداد الجعفي، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجمليّ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ (علیهما السّلام)... بشارة المصطفى : 53/113 وعنه في بحار الأنوار 71: 47/185 ، أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمّد بن شهريار الخازن في شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن طالب (علیه السّلام) بقراءتي عليه ، قال : أخبرني الشيخ السعيد أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (رحمه الله) و محمّد بن محمّد بن ميمون المعدل بواسط، قال : حدّثنا الحسن بن إسماعيل البزاز وجماعة ، قالوا ... وباقي السند كما في الأمالي. الخرائج والجرائح 1: 14/270 وعنه في بحار الأنوار 46: 26/32 ، مناقب آل أبي طالب 3: 289 وعنه في بحار الأنوار 46: 78 ذيل حديث 75 .

فأنزل الدنيا منك بمنزلة منزل نزلته فارتحلت منه ، أو كَمَالٍ أصبته في منامك ثمّ انتبهت ويدك عنه صفر، إن أولياء الله لم يطمئنّوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدوم الآخرة، أيسر الناس مؤونة وأكثرهم لك معونة، إن شهدتهم آنسُوكَ، وإن غبت عنهم ذكروك ، قوّامين بالقسط ، قوّالين بأمر الله ، ﴿ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ) (1) ، أكلهم الصوم، وشربهم سهر الليل، عمش العيون من البكاء، صُفر الألوان من الاجتهاد، رمث (2) الشفاه من تلاوة القرآن، أسكتَتهم خشية الله من غير عيّ ، وإنّهم لهم الفصحاء والنجباء الأولياء العارفون بالله وبآياته إلا أنّهم إذا ذكروا عظمة الله طاشت عقولهم وكلّتْ ألسنتهم ، فإذا أفاقُوا من ذلك اسْتَبَقُوا إلى الله بالأعمال الزاكية، لايستكثرون للّه الكثير، ولا يرضون له بالقليل، علموا أنّهم صائرون إليه فهم مجتهدون في مرضاته، أولئك خزّان علمه وورثة أنبيائه، أولا تَدَعُونَ هذه اللُّماظَةَ (3) لأهلها ؟! فليس لأنفسكم إلا الجنة فلا تبيعوها بغيرها (4).

فصل [في خوفه (علیه السّلام)، وصلاته ، وكثرة بكائه لأبيه ، وتصدّقه للفقراء ]

[ 10/320 - وقال للوضين بن عطاء (5) أرِدِ الله بما تقول يُفرِغ عليك العلم

ص: 263


1- البقرة : 273 .
2- كذا في النسختين والذي في لسان الروايات : ( ذبل الشفاه ) و ( يُبس الشفاه ) .
3- اللُّماظة : بقيّة الطعام في الفم. وأراد هنا الدنيا لقلّة نفعها وعدم دوام لذّتها .
4- روي الحديث في المصادر في حالات الإمام أبي جعفر محمد بن علي (علیه السّلام) ، فانظر : الكافي 2: 16/132 ، تحف العقول: 377 ، مجموعة ورّام: 512 ، كشف الغمّة 3 : 333، حلية الأولياء 3: 182 ، صفة الصفوة 2 : 108 ، تاريخ مدينة دمشق 54: 280 ، روض الرياحين لليافعيّ : 57 ، باختلاف مع المتن .
5- في النسختين : لوطين بن عطا وما أثبتناه من تفسير الثعلبيّ وكتب الرجال، وهو الوضين بن عطاء ، أبو كنانة الشاميّ، مولى خزاعة، وثّقه أحمد، روى عن محفوظ بن علقمة، وروى عنه محمّد بن راشد، مات سنة تسع وأربعين [ التاريخ الصغير 2: 91 الثقات لابن حبّان 7: 564].

إفراغاً ، إنّما قَصَرنا عن علم ما جهلنا بتقصيرنا في العمل، ولو أنّا نعمل ببعض ما تعلم إذاً لأورثنا علماً لا تقوم به أبداننا(1).

[11/321] - وكان له غلام يقال له: سنان -وكان عبداً صالحاً - فتلا هذه الآية: (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) إلى قوله: ﴿ وَلَا تُكَلِّمُونِ) (2)، وعلي بن الحسين (علیهما السّلام) قائم في محرابه، فخر مغشيّاً على وجهه.

فقال ابن جبير : لا غفر الله لسنان .

فقال علي بن الحسين (علیهما السّلام): أعِد علَيَّ يا سنان، فأعاد عليه فخرّ مغشياً عليه فانسلخ جبهته ، فقال : اذهب فأنت حر لوجه الله كما خوّفتني (3).

[ 12/322 ] - وكان يصلي صلاة الغداة ثمّ يثبت في مصلّاه حتّى تطلع الشمس، ثمّ يقوم فيصلّي صلاة طويلة، ثمّ يرقد رقدة، ثمّ يستيقظ فيدعو بالسواك ثمّ يدعو بالغداء (4).

[13/323] - وكان يقرأ القرآن فربّما مرّ به المارّ فصعق من حُسن صوته (5).

ص: 264


1- جاء في تفسير الثعلبي 290:7 عن عمر بن عبد العزيز.
2- المؤمنون: 104 - 108 .
3- جاء في تاريخ مدينة دمشق 34: 25 والتخويف من النار لابن رجب الحنبليّ: 173 قضيّة لأويس القرني كان إذا نظر إلى الرؤوس المشوية يذكر هذه الآية: ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) ثم يقع مغشيّاً عليه، وفي التخويف زيادة: حتى يظنّ الناظرون إليه أنه مجنون. وأيضاً في تاريخ مدينة دمشق 66: 12 قال فيه : مرّ أبو أسيد الفزاريّ بسوق الرؤوس فذكر هذه الآية ... فخرّ مغشياً عليه.
4- راجع : سلوة الحزين: 268/180 وعنه في بحار الأنوار 66: 346 ذیل حدیث 21 و 91: 2/381 ومستدرك الوسائل 6: 3/350.
5- راجع : الكافي 2: 4/615 وعنه في وسائل الشيعة 6: 2/211 وبحار الأنوار 16 : 22/187 و 25: 31/164 الإحتجاج 2: 170 وعنه في بحار الأنوار 46: 43/69 و 79: 245 / 1 و 92: 7/194 ومدينة المعاجز 4: 164/440 ، ألقاب الرسول وعترته (علیهم السّلام) : 51 .

[14/324] - وقيل له : أما آن لحُزنك أن ينقضي ؟ فقال : شكا يعقوب إلى ربّه من أقلّ مِمّا رأيت حتى قال : ( يا أسفى ) (1) ، إنه فقد ابناً واحداً وأنا رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يُذبحون حولي.

وكان يميل إلى عقيل ويقول: إني أذكر يومهم مع الحسين (علیه السّلام)(2).

[15/325] - وقال : كلماتٌ ما قلتهنّ فخفت شيطاناً ولا سلطاناً ولا سبُعاً ولا لِصّاً : آية الكرسي، وآية السُّخَرَة في الأعراف، وعشر آيات من أوّل الصافّات، وثلاث آيات من الرحمن ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) إلى قوله: ﴿ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظُ مِن نَارٍ وَنُحَاسُ فَلا تَنتَصِرَانِ ﴾ (3) ، وآخر الحشر (وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (4) الآية (5) .

[16/326] - وكان إذا تصدّق بصدقة قبّلها قبل أن يضعها في يد السائل (6).

ص: 265


1- يوسف: 84.
2- رواه ابن قولويه(رحمه الله) في كامل الزيارات : 2/213 وعنه في بحار الأنوار 4/110:46 ومستدرك الوسائل 2: 19/466 ، حدّثني جعفر بن محمد الرزّاز، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزيّات، عن عليّ بن أسباط ، عن إسماعيل بن منصور، عن بعض أصحابنا .... ألقاب الرسول وعترته (علیهم السّلام): 51 ، نزهة الناظر : 95/ ذیل حدیث 31، مناقب آل أبي طالب 3: 303 وعنه في بحار الأنوار 46: 108/ ذيل حديث 1، اللهوف في قتلى الطفوف : 122 وعنه في وسائل الشيعة 3: 282 / ذيل حديث 11 ، أعلام الدين: 300 وعنه في بحار الأنوار 45: 149 و 78: 161 تحت رقم 21 مسكّن الفؤاد 92 .
3- الرحمن : 33 - 35 .
4- الصافات: 180 .
5- راجع : سلوة الحزين: 152/144 وعنه في بحار الأنوار 94: 7404، وانظر بحار الأنوار 92 :21/271 نقلاً عن خطّ الشهيد عن الحسن(علیه السّلام).
6- انظر : الأمالي للطوسي (رحمه الله) : 26/673 وعنه في بحار الأنوار 96: 132 / 63 ومستدرك الوسائل 7: 1/218، عدّة الداعي : 59 وعنه في وسائل الشيعة 9: 433 / 2 و بحار الأنوار 96: 134 / ذيل حديث 68 ،مجموعة ورّام: 400 .

[17/327] - ولمّا مات فغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره، فقيل: كان يحمل الدقيق على ظهره إلى فقراء أهل المدينة (1).

[ 18/328] - ويحمل الجراب فيه الخبز فيتصدّق به بالليل ويقول : إنّها تطفئ غضب الربّ (2).

[ 19/329 ] - وكان يحبّ العنب ، فكان صائماً فاشترت أُمّ ولد له عناقيد من عنب في أوّل ما جاء، فلما أراد الإفطار وضعتها بين يديه، فجاءَ سائل فأعطاه، فاشترته أُمّ ولده ثمّ وضعته عنده فجاء سائل فأعطاه .

[ 20/330] - وكان يقوت سبعين بيتاً من أهل المدينة وهم لا يعلمون، فلما مات فقدوا أثره (3).

[ 21/331] - وقال : لئن أقوت أهل بيت فقراء أحبّ إلي من أن أحجّ حجّة بعد حجّة (4) .

ص: 266


1- راجع : مناقب آل أبي طالب 3: 294 وعنه في بحار الأنوار 46: 90 ، مجموعة ورّام: 71 ، كشف الغمة 2: 290 ، حلية الأولياء 3: 135 وعنه في مدينة المعاجز 4: 25/247 وحلية الأبرار 3: 22/264 قائلاً: ومن طريق المخالفين أبو نعيم في حلية الأولياء في الجزء الثاني ، ربيع الأبرار 2: 149 . تهذيب الكمال 20 : 392 تاريخ مدينة دمشق 41: 384 مطالب السؤول : 415 ، البداية والنهاية 9: 133 ، سير أعلام النبلاء 393:4 .
2- راجع : مناقب آل أبي طالب 3: 292 وعنه في بحار الأنوار 46: 77/88، كشف الغمّة 2: 290 ، حلية الأولياء 3: 136 ، صفة الصفوة 96:2، مختصر تاريخ مدينة دمشق 17: 238 ، سلوة الأحزان لابن الجوزي: 39 .
3- راجع ألقاب الرسول وعترته (علیهم السّلام) : 52 .
4- انظر المصنّف لابن أبي شيبة 4: 5/521 عن الحسين بن علي (علیهما السّلام).

فصل [ في جوده (علیه السّلام) وكرمه وأكله مع الضعفاء ]

[22/332 ] - رأى الزهريّ علي بن الحسين (علیهما السّلام) ليلة باردة مطيرةً وعلى ظهره دقيق وحطب، فقال : أحمله عنك .

فقال : سألتك بحقّ الله لمّا مضيت إلى حاجتك فأنا أريد سفراً أُعِد له الزاد وأحمله إلى موضع حريز.

فلمّا كان بعد أيام قال له : يابن رسول الله ، لا أرى لذلك السفر أثراً.

قال (1) : ليس ما ظننت ولكنّه الموت والاستعداد للموت؛ تجنّب الحرام وبذل الندى والخير (2).

[23/333] - وصار على ظهره كهيئة الحِبال السود للحمل على ظهره إلى الفقراء بالليل (3).

[24/334] - وكان يصوم الدهر ويفطر على قرص ويتسحّر بآخر، فنحل جسمه وسقم بدنه، فسمع هاتفاً يقول : نحيف الجسم من طول الصيام.

[25/335] - وكان يصوم ويأمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ، وإذا كان عند المساء أكبّ على القِدر حتّى يجد ريح المرق وهو صائم، فيقول: هاتوا القصاع ،اغْرِفُوا لآل فلان واغْرِفُوا لآل فلان، حتّى يأتي على آخر القِدر، ثمّ

ص: 267


1- قوله : (قال) لم يرد في «م».
2- رواه في علل الشرائع 1: 5/231 وعنه في مناقب آل أبي طالب 3: 293 بإسقاط السند ووسائل الشيعة 9: 5/401 وبحار الأنوار 46: 27/65 ، عن محمّد بن القاسم الإستر آبادي ، عن عليّ بن محمد بن يسار ، عن محمد بن يزيد المنقري، عن سفيان بن عيينة.
3- راجع ألقاب الرسول وعترته (علیهم السّلام) : 52 .

يُؤتى بخبزٍ وتمر فيكون ذلك عشاءَهُ (1).

[26/336] - وكان يعجبه أن يحضر طعامه جماعة من اليتامى والأضراء ومن ليس له عيلة، فيقوم عليهم ويُناولهم بيده ومن له عيال حمله إلى عياله، ويلبسهم الثياب (2) قد أعدّها لهم ، ويُطعمهم الطعام، ويدهنُ رؤوسهم، ويكحل أعينهم ويطيّبهم ، وربّما أعدّ لهم الدراهم ويشتري الحُلّة بثلاثين ديناراً وأربعين ديناراً(3)، فأوّل ما يلبسها يمرّ بالمسكين فيطرحها عليه وما يدري أي الناس هو .

[27/337] - وكان إذا سار على بغلته في سكك المدينة لم يقل لأحد : الطريقَ (4) ، وكان يقول: الطرق مشتركة ليس لي أن أُنحّي أحداً عنه(5).

فصل [في حجّه (علیه السّلام)، وبعض مواعظه ، وقضاياه مع والي المدينة ]

[ 28/338] - ولقد سافر على راحلة عشر حجج ما قَرَعها بسوط (6).

ص: 268


1- رواه في المحاسن 2: 67/396 وعنه في بحار الأنوار 46: 53/71 و 96 6317 ، محمّد بن عليّ ، عن عليّ بن أسباط ، عن سيابة بن ضريس، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله(علیه السّلام)... الكافي 4: 3/68 وعنه في وسائل الشيعة 5/14:10 ، أحمد بن محمّد بن عليّ، عن عليّ بن أسباط ... وباقي السند كما في الكافي. من لا يحضره الفقيه 2: 1955/134 ، مكارم الأخلاق : 137 ، مناقب آل أبي طالب 3 :294 .
2- انظر الخصال: 518/ ذيل حديث 4 وعنه في وسائل الشيعة 9: 398/ ذیل حدیث 8 و بحار الأنوار 46: 62/ ذيل حديث 19، ألقاب الرسول وعترته (علیهم السّلام) : 53 ، مناقب آل أبي طالب 3: 293 .
3- قوله : ( ديناراً) لم يرد في « م ».
4- أي افتح الطريقَ.
5- راجع تاريخ مدينة دمشق 41: 398 تاريخ الإسلام 6: 437 ، سير أعلام النبلاء 4: 398، الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء : 417 .
6- رواه في المحاسن 2: 92/361 وعنه في وسائل الشيعة 11: 5/543 ، عنه ، عن يزيد بن يعقوب،عن محمّد بن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)... وانظر : المحاسن 2: 93/361 وعنه في بحار الأنوار 46: 51/71 و 63: 6/204 و 99: 5/122 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 2494/293 ، ألقاب الرسول وعترته : 51 .

[29/339] - وعلى ناقة عشرين حجّة فلمّا نفقت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع (1)، قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : «ما من بعير توقّف بعرفة سبعاً إلا جعله الله من نَعَم الجنّة وبارك في نسله» (2).

[ 30/340] - وكان يقول لبنيه : جالسوا أهل المعرفة والدين، وإن لم تقدروا فالوحدة آنس وأسلم، فإن لم يتمّ إلّا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروءة فإنّهم لا يرفثون في مجالسهم (3).

[31/341) - وعن الزهريّ : كان لي أخ فمات في جهاد الروم، فاغتبطت وتمنّيت يا ليتني كنت معه، فأناني في منامي .

فقلت : ما فعل بك ربّك ؟

:قال غفر لي لجهادي ولحبّي لمحمّد وآل محمّد، وزادني في الجنّة مسيرة ألف عام بشفاعة علي بن الحسين (علیهما السّلام).

فقلت : إني أتمنّى مكانك .

فقال : إنّي أشدّ اغتباطاً بك، ألست تلقى عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) في كل جمعة

ص: 269


1- راجع الخصال: 518 ذيل حديث 4 وعنه في وسائل الشيعة 11: 542/ ذيل حديث 4 وبحار الأنوار 46: 62 / ذیل حدیث 19.
2- انظر : المحاسن 2: 93/361 وعنه في وسائل الشيعة 11: 11/484 و 5/543 وبحار الأنوار 46: 51/71 و 64: 6/204 و 99: 5/122 .
3- رواه في مسائل عليّ بن جعفر (علیهما السّلام): 831/337، وروى علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين (علیهما السّلام).... وفي اختيار معرفة الرجال 2: 788 وعنه في 74: 27/196 ومستدرك الوسائل 8: 8/328، بالسند المذكور في مسائل علي بن جعفر (علیهما السّلام).

وتروي عنه ؟ ! فإن لقيت الله بما أنت عليه كنتَ فوقي بأكثر من مسيرة ألف ألف سنة بذلك ، فأنت تتعرّض للمكروه في زمان بني أُميّة والله يقيك، فلما انتبهت قلت : أضغاث أحلام، فعاودني النوم فرأيت ذلك الرجل فقال : أشككت ؟ لا تشك والشكُ كُفْرٌ، ولا تخبر بما رأيت أحداً، فإنّ علي بن الحسين يخبرك بمنامك ، فانتبهت وصليت فإذا رسول زين العابدين (علیه السّلام).

فصرتُ إليه فقال لي : رأيتَ البارحة كذا (1).

[32/342] - وإذا سافر إلى الحجّ يكثر الزاد ويجود بأطيبه من اللوز والسكّر والسويق المحض والمحلّى (2).

[33/343] - ويقول : من أكرم جليسه فإنّما يكرم ربّه ، ومن أكرم ربه أكرمه الله ، و من استخفّ جليسه أو أهانه فله الهوان الطويل عند الله (3) .

[34/344] - ويقول : أكرموا جلساءكم، وتواضعوا لربّكم، وأهينوا هذه الدنيا،

ص: 270


1- راجع : الثاقب في المناقب: 4/362 وعنه في مدينة المعاجز 4: 153/420 .
2- رواه البرقي (رحمه الله) في المحاسن 2 : 83/360 وعنه في وسائل الشيعة 11: 423 ذيل حديث 2 وبحار الأنوار 46 :52/712 و 76: 23/270 ، عنه ، عن أبيه ، عمّن ذكره ، عن شهاب بن عبد ربه، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)... وبعد ذكر الحديث قال: قال: وحدّثني به يعقوب بن يزيد عن محمّد بن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام). الكافي 8: 468/303 وعنه في منتقى الجمان للشيخ حسن (رحمه الله) 3: 103 ووسائل الشيعة 11: 2/423 ، عليّ عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام).... من لا يحضره الفقيه 2: 2455/282 ، مكارم الأخلاق: 253 ، المصباح للكفعمي (رحمه الله): 185 .
3- انظر: الأمالي للصدوق (رحمه الله) : 516 / ذيل حديث 1 وعنه في بحار الأنوار 74: 45/303 و 76: 335 ، ثواب الأعمال: 287 وعنه في وسائل الشيعة 17: 189 / 7 وبحار الأنوار 76: 367 ، من لا يحضره الفقيه 16:4 وعنه في وسائل الشيعة 12: 266 / 5 و 16: 389/ 5 ، مكارم الأخلاق : 431، عدّة الداعي : 176 وعنه في بحار الأنوار 74: 83/319، وفي كلّها ضمن حديث طويل عن النبيّ (صلّی الله علیه و آله و سلّم) في المناهي.

فإنّكم اليوم في الدور وغداً في القبور (1) .

[35/345]- وقال له عبد الملك بن مروان :عظني، قال: أتريد واعظاً أكبر مِنَ القرآن: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) (2) هذا لمن طفّف ، فكيف لمن أخذهُ كلّه ؟!(3)

[36/346] - وصادف علي بن الحسين (علیهما السّلام) قوماً يغتابونه ، فقال : أيّها الناس، إن کنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم (4) .

[37/347]- وقال له رجل: لأشتمنّك شتماً يدخل معك قبرك .

قال : معك يدخل لا معي(5) ، ثم قال : إنّ الرجل ليظلمني فأرحمه، فلا يكبرنَّ عليكم من ظَلَمَكُم فإنّه سعى في نفعكم وضرره.

[38/348] - وكان هشام بن إسماعيل (6) والي المدينة من قبل الوليد بن عبد الملك، وكان عليّ بن الحسين (علیهما السّلام)يتأذى به، فكتب علي بن الحسين (علیهما السّلام) إلى الوليد يستعدي عليه.

فكتب إليه الوليد : لا ولاية لك على علي بن الحسين.

ثم إن هشام نُكِبَ بعد ذلك فوقف عليه علي بن الحسين (علیهما السّلام) فقال: يا هذا كان من إساءتك إلينا ما لا يمنعنا من إحساننا إليك، فهل لك من حاجة ؟ فقال :

ص: 271


1- انظر: المناقب للخوارزمي: 370 ،تاريخ مدينة دمشق 47: 194 ، نظم درر السمطين: 173 ،وكلّها عن أميرالمؤمنين (علیه السّلام).
2- المطفّفين: 1.
3- راجع ألقاب الرسول وعترته (علیهم السّلام) : 54 .
4- راجع : الخصال: 518 / ذيل حديث 4 وعنه في بحار الأنوار 46: 62 / ذیل حدیث ،19، مناقب آل طالب 3: 297 وعنه في بحار الأنوار 96:46 ذيل حديث 84 .
5- انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18: 379 .
6- في النسختين: ( أبان بن عثمان ) وما أثبتناه من المصادر، وهو هشام بن إسماعيل المخزوعي، وكان والياً على المدينة من قبل عبد الملك بن مروان، وهو خاله ، وعزله الوليد بن عبد الملك .

(اللّه أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ (1) (2).

[ 39/349] - وعن الثماليّ (3): مررتُ بقوم من آل الزبير وبني أُمية يشتمونه، فقلت له: إنّي رحمتُك منه ، قال : فسمعتني قلت فيهم إلا خيراً ؟ قلت : لا ، قال : إيَّاهم فارْحَمْ(4).

فصل [في رأفته (علیه السّلام) لأعدائه ]

[ 40/350] - جاء رجل من أهل الشام إلى عليّ بن الحسين (علیهما السّلام)، فقال : أبوك الذي قتل المؤمنين لقوله : «إخواننا بغوا علينا».

فقال له علي بن الحسين (علیهما السّلام): «ألا تقرأ القرآن وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً ) (5)، (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ) (6) ، ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً )(7) ، فكان هؤلاء إخوانهم

ص: 272


1- الأنعام: 124 .
2- انظر : شرح الأخبار 3: 260 / 1162 ، الإرشاد 2 : 147 وعنه في بحار الأنوار 46: 5/55، مناقب آل أبي طالب 3: 301 وعنه في بحار الأنوار 46 : 84/94، كشف الغمة 2 : 312، الطبقات الكبرى :5 ،220 تاریخ مدينة دمشق 41 :394 ، تاريخ اليعقوبي 2 : 283 ، تاريخ الطبري 5 : 217 ، الكامل في التاريخ لابن الأثير 4 : 526 ، تاريخ الإسلام 6 :215 .
3- ثابت بن أبي صفيّة أبو حمزة الثماليّ ، واسم أبي صفيّة دينار ، مولى ، كوفيّ، ثقة، وكان آل المهلّب يدعون ولاءه وليس من قبيلهم لأنهم من العتيك ، لقى علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبا الحسن (علیهم السّلام) وروى عنهم، وكان من خيار أصحابنا ومعتمديهم في الرواية والحديث ، روي عن أبي عبد الله (علیه السّلام) أنه قال: «أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه»، روى عنه العامّة، ومات في سنة خمسين ومائة [لاحظ : رجال النجاشي : 296/115 ، اختيار معرفة الرجال 2: 455 ، الفهرست للشيخ : 1/90] .
4- الكامل للمبرد 2 :5 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18: 379 .
5- الأعراف: 73 .
6- الأعراف: 65 .
7- الأعراف: 85 .

في دينهم أو إخوانهم في عشائرهم ؟ قال : يعني عشائرهم (1).

[41/351] - وقَدَّمَ إليه قومٌ طعاماً ، فقال : أنا صائم فلمّا دعوتموني إلى الوليمة كان علَيَّ أن أُجيبكم، والذي يُحَبُّ للضيف الصائم أن يُجيبَ (2).

[42/352] - وجاء إليه شيخ من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وأهلككم وقطع الفتنة ، ثم انطلق .

فقال له علي بن الحسين (علیهما السّلام): إني سكتُّ لك حتى تكلّمت وأظهرت ما في نفسك من العداوة، فاسكُت لى كما سكتُّ لك ، فهل قرأت القرآن ؟ قال: نعم، قال: هل وجدت لنا فيه حقاً دون خاصة المسلمين ؟ قال : لا .

قال: فما قرأت ﴿ قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (3)؟ قال : بلى، قال: أتدري مَن هم ؟ قال: لا، قال: فإنا نحن هم.

قال : أما قرأت ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) (4) ؟ قال : نعم ، قال : تدري مَن هم ؟ قال: لا، قال: فإنا نحن هم.

قال: أَوَ ما قرأت فى الأنفال: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَالرَّسُول وَلِذِي الْقُرْبَى ﴾ (5) ؟ قال : نعم ، قال : أتدري مَن هم ؟ قال : لا ، قال : فإنا نحن هم.

ص: 273


1- راجع : تفسير العياشي 2 : 53/20 و 43/151 وعنه في بحار الأنوار 32: 329/345، عن يحيى بن المساور الهمداني ، عن أبيه .... تفسير فرات الكوفي : 15/192 ، فرات، قال: حدّثني جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي معنعناً، عن يحيى بن مساور ...... مناقب آل أبي طالب 3: 19 وعنه في بحار الأنوار 29: 454 ، الاحتجاج 2: 40 وعنه في بحار الأنوار 32: 343 ذیل حدیث 327 .
2- في النسختين : ( أن يطيب ) ، والمثبت من عندنا.
3- الشورى 23 .
4- الإسراء : 26 .
5- الأنفال: 41.

قال : وهل قرأت: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيراً ) (1)؟ قال : نعم ، قال : هل تدري من هم ؟ قال : لا ، قال : فإنا نحن هم ، قال : إنّكم أنتم هم ؟ قال : نعم ، قال : اللّهم إنّي أتوب إليك، اللّهم إنّي أبرأ من أعداء محمّد ، والله ما شعرت بهذا ولقد قرأت القرآن منذ زمان(2).

فصل ( في قضيّته مع يزيد عليه اللعنة ، وبعض كلامه وقضاياه (علیه السّلام)]

[43/353] - عن الباقر (علیه السّلام): إنّ يزيد دخل المدينة وهو يريد الحج ، فبعث إلى رجل من قريش فقال : أتقول إنّك عبد لي وإلّا قتلتك ، قال : ما أنت بأكرم منّي في قريش، إن قتلتني فقد قتلتَ الحسين عليه الصلاة والسلام وهو أكرم منا.

وبعث إلى عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) بمثله ، فقال : إن لم أقرّ بذلك تقتلني ؟

قال يزيد عليه اللعنة : بلى .

قال : قد أقررتُ لك بما سألت. أنا عبد لك ، يكرّرها .

فقال: يزيد عليه اللعنة حقنتَ دمك، ولم ينقصك ذلك من شرفك (3).

ص: 274


1- الأحزاب: 33 .
2- رواه في تفسير فرات الكوفيّ : 4/153 وعنه في مستدرك الوسائل 7 :8/289، فرات ، قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن هشام معنعناً، عن ديلم بن عمرو ، قال .... العمدة لابن البطريق : 46/51 وعنه في بحار الأنوار 23: 31/252، وبالإسناد، قال: وأنبأني عقيل بن محمّد، أخبرني المعافي بن المبتلى، حدّثنا محمد بن جرير، حدّثني محمّد بن عمّار ، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا الصباح بن يحيى المري، عن السدي، عن أبي الديلم.... جامع البیان 25: 23698/3، تفسير الثعلبي 8: 311، تفسير ابن كثير 4: 121، الدر المنثور للسيوطي 6 : 7.
3- رواه في الكافي 8: 313/234 وعنه في وسائل الشيعة 16: 1/253 وبحار الأنوار 46: 29/137 . ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد بن معاوية ، قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام) ...

[44/354] - ومر علي بن الحسين (علیهما السّلام) برجل وهو قاعد على باب أُمَويّ ، فقال : ما يقعدك على باب هذا المترف الجّبار ؟ قال : البلاء .

قال : قم فأرشدك إلى باب خيرٌ من بابه، فأخذ بيده حتّى انتهى به إلى مسجد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، ثم قال : استقبل القبلة وصلّ ركعتين، ثم ارفع يديك إلى الله وأثن عليه وصلّ على النبي وآله ، ثم اقرأ آخر الحشر وستُّ آيات من أوّل الحديد وآيتين في آل عمران (قُلِ اللَّهُمَّ) ، ثمّ سَلِ الله فإنّك لا تسأل شيئاً إلا أعطاك (1).

[45/355] - وكان إذا جاءه طالب العلم قال : مرحباً بطلّاب العلم الذين يذكرون الله ويذكرهم ، وربّما قال لهم: مرحباً بوصيّة رسول الله (2).

[46/356] - وسأله رجل عن مسائل ثم عاد إليه ليسأله عن مثلها ، فقال : مكتوب الإنجيل : لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ولما تعملوا بما عَلِمْتُم ، فإنّ العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إلا بعداً من الله (3).

ثم قال : عليك بالقرآن ، فإنّ الله خلق الجنّة بيده لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وجعل ملاطها المسك ، وترابها الزعفران وحصاها اللؤلؤ، وجعل درجاتها على عدد آيات القرآن؛ فمن قرأ آية قال له اقرأ ،وَارْقَ فمن دخل الجنّة لم يكن أحد

ص: 275


1- راجع سلوة الحزين: 129/54 وعنه في بحار الأنوار 91: 32/375 و 92: 22/271، قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في ذيل الخبر : قال الراوندي (رحمه الله) : لعلّ المراد بالآيتين آية الملك ، أقول : لأنها آيتان يقال لهما : آية على إرادة الجنس، ويحتمل أن يكون المراد هي وآية ﴿ شَهِدَ اللهُ).
2- انظر : الخصال: 518/ ذيل حديث 4 وعنه في بحار الأنوار 1: 16/168 و 46: 62 ذيل حديث 19.
3- رواه في تفسير القمي 2 :259 وعنه في بحار الأنوار 2 : 6/28 و 14 : 20/319، حدّثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود رفعه ..... الكافي 1 : 4/44 وعنه في الجواهر السنية : 110 ، عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن المنقريّ، عن عليّ بن هاشم بن البريد ، عن أبيه ... عدّة الداعي : 65 وعنه في بحار الأنوار 2 : 50/37 ، منية المريد : 146 ، محاسبة النفس للكفعمي : 168 .

فيها أعلى درجة منه، ما خلا النبيّين والصدّيقين (1).

[47/357] - وسمع رجلاً يقول : ليتني لم أُخلق ، فقال : هذا اللّوّ واللّيت هو الذي قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : إنّهما من عمل الشيطان.

لا تقل هكذا ولكن قل: ليت الله رزقني علماً ،فبثته ، ومالاً فأنفقته في طاعة الله ، فإنّ متمنّى الخير وفاعله في الأجر شركاء.

[48/358] - وجاءه رجل وهو حزين وله أربع بنات وهو فقير ، فقال : ليتهنّ متن وكفيت أمرهن.

فقال : يا عبد الله لا تسخط نعمة الله عليك وإحسانه إليك، لعلّ الله يرزقك بهنَّ ولولاهن لضيّق عليك .

فقد أتى رجلٌ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وشكا إليه أنه قد بلي بأخ ضعيف العقل والحال ويلزمه عياله، فقال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): وما يدريك لعل الله إنّما يوسع عليك به، لا تبغضوا البنات فإنّهنّ مباركاتٌ عاطفاتٌ عليكم قلوبَ المؤمنين والمؤمنات ، [ فمن رُزِقَ ](2) منهنّ بشيء فأحسن خدمتها وتربيتها كان في الرفيق الأعلى مع النبيين والصديقين.

فصل [في وصاياه (علیه السّلام) إلى اولاده ، ورفقته إلى أهله ومحبّيه ]

[ 49/359] - وكتب إلى ابنه زيد:

«أُوصيك بتقوى الله فإنّها تجمع لك خير الدنيا والآخرة ؛ أما الدنيا فتطهير

ص: 276


1- رواه في تفسير القمي 2: 259 وعنه في بحار الأنوار 8: 39/133 و 92: 8/198 و مستدرك الوسائل 4: 1/256 ، بالسند المذكور آنفاً.
2- زيادة من عندنا ليستقيم بها المعنى.

العرض من الدنس وإكرام النفس عن الدناءة ، وأمّا الآخرة فحسن الثواب وكرم المآب . واعلم أن الناس إلى ذمّ المسيء أسرع منهم إلى حمد المحسن، فإن أتاك سائل وكان أهلاً فاقض حاجته لأنه أهله، وإن لم يكن أهلاً فلا تدع ما أنت أهله، وليكن مالك دون عرضك ، ولا تجعل عرضك دون مالك ، ولا تدع من المعروف صغيراً ولا كبيراً».

[ 50/360] - وعن موسى بن جعفر (علیهما السّلام) قال :

«أخذ أبي بيدي وقال : يا بنيّ ، إنّ محمّد بن عليّ (علیه السّلام) أخذ بيدي وقال : أخذ أبي علي بن الحسين (علیهما السّلام) بيدي وقال : افعل الخير إلى من طلبه ؛ فإن كان أهله فقد أصبتَ موضعه ، وإن لم يكن له بأهل كنت أهله» (1).

[51/361] - وضرب خادماً له بفعل ، فقال الخادم : ضربتني من غير جرم ، فقال : أستغفر الله ، انطلق إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصلّ عنده ركعتين وقل : اللهم اغفر لعلي ابن الحسين وانصرف إليّ (2)، ففعل الغلام ذلك وعاد ، فقال : أنت حر لوجه الله ، وكان اشتراه بأربعين ديناراً، وقال لابنه محمّد : ادفع أربعين ديناراً إليه فهي له، ثمّ قال : يا بنيّ، هل في نفسك شيء من ضربنا إيّاك ؟ قال : لا ، قال : اللهم اشهد (3).

ص: 277


1- جاء في مسائل عليّ بن جعفر (علیهما السّلام): 843/342، عن محمّد بن أبي عبد الله ، عن موسى بن عمران ، عن عمّه الحسين بن عيسى بن عبد الله ، عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن موسى (علیه السّلام)... الكافي8 :141/152 وعنه في وسائل الشيعة 16 : 3/294 بعين السند المذكور في مسائل علي بن جعفر(علیهما السّلام) ، وتحف العقول: 282 وعنه في بحار الأنوار 78 :141 / 34، مشكاة الأنوار: 137 ، أعلام الدين: 235 ، مجموعة ورّام: 466 .
2- قوله : ( إلي ) لم يرد في «م» .
3- رواه في كتاب الزهد : 116/43 وعنه في وسائل الشيعة 22: 1/401 وبحار الأنوار 46: 79/92 و 74: 12/142 و 91 :7/382 ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، قال : حدّثنا القاسم بن عليّ ، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام)... تأويل الآيات للاستر آبادي(رحمه الله) 2: 2/575 وعنه في بحار الأنوار 23 : 81/384 .

[52/362 ] - وكان يدعو خدمه كلّ شهر فيقول: إنّي قد كبرت ولا أقدر على النساء، فإذا قالت واحدة: لا أريد التزويج ، قال : اللهم اشهد .

وإن سكتت واحدة قال لنسائه: سلوها ما تريد ؛ فإن أرادت التزويج زوّجها، والبيع باعها، والعتق أعتقها (1).

[53/363] - ودخل على زيد بن أسامة بن زيد وهو مريض يبكي، قال: علَيّ خمس عشرة ألف دينار لا أدع لها وفاءً ، قال : لا تبك هو علي وأنت منه بريء (2).

[54/364] - وعاتبه قرشيّ على سخائه ، فقال : أكره أن أترك حقاً قد وجب خوفاً مما لعلّه لا يقع .

[55/365 ] - وقال : أستحيي من ربّي أن أرى لأخ من إخواني أسأل الله له الجنّة [ وأبخل عليه بالدينار والدرهم، فإذا كان يوم القيامة قيل لي : لو كانت الجّنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل (3).

[56/366 ] - ومرّ برجل يدعو للناس الجنّة ، فقال : بخلتَ بالدنيا على أصدقائك وسخوت بالجنّة على أعداءك، فلا أنت فيما بخلت به معذور،

ص: 278


1- راجع مناقب آل أبي طالب 3: 301 وعنه في بحار الأنوار 46: 83/93، عبد الله بن مسكان ، عن علي بن الحسين (علیهما السّلام)....
2- رواه في شرح الأخبار 3: 1165/261 ، الإرشاد 2: 149 وعنه في بحار الأنوار 46: 8/56 : ومستدرك الوسائل 13: 2/436 ، أخبرني أبو محمّد الحسن بن محمّد ، قال : حدثنا جدّي ، قال : حدّثنا أبو نصر ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن عبد الله ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الله بن هارون، قال: حدثني عمرو بن دينار .... روضة الواعظين : 199، مناقب آل أبي طالب 3: 301 وعنه في بحار الأنوار 46: 56/ ذيل حديث 8، الدر النظيم: 582 ، كشف الغمّة 2 : 299 ، العدد القوية : 63.
3- رواه الصدوق بسنده في مصادقة الإخوان: 1/62 وعنه في وسائل الشيعة 16: 1/387 ، تاريخ مدينة دمشق 41: 385 ، تهذيب الكمال 20: 393، سير أعلام النبلاء 4: 394 ، تاريخ الإسلام 6: 434 ، البداية والنهاية 9: 125 .

ولا أنت ممّا سخوتَ به محمود .

[57/367] - وكان بالمدينة رجل يُضحك الناس وقال: أعياني عليّ بن الحسين أن أضحكه (علیهما السّلام)، فجاءه وأخذ رداءه ومضى، فلم يلتفت إليه، فقال: من هذا؟ قالوا :رجل بطّال ، فقال : قولوا : إن للّه يوماً يَخْسَرُ فيه المبطلون (1).

[58/368] - وكان ليلة سمع صائحاً يقول: تعالوا أغيثوني على الليل، فسمعالصوت فلمّا أتاه قال الرجل : ما الذي أخرجك في هذا الوقت ؟

قال: صوتك، ما قصّتك ؟

قال : يابن رسول الله، رأيت بالسوق جارية فعشقتها وليس عندي ثمنها.

قال: وتدري ثمن تلك الجارية ؟

قال : نعم ، قال : تعال معي ودلّني عليها، فجاء إلى دار الرجل فاشترى عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) الجارية بعشرة آلاف درهم وقال: خذها بارك الله لك فيها ، وتعالَ غداً مع الجارية أعْطِكُما ما تحتاجان إليه، فأغناهما من الغد .

فصل [في بعض مواعظه (علیه السّلام) ، ولباسه، ومناجاته ، وكلامه عند الوفاة ]

[59/369] - قيل له : مَن نُجالس ؟ قال : من يقهرك برهانه، ويخوّفك في السرّ والعلانية رؤيته، ويعقلك (2) بلسان فعله.

[60/370] - إنّ الله أنعم على قَوم فلم يشكروا فصار وبالاً عليهم، وابتلى قوماً

ص: 279


1- رواه في الأمالي للصدوق: 6/289 وعنه في وسائل الشيعة 4/116:12 وبحار الأنوار 46: 39/68 ، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ....
2- في «أ» : ( يعقلك ) بدل من : (ويعقلك ) .

بمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمةً (1).

[61/371] - وقيل له : أنعم الله عيشك فقال: وكيف ينعم عيش مُرْتَهِنٌ بالتنقيص ، هلّا :قلتَ: أنعم الله مُنْقَلَبَكَ.

[ 62/372] - وكان كثيراً ما يقول:

كيف يصفو سُرورُ مَن ليس يدري *** أيّ وقتٍ يَفْجَاهُ (2) ريبُ المنُون

[63/373] - ورأى الزهريّ عليه ثوب خزّ ، فقال : هذا ليس من لبسك !! فكشف فإذا تحته ثوب صوف ، فقال : هذا لبسنا للّه وهذا لكم .

[64/374] - وكان يلبس في الشتاء الخزّ ويبيعه في الصيف ويتصدّق بثمنه ويقول: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ) (3)(4).

[65/375] - ولبس ثياباً حساناً ، ثم رجع مسرعاً قال: يا جارية، هلمّي ثيابي الأولى، ولقد مشيتُ في هذه مشية كأنّي لست أنا.

ص: 280


1- رواه الكليني في الكافي 2: 18/92 وعنه في وسائل الشيعة 3 :18/259 وبحار الأنوار 71: 18/81 ، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عمار بن مروان عن سماعة ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)... التمحيص: 128/60 وعنه في بحار الأنوار 71: 55/94 ومستدرك الوسائل 2: 15/423 ، الأمالي للصدوق (رحمه الله): 378 / 4 وعنه في بحار الأنوار 71: 31/41 ، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ... وباقي السند كما في الكافي. تهذيب الأحكام 6 : 222/377 وعنه في وسائل الشيعة 16: 16/313 ، محمد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان... وباقي السند كما في الكافي. تحف العقول: 359 ، روضة الواعظين : 473 ، مشكاة الأنوار : 64 و 72، جامع الأخبار : 7/350، روى كلّهم عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (علیهما السّلام).
2- مخفّفة ( يَفْجَأَه».
3- الأعراف: 32.
4- انظر : الكافي 6: 4/451 وعنه في وسائل الشيعة 4: 6/364 وبحار الأنوار 98/106:46 .

[66/376] - ومرض علي بن الحسين (علیهما السّلام)مرضاً شديداً فقيل له: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أكون ممّن لا أقترح على الله حالاً سوى ما يدبّره لي.

وهذا يضاهي ما فعل إبراهيم حيث قال له جبرئيل هل من حاجة ؟ قال : لا أقترح على ربّي ، بل حسبي الله ونعم الوكيل (1).

[67/377] - وقيل له : ما خير ما يموتُ عليه العبد ؟ قال : أن يكون قد فُرغ من أبنيته ودوره وقصوره في الجنّة ، وقيل : وكيف ذلك؟ قال : أن يكون من ذنوبه تائباً، وعلى الخيرات مقيماً ، يَرِدُ على الله حبيباً كريماً (2).

[68/378] - وسئل عن الطاعون أَنَبْرَاُ ممّن يلحقه ؟ قال : إن كان عن أمر الله خارجاً فَابْراً منه طُعِن أو لم يُطْعَنْ ، وإن كان لله مطيعاً فالطاعون يمحّص ذنوبه (3).

[69/379] - وقال : من أطال أمله فقد أساء صحبة الموت (4).

[70/380] - إن للمرء ثلاثة أخلّاء : خليل يقول : أنا معك حيّاً وميتاً وهو عمله، وخليل يقول : أنا معك إلى باب قبرك ثمّ أُخلّيك وهو ولده، وخليل يقول: أنا معك إلى أن تموت وهو ماله فإذا مات صار للوارث (5).

ص: 281


1- سلوة الحزين: 19/188 وعته في بحار الأنوار 46: 34/67 و 81: 208 / 24 و مستدرك الوسائل 2 :16/148 .
2- راجع سلوة الحزين: 124/133 وعنه في بحار الأنوار 71: 267 / ذيل حديث 17 .
3- انظر: سلوة الحزين: 30/192 وعنه في بحار الأنوار 6: 10/124 و 75 : 10/16 و 81: 1/213 .
4- هكذا جاءت في المصادر : (من عدّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت) عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أو الإمام جعفر بن محمد الصادق(علیهما السّلام) . انظر : من لا يحضره الفقيه 1: 382/139 وعنه في وسائل الشيعة 2: 2/437 ، تحف العقول: 49 وعنه في بحار الأنوار 77: 120/153، المجازات النبوية: 156/207 .
5- رواه في الأمالي للصدوق: 3/170، معاني الأخبار : 1/232 وعنهما في وسائل الشيعة 16: 2/106 ، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا محمد بن أبي القاسم ، قال : حدّثنا هارون بن مسلم ،عن مسعدة بن زياد عن الصادق جعفر بن محمد (علیه السّلام)، عن أبيه، عن آبائه (علیهم السّلام)، قال : قال علي بن أبي طالب (علیه السّلام)... الخصال: 92/114 وعنه في بحار الأنوار 71 :11/174، حدّثنا أبي(رضي الله عنه) ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم ... وباقي السند كما في الأمالي ومعاني الأخبار . روضة الواعظين : 417 .

[71/381] - ومن مناجاته:

Kسَيِّدِي سَيِّدِي هَذِهِ يَدَايَ قَدْ مَدَدْتُهُمَا إِلَيْكَ بِالذُّنُوبِ مَمْلُوَّةً وَ عَيْنَايَ بِالرَّجَاءِ مَمْدُودَةً وَ حَقٌّ لِمَنْ دَعَاكَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلًا أَنْ تُجِيبَهُ بِالْكَرَمِ تَفَضُّلًا .

سَيِّدِي أَ لِضَرْبِ الْمَقَامِعِ خَلَقْتَ أَعْضَائِي أَمْ لِشُرْبِ الْحَمِيمِ خَلَقْتَ أَمْعَائِي .

سَيِّدِي لَوْ أَنَّ عَبْداً اسْتَطَاعَ الْهَرَبَ مِنْ مَوْلَاهُ لَكُنْتُ أَوَّلَ الْهَارِبِينَ مِنْكَ لَكِنِّي أَعْلَمُ أَنِّي لَا أَفُوتُكَ .

سَيِّدِي لَوْ أَنَّ عَذَابِي مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ سَأَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَيْهِ غَيْرَ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ طَاعَةُ الْمُطِيعِينَ وَ لَا يَنْقُصُ مِنْهُ مَعْصِيَةُ الْعَاصِينَ .

سَيِّدِي هَا أَنَا وَ مَا خَطَرِي هَبْ لِي بِفَضْلِكَ وَ جَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ وَ اعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ.

إِلَهِي وَ سَيِّدِي ارْحَمْنِي مَصْرُوعاً عَلَى الْفِرَاشِ تَقْلِبُنِي أَيْدِي أَحِبَّتِي وَ ارْحَمْنِي مَطْرُوحاً عَلَى الْمُغْتَسَلِ يُغَسِّلُنِي صَالِحُ جِيرَتِي وَ ارْحَمْنِي مَحْمُولًا قَدْ تَنَاوَلَ الْأَقْرِبَاءُ بِأَطْرَافِ جِنَازَتِي ،وَ ارْحَمْ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ وَحْشَتِي وَ وَحْدَتِي وَ غُرْبَتِي»(1)

ص: 282


1- راجع: روضة الواعظين :198 ، فضل الكوفة ومساجدها لابن المشهدي: 58 وعنه في بحار الأنوار 100 : 25/448 ، المزار لابن المشهدي : 146 قائلاً: أخبرني الشريف الأجل العالم أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة أدام الله عزّه عن أبيه بالإستاد المّتصل إلى طاوس اليماني، قال: مررت بالحجر في رجب وأنا بشخص راكع وساجد، فتأملته، فإذا هو علي بن الحسين (علیهما السّلام)، فقلت في نفسي : رجل صالح من أهل بيت النبوة، والله لأغتنمنّ دعاءه، فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته، ورفع باطن كفّيه إلى السماء ، وجعل يقول... المزار للشهيد الأول(رحمه الله) : 267 .

[72/382] - ولمّا حضرته الوفاة أُغمي عليه ثمّ فتح عينيه فقال : واللهِ ما أكلتُ من صدقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تمرة قطّ، وإنّي لعلى الحقّ ، « اللهم ارحمني فإنّك كريم، اللهم ارحمنى فإنّك كريم».

وفي رواية: «اللهم ارحمني فإنّك رحيم»، فجعل يقول ذلك حتى قبض (علیه السّلام) (1) .

ص: 283


1- انظر : سلوة الحزين: 58/300 وعنه في بحار الأنوار 81: 241/ ذيل حديث 26 ومستدرك الوسائل 2: 134 ذيل حديث 6 .

ص: 284

الباب السابع في ذكر الباقر عليه السّلام

فصل [في علو شأنه (علیه السّلام)، وجهده ، وطعامه ، ومؤونته ، وجوده ]

ص: 285

ص: 286

[1/383] - عن سُديف المكّي (1) : حدّثني محمّد بن عليّ الباقر وما رأيت محمّداً يعدله (2).

ص: 287


1- سديف المكّي، شاعر من أصحاب الباقر (علیه السّلام)، ذكره العقيلي وقال : سديد بن ميمون الشاعر المكيّ كان من الغلاة في الرفض، وقال ابن عساكر سدیف بن ميمون المكي الشاعر مولى آل أبي لهب ، حدّث عن أبي جعفر محمّد بن علي (علیهما السّلام) ، روى عنه حنّان بن سدير الصيرفي [لاحظ : رجال الطوسي (رحمه الله): 14/137 ، نقد الرجال 2: 1/301 ضعفاء العقيلي 2: 701/180، تاريخ مدينة دمشق 20 : 2397/18] .
2- رواه الصدوق (رحمه الله) في الأمالي : 2/412 وعنه في بحار الأنوار 27: 1/218 ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار (رحمه الله) ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا عبد الصمد بن محمّد ، قال : حدّثنا حنّان بن سدير ، قال : حدثنا سُديف المكّي .... الأمالي للمفيد (رحمه الله) : 4/126 وعنه في بحار الأنوار 27: 15/224 ، أخبرني أبو الحسين محمّد بن المظفّر البزاز ، قال: حدّثنا أبو عبد الله جعفر بن محمّد الحسني ، قال : حدّثنا إدريس بن زياد الكفرثوثيّ ، قال : حدّثنا حنّان بن سدير ، عن سديف المكّي .. الأمالي للطوسيّ شيخ الطائفة : 649/ ذيل حديث 10 وعنه في بحار الأنوار 27: 135/ذيل حديث 132 تاريخ مدينة دمشق 20 : 148، المعجم الأوسط 4: 212 ، شواهد التنزيل 1: 524/495.

[2/384] - وعن محمّد بن المنكدر(1): رأيتُ الباقر (علیه السّلام) فأردت أن أعظه فوعظني، كان رجلاً بادناً ثقيلاً وهو متّكئ على غلامين له في ساعة حارّة، قلت في نفسي : شيخ كبير في هذه الساعة في طلب الدنيا !! فسلّمت عليه فردّه علي فبهر وهو يتصابّ عرقاً، قلت: لو جاءك الموت في هذه الحال ما صنعتَ وإنّك في طلب الدنيا ؟

قال : أنا في طاعة الله أكفّ بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا في معصية الله (2) .

[3/385] - عن الحكم بن عتيبة (3): دخلت عليه وهو في بيت مُنَجَّد وعليه

ص: 288


1- محمد بن المنكدر ، كان من رجال العامّة، وجاء في رجالهم: محمّد بن المنكدر بن عبد الله بن الهذير بن عبد العزّى بن عامر بن الحارث بن الحارثة بن سعد بن تيم بن مرّة القرشيّ التيمي ، أبو عبد الله ، ذكره محمّد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وقال البخاري عن علي بن المديني : له نحو مائتي حديث ، قال أبو حاتم : ثقة، مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وبلغ نيفاً وسبعين سنة ، روى عنه جماعة كثيرة [لاحظ : خلاصة الأقوال: 38/400، رجال ابن داود: 485/276 ، تهذيب الكمال 26: 5632/503] .
2- رواه في الكافي 5: 1/73 وعنه في وسائل الشيعة 17: 1/19 وبحار الأنوار 46: 3/350 ، عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)، قال : إنّ محمد بن المنكدر ... شرح الأخبار 3: 1192/282، الإرشاد 2 : 161 وعنه في بحار الأنوار 46: 5/287 و 103: 34/8 ومستدرك الوسائل 13: 1/11، أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن محمّد، قال: حدّثني جدّي، عن يعقوب بن يزيد، حدّثنا محمّد بن أبي عمير ... وباقي السند كما في الكافي. تهذيب الأحكام 6 : 15/325 ، عنه ، عن علي بن إبراهيم ... وباقي السند كما في الكافي . إعلام الورى 1 : 507، ألقاب الرسول و عترته (علیهم السّلام): 57 ، كشف الغمّة 2: 337 ، الفصول المهمّة 2: 888 ، وانظر تهذيب التهذيب 9: 313 .
3- الحكم بن عتيبة ، أبو محمّد الكنديّ الكوفيّ ، وقيل : أبو عبد الله مولى زيديّ بتري، ذكره الطوسي من أصحاب علي بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد (علیهم السّلام)، توفّي سنة أربع عشرة - وقيل : خمس عشرة -ومائة [لاحظ : رجال الشيخ: 6/112 و 11/131 و 102/184، خلاصة الأقوال : 1/314 ، رجال ابن داود : 163/243].

قميص رطب ، فجعلت أنظر في ذلك ، فقال : ( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾ (1) وهذا مما أخرج الله لعباده، فأما البيت الذي ترى فهو بيت المرأة وأنا قريب العهد بعرسي ، وبيتي (2) [البيت ] الذي تعرف (3).

[4/386] - وعن أبي مسلمة السلمي : دخلت على الباقر (علیه السّلام) وعنده كِسَرٌ يابسة وشيء من تمر ، فقال : ادْنُ ،فكل إنا إذا جاد الله علينا جُدْنا وإذا قدَّر علينا قتَّرنا.

[5/387] - وعن أبي عبد الله (علیه السّلام): ما ترك أبى إلا سبعين درهماً حبسها للحم لأنّه كان لا يصبر عن اللحم (4).

[ 6/388] - وقال الباقر (علیه السّلام): ما أكلت على خوان قط إلا في موضع رَهبة.

[ 7/389] - وكان كثيراً ما يقول : ومن صنيعك إليّ ومن منك علَي أن أسكنتني ، وإذا أخبرتني أنك ناقلي منها إلى غيرها جعلتها مبلغةً لذلك.

[ 8/390] - وكان أقلّ أهل المدينة مالاً وأعظمهم مؤونةً، وكان يتصدّق كلّ

ص: 289


1- الأعراف : 32.
2- في «م»: (بيتي) بدل من: (وبيتي).
3- رواه في الكافي 6: 1/446 وعنه في وسائل الشيعة 5: 10/31 وبحار الأنوار 46: 18/292 ، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم ، عن معاوية بن ميسرة عن الحكم بن عتيبة .... وانظر في الكافي 6: 13/448 و 5/477 وعنهما في وسائل الشيعة 5 : 13/32 و 4/336 وبحار : الأنوار 46: 20/293 ، دعائم الإسلام 2: 569/159 وعنه في مستدرك الوسائل 3: 1/465 ، مكارم الأخلاق : 80 و 82 وعنه في بحار الأنوار 76: 101.
4- رواه في المحاسن 2: 416/462 وعنه في وسائل الشيعة 25 :1/48 وبحار الأنوار 66: 26/62 ، عنه ، عن أبيه، عن ابن المغيرة ، عن حمّاد بن عثمان، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد الله(علیه السّلام)...

جمعة بدينار ويقول: الصدقة يوم الجمعة تُضاعَفُ ؛ لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام (1).

وعن بشر النبّال (2) : نَحَوْتُ دار الباقر(علیه السّلام) فإذا راحلته قد شُدَّ عليها وأخذ حَرَسُها (3) ينتظرون خروجه ، وأعرابيٌ قائم قد نفق بعيره، فخرج الباقر(علیه السّلام) فصعد الدكان ليركب، فقال الأعرابي :

أبا جعفرٍ إِنَّ الحجيج تَصدَّعُوا ***وليس لرحلي فَاعْلَمَنَّ بَعِيرُ

أَبا جعفرٍ ضَنَّ الأمير بماله *** فأَنتَ على ما قد حَوَيْتَ أميرُ

أَبا جعفرٍ مِن أهل بيت نُبُوَّةٍ *** صلاتُهُمُ لِلمُسْلِمينَ طَهُورُ

فقال أبو جعفر (علیه السّلام): شأنَكَ بالراحلة خذ بزمامها ، فوثب مولى له ليأخذ السيف المعلّق بالرحل ، فقال : لا تَتَعَرَّض للسيف هو له ، فقوّم السيف والراحلة فبلغ ستة آلاف درهم(4) .

[9/391 ] - وجاءه مؤمن فشكا فقره فأعطاه أوقيّة ذهب، ثم بكى، فقال(علیه السّلام)

ص: 290


1- رواه في ثواب الأعمال : 185 وعنه في وسائل الشيعة 7: 2/413 وبحار الأنوار 46: 23/294 ،أبي(رحمه الله) ، قال : حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، قال: حدّثني أبو محمّد الواشي وعبد الله بن بكير، وغيره قد رواه عن أبي عبد الله (علیه السّلام)....
2- بشير بن ميمون الواشي النبّال الكوفي، وقد قيل : بشر ، ممدوح، أخوه شجرة، وهما ابنا أبي أراكة واسمه ميمون مولى بني وابش، وهو ميمون بن سنجار، من أصحاب الباقر (علیه السّلام)، وعدّه الشيخ من أصحاب الصادق (علیه السّلام)، ذكره البرقيّ مع توصيفه بالشيباني، في أصحاب الباقر والصادق (علیهما السّلام) [لاحظ : رجال الشيخ : 4/127 و 17/199 ، خلاصة الأقوال : 4/79 ، معجم رجال الحدیث 4: 1773/229].
3- في النسختين: (قوسها ) ، والمثبت من عندنا.
4- جاءت في المصادر قضيّة لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فانظر: الدرجات الرفيعة: 181 ،مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا: 425/128، کتاب المنمق : 379، تاريخ مدينة دمشق 27: 269. سیر أعلام النبلاء 3: 459 ، تاريخ الإسلام 5: 430 .

لما مضى ما أبكي أسفاً على ما أعطيته ولكن كيف لم أَبْتَدِئهُ قبل ذلّ المسألة في وجهه.

فصل [في كلامه (علیه السّلام) عليهما للكميت ، وصبره للبلاء ، وكتابه إلى بعض مواليه ]

[ 10/392] - وقال الباقر (علیه السّلام)للكميت : طلبت بمدحك إيانا الدنيا أو الآخرة؟

قال : ما طلبت إلا ثواب الآخرة .

فقال : أما لو قلت الدنيا قاسمتك مالي حتّى النعل بالنعل .

فقال الكميت : أخبرني عنهما .

قال : ما أُهريقت محجمة من دم ولا رُفع حجرٌ بغير حقه، ولا حكم بظلم إلّا وهو في أعناقهما إلى يوم القيامة ، قال : أبعدهما الله ، فما تأمرني في الشعر فيكم ؟ قال : لك ما قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لحسّان : لن يزال معك روح القدس ما دمت تمدحنا أهل البيت (1).

[11/393] - وعن الثماليّ : كنّا عنده وابنٌ له في النزع ، فجعل يدخل ويخرج ، ثمّ مات الغلام، فخرج إلينا قد ادّهن واكتحل وجلس معنا، فقيل له في ذلك ، فقال : إنا لنحبّ أن نُعافى فى الأولاد والمال، فإذا نزل أمر الله رضينا وسلّمنا (2).

ص: 291


1- راجع: الأصول الستة عشر ، كتاب عبد الملك بن حكيم الخثعمي: 100 وعنه في مستدرك الوسائل 10: 11/396 . وانظر الكافي 8: 75/102 وعنه في بحار الأنوار 30 :132/266 و 46: 32/341، اختيار معرفة الرجال 2 : 361/461 وعنه في بحار الأنوار 47: 17/321 ، الدرجات الرفيعة : 572 . وجاء في هامش « أ» : ( فيه أنّ معاصي الناس إلى يوم القيامة على عنق الشيخين ) .
2- انظر من لا يحضره الفقيه 1 : 567/187 وعنه في وسائل الشيعة 3: 4/276.

[ 12/394 ] - وقال لرجل : متى تراعي هذا الليل والنهار والغدو والرواح ؟ ما ذي الغداء والعشاء ؟ كأنّك والله قد سلبته ؟ فكن من الله على حذر ولا تَغْتَرَّ، إن أردتَ النجاة من هذا العذاب فاعمل عَمَل رجل قد عاين المعاد ثم رُدّ إلى الدنيا بعد الموت، فما ظنّك بحاله ؟ فقد تسمع كتاب الله : ( وَلَقَدْ جَاءَهُم مِنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرُ )(1) ، فما تستبقي على هذا البدن البالي أن لا تبادر به حياة طيّبة، إنّما أنت تستقلّ (2) قوماً قد خافوا الموت بعد الحياة، ولا خير في حياة بعدها موت قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) (3)، فالتَمِسُ لنفسك حياة لا موت فيها، وانصب للموت مرتبة بين عينيك، واعلم أنك ميّت بعد الموت مبعوث .

[ 13/395 ] - وكتب إلى بعض مواليه:

«أمّا بعد ، فإنّ الله دعا العباد إلى الثواب الجزيل، وزجرهم عن العقاب، ونصب لهم معاداً لينتهوا (4) إليه ، فالحذرَ الحذرَ، وإياك والرغبةَ في دار الغرور المُفرّقة بين الأحبّة، الفاضحة لأهلها عن قليل ، فالهرب إلى مالا بَعْدَ له فإنَّ الثَّواء هاهنا قليل، وإنما هي مضغة جليلة وحياة قليلة وندامة طويلة ونفس أمارة بالسوء، وَعَدُوّ لا يألو إلّا من عصمه الله، فيا عجباً لعجزنا عن التَّزَوُّد من الفاني للباقي، وتضييعنا لهذا الثواب وانكبابنا على هذه الدار ، كأنّا خُلقنا لها ، فإنّا لله وإنا إليه راجعون على ما نرى من أنفسنا، لا شوق فيطلب ولا مخافة فيهرب وعلى اطمئناننا في هذه الدار كأنا ليس لنا معاد ولا أمامنا جنة ولا نار ولابد لها من موافقة إحداهما ،

ص: 292


1- القمر: 4.
2- لعلّ في «م»: تشتقل.
3- العنكبوت: 64 .
4- في النسختين : ( لينتهون)، وهي إما كالمثبت، أو (ينتهون).

فكيف لنا -إن ضيّعناه وجعلنا هَمَّنَا (1) في هذا الحطام البالي - ملك دائم لا نفاد له، والله لا يقع بصرك على شيء منها إلا رايت فيها العبر مما قد أحاط الله بها».

فصل [في بعض مواعظه (علیه السّلام)، ومواساته مع جاره ]

[14/396 ] - عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر (2) : بينا أنا مارّ ببقيع الغرقد إذ رأيت فتى أحسن من الشمس الطالعة جالساً بين قبرين: قبر الحسن بن علي وقبر زين العابدين (علیهما السّلام) يبكي بكاء لم أسمع أشجى منه ، فقلت له يا صبيّ بأبي أنت وأمّي، ما الذي أفردك بالخلوة في مقابر الموتى ؟ فنظر إليّ وقال:

إنَّ الصَّبيَّ صبيّ العَقْلِ لا صغر *** أزرى بذِي العَقْلِ فيها لا ولا كبر

فقلتُ: أراك غلاماً حدثاً تأتى مثل هذا الكلام .

فقال : أما علمت أنّ الله إذا أودع عبداً حكمة (3) لم يزدره العلماء لصغر سنّه، وكان عليه من الله نوره والمهابة .

فقلت: بأبي أنت ما سمعت كلاماً أرضى من كلامك، ولا منطقاً أحسن من منطقك، ولا شك أنك من أهل بيت حكمة، فمن أنت فداك أبي وأُمّي ؟

قال : إنّ من شقاوة أهل الدنيا قلّة معرفتهم بأولاد الأنبياء ، أنا محمّد بن علي بن الحسين ، وهذا قبر أبي ، فأيّ أُنس آنس من قُربه، وأيّ وحشة لا تكون مع فقده،

ص: 293


1- في «م» : ( وجعلناه حيناً)، وفي «أ» : ( وجعلناه جبناً ) ، وكأنهما مصحفتان عما أثبتناه.
2- القاسم بن محمّد بن أبي بكر، ذكره الشيخ في أصحاب علي بن الحسين (علیهما السّلام)، وكان من ثقاته [لاحظ : رجال الشيخ 2/119 ، نقد الرجال 4: 32/43].
3- في «م»: (له حكمة ) .

[ثم اشتدّ بكاؤه ] (1) حتى ظننت أنّ البكاء سيُصدّع كبده وتنفس الصعداء، فقال:

ما غاضَ دَمعي يوما عِندَ نازلةٍ *** إلَّا جَعَلْتُكَ فِيها لِلْبُكا سَيّبا

ولا ذكرتُكَ إِلَّا ساعَدَتْ فِكَرِي *** مِنّي الجُفُونَ فَفَاضَ الدَّمْعُ مُنْسَكِيا

إنّي أُجِلُّ ثَرى قَبْرٍ حَلَلْتَ بِهِ *** مِن أَن أَرى بِسِواهُ الدَّمْعَ مُنْسَكِبا (2)

[ 15/397 ] - وقال : سمعت أبي يقول : الأيّام ثلاثة : فأمس صديق مؤدّب أبقى عليك عظته وترك فيه عبرته ، واليوم صديق مودِّع أتاك ولم تأته وكان عنك طويل الغيبة وهو سريع الظعن فخذ لنفسك منه ، وغداً لا تدري ما يحدث الله فيه أمِن أهله أنت أم لا (3).

ثم أنشد الباقر(علیه السّلام) في ذلك :

يا أَيُّها المَعْدُودُ أَنفاسُه *** يُوشِكُ يَوْماً أَنْ يَتِمَّ العَدَد

وكُلَّ يَوْمٍ يَنْقَضِي حَدُّهُ *** يَنْقُصُ مِنْ عُمْرِيَ خير الأَبَدْ

وأَنْتَ في لَهُوٍ وفي غِرَةٍ *** لا تَعْرِفُ المَوْرة حَتَّى تَرِد

أُخْرِجْتَ مِن دارِكَ مُسْتَوْحِشاً *** حَتَّى يُوارِيكَ سَواءُ اللّحِد

هُناكَ لا تُعْتَبُ من سيّىءٍ *** ولا مَزيداً في صَلاحٍ تَجِدْ

ص: 294


1- زيادة من عندنا ليستقيم بها المعنى.
2- راجع ألقاب الرسول و عترته (علیهم السّلام) : 58 تاريخ مدينة دمشق 54: 281 . ورواية الشعر في تاريخ مدينة دمشق أَعْرَفُ وأتمّ وأصح وهو : ما غاض دمعي عند نازلة *** إلّا جعلتك للبكا سببا إني أجل ثرى حللت به *** من أُرَى لسواك مكتتبا فإذا ذكرتك سامحتك به *** منّي الدموع ففاض وانسكبا
3- انظر : تحف العقول: 220 وعنه في بحار الأنوار 78: 137/60 ، دستور معالم الحكم: 45 وعنه في بحار الأنوار 73: 112 / ذيل حديث 109 التحصين : 16 وعنه في مستدرك الوسائل 12: 5/149 ، في كلّها روي عن أمير المؤمنين (علیه السّلام) له باختلاف مع المتن.

[ 16/398 ] - وكان إذا نزل به جارٌ قال : يا هذا قد أخترتني جاراً واخترت داري داراً، فجناية يدك عليّ دُونَكَ ، وإن جَنَتْ عليك يدٌ فاحتكم عليّ حكم الصبي على أهله، فإن الصبي قد يطلب ما لا يُوجد.

ثم أنشأ يقول:

وإني من القوم الذين هم الألى *** إذا مات منهم سيّدٌ قام صاحبُه

نُجومُ سماءٍ كلَّما غابَ كوكبٌ *** بَدا كَوْكَبٌ تَأْوِي إِلَيهِ كواكبُه

أضاءَتْ لهم أحسابُهُمْ ووجوهُهُمْ *** دُجى الليل حَتَّى نَظَّمَ الجَزْعَ ثاقبُه

وما زالَ فيهم حيث كانُوا مُسَوَّدٌ *** تَسِيرُ المنايا حيث سارَتْ كتائبُه (1)

فصل [ في حثه الناس على أمرهم ، وقضيّته (علیه السّلام) مع شبّة بن عقال ]

[ 17/399] - ودخل على الباقر (علیه السّلام) قوم مات لهم ميت، فقالوا: نحبّ أن تصلّي عليه ، فأطرق مليّاً ثمّ قال: انطلقوا فواروا ،صاحبكم، فخرجوا كأنّما يُسْفَى في وجوههم الموت.

فقال له رجل: إنّه كان مسرفاً على نفسه ولكن قد كانت فيه خصلة: ما ذكرتم عنده إلّا فاضت عيناه ، فقال : الله أكبر ، زلّت له قدم وثبتت له أُخرى، ثم قام فصلى عليه وقام على قبره حتى دفن.

[ 18/400] - وعن يزيد بن خليفة (2) : سألته عن الثقفيّة ؟ [ قال : ] طلّقتها ، إنّي خلوتُ

ص: 295


1- الأبيات من قصيدة عصماء لأبي الطمحان القيني .
2- يزيد بن خليفة الحراني الحلواني ، عربيّ، وليس من بني الحارث لكنّه من بني يأمن إخوة الحارث، و عدادهم فيهم .واقفي ، من أصحاب الصادق والكاظم (علیهما السّلام) [لاحظ : رجال النجاشي: 1224/452 . اختيار معرفة الرجال 2: 625 ، رجال الشيخ : 76/325 و 15/346 ، نقد الرجال 5: 12/90] .

بها فإذا هي تبرأ من علي (علیه السّلام)فلم يسعني أن أمسكها وهي تبرأ من أمير المؤمنين (علیه السّلام)(1).

[19/401 ] - وقال لابنه جعفر (علیهما السّلام): إنّك إن خالفتني في العمل لم تنزل معي غداً في المنزل ، ثم قال : إذا تولّى قوم قوماً وخالفوهم في أعمالهم أينزلون معهم يوم القيامة ؟ كلا وربّ الكعبة (2).

[20/402 ] - وقال لعبد الله بن جميل الأنصاري : لا يغرّنك الناس من نفسك فإنّ الأمر يصل إليك دونهم، ولا تقطعنّ نهارك بكذا وكذا فإنّ معك من يحصي عليك، ولم أر شيئاً أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حَسَنَةٍ لذنب قديم (3).

ص: 296


1- راجع مكارم الأخلاق: 105 ، وانظر: الكافي 6: 447 / ذيل حديث 7 وعنه في وسائل الشيعة 4: 460 / ذيل حديث 1 و 20 : 552/ ذيل حديث 8 وبحار الأنوار 46: 293 ذيل حديث 19 .
2- رواه في الكافي 8: 358/253 ، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن عليّ، عن حمّاد بن اللحّام ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام).... مجموعة ورّام: 495 .
3- رواه في كتاب الزهد : 31/16 وعنه في وسائل الشيعة 1: 117/ ذيل حديث 7 وبحار الأنوار 69: 100/401، فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن يزيد عن علي بن يعقوب، قال: قال لي أبو عبد الله (علیه السّلام)... الكافي 2: 3/454 وعنه في محاسبة الملائكة الكرام لابن طاوس المطبوع في مجلة تراثنا تحت رقم 46: 353، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي النعمان العجلي، عن أبي جعفر (علیه السّلام)... ثواب الأعمال : 134 وعنه في بحار الأنوار 71: 37/181، أبي (رحمه الله)، قال : حدّثني محمّد بن يحيى، عن الحسن بن إسحاق التاجر، عن عليّ بن مهزيار، عمّن رواه عن الحارث بن الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام)... علل الشرائع 2: 49/599 وعنه في وسائل الشيعة 1: 7/117 وبحار الأنوار 72: 3/323 و 73: 65/355 و78: 22/1982 ، حدّثنا محمّد بن موسى المتوكل(رحمه الله) ، قال : حدّثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن الفضل ، عن خاله محمّد بن سليمان، عن رجل، عن محمّد بن عليّ أنه قال لمحمد بن مسلم ... الأمالي للمفيد(رحمه الله) : 3/67 ، قال : أخبرني أبو جعفر محمّد بن علي ، قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي النعمان، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (علیهما السّلام)... وأيضاً: 3/181 وعنه في بحار الأنوار 72: 24/197 ومستدرك الوسائل 12: 4/159 ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن بن الوليد القمّي، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن العبّاس بن ،معروف، عن علي بن مهزيار ... وباقي السند كما في كتاب الزهد. وأيضاً : 5/182 وعنه في بحار الأنوار 78: 11/184 ومستدرك الوسائل 12: 8/156 ، وبالإسناد السابق عن علي بن مهزيار ، عن عليّ بن حديد، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي النعمان العجلي ، قال : قال أبو جعفر محمد بن علي صلوات الله عليهما .... الاختصاص: 231 ، مشكاة الأنوار: 139، مجموعة ورّام: 624.

[21/403] - ووجّه هشام بن عبد الملك خاله شبّة بن عقال التميمي إلى مدينة الرسول فعنَّتَ بآل أبي طالب وغضّ منهم ، فوقف على الباقر (علیه السّلام) فقال : أبوك الذي قتل المسلمين ، وأرمل النساء، وأيتم الأطفال، فلا جزاه الله عن الإسلام خيراً.

فقال الباقر (علیه السّلام): يا شبّة ، إن جريراً أعلم بك حين قال فيك :

فَضَحَ العشيرة يومَ سَلَّحَ قائماً *** سَلْحَ النَّعَامَةِ شَبَّةُ بنُ عِقالِ (1)

فماخرج من عند الباقر (علیه السّلام)حتى تناوله الصبيان بالمدينة فصاحوا من كلّ جانب: يا سلح النعامة، فترك رحله وثقله بالمدينة وهرب، وكان قد أُمر بقتله(2) ،

فأنشأ يقول:

ومُسْتَعْجِل بالأَمْرِ لو كان عالماً *** بما في غَدٍ مِن أَمْرِه ما تَعَجَّلا

وَذِي سَفَرٍ لم يَدْرِ حاضِرُ أهله *** بأَيْهِما بَدْءُ المَنِيَّةِ أَوَّلا

ص: 297


1- وكان شبّة بن عقال قد برز يوم الطوانة [ بلد بثغور المصيصة ] مع العبّاس بن الوليد بن عبد الملك إلى رجل من الروم، فحمل عليه الرومي ، فنكص وأحدث ، فبلغ ذلك جريراً باليمانة فقال فيه ذلك [ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 5: 30].
2- انظر الأمالي للطوسي (رحمه الله): 35/50 .

[22/404 ] - وكان كثيراً ما يتمثّل :

لكلِّ أَمْرِىءٍ شَكْلُ مِنَ النَّاسِ مِثْلُهُ *** فَأَوْفَرُهُمْ عَقْلاً أَقَلُّهُمْ شَكلا

وكُلُّ أُناسٍ مُعْجَبُونَ بِشَكْلِهِمْ *** فَأَكْثَرُهُمْ شَكْلاً أَقَلُّهُمْ عَقلا(1)

فصل [كلامه (علیه السّلام) فى عظم الذنوب ، وفى الدنيا ]

[23/405] - وقف الباقر(علیه السّلام) على قوم يغيبون رجالاً من إخوانهم ، فقال : كفّوا عن غِيبةِ (2) مَن لو كان حاضراً أسرعتم إلى مدحه ، فرُبّ مغتابٍ غيره بما هو فيه و مادح سواه بما لا يُعرف به.

ثم قال: الغيبة تفطّر الصائم(3).

ثم أنشأ يقول:

إنّ شرَّ النَّاسِ مَن يَشْكُرُ (4) لي *** حِينَ يَلْقاني وإِنْ غِبْتُ شَتَمْ

لا يراني رائعاً في مجلس *** في لُحُوم النَّاس كالسَّبْعِ الضَرِم

وَكَلامٍ سَيْنٍ قَد وُقِرَتْ *** عَنْهُ أُذناي وما بِي مِن صَمَم (5)

ص: 298


1- انظر هذين البيتين في الزهرة لابن داود الإصفهاني، وبهجة المجالس لابن عبد البر القرطبي، وغرر الخصائص الواضحة للوطواط : 427 ، ومحاضرات الأدباء ، وهو في جميعها دون غرو.
2- في «أه» : ( عيب).
3- راجع : فقه الرضا (علیه السّلام): 207 وعنه في بحار الأنوار 72: 47/257 ومستدرك الوسائل 7: 1/322، تحف العقول: 14 وعنه في وسائل الشيعة 10: 35 / 10 وبحار الأنوار 77: 67 / ذيل حديث 6، وفي مستدرك الوسائل 9: 2/113 عن كتاب الأخلاق (مخطوط) و 9: 46/125 عن كتاب لب اللباب (مخطوط).
4- في ديوان المثقب : يكسِر.
5- الأبيات من قصيدة طويلة للمثقّب العبدي: 46 .

[24/406] - وقال : اتقوا هذه المحقّرات من الذنوب فإنَّ لها طالباً، لا يقولنّ أحدكم: أذنب ثمّ أستغفر ، إنّ الله يقول: ﴿ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ) (1) الآية ، وقال: ﴿ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (2). وقال لقمان لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفُ خَبِيرُ ) (3)(4) .

[ 25/407 ] - وقال : يا بن آدم ، ما عيشك إلا لذّة تز دلف بك إلى حمامك ، وتقرّبك من يومك، فأيّة أكلة ليست معها غَصَصٌ ؟ أو شربة ليست معها شَرَقٌ ، فتأمل أمرك وكأنك قد صرت الحبيب المفقود والخيال المختَرَم، أهل الدنيا سَفَرةٌ لا يحلون عُقَدَ رحالهم إلا في غيرها (5).

ص: 299


1- يس: 12 .
2- الأنبياء : 47 .
3- لقمان: 16 .
4- رواه في الأصول الستّة عشر، أصل جعفر بن محمّد الحضرميّ: 67 وعنه في مستدرك الوسائل 11 : 3/348 ، جعفر بن محمّد بن شريح، عن حميد بن شعيب السبيعيّ، عن جابر الجعفي، قال: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام).... الكافي 2: 10/270 وعنه في وسائل الشيعة 15 : 4/311 وبحار الأنوار 73: 8/321، الحسين ابن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (علیه السّلام).... مجمع البيان 8: 87 وعنه في بحار الأنوار 7 :20 مشكاة الأنوار: 139 .
5- راجع : تحف العقول: 299 وعنه في بحار الأنوار 78 :179/ ذيل حديث 59 ، الأمالي للمفيد(رحمه الله) : 5/17 وعنه في بحار الأنوار 78: 14/450 ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد القرشيّ إجازة ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، قال : حدّثنا الحسين بن نصر ، قال : حدّثني أبي، قال : حدّثنا عبد الغفار بن القاسم ، قال : حدثنا المنهال بن عمرو ، قال : سمعت أبا القاسم محمد بن على ابن الحنفيّة ... وانظر: الفائق 2 : 91 النهاية في غريب الحديث 2: 310 لسان العرب 9 :139 ، خلاصة الإكسير : 12 .

[ 26/408 ] - وقال لعمر بن عبد العزيز : إنّما الدنيا سُوقٌ من أسواق الآخرة ، منها خرج قوم بما ينفعهم، ومنها قوم خرجوا بما يضرّهم، فكم من قوم قد ضرّهم مثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت فاستُوعِبُوا فخرجوا من الدنيا ملومين لَمَّا لم يأخذوا لِما أحبّوا من الآخرة عُدّة ، ولا ممّا كرهوا جُنَّة، قَسَّمَ ما جمعوا من لم يَحْمَدْهُم ، وصاروا إلى من لا يعذرهم؛ فنحن مَحْقُوقُون (1) أن ننظر إلى تلك الأعمال التي كنّا نغبطهم بها فنوافقهم فيها، وننظر إلى تلك الأعمال التي كنّا نتخوّف [عليهم ] منها فنكفّ عنها ، فاتَّق الله واجعل في قلبك اثنتين : تنظر الذي تحبُّ أن يكون معك إذا قدمت على ربّك فقدّمه بين يديك، وتنظر الذي تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربّك فابتغ به البدل ولا تذهبن إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك (2).

فصل [في ردّ فدك إليه (علیه السّلام)]

[ 27/409 ] - عن هشام بن معاذ كنتُ جليساً لعمر بن عبد العزيز حيث أمر مناديه أنّه يجثو (3) من له ظلامةٌ غداً ولا يأتي اليوم، وكان بالمدينة فأتاه الباقر(علیه السّلام) وقال :

ص: 300


1- في النسختين: (محقّون) ، والمثبت عن الخصال.
2- رواه في المسترشد : 179/503 ، رواه أبو صالح الطائي ، قال : حدّثنا الحمّانيّ ، قال : حدّثنا شريك، عن هشام بن معاذ .... الخصال : 64/104 وعنه في بحار الأنوار 46: 3/326 و 75: 35/344 و 78: 6/181 ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا محمّد بن جرير الطبري ، قال : أخبرنا أبو صالح الكناني ... وباقي السند كما في المستر شد. مناقب آل أبي طالب 3: 337 تاريخ مدينة دمشق 55 :149 .
3- كذا في النسختين، ولعلّها مصحّفة عن ( يجيء ).

سمعت مناديك يقول عنك : يجثو غداً من له ظلامة ولا يأتي اليوم، ولي ظلامة، قال : ما هي ؟

قال: المنزلة التي أنت فيها والجاه الذي أنت عليه، فأطرق ساعة ثم قال : إن رددت الأمر إليك لا يتركونه في يدك.

فقال الباقر (علیه السّلام): ما جئتُ إلّا مقيماً للعذر ، ثم قال : افتح الأبواب وسهل الحجاب وانصر المظلوم وردّ المظالم ، ثم قال: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان.

فجثا عمر على ركبتيه ثمّ قال : إيه يا أهل بيت النبوة ، فقال : نعم يا عمر، من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل ، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ، ومن إذا قدر لم يأخذ ما ليس له .

فدعا عمر بدواة وقرطاس وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما ردّ عمر بن عبد العزيز ظلامة محمّد بن على فدك (1).

[28/410] - وروي أنّه لم يزل في أيديهم إلى أن مات عمر بن عبد العزيز ، ثمّ ردّ المأمون عليهم (2) إلى أن ولي جعفر المتوكل فقبض عنهم وأُقطِعَ لحرملة بن الحجّاج (3)، ثمّ أقطع بعده لإنسان بازيار (4) من أهل طبرستان، وكذلك المعتمد (5) ردّ عليهم، فلما ولي المكتفي حازها عنهم ، ثم المقتدر روي أنه ردّها عليهم، وقد

ص: 301


1- انظر الاستخراجات السابقة بعينها ، وهي موعظة الإمام محمّد بن علي الباقر (علیهما السّلام) لعمر بن عبد العزيز .
2- وقال دعبل حين ردّها المأمون الأبيات التي أوّلها: أصبح وجه الزمان قد ضحكا *** بردّ مأمون هاشماً فدكا
3- في كشف الغمة ومصباح الأنوار : ( حرملة الحجّام ) و في شرح نهج البلاغة الحديدي : ( فإذا قدم الحجّاج أهدوا لهم من ذلك التمر فيصلونهم ، فيصير إليهم من ذلك مال جزيل جليل .
4- هو عبد الله بن عمر البازيار ، وهو أحد قواد المتوكل الذين قدموا معه دمشق، مات في سنة 173 ه- ( راجع تاريخ مدينة دمشق :31: 23 / الترجمة 3429] .
5- الذى فى المصادر أنّه المعتضد .

احتوى على القرى أعراب وقوم من موالي علي بن أبي طالب (علیه السّلام) قد احتووا عليه ولا يدفعونها إلى الطالبيّة (1) .

[ 29/411] - وعن ابن عطاء المكّي (2)، قال : قال الباقر (علیه السّلام): انطلق بنا إلى حائطنا، فدعا بحمار وبغل فقال : أيهما أحب إليك ؟ فقلتُ : الحمار ، فقال : إنّى أُحبّ أن تؤثرني بالحمار ، قلت : البغل أحبّ إليَّ ، فركب الحمار وركبت البغل ، فلما مضينا اختال الحمار في مشيته حتى هزّ مَنْكِبَي أبي جعفر (علیه السّلام) فلزم قَرَبُوسَ سرجه ، فلم يزل كلّما فعل ذلك لزم قربوس السرج ، قلت يابن رسول الله، تشتكي بطنك ؟ قال : وفطنت [إلى ] هذا مني ، إن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) كان له حمار يقال له: عفير ، كان إذا ركبه اختال في مشيته سروراً برسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)حتى يهز منكبيه فيلزم قربوس السرج فيقول: اللهم ليس هذا منّي ولكن هذا من حماري (3).

فصل [ في دعائه (علیه السّلام)، وأحواله عند الشهادة ]

[30/412] - وإنّ الباقر (علیه السّلام)كان إذا استيقظ من الليل قال :

«سُبحانَ الرَّبِّ الذي يُحيي ويميت وهو على كُلِّ شيءٍ قدير، وسُبحانَ اللهِ

ص: 302


1- راجع مصباح الأنوار (مخطوط) ، كشف الغمة 2 : 117 وعنهما في بحار الأنوار 209:29 / ذيل حدیث 43 و 44 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16 : 317 معجم البلدان 4: 339 .
2- عبد الله بن عطاء الهاشمي، مولاهم المكي، مولى بني عبد المطلب بن هاشم، ذكره الشيخ في أصحاب عليّ بن الحسين والباقر والصادق (علیهم السّلام) [لاحظ رجال الشيخ : 5/117، و 6/139 و 47/231 ، نقد الرجال 3: 183/123] .
3- راجع : تفسير العياشي 2: 41/285 وعنه في بحار الأنوار 76: 14/291 ومستدرك الوسائل 1/265:8 .

وبحمده كُلَّما سَبَّحَ الله شيءٌ وكما يُحِبُّ الله أن يُسَبِّح له ، والحَمْدُ اللهِ رَبِّ العالمين كُلَّما حَمِدَ اللهُ شيء وكما يُحِبُّ الله أن يُحْمَد، وأشهد أن لا إله إلا الله كُلَّما هلل الله شيءٌ وكما يُحِبُّ الله أن يُهلل له ، والله أكبرُ كُلَّما كبر الله شيء وكما يُحِبُّ الله أن يُكبر».

وكان إذا صلّى الغداة يقول:

«يا مَنْ هو أَقْرَبُ إِلى مِنْ حَبْل الوريد، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المرء وقلبه، يا من هو بالمَنْظَرِ الأعلى، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ وهو السَّمِيعُ العَلِيمُ ، كفلتَ بِرزقِي وَرِزْقِ كل دابة يا أجُودَ مَنْ سُئل يا أوسع من أعْطَى يا خير مدعو يا أفضل ملتجأ، أوسِع لي ولعيالي مِن رِزْقِكَ الواسع الحَلالِ الطَّيِّبِ ، واكْفِنَا مِنَ الفَقْرِ» (1).

وكان يقول بعد الصباح:

«الحَمْدُ لِرَبِّ الصَّباح الحَمْدُ لِفَالِقِ الإِصْباح - ثلاثاً - اللهمّ افْتَحْ لي الباب الَّذِي فيه اليُسر والعافية، اللهم هَيِّئ لي سبيله وبصرني مخرجه، اللهم إن كنتَ قَضَيْتَ لأحدٍ من خَلقِكَ علَي مقدرةً فخُذْهُ مِنْ بين يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ وعَنْ يَمِينِهِ وعَنْ شِمَالِهِ ومِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ ومِنْ فَوقِ رَأْسِه، واكفنيه بما شئت وحَيثُ شِئتَ وكيفَ شِئتَ» (2).

[ 31/413] - وعن الصادق (علیه السّلام): إن أبي (علیه السّلام) أوصاني عند الموت: يا جعفر، كفّنّي في ثوب كذا وثوب كذا وكذا، فإنّ الموتى متباهون بأكفانهم (3).

ص: 303


1- انظر : من لا يحضره الفقيه 1 : 982/336 وعنه في بحار الأنوار 86: 50/188، مع تفصيل في الدعاء .
2- رواه في الكافي 2 : 18/528 وعنه في وسائل الشيعة 7: 7/227 وبحار الأنوار 86: 45/293 ، عليّ ، عن أبيه، عن حماد، عن حريز ، عن زرارة، عن أبي جعفر (علیه السّلام)... مصباح المتهجّد : 180 مكارم الأخلاق : 297 .
3- رواه الشيخ في تهذيب الأحكام 1: 98/449 وعنه في وسائل الشيعة 3: 1/39 ، بسنده إلى عليّ ابن الحكم ، عن يونس بن يعقوب ، قال : قال أبو عبد الله (علیه السّلام).... فلاح السائل : 69 وعنه في بحار الأنوار 329:81 ذيل حديث 28 ومستدرك الوسائل 2: 1/221 عن كتاب سير الأئمة (علیهم السّلام)بإسناده إلى الصادق (علیه السّلام).

[32/414] - وإن أبا جعفر مات وترك ستّين مملوكاً فأعتق ثُلثهم ، فأقرعت بينهم وأعتقت الثلث (1).

ص: 304


1- رواه في المحاسن 2: 624 وعنه في وسائل الشيعة 23 : 10/12 وبحار الأنوار 46: 1/286 ، عنه ، عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (علیه السّلام).... الكافي 7: 11/18 وعنه في وسائل الشيعة 19: 408 ذيل حديث 1 ، الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أبان ... وباقي السند كما في المحاسن . وأيضاً : 7: 12/55 وعنه في وسائل الشيعة 19: 408 ذيل حديث ،1، حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن جعفر بن سماعة وغيره، عن أبان ... وباقي السند كما في المحاسن . من لا يحضره الفقيه 4: 215 وعنه في وسائل الشيعة :19 1/408 ، بإسناده إلى أبان بن عثمان . تهذيب الأحكام 9: 14/220 وعنه في وسائل الشيعة 19: 408 ذيل حديث 1 ، بإسناده عن محمّد بن يعقوب الكلينيّ.

الباب الثامن فى ذكر الصادق عليه السّلام

فصل [ في صفته ، وفقهه ، وحجه ، ولباسه ، وصلاته ، وقوله (علیه السّلام) في حقّ الرجلان ]

ص: 305

ص: 306

[1/415 ] - عن عنبسة العابد (1) : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إنا معشر أهل البيت كنا نَعُدّ الحلم السَّرْوة (2) ونعدّ العفاف وصلاح المال المروة.

[2/416] - وكان قاعداً في قوم فدخلت عليه امرأة وأعطته تفّاحة بعضها أحمر وبعضها ، أصفر، فزجرها القوم عن ذلك، فقال (علیه السّلام) : لا تلوموها فإنها تسألني على الامتحان - على الكناية عن أيّام حيضها - إن بعضها على هذا الوجه وبعضها على هذا الوجه، فقالت: ( ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ) (3) ، ثم أجابها ، وكانت قبل هذا دخلت على أبي حنيفة فأعطته تلك التفاحة فكره ذلك وردّها إليها وكان

ص: 307


1- عنبسة بن بجاد العابد، مولى بني أسد كان قاضياً ، ثقة، روى عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، له كتاب، قال الكشي عن حمدويه: سمعت أشياخي يقولون : عنبسة بن بجاد كان خيراً فاضلاً [لاحظ : رجال النجاشي: 822/302، اختيار معرفة الرجال 2: 697/670 الفهرست للطوسي (رجمه الله) : 2/192 ، رجال الشيخ: 634/261 ، خلاصة الأقوال : 3/244].
2- السَّرْوُ : الفضل ، السخاء والمروءة ، السيادة، الشرف.
3- آل عمران: 34 .

غرضها الامتحان فقالت: لأخرجنّ بها إلى الصادق فإنّه يُخبر بما في القلوب بإعلام من الله (1).

[3/417] - وكان بمنى يماكسهم ،بغنم فلمّا فرغ قال : أظنكم قد تعجّبتم من مكاسي؟ قلنا : نعم ، قال : إن المغبون لا محمود ولا مأجور (2).

[4/418 ] - وكان (علیه السّلام) يقول : إنا إذا أردنا أن نصلي لبسنا أخشن ثيابنا (3).

[5/419] - فقال [ابن] كثير (4): من الناس يكرهون لُبس الصوف ، فقال : كلا إن أبي كان يلبسها، وكان علي بن الحسين (علیهما السّلام) يلبسها، وكانوا (علیهم السّلام) يلبسون غليظ ثيابهم إذا قاموا إلى الصلاة ونحن نفعل ذلك(5).

[6/420] - وكان إذا خرج يلبس ثياباً حِساناً، فقال له عباد بن كثير البصري : تلبس مثل هذا الثوب وأنت من المكان الذي أنت فيه من عليّ؟ قلت : ويحك ! كان علي (علیه السّلام) في زمان يستقيم له ما لبس ولو لبستُ مثل هذا اللباس في زماننا

ص: 308


1- راجع ألقاب الرسول وعترته (علیهم السّلام): 62.
2- انظر: الكافي 4 : 496 ذيل حديث 3 وعنه في وسائل الشيعة 14: 123 / ذیل حدیث 1، الاستبصار 2: 267 ذيل حديث 8، تهذيب الأحكام 5 :209 ذيل حديث 41، وعنهما في وسائل الشيعة 14 : 123 ذیل حدیث 1.
3- راجع تهذيب الأحكام 2 : 57/367 وعنه في وسائل الشيعة 4: 3/454، مكارم الأخلاق : 114 وعنه في بحار الأنوار 79: 314 و 83: 1/175 و مستدرك الوسائل 3: 1/226.
4- الحسين بن كثير الخزاز الكوفي ، ذكره الشيخ في أصحاب جعفر بن محمد (علیهما السّلام) ، روى عنه ابنه ، واحتمل الميرزا الأردبيلي في رجاله اتّحاده مع الحسين بن كثير الكلابي الجعفري الخزّاز الكوفي الذي من أصحاب الصادق (علیه السّلام) [رجال الشيخ : 184 / 91 و 92، جامع الرواة 1: 251 ، معجم رجال الحدیث 7: 3600/71 و 3602].
5- رواه في الكافي 6: 4/450 وعنه في وسائل الشيعة 4: 1/454 وبحار الأنوار 47: 55/42 و 83: 175 ، أبو علي الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبار ، عن ابن فضّال، عن محمّد بن الحسين بن كثير الخزّاز ، عن أبيه ... سلوة الحزين: 66/27 وعنه في بحار الأنوار 104/108:46 و 84: 54/256 .

لقال الناس : هذا مُراءٍ مثل عبّاد (1) .

[7/421]- وقال له المفضّل بن عمر : لو تُرِكَ الرجلان لكان لنا الدنيا أيضاً معكم يابن رسول الله ؟

فقال : لو مُهّد لى الأمر لما لبِستُ إلّا كلبسة رسول الله وأمير المؤمنين (علیهما السّلام) سُومح معنا ومعكم ، ولو سُلّم لنا الأمر لما أكلنا إلّا مثل طعامهم أو معالجة الأغلال في النار (2).

[8/422] - وعابه سفيان الثوري بحسن ثيابه ، فقال : هذا لبسي للناس ، ثم أخرج ثوباً تحته غليظاً فقال : هذا لنفسي ، ثمّ جذب ثَوْباً على سفيان أعلاه غليظ وداخله ثوب ليّن ، فقال : ما على أعلاك للناس وما تحته لنفسك (3).

23 19/4 - وقال : أفٍّ للدنيا ما هي إلا ثوبان وملءُ بطنك (4) .

[10/424] - وقام في ليلة باردة إلى مشكاة على الحائط وفتحها وضمّها إلى الحائط فتوضأ منها ثم قال : (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرُ ) إلى

ص: 309


1- رواه في الكافي 6: 9/443 وعنه في وسائل الشيعة 5: 3/15 وبحار الأنوار 47: 72/361، الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) .... دعائم الإسلام 2 : 554/156 وعنه في مستدرك الوسائل 3: 5/240 ، اختيار معرفة الرجال 2: 736/689 وعنه في بحار الأنوار 79: 28/315 ،محمّد بن مسعود قال : حدّثني عبد الله بن محمّد قال : حدّثني الحسن بن علي الوشّاء ... وباقي السند كما في الكافي . مكارم الأخلاق: 97 وعنه في بحار الأنوار 79 :308 ذيل حديث 23 .
2- جاء في مستدركات كتاب سلوة الحزين: 351 / 41 و 42/352 ، مرّة عن المعلّى بن خنيس وأخرى عن المفضّل بن عمر.
3- انظر: الكافي 6 : 442 ذيل حديث 8 وعنه في وسائل الشيعة 5 :20 ذيل حديث 1 وبحار الأنوار 360:47 ذيل حديث 71 ومدينة المعاجز 6 :63 ذيل حديث 275.
4- رواه في كتاب الزهد للحسين بن سعيد : 123/46 وعنه في بحار الأنوار 73: 116/124 ، فضالة، عن داود بن فرقد ....

(الْغَفُورُ ) (1) ثم قال : يا مُعتِبُ (2) ، هذا من ذاك.

[11/425 ] - وعن هشام بن حكم الصبيبيّ (3): صلّيت إلى جانب جعفر بن محمد (علیهما السّلام) صلاة العشاء الآخرة فلمّا كان في آخرها سجد لله سجدة وجعل يخور فيها كما يخور الثور، ويقول:

«عظم الذنب من عبدك فليعظم العفو من عندك ، قبح الذنب من عبدك فليحسن التجاوز من عندك».

قال : فما زال والله على تلك الحال حتى سمعت خفق النعال على أبواب المسجد لصلاة الصبح .

فصل [في جوده (علیه السّلام) ]

[12/426] - وعن الأُمويّ : رأيته يمشي إلى السائل حتى يناوله بيده(4) .

[13/427] - وخرج في ليلة قد رَشَّتِ السماء وهو يريد ظلة بني ساعدة ، فقيل له : يعرف هؤلاء هذا الأمر؟ قال: لو عرفوه لواسيناهم بالُّدقَّة (5)، إن الله لم يخلق شيئاً

ص: 310


1- الملك: 1-2 .
2- كذا ضبط في النسختين ، وفي كتب الرجال مُعَتِّب مولى أبي عبد الله الصادق (علیه السّلام) ، مدني ثقة [ انظر معجم رجال الحديث 19: 248 / 12504].
3- هكذا جاء في النسختين لعلّ هو هشام بن الحكم ، أبو محمّد، مولى كندة، وكان ينزل بني شيبان بالكوفة، انتقل إلى بغداد سنة تسع وتسعين ومائة ، ويقال : إنه مات في هذه السنة، مولده بالكوفة ، ومنشأه واسط، وتجارته بغداد ، ثم انتقل إليها في آخر عمره ونزل قصر وضاح، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى (علیهما السّلام)، وكان ثقة في الروايات ، حسن التحقيق بهذا الأمر، له كتب يرونها جماعة [ رجال النجاشي : 433 / 1164 ، رجال الشيخ: 318/ 18 و 1/345].
4- قوله : (بيده) لم يرد في «م» .
5- الدُّقّة: الملح.

إلّا وله من يُجْرِهِ (1) إِلَّا الصدقة فإنّ الرب يليها بنفسه (2).

[ 14/428 ] - وكان إذا أَعْتَمَ أخذ جِراباً فيه خبز ولحم - فحملها على عنقه - وأخذ الدراهم (3).

[15/429 ] - وإن رجلاً قصد الصادق (علیه السّلام) فسأله عن حاله فأسعفه بها وسارع إلى قضائها، فجعل السائل يشكرُهُ، قال جعفر (علیه السّلام):

إذا ما طَلَبْتَ خصالَ النَّدى *** وقد عضَّكَ الدَّهرُ من جُهْدِهِ

فلا تَطلُبَنَّ إلى َواحِد *** أصاب اليَسارَةَ من كَدِّهِ

ولكن عليكَ بِأَهْلِ العُلى *** ومَن وَرِثَ المَجْدَ عَن جَدِّهِ

ومَن دَهْرَهُ لَم يَنَلْ شَكْوَةً *** بِعَيْشِ المَساكِينِ في رِفْدِهِ (4)

فَذلِكَ إِن جِتَهُ طالباً *** أَصَبْتَ اليَسارَةَ مِن عِنْدِهِ (5)

[ 16/430 ] - وعن جابر المكفوف (6) : دخلت على الصادق (علیه السّلام) ، قال: أما يصلونك ؟

ص: 311


1- في المصادر : « من يخزنه ».
2- انظر: الكافي 4: 9 ذيل حديث 3 وعنه في وسائل الشيعة 9: 408/ ذیل حدیث 1، ثواب الأعمال : 144 وعنه في وسائل الشيعة 9 :408/ ذيل حديث 1 وبحار الأنوار 47: 17/20 و 96: 39/12، تهذيب الأحكام 4: 34/105 وعنه في وسائل الشيعة 9 408 ذيل حديث 1.
3- في الحديث اختصار مخلّ، وتمامه : كان أبو عبد الله (علیه السّلام) إذا أعتم وذهب من الليل شطره أخذ جراباً فيه خبز ولحم والدراهم فحمله على عنقه ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه، فلمّا مضى أبو عبد الله (علیه السّلام) فقدوا ذا فعلموا أنه كان أبا عبد الله (علیه السّلام) الكافي 4: 1/8 .
4- لم يرد هذا البيت في رواية المناقب والعدد القوية.
5- جاءت هذه الأبيات في مناقب آل أبي طالب 2: 395 وعنه في بحار الأنوار 47: 24، العدد القوية: 84/155 .
6- جابر المكفوف الكوفي ، ذكره الشيخ في أصحاب جعفر بن محمد الصادق (علیهما السّلام) [لاحظ : رجال الشيخ : 31/176، خلاصة الأقوال : 3/95].

قلت: ربّما فعلوا، فوصلني بثلاثين ديناراً، ثم قال : [ يا ] جابر ، كم من عبد إن غاب لم يفقدوه ، وإن شهد لم يعرفوه ، لو أقسم على الله لأبرّه (1).

[17/431 ] - وعن قيس بن رُمّانة (2) : قلت للصادق (علیه السّلام): كنّا في حالة حسنة وقد تغيّرت فادع الله لنا.

قال : ائت رسول الله فاشكُ ذلك إليه ولا يعلم به أصحابك فتهون عليهم ، قال : ثم دعا بثلاثمائة دينار فقال : تستعين بهذه في بعض ما تحتاج إليه (3).

[ 18/432] - وعن موسى بن جعفر (علیهما السّلام): أتى الأشجع السلمي (4) أبي يستميحه (5) فأصابه عليلاً، فقال له أبي: عَدَّ عن العلة واذكر ما جئت له ، قال :

أَلْبَسَكَ اللهُ [منه ] عافيةً *** في نَومكِ المُعْتَرِي وفي أَرَقِكْ

يُخرِجُ من جِسْمِكَ السقام كما *** أَخْرَجَ ذَلَّ السُّؤال من عُنُقِك

قال: يا غلام أيش معك ؟ قال : أربعمائة درهم، قال: أعطها الأشجع ، فأخذها وولّى ، فقال : ردوه ، قال : لِمَ رددتني ؟

ص: 312


1- رواه في اختيار معرفة الرجال 2: 613/626 وعنه في خلاصة الأقوال : 95، محمّد بن مسعود، قال : حدّثني عليّ بن الحسن عن العباس بن عامر ، عن جابر المكفوف، عن أبي عبد الله (علیه السّلام).
2- قيس بن أبي مسلم الأشعري الكوفي، وأمّه رمّانة ، يكنى أبا المفضّل، ممدوح ، ذكره الشيخ في أصحاب الباقر و الصادق (علیهما السّلام) [رجال الشيخ : 2/143 و 19/272 ، نقد الرجال 4 : 5/57].
3- انظر الكافي 4: 7/21 وعنه في وسائل الشيعة - :1/445 و 17: 9/215 ، اختيار معرفة الرجال 2: 319/420 وعنه في بحار الأنوار 47: 31/34 و مستدرك الوسائل 7: 5/226.
4- الأشجع السلمي، شاعر أهل البيت (علیهم السّلام)، دخل على الصادق (علیه السّلام)، وهو من شعراء المتكلمين ولعلّ هو غير أشجع بن عمرو السلمي الذي مدح الرشيد والبرامكة وتوفي سنة 195ه [ نقد الرجال 1: 1/28 ، جامع الرواة 1: 106 ، طرائف المقال 1: 3312/410 تاريخ مدينة دمشق 9: 105 ، الأعلام 1: 331 ].
5- أي يسأله العطاء.

قال: حدّثني أبي عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «خير العطاء ما أبقى لك نعمة باقية»، وإن الذي أعطيناك لا يبقى، هذا خاتمي فإن أُعطيت به عشرة ألف درهم وإلّا فعُد إليّ في وقت كذا أُوفِّك إيَّاها .

قال : قد أغنيتنى وأنا رجل كثير الأسفار، فعلّمنى ما إذا قلته أمنت على نفسي ومالي، قال : إذا خفت أمراً فاترك يمينك على أُمّ رأسك واقرأ: (أَفَغَيْرَ دِینِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (1) (2) .

[ 19/433 ] - وكان الصادق (علیه السّلام) يتمثّل كثيراً :

بُثَّ النَّوالَ ولا تَمْنَعُكَ قِلّتُهُ *** وكُلُّ ما سَدَّ فَقْراً فَهُوَ مَحْمُودُ

إِنَّ الكَرِيمَ لَيُخْفِي عنكَ عُسْرَتَهُ *** حَتَّى تَراهُ غَنِيّاً وَهُوَ مَجْهُودٌ (3)

20/434] - وقال لابنه : ما فعلت بالسبعين دينار التى معك ؟ قال : هذه ، قال : أخرجها نتصدّق ، نستجيء به الرزق .

ص: 313


1- آل عمران: 83 .
2- رواه في الأمالي للطوسي (رحمه الله) : 84/281 وعنه في بحار الأنوار 1/310:47 و 63: 28/75 و 95: 1/148 ومستدرك الوسائل 8: 67145 و 10 : 4/390، أبو محمّد الفحّام ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد عبيد الله الهاشمي المنصوريّ ، قال : حدّثني عمّ أبي موسى عيسى أحمد بن عيسى بن المنصور ، قال : حدّثني الإمام علي بن محمد العسكري، قال: حدّثني أبي محمد بن عليّ، قال: حدّثني أبي علي بن موسى، قال حدّثني أبي موسى بن جعفر (علیهم السّلام).... سلوة الحزين: 19/347 وعنه في بحار الأنوار 47: 2/311 ، وانظر : مناقب آل أبي طالب 3 :394 وعنه في بحار الأنوار 47 :24 ذيل حديث 26 مجموعة ورّام: 490 ، العدد القوية : 83/154. وجاء في آخر الأمالي وسلوة الحزين كذا: قال الأشجع: فحصلت في وادٍ تعبث فيه الجنّ ،فسمعت قائلاً يقول: خذوه فقرأتها ، فقال : كيف نأخذه وقد احتجز بآية طيبة ؟!
3- البيتان من جملة ستة أبيات منسوبة لبشار بن برد و لحمّاد عجرد.

فصل [ في تمحيص الشيعة ، وعدم قبول الهدية من موالي بني أُمية ، وحضور الملائكة عند موائدهم ، وبعض سننه (علیه السّلام)]

[21/435 ] - وقال (علیه السّلام): وإياك والذنوب وحذّرها شيعتنا، فوالله ما هي إلى أحد بأسرع منها إليكم ، إنّ أحدكم لتصيبه المعرّة (1) من السلطان (2) وما ذلك إلّا بذنوبه، وإنه ليصيبه السقم وما ذلك إلّا بذنوبه، وإنّه ليحبس عنه الرزق وما هو إلّا بذنبه ، وإنّه ليشتدّ عليه الموت وما هو إلّا بذنبه أو تدري لم ذلك يا مفضّل ؟ قال : لا ، قال : ذلك لأنكم لاتؤاخَذُونَ بها في الآخرة فَمِن ثَمَّ عُجِّلت لكم في الدنيا (3).

[22/436] - وانقطع شِسعُ نعله فناوله رجل شسعاً ، فقال : إنّا لا نقبل الصدقة ، قال: هي هدية ، قال : كلّ معروف صدقة (4).

فجاء إسحاق بن عمّار بشسع فقبله منه وقال : من حمل امرءاً مسلماً على شسع نعله حمله الله على ناقة دمكاء من حين يخرج من قبره إلى أن يقرع باب الجنة، إنه رجل من موالي بني أُميّة كرهت أن يكون له عندي يد أحتاج أن أُكافئَهُ عليها

يوم القيامة (5).

ص: 314


1- المعرة: الأمر القبيح المكروه والأذى [ مجمع البحرين 3 :400] .
2- في النسختين : ( الشيطان ) ، والمثبت من مصادر التخريج.
3- رواه في علل الشرائع 1: 1/297 وعنه في وسائل الشيعة 15: 23/305 وبحار الأنوار 6: 15/157 ، أبي(رحمه الله) ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن علي الكوفيّ ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ..... مشكاة الأنوار: 477 وعنه في مستدرك الوسائل 11: 332 .
4- في «م»: (صلة).
5- انظر الكافي 6 :13/464 .

[ 23/437] - وقال : لا تسألوهم الحوائج فتكلّفونا قضاء حوائجهم في القيامة (1).

[ 24/438] - وعن عباد بن صهيب (2): دخلت عليه وعنده طعام يأكله، فدعاني إليه فقلت : قد أكلت، فقال كُل فإن موائدنا يحضرها الملائكة (3)، فأكلت ، فقال : إن المؤمن يُعرف بجودة الأكل من بيت أخيه (4).

[ 25/439] - وكان عنده حلواء فجعل يلقّم أصحابه بیده و قال : قال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : «من لقّم أخاه المؤمن لقمة حلواء دفع الله عنه مرارة يوم القيامة» (5) .

[ 26/440] - وأتي بعشاء فيه ثريد ولحم يفور، فوضع بين يديه وكان حارّاً، فرفعها وقال نستجير بالله من النار ، هذا لا يُقْوَى عليه فكيف حرّ النار ؟!(6)

ص: 315


1- رواه في علل الشرائع 2 :1/564 و 2 وعنه في بحار الأنوار 8: 65/55 و 96: 5/150 ، حدّثنا أبي، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن حنّان ، قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام)... مشكاة الأنوار: 546 .
2- عباد بن صهيب أبو بكر التميمي الكليبي اليربوعي ، بصري، ثقة، روى عن أبي عبد الله (علیه السّلام) كتاباً ، ذكره الشيخ في أصحاب الباقر و الصادق (علیهما السّلام)، وقال : عباد بن صهيب بصري عامي، وفي موضع آخر : عباد بن صهيب المازني الكلبي بصري، وعده البرقي في أصحاب الصادق(علیه السّلام):قائلاً: عباد بن صهيب البصري عامي كوفي [لاحظ : رجال النجاشي: 791/293 ، اختيار معرفة الرجال 2: 736/69 ، الفهرست للطوسي (رحمه الله): 3/192 ، رجال الشیخ : 66/12 و 276/243، معجم رجال الحديث 232:10] .
3- انظره إلى هنا في بصائر الدرجات : 21/95 و 22 وعنه في بحار الأنوار 26: 356/ 18 ومدينة المعاجز 6: 73 / 284 ، الخرائج والجرائح 2: 67/852 .
4- وانظر هذه القطعة من الحديث في دعائم الإسلام 2: 344/107 وعنه في مستدرك الوسائل 16: 1/243.
5- راجع ثواب الأعمال: 150 وعنه في وسائل الشيعة 24: 3/374 و بحار الأنوار 66: 351/ 5 و 386:74/ 107 ، مصادقة الإخوان: 1/46 وعنه في وسائل الشيعة 24 :375 / ذيل حديث 3 وبحار الأنوار 66: 351/ ذیل حدیث 5.
6- انظر : المحاسن 2 : 122/407 وعنه في بحار الأنوار 66: 14/403 ، الكافي 6: 5/322 و 8: 174/164 وعنه في وسائل الشيعة 24 : 3/398 وبحار الأنوار 47: 39/37 .

[27/441] - ودعا بالمشط فأتى بعقد فيها مرآة ومشط ومُكْحُلة فيها إِثْمِد ، فأخذ المرآة باليسرى وقال : «بسم الله»، فلمّا نظر فيها وضع يده اليمنى على مقدّم رأسه ثم مسح على وجهه وقبض لحيته وهو ينظر فيها ويقول : « الحمد لله الذي خلقني سويّاً وزانني ولم يَشِنّي» ، ثمّ وضعها من يده وقال: «اللهم لا تُغيّر ما بنا من نعمتك»، ثمّ [أهوى ](1) بيده إلى المُكْحُلة فأخذ الميل بيده اليمنى وضربه ف-ي المُكْحُلَة وقال : « بسم الله»، فلما جعل الميل في عينه قال: «اللهم نوِّر بصري واجعل فيه نوراً أبصر به حكمتك» ، ثم أخذ المشط باليمنى وقال: « بسم الله» ، ووضعه على أُمّ رأسه ثمّ سرّح مقدّم رأسه وقال: «اللهم حَسَّن شعري وبَشري وطيبهما واصرف عنّي الوباء»، ثمّ سرّح مؤخّر رأسه وهو يقول: «اللّهمّ زيّنّي بزينة أهل التقوى»، ثمّ سرّح لحيته وهو يقول: «اللهم سرّح عنّي الهموم والغموم، ثمّ أَمَرَّ المشط على صدره (2) .

فصل [فى كلامه (علیه السّلام) لأهل البلاء ، وأحواله عند موت إسماعيل ]

[ 28/442] - عن الرضا (علیه السّلام): جاء رجل إلى الصادق (علیه السّلام) فقال : إنه ذهب لي من المال كذا وكذا، فقال : مه أيّها العاتب على ربّك، هل كان إطنابك في شكر الله فيما أعطاك كإطنابك في ذمه لما أخذ منك ؟ قال : لا .

ص: 316


1- من عندنا ليستقيم المعنى.
2- انظر : فقه الرضاء(علیه السّلام) : 395 وعنه في بحار الأنوار 76: 6/95 و 11/118 ومستدرك الوسائل 5: 2/306 ، المقنع للصدوق (رحمه الله): 542 وعنه في مستدرك الوسائل 1: 16/440 و 18/442 ، مكارم الأخلاق : 69 - 72 ، وعنه في بحار الأنوار 76: 114 / ذيل حديث 15 ، الأمان من أخطار الأسفار : 37 وعنه في وسائل الشيعة 2: 5/127 جمال الأسبوع: 227 .

قال : فعُد باللَّوْمِ على نفسك ، إنّك غفلت عن الشكر في وقت النعمة فاطلب بنفسك النقمة، إنّما مثلك مثل رجل تاجر عمل بمال قوم فوجدوا منه خيانة فاسترجعوا ما لهم، فما العَتب عليهم.

[29/443] - وولد لرجل جارية فرآه الصادق (علیه السّلام) متسخّطاً ، فقال : لو أن الله أوحى إليك أن أَخْتار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول ؟ قال : كنت أقول : يا ربّ، تختار لي ، قال : فإنّ الله قد اختار لك .

ثم قال : إنّ الغلام الذي قتله الخضر لمّا كان مع موسى وقد حكى الله عنه بقوله : ( فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً ﴾ (1) الآية ، أبدلهما الله به جارية ولدت سبعين نبياً (2).

[30/444] - وعزّى رجلاً على ابنه فقال : أكان يغيب عنك ؟ قال : كانت غيبته أكثر من حضوره ، قال : فأنزله غائباً فإنّه إن لا يقدم عليك قدمت عليه، أما سمعت قول الشاعر:

وَإِنِّي وإِن قُدِّمتَ قبلي لعالِمٌ *** باني وإن أبطأتُ عنك قريبُ

وإِن صباحاً تلتقي في مَسائِهِ *** صباح إلى قلبي الغَداةَ حَبيب (3)

ثم قال: كفى أخي باليأس معزياً، وبانقطاع الطمع زاجراً.

ص: 317


1- الكهف: 81 .
2- رواه في تفسير العياشي 2 :60/336 وعنه في بحار الأنوار 13: 46/311 و 104: 86/101 ومستدرك الوسائل 15: 1/116 ، عن الحسن بن سعيد اللخميّ .... الكافي 6: 11/6 وعنه في وسائل الشيعة 21: 4/364 ، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عدّة من أصحابه عن الحسن بن علي بن يوسف، عن الحسين بن سعيد اللخمي ....
3- جاءت هذه القضيّة في الكامل للمبرّد 3: 1277 تاريخ مدينة دمشق 7: 189 ، لرجل غير الإمام (علیه السّلام)، والبيتان ضمن قصيدة لإبراهيم بن المهدي العباسي رثى بها ولده.

كما قال الآخر:

أَيَا عَمْرُو لم أَصْبِرُ ولي فِيكَ حِيلَةٌ ***ولكِنْ دَعانِي الیَأْسُ مِنْكَ إلى الصَّبْرِ

فَصَبَرْتُ (1) مَغْلُوباً وإِنِّي لَمُوجَعٌ *** كما صَبَرَ العَطشانُ في بَلَدٍ قَفْرِ (2)

[31/445] - ورأى (علیه السّلام) رجلاً حزيناً ، فقال : أراك مُفكّراً ؟ قال : كان لى قرّة عين فمات، فتمثل :

عَطِيَّتُهُ إِذا أَعْطَى سُرُورٌ *** وإِن أَخَذَ الذي أَعْطَى أَثابا

فَأَيُّ النِّعْمَتَينِ أَعَمُّ شُكراً *** وأَجْزَلُ في عواقبها إيابا ؟

أَنِعْمَتُهُ الَّتي أَبْدَتْ سُرُوراً *** أم الأخرى الّتي ادخِرَتْ ثوابا ؟

بَلِ الأُخرى وإِن نَزَلَتْ بِكُرْةٍ *** أَحَقُّ بِصَبْرِ مَنْ صَبَرَ احْتِسابا (3)

[32/446] - ودنا (علیه السّلام) من قبر قد حُفر ليدفن رجل من أهل بيته ، فقال : هذا والله المسكن لا ما نقرّ فيه، هذا والله المُفرّق بين الأحباب والمُقرَّب من الحساب (4).

ثم أنشأ يقول:

لكُلِّ أُناسٍ مُقبَرٌ بِفِناتِهِمْ *** فَهُمْ يَنقُصُونَ والقُبُورُ تَزيدُ

هُمُ جيرةُ الأحياءِ أَمَّا مَحلُّهُمْ *** فَدانٍ وأَما المُلْتَقَى فَبَعِيدُ (5)

[33/447] - ولمّا توفّي إسماعيل أمر وهو مسجّى أن يكشف عنه ، فقبل وجهه وذقنه ،ونحره، ثمّ أمر فغطّوه ففعل به مراراً .

ص: 318


1- في المصادر: «تَصَبَّرْتُ».
2- انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18: 344 والتذكرة الحمدونية 4: 262 ، والكامل للمبرّد 4: 18 ، وربيع الأبرار 2 :530 . وهو في جميعها دون غرو.
3- راجع : سلوة الحزين: 331/275 وعته في بحار الأنوار 82: 40/89 ومستدرك الوسائل 2: 4/352 .
4- انظر: الأمالي للمفيد (رحمه الله): 7/123 وعنه في بحار الأنوار 82: 19/177 ، وهو قول الجارية في البصرة .
5- البيتان لبعض الأعراب، انظر شرح نهج البلاغة 7 :235 ، الوافي بالوفيات 28: 77 .

قيل : بأي شيء عوّذته (1)؟

قال : بالقرآن (2)، فلما رجع من جنازته جلس مُطرقاً ثمّ رفع رأسه فقال: أيّها الناس ، إنّ هذه الدنيا دار فراق ودار بوار لا دار ،قرار على أنّ فِراقَ المألوف حرقة لا تدفع ، ولوعة لا تردّ، وإنّما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة التفكر في الرغبة في الآخرة، ومن لم يُنْكَل أخاه ثَكِلَهُ أخوه ، ومن لم يُعْدَم ولداً كان هو المَعْدُوم.

ثم تمثل بقول أبي خراش الهذلي (3) يرثي أخاه يقول:

تَقُولُ أَراهُ بَعْدَ عُرْوَةَ لاهِياً *** وَذَلكَ رُزءٌ لَوْ عَلِمْتِ جَلِيلُ

فلا تَحْسَبِي أَنِّي تَناسَيْتُ عَهْدَهُ *** ولكنَّ صَبْرِي يا أُمَيْمَ جَمِيلٌ(4)

ص: 319


1- في «م»: (عزّرته).
2- إلى هنا جاء في كمال الدين: 71 وعنه في وسائل الشيعة 3 :2/298 وبحار الأنوار 47: 10/247 و 81 : 22/16 ، حدّثنا به أبي (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ،عن الحسن بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب والحسن بن عليّ بن فضّال، عن يونس بن يعقوب عن سعيد بن عبد الله الأعرج .... من لا يحضره الفقيه 1 : 449/161 وعنه في وسائل الشيعة 3: 298/ ذيل حديث 2. وقال الشيخ الصدوق (رحمه الله) بعد نقله الحديث : قال مصنّف هذا الكتاب : في هذا الحديث فوائد أحدها الرخصة بتقبيل جبهة الميت وذقنه ونحره قبل الغسل وبعده إلّا أنه من مسه ميتاً قبل الغسل بحرارته فلا غسل عليه، فإن مسه بعد ما يبرد فعليه الغسل، وإن منه بعد الغسل فلا غسل عليه ، فلو ورد في الخبر أن الصادق (علیه السّلام) اغتسل بعد ذلك أو لم يغتسل لعلمنا بذلك أنّه منه قبل الغسل بحرارته أو بعد ما برد. وللخبر فائدة أُخرى وهي أنه قال : أمرت به فغسل ولم يقل غسلته ، وفي هذا الحديث أيضاً ما يبطل إمامة إسماعيل لأنّ الإمام لا يغسله إلَّا إمام إذا حضره .
3- انظر دیوان الهذليين 3: 116 .
4- رواه في الأمالي للصدوق (رحمه الله) : 4/309 وعنه في مستدرك الوسائل 2: 10/478 و 82 :5/73 حدّثنا علي بن أحمد بن موسى الدقّاق (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ ، قال : حدّثنا الحسين بن الهيثم ، قال : حدّثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال: حدثني عنبسة بن بجاد العابد .... كمال الدين : 73 وعنه في بحار الأنوار 47: 3/245 ، بعين السند المذكور في " الأمالي. روضة الواعظين: 444 ، مناقب آل أبي طالب 1: 229 وعنه في بحار الأنوار 47: 254/ ذيل حدیث 24 .

[ 34/448] - وقال : سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له إلّا حبّاً (1) ، ثم دعا بطعامه وأكل مع النُدماء أحسن ما أكله سائر الأيام (2) وقال : «الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني» (3).

فصل [ في دعائه ، وأحواله (علیه السّلام) عند الشهادة ]

[ 35/449] - وبكى يوماً بكاء كثيراً وقال :

«اللّهم أعِنِّي على المَوتِ، اللهم بارِك لي في الموت، اللّهم أعِنِّي على سَكَرَاتِ المَوتِ، اللّهم أَعِنِّي على غَمّ القَبْرِ ، اللهم أعِنِّي على ضيقِ القَبْرِ، اللهم أعِنِّي على ظُلمةِ القبرِ ، اللهم أعِنِّي على وَحشة القبر، اللهم أعِنِّي على أَهْوالِ يَومِ القِيامة ،اللهم بارك لي في طولِ يوم القيامةِ، اللهم زَوّجْنِي مِن الحُور العين»(4).

ص: 320


1- راجع : سلوة الحزين: 241/278 وعنه في بحار الأنوار 47: 8/18 و 82: 133 ذیل حدیث 16 ومستدرك الوسائل 2: 13/480 .
2- راجع : عيون أخبار الرضا (علیه السّلام)1: 1/5 وعنه في وسائل الشيعة 3: 14/253 وبحار الأنوار 47: 17/18 و 82 4/128 ، مشكاة الأنوار: 526 . روى الشيخ الحرّ والعلامة المجلسي(رحمهما الله) هذا الحديث عن كتاب الأماني للصدوق (رحمه الله) ولكن لم نجده في المطبوع.
3- انظر الكافي 3: 42/262 وعنه في وسائل الشيعة 3 :5/247 ، تحف العقول: 381 وعنه في بحار الأنوار 78: 183/268، سلوة الحزين: 239/277 وعنه في بحار الأنوار 82: 133 ذيل حديث 16.
4- انظر : تهذيب الأحكام 3 :25/93، سلوة الحزين : 60/300 ، إقبال الأعمال 1: 331 وعنه في بحار الأنوار 98: 135/ ذيل حديث 3 ، المصباح للكفعمي: 575 .

[36/450] - وكان يدعو فيقول : «يا ربّ يا ربّ» حتّى انطفأ نَفَسُهُ ، ثم يقول : « يا ربّاه يا ربّاه» حتى انطفأ نَفَسه ، ثم يقول: «ربّ ربِّ» حتى انطفأ نَفَسه ، ثم يقول : « يا الله يا الله» حتى انطفأ نَفَسه، ثم يقول : « يا رحمن» سبعاً (1).

[ 37/451] - وأُغمي في مرضه الذي توفّي فيه ثم أفاق فقال : يا موسى، أعط الحسن بن الحسين الأفطس سبعين ديناراً.

فقيل : تعطيه وأراد أن يقتلك؟

فقال : يا سالمة (2) ، تُريدين ألّا أكون من (الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) (3)، فقُم فأعطه ، لا يجد ريح الجنّة قاطع الرحم (4).

ص: 321


1- انظر دلائل الإمامة : 49/278 وعنه في مدينة المعاجز 5: 213/449 ، مناقب آل أبي طالب 3 :359 وعنه في بحار الأنوار 95: 9/158 ومدينة المعاجز 6: 318/112، الدر النظيم : 628 ، كشف الغمّة 2 : 372 وعنه في بحار الأنوار 47: 194/141 و 95 :158/ ذیل حدیث ،9، كشف اليقين: 329 مطالب السؤول: 422 ، ينابيع المودة 3: 116 .
2- سالِمَةً: مولاةٌ أُمّ ولد كانت لأبي عبدالله الصادق (علیه السّلام).
3- الرعد: 21 .
4- رواه في تفسير العياشي 2: 32/209 وعنه في مستدرك الوسائل 14: 1/137 ، الفضل بن شاذان ،عن ابن أبي عمير ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الحميد، عن سالمة مولاة أم ولد لأبي عبد الله (علیه السّلام) .... الكافي 7: 10/5 وعنه في وسائل الشيعة 1/417:19 عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد ،عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن هشام بن أحمر وعلي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان ... وباقي السند كما في العيّاشيّ. تهذيب الأحكام 9: 47/246 بإسناده إلى محمد بن أبي عمير، الغيبة للشيخ الطوسي: 161/196 وعنه في بحار الأنوار 46: 47/182 و 47 : 7/2 و 17/2760 و 74: 29/962 ومستدرك الوسائل 14: ،3/138، أخبرنا جماعة ، عن أبي جعفر محمّد بن سفيان البزوفري، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ... وباقي السند كما في الكافي . مشكاة الأنوار : 289 مجمع البيان 6: 33 فقه القرآن للراوندي (رحمه الله) 320:2 .

[38/452] - وكان إذا قام من الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار، يقول: « اللهم أعِنِّي على هَولِ المطّلع ، وارْزُقْنِي خير ما قبل المَوتِ، وارْزُقْنِي خِيرَ ما بعدَ المَوتِ» (1).

[39/453] - وقال : هكذا الرغبة وأبرز راحتيه إلى السماء ، وهكذا الرهبة وجعل ظهر كفّيه إلى السماء ، وهكذا التضرّع وحرّك أصابعه يميناً وشمالاً ، وهكذا التبتّل يرفع إصبعيه مرّة (2) ويضعهما مرّة، وهكذا الابتهال ومدّ يده تلقاء وجهه إلى القبلة، ولا يلوي حتّى تجري الدمعة (3)(3) .

[40/454] - وعن أبي بصير : دخلتُ على أمّ حميدة فعزّيتها بأبي عبد الله (علیه السّلام)، فبكت وبكيت ، فقالت: لو رأيته عند موته لرأيت عجباً ، فتح عينيه ثمّ قال : اجْمَعُوا كلّ من بيني وبينه قرابة ، فلم نترك أحداً إلا جمعناه، فنظر إليهم فقال (4): «إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّا (5) بالصلاة »(6).

ص: 322


1- رواه في الكافي 2: 13/538 وعنه في بحار الأنوار 87: 6/192 ومستدرك الوسائل 4: 9/152 أبو علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار ومحمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعاً، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج .... من لا يحضره الفقيه 1 : 1389/480 وعنه في بحار الأنوار 87: 6/192 ومستدرك الوسائل 4: 152 ذيل حديث ،9 مكارم الأخلاق : 292 وعنه في بحار الأنوار 76: 203 ذيل حديث 20.
2- قوله : (مرة) لم يرد في «م» .
3- رواه في فلاح السائل : 33 وعنه في مستدرك الوسائل 5 : 4/187 عن سعيد بن يسار ، عدة الداعي : 184 ، وانظر: الكافي 2 : 4/480 وعنه في وسائل الشيعة 7 :1/48 ، مكارم الأخلاق : 272 وعنه في بحار الأنوار 93: 6/338، إرشاد القلوب 1: 184 و 298 ، عدّة الداعي 184 وعنه في بحار الأنوار 306:93/ ذیل حدیث 3 .
4- في «أ»: (وقال).
5- في النسختين : ( المستخف ) ، والمثبت عن مصادر التخريج .
6- رواه في الأصول السنة عشر، أصل مثنّى بن الوليد الحنّاط : 103 وعنه في بحار الأنوار 82: 63/235 ومستدرك الوسائل 3: 2/25 و 17 : 1/57 ، مثنّى ، عن أبي بصير... المحاسن 1: 6780 وعنه في وسائل الشيعة 4: 11/26 ، محمد بن عليّ ،وغيره عن ابن فضّال ،عن المثنّى، عن أبي بصير ... الأمالي للصدوق (رحمه الله): 10/572 وعنه في وسائل الشيعة 4: 27 / ذيل حديث 11 وبحار الأنوار 83: 31/19 و 84: 10/234 ، حدّثنا محمد بن علي ماجيلويه(رضي الله عنه) ، قال : حدّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي ، القرشي ، عن الحسن بن علي بن فضّال ... وباقي السند كما فى المحاسن . ثواب الأعمال: 228 وعنه في بحار الأنوار 47 : 5/2 و 84: 10/334 ، بالسند المذكور في الأمالي. روضة الواعظين : 318 ، وانظر: الكافي 3: 15/270 و 6 : 7/401 وعنه في وسائل الشيعة 4 : 3/24 وبحار الأنوار 47 : 23/7 ، من لا يحضره الفقيه 1: 618/206 وعنه في وسائل الشيعة 4 :5/25 ، تهذيب الأحكام 9 : 199/107 .

[41/455] - وقال (علیه السّلام) : أوحى الله إلى عيسى (علیه السّلام) : قم على أبواب الأموات لعلّك تيقّظ من نوم الغفلة ، ثمّ نادهم لعلّك تأخذ موعظتك منهم ، وقل بصوت رفيع : إنّي لاحق بكم لا محالة فويل للمتكبرين.

[42/456] - ورأى أبو عبد الله محمد بن زيد الشحّام المعزلي (1) يكثر الصلاة في المسجد الحرام، فوقف عليه فقال: من أنت ؟ قال : رجل من مواليك من أهل الكوفة ، قال : ومن تعرف من أهلنا ؟ قال : بشير وشجرة الدهانين ، قال : رحمهما الله ، قال : علمني دعاء ، قال : اكتب :

«بسم الله الرحمن الرحيم يا مَن أَرجُوه لكلّ خَير وآمن شرّه عند كلّ سَخطةٍ، يا من يُعطي الكثير بالقليل ، يا مَن يُعطي مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّنا منه ورَأفَة ، يا مَنْ يُعطِي مَنْ لم يَسْأَله تَفَضَّلاً وكَرَماً، صَلِّ على محمّدٍ وآلِ محمدٍ، وأعطني بمَسْأَلَتِي إِيَّاك جميعَ خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصْرِفْ عنّي بمسألتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدنيا وجَمِيعَ شَرِّ الآخرةِ، فإنّه غير منقوص ما أعْطَيْتَ ، وزِدْنِي من سِعَةِ فَضْلِكَ يا كريم».

ص: 323


1- في النسختين : (أبو عبد الله محمد بن رماد السحّاد المعزلي) وما أثبتناه من رجال الكشيّ.

ثمّ مدّ يده اليسرى فقبض على لحيته وهو يلوذ بالمسبحة اليمنى ويقول :

«يا ذا الجَلالِ والإِكْرام، يا ذا النَّعْماءِ والجُودِ، يا ذا المن والطول، حرّم شَيْبَتِي على النار».

وإنّ دموعه لتجري على خدّيه ، قال : افعل مثل ذا (1).

ص: 324


1- رواه في اختيار معرفة الرجال 2: 89/665 وعنه في بحار الأنوار 95: 15/360 ، طاهر بن . عيسى الورّاق ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد بن أيّوب، قال: حدّثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازيّ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمد بن سنان، عن محمد بن زيد الشحّام .... وانظر : الكافي 2: 20/584، إقبال الأعمال 3: 211 وعنه في بحار الأنوار 98: 390/ ذيل حديث 1.

الباب التاسع في ذكر موسى بن جعفر عليه السّلام

فصل [في كلامه (علیه السّلام) مع هارون الرشيد في الطواف ]

ص: 325

ص: 326

[ 1/457 ] - عن عبد الحميد بن بكّار الطائي : كنت حاجّاً في السنة التي حجّ فيها هارون الرشيد، فبينا أنا فى الطواف إذ أمر الحجبة أن يمنعوا الناس الطواف ، فوقفتُ أنظر إليه وهو يطوف بنفسه، إذ دخل فتى من باب المسجد رَثّ الأطمار وزاحم الناس وتخلّل حتّى قبّل الحجر الأسود، فأَوْمَاتْ إليه الحجبةُ أن تَنَحَّ، فانتهرهم فقال: إن الله سوّى بيني وبينكم في مثل هذا الموضع فقال : ﴿ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ )(1).

فقال هارون: اتركوه، قطاف أسبوعاً وصلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم (علیه السّلام) وجلس في مجلسه، وطاف هارون أسبوعاً وصلّى تحت الميزاب ركعتين وجلس في مجلسه، وأمر الحجبة أن يأتوه بالفتى، فدنوا وسلّموا عليه وقالوا: أجب أمير المؤمنين هارون .

فقال : مالي إليه حاجة فأقوم إليه ، إن كانت له حاجة فليقم إليّ .

ص: 327


1- الحج : 25 .

فقال هارون: اتركوه، فقام حتّى أتاه فسلّم فرد، فقال له : يا أخا العرب، مثلك من يزاحم الملوك في طوافهم ؟

قال : نعم .

فقال :هارون: أسألك عن فرضك ؟

فقال: تسألني عن واحد وخمسة وسبع عشرة، وأربع وثلاثين وأربع وتسعين ومائة وثلاث وخمسين ، وكلّ ذلك لا يتم إلا بسبعة وفي الدهر كله واحد ، ومن الإثني عشر واحد، ومن الأربعين واحد، ومن المائتين خمسة، ومن أهدر دماً يهدر دمه.

فتبسم هارون من كلامه وقال إنّي أسألك عن فرضك فتأتيني بحساب وكتاب ؟

فقال : أولم يكن للدنيا حساب وكتاب ؟! ألم يأخذ الله الخلائق بالحساب، فقال تعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) (1).

فقال هارون:أجَدْتَ فسّره لي.

فقال: أما قولي واحد فَدِين الإسلام وكله واحد، وأما خمس فخمس صلوات كلّ يوم، وسبع عشرة ركعة وأربع وثلاثون سجدة، وأربع وتسعون تكبيرة، ومائة وثلاث وخمسون تسبيحة ، وكلّ (2) ذلك لا يتم إلا بسبع وهي المساجد لا المساجد التي تُبنى من الطين والجصّ ، والمساجد هي الرجلان والركبتان واليدان والجبهة ، وفي الدهر كله واحد حجّ الإسلام (من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) (3)، ومن الإثني عشر واحد فصيام شهر رمضان، ومن الأربعين واحد من ملك أربعين

ص: 328


1- الغاشية: 25 - 26 .
2- في «أ» : (كل) بدل من : (وكل).
3- آل عمران : 97 .

ديناراً فعليه دينارُ الزكاة، ومن المائتين مائتا درهم فعليه خمسة دراهم، ومن أهدر دماً فأهدر دمه.

فقال : أجبت (1) يا أخا العرب وأمر له ببدرة .

فقال : استوجبتُ هذه البدرة بهذه المسألة ؟

قال : نعم، وتصدّقت بها عليك .

[قال] :هذه البدرة بهذه المسألة ؟

قال : نعم وتصدّقت بها عليك .

قال : إنا أهل بيت لا نقبل الصدقة، ولكنّي سائلك عن مسألة إن أنت أجبتني خذ البدرة، وإن لم تجبني تضيف إليها بدرة أُخرى حتى أُفرّقها على الفقراء.

قال هارون: سل لا قوة إلا بالله .

فقال : الخنفساء تزقُّ أم ترضع؟

فتبسّم من كلامه وقال : مثلي يُسئل عن مثلها ؟

قال : إن الملوك إذا سُئلت عن الفرض أتت به ،ولكن أسألك عن الجواب (2).

قال : لا علم لي بذلك فسّره لي.

قال : أما تعلم أنّ دوابّ الأرض لا تزق ولا ترضع ، إن الجنين إذا سقط من بطن أُمّه سقط بغير (3) رزقه ، فأضاف إليها بدرة أُخرى ، فأخذ ومضى .

قال عبد الحميد : فاتَّبعته فإذا هو فرّق البدرتين جميعاً، فقلتُ: من هذا مع علمه وفضله وسخائه ؟ قالوا : موسى بن جعفر (علیهما السّلام) (4).

ص: 329


1- كذا في النسختين، ولعلّها مصحفة عن ( أَجَدْتَ) كما تقدّم.
2- في النسختين: ( المعجزات ) ، والمثبت عن مناقب آل أبي طالب.
3- كذا في «أ»، وفي «م» غير واضحة القراءة.
4- راجع: مناقب آل أبي طالب 3: 427 وعنه في بحار الأنوار 48: 18/141 عن الفضل بن الربيع ورجل آخر ، الدر النظيم : 660 قائلاً : قال : جلس المأمون ذات يوم وعنده ندماؤه يتذاكرون فضائل أهل البيت (علیهم السّلام) إذ دخل عبد الحميد بن بكار فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ لبعضهم عندي حديثاً حسناً ، قال المأمون حدثني ، قال عبد الحميد : حدّثني أبي .....

فصل [في بعض قضاياها(علیه السّلام) مع هارون الرشيد ]

[ 2/458 ] - وقال موسى بن جعفر (علیهما السّلام): لمّا أمر هارون بحملي دخلت إليه فسلّمت فلم يردّ السلام ،ورأيته مغضباً، فرمى إليّ بطومار فقال: اقرأ، فإذا فيه كلاماً وعلم الله براءتي منه ، وفيه : أن موسى يُجبى إليه خراج الآفاق من غُلاة الشيعة ممّن يقول بإمامته ويدين الله بذلك، ويزعمون أَنَّ (1) مَن لم يَرُدُّ إليهم العُشر ولم يقل بإمامتهم ولم يحج بإذنهم ولم يجاهد بأمرهم ولم يحمل الغنيمة إليهم ولم يفضّل الأئمة على جميع الخلق ولم يفرض طاعتهم مثل طاعة الله ورسوله فهو كافر حلال دمه وماله وفيه كلام شناعةٍ مثل المتعة بلا شهود واستحلال الفروج بأجرة ولو بدرهم، والبراءة من السلف، ويقنتون عليهم في صلواتهم (2)،ويزعمون أن من لم يبرأ منهم فقد بانت امرأته، ومن أخر الوقت لغير علة فلا صلاة له لقول الله عزّ وجلّ : ( أَضَاعُوا الصَّلاةَ ) (3)، وكتاب طويل وأنا قائم أقرأه وهو ساکت، فرفع رأسه فقال اكتفيت بما قرأتَ ، تكلَّمْ بحُجَّتك بما قرأته .

فقلت : والذي بعث محمّداً بالنبوة ما حمل إليّ أحد قطّ درهماً ولا ديناراً من طريق الخراج ، لكنّا معشر آل أبي طالب نقبل الهدية التي أحل الله للنبي في قوله : «لو أهدي إليّ كراع قبلت» ، وقد عرف أمير المؤمنين ضيق ما نحن فيه وكثرة

ص: 330


1- قوله : ( أنّ ) لم يرد في «م » .
2- أي يلعنونهم في القنوت .
3- مریم: 59 .

عدوّنا، وما منعنا السلف من الخمس الذي نطق لنا به الكتاب فضاق بنا الأمر، وحرمَتْ علينا الصدقة فعوّضنا الله عنها الخمس، فاضطررنا إلى قبول الهدية وكلّ ذلك ممَّا عَلِمَهُ أمير المؤمنين .

فلمّا تمّ كلامي سَكَتَ ، ثم قلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لابن عمه في حديث عن آبائه عن النبى فعل .

قال : مأذون لك ، هاته.

فقلت: حدّثني أبي عن جدي يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) : «إنّ الرحم إذا مسّت الرحم تحرّكت واضطربت»، فإن رأيت أن تناولني يدك، فأشار بيده فقال: أذن مني فدنوت وصافحني وجذبني إلى نفسه مليّاً ، ثم فارقني وقد دمعت عيناه، فقال: اجلس یا موسیلا موسى ليس عليك بأس، صدقت وصدق جدّك فقد تحرّك دمى واضطربت عروقي (1).

[3/459] - وعن الفضل بن الربيع (2) : بعثني هارون إلى موسى بن جعفر (علیهما السّلام):فقال : أَقْرِئهُ منّي السلام وقل له : تقول : لابد للبدن من مطعم أو مشرب أو منكح ، فمُرْ بما شئت نأتيك [به]، فوجدته يُصلّى وكان رجلاً مهيباً، فجلست حتى

ص: 331


1- رواه في الاختصاص للمفيد(رحمه الله) : 54 وعنه في بحار الأنوار 48: 1/121 ومستدرك الوسائل 13: 9/177، محمّد بن الحسن بن أحمد، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد بن محمّد بن إسماعيل العلويّ، قال: حدّثني محمّد بن الزبرقان الدامغاني الشيخ ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر (علیهما السّلام)...
2- الفضل بن الربيع بن يونس، حاجب الرشيد، وكان أبوه حاجب المنصور ، قام بخلافة الأمين، وساق إليه خزائن الرشيد وسلّم إليه البرد والقضيب والخاتم، جاءه بذلك من طوس، وصار هو الكلّ لاشتغال الأمين باللعب، فلما أدبرت دولة الأمين اختفى الفضل مدة طويلة ثم ظهر إذ بويع إبراهيم بن المهدي، فساس نفسه ولم يقع معه، ولذلك عفىعنه المأمون، مات سنة ثمان ومأتين في عشر السبعين ، وهو من موالي عثمان [ سير أعلام النبلاء 10: 8/109].

انصرف فقلت : إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول : لابد للبدن من مطعم فمُر بما شئت .

فقال : ليس مالي بحضرتي فينفعني ولم أُخْلقُ سَئَّالاً، والله أكبر .

[ 4/460] - وكان ممّا قال هارون لموسى (علیه السّلام) حين أدخل عليه : ما هذه الدار ؟ قال : هذه دار الفاسقين ، وقرأ فيه: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ) إلى قوله تعالى : ( سَبِيلاً ) (1).

فقال:هارون فدار مَن هي؟

قال : هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة .

قال : فما بال صاحب هذه الدار لا يأخذها ؟

قال : أخذت منه عامرة فلا يأخذها إلا معمورة.

قال : وأين شيعتك ؟

فقرأ: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) (2).

قال : فنحن كفار ؟

قال : لا ولكن كما قال الله تعالى : ( الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ * جَهَنَّمَ ) (3) فغضب عليه عند ذلك وغلّظ عليه (4).

ص: 332


1- الأعراف : 146 .
2- البيّنة: 1 .
3- إبراهيم : 28 - 29 .
4- رواه في تفسير العياشي 2: 78/29 وعنه في بحار الأنوار 48: 13/138، عن محمّد بن سابق بن طلحة الأنصاري .... الاختصاص : 262 وعنه في بحار الأنوار 28/156:48 و 72 : 22/136 ، عبد الله بن محمّد الساني ، عن الحسن بن موسى عن عبد الله بن محمد النهيكي ، عن محمّد بن سابق بن طلحة الأنصاري ....

[5/461] - وعن أبي خالد الزبالي (1): قدم موسى (علیه السّلام) الزبالة ومعه جماعة من أصحاب المهديّ يُخْرِجُونه إليه، فنظر إلي وأنا مغموم [فقال مالي أراك مغموماً ؟ ] قلت : لا أمنُهُ عليك .

قال : ليس عليّ منه بأس إذا كان يوم كذا فانتظرني ، فما كانت لي هِمَّةٌ إلَّا إحصاء الأيّام حتى إذا كان ذلك اليوم وافيت أوّل الليل فإذا أبو الحسن على بغلة، وسررتُ لما خلصه الله تعالى، فقال: إن لي إليهم عودة لا أخلص منهم، فكان كما قال (2).

فصل [في زهده ودعائه وعبادته ، وكتابه (علیه السّلام) إلى سماعة بن مهران ]

[ 6/462] - قال عند قبر : إنّ شيئاً هذا آخره لحقيق أن يُزهد في أوّله ، وإنّ شيئاً هذا أوّله الحقيق أن يُخاف آخره (3).

ص: 333


1- أبو خالد الزبالي من أهل زبالة، ذكره الشيخ والبرقيّ في أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفر (علیهما السّلام)، قال التفريشي (رحمه الله): ثم قال الشيخ الطوسي (رحمه الله) ] في هذا الباب أيضاً : إن أبا خالد الزيال ،مجهول، ولا يبعد أن يكونا واحداً. وفي الكافي في مولد أبي الحسن موسى (علیه السّلام) ما يدل على حسن عقيدته ومحبّته [لاحظ : رجال الطوسى (رحمه الله) : 8/347، نقد الرجال 5: 5986/151] .
2- رواه في قرب الإسناد : 1229/330 وعنه في بحار الأنوار 48 : 32/228، أحمد بن محمّد، عن أبي قتادة ، عن أبي خالد الزبالي .... الكافي 1 :3/477، عدّة من أصحابنا ... وباقي السند كما في قرب الإسناد. الخرائج و الجرائح 1 : 8/315 وعنه في بحار الأنوار 48: 9671 ، الثاقب في المناقب: 6/454 ، إعلام الورى 3: 23 وعنه في مدينة المعاجز 6: 56/249 ، مناقب آل أبي طالب 3: 406 وعنه في بحار الأنوار 48 :73/ ذيل حديث 99 ومدينة المعاجز 6: 143/408 ، كشف الغمّة 3: 31 من كتاب الدلائل .
3- رواه في معاني الأخبار : 1/343 وعنه في وسائل الشيعة 16: 14/15 وبحار الأنوار 73: 91/103 ، حدّثنا أبي (رحمه الله)،قال : حدّثنا سعد بن عبداللّه ، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سلیمان بن داود المنقريّ، عن حفص بن غياث النخعيّ .... تحف العقول: 408 وعنه في بحار الأنوار 78: 9/320 .

[7/463] - وقال: من استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان آخر يوميه شراً فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خيرٌ له من الحياة (1) .

[8/464 ] - وقال : إيَّاك والمرتقى الصعب إذا كان مُنْحَدَرُهُ وَعْراً، وإياك أن تُتبعَ النَّفْسَ هواها، فإنّ في هواها داؤها(2)، وفي ترك هواها دواؤها (3).

[9/465 ] - وعن سكّين بن عمّار (4): كنت ُنائماً بمكّة فأتاني آتٍ في منامي فقال :

ص: 334


1- رواه الصدوق (رحمه الله) في الأمالي : 4/766 وعنه في وسائل الشيعة 16: 94/ ذيل حديث 5 وبحار الأنوار 71: 5/173 ، حدّثنا محمّد بن الحسن (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا الحسن بن متيل الدقّاق، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمّد بن سنان ،عن المفضّل بن عمر ، قال : قال الصادق (علیه السّلام)... معاني الأخبار : 3/342 وعنه في وسائل الشيعة 16: 5/94 ، حدثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،قال حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله (علیه السّلام).... نزهة الناظر : 8/107 ، كشف الغمة 3: 46 وعنه في بحار الأنوار 78 :327/ ذیل حدیث 5، أعلام الدين : 303 ، وانظر: الأصول الستة عشر ، أصل زيد الزرّاد: 125 وعنه في مستدرك الوسائل 12: 1/148، معارج الوصول : 146 . وفي وسائل الشيعة 16 :94 / ذيل حديث 5 عن الكافي ولكن لم نجده في المطبوع : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن أسباط ، عن مولى لبني هاشم، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)...
2- في «أ» (رداؤها).
3- جاء فى مشكاة الأنوار : 455 ، عن الرضا (علیه السّلام).
4- في النسختين: (مسكين بن عمّار) وما أثبتناه من مهج الدعوات، وهو سكّين بن عمار (عمارة) : أبو محمّد الثقفيّ الرحال ، مولاهم كوفي ، ذكره الشيخ في أصحاب الإمام الصادق (علیه السّلام) [رجال الشيخ: 191/221].

قم فإنّ تحت الميزاب رجلاً يدعو الله باسمه الأعظم وهو موسى بن جعفر (علیهما السّلام) فقمت فاغتسلت فدخلت الحجر فإذا رجل قد ألقى ثوبه على رأسه وهو ساجد فجلست خلفه فسمعته يقول :

«یا نور یا قدوس ، يا حيّ يا قيّوم يا حيٌّ لا يموتُ ، يا حيٌّ حين لا حيّ - قالها ثلاثاً - لا إله إلا أنت، أسألك يا لا إله إلا أنت - ثلاثاً - أسألك ببسم الله الرحمن الرحيم العزيز المبين- ثلاثاً- ) .

فلم يزل يُردّد هذه الكلمات حتى حفظتها ، ثمّ رفع رأسه وإذا الفجر قد طلع ،فجاء إلى ظهر الكعبة وهو المستجار فصلّى الفريضة ثمّ خرج (1).

[10/466] - وسُئل عن الملكين يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله قبل أن يفعله أو بحسنة ؟

قال : نعم، ريحُ الكنيف والطيب عندك واحدة؟

قيل: لا، قال: إنّ العبد إذا هم بحسنة خرج نَفَسُهُ طيب الريح ، فقال صاحب اليمين قد هم بحسنة ، فإذا فعلها كان لسانُهُ قلمه وريقه مدادَهُ فأثبتها ،له ، وإذا همّ بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال: إنّه قد هم بالسيّئة ، فإذا فعلها أثبتها (2).

ص: 335


1- راجع مهج الدعوات: 321 وعنه في بحار الأنوار 93: 228 ذيل حديث 1 ومستدرك الوسائل 9: 17/432 ، عن كتاب فضل الدعاء للصفّار، عن كتاب التهجد لابن أبي قرة بإسنادهما إلى سكّين بن عمار .
2- رواه الكليني الكافي 2: 3/429 وعنه في وسائل الشيعة 1: 3/57 وبحار الأنوار 5: 16/325 ، عن عدّة من أصحابنا، عن علي بن حفص العوسيّ، عن عليّ بن السائح، عن عبد الله بن موسى بن جعفر، عن أبيه (علیه السّلام)... صفات الشيعة للصدوق (رحمه الله) : 38، أبي (رحمه الله) ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله، عن علي الناسخ ، عن عبد الله بن موسى بن جعفر (علیه السّلام)... إرشاد القلوب 1: 341 .

[11/467 ] - وعن رجل: خرجتُ عشيّة أريد ضيعتي فإذا الجراد قد ساقها فهالني ، وسمعت هاتفاً يقول : يا جُندَ الله الأعظم لا تقربوا، قال موسى بن جعفر (علیهما السّلام): فدخلت ضيعته فما وجدتُ ،جرادة، ودخلت ضياع جيراني والجراد قد ساقها، فأتيته فقلت له: أيّ شيء تصنع في ضيعتك ؟

فقال : إذا جاءت الغلة أخذت ثلثاً فعمرت به ضيعتي، وثلثاً أنفقت على عيالي وثلثاً تصدّقت به.

[ 12/468] - وكتب موسى بن جعفر(علیهما السّلام) إلى سماعة بن مهران (1):

«إذا قضيتَ حوائجك فاخرج إلينا ».

فخرج إليه وموسى (علیه السّلام) أوصى مواليه وخرج نحو ضيعة له، فقال: يقدم رجل من العراق من موالينا - ودفع إليهم كفناً وحنوطاً - وقال : إنّه يقدم فيمرض يومين أو ثلاثة ثمّ يموت فكفّنوه وحنّطوه وادفنوه في قبر المُعلّى بن خنيس (2) إلى جنب أبي عبد الله ، فقدمَ سماعة واعتل ومات ففعلوا به ذلك.

ص: 336


1- سماعة بن مهران بن عبد الرحمن الحضرمي، مولى عبد بن وائل بن حجر الحضرميّ، ويقال: مولی خولان ،يكنى أبا ناشرة، وقيل أبا محمّد، كان يتّجر في القزّ ويخرج به إلى حرّان ، ونزل الكوفة في كندة ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (علیهما السّلام)، ومات بالمدينة، ثقة ثقة، وله بالكوفة مسجد حضرموت وهو مسجد زرعة بن محمد الحضر مي بعده ، له كتاب يرويه عنه جماعة كثيرة [لاحظ : رجال النجاشي : 517/193 ، رجال الشيخ: 196/221 و 4/337 ، خلاصة الأقوال: 1/356 ، رجال ابن داود: 227/249] .
2- معلّی بن خنيس أبو عبد الله ، مدني، مولى الصادق جعفر بن محمد (علیهما السّلام) ومن قبله كان مولى بني أسد، كوفيّ ، بزّاز، له كتاب يرويه جماعة ، أخذه داود بن علي فقتله، قال الصادق (علیه السّلام)حين قتل: أما والله لقد دخل الجنة ، ضعفه قوم ولكن نزهه الشيخ في الغيبة [ رجال النجاشي : 1114/417، رجال الشيخ : 498/304 ، خلاصة الأقوال : 1/408 ، رجال ابن داود: 505/279] .

فصل [في أذيّة هارون له وحبسه (علیه السّلام)]

[ 13/469] - عن الربيع : قال لي الرشيد : ائتني بموسى بن جعفر، فخرجت إليه وقلت : أجب الخليفة .

فقال : مالي وماله ؟ أما تشغله نعمته عنّي ؟ لولا أني سمعت أبي عن جدّي عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أن طاعة السلطان للتقيّة (1) واجبة إذاً ما جئت فقلتُ: استعد للعقوبة، فقال: أليس معي من يملك الدنيا والآخرة ؟! لا يقدر اليوم على سوء بي إن شاء الله ، وقد أدار بيده يلوّح بها على رأسه ثلاثاً ، فدخلنا على الرشيد فإذا هو كأنه امرأة ثكلى قائم حيران، فلما رأى موسى (علیه السّلام) عانقه وقال: مرحباً بابن عمّي ووارث نعمتي وأجلسه ، وقال : ما الذي قطعك عن زيارتنا ؟

قال : سعة مملكتك وحبّك للدنيا، وقال: ائتوني بحُقَّة الغالية، فأُتي بها فغلّفه بیده ، ثمّ أمر أن يُحمل بين يديه خِلَعٌ وبدرتا دنانير ، قال موسى (علیه السّلام) : لولا أني أرى من أزوّجه من عُزّاب بني أبي طالب لئلا يقطع نسله أبداً ما قبلتها، ثم تولى وهو يقول : الحمد لله ربّ العالمين.

فقال الربيع : أردتَ أن تعاقبه فأكرمته .

فقال : لما مضيتَ رأيتُ أقواماً أحدقوا بداري معهم حراب [ يقولون : ] إن أذى ابن رسول الله خسفنا به (2).

ص: 337


1- في النسختين : ( للرعية ) ، والمثبت عن مصادر التخريج .
2- رواه بتفصيل في عيون أخبار الرضاء(علیه السّلام) 2 :5/74 وعنه في بحار الأنوار 48: 16215 و 95: 5/212 ومدينة المعاجز 6: 99/319 وحلية الأبرار 2 :253 وإثبات الهداة 3: 27/179، حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدّثني محمّد بن الحسن المدني، عن أبي عبد الله بن الفضل، عن أبيه الفضل ...

[ 14/470 ] - وكانت لموسى بن جعفر (علیهما السّلام)- بضعَ عشرة سنة في الحبس- كل يوم [سجدة ] بعد بياض الشمس إلى وقت الزوال ، فكان هارون يصعد سطحاً يشرف منه على الحبس الذي فيه موسى (علیه السّلام)، فكان يراه ساجداً، فقال: ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع ؟

قيل : هو موسى بن جعفر ، له كل يوم بعد طلوع الشمس سجدة إلى وقت الزوال.

فقال هارون: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم.

قيل له : فما بالك قد ضيّقت عليه في الحبس ؟! قال : لابدّ من ذلك (1).

[ 15/471] - وعن السندي بن شاهك : قلت لأبي الحسن موسى (علیه السّلام): أُحبّ أن تدعني أكفّنك، قال: إنا أهل بيت حجّ صرورتنا ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا (2).

ص: 338


1- رواه في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 14/88 وعنه وسائل الشيعة 7: 4/9 وفي بحار الأنوار 48: 220/24 و 86 :230 / ذیل حدیث 52 ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن محمّد بن حاتم ، قال : حدّثنا عبد الله بن بحر الشيبانيّ ، قال : حدثني الخرزيّ أبو العبّاس بالكوفة ، قال : حدّثنا الثوباني .... مناقب آل أبي طالب 3: 433 وعنه في بحار الأنوار 48: 107/ ذيل حديث 9 عن اليونانيّ.
2- راجع من لا يحضره الفقيه 1 : 577/189 وعنه في وسائل الشيعة 3: 1/55 و 11: 2/144، تحف العقول: 412 وعنه في بحار الأنوار 78: 28/324 ، الإرشاد 2: 243 وعنه في بحار الأنوار 48: 235/ 39، الغيبة للطوسي(رحمه الله): 30 ذيل حديث 6 وعنه في بحار الأنوار 48: 234/ ذيل حديث 38 وعنه في مستدرك الوسائل 2: 1/231 و 8: 1/52 ، مقاتل الطالبيين : 336 ، روضة الواعظين: 221 ، إعلام الورى 2: 34 ، كشف الغمة 3: 28 ، فلاح السائل : 72. وفي بحار الأنوار 81 :29/330 عن كتاب إرشاد القلوب ولكن لم نجده في المطبوع ، الفصول المهمّة لابن الصباغ 2 : 957 .

الباب العاشر في ذكر الرضا عليه السّلام

فصل [في كلامه (علیه السّلام) مع بعض الصوفية ، وجوده ، وبيعته للمأمون وعلّتها ، وحادثة صلاة العيد ]

ص: 339

ص: 340

[ 1/472] - دخل قوم من الصوفية على عليّ بن موسى (علیهما السّلام) بخراسان ، فقالوا : إنّ الخليفة نظر فيما ولّاه الله من الأرض ورآكم أهل البيت أولى الناس بأن تَؤْمُّوا الناس، فرأى أن يردّ هذا الأمر إليك، والأمّة تحتاج إلى من يأكل الجَشِب ويلبس الخَشِن ويركب الحمار .

وكان الرضا (علیه السّلام) متكئاً فاستوى ثم قال: كان يوسف نبيّاً يلبس أقبية الديباج المَزْرُورة بالذهب، ويجلس على متكآت آل فرعون ويحكم ، إنّما يُراد من الإمام قسطه وعدله ؛ إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز، إنَّ الله لم يحرّم لَبُوساً ولا مَطْعَماً ، ثم تلا: (مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )(1)(2).

ص: 341


1- الأعراف : 32.
2- راجع : كشف الغمّة 3: 103 وعنه في بحار الأنوار 49: 26/275 ، نثر الدرّ 1: 252 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11 :34 وعنه في بحار الأنوار 70 :11/120، نزهة الناظر : 17/129 ، العدد القویّة 29/297 و عنه في بحار الانوار 78 :354/ ذیل حدیث 9، الدرّة الباهرة : 9/8 و عنه في بحار الانوار70: 11/351، نور الابصار : 171 .

[2/473] - وعن ياسر الخادم (1): اجتمع إلى الرضا (علیه السّلام) خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام ، إذ دخل عليه رجل آدم طوال وقال : افتقدت نفقتي وما بقي معي ما أبلغ به بلدي.

فقال الرضا (علیه السّلام): خذوا هذه المائتي دينار وقولوا له : اسْتَعِنْ بها في مؤونتك ونفقتك وتبرّك بها.

فقال سليمان بن جعفر: فقد أجزلت فلِمَ سترتَ وجهك عنه ؟

فقال : مخافة أن أرى ذلّ الحاجة في وجهه، أما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول :«المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور» (2) .

أما سمعت قول الأَوَّل (3):

مَتَى آتِهِ يَوْماً أُطَالِبُ حاجَةً *** رَجَعْتُ إِلى أَهْلي وَوَجْهِي بِمَائِهِ (4)

[3/474] - وألحّ المأمون عليه بالبيعة له ، وتَأَبَّى عليه حتى أشرف من تأبّيه

ص: 342


1- یاسر خادم الرضا (علیه السّلام) ، وهو مولى حمزة بن اليسع، له مسائل، قال البرقيّ: ياسر مولى اليسع الأشعري القمي [لاحظ : رجال النجاشي : 1238/453 ، الفهرست للطوسي (رحمه الله) : 3/267، معجم رجال الحديث 21: 13439/10].
2- رواه في الكافي 2 : 1/428 و 2 وعنه في وسائل الشيعة 16: 1/63 ، ثواب الأعمال : 179 وعنه في وسائل الشيعة 16: 63 / ذيل حديث 1 وبحار الأنوار 70: 2/251 و 73: 67/356 ، الاختصاص : 142 وعنه في بحار الأنوار 70: 4/251 ومستدرك الوسائل 12: 1/118 .
3- أي القدماء الذين تقدّم عهدهم.
4- رواه الكليني في الكافي 4 : 3/23 وعنه في وسائل الشيعة 9: 2/456 وبحار الأنوار 49: 19/101، محمّد بن يحيى ،عن محمّد بن صندل، عن ياسر ، عن اليسع بن حمزة .... مناقب آل أبي طالب 3: 470 وعنه في بحار الأنوار 49: 102/ ذيل حديث 19.

على الهلاك، وقال:

«اللّهمّ إنّكَ نَهَيْتَنِي عن الإلقاء بيدي إلى التَّهْلُكَةِ، وقد أشرفتُ مِن قِبَلِهِ على القَتْل إن لم أَقبل ولاية عهده، فقد أُكرهتُ كما اضطر يوسف ودانيال إذ قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه، اللّهم لا عهدَ إلّا عَهدُكَ، ولا ولايةَ لي إلّا من قبلك فَوَفِّقْنِي لإحياء سنّة نَبِيِّكَ ».

ثمّ قبل - وهو باكٍ حزين - على أن لا يُولّى ولا يعزل ولا يُغيّر رسماً (1).

[4/475] - ولمّا ورد عليه بمرو قال له : أراك أحقّ بالخلافة، فقال الرضا (علیه السّلام) : بالعبودية للّه أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله .

فقال المأمون : أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك .

فقال الرضا (علیه السّلام): إن كانت لك فلا يجوز أن تخلع لباساً ألبسكه الله وتجعله لغيرك ، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.

فقال المأمون : لابد لك من قبوله .

فقال : لا أفعل طائعاً.

قال : فكن ولى عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.

فقال الرضا (علیه السّلام): واللّه لقد أخبرني أبي، عن آبائه، عن النبي (علیه السّلام) أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ مظلوماً ، تبكي عليّ ملائكة السماء والأرض، وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون.

ص: 343


1- رواه بتفصيل من أوّل الحديث وآخره في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 29 / ذيل حديث 1 وعنه في بحار الأنوار 49 :131 ذیل حدیث 7 ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) ، قال : حدّثني الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام ، قال : حّدثني عبد الله محمّد بن خليلان، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده ، عن غياث بن أسيد ، قال : سمعت جماعة من أهل المدينة يقولون ... بشارة المصطفى : 337/ ذیل حدیث 28 .

فقال المأمون ومن الذي يقتلك وأنا حيّ ؟!

فقال الرضا (علیه السّلام) : أما إنى لو أشاء أن أقول لقلتُ.

فقال المأمون : تقول هذا للتخفيف عن نفسك وليقول الناس : إنك زاهد في الدنيا !

فقال الرضا (علیه السّلام) : ما زهدتُ في الدنيا [للدنيا ] (1) وإنّي لأعلم ما تريد، تريد أن يقول الناس : إن علي بن موسى لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا [فيه] (2)، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة، فجعل له ولاية عهده على كراهته (3).

[5/476] - وضرب الدراهم باسمه، وأمر الناس بلبس الخُضرة وترك السواد ،فزوجه ابنته أم حبيبة ، وزوّج ابنه محمّد ابنته أُمّ الفضل (4).

[ 6/477] - فلما حضر العيد سأله المأمون أن يحضر العيد ويخطب، وردّه الرضا (علیه السّلام)، فلما ألحّ عليه قال : إن أعفيتني فهو أحبّ إلي وإن لم تعفني خرجتّ كما خرج النبي وعلي (علیهما السّلام).

قال: اخرج كما تحبّ، فاجتمع القوّاد على باب الرضا (علیه السّلام) وقعد الناس في الطرقات والسطوح ، فلما طلعت الشمس قام الرضا (علیه السّلام) فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن، وألقى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفيه وتشمّر، ثم قال

ص: 344


1- مابين المعقوفين أثبتناه من المصادر.
2- مابين المعقوفين أثبتناه من المصادر.
3- رواه الصدوق (رحمه الله) في الأمالي ،3/125 ، علل الشرائع 1 : 1/237، عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 3/151 وعنهم في وسائل الشيعة 17: 6/203 وبحار الأنوار 49 :3/128، حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أبي الصلت الهروي .... روضة الواعظين: 223، ألقاب الرسول وعترته (علیهم السّلام) 69 ، مناقب آل أبي طالب 3: 472 ، ينابيع المودّة 3: 167 .
4- انظر: عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 159:1/ ذيل حديث 19 وعنه في بحار الأنوار 49: 132 ذيل حديث 8 ينابيع المودة 3: 167 .

الجميع مواليه افعلوا مثل ما فعلتُ، وأخذ بيده عُكازة وهو حافٍ قد شمّر سراويله إلى نصف الساق، فلما قام ومشينا رفع رأسه إلى السماء وكبر أربعاً ووقف على الباب وكبر أربعاً ، وقال ثلاثاً : الحمد لله على ما هدانا إلى آخره، ورفع أصواتنا بها وكان

، يقف في كلّ عشر خطوات مرّة فيكبر أربعاً ، وكأن الحيطان تجاوبه، فبعث إليه المأمون لما سمع بذلك وسأله الرجوع ، فدعا بخُفّه الرضا ولبسه ورجع (1) .

فصل [ في بعض حكمه ، ودعائه ، وسننه (علیه السّلام)]

[ 7/478] - وقال الرضا (علیه السّلام) من علامات الفقه : الحلم والعلم والصمت، إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة ، إنّ الصمت يكسب المحبّة، إنه دليل على كل خير (2).

ص: 345


1- رواه في الكافي 1 :489 ذيل حديث 7 وعنه في وسائل الشيعة 5/56:5 و 6: 19/53 ومدينة المعاجز 7: 176 / ذیل حدیث 149 عيون أخبار الرضا (علیه السّلام)1 :161 / ذيل حديث 21 وعنه في وسائل الشيعة 7: 454 ذيل حديث 1 وبحار الأنوار 49: 134 / ذيل حديث 9. الإرشاد 2: 264 وعنه في وسائل الشيعة 5 : 56/ ذیل حدیث 5 و 7 : 454 / ذیل حدیث 19 وبحار الأنوار 49: 136 ذیل حدیث 9 و 83: 198/ ذیل حدیث ،3، روضة الواعظين : 227 ، مناقب آل أبي طالب 3 :479 إعلام الورى2: 75 ، كشف الغمة 3 :72 .
2- رواه في قرب الإسناد : 1321/369 وعنه في وسائل الشيعة 12: 186/ ذيل حديث 14 وبحار الأنوار 71: 8/276 ابن عيسى ،عن البزنطي، عن الرضا (علیه السّلام) .... الكافي 2 : 1/113 وعنه في وسائل الشيعة 12: 1/182 وبحار الأنوار 65/294:71، محمّد بن يحيى ... وباقي السند كما في قرب الإسناد. الخصال: 202/158 ، عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 14/258 وعنهما في وسائل الشيعة 12: 14/185 وبحار الأنوار 2: 6/48 و 71: 9/276 ، حدثنا أبي (رضي الله عنه) ، قال : حدّثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ... تحف العقول : 445 وعنه في بحار الأنوار 78: 28/338 ، الاختصاص: 232 وعنه في بحار الأنوار 2: 26755 و 71: 51/288 و مستدرك الوسائل 9 : 5/16 ، إرشاد القلوب 1 : 203 ، كشف الغمة 3: 85 .

[ 8/479] - قال : وكان العابد من بني إسرائيل لا يعبد حتّى يصمت عشر سنين (1).

[9/480] - وقال : قلّموا أظفاركم يوم الثلاثاء ، واستحموا يوم الأربعاء ، وأصيبوا من الحجّام حاجتكم يوم الخميس ، وتطيّبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة (2) .

ص: 346


1- رواه في الكافي 2: 1/111 وعنه في وسائل الشيعة 15: 1/265 وبحار الأنوار 14: 33/508 و 71: 12/403 ، محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبيد الله .... عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1 : 28/15 وعنه في بحار الأنوار 71: 22/280 ، حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن أسباط والحجال أنهما سمعا الرضا (علیه السّلام)... وفي قصص الأنبياء للراوندي (رحمه الله) بتفصيل : 176/163 وعنه في بحار الأنوار 78: 3/345، أخبرنا الشيخ أبو المحاسن مسعود بن علي بن محمد الصوابي، عن علي بن عبد الصمد التميمي ، عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني، عن ابن بابويه... وباقي السند كما في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام). قصص الأنبياء للجزائري : 530 .
2- رواه في الخصال: 89/391 وعنه في بحار الأنوار 59 :24/ ذيل حديث 5 و 76: 79/ ذیل حدیث 21 و 140 / ذیل حدیث 2 و 89: 14/346 ، حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال : حدثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن (علیه السّلام).... عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 20/252 وعنه في وسائل الشيعة 2: 2/81 و 7 : 7/366 وبحار الأنوار 59: 15/23 و 62: 23/115 و 76: 2/140 و 89: 346 / ذیل حدیث ،14 ، حدثنا أبي (رضي الله عنه) ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ... وباقي السند كما في الخصال. من لا يحضره الفقيه 1 : 342/131 وعنه في وسائل الشيعة 2: 81 ذيل حديث 2 و 7 :366/ ذيل حدیث 7 ،مكارم الأخلاق : 55 من الخصال وعنه في بحار الأنوار 59: 31/ ذیل حدیث 14 و 76: /79 ذيل حديث ،21، الجامع للشرائع : 30 ، عوالي اللآلي 4: 25/13 .

[10/481 ] - وقال : لا يجتمع المال إلا بخمس خصال: ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص غالب ، وقطيعة الرحم ، وإيثار الدنيا على الآخرة (1).

[ 11/482 ] - وقيل له : إنّ أهل بيتك يتعاطون أموراً قبيحة فلو نهيتهم عنها ، قال : لا أفعل فالنصيحة خَشِنةٌ (2).

[ 12/483] - وقال : لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه وسنّة من نبيّه وسنّة من وليّه ؛ فأما السنّة من ربِّه فكتمان سره، قال الله تعالى:( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ) (3)، وأما السنة من نبيّه فمداراة الناس، قال الله تعالى آمراً نبيه بمداراتهم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَن الْجَاهِلِينَ ﴾ (4) ، وأمّا السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء، وقال الله تعالى : ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ﴾ (5)(6).

ص: 347


1- رواه في الخصال: 29/282 ، عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 13/250 وعنهما في وسائل الشيعة 17: 4/34 و 21 : 1/560 وبحار الأنوار 73: 5/138 وعن العيون في مشكاة الأنوار: 470 بإسقاط السند ، حدّثنا أحمد بن هارون الفاميّ ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بطة ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن بزيع، قال سمعت الرضا (علیه السّلام)... كشف الغمة 86:3
2- رواه في علل الشرائع 2: 17/581 عيون أخبار الرضا(علیه السّلام) 2: 38/261 وعنهما في بحار الأنوار 100: 25/76 وعن العيون في وسائل الشيعة 16: 7/129 وعن العيون في بحار الأنوار 49: 19/232 ، أبي(رحمه الله) ، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبان بن الصلت ..... كشف الغمة 86:3 .
3- الجن : 26-27 .
4- الأعراف: 199 .
5- البقرة : 177 .
6- رواه الكليني (رحمه الله) في الكافي 2: 39/241 وعنه في وسائل الشيعة 15: 30/93 وبحار الأنوار 24: /39 ذیل حدیث 17 و 67 : 281 ذيل حديث 5 عليّ بن محمّد بن بندار ، عن إبراهيم بن إسحاق، عن سهل بن الحارث، عن الدلهاث مولى الرضا(علیه السّلام)، قال : سمعت الرضا (علیه السّلام)... الأمالي للصدوق(رحمه الله) : 8/408 وعنه في وسائل الشيعة 15: 193/ ذيل حديث 30 وبحار الأنوار 24 :16/39 و 67 : 5/280 ، حدّثنا علي بن أحمد بن موسى قال : حدثنا محمّد بن أبي عبد الله الكوفيّ ، عن سهل بن زياد الآدمي، عن مبارك مولى الرضا (علیه السّلام)عن الرضا (علیه السّلام)... الخصال: 7/82، عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 9/232 وعنهما في بحار الأنوار 75: 2/68 و 71/417 وعن العيون في وسائل الشيعة 15 : 193/ ذيل حديث 30 وبحار الأنوار 24 :17/39 و 67 : 281/ ذیل حدیث 5، حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدّثني سهل بن زياد عن الحارث بن الدلهات مولى الرضا (علیه السّلام)... صفات الشيعة : 37 ، أبى (رحمه الله) ، عن محمّد بن يحيى العطار، عن سهل بن زياد.... معاني الأخبار : 1/184 وعنه في بحار الأنوار 75: 69/ ذيل حديث 2 و 418/ ذيل حديث 71، حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ... وباقي السند كما في الأمالي . وانظر :التمحيص: 67: 159 وعنه في مستدرك الوسائل 2: 20/424 و 9 :5/37، تحف العقول: 442 روضة الواعظين: 422، مشكاة الأنوار: 158، المحتضر : 74، كشف الغمّة 3: 84، أعلام الدين: 111.

[13/484 ] - وقال : إنّ نوحاً لما ركب السفينة أوحى الله إليه : إن خفتَ الغرق فهللني ألف مرة ثمّ سلني النجاة أُنجيك ومن معك من الغرق ، قال : عصفت الريح فلم يأمن نوح الغرق وأعجلته الريح فقال بالسريانية: هلوليا ألفاً ألفاً، يا ماريا أتقن ، فاستوى القَلْس (1) واستمرت السفينة ، فقال نوح : إن كلاماً نجّاني الله به من الغرق لَحَقيقٌ أن لا يفارقني، فنقش في خاتمه «لا إله إلا الله يا رب أصلحني»(2).

[14/485 ] - وكان من دعاء الرضا (رضي الله عنه) :

« اللّهمّ كَما سَتَرْتَ عَلَيّ ما أعلمُ فاغْفِر لي ما تَعْلَم، وكما وَسعَنِي عِلمُك

ص: 348


1- القَلْس: حبل غليظ من حبال السفينة. وأراد باستوائه ارتفاعه.
2- انظر بتفصيل في : الأمالي للصدوق (رحمه الله): 542/ ذيل حديث 5 وعنه في بحار الأنوار 93: 2/205، الخصال: 335/ ذيل حديث 36 وعنه في بحار الأنوار 11 :285 / ذيل حديث 1 ومستدرك الوسائل 3: 5/303 ، عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 60 / ذيل حديث 206 وعنه في بحار الأنوار 11: 62/ ذيل حدیث 1 و 1/285 و 75: 13 و 93: 2/205 .

فلْيَسَعْنِي عَفْوُكَ، وكما ابْتَدَأْتَنِي بالإحسانِ فأتْمِمْ نِعْمَتَكَ بالغُفران، وكما أكرَمْتَنِي بمعرفتك فاشتعفها بالغُفرانِ ، وكما عَرَّفْتَنِي توحِيدَكَ فأَلْزِمْنِى طَواعِيتِكَ، وكما عَصَمْتَنِي ممّا لم [أكن](1) أعتَصِمُ منه إلا بعصمتِكَ فاغْفِر لي ما لو شِئتَ عَصَمْتَنِي منه ، یا جَوادُ ياكريم يا ذا الجلال والإكرام»(2) .

[15/486] - وكان جلوسه في الصيف على حصير، وفي الشتاء على مِسحٍ ، لُبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزيّن لهم(3).

[16/487] - وكان إذا خلا جمع حشمه حوله يُحدِّثهم ويأنس بهم ويُؤنسهم .

[17/488 ] - ويقول في سجدة الشكر بعد الظهر مائة مرة: «شكراً لله»، وبعد العصر مائة مرة : «حمداً لله»(4).

[ 18/489] - وكان يبدأ في دعائه بالصلاة على محمّد وآله، ويكثر من ذلك في الصلاة وغيرها (5).

[ 19/490 ] - وكان يُكثِرُ بالليل فى فراشه تلاوة القرآن ، وإذا مرَّ بآية فيها ذكر جنّة

ص: 349


1- مابين المعقوفتين أثبتناه من المصادر .
2- راجع : إقبال الأعمال 2 : 73 وعنه في بحار الأنوار 98: 216 ذيل حديث 3 ومستدرك الوسائل 10: 25/4 ، وانظر: ذیل تاریخ بغداد 4: 139 ، سير أعلام النبلاء 9: 389 .
3- رواه في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 1/192 وعنه في وسائل الشيعة 5: 3/53 وبحار الأنوار 49: 1/89 و 79: 7/300 و 1/321 ، حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي بنيسابور سنة اثنتين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، قال : حدّثنا عون بن محمّد، عن أبي عباد.... مكارم الأخلاق : 117، مناقب آل أبي طالب 3 :470 ، إعلام الورى 2: 64 ، كشف الغمة 3: 110، الفصول المهمة 2 : 999 نور الأبصار : 312 .
4- انظر : عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 194 / ذيل حديث 5 وعنه في وسائل الشيعة 4: 55/ ذيل حديث 24 وبحار الأنوار 49: 92 ذيل حديث 7 و 85: 208 ذیل حدیث 25 و 87 :85 ذیل حدیث 4.
5- راجع عيون أخبار الرضاء(علیه السّلام) 1: 496/ ذيل حديث 5 وعنه في وسائل الشيعة 7: 17/96 وبحار الأنوار 49: 94 ذيل حديث 7 و 85: 33/ ذیل حدیث 23 .

أو نار بكى وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار، وكان إذا قرأ : ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ ) قال سرّاً: أحد أحد ، فإذا فرغ منها قال: «كذلك الله ربنا» ثلاثاً.

وكان إذا قرأ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) قال في نفسه : « يا أيها الكافرون»، فإذا فرغ قال :ربي الله وديني الإسلام ثلاثاً .

وكان إذا قرأ: ( وَالتّين ) قال في آخرها : «بلى وأنا على ذلك من الشاهدين».

وكان إذا قرأ: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قال في آخرها: «سبحانك اللهم وبلى وبلى ».

وكان إذا قرأ: ( سَبِّح أسمَ رَبِّكَ الأعْلَى ) قال سراً: «سبحان ربي الأعلى».

وكان (1) إذا قرأ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) قال سراً: «لبيك اللهم لبيك» (2).

فصل [ في أكله التمر ، وبعض أحاديثه ، وفي مكتوبة بكرمند ، وشهادته ، وفضل زيارته (علیه السّلام)]

[20/491] - وقال الرضا (علیه السّلام) : إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأكل التمر بشهوة، فقيل له في ذلك ، قال : «نعم ، نحن قوم تمريّون وأعداؤنا النبيذيّون» (3).

[ 21/492] - وقال: قال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : يقول الله تعالى:

«ولاية عليّ حصني فمن دخل حصنى أمن من عذابى»(4).

ص: 350


1- قوله : (وكان) لم يرد في «م».
2- انظر: عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 196/ ذيل حديث 5 وعنه في وسائل الشيعة 6: 5/216 وبحار الأنوار 49: 94/ ذیل حدیث 7 و 76: 5/193 و 85: 33 ذیل حدیث 25 و 92: 3/210 و 2/217 ومستدرك الوسائل 4 :2/266 .
3- راجع الكافي 6: 6/345 وعنه في وسائل الشيعة 25: 3/136 وبحار الأنوار 49: 23/102 .
4- رواه الصدوق(رحمه الله) في الأمالي : 9/306 ، عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 38/146:1، معاني الأخبار :1/371 ، جامع الأخبار للسبزواري: 8/52 وعنهم في بحار الأنوار 39: 1/246 ، حدّثنا أحمد بن الحسن القطاّن ، قال : حدّثنا عبد الرحمن بن محمّد الحسني ، قال : حدّثني محمّد بن إبراهيم بن محمّد الفزاري، قال: حدّثني عبد الله بن يحيى الأهوازي، قال: حدّثني أبو الحسن علي بن عمرو ، قال : حدّثنا الحسن بن محمد بن جمهور ، قال : حدّثني علي بن بلال، عن علي بن موسى الرضا ،عن موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب(علیهم السّلام) ، عن النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، عن جبرئيل، عن إسرافيل ، عن اللوح ، عن القلم، قال الله تبارك و تعالى ... مناقب آل أبي طالب 2: 296 ، تأويل الآيات 1: 83/93 مشارق أنوار اليقين : 33، مناقب علي بن أبي طالب لابن مردویه : 47/72 ، شواهد التنزيل 1: 170 .

[ 22/493] - وكان الرضا (علیه السّلام) ينشد كثيراً:

اعذر أخاك على ذنوبة *** واستُرُ وغَطٌ عَلى عُيُوية

واصبِرْ على بَهْتِ السَّفِي ***ه وللزَّمانِ على خُطُوبه

ودَعَ الجَوابَ تَفَضُّلاً *** وكل الظُّلُومَ إلى حَسِيية (1)

ص: 351


1- رواه في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام)1: 4/189 وعنه في بحار الأنوار 5/110:49 و 74: 18/92، حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال : أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن الفضل المعروف بابن الخباز سنة أربع عشرة وثلاثمائة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن أحمد الثابت ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسين كاتب أبي الفياض، عن أبيه .... بشارة المصطفى: 80/130، أخبرنا الشيخ الأمين أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن (رحمه الله) في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عند باب الوداع ، قال : حدّثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله جعفر بن محمّد بن عباس الدوريستي بالمشهد المقدّس بالغري على ساكنه السلام في شعبان سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة و هو متوجه إلى مكّة للحج ، قال : حدّثني أبي محمّد بن أحمد قال : حدثني الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدّثني أبي، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه ... إعلام الورى 2 :69 ، الدر النظيم : 684 كشف الغمة 3: 62 و 119 ، ذیل تاریخ بغداد 4 :137 الفصول المهمة 2 :980 ، نور الأبصار : 209 ، الاتحاف بحبّ الأشراف: 62 .

[23/494 ] - وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين القاضي: رأيت في النوم رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، قلت : أولادك من أبرٌ منهم ؟ قال : أبرار كلّهم (1)، منهم من جاءني مسموماً ومنهم من جاءني مقتولاً، ومنهم من جاءني عطشان، ومنهم من جاءني مظلوماً.

قلت: فقبر من أزور ؟

قال : من هو أقرب إليك.

قلتُ: أقربهم إليّ علي بن موسى .

قال : قل صلى الله عليه، وخرج من فمه ضوء كضوء القمر.

قلت: صلّى الله عليه .

قلت: عِظني.

قال: كن حسيباً لنفسك تقیّاً مُحبّاً .

فقلت: عرفت التُقى ، فما المحبّة والحسيب ؟

قال : كُن حسيباً لنفسك، تقيّاً بعَمَلِكَ، مُحبّاً لأهل بيتي وأنت من المشفّعين(2).

[24/495] - وبكر مند ((3) - قرية ينقل منها الإِثْمِد من قرى نواحي إصفهان - خطّ للرضا (علیه السّلام) يكرمه أهلها وهم مخالفون ، يخرج إليها الناس ويرونَه ، وحديثه : إنّه لمّا

ص: 352


1- کذا في النسختین ، و لعلّ الاصحّ : «برّهُم کُلُّهُم»
2- رواه الصدوق(رحمه الله) في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 313/ 5 وعنه في بحار الأنوار 49: 5/329، حدّثنا أبو علي محمّد بن أحمد بن محمّد بن يحيى المعادي النيسابوري ، قال : حدّثنا أبوالحسن عليّ بن أحمد بن علي البصري المعدل ، قال : رأى رجل من الصالحين .
3- في المستدرك: (كومند) ، وكرمند : قال عبد الله بن حبان في طبقات المحدثين بإصبهان 1: 161 ، و من خواص إصفهان رستاق كاشان في قرية يقال لها: كرمند فيها معين يخرج منه ماء غزير، ويسقى منه زروع القرية، ويشربه الناس والبهائم ، وما يفضل منه ينصب إلى جدول فيتحوّل حجارة [ أخبار إصبهان 1: 33]

مرّ عليها الرضا(علیه السّلام) اكترى منها بعيراً من إنسان إلى خراسان، فلما أراد المكاري الانصراف قال : يابن رسول الله ، اكتب لى شيئاً يكون لى شرف الدنيا والآخرة، فكتب على رقّ:

«كُن مُحبّاً لآل محمّد وإن كنتَ فاسقاً، وكن محبّاً لمحبّيهم وإن كانوا فاسقين »(1).

[25/496] - وعن أبى الصلت الهروي : قال لي الرضا (علیه السّلام): غداً أدخل إلى هذا الرجل فإن خرجتُ مُغطّى الرأس فلا تكلّمني ، قال : فدخل من الغد الغلام وقال : أجب أمير المؤمنين ، فقام حتى دخل عليه وأنا أَتبعه، وبين يديه طبق عليه عنب وبيده عنقود قد أكل بعضه، فلما بصر بالرضا (علیه السّلام) وثب إليه فعانقه ثم ناوله العنقود :قال كُل منه ، قال الرضا (علیه السّلام): تعفينى فيه ، قال : لابد لعلك تتهمني ؟

فأكل منه ثم ناوله فأكل منه الرضا (علیه السّلام) ثلاث حبّات ثم رمى به وقام فقال المأمون : إلى أين ؟ قال : إلى حيث وجّهتني.

ص: 353


1- راجع : سلوة الحزين: 49/23 و 50 وعنه في بحار الأنوار 69: 253 ومستدرك الوسائل 12 :2/232 وقال الراوندي في السلوة: ومن شجون الحديث أنّ هذا المكتوب هو الآن عند بعض أهل كرمند قرية من نواحينا إلى إصفهان ما هي ووقعته : أن رجلاً من أهلها كان جمالاً لمولانا أبي الحسن (علیه السّلام). وقد كتب في هامش «أ» على حسب ما قرأناه: مر الرضا مسافراً بکرمند *** فاکتری بعيراً من إنسان ذي فرند إلى خراسان وقد طالت بلدة *** فأراد المكاري الإنصراف عنده قال اكتب لي شرف الدنيا والآخرة *** فكتب الإمام على الرق بالآخرة كن محبّاً لمحمّد وآل محمد *** وان كنت فاسقاً وفي غير سُؤدَد وأحبّ من أحبهم من الأحبّاء *** وإن كانوا فاسقين ببعض الأدواء قلائد عند نظام لآلىء الأخبار *** كأنهنّ الياقوت والمرجان للأخيار وقال المحدّث النوري في خاتمة المستدرك 1: 241 وذكر القطب الراوندي في دعواته : إن المكتوب الذي كتبه مولانا الرضا (علیه السّلام) لجماله الذي حمله إلى طوس لمّا استدعاه منه ليتبرك به ، وكان من أهل كرمند هو موجود إلى الآن. ونقل(رحمه الله) ما في المكتوب، وهو خبر شريف.

وخرج مُغطّى الرأس ، فلم أُكلّمه حتى دخل الدار ونام على فراشه ، ودخل عليه في الحال محمّد ابنه شاب ّحسن الوجه قطط الشعر ، فلما نظر إليه الرضا (علیه السّلام) ضمّه إلى صدره ... إلى آخر الخبر (1).

[26/497] - ولمّا بلغ قرب القرية الحمراء قيل : يابن رسول الله ، ما معنا ماء وقد زالت الشمس ، فبحث بيده الأرض فنبع منها ماء توضأ هو ومن معه وأثره باق إلى الآن (2).

[ 27/498] - فلما بلغ سناباد استند إلى الجبل فقال : « اللهم أنفَع به وبارك فيما يجعل فيه وفيما يُنحت منه »، ثمّ أمر فنُحت له قدورٌ من ذلك الجبل وقال : لا يُطبخ ما أكله إلّا فيها ، وكان خفيف الأكل (3).

[ 28/499] - ثم دخل القبّة التي فيها قبر هارون وخط بيده وقال : ألا (4) هذه تُربتي وفيها أدفن ، وسيجعل الله هذا المكان مُختلف شيعتي، والله لا يزورني منهم زائر

ص: 354


1- رواه الصدوق(رحمه الله) في الأمالي: 760 ذيل حديث ،17 ، عيون أخبار الرضا(علیه السّلام) 1: 272/ ذيل حديث 1 وعنهما في بحار الأنوار 301:49 / ذيل حديث 10 ومدينة المعاجز 7: 159/ ذيل حديث 146 ، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، قال : حدّثني علي بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن أبي الصلت الهروي .... الثاقب في المناقب: 490 ذیل حدیث ،4 إعلام الورى 2: 82 کشف الغمّة 3: 121 ، مشارق أنوار اليقين : 148 .
2- رواه الصدوق (رحمه الله) في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 137/ 1 وعنه في وسائل الشيعة 3: 515 / 1 و بحار الأنوار 49: 125 / 1 و 66: 3/404 ومدينة المعاجز 7: 132 / 136 ، حدّثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الأنصاري ، قال : حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي ..... ألقاب الرسول وعترته : 67 ، الثاقب في المناقب : 2/145، مناقب آل أبي طالب 3: 455، العقد النضيد : 31 .
3- انظر الاستخراجات في الحديث السابق إلا كتاب الثاقب في المناقب .
4- قوله : ( ألا) لم يرد في «أ».

إلا أوجب الله له غفران ذنبه بشفاعتنا ، ثمّ صلّى ركعات ودعا بدعوات، فلمّا فرغ سجد سجدة طويلة أحصينا له فيها خمسمائة تسبيحة ، ثم انصرف (1).

[29/500] - وروى رجل من أهل مصر اسمه حمزة أنّه كان في ليلة في مشهد الرضا (علیه السّلام) وكان يصلي إلى أن أعيا، فأسند يمينه ليستريح فرای مواجه وجهه مكتوباً :

سَرَّهُ أَن يَرَى قَبْراً بِرُؤْيَتِهِ *** يُفَرْجُ اللَّهُ عَمَّنْ زارَهُ كُرَبَة

فَلْيَأْتِ ذا القَبرَ إِنَّ اللهَ أَسْكَنَهُ *** سُلالةً مِن رَسُولِ اللهِ مُنْتَجَبَهُ (2)

ص: 355


1- انظر الاستخراجات في الحديث السابق إلا كتاب الثاقب في المناقب .
2- رواه في عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 4/313 وعنه في بحار الأنوار 49 :4/328 ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم بن محمّد بن الفضل التميمي الهروي، قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن القهستاني .... الدر النظيم : 688 ، العدد القوية : 24/294 وعنه في بحار الأنوار 49: 17/337 ، كلاهما عن كتاب المنتقى.

ص: 356

الباب الحادي عشر فى ذكر محمد التقى عليه السّلام

فصل [ في عبادته ، ودعائه ، وقضاء دين أبيه ، وجوده ، وكتاب أبيه إليه ،وعداوة المعتصم له (علیه السّلام) ]

ص: 357

ص: 358

أختصر من هاهنا ذكر محاسنهم فإنهم جميعاً ذرية بعضها من بعض، وكان للتقى (علیه السّلام) ولمن بعده من أبنائه(علیهم السّلام)حجج الله محاسن أفعال ومكارم أخلاق كما ذكرنا لآبائهم (علیهم السّلام).

[1/501 ] - عن الحسين بن النيسابوري (1): رأيته بموقف عرفة يمد يديه جميعاً فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض فما رأيت أحداً كان أقدر منه على ذلك (2).

[2/502 ] - وقال عبد الله بن عبد الرحمن (3) : إنّه قال: ألا أعلمك دعاء ندعو به

ص: 359


1- في «م» بعد كلمة : ( ابن ) بياض بقدر كلمة ، وفي إقبال الأعمال القاسم بن الحسين النيسابوري .
2- راجع: إقبال الأعمال 2: 73 وعنه في بحار الأنوار 98: 215 ومستدرك الوسائل 10: 1/23، بإسنادنا إلى محمّد بن الحسن بن الوليد بإسناده إلى القاسم بن الحسين النيسابوري ....
3- راجع: إقبال الأعمال 2: 73 وعنه في بحار الأنوار 98: 215 ومستدرك الوسائل 10: 1/23، بإسنادنا إلى محمّد بن الحسن بن الوليد بإسناده إلى القاسم بن الحسين النيسابوري ....

نحن أهل البيت إذا أحزننا أمر أو تخوَّفنا من السلطان أمراً لا قِبلَ لنا به؟ قلت: بلى قال: قل:

«يا كائناً قَبْلَ كُلِّ شيءٍ ، ويا مُكوِّنَ كلّ شيءٍ ، ويا باقياً بعد كلّ شيءٍ، صَلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وافعل بي كذا وكذا»(1).

[3/503] - وعن المطرفيّ (2): مضى الرضا (علیه السّلام) ولي عليه أربعة آلاف درهم ، فقلت في نفسي : ذَهَبَتْ ، فأرسل إلي أبو جعفر الثاني (علیه السّلام) : إذا كان غداً فائتني ومعك ميزان وأوزان ، فدخلت عليه فقال : مضى أبو الحسن ولك عليه أربعة آلاف درهم ؟

قلت: نعم فرفع المصلّى الذي كان تحته فإذا تحته دنانير فدفعها إليّ (3).

ص: 360


1- رواه في الكافي 2: 13/560 ، محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عمر بن عبد العزيز، عن أحمد بن أبي داود، عن عبد الله بن أبي داود، عن أبي جعفر (علیه السّلام)... مهج الدعوات: 175 وعنه في بحار الأنوار 95: 284 ذیل حدیث 8، قائلاً: وجدته في أصل من كتب أصحابنا عن عبّاس بن عامر ، عن ربيع ، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر (علیه السّلام)... المصباح للكفعمي(رحمه الله) : 247
2- جاء ذكره في جميع المصادر بالفصل بين «المطر » و « في» ، ولعل هو القاضي أبو أحمد إبراهيم بن المطرف بن الحسين المطرفي، الذي جاء في طرق كتاب الأربعون حديثاً لمنتجب الدين روى فيه عن أبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، وروى عنه السيد أبو الفضل ظفر بن الداعي بن مهدي العلوي العمري الاستر آبادي، أوهذا الشخص أحد أحفاده كما هو ظاهر من طبقته [الأربعون حديثاً لمنتجب الدين: 92].
3- رواه الكليني(رحمه الله) في الكافي 1 :11/497 وعنه في بحار الأنوار 50: 29/54 ومدينة المعاجز 7: ،38/310 ، عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال وعمرو بن عثمان ، عن رجل من أهل المدينة، عن المطرفي ... الإرشاد 2: 292 وعنه في بحار الأنوار 50: 29/54 ، أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد، عن محمّد بن يعقوب ... وباقي السند كما في الكافي. روضة الواعظين : 243 ، الخرائج والجرائح 1: 7/378 وعنه في بحار الأنوار 54:50 / ذيل حديث 29 ، إعلام الورى 2: 99 عن الكليني(رحمه الله) وعنه في بحار الأنوار 50: 29/54 ، مناقب آل أبی طالب 4: 391 كشف الغمة :3: 153 عن الإرشاد.

[4/504] - ومرّ رجل بأبي جعفر (علیه السّلام) وقال : أعطني على قدر مروءتك ، قال : لا يسعني ، قال : على قدر مروءتي.

قال : أما ذا فنعم، ثم قال يا غلام أعطه مائتي دينار (1).

[5/505] - وعن الحسين المكاري (2): دخلت على أبي جعفر (علیه السّلام) ببغداد وهو على ما كان من أمره، فقلت في نفسي هذا رجل لا يرجع إلى وطنه أبداً [ وأنا أعرف مطعمه ] ، قال : فأطرق رأسه ثم رفعه وقد اصفر لونه، فقال: یا حسین ، خبز شعير وملح جريش في حرم رسول الله أحبُّ إلي مما تراني فيه(3).

[6/506] - وعدا رجل إلى محمد التقي (علیه السّلام) يريد العلم ، فقال :

عش موسراً إن شئتَ أو مُعْسِراً *** لابُدَّ في الدنيا من الهم

وكُلَّما زادَكَ مِنْ نِعْمَةٍ *** زادَ الَّذي زادَكَ في الغَم

إنِّي رَأَيتُ النَّاسَ في دَهْرِهِمْ *** لا يَطلُبُونَ العِلْمَ لِلْعِلْمَ

ص: 361


1- راجع: كشف الغمة 3 :161 ، وفي مناقب آل أبي طالب 3: 470 وعنه في بحار الأنوار 49: 100 ذيل حديث 16 ذكرها للإمام الرضا (علیه السّلام) .
2- الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري، أبو عبد الله ، كان وأبوه وجهين في الواقفة، وكان الحسين ثقة في حديثه، ذكره أبو عمرو الكشي في جملة الواقفية ، له كتاب نوادر كبير [لاحظ : رجال النجاشي: 78/38 نقد الرجال 2: 8/73] .
3- راجع الخرائج والجرائح 1: 11/383 وعنه في بحار الأنوار 50: 25/48 قائلاً: ما روي عن محمّد بن أورمة، عن الحسين المكاري .... ومختصراً في الصراط المستقيم 2: 7/200 .

إِلَّا مُباهاةً لأَصْحَابِهِمْ *** أَوْ لِلْخُصُوماتِ وللظُّلم (1)

[7/507] - عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع (2) : سألت أبا جعفر الثاني (علیه السّلام) : أَن يأمُرَ لي بقميص من قُمُصه لكفني، فبعث به إلي، فقلت: كيف أصنع ؟ قال : انزع إزراره(3).

[ 8/508] - وعن البزنطي (4): قرأت كتاب الرضا (علیه السّلام) إلى أبي جعفر (علیه السّلام):

ص: 362


1- انظر كنز الفوائد : 241 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 352 و 36: 175 و 52: 336، وردت هذه القضيّة في المصادر لرجل خرج في طلب الحديث فوجد رقعة ملقاة فأخذها ، فلما أصبح نظر فيها فإذا فيها هذه الأبيات.
2- محمد بن إسماعيل بن بزيع، أبو جعفر مولى المنصور أبي جعفر ، وولد بزيع بيت منهم حمزة بن بزيع، كان من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم كثير العمل، له كتب منها كتاب ثواب الحج وقال محمّد بن عمر الكشي: كان محمّد بن إسماعيل بن بزيع من رجال أبي الحسن موسى (علیه السّلام) وأدرك أبا جعفر الثاني (علیه السّلام) . وقال حمدويه عن أشياخه : إن محمّد بن إسماعيل بن بزيع وأحمد بن حمزة كانا في عداد الوزراء، وكان علي بن النعمان وصى بكتبه لمحمّد بن إسماعيل، وسأل عنه عن علي بن الحسن فقال : ثقة ثقة عين [لاحظ : رجال النجاشي: 893/330، اختيار معرفة الرجال 2: 514 و 835 ، الفهرست للطوسي (رحمه الله) : 20/215 و 121/236 ، رجال الطوسي (رحمه الله): 121/236 : 31/344 و 6/364 و 6/377].
3- رواه في اختيار معرفة الرجال :2 450/514 وعنه في وسائل الشيعة 3 : 21/12 و 50/ ذيل حدیث 1 وبحار الأنوار 81 :16/324 ، علي بن محمّد ، قال : حدّثني بنان بن محمّد، عن علي بن مهزيار ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، قال : سألت أبا جعفر (علیه السّلام).... تهذيب الأحكام 1: 53/304 وعنه في وسائل الشيعة 3: 1/50 بإسناده إلى سعد بن عبد الله. عن أحمد بن محمّد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا جعفر (علیه السّلام)... قال العلامة المجلسي(رحمه الله) في بيان الحديث: يدل على أن كراهة الأكمام إنما هي في الأكفان المبتدئة ، كما ذكر الأصحاب ، وعلى رجحان نزع الأزرار، وظاهر الأصحاب الاستحباب وعلى استحباب أخذ القميص من الإمام (علیه السّلام) للكفن تبرّكاً ، بل من مطلق الصلحاء أيضاً.
4- أحمد بن محمّد بن عمرو بن أبي نصر البزنطي، مولى السكوني، كوفي، ثقة جليل القدر ، لقى الرضا وأبا جعفر (علیهما السّلام) وكان عظيم المنزلة عندهما ، له كتاب الجامع وكتاب النوادر وکتاب نوادر آخر ، قال الشيخ في كتاب الغيبة : كان واقفاً ثم رجع [لاحظ : رجال النجاشي: 180/75 ، رجال الطوسي : 33/332 و 2/351 و 5/373] .

«بلغني أن الموالي إذا ركبتَ أخرجوك من الباب الصغير، إنما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيراً، فأسألك بحقي عليك أن لا يكون مدخلك ومخرجك إلا من الباب الأكبر ، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحدٌ إلا أعطيته ، ومن سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين ديناراً والكثير إليك ، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين ديناراً والكثير إليك ، إنّما أريد أن يرفعك فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتاراً » (1). [9/509] - وعن ابن أورمة (2) قال : إن المعتصم دعا بجماعة من وزرائه فقال: اشهدوا لي على محمّد بن علي بن موسى زوراً، واكتبوا (3) أنه أراد أن يخرج ، قال :

ص: 363


1- رواه في الكافي 4: 5/43 وعنه في وسائل الشيعة 9: 1/463 وبحار الأنوار 102:50 ذيل حديث 16، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً، عن ابن أبي نصر ، قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا (علیه السّلام)إلى أبي جعفر(علیه السّلام)... عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 1: 20/11 وعنه في وسائل الشيعة 9: 463/ ذيل حديث 1 وبحار الأنوار 50: 16/102 و 96: 24/121 ، حدّثنا أبي ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قالا : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ... وباقي السند كما في الكافي. مشكاة الأنوار: 409 .
2- في الخرائج : (أرومة) وفي البحار : (أوربة) وهو محمّد بن أورمة أبو جعفر القمي، له كتب مثل كتب الحسين بن سعيد، قال أبو جعفر بن بابويه : محمد بن أورمة طعن عليه بالغلوّ ، فكل ما كان كتبه مما يوجد في كتب الحسين بن سعيد وغيره فإنّه معتمد علیه ویفتی به قال ابن الغضائري : اتهمه القميون وحديثه نقي لا فساد فيه، ذكره الشيخ في أصحاب الرضا (علیه السّلام) وأيضاً فيمن لم يرو عنهم [لاحظ رجال النجاشي: 891/329، رجال الطوسي (رحمه الله) : 76/367 و 112/448].
3- من هنا إلى أوائل الباب الثالث عشر ساقط من «أ».

ثم دعا به فقال : إنك أردت أن تخرج علَيّ ؟ فقال : والله ما فعلت شيئاً من هذا فقال : إن فلاناً وفلاناً شهدوا عليك ، وأحضروا ، فقالوا: نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك ، وكان في بَهو (1) جالساً ، فرفع أبو جعفر (علیه السّلام)يده فقال :

«اللهم إن كانوا كذبوا عليّ فخذهم».

قال : فنظرنا إلى ذلك البهو يرجف ويذهب ويجيء، فكلما قام واحد منهم وقع فقال له المعتصم يابن رسول الله ، إنّي تائب مما قلتُ فادع ربّك أن يسكّنه ، فقال :

«اللهم سكّنه إنّك تعلم أنهم أعداؤك وأعدائي» فسكن (2).

[10/510 ] - عن ميسرة ، عن محمد بن الوليد الكرماني (3)، قال : أتيت أبا جعفر بن الرضا فوجدت بالباب الذي فى الفناء قوماً كثيراً، فعدلت إلى مسافر وجلستُ إليه حتّى زالت الشمس، فقمنا إلى الصلاة، فلما صلينا الظهر وجدتُ حِسّاً من وراثي فالتفتُ فإذا أبو جعفر (علیه السّلام) ، فصرتُ إليه حتى قبلت يده، ثم جلس وسأل عن مقدمي ، ثم قال : سلّم ، قال : جعلت فداك قد سلّمتُ ، فأعاد القول ثلاث مرات سلّم ، وقلت : ذاك ما قد كان في قلبي منه [شيء ]، فتبسم وقال: سلّم، فتداركتها وقلتُ سلّمتُ ورضيت يابن رسول الله، [فأجلى الله ] ما كان في قلبي حتى لو جهدتُ ورمت لنفسي أن أعود إلى الشك ما وصلت إليه .

فعُدتُ من الغد باكراً فارتفعت عن الباب الأول وصرتُ قبل الخيل وما ورائي

ص: 364


1- قال العلامة المجلسي (رحمه الله) في بيان الحديث : قال الجوهري : البهو البيت المقدّم أمام البيوت.
2- راجع الخرائج و الجرائح 2 :18/670 وعنه في بحار الأنوار 50: 18/45 ومدينة المعاجز 7: 83/382، الثاقب في المناقب : 9/524 وعنه في مدينة المعاجز 7: 383/ ذیل حدیث 83 .
3- محمد بن الوليد بن الخزاز الكرماني، عده الشيخ والبرقي من أصحاب الجواد (علیه السّلام) ، وحسّنه العلامة [لاحظ : رجال الشيخ: 21/378، خلاصة الأقوال: 443/ الفائدة التاسعة ، معجم رجال الحديث 18: 11964/333].

أحد أعلمه وأنا أتوقع أن أجد السبيل إلى الإرشاد إليه، فلم أجد أحداً حتى اشتدّ الحرّ والجوع جداً، حتى جعلت أشرب الماء أطفئ به حرّ ما أجد من الجوع والخواء، فبينا أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل خُواناً عليه طعام وألوان، وغلامٌ آخر معه طشت وإبريق حتَّى وُضِعَ بين يدي وقالا : أَمَرَكَ (1) أن تأكل، فأكلتُ ، فما فرغت حتى أقبل (علیه السّلام) ، فقمت إليه فأمرني بالجلوس والأكل، فأكلتُ، فنظر إلى الغلام فقال : كُل معه يَنْشَط ، حتّى إذا فرغتُ وأخذ الغلام فتات الطعام قال (علیه السّلام) : مَه مَه ما كان في الصحراء فدعهُ ولو فخذ شاة، وما كان في البيت فالتقطه .

ثم قال : سَل ، قلت : ما تقول في المسك ؟

فقال : إِنَّ أبي أمر أن يُعمَل له مسك في بان (2)، فكتب إليه الفضل (3) يُخْبِرُهُ أنّ الناس يعيبون ذلك عليك، فكتب :

«يا فضل، أما علمت أن يوسف كان يلبس ديباجاً مزروراً بالذهب، ويجلس على كراسيّ الذهب، فلم يَنْقُصْ من حكمته شيئاً ذلك، وكذلك سليمان (علیه السّلام)».

قال: [ثم قلتُ :] ما لمواليك في موالاتهم ؟

فقال : إن أبا عبد الله (علیه السّلام)كان له غلام يخدمه، فقال للغلام رجل ذو مال: سله لأكون له مملوكاً مكانك ومالي كله لك وأنا أخدمه، فذهب الغلام إلى الصادق(علیه السّلام) وقال له: ساق الله إلى خيراً وذكر حديث الرجل ، فقال : إن رغب الرجل فينا قبلناه وأرسلناك ، وأنا أنصحك إذا كان يوم القيامة كان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) متعلقاً بنور الله ، وكان أمير المؤمنين متعلقاً ب- [نور ] (4) رسول الله، وكان الأئمة متعلقين بأمير المؤمنين ،

ص: 365


1- في النسختين : ( نأتيك ) ، والمثبت عن الخرائج والجرائح .
2- البان: شجر يؤخذ من حبّه دهن طيّب.
3- هو الفضل بن سهل ذو الرئاستين.
4- ما بين المعقوفتين أثبتناه من الخرائج .

وكان شيعتنا متعلّقين بنا يدخلون مدخلنا ويردون موردنا ، الخبر بتمامه (1).

[11/511 ] - وعن محمّد بن سهل الحميري: كنتُ أسمع أبا جعفر الثاني (علیه السّلام) في الشهر الذي قُبض فيه يكثر التَمَثَّل بهذا :

تَسَمَّع فإنَّ الصَّوْتَ يُؤْذِنُ بالمَوْتِ *** وبادِر بساعاتِ التَّقى ساعة القوتِ

فإن كنتَ لا تدري متى أَنْتَ مَيّتٌ *** فإنَّكَ تَدْرِي أَنَّهُ لابُدَّ مِنْ مَوْتِ

ص: 366


1- راجع الخرائج والجرائح 1: 17/388 وعنه في بحار الأنوار 3/87:50 و 79: 15/303، الهداية الكبرى : 308 وعنه في حلية الأبرار 4 :3/470 و مستدرك الوسائل 1: 1/421 ، وعنه ، عن محمّد بن يحيى الفارسي، عن علي بن حديد عن عليّ بن مسافر ، عن محمد بن الوليد بن يزيد...... وانظر: الكافي 6: 4/516 وعنه في وسائل الشيعة 3: 3/146 وبحار الأنوار 49: 25/103، من لا يحضره الفقيه 3: 4257/356 وعنه في وسائل الشيعة 24 :2/376 ، الدر النظيم : 715 ، مکارم الأخلاق: 141 وعنه في بحار الأنوار 66: 14/430 .

الباب الثاني عشر في ذكر النقى عليه السّلام

فصل [ في طعامه ، وكلامه على بعض وكلائه ، وبعض مواعظه ، ودعائه ، وخروجه (علیه السّلام) إلى سرّ من رأى ]

ص: 367

ص: 368

[1/512] - عن أحمد بن هارون (1): دخلت على علي بن محمد العسكري (علیهما السّلام) يوماً فدعا بالمائدة فلم يكن عليها بقل، فأمسك يده ثم قال لغلامه : أما علمت أني لا آكل على مائدة ليس عليها خُضَرُ، فذهب فجاء بالبقل فمد يده وأكل وأكلتُ معه (2)، ثمّ أكثر من الحلواء وقال : نحن وشيعتنا خُلقنا من الحلاوة فنحن نحبّ الحلواء(3).

ص: 369


1- أحمد بن هارون بن موفّق المدائني ( المديني ) روى عن أبيه ، وروى عنه سهل بن زياد، ولعل هو أحمد بن هارون بن موفّق مولى أبي الحسن كما جاء في أسانيد بصائر الدرجات [ بصائر الدرجات : 349].
2- انظر : المحاسن 2 : 651/507 وعنه في وسائل الشيعة 24: 420 ذيل حديث 2 وبحار الأنوار 66: 2/199 ، الكافي 6: 1/362 وعنه في وسائل الشيعة 24: 2/419، مكارم الأخلاق : 176 وعنه في بحار الأنوار 66: 199 ذيل حديث 2.
3- رواه في المحاسن 2: 126/408 وعنه في بحار الأنوار 66: 3/285، عنه ، عن سهل بن زياد، أحمد بن هارون بن موفّق المدائني ، عن أبيه ... و 2 : 651/507 وعنه في بحار الأنوار 66: 2/199، بعين السند. الكافي 6: 1/321 وعنه في وسائل الشيعة 25: 1/72، عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ... وباقي السند كما في المحاسن . و 6 :1/362 وعنه في وسائل الشيعة 24: 2/419 وبحار الأنوار 66: 44/425 ، بعين السند.

[2/513] - وعن أحمد بن محمّد المعروف بالزيديّ (1): دخلت على أبي الحسن العسكري (علیه السّلام) فقلت: دخلت بعض البلدان ورأيت وكلاءك فمنهم قوم يتحرجون أن يمسوا الدرهم مخافة أن تَسْوَدَّ أيديهم منه ، ورأيت قوماً لا يبالون ما نالوا من أموالكم.

قال: إن لنا وكلاء قد ائتمناهم على دمائنا فهم الحريّ أن يؤدوا الأمانة في أموالنا ، ولنا وكلاء إذا خفنا سطوتهم سلطناهم على أموالنا فأولئك شرُّ خلق الله .

[3/514] - وعن أبي محمد الفحّام (2) ، عن المنصوري، عن عمّ أبيه ، عن أبي الحسن ، عن آبائه عن علي (علیه السّلام) : قال النبي(صلّی الله علیه و آله و سلّم) : «من أدّى [للّه ](3) مكتوبة فله في إِثْرَها دعوة مستجابة » (4).

ص: 370


1- أحمد بن محمد المعروف بالزيدي ، ذكره الشيخ في أصحاب الرضا (علیه السّلام) ، وقال السيد الأمين : والزيدي كأنه نسبة إلى أحد أجداده لا إلى المذهب، والظاهر أنه نسبة إلى الزيدية قرية من سواد بغداد [لاحظ : رجال الشيخ : 34/353 ، أعيان الشيعة 3: 367/111].
2- أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن داود الفحام ، أو ابن الفحّام ، ويلقب بأبي محمّد، ويلقب بالسرّ من رائي أو السامريّ ، كان من مشايخ الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، كما يظهر من كتابه الأمالي ، توفي سنة 408ه.
3- ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصادر .
4- رواه في الجعفريات : 222 وعنه في مستدرك الوسائل 5 : 3/28 ، أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد ، قال : حدّثني موسى بن إسماعيل ، قال : حدّثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب (علیهم السّلام)، قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عيون أخبار الرضا 1 : 22/33 وعنه في وسائل الشيعة 6: 432 / ذيل حديث 10 وبحار الأنوار 13/207:2 و 85: 7/321، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن علي بن الشاه الفقيه المروزيّ بمرو الرود في داره ، قال : حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد الله النيسابوري ، قال : حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة ، قال : حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين، قال : حدّثني علي بن موسى الرضا (علیه السّلام) سنة أربع وتسعين ومائة ، وحدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور ، قال : حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمد الخوري، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني ، عن الرضا علي بن موسى (علیه السّلام)، وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ ، قال : حدّثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفرّا، عن علي بن موسى الرضا (علیه السّلام)، قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدّثني أبي جعفر بن محمد قال : حدّثني أبي محمد بن عليّ ، قال : حدّثني أبي علي بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدّثني أبي علي بن أبي طالب (علیهم السّلام) عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)... صحيفة الرضا (علیه السّلام) : 10/84 وعنه في بحار الأنوار 85: 7/321 . الأمالي للمفيد (رحمه الله): 1/117 وعنه في بحار الأنوار 93: 8/344 ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي ، قال : حدثنا أبو جعفر محمّد بن عبد الله بن علي العلوي الزيدي، قال: حدثنا الرضا علي بن موسى(علیهما السّلام) .... الأمالي للطوسي (رحمه الله) : 12/596 وعنه في وسائل الشيعة 6: 10/431 و7: 10/66 وبحار الأنوار 85: 321 ذيل حديث 8، وعنه ، قال : أخبرنا جماعة، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ... وباقي السند كما في الطريق الثاني من العيون. جامع الأخبار : 7/184 ، أعلام الدين: 216 ، مشكاة الأنوار : 304 ، سلوة الحزين: 21 / 43 ، مجموعة ورّام: 395 .

[4/515] - قال الفحّام : رأيت عليّاً (علیه السّلام) في النوم فسألته عن الخبر ، فقال : صحيح ، إذا فرغت من المكتوبة فقل وأنت ساجد:

«اللّهمّ بِحقُّ مَنْ رَواهُ وبحقِّ مَنْ رُوي عنه صَلِّ على جَمَاعَتِهم وافعل بي کیت وکیت»(1).

ص: 371


1- راجع من أوّل الحديث السابق إلى هنا في الأمالي للطوسي(رحمه الله) : 7/289 وعنه في بحار الأنوار 85: 8/321، أبو محمّد الفحام ، قال : حدّثني أبو الحسن المنصوري ، قال : حدّثني عم أبي ، قال : حدّثني الإمام علي بن محمد ، قال : حدّثني أبي علي بن محمّد ، قال : حدّثني أبي علي بن موسی (علیهما السّلام)... سلوة الحزين (الدعوات) : 44/21 وعنه في بحار الأنوار 86: 34/218 و 93: 14/347 ومستدرك الوسائل 5: 8/136، وأخبر الشيخ أبو جعفر النيشابوري، عن الشيخ أبي علي ، عن أبيه الشيخ أبي جعفر الطوسي ... وباقي السند كما في الأمالي مجموعة ورّام: 487 ، عدّة الداعي: 58 . وقال العلامة المجلسي في بيان كلام ابن الفحّام الضمير في رواه لعلّه راجع إلى هذا الخبر، فيحمل اختصاص الدعاء بهذا الراوي، ولا يبعد أن يكون المراد الاستشفاع بالأئمة لا بهذا اللفظ، بل بما ورد في سائر الأدعية بأن يقول : بحق محمّد وعلي ... إلى آخره، لأنهم داخلون فيمن روى هذا الخبر وروي عنه ، وفي بعض الكتب بدون الضمير فيعم. وقال الجوهري: قال أبو عبيدة : يقال: كان الأمر كَيت وكَيت بالفتح ، وكِيت وكِيت بالكسر، والتاء فيها هاء في الأصل فصارت تاء في الوصل.

[5/516] - وقال أبو الحسن العسكري (علیه السّلام) : هذا دعاء كثيراً ما أدعو به:

«يا عُدّتي عند العُددِ ، ويا رجائي والمُعْتَمَد ، ويا كَهْفي والسند، [ويا واحد يا أحد ](1) و يا قُل هُوَ الله أحد، أسألك بحقِّ من خلقت من خَلقك ولم تجعل في خلقك أحداً مِثْلهم ، صَلّ على جماعتهم (2) وافعل بي كيت وكيت».

وسألت الله أن تستجيب لمن دعا به في مشهدي (3).

[6/517] - وقال : قال الصادق (علیه السّلام): إذا كان لك صديق فَوُلّي ولاية فأصبتَهُ على ما كان لك قبل ولايته فليس بِصَدِيقِ سُوءٍ (4) .

ص: 372


1- مابين المعقوفتين أثبتناه من المصادر.
2- في «م»: (صلّ على محمد وآل محمد جماعتهم ) ، والمثبت عن مصادر التخريج .
3- رواه الطوسي (رحمه الله) في الأمالي : 76/280 و 286 / ذيل حديث 2 وعنه في بحار الأنوار 127:50 ذيل حديث 5 و 95 : 4/156 و 102 : 2/59 و مستدرك الوسائل 10: 2/363، ابن الفحام ، قال : حدّثني المنصوري ، قال : حدّثني عمّ أبي .... سلوة الحزين: 116/49 وعنه في بحار الأنوار 95: 156 ذيل حديث 4 ، بشارة المصطفى : 215 عدة الداعي : 57 ، مصباح الزائر وعنه في بحار الأنوار 66/102 ، مهج الدعوات: 271 وعنه في بحار الأنوار 95 :20/166 ، وفي بحار الأنوار 95: 150/162 عن كتاب العتيق الغروي.
4- راجع : الأمالي للطوسي (رحمه الله): 71/279 وعنه في وسائل الشيعة :12: 124 ديل حديث 12 وبحار الأنوار 74: 10/176 و 75: 25/341 ، بالسند المذكور آنفاً.

[7/518] وقال : قال : من صَفَت له دنياه فاتّهمه في دينه (1).

[8/519 ] - وقال : ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله : في إِثْرِ المكتوبة، وعند نزول القَطر، وعند ظهور آية معجزة لله في أرضه (2).

[9/520 ] - وقال : قال : ليس منّا من لم يلزم التقية، ولم يصُنّا عن سفلة الرعيّة (3).

[10/521] - وقال : قال : عليكم بالورع فإنّه الدين الذي نُلازمه وندين الله به ونريده ممّن يوالينا ، لا تُتبعونا بالشفاعة (4) .

[11/522] - وقال : أخرجتُ إلى سُرّ من رأى كرهاً، ولو أُخرجت عنها أُخرجتُ كُرها (5).

[12/523] - وقال : قال : ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله : دعاء الوالد لولده إذا بره ودعوته عليه إذا عقه ، ودعاء المظلوم على ظالمه ودعاؤه لمن انتصر له منه، ودعاء مؤمن لمؤمن واساه فينا ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه واضطرار أخيه إليه (6).

ص: 373


1- رواه الطوسي(رحمه الله) في الأمالي : 77/280 و 90/284 وعنه في وسائل الشيعة 3: 21/266 و 12: 124 ذيل حديث 12 وبحار الأنوار 73: 82/98 بالسند المذكور .
2- رواه الشيخ في :أماليه : 80/280 وعنه في وسائل الشيعة 7: 9/66 وبحار الأنوار 85: 8/321 ،بالسند المذكور، سلوة الحزين: 78/31 وعنه في بحار الأنوار 93: 347 ذيل حديث 14.
3- رواه الشيخ في أماليه : 81/281 وعنه في وسائل الشيعة 16 : 28/212 وبحار الأنوار 75: 14/395 بالسند المذكور، الصراط المستقيم 3: 71 .
4- رواه الشيخ في أماليه : 281 / 82 وعنه في وسائل الشيعة 15: 428 / 21 وبحار الأنوار 70: 29/306، بالسند المذكور .
5- رواه الشيخ في أماليه : 83/281 وعنه في بحار الأنوار 50: 8/129 ومستدرك الوسائل 17: 4/25 بالسند المذكور ، مناقب آل أبي طالب 3: 519 وعنه في مدينة المعاجز 7: 82/508 . وفي آخرها : قلت : لم يا سيدي ؟ قال : لطيب هوائها وعذوبة مائها وقلة دائها ، ثم قال : تخرب سرّ من رأى حتى يكون فيها خان، وبقال للمارّة، وعلامة تدارك العمارة في مشهدي من بعدي .
6- راجع: الأمالي للصدوق (رحمه الله): 79/280 وعنه في وسائل الشيعة 7: 6130 وبحار الأنوار 74: 57/72 و 23/396 و 75 : 10/310 و 93 : 6/356 ومستدرك الوسائل 15: 10/190 بالسند المذكور سابقاً، عدّة الداعي : 121 وعنه في بحار الأنوار 93 361:/ ذيل حديث 23 .

[13/524 ] - وعن موفّق (1) : أتيت أبا الحسن (علیه السّلام) فوجدته راكباً قد مضى إلى بعض حيطانه من أمواله فاتبعته فإذا فازةٌ (2) له قد ضربت على جدول نهر له فيه ماء كثير، فجلستُ أنتظره حتى وافى فقبلت يده وفخذه، وأمسك بركابه حتى نزل، وأومأتُ إلى أخذ اللجام فأبى أن يفعل ذلك غيره، وأخرجه بيده من رأس الدابة وعلّقه في بعض أطناب الفازة، وجلس وسألني عن مجيئي، فأخبرته أنّي جئتُ من وقت العصر وقد كان صار وقت المغرب، فحمحم الفَرَس ، فضحك وتكلّم بشيء بالفارسيّة ثمّ قام فرفع ثفرة من تحت ذنبه وقال له : امض، فمضى حتّى بَعْدَ عن جدول النهر، فبال وراث ورجع ، فقال لي (علیه السّلام): لم يُعط داود شيئاً إلا وقد أعطى محمّد وآل محمّد أكثر منه (3).

[14/525 ] - وعن عليّ بن جعفر : قلتُ لأبي الحسن (علیه السّلام) : أيّنا أشدّ حبّاً لدينه ؟ قال : أشدّكم حباً لصاحبه (4).

[15/526 ] - وعن ابن أورمة: قلت لأبي الحسن (علیه السّلام): ما تقول في المتعة ؟

قال: هذا دهر ،سوء، ادْعُ المرأة إلى الفجور فإن أجابتك فلا ، وإن لم تجبك إلى الزنا فهى امرأتك متعة حلال .

ص: 374


1- وهو أحمد بن هارون بن موفّق المتقدم ذكره ، كما في مصادر التخريج.
2- الفازة : مِظَلَّةٌ بعمودين.
3- انظر : بصائر الدرجات : 9/349 وعنه في بحار الأنوار 48 :66/57 ، الاختصاص : 298 وعنه في بحار الأنوار 27: 21/270 .
4- راجع : مسائل علي بن جعفر : 840/341، الخرائج والجرائح 1: 15/411 وعنه في بحار الأنوار 38/152:50 .

الباب الثالث عشر في ذكر الحسن العسكري عليه السّلام

فصل [في حاله عند جنازة أبيه ، وجوده (علیه السّلام) ]

ص: 375

ص: 376

[1/527] - عن السيّاري(1): خرج أبو محمد (علیه السّلام) في جنازة أبي الحسن (علیه السّلام) أبيه مشقوق الجيب ، فأنكر عليه ذلك ، فكتب : وقد خرج موسى بن عمران في جنازة أخيه هارون مشقوق الجيب ، وكان تحت ثوب العسكري ثوب غير مشقوق (2).

[ 2/528] - وعن علي بن الحسين بن زيد بن الحسين بن زید بن زین العابدین (3):

ص: 377


1- أحمد بن محمد البصريّ السياري ( سيّار ) ، أبو عبد الله ، الكاتب ، كان من كتاب آل طاهر في زمن أبي محمّد (علیه السّلام)، ويعرف بالسياري، ضعيف ، عده الشيخ من أصحاب الهادي والعسكري (علیهما السّلام) [راجع رجال النجاشي: 192/80 ، اختيار معرفة الرجال 2: 865 الفهرست للطوسي (رحمه الله): 66 / 8، رجال الشيخ: 384 / 23 و 3/397] .
2- انظر : من لا يحضره الفقيه 1: 511/174 وعنه في وسائل الشيعة 3: 4/274 وبحار الأنوار 82 :105ذيل حديث 53 ، إثبات الوصيّة : 235 وعنه في مستدرك الوسائل 2: 457/ ذیل حدیث 4 ،اختيار معرفة الرجال 2: 1084/842 و 1085 وعنه في وسائل الشيعة 3 :6274 و 7 و 8/275 وبحار الأنوار 5 : 3/191 و 6 و 82 :29/85 و 30 ، مناقب آل أبي طالب 3: 534 وعنه في مدينة المعاجز 7: 4 124/650 ، كشف الغمة :3: 214 وعنه في وسائل الشيعة 3 5/274 وبحار الأنوار 82: 28/85 .
3- في المصادر هكذا : (علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي ذكره الشيخ في أصحاب أبي محمد العسكري (علیه السّلام) هكذا علي بن زيد بن علي علوي، وقال النمازي : مورد عناية أبي محمد العسكري صلوات الله عليه [ رجال الشيخ: 400 / 18، مستدرکات علم رجال الحديث 5: 375/ 100035] .

صحبت أبا محمد (علیه السّلام) من دار العامة إلى منزله ، فلما صار إلى الدار أردت الانصراف فقال : أمهل ، فدخل ثمّ أذن لي فدخلت فأعطاني مائة دينار وقال : صيرها في ثمن جارية فإنّ جاريتك ماتت ، وكنت خرجت من البيت وعهدي بها أنشط ما كانت ، فمضيت فإذا الغلام يقول : ماتت جاريتك الساعة ، فقلت : ما حالها ؟ قال : شربت ماءً فَشَرِقَتْ فماتت (1). (3/529) - وأتاه بعض أصدقائه ليلاً وقال: ركبني دين وكنت أستحيي أن أذكر له كم هو ، فأعطاه أربعمائة دينار وقال : لا تسأل بالليل حاجة فإن الليل مظلم والحياء في العينين.

فلما رجع جعل يبكي، فقيل له في ذلك ، فقال : إنّما بكائي لما لم أبحث عن حاله حتى ألجأته إلى ذُلّ السؤال.

[ 4/530] - وعن أحمد بن مابنداد (2) : كنت عند الحسن العسكري (علیه السّلام) إذ دخل رجل وقال : قصدت أخاً في حاجتي فخيبني ، فكتب إليه :

«ليس في الفانية الغَرَّارة ولا في الباقية القيادة (3)، ما يقصدك أخ من إخوانك في

ص: 378


1- راجع الخرائج و الجرائح 1: 5/426 ، مناقب آل أبي طالب 3: 531 وعنهما في بحار الأنوار 50: 23/264 وعن الخرائج في مدينة المعاجز 7: 84/620 الثاقب في المناقب: 19/216 ، كشف الغمّة 3: 224 .
2- أحمد بن ،مابنداذ ،مابنداد ،مابندار ، قال النجاشي في ترجمة محمّد بن أبي بكر همام روى عنه محمد بن همام أنه قال : أسلم أبي أوّل من أسلم من أهله وخرج عن دين المجوسية وهداه الله إلى الحق ، وكان يدعو أخاه سهيلاً إلى مذهبه [لاحظ : رجال النجاشي : 373/ 1032 ، معجم رجال الحدیث 2: 769/204].
3- كذا في النسخة ، ولعلها مصحفة عن «القرّارة».

حاجة فتختيّبه ( فَاعْمَلْ إِنَّنا عَامِلُونَ ﴾(1) ، واعلم أنّ الأُخُوَّةَ الدينيةَ لَأَمَسّ من الأخوة الحقيقية، (وَ ما تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرِ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ ) (2) ، وأنفذه إليه .

[5/531 ] - وعن أبي هاشم الجعفري (3): سمعته يقول: الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتنى لا أواخذ إلا بهذا (4).

[6/532] - وقال : إنّ في الجنّة لباباً يقال له : المعروف، لا يدخله إلا أهل المعروف (5).

ص: 379


1- فصّلت: 5.
2- البقرة: 110 ، المزمّل : 20 .
3- داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، يكنى أبا هاشم الجعفري (رحمه الله) ، من أهل بغداد ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة عند الأئمة (علیهم السّلام)، شاهد أبا جعفر وأبا الحسن وأبا محمد (علیهم السّلام)، وكان شريفاً عندهم، له موقع وجليل عندهم، روى أبوه عن الصادق (علیه السّلام) [لاحظ : رجال النجاشي : 411/156 ، خلاصة الأقوال : 3/142].
4- رواه في الخصال: 83/24 وعنه في وسائل الشيعة 15: 10/313 وبحار الأنوار 73: 63/355، حدّثنا أبي (رضي الله عنه)، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير، عن أخي الفضيل عن الفضيل، عن أبي جعفر (علیه السّلام).... تحف العقول: 487 وعنه في بحار الأنوار 73: 73/358 و 78: 5/371 ، الغيبة للطوسي(رحمه الله): 177/207 وعنه في بحار الأنوار 50: 4/250 و 73: 78/359 و مستدرك الوسائل 11: 13/351، بإسناده عن سعد بن عبد الله ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سمعت أبا محمد (علیه السّلام)... الثاقب في المناقب: 9/567 وعنه في مدينة المعاجز 7 :107/639 ، الخرائج والجرائح 2: 11/688 ، مناقب آل أبي طالب 3 :538 وعنه في بحار الأنوار 50 :4/250 إعلام الورى 143:2 وعنه في بحار الأنوار 50: 251 / ذيل حديث 4 ومدينة المعاجز 7: 39/571 من كتاب ابن عياش مجموعة ورّام: 326 ، الدر النظيم : 745 ، كشف الغمة 3: 216 .
5- راجع : الثاقب في المناقب: 1/564 ، الخرائج و الجرائح 2: 12/689 وعنه في بحار الأنوار 50: 16/258، مناقب آل أبي طالب 3: 532 وعنه في بحار الأنوار 50: 16/358 إعلام الورى 143:2 عن كتاب ابن عيّاش ، كشف الغمة 3: 216 من كتاب الدلائل للحميري وعنهما في بحار الأنوار 50: 258 / ذیل حدیث 16 ، الدّر النظيم: 749 ، الفصول المهمة 2: 1082 .

[ في خبر الغيبة ]

(1)

[7/533] - وعن علي بن جعفر الهرمزاني (2) ، قال : حدّثني أبي ، قال : كنت عاملاً للسلطان في البطائح ، فبلغني لعن فارس بن حاتم وكان صديقاً لي، فاغتممت لذلك، فتركت عملي ولحقت بسر من رأى، فدخلت على علي بن محمد (علیه السّلام) ما بين العشائين فجثوتُ بين يديه، فقال لي : ما الذي جاء بك ؟

قلتُ: بلغني لعن فارس .

فقال : لعن الله ،فارساً العنه يابن جعفر وابرأ منه ، فقمتُ لأخرج، فلما صرت في الدهليز تذكرت فقلت : لعن فارساً من الفرسان أو رجلا (3) آخر اسمه فارس، والله لأرجعنّ إليه ولأسألنّ عن اسمه واسم أبيه ، فإذا الغلام قد ناداني يا جعفر ارجع فرجعتُ فقال : العن فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني(4).

فقلت يكفيني، فأقمت بسر من رأى إلى أن توفّي أبو الحسن (علیه السّلام) وحضرت جنازته ، فلمّا كان اليوم الثالث جئت أبا محمد (علیه السّلام) فوقفت بين يديه ، فقال الغلام له : خذ بيد جعفر وأدخله الدار ، فدخلت الدار فلما دخل (علیه السّلام) خلوتُ به ، فقلت له :

ص: 380


1- مابين المعقوفتين أثبتناه من هامش «أ».
2- علي بن جعفر الهرمزاني (الهرمزداني)، أبو الحسن القمّي [ خلاصة الأقوال : 28/369] ، والهرمزان ملك الأهواز .
3- إلى هنا ساقط من «أ».
4- فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني، نزيل العسكر من أصحاب الرضا (علیه السّلام)، قلّ ما روى الحديث إلّا شاذاً، وهو غالٍ ملعون فسد ،مذهبه، برئ منه ، وقتله بعض أصحاب أبي محمد (علیه السّلام) بالعسكر، لا يلتفت إلى حديثه، وله كتب كلّها تخليط ، قال الكشي : قال نصر : الحسن بن محمد المعروف بابن بابا ومحمد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني، لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمد (علیه السّلام) ، وقال في فارس بن حاتم : إنّه متهم غال [لاحظ : رجال النجاشي : 848/310، خلاصة الأقوال: 2/387، نقد الرجال 4 :1/11].

يابن رسول الله، إن مضيت فمن الحجّة علينا بعدك ولا نرى لك خلفاً ؟ فقال : أُريك الآن صاحبك .

فجلستُ حتى دخل رجل ورجلان إلى أن اجتمعنا عشرة، وكان فينا علي بن بلال (1) والعَمْري (2) ورجل آخر خير ،فاضل فقال للرجل ولعلي بن بلال : إنّي موص إليكم بوصيّةٍ وأعهد إليكم أمراً فاحفظوه عنّي، إنه لا يجوز لولي الله أن يترك ثقاته متحيرين بعده كالغَنَم لا راعي لها، وإنّي مُرِيكُمْ صاحبكم والقيم بهذا الأمر بعدي فاسمعوا وأطيعوا ، وأخبروا بذلك إخوانكم، فإنّه سيأتيكم بعد الهزاهز تَزَلْزُلُ أقدامكم فلا تَغَيَّرُوا لها .

ثم التفت إلى العمري فقال له: أنت القيم بأمر ابني غداً، ثم دعا بجارية فقال : ائتيني بفلان وسماه ، فأتت بغلام خماسي أشبه الناس بأبي محمد (علیه السّلام) ، رأيت النور يتزحزح في حُدُوثَتِهِ حَتَّى غَشَى بصري من نوره فقال: هذا صاحبكم والقيم بأمري بعدي، والحجّة عليكم بعدي ، وسيغيب عنكم فلا ترونه بعد اليوم،

ص: 381


1- علي بن بلال بن أبي معاوية ، أبو الحسن المهلبي الأزدي، شيخ أصحابنا بالبصرة، ثقة، سمع الحديث فأكثر ، وصنف كتباً [لاحظ : رجال النجاشي : 690/265، خلاصة الأقوال : 187].
2- عثمان بن سعيد العمريّ، عدّه الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الهادي (علیه السّلام) قائلاً: عثمان بن سعيد العمري ، يكنى أبا عمرو السمّان، ويقال له : الزيات، خدمه الهادي (علیه السّلام) ، وله إحدى عشرة سنة ، وله إليه عهد معروف، وأخرى في أصحاب العسكري (علیه السّلام)، قائلاً: عثمان بن سعيد العمري الزيات، ويقال له السمان يكنى أبا عمرو ، جليل القدر، ثقة، وكيله العسكري (علیه السّلام). وقال في ترجمة ابنه محمّد بن عثمان بن سعيد وكيلان من جهة صاحب الزمان (علیه السّلام)، ولهما منزلة جليلة عند الطائفة، وجاء عن الأئمة (علیهم السّلام) فيه وفي ابنه مدائح ، منها : ما روى أبو علي أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن ، قال : سألته وقلت : من أعامل أو عمّن أخذ ؟ وقول من أقبل ؟ فقال له : العمري ثقتي ، فما أدى إليك عني فعنِّي يؤدّي ، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع فإنّه الثقة المأمون [لاحظ : رجال الطوسي : 389 / 36 و 401 / 22 و 101/447 ، خلاصة الأقوال: 2/220 ، معجم رجال الحديث 12: 122 / 7604] .

يغيب غيبة طويلة يرتاب في ذلك أكثرهم إلّا أنّه لا يحتجب عنكم، إن الأمور تجري على يديه والذي لا إله إلا هو لو أن ولد فاطمة (علیها السّلام) أصابوه أو ظفروا به لكانوا أَشدَّ عَلَيْه من أعدائه ولقطعوه إربا إرباً حسداً وبغياً، وإنه سيخرج وليس في عُنُقِه لخَلْقِ بيعة ولا عهد فيظهره الله فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً.

ثم التفت إلينا فقال : احفظوا هذا عنّي وأخبروا به إخوانكم واسمعوا له وأطيعوا ، فإنّه سيأتيكم أمره وأنتم غافلون لاهون ساهون.

فقلنا: سمعنا وأطعنا فقال انصرفوا ، فخرجنا فما رأيناه بَعْدُ بأعيننا .

ص: 382

الباب الرابع عشر في ذكر صاحب الزمان عليه السّلام

فصل [ في لباسه، وطعامه ، ومسكنه ، وسيرته ، وعدله ، وحربه (علیه السّلام) مع بني أمية ]

ص: 383

ص: 384

[1/534] - عن حمّاد بن عثمان (1) حضرتُ الصادق (علیه السّلام) ، فقال له رجل: إنّ عليّاً كان يلبس الخشن وعليك اللباس الجيد !!

قال : إنّ عليّاً كان يلبس ذلك في زمانٍ لا يُنْكَرُ [عليه]، ولو لبس ذلك اليوم شُهِّرَ به ، خیر لباس [كلّ ] زمان لباس أهله، غير أن قائمنا أهل البيت (علیهم السّلام) إذا قام لبس لباس علي (علیه السّلام) وسار بسيرة علي (علیه السّلام)(2) - يعني في اللباس والطعام والاجتهاد

ص: 385


1- حمّاد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري مولاهم، كوفي ، ويلقب بالناب، كان يسكن عرزم فنسب إليها ، وأخوه عبد الله ثقتان، جليل القدر، رويا عن أبي عبد الله (علیه السّلام) ، وروى حمّاد عن أبي الحسن والرضا (علیه السّلام)، ومات حماد بالكوفة في سنة تسعين ومائة [لاحظ : رجال النجاشي: 371/143 اختيار معرفة الرجال 2: 694/670 الفهرست للشيخ: 1/115 ، رجال الشيخ: 138/186 و 2/334، 1/354 ] .
2- رواه في الكافي 1: 4/411 وعنه في بحار الأنوار 40 : 18/336 و 47 : 92/54، عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقيّ، عن أبيه، عن محمد بن يحيى الخزّاز، عن حمّاد بن عثمان ... وأيضاً: 6: 15/444 وعنه في وسائل الشيعة 5: 7/17 والفصول المهمّة 3: 1/308 وحلية الأبرار: 3/216، أحمد بن محمّد ... وباقي السند كما في السابق.

وفي العبادة وقتال أعداء الله -.

[2/535] - وسئل موسى بن جعفر (علیهما السّلام): إذا قام القائم أين يكون مسكنه ؟

قال : بالكوفة في مسجد السهلة (1).

فقيل : ما سيرته ؟

قال سيرة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)(2).

قيل : فما يركب ؟

قال : أفرهُ دابّة، [لا تكون ] قدماه إلّا في الحرب.

قيل : فما لباسه وطعامه ؟

قال: ألين لباسه الكرابيس، وأطيب طعامه خبز شعير بالملح وألين فراشه التراب ، وأطيب طيبه الماء، يراعي النجوم ساجداً وراكعاً.

[3/536] - وقال الباقر (علیه السّلام) - في قوله : ( فَلَمَّا أَحَشُوا بَأْسَنَا ) إلى آخر الآيتين(3)- : ذلك إذا قام [القائم ](4)يبعث إلى بني أمية بالشام ، فيهربون إلى الروم ، فيقول لهم [الروم ](5): لا ندخلكم الروم حتى تتنَصَّروا فيتنصّرون ويعلّقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم ، فإذا نزل أصحاب القائم بحضرتهم طلبوا الأمان والصلح، فيقولون : لا نفعل حتّى تدفعوا إلينا مَنْ عندكم منا ، فيدفعونهم إليهم وذلك قوله :

ص: 386


1- انظر : تهذيب الأحكام 3: 252 / 12 ، الكافي 3: 2/495، الغيبة للطوسي(رحمه الله) : 471 / 488، الإرشاد 2 : 380، كشف الغمّة 3: 463 ، سرور أهل الإيمان : 42/63، منتخب الأنوار المضيئة: 334 .
2- انظر: روضة الواعظين: 265 ، الإرشاد 2: 382 وعنه في بحار الأنوار 52: 337 / ذیل حدیث 78، إعلام الوری 2 :288 .
3- الأنبیاء : 12 - 13 .
4- عن الكافي.
5- ما بين المعقوفتين أثبتناه من الكافي .

(لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) ، ويسألهم عن الكنوز وهو أعلم بها منهم فما زالوا يقولون: ﴿ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ *... حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ ) (1) بالسيف (2).

[4/537] - وقال : إذا قام قائمنا قسّم بالسويّة، وعدل في الرعيّة ؛ فمن أطاعه أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله ، وتجتمع إليه أموال الدنيا كلها من بطن الأرض وظهرها، ويقول للناس : هذا ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم عليه الدم الحرام وركبتم فيه محارم الله ، فيعطي شيئاً لم يُعْطِهِ أحدٌ ،قبله ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلما .

وإنّما سمّي المهديّ لأنّه يهدي لأمر خفي، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكيّة، فيحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بالفرقان(3).

ص: 387


1- الأنبياء: 14 - 15 .
2- ورواه في تفسير العياشي 2: 60 ، تفسير القمي 2: 68 وعنه في بحار الأنوار 51: 5/46 ، الكافي 8: 15/51 وعنه في بحار الأنوار 52: 180/377 ، علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون ، عن بدر بن الخليل الأسدي ، قال : سمعت أبا جعفر (علیه السّلام).... وانظر: مختصر بصائر الدرجات: 200 ، منتخب الأنوار المضيئة : 36.
3- رواه النعماني (رحمه الله) في الغيبة : 26/242 وعنه في بحار الأنوار 52: 103/350 ، أخبرنا علي بن الحسين ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، قال : حدّثنا محمد بن حسان الرازيّ ، قال : حدّثنا محمّد بن علي الصيرفيّ ، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن شمر عن جابر، قال: دخل رجل على أبي جعفر الباقر (علیه السّلام)... شرح الأخبار 3: 1378/397 وروى شريك بن عبد الله ، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (علیه السّلام)... دلائل الإمامة: 55/466 أخبرتي أبو الحسين محمّد بن هارون بن موسى، عن أبيه ، قال : حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد النهاوندي ، قال : حدّثنا أبو محمّد عبد الكريم، عن أبي إسحاق الثقفيّ ، قال : حدّثنا محمّد بن سليمان النخعي، قال: حدّثنا السري بن عبد الله ، قال : حدّثنا محمّد بن علي السلميّ، عن أبي جعفر محمد بن علي (علیه السّلام)... علل الشرائع 1 :3/161 وعنه في بحار الأنوار 51 :2/29 ، حدّثنا أبي (رحمه الله) ، قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عبد الله بن المغيرة عن سفيان بن عبد المؤمن الأنصاريّ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ... شرح الأخبار 3: 397، سرور أهل الإيمان: 111 / 91 و 114 / ذيل حديث 94 وعنه في بحار الأنوار 390:50 - 391/ ذیل حدیث 212 .

فصل [في خروجه وقضاياه ، وما يظهر من سيرته وعدله (علیه السّلام) ]

[5/538 ] - عن سدير (1)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): يبيت القائم (علیه السّلام) ليلة يريد [أن ] يخرج فيها وهو من أخوف الناس، فإذا كان من السحر نُكِتَ في أذنه وأمر بالخروج ، وذلك قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ )(2) ، قال : فيخرج ومعه خاتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسلاحه ويلحق بمكّة ، فإذا دخل قال له أهل مكّة : ما أَقْدَمَك علينا يابن فاطمة ؟ فيقول : ليس عليكم منّي بأس، قال بعضهم لبعض: اقتلوه قبل أن يقتلكم أو يجني عليكم جناية، فيقول: لا تقتلوني ولكن أجعل بيني وبينكم علامة فإن كانت وإلا فاقتلوني ، فيقولون: ما تلك العلامة ؟ فيقول : يوافيني اليوم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أصحاب بدر ، قالوا : فإن لم يكن ذلك ؟ قال : فإن لم يكن ذلك فاسفكوا دمي، فينزل فيقوم يومه في ذلك المسجد يأتيه الرجل

ص: 388


1- سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي، يكنى أبا الفضل ، من الكوفة ، مولى، من أصحاب علي بن الحسين والباقر و الصادق (علیهم السّلام) [لاحظ : رجال الطوسي(رحمه الله) : 4/114 و 15/137 و 232/223، نقد الرجال 2: 1/299] .
2- المدّثّر: 8 .

والاثنان والثلاثة فيكاد أن يؤتى بالحُجَّاب (1) قبل أن يتوافوا، فيسجد سجدة(2) فما يرفع رأسه من السجود حتّى يتوافوا جميعاً، فيبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويقول : أنتم سُرّاق [بيت ] الله .

ثمّ يسير من مكة إلى المدينة فيخرج الأعرابيين من قبريهما فيصلبهما على خشبتين، ويُولّي على المدينة والياً من قبله، فإذا سار من المدينة على ثلاث مراحل وثب أهل المدينة على عامله فيقتلونه (3)، ورَدُّوا الرَّجُلَين [ فيخرجهما ثانية ](4) فيحرقهما بالنار (5).

ثم يخرج إلى ناحية الكوفة فيستقبل منها من القرى أربعة آلاف سيف شعارهم: يا لثارات الأول والثاني، فيقولون: يا ولد فاطمة (علیها السّلام)، لا نريدكم، فيضع فيهم السيف فلا يبقي منهم أحداً.

ثمّ يمضي إلى ناحية الشام في طلب بني أُميّة، فإذا صار من الكوفة على مرحلتين خرجت عليه خارجة برميلةِ الدسكرة، فيوجه إليهم رجلاً في عدتهم فيقتلهم عن آخرهم ، فلا يكون بعدهم خارجة (6) .

ص: 389


1- أي ليضربوا العنقه (علیه السّلام).
2- في النسختين ( فيخرجه احدا) بدل ( فيسجد سجدة ) ، والمثبت من عندنا أخذاً من المعنى.
3- انظر تفسير العياشي 2: 62 / ذيل حديث 49 ،سرور أهل الإيمان : 98/ 75 و 76/99، تأويل الآيات : 51/467 .
4- زيادة من عندنا للإيضاح .
5- انظر : عيون أخبار الرضا (علیه السّلام) 2: 61 ذیل حدیث 27 ،كمال الدين : 253 وعنه في بحار الأنوار 622:31 / ذيل حديث 110 و 36: 245 ذيل حديث 54 و 52 : 379 ذيل حديث 185 ، الهداية الكبرى : 401 ، دلائل الإمامة : 455 / ذيل حديث 39 ، المحتضر : 163 وعنه في بحار الأنوار 36: 246 / ذیل حدیث 54 ،مختصر بصائر الدرجات: 187 ، سرور أهل الإيمان : 45/65 و 66 / ذيل حديث 46 ، منتخب الأنوار المضيئة: 337 .
6- انظر: الزهد : 104 وعنه في بحار الأنوار 7: 284/ ذيل حديث 9، الغيبة للطوسي (رحمه الله) : 475 ذیل حدیث 498 ، سرور أهل الإيمان: 47/67 و 69 / ذيل حديث 49، منتخب الأنوار المضيئة : 342 .

ويمضي إلى الشام فيهرب بنو أميّة إلى الروم فيتبعهم ، فإذا نزل على شاطئ نهر قسطنطينية خرج إليه الروم فيهم الملك ، فيقولون ما تريد يا بن محمد ؟ قال : أريد هؤلاء الذين هربوا فصاروا إليكم، فيقولون: هذا كتاب محمد بيننا وبينكم فيقول رضيت، فيخرج كتاب بين يديه فيعرفه ويقبله ويضعه على عينيه ويقول : هذا إملاء رسول الله وخط علي وفيه : لا تُؤووا لنا عدواً، وإن استعنا بكم على قتال عدوّكم فلنا عليكم ،النصر، هذا كتاب رسول الله فيه كذا وكذا، فأخرجوا إلينا عدوّنا، فيرجعون إلى بني أُميّة فيقولون : أخرجنا إليه كتاب أبيه نبيكم فوجدنا فيه لا تُؤووا لنا عدوّاً، فيقول بنو أُميّة فإنّا نَتَنَصَّر، فيغمسون في المعمودية (1) ويعلقون الصليب في أعناقهم ويأكلون لحم الخنزير، فينصرف إليه الروم في جمع كثير فيقولون: إن القوم قد دخلوا في ديننا لا سبيل عليهم، نحن نمنعهم بأنفسنا ، فيناجزهم القتال فيقتل منهم مقتلة عظيمة، فينادون : لا حاجة لنا (2) بهم، ويضع السيف في أهل الروم فيفتح بلادهم ، فيفتح مدينة رومية وديلمة، يقسم الفيء بين أصحابه كيلاً بالصاع (3).

[ 6/539] - وأوّل ما يظهر من عدل القائم بمكّة أن ينادي مناديه: ليسلّم أهل النافلة لأهل الفريضة الحجر [ الأسود والطواف ](4).

ص: 390


1- التعميد نوع من التغسيل عند النصارى، وهو من فرائض الكنيسة ، ومن اغتسل به تحققت نصرانيته، والمعمودية اسم ذلك الماء.
2- في النسختين : (لي)، والمثبت من عندنا .
3- انظر : سرور أهل الإيمان : 81/104 وعنه في بحار الأنوار 52: 388 / ذیل حدیث 206، تفسیر العياشي 2 : 60.
4- رواه الكليني في الكافي 4 :1/427 وعنه في وسائل الشيعة 13: 328/ 1 وبحار الأنوار 52 :374 /169 ، محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمّد بن هلال، عن أحمد بن محمّد، عن رجل عن أبي عبد الله(علیه السّلام) .... من لا يحضره الفقيه 2: 525 / 3132 وعنه في وسائل الشيعة 13: 329 / ذیل حدیث 1 ، الجامع للشرائع : 332 .

[ 7/540] - وقال : إذا اختلف سيفا ولد العبّاس ، فَمِنْه (1) إلى أن يرجع الحقّ إلى أهله ألف يوم ومائة يوم وخمسة وتسعون يوماً، وفيما بين ألف يوم وخمسة وتسعين يوماً [فتن ] كقطع الليل المظلم (2)، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً (3)، وتخرج المرأة إلى مصلاها وترجع قد مسخت .

[8/541] - وسأله المعلى بن خنيس : أيسير القائم بخلاف سيرة علي (علیه السّلام)؟ فقال: نعم، وذلك أن علياً (علیه السّلام)سار بالمنّ والكفّ لأنه علم أن شيعته سيُظْهَرُ عليهم من بعده ، وإن القائم إذا قام سار فيهم بالبسط والسبي، وذلك أنه يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً (4).

ص: 391


1- أي من ذلك الوقت.
2- انظر: الكافي 8: 285/224 ، الغيبة للنعماني: 43/278 ، كمال الدين : 14/652 ، الأمالي للمفيد : 45 / 5 وعنه في بحار الأنوار 51: 3/135 .
3- انظر : الكافي 1: 8 و 2: 2/418 وعنه في بحار الأنوار 69: 17/225.
4- رواه النعماني (رحمه الله) في الغيبة : 16/237 وعنه في بحار الأنوار 52: 111/353 ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، قال : حدّثنا عليّ بن الحسين، عن محمّد بن خالد عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن بن هارون بياع الأنماط ، قال : كنت عند أبي عبد الله (علیه السّلام)الله جالساً فسأله المعلى بن خنيس ..... علل الشرائع 1 : 1/210 وعنه في بحار الأنوار 33: 654/443 ، أبيه (رحمه الله)، حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون... وباقي السند كما في كتاب الغيبة. الأصول الستة عشر أصل درست بن أبي منصور : 164 وعنه في مستدرك الوسائل 8: 16/315 و 11 : 8/58، تهذيب الأحكام 6 :2/154 وعنه في وسائل الشيعة 15: 3/77 .

[9/542] - وعن أبي سعيد الخراساني (1)، عن الصادق (علیه السّلام) [قال ]: قال أبو جعفر : إذا قام القائم بمكّة وأراد أن يتوجّه إلى الكوفة نادى منادٍ : ألا لا يحمل أحد تكم طعاماً ولا شراباً، ويحمل هو معه حجر موسى بن عمران (علیه السّلام) الذي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً ، فلا ينزل منزلاً إلّا نصبه فانبعثت منه العيون؛ فمن كان جائعاً شبع، ومن كان ظمآن روي ، فيكون زادهم حتّى ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة، فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء اللبن دائماً ؛ فمن كان جائعاً شبع ومن كان عطشان روي (2).

[10/543 ] - وقال محمّد بن الحسن الصفّار (3)في كتاب بصائر الدرجات عن

ص: 392


1- أبو سعيد الخراساني، ذكره الشيخ في أصحاب الرضا(علیه السّلام) وقال : مجهول [ رجال الطوسي (رحمه الله: 18/370 ].
2- رواه في بصائر الدرجات : 54/188 ، حدّثنا محمّد بن الحسين عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي سعيد الخراساني، عن أبي عبد الله (علیه السّلام)... الكافي 1: 3/231 وعنه في بحار الأنوار 13: 20/185، محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين ... وباقي السند كما في بصائر الدرجات. الغيبة للنعماني (رحمه الله) : 29/244 ، أخبرنا محمّد بن همّام و محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور العمي، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن سليمان بن سماعة، عن أبي الجارود ،عن أبي جعفر محمد بن علي (علیه السّلام)... كمال الدين: 17/670 وعنه في بحار الأنوار 52: 37/324 ، حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود..... راجع بعينه في الخرائج والجرائح 2: 1/69 وعنه في بحار الأنوار 52: 67/335، سرور أهل الإيمان : 73 / 54 .
3- محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار ، مولى عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله بن السائب بن مالك بن عامر الأشعري، أبو جعفر الأعرج، كان وجهاً في أصحابنا القمّيّين، ثقة، عظيم ،القدر، راجحاً ، قليل السقط في الرواية، له كتب ، ذكره الشيخ في أصحاب أبي محمد (علیه السّلام) قائلاً: له إليه مسائل يلقب ممولة، توفّي بقم سنة تسعين ومائتين (رحمه الله) [لاحظ : رجال النجاشي: 948/354، الفهرست للشيخ: 36/220 ، رجال الشيخ : 16/402].

محمد بن الحسين (1) ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم (2)، عن أبي سلمة (3)، قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (علیه السّلام) - وأنا أسمع - حروفاً من القرآن ليست على ما يقرؤونها ، فقال له أبو عبد الله: مه يا هذا ، كُفَّ عن هذه القراءة واقرأ كما يقرأ هؤلاء حتّى يقوم قائمنا، فإذا قام قرأ كتاب الله كما أنزل جديداً، وأظهر (4) المصحف الذي كتبه أمير المؤمنين(علیه السّلام) بخطه (5)، وأخرجه (6)إلى الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال (7) لهم : هذا كتاب الله كما أنزل على رسول الله وقد جمعته كما أمرني (8)بين اللوحين ، فقالوا له : إنّ (9) عندنا مصحفاً جامعاً فيه القرآن لا حاجة لنا

ص: 393


1- محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، أبو جعفر الزيات الهمداني ، واسم أبي الخطاب زيد ، جليل من أصحابنا ، عظيم القدر، كثير الرواية، ثقة، عين، حسن التصانيف، مسكون إلى روايته ، له كتب ، ذكره الشيخ في أصحاب الجواد و الهادي والعسكري (علیهم السّلام) ، مات سنة اثنتين وستين ومائتين [لاحظ : رجال النجاشي: 897/334 الفهرست للشيخ: 22/215 ، رجال الشيخ: 31/379 و 23/391 و 8/402].
2- في بصائر الدرجات (أبي (نجران) وما في المتن مطابق للكافي، وهو عبد الرحمن بن محمّد بن أبي هاشم البجلي، أبو محمّد، جليل من أصحابنا ثقة ثقة ، له كتاب نوادر [لاحظ : رجال النجاشي : 623/336 ، نقد الرجال 3: 61/54] .
3- سالم بن أبي سلمة الكندي، السجستاني، حديثه ليس بالنقي ، وإن كنا لا نعرف منه إلا خيراً ، له كتاب [لاحظ : رجال النجاشي: 509/190 ، نقد الرجال 2 :4/294] .
4- في بصائر الدرجات (على حدّه وأخرج) بدل من (كما أنزل جديداً وأظهر).
5- في بصائر الدرجات ( علي (علیه السّلام) بدل من :( أمير المؤمنين (علیه السّلام) بخطه).
6- في بصائر الدرجات: (وقال : أخرجه علي (علیه السّلام)) .
7- في بصائر الدرجات: (حيث فرغ منه وكتبه فقال) .
8- قوله : ( كما أمرني) لم يرد في بصائر الدرجات.
9- في بصائر الدرجات: (هو ذا) بدل من : (له إنّ).

في مصحفك هذا (1) ، فقال لهم عليّ (علیه السّلام): أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا إلا حيث تكرهون، إنما كان عليّ أن أُخبركم بما وصّاني به حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين جمعته كما أمرني لتقروا بما فيه (2) فإذا أبيتم ذلك فأنتم وخَلاكُمْ ذَمٌّ (3)(4) .

تم المختصر .

ص: 394


1- في بصائر الدرجات: (فيه) بدل من : (في مصحفك هذا).
2- في البصائر والكافي : ( التقرؤوه ) بدل : ( التقروا بما فيه) .
3- لعل الإمام (علیه السّلام) قال ذلك على سبيل التهكم ، أو أن في العبارة تقديماً وتأخيراً، وحقها أن تكون: «لتقرّوا بما فيه وخلاكم ذم ، فإذا أبيتم فأنتم وشأنكم».
4- من قوله : (إلّا حيث) إلى هنا في بصائر الدرجات: (أبداً إنما كان عليّ أن أخبركم به حين جمعته لتقرؤوه). راجع بصائر الدرجات: 3/193 وعنه في بحار الأنوار 92: 28/88 ومستدرك الوسائل 4: 3/226، بالسند المذكور في المتن. الكافي 2 : 633 /23 وعنه في وسائل الشيعة 6: 1/162 والفصول المهمة 3: 1/314، محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين ... وباقي السند كما في البصائر المذكور في المتن.

الفهارسُ الفنيّة

فهرس الآيات القرآنية

فهرس الآيات القرآنية

فهرس الأحاديث

فهرس الآثار

فهرس الأعلام

فهرس الطوائف والقبائل والفرق

فهرس الأماكن والبلدان

فهرس الوقائع والأيّام

فهرس الأشعار

فهرس الكتب الواردة في المتن

فهرس المصادر

فهرس المحتويات

ص: 395

ص: 396

الآية ...السورة / الآية ... الصفحة

(أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أن تَخْشَوْهُ...)...التوبه:13...144

(أَضَاعُوا الصَّلاةَ ...)...مریم:59...328

(أطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ...)النساء : 59...248

(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ...)...المائدة : 50...143

(أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ ...)آل عمران : 83...311

(أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ ...)...يونس : 35...146

(ألا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكن ...)...البقرة : 12...146

(ألا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّم...)...التوبة : 49...143

(الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَ أَحَلُوا ...)...إبراهيم : 28 - 29...330

(الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن ...)...الرعد:21...319

(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ ...)...البقرة:274...173

(اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ...)...الأنعام : 124...270

ص: 397

الآية...السورة الآية...الصفحة

(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْل سَاجِداً ...)...الزمر : 9...167

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ...)... مريم : 96-98...242

(إن اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ...)...آل عمران : 37...124

(إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ...)...الغاشية : 25 - 26...326

(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن...)...المزمل : 20...88

(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيْتُونَ...)...الزمر : 30...110

(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ...)...الأحزاب : 33...272

(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ...)...النحل : 23...245

(إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ ...)...الأنعام:15 و...92

(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ ...)...الملك : 1-2 ...307

(تلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا ...)...المؤمنون: 104 - 108...262

(تُؤْتِي أُكْلَهَا كُل حِينٍ ...)...إبراهيم : 25 ...134

(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ ...)...الأعراف : 199...345

(ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ...)...آل عمران : 34 ...305

(و رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ...)...النمل : 19 و ...139

(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ...)... الأعراف : 146...330

(سلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد: 24...95

(سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ...)... الحج : 25 ...325

(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى ....)...الجن : 26 - 27...345

(عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَفَ وَ مَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ...)...المائدة : 95...249

(فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ...)...المدثر : 8...386

ص: 398

الآية...السورة / الآية...الصفحة

(فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ...)...فصلت : 5 ...377

(فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً ... )...الكهف : 81 ...315

(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيد...)...النساء : 41...90

(فَلَمَّا أَحَبُّوا بَأْسَنَا ...)...الأنبياء : 12 - 13 ...384

(فَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي...)مریم: 5-6...144

(قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بأَيْدِيكُم ...)... التوبة : 14...144

(قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدّة ...)... الشورى 23...271

(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي ...)... الأعراف : 32...278

(كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا ...)... إبراهيم : 24...134

(كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكَاً دَكَا ...)...الفجر : 21-23...92

(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ...)... الانبياء : 35...110

(لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُترفتُمْ ...)...الأنساء : 14 - 15...385

(لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي...)... الأنفال : 48...248

(ولا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ...)...البقرة : 286...175

(لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَن سَخِطَ...)...المائدة : 80...146

(لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيَّا ...)...مریم:27...143

(ولَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ...)...التوبة : 128...143

(وَلَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ... البيئة : 1...330

(مَن اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ... )...آل عمران: 97...326

(مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ...)...الأعراف : 32...339،287

(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ...)...الإسراء : 26...271

ص: 399

الآية ...السورة / الآية ...الصفحة

(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ...)...المائدة : 96 و...96

(وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ ...)...النساء : 1...144

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ ...)...مریم:54 ...77

(وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ...)...ق : 41 ...90

(وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ...)...الحجر : 99 ...156

(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ...)... الإنفال : 47...271

(وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ...)... البقرة : 177...345

(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً ...)... الأعراف : 73...270

(وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً...)... الأعراف : 65 ...270

(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً...)... الأعراف : 85...270

(وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ...)...العنکبوت:64...290

(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ...)...الحجر : 43 ...91

(وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ...)...الأنبياء : 47 ...297

(وَأمْرُ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا...)...طه: 132 ....99

(وأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ...)... الأنفال : 75...144

(وَجَهْتُ وَجْهِي ...)... الأنعام: 79 ...204

(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماوَاتِ ...)... الأنعام: 79 - 80...194

(وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ...) ...الصافات: 180...263

(وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ...)...آل عمران : 103...143

(وَلَقَدْ جَاءَهُم مِنَ الأَنبَاءِ مَا فِيهِ ...)...القمر : 4 ...290

(وَلَمَن صَبرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ...)...الشورى: 43...207

ص: 400

السورة / الآية ...الصفحة ...الآية

(وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ ...)...النساء : 83...248

(وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرِ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ...)...الأنبياء : 34 - 35 ...111

(ومن يبلغ غَيْر الْإِسلام ديناً فلن...)...آل عمران : 85 ...143

(ومَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل له مخرجاً ...)...الطلاق : 2-3 ...98

(وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ...)...يس : 12 ...297

(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاود ...)...النمل : 16 ...143

(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ... ) ...المطففين : 1 ...269

(وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ ...)...الحشر : 9...173

(يَا أَسفى ...)... يوسف : 84 ...243

(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ ...)... لقمان: 16...297

(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ...)... الرحمن : 33 - 35...263

(يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ...)...الكهف : 104 ...146

(يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ....البقرة : 273 ...261

(يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُم ...)... النساء : 11...144

ص: 401

فهرس الأحاديث

الأحاديث القدسية

الحديث ...الصفحة

ولاية علي حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي...348

یا محمّد، بشر ابن عمك عليّاً أنه أمير المؤمنين وقائد ...210

یا محمّد، علي ولیّي وخيرتي بعدك من خلقي، اخترته ...141

أحاديث رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)

أبشر يا علیّ ، فإن اللّه أكرمك بكرامة لم يكرم بها أحد قبلك ... 139

أبشر يا علیّ ؛ فإنّ اللّه قد كفاني ما كان همني من تزويجك ...138

أبشري فإنَّك أول من يرد عليّ الحوض من أهل بيتي ...114

اتقوا اللّه ولا يظلم بعضكم بعضاً، وانقلبوا بصالح ما ...111

أتلعبون وقد أُوقد على النار ألف عام حتَّى احمرت وألف عام حتَّى ...88

ص: 402

الحديث ...الصفحة

أجملوا في الطلب...98

أخبروني أي شيء خير للنساء ؟...121

اخترت أن أكون عبداً أجوع يوماً فأصبر ، وأشبع يوماً فأشكر...70

أديموا قرع باب الملك يفتح لكم...84

إذا جاء ملك الموت إلى ولي اللّه سلّم عليه...102

إذا رأيت روحي قد فارق جسدي فاغسلني وكفني ...108

إذا سقطت لقمةً أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها فإنّها ...71

إذا لم أقسم حقاً فمن يفعل ذلك ؟!...72

أربع من الشقاء : جمود العين، وقساوة القلب ...106

أربع من كن فيه بنى اللّه له بيتاً في الجنّة : من أوى ...105

أزهد الناس في الدنيا من لم ينس المقابر والبلى، وترك...86

استحى من اللّه كما تستحيي من صالح جيرتك...100

استنزلوا الرزق بالصدقة...98

أشكو إلى اللّه من ظلمك من أُمتى...114

افعلوا ما لا رياء فيه ولا سمعة...70

أفلا أعلمكما ما هو خير لكما منه ؟ إذا أخذتما منامكما ...124

أفلا أكون عبداً شكوراً ؟...87

أَقْصِرُوا الأمل ، وثبتوا أجالكم بين أبصاركم ...101

أقل من الكلام والطعام تكن معي في الجنّة ...84

ألا أدلكم على خمسة لو تعلّمتموها تباعدتم من الشيطان...85

ألا لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض على الدنيا...113

ألا وإن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام ببلدكم هذا ولكنّه ...112

ص: 403

الحديث ...الصحفة

ألا وإنه سيرد علي جماعة منكم الحوض فيُدْفَعون عني ، فأقول ...113

ألا يا رُبّ مكرم لنفسه وهو لها مُهين ...84

ألا يا رُبَّ نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم ...84

التائب من الذئب كمن لا ذنب له...101

التفكر يورث الحكمة، والحكمة تورث الخوف ...78

الدنيا خُلِقَت كخلق المرأة رأسها الكبر ،ووجهها...94

الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ...92

الدنيا كحلم المنام وأهلها عليها مجازون ومعاقبون ...93

الزهد ثلاثة أحرف الزاي تدلّ على ترك الزينة ، والهاء ...87

الفقر أمان وكتمانه عبادة ، من أفشاه إلى أخيه فستر ....175

اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً ...82

اللهم ارزق آل محمّد العفاف والكفاف يوماً بيوم ، ولا تزدهم ...82

اللهم إنّي أُحبّ الحسن فأحبه ...232

اللهمّ إنّي أُسبحك وأُمجدك وأُكبرك وأهللك بعدد ...67

اللهم إني أعوذ بك من الهم والضجر والكسل و...97

ألم أنهك أن ترفعي شيئاً لغدٍ فإن الله يرزق كلّ غدٍ...81

المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجة ، والمذيع ...240

الموت غنيمة ، والمعصية مصيبة ، والفقر راحة ...101

المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً ...96

أما إنكم المستضعفون بعدي المقهورون بعدي...113

أما إنه أوّل خبز أكله أبوك منذ ثلاثة أيام ...79

أما علمت أنّ لله ملائكة موكلين بمعونة آل محمد ؟!...123

ص: 404

الحديث...الصفحة

أمرت أن أستغفر لأهل بقيع الغرقد...113

إن ابنتي فاطمة ملأ اللّه قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً...123

إنّ الرحم إذا مشت الرحم تحركت واضطربت ...329

إن العبد ليطلب التجارة والإمارة فإذا أشرف منها على ما يهوى ...95

إن اللّه قد أذهب نخوة الجاهليّة عنكم، ألا وكلكم من آدم وآدم ...71

إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين ... 95

إن أقربكم متى وأو جبكم شفاعة أصدقكم لساناً و ... 101

إن أُمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صوم ولا صلاة ولكن ...75

إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كل حول مرة وإنّه ... 114

إن ربي أقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم ، فناشدتكم باللّه أي رجل ...109

إن سركِ أن لا يمسك الحُمّى في دار الدنيا واظبي ...133

إن ضيفك - يا علي - وضيفي ضيف اللّه...173

إن طاعة السلطان للتقيّة واجبة ...335

إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرم اللّه ذريتها على النار ...121

إِنَّ فاطمة بضعة منّي ، هي قلبي وروحي التي بين جنبي ؛ فمن...131

إنّ فاطمة ليست كإحداكن ، إنها لم تر دماً في ...130

إن لطالب الحق مقالاً ...74

إن ملكين التقيا بين السماء والأرض ، فقال أحدهما للآخر...95

أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك...76

أنت بضعة من روحي التي بين جنبي...114

أنزلوا الناس منازلهم ...174

إنّما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد...71

ص: 405

الحديث... الصفحة

إنّما أنا كراكب استظل تحت شجرة ساعة من نهار ...86

إنّما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني...129

إنما مثل الدنيا في الآخرة كمثل رجل ...93

إنّما يبتلي عباده على قدر منزلتهم في الجنّة...86

إنّه لمّا أُسري بي قال لي الجليل : من تحب من خلقي ...141

إنِّي زوجت ابنتي فاطمة ابن عمي وأنا أحب أن يكون من سنة ...140

إنّي ميّت وإنكم ميتون، وإنّي وإياكم قادمون على حكم ...111

أنهاك عن ثلاث خصال : الحسد والحرص والكبر...106

أنين المؤمن ومرضه تسبيح، وصياحه تهليل ، ونومه ...108

أي نبي كنتُ فيكم ؟ ألم أجاهد ...108

إياك وما يعتذر منه...100

أيها الناس ، إن عليّاً أولكم إيماناً باللّه ورسوله، وأقدمكم ...155

تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ...112

ثلاث تنفع الرجل بعد موته : علم اقتناه في حياته يؤخذ به ...102

ثلاث لا يطيقها أحد من هذه الأمة : المواساة للأخ في ماله...104

ثلاث من حقائق الإيمان : الإنفاق من الإقتار ، وإنصاف ... 107

ثلاث من لم يَكُنَّ فيه لم يستقم عمله : ورع يحجزه...107

خلتان مغبون فيهما كثير من الناس ...100

خمس لا أدعهنّ حتى الممات : لبس الصوف، وركوب الحمار...77

خير العطاء ما أبقى لك نعمة باقية ...311

دَعْهُما يشماني وأشتهما، ويتزوّداني وأتزود منهما فإنهما ...115

ربِّ أمْهِل قومي فإنّهم لا يعلمون...73

ص: 406

الحديث...الصفحة

ربِّ سلّم أُمّة محمّد من النار ويسر عليهم الحساب...109

سر سنتین بر والديك ، وسر سنة صل ... 105

شرابان يُكتفى بأحدهما ، لا أشربه ولا أحرمه ولكن أتواضع اللّه ...82

صل صلاة مودع كأنها آخر صلاتك من الدنيا ...100

طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به ...82

عُرضت عليّ بطحاء مكة ذَهَباً ، فقلت : لا يا رب ... 83

علماء حلماء كادوا يكونون أنبياء ، فإن كنتم صادقين...96

عليك بالسواك عند كل صلاة...104

عليك بتلاوة القرآن على كل حال ...103

عليك برفع يديك في دعائك وتقليبهما ...104

عليك بصلاة الليل...103

عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها ...104

فاطمة بضعة منّي من أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها ... 150

فضّلْتُ عليكم بأربع : بالسخاء ، والشجاعة ، وشدّة البطش ...75

قال الله تعالى ليلة أسري بي ... 210

كُفَ جَشَّأك فإنّ أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً يوم القيامة ...85

كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي...71

كلكم يحب أن يُدخله الله الجنة ؟ ... 101

كُل ميسر لما خلق له منها ... 98

كُنْ حَسِيباً لنفسك ، تقيّاً بعَمَلِك ، مُحبّاً لأهل بيتي ...350

کوفان کوفان يرد أولها آخرها ، يبحشر [من] ظهر الكوفة ...198

لا تبغضوا البنات فإنّهنّ مباركات عاطفاتٌ عليكم ... 274

ص: 407

الحديث ...الصفحة

لا تبكي فما أخلف نسمة أهم إلي منك...114

لا تذهب الليالي والأيام حتى يلي أمر أنتي رجل واسع البلعوم ... 220

لا تصل إلى أهلك حتى تعطيهم شيئاً، أعطها در عك... 141

لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة عن الحوض... 217

لا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية اللّه ... 98

لعن الله قوماً هم قاتلوك يا بني...251

لم يسعني أن أظلم معاهداً ولا غيره ... 75

لن يزال معك روح القدس ما دمت تمدحنا أهل البيت...289

لو أنّ الدنيا تزن عند اللّه جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء...81

لو أن قطرة من الغسلين أو من الصديد قطرت على جبال الأرض لساخت .... 89

لو أن فمعاً مما ذكره اللّه وضع على جبال الأرض لساخت أسفل ... 89

لو أهدي إلي كراع قبلت...328

لو أهدي إلي كراع لقبلت ، ولو دعيت إلى ... 70

لو رأيتم ما رأيتُ لبكيتم كثيراً ... 102

ما آمن بي من بات شبعان وجارُه طاو ، ولا آمن بي ... 84

ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم اللّه خدّها...90

ما الدنيا فيما مضى إلَّا كَمَثَلِ ثَوبٍ شُقَّ باثنين وبقي ...103

ما أبغضت شيئاً قط بغضى بطناً ملآن...83

ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنّى يوم القيامة أنّه... 107

ما عملتم عملاً يقربكم إلى الجنّة ويباعدكم من النار إلا ...98

مالي وللدنيا ؟ ! إنّما أنا كراكب استظل تحت شجرة ساعة من نهار ...86

ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه. حسبة أكلات ...83

ص: 408

الحديث...الصفحة

ما من بعير توقف بعرفة سبعاً إلا جعله اللّه من نعم الجنة ...267

ما يبكيك فإن الذي أبكاك هو الذي يبكي أباك...129

مثل الدنيا كمثل الماء المالح ؛ كلما شربه العطشان لا يزداد إلا ...93

مثل الدنيا مثل الحيّة ؛ ليّن منها وفي جوفها السم القاتل...93

من آذى شعرة منها فقد آذاني...128

من أحب أن يستجيب اللّه دعاءه فليطيب كسبه ...100

من أدى [اللّه] مكتوبة فله في إثرها دعوة مستجابة... 368

من أكثر التفكر قل طمعه وكل لسانه ورق قلبه... 78

من جاع أو احتاج فكتم عن الناس وأفضى به إلى اللّه كان ... 85

من راع مسلماً أو أذى مسلماً فقد آذى اللّه ورسوله...206

من زهد في الدنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه ، وأنطق بها ...87

من سره أن يلحق بذوي الألباب فليصبر على الأذى ... 95

من صبر على القوت أسكنه اللّه الفردوس حيث يشاء...97

من قضى نَهْمَتَهُ في الدنيا حيل بينه وبين ... 97

من قل تفكره كثر طمعه وعطب بدنه و قسا قلبه ... 78

من كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها ...112

من لقم أخاه المؤمن لقمة حلواء دفع اللّه عنه مرارة ...313

من مد عينه إلى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت السماوات...97

من وجد كسرة أو لقمة في مجرى الغائط أو البول فأخذها ... 246

نحن قوم تمريون وأعداؤنا النبيذيون...348

نعيت إلى نفسي ، ادعوا لي حبيبة نفسي...109

والذي نفس محمد بيده لو أن قطرة من الزقوم قطرت على جبال الأرض ... 88

ص: 409

الحديث...الصفحة

ويلٌ لأهل الصوف الذين أظهروا القول وتركوا العمل...78

هذا بدل عن دينارك ... 124

هذا جبرئيل يبشرني أنها أُنثى وأنها النسلة الطاهرة... 119

هذا جبرئيل يبشرني ويهنئني ويَذْكُرُ أنّ اللّه يرزقكما ولدين...138

هذه الدنيا در همان در هم ينفقه على عياله و در هم...93

هذه الشاة هيئة على أهلها الدنيا أهون على اللّه منها...92

هون عليك فإني لستُ بملك ، إنما أنا ابنُ ... 71

يا أُم سلمة جهزي بهذا فاطمة...136

يا بنية ، أنت المظلومة بعدي ، وأنت المستضعفة بعدي : فمن آذاك ...114

يا جبرئيل ادْعُ لي ربك يخفف عني ... 112

يا جبرئيل ، عند الشدائد تخذلني ، من لأمتي ...110

يا علي ، ألا يسرك أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟!...171

يا علي ، أما علمت أن اللّه ملائكة سيّارة في الأرض... 122

يا علي أنين المؤمن ومرضه تسبيح، وصياحه تهليل ، وتومه ... 108

يا عليّ ، أوصيك بخصال فافعلها - اللهم أعِنْه...103

يا علي ، سر سنتين بر والديك، وسر سنة صِل رحمك ... 105

يا علي منّا الخبز واللحم ومنك التمر والسمن ... 136

يا عليّ ، وأنت المظلوم من بعدي وأنا خصم لمن أنت خصمه ... 115

يا علي ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقور عند ... 104

يا عمّة ، أنت تنظّفينه ؟! إنّ اللّه قد نظفه وطهره...251

يا فاطمة لا تحزني فقد دعوت اللّه أن يجعلك أوّل من يلحق بي...109

يا ملك الموت اذن مني واقبض روحي ما كنت أبالي بعدها ما كان ...112

ص: 410

الحديث...الصفحة

يأبى اللّه إلا أن يجعل أرزاق المؤمنين إلا من حيث ...99

يرحم اللّه موسى قد أوذي أكثر من هذا قصبر...73

يكسو اللّه فاطمة من كسوة الجنّة ويحلّيها من حلية الجنّة...127

ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقور ... 104

[عليكم ب- ] لباس الصوف تفتخرون به في الآخرة ، فإنّ ...78

أحاديث أمير المؤمنين(علیه السلام)

آه ، إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها...169

أَخْتِمُ عليه لا يخلاً ولكن أخاف أن يفنى فيوضَعُ فيه من ...162

إذا التفت التفت جميعا ...72

إذا مشى كأنه ينقلع من صخر ويَحْدُرُ من صَبَبٍ...72

أكره أن أعود نفسي ما لم تَعْتَدهُ...166

الحمد اللهِ الَّذي كَسَاني ما أُوارِي به عَورَتي وأتجمل ... 159

ألا إن الجروح قصاص ، لينوا له فراشه وأحسنوا طعمته ...210

ألا لا تقتلوا بي إلا قاتلي ، وإياكم والمثلة...223

أَلِق دواتَكَ ، وأطل سِنّ القلم ، وقرّب ما بين الحروف...188

اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقدرتك ...191

اللهمّ إنّي سرتُ فيهم بما أَمَرَني رسولك وصَفيّك ... 209

اللهم وقد وَعَدَنِي نبيك أن تتوفاني إليك إذا ... 209

اللهم هذان الحسن والحسين ابنا نبيك نستشفع إليك بهما...249

إلهي ، أذكرُ عفوك فَتَهون علي خطيئتي ، ثمّ أذكرُ ...169

أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض ؟...193

ص: 411

الحديث...الصفحة

إنّ الدنيا لمنزل صدقٍ لمن صدقها ، ودار قرار لمن ....196

إن الله جعلني إماماً لخلقه وفرض عليّ التقدير في نفسي...161

إن أدالني الله وثبتت قدماي لتدخلن في الإسلام أو ...158

إنّ أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئاً إلا بإذن اللّه ...193

إنَّ حِصْنَ الآجال لا يخرقه الرجال ولا العُدّة ...164

إنّ للموت علامات إذا حلّ لم يفنا ...164

إن ما في يدك من الدنيا قد كان له أهل قبلك ، وصائر إلى ...181

إنّ من لذة المعيشة أن ترى في كل عام عرساً...195

إنما نشتري بأموالنا لا بأدياننا ...161

إنِّي إن نمت بالنهار لقد قصرتُ في أمر الرعية و... 169

إنِّي لأستحيي من الله أن يكون ذنب أعظم من عفوي أو جهل أعظم...174

إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم كيف ... 175

أيها الناس تجهزوا رحمكم اللّه فقد نودي فيكم بالرحيل ...197

بنفسي من لم يشبع من خبز بر ثلاثاً...165

حسن كتابة «بسم اللّه الرحمن الرحيم»يكتب لك ثوابها ما بقيت و...189

حلالها حساب ، وحرامها النار ...195

دخلت وفاطمة مستلقية لقفاها والحسين نائم على صدرها و قدامها ...122

عوّدنا اللّه أن ينعم علينا وعوّدناه أن ننعم على عباده ...175

فلا تجمع الدنيا ؛ فإن حلالها حساب كما أن ...195

فيا أيها الذام للدنيا ، متى استذمتك أم متى غرتك ؟ ....196

كلنا من آدم وآدم من التراب...186

كنّا عند رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فقال : أخبروني أي شيء خير ...121

ص: 412

الحديث...الصفحة

كنتُ في بعض الحيطان وفي يدي مسحاة أعمل بها ...199

لا والله ما أَرْزَأُ من أموالكم شيئاً وما هو إلا ... 181

لقد قرأت ما بين اللوحين فلم أر لولد إسماعيل على ولد...186

لم يكن بالطويل الذاهب طولاً ، ولا بالقصير، فوق الربعة ...72

لو قد استوت قدماي لغيرت أشياء...157

ما أُبالي بما سددت به فورة الجوع...165

ما أصف لك من دارٍ من صح فيها مرض ، ومن سقيم ...196

ما من رجل كتب هذه الصفة ثم وضعه في بيته إلا لم يقرب ذلك...73

من قطع العادة منع المادة...175

من يبخل ذل ، ومن جاد ساد ...176

من يشتري منّي هذا السيف فلطالما كشفتُ به الكرب...200

والله لقد أمرني رسول الله أن لا يُغسله أحد غيري ، فإنّه ...151

ويل لأهل النار لا يُعاد سقيمهم ولا يُداوى جريحهم ...91

يا أهل الغربة ، يا أهل التربة ، أخبرونا خبر ما عندكم ...197

يا بني عبد المطلب ، إياكم أن تخوضوا في دماء المسلمين ...223

يا فاطمة ، أنّى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه ...124

يا قنبر ، أَدْخِل الغنم عليّ لتشهد لي يوم القيامة أنّها ...187

يا مالك ، إن للموت علامات إذا حلّ لم يفنا على ذي لب ...164

يخرج منا أهل البيت رجل يقال له زيد...243

أحاديث فاطمة الزهراء (علیها السّلام)

أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن أبي رسول اللّه سيد الأنبياء وأن ...120

ص: 413

الحديث....الصفحة

أصبحت واللّه عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، فقبحاً ...145

إذا أنا من فادفني ليلاً ولا تؤذنن أبا بكر وعمر...147

إذا بغضنا رجل نكت في قلبه نكتة سوداء ، فكلما ازداد ...134

أفي كتاب اللّه يا أبا بكر أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟...143

ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة منّي بالقُثرة لكم...145

إن عائشة ذكرت أُمّي فتنقصتها...129

إنّ محبّتنا أهل البيت كرامة من اللّه فإذا أحب اللّه عبداً ...134

إني كنت جالسة أمس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع ...132

الجار ثمّ الدار...122

الزم الذي أنت عليه فهو واللّه الذي يُدين اللّه به ...133

أوصاني رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أن تكون الخدمة لها يوماً ولي يوما... 122

بينا أنا عند رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذ سمعت صوتاً قلت...111

تباً لأمة ولوك أُمورها...150

خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال...121

فأشهد اللّه ومن في الأرض فقد أسخطاني وما أرضياني...150

ليس شيء أحب إلى مؤمن من الخضرة ينزل عليها أو ماء ...134

مات المعتمد ووهن العضد وشكواي إلى أبي وعدواي إلى ربّي...145

معشر البقية [أأهضم تراث أبي]، وأنتم ... 144

وهل ترك أبي لأحدٍ يوم غدير خم عُذراً ؟!...145

هذا أوّل غدرة وأقبح فجرة قاتلهما اللّه ...142

يا سلمان ، إنَّما [ هو ] نخل غرسه اللّه لي في ...132

يا عتيق ، حملت الناس على أعناقنا ، اخرج فلا أُكلّمك ...148

ص: 414

الحديث...الصفحة

يا علي ، إنّ لي إليك حوائج ثلاثاً : إذا مت ...151

أحاديث الإمام الحسن(علیه السلام)

أما الكرم فالتبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال ...216

أنا ابن الشفيع المطاع، أنا ابن من قاتل...215

أنا ابن المدفوع عن حقه ... 215

أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن ... 215

أنا وأخي سيدا شباب أهل الجنة ... 215

إنا قوم لا نزوّج نساءنا حتى نستأمر هن فائتها ... 217

إنما الخليفة من سار بكتاب اللّه وسنة رسول اللّه ، ليس...216

الحمد لله رب العالمين - ثلاثاً - عند الله نحتسب مصابنا بخير...222

اللّهم افتح لنا السحاب بفتح الأبواب بماء عباب ... 249

إياك وبغضنا فإنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه وآله وسلّم)قال...217

لأقاتلن معاوية ولو كنت وحدي...221

لقد لعنك اللّه على لسان نبيه و أنت في صلب الحكم...222

من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن...215

مه يا ،وهب، نسأل اللّه فيعطينا ويسألنا سائل فنرده ؟!...224

يا أخي ، إنّي أَقْدِمُ على أمر عظيم وهول ... 232

يا مروان، واللّه ما يسرني أن أباك أبي ولا أُمك أُمي ...222

أحاديث الإمام الحسين(علیه السلام)

إن أكن أطبع فيما أمرني أبي فأبي لهادٍ وإنّي ...244

ص: 415

الحديث...الصحفة

إن القرابة التي أمر اللّه بصلتها وعظم من حقها وجعل ...238

أنشدك اللّه يا مروان ومن حضرنا في هذا المجلس...239

إن نوافذ الأقدار فى أفاريق الليل والنهار جارية ...248

الحمد للّه الذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه ، واصطفانا ...238

اللهم العن عبدك ألف لعنة مختلفة غير مؤتلفة ، والعن...243

اللهم مُعطي الخَيْرات من أماكنها ، ومنزل الرحمات ...250

الناس عبيد الدنيا، والدينُ لَعِقٌ على ألسنتهم...251

أيها الكذاب، انزل عن منبر أبي...244

لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن يستحل ...241

ما من مهتجزين يبدأ أحدهما صاحبه [بالسلام ] إلا ...247

نحن حزب اللّه الغالبون، وعترة رسوله الأقربون ...248

واللّه لا تذهب الليالي والأيام إلا بعث اللّه فيها رجلاً ...242

حديث الحسنين (علیهما السّلام)

إن الصدقة لا تحل إلا لثلاثة : الفقير مدقع أو دين ...229

أحاديث الإمام السجاد (علیه السلام)

أتريد واعظاً أكبر من القرآن... 269

أتى رجل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وشكا إليه أنه قد بلي بأخ ضعيف العقل ... 274

أرِدِ اللّه بما تقول يُفرغ عليك العلم إفراغاً ... 261

أستحيي من ربي أن أرى لأخ من إخواني أسأل اللّه له ... 276

ص: 416

الحديث...الصحفة

افعل الخير إلى من طلبه ؛ فإن كان أهله فقد أصبت ... 275

أكرموا جلساءكم، وتواضعوا الربّكم ، وأهينوا ... 268

الاستعداد للموت؛ تجنُّب الحرام وبذل الندى والخير...265

الأيام ثلاثة : فأمس صديق مؤدب أبقى عليك عظته ...292

الذنوب التي تدفع القسم : إظهار الافتقار ، و ... 192

إنّ الرجل ليظلمني فأرحمه ، فلا يكبرن عليكم ... 269

إنَّ اللّه أنعم على قوم فلم يشكروا فصار وبالاً عليهم ... 277

إن أولياء اللّه لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها...261

إن للمرء ثلاثة أخلاء : خليل يقول : أنا معك حيّاً ...279

إن للّه يوماً يَخْسَرُ فيه المبطلون...277

إنّما قصرنا عن علم ما جهلنا بتقصيرنا في العمل ... 262

أوصيك بتقوى اللّه فإنها تجمع لك خير الدنيا والآخرة ... 274

جالسوا أهل المعرفة والدين، وإن لم تقدروا فالوحدة...267

سَيْدي سَيْدي هذِهِ يَدَايَ قَدْ مَدَدْتُهما إليك ... 280

شكا يعقوب إلى ربه من أقل مما رأيت حتّى ... 263

عليك بالقرآن ، فإن اللّه خلق الجنة بيده لبنة من ذهب ...273

كان عليّ يُضحي عن رسول اللّه بكبش وعن نفسه ... 194

كلمات ما قلتهن فخفت شيطاناً ولا سلطاناً ولا سبعاً ... 263

كيف ينعم عيش مُرْتَهِنَّ بالتنقيص...278

لئن أقوت أهل بيت فقراء أحب إلي من أن أحج ... 264

لا تدع من المعروف صغيراً ولا كبيراً...275

لما أتى على فاطمة سنين خطبها أبو بكر وعمر ورؤساء...135

ص: 417

الحديث...الصفحة

مرحباً بطلاب العلم الذين يذكرون اللّه ويذكرهم ...273

مكتوب في الإنجيل : لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ولما تعملوا...273

من أدخل قلبه صافي خالص دين اللّه اشتغل عما سواه ... 260

من أطال أمله فقد أساء صحبة الموت...279

من أكرم جليسه فإنما يكرم ربه ، ومن أكرم ... 268

من حُسن إسلام المرء تركه حُبَّ ما لا يعنيه...256

واللّه ما أكلتُ من صدقة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)تمرة قط ... 281

يا جابر ، لا أزال على منهاج أبوي مؤتسياً... 260

يا من حَازَ كلّ شيء مَلَكُوتاً، وَقَهَر كلّ شيء ... 258

يا من قصده الضَّالُونَ فأصابوه مرشداً، وأمنه... 258

أحاديث الإمام الباقر(علیه السلام)

اتقوا هذه المحقرات من الذنوب فإن لها طالباً ... 297

إذا تولّى قوم قوماً وخالفوهم في أعمالهم أينزلون ... 294

إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى ...390

إذا قام قائمنا قسم بالسويّة، وعدل في الرعيّة ...385

إذا قام [ القائم ] يبعث إلى بني أمية بالشام فيهربون...384

أما الشجرة فرسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ونسبه ثابت في بني هاشم...134

الحَمْدُ لِرَبِّ الصَّباح ، الحَمْدُ لِفالِقِ الإِصْباح ... 301

الصدقة يوم الجمعة تُضاعَفُ ؛ لفضل يوم الجمعة على غيره...288

الغيبة تفطر الصائم...296

إنا إذا جاد اللّه علينا جُدْنا وإذا قتَّر علينا قَتَّرنا...287

ص: 418

الحديث...الصفحة

إن اللّه إذا أودع عبداً حكمة لم يزدره العلماء ... 291

إن اللّه دعا العباد إلى الثواب الجزيل ، وزجرهم عن...290

إن المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة ...134

إن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان له حمار يقال له: عفير ، كان إذا ركبه ...300

إنّ عليّاً (علیه السّلام) سُئل عن صفة النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال ... 72

إنّ فاطمة بنت علي بن أبي طالب (علیه السّلام) لما نظرت إلى ما ... 259

إن من شقاوة أهل الدنيا قلة معرفتهم بأولاد الأنبياء ... 291

إن يزيد دخل المدينة وهو يريد الحج ، فبعث إلى ... 272

إنا لنحب أن تعافى في الأولاد والمال، فإذا ...289

إنك إن خالفتني في العمل لم تنزل معي غداً في المنزل...294

إنّما الدنيا سُوقٌ من أسواق الآخرة ، منها خرج...298

إنّما سمّي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي، يستخرج ...385

إنّهما لما غلبا على الأمر كتبا لعلي (علیه السلام) عهداً على...200

ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان ...299

خرج الحسن بن علي(علیهما السلام)يوماً إلى الصحراء فبصر بعبد أسود ...228

سُبحانَ الرَّبَّ الَّذي يُحيي ويميت وهو ...300

فرَّب مغتاب غیره بما هو فيه و مادح سواه...296

كفّوا عن غيبة من لو كان حاضراً أسرعتم إلى مدحه ...296

لا تقطعن نهارك بكذا وكذا فإن معك من يحصي عليك ... 294

لا يغرنّك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك ...294

لما أن حضر الحسن(علیه السلام)الموت بكى بكاء شديداً ...231

لم أر شيئاً أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حَسَنَةٍ ... 294

ص: 419

الحديث...الصفحة

ما أكلت على خوان قط إلا في موضع رهبة...287

ما أُهريقت محجمة من دم ولا رُفع حجر بغير حقه ، ولا حكم ...289

ما زئيت فاطمة (علیها السّلام) ضاحكة منذ قبض النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...147

من سبح تسبيح فاطمة (علیها السّلام) ثم استغفر ربه غفر له ،وهى مائة ...125

من صنيعك إلي و من منك علي أن أسكنتني ،وإذا أخبرتني ...287

يابن آدم، ما عيشك إلا لذة تز دلف بك إلى حمامك ...297

يا من هو أقْرَبُ إِلى مِنْ حَبْل الوريد، يا مَنْ ...301

ما غاضَ دَمْعِيَ يوماً عِندَ نازلة - سَبَبا...292

أحاديث الإمام الصادق(علیه السلام)

إذا اختلف سيفا ولد العباس ، فَمِنْه إلى أن يرجع ....389

إذا خفت أمراً فاترك يمينك على أُم رأسك واقرأ ... 311

إذا كان لك صديق فؤلي ولاية فأصبتَهُ على ما كان ...370

اذا كان يوم القيامة كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)متعلقاً بنور اللّه ، وكان ...364

أف للدنيا ما هي إلا ثوبان وملء بطنك...307

الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني...318

الذنوب التي تنزل النقم : الظلم ، « والذنوب التي تورث ...191

اللهم أعِنِّي على المَوتِ ، اللهم بارك لي في ...318

اللهم أعِنِّي على هَولِ المطلعِ ، وارْزُقْنِي خير ...319

المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن والحسين وأم كلثوم...121

إنا إذا أردنا أن نصلى لبسنا أخشن ثيابنا...306

إنا لا نقبل الصدقة...312

ص: 420

الحديث،الصفحة

إن أبي (علیه السّلام) أوصاني عند الموت : يا جعفر ، كفني ...301

إن أحدكم لتصيبه المعرّة من السلطان وما ذلك إلا بذنوبه ...312

إن الحسن بن علي (علیهما السّلام)كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم ...213

إن الغلام الذي قتله الخضر لما كان مع موسى وقد حكى اللّه ...315

إنَّ الله أوّل من يسألها عن خروجها مع طلحة والزبير وهتكها ...129

إن المغبون لا محمود ولا مأجور...306

إن المؤمن يُعرف بجودة الأكل من بیت أخيه...313

إن شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة...320

إن عليّاً (علیه السّلام) أهدي إليه ،فالوذج فقال لأصحابه ...80

إن عليّاً (علیه السّلام) سار بالمن والكف لأنه علم أن شيعته...389

إنّ عليّاً (علیه السّلام) كان يلبس ذلك في زمان لا يُنْكَرُ عليه...383

إن قائمنا أهل البيت (علیهم السّلام) إذا قام لبس لباس علي وسار بسيرة ...383

إن هذه الدنيا دار فراق ودار بوار لا دار قرار ...317

إنا معشر أهل البيت كنا نعد الحلم الشروة ...305

إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (علیها السّلام) كما نأمرهم بالصلاة ...125

انما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة التفكر في الرغبة...317

إنه كان ليعمل العمل كأنه قائم بين الجنة والنار ...204

إيّاك والذنوب وحذرها شيعتنا فوالله ...312

أوحى الله إلى عيسى (علیه السّلام): قم على أبواب الأموات لعلك ...321

أوّل ما يظهر من عدل القائم بمكة أن ...388

أيها الناس ، إن هذه الدنيا دار فراق و ودار بوار...317

تسبیح فاطمة (علیها السّلام) في دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة ...125

ص: 421

الحديث...الصفحة

ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله : دعاء الوالد لولده...371

ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله : في إِثْرِ ...371

خطب عُمرُ الناس فقال : أيّها الناس ، ألست ...244

سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له إلا حباً...318

طعام علي (علیه السّلام) كان الخبز والزيت...172

عظم الذئب من عبدك فليعظم العفو من عندك ...308

عليكم بالورع فإنّه الدين الذي تلازمه وندين الله به ...371

كان (الحسن علیه السلام) إذا حج حج ماشياً وربما يمشي حافياً ...213

كان (الحسن علیه السلام) إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى ...213

كان أمير المؤمنين(علیه السلام) يذبح كلّ سنة كبشين: أحدهما الرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...194

كان عليه (علیه السلام)في زمان يستقيم له ما لبس ، ولو لبست ...306

كان علي(علیه السلام)يكسح بيت المال ويرشه ويصلي ركعتين ...190

كل معروف صدقة ...312

لا تسألوهم الحوائج فتكلفونا قضاء حوائجهم في القيامة...313

لا يجد ريح الجنّة قاطع الرحم...319

لقد أعتق (أمير المؤمنين (علیه السّلام)) ألف مملوك أسماؤهم عندي...172

لقد أعتق ( أمير المؤمنين (علیه السّلام)) ألف مملوك من كدّ يده...204

لو مهد لي الأمر لما ليست إلا كلبسة رسول اللّه ...307

ليس منا من لم يلزم التقيّة ، ولم يَصُنّا عن سفلة ...371

ما ترك أبي إلا سبعين در هماً حبسها للحم لأنه...287

مات منافق فخرج الحسين(علیه السّلام)[ يمشي ] معه ، فلقيه مولى له ...243

ما عرض له أمران قط كلاهما اللّه طاعة إلا عمل على أشدهما ...204

من حمل امرءاً مسلماً على شسع نعله حمله اللّه على ناقة ...312

ص: 422

الحديث...الصفحة

من سبح تسبيح فاطمة (علیها السّلام) قبل أن يثني رجليه من صلاة فريضة ...126

من صفت له دنياه فاتّهمه في دينه...371

من لم يُشكل أخاه ثَكِلَهُ أخوه ، ومن لم يُعْدَم ...317

مه يا هذا ، كف عن هذه القراءة واقرأ كما يقرأ هؤلاء...391

هذا والله المسكن لا ما نقر فيه هذا واللّه المُفرّق ...316

يا من أرجوه لكل خير وآمن شره عند كل سخطة ...321

يبيت القائم (علیه السّلام) ليلة يريد [ أن ] يخرج فيها وهو من أخوف الناس ...386

[ يا ]جابر ، كم من عبد إن غاب لم يفقدوه ، وإن شهد...310

أحاديث الإمام الكاظم(علیه السلام)

أتى الأشجع السلمي أبي يستميحه ، فأصابه عليلًا ...310

أخذ أبي بيدي وقال : يا بني، إنّ محمّد بن علي(علیه السلام)...275

إنّ العبد إذا هم بحسنة خرج نَفْسُهُ طيب الريح ...333

إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يُزهد في أوله ، وإن ...331

إنا أهل بيت حج صرورتنا ومهور نسائنا وأكفانا...336

إنا أهل بيت لا نقبل الصدقة....327

إياك أن تتبع النفس هواها، فإن في هواها ...332

إياك والمرتقى الصعب إذا كان مُنْحَدَرُهُ وَعْراً...332

لما أمر هارون بحملي دخلت إليه فسلمت فلم يرد السلام ...328

استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان آخر يوميه ...332

من لم يعرف الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان ...332

یا نور يا قدوس ، يا حي يا قيوم يا حي ... 333

ص: 423

أحاديث الإمام الرضا (علیه السّلام)

الحديث...الصحفة

ألا هذه تُربتي وفيها أدفن ، وسيجعل الله هذا المكان...352

اللهم إنّك نَهَيَّتَنِي عن الإلقاء بيدي إلى ...341

اللهم كَما سَتَرْتَ عَلَيّ ما أعلمُ فاغْفِر لي ...346

إن الصمت باب من أبواب الحكمة ...343

إن الصمت يكسب المحبة، إنه دليل ...343

إن نوحاً لما ركب السفينة أوحى الله إليه...346

إنَّما يُراد من الإمام قسطه وعدله ؛ إذا قال صدق وإذا حكم ...339

اهتجر الحسن والحسين(علیهما السلام)فجاء محمد بن الحنفية الحسين(علیه السلام)...247

بالعبودية لله أفتخر ، وبالزهد في الدنيا أرجو ...341

بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير ...361

جاء رجل إلى الصادق (علیه السّلام) فقال : إنه ذهب لي من المال كذا وكذا ...314

قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):يقول اللّه تعالى:« ولاية علي حصني فمن دخل...348

قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء ، واستحموا يوم الأربعاء ...344

كان العابد من بني إسرائيل لا يعبد حتى يصمت...344

كانت لنا أُمّهة بارّة خرجت من الدنيا وهي ...148

كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يأكل التمر بشهوة، فقيل له في ...348

كان يوسف نبياً يلبس أقبية الديباج المَزْرُورة بالذهب...339

كُن مُحبّاً لآل محمد وإن كنتَ فاسقاً، وكن محباً لمحبيهم ...351

لا يجتمع المال إلا بخمس خصال: ببخل شدید ...345

لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه ثلاث خصال ...345

ص: 424

الحديث...الصفحة

من علامات الفقه:الحلم والعلم والصمت...343

واللّه لقد أخبرني أبي ، عن آبائه ، عن النبي : أني أخرج من ...341

أحاديث الإمام الجواد(علیه السلام)

إنّ أبا عبد اللّه(علیه السلام)كان له غلام يخدمه، فقال للغلام رجلّ ذو مال ...363

يا حسين خبز شعير وملح جريش في حرم رسول اللّه أحبُّ إليَّ ...359

یا ،فضل ، أما علمت أن يوسف كان يلبس ديباجاً مزروراً...363

يا كائناً قَبْلَ كُلِّ شيءٍ ، و يا مكون كل شي ...358

أحاديث الإمام الهادي (علیه السلام)

أخرجت إلى شرّ من رأى كرهاً، ولو أخرجت عنها ...371

العن فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني...378

إن لنا وكلاء قد انتمناهم على دمائنا فهم الحريّ ...368

لعن الله فارساً ، العنه يابن جعفر وابرأ منه ...378

لم يُعط داود (علیه السّلام) شيئاً إلا وقد أعطى محمد وآل محمّد أكثر منه...372

نحن وشيعتنا خُلقنا من الحلاوة فنحن نحب الحلواء...367

يا عُدتي عند العُددِ ، ويا رَجَائي والمُعْتَمَد...370

أحاديث الإمام العسكري(علیه السلام)

الذنوب التي لا تغفر قول الرجل : ليتني ...377

إن الأخوة الدينية لَأَمَسُّ من الأخوة الحقيقية...377

ص: 425

إنّ في الجنّة لباباً يقال له : المعروف ، لا يدخله إلّا...377

قد خرج موسى بن عمران في جنازة أخيه هارون مشقوق الجيب ...375

لا يجوز لولي اللّه أن يترك ثقاته متحيّرين بعده كالغَنَم ...379

ليس في الفائية الغَرَّارة ولا في الباقية القيادة ...376

هذا صاحبكم والقيم بأمري بعدي ، والحجّة عليكم ...379

حدیث جبرئيل(علیه السلام)

يا محمّد ، [ هذه ] وصيّتك إلى النجيب من أهلك عليّ بن أبي طالب ...156

ص: 426

فهرس الآثار

الاثر...القائل...الصفحة

أتاه أعرابي فقال : يا رسول اللّه، أعطني كذا وكذا، لستُ تُعطيني ...73

أتاه(أي العسكري علیه السلام) بعض أصدقائه ليلاً وقال : ركبني دين وكنت أستحيی...376

أتاه(أمير المؤمنين علیه السلام) رجل فقال لى حاجة ، فقال : اكتبها فى الأرض...174

أتاه(أمير المؤمنين علیه السلام)سويد بن غفلة فوجد على الأرض كسراً ملقاة وفي...164

أتاه(أمير المؤمنين علیه السلام) عسل وسمن ووضعا في الرحبة حتى يقسما بين ...184

أتاه مسلم فقال : يا رسول اللّه ، إنّي كنتُ بين ظهراني قوم ...74

أتاه (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ملكان فقالا: إن ربك أرسلنا إليك فَخَيرك أن تكون ...70

أتته أمير المؤمنين (علیه السلام) امرأة وقالت : أنا صليبة وهذه السوداء مولاة ...186

أتى الصادق (علیه السلام) بعشاء فيه ثريد ولحم يفور ، فوضع بين يدي...313

أتى أعرابي محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عمر فشكي إليهما... ابومسلم...229

أتي (أمير المؤمنين (علیه السلام)بالفالوذج فأدخل إصبعه فيه فتلمظ ثم أمر...166

اتی(رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بصاع من تمر فلم يجد شيئاً يضعه فيه فقال [ للخادم الذي ...81

أتى ( رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقصعة فوضعت بين يديه، فرفع رأسه إلى رجل مجدوم ...70

اتی(رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بلبن فأراد تناوله فدق سائل الباب ...84

أتيت أبا الحسن (علیه السلام) فوجدته راكباً قد مضى إلى بعض حيطانه ...موفق...372

أتيت أبا جعفر بن الرضا (علیه السلام)فوجدت بالباب الذي في ... محمد بن الوليد...362

ص: 427

الأثر...القائل...الصفحة

أتيت فاطمة (علیها السلام) عائداً في العلة التي توفيت فيها ...جابر...133

أتي على (علیه السلام)بشراق وقامت عليهم البينة وأقروا ...203

اجتمع إلى الرضا (علیه السلام)الخلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام ...ياسر الخادم ...340

إذا سافر (السجاد علیه السلام) إلى الحج يكثر الزاد وبجود بأطيبه ...268

إذا قام (السجاد علیه السلام) إلى الصلاة تغيّر لونه حتى يُعرف ذلك ... 256

إذا قام (السجاد علیه السلام) في صلاته قام كأنه ساق الشجرة لا يتحرك ...256

إذا كان يكلم الناس في حلال أو حرام أو أمر أو نهي جعل يُدير مسبحة...67

أراني الصادق (علیه السلام) قميص أمير المؤمنين (علیه السلام)الذي ضُرِبَ فيه...الحسن الصيقل...160

أرسلت إلى الحسن بن على (علیه السلام) في حاجة فرأيته ...حكيم بن جابر...216

أرسلني معاوية إلى الحسن (علیه السلام)الأخطب بنتاً له ...معاوية بن خديج...217

استعمل (أمير المؤمنين علیه السلام)رجلاً من بني أسد فلما قضى عمله قال...185

أسلموا فقد جئتكم من عند رجل يعطي عطية من لا يخاف الفاقة...اعرابی...75

اشترى على (علیه السلام) ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى ...أبو الجنوب ...198

اشترى على (علیه السلام)المني قميصين فطرحهما بين يدي علامه...أبو الهواء...159

أصابته (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) حُمّى ، فقيل له : أنت رسول اللّه وقد ...94

أصابه ( رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) جوع فوضع حجراً على بطنه ... 84

أصبح على يوماً فقال الفاطمة (علیها السلام): عندك شيء تغدينيه ؟ ...123

أغمي (الصادق علیه السلام) في مرضه الذي توفّي فيه ثم أفاق فقال ...319

أقطر في مسجد قبا عشية خميس ، فقال : هل من شراب...82

الا أخبركم بأقل الناس مالاً وأكثرهم ورعاً وأشدهم اجتهاداً...أبو الدردا...169

إن إبليس قال : ربّ ائذن لي أن أبتليه كيف (أي السجاد علیه السلام) ...257

إن الباقر (علیه السلام) كان إذا استيقظ من الليل قال ...300

إن الحسن والحسين(علیهما السلام)وعبد اللّه بن جعفر حرجوا حجاجاً...سعد بن عبد اللّه...226

إن المعتصم دعا بجماعة من وزرائه فقال : اشهدوا لي على...ابن أورمة...261

إن أبا جعفر مات وترك ستين مملوكاً فأعتق ثلثهم ...302

إن جبرئيل (علیه السلام) رأى يوماً وقد دخل دحية الكلبي على رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...131

إن حسيناً (علیه السلام)لما خرج من مكة متوجهاً إلى الكوفة ...242

إن رجلاً قصد الصادق(علیه السلام)فسأله عن حاله فأسعفه بها ...309

إن علياً (علیه السلام)انصرف يوماً في ساعة حارة وإذا ...204

ص: 428

الأثر...القائل...الصحفة

إن عليا (علیه السلام) أرسل إلى لبيد العطاردي بعض شرطه...188

إن علياً (علیه السلام) أعتق ألف رقبة من كد يده...171

إن علياً (علیه السلام)رش أربعين قيراً ولم يَرْشُ قبرها...150

إن معاوية قدم المدينة فصعد المنبر وقال ...248

إن يهودياً كان له على رسول اللّه دنانير فتقاضاه ، فقال(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...74

انقطع شسع نعله (أي الصادق علیه السلام)فناوله رجل شعاً ...312

انكتبت فاطمة (علیها السلام)عليه وهو في سكرات الموت تبكي...جابر...114

إنه(الحسن علیه السلام)تزوج امرأة وبعث إليها بمائة جارية ...218

إنه (أمير المؤمنين علیه السلام)عمل حتى دبرت كفاه...172

إني دخلت على علي (علیه السلام)في يوم شاة وعليه شمّل قطيفة ...کهمس...181

إني كنت معه في أول ليلة من شهر رمضان، فلما ...الحارث...165

إني وجدتُ نعت محمد في الكتب فوجدته لا يغضب ، وإنّي ...اليهودي...74

أهديت إليه ثلاث طيور مشوية فأطعم خادمه طيراً ، فلما ...81

أهدي له رأس شاة فقال : إن فلاناً أحوج ...173

بايعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قبل أن يبعث،فبقيت لي بقية فوعدته...عبد اللّه بن أبي الحمساء...76

بعثت امرأة الحسين (علیه السلام) إليه : إنا صنعنا ألواناً...245

بعثشى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أدعو عليا (علیه السلام) ، فأتيت بينه فناديته ...ابوذر...123

بعثني هارون إلى موسى بن جعفر (علیه السلام)فقال...الفضل بن الربيع...329

بلغنا أن الحسن والحسين (علیهما السلام)خرجا حاجين من المدينة ومعهما أصحاب ... ابن عائشة...230

بينا أنا مار ببقيع الغرقد إذ رأيت فتى أحسن ...القاسم بن محمد بن أبي بكر ...291

تصدق (أمير المؤمنين علیه السلام)بالحائط فيه ثلاثون ألف عذق وكتب : هذا ما ...172

جاء (إلى السجاد علیه السلام)رجل وهو حزين وله أربع بنات وهو فقير، فقال ...274

جاء إليه (إلى السجاد علیه السلام)شيخ من أهل الشام فقال : الحمد للّه...271

جاء أهل الكوفة إلى على (علیه السلام)فشكوا إليه قلة المطر...249

جاء أهل نجران إلى على (علیه السلام)فقالوا : خط يدك ...157

جاءته سائلة فأعطاها أربعمائة درهم، فقيل له في ذلك ... 181

جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين (علیه السلام)، فقال ...270

جاءه الحارث بن الأعور فقال : لي حاجة ، فأطفأ السراج ...175

جاءه عسل فأمر بالعرفاء حتى يأتوا باليتامى ، وأمكنهم ...185

ص: 429

الأثر ...القائل ...الصفحة

جاءه (اللباقر علیه السلام)مؤمن فشكا فقره فأعطاه أوقية ذهب ، ثم بكى...288

حج على رحل ربُّ وعليه قطيفة لا تسوى أربعة دراهم ...70

حضرت الصادق (علیه السلام)، فقال له رجل : إن علياً (علیه السلام)...حماد بن عثمان...383

حفر (أمير المؤمنين علیه السلام)عيناً بيده، فلما انفجرت تصدّق بها...172

خرج (الصادق (علیه السلام) في ليلة قد رَكَّب السماء وهو يريد ظلة بني ساعدة ...308

خرج أبو محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في جنازة أبي الحسن(علیه السلام)أبيه مشقوق الجيب...السياري...375

خرجت إلى الكوفة أريد عليا الله فأمسيت دونها ...إسماعيل الصلعي...209

خرجت إلى فاطمة (علیها السلام)فقالت: جفوتني بعد وفاة ...سلمان...132

خرجتُ عشيّة أُريد ضيعتي فإذا الجراد قد ساقها ...334

خرجت عند الظهر فلم أجد عنده(أى أمير المؤمنين علیه السلام)حاجباً یحجبنی...رجل من ثقيف...162

خرجت (فاطمةعلیها السلام) إلى أبيها لتسأله خادماً فاستحيت وانصرفت ...124

خرج (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في بعض غزواته فاستقبله قوم ، فقال : من القوم :...96

خرجنا سنة حجاجاً فرحلنا من زبالة فاستقبلنا ...حماد بن حبیب...258

خطب الحسن بن علي (علیه السلام)إلى رجل قال ...ابن سیرین...217

دخل الحسن بن علی(علیه السلام) علی مروان - وهو أمير المدينة ...222

دخل الحسن بن علي (علیه السلام)على معاوية في آخر النهار ، فقال ...225

دخل الحسين(علیه السلام) المتوضأ فأصاب لقمة في مجرى الغائط ....246

دخل(السجاد علیه السلام) على زيد بن أسامة بن زيد وهو مريض يبكي...276

دخلت الرحبة وأنا غلام فإذا علي (علیه السلام)القائم على المال ...الشعبي...184

دخلت المدينة فرأيت رجلاً راكباً على بغلة لم أر أحسن وجهاً ...رجل من أهل الشام ...214

دخلت زينب عليه(السجاد علیه السلام) فوتب ليسلّم عليها فسقط ضعفاً...260

دخلت على الباقر (علیه السلام)وعنده كسر يابسة وشيء من تمر ... أبو مسلمة السلمي...287

دخلت على أبي الحسن العسكري(علیه السلام)فقلت...أحمد بن محمد...268

دخلت على أبي جعفر(علیه السلام)ببغداد وهو على ما كان من أمره...الحسين المكاري ...359

دخلت على أم حميدة فعزيتها بأبي عبد اللّه(علیه السلام)...أبو يصير...320

دخلت على على بن محمد العسكري(علیه السلام)يوماً فدعا بالمائدة... أحمد بن هارون...367

دخلت عليه (الباقرعلیه السلام) وهو في بيت مُنَجَّد وعليه قميص رطب...الحكم بن عتيبة ...286

دخلت عليه (على الصادق علیه السلام) وعنده طعام يأكله ، فدعاني إليه...عیاد بن صهيب ...313

دخلت عليه(أمير المؤمنين علیه السلام ) مرة أخرى وبين يديه لبن حازر أجد حموضته...سويد بن غفلة...165

ص: 430

الأثر...القائل...الصفحة

دخلت فاطمة (علیها السلام)يوماً على عائشة فسألتها عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...128

دخلت مع عمتي على عائشة ، فقالت عمتي ...جميع بن عمير...جمیع بن عمیر...128

دخل على الباقر(علیه السلام) قوم مات لهم ميت ، فقالوا ...293

دخل عليه(أمير المؤمنين علیه السلام)رجل يوماً بعد غروب الشمس فجاء الغلام من السوق...166

دخل قوم من الصوفية على على بن موسى (علیه السلام)بخراسان ، فقالوا ...339

دعا (الصادق علیه السلام)بالمشط فأتى يعقد فيها مرأة ومشط ومكحلة...314

دعا (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خادماً فأبطأت عليه وفي يده سواك ، فقال...89

دنا الصادق) من قبر قد حُفر ليدفن رجل من أهل بينه، فقال ...316

ذكر التزويج عند أمير المؤمنين(علیه السلام)، فقال ...این عباس...195

ذكرت عائشة فاطمة قالت: ما رأيت أحداً أصدق...130

راه رجل يبكي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مالك ...172

رأى الزهري علي بن الحسين(علیه السلام) ليلة باردة مطيرة ...265

رأى الزهري عليه (السجاد علیه السلام)ثوب خز ، فقال ...278

رأى الصادق(علیه السلام) رجلاً حزيناً، فقال : أراك مفكراً ؟ ...316

رأى أبو عبد اللّه(علیه السلام)محمد بن زيد الشحام المعزلي يكثر الصلاة ...321

رأى (أمير المؤمنين علیه السلام) حلساً مطروحاً ، فقال : ما هذا؟ ...182

رأيت الباقر(علیه السلام)فأردت أن أعظه فوعظني...محمد بن المنكدر...286

رأيت الحسن بن علي(علیه السلام) وعليه كساء خزّ ، وكان يخضب بالحناء...العيزار...218

رأيت الحسن(علیه السلام)واقفاً على بردون وقد خُضب رأسه ...أنس بن كعب...218

رأيت أمير المؤمنين(علیه السلام) أصابه مطر فدخل خيمة ...عبادة...187

رأيت على الحسن(علیه السلام) قميصاً رقيقاً وعمامة رقيقة...أنيس...218

رأيت علياً(علیه السلام)يأتيه الطعام فيقسمه بالجريب ، فإذا ...زادان...184

رأيت علياً يقسم الرمان في المساجد فأصاب مسجداً...شيخ من طيء ...186

رأيت علياً(علیه السلام) يوم الأضحى وهو في خمسة آلاف وبغلته...الأصبغ...194

رأيت في النوم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قلت : أولادك من أبر ...الحسن بن الحسين القاضي...350

رأيته (الجواد علیه السلام)بموقف عرفة يمد يديه جميعاً فما زالتا ممدودتين...الحسين بن النيسابوري...357

رأيته (الصادق علیه السلام) يمشى إلى السائل حتى يناوله بيده...الأموي...308

رأيته (أمير المؤمنينعلیه السلام)وقد خلع الحذاء من رجليه فدفعه إلى أعرابي...جابر...175

رأى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فتية يضحكون ، فقال : أتلعبون وقد أوقد على النار ...88

ص: 431

الأثر...القائل...الصفحة

رقى الحسن بن علي (علیه السلام)بعد موت أبيه وأراد الكلام فخنقته العبرة ...222

روى رجل من أهل مصر اسمه حمزة أنه كان في ليلة...353

سئل (السجاد علیه السلام)عن الطاعون أَنبرَاً ممن يلحقه ؟ ... 279

سئل (الكاظم علیه السلام)عن الملكين يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن ...333

سئل (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم): كيف يكون الرجل في الدنيا ؟...103

سئل موسى بن جعفر(علیه السلام): إذا قام القائم أين يكون مسكنه ؟...384

سألت أبا جعفر الثاني(علیه السلام): أن يأمر لي بقميص...محمد بن إسماعيل...260

سألته (الباقرعلیه السلام)عن الثقفية ؟ قال : ] طلقتها ..يزيد بن خليفة...293

سأل عليا (علیه السلام)مولى له مالاً ، فقال : أواسيك ...180

سأله (السجاد علیه السلام)رجل عن مسائل ثم عاد إليه ليسأله عن مثلها ، فقال ...273

سأله (الصادق علیه السلام) المعلى بن خنيس : أيسير القائم بخلاف سيرة علي (علیه السلام)؟...389

سأله (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رجل : بما أتقي من النار ؟...91

سرق في عهد عمر إنسان فشهد عليه الشهود فقال ...203

سمع (السجاد علیه السلام)رجلاً يقول : ليتني لم أخلق ، فقال ...274

سمع (أمير المؤمنين علیه السلام)رجلاً يذم الدنيا ، فقال : أليس هو الليل...196

سيوفهم عليك وقلوبهم معك، والقضاء ينزل من السماء ...الفرزدق ...251

شكت جارية إلى علي(علیه السلام) من شاب أنها كلّما خرجت إلى...189

صادف علي بن الحسين (علیه السلام)قوما يغتابونه ، فقال...269

صار على ظهره (السجاد علیه السلام) كهيئة الجبال السود للحمل على ظهره ...265

صاغ علي(علیه السلام)من غنيمته سواراً من فضة لها واتخذت ستراً ...127

صحبت أبا محمد(علیه السلام)من دار العامة إلى منزله ، فلما صار ...علي بن الحسين...276

صلّى بالناس يوماً وعليه جبة صوف ليس عليه إزاره ...78

صليت إلى جانب جعفر بن محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)صلاة العشاء الآخرة...هشام بن حكم الصبيبي...208

صلي (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) حتى تورّمت قدماه ، فقيل له : أتفعل وقد غفر الله لك ؟!...87

ضرب (السجاد علیه السلام)خادما له بفعل ، فقال الخادم ...275

ضرب (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مَثَل الإنسان والأجل والأمل فجعل الأمل أمامه ...101

طلق الحسن بن علي(علیه السلام)امرأة فأرسل إليها ...این سیرین...226

عابه (أي عاب الصادق علیه السلام)سفيان الثوري بحسن ثيابه، فقال...307

عاتبه(السجادعلیه السلام)قرشي على سخائه ، فقال : أكره ...276

ص: 432

الأثر...القائل...الصفحة

عدا رجل إلى محمد التقي(علیه السلام) يريد العلم ، فقال ...359

عزى(الصادق علیه السلام)رجلاً على ابنه فقال : أكان يغيب عنك ؟ ...315

غزونا مع على(علیه السلام)وانصرفنا معه إلى الكوفة من المدائن ...شريك...204

فأما علي فخير لنفسه منه لي ، وأما أنت فخير ...عقیل...180

فو الله ما كان أحد من الرجال أحبّ إلى رسول الله من علي ، ولا من النساء ...عائشة...128

قال(الباقرعلیه السلام)الرجل : متى تراعي هذا الليل والنهار ...290

قال الباقر (علیه السلام)للكميت : طلبت بمدحك إيانا ... 289

قال علي(علیه السلام) الفاطمة(علیها السلام) يوماً : [ إني ] لأجد ...171

قال له (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رجل : أوصني ، قال : لا تغضب قال : زدني ...100

قال له (للسجاد علیه السلام) رجل : لأشتمنك شتماً يدخل معك قبرك، قال...269

قال له (للسجاد علیه السلام) عبد الملك بن مروان : عظني ...269

قال لي الرضا(علیه السلام): غداً أدخل إلى هذا الرجل فإن خرجت...أبو الصلت الهروي...351

قام (الصادق علیه السلام)في ليلة باردة إلى مشكاة على الحائط ...307

قام علي(علیه السلام) على هذا الدكان قائماً والرحبة مملوءة من ...189

قام مروان يسب عليّاً (علیه السلام)على المنبر والحسن(علیه السلام) شاهد ...ابو حارثة ...241

قد بكت (فاطمة علیها السلام)على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتى تأذى أهل المدينة فقالوا...147

قَدَّمَ إليه (الی السجّاد علیه السلام)قوم طعاماً ، فقال : أنا صائم ...271

قدم موسى (علیه السلام)الزبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدي يُخْرِجُونه ...أبو خالد الزبالي...331

قرأ رجل على أبي عبد الله (علیه السلام)- وأنا أسمع - حروفاً من القرآن ...أبو سلمة...391

قسّم (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال رجل من القوم : إن هذه القسمة لا تريد بها...73

قصده (أي الحسن علیه السلام)أعرابي فشكا إليه الحاجة، فكتب له إلى...224

قلت لأبي الحسن (علیه السلام): أينا أشد حبا لدينه ؟...علي بن جعفر...372

قلت لأبي الحسن(علیه السلام) : ما تقول في المتعة ؟... ابن أُورمة...372

قلت لأبي الحسن موسى (علیه السلام): أُحبّ أن تدعني أكفنك ...السندي بن شاهك...336

قلت لأتي: صفي لي فاطمة (علیها السلام)...أنس...130

قلت للصادق (علیه السلام): إن بالكوفة قوما ...أبو أسامة...203

قلت للصادق (علیه السلام): كنا في حالة حسنة وقد تغيرت...قيس بن رمانة...310

قيل لعلى(علیه السلام) صف لنا الدنيا وقصره...195

قيل للرضا(علیه السلام) : ما تقول في الرجلين ؟...148

ص: 433

الاثر...القائل...الصحفة

قيل (اللسجاد علیه السلام): من تجالس ؟ قال : من يقهرك برهانه...277

قيل لمعاوية : إن الناس مدوا أبصارهم إلى...موسى بن عقبة...247

قيل لمعاوية يوماً : لو أذنت له فصعد المنبر ووعظنا ...215

قيل له (للرضا علیه السلام) : إن أهل بيتك يتعاطون أموراً قبيحة فلو نهيتهم ...245

قيل له (للسجاد علیه السلام): أما آن لحزنك أن ينقضى ؟...263

قيل له (للسجاد علیه السلام): أنعم الله عيشك ، فقال ...278

قيل له (للسجاد علیه السلام): ما خير ما يموت عليه العبد ؟...279

قيل له (لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ما يكفيني من الدنيا؟ قال: ما سد جوعتك ، ووارى ...82

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا أصاب أهله خصاصة قال : قوموا ...99

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا أكل لعق أصابعه الثلاث، وإذا أكل قام إلى فَخَارَةِ ...71

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا رأى فاطمة فرح بها ...91

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا سجد بعد الصلاة كأنه ثوب ملقى...88

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا قام إلى الصلاة تريد وجهه خوفاً من اللّه...88

كان (أمير المؤمنين علیه السلام)إذا قام إلى الصلاة تغير لونه حتى يعرف ذلك...170

كان (الباقر علیه السلام)إذا نزل به جارٌ قال : يا هذا قد أخترتني ...293

كان (الباقر علیه السلام)أقل أهل المدينة مالاً وأعظمهم مؤون ...287

كان (الحسن علیه السلام)أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقاً...215

كان (الحسن علیه السلام)نكاحاً ، وكان يكره أن يغش النساء...218

كان (الرضا علیه السلام)إذا خلا جمع حشمه حوله يُحدّثهم ويأنس...247

كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( سبح اسم رَبِّكَ الأَعْلَى ) قال سرا...248

كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) قال سراً...248

كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ( قال في نفسه ...248

كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قال في ...248

كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( وَالتَّين ) قال في آخرها : بلى...248

كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ( قال سرّاً...248

كان (الرضا علیه السلام)يبدأ في دعائه بالصلاة على محمد وآله وبكثر....247

كان (الرضا علیه السلام)يُكثر بالليل في فراشه تلاوة القرآن ، وإذا مر ...247

كان (السجاد علیه السلام)إذا تصدق بصدقة قبلها قبل أن يضعها ...263

كان (السجاد علیه السلام)إذا سار على بغلته في سكك المدينة لم يقل : الطريق ...266

ص: 434

الأثر...القائل...الصفحة

كان(السجاد علیه السلام)إذا فرغ من وضوئه للصلاة أخذته الرعدة ...256

كان (السجاد علیه السلام)في صلاته فرحف ابنه محمد إلى بشر بعيدة القعر ...257

كان (السجاد علیه السلام) ليلة سمع صائحاً يقول: تعالوا أغيثوني على الليل...277

كان (السجاد علیه السلام) يحب العنب، فكان صائماً فاشترت أم ولد ...264

كان (السجاد علیه السلام) يدعو خدمه كل شهر فيقول : إني قد كبرت ...276

كان (السجاد علیه السلام) يصلي صلاة الغداة ثم يثبت في مصلاه حتى ...262

كان (السجاد علیه السلام)يصوم الدهر ويفطر على قرص ويتسخر بآخر، فنحل...295

كان (السجاد علیه السلام)يصوم ويأمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ ...265

كان (السجاد علیه السلام)يعجبه أن يحضر طعامه جماعة من اليتامى والأضراء...266

كان (السجاد علیه السلام)يقرأ القرآن فربما مر به المار فصعق ...262

كان(السجاد علیه السلام) يقوت سبعين بيتاً من أهل المدينة وهم لا يعلمون ...264

كان (السجاد علیه السلام) يلبس في الشتاء الخز ويبيعه في الصيف...278

كان (السجاد علیه السلام)يميل إلى عقيل ويقول : إني أذكر يومهم...263

كان (الصادق علیه السلام)إذا أَعْتم أخذ جراباً فيه خبز ولحم ...309

كان(الصادق علیه السلام)إذا خرج پلیس ثياباً حساناً، فقال له...306

كان (الصادق علیه السلام)إذا قام من الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار ...319

كان (الصادق علیه السلام)بمنى يماكسهم بغنم ، فلما فرغ قال ...306

كان (الصادق علیه السلام)قاعداً في قوم فدخلت عليه امرأة وأعطته تفاحة ...305

كان (الصادق علیه السلام)يدعو فيقول : يا رب يا رب حتى انطفأ نفسه ...319

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الفقر والفاقة أحب إليه من البشر والغنى ...70

كان (النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا أراد سفراً سلم على من يريد...127

كان أبي صديقاً لقنبر وخرج معه إلى علي(علیه السلام)...202

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أجود ما يكون في شهر رمضان...75

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أرحم الناس بالصغار والكبار، وأسخى الناس ...68

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أشدّ حياء من عذراء في خدرها ، لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي...69

كان (أمير المؤمنين علیه السلام)إذا أتى بالمال جعله في بيت المال حتى يصبح...182

كان (أمير المؤمنين علیه السلام)إذا ذهب ما في بيت المال أمر به فقسم وصلى فيه ...186

كان (أمير المؤمنين علیه السلام)يبيع سيفاً وهو يقول : من يشتري مني ...200

كان (أمير المؤمنين علیه السلام) يجمع الضوال في بيت المال، فدخل يوماً...187

ص: 435

الاثر...القائل...الصفحة

كان (أمير المؤمنين علیه السلام) يطعم من خُلد في السجن من بيت المال...187

كان (أمير المؤمنين علیه السلام) يغرس الأشجار ويكري الأنهار ويبيع ...172

كان (أمير المؤمنين علیه السلام)يكرم الضيف ويكسب لهم ، فقال له رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ...173

كان (أمير المؤمنين علیه السلام) ينادي ثلاثاً في الناس إذا صلّى العشا...197

كان(أمير المؤمنين علیه السلام) يوماً قاعداً فأتاه شاب وشيخ يسألانه شيئاً من الصدقة ...181

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أو فى الناس بالوعد ، يحسن الحَسَنَ ويُصدقه، و ...69

كان(أمير المؤمنين علیه السلام) أيام صفين يدأب في صلاته، فدخل عليه مالك بن الحارث ...162

كان بالمدينة رجل يضحك الناس وقال ...277

كان بين الحسين(علیه السلام) والوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة ...240

كانت صلاته (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مستوية كأنها موزونة...88

كان تغير لون رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوماً وعُرف في وجهه ...91

كانت فاطمة (علیها السلام)إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها...122

كانت فاطمة (علیها السلام)أشبه الناس وجهاً وشبهاً برسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...أم سلمة...130

كانت فاطمة (علیها السلام)جالسة قدامها رحى تطحن بها الشعير وعلى عمود الرحى...سلمان...122

كانت لموسى بن جعفر ، بضع عشرة سنة في الحبس ...336

كانت له (أمير المؤمنين علیه السلام) ضيعة استخرجها فجاءه يهودي من خيبر واشتراها ...174

كان (السجاد علیه السلام)إذا جاءه طالب العلم قال...273

كان جلوسه (أي الرضا علیه السلام) في الصيف على حصير، وفي الشتاء ...347

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) طعامه الشعير حتى قبضه الله إليه...79

كان طلحة والزبير يقولان : ليس لعلي مال ، فأمر وكلاءه ...182

كان علي(علیه السلام)إذا عجز أهل الخراج عن الدراهم أخذ منهم...185

كان علي (علیه السلام)ربعة من الرجال ، ضَخْم الكراديس ... الأصبع...207

كان علي(علیه السلام)لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف ...177

كان علي(علیه السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وكان ... 167

كان على (علیه السلام)يغمر الخبز في الماء وينثر عليه الملح ...164

كان علي (علیه السلام)يقسم في المسلمين الأبزار يصرها صرراً ...186

كان علي (علیه السلام)يمشي في خمسة مواضع حافياً ...194

كان عمرو بن عمير الثقفي نديماً لأبي طالب يتبرد عنده ...176

كان (أمير المؤمنين علیه السلام)عنده أربعة دراهم ، فأعطى در هماً بالليل ، ودرهما ...173

ص: 436

الفهارس الفنية / فهرس الآثار

الأثر...القائل...الصفحة

كان عنده (أي الصادق علیه السلام) حلواء فجعل يلقم أصحابه بيده وقال...313

كان في بيت المال عقد لؤلؤ وكنت عليه ، فأرسلت ...علي بن أبي رافع...183

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في صباه يخرج يغنم له إلى الصحراء ، فقال له بعض الرعاة...77

كان قنبر غلام علي (علیه السلام)، وكان يحبه حباً شديداً لصلاحه...193

كان له (للسجاد علیه السلام)غلام يقال له: سنان - وكان عبداً صالحاً - فتلا...262

كان لي أخ فمات في جهاد الروم، فاغتبطت وتمنيت ... الزهري...267

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يأكل أكل العبد ويجلس جلسة العبد تواضعاً الله تعالى...81

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض. ويعتقل ...68

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يجيز للرجل الواحد بالمائة من الأيل ، فلو أراد أن يأكل ...79

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يرقع إزاره بالأدم ، ويطول إزاره أربعة أذرع ...77

كان (رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يُسلّم على من يستقبله مبتدئاً من أهل الصلاة ...69

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يضاهي جده إسماعيل بن إبراهيم(علیه السلام) ، إنه وعد رجلاً ...76

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يضطجع على حصير يؤثر في جنبه، ووسادته من ليف ...86

كان (أمير المؤمنين علیه السلام)يعمل عمل رجل كأنه نظر إلى أهل الجنة والنار ...170

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يعود المريض ويتبع الجنازة...70

كان(أمير المؤمنين علیه السلام) يغتسل في الليلة الباردة ليتجلّد لا ليتنظف...170

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم خيبر على حمار ، ويوم قريظة والنضير على ...70

كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم فتح مكة قام على باب الكعبة فحمد الله ثم قال ...71

كتب معاوية إلى مروان عامله على الحجاز وأمره أن يخطب...237

كنا بمسكن اثني عشر ألفاً وسيوفنا تقطر دماً ، فبلغنا... أبو العريف...220

كنا عنده (الباقرعلیه السلام)وابن له في النزع ، فجعل يدخل ويخرج... الثمالي...289

كنا في حيطان لابن عباس ، فجاء الحسن والحسين(علیهما السلام) ...مدرك...219

كنتُ أسمع أبا جعفر الثاني(علیه السلام)في الشهر الذي قبض فيه ...محمد بن سهل...364

كنتُ جليساً لعمر بن عبد العزيز حيث أمر مناديه أنه ...هشام بن معاذ...298

كنت حاجاً في السنة التي حج فيها هارون الرشيد، فبينا ...عبد الحميد بن بكار...325

كنت عاملاً للسلطان في البطائح ، فبلغني لعن ...جعفر الهرمزاني...378

كنت عند الحسن العسكري(علیه السلام)إذ دخل رجل وقال ...أحمد بن مابنداد...376

كنت عند فاطمة (علیها السلام)في شكواها ، فلما كان يوم ...سلمی...149

كنت في صغري أجيء إلى علي(علیه السلام) في المسجد وأنظر إلى وجهه...فروخ...161

ص: 437

الأثر...القائل...الصفحة

كنت مجالساً لأبي محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذ أقبل فقير فسأله ...وهب بن منبه...223

كنتُ مع علي(علیه السلام) أمشي فانتهينا إلى امرأة توقد...زيد بن أسلم...205

كنت نائماً بمكة فأتاني آت في منامي فقال...سكين بن عمار...332

لبس (السجاد علیه السلام)ثياباً حساناً ، ثم رجع مسرعاً قال ... 278

لقد أتاه (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)جبرئيل بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث ...79

لقد جاءت فاطمة إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ومعها خبز وقالت ...79

لقد سافر (السجاد علیه السلام)على راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط...266

لقد كان يمضى علينا أربعة أشهر ما لنا طعام ولا شراب إلا ...بعض نساء النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...79

لمّا اشتدت علة فاطمة اجتمع عندها نساء المهاجرين ...145

لمّا أتى على(علیه السلام) البصرة وقد اجتمع على عائشة هناك ...ابن عباس...201

لمّا بلغ (الرضا علیه السلام)سناباد استند إلى الجبل فقال ...352

لمّا بلغ(الرضا علیه السلام) قرب القرية الحمراء قيل : يابن رسول اللّه، ما معنا ...352

لمّا تزوّج رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بخديجة هجرتها نسوة مكة ...119

لمّا توفي إسماعيل أمر وهو مسجى أن يكشف عنه، فقبل وجه ...316

لمّا حضرته(السجاد علیه السلام)الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه ...281

لمّا سلم(الحسن علیه السلام)الأمر لمعاوية قالت له أم سلمة ... 223

لمّا فتح (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) مكة وحج حجة الوداع ركب راحلته بمنى وقال...112

لمّا قتل عثمان أخذ طلحة مفاتيح بيت المال وكان...168

لمّا قدم (أمير المؤمنين علیه السلام)الكوفة أقبل قوم إليه في نصف النهار فتخيلوا ...169

لمّا كان (الحسن علیه السلام)بالمدائن طعنوه في بطنه وانتهبوا ما في...223

لمّا كان صبيحة عرس فاطمة (علیها السلام) جاء النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بعش...142

لمّا مات (السجاد علیه السلام) فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد...264

لمّا مرض (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) ، قيل : من يغسلك ؟...108

لمّا نزل : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) بكى(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بكاء ...91

لمّا ولد الحسين قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ...صفية بنت عبد المطلب...251

لهف أبي سلمى فاطمة بنت رسول اللّه عَلَيَّ غضبانة...أبوبكر...150

ما أَدْخَلَ الحسن بن علي(علیه السلام) في بيعة معاوية إلا ما رأى ...عكرمة...221

ما أصيب على(علیه السلام) بمصيبة إلا صلى في ذلك اليوم ...207

ما أكل (رسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم)شعيراً منخولاً حتى فارق الدنيا، وما بات شبعان قط...80

ص: 438

الفهارس الفنّيّة / فهرس الآثار

الأثر...القائل...الصفحة

ما أكل (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) منكناً منذ بعثه اللّه إلى أن قبضه...81

ما دخلت على أبي قط إلا رأيته باكياً...عبداللّه بن الحسن...216

ما رأيت أحداً أفضل من زين العابدين(علیه السلام)...الزهري...255

ما رُوي (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قط فارغاً؛ إما يخصف نعل ...67

ما سئل (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن شيءٍ قط فقال لا...69

ما شبع محمد من طعام ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله...بعض نساء النبي...79

ما شبع (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) من خبز البر ثلاثة أيام...79

ما ضرب (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) خادماً قط ولا انتقم من أحد، ولا خبر بين أمرين إلا ...90

مدح بعض الشعراء الحسن بن علي (علیه السلام)فأنظر بجائزة ...العتبي...225

مرّ الحسين (علیه السلام)على مساكين قد بسطوا أكسية لهم عليها...عبداللّه البصري...245

مرّ (السجاد علیه السلام)برجل يدعو للناس الجنة ، فقال : بخلت...276

مرّ (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بشاة ميتة شائلة برجلها، فقال ...92

مررت يقوم من آل الزبير وبني أمية يشتمونه (أي السجاد علیه السلام )...الثمالي...270

مر رجل بأبي جعفر(علیه السلام) وقال : أعطني على قدر مروءتك ...359

مررنا بأناس من بني تغلب في طريق المدائن...الأصبغ...158

مرض علي بن الحسين(علیه السلام)مرضاً شديداً فقيل له ...الإمام السجاد...279

مر علي بن الحسين(علیه السلام)برجل وهو قاعد على باب أموي...273

مضى الرضا(علیه السلام) ولي عليه أربعة آلاف درهم، فقلت في نفسي...المطرفي...358

مکث (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عشر سنين يقوم الليل، فأنزل اللّه تعالى...88

نحوت دار الباقر(علیه السلام)فإذا راحلته قد شدَّ عليها وأخذ...بشیر البال...288

نزل : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ...) ، في علي ...أنس...167

نزل جبرئيل(علیه السلام) على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بصحيفة لم يُنزل اللّه من السماء ...156

نظر على(علیه السلام) إلى امرأة على كتفها قربةً ماء...عبد الرحمن بن عوسجة...206

وجه هشام بن عبد الملك خاله شبة بن عقال التميمي إلى...295

وقف الباقر(علیه السلام)على قوم يغيبون رجالاً من إخوانهم ، فقال ...296

وقف سائل على أمير المؤمنين(علیه السلام) في شهر رمضان وقد ...173

وولد لرجل جارية فرآه الصادق(علیه السلام) متسخطاً ، فقال ...315

يوماً تجملت ويوماً تبغلت وإن عشئت تقيلت ...ابن عباس...232

ص: 439

فهرس الأعلام

نقدّم أسماء المعصومين الأربعة عشر (علیهم السّلام)

رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): 63 ،75،74،73،72،67،65 ،110،109،91،88،81،79،76، 123،122،121،119،114،112،111، 139،138،137،136،135،134،133، 148،147،،145،144،142،141،140، 171،167،158،156،155،151،150، 189،181،179،176،175،174،173، 206،203،200،198،194،190، 220،217،216،215،210،209،207، 238،232،231،229،225،224،222 ،239، 243، 244، 245، 247، 248، 249 ،271 ،267، 265، 260 ،259 ،258 ،250 ،307 ،289 ،281 ،275، 274 ، 273، 272، 335 ،329 ،328 ،321 ،313 ،311 ،310، ،342،341،340، 345 347، 348، 350، 353،352،351، 362،358، 364، 368 ،392،391،388 ،384، 386 ،379 ،372 ،379،

أمير المؤمنين(علیه السّلام) : 73،72، 91،80، 103، 104، 105 ، 108 ، 110 ، 111، 113 ، 114، 128 ،127 ،124 ،123 ،122 ،121 ،115 ،138 ،137 ،136 ،135 ،134 ،131 ،129 ،110 ،123 122 121 119 ،114 ، 112 ،111 ،132 ،131 ،130 ،129 ،128 ،127 ،124

ص: 440

139 ،138 ،137 ، 136 ،135 ، 134 133 ،140، 141، 142، 144، 145، 147، 148 ،171 ،115، 155،156، 158، 671 ،150 189 ،181 ،179، 176 ،175 ،174، 173 ،220 ،217 ،216 ،215 ،210 ،209 ،207 238 ،232 ،231 229 225 224 ،

فاطمة الزهراء (علیها السّلام): 79، 91، 109، 111 . 113 . 114 . 117 . 120 .121 .122 .123 . 124. 125 . 126.127.128 . 129 . 130. 131. 132. 133 . 134. 135. 136. 137. 138 .139 .140 .142 .145 .147 .149 .150 .171 .195 .215. 223 .225 .231 .246 .380 .387 .

الإمام الحسن : 114، 121، 131، 142، 156 . 166 .171 .195 .201 .211 .213. 214 .215. 216. 218 .219 .220 .221 .222 .223 .224 .225 .226 .227 . 228 . 229 .230 .231. 232 . 239 .241 .244 .247 .249 .291 .

الإمام الحسين (علیه السّلام) : 114، 121، 122، 131 ،220 ،219 ،202 ،195 ،171 ،142، ،238 ،237 ،235 ،231 ،228 ،226، 227،240، 241 ، 242، 243، 244، 245 ،239، ،259 ،251 ،250 ،246، 247 ، 248، 249 ،272 ،263 .

الإمام السجاد (علیه السّلام): 135، 192،167، 194 ،253، 255، 256، 257، 259، 262، 265 ،273 ،272 ،271 ،270 ،267 ، 268، 269، 291، 306 ،279 ،277 ،275 .

الإمام الباقر (علیه السّلام): 73 ،72، 125، 134، 147، ،283 ،275 ،272 ،259 ،257 ،228 ،200 ،292 ،291 ،289 ،288 ،287 ،285، 293 . 295 .296 .298 .299 .300 .302. 384 .390 .

الإمام الصادق (علیه السّلام):80 . 121 .125 .129 .160 .172 .190 .191 .194 .199. 203. 213. 231 .243. 244. 287. 294 .301. 303 .305 .306 .309 .310 .311. 314. 315 .320. 321. 334. 363 .370 .383 .386.390. 391.

الإمام الكاظم (علیه السّلام): 275، 310، 319، 323 . 334 ،333 ،331 ،330 ،329 ،328 ،327 . 335، 336، 3845

الإمام الرضا (علیه السّلام): 148، 247، 337،314

ص: 441

،339 . 340، 342،341 343، 346، 348 . 360 ،352 ،351 ،350 ،349 .

الإمام الجواد (علیه السّلام): 342، 355 ،357، 358 .359، 364،362،361،360

لإمام الهادي (علیه السّلام) : 365 367، 368، 370 378 ،375 ،372

الإمام العسكري (علیه السّلام): 373، 375، 376، 378 .379

الإمام المهدي (علیه السّلام): 381، 383، 384، 385 .390 ،389 ،388 ،386

أبو حنيفة : 305

أبو خالد الزبائي : 331

أبو خراش الهذلي : 317.

أبو خيّاب : 189

أبو ذر : 123، 84، 132 .

أبو سعيد الخدري : 260 .

أبو سعيد الخراساني : 390

ابو سفیان : 179 .

أبو سلمة : 391

آدم (علیه السّلام): 71، 186 ، 210 .

آسية بنت مزاحم : 119 .

أيان : 269 .

إبراهيم (علیه السّلام): 279 .

أبو الجنوب : 198 .

أبو الدرداء : 169 .

أبو الصلت الهروي : 351.

أبو العريف : 220 .

أبو الهواء : 159 .

أبو بصير : 320 .

أبو طالب (علیه السّلام): 119، 176

أبو لهب : 180 .

أبو محمد الفحام : 368 369

أبو مسلم الخولاني : 229 .

أبو مسلمة السلمي : 287.

أبو موسى الأشعري : 179 .

أبو هاشم الجعفري : 377.

أبو هريرة : 232 .

ابن النباح : 189 .

ابن أورمة : 361 372

ابن جبير: 262

أبو بكر = عتيق : 135، 143، 145، 147، 148، 150. 244

ابن سيرين : 217 ، 226

أبو جحيفة : 85

أبو حارثة : 241 .

ابن عائشة : 230 .

ابن عبّاس : 195 ، 201، 219، 220، 232 .

ابن عطاء المكي : 300.

أبو حبّة الأنصاري : 228 .

ابن كثير : 306.

ص: 442

ابن مسعود 90

این ملجم : 209، 222

أُم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر : 237، 238، 239 .

أحمد بن مابنداد : 376

الأموي : 308

أحمد بن محمد المعروف بالزيدي : 368 .

إنسان بازيار : 299

أحمد بن هارون : 367 .

إسحاق (بن إبراهيم علیه السّلام) : 186.

إسحاق بن عمّار : 312

أسماء بنت عميس : 140، 141، 195.

إسماعيل الصلعي : 209.

إسماعيل بن إبراهيم : 77،76، 186 .

إسماعيل بن جعفر الصادق : 316

الأشجع السلمي : 310

الأشعث : 183 .

الأصبغ بن نباتة : 158، 194، 207.

الأعمش : 228

أمّ البنين : 195.

أُمّ الفضل (بنت المأمون) : 342.

أمامة بنت أبي العاص : 151 ، 195.

أم أيمن : 137، 140

أَمّ جميل : 180 .

أم حبيب التغلبية : 195 .

حبيبة (بنت المأمون) : 342.

أُمّ حميدة : 320 .

أنس: 130، 167 .

أنس بن كعب : 218

أنيس بن أبي العريان : 218.

بثينة بنت عامر الجمحي : 199 .

البزنطي : 360 .

بشر النبال 288

بشر بن غالب : 241 .

بشير (الدهان) : 321

يلال : 140

الثمالي : 270، 289 .

جابر المكفوف : 309، 310

جابر بن عبد الله: 114، 133، 175، 259، 260.

جبرئیل: ،79 91 92، 109، 110، 112، ،156،138 ،137 ،131 ،119 ،114 . 113، 279.

جریر 295

جعفر المتوكل : 299 .

جميع بن عمير : 128 .

الحارث بن الأعور : 165، 166، 175 .

أُمّ سلمة : 130، 131، 135، 136، 137، 223

حرملة بن الحجاج : 299 .

أم كلثوم بنت أمير المؤمنين(علیه السّلام) : 121، 221.

حسان : 289

ص: 443

الحسن الصيقل : 160 .

الحسن بن الحسين الأفطس : 319

الزهري : 255، 265، 267، 278 .

زيد: 242 .

الحسن بن الحسين القاضي (أبو سعيد) 350 .

زيد الشحام (أبو أسامة) : 203.

الحسين المكاري : 359

الحسين بن النيسابوري : 357.

الحكم : 222 .

الحكم بن عتيبة : 286 .

حكيم بن جابر : 216 .

زيد بن أسامة بن زيد : 276 .

زيد بن أسلم : 205.

زيد بن علي بن الحسين : 243، 274 .

زينب بنت أمير المؤمنين(علیه السّلام) : 260

سارة : 119

حماد بن حبيب الكوفي القطان : 258.

سالمة .319

حماد بن عثمان : 383

سدير : 386

خديجة بنت خويلد (علیها السّلام) : 119، 120، 129 .195.231.

سُديف المكى : 285 .

الخضر : 315

دانیال 341

داود : 144، 372

دحية الكلبي : 131 .

ذرة : 132

راحیل : 139

الرباب : 246 .

الربيع : 335

رضوان خازن الجنة : 110 .

زاذان : 184

الزبير : 129، 168، 182

زر : 219 .

زكريا (علیه السّلام) : 144 .

سعد بن عبد الله : 226 .

سفيان الثوري : 307

سفيان بن أبي ليلى : 220 . سكين بن عمّار : 332.

سلامة التيمي : 183 .

سلمان: 122، 132، 133 ، 134 .

سلمی : 132

سلمى أم بني رافع : 149 .

سليمان بن جعفر : 340

سليمان(علیه السّلام): 143، 363

سماعة بن مهران : 334

سنان : 262.

السندي بن شاهك : 336.

سوادة بن قيس : 109 .

ص: 444

سويد بن غفلة : 164 .

السياري : 375

شبة بن عقال التميمي : 295 .

شجرة (الدهان): 321 .

الشعبي : 184.

شعیب (علیه السّلام): 270

صالح (علیه السّلام): 270

صفية بنت عبد المطلب : 251

الضحاك بن قيس : 179 .

طلحة : 129، 168، 182

عائشة : 128 130، 169، 201، 232

عائشة بنت عثمان: 239

عباد بن صهيب : 313

عباد بن كثير البصري : 306 307

عبادة أبو يحيى : 187 .

العباس بن عبد المطلب(علیه السّلام) : 389

عبد الحميد بن بكار الطائي : 325، 327

عبد الرحمن بن أبي هاشم : 391

عبد الرحمن بن عوسجة : 206 .

عبد الله البصري : 245 .

عبد الله بن الحسن : 216 .

عبد الله بن الزبير - ابن الزبير : 240 ، 241 .

عبد الله بن أبي الحمساء : 76 .

عبد الله بن جعفر: 226. 227. 228، 233 .238 .240

عبد الله بن جميل الأنصاري : 294 .

عبد الله بن شريك : 204 .

عبد الله بن عبد الرحمن : 357

عبد الله بن عمر : 229

عبد الملك بن مروان : 241، 269

العتبي : 225 .

عثمان : 168

عروة : 317

عقیل : 177 ، 178، 179، 180، 263

عكرمة : 221

علي بن الحسين بن زيد بن الحسين : 375

علي بن أبي رافع : 183 .

علي بن بلال : 379

علي بن جعفر : 372

عليّ بن جعفر الهرمزاني : 378

443

عمر : 74، 135، 147، 203،150، 245 .244

عمر بن عبد العزیز 298، 299 .

عمرو : 316

عمروبن العاص= ابن العاص : 180، 215، 216

عمرو بن عمير الثقفي : 176 .

العمري : 379

عنبسة العابد : 305

العيزار: 218

عیسی (علیه السّلام) : 321

فارس بن حاتم : 378

ص: 445

فاطمة بنت علي بن أبي طالب (علیه السّلام): 259 .

محمد بن أبي بكر : 229.

الفرزدق : 250

فرعون : 217

محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل : 240 ،241.

فروخ: 161 .

محمد بن جعفر : 237 .

الفضل : 110، 363 .

الفضل بن الربيع : 329 .

فضة : 122، 165 .

القاسم بن محمد بن أبي بكر : 291

القاسم بن محمد بن جعفر : 237، 238، 239

محمد بن زيد الشحام المعزلي :

محمد بن سهل الحميري : 364

مدرك بن أبي زياد : 219.

مروان بن الحكم : 222 ،237، 238 ،239 .240، 241

قنبر: 161، 166، 174 ، 187 ، 193، 202، 203

مریم بنت عمران (علیها السّلام): 119

قيس بن رمانة : 310.

كلثوم أُخت موسى بن عمران : 119 .

الكميت : 289

كهمس بن أبي أُمية : 181 .

لبيد العطاردي : 188

لقمان : 297

مالك بن الحارث : 162، 163، 164 .

المأمون : 299، 340، 342،341 .

محمد بن إسماعيل بن بزيع : 360

محمد بن الحسن الصفار : 390 .

محمد بن الحسين : 391

محمد بن الحنفية : 202، 214، 247 .

محمد بن المنكدر : 167، 286 .

مسافر 362

المُطرفي : 358.

معاوية : 178 ،179، 180، 215، 216، 217،240 ،238 ،237 ،225 223 ،221 220 ، 248، 249.

معاوية بن خُديج : 217.

مُعتِبُ : 308

المعتصم : 361 . 362

المعلى بن خنيس : 334، 389

المغيرة بن شعبة : 200 .

المفضّل بن عمر: 307 ، 312.

المقتدر 299

مقداد بن الأسود : 123، 132.

محمد بن الوليد الكرماني : 362

مقدودة : 132

ص: 446

المكتفي : 299 .

المنصوري : 368.

موسى بن عقبة : 247 .

موسى بن عمران(علیه السّلام): .390 315 . 73

موفق : 372

المهدي (العباسي) : 331

ميسرة : 362

میکائیل (علیه السّلام): 110 .

نعيم بن دجاجة : 188 .

نوح (علیه السّلام): 111

الوضين بن عطاء : 261 .

الوليد بن عبد الملك : 269 .

الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: 240.

وهب بن منبه : 223، 224

هارون : 375

445

هارون الرشيد : 325 ، 326، 328، 330، 335 ،352، 341 ، 336

هارون بن عنترة : 202

هشام بن إسماعيل : 269 .

هشام بن حكم الصبيبي : 308

هشام بن عبد الملك : 295 .

هشام بن معاذ : 298

هند 225

هود (علیه السّلام): 270

ياسر الخادم : 340

يحيى (علیه السّلام): 144

يزيد : 217، 238، 239، 272

يزيد بن خليفة : 293

يعقوب (علیه السّلام): 231 ، 263

يوسف (علیه السّلام) : 231 ،339 ،363،341 .

ص: 447

فهرس الطوائف والقبائل والفرق

آل الزبير : 270 .

آل أبي طالب : 295، 328

آل عمران : 273 .

آل فرعون : 339 .

بنو تغلب : 158 .

بنو ساعدة : 308

بنو سليم : 242 .

بنوشيبة : 387

آل محمّد(صلّی الله علیه و آله و سلّم) : 123، 82، 237، 258، 267، 372 ،358 ،351 ،321

بنو عبد المطلب : 177،74، 223 .

آل يعقوب : 144 .

بنو عبد شمس : 241

بنو نوفل : 241

الأنصار: 137، 140، 144، 145، 155، 238.

بنو هاشم: 134، 232، 238، 239، 256، 336

أهل الصُّفّة : 127

بنو إسرائيل : 217، 344 .

بنو الأشتر: 161 .

بنو أبي طالب : 335 .

بنو أسد : 185 .

ثقيف : 162 .

ثمود: 270

الروم : 267 ، 388

الشيعة : 242 ، 328

بنو أمية : 238، 242، 251، 268، 270، 312، 384، 387، 388

الصوفية : 339

الطالبية : 300

ص: 448

طيء : 186 .

عاد: 270

المسلمون: 74، 76، 158، 168، 177، 178، 295 ،271 ،223 ،183، 184، 186، 192

المنافقون : 164، 209 .

قریش : 71، 119، 135، 140، 141، 199، 215، 241، 272،256،248 ،239، 238، 227

مدین: 270 .

المهاجرون : 137، 145، 155 .

همدان: 201 .

ص: 449

فهرس الأماكن والبلدان

إصفهان : 350 .

الأبطح : 179 .

الأبواء : 230 ،231 .

أنطاكية : 385 .

البصرة : 201.

البطائح : 378 .

بطحاء مكة : 83 .

بغداد : 359 .

البغييغة : 239.

البقيع : 113، 149، 232 .

بقيع الغرقد : 291 .

الحجاز : 237 .

حرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : 359

الحيرة : 198.

خراسان: 339 351 .

الخورنق : 198 .

خیبر: 174 .

ديلمة : 388

الرحبة : 166، 184، 189 .

الركن : 215 .

رُمَيْلَةِ الدسكرة : 387.

الروضة : 150، 248 .

الروم : 384، 388 .

رومية : 388 .

زبالة : 258، 331 .

سر من رأى : 371، 378 .

سناباد : 352 .

الشام : 75، 168، 180، 214، 216، 222 ، 388 ،387 ،384 ،271 270، 223

الطائف : 109 .

ص: 450

طبرستان: 299 .

طيبة : 75 .

العراق : 168، 334 .

عرفات : 215

عرفة : 267 .

غدیر خم : 113 .

المستجار: 333 .

المسجد الحرام : 321 .

مسجد السهلة : 384

مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : 238، 240، 273.

مسجد سماك : 188

مسجد قبا : 82

فدك : 299

القرية الحمراء : 352

قسطنطينية : 388.

کرمند: 350 .

الكعبة : 294،71، 333 .

مسكن: 220.

المشعر : 215

مشهد الرضا (علیه السّلام): 353

مصر : 353.

المقام : 215 .

مقام إبراهيم : 325 .

الكوفة : 169 ، 177، 198، 203، 204، 209 ،387 ،384 ،321 ،250، 249 ،242،221 ،390 .

المدائن : 158، 204، 223 .

مكة : 75، 112، 119، 169، 215 ، 228، 241، 388 ،387 ،242 ،250، 259، 332، 386 ،390

المدينة : 113،84، 147، 181، 201، 214 ،240 ،239 ،230 229 ،228 ،227، 222 ،242 ، 248، 256، 264، 266، 269، 272 ،387 ،298 ،295 ،277

منى : 112، 215 .

مرو: 341 .

نجران : 157 .

النجف : 390 .

اليمن : 201،200 .

ينبع : 204.

ص: 451

فهرس الوقائع والأيام

أيام الأضحى : 183.

أيام صفّين : 162 .

يوم أحد : 179 .

يوم بدر: 179 .

حجة الوداع : 112 .

ليلة صفين : 124 .

يوم الأضحى : 194.

يوم السقيفة : 142 .

يوم الفطر : 194 .

(يوم) النضير : 70 .

يوم خيبر : 70

يوم صفين : 223 .

يوم غدير خم : 145 .

يوم فتح مكة : 71 .

يوم قريظة : 70 .

ص: 452

فهرس الأشعار

صدر البيت -القافية -القائل -الصفحة

أبا جعفر إنَّ الحجيج تَصدَّعُوا- بعير -أعرابي -288

إِذا ما أَتَانِي سَائِلٌ قُلتُ مَرْحَباً -مؤملٌ -الإمام الحسن (علیه السّلام)-224

إِذا ما طَلَبْتَ خصال النَّدى -جُهْدِهِ -الإمام الصادق (علیه السّلام)-309

اصبر على مَضْضِ الإِدلاج والسَّحرِ -لبكر -أمير المؤمنين (علیه السّلام)-163

أعذُرْ أَخاك على ذُنُوبة -عيوبه -الإمام الرضا (علیه السّلام)-349

البسك الله [ منه ] عافية -أَرَقِك -الأشجع السلمي-310

إِنَّ السَّرِيرَ عَلَيَّ غَيْرُ مُسَلَّم -عقيل -عمرو بن العاص -180

إِنَّ السَّفاهة قدماً مِن خَلائِقِكُمْ -الملاعين -عقیل -180

إِنَّ الصَّبيَّ صبي العَقْلِ لا صغر-کبر-الإمام الباقر (علیه السّلام)-291

إن شر الناسِ مَن يَشْكُرُ لي-شَتَم-الإمام الباقر (علیه السّلام)-296

أَيَا عَمْرُو لم أَصْبِرْ ولي فِيكَ حِيلَةٌ -الصَّبْرِ -...-316

بث النوال ولا تمنعك قلته-محمود -الإمام الصادق(علیه السّلام)-311

تَسَمَّع فإنَّ الصَّوْتَ يُؤْذِنُ بالمَوْتِ -الفوت -الإمام الجواد (علیه السّلام)-364

ص: 453

صدر البيت -القافية -القائل -الصفحة

تَقُولُ أَراهُ بَعْدَ عُرْوَةَ لاهِياً -جليل -أبو خراش الهذلي -317

الجودُ مِنَّا وفينا لا يُزايلنا -الجسد -أمير المؤمنين (علیه السّلام)-73

ذهَبَ الَّذين إذا ذهبت تحملوا -لم يجهلوا -الإمام الحسن (علیه السّلام)-225

عاجَلْتَنا فأتاك عاجل برنا -لم يقلل- الإمام الحسن (علیه السّلام)-226

عش موسراً إن شئت أو مغبراً -الهم -الإمام الجواد (علیه السّلام)-359

عَطِيَّتُهُ إِذا أَعْطَى سُرُورٌ -أثابا -الإمام الصادق (علیه السّلام)-316

عَلَّل النفس بالقُنُّوع وإلا -يكفيها -أمير المؤمنين(علیه السّلام)-163

فُجعنا بالنَّبِيِّ وَكَانَ فينا -الإمام -أمير المؤمنين (علیه السّلام)-110

فضح العشيرة يوم سلخ قائماً عقال -جرير -295

كيف يصفو سُرور من ليس يدري -المنون -الإمام السجاد (علیه السّلام)-278

لَئِن كانت الدنيا تُعَدُّ نَفيسة -أجمل -الإمام الحسن (علیه السّلام)-224

لكُل أُناس مُقْبَرٌ بِغنائهم -تزيد -الإمام الصادق (علیه السّلام)-316

لكلِّ امْرِى شَكل مِنَ النَّاسِ مِثْلُهُ -شكلا -الإمام الباقر (علیه السّلام)-296

ماذا أقول إذا رجعتُ وَقِيل لي ؟ -المفضل -بعض الشعراء -225

متى آتِهِ يَوْماً أُطالب حاجة -بمائه -...-180

مَن سَرَّهُ أَن يَرَى قَبْراً بِرُؤْيَتِهِ -كُرَبَهْ -...-353

وإن سفاة الشيخ لا حِلْمَ بَعْدَهُ يحلُمُ -...-180

وإني من القوم الذين هم الألى -صاحبة -الإمام الباقر (علیه السّلام)-293

وَإِنِّي وإن قدمت قبلي لعالِمٌ -قریب -...-315

ومُسْتَعْجِل بالأمر لو كان عالماً -تعجلا -الإمام الباقر (علیه السّلام)-295

هذا جناي وخياره فيه -فيه -أمير المؤمنین (علیه السّلام)- 182، 189، 190

يا أَيُّها المَعْدُودُ أَنفاسه -العدد -الإمام الباقر (علیه السّلام)-292

ص: 454

فهرس الكتب الواردة في المتن

الإنجيل : 273، 385 .

بصائر الدرجات : 390 .

التوراة : 75، 385 .

الزبور : 385 .

الفرقان : 385 .

القرآن : 103، 114، 168، 261 ، 262، 269 ،270، 271، 272، 273، 317، 347، 391 .

ص: 455

فهرس مصادر التحقيق

حرف الألف

1 - القرآن الكريم .

2 - الإتحاف بحبّ الأشراف : عبد الله بن محمد الشبراوي، الشريف الرضي - قم.

3- إثبات الهداة : الحر العاملي (1104 ه)، مكتبة المحلّاتي - قم.

4 - الآحاد والمثاني : ابن أبي عاصم الضحاك (287 ه) ، دار الدراية - الرياض.

5 - الأحاديث الطوال : سليمان بن أحمد الطبراني ( 360ه) دار الكتب العلمية - بيروت.

6 - إحقاق الحق ، القاضي نور الله التستري (1019 ه) ، مكتبة السيد المرعشي - قم .

7- الاحتجاج : أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ( 560 ه-) ، دار النعمان - قم.

8 - أخبار القضاة: محمّد بن خلف بن حيّان (306ه) ، عالم الكتب - بيروت.

9 - الاختصاص : الشيخ المفيد (413) ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .

10 - الأربعون حديثاً : محمد بن سعيد الراوندي (ق 7 ه) ، المطبوع في مجلة تراثنا برقم 46 .

11 - أربعون حديثاً : منتجب الدين بن بابويه( 585 ه )، مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .

12 - الإرشاد : الشيخ المفيد (413 ه)، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

13 - إرشاد القلوب : الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي (ق8 ه) ، دار الأسوة - قم .

ص: 456

14 - أدب الإملاء والاستملاء : عبد الكريم بن محمد السمعاني ( 562 ه-) ، دار ومكتبة الهلال - بيروت.

15 - الأدب المفرد : محمد بن إسماعيل البخاري (256ه-) ، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.

16 - أسباب نزول القرآن : علي بن أحمد بن عبد الواحد النيسابوري (468 ه) ، دار الباز - مكة .

17 - الاستبصار : الشيخ الطوسي ( 460 ه) ، دار الكتب الإسلامية - طهران.

18 - الاستنصار : أبو الفتح الكراجكي ( 449 ه) ، دار الأضواء - بيروت.

19 - الاستذكار : ابن عبد البر الأندلسي (463 ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

20 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ابن عبد البر الأندلسي (463 ها) ، دار الجيل - بيروت.

21 - التنبيهات العلية : الشهيد الثاني (965ه) ، مجمع البحوث الإسلامية - مشهد.

22 - أسد الغابة : ابن الأثير ( 630 ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

23 - الإصابة : ابن حجر العسقلاني (852ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

24 - الأصول السنة عشر : الجمع من قدماء المحدثين ، دار الحديث - قم.

25 - إقبال الأعمال : السيد علي بن طاوس ( 644 ه) ، مكتب الإعلام الإسلامي -قم.

26 - الأغاني : أبو الفرج الأصبهاني (356 ه ) ، دار الفكر - بيروت.

27 - الأعلام : خير الدين الزركلي ، نشر دار العلم للملايين - بيروت.

28 - أعلام الدين : الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ق 8 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیه السّلام).

29 - إعلام الورى : الفضل بن الحسن الطبرسي (548 ه) ، مؤسسة آل البيت(علیه السّلام).

30 - أعيان الشيعة : السيد محسن الأمين (1371 ه) ، دار التعارف للمطبوعات - بيروت.

31 - ألقاب الرسول وعترته(علیهم السّلام): قطب الدين الراوندي (573) ه-)، مكتبة السيد المرعشي - قم.

32 - الأمالي : الحسين بن إسماعيل المحاملي (330 ها ، المكتبة الإسلامية ودار ابن القيم - بيروت.

33 - الأمالي : الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه ( 381ه-)، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

34 - الأمالي : الشيخ المفيد (413 ه) ، دار المفيد - بيروت.

35 - الأمالي : محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ه) ، مؤسسة البعثة - قم.

36 - الأمالي : الشريف المرتضى (436 ه-)، مكتبة السيد المرعشي - قم.

ص: 457

37 - الإمامة والتبصرة : علي بن الحسين بن بابويه (329 ه) ، مدرسة الإمام المهدي - قم .

38 - الإمامة والسياسة ؛ ابن قتيبة الدينوري (276ه) ، الشريف الرضي - قم .

39 - الأمان من أخطار الأسفار : السيد علي بن طاوس (664) ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

40 - إمتاع الأسماع : أحمد بن عليّ المقريزي ، دار الكتب العلمية - بيروت.

41 - أمل الآمل : محمد بن الحسن الحر العاملي (1104 ه-) ، مكتبة الأندلس - بغداد.

42 - أنساب الأشراف : أحمد بن يحيى البلاذري (ق (3ه-) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

43 - الأنساب : أبو سعيد عبد الكريم بن محمد السمعاني (562 ه-) ، دار الجنان - بيروت.

44 - الإكمال في أسماء الرجال : الخطيب التبريزي (741ه) ، مؤسسة أهل البيت (علیه السّلام)- قم .

حرف الباء

45 - بحار الأنوار : المولى محمد باقر المجلسي (1111ه) ، المكتبة الإسلامية - طهران.

46 - بشارة المصطفى : محمد بن علي الطبري (ق 6 ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .

47 - بصائر الدرجات : محمد بن الحسن الصفّار (290 ه) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

48 - البداية والنهاية : ابن كثير الدمشقي (774ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

49 - بلاغات النساء: ابن طيفور (380ه) ، مكتبة بصيرتي - قم .

50 - البلد الأمين : تقي الدين إبراهيم الكفعمي (905 ه-)، الطبعة الحجرية.

51 - بناء المقالة الفاطمية : السيد أحمد بن طاوس (673) ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

حرف التاء

52 - تاج العروس : السيد محمد مرتضى الزبيدي ( 1205)ه ، المطبعة الخيرية - مصر.

53 - تاریخ ابن خلدون : ابن خلدون (808ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

54 - تاریخ ابن معين : عثمان بن سعيد الدارمي ( 280 ه)، دار المأمون - دمشق .

55 - تاريخ الإسلام محمد بن أحمد الذهبي (748ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

56 - تاريخ بغداد : أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463 ه)، دار الكتب العلمية - بيروت.

ص: 458

57 - تاريخ جرجان : حمزة بن يوسف السهمي (427 ها ، عالم الكتب - بيروت.

58 - التاريخ الكبير : محمد بن إسماعيل البخاري (256ه-) المكتبة الإسلامية - ديار بكر تركيا.

59 - التاريخ الصغير : محمد بن إسماعيل البخاري (256ه-)، دار المعرفة - بيروت.

60 - تاريخ الطبري : ابن جرير الطبري (310ه-)، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

61 - تاريخ المدينة : ابن شبة النميري (257ه-) ، دار الفكر - بيروت .

62 - تاريخ مدينة دمشق : ابن عساکر (571 ه)، دار المعارف ودار الفكر - بيروت.

63 - تاريخ اليعقوبي : أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي ( 284ه-)، دار صادر - بيروت.

64 - تأويل الآيات : السيد علي الأسترآبادي (ق) 10 ه-)، مدرسة الإمام المهدي(علیه السّلام) - قم .

65 - التبيان : محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ه-) ، مكتب الإعلام الإسلامي - قم .

66 - تحرير الأحكام : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه) ، مؤسسة الإمام الصادق - قم .

67 - التحصين : السيد علي بن طاوس ( 664ه-) ، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر - قم.

68 - تحف العقول ابن شعبة الحراني (ق 4 ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

69 - التحرير الطاوسي : حسن بن زين الدين العاملي (1011 ه-)، مكتبة السيد المرعشي - قم .

70 - تخريج الأحاديث والآثار الزيلعي (762ه) ، دار ابن خزيمة - الرياض .

71 - التواضع والخمول : عبد الله بن أبي الدنيا ( 281 ه-)، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.

72 - التخويف من النار : ابن رجب الحنبلي (795ه-) ، دار الرشيد - دمشق .

73 - تذكرة الحفاظ : محمد بن أحمد الذهبي (748ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

74 - تذكرة الخواص : سبط ابن الجوزي ( 654ه-) ، مؤسسة أهل البيت(علیهم السّلام) - بيروت .

75 - تذكرة الفقهاء : الحسن بن يوسف الحلّي (726 ه-) ، مؤسسة آل البيت(علیهم السّلام) .

76 - تفسير الآلوسي : الآلوسي ( 1270ه).

77 - تفسير ابن أبي حاتم : ابن أبي حاتم الشامي (327) ه-) ، المكتبة العصرية - صيدا.

78 - تفسیر ابن کثیر : ابن كثير الدمشقي ( 774ه) ، دار المعرفة - بيروت .

79 - تفسير أبي السعود: أبو السعود محمد العمادي ( 951ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت .

80- تفسير البغوي : البغوي ( 510 ه-) ، دار المعرفة - بيروت.

ص: 459

81 - تفسير التبيان : محمد بن الحسن الطوسي (460 ه-) ، مكتب الإعلام الإسلامي - قم.

82 - تفسير الثعالبي : أبو زيد الثعالبي (875ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت .

83 - تفسير الثعلبي : الثعلبي (427 ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

84 - تفسير جوامع الجامع : علي بن الحسن الطبرسي (548ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

85 - تفسير العياشي : محمد بن مسعود بن عياش العياشي، المكتبة العلمية الإسلامية - طهران.

86 - تفسير الفرات: فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-)، وزارة الإرشاد الإسلامي- طهران.

87 - تفسير القرطبي : محمد بن أحمد القرطبي ( 671ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

88 - تفسير القمي : علي بن إبراهيم بن هاشم القمي (ق 4 ه-) ، دار الكتب - قم .

89 - التفسير الكبير : فخر الدين محمد بن عمر الرازي (606ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت .

90 - تفسير مجمع البيان أمين الإسلام الطبرسي (548) ه) ، المكتبة الإسلامية - طهران.

91 - تفسير النسفي : عبد الله بن أحمد النسفي (537 ه)

92 - تقريب التهذيب : ابن حجر العسقلاني ( 852ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

93 - تقريب المعارف : أبو الصلاح تقي الدين الحلبي (447) ه-) ، بتحقيق فارس تبريزيان .

94 - التعجب من أغلاط العامة : أبو الفتح الكراجكي ( 449) ه-) ، دار الغدير - قم .

95 - تكملة أمل الآمل : السيد حسن الصدر ( 1354ه-) ، مكتبة السيد المرعشي - قم .

96 - التمحيص : محمد بن همام الإسكافي (336ه-) ، مدرسة الإمام المهدي(علیه السّلام) - قم..

97 - التمهيد : ابن عبد البر الأندلسي (463 ه-) ، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية -المغرب.

98 - تنبيه الغافلين : شرف الإسلام بن المحسن بن كرامة (494) ه-) ، مركز الغدير - قم .

99 - تنقيح المقال : الشيخ عبد الله المامقاني ( 1351 ه- ) الطبعة الحجرية.

100 - التوحيد : الشيخ الصدوق (381ه-)، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

101 - تهذيب الأحكام : محمد بن حسن الطوسي ( 460)ه ، دار الكتب الإسلامية - طهران.

102 - تهذيب التهذيب : ابن حجر العسقلاني (852ه-) ، دار الفكر - بيروت

103 - تهذيب الكمال : أبو الحجاج يوسف المزيّ ( 742ه-) ، مؤسسة الرسالة - بيروت.

ص: 460

حرف الثاء

104 - الثاقب في المناقب : ابن حمزة الطوسي ( 560 ه) ، مؤسسة أنصاريان - قم.

105 - الثقات : محمد بن حبان البستي ( 354ه-) ، دائرة المعارف العثمانية - الهند.

106 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال : الشيخ الصدوق (381ه-)، الشريف الرضي - قم .

حرف الجيم

107 - جامع الأحاديث : جعفر بن أحمد القمي ( ق 4 ه-) ، مجمع البحوث الإسلامية - مشهد .

108 - جامع الأخبار : محمد بن محمد السبزواري (ق 7 ه-) مؤسسة آل البيت(علیهم السّلام).

109 - جامع البيان : محمد بن جرير الطبري (310ه-) ، دار الفكر - بيروت.

110 - الجامع الصغير : جلال الدين السيوطي (911 ه-)، دار الفكر - بيروت.

111 - جامع الرواة : محمد بن عليّ الأردبيلي (1101 ه-) ، مكتبة المحمدي - قم .

112 - الجرح والتعديل : ابن أبي حاتم الرازي (327ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

113 - الجعفريات : الطبعة الحجرية ، مكتبة نينوى - طهران.

114 - الجواهر السنية : محمد بن الحسن الحر العاملي (1104 ه-) ، مكتبة مفيد - قم .

115 - جواهر المطالب محمد بن أحمد الدمشقي (ق) (ه-) ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية - قم .

116 - الجوهرة : محمد بن أبي بكر الأنصاري البري (ق 7 ه-)، مكتبة النوري - دمشق .

حرف الحاء

117 - الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب : السيد فخار بن معد ( 630ه-) ، سيّد الشهداء - قم.

118 - حلية الأبرار: السيد هاشم بن البحراني (1107 ه- ، دار الكتب العلمية - قم .

119 - حلية الأولياء : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصفهاني ( 430 ه-) ، دار الكتاب العربي - بيروت.

حرف الخاء

120 - الخرائج والجرائح : قطب الدين الراوندي (573 ه-)، مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .

ص: 461

121 - خصائص الأئمة(علیهم السّلام) : الشريف الرضي (406 ه-) ، الآستانة الرضوية المقدسة - مشهد.

122 - خصائص أمير المؤمنين(علیه السّلام) : أحمد بن شعيب النسائي (303ه-)، مكتبة نينوى - طهران.

123 - خصائص الوحي المبين : ابن البطريق ( 600 ه-) ، وزارة الإرشاد الإسلامي - طهران.

124 - الخصال : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

125 - خلاصة الأقوال : الحسن بن يوسف الحلي (726ه) ، نشر الفقاهة - قم.

حرف الدال

126 - الدرجات الرفيعة : السيد علي خان المدني ( 1120 ه-) ، مكتبة بصيرتي - قم .

127 - الدر المنثور : جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (911ه) ، المطبعة الميمنية - مصر.

128 - الدر النظيم: ابن حاتم الشامي العاملي (664 ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.

129 - الدروع الواقية : السيد علي بن طاوس (664ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

130 - دستور معالم الحكم : محمد بن سلامة القضاعي (454) ه-) ، مكتبة المفيد - قم.

131 - دعائم الإسلام : أبو حنيفة النعمان بن محمد المغربي (363ه-) ، دار المعارف - القاهرة.

132 - دلائل الإمامة : محمد بن جرير الطبري الصغير (ق 5 ه-) ، مؤسسة البعثة - قم .

حرف الذال

133 - ذخائر العقبي : أحمد بن عبد الله الطبري ( 694ه-) ، مكتبة القدسي - القاهرة.

134 - الذرية الطاهرة : محمد بن أحمد الدولابي (310ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

135 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : آقا بزرگ الطهراني، دار الكتب العلمية - قم .

136 - ذكر أخبار إصفهان : أحمد بن عبد الله الأصبهاني ( 430 ه-) ، مطبعة بريل - ليدن .

137 - ذكرى الشيعة : الشهيد محمد بن مكي العاملي (786 ه-) ، مؤسسة آل البيت(علیهم السّلام).

138 - ذیل تاریخ بغداد : ابن النجار البغدادي (643ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

حرف الراء

139 - رجال ابن داود الحسن بن داود الحلّيّ (707ه) ، مكتبة الحيدرية - النجف.

ص: 462

140 - رجال الطوسي : محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي-قم.

141 - اختيار معرفة الرجال : الشيخ الطوسي ( 460 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

142 - رجال النجاشي : أبو العباس النجاشي ( 450 ه ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .

143 - رسائل الشريف المرتضى : الشريف المرتضى (436) ه-) ، دار القرآن الكريم - قم .

144 - الرسائل العشر : محمد بن الحسن الطوسي ( 460)ه ، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.

145 - الرسائل العشر : ابن فهد الحلّي ( 841ه-) ، مكتبة السيّد المرعشي - قم .

146 - رشح الولاء في شرح الدعاء : أسعد بن عبد القاهر الإصفهاني ( 640ه- ) .

147 - روضات الجنّات : الميرزا محمّد باقر الخوانساري مكتبة إسماعيليان - قم .

148 - الروضة في فضائل أمير المؤمنين(علیه السّلام): شاذان بن جبرئيل ( 660 ه-) ، مركز الأمير .

149 - روضة الواعظين : ابن الفتال النيسابوري (508 ها ، الشريف الرضي - قم .

150 - رياض العلماء وحياض الفضلاء : الميرزا عبد الله أفندي (ق 12 ه) ، مطبعة الخيام - قم .

حرف الزاي

151 - زاد المسير : عبد الرحمن بن الجوزي (597 ه-) ، دار الفكر - بيروت.

153 - الزهد : الحسين بن سعيد الأهوازي (ق 3ه-) ، مطبعة علمية - قم .

حرف السين

153 - سبل الهدى والرشاد : محمّد بن يوسف صالحي (942ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

154 - سرور أهل الإيمان : السيد بهاء الدين النيلي (ق) (9 ه-)، مكتبة العلامة المجلسي - قم .

155 - السقيفة وفدك : ابن عبد العزيز الجوهري (323ه-) شركة الكتبي - بيروت.

156 - سلوة الحزين: قطب الدين الراوندي (573)ه-)، مكتبة العلامة المجلسي - قم.

157 - سنن ابن ماجة : أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (275ه-) ، طبع في بيروت.

158 - سنن أبي داود : أبو داود السجستاني (275ه-) ، دار الفكر - بيروت .

159 - سنن الترمذي : أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي (279)،ه-)، دار الفكر - بيروت.

ص: 463

160 - السنن الكبرى : أحمد بن شعيب النسائي (303ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

161 - سنن الدارمي : أبو محمد الدارمي (255 ه-) ، مطبعة الاعتدال - دمشق .

162 - السنن الكبرى أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458 ه-) ، دار المعرفة - بيروت.

163 - سير أعلام النبلاء : محمد بن أحمد الذهبي (748ه) ، مؤسسة الرسالة - بيروت.

164 - سيرة ابن إسحاق : محمد بن إسحاق بن يسار (151) ه-)، معهد الدراسات والأبحاث للتعريف .

165 - السيرة الحلبية : الحلبي ( 1044 ها ، دار المعرفة - بيروت.

حرف الشين

166 - الشافي في الإمامة : الشريف المرتضى (436ه) ، مؤسسة الصادق طهران.

167 - شرح إحقاق الحق : السيد شهاب الدين المرعشي ، مكتبة السيّد المرعشي - قم.

168 - شرح الأخبار : أبو حنيفة النعمان بن محمد المغربي (363ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

169 - شرح الأزهار : أحمد بن عبد الله الجنداري ( 840 ها ، مكتبة غمضان - صنعاء.

170 - شرح أصول الكافي : ملّا صالح المازنداراني ( 1081ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

171 - شرح معاني الآثار : أحمد بن محمد بن سلمة (321ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

172 - شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد المعتزلي (656ه-) ، دار إحياء الكتب العربي - بيروت.

173 - شرح نهج البلاغة : ابن ميثم البحراني ( 679ه-) ، مؤسسة النصر - تهران .

174 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى : القاضي عياض اليحصبي ( 544 ه-) ، دار الفكر - بيروت.

175 - الشمائل المحمدية : محمد بن عيسى الترمذي (279)ها ، دار الفيحاء - دمشق.

176 - شواهد التنزيل : الحاكم الحسكاني ( 490) ه-) ، وزارة الإرشاد - طهران.

حرف الصاد

1 - صحاح اللغة : إسماعيل بن حماد الجوهري (393ه-) ، دار العلم للملايين - بيروت.

ص: 464

178 - صحيح ابن حبّان : ابن حبان البستي (354) ه-)، مؤسسة الرسالة - بيروت.

179 - صحيح ابن خزيمة: محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي (311ه-) المكتب الإسلامي.

180 - صحيح البخاري : محمد بن إسماعيل البخاري (256ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

181 - صحیح مسلم : مسلم بن الحجاج النيسابوري (261ه-) ، دار الفكر - بيروت.

182 - صحيفة الرضا : مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .

183 - الصراط المستقيم : علي بن يونس البياضي (877ه) ، المكتبة المرتضوية.

184 - صفات الشيعة : الشيخ الصدوق (381ه-)، انتشارات عابدي - طهران.

حرف الضاد

185 - ضعفاء العقيلي : محمد بن عمرو العقيلي (322ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت .

حرف الطاء

186 - طبقات أعلام الشيعة : آقا بزرگ ،الطهراني، مؤسسة مطبوعاتي إسماعيليان- قم.

187 - الطبقات الكبرى محمد بن سعد ( 230 ه)، دار صادر - بيروت .

188 - طبقات المحدثين بأصبهان : محمد بن جعفر بن حيان (369ه) مؤسسة الرسالة - بيروت.

189 - الطرائف : السيد علي بن طاوس (664 ه-) ، مطبعة الخيام - قم .

190 - طرائف المقال : السيد علي أصغر البروجردي (1313)ه) ، مكتبة السيد المرعشي - قم .

حرف العين .

191 - علل الشرائع : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مكتبة الحيدرية - النجف .

192 - عدّة الداعي : ابن فهد الحلّيّ (841ه-) ، مكتبة الوجداني - قم .

193 - العدد القوية : الحسن بن يوسف الحلّيّ (705ه- مكتبة السيّد المرعشي - قم.

194 - العقد النضيد والدر الفريد : محمد بن الحسن القمّي (ق 7 ه) ، دار الحديث - قم .

195 - العلل : أحمد بن محمد بن حنبل ( 241ه-) ، المكتب الإسلامي - بيروت.

ص: 465

196 - علل الدار قطني : أبو الحسن علي الدار قطني (385 ه-) ، دار طيبة - الرياض .

197 - عمدة عيون صحاح الأخبار : ابن بطريق ( 600ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي-قم.

198 - عمدة القاري : العيني (855ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

199 - عوالي الآلي : ابن أبي جمهور الأحسائي ( 940 ه-) ، مطبعة سيد الشهداء - قم .

200 - العهود المحمدية : عبد الوهاب الشعراني (973ه-)، مكتبة مصطفى البابي - مصر.

201 - العين : أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (175 ه-) ، دار الهجرة - قم .

202 - عيون أخبار الرضا(علیه السّلام): الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

203 - عيون الأثر : ابن سيد الناس (734ه) ، مؤسسة عز الدين - بيروت .

204 - عيون الحكم والمواعظ : علي بن محمد الواسطي (ق 6 ه-) ، دار الحديث - قم.

حرف الغين

205 - الغارات : إبراهيم بن محمد الثقفي (283) ها انجمن آثار ملّي - طهران.

206 - الغيبة : الشيخ الطوسي ( 460) ه-)، مؤسسة المعارف الإسلامية - قم .

207 - الغيبة: محمد بن إبراهيم النعماني ( 360 ه) ، مكتبة الصدوق - طهران .

حرف الفاء

208 - فتح الأبواب : السيد علي بن طاوس ( 664 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام) .

209 - فتح الباري : ابن حجر العسقلاني (852ه) ، دار المعرفة - بيروت.

210 - الفتوح : أحمد بن أعثم الكوفي (314ه) ، دار الأضواء - بيروت.

211 - فرج :المهموم : السيد علي بن طاوس (664 ه-) ، الشريف الرضي - قم.

212 - الفصول المهمة: ابن الصباغ المالكي ( 855ه-) ، مطبعة العدل - النجف .

213 - الفضائل : شاذان بن جبرئيل القمي (660ه-)، مكتبة الحيدرية - النجف .

214 - فضائل الأشهر الثلاثة : الشيخ الصدوق (381ه-) ، دار المحجة البيضاء - بيروت .

215 - فضائل الصحابة : أحمد بن حنبل الشيباني (241ه-)، مؤسسة الرسالة - بيروت.

ص: 466

216 - فضائل الصحابة : أحمد بن شعيب النسائي (303)ه ، دار الكتب العلمية - بيروت.

217 - فقه الرضاء : المنسوب إليه مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

218 - فقه القرآن : قطب الدين الراوندي (573 ه-) ، مكتبة السيد المرعشي - قم.

219 - الفهرست : الشيخ الطوسي (460 ه-) ، نشر الفقاهة - قم.

220 - الفهرست : محمد بن إسحاق المعروف بابن النديم (385 ه-) ، طهران .

221 - فلاح السائل : السيد علي بن طاوس (664ه) .

222 - فيض القدير : محمد عبد الرؤوف المناوي (1031 ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت .

حرف القاف

223 - قاموس الرجال : محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.

224 - قصص الأنبياء : قطب الدين الراوندي (573 ه-) ، مؤسسة الهادي .

225 - قصص الأنبياء : السيد نعمة الله الجزائري (1112 ه-)، الشريف الرضي -قم .

226 - قرب الإسناد : عبد الله بن جعفر الحميري (ق) (3ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

حرف الكاف

227 - الكافي : أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (328ه-) ، دار الكتب الإسلامية - طهران.

228 - الكامل : عبد الله بن عدي (365 ه-) ، دار الفكر - بيروت.

229 - الكامل : ابن الأثير محمد بن محمد الشيباني ( 630 ه-) ، دار صادر - بيروت .

230 - كامل بهائي : الحسن بن علي الطبري ( ق 7 ه- ) ، مكتبة مصطفوي - قم .

231 - كامل الزيارات : جعفر بن محمد بن قولويه القمّي (368ه-) ، نشر الثقافة - قم .

232 - كتاب سليم بن قيس الهلالي (76 ه-) ، نشر الهادي - قم .

233 - كتاب الصمت وآداب اللسان : عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (281 ه-) ، دار الكتاب العربي - بيروت.

234 - كتاب الدعاء : سليمان بن أحمد الطبراني ( 360 ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

ص: 467

235 - كتاب المنمق : محمد بن حبيب البغدادي ( 245ه-) ، عالم الكتب - بيروت.

236 - كشف الريبة : الشهيد الثاني ( 966 ه-) ، بوستان کتاب - قم .

237 - کشف الخفاء : إسماعيل بن محمد العجلوني (1162ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

238 - كشف الغمة : علي بن عيسى الإربلي (693 ه) ، دار الأضواء - بيروت .

239 - كشف المحجة : السيد علي بن طاوس (664ه-) ، مكتبة الحيدرية - النجف .

240 - كشف اليقين : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه) ، وزارة الإرشاد الإسلامي - طهران.

241 - الكرم والجود : محمد بن الحسين البرجاني ( 238) ه-)، دار ابن حزم - بيروت.

242 - كفاية الأثر : الخزاز القمي ( 400 ه ، انتشارات بيدار.

243 - كمال الدين وتمام النعمة : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي-قم.

244 - كنز الفوائد: أبو الفتح الكراجكي ( 449 ها ، مكتبة المصطفوي - قم.

245 - كنز العمّال: المتقي الهندي (975ه) ، مؤسسة الرسالة - بيروت.

حرف اللام

246 - لسان العرب : ابن منظور (711ه-) ، نشر أدب الحوزة - قم.

247 - لسان الميزان : لابن حجر العسقلاني (852ه) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت .

حرف الميم

248 - المبسوط : محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ه-) ، المكتبة المرتضوية - طهران .

249 - المبسوط : شمس الدين السرخسي (483) ه-) ، دار المعرفة - بيروت.

250 - مثير الأحزان : ابن نما الحلّيّ (645)(ه-)، المكتبة الحيدرية - النجف .

251 - المجازات النبوية الشريف الرضي (406 ه-) مكتبة بصيرتي - قم .

252 - مجمع البحرين : فخر الدين الطريحي ( 1085ه-)، المكتبة المرتضوية - طهران.

253 - مجمع البيان: الفضل بن الحسن الطبرسي (548ه- ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

254 - مجمع الزوائد : علي بن أبي بكر الهيثمي (807ه) ، دار الكتاب العربي ودار الكتب العلمية - بيروت .

ص: 468

255 - مجمع الفائدة : المولى أحمد الأردبيلي ( 994ها ، نشر جماعة المدرسين - قم .

256 - مجموعة ورّام: ورّام بن أبي فراس (606ه-) ، دار الكتب الإسلامية - طهران.

257 - مجلة تراثنا : الصادرة من مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام) في قم.

258 - مجلة علوم الحديث : الصادرة من دار الحديث في قم.

259 - محاسبة النفس : تقي الدين إبراهيم الكفعمي (905ه) ، مؤسسة قائم آل محمد(علیه السّلام) - قم .

260 - المحاسن : أحمد بن محمد البرقي (274ه-) ، دار الكتب الإسلامية - بيروت.

261 - المحتضر : حسن بن سليمان الحلّى (ق8 ه) ، المكتبة الحيدرية - النجف .

262 - مختصر البصائر : حسن بن سليمان الحلي (ق 9ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .

263 - مختلف الشيعة : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .

264 - مرآة العقول : محمد باقر المجلسي (1111ه) ، دار الكتب الإسلامية - تهران .

265 - المزار الكبير محمد بن جعفر المشهدي ( 610ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

266 - مدينة المعاجز : السيد هاشم البحراني (1107ه) ، مؤسسة المعارف الإسلامية -قم.

267 - مسائل على بن جعفر: مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

268 - المستجاد من الإرشاد : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه-) ، مؤسسة المعارف الإسلامية - قم .

269 - مستدركات علم رجال الحديث : علي النمازي الشاهرودي (1405ه-) ، مطبعة شفق - طهران.

270 - المستدرك على الصحيحين : الحاكم النيسابوري (405)ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

271 - مستدرك الوسائل : الميرزا حسين النوري الطبرسي (1320 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام) .

272 - المسترشد : محمد بن جرير الطبري الإمامي ق 4 ه- ، مؤسسة الثقافة الإسلامية - قم .

273 - مستطرفات السرائر : ابن إدريس الحلّي (598)ه) مؤسسة النشر الإسلامي - قم .

274 - مسكن الفؤاد : الشهيد الثاني ( 965 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

275 - مسند ابن الجعد علي بن الجعد الجوهري (230)(ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

276 - مسند ابن راهويه : إسحاق بن راهويه (238)(ه-)، مكتبة الإيمان - المدينة المنوّرة.

277 - مسند أبي داود : أبو داود الطيالسي ( 204ه-) ، دار المعرفة - بيروت.

278 - مسند أبي يعلى : أحمد بن عليّ التميمي (307ه-)، دار المأمون - دمشق .

ص: 469

279 - مسند أحمد : أحمد بن محمد بن حنبل (241ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت .

280 - مسند الشاميين: سليمان بن أحمد الطبراني ( 360 ه-) ، مؤسسة الرسالة - بيروت.

281 - مسند الحميدي : عبد الله بن الزبير الحميدي (219) ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

282 - مسند زيد بن عليّ : دار المكتبة الحياة - بيروت.

283 - مشارق أنوار اليقين : الحافظ رجب البرسي (813ه) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت .

284 - مشكاة الأنوار: أبو الفضل عليّ الطبرسي (ق 7 ه-) ، دار الحديث - قم .

285 - مصادقة الإخوان : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مكتبة صاحب الزمان (علیه السّلام) - الكاظمية .

286 - المصباح : تقي الدين إبراهيم الكفعمي (905 ها، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

287 - مصباح الشريعة: المنسوب إلى الإمام الصادق (علیه السّلام) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

288 - مصباح المتهجد : الشيخ الطوسي ( 460 ه) ، مؤسسة البعثة - قم.

289 - المصنف: ابن أبي شيبة الكوفي (235ه-) ، دار الفكر - بيروت.

290 - المصنف : عبد الرزاق بن همام الصنعاني ( 211 ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت

291 - مطالب السؤول : محمد بن طلحة الشافعي (652ه).

292 - معارج الوصول : محمد بن يوسف الزرندي (750ه) .

293 - معاني الأخبار : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

294 - المعتبر : جعفر بن الحسن الحلي (676 ه-)، مؤسسة سيّد الشهداء - قم .

295 - معدن الجواهر : أبو الفتح الكراجكي ( 449) ه-) ، مكتبة السيد المرعشي - قم .

296 - المعجم الأوسط : أبو القاسم الطبراني ( 360 ه-) ، دار الحرمين للطباعة والنشر .

297 - معجم البلدان: ياقوت الحموي (626ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

298 - معجم رجال الحديث : السيد أبو القاسم الخوئي ( 1411ه) .

299 - المعجم الصغير : أبو القاسم الطبراني ( 360 ها) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

300 - المعجم الكبير : أبو القاسم الطبراني ( 360 ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.

301 - معرفة السنن والآثار البيهقي (458 ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

302 - المعيار والموازنة : أبو جعفر الإسكافي ( 220 ه) .

ص: 470

303 - المغني : عبد الله بن أحمد بن قدامة ( 620 ها ، دار الكتب العربي - بيروت.

304 - مفتاح الفلاح : الشيخ البهائي ( 1031ه- ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.

305 - مقاتل الطالبيين : أبو الفرج الإصفهاني (356 ه) ، دار الكتاب - قم .

306 - مقتل أبي مخنف : لوط بن يحيى بن مخنف الأزدي (157)(ه-) ، مطبعة العلمية - قم.

307 - مقتل الحسين (علیه السّلام): الموفق بن أحمد الخوارزمي ( 568 ه- ) ، أنوار الهدى - قم .

308 - مكارم الأخلاق: الحسن بن الفضل الطبرسي (ق 6 ه-) ، الشريف الرضي -قم .

309 - مكارم الأخلاق : ابن أبي الدنيا (281 ه-) ، مكتبة القرآن - القاهرة.

310 - مناقب آل أبي طالب : ابن شهر آشوب السروي (588 ه-)، المكتبة الحيدرية - النجف.

311 - مناقب أمير المؤمنين : محمد بن سليمان الكوفي (ق) (3ه-) ، إحياء الثقافة الإسلامية - قم.

312 - مناقب علي بن أبي طالب (علیه السّلام): ابن المغازلي (483) ه-)، المكتبة الإسلامية - طهران.

313 - المناقب : الموفق بن أحمد الخوارزمي (568ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.

314 - منتخب الأنوار المضيئة: علي بن عبد الكريم النيلي ( ق (9ه-) ، مؤسسة الإمام الهادي (علیه السّلام)-قم .

315 - منتقى الجمان : الشيخ الدين الدين (1011ه-)، جامعة المدرّسين - قم .

316 - منهاج الكرامة : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه-)، انتشارات تاسوعا - مشهد .

317 - منتهى المطلب : الحسن بن يوسف الحلي (726ه-) ، مجمع البحوث الإسلامية - مشهد .

318 - من لا يحضره الفقيه : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.

319 - منية المريد : الشهيد الثاني ( 965ه) ، مكتب الإعلام الإسلامي - قم.

320 - موارد الظمآن : علي بن أبي بكر الهيثمي (807 ه-) ، دار الثقافة العربية - دمشق.

321 - المؤمن : الحسين بن سعيد الأهوازي (ق) 3ه-) ، مدرسة الإمام المهدي - قم.

322- مهج الدعوات : السيد بن طاوس ( 664 ه-) ، دار الذخائر - قم .

323 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال : محمد بن أحمد الذهبي (748 ه-) ، دار المعرفة - بيروت.

حرف النون

324 - نثر الدر : منصور بن الحسين الآبي ( 421 ه- ) ، دار الكتب العلمية - بيروت.

325 - نزهة الناظر : الحسين بن محمد الحلواني (ق) 5 ه-) ، مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .

ص: 471

326 - نظم درر السمطين : محمد بن يوسف الزرندي (750ه) .

327 - نقد الرجال : السيد مصطفى التفرشي (ق 11 ه) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

328 - نوادر المعجزات : محمد بن جرير الطبري (ق) 4 ه-) ، مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .

329 - نور الأبصار : مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي ( 13ه- ) ، مكتبة ذوي القربى - قم .

330 - النوادر: السيد أبو الفضل الراوندي (571 ه-) ، دار الحديث - قم .

331 - نور الثقلين : عبد عليّ بن جمعة الحويزي (1112ه-) ، إسماعيليان - قم.

332 - النهاية في غريب الحديث : ابن الأثير محمد بن محمد الشيباني ( 630ه-) ، إسماعيليان - قم .

333 - نهج البلاغة : جمع الشريف الرضي (406 ه-) ، دار الذخائر -قم .

334 - نهج الإيمان : علي بن يوسف بن جبر (ق 7 ه-) ، مجتمع امام هادي (علیه السّلام)- مشهد.

335 - نهج الحق وكشف الصدق : الحسن بن يوسف الحلّي (726 ه-) ، دار الهجرة - قم .

حرف الواو

336 - الوافي بالوفيات : خليل بن أيبك الصفدي (767ه) ، دار النشر فرانز شتانیز بفيسبادن.

337 - وسائل الشيعة : محمد بن الحسن الحر العاملي (1104ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).

338 - وفيات الأعيان : أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان ( 681 ه-) ، الشريف الرضي - قم .

حرف الهاء

339 - الهجوم على بيت فاطمة (علیها السّلام): عبد الزهراء مهدي.

340 - الهداية : الشيخ الصدوق (381ه) ، مؤسسة الإمام الهادي - قم .

341 - الهداية الكبرى : الحسين بن حمدان الخصيبي ( 334 ه) مؤسسة البلاغ - بيروت

حرف الياء

342 - اليقين : السيد علي بن طاوس ( 664ه-) ، دار الكتاب الجزائري) - قم .

343 - ينابيع المودة : سليمان بن إبراهيم القندوزي (1294ه) ، دار الأسوة - قم.

ص: 472

فهرس المحتويات

مقدمة التحقيق ... 5

حياة المؤلّف في سطور ... 11

اسمه ونسبه وكنيته ...11

راوند والراوندي ....12

إطراء العلماء في حقه....16

مشايخه ومن روى عنهم ....19

تلامذته والراوون عنه....23

تأليفاته. ...28

أسرته وذريته ...30

وفاته ومدفنه ...37

كرامة لجثمانه الشريف ...38

نحن والكتاب. ...39

موضوع الكتاب....39

نسبة الكتاب إلى القطب الراوندي(رحمه الله) ...41

نسخ الكتاب ....47

ص: 473

عملنا في الكتاب ...49

ختاماً...50

نماذج من نسخ الكتاب ....53

الباب الأول

في ذكر النبي صلى الله عليه و[آله] / 65

[فصل في محاسن أخلاقه (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] ... 67

فصل [ في صفته(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ..72

فصل [في تواضعه ووفائه وحلمه وسخائه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ...73

فصل في لباسه وطعامه(صلّی الله علیه و آله و سلّم)...77

فصل [ في زهده(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ...83

فصل [ في ذكره (صلّی الله علیه و آله و سلّم) للموت والقيامة وأحوالهما ] ....86

فصل [ في تركه للدنيا وبلاءه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فيها ] ....92

فصل [ في بعض نصائحه (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] ...97

فصل [ في وصاياه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لأصحابه وأمير المؤمنين ] ...102

فصل [ في وصاياه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لعلي أمير المؤمنين ] ..... 105

فصل في أحواله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) الله عند الموت. ...108

فصل [في إخباره (صلّی الله علیه و آله و سلّم)بوفاته لأصحابه ] ....110

فصل [ في حجّة الوداع وانتصابه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عليها بالإمامة ] ....112

فصل [ في أحواله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عند الموت مع فاطمة والحسن والحسين (علیهما السّلام) وإخباره بشهادتهم وغصب حقوقهم ] ...113

الباب الثاني

فى ذكر فاطمة عليها السّلام / 117

[ فصل في ولادتها (علیها السّلام) ]...119

ص: 474

فصل [في بعض فضائلها وخدمة الملائكة لها (علیها السّلام)] ...121

فصل [ في كرامة الله عليها ، وثواب تسبيحها (علیها السّلام) ]...123

فصل [ في أنها خير النساء عند رسول الله ، وأنها أشبه الناس به، وأنها مطهرة ، وفي بعض مثالب عائشة ، وفي فقد الرمان والسفرجل حين توفيت ]...128

فصل [ في حديث سلمان ، ونزول الملائكة على فاطمة (علیها السّلام)بعد أبيها ]...132

فصل [ في حديث جابر وسلمان عنها في كرامة الله على الشيعة ومحبّيهم ، وفي الشجرة الطيبة ] ...133

فصل [ في خطب علي (علیه السّلام) فاطمة (علیها السّلام) وتزويجها معه ] ....135

فصل [في تعريس أهل الجنة ونثارهم لتزويج فاطمة (علیها السّلام)] ...138

فصل [ في وليمة تعريسها وخبر تزويجها (علیها السّلام) بخير الناس ]...140

فصل [ في خبر السقيفة وغصب الخلافة وخطبتها عند المهاجر والأنصار ]... 142

فصل [ في كلامها لنساء المهاجر والأنصار ، ووصيتها بتغسيلها وتدفينها ليلاً، وكثرة بكاءها، وغضبها عليهما ، واعتذار هما إليها ، وحديث الرضاء الله فيها ، وأحوالها عند الشهادة ، واختفاء قبرها و اعتراض الرجلين ] ....145

الباب الثالث

في ذكر علي عليه السلام / 153

فصل [ في كلام النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)في شأنه، وحديث الصحيفة التي نزلت من السماء ، وفي قضية أهل نجران وبني تغلب ]....155

فصل [ في لباسه (علیه السّلام) ] ...159

فصل [ في طعامه (علیه السّلام)] ...162

فصل [ فى كثرة عبادته وصلاته (علیه السّلام) ] ....165

فصل [ في حرصه(علیه السّلام) لأمور الرعية ]....168

فصل [ في كرمه (علیه السّلام)] ...171

ص: 475

فصل [ حفظه (علیه السّلام) لأموال بيت مال المسلمين ] ...176

فصل [ مواساته (علیه السّلام) للرعية ] ...180

فصل [ في كيفية تقسيمه بيت المال ، وأنه (علیه السّلام) لم يأخذ لنفسه شيئاً ] ...182

فصل [ في مساواتها (علیه السّلام) في تقسيم بيت المال، وصلاته بعد أن يقسمها ] ...185

فصل [ حديثه مع الفارسي ولبيد العطاردي وكاتبه ، وفي قوله (علیه السّلام): هذا جناي ] ...187

فصل [ في دعائه (علیه السّلام)] ...190

فصل [ في قنبر وحبه له ، وسنته في يوم الفطر والأضحى ، وذبحه عن رسول الله ، وكلامه في التزويج ] ...193

فصل في توصيفه (علیه السّلام)الدنيا وذمه لها ، وحديثه في فضل الكوفة ، وكلامه مع الدنيا ] ... 195 فصل [ في عهدهما له (علیه السّلام) على اليمن ، وحرب البصرة، واهتمامه بإجراء الحدود ]... 200

فصل [ في اهتمامه (علیه السّلام) في أُمور الضعفاء والأيتام ] ..203

فصل [ في صفته (علیه السّلام) ] . ...207

فصل [ في دعائه (علیه السّلام) في جوف الليل، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الله ليلة أسري ] ... 209

الباب الرابع

في ذكر الحسن عليه السّلام / 211

فصل [ في بعض محاسن أخلاقه ، ورأفته ، وخطبته عند معاوية، ولباسه وعبادته (علیه السّلام)] ..213

فصل [ في إكرام ابن عبّاس له ، وصلحه (علیه السّلام) مع أهل الشام ] ...219

فصل [ في خطبته بعد أبيه (علیه السّلام)] ...222

فصل [ في جوده (علیه السّلام)] ...223

فصل [ في إكرامه (علیه السّلام) على المنعم] .... 226

فصل [ في جوده (علیه السّلام) ] ....228

فصل [ في حديثه مع يوسف ] ... 230

فصل [ في أحواله (علیه السّلام) عند الشهادة ]...231

ص: 476

الباب الخامس

في ذكر الحسين عليه السلام / 235

فصل [ في خطب معاوية أُمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد وجواب الإمام الحسين (علیه السّلام) له ] ...237

فصل [ في قضاياه (علیه السّلام) مع حكّام بني أُميّة ]...240

فصل [ في حديث زيد الشهيد ، وخطبة عمر في مسجد رسول الله و اعتراض الإمام عليه ]... 242

فصل [ في مرافقته (علیه السّلام) مع الفقراء والمساكين ]...245

فصل [ في خطبته (علیه السّلام) عند معاوية ] ...247

فصل [ في استسقاء أمير المؤمنين و الحسن والحسين لأهل الكوفة ، وحديثه مع الفرزدق حين أراد الخروج إلى الكوفة ، وحديث في ولادته (علیه السّلام) ] ..249

الباب السادس

في ذكر علي بن الحسين عليه السّلام / 253

فصل [ في زهده وعبادته (علیه السّلام)] ...255

فصل [أيضاً في زهده (علیه السّلام) ] . ...

فصل [ في كثرة عبادته(علیه السّلام) ] 259

فصل [ في خوفه (علیه السّلام)، وصلاته ، وكثرة بكائه لأبيه ، وتصدّقه للفقراء] .....261

فصل [ في جوده (علیه السّلام)وكرمه وأكله مع الضعفاء ]...265

فصل [ في حجه (علیه السّلام) ، وبعض مواعظه ، وقضاياه مع والي المدينة ] ...266

فصل [ في رأفته (علیه السّلام) لأعدائه ] .....270

فصل [ في قضيّته مع يزيد عليه اللعنة ، وبعض كلامه وقضاياه (علیه السّلام)] ...272

فصل [ في وصاياه (علیه السّلام) إلى أولاده، ورفقته إلى أهله ومحبيه ]. ..274

فصل [في بعض مواعظه (علیه السّلام)، ولباسه، ومناجاته، وكلامه عند الوفاة ] ....277

ص: 477

الباب السابع

في ذكر الباقر عليه السلام / 283

فصل [ في علو شأنه (علیه السّلام)، وجهده ، وطعامه، ومؤونته ، وجوده ] ... 285

فصل [ في كلامه (علیه السّلام) عليهما للكميت، وصبره للبلاء ، وكتابه إلى بعض مواليه ] ....289

فصل [ في بعض مواعظه(علیه السّلام) ، ومواساته مع جاره ] .....291

فصل [ في حثه الناس على أمرهم، وقضيته مع شبة بن عقال ] ...293

فصل [ كلامه (علیه السّلام) في عظم الذنوب ، وفي الدنيا] ... 296

فصل [ في ردّ فدك إليه (علیه السّلام)] ...298

فصل [ في دعائه (علیه السّلام)، وأحواله عند الشهادة ]....300

الباب الثامن

في ذكر الصادق عليه السلام / 303

فصل [ في صفته، وفقهه ، وحجّه ، ولباسه، وصلاته ، وقوله (علیه السّلام) في حق الرجلان ] .....305

فصل [ في جوده (علیه السّلام)] .... 308

فصل [ في تمحيص الشيعة، وعدم قبول الهدية من موالي بني أُميّة، وحضور الملائكة عند ،موائدهم ، وبعض سننه (علیه السّلام)] ...312

فصل [ في كلامه لأهل البلاء، وأحواله عند موت إسماعيل ] ...... 314

فصل [ في دعائه ، وأحواله (علیه السّلام) عند الشهادة ] ...318

الباب التاسع

في ذكر موسى بن جعفر عليه السّلام / 323

فصل [ في كلامه (علیه السّلام)مع هارون الرشيد في الطواف ] ...325

فصل [ في بعض قضاياه مع هارون الرشيد ].....328

ص: 478

فصل [ في زهده ودعائه وعبادته، وكتابه (علیه السّلام) إلى سماعة بن مهران ]...331

فصل [ في أذية هارون له وحبسه (علیه السّلام) ] . ...335

الباب العاشر

في ذكر الرضا عليه السّلام / 337

فصل 1 في كلامه (علیه السّلام) مع بعض الصوفية ، وجوده ، وبيعته للمأمون وعلتها ، وحادثة صلاة العيد ] ...339

فصل [ في بعض حكمه، ودعائه، وسننه (علیه السّلام)] ...343

فصل [ في أكله التمر ، وبعض أحاديثه، وفي مكتوبة بكرمند ، وشهادته ، وفضل زيارته (علیه السّلام) ] ... 348

الباب الحادي عشر

في ذكر محمد التقي عليه السلام / 355

فصل [ في عبادته ، ودعائه، وقضاء دين أبيه، وجوده ، وكتاب أبيه إليه، وعداوة المعتصم له(علیه السّلام) ] ...357

الباب الثاني عشر

في ذكر النقي عليه السّلام / 365

فصل [في طعامه ، وكلامه على بعض وكلائه، وبعض مواعظه ، ودعائه ، وخروجه إلى سر من رأى ] ....375

الباب الثالث عشر

في ذكر الحسن العسكري عليه السّلام / 373

فصل [ في حاله عند جنازة أبيه ، وجوده (علیه السّلام)] ...375

[في خبر الغيبة ]....378

ص: 479

الباب الرابع عشر

في ذكر صاحب الزمان علیه السّلام / 381

فصل [ في لباسه، وطعامه ، ومسكنه، وسيرته ، وعدله ، وحربه (علیه السّلام)مع بني أمية ] ...383

فصل [ في خروجه وقضاياه، وما يظهر من سيرته وعدله (علیه السّلام)] ...386

الفهارس الفنية

فهرس الآيات القرآنية....395

فهرس الأحاديث ....400

فهرس الآثار ...425

فهرس الأعلام.... 438

فهرس الطوائف والقبائل والفرق ....446

فهرس الأماكن والبلدان ...448

فهرس الوقائع والأيام ...450

فهرس الأشعار ....451

فهرس الكتب الواردة في المتن....453

فهرس مصادر التحقيق ....454

فهرس المحتويات...471

ص: 480

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.