منشورات
مكتبة و دار مخطوطات
العتبة العباسية المقدسة
مکارم أَخَلاقَ النَّبي والائمة علیهم السلام
تاليف: قطب الدين ابى الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي
المتوفى سنة 573 ه
تحقيق: السيد حسين الموسوي
صورق عليه من قبل
وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة
ص: 1
العَتَبَة العَبَاسَیةُ المُقَدَّسَة
قسم الشؤون الفكرية والثقافية شعبة المكتبة
كربلاء المقدسة ص.ب( 233 ) / هاتف: 322600، داخلي: 251
www.alkafeel.net
library@alkafeel.net
abbas_library@yahoo.com
BP القطب الراوندي، سعيد بن هبة الله - 573 ق.
36 مكارم أخلاق النبي و الأئمة عليهم السلام/ تأليف قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي؛ تحقيق حسين الموسوي؛ [مراجعة وتصحيح وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة]- كربلاء : مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة، 1430 ق : 2009 م.
1430 ق 478 ص . - (مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة ؛ 5 ).
المصادر: ص [454 ] - 470 ؛ وكذلك في الحاشية
1 الأربعة عشر معصوم - أحاديث الشيعة ألف ، الموسوي، حسين، محقق ب . وحدة التحقيق في دار و مخطوطات العتبة العباسية المقدسة . ج ، عنوان تصنيف وحدة الفهرسة حسب النظام العالمي (.L.C.C)
في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة
الكتاب : مكارم أخلاق النبي والأئمة عليهم السلام
الكاتب : قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي
المحقق : السيد حسين الموسوي
الناشر : مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة
الإخراج الطباعي والتصميم : عدي الأسدي
المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات كربلاء المقدسة · العراق بيروت - لبنان
الطبعة : الأولى
عدد النسخ : 3000
التاريخ : شهر ربيع الثاني 1430 ه- / نيسان 2009م .
ص: 2
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ »
ص: 3
ص: 4
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على صاحب الخلق العظيم محمد الصادق الأمين وعلى آله الأطياب المطهرين، وبعد :فيما روي في سيرة النبي (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم):
كان رسول الله (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير».(1)
وروي أيضاً أنه (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم):
«كان يعلفُ الناضح ، ويعقل البعير ، ويقمّ البيت، ويحلب الشاة ، ويخصفُ النعل، ويرقّع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويطحن عنه إذا أعيى، ويشتري الشيء من السوق، ولا يمنعه الحياء أن يعلقه بيده، أو يجعله في طرف ثوبه، فينقلب إلى أهله ، يصافح الغني والفقير، والصغير والكبير، ويسلّم مبتدئاً على كل من استقبله من صغير أو كبير أسود أو أحمر ، حر أو عبد من أهل الصلاة ...الحديث ».(2)
لا يخفى أنَّ العناية بالبحث عن المخطوط ودراسته وتحقيقه ونشره هو أمر غاية في الأهمية وعمل يدعو للفخر والسرور ، وهذه الأهمية مستقاة من الدور الذي يؤديه الفكر المبثوث في ثنايا هذه المخطوطات القيّمة من صناعة، ورأب تصدعات الواقع الثقافي، وبيان الكيان الإنساني القائم في أي زمان ومكان يكون فيه ...
وكلما كان الكتاب المحقق ذا قيمة فكرية وأخلاقية عالية كلما كان الجهد والحبور في العمل عليه أوفر وأدعى ... ومن هنا تتأتى أهمية الكتاب الموضوع بين يدي القارئ الكريم والتي يمكن إدراجها في نقطتين :
الأولى: العنوان الذي يتشرف الكتاب بحمله وبحثه .
الثانية : المؤلّف الذي خط الكتاب وصنّفه .
وإنك إن جمعت الاثنين أعني الموضوع ومؤلّفه . في كتاب واحد فإنّك حتماً ستجد الفائدة الكثيرة والثمرة الدانية اليانعة، إذ أنّ كتاباً يحوي فرائد الأحاديث المسندة والأخبار الصحيحة
ص: 5
والمؤلفة بطريقة رائعة رائقة للمؤلّف المحقق (قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، وهو من كبار أعلام القرن السادس الهجري) والذي شهد القاصي والداني بعلمه وتحقيقاته البارعة من جهة، ومحتوى الكتاب الذي هو قيم بمعنى الكلمة من جهة أخرى لا يمكن لقارئه إلا أن يعود من قراءته بعظيم الفائدة .
وإنّ مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسيّة المطهرة لتتشرف بالعناية والإشراف لنشر هذا الكتاب خدمة للشريعة الإسلامية السمحاء، وللهادي إليها والدال عليها صاحب الخلق العظيم الذي تدين كل الفضائل بالانتماء إليه والتقرب منه، كما تشير إلى ذلك الأخبار الواردة في هذا الكتاب والحقائق الساطعة الجلية، والتي تقف في الوقت ذاته مِجناً واقياً إزاء تلك الهجمات المتعصبة والأقاويل المغرضة الكاذبة التي يشنها المغرضون ويدسّها المكذبون هنا وهناك، مدفوعين برغبة مريضة في تشويه الحقائق وقلب المعادلات السماوية لحجب ضياء الشمس الباهر بأكف الرذيلة والتعصب .
ولا يخفى على المسلم النجيب والقارئ اللبيب أن يلمح البون الشاسع من أوّل قراءة بين حديث تستسقيه من الينابيع الصافية التي تروي أحاديث أخلاق النبي الأكرم وآله الأطهارعلیهم السلام التي تتنسم أريجها من صفحات هذا الكتاب وبين تلك التي تقرأها وتسمعها صراحةً وعلناً على مقام طاهر ذيل مكارم أخلاق النبي (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم)كحديث : « إنما جئتكم بالذبح»(1) وأمثاله مما يتجرأبه الغاوون.
وإنا لنحمدُ الله على نعمة الهداية ونعمة البصيرة، ونسأله تعالى التوفيق والتسديد من عنده إنه سميع مجيب .
إدارة مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة
ص: 6
ص: 7
ص: 8
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه على خلق عظيم وبعث لتتميم مكارم الأخلاق وآله الأطيبين الأكرمين هداة الخلق أجمعين سيما الإمام المنتظر الحجة بن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف .
وبعد ..
فإن من المعلوم المحقق أنّ إنزال الكتب وإرسال الرسل ليس لمجرد السياسة وحفظ النظام وبقاء نوع الإنسان، وإن كانت أيضاً من فوائد الإنزال والإرسال ؛ إذ الآداب الشرعيّة النبوية إنّما هي لإكمال الآداب وهي من أهم المهمّات .
فلا ريب في أنّ إرسال الرسل وإنزال الكتب وإتعاب الأنبياء والأولياء أنفسهم الشريفة إنما كان لما هو أهم من ذلك كما يفصح عن ذلك ظاهر اللام في قوله (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم): «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ؛ فإنّ حفظ النظام والقيام بالسياسة من وظائف السائس ، والعلمُ والجهل بالعلوم السياسيّة لا يخلّان لعموم الناس إلا بمقدار يكون مقدمة للأخلاق والملكات الحسنة التي بها يحصل الفوز للدرجات العالية الدنيويّة والأخرويّة.
نعم يلزم للسائس أن لا يخلو من علم السياسة حتى لا تكون سياسته عن جهل
ص: 9
ومبعثاً للفساد والإفساد، وأما آحاد الناس فاللازم عليهم هو السعي في تهذيب وتربية أنفسهم بتحصيل الملكات الحسنة وترك الملكات الرذيلة القبيحة وهجرها حتّى لا يكون حشر تلك النفوس حشر البهائم. فإنّ الناس في الدنيا بنو نوع واحد ؛ لغلبة الصورة في الدنيا على المعنى ، لكن الظاهر من الأخبار الكثيرة الصادرة عن الصادقين علیهم السلام هو أن الناس في الآخرة بنو أنواع متعدّدة ؛ لغلبة المعنى في الآخرة على الصورة ، فمنهم من يحشر كلباً ، ومنهم من يحشر خنزيراً، ومنهم من يحشر دبّاً، ومنهم من يحشر حماراً .. إلى غير ذلك .
فاللازم على اللبيب أن يسعى في أن يصرف عمره فيما هو له لا فيما ليس له فضلاً عما هو عليه ، فإنّ أشدّ الخسران هو خسران العمر الذي لا يُساوَى بآنٍ منه جميع ما في الدنيا ، لعدم إمكان تحصيل آنٍ منه عند الموت بجميع ما في الدنيا «فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَ لا يَسْتَقْدِمُونَ )(1).
فالعاقل الكامل يتحرّز أشدّ الاحتراز عن أن يكون غافلاً، وفيما هو له متساهلاً، ولخذلان الله مستأهلاً ، أعاذنا الله منه بمحمد وآله .
وكيف ما كان فإنّ الإنسان أشرف الموجودات استعداداً بالبداهة ؛ لما نرى من فعليّاته ؛ إذ بالتخلية والتحلية والتجلية يصير بمرتبة المَلَك في الترقّي، بل وأشرف بحيث يتشرف المَلَكُ بالتبرك به ويستشفع منه ويلوذ به كما عاد فطرس بالإمام الحسين (علیه السلام) ، بل ويفتخر به جبريل ويناغيه أشرفهم: « السلام على من طهّره الجليل، السلام من افتخر به جبريل، السلام على من ناغاه في المهد ميكائيل »(2).
وبإعمال رذائل الملكات يصير الإنسان بمرتبة الشيطان في التنزّل، بل أخس منه، وهذان هما النَّجْدان والطريقان في قوله تعالى: ﴿ وَ هَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )(3)، وقوله
ص: 10
عزّ وجلَّ ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً)(1)، وفوّض أمر سلوك أحد الطريقين إليه بحيث يكون مختاراً في سلوك أيهما شاء، فإذا سلك مسلك الكفر والجحود - نستجير بالله ونعوذ به- كان عمله عمل الشيطان ورتبته رتبته، فيكون حشره حشر الشيطان ومع الشيطان بل الشياطين ( فَوَ رَبُّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَ الشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا )(2).
وطريق طلب النجاة والفوز بالجنان خطيرٌ صعب لا يكون سهل التناول، ولا يصل الإنسان إلى باب الخير والصلاح إلا بالتمسّك بالعروة الوثقى، وهو النبي المكرّم وأهل بيته عليه وعليهم أفضل صلوات المصلّين ؛ إذ هم خلفاء الله في الأرض، الذين انتجبهم لأمره ، ولهذا أودع فيهم مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، بحيث لن يصل إلى مرتبتهم أحد بل لا يقاس بهم بشر .
كل هذا لنجاة العباد من سجن الدنيا والجسمانيّات وسيرهم في عالم الملكوت والروحانيات، ولا ثمر للعباد إلا باتّباعهم والمشي في هداهم (علیهم السلام)، يعني قبول ولايتهم والمشي على نهجهم والتمسك بعروتهم والتبرّي من أعدائهم، كما ورد في الأخبار: «أنتم عبيدنا في الطاعة»، وهذا ليس منحصراً لأمر الرئاسة فقط بل لنجاة الخلق ، كما لا يخفى . فمن تخلف عن هذه الهداية الإلهية غرق في أوهام الضَّلال وحشر مع شياطين الضَّلِّيل.
مع هذا وذاك حرفّت طواغيت الأُمّة أمر الإمامة بعد النبي (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم) عن موضعه، وأُدخلت الأمة في الحيرة والضلالة، وهذا منشأ رُجُوع الأمّة في تاريخها إلى الصفات الجاهلية.
ولم يترك أئمة أهل البيت علیهم السلام الأمّةَ سُدىً، بل جَدٌّوا في بيان الأحكام
ص: 11
والمعارف ،وترويجها ، ورَقَموا للجامعة البشرية تاريخاً جديداً، وربّوا فى مدرستهم خيرة التلاميذ الذين حفظوا وكتبوا مآثر ومعارف أئمتهم وتحمّلوا في هذا الطريق مشاقٌّ ما لا يُطيقها غيرهم عادة .
ومن جملة هؤلاء التلاميذ قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراونديّ الذي أتعب نفسه لترويج المذهب وتبيين مكارم أخلاق أهل البيت (علیهم السلام) ومحاسن أفعالهم وتاريخ حياتهم، وألف في هذا المجال كتباً كثيرة .
منها هذا الكتاب القيّم الماثل بين يديك أيها القارئ الكريم، فهو على حسب الأدلّة التي سنذكرها من رشحات قلم هذا العالم الجليل، وقد كانت نُسَخُهُ مطمورةً في زوايا المكتبات نسجت عليها عناكب النسيان، ومجهولة في الخبايا تكررت عليها صروف الزمان وأكلت وشربت عليها أسنان الليالي والأيّام، لكن الله سبحانه مَنَّ علينا بالعثور على هذا الكنز الدفين والدرّ الثمين.
ص: 12
الشيخ الفقيه الإمام قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي (رحمة الله علیه)(1).
اختلف المترجمون في كنيته
فقال بعضهم : «أبو الحسين».
وقال الآخرون: «أبو الحسن».
ص: 13
ولكنّ أكثر ما في كتب التراجم هو: « أبو الحسين».
وما وجد بخطّه الشريف نفسه على ظهر نسخة عتيقة من نهج البلاغة في مكتبة السيّد المرعشي (رحمه الله) هو هذا: «يقول أبو الحسين الراوندي »(1).
ولكن كنّاه ابن الفُوَطي (723ه) في مجمع الآداب ب: «أبي الفرج »(2).
ولعل ابن الفوطيّ خَلَطّ بين قطب الدين هذا وابنه الشيخ أبي الفرج عماد الدين عليّ بن قطب الدين الآتي ذكره، فتأمّل .
هذا؛ وأيضاً وقع بعض الاختلاف في اسمه ، هل هو «سعيد» بالياء ، كما هو في غير واحد من المصادر الوثيقة، أو هو «سعد» كما في بعض الكتب (3)، ولكن الذي جاء في آخر الإجازة المذكورة بخطه الشريف هو:
«سعيد بن هبة الله بن الحسن».
وهذه الإجازة صارت فصل الخطاب في التردّد في اسمه وكنيته .
ثم إنّ ابن حجر العسقلاني ( 852ه ) نقل في لسان الميزان عن تاريخ الري لابن بابويه أن اسم جده عيسى وانفرد في هذا النقل (4).
تطلق راوند على عدّة بلدان، وهي ما يلي:
الاولى بلدة قرب مدينة قاسان في إيران.
قال الحمويّ في معجم البلدان راوند - بفتح الواو ونون ساكنة وآخره
ص: 14
دال مهملة - بُلَيْدَةٌ قريبة من قاسان وأصبهان ، قال :حمزة وأصلها راهاوند ، ومعناه الخير المضاعف(1).
وقال السمعاني : هي قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان(2).
ومن رساتيقها خزاق(3) وجوسقان(4) وكرمند (5).
ص: 15
وما زالت راوند هذه تعرف بهذا الاسم حتّى الآن، وهي تقع على بُعْدِ 12 كيلومتراً من مدينة كاشان على يمين الذاهب إليها من مدينة قم المقدّسة ، وهي قرية كبيرة ما زالت عامرة.
الثانية : ناحية بظاهر نيسابور(1).
الثالثة : تطلق على مدينة بالموصل قديمة بناها راوند الأكبر بن بيوراسف . قال الحموي : قال أهل السير: إنّ أوّل من استحدث الموصل راوند بن بيوراسف الضحاك(2).
الرابعة : وقد تطلق على جبل في همدان.
حكي أنه دخل رجل على جعفر بن محمّد علیه السلام من همدان، فقال له جعفر الصادق (علیه السلام) : من أين الرجل ؟ قال : من همدان فقال له : « أتعرف جبلها راوند؟» قال له الرجل : جعلت فداك إنّه أروند ، قال : «نعم، إن فيه عيناً من عيون الجنّة»(3).
ص: 16
هذه المناطق قد أطلق عليها في كتب المعاجم راوند، وأما انتساب المترجم إلى أيّة هذه البلدان فلم يذكره أحد من مترجميه وأمّا على طريق الاحتمال فلم يحتمل أحد نسبته إلى راوند همدان والموصل فبقي الآخران يعني كاشان ونيسابور.
قال الأفندي : قال شيخنا البهائي في حواشي فهرس الشيخ منتجب الدين عند ترجمة القطب الراونديّ هذا على ما وجدته بخط تلميذه المولى محمد رضا المشهدي في بلدة تبريز ما هذا لفظه : الظاهر أنّه منسوب إلى راوند قرية من قری کاشان(1).
وأيضاً قال به صاحب إيجاز المقال(2) والسيد الأمين في أعيان الشيعة (3).
ولكن احتمل الميرزا عبد الله الأفندي أنّ الراوندي منسوب إلى ناحية نيسابور، وقال : يمكن أن يكون القطب هذا من ناحية نيسابور (4).
وممّا يؤكّد أن القطب الراوندي(رحمة الله علیه) من راوند القريبة من كاشان هو من اشتراك مشايخ الراوندييّن المعاصرين، أعني قطب الدين الراونديّ والسيد أبا الرضا الراونديّ، ومن تتلمذ على أيديهما وأخذ عنهما الرواية، هذا مع اليقين بولادة السيد أبي الرضا في راوند کاشان حتى قال فيه بعض مترجميه: «الراونديّ الكاشانيّ»، وأيضاً قال السمعانيّ في كتاب الأنساب :
وصاحبنا أبو الرضا فضل الله بن عليّ الحسيني العلويّ، يعرف بابن الراونديّ، لعلّ أصله كان من هذه القرية أي راوند الذي من قرى ،قاسان كتبت عنه بقاسان(5).
وأيضاً مما يؤيد كونه من راوند التي بين كاشان وإصفهان تصريحُهُ بنفسه في
ص: 17
كتاب سلوة الحزين ونَقلُهُ حكايةً وقعت فى «كرمند» وعيّن بأنها قرية من نواحينا إلى إصفهان»(1).
ومع هذا كله ، يكون قول الميرزا عبد الله : يمكن أن يكون القطب الراونديّ من ناحية نيسابور(2)، قولاً لا يدعمه أي دليل .
وقد أطراه وأثنى عليه ومدحه بأحسن المدائح جماعة من العلماء، وأطبقت عليه بالفضل والأدب والتقى جملة من المشايخ وذوي الأقلام، منهم:
منتجب الدين في فهرسته، حيث قال فقيه عين صالح ، ثقة ، له تصانيف ...(3).
وقال ابن شهر آشوب (588ه ) في معالمه : شيخي أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ، له كتب ...(4).
وعبّر عنه السيد ابن طاوس ( 664ه) في مواضع من كتبه ب- «الشيخ العالم(5) ، وقال في كتاب فرج المهموم كتاب الخرائج والجرائح تأليف الشيخ الثقة سعيد بن هبة الله الراوندي (6). وأيضاً قال في كشف المحجة : الشيخ العالم في علوم كثيرة قطب الدين الراوندي، واسمه سعيد بن هبة الله (رحمة الله علیه) (7).
وقال الجزائري ( 1112ه) في مقدّمة كتابه قصص الأنبياء: وأما الفاضل
ص: 18
الراوندي قدس الله ضريحه فهو من علمائنا (1).
قال الأردبيلي ( 1101ه) في جامع الرواة ، والحر العاملي (1104ه) في أمل الأمل باختلاف يسير بينهما: الشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسن، فقيه، صالح، ثقة عين ، له تصانيف ... (2).
وقال الأفندي (حدود 1130ه) في رياض العلماء: الشيخ الإمام الفقيه قطب الدين ... ، فاضل عالم متبحر ،فقيه محدّث متكلّم ، بصير بالأخبار، شاعر، ويقال : إنّه كان تلميذ تلامذة الشيخ المفيد(3).
وأيضاً قال الشيخ يوسف البحراني (1186ه) في لؤلؤة البحرين : هو الشيخ الثقة الجليل أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي، فقيه ، عين(4).
وذكره المحدّث النوري ( 1320ه ) في خاتمة المستدرك بما هذا لفظه: الشيخ سعيد بن هبة الله بن الحسن الراونديّ، المعروف بالقطب الراوندي العالم المتبحّر ، النقّاد ، المفسّر، الفقيه المحدّث ، المحقق، صاحب المؤلّفات ، الرائقة النافعة، الشائعة جملة منها ، وعثرنا عليه كالخرائج ....
وأيضاً قال بعده :
وبالجملة ففضائل القطب ومناقبه وترويجه للمذهب بأنواع المؤلّفات المتعلّقة به أظهر وأشهر من أن يذكر، وكان له أيضاًطبعٌ لطيف، ولكن أغفل عن ذكر أشعاره المترجمون له الذين بنوا على ذكرها في التراجم(5).
ص: 19
وقال السماهيجيّ فيه : وكان عالماً ، فاضلاً كاملاً، فقيهاً، محدّثاً، ثقة عيناً، علامة (1).
وفي تأسيس الشيعة للسيد الصدر ( 1354ه ): الفقيه، الإمام الحجّة في كلّ فنون العلم ، المصنّف في كلّها، وأحسنُ مَنْ ترجمه السيد علي بن صدر الدين المدني في «الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة »(2)، ولولا خوف الإطالة لذكرت لك فهرس مصنّفاته، وآتيك بالعجب من تبحّره وطول باعه ...(3).
وفي شرح نهج البلاغة الحديدي (656ه) : سعيد بن هبة الله بن الحسن الفقيه، المعروف بالقطب الراوندي ، وكان من فقهاء الإماميّة(4).
وقال ابن الفُوَطي ( 732ه) في مجمع الآداب قطب الدين بن أبي الفرج الراونديّ، فقيه الشيعة، كان من أفاضل علماء الشيعة، يروي عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن المحسَّن الحلبيّ، عن أبي الفتح محمّد بن علي بن عثمان الكراجكيّ، عن أبي الحسن بن شاذان القمّي، عن محمّد بن أحمد بن عيسى، عن سعد بن عبد الله القمّيّ، عن أيّوب بن نوح قال قال الإمام عليّ بن موسى الرضا (علیهما السلام): اكتبوا الحديث واحتفظوا بالكتب فستحتاجون إليها يوماً ما، وإذا كتبتم العلم فاكتبوه بأسانيده واكتبوا معه الصلاة على محمّد وآل محمد، فإنّ الملائكة يستغفرون لكم مادام ذلك الكتاب ، انتهى(5).
وقال ابن حجر العسقلاني ( 852ه ) فى لسان الميزان: سعيد بن هبة الله بن الحسن بن عيسى الراونديّ، أبو الحسين، ذكره ابن بابويه في تاريخ الري، وقال:
ص: 20
كان فاضلاً في جميع العلوم ، له مصنفات كثيرة في كل نوع وكان على مذهب الشيعة(1).
وقال عمر رضا كحالة في معجم المؤلّفين عالم، أديب مشارك في أنواع العلوم، من تصانيفه ....(2).
تتلمذ الراوندي(رحمة الله علیه) له على أساطين العلم وكبار العلماء من الفريقين، وروى عنهم وأخذ عنهم الحديث والفقه والتفسير وعلومه ...
قال المولى عبد الله الأفنديّ في رياض العلماء وقد يروي عن جماعة من أصحاب الحديث بأصبهان ، وجماعة منهم من همدان وخراسان سماعاً وإجازة عن مشايخهم الثقات بأسانيد مختلفة .
فمنهم:
1 - أبو نصر الغازيّ، أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الأصبهاني الحافظ المولود 448ه ، والمتوفى 532 ه(3).
2 - أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عليّ بن محمد الرشكي ( المرشكيّ أو الزشكي ) .
3 - أبو جعفر بن الحسين بن محمّد ابن كميح، أخو أبي القاسم الآتي ذكره.
4 - أبو على الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهرة الأصبهاني الحداد، المتوفى 515ه، من العامّة .
ص: 21
5 - أبو القاسم الحسن بن محمّد الحديقي من تلامذة الشيخ الطوسي (رحمة الله علیه)والراوي عنه .
6 - أبو نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن علي اليورناتيّ الأصبهاني(1)، المتوفى 527ه.
7 - أبو سعد الحسن بن علي الأراباديّ(2).
8 - الأديب أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن الحسين المؤدّب القميّ (3).
9 - السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسنيّ المروزيّ ، المتوفى 536ه (4).
10 - جمال الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن محمد البغداديّ، المعروف بابن الأخوة البغدادي الشيباني، نزيل أصبهان ، المتوفى 548 ه(5).
11 - السيد علي بن أبي طالب الحسنيّ السليقيّ الآملي، من تلامذة الشيخ الطوسي(رحمة الله علیه) (6).
12 - ركن الدين أبو الحسن علي بن علي بن عبد الصمد بن محمد النيسابوري التميمي السبزواريّ(7) .
ص: 22
13 - أمين الإسلام الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المفسّر ، صاحب تفسير «مجمع البيان»، المتوفى 548ه(1).
14 - أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الإصفهاني (2).
15 - الشريف أبو محمد شميلة بن محمد بن أبي هاشم جعفر الحسني، أمير مكة المعظمة ، الرحال المعمّر ، المولود سنة 436ه-، وكان حياً إلى سنة 545ه.
16 - السيد أبو البركات ناصح الدين محمد بن إسماعيل بن الفضل الحسيني المشهدي، من تلامذة شيخ الطائفة والراوي عنه (3) .
17 - عماد الدين محمد بن أبي القاسم علي بن محمد بن علي الطبري الآملي الكجي، صاحب كتاب «بشارة المصطفى(صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم)
لشيعة المرتضى (علیه السلام)»(4).
18 - ركن الدين أبو الحسن ( أبو جعفر ) محمّد بن عليّ بن عبد الصمد بن محمّد النيسابوريّ التميميّ، أخو الشيخ ركن الدين المتقدم ذكره(5).
19 - أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن النيسابوري المقرئ ، صاحب كتابي «التعليق » و « الحدود في علم الكلام المطبوعين(6) ، و«الموجز في النحو »(7).
20 - أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي، أدرك أبا جعفر الطوسيّ(رحمة الله علیه).
21 - السيد أبو الحارث المجتبى بن الداعي بن القاسم الرازي الحسنيّ ، أخو
ص: 23
السيّد أبي تراب الآتي ذكره(1).
22 - السيّد صفي الدين أبو تراب المرتضى بن الداعي بن القاسم الرازيّ الحسنيّ، صاحب كتاب تبصرة العوام في مقالات أرباب الأديان.
23 - أمين الدين أبو القاسم مرزبان بن الحسين بن محمد ابن كميح.
24 - أبو جعفر محمد بن المرزبان.
25 - أبو المحاسن مسعود بن عليّ بن محمّد الصوابيّ ( الصواني ) البيهقيّ، المتوفى 544ه(2).
26 - أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن حمزة الحسني، المعروف بابن الشجري البغدادي ، صاحب كتاب «الأمالي»، المتوفّى 540 أو 542ه.
27 - هبة الله بن دعويدار القمّيّ (3).
هذا وقد ذكر الخوانساري في روضات الجنّات في ضمن مشايخ القطب الشيخ محمد بن الحسن الجهرودي والد الخواجة نصير الدين الطوسيّ (4)، لكن هذه يُبْعِدُهُ الاعتبارُ ؛ لأنّ طبقته ترجع إلى تلامذة الراوندي، حيث جاء ذكره في عداد تلامذة السيّد فضل الله الراوندي المعاصر للقطب كما فى أسانيد كتاب فرحة الغري (5).
وأيضاً قال صاحب الرياض : يظهر من كتاب فرحة الغري للسيّد عبد الكريم ابن طاوس (693ه) على ما حكاه الأستاد الاستناد(قدّس سره) في كتاب المزار في باب
ص: 24
فضل زيارة الرضاء( علیه السلام) : أنّ القطب الراوندي هذا يروي عن الشيخ الطوسي بلا واسطة ، ولعله من سقط قلمه( رحمه الله) أو قلم النسّاخ في أحد الكتابين، لأن القطب الراونديّ هذا على ما يظهر من التتبع لم يرو عن الشيخ الطوسي إلّا بالواسطة الواحدة ، فتأمل(1).
أقول : ولم نجد في كتاب فرحة الغري رواية القطب الراوندي بلا واسطة عن الشيخ الطوسي، بل الذي جاء في كتاب فرحة الغري هو رواية القطب الراونديّ عن الشيخ الطوسي بواسطة ذي الفقار بن معبد و محمّد بن عليّ بن المحسن الحلبيّ (2).
تتلمذ عليه عدّة من علماء الطائفة وجهابذتهم ، وروى عنه جماعة من فطاحل العلماء ، نذكر هنا بعض أسمائهم، فمنهم:
1 - الشيخ أحمد بن عليّ بن عبد الجبّار الطبرسيّ القاضي.
2 - الشيخ بابويه بن سعد بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمّي .
3- ولده نصير الدين الحسين.
4 - الخليل بن خمر تكين الحلبي ، المتوفى 590ه.
5 - ولده عماد الدين عليّ .
6 - الشيخ زين الدين عليّ بن حسان الرهميّ (الرهيميّ) (3).
ص: 25
7 - القاضي جمال الدين عليّ بن عبد الجبار الطوسيّ (1).
8 - الحاكم الإمام عليّ بن أحمد بن علي الزياديّ.
9 - كمال الدين علي بن محمد المدائني ، من مشايخ السيد ابن طاوس.
10 - الشيخ نصير الدين أبو إبراهيم راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن محمّد البحرانيّ، المتوفى 605ه.
11 - ولده ظهير الدين محمّد .
12 - الشريف عزّ الدين أبو الحارث محمّد بن الحسن بن عليّ بن الحسين العلوي الحسينيّ البغداديّ.
13 - زين الدين أبو جعفر محمّد بن عبد الحميد بن محمّد .
14 - رشيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي بن شهر آشوب المازندراني السرويّ، المتوفى 588ه.
15 - الشيخ منتجب الدين بن بابويه عليّ بن عبيد الله الرازيّ، صاحب الفهرست، كان حيّاً سنة 600 ه .
وقد أجازه القطب الراوندي بخطه الشريف رواية كتاب نهج البلاغة على ظهر نسخة منه في مكتبة السيّد المرعشي كما مرّ، وهذا نصّ الإجازة:
«يقول أبو الحسين الراوندي: أخبر [نا] السيّد [ذو الفقار] بن معبد الحسنيّ [عن ] الشيخ أبو عبد [الله محمّد بن عليّ] الحلوانيّ عن الرضي، بهذا الكتاب، وأخبرنا ابن الأخوة البغدادي عن الشيخ أبي الفضل محمد بن يحيى الناتلي، عن أبي منصور عبد الكريم بن محمّد الديباجيِ، عن الرضي رضي الله عنهم وللشيخ العالم زين الدين هذا أن يروي عنّي [هذا ] الكتاب كله بهذا الإسناد فإنّه بحمد [الله] أهل لذلك، صحّ».
ص: 26
وبخطّه أيضاً :
«قرأ عليّ كتاب نهج البلاغة من أوله إلى آخره الشيخ الإمام العالم زين الدين أبو جعفر محمد بن عبد الحميد بن محمد المدعوّ ... أدام الله توفيقه قراءة إتقان؛ سعيد بن هبة الله بن الحسن حامداً مصلّياً».
ص: 27
الصورة
ص: 28
الصورة
ص: 29
صنّف القطب الراوندي(رحمة الله علیه) كتباً في كثير من العلوم الإسلامية على مذهب الإمامية، من التفسير والحديث والفقه، وعلوم القرآن، والكلام، والأدب... وغيرها، وبالجملة كان القدوة في ذلك والإمام.
كما هو المبدأ في تأليف بعض العلوم، فهو أوّل من صنّف رسالة مستقلّة في علم الدراية من الإمامية (1) وتفسير آيات الأحكام ، وقيل : هو أوّل من ألّف الشرح لنهج البلاغة ، وكثيراً ما يناقش آراءه ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه.
والذي عثرنا عليه من تأليفاته هو :
1 - أسباب النزول .
2 - ألقاب الرسول وفاطمة والأئمة علیهم السلام (مطبوع ) .
3- أُمّ المعجزات ( من تتمات الخرائج).
4 - الإغراب في الإعراب.
5- إحكام الأحكام.
6 - الإنجاز في شرح الإيجاز في الفرائض للشيخ الطوسي(رحمة الله علیه).
7 - بيان الانفرادات .
8 - تفسير القرآن.
9 - تهافت الفلاسفة.
10 - التغريب في التعريب.
11 - حلّ المعقود من الجمل والعقود.
12 - جنى الجنّتين في ذكر ولد العسكريّين.
ص: 30
13 - جواهر الكلام في شرح مقدّمة الكلام .
14 - الخرائج والجرائح (مطبوع ) .
15 - خلاصة التفاسير .
16 - الخلاف بين الشيخ المفيد والشريف المرتضى.
17 - الدلائل والفضائل
18 - الرائع في الشرائع .
19 - رسالة في أحوال أحاديث أصحابنا (مطبوع ) .
20 - زهر المباحثة وثمر المناقشة .
21 - سلوة الحزين وتحفة العليل، الشهير ب-: «الدعوات»، (مطبوع ) .
22 - شجار العصابة في غسل الجنابة .
23 - شرح الخطبة الأولى من نهج البلاغة .
24 - شرح الكلامات المائة
25 - شرح العوامل المائة .
26 - شرح الآيات المشكلة في التنزيل.
27 - شرح ما يجوز وما لا يجوز من النهاية.
28 - ضياء الشهاب في شرح شهاب الأخبار .
29 - العلامات والمراتب الخارقة للعادات لهم ( من تتمات الخرائج ) .
30 - غريب النهاية.
31 - الفرق بين الحيل وبين المعجزات (من تتمات الخرائج ).
32 - فقه القرآن من كلام الملك الديّان (مطبوع ) .
33 - قصص الأنبياء (مطبوع ) .
34 - كتاب في إعجاز القرآن وتفسير سورة الكوثر .
35 - اللباب المستخرج من فصول عبد الوهّاب.
ص: 31
36 - مكارم أخلاق النبي والأئمة عليهم السّلام، وهو الكتاب الماثل بين يديك.
37 - مفتاح المتعبّد .
38 - معرفة مقاطع القرآن من مباديه .
39 - المستقصى في شرح الذريعة .
40 - المغني في شرح النهاية .
41 - مسألة في صلاة الآيات .
42 - مسألة في العقيقة .
43 - مسألة في فرض من حضر الأداء وعليه القضاء.
44 - مسألة في الخمس .
-45 - مسألة أخرى في الخمس.
46 - المسألة الكافية في الغسلة الثانية.
47 - مشكل النهاية.
48 - الناسخ والمنسوخ .
49 - نفثة المصدور، وهو ديوان أشعاره.
50 - موازنة معجزات نبينا (صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم) وأوصيائه عليهم السّلام ومعجزات الأنبياء المتقدمين عليهم السّلام( من تتمات الخرائج ).
51 - نهاية النهاية .
52 - منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (مطبوع ) .
53 - النيّات في جميع العبادات .
كان الراوندي (رحمة الله علیه) ينتمي إلى عائلة علمية عريقة ، اشتهرت بالعلم والفضل، قال
ص: 32
الميرزا عبد الله : وكان والده وجده من العلماء(1).
وقد نبغ من هذا البيت رجال داخلون في طرق الإجازات، ولهم شأن الحوزات العلميّة لدى الشيعة الإمامية ودور في العلوم الإسلامية، وهم:
1 - الشيخ أبو الفرج عماد الدين علي بن قطب الدين، فقيه ، ثقة (2)، عبّر عنه السيّد ابن طاوس في كتبه ب-: «الشيخ العالم(3) ، يروي عن والده وأعاظم عصره، منهم:
أ ) السيّد ضياء الدين فضل الله بن علي الراونديّ الكاشانيّ.
ب) أبو الفتح جمال الدين حسين بن علي الرازي، صاحب تفسير «روض الجنان».
ج) سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي .
د) أمين الدين أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي، صاحب تفسير .«مجمع البيان».
ه) الشيخ عبد الرحيم بن أحمد البغدادي الشهير بابن الأخوة ( 548ه).
وكلّ هؤلاء نص عليهم صاحب المعالم في إجازته الكبيرة (4).
وقد روى أيضاً عن :
أ) أبي الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الأخشيد السراج (524ه).
ب) أبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد النيسابوري الشحّاميّ الشروطيّ المستملي (446 - 533ه ) .
ج ) أبي عبد الله محمّد بن عبد الله بن أحمد الأرغيانيّ.
ص: 33
د) أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي ( 454 - 536ه) .
ه) أبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ( 467 - 538 ه )
و) أبي الفتح الخشاب المروزيّ (1).
ي) السيّد صفى الدين المرتضى بن الداعى الحسنىّ.
كما جاء في إجازة الشيخ علي بن هلال الكركي(2).
هذا؛ وقد نسب العلّامة الأميني والمحقق الطباطبائي رحمهما الله إلى الشيخ الحر ( 1104ه) في أمل الآمل أن من جملة مشايخه الشيخ أبا علي الطوسي .
وأجابا بأن الشيخ أبا علي الطوسي كان حيّاً إلى سنة 515ه، فلم يدركه عماد الدين علي ، وقد احتملا - رحمهما الله - أن كلمة الطبرسي صحّفت إلى الطوسي(3).
أقول : ولكن الذي جاء اسمه في أمل الآمل هو الشيخ أبو الفرج علي بن الحسين الراونديّ ، ولعله هو ابن الشيخ حسين الشهيد الآتي ذكره، وعلى هذا أيضاً فروايته عن أبي علي الطوسي أو الطبرسي بعيدة، وأولهما أبعد، كما لا يخفى .
وقد روى عنه جماعة، منهم:
أ ) الفقيه الكبير الشيخ أبو طالب نصير الدين عبد الله بن الحسن بن علي بن الطوسي، صاحب كتاب «الوسيلة » .
ب) الشيخ نجم الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء الحلّيّ، المعروف بابن نما
ص: 34
( 645ه) ، صاحب كتاب « مثير الأحزان » و « ذوب النُضار».
ج) السيد كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد الحسيني، صاحب كتاب «غرر الدرر» .
د) أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد بن محمد المعروف بشفروه الإصفهاني ، له كتب منها : «رشح الولاء في شرح الدعاء».
هذا وقد ترجمه الشيخ الحرّ العاملي (رحمة الله علیه) في أمل الآمل مرتين تارة بعنوان: علي بن قطب الدين أبو الحسين الراونديّ ، وأخرى بعنوان : علي بن الإمام قطب الدين سعيد الراوندي ، وقال في الموضع الأوّل: يروي عنه الشهيد(1).
والاشتباه ظاهر منه ؛ لاختلاف طبقتيهما ، لأن الشيخ «علي» هذا من أعلام القرن السادس والشيخ الشهيد ولد سنة 734ه ، وربما احتاج في النقل عنه إلى سبع وسائط ، اللهم إلا أن يقال أن مراده من قطب الدين أبي الحسين الراوندي ليس بالقطب الراوندي المشهور أو هو واحد من أسباطه المتأخرين المسمى بهذا الاسم وقد حذف من النسب أسامي جماعة من أجداده كما هو الشائع والنسبة إلى المشاهير ، أو يقال أنّ الشيخ الحر (رحمة الله علیه) رأى في بعض المواضع أن الشهيد يروي بحذف الإسناد عن هذا الشيخ فظنّ أنّه يروي عنه بلا واسطة(2).
وللشيخ علي (رحمة الله علیه) ولد وردت ترجمته في كتب التراجم، وقد أطراه الشيخ منتجب الدين بالفضل والعلم، وهذا نصه :
الشيخ برهان الدين محمد بن علي بن أبي الحسين أبو الفضائل الراونديّ سبط الإمام قطب الدين رحمهم الله فاضل ، عالم(3).
2 - الشيخ نصير الدين أبو عبد الله الحسين بن الإمام قطب الدين أبي الحسين
ص: 35
الراونديّ، عالم، صالح، شهید قاله منتجب الدين في فهرسته (1).
وهو أحد شهداء أعلام الدين وحملة العلم والفضيلة، ولهذا ذكره العلامة الأميني في كتاب شهداء الفضيلة (2)، ولكن لم نعثر على سبب استشهاده.
وقد كتب قطب الدين الراوندي ( رحمة اله علیه) بخطّه الشريف إجازة لولده هذا على ظهر نسخة من كتاب «الجواهر في الفقه» للقاضي عبد العزيز بن البراج الطرابلسي ( 481 ه)، وهذه صورتها:
«قرأه عليّ ولدي نصير الدين أبو عبد الله الحسين أبقاه الله ومتعنى به، قراءة إتقان، وأجزت له أن يرويه عن الشيخ أبي جعفر محمد بن المحَسَّن الحلبيّ، عن المصنف، كتبه سعيد بن هبة الله»(3).
3-الشيخ الإمام ظهير الدين أبو الفضل محمد بن سعيد بن هبة الله ، فقيه ، ثقة، عدل، عين ، قاله منتجب الدين(4).
وقد طبع له كتابان ، وهما : «الأربعون حديثاً»، المطبوع في مجلة تراثنا في العدد 46 في جمادى الآخرة سنة 1417ه، بتحقيق هيثم السماك ، و «عجالة المعرفة في أصول الدين» ، طبع أوّلاً في مجلة تراثنا بتحقيق السيّد محمد رضا الجلالي الحسيني حفظه الله في العدد 29 في شوّال سنة 1412ه، ثمّ طبع ثانيةً مستقلاً في مؤسسة آل البيت (علیهم السلام) في ربيع الأول سنة 1417ه.
ص: 36
وقد روى عنه :
أ ) ابنه محمّد(1).
ب-) الشيخ قطب الدين محمد بن الحسين بن الحسن البيهقي الكيدري، وعبّر عنه في «بصائر الأنس بحضائر القدس» بالإمام حيث يقول :
أجاز لي الشيخ الإمام محمد بن سعيد بن هبة الله الراوندي رواية كتب الأصحاب، عن والده عن الشيخ أبي جعفر الطوسي .
ج ) الشيخ أبو القاسم عليّ بن محمّد بن علي رشيد الدين الجاسبي القمّي(2).
د) الفقيه مجد الدين محمد بن محمد بن علي بن محمد بن المغربي قاضي مازندران .
ه) أبو طالب بن الحسين الحسينيّ.
و) علي بن يوسف بن الحسن علاء الدين
وكتب ظهير الدين لعلي بن يوسف هذا إجازة بخطه على نسخة من كتاب نهج البلاغة التي فيها خط أبيه هكذا :
قرأ عليّ الشيخ الإمام علاء الدين جمال الحاج والحرمين، علي بن يوسف بن الحسن دام توفيقه، وإلى كل طريقة هذا المجلد قراءة محقق مدقق، وأجزت له روايته عنّي عن جماعة عن المصنّف رضي الله عنهم وعنّا. وكتب أبو الفضل الراونديّ حامداً (3).
ص: 37
الصورة
ص: 38
وللشيخ محمد(رحمه الله) ولد ذكره منتجب الدين في فهرسته هكذا الشيخ رشيد الدين الحسين بن أبي الفضل بن محمّد الراونديّ المقيم بقوهدة رأس الوادي من أعمال الري، صالح مقرئ(1).
ويظهر من عبارة منتجب الدين أنه ابن ابن ابن القطب الراوندي إلّا أنه أضاف الفهرست كلمة : « ابن»، فيكون اسمه: رشيد الدين الحسين بن أبي الفضل محمّد الراونديّ(2).
توفّي القطب الراوندي(رحمه الله) ضحوة يوم الأربعاء المصادف للرابع عشر من شهر شوّال سنة 573ه، كما نقل ذلك في مجموعة الجبعي نقلاً عن نقلاً عن خط الشهيد الأول(رحمه الله).
جاء هذا في هامش نسخة بحار الأنوار بخطّ العلّامة المجلسي ، فقيها ما هذا نصه :
وجدت بخطّ الشيخ شمس الدين محمّد جدّ شيخنا البهائي قدس الله روحيهما نقلاً من خط الشهيد روّح الله روحه : توفّي الشيخ السعيد أبو الحسين قطب الملة والدين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي (رحمه الله) ضحوة الأربعاء، الرابع عشر من شوال سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة «م ق ر عفى عنه»(3).
ولكن في وفاته قول آخر نقله ابن حجر في لسان الميزان نقلاً عن تاريخ الري للشيخ بابويه بن سعد القمي تلميذ الراوندي: توفّي في 13 شوّال(4) .
ص: 39
ولعلّ هذا الاختلاف محمول على الاختلاف في أوّل الشهر ، وعلى الاختلاف الأفق، فإنّ العيد كان في الشام في تلك السنة يوم يوم الخميس، وفي الري كان العيد يوم الجمعة، فيكون يوم الأربعاء عندهم 13 شوّال .
و دفن (رحمه الله) بمدينة قم في الصحن الكبير بمقبرة حضرة السيّدة فاطمة المعصومة (علیها السلام). وعليه صخرة كبيرة، وقبره الآن مشهور، وما زال مزاراً لأهل البلد والزائرين.
ولكن قال الميرزا عبدالله الأفندي (رحمه الله) في تعيين قبره : ثمّ إنّ المولى الحشري التبريزي الشاعر المشهور نقل في كتاب «تذكرة الأولياء في أحوال العلماء» إن قبر قطب الدين الراوندي في قرية خسرو شاه من توابع تبریز .
ثمّ قال: وأنا أيضاً رأيت قبراً بتلك القرية يعرف عند أهلها بأنّه قبر القطب الراوندي وكانوا يزورونه فيه، وقد زرته أنا فيه أيضاً، فلا يبعد أن يكون أحد القبرين الموجودين في قم وخسرو شاه للشيخ قطب الدين والثاني للسيد فضل الله ، أو أن أحدهما قبر أحد أولاده، أو قبر والده ، أو جده والآخر قبره(1).
حكى الآية العلّامة الحاج الشيخ محمد علي الأراكي، أنه سمع من الشيخ محمد حسن الجلاليّ حين سفره مع الآية العظمى الحاج السيد محمد تقي الخوانساري إلى خوانسار : أنّه لمّا قصد أتابك الأعظم تجديد بناء صحن حرم السيّدة فاطمة المعصومة (علیها السلام) في قم المقدّسة خرّب القبور الواقعة في الصحن، وخرّب قبر قطب الدين الراوندي ، وفُتِحَت فَتْحَةٌ إلى داخل قبره.
ص: 40
قال الشيخ محمد حسن الجلالي (الحاج آخوند ) : نظرت من الفتحة إلى داخل القبر فوجدت جسده سالماً ، فأدخلت رأسي في القبر وقبلت قبّتي ركبتيه(1).
هذا، وقد نصب العلّامة السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (رحمه الله) لوحاً عظيماً من الحجر الأسود عليه ، وكتب عليه :
هذا مضجع الشريف الجليل والفقيه النبيل الشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله بن حسن ،راوندي، صاحب تصنيفات كثيرة مانند الخرائج والجرائح، وفقه القرآن است و اوست استاد ابن شهر آشوب و غیره در 14 شوّال المكرّم سنه 573 ه وفاة نموده است».
ينبغي أن نبحث في هذا المقام في أمرين، هما:
الأول : موضوع الكتاب.
الثاني : نسبة الكتاب إلى قطب الدين الراوندي(رحمه الله) .
يعد الكتاب من الكتب الحديثيّة، وقد جمع المؤلّف فيه الأخبار التي موضوعها على ما هو ظاهر من عنوان الكتاب ومقدّمته مُوجَز من مكارم أخلاقهم (علیهم السلام)، ولكنّ الموضوع في واقعه اعمّ منه لأن في الكتاب أخباراً في مكارم أخلاقهم وسيرهم وشيمهم و سنتهم وتواريخهم وفضائلهم ووصاياهم وبعض الأدعية المرويّة عنهم وبعض أشعارهم وبعض القضايا المرتبطة بهم (علیهم السلام)،
ص: 41
كما وفيه بعض الأخبار عنهم (علیهم السلام) في الحكم والآداب و محاسن الأخلاق ومكارمه. ألفّه في أربعة عشر باباً ، مبتدئاً بذكر النبي(صلّی اللهُ علیه و آله و سلّم) الله ثم كل واحد من المعصومين إلى آخر الأئمة من أهل البيت (علیهم السلام) على ترتيب وفياتهم(علیهم السلام) ، لهذا قدّم باب ذكر فاطمة (علیها السلام)على باب ذكر أمير المؤمنين (علیه السلام).
ويحتوي كلّ باب على عدة فصول غير معنونة، يقلّ ويكثر عددها في كلّ باب، وقد لا تتلائم الأخبار الواردة في كلّ فصل مع بعض الأخبار الأخرى الواردة في نفس الفصل .
وقد سلك المؤلّف في تأليف الكتاب وجمع الأخبار والأحاديث طريقة الاختصار في كثير من الأخبار، وعمد في بعضها الآخر إلى التقطيع ، كما هو واضح لمن أرجع نصوصه إلى مصادرها المستخرجة في الهامش ، وكان (رحمه الله) قد صرّح بذلك في مقدمته قائلاً:
«إنِّي جمعت مختصراً في أخلاقهم الرضيّة ... )(1).
وأيضاً في نهاية الكتاب حيث قال :
« تمّ المختصر »(2).
وقد سبَّب هذا الاختصار في بعض المواضع الإخلال في فهم الخبر ، فأصلحنا هذه الموارد بزيادة بعض الكلمات أو العبارات من المصادر أو منا ليكمل بها فهم الخبر، وجعلناها بين معقوفتين في المتن أو أشرنا إلى المقصود في الهامش.
وأيضاً بعد ما وعد المؤلّف في مقدّمته من عدم التطويل اختصر في الباب الحادي عشر في ذكر محمد التقي(علیه السلام) إلى آخر الكتاب ، قائلاً:
«أختصر من هاهنا ذكر محاسنهم فإنّهم جميعاً ذرّيّة بعضها من بعض، وكان
ص: 42
للتقي(علیه السلام) ولمن بعده من أبنائه (علیهم السلام)حجج الله محاسن أفعال ومكارم أخلاق كما ذكرنا لآبائهم(علیه السلام) ».
ولعل وجه الاختصار - أو التصريح بالاختصار - من هذا الباب أنه لما رأى المؤلّف تطويل الكتاب ، وهو نقض لغرضه الغائي الذي وعد به في مقدمته ، اكتفى من الباب الحادي عشر بنقل قليل من الأخبار والروايات.
وأكثر ما ورد في الكتاب من الأخبار والروايات موجود في المصادر المعتمدة نصّاً أو معنىً، وبعضه الآخر منحصر بكتب المؤلّف أعني القطب الراوندي(رحمه الله)(1).وهناك غير هذا وذاك روايات قد تفرّد المؤلّف بنقلها في هذا الكتاب ، ولم تُنْقَل أو تُرْوَ في مصدر أو مرجع آخر ، وهي روايات تبلغ درجة كبيرة من الأهمية (2)
وأمّا أُسلوبه في تأليفه هذا فمتحد مع كتبه الأخرى.
إنّ البحث حول انتساب الكتب إلى مؤلّفيها من أهم المباحث التي لابد من التعرّض لها في جميع الكتب التراثية، إذ أن مجرّد نسبة كتاب إلى شخص باعتبار وجود ذلك مكتوباً عليه لا يكون صحيحاً ، ومعلوم أن هذا البحث بحث مقدّمي لحجيّة الأخبار .
ص: 43
و لم نعثر على حسب تفحصّنا - على رسالة أو مقال مستقلّ في جوانب فوائد هذا البحث وسرد أماراته، فلابد للباحثين وذوي الأقلام والمعتنين بالتراث الإسلامي أن يؤلّفوا بحوثاً مستقلّة فهرستية لاستخراج القوانين الكلّية والاستدلالات التي استدل بها السلف ، ويجمعوا فيها الشواهد المختلفة، ويبحثوا فيها بدقّة ما هو الحجة منها وما هو ليس كذلك ، وذلك لتسهيل الأمر على المحققين.
وهذا البحث ذو فوائد كثيرة بالأخص في زماننا الذي طبعت فيه الكثير من الفهارس للمخطوطات وتظهر فيها كتب مهمة في موضوعات مختلفة غير متداولة في القرون السابقة بين العلماء من المحدثين والفقهاء والمتكلمين ... وغيرهم.
نعم، ذكر أصحاب الفهارس والتراجم والتحقيق في تضاعيف كتبهم أمارات لكن لا على نحو الاستقلال بل إطراداً للبحث وتماشياً مع متطلبات كل نسخة، دون تقنين قوانين وتقعيد قواعد في ذلك.
فمن تأمل في الكتب التراثية هذه الجهة يظهر له أن في المكتوبات في هذا المجال اختلافاً كثيراً ، فبعضها في غاية الاعتبار ، وبعضها عليل عن إثبات شيء، ومُحتاج إلى ضم ضميمة بل ضمائم.
فبعض الكتب مشتملة على جميع هذه الأمارات بأحسن وجه يمكن ، كالكتب الأربعة « الكافي» و «الفقيه » و « التهذيب » و « الاستبصار» وغيرها من أمّهات كتب الأصحاب ، فهى كتب يحصل لنا القطع بانتسابها لمؤلّفيها، والبعض الآخر تحتوي على جملة من القرائن منها القوي والضعيف فيحصل منها الظَّنُّ بنسبة الكتاب الفلاني إلى المؤلف الفلاني ، ولكن هناك كتباً لم يحصل شيء من أمارات انتسابها إلى مؤلّف بعينه، فتبقى في حيّز الكتب المجهولة المؤلّف ، إلى أن تُظهر الأيام مزيداً من القرائن والأدلة لحسم الموضوع.
وأما كتابنا هذا- أعني «مكارم أخلاق النبي والأئمة (علیهم السلام)» على حسب الأدلة
ص: 44
التي بأيدينا فمن القسم الثاني، حيث توجد فيه بعض القرائن والأمارات التي تؤكد لنا انتسابه إلى القطب الراونديّ.
وها نحن نذكر هنا أيها القارئ الكريم الأمارات والقرائن التي حصل لنا منها الاطمئنان بانتساب الكتاب إلى فرد واحد وهو قطب الدين الراوندي( رحمه الله) ، وهي كما يلي :
الأولى : وهي ما جاء على ظهر نسخة مكتبة مجلس الشورى من هذا الكتاب في أعلى النسخة من عنوان الكتاب واسم مؤلّفه بخط جيّد في ثلاثة أسطر هكذا :
«مكارم أخلاق النبي والأئمة(علیهم السلام) جمع الشيخ السعيد قطب الدين أبي الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن الراونديّ(1).
وأما النسخة الثانية المحفوظة فى مركز الإحياء ما أنصفها الدهر فأورد عليها النقص في أوّلها، ولم تكن فيها عبارة تدلّ على عنوان الكتاب واسم مؤلّفه.
على أنه جاءت في النسختين علامات التصحيح والعرض والمقابلة بلفظة: «بلغ » ، كما وقد جاء في بعض هوامش نسخة المحدّث الأرموي: «نسخة أصل»ما يدل على أن للنسختين أصلاً واحداً استُنسِخَتا منه .
وأيضاً جاء على نسخة مجلس الشورى تملك الشيخ لطف الله العاملي الميسي ، وتَمَلُّك ابنه الشيخ عبد العالي في سنة 1035ه، وعليها تملكات أُخرى.
الثانية : اتحاد الأسلوب ومنهج التأليف بين هذا الكتاب وبعض كتب الراوندي، خصوصاً كتاب الخرائج والجرائح، وسلوة الحزين، وألقاب الرسول وعترته (علیهم السلام)، وذلك أن كيفية جمع الأخبار وترتيبها موافق لباقي كتبه، وهي كما يلي :
ص: 45
أ. الاختصار والتقطيع في الأخبار والأحاديث، فكل من نظر في كتب القطب الراوندي يظهر له بأدنى تأمل أن بين كتاب المكارم هذا وسائر كتبه علاقة خاصّة ووحدة سياق لا تنكر(1).
ب اتحاد نصوص رواياته في هذا الكتاب مع باقي كتبه من حيث اللفظ ، وإن كانت تلك الخصوص موجودة فى مصادر أخرى لكن المتن هنا أقرب ما يكون نصّاً إلى كتب الراونديّ(2).
ج. وجود الأخبار التي انفرد الراوندي بنقلها في كتبه، فبعض الروايات الموجودة فى هذا الكتاب لا توجد على حسب تفحصنا في سائر المصادر غير كتب الراوندي الأُخرى، فهي مما اختص الراوندي بذكرها في كتبه(3).
الثالثة ومن الدلائل المحكمة لانتساب الكتاب إلى القطب هي القضية التي انفرد الراونديّ(رحمه الله) في نقلها في كتاب سلوة الحزين»، وهي هذه :
«وإليه أشار الرضا (علیه السلام)بمكتوبة : كن محبّاً لآل محمد(صلی اللّه علیه وآله)وإن كنت فاسقاً ، ومحبّاً لمحبّيهم وإن كانوا فاسقين.
ص: 46
وقال بعدها :
«و من شجون الحديث أنّ هذا المكتوب هو الآن عند بعض أهل كرمند قرية من نواحينا إلى إصفهان ما هي ووقعته : أن رجلاً من أهلها كان جمّالاً لمولانا أبي الحسن(علیه السلام) عند توجهه إلى خراسان، فلما أراد الانصراف قال له: يابن رسول الله، شرفني بشيء من خطّك أتبرّك به، وكان الرجل من العامة فأعطاه ذلك المكتوب(1).
شاهدنا في نقل هذه القضيّة هو عبارة: «أنّ المكتوب هو الآن عند بعض أهل كرمند قرية من نواحينا»، وكما تقدّم منا في تحديد منطقة راوند أنّ «كرمند» من رساتیق راوند القريبة من قاسان بلد شيخنا الراوندي(رحمه الله)(2).
وهذا الخبر جاء في كتابنا هذا نصاً، وأمّا القضيّة الواقعة بعده فقد جاءت لا بعبارة «من نواحينا» بل بألفاظ تدلّ على اطلاع دقيق من المؤلّف على هذه الناحية، وهذه المعلومات لا تصدر عن شخص إلا أن يكون من أهالي تلك الناحية ، ونصّ الخبر والقضيّة في كتابنا هذا هكذا:
«وبكرمند قرية ينقل منها الأثمد من نواحي قرى إصفهان - خطّ للرضا (علیه السلام)يكرّمه اهلها و هم مخالفون، يخرج إليها الناس ويرونه وحديثه إنّه لمّا مرّ عليها الرضا (علیه السلام) لا اكترى منها بعيراً من إنسان إلى خراسان، فلما أراد المكاري الانصراف قال : يابن رسول الله ، اكتب لي شيئاً يكون لي شرف الدنيا والآخرة، فكتب على رقّ: كن محبّاً لآل محمّد وإن كنت فاسقاً ، وكن محبّاً لمحبّيهم وإن كانوا فاسقين»(3).
فنقل هذه القضية التي هي من متفردات الراوندي لأنها وقعت في نواحي بلده،
ص: 47
واطلاع مؤلّف هذا الكتاب على هذه النواحي حيث قال : « ينقل منه الأثمد» أو قال : « يكرمه أهلها » و « وهم مخالفون » و « يخرج إليها الناس ويرونه » تدلّ على أن كتاب سلوة الحزين وهذا الكتاب ذوا مؤلّف واحد وهو قطب الدين الراوندي.
وأمّا الاختلاف الذي وقع بين نقله في هذا الكتاب وكتاب سلوة الحزين فإنّه يحمل على دأب الراوندي في تغيير الألفاظ في كتبه، ولا إشكال عليه هنا لأنّ الخلاف يتحقق لو كان الاختلاف في أصل نقل القضيّة، لا في نقل القطعة المكتوبة عن مولانا أبي الحسن الرضاء (علیه السلام)، فهي في كلا الكتابين متّحدة اللفظ.
الرابعة : بقي هنا شيء وهو أن الميرزا عبدالله الأفنديّ ذكر هذا الكتاب في رياض العلماء في ترجمة الراوندي رادّاً نسبة الكتاب إليه، حيث قال:
وله أيضاً كتاب مكارم الأخلاق ، كذا نسبه إليه بعضهم، لكنه عندي خطأ إذ هو لولد الشيخ الطبرسي، واحتمال التعدّد بعيد ، فلاحظ(1).
ولا يخفى أنّ القول بالاتحاد باطل وذلك أن المولى عبد الله على ما يفهم من عبارته لم ير نسخة من هذا الكتاب فَلَبَّسَ عليه تشابه اسم هذا الكتاب واسم كتاب شيخنا الطبرسيّ وهو كتاب «مكارم الأخلاق» المطبوع مكرراً في بيروت وإيران ومصر. فذهب إلى اتحادهما ثمّ نسبه إلى الطبرسيّ.
وهذا أوضح دليل لوجود نسبة كتاب بهذا العنوان في تلك العصور إلى القطب الراونديّ.
الخامسة : وهي ما صرّح القطب الراوندي بنقله في هذا الكتاب عن كتاب «بصائر الدرجات») للصفّار وذلك فى آخر حديث من الكتاب قائلاً :
ما رواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن محمد بن الحسين ،
ص: 48
عن عبد الرحمن بن أبي هاشم قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (علیه السلام)...(1).
وما نقله عن كتاب «بصائر الدرجات» لسعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعريّ بغير تصريح اسمه ، حيث يقول : «وعن سعد بن عبد الله بإسناده ...»(2).
وهذان البصائران من أهم مصادر القطب الراوندي في كتاب الخرائج والجرائح كما قال فيه:
فإنّ هذه الأحاديث هائلة مهولة، فإنّها من المشكلات التي تتهافت فيها العقول لكونها من المعضلات، وقد كان الشيخ الصدوق سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري ذكرها في كتاب البصائر، وأوردها الشيخ الثقة محمّد بن الحسن الصفار في كتاب بصائر الدرجات وكلاهما لم يكن غالياً ولا قالياً، وقد كان الراوي لنا عنهم عالياً (3).
بعد البحث والفحص عن مخطوطات هذا الكتاب القيم في المكتبات العامة والخاصة حصلنا على نسختين، فكانتا مدار العمل في هذا التحقيق مع ما فيهما منالغلط والتصحيف الكثير، وهما:
1 - النسخة المحفوظة في مكتبة البرلمان الإيراني ( المجلس ) في طهران بأوّل المجموعة 5364 من الورقة 1 إلى 82 .
تاريخها: في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 985ه.
المقاس : 2/19 × 1/13
ص: 49
ملاحظات حول المخطوطة: النسخة كاملة، بخط جيّد، وجاء على ظهرها عنوان الكتاب واسم مؤلّفه ، وهى ضمن مجموعة معها كتاب «الفرقة الناجية » للشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفيّ، عليها علامات البلاغ والتصحيح، وتملك الشيخ لطف الله العاملي الميسيّ ، وملّكها بعده ابنه الشيخ عبد العالي مؤرخة في سنة 1035ه، وأيضاً عليها تملكات أُخرى مطموسة، وصدّر في حواشي كلّ باب من الكتاب بمطالب نافعة في أسماء وكنى وألقاب وبعض تواريخ الأئمة (علیهم السلام) من كتاب الإرشاد للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، و من كشف الغمة للشيخ أبي الفتح الإربلي، وأيضاً على هوامشها شرح بعض الألفاظ الغامضة .
وقد رمزنا لها بالرمز «أ».
2 - النسخة المحفوظة في مركز إحياء التراث الإسلامي برقم 4078 ، والنسخة كانت قبل ذلك في مكتبة السيد جلال الدين المحدّث الأرموي بطهران وعليها ختم مكتبته .
تاریخها: 12 رجب 919ه.
الناسخ : الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك بن إسحاق .
المقاس : 13 × 16
ملاحظات حول المخطوطة : هى بخط جيّد، ناقصة من أولها ومن أواخرها وعليها علامة التصحيح والبلاغ ، وفي حواشيها شرح بعض الألفاظ ، وجاء في آخرها بعد متن الكتاب حديث ذات القلاقل، وقد رأى هذه النسخة العلّامة الشيخ الآقا بزرك في مكتبة المحدّث الأُرمويّ وعرّفها في الذريعة بعنوان كتاب المحتضر للشيخ حسن بن سليمان بن خالد الحلّيّ ، وقال فيها ونسخة منه عند السيد جلال المحدّث بطهران بخطّ الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن فتح الله بن عبد الملك بن إسحاق فرغ من الكتابة 12 رجب 919ه.
وقال بعده : وآخر أحاديث هذه النسخة ما رواه محمد بن الحسن الصفّار في
ص: 50
بصائر الدرجات عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، قال: قرأ رجل على أبي عبد الله(علیه السلام)حروفاً من القرآن ليست على ما يقرؤوها فقال له: يا هذا كفّ عن هذه واقرأ كما يقرأ هؤلاء، وألحق بآخر النسخة حديث ذات القلاقل(1).
ولهذا اشتبه الأمر على محقق كتاب المحتضر وحمل كلام الشيخ آغا بزرك على أن الكتاب الموجود والمطبوع من المحتضر لحسن بن سليمان الحلّيّ هو مختصر منه، فقال في حل الإشكال : يبدو من كلام الآغا(رحمه الله) أنّ ثمة نسخة أكثر تفصيلاً [أي نسخة المحتضر ](2).
ولعلّ مرجع التصحيف هو ما جاء في نهاية النسخة من عبارة « تمّ المختصر »، فإنّ لفظ المختصر في النسخة بلا نقط إلّا نقطتين على الفوق جعله يشتبه بلفظ المحتضر.
ثم قال الآغا بزرك في ترجمة الناسخ:
إن الكاتب وجيه الدين عبد الله بن علاء الدين بن فتح الله بن رضي الدين عبد الملك بن شمس الدين إسحاق بن رضي الدين عبد الملك بن محمد بن محمد بن الفتحان الواعظ القمّي المحتد القاساني المولد الذي يروي عنه محمد بن علي بن أبي جمهور، وهو طريقه السابع في أوّل العوالى.
هذا، ولكن الظاهر أنّ الناسخ حفيده كما ذكرناه في اسم الناسخ وهو واضح .
وقد رمزنا لها بالرمز « م».
تم التحقيق وفق الأمور التالية :
1 - قابلنا النسختين « أ » « م » وأجرينا أُسلوب التلفيق بين النسختين مع الاعتماد
ص: 51
على المصادر، وأثبتنا الاختلافات في الهامش ، على أن الأغلاط القطعية لم نثبّتها في الهامش.
2 - استخرجنا الآيات القرآنية من المصحف الشريف وجعلناها بين قوسين مزهّرين () .
3 - استقصينا استخراج الأحاديث والآثار من المصادر المعتمدة التي بأيدينا، وعند عدم الحصول عليها فننقلها من مصادر المخالفين، وإذا لم نعثر عليها بتاتاً فلا نثبت شيئاً في الهامش.
4 - ترجمنا الأعلام الواردة في المتن الذين استطعنا الحصول على ترجمتهم من أهمّ مصادر التراجم والرجال.
5 - شرحنا بعض العبارات والألفاظ التي تحتاج إلى توضيح، وكذلك التعريف بالمدن والبلدان على حسب استطاعتنا.
6 - كلّ ما حصرناه بين المعقوفين [] ولم نشر إليه فهو من عندنا، وإن كان من المصادر فقد أشرنا إليه في الهامش.
7 - جعلنا لكلّ فصل عنواناً ورقمنا الأخبار والأحاديث بين معقوفين [] لتسهيل التناول.
وحريّ بالذكر أن نقول هنا : إنّ العلامة المجلسي(رحمه الله) هو السبب الأصلي لتحوّل تاريخ تراثنا في هذه القرون الأخيرة، وهو الذي جمع معارف الإمامية من مجاميع كبيرة من تأليفات الأصحاب في كتابه «بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار»، ولكنّه لم يظفر على جميع مؤلّفات الأصحاب و سقط عنه كثير من الكتب والتراث في تأليف كتابه البحار، وصار هذا الأمر منشأ لعدم التوجه لهذه
ص: 52
المصادر حتى زماننا هذا.
ولذا قصدنا إلى إحياء هذه الكتب المهجورة حتّى تُستدرك بها المعارف التي لم ترد في بحار الأنوار بشكل تامّ جيّد، مع أسلوب علميّ يناسب ذوق العصر، رجاء أن تكون خطوةً لإحياء تراث سلفنا الصالح، وتحرّياً لمرضاة الربّ، وتقرّباً إلى الرسول الأكرم والأئمة(علیهم السلام).
ولقد بذلنا قصارى جهودنا في تحقيق هذا الكتاب، وحاولنا إخراجه بأفضل شكل ممكن ، فما وجد فيه من خلل أو خطأ فهو عن قصور لا عن تقصير.
ولا يفوتنا أن نتقدّم بجزيل الشكر والامتنان لكل من ساعدنا في هذا العمل المتواضع سيّما فضيلة أخي الفاضل السيد حسن الموسوي البروجردي والشيخ الأديب قيس بهجت العطّار والأستاذ عبد الرسول الإبراهيمي والأخ الأستاذ سعيد عرفانيان الخراساني على ما قدموا لي من جهود مشكورة.
وفي الختام نشكر الله العزيز أن وَفَّقَنَا لإحياء هذا السفر الثمين، حامديه على أن هدانا للسير في هدى الأئمة المعصومين (علیهم السلام)، ونسأله أن يجعله ذخراً ليوم الحساب بحق محمد وأهل بيته (علیهم السلام).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين....
السيد حسين الموسويّ
24 شوال المكرم 1428
ليلة استشهاد مولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق(علیهما السلام)
ص: 53
ص: 54
ص: 55
ص: 56
الصورة
ص: 57
الصورة
ص: 58
الصورة
ص: 59
الصورة
ص: 60
الصورة
ص: 61
ص: 62
مکارم اخلاق النبي والأئمة
ص: 63
ص: 64
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد حمدِ اللهِ الذي جعل محمّداً وآله رحمته بجميع البريّة، والصلاة عليهم في كل غدوة وعشيّة .
فإنّي جمعتُ مختصراً في أخلاقهم الرضيّة وشِيَمهم المرضيّة ما يحثُ على الزهد في هذه الدُّنيا الدنيّة، ويدعو إلى الرغبة في الدرجات العليّة، والله يوفّقنا لكلّ خير فإنّه باسط اليدين بالعطيّة.
ص: 65
ص: 66
ص: 67
ص: 68
[1/1 ] - ما رُؤي رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلّم) قَطُّ فارغاً؛ إما يخصفُ نَعْلاً لرجل مسكين، أو يَخِيط ثوباً لأَرْمَلَةٍ ، إذا لم يكن في عبادة واجتهاد وهداية وجهاد (1).
وإذا كان يكلّم الناس في حلالٍ أو حرام أو أمر أو نهي جعل يُدير مِسْبَحَة صغيرةً في يده كان في أوّله يقول:
«اللهمّ إنِّي أُسبِّحك وأُمجِّدك وأُكبِّرك وأُهلِّلك بعدد ما أُدير به سبحتي»(2).
ص: 69
ويقول : هذا يقوم مقام التكبير والتسبيح والتهليل.
[2/2] - وكان(علیه السلام) يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويُجيب دعوةَ المملوك(1)، ويعلف الناضح ، ويُقمِّمُ البيتَ ، ويُرقّع الثوب ويخصفُ النعل، ويأكل مع الخادم، ويطحن عنه إذا أعيا، ويشري الشيء اليسير ولا يمنعه الحياء أن يأخذه بيده أو يجعله في طرف ثوبه حتى يبلغ به أهله(2).
[3/3] - وكان أرحمَ الناس بالصغار والكبار، وأسخى الناس، وأشجعَ
ص: 70
الناس، جميلَ المعاشرة ، طَلِقَ الوجه، بسّاماً من غير ضحك محزوناً من غير عُبُوس، متواضعاً من غير ذِلّة، جواداً من غير سَرَف، رقيق القلب، ومن خُلْقِهِ الرأفةُ والرفقُ (1).
وكان(صلى الله عليه و آله و سلّم) أشد حياء من عذراءَ في خِدرها (2)، لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأَرْمَلَة واليتيم والمسكين، ويقضي حاجتهم (3).
[4/4] - وكان أوفى الناس بالوعد يحسّن الحَسَنَ ويُصدّقه، ويقبّح القبيح ويوهِنه لا يأكل وحده(4)، وما سُيْل عن شيءٍ قط فقال لا(5).
[5/5] - وكان(صلى الله عليه و آله و سلّم) يُسلَّم على مَن (6)يستقبله مبتدئاً من أهل الصلاة؛ الأحمر
ص: 71
والأصفر، ويصافح الناس ؛ الفقير والغنيّ (1)والصغير والكبير، ولم يكن له حُلّة لمدخله وأخرى لمخرجه(2).
[6/6] - وكان يعود المريض ويتّبع الجنازة (3).
[ 7/7] - حج على رَحلٍ رثٌ وعليه قطيفة لا تَسْوَى أربعة دراهم(4)، وكان يوم خيبر على حمار، ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم بحبل من ليف (5)، وكان الفقر والفاقة أحبّ إليه من اليُسر والغنى ؛ أتاه ملكان فقالا: إنّ ربّك أرسلنا إليك فَخَيَّرَك أن تكون عبداً أو تكون رسولاً ملكاً، قال: اخترت أن أكون عبداً أجوع يوماً فأصبر، وأشبع يوماً فأشكر (6).
[8/8] - أٌتي(صلى الله عليه و آله و سلّم) بقَصعة فوضعت بين يديه، فرفع رأسه إلى رجل مجذوم في ناحية المسجد فقال: هلمَ كُل، أدْنُةٌ وقل : « بسم الله».
[ 9/9] - وقال : افعلوا ما لا رياء فيه ولا سُمعة.
[ 10/10] - وقال : لو أُهدي إلي كُراع لقبلتُ، ولو دعيت إلى ذراع لأجبتُ (7).
ص: 72
[ 11/11 ] - وكان إذا أكل لَعِق أصابعه الثلاث (1)، وإذا أكل قام إلى فَخَّارَةٍ فيها ماء فشرب، وكان(2) يقول : إذا سقطت لقمةُ أحدكم فليُمِط عنها الأذى وليأكلها فإنّها إذا قرّت في جوفه أعتقه الله من النار (3).
[ 12/12 ] - وكان(صلى الله عليه و آله و سلّم) يوم فتح مكة قام على باب الكعبة فحمد الله ثم قال: إن الله قد أذهب نخوة الجاهليّة عنكم، ألا وكلّكم من آدمَ وآدمُ من تراب، وأكرمكم عند الله أتقاكم، وكلّ دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي (4).
[13/13 ] - وكلّم رجلاً فأُرْعِدَ ، فقال : هوّن عليك فإِنِّي لَستُ بِمَلِكٍ ، إِنَّما أنا ابنُ امرأة من قريش تأكل القديد(5).
ص: 73
[14/14 ] - عن الباقر(علیه السلام) : أنّ عليّاً (علیه السلام)سُئل عن صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : لم يكن بالطويل الذاهب طولاً، ولا بالقصير فوق الربعة ،أبيض اللون مُشرب بحمرة، جعدٌ قطط مَفرِق رأسه إلى شُحمة أُذنيه، صَلْتُ الجبين، مفروق الحاجبين، أدْعجُ العينين ، سَبْط الأشفار ، أقنى الأنف واضح الخدّين ، دقيق المَسْرُبَة، مُفلّج الثنايا ، كثّ اللحية، فكأن عُنق رسول الله(صلّی اللّه علیه و آله و سلم) إبريق فضّة ، عَرَقُهُ على جبينه كاللؤلؤ ، وكان يجري في تراقيه شَثْن الكفّين والقدمين، ذو شعراتٍ ما بين لَبَّتِه إلى سُرته كالمسك، ولكأنّه قضيب فضّة ، لم يكن على جسده شعرات غيرها ، إذا قام مع الناس غمرهم، وإذا مشى كأنه ينقلع من صخر ويَحْدُرُ من صَبَبٍ، وإذا التفت التفت جميعاً ، أطيب الناس ريحاً ، وأصبح الناس وجهاً، وأشجع الناس قلباً، وأسمح الناس كفّاً ، وأرحم الناس بالناس.
حماره اليعفور، وبغلته الدلدل ، وناقته العضباء، عمامته السحاب، سيفه ذوالفقار قضيبه الممشوق، فرسه الغبراء جُبته الركباء ، انقادت له البلاد ،خاتم وإمام النبيين ، ورسول ربّ العالمين، نصح الأمّة ، وعبد ربه حتى أتاه اليقين(صلّی اللّه علیه و آله و سلم)،لم أر مثله ولا يكون مثله بعده أبداً (2).
ص: 74
قال الباقر (علیه السلام) : قال علي(علیه السلام): ما من رجل كتب هذه الصفة ثمّ وضعه في بيته إلا لم يقرب ذلك البيت شيطان ولا يضرّه ضرّار ويري فيه السرور والبركة ما دام فى بيته هذه الصفة وعلمها كانت عنده.
[15/15] - أتاه أعرابيٌّ فقال : يا رسول الله ، أعطني كذا وكذا ، لستَ تُعطيني من مان أبيك وأُمِّك، وأغلظ في الكلام.
فقال (صلّی الله علیه وآله و سلم): هو كما تقول، كرّره علَيّ يا أعرابي ، كذلك لا أعطيك من مالي ومال أبَوَي ، ثم أعطاه(1).
[16/16] - وإنّه كُسِرت رباعيتّه ، وشُجّ في وجهه، وأُدمي عقباه، فقال: ربّ أمْهِل قومي فإنّهم لا يعلمون(2).
[17/17] - وقسّم (صلّی الله علیه وآله و سلم)، فقال رجل من القوم : إن هذه القسمة لا تريد بها وجه الله . فقال : إذا لم أقسم حقاً فمن يفعل ذلك ؟! ثم قال: يرحم الله موسى قد أُوذي أكثر من هذا فصبر(3).
ص: 75
[18/18] - وأتاه مسلم فقال : يا رسول الله ، إنّي كنتُ بين ظَهْرَانَي قومٍ فأخبرتهم إن أسلموا صاروا في رَغَدٍ من العيش ،فأسلموا فلم يزدهم الإسلام إلا جُهداً، فأغِثهم وإلا خشيت أن يرجعوا ويرتدوا .
فقال( صلّی الله علیه وآله و سلم) ليهوديّ: إن شئت أسلفتني مالاً معلوماً في تمر معلوم وكَيل معلوم وأجل معلوم ولا أُسمّي لك حائطاً ولا نخيلاً.
قال: نعم، فأمر رسول الله(صلّی الله علیه وآله وسلم) أن يقبضه ذلك المسلم، ثم قال له: انطلق فأغِثْ به أصحابك ، فلبث اليهوديّ مدة ثم أتى النبي(صلّی الله علیه وآله و سلم) فقال : اقض يا محمّد ، فأنتم معشر بني عبد المطّلب قوم مُطُل(1).
فقال عمر : ائذن لي أضرب عُنُقه .
قال : مَه لعلَّه محتاج يطلب حقّه ، إن لطالب الحقّ مقالاً .
ثم قال لرجل: انطلق معه إلى حائط كذا فأَقْبِضه كذا صاعاً لحقه ، وأعطِهِ كذا صاعاً، فقضاه .
فلمّا قبضه اليهوديّ قال : إني وجدتُ نعتَ محمّد في الكتب فوجدتُه لا يغضبُ ، وإنّي ما بايعته إلّا لأُجرِّبه ، وإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله، وأُشهدك أنّ تمرتي هذه وشطر مالي الذي أملكه لفقراء المسلمين (2).
[19/19] - وإنّ يهودياً كان له على رسول الله دنانير فتقاضاه ، فقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): ما عندي.
قال : لا أُفارقك حتى تعطيني.
ص: 76
قال : إني أجلس معك، فجلس .
وقال : لم يسعني أن أظلمَ مُعاهداً ولا غيره، فلما ترحّل النهار قال اليهوديّ : أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً عبده ورسوله ، وشَطر مالي في سبيل الله ، والله ما فعلت ذلك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة ، فإنّي قرأتُ فيها محمّد بن عبد الله ،مولده بمكّة ومهاجره بطيبة(1)، وملكه بالشام، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب في الأسواق ولا فحّاش ، ولا يقول الخنا(2).
[20/20] - وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، فجاءه رجل من العرب فسأله أرضاً بين جَبَلَين ، فكتب له بها ، فأسلم وأتى قومه وقال لهم : أسلموا فقد جئتكم من عند رجل يعطي عطيّة من لا يخاف الفاقة(3).
[21/21] - وقال : فُضَّلْتُ عليكم بأربع: بالسخاء، والشجاعة، وشدّة البطش وكثرة الجماع (4).
[22/22]- وقال : إن أُمتى لم يدخلوا الجنّة بكثرة صوم ولا صلاة ولكن بسلامة
ص: 77
الصدور (1)وسخاء النفس والنصيحة للمسلمين (2) (3)
[23/23] - وعن عبد الله [ بن ] أبي الحمساء(4)، قال: بايعت رسول الله (صلى الله عليه وآله و سلم) قبل أن يبعث، فبقيت لي بقيّة فوعدته أن آتيه لها أنا في مكانه، فنسيت يومي والغد فأتيته يوم الثالث وهو في مكانه ، فقلت مكانه ، فقلت له في ذلك
فقال : أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك(5).
[24/24] - وكان يضاهي جدّه إسماعيل بن إبراهيم(علیه السلام)(6)، إنه وعد رجلاً
ص: 78
فبقي في مكانه سنة فشكر الله له بقوله: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ )(1)(2).
[25/25] - وكان(صلّی الله علیه وآله و سلم) في صباه يخرج بغنم له إلى الصحراء ، فقال له بعض الرعاة : يا محمد، إنّي وجدتُ في موضع كذا مرعى خصيباً نخرج غداً إليه ، فبكر(صلّی الله علیه وآله و سلم)من بيته إلى ذلك الموضع وأبطأ الرجل في الوصول، فرأى رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) وقد منع غنمه أن ترعى من ذلك المرعى شيئاً حتى يصل ذلك الرجل فيرعيا أغنامهما معاً ، ولم يرد أن يُخلِف وعده(3).
[26/26] - كان (صلّی الله علیه وآله و سلم)يرقع إزاره بالأدم ، ويطول إزاره أربعة أذرع، وعرضه ذراعان و شبر(4).
[27/27] - وقال (صلّی الله علیه وآله و سلم): خمس لا أدعهنّ حتى الممات لبس الصوف، وركوب الحمار المؤكف(5)، وحلبي الشاة بيدي ، والأكل على الحضيض(6)مع العبيد،
ص: 79
وتسليمي على الصبيان ليكون سنّة من بعدي(1).
[28/28] - وقال : ويل لأهل الصوف الذين أظهروا القول وتركوا العمل (2).
[29/29] - وصلّى بالناس يوماً وعليه جبّة صوف ليس عليه إزاره ولا رداؤه (3).
[30/30] - وقال : [ عليكم ب- ] لباس الصوف تفتخرون به (4)في الآخرة، فإنّ النظر في الصوف يورث في القلب التفكر، والتفكر يورث الحكمة، والحكمة تورث الخوف ، ومن أكثر التفكّر قلّ طمعه وكل لسانه ورَقّ قلبه ومن قلّ تفكّره كثر طمعه وعطب بدنه وقسا قلبه، والقلب القاسي بعيدٌ من الله(5).
ص: 80
[31/31] - وكان طعامه الشعير حتّى قبضه الله إليه(1).
[32/32] - وكان يجيز(2) للرجل الواحد بالمائة من الإبل، فلو أراد أن يأكل لأكل، وما شبع من خبز البر ثلاثة أيّام، ولقد أتاه جبرئيل بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرّات يُخيّره من غير أن ينقصه الله مما أعدّ له في القيامة شيئاً فيختار التواضع لربه(3).
[33/33] - وقال بعض نسائه ما شبع محمّد(4)من طعام ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله (5)، ولقد كان يمضى علينا أربعة أشهر ما لنا طعام ولا شراب إلا الأسودان -عني التمر والماء -(6).
[34/34] - ولقد جاءت فاطمة (علیها السلام) إلى رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلم) ومعها خبز وقالت : خبأنا لك هذا ممّا أَصَبْنَا ، فجعل رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلم) يكرمها وقال : أما إنّه أوّل خبز أكله
ص: 81
أبوك منذ ثلاثة أيام (1).
[35/35] - وما أكل(صلّى الله عليه و آله وسلم)شعيراً منخولاً حتى فارق الدنيا (2)، وما بات شبعان قطّ ، وما عاب طعاماً قط ؛ إن اشتهاه أكله وإلّا تركه (3).
[36/36] - وعن الصادق(علیه السلام) : أن علياً(علیه السلام) أهدي إليه فالوذج ، فقال لأصحابه : مدّوا أيديكم، فلمّا مدّوها ،قبضها، فقيل له في ذلك، فقال: ذكرت أنّ رسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلم) لم يأكله قط فكرهت أن آكله (4).
ص: 82
[37/37] - وما أكل(صلّى الله عليه و آله وسلم) متكئاً منذ بعثه الله إلى أن قبضه (1).
[38/38] - كان يأكل أكل العبد ويجلس جِلسة العبد تواضعاً لله تعالى(2).
[ 39/39] - وأُهديت إليه ثلاث طيور(3) مشويّة فأطعم خادمه طيراً، فلما كان من الغد أتته به فقال : ألم أنهك أن ترفعي شيئاً لغدٍ فإنَّ الله يرزق كلّ غدٍ(4).
[ 40/40] - وأتي بصاع من تمر فلم يجد شيئاً يضعه فيه فقال [للخادم الذي جاءت به ادخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقاً فتأتيني به ؟ فدخلت ثم خرجت إليه فقالت : ما أصبت قصعة ولا طبقاً ، فكنس رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلم)بثوبه مكاناً من الأرض ](5)ثمّ قال: ضعيه بالحضيض، لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء(6).
ص: 83
[41/41] - وأفطر(صلّی الله علیه وآله و سلم)في مسجد قبا عشيّة خميس، فقال : هل من شراب، فأُتي بعسٍّ من لبن مخيض (1) بعسل ، فلما دنا من فيه نحّاه ثمّ قال: شرابان يُكتفى بأحدهما ، لا أشربه ولا أُحرّمه ولكن أتواضع الله(2).
[42/42] - وقال : اللهم ارزق آل محمد العفاف والكفاف يوماً بيوم ، ولا تزدهم على ذلك(3)، اللهم اجعل رزق آل محمّد قوتاً (4)، طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به (5).
[43/43] - وقيل له ما يكفيني من الدنيا؟ قال: ما سدّ جوعتك، ووارى عورتك،
ص: 84
فإن كان لك بيت يظلّك فذاك(1)، وإن (2)كان لك دابة تركبها فذاك (3).
[44/44 ] - وقال(صلّی الله علیه وآله و سلم) : عرضت عليّ بطحاء (4)مكة ذَهَباً ، فقلت : لا يا ربّ، أشبع يوماً فأحمدك، وأجوع يوماً فأشكرك فأسألك(5).
[45/45] - ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه. حسبه أكلات يُقِمنَ صُلبَه، وإن كان لا محالة فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنفسه (6)، ما أبغضت شيئاً
ص: 85
[46/46] - وأصابه جوع فوضع حجراً على بطنه ثم قال : ألا يا رُبَّ مكرم لنفسه وهو لها مهين ، ألا يا رُبَّ نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة (3).
[47/47] - وأتي بلبن فأراد تناوله فدقَّ سائل الباب ، فقال : أطعمونا ممّا رزقكم الله ، فرفع اللبن إليه وطوى وأصبح صائماً، وكذلك في ثلاث ليال .
فقيل للسائل ما بالمدينة باب غير هذا ؟
فقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): أسكت عنه ، يسألونني ليبخّلوني ويأبى الله إلا السخاء.
[ 48/48] - وقال لأبي ذرّ : أقِلّ من الكلام والطعام تكن معي في الجنة (4)، ما آمن بي من بات شبعان وجارُهُ طاوٍ ، ولا آمن بي من بات كاسياً وجاره عارٍ(5).
[ 49/49] - وقال : أديموا قرع باب الملك يفتح لكم، قيل : وكيف تقرعه ؟ قال : بالجوع والظماء(6).
ص: 86
[ 50/50] - وقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): ألا أدلّكم على خمسةٍ لو تعلّمتموها تباعدتم من الشيطان : الصلاة تُسوّد وجهه ، والصوم تكسر ظهره، والحُبّ في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه، وصلة الرحم تقطع أثره(1).
[51/51 ] - قال أبو جُحيفة (2): أكلت فشبعت ثم أتيته(علیه السلام) وأنا أتجشّأ، فقال: كُفَ جَشْأك فإن أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً يوم القيامة، فما ملأت بطني بعده أبداً(3).
[52/52] - وقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): من جاع أو احتاج فكتم عن الناس وأفضى به إلى الله كان حقّاً على الله أن يُهيّئ له رزقَ سنة من حلال من حيث لا يحتسب(4).
ص: 87
[53/53] - إنّما يبتلي عبادَه على قدر منزلتهم في الجنّة(1).
[54/54] - وكان(صلّی الله علیه وآله و سلم) يضطجع على حصير يؤثّر في جنبه، ووسادته من ليف تؤثّر في خدّه ، فقيل له : نبسط لك شيئاً فقال مالي وللدنيا ؟! إنّما أنا كراكب استظلّ تحت شجرة ساعة من نهار ثمّ راح وتركها وخرج من فراشه الليف فجعلت إحدى نسائه ذلك الليف فى شملة أنقى وشدّدت ذلك، فقال: ما هذا؟ إن كنت تريدين فراشاً تضطجعين وحدك فشأنُك فإنّي لستُ من الدنيا وليست منّي ، لو أشاء أن تسير الجبال معي ورقاً وذهباً لسارت(2).
[55/55] - وقال(صلّی الله علیه وآله و سلم): أزهد الناس في الدنيا من لم ينس المقابر والبلى، وترك فضل زينة الدنيا وآثر ما يبقى على ما يفنى، ولم يعدُ من أيّامه غداً ، وعَدّ نفسه في الموتى(3).
ص: 88
[56/56] - الزهد ثلاثة أحرف الزاي تدلّ على ترك الزينة، والهاء تدلّ على ترك الهوى، والدال تدلّ على ترك الدنيا (1).
[57/57] - من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه وبصّره عيوبَ الدنيا وداءها ودواءها(2)، ومن رغب فيها عمى قلبه وشُتِّت عليه أمره وجُعِل الفقر بين عينيه (3).
[ 58/58] - وصلّى حتى تورّمت قدماه ، فقيل له : أتفعل وقد غفر الله لك ؟! قال : أفلا أكون عبداً شكوراً ؟(4)
ص: 89
[ 59/59 ] - ومكث عشر سنين يقوم الليل، فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ﴾(1)الآية ، فخفّف عنه(2).
[60/60] - وكانت صلاته مستوية كأنّها موزونة ، وكان إذا قام إلى الصلاة تربّد(3)وجهه خوفاً من الله ، وكان لجوفه أزيز كأزيز المرجل - يعني يبكي(4)، وكان إذا سجد بعد الصلاة كأنّه ثوب ملقى (5).
[61/61] - ورأى (صلّی الله علیه وآله و سلم) فتية يضحكون ، فقال : أتلعبون وقد أُوقِد على النار ألف عام حتى احمرت ، وألف عام حتى ابيضت ، وألف عام حتى اسودت ، ولو أن ثوباً من ثياب أهل النار دُلُّي من السماء لمات أهل الأرض، ولو أنَّ مِثْل (6) ثُقب الإبرة من تلك النار خرج إلى الدنيا لاحترقت الأرض ومن عليها، والذي نفس محمّد بيده لو أنّ قطرة من الزقّوم قطرت على جبال الأرض لساخت أسفل سبع أرضين
ص: 90
ولما أطاقته فكيف بمن هو طعامه ؟!
لو أن قطرة من الغسلين أو من الصديد قطرت على جبال الأرض لساخت أسفل سبع أرضين فكيف بمن هو شرابه ؟!
لو أن قَمْعاً ممّا ذكره الله وضع على جبال الأرض لساخت أسفل سبع أرضين فكيف بمن يُقْمَعُ به يوم القيامة في النار ؟!(1)
[62/62] - ودعا خادماً فأبطأت عليه وفي يده سواك، فقال: لولا القصاص لضربتك بهذا (2).
ص: 91
[63/63] - ما ضرب خادماً قط ولا انتقم من أحد، ولا خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما حتى لا يكون آثماً(1).
[64/64] - ونزل : ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ ) (2) فخرج وسمع(3) راعياً ينعق بغنمه ، فارتاع له وقال : إن ظننتُ إلّا منادي الساعة(4).
[65/65] - وعن ابن مسعود قال(صلّی الله علیه وآله و سلم) : إقرأ، إنّي أُحب أن أسمعه من غيري، فافتتحت سورة النساء فلمّا بلغت: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾ الآية(5) فرأيت عينيه تذرفان ، فقال لي : حسبك (6).
[66/66] - وقال: ما اغرورقت عين بمائها إلا حرّم الله خدّها على النار(7).
ص: 92
[67/67] - وسأله رجل: بما أتّقي من النار ؟
قال : بدموع عينيك فإنّ عيناً(1)بكت من خشية الله لا تمسّها النار (2).
[68/68] - ولّما نزل: ﴿ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) (3) بكى بكاءً شديداً ولم يستطع أحدٌ أن يكلّمه ، وكان إذا رأى فاطمة فرح بها، فأتوها وقالوا: تركنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باكياً حزيناً.
فأتت وقالت : يا أبتِ ما الذي أبكاك ؟
فقال : كيف لا أبكي وقد نزل جبرئيل بهذه الآية، فتساقطت على وجهها .
وكان عليٌّ (علیه السلام) ينادي : وابُعد سفراه واقلّة زاداه ، ويلٌ لأهل النار لا يُعاد سقيمُهُم ولا يُداوى جريحُهم ولا يُفَكُّ أسيرهم ، من النار يأكلون ومن النار يشربون وبين أطباق النار متقلّبون(4).
[ 69/69] - وكان تغيّر لون رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) يوماً(5) وعُرِّف في وجهه، فقيل(6) لعلي(علیه السلام): لقد حدث أمرٌ ، فقد رأيناه في نبيّ الله .
فجاءه علي (علیه السلام) وقال : ما الذي غيّرك؟
ص: 93
فقال أقرأني جبرئيل هذه الآية: (كَلَّا إذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكَّاً دَكَّا) إلى: (بِجَهَنَّمَ)(1).
قال : وكيف يُجاء بجهنّم؟
قال: يجيء بها سبعون ألف ملك يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردةً لو تركت لأَحْرَقَتْ أهل الجمع (2).
[70/70] - ولم يزل يقول : ( إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )(3)، حَتَّى أنزل الله سورة الفتح(4).
[ 71/71] - مرّ(صلّى الله عليه وآله وسلم) بشاة ميتة شائلة برجلها فقال : هذه الشاة هيّنة على أهلها، الدنيا أهون على الله منها (5).
[72/72] - الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل وشهواتها يطلب من لا فهم له، وعليها يعادي من لا علم له، وعليها يحسد (6) من لا إيمان
ص: 94
له ، ولها يسعى من لا يقين له (1)، الدنيا كحلم المنام وأهلها عليها مجازون ومعاقبون (2).
[73/73] - قال(صلّى الله عليه وآله وسلم) : هذه الدنيا در همان درهم ينفقه على عياله ودرهم ينفقه مقدِّمة أمامه.
[74/74] - مثل الدنيا كمثل الماء المالح كلّما شربه العطشان لا يزداد إلا عطشاً (3).
[75/75] - مثل الدنيا مثل الحيّة ؛ ليّنٌ مسّها وفي جوفها السمّ القاتل، يحذرها ذوو العقول، ويهوي إليها الصبيان (4).
[76/76] - إنما مثل الدنيا (5)في الآخرة كمثل رجل غَمَر(6) يده في اليمّ ثمّ
ص: 95
أخرجها فلينظر بمَ يرجع(1).
[77/77] - وقال لِرَجُلٍ : ما طعامك ؟
قال : اللحم واللبن.
قال : ثم يصير إلى ماذا ؟
قال : إلى الذي علمنا .
مكارم أخلاق النبي والأئمة
[فقال(صلّى الله عليه وآله وسلم) :] فإنّ الله ضرب ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا (2).
[78/78] - وقال : الدنيا خُلِقَت كخلقِ المرأة؛ رأسها الكبر، ووجهها الفرح وعينها الشهوة ، ولسانها المقلدة(3)، وأُذنها النسيان، ونفسها العلوّ، وقلبها الطمع وبطنها الحرص ، ورجلاها الحسد، وعنقها الحذر، وظهرها الإياسة من الله ؛ فهذه صفة الدنيا فاحذروها (4).
[79/79] - وأصابته(صلّى الله عليه وآله وسلم) حُمّى ، فقيل له : أنت رسول الله وقد اشتدت عليك الحمّى ؟ فادع الله يكشف ذلك عنك .
ص: 96
قال : إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ؛ الأمثل فالأمثل(1).
[80/80] - :وقال من سرّه أن يلحق بذوي الألباب فليصبر (2) على الأذى والمكاره فذلك آية العقل وكمال اليقين وآية الجهل أن تجزع، وما نال الفَوْزَ(3).
إلا الصابرون، قال الله تعالى: ﴿ سَلامُ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ (4) (5).
[81/81 ] - وقال : إنّ العبد ليطلب التجارة والإمارة فإذا أشرف منها على ما يهوى بعث الله ملكاً فقال له: عوّق على عبدي وصدّه عن أمر لو استمكن منه أدخلته(6) به النار ، فیصدّه (7).
[82/82] - وإنّ ملكين التقيا بين السماء والأرض، فقال أحدهما للآخر أين كنت ؟
فقال : بعثني الله إلى الدنيا فقد وقع سمك كثير في شبكة مؤمن أُخرجه عنها . وقال الآخر : سبحان الله ! وقد بعثني لأسوق جنساً من السمك إلى شبكة كافر يشتهيه(8).
ص: 97
[83/83] - وقال(صلّى الله عليه وآله وسلم): المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً من الذي لا يخالط (1).
[84/84 ] - وخرج في بعض غزواته فاستقبله قوم، فقال: من القوم ؟
قالوا:مؤمنون .
قال : وما حقيقة إيمانكم ؟
:قالوا الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء والرضاء بالقضاء.
فقال: علماء حلماء كادوا يكونون أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تجمعوا ما لا تأكلون،( وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )(2)(3).
ص: 98
[85/85] - وقال :
«اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والضجر والكسل والجبن والبخل، وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق» (1).
[87/87] - وقال : ما عملتم(1)عملاً يقرّبكم إلى الجنّة ويباعدكم من النار إلّا وقد نبّأتكم به وحثثتُكم على العمل به، وما من عمل يقربكم من النار ويباعدكم من الجنّة إلا وقد نبأتكم به ونهيتكم عنه، أجملوا في الطلب وكُلِّ مُيَسَّر لما خُلِق له منها ، ولا يحملنّكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله، إنّ الله قسّم الأرزاق فمن اتقى وصبر أتاه رزق الله ، ومن هتك حجاب الستر وعَجِلَ فأخذه من غير حِلّه قُوصِصَ (2) به من رزقه الحلال و حُوسِب به يوم القيامة ، إنَّ في كتاب الله لآية إن أخذوا بها لكفَتْهُم : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )(3) (4).
[ 88/88] - استنزلوا الرزق بالصدقة(5).
ص: 100
[89/89] - ويأبى الله إلّا أن يجعل أرزاق المؤمنين إلّا من حيث لا يحتسبونه، ليَكثُرَ دُعاؤُهُ (1).
[ 90/90 ] - وكان(صلّى الله عليه وآله وسلم)إذا أصاب أهله خصاصة قال: قوموا إلى الصلاة، ويقول: بهذا أمرني ربي : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ الآية (2)(3).
ص: 101
[ 91/91] - وقال : من أحب أن يستجيب الله دعاءه فليطيّب كسبه(1).
[92/92] - وقال له رجل: أوصني ، قال : لا تغضب، قال: زدني، قال: استحي من الله كما تستحيي من صالح جيرتك، قال: زدني ، قال : صلّ صلاة مودِّع كأنّها آخر صلاتك من الدنيا(2)، وإياك وما يُعتذر منه(3).
[93/93] - خلّتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس : الصحّة والفراغ(4).
ص: 102
[94/94 ] - وقال الموت غنيمة، والمعصية مصيبة، والفقر راحة، والغنى عقوبة ، والغفلة (1)والجهل ضلالة، والظلم ،ندامة والطاعة قرّة العين، والبكاء من خشية الله نجاة من النار والضحك هلاك البدن والتائب من الذنب كمن لا ذنب له(2).
[95/95 ] - إنّ أقربكم منّي وأوجبكم شفاعة أصدقكم لساناً وآداكم(3) للأمانة وأحسنكم خلقاً وأقربكم من الناس(4).
[96/96 ] - وضرب(صلّى الله عليه وآله وسلم) مثل الإنسان والأجل والأمل فجعل الأمل أمامه، والأجل إلى جانبه ، فبينما هو شغله إلى أمامه إذ لاح أجله فاختلجه(5).
[97/97] - وقال : كلكم يحبّ أن يُدخله الله الجنّة ؟ قيل: نعم، قال: أَقْصِرُوا الأمل ، وثبتوا أجالكم بين أبصاركم، واستحيوا من الله حق الحياء(6).
ص: 103
[98/98] - وقال : إذا جاء ملك الموت إلى وليّ الله سلّم عليه -وسلامه عليه أن يقول : السلام عليك يا ولي الله - [و] قال : قم واخرج من دارك التي خرّبتها إلى الدار التي عمّرتها ، فإذا لم يكن وليّ الله قال : قم فاخرج من دارك التي عمّرتها إلى دارك التي خرّبتها (1).
[ 99/99] - قال(صلّى الله عليه وآله وسلم) : ثلاث تنفع الرجل بعد موته: علم اقتناه في حياته يؤخذ به بعد موته ، أو صدقة أجراها ، أو ولد صالح يدعو له وهو في قبره(2).
[ 100/100 ] - قال(صلّى الله عليه وآله وسلم) : لو رأيتم ما رأيتُ لبكيتم كثيراً.
قيل : ما رأيت ؟
قال : الجنّة والنار (3).
ص: 104
[101/101] - وسُئل : كيف يكون الرجل في الدنيا ؟
قال : مُتَشَمِّراً كطالب القافلة .
قيل : كم (1) القرار بها ؟
قال : كقدر المتخلّف عن القافلة .
قيل : كم ما بين الدنيا والآخرة ؟
قال : غمضة عين عین (2).
[ 102/102] - ما الدنيا فيما مضى إلَّا كَمَثَلِ ثَوبِ شُقَّ باثنين وبقي خيط واحد ، ألا فكأنّ ذلك الخيط قد انقطع (3).
[103/103 ] - وقال : يا عليّ ، أوصيك بخصال فافعلها - اللهمّ أعِنْه - الصدق ؛ لا تُخْرِجَنَّ مِن فيك كذبة أبداً، والورع ؛ لا تجترِئَنَّ على خيانة أبداً، والخوف من الله كأنك تراه، والبكاء من خشية الله يُبنى لك في الجنّة بكل دمعة بيتٌ ، وبَذلُك مالك ودمَك دون دينك، والأخذ بسنّتي في صلاتي وصومي وصدقتي؛ أمّا صلاتي فالإحدى والخمسون (4)، وأما صومي فثلاثة أيام في كلّ شهر؛ خميس في أوّله وأربعاء في وسطه والخميس في آخره، وأمّا صدقتي فجهدك جهدك حتّى تقول: أَسْرَفْتُ، ولم تُسرف عليك بصلاة الليل - ثلاثاً - ، وعليك بتلاوة القرآن على كلّ
ص: 105
حال، عليك برفع يديك في دعائك وتقليبهما ، عليك بالسواك عند كل صلاة، عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها عليك بمساويها ، فاجتنبها ، فإن لم تفعل فلا تلم إلّا نفسك (1).
[104/104] - يا عليّ، ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقور عند الهزاهز وصبور عند البلاء، وشكور عند الرخاء، وقنوع بما رزقه الله ، لا يظلم الأعداء ، ولا يتحامل الأصدقاء، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة(2).
[105/105 ] - ثلاث لا يطيقها أحدٌ من هذه الأمّة : المواساة للأخ في ماله ، وإنصاف الناس من نفسه ، وذِكْرُ الله في كل حال ، وليس هو « سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر» ولكن إذا ورد ما يحرم عليه خاف عنده ويتركه (3).
ص: 106
[106/106]- وأربع من كنّ فيه بنى الله له بيتاً في الجنة : من آأوى اليتيم، ورحم الضعيف ، وأشفق على والديه، ورفق بِمَمْلُوكِه(1).
[ 107/107 ] - وقال(صلّى الله عليه وآله وسلم) : يا علي ، سِر سنتين برّ والديك ، وسر سنة صل رحمك ،
ص: 107
سِر ميلاً عُد مريضاً ، سِر ميلين شيِّع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سِر أربعة أميال زُرْ أخاً في الله ، سر خمسة أميال أغِث الملهوف، سر ستة أميال انصر مظلوما، وعليك بالاستغفار(1).
[ 108/108] - أنهاك عن ثلاث خصال: الحسد والحرص والكبر(2).
[109/109] - وأربع من الشقاء جمود العين، وقساوة القلب، وبعد الأمل، وحبّ البقاء (3).
ص: 108
[110/110] - ثلاث من لم يَكُنَّ فيه لم يستقم عمله : ورعٌ يحجزه عن معاصي الله ، وخلق يُداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل (1).
[ 111/111] - ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وإنصاف الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلم (2).
[112/112] - ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنّى يوم القيامة أنه لم يُعطَ من الدنيا إلا قوتاً (3).
ص: 109
[113/113] - يا عليّ ، أنين المؤمن ومرضه تسبيح، وصياحه تهليل ، ونومه على الفراش عبادة، وتقلّبه من جنبٍ إلى جنبٍ جهاد في سبيل الله ، فإن عوفي يمشي في الناس وما عليه من ذنب (1).
[114/114 ] - لمّا مرض (صلّى الله عليه وآله وسلم) ، قيل : من يغسّلك ؟
قال: عليّ بن أبي طالب، إنّه لا يهمّ بعضوٍ من أعضائي إلا أعانته الملائكة.
قيل: من يصلي عليك؟ قال: علي بن أبي طالب(2).
إذا رأيت روحي قد فارق جسدي فاغسلني وكفنّي في طِمْرَيَّ.
ثمّ خرج وصعد المنبر وقال بعد حمد الله : « أيُّ نبي كنتُ فيكم ؟ ألم أجاهد بين أظهركم ؟ أَلم تُكْسَرْ رَبَاعِيَتِي ؟(3) ألم تَسِل الدماء على حُرِّ وجهي حتى كثُفَت (4) لحيتي ؟ ألم أكابد الشدّة والجهد مع جُهّال قومي ؟ ألم أربط حجرالمجاعة على بطني ؟»
ص: 110
ثم قال :
«إنّ ربّي أقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم فناشدتكم بالله أيّ رجل كانت له قِبَل محمّد مظلمة إلا قام فلينتقممنه فالقصاص في الدنيا أحب إلي من القصاص في الآخرة».
فقام سوادة بن قيس (1) ، فقال : لمّا أقبلت من الطائف رَفَعتَ قضيبك فأصاب بطني ، فأحضر قضيبه، فقال سوادة: أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار، ثمّ نزل (صلّى الله عليه وآله وسلم) يقول : ربّ سلّم أمّة محمّد من النار ويسّر عليهم الحساب.
ثم قال : نُعيت إلى نفسي ادعوا لي حبيبة نفسي، فقال لها يا فاطمة لا تحزني فقد دعوت الله أن يجعلك أوّل من يلحق بي، ثمّ أُغمي على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ثمّ نودي للصلاة، فخرج يُصلّي بالناس فخفّف الصلاة ، فلما رجع أتاه ملك الموت.
فقال: حاجتي أن لا تقبض روحي حتّى يجيئني جبرئيل فيسلّم عَلَيَّ وأُسلّم عليه، فخرج ملك الموت وهو ينادي:يا محمداه يا رسول رباه فاستقبله جبرئيل من الهواء.
فقال : قبضت روح محمّد ؟
فقال: لا، قال جبرئيل: ألا ترى أبواب السماء مفتّحة لروح محمّد؟ ألا ترى الحور العين قد تزيّن لروح محمّد ؟
فنزل جبرئيل و هو يقول : السلام عليك يا رسول الله ، فقال : وعليك السلام يا جبرئيل ، أُدنُ منّي ، أدعُ لي ربّك يهوّن عليَّ سكرات الموت وجزع الموت .
فقال :جبرئیل: يا ملك الموت أَمْضِ وصيَّةَ الله في روح محمّد، فأتى ملك
ص: 111
الموت وجبرئيل عن يمين رسول الله وميكائيل عن يساره والملائكة ورضوان خازن الجنّة تحت رجليه، وملك الموت آخِذٌ بروحه، فلمّا كشف الثوب عن وجهه نظر إلى جبرئيل فقال : يا جبرئيل، عند الشدائد تخذلني ، مَن لأُمّتي بعدي ؟ فقال : يا محمد ، ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) (1) وكُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )(2) ثمّ قبض (صلّى الله عليه وآله وسلم) (3).
فقيل للفضل : اكشف الثوب عن وجهه (4) ، قال : بل أنت يا عليّ اكشف ، فقال على(علیه السلام) :
فُجعنا بالنَّبِيِّ وكان فينا *** إمامَ كَرامَةٍ نِعْمَ الإمامُ
وكانَ قِوامَنا والرَّأْسُ فينا *** فنحنُ اليومَ ليسَ لنا قِوامُ (5)
[115/115 ] - تلا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) على أصحابه : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيَّتُونَ ﴾ (6) فرفعوا
ص: 112
أيديهم فقالوا: ربَّنا، نبيُّنا نبيُّ الرحمة أنقذنا من الضلالة إلى الهدى، أترفعه عنّا مخلّدين (1) في الدنيا ؟ فأنزل الله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ (2) .
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): إني ميّت وإنّكم ميّتون، وإنّي وإيّاكم قادمون على حَکَم عدل لا يجور ولا يظلم، اتّقوا الله ولا يظلم بعضكم بعضاً، وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم (3) من الزاد، واعلموا أن خير الزاد التقوى.
قالت فاطمة (علیها السلام): بينا أنا عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) إذ سمعتُ صوتاً قلت: يا عليُّ نبيّكم
إذن بينكم يعالج سكرات الموت ؟! ثم أعاد الثانية .
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : إنّي أسمع نغمة ملك الموت.
فقال : إن ربك ليُقرئك السلام وهو يقول: أيّما أحب إليك : أوخّرك في الدنيا ما عاش نوح ثمّ لابد من الموت أم تموت اليوم؟
فقال : لا عن هذا أسألك، فبشّرني.
قال : لقد تركت أبواب السماء مفتّحة لقبض روحك.
قال : لا عن هذا أسألك، فبشّرني.
قال : لقد تركت الجنّة وقد طيّبت لروحك والحور العين تزيّنَّ لك.
فقال : ليس عن هذا أسألك، فبشّرني.
قال : والذي بعثك بالحقّ إنّ الجنّة محرّمة على جميع الأمم حتى تدخلها أمّتك (4).
ص: 113
قال : الآن طابت نفسي وقرّت عيني، يا ملك الموت ادنُ منّي واقبض روحي ما كنت أبالي بعدها ما كان، ويا جبرئيل ادْعُ لي ربّك يخفّف عنّي، وقد نزل جبرئيل (علیه السلام) مع خمسمائة ألف ملك بألْوِيَتهم، ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت الملائكة بأجمعهم ونكسوا ألويَتهم، وقالت: وامحمداه، وامحمداه (1).
[116/116]- لمّا فتح مكّة وحجّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) حجّة الوداع ركب راحلته بمنى وقال : فإنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي مثل هذا الموقف.
ثم قال : أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام.
:قال: فأيّ شهرٍ هذا ؟ قالوا شهر حرام.
قال: فأي بلدٍ هذا ؟ قالوا : بلد حرام.
قال: فإنّ أموالكم وأعراضكم ونساءكم (2) عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وشهركم هذا وبلدكم هذا، إنّكم تلقون ربّكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا هل قد بلّغت ؟ قالوا: نعم ، قال : اللّهمّ اشْهَدْ .
ثم قال : ومن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها ، ألا وإنّ الشيطان قد یٹس أن تُعبد الأصنام ببلدكم هذا ولكنّه يُطاع فيما سوى ذلك ما تحقرون من أعمالكم ، وإنّه إذا أُطيع فقد رضي فاحذروه على دينكم.
أيّها الناس، اسمعوا ما أقول لكم واعقلوه عنّي، تركت فيكم ما إن أخذتم به
ص: 114
لن تضلّوا كتاب الله وعترتي .
ثمّ قال: ألا وإنّه سيرد عليّ جماعة منكم الحوض فيُدْفَعون عنّى، فأقول: يا ربّ أصحابي أصحابي ، فيُقال : إنّهم قد أحدثوا بعدك وغيّروا ستتك، فأقول: سُحقاً سُحقاً .
ثم قال : احفظوا منّي ما تنتفعون به من بعدي وافهموا تنعشوا، ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض على الدنيا.
فلما انصرف فبلغ غديرخم نصب عليّاً (علیه السلام) إماماً للأنام ثمّ أقام بالمدينة بقية ذي الحجّة والمحرّم والنصف من صفر ثم أتاه الوجع الذي توفّي فيه(1).
[117/117) - ثمّ خرج في جوف ليلٍ إلى البقيع وقال: أمرت أن أستغفر لأهل بقيع الغرقد (2)، فاستغفر لهم طويلاً ثم رجع إلى منزله، فلمّا أصبح ابتدأ به الوجع ونزل جبرئيل بسورة ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ ) فعلم أنّه نُعِيت إليه نفسه، ودعا فاطمة (علیها السلام) فوضع رأسه في حجرها وأخبرها بذلك، فبكت حتّى قطرت دموعها على وجهه، فرفع رأسه إليها فقال: أما إنّكم المستضعفون بعدي المقهورون
ص: 115
بعدي (1) ، ثمّ رفع رأسه فقال : لا تبكي فما أخلف نسمة أهمّ إلي منك ، ثمّ إنّي قد جعلتك وابنيك وبعلك وديعة عند ربّي ومن أطاعني من أُمّتي ، ثمّ أسرّ إليها شيئاً فضحكت، فلما قبضه الله سُئلت عن ذلك ، قالت : قال لي أولاً: إنّ جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كل حول مرّة وإنّه قد عارضني هذا العام مرتين وما أراني إلا سأُدعى فأجيب، ونعم السلف أنا لك يا حبيبتي، فَبَكَيْتُ ، فقال لي : أَبْشِري فإِنَّكِ أوّل من يرد عليّ الحوض من أهل بيتي فطابت نفسي و ضحكتُ (2). فما لبثت فاطمة بعده إلا سبعين ليلة (3).
[118/118] - وعن جابر : انكبّت فاطمة (علیها السلام) وهو في سكرات الموت تبكي، ففتح عينيه ثمّ قال: يا بنيّة ، أنت المظلومةُ بعدي وأنت المستضعفة بعدي ؛ فمن آذاك فقد آذاني ومن غاظك فقد غاظني ، ومن سرّك فقد سرني، ومن برّك فقد برّني، ومن وصلك فقد وصلني ، ومن قطعك فقد قطعني، ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني؛ لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة من روحي التي بين جنبي، ثمّ قال : أشكو إلى الله من ظلمك من امتي.
ثم انكب الحسن والحسين (علیهما السلام) عليه وهما يبكيان وعليٌ يُنحّيهما لئلا يتأذّى رسول الله
ص: 116
فقال : دَعْهُما يشماني وأشمّهما ، ويتزوّداني وأتزوّد منهما فإنهما مقتولان بعدي ظُلماً وعدواناً فلعنة الله على من ظلمهما.
ثم قال : يا عليّ، وأنت المظلوم من بعدي وأنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة (1).
ص: 117
ص: 118
ص: 119
ص: 120
[1/119] - لمّا تزوّج رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) بخديجة هجرتها نسوة مكّة فاستوحشت وكانت تكتم حزنها من رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) ، فدخل يوماً وسمع خديجة تحدّث فقال : من تحدثين ؟ قالت : الجنين الذي في بطني تُحدّثني وتُؤنسني ، قال : هذا جبرئيل يُبشرني أنّها أُنثى وأنها النسلة الطاهرة، وأن الله سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمّة ، ويجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقطاع وحيه .
فلمّا حضرت ولادتها وجّهت إلى نساء قريش ليَلِين منها ما يَلينَ النساء (1) من النساء ، فقلن : لا نجيءُ إذ تزوّجت يتيم أبي طالب ، فبينا هي إذ دخلت عليها أربع نسوة سُمر طوال ، ففزعت.
فقالت إحداهن: لا تحزني فإنَّا رُسُلُ ربّك ونحن أخواتك: أنا سارة، وهذه آسية بنت مزاحم رفيقتُك في الجنّة، وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثوم أخت موسى بن عمران (2)، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست
ص: 121
واحدةٌ عن يمينها وأخرى عن يسارها والثالثة بين يديها، والرابعة من خلفها، فوضعت فاطمةُ مطهّرة، فأشرق منها نور ولم يبق موضع في الدنيا إلّا أشرق ودخل عشر من الحور العين معهنّ طستٌ وإبريق من الجنّة وفي الإبريق ماءٌ من الكوثر ، فتناولتها المرأة التي قدامها فغسلتها بماء الكوثر، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضاً من اللبن وأطيب ريحاً من المسك، ولفّتها بواحدة وقنّعتها بالثانية ، ثم استنطقتها فقالت [فاطمة (علیها السلام)](1) : أشهد أن لا إله إلا الله وأن أبي رسول الله سيّد الأنبياء وأنّ بعلي سيّد الأوصياء وولدي سادة الأسباط ، ثمّ سلّمت عليهن وسَمَّتْ كلّ واحدة باسمها، وبشر أهل السماء بولادتها، وحَدَث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك .
وقالت النسوة : خُذيها، فتناولتها خديجة وألقمتها ثديها فَدَرّ عليها (2).
ص: 122
[ 2/120] - عن علي (علیه السلام): كنّا عند رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) فقال : أخبروني أي شي للنساء ؟ فعيینا.
:قال فرجعت إلى فاطمة (علیها السلام) فأخبرتها بما قال أبوها .
قالت : خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهنّ الرجال.
فرجعت إلى رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) فأخبرته بذلك ، فقال : إنّ فاطمة بضعة منّي ، هي قلبي وروحي التي بين جنبيّ ؛ فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ، إن فاطمة أحصنت فرجها فحرّم الله ذرّيّتها على النار (1).
[3/121] - وسئل أبو عبد الله (علیه السلام) عن معناه ، فقال : المُعتقون من النار هم وُلد بطنها الحسن والحسين وأمّ كلثوم (2).
ص: 123
[ 4/122] - وكانت فاطمة (علیها السلام) إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، [فقيل لها في ذلك ] ، فقالت : الجار ثمّ الدار (1).
[5/123] - وعن سلمان : كانت فاطمة (علیها السلام) جالسة قدّامها رحى تطحن بها الشعير وعلى عمود الرحى دم سائل، والحسين (علیه السلام) في ناحية الدار يتضوّر من الجوع، فقلت: يا بنت رسول الله دَبِرَت (2) كفَّاكِ وهذه فضّة .
فقالت : أوصاني رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) أن تكون الخدمة لها يوماً ولي يوماً فكان أمس يوم خدمتها .
قال سلمان: قلت: إنّي مولى عتاقة، إمّا أن أطحن الشعير أو أسكت لك الحسين ؟
فقالت أنا بتسكيته أرفق وأنت تطحن الشعير ، فطحنت شيئاً من الشعير فإذا أنا بالإقامة فمضيت وصلّيت مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) ، فلمّا فرغت قلت لعلي (علیه السلام) ما رأيتُ، فبكى وخرج ثم عاد يتبسّم ، فسأله عن فسأله عن ذلك رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم).
قال: دخلتُ وفاطمة مستلقية لقفاها والحسين نائم على صدرها وقدامها الرحى تدور من غير يد، فتبسم رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) فقال : يا عليّ أما علمت أنّ للّه
ص: 124
ملائكة سيّارة في الأرض يخدمون محمّداً وآل محمد إلى أن تقوم الساعة ؟!(1)
[6/124] - وعن أبي ذرّ : بعثني رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) أدعو عليّاً (علیه السلام)، فأتيت بيته فناديته فلم يُحبني والرحى تطحن وليس معها ، أحد فناديته، فخرج معي وأصغى إليه رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) فقال شيئاً لم أفهمه، فقلت: عجباً من رحى في بيت علي تدور وما عندها أحد !!
قال : إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً، وإن الله علم ضعفها فأعانها على دَوْرها وَكَفَاها، أما علمت أن الله ملائكة موكلين بمعونة آل محمد ؟!(2)
[7/125] - أصبح علي (علیه السلام) يوماً فقال لفاطمة (علیها السلام) : عندك شيء تغدينيه ؟
قالت: لا فخرج واستقرض ديناراً ليبتاع ما يصلحهم، فإذا المقداد في جُهد وعياله جياع، فأعطاه الدينار ودخل المسجد و صلّى الظهر والعصر مع رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) ، ثم أخذ النبيّ بيد علي وانطلقا إلى فاطمة (علیها السلام) وهي في مصلّاها وخلفها جَفْنَةٌ تفور ، فلما سمعت كلام رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) خرجت فسلّمت عليه
-وكانت أعز الناس عليه - فردّ السلام ومَسَحَ بيدِهِ رَأْسَها .
ص: 125
ثم قال : عشّينا غفر الله لكِ، وقد فعل، فأخذت الجَفْنَة فوضعتها بين يدي رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم).
قال :[عليٌ] يا فاطمة، أنّى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قطّ، ولم أشمّ مثل رائحته قطّ، ولم أكل أطيب منه قطّ ؟
فوضع (صلّی الله علیه وآله و سلم)كفّه بين كتفي عليّ (علیه السلام) وقال : هذا بدل عن دينارك ﴿إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) (1)(2) .
[8/126] - وخرجت إلى أبيها لتسأله خادماً فاستحيت وانصرفت فأتاها رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلم) يسألها عن حاجتها، فقال علي (علیه السلام) : إنها استقت بالماء حتى أثّر في صدرها، ومجلت يداها من الرحى ، فقال : أفلا أُعلّمكما ما هو خير لكما منه ؟ إذا أخذتما منامكما فسبّحا ثلاثاً وثلاثين ، وأحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين فقالت رضيت عن الله وعن رسوله (3).
قال علي (علیه السلام): فما تركتها بعد، فقال له :رجل ولا ليلة صفّين (4) ؟ فقال : ولا ليلة صفّين (5).
ص: 126
[9/127] - وقال الباقر (علیه السلام): من سبّح تسبيح فاطمة (علیها السلام) ثم استغفر ربه غفر له، وهي مائة باللسان وألف بالميزان تطرد الشيطان وترضي الرحمن(1).
[ 10/128] - وقال الصادق (علیه السلام): إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (علیها السلام)كما نأمرهم بالصلاة، فالزمه فإنّه لم يلزمه عبدٌ فَشَقِي (2).
[ 11/129] - وقال : تسبيح فاطمة (علیها السلام) في دبر كل صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم (3).
ص: 127
[12/130] - وقال : من سبّح تسبيح فاطمة (علیها السلام) قبل أن يثني رجليه من صلاة فريضة غفر له، ويبدأ بالتكبير (1).
ص: 128
[ 13/131 ] - وكان النبي (صلّی الله علیه وآله و سلم) إذا أراد سفراً سلّم على من يريد من أهله فيكون آخر من يأتي فاطمة (علیها السلام)فيكون من بيتها وجهه بسفره، وإذا قدم بدأ بها (1).
[14/132] - وصاغ علي (علیه السلام) من غنيمته سِواراً من فضّة لها واتخذت ستراً على بابها ، فلما قدم النبي (صلّی الله علیه وآله و سلم) توجه نحوها فاستقبلته فعلمت أنه ما استحمد الأمرين، فدفعت السوارين إلى أحد ابنيها والستر إلى الآخر وقالت: انطلقا إلى أبي وأقرئاه السلام وأبلغاه السوارين والستر ، فأقعد أحدهما على فَخِذٍ والآخر على الأُخرى وكسر السوارين قِطَعاً ففرّقه في أهل الصُّفَّة (2)، وقطع الستر فكسا منهم من هو عارٍ ، ثم قال : يكسو الله فاطمة من كسوة الجنّة ويحلّيها من حلية الجنّة (3).
ص: 129
[15/133] - عن جُميع بن عمير(1): دخلت مع عمتي على عائشة ، فقالت عمتي لها:ما حملك على الخروج على علي (علیه السلام)؟
قالت : لِمَ كان أبوكِ زوج أُمَكِ ؟! دعينا فواللّه ما كان أحد من الرجال أحبّ إلى رسول اللّه من على ، ولا من النساء من فاطمة.(2)
[16/134 ] - وقال رسول اللّه(صلّی اللّه علیه و آله و سلم): من آذى شعرة منها فقد آذاني(3).
[ 17/135] - ودخلت فاطمة (علیها السلام)يوماً على عائشة فسألتها عن رسول اللّه (صلّی اللّه علیه و آله و سلم)،
ص: 130
فقالت : خرج آنفاً، ما زال في ذِكْرِ شَمَطِ (1) صُدْغَي أُمِّكِ خديجة لا ينساه ، فاستعبرت فاطمة (علیها السلام) وانصرفت فتلقاها رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم) وهي باكية ، فقال لها : ما يبكيك فإنّ الذي أبكاك هو الذي يبكي أباكِ ، فقالت : إن عائشة ذكرت أُمّي فتنقَّصَتْها ، فقال : وما ذكَرَتْ ؟ قالت أستحيي من ذكر ذلك ، فغضب ثم قال : والله لئن كانت ذكرتْ أُمِّكِ بما تستحيين من ذكره ليقولن الله لها قولاً لا يستحيي من فعله، وليفعلنّ بها رجل من ولدكِ فعلاً يُسْتَحْيَى من ذكره (2) .
فقيل لأبي عبد الله (علیه السلام): ما الذي يقول الله لها؟ وما الذي يفعل بها رجل من ولدها ؟ فقال : إنّ الله أوّل من يسألها عن خروجها مع طلحة والزبير وهتكها حجاب رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم) ومحاربتها عليّاً (علیه السلام)(3).
[18/136] - وقال النبي (صلّی اللّه علیه و آله و سلم) : إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني (4).
ص: 131
[ 19/137] - وعن أنس: قلت لأُمّي : صِفي لي فاطمة (علیها السلام) ، فقالت: كانت أشبه الناس برسول الله بيضاء مشربة حمرة، لها شعرٌ أسود تعثر فيه (1)، كأنها القمر ليلة البدر (2).
[20/138] - وذكرت عائشة فاطمة (علیها السلام) ، قالت: ما رأيت أحداً أصدق منها إلّا أباها (3).
[21/139] - وعن أم سلمة :كانت فاطمة (علیها السلام) أشبه الناس وجهاً وشَبَهاً برسول الله (4) .
[ 22/140] - وقال النبي : إن فاطمة ليست كإحداكن، إنّها لم تر دماً في حيض ونفاس (5).
ص: 132
[ 23/141] - وروي أن جبرئيل (علیه السلام) رأى يوما وقد دخل دحية الكلبي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فتسارع الحسن والحسين (علیهما السلام) إليه وكان مع دحية فاكهةٌ لهما، فما دخل بعد ذلك جبرئيل إلا بصورة دحية على رسول الله ، فتعاهدهما جبرئيل وأتحفهما بتفّاحةٍ وسفرجلة ورمّانة، فناول الحسن (علیه السلام) ثم أوماً بيده مثل ذلك فناول الحسين (علیه السلام) ، ففرحا بذلك وسعيا إلى جدّهما فأخذ التفّاحتين فشمّهما ثمّ ردّهما إليهما، ثمّ قال : اخرجا إلى أبيكما بما معكما ، فلم يؤكل منه شيء حتى صار النبي إليهما فإذا التفاح وغيره على حاله ، ثمّ أكل النبي وعليّ وفاطمة والحسن (علیهم السلام) وأُمّ سلمة فلم يزل الرمّان والسفرجل والتفاح كلّما أُكل عاد إلى ما كان حتّى قبض رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم).
قال الحسين بن علي (علیهما السلام) : ولم يلحقه التغيير والنقصان أيّام فاطمة (علیها السلام)، فلما توفيت فقدنا الرمّان والسفرجل وبقي التفّاح عند أبي ، فلما استشهد لم يزل عند الحسن (علیه السلام) حتى مات في سمّه .
[قال علي بن الحسين (علیهما السلام)]: وكان عند الحسين (علیه السلام) فلما حُصِرَ (1) عن الماء كان يشمّها إذا عطش فتكسر لهب عطشه ، فلمّا غلب عليه العطش عصرها، فلمّا قضى نحبه من قتله وُجد ريحها في مصرعه فالتُمِسَتْ فلم يُرَ لَها أَثَرٌ، فبقي ريحها مع الحسين (علیه السلام) ، قال : زُرْتُ قبره فوجدت ريحها تفوح من قبره؛ فمن أراد من شيعتنا الزائرين لقبره فليلتمس ذلك في أوقات السحر فإنّه يجده إذا كان مخلصاً (2).
ص: 133
[24/142] - عن سلمان : خرجتُ إلى فاطمة (علیها السلام) فقالت: جفوتني بعد وفاة رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم)، ثم قالت: اجلس إنّي كنت جالسةً أمس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا بوفاة رسول الله ، إذ انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخلت عليّ ثلاث جوارٍ وقلن: نحن من الحور العين من دار السلام، أرسلنا إليكِ ربّ العالمين، يا بنت محمد كنّا مشتاقاتٍ إليك .
قلت لواحدة أظنّ أنّها أكبرهنّ سنّاً : ما اسمكِ ؟
قالت أنا مقدودة، خُلقت لمقداد بن الأسود.
وقلت للثانية : ما اسمك ؟
قالت: ذرّة ، خُلقت لأبي ذرّ .
وقلت للثالثة : ما اسمك ؟
قالت سلمى، أنا لسلمان الفارسيّ ، ثمّ قالت فاطمة (علیها السلام): أَخْرَجْنَ لي رطباً كأمثال الخشكنانك (1) الكبار أشد بياضاً من الثلج وأذكى ريحاً من المسك الأذفر(2)، قد أحرزتُ نصيبك فأَفْطِرْ عليه فإذا كان غداً فائتني بنواه .
قال سلمان :فأخذت الرطب فما مررت بجماعة إلّا قالوا معك مسك ؟ فأفطرت عليه فلم أجد له نوى ،فغدوت إليها وقلت :يا بنت رسول الله ، لم أجد له عجماً !! قالت يا سلمان، إِنَّما [ هو ] نخل غرسه الله لي في دار السلام بكلام
ص: 134
علّمنيه أبي كنت أقوله غدوة وعشيّاً، ثمّ قالت إن رسول الله (صلّی اللّه علیه و آله و سلم) قال لي : إن سرَّكِ أن لا يمسّك الحُمّى في دار الدنيا فواظبي عليه وقولي:
«بسم الله نورِ النُّور، بسم الله نورٌ على نور ،بسم الله الذي هو مُدبّر الأُمور ، بسم الله الذي خلق النُّور ، الحمد لله الذي أنزلَ النُّور على الطُّور في كتاب مسطورٍ بِقَدَرٍ مقدور على نبيَّ مَحْبُور ، الحمد لله الذي هو بالعزّ مذكور وبالفخرِ مشهور وعلى السراء والضراء مشكور».
قال سلمان فتعلّمته وعلّمته أكثر من ألف إنسان مَن به الحُمّى فكلّهم يبرأ بإذن الله (1).
[ 25/143 ] - عن جابر : أتيت فاطمة عائداً في العلّة التي توفّيت فيها ، فقالت : الزم الذي أنت عليه فهو والله الذي يُدين الله به الملائكة الحافّين من حول العرش،
ص: 135
الذين يسبّحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا، والله ما استغفارهم إلّا لكم خاصّة ، فلمّا خرجت قال لي سلمان : [أين كنت ؟ ]
فقلت : عند فاطمة (علیها السلام) وعندي ممّا قالت ما يسرّك ، فحدّثته به .
فقال: قد قالت لي آنفاً إنّ الله قد ملأك فهماً وعلماً أفلا أزيدك ؟ قلت : بلى، قالت : إنّ محبّتنا أهل البيت كرامة من الله فإذا أحبّ الله عبداً أهدى إليه من تلك الكرامة فأشرب بها قلبه ليغفر له بها ذنبه .
قلت : مثل أيّ شيءٍ ؟
قال: نكتة بيضاء في قلبه، فكلما ازداد لنا حبّاً اتّسعت (1) منه حتّى تستولي عليه فيَبيَضُّ قلبه، وإذا بغضنا رجل نكت في قلبه نكتة سوداء، فكلما ازداد لنا بُغضاً اتّسعت (2) فيه حتى تستولي عليه فيسودّ قلبه ؛ فقلوب أعدائنا سودٌ تحت الحمرة ، وقلوب محبّينا بيض تحت الخضرة، وكذلك المؤمنون؛ ليس شيء أحبّ إلى مؤمن من الخُضرة ينزل عليها أو ماءٌ يتوضّأ به للصلاة حتى يقضي ذلك الحق لله عزّ وجلّ.
[26/144] - وعن الباقر (علیه السلام) في قوله : ك(َشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتُ وَفَرْعُهَا في السَّماءِ ) (3) قال : أما الشجرة فرسول الله ونسبه ثابت في بني هاشم ، وفرع الشجرة عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)، وعنصر الشجرة فاطمة بنت محمّد ، وثمرها الأئمة من ولد علي وفاطمة (علیها السلام)، وعلم الأئمة أغصانها، وشيعتنا ورقها. قال : إنّ المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، وإن المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة قيل ما يعني بقوله(4): ﴿ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ
ص: 136
حينٍ ﴾ (1) ؟ قال : الأكل من الحلال (2).
[27/145] - عن زين العابدين (علیه السلام): لمّا أتى على فاطمة (علیها السلام) سنين خطبها أبو بكر وعمر ورؤساء قريش، وكلما ذكرها واحد أعرض عنه رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) حتى كثر الكلام، فخلا أبو بكر بعمر فقال : انطلق بنا حتّى نأتي عليّاً ونرسله إلى النبيّ كأنّه يحبسها له ، فدخلا على علي (علیه السلام) وهو في حائطة له يسقي النخل على ناضح له، فأجلسهما تحت نخلة ثمّ عمد إلى طبق فملأه رُطَبَاً فوضعه بين أيديهما ، فلمّا أكلا قال : ما حاجتكما ؟
فقالا : وما من خصال الخير خصلة إلا وقد نلتها ما خلا واحدة ، قال : ما هذه ؟ قالا: فاطمة ما يمنعك أن تذكرها لمحمد فيزوجك ؟
فتوضّأ وصلّى ركعتين ثمّ رفع رأسه إلى السماء وهو يقول: اللهمّ لا تردني خائباً، وانطلق إلى منزل رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) وكان يوم أم سلمة، فقرع الباب، فقال النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم): افتحي فهذا عليّ ، فدخل وأجلسه إلى جانبه ثم قال : ما حاجتك ؟
قال: جئتك خاطباً .
ص: 137
قال : مرحباً و أهلاً، فأُلقي على النبيّ النُعاس فرأيت العرق يسيل من جبينه على عارضيه وأطراف لحيته ، فخرج علي (علیه السلام) فجلس بالباب ، ثم تبسم رسول الله(صلّى الله عليه وآله و سلّم) .
فقلت خيراً يا رسول الله ، ثمّ قال: وعليك السلام ، فقلت : وعلى من تُسلّم؟ قال : هذا ملكٌ هبط علَي يقول : يا محمد يقول الله: زوّج النور من النور فاطمة من عليّ (1).
ودعا عليّاً وقال: كم تبذل لها من الصداق ؟ قال : سيفي ودرعي وناضحي وفرسي، قال: قَبِلْتُ درعك ولا غنى لك عمّا سواها انطلق فبعها وائتني بثمنها، فأقبل الصحابة يبتاعون الدرع حتى بلغ أربعمائة وثمانين در هما(2)، فأخذها وأتى بها فنثرها بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) ولم يسأله كم هي ولم يخبره علي (علیه السلام)، فقبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) قبضة فقال : يا أُمّ سلمة جهزي بهذا فاطمة (3)، قالت: اشتريت قميصاً سنبلانياً بسبعة دراهم وخماراً بأربعة دراهم، وأهديتُ لها قميصاً واسعاً من قُمُصِنا، واشتريت حصيراً وقطيفة سوداء خيبرية، وقعباً وقِرْبةً للماء، وسقاء علّقوه على بابهم، وستراً ووسادتين من أدم.
فلما صلّى الفجر يوم الخميس قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) هذه الليلة نزف بنت محمّد . يا علي منّا الخبز واللحم ومنك التمر والسمن حتى نجعله حيساً (4)، وذبح
ص: 138
النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) كبشين سمينين فطبخا ، وأمر بكَسْرِ خبز وثَرْدِ ثَرِيدٍ ، وأتى علي (علیه السلام) بالتمر والسمن فجعله النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) حيساً.
وقال: يا علي ، ادْعُ من أحببت ، قال علي (علیه السلام) : فخرجت والمهاجرون والأنصار مجتمعون فقلت: أجيبوا الوليمة ،فأقبلوا فقلت: أَقْبَلَ الناس .
قال (صلّى الله عليه وآله و سلّم): أدخل عليّ عشرة عشرة، فدخلوا وقدّم إليهم الطعام والثريد والعُراق فأكلوا ثمّ أطعمهم السمن والتمر فلا يزداد الطعام إلا بركة ، ثمّ إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) دعا بصحفة فجعل فيها نصيبنا وقال : هذا لك ولأهلك، ثم أخذ بيدي فأجلسني وراء ظهره وغطّاني بردائه ثمّ قال: يا أمّ سلمة ويا أمّ أيمن قوما فأتياني بابنةمحمّد فابتدرت أُمّ سلمة فأخذت بيد فاطمة (علیها السلام) وأقبلت النسوة يضربن الدفوف(1).
وهبط جبرئيل (علیه السلام) في زمرة من الملائكة مرفرفين أجنحتهم حتى أُدخلت فاطمة منزلها، وقد صلّى النبي العشاء وأم سلمة بين يديه على رأسها سلّة ورسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) في خمسمائة وأربعة وعشرين رجلاً حتى جلس إلى عليّ .
ثمّ قال لأمّ سلمة : ضعي السلّة واملأي القعب ماء فائتيني به، فملأته، فقال: يا عليّ ، اشرب نصفه ، ثمّ قال : يا فاطمة اشربي وأبقي فيه ، ثم أخذ الباقي فصبّه على وجهها ،ونحرها، ثمّ فتح السلّة وإذا فيها كعك وموز وزبيب، فقال: هذا هديّة جبرئيل، ثمّ انفلت من كفّه سفرجلة فشقها بنصفين فأعطى عليّاً نصفاً وفاطمة نصفاً ، ثمّ قال : هذه هدية من الجنّة إليكما، ثمّ أدخلهما جوف الشعار وقال : بارك الله عليكما ورزقكما ذرّيّة طيبة، ثمّ أغلق الحجرة عليهما وخرج وغاب عنهما ثلاثة أيام (2).
فلمّا كان اليوم الرابع صلّى الفجر ثم أقبل وكان يوماً شديد البرد، فدفأ قدميه
ص: 139
فمرّة يقبل على عليّ ومرّة على فاطمة ودعا لهما، ثمّ خرج فإذا جبرئيل بالباب معه سبعون ملكاً فسلّموا عليه وهنؤوه، ثم رجع باكياً.
فقالت فاطمة (علیها السلام) : ما يبكيك يا أبة ؟
قال : هذا جبرئيل يبشرني ويهنّئُني ويَذْكُرُ أنّ الله يرزقكما ولدين طيّبين أحدهما يُقتل مسموماً والآخر يُقتل عطشاناً غريباً يستسقي شربة من ماء فلا يُسقى ، يجتمع عليه عصابة من أُمتي لا أنالهم الله شفاعتي ، أنا منهم بريء ، ثم دعا لها وخرج.
[28/146] - عن علي (علیه السلام): أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم) حين زوّجه فاطمة (علیها السلام) دعا بماء فرشّه في جبينه وبين كتفيه وعوّذه ب- ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (1) والمعوّذتين .
ثم قال : أبشر يا علي ؛ فإنّ الله قد كفاني ما كان همّني من تزويجك، أتاني جبرئيل ومعه من سُنبل الجنّة وقرنفلها فناولنيهما فأخذتهما وشممتهما فقلت: يا جبرئيل ، ما سببهما ؟ فقال : إن الله أمر سُكّان الجنّة من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلّها بمفارشها وسندسها واستبرقها وألوان زهرتها وقصورها وغُرفها وخيمها وثمارها وأنهارها (2) وأنواع طيبها ومسكها وكافورها ، وأمر حور عينها أن يقرأن سورة طه وطواسين وحم عسق ، ثمّ نادى منادٍ من تحت العرش : ألا إنّ اليوم [ يوم ](3) وليمة علي بن أبي طالب، ألا إني أشهدكم ألي زوّجت فاطمة بنت
ص: 140
محمّد من عليّ بن أبي طالب رضاً منّي بعضاً من البعض، ثم بعث الله سحابة بيضاء فأمطرت عليهم من لؤلؤها ويواقيتها و زبرجدها وقامت الملائكة فنثرت من سُنبل الجنّة وقرنفلها ؛ فهذا مما نثرت الملائكة .
ثمّ أمر تعالى بتعريس أهل الجنّة ثمّ قامت الملائكة وخدم الجنّة ووصائفها فأحضروا الطعام لأهل الجنّة، وأقبلت الخدم بأكواب وأباريق وكأس من مَعين، ثم أمر تعالى ملكاً من ملائكة الجنّة يقال له: «راحيل»، فخطب بخطبةٍ لم يسمع مثلها أهل السماء وأهل الأرض، ثمّ نادى منادٍ: يا ملائكتي وسكان جنّتي ، باركوا على تزويج عليّ وفاطمة فإنّي باركت عليهما، ألا وإنّي زوّجت أحبّ النساء إليّ من أحبّ الرجال إليّ بعد محمّد، لأجعلنّ منهما ذرّيّة أجعلهم خزّاني، ومعدن علمي ، ودعاةً إلى ديني وكتابي ، فبهم أحتجّ على خلقي.
أبشر يا عليّ، فإنّ الله أكرمك بكرامة لم يكرم بها أحدٌ قبلك، فقد زوّجتك فاطمة على ما زوّجك الرحمن، وقد رضيت بما رضي الله لكما، فدونك أهلك فأنت أحقّ بها منّي، ولقد خبّرني جبرئيل أنّ أهل الجنّة مشتاقون إليكما، ولولا أن الله يريد أن يخرج منكما ذرّيّة طيبة فيتّخذها على الخلق حجة لزيّن بكما الجنّة وأهلها.
فقال علي (علیه السلام) : (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) (1) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: آمين (2).
ص: 141
[29/147] - ودعا بلالاً فقال : إنّي زوّجت ابنتي فاطمة ابن عمّي وأنا أحب أن يكون من سنة أُمّتي الطعام عند النكاح، فأت الغنم وخذ شاة وأربعة أمداد أو خمسة فاجعل لي قصعة، فلما أطعم الرجال عمد إلى ما فضل منها فتفل فيها
وبارك عليها .
ثم قال : احملها إلى أُمّهاتك وقل لهنّ : كُلْن وأطعمن من غَشِيَكُنَّ (1).
وأقبل نسوة من الأنصار ومعهن تُحف يتحفن بها فاطمة (علیها السلام) فقلن : أبشري فقد زُوِّجت خيْراً فاضلاً، وقالت نسوة من قريش ما صنع أبوك ؟ خطبك أهلُ المال فزوجكِ من فقير !
ثم دخل النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) فتفرقت النساء [ وكان ] بينهن وبين النبي ستر علّقته أسماء بنت عميس فقال لها على رسلك من أنت ؟
قالت: أنا التي أحرس ابنتك، إن الفتاة ليلة يبنى بها لابدّ لها من امرأة تكون بقربها إن عرضت لها حاجة أو أرادت شيئاً أفضت بذلك إليها .
قال : فإنّي أسأل إلهي أن يحرسك من الشيطان الرجيم ،واتَّخذوا أُمّ أيمن بوّابة وكانت امرأة حبشية في لسانها ،لكنة، فأقبل النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) فدقّ الباب.
فقالت أمّ أيمن: من هذا؟
قال : أنا رسول الله، فأين أخي ؟
قالت : ومن أخوك ؟ قال : عليّ ، قالت : بأبي وأُمّي، هو أخوك وتزوجه ابنتك ؟
ص: 142
قال : نعم (1).
[30/148] - وإنّ النبيّ لمّا أراد تزويجها بعليّ أتاها فقال: إن عليّاً يذكرك، فسكتت فزوّجها منه (2).
[31/149] - وقال لعليّ : لا تَصِل إلى أهلك حتى تعطيهم شيئاً، أعطها دِرعك الحطميّة (3) ، وقال لأسماء : جئتِ تزفّينّ بنت رسول الله ؟ قالت : إي والذي بعثك :قالت فدعا لي بدعاء أرجي عندي من جميع عملي .
وإنّ نساء قريش عَيَّرْنها بأنّ أباها زوجها من عائل لا مال له ، وفَشَا الخبر ، فرقى رسول الله منبره وقال:
«إنه لمّا أُسري بي قال لي الجليل (4) مَن تحبّ من خلقي ؟ قلت : أُحبّ الذي تحبّه ، فقال تعالى لي : فأَحِبَّ عليّاً وأَحِبّ من يحبّه وأحبّ من يحبّ من يحبّه، فخررت ساجداً فقال يا محمّد عليٌّ وليّي وخيرتي بعدك من خلقي، اخترته
ص: 143
لك فإنّه أنصح خلقي وأطوعهم [لك ] (1) فاتّخذه أخاً وخليفة ووصيّاً وزوّجه ابنتك ، وعلى نفسي حتمت أنّه لا يتولّى عليّاً وزوجته وذريتهما أحد من خلقي إلا رفعت لواءه إلى قائمة عرشي في جنّتي»(2) .
[ 32/150 ] - ولمّا كان صبيحة عرس فاطمة (علیها السلام) جاء النبي (صلّى الله عليه وآله و سلّم) بعُسٍّ (3) فيه لبن ، فقال لفاطمة (علیها السلام) : اشربي فداك أبوك ، وقال لعلي (علیه السلام) : اشرب فداك ابن عمّك (4) .
[33/151] - ولمّا كان يوم السقيفة ما كان، ثمّ منعوها، قالت:
«هذا أوّل غدرة وأقبح فجرة قاتلهما الله ، والله ما رعيا لحبيبي (5) إلّاً ولا ذمة». ثمّ لاثت خمارها وخرجت في لميمة من نساء قومها، الحسن من يمينها والحسين من يسارها فنيطت دونها ملاءة، ثمّ أنت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء،
ص: 144
ثمّ أمهلتهم حتى هدأَ حنينهم ثمّ حمدت الله وصلت على أبيها وآله وقالت :
(لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾ (1) الآية ، فإن تَعْزُوهُ تجدوه أبي دون نسائكم، وأخاً لابن عمّي دون رجالكم، فبلغ النذارة، (وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) (2) ، كلّما حَشُّوا ناراً للفتنة قذف أخاه عليّاً في لهواتها فلا ينكفئ حتّى يخمد لهبها ، وأنت يا أبا بكر والذين حولك فى رفاهِيّة، فلمّا اختار الله لنبيّه دار کرامته ظهرت حسكة (3) النفاق، ونبغ خامل [الأقلّين](4)، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه صارخاً بكم فألفاكم لدعوته مستجيبين، [ف] وسمتم غير إبلكم ، وأوردتموها غير شربكم.
هذا والعهد قريب، فكيف بكم وأنّى تؤفكون، هذا وكتاب الله بين أظهركم أزعمتم خوف الفتنة ؟! ﴿ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةُ بِالْكَافِرِينَ)(5) ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ ) (6) .
ثمّ أنتم أولاء تزعمون أن لا إرث لنا، (أفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ )(7) أفي [كتاب] (8) الله يا أبا بكر أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟ ( لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيَّا )(9) ، أفعلى عمدٍ تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟! إذ يقول : ﴿ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ
ص: 145
دَاوُدَ )(1) مع ما اقتصّ الله من خبر يحيى وزكريّا إذ قال: (فَهَبْ لِي مِن لدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ) (2) وقال: ﴿ وأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابٍ الله ) (3) وقال : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُم )(4) وقال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ )(5)وأنت تزعم أن لا إرث لي من أبي ؟!
أفخصّكم الله بآية أخرج أبي منها ؟!
أم تقولون : أهل ملّتين لا يتوارثان ؟!
أفلستُ وأبي من أهل ملة واحدة ؟!
جرأةً على قطيعة الرحم ونكث العهد، فدونكها (6) مخطومة مرحولة(7) تلقاك يوم حشرك ونشرك، فنعم الحَكَم الله والزعيم محمّد والموعد القيامة ، وعما قليل سوف تؤفكون.
ثمّ عطفت على قبر أبيها وبكت فكثر الباكي والباكية، ثم مالت إلى مجلس الأنصار فقالت :
«معشر البقية [أَ أُهضَمُ تراث أبي ] (8)، وأنتم بمرأى ومسمع ؟! فأنى نكتتم بعد الإيمان لقوم نكثوا أيمانهم، (أتَخْشَوْنَهُمْ فَالله أحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ ) (9) ، (قَاتِلُوهُمْ
ص: 146
يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ) (1) ، ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة منّي بالقُترَة لكم والخذلة التي خامرتكم (2)ولكنّها نَفْثَةُ الغيظ ومعذرة الحجّة».
فقالوا: يا ابنة رسول الله، لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لأبي بكر ما عدلنا بعليّ أحداً.
فقالت:«وهل ترك أبي لأحدٍ يوم غدير خمٍّ عُذراً ؟ ! ثم قالت: مات المعتمد ووهن العضد وشكواي إلى أبي وعدواي إلى ربّي (3).
[ 34/152] - ولما اشتدَّت علّة فاطمة اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار فقلن : كيف أصبحت عن ليلتك ؟
فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، فقبحاً لفُلُول الحدّ وخَوَر
ص: 147
القناة وخطل الرأي، ﴿ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ (1) ، استبدلوا الذُّنابي بالقوادم والعجز بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قوم ﴿ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً )(2) ، ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ) (3)، ﴿ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ (4)(5).
[35/153] - ولمّا حضرتها الوفاة قالت لعلي : أَمُنْفِذٌ أنت وصيّتي ؟
ص: 148
قال : نعم ، قالت : إذا أنا متُّ فادفنّي ليلاً ولا تؤذننّ أبا بكر وعمر (1).
[36/154] - وقال الباقر (علیه السلام): ما رئيت فاطمة (علیها السلام) ضاحكة منذ قُبِض النبي(صلّى الله عليه وآله وسلّم) حتّى قُبِضت(2).
[37/155] - وقد بكت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)حتى تأذّى أهل المدينة فقالوا : آذيتنا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء فتبكي (3).
ص: 149
[38/156] - فاستأذنا أن يعتذرا إليها فلمّا دخلا قالت : يا عتیق حملت الناس على أعناقنا ، اخرج فلا أكلّمك (1) أبداً حتّى ألقى رسول الله فأشكوكما إليه (2).
[ 39/157] - وقيل للرضا (علیه السلام): ما تقول في الرجلين ؟
قال : كانت لنا أُمّهة (3) بارّة خرجت من الدنيا وهي عليهما غضبى فنحن لا نرضى حتّى ترضى (4) .
ص: 150
[ 40/158] - وعن سلمى أم بني رافع (1): كنت عند فاطمة (علیها السلام) في شكواها ، فلمّا كان يوم وفاتها كانت أخفّ ما نراها ، اغتسلت كأشد ما رأيتها اغتسلت ، ثم قالت: أعطيني ثيابي هذه الجُدَد، فلبست ثمّ قالت: ضعي لي فراشي واستقبليني القبلة ،ثم قالت : إنّي فرغت من نفسي فلا أُكْشَفَنّ فإنّي مقبوضة الآن ، ثم توسَّدَتْ يدها اليُمنى فاستقبلت القبلة فقبضت ، فجاء علي (علیه السلام) ونحن نصيح، فقال: إذا والله لا تُكْشَفُ ، فاحتملت في ثيابها فغيبت(2).
[ 41/159] - وماتت بعد العصر وصلّوا عليها ليلاً فدُفنت بالبقيع ، وقيل في بيتها ،
ص: 151
[ 42/160] - وروي أن علياً (علیه السلام) رشّ أربعين قبراً ولم يَرُشَّ قبرها (3) ، فأمّا الثاني فقال : ما أُبالي أن لا أشهدها، وأما عتيق فوقف على جميع تلك المرشوشة فكبّر عليها .
[43/161] - وروي أنّها أنشدتهما بالله هل سمعا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: فاطمة بضعة منّي من أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني ؟
فقالا : اللّهم نعم .
قالت: فأُشهد الله ومن في الأرض فقد أسخطاني وما أرضياني .
فوضع أبو بكر يده على رأسه يقول : لهف أبي سلمى (4) ، فاطمة بنت رسول الله عَلَيَّ غضبانة.
فقالت: تبّاً لأُمّة ولَّوك أمورها.
وقال عمر: أنت شيخ خرفت، تجزع بغضب امرأة(5) .
ص: 152
[ 44/162] - ثم قالت : يا عليّ ، إن لي إليك حوائج ثلاثاً: إذا متُّ فتزوّج أُمامة فإنّها خالة ولدي والخالة والدة ، واعمل لي نعشاً فإنّي رأيت الملائكة البارحة يعملون لى نعشاً، ولا يصلّيان عليّ (1).
[ 45/163] - فلما دفنها عليٌّ (علیه السلام) ليلاً قالا: لولا أن يكون سُبَّة لنبشناها حتّى نصلّي عليها وندفنها، هذا كما استأثرتَ بغسل رسول الله دوننا، فقال: والله لقد أمرني رسول الله أن لا يُغَسِّله أحدٌ غيري ، فإنّه لا يرى عورته غيري إلّا عمي ، وقد أمرَتني أن لا تصلّيا عليها (2).
ص: 153
ص: 154
ص: 155
ص: 156
[ 1/164] - جمع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المهاجرين والأنصار ثم قال:
أيّها الناس، إن عليّاً أوّلكم إيماناً بالله ورسوله ، وأقدمكم في أمر الله ، وأوفاكم بعهد الله ، وأعلمكم بدين الله ، وأقسمكم بالسويّة، وأرحمكم بالرعيّة، وأفضلكم عند الله ، وأعظمكم عند الله مزيّة»(1).
ص: 157
[2/165] - ونزل جبرئيل (علیه السلام) على النبي(علیه السلام) بصحيفة لم يُنزِل الله من السماء قبلها الله ولا بعدها، فيها خواتيم من ذهب، وقال:«يا محمد [هذه ](1) وصيّتك إلى النجيب من أهلك عليّ بن أبي طالب (علیه السلام) ، فَمُرْه إِذا تُؤفِّيتَ أن يفكّ خاتماً ويعمل بما فیه ».
فلمّا أن قُبِض النبيّ فكّ أمير المؤمنين خاتماً ثم عَمِلَ بما فيه وما تعدّاه(2).
ثم دفع الصحيفة إلى الحسن (علیه السلام) ففكّ خاتماً وعمل بما فيه وما تعدّاه .
ودفعها إلى الحسين (علیه السلام) ففكّ خاتماً وعمل بما فيه وما تعدّاه، ووجد فيه أن: «اخرج بقوم إلى الشهادة ولا شهادة لهم إلا معك ، وَاشْرِ (3) نفسك لله»، فعمل بما فيه وما تعدّاه .
ثم دفعها إلى رجل من بعده ففكّ خاتماً ثم وجد فيه [ أن ]: «أطرق واصمت والتزم بيتك ﴿ وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )(4) .
ثم دفعها إلى رجل من بعده ففكّ خاتماً فوجد فيه [أن]: حدّث الناس وفقّههُم وانشر علم آبائك»، فعمل بما فيه وما تعدّاه .
ثم دفعها إلى رجل من بعده ففكّ خاتماً فوجد فيه أن: حدّث الناس وأفتهم وصدّق آباءك ولا تخافنّ أحداً إلا الله فإنّك في حرزٍ من الله وضمان ، ومُر بدفعها
ص: 158
إلى من بعدك ويدفعها من بعدك إلى من بعده إلى يوم القيامة (1) . »
[3/166] - وجاء أهل نجران إلى عليّ (علیه السلام) فقالوا : خَطَّ يدك وإملاء رسول الله فقال: «لو قد استوت قدماي لغيرت أشياء » (2) .
ص: 159
[ 4/167] - وقال الأصبغ(1): مَرَرْنا بأُناس من بني تغلب في طريق المدائن، فقالوا: ألا تنزل، فنزل فصنعوا له طعاماً فأكل منه، ثمّ قال: إن أدالني الله وثبتت قدماي لتدخلن في الإسلام أو لأضربن أعناقكم ولأقتلنّ مقاتلتكم ولأسبين ذراريكم.
:قالوا لِمَ؟ قال: لأنّكم أتيتم رسول الله فعاهدتموه وكتب إلى كاتبه على أن أَقرَّكُمْ على دينكم على أن لا تنصّروا أولادكم ولا تمنعوا صدقاتكم ولا تظاهروا على المسلمين ، وقد صنعتم أبناءكم في النصرانيّة ومنعتم صدقاتكم وظاهرتم على المسلمين (2) .
ص: 160
[5/168] - عن أبي الهواء (1) : اشترى عليٌ (علیه السلام) مني قميصين فطرحهما بين يدي غلامه فقال له : اختر ، فاختار الغلام أحدهما فلبسه ولبس هو الآخر.
وقال: «الحمد للهِ الَّذِي كَسَاني ما أُوارِي به عَورَتي وأتجمّل به في خَلْقه».
وقال لي : اقطع ما فضل من طول يدي وقطّع ما طلع من أطراف أصابعه، فقلت : ألا أكفّه ؟
قال لا ، الأمر أسرع من ذلك. وإنّه كان يخطب وإنّ هُدب (2) الثوب على (3) كفّه(4).
ص: 161
[6/169] - وعن الحسن الصيقل(1): أراني الصادق (علیه السلام) قميص أمير المؤمنين (علیه السلام) الذي ضُرِبَ فيه، وهو(2) في سفط فأخرجه ينشره فإذا هو قميص كرابيس يشبه السنبلانيّ ، وإذا مُوَضَّع الجيب إلى الأرض (3)، وأثر دم، دم شبه اللبن شبه شطب السيف.
فقال : هذا قميص أمير المؤمنين الذي ضُرِب فيه وهذا أثر دمه، فشبرت بدنه فإذا هو ستة أشبار، وشبرتُ أسفله فإذا هو اثنا عشر شبراً (4).
ص: 162
[ 7/170] - وعن [فرّوخ مولى لبني] (1) الأشتر : كنت في صغري أجيء إلى علي (علیه السلام) في المسجد وأنظر إلى وجهه ولا أطيق فراقه ، ولا يأخذني النوم في الليل، وأخرج بالبُكرة إليه وأقعد أنظر إليه، فخرج من المسجد ومعه قنبر وأنا أعدو خلفه إلى أن أتى السوق، فقال لمن يبيع القميص : تعرفني ؟ فقال : نعم ، فما اشترى منه ، فأتى آخر فقال له : تعرفني ؟ قال : لا ، قال : يعني قميص كرابيس بدرهمين وقميصاً بثلاثة دراهم، فباعهما منه، فقال لقنبر : [خذ ] هذا القميص الذي اشتريته بثلاثة دراهم، فقال قنبر: أنت أولى به فإنّك تخطب ويأتيك الوفد ، فقال : أنت شاب، فأعطاه ولبس علي (علیه السلام) الذي اشتراه بدرهمين.
فلما جاء أُستاذه حدّثه الغلام بذلك فحمل الدراهم وخرج خلفه فقال يا أمير المؤمنين ، إن غلامي لم يعرفك فهاك الدراهم، فأبى(علیه السلام) أن يأخذها وقال : إنّما نشتري بأموالنا لا بأدياننا(2).
[8/171] - وخطب وعليه إزار كرابيس مرقوع بصوف، فقيل له تلبس هذا الثوب ؟ فقال : يخشع له القلب ويقتدي به المؤمن ويذهب الكبر (3)، إن الله جعلني إماماً لخلقه وفرض علَيّ التقدير في نفسي ومطعمي وملبسي كضعفاء الناس
ص: 163
حتى لا يتبيّغ بالفقير فقره ولا يطغي الغنيّ غناه (1) .
[9/172] - عن رجل من ثقيف: خرجت عند الظهر فلم أجد عنده حاجباً يحجبني دونه، ووجدته جالساً وعنده قدح وكوز فيه ماء، فدعا بِجِراب وعليه خاتم، فكسر فإذا فيه سويق، فأخرج منه فصبّ في القدح وصبّ عليه ماءاً فشرب و سقاني ، وقال لي : أَخْتِمُ عليه لا بخلاً ولكن أخاف أن يفنى فيوضَعُ فيه من غيره وحفظي لذلك، وأكره أن أُدخل بطني إلا طيّباً (2).
[10/173] - وكان أيّام صفّين يدأب في صلاته ، فدخل عليه مالك بن الحارث(3)
ص: 164
فإذا بين يديه كسيرات خبز شعیر (1) يابسة ، وبين يديه كوز وجعل يلوك تلك الكسيرات، فبكى [مالك ](2) ، فقال : أنت مع ما أصابك من التعب والنَّصَب يكون هذا غذاؤك !
فوضع يده على رأسه وقال: خابت هذه، ووضع يده على لحيته وقال: خَسِرَت هذه أن تعصي ربها لقوت وهذا يكفيها، ثم أنشأ يقول:
عَلَّل النفس بالقُنُوع وإلا *** طلبت منكَ فوق ما يكفيها (3)
أنتَ ما عِشتَ طولَ عُمرِك ما *** عُمّرتَ كالساعة التي أنتَ فيها (4)
ثمّ يدأب في صلاته ، فقال له مالك: العدوُّ في مائة ألف يريد الذي فيه عيناك ، فانفتل من صلاته وأنشأ يقول:
اصْبِرْ على مَضَضِ الإِدلاج والسَّحرِ (5) *** وفي الرَّواح على الحاجاتِ والبُكُرِ
لا تَضجرنَّ ولا يُعْجِزك مطلبها *** فالنُّجحُ يُتلِف بين العَجزِ والضَّجر
إنّي رأيتُ وفي الأيّام تجربة *** للصَّبْرِ عاقبةً محمودةَ الأَثَر
وقَلّ من جَدَّ في أمر يُطالبه *** واسْتَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلَّا فاز بالظُّفَرِ (1)
يا مالك ، إنّ للموت علامات إذا حلّ لم يفنا (2)على ذي لُبِّ وإِن طَوَّلَ المدَّة، [و] إِنَّ حِصْنَ الآجال لا يخرقه الرجال ولا العُدّة.
[ 11/174 ] - وكان عليّ (علیه السلام) يغمر الخبز في الماء وينثر عليه الملح فيأكله، وإنّه لينحر الجزور فيطعمه إيّاهم ويخلو في بيت فيأكل الخبز والزيت.
[12/175 ] - وأناه سويد بن غفلة (3) فوجد على الأرض كِسَراً ملقاة وفي حجره دلو يخرزه (4) فيتناول فينهشها ويضع ما في يده، ثمّ يقبل على الدلو فيخرزه ويمضغ ما في فيه، فلمّا رأيته استضحكت .
قال : ما الذي أضحكك ؟
قلت: سمعت المنافقين يقولون : إنّه ينحر الجزور فيخلوا بأطائبها ويقول: أُوثرهم على نفسي.
قال : فما اكْتَرَثَ (5) مقالَتَهُم شيئاً ، ثم قال : فَوْرَةٌ(6) بما سكَّنتَها سَكَنَتْ .
ص: 166
فقلت : يا فضّة، ألا تتّقين الله في هذا الشيخ ؟! ألا تنخلين له الطعام ؟!
فقالت: هو يأمرنا أن لا نفعل فلا نُؤْجَر.
ثمّ قلت : [ ألا ننخل ](1) هذا الشعير وهذه النخالة في طعامك ؟ فما أجابني إلّا وعيناه مغرورقتان بمائها، ثمّ قال: بنفسي من لم يشبع من خبز برّ ثلاثا .
[13/176 ] - ودخلتُ عليه مرّة أخرى وبين يديه لبن حازِر (2) أجد حموضته، وبیده قرص شعیر یکسره ويبلّه باللبن فيأكله وإذا أعياه كسره بركبتيه ، وقال : ما أُبالى بما سددت به فورة الجوع (3).
[ 14/177 ] - قال الحارث بن الأعور الهمدانيّ : إني كنت معه في أول ليلة من شهر رمضان، فلمّا أن صلّى العصر خرج وأنا معه حتّى أتى موضع الطعام، فأمر بذلك، فلما صلّى المغرب وانصرف دخل الناس ووضع الطعام والأخاوين (4) فلم يزل
ص: 167
قائماً حتّى فرغ الناس ، ثمّ يقول : اغرفوا لهؤلاء ، زيدوا لِهؤلاء ، فلمّا فرغوا قال: يا حارث، انصرف بنا حتّى نتعشّى، فجاء حتّى دخل ثم دعا بالعشاء فأُتي بقصعة فيها خلّ وزيت، فقلت: ليس لحم ؟ فتبسم ثمّ قال: يا جاريةُ اذهبي إلى بيت الحسن فانظري تجدين [قصعة ] مَلأَى لحماً، فجاءت بقصعة فيها لحم فأكلتُ وما أكل عليّ (علیه السلام)، ففرغنا.
وأذّن للعشاء فنادى يا قنبر، فمرّ قدّامه حتّى فتح الباب ودخل وصلّى بالناس ثمّ رجع وأنا معه، فلم يزل قائماً وراكعاً وساجداً، وصلّيت أنا ونمتُ ما شاء الله .
فلمّا أذّن بالغداة قال صوتاً واحداً يا قنبر، فجاء يمشي قدّامه حتّى فتح الباب ودخل فصلّی بالناس ثمّ رجع وأنا معه، وجلس للناس حتّى ارتفع النهار، فدخل وتوضّأ ثم قام يصلّي حتى أذّن بالظهر ، قال صوتاً واحداً يا قنبر، فجاء يمشي قدّامه حتى صلّى بالناس الظهر ثمّ العصر، ثمّ أمر وأن يُهَيَّأ الطعام وصلّى المغرب فأطعم للناس هكذا، فأقمت سبعة أيام ما ذاق لحماً ولا نام فيهنّ ساعة، فلمّا أردت الانصراف قال : زوّدوا حارثاً ممّا عندكم .
[ 15/178] - ودخل عليه رجل يوماً بعد غروب الشمس فجاء الغلام من السوق ومعه دستجة (1) من البقل، فوضع أرغفة على الخوان وفرّق البقلَ بينها، وسكرجة من الخلّ وشيئاً من ملح جريش، وحمل الخوان بيده و وضعه بين يديه وقال : هلمّ إلى العشاء .
فقال : يا عليّ أرى هذا عشاءك وفي الرَّحَبَةِ ما فيها !!
فوضع يده على بطنه وقال : ليبيتنّ لما ربا ممّا فيها (2).
[179/16] - وأُتي بالفالوذج فأدخل إصبعه فيه فتلمّظ ثم أمر برفعه وقال : أكره
ص: 168
أن أُعوّد نفسي ما لم تَعْتَده.
وقال : هذا حلال ولكنّي أكره أن آكل طعاماً لا يأكله رسول الله.
ثمّ قال : على هذا تقاتَل الناس أكره أن أعود نفسي ما لم أُعَوِّدها (1).
[ 17/180] - وكان عليّ (علیه السلام) يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة، وكان زين العابدين (علیه السلام) أقرب شبها به ، وما أطاق أحدٌ عمله(2) .
[18/181] - وعن محمد بن المنكدر(3): سمعت أنَساً يقول : نزل : ﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ
ص: 169
آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً ) (1) في عليّ ، فأتيته لأنظر إلى عبادته، لقد أتيته وقت المغرب [وهو ] يصلّي بالناس ، فلمّا فرغ جلس في التعقيب إلى صلاة العشاء الآخرة، ثمّ دخل منزله ودخلت معه فوجدته طول الليل يصلّي ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلّى بالناس الفجر، ثمّ جلس في التعقيب إلى أن طلعت الشمس، ثمّ قصد الناس وكان يقضي بين الرجلين فإذا فرغا يقضي بين آخر وخصمه إلى أن زالت الشمس، فجدّد الوضوء ثمّ صلّى بأصحابه الظهر ثمّ قعد في التعقيب إلى أن صلّى بهم العصر، ثمّ أتاه الناس فجعل يقوم رجلان ويقعد آخران يقضي بينهم ويفتيهم إلى أن غابت الشمس فقلت : أُشهد أنّ هذه الآية نزلت فيه (2).
[19/182 ] - ولمّا قُتِل عثمان أخذ طلحة مفاتيح بيت المال وكان لا يشكّ أنّه صاحب الأمر ، وأتى الناس عليّاً (علیه السلام)وأبوا إلّا أن يبايعوه وأقسموا أن لا نصرفها إلى غيرك ، ثمّ بايعوا وبايع طلحة والزبير فيمن بايع، فأرسل إلى طلحة أن ابعث بمفتاح بيت المال ، فأبى، فأمر علي (علیه السلام) فكُسِرَ ثم قسّم ما فيه بين المسلمين ،وكتب لطلحة عهداً على الشام وللزبير على العراق، فقالا : وصل قرابتنا وشكراه ، وأُخبر عليّ (علیه السلام) بذلك فقال : ظنّا أنّ هذا محاباة منّى لهما واستردّ العهدين فغضبا
ص: 170
واستأذناه في العمرة وعائشة بمكّة، فأذن لهما وعلم أنّهما يغدران ، فأقسما، وصنعا ما صنعا (1).
[20/183] - ولمّا قدم الكوفة أقبل قوم إليه في نصف النهار فتخَيَّلوا أنه نائم، فخرجت إليهم جارية وقالت : إنّ أمير المؤمنين لا يخفى عن أحد، فقال واحد [ منهم ]: دَخَلْتُ الكُوفَة والحمد لله ، فسجد شكراً للّه، فلمّا رفع رأسه قال ما منعک من الدخول ؟ قال : ظننتك نائماً ، قال : لقد أسأت بي الظنون، إنِّي إن نُمت بالنهار لقد قَصِّرتُ فى أمر الرعيّة وإن نمتُ بالليل لقد قصّرت في أمر نفسي.
[21/184] - وقال أبو الدرداء: ألا أُخبركم بأقلّ الناس مالاً وأكثرهم ورعاً وأشدّهم اجتهاداً في العبادة ؟ هو علي (علیه السلام)؛ لقد شهدته يقول بصوتٍ حزين ونغمة شجيّة :
«إلهي كم من موبقة حملت عني ....» إلى آخره.
ثمّ ركع ركعات في جوف الليل ثمّ فزع إلى الدعاء والبكاء.
وقال:
«إلهي، أذكرُ عفوك فَتَهُونُ علي خطيئتي ، ثمّ أذكرُ العظيم من أخذك فتعظُّمُ على بليّتي».
ثم قال :
«آه ، إن أنا قرأت في الصحف سيّئة أنا ناسيها وأنت محصيها، فيقول: خذوه، فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلتُهُ، ترحمه الملائكة إذا أُذن فيه بالنداء ، آه من نار تنضج الأكبادَ والكُلى، آه من نار [ نزّاعة للشّوى، آه من
ص: 171
غمرة ملهبات لظى](1) .
ثم أخذ (2) في البكاء فلم أسمع [له] (3) حسّاً، فأتيته فإذا هو كالخشبة المُلقاة فحركته فلم يتحرّك ، فقلت : مات عليٌ ونعيته إلى أهله، فقالوا: هي الغِشية التي تأخذه من خشية الله.
ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق فقلتُ : ممّ بكاؤك ؟ قال : فكيف لو رأيتني وقد دُعِي بي إلى الحساب، وأيقن أهلُ الجرائم بالعذاب، واحتَوَشَتهم (4) ملائكة غلاظ وزبانية أفظاظ(5)(6).
[22/185 ] - وكان إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه حتّى يُعرف ذلك في وجهه. وكان يعمل عمل رجل كأنّه نظر إلى أهل الجنة والنار.
وكان يغتسل في الليلة الباردة ليتجلّد لا ليتنظّف (7).
ص: 172
[23/186] - قال علي (علیه السلام) لفاطمة (علیها السلام) يوماً : [إنّي ] لَأَجِدُ صداع رأسي من خلاء بطني.
قالت : وجّه إلينا رسول الله تمرة فوزعتها بين الحسن والحسين (علیهما السلام).
قال : فخرجت إلى الصعدات، قال يهوديّ - ظنّني أعرابياً بدوياً : هل تكريني نفسك وتستقي لي من هذا البئر دلاء أجعل لك من كل دلو تمرتين، فاستقيت دلاء حتّى ملأت كفّي ، ثم أتيت إلى رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلّم) وإلى فاطمة (علیها السلام) فأطعمتُهم ، فقال رسول الله (صلّی الله علیه وآله و سلّم) : من أين لك ؟ فأريته يدي وهي تشخب دماً .
فقال: يا علي، ألا يسرّك أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟ قلتُ: رضيتُ.
[ 24/187] - وإن عليّاً (علیه السلام) أعتق ألف رقبة من كلّ يده (1).
ص: 173
[ 25/188] - وإنه عمل حتّى دبرت كفّاه .
[26/189] - وحفر عيناً بيده ، فلمّا انفجرت تصدّق بها.
[27/190] - وقال أبو عبد الله (علیه السلام) : طعام علي (علیه السلام)كان الخبز والزيت (1) ، ولقد أعتق ألف مملوك أسماؤهم عندي (2).
[28/191] - وتصدّق بالحائط فيه ثلاثون ألف عذق وكتب : هذا ما تصدّق به عليّ ابن أبي طالب ليصرف الله عن وجهه حرّ جهنّم يوم القيامة .
[29/192] - وكان يغرس الأشجار ويكري الأنهار ويبيع شيئاً منها ويعتق منها المماليك .
[30/193] - ورآه رجل يبكي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مالك تبكي ؟
قال : لم يأتني ضيف منذ سبعة أيام، فأخاف أنّ ربّي أهانني(3).
ص: 174
[31/194] - وكان يكرم الضيف ويكسب لهم، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله و سلّم): «إنّ ضيفك - يا علي - وضيفي ضيف الله ، وما كان الله ليضيع ضيفه» .
وقال
الجودُ مِنَّا وفينا لا يُزايلُنا *** حتَّى يُفَرَّق بينَ الرُّوح والجسدِ
مَن شاءَ ينزلُ فينا غيرَ مُحْتَشَمٍ *** والضَّيفُ فينا كبعض الأَهْلِ والوَلَدِ
[32/195 ] - وأُهدي له رأس شاة فقال : إنّ فلاناً أحوج إليه ، فبعث به إليه، فلم يزل يبعث واحد بعد واحد حتّى تداوله سبعة رجال ورجع إلى الأوّل، فنزل: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةُ ) (1) (2).
[33/196] - وكان عنده أربعة دراهم، فأعطى درهماً ،بالليل ودرهماً بالنهار، ودرهماً في السرّ ، ودرهماً في العلانية، فنزلت: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلَانِيَةً ) الآية (3)(4).
[ 34/197] - ووقف سائل على أمير المؤمنين (علیه السلام) في شهر رمضان وقد رفع
ص: 175
الطعام ، فقال علي (علیه السلام): صنع الله له ، فلحظ إلى السماء بطرفه .
فقال عليّ (علیه السلام): يا قنبر، أعطه مائة درهم،
فقال قنبر : يسألك بسدّ جَوْعَةٍ.
قال: مُرّ وأعطه مائتي درهم قلت: أُعطيه [ مانتين ]؟!
قال : أعطه ثلاثمائة .
قال: فقلت : ليتني لم أسألك في أمره.
قال: امض وأعطه أربعمائة .
ثمّ قال علي (علیه السلام) : تدري بما قال الفقير لمّا دعوت له أوّلاً؟ قال : إلهي قد دعاك من لا يُحجَبُ دعاؤه فاستجب دعاءه، فما استتمّ دعاءه حتى سمعت منادياً من الهواء يقول : أعطه أربعمائة درهم فقد أجرينا رزقه على يدك، وقد وهبنا لك ذنوب كلّ من صلّى عليك.
[35/198] - وكانت له ضيعة استخرجها فجاءهُ يهوديّ من خيبر واشتراها بستّة آلاف دينار، فقسّم المال قبل أن يقوم من مجلسه ، وقال : إنّي لأستحيي من الله أن يكون ذنب أعظم من عفوي أو جهل أعظم من علمي أو خلّة لا يسدّها جودي (1).
[36/199] - وأتاه رجل فقال : لي حاجة ، فقال : اكتبها في الأرض فإنّي أكره أن أرى أثر الضُرّ على وجهك.
فكتب : [أنا ](2) فقير محتاج، فأعطاه مائة دينار .
قالوا له: أغنيته.
قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم) يقول :« أنزلوا الناس منازلهم» .
ص: 176
ثم قال: إنّي لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم كيف لا يشترون الأحرار بأموالهم(1).
[ 37/200] - وجاءه الحارث بن الأعور فقال: لي حاجة، فأطفأ السراج ، فقال: ولم ذلك ؟ قال : لِأَن لا أرى ذلّ المسألة في وجهك، فإنّي سمعت رسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلّم) يقول :
«الفقر أمان وكتمانه عبادة (2)، من أفشاه إلى أخيه فستر عليه ستر الله عليه عيوبه ومَحَا عنه ذنوبه وكتبه في ديوان الصدّيقين».
[38/201] - قال جابر: رأيته وقد خلع الحِذاء من رجليه فدفعه إلى أعرابي، فقلت: (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) (3)، ورجع إلى منزله وقد بعث إليه ببردين فقال: عوّدنا الله أن ينعم علينا وعوّدناه أن ننعم على عباده ؛ من قطع العادة منع المادّة(4).
ص: 177
من يبخل ذلّ ، ومن جاد ساد (1).
[39/202] - وكان عمرو بن عمير الثقفي نديماً لأبي طالب يتبرد عنده أيام الحرّ،فلمّا أتى الإسلام شُغِلَ أبو طالب عن الخروج إلى ولايته متشاغلاً برسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلّم) ، وبقى عمرو إلى خلافة علي (علیه السلام) وقد تفرّق ماله فقالت له :زوجته أتدري من الخليفة ؟ إنّه علي بن أبي طالب، أبوه صديقك الذي كان يصيف عندك ، فلو أتيته .
فقال : مالي قوّة سفر ولا قوة ذات يد.
قالت : أمّا قوّة ذات يد فإنّ لي قلادتين فخذهما واستعن بهما على سفرك ، وأمّا السفر فتجلّد وتكلّف للأذى عسى أن يفيدنا خيراً.
فظعن(2) الشيخ ، فلما دخل قال علي (علیه السلام): من الرجل ؟
قال عمرو بن عمير .
:قال مرحباً وأهلاً فأنت العمّ والوالد فأجلسه معه على عباءة له قطوانية وأقبل عليه .
ص: 178
فقال : كيف أنت وحالك ؟
فقال : ضعف منّي ما كان قويّاً وقوي منّي ما كان ضعيفاً، وأجمت النساء وكُنَّ الشقاء (1)، وفقدت المُطْعِم وكان المُنْعِم ، وذهب لهوي وبقي سَهْوِي ، وثَقُلْتُ على الأرض وتقارب بعضي من بعضي، فنومي سُبات وسمعي خُفات وعقلي تارات، وعينا أمير المؤمنين(علیه السلام) تدمعان ، ثم قام ودخل بيت مال المسلمين فإذا له فيه أربعة دراهم، فأخرجها إليه فقال : هذا حقك في بيت المال، وسأل أهل بيته وجمع له عشرين ألف درهم، ثم أتاه بها فقال: هذه صلة أهل بيتي، وما لعلي في هذا إلا درهمان .
ثم قال: لو أنّ بني عبد المطّلب أعطوا عَمْراً ما طلعت عليه الشمس ما كافؤوه (2).
[40/203] - وكان علي (علیه السلام) لا يطمع القويُّ في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله (3)، حتّى أن عقيلاً أخاه قدم عليه بالكوفة يسأله، فقال علي (علیه السلام) لابنه : اكْسُ عمّك، فكساه قميصاً ورداء، فلمّا حضر العشاء دعا به عليّ فإذا هو خبز وملح.
فقال عقيل : ليس إلّا ما أرى ؟
قال : أوليس هذا من نعم الله ؟
ص: 179
قال : أعطني ما أقضي به ديني فعَلَيّ مائة ألف.
قال له: ما أملكها ولكن اصبر حتّى يخرج عطائي فأُقاسمكه، ولولا أنّه لابد للعيال من شيء لأعطيتك كله.
قال عقیل: بيت المال في يدك .
فقال: ما أنا وأنت فيه إلّا بمنزلة رجل من المسلمين.
وكانا فوق قصر الإمارة مشرِفَين على صناديق أهل السوق.
فقال: إن أبيت يا أبا يزيد ما أقول لك فَانْزِلْ إلى بعض الصناديق واكسر قفله فخذ ما فيه.
قال : وما فيها ؟
قال : أموال التجّار.
قال: تأمرني أن أكسر صناديق قوم قد توكّلوا على الله ؟!
فقال له: أتأمرني أن أفتح بيت مال المسلمين فأعطيك أموالهم وقد توكّلوا على الله ؟!
قال : ائذن لي أن أخرج إلى معاوية.
قال : قد أذنتُ .
قال : فأعنّي على سفري، فأعطاه أربعمائة درهم من عطائه(1).
فلمّا سمع معاوية بقدوم عقيل أمر الناس أن يتلقّوه ، فخرج معاوية والناس معه حتّى لقوا عقيلاً فسلّم عليه (2) وظن أنه جاء طاعناً على علي (علیه السلام).
ص: 180
قال: كيف رأيت عليّاً وأصحابه ؟
قال : كأنهم أصحاب رسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلّم) يوم بدر إلا أنّي لم أر رسول الله معهم .
قال : كيف تراني وأصحابي ؟
قال : كأنّهم أصحاب أبي سفيان يوم أُحد إلّا أنّي لا أرى أبا سفيان، فما راجعه الكلام.
ثمّ أذن للناس وأجلس الضحّاك بن قيس (1) معه على السرير وأمر بكرسيّ فَوَضَع عليه قدميه ثمّ أذن لعقيل ، والمجلس غاصٌ بأهله، فقال: يا معاوية، ارفع رجليك عن الكرسي، فرفعهما وقعد عليه عقيل وقال : يا معاوية (2)، من هذا الذي قعد على السرير ؟
قال: الضحاك بن قيس الفهريّ.
قال عقيل : هذا الذي كان أبوه يخصي بهائمنا بالأبطح.
وأقعد من الغد أبا موسى الأشعريّ معه على السرير وقعد على هيئته واضعاً قدميه على كرسيّ، ودخل عقيل وقال يا معاوية ارفع رجليك ، فرفعهما وقعد عليه، فقال: من هذا الذي معك على السرير ؟
فقال : عبد الله بن قيس.
قال عقيل : من كانت كانت أُمّه لَمُطَيِّبةَ المَراقِّ (3).
ص: 181
ثم لمّا كان اليوم الثالث قال لعمرو بن العاص، تقعد معي على السرير، قال:
إِنَّ السَّرِيرَ عَلَيَّ غَيْرُ مُسَلّمٍ *** ما دامَ عِنْدَكَ بالبلادِ عَقِيلُ
ثم إن معاوية أمر لعقيل بمائة ألف درهم، وقال: كيف رأيتني وأخاك ؟
قال: فأمّا علي فخير لنفسه منه لي ،وأمّا أنت فخير لي منك لنفسك .
فقال : دع هذا أين ترى عمّك أبا لهب ؟
فقال : إذا دخلت جهنّم تجده مفترشاً عمّتك.
قال معاوية : يا أهل الشام ، هذا ابن أخي أبي لهب.
فقال عقيل: وهذا ابن أخي أُمّ جميل حمّالة الحطب، فتمثّل معاوية :
وَإِنَّ سَفاة الشيخ لا حِلْمَ بَعْدَهُ *** وإِنَّ الفَتى بَعْدَ السَّفاهةِ يَحْلُمُ
فقال :عقیل
إِنَّ السَّفاهَةَ قِدْماً مِن خَلائِقِكُمْ *** لا قَدَّسَ اللهُ أَرْواحَ المَلاعِينِ
قال معاوية: واحدة بواحدة والبادئُ أظلم(1).
[41/204] - وسأل عليّاً (علیه السلام) مولى له مالاً ، فقال : أُواسيك إذا خرج عطائي ، فخرج إلى معاوية فأعطاه مالاً ، فأخبر عليّ (علیه السلام) بما نال، فكتب إليه :
ص: 182
«إن ما في يدك من الدنيا قد كان له أهل قبلك، وصائر إلى أهل بعدك، وإنّما لك منها ما مهّدت لنفسك، وأنت جامع لها لمن عمل فيه بطاعة الله فيسعد بما شقيت به، وإن عمل فيه بمعصية الله فأعنته عليها ، فارج لمن مضى رحمة الله ، وثق لمن بقي برزق الله ، واجهد بأن لا تكون أشقى الثلاثة » (1).
[42/205] - وكان يوماً قاعداً فأتاه شاب وشيخ يسألانه شيئاً من الصدقة ، فأعطى الشيخ شيئاً وأعطى الشابّ ضعفيه، فقيل فيه ، قال : هذا الشاب أرحمه مخافة أن لا يجد ما ينفقه على نفسه فيسرق فتقطع يده .
[43/206] - وجاء ته سائلة فأعطاها أربعمائة درهم ، فقيل له في ذلك ، فقال : إنّما نظرتُ إلى جمالها فخشيت أن يُفْتَتَنَ بها ، فأحببت أن أُغنيها، وعسى أن يرغب فيها رجل فيتزوَّجها.
[ 44/207] - وعن كهمس بن أبي أُميّة ، قال : إني دخلت على علي (علیه السلام) في يوم شاة(2) وعليه شَمْل قطيفة .
فقلت : أنت خليفة الله وابنّ رسول الله ، ألا تلبس من الثياب ما يدفئك ؟! قال : لا والله ما أَرْزَاُ من أموالكم شيئاً وما هو إلا شمل قطيفتي التي جئت بها من المدينة (3).
ص: 183
[45/208] - وكان طلحة والزبير يقولان : ليس لعلي مال ، فأمر وكلاءه أن يجمعوا غلّة الضيعة فكانت مائة ألف ، فقال للوكلاء احملوها، فَأَتَوْهُ بها فنثرها في الأرض الواسعة ، ثم دعا بطلحة والزبير فقال لهما : هذا المال ليس لأحد فيه شيء ، وكانوا إذا قال صدّقوه، فخرجا يقولان : إن لعلي مالاً ، ثم قال علي (علیه السلام) للوكلاء: اصرفوها حيث كنتم تصرفونها (1).
[46/209] - وكان إذا أُتي بالمال جعله في بيت المال حتّى يصبح ، فإذا أصبح دعا برؤوس الأرباع فقال : اقْسِمُوا بين أصحابكم، فجاءه متاع فأمرهم أن يَقْسِمُوه، ثمّ دخل بيت المال فخرج وعلى عاتقه حبال وجرب وبعضها في يده يجرها، فقال: ها أقسموها :
هذا جِنايَ وخِيَارُه فِيه *** إِذ كُلُّ جَانٍ يَدُهُ إِلَى فِيهِ (2)
[47/210] - ورأى حلساً مطروحاً ، فقال : ما هذا؟
ص: 184
فقالوا : ليس في البيت شيء ، فإذا جاءك مال يطرح عليه .
فقال : أليس هو منه ؟
قالوا: بلى، فأخذه فباعه بسبعة دراهم ثمّ طرحها فيه (1) فقسّمه بين المسلمين، ثم دخل يصلّي فاطّلع الأشعث فرآه يصلي، فقال: إنّ صاحبكم خير الناس وإنّه لمجنون ؛ فرّق هذا المال ولم يأخذ لنفسه شيئاً.
[48/211] - وعن سلامة التيميّ (2): إنه ذهب إلى السوق فرأى عليّاً (علیه السلام) قد خرج من القصر فَاتَّبَعه فرآه يأمر بالعدل والإحسان والوفاء، حتّى إذا انتصف النهار جاء ودخل القصر، ثمّ مال إلى بيت المال فدخله فقال لصوّانه : اصطلحوا على أن لا يبقى من الغد فيه بيضاء ولا صفراء ، ثمّ يقول : غُرّي غيري (3).
[49/212] - وقال علي بن أبي رافع (4): كان في بيت المال عِقد لؤلؤ وكنت عليه ، فأرسلت إليّ بنت لعلي (علیه السلام) أن تُعِيْرَنيَهُ للتجمّل فى أيام الأضحى، فأرسلته إليها وقلت : عاريّة مضمونة مردودة؟ قالت : نعم، فرآه علي (علیه السلام)، فقال : من أين صار إليك هذا العقد ؟
قالت: استعرته بعارية مضمونة ثم أردّه.
فقال لابن أبي رافع: أتخون المسلمين ؟
فقلت: معاذ الله.
فقال : كيف أعرت بغير إذنى ورضاء المسلمين ؟! فقبضه منها وردّه إلى بيت
ص: 185
المال، وقال لي: إن عُدت لمثله تنالك عقوبتي(1).
[50/213 ] - وأتاه عسل وسمن ووضعا في الرَّحَبَة حتى يقسَّما بين المسلمين ،فاحتاجت بنتٌ لعلي (علیه السلام) إلى شيء منه ، فبعثت إلى الموكَّل بقصعة وقالت : املأها منه ، فإذا قسّم نردّ من نصيبنا ذلك القَدر، فدخل عليّ (علیه السلام) ونظر إلى نِحْيٍ نَقَصَ منه شيء، فقال: ما هذا ؟ فقال الموكّل: أقرضته إلى أن يخرج شيء فنردّ مكانه، فغضب وقال : لا تأخذ شيئاً إلا مع الناس ، وأمر حتّى اشتريت مثله فرددتُه مكانه .
[ 51/214 ] - وقال الشعبيّ(2): دخلت الرحبة وأنا غلام فإذا عليّ (علیه السلام) قائم على المال ذهب وفضّة ومعه مِخْفَقَة يطرد الصبيان، ثمّ قسّم المال ولم يرجع إلى بيته بشيء منه ، فرجعت إلى أبي وحدّثته به ، فقال : هو خير الناس (3).
[52/215] - وقال زاذان (4): رأيت عليّاً (علیه السلام) يأتيه الطعام فيقسمه بالجريب، فإذا خشي أن يعجز قسّمه بالقفيز، فإذا خشي أن يعجز قسّمه بالرَّبع(5)، وإذا خاف
ص: 186
أن يعجز قسم بكفّه هاء هاء هاء (1).
[53/216] - وجاءه عسل فأمر بالعرفاء (2) حتّى يأتوا باليتامى، وأمكنهم من رؤوس الأزقاق يلعقونها ويقسم للناس قدحاً قدحاً (3).
[ 54/217] - واستعمل رجلاً من بني أسد فلمّا قضى عمله قال: إن قوماً كانوا يهدون لي لم يكن يهدون إليّ قبل ذلك فاجتمع عندي مال فها هو ذا، فإن كان حلالاً ،أكلته، وإن كان غير ذلك فقد أتيت به.
قال : لو أمسكته كان غُلُولاً ، فقبضه منه وجعله في بيت المال(4).
[55/218] - وكان علي (علیه السلام) إذا عجز أهل الخراج عن الدراهم أخذ منهم الحبال والأوتاد وكل جنس من المتاع حتى السكاكين والمسالّ (5)، ويقسم ما في بيت المال حتّى العطر يقسّمه بين نسائهم.
ص: 187
[56/219] - وأنته امرأة وقالت : أنا صُلْبِيّة وهذه السوداء مولاة فلم تُفضّلني عليها في العطاء !! قال : لقد قرأت ما بين اللوحين فلم أَرَ لولد إسماعيل على ولد إسحاق (1) من فضل، ثم أخذ كفّاً من التراب ثم جعله نصفين فقال : أيهما أفضل ؟ قيل : ما لأحدهما فضل على الآخر ، فقال علي (علیه السلام) : كلنا من آدم وآدم من التراب (2).
[57/220] - وعن شيخ من طيء: رأيت عليّاً (علیه السلام) يقسم الرمّان في المساجد فأصاب مسجداً سبع رُمّانات وقال: إذا رأينا أشياء فاتتنا استكثرناها وإذا قسّمناها استقللناها (3).
[58/221 ] - قال : فيفضل الزقّ فيخرجه إلى باب المسجد، ويخرج الأقداح فيدعو اليتامى والمساكين فيلعقون ، قال : فربّما تمنّيت أنّى كنت يتيماً.
[ 59/222 ] - وكان علي (علیه السلام) يقسم في المسلمين الأبزار(4)يصرّها صُرراً : الكمّون وكذا وكذا، وفي بيت المال مسالّ وإبر (5).
[60/223]- وكان إذا ذهب ما في بيت المال أمر به فقُسمّ وصلّى فيه ليشهد له يوم
ص: 188
القيامة بأداء الأمانة (1).
وقال: يا قنبر، أَدْخِل الغنم عليّ لتشهد لي يوم القيامة أنها لم تجد شيئاً يلوكه بين لحييها .
وفي رواية : كان يجمع الضوالّ في بيت المال، فدخل يوماً حيث حبسها فلم يجد لها علفاً، فقال: اللهم اشهد أنّى لم أجد لها علفاً .
[61/224] - وكان يطعم مَن خُلَّد في السجن من بيت المال (2).
[62/225] - عن عبادة أبي يحيى (3): رأيت أمير المؤمنين (علیه السلام) أصابه مطر فدخل
ص: 189
خيمة من خيام الفُرْس ، فجاءه الفارسي وهو يقول: بيرون بيرون، أي اخْرُج اخرج، ولم يكن في الخيمة أحد من النساء وغيرهن ، فقال له عليّ (علیه السلام) : ما يضرّك لو تركتنا حتّى يسكن المطر؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين ، قال : فلحقه وهو يضرب صدره ويقول: ندانستم ندانستم، أي لم أعلم لم أعرف ، فقال (علیه السلام): لا بأس عليك .
[63/226] - وروي أن علياً (علیه السلام) أرسل إلى لبيد العطارديّ (1) بعض شرطه فمرّوا به على مسجد سِمَاك (2) ، فقام إليه نُعيم بن دجاجة (3) فحال بينهم وبينه ، ، فأرسل إلى نُعيم فجيء به ، فرفع شيئاً ليضربه ، فقال نُعيم : والله إنّ صحبتك لذلّ وإنّ خلافك لكفر ، قال : أو تعلمُ ذلك ؟ قال : نعم ، قال : خلوه (4).
[ 64/227] - وقال لكاتبه : أَلقِ دواتَكَ ، وأطِل سِنّ القلم، وقرّب ما بين الحروف،
ص: 190
وبعِّد ما بين السطور (1) ، فيكون خطّك جيّداً، وحسّن كتابة «بسم الله الرحمن الرحيم» يكتب لك ثوابها ما بقيت ويحسن وجهك يوم القيامة (2).
[ 65/228] - وشَكَتْ جارية إلى علي (علیه السلام) من شابٍّ أنّها كلّما خرجت إلى السوق في حاجة يتعرّض لي ويقول : إنّي أحبّك، وكانت له (علیه السلام)، فقال لها تقولين له أيضاً أنا أُحبّك، فمه ؟ [فقالت ذلك للشابّ ] (3) فقال الشابّ : نصبر إلى أن يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب، فسمع مقالتهما فأعتق الجارية وزوّجها من الشابّ.
[66/229] - وقال أبو خبّاب(4) : حدّثني أبي ، قال : قام علي (علیه السلام) هذا الدكّان قائماً والرحبة مملوءة من جواليق بيض وسود وصفر وقطيفة بيضاء وقطيفة سوداء وحلة وقوصرة، فقال: أيها الناس،
هذا جناي وخِيارُهُ فِيه *** إذْ كُلُّ جَانٍ يَده إلى فِيهِ
يابن النبّاح (5)، أُدعُ لي أُمراة الأسباع (6)، فجاءوا ، قال : ادعوا لي العرفاء، فجاؤوه ، فقال : ادعوا لي المقاتلة ،فجاؤوه، فقال: هذا مالكم فاحملوه إلى مساجدكم فاقسموه بين الناس(7).
وقوله هذا «جناي» مثل ضربه أمير المؤمنين على عهد رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم) إذ بعث
ص: 191
أصحابه يطلبون التمرة فخرجوا إلى حائط يلتقطون التمرة فكل تمرة جيّدة يأكلونها والرديء يحملونه في أكمامهم للنبيّ ، وأمير المؤمنين كان يلتقط التمر الجيّد يجعله في كمّه لرسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم)، فلمّا رجعوا وضع كلّ واحد ما كان معه من التمر، فقال رسول الله(صلّى الله عليه و آله وسلّم) : يا عليّ ، ما بال تمرك أجود من تمرة هؤلاء؟ فقال:
هذا جِنَايَ وخِيارُهُ فِيه *** إِذْ كُلُّ جانٍ يَدُه إِلى فِيه(1)
[ 67/230] - وعن الصادق (علیه السلام): كان علي (علیه السلام) يكسح (2) بيت المال ويرشّه ويصلّي
ص: 192
ركعتين في كل ناحية منه ويقول:
« اللّهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقدرتك التي قهرت كل شيء ، و [ب] جبروتك التي غلبت كلّ شيء، وبعزتك التي لا يقوم لها شيء، وبعظمتك التي ملأت كل شيء، وبعلمك الذي أحاط بكل شيء، وبوجهك الباقي بعد فناء كلّ شيء، وبنور وجهك الذي أضاء له كل شيء، يا منان يا نور يا نور يا أوّل الأوّلين ويا آخر الآخرين يا الله يا رحمن يا رحيم، أعوذ بك من الذنوب التي تحدث النقم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تُورث الندم، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس القسم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تهتك العصم ، وأعوذ بك من الذنوب التي تمنع الفضل ، وأعوذ بك من الذنوب التي تنزل البلاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تُديل الأعداء، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تعجّل الفناء، وأعوذ بك من الذنوب التي تقطع الرجاء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الشقاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تُظْلِم الهواء ، وأعوذ بك من الذنوب التي تكشف الغطاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس غيث السماء» (1).
وقال الصادق (علیه السلام) في تفسير الدعاء: «الذنوب التي تنزل النقم»: الظلم «والذنوب التي تورث الندم»: القتل، «والتي تهتك العصم» : شرب الخمر ، «والتي تعجل الفناء»: قطيعة الرحم ، «والتي تردّ الدعاء»: عقوق الوالدين (2).
ص: 193
وعن زين العابدين (علیه السلام): «الذنوب التي تدفع القسم» : إظهار الافتقار ، والنوم عن العتمة، وعن صلاة الغداة، واستحقار النعم، وشكوى المعبود.
«والذنوب التي تنزل البلاء»: تركُ إغاثة الملهوف، ومعاونة المظلوم، وتضييعُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
«والذنوب التي تُديل الأعداء»: المجاهرة بالظلم، وإعلان الفجور وإباحة المحظور، وعصيان الأخيار (1) ، والكذب، والزنا، وسد طرق المسلمين، وادّعاء الإمامة بغير حق.
«والذنوب التي تقطع الرجاء»: اليأس من رَوح الله، والقنوط من رحمة الله ، والثقة بغير الله، والتكذيب بوعد الله .
«والذنوب التي تظلم الهواء»: السِّحر ، والكهانة ، والإيمان بالنجوم ، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين.
«والذنوب التي تكشف الغطاء»: الاستدانة بغير نية الأداء (2)، وسوء الخُلُق ، وقلّة الصبر، واستعمال الضجر والكسل والاستهانة بأهل الدين.
«والذنوب التي تحبس غيث السماء»: جور الحكّام في القضاء ، وشهادة
ص: 194
الزور، وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة والقرض والماعون، وقساوة القلب على أهل الفقر والفاقة، وظلم اليتيم والأرملة، وانتهار السائل وردّه بالليل (1).
[68/231] - وكان قنبرُ غلامَ علي (علیه السلام)، وكان يحبّه حبّاً شديداً لصلاحه ، فإذا خرج علي (علیه السلام)خرج على إثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال : يا قنبر، مالك ؟
قال : جئت لأمشي خلفك ؛ فالناس كما تراهم يا أمير المؤمنين فخفتُ عليك.
فقال : أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض؟
قال: لا بل من أهل الأرض.
قال: إنّ أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئاً إلا بإذن الله - أي بعلم الله - فارجع ، فرجع (2) .
ص: 195
[69/232] - وكان علي(علیه السلام) يمشي في خمسة مواضع حافياً ويعلّق نعليه بيده اليسرى، وكان يقول : إنها مواطن الله وأُحبّ أن أكون فيها حافياً يوم الفطر، ويوم الأضحى إذا خرج إلى الصلاة، وإذا راح إلى الجمعة، وإذا عاد مريضاً، وإذا شيّع جنازة(1).
[70/233] - عن الأصبغ بن نُباتة : رأيت عليّاً (علیه السلام) يوم الأضحى وهو في خمسة آلاف وبغلته تقاد خلفه، حتّى انتهى إلى المصلّى فصلّى ركعتين وخطب الناس، ثمّ نزل فقرّب إليه كبش فأضجعه، ثم قال: ﴿ وَجَهتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ ﴾ إلى آخر الآيتين (2)، ثم قال : بسم الله الرحمن الرحيم، اللّهم تقبّل من محمّد عبد الله عبدِك ورسولِك ، ثمّ أضجع كبشاً آخر فذبحه من نفسه.
[71/234] - قال الصادق (علیه السلام): كان أمير المؤمنين (علیه السلام) يذبح كل سنة كبشين : أحدهما لرسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) و الآخر عن نفسه (3).
[72/235] - وقال زين العابدين (علیه السلام): كان علي يُضحّي عن رسول الله بكبش
ص: 196
وعن نفسه بكبش حتّى توفاه الله ، ثمّ لم يزل الحسن والحسين يضحّيان عن أبيهما حتى لحقا بالله ، وأنا أضحي عن الحسين منذ أُصيب ولن أدع [ذلك ] أبداً حتى ألحق بالله .
[73/236] - وعن ابن عبّاس ، قال : ذكر التزويج عند أمير المؤمنين (علیه السلام) ، فقال : إنّ من لذة المعيشة أن ترى في كل عام عرساً.
فقال له بعض أصحابه وأنت لم تفعل ذلك.
فقال : وكيف وعندي أربع .
قال : اترك واحدة منهنّ .
قال: عن أيتهنّ ؟ فعندي ُأمامة بنت أبي العاص أوصتني فاطمة بتزوُّجها بعدها، وعندي أُمّ البنين وهي تأتي في كل عام بابنٍ ، وعندي أسماء بنت عميس كأنّها جام من ذهب، وعندي أمّ حبيب التغلبيّة وهي النفس التي بين الجنبين.
وفي زمان حياة فاطمة (علیها السلام) ما تزوّج بغيرها لحرمة فاطمة (علیها السلام)كما لم يتزوّج رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) في طول زمان خديجة.
[74/237] - قيل لعلي (علیه السلام) صِف لنا الدنيا وقَصِّره ، قال : حلالها حساب، وحرامها النار .
[75/238 ] - وقال : فلا تجمع الدنيا ؛ فإنّ حلالها حساب كما أنّ الحرام عقاب (1).
ص: 197
[76/239] - وقيل له مرّةً أُخرى : صف لنا الدنيا، قال: ما أصف لك من دارٍ مَن صحّ فيها مَرِض ، ومن سَقِم فيها ندم، ومن افتقر فيها حزِن، ومن استغنى فيها فُتِن §ّانظر : تحف العقول: 201 وعنه في بحار الأنوار 78: 5/37، الأمالي للسيد المرتضى 107:1، مجموعة ورّام: 145 دستور معالم الحكم: 36 ، المناقب للخوارزمي : 379/364 ، نثر الدرّ 1: 200 ، كنز العمّال 3 :8567/720 .(1)في المصادر : ( استهوتك). (2)في النسختين : ( ببواكي ) وما أثبتناه من تاريخ بغداد 7: 297 و تاريخ مدينة دمشق 42 :500 .
عنها ؟ وأيُّ عاقبة لو تزوّدْتَ منها ؟(1)
ثمّ التفت إلى المقابر فقال :
يا أهل الغُربة، يا أهل التربة، أخبرونا خبر ما عندكم نُخبركم خبر ما عندنا ؛ أمّا دوركم فقد سُكِنت بعدكم، وأنّ أموالكم قد قُسِمَتْ، وأن أزواجكم قد زُوِّجُن بعدكم، وأن أولادكم قد استُخدِموا بعدكم، فهذا خبر ما عندنا فأخبرونا خبر ما عندكم ؟
ثم قال :
لو أُذِنَ لهم لأجابوا وقالوا: وجدنا خير الزاد التقوى (2).
[78/241] - وكان ينادي ثلاثاً في الناس إذا صلّى العشاء الآخرة حتّى يُسمع أهل المسجد : أيّها الناس ، تجهّزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل، فما التعرُّج
ص: 199
على الدنيا بعد النداء بالرحيل، وانتقلوا بأفضل ما عندكم من الزاد وهو التقوى، واعلموا أنّ طريقكم في المعاد، وممرّكم على الصراط، والهول الأعظم أمامكم، وعلى طريقكم عقبة كؤود (1) ، ومنازل مخوفة مهولة ، ولابدّ لكم من الممرّ عليها والوقوف عليها (2) ، فإما برحمة من الله ،فنجاة وإما بهلكة ليس بعدها انجبار (3).
[79/242] - وعن أبي الجنوب (4) : اشترى علي (علیه السلام) ما بين الخورنق إلى الحيرة(5) إلى الكوفة بأربعين ألف درهم من الدهاقين وأشهدني على شرائه، فقلنا : ما لك تشتري هذا وليس تنبت فيها خضراء ؟ قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) :
«كوفان كوفان يرد أوّلها ، آخرها ، يحشر [ من ] ظهر الكوفة سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب»، فاشتهيت أن يُحْشَرُوا مِن مِلكى (6).
ص: 200
[80/243] - وقال الصادق (علیه السلام): إن عليّاً (علیه السلام) قال : كنتُ في بعض الحيطان وفي يدي مسحاة أعمل بها، فإذا أنا بامرأة هجمت علي شبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي - وكانت من أجمل نساء قريش - فقالت : يابن أبي طالب هل لك أن تتزوّجني وأغنيتك عن هذه المسحاة، وأدلك على خزائن الأرض، ويكون لك الملك ما حییت ؟
فقلتُ: من أنتِ حتّى أخطبك من أهلك ؟
فقالت : أنا الدنيا، فقلت: ارجعي فاطلبي زوجاً غيري فلستِ من نسائي ،وأقبلتُ على مِسحاتى (1) - وهذا مثل ضربه الله له -.
ص: 201
[81/244] - وكان يبيع سيفاً وهو يقول : من يشتري مني هذا السيف فلطالما كشفتُ به الكُرَب عن وجه رسول الله ، ولو كان عندي ثمن إزار ما بِعتُه (1).
[82/245 ] - عن الباقر (علیه السلام) : إنّهما لمّا غلبا على الأمر كتبا لعلي (علیه السلام) عهداً على اليمن ، فامتنع امتناعاً شديداً، فشدّدا ليسيرنّ، فخرج من المسجد من عندهما فاستقبله المغيرة بن شعبة فسمعه يقول : لأملأنّها رجالاً ، فدخل المغيرة عليهما ، فقال : أكان بينكما وبين عليّ شيء ؟
ص: 202
قالا: نعم كتبنا له عهداً على اليمن فأبى أن يقبله فأكرهناه عليه، فقال: قد سمعته يقول : لأملأنّها عليهما فقالا: يا فلان اذهب فخذ عهدنا منه، فما استخليا المدينة منه بعد ذلك.
[83/246 ] - وعن ابن عبّاس : لمّا أتى علي (علیه السلام) البصرة وقد اجتمع على عائشة هناك خلق عظيم ، قلت يا أمير المؤمنين، أتخوّف أن تقتل بمكان مضيعة.
فقال : سيجيئك من هذا الفجّ خمسة آلاف وستمائة وخمسة وستون رجلاً.
فخفت أن يجيئوا على غير هذا العدد ، فسرت فرسخين فرأيت نواصي الخيل أقبلت ، فقلتُ : مَن القوم؟
قالوا: همدان، أردنا عليّاً .
قلت : كم العدد ؟
فقال من طُوِيَ عليه الديوان حيث خَلَّفْنا [الجسر ] فخمسة آلاف وستمائة وخمسة وستّون رجلاً.
وانصرفتُ وأتيت عليّاً (علیه السلام) فقلتُ : تخوّفتُ أن يجيء الجيش خلاف العدد الذي قلتَ فيتفرّق الناس عنك فسألتهم فإذا الأمر كما قلت.
فقال : أخبرك بغير هذا ؟
قلت: بلى يا أمير المؤمنين.
قال: يقتسمون بيت مالهم خمسمائة خمسمائة ، فلما فرغ من حربه دعا صاحب بيت المال فقال : أعط الناس خمسمائة خمسمائة ففضل ألفا درهم.
قال : أعطيتهم يا صاحب بيت المال ؟
قال : نعم وفضل ألفا درهم.
قال: فعزلت لى خمسمائة ؟ قال : لا .
قال : فعزلت لابني الحسن خمسمائة ؟ قال : لا .
ص: 203
قال: فعزلت لابني الحسين خمسمائة ؟ قال : لا .
قال : فعزلت لابنى محمّد خمسمائة ؟ قال : لا ، قال : فتلك أنصباؤنا (1).
[84/247] - وعن هارون بن عنترة (2) ، عن أبيه(3) ، [ قال] : كان أبي صديقاً لقنبر وخرج معه إلى عليّ (علیه السلام)، فقال قنبر : خبأتُ لك خبيئةً إنّك لا تترك شيئاً إلا قسمتَه وأنفقته ، فأتى بسلة مملوّة جامات من ذهب وفضّة.
فقال علي (علیه السلام): ويلك لقد أحببت أن تُدخل بيتى ناراً ؟
فضربها بسيفه فانتثرت من [بين ](4) إناء مقطوع نصفه أو ثلثه(5)، وقال عَلَيَّ ،بالعرفاء فجاؤوا ، فقال : اقسموا هذا بالحصص ، ففعلوا، فقال: والذي نفسي بيده ليقسمن خيره مع شرّه لا حاجة لنا فيه (6).
ص: 204
[ 85/248] - وسرق في عهد عمر إنسان فشهد عليه الشهود فقال يا عُمر، لا تقطع فإنّي تُبت إلى اللّه منه ولا أرجع وهذا أوّل سرقة منّي ، فدرأ عنه عُمر ، فقال علي (علیه السلام): أقم عليه الحدّ فإنّ الله قد ستر عليه إلى أن سرق مقدار دية يده.
[ 86/249] - وأُتي علي (علیه السلام) بسُراق وقامت عليهم البيّنة وأقرّوا (1) فقطع أيديهم ثمّ قال : يا قنبر، أحسن القيام عليهم وداوِ كلومهم (2) فإذا برؤوا فأعلمني ، فجاء وقال: قد برؤوا ، قال : فاكسُ كل رجل منهم ثوبين ثوبين وائتني بهم.
قال: فأتاه بهم متّزرين متّردين (3) في أحسن هيئة كأنهم قوم مُحرمون، فنظر إليهم وقال : اكشفوا أيديكم ، فكشفوها فقال: ارفعوها إلى السماء وقولوا : اللّهم إن علياً قطعنا، فقالوا.
فقال علي (علیه السلام): «اللهم على كتابك وسنّة نبيك»، يا هؤلاء إن تُبتم انتسلتم(4) أيديكم وإن لا تتوبوا ألحقتم بها، يا قنبر أعط كلّ رجل منهم ما يقوته إلى بلده وخلّوا سبيلهم (5).
[87/250] - عن أبي أُسامة زيد الشحّام (6): قلت للصادق (علیه السلام) : إن بالكوفة قوماً
ص: 205
يقولون إن علياً لم يكن يخاف، فقال: إنّه كان ليعمل العمل كأنه قائم بين الجنّة والنار ؛ ينظر إلى ثواب هذا فيعمل له وينظر إلى عقاب هذا فيعمل له ، وما عرض له أمران قطّ كلاهما لله طاعة إلا عمل على أشدهما على بدنه.
وإن كان ليقوم في الصلاة فإذا قال: ﴿ وَجَّهْتُ وَجْهِي) (1) تغيّر لونه حتى يُعرف ذلك في وجهه ، ولقد أعتق ألف مملوك من كدّ يده، ولقد نبعت عينُ يَنْبُعَ في ماله مثل عنق الجزور فجعلها صدقة (2) ، فعليّ لم يكن يخاف ؟!(3)
[88/251] - وعن عبد الله بن شريك (4)، عن أبيه أنه قال: غزونا مع علي (علیه السلام) وانصرفنا معه إلى الكوفة من المدائن، فمررنا على ماء له فبات عنده، حتّى إذا أصبحنا قال علي لرجل : هل عندك شيء مما عشَّيتنا البارحة إذا قدمنا على صبياننا ،فَرِحوا، فأعطاه من تلك العصافير والزرازير فجاء بها فرأيته يلفّها بيده ووضعها في الخُرج على ظهر البغل.
[89/252 ] - وإن عليّاً (علیه السلام) انصرف يوماً في ساعة حارّة وإذا امرأة على بابه ، فقالت :
ص: 206
إنّ زوجي ظلمني وتعدّى عليّ وأخافني وحَلَفَ بضربي، فقال: أين منزلك ؟
فدلَّته، فمضى حتّى إذا انتهيا إلى باب الرجل فوقف، فقال: السلام عليكم، فخرج شابٌ، فقال علي (علیه السلام) : اتق الله فإنّك قد أخفت امرأتك فأخرجتها من منزلك.
فقال الفتى : لأحرقنّها بالنار.
فقال علي (علیه السلام): آمرك بالمعروف وأنهاك عن المنكر فتستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف ؟! لأضربنك بالسيف، ولم يعرف الفتى عليّاً (علیه السلام) ، وأقبل الناس من الطرق يقولون : سلام عليك يا أمير المؤمنين سلام عليك يا أمير المؤمنين، فأسقط الرجل في يده فقال : يا أمير المؤمنين ، أقلني من عثرتي ، فوالله لأكونن لها أرضاً تطأني.
فقال (علیه السلام) : يا أمة الله ، ادخلي منزلك ولا تُلْجِئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه (1).
[ 90/253] - وعن زيد بن أسلم (2) : كنتُ مع علي (علیه السلام) أمشي فانتهينا إلى امرأة توقد تحت قدر لها فيه ماء وأولادها يبكون ، فقال لها علي (علیه السلام) : ما شأنهم يبكون ؟
فقالت: هم أيتام وليس عندهم ما أطعمهم فأفعل هذا وهم يظنون أنه طبيخ حتى يناموا .
قال : فقال لي : مُرَّ بنا إلى دار الدقيق فانتهينا إليه ، فقال : أَشْلِلْ (3) عَلَيّ :قلت:أحملُ عنك ، فقال : من يحمل عني ذنوبي يوم القيامة ؟
فحملها عليّ (علیه السلام) وقال : شأنك والشحم ، قال : فوالله لقد رأيته ينفخ تحت القدر
ص: 207
وإن لحيته لَفِي الرماد حتّى طبخ ، ثمّ قال للمرأة شأنَكِ والصبية.
فقلت: نخرج؟ قال علي (علیه السلام): لا أبرح حتى أسمع ضحكهم كما سمعت بكاءهم.
قال: فشبع الصبية فلهوا وضحكوا ، ثم انصرف علي (علیه السلام)(1).
[91/254 ] - وعن عبد الرحمن بن عوسجة (2): نظر علي (علیه السلام) ألی (3) امرأة على كتفها قِربةُ ماء مع صبيان حملتها ، فرحمها وقال: من أنت يا أمة الله ؟ قالت : دَعْني وغمّي، حكم الله بيني وبين علي بن أبي طالب، خرج زوجي معه في بعض الحروب فقتل.
فقال لها عليّ (علیه السلام): أعطيني القربة لأحملها لك، فدفعتها إليه إلى موضعها.
فانصرف علي (علیه السلام) إلى بيته وأخذ من الطعام والتمر واللحم كثيراً، ورآه(4) بعض أصحابه فقال : أحمله عنك ، قال : من يحمل وزري عني يوم القيامة ؟
فصاحَبَه وأتى بها باب المرأة وقال لصاحبه: تنح عنها ولا تُقَرِّعها فإنّي سمعت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) يقول : «من راع مسلماً أو أذى مسلماً فقد آذى الله ورسوله»، فقرع الباب.
فقالت : من هذا؟
قال : أنا الذي حملتُ القربة، فقالت: تنحّ عن الباب لا يراك إنسان ببابنا فيرتاب بك .
ص: 208
فقال علي (علیه السلام) : هل رأيتِ منّي بأساً ؟
قالت : لا ، قال : فافتحي فإنّ معي شيئاً للصبيان، ففتحت له الباب .
قالت له :رضي الله عنك، ووضع ما كان معه، ثم قال لها : أحببتُ اكتساب الثواب فاختاري بين أن تَعْجِني وتخبزي وبين أن تعللي الصبيان لأخبز أنا، فقالت : أنا بالخبز أبصر فشأنك والصبيان، فجعل يُلْقِم الصبيان من التمر وغيره مما حمله، فلما اختمرت قالت : اسْجُرْ لي التنور فأنا لا أقوى، فسجره، إذ دخلت امرأة ممن تعرف عليّاً (علیه السلام) ، فقالت: هذا عليّ بن أبي طالب، فقالت أُمّ الصبيان: واحيائي منك يا أمير المؤمنين، فقال: واحيائي منك يا أمة الله فيما : فَصَّرْتُ في أمرك (1).
[92/255] - ما أُصيب عليّ (علیه السلام) بمصيبة إلا صلّى في ذلك اليوم ألف ركعة، وتصدّق على ستين مسكيناً، وصام ثلاثة أيام شكراً لله.
وكان يقول لأولاده : إذا أصبتم بمصيبة فافعلوا مثل ما أفعل فإنّي رأيت رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) هكذا يفعل فاتبعوا إثر نبيّكم ولا تخالفوه ، فيخالف الله بكم، إن الله يقول: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ (2)(3).
[93/256 ] - وعن الأصبغ : كان علي (علیه السلام) رَبعَة من الرجال ، ضَخْمَ الكراديس، عَبْلَ
ص: 209
الذراعين، أصلعَ نقي الصلع ، لو أخذ السبع لافترسه، لا تلقاه إلّا خائفاً وَجِلاً، لا يأخذ في غير الحقّ ، ولا يتكلّم إلّا بالصدق ،مَن أحسن حَمِدَهُ ورضي عمله،و مَن أساء عنّفه ولم يرض عمله، بيِّنٌ زهده في الدنيا، من رآه لم يعرفه (1) ، لا تُغضبه الدنيا ومالها ، تكمَّشَ في أمر آخرته، ينابيعُ الحكمة تخرج من فيه، لا يتكلّم إلّا بما يرجو ثوابه، ولا يُغضبه شيء إلا معصية يسمعها، يرضى إذا رضي الله ، ويسخط إذا سخط الله ، يحبّ في الله ويبغض في الله .
يشهد الجنائز ويزور إخوانه ويعود المرضى، جُلساؤه المساكين، أعظمهم عنده قدراً أحسنهم توبةً، وأفضلهم عنده منزلة أخوفهم لله وأشدّهم اجتهاداً، لا يرهب الموت ولا يحفل به ولا يبالي أيّ وقت أتاه ، خافِضُ الصوت، عَجِلُ الدمعة ، كأَنَّ [رُكْبَة ](2) جَمَلٍ بين عينيه، أشجع الناس قلباً، وأصدقهم لهجة، وأسمحهم [كفّاً ] (3) ، وأرقهم قلباً ، وأحفظهم للجار، وأرعاهم لحق مؤمن.
لا تأخذه في الله لومة لائم، لا يخاف ظلمه الخامل، ولا ييأس من عدله الشريف ، كثير الذكر للّه (4)، يكثر من الصلاة، يأكل الجَشِبَ، ويلبس الخشن، ويتعاهد أمور الناس ما حَسُنَ منها حَمِده ، وما خَبُثَ ذمّه وعاقب عليه ، الدنيا أهونُ عليه من شِسع نعله ، لا يميل في حكم ولا يحيف على مَنْ يبغضه، ولا يأثم في من يحبّه، لا يذمّ ذَوّاقاً ولا يمدحه، ولا يخوض في شيء من أمر الدنيا، إخوانه الصالحون والفقهاء ، لا يبالى عاقبة أمرٍ كان للّه فيه الرضا ، لا يخفر (5)بعهد ،
ص: 210
ولا يخلف بوعد (1) ، ويسبغ الوضوء في السَّبَرات (2) ، ويزهد في الشهوات، وينهى عن المنكرات ، لا يدّخر درهماً ولا يجمع لغدٍ، لم يبن داراً ولم يتّخذ أرضاً، استغنى عن الناس من دنياهم، واحتاجوا إليه لما عنده من دينهم.
[ 94/257] - عن إسماعيل الصّلَعي (3): خرجت إلى الكوفة أُريد عليّاً (علیه السلام) فأمسيت دونها فبتُّ قريباً من الحيرة، حتّى إذا جنّني الليل ونام الناسُ إذا أنا برجل صفّ قدميه فأطال المناجاة، وقال:
«اللهمّ إنّي سرتُ فيهم بما أَمَرَني رسولك وصفيكَ فَظَلَمُوني، وقَتَلْتُ المنافقين منهم كما أمرني فَجَهِّلُوني، اللهمّ وقد أبغضتُهُم وأبغَضَوني، ومللتهم وملوني ، ولم تبق خُلّة أنتظِرها إلَّا المُرادِي، اللهم فَعجِّل له الشَّقاء وتغمّدني بالسعادة ، اللهمّ وقد وَعَدَنِي نبيُّك أن تتوفّاني إليك إذا سَأَلْتُكَ ، اللهمّ وقد رَغِبْتُ إليك في ذلك ».
ثم انصرف، فقفوتُهُ حتى دخل منزله فإذا هو عليّ، فلم يلبث أن نادى منادي الصلاة فخرج واتّبعته حتى دخل المسجد فعمّمه ابن ملجم بالسيف (4).
ص: 211
فأرادوا أن يقتلوه فقال : ألا إنّ الجروح قصاص، ليّنوا له فراشه وأحسنوا طُعمتَه ، فإن أعِشْ فهو عفو أو قصاص، وإذا مِتُ فعجّلوا لأُخاصمه عند خالقي .
[195/258]- وقال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): قال الله تعالى ليلة أُسري بي :
«يا محمد ، بشّر ابن عمّك عليّاً أنّه أمير المؤمنين وقائد الغّر المحجّلين وسيّد العرب، وإنه أمينُ هُداة الله ، شفاعته بمنزلة شفاعتك ، وهو معك في أعلى علّيّين، منزلك ومنزله واحد، منزلك في الفردوس الأعلى، وهو أخوك؛ خلقتكما من طينة واحدة وخلقت شيعتكما من طينتكما، وخلقتكما سيّدين؛ أنت يا محمّد سيّد ولد آدم وعليٌّ سيّد العرب».
ص: 212
ص: 213
ص: 214
[1/259] - عن الصادق (عليه السّلام)، عن آبائه: إنّ الحسن بن علي (عليهما السّلام)كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم.
وكان إذا حجّ حج ّماشياً وربّما يمشي حافياً.
وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى.
وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكي، وإذا ذكر العَرْض على الله شهق شهقة (1) يغشى عليه منها .
وإذا قام في صلاته ترتعد فرائصه، وإذا ذَكَرَ الجنّة أو النار اضطرب اضطراب السليم ويسأل الله الجنّة ويتعوّذ به من النار.
ولا يقرأ من كتاب الله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا قال : لبيك، ولم يُرَ في حالٍ إلّا ذاكراً للّه سبحانه (2).
ص: 215
[2/260] - وروي عن رجل من أهل الشام: دخلت المدينة فرأيت رجلاً راكباً على بغلة لم أر أحسن وجهاً ولا سَمْتاً منه، فمال قلبي إليه ، فسألتُ عنه فقيل : هذا الحسن بن على(عليهما السّلام)، فامتلأ قلبى له بغضاً وحسدتُ عليّاً (عليه السّلام) أن يكون له مثله ، فصرت إليه فقلت : أنت ابن علي بن أبي طالب؟
قال : أنا ابن ابنه (1).
قلتُ: إنّي أشتمكما ، فوثب إليّ رجل - قيل لي : إنّه محمّد بن الحنفيّة - ما رأيت أشدّ بطشاً منه ، فقال له الحسن (عليه السّلام) :بحقي عليك لما خلّيت عنه ، فخلّى عنّى ، فلمّا انقضى كلامى قال : أحسبُك غريباً ، قلت : أجل ، قال : فمِل بنا فإنّك إن احتجت إلى منزل آويناك ، أو إلى مال واسيناك ، أو إلى حاجة عاونّاك، فانصرفت عنه وما في الأرض أحدٌ أحبّ إليّ منه (2).
ص: 216
[3/261] - وكان أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقاً(1) .
[4/262] - وقيل لمعاوية يوماً : لو أذنتَ له فصعد المنبر ووعظنا، وقال عمرو ابن العاص : إنّه إذا صعد المنبر ورمقوه بأبصارهم خجل وانقطع ، فأذن له، فقام فحمد الله وقال:
«من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي، وابن سيّدة النساء فاطمة بنت رسول الله ، أنا ابن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، أنا ابن نبي الله ، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن البشير النذير، أنا ابن من بعث رحمة للعالمين، أنا ابن من بعث إلى الجن والإنس أنا ابن خير خلق الله بعد رسول الله ، أنا ابن صاحب الفضائل، أنا ابن صاحب المعجزات والدلائل ، أنا ابن أمير المؤمنين ، أنا ابن المدفوع عن حقه، أنا وأخي سيّدا شباب أهل الجنة ، أنا ابن الركن والمقام، أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن المشعر وعرفات».
فغاظ معاوية فقال: خُذ في نعت الرُطَب ودع ذا، فقال:
«الريح تنفخه ، والحرّ ينضجه، وبرد الليل يطيبه».
ثم عاد فقال :
«أنا ابن الشفيع المطاع، أنا ابن من قاتلت معه الملائكة ، أنا ابن من خَضَعَت له قريش ، أنا إمام الخلق وابن محمد رسول الله »
فخشي معاوية أن يتكلّم بما يُفْتَن به الناس فقال : يا أبا محمّد، انزل فقد كفى ما جرى، فنزل (2).
ص: 217
فقال معاوية : ظننتَ أن ستكون خليفة ؟! ما أنت وذاك ؟
فقال الحسن (عليه السّلام) : إنما الخليفة من سار بكتاب الله وسُنّة رسول الله، ليس الخليفة من سار بالجور وعطّل السنن، واتخذ الدنيا أباً وأُمّاً، ملك ملكاً مُتّع فيه قليلاً ثم تنقطع لذّته وتبقى تبعته ، ثم نفض ثوبه ونهض ليخرج.
فقال ابن العاص : اجلس فإنّي أسألك عن مسائل.
قال : سل عمّا بدا لك، فقال عمرو: أخبرني عن الكرم والنجدة والمروءة.
فقال : أما الكرم فالتبرّع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال، و [أمّا ] النجدة فالذبّ عن المحارم والصبر في المواطن عند المكاره ، و [أمّا ] المروءة فحفظ الرجل دينه وإحرازه نفسه من الدنس وقيامه بأداء الحقوق وإفشاء السلام، وخرج.
فعذل معاوية عمراً فقال : أفسدت أهل الشام بأن قلت أن آمر الحسن يتكلّم، فقال عمرو : إليك عنّي ، إنّ أهل الشام لم يحبّوك محبّة دين، إنما أحبوك للدنيا ينالونها منك فلا يبغضك إليهم إلّا الدنيا، والسيفُ والمال بيدك، فما يغني عن الحسن كلامه (1).
[5/263] - وعن عبد الله بن الحسن : ما دخلت على أبي قطّ إلا رأيته باكياً.
[6/264]- وعن حكيم بن جابر (2): أرسلتُ إلى الحسن بن علي (عليه السّلام) في حاجة
ص: 218
فرأيته توضأ ثم أخذ خرقة فجعل ينشف بها وجهه، فمقتُّه على ذلك، فرأيت في ليلتي كأنّي أقيء كبدي، فقلت: ما هذا إلا ما جعلتُ في نفسي للحسن (1).
[7/265] - وعن معاوية بن خُدَيج (2) : أرسلني معاوية إلى الحسن (عليه السّلام) أخطب بنتاً له أو أُختاً له ليزيد .
فقال: إنّا قومٌ لا تزوّج نساءنا حتى نستأمرهنّ فائتها أنت، فأتيتها فذكرت لها يزيد.
فقالت : لا يكون ذلك حتى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم، فرجعت إلى الحسن (عليه السّلام) فقلت : أرسلتني إلى فِلْقَة (3) من الفِلَقِ تسمّي معاوية فرعون.
فقال : قل لمعاوية : إياك وبغضنا فإنّ رسول الله (صلّى اللّه عليه وآله و سلم) قال: «لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلّا ذيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من النار » (4) .
[8/266] - وعن ابن سيرين خطب الحسن بن علي (عليه السّلام) رجل، قال: إنِّي لأزوجك وأنا لأعلم (5) أنك غَلِق طَلِق ملق ولكنك خير العرب نفساً
ص: 219
وأرفعهم بيتاً ثمّ زوّجه (1).
[9/267] - وكان نكّاحاً ، وكان يكره أن يغشّ النساء.
[ 10/268] - وإنّه تزوّج امرأة وبعث إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم (2).
[11/269 ] - وعن أنس بن كعب : رأيت الحسن واقفاً على بِرَّدون وقد خُضِبَ
رأسه ولحيتُهُ بوسمة (3).
[ 12/270 ] - وعن العيزار(4): رأيت الحسن بن علي (عليهما السّلام) وعليه كساء خزٍ. وكان يخضب بالحناء والكَتَم (5) . [13/271] - وعن أنيس بن أبي العريان (6): رأيت على الحسن (عليه السّلام) قميصاً رقيقاً وعمامة رقيقة (7).
ص: 220
[14/272 ] - وعن زرّ(1): أن الحسن (عليه السّلام) خطبهم بعد علي (عليه السّلام) وعليه عمامة سوداء(2).
[15/273 ] - وعن مدرك بن [أبى ] زياد ((3): كنّا في حيطان لابن عبّاس، فجاء الحسن والحسين (عليهما السّلام) فدخلا البستان، فقال لي الحسن (عليه السّلام) : يا مُدرك ، هل عندك من غداء ؟
فقلتُ : طعامُ الغلمان، فأتيت بخبز وملح جريش وبِطاقاتِ (4) بقلٍ، فأكل شيئاً ثم أُتي بغدائه وكان كثيراً طيّباً، ثمّ قال: اجمع غِلمان البستان ، فأكلوا ولم يأكل معهم .
فقلنا : ما يمنعك ؟
فقال : ذلك الذي أكلت أشهى عندي، ثم قاموا فتوضؤوا ثمّ أُتي بدابّة
ص: 221
الحسن (عليه السّلام) فأمسك ابن عبّاس بركابه حتى ركب وسوّى عليه ثيابه، ثمّ جيء بدابّة الحسين (عليه السّلام) ففعل به مثل ذلك.
فلمّا ذهبا قلت: أنت أكبر منهما سنّاً فتمسك لهما بالركاب وتسوي عليهما ؟!
فقال : يا لُكَع(1)!وما تدري مَن هذان ؟! هذان ابنا رسول الله ، أوليس ممّا أنعم الله علَيّ أن أفعل ذلك ؟ !(2)
[16/274] - عن أبي العَريفِ (3): كنّا بمسكن اثني عشر ألفاً وسيوفنا تقطر دماً، فبلغنا صلح الحسن (عليه السّلام) فانقطعت ظهورنا، فقدمنا عليه، فقال له سفيان بن [أبي ] ليلى (4)(4): يا مُذِلّ المؤمنين!
قال : لا تقل ذلك يا أبا عامر، إنّى لستُ بمُذلٍّ لهم ولكن كرهتُ أن أقتلهم في طلب الدنيا ، إنّي سمعتُ رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) يقول: «لا تذهب الليالي والأيّام حتى يلي أمر أُمِّتي رجل واسع(5) البلعوم، رَحْبُ السُّرم، يأكل ولا يشبع».
فنظرنا فإذا هو معاوية، فوالله لَئِنْ تذلُّوا أحبّ إلى من أن تعزّوا (6) .
ص: 222
[ 17/275 ] - وعن عكرمة : ما أَدْخَلَ الحسن بن علي (عليهما السّلام) في بيعة معاوية إلّا ما رأى من أصحابه من الخذلان لأبيه وله بعد أبيه ، وقال له نفر : خذ الأمان فإنّ الناس ليس عندهم وفاء ، فإذا تولّى هذا وجاء قوم نقاتلُ معك حتّى نموت عن آخرنا.
[18/276] - وكان يقول : لأُقاتلن معاوية ولو كنت وحدي، فلمّا ذكر القتال كانوا أشدّ عليه من معاوية ؛ انتهبوا متاعه .
فقالت أُمّ كلثوم : ما هؤلاء يا أخي بأهل دين فتنفذ بصائرهم، ولا أهل حفاظ كما كان أهل الجاهليّة ، وما أدري كيف ابتلينا بأهل الكوفة؛ أهل بدع واختلاف وجَزَع من السيف.
ص: 223
قال الحسن (عليه السّلام): إنّي لبصير بهم وبنيّاتهم، والله ما كان وجه أتوجه إليه منهم .
[ 19/277 ] - ودخل الحسن بن عليّ (عليه السّلام) على مروان - وهو أمير المدينة - فَعَرَّضَ بأبيه ، فقال الحسن (عليه السّلام): يا مروان، والله ما يسرّني أن أباك أبي ولا أُمّك أُمّي،فامتخط الحسن (عليه السّلام) بيمينه.
فقال له مروان في ذلك ، فقال الحسن (عليه السّلام) : يميني لما علا منّي وشمالي لما سفل منّي وفي رواية: قال الحسن(عليه السّلام) : يميني لوجهي ويساري لحاجتي-.
ثمّ قال مروان: إنكم لأهل بيت ملعونون!
فقال الحسن (عليه السّلام) : لقد لعنك الله على لسان نبيّه وأنت في صلب الحَكَم (1).
[20/278] - ورقى الحسن بن علي(عليهما السّلام) بعد موت أبيه وأراد الكلام فخنقَته العبرة، ثمّ سُرِّي عنه ، فقال :
«الحمد لله ربّ العالمين - ثلاثاً - عند الله نحتسب مصابنا بخير الأنبياء ، وإنّا لن نُصاب بمثله، ونحتسب مصابنا بأبينا بعده ،إنّى لا أقول إلا حقّاً، لقد أصيب به العباد والبلاد والشجر والدواب» ... وتكلم بكلام معروف.
ثم دعا ابن ملجم، فقال: هل لك يا حسن فى أمر أعرضه عليك ؛ أسيُر إلى عدوّك بالشام، فإن أنا قتلتُهُ قتلتُ أعدى الناس لكم وقُتِلتُ به ، وإن لم أقتُله فأنا مقتولٌ.
ص: 224
قال : لا والله يا عدوّ الله حتى أذيقك حياض الموت وأُنفذ فيك ما أمرني أبي.
قال : وما أمرك ؟
قال: جمعنا فقال:
« يا بني عبد المطّلب، إيّاكم أن تخوضوا في دماء المسلمين ؛ تقولون : قتل أمير المؤمنين ، ألا لا تقتلوا بي إلّا قاتلي ، وإيّاكم والمُثلة ».
قال : كان عدلاً في الرضا والغضب إلّا ما كان يوم صفّين من التحكيم، فقام إليه الحسن (عليه السّلام) بالسيف وضربه في الموضع الذي ضرب فيه أباه فقتله ثم أحرقه(1).
[21/279] - ولمّا سلّم الأمر لمعاوية قالت له أم سلمة : تركت إمارتك ، قال : إنّى اخترت العار على النار (2).
[22/280] - وبعد أن صالح معاوية أمر له بما في بيت المال، فلمّا أخذه جعل أهل الشام يذكرون الحسن (عليه السّلام) أنه أخذ مال بيت المال.
قال معاوية : فما ترك لكم ابنُ فاطمة أكثرُ .
[23/281] - ولمّا كان بالمدائن طعنوه فى بطنه وانتهبوا ما في عسكره وجاذبوه مُلاءَةٌ (3) كانت في عنقه فقطعوا ما في عنقه فلذلك صالح.
[ 24/282] - وعن وهب بن منبّه : كنتُ مجالساً لأبي محمّد (عليه السّلام) إذ أقبل فقير فسأله
ص: 225
فلم يكن معه شيء، فخلع حذاءه فدفعه إلى الفقير، فقلت: لقد كان الله أولى بالعذر حيث لم يكن معك شيء.
قال : مه يا وهب، نسأل الله فيعطينا ويسألنا سائل فنردّه ؟! ثم أنشأ يقول:
إذا ما أتاني سائل قُلتُ مَرْحَباً *** منْ حَقُّهُ فَرْضٌ عَلَيَّ مَؤمَّلُ (1)
ومَن حقّه حَقٌّ على كُلِّ فاضِل *** وما الفضلُ إلا للّذي يَتَفَضَّلُ
وللدّهر أيّام وفيه سعادةٌ *** وأفضلُ أيام الفتى حين يُسْأَلُ
ولِلمال حقٌّ وَاجِبٌ إِن بَذَلْتَهُ *** ولِلْوَجْهِ حَقٌّ واجبٌ حِين يُبْذَلُ (2)
[25/283] - وقصده أعرابيّ فشكا إليه الحاجة ، فكتب له إلى بعض مواليه : أعطه ألفاً ، وتَرَكَها مبهمة ؛ لا دراهم ولا دنانير، فلمّا انتهى المكتوب إليه فقال : امكث هنيهة أسأله ماذا أُعطيك، فما لبث أن أقبل الحسن (عليه السّلام) فقام إليه مولاه فقال: يابن رسول الله ، أمرت لهذا الأعرابي بألف فماذا أعطيه ؟
فقال : كلاهما حَجَران فأعطه أنفعهما له، فأعطاه ألف دينار، فقام الأعرابيّ فقبّل ،قدميه، فقال الحسن (عليه السّلام) : أعجبك ما كان منّا ؟ فقال :
لَئِن كانتِ الدنيا تُعَدُّ نَفيسة *** فدار ثواب الله أعلى وأَجْمَلُ
وإن كانت الأموالُ للتّركِ جَمْعُها *** فما بالُ مَثْرُوكٍ بِهِ الخَيرُ يَبْخَلُ
وَإن كانتِ الأَبْدانُ لِلمَوْتِ أُنْشِئَتْ *** فَقَتْلُ امرئ بالسَّيف للهِ أَفْضَلُ
وإن كانتِ الأرزاق قِسْماً مُقدّراً *** فقلّة حرصِ المرء في الكَسْبِ أجملُ (3)
ص: 226
[ 26/284 ] - ودخل الحسن بن علي (علیه السّلام) على معاوية في آخر النهار ، فقال : يابن رسول الله ، أردت أن تُبخّلني إذ جئتني في هذا الوقت ، ثم دعا بصاحب خزانته فقال : أعط أبا محمد مثل ما أعطيت كُلّ الوفد ، فإذا هو قد أُعطي ثلاثة آلاف درهم.
فقال: أخرجها، فأخرجها وقال : خُذها وأنا ابن هند (علیه السّلام)، فقال الحسن : رددتها عليك وأنا ابن فاطمة (1).
ثم قال الحسن (علیه السّلام):
ذهب الّذين إذا ذهبتَ تحمَّلوا *** وإِذا جَهِلتَ عليهم لم يَجْهَلُوا
وإذا أَصَبْتَ غنيمةٌ فَرِحُوا بها *** وإذا بَخِلتَ عليهم لَمْ يَبْخَلُوا
[27/285] - وعن العتبي : مدحَ بعضُ الشعراء الحسنَ بن علي(علیهما السّلام) فأُنْظِرَ بجائزة ، فكتب إليه :
ماذا أقول إذا رجعتُ وَقِيل لي ***ماذا أَفَدْتَ من الإمام المُفضل؟
إن قلتُ أعطاني كَذِبتُ وإِن أَقُلْ ***ضَنَّ الإمامُ بماله لم يَجْمُل
فاختَرْ لِنَفْسِكَ ما تشاءُ فإنني *** لابدَّ مُخبِرُهُم وإن لم أُسْأَل
فأمر له بعشرة آلاف درهم وكتب إليه :
ص: 227
عاجَلتَنا فأتاكَ عاجل برّنا *** قُلاً (1) فلو أَمْهَلْتَنا لم يَقْلُلِ
فَخُذِ القليلَ وَكُنْ كَأَنَّكَ لم تَسَلْ *** ونكون نحن كأنّنا لم نَفْعَلِ (2)
[28/286] - وعن ابن سيرين: طلّق الحسن بن علي (علیهما السّلام) امرأة فأرسل إليها بعشرة آلاف درهم متعة لها، فقالت: متاع قليل من حبيبٍ مفارق، فبلغه قولها فراجعها (3).
[ 29/287] - عن سعد بن عبد الله (4) بإسناده: أنّ الحسن والحسين (علیهما السّلام) وعبد اللّه
ص: 228
ابن جعفر خرجوا حجّاجاً فمرّوا بعجوزة في خبائها، فقالوا: هل من شراب ؟
قالت : نعم ، ولم يكن لها إلا شُويهة، فقالت : احلبوها واشربوا لبنها، ففعلوا.
فقالوا: هل من طعام؟
قالت :فليذبحها أحدكم ، فذبحها واحد وطبخها وأكلوا.
فقالوا: نحن قوم من قريش فإذا رجعنا فألمّي بنا فإنّا صانعون خيراً، فجاءها زوجها فخبّرته بذلك فضربها وشجّها ، واضطرّتهما الحاجة إلى أن دخلوا المدينة والمرأة تسوق حماراً لها، فبصر بها الحسن(علیه السّلام) فعرفها وأمر من أتاه بهافقال لها تعرفيني؟
قالت : لا ، فذكرها العنز .
فقالت: أنت هو بأبي أنت وأُمّي؟
قال : نعم، هل لقيتِ صاحبي ؟
قالت: لا فأمر من اشترى لها من الصدقة ألف شاة وأعطاها ألف دينار، وبعث بها إلى الحسين(علیه السّلام) فأعطاها مثل ذلك ، وإلى عبد الله بن جعفر فأعطاها مثلها.
فقيل : لقد أحسنتم إليها .
فقال : هي أجود منّا لأنّها جادت بما ملكت ونحن جدنا لها ببعض ما نملك (1).
ص: 229
[30/288] - وخرج هؤلاء ومعهم أبو حبّة الأنصاري (1) من مكّة، فأصابتهم السماء ، فنظروا إلى أبيات فأتوها ونزلوا على بعض أهلها ، فذُبح لهم شاة فأقاموا حتى سكنت السماء، فلمّا أرادوا الرحيل قالوا : إن قدمت المدينة تسأل عن الحسن والحسين (علیهما السّلام) ، فمكث الأعرابي ثلاث سنين أو نحوها ثم ذهب ما في يديه.
فقالت امرأته: لو أتيت المدينة فلقيت أولئك الفتيان .
فقال: أنسينا أسماؤهم.
فقالت: شابّ منهم يقال له : ابن الطيّار، فقدم الأعرابي المدينة فسأل عن الحسن (علیه السّلام) فأتاه فأمر له بمائة ناقة بفحولها ورعاتها ، ثم أتى الحسين (علیه السّلام) فأمر له بمائة شاة وأمر عبد الله بمائة درهم، وأوقرها أبو حبّة تمراً (2).
[31/289] - عن الأعمش، عن محمّد بن علي (علیه السّلام) ، قال : خرج الحسن بن علي (علیهما السّلام) يوماً إلى الصحراء فبصر بعبدٍ أسود قائماً يصلّي راكعاً وساجداً، وغنمٍ ترعی، فدنا منه ، فقال : لمن أنت ؟ قال : لفلان بن فلان بالمدينة، فمضى الحسن (علیه السّلام)إلى منزل الرجل فاشترى الأسود والغنم ، ثم رجع إلى الأسود فقال له : اشتريتك من مولاك واشتريتُ الغنم وهو لك اذهب وأنت حرّ لوجه الله ، فاستغن
ص: 230
بالغنم على صلاتك وما أنت فيه.
فصاح به الأسود يابن رسول الله ،قف، فوقف ، فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأُشهدك أنّ الغنم صدقة على فقراء أهل المدينة ومساكينها فقال الحسن (علیه السّلام) لِمَ فعلتَ ذا ؟
قال : أستحيي من الله أن يكون قضى لي حاجتين في ساعة واحدة ولم أُصيّر إحداهما لوجه الله (1).
[32/290] - وعن أبي مسلم الخولانيّ (2) ، قال : أتى أعرابيّ محمّد بن أبي بكر و عبد الله بن عمر فشكى إليهما ، فأعطى هذا ديناراً وهذا ديناراً وقالا : الدالّ على الخير كفاعله ، هذان سبطا رسول الله فائتهما، فتخلّل الأعرابيّ طُرُقات المدينة حتى وقف على رؤوسها فشكا إليهما ، فقالا : كيف عرفتنا ؟
:قال عرفتكما يا بني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالنور الساطع في وجوهكما.
فقالا: إن الصدقة لا تحل إلا لثلاثة: لفقير مُدقع أو دَين مفظع أو مطلوب بدم.
قال : والله ما من الثلاثة شيء إلا وفي الأعرابي: إنّي فقير ودَيني كثير وأُطالب بدم ابن عمّ .
فقال الحسن (علیه السّلام): اجلس ، فقام وأخرج ثلاثمائة دينار فقال: خذها واحمد الله ولا تحمد سواه، واقض بمائة دينك، وعش مع العيال بمائة، وتصالح عن دم ابن عمّك بمائة .
ثمّ قال الأعرابي : طالما رأينا رسول الله يمصّ شفتيهما مصّاً ويزقّهما العلم زقّاً (3).
ص: 231
[33/291] - وعن ابن عائشة : بلغنا أنّ الحسن والحسين (علیهما السّلام) خرجا حاجّين من المدينة ومعهما أصحاب لهما، حتى إذا كانوا بالأبواء (1) نزلوا منزلاً ، فانطلق الحسين (علیه السّلام) وأصحابه لبعض حاجتهم وبقي الحسن (علیه السّلام) يُصلّي، فدخلت عليه(2) امرأة من الأعراب جميلة ، فلما رآها الحسن (علیه السّلام) ظنّ أنّ لها حاجة فأوجز في صلاته ، ثم قال لها : ألك حاجةٌ ؟
قالت : نعم .
فقال : وما هي ؟
قالت : فم فأصِبْ منّي فإني قد وفدت ولا بعل لي.
فقال : إليك عنّي لا تحرقيني ونفسَك بالنار ، فجعلت تراودهُ عن نفسه ويأبى، فبكت المرأة والحسن (علیه السّلام) يبكي .
ص: 232
فرجع الحسين (علیه السّلام) وأصحابه فخرجت المرأة ورحلوا، ولبث الحسين في «م»: (عليهم). دهراً ولم يسأل أخاه عن قصّتها إجلالاً له ، وهيبة ، فبينا الحسن (علیه السّلام) ذات ليلة نائماً إذ استيقظ وهو يبكي، فقال الحسين (علیه السّلام) : ما شأنك يا أخي ؟
قال: رؤيا رأيتها قال: وما هي ؟
قال : لا تخبرها أحداً ما دمتُ حيّاً؟
قال : نعم .
قال: رأيت يوسف فكنت أنظر إليه فلمّا رأيت حسنه بكيت، فنظر إليّ فيالناس فقال: ما يبكيك يا أخي، بأبي وأمي ؟
قلت : ذكرتك وامرأة العزيز وما ابتليت به من أمرها وما لقيت من السجن وحرقة الشيخ يعقوب .
فقال يوسف: هلّا تعجّبت من المرأة البدويّة بالأبواء ؟! فعرفتُ الذي أراد ، ثمّ قصّ على الحسين (علیه السّلام) قصّتها ، فلمّا مضى الحسن (علیه السّلام) احدث الحسين (علیه السّلام) بذلك فشاع الحديث (1).
[ 34/292] - عن الصادق (علیه السّلام) ، عن أبيه ، قال : لمّا أن حضر الحسن (علیه السّلام) الموت بكي بكاء شديداً، فقال له الحسين (علیه السّلام) : ما يبكيك، إنّما تقدم على رسول الله وعلي وفاطمة وخديجة (علیهم السّلام) وهم ولدوك ، وقد أجرى الله على لسان نبيه « أنك سيّد شباب أهل الجنّة»، وقد قاسمت الله مالك ثلاث مرّات، ومشيت إلى بيت الله على
ص: 233
قدميك خمس عشرة مرّة حاجّاً ؟! وإنّما أراد أن يُطيّب نفسه، فوالله ما زاده ذلك إلا بكاء.
ثم قال : يا أخي، إنّي أَقْدِمُ على أمر عظيم وهولٍ لم أقدم (1) على مثله قطّ (2).
[35/293] - فلمّا قبض أرادوا أن يدفنوه قال بنو هاشم: ادفنوه مع رسول الله ووصى الحسن (علیه السّلام) أخاه (3) أنّه إذا صلّى عليه أدخله على جده ليجدّد به عهده ثمّ يدفنه بالبقيع.
فلمّا رأى القوم ذلك حسبوا أنّ بني هاشم يدفنونه عند النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، فركبت عائشة بغلة وقالت : لا أتركه يدفن في حجرتي ، فقال لها ابن عبّاس: يوماً تجمّلتِ ويوماً تبغّلتِ وإن عشت تفيّلت (4)، نحن لا ندفنه هناك.
فقال أبو هريرة: ويحكم ! أتحسدون ابن رسول الله تربةً من الأرض وقد سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: «اللهم إنّى أُحبّ الحسن فأحبّه» ؟!
ص: 234
وقال عبد الله بن جعفر : سمعته يقول : إن منعوكم فادفنونى مع أُمّى (1).
ص: 235
ص: 236
ص: 237
ص: 238
[1/294 ] - كتب معاوية إلى مروان عامله على الحجاز وأمره أن يخطب أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر، فأخبره بكتابة معاوية.
فقال : أمرُها إلى خالها الحسين (علیه السّلام) وهو غائب فإذا قدم فما فعل فقد رضيتُ، [ف] قدم الحسين (علیه السّلام) فأخبر بذلك ، فقال : نستخير الله للجارية، وقال: يا بنيّة أمركِ إليّ ؟ قالت : نعم ، وأخذ على أبويها العهود بالرضا بما صنع في أمرها .
فخرج الحسين (علیه السّلام) وهو يقول : اللّهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمّد، فمرّ بدار محمّد بن جعفر فإذا هو بالقاسم بن محمّد بن جعفر (1)، قال: يابن أخ أترضى أن أُزوجك من شئت؟
قال : نعم وما لي مال، فأُعطي المهر .
ص: 239
قال : لكنّني أعطي عنك ، قال : فاصنع ما شئت ، قال : فإذا كان غداً فاحْضَرْ في ثوبيك هذين مجلس بني هاشم وبني أمية، فحضر القاسم.
فلمّا اجتمع الناس في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم) أقبل مروان بن الحكم حتّى جلس إلى الحسين بن علي (علیهما السّلام) وعنده بنو هاشم وبنو أميّة ووجوه قريش ووجوه الأنصار، وقد تكلّم مروان فحمد الله وقال : إنّ معاوية كتب إليّ أن آتي عبد الله بن جعفر وأخطب ابنته أم كلثوم على يزيد ابنه ، وقد جعل عبد الله ذلك لَكَ(1)، وقد أمرني معاوية أن أجعل مهرها بالغاً ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيَّيْنِ من بني هاشم وبني أُميّة ، مع قضاء دين أبيها ، واعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممّن يغبطه بكم، والعجب كيف يُسْتَمْهَرُ يزيد ؟! وهو كفو من لا كفو له ، وبوجهه يُستسقى الغمام ، ولعمري من يحسدكم به أكثر ممّن يحسده بكم ، فردّ خيراً يا أبا عبد الله ، ثم سكت.
فتكلم الحسين (علیه السّلام) فحمد الله وصلّى على النبي وآله، وقال:
«الحمد لله الذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه، وأوصيكم بتقوى الله الذي لا ينفع عنده إلّا الصدق، ولا يقبل من خلقه إلّا التقوى، أمّا بعد فإنّ الإسلام رفع الخسيسة، وتمّم النقيصة، وأذهب الملامة ، فليس على مؤمن عتب ولا عيب، وإن القرابة التي أمر الله بصلتها وعَظَّمَ من حقّها وجعل الأجر فيها قرابتُنا أهل البيت الذين أوجب الله فيها حقنا على كل مسلم».
ثم قال :
يا مروان ، قد قلت وسمعنا، أما قولك مهرها [حكم أبيها بالغاً ما بلغ ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنّة رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم) ] (2) في بناته ونسائه وأهل بيته اثنتا عشرة
ص: 240
أوقية يكون أربعمائة وثمانين درهماً.
[ وأمّا قولك : مع قضاء دين أبيها، فمتى كُنَّ نساؤنا يقضينَ عنا ديوننا ؟! ]
وأما صلحُ ما بين هذين الحيّين فإنّا قوم عاديناكم في الدين ولم نكن لنصالحكم في الدنيا، ولعمري لقد أعيانا النسب فكيف السبب.
وأما قولك : العجب ليزيد كيف يستمهر ؟! فقد استمهر من هو خير من يزيد و من أبى يزيد و من جد يزيد .
وأما قولك : إنّ يزيد كفو من لا كفو له ، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم ،وما زادته إمارته فى الكفاءة شيئاً.
وأما قولك: بوجهه يستسقى الغمام، فإنّما كان ذلك بوجه رسول الله (صلّى الله عليه و آله وسلّم).
وأما قولك: إنّ من يغبطنا به أكثر ممّن يغبطه بنا، فإنّما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل الفضل .
أما إني قد بدا لي أن أُزوّج هذه الجارية ممن هو أقرب قرابة من يزيد وأوجب حقاً ورحماً ، وهو هذا الغلام القاسم بن محمّد بن جعفر ابن عمّنا أُخي أبينا، فاشهدوا جميعاً أني قد زوّجت أُمّ كلثوم من القاسم على أربعمائة وثمانين درهماً، وقد نحلتهما ضيعتي بالمدينة- أو قال أرضي بالبُغَيْبِغَة - فإنّ غلّتها في السنة ثمانية آلاف دينار، ففيها غِنًى إن شاء الله تعالى ، ولم أكن لأعدل هذه الجارية إلى غيره لمال ولا أجعل في عِرْضها مَغْمَزاً لأحد من قريش.
فتغير وجه مروان وأطال السكوت ثمّ قال : أغدراً يا بني هاشم !! تأبون إلّا العداوة.
فقال الحسين (علیه السّلام): رويداً، أقول لكم أنتم والله أغدر وأولى بالغدر، أنشدك الله يا مروان ومن حضرنا في هذا المجلس أتعلمون أن الحسن بن علي (علیهما السّلام) خطب عائشة بنت عثمان حتى إذا كنّا بمثل (1) هذا الموضع وقد اجتمعنا بجعل الأمر في
ص: 241
يدك يا ،مروان فقلت : قد بدا لنا أن نزوّجها عبد الله بن الزبير، هل كان ذلك ؟ قال : نعم ، قال الحسين(علیه السّلام) : فأين موضع الغدر ؟
ثمّ نهضوا ، فكتب مروان بن الحكم إلى معاوية يحرّضه بذلك على الحسين (علیه السّلام).
فقال معاوية : بنو عمّنا خطبنا إليهم فردّونا ولو خطبوا إلينا ما رددناهم ، وكتب إلى مروان: لعل الله أن يكون قد خار للجارية ، إذا أتاك كتابي هذا فأعط الحسين (علیه السّلام) ألف ألف درهم، وأعط عبد الله بن جعفر ألف ألف درهم، وأعط الجارية مائة ألف درهم، وأعط الغلام مائة ألف(1).
[2/295] - وكان بين الحسين (علیه السّلام) والوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة، والوليد كان حاملاً على الحسين (علیه السّلام) لكونه أميرَ المدينة، أمّره عليها عمّه معاوية، فقال الحسين : أقسم بالله لتنصفني من حقي أو لأُجرّدنّ سيفي ثمّ لأقومنّ في مسجد رسول الله ثمّ لأدعون لحلف الفضول، فأنصف الوليد الحسين (علیه السّلام) من حقّه حتّى رضي (2).
[3/296] - وكان محمّد بن جبير بن مطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف أعلم
ص: 242
قريش قدم على عبد الملك ، فلمّا دخل عليه قال : يا أبا سعيد، ألم نكن نحن وأنتم - يعني بني عبد شمس وبني نوفل - في حلف الفضول ؟ قال : لا لقد خرجنا نحن وأنتم منه (1).
[4/297] - وعن بشر بن غالب (2): سمعت ابن الزبير يقول للحسين (علیه السّلام) : إنّك تأتي قوماً قتلوا أباك وطعنوا أخاك .
فقال : لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلى من أن يستحلّ منّى مكّة (3).
[5/298 ] - وعن أبي حارثة (4): قام مروان يسبّ عليّاً (علیه السّلام) على المنبر والحسن (علیه السّلام) شاهد(5)، فبلغ ذلك الحسين (علیه السّلام) فقال لأخيه : أسمعت هذا الفاسق يسبّ والدك ثمّ لم تردّ عليه !!
قال: وما أردّ على رجل يقول ما شاء .
ثم قال الحسين (علیه السّلام) لمروان : يابن الزرقاء يابن آكلة القُمّل ، أنت السابّ عليّاً . قال مروان عليه اللعنة : اذهب عني فإنّك سفيه .
قال له الحسين (علیه السّلام) : ألا أخبرك ما قال الله فيكم وفي علي بن أبي طالب؟ أما
ص: 243
سمعت الله يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّا)ً ، فذاك علي بن أبي طالب ، والشيعة (1) مِمَّن جعل الله له ودّاً (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُدّاً) ، أتدري من اللّد ؟ أنتم بنو أمية، أما سمعت الله يقول : (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزَاً ) (2) والله لا تذهب الليالي والأيام إلا بعث الله فيها رجلاً اختاره الله لكم واصطفاه عليكم يفتنكم قتالاً ، لا يحسّ منكم من أحد ولا يسمع لكم ركزاً (3).
[6/299] - وروي أن حسيناً (علیه السّلام) لمّا خرج من مكة متوجهاً إلى الكوفة مرّ بماء من مياه بني سُليم فابتاع غلامٌ له جُزراً من رجل من بني سليم ودفع الثمن، فلمّا حضر رحلهم أتاه البائع -وكان يُسمّى زيداً يبيع الجُزر- بالمدينة وكان روميّاً - فنادی: یا مظلمتاه! رافعاً صوته، فلما سمع الحسين (علیه السّلام) نداءه بعث إليه فسأله عن مظلمته ، فزعم أنّ غلامه ابتاع منه جُزْراً وأنّه ظلمه أثمانها ، فاشتدّ ذلك على الحسين (علیه السّلام) فهمّ بغلامه ، حتّى زعم الغلام أنّه نَقَدَهُ ، فأشهد عليه، فلمّا جاء بالبينة من أهل الماء أَمَرَ [علیه السّلام ] له بمعروف ، فعيّب على اسمه (4) فقال الحسين (علیه السّلام) : لا تعبه
ص: 244
باسمه فإنّ أبي أخبرني أنّه يخرج منّا أهل البيت رجل يقال له زيد، يتلقّاه كلّ ملك أو نبيّ حتّى يؤتى بروحه إلى سماء الدنيا، فيقول له النبيّون: جزاك الله خيراً، شهدت لنا بالبلاغ وجئتنا، ويقول له رسول الله (صلّى الله عليه و آله و سلّم) : أدّيت عنّي وبلّغت أمري، ثمّ يذهب به لا يمرّ بسماء إلّا أثنى عليه أهلها ، حتى يؤتى به المدخل ويبعث الله أصحابه يوم القيامة غرّاً محجّلين يتخلّلون الناس معهم الطوامير ، يقال : هؤلاء خلف الخلف.
[7/300] - وعن الصادق (علیه السّلام): مات منافق فخرج الحسين (علیه السّلام) [ يمشي ] معه، فلقيه مولى له، فقال له الحسين (علیه السّلام) : أين تذهب ؟
قال : أفرُّ من جنازة هذا المنافق أن أصلّى عليه .
فقال له الحسين (علیه السّلام): تعال وانظر أن تقوم عن يميني فما تسمعني أقول فقُل مثله، فلمّا أن كبّر عليه وليّه قال الحسين (علیه السّلام):
« اللهمّ العن عبدك ألف لعنةٍ مختلفةٍ غير مؤتلفةٍ، والعن عبدك ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة، اللهم أَخْزِ عبدك في عبادك وبلادك، وأَصْلِهِ حرّ نارك، وأَذِقْهُ أَشدّ عذابك فإنّه كان يتولّى أعداءك، ويُعادي أولياءك، ويبغض أهل بيت نبيّك »(1).
ص: 245
[8/301] - وقال الصادق (علیه السّلام) : خطب عُمرُ الناسَ (1) فقال: أيّها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم ؟
فقام الحسين (علیه السّلام) من ناحية الروضة فقال له : أيها الكذّاب، انزل عن منبر أبي.
قال : أبوك لعمري يا حسين لا أبي، ثمّ قال: من أمرك بهذا؟ أبوك علي بن أبي طالب ؟
قال: إن أكن أطيع فيما أمرني أبي فأبي لهادٍ وإنّي لمهتد، ولكن بيعتنا يابن الخطّاب في رقاب الناس لا ينكرنا إلّا جاحدٌ بالكتاب، عرفوا ذلك بقلوبهم وأنكروا بألسنتهم، فويل للمنكرين حقّنا أهل البيت ماذا يلقاهم به محمّدٌ من إدامة الغَضَب وشديد العقاب عليهم .
قال عمر: فمن أنكر حقّكم فعليه لعنة الله، أمّرَنا الناس فتأمّرنا عليهم، ولو أمّروا أباك لأطعناه.
فقال الحسين (علیه السّلام): فأيّ الناس أمّرك على نفسه قبل أن تُؤمَّرَ أبا بكر على نفسك ، إنّما أمّرتَ أبا بكر على نفسك ليؤمّرك على الناس من غير أثر في الكتاب ولا رواية عن النبي (صلّى الله عليه و آله و سلّم) ، فصرت ترقى منبرهم وتحكم فيهم لا تعرف معجمه ولا تعرف تأويله إلا بسماع أذن المخطئ والمُصيب فيهم سواء، فجزاك اللهُ وسألك عمّا أخطأت سؤالاً حثيثاً (2) ، فنزل عمر وشكا الحسين (علیه السّلام) إلى أبيه.
فقال الحسن (علیه السّلام) : لعن الله مَن حَرّض الطغام على أهل دينه، أمثلُ الحسين يُستخَفُّ كمن لا علم له.
فقال على (علیه السّلام): مه يا أبا محمّد فلست بقريب الغضب ولا بلثيم الحسب .
ص: 246
فقال عمر: إنّهما يهمّان وفي أنفسهما ما لا يرى .
قال عليّ (علیه السّلام): هما أقرب برسول الله نسباً أن يقولا ذلك، أرضهما بحقّهما يَرْضَ عنك خالقهما ، قال : وما حقّهما ؟
قال : الرجعة عن الخطيئة والتوبة عن الفتنة.
قال : أدّب الحسين ، قال : كيف أُؤدّب من كان ولد رسول الله ، ونحَلَهُ أَدَبَه ، فإنّه لا ينتقل إلى أدب هو خيرٌ له منه ، ولكن أؤدّب أهل المعاصي على معاصيهم ومن أخاف عليه الزلّة والهلكة (1) .
[9/302] - بعثت امرأة الحسين (علیه السّلام) إليه: إنا صنعنا ألواناً من الطعام الطيّب وصنعنا طيّباً فانظر أكفاءك فَأْتِنا بهم ، فدخل الحسين (علیه السّلام) المسجدَ فجمع السؤّال الذين فيه والمكاتَبِين فانطلق بهم إليها ، فأتاها جواريها فقلن : قد والله جلب عليك المساكين، ودخل الحسين (علیه السّلام) على امرأته ، فقال : أعزم عليك خُواناً عن خُوانٍ(2) لا تدّخرى طعاماً ولا طيباً ، ففعلت.
[10/303] - وعن عبد الله البصري (3) : مرّ الحسين (علیه السّلام) على مساكين قد بسطوا أكسية لهم عليها كِسَر لهم ، فقالوا : أدن يا أبا عبد الله فكُل ، فنزل فقال: ﴿إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ) (4)، فأكل معهم ثم قال لهم : إنّي قد أجبتكم فأجيبوني ، فذهب بهم ،
ص: 247
فقال لامرأته الرباب : أخرجي ما كنت تدّخرين ، فأخرجت ما كان عندها فأكلوا (1).
[11/304] - ودخل الحسين (علیه السّلام) المتوضّأَ فأصاب لقمة في مجرى الغائط أو البول، فأخذها وغسلها ثمّ دفعها إلى غلامه وقال : إذا توضأت أَذْكِرْنِي بها ، فلمّا توضّأ قال: يا غلام ،ناولني اللقمة، قال: أكلتُها ، قال : اذهب فأنت حر لوجه الله، فقيل : لم أعتقته ؟
قال : لأنّي سمعتُ أُمّي فاطمة (علیها السّلام) تذكر عن أبيها أنه قال:
«من وجد كسرةً أو لقمة في مجرى الغائط أو البول فأخذها وأماط عنها الأذى ثمّ غسلها ثمّ أكلها لم يستقر في بطنه حتى يغفر له».
وما كنت لأستخدم رجلاً من أهل الجنة (2).
ص: 248
[12/305] - وعن الرضا (علیه السّلام) :اهتجر الحسن والحسين (علیهما السّلام) فجاء محمد بن الحنفية إلى الحسين (علیه السّلام) فقال : ألا تذهب بنا إلى أبي محمّد فإنّ له السنّ عليك.
فقال الحسين (علیه السّلام) : سمعت جدّي يقول :
«ما من مُهتجرَين يبدأ أحدهما صاحبه [بالسلام ] (1)إلّا كان السابق إلى الجنّة».
وقد (2) كرهت أن أسبق أبا محمّد إلى الجنّة، فمضى محمّد إلى الحسن (علیه السّلام)فأخبره بمقالة الحسين (علیه السّلام) فقال : صدق أبو عبد الله ، اذهب بنا إليه (3).
[13/306 ] - عن موسى بن عقبة (4): قيل لمعاوية : إنّ الناس مدّوا أبصارهم إلى الحسين (علیه السّلام) وفيه خَفَرٌ (5) ولو خطب لسقط عن الأعين ، قال : كنّا ظننّا بالحسن ذلك ونُصِحْنا ، فلم يزالوا به حتى قال للحسين (علیه السّلام): اصعد المنبر ، فصعد وحمد الله وصلّى على النبي وآله ، فسمع رجلاً يقول : من هذا الذي يخطب ؟ قال الحسين (علیه السّلام):
ص: 249
«نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسوله الأقربون، وأهل بيته الأطيبون، وأحد الثقلين الذين خلّفنا رسول الله والتالي كتاب الله فيه تفصيل كلّ شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والمعوّل علينا بتفسيره لأنا عُلَماءُ بتأويله، نتبع حقائقه، فأطيعونا فإنّ طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله مقرونة ، قال : ( أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ )(1) ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (2) وأُحذّركم الإصغاء لهُتُوف الشيطان فإنّه لكم عدوّ مبين، ولا تكونوا كأوليائه الذين قال لهم : ( لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ ﴾ (3) فتلقون للسيوف جَزَراً، وللرماح وَذَراً ، وللعمد حُطماً ، وللسِّهام غَرَضاً ، ثم لا يقبل من نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً» (4).
فقال معاوية : حسبك يا أبا عبد الله ! قد أبلغت (5).
[14/307] - وروي أن معاوية قدم المدينة فصعد المنبر وقال : إِن شَبِيبَةً من قريش ذوي سَفَه وطيش سوّدوا غلاماً سفيهاً حدثاً، كفى بي لهم مؤدّباً .
فنهض الحسين (علیه السّلام) من مجلسه من الروضة فقال : إنّ نوافذ الأقدار في أفاريق الليل والنهار جارية على أَذلالها إلى ميقات ،آجالها، لا يَرُدُّ منها ذو بغي وحسد نافذ مَقْدُورِها عن أحد، لعمري لأمرُؤ يُعنى بعشيرته ويذبُّ من وراء حقيقته لا يشتم بلسانه جاهلاً ولا يخذل في أرضه عائلاً ، لا يكون مثل عيّابة سبّابة وثابة
ص: 250
بقوارص كلامه على ذوي العقل من أرحامه، ولمن شاركه الشيطان في سُلطانه ونطق بالفحش على لسانه أَوْلَى بالعيب في خصاله والقبيح في فعاله منه.
فنزل معاوية ودخل منزله ، فقال للحسين (علیه السّلام) : إن كنّا نلنا منك شيئاً فقد نلت منّا أضعاف ذلك ، فقال الحسين (علیه السّلام) : (عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ وَ مَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ) (1).
[15/308] - وجاء أهل الكوفة إلى علي (علیه السّلام) فشكوا إليه قلّة المطر، فصعد المنبر وأصعد معه الحسن والحسين (علیهما السّلام) واستسقى ، ثم قال:
«اللّهمّ هذان الحسن والحسين ابنا نبيّك نستشفع إليك بهما ».
ثم قال للحسن (علیه السّلام): قم فاستسق ، فقام فحمد الله وصلّى على النبي وآله ثمّ قال :
«اللهم افتح لنا السحابَ بفتح الأبواب بماءٍ عُباب وانصباب، يا وَهَّابُ ، اسقنا سُقياً مُغدِقة (2) مُطبقة (3) مورقة، فتّح أغلاقها، ويَسِّر أطباقها ، وعَجِّل سياقها بالأندية والأودية، اسْقِنا مطراً قطراً طبقاً مُطبقاً عامّاً مُعِمّاً جَمّاً بهما (4) رَغِداً واسعاً كافياً عاجلاً طيّباً مباركاً مُبِلّاً سحّاً سلاطحا يُناطح الأباطح، مُغدودِقاً مغرورقاً، أسْقُ (5)
ص: 251
سَهلَنا وجَبلَنا وبدونا وحضرنا، أرِنا الرُخص موجوداً، والغلاء مفقوداً، آمين رب العالمين».
ثم قال للحسين (علیه السّلام): قم واستسق ، فقام فحمد الله وصلّى على النبي وآله ثم قال :
«اللّهمّ مُعطى الخَيْرات من أماكِنِها، ومُنزِل الرحمات من مَعادِنها، ومُجري (1) البركات على أَهلِها، مِنْكَ الغَيْتُ المُغِيثُ، وأنت الغِيَاثُ المُسْتَغاثُ، ونحن الخاطِئُون أهل الذنوب ، وأنت المستغفَرُ الغَفَّار ، لا إله إلا أنت وَحْدَكَ لا شريك لكَ ، اللّهمّ أَرْسِلْ السماء علينا مدراراً ، وأَسْقِنا الغَيْثَ واكفاً مِغْرَاراً غَيْتَاً مُغِيثاً واسعاً مُتسعاً مُهْطِلاً مَرِيئاً مُرغِداً غَدَقاً مُغْدِقاً مُجِلاً مُجَلجلاً سحاحاً فَجَاجاً سائلاً مُسِيلاً عاماً مُعِماً وَدْقاً مطبقاً حتى يَدفَعَ الوَدْقَ بالوَدْقِ دِفاعُهُ ويتلو القَطْرُ منه قَطْراً غير خُلْبٍ بَرْقُهُ، ولا مكذَّب وعده، تنعش به الضَّعِيفَ من عِبادِك، وتُحيي به الميت من بلادك ، آمين رب العالمينَ».
فما فرغا من دعائهما حتّى صبّ الله تعالى عليهم المطر صبّاً، فأقبل أعرابي من بعض نواحي الكوفة فقال : تركت الآكام يتلو بعضها بعضاً يجري بها السيل (2) .
[16/309 ] - وقال الفرزدق للحسين (علیه السّلام) لمّا خرج من مكّة متوجّهاً إلى الكوفة
ص: 252
وقد سأله عن أهلها سيوفهم عليك وقلوبهم معك، والقضاء ينزل من السماء واللّه يفعل ما يشاء (1) .
فقال (علیه السّلام) : «الناس عبيد الدُنيا، والدين لَعِقٌ على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا مُحّصوا بالبلاء قل الديّانون»(2).
[ 17/310 ] - وعن صفيّة بنت عبد المطلب: لما ولد الحسين (علیه السّلام) قال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم): هَلُم إليّ ابني .
قلت: أنا لم أُنظَفه بعد .
فقال : يا عمّة ، أنت تنظّفينه ؟! إن الله قد نظّفه وطهّره.
فأخذه النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وضع لسانه في فيه والحسين يمُصّه، ما كنت أحسب يغذوه إلّا لبناً أو عسلاً، ثمّ قبّل بين عينيه ثمّ دفعه إليّ وبكى ، فقال : لعن الله قوماً هم قاتلوك يا بني، يقولها ثلاثاً.
قلت : ومن يقتله ؟
قال : الفئة الباغية من بني أمية لعنهم الله (3).
ص: 253
ص: 254
ص: 255
ص: 256
[1/311] - عن الزهريّ: ما رأيت أحداً أفضل من زين العابدين (علیه السّلام)(1).
وكان أوّل ما رأيته في البرّية يتبع الخلوة فأعجبني سمته وأنا لا أعرفه، قال: خرجت في لَبَنِ اللّقاح وآذاني الحرّ فانتهيت إلى بيت شَعَر فقلت : السلام علیکم، أأدخل ؟ فناداني بضعيف الصوت: وعليكم السلام وأفرح بذلك، ودخلتُ وأجلسني ودعا بلبن مبرّد وماء بارد فقال : إن شئت فاشرب هكذا وإلّا فامزجه ،ثم دعا بسويق فغسله مرّات ثمّ طرح عليه حلواً فسقاني ، ثم أطعمني أطيب ما كان عنده ، ومهّدني وجعل يروّحني حتى نُمْتُ، فلمّا انتبهت أمر فضُرِب لي كساء فدخلت تحته ، قلت : فَمِمَّن الرجل ؟
قال : مِمَّن منّ الله عليه بالإسلام، قلت من أي الناس؟
ص: 257
قال : من العرب، قلت: من أيّهم ؟
قال: من قريش قلت : أنا أيضاً منهم، فمن أيّهم؟
قال: من بني هاشم، أنا عليّ بن الحسين وأحسب أني أضجرته، فقال: من حُسنِ إسلام المرء تركه حُبَّ (1) ما لا يعنيه .
ثمّ قدم المدينة فكنت أسأله وكان مشغولاً بالعبادة مع قلة مفاوضة الناس.
[ 2/312] - وكان إذا فرغ من وضوئه للصلاة أخذته الرِّعدَة، فقيل له في ذلك، فقال: أتدري إلى من أقوم ومن أريد أن أناجي ؟(2)
[3/313] - وإذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه حتّى يُعرف ذلك في وجهه (3).
[4/314] - وإذا قام في صلاته قام كأنّه ساق الشجرة لا يتحرّك منه شيء إلّا ما حرّكته الريح من ثيابه (4)، وتزايل كل عضو منه من خشية الله .
ص: 258
[5/315] - وكان في صلاته فزحف ابنه محمّد إلى بئر بعيدة القعر فسقط فيها،فصرخت أُمّه وتضرب بنفسها الأرض حوالي البئر ولم يخرج من صلاته إلّا عن تمامها، ثمّ أتى شفير البئر ومدّ يده إلى قعرها فأخرج محمّداً يضحك على يده ولم يبتلّ له ثوب فقال لها : هاكِ يا ضعيفة اليقين بالله، فضحِكَتْ بسلامة ابنها وبكت لقوله فقال : لا تثريب عليك اليوم (1).
[6/316] - روي أنّ إبليس قال : ربّ ائذن لي أن أبتليه كيف صبره ، فنهاه الله عنه فلم ينته ، وتصوّر لعلي بن الحسين (علیهما السّلام) بصورة أفعى لها عشرون رأساً، وطلع من موضع سجوده ، ثمّ تطاول في محرابه فلم يَرُعه ، وقبض على أنامل رجله ينهشها، كلّ ذلك لا يكسر طرفه إليه ولا يخلجه شك ولا وَهِمَ في صلاته ولا قراءته فلم يلبث إبليس حتى أنقض إليه شهاب ثاقب من السماء، فلما أحس به قام إلى جانب عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) في صورته (2).
ص: 259
[7/317] - وعن حمّاد بن حبيب الكوفيّ القطّان (1): خرجنا سنة حجّاجاً فرحلنا من زُبالة (2) فاستقبلنا ريح سوداء مظلمة فتقطّعت القافلة ، فانتهيتُ إلى وادٍ وجنّني الليل فآويت إلى شجرة فلمّا اختلط الظلام إذا أنا بشابّ عليه أطمار بيض قلت: ولي من أولياء الله متى ما أحسّ بحركتي [ خشيتُ نفاره ]، فمشيت قفاءَهُ، فأخفيتُ نفسي فدنا إلى موضع ، فتهيّأ للصلاة وقد نبع له ماء ثم وثب قائماً يقول :
«يا مَن حَازَ كل شيء مَلَكُوتاً ، وَقَهَر كلّ شيء جَبَرُوتَاً، أَوْلِجُ قَلْبِي فرح الإقبال عَلَيْكَ ، وأَلْحِقْنِي بميدان المُطِيعِينَ لك».
ودخل في الصلاة فتهيّأتُ للصلاة ثمّ قمت خلفه فإذا بمحراب مَثُلَ في ذلك الوقت، وكلّما مرّ بآية فيها الوعد والوعيد يردّدها بانتحاب وحنين ، فلما تقشّع الظلام قام فقال :
«يا من قصده الضَّالُّونَ فأصابوهُ مُرشداً ، وأَمِنَهُ الخَائِفُونَ فَوَجَدُوه مَعقِلاً ، ولَجَأَ إليه العائذُونَ فوَجَدُوه موئلاً ، متى رَاحَةُ مَنْ نَصَبَ لِغَيْرِكَ بدنَهُ، ومتى فَرَحُ مَنْ قَصَدَ سِواكَ بِهِمَّتِه . إلهي ، قد انْقَشَعَ الظلام ولم َأقْضِ مِن خِدْمَتِكَ وَطَراً، ولا مِنْ حياضِ مُناجاتِكَ صَدَراً ، صَلّ على محمّدٍ وآلِ محمدٍ وافعل بي أولى الأمرين بك»، فتعلّقت به.
ص: 260
فقال: «لو صدق توكّلك ما كنت ضالّاً ولكن اتبعني وَاقْفُ أثري وخذ بيدي، فخيّل إليّ أنّ الأرض تمتدّ من تحت قدمي».
فلمّا انفجر عمود الصبح قال: هذه مكة ، فقلت من أنت بالذي ترجوه ؟ فقال : أمّا إذا أقسمت فأنا علي بن الحسين (1).
[8/318] - عن الباقر(علیه السّلام) : إن فاطمة بنت علي بن أبي طالب (علیه السّلام) لمّا نظرت إلى ما يفعله ابن أخيها بنفسه أتت جابر بن عبد الله فقالت: هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه وثفنت جبهته وركبتاه و راحتاه، تدعوه إلى البُقيا على نفسه، فأتى جابر باب عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) وإذا ابنه محمّدٌ أقبل ، فقال : هذه مِشْيَةُ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)، فسأله : من أنت ؟
قال : أنا محمد بن علي.
قال: أنت والله الباقر وأنا أُقْرِئُكَ عن جدّك رسول الله السلام، وقال لي: إنّك [تبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمّد يبقر العلم بقراً، وقال لي : إنك ](2) تبقى حتّى تعمى ثمّ يكشف لك عن بصرك ، قال : ائذن لي على أبيك .
ص: 261
فدخل وحدّثه أنّ شيخاً بالباب فعل بي كذا وقال كذا .
قال: ذاك جابر ائذن له، فدخل وسلّم ثم قال : إنّ الله إنّما خلق الجنّة لكم ولمن أحبّكم، وخلق النار لمن أبغضكم، فما هذا الجهد ؟ إنّك من أُسرة بهم يستدفع البلاء وتكشف اللأواء (1) ، وبهم تُستمطر السماء ، البقيا على نفسك .
فقال : يا جابر ، لا أزال على منهاج أبويّ مؤتسياً بهما حتى ألقاهما (2).
[ 9/319] - ودخلت زينب (علیها السّلام) عليه فوتب ليسلّم عليها فسقط ضَعْفاً، فحكت لجابر وأبي سعيد الخدري أنه صار كأنّه شِنٌ بالٍ أو سُنبل يميله الريح.
فقيل له: ما هذا وأنت من الله ومن رسوله بالمنزلة التي أنت بها ؟
فقال: من أدخل قلبه صافي خالص دین الله اشتغل عمّا سواه من الدنيا، وما عسى أن تكون ؟
هل هو إلّا طعام أكلته أو ثوب لبسته أو مركب ركبته أو امرأة أحببتها ؟!
ص: 262
فأنزل الدنيا منك بمنزلة منزل نزلته فارتحلت منه ، أو كَمَالٍ أصبته في منامك ثمّ انتبهت ويدك عنه صفر، إن أولياء الله لم يطمئنّوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدوم الآخرة، أيسر الناس مؤونة وأكثرهم لك معونة، إن شهدتهم آنسُوكَ، وإن غبت عنهم ذكروك ، قوّامين بالقسط ، قوّالين بأمر الله ، ﴿ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ) (1) ، أكلهم الصوم، وشربهم سهر الليل، عمش العيون من البكاء، صُفر الألوان من الاجتهاد، رمث (2) الشفاه من تلاوة القرآن، أسكتَتهم خشية الله من غير عيّ ، وإنّهم لهم الفصحاء والنجباء الأولياء العارفون بالله وبآياته إلا أنّهم إذا ذكروا عظمة الله طاشت عقولهم وكلّتْ ألسنتهم ، فإذا أفاقُوا من ذلك اسْتَبَقُوا إلى الله بالأعمال الزاكية، لايستكثرون للّه الكثير، ولا يرضون له بالقليل، علموا أنّهم صائرون إليه فهم مجتهدون في مرضاته، أولئك خزّان علمه وورثة أنبيائه، أولا تَدَعُونَ هذه اللُّماظَةَ (3) لأهلها ؟! فليس لأنفسكم إلا الجنة فلا تبيعوها بغيرها (4).
[ 10/320 - وقال للوضين بن عطاء (5) أرِدِ الله بما تقول يُفرِغ عليك العلم
ص: 263
إفراغاً ، إنّما قَصَرنا عن علم ما جهلنا بتقصيرنا في العمل، ولو أنّا نعمل ببعض ما تعلم إذاً لأورثنا علماً لا تقوم به أبداننا(1).
[11/321] - وكان له غلام يقال له: سنان -وكان عبداً صالحاً - فتلا هذه الآية: (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ) إلى قوله: ﴿ وَلَا تُكَلِّمُونِ) (2)، وعلي بن الحسين (علیهما السّلام) قائم في محرابه، فخر مغشيّاً على وجهه.
فقال ابن جبير : لا غفر الله لسنان .
فقال علي بن الحسين (علیهما السّلام): أعِد علَيَّ يا سنان، فأعاد عليه فخرّ مغشياً عليه فانسلخ جبهته ، فقال : اذهب فأنت حر لوجه الله كما خوّفتني (3).
[ 12/322 ] - وكان يصلي صلاة الغداة ثمّ يثبت في مصلّاه حتّى تطلع الشمس، ثمّ يقوم فيصلّي صلاة طويلة، ثمّ يرقد رقدة، ثمّ يستيقظ فيدعو بالسواك ثمّ يدعو بالغداء (4).
[13/323] - وكان يقرأ القرآن فربّما مرّ به المارّ فصعق من حُسن صوته (5).
ص: 264
[14/324] - وقيل له : أما آن لحُزنك أن ينقضي ؟ فقال : شكا يعقوب إلى ربّه من أقلّ مِمّا رأيت حتى قال : ( يا أسفى ) (1) ، إنه فقد ابناً واحداً وأنا رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يُذبحون حولي.
وكان يميل إلى عقيل ويقول: إني أذكر يومهم مع الحسين (علیه السّلام)(2).
[15/325] - وقال : كلماتٌ ما قلتهنّ فخفت شيطاناً ولا سلطاناً ولا سبُعاً ولا لِصّاً : آية الكرسي، وآية السُّخَرَة في الأعراف، وعشر آيات من أوّل الصافّات، وثلاث آيات من الرحمن ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) إلى قوله: ﴿ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظُ مِن نَارٍ وَنُحَاسُ فَلا تَنتَصِرَانِ ﴾ (3) ، وآخر الحشر (وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (4) الآية (5) .
[16/326] - وكان إذا تصدّق بصدقة قبّلها قبل أن يضعها في يد السائل (6).
ص: 265
[17/327] - ولمّا مات فغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره، فقيل: كان يحمل الدقيق على ظهره إلى فقراء أهل المدينة (1).
[ 18/328] - ويحمل الجراب فيه الخبز فيتصدّق به بالليل ويقول : إنّها تطفئ غضب الربّ (2).
[ 19/329 ] - وكان يحبّ العنب ، فكان صائماً فاشترت أُمّ ولد له عناقيد من عنب في أوّل ما جاء، فلما أراد الإفطار وضعتها بين يديه، فجاءَ سائل فأعطاه، فاشترته أُمّ ولده ثمّ وضعته عنده فجاء سائل فأعطاه .
[ 20/330] - وكان يقوت سبعين بيتاً من أهل المدينة وهم لا يعلمون، فلما مات فقدوا أثره (3).
[ 21/331] - وقال : لئن أقوت أهل بيت فقراء أحبّ إلي من أن أحجّ حجّة بعد حجّة (4) .
ص: 266
[22/332 ] - رأى الزهريّ علي بن الحسين (علیهما السّلام) ليلة باردة مطيرةً وعلى ظهره دقيق وحطب، فقال : أحمله عنك .
فقال : سألتك بحقّ الله لمّا مضيت إلى حاجتك فأنا أريد سفراً أُعِد له الزاد وأحمله إلى موضع حريز.
فلمّا كان بعد أيام قال له : يابن رسول الله ، لا أرى لذلك السفر أثراً.
قال (1) : ليس ما ظننت ولكنّه الموت والاستعداد للموت؛ تجنّب الحرام وبذل الندى والخير (2).
[23/333] - وصار على ظهره كهيئة الحِبال السود للحمل على ظهره إلى الفقراء بالليل (3).
[24/334] - وكان يصوم الدهر ويفطر على قرص ويتسحّر بآخر، فنحل جسمه وسقم بدنه، فسمع هاتفاً يقول : نحيف الجسم من طول الصيام.
[25/335] - وكان يصوم ويأمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ، وإذا كان عند المساء أكبّ على القِدر حتّى يجد ريح المرق وهو صائم، فيقول: هاتوا القصاع ،اغْرِفُوا لآل فلان واغْرِفُوا لآل فلان، حتّى يأتي على آخر القِدر، ثمّ
ص: 267
يُؤتى بخبزٍ وتمر فيكون ذلك عشاءَهُ (1).
[26/336] - وكان يعجبه أن يحضر طعامه جماعة من اليتامى والأضراء ومن ليس له عيلة، فيقوم عليهم ويُناولهم بيده ومن له عيال حمله إلى عياله، ويلبسهم الثياب (2) قد أعدّها لهم ، ويُطعمهم الطعام، ويدهنُ رؤوسهم، ويكحل أعينهم ويطيّبهم ، وربّما أعدّ لهم الدراهم ويشتري الحُلّة بثلاثين ديناراً وأربعين ديناراً(3)، فأوّل ما يلبسها يمرّ بالمسكين فيطرحها عليه وما يدري أي الناس هو .
[27/337] - وكان إذا سار على بغلته في سكك المدينة لم يقل لأحد : الطريقَ (4) ، وكان يقول: الطرق مشتركة ليس لي أن أُنحّي أحداً عنه(5).
[ 28/338] - ولقد سافر على راحلة عشر حجج ما قَرَعها بسوط (6).
ص: 268
[29/339] - وعلى ناقة عشرين حجّة فلمّا نفقت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع (1)، قال : قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : «ما من بعير توقّف بعرفة سبعاً إلا جعله الله من نَعَم الجنّة وبارك في نسله» (2).
[ 30/340] - وكان يقول لبنيه : جالسوا أهل المعرفة والدين، وإن لم تقدروا فالوحدة آنس وأسلم، فإن لم يتمّ إلّا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروءة فإنّهم لا يرفثون في مجالسهم (3).
[31/341) - وعن الزهريّ : كان لي أخ فمات في جهاد الروم، فاغتبطت وتمنّيت يا ليتني كنت معه، فأناني في منامي .
فقلت : ما فعل بك ربّك ؟
:قال غفر لي لجهادي ولحبّي لمحمّد وآل محمّد، وزادني في الجنّة مسيرة ألف عام بشفاعة علي بن الحسين (علیهما السّلام).
فقلت : إني أتمنّى مكانك .
فقال : إنّي أشدّ اغتباطاً بك، ألست تلقى عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) في كل جمعة
ص: 269
وتروي عنه ؟ ! فإن لقيت الله بما أنت عليه كنتَ فوقي بأكثر من مسيرة ألف ألف سنة بذلك ، فأنت تتعرّض للمكروه في زمان بني أُميّة والله يقيك، فلما انتبهت قلت : أضغاث أحلام، فعاودني النوم فرأيت ذلك الرجل فقال : أشككت ؟ لا تشك والشكُ كُفْرٌ، ولا تخبر بما رأيت أحداً، فإنّ علي بن الحسين يخبرك بمنامك ، فانتبهت وصليت فإذا رسول زين العابدين (علیه السّلام).
فصرتُ إليه فقال لي : رأيتَ البارحة كذا (1).
[32/342] - وإذا سافر إلى الحجّ يكثر الزاد ويجود بأطيبه من اللوز والسكّر والسويق المحض والمحلّى (2).
[33/343] - ويقول : من أكرم جليسه فإنّما يكرم ربّه ، ومن أكرم ربه أكرمه الله ، و من استخفّ جليسه أو أهانه فله الهوان الطويل عند الله (3) .
[34/344] - ويقول : أكرموا جلساءكم، وتواضعوا لربّكم، وأهينوا هذه الدنيا،
ص: 270
فإنّكم اليوم في الدور وغداً في القبور (1) .
[35/345]- وقال له عبد الملك بن مروان :عظني، قال: أتريد واعظاً أكبر مِنَ القرآن: ﴿ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) (2) هذا لمن طفّف ، فكيف لمن أخذهُ كلّه ؟!(3)
[36/346] - وصادف علي بن الحسين (علیهما السّلام) قوماً يغتابونه ، فقال : أيّها الناس، إن کنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم (4) .
[37/347]- وقال له رجل: لأشتمنّك شتماً يدخل معك قبرك .
قال : معك يدخل لا معي(5) ، ثم قال : إنّ الرجل ليظلمني فأرحمه، فلا يكبرنَّ عليكم من ظَلَمَكُم فإنّه سعى في نفعكم وضرره.
[38/348] - وكان هشام بن إسماعيل (6) والي المدينة من قبل الوليد بن عبد الملك، وكان عليّ بن الحسين (علیهما السّلام)يتأذى به، فكتب علي بن الحسين (علیهما السّلام) إلى الوليد يستعدي عليه.
فكتب إليه الوليد : لا ولاية لك على علي بن الحسين.
ثم إن هشام نُكِبَ بعد ذلك فوقف عليه علي بن الحسين (علیهما السّلام) فقال: يا هذا كان من إساءتك إلينا ما لا يمنعنا من إحساننا إليك، فهل لك من حاجة ؟ فقال :
ص: 271
(اللّه أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ (1) (2).
[ 39/349] - وعن الثماليّ (3): مررتُ بقوم من آل الزبير وبني أُمية يشتمونه، فقلت له: إنّي رحمتُك منه ، قال : فسمعتني قلت فيهم إلا خيراً ؟ قلت : لا ، قال : إيَّاهم فارْحَمْ(4).
[ 40/350] - جاء رجل من أهل الشام إلى عليّ بن الحسين (علیهما السّلام)، فقال : أبوك الذي قتل المؤمنين لقوله : «إخواننا بغوا علينا».
فقال له علي بن الحسين (علیهما السّلام): «ألا تقرأ القرآن وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً ) (5)، (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ) (6) ، ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً )(7) ، فكان هؤلاء إخوانهم
ص: 272
في دينهم أو إخوانهم في عشائرهم ؟ قال : يعني عشائرهم (1).
[41/351] - وقَدَّمَ إليه قومٌ طعاماً ، فقال : أنا صائم فلمّا دعوتموني إلى الوليمة كان علَيَّ أن أُجيبكم، والذي يُحَبُّ للضيف الصائم أن يُجيبَ (2).
[42/352] - وجاء إليه شيخ من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وأهلككم وقطع الفتنة ، ثم انطلق .
فقال له علي بن الحسين (علیهما السّلام): إني سكتُّ لك حتى تكلّمت وأظهرت ما في نفسك من العداوة، فاسكُت لى كما سكتُّ لك ، فهل قرأت القرآن ؟ قال: نعم، قال: هل وجدت لنا فيه حقاً دون خاصة المسلمين ؟ قال : لا .
قال: فما قرأت ﴿ قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) (3)؟ قال : بلى، قال: أتدري مَن هم ؟ قال: لا، قال: فإنا نحن هم.
قال : أما قرأت ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ) (4) ؟ قال : نعم ، قال : تدري مَن هم ؟ قال: لا، قال: فإنا نحن هم.
قال: أَوَ ما قرأت فى الأنفال: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَالرَّسُول وَلِذِي الْقُرْبَى ﴾ (5) ؟ قال : نعم ، قال : أتدري مَن هم ؟ قال : لا ، قال : فإنا نحن هم.
ص: 273
قال : وهل قرأت: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيراً ) (1)؟ قال : نعم ، قال : هل تدري من هم ؟ قال : لا ، قال : فإنا نحن هم ، قال : إنّكم أنتم هم ؟ قال : نعم ، قال : اللّهم إنّي أتوب إليك، اللّهم إنّي أبرأ من أعداء محمّد ، والله ما شعرت بهذا ولقد قرأت القرآن منذ زمان(2).
[43/353] - عن الباقر (علیه السّلام): إنّ يزيد دخل المدينة وهو يريد الحج ، فبعث إلى رجل من قريش فقال : أتقول إنّك عبد لي وإلّا قتلتك ، قال : ما أنت بأكرم منّي في قريش، إن قتلتني فقد قتلتَ الحسين عليه الصلاة والسلام وهو أكرم منا.
وبعث إلى عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) بمثله ، فقال : إن لم أقرّ بذلك تقتلني ؟
قال يزيد عليه اللعنة : بلى .
قال : قد أقررتُ لك بما سألت. أنا عبد لك ، يكرّرها .
فقال: يزيد عليه اللعنة حقنتَ دمك، ولم ينقصك ذلك من شرفك (3).
ص: 274
[44/354] - ومر علي بن الحسين (علیهما السّلام) برجل وهو قاعد على باب أُمَويّ ، فقال : ما يقعدك على باب هذا المترف الجّبار ؟ قال : البلاء .
قال : قم فأرشدك إلى باب خيرٌ من بابه، فأخذ بيده حتّى انتهى به إلى مسجد رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، ثم قال : استقبل القبلة وصلّ ركعتين، ثم ارفع يديك إلى الله وأثن عليه وصلّ على النبي وآله ، ثم اقرأ آخر الحشر وستُّ آيات من أوّل الحديد وآيتين في آل عمران (قُلِ اللَّهُمَّ) ، ثمّ سَلِ الله فإنّك لا تسأل شيئاً إلا أعطاك (1).
[45/355] - وكان إذا جاءه طالب العلم قال : مرحباً بطلّاب العلم الذين يذكرون الله ويذكرهم ، وربّما قال لهم: مرحباً بوصيّة رسول الله (2).
[46/356] - وسأله رجل عن مسائل ثم عاد إليه ليسأله عن مثلها ، فقال : مكتوب الإنجيل : لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ولما تعملوا بما عَلِمْتُم ، فإنّ العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إلا بعداً من الله (3).
ثم قال : عليك بالقرآن ، فإنّ الله خلق الجنّة بيده لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وجعل ملاطها المسك ، وترابها الزعفران وحصاها اللؤلؤ، وجعل درجاتها على عدد آيات القرآن؛ فمن قرأ آية قال له اقرأ ،وَارْقَ فمن دخل الجنّة لم يكن أحد
ص: 275
فيها أعلى درجة منه، ما خلا النبيّين والصدّيقين (1).
[47/357] - وسمع رجلاً يقول : ليتني لم أُخلق ، فقال : هذا اللّوّ واللّيت هو الذي قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : إنّهما من عمل الشيطان.
لا تقل هكذا ولكن قل: ليت الله رزقني علماً ،فبثته ، ومالاً فأنفقته في طاعة الله ، فإنّ متمنّى الخير وفاعله في الأجر شركاء.
[48/358] - وجاءه رجل وهو حزين وله أربع بنات وهو فقير ، فقال : ليتهنّ متن وكفيت أمرهن.
فقال : يا عبد الله لا تسخط نعمة الله عليك وإحسانه إليك، لعلّ الله يرزقك بهنَّ ولولاهن لضيّق عليك .
فقد أتى رجلٌ رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) وشكا إليه أنه قد بلي بأخ ضعيف العقل والحال ويلزمه عياله، فقال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم): وما يدريك لعل الله إنّما يوسع عليك به، لا تبغضوا البنات فإنّهنّ مباركاتٌ عاطفاتٌ عليكم قلوبَ المؤمنين والمؤمنات ، [ فمن رُزِقَ ](2) منهنّ بشيء فأحسن خدمتها وتربيتها كان في الرفيق الأعلى مع النبيين والصديقين.
[ 49/359] - وكتب إلى ابنه زيد:
«أُوصيك بتقوى الله فإنّها تجمع لك خير الدنيا والآخرة ؛ أما الدنيا فتطهير
ص: 276
العرض من الدنس وإكرام النفس عن الدناءة ، وأمّا الآخرة فحسن الثواب وكرم المآب . واعلم أن الناس إلى ذمّ المسيء أسرع منهم إلى حمد المحسن، فإن أتاك سائل وكان أهلاً فاقض حاجته لأنه أهله، وإن لم يكن أهلاً فلا تدع ما أنت أهله، وليكن مالك دون عرضك ، ولا تجعل عرضك دون مالك ، ولا تدع من المعروف صغيراً ولا كبيراً».
[ 50/360] - وعن موسى بن جعفر (علیهما السّلام) قال :
«أخذ أبي بيدي وقال : يا بنيّ ، إنّ محمّد بن عليّ (علیه السّلام) أخذ بيدي وقال : أخذ أبي علي بن الحسين (علیهما السّلام) بيدي وقال : افعل الخير إلى من طلبه ؛ فإن كان أهله فقد أصبتَ موضعه ، وإن لم يكن له بأهل كنت أهله» (1).
[51/361] - وضرب خادماً له بفعل ، فقال الخادم : ضربتني من غير جرم ، فقال : أستغفر الله ، انطلق إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصلّ عنده ركعتين وقل : اللهم اغفر لعلي ابن الحسين وانصرف إليّ (2)، ففعل الغلام ذلك وعاد ، فقال : أنت حر لوجه الله ، وكان اشتراه بأربعين ديناراً، وقال لابنه محمّد : ادفع أربعين ديناراً إليه فهي له، ثمّ قال : يا بنيّ، هل في نفسك شيء من ضربنا إيّاك ؟ قال : لا ، قال : اللهم اشهد (3).
ص: 277
[52/362 ] - وكان يدعو خدمه كلّ شهر فيقول: إنّي قد كبرت ولا أقدر على النساء، فإذا قالت واحدة: لا أريد التزويج ، قال : اللهم اشهد .
وإن سكتت واحدة قال لنسائه: سلوها ما تريد ؛ فإن أرادت التزويج زوّجها، والبيع باعها، والعتق أعتقها (1).
[53/363] - ودخل على زيد بن أسامة بن زيد وهو مريض يبكي، قال: علَيّ خمس عشرة ألف دينار لا أدع لها وفاءً ، قال : لا تبك هو علي وأنت منه بريء (2).
[54/364] - وعاتبه قرشيّ على سخائه ، فقال : أكره أن أترك حقاً قد وجب خوفاً مما لعلّه لا يقع .
[55/365 ] - وقال : أستحيي من ربّي أن أرى لأخ من إخواني أسأل الله له الجنّة [ وأبخل عليه بالدينار والدرهم، فإذا كان يوم القيامة قيل لي : لو كانت الجّنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل وأبخل (3).
[56/366 ] - ومرّ برجل يدعو للناس الجنّة ، فقال : بخلتَ بالدنيا على أصدقائك وسخوت بالجنّة على أعداءك، فلا أنت فيما بخلت به معذور،
ص: 278
ولا أنت ممّا سخوتَ به محمود .
[57/367] - وكان بالمدينة رجل يُضحك الناس وقال: أعياني عليّ بن الحسين أن أضحكه (علیهما السّلام)، فجاءه وأخذ رداءه ومضى، فلم يلتفت إليه، فقال: من هذا؟ قالوا :رجل بطّال ، فقال : قولوا : إن للّه يوماً يَخْسَرُ فيه المبطلون (1).
[58/368] - وكان ليلة سمع صائحاً يقول: تعالوا أغيثوني على الليل، فسمعالصوت فلمّا أتاه قال الرجل : ما الذي أخرجك في هذا الوقت ؟
قال: صوتك، ما قصّتك ؟
قال : يابن رسول الله، رأيت بالسوق جارية فعشقتها وليس عندي ثمنها.
قال: وتدري ثمن تلك الجارية ؟
قال : نعم ، قال : تعال معي ودلّني عليها، فجاء إلى دار الرجل فاشترى عليّ بن الحسين (علیهما السّلام) الجارية بعشرة آلاف درهم وقال: خذها بارك الله لك فيها ، وتعالَ غداً مع الجارية أعْطِكُما ما تحتاجان إليه، فأغناهما من الغد .
[59/369] - قيل له : مَن نُجالس ؟ قال : من يقهرك برهانه، ويخوّفك في السرّ والعلانية رؤيته، ويعقلك (2) بلسان فعله.
[60/370] - إنّ الله أنعم على قَوم فلم يشكروا فصار وبالاً عليهم، وابتلى قوماً
ص: 279
بمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمةً (1).
[61/371] - وقيل له : أنعم الله عيشك فقال: وكيف ينعم عيش مُرْتَهِنٌ بالتنقيص ، هلّا :قلتَ: أنعم الله مُنْقَلَبَكَ.
[ 62/372] - وكان كثيراً ما يقول:
كيف يصفو سُرورُ مَن ليس يدري *** أيّ وقتٍ يَفْجَاهُ (2) ريبُ المنُون
[63/373] - ورأى الزهريّ عليه ثوب خزّ ، فقال : هذا ليس من لبسك !! فكشف فإذا تحته ثوب صوف ، فقال : هذا لبسنا للّه وهذا لكم .
[64/374] - وكان يلبس في الشتاء الخزّ ويبيعه في الصيف ويتصدّق بثمنه ويقول: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ) (3)(4).
[65/375] - ولبس ثياباً حساناً ، ثم رجع مسرعاً قال: يا جارية، هلمّي ثيابي الأولى، ولقد مشيتُ في هذه مشية كأنّي لست أنا.
ص: 280
[66/376] - ومرض علي بن الحسين (علیهما السّلام)مرضاً شديداً فقيل له: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أكون ممّن لا أقترح على الله حالاً سوى ما يدبّره لي.
وهذا يضاهي ما فعل إبراهيم حيث قال له جبرئيل هل من حاجة ؟ قال : لا أقترح على ربّي ، بل حسبي الله ونعم الوكيل (1).
[67/377] - وقيل له : ما خير ما يموتُ عليه العبد ؟ قال : أن يكون قد فُرغ من أبنيته ودوره وقصوره في الجنّة ، وقيل : وكيف ذلك؟ قال : أن يكون من ذنوبه تائباً، وعلى الخيرات مقيماً ، يَرِدُ على الله حبيباً كريماً (2).
[68/378] - وسئل عن الطاعون أَنَبْرَاُ ممّن يلحقه ؟ قال : إن كان عن أمر الله خارجاً فَابْراً منه طُعِن أو لم يُطْعَنْ ، وإن كان لله مطيعاً فالطاعون يمحّص ذنوبه (3).
[69/379] - وقال : من أطال أمله فقد أساء صحبة الموت (4).
[70/380] - إن للمرء ثلاثة أخلّاء : خليل يقول : أنا معك حيّاً وميتاً وهو عمله، وخليل يقول : أنا معك إلى باب قبرك ثمّ أُخلّيك وهو ولده، وخليل يقول: أنا معك إلى أن تموت وهو ماله فإذا مات صار للوارث (5).
ص: 281
[71/381] - ومن مناجاته:
Kسَيِّدِي سَيِّدِي هَذِهِ يَدَايَ قَدْ مَدَدْتُهُمَا إِلَيْكَ بِالذُّنُوبِ مَمْلُوَّةً وَ عَيْنَايَ بِالرَّجَاءِ مَمْدُودَةً وَ حَقٌّ لِمَنْ دَعَاكَ بِالنَّدَمِ تَذَلُّلًا أَنْ تُجِيبَهُ بِالْكَرَمِ تَفَضُّلًا .
سَيِّدِي أَ لِضَرْبِ الْمَقَامِعِ خَلَقْتَ أَعْضَائِي أَمْ لِشُرْبِ الْحَمِيمِ خَلَقْتَ أَمْعَائِي .
سَيِّدِي لَوْ أَنَّ عَبْداً اسْتَطَاعَ الْهَرَبَ مِنْ مَوْلَاهُ لَكُنْتُ أَوَّلَ الْهَارِبِينَ مِنْكَ لَكِنِّي أَعْلَمُ أَنِّي لَا أَفُوتُكَ .
سَيِّدِي لَوْ أَنَّ عَذَابِي مِمَّا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ سَأَلْتُكَ الصَّبْرَ عَلَيْهِ غَيْرَ أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ طَاعَةُ الْمُطِيعِينَ وَ لَا يَنْقُصُ مِنْهُ مَعْصِيَةُ الْعَاصِينَ .
سَيِّدِي هَا أَنَا وَ مَا خَطَرِي هَبْ لِي بِفَضْلِكَ وَ جَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ وَ اعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ.
إِلَهِي وَ سَيِّدِي ارْحَمْنِي مَصْرُوعاً عَلَى الْفِرَاشِ تَقْلِبُنِي أَيْدِي أَحِبَّتِي وَ ارْحَمْنِي مَطْرُوحاً عَلَى الْمُغْتَسَلِ يُغَسِّلُنِي صَالِحُ جِيرَتِي وَ ارْحَمْنِي مَحْمُولًا قَدْ تَنَاوَلَ الْأَقْرِبَاءُ بِأَطْرَافِ جِنَازَتِي ،وَ ارْحَمْ فِي ذَلِكَ الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ وَحْشَتِي وَ وَحْدَتِي وَ غُرْبَتِي»(1)
ص: 282
[72/382] - ولمّا حضرته الوفاة أُغمي عليه ثمّ فتح عينيه فقال : واللهِ ما أكلتُ من صدقة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تمرة قطّ، وإنّي لعلى الحقّ ، « اللهم ارحمني فإنّك كريم، اللهم ارحمنى فإنّك كريم».
وفي رواية: «اللهم ارحمني فإنّك رحيم»، فجعل يقول ذلك حتى قبض (علیه السّلام) (1) .
ص: 283
ص: 284
ص: 285
ص: 286
[2/384] - وعن محمّد بن المنكدر(1): رأيتُ الباقر (علیه السّلام) فأردت أن أعظه فوعظني، كان رجلاً بادناً ثقيلاً وهو متّكئ على غلامين له في ساعة حارّة، قلت في نفسي : شيخ كبير في هذه الساعة في طلب الدنيا !! فسلّمت عليه فردّه علي فبهر وهو يتصابّ عرقاً، قلت: لو جاءك الموت في هذه الحال ما صنعتَ وإنّك في طلب الدنيا ؟
قال : أنا في طاعة الله أكفّ بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا في معصية الله (2) .
[3/385] - عن الحكم بن عتيبة (3): دخلت عليه وهو في بيت مُنَجَّد وعليه
ص: 288
قميص رطب ، فجعلت أنظر في ذلك ، فقال : ( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾ (1) وهذا مما أخرج الله لعباده، فأما البيت الذي ترى فهو بيت المرأة وأنا قريب العهد بعرسي ، وبيتي (2) [البيت ] الذي تعرف (3).
[4/386] - وعن أبي مسلمة السلمي : دخلت على الباقر (علیه السّلام) وعنده كِسَرٌ يابسة وشيء من تمر ، فقال : ادْنُ ،فكل إنا إذا جاد الله علينا جُدْنا وإذا قدَّر علينا قتَّرنا.
[5/387] - وعن أبي عبد الله (علیه السّلام): ما ترك أبى إلا سبعين درهماً حبسها للحم لأنّه كان لا يصبر عن اللحم (4).
[ 6/388] - وقال الباقر (علیه السّلام): ما أكلت على خوان قط إلا في موضع رَهبة.
[ 7/389] - وكان كثيراً ما يقول : ومن صنيعك إليّ ومن منك علَي أن أسكنتني ، وإذا أخبرتني أنك ناقلي منها إلى غيرها جعلتها مبلغةً لذلك.
[ 8/390] - وكان أقلّ أهل المدينة مالاً وأعظمهم مؤونةً، وكان يتصدّق كلّ
ص: 289
جمعة بدينار ويقول: الصدقة يوم الجمعة تُضاعَفُ ؛ لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام (1).
وعن بشر النبّال (2) : نَحَوْتُ دار الباقر(علیه السّلام) فإذا راحلته قد شُدَّ عليها وأخذ حَرَسُها (3) ينتظرون خروجه ، وأعرابيٌ قائم قد نفق بعيره، فخرج الباقر(علیه السّلام) فصعد الدكان ليركب، فقال الأعرابي :
أبا جعفرٍ إِنَّ الحجيج تَصدَّعُوا ***وليس لرحلي فَاعْلَمَنَّ بَعِيرُ
أَبا جعفرٍ ضَنَّ الأمير بماله *** فأَنتَ على ما قد حَوَيْتَ أميرُ
أَبا جعفرٍ مِن أهل بيت نُبُوَّةٍ *** صلاتُهُمُ لِلمُسْلِمينَ طَهُورُ
فقال أبو جعفر (علیه السّلام): شأنَكَ بالراحلة خذ بزمامها ، فوثب مولى له ليأخذ السيف المعلّق بالرحل ، فقال : لا تَتَعَرَّض للسيف هو له ، فقوّم السيف والراحلة فبلغ ستة آلاف درهم(4) .
[9/391 ] - وجاءه مؤمن فشكا فقره فأعطاه أوقيّة ذهب، ثم بكى، فقال(علیه السّلام)
ص: 290
لما مضى ما أبكي أسفاً على ما أعطيته ولكن كيف لم أَبْتَدِئهُ قبل ذلّ المسألة في وجهه.
[ 10/392] - وقال الباقر (علیه السّلام)للكميت : طلبت بمدحك إيانا الدنيا أو الآخرة؟
قال : ما طلبت إلا ثواب الآخرة .
فقال : أما لو قلت الدنيا قاسمتك مالي حتّى النعل بالنعل .
فقال الكميت : أخبرني عنهما .
قال : ما أُهريقت محجمة من دم ولا رُفع حجرٌ بغير حقه، ولا حكم بظلم إلّا وهو في أعناقهما إلى يوم القيامة ، قال : أبعدهما الله ، فما تأمرني في الشعر فيكم ؟ قال : لك ما قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لحسّان : لن يزال معك روح القدس ما دمت تمدحنا أهل البيت (1).
[11/393] - وعن الثماليّ : كنّا عنده وابنٌ له في النزع ، فجعل يدخل ويخرج ، ثمّ مات الغلام، فخرج إلينا قد ادّهن واكتحل وجلس معنا، فقيل له في ذلك ، فقال : إنا لنحبّ أن نُعافى فى الأولاد والمال، فإذا نزل أمر الله رضينا وسلّمنا (2).
ص: 291
[ 12/394 ] - وقال لرجل : متى تراعي هذا الليل والنهار والغدو والرواح ؟ ما ذي الغداء والعشاء ؟ كأنّك والله قد سلبته ؟ فكن من الله على حذر ولا تَغْتَرَّ، إن أردتَ النجاة من هذا العذاب فاعمل عَمَل رجل قد عاين المعاد ثم رُدّ إلى الدنيا بعد الموت، فما ظنّك بحاله ؟ فقد تسمع كتاب الله : ( وَلَقَدْ جَاءَهُم مِنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرُ )(1) ، فما تستبقي على هذا البدن البالي أن لا تبادر به حياة طيّبة، إنّما أنت تستقلّ (2) قوماً قد خافوا الموت بعد الحياة، ولا خير في حياة بعدها موت قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) (3)، فالتَمِسُ لنفسك حياة لا موت فيها، وانصب للموت مرتبة بين عينيك، واعلم أنك ميّت بعد الموت مبعوث .
[ 13/395 ] - وكتب إلى بعض مواليه:
«أمّا بعد ، فإنّ الله دعا العباد إلى الثواب الجزيل، وزجرهم عن العقاب، ونصب لهم معاداً لينتهوا (4) إليه ، فالحذرَ الحذرَ، وإياك والرغبةَ في دار الغرور المُفرّقة بين الأحبّة، الفاضحة لأهلها عن قليل ، فالهرب إلى مالا بَعْدَ له فإنَّ الثَّواء هاهنا قليل، وإنما هي مضغة جليلة وحياة قليلة وندامة طويلة ونفس أمارة بالسوء، وَعَدُوّ لا يألو إلّا من عصمه الله، فيا عجباً لعجزنا عن التَّزَوُّد من الفاني للباقي، وتضييعنا لهذا الثواب وانكبابنا على هذه الدار ، كأنّا خُلقنا لها ، فإنّا لله وإنا إليه راجعون على ما نرى من أنفسنا، لا شوق فيطلب ولا مخافة فيهرب وعلى اطمئناننا في هذه الدار كأنا ليس لنا معاد ولا أمامنا جنة ولا نار ولابد لها من موافقة إحداهما ،
ص: 292
فكيف لنا -إن ضيّعناه وجعلنا هَمَّنَا (1) في هذا الحطام البالي - ملك دائم لا نفاد له، والله لا يقع بصرك على شيء منها إلا رايت فيها العبر مما قد أحاط الله بها».
[14/396 ] - عن القاسم بن محمّد بن أبي بكر (2) : بينا أنا مارّ ببقيع الغرقد إذ رأيت فتى أحسن من الشمس الطالعة جالساً بين قبرين: قبر الحسن بن علي وقبر زين العابدين (علیهما السّلام) يبكي بكاء لم أسمع أشجى منه ، فقلت له يا صبيّ بأبي أنت وأمّي، ما الذي أفردك بالخلوة في مقابر الموتى ؟ فنظر إليّ وقال:
إنَّ الصَّبيَّ صبيّ العَقْلِ لا صغر *** أزرى بذِي العَقْلِ فيها لا ولا كبر
فقلتُ: أراك غلاماً حدثاً تأتى مثل هذا الكلام .
فقال : أما علمت أنّ الله إذا أودع عبداً حكمة (3) لم يزدره العلماء لصغر سنّه، وكان عليه من الله نوره والمهابة .
فقلت: بأبي أنت ما سمعت كلاماً أرضى من كلامك، ولا منطقاً أحسن من منطقك، ولا شك أنك من أهل بيت حكمة، فمن أنت فداك أبي وأُمّي ؟
قال : إنّ من شقاوة أهل الدنيا قلّة معرفتهم بأولاد الأنبياء ، أنا محمّد بن علي بن الحسين ، وهذا قبر أبي ، فأيّ أُنس آنس من قُربه، وأيّ وحشة لا تكون مع فقده،
ص: 293
[ثم اشتدّ بكاؤه ] (1) حتى ظننت أنّ البكاء سيُصدّع كبده وتنفس الصعداء، فقال:
ما غاضَ دَمعي يوما عِندَ نازلةٍ *** إلَّا جَعَلْتُكَ فِيها لِلْبُكا سَيّبا
ولا ذكرتُكَ إِلَّا ساعَدَتْ فِكَرِي *** مِنّي الجُفُونَ فَفَاضَ الدَّمْعُ مُنْسَكِيا
إنّي أُجِلُّ ثَرى قَبْرٍ حَلَلْتَ بِهِ *** مِن أَن أَرى بِسِواهُ الدَّمْعَ مُنْسَكِبا (2)
[ 15/397 ] - وقال : سمعت أبي يقول : الأيّام ثلاثة : فأمس صديق مؤدّب أبقى عليك عظته وترك فيه عبرته ، واليوم صديق مودِّع أتاك ولم تأته وكان عنك طويل الغيبة وهو سريع الظعن فخذ لنفسك منه ، وغداً لا تدري ما يحدث الله فيه أمِن أهله أنت أم لا (3).
ثم أنشد الباقر(علیه السّلام) في ذلك :
يا أَيُّها المَعْدُودُ أَنفاسُه *** يُوشِكُ يَوْماً أَنْ يَتِمَّ العَدَد
وكُلَّ يَوْمٍ يَنْقَضِي حَدُّهُ *** يَنْقُصُ مِنْ عُمْرِيَ خير الأَبَدْ
وأَنْتَ في لَهُوٍ وفي غِرَةٍ *** لا تَعْرِفُ المَوْرة حَتَّى تَرِد
أُخْرِجْتَ مِن دارِكَ مُسْتَوْحِشاً *** حَتَّى يُوارِيكَ سَواءُ اللّحِد
هُناكَ لا تُعْتَبُ من سيّىءٍ *** ولا مَزيداً في صَلاحٍ تَجِدْ
ص: 294
[ 16/398 ] - وكان إذا نزل به جارٌ قال : يا هذا قد أخترتني جاراً واخترت داري داراً، فجناية يدك عليّ دُونَكَ ، وإن جَنَتْ عليك يدٌ فاحتكم عليّ حكم الصبي على أهله، فإن الصبي قد يطلب ما لا يُوجد.
ثم أنشأ يقول:
وإني من القوم الذين هم الألى *** إذا مات منهم سيّدٌ قام صاحبُه
نُجومُ سماءٍ كلَّما غابَ كوكبٌ *** بَدا كَوْكَبٌ تَأْوِي إِلَيهِ كواكبُه
أضاءَتْ لهم أحسابُهُمْ ووجوهُهُمْ *** دُجى الليل حَتَّى نَظَّمَ الجَزْعَ ثاقبُه
وما زالَ فيهم حيث كانُوا مُسَوَّدٌ *** تَسِيرُ المنايا حيث سارَتْ كتائبُه (1)
[ 17/399] - ودخل على الباقر (علیه السّلام) قوم مات لهم ميت، فقالوا: نحبّ أن تصلّي عليه ، فأطرق مليّاً ثمّ قال: انطلقوا فواروا ،صاحبكم، فخرجوا كأنّما يُسْفَى في وجوههم الموت.
فقال له رجل: إنّه كان مسرفاً على نفسه ولكن قد كانت فيه خصلة: ما ذكرتم عنده إلّا فاضت عيناه ، فقال : الله أكبر ، زلّت له قدم وثبتت له أُخرى، ثم قام فصلى عليه وقام على قبره حتى دفن.
[ 18/400] - وعن يزيد بن خليفة (2) : سألته عن الثقفيّة ؟ [ قال : ] طلّقتها ، إنّي خلوتُ
ص: 295
بها فإذا هي تبرأ من علي (علیه السّلام)فلم يسعني أن أمسكها وهي تبرأ من أمير المؤمنين (علیه السّلام)(1).
[19/401 ] - وقال لابنه جعفر (علیهما السّلام): إنّك إن خالفتني في العمل لم تنزل معي غداً في المنزل ، ثم قال : إذا تولّى قوم قوماً وخالفوهم في أعمالهم أينزلون معهم يوم القيامة ؟ كلا وربّ الكعبة (2).
[20/402 ] - وقال لعبد الله بن جميل الأنصاري : لا يغرّنك الناس من نفسك فإنّ الأمر يصل إليك دونهم، ولا تقطعنّ نهارك بكذا وكذا فإنّ معك من يحصي عليك، ولم أر شيئاً أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حَسَنَةٍ لذنب قديم (3).
ص: 296
[21/403] - ووجّه هشام بن عبد الملك خاله شبّة بن عقال التميمي إلى مدينة الرسول فعنَّتَ بآل أبي طالب وغضّ منهم ، فوقف على الباقر (علیه السّلام) فقال : أبوك الذي قتل المسلمين ، وأرمل النساء، وأيتم الأطفال، فلا جزاه الله عن الإسلام خيراً.
فقال الباقر (علیه السّلام): يا شبّة ، إن جريراً أعلم بك حين قال فيك :
فَضَحَ العشيرة يومَ سَلَّحَ قائماً *** سَلْحَ النَّعَامَةِ شَبَّةُ بنُ عِقالِ (1)
فماخرج من عند الباقر (علیه السّلام)حتى تناوله الصبيان بالمدينة فصاحوا من كلّ جانب: يا سلح النعامة، فترك رحله وثقله بالمدينة وهرب، وكان قد أُمر بقتله(2) ،
فأنشأ يقول:
ومُسْتَعْجِل بالأَمْرِ لو كان عالماً *** بما في غَدٍ مِن أَمْرِه ما تَعَجَّلا
وَذِي سَفَرٍ لم يَدْرِ حاضِرُ أهله *** بأَيْهِما بَدْءُ المَنِيَّةِ أَوَّلا
ص: 297
[22/404 ] - وكان كثيراً ما يتمثّل :
لكلِّ أَمْرِىءٍ شَكْلُ مِنَ النَّاسِ مِثْلُهُ *** فَأَوْفَرُهُمْ عَقْلاً أَقَلُّهُمْ شَكلا
وكُلُّ أُناسٍ مُعْجَبُونَ بِشَكْلِهِمْ *** فَأَكْثَرُهُمْ شَكْلاً أَقَلُّهُمْ عَقلا(1)
[23/405] - وقف الباقر(علیه السّلام) على قوم يغيبون رجالاً من إخوانهم ، فقال : كفّوا عن غِيبةِ (2) مَن لو كان حاضراً أسرعتم إلى مدحه ، فرُبّ مغتابٍ غيره بما هو فيه و مادح سواه بما لا يُعرف به.
ثم قال: الغيبة تفطّر الصائم(3).
ثم أنشأ يقول:
إنّ شرَّ النَّاسِ مَن يَشْكُرُ (4) لي *** حِينَ يَلْقاني وإِنْ غِبْتُ شَتَمْ
لا يراني رائعاً في مجلس *** في لُحُوم النَّاس كالسَّبْعِ الضَرِم
وَكَلامٍ سَيْنٍ قَد وُقِرَتْ *** عَنْهُ أُذناي وما بِي مِن صَمَم (5)
ص: 298
[24/406] - وقال : اتقوا هذه المحقّرات من الذنوب فإنَّ لها طالباً، لا يقولنّ أحدكم: أذنب ثمّ أستغفر ، إنّ الله يقول: ﴿ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ) (1) الآية ، وقال: ﴿ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (2). وقال لقمان لابنه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفُ خَبِيرُ ) (3)(4) .
[ 25/407 ] - وقال : يا بن آدم ، ما عيشك إلا لذّة تز دلف بك إلى حمامك ، وتقرّبك من يومك، فأيّة أكلة ليست معها غَصَصٌ ؟ أو شربة ليست معها شَرَقٌ ، فتأمل أمرك وكأنك قد صرت الحبيب المفقود والخيال المختَرَم، أهل الدنيا سَفَرةٌ لا يحلون عُقَدَ رحالهم إلا في غيرها (5).
ص: 299
[ 26/408 ] - وقال لعمر بن عبد العزيز : إنّما الدنيا سُوقٌ من أسواق الآخرة ، منها خرج قوم بما ينفعهم، ومنها قوم خرجوا بما يضرّهم، فكم من قوم قد ضرّهم مثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت فاستُوعِبُوا فخرجوا من الدنيا ملومين لَمَّا لم يأخذوا لِما أحبّوا من الآخرة عُدّة ، ولا ممّا كرهوا جُنَّة، قَسَّمَ ما جمعوا من لم يَحْمَدْهُم ، وصاروا إلى من لا يعذرهم؛ فنحن مَحْقُوقُون (1) أن ننظر إلى تلك الأعمال التي كنّا نغبطهم بها فنوافقهم فيها، وننظر إلى تلك الأعمال التي كنّا نتخوّف [عليهم ] منها فنكفّ عنها ، فاتَّق الله واجعل في قلبك اثنتين : تنظر الذي تحبُّ أن يكون معك إذا قدمت على ربّك فقدّمه بين يديك، وتنظر الذي تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربّك فابتغ به البدل ولا تذهبن إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك (2).
[ 27/409 ] - عن هشام بن معاذ كنتُ جليساً لعمر بن عبد العزيز حيث أمر مناديه أنّه يجثو (3) من له ظلامةٌ غداً ولا يأتي اليوم، وكان بالمدينة فأتاه الباقر(علیه السّلام) وقال :
ص: 300
سمعت مناديك يقول عنك : يجثو غداً من له ظلامة ولا يأتي اليوم، ولي ظلامة، قال : ما هي ؟
قال: المنزلة التي أنت فيها والجاه الذي أنت عليه، فأطرق ساعة ثم قال : إن رددت الأمر إليك لا يتركونه في يدك.
فقال الباقر (علیه السّلام): ما جئتُ إلّا مقيماً للعذر ، ثم قال : افتح الأبواب وسهل الحجاب وانصر المظلوم وردّ المظالم ، ثم قال: ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان.
فجثا عمر على ركبتيه ثمّ قال : إيه يا أهل بيت النبوة ، فقال : نعم يا عمر، من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل ، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحقّ، ومن إذا قدر لم يأخذ ما ليس له .
فدعا عمر بدواة وقرطاس وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما ردّ عمر بن عبد العزيز ظلامة محمّد بن على فدك (1).
[28/410] - وروي أنّه لم يزل في أيديهم إلى أن مات عمر بن عبد العزيز ، ثمّ ردّ المأمون عليهم (2) إلى أن ولي جعفر المتوكل فقبض عنهم وأُقطِعَ لحرملة بن الحجّاج (3)، ثمّ أقطع بعده لإنسان بازيار (4) من أهل طبرستان، وكذلك المعتمد (5) ردّ عليهم، فلما ولي المكتفي حازها عنهم ، ثم المقتدر روي أنه ردّها عليهم، وقد
ص: 301
احتوى على القرى أعراب وقوم من موالي علي بن أبي طالب (علیه السّلام) قد احتووا عليه ولا يدفعونها إلى الطالبيّة (1) .
[ 29/411] - وعن ابن عطاء المكّي (2)، قال : قال الباقر (علیه السّلام): انطلق بنا إلى حائطنا، فدعا بحمار وبغل فقال : أيهما أحب إليك ؟ فقلتُ : الحمار ، فقال : إنّى أُحبّ أن تؤثرني بالحمار ، قلت : البغل أحبّ إليَّ ، فركب الحمار وركبت البغل ، فلما مضينا اختال الحمار في مشيته حتى هزّ مَنْكِبَي أبي جعفر (علیه السّلام) فلزم قَرَبُوسَ سرجه ، فلم يزل كلّما فعل ذلك لزم قربوس السرج ، قلت يابن رسول الله، تشتكي بطنك ؟ قال : وفطنت [إلى ] هذا مني ، إن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) كان له حمار يقال له: عفير ، كان إذا ركبه اختال في مشيته سروراً برسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)حتى يهز منكبيه فيلزم قربوس السرج فيقول: اللهم ليس هذا منّي ولكن هذا من حماري (3).
[30/412] - وإنّ الباقر (علیه السّلام)كان إذا استيقظ من الليل قال :
«سُبحانَ الرَّبِّ الذي يُحيي ويميت وهو على كُلِّ شيءٍ قدير، وسُبحانَ اللهِ
ص: 302
وبحمده كُلَّما سَبَّحَ الله شيءٌ وكما يُحِبُّ الله أن يُسَبِّح له ، والحَمْدُ اللهِ رَبِّ العالمين كُلَّما حَمِدَ اللهُ شيء وكما يُحِبُّ الله أن يُحْمَد، وأشهد أن لا إله إلا الله كُلَّما هلل الله شيءٌ وكما يُحِبُّ الله أن يُهلل له ، والله أكبرُ كُلَّما كبر الله شيء وكما يُحِبُّ الله أن يُكبر».
وكان إذا صلّى الغداة يقول:
«يا مَنْ هو أَقْرَبُ إِلى مِنْ حَبْل الوريد، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المرء وقلبه، يا من هو بالمَنْظَرِ الأعلى، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيءٌ وهو السَّمِيعُ العَلِيمُ ، كفلتَ بِرزقِي وَرِزْقِ كل دابة يا أجُودَ مَنْ سُئل يا أوسع من أعْطَى يا خير مدعو يا أفضل ملتجأ، أوسِع لي ولعيالي مِن رِزْقِكَ الواسع الحَلالِ الطَّيِّبِ ، واكْفِنَا مِنَ الفَقْرِ» (1).
وكان يقول بعد الصباح:
«الحَمْدُ لِرَبِّ الصَّباح الحَمْدُ لِفَالِقِ الإِصْباح - ثلاثاً - اللهمّ افْتَحْ لي الباب الَّذِي فيه اليُسر والعافية، اللهم هَيِّئ لي سبيله وبصرني مخرجه، اللهم إن كنتَ قَضَيْتَ لأحدٍ من خَلقِكَ علَي مقدرةً فخُذْهُ مِنْ بين يَدَيْهِ ومِنْ خَلْفِهِ وعَنْ يَمِينِهِ وعَنْ شِمَالِهِ ومِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ ومِنْ فَوقِ رَأْسِه، واكفنيه بما شئت وحَيثُ شِئتَ وكيفَ شِئتَ» (2).
[ 31/413] - وعن الصادق (علیه السّلام): إن أبي (علیه السّلام) أوصاني عند الموت: يا جعفر، كفّنّي في ثوب كذا وثوب كذا وكذا، فإنّ الموتى متباهون بأكفانهم (3).
ص: 303
[32/414] - وإن أبا جعفر مات وترك ستّين مملوكاً فأعتق ثُلثهم ، فأقرعت بينهم وأعتقت الثلث (1).
ص: 304
ص: 305
ص: 306
[1/415 ] - عن عنبسة العابد (1) : سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام) يقول : إنا معشر أهل البيت كنا نَعُدّ الحلم السَّرْوة (2) ونعدّ العفاف وصلاح المال المروة.
[2/416] - وكان قاعداً في قوم فدخلت عليه امرأة وأعطته تفّاحة بعضها أحمر وبعضها ، أصفر، فزجرها القوم عن ذلك، فقال (علیه السّلام) : لا تلوموها فإنها تسألني على الامتحان - على الكناية عن أيّام حيضها - إن بعضها على هذا الوجه وبعضها على هذا الوجه، فقالت: ( ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ) (3) ، ثم أجابها ، وكانت قبل هذا دخلت على أبي حنيفة فأعطته تلك التفاحة فكره ذلك وردّها إليها وكان
ص: 307
غرضها الامتحان فقالت: لأخرجنّ بها إلى الصادق فإنّه يُخبر بما في القلوب بإعلام من الله (1).
[3/417] - وكان بمنى يماكسهم ،بغنم فلمّا فرغ قال : أظنكم قد تعجّبتم من مكاسي؟ قلنا : نعم ، قال : إن المغبون لا محمود ولا مأجور (2).
[4/418 ] - وكان (علیه السّلام) يقول : إنا إذا أردنا أن نصلي لبسنا أخشن ثيابنا (3).
[5/419] - فقال [ابن] كثير (4): من الناس يكرهون لُبس الصوف ، فقال : كلا إن أبي كان يلبسها، وكان علي بن الحسين (علیهما السّلام) يلبسها، وكانوا (علیهم السّلام) يلبسون غليظ ثيابهم إذا قاموا إلى الصلاة ونحن نفعل ذلك(5).
[6/420] - وكان إذا خرج يلبس ثياباً حِساناً، فقال له عباد بن كثير البصري : تلبس مثل هذا الثوب وأنت من المكان الذي أنت فيه من عليّ؟ قلت : ويحك ! كان علي (علیه السّلام) في زمان يستقيم له ما لبس ولو لبستُ مثل هذا اللباس في زماننا
ص: 308
لقال الناس : هذا مُراءٍ مثل عبّاد (1) .
[7/421]- وقال له المفضّل بن عمر : لو تُرِكَ الرجلان لكان لنا الدنيا أيضاً معكم يابن رسول الله ؟
فقال : لو مُهّد لى الأمر لما لبِستُ إلّا كلبسة رسول الله وأمير المؤمنين (علیهما السّلام) سُومح معنا ومعكم ، ولو سُلّم لنا الأمر لما أكلنا إلّا مثل طعامهم أو معالجة الأغلال في النار (2).
[8/422] - وعابه سفيان الثوري بحسن ثيابه ، فقال : هذا لبسي للناس ، ثم أخرج ثوباً تحته غليظاً فقال : هذا لنفسي ، ثمّ جذب ثَوْباً على سفيان أعلاه غليظ وداخله ثوب ليّن ، فقال : ما على أعلاك للناس وما تحته لنفسك (3).
23 19/4 - وقال : أفٍّ للدنيا ما هي إلا ثوبان وملءُ بطنك (4) .
[10/424] - وقام في ليلة باردة إلى مشكاة على الحائط وفتحها وضمّها إلى الحائط فتوضأ منها ثم قال : (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرُ ) إلى
ص: 309
(الْغَفُورُ ) (1) ثم قال : يا مُعتِبُ (2) ، هذا من ذاك.
[11/425 ] - وعن هشام بن حكم الصبيبيّ (3): صلّيت إلى جانب جعفر بن محمد (علیهما السّلام) صلاة العشاء الآخرة فلمّا كان في آخرها سجد لله سجدة وجعل يخور فيها كما يخور الثور، ويقول:
«عظم الذنب من عبدك فليعظم العفو من عندك ، قبح الذنب من عبدك فليحسن التجاوز من عندك».
قال : فما زال والله على تلك الحال حتى سمعت خفق النعال على أبواب المسجد لصلاة الصبح .
إلّا وله من يُجْرِهِ (1) إِلَّا الصدقة فإنّ الرب يليها بنفسه (2).
[ 14/428 ] - وكان إذا أَعْتَمَ أخذ جِراباً فيه خبز ولحم - فحملها على عنقه - وأخذ الدراهم (3).
[15/429 ] - وإن رجلاً قصد الصادق (علیه السّلام) فسأله عن حاله فأسعفه بها وسارع إلى قضائها، فجعل السائل يشكرُهُ، قال جعفر (علیه السّلام):
إذا ما طَلَبْتَ خصالَ النَّدى *** وقد عضَّكَ الدَّهرُ من جُهْدِهِ
فلا تَطلُبَنَّ إلى َواحِد *** أصاب اليَسارَةَ من كَدِّهِ
ولكن عليكَ بِأَهْلِ العُلى *** ومَن وَرِثَ المَجْدَ عَن جَدِّهِ
ومَن دَهْرَهُ لَم يَنَلْ شَكْوَةً *** بِعَيْشِ المَساكِينِ في رِفْدِهِ (4)
فَذلِكَ إِن جِتَهُ طالباً *** أَصَبْتَ اليَسارَةَ مِن عِنْدِهِ (5)
[ 16/430 ] - وعن جابر المكفوف (6) : دخلت على الصادق (علیه السّلام) ، قال: أما يصلونك ؟
ص: 311
قلت: ربّما فعلوا، فوصلني بثلاثين ديناراً، ثم قال : [ يا ] جابر ، كم من عبد إن غاب لم يفقدوه ، وإن شهد لم يعرفوه ، لو أقسم على الله لأبرّه (1).
[17/431 ] - وعن قيس بن رُمّانة (2) : قلت للصادق (علیه السّلام): كنّا في حالة حسنة وقد تغيّرت فادع الله لنا.
قال : ائت رسول الله فاشكُ ذلك إليه ولا يعلم به أصحابك فتهون عليهم ، قال : ثم دعا بثلاثمائة دينار فقال : تستعين بهذه في بعض ما تحتاج إليه (3).
[ 18/432] - وعن موسى بن جعفر (علیهما السّلام): أتى الأشجع السلمي (4) أبي يستميحه (5) فأصابه عليلاً، فقال له أبي: عَدَّ عن العلة واذكر ما جئت له ، قال :
أَلْبَسَكَ اللهُ [منه ] عافيةً *** في نَومكِ المُعْتَرِي وفي أَرَقِكْ
يُخرِجُ من جِسْمِكَ السقام كما *** أَخْرَجَ ذَلَّ السُّؤال من عُنُقِك
قال: يا غلام أيش معك ؟ قال : أربعمائة درهم، قال: أعطها الأشجع ، فأخذها وولّى ، فقال : ردوه ، قال : لِمَ رددتني ؟
ص: 312
قال: حدّثني أبي عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «خير العطاء ما أبقى لك نعمة باقية»، وإن الذي أعطيناك لا يبقى، هذا خاتمي فإن أُعطيت به عشرة ألف درهم وإلّا فعُد إليّ في وقت كذا أُوفِّك إيَّاها .
قال : قد أغنيتنى وأنا رجل كثير الأسفار، فعلّمنى ما إذا قلته أمنت على نفسي ومالي، قال : إذا خفت أمراً فاترك يمينك على أُمّ رأسك واقرأ: (أَفَغَيْرَ دِینِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (1) (2) .
[ 19/433 ] - وكان الصادق (علیه السّلام) يتمثّل كثيراً :
بُثَّ النَّوالَ ولا تَمْنَعُكَ قِلّتُهُ *** وكُلُّ ما سَدَّ فَقْراً فَهُوَ مَحْمُودُ
إِنَّ الكَرِيمَ لَيُخْفِي عنكَ عُسْرَتَهُ *** حَتَّى تَراهُ غَنِيّاً وَهُوَ مَجْهُودٌ (3)
20/434] - وقال لابنه : ما فعلت بالسبعين دينار التى معك ؟ قال : هذه ، قال : أخرجها نتصدّق ، نستجيء به الرزق .
ص: 313
[21/435 ] - وقال (علیه السّلام): وإياك والذنوب وحذّرها شيعتنا، فوالله ما هي إلى أحد بأسرع منها إليكم ، إنّ أحدكم لتصيبه المعرّة (1) من السلطان (2) وما ذلك إلّا بذنوبه، وإنه ليصيبه السقم وما ذلك إلّا بذنوبه، وإنّه ليحبس عنه الرزق وما هو إلّا بذنبه ، وإنّه ليشتدّ عليه الموت وما هو إلّا بذنبه أو تدري لم ذلك يا مفضّل ؟ قال : لا ، قال : ذلك لأنكم لاتؤاخَذُونَ بها في الآخرة فَمِن ثَمَّ عُجِّلت لكم في الدنيا (3).
[22/436] - وانقطع شِسعُ نعله فناوله رجل شسعاً ، فقال : إنّا لا نقبل الصدقة ، قال: هي هدية ، قال : كلّ معروف صدقة (4).
فجاء إسحاق بن عمّار بشسع فقبله منه وقال : من حمل امرءاً مسلماً على شسع نعله حمله الله على ناقة دمكاء من حين يخرج من قبره إلى أن يقرع باب الجنة، إنه رجل من موالي بني أُميّة كرهت أن يكون له عندي يد أحتاج أن أُكافئَهُ عليها
يوم القيامة (5).
ص: 314
[ 23/437] - وقال : لا تسألوهم الحوائج فتكلّفونا قضاء حوائجهم في القيامة (1).
[ 24/438] - وعن عباد بن صهيب (2): دخلت عليه وعنده طعام يأكله، فدعاني إليه فقلت : قد أكلت، فقال كُل فإن موائدنا يحضرها الملائكة (3)، فأكلت ، فقال : إن المؤمن يُعرف بجودة الأكل من بيت أخيه (4).
[ 25/439] - وكان عنده حلواء فجعل يلقّم أصحابه بیده و قال : قال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : «من لقّم أخاه المؤمن لقمة حلواء دفع الله عنه مرارة يوم القيامة» (5) .
[ 26/440] - وأتي بعشاء فيه ثريد ولحم يفور، فوضع بين يديه وكان حارّاً، فرفعها وقال نستجير بالله من النار ، هذا لا يُقْوَى عليه فكيف حرّ النار ؟!(6)
ص: 315
[27/441] - ودعا بالمشط فأتى بعقد فيها مرآة ومشط ومُكْحُلة فيها إِثْمِد ، فأخذ المرآة باليسرى وقال : «بسم الله»، فلمّا نظر فيها وضع يده اليمنى على مقدّم رأسه ثم مسح على وجهه وقبض لحيته وهو ينظر فيها ويقول : « الحمد لله الذي خلقني سويّاً وزانني ولم يَشِنّي» ، ثمّ وضعها من يده وقال: «اللهم لا تُغيّر ما بنا من نعمتك»، ثمّ [أهوى ](1) بيده إلى المُكْحُلة فأخذ الميل بيده اليمنى وضربه ف-ي المُكْحُلَة وقال : « بسم الله»، فلما جعل الميل في عينه قال: «اللهم نوِّر بصري واجعل فيه نوراً أبصر به حكمتك» ، ثم أخذ المشط باليمنى وقال: « بسم الله» ، ووضعه على أُمّ رأسه ثمّ سرّح مقدّم رأسه وقال: «اللهم حَسَّن شعري وبَشري وطيبهما واصرف عنّي الوباء»، ثمّ سرّح مؤخّر رأسه وهو يقول: «اللّهمّ زيّنّي بزينة أهل التقوى»، ثمّ سرّح لحيته وهو يقول: «اللهم سرّح عنّي الهموم والغموم، ثمّ أَمَرَّ المشط على صدره (2) .
[ 28/442] - عن الرضا (علیه السّلام): جاء رجل إلى الصادق (علیه السّلام) فقال : إنه ذهب لي من المال كذا وكذا، فقال : مه أيّها العاتب على ربّك، هل كان إطنابك في شكر الله فيما أعطاك كإطنابك في ذمه لما أخذ منك ؟ قال : لا .
ص: 316
قال : فعُد باللَّوْمِ على نفسك ، إنّك غفلت عن الشكر في وقت النعمة فاطلب بنفسك النقمة، إنّما مثلك مثل رجل تاجر عمل بمال قوم فوجدوا منه خيانة فاسترجعوا ما لهم، فما العَتب عليهم.
[29/443] - وولد لرجل جارية فرآه الصادق (علیه السّلام) متسخّطاً ، فقال : لو أن الله أوحى إليك أن أَخْتار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول ؟ قال : كنت أقول : يا ربّ، تختار لي ، قال : فإنّ الله قد اختار لك .
ثم قال : إنّ الغلام الذي قتله الخضر لمّا كان مع موسى وقد حكى الله عنه بقوله : ( فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً ﴾ (1) الآية ، أبدلهما الله به جارية ولدت سبعين نبياً (2).
[30/444] - وعزّى رجلاً على ابنه فقال : أكان يغيب عنك ؟ قال : كانت غيبته أكثر من حضوره ، قال : فأنزله غائباً فإنّه إن لا يقدم عليك قدمت عليه، أما سمعت قول الشاعر:
وَإِنِّي وإِن قُدِّمتَ قبلي لعالِمٌ *** باني وإن أبطأتُ عنك قريبُ
وإِن صباحاً تلتقي في مَسائِهِ *** صباح إلى قلبي الغَداةَ حَبيب (3)
ثم قال: كفى أخي باليأس معزياً، وبانقطاع الطمع زاجراً.
ص: 317
كما قال الآخر:
أَيَا عَمْرُو لم أَصْبِرُ ولي فِيكَ حِيلَةٌ ***ولكِنْ دَعانِي الیَأْسُ مِنْكَ إلى الصَّبْرِ
فَصَبَرْتُ (1) مَغْلُوباً وإِنِّي لَمُوجَعٌ *** كما صَبَرَ العَطشانُ في بَلَدٍ قَفْرِ (2)
[31/445] - ورأى (علیه السّلام) رجلاً حزيناً ، فقال : أراك مُفكّراً ؟ قال : كان لى قرّة عين فمات، فتمثل :
عَطِيَّتُهُ إِذا أَعْطَى سُرُورٌ *** وإِن أَخَذَ الذي أَعْطَى أَثابا
فَأَيُّ النِّعْمَتَينِ أَعَمُّ شُكراً *** وأَجْزَلُ في عواقبها إيابا ؟
أَنِعْمَتُهُ الَّتي أَبْدَتْ سُرُوراً *** أم الأخرى الّتي ادخِرَتْ ثوابا ؟
بَلِ الأُخرى وإِن نَزَلَتْ بِكُرْةٍ *** أَحَقُّ بِصَبْرِ مَنْ صَبَرَ احْتِسابا (3)
[32/446] - ودنا (علیه السّلام) من قبر قد حُفر ليدفن رجل من أهل بيته ، فقال : هذا والله المسكن لا ما نقرّ فيه، هذا والله المُفرّق بين الأحباب والمُقرَّب من الحساب (4).
ثم أنشأ يقول:
لكُلِّ أُناسٍ مُقبَرٌ بِفِناتِهِمْ *** فَهُمْ يَنقُصُونَ والقُبُورُ تَزيدُ
هُمُ جيرةُ الأحياءِ أَمَّا مَحلُّهُمْ *** فَدانٍ وأَما المُلْتَقَى فَبَعِيدُ (5)
[33/447] - ولمّا توفّي إسماعيل أمر وهو مسجّى أن يكشف عنه ، فقبل وجهه وذقنه ،ونحره، ثمّ أمر فغطّوه ففعل به مراراً .
ص: 318
قيل : بأي شيء عوّذته (1)؟
قال : بالقرآن (2)، فلما رجع من جنازته جلس مُطرقاً ثمّ رفع رأسه فقال: أيّها الناس ، إنّ هذه الدنيا دار فراق ودار بوار لا دار ،قرار على أنّ فِراقَ المألوف حرقة لا تدفع ، ولوعة لا تردّ، وإنّما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة التفكر في الرغبة في الآخرة، ومن لم يُنْكَل أخاه ثَكِلَهُ أخوه ، ومن لم يُعْدَم ولداً كان هو المَعْدُوم.
ثم تمثل بقول أبي خراش الهذلي (3) يرثي أخاه يقول:
تَقُولُ أَراهُ بَعْدَ عُرْوَةَ لاهِياً *** وَذَلكَ رُزءٌ لَوْ عَلِمْتِ جَلِيلُ
فلا تَحْسَبِي أَنِّي تَناسَيْتُ عَهْدَهُ *** ولكنَّ صَبْرِي يا أُمَيْمَ جَمِيلٌ(4)
ص: 319
[ 34/448] - وقال : سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له إلّا حبّاً (1) ، ثم دعا بطعامه وأكل مع النُدماء أحسن ما أكله سائر الأيام (2) وقال : «الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني» (3).
[ 35/449] - وبكى يوماً بكاء كثيراً وقال :
«اللّهم أعِنِّي على المَوتِ، اللهم بارِك لي في الموت، اللّهم أعِنِّي على سَكَرَاتِ المَوتِ، اللّهم أَعِنِّي على غَمّ القَبْرِ ، اللهم أعِنِّي على ضيقِ القَبْرِ، اللهم أعِنِّي على ظُلمةِ القبرِ ، اللهم أعِنِّي على وَحشة القبر، اللهم أعِنِّي على أَهْوالِ يَومِ القِيامة ،اللهم بارك لي في طولِ يوم القيامةِ، اللهم زَوّجْنِي مِن الحُور العين»(4).
ص: 320
[36/450] - وكان يدعو فيقول : «يا ربّ يا ربّ» حتّى انطفأ نَفَسُهُ ، ثم يقول : « يا ربّاه يا ربّاه» حتى انطفأ نَفَسه ، ثم يقول: «ربّ ربِّ» حتى انطفأ نَفَسه ، ثم يقول : « يا الله يا الله» حتى انطفأ نَفَسه، ثم يقول : « يا رحمن» سبعاً (1).
[ 37/451] - وأُغمي في مرضه الذي توفّي فيه ثم أفاق فقال : يا موسى، أعط الحسن بن الحسين الأفطس سبعين ديناراً.
فقيل : تعطيه وأراد أن يقتلك؟
فقال : يا سالمة (2) ، تُريدين ألّا أكون من (الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) (3)، فقُم فأعطه ، لا يجد ريح الجنّة قاطع الرحم (4).
ص: 321
[38/452] - وكان إذا قام من الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار، يقول: « اللهم أعِنِّي على هَولِ المطّلع ، وارْزُقْنِي خير ما قبل المَوتِ، وارْزُقْنِي خِيرَ ما بعدَ المَوتِ» (1).
[39/453] - وقال : هكذا الرغبة وأبرز راحتيه إلى السماء ، وهكذا الرهبة وجعل ظهر كفّيه إلى السماء ، وهكذا التضرّع وحرّك أصابعه يميناً وشمالاً ، وهكذا التبتّل يرفع إصبعيه مرّة (2) ويضعهما مرّة، وهكذا الابتهال ومدّ يده تلقاء وجهه إلى القبلة، ولا يلوي حتّى تجري الدمعة (3)(3) .
[40/454] - وعن أبي بصير : دخلتُ على أمّ حميدة فعزّيتها بأبي عبد الله (علیه السّلام)، فبكت وبكيت ، فقالت: لو رأيته عند موته لرأيت عجباً ، فتح عينيه ثمّ قال : اجْمَعُوا كلّ من بيني وبينه قرابة ، فلم نترك أحداً إلا جمعناه، فنظر إليهم فقال (4): «إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفّا (5) بالصلاة »(6).
ص: 322
[41/455] - وقال (علیه السّلام) : أوحى الله إلى عيسى (علیه السّلام) : قم على أبواب الأموات لعلّك تيقّظ من نوم الغفلة ، ثمّ نادهم لعلّك تأخذ موعظتك منهم ، وقل بصوت رفيع : إنّي لاحق بكم لا محالة فويل للمتكبرين.
[42/456] - ورأى أبو عبد الله محمد بن زيد الشحّام المعزلي (1) يكثر الصلاة في المسجد الحرام، فوقف عليه فقال: من أنت ؟ قال : رجل من مواليك من أهل الكوفة ، قال : ومن تعرف من أهلنا ؟ قال : بشير وشجرة الدهانين ، قال : رحمهما الله ، قال : علمني دعاء ، قال : اكتب :
«بسم الله الرحمن الرحيم يا مَن أَرجُوه لكلّ خَير وآمن شرّه عند كلّ سَخطةٍ، يا من يُعطي الكثير بالقليل ، يا مَن يُعطي مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّنا منه ورَأفَة ، يا مَنْ يُعطِي مَنْ لم يَسْأَله تَفَضَّلاً وكَرَماً، صَلِّ على محمّدٍ وآلِ محمدٍ، وأعطني بمَسْأَلَتِي إِيَّاك جميعَ خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصْرِفْ عنّي بمسألتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدنيا وجَمِيعَ شَرِّ الآخرةِ، فإنّه غير منقوص ما أعْطَيْتَ ، وزِدْنِي من سِعَةِ فَضْلِكَ يا كريم».
ص: 323
ثمّ مدّ يده اليسرى فقبض على لحيته وهو يلوذ بالمسبحة اليمنى ويقول :
«يا ذا الجَلالِ والإِكْرام، يا ذا النَّعْماءِ والجُودِ، يا ذا المن والطول، حرّم شَيْبَتِي على النار».
وإنّ دموعه لتجري على خدّيه ، قال : افعل مثل ذا (1).
ص: 324
ص: 325
ص: 326
[ 1/457 ] - عن عبد الحميد بن بكّار الطائي : كنت حاجّاً في السنة التي حجّ فيها هارون الرشيد، فبينا أنا فى الطواف إذ أمر الحجبة أن يمنعوا الناس الطواف ، فوقفتُ أنظر إليه وهو يطوف بنفسه، إذ دخل فتى من باب المسجد رَثّ الأطمار وزاحم الناس وتخلّل حتّى قبّل الحجر الأسود، فأَوْمَاتْ إليه الحجبةُ أن تَنَحَّ، فانتهرهم فقال: إن الله سوّى بيني وبينكم في مثل هذا الموضع فقال : ﴿ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ )(1).
فقال هارون: اتركوه، قطاف أسبوعاً وصلّى ركعتين خلف مقام إبراهيم (علیه السّلام) وجلس في مجلسه، وطاف هارون أسبوعاً وصلّى تحت الميزاب ركعتين وجلس في مجلسه، وأمر الحجبة أن يأتوه بالفتى، فدنوا وسلّموا عليه وقالوا: أجب أمير المؤمنين هارون .
فقال : مالي إليه حاجة فأقوم إليه ، إن كانت له حاجة فليقم إليّ .
ص: 327
فقال هارون: اتركوه، فقام حتّى أتاه فسلّم فرد، فقال له : يا أخا العرب، مثلك من يزاحم الملوك في طوافهم ؟
قال : نعم .
فقال :هارون: أسألك عن فرضك ؟
فقال: تسألني عن واحد وخمسة وسبع عشرة، وأربع وثلاثين وأربع وتسعين ومائة وثلاث وخمسين ، وكلّ ذلك لا يتم إلا بسبعة وفي الدهر كله واحد ، ومن الإثني عشر واحد، ومن الأربعين واحد، ومن المائتين خمسة، ومن أهدر دماً يهدر دمه.
فتبسم هارون من كلامه وقال إنّي أسألك عن فرضك فتأتيني بحساب وكتاب ؟
فقال : أولم يكن للدنيا حساب وكتاب ؟! ألم يأخذ الله الخلائق بالحساب، فقال تعالى: ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) (1).
فقال هارون:أجَدْتَ فسّره لي.
فقال: أما قولي واحد فَدِين الإسلام وكله واحد، وأما خمس فخمس صلوات كلّ يوم، وسبع عشرة ركعة وأربع وثلاثون سجدة، وأربع وتسعون تكبيرة، ومائة وثلاث وخمسون تسبيحة ، وكلّ (2) ذلك لا يتم إلا بسبع وهي المساجد لا المساجد التي تُبنى من الطين والجصّ ، والمساجد هي الرجلان والركبتان واليدان والجبهة ، وفي الدهر كله واحد حجّ الإسلام (من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ) (3)، ومن الإثني عشر واحد فصيام شهر رمضان، ومن الأربعين واحد من ملك أربعين
ص: 328
ديناراً فعليه دينارُ الزكاة، ومن المائتين مائتا درهم فعليه خمسة دراهم، ومن أهدر دماً فأهدر دمه.
فقال : أجبت (1) يا أخا العرب وأمر له ببدرة .
فقال : استوجبتُ هذه البدرة بهذه المسألة ؟
قال : نعم، وتصدّقت بها عليك .
[قال] :هذه البدرة بهذه المسألة ؟
قال : نعم وتصدّقت بها عليك .
قال : إنا أهل بيت لا نقبل الصدقة، ولكنّي سائلك عن مسألة إن أنت أجبتني خذ البدرة، وإن لم تجبني تضيف إليها بدرة أُخرى حتى أُفرّقها على الفقراء.
قال هارون: سل لا قوة إلا بالله .
فقال : الخنفساء تزقُّ أم ترضع؟
فتبسّم من كلامه وقال : مثلي يُسئل عن مثلها ؟
قال : إن الملوك إذا سُئلت عن الفرض أتت به ،ولكن أسألك عن الجواب (2).
قال : لا علم لي بذلك فسّره لي.
قال : أما تعلم أنّ دوابّ الأرض لا تزق ولا ترضع ، إن الجنين إذا سقط من بطن أُمّه سقط بغير (3) رزقه ، فأضاف إليها بدرة أُخرى ، فأخذ ومضى .
قال عبد الحميد : فاتَّبعته فإذا هو فرّق البدرتين جميعاً، فقلتُ: من هذا مع علمه وفضله وسخائه ؟ قالوا : موسى بن جعفر (علیهما السّلام) (4).
ص: 329
[ 2/458 ] - وقال موسى بن جعفر (علیهما السّلام): لمّا أمر هارون بحملي دخلت إليه فسلّمت فلم يردّ السلام ،ورأيته مغضباً، فرمى إليّ بطومار فقال: اقرأ، فإذا فيه كلاماً وعلم الله براءتي منه ، وفيه : أن موسى يُجبى إليه خراج الآفاق من غُلاة الشيعة ممّن يقول بإمامته ويدين الله بذلك، ويزعمون أَنَّ (1) مَن لم يَرُدُّ إليهم العُشر ولم يقل بإمامتهم ولم يحج بإذنهم ولم يجاهد بأمرهم ولم يحمل الغنيمة إليهم ولم يفضّل الأئمة على جميع الخلق ولم يفرض طاعتهم مثل طاعة الله ورسوله فهو كافر حلال دمه وماله وفيه كلام شناعةٍ مثل المتعة بلا شهود واستحلال الفروج بأجرة ولو بدرهم، والبراءة من السلف، ويقنتون عليهم في صلواتهم (2)،ويزعمون أن من لم يبرأ منهم فقد بانت امرأته، ومن أخر الوقت لغير علة فلا صلاة له لقول الله عزّ وجلّ : ( أَضَاعُوا الصَّلاةَ ) (3)، وكتاب طويل وأنا قائم أقرأه وهو ساکت، فرفع رأسه فقال اكتفيت بما قرأتَ ، تكلَّمْ بحُجَّتك بما قرأته .
فقلت : والذي بعث محمّداً بالنبوة ما حمل إليّ أحد قطّ درهماً ولا ديناراً من طريق الخراج ، لكنّا معشر آل أبي طالب نقبل الهدية التي أحل الله للنبي في قوله : «لو أهدي إليّ كراع قبلت» ، وقد عرف أمير المؤمنين ضيق ما نحن فيه وكثرة
ص: 330
عدوّنا، وما منعنا السلف من الخمس الذي نطق لنا به الكتاب فضاق بنا الأمر، وحرمَتْ علينا الصدقة فعوّضنا الله عنها الخمس، فاضطررنا إلى قبول الهدية وكلّ ذلك ممَّا عَلِمَهُ أمير المؤمنين .
فلمّا تمّ كلامي سَكَتَ ، ثم قلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لابن عمه في حديث عن آبائه عن النبى فعل .
قال : مأذون لك ، هاته.
فقلت: حدّثني أبي عن جدي يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) : «إنّ الرحم إذا مسّت الرحم تحرّكت واضطربت»، فإن رأيت أن تناولني يدك، فأشار بيده فقال: أذن مني فدنوت وصافحني وجذبني إلى نفسه مليّاً ، ثم فارقني وقد دمعت عيناه، فقال: اجلس یا موسیلا موسى ليس عليك بأس، صدقت وصدق جدّك فقد تحرّك دمى واضطربت عروقي (1).
[3/459] - وعن الفضل بن الربيع (2) : بعثني هارون إلى موسى بن جعفر (علیهما السّلام):فقال : أَقْرِئهُ منّي السلام وقل له : تقول : لابد للبدن من مطعم أو مشرب أو منكح ، فمُرْ بما شئت نأتيك [به]، فوجدته يُصلّى وكان رجلاً مهيباً، فجلست حتى
ص: 331
انصرف فقلت : إن أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول : لابد للبدن من مطعم فمُر بما شئت .
فقال : ليس مالي بحضرتي فينفعني ولم أُخْلقُ سَئَّالاً، والله أكبر .
[ 4/460] - وكان ممّا قال هارون لموسى (علیه السّلام) حين أدخل عليه : ما هذه الدار ؟ قال : هذه دار الفاسقين ، وقرأ فيه: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ) إلى قوله تعالى : ( سَبِيلاً ) (1).
فقال:هارون فدار مَن هي؟
قال : هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة .
قال : فما بال صاحب هذه الدار لا يأخذها ؟
قال : أخذت منه عامرة فلا يأخذها إلا معمورة.
قال : وأين شيعتك ؟
فقرأ: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ) (2).
قال : فنحن كفار ؟
قال : لا ولكن كما قال الله تعالى : ( الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُوا قَوْمَهُمْ دَارَ البَوَارِ * جَهَنَّمَ ) (3) فغضب عليه عند ذلك وغلّظ عليه (4).
ص: 332
[5/461] - وعن أبي خالد الزبالي (1): قدم موسى (علیه السّلام) الزبالة ومعه جماعة من أصحاب المهديّ يُخْرِجُونه إليه، فنظر إلي وأنا مغموم [فقال مالي أراك مغموماً ؟ ] قلت : لا أمنُهُ عليك .
قال : ليس عليّ منه بأس إذا كان يوم كذا فانتظرني ، فما كانت لي هِمَّةٌ إلَّا إحصاء الأيّام حتى إذا كان ذلك اليوم وافيت أوّل الليل فإذا أبو الحسن على بغلة، وسررتُ لما خلصه الله تعالى، فقال: إن لي إليهم عودة لا أخلص منهم، فكان كما قال (2).
[ 6/462] - قال عند قبر : إنّ شيئاً هذا آخره لحقيق أن يُزهد في أوّله ، وإنّ شيئاً هذا أوّله الحقيق أن يُخاف آخره (3).
ص: 333
[7/463] - وقال: من استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان آخر يوميه شراً فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خيرٌ له من الحياة (1) .
[8/464 ] - وقال : إيَّاك والمرتقى الصعب إذا كان مُنْحَدَرُهُ وَعْراً، وإياك أن تُتبعَ النَّفْسَ هواها، فإنّ في هواها داؤها(2)، وفي ترك هواها دواؤها (3).
[9/465 ] - وعن سكّين بن عمّار (4): كنت ُنائماً بمكّة فأتاني آتٍ في منامي فقال :
ص: 334
قم فإنّ تحت الميزاب رجلاً يدعو الله باسمه الأعظم وهو موسى بن جعفر (علیهما السّلام) فقمت فاغتسلت فدخلت الحجر فإذا رجل قد ألقى ثوبه على رأسه وهو ساجد فجلست خلفه فسمعته يقول :
«یا نور یا قدوس ، يا حيّ يا قيّوم يا حيٌّ لا يموتُ ، يا حيٌّ حين لا حيّ - قالها ثلاثاً - لا إله إلا أنت، أسألك يا لا إله إلا أنت - ثلاثاً - أسألك ببسم الله الرحمن الرحيم العزيز المبين- ثلاثاً- ) .
فلم يزل يُردّد هذه الكلمات حتى حفظتها ، ثمّ رفع رأسه وإذا الفجر قد طلع ،فجاء إلى ظهر الكعبة وهو المستجار فصلّى الفريضة ثمّ خرج (1).
[10/466] - وسُئل عن الملكين يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله قبل أن يفعله أو بحسنة ؟
قال : نعم، ريحُ الكنيف والطيب عندك واحدة؟
قيل: لا، قال: إنّ العبد إذا هم بحسنة خرج نَفَسُهُ طيب الريح ، فقال صاحب اليمين قد هم بحسنة ، فإذا فعلها كان لسانُهُ قلمه وريقه مدادَهُ فأثبتها ،له ، وإذا همّ بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال: إنّه قد هم بالسيّئة ، فإذا فعلها أثبتها (2).
ص: 335
[11/467 ] - وعن رجل: خرجتُ عشيّة أريد ضيعتي فإذا الجراد قد ساقها فهالني ، وسمعت هاتفاً يقول : يا جُندَ الله الأعظم لا تقربوا، قال موسى بن جعفر (علیهما السّلام): فدخلت ضيعته فما وجدتُ ،جرادة، ودخلت ضياع جيراني والجراد قد ساقها، فأتيته فقلت له: أيّ شيء تصنع في ضيعتك ؟
فقال : إذا جاءت الغلة أخذت ثلثاً فعمرت به ضيعتي، وثلثاً أنفقت على عيالي وثلثاً تصدّقت به.
[ 12/468] - وكتب موسى بن جعفر(علیهما السّلام) إلى سماعة بن مهران (1):
«إذا قضيتَ حوائجك فاخرج إلينا ».
فخرج إليه وموسى (علیه السّلام) أوصى مواليه وخرج نحو ضيعة له، فقال: يقدم رجل من العراق من موالينا - ودفع إليهم كفناً وحنوطاً - وقال : إنّه يقدم فيمرض يومين أو ثلاثة ثمّ يموت فكفّنوه وحنّطوه وادفنوه في قبر المُعلّى بن خنيس (2) إلى جنب أبي عبد الله ، فقدمَ سماعة واعتل ومات ففعلوا به ذلك.
ص: 336
[ 13/469] - عن الربيع : قال لي الرشيد : ائتني بموسى بن جعفر، فخرجت إليه وقلت : أجب الخليفة .
فقال : مالي وماله ؟ أما تشغله نعمته عنّي ؟ لولا أني سمعت أبي عن جدّي عن رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) أن طاعة السلطان للتقيّة (1) واجبة إذاً ما جئت فقلتُ: استعد للعقوبة، فقال: أليس معي من يملك الدنيا والآخرة ؟! لا يقدر اليوم على سوء بي إن شاء الله ، وقد أدار بيده يلوّح بها على رأسه ثلاثاً ، فدخلنا على الرشيد فإذا هو كأنه امرأة ثكلى قائم حيران، فلما رأى موسى (علیه السّلام) عانقه وقال: مرحباً بابن عمّي ووارث نعمتي وأجلسه ، وقال : ما الذي قطعك عن زيارتنا ؟
قال : سعة مملكتك وحبّك للدنيا، وقال: ائتوني بحُقَّة الغالية، فأُتي بها فغلّفه بیده ، ثمّ أمر أن يُحمل بين يديه خِلَعٌ وبدرتا دنانير ، قال موسى (علیه السّلام) : لولا أني أرى من أزوّجه من عُزّاب بني أبي طالب لئلا يقطع نسله أبداً ما قبلتها، ثم تولى وهو يقول : الحمد لله ربّ العالمين.
فقال الربيع : أردتَ أن تعاقبه فأكرمته .
فقال : لما مضيتَ رأيتُ أقواماً أحدقوا بداري معهم حراب [ يقولون : ] إن أذى ابن رسول الله خسفنا به (2).
ص: 337
[ 14/470 ] - وكانت لموسى بن جعفر (علیهما السّلام)- بضعَ عشرة سنة في الحبس- كل يوم [سجدة ] بعد بياض الشمس إلى وقت الزوال ، فكان هارون يصعد سطحاً يشرف منه على الحبس الذي فيه موسى (علیه السّلام)، فكان يراه ساجداً، فقال: ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع ؟
قيل : هو موسى بن جعفر ، له كل يوم بعد طلوع الشمس سجدة إلى وقت الزوال.
فقال هارون: أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم.
قيل له : فما بالك قد ضيّقت عليه في الحبس ؟! قال : لابدّ من ذلك (1).
[ 15/471] - وعن السندي بن شاهك : قلت لأبي الحسن موسى (علیه السّلام): أُحبّ أن تدعني أكفّنك، قال: إنا أهل بيت حجّ صرورتنا ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا (2).
ص: 338
ص: 339
ص: 340
[ 1/472] - دخل قوم من الصوفية على عليّ بن موسى (علیهما السّلام) بخراسان ، فقالوا : إنّ الخليفة نظر فيما ولّاه الله من الأرض ورآكم أهل البيت أولى الناس بأن تَؤْمُّوا الناس، فرأى أن يردّ هذا الأمر إليك، والأمّة تحتاج إلى من يأكل الجَشِب ويلبس الخَشِن ويركب الحمار .
وكان الرضا (علیه السّلام) متكئاً فاستوى ثم قال: كان يوسف نبيّاً يلبس أقبية الديباج المَزْرُورة بالذهب، ويجلس على متكآت آل فرعون ويحكم ، إنّما يُراد من الإمام قسطه وعدله ؛ إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز، إنَّ الله لم يحرّم لَبُوساً ولا مَطْعَماً ، ثم تلا: (مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )(1)(2).
ص: 341
[2/473] - وعن ياسر الخادم (1): اجتمع إلى الرضا (علیه السّلام) خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام ، إذ دخل عليه رجل آدم طوال وقال : افتقدت نفقتي وما بقي معي ما أبلغ به بلدي.
فقال الرضا (علیه السّلام): خذوا هذه المائتي دينار وقولوا له : اسْتَعِنْ بها في مؤونتك ونفقتك وتبرّك بها.
فقال سليمان بن جعفر: فقد أجزلت فلِمَ سترتَ وجهك عنه ؟
فقال : مخافة أن أرى ذلّ الحاجة في وجهه، أما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول :«المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجّة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور» (2) .
أما سمعت قول الأَوَّل (3):
مَتَى آتِهِ يَوْماً أُطَالِبُ حاجَةً *** رَجَعْتُ إِلى أَهْلي وَوَجْهِي بِمَائِهِ (4)
[3/474] - وألحّ المأمون عليه بالبيعة له ، وتَأَبَّى عليه حتى أشرف من تأبّيه
ص: 342
على الهلاك، وقال:
«اللّهمّ إنّكَ نَهَيْتَنِي عن الإلقاء بيدي إلى التَّهْلُكَةِ، وقد أشرفتُ مِن قِبَلِهِ على القَتْل إن لم أَقبل ولاية عهده، فقد أُكرهتُ كما اضطر يوسف ودانيال إذ قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه، اللّهم لا عهدَ إلّا عَهدُكَ، ولا ولايةَ لي إلّا من قبلك فَوَفِّقْنِي لإحياء سنّة نَبِيِّكَ ».
ثمّ قبل - وهو باكٍ حزين - على أن لا يُولّى ولا يعزل ولا يُغيّر رسماً (1).
[4/475] - ولمّا ورد عليه بمرو قال له : أراك أحقّ بالخلافة، فقال الرضا (علیه السّلام) : بالعبودية للّه أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله .
فقال المأمون : أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك .
فقال الرضا (علیه السّلام): إن كانت لك فلا يجوز أن تخلع لباساً ألبسكه الله وتجعله لغيرك ، وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.
فقال المأمون : لابد لك من قبوله .
فقال : لا أفعل طائعاً.
قال : فكن ولى عهدي لتكون لك الخلافة بعدي.
فقال الرضا (علیه السّلام): واللّه لقد أخبرني أبي، عن آبائه، عن النبي (علیه السّلام) أني أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ مظلوماً ، تبكي عليّ ملائكة السماء والأرض، وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون.
ص: 343
فقال المأمون ومن الذي يقتلك وأنا حيّ ؟!
فقال الرضا (علیه السّلام) : أما إنى لو أشاء أن أقول لقلتُ.
فقال المأمون : تقول هذا للتخفيف عن نفسك وليقول الناس : إنك زاهد في الدنيا !
فقال الرضا (علیه السّلام) : ما زهدتُ في الدنيا [للدنيا ] (1) وإنّي لأعلم ما تريد، تريد أن يقول الناس : إن علي بن موسى لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا [فيه] (2)، ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة، فجعل له ولاية عهده على كراهته (3).
[5/476] - وضرب الدراهم باسمه، وأمر الناس بلبس الخُضرة وترك السواد ،فزوجه ابنته أم حبيبة ، وزوّج ابنه محمّد ابنته أُمّ الفضل (4).
[ 6/477] - فلما حضر العيد سأله المأمون أن يحضر العيد ويخطب، وردّه الرضا (علیه السّلام)، فلما ألحّ عليه قال : إن أعفيتني فهو أحبّ إلي وإن لم تعفني خرجتّ كما خرج النبي وعلي (علیهما السّلام).
قال: اخرج كما تحبّ، فاجتمع القوّاد على باب الرضا (علیه السّلام) وقعد الناس في الطرقات والسطوح ، فلما طلعت الشمس قام الرضا (علیه السّلام) فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن، وألقى طرفاً منها على صدره وطرفاً بين كتفيه وتشمّر، ثم قال
ص: 344
الجميع مواليه افعلوا مثل ما فعلتُ، وأخذ بيده عُكازة وهو حافٍ قد شمّر سراويله إلى نصف الساق، فلما قام ومشينا رفع رأسه إلى السماء وكبر أربعاً ووقف على الباب وكبر أربعاً ، وقال ثلاثاً : الحمد لله على ما هدانا إلى آخره، ورفع أصواتنا بها وكان
، يقف في كلّ عشر خطوات مرّة فيكبر أربعاً ، وكأن الحيطان تجاوبه، فبعث إليه المأمون لما سمع بذلك وسأله الرجوع ، فدعا بخُفّه الرضا ولبسه ورجع (1) .
[ 7/478] - وقال الرضا (علیه السّلام) من علامات الفقه : الحلم والعلم والصمت، إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة ، إنّ الصمت يكسب المحبّة، إنه دليل على كل خير (2).
ص: 345
[ 8/479] - قال : وكان العابد من بني إسرائيل لا يعبد حتّى يصمت عشر سنين (1).
[9/480] - وقال : قلّموا أظفاركم يوم الثلاثاء ، واستحموا يوم الأربعاء ، وأصيبوا من الحجّام حاجتكم يوم الخميس ، وتطيّبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة (2) .
ص: 346
[10/481 ] - وقال : لا يجتمع المال إلا بخمس خصال: ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص غالب ، وقطيعة الرحم ، وإيثار الدنيا على الآخرة (1).
[ 11/482 ] - وقيل له : إنّ أهل بيتك يتعاطون أموراً قبيحة فلو نهيتهم عنها ، قال : لا أفعل فالنصيحة خَشِنةٌ (2).
[ 12/483] - وقال : لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه وسنّة من نبيّه وسنّة من وليّه ؛ فأما السنّة من ربِّه فكتمان سره، قال الله تعالى:( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ) (3)، وأما السنة من نبيّه فمداراة الناس، قال الله تعالى آمراً نبيه بمداراتهم: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَن الْجَاهِلِينَ ﴾ (4) ، وأمّا السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء، وقال الله تعالى : ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ﴾ (5)(6).
ص: 347
[13/484 ] - وقال : إنّ نوحاً لما ركب السفينة أوحى الله إليه : إن خفتَ الغرق فهللني ألف مرة ثمّ سلني النجاة أُنجيك ومن معك من الغرق ، قال : عصفت الريح فلم يأمن نوح الغرق وأعجلته الريح فقال بالسريانية: هلوليا ألفاً ألفاً، يا ماريا أتقن ، فاستوى القَلْس (1) واستمرت السفينة ، فقال نوح : إن كلاماً نجّاني الله به من الغرق لَحَقيقٌ أن لا يفارقني، فنقش في خاتمه «لا إله إلا الله يا رب أصلحني»(2).
[14/485 ] - وكان من دعاء الرضا (رضي الله عنه) :
« اللّهمّ كَما سَتَرْتَ عَلَيّ ما أعلمُ فاغْفِر لي ما تَعْلَم، وكما وَسعَنِي عِلمُك
ص: 348
فلْيَسَعْنِي عَفْوُكَ، وكما ابْتَدَأْتَنِي بالإحسانِ فأتْمِمْ نِعْمَتَكَ بالغُفران، وكما أكرَمْتَنِي بمعرفتك فاشتعفها بالغُفرانِ ، وكما عَرَّفْتَنِي توحِيدَكَ فأَلْزِمْنِى طَواعِيتِكَ، وكما عَصَمْتَنِي ممّا لم [أكن](1) أعتَصِمُ منه إلا بعصمتِكَ فاغْفِر لي ما لو شِئتَ عَصَمْتَنِي منه ، یا جَوادُ ياكريم يا ذا الجلال والإكرام»(2) .
[15/486] - وكان جلوسه في الصيف على حصير، وفي الشتاء على مِسحٍ ، لُبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزيّن لهم(3).
[16/487] - وكان إذا خلا جمع حشمه حوله يُحدِّثهم ويأنس بهم ويُؤنسهم .
[17/488 ] - ويقول في سجدة الشكر بعد الظهر مائة مرة: «شكراً لله»، وبعد العصر مائة مرة : «حمداً لله»(4).
[ 18/489] - وكان يبدأ في دعائه بالصلاة على محمّد وآله، ويكثر من ذلك في الصلاة وغيرها (5).
[ 19/490 ] - وكان يُكثِرُ بالليل فى فراشه تلاوة القرآن ، وإذا مرَّ بآية فيها ذكر جنّة
ص: 349
أو نار بكى وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار، وكان إذا قرأ : ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ ) قال سرّاً: أحد أحد ، فإذا فرغ منها قال: «كذلك الله ربنا» ثلاثاً.
وكان إذا قرأ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) قال في نفسه : « يا أيها الكافرون»، فإذا فرغ قال :ربي الله وديني الإسلام ثلاثاً .
وكان إذا قرأ: ( وَالتّين ) قال في آخرها : «بلى وأنا على ذلك من الشاهدين».
وكان إذا قرأ: ﴿ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قال في آخرها: «سبحانك اللهم وبلى وبلى ».
وكان إذا قرأ: ( سَبِّح أسمَ رَبِّكَ الأعْلَى ) قال سراً: «سبحان ربي الأعلى».
وكان (1) إذا قرأ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) قال سراً: «لبيك اللهم لبيك» (2).
[20/491] - وقال الرضا (علیه السّلام) : إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأكل التمر بشهوة، فقيل له في ذلك ، قال : «نعم ، نحن قوم تمريّون وأعداؤنا النبيذيّون» (3).
[ 21/492] - وقال: قال النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم) : يقول الله تعالى:
«ولاية عليّ حصني فمن دخل حصنى أمن من عذابى»(4).
ص: 350
[ 22/493] - وكان الرضا (علیه السّلام) ينشد كثيراً:
اعذر أخاك على ذنوبة *** واستُرُ وغَطٌ عَلى عُيُوية
واصبِرْ على بَهْتِ السَّفِي ***ه وللزَّمانِ على خُطُوبه
ودَعَ الجَوابَ تَفَضُّلاً *** وكل الظُّلُومَ إلى حَسِيية (1)
ص: 351
[23/494 ] - وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين القاضي: رأيت في النوم رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ، قلت : أولادك من أبرٌ منهم ؟ قال : أبرار كلّهم (1)، منهم من جاءني مسموماً ومنهم من جاءني مقتولاً، ومنهم من جاءني عطشان، ومنهم من جاءني مظلوماً.
قلت: فقبر من أزور ؟
قال : من هو أقرب إليك.
قلتُ: أقربهم إليّ علي بن موسى .
قال : قل صلى الله عليه، وخرج من فمه ضوء كضوء القمر.
قلت: صلّى الله عليه .
قلت: عِظني.
قال: كن حسيباً لنفسك تقیّاً مُحبّاً .
فقلت: عرفت التُقى ، فما المحبّة والحسيب ؟
قال : كُن حسيباً لنفسك، تقيّاً بعَمَلِكَ، مُحبّاً لأهل بيتي وأنت من المشفّعين(2).
[24/495] - وبكر مند ((3) - قرية ينقل منها الإِثْمِد من قرى نواحي إصفهان - خطّ للرضا (علیه السّلام) يكرمه أهلها وهم مخالفون ، يخرج إليها الناس ويرونَه ، وحديثه : إنّه لمّا
ص: 352
مرّ عليها الرضا(علیه السّلام) اكترى منها بعيراً من إنسان إلى خراسان، فلما أراد المكاري الانصراف قال : يابن رسول الله ، اكتب لى شيئاً يكون لى شرف الدنيا والآخرة، فكتب على رقّ:
«كُن مُحبّاً لآل محمّد وإن كنتَ فاسقاً، وكن محبّاً لمحبّيهم وإن كانوا فاسقين »(1).
[25/496] - وعن أبى الصلت الهروي : قال لي الرضا (علیه السّلام): غداً أدخل إلى هذا الرجل فإن خرجتُ مُغطّى الرأس فلا تكلّمني ، قال : فدخل من الغد الغلام وقال : أجب أمير المؤمنين ، فقام حتى دخل عليه وأنا أَتبعه، وبين يديه طبق عليه عنب وبيده عنقود قد أكل بعضه، فلما بصر بالرضا (علیه السّلام) وثب إليه فعانقه ثم ناوله العنقود :قال كُل منه ، قال الرضا (علیه السّلام): تعفينى فيه ، قال : لابد لعلك تتهمني ؟
فأكل منه ثم ناوله فأكل منه الرضا (علیه السّلام) ثلاث حبّات ثم رمى به وقام فقال المأمون : إلى أين ؟ قال : إلى حيث وجّهتني.
ص: 353
وخرج مُغطّى الرأس ، فلم أُكلّمه حتى دخل الدار ونام على فراشه ، ودخل عليه في الحال محمّد ابنه شاب ّحسن الوجه قطط الشعر ، فلما نظر إليه الرضا (علیه السّلام) ضمّه إلى صدره ... إلى آخر الخبر (1).
[26/497] - ولمّا بلغ قرب القرية الحمراء قيل : يابن رسول الله ، ما معنا ماء وقد زالت الشمس ، فبحث بيده الأرض فنبع منها ماء توضأ هو ومن معه وأثره باق إلى الآن (2).
[ 27/498] - فلما بلغ سناباد استند إلى الجبل فقال : « اللهم أنفَع به وبارك فيما يجعل فيه وفيما يُنحت منه »، ثمّ أمر فنُحت له قدورٌ من ذلك الجبل وقال : لا يُطبخ ما أكله إلّا فيها ، وكان خفيف الأكل (3).
[ 28/499] - ثم دخل القبّة التي فيها قبر هارون وخط بيده وقال : ألا (4) هذه تُربتي وفيها أدفن ، وسيجعل الله هذا المكان مُختلف شيعتي، والله لا يزورني منهم زائر
ص: 354
إلا أوجب الله له غفران ذنبه بشفاعتنا ، ثمّ صلّى ركعات ودعا بدعوات، فلمّا فرغ سجد سجدة طويلة أحصينا له فيها خمسمائة تسبيحة ، ثم انصرف (1).
[29/500] - وروى رجل من أهل مصر اسمه حمزة أنّه كان في ليلة في مشهد الرضا (علیه السّلام) وكان يصلي إلى أن أعيا، فأسند يمينه ليستريح فرای مواجه وجهه مكتوباً :
سَرَّهُ أَن يَرَى قَبْراً بِرُؤْيَتِهِ *** يُفَرْجُ اللَّهُ عَمَّنْ زارَهُ كُرَبَة
فَلْيَأْتِ ذا القَبرَ إِنَّ اللهَ أَسْكَنَهُ *** سُلالةً مِن رَسُولِ اللهِ مُنْتَجَبَهُ (2)
ص: 355
ص: 356
ص: 357
ص: 358
أختصر من هاهنا ذكر محاسنهم فإنهم جميعاً ذرية بعضها من بعض، وكان للتقى (علیه السّلام) ولمن بعده من أبنائه(علیهم السّلام)حجج الله محاسن أفعال ومكارم أخلاق كما ذكرنا لآبائهم (علیهم السّلام).
[1/501 ] - عن الحسين بن النيسابوري (1): رأيته بموقف عرفة يمد يديه جميعاً فما زالتا ممدودتين إلى أن أفاض فما رأيت أحداً كان أقدر منه على ذلك (2).
[2/502 ] - وقال عبد الله بن عبد الرحمن (3) : إنّه قال: ألا أعلمك دعاء ندعو به
ص: 359
نحن أهل البيت إذا أحزننا أمر أو تخوَّفنا من السلطان أمراً لا قِبلَ لنا به؟ قلت: بلى قال: قل:
«يا كائناً قَبْلَ كُلِّ شيءٍ ، ويا مُكوِّنَ كلّ شيءٍ ، ويا باقياً بعد كلّ شيءٍ، صَلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وافعل بي كذا وكذا»(1).
[3/503] - وعن المطرفيّ (2): مضى الرضا (علیه السّلام) ولي عليه أربعة آلاف درهم ، فقلت في نفسي : ذَهَبَتْ ، فأرسل إلي أبو جعفر الثاني (علیه السّلام) : إذا كان غداً فائتني ومعك ميزان وأوزان ، فدخلت عليه فقال : مضى أبو الحسن ولك عليه أربعة آلاف درهم ؟
قلت: نعم فرفع المصلّى الذي كان تحته فإذا تحته دنانير فدفعها إليّ (3).
ص: 360
[4/504] - ومرّ رجل بأبي جعفر (علیه السّلام) وقال : أعطني على قدر مروءتك ، قال : لا يسعني ، قال : على قدر مروءتي.
قال : أما ذا فنعم، ثم قال يا غلام أعطه مائتي دينار (1).
[5/505] - وعن الحسين المكاري (2): دخلت على أبي جعفر (علیه السّلام) ببغداد وهو على ما كان من أمره، فقلت في نفسي هذا رجل لا يرجع إلى وطنه أبداً [ وأنا أعرف مطعمه ] ، قال : فأطرق رأسه ثم رفعه وقد اصفر لونه، فقال: یا حسین ، خبز شعير وملح جريش في حرم رسول الله أحبُّ إلي مما تراني فيه(3).
[6/506] - وعدا رجل إلى محمد التقي (علیه السّلام) يريد العلم ، فقال :
عش موسراً إن شئتَ أو مُعْسِراً *** لابُدَّ في الدنيا من الهم
وكُلَّما زادَكَ مِنْ نِعْمَةٍ *** زادَ الَّذي زادَكَ في الغَم
إنِّي رَأَيتُ النَّاسَ في دَهْرِهِمْ *** لا يَطلُبُونَ العِلْمَ لِلْعِلْمَ
ص: 361
إِلَّا مُباهاةً لأَصْحَابِهِمْ *** أَوْ لِلْخُصُوماتِ وللظُّلم (1)
[7/507] - عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع (2) : سألت أبا جعفر الثاني (علیه السّلام) : أَن يأمُرَ لي بقميص من قُمُصه لكفني، فبعث به إلي، فقلت: كيف أصنع ؟ قال : انزع إزراره(3).
[ 8/508] - وعن البزنطي (4): قرأت كتاب الرضا (علیه السّلام) إلى أبي جعفر (علیه السّلام):
ص: 362
«بلغني أن الموالي إذا ركبتَ أخرجوك من الباب الصغير، إنما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيراً، فأسألك بحقي عليك أن لا يكون مدخلك ومخرجك إلا من الباب الأكبر ، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحدٌ إلا أعطيته ، ومن سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين ديناراً والكثير إليك ، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين ديناراً والكثير إليك ، إنّما أريد أن يرفعك فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتاراً » (1). [9/509] - وعن ابن أورمة (2) قال : إن المعتصم دعا بجماعة من وزرائه فقال: اشهدوا لي على محمّد بن علي بن موسى زوراً، واكتبوا (3) أنه أراد أن يخرج ، قال :
ص: 363
ثم دعا به فقال : إنك أردت أن تخرج علَيّ ؟ فقال : والله ما فعلت شيئاً من هذا فقال : إن فلاناً وفلاناً شهدوا عليك ، وأحضروا ، فقالوا: نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك ، وكان في بَهو (1) جالساً ، فرفع أبو جعفر (علیه السّلام)يده فقال :
«اللهم إن كانوا كذبوا عليّ فخذهم».
قال : فنظرنا إلى ذلك البهو يرجف ويذهب ويجيء، فكلما قام واحد منهم وقع فقال له المعتصم يابن رسول الله ، إنّي تائب مما قلتُ فادع ربّك أن يسكّنه ، فقال :
«اللهم سكّنه إنّك تعلم أنهم أعداؤك وأعدائي» فسكن (2).
[10/510 ] - عن ميسرة ، عن محمد بن الوليد الكرماني (3)، قال : أتيت أبا جعفر بن الرضا فوجدت بالباب الذي فى الفناء قوماً كثيراً، فعدلت إلى مسافر وجلستُ إليه حتّى زالت الشمس، فقمنا إلى الصلاة، فلما صلينا الظهر وجدتُ حِسّاً من وراثي فالتفتُ فإذا أبو جعفر (علیه السّلام) ، فصرتُ إليه حتى قبلت يده، ثم جلس وسأل عن مقدمي ، ثم قال : سلّم ، قال : جعلت فداك قد سلّمتُ ، فأعاد القول ثلاث مرات سلّم ، وقلت : ذاك ما قد كان في قلبي منه [شيء ]، فتبسم وقال: سلّم، فتداركتها وقلتُ سلّمتُ ورضيت يابن رسول الله، [فأجلى الله ] ما كان في قلبي حتى لو جهدتُ ورمت لنفسي أن أعود إلى الشك ما وصلت إليه .
فعُدتُ من الغد باكراً فارتفعت عن الباب الأول وصرتُ قبل الخيل وما ورائي
ص: 364
أحد أعلمه وأنا أتوقع أن أجد السبيل إلى الإرشاد إليه، فلم أجد أحداً حتى اشتدّ الحرّ والجوع جداً، حتى جعلت أشرب الماء أطفئ به حرّ ما أجد من الجوع والخواء، فبينا أنا كذلك إذ أقبل نحوي غلام قد حمل خُواناً عليه طعام وألوان، وغلامٌ آخر معه طشت وإبريق حتَّى وُضِعَ بين يدي وقالا : أَمَرَكَ (1) أن تأكل، فأكلتُ ، فما فرغت حتى أقبل (علیه السّلام) ، فقمت إليه فأمرني بالجلوس والأكل، فأكلتُ، فنظر إلى الغلام فقال : كُل معه يَنْشَط ، حتّى إذا فرغتُ وأخذ الغلام فتات الطعام قال (علیه السّلام) : مَه مَه ما كان في الصحراء فدعهُ ولو فخذ شاة، وما كان في البيت فالتقطه .
ثم قال : سَل ، قلت : ما تقول في المسك ؟
فقال : إِنَّ أبي أمر أن يُعمَل له مسك في بان (2)، فكتب إليه الفضل (3) يُخْبِرُهُ أنّ الناس يعيبون ذلك عليك، فكتب :
«يا فضل، أما علمت أن يوسف كان يلبس ديباجاً مزروراً بالذهب، ويجلس على كراسيّ الذهب، فلم يَنْقُصْ من حكمته شيئاً ذلك، وكذلك سليمان (علیه السّلام)».
قال: [ثم قلتُ :] ما لمواليك في موالاتهم ؟
فقال : إن أبا عبد الله (علیه السّلام)كان له غلام يخدمه، فقال للغلام رجل ذو مال: سله لأكون له مملوكاً مكانك ومالي كله لك وأنا أخدمه، فذهب الغلام إلى الصادق(علیه السّلام) وقال له: ساق الله إلى خيراً وذكر حديث الرجل ، فقال : إن رغب الرجل فينا قبلناه وأرسلناك ، وأنا أنصحك إذا كان يوم القيامة كان رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) متعلقاً بنور الله ، وكان أمير المؤمنين متعلقاً ب- [نور ] (4) رسول الله، وكان الأئمة متعلقين بأمير المؤمنين ،
ص: 365
وكان شيعتنا متعلّقين بنا يدخلون مدخلنا ويردون موردنا ، الخبر بتمامه (1).
[11/511 ] - وعن محمّد بن سهل الحميري: كنتُ أسمع أبا جعفر الثاني (علیه السّلام) في الشهر الذي قُبض فيه يكثر التَمَثَّل بهذا :
تَسَمَّع فإنَّ الصَّوْتَ يُؤْذِنُ بالمَوْتِ *** وبادِر بساعاتِ التَّقى ساعة القوتِ
فإن كنتَ لا تدري متى أَنْتَ مَيّتٌ *** فإنَّكَ تَدْرِي أَنَّهُ لابُدَّ مِنْ مَوْتِ
ص: 366
ص: 367
ص: 368
[1/512] - عن أحمد بن هارون (1): دخلت على علي بن محمد العسكري (علیهما السّلام) يوماً فدعا بالمائدة فلم يكن عليها بقل، فأمسك يده ثم قال لغلامه : أما علمت أني لا آكل على مائدة ليس عليها خُضَرُ، فذهب فجاء بالبقل فمد يده وأكل وأكلتُ معه (2)، ثمّ أكثر من الحلواء وقال : نحن وشيعتنا خُلقنا من الحلاوة فنحن نحبّ الحلواء(3).
ص: 369
[2/513] - وعن أحمد بن محمّد المعروف بالزيديّ (1): دخلت على أبي الحسن العسكري (علیه السّلام) فقلت: دخلت بعض البلدان ورأيت وكلاءك فمنهم قوم يتحرجون أن يمسوا الدرهم مخافة أن تَسْوَدَّ أيديهم منه ، ورأيت قوماً لا يبالون ما نالوا من أموالكم.
قال: إن لنا وكلاء قد ائتمناهم على دمائنا فهم الحريّ أن يؤدوا الأمانة في أموالنا ، ولنا وكلاء إذا خفنا سطوتهم سلطناهم على أموالنا فأولئك شرُّ خلق الله .
[3/514] - وعن أبي محمد الفحّام (2) ، عن المنصوري، عن عمّ أبيه ، عن أبي الحسن ، عن آبائه عن علي (علیه السّلام) : قال النبي(صلّی الله علیه و آله و سلّم) : «من أدّى [للّه ](3) مكتوبة فله في إِثْرَها دعوة مستجابة » (4).
ص: 370
[4/515] - قال الفحّام : رأيت عليّاً (علیه السّلام) في النوم فسألته عن الخبر ، فقال : صحيح ، إذا فرغت من المكتوبة فقل وأنت ساجد:
«اللّهمّ بِحقُّ مَنْ رَواهُ وبحقِّ مَنْ رُوي عنه صَلِّ على جَمَاعَتِهم وافعل بي کیت وکیت»(1).
ص: 371
[5/516] - وقال أبو الحسن العسكري (علیه السّلام) : هذا دعاء كثيراً ما أدعو به:
«يا عُدّتي عند العُددِ ، ويا رجائي والمُعْتَمَد ، ويا كَهْفي والسند، [ويا واحد يا أحد ](1) و يا قُل هُوَ الله أحد، أسألك بحقِّ من خلقت من خَلقك ولم تجعل في خلقك أحداً مِثْلهم ، صَلّ على جماعتهم (2) وافعل بي كيت وكيت».
وسألت الله أن تستجيب لمن دعا به في مشهدي (3).
[6/517] - وقال : قال الصادق (علیه السّلام): إذا كان لك صديق فَوُلّي ولاية فأصبتَهُ على ما كان لك قبل ولايته فليس بِصَدِيقِ سُوءٍ (4) .
ص: 372
[7/518] وقال : قال : من صَفَت له دنياه فاتّهمه في دينه (1).
[8/519 ] - وقال : ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله : في إِثْرِ المكتوبة، وعند نزول القَطر، وعند ظهور آية معجزة لله في أرضه (2).
[9/520 ] - وقال : قال : ليس منّا من لم يلزم التقية، ولم يصُنّا عن سفلة الرعيّة (3).
[10/521] - وقال : قال : عليكم بالورع فإنّه الدين الذي نُلازمه وندين الله به ونريده ممّن يوالينا ، لا تُتبعونا بالشفاعة (4) .
[11/522] - وقال : أخرجتُ إلى سُرّ من رأى كرهاً، ولو أُخرجت عنها أُخرجتُ كُرها (5).
[12/523] - وقال : قال : ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله : دعاء الوالد لولده إذا بره ودعوته عليه إذا عقه ، ودعاء المظلوم على ظالمه ودعاؤه لمن انتصر له منه، ودعاء مؤمن لمؤمن واساه فينا ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه واضطرار أخيه إليه (6).
ص: 373
[13/524 ] - وعن موفّق (1) : أتيت أبا الحسن (علیه السّلام) فوجدته راكباً قد مضى إلى بعض حيطانه من أمواله فاتبعته فإذا فازةٌ (2) له قد ضربت على جدول نهر له فيه ماء كثير، فجلستُ أنتظره حتى وافى فقبلت يده وفخذه، وأمسك بركابه حتى نزل، وأومأتُ إلى أخذ اللجام فأبى أن يفعل ذلك غيره، وأخرجه بيده من رأس الدابة وعلّقه في بعض أطناب الفازة، وجلس وسألني عن مجيئي، فأخبرته أنّي جئتُ من وقت العصر وقد كان صار وقت المغرب، فحمحم الفَرَس ، فضحك وتكلّم بشيء بالفارسيّة ثمّ قام فرفع ثفرة من تحت ذنبه وقال له : امض، فمضى حتّى بَعْدَ عن جدول النهر، فبال وراث ورجع ، فقال لي (علیه السّلام): لم يُعط داود شيئاً إلا وقد أعطى محمّد وآل محمّد أكثر منه (3).
[14/525 ] - وعن عليّ بن جعفر : قلتُ لأبي الحسن (علیه السّلام) : أيّنا أشدّ حبّاً لدينه ؟ قال : أشدّكم حباً لصاحبه (4).
[15/526 ] - وعن ابن أورمة: قلت لأبي الحسن (علیه السّلام): ما تقول في المتعة ؟
قال: هذا دهر ،سوء، ادْعُ المرأة إلى الفجور فإن أجابتك فلا ، وإن لم تجبك إلى الزنا فهى امرأتك متعة حلال .
ص: 374
ص: 375
ص: 376
[1/527] - عن السيّاري(1): خرج أبو محمد (علیه السّلام) في جنازة أبي الحسن (علیه السّلام) أبيه مشقوق الجيب ، فأنكر عليه ذلك ، فكتب : وقد خرج موسى بن عمران في جنازة أخيه هارون مشقوق الجيب ، وكان تحت ثوب العسكري ثوب غير مشقوق (2).
[ 2/528] - وعن علي بن الحسين بن زيد بن الحسين بن زید بن زین العابدین (3):
ص: 377
صحبت أبا محمد (علیه السّلام) من دار العامة إلى منزله ، فلما صار إلى الدار أردت الانصراف فقال : أمهل ، فدخل ثمّ أذن لي فدخلت فأعطاني مائة دينار وقال : صيرها في ثمن جارية فإنّ جاريتك ماتت ، وكنت خرجت من البيت وعهدي بها أنشط ما كانت ، فمضيت فإذا الغلام يقول : ماتت جاريتك الساعة ، فقلت : ما حالها ؟ قال : شربت ماءً فَشَرِقَتْ فماتت (1). (3/529) - وأتاه بعض أصدقائه ليلاً وقال: ركبني دين وكنت أستحيي أن أذكر له كم هو ، فأعطاه أربعمائة دينار وقال : لا تسأل بالليل حاجة فإن الليل مظلم والحياء في العينين.
فلما رجع جعل يبكي، فقيل له في ذلك ، فقال : إنّما بكائي لما لم أبحث عن حاله حتى ألجأته إلى ذُلّ السؤال.
[ 4/530] - وعن أحمد بن مابنداد (2) : كنت عند الحسن العسكري (علیه السّلام) إذ دخل رجل وقال : قصدت أخاً في حاجتي فخيبني ، فكتب إليه :
«ليس في الفانية الغَرَّارة ولا في الباقية القيادة (3)، ما يقصدك أخ من إخوانك في
ص: 378
حاجة فتختيّبه ( فَاعْمَلْ إِنَّنا عَامِلُونَ ﴾(1) ، واعلم أنّ الأُخُوَّةَ الدينيةَ لَأَمَسّ من الأخوة الحقيقية، (وَ ما تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرِ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ ) (2) ، وأنفذه إليه .
[5/531 ] - وعن أبي هاشم الجعفري (3): سمعته يقول: الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتنى لا أواخذ إلا بهذا (4).
[6/532] - وقال : إنّ في الجنّة لباباً يقال له : المعروف، لا يدخله إلا أهل المعروف (5).
ص: 379
[7/533] - وعن علي بن جعفر الهرمزاني (2) ، قال : حدّثني أبي ، قال : كنت عاملاً للسلطان في البطائح ، فبلغني لعن فارس بن حاتم وكان صديقاً لي، فاغتممت لذلك، فتركت عملي ولحقت بسر من رأى، فدخلت على علي بن محمد (علیه السّلام) ما بين العشائين فجثوتُ بين يديه، فقال لي : ما الذي جاء بك ؟
قلتُ: بلغني لعن فارس .
فقال : لعن الله ،فارساً العنه يابن جعفر وابرأ منه ، فقمتُ لأخرج، فلما صرت في الدهليز تذكرت فقلت : لعن فارساً من الفرسان أو رجلا (3) آخر اسمه فارس، والله لأرجعنّ إليه ولأسألنّ عن اسمه واسم أبيه ، فإذا الغلام قد ناداني يا جعفر ارجع فرجعتُ فقال : العن فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني(4).
فقلت يكفيني، فأقمت بسر من رأى إلى أن توفّي أبو الحسن (علیه السّلام) وحضرت جنازته ، فلمّا كان اليوم الثالث جئت أبا محمد (علیه السّلام) فوقفت بين يديه ، فقال الغلام له : خذ بيد جعفر وأدخله الدار ، فدخلت الدار فلما دخل (علیه السّلام) خلوتُ به ، فقلت له :
ص: 380
يابن رسول الله، إن مضيت فمن الحجّة علينا بعدك ولا نرى لك خلفاً ؟ فقال : أُريك الآن صاحبك .
فجلستُ حتى دخل رجل ورجلان إلى أن اجتمعنا عشرة، وكان فينا علي بن بلال (1) والعَمْري (2) ورجل آخر خير ،فاضل فقال للرجل ولعلي بن بلال : إنّي موص إليكم بوصيّةٍ وأعهد إليكم أمراً فاحفظوه عنّي، إنه لا يجوز لولي الله أن يترك ثقاته متحيرين بعده كالغَنَم لا راعي لها، وإنّي مُرِيكُمْ صاحبكم والقيم بهذا الأمر بعدي فاسمعوا وأطيعوا ، وأخبروا بذلك إخوانكم، فإنّه سيأتيكم بعد الهزاهز تَزَلْزُلُ أقدامكم فلا تَغَيَّرُوا لها .
ثم التفت إلى العمري فقال له: أنت القيم بأمر ابني غداً، ثم دعا بجارية فقال : ائتيني بفلان وسماه ، فأتت بغلام خماسي أشبه الناس بأبي محمد (علیه السّلام) ، رأيت النور يتزحزح في حُدُوثَتِهِ حَتَّى غَشَى بصري من نوره فقال: هذا صاحبكم والقيم بأمري بعدي، والحجّة عليكم بعدي ، وسيغيب عنكم فلا ترونه بعد اليوم،
ص: 381
يغيب غيبة طويلة يرتاب في ذلك أكثرهم إلّا أنّه لا يحتجب عنكم، إن الأمور تجري على يديه والذي لا إله إلا هو لو أن ولد فاطمة (علیها السّلام) أصابوه أو ظفروا به لكانوا أَشدَّ عَلَيْه من أعدائه ولقطعوه إربا إرباً حسداً وبغياً، وإنه سيخرج وليس في عُنُقِه لخَلْقِ بيعة ولا عهد فيظهره الله فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً.
ثم التفت إلينا فقال : احفظوا هذا عنّي وأخبروا به إخوانكم واسمعوا له وأطيعوا ، فإنّه سيأتيكم أمره وأنتم غافلون لاهون ساهون.
فقلنا: سمعنا وأطعنا فقال انصرفوا ، فخرجنا فما رأيناه بَعْدُ بأعيننا .
ص: 382
ص: 383
ص: 384
[1/534] - عن حمّاد بن عثمان (1) حضرتُ الصادق (علیه السّلام) ، فقال له رجل: إنّ عليّاً كان يلبس الخشن وعليك اللباس الجيد !!
قال : إنّ عليّاً كان يلبس ذلك في زمانٍ لا يُنْكَرُ [عليه]، ولو لبس ذلك اليوم شُهِّرَ به ، خیر لباس [كلّ ] زمان لباس أهله، غير أن قائمنا أهل البيت (علیهم السّلام) إذا قام لبس لباس علي (علیه السّلام) وسار بسيرة علي (علیه السّلام)(2) - يعني في اللباس والطعام والاجتهاد
ص: 385
وفي العبادة وقتال أعداء الله -.
[2/535] - وسئل موسى بن جعفر (علیهما السّلام): إذا قام القائم أين يكون مسكنه ؟
قال : بالكوفة في مسجد السهلة (1).
فقيل : ما سيرته ؟
قال سيرة رسول الله (صلّی الله علیه و آله و سلّم)(2).
قيل : فما يركب ؟
قال : أفرهُ دابّة، [لا تكون ] قدماه إلّا في الحرب.
قيل : فما لباسه وطعامه ؟
قال: ألين لباسه الكرابيس، وأطيب طعامه خبز شعير بالملح وألين فراشه التراب ، وأطيب طيبه الماء، يراعي النجوم ساجداً وراكعاً.
[3/536] - وقال الباقر (علیه السّلام) - في قوله : ( فَلَمَّا أَحَشُوا بَأْسَنَا ) إلى آخر الآيتين(3)- : ذلك إذا قام [القائم ](4)يبعث إلى بني أمية بالشام ، فيهربون إلى الروم ، فيقول لهم [الروم ](5): لا ندخلكم الروم حتى تتنَصَّروا فيتنصّرون ويعلّقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم ، فإذا نزل أصحاب القائم بحضرتهم طلبوا الأمان والصلح، فيقولون : لا نفعل حتّى تدفعوا إلينا مَنْ عندكم منا ، فيدفعونهم إليهم وذلك قوله :
ص: 386
(لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ) ، ويسألهم عن الكنوز وهو أعلم بها منهم فما زالوا يقولون: ﴿ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ *... حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ ) (1) بالسيف (2).
[4/537] - وقال : إذا قام قائمنا قسّم بالسويّة، وعدل في الرعيّة ؛ فمن أطاعه أطاع الله، ومن عصاه فقد عصى الله ، وتجتمع إليه أموال الدنيا كلها من بطن الأرض وظهرها، ويقول للناس : هذا ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم عليه الدم الحرام وركبتم فيه محارم الله ، فيعطي شيئاً لم يُعْطِهِ أحدٌ ،قبله ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلما .
وإنّما سمّي المهديّ لأنّه يهدي لأمر خفي، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكيّة، فيحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بالفرقان(3).
ص: 387
[5/538 ] - عن سدير (1)، عن أبي عبد الله (علیه السّلام): يبيت القائم (علیه السّلام) ليلة يريد [أن ] يخرج فيها وهو من أخوف الناس، فإذا كان من السحر نُكِتَ في أذنه وأمر بالخروج ، وذلك قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ )(2) ، قال : فيخرج ومعه خاتم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وسلاحه ويلحق بمكّة ، فإذا دخل قال له أهل مكّة : ما أَقْدَمَك علينا يابن فاطمة ؟ فيقول : ليس عليكم منّي بأس، قال بعضهم لبعض: اقتلوه قبل أن يقتلكم أو يجني عليكم جناية، فيقول: لا تقتلوني ولكن أجعل بيني وبينكم علامة فإن كانت وإلا فاقتلوني ، فيقولون: ما تلك العلامة ؟ فيقول : يوافيني اليوم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً بعدد أصحاب بدر ، قالوا : فإن لم يكن ذلك ؟ قال : فإن لم يكن ذلك فاسفكوا دمي، فينزل فيقوم يومه في ذلك المسجد يأتيه الرجل
ص: 388
والاثنان والثلاثة فيكاد أن يؤتى بالحُجَّاب (1) قبل أن يتوافوا، فيسجد سجدة(2) فما يرفع رأسه من السجود حتّى يتوافوا جميعاً، فيبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويقول : أنتم سُرّاق [بيت ] الله .
ثمّ يسير من مكة إلى المدينة فيخرج الأعرابيين من قبريهما فيصلبهما على خشبتين، ويُولّي على المدينة والياً من قبله، فإذا سار من المدينة على ثلاث مراحل وثب أهل المدينة على عامله فيقتلونه (3)، ورَدُّوا الرَّجُلَين [ فيخرجهما ثانية ](4) فيحرقهما بالنار (5).
ثم يخرج إلى ناحية الكوفة فيستقبل منها من القرى أربعة آلاف سيف شعارهم: يا لثارات الأول والثاني، فيقولون: يا ولد فاطمة (علیها السّلام)، لا نريدكم، فيضع فيهم السيف فلا يبقي منهم أحداً.
ثمّ يمضي إلى ناحية الشام في طلب بني أُميّة، فإذا صار من الكوفة على مرحلتين خرجت عليه خارجة برميلةِ الدسكرة، فيوجه إليهم رجلاً في عدتهم فيقتلهم عن آخرهم ، فلا يكون بعدهم خارجة (6) .
ص: 389
ويمضي إلى الشام فيهرب بنو أميّة إلى الروم فيتبعهم ، فإذا نزل على شاطئ نهر قسطنطينية خرج إليه الروم فيهم الملك ، فيقولون ما تريد يا بن محمد ؟ قال : أريد هؤلاء الذين هربوا فصاروا إليكم، فيقولون: هذا كتاب محمد بيننا وبينكم فيقول رضيت، فيخرج كتاب بين يديه فيعرفه ويقبله ويضعه على عينيه ويقول : هذا إملاء رسول الله وخط علي وفيه : لا تُؤووا لنا عدواً، وإن استعنا بكم على قتال عدوّكم فلنا عليكم ،النصر، هذا كتاب رسول الله فيه كذا وكذا، فأخرجوا إلينا عدوّنا، فيرجعون إلى بني أُميّة فيقولون : أخرجنا إليه كتاب أبيه نبيكم فوجدنا فيه لا تُؤووا لنا عدوّاً، فيقول بنو أُميّة فإنّا نَتَنَصَّر، فيغمسون في المعمودية (1) ويعلقون الصليب في أعناقهم ويأكلون لحم الخنزير، فينصرف إليه الروم في جمع كثير فيقولون: إن القوم قد دخلوا في ديننا لا سبيل عليهم، نحن نمنعهم بأنفسنا ، فيناجزهم القتال فيقتل منهم مقتلة عظيمة، فينادون : لا حاجة لنا (2) بهم، ويضع السيف في أهل الروم فيفتح بلادهم ، فيفتح مدينة رومية وديلمة، يقسم الفيء بين أصحابه كيلاً بالصاع (3).
[ 6/539] - وأوّل ما يظهر من عدل القائم بمكّة أن ينادي مناديه: ليسلّم أهل النافلة لأهل الفريضة الحجر [ الأسود والطواف ](4).
ص: 390
[ 7/540] - وقال : إذا اختلف سيفا ولد العبّاس ، فَمِنْه (1) إلى أن يرجع الحقّ إلى أهله ألف يوم ومائة يوم وخمسة وتسعون يوماً، وفيما بين ألف يوم وخمسة وتسعين يوماً [فتن ] كقطع الليل المظلم (2)، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً (3)، وتخرج المرأة إلى مصلاها وترجع قد مسخت .
[8/541] - وسأله المعلى بن خنيس : أيسير القائم بخلاف سيرة علي (علیه السّلام)؟ فقال: نعم، وذلك أن علياً (علیه السّلام)سار بالمنّ والكفّ لأنه علم أن شيعته سيُظْهَرُ عليهم من بعده ، وإن القائم إذا قام سار فيهم بالبسط والسبي، وذلك أنه يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً (4).
ص: 391
[9/542] - وعن أبي سعيد الخراساني (1)، عن الصادق (علیه السّلام) [قال ]: قال أبو جعفر : إذا قام القائم بمكّة وأراد أن يتوجّه إلى الكوفة نادى منادٍ : ألا لا يحمل أحد تكم طعاماً ولا شراباً، ويحمل هو معه حجر موسى بن عمران (علیه السّلام) الذي انبجست منه اثنتا عشرة عيناً ، فلا ينزل منزلاً إلّا نصبه فانبعثت منه العيون؛ فمن كان جائعاً شبع، ومن كان ظمآن روي ، فيكون زادهم حتّى ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة، فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء اللبن دائماً ؛ فمن كان جائعاً شبع ومن كان عطشان روي (2).
[10/543 ] - وقال محمّد بن الحسن الصفّار (3)في كتاب بصائر الدرجات عن
ص: 392
محمد بن الحسين (1) ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم (2)، عن أبي سلمة (3)، قال: قرأ رجل على أبي عبد الله (علیه السّلام) - وأنا أسمع - حروفاً من القرآن ليست على ما يقرؤونها ، فقال له أبو عبد الله: مه يا هذا ، كُفَّ عن هذه القراءة واقرأ كما يقرأ هؤلاء حتّى يقوم قائمنا، فإذا قام قرأ كتاب الله كما أنزل جديداً، وأظهر (4) المصحف الذي كتبه أمير المؤمنين(علیه السّلام) بخطه (5)، وأخرجه (6)إلى الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال (7) لهم : هذا كتاب الله كما أنزل على رسول الله وقد جمعته كما أمرني (8)بين اللوحين ، فقالوا له : إنّ (9) عندنا مصحفاً جامعاً فيه القرآن لا حاجة لنا
ص: 393
في مصحفك هذا (1) ، فقال لهم عليّ (علیه السّلام): أما والله لا ترونه بعد يومكم هذا إلا حيث تكرهون، إنما كان عليّ أن أُخبركم بما وصّاني به حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين جمعته كما أمرني لتقروا بما فيه (2) فإذا أبيتم ذلك فأنتم وخَلاكُمْ ذَمٌّ (3)(4) .
تم المختصر .
ص: 394
فهرس الآيات القرآنية
فهرس الأحاديث
فهرس الآثار
فهرس الأعلام
فهرس الطوائف والقبائل والفرق
فهرس الأماكن والبلدان
فهرس الوقائع والأيّام
فهرس الأشعار
فهرس الكتب الواردة في المتن
فهرس المصادر
فهرس المحتويات
ص: 395
ص: 396
الآية ...السورة / الآية ... الصفحة
(أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أن تَخْشَوْهُ...)...التوبه:13...144
(أَضَاعُوا الصَّلاةَ ...)...مریم:59...328
(أطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ...)النساء : 59...248
(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ...)...المائدة : 50...143
(أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ ...)آل عمران : 83...311
(أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ ...)...يونس : 35...146
(ألا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكن ...)...البقرة : 12...146
(ألا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّم...)...التوبة : 49...143
(الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَ أَحَلُوا ...)...إبراهيم : 28 - 29...330
(الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن ...)...الرعد:21...319
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ ...)...البقرة:274...173
(اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ...)...الأنعام : 124...270
ص: 397
الآية...السورة الآية...الصفحة
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْل سَاجِداً ...)...الزمر : 9...167
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ...)... مريم : 96-98...242
(إن اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ...)...آل عمران : 37...124
(إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ...)...الغاشية : 25 - 26...326
(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن...)...المزمل : 20...88
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيْتُونَ...)...الزمر : 30...110
(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ...)...الأحزاب : 33...272
(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ...)...النحل : 23...245
(إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ ...)...الأنعام:15 و...92
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ ...)...الملك : 1-2 ...307
(تلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا ...)...المؤمنون: 104 - 108...262
(تُؤْتِي أُكْلَهَا كُل حِينٍ ...)...إبراهيم : 25 ...134
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ ...)...الأعراف : 199...345
(ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ...)...آل عمران : 34 ...305
(و رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ ...)...النمل : 19 و ...139
(سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ...)... الأعراف : 146...330
(سلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد: 24...95
(سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ...)... الحج : 25 ...325
(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى ....)...الجن : 26 - 27...345
(عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَفَ وَ مَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ...)...المائدة : 95...249
(فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ...)...المدثر : 8...386
ص: 398
الآية...السورة / الآية...الصفحة
(فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ...)...فصلت : 5 ...377
(فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً ... )...الكهف : 81 ...315
(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيد...)...النساء : 41...90
(فَلَمَّا أَحَبُّوا بَأْسَنَا ...)...الأنبياء : 12 - 13 ...384
(فَهَب لِي مِن لَدُنكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي...)مریم: 5-6...144
(قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بأَيْدِيكُم ...)... التوبة : 14...144
(قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدّة ...)... الشورى 23...271
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي ...)... الأعراف : 32...278
(كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا ...)... إبراهيم : 24...134
(كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكَاً دَكَا ...)...الفجر : 21-23...92
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ...)... الانبياء : 35...110
(لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُترفتُمْ ...)...الأنساء : 14 - 15...385
(لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي...)... الأنفال : 48...248
(ولا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ...)...البقرة : 286...175
(لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَن سَخِطَ...)...المائدة : 80...146
(لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيَّا ...)...مریم:27...143
(ولَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ...)...التوبة : 128...143
(وَلَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ... البيئة : 1...330
(مَن اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ... )...آل عمران: 97...326
(مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ...)...الأعراف : 32...339،287
(وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ...)...الإسراء : 26...271
ص: 399
الآية ...السورة / الآية ...الصفحة
(وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ...)...المائدة : 96 و...96
(وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ ...)...النساء : 1...144
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ ...)...مریم:54 ...77
(وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَكَانٍ قَرِيبٍ...)...ق : 41 ...90
(وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ...)...الحجر : 99 ...156
(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ...)... الإنفال : 47...271
(وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ...)... البقرة : 177...345
(وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً ...)... الأعراف : 73...270
(وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً...)... الأعراف : 65 ...270
(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً...)... الأعراف : 85...270
(وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ...)...العنکبوت:64...290
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ...)...الحجر : 43 ...91
(وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ...)...الأنبياء : 47 ...297
(وَأمْرُ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا...)...طه: 132 ....99
(وأُولُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ ...)... الأنفال : 75...144
(وَجَهْتُ وَجْهِي ...)... الأنعام: 79 ...204
(وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماوَاتِ ...)... الأنعام: 79 - 80...194
(وَسُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ...) ...الصافات: 180...263
(وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ...)...آل عمران : 103...143
(وَلَقَدْ جَاءَهُم مِنَ الأَنبَاءِ مَا فِيهِ ...)...القمر : 4 ...290
(وَلَمَن صَبرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ...)...الشورى: 43...207
ص: 400
السورة / الآية ...الصفحة ...الآية
(وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ ...)...النساء : 83...248
(وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرِ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ...)...الأنبياء : 34 - 35 ...111
(ومن يبلغ غَيْر الْإِسلام ديناً فلن...)...آل عمران : 85 ...143
(ومَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل له مخرجاً ...)...الطلاق : 2-3 ...98
(وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ...)...يس : 12 ...297
(وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاود ...)...النمل : 16 ...143
(وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ... ) ...المطففين : 1 ...269
(وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ ...)...الحشر : 9...173
(يَا أَسفى ...)... يوسف : 84 ...243
(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ ...)... لقمان: 16...297
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ...)... الرحمن : 33 - 35...263
(يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ...)...الكهف : 104 ...146
(يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ....البقرة : 273 ...261
(يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُم ...)... النساء : 11...144
ص: 401
الحديث ...الصفحة
ولاية علي حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي...348
یا محمّد، بشر ابن عمك عليّاً أنه أمير المؤمنين وقائد ...210
یا محمّد، علي ولیّي وخيرتي بعدك من خلقي، اخترته ...141
أبشر يا علیّ ، فإن اللّه أكرمك بكرامة لم يكرم بها أحد قبلك ... 139
أبشر يا علیّ ؛ فإنّ اللّه قد كفاني ما كان همني من تزويجك ...138
أبشري فإنَّك أول من يرد عليّ الحوض من أهل بيتي ...114
اتقوا اللّه ولا يظلم بعضكم بعضاً، وانقلبوا بصالح ما ...111
أتلعبون وقد أُوقد على النار ألف عام حتَّى احمرت وألف عام حتَّى ...88
ص: 402
الحديث ...الصفحة
أجملوا في الطلب...98
أخبروني أي شيء خير للنساء ؟...121
اخترت أن أكون عبداً أجوع يوماً فأصبر ، وأشبع يوماً فأشكر...70
أديموا قرع باب الملك يفتح لكم...84
إذا جاء ملك الموت إلى ولي اللّه سلّم عليه...102
إذا رأيت روحي قد فارق جسدي فاغسلني وكفني ...108
إذا سقطت لقمةً أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها فإنّها ...71
إذا لم أقسم حقاً فمن يفعل ذلك ؟!...72
أربع من الشقاء : جمود العين، وقساوة القلب ...106
أربع من كن فيه بنى اللّه له بيتاً في الجنّة : من أوى ...105
أزهد الناس في الدنيا من لم ينس المقابر والبلى، وترك...86
استحى من اللّه كما تستحيي من صالح جيرتك...100
استنزلوا الرزق بالصدقة...98
أشكو إلى اللّه من ظلمك من أُمتى...114
افعلوا ما لا رياء فيه ولا سمعة...70
أفلا أعلمكما ما هو خير لكما منه ؟ إذا أخذتما منامكما ...124
أفلا أكون عبداً شكوراً ؟...87
أَقْصِرُوا الأمل ، وثبتوا أجالكم بين أبصاركم ...101
أقل من الكلام والطعام تكن معي في الجنّة ...84
ألا أدلكم على خمسة لو تعلّمتموها تباعدتم من الشيطان...85
ألا لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض على الدنيا...113
ألا وإن الشيطان قد يئس أن تعبد الأصنام ببلدكم هذا ولكنّه ...112
ص: 403
الحديث ...الصحفة
ألا وإنه سيرد علي جماعة منكم الحوض فيُدْفَعون عني ، فأقول ...113
ألا يا رُبّ مكرم لنفسه وهو لها مُهين ...84
ألا يا رُبَّ نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم ...84
التائب من الذئب كمن لا ذنب له...101
التفكر يورث الحكمة، والحكمة تورث الخوف ...78
الدنيا خُلِقَت كخلق المرأة رأسها الكبر ،ووجهها...94
الدنيا دار من لا دار له ، ومال من لا مال له ...92
الدنيا كحلم المنام وأهلها عليها مجازون ومعاقبون ...93
الزهد ثلاثة أحرف الزاي تدلّ على ترك الزينة ، والهاء ...87
الفقر أمان وكتمانه عبادة ، من أفشاه إلى أخيه فستر ....175
اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً ...82
اللهم ارزق آل محمّد العفاف والكفاف يوماً بيوم ، ولا تزدهم ...82
اللهم إنّي أُحبّ الحسن فأحبه ...232
اللهمّ إنّي أُسبحك وأُمجدك وأُكبرك وأهللك بعدد ...67
اللهم إني أعوذ بك من الهم والضجر والكسل و...97
ألم أنهك أن ترفعي شيئاً لغدٍ فإن الله يرزق كلّ غدٍ...81
المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجة ، والمذيع ...240
الموت غنيمة ، والمعصية مصيبة ، والفقر راحة ...101
المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجراً ...96
أما إنكم المستضعفون بعدي المقهورون بعدي...113
أما إنه أوّل خبز أكله أبوك منذ ثلاثة أيام ...79
أما علمت أنّ لله ملائكة موكلين بمعونة آل محمد ؟!...123
ص: 404
الحديث...الصفحة
أمرت أن أستغفر لأهل بقيع الغرقد...113
إن ابنتي فاطمة ملأ اللّه قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً...123
إنّ الرحم إذا مشت الرحم تحركت واضطربت ...329
إن العبد ليطلب التجارة والإمارة فإذا أشرف منها على ما يهوى ...95
إن اللّه قد أذهب نخوة الجاهليّة عنكم، ألا وكلكم من آدم وآدم ...71
إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين ... 95
إن أقربكم متى وأو جبكم شفاعة أصدقكم لساناً و ... 101
إن أُمتي لم يدخلوا الجنة بكثرة صوم ولا صلاة ولكن ...75
إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كل حول مرة وإنّه ... 114
إن ربي أقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم ، فناشدتكم باللّه أي رجل ...109
إن سركِ أن لا يمسك الحُمّى في دار الدنيا واظبي ...133
إن ضيفك - يا علي - وضيفي ضيف اللّه...173
إن طاعة السلطان للتقيّة واجبة ...335
إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرم اللّه ذريتها على النار ...121
إِنَّ فاطمة بضعة منّي ، هي قلبي وروحي التي بين جنبي ؛ فمن...131
إنّ فاطمة ليست كإحداكن ، إنها لم تر دماً في ...130
إن لطالب الحق مقالاً ...74
إن ملكين التقيا بين السماء والأرض ، فقال أحدهما للآخر...95
أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك...76
أنت بضعة من روحي التي بين جنبي...114
أنزلوا الناس منازلهم ...174
إنّما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد...71
ص: 405
الحديث... الصفحة
إنّما أنا كراكب استظل تحت شجرة ساعة من نهار ...86
إنّما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني...129
إنما مثل الدنيا في الآخرة كمثل رجل ...93
إنّما يبتلي عباده على قدر منزلتهم في الجنّة...86
إنّه لمّا أُسري بي قال لي الجليل : من تحب من خلقي ...141
إنِّي زوجت ابنتي فاطمة ابن عمي وأنا أحب أن يكون من سنة ...140
إنّي ميّت وإنكم ميتون، وإنّي وإياكم قادمون على حكم ...111
أنهاك عن ثلاث خصال : الحسد والحرص والكبر...106
أنين المؤمن ومرضه تسبيح، وصياحه تهليل ، ونومه ...108
أي نبي كنتُ فيكم ؟ ألم أجاهد ...108
إياك وما يعتذر منه...100
أيها الناس ، إن عليّاً أولكم إيماناً باللّه ورسوله، وأقدمكم ...155
تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ...112
ثلاث تنفع الرجل بعد موته : علم اقتناه في حياته يؤخذ به ...102
ثلاث لا يطيقها أحد من هذه الأمة : المواساة للأخ في ماله...104
ثلاث من حقائق الإيمان : الإنفاق من الإقتار ، وإنصاف ... 107
ثلاث من لم يَكُنَّ فيه لم يستقم عمله : ورع يحجزه...107
خلتان مغبون فيهما كثير من الناس ...100
خمس لا أدعهنّ حتى الممات : لبس الصوف، وركوب الحمار...77
خير العطاء ما أبقى لك نعمة باقية ...311
دَعْهُما يشماني وأشتهما، ويتزوّداني وأتزود منهما فإنهما ...115
ربِّ أمْهِل قومي فإنّهم لا يعلمون...73
ص: 406
الحديث...الصفحة
ربِّ سلّم أُمّة محمّد من النار ويسر عليهم الحساب...109
سر سنتین بر والديك ، وسر سنة صل ... 105
شرابان يُكتفى بأحدهما ، لا أشربه ولا أحرمه ولكن أتواضع اللّه ...82
صل صلاة مودع كأنها آخر صلاتك من الدنيا ...100
طوبى لمن هدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافاً وقنع به ...82
عُرضت عليّ بطحاء مكة ذَهَباً ، فقلت : لا يا رب ... 83
علماء حلماء كادوا يكونون أنبياء ، فإن كنتم صادقين...96
عليك بالسواك عند كل صلاة...104
عليك بتلاوة القرآن على كل حال ...103
عليك برفع يديك في دعائك وتقليبهما ...104
عليك بصلاة الليل...103
عليك بمحاسن الأخلاق فاركبها ...104
فاطمة بضعة منّي من أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها ... 150
فضّلْتُ عليكم بأربع : بالسخاء ، والشجاعة ، وشدّة البطش ...75
قال الله تعالى ليلة أسري بي ... 210
كُفَ جَشَّأك فإنّ أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً يوم القيامة ...85
كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي...71
كلكم يحب أن يُدخله الله الجنة ؟ ... 101
كُل ميسر لما خلق له منها ... 98
كُنْ حَسِيباً لنفسك ، تقيّاً بعَمَلِك ، مُحبّاً لأهل بيتي ...350
کوفان کوفان يرد أولها آخرها ، يبحشر [من] ظهر الكوفة ...198
لا تبغضوا البنات فإنّهنّ مباركات عاطفاتٌ عليكم ... 274
ص: 407
الحديث ...الصفحة
لا تبكي فما أخلف نسمة أهم إلي منك...114
لا تذهب الليالي والأيام حتى يلي أمر أنتي رجل واسع البلعوم ... 220
لا تصل إلى أهلك حتى تعطيهم شيئاً، أعطها در عك... 141
لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة عن الحوض... 217
لا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية اللّه ... 98
لعن الله قوماً هم قاتلوك يا بني...251
لم يسعني أن أظلم معاهداً ولا غيره ... 75
لن يزال معك روح القدس ما دمت تمدحنا أهل البيت...289
لو أنّ الدنيا تزن عند اللّه جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء...81
لو أن قطرة من الغسلين أو من الصديد قطرت على جبال الأرض لساخت .... 89
لو أن فمعاً مما ذكره اللّه وضع على جبال الأرض لساخت أسفل ... 89
لو أهدي إلي كراع قبلت...328
لو أهدي إلي كراع لقبلت ، ولو دعيت إلى ... 70
لو رأيتم ما رأيتُ لبكيتم كثيراً ... 102
ما آمن بي من بات شبعان وجارُه طاو ، ولا آمن بي ... 84
ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم اللّه خدّها...90
ما الدنيا فيما مضى إلَّا كَمَثَلِ ثَوبٍ شُقَّ باثنين وبقي ...103
ما أبغضت شيئاً قط بغضى بطناً ملآن...83
ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنّى يوم القيامة أنّه... 107
ما عملتم عملاً يقربكم إلى الجنّة ويباعدكم من النار إلا ...98
مالي وللدنيا ؟ ! إنّما أنا كراكب استظل تحت شجرة ساعة من نهار ...86
ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه. حسبة أكلات ...83
ص: 408
الحديث...الصفحة
ما من بعير توقف بعرفة سبعاً إلا جعله اللّه من نعم الجنة ...267
ما يبكيك فإن الذي أبكاك هو الذي يبكي أباك...129
مثل الدنيا كمثل الماء المالح ؛ كلما شربه العطشان لا يزداد إلا ...93
مثل الدنيا مثل الحيّة ؛ ليّن منها وفي جوفها السم القاتل...93
من آذى شعرة منها فقد آذاني...128
من أحب أن يستجيب اللّه دعاءه فليطيب كسبه ...100
من أدى [اللّه] مكتوبة فله في إثرها دعوة مستجابة... 368
من أكثر التفكر قل طمعه وكل لسانه ورق قلبه... 78
من جاع أو احتاج فكتم عن الناس وأفضى به إلى اللّه كان ... 85
من راع مسلماً أو أذى مسلماً فقد آذى اللّه ورسوله...206
من زهد في الدنيا أثبت اللّه الحكمة في قلبه ، وأنطق بها ...87
من سره أن يلحق بذوي الألباب فليصبر على الأذى ... 95
من صبر على القوت أسكنه اللّه الفردوس حيث يشاء...97
من قضى نَهْمَتَهُ في الدنيا حيل بينه وبين ... 97
من قل تفكره كثر طمعه وعطب بدنه و قسا قلبه ... 78
من كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها ...112
من لقم أخاه المؤمن لقمة حلواء دفع اللّه عنه مرارة ...313
من مد عينه إلى زينة المترفين كان مهينا في ملكوت السماوات...97
من وجد كسرة أو لقمة في مجرى الغائط أو البول فأخذها ... 246
نحن قوم تمريون وأعداؤنا النبيذيون...348
نعيت إلى نفسي ، ادعوا لي حبيبة نفسي...109
والذي نفس محمد بيده لو أن قطرة من الزقوم قطرت على جبال الأرض ... 88
ص: 409
الحديث...الصفحة
ويلٌ لأهل الصوف الذين أظهروا القول وتركوا العمل...78
هذا بدل عن دينارك ... 124
هذا جبرئيل يبشرني أنها أُنثى وأنها النسلة الطاهرة... 119
هذا جبرئيل يبشرني ويهنئني ويَذْكُرُ أنّ اللّه يرزقكما ولدين...138
هذه الدنيا در همان در هم ينفقه على عياله و در هم...93
هذه الشاة هيئة على أهلها الدنيا أهون على اللّه منها...92
هون عليك فإني لستُ بملك ، إنما أنا ابنُ ... 71
يا أُم سلمة جهزي بهذا فاطمة...136
يا بنية ، أنت المظلومة بعدي ، وأنت المستضعفة بعدي : فمن آذاك ...114
يا جبرئيل ادْعُ لي ربك يخفف عني ... 112
يا جبرئيل ، عند الشدائد تخذلني ، من لأمتي ...110
يا علي ، ألا يسرك أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟!...171
يا علي ، أما علمت أن اللّه ملائكة سيّارة في الأرض... 122
يا علي أنين المؤمن ومرضه تسبيح، وصياحه تهليل ، وتومه ... 108
يا عليّ ، أوصيك بخصال فافعلها - اللهم أعِنْه...103
يا علي ، سر سنتين بر والديك، وسر سنة صِل رحمك ... 105
يا علي منّا الخبز واللحم ومنك التمر والسمن ... 136
يا عليّ ، وأنت المظلوم من بعدي وأنا خصم لمن أنت خصمه ... 115
يا علي ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقور عند ... 104
يا عمّة ، أنت تنظّفينه ؟! إنّ اللّه قد نظفه وطهره...251
يا فاطمة لا تحزني فقد دعوت اللّه أن يجعلك أوّل من يلحق بي...109
يا ملك الموت اذن مني واقبض روحي ما كنت أبالي بعدها ما كان ...112
ص: 410
الحديث...الصفحة
يأبى اللّه إلا أن يجعل أرزاق المؤمنين إلا من حيث ...99
يرحم اللّه موسى قد أوذي أكثر من هذا قصبر...73
يكسو اللّه فاطمة من كسوة الجنّة ويحلّيها من حلية الجنّة...127
ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقور ... 104
[عليكم ب- ] لباس الصوف تفتخرون به في الآخرة ، فإنّ ...78
آه ، إن أنا قرأت في الصحف سيئة أنا ناسيها وأنت محصيها...169
أَخْتِمُ عليه لا يخلاً ولكن أخاف أن يفنى فيوضَعُ فيه من ...162
إذا التفت التفت جميعا ...72
إذا مشى كأنه ينقلع من صخر ويَحْدُرُ من صَبَبٍ...72
أكره أن أعود نفسي ما لم تَعْتَدهُ...166
الحمد اللهِ الَّذي كَسَاني ما أُوارِي به عَورَتي وأتجمل ... 159
ألا إن الجروح قصاص ، لينوا له فراشه وأحسنوا طعمته ...210
ألا لا تقتلوا بي إلا قاتلي ، وإياكم والمثلة...223
أَلِق دواتَكَ ، وأطل سِنّ القلم ، وقرّب ما بين الحروف...188
اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء، وبقدرتك ...191
اللهمّ إنّي سرتُ فيهم بما أَمَرَني رسولك وصَفيّك ... 209
اللهم وقد وَعَدَنِي نبيك أن تتوفاني إليك إذا ... 209
اللهم هذان الحسن والحسين ابنا نبيك نستشفع إليك بهما...249
إلهي ، أذكرُ عفوك فَتَهون علي خطيئتي ، ثمّ أذكرُ ...169
أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض ؟...193
ص: 411
الحديث...الصفحة
إنّ الدنيا لمنزل صدقٍ لمن صدقها ، ودار قرار لمن ....196
إن الله جعلني إماماً لخلقه وفرض عليّ التقدير في نفسي...161
إن أدالني الله وثبتت قدماي لتدخلن في الإسلام أو ...158
إنّ أهل الأرض لا يستطيعون بي شيئاً إلا بإذن اللّه ...193
إنَّ حِصْنَ الآجال لا يخرقه الرجال ولا العُدّة ...164
إنّ للموت علامات إذا حلّ لم يفنا ...164
إن ما في يدك من الدنيا قد كان له أهل قبلك ، وصائر إلى ...181
إنّ من لذة المعيشة أن ترى في كل عام عرساً...195
إنما نشتري بأموالنا لا بأدياننا ...161
إنِّي إن نمت بالنهار لقد قصرتُ في أمر الرعية و... 169
إنِّي لأستحيي من الله أن يكون ذنب أعظم من عفوي أو جهل أعظم...174
إني لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم كيف ... 175
أيها الناس تجهزوا رحمكم اللّه فقد نودي فيكم بالرحيل ...197
بنفسي من لم يشبع من خبز بر ثلاثاً...165
حسن كتابة «بسم اللّه الرحمن الرحيم»يكتب لك ثوابها ما بقيت و...189
حلالها حساب ، وحرامها النار ...195
دخلت وفاطمة مستلقية لقفاها والحسين نائم على صدرها و قدامها ...122
عوّدنا اللّه أن ينعم علينا وعوّدناه أن ننعم على عباده ...175
فلا تجمع الدنيا ؛ فإن حلالها حساب كما أن ...195
فيا أيها الذام للدنيا ، متى استذمتك أم متى غرتك ؟ ....196
كلنا من آدم وآدم من التراب...186
كنّا عند رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) فقال : أخبروني أي شيء خير ...121
ص: 412
الحديث...الصفحة
كنتُ في بعض الحيطان وفي يدي مسحاة أعمل بها ...199
لا والله ما أَرْزَأُ من أموالكم شيئاً وما هو إلا ... 181
لقد قرأت ما بين اللوحين فلم أر لولد إسماعيل على ولد...186
لم يكن بالطويل الذاهب طولاً ، ولا بالقصير، فوق الربعة ...72
لو قد استوت قدماي لغيرت أشياء...157
ما أُبالي بما سددت به فورة الجوع...165
ما أصف لك من دارٍ من صح فيها مرض ، ومن سقيم ...196
ما من رجل كتب هذه الصفة ثم وضعه في بيته إلا لم يقرب ذلك...73
من قطع العادة منع المادة...175
من يبخل ذل ، ومن جاد ساد ...176
من يشتري منّي هذا السيف فلطالما كشفتُ به الكرب...200
والله لقد أمرني رسول الله أن لا يُغسله أحد غيري ، فإنّه ...151
ويل لأهل النار لا يُعاد سقيمهم ولا يُداوى جريحهم ...91
يا أهل الغربة ، يا أهل التربة ، أخبرونا خبر ما عندكم ...197
يا بني عبد المطلب ، إياكم أن تخوضوا في دماء المسلمين ...223
يا فاطمة ، أنّى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه ...124
يا قنبر ، أَدْخِل الغنم عليّ لتشهد لي يوم القيامة أنّها ...187
يا مالك ، إن للموت علامات إذا حلّ لم يفنا على ذي لب ...164
يخرج منا أهل البيت رجل يقال له زيد...243
أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن أبي رسول اللّه سيد الأنبياء وأن ...120
ص: 413
الحديث....الصفحة
أصبحت واللّه عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، فقبحاً ...145
إذا أنا من فادفني ليلاً ولا تؤذنن أبا بكر وعمر...147
إذا بغضنا رجل نكت في قلبه نكتة سوداء ، فكلما ازداد ...134
أفي كتاب اللّه يا أبا بكر أن ترث أباك ولا أرث أبي ؟...143
ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة منّي بالقُثرة لكم...145
إن عائشة ذكرت أُمّي فتنقصتها...129
إنّ محبّتنا أهل البيت كرامة من اللّه فإذا أحب اللّه عبداً ...134
إني كنت جالسة أمس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع ...132
الجار ثمّ الدار...122
الزم الذي أنت عليه فهو واللّه الذي يُدين اللّه به ...133
أوصاني رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أن تكون الخدمة لها يوماً ولي يوما... 122
بينا أنا عند رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذ سمعت صوتاً قلت...111
تباً لأمة ولوك أُمورها...150
خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال...121
فأشهد اللّه ومن في الأرض فقد أسخطاني وما أرضياني...150
ليس شيء أحب إلى مؤمن من الخضرة ينزل عليها أو ماء ...134
مات المعتمد ووهن العضد وشكواي إلى أبي وعدواي إلى ربّي...145
معشر البقية [أأهضم تراث أبي]، وأنتم ... 144
وهل ترك أبي لأحدٍ يوم غدير خم عُذراً ؟!...145
هذا أوّل غدرة وأقبح فجرة قاتلهما اللّه ...142
يا سلمان ، إنَّما [ هو ] نخل غرسه اللّه لي في ...132
يا عتيق ، حملت الناس على أعناقنا ، اخرج فلا أُكلّمك ...148
ص: 414
الحديث...الصفحة
يا علي ، إنّ لي إليك حوائج ثلاثاً : إذا مت ...151
أما الكرم فالتبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال ...216
أنا ابن الشفيع المطاع، أنا ابن من قاتل...215
أنا ابن المدفوع عن حقه ... 215
أنا ابن مكة ومنى ، أنا ابن ... 215
أنا وأخي سيدا شباب أهل الجنة ... 215
إنا قوم لا نزوّج نساءنا حتى نستأمر هن فائتها ... 217
إنما الخليفة من سار بكتاب اللّه وسنة رسول اللّه ، ليس...216
الحمد لله رب العالمين - ثلاثاً - عند الله نحتسب مصابنا بخير...222
اللّهم افتح لنا السحاب بفتح الأبواب بماء عباب ... 249
إياك وبغضنا فإنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه وآله وسلّم)قال...217
لأقاتلن معاوية ولو كنت وحدي...221
لقد لعنك اللّه على لسان نبيه و أنت في صلب الحكم...222
من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن...215
مه يا ،وهب، نسأل اللّه فيعطينا ويسألنا سائل فنرده ؟!...224
يا أخي ، إنّي أَقْدِمُ على أمر عظيم وهول ... 232
يا مروان، واللّه ما يسرني أن أباك أبي ولا أُمك أُمي ...222
إن أكن أطبع فيما أمرني أبي فأبي لهادٍ وإنّي ...244
ص: 415
الحديث...الصحفة
إن القرابة التي أمر اللّه بصلتها وعظم من حقها وجعل ...238
أنشدك اللّه يا مروان ومن حضرنا في هذا المجلس...239
إن نوافذ الأقدار فى أفاريق الليل والنهار جارية ...248
الحمد للّه الذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه ، واصطفانا ...238
اللهم العن عبدك ألف لعنة مختلفة غير مؤتلفة ، والعن...243
اللهم مُعطي الخَيْرات من أماكنها ، ومنزل الرحمات ...250
الناس عبيد الدنيا، والدينُ لَعِقٌ على ألسنتهم...251
أيها الكذاب، انزل عن منبر أبي...244
لئن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن يستحل ...241
ما من مهتجزين يبدأ أحدهما صاحبه [بالسلام ] إلا ...247
نحن حزب اللّه الغالبون، وعترة رسوله الأقربون ...248
واللّه لا تذهب الليالي والأيام إلا بعث اللّه فيها رجلاً ...242
إن الصدقة لا تحل إلا لثلاثة : الفقير مدقع أو دين ...229
أتريد واعظاً أكبر من القرآن... 269
أتى رجل رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)وشكا إليه أنه قد بلي بأخ ضعيف العقل ... 274
أرِدِ اللّه بما تقول يُفرغ عليك العلم إفراغاً ... 261
أستحيي من ربي أن أرى لأخ من إخواني أسأل اللّه له ... 276
ص: 416
الحديث...الصحفة
افعل الخير إلى من طلبه ؛ فإن كان أهله فقد أصبت ... 275
أكرموا جلساءكم، وتواضعوا الربّكم ، وأهينوا ... 268
الاستعداد للموت؛ تجنُّب الحرام وبذل الندى والخير...265
الأيام ثلاثة : فأمس صديق مؤدب أبقى عليك عظته ...292
الذنوب التي تدفع القسم : إظهار الافتقار ، و ... 192
إنّ الرجل ليظلمني فأرحمه ، فلا يكبرن عليكم ... 269
إنَّ اللّه أنعم على قوم فلم يشكروا فصار وبالاً عليهم ... 277
إن أولياء اللّه لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها...261
إن للمرء ثلاثة أخلاء : خليل يقول : أنا معك حيّاً ...279
إن للّه يوماً يَخْسَرُ فيه المبطلون...277
إنّما قصرنا عن علم ما جهلنا بتقصيرنا في العمل ... 262
أوصيك بتقوى اللّه فإنها تجمع لك خير الدنيا والآخرة ... 274
جالسوا أهل المعرفة والدين، وإن لم تقدروا فالوحدة...267
سَيْدي سَيْدي هذِهِ يَدَايَ قَدْ مَدَدْتُهما إليك ... 280
شكا يعقوب إلى ربه من أقل مما رأيت حتّى ... 263
عليك بالقرآن ، فإن اللّه خلق الجنة بيده لبنة من ذهب ...273
كان عليّ يُضحي عن رسول اللّه بكبش وعن نفسه ... 194
كلمات ما قلتهن فخفت شيطاناً ولا سلطاناً ولا سبعاً ... 263
كيف ينعم عيش مُرْتَهِنَّ بالتنقيص...278
لئن أقوت أهل بيت فقراء أحب إلي من أن أحج ... 264
لا تدع من المعروف صغيراً ولا كبيراً...275
لما أتى على فاطمة سنين خطبها أبو بكر وعمر ورؤساء...135
ص: 417
الحديث...الصفحة
مرحباً بطلاب العلم الذين يذكرون اللّه ويذكرهم ...273
مكتوب في الإنجيل : لا تطلبوا علم ما لا تعلمون ولما تعملوا...273
من أدخل قلبه صافي خالص دين اللّه اشتغل عما سواه ... 260
من أطال أمله فقد أساء صحبة الموت...279
من أكرم جليسه فإنما يكرم ربه ، ومن أكرم ... 268
من حُسن إسلام المرء تركه حُبَّ ما لا يعنيه...256
واللّه ما أكلتُ من صدقة رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)تمرة قط ... 281
يا جابر ، لا أزال على منهاج أبوي مؤتسياً... 260
يا من حَازَ كلّ شيء مَلَكُوتاً، وَقَهَر كلّ شيء ... 258
يا من قصده الضَّالُونَ فأصابوه مرشداً، وأمنه... 258
اتقوا هذه المحقرات من الذنوب فإن لها طالباً ... 297
إذا تولّى قوم قوماً وخالفوهم في أعمالهم أينزلون ... 294
إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى ...390
إذا قام قائمنا قسم بالسويّة، وعدل في الرعيّة ...385
إذا قام [ القائم ] يبعث إلى بني أمية بالشام فيهربون...384
أما الشجرة فرسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)ونسبه ثابت في بني هاشم...134
الحَمْدُ لِرَبِّ الصَّباح ، الحَمْدُ لِفالِقِ الإِصْباح ... 301
الصدقة يوم الجمعة تُضاعَفُ ؛ لفضل يوم الجمعة على غيره...288
الغيبة تفطر الصائم...296
إنا إذا جاد اللّه علينا جُدْنا وإذا قتَّر علينا قَتَّرنا...287
ص: 418
الحديث...الصفحة
إن اللّه إذا أودع عبداً حكمة لم يزدره العلماء ... 291
إن اللّه دعا العباد إلى الثواب الجزيل ، وزجرهم عن...290
إن المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة ...134
إن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)كان له حمار يقال له: عفير ، كان إذا ركبه ...300
إنّ عليّاً (علیه السّلام) سُئل عن صفة النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال ... 72
إنّ فاطمة بنت علي بن أبي طالب (علیه السّلام) لما نظرت إلى ما ... 259
إن من شقاوة أهل الدنيا قلة معرفتهم بأولاد الأنبياء ... 291
إن يزيد دخل المدينة وهو يريد الحج ، فبعث إلى ... 272
إنا لنحب أن تعافى في الأولاد والمال، فإذا ...289
إنك إن خالفتني في العمل لم تنزل معي غداً في المنزل...294
إنّما الدنيا سُوقٌ من أسواق الآخرة ، منها خرج...298
إنّما سمّي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي، يستخرج ...385
إنّهما لما غلبا على الأمر كتبا لعلي (علیه السلام) عهداً على...200
ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان ...299
خرج الحسن بن علي(علیهما السلام)يوماً إلى الصحراء فبصر بعبد أسود ...228
سُبحانَ الرَّبَّ الَّذي يُحيي ويميت وهو ...300
فرَّب مغتاب غیره بما هو فيه و مادح سواه...296
كفّوا عن غيبة من لو كان حاضراً أسرعتم إلى مدحه ...296
لا تقطعن نهارك بكذا وكذا فإن معك من يحصي عليك ... 294
لا يغرنّك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك ...294
لما أن حضر الحسن(علیه السلام)الموت بكى بكاء شديداً ...231
لم أر شيئاً أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً من حَسَنَةٍ ... 294
ص: 419
الحديث...الصفحة
ما أكلت على خوان قط إلا في موضع رهبة...287
ما أُهريقت محجمة من دم ولا رُفع حجر بغير حقه ، ولا حكم ...289
ما زئيت فاطمة (علیها السّلام) ضاحكة منذ قبض النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...147
من سبح تسبيح فاطمة (علیها السّلام) ثم استغفر ربه غفر له ،وهى مائة ...125
من صنيعك إلي و من منك علي أن أسكنتني ،وإذا أخبرتني ...287
يابن آدم، ما عيشك إلا لذة تز دلف بك إلى حمامك ...297
يا من هو أقْرَبُ إِلى مِنْ حَبْل الوريد، يا مَنْ ...301
ما غاضَ دَمْعِيَ يوماً عِندَ نازلة - سَبَبا...292
إذا اختلف سيفا ولد العباس ، فَمِنْه إلى أن يرجع ....389
إذا خفت أمراً فاترك يمينك على أُم رأسك واقرأ ... 311
إذا كان لك صديق فؤلي ولاية فأصبتَهُ على ما كان ...370
اذا كان يوم القيامة كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)متعلقاً بنور اللّه ، وكان ...364
أف للدنيا ما هي إلا ثوبان وملء بطنك...307
الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في ديني...318
الذنوب التي تنزل النقم : الظلم ، « والذنوب التي تورث ...191
اللهم أعِنِّي على المَوتِ ، اللهم بارك لي في ...318
اللهم أعِنِّي على هَولِ المطلعِ ، وارْزُقْنِي خير ...319
المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن والحسين وأم كلثوم...121
إنا إذا أردنا أن نصلى لبسنا أخشن ثيابنا...306
إنا لا نقبل الصدقة...312
ص: 420
الحديث،الصفحة
إن أبي (علیه السّلام) أوصاني عند الموت : يا جعفر ، كفني ...301
إن أحدكم لتصيبه المعرّة من السلطان وما ذلك إلا بذنوبه ...312
إن الحسن بن علي (علیهما السّلام)كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم ...213
إن الغلام الذي قتله الخضر لما كان مع موسى وقد حكى اللّه ...315
إنَّ الله أوّل من يسألها عن خروجها مع طلحة والزبير وهتكها ...129
إن المغبون لا محمود ولا مأجور...306
إن المؤمن يُعرف بجودة الأكل من بیت أخيه...313
إن شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة...320
إن عليّاً (علیه السّلام) أهدي إليه ،فالوذج فقال لأصحابه ...80
إن عليّاً (علیه السّلام) سار بالمن والكف لأنه علم أن شيعته...389
إنّ عليّاً (علیه السّلام) كان يلبس ذلك في زمان لا يُنْكَرُ عليه...383
إن قائمنا أهل البيت (علیهم السّلام) إذا قام لبس لباس علي وسار بسيرة ...383
إن هذه الدنيا دار فراق ودار بوار لا دار قرار ...317
إنا معشر أهل البيت كنا نعد الحلم الشروة ...305
إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (علیها السّلام) كما نأمرهم بالصلاة ...125
انما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة التفكر في الرغبة...317
إنه كان ليعمل العمل كأنه قائم بين الجنة والنار ...204
إيّاك والذنوب وحذرها شيعتنا فوالله ...312
أوحى الله إلى عيسى (علیه السّلام): قم على أبواب الأموات لعلك ...321
أوّل ما يظهر من عدل القائم بمكة أن ...388
أيها الناس ، إن هذه الدنيا دار فراق و ودار بوار...317
تسبیح فاطمة (علیها السّلام) في دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة ...125
ص: 421
الحديث...الصفحة
ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله : دعاء الوالد لولده...371
ثلاثة أوقات لا يحجب فيها الدعاء عن الله : في إِثْرِ ...371
خطب عُمرُ الناس فقال : أيّها الناس ، ألست ...244
سبحان من يقتل أولادنا ولا نزداد له إلا حباً...318
طعام علي (علیه السّلام) كان الخبز والزيت...172
عظم الذئب من عبدك فليعظم العفو من عندك ...308
عليكم بالورع فإنّه الدين الذي تلازمه وندين الله به ...371
كان (الحسن علیه السلام) إذا حج حج ماشياً وربما يمشي حافياً ...213
كان (الحسن علیه السلام) إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى ...213
كان أمير المؤمنين(علیه السلام) يذبح كلّ سنة كبشين: أحدهما الرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...194
كان عليه (علیه السلام)في زمان يستقيم له ما لبس ، ولو لبست ...306
كان علي(علیه السلام)يكسح بيت المال ويرشه ويصلي ركعتين ...190
كل معروف صدقة ...312
لا تسألوهم الحوائج فتكلفونا قضاء حوائجهم في القيامة...313
لا يجد ريح الجنّة قاطع الرحم...319
لقد أعتق (أمير المؤمنين (علیه السّلام)) ألف مملوك أسماؤهم عندي...172
لقد أعتق ( أمير المؤمنين (علیه السّلام)) ألف مملوك من كدّ يده...204
لو مهد لي الأمر لما ليست إلا كلبسة رسول اللّه ...307
ليس منا من لم يلزم التقيّة ، ولم يَصُنّا عن سفلة ...371
ما ترك أبي إلا سبعين در هماً حبسها للحم لأنه...287
مات منافق فخرج الحسين(علیه السّلام)[ يمشي ] معه ، فلقيه مولى له ...243
ما عرض له أمران قط كلاهما اللّه طاعة إلا عمل على أشدهما ...204
من حمل امرءاً مسلماً على شسع نعله حمله اللّه على ناقة ...312
ص: 422
الحديث...الصفحة
من سبح تسبيح فاطمة (علیها السّلام) قبل أن يثني رجليه من صلاة فريضة ...126
من صفت له دنياه فاتّهمه في دينه...371
من لم يُشكل أخاه ثَكِلَهُ أخوه ، ومن لم يُعْدَم ...317
مه يا هذا ، كف عن هذه القراءة واقرأ كما يقرأ هؤلاء...391
هذا والله المسكن لا ما نقر فيه هذا واللّه المُفرّق ...316
يا من أرجوه لكل خير وآمن شره عند كل سخطة ...321
يبيت القائم (علیه السّلام) ليلة يريد [ أن ] يخرج فيها وهو من أخوف الناس ...386
[ يا ]جابر ، كم من عبد إن غاب لم يفقدوه ، وإن شهد...310
أتى الأشجع السلمي أبي يستميحه ، فأصابه عليلًا ...310
أخذ أبي بيدي وقال : يا بني، إنّ محمّد بن علي(علیه السلام)...275
إنّ العبد إذا هم بحسنة خرج نَفْسُهُ طيب الريح ...333
إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يُزهد في أوله ، وإن ...331
إنا أهل بيت حج صرورتنا ومهور نسائنا وأكفانا...336
إنا أهل بيت لا نقبل الصدقة....327
إياك أن تتبع النفس هواها، فإن في هواها ...332
إياك والمرتقى الصعب إذا كان مُنْحَدَرُهُ وَعْراً...332
لما أمر هارون بحملي دخلت إليه فسلمت فلم يرد السلام ...328
استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان آخر يوميه ...332
من لم يعرف الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان ...332
یا نور يا قدوس ، يا حي يا قيوم يا حي ... 333
ص: 423
الحديث...الصحفة
ألا هذه تُربتي وفيها أدفن ، وسيجعل الله هذا المكان...352
اللهم إنّك نَهَيَّتَنِي عن الإلقاء بيدي إلى ...341
اللهم كَما سَتَرْتَ عَلَيّ ما أعلمُ فاغْفِر لي ...346
إن الصمت باب من أبواب الحكمة ...343
إن الصمت يكسب المحبة، إنه دليل ...343
إن نوحاً لما ركب السفينة أوحى الله إليه...346
إنَّما يُراد من الإمام قسطه وعدله ؛ إذا قال صدق وإذا حكم ...339
اهتجر الحسن والحسين(علیهما السلام)فجاء محمد بن الحنفية الحسين(علیه السلام)...247
بالعبودية لله أفتخر ، وبالزهد في الدنيا أرجو ...341
بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير ...361
جاء رجل إلى الصادق (علیه السّلام) فقال : إنه ذهب لي من المال كذا وكذا ...314
قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم):يقول اللّه تعالى:« ولاية علي حصني فمن دخل...348
قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء ، واستحموا يوم الأربعاء ...344
كان العابد من بني إسرائيل لا يعبد حتى يصمت...344
كانت لنا أُمّهة بارّة خرجت من الدنيا وهي ...148
كان رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يأكل التمر بشهوة، فقيل له في ...348
كان يوسف نبياً يلبس أقبية الديباج المَزْرُورة بالذهب...339
كُن مُحبّاً لآل محمد وإن كنتَ فاسقاً، وكن محباً لمحبيهم ...351
لا يجتمع المال إلا بخمس خصال: ببخل شدید ...345
لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه ثلاث خصال ...345
ص: 424
الحديث...الصفحة
من علامات الفقه:الحلم والعلم والصمت...343
واللّه لقد أخبرني أبي ، عن آبائه ، عن النبي : أني أخرج من ...341
إنّ أبا عبد اللّه(علیه السلام)كان له غلام يخدمه، فقال للغلام رجلّ ذو مال ...363
يا حسين خبز شعير وملح جريش في حرم رسول اللّه أحبُّ إليَّ ...359
یا ،فضل ، أما علمت أن يوسف كان يلبس ديباجاً مزروراً...363
يا كائناً قَبْلَ كُلِّ شيءٍ ، و يا مكون كل شي ...358
أخرجت إلى شرّ من رأى كرهاً، ولو أخرجت عنها ...371
العن فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني...378
إن لنا وكلاء قد انتمناهم على دمائنا فهم الحريّ ...368
لعن الله فارساً ، العنه يابن جعفر وابرأ منه ...378
لم يُعط داود (علیه السّلام) شيئاً إلا وقد أعطى محمد وآل محمّد أكثر منه...372
نحن وشيعتنا خُلقنا من الحلاوة فنحن نحب الحلواء...367
يا عُدتي عند العُددِ ، ويا رَجَائي والمُعْتَمَد...370
الذنوب التي لا تغفر قول الرجل : ليتني ...377
إن الأخوة الدينية لَأَمَسُّ من الأخوة الحقيقية...377
ص: 425
إنّ في الجنّة لباباً يقال له : المعروف ، لا يدخله إلّا...377
قد خرج موسى بن عمران في جنازة أخيه هارون مشقوق الجيب ...375
لا يجوز لولي اللّه أن يترك ثقاته متحيّرين بعده كالغَنَم ...379
ليس في الفائية الغَرَّارة ولا في الباقية القيادة ...376
هذا صاحبكم والقيم بأمري بعدي ، والحجّة عليكم ...379
يا محمّد ، [ هذه ] وصيّتك إلى النجيب من أهلك عليّ بن أبي طالب ...156
ص: 426
الاثر...القائل...الصفحة
أتاه أعرابي فقال : يا رسول اللّه، أعطني كذا وكذا، لستُ تُعطيني ...73
أتاه(أي العسكري علیه السلام) بعض أصدقائه ليلاً وقال : ركبني دين وكنت أستحيی...376
أتاه(أمير المؤمنين علیه السلام) رجل فقال لى حاجة ، فقال : اكتبها فى الأرض...174
أتاه(أمير المؤمنين علیه السلام)سويد بن غفلة فوجد على الأرض كسراً ملقاة وفي...164
أتاه(أمير المؤمنين علیه السلام) عسل وسمن ووضعا في الرحبة حتى يقسما بين ...184
أتاه مسلم فقال : يا رسول اللّه ، إنّي كنتُ بين ظهراني قوم ...74
أتاه (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ملكان فقالا: إن ربك أرسلنا إليك فَخَيرك أن تكون ...70
أتته أمير المؤمنين (علیه السلام) امرأة وقالت : أنا صليبة وهذه السوداء مولاة ...186
أتى الصادق (علیه السلام) بعشاء فيه ثريد ولحم يفور ، فوضع بين يدي...313
أتى أعرابي محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عمر فشكي إليهما... ابومسلم...229
أتي (أمير المؤمنين (علیه السلام)بالفالوذج فأدخل إصبعه فيه فتلمظ ثم أمر...166
اتی(رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بصاع من تمر فلم يجد شيئاً يضعه فيه فقال [ للخادم الذي ...81
أتى ( رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بقصعة فوضعت بين يديه، فرفع رأسه إلى رجل مجدوم ...70
اتی(رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)بلبن فأراد تناوله فدق سائل الباب ...84
أتيت أبا الحسن (علیه السلام) فوجدته راكباً قد مضى إلى بعض حيطانه ...موفق...372
أتيت أبا جعفر بن الرضا (علیه السلام)فوجدت بالباب الذي في ... محمد بن الوليد...362
ص: 427
الأثر...القائل...الصفحة
أتيت فاطمة (علیها السلام) عائداً في العلة التي توفيت فيها ...جابر...133
أتي على (علیه السلام)بشراق وقامت عليهم البينة وأقروا ...203
اجتمع إلى الرضا (علیه السلام)الخلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام ...ياسر الخادم ...340
إذا سافر (السجاد علیه السلام) إلى الحج يكثر الزاد وبجود بأطيبه ...268
إذا قام (السجاد علیه السلام) إلى الصلاة تغيّر لونه حتى يُعرف ذلك ... 256
إذا قام (السجاد علیه السلام) في صلاته قام كأنه ساق الشجرة لا يتحرك ...256
إذا كان يكلم الناس في حلال أو حرام أو أمر أو نهي جعل يُدير مسبحة...67
أراني الصادق (علیه السلام) قميص أمير المؤمنين (علیه السلام)الذي ضُرِبَ فيه...الحسن الصيقل...160
أرسلت إلى الحسن بن على (علیه السلام) في حاجة فرأيته ...حكيم بن جابر...216
أرسلني معاوية إلى الحسن (علیه السلام)الأخطب بنتاً له ...معاوية بن خديج...217
استعمل (أمير المؤمنين علیه السلام)رجلاً من بني أسد فلما قضى عمله قال...185
أسلموا فقد جئتكم من عند رجل يعطي عطية من لا يخاف الفاقة...اعرابی...75
اشترى على (علیه السلام) ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى ...أبو الجنوب ...198
اشترى على (علیه السلام)المني قميصين فطرحهما بين يدي علامه...أبو الهواء...159
أصابته (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) حُمّى ، فقيل له : أنت رسول اللّه وقد ...94
أصابه ( رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) جوع فوضع حجراً على بطنه ... 84
أصبح على يوماً فقال الفاطمة (علیها السلام): عندك شيء تغدينيه ؟ ...123
أغمي (الصادق علیه السلام) في مرضه الذي توفّي فيه ثم أفاق فقال ...319
أقطر في مسجد قبا عشية خميس ، فقال : هل من شراب...82
الا أخبركم بأقل الناس مالاً وأكثرهم ورعاً وأشدهم اجتهاداً...أبو الدردا...169
إن إبليس قال : ربّ ائذن لي أن أبتليه كيف (أي السجاد علیه السلام) ...257
إن الباقر (علیه السلام) كان إذا استيقظ من الليل قال ...300
إن الحسن والحسين(علیهما السلام)وعبد اللّه بن جعفر حرجوا حجاجاً...سعد بن عبد اللّه...226
إن المعتصم دعا بجماعة من وزرائه فقال : اشهدوا لي على...ابن أورمة...261
إن أبا جعفر مات وترك ستين مملوكاً فأعتق ثلثهم ...302
إن جبرئيل (علیه السلام) رأى يوماً وقد دخل دحية الكلبي على رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله وسلّم)...131
إن حسيناً (علیه السلام)لما خرج من مكة متوجهاً إلى الكوفة ...242
إن رجلاً قصد الصادق(علیه السلام)فسأله عن حاله فأسعفه بها ...309
إن علياً (علیه السلام)انصرف يوماً في ساعة حارة وإذا ...204
ص: 428
الأثر...القائل...الصحفة
إن عليا (علیه السلام) أرسل إلى لبيد العطاردي بعض شرطه...188
إن علياً (علیه السلام) أعتق ألف رقبة من كد يده...171
إن علياً (علیه السلام)رش أربعين قيراً ولم يَرْشُ قبرها...150
إن معاوية قدم المدينة فصعد المنبر وقال ...248
إن يهودياً كان له على رسول اللّه دنانير فتقاضاه ، فقال(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...74
انقطع شسع نعله (أي الصادق علیه السلام)فناوله رجل شعاً ...312
انكتبت فاطمة (علیها السلام)عليه وهو في سكرات الموت تبكي...جابر...114
إنه(الحسن علیه السلام)تزوج امرأة وبعث إليها بمائة جارية ...218
إنه (أمير المؤمنين علیه السلام)عمل حتى دبرت كفاه...172
إني دخلت على علي (علیه السلام)في يوم شاة وعليه شمّل قطيفة ...کهمس...181
إني كنت معه في أول ليلة من شهر رمضان، فلما ...الحارث...165
إني وجدتُ نعت محمد في الكتب فوجدته لا يغضب ، وإنّي ...اليهودي...74
أهديت إليه ثلاث طيور مشوية فأطعم خادمه طيراً ، فلما ...81
أهدي له رأس شاة فقال : إن فلاناً أحوج ...173
بايعت رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قبل أن يبعث،فبقيت لي بقية فوعدته...عبد اللّه بن أبي الحمساء...76
بعثت امرأة الحسين (علیه السلام) إليه : إنا صنعنا ألواناً...245
بعثشى رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أدعو عليا (علیه السلام) ، فأتيت بينه فناديته ...ابوذر...123
بعثني هارون إلى موسى بن جعفر (علیه السلام)فقال...الفضل بن الربيع...329
بلغنا أن الحسن والحسين (علیهما السلام)خرجا حاجين من المدينة ومعهما أصحاب ... ابن عائشة...230
بينا أنا مار ببقيع الغرقد إذ رأيت فتى أحسن ...القاسم بن محمد بن أبي بكر ...291
تصدق (أمير المؤمنين علیه السلام)بالحائط فيه ثلاثون ألف عذق وكتب : هذا ما ...172
جاء (إلى السجاد علیه السلام)رجل وهو حزين وله أربع بنات وهو فقير، فقال ...274
جاء إليه (إلى السجاد علیه السلام)شيخ من أهل الشام فقال : الحمد للّه...271
جاء أهل الكوفة إلى على (علیه السلام)فشكوا إليه قلة المطر...249
جاء أهل نجران إلى على (علیه السلام)فقالوا : خط يدك ...157
جاءته سائلة فأعطاها أربعمائة درهم، فقيل له في ذلك ... 181
جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين (علیه السلام)، فقال ...270
جاءه الحارث بن الأعور فقال : لي حاجة ، فأطفأ السراج ...175
جاءه عسل فأمر بالعرفاء حتى يأتوا باليتامى ، وأمكنهم ...185
ص: 429
الأثر ...القائل ...الصفحة
جاءه (اللباقر علیه السلام)مؤمن فشكا فقره فأعطاه أوقية ذهب ، ثم بكى...288
حج على رحل ربُّ وعليه قطيفة لا تسوى أربعة دراهم ...70
حضرت الصادق (علیه السلام)، فقال له رجل : إن علياً (علیه السلام)...حماد بن عثمان...383
حفر (أمير المؤمنين علیه السلام)عيناً بيده، فلما انفجرت تصدّق بها...172
خرج (الصادق (علیه السلام) في ليلة قد رَكَّب السماء وهو يريد ظلة بني ساعدة ...308
خرج أبو محمد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في جنازة أبي الحسن(علیه السلام)أبيه مشقوق الجيب...السياري...375
خرجت إلى الكوفة أريد عليا الله فأمسيت دونها ...إسماعيل الصلعي...209
خرجت إلى فاطمة (علیها السلام)فقالت: جفوتني بعد وفاة ...سلمان...132
خرجتُ عشيّة أُريد ضيعتي فإذا الجراد قد ساقها ...334
خرجت عند الظهر فلم أجد عنده(أى أمير المؤمنين علیه السلام)حاجباً یحجبنی...رجل من ثقيف...162
خرجت (فاطمةعلیها السلام) إلى أبيها لتسأله خادماً فاستحيت وانصرفت ...124
خرج (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)في بعض غزواته فاستقبله قوم ، فقال : من القوم :...96
خرجنا سنة حجاجاً فرحلنا من زبالة فاستقبلنا ...حماد بن حبیب...258
خطب الحسن بن علي (علیه السلام)إلى رجل قال ...ابن سیرین...217
دخل الحسن بن علی(علیه السلام) علی مروان - وهو أمير المدينة ...222
دخل الحسن بن علي (علیه السلام)على معاوية في آخر النهار ، فقال ...225
دخل الحسين(علیه السلام) المتوضأ فأصاب لقمة في مجرى الغائط ....246
دخل(السجاد علیه السلام) على زيد بن أسامة بن زيد وهو مريض يبكي...276
دخلت الرحبة وأنا غلام فإذا علي (علیه السلام)القائم على المال ...الشعبي...184
دخلت المدينة فرأيت رجلاً راكباً على بغلة لم أر أحسن وجهاً ...رجل من أهل الشام ...214
دخلت زينب عليه(السجاد علیه السلام) فوتب ليسلّم عليها فسقط ضعفاً...260
دخلت على الباقر (علیه السلام)وعنده كسر يابسة وشيء من تمر ... أبو مسلمة السلمي...287
دخلت على أبي الحسن العسكري(علیه السلام)فقلت...أحمد بن محمد...268
دخلت على أبي جعفر(علیه السلام)ببغداد وهو على ما كان من أمره...الحسين المكاري ...359
دخلت على أم حميدة فعزيتها بأبي عبد اللّه(علیه السلام)...أبو يصير...320
دخلت على على بن محمد العسكري(علیه السلام)يوماً فدعا بالمائدة... أحمد بن هارون...367
دخلت عليه (الباقرعلیه السلام) وهو في بيت مُنَجَّد وعليه قميص رطب...الحكم بن عتيبة ...286
دخلت عليه (على الصادق علیه السلام) وعنده طعام يأكله ، فدعاني إليه...عیاد بن صهيب ...313
دخلت عليه(أمير المؤمنين علیه السلام ) مرة أخرى وبين يديه لبن حازر أجد حموضته...سويد بن غفلة...165
ص: 430
الأثر...القائل...الصفحة
دخلت فاطمة (علیها السلام)يوماً على عائشة فسألتها عن رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...128
دخلت مع عمتي على عائشة ، فقالت عمتي ...جميع بن عمير...جمیع بن عمیر...128
دخل على الباقر(علیه السلام) قوم مات لهم ميت ، فقالوا ...293
دخل عليه(أمير المؤمنين علیه السلام)رجل يوماً بعد غروب الشمس فجاء الغلام من السوق...166
دخل قوم من الصوفية على على بن موسى (علیه السلام)بخراسان ، فقالوا ...339
دعا (الصادق علیه السلام)بالمشط فأتى يعقد فيها مرأة ومشط ومكحلة...314
دعا (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)خادماً فأبطأت عليه وفي يده سواك ، فقال...89
دنا الصادق) من قبر قد حُفر ليدفن رجل من أهل بينه، فقال ...316
ذكر التزويج عند أمير المؤمنين(علیه السلام)، فقال ...این عباس...195
ذكرت عائشة فاطمة قالت: ما رأيت أحداً أصدق...130
راه رجل يبكي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، مالك ...172
رأى الزهري علي بن الحسين(علیه السلام) ليلة باردة مطيرة ...265
رأى الزهري عليه (السجاد علیه السلام)ثوب خز ، فقال ...278
رأى الصادق(علیه السلام) رجلاً حزيناً، فقال : أراك مفكراً ؟ ...316
رأى أبو عبد اللّه(علیه السلام)محمد بن زيد الشحام المعزلي يكثر الصلاة ...321
رأى (أمير المؤمنين علیه السلام) حلساً مطروحاً ، فقال : ما هذا؟ ...182
رأيت الباقر(علیه السلام)فأردت أن أعظه فوعظني...محمد بن المنكدر...286
رأيت الحسن بن علي(علیه السلام) وعليه كساء خزّ ، وكان يخضب بالحناء...العيزار...218
رأيت الحسن(علیه السلام)واقفاً على بردون وقد خُضب رأسه ...أنس بن كعب...218
رأيت أمير المؤمنين(علیه السلام) أصابه مطر فدخل خيمة ...عبادة...187
رأيت على الحسن(علیه السلام) قميصاً رقيقاً وعمامة رقيقة...أنيس...218
رأيت علياً(علیه السلام)يأتيه الطعام فيقسمه بالجريب ، فإذا ...زادان...184
رأيت علياً يقسم الرمان في المساجد فأصاب مسجداً...شيخ من طيء ...186
رأيت علياً(علیه السلام) يوم الأضحى وهو في خمسة آلاف وبغلته...الأصبغ...194
رأيت في النوم رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، قلت : أولادك من أبر ...الحسن بن الحسين القاضي...350
رأيته (الجواد علیه السلام)بموقف عرفة يمد يديه جميعاً فما زالتا ممدودتين...الحسين بن النيسابوري...357
رأيته (الصادق علیه السلام) يمشى إلى السائل حتى يناوله بيده...الأموي...308
رأيته (أمير المؤمنينعلیه السلام)وقد خلع الحذاء من رجليه فدفعه إلى أعرابي...جابر...175
رأى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)فتية يضحكون ، فقال : أتلعبون وقد أوقد على النار ...88
ص: 431
الأثر...القائل...الصفحة
رقى الحسن بن علي (علیه السلام)بعد موت أبيه وأراد الكلام فخنقته العبرة ...222
روى رجل من أهل مصر اسمه حمزة أنه كان في ليلة...353
سئل (السجاد علیه السلام)عن الطاعون أَنبرَاً ممن يلحقه ؟ ... 279
سئل (الكاظم علیه السلام)عن الملكين يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن ...333
سئل (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم): كيف يكون الرجل في الدنيا ؟...103
سئل موسى بن جعفر(علیه السلام): إذا قام القائم أين يكون مسكنه ؟...384
سألت أبا جعفر الثاني(علیه السلام): أن يأمر لي بقميص...محمد بن إسماعيل...260
سألته (الباقرعلیه السلام)عن الثقفية ؟ قال : ] طلقتها ..يزيد بن خليفة...293
سأل عليا (علیه السلام)مولى له مالاً ، فقال : أواسيك ...180
سأله (السجاد علیه السلام)رجل عن مسائل ثم عاد إليه ليسأله عن مثلها ، فقال ...273
سأله (الصادق علیه السلام) المعلى بن خنيس : أيسير القائم بخلاف سيرة علي (علیه السلام)؟...389
سأله (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رجل : بما أتقي من النار ؟...91
سرق في عهد عمر إنسان فشهد عليه الشهود فقال ...203
سمع (السجاد علیه السلام)رجلاً يقول : ليتني لم أخلق ، فقال ...274
سمع (أمير المؤمنين علیه السلام)رجلاً يذم الدنيا ، فقال : أليس هو الليل...196
سيوفهم عليك وقلوبهم معك، والقضاء ينزل من السماء ...الفرزدق ...251
شكت جارية إلى علي(علیه السلام) من شاب أنها كلّما خرجت إلى...189
صادف علي بن الحسين (علیه السلام)قوما يغتابونه ، فقال...269
صار على ظهره (السجاد علیه السلام) كهيئة الجبال السود للحمل على ظهره ...265
صاغ علي(علیه السلام)من غنيمته سواراً من فضة لها واتخذت ستراً ...127
صحبت أبا محمد(علیه السلام)من دار العامة إلى منزله ، فلما صار ...علي بن الحسين...276
صلّى بالناس يوماً وعليه جبة صوف ليس عليه إزاره ...78
صليت إلى جانب جعفر بن محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)صلاة العشاء الآخرة...هشام بن حكم الصبيبي...208
صلي (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) حتى تورّمت قدماه ، فقيل له : أتفعل وقد غفر الله لك ؟!...87
ضرب (السجاد علیه السلام)خادما له بفعل ، فقال الخادم ...275
ضرب (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مَثَل الإنسان والأجل والأمل فجعل الأمل أمامه ...101
طلق الحسن بن علي(علیه السلام)امرأة فأرسل إليها ...این سیرین...226
عابه (أي عاب الصادق علیه السلام)سفيان الثوري بحسن ثيابه، فقال...307
عاتبه(السجادعلیه السلام)قرشي على سخائه ، فقال : أكره ...276
ص: 432
الأثر...القائل...الصفحة
عدا رجل إلى محمد التقي(علیه السلام) يريد العلم ، فقال ...359
عزى(الصادق علیه السلام)رجلاً على ابنه فقال : أكان يغيب عنك ؟ ...315
غزونا مع على(علیه السلام)وانصرفنا معه إلى الكوفة من المدائن ...شريك...204
فأما علي فخير لنفسه منه لي ، وأما أنت فخير ...عقیل...180
فو الله ما كان أحد من الرجال أحبّ إلى رسول الله من علي ، ولا من النساء ...عائشة...128
قال(الباقرعلیه السلام)الرجل : متى تراعي هذا الليل والنهار ...290
قال الباقر (علیه السلام)للكميت : طلبت بمدحك إيانا ... 289
قال علي(علیه السلام) الفاطمة(علیها السلام) يوماً : [ إني ] لأجد ...171
قال له (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)رجل : أوصني ، قال : لا تغضب قال : زدني ...100
قال له (للسجاد علیه السلام) رجل : لأشتمنك شتماً يدخل معك قبرك، قال...269
قال له (للسجاد علیه السلام) عبد الملك بن مروان : عظني ...269
قال لي الرضا(علیه السلام): غداً أدخل إلى هذا الرجل فإن خرجت...أبو الصلت الهروي...351
قام (الصادق علیه السلام)في ليلة باردة إلى مشكاة على الحائط ...307
قام علي(علیه السلام) على هذا الدكان قائماً والرحبة مملوءة من ...189
قام مروان يسب عليّاً (علیه السلام)على المنبر والحسن(علیه السلام) شاهد ...ابو حارثة ...241
قد بكت (فاطمة علیها السلام)على رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)حتى تأذى أهل المدينة فقالوا...147
قَدَّمَ إليه (الی السجّاد علیه السلام)قوم طعاماً ، فقال : أنا صائم ...271
قدم موسى (علیه السلام)الزبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدي يُخْرِجُونه ...أبو خالد الزبالي...331
قرأ رجل على أبي عبد الله (علیه السلام)- وأنا أسمع - حروفاً من القرآن ...أبو سلمة...391
قسّم (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)، فقال رجل من القوم : إن هذه القسمة لا تريد بها...73
قصده (أي الحسن علیه السلام)أعرابي فشكا إليه الحاجة، فكتب له إلى...224
قلت لأبي الحسن (علیه السلام): أينا أشد حبا لدينه ؟...علي بن جعفر...372
قلت لأبي الحسن(علیه السلام) : ما تقول في المتعة ؟... ابن أُورمة...372
قلت لأبي الحسن موسى (علیه السلام): أُحبّ أن تدعني أكفنك ...السندي بن شاهك...336
قلت لأتي: صفي لي فاطمة (علیها السلام)...أنس...130
قلت للصادق (علیه السلام): إن بالكوفة قوما ...أبو أسامة...203
قلت للصادق (علیه السلام): كنا في حالة حسنة وقد تغيرت...قيس بن رمانة...310
قيل لعلى(علیه السلام) صف لنا الدنيا وقصره...195
قيل للرضا(علیه السلام) : ما تقول في الرجلين ؟...148
ص: 433
الاثر...القائل...الصحفة
قيل (اللسجاد علیه السلام): من تجالس ؟ قال : من يقهرك برهانه...277
قيل لمعاوية : إن الناس مدوا أبصارهم إلى...موسى بن عقبة...247
قيل لمعاوية يوماً : لو أذنت له فصعد المنبر ووعظنا ...215
قيل له (للرضا علیه السلام) : إن أهل بيتك يتعاطون أموراً قبيحة فلو نهيتهم ...245
قيل له (للسجاد علیه السلام): أما آن لحزنك أن ينقضى ؟...263
قيل له (للسجاد علیه السلام): أنعم الله عيشك ، فقال ...278
قيل له (للسجاد علیه السلام): ما خير ما يموت عليه العبد ؟...279
قيل له (لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم): ما يكفيني من الدنيا؟ قال: ما سد جوعتك ، ووارى ...82
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا أصاب أهله خصاصة قال : قوموا ...99
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا أكل لعق أصابعه الثلاث، وإذا أكل قام إلى فَخَارَةِ ...71
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا رأى فاطمة فرح بها ...91
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا سجد بعد الصلاة كأنه ثوب ملقى...88
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذا قام إلى الصلاة تريد وجهه خوفاً من اللّه...88
كان (أمير المؤمنين علیه السلام)إذا قام إلى الصلاة تغير لونه حتى يعرف ذلك...170
كان (الباقر علیه السلام)إذا نزل به جارٌ قال : يا هذا قد أخترتني ...293
كان (الباقر علیه السلام)أقل أهل المدينة مالاً وأعظمهم مؤون ...287
كان (الحسن علیه السلام)أصدق الناس لهجة وأفصحهم منطقاً...215
كان (الحسن علیه السلام)نكاحاً ، وكان يكره أن يغش النساء...218
كان (الرضا علیه السلام)إذا خلا جمع حشمه حوله يُحدّثهم ويأنس...247
كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( سبح اسم رَبِّكَ الأَعْلَى ) قال سرا...248
كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) قال سراً...248
كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ( قال في نفسه ...248
كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ) قال في ...248
كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( وَالتَّين ) قال في آخرها : بلى...248
كان (الرضا علیه السلام)إذا قرأ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ( قال سرّاً...248
كان (الرضا علیه السلام)يبدأ في دعائه بالصلاة على محمد وآله وبكثر....247
كان (الرضا علیه السلام)يُكثر بالليل في فراشه تلاوة القرآن ، وإذا مر ...247
كان (السجاد علیه السلام)إذا تصدق بصدقة قبلها قبل أن يضعها ...263
كان (السجاد علیه السلام)إذا سار على بغلته في سكك المدينة لم يقل : الطريق ...266
ص: 434
الأثر...القائل...الصفحة
كان(السجاد علیه السلام)إذا فرغ من وضوئه للصلاة أخذته الرعدة ...256
كان (السجاد علیه السلام)في صلاته فرحف ابنه محمد إلى بشر بعيدة القعر ...257
كان (السجاد علیه السلام) ليلة سمع صائحاً يقول: تعالوا أغيثوني على الليل...277
كان (السجاد علیه السلام) يحب العنب، فكان صائماً فاشترت أم ولد ...264
كان (السجاد علیه السلام) يدعو خدمه كل شهر فيقول : إني قد كبرت ...276
كان (السجاد علیه السلام) يصلي صلاة الغداة ثم يثبت في مصلاه حتى ...262
كان (السجاد علیه السلام)يصوم الدهر ويفطر على قرص ويتسخر بآخر، فنحل...295
كان (السجاد علیه السلام)يصوم ويأمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ ...265
كان (السجاد علیه السلام)يعجبه أن يحضر طعامه جماعة من اليتامى والأضراء...266
كان (السجاد علیه السلام)يقرأ القرآن فربما مر به المار فصعق ...262
كان(السجاد علیه السلام) يقوت سبعين بيتاً من أهل المدينة وهم لا يعلمون ...264
كان (السجاد علیه السلام) يلبس في الشتاء الخز ويبيعه في الصيف...278
كان (السجاد علیه السلام)يميل إلى عقيل ويقول : إني أذكر يومهم...263
كان (الصادق علیه السلام)إذا أَعْتم أخذ جراباً فيه خبز ولحم ...309
كان(الصادق علیه السلام)إذا خرج پلیس ثياباً حساناً، فقال له...306
كان (الصادق علیه السلام)إذا قام من الليل رفع صوته حتى يسمع أهل الدار ...319
كان (الصادق علیه السلام)بمنى يماكسهم بغنم ، فلما فرغ قال ...306
كان (الصادق علیه السلام)قاعداً في قوم فدخلت عليه امرأة وأعطته تفاحة ...305
كان (الصادق علیه السلام)يدعو فيقول : يا رب يا رب حتى انطفأ نفسه ...319
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)الفقر والفاقة أحب إليه من البشر والغنى ...70
كان (النبي صلى اللّه عليه وآله وسلّم) إذا أراد سفراً سلم على من يريد...127
كان أبي صديقاً لقنبر وخرج معه إلى علي(علیه السلام)...202
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أجود ما يكون في شهر رمضان...75
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أرحم الناس بالصغار والكبار، وأسخى الناس ...68
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)أشدّ حياء من عذراء في خدرها ، لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي...69
كان (أمير المؤمنين علیه السلام)إذا أتى بالمال جعله في بيت المال حتى يصبح...182
كان (أمير المؤمنين علیه السلام)إذا ذهب ما في بيت المال أمر به فقسم وصلى فيه ...186
كان (أمير المؤمنين علیه السلام)يبيع سيفاً وهو يقول : من يشتري مني ...200
كان (أمير المؤمنين علیه السلام) يجمع الضوال في بيت المال، فدخل يوماً...187
ص: 435
الاثر...القائل...الصفحة
كان (أمير المؤمنين علیه السلام) يطعم من خُلد في السجن من بيت المال...187
كان (أمير المؤمنين علیه السلام) يغرس الأشجار ويكري الأنهار ويبيع ...172
كان (أمير المؤمنين علیه السلام)يكرم الضيف ويكسب لهم ، فقال له رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ...173
كان (أمير المؤمنين علیه السلام) ينادي ثلاثاً في الناس إذا صلّى العشا...197
كان(أمير المؤمنين علیه السلام) يوماً قاعداً فأتاه شاب وشيخ يسألانه شيئاً من الصدقة ...181
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أو فى الناس بالوعد ، يحسن الحَسَنَ ويُصدقه، و ...69
كان(أمير المؤمنين علیه السلام) أيام صفين يدأب في صلاته، فدخل عليه مالك بن الحارث ...162
كان بالمدينة رجل يضحك الناس وقال ...277
كان بين الحسين(علیه السلام) والوليد بن عتبة بن أبي سفيان منازعة ...240
كانت صلاته (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)مستوية كأنها موزونة...88
كان تغير لون رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يوماً وعُرف في وجهه ...91
كانت فاطمة (علیها السلام)إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها...122
كانت فاطمة (علیها السلام)أشبه الناس وجهاً وشبهاً برسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...أم سلمة...130
كانت فاطمة (علیها السلام)جالسة قدامها رحى تطحن بها الشعير وعلى عمود الرحى...سلمان...122
كانت لموسى بن جعفر ، بضع عشرة سنة في الحبس ...336
كانت له (أمير المؤمنين علیه السلام) ضيعة استخرجها فجاءه يهودي من خيبر واشتراها ...174
كان (السجاد علیه السلام)إذا جاءه طالب العلم قال...273
كان جلوسه (أي الرضا علیه السلام) في الصيف على حصير، وفي الشتاء ...347
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) طعامه الشعير حتى قبضه الله إليه...79
كان طلحة والزبير يقولان : ليس لعلي مال ، فأمر وكلاءه ...182
كان علي(علیه السلام)إذا عجز أهل الخراج عن الدراهم أخذ منهم...185
كان علي (علیه السلام)ربعة من الرجال ، ضَخْم الكراديس ... الأصبع...207
كان علي(علیه السلام)لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف ...177
كان علي(علیه السلام) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وكان ... 167
كان على (علیه السلام)يغمر الخبز في الماء وينثر عليه الملح ...164
كان علي (علیه السلام)يقسم في المسلمين الأبزار يصرها صرراً ...186
كان علي (علیه السلام)يمشي في خمسة مواضع حافياً ...194
كان عمرو بن عمير الثقفي نديماً لأبي طالب يتبرد عنده ...176
كان (أمير المؤمنين علیه السلام)عنده أربعة دراهم ، فأعطى در هماً بالليل ، ودرهما ...173
ص: 436
الفهارس الفنية / فهرس الآثار
الأثر...القائل...الصفحة
كان عنده (أي الصادق علیه السلام) حلواء فجعل يلقم أصحابه بيده وقال...313
كان في بيت المال عقد لؤلؤ وكنت عليه ، فأرسلت ...علي بن أبي رافع...183
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) في صباه يخرج يغنم له إلى الصحراء ، فقال له بعض الرعاة...77
كان قنبر غلام علي (علیه السلام)، وكان يحبه حباً شديداً لصلاحه...193
كان له (للسجاد علیه السلام)غلام يقال له: سنان - وكان عبداً صالحاً - فتلا...262
كان لي أخ فمات في جهاد الروم، فاغتبطت وتمنيت ... الزهري...267
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يأكل أكل العبد ويجلس جلسة العبد تواضعاً الله تعالى...81
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض. ويعتقل ...68
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يجيز للرجل الواحد بالمائة من الأيل ، فلو أراد أن يأكل ...79
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يرقع إزاره بالأدم ، ويطول إزاره أربعة أذرع ...77
كان (رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يُسلّم على من يستقبله مبتدئاً من أهل الصلاة ...69
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يضاهي جده إسماعيل بن إبراهيم(علیه السلام) ، إنه وعد رجلاً ...76
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)يضطجع على حصير يؤثر في جنبه، ووسادته من ليف ...86
كان (أمير المؤمنين علیه السلام)يعمل عمل رجل كأنه نظر إلى أهل الجنة والنار ...170
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يعود المريض ويتبع الجنازة...70
كان(أمير المؤمنين علیه السلام) يغتسل في الليلة الباردة ليتجلّد لا ليتنظف...170
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم خيبر على حمار ، ويوم قريظة والنضير على ...70
كان (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) يوم فتح مكة قام على باب الكعبة فحمد الله ثم قال ...71
كتب معاوية إلى مروان عامله على الحجاز وأمره أن يخطب...237
كنا بمسكن اثني عشر ألفاً وسيوفنا تقطر دماً ، فبلغنا... أبو العريف...220
كنا عنده (الباقرعلیه السلام)وابن له في النزع ، فجعل يدخل ويخرج... الثمالي...289
كنا في حيطان لابن عباس ، فجاء الحسن والحسين(علیهما السلام) ...مدرك...219
كنتُ أسمع أبا جعفر الثاني(علیه السلام)في الشهر الذي قبض فيه ...محمد بن سهل...364
كنتُ جليساً لعمر بن عبد العزيز حيث أمر مناديه أنه ...هشام بن معاذ...298
كنت حاجاً في السنة التي حج فيها هارون الرشيد، فبينا ...عبد الحميد بن بكار...325
كنت عاملاً للسلطان في البطائح ، فبلغني لعن ...جعفر الهرمزاني...378
كنت عند الحسن العسكري(علیه السلام)إذ دخل رجل وقال ...أحمد بن مابنداد...376
كنت عند فاطمة (علیها السلام)في شكواها ، فلما كان يوم ...سلمی...149
كنت في صغري أجيء إلى علي(علیه السلام) في المسجد وأنظر إلى وجهه...فروخ...161
ص: 437
الأثر...القائل...الصفحة
كنت مجالساً لأبي محمد (صلى اللّه عليه وآله وسلّم)إذ أقبل فقير فسأله ...وهب بن منبه...223
كنتُ مع علي(علیه السلام) أمشي فانتهينا إلى امرأة توقد...زيد بن أسلم...205
كنت نائماً بمكة فأتاني آت في منامي فقال...سكين بن عمار...332
لبس (السجاد علیه السلام)ثياباً حساناً ، ثم رجع مسرعاً قال ... 278
لقد أتاه (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)جبرئيل بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث ...79
لقد جاءت فاطمة إلى رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ومعها خبز وقالت ...79
لقد سافر (السجاد علیه السلام)على راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط...266
لقد كان يمضى علينا أربعة أشهر ما لنا طعام ولا شراب إلا ...بعض نساء النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم)...79
لمّا اشتدت علة فاطمة اجتمع عندها نساء المهاجرين ...145
لمّا أتى على(علیه السلام) البصرة وقد اجتمع على عائشة هناك ...ابن عباس...201
لمّا بلغ (الرضا علیه السلام)سناباد استند إلى الجبل فقال ...352
لمّا بلغ(الرضا علیه السلام) قرب القرية الحمراء قيل : يابن رسول اللّه، ما معنا ...352
لمّا تزوّج رسول اللّه(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بخديجة هجرتها نسوة مكة ...119
لمّا توفي إسماعيل أمر وهو مسجى أن يكشف عنه، فقبل وجه ...316
لمّا حضرته(السجاد علیه السلام)الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه ...281
لمّا سلم(الحسن علیه السلام)الأمر لمعاوية قالت له أم سلمة ... 223
لمّا فتح (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) مكة وحج حجة الوداع ركب راحلته بمنى وقال...112
لمّا قتل عثمان أخذ طلحة مفاتيح بيت المال وكان...168
لمّا قدم (أمير المؤمنين علیه السلام)الكوفة أقبل قوم إليه في نصف النهار فتخيلوا ...169
لمّا كان (الحسن علیه السلام)بالمدائن طعنوه في بطنه وانتهبوا ما في...223
لمّا كان صبيحة عرس فاطمة (علیها السلام) جاء النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بعش...142
لمّا مات (السجاد علیه السلام) فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد...264
لمّا مرض (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) ، قيل : من يغسلك ؟...108
لمّا نزل : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ) بكى(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بكاء ...91
لمّا ولد الحسين قال النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) ...صفية بنت عبد المطلب...251
لهف أبي سلمى فاطمة بنت رسول اللّه عَلَيَّ غضبانة...أبوبكر...150
ما أَدْخَلَ الحسن بن علي(علیه السلام) في بيعة معاوية إلا ما رأى ...عكرمة...221
ما أصيب على(علیه السلام) بمصيبة إلا صلى في ذلك اليوم ...207
ما أكل (رسول صلى اللّه عليه وآله وسلّم)شعيراً منخولاً حتى فارق الدنيا، وما بات شبعان قط...80
ص: 438
الفهارس الفنّيّة / فهرس الآثار
الأثر...القائل...الصفحة
ما أكل (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) منكناً منذ بعثه اللّه إلى أن قبضه...81
ما دخلت على أبي قط إلا رأيته باكياً...عبداللّه بن الحسن...216
ما رأيت أحداً أفضل من زين العابدين(علیه السلام)...الزهري...255
ما رُوي (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)قط فارغاً؛ إما يخصف نعل ...67
ما سئل (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عن شيءٍ قط فقال لا...69
ما شبع محمد من طعام ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله...بعض نساء النبي...79
ما شبع (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم ) من خبز البر ثلاثة أيام...79
ما ضرب (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) خادماً قط ولا انتقم من أحد، ولا خبر بين أمرين إلا ...90
مدح بعض الشعراء الحسن بن علي (علیه السلام)فأنظر بجائزة ...العتبي...225
مرّ الحسين (علیه السلام)على مساكين قد بسطوا أكسية لهم عليها...عبداللّه البصري...245
مرّ (السجاد علیه السلام)برجل يدعو للناس الجنة ، فقال : بخلت...276
مرّ (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بشاة ميتة شائلة برجلها، فقال ...92
مررت يقوم من آل الزبير وبني أمية يشتمونه (أي السجاد علیه السلام )...الثمالي...270
مر رجل بأبي جعفر(علیه السلام) وقال : أعطني على قدر مروءتك ...359
مررنا بأناس من بني تغلب في طريق المدائن...الأصبغ...158
مرض علي بن الحسين(علیه السلام)مرضاً شديداً فقيل له ...الإمام السجاد...279
مر علي بن الحسين(علیه السلام)برجل وهو قاعد على باب أموي...273
مضى الرضا(علیه السلام) ولي عليه أربعة آلاف درهم، فقلت في نفسي...المطرفي...358
مکث (رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلّم)عشر سنين يقوم الليل، فأنزل اللّه تعالى...88
نحوت دار الباقر(علیه السلام)فإذا راحلته قد شدَّ عليها وأخذ...بشیر البال...288
نزل : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ...) ، في علي ...أنس...167
نزل جبرئيل(علیه السلام) على النبي(صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بصحيفة لم يُنزل اللّه من السماء ...156
نظر على(علیه السلام) إلى امرأة على كتفها قربةً ماء...عبد الرحمن بن عوسجة...206
وجه هشام بن عبد الملك خاله شبة بن عقال التميمي إلى...295
وقف الباقر(علیه السلام)على قوم يغيبون رجالاً من إخوانهم ، فقال ...296
وقف سائل على أمير المؤمنين(علیه السلام) في شهر رمضان وقد ...173
وولد لرجل جارية فرآه الصادق(علیه السلام) متسخطاً ، فقال ...315
يوماً تجملت ويوماً تبغلت وإن عشئت تقيلت ...ابن عباس...232
ص: 439
نقدّم أسماء المعصومين الأربعة عشر (علیهم السّلام)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم ): 63 ،75،74،73،72،67،65 ،110،109،91،88،81،79،76، 123،122،121،119،114،112،111، 139،138،137،136،135،134،133، 148،147،،145،144،142،141،140، 171،167،158،156،155،151،150، 189،181،179،176،175،174،173، 206،203،200،198،194،190، 220،217،216،215،210،209،207، 238،232،231،229،225،224،222 ،239، 243، 244، 245، 247، 248، 249 ،271 ،267، 265، 260 ،259 ،258 ،250 ،307 ،289 ،281 ،275، 274 ، 273، 272، 335 ،329 ،328 ،321 ،313 ،311 ،310، ،342،341،340، 345 347، 348، 350، 353،352،351، 362،358، 364، 368 ،392،391،388 ،384، 386 ،379 ،372 ،379،
أمير المؤمنين(علیه السّلام) : 73،72، 91،80، 103، 104، 105 ، 108 ، 110 ، 111، 113 ، 114، 128 ،127 ،124 ،123 ،122 ،121 ،115 ،138 ،137 ،136 ،135 ،134 ،131 ،129 ،110 ،123 122 121 119 ،114 ، 112 ،111 ،132 ،131 ،130 ،129 ،128 ،127 ،124
ص: 440
139 ،138 ،137 ، 136 ،135 ، 134 133 ،140، 141، 142، 144، 145، 147، 148 ،171 ،115، 155،156، 158، 671 ،150 189 ،181 ،179، 176 ،175 ،174، 173 ،220 ،217 ،216 ،215 ،210 ،209 ،207 238 ،232 ،231 229 225 224 ،
فاطمة الزهراء (علیها السّلام): 79، 91، 109، 111 . 113 . 114 . 117 . 120 .121 .122 .123 . 124. 125 . 126.127.128 . 129 . 130. 131. 132. 133 . 134. 135. 136. 137. 138 .139 .140 .142 .145 .147 .149 .150 .171 .195 .215. 223 .225 .231 .246 .380 .387 .
الإمام الحسن : 114، 121، 131، 142، 156 . 166 .171 .195 .201 .211 .213. 214 .215. 216. 218 .219 .220 .221 .222 .223 .224 .225 .226 .227 . 228 . 229 .230 .231. 232 . 239 .241 .244 .247 .249 .291 .
الإمام الحسين (علیه السّلام) : 114، 121، 122، 131 ،220 ،219 ،202 ،195 ،171 ،142، ،238 ،237 ،235 ،231 ،228 ،226، 227،240، 241 ، 242، 243، 244، 245 ،239، ،259 ،251 ،250 ،246، 247 ، 248، 249 ،272 ،263 .
الإمام السجاد (علیه السّلام): 135، 192،167، 194 ،253، 255، 256، 257، 259، 262، 265 ،273 ،272 ،271 ،270 ،267 ، 268، 269، 291، 306 ،279 ،277 ،275 .
الإمام الباقر (علیه السّلام): 73 ،72، 125، 134، 147، ،283 ،275 ،272 ،259 ،257 ،228 ،200 ،292 ،291 ،289 ،288 ،287 ،285، 293 . 295 .296 .298 .299 .300 .302. 384 .390 .
الإمام الصادق (علیه السّلام):80 . 121 .125 .129 .160 .172 .190 .191 .194 .199. 203. 213. 231 .243. 244. 287. 294 .301. 303 .305 .306 .309 .310 .311. 314. 315 .320. 321. 334. 363 .370 .383 .386.390. 391.
الإمام الكاظم (علیه السّلام): 275، 310، 319، 323 . 334 ،333 ،331 ،330 ،329 ،328 ،327 . 335، 336، 3845
الإمام الرضا (علیه السّلام): 148، 247، 337،314
ص: 441
،339 . 340، 342،341 343، 346، 348 . 360 ،352 ،351 ،350 ،349 .
الإمام الجواد (علیه السّلام): 342، 355 ،357، 358 .359، 364،362،361،360
لإمام الهادي (علیه السّلام) : 365 367، 368، 370 378 ،375 ،372
الإمام العسكري (علیه السّلام): 373، 375، 376، 378 .379
الإمام المهدي (علیه السّلام): 381، 383، 384، 385 .390 ،389 ،388 ،386
أبو حنيفة : 305
أبو خالد الزبائي : 331
أبو خراش الهذلي : 317.
أبو خيّاب : 189
أبو ذر : 123، 84، 132 .
أبو سعيد الخدري : 260 .
أبو سعيد الخراساني : 390
ابو سفیان : 179 .
أبو سلمة : 391
آدم (علیه السّلام): 71، 186 ، 210 .
آسية بنت مزاحم : 119 .
أيان : 269 .
إبراهيم (علیه السّلام): 279 .
أبو الجنوب : 198 .
أبو الدرداء : 169 .
أبو الصلت الهروي : 351.
أبو العريف : 220 .
أبو الهواء : 159 .
أبو بصير : 320 .
أبو طالب (علیه السّلام): 119، 176
أبو لهب : 180 .
أبو محمد الفحام : 368 369
أبو مسلم الخولاني : 229 .
أبو مسلمة السلمي : 287.
أبو موسى الأشعري : 179 .
أبو هاشم الجعفري : 377.
أبو هريرة : 232 .
ابن النباح : 189 .
ابن أورمة : 361 372
ابن جبير: 262
أبو بكر = عتيق : 135، 143، 145، 147، 148، 150. 244
ابن سيرين : 217 ، 226
أبو جحيفة : 85
أبو حارثة : 241 .
ابن عائشة : 230 .
ابن عبّاس : 195 ، 201، 219، 220، 232 .
ابن عطاء المكي : 300.
أبو حبّة الأنصاري : 228 .
ابن كثير : 306.
ص: 442
ابن مسعود 90
این ملجم : 209، 222
أُم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر : 237، 238، 239 .
أحمد بن مابنداد : 376
الأموي : 308
أحمد بن محمد المعروف بالزيدي : 368 .
إنسان بازيار : 299
أحمد بن هارون : 367 .
إسحاق (بن إبراهيم علیه السّلام) : 186.
إسحاق بن عمّار : 312
أسماء بنت عميس : 140، 141، 195.
إسماعيل الصلعي : 209.
إسماعيل بن إبراهيم : 77،76، 186 .
إسماعيل بن جعفر الصادق : 316
الأشجع السلمي : 310
الأشعث : 183 .
الأصبغ بن نباتة : 158، 194، 207.
الأعمش : 228
أمّ البنين : 195.
أُمّ الفضل (بنت المأمون) : 342.
أمامة بنت أبي العاص : 151 ، 195.
أم أيمن : 137، 140
أَمّ جميل : 180 .
أم حبيب التغلبية : 195 .
حبيبة (بنت المأمون) : 342.
أُمّ حميدة : 320 .
أنس: 130، 167 .
أنس بن كعب : 218
أنيس بن أبي العريان : 218.
بثينة بنت عامر الجمحي : 199 .
البزنطي : 360 .
بشر النبال 288
بشر بن غالب : 241 .
بشير (الدهان) : 321
يلال : 140
الثمالي : 270، 289 .
جابر المكفوف : 309، 310
جابر بن عبد الله: 114، 133، 175، 259، 260.
جبرئیل: ،79 91 92، 109، 110، 112، ،156،138 ،137 ،131 ،119 ،114 . 113، 279.
جریر 295
جعفر المتوكل : 299 .
جميع بن عمير : 128 .
الحارث بن الأعور : 165، 166، 175 .
أُمّ سلمة : 130، 131، 135، 136، 137، 223
حرملة بن الحجاج : 299 .
أم كلثوم بنت أمير المؤمنين(علیه السّلام) : 121، 221.
حسان : 289
ص: 443
الحسن الصيقل : 160 .
الحسن بن الحسين الأفطس : 319
الزهري : 255، 265، 267، 278 .
زيد: 242 .
الحسن بن الحسين القاضي (أبو سعيد) 350 .
زيد الشحام (أبو أسامة) : 203.
الحسين المكاري : 359
الحسين بن النيسابوري : 357.
الحكم : 222 .
الحكم بن عتيبة : 286 .
حكيم بن جابر : 216 .
زيد بن أسامة بن زيد : 276 .
زيد بن أسلم : 205.
زيد بن علي بن الحسين : 243، 274 .
زينب بنت أمير المؤمنين(علیه السّلام) : 260
سارة : 119
حماد بن حبيب الكوفي القطان : 258.
سالمة .319
حماد بن عثمان : 383
سدير : 386
خديجة بنت خويلد (علیها السّلام) : 119، 120، 129 .195.231.
سُديف المكى : 285 .
الخضر : 315
دانیال 341
داود : 144، 372
دحية الكلبي : 131 .
ذرة : 132
راحیل : 139
الرباب : 246 .
الربيع : 335
رضوان خازن الجنة : 110 .
زاذان : 184
الزبير : 129، 168، 182
زر : 219 .
زكريا (علیه السّلام) : 144 .
سعد بن عبد الله : 226 .
سفيان الثوري : 307
سفيان بن أبي ليلى : 220 . سكين بن عمّار : 332.
سلامة التيمي : 183 .
سلمان: 122، 132، 133 ، 134 .
سلمی : 132
سلمى أم بني رافع : 149 .
سليمان بن جعفر : 340
سليمان(علیه السّلام): 143، 363
سماعة بن مهران : 334
سنان : 262.
السندي بن شاهك : 336.
سوادة بن قيس : 109 .
ص: 444
سويد بن غفلة : 164 .
السياري : 375
شبة بن عقال التميمي : 295 .
شجرة (الدهان): 321 .
الشعبي : 184.
شعیب (علیه السّلام): 270
صالح (علیه السّلام): 270
صفية بنت عبد المطلب : 251
الضحاك بن قيس : 179 .
طلحة : 129، 168، 182
عائشة : 128 130، 169، 201، 232
عائشة بنت عثمان: 239
عباد بن صهيب : 313
عباد بن كثير البصري : 306 307
عبادة أبو يحيى : 187 .
العباس بن عبد المطلب(علیه السّلام) : 389
عبد الحميد بن بكار الطائي : 325، 327
عبد الرحمن بن أبي هاشم : 391
عبد الرحمن بن عوسجة : 206 .
عبد الله البصري : 245 .
عبد الله بن الحسن : 216 .
عبد الله بن الزبير - ابن الزبير : 240 ، 241 .
عبد الله بن أبي الحمساء : 76 .
عبد الله بن جعفر: 226. 227. 228، 233 .238 .240
عبد الله بن جميل الأنصاري : 294 .
عبد الله بن شريك : 204 .
عبد الله بن عبد الرحمن : 357
عبد الله بن عمر : 229
عبد الملك بن مروان : 241، 269
العتبي : 225 .
عثمان : 168
عروة : 317
عقیل : 177 ، 178، 179، 180، 263
عكرمة : 221
علي بن الحسين بن زيد بن الحسين : 375
علي بن أبي رافع : 183 .
علي بن بلال : 379
علي بن جعفر : 372
عليّ بن جعفر الهرمزاني : 378
443
عمر : 74، 135، 147، 203،150، 245 .244
عمر بن عبد العزیز 298، 299 .
عمرو : 316
عمروبن العاص= ابن العاص : 180، 215، 216
عمرو بن عمير الثقفي : 176 .
العمري : 379
عنبسة العابد : 305
العيزار: 218
عیسی (علیه السّلام) : 321
فارس بن حاتم : 378
ص: 445
فاطمة بنت علي بن أبي طالب (علیه السّلام): 259 .
محمد بن أبي بكر : 229.
الفرزدق : 250
فرعون : 217
محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل : 240 ،241.
فروخ: 161 .
محمد بن جعفر : 237 .
الفضل : 110، 363 .
الفضل بن الربيع : 329 .
فضة : 122، 165 .
القاسم بن محمد بن أبي بكر : 291
القاسم بن محمد بن جعفر : 237، 238، 239
محمد بن زيد الشحام المعزلي :
محمد بن سهل الحميري : 364
مدرك بن أبي زياد : 219.
مروان بن الحكم : 222 ،237، 238 ،239 .240، 241
قنبر: 161، 166، 174 ، 187 ، 193، 202، 203
مریم بنت عمران (علیها السّلام): 119
قيس بن رمانة : 310.
كلثوم أُخت موسى بن عمران : 119 .
الكميت : 289
كهمس بن أبي أُمية : 181 .
لبيد العطاردي : 188
لقمان : 297
مالك بن الحارث : 162، 163، 164 .
المأمون : 299، 340، 342،341 .
محمد بن إسماعيل بن بزيع : 360
محمد بن الحسن الصفار : 390 .
محمد بن الحسين : 391
محمد بن الحنفية : 202، 214، 247 .
محمد بن المنكدر : 167، 286 .
مسافر 362
المُطرفي : 358.
معاوية : 178 ،179، 180، 215، 216، 217،240 ،238 ،237 ،225 223 ،221 220 ، 248، 249.
معاوية بن خُديج : 217.
مُعتِبُ : 308
المعتصم : 361 . 362
المعلى بن خنيس : 334، 389
المغيرة بن شعبة : 200 .
المفضّل بن عمر: 307 ، 312.
المقتدر 299
مقداد بن الأسود : 123، 132.
محمد بن الوليد الكرماني : 362
مقدودة : 132
ص: 446
المكتفي : 299 .
المنصوري : 368.
موسى بن عقبة : 247 .
موسى بن عمران(علیه السّلام): .390 315 . 73
موفق : 372
المهدي (العباسي) : 331
ميسرة : 362
میکائیل (علیه السّلام): 110 .
نعيم بن دجاجة : 188 .
نوح (علیه السّلام): 111
الوضين بن عطاء : 261 .
الوليد بن عبد الملك : 269 .
الوليد بن عتبة بن أبي سفيان: 240.
وهب بن منبه : 223، 224
هارون : 375
445
هارون الرشيد : 325 ، 326، 328، 330، 335 ،352، 341 ، 336
هارون بن عنترة : 202
هشام بن إسماعيل : 269 .
هشام بن حكم الصبيبي : 308
هشام بن عبد الملك : 295 .
هشام بن معاذ : 298
هند 225
هود (علیه السّلام): 270
ياسر الخادم : 340
يحيى (علیه السّلام): 144
يزيد : 217، 238، 239، 272
يزيد بن خليفة : 293
يعقوب (علیه السّلام): 231 ، 263
يوسف (علیه السّلام) : 231 ،339 ،363،341 .
ص: 447
آل الزبير : 270 .
آل أبي طالب : 295، 328
آل عمران : 273 .
آل فرعون : 339 .
بنو تغلب : 158 .
بنو ساعدة : 308
بنو سليم : 242 .
بنوشيبة : 387
آل محمّد(صلّی الله علیه و آله و سلّم) : 123، 82، 237، 258، 267، 372 ،358 ،351 ،321
بنو عبد المطلب : 177،74، 223 .
آل يعقوب : 144 .
بنو عبد شمس : 241
بنو نوفل : 241
الأنصار: 137، 140، 144، 145، 155، 238.
بنو هاشم: 134، 232، 238، 239، 256، 336
أهل الصُّفّة : 127
بنو إسرائيل : 217، 344 .
بنو الأشتر: 161 .
بنو أبي طالب : 335 .
بنو أسد : 185 .
ثقيف : 162 .
ثمود: 270
الروم : 267 ، 388
الشيعة : 242 ، 328
بنو أمية : 238، 242، 251، 268، 270، 312، 384، 387، 388
الصوفية : 339
الطالبية : 300
ص: 448
طيء : 186 .
عاد: 270
المسلمون: 74، 76، 158، 168، 177، 178، 295 ،271 ،223 ،183، 184، 186، 192
المنافقون : 164، 209 .
قریش : 71، 119، 135، 140، 141، 199، 215، 241، 272،256،248 ،239، 238، 227
مدین: 270 .
المهاجرون : 137، 145، 155 .
همدان: 201 .
ص: 449
إصفهان : 350 .
الأبطح : 179 .
الأبواء : 230 ،231 .
أنطاكية : 385 .
البصرة : 201.
البطائح : 378 .
بطحاء مكة : 83 .
بغداد : 359 .
البغييغة : 239.
البقيع : 113، 149، 232 .
بقيع الغرقد : 291 .
الحجاز : 237 .
حرم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : 359
الحيرة : 198.
خراسان: 339 351 .
الخورنق : 198 .
خیبر: 174 .
ديلمة : 388
الرحبة : 166، 184، 189 .
الركن : 215 .
رُمَيْلَةِ الدسكرة : 387.
الروضة : 150، 248 .
الروم : 384، 388 .
رومية : 388 .
زبالة : 258، 331 .
سر من رأى : 371، 378 .
سناباد : 352 .
الشام : 75، 168، 180، 214، 216، 222 ، 388 ،387 ،384 ،271 270، 223
الطائف : 109 .
ص: 450
طبرستان: 299 .
طيبة : 75 .
العراق : 168، 334 .
عرفات : 215
عرفة : 267 .
غدیر خم : 113 .
المستجار: 333 .
المسجد الحرام : 321 .
مسجد السهلة : 384
مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : 238، 240، 273.
مسجد سماك : 188
مسجد قبا : 82
فدك : 299
القرية الحمراء : 352
قسطنطينية : 388.
کرمند: 350 .
الكعبة : 294،71، 333 .
مسكن: 220.
المشعر : 215
مشهد الرضا (علیه السّلام): 353
مصر : 353.
المقام : 215 .
مقام إبراهيم : 325 .
الكوفة : 169 ، 177، 198، 203، 204، 209 ،387 ،384 ،321 ،250، 249 ،242،221 ،390 .
المدائن : 158، 204، 223 .
مكة : 75، 112، 119، 169، 215 ، 228، 241، 388 ،387 ،242 ،250، 259، 332، 386 ،390
المدينة : 113،84، 147، 181، 201، 214 ،240 ،239 ،230 229 ،228 ،227، 222 ،242 ، 248، 256، 264، 266، 269، 272 ،387 ،298 ،295 ،277
منى : 112، 215 .
مرو: 341 .
نجران : 157 .
النجف : 390 .
اليمن : 201،200 .
ينبع : 204.
ص: 451
أيام الأضحى : 183.
أيام صفّين : 162 .
يوم أحد : 179 .
يوم بدر: 179 .
حجة الوداع : 112 .
ليلة صفين : 124 .
يوم الأضحى : 194.
يوم السقيفة : 142 .
يوم الفطر : 194 .
(يوم) النضير : 70 .
يوم خيبر : 70
يوم صفين : 223 .
يوم غدير خم : 145 .
يوم فتح مكة : 71 .
يوم قريظة : 70 .
ص: 452
صدر البيت -القافية -القائل -الصفحة
أبا جعفر إنَّ الحجيج تَصدَّعُوا- بعير -أعرابي -288
إِذا ما أَتَانِي سَائِلٌ قُلتُ مَرْحَباً -مؤملٌ -الإمام الحسن (علیه السّلام)-224
إِذا ما طَلَبْتَ خصال النَّدى -جُهْدِهِ -الإمام الصادق (علیه السّلام)-309
اصبر على مَضْضِ الإِدلاج والسَّحرِ -لبكر -أمير المؤمنين (علیه السّلام)-163
أعذُرْ أَخاك على ذُنُوبة -عيوبه -الإمام الرضا (علیه السّلام)-349
البسك الله [ منه ] عافية -أَرَقِك -الأشجع السلمي-310
إِنَّ السَّرِيرَ عَلَيَّ غَيْرُ مُسَلَّم -عقيل -عمرو بن العاص -180
إِنَّ السَّفاهة قدماً مِن خَلائِقِكُمْ -الملاعين -عقیل -180
إِنَّ الصَّبيَّ صبي العَقْلِ لا صغر-کبر-الإمام الباقر (علیه السّلام)-291
إن شر الناسِ مَن يَشْكُرُ لي-شَتَم-الإمام الباقر (علیه السّلام)-296
أَيَا عَمْرُو لم أَصْبِرْ ولي فِيكَ حِيلَةٌ -الصَّبْرِ -...-316
بث النوال ولا تمنعك قلته-محمود -الإمام الصادق(علیه السّلام)-311
تَسَمَّع فإنَّ الصَّوْتَ يُؤْذِنُ بالمَوْتِ -الفوت -الإمام الجواد (علیه السّلام)-364
ص: 453
صدر البيت -القافية -القائل -الصفحة
تَقُولُ أَراهُ بَعْدَ عُرْوَةَ لاهِياً -جليل -أبو خراش الهذلي -317
الجودُ مِنَّا وفينا لا يُزايلنا -الجسد -أمير المؤمنين (علیه السّلام)-73
ذهَبَ الَّذين إذا ذهبت تحملوا -لم يجهلوا -الإمام الحسن (علیه السّلام)-225
عاجَلْتَنا فأتاك عاجل برنا -لم يقلل- الإمام الحسن (علیه السّلام)-226
عش موسراً إن شئت أو مغبراً -الهم -الإمام الجواد (علیه السّلام)-359
عَطِيَّتُهُ إِذا أَعْطَى سُرُورٌ -أثابا -الإمام الصادق (علیه السّلام)-316
عَلَّل النفس بالقُنُّوع وإلا -يكفيها -أمير المؤمنين(علیه السّلام)-163
فُجعنا بالنَّبِيِّ وَكَانَ فينا -الإمام -أمير المؤمنين (علیه السّلام)-110
فضح العشيرة يوم سلخ قائماً عقال -جرير -295
كيف يصفو سُرور من ليس يدري -المنون -الإمام السجاد (علیه السّلام)-278
لَئِن كانت الدنيا تُعَدُّ نَفيسة -أجمل -الإمام الحسن (علیه السّلام)-224
لكُل أُناس مُقْبَرٌ بِغنائهم -تزيد -الإمام الصادق (علیه السّلام)-316
لكلِّ امْرِى شَكل مِنَ النَّاسِ مِثْلُهُ -شكلا -الإمام الباقر (علیه السّلام)-296
ماذا أقول إذا رجعتُ وَقِيل لي ؟ -المفضل -بعض الشعراء -225
متى آتِهِ يَوْماً أُطالب حاجة -بمائه -...-180
مَن سَرَّهُ أَن يَرَى قَبْراً بِرُؤْيَتِهِ -كُرَبَهْ -...-353
وإن سفاة الشيخ لا حِلْمَ بَعْدَهُ يحلُمُ -...-180
وإني من القوم الذين هم الألى -صاحبة -الإمام الباقر (علیه السّلام)-293
وَإِنِّي وإن قدمت قبلي لعالِمٌ -قریب -...-315
ومُسْتَعْجِل بالأمر لو كان عالماً -تعجلا -الإمام الباقر (علیه السّلام)-295
هذا جناي وخياره فيه -فيه -أمير المؤمنین (علیه السّلام)- 182، 189، 190
يا أَيُّها المَعْدُودُ أَنفاسه -العدد -الإمام الباقر (علیه السّلام)-292
ص: 454
الإنجيل : 273، 385 .
بصائر الدرجات : 390 .
التوراة : 75، 385 .
الزبور : 385 .
الفرقان : 385 .
القرآن : 103، 114، 168، 261 ، 262، 269 ،270، 271، 272، 273، 317، 347، 391 .
ص: 455
حرف الألف
1 - القرآن الكريم .
2 - الإتحاف بحبّ الأشراف : عبد الله بن محمد الشبراوي، الشريف الرضي - قم.
3- إثبات الهداة : الحر العاملي (1104 ه)، مكتبة المحلّاتي - قم.
4 - الآحاد والمثاني : ابن أبي عاصم الضحاك (287 ه) ، دار الدراية - الرياض.
5 - الأحاديث الطوال : سليمان بن أحمد الطبراني ( 360ه) دار الكتب العلمية - بيروت.
6 - إحقاق الحق ، القاضي نور الله التستري (1019 ه) ، مكتبة السيد المرعشي - قم .
7- الاحتجاج : أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي ( 560 ه-) ، دار النعمان - قم.
8 - أخبار القضاة: محمّد بن خلف بن حيّان (306ه) ، عالم الكتب - بيروت.
9 - الاختصاص : الشيخ المفيد (413) ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .
10 - الأربعون حديثاً : محمد بن سعيد الراوندي (ق 7 ه) ، المطبوع في مجلة تراثنا برقم 46 .
11 - أربعون حديثاً : منتجب الدين بن بابويه( 585 ه )، مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .
12 - الإرشاد : الشيخ المفيد (413 ه)، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
13 - إرشاد القلوب : الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي (ق8 ه) ، دار الأسوة - قم .
ص: 456
14 - أدب الإملاء والاستملاء : عبد الكريم بن محمد السمعاني ( 562 ه-) ، دار ومكتبة الهلال - بيروت.
15 - الأدب المفرد : محمد بن إسماعيل البخاري (256ه-) ، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت.
16 - أسباب نزول القرآن : علي بن أحمد بن عبد الواحد النيسابوري (468 ه) ، دار الباز - مكة .
17 - الاستبصار : الشيخ الطوسي ( 460 ه) ، دار الكتب الإسلامية - طهران.
18 - الاستنصار : أبو الفتح الكراجكي ( 449 ه) ، دار الأضواء - بيروت.
19 - الاستذكار : ابن عبد البر الأندلسي (463 ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
20 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ابن عبد البر الأندلسي (463 ها) ، دار الجيل - بيروت.
21 - التنبيهات العلية : الشهيد الثاني (965ه) ، مجمع البحوث الإسلامية - مشهد.
22 - أسد الغابة : ابن الأثير ( 630 ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
23 - الإصابة : ابن حجر العسقلاني (852ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
24 - الأصول السنة عشر : الجمع من قدماء المحدثين ، دار الحديث - قم.
25 - إقبال الأعمال : السيد علي بن طاوس ( 644 ه) ، مكتب الإعلام الإسلامي -قم.
26 - الأغاني : أبو الفرج الأصبهاني (356 ه ) ، دار الفكر - بيروت.
27 - الأعلام : خير الدين الزركلي ، نشر دار العلم للملايين - بيروت.
28 - أعلام الدين : الحسن بن أبي الحسن الديلمي (ق 8 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیه السّلام).
29 - إعلام الورى : الفضل بن الحسن الطبرسي (548 ه) ، مؤسسة آل البيت(علیه السّلام).
30 - أعيان الشيعة : السيد محسن الأمين (1371 ه) ، دار التعارف للمطبوعات - بيروت.
31 - ألقاب الرسول وعترته(علیهم السّلام): قطب الدين الراوندي (573) ه-)، مكتبة السيد المرعشي - قم.
32 - الأمالي : الحسين بن إسماعيل المحاملي (330 ها ، المكتبة الإسلامية ودار ابن القيم - بيروت.
33 - الأمالي : الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه ( 381ه-)، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
34 - الأمالي : الشيخ المفيد (413 ه) ، دار المفيد - بيروت.
35 - الأمالي : محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ه) ، مؤسسة البعثة - قم.
36 - الأمالي : الشريف المرتضى (436 ه-)، مكتبة السيد المرعشي - قم.
ص: 457
37 - الإمامة والتبصرة : علي بن الحسين بن بابويه (329 ه) ، مدرسة الإمام المهدي - قم .
38 - الإمامة والسياسة ؛ ابن قتيبة الدينوري (276ه) ، الشريف الرضي - قم .
39 - الأمان من أخطار الأسفار : السيد علي بن طاوس (664) ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
40 - إمتاع الأسماع : أحمد بن عليّ المقريزي ، دار الكتب العلمية - بيروت.
41 - أمل الآمل : محمد بن الحسن الحر العاملي (1104 ه-) ، مكتبة الأندلس - بغداد.
42 - أنساب الأشراف : أحمد بن يحيى البلاذري (ق (3ه-) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
43 - الأنساب : أبو سعيد عبد الكريم بن محمد السمعاني (562 ه-) ، دار الجنان - بيروت.
44 - الإكمال في أسماء الرجال : الخطيب التبريزي (741ه) ، مؤسسة أهل البيت (علیه السّلام)- قم .
حرف الباء
45 - بحار الأنوار : المولى محمد باقر المجلسي (1111ه) ، المكتبة الإسلامية - طهران.
46 - بشارة المصطفى : محمد بن علي الطبري (ق 6 ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .
47 - بصائر الدرجات : محمد بن الحسن الصفّار (290 ه) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
48 - البداية والنهاية : ابن كثير الدمشقي (774ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
49 - بلاغات النساء: ابن طيفور (380ه) ، مكتبة بصيرتي - قم .
50 - البلد الأمين : تقي الدين إبراهيم الكفعمي (905 ه-)، الطبعة الحجرية.
51 - بناء المقالة الفاطمية : السيد أحمد بن طاوس (673) ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
حرف التاء
52 - تاج العروس : السيد محمد مرتضى الزبيدي ( 1205)ه ، المطبعة الخيرية - مصر.
53 - تاریخ ابن خلدون : ابن خلدون (808ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
54 - تاریخ ابن معين : عثمان بن سعيد الدارمي ( 280 ه)، دار المأمون - دمشق .
55 - تاريخ الإسلام محمد بن أحمد الذهبي (748ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
56 - تاريخ بغداد : أحمد بن علي الخطيب البغدادي (463 ه)، دار الكتب العلمية - بيروت.
ص: 458
57 - تاريخ جرجان : حمزة بن يوسف السهمي (427 ها ، عالم الكتب - بيروت.
58 - التاريخ الكبير : محمد بن إسماعيل البخاري (256ه-) المكتبة الإسلامية - ديار بكر تركيا.
59 - التاريخ الصغير : محمد بن إسماعيل البخاري (256ه-)، دار المعرفة - بيروت.
60 - تاريخ الطبري : ابن جرير الطبري (310ه-)، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
61 - تاريخ المدينة : ابن شبة النميري (257ه-) ، دار الفكر - بيروت .
62 - تاريخ مدينة دمشق : ابن عساکر (571 ه)، دار المعارف ودار الفكر - بيروت.
63 - تاريخ اليعقوبي : أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي ( 284ه-)، دار صادر - بيروت.
64 - تأويل الآيات : السيد علي الأسترآبادي (ق) 10 ه-)، مدرسة الإمام المهدي(علیه السّلام) - قم .
65 - التبيان : محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ه-) ، مكتب الإعلام الإسلامي - قم .
66 - تحرير الأحكام : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه) ، مؤسسة الإمام الصادق - قم .
67 - التحصين : السيد علي بن طاوس ( 664ه-) ، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر - قم.
68 - تحف العقول ابن شعبة الحراني (ق 4 ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
69 - التحرير الطاوسي : حسن بن زين الدين العاملي (1011 ه-)، مكتبة السيد المرعشي - قم .
70 - تخريج الأحاديث والآثار الزيلعي (762ه) ، دار ابن خزيمة - الرياض .
71 - التواضع والخمول : عبد الله بن أبي الدنيا ( 281 ه-)، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.
72 - التخويف من النار : ابن رجب الحنبلي (795ه-) ، دار الرشيد - دمشق .
73 - تذكرة الحفاظ : محمد بن أحمد الذهبي (748ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
74 - تذكرة الخواص : سبط ابن الجوزي ( 654ه-) ، مؤسسة أهل البيت(علیهم السّلام) - بيروت .
75 - تذكرة الفقهاء : الحسن بن يوسف الحلّي (726 ه-) ، مؤسسة آل البيت(علیهم السّلام) .
76 - تفسير الآلوسي : الآلوسي ( 1270ه).
77 - تفسير ابن أبي حاتم : ابن أبي حاتم الشامي (327) ه-) ، المكتبة العصرية - صيدا.
78 - تفسیر ابن کثیر : ابن كثير الدمشقي ( 774ه) ، دار المعرفة - بيروت .
79 - تفسير أبي السعود: أبو السعود محمد العمادي ( 951ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت .
80- تفسير البغوي : البغوي ( 510 ه-) ، دار المعرفة - بيروت.
ص: 459
81 - تفسير التبيان : محمد بن الحسن الطوسي (460 ه-) ، مكتب الإعلام الإسلامي - قم.
82 - تفسير الثعالبي : أبو زيد الثعالبي (875ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت .
83 - تفسير الثعلبي : الثعلبي (427 ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
84 - تفسير جوامع الجامع : علي بن الحسن الطبرسي (548ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
85 - تفسير العياشي : محمد بن مسعود بن عياش العياشي، المكتبة العلمية الإسلامية - طهران.
86 - تفسير الفرات: فرات بن إبراهيم الكوفي (352ه-)، وزارة الإرشاد الإسلامي- طهران.
87 - تفسير القرطبي : محمد بن أحمد القرطبي ( 671ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
88 - تفسير القمي : علي بن إبراهيم بن هاشم القمي (ق 4 ه-) ، دار الكتب - قم .
89 - التفسير الكبير : فخر الدين محمد بن عمر الرازي (606ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت .
90 - تفسير مجمع البيان أمين الإسلام الطبرسي (548) ه) ، المكتبة الإسلامية - طهران.
91 - تفسير النسفي : عبد الله بن أحمد النسفي (537 ه)
92 - تقريب التهذيب : ابن حجر العسقلاني ( 852ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
93 - تقريب المعارف : أبو الصلاح تقي الدين الحلبي (447) ه-) ، بتحقيق فارس تبريزيان .
94 - التعجب من أغلاط العامة : أبو الفتح الكراجكي ( 449) ه-) ، دار الغدير - قم .
95 - تكملة أمل الآمل : السيد حسن الصدر ( 1354ه-) ، مكتبة السيد المرعشي - قم .
96 - التمحيص : محمد بن همام الإسكافي (336ه-) ، مدرسة الإمام المهدي(علیه السّلام) - قم..
97 - التمهيد : ابن عبد البر الأندلسي (463 ه-) ، وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية -المغرب.
98 - تنبيه الغافلين : شرف الإسلام بن المحسن بن كرامة (494) ه-) ، مركز الغدير - قم .
99 - تنقيح المقال : الشيخ عبد الله المامقاني ( 1351 ه- ) الطبعة الحجرية.
100 - التوحيد : الشيخ الصدوق (381ه-)، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
101 - تهذيب الأحكام : محمد بن حسن الطوسي ( 460)ه ، دار الكتب الإسلامية - طهران.
102 - تهذيب التهذيب : ابن حجر العسقلاني (852ه-) ، دار الفكر - بيروت
103 - تهذيب الكمال : أبو الحجاج يوسف المزيّ ( 742ه-) ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
ص: 460
حرف الثاء
104 - الثاقب في المناقب : ابن حمزة الطوسي ( 560 ه) ، مؤسسة أنصاريان - قم.
105 - الثقات : محمد بن حبان البستي ( 354ه-) ، دائرة المعارف العثمانية - الهند.
106 - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال : الشيخ الصدوق (381ه-)، الشريف الرضي - قم .
حرف الجيم
107 - جامع الأحاديث : جعفر بن أحمد القمي ( ق 4 ه-) ، مجمع البحوث الإسلامية - مشهد .
108 - جامع الأخبار : محمد بن محمد السبزواري (ق 7 ه-) مؤسسة آل البيت(علیهم السّلام).
109 - جامع البيان : محمد بن جرير الطبري (310ه-) ، دار الفكر - بيروت.
110 - الجامع الصغير : جلال الدين السيوطي (911 ه-)، دار الفكر - بيروت.
111 - جامع الرواة : محمد بن عليّ الأردبيلي (1101 ه-) ، مكتبة المحمدي - قم .
112 - الجرح والتعديل : ابن أبي حاتم الرازي (327ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
113 - الجعفريات : الطبعة الحجرية ، مكتبة نينوى - طهران.
114 - الجواهر السنية : محمد بن الحسن الحر العاملي (1104 ه-) ، مكتبة مفيد - قم .
115 - جواهر المطالب محمد بن أحمد الدمشقي (ق) (ه-) ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية - قم .
116 - الجوهرة : محمد بن أبي بكر الأنصاري البري (ق 7 ه-)، مكتبة النوري - دمشق .
حرف الحاء
117 - الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب : السيد فخار بن معد ( 630ه-) ، سيّد الشهداء - قم.
118 - حلية الأبرار: السيد هاشم بن البحراني (1107 ه- ، دار الكتب العلمية - قم .
119 - حلية الأولياء : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصفهاني ( 430 ه-) ، دار الكتاب العربي - بيروت.
حرف الخاء
120 - الخرائج والجرائح : قطب الدين الراوندي (573 ه-)، مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .
ص: 461
121 - خصائص الأئمة(علیهم السّلام) : الشريف الرضي (406 ه-) ، الآستانة الرضوية المقدسة - مشهد.
122 - خصائص أمير المؤمنين(علیه السّلام) : أحمد بن شعيب النسائي (303ه-)، مكتبة نينوى - طهران.
123 - خصائص الوحي المبين : ابن البطريق ( 600 ه-) ، وزارة الإرشاد الإسلامي - طهران.
124 - الخصال : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
125 - خلاصة الأقوال : الحسن بن يوسف الحلي (726ه) ، نشر الفقاهة - قم.
حرف الدال
126 - الدرجات الرفيعة : السيد علي خان المدني ( 1120 ه-) ، مكتبة بصيرتي - قم .
127 - الدر المنثور : جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (911ه) ، المطبعة الميمنية - مصر.
128 - الدر النظيم: ابن حاتم الشامي العاملي (664 ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.
129 - الدروع الواقية : السيد علي بن طاوس (664ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
130 - دستور معالم الحكم : محمد بن سلامة القضاعي (454) ه-) ، مكتبة المفيد - قم.
131 - دعائم الإسلام : أبو حنيفة النعمان بن محمد المغربي (363ه-) ، دار المعارف - القاهرة.
132 - دلائل الإمامة : محمد بن جرير الطبري الصغير (ق 5 ه-) ، مؤسسة البعثة - قم .
حرف الذال
133 - ذخائر العقبي : أحمد بن عبد الله الطبري ( 694ه-) ، مكتبة القدسي - القاهرة.
134 - الذرية الطاهرة : محمد بن أحمد الدولابي (310ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
135 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة : آقا بزرگ الطهراني، دار الكتب العلمية - قم .
136 - ذكر أخبار إصفهان : أحمد بن عبد الله الأصبهاني ( 430 ه-) ، مطبعة بريل - ليدن .
137 - ذكرى الشيعة : الشهيد محمد بن مكي العاملي (786 ه-) ، مؤسسة آل البيت(علیهم السّلام).
138 - ذیل تاریخ بغداد : ابن النجار البغدادي (643ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
حرف الراء
139 - رجال ابن داود الحسن بن داود الحلّيّ (707ه) ، مكتبة الحيدرية - النجف.
ص: 462
140 - رجال الطوسي : محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي-قم.
141 - اختيار معرفة الرجال : الشيخ الطوسي ( 460 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
142 - رجال النجاشي : أبو العباس النجاشي ( 450 ه ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .
143 - رسائل الشريف المرتضى : الشريف المرتضى (436) ه-) ، دار القرآن الكريم - قم .
144 - الرسائل العشر : محمد بن الحسن الطوسي ( 460)ه ، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.
145 - الرسائل العشر : ابن فهد الحلّي ( 841ه-) ، مكتبة السيّد المرعشي - قم .
146 - رشح الولاء في شرح الدعاء : أسعد بن عبد القاهر الإصفهاني ( 640ه- ) .
147 - روضات الجنّات : الميرزا محمّد باقر الخوانساري مكتبة إسماعيليان - قم .
148 - الروضة في فضائل أمير المؤمنين(علیه السّلام): شاذان بن جبرئيل ( 660 ه-) ، مركز الأمير .
149 - روضة الواعظين : ابن الفتال النيسابوري (508 ها ، الشريف الرضي - قم .
150 - رياض العلماء وحياض الفضلاء : الميرزا عبد الله أفندي (ق 12 ه) ، مطبعة الخيام - قم .
حرف الزاي
151 - زاد المسير : عبد الرحمن بن الجوزي (597 ه-) ، دار الفكر - بيروت.
153 - الزهد : الحسين بن سعيد الأهوازي (ق 3ه-) ، مطبعة علمية - قم .
حرف السين
153 - سبل الهدى والرشاد : محمّد بن يوسف صالحي (942ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
154 - سرور أهل الإيمان : السيد بهاء الدين النيلي (ق) (9 ه-)، مكتبة العلامة المجلسي - قم .
155 - السقيفة وفدك : ابن عبد العزيز الجوهري (323ه-) شركة الكتبي - بيروت.
156 - سلوة الحزين: قطب الدين الراوندي (573)ه-)، مكتبة العلامة المجلسي - قم.
157 - سنن ابن ماجة : أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (275ه-) ، طبع في بيروت.
158 - سنن أبي داود : أبو داود السجستاني (275ه-) ، دار الفكر - بيروت .
159 - سنن الترمذي : أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي (279)،ه-)، دار الفكر - بيروت.
ص: 463
160 - السنن الكبرى : أحمد بن شعيب النسائي (303ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
161 - سنن الدارمي : أبو محمد الدارمي (255 ه-) ، مطبعة الاعتدال - دمشق .
162 - السنن الكبرى أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (458 ه-) ، دار المعرفة - بيروت.
163 - سير أعلام النبلاء : محمد بن أحمد الذهبي (748ه) ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
164 - سيرة ابن إسحاق : محمد بن إسحاق بن يسار (151) ه-)، معهد الدراسات والأبحاث للتعريف .
165 - السيرة الحلبية : الحلبي ( 1044 ها ، دار المعرفة - بيروت.
حرف الشين
166 - الشافي في الإمامة : الشريف المرتضى (436ه) ، مؤسسة الصادق طهران.
167 - شرح إحقاق الحق : السيد شهاب الدين المرعشي ، مكتبة السيّد المرعشي - قم.
168 - شرح الأخبار : أبو حنيفة النعمان بن محمد المغربي (363ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
169 - شرح الأزهار : أحمد بن عبد الله الجنداري ( 840 ها ، مكتبة غمضان - صنعاء.
170 - شرح أصول الكافي : ملّا صالح المازنداراني ( 1081ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
171 - شرح معاني الآثار : أحمد بن محمد بن سلمة (321ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
172 - شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد المعتزلي (656ه-) ، دار إحياء الكتب العربي - بيروت.
173 - شرح نهج البلاغة : ابن ميثم البحراني ( 679ه-) ، مؤسسة النصر - تهران .
174 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى : القاضي عياض اليحصبي ( 544 ه-) ، دار الفكر - بيروت.
175 - الشمائل المحمدية : محمد بن عيسى الترمذي (279)ها ، دار الفيحاء - دمشق.
176 - شواهد التنزيل : الحاكم الحسكاني ( 490) ه-) ، وزارة الإرشاد - طهران.
حرف الصاد
1 - صحاح اللغة : إسماعيل بن حماد الجوهري (393ه-) ، دار العلم للملايين - بيروت.
ص: 464
178 - صحيح ابن حبّان : ابن حبان البستي (354) ه-)، مؤسسة الرسالة - بيروت.
179 - صحيح ابن خزيمة: محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي (311ه-) المكتب الإسلامي.
180 - صحيح البخاري : محمد بن إسماعيل البخاري (256ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
181 - صحیح مسلم : مسلم بن الحجاج النيسابوري (261ه-) ، دار الفكر - بيروت.
182 - صحيفة الرضا : مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .
183 - الصراط المستقيم : علي بن يونس البياضي (877ه) ، المكتبة المرتضوية.
184 - صفات الشيعة : الشيخ الصدوق (381ه-)، انتشارات عابدي - طهران.
حرف الضاد
185 - ضعفاء العقيلي : محمد بن عمرو العقيلي (322ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت .
حرف الطاء
186 - طبقات أعلام الشيعة : آقا بزرگ ،الطهراني، مؤسسة مطبوعاتي إسماعيليان- قم.
187 - الطبقات الكبرى محمد بن سعد ( 230 ه)، دار صادر - بيروت .
188 - طبقات المحدثين بأصبهان : محمد بن جعفر بن حيان (369ه) مؤسسة الرسالة - بيروت.
189 - الطرائف : السيد علي بن طاوس (664 ه-) ، مطبعة الخيام - قم .
190 - طرائف المقال : السيد علي أصغر البروجردي (1313)ه) ، مكتبة السيد المرعشي - قم .
حرف العين .
191 - علل الشرائع : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مكتبة الحيدرية - النجف .
192 - عدّة الداعي : ابن فهد الحلّيّ (841ه-) ، مكتبة الوجداني - قم .
193 - العدد القوية : الحسن بن يوسف الحلّيّ (705ه- مكتبة السيّد المرعشي - قم.
194 - العقد النضيد والدر الفريد : محمد بن الحسن القمّي (ق 7 ه) ، دار الحديث - قم .
195 - العلل : أحمد بن محمد بن حنبل ( 241ه-) ، المكتب الإسلامي - بيروت.
ص: 465
196 - علل الدار قطني : أبو الحسن علي الدار قطني (385 ه-) ، دار طيبة - الرياض .
197 - عمدة عيون صحاح الأخبار : ابن بطريق ( 600ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي-قم.
198 - عمدة القاري : العيني (855ه) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
199 - عوالي الآلي : ابن أبي جمهور الأحسائي ( 940 ه-) ، مطبعة سيد الشهداء - قم .
200 - العهود المحمدية : عبد الوهاب الشعراني (973ه-)، مكتبة مصطفى البابي - مصر.
201 - العين : أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (175 ه-) ، دار الهجرة - قم .
202 - عيون أخبار الرضا(علیه السّلام): الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
203 - عيون الأثر : ابن سيد الناس (734ه) ، مؤسسة عز الدين - بيروت .
204 - عيون الحكم والمواعظ : علي بن محمد الواسطي (ق 6 ه-) ، دار الحديث - قم.
حرف الغين
205 - الغارات : إبراهيم بن محمد الثقفي (283) ها انجمن آثار ملّي - طهران.
206 - الغيبة : الشيخ الطوسي ( 460) ه-)، مؤسسة المعارف الإسلامية - قم .
207 - الغيبة: محمد بن إبراهيم النعماني ( 360 ه) ، مكتبة الصدوق - طهران .
حرف الفاء
208 - فتح الأبواب : السيد علي بن طاوس ( 664 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام) .
209 - فتح الباري : ابن حجر العسقلاني (852ه) ، دار المعرفة - بيروت.
210 - الفتوح : أحمد بن أعثم الكوفي (314ه) ، دار الأضواء - بيروت.
211 - فرج :المهموم : السيد علي بن طاوس (664 ه-) ، الشريف الرضي - قم.
212 - الفصول المهمة: ابن الصباغ المالكي ( 855ه-) ، مطبعة العدل - النجف .
213 - الفضائل : شاذان بن جبرئيل القمي (660ه-)، مكتبة الحيدرية - النجف .
214 - فضائل الأشهر الثلاثة : الشيخ الصدوق (381ه-) ، دار المحجة البيضاء - بيروت .
215 - فضائل الصحابة : أحمد بن حنبل الشيباني (241ه-)، مؤسسة الرسالة - بيروت.
ص: 466
216 - فضائل الصحابة : أحمد بن شعيب النسائي (303)ه ، دار الكتب العلمية - بيروت.
217 - فقه الرضاء : المنسوب إليه مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
218 - فقه القرآن : قطب الدين الراوندي (573 ه-) ، مكتبة السيد المرعشي - قم.
219 - الفهرست : الشيخ الطوسي (460 ه-) ، نشر الفقاهة - قم.
220 - الفهرست : محمد بن إسحاق المعروف بابن النديم (385 ه-) ، طهران .
221 - فلاح السائل : السيد علي بن طاوس (664ه) .
222 - فيض القدير : محمد عبد الرؤوف المناوي (1031 ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت .
حرف القاف
223 - قاموس الرجال : محمد تقي التستري، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.
224 - قصص الأنبياء : قطب الدين الراوندي (573 ه-) ، مؤسسة الهادي .
225 - قصص الأنبياء : السيد نعمة الله الجزائري (1112 ه-)، الشريف الرضي -قم .
226 - قرب الإسناد : عبد الله بن جعفر الحميري (ق) (3ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
حرف الكاف
227 - الكافي : أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (328ه-) ، دار الكتب الإسلامية - طهران.
228 - الكامل : عبد الله بن عدي (365 ه-) ، دار الفكر - بيروت.
229 - الكامل : ابن الأثير محمد بن محمد الشيباني ( 630 ه-) ، دار صادر - بيروت .
230 - كامل بهائي : الحسن بن علي الطبري ( ق 7 ه- ) ، مكتبة مصطفوي - قم .
231 - كامل الزيارات : جعفر بن محمد بن قولويه القمّي (368ه-) ، نشر الثقافة - قم .
232 - كتاب سليم بن قيس الهلالي (76 ه-) ، نشر الهادي - قم .
233 - كتاب الصمت وآداب اللسان : عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا (281 ه-) ، دار الكتاب العربي - بيروت.
234 - كتاب الدعاء : سليمان بن أحمد الطبراني ( 360 ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
ص: 467
235 - كتاب المنمق : محمد بن حبيب البغدادي ( 245ه-) ، عالم الكتب - بيروت.
236 - كشف الريبة : الشهيد الثاني ( 966 ه-) ، بوستان کتاب - قم .
237 - کشف الخفاء : إسماعيل بن محمد العجلوني (1162ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
238 - كشف الغمة : علي بن عيسى الإربلي (693 ه) ، دار الأضواء - بيروت .
239 - كشف المحجة : السيد علي بن طاوس (664ه-) ، مكتبة الحيدرية - النجف .
240 - كشف اليقين : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه) ، وزارة الإرشاد الإسلامي - طهران.
241 - الكرم والجود : محمد بن الحسين البرجاني ( 238) ه-)، دار ابن حزم - بيروت.
242 - كفاية الأثر : الخزاز القمي ( 400 ه ، انتشارات بيدار.
243 - كمال الدين وتمام النعمة : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي-قم.
244 - كنز الفوائد: أبو الفتح الكراجكي ( 449 ها ، مكتبة المصطفوي - قم.
245 - كنز العمّال: المتقي الهندي (975ه) ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
حرف اللام
246 - لسان العرب : ابن منظور (711ه-) ، نشر أدب الحوزة - قم.
247 - لسان الميزان : لابن حجر العسقلاني (852ه) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت .
حرف الميم
248 - المبسوط : محمد بن الحسن الطوسي ( 460 ه-) ، المكتبة المرتضوية - طهران .
249 - المبسوط : شمس الدين السرخسي (483) ه-) ، دار المعرفة - بيروت.
250 - مثير الأحزان : ابن نما الحلّيّ (645)(ه-)، المكتبة الحيدرية - النجف .
251 - المجازات النبوية الشريف الرضي (406 ه-) مكتبة بصيرتي - قم .
252 - مجمع البحرين : فخر الدين الطريحي ( 1085ه-)، المكتبة المرتضوية - طهران.
253 - مجمع البيان: الفضل بن الحسن الطبرسي (548ه- ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
254 - مجمع الزوائد : علي بن أبي بكر الهيثمي (807ه) ، دار الكتاب العربي ودار الكتب العلمية - بيروت .
ص: 468
255 - مجمع الفائدة : المولى أحمد الأردبيلي ( 994ها ، نشر جماعة المدرسين - قم .
256 - مجموعة ورّام: ورّام بن أبي فراس (606ه-) ، دار الكتب الإسلامية - طهران.
257 - مجلة تراثنا : الصادرة من مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام) في قم.
258 - مجلة علوم الحديث : الصادرة من دار الحديث في قم.
259 - محاسبة النفس : تقي الدين إبراهيم الكفعمي (905ه) ، مؤسسة قائم آل محمد(علیه السّلام) - قم .
260 - المحاسن : أحمد بن محمد البرقي (274ه-) ، دار الكتب الإسلامية - بيروت.
261 - المحتضر : حسن بن سليمان الحلّى (ق8 ه) ، المكتبة الحيدرية - النجف .
262 - مختصر البصائر : حسن بن سليمان الحلي (ق 9ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .
263 - مختلف الشيعة : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم .
264 - مرآة العقول : محمد باقر المجلسي (1111ه) ، دار الكتب الإسلامية - تهران .
265 - المزار الكبير محمد بن جعفر المشهدي ( 610ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
266 - مدينة المعاجز : السيد هاشم البحراني (1107ه) ، مؤسسة المعارف الإسلامية -قم.
267 - مسائل على بن جعفر: مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
268 - المستجاد من الإرشاد : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه-) ، مؤسسة المعارف الإسلامية - قم .
269 - مستدركات علم رجال الحديث : علي النمازي الشاهرودي (1405ه-) ، مطبعة شفق - طهران.
270 - المستدرك على الصحيحين : الحاكم النيسابوري (405)ه) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
271 - مستدرك الوسائل : الميرزا حسين النوري الطبرسي (1320 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام) .
272 - المسترشد : محمد بن جرير الطبري الإمامي ق 4 ه- ، مؤسسة الثقافة الإسلامية - قم .
273 - مستطرفات السرائر : ابن إدريس الحلّي (598)ه) مؤسسة النشر الإسلامي - قم .
274 - مسكن الفؤاد : الشهيد الثاني ( 965 ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
275 - مسند ابن الجعد علي بن الجعد الجوهري (230)(ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
276 - مسند ابن راهويه : إسحاق بن راهويه (238)(ه-)، مكتبة الإيمان - المدينة المنوّرة.
277 - مسند أبي داود : أبو داود الطيالسي ( 204ه-) ، دار المعرفة - بيروت.
278 - مسند أبي يعلى : أحمد بن عليّ التميمي (307ه-)، دار المأمون - دمشق .
ص: 469
279 - مسند أحمد : أحمد بن محمد بن حنبل (241ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت .
280 - مسند الشاميين: سليمان بن أحمد الطبراني ( 360 ه-) ، مؤسسة الرسالة - بيروت.
281 - مسند الحميدي : عبد الله بن الزبير الحميدي (219) ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
282 - مسند زيد بن عليّ : دار المكتبة الحياة - بيروت.
283 - مشارق أنوار اليقين : الحافظ رجب البرسي (813ه) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت .
284 - مشكاة الأنوار: أبو الفضل عليّ الطبرسي (ق 7 ه-) ، دار الحديث - قم .
285 - مصادقة الإخوان : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مكتبة صاحب الزمان (علیه السّلام) - الكاظمية .
286 - المصباح : تقي الدين إبراهيم الكفعمي (905 ها، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
287 - مصباح الشريعة: المنسوب إلى الإمام الصادق (علیه السّلام) ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
288 - مصباح المتهجد : الشيخ الطوسي ( 460 ه) ، مؤسسة البعثة - قم.
289 - المصنف: ابن أبي شيبة الكوفي (235ه-) ، دار الفكر - بيروت.
290 - المصنف : عبد الرزاق بن همام الصنعاني ( 211 ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت
291 - مطالب السؤول : محمد بن طلحة الشافعي (652ه).
292 - معارج الوصول : محمد بن يوسف الزرندي (750ه) .
293 - معاني الأخبار : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
294 - المعتبر : جعفر بن الحسن الحلي (676 ه-)، مؤسسة سيّد الشهداء - قم .
295 - معدن الجواهر : أبو الفتح الكراجكي ( 449) ه-) ، مكتبة السيد المرعشي - قم .
296 - المعجم الأوسط : أبو القاسم الطبراني ( 360 ه-) ، دار الحرمين للطباعة والنشر .
297 - معجم البلدان: ياقوت الحموي (626ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
298 - معجم رجال الحديث : السيد أبو القاسم الخوئي ( 1411ه) .
299 - المعجم الصغير : أبو القاسم الطبراني ( 360 ها) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
300 - المعجم الكبير : أبو القاسم الطبراني ( 360 ه-) ، دار إحياء التراث العربي - بيروت.
301 - معرفة السنن والآثار البيهقي (458 ه-) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
302 - المعيار والموازنة : أبو جعفر الإسكافي ( 220 ه) .
ص: 470
303 - المغني : عبد الله بن أحمد بن قدامة ( 620 ها ، دار الكتب العربي - بيروت.
304 - مفتاح الفلاح : الشيخ البهائي ( 1031ه- ، مؤسسة الأعلمي - بيروت.
305 - مقاتل الطالبيين : أبو الفرج الإصفهاني (356 ه) ، دار الكتاب - قم .
306 - مقتل أبي مخنف : لوط بن يحيى بن مخنف الأزدي (157)(ه-) ، مطبعة العلمية - قم.
307 - مقتل الحسين (علیه السّلام): الموفق بن أحمد الخوارزمي ( 568 ه- ) ، أنوار الهدى - قم .
308 - مكارم الأخلاق: الحسن بن الفضل الطبرسي (ق 6 ه-) ، الشريف الرضي -قم .
309 - مكارم الأخلاق : ابن أبي الدنيا (281 ه-) ، مكتبة القرآن - القاهرة.
310 - مناقب آل أبي طالب : ابن شهر آشوب السروي (588 ه-)، المكتبة الحيدرية - النجف.
311 - مناقب أمير المؤمنين : محمد بن سليمان الكوفي (ق) (3ه-) ، إحياء الثقافة الإسلامية - قم.
312 - مناقب علي بن أبي طالب (علیه السّلام): ابن المغازلي (483) ه-)، المكتبة الإسلامية - طهران.
313 - المناقب : الموفق بن أحمد الخوارزمي (568ه) ، مؤسسة النشر الإسلامي -قم.
314 - منتخب الأنوار المضيئة: علي بن عبد الكريم النيلي ( ق (9ه-) ، مؤسسة الإمام الهادي (علیه السّلام)-قم .
315 - منتقى الجمان : الشيخ الدين الدين (1011ه-)، جامعة المدرّسين - قم .
316 - منهاج الكرامة : الحسن بن يوسف الحلّيّ (726ه-)، انتشارات تاسوعا - مشهد .
317 - منتهى المطلب : الحسن بن يوسف الحلي (726ه-) ، مجمع البحوث الإسلامية - مشهد .
318 - من لا يحضره الفقيه : الشيخ الصدوق (381ه-) ، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
319 - منية المريد : الشهيد الثاني ( 965ه) ، مكتب الإعلام الإسلامي - قم.
320 - موارد الظمآن : علي بن أبي بكر الهيثمي (807 ه-) ، دار الثقافة العربية - دمشق.
321 - المؤمن : الحسين بن سعيد الأهوازي (ق) 3ه-) ، مدرسة الإمام المهدي - قم.
322- مهج الدعوات : السيد بن طاوس ( 664 ه-) ، دار الذخائر - قم .
323 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال : محمد بن أحمد الذهبي (748 ه-) ، دار المعرفة - بيروت.
حرف النون
324 - نثر الدر : منصور بن الحسين الآبي ( 421 ه- ) ، دار الكتب العلمية - بيروت.
325 - نزهة الناظر : الحسين بن محمد الحلواني (ق) 5 ه-) ، مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .
ص: 471
326 - نظم درر السمطين : محمد بن يوسف الزرندي (750ه) .
327 - نقد الرجال : السيد مصطفى التفرشي (ق 11 ه) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
328 - نوادر المعجزات : محمد بن جرير الطبري (ق) 4 ه-) ، مدرسة الإمام المهدي (علیه السّلام)- قم .
329 - نور الأبصار : مؤمن بن حسن مؤمن الشبلنجي ( 13ه- ) ، مكتبة ذوي القربى - قم .
330 - النوادر: السيد أبو الفضل الراوندي (571 ه-) ، دار الحديث - قم .
331 - نور الثقلين : عبد عليّ بن جمعة الحويزي (1112ه-) ، إسماعيليان - قم.
332 - النهاية في غريب الحديث : ابن الأثير محمد بن محمد الشيباني ( 630ه-) ، إسماعيليان - قم .
333 - نهج البلاغة : جمع الشريف الرضي (406 ه-) ، دار الذخائر -قم .
334 - نهج الإيمان : علي بن يوسف بن جبر (ق 7 ه-) ، مجتمع امام هادي (علیه السّلام)- مشهد.
335 - نهج الحق وكشف الصدق : الحسن بن يوسف الحلّي (726 ه-) ، دار الهجرة - قم .
حرف الواو
336 - الوافي بالوفيات : خليل بن أيبك الصفدي (767ه) ، دار النشر فرانز شتانیز بفيسبادن.
337 - وسائل الشيعة : محمد بن الحسن الحر العاملي (1104ه-) ، مؤسسة آل البيت (علیهم السّلام).
338 - وفيات الأعيان : أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان ( 681 ه-) ، الشريف الرضي - قم .
حرف الهاء
339 - الهجوم على بيت فاطمة (علیها السّلام): عبد الزهراء مهدي.
340 - الهداية : الشيخ الصدوق (381ه) ، مؤسسة الإمام الهادي - قم .
341 - الهداية الكبرى : الحسين بن حمدان الخصيبي ( 334 ه) مؤسسة البلاغ - بيروت
حرف الياء
342 - اليقين : السيد علي بن طاوس ( 664ه-) ، دار الكتاب الجزائري) - قم .
343 - ينابيع المودة : سليمان بن إبراهيم القندوزي (1294ه) ، دار الأسوة - قم.
ص: 472
مقدمة التحقيق ... 5
حياة المؤلّف في سطور ... 11
اسمه ونسبه وكنيته ...11
راوند والراوندي ....12
إطراء العلماء في حقه....16
مشايخه ومن روى عنهم ....19
تلامذته والراوون عنه....23
تأليفاته. ...28
أسرته وذريته ...30
وفاته ومدفنه ...37
كرامة لجثمانه الشريف ...38
نحن والكتاب. ...39
موضوع الكتاب....39
نسبة الكتاب إلى القطب الراوندي(رحمه الله) ...41
نسخ الكتاب ....47
ص: 473
عملنا في الكتاب ...49
ختاماً...50
نماذج من نسخ الكتاب ....53
الباب الأول
في ذكر النبي صلى الله عليه و[آله] / 65
[فصل في محاسن أخلاقه (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] ... 67
فصل [ في صفته(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ..72
فصل [في تواضعه ووفائه وحلمه وسخائه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ...73
فصل في لباسه وطعامه(صلّی الله علیه و آله و سلّم)...77
فصل [ في زهده(صلّی الله علیه و آله و سلّم) ] ...83
فصل [ في ذكره (صلّی الله علیه و آله و سلّم) للموت والقيامة وأحوالهما ] ....86
فصل [ في تركه للدنيا وبلاءه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) فيها ] ....92
فصل [ في بعض نصائحه (صلّی الله علیه و آله و سلّم)] ...97
فصل [ في وصاياه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لأصحابه وأمير المؤمنين ] ...102
فصل [ في وصاياه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) لعلي أمير المؤمنين ] ..... 105
فصل في أحواله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) الله عند الموت. ...108
فصل [في إخباره (صلّی الله علیه و آله و سلّم)بوفاته لأصحابه ] ....110
فصل [ في حجّة الوداع وانتصابه (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عليها بالإمامة ] ....112
فصل [ في أحواله (صلّی الله علیه و آله و سلّم) عند الموت مع فاطمة والحسن والحسين (علیهما السّلام) وإخباره بشهادتهم وغصب حقوقهم ] ...113
الباب الثاني
فى ذكر فاطمة عليها السّلام / 117
[ فصل في ولادتها (علیها السّلام) ]...119
ص: 474
فصل [في بعض فضائلها وخدمة الملائكة لها (علیها السّلام)] ...121
فصل [ في كرامة الله عليها ، وثواب تسبيحها (علیها السّلام) ]...123
فصل [ في أنها خير النساء عند رسول الله ، وأنها أشبه الناس به، وأنها مطهرة ، وفي بعض مثالب عائشة ، وفي فقد الرمان والسفرجل حين توفيت ]...128
فصل [ في حديث سلمان ، ونزول الملائكة على فاطمة (علیها السّلام)بعد أبيها ]...132
فصل [ في حديث جابر وسلمان عنها في كرامة الله على الشيعة ومحبّيهم ، وفي الشجرة الطيبة ] ...133
فصل [ في خطب علي (علیه السّلام) فاطمة (علیها السّلام) وتزويجها معه ] ....135
فصل [في تعريس أهل الجنة ونثارهم لتزويج فاطمة (علیها السّلام)] ...138
فصل [ في وليمة تعريسها وخبر تزويجها (علیها السّلام) بخير الناس ]...140
فصل [ في خبر السقيفة وغصب الخلافة وخطبتها عند المهاجر والأنصار ]... 142
فصل [ في كلامها لنساء المهاجر والأنصار ، ووصيتها بتغسيلها وتدفينها ليلاً، وكثرة بكاءها، وغضبها عليهما ، واعتذار هما إليها ، وحديث الرضاء الله فيها ، وأحوالها عند الشهادة ، واختفاء قبرها و اعتراض الرجلين ] ....145
الباب الثالث
في ذكر علي عليه السلام / 153
فصل [ في كلام النبي (صلّی الله علیه و آله و سلّم)في شأنه، وحديث الصحيفة التي نزلت من السماء ، وفي قضية أهل نجران وبني تغلب ]....155
فصل [ في لباسه (علیه السّلام) ] ...159
فصل [ في طعامه (علیه السّلام)] ...162
فصل [ فى كثرة عبادته وصلاته (علیه السّلام) ] ....165
فصل [ في حرصه(علیه السّلام) لأمور الرعية ]....168
فصل [ في كرمه (علیه السّلام)] ...171
ص: 475
فصل [ حفظه (علیه السّلام) لأموال بيت مال المسلمين ] ...176
فصل [ مواساته (علیه السّلام) للرعية ] ...180
فصل [ في كيفية تقسيمه بيت المال ، وأنه (علیه السّلام) لم يأخذ لنفسه شيئاً ] ...182
فصل [ في مساواتها (علیه السّلام) في تقسيم بيت المال، وصلاته بعد أن يقسمها ] ...185
فصل [ حديثه مع الفارسي ولبيد العطاردي وكاتبه ، وفي قوله (علیه السّلام): هذا جناي ] ...187
فصل [ في دعائه (علیه السّلام)] ...190
فصل [ في قنبر وحبه له ، وسنته في يوم الفطر والأضحى ، وذبحه عن رسول الله ، وكلامه في التزويج ] ...193
فصل في توصيفه (علیه السّلام)الدنيا وذمه لها ، وحديثه في فضل الكوفة ، وكلامه مع الدنيا ] ... 195 فصل [ في عهدهما له (علیه السّلام) على اليمن ، وحرب البصرة، واهتمامه بإجراء الحدود ]... 200
فصل [ في اهتمامه (علیه السّلام) في أُمور الضعفاء والأيتام ] ..203
فصل [ في صفته (علیه السّلام) ] . ...207
فصل [ في دعائه (علیه السّلام) في جوف الليل، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الله ليلة أسري ] ... 209
الباب الرابع
في ذكر الحسن عليه السّلام / 211
فصل [ في بعض محاسن أخلاقه ، ورأفته ، وخطبته عند معاوية، ولباسه وعبادته (علیه السّلام)] ..213
فصل [ في إكرام ابن عبّاس له ، وصلحه (علیه السّلام) مع أهل الشام ] ...219
فصل [ في خطبته بعد أبيه (علیه السّلام)] ...222
فصل [ في جوده (علیه السّلام)] ...223
فصل [ في إكرامه (علیه السّلام) على المنعم] .... 226
فصل [ في جوده (علیه السّلام) ] ....228
فصل [ في حديثه مع يوسف ] ... 230
فصل [ في أحواله (علیه السّلام) عند الشهادة ]...231
ص: 476
الباب الخامس
في ذكر الحسين عليه السلام / 235
فصل [ في خطب معاوية أُمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد وجواب الإمام الحسين (علیه السّلام) له ] ...237
فصل [ في قضاياه (علیه السّلام) مع حكّام بني أُميّة ]...240
فصل [ في حديث زيد الشهيد ، وخطبة عمر في مسجد رسول الله و اعتراض الإمام عليه ]... 242
فصل [ في مرافقته (علیه السّلام) مع الفقراء والمساكين ]...245
فصل [ في خطبته (علیه السّلام) عند معاوية ] ...247
فصل [ في استسقاء أمير المؤمنين و الحسن والحسين لأهل الكوفة ، وحديثه مع الفرزدق حين أراد الخروج إلى الكوفة ، وحديث في ولادته (علیه السّلام) ] ..249
الباب السادس
في ذكر علي بن الحسين عليه السّلام / 253
فصل [ في زهده وعبادته (علیه السّلام)] ...255
فصل [أيضاً في زهده (علیه السّلام) ] . ...
فصل [ في كثرة عبادته(علیه السّلام) ] 259
فصل [ في خوفه (علیه السّلام)، وصلاته ، وكثرة بكائه لأبيه ، وتصدّقه للفقراء] .....261
فصل [ في جوده (علیه السّلام)وكرمه وأكله مع الضعفاء ]...265
فصل [ في حجه (علیه السّلام) ، وبعض مواعظه ، وقضاياه مع والي المدينة ] ...266
فصل [ في رأفته (علیه السّلام) لأعدائه ] .....270
فصل [ في قضيّته مع يزيد عليه اللعنة ، وبعض كلامه وقضاياه (علیه السّلام)] ...272
فصل [ في وصاياه (علیه السّلام) إلى أولاده، ورفقته إلى أهله ومحبيه ]. ..274
فصل [في بعض مواعظه (علیه السّلام)، ولباسه، ومناجاته، وكلامه عند الوفاة ] ....277
ص: 477
الباب السابع
في ذكر الباقر عليه السلام / 283
فصل [ في علو شأنه (علیه السّلام)، وجهده ، وطعامه، ومؤونته ، وجوده ] ... 285
فصل [ في كلامه (علیه السّلام) عليهما للكميت، وصبره للبلاء ، وكتابه إلى بعض مواليه ] ....289
فصل [ في بعض مواعظه(علیه السّلام) ، ومواساته مع جاره ] .....291
فصل [ في حثه الناس على أمرهم، وقضيته مع شبة بن عقال ] ...293
فصل [ كلامه (علیه السّلام) في عظم الذنوب ، وفي الدنيا] ... 296
فصل [ في ردّ فدك إليه (علیه السّلام)] ...298
فصل [ في دعائه (علیه السّلام)، وأحواله عند الشهادة ]....300
الباب الثامن
في ذكر الصادق عليه السلام / 303
فصل [ في صفته، وفقهه ، وحجّه ، ولباسه، وصلاته ، وقوله (علیه السّلام) في حق الرجلان ] .....305
فصل [ في جوده (علیه السّلام)] .... 308
فصل [ في تمحيص الشيعة، وعدم قبول الهدية من موالي بني أُميّة، وحضور الملائكة عند ،موائدهم ، وبعض سننه (علیه السّلام)] ...312
فصل [ في كلامه لأهل البلاء، وأحواله عند موت إسماعيل ] ...... 314
فصل [ في دعائه ، وأحواله (علیه السّلام) عند الشهادة ] ...318
الباب التاسع
في ذكر موسى بن جعفر عليه السّلام / 323
فصل [ في كلامه (علیه السّلام)مع هارون الرشيد في الطواف ] ...325
فصل [ في بعض قضاياه مع هارون الرشيد ].....328
ص: 478
فصل [ في زهده ودعائه وعبادته، وكتابه (علیه السّلام) إلى سماعة بن مهران ]...331
فصل [ في أذية هارون له وحبسه (علیه السّلام) ] . ...335
الباب العاشر
في ذكر الرضا عليه السّلام / 337
فصل 1 في كلامه (علیه السّلام) مع بعض الصوفية ، وجوده ، وبيعته للمأمون وعلتها ، وحادثة صلاة العيد ] ...339
فصل [ في بعض حكمه، ودعائه، وسننه (علیه السّلام)] ...343
فصل [ في أكله التمر ، وبعض أحاديثه، وفي مكتوبة بكرمند ، وشهادته ، وفضل زيارته (علیه السّلام) ] ... 348
الباب الحادي عشر
في ذكر محمد التقي عليه السلام / 355
فصل [ في عبادته ، ودعائه، وقضاء دين أبيه، وجوده ، وكتاب أبيه إليه، وعداوة المعتصم له(علیه السّلام) ] ...357
الباب الثاني عشر
في ذكر النقي عليه السّلام / 365
فصل [في طعامه ، وكلامه على بعض وكلائه، وبعض مواعظه ، ودعائه ، وخروجه إلى سر من رأى ] ....375
الباب الثالث عشر
في ذكر الحسن العسكري عليه السّلام / 373
فصل [ في حاله عند جنازة أبيه ، وجوده (علیه السّلام)] ...375
[في خبر الغيبة ]....378
ص: 479
الباب الرابع عشر
في ذكر صاحب الزمان علیه السّلام / 381
فصل [ في لباسه، وطعامه ، ومسكنه، وسيرته ، وعدله ، وحربه (علیه السّلام)مع بني أمية ] ...383
فصل [ في خروجه وقضاياه، وما يظهر من سيرته وعدله (علیه السّلام)] ...386
فهرس الآيات القرآنية....395
فهرس الأحاديث ....400
فهرس الآثار ...425
فهرس الأعلام.... 438
فهرس الطوائف والقبائل والفرق ....446
فهرس الأماكن والبلدان ...448
فهرس الوقائع والأيام ...450
فهرس الأشعار ....451
فهرس الكتب الواردة في المتن....453
فهرس مصادر التحقيق ....454
فهرس المحتويات...471
ص: 480