تجاربي في المنبر

هوية الکتاب

بطاقة تعريف:الحسیني الشیرازي، السید محمد، 1307 - 1380.

عنوان واسم المنتج:تجاربي في المنبر/ السید محمد الحسیني الشیرازي.

تفاصيل المنشور:قم : انتشارات دارالعلم، 1442ق.= 1400.

مواصفات المظهر:40ص.؛ 14/5×21/5 س م.

ISBN:978-964-204-606-5

حالة الاستماع:فاپا(الطبعة السادسة)

لسان:العربية.

ملحوظة:الطبعة السادسة.

ملحوظة:کتابنامه : ص. [37] ؛ أيضا مع الترجمة.

موضوع:واعظان -- اخلاق حرفه ای

*Preachers (Islam) -- Professional ethics

اسلام -- تبليغات

Islam -- Missions

ترتيب الكونجرس:BP254/7

تصنيف ديوي:297/754

رقم الببليوغرافيا الوطنية:7534059

ص: 1

اشارة

يهدی ثواب طباعة هذا الكتاب إلی الإمام محمد الجواد (علیه السلام)

اطلاعات رکورد کتابشناسی:فاپا

تجاربي في المنبر

------------------------------------------------------------------------

آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي رحمه الله علیه

الناشر:دارالعلم

المطبوع:10000

المطبعة:احسان

الطبعة السادسة 1442ه ق

إخراج: نهضة الله عظيمي

---------------------------------

شابك 978-964-204-606-5

---------------------------------

النجف الأشرف: مكتبة الإمام الحسن المجتبى علیه السلام للطلب 07826265250

كربلاء المقدسة: شارع الإمام علي علیه السلام، مكتبة الإمام الحسين علیه السلام التخصصية

مشهد المقدسة: مدرسة الإمام الرضا علیه السلام، جهارراه شهدا، شارع بهجت، فرع 5

طهران: شارع انقلاب، شارع 12 فروردين، مجتمع ناشران، الطابق الأرضي، الرقم 16 و 18، دار العلم

قم المقدسة: شارع معلم، دوار روح الله، أول فرع 19، دار العلم

قم المقدسة: شارع معلم، مجتمع ناشران، الطابق الأرضي، الرقم 7، دار العلم

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

{الَّذينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ

أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسيباً}

سورة الأحزاب، الآية: 39

ص: 3

ص: 4

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسَّلام على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}((1)).

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}((2)).

اليوم عاشوراء الحسين×، اليوم الذي تنهمر فيه الدموع من العيون، وتسيل الدماء من الرؤوس، وتسودُّ فيه الظهور بالسلاسل، وتتورم فيه الأقدام بالمشي والركض، وتضحى الأجسام تحت وهج الشمس، وخصوصاً في كربلاء - التي أنا قاطن بها الآن - فالمدينة صورة صغيرة من المحشر في الالتهاب والهيجان والاضطراب.

ولكل إنسان في هذا اليوم حالة غير اعتيادية، وترى الناس وكأن كل واحد منهم فقد أعزّ أعزّائه، أو أعزّاء متعددين، كيف لاوقد تجددت ذكرى من هو أولى بهم من أنفسهم، أليس الحسين× من النبي(صلی الله علیه و اله) كما قال(صلی الله علیه و اله): «حسين مني وأنا من حسين»((3))

وأليس النبي(صلی الله علیه و اله) أولى

ص: 5


1- ([1]) سورة البقرة، الآية: 156.
2- ([2]) سورة الشعراء، الآية: 227.
3- ([3]) كامل الزيارات: 52.

بالمؤمنين من أنفسهم؟

وقد رأيت أن أنتهز هذه الفرصة، لخدمة المنبر الحسيني الذي هو من أقوى وسائل الحزن على الإمام× الذي اعتدناه في مثل هذا اليوم، امتثالاً لأوامر الرسول(صلی الله علیه و اله) وآله الكرامعليهم السَّلام، وإلاّ فمن الشؤم الاشتغال بغير الأمور المرتبطة بالإمام الشهيد× في هذا اليوم.

فهذه (تجاربي في المنبر) فقد اعتدت منذ عشر سنوات أن ألقي من فوق المنبر توجيهات حول الإسلام - بشكل محاضرات - على طلبة العلوم الدينية، وطلاب العلوم الجديدة، والكسبة، كل أسبوع مرتين، وقد أفادتني هذه التجارب عدة نتائج أسجلها في هذا الكراس، ولعلّ اتباعها يوجب نجاح التبليغ والإرشاد لتكون تبصرة لمن يبدأ في رقي المنابر، ويريد إرشاد الناس إلى الحقّ وإلى صراط مستقيم، والله المسؤول أن يقرنه برضاه ويجعله مرشداً للمسترشدين وهو المستعان.

كربلاء المقدسة

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

10 محرّم 1387ه ق

ص: 6

1- التوجه إلى اللّه

رأيت إبّان صعودي المنبر، أن من أقوى وسائل التأثير في الناس: التوجه إلى الله سبحانه بالقلب، فإذا صعد الإنسان المنبر، وتوجه بقلبه إلى الله سبحانه وسأله أن يعصمه من الزلل، وأن يجري الحقّ على لسانه حتى يؤثر كلامه في السامعين، كان ذلك مؤثراً كبيراً.

وهذا شيء واقعي ملموس، كيف لا، وقد وعد سبحانه بالاستجابة لمن دعاه بقوله سبحانه وتعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}((1)).

بالإضافة إلى أنه ثبت في علم النفس: أن التوجه بالقلب يسبب انبعاث الكلمة من القلب فتصل إلى سائر القلوب، كتموّج الماء بإلقاء جسم ثقيل فيه، حتى قالوا: إن الإرادة القوية تؤثر في نفس من أراد الشخص التأثير فيه ولو كان بينهما ألوف الأميال.

واللازم أن يكون التوجه ممتداً من أول المنبر إلى آخره لا أن يقتصر فيه في ابتداء المنبر، فإنه وإن كان حسناً لكن الاستمرار في التوجه له التأثير البالغ.

وليس ما ذكرناه من تأثير التوجه إليه سبحانه وتعالى في إرشاد الناس خاصاً بالمنبر، بل التأليف والتدريس وسائر الشؤون الإرشادية خاضعة

ص: 7


1- ([1]) سورة غافر، الآية: 60.

لهذا الأمر أيضاً، بل وسائر شؤون الحياة إذا قرنت باسم الله، كان لذلك أقوى الأثر في الكمال والتمام.

2- التلوين بصبغة اللّه

تلوين المنبر بصبغة الله سبحانه، حتى في القصص والتاريخ وما أشبه له أثر كبير، فإن السامع إذا وُجّه إلى أكبر قوة في الكون، لابدّ وأن يحسّ في نفسه بالخضوع والضآلة أمام عظمته.

ومثل هذه النفس يؤثر فيها الكلام أكثر فأكثر، فإن النفس المتكبرة كالحجر الذي لا يقبل نفوذ الماء، بخلاف النفس المتواضعة، فإنها كالتراب الليّن القابل للنفوذ والقبول، والكلام المرتبط بالله فإنه كالماء العذب سرعان ما يجد التربة الصالحة حتى يتغلغل في أعماقها.

مثلاً: إذا أراد الخطيب بيان قصة هارون فقد يقول: قال هارون. أو قال الخليفة العباسي، أو ما أشبه. وقد يقول: إن الرجل العاتي على الله، الغافل عن بأسه، المتناسي يوم الجزاء، قال كذا، أو عمل كذا.

ولو أراد بيان مدّ البحر وجزره، يقول: إن من قدرة الله سبحانه أن جعل الأرض في قرار متوسط بين الشمس والقمر مما يؤدي ذلك إلى المدّ في الماء تارة والجزر تارة أخرى.

وهكذا في بيان سائر القصص والأمور يربطها بالخالق جلّت قدرته ربطاً وثيقاً فيتأثر هو ويؤثر في نفوس السامعين.

3- تهيئة النفوس لقبول الإرشاد

إن مَثَل الخطيب مثل الزارع الذي يبذر في الأرض فكما أن الزارع ما لم

ص: 8

يهيئ الأرض للزرع، بالحرث والسقي، وما إلى ذلك، لا يأخذ النتيجة من بذره الذي بذره، كذلك الخطيب لابدّ له وأن يهيئ نفوس السامعين بمختلف صنوف ما يكتنف بالمطلب الذي يريد إلقائه إليهم، مثلاً إذا أراد التكلم حول المنع عن شرب الخمر، لابدّ وأن يذكر أضرار الخمر البدنية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية و... ويلفت النظرة إلى لزوم حفظ الصحة للناس مما تهدّمها الخمر، وهكذا، وهذا غالباً ما يراعيهالخطباء بالنسبة إلى ذكر المصائب المصطلح عندهم ب-(الكوريز) لكن اللازم مراعاته في جميع الأمور التي يريد الخطيب توجيه الناس إليها.

4- القيام العملي على الإرشاد

أرأيت التاجر كيف يوزع الأجناس على بائعي المفرد ثم في أول كل شهر يأخذ الثمن؟ إن مثل الخطيب بالنسبة إلى بثّ المطالب ونشر الوعي ينطبق على هذا المثل تماماً.

فإذا غفل التاجر عن أخذ الثمن أو استرداد ما وزّعه على زبائنه ذهبت تجارته ورأس ماله أدراج الرياح.

وكذلك إذا وعظ الخطيب وأرشد ثم لم يسترجع من الناس ما نشره فيهم، ذهبت أتعابه أدراج الإهمال، ولم يثمر عمله.

فالخطيب بحاجة إلى الأخذ والقبض بعد الإعطاء والبثّ، وعملية القبض والاسترداد عملية صعبة جداً، لكنه لابدّ منها إذا أراد الخطيب النجاح في مهمته.

مثلاً، قد يذكر الخطيب أضرار الخمر والقمار، ثم يمشي في طريقه مقتنعاً بالإرشاد الذي بذله. وهذا النوع لو كان مؤثراً فتأثيره ليس إلاّ

ص: 9

واحداً بالمائة - مثلاً - أمّا إذا ذكر أضرار الخمر، ثم صار بصدد غلق حوانيت الخمور وتبديلها إلى محلات صالحة، أو توبة المقامرين، وهيّأ لذلك أسبابه ووسائله - حسب القدرة - كانت النتيجة أكثر من خمسين في المائة.

ومثل هذا الخطيب يحظى بتقدير واحترام الناس أكثر من الخطيب الأول، لأن الناس يحبون العاملين أكثر من محبتهم للقائلين.

وقد جربت أنا هذا الموضوع مراراً، مثلاً: كان هناك مشروع لبناء المساجد فكنّا نعقد الاجتماع الأسبوعي في أحد المساجد الخربة، وكنت ألقي الخطاب حول فضل بناء المساجد وبعد إتمام الكلام كان بعض الأصدقاء يقوم ليسجل أسماء المتبرعين، وكثيراً ما كان يجمع ما يصلح أن يكون نواة للمالالكافي للبناء، وهكذا كانت كثيرة من محاضراتي مصبوغة بالصبغة العملية وإن اختلف المشروع الذي كنّا نفيض في الكلام حوله بين بناء مسجد أو تأسيس مدرسة، أو طبع كتاب، وما إلى ذلك.

5- الاطلاع على العلوم الإسلامية

من الضروري على الخطيب أن يكون كامل الاطلاع على مختلف العلوم الإسلامية، وهي:

1- علم الكلام المرتبط بالمبدأ والرسالة، والإمامة، والمعاد، وأحوال الجنة والنار ونحوها.

2- علم الفقه، بمختلف أبوابه من الطهارة إلى الديّات والمسائل المستحدثة.

3- علم الأخلاق، كالذي جمع في (جامع السعادات) للنراقي.

4- علم الآداب، كالذي جمع في (حلية المتقين) للمجلسي.

ص: 10

5- علم التفسير، ولو بقدر أن يعرف معاني آيات القرآن الحكيم.

6- نظرة الإسلام إلى الكون والحياة والاطلاع على مختلف العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

7- المقارنة بين الدين الإسلامي وبين الأديان والمبادئ الأخرى في شتى ميادين الحياة.

8- معرفة تاريخ الرسول الأعظم(صلی الله علیه و اله) والأئمة الطاهرين(علیهم السلام) بنحو حيّ لا بصورة باهتة.9- معرفة تاريخ الإسلام حضارة وثقافة، وتقدماً، وتمدناً وقضايا المسلمين مع غيرهم.

10- الاطلاع على الأحاديث الواردة عن أهل البيت(علیهم السلام)، ومن جملتها: (نهج البلاغة) و(الصحيفة السجادية) و(الروايات الواردة في الطب) إلى غير ذلك.

ومن الممكن أن يصعب على الإنسان الإلمام بمثل هذه الكثرة من العلوم؟ ولكن اللازم أن يعرف الخطيب أن النجاح الكامل يتوقف على الاستيعاب، وأن النجاح المتوسط يحتاج إلى التوسط في هذه العلوم أما المبتدئ فلابدّ له أن يخطط للسير على هذا المنهج.

6- الاطلاع على الأحداث الحاضرة

الناس جبلوا على حبّ الاطلاع على ما يدور فيما حولهم كما جبلوا على حبّ الاطلاع على أخبار الماضين، وعلى استطلاع المستقبل. ولذا كلّما كان الخطيب أعرف بالأمور التي تجري في البلاد كان أقرب إلى التأثير

ص: 11

في النفوس.

أرأيت لو وقعت حرب في البلاد المجاورة مما تهمّ البلاد ثم صعد الخطيب المنبر ولم يشر إليها من قريب أو بعيد، كيف يبقى فراغ في نفسك وتلهف إلى معرفة تلك الحرب؟

وبالأخص إذا كانت الحوادث مما يهمّ المسلمين، وقد كثرت الوسائل للاستطلاع في هذا الزمان حتى إنه لا يحتاج الخطيب لمعرفة الحوادث اليومية إلى أكثر من أن يفتح أذنه ليسمع، أو يفتح عينه ليبصر، نعم يجب أن يتخذ الخطيب بالنصيحة القائلة: كل ما يسمع لا يقال، فينتخب من الأحداث ما يلائم المستويات.

7- تحاشي التكرار

هل سمعت قصة مكررة؟ إن الإنسان يمل القصة إذا سمعها مرّتين فكيف إذا سمعها مرّات. إذن فاللازم على الخطيب مراعاة هذه الجهة المهمة، فلا يكرر المواضيع في عدة منابرإذا كان المستمع للمنبر الثاني هو المستمع للمنبر الأوّل.

وقد كنت أتحرى هذا الموضوع في محاضراتي الأسبوعية أدقّ تحرٍّ حتى لا يتكرر كلاماً واحداً ولو بعد سنوات، نعم لو رأى الخطيب ضرورة التكرار فعليه أن يصوّغ المطلب صياغة جديدة.

فإن التكرار بالإضافة إلى أنه يدل على إفلاس الخطيب من المعلومات الجديدة، فإنه يسبب انفضاض الناس من حوله، وقلة تأثيره في النفوس، فعلى الخطيب الذي يروم الترقي والصعود أن يحتفظ دائماً بجديته في تنويع المنابر وشحنها بما هو جديد ومفيد، وقد علّمنا القرآن الحكيم هذا

ص: 12

الأسلوب فإنه لم يكرر قصة واحدة بالرغم من الإلمام بها مرات ومرات، ففي كل مرة نجد فيها جديداً غير مذكور في المرة السابقة.

8- تصوير المواقف

هناك قاعدة تقول: صورة واحدة خير من ألف كتاب وتصوير الموقف خير من ألف كلام، وعلى هذه القاعدة يتمكن أن يؤثر الخطيب في سامعيه. فقد يقول: إن الحسين(علیه السلام) قتل في كربلاء، وقد يصور مقتله بأن يصفه ببراعة كأن السامع ينظر إلى ذلك الموقف الفجيع، والتصوير يحتاج إلى الوصفيات، بأن يعتاد الخطيب على وصف المواقف، وذلك بالتمرين مرات ومرات.

وحيث أن التأثير يتبع الترغيب والترهيب وإثارة العواطف، كان اللازم على الخطيب أن يُمرّن نفسه على مزاولة هذه الأمور بمختلف الأساليب والكيفيات.

فإذا تمكن الخطيب من توصيف المواقف وصفاً دقيقاً بدون بتر أو تكبير أو تصغير أو تزييد للموقف على واقعه تمكن من التأثير الكامل في نفوس السامعين وتوجيههم إلى حيث ما يريد من التقرب إلى الله تعالى.

9- تحليل الأمورالتحليل الموضوعي من الأمور المهمة التي يجب على الخطيب أن يعرفها كمال المعرفة، وإلاّ فكثيراً ما يكون المطلب الذي لا يدرس ولا يحلل موجباً للنفرة والسأم، بدل الإرشاد والتأثير.

مثلاً: إنّك إذا ذكرت أن الرسول(صلی الله علیه و اله) أمر بقتل عدد من اليهود في واقعة كذا. ارتدت بعض النفوس حائرة! أليس الرسول رحمة للعالمين؟

ص: 13

فما باله يقتل هذا العدد من الناس؟

أما إذا حللّت الموقف، ببيان أن الرسول(صلی الله علیه و اله) كيف عاشرهم بالأخلاق والموعظة الحسنة وجعلهم في ذمة الإسلام وتحت رعايته، وضمن لهم حقوقهم وحريتهم، لكن بعضهم قد تآمروا عليه(صلی الله علیه و اله) وعلى المسلمين، وذكر نفسية اليهود وأنهم كيف جرّوا الويلات على البشر منذ ظهورهم بين الأمم، وإنهم كانوا رأس المؤامرات ضد الإسلام، وضد البشرية التي يريد الرسول(صلی الله علیه و اله) توجيهها إلى كل سعادة وخير، وهكذا، انتظر السامع بكل لهفة أن يسمع منك كلمة الرسول(صلی الله علیه و اله) في هذا الأمر والأسباب التي جعلته يتخذ هذا الموقف.

لكن يجب أن يكون التحليل بقدر واعتدال، فالإفراط فيه، بتحشية ما يخالف الواقع، والإتيان بالفلسفات الخيالية، يوجب الابتعاد عن الواقع وعن التأثير معاً. فإن كلاً من الإفراط والتفريط مضر يورث عدم فهم المواقف التاريخية بالصورة الصحيحة مما يؤدي إلى الانطباعات السلبية والاستنتاجات الفاسدة.

10- التناسق بين المطلب

من اللازم على الخطيب التوجّه التام إلى ملاحظة تناسق المطالب بعضها مع بعض، فإذا بدأ مثلاً بذكر فضيلة من الفضائل فاللازم أن تكون هي محور كلامه من أوله إلى آخره. لا أن يذكر في مجلس واحد كل شيء مما يدور في خلدهويجري على لسانه، كما يطير الطائر من غصن إلى غصن فإن ذلك يسبب تشويش ذهن السامع مما يقلل أثره.

نعم، قد يكون الروح العام للموضوع الذي يريد الخطيب إلقائه،

ص: 14

سائراً في عدة مواضيع فإنه لابدّ وأن يأتي بتلك المواضيع، وهذا ليس خروجاً عن القاعدة المتقدمة وإنما هو جمع المطالب تحت نطاق عام.

مثلاً: قد يريد الخطيب بيان الاجتناب عن المحرّمات، فإنه عليه حينئذ أن يذكر الخمر والقمار والربا مثلاً، وهي بخلاف ما إذا أراد بيان أضرار الخمر، فإن عليه أن لا ينتقل إلى موضوع آخر.

وإذا لم يلتفت الخطيب إلى هذه الخصوصية، فكثيراً ما يقع في شبه مناقضات يصعب التخلص منها.

مثلاً: إذا تكلم حول عفو الله سبحانه، وحول عقابه، - من دون توضيح - كثيراً ما يتبادر إلى الذهن المناقضة بين الأمرين، وعليه فاللازم على الخطيب اتخاذ الحذر التام في إتيانه بالمطالب المختلفة ولو فرض وحدة الروح السائدة على جميع تلك المطالب.

11- رعاية المستويات المختلفة

يحضر مجلس الخطيب - غالباً - أناس من مختلف المستويات، فهناك العالم والجاهل، والرجل والمرأة والكبير والصغير والناضج وغير الناضج والمتدين والضعيف الإيمان، والذي يروق له القديم والذي يروق له الجديد، وهكذا، فعلى الخطيب أن يهتم غاية الاهتمام بإلقاء المطالب المناسبة لهذه المستويات المختلفة، لئلا يسبب إبعاد الناس عن الحقّ عوض تقريبهم إليه، ولا ينفرهم عن الحقيقة.

وكثيراً ما يحضر المجلس فردان يليق بكل واحد كلام غير الكلام اللائق بالآخر. فمثلاً: إذا كان المستمع جباناً بخيلاً أو مصرّاً على المعاصي، ناسبه الترغيب في الشجاعة والكرموالتخويف من عذاب الله تعالى، وإذا كان

ص: 15

متهوراً أو مسرفاً في الإنفاق أو زاهداً خائفاً أكثر من رجائه، ناسبه الترغيب في الاحتياط والحذر والإمساك والتبشير بالثواب. فكيف ينبغي للخطيب أن يتكلم وهو يرى في مجلسه الصنفين؟

ولقد كنت في مجالسي ألاقي صعوبة كبيرة في إلقاء الكلام على مختلف المستويات التي أعلم بحضورهم.

12- رعاية مبدأ الأهم والمهم

من اللازم على الخطيب أن يكون كالطبيب الماهر الذي يلاحظ في علاجه المرض أولاً، ثم عند تعدد المرض يلاحظ تقديم الأهم فالأهم ثانياً.

أرأيت إذا راجع الطبيب جماعة من المصابين بالحمّى، كان اللازم أن يصف الطبيب لهم أدوية الحمّى، أما إذا وصف لهم أدوية اليرقان كان مثالاً للإستهزاء؟ وكذلك إذا راجعه إنسان مصاب بالسرطان وبالحكّة الجلدية كان اللازم عليه تقديم علاج السرطان على علاج الحكّة؟

وهذا ينبغي للخطيب إذا ارتقى المنبر وتحدث حول الربا في مجلس فيه من يشرب الخمر، كان تكلمه في غير موضوع الخمر وحرمته، كلاماً فارغاً، وإنما اللازم عليه التكلم حول الخمر، وإذا صعد المنبر في أناس مقامرين وغير مبالين بالنظافة كان اللازم تقديم التنفير عن القمار، على الترغيب في النظافة، وهكذا.

13- الاطلاع الشمولي

لقد تبيّن من جملة من البنود السابقة، كما يتبيّن من بعض البنود الآتية

ص: 16

لزوم كون الخطيب عارفاً بالأوضاع والأحوال.

فلا يكفي أن يحفظ الخطيب الحكم والمواعظ والقصص ثم يلقيها - كما هي - على الناس بدون مراعاة الأحوال والمزايا الاجتماعية وإلاّ كان فاشلاً، ولم يؤثر كلامه.ففي أحد محاضراتي ذكرت قصة عن أحد رؤساء الأديان - المزيفة - في معرض بيان أن الرئيس الديني حتى المزيف من الأديان لابدّ وأن يتصف بصفات جيّدة. وبعد إتمام المجلس جاءني أحد الأصدقاء، يقول: لقد زدت في الطين بلة.

قلت: وكيف ذلك؟

قال: من الصدفة أن كان لي ضيف معي في المجلس من أتباع هذا الدين الذي ذكرتموه فزاده كلامك تمسكاً بمذهبه، فإنه أخذ القصة على أنك مدحت رئيس دينه، ولذا عملتُ حتى أرجعته عن عقيدته.

14- عدم توهين الخطيب نفسه

من اللازم على الخطيب عدم توهين نفسه، بما يسقط أثر كلامه، فإنه كثيراً ما يطلب بعض الناس من الخطيب أن يذكر أمراً، بينما يوجب ذكره وهناً وتنفيراً، مثلاً: قد يطلب فقير من الخطيب أن يجمع له المال من فوق المنبر فيأتمر بأمر الفقير، وذلك قد يوهن منبره، وقد يوجب انفضاض الناس من حوله، ولا أريد بهذا منع الخطباء من جمع المال للفقراء بل أريد أن أقول: إن لكل شيء طريق والذي ينبغي للخطيب، هو أن يلاحظ أي الأمرين أهم؟ هل جمع المال للفقير من فوق المنبر!! أم الإبقاء على عواطف المستمعين حوله حتى يؤثر كلامه فيهم.

ص: 17

15- الخطيب الشجاع

والشجاعة الكافية، من ضروريات الخطيب، وهي وإن كانت في الغالب موهبة، لكن من الممكن تحصيلها بالتذكر والتفكر، ومطالعة أحوال الشجعان وغير ذلك. أما أن يخاف الخطيب من تاركي المعروف أو فاعلي المنكر فذلك مما يسبب فشله، إذ الناس اعتادوا حبّ المصلحين الذين لا يخافون في الله لومة لائم، لاالمنساقين مع شهوات الناس ورغباتهم، ولا يمضي زمان، إلاّ ويعرف الجبان المداهن انفضاض الناس من حوله.

16- الاطلاع على علم النفس

ومن الأمور اللازمة على الخطيب الإلمام بشيء من (علم النفس) ليتمكن من الوصول إلى دخائل القلوب، ويساعده ذلك في إيصال الحق إلى الناس والتأثير فيهم، وإن شئت قلت: ينبغي له أن يتحرى الأقرب فالأقرب إلى التأثير، فإن الردع والإغراء، قد يأتي بكلام دون كلام، كما قد يأتي بصبّ الكلام الواحد في قالب دون قالب.

ومن ذلك ما يحكى أن أميراً طلب من معبّر أن يفسّر له رؤياه، وقد رأى أن أسنانه قد سقطت بأجمعها؟

فقال المعبّر: يموت أقرباء الأمير كلهم، فأمر الأمير بضربه وسجنه، بينما طلب الأمير التعبير من معبّر آخر؟ فقال له المعبّر: إن عمر الأمير أطول من عمر سائر أقربائه، فأمر بإكرامه وأجازه بالجائزة.

ومن ذلك أيضاً ما يحكى أن (هارون) الخليفة العباسي صمّم على أن يكتب إلى الآفاق بالمنع عن ذكر الإمام علي(علیه السلام) بالخلافة حسداً وعناداً،

ص: 18

وكلما أراد العلماء والعقلاء صرفه عن هذه الفكرة لم يتمكنوا، حتى جاء أحدهم فقال له: أيها الخليفة إذا جاء بنو تيم وقالوا: منّا أبو بكر، وجاء بنو عدىّ وقالوا منّا عمر. وجاء بنو مرّة وقالوا: منّا عثمان، ثم سألكم سائل من منكم يا بني هاشم؟ فماذا كنت تجيبه أيها الخليفة؟ ففكر هارون مليّاً، ثم رجع عن تصميمه.

17- حسن الابتداء والختام

ومن الأمور اللازمة على الخطيب (حسن الابتداء)، و(حسن الخاتمة) و(التلخيص) فلا يبدأ الكلام بما لا يؤثر ولا يروق. فإن ذلك موجب لانصراف ذهن السامع عن المنبر إلى أفكاره الشخصية، فلايستمع إلى المنبر، كما أنه لو ختم المنبر بما لا يروق ذهبت أتعابه أدراج الرياح إذ الناس - عادة - إنما يقومون عن المجلس وأذهانهم مشغولة بآخر كلام سمعوه حسناً أو سيئاً.وقد ذكر علماء البلاغة في اشتراط بلاغة الكلام اشتماله على هذين الأمرين. أمّا التلخيص فهو أن يذكر الخطيب في أول مجلسه، وفي آخر مجلسه موجز المنبر، فإن ذكر الموجز أولاً يجمع فكر السامع حتى أنه إذا غفل السامع عن بعض المنبر، لا يكون محروماً عن موجز الكلام، كما أن ذكر الموجز أخيراً يوجب ذهن المستمع إلى المنبر من أوله إلى آخره حتى أنه لو كان في بعض المنبر ذاهلاً لم يقم إلاّ عن فائدة عامة.

ولذا ترى (وسائل الإعلام) تذكر الموجز في الأخبار أولاً وأخيراً، ومن هنا يضع المؤلفون للفصل والمقالة عنواناً وإنما يكتفون بالذكر أولاً فقط، لأن الكتابة أولاً تغني عن الكتابة في خاتمة الفصل، لإمكان رجوع المطالع

ص: 19

بعد تمام المطالعة إلى العنوان.

18- كثرة المستمعين

ومن الأمور المهمة لنجاح الخطيب أن يواظب على كثرة المستمعين إذ قلة المستمع توجب:

أولاً- ملالة المتكلم.

ثانياً- عدم اهتمام السامع بكلامه - حيث الناس جبلوا على الإقبال على من كان الإقبال عليه كثيراً - ولذا اعتاد التجار على التعامل مع التاجر الذي يكثر المشترين منه، فإنهم يأخذون هذه العلامة قرينة للجودة في الأجناس أو الانخفاض في الأسعار.

ثالثاً- كسل صاحب المجلس عن عقد المجلس في المستقبل أو عن دعوة هذا الخطيب لقلة الحضور.

وأي منبر يفقد أحد هذه الأركان الثلاثة: نشاط المتكلم أو السامع أو صاحب المجلس فهو منبر فاشل بقدر ما يفقده.

وأما طريق تكثير الناس فب-:أ- قوة المطالب والبحوث، وحسن الإلقاء، واختيار الوقت المناسب، كما سيأتي.

ب- تشويق الخطيب لصاحب المجلس، بأن يدعو الناس، وأن يهيئ للسامعين أسباب الرفاه والراحة والسهولة في المجلس.

ج- تشويق الخطيب للسامعين بصورة أو بأخرى بأن يحضروا أصدقائهم معهم إلى المجلس ويستصحبوا أولادهم وأقربائهم.

ص: 20

19- اختيار الوقت المناسب

الوقت غير المناسب، يسبب فشل المنبر.

فعلى الخطيب أن لا يصعد المنبر في الوقت الذي لا يناسب مثل شدة الحرّ، أو شدة البرد أو قرب منتصف الليل - مثلاً - وكذا في حال اضطراب الناس، لاشتغالهم بأمرهم، كحرب، أو جنازة، أو استقبال، أو عزاء، أو عرس، وما إلى ذلك إلاّ لأمرٍ أهم، فإن الوقت إذا لم يكن مناسباً، كان كلام الخطيب ثقلاً على الناس، وأجدر بمثله أن يفشل بل كثيراً ما يسبب الإساءة إلى سمعة المنبر.

ومن الوقت غير المناسب، القراءة بعد خطباء متعددين عند سأم الناس وملالتهم، ووقت الصَّلاة ووقت الطعام.

20- الاختصار

من اللازم على الخطيب أن يختصر في المنبر مهما أمكن فإذا كانت رغبة الناس ساعة. قرأ لهم ثلاثة أرباع الساعة - مثلاً - وهكذا. ولا أقصد بهذا الإيجاز المخل، بل إبقاء شوق المستمع إلى المنبر، فإن إبقائه شوق المستمع ينفع من جهة تحفظه على المطالب التي ذكرها الخطيب، ومن جهة رغبتهفي الاستماع إلى منبر آخر.

وقد جربت - أنا - هذا الموضوع في محاضراتي، فإذا تجاوز الوقت عن حدّه المعتاد تظهر آثار الملل في نفس السامع، حتى ولو كانت المطالب جذابة وجميلة، وبالعكس إذا بقي شيئاً من التشوق في نفوسهم، فإنهم كانوا ينفضون من المجلس نشطين راغبين للحضور في مجلس آخر.

ص: 21

21- عدم قبول المنابر المتعددة

من المهم على الخطيب عدم قبول المنابر المتعددة، فإن التقوية في الكيفية، والتقليل من الكمية، أحسن للخطيب صحة وسمعة وإقبالاً للناس عليه. وبالعكس التكثير في الكمية يؤذي الصحة ويهدم السمعة ويقلل من إقبال الناس عليه.

ولا يظن الخطيب أن التكثير في المجالس أنفع في التأثير، أو أجدى في المال، فإن نظرة واحدة إلى الخطباء بأنواعهم الأربعة: (المكثر المجيد، والمقل المجيد، والمكثر العادي، والمقل العادي). كافية في إدراك هذه الحقيقة، حتى أن الناس أرغب إلى المقل المجيد، من المكثر المجيد، ويشهد لذلك ما قالوا: من أن العزّة تتوقف على قلة الوجود وكثرة الاحتياج، حتى أن كثير الوجود لا عزّة له - في نظر الناس - وإن كان في قمة الاحتياج إليه كالماء، والهواء، فإنهما لايطلق عليهما عزيز مع كثرة الاحتياج إليهما، وإنما لا يطلق عليهما هذه اللفظة لكثرة وجودها.

22- عدم إطلاق الكلام

على الخطيب أن يلاحظ الاطلاق والتقييد في الكلام، ولايحسب أن السامعين علماء، يكتفون بالإشارة والإطلاق.

فإذا حبّذ إلى الناس الإيثار، ذكر وجوب تقديم نفقة العائلة، وإذا حثّهم على الزهد ذكرهم بأن للبدن حقاً يسأل عنه الإنسان يوم القيامة، وإذا حثّهم على إطعام المسكين بيّن لهم لزوم عدم الإطعام في ما إذا سبب ذلك كسلاً وترهلاً عند الفقير مما يوقفهعن العمل.

فقد نقل إلي أحد الأصدقاء هذه القصة الطريفة، قال: ذهبت زوجتي

ص: 22

إلى الحمام وبعد رجوعها ذكرت أنها تعارفت مع امرأة في الحمام ذكرت أن لها زوجين، زوجاً غنياً، وزوجاً فقيراً، ولما استغربت السامعة كلام المرأة ذكرت أنها سمعت من متكلم قوله سبحانه: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}((1)) فزعمت أنه كما يحق للرجل زوجتان كذلك يحق للمرأة زوجان!!

وهنا يأتي دور اللباقة حيث أن اللازم على الخطيب أن يخرج من المأزق، فإنه إن (قيد) اتهم بتوضيح الواضحات وإن (أطلق) كان مخافة عدم الوضوح للسامع.

23- المنبر المنزّه

أما لزوم الصدق في الكلام، والإخلاص في القراءة، والكفّ عن ذكر المطالب غير اللائقة وعن ذكر الروايات الضعيفة أو المنامات البعيدة أو التواريخ غير الثابتة أو ما أشبه فهذه من الأمور الواضحة التي لا تحتاج إلى التفصيل.

24- حفظ الصحة

ومن الأمور اللازمة على الخطيب (حفظ صحته وسلامته البدنية) وهذا مما لا يراعيه بعض الخطباء، إما حرصاً على الإرشاد حرصاً زائداً، وإما عدم المعرفة بكيفية الإلقاء المتوازن، وإما تحشية للمنبر بما لا يفيد. مثل قراءة القصائد الطويلة جداً أول المنبر مما قد لايفيد السامع، وهي في نفس الوقت مما تتعب الخطيب تعباً بالغاً، وليتذكر مثل هذا الخطيب قوله(صلی الله علیه و اله):

ص: 23


1- ([1]) سورة البقرة، الآية: 228.

«المنبت لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى»((1)).

25- الفصاحة والبلاغة

ومن الأمور المهمة جداً مراعاة الفصاحة في الكلام والبلاغة في الأداء والتكلم بكل اتزان، مع رعاية الفواصل بين الجمل، والمطالب والكلمات، فلا يسرع ولا يبطئ في القراءة، وإذا أراد تجربة منبره قرأه في أداة تسجيل، ثم يسمعه ليرى بنفسه كيف كان يتكلم؟ وإذا حصل الخطيب على ملكة البلاغة والهدوء فوق المنبر كان كلامه أكثر تأثيراً في النفوس.

26- التمرين والممارسة

ومن اللازم على الخطيب أن يتمرّن على الخطابة عند أساتذة المنبر مدة مديدة ليبيّنوا له أغلاطه ونقاط الضعف في كلامه وفي إلقائه، وفي سائر الشؤون المربوطة بالمنبر، فإن الخطيب الذي لم ير الأساتذة، حكمه حكم الطبيب الذي لم ير إلاّ الكتب، فكما أن مثل هذا الطبيب لا يعتمد عليه، كذلك مثل هذا الخطيب لا ينبغي الاعتماد عليه، ومثله خليق بالفشل.

27- رعاية حركات البدن

بعض الخطباء لا يضعون بنظر الاعتبار حركاتهم، فوق المنبر سواء الحركات الجسدية بالتململ، أو حركات الرأس واليد والرجل أو حركات العين والفم، وما أشبه. وفي بعض الأحيان يتولد من عدم التحفظ حركات منكرة توجب الشين، وأحياناً تسبب تشويش بال المستمع، أو ازدرائه بالمتكلم، فلا يتأثر بكلامه، ومن الممكن تدارك مثل هذه الحركات بضبط

ص: 24


1- ([1]) المجازات النبوية: 244.

النفس أولاً، والسؤال من الأستاذ، أو المستمع الملتفت عن نقاط الضعف في حركاته ثانياً.

وقد كان أحد مشاهير الخطباء يتمرّن، فيقرأ أمام المرآة ليضبط نفسه ويعدل حركاته.. وإني رأيت ذلك الخطيب فرأيتهفي كمال الوقار والسكينة، مما يزيده في النفوس هيبة وتأثيراً.

28- التدرّج

التدرّج في الموضوع من المطلب الضعيف إلى القوي من الأمور المهمة التي يجب أن يلتفت إليها الخطيب، فإن النفس تشتاق إلى الأقوى وربما عكس الخطيب هذا الأمر فأسقط كلامه عن التأثير، مثلاً: إذا أراد أن يقصّ أتعاب الأنبياء ومعاناتهم في تبليغ رسالة السماء، كان اللازم عليه أن يبدأ بالأقل منهم تعباً ومعاناةً إلى الأكثر بأسلوب صحيح.

وقد رأيت خطيباً نقل أولاً أتعاب النبي نوح(علیه السلام)، ثم أتعاب نبي الإسلام(صلی الله علیه و اله) - ولم يتمكن من أن يرسم صورة أتعاب النبي(صلی الله علیه و اله) كما رسم أتعاب نوح(علیه السلام) - فصار ذلك سبب تقليل السامعين من أهمية أتعاب النبي(صلی الله علیه و اله) في قبال أتعاب نوح(علیه السلام)، ورسمت الأسئلة على الشفاه فكيف قال النبي(صلی الله علیه و اله): «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت»((1)

29- الاتصاف بالصفات الجميلة

وإذا أراد الخطيب تأثير كلامه في المجتمع، يلزم أن يكون متصفاً

ص: 25


1- ([1]) مناقب آل أبي طالب(علیهم السلام) 3: 247.

بالصفات الجميلة، فإن الناس لا ينظرون إلى الأقوال بمقدار نظرهم إلى الأعمال، فإذا قال الخطيب: اصدقوا، وسُمع منه الكذب، ضرب الناس كلامه عرض الحائط. قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاتَفْعَلُونَ}((1)).

وقد اعتقد بعض العلماء أن الواقع هو المؤثر - حتى وإن لميعلم الناس بالواقع - فإذا قال الخطيب للناس: تزهّدوا، ولم يكن هو زاهد في الواقع لم يؤثر كلامه، وإن زعم الناس أنه زاهد.

وقد استدلوا لذلك بأن الموعظة إذا خرجت من القلب دخلت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان، وبأقوال علماء النفس: من تموّج الأفكار من الأذهان، كما أن جماعة من الحكماء قالوا: إن الصفات الواقعية هي المؤثرة، حتى ولو لم يتكلم الإنسان بها، فالزاهد يوجب زهادة الناس - تلقائياً - بتأثير تموّجاته الروحية، وإن لم يأمر الناس بالزهد.

30- المنبر التربوي

المنبر على قسمين:

الأول: المنبر العادي.

الثاني: المنبر المربي.

وعلى الخطيب أن يهتم لأن يكون منبره مربياً، لأنه هو المفيد الناجح، والغالب أن يكون من شروط (المربي) اتصاف المتكلم بالصفات الحسنة،

ص: 26


1- ([2]) سورة الصف، الآية: 2- 3.

وهدوء المنبر، وغزارة المادة، وكون المنبر موجهاً لا مبعثراً، وكون المطالب بالغة تصل إلى القلوب، إلى غيرها من الصفات.

وفي الحقيقة، إن مثل هذا عادة يدرك ولا يوصف، ويتمكن الخطيب من تحصيله بطول الممارسة للمنبر، وطول الملاحظة والاستفادة من تجاربه عند الأساتذة، كما أن المنبر العادي لا يحتاج إلى شيء كثير، والغالب أنه ليس أكثر من ضجيج فارغ، وبعثرة في الكلام، وتفرق وتشتت في المطالب والمواضيع.

31- عدم جرح العواطف

ومن الأمور المهمة في التأثير: عدم جرح العواطف، بأن يكون المنبر ودّياً ليناً.

أما المنبر المشتمل على التشهير والسباب والطعن وما أشبه، فجدير بأن لا يؤثر.أرأيت أنك إذا خاشنت مع شارب الخمر، قائلاً له: لماذا تشرب الخمر فعليك اللعنة من الله والعذاب الأليم؟ كان كلامك يؤدي إلى معاندته في شرب الخمر، ويزدري بك ويصوب إليك سهام النقد والعداء.

أما إذا قلت له - وأنت تتغافل عن أنه يشرب الخمر - لقد اعتاد بعض الناس شرب الخمر، وذلك مضرّ بصحتهم، مناف لدينهم و... كان جديراً بأن يسمع الكلام ويقلع عن الشرب ويكنّ في نفسه لك التقدير والاحترام.

نعم بعض المواقع يحتاج الخطيب إلى نوع من التغليظ، ولكن الغالب تأثير اللين.

ولذا ورد في القرآن الكريم قوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ

ص: 27

بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}((1)).

وقال سبحانه: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً}((2)).

32- الساعات التي يستهلكها الخطيب

ليتنبه الخطيب أن ساعات أعمار المستمعين التي يستهلكها في خطابه، من أثمن الأشياء، وربما بلغت العدد الهائل، فلينظر ماذا يعطي للناس في مقابل ما يأخذ من هذه الأعمار الهائلة.

مثلاً: إذا كان عدد المستمعين عشرة آلاف، كانت عشرة آلاف ساعة هي التي يأخذها الخطيب من الناس، ولو فرض - مادياً - أن كل ساعة من العمل - من بناء عادي - تساوي (نصف دينار) كان معنى ذلك أن الخطيب صرف (خمسة آلاف دينار) فلينظر هل أنه أعطى بهذا المقدار، مما يفيد المجتمع لدينهم ودنياهم، أم أنه أضاع هذه الأعمار التي تساوي بالنظرة الواقعية أكثر وأكثر من ألوف الدنانير.وإذا توجّه الخطيب إلى هذه الحقيقة المذهلة، واظب في تركيز المطالب وذكر ما ينفعهم، حسب الأهم فالأهم.

وهذه حقيقة نبهني عليها بعض الخطباء المربين رحمه الله وكم أفادتني هذه الحقيقة.

33- من أسباب ضعف المنبر

على الخطيب أن يتجنب فوق المنبر الضحك والمزاح، والكلام الفارغ،

ص: 28


1- ([1]) سورة النحل، الآية: 125.
2- ([2]) سورة طه، الآية: 44.

فإن كل ذلك يؤثر في ضعف منبره، وقد قال الإمام المرتضى(علیه السلام): «ما مزح امرء مزحة إلاّ مجّ من عقله مجّة»((1)).

كما أنه يلزم أن يتجنب الغضب، وإرسال حمم من الكلام، والشدة المبالغة، ونحو ذلك مما يوجب عدم إفصاح الكلام فيقلل من التأثير في السامع.

وكذلك يلزم على الخطيب إسكات الضوضاء، وما يخلّ بالمنبر كصياح الطفل وتكلم المستمع، باللين لا بالعنف والشدة، فإن العنف يدل على عدم ضبط النفس، ويورث الشين في نفس السامع مما يقلل من أثر كلام الخطيب في النفوس.

34- التهيؤ للمنبر

اللازم على الخطيب أن يفرغ نفسه للتكلم حتى يفي حق الكلام. فالتكلم في حال الحصر بالأخبثين، وحال اشتعال القلب بالحزن أو الفرح أو الهمّ، أو أمر مستعجل يخاف فوته، أو ما أشبه ذلك، يوجب عدم وفاء الخطيب للكلام حقّه، فيسقط ذلك كلامه عن التأثير.

35- المطالعة والتفكر قبل المنبر

رأيت خطيباً يتبجّح ويفتخر بأنه: لا يفكر فيما يقرأ حين يريد صعود المنبر وإنما يتكلم بما يجري على لسانه.

وأظن أن الأمر بالعكس، فمن الضروري للخطيب أن ينظم منبره من أوله إلى آخره قبل الصعود، فمثلاً: آية كذا، وتفسيرها، والقصة

ص: 29


1- ([1]) نهج البلاغة، الحكم الرقم: 459.

الفلانية، والوعظ الفلاني وهكذا، فإن التفكير قبل صعود المنبر، يوجب سعة وانشراحاً في المتكلم، مما لا يلجأه أحياناً إلى الطفرة والبعثرة في الكلام أو إلى ذكر الكلمات الفارغة، مضافاً إلى ذلك أن المنبر المنبعث عن التفكير توجيهي بخلاف المنبر الارتجالي، فإنه عادي، وقد عرفت سابقاً لزوم كون المنبر توجيهياً، فيما إذا أراد الخطيب الإفادة والتأثير.

36- التنوع ضمن وحدة الموضوع

المنبر حكمه حكم الدواء، فكما أن الدواء غالباً يلزم أن يكون مركباً من أجزاء تلائم مرض المريض، كذلك يلزم أن يكون المنبر مركباً من أجزاء بنسبة خاصة، تلائم الأمراض النفسية والمفاسد الاجتماعية مما يكون الخطيب بصدد علاجها.

أما ما ذكرناه سابقاً من توحيد الموضوع في المنبر، فهو في مقابل البعثرة، كما لا يخفى فلا ينافي ما ذكرناه هنا.

37- التحفظ على الشخصية

يلزم على الخطيب تحفظه على شخصيته، بأن لا يكون خارجاً عن المتعارف في آدابه وسلوكه ومعاشرته مع الناس، فإن الخطيب المبعثر والمفرط والمفرّط، لا يؤثر كلامه، بل يأبى الناس أن يتبعوه، وأن يقبلوا كلامه، وبذلك لا يؤثر منبره وإن التفّ الناس حوله.

38- حضور درس الفقهاء

يلزم على الخطيب أن يحضر درس الفقهاء، فإن درس الفقه - الذي يلقى على طريق المحاضرات - من أهم ما يربي الذهنية الإبداعية، وإذا شك

ص: 30

الخطيب في ضرورة ذلك، فليس عليه إلاّ أن ينظر إلى خطيبين أحدهما يحضر درس الفقه، والآخر لايحضر، ليرى أي المنبرين أكثر جمالاً وتأثيراً في السامع.

وإذا كان الخطيب لا يتمكن من حضور الدرس، فعليه أن يستمع إلى أشرطة الدرس، التي سجّلت عند التدريس.

39- تواضع الخطيب

من اللازم على الخطيب أن لا يكون جافياً للناس، مترفعاً عليهم، فإن الخطيب الإسلامي من أتباع الأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين)، وقد كانوا يؤثرون في الناس بفضل اختلاطهم بالمجتمع، كما قال ضرار عن أمير المؤمنين علي(علیه السلام) إنه: «كان والله فينا كأحدنا»((1))

أما الخطيب الجافي، فبالإضافة إلى أنه لا يؤثر في الناس، يوجب تنفير الناس عن الدين والهداية.

40- قناعة الخطيب

ويلزم على الخطيب أن لا يكون مادياً، قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً}((2)) فإن الناس جبلوا الازدراء بالإنسان المادي، وليس معنى ذلك، أنه يلزم على الخطيب، عدم تقاضي الأجر كاللائق، بل معنى ذلك ما ذكرناه من أن لا يكون مفرطاً في التقاضي وأن لا يجعل همّه المادة، وأن لا يظهر أمام الناس بمظهر الإنسان المادي، فإن ذلك يوجب سقوط مكانته

ص: 31


1- ([1]) الأمالي للشيخ الصدوق: 624.
2- ([2]) سورة يس، الآية: 21.

عن النفوس، وعدم تأثير كلامه في القلوب.

هذه جملة من الأمور التي استحضرها وقد استفدتها من تجاربي، أو تعلمتها من أهل المنبر بكثرة الحضور في المجالس إيجاباً بأن قالوها أو عملوا بها فراقتني، أو سلباً بأن رأيت من بعضهم عدم مراعاتها، فلم ترقني فذكرتها هنا لتكون عوناً للمبتدئين.والله المسؤول أن يوفق الجميع لمراضيه، ويجعل ما كتبته هذا وسيلة للهداية والتهذيب وهو المستعان.

كربلاء المقدسة

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

محرم الحرام 1387 ه-

ص: 32

خاتمة

خاتمة((1))

ثم إنّ اللازم على الخطيب أن يهتم بإرشاد الناس إلى آيات القرآن التي تَرَكَ العمل بها غالب المسلمين، وهي التي سببت سقوطهم فصاروا كالطير الذي يريد النهوض بجناح واحد، وهل يمكن ذلك؟

مثل آية:

1- الأمة الواحدة، حيث قال سبحانه: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً}((2)) بينما نشاهد الآن أن المسلمين وبإيحاء من أعداء الإسلام جعلوا الحدود الجغرافية بين بلادهم فصاروا أكثر من خمسين أمة.

فتفرقوا شيعاً فكل جماعة

فيهم أمير المؤمنين ومنبر

2- وآية الأخوّة، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}((3)) فمقتضى هذه الآية أن كل مسلم في أي بلد من بلاد الإسلام مواطن وليس بأجنبي، فله ما لأهل البلد وعليه ما عليهم، من التجارة والزراعة والعمارة وتملك الأرض والزواج والشؤون السياسية وغير ذلك، بينما نشاهد الآن أن

ص: 33


1- ([1]) لقد أضاف الإمام المؤلف هذه الخاتمة في الطبعة الثالثة للكتاب عام 1415ه مركز الرسول الأعظم(صلی الله علیه و اله) للتحقيق والنشر بيروت لبنان.
2- ([2]) سورة المؤمنون، الآية: 52.
3- ([3]) سورة الحجرات، الآية: 10.

المسلم من قطر إسلامي في قطر إسلامي آخر يعتبر أجنبياً.

3- وآية الحريّة، قال سبحانه: {يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}((1)) حيث كل شيء من الفعل والترك في الإسلام حرّ إلاّ المحرمات فقط - وما أقلّها - بينما نشاهد الآن أن القوانين الموضوعة تحرم كل شيء إلاّ برخصة وإجازة وتأشيرة وضريبة وما أشبه.

4- وآية الشورى، قال تعالى: {أَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}((2)) حيث أنّ اللازم الشورى في الحكم، بينما نشاهد أن الحكّام في بلاد الإسلام يأتون إلى سدّة الحكم بالانقلابات العسكرية أو بالوراثة و... .

5- وآية الأخذ بأحكام الإسلام الحيوية، قال سبحانه: {اسْتجيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}((3)) مثل إباحة الأرض وسائر المباحات لمن سبق إليها، فقد قال رسول الله(صلی الله علیه و اله): «الأرض لله ولمن عمّرها»((4)).

وفي الحديث: «من سبق إلى موضع فهو أحق به»((5)) إلى غير ذلك.

بينما نشاهد الآن أن كل تلك الأحكام تركت وبدّلت بقوانين وضعيّة تسبب التأخر والسقوط، ولذا تأخر المسلمون تأخراً لا نظير له في تاريخهم الطويل. فبينما وصل الغربيون إلى القمر، لا يصنع كثير من بلاد الإسلام أصغر الأشياء وأبسطها.

ص: 34


1- ([1]) سورة الأعراف، الآية: 157.
2- ([2]) سورة الشورى، الآية: 38.
3- ([3]) سورة الأنفال، الآية: 24.
4- ([4]) الكافي 5: 279.
5- ([5]) الكافي 4: 547.

ولا يتقدم المسلمون إلاّ إذا أحيوا هذه الأحكام وعملوا بها وإلاّ فقد قال سبحانه: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةًضَنْكاً}((1)).

سبحان ربك ربِّ العزّة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.

محمد الشيرازي

ص: 35


1- ([1]) سورة طه، الآية: 124.

ص: 36

فهرس المصادر

1.القرآن الحكيم.

2.نهج البلاغة (تحقيق صبحي صالح) جَمَعَه الشريف الرضي، ت406ه ق، هجرت، قم المقدسة، 1414ه ق.

3.كامل الزيارات، الشيخ ابن قولويه، ت367ه ق، دار المرتضوية، النجف الأشرف، 1356ه ش.

4.المجازات النبوية، الشريف الرضي، ت406ه ق، دار الحديث، قم المقدسة، 1422ه ق.

5.مناقب آل أبي طالب(علیهم السلام)، الشيخ ابن شهر آشوب، ت588ه ق، انتشارات علامة، قم المقدسة، 1379ه ق.

6.الأمالي، الشيخ الصدوق، ت381ه ق، كتابجي، طهران، 1376ه ش.

7.الكافي، الشيخ الكليني، ت329ه ق، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1407ه ق.

ص: 37

ص: 38

الفهرس

مقدمة................................................................................................................ 5

1- التوجه إلى اللّه............................................................................................ 7

2- التلوين بصبغة اللّه....................................................................................... 8

3- تهيئة النفوس لقبول الإرشاد...................................................................... 8

4- القيام العملي على الإرشاد......................................................................... 9

5- الاطلاع على العلوم الإسلامية................................................................. 10

6- الاطلاع على الأحداث الحاضرة............................................................ 11

7- تحاشي التكرار........................................................................................ 12

8- تصوير المواقف...................................................................................... 13

9- تحليل الأمور........................................................................................... 13

10- التناسق بين المطلب.............................................................................. 14

11- رعاية المستويات المختلفة.................................................................. 15

12- رعاية مبدأ الأهم والمهم..................................................................... 16

13- الاطلاع الشمولي.................................................................................. 16

14- عدم توهين الخطيب نفسه.................................................................... 17

15- الخطيب الشجاع................................................................................... 18

16- الاطلاع على علم النفس...................................................................... 18

17- حسن الابتداء والختام.......................................................................... 19

18- كثرة المستمعين.................................................................................... 20

19- اختيار الوقت المناسب......................................................................... 21

20- الاختصار.............................................................................................. 21

ص: 39

21- عدم قبول المنابر المتعددة................................................................... 22

22- عدم إطلاق الكلام............................................................................... 22

23- المنبر المنزّه.......................................................................................... 23

24- حفظ الصحة......................................................................................... 23

25- الفصاحة والبلاغة................................................................................. 24

26- التمرين والممارسة............................................................................... 24

27- رعاية حركات البدن............................................................................ 24

28- التدرّج.................................................................................................. 25

29- الاتصاف بالصفات الجميلة................................................................. 25

30- المنبر التربوي....................................................................................... 26

31- عدم جرح العواطف............................................................................. 27

32- الساعات التي يستهلكها الخطيب......................................................... 28

33- من أسباب ضعف المنبر....................................................................... 28

34- التهيؤ للمنبر.......................................................................................... 29

35- المطالعة والتفكر قبل المنبر.................................................................. 29

36- التنوع ضمن وحدة الموضوع.............................................................. 30

37- التحفظ على الشخصية......................................................................... 30

38- حضور درس الفقهاء............................................................................ 30

39- تواضع الخطيب.................................................................................... 31

40- قناعة الخطيب...................................................................................... 31

خاتمة............................................................................................................. 33

فهرس المصادر.............................................................................................. 37

الفهرس.......................................................................................................... 39

ص: 40

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.