مبادي الإدارة وفق المنهج القرآني منهج الامام علي (علیه السلام) أنموذجاً ممثلاً برسالته لمالك الأشتر (رضی الله عنه) حين ولاه مصر

هوية الکتاب

مبادئ الإدارة وفق المنهج القرآني منهج الامام علي (علیه السلام) أنموذجاً ممثلاً برسالته لمالك الأشتر (رضی الله عنه) حين ولاه مصر

رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق العراقية 4205 لسنة 2017

تأليف د. علي فرحان الفكيكي

العتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1438 ه - 2017 م العراق - كربلاء المقدسة

ص: 1

اشارة

رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق العراقية 4205 لسنة 2017

ص: 2

سلسلة دراسات في عهد الإمام علي (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه) (25) وحدة الدراسات الإدارية مبادئ الإدارة وفق المنهج القرآني منهج الامام علي (علیه السلام) أنموذجاً ممثلاً برسالته لمالك الأشتر (رضی الله عنه) حين ولاه مصر تأليف د. علي فرحان الفكيكي

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة العتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1438 ه - 2017 م العراق - كربلاء المقدسة - مجاور مقام علي الأكبر عليه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة هاتف: 07728243600 - 07815016633 الموقع الألكتروني: www.inahj.org الإيميل: Info@ Inahj.org

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المؤسسة

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعمٍ ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرین.

أما بعد:

فإن من أبرز الحقائق التي ارتبطت بالعترة النبوية هي حقيقة الملازمة بين النص القرآني والنص النبوي ونصوص الأئمة المعصومين (علیهم السلام).

وإنّ خير ما يُرجع إليه في المصادیق لَحديث الثقلين «كتاب الله وعترتي أهل بيتي» هو صلاحية النص القرآني لكل الأزمنة متلازماً مع صلاحيّة

ص: 5

النصوص الشريفة للعترة النبوية لكل الأزمنة.

وما كتاب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه) إلا أنموذجٌ واحدٌ من بين المئات التي زخرت بها المكتبة الإسلامية التي اكتنزت في متونها الكثير من الحقول المعرفية مظهرة بذلك احتياج الإنسان إلى نصوص الثقلين في كل الأزمنة.

من هنا:

ارتأت مؤسسة علوم نهج البلاغة أن تخصص حقلاً معرفياً ضمن نتاجها المعرفي التخصصي في حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) وفكره، متّخذة من عهده الشريف إلى مالك الأشتر (رحمه الله) مادة خصبة للعلوم الإنسانية التي هي أشرف العلوم ومدار بناء الإنسان

ص: 6

وإصلاح متعلقاته الحياتية وذلك ضمن سلسلة بحثية علمية والموسومة ب (سلسلة دراسات في عهد الإمام علي (علیه السلام) لمالك الأشتر (رحمه الله)، التي يتم إصدارها بإذن الله تباعاً، حرصاً منها على إثراء المكتبة الإسلامية والمكتبة الإنسانية بتلك الدراسات العلمية التي تهدف إلى بيان أثر هذه النصوص في بناء الإنسان والمجتمع والدولة متلازمة مع هدف القرآن الكريم في إقامة نظام الحياة الآمنة المفعمة بالخير والعطاء والعيش بحرية وكرامة.

وكان البحث الموسوم ب(مبادئ الإدارة على وفق المنهج القرآني منهج الإمام علي (عليه السلام) أنموذجاً متمثلاً برسالته لمالك الأشتر (رضوان الله عليه) حين ولاه مصر) الذي اشتمل على بيان اساسيات الإدارة في القرآن

ص: 7

الكريم وانعكاساتها في فكر الإمام علي (عليه السلام) خصوصاً حين تولى شؤون حكم البلاد الإسلامية، وما بثه من هذه الأفكار في كتبه إلى ولاته على الأمصار، وآلية التعامل مع الرعية.

فجزى الله الباحث خير الجزاء فقد بذل جهده وعلى الله أجره، والحمد لله رب العالمين.

السيد نبيل الحسني الكربلائي رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 8

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

إن مبادئ ومفاهيم الإدارة وفق المنهج القرآني مثلت ثقافة شؤون الحياة اليومية من خلال المسؤولية والمسائلة والمحاسبة والرقابة والتخطيط والتنظيم ودرجة أداء العمل وإتقانه قبل أن تنطلق الشعارات في العصر الحالي وهذا دليل على أن منهج القرآني منهج رباني جاء کاملاً شاملاً لكافة مجالات العمل دون تخصیص أو تحديد.

حيث يتميز المنهج القرآني بخصائص لا تتميز بها المناهج الأخرى، مما جعله أفضل المناهج فهو منهج رباني يسعى إلى تكوين الإنسان الصالح.

ص: 9

والإسلام هو دين الفطرة. فهو يهتم بجميع جوانب الإنسان الجسمية والروحية و العقلية ونشاطه الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي و غير ذلك من الأنشطة، ويشمل دنيا الإنسان و آخرته، بل ويشمل النية بها ولو لم يفعل، ومن هنا فهو أشمل منهج عرفته البشرية.

لقد أكد الإمام علي (عليه السلام) في عهده للأشتر على جملة من القواعد والقوانين التي تُدار و تُحكم من خلالها الدولة، وتُراعی شؤون الرعية، فحينما توجه مالك لادارة شؤون مصر كان مزوداً بدستور حکم ناضج ومكتمل القواعد والشروط، وبما يوفر العدل والمساواة ويحفظ كرامة الانسان وحقوقه، ويؤكد على عمارة البلاد واستصلاحها، والابتعاد عن الطمع وحب الشهوات، والالتزام بالذكر الحسن، والعمل الصالح. كما أكد العهد على الرحمة

ص: 10

بالرعية واللطف بهم، وعدم ظلم الآخرين. وقد نال هذا العهد من الاهتمام والدراسة والتمحيص والتفسير والشرح والبيان ما لم ينله نص آخر مماثل له في التوجه على مر العصور، وقد تُرجم إلى كثير من لغات العالم، وفي بعض اللغات تُرجم وشرح مراراً وتكراراً، وهذا دليل على قيمة المعاني الإنسانية العظيمة التي يحتويها هذا العهد، وتناوله مختلف شؤون الحياة أولاً، وواجبات الحاكم والحكومة ثانية.(1). فقد أراد أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، أن يكون خطاباً موجهاً لجميع حكام المسلمين، وغير المسلمين من خلال شخص واحد أراده أن يكون

ص: 11


1- المالكي، صبيح مزعل جابر والعباسي عماد الدين عبد الرزاق: التناص بين عهد الإمام علي (عليه السلام) الى مالك الأشتر والرسالة الخامسة (في نصيحة الملوك) لسعدي الشيرازي، مجلة جامعة بابل، المجلد 22، العدد 2، 2014. ص 301(بتصرف)

حاکماً على مصر، وهو مالك الأشتر، الصديق الصدوق للإمام علي (عليه السلام).

وفي ضوء ما تقدم تكونت هيكلية البحث من مقدمة وأربعة مباحث وعلى النحو الآتي:

المبحث الأول: المنهجية العلمية للبحث.

المبحث الثاني: مفهوم ومبادئ الإدارة من منظور الفكر الغربي.

المبحث الثالث: مبادئ الإدارة وفق المنهج القرآني.

المبحث الرابع: الاستنتاجات والتوصيات.

ص: 12

المبحث الأول المنهجية العلمية للبحث

أولاً:- مشكلة وأهمية البحث:

إنَّ موضوع الإدارة الإسلامية من المواضيع الهامة وتكتسب أهميتها من كونها مرتبطة بحياة البشر وتنظيم شؤون حياتهم في الدنيا والآخرة. ومهما تطورت الأساليب الإدارية المعاصرة فهي لا تتجاوز إمكانات وقدرات البشر المحدودة. حيث اكدت العديد من الدراسات السابقة على آن دراسة الفكر الإداري وفق المنهج القرآني لم يحظ بعد بالاهتمام الكافي حسب علم الباحث في حين إن المتأمل يجد أن هذا المنهج متكامل وشامل، كما إن هذه الدراسة محاولة لتقديم

ص: 13

ملامح المنهج القرآني لتحديد منهجيات العمل والإدارة في شتى المجالات، والذي يحفظ للأمة ثقتها بنفسها وبمنهجها في الحياة والعمل ويقطع الطريق على حملات التشكيك في قدرة الأمة على البقاء والريادة.

ثانياً:- الهدف من البحث:

يهدف هذا البحث إلى استعراض أحد الجوانب الإدارية المهمة وهو مبادئ الإدارة وفق المنهج القرآني - منهج الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) نموذجاً ممثلاً برسالته لمالك الأشتر (رضي الله عنه) حين ولاه مصر.

ولتحقيق هذا الهدف الرئيس سيتم السعي التحقيق الأهداف الفرعية الآتية:-

1. استثارة همم المسلمين بضرورة العودة لهذا الأصل العظيم في الإدارة الإسلامية

ص: 14

وبيان أن عطاءه متجدد.

2. نشر الوعي الإسلامي عن ذلك الجانب من الإدارة ومحاولة الاستفادة منه على جميع المستويات.

3. تقدیم بديل للإدارة ليحل محل المنهج الغربي، وذلك عن طريق بيان أهمية الجانب العقائدي في الإدارة الإسلامية.

4. الإسهام في إثراء المكتبات بدراسة علمية في مجال الإدارة.

رابعاً:- منهج البحث:

تقتضي سلامة الوصول إلى نتائج إيجابية للبحث، أن يتبع المنهج الوصفي، من خلال الاطلاع على الكتب والمقالات والدوريات والرسائل العلمية والدراسات العربية الإسلامية والأجنبية.

ص: 15

خامساً:- حدود البحث:

يلتزم الباحث بتوضيح أهم وأبرز مبادئ الإدارة وفق المنهج القرآني - منهج الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) نموذجاً ممثلاً برسالته لمالك الأشتر (رضي الله عنه) حين ولاه مصر.

ص: 16

المبحث الثاني: مفهوم ومبادئ الإدارة من منظور الفكر الغربي

منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ووهبهُ نعمة العقل والتفكير والتدبر والتحليل واكتشاف الحقائق كلفهُ بإدارة الأرض وعمارتها وخلافتها، ولا يخفى على أحد أن العمارة والإدارة والخلافة تحتاج إلى عوامل إنتاجية مكملة (الموارد الطبيعية، التقنيات، رأس المال، موارد بشرية) للوصول إلى مخرجات تلك الفعاليات وما يترتب عليها من أثار على مختلف الأزمنة والعصور. لقد تبين للإدارة الحديثة بعد دراسة معمقة حول أهمية عناصر الإنتاج وتحديد أولوياتها أن

ص: 17

توفر موارد مادية، طبيعية، تقنية، معلوماتية... لا يمكن أن تصل إلى المصدر الحقيقي لتكوين القدرات التنافسية المستمرة أن لم يتوفر فيها عنصرين رئيسيين هما موارد بشرية مختارة بدقة ومعدة وفق أسس مهنية وعلمية، وقيادات مؤثرة مطلعة على أنماط وقوانين وأنظمة العمل. اذ أن مساهمة القيادات الإدارية في خلق أجواء العمل الجماعي بين العاملين ومختلف الإدارات والفروع، ونشر الوعي التنظيمي الداعي للمشاركة وتناقل الأفكار و إنشاء أنظمة للاتصال بين مختلف المستويات تتميز بالسهولة والإنسيابية في حركتها تركت بصمة واضحة في التقدم الحاصل في مختلف المجالات التي نشهدها اليوم(1).

ص: 18


1- الحسيني، صلاح هادي: القيادة الإدارية وأثرها في إدارة الموارد البشرية استراتيجي، دراسة ميدانية في المنظمات الحكومية في محافظة الناصرية - العراق، رسالة مقدمة إلى مجلس كلية الإدارة والاقتصاد في الأكاديمية العربية، في الدنمارك وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير، في إدارة الأعمال، قسم الإدارة، كلية الإدارة والاقتصاد، الأكاديمية العربية في الدنمارك .2009

مفهوم الإدارة:

أصل كلمة إدارة (Administration) لاتيني بمعنى (To Serve) أي (لكي يخدم) والإدارة بذلك تعني «الخدمة» على أساس أن من يعمل بالإدارة يقوم على خدمة الآخرين. وفي ظل الاهتمام الذي حظيت به الإدارة إلا أن تعريفاتها التي قدمها العلماء والرواد قد تباينت، شأنها في ذلك شأن كثير من مصطلحات العلوم الإنسانية، فكل منهم قد تأثر بمدخل معين. وقد عرفها:-

النمر بأنها: (النشاط الموجه نحو التعاون المثمر والتنسيق الفعّال بين الجهود البشرية المختلفة العاملة من أجل تحقيق هدف معين

ص: 19

بدرجة عالية من الكفاءة)(1).

الصباب بأنها: «عملية توجيه الجهود البشرية بشكل منظم لتحقيق أهداف معينة)(2).

مصطفی والنابة بأنها: عملية تنظيم تتکامل فيها الجهود لتنظيم الموارد البشرية والمادية نحو هدف مشترك(3).

الجضعي بانها: (عملية اجتماعية مستمرة تسعى إلى استثمار القوى البشرية والإمكانات

ص: 20


1- النمر، سعود وآخرون، الإدارة العامة - الأسس والوظائف، الطبعة الخامسة، الرياض، المملكة العربية السعودية . 2001. ص 5
2- الصباب، أحمد عبد الله، أصول الإدارة الحديثة، الطبعة الرابعة، 1992. ص 19
3- مصطفی، عبد الحميد و النابة، نجاة عبد الله: الإدارة التربوية: مفهومها -نظرياته - وسائلها، الطبعة الاولى، الإمارات للنشر والتوزيع، دبي، الإمارات العربية المتحدة. 2005. ص 9

المادية من أجل تحقيق أهداف مرسومة بدرجة عالية من الكفاءة)(1).

الإدارة هل هي علم أم فن؟

الإدارة مزيج من العلم والفن، فهي علم لأن لها مبادئ وقواعد وأصولاً علمية متعارفاً عليها، وتقوم على توظيف مناهج البحث العلمي في استكشاف نظرياتها وفحصها، وفي الوقت ذاته هي فن لأنها تعتمد على القدرات الإبداعية والمهارات، فإن الفصل في هذا الموضوع هو القول إن الإدارة هي فن استخدام العلم(2).

ومن هذا التعريف يُمكن استخلاص العناصر التالية:-

ص: 21


1- الجضعي، خالد: الإدارة - النظريات والوظائف، الطبعة الاولى، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2006. ص 18
2- المصدر نفسه. ص 19

1. أن الإدارة عملية تتضمن وظائف عدة هي التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة.

2. أنها اجتماعية فهي لا تنشأ من فراغ، بل تنشأ داخل مجموعة منتظمة من الأفراد وتأخذ في الحسبان مشاعرهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم.

3. أنها وسيلة وليست غاية فهي وسيلة تنشد تحقيق أهداف مرسومة.

4. أنها تعتمد على استثمار القوى البشرية والإمكانات المادية المتاحة.

5. أنها تسعى إلى تحقيق الأهداف بدرجة عالية من الكفاءة.

علاقة الإدارة بأخلاقيات المهنة

المهم في التعريفات الإدارية الوصول إلى الإنتاج المادي بغض النظر عن الوسائل، وهنا

ص: 22

تتميز الإدارة الإسلامية حين تنظر إلى الإنتاج على أنه وسيلة لعبادة الله، يجب أن لا يتعارض مع الهدف والغاية ويكون منضبطاً بشروطها. لتوضيح العلاقة بين الإنتاجية الجيدة ووضع العمال أجرى عالم الاقتصاد الإنجليزي آدم سميث في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي دراسة عن أسباب ازدهار وتدهور ثروات الأمم، فلاحظ في كتابه (ثروة الأمم) الارتباط الوثيق بين جودة الإنتاج وغزارته، والارتباط بين عدم جودته وضآلته، وتوصل إلى أن سبب التفاوت يعود إلى وضع العاملين بين حالتي الإلزام والالتزام، فالذي يعمل بأخلاقيات المهنة بدافع الالتزام يكون دقيق الإنتاج وغزيره، أما الذي يعمل بدافع الإلزام فهو ركيك الإنتاج و ضئيله(1).

ص: 23


1- الحميد، عبد الواحد بن خالد: ورقة مقدمة لندوة «أخلاقيات العمل في القطاعين الحكومي والأهلي» بعنوان «دور وزارة العمل في تنظيم وضبط أخلاقيات العمل في القطاع الخاص»، المنعقدة في معهد الإدارة العامة، الرياض المملكة العربية السعودية. 2005. ص 4

مبادئ الإدارة الرئيسة عند تايلور(1):-

1. تحديد نوع وكمية العمل المطلوب أداؤه من كل فرد (وهو ما يطلق عليه اليوم تحديد الاختصاصات والمسؤوليات) بناء على دراسة علمية وليس على مجرد التخمين من جانب الإدارة.

2. الاختيار العلمي للشخص الذي يناسب الوظيفة المسنودة إليه.

3. اقتناع كل من هيئة الإدارة والعاملين بعدالة

ص: 24


1- مطاوع، إبراهيم وأمينة أحمد: الأصول الإدارية للتربية، دار الشرق للطباعة والنشر، جدة، المملكة العربية السعودية، 1996.. ص 35

التنظيم الإداري واحترام مبادئه.

4. تقسيم الواجبات والمسؤوليات؛ فتختص الإدارة بمهمة التخطيط ويترك للعمال مهمة التنفيذ.

مبادئ الإدارة الرئيسة عند هنري فايول(1):-

1. مبدأ روح الاتحاد او التعاون: إن روح الاتحاد والانسجام بين الأفراد العاملين في المنشأة تعتبر قوة لها، وبذلك وجب أن تبذل الجهود لتدعيمها. (إن بث الفرقة بين قوى الأعداء لإضعافهم يعتبر عملاً يتصف بالمهارة، بينما بث الفرقة بين نفس الفريق الذي ينتمي إليه الشخص يعبر إثماً كبيراً).

ص: 25


1- مطاوع، ابراهيم: الإدارة التربوية في الوطن العربي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، مصر، 2003. ص 35

2. مبدأ خضوع المصالح الفردية للمصلحة العامة: أن الفرد يعمل لصالح المجتمع، إذ أن المجتمع أهم من الفرد. ويتطلب هذا المبدأ تغليب مصلحة المنشأة على مصلحة أحد موظفيها.

3. مبدأ المساواة: إن تشجيع القوى العاملة أو الموظفين على أداء وظائفهم بأعلى ما في طاقاتهم وقدراتهم وإحساسهم بالولاء والإخلاص لعملهم ورئيسهم يتطلب ضرورة اتباع مبدأ المساواة.

4. مبدأ مكافأة الأفراد: يقول هنري فايول في كتابة (الإدارة العامة والصناعية) إن دفع الأجور أو المرتبات بطريقة عادلة تؤثر تأثيراً ملحوظاً على تقدم المنشأة.

5. مبدأ المسؤولية والسلطة: السلطة هي

ص: 26

ممارسة حق يخول لصاحبه إصدار أوامر ويكون على مرؤوسيه الطاعة.

6. مبدأ النظام والطاعة: ترجع أهمية النظام إلى قدرته على توفير حسن سير العمل في المنشأة، والنظام يعني إطاعة الأوامر وتنفيذها وتنفيذ ما اتخذ من قرارات.

7. مبدأ وحدة الأمر: يجب ألا يتلقى الموظف تعليماته إلا من رئيس واحد فقط، وهو رئیسه المباشر، إذ أن عدم احترام هذا المبدأ ينتج عنه الاستهانة بالسلطة والإخلال بالنظام.

8. مبدأ وحدة التوجيه: يعني رئيساً واحداً وخطة واحدة لتحقيق هدف واحد، وهذا المبدأ لا يتعارض مع مبدأ وحدة الأمر؛ وذلك لأن وحدة الأمر تمارس على الأشخاص فقط.

ص: 27

9. مبدأ تدرج السلطة: ينبغي ضرورة توضیح تسلسل الرئاسات من أعلى المستويات إلى أدناها وتوضيح نطاق الإشراف.

10. مبدأ الترتيب: ترتيب الأشياء والأفراد، فهو يقول فيما يتعلق بترتيب الأشياء (إن كل شيء يجب أن يكون له مكان، وأن يوضع كل شيء في مكانه الخاص، ويستهدف ذلك أن يوضع كل موظف في المكان المناسب له).

11. مبدأ استقرار الموظفين: يتطلب الموظف الجديد بعض الوقت للاعتياد على عمله الجديد حتى يتمكن من أدائه بنجاح، وهذا يضمن استمرار الموظف في العمل فيه بعد التدريب.

ص: 28

المبحث الثالث: مبادئ الإدارة وفق المنهج القرآني

ان الرسول الاكرم (صلى الله عليه - واله - وسلم) هو الذي وضع اللبنة الأولى للتنظيم الإداري في الدولة الإسلامية، بعد الهجرة من مكة الى المدينة، فقد كانت الفترة التي مكثها رسول الله (صلى الله عليه - وآله - وسلم) بمكة فترة لتأسيس العقيدة الإسلامية، ولما هاجر النبي (صلى الله عليه - وآله - وسلم) إلى المدينة، بدأ تأسيس الدولة، ووجدت الأحكام التي تنظم فوضى المجتمع فشرعت الأحكام التي تنظم علاقات أفراد المسلمين بعضهم ببعض، وعلاقتهم بغيرهم في حالة السلم وحالة الحرب، وبجانب الأحكام التي تبين العبادات، وجدت أحكام المعاملات من بيع وتجارة ورهن

ص: 29

وغيرها، وأحكام الحرب، والعنائم والعقوبات، والمواريث، والوصايا، والقضاء، فالدولة الإسلامية تكونت بعد هجرة النبي (صلى الله عليه - واله - وسلم) بجانب كونه رسولاً يبلغ عن ربه كان رئيساً للدولة، فقد كان للرسول سلطة التنفيذ، كما كان له ايضاً سلطة القضاء، فتولى القضاء بنفسه، وولى غيره(1).

إذ إن المنهج الإسلامي يقدم مفهوما للإدارة يتصف بالشمولية والإطلاق بعيدا عن الانحصار المعرفي في إزاء التعامل مع المفهوم المجرد للإدارة، إن كلمة الفكر الإداري الإسلامي كما عرفها

ص: 30


1- محمد، رأفت عثمان: الفكر الإداري في الإسلام، وقائع ندوة (31)، الإدارة في الإسلام، التي نظمها المعهد الإسلامي اللبحوث و التدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية بجدة بالتعاون مع جامعة الازهر بالقاهرة، المملكة العربية السعودية، للفترة من 15 - 1990/9/19. ص 123

د. حمدي عبد الهادي تعني (الآراء و المباديء والنظريات التي سادت حقل الإدارة، ودراسة وممارسة عب العصور والأزمنة، ويعتب فکرا إسلاميا ما يصدر من هذه الآراء والمبادىء والنظريات وذلك بالاستناد إلى توجيهات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة)(1).

تعريف الإدارة لغة

وردت عدة تعريفات للإدارة في معاجم اللُّغة، إذ جاء تعريفها في (لسان العرب) في مادة (دوّر): من دار الشيء دورانا، وأداره عن الأمر. ويقال: أدرت فلاناً عن الأمر إذا حاولت إلزامه إياه وأدرته عن الأمر إذا طلب منه(2). ويقال:» أدار

ص: 31


1- الضحيان، عبد الرحمن إبراهيم: الإدارة في الإسلام: الفكر والتطبيق، الطبعة الاولى، دار الشرق، جدة، المملكة العربية السعودية. 1986. ص 59
2- ابن منظور، محمد بن مكرم: لسان العرب، مادة - دور، الجزء الرابع، صحَّحها: أمين محمد عبد الوهاب و محمد الصادق العبيدي، دار إحياء التراث العربي، بیروت، لبنان، 1995. ص 448

الوزير العمل: أشرف عليه»(1).

تعريف الإدارة في الإسلام:

1. عرفها المزجاجي(2) بأنها: نشاط جماعي مشروط يقوم به الراعي مع موظفيه العاملين في جميع الأجهزة الحكومية من خلال تقديم سلعة مشروعة إلى الجمهور بلا تمييز، شعوراً منهم بأمانة الإدارة أثناء ممارساتهم الإدارية وفقاً لأنظمة وتعليمات مصدرها الشريعة الإسلامية، سعياً لتحقيق

ص: 32


1- الصيني، محمد وحيمور، حسن: معجم الطلاب، مادة (أدار)) مكتبة لبنان، بیروت، لبنان، 1991. ص 50
2- المزجاجي، أحمد بن داود: مقدمة في الإدارة العامة الإسلامية، الطبعة الاولى، الشركة الخليجية للطباعة والتأليف، جدة، المملكة العربية السعودية، 2000. ص 49

أهداف عامة مباحة من أجل توفير الأمن والرخاء والنماء للبلاد والعباد.

2. عرفها المطيري(1) بأنها: الإدارة التي يتحلى أفرادها بالسلوك الإسلامي عند أدائهم لأعمالهم، ويقومون بواجباتهم الوظيفية بجميع مستوياتها وفقاً للشريعة الإسلامية

النظام الإداري في الإسلام:

أن النظام الإداري في الإسلام هو مجموعة الأحكام والتشريعات التنظيم جهود البشر جماعيا وفرديا وتوجيههم وجهة هادفة لتحقيق مصالحهم، وسد

ص: 33


1- المطيري، حزام بن ماطر: الإدارة الإسلامية - المنهج والممارسة، الطبعة الاولى، مطابع الفرزدق، توزیع دار الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1997. ص 36

حاجاتهم الدنيوية والأخروية وحفزهم بها إلى فعل الخير والبعد عن الشر ومنع الإفساد في الأرض(1).

النظرية الإسلامية:

أنها مجموعة من المفاهيم والأفكار والأحكام والقيم والأهداف المرتبطة بإعداد الإنسان المسلم حسب الأصول الإسلامية اعتبارا من أسسها ومناهجها وأساليب تحقيقها وتنفيذها. وترتكز النظرية الإسلامية على النقاط التالية(2):-

1. مستمدة في أساسها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

ص: 34


1- سمارة، إحسان: الإدارة والقضاء الإداري في الإسلام، الطبعة الاولى، دار يافا العلمية، عمان، الأردن. 2000. ص 23
2- الشلعوط، فریز محمود أحمد: نظريات في الإدارة التربوية، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2002. ص 73-74

2. تتصف بالشمولية.

3. تشتمل على المعرفة والأساليب والوسائل والإدارة، وهي بهذا تختلف عن النظريات الأخرى.

4. تعمل على توجيه السلوك الإنساني و قيمه.

5. تعتمد على التفاعل ما بين النظرية والممارسة العملية، فالإسلام دين عمل وجهاد.

مقارنة بين مفهوم الإدارة العامة المعاصرة والإدارة الإسلامية:

ان الناظر إلى مفهوم الإدارة العامة المعاصرة والإدارة العامة الإسلامية من خلال التعريفات السابقة يجدهما يتفقان في أنَّهما من الأساليب والنظم والمناشط الإدارية التي تؤديها منظمات وأجهزة الدولة، والتي تهدف بصفة أساسية إلى

ص: 35

تحقيق الصالح العام والمنفعة العامة في المجتمع من خلال استغلال الموارد المتاحة في البيئة المعينة خلال فترة زمنية محددة. ولكن نجد أنَّ التمايز واضح والفرق بينها في بعض الجوانب الأساسية، فنجد أنَّ الإدارة العامة الإسلامية محورها الأساس العقيدة والإيمان وبهما يتجاوز الفرد المسلم المنافع الشخصية الدنيوية إلى سعة التكليف الرباني الذي يجعل الحياة كلها لله، وأنَّ غاية خلق الإنسان هو العبادة والخلافة في الأرض تحقيقاً لقوله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»(1).

أمَّا الفكر الإداري الغربي فهو يعالج المشكلة الإدارية في إطار نظریات ذات نظرة جزئية غير شاملة لا تضع اعتباراً ولا حيزاً لما وراء المادة

ص: 36


1- سورة الذاريات، الآية: 56

والمنفعة، بل ترکِّز بصفة أساسية على المنافع الشخصية أو الجماعية أو المنافع المشتركة في إطار العلاقات بين الدول دون أدنى نظرة للدين والعقائد(1). حيث أنَّ الإدارة العامة الإسلامية تتفوَّق على الإدارة العامة المعاصرة بالآتي(2):-

1. الإدارة العامة الإسلامية تسعى بصفة أساسية لخدمة الأهداف المشروعة من خلال مناشطها الخدمية والسلعية المباحة يحكمها في ذلك الإيمان والعقيدة الربانية.

ص: 37


1- الختم، خالد سر: علم الإدارة في الإسلام بين التنظيم والمنظور، شركة دار الحكمة للطباعة والنشر، الخرطوم بحري، السودان، 1998. ص 118
2- احمد، سعید سلمان: الإدارة العامة العربية الاسلامية مفاهیم و نظرات تأصيلية، مجلة جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية، السودان، العدد التاسع (عدد خاص)، 2004. ص 262

2. يؤدِّي المكلَّف العمل في الإدارة الإسلامية عمله على أساس أنه على قيمة إيمانية يسعى من خلالها للعبادة. كما إن التعامل في الإدارة الإسلامية يتم على أساس الأخوة الإسلامية والمساواة واحترام إنسانية العامل ونوع العمل.

المنهج الإداري الإسلامي:

1. استمدت الحضارة الإسلامية أسسها الإدارية من القرآن الكريم والسنة النبوية ونهج الخلفاء الراشدون.

2. تضمنت الكثير من الأفكار والمفاهيم الإدارية عالية المستوى للتطبيق في كل مكان وزمان.

3. ينظر إلى الإنسان على أنه كائن اجتماعي يحتاج للاحترام والتقدير والرضا کما يحتاج

ص: 38

لأجرته.

4. عرفت الدولة الإسلامية نظامي المركزية واللامركزية في الإدارة، وتفويض السلطة والمسؤولية، وتقسيم العمل.

المبادئ الإدارية التي أكد عليها اميرالمؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام):

استلم الإمام علي (عليه السلام) الخلافة في (25) ذي الحجة عام (35 ه)، فوجد الأوضاع متردّية بشكل عام، وعلى أثر ذلك وضع خطّة إصلاحية شاملة، ركّز فيها على شؤون الإدارة، والاقتصاد، والحكم، وفي ما يلي بعض المبادئ الإدارية التي أكد عليها (عليه السلام) في رسالته(1) إلى مالك الأشتر (رضي الله عنه) عندما

ص: 39


1- الرسالة التي إرسالها الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) إلى مالك بن الاشتر النخعي (رضي الله عنه) عندما ولاء الحكم في مصر. فهي عهد في كيفية إدارة الدولة وسياسة الحكومة ومراعاة حقوق الشعب وفيه نظريات الإسلام في الحاكم والحكومة ومناهج الدين في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والحرب والإدارة والأُمور العبادية والقضائية

ولاه مصر:-

اولاً:- مبدأ العلاقات الإنسانية:

أول شيء أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) به مالكاً الأشتر، الذي عيّنه والياً له على مصر، أن يكون محبَّاً للرعية، محترماً لمشاعر الناس من أي فئة كانوا، سواء كانوا مسلمين أم من أهل الأديان الأخرى. ولا يخفى أن في ذلك تثبيتاً لإنسانية الإسلام واحترامه لمشاعر الناس، وتقوية لبنية النظام والحكومة. إذ قال (عليه السلام): «وَأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِیةِ، وَالْمَحَبَّةَ لَهُمْ، وَاللُّطْفَ بِهِمْ، وَلَاتَکُونَنَّ عَلَیهِمْ سَبُعاً ضَارِیاً تَغْتَنِمُ أَکْلَهُمْ، فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ: إِمَّا أَخٌ لَكَ

ص: 40

فِی الدِّینِ، أَوْ نَظِیرٌ لَكَ فِی الْخَلْقِ، یفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ، وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ، وَیؤْتَی عَلَی أَیدِیهِمْ فِی الْعَمْدِ وَالْخَطَأِ، فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَصَفْحِكَ مِثْلَ الَّذِی تُحِبُّ وَتَرْضَی أَنْ یعْطِیكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِهِ».

ثانياً:- مبدأ التواضع:

ويقصد به الخضوع والإذعان للحق والابتعاد عن الزهو والإعجاب بالنفس وهذه صفة لازمة لكل إنسان يقدر نفسه حق قدرها ويريد لها الخير وقيل في تعريف التواضع :(هو ضبط النفس عن الكبر والعجب والغرور ومعرفة النفس قدرها) ويقول تعالى: «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»(1).

يقول الامام (عليه السلام) لمالك الأشتر (رضي الله عنه): «وَ إِيَّاكَ وَالْإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ،

ص: 41


1- سورة القصص، الآية: 83

وَالثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا، وَ حُبَّ الْإِطْرَاءِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِى نَفْسِهِ، لِيَمْحَقَ مَا يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ».

ويقول ايضاً (عليه السلام) في بعض رسائله إلى عمّاله: «واخفض للرعيّة جناحك، وابسط لهم وجهك، وأَلِن لهم جنابك، وآسِ بينهم في اللحظة والنظرة، والإشارة والتحية، حتى لا يطمع العظماء في حيفك، ولا ييأس الضعفاء من عدلك».

ثالثاً: مبدأ المساواة:

قال تعالى في كتابه الكريم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»(1).

ص: 42


1- سورة الحجرات، الآية: 13

وقال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا فرق بين عربي ولا اعجمي ولا ابيض ولا اسود إلا بالتقوى». حيث حرصت السنة النبوية - باعتبارها أصلا من أصول الإسلام على المساواة بين الناس في القيمة البشرية، وعدها من الأمور الأساسية.

وقد ألزم الإمام (عليه السلام) عُمّاله وَوُلاته بتطبيق المساواة بين الناس على اختلاف قوميّاتهم وأديانهم. وتجسّدت فيما يأتي:-

أ- المساواة في الحقوق والواجبات.

ب- المساواة في العطاء.

ج- المساواة أمام القانون.

وقد حدد (عليه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه) شروط الحاكم العادل: «ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُکْمِ بَیْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِیَّتِكَ فِی نَفْسِكَ، مِمَّنْ لَا تَضِیقُ بِهِ

ص: 43

الْأُمُورُ، وَلَا تُمَحِّکُهُ الْخُصُومُ، وَلَا یَتَمَادَی فِی الزَّلَّةِ، وَلَا یَحْصَرُ مِنَ الْفَیْءِ إِلَی الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ، وَلَا تُشْرِفُ نَفْسُهُ عَلَی طَمَعٍ، وَلَا یَکْتَفِی بِأَدْنَی فَهْمٍ دُونَ أَقْصَاهُ، وَأَوْقَفَهُمْ فِی الشُّبُهَاتِ، وَآخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ، وَأَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ، وَأَصْبَرَهُمْ عَلَی تَکَشُّفِ الْأُمُورِ، وَأَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُکْمِ، مِمَّنْ لَا یَزْدَهِیهِ إِطْرَاءٌ، وَلَا یَسْتَمِیلُهُ إِغْرَاءٌ، وَأُولَئِكَ قَلِیلٌ».

رابعاً:- مبدأ العدل:

أنَّ الناس فيهم المحسن والمسيء، فلا تجوز المساواة بين الصنفين؛ لأنَّ في ذلك قطعاً لسُبُل الإحسان، وتقليلاً للفاعلين له، وتشجيعاً للمسيئين على الإساءة، وهذا خلاف المباني الإلهية والإسلامية؛ لأنَّ الله يأمرُ بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

وكي لا يتساوی المحسن والمسيء، فتتهرأ

ص: 44

القيم وتتآكل المثل، ويصاب الناس بالخيبة من عدالة الدولة، دعا الإمام علي (عليه السلام) إلى إثابة المحسن، وإشعاره بقيمة عمله، ومعاقبة المسيء، وتنبيهه على دناءة ما فعله، وهذا كله ليس بقصد الإثابة والعقاب فحسب، وإنّما للإثابة أهدافٌ ومعانٍ ساميةٌ، وكذا العقوبة فهي لیست عقوبة تنكيل بقدر ما هي عقوبة تأديب لذا نراه (عليه السلام) قد أوصى الاشتر (رضي الله عنه) بقوله: «وَلَا یَکُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَالْمُسِیءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَهٍ سَوَاءٍ، فَإِنَّ فِی ذلِكَ تَزْهِیداً لِأَهْلِ الْإِحْسَانِ فِی الْإِحْسَانِ، وَتَدْرِیباً لِأَهْلِ الْإِسَاءَهِ عَلَی الْإِسَاءَهِ، وَأَلْزِمْ کُلاًّ مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ».

ومن أسمى المبادئ التي امتاز بها الإسلام عما عداه من النظم الوضعية، وقد حث الإسلام على التزام العدل في كل الأمور التي يزاولها وقد حذر الإسلام من أن تدخل مراكز

ص: 45

الناس الاجتماعية وأنسابهم في خضوعهم لمقتضى العدل، فالقانون الإسلامي يطبق على كل أفراد الأمة، ولا فرق بين حاکم و محکوم(1).

خامساً: مبدأ الشورى:

كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عله السلام) حريصاً على التزام منهج الشوری في تصرفاته وأعماله وقراراته، ومما أوصى به أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لمالك الأشتر:

«وَلاَ تُدْخِلَنَّ فِی مَشُورَتِكَ بِخِیلاً یَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ، وَیَعِدُكَ الْفَقْرَ، وَلاَ جَبَاناً یُضْعِفُكَ عَنِ الْأُمُورِ، وَلاَ حَرِیصاً یُزَیِّنُ لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ، فَإِنَّ الْبُخْلَ وَالْجُبْنَ وَالْحِرْصَ غَرَائِزُ شَتَّی یَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللّهِ».

إن المستشار منصب دقيق وحساس وذو تأثير

ص: 46


1- محمد رافت عثمان: مصدر سابق، ص 135

بالغ على الحاكم وقراراته المهمة التي يتخذها، فكم من حاكم ورطته استشارة خاطئة، وكم من فتنة أشعلها مستشار أحمق، ولا يكفي أن تكون للمستشار خبرة إدارية سابقة بل يجب أن تتوفر فيه خصال خلقية ونفسية سامية، ويتجرد من صفات سلبية كالجبن والبخل والطمع ستؤثر حتماً على استشاراته، وهذا أحد معالم ارتباط السياسة بالأخلاق عند الإمام علي (عليه السلام). وبعد نهيه عن الاستعانة بمستشاري السوء يطالب الإمام الحاكم بمناقشة شؤون الحكم والبلد وتدارسها مع العلماء والحكماء لأنهم الأقدر على تشخیص مصالح البلاد والعباد وإعطاء الرأي السديد الذي ينشده الحاكم(1).

ص: 47


1- العاتي، ابراهيم: الرؤية السياسية للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) دراسة تحليلية في عهده إلى واليه على مصر مالك الأشتر، ط 1، مطبعة الضياء للطباعة والتصميم، النجف الأشرف، العراق. 2010، ص 62

إن الحاكم إذا لم يكن له مستشارون فلا يعلم محاسن دولته ولا عيوبها وسوف يغيب عنه الكثير في شؤون الدولة وقضايا الحكم، وكان يعلم أن الشوری تعرفه ما يجهله، وتضع أصابعه على مالا يعرفه، وتزيل شكوكه في كل الأمور التي يقدم عليه.

سادساً:- مبدأ العمل الجماعي:

عرَّض الإمام (عليه السلام)، أقسام الرعية وأصنافها، وبيّن أن كل قسمٍ منها يحتاج للقسم الآخر ومرتبط به ارتباطاً عضوياً، حيث إنَّ كل تلك الأقسام تشکِّل نظاماً متكاملاً متماسكاً، فهي بمثابة الجسم الواحد، وعيّن لكل صنف مسؤوليته ومهمته حتى لا تتداخل الأمور وبالتالي تسود الفوضى. وفي حديثه عن كل صنفٍ من الأصناف(1).

ص: 48


1- فايز، علي شكر: الرعية في عهد الإمام علي ( عليه السلام) لمالك الأشتر،- http://www.haydarya.com/maktaba moktasah/17/16.htm ، تاريخ الزيارة: 2016/11/20

يقول (عليه السلام) للأشتر (رضي الله عنه): «وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّعِیَّةَ طَبَقَاتٌ لَایَصْلُحُ بَعْضُهَا إِلَّا بِبَعْضٍ، وَ لَاغِنَی بِبَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ: فَمِنْهَا جُنُودُ اللَّهِ، وَ مِنْهَا کُتَّابُ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَ مِنْهَا قُضَاةُ الْعَدْل، وَ مِنْهَا عُمَّالُ الْإِنْصَافِ وَ الرِّفْقِ، وَ مِنْهَا أَهْلُ الْجِزْیةِ وَ الْخَرَاجِ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ وَ مُسْلِمَةِ النَّاسِ، وَ مِنْهَا التُّجَّارُ وَ أَهْلُ الصِّنَاعَاتِ، وَ مِنْهَا الطَّبَقَةُ السُّفْلَی مِنْ ذَوِی الْحَاجَةِ وَالْمَسْکَنَةِ، وَ کُلٌّ قَدْ سَمَّی اللَّهُ لَهُ سَهْمَهُ. وَ وَضَعَ عَلَی حَدِّهِ فَرِیضَهً فِی کِتَابِهِ أَوْ سُنَّةِ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله عَهْداً مِنْهُ عِنْدَنَا مَحْفُوظاً».

سابعاً:- مبدأ اختيار الأصلح لأداء العمل:

حينما باشر الإمام (عليه السلام) خلافته، كانت الدولة قد أصابها انحراف كبير من جراء

ص: 49

ظلم الولاة و فساد بطانتهم ومعاونيهم، ولذا فإنها كانت تحتاج للتغيير والتصحيح، خاصة في مفاصلها الرئيسة المتمثلة في الولاة وكبار الموظفين. ولقد سارع الإمام لتغيير الولاة المفسدين الذين كانوا السبب المباشر في ثورة الناس على عثمان، واستبدلهم بولاة صالحين من خيار الصحابة المشهود لهم بالتقوى والورع کمحمد ابن أبي بكر وقیس بن سعد بن أبي عبادة وسهل بن حنيف الأنصاري وغيرهم(1).

وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يؤكِّد على ضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ويؤكِّد على اختيار أصحاب الكفاءات وأهل الورع والعفة والسياسة والحياء، وحذر من الاختيار القائم على المحاباة والذي تجرع الناس

ص: 50


1- العاتي، ابراهيم: مصدر سابق. ص 62

منه الغُصص والويلات.

يقول (عليه السلام) للأشتر (رضي الله عنه): «اِنْظُرْ فِي أُمُورِ عُمَّالِكَ، فَاسْتَعْمِلْهُمُ اِخْتِيَاراً، وَ لاَ تُوَلِّهِمْ مُحَابَاةً وَ أَثَرَةً، فَإِنَّهُمَا جِمَاعٌ مِنْ شُعَبِ اَلْجَوْرِ وَ اَلْخِيَانَةِ. وَ تَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ اَلتَّجْرِبَةِ وَ اَلْحَيَاءِ، مِنْ أَهْلِ اَلْبُيُوتَاتِ اَلصَّالِحَةِ، وَ اَلْقِدَمِ فِي اَلْإِسْلاَمِ اَلْمُتَقَدِّمَةِ، فَإِنَّهُمْ أَكْرَمُ أَخْلاَقاً، وَ أَصَحُّ أَعْرَاضاً، وَ أَقَلُّ فِي اَلْمَطَامِعِ إِسْرَافاً، وَ أَبْلَغُ فِي عَوَاقِبِ اَلْأُمُورِ نَظَراً. ثُمَّ أَسْبِغْ عَلَيْهِمُ اَلْأَرْزَاقَ، فَإِنَّ ذَلِكَ قُوَّةٌ لَهُمْ عَلَى اِسْتِصْلاَحِ أَنْفُسِهِمْ، وَ غِنىً لَهُمْ عَنْ تَنَاوُلِ مَا تَحْتَ أَيْدِيهِمْ، وَ حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ إِنْ خَالَفُوا أَمْرَكَ أَوْ ثَلَمُوا أَمَانَتَك».

إذ كان اختيار الإمام (عليه السلام) للموظفين بناءاً على شروط، فانه كان يضعهم تحت التجربة لمدة من الزمن. فيقول (عليه السلام) للأشتر

ص: 51

(رضي الله عنه): «فَوَلِّ مِنْ جُنُودِكَ أَنْصَحَهُمْ فِى نَفْسِكَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِإِمَامِكَ، [وَ أَنْقَاهُمْ] جَيْباً، وَ أَفْضَلَهُمْ حِلْماً مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ، وَ يَسْتَرِيحُ إِلَى الْعُذْرِ، وَ يَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ، وَ يَنْبُو عَلَى الْأَقْوِيَاءِ، وَ مِمَّنْ لايُثِيرُهُ الْعُنْفُ، وَ لايَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِى الْأَحْسَابِ، وَ أَهْلِ الْبُيُوتَاتِ الصَّالِحَةِ، وَ السَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ. ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ وَالشَّجَاعَةِ، وَالسَّخَاءِ وَالسَّمَاحَةِ؛ فَإِنَّهُمْ جِمَاعٌ مِنَ الْكَرَمِ، وَ شُعَبٌ مِنَ الْعُرْفِ».

وكان الإمام (عليه السلام) يراقب أدائهم من خلال مجموعة من الطرق التي وضعها، فإذا لمس من هؤلاء أي خيانة لأمانتهم عزلهم وعاقبهم، وإذا لمس منهم تقصير في أداء أعمالهم، كتب إليهم من أجل تنبيههم إلى الخلل، الذي ربما يكون غير مقصود. إذ يقول (عليه السلام) للأشتر (رضي الله عنه): «ثُمَّ تَفَقَّدْ أَعْمَالَهُمْ،

ص: 52

وَابْعَثِ الْعُيُونَ مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ تَعَاهُدَكَ فِي السِّرِّ لاُمُورِهِمْ حَدْوَةٌ لَهُمْ عَلَى اسْتِعْمَالِ الاْمَانَةِ، وَالرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ. وَتَحَفَّظْ مِنَ الاَعْوَانِ، فَإِنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بَسَطَ يَدَهُ إِلَى خِيَانَة اجْتَمَعَتْ بِهَا عَلَيْهِ عِنْدَكَ أَخْبَارُ عُيُونِكَ، اکْتَفَيْتَ بِذَلِكَ شَاهِداً، فَبَسَطْتَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ فِي بَدَنِهِ، وَأَخَذْتَهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ عَمَلِهِ، ثُمَّ نَصَبْتَهُ بِمَقَامِ الْمَذَلَّةِ، وَوَسَمْتَهُ بِالْخِيَانَةِ، وَقَلَّدْتَهُ عَارَ التُّهَمَةِ».

ثامناً:- مبدأ محاسبة النفس:

إن هذا المبدأ هو لغرض المحافظة على النظام من الاهمال والتقصير في اداء الواجبات فمحاسبة النفس كل يوم عمّا عملته، من خلال ضبط النفس وصيانتها عن الاخلال بالواجبات ومقارفة المحرمات وعن الامام موسی بن جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير

ص: 53

المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث سرية، فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر قیل: یا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس. ثم قال: أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه(1).

أن أعظم الجهاد في الإسلام هو جهاد النفس، الذي عبر عنه النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ب«الجهاد الأكبر» أي هو جهاد أعظم من جهاد العدو الذي عبر عنه بالجهاد الأصغر. وإذا

ص: 54


1- الشيخ الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي: معاني الأخبار المتوفي سنة 381 ه تصحیح وتعليق علي أكبر الغفاري، مصادر الحديث الشيعية، القسم العام المكتبة الشيعية الناشر انتشارات إسلامي الحوزة العلمية، قم المشرفة، ایران، جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة آية الله العظمى الميلاني لإحياء الفكر الشيعي. 1959. ص 160

لم يتوفر في الإنسان الجهاد الأكبر بالمعنى الواقعي أساسا فلن ينتصر في جهاده على أعدائه(1).

تاسعاً:- مبدأ الإشراف والرقابة:

أنّ الرقابة في فلسفة الإمام علي (عليه السلام) لم تكن رقابة طائشة، أو مُستَفِزّة، أو رقابة تجريم أو تنكيل، بل كانت رقابة تحصين ووقاية ضد الآفات الاجتماعية التي تؤدي إلى ضياع حقوق الأفراد والمجتمع، ومن ثَمَّ تؤدي إلى ضعف الروابط الاجتماعية بين أفراد الأمة الواحدة، بعد ضعف الوازع الديني الذي هو - کما هو معلوم - من الأسباب الرئيسة للانحراف بالأمة عن مسارها الصحيح الذي أراده لها المشرع

ص: 55


1- الشيرازي، ناصر مکارم: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، طبعة جديدة منقحة، المجلد السابع، مصادر التفسير، المكتبة الشيعية، جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة آية الله العظمى الميلاني لإحياء الفكر الشيعي، ص 184

العظيم. نستطيع أن نتلمس ذلك كله من خلال النصوص التي وردت إلينا عن الإمام علي (عليه السلام)، وهو يوصي عامله على مصر بضرورة تعاهد عماله بالمراقبة، وتفقد شؤونهم، والسؤال عن أحوالهم؛ ليتضح لنا كم كان هدف الرقابة نبيلا، وكم كانت غايتها سامية جليلة، هدفها حفظ الدين والناس. وتبدأ الرقابة في فكر الإمام (عليه السلام) من أصغر الأمور، وتصحيح الأوضاع منذ بدايتها، وليس انتظار الأمور حتی تکبر، وتتفاقم، ثم يكون التنكيل والانتقام، وبالمحصلة فالرقابة في فكرِه (عليه السلام) إنّما هي تحصين العمال ضد الغش والخيانة، وبعبارة أخرى هي وقاية وليست علاجا، وقد قيل قدیما: درهمُ وقاية خيرٌ من قنطار علاج(1).

ص: 56


1- صياح، رحيم علي، والشمري، عبد الحميد حمودي الشمري: الفكر الرقابي عند الإمام علي (عليه السلام)، مجلة جامعة بابل، المجلد 22، العدد 1، 2014، ص 42 - 43

إذ أوصى الإمام علي (عليه السلام) الأشتر (رضي الله عنه): «ثُمَّ تَفَقَّدْ مِنْ أُمُورِهِمْ مَا يَتَفَقَّدُ الْوَالِدَانِ مِنْ وَلَدِهِمَا، وَلاَ يَتَفَاقَمَنَّ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ قَوَّيْتَهُمْ بِهِ، وَلاَ تَحْقِرَنَّ لُطْفاً تَعَاهَدْتَهُمْ بِهِ وَإِنْ قَلَّ، فَإِنَّهُ دَاعِيَةٌ لَهُمْ إِلَى بَذْلِ النَّصِيحَةِ لَكَ، وَحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ وَلاَ تَدَعْ تَفَقُّدَ لَطِيفِ أُمُورِهِمُ اتِّکَالاً عَلَى جَسِيمِهَا، فَإِنَّ لِلْيَسِيرِ مِنْ لُطْفِكَ مَوْضِعاً يَنْتَفِعُونَ بِهِ، وَلِلْجَسِيمِ مَوْقِعاً لاَ يَسْتَغْنُونَ عَنْهُ».

وكذلك يقول (عليه السلام) لأشتر (رضي الله عنه): «وَتَفَقَّدْ أَمْرَ الْخَرَاجِ بِمَا يُصْلِحُ أَهْلَهُ، فَإِنَّ فِي صَلاَحِهِ وَصَلاَحِهِمْ صَلاَحاً لِمَنْ سِوَاهُمْ، وَلاَ صَلاَحَ لِمَنْ سِوَاهُمْ إِلاَّ بِهِمْ، لاَنَّ النَّاسَ کُلَّهُمْ عِيَالٌ عَلَى الْخَرَاجِ وَأَهْلِهِ».

ص: 57

الخاتمة:

«تكریماً لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أصدرت الأمم المتحدة، في العام 2002، تقريراً باللغة الإنكليزية بمائة وستين صفحة، أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم، حيث تم فيه اتخاذ الإمام علي (عليه السلام)، من قِبَل المجتمع الدولي شخصيةً متميزة، ومثلاً أعلى في إشاعة العدالة، والرأي الآخر، واحترام حقوق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين، وتطوير المعرفة والعلوم، وتأسيس الدولة على أسس التسامح والخير والتعددية، وعدم خنق الحريات العامة.

وقد تضمن التقرير مقتطفات من وصايا أمير المؤمنين عليه السلام الموجودة في نهج البلاغة، التي يوصي بها عماله، وقادة جنده،

ص: 58

حيث يذكر التقرير أنَّ هذه الوصايا الرائعة تعد مفخرة لنشر العدالة، وتطوير المعرفة، واحترام حقوق الإنسان.

وشدد التقرير الدولي على أن تأخذ الدول العربية بهذه الوصايا في برامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، لأنها (لا تزال بعيدة عن عالم الديمقراطية، ومنع تمثيل السكان، وعدم مشاركة المرأة في شؤون الحياة، وبعيدة عن التطور وأساليب المعرفة). والملاحظ أنَّ التقرير المذكور قد وزع على جميع دول الأمم المتحدة، حيث اشتمل على منهجية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في السياسة والحكم، وإدارة البلاد، والمشورة بين الحاكم والمحكوم، ومحاربة الفساد الإداري والمالي، وتحقيق مصالح الناس، وعدم الاعتداء على حقوقهم المشروعة

ص: 59

وتضمن التقرير الدولي أيضاً شروط الإمام عليّ (عليه السلام) للحاكم الصالح، التي وردت في نهج البلاغة، وفيها يقول (عليه السلام): «مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَلْیَبْدَأْ بِتَعْلِیمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِیمِ غَیْرِهِ، وَ لْیَکُنْ تَأْدِیبُهُ بِسِیرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِیبِهِ بِلِسَانِهِ، وَ مُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَ مُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ اَلنَّاسِ وَ مُؤَدِّبِهِمْ».

واقتبس التقرير الدولي مقاطع من وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) لعاملة على مصر مالك الأشتر، التي يؤكد فيها على استصلاح الأراضي والتنمية ويقول: «وَلْيَکُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الاَرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلاَبِ الْخَرَاجِ، لاَنَّ ذَلِكَ لاَ يُدْرَكُ إِلاَّ بِالْعِمَارَةِ، وَمَنْ طَلَبَ الْخَرَاجَ بِغَيْرِ عِمَارَة أَخْرَبَ الْبِلاَدَ، وَأَهْلَكَ الْعِبَادَ، وَلَمْ يَسْتَقِمْ أَمْرُهُ إِلاَّ قَلِيلاً».

ص: 60

وورد في التقرير الدولي أيضاً أساليب الإمام عليّ (عليه السلام)، في محاربة الجهل والأمية، وتطوير المعرفة، ومجالسة العلماء، حيث يقول (عليه السلام): «وأَكْثِرْ مُدَارَسَةَ الْعُلَمَاءِ ومُنَاقَشَةَ الْحُكَمَاءِ - فِي تَثْبِيتِ مَا صَلَحَ عَلَيْه أَمْرُ بِلَادِكَ - وإِقَامَةِ مَا اسْتَقَامَ بِه النَّاسُ قَبْلَكَ».

ومن شروط الحاكم العادل أخذ التقرير الدولي قول أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام)، الذي قال فيه: «ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُکْمِ بَيْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِيَّتِكَ فِي نَفْسِكَ، مِمَّنْ لاَ تَضِيقُ بِهِ الاُمُورُ وَلاَ تُمَحِّکُهُ الْخُصُومُ وَلاَ يَتَمَادَى فِي الزَّلَّةِ وَلاَ يَحْصَرُ مِنَ الْفَيْءِ إِلَى الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ وَلاَ تُشْرِفُ نَفْسُهُ عَلَى طَمَع، وَلاَ يَکْتَفِي بِأَدْنَى فَهْم دُونَ أَقْصَاهُ وَأَوْقَفَهُمْ فِي الشُّبُهَاتِ وَآخَذَهُمْ بِالْحُجَجِ وَأَقَلَّهُمْ تَبَرُّماً بِمُرَاجَعَةِ الْخَصْمِ وَأَصْبَرَهُمْ عَلَى تَکَشُّفِ الاُمُورِ وَأَصْرَمَهُمْ عِنْدَ اتِّضَاحِ الْحُکْمِ مِمَّنْ لاَ يَزْدَهِيهِ إِطْرَاءٌ وَلاَ يَسْتَمِيلُهُ

ص: 61

إِغْرَاءٌ وَأُولَئِكَ قَلِيلٌ ثُمَّ أَکْثِرْ تَعَاهُدَ قَضَائِهِ وَافْسَحْ لَهُ فِي الْبَذْلِ مَا يُزِيلُ عِلَّتَهُ وَتَقِلُّ مَعَهُ حَاجَتُهُ إِلَى النَّاس وَأَعْطِهِ مِنَ الْمَنْزِلَةِ لَدَيْكَ مَا لاَ يَطْمَعُ فِيهِ غَيْرُهُ مِنْ خَاصَّتِكَ لِيَأْمَنَ بِذَلِكَ اغْتِيَالَ الرِّجَالِ لَهُ عِنْدَكَ فَانْظُرْ فِي ذَلِكَ نَظَراً بَلِيغاً».

إنَّ هذا التقرير يبين أنَّ علياً بن أبي طالب (عليه السلام ) يعد مفخرة يحار الإنسان إلى أي جانب منها يشير. وكيف لا؟ وهو قد تربى على صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان مما أنعم الله عز وجل به على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أنه كان في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )، وكان أول ذكر من الناس آمن برسول الله، وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى(1).

ص: 62


1- قاسم خضير عباس: الإمام علي وتكريمه من قبل الأمم المتحدة، موقع العتبة الباسية المقدسة، الرابط: https:tforums-alkafeel-net+showthread php?t حححمد تاريخ الزيارة: 2016/11/32

الاستنتاجات والتوصيات

أولاً: الاستنتاجات:

1. عرف المسلمون الإدارة ومارسوها في كافة شؤونهم ونشاطاتهم الدينية والدنيوية.

2. أنّ مبادئ الإدارة في السنة النبوية الطاهرة محورها الأساس العقيدة والإيمان وبهما يتجاوز الفرد المسلم المنافع الشخصية الدنيوية إلى سعة التكليف الرباني الذي يجعل الحياة كلها لله، وأنَب غاية خلق الإنسان هو العبادة والخلافة في الأرض.

3. أن منهج الامام علي (عليه السلام) يمتلك مفهوماً خاصاً للإدارة، يختلف عن ماهو في الفكر الغربي، فهي يسعى بصفة أساسية لخدمة الأهداف المشروعة يحكمها في ذلك الإيمان والعقيدة الربانية.

4. أصدرت الأمم المتحدة، في العام 2002،

ص: 63

تقريراً باللغة الإنكليزية بمائة وستين صفحة، أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم، حيث تم فيه اتخاذ الإمام عليّ (عليه السلام) من قِبَل المجتمع الدولي شخصيةً متميزة، ومثلاً أعلى في إشاعة العدالة، والرأي الآخر، واحترام حقوق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين، وتطوير المعرفة والعلوم، وتأسيس الدولة على أسس التسامح والخير والتعددية، وعدم خنق الحريات العامة.

5. المستشارون القانونيون للأمم المتحدة قد اعتمدوا رسالة الإمام علي صلوات الله عليه لمالك الأشتر (13 صفحة تقريبا) ومقولة (الخلق صنفان، إما أخ لك في الدين او نضير لك في الخلق) كمصادر للتشريع القانوني لهيئة الأمم المتحدة.

6. يؤدِّي المكلَّف العمل في الإدارة من المنظور الاسلامي عمله على أنه على قيمة إيمانية يسعی من خلالها للعبادة، وعلى أساس الأخوة والمساواة

ص: 64

واحترام إنسانية العامل ونوع العمل.

7. أن النظام الإداري في الإسلام والسنة النبوية ومنهج أهل البيت (عليهم السلام)، هو «مجموعة الأحكام والتشريعات التي شرعها الإسلام لتنظيم جهود البشر جماعيا وفرديا وتوجيههم وجهة هادفة لتحقيق مصالحهم وسد حاجاتهم الدنيوية والأخروية وحفزهم بها إلى فعل الخير والبعد عن الشر ومنع الإفساد.

8. تتبنى الإدارة الغربية التخطيط والتركيز على الزبائن وهي ربحية دنيوية هدفها الاساسي هو ارضاء المستهلك لتحقيق اهدافها وفي مقدمة تلك الأهداف تحقيق الربحية.

ثانياً:- التوصيات:

1. العناية بتقوية الجوانب المعنوية المتصلة بإدارة من المصادر الاسلامية لدى جميع الافراد بدون استثناء وفي جميع القطاعات.

2. التخلق بأخلاقيات القيادة الاسلامية

ص: 65

الناجحة، وذلك من خلال تهيئة كوادر مؤهلة ذات قدرات ومهارات متميزة لما لذلك من دور كبير في تحقيق الاهداف.

3. الاهتمام بمبادئ الإدارة على وفق المنهج الإسلامي في جميع القطاعات، لما لها من قوة عقائدية وأخلاقية في تحقيق التطوير والإصلاح المنشود.

4. من الأهمية تطبيق منهج الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) للإدارة في في جميع المؤسسات الدولة ويفضل تدريسها في مرحلة الاعدادية والجامعة.

5. اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، وتبادل الرأي والاحترام المتبادل والعلاقة الدافئة بين الرؤساء والمرؤوسين.

6. تنمية وتشجيع روح الإبداع والابتكار لدى العاملين ولقد كان الإسلام سباقة إلى تنمية

ص: 66

روح الابتكار والاجتهاد.

7. تهيئة المناخ الباعث على الإتقان بما يوفره من ضمانات الحرية والشورى والمشاركة والتفويض والعدل والحوافز الملائمة والتكريم والتكافل، ذلك المناخ الذي يشجع العاملين على الحوار الحر المبدع والذي ينمي قدرات الحوار والمشاركة في اتخاذ القرارات والموضوعية في معالجة وجهات النظر المختلفة.

8. تشکیل وحدة إدارية في كل مؤسسة تهتم بالقيم الإسلامية المحفزة على تجويد العمل، وإخلاص العمل لله عز وجل، والأمانة في أداء الأعمال، التعاون من أجل الصالح العام، لزيادة حماس الموظفين ووضعهم على الخط الصحيح.

9. تشجيع الباحثين على النشر في المجلات العالمية، وذلك من خلال تغطية للنفقات المترتبة على الباحث والمرتبطة بعملية النشر.

ص: 67

المصادر

* القرآن الكريم.

* الاحاديث النبوية الشريفة.

* نهج البلاغة.

اولاً: المصادر العربية:

1- ابن منظور، محمد بن مكرم: لسان العرب، مادة - دور، الجزء الرابع، صحَّحها: أمين محمد عبد الوهاب ومحمد الصادق العبيدي، دار إحياء التراث العربي، بیروت، لبنان، 1995.

2- احمد، سعید سلمان: الادارة العامة العربية الاسلامية مفاهيم ونظرات تأصيلية، مجلة جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية، السودان، العدد التاسع (عدد خاص)، 2004.

3- الجضعي، خالد: الإدارة - النظريات والوظائف، الطبعة الأولى، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2006.

4- الحسيني، صلاح هادي: القيادة الإدارية وأثرها في إدارة الموارد البشرية استراتيجي، دراسة ميدانية في المنظمات الحكومية في محافظة الناصرية - العراق، رسالة مقدمة إلى مجلس كلية الإدارة والاقتصاد في إلاأكاديمية العربية، في الدنمارك وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير، في إدارة الأعمال، قسم الإدارة، كلية الإدارة والاقتصاد، الأكاديمية العربية في الدنمارك. 2009.

5- الحميد، عبد الواحد بن خالد: ورقة مقدمة لندوة

ص: 68

«أخلاقيات العمل في القطاعين الحكومي والأهلي» بعنوان «دور وزارة العمل في تنظيم وضبط أخلاقيات العمل في القطاع الخاص»، المنعقدة في معهد الإدارة العامة، الرياض, المملكة العربية السعودية. 2005..

6- الختم، خالد سر: علم الإدارة في الإسلام بين التنظيم والمنظور، شركة دار الحكمة للطباعة والنشر، الخرطوم بحري، السودان، 1998.

7- سمارة، إحسان: الإدارة والقضاء الإداري في الإسلام، الطبعة الاولى، دار يافا العلمية، عمان، الأردن.

8- الشلعوط، فریز محمود أحمد: نظريات في الإدارة التربوية، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الرياض، المملكة العربية السعودية، 2002.

9- الشيخ الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي: معاني الأخبار المتوفي سنة 381 ه, تصحيح وتعليق على أكبر الغفاري، الناشر انتشارات إسلامي الحوزة العلمية، قم المشرفة، ایران، جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة آية الله العظمى الميلاني الإحياء الفكر الشيعی. 1959.

10- الصباب، أحمد عبد الله، أصول الإدارة الحديثة، الطبعة الرابعة، 1992.

11- صياح، رحيم علي، والشمري، عبد الحميد حمودي الشمري: الفكر الرقابي عند الإمام علي (عليه السلام)، مجلة جامعة بابل، المجلد 22، العدد 1، 2014.

12- الصيني، محمد وحيمور، حسن: معجم الطلاب،

ص: 69

مادة (أدار), مكتبة لبنان، بیروت، لبنان، 1991.

13- الضحيان، عبد الرحمن إبراهيم: الإدارة في الإسلام: الفكر والتطبيق، الطبعة الاولى، دار الشرق، جدة، المملكة العربية السعودية. 1986.

14- العاتي، ابراهيم: الرؤية السياسية للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) - دراسة تحليلية في عهده إلى واليه على مصر مالك الأشتر، ط 1، مطبعة الضياء للطباعة والتصميم، النجف الأشرف، العراق. 2010.

15- المالكي، صبيح مزعل جابر والعباسي عماد الدين عبد الرزاق: التناص بين عهد الإمام علي (عليه السلام) الى مالك الأشتر والرسالة الخامسة (في نصيحة الملوك) لسعدي الشيرازي، مجلة جامعة بابل، المجلد 22، العدد 2، 2014.

16- محمد، رأفت عثمان: الفكر الإداري في الإسلام، وقائع ندوة (31)، الإدارة في الإسلام، التي نظمها المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية بجدة بالتعاون مع جامعة الازهر بالقاهرة، المملكة العربية السعودية، للفترة من 15 - 1990/9/19.

17- المزجاجي، أحمد بن داود: مقدمة في الإدارة العامة الإسلامية، الطبعة الاولى، الشركة الخليجية للطباعة والتأليف، جدة، المملكة العربية السعودية، 2000.

18- مصطفی، عبد الحميد و النابة، نجاة عبد الله:

الإدارة التربوية: مفهومها - نظرياته - وسائلها، الطبعة

ص: 70

الاولى، الإمارات للنشر والتوزيع، دبي، الإمارات العربية المتحدة. 2005.

19- مطاوع، إبراهيم وأمينة أحمد: الأصول الإدارية للتربية، دار الشرق للطباعة والنشر، جدة، المملكة العربية السعودية، 1996.

20- مطاوع، ابراهيم: الإدارة التربوية في الوطن العربي، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، مصر، 2003.

21- المطيري، حزام بن ماطر: الإدارة الإسلامية - المنهج والممارسة، الطبعة الاولى، مطابع الفرزدق، توزيع دار الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1997.

22- النمر، سعود وآخرون: الإدارة العامة - الأسس والوظائف، الطبعة الخامسة، الرياض، المملكة العربية السعودية. 2001.

ثانياً: المصادر الالكترونية:

23- قاسم خضير عباس: الإمام علي وتكريمه من قبل الأمم المتحدة، موقع العتبة الباسية المقدسة، الرابط https://forums.alkafeel.net/showthread. php?t =55487 تاريخ الزيارة: 2016/11/32 4

24- فايز، على شكر: الرعية في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر، http://www.haydarya ،htm.16/17/com/maktaba_moktasah تاريخ الزيارة: 2016/11/20

ص: 71

المحتويات

مقدمة المؤسسة...5

مقدمة:...9

المبحث الأول: المنهجية العلمية للبحث...13

المبحث الثاني: مبادئ الإدارة من منظور الفكر الغربي...17

المبحث الثالث: مبادئ الإدارة وفق المنهج القرآني...29

الخاتمة:...58

الاستنتاجات والتوصيات...63

المصادر...68

ص: 72

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.