أثر التوازي الترکیبي في بنية المفارقة دراسة نصية في عهد أمير المؤمنين (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه)

هوية الکتاب

أثر التوازي التركيبي في بنية المفارقة دراسة نصية في عهد أمير المؤمنين (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه)

دار رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق العراقية 4203 لسنة 2017

تأليف أ. م. د. لمى عبد القادر خنیاب

العتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1438 ه - 2017 م العراق - كربلاء المقدسة

ص: 1

اشارة

دار رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق العراقية 4203 لسنة 2017

ص: 2

سلسلة دراسات في عهد الإمام علی (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه) (24) وحدة الدراسات الاجتماعية أثر التوازي التركيبي في بنية المفارقة دراسة نصية في عهد أمير المؤمين (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه) تأليف أ. م. د. لمى عبد القادر خنیاب

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة العتبة الحسينية المقدسة الطبعة الأولى 1438 ه - 2017 م العراق - كربلاء المقدسة - مجاور مقام علي الأكبر عليه السلام مؤسسة علوم نهج البلاغة هاتف: 07728243600 - 07815016633 الموقع الألكتروني: www.inahj.org الإيميل: Info@ Inahj.org

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المؤسسة

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعمٍ ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين.

أما بعد:

فإن من أبرز الحقائق التي ارتبطت بالعترة النبوية هي حقيقة الملازمة بين النص القرآني والنص النبوي ونصوص الأئمة المعصومين (علیه السلام).

وإنّ خير ما يُرجع إليه في المصادیق لَحديث

ص: 5

الثقلين «كتاب الله وعترتي أهل بيتي» هو صلاحية النص القرآني لكل الأزمنة متلازماً مع صلاحيّة النصوص الشريفة للعترة النبوية لكل الأزمنة.

وما كتاب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه) إلا أنموذجٌ واحدٌ من بين المئات التي زخرت بها المكتبة الإسلامية التي اكتنزت في متونها الكثير من الحقول المعرفية مظهرة بذلك احتياج الإنسان إلى نصوص الثقلين في كل الأزمنة.

من هنا:

ارتأت مؤسسة علوم نهج البلاغة أن تخصص حقلاً معرفياً ضمن نتاجها المعرفي التخصصي في حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) وفكره، متّخذة من عهده الشريف إلى مالك الأشتر (رحمه الله) مادة خصبة للعلوم الإنسانية

ص: 6

التي هي أشرف العلوم ومدار بناء الإنسان وإصلاح متعلقاته الحياتية وذلك ضمن سلسلة بحثية علمية والموسومة ب (سلسلة دراسات في عهد الإمام علي (علیه السلام) لمالك الأشتر (رحمه الله)، التي يتم إصدارها بإذن الله تباعاً، حرصاً منها على إثراء المكتبة الإسلامية والمكتبة الإنسانية بتلك الدراسات العلمية التي تهدف إلى بيان أثر هذه النصوص في بناء الإنسان والمجتمع والدولة متلازمة مع هدف القرآن الكريم في إقامة نظام الحياة الآمنة المفعمة بالخير والعطاء والعيش بحرية وكرامة.

وجاء في البحث بيان أثر التوازي التركيبي في العهد الشريف بنوعيها الفعلي والاسمي، فقد تناول التوازي الفعلي في بيان الاثبات والنفي والنهي، وتناول التوازي الاسمي الذي اشتمل على بناء الجملة الاسمية وما جاء فيها

ص: 7

من توازي وتقابل في الجمل مما أضفى جمالية على النص المدروس من خلال تلك المتوازيات المتنوعة والمتكررة في فقراته.

فجزى الله الباحثة خير الجزاء فقد بذلت جهدها وعلى الله أجرها، والحمد لله رب العالمين.

السيد نبيل الحسني الكربلائي رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 8

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله مستحق الحمد والصلاة والسلام على خير البرية أحمد، وآله الأبرار الأطهار وصحبه الأخيار، وبعد ...

لما كان التوازي سمة إيقاعية لصيقة بالشعر، فقد سعى هذا البحث إلى تطبيق مقولة التوازي على كلام أمير المؤمنين (علیه السلام) في عهده لمالك الأشتر لاحتساب مدى شعرية هذا النص؛ لأن هذا النمط من النصوص - أعني النصوص النثرية ذات البلاغة العالية - تُعد منطقة وسطى

ص: 9

بين لغة الشعر ولغة النثر الاعتيادي أو التأليفي، فلاحتساب مستوى الشعرية فيها جرى اختبار مقولة التوازي فيها.

لكن التوازي التركيبي بوصفه تكراراً لنظم الجمل وأشباهها فهو إذن مقولة شكلية مفرغة من الدلالة، وهذا ما لا يقبله البحث، بل أثبت خلافه: وهو أنَّ التوازي يأتي قالباً شكلياً لجمل متماثلة أو متقابلة دلالياً، لجذب انتباه المتلقي للمماثلة بين جملتين أو أكثر أو للتضاد بينهما فجيء بهذا الوعاء الشكلي ليكون إيقاعاً موسيقياً داعماً للمعني.

ونظراً لكثرة المصاديق في هذا المتن لما تقدم سيكتفي البحث برصد الجمل المتقابلة دلالياً؛ ليتسنى لنا الكشف لاحقاً عن بنية المفارقة وأثر التوازي التركيبي في المفارقة اللغوية في هذا النص المدهش.

ص: 10

توطئة:

التوازي صفة لصيقة بالآداب جميعاً أتفق الباحثون على أنَّه من السمات الفنية للشعر خاصة، قال جاكبسون: «إنَّ المسألة الأساسية للشعر تكمن في التوازي وقد لا نخطئ حين نقول: إنَّ بنية الشعر هي بنية التوازي المستمر»(1). «فهو سمة إيقاعية قلما يخلو شعر منها»(2) حتی «صار ينظر إلى التوازي باعتباره [کذا] علامة على الشعرية وغيابه علامة على البعد النثري»(3) لكن البحث يسعى إلى اختبار مقولة التوازي - وهي خاصية شعرية بحسب ما تقدم - على نص

ص: 11


1- قضايا الشعرية: 105 - 106
2- التوازي في شعر يوسف الصائغ: 9
3- جمالية التوازي في شعر نزار قباني: 32

نثري وما استشفع به في هذا المقام هو إمكانية تلمس التوازي في الفنون النثرية لأنَّ الشعرية سمة للنصوص الإبداعية نثرية وشعرية وليست مقصورة على الشعر فقط، بل تطرد على الفنون النثرية التي جاوزت اللغة الاعتيادية إلى لغة أدبية رفيعة تشتمل على الفنون البلاغية التي ذكرها جاكبسون من تشبيه واستعارة ومقابلة وسجع وغيرها، فضلاً عن أنَّ أول محاولة لرصد التوازي أجريت على نصٍ نثري، وهي المحاولة التي قام بها (روبرت لوث 1753 م) إذ حلل الآيات التوراتية في ضوء التوازي(1).

ثم جرى استثمار مقولة التوازي في الشعر لا حقاً؛ لتمظهرها فيه بشكل لافت بفعل الوزن والقافية التي تضفي عليه إيقاعاً موسيقياً متكرراً.

لما كان التوازي هو «تنمية لنواة معينة بإرکام

ص: 12


1- ينظر التشابه والاختلاف: 111

قسري أو اختياري لعناصر صوتية ومعنوية وتداولية ضماناً لانسجام الرسالة»(1) فهذا يعني أنَّ التوازي يشتغل على مستويات اللغة جميعاً: صوتاً، وصرفاً، و نحواً، ودلالة وما يؤكد هذا أنَّ البنية الشعرية ذات طبيعة تكرارية منتظمة في نسق لغوي ويجمل جاكبسون الأدوات الشعرية التكرارية بقوله: «منها الجناس والقافية والترصيع والسجع والتطريز والتقسيم والمقابلة والتقطيع والتصريع وعدد المقاطع أو التفاعل والنبر والتنغيم ویمکن لبنية التوازي هذه أن تستوعب الصور الشعرية بما فيها التشبيهات واستعارات ورموز»(2).

وما يهمنا في هذا البحث من صور التوازي هو التوازي التركيبي، لكن هذا لا يعني أنَّه

ص: 13


1- تحليل الخطاب الشعري: 25
2- قضايا الشعرية: 7-8

توازٍ معرى عن فحواه الدلالي بل التوازي بوصفه وعاء لنمط معين من الدلالة وهي المفارقة اللغوية التي تتأسس على التقابل الدلالي بين بعض المفردات مما يفضي إلى مفارقة بين التركيبين اللذين سُبكا في وعاءٍ شكلي متناظر وسم بالتوازي وتقوم المفارقة على الجمع بين المتناقضات لتحقيق الدهشة عند المتلقي بكسرها نسق توقعاته، بإقامة علاقات ذهنية بين الألفاظ(1)، لتسجل تناقضاً بين ظاهرتين تثير تعجب متلقيها من دون الحاجة إلى تفسير أو تعليل(2).

تبدأ المفارقة غالباً من اللغة إذ يتحقق التقابل

ص: 14


1- المفارقة، نبيلة إبراهيم: 123، مجلة فصول، مج: 7، ع 3 - 1987، 4 م
2- ينظر ابن سينا الملك ومشكلة العقم والابتكار في الشعر، عبد العزيز الاهوان: 105

اللغوي على المستوى السطحي للتركيب، بيد أنَّ عنصر الدهشة يدفع بالمتلقي إلى الغوص في أعماق دلالات التراكيب کشفاً عن مرام منتج النص.

التوازي التركيبي:

تقدم القول: بأنَّه يمكن لنا رصد أشكال التوازي على مستويات اللغة جميعاً ومن بينها المستوى النحوي إذ يستحيل فيها التركيب أوعية متشابهة للمعاني المختلفة أو المترادفة، وقد عرَّفه د. صلاح فضل بقوله: هو «من أشكال النظام النحوي الذي يتمثل في تقسيم الفقرات بشكل متماثل في الطول والنغمة والتكوين النحوي بحيث تبرز عناصر متماثلة في مواقع متقابلة في الخطاب»(1).

على حين ذهب د. عفيفي إلى أنَّه «تکرار

ص: 15


1- بلاغة الخطاب وعلم النص: 198

لنظم الجمل وشبه الجمل مع اختلاف الوحدات المعجمية التي تتألف منها الجمل حيث تبنی بشكلٍ متوازٍ في الشعر أساساً وفي النثر وفق هذا المفهوم»(1). ويريد د. عفيفي بشبه الجمل في كلامه المتقدم أجزاء الجمل وأبعاضها ولا يريد ب

(شبه الجملة) المصطلح القار في الدرس النحوي.

وعليه يكون التوازي التركيبي هو تكرار لمباني الجمل(2).

1. المتوازيات الفعلية:

المتوازيات الفعلية في سياق الإثبات:

قال (علیه السلام): «فَوَلَّ مِنْ جُنُودِكَ أَنْصَحَهُمْ فِي نَفْسِكَ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاِمَامِكَ وَأَنْقَاهُمْ جَيْباً وَ

ص: 16


1- نحو النص: 111
2- ينظر نحو آجرومية للنص الشعري: 159

أَفْضَلَهُمْ حِلْماً مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ وَيَسْتَرِيحُ إِلَى الْعُذْرِ وَيَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَيَنْبُو عَلَى الاَقْوِيَاءِ وَمِمَّنْ لاَ يُثِيرُهُ الْعُنْفُ وَلاَ يَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ»(1).

أولى هذه المتوازيات ترد في قوله (علیه السلام) المتقدم ونصها (يرأف بالضّعفاء و ينبوعلى الأقوياء) تأتي هذه المفارقة منسبكة في التوازي الآتي [فعل مضارع + حرف جر + اسم مجرور]

مشفوعة بإيقاع موسيقي ضمنته الفاصلة (أقوياء / ضعفاء)، وتتوكأ المفارقة في هذا التوازي على المتقابلات اللغوية (يرأف + ينبو، و أقوياء + ضعفاء).

إنَّ هذا التوازي قد جاء في سياق الأوصاف التي سردها (علیه السلام) لقائد الجند حاملاً لمفارقة لافتة (يرأف بالضّعفاء / ينبوعلى الأقوياء)

ص: 17


1- نهج البلاغة: 398

وقد فسر ابن أبي الحديد قوله (علیه السلام): (ينبوعلی الأقوياء) «يتجافي عنهم أي لا يُمکِّنهم من الظلم والتعدي على الضعفاء»(1).

ولا أرى أنَّ معنى الفعل (نبا) هاهنا يراد به جفا وتباعد بدلالة حرف الجر (على) فلو أُريد به التجاني والبعد لتعدی ب (عن) لكنَّه أراد به العلو(2)، وكأنه أراد مَن يشتد عليهم ويعلو ليكف أيديهم عن ظلم الضعفاء(3).

ومنه قوله (علیه السلام): «وَأَمَّا بَعْدُ فَلَا تُطَوِّلَنَّ احْتِجَابَكَ عَنْ رَعِیَّتِكَ فَإِنَّ احْتِجَابَ الْوُلَاةِ عَنِ الرَّعِیَّةِ شُعْبَةٌ مِنَ الضِّیقِ وَقِلَّةُ عِلْمٍ بِالْأُمُورِ وَالْإِحْتِجَابُ مِنْهُمْ یَقْطَعُ عَنْهُمْ عِلْمَ مَا احْتَجَبُوا دُونَهُ فَیَصْغُرُ عِنْدَهُمُ الْکَبِیرُ وَیَعْظُمُ الصَّغِیرُ

ص: 18


1- شرح نهج البلاغة (ابن أبي الحديد): 17 / 36
2- ينظر لسان العرب (نبا) 302/15
3- ينظر شرح نهج البلاغة (محمد عبده): 524

وَیَقْبُحُ الْحَسَنَ وَیَحْسُنُ الْقَبِیحُ وَیُشَابُ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ»(1).

يحتشد النص بالمتوازيات أولها: (فيصغر عندهم الكبير و يعظم الصغير) يعرب الإمام في هذا التوازي عن معنی جلیل فإنَّ فعل واحد تتأسس عليه نتیجتان متضادتان أما الفعل المؤسس فهو احتجاب الولاة عن الرعية الذي يترتب عليه النتيجة الأولى تصغير العظيم ثم النتيجة الثانية المغايرة للأولى تعظيم الصغير، والنتيجتان متناقضتان على المستوى السطحي لكنهما على المستوى العميق يتماثلان فكلتاهما تكشف عن الجهل وسوء التقدير الناجم عن الابتعاد عن الناس (الحقيقة).

ولا يبتعد التوازي الثاني عن سابقه کثیراً ونصه: (يقبح الحسن و يحسن القبيح) الذي


1- نهج البلاغة: 407

يستند إلى الفعل المؤسس نفسه (احتجاب الولاة عن الرعية) مما يؤدي إلى تزييف الحقائق فيجمل وزراؤه وحجابه ما يريدون تجميله ويقبحون ما يريدون والنتيجتان متضادتان سطحياً متماثلات جوهرياً.

* المتوازيات الفعلية في سياق النفي:

قال عليه السلام: «بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللّهِ عَلِیٌّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فِی عَهْدِهِ إِلَیْهِ حِینَ وَلَّاهُ مِصْرَ جِبَایَهَ خَرَاجِهَا وَجِهَادَ عَدُوِّهَا وَاسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وَعِمَارَةَ بِلَادِهَا أَمَرَهُ بِتَقْوَی اللّهِ وَإِیْثَارِ طَاعَتِهِ وَاتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِی کِتَابِهِ: مِنْ فَرَائِضِهِ وَسُنَنِهِ الَّتِی لَایَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا وَلَا یَشْقَی إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَإِضَاعَتِهَا»(1).

ص: 20


1- نهج البلاغة: 392 - 393

إنَّ النواة التي يلتف عليها النص بأسره هي (فرائض الله وسننه) فكانت موطن عنايته (علیه السلام) فأراد لها أن تجذب انتباه متلقيه وترسخ في نفوسهم فتخير لها جملة أمور لخدمتها:

أولاً جعلها الحدث الذي تتأسس عليه نتیجتان متقابلتان على المستوى السطحي متحدتان على المستوى العميق: الأولى (لا يسعد أحد إلا بإتباعها) والثانية (لا يشقى إلا مع جحودها) فضمنت بنية المفارقة خيارين متقابلين لمرجع واحد (فرائض الله وسننه) وقد ارتكزت هذه المفارقة على متقابلات لغوية هي: (يسعد + يشقى، إتباعها + جحودها = إضاعتها).

وبالنظر إلى الثنائية الأولى (يسعد + يشقى) نلحظ توظيفاً مباشراً لهذه الألفاظ فقابل عليه السلام بين السعادة والشقاوة(1) مقابلة مباشرة

ص: 21


1- قال ابن منظور: «السعادة خلاف الشقاوة «(سعد): 3/ 213، وقال في موضع آخر «الشقاء والشقاوة بالفتح ضد السعادة «لسان العرب (شقي): 14/ 438

لتسلم إلى النتيجة المرجوة من دون تفکر وطول تدبر، أما الثنائية الأخرى فقد وضعت (اتبع) في مقابل اللفظين (جحد وضاع) وواضح الفارق الدلالي بين هذه الأفعال فكل منها ينتمي إلى حقل دلالي مغاير فالفعل (اتبع) يدل على السير في إثر الشيء وقفاه و تطلَّبه(1)، بخلاف الفعل (جحد) الذي يدل على الإنكار مع العلم بفضله(2)، على حين يدل الفعل (ضاع) على الإهمال(3)، وقد جمع (علیه السلام) بين (جحدها وضياعها) لتوصيف أحوال الولاة في ترك فرائض الله إما بالإنكار المتعمد أو بالإهمال والتقصير.

ص: 22


1- ينظر لسان العرب (تبع): 8 / 27
2- ينظر الفروق اللغوية: 57، و لسان العرب (جحد): 3/ 106
3- ينظر لسان العرب: (ضيع): 8/ 231

ثم في المحصلة النهائية سبکت هذه المتقابلات بما تفضي إليه من مفارقة في قالب شکلي قوامه: [لا النافية + فعل مضارع + فاعل + إلا الاستثنائية + حرف جر + اسم مجرور + الضمير العائد على الفرائض]، كانت فيه (إلا) بيضة قبان لا يتحقق ما قبلها إلا بتحقق ما بعدها، فلا يسعد المرء إلا بإتباع الفرائض ولا يشقى إلا بتضييعها.

ومنها أيضاً ما جاء في قوله (علیه السلام): «فَوَلَّ مِنْ جُنُودِكَ أَنْصَحَهُمْ فِي نَفْسِكَ لِلّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاِمَامِكَ وَأَنْقَاهُمْ جَيْباً وَأَفْضَلَهُمْ حِلْماً مِمَّنْ يُبْطِئُ عَنِ الْغَضَبِ وَيَسْتَرِيحُ إِلَى الْعُذْرِ وَيَرْأَفُ بِالضُّعَفَاءِ وَيَنْبُو عَلَى الاَقْوِيَاءِ»(1)

النص زاخر بالمتوازيات التركيبية المتوالية التي وظفها الإمام في سياق تحديد صفات قائد الجند منها متوازيات مترادفة: (أنقاهم جيباً و

ص: 23


1- نهج البلاغة: 398

أفضلهم حلماً)، و (يبطئ عن الغضب ويستريح إلى العذر) ومنها ما هي متوازيات ضدية (يرأف بالضّعفاء و ينبو على الأقوياء) التي سنأتي على تحليلها لاحقاً وما يستوقفنا هاهنا قوله (علیه السلام): (لا يثيره العنف و لا يقعد به الضّعف)،واضح مدى الانسجام الصوتي الذي تحققه السجعات (الضعفاء، الأقوياء) و (العنف، الضعف) يظهر التوازي التركيبي في الجملة الفعلية المنفية ب (لا) قالباً شكلياً لبنية المفارقة اللغوية في قوله (علیه السلام): (لا يثيره العنف و لا يقعد به الضّعف) بعد أن ضمن لها الإيقاع الصوتي المناسب ففي قوله (علیه السلام): (لا يقعد به الضّعف) كسراً لأفق توقع المتلقي فالمتلقي يتوقع ترکیباً مترادف مع الأول ولا سيما وهو متجانس معه ترکيبياً وإيقاعياً غير أنَّه (علیه السلام) جاء بتركيب مفارق دلالياً عن سابقه، لكن هذا التقابل بین (عنيف + ضعیف) لا يُعد

ص: 24

تقابلاً مباشراً ولو أراد التقابل المباشر لقابل بين القوة والضعف، فالعنف ضد الرفق وهو الخرق بالأمر(1) أما القوة فهي نقيض الضعف(2)، وكأن هذه الثنائية الضدية تكشف عن الصفة التي يريد الإمام توفرها في قائد الجند وهي (لا العنف ولا الضعف) بل هي القوة؛ لان القوي «هو الذي يقدر على الشيء وعلى ما هو أكثر منه»(3) بحكمة وعدل.

* المتوازيات الفعلية في سياق النهي:

يشيع في هذا الضرب من التأليف - أعني العهود والوصايا - استعمال أسلوبي الأمر والنهي فهو في فحواه توجيه من ولي الأمر إلى عماله، ومن قبيل ما جاء في عهده (علیه السلام) لملك الاشتر

ص: 25


1- ينظر لسان العرب (عنف) 9 / 257
2- ينظر لسان العرب: (قوي) 15 / 207
3- الفروق اللغوية: 123

من المتوازيات الفعلية في سياق النهي قوله (علیه السلام): «وَ لاتَنْدَمَنَّ عَلى عَفْوٍ وَ لاتَبْجَحَنَّ بِعُقُوبَةٍ وَ لاتُسْرِعَنَّ إِلى بَادِرَةٍ وَجَدْتَ مِنْهَا مَنْدُوحَةً وَ لاتَقُولَنَّ إِنِّى مُؤَمَّرٌ آمُرُ فَأُطَاعُ فَإِنَّ ذَلِكَ إِدْغَالٌ فِى الْقَلْبِ ، وَ مَنْهَكَةٌ لِلدِّينِ وَ تَقَرُّبٌ مِنَ الْغِيَرِ»(1).

في النص ثلاث متواليات متوازية تنسبك في القالب الآتي:

[لا الناهية + فعل مضارع + جار ومجرور] وهي:

لا تندمنّ على عفو

لا تبجحنّ بعقوبة

لا تسرعنّ إلى بادرة

تكمن المفارقة في هذه المتوازيات في المتقابلات

ص: 26


1- نهج البلاغة: 394

اللغوية الآتية: (عفو + عقوبة = بادرة)

أما العفو فهو «التجاوز عن الذنب وترك العقاب»(1) على حين يحيل العقاب على الجزاء(2) أما البادرة فهي الحدة «وهو ما يبدو من حدة الرجل عند غضبه من قول أو فعل»(3) وبهذا تكون البادرة والعقوبة في حقل دلالي واحد في مقابل (العفو) وبهذا تكون هذه المتوازيات تعرب عن ثلاث حالات قد تنتاب الوالي والحاكم وهي: الندم على العفو التي تشكل في مستواها السطحي تضاداً مع التبجح بالعقوبة والتسرع في الحدة لكن الحقيقة في جوهرها جميعاً تدعو إلى الحلم والوسطية في التعامل مع الرعية.

ومنه أيضاً ما جاء في قوله (علیه السلام): «ولا

ص: 27


1- لسان العرب (عفو) 15 / 74
2- ينظر نفسه: (عقب) 1 / 620
3- نفسه: (بدر) 4 / 48

تَنْقُضْ سُنَّةً صَالِحَةً عَمِلَ بِهَا صُدُورُ هَذِه الأُمَّةِ، واجْتَمَعَتْ بِهَا الأُلْفَةُ، وصَلَحَتْ عَلَيْهَا الرَّعِيَّةُ، ولَا تُحْدِثَنَّ سُنَّةً تَضُرُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاضِي تِلْكَ السُّنَنِ فَيَكُونَ الأَجْرُ لِمَنْ سَنَّهَا، والْوِزْرُ عَلَيْكَ بِمَا نَقَضْتَ مِنْهَا:(1).

يظهر التوازي في قوله (علیه السلام): (لا تنقض سنة) و (لا تحدثنّ سنّة) المتركب في القالب الآتي [لا الناهية + فعل مضارع + فاعل ضمير مستتر + مفعول به] وفي النص مفارقة بين نقض السنة الصالحة واستحداث سنة سيئة، تتأسس على التقابل اللغوي بين الفعلين (تنقض + تحدث).

ومنه أيضاً قوله (علیه السلام): «لاَ يَدْعُوَنَّكَ شَرَفُ اِمْرِئٍ إِلَى أَنْ تُعَظِّمَ مِنْ بَلاَئِهِ مَا كَانَ صَغِيراً وَ لاَ ضِعَةُ اِمْرِئٍ إِلَى أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلاَئِهِ مَا كَانَ

ص: 28


1- نهج البلاغة: 397

عَظِيماً»(1)نهج البلاغة: 400(2).

2- المتوازيات الاسمية:

ومنها قوله (علیه السلام): «وَلاَ تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللهِ فَإِنَّهْ لاَيَدَيْ لَكَ بِنِقْمَتِهِ وَلاَ غِنَى بِكَ عَنْ عَفْوِهِ وَرَحْمَتِهِ»(3). ونص التوازي فيه (لا يدلك بنقمته، ولا غنى بك عن عفوه)

يأتي التوازي على التركيب الآتي:

[لا النافية + اسمها + خبرها (جار ومجرور (كاف الخطاب)) + جار ومجرور]

يشتمل وعاء التوازي هذا على مفارقة بديعة تتمحور على تقابل دلالي بين (النقمة + العفو) فضلاً عن الاستعارة في (لا يد) التي کني بها (علیه السلام) عن القوة والقدرة، فيكشف النص عن

ص: 29


1-
2-
3- نهج البلاغة: 394

حاجة العبد لربه في اثنين: لا قدرة له على رد نقمته وفي الوقت نفسه لا غنى له عن عفوه ورحمته.

ومنه أيضاً ما جاء في قوله (علیه السلام): «وَلْيَكُنْ أَحَبَّ الاْمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ وَأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ وَأَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَى الْخَاصَّةِ وَإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّةِ»(1).

ونص التوازي: (فإنّ سخط العامّة يجحف برضا الخاصّة

إنّ سخط الخاصّة يغتفر مع رضا العامّة)

يشتمل النص على مفارقة جوهرها جدلية (خاصة الحاكم وبطانته / عامة الناس) فرضا الأولى ينعكس سلباً على الثانية والعكس

ص: 30


1- نهج البلاغة: 395

بالعكس، وهنا يرجح الإمام رضا العامة على رضا الخاصة ويوجه مالكاً لذلك معللاً ذلك بجملة متواليات متوازية إذ قال (علیه السلام): «وَلَیسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِیةِ أَثْقَلَ عَلَی الْوَالِی مَؤُونَةً فِی الرَّخَاءِ وَ أَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِی الْبَلَاءِ، وَ أَکْرَهَ لِلْإِنْصَافِ وَأَسْأَلَ بِالْإِلْحَافِ وَأَقَلَّ شُکْراً عِنْدَ الْإِعْطَاءِ وَأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ وَإِنَّمَا عِمَادُ الدِّینِ وَجِمَاعُ الْمُسْلِمِینَ وَ الْعُدَّةُ لِلْأَعْدَاءِ الْعَامَّةُ مِنَ الْأُمَّةِ فَلْیکُنْ صِغْوُکَ لَهُمْ وَمَیلُکَ مَعَهُمْ».

انظر إلى المتوازيات الآتية: أثقل على الوالي مؤونة في الرّخاء

أقلّ معونة له في البلاء

وقالبه التركيبي [مبتدأ (أفعل تفضیل) + جار ومجرور + تمييز + خبر (جار ومجرور)]

ص: 31

وما ينطوي عليه هذا التوازي من مفارقة تعري أهل الخاصة وحالهم في الرخاء والبلاء صورها الإمام خير تصویر، شفت عنها المتقابلات اللغوية: (أثقل + أقل، و معونة + مؤونة، و الرخاء + البلاء) مع مراعاة للمناسبة الصوتية بين المتقابلات.

وكذا التوازي الثاني:

أكره للإنصاف

أسأل بالإلحاف

ينطوي هذا التوازي أيضاً على مفارقة لحال أهل الخاصة منسبكة في التركيب الآتي:

[أفعل تفضیل (مبتدأ) + خبر (جار ومجرور)].

يردفه بتواز ثالث وهو:

ص: 32

أقلّ شكراً عند الإعطاء

أبطأ عذراً عند المنع

أضعف صبراً عند ملمّات الدّهر.

كان التركيب الآتي وعاء لها:

[أفعل تفضیل (مبتدأ) + تمییز + ظرف + مضاف إليه (خبر)].

واشتمل هذا التوازي على مفارقة فضحت بطانة الحكام بتوظيف التقابل بين (الإعطاء + المنع) ويعود بنا النص الأخير (أضعف صبراً عند ملمّات الدّهر) لیسبك النص مع ما تقدم فهو تكرار لقوله (علیه السلام): (أقلّ معونة له في البلاء) فضلاً عن تصدر صيغة أفعل التفضيل في المتوازيات جميعاً بوصفها شكل من أشكال الاتساق النصي(1).

ص: 33


1- ينظر الإحالة دراسة نظرية: 83

ومن قبيل المتوازيات الاسمية ما جاء في قوله (علیه السلام): «وَلَا یکُونَنَّ الْمُحْسِنُ وَالْمُسِیءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَهٍ سَوَاءٍ فَإِنَّ فِی ذلِكَ تَزْهِیداً لِأَهْلِ الْإِحْسَانِ فِی الْإِحْسَانِ وَتَدْرِیباً لِأَهْلِ الْإِسَاءَهِ عَلَی الْإِسَاءَهِ وَأَلْزِمْ کُلاًّ مِنْهُمْ مَا أَلْزَمَ نَفْسَهُ»(1).

يشف النص عن متوازيان يبدوان في ظاهرهما متقابلان: تَزْهِیداً لِأَهْلِ الْإِحْسَانِ فِی الْإِحْسَانِ وَتَدْرِیباً لِأَهْلِ الْإِسَاءَهِ عَلَی الْإِسَاءَهِ

لما يشتملان عليه من متقابلات لغوية مباشرة (أهل الإحسان + أهل الإساءة)، و (الإحسان + الإساءة) فضلاً عن التقابل غير المباشر في (تزهيداً + تدريباً) بإحالة الأول على القلة ودلالة الثاني على الكثرة، لكنَّهما على المستوى العميق يجريان في المعنى نفسه وهو النهي عن مساواة المحسن بالمسيء لأنَّه يودي إلى نتيجتين: الأولى

ص: 34


1- نهج البلاغة: 396 - 397

تتعلق بالمحسن وزهده بالإحسان، وثانية تتعلق بالمسيء وتعوده على الإساءة.

ص: 35

الخاتمة:

الحمد لله ثانية، بعد بحث موضوعة التوازي التركيبي في عهد أمير المؤمنين (علیه السلام) لمالك الأشتر تبيّن لنا جملة أمر يمكن إجمالها فيما يأتي:

* على الرغم من عدّ الدراسات النقدية التوازي سمة لصيقة بالشعر لكنَّنا نرى أن للنثر نصیب منها ولا سيما الخطابة والوصايا والعهود التي تتسم بلغتها العالية وبلاغتها الجلية.

* إنَّ التوازي مظهر من مظاهر الاتساق الشكلية؛ لذا درسها كثير من النصيين في المستوى الصوتي غير أنَّ البحث أثبت عدم خلوها من الدلالة، بل يأتي التوازي وعاء مناسباً لتقديم الدلالة لتكون أكثر تأثيراً في متلقيها.

* معظم المتوازيات التي وقف عليها البحث في النص المدروس كانت إما وعاء لنصين

ص: 36

متقابلين دلالياً أو نصين متماثلين دلالياً، مما يعزز النتيجة السابقة بعدم خلو القالب المتوازي من الدلالة.

* تنصهر المتقبلات الدلالية في بنية التوازي محققة في المحصلة النهائية مفارقة لغوية، تكسر أفق التوقع وتحقق الادهاش.

* هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وآله الطيبين الطاهرين.

ص: 37

المصادر

القرآن الكريم

* ابن سينا الملك ومشكلة العقم والابتكار في الشعر، د. عبد العزيز الاهواني، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة / 1992 م.

* بلاغة الخطاب وعلم النص، الدكتور صلاح فضل، عالم المعرفة (164)، 1992 م.

* تحليل الخطاب الشعري (إستراتيجية التناص)، الدكتور محمد مفتاح، دار التنوير للطباعة والنشر، ط 1، بیروت، 1985 م.

* التشابه والاختلاف، الدكتور محمد مفتاح، المركز الثقافي العربي، ط 1، الدار البيضاء، 1996 م.

* شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، تحقيق: محمد إبراهيم، دار الكتاب العربي، بغداد، ط 1،

ص: 38

دراسة نصية في عهد امير المؤمنين (ب) لمالك الأشتر ( چین عنه ) ......

- - 2007م.

- - - - - - - * الفروق اللغوية، لأبي هلال العسكري( ت600 ه) علق عليه ووضع حواشيه: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، طه 3،200م.

*قضايا الشعرية، رومان جاكبسون، ترجمة محمد الولي ومبارك حنون، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط1، 1988م.

*لسان العرب، للإمام العلامة جمال الدين محمد بن مکرم بن منظور الأفريقي المصري (ت 711ه)، دار صادر، بیروت، د.ت *نهج البلاغة الجامع لخطب ورسائل وحكم أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام شرح محمد عبده، أشرف على تحقيقه وطبعه عبد العزيز سيد الأهل ، منشورات مكتبة

ص: 39

التحرير، د. ت.

* نهج البلاغة، وهو مجموع ما اختاره الشريف أبو الحسن محمد الرضي بن الحسن الموسوي من کلام أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام، تحقيق الشيخ فارس حسون.

البحوث والدوريات

* التوازي في شعر يوسف الصائغ وأثره في الإيقاع والدلالة، سامح رواشدة، مجلة أبحاث اليرموك، الأردن، المجلد (16)، العدد (2) لسنة 1998 م.

* المفارقة، نبيلة إبراهيم، مجلة فصول، مج: 7، ع 1987-3، 4 م.

* نحو آجرومية للنص الشعري، دراسة في قصيدة جاهلية، سعد مصلوح، مجلة فصول، المجلد (10)، العدد (1- 2) 1991 م.

ص: 40

الرسائل والاطاريح

* جمالية التوازي في شعر نزار قباني نحو مقاربة سيميائية أسلوبية، رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الحاج لخضر، بتانة، الجزائر، للطالب يوسف بيدة، لسنة، 2013 - 2019. - - -

ص: 41

ص: 42

المحتويات

مقدمة المؤسسة...5

مقدمة...9

توطئة:...11

التوازي التركيبي:...15

1- المتوازيات الفعلية:....17

2- المتوازيات الاسمية:...29

الخاتمة:...36

المصادر:...38

ص: 43

ص: 44

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.