دِیوانُ السَيِّد سُلِيمَانَ الكَبِير

هویة الکتاب

العَتَبَةِ العَبَاسِيَّةِ المُقَدَسَةِ

قسم الشؤون الفكرية والثقافية / شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة / ص.ب. (233) / هاتف: 322600، داخلي: 251

www.alkafeel.net

library @alkafeel.net

library@yahoo.comabbas

PJA الحلي الكبير، سليمان بن داود، 1141 - 1211ق.

4590 ديوان السيد سليمان الكبير / دراسة وتحقيق مضر سليمان الحلي ؛ مراجعة وتصحيح وحدة التحقيق فيمكتبة العتبة العباسية المقدسة.- كربلاء : مكتبة العتبة العباسية المقدسة ؛ 1431ق. = 2010م.

9د/

1431 ق. 346 ص. – (مكتبة العتبة العباسية المقدسة ؛ 10).

المصادر : ص. [325] - 343 ؛ وكذلك في الحاشية.

1 الأربعة عشر معصوم - شعر. 2. شعر مذهبي. 3. الحلي الكبير، سليمان بن داود، 1141 - 1211ق. - تراجم. 4. الحلي الكبير، سليمان بن داود، 1141 - 1211 ق. - شعر - دراسة وتحقيق 5 بابل (العراق) - تاريخ. ألف. الحلي، مضر سلیمان، 1944. م.، محقق. ب. وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة. ج. عنوان.

تصنيف وحدة الفهرسة حسب النظام العالمي (.L.C.C) في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة

الكتاب ديوان السيد سليمان الكبير.

دراسة وتحقيق الدكتور مضر سليمان الحلي.

مراجعة وتصحيح وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

الإخراج الفني: محسن جعفر الجابري.

المدقق اللغوي: الأستاذ علي حبيب العيداني.

المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / كربلاء المقدسة- العراق، بيروت - لبنان.

الطبعة الأولى.

عدد النسخ: 2000.

التاريخ: 18 ذي الحجة 1431 ه/ 25/ 11/ 2010م.

جمعية خيرية رقمية: مركز خدمة مدرسة إصفهان

محرر: محمّد رادمرد

ص: 1

اشارة

المُتوفى سَنَة 1211 ه

دِرَاسَةُ وَتَحقِيقُ

الدُّكْتُورِ مُضَرَ سُلَیْمَانَ الحِلى

مُراجَعة وتصحيح وِحْدَةِ تَحقِيقِ

مَكْتَبَةِ العَتَبَةِ العَبَاسِيَّةِ المُقَدَسَةِ

ص: 2

بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 3

ص: 4

مقدمة الناشر

بسم اللّه الرحمن الرحيم

بعد الصلاة والسلام على خير الخلق والأنام المطهر من الدنس والآثام المختار محمد وعترته الطيبين الطاهرين .

لا يخفى على القارئ الكريم ما للأدب والشعر منه بخاصة، من دورٍ في هزّ الوجدان الإنساني وإيقاظ جذوة النشاط فيه على مرّ العصور. حتى إن العرب قديماً منحوا شعراءهم عالي المراتب وأعظموا من شأنهم لدرايتهم بالدور الذي يلعبه الشاعر في حياتهم إيجاباً وسلباً، فتجد أن بعض الشعراء درجوا بممدوحيهم مدارج ما كانوا ليبلغوها بسواهم، وهكذا صار للشعر في الأمة دور المقياس فيما وصلت إليه وما حققته وأنجزته.

وأما شعر أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) فالكلام فيه يأخذُ منحىً آخر، إذ من اليسير للشاعر البارع أن يضفي على ممدوحه ما ليس فيه، فيزيد بذلك من شأنه ويرفع في درجته.. ولكن حين يصل المقام إلى أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) يقف الخيالُ الخلّاق متهيباً والبيان والصور ذاهلةً، فبما يُصوّر الكمال الذي تجسّد في شخوصهم صلوات اللّه عليهم ؟! من هنا كانت المهمة التي تقلّدها شعراءُ هذه المدرسة أدّق وكان الميدان أصعب، فصال فرسانُ الشعر يتبارون برفيع ما لديهم حتى ما عاد للمتردد بينهم مكانة.

ص: 5

وشاعرنا السيد سليمان بن داود الكبير (ت 1211ه) كان من أولئك الذين استطاعوا أن يطبعوا بقصائدهم بصمةً في تلك السوح، واستطاع أن يجد لنفسه مكانة مشهوداً له بها، وهو شاعر لا تجد إلّا القوي الجزل من الألفاظ في قصائده، والنبيل الشريف في معانيه، رغم تنوع أغراضه وقد قيل فيه: (كان أديباً شاعراً، شريف النفس، عالي الهمة وقوراً)(1)، كيف لا وهو سليل عائلة عربية علوية اشتهرت بالعلم والأدب،والفضل، وإن لم يكن للسيد من إنجاز وأثر إلّا حفيده السيد حيدر لكفي، والديوان الذي تقدمت بنشره مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة بعد مراجعته من قبل الإخوة في وحدة التحقيق، هو دراسة شاملة قام بها أحد أحفاده- السيد مضر الحلي – تضمنتْ تحقيقاً لديوان الشاعر.

وإنا لنحمد اللّه تعالى أن وفقنا في تحقيق التنوع والشمولية في إنجازات ما يصدر عن المكتبة من محقق ومطبوع، فله الفضل في ذلك أولاً وآخراً.

نورالدين الموسوي

إدارة مكتبة ودار مخطوطات

العتبة العباسية المقدسة

ص: 6


1- أعيان الشيعة 7 / 297، رقم 1033.

توطئة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

والصلاةُ والسلامُ على سيِّدنا محمّدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين، والحمد للّه الذي علّمنا ما لم نعلم، وهدانا سُبلَ الرشاد، وجعلَ لنا آلَ بيتِ نبيِّهِ منارَ هدىَ، ودلائلَ نجاة... وبعد، فإنَّ لأسرة آل السيد سليمان الحلّي تراثها الأدبي المهم الذي أشادتْ به المظانّ التاريخية والأدبية، ومما يؤسف لهُ أنَّ كثيراً منه ضاعَ أو تُلِفَ، ومن المبهج أنْ يصل إلينا ديوان سليمان بن داود الحلي (ت 1211 ه)، وقد رأيتُ أن أقومَ بتحقيق هذا الديوان، ومما دفعني للقيام بهذا العمل:

1 - التعرف على هذه الشخصية المهمة في تاريخ الحلة.

2- قراءة السيد سليمان قراءة علمية دقيقة ؛ لنتعرف على رسالته في الحياة.

3- التعرف على جانب من جوانب النشاط الثقافي للحلة في الحِقبةِ المظلمةِ من تاريخها، والكشف عن صفحة مشرقة من هذا التاريخ وإزاحة غبار الزمن عنها، ووضعها في مكانها الصحيح.

4 - توجيه أنظار الباحثين للتدقيق أكثر في هذه الحِقبة من تاريخ الحلة، ومعرفة رجالها وأدوارهم فيها.

وقد قَسّمتُ هذا البحث على مقدمة وقسمين رئيسين:

ص: 7

المقدمة: وقد اشتملت على فكرة موجزة ومختصرة عن البحث ومحتواه.

القسم الأول: الدراسة، وفيه تمهيد وثلاثة فصول

في التمهيد بحثتُ الظروف العامة في مدينة الحلة، في الحِقبة التي عاش فيها الشاعر وما سبقها، لكي يكون القارئ على علم بالعوامل التي أثّرت في ثقافة الشاعر وتوجّهاته التي ظهرت على ما نظمَ من شعر.

أما الفصل الأول: فقد تناولتُ فيه حياة الشاعر مبتدئاً بولادته، ثم نشأته فتعليمه، ثم أسرته، ثم آثاره ووفاته.

والفصل الثاني: اختص بدراسة أغراض شعره : المديح، والرثاء، والهجاء، والغزل والإخوانيات، والبحث في الخصائص الفنية له، المتمثّلة بالأسلوب، والبناء الفني، والموسيقى والصنعة.

والفصل الثالث: وصفتُ فيه مخطوطتي الديوان بصورة دقيقة، وأثبتُّ منهجَ التحقيق.

القسم الثاني: الديوان محققّاً.

صنعتُ ثبتاً للقوافي لتيسير الانتفاع به، وختمتُ ذلك بثبت المصادر والمراجع التي استخدمتها، وهي مرتّبة على وفْق الحروف الهجائية.

وغني عن البيان الجهود التي بذلتها في كتابة الدراسة وتحقيق الديوان على المنهج العلمي،السليم، وملاحقة المصادر، وتذليل الصعوبات التي واجهتني.

ويطيبُ لي هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان العظيم لإدارة قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية في كربلاء المقدسة المتمثلة بالأخ السيد ليث

ص: 8

الموسوي، وإدارة المكتبة المتمثلة بالأخ السيد نور الدين الموسوي، وإلى الأخ المحقق أحمد علي مجيد الحلي لسعيهم في نشر هذا الكتاب، والإخوة في وحدة التحقيق وهم كلٌ من: السيد ميثم مهدي الخطيب، الأستاذ علي حبيب العيداني، الأخ علي كاظم خضير، والأخ محمد محمد حسن الوكيل؛ لمراجعته وفقهم اللّه جميعاً لما فيه الخير والسداد. ولإدارة مكتبة الإمام الحكيم العامة لتزويدي بنسخة الديوان التي بخط الشيخ السماوي (رَحمهُ اللّه)، وكذلك كل الإخوة الذين ساعدوني في توفير المصادر والمراجع، وذللّوا لي الصعاب، وأسأله تعالى أنْ يثيبهم خيراً بما فعلوا وقدموا.

وفي الختام أرجو أن أكون قد قدّمتُ إلى مكتبة الأدب العربي عامةً، والمكتبة الحليّة خاصة، ديواناً جديداً يسهم في إثراء التراث الحلي ويدفع الباحثين إلى دراسته دراسة علمية متأنية.

والحمد للّه ربّ العالمين.

الدكتور مضر سليمان الحلي

ص: 9

ص: 10

القسم الأول: الدراسة

إشارة:

تمهيد

الفصل الأول: حياة الشاعر

الفصل الثاني: شعره أغراضه، وخصائصه الفنية

الفصل الثالث:: وصف مخطوطتي الديوان

ص: 11

ص: 12

تمهيد

ما إن انقضى القرن التاسع الهجري حتى دخلت الحلةُ في حقبةٍ مظلمةٍ دامت نحو ثلاثة قرون من عمرها، لم تترك وراءها شيئاً يُذكر مما أنتجته هذه المدينة علمياً، وأدبياً، واجتماعياً، وحتى عمرانياً خلال خمسة قرون قبل ذلك، فالمدارس العلمية أُغلقت وتحولت بناياتها إلى خرائب مهجورة (1)، وهاجر العلماء والأدباء والشعراء والطلاب إلى النجف وغيرها من المدن العراقية؛ للالتحاق بالحوزات والمدارس العلمية، ولكي نفهم الأمر على حقيقته يجب أنْ نلقي نظرة على تاريخ المدينة وما آلت إليه الأمور، ودور الشاعر سليمان بن داود في ذلك.

بدأ تاريخ الحلة بالكلام على الجامعين (2)، وهي أصل الحلة ومنشؤها قبل تأسيسها على يد الأمير صدقة بن منصور بن دبيس سنة (495 ه) (3)، وبعد اتخاذها عاصمة لإمارته بدأت الحلة حياتها بخطوات ثابتة، إذ إن ملوكها كانوا شعراء يكرمون العلماء والأدباء، لذا أصبحت محط الأنظار، فكثر مادحوهم، فأجزلوا العطاء لهم وللعلماء والأدباء (4)، حتى أُلّفت الكتب لبني مِزيَد أمراء الحلة، وخاصة صدقة بن منصور (5).

ص: 13


1- ينظر: تاريخ الحلة: 2/ 109.
2- ينظر : معجم البلدان: 96/2.
3- ينظر : الكامل في التاريخ: 10/ 351.
4- ينظر: أعيان الشيعة: 386/7.
5- مثل كتاب (الصادح والباغم) للشريف محمد بن الهبّارية (ت 504 ه). (ينظر : وفيات الأعيان: 2/ 490، كشف الظنون: 2/ 1069).

وفي القرن السادس الهجري انتشرت المدارسُ العلمية في الحلة، وظهر كثير من العلماء الذين صنّفوا مؤلفات مهمة، ففى النصف الثاني من هذا القرن ظهر عدد من العلماء، منهم:

1 - الشيخ ابن حُميدة ت 550 ه) : هو أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد، قرأ على ابن الخشاب حتى برع في النحو واللغة، وصنّف فيهما كتباً، منها: شرح أبيات الجمل، وشرح اللُّمع، وكتاب التصريف، والروضة في النحو وغيرها. (1)

2- الشيخ محمد بن الكال الحلي (ت 597 ه) : هو الشيخ محمد بن هارون، يعرف بابن الكال، فقيه فاضل، جليل، صالح، وُلد في بغداد، ونشأ في الحلة المزيدية، وأخذ القراءات عن أبي منصور الخياط، وأبي الكرم ابن الشهرزوري في بغداد، له عدة مصنفات منها : مختصر التبيان في تفسير القرآن، بصائر السالكين في أمور الدين، متشابه القرآن، وغيرها. (2)

3- الشيخ محمد بن إدريس الحلّي (ت 598 ه) : شمس الدين محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس فقيه، فاضل، و محقق ماهر، شيخ فقهاء الحلة، أول من ناقش آراء الشيخ الطوسي (3)، وفتح بذلك باب الاجتهاد، قال عنه ابن داود: (محمد بن أحمد بن

ص: 14


1- ينظر: هدية العارفين: 2/ 92، أعيان الشيعة 341/14، الذريعة: 13/ 58.
2- ينظر: أمل الآمل : 2/ 311، الذريعة: 245/4.
3- الشيخ الطوسي (قدّس سِرُّه): أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (385 - 460 ه) شيخ الطائفة وفقيهها ومربّي علمائها والمؤلف في كل فن من علوم الدين، تلميذ المرتضى علم الهدى له المؤلفات المشهورة: التبيان في تفسير القرآن والفهرست في علم الرجال والتهذيب، والاستبصار في الحديث، والنهاية متون أخبار والمبسوط استقصى فيه فروع الدين. (أعيان الشيعة: 1/ 145).

إدريس العجلي، فاضل، فقيه، ومحقق ماهر نبيه فخر الأُجلّة وشيخ الفقهاء في الحلة، متقن للعلوم كثير التصانيف).

من آثاره العلمية كتاب السرائر، وكتاب الحاوي، ومختصر تبيان الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه). (1)

4- يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي البطريق الأسدي (ت 600 ه): أبو الحسين الشيخ شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين الحلّي، كان عالماً، فاضلاً، محدّثاً، محققاً، ثقةً، صدوقاً من مصنفاته: كتاب العمدة، وكتاب المناقب، وكتاب الخصائص والمستدرك المختار، وغيرها. (2)

وفي القرن السابع الهجري تصاعدت الحركة العلمية في الحلة وتضاعف عدد المدارس، والعلماء، والطلبة، وظهر من العلماء في هذا العصر :

1 - الشيخ ورّام بن أبي فراس (ت 605 ه) : هو الأمير الزاهد، العالم، الفاضل، ينتمي إلى إبراهيم بن مالك الأشتر (عليه رضوان الله)، وهو جد السيد علي بن طاووس لأمه، كان في بداية حياته منخرطاً في سلك العسكرية، ثم تركها وزهد في الدنيا، وانقطع إلى دراسة العلوم، له كتاب (تنبيه الخواطر)، توفي في الحلة (سنة 605). (3)

2 - علي بن البطريق الأسدي (ت 642 ه) : هو نجم الدين أبو الحسن علي بن يحيى ابن الحسن بن بطريق الأسدي الحلي، كان أديباً فاضلاً، أصولياً، وشاعراً مجيداً، سافر إلى مصر وعمل هناك، ثم عاد وتوفي في بغداد. (4)

ص: 15


1- ينظر: أمل الآمل : 2/ 243 الكنى والألقاب: 1/ 210.
2- ينظر : أمل الآمل : 2/ 345 الكنى والألقاب: 1/ 226 - 227، الذريعة: 15/ 334.
3- ينظر: أمل الآمل : 2/ 338 روضات الجنات: 163/8.
4- ينظر : فوات الوفيات: 2/ 161.

3- مؤيد الدين محمد بن العلقمي ( ت 657ه) : تولى الوزارة للمستعصم العباسي (سنة 643 ه)، قال عنه ابن الطقطقي (709) ه) : (كان رجلاً فاضلاً، كريماً، وقوراً، خبيراً بأدوات السياسة، محباً لأهل العلم والأدب)(1).

4- الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي : هو والد المحقق الحلي، كان عالماً فاضلاً من بيت مشهور بالعلم والفقه (2)، توفي في حدود منتصف القرن السابع الهجري.

5- رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس (ت 664 ه): وصفه المحقق عباس القمي بأنه: (السيد الأجل قدوة العارفين، صاحب الكرامات، مؤلّفاته كثيرة ومشهورة منها كشف المحجّة) (3).

6 - أبو الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر ابن طاووس (ت 673 ه): ذكره صاحب الكُنى والألقاب عندما كان يتحدث عن أخيه رضي الدين علي فقال: (يُطلق لقب ابن طاووس على أخيه أبي الفضائل جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر العالم الفاضل، الفقيه الورع، المحدّث، صاحب التصانيف الكثيرة ) (4).

7- المحقق الحلي (ت 676 ه): نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي، المحقق، المدقق، الإمام العلّامة واحد عصره، وألسن أهل زمانه، وأقومهم بالحجة، وأسرعهم استحضاراً، له تصانيف، منها: شرائع الإسلام، النافع،

ص: 16


1- الفخري في الآداب السلطانية : 272 – 274.
2- ينظر: أمل الآمل: 2/ 80.
3- الكُنى والألقاب: 1/ 339، وينظر: أمل الآمل: 2/ 205، الأعلام: 26/5.
4- الكُنى والألقاب: 1/ 340 – 341، وينظر : أمل الآمل: 2/ 29، الأعلام: 1/ 261.

المعتبر في شرح المختصر، نكت النهاية، وغيرها. (1)

8- الشيخ سالم بن محفوظ السوراوي الحلي: عالم، فقيه، فاضل، كان إمام الطائفة في وقته، من مؤلفاته : المنهاج في علم الكلام، والتبصرة، والمحصل، وغيرها. (2)

9 - الشيخ أبو زكريا يحيى بن أحمد بن سعيد الهذلي (ت 689 ه) - ابن عم المحقق الحلي - عالم، فقيه، ورع، فاضل، زاهد، جامع لفنون العلوم الفقهية، والأدبية، والأصولية، له كتاب الجامع للشرائع، وكتاب المدخل في أصول الفقه، ونزهة الناظر، وغيرها. (3)

10 - يوسف بن علي بن المطهر الحلي: من رجال القرن السابع الهجري، والد العلّامة الحلي، عالم فاضل، وفقيه متبّحر، له كتاب مجموعة الفتاوى. (4)

11- الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح الأسدي (ت 690 ه): من مشاهير علماء الحلة، كان مرجعاً في الفتوى. (5)

12 - السيد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاووس (ت 693 ه) : الفقيه،النسّابة، النحوي، العروضي، الزاهد، العابد، حائري المولد، حلّي المنشأ، بغدادي التحصيل، كاظمي الخاتمة، له مصنفات كثيرة منها : فرحة الغري الشمل المنظوم. (6)

ص: 17


1- ينظر: الرجال لابن داود الحلي: 83/1، أمل الآمل : 48/2.
2- ينظر: أمل الآمل : 2/ 124، روضات الجنات: 5/4.
3- ينظر: الرجال لابن داود: 1/ 371 رقم 1660، و أمل الآمل : 346/2 - 347، والكنى والألقاب: 1/ 309- 310.
4- ينظر : أمل الآمل: 2/ 350 و روضات الجنات: 183/8.
5- ينظر: أمل الآمل: 2/ 229.
6- ينظر: الرجال لابن داود: 1/ 226- 227 رقم 947، وأمل الآمل: 2/ 158 - 59، والكُني والألقاب: 341/1.

فضلاً عن الشيخ شميم الحلي (601 ه)، و أبي الفتح محمد بن محمد بن الجعفرية (606 ه)، وابن السكوني الحلي (606ه)، وأبي علي الحلّي النحوي ابن الباقلاني (ت 637 ه)، ومهذَّب الدين ابن الخيمي (642 ه)، والسيد أبي عبد اللّه بن محمد المهنّا العبيدلي (ت 675 ه)، والرافضي الفقيه (679 ه)، و نجيب الدين ابن العود الحلّي (679 ه)، والقزويني الحلي (682 ه)، وغيرهم من علماء القرن السابع الهجري.

أمّا القرن الثامن الهجري، فقد كان قمة في العطاء العلمي للبشرية جمعاء، قدمت الحلة فيه من العلماء ما يعجز القلم عن وصفهم منهم:

1 - العلّامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي (قدّس سِرُّه) (ت 726 ه) : شيخ الطائفة، وعلّامة،وقته، وصاحب التحقيق والتدقيق، كثير،التصانيف، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول وكان والده (قدّس سِرُّه) فقيهاً محققاً مدرّساً، عظيم الشأن، ليس هناك من يوازيه في غزارة الإنتاج ونوعيته، ومن مصنّفاته: كتاب التبصرة، وكتاب منهاج الصلاح، وكتاب مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، وكتاب بسط الإشارات، ونهاية الأحكام، وبسط الكافية، ومنهاج الكرامة، وغيرها الكثير. (1)

2- الشيخ تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي النيلي (ت نحو 740 ه): الشيخ العالم، الفاضل الجليل، الفقيه المتبحّر صاحب كتاب (الرجال)، ومن كتبه: الرائض في الفرائض، والدر الثمين في أصول الدين، وعقد الجواهر في الأشباه والنظائر، وغيرها. (2)

3- الشيخ رضي الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحلي: وهو أخو العلّامة الحلي،

ص: 18


1- ينظر: الرجال لابن داود: 1/ 119 رقم 461، أمل الآمل: 81/2.
2- ينظر: أمل الآمل: 2/ 71 الكنى والألقاب: 1/ 282، الأعلام: 2/ 204.

وهو عالم فاضل من بيت علم،معروف له من المصنفات: كتاب العدد القوية، لم نتوصل إلى تاريخ دقيق لوفاته (رَحمهُ اللّه). (1)

وفي القرن التاسع ظهر عدد من العلماء والأدباء الذين تركوا بصماتهم على صفحات تاريخ هذه المدينة المباركة، منهم:

1- ابن فهد الحلّي (ت 841 ه) : أبو العباس جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الأسدي الحلي، قال عنه المحقق الشيخ عباس القمي: العالم الفاضل، الثقة الزاهد، العابد، الورع، التقي، صاحب المقامات العالية، والمصنّفات الفائقة، كالمهذب البارع في شرح المختصر النافع، وعدة الداعي، والتحصين، واللمعة الجلية. (2)

2- الحافظ الشيخ رجب البرسي (كان حيّاً 813 ه) : الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب رجب البرسي الحلّي، المحدّث الصوفي المعروف، من متأخري علماء الإمامية، كان ماهراً في أكثر العلوم، وله يد طولى في علم أسرار الحروف والأعداد، كان فاضلاً،،شاعراً، مُنشِئاً، أديباً، له : مشارق أنوار اليقين في حقائق أمير المؤمنين، واللمعة والألفين في وصف سادة الكونين. (3)

3- المقداد السيّوري (ت 826 ه) : الشيخ جمال الدين أبو عبد اللّه المقداد بن عبد اللّه بن محمد بن الحسين بن محمد الحلّي الأسدي، فقيه،أصولي متكلم، مفسر، أخذ عن الشهيد الأول محمد بن مكي، وتوفي بالنجف، ومن آثاره: شرح نهج المسترشدين في أصول الدين،

ص: 19


1- ينظر: أمل الآمل: 2/ 211.
2- ينظر : الكنى والألقاب: 1/ 380، أعيان الشيعة: 2/ 270، 3/ 147.
3- ينظر: الكنى والألقاب: 166/2، أعيان الشيعة: 6/ 465، معجم المؤلفين: 153/4.

كنز العرفان في فقه القرآن، شرح مختصر الشرائع، شرح تجريد البلاغة، وغيرها. (1)

4- تاج الدين الحسن بن راشد (كان حياً عام 830 ه): الفاضل، العالم، الشاعر، من أكابر الفقهاء، مؤرّخ متكلم، من آثاره: أرجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء، أرجوزة سمّاها : الجمانة البهية، ومصباح المهتدين في أصول الدين. (2)

5- ابن العرندس الحلي: الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلي، من أعلام الشيعة، شاعر، عالم، فاضل، متضلع في علمي الفقه والأصول وغيرهما، وكان من الشعراء المكثرين الذين أبدعوا وأجادوا في آل الرسول (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وقبره في الحلة. (3)

6 - الشيخ مغامس بن داغر الحلي (توفي أواسط القرن التاسع الهجري): كان شاعراً وخطيباً من أعراب،الحلة سكن المدينة، فنظم الشعر وأجاده، وتعلم العلوم، وكان أبوه شاعراً، وهو الذي علمه نظم الشعر. (4)

هذه كوكبةٌ من العلماء الأفاضل، والأدباء الأفذاذ، وغيرهم كثير ممن لا يقل شأناً عنهم ممّا لا يسع المجال لذكرهم، الذين جادت بهم الحلة الفيحاء في القرون السادس، والسابع، والثامن، والتاسع للهجرة، صنَّفوا وكتبوا المئات من المصنفات والأسفار التي كانت الأساس المتين للتطور العلمي والأدبي في الحلة خاصة، والعراق والعالم العربي والإسلامي عامة، التي سرى إشعاعها في أرجاء العالم، وهذه الكتب والمصنفات إلى اليوم يُدرّس بعضها في الحوزات العلمية في شتّى العلوم، كاللغة العربية وآدابها، والفقه

ص: 20


1- ينظر : معجم المؤلفين: 318/12.
2- ينظر أعيان الشيعة : 5/ 65، معجم المؤلفين: 224/3.
3- ينظر: علي في الكتاب والسنة والأدب: 4/ 271.
4- ينظر: أعيان الشيعة: 10/ 132.

وأصوله وأحكامه، وغير ذلك من العلوم التي يحتاج إليها الطلبة في دراستهم، هؤلاء العلماء الأجلاء وغيرهم كثير، أنجبتهم الحلة في عهد ازدهارها الفكري والثقافي، على الرغم من قساوة الظروف التي مرّت بها، فليست كل أيامها رخاء ومؤاتية للعلم والعلماء، فلا شك - من خلال اطّلاعنا على تاريخ المدينة – أنها كانت تتعرض إلى فصول حالكة السواد مرعبة عسيرة، ومع ذلك أنتجت ما أنتجت.

كانت الحوزةُ العلميةُ للشيعةِ قبل هذا الوقت قد انتقلت من بغداد إلى النجف، بعد الاعتداء الذي حصل على دار زعيم الحوزة آنذاك الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه)، فانتقل إلى النجف عام 449 ه مؤسِّساً للحوزة العلمية فيها، ونمت الحوزة العلمية وازدهرت وتوسعت في حياة الشيخ الطوسي، واستمرّت في نشاطها بعد وفاته سنة 460 ه حتى القرن السابع، إذ توجهت الأنظار صوب الحلة، نظراً لما وصلت إليه الحوزة العلمية فيها من سمو ورفعة ونشاط، ولئن كان الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) قد بلغ قمة الفكر الفقهي لمدرسة بغداد فقد بلغ من بعده العلّامة الحلي قمة الفكر الفقهي لمدرسة الحلة (1)، ولولا جهود علماء الحلة الكبار لظلت الحوزة العلمية للشيعة على المستوى الذي خلّفها الشيخ الطوسي عليه، ولكن جهوده فتحت المجال واسعاً للسالكين.

كان هذا الازدهار في الحياة الثقافية في القرنين السابع والثامن الهجريين في الحلة، بفضل البُناة الأوائل من آل مزيد، الذين أسَّسوا الحلة على هذا الأساس، فصار مجتمعُها متآلفاً متحاباً بعربه وأكراده، محباً للعلم والعلماء، والأدب والأدباء، وللمفكرين الذين نذروا أنفسهم لأداء رسالتهم العلمية على أتم وجه.

ص: 21


1- ينظر : منتهى المطلب في تحقيق المذهب: 3/ 15.

احتفظت الحلة بمركزها العلمي حتى أواخر القرن التاسع الهجري، بعد ذلك اشتدت الضغوط على المجتمع الحلي، نتيجة لجهل الحكام وظلمهم وتعسفهم.

كانت الحلة في تلك الحقبة تتعرض لصراع قوّتين هما: التركمان تحت عنوان دولة الخروف الأسود مرة، والأبيض مرة أخرى، ودولة المشعشعين، فهي معرّضة دائماً لغزو هؤلاء وللاحتلال من قبل أولئك مما أدى إلى تدهور الأمن، فالناس في قلق وترقّبٍ مستمر؛ لذلك تدهورت الحالة الاجتماعية، والاقتصادية، وطبيعي جداً أن تتدهور الحالة الثقافية أيضاً.

هناك عوامل أخرى أدّت إلى تدهور الحالة الاقتصادية، وتبعها تدهور الحالة الثقافية؛ بسبب شحة الأمطار أو الفيضانات، أو قطع الطرق الواصلة بين الحلة والمدن المجاورة؛ لما تقوم به العشائر المحيطة بمدينة الحلة حينما تسوء علاقتها بالحكومة أو السلطة (1)، فتتوقف التجارة، وتسوء الحالة الاقتصادية، كلّ ذلك يؤثر تأثيراً مباشراً في الوضع الثقافي للمجتمع والحياة العامة؛ بسبب الضغوط الشديدة التي سلطتها الظروف السياسية القائمة في البلد آنذاك، والصراعات الداخلية والخارجية والتدهور الاقتصادي وموجات الأمراض الفتاكة التي ضربت مدن العراق عامة والحلة خاصة، بكل قسوة وشراسة، فكادت أن تُخلي الحلة مِن ساكنيها (2)، ونتيجة لذلك انتقلت الحوزة العلمية إلى كربلاء، ومنها عادت إلى النجف (3)، وما تزال فيها حتى يومنا هذا.

تدهورت الحالةُ الثقافيةُ، فدخلت الحلّة في الحقبة الظلامية، ودامت هذه الحقبة

ص: 22


1- ينظر: تاريخ الحلة: 1/ 48.
2- ينظر : أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث : 326، تاريخ الحلة: 1/ 139.
3- ينظر: السيد حيدر الحلى حياته وأدبه: 16.

قرابة ثلاثة قرون (ابتداءً من القرن العاشر الهجري)، فقضت تقريباً على كلّ ما تحقق في القرون الماضية من إنجازات علمية، فقد أُغلِقت المدارس وهجرها طلابها، ووصلت المصنفات الثمينة التي لا تقدّر بثمن إلى أيدي العطارين لاستخدام ورقها في تغليف بضاعتهم التافهة من المساحيق والأعشاب وغيرها، ولم يحفظ منها إلا القليل (1)، الذي تلقفته أيدٍ أمينة عارفة بقيمته فحفظته من التلف والضياع، ثم أوصلته إلى من يقدّر قيمته ويعرف حقّه.

وفي هذه الأيام السود من عمر الحلة وصل السيد سليمان بن داود الحلي قادماً من النجف بما يحمل من بضاعة علمية وأدبية. فما سر هذه الهجرة إلى الحلة، في حين هجرها أمثاله إلى النجف وغيرها من المدن؟

أرى أن هذا البحث يخلص إلى كشف سرّ هذه الهجرة ويتضح منه أنه كانت للسيد سلیمان بن داود رسالة فكرية أدبية اجتماعية أداها بوجوده في هذه المدينة المباركة من خلال نشاطه الفكري والعقائدي والاجتماعي فيها، مما أدى إلى نشوء حركة أدبية أخرجت المدينة من تلك الحقبة المظلمة، واندفعت في عالم النور من جديد إلى يومنا هذا.

ص: 23


1- ينظر: تاريخ الحلة: 2/ 109.

ص: 24

الفصلُ الأول: حياة الشاعر

إشارة:

*اسمه ونسبه

*ولادته

*نشأته

*آثاره

*أسرته

*وفاته

ص: 25

ص: 26

اسمه ونسبه

هو سليمان (1) بن داود بن حيدر الشرع بن أحمد المزيدي بن محمود بن شهاب بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن أبي القاسم بن أبي البركات بن القاسم بن علي بن شكر بن أبي محمد الحسن الأسمر بن شمس الدين النقيب أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي طالب محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسّابة بن أحمد المحدّث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين علي بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي الطالب (عَلَيهِ السَّلَامُ). (2)

تذكره المصادر بلقب (الكبير)، تمييزاً له عن حفيده سليمان بن داود (الصغير) والد السيد حيدر الحلي، وتلقبّه مصادر أخرى ب(الحكيم)؛ لأنه كان قد مارس الطب واشتهر به وصنّف فيه، كما يُسمى أيضاً (السيد سليمان المزيدي)، نسبة إلى قرية

ص: 27


1- ينظر ترجمته في: الطليعة : 1/ 381 - 383، أعيان الشيعة : 7/ 298، البابليات: 1/ 188 - 195، الكرام البررة : 607/2 - 608، الذريعة : 9/ 467، شعراء الحلة : 3/ 18 - 33، معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 1/ 439 - 440، الأعلام: 3/ 125 معجم المؤلفين : 4/ 263، أدب الطف: 6/ 38 - 47 علي في الكتاب والسنة والأدب: 352/4.
2- ينظر : شجرة آل السيد سليمان (مخطوط) : 12 - 13، 25 - 26، 32 – 33، 35 - 36، وآل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 61 - 62، 186 - 188.

المزيدية (1)، لسكنى بعض أجداده فيها (2)، ولُقِّب (الحلّي) نسبة إلى سكنه في مدينة الحلة، وفي الذريعة جاء لقبه (النجفي) نسبة إلى مولده.

ولادته:

وُلد السيد سليمان بن داود الحلّي في النجف الأشرف عام 1141 ه (3)، ولا نعرف متى استقرَّ والده السيد داود بن حيدر الشرع في النجف، فنحن نعلم أنَّ موطن حيدر الشرع وآبائه في المزيدية، حتى إنَّ ضريح السيد أحمد المزيدي هناك، فمتى نزح السيد داود بن حيدر الشرع منها إلى النجف؟ وما هو عمله في النجف؟ لا يوجد مصدر واحد – بحدود علمي – يتحدّث عن هذه الناحية.

نشأته:

نشأ سليمان بن داود الحلي في النجف، وتلقى تعليمه فيها، ونهل من نمير أعلامها، وقد حصل على فرصة طيبة للتعليم، إذ إنَّ تعليمه كان متعدد الجوانب، فقد درس العربية وعلومها والفقه وأحكامه والطب، حتى إنه برع وصنّف فيه بعد أن اكتسب مهارة عالية في هذا العلم (4)، وبعد وصوله إلى مستوى جيد من التعليم في شتى المجالات – تبين ذلك من خلال مستوى نشاطه العلمي والأدبي في المرحلة اللاحقة من حياته - أصبح يُشار إليه بالبنان في مختلف العلوم العقلية، ولُقِّب بالحكيم؛ لبروزه

ص: 28


1- إحدى قرى الحلة الجنوبية تقع على الضفة الشرقية لشط الحلة قرب قضاء الهاشمية، فيها ضريح السيد أحمد المزيدي جد السيد سليمان. (ينظر : البابليات: 1/ 188).
2- ينظر الأعلام: 3/ 125 علي في الكتاب والسنة والأدب: 352/4.
3- ينظر: سيرة السيد سليمان الكبير (مخطوط) 2 – 4.
4- ينظر: البابليات: 1/ 188.

في علم الطب وتفرّده في وسطه بإحاطته بجوانبه.

ترجم له الكثير من المؤرخين، ومنهم العلّامة المؤرخ الشيخ محمد طاهر السماوي فقال: (كان فاضلاً مشاركاً في العلوم، نشأ بالنجف وحضر على علمائها، ثم ارتحل إلى الحلة فسكنها، وله فيها مع أدبائها مجاريات، له ديوان،شعر، وله في الأئمة شعر كثير في المديح والرثاء)(1).

قال عنه الشيخ أغا بزرك : (سليمان بن داود النجفي، وُلد في النجف 1141 ه، وسكن الحلة سنة 1175 ه، رأيت ديوانه بخط يده عند الشيخ محمد السماوي، فيه قصائد في مدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وتشطير عينية السيد الحميري (2)، و تشطير قصيدة الحافظ رجب البرسي (3)، وتخميس قصيدة ابن سبع (4)، مات في الحلة وشيّعهُ أهلها،

ص: 29


1- الطليعة من شعراء الشيعة: 381/1.
2- السيد الحميري: إسماعيل بن محمد الحميري شاعر إمامى متقدم، أحد الشعراء المكثرين، أكثر شعره في مدح بني هاشم، ولد بنعمان، ونشأ بالبصرة ومات في بغداد سنة 173 ه. (ينظر الأعلام 1/ 322).
3- مرت ترجمته صفحة (19) من هذا الكتاب، فلينظر.
4- ابن سبع: هو أحمد بن محمد بن عبد اللّه بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن سبع (سبيع) بن سالم بن رفاعة السبعي (السبيعي) الرفاعي، فخر الدين الأحسائي. ترجم في (رياض العلماء: 62/1، الضياء اللامع:7، أعيان الشيعة: 123/3، الكنى والألقاب: 2/ 306، تراجم الرجال: 1/ 82). وإضافة إلى مكانته العلمية العالية فهو أديب شاعر طويل النفس في قصائده، له ديوان صغير في فضائل أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) و مناقبهم، وله تخميس لقصيدة الشيخ رجب البرسي الرائية الغراء وهي في مدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مطلعها: أعيت صفاتك أهل الرأى والنظر***وأوردتهم حياض العجز والخطر أنت الذي دق معناه لمعتبر***(يا آية اللّه بل يافتنة البشر ياحجة اللّه بل يامنتهى القدر) وردت في: (أعيان الشيعة: 124/3 - 125، الغدير: 7/ 42 - 45 تراجم الرجال: 85/1- 86). ولما كانت القصيدة المخمسة المذكورة في مدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) رائية وقصيدة السيد سليمان كذلك والتي مطلعها: هو المسك أم رمس الإمام له عطر***هو السر سر اللّه والعالم الصدر وقصيدة الأخير عنونها الناسخ بكلمة (مجنسة) وهي غير مقروءة للناظر فصحفت إلى (مخمسة)، فمن المحتمل أن الشيخ الطهراني (رَحمهُ اللّه) رأى أنها تخميس لقصيدة ابن سبع بالوهم وكلامنا هذا على سبيل الظن ويقويه أن قصيدة ديواننا الرائية هي خالية من أبيات ابن سبع والديوان هذا كتب على نسخة المؤلف (رَحمهُ اللّه) فالمفروض أن تكون الأخيرة متضمنة فيها على نحو قاعدة التخميس، هذا فضلاً على أننا لم نعهد بين الأدباء وأهل هذا الفن تخميساً للتخميس، وأن نسخة السيد الهاشمي والتي كتبت عن نسخة الأصل أيضاً خالية من تخميس ابن سبع والنسختان - السماوي والهاشمي - خلتا من أي عنوان لتخميس بينما عنونا فيهما لتشطير قصيدتى الحميرى والبرسي، فلاحظ (أحمد على الحلى وحدة التحقيق).

واستقبلهم أهلُ النجف يتقدمهم السيد بحر العلوم(1)). (2)

قال عنه الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني : (عالم، فاضل، طبيب، جليل، أديب، متتبع، وُلد في النجف وتتلمذ على العلماء والفضلاء، وصنّف في كلّ،فن، وكان عالماً بعلمي الأديان والأبدان،نقيّاً كريماً، طريفاً، أديباً، يرتجل الشعر ارتجالاً)(3).

ولمّا ذاع صيتُهُ في مختلف ربوع الفرات هاجر إلى الحلة واستقرَّ فيها مع عائلته سنة (1175ه)(4)، وكان عمره آنذاك أربعاً وثلاثين سنة (5)، ولا نعلم مَن الذين كانوا معه، إلا أنَّ الشيخ علي الخاقاني ذكر منهم ابنه الأكبر (حسين الحكيم)، وكان عمره ثلاث عشرة سنة. (6)

ص: 30


1- هو السيد العلامة الطباطبائي محمد بن المرتضى الشهير بالسيد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة 1212، ويعبر عنه بالأستاذ الشريف. (ينظر ترجمته الفوائد الرجالية: 12/1، رياض الجنة: 4/ 587 رقم 807، مقابس الأنوار: 18، الروضة البهية : 11 منتهى المقال: 6/ 359 رقم 3089، نجوم السماء: 337 رقم 1).
2- الذريعة : 9/ 467.
3- معجم رجال الفكر والأدب: 1/ 439.
4- ينظر : آل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 33، شعراء الحلة: 3/ 19، معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 1/ 439.
5- ينظر: آل السيد سليمان الكبير : 33، شعراء الحلة: 2/ 211، 3/ 19.
6- ينظر: شعراء الحلة: 2/ 211.

وقال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي : (كان سريع الخط جيده، كتب (فرحة الغري) (1) لابن طاووس في يوم واحد، كما كان سريع البديهة، حاضر الجواب، وقد طارح جماعة من شعراء عصره، كالنحويَّين (2)، والشيخ أحمد بن حمد اللّه (3)، والشيخ درويش التميمي (4)، وابن الخلفة (5)،

ص: 31


1- فرحة الغري: كتاب يبحث في موضع ضريح أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وكراماته، تأليف غيات الدين السيد عبد الكريم ابن طاووس المتوفى سنة 693 ه.
2- النحويان هما الشيخ أحمد النحوي وولده الشيخ محمد رضا الشيخ أحمد النحوي، هو أحمد بن الشيخ حسن الحلي النجفي المعروف بالنحوي (يعرف أحياناً بالخيّاط؛ ذلك لأنه امتهن الخياطة في بداية حياته)، توفي في الحلة سنة 1183 ه ونقل إلى النجف الأشرف. (ينظر: البابليات: 1/ 163، أدب الطف: 5/ 298.) والشيخ محمد رضا بن الشيخ أحمد النحوي، نشأ على يد والده، وأخذ عنه العلم والأدب والشعر، قضى الشطر الأول من حياته في الحلة والشطر الأخير في النجف، درس الفقه والحديث وآداب اللغة العربية، توفي سنة 1226 ه. (ينظر البابليات: 2/ 3، وأدب الطف : 142/6).
3- الشيخ أحمد بن حمد اللّه : قال عنه الشيخ علي الخاقاني: (شاعر ماهر، جيد القريحة، كان حيّاً عام 1211ه) (شعراء الغري: 212/1 - 220)، وقال عنه الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني: (بديع النظم، عارف بالأدب، متظلع فيهما، نظم في أكثر أبواب الشعر). (معجم رجال الفكر والأدب في النجف 452/1).
4- درويش التميمي: هو الشيخ درويش الفقيه معاصر للشاعر سليمان بن داود الحلي وعديله، وقد حصل اشتباه عند الشيخ على الخاقاني، والشيخ محمد على اليعقوبي، والسيد جواد شبر في (أدب الطف) حينما عَدّوه والد الشاعر الشيخ صالح التميمي. (ينظر البابليات: 1/ 189، شعراء الحلة : 3/ 19، أدب الطف 45/6). ذلك أنَّ والد الشاعر صالح التميمي عاش ومات في الكاظمية، ومنها هاجر ولده صالح إلى النجف لتلقي العلوم فيها بعد وفاة والده ولم يكن قد بلغ سن الرشد،بعد، وهاجر الشاعر صالح التميمي من النجف إلى الحلة بعد وفاة الطباطبائي. (ينظر : أعيان الشيعة: 7/ 369، الذريعة: 9 ق 587/2، شعراء الحلة : 3/ 85 - 86).
5- ابن الخلفة: هو محمد بن إسماعيل البغدادي الحلي الشهير بابن الخلفة، وُلد ببغداد وهاجر أبوه منها إلى الحلة وتوطّن فيها، وكان محمد ما زال طفلاً، فشبّ وترعرع في الحلة، ودفعته موهبته الفطرية إلى ارتشاف العلم والأدب من خلال حضوره في ديوان السيد سليمان الكبير وما كان يدور فيه من مساجلات، ونوادر أدبية حتى برع في قول الشعر بالفصحى واللهجة العاميّة، فذاع صيته، وانتشر شعره بين الناس. (ينظر البابليات: 2/ 49، أدب الطف: 6 94).

والفحام (1)، والسيد شريف بن فلاح الكاظمي (2))(3). (و دارت له معهم مساجلات ونوادر، وكانت داره ندوة للسمر والحديث وقرض الشعر، وقد عدّها الحليّون آنذاك مدرسة يُحَجُّ إليها من مختلف القرى والأرياف)(4).

بدأ السيد سليمان بن داود الحلي بطرح فكره ومعتقده بالدعوة إلى مذهب آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) من خلال قصائده الشعرية، مما أدى إلى أن يعود دبيب الحياة إلى الحلة مجدداً في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، فعادت مرة أخرى تحمل مشعل النور لتنير به الدرب للأجيال القادمة، والفضل هنا يعود لمن ادّارك الحلّة، وحاول مخلصاً إعادة مجدها ومركزها العلمي بعدما فقدته.

لا يسعنا إلا القول إن للسيد سليمان هدفاً أسمى وأبعد من موضوع السكن في الحلة وممارسة الطب فيها، فقد حوّل داره إلى مدرسةٍ فتحت أبوابها في الحلة من جديد،

ص: 32


1- الفحَّام: هو السيد صادق بن علي بن حسين بن هاشم الحسيني الأعرجي النجفي المعروف بالفحّام، وُلد في قرية الحصين إحدى قرى المحلة الجنوبية سنة 1124 ه، كان عالماً وشاعراً، درس على السيد محمد مهدي بحر العلوم، برع في الكلام، والأصول، والحكمة وله ديوان شعر من مجلدين مرتب على حروف المعجم، توفي في النجف الأشرف يوم 21 شعبان سنة 1204 ه. (ينظر: البابليات: 1/ 177، أدب الطف: 350/5).
2- هو الشاعر السيد شريف (محمد شريف) بن فلاح الكاظمي، صاحب القصيدة الكرّارية، وُلد في الكاظمية، ونشأ فيها، ثم هاجر إلى النجف وقرأ العلوم في الربع الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة، فأصبح من المشاهير في العلم والأدب واللامعين بين أقرانه. (ينظر : البابليات: 1/ 190، أدب الطف: 122/6).
3- البابليات: 1/ 189.
4- شعراء الحلّة: 19/3.

بعد أن أُغلقت كل المدارس فيها منذ أمد بعيد جداً، لكي تجمع الشتات وتصبح مدرسة يُحجّ إليها من مختلف القرى والأرياف. كانت هجرته تلك إلى الحلّة بداية لتكوين أسرة، عُرِفَت فيما بعد باسم (أسرة آل السيد سليمان)(1)، قُدّر أن يكون لها تأثير واضح في تاريخ الحلة اجتماعياً وثقافياً وسياسياً. (2)

لا نعلم عدد أفراد أسرته، وكم عدد أولاده في هذا الوقت، و ما هو مصير والده السيد داود بن حيدر الشرع؟ وزوج السيد سليمان بن داود من هي؟ علمنا بعد هذا أنه عديل الشيخ درويش الفقيه (3) في الحلة، ولكن هل هذه العلاقة مع الشيخ درويش جاءت عن طريق زوجته الوحيدة أم أنه متعدد الزوجات؟ كل هذه الأسئلة تبقى من دون إجابة، فلا يوجد مصدر - في حدود بحثي ومعرفتي – يتناول هذه الأمور ويجيب عن هذه الأسئلة، وليست هناك معلوماتٌ مدونة عن دراسته، وعدد سنوات الدراسة، وما هي المواد التي درسها، ومن هم أساتذته ومشايخه الذين درس عليهم ؟

هناك بعض المصادر تقول: إنه درس علوم العربية وأتقنها، ودرس الفقه، كما

ص: 33


1- ينظر البابليات : 1/ 1882 تاريخ الحلة : 2/ 134، السيد حيدر الحلي حياته وأدبه: 35، 40، أدب الطف : 9/ 298، السيد حيدر الحلي شاعر عصره: 15.
2- كان لمسجد (أبو حواض) - وقد سمي بهذا الاسم نظراً لوجود حوض ماء كبير فيه للوضوء - الملاصق لدور آل سليمان دور ثقافي كبير في الحلة، وتخرج كثير من أدباء الحلة وشعرائها من هذه المدرسة. (ينظر : السيد حيدر الحلي حياته وأدبه: 49، السيد حيدر الحلي شاعر عصره: 15). كما أن السيد علي والسيد عبد اللّه من أولاد السيد سليمان الكبير قُتلا بعد أن تزعّم الأول انتفاضة ضد الأتراك زمن داود باشا، وقيام الثاني بقتل الحاكم العثماني في الحلة. (ينظر: السيد حيدر الحلي حياته وأدبه: 41).
3- ينظر: البابليات: 1/ 191.

درس الطب وتضلّع به حتى أنه صنّف فيه. (1)

استغرقت هذه المرحلة مدة طويلة من حياته نسبياً، فهو بعد أن استكمل تعليمه أرتأى أن يترك النجف ويستقر في الحلة، وهو في سن الرابعة والثلاثين من العمر.

آثاره:

قال عنه ولده السيد داود: (أتقن العلوم، وبرع في الطب والأدب، وصنّف بكل علمٍ وفنٍ كتاباً) (2)، وأكد هذه المعلومة أيضاً السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة (3).

وقد حاولنا استقصاء تلك المصنّفات، فرأينا الشيخ محمد علي اليعقوبي يقول إنه عثر على رسالة له صغيرة الحجم كبيرة الفائدة سمّاها : (خلاصة الإعراب)، رتّبها على مقدّمة وفصول أربعة وخاتمة، من أحسن ما كُتِبَ في العربية على أوجز طرز وأسهل أسلوب مدرسي، رأيتها بخطّه الجميل، ويظهر أنه كتبها لجماعة من تلاميذه، وكنّى نفسه في أولها بأبي عبد اللّه سليمان بن داود الحسيني. (4)

وهذا ما ذكره عمر كحالة حينما ترجم له إذ قال: (له كتاب في الطب وخلاصة الإعراب)(5)، أمّا المحقق الشيخ أغا بزرك فقد قال إنه رأى (خلاصة الإعراب)، وقد نسبها إلى السيد سليمان الصغير حفيد السيد سليمان بن داود (6)، وهو الصحيح، وقد رأيتها في مكتبة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في النجف الأشرف برقم 999.

ص: 34


1- ينظر: البابليات: 1/ 188.
2- سيرة السيد سليمان بن داود: 2- 3 وينظر البابليات: 1/ 194.
3- ينظر: أعيان الشيعة: 7/ 298.
4- ينظر: البابليات: 1/ 194.
5- معجم المؤلفين: 263/4.
6- ينظر الذريعة: 8 / 124، 9/ 467.

وقد وصل إلينا منها :

1 - ديوانه، وهو موضوع هذا الكتاب.

2 - مجموعة أحاديث نبوية في آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) أثبتت في مقدمة مخطوطة الديوان (النسخة ب). (1)

أسرته:

ينتمي الشاعر سليمان بن داود الحلّي إلى أسرة عُرفت تاريخياً بأنها - أسرة آل شهاب (2)- من الأُسر العلوية العريقة، ويعودُ نسبها إلى (شكر) بن أبي محمد الحسن الأسمر(3)، وعقب شكر، كما يقول عنهم العلّامة المحقق النسّابة السيد ابن عنبة الحسني: (لهم بقيّة في الشرفيّة من دارخ من أعمال الحلة السيفيّة)(4)، على أنَّنا نعلم أنَّ جدّ السيد سليمان وهو السيد حيدر الشرع، الذي كان يتولى الأمور الشرعية وحل النزاعات في المزيدية، ووالده السيد أحمد المزيدي (5)، كانا يسكنان المزيدية (6)، وهي موطن الأسرة قبل الحلة، وربما آباء السيد أحمد أيضاً؛ لأنَّ هناك دلائل تشير إلى ذلك، منها أنَّ فيها ضريح السيد أحمد المزيدي، ويحتمل أن يكون معه ابنه السيد حيدر الشرع أيضاً، وهناك أملاك (بساتين وأراضي)

ص: 35


1- ينظر: الفصل الثالث: 99 - 100.
2- شهاب هو الجد الرابع للسيد سليمان الكبير. (ينظر : آل السيد سليمان (مخطوط): 30).
3- ضريحه في ناحية محاويل الإمام / محافظة بابل، وهو من أحفاد زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين (عَلَيهِ السَّلَامُ). (ينظر آل السيد سليمان (مخطوط): 61، مراقد المعارف: 1/ 114).
4- عمدة الطالب : 246، وينظر : تاريخ الحلة : 1/ 7، والسيد حيدر الحلي حياته وأدبه: 44.
5- ضريح السيد أحمد المزيدي في قرية المزيدية على يمين الشارع السياحي المؤدي من الحلة إلى الهاشمية مباشرةً، وهو مزار معروف وله كرامات، ونعتقد أنه يضم رفات السيد حيدر الشرع بن السيد أحمد المزيدي أيضاً.
6- ينظر : آل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 29.

تسمى الشهابية، تعود ملكيتها إلى أبناء عم آل سليمان وهم السادة (آلبو خلّوف). أعقب السيد شهاب رجلين هما: محمد ومحمود، وأعقب محمود السيد أحمد المزيدي، وأعقب أخوه محمد ولداً أسماه: محمداً أيضاً، وللسيد محمد بن محمد بن شهاب ثلاثة أبناء هم: (محمد حسن، و محمد علي، و علي)، وأعقب السيد محمد حسن السيد خَلَف (خلّوف)، وأبناء خلف وذريّته يسكنون منطقة العباسيات - ما بين الكفل والكوفة على الطريق الرابط بين الحلة والنجف - انتقلوا إلى هناك حينما جفَّ الفرات(1)، فماتت أملاكهم بعد حفر قناة الهندية وتحوّل مجرى الفرات إليها ذلك قبل إنشاء سدة الهندية، فاستوطنوا تلك المناطق ولم يعودوا إلى موطنهم الأول في المزيدية(2).

بعد استقراره في الحلة، أسس السيد سليمان لأسرة عُرفت فيما بعد بأسرة – آل السيد سليمان - بدأت نشاطها الاجتماعي والثقافي وذلك بالاندماج والتفاعل مع المجتمع الحلي عامة، والأسر والشخصيات العلمية والأدبية كآل النحوي وغيرهم خاصّةً، قال الشيخ الأديب علي الخاقاني في معرض كلامه عن دار السيد سليمان في الحلة: (وقد عدّها الحليّون آنذاك مدرسةً يحجُّ إليها من مختلف القرى والأرياف) (3). وعبارة الشيخ المؤرخ الأديب علي الخاقاني، التي قالها وهو يترجم للسيد حيدر الحلي: (وأمّا كونه حفيد شاعر : فجده السيد سليمان الكبير من مؤسسي دولة الأدب في

ص: 36


1- ينظر: السيد حيدر الحلي: حياته وأدبه: 30.
2- ما تزال أملاكهم في المزيدية بأسماء آبائهم وأجدادهم فيعرف بعضها بالشهابية كما قلنا، ومن عقب محمد حسن ومحمد علي وعلي أبناء محمد بن محمد بن شهاب - أبناء عم السادة آلبو خلّوف - سادة كُثر يسكنون في أماكن متفرقة من محافظات،بابل والنجف وكربلاء، والديوانية وغيرها، وقد تعرّضتُ إلى ذكرِهم في كتابي المخطوط (الغصون الحسينية في نسب السادة آل حيدر).
3- شعراء الحلة: 19/3.

الحلة) (1) لتحسّسنا مقدار النشاط الاجتماعي والثقافي الذي قامت به هذه الأسرة والذي كان المجتمع بأمسّ الحاجة إليه في تلك الأيام السود، فبدلاً من أن تترك بقيّة أهل الحلة - وخاصة ما بقي من علمائها وأدبائها- وتتفرق في المدن والأمصار الأخرى، صارت - دور هذه الأسرة ودواوينها - تجمع شتات المجتمع وتشدُّ أزره وتعيد الثقة بنفسه، فأسّست بذلك لحركة النهوض الجديدة في القرن الثالث عشر وما بعده، لذلك أرى أن دور هذه الأسرة وغيرها مما ذكرت من الأسر والشخصيات العلمية الفذّة في تلك الأيام، كحامل لواء الجيش الذي تعرّض جيشُه لضربات عنيفة مزقته فشتته، وحامل الراية ثابت في مكانه ينادي: هلمّوا إليَّ، فيعود إليه ويلتف حوله من بقي من أبطال جيشه و صناديدهم، ليثبتوا تحت رايته حتى تحقيق النصر.

وصف الشيخ محمد علي اليعقوبي السيد سليمان بن داود وأولاده ب-: (مؤسسي نهضة الحلة الأدبية في القرن الثالث عشر) (2) لقد تركت لنا هذه الأسرة تُراثاً أدبياً جمّاً منه ما عبثت به يدُ الأيّام والأحداث فأدّت إلى ضياعه أو تلفه (3)، ففقدنا بذلك ثروة علمية أدبية لا تعوّض، ومنه ما وصل إلينا وهو النزر القليل.

في الحلّة تشكّلت الأسرة الجديدة من سليمان بن داود الحلّي (السيد سليمان الكبير) وأبنائه، وربّما من أخوته السيد علي والسيد محمد ابنَي السيد داود معه أيضاً، ولكن

ص: 37


1- شعراء الحلة: 421/2.
2- البابليات: 189/1.
3- تعرضت دور آل السيد سليمان إلى الحرق والنهب عدة مرات بسبب مواقفها من السلطة العثمانية الغاشمة، مرة بعد قيام السيد عبد اللّه بن السيد سليمان الكبير بقتل حاكم الحلة العثماني، ومرة بعد إعدام السيد علي بن السيد سليمان مع كوكبة من أبناء الحلة نتيجة تزعمه انتفاضة ضد الحكم العثماني الجائر. (ينظر: السيد حيدر الحلي حياته وأدبه : 41، وآل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 247).

المعلومات الواردة عنها قليلة جداً، وورد ذكرهما في كتاب السيد داود بن السيد سلیمان الكبير حينما قال: (وأمّا السيد داود بن حيدر الشرع فقد أعقب ثلاثة رجال هم السيد سليمان، والسيد محمد، والسيد علي) (1) وليست هناك معلومات كافية عنهما إلا أنَّ ذكر السيد محمد يرد دون ذكر السيد علي، يقول الشيخ محمد علي اليعقوبي : (إنَّ السيد محمد بن السيد داود أصغر سنّاً من أخيه السيد سليمان وتوفي بعده ببضع سنين، وكان من رجال الفقه والدين معروفاً بالنُسك والصلاح مشهوراً بالورع والتقشف، يقضي أكثر أوقات إقامته في النجف الأشرف منقطعاً فيه إلى العبادة) (2). كما ورد ذكر السيد محمد في قصائد الشعراء الملا حسين جاوش (3)، والشيخ محمد رضا النحوي (4) في رثاء السيد سليمان الكبير مثبتة في مقدمة متن الديوان في النسخة (ب) (5)، كما أنَّ للسيد محمد بن السيد داود قصيدة في رثاء أخيه السيد سليمان الكبير

ومن أبناء وأحفاد السيد سليمان الكبير :

1 - السيد حسين الحكيم (6) : كان ملازماً لوالده السيد سليمان، قال عنه الشيخ علي

ص: 38


1- آل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 261.
2- البابليات: 18/2.
3- الملا حسين جاوش: هو الشاعر حسين بن إبراهيم بن داود من أسرة حليّة تُعرف ب(آل جاوش)، وهو حلّي المولد والنشأة، كان فاضلاً أديباً، وشاعراً لبيباً وناثراً حسن الأسلوب، له مع أدباء عصره مساجلات، وشعره جزل الألفاظ عذب الأسلوب، أكثره في رثاء ومديح آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) توفي في الحلة سنة 1237ه. (ينظر: الطليعة: 246/1، البابليات : 37/2، أدب الطف: 256/6).
4- ينظر هامش صفحة: (31).
5- ينظر الصفحات (99).
6- ينظر عنه : الكرام البررة : 461، والحصون المنيعة (مخطوط) : الشيخ علي كاشف الغطاء: 555/2، والبابليات : 31/2-37، وشعراء الحلة: 211/2 - 247، ومعجم أدباء الأطباء: 128/1-131، ومعجم رجال الفكر والأدب: 448/1، ومعجم المؤلفين: 11/4.

الخاقاني: (وُلد في النجف عام 1162ه (1) تقريباً، ونشأ على أبيه وهو أكبر أولاده، فعني بتربيته ولقّنه كثيراً من مبادئ العلوم، ولما هاجر إلى الحلة صحبه، ثم عاد إليها وبقي فيها ردحاً من الزمن، وقد ولع بدراسة علم الطب والاختلاف إلى أعلامه من رجال فارس، حتى إذا برع فيه غادرها قاصداً وطنه الجديد، وفي خلال مكثه في النجف اتصل بجماعة من أعلامها كآل أبي جامع (آل محيي الدين)، وآل الأعسم، وآل كاشف الغطاء، وآل بحر العلوم، وكلّها أسر علمية أدبية نجفيّة كريمة، وقد دارت بينه وبين شعرائهم مطارحات ومساجلات. كان ذا شخصية مرموقة في الأوساط مهاباً، جليل القدر، ممتد النفوذ، له هيبة عند ولاة آل عثمان، وكان أمراء الحلة يتوددون إليه، ويختلفون إليه بالزيارة في كثير من المناسبات) (2).

إنَّ براعة السيد حسين في علم الطب جعلت الناس تطلق عليه لقب (الحكيم)، وهو لقب والده من قبله للسبب نفسه، ولُقّب ب(لقمان عصره ومحيي الموتى)، وكان عالماً بعلم الجفر والعلوم الغريبة (3) يقول عنه العامة : إنه يحيي الموتى؛ ذلك لتمكنه من معالجة الحالات الصعبة، التي تقترب بمرضاها من الموت لسوء حالتهم. يقول عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (أسنّ أخوته، نهضَ بزعامة الأسرة بعد أبيه، عالم فاضلٌ

ص: 39


1- تفرّد الشيخ الخاقاني بتحديد تاريخ ولادة السيد حسين الحكيم، ولم أجد له ذكراً في المخطوطات، بل وجدت تاريخ قران السيد سليمان الكبير ورد في قصيدة السيد صادق الفحّام يقول بيت التاريخ (سليمان أمسى مالكاً عرش بلقيس) وهو يقابل 1166ه. (ينظر: البابليات: 188/1)، وعلى هذا التاريخ يكون عمر السيد سليمان (25) سنة، فهل يمكن أن يكون هذا هو زواجه الثاني؟ أم أنَّ تاريخ ولادة السيد حسين هو (1167ه) بدلاً من (1162ه) وحصل الخطأ من النسّاخين مثلاً؟
2- شعراء الحلة: 211/2.
3- ينظر : آل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 80.

وشاعرٌ مطبوعٌ متوسعٌ في علوم الطب والحكمة والنجوم، وله في الأدب والترسل باعٌ طويل، وكان جليل القدر، كامل الرئاسة، له هيبة في صدور الخاصة والعامة، مطاعاً عند حكّام الحلة وولاة بغداد، ويلقّب بالحكيم) (1)، وبهذا الوصف وصفه محمد الخليلي أيضاً. (2) وقال عنه د. الشيخ محمد هادي الأميني : (عالم فاضل شاعر جليل مجتهد، طبيب نطاسي متضلّع في مهنته، خبير في رسالته، درس في النجف وسكن الحلة) (3).

وعن دوره الوطني يقول الباحث محمد حسن علي مجيد: (من الغريب أننا لم نظفر من الشعر الحلي في الحوادث (الوهابيّة) سوى قصيدة واحدة للشاعر حسين الحكيم ابن السيد سليمان الكبير)(4)، ومما يؤيد دَور السيد حسين الحكيم ومكانته الاجتماعية والأدبية، قصائد الشعراء التي قيلت في تأبينه، أو في مراسلاته مع الشعراء الآخرين، أمثال : الشاعر صالح التميمي (5)، والشيخ عبد الحسين الدورقي (6)، والشيخ محمد بن

ص: 40


1- آل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 64، وينظر البابليات: 31/2.
2- ينظر : معجم أدباء الأطباء: 128/1-131.
3- معجم رجال الفكر والأدب : 448/1.
4- الشعر في الحلة بين سنتي 1824-1917م: 152.
5- الشيخ صالح التميمي: هو أبو سعيد الشيخ صالح بن درويش بن علي بن محمد حسين بن زين العابدين الكاظمي النجفي الحلي البغدادي المعروف بالشيخ صالح التميمي الشاعر المشهور، وقد هاجر من الكاظمية إلى النجف الأشرف بعد وفاة والده ولمّا يبلغ الحلم بعد؛ لتلقي العلوم فيها، ثم هاجر من النجف إلى الحلة وأقام فيها بعد وفاة الطباطبائي، ثم عاد إلى بغداد وتوفي فيها في شعبان 1261ه. (ينظر : شعراء الحلة : 85/3، وأدب الطف: 21/7-29).
6- الشيخ عبد الحسين الدورقي : لم أعثر له على ترجمة، هو غير الشيخ عبد الحسين بن الشيخ عمران الحويزي النجفي المولود في النجف سنة 1287 ه والمتوفى 1377 ه.

مطر (1)،والشيخ حبيب المطيري (2).

قال الشيخ علي الخاقاني ما نصّه: (وقد مُدح بكثير من الشعر من قِبل أعلام كبار ك: الشيخ محمد علي الأعسم، والشيخ محمد بن يوسف الجامعي، وغيرهما من مشاهير العلماء الذين لم يتنازلوا المدح أحدٍ إلا أن يكون مدَّرعاً بالعلم والتقوى) (3).

ومن مداعبات الجامعي (الشيخ محمد محيي الدين ت 1219ه) ومساجلاته مع السيد حسين الحكيم قوله يستهديه سَعفاً كان قد اعتاد إرساله إليه في كل عام وقد

تأخر عن الموعد قائلاً:

قُلْ لِلْحُسَيْنِ أَخِي الإِحْسَانِ وَالشَّرَفِ***لا تَنْسَ مَا بِي مِنَ الإِخْلاصِ وَالشَّغَفِ

حَاشَا عُلاكَ مِنَ الإِحْجَامِ عَنْ صِلَتِي***بَعْدَ التَّعَاهُدِ وَالإِتْحَافِ بِالتَّحَفِ

إلى آخر القصيدة. (4)

ص: 41


1- الشيخ محمد بن مطر : هو الشيخ محمد بن إدريس بن الحاج مطر الحلي، كان كاتباً أديباً، وشاعراً مجيداً، وعالماً مرموقاً في عصره، ورد ذكره في كثير من المجاميع المخطوطة، توفي سنة 1247ه. (ينظر: الطليعة 2/ 185، وأعيان الشيعة : 43/ 282، والحصون المنيعة للسيد محسن الأمين: 338/9، والبابليات: 42/2، وأدب الطف: 295/6-297).
2- الشيخ حبيب المطيري: هو الشيخ حبيب بن الحاج عبد المطيري الحلي، شاعر منسي وأديب مجهول، أغفلت شعره المجاميع، ونسيته كتب التراجم، وحاول القدر أن يميت ذكره كما أمات شخصه، غير أن السيد داود بن السيد سليمان ذكره في كتابه مع من رثى أخاه السيد حسين الحكيم. (ينظر : البابليات 56/2، وشعراء الحلة: 304/1).
3- شعراء الحلة: 212/2-213.
4- ينظر: شعراء الحلة: 212/2-213.

فأجابه السيد حسين الحكيم:

مُحَمَّدٌ يَا زَكِيَّ الوَسْطِ وَالطَّرَفِ***لا تَجْعَلَنْ ودَّنَا وَقْفاً عَلَى طَرَفِ

إلى آخر الأبيات (1).

وكتب السيد حسين معاتباً الشيخ محمد محيي الدين قائلاً:

خَلِيْلَيَّ كَيْفَ اخْتَرْتُمَا مَنْهَجَ الْجُفَا***وَكَيْفَ لَدَى الخِلانِ سَاعَتْ عَلاقِمُهُ

إلى آخر القصيدة، فأجابه الشيخ محمد بقوله:

أَتَانِي عِتَابٌ مِنْ خَلِيْلٍ رَجَوْتُهُ***ظَهِيرُ عَلَى السِّرِّ الَّذِي أَنَا كَاتِمُهْ

إلى آخرها، فردَّ عليه الحكيم:

أَمَوْلى الوَرَى مَنْ لِيْ بِخِلٍّ يُعِینُنِيْ***وَيَقْقِي بِحَقٍّ في عَلی مَنْ أُحَاكِمُهْ

إلى آخر القصيدة وهي طويلة، فأَجابه الشيخ:

أَبَى المَجْدُ إِلا أَنْ تَلُوْحَ عَلائِمُه***فَيَعْشُوْ لَهُ أَعْرَابُهُ وَأَعَاجِمُهْ

إلى آخر الأبيات. (2)

والسيد حسين شاعر متمكن، قال عنه الشيخ الخاقاني في مجال التعليق على شعره: (والسيد حسين عُرف بالنُبُلِ وعلوِّ النفسِ، فلم يتبذَّل في نظمه بل قصره على نواحٍ معينة، منه مجاملة الولاة (3)، و الامتزاج بنفوس الأصدقاء من العلماء

ص: 42


1- ينظر : شعراء الحلة: 212/2-213.
2- ينظر: شعراء الحلة: 213/2-215.
3- كتب الشيخ علي الخاقاني متعرضاً لهذه القضية قائلاً: (كان ذا شخصية مرموقة في الأوساط، مهاباً، جليل القدر، ممتد النفوذ، له هيبة عند ولاة آل عثمان وله معهم صحبة وصداقة، وكان من البواعث التي دعته إلى الاقتراب منهم والتودد لهم حرصه على أسرته وحفظه لها من فتكهم والتعرض لها، وكان أمراء الحلة يتوددون إليه و يختلفون عليه بالزيارة في كثير من المناسبات). (شعراء الحلة (211/2).

والشعراء.... وفي شعره يتجلى أنه شاعر مجيد وأديب متفوّق، ومرح خفيف الروح والظل) (1)، توفي رحمه اللّه سنة 1236ه.

و من رجالات هذه الأسرة:

2 - السيد داود (2) بن سليمان بن داود الحلّي: قال عنه السيد مرزة بن السيد عباس الحلّي إنَّه : (كان فقيهاً، عابداً صالحاً، أديباً) (3)، وقال عنه الشيخ اليعقوبي إنه : (ناظم ناثر له كتاب في سيرة والده السيد سليمان الكبير يُعرف منه سعة باعه وغزارة اطلاعه في الأدب والتاريخ، رتَّبه على مقدمة وأبواب وخاتمة، وتعرَّضَ فيه إلى نسب النبيَّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وآبائه وعترته وأبنائه بصورة مفصَّلة، وبحث فيه عن العقائد والفرق والإمامة بصورة خاصة، وسيرة الأئمة الاثني عشر (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وترجمة والده وما قيل فيه وما رثته الشعراء به، وقد ذكر في كتابه جماعة من الأدباء والشعراء المعاصرين لوالده وأخيه السيد حسين الحكيم، وعلمنا أن للسيد داود ديواناً من الشعر ولكنه تلف في حوادث الحلة، وكانت وفاته سنة 1232ه) (4).

ص: 43


1- شعراء الحلة: 215/2.
2- ينظر عنه: البابليات : 19/2، وشعراء الحلة: 438/2، وشجرة آل السيد سليمان الكبير: 33، و معجم المؤلفين: 137/4.
3- شجرة آل السيد سليمان الكبير: 33.
4- البابليات: 19/2.

3- السيد سليمان (الصغير) (1) بن السيد داود: لُقِّب بالصغير تمييزاً له عن جدِّه السيد سليمان الكبير، والسيد سليمان الصغير هو والد السيد حيدر الحلّي الشاعر، قال الشيخ محمد علي اليعقوبي في ترجمته: (هو أبو حيدر السيد سليمان الصغير بن السيد داود بن السيد سليمان الكبير بن داود الحسيني، كان يُلقّب ب- (الصغير) وجده يلقب ب(الكبير) دفعاً للإيهام، وكان مولده سنة 1222 ه، وابتدأ يقول الشعر وهو ابن اثنتي عشرة سنة كما في مجموعة للشيخ محمد بن نظر علي (2) وهو من مجاوري السيد ومعاصريه، كان سليمان على صغر سنّه عميد الأسرة المبجَّل، ونابغة البلد في الفضل والأدب، واسع الاطلاع طويل الباع، وكانت دراسته على والده داود بن سليمان الكبير، وعمه الحسين بن سليمان الكبير، ومن آثاره أرجوزة سماها (نظم الجمل) في جمل الإعراب علّق عليها شروحاً وجيزة مفيدة فرغ منها سنة 1239ه، وحاشية على الفاكهي سمّاها (الدرر الحلية في إيضاح غوامض العربية) بخطّه أيضاً في التاريخ المذكور، كانت عند أحفاد أخيه المهدي في الحلّة، ويتّضح مما تقدم أنه كتبها وعمره سبع عشرة سنة، وله أرجوزة في النحو ذكرها الشيخ أغا بزرك في الذريعة، وإليه أشار ولده حيدر في كتاب أرسله إلى الأستانة لصبحي بيك (أحد ولاة بغداد) إذْ قال: وكان

ص: 44


1- ينظر عنه : أعيان الشيعة: 297/7، والبابليات: 44/12، وآل السيد سليمان الكبير مخطوط : 188، والذريعة : 214/7، وشعراء الحلة أو البابليات : 33/3، و معجم المؤلفين : 263/4.
2- الشيخ محمد نظر علي هو الشيخ محمد بن الشيخ جعفر بن نظر علي، وهو يعرف بين الحليّين بجده (نظر علي) كما يلقّبونه بالمحدّث أيضاً لطول باعه وسعة اطلاعه في علم الحديث، وُلد في 1259ه وقد اشتهر بالصلاح والورع وترك من الآثار الخطيّة ما يوجد منها الآن عند صهريه على كريمتيه، ومنها ما تلف، وكان يحب العزلة فلا يغشى أندية الفيحاء على كثرتها عدا نادي آل السيد سليمان في عهد السيد حيدر وعمه السيد مهدي توفي رحمه اللّه في 1317ه. (ينظر: أدب الطف: 143/8 – 144).

أبي سليمان عصره، يأتيه بعرش بلقيس المعاني آصف فكره، فيراه مستقراً لديه، قبل ارتداد طرفه إليه، أمّا شعره فإنه أرق ألفاظا، وأجزل أسلوباً، من شعر أخيه السيد مهدي، وقد جمع منه ديواناً صغيراً ولكنه تلف مع ما أُتلف من آثار هذه الأسرة، ولم يبق منه سوى ما دُوّنَ في المجاميع في مراثي آل البيت (عَلَيهِمُ السَّلَامُ))(1). ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني أنه رأى له في كُتب الخوانساري (2) كتاب (خلاصة الإعراب) بخطه الجميل، كما رأى له كتاب (نظم الجمل) وكتاب (الدرر الحلية ) (3).

وقال عنه السيد سليمان بن السيد مرزة: (كان السيد سليمان الصغير شاعراً مفلقاً، وشعره في غاية القوّة والرقّة والسّلاسة والانسجام)(4).

توفي السيد سليمان الصغير بالطاعون عام 1247ه وعمره خمس وعشرون سنة، بقدر عمر طرفة بن العبد، ولو عمر السيد سليمان لكان له شأنٌ، ربّما فاق شأن ولده الشاعر الخالد السيد حيدر الحلّي، لكن اللّه في خلقه شؤون، ونهض من بعده بأعباء الأسرة أخوه السيد مهدي بن السيد داود.

ص: 45


1- الطليعة : 383/1، وينظر أعيان الشيعة: 297/7، والبابليات : 44/2، والذريعة: 214/7. وقد طبعت هذه المجاميع المدونة بجمع وتحقيق الدكتور السيد مضر سليمان الحلي أيضاً في سنتنا هذه 1431ه وتقع في (84) صفحة بقطع صغير. (وحدة التحقيق).
2- الخوانساري: هو المرحوم الميرزا محمد علي الخوانساري الإمامي، كانت له في النجف مكتبة عظيمة نادرة، نقلت بعد وفاته إلى منزل صهره الشيخ موسى بن الشيخ محمد الخوانساري للوقف، وقد تلف كثير منها بعد وفاته. (ينظر : منية الطالب 9/1)
3- ينظر: الذريعة: 214/7.
4- آل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 188.

4- السيد مهدي (1) بن السيد داود بن السيد سليمان الكبير : هو العالم الأديب الشاعر الذي تخرج على يديه عدد ليس بالقليل من أدباء الحلة وشعرائها من مدرسته الأدبية في المسجد الملاصق لداره (2)، والسيِّد حيدر الشاعر هو أحد أبرز طلابه، فبعد وفاة أخيه السيد سليمان الصغير في طاعون عام 1247 ه تبنّى السيد مهدي ابن أخيه حيدر وكان في السنة الثانية من العمر وغذّاه بالعلوم والآداب حتى جعل منه عملاقاً في فن الشعر والأدب لا يجارى، قال عنه محمد حرز الدين: (هاجر إلى النجف وأقام فيه لطلب العلم، وحضر على أشهر علمائها في الفقه والأصول حتى أصبح من أهل الفضل والعلم والتقى، وكان شيخاً من شيوخ الأدب، وشاعراً ذا قريحة باهرة) (3).

وقال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (أبو داود العالم الأديب السيد مهدي بن داود بن سليمان الكبير، كانت ولادته في الحلة الفيحاء سنة (1222ه) (4)، ثم أخذ يجد

ص: 46


1- ينظر عنه : العقد المفصل : 269/1، والطليعة : 355/2، وأعيان الشيعة : 368/6، والبابليات: 2/ 67-80، والأعلام : 313/7، وأدب الطف: 7/ 200-211، ومعجم المؤلفين: 28/13. أقول: ذكر له السيد الأمين في أعيان الشيعة: 368/6 أبياتاً من قصيدته الميمية التي مطلعها: أصبو إلى آرام رامه***وأوم مشتاقاً أمامه ولكن حصل خطأ في الاسم فقال: (السيد داود بن داود الحسيني الحلي، هو عم السيد حيدر الحلى الشاعر الشهير أديب،شاعر، وعثرنا من شعره على قصيدة في رثاء الحسين من جملتها: ما أن أثار لحربه***في كربلا ظلماً قتامه)
2- هو مسجد (أبو حواض)، مرَّ ذكره.
3- معارف الرجال: 101/3 - 104.
4- اعتقد أنَّ هناك خطاً سببه النسّاخون، فهذا هو سببه النساخون، فهذا هو تاريخ ولادة أخيه سليمان (الصغير) والذي هو أكبر سناً منه وكان أستاذه كما هو وارد في ترجمة السيد مهدي، وربّما كان تأريخ ولادته 1223 أو 1224، ولكن لا يمكن أن يكون 1222 ه إلّا أن يكون تاريخ ولادة أخيه سليمان 1220 أو 1221 مثلاً مما سبب خلطاً أو سهواً عند النسّاخين.

ويجتهد بفكرة منيرة وقريحة غزيرة حتى صار بنظم الشعر ومعرفة اللغة العربية وأسرارها نسيج وحده، وعديم،ندّه، غزير المادة، كثير الاطلاع والوقوف على أشعار العرب وأيامهم، حافظاً لسيرهم وتواريخهم، وأصبح من شيوخ صناعة الأدب في الحلة ومن صدور رجالها، ونهض فيها بأعباء الزعامة الدينية والأدبية التي كان يقوم بها أعلام أسرته قبله، درس الفقه على العلّامة الشيخ حسن صاحب (أنوار الفقاهة) ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء يوم كان مقيماً بالحلة، ثم هاجر إلى النجف فحضر في الدروس الفقهية حوزة العلّامة الشهير صاحب الجواهر الشيخ محمد حسن بن الشيخ باقر رحمه اللّه )(1).

وكانَ - عليه رحمة اللّه – (على جانب عظيم من الورع والصلاح، بحيث كان يأتم به كثير من الصلحاء في مسجد خاص ملاصق لداره في الحلة يعرف بمسجد (أبو حواض)، وكان هذا المسجد مدرسة أدبية) (2) تخرج من هذه المدرسة عدد من مشاهير أدباء الحلة (كالشيخ حسن مصبّح (3)، والشيخ حمادي الكوّاز (4)، والشيخ حسون بن

ص: 47


1- البابليات: 67/2-68.
2- البابليات: 68/2.
3- هو حسن بن محسن الملقّب بمصبّح، نسبة إلى جده الأعلى الشيخ مصبّح، من قبيلة اليسار التي تقطن شمالي الحلة، أقام في النجف عشرين عاماً يطلب العلم، فأصبح عالماً فاضلاً أديباً شاعراً، له ديوان جمعه بنفسه، تأثر بالكوازَين صالح وحمادي والشيخ حمادي نوح. توفي سنة 1317ه. (ينظر البابليات : 31/3، وأدب الطف: 130/8).
4- الشيخ حمادي الكوّاز: فلتة من فلتات الدهر، إنسان لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولم يتسن له دراسة اللغة والعروض والصرف، لم تتهيأ له إلا فرصة واحدة هي مدرسة السيد مهدي بن السيد داود، فكان ممن واظب على الحضور والإصغاء لما يقال في ديوان السيد، كما استفاد أخيه من الأكبر الشاعر الشيخ صالح الكوّاز، توفي رحمه اللّه سنة 1283ه مريضاً وعمره لا يتجاوز الثامنة والثلاثين سنة. (ينظر : البابليات 58/2، وأدب الطف: 161/7-172).

عبد اللّه (1)، والشيخ علي عوض (2)، والشيخ محمد الملا (3)، والشيخ علي بن قاسم (4)، والشيخ حمادي نوح (5)، الذي طالما كان يعبّر عنه في ديوانه المخطوط بقوله سيدنا الأستاذ الأعظم) (6).

وقد اهتم السيد مهدي اهتماماً فائقاً في تهذيب ابن أخيه وربيب حجره حيدر، إذ كفله بعد وفاة أبيه (فكان له أباً ومهذّباً كما صرح بذلك السيد حيدر في قصيدته التي رثاه بها، وقلّما يوجد مثلها في مراثيه ومطلعها:

ص: 48


1- حسون بن عبد اللّه : هو الشيخ حسون (حسين) بن عبد اللّه بن الحاج مهدي الحلي من مشاهير الخطباء في عصره وهو أديب ومن أعلام الشعراء وُلد ونشأ في الحلة ومات فيها سنة 1305. (ينظر: البابليات: 169/2، وأدب الطف: 44/8 - 51).
2- الشيخ علي عوض : أبو الأمين علي بن حسين بن علي آل عوض الأسدي رجل صافي السريرة نقي القلب طاهر الثوب. توفي في الحلة سنة 1325ه، ودفن في النجف الأشرف. (ينظر: البابليات 109/3، وأدب الطف: 191/8 - 196، و محاضرة الأديب ومسامرة الحبيب: 5- 7).
3- الشيخ محمد الملا: هو الشيخ محمد بن الشيخ حمزة بن حسين التستري الأهوازي الحلي، وُلد سنة 1243ه وتوفي سنة 1322ه، أخذ عن السيد مهدي بن السيد،داود والشيخ حمزة البصير، والسيد حيدر الحلي والشيخ حمادي،نوح أكثر شعره في أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) وهو مكثر مجيد، وُجد من شعره خمسة مجلدات بخطه الجميل. (ينظر البابليات: 63/3، وأدب الطف: 174/8-181).
4- الشيخ علي بن قاسم (جاسم) الأسدي، كان أبوه يسكن الهندية ثم انتقل إلى الحلة، وهو من الشعراء المعمرين وُلد سنة 1240ه وتوفي سنة 1332ه. (ينظر البابليات: 184/3).
5- الشيخ حمادي نوح: هو أبو هبة اللّه محمد (حمادي) بن سلمان بن نوح الكعبي الأهوازي الحلي، وُلد سنة 1240ه وتوفي في 23 صفر 1325 ه ودفن في النجف الأشرف، أخذ عن السيد مهدي بن السيد داود، والشيخ الأديب حسن الفلوجي الحلِّي، وهو شاعر مفلق مكثر طويل النفس ذائع الصيت، كان صاحب حانوت في الحلة يجتمع إليه الشعراء والأدباء ليأخذوا عنه. (ينظر: البابليات: 90/3، و أدب الطف: 197/8-213).
6- البابليات: 69/2.

أَظُبى الرَدَى انْصَلِتِي وَهَاكِ وَرِيدِي***ذَهَبَ الزَّمَانُ بِعُدَّتِي وَعَدِيدِي) (1)

5 - السيد حيدر الحلي `(2): يُعدُّ حامل لواء الأسرة، قال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (كان سيد شعراء عصره وكان أبوه سليمان شاعراً وجده داود شاعراً وجد أبيه سليمان الكبير عالماً شاعراً وعمه المهدي فاضلاً شاعراً وعمّ أبيه الحسين بن سليمان شاعراً وعمّ جده محمد بن داود فقيهاً شاعراً وابنه الحسين وابن أخيه عبد المطلب شاعرين) (3) وقد ترجم له العديد من المؤرخين والمحققين ك: الشيخ علي الخاقاني، والسيد محسن الأمين، والمؤرخ الشيخ محمد طاهر السماوي وغيرهم (4)، وقال عنه الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني: (أبو الحسين السيد حيدر بن السيد سليمان الشاعر القدير صاحب الشعر الرصين والنظم المتين والعبقري الجليل البارع في كافة فنون الشعر) (5).

بلغ السيد حيدر الذروة في المواهب، وديوانه ومصنفاته خير،شاهد، قال له السيد محمد القزويني (ت 1335 ه): (أنت أشعر الشعراء الطالبيين)(6)، وقال له السيد مرزا

ص: 49


1- ينظر: البابليات: 69/2، وديوان السيد حيدر الحلي: 452.
2- ينظر عنه : مقدمة إلزام النواصب بإمامة علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ). 27،، وديوان السيد حيدر 3/1-26، والطليعة: 298/1، وأعيان الشيعة 266/6، والبابليات: 153/2-168، وشعراء :الحلة : 2 /420-437، والأعلام 290/2، وأدب الطف 6/8-33، ومعجم رجال الفكر والأدب: 442/1، و معجم المؤلفين: 90/4، وعلي في الكتاب والسنة والأدب: 12/5، والسيد حيدر :الحلي حياته وأدبه،46 والسيد حيدر الحلي شاعر عصره: 13-16.
3- البابليات 153/2.
4- ينظر : إلزام النواصب : 27، والطليعة،297/1، وأعيان الشيعة 266/6-270، وشعراء الحلة: 420/2 - 437، والأعلام 290/2، ومعجم المؤلفين،90/4، وعلي في الكتاب والسنة والأدب: 12/5، وأدب الطف : 6/8-33.
5- معجم رجال الفكر والأدب : 442/1.
6- السيد حيدر الحلي شاعر عصره: 41.

صالح القزويني (ت 1304 ه): (إنَّ رثاءك يحبب إلينا الموت) (1).

6 - السيد عبد المطلّب الحلي (2) : هو ابن السيد داود بن السيد مهدي والسيد داود أخو السيد حيدر لأمه وابن عمه، لذلك فالسيد حيدر عم السيد عبد المطلّب، وكما كان السيد مهدي للسيد حيدر أباً ومربيّاً وأستاذاً، كان السيد حيدر للسيد عبد المطلب كذلك، فَصَقلَ موهبته كما أراد فتدفّقت شاعريته كما يريد، يقول الشيخ علي الخاقاني في ترجمته: (هو أبو مناف السيد عبد المطلّب بن السيد داود بن المهدي بن داود بن السيد سليمان الكبير، شاعر فحل وأديب جريء وناثر بليغ لازم عمه السيد حيدر ملازمة الظل للشاخص، فأدّبه وثقّفه وأطلعه على كثير من أسرار الأدب العربي، درس المقدمات على أساتذة بلده ونظم الشعر مبكراً متأثّراً بندوة عمّهِ أو بالأحرى (مدرسة) عمّه الشعرية التي كانت محط رحال أدباء عصره). (3)

لم يتوفر لأيةِ أسرة من أسر الحلّة الأدبية كما توفر لآل سليمان من الشعراء والأدباء، وما كُتبَ عنهم في أُمَّاتِ الكتب والمراجع والدوريات والدواوين الشعرية خير دليل على ما نقول، فقد ترجم الشيخ محمد علي اليعقوبي لأربعة عشر شاعراً من آل سليمان الحلي، وأورد نماذج كثيرة من شعرهم (4)، وأدب الطف أو شعراء الحسين للسيد جواد شبر الذي ترجم لتسعةٍ منهم، وشعراء الحلة أو البابليات للخاقاني، وأعيان الشيعة للسيد الأمين،

ص: 50


1- ديوان السيد حيدر الحلي: 10/1.
2- ينظر عنه : الطليعة : 536/1- 537، ومستدركات أعيان الشيعة : 106/1 - 107، والبابليات: 40/3-55، وشعراء الحلة: 323/3 - 360، وأدب الطف: 330/8 - 337، ومعجم المؤلفين: 175/6.
3- شعراء الحلة : 323/3 - 360.
4- ينظر ديوان السيد مرزة الحلي: 15.

والأعلام للزركلي، ومعجم رجال الفكر والأدب في النجف وغيرها (1).

ص: 51


1- من بين الذين تُرجم لهم في البابليات لليعقوبي ط2: الجزء الصفحة 1 - السيد سليمان الكبير (الحكيم) (المزيدي)1188 2- السيد حسين الحكيم بن السيد سليمان الكبير 231 3- السيد محمد بن السيد داود 218 4- السيد داود بن السيد سليمان 219 5- السيد سليمان الصغير بن السيد داود 2 44 6 - السيد مهدي بن السيد داود 267 7 - السيد حيدر بن السيد سليمان2152 8- السيد حسين بن السيد حيدر 336 9- السيد عبد المطلب بن السيد داود 340 10 - السيد علي بن السيد داود 384 11 - السيد عباس بن السيد حسين 3144 12 - السيد محمد بن السيد حسين 3168 13 - السيد مرزة بن السيد عباس 355 14 - السيد مضر بن السيد مرزة 3149 وترجم السيد جواد شُبّر في أدب الطف ط 1 لبعض أعلام هذه الأسرة، وهم: 1 - السيد سليمان الكبير 638 2- السيد سليمان الصغير 6278 3- السيد مهدي بن السيد داود الحلي 7201 4- السيد حيدر بن السيد سليمان الحلّي 86 5- السيد عبد المطلب الحلّي 8330 6- السيد مرزة آل السيد سليمان الحلي 8338 7- السيد علي بن السيد داود 9128 8- السيد مضر بن السيد مرزة الحلي 9291 9 - السيد عباس بن السيد حسين 9297

لم يقتصر دَور آل السيد سليمان على مشاركة أبناء بلدتهم الحلة في النشاط العلمي والأدبي فحسب، بل شاركوهم في النشاط السياسي أيضاً، فقد تزعّم السيد علي بن السيد سليمان الكبير إحدى الانتفاضات الشعبيّة في الحلّة، ضد الحكّام العثمانيين المتعسّفين، وبعد إخماد الانتفاضة قُطِعَت رؤوس جماعة منهم، وعلى رأسهم السيد علي ابن السيد سليمان، وأخذوا رؤوسهم إلى بغداد إلى داود باشا (المملوك)(1)، وقام السيد عبد اللّه بن السيد سليمان الكبير بقتل حاكم الحلة العثماني، فأغروا به من قتله بعد ذلك غيلة ثأراً منه (2)، ونتيجة لهذا النشاط السياسي بوجه الحكام العثمانيين، هُدمت دور آل السيد سليمان أكثر من مرّة ونُهبَت محتوياتها وأُحرِقت، فضاع وأُتلف أغلب نتاج الأسرة العلمي والأدبي.

وفاته :

توفي في الحلّة في منتصف ليلة الأحد الرابعة والعشرين من جُمادَى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين بعد الألف (3)، فحُمِلَ إلى النجف الأشرف، وصلّى عليه السيد محمد المهدي الملقّب ببحر العلوم(4)، ودفن خلف الضريح المقدس في ما يلي جدار الرواق مقابل المسجد، وفي ما يلي الباب المعروف بباب الطوسي، وذلك في الجهة الغربية، وشيّعه من أهل الحلة ثلاث مئة رجل، وأُقيم له مأتم في الحلة عظيم، ورثاه

ص: 52


1- ينظر : آل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 96، 246.
2- ينظر: آل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 247.
3- ينظر: البابليات 1/ 194، شعراء الحلة: 25/3.
4- السيد محمد مهدي بحر العلوم (ت 1212ه). ينظر هامش صفحة (30).

كبارُ الشُّعراء من النجف والحلة (1) منهم الشيخ محمد رضا بن الشيخ أحمد النحوي (2)، إذْ رثاه بقصيدةٍ من (43) بيتاً من البحر الطويل، مطلعها:

أَلِمَّا عَلَى دَارِ النُّبُوَّةِ وَانْشِدَا***يا مَنْ قَضَى لَمَّا قَضَى الدِّينُ والهُدَى

وجاء في نهايتها:

وَمَا مَاتَ مَنْ أَمْسَى مُجَاوِرَ جَدِّهِ***بِدَارَيْهِ بِالْفَتْحِ الْمُبِيْنِ مُؤَيَّدا

وَتِسْعَةِ آلِ اللّه وَافَوْا وَأَرَّخُوْا(3)***(سُلَيْمَانُ أَمْسَى فِي الْجِنَانِ مُخَلَّدَا)

التاريخ: 9 + 191+111+90 + 135+675= 1211ه.

ومنهم الشيخ محمد علي الأعسم النجفي (4) فإنه رثاه بقصيدة من البحر البسيط في 25 بيتاً، مطلعها:

لَقَدْ تَضَعْضَعَ رُكْنُ الْمَجْدِ وَانْهَدَمَا***وَالْيَوْمَ ثَلَمٌ مِنَ الإِسْلامِ قَدْ ثُلِمَا

وجاء في نهايتها:

نَالَ الشَّرِيْفُ (سُلَيمانُ) السَّعَادَةَ فِي***دَارِ الْكَرَامَةِ مَعْ آبَائِهِ الْكُرَمَا

ص: 53


1- ينظر: مقدمة نسخة (ب).
2- عندما وجد الشاعر أنّ الرقمّ الناتج من حساب جملة (سليمان أمسى في الجنان مخلّدا) يساوي 1202 و تاريخ الوفاة هو 1211ه فهو بحاجة إلى (9) فقال (وتسعة آل اللّه) لكي يضيف الرقم (9) إلى الرقم الناتج من حساب الجملة (1202) وبذلك يكون الناتج عنده 1211 وهو الرقم المطلوب، وهذا معمولٌ به في حساب التواريخ، وسوف يمر علينا مثله.
3- ينظر: هامش صفحة (31) من هذا الكتاب.
4- هو الشيخ محمد علي بن الشيخ حسين بن الشيخ محمد الزبيدي النجفي، وُلد في النجف نحو سنة 1154 ه، كان عالماً فاضلاً ناسكاً أديباً شاعراً، له ديوان شعر ومراثٍ ومدائح كثيرة في آل البيت. (ينظر : أدب الطف: 194/6).

دَارٌ بِهَا كَانَتِ الحُورُ الْحِسَانُ لَهُ***أَهْلاً وَكَانَتْ لَهُ وِلْدَانُهَا خَدَمَا

نَعَى (سُلَيْمَانَ) نَاعِيْهِ فَأَرْخَهُ***(انْهَدَّ رُكْنٌ مِنَ الإِسْلامِ وَانْثَلَمَا)

التاريخ: 60 + 270 + 90 + 163 +628 +1211ه.

ثم أرسلَ قصيدةً ثانية من الطويل في 25 بيتاً أيضاً، مطلعها:

خُطُوبٌ دَهَتْني أَضْمَرَتْ نَارَ أَشْجَانِي***وأَغْرَتْ بِإِرْسَالِ الْمَدَامِعِ أَجْفَانِي

وختمها بقوله:

وَإِذْ عُطِّلَتْ مِنْهُ الْمَدَارِسُ أَرْخُوا***(تَعَطَّلَ دَرْسُ الْعِلْمِ بَعْدَ سُلَيْمانِ)

التاريخ: 509 + 264 +171 +76+ 191=1211ه.

ورثاه الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني الوائلي (1) بقصيدة في 52 بيتاً من البحر السريع، مطلعها:

الدَّهَرُ لا يَبْرَحُ خَوَّانَا***يَا طَالَما فَرَّقَ إِخْوَانَا

وختمها بقوله:

وَلْنَتَّخِذْ نَوْحَ الْمَعَالي إذَا***مُتْنَا عَلَى السَّيِّدِ أَعْوَانَا

وَحَسْبُنَا فِي الْوَجْدِ تَارِيخه***(أَبْكَى التَّقَى مَوْتُ سُلَيْمانَا)

التاريخ: 33 + 541+446 +191=1211ه.

ص: 54


1- هو الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني الأصل، النجفي المسكن، ولد في جصّان وهاجر إلى النجف، عالم أديب وشاعر لبيب، توفي نحو 1235ه. (ينظر: أدب الطف: 211/6، أعيان الشيعة: 444/6، 342/7).

ومنهم الأديب الملا حسين بن جاويش (1) الحلّي، فقد رثاه بقصيدةٍ من البحر الطويل، وقعت في 71 بيتاً، مطلعها:

أَلا خَلِّيَانِي يَا خَلِيْلَيَّ مِنْ نَجْدِ***وَتِذْكَارِ سُعْدَى فِي حِمَى بَانَةِ السَعْدِ

وجاء في نهايتها:

هَنِيْئاً لَهُ قَدْ جَاوَرَ الطُّهْرَ (حَيْدَرًا)***فَتَى فِي حِمَاهُ يُعْمَرُ الوَفْدُ بالرَّفْدِ

وَأَصْبَحَ في أَعْلَى الجِنَانِ مُخلَّداً***يَجُرُّ عَلَى هَامِ العُلا فَاضِلَ البُرْدِ

وَصَدْرَ جِنَانِ الخُلْدِ وَافَى مُؤَرِّخاً***(سُلَيمانُ طِبْ نَفْساً فَمَثْوَاكَ بِالخُلْدِ(2)

التاريخ: 3 +191 +11 +191 +148 + 667= 1211ه.

ورثاهُ محمد بن إسماعيل الشهير بابن الخلفة بقصيدة من البسيط من 57 بيتاً، مطلعها :

بِمَنْ سَرَى الرَّكْبُ يَفْرِي مَهْمَدَ البِيْدِ***وَخْداً وَمُخْتَرِقَ الصُّمَّ الجَلامِيدِ

وفي آخرها جاء قوله:

وَمَنْ غَدَا بِقَمِيصِ العِزَّ مُتَشِحاً***( عَلِيُّ) (3) زُبْدَةُ أَبْنَاءِ الأَمَاجِيْد

ص: 55


1- مر ذكره صفحة (38).
2- عند احتساب جملة (سليمان طب نفساً فمثواك بالخلد) نجدها تساوي 1208 أي أنها ناقصة (3) عن المطلوب (1211)، لذلك قال الشاعر (وصدر جنان الخلد) يقصد حرف الجيم الذي يساوي ثلاثة فأكمل نقيصة التاريخ. ثم إنَّ الشاعر اضطر أن يقول (بالخلد)، والصحيح (في الخلد)، ولكن جملة التاريخ لا تحتمل التغيير.
3- علي هو أحد أبناء الشاعر سليمان بن داود الخمسة، وكان قد تزعم حركة ضد الأتراك في الحلة مما أدى إلى إعدامه وتقديم رأسه مع رؤوس أصحابه الثوار إلى داود باشا والي بغداد، أعقب ولداً واحداً اسمه حسين توفي بالطاعون. (ينظر : آل السيد سليمان الكبير (مخطوط): 246، و السيد حيدر الحلّي حياته وأدبه: 41).

صَفْحاً بَنِي الوَحْيِ عَنْ تَقْصِيرِ (مَرْثِيَّة***لأجَهْدَ قَدْرِكُمُ بَلْ قَدْرُ مَجْهُودي)

يَا مُدَّعِي الحُزْنَ عَزَّ اليَوْمَ عِتْرَتَهُ***بِمَوْسِمِ القَلْبِ لا فِي مَوْسِمِ العِيدِ

فَالطَّيْرُ في خَلَلِ الأَوْكَارِ تَنْدُبُهُ***بِلَحْنِ خَنْسَاءَ تُكْلا لا بِتَغْرِيدِ

والرِّيْحُ قَدْ حَبَسَتْ أَنْفَاسَهَا وَغَدَتْ***تَبْدُوْ لَهَا زَفَرَاتٌ ذَاتُ تَصْعِيْدِ

وَالجَامِحَاتُ لَهُ أَلْقَتْ أَعِنَّتَهَا***وَالْوَحْشُ أَعْلَنَ بِالإِيْحَاسُ فِي الْبِيْدِ

وَالحِنُّ لِلإِنْسِ حُزْناً يَا مُؤَرِّخَهُ***(عَزَّتْ لمَوْتِ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدِ)

التاريخ: 477 + 476 +191 + 52 + 15 = 1211ه.

ومنهم الفاضل العالم الشيخ حسن بن نصار (1) فإنّه رثاه بقصيدة من البسيط، من 24 بيتا، مطلعها:

لَم تَبْكِ عَيْنِي مِنَ الأَيَّامِ مَفْقُوْدَا***إِلا التَّقِيَّ سُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدا

وقال في نهايتها:

فَابْشِرْ سُلَيْمَانُ مَا خَلَّفْتَ مِنْ خَلَفٍ***إِلَّا وَمِثْلُكَ حَازَ الْفَضْلَ وَالجُوْدَا

وَمُذْ قَضَيْتَ أَتَى النَّارِيخُ هَلْ فَقَدَ ال***إِسْلامُ مِثْلَ سُلَيْمانَ بنِ دَاوُدَا

التاريخ: 35+184 + 31+ 132 + 570+191 + 53 + 15 = 1211ه.

ومنهم الشيخ يونس بن الشيخ خضر(2)، فقد رثاه بقصيدة من البحر الطويل،

ص: 56


1- الشيخ حسن نصار: ذكره السيد الأمين في أعيان الشيعة: 444/6، 159/10.
2- ذكره الشيخ علي الخاقاني قائلاً: (هو الشيخ يونس بن الشيخ خضر النجفي، هكذا ورد اسمه في أحد مجاميع آل كبة التي ضمت مراثي السيد سليمان الكبير الحلّي). (شعراء الغري: 446/12 - 448).

وقعت في 34 بيتاً، مطلعها:

أَلا مَا لِشَمْلِ الْفَضْلِ أَضْحَى مُبَدَّدَا***فَأَورَثَنَا حُزْناً طَوِيْلاً عَلَى الْمَدَى

وجاء قوله في آخرها :

عَلَى (الحِلَّةِ الْفَيْحَاءَ) مِنْ بَعْدِكَ الْعَفَا***سَحَائِبُ رِضْوَانٍ مِنَ اللّه رُكَّدَا

فَصَبْراً بَنِيْهِ وَالتَّصَبُّرُ شَانُكُمْ***وَإِنْ كَانَ ذَا خَطْباً مُقِياً وَمُقْعِدَا

وَأَنتُمْ جِبَالُ العِلْمِ والحِلْمِ والتُّقَى***ثَوابِتُ لا يَسْطِيْعُ يُرْهِقُهَا الرَّدَى

ووالِدُكُمْ وَافَى إِلَى ظِلَّ (حَيْدَرٍ)***فَنَالَ بِلُقْيَاهُ النَّعِيْمَ الْمُؤَيَّدا

ومُدْ مُسَّ قَلْبُ الْمَجْدِ بِالْمَجْدِ أَرِّجُوا***(سُلَيْمَانُ يُمْسِي فِي الْجِنَانِ مُخَلَّدَا)

التاريخ: 191 + 120 + 90 +135 + 675 = 1211ه.

ومنهم ولده السيد حسين الحكيم (الطبيب)، فقد رثاه بقصيدة من الكامل، هي:

كَمْ أَحْبِسُ الزَّفَرَاتِ بَيْنَ ضُلُوْعِي***فَتَنِمُّ بِالسِّرِّ الْمَصُوْنِ دُمُوعِي

و إلى مَ يَعْذِلُنِي الخَلِيُّ مِنَ الجُوَى***وَالسُّمُّ حَشْوَ حُشَاشَةِ الْمَلْسُوْعِ

يَا لَلرِّجَالِ لِحَادِثِ أَلْقَيْتُ مِنْ***بَعْدِ الإِبَاءِ لَهُ زِمَامَ مُطِيعِ

طوْراً عَلَى أَصْلِي يَمِيلُ وَتَارَةً***يَرْمِي بِأَنْوَاعِ النُّبُوْلِ فُرُوعِي

أَغْمَدْتُ عَنْ عُنُقِ الْحَيَالِي صَارِمِي***مُنْذُ انْثَنَيْتُ بِسَاعِدِ مَقْطُوْعِ

أَأَحِبّتِي أَفْلاذَ قَلْبِي أَفَلاذَ قَلْبِي أُسْرَتي***أَعْيَانَ أَفْرَادِي عُيُ عُيُوْنَ جُمُوْعِي

هُبوا لِنَصْرِي فَالزَّمانُ بِفَقْدِكُمْ***أغْرَى الخُطُوبَ بِقَلبِيَ المُفْجُوْعِ

ص: 57

بَخُلَ الزَّمَانُ بِكُمْ عَلَيَّ وَصَدَّنِي***بِخُطُوْبِهِ حَتَّى عَنْ التَّوْدِيعِ

لي مُقْلَةٌ لَمْ تَكْتَحِلُ أَجْفَانُهَا***مِنْ بَعْدِكُمْ أَبَداً بِمِيْلِ هُجُوعِي

مَا لِي فَقَدْتُ بِفَقْدِكُمْ شَطَرِي وَلَوْ***بَلِّغْتُ آمَانِي فَقَدْتُ جَمِيعِي

كُنْتُمْ جَلا عَيْنِي وَبَهْجَة نَاظِرِي***وَنَسِيْمَ مُصْطَافِي وَزَهْرَ رَبِيعي

مَا شَوقُ مَخصُوصِ الْجَنَاحِ لالْفِهِ***يَشْكُو النَّوَى بِغَرَائِبِ التَّرْجِيْع

الشَّوْقُ شَوْقِي وَالشَّكَاةُ شَكَايَتِي***وَالْوَجْدُ وَجْدِي وَالْوُلُوعُ وُلُوْعِي

مَا ضَرَّ لَوْ عَاجَتْ مَطيَّتُكُمْ وَلَوْ***لَوْثَ الإِزارِ لِشِعْبِيَ الْمَصْدُوعِ

حَادِيْهُمُ رِفْقاً بِمُهْجَةِ وَالِهِ***وَرَدَتْ وَمَا صَدَرَتْ مِنَ التَّشْبِيعِ

اللّه أَكْبَرُ أَيُّ رَبِّ فَوَاضِل***ضَمَّ الصَّفِيْحُ وَأَيُّ حُسنِ صَنِيع

شمسٌ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ وَلَمْ تَعُدْ***كَالشَّمْسِ بَعْدَ غُرُوبِهَا لِطُلُوعِ

أَوْ دَعْتُهُ بِالرُّغْمِ مِنِّي حُفْرَةً***وَالْقَلْبُ مَطْوِيٌّ مَعَ المَوْدُوعِ

ممَّا يُهَونُ خَطب فُقدَان أبي***أمَلُ الْوُرُود لوِردِهِ المشرُوع

نَمْ آمِناً عِنْدَ (الْوَصِيَّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَإِنَّهُ***لَكَ خَيْرٌ جَدٍّ مُشْفِقٍ وَشَفِيعِ

ورثاه أخوه السيد محمد (1) (ت 1236 ه) بقصيدة من الطويل، جاء منها:

عَذُوْلِي دَعْنِي فَالْمُصَابُ جَلِيلُ***فَمَا الصَّبْرُ فِي مَنْ قَدْ أُصِبْتُ جَيْلُ

أَلَمْ تَرَ أَنِّي قَدْ رُمِيْتُ بِفَادِحٍ***وَإِنْ زَالَتِ الأَيَّامُ لَيْسَ يَزُولُ؟

ص: 58


1- ينظر: البابليات 18/2.

الفصل الثاني:شعره،أغراضه، وخصائصه الفنية

إشارة:

*المديح

*الرثاء

*الغزل

*الهجاء

*الإخوانيات

ص: 59

ص: 60

توطئة

إذا دققنا النظر في ديوان الشاعر سليمان بن داود الحلّي، نجده ملتزماً بخطٍ ثابتٍ لا يحيد عنه، داعياً لمذهب آل البيت من خلال مدحهم ورثائهم، ابتداءً من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، ثم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فالزهراء (عَلَيها السَّلَامُ)،فالحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مروراً بمعركة الطف، ووجدنا له بعض الوجدانيات وإن كانت قليلة، وربّما كان له شعر غير هذا لم يحتفظ به، أو لم يصل إلينا، ولذلك أسباب كما اعتقد هي:

1 - قناعته الشخصية بهذه القضية ووجوب الدعوة لها، فهو يتبنّاها ويُسَخّر حياته من أجلها وبذلك يقول : (16/ 63-64)(1)

جُبِلَ الْفُؤَادُ عَلَى حَقِيقَةِ وُدَّكُمْ***وَعَلَى سِوَاهُ وَحَقِّكُمْ لَمْ يُطْبَعِ

مَالِي سِوَاهُ وَقَدْ رَأَيْتُ بِغَيْرِهِ***عَمَلَ الخَلائِقِ صَالِحاً لَمْ يَنْفَع

ويقول أيضاً: (77/24-78)

(آل النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)رَضَعْتُ صَفْوَ وَلائِكُمْ***طِفْلاً وَلَيْسَ إلَى الْمَماتِ فِطَامُ

ص: 61


1- الرقم الأول يمثل رقم القصيدة في الديوان، أما الرقم الثاني فيمثل تسلسل الأبيات في القصيدة.

وَعَرَفْتُ كَالْتَّوْحِيدِ أَجْرَ وِدَادِكُمْ***مِنْ غَيْرِ تَقْلِيدِ هُوَ الإِلهَامُ

2- انتماؤه نسبياً للبيت العلوي كما مرّ بنا يدعوه بقوة إلى مناصرتهم والوقوف إلى جانبهم ولا سيّما أنهم على حق في معركتهم.

3- الظروف التي عاش فيها العراقيون عامة في عصره، وهي ظروف كبت وإرهاب دولة، فهو لا يجد مُتَنفّساً إلا بذكر مصائب آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) وما تعرضوا له لكي تهون عنده مصائبه في الحياة. يقول الدكتور يوسف عز الدين: (إذا ما فكر الشاعر بالإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وثورته على يزيد في نظم الشعر الديني فإنما يفكر في دعوة عامة للحرية والرفاه اللذين حُرِمَ منها. وكأن سخطه على (يزيد ومعاوية وزياد) يمثل سخطه على دولة أهدرت كرامته الإنسانية وفضّلت عليه الأنعام والحيوانات)(1).

ومن خلال شعر الشاعر الذي بين أيدينا يمكن تقسيمه على موضوعين:

الأول: ما قاله في مديح آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) ورثائهم، وهو الموضوع الرئيس.

الثاني: الإخوانيات، وهو ما دار بينه وبين معاصريه، وهو قسم قليل.

وعلى هذا فإننا سنبدأ بالموضوع الأول الرئيس، وما فيه من أغراض، ونتبعه بالموضوع الثاني.

ص: 62


1- الشعر العراقي أهدافه وخصائصه في القرن التاسع عشر : 34.

أغراضه

سار الشاعر على نهج القدماء، إذْ نظم على منوالهم في الأغراض التقليدية المعروفة، وهذا بيان بها

المديح

مَدَحَ الشاعر الرسول الكريم محمد وآله صلوات اللّه عليهم أجمعين، ولم نعثر له على مديح لغيرهم من ملك أو أمير، إلا مَنْ هو قريب من آل محمد صلوات اللّه عليهم ومن أنصارهم وبعض الصحابة أحياناً، ويذكر صفات الممدوح.

فقد مدح الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قائلاً : (7/10-10)

نَبِيِّ يُرِيكَ البُخْلَ في البَحْرِ جُودُهُ***وأَنْوَارُهُ دَانَتْ لهُنَّ بِدُوْرُهَا

أَهَلْ بَعْدَ مَدْحِ اللّه يَحْتَاجُ مِدْحَةً؟***فَيَكْفِيهِ (يَسٌ) و(طَة) وَ(طُوْرُهَا)

وإِنْجِيلُ (عِيسَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) جَاءَ أَعْدَلَ شَاهِدٍ***وتَوْرَاةُ (مُوْسَيْ )(عَلَيهِ السَّلَامُ)شَاهِدٌ و (زَبُورُهَا)

ودَانَ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ لِفَضْلِهِ***وَلَوْلاهُ لَمْ تُبْعَثُ وَلَمْ يَبْدُ نُورُهَا

ومدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قائلاً: (31/2-37)

هُوَ الآيةُ الكُبْرَى إِمَامُ ذَوِي النُّهَى***هُوَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى رَقَى أَيَّ غَارِبِ

فَلَوْ لَمْ يَكُنْ خَيْرَ الوَرَى وإمَامَهَا***لَمَا جَازَ أَنْ يَرْقَى خَيَارَ المَنَاكِبِ

وَلَو لَمْ يَكُنْ سَيْفَ النُّبُوَةِ لَمْ تَقُمْ***لَهَا حُجَّةٌ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ المَذَاهِبِ

ولَو لَمْ يَكُنْ يَومَ الغَدِيْرِ مُؤمَّراً***لِتَفْسِير (بَلِّعُ) كَانَ لَيْسَ بِصَائِبِ

وَلَو لَمْ تُفَسَّرْ فِيْهِ (أَكْمَلْتُ دِيْنَكُمْ)***لَعَابَ عَلَيْنَا قَوْلَنَا كُلُّ عَائِبِ

ص: 63

وَلَو لَمْ يَكُنْ مَوْلَى الوَرَى مِثْلُ (حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***(فَمَا هُوَ إِلَّا حُجَّةٌ للنَوَاصِبِ)

إذا قُلْتُ نَفْسُ (المُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كُنْتُ صَادِقاً***وَإِنْ قُلْتُ عَيْنُ اللّه لَسْتُ بِكَاذِبِ

وهناك مزيد من الأمثلة في الديوان يمكن ملاحظتها (1).

ويقول مخاطباً أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (77/2)

فَإِنْ أَطْمَعَ الأَقْوَامَ مَدْحُ سِوَاكِمُ***فَمَدْحُكَ في الدَارَيْنِ أَوْفَى مَكَاسِ

ويمدح فاطمة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) فيقول : (28/ 33-35)

(فَفَاطِمٌ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بَضْعَةٌ مِنِّي، وَرَبُّكُمْ***يَرْضَى وَأَرْضَى الَّذِي قَدْ كَانَ يُرْضِيْهَا

يُرْزِي نَبِيَّكُمُ مَا كَانَ يَرْزَوْهَا***غَيْظَاً وَيُؤْذِيهِ مَا قَدْ كَانَ يُؤْذِيْهَا

إِنْ كَانَ يَرْضَى (رَسُولُ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَْ رَضِيَتْ***يَا وَيْلَ مَنْ كَانَ بِالإِغْضَابِ يُرْزِيهَا

ويمدح آل الرسول صلوات اللّه عليهم؛ لأنهم سفنُ النجاة، وسُبُل الهدى فيقول : (1/ 63-64)

يَا آلَ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْتُمُ سُفنُ النَّجَا***لَمِنْ التَجَا مِنْ ذَنْبِهِ وَخَطَائِهِ

لا تُقْبَلُ الطَّاعَاتُ إِلَّا فِيكُمُ***يَاخَيرَ مَنْ يَهْدِي بِنَهْجِ هُدَائِهِ

ونجد في الديوان أمثلة كثيرة يمكن الرجوع إليها (2).

ص: 64


1- ينظر الأبيات: 14/3 - 21، 20/8 - 76، 1/9-51، 27/23-58، 1/24 - 13، 46 - 54، 28/ 25-27.
2- ينظر الأبيات: 26/2 - 52،30/9-58، 72/12، 48/15-49، 62/16-63، 29/18، 72/21-73، 42/27-44.

الرثاء:

يمثل الرثاء منزلة كبيرة عند الشاعر، فهو ظاهر التفجّع، بيِّن الحسرة، مخلوط بالتلهّف والأسف، نحسُّ فيه بصدق الكلمات ومرارة الحزن، وتتردَّد كلماتُ البكاء والعويل والرزء والذبيح في الأبيات كثيراً.

فمن ذلك قوله يرثي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : (1/7-4)

عَظُمَ الْمُصَابُ فَكَيْفَ عَيْنِي تَرْقُدُ***أَمْ كَيْفَ نَارُ الْحُزْنِ لا تَتَوَقَّدُ؟

وَالهَفَتَاهُ لِعُظْمِ رُزْءٍ هَدَّنِيْ***وَبَلى فُؤَادِي، فَهُوَ رُزْءٌ أَنْكَدُ

لِمُصَابِ خَيْرِ الخَلْقِ في خُلُقٍ وفي***خَلْقٍ وَذَاكَ هُوَ النَّبِيُّ (مُحَمَّدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

يَا (أَحْمَدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الهَادِيَ الَّذِي لِصَابِهِ***شُمُّ الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ تَأَوَّدُ

ويحتوي الديوان على أمثلة أخرى يمكن النظر إليها (1).

ويرثي الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) و ما لقيته بعد أبيها (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قائلاً: (2/27-4)

لها رُزْءٌ أَذَابَ حشَاشَةٌ أَلْقَيْتُهَا***فِي أَدْمُعِي وَلِكُلِّ أَعْضَائِي كَوَى

حُزْناً لِسَيَّدَةٍ قَضَتْ مَقْرُوْحَةً***وَفُؤَادُهَا لِفَوَادِحِ الْبَلْوَى حَوَى

عَنْ نِحْلَةِ الْهَادِي وَعَنْ مِبْرَاثهِ***مِنْ بَعْدِهِ مَنْ (لِلْبَتُوْلَةِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) قَدْ زَوَى

واحتل رثاؤه الإمام الشهيد الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مكاناً بارزاً في موقعة الطف، وقد حُرم الماء وعياله ثم قُتل : (21/1 - 28)

يَا سَيِّداً ثُلَّتْ بِيَوْمِ مُصَابِهِ***أَرْكَانُ دِينِ اللّه عِندَ نَعَائِه

ص: 65


1- ينظر الأبيات: 11/10-18.

يَا (سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) يَابْنَ (الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***يَا بَدرَ تَمٍّ غَابَ غِبَّ ضِيَائِهِ

أَتَمُوتُ مَمْنُوعَ الفُرَاتِ وَتَغْتَدِي***وَحْشُ الفَلا رَيَّانةً مِنْ مَائِهِ؟

هَلْ يَعْلَمُ المَجْدُ المُنِيفُ بِمَنْ هَوَى***بِمُحَرَّمٍ وَثَوَى بِکرْبِ بَلائِهِ؟

هَلْ يَعْلَمُ الإِسْلامُ مَنْ هُوَ فَاقِدٌ***يَوْمَ (الطُّفُوْفِ)؟ لِيَبْكِ أَهَلُ وَلَائِهِ

وَيْلاهُ مِنْ رُزِءٍ أَقَامَ بِمُهْجَة (ال***هادِي)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ضَناً والهُفَتَا لِضَنَائِهِ

لهفي لَقَدْ نَحَرَتْ سُيُوفُ (أُمَيَّةٍ)***نَحْراً تُقُبِّلَ فِي تُقى لِقَائِهِ

فِي لَقَدْ رَضَتْ خُيولُ (أُمَيَّةٍ)***صَدْراً تُدِينُ ذَوِي الْعُلا لِعَلَائِهِ

وللمتتبع هناك مزيد من مزيد من الأمثلة (1).

كما رثى أنصار الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأهل بيته: (1/10-6)

دُمُوعٌ يُضَاهِي الْمُعْصِرَاتِ غَزِيرُهَا***وَنِيرَانُ أَحْزَانٍ يَشُبّ سَعِيرُهَا

فَيا وَيْحَ عَيْنِي كَمْ تُتَابِعُ عَبْرَةً***إِذَا نَضَبَتْ مِنْ مُهْجَتِي تَسْتَعِيْرُهَا؟

وَ يَا وَيْحَ قَلْبِيْ كَمْ يُرَدَّدُ حَسْرَةً***تَضَرَّمَ مَا بَيْنَ الضُّلُوْعِ زَفِيْرُهَا؟

عَلَى خَيْرِ مَنْ يُعْرَى الفَخَارُ إِلَيهِمُ***وأَكْرَمِ مَنْ سَادَتْ وعَزَّ نَظِيرُهَا

محَلُّ النَّدَى والمَكْرُمَاتِ بِيوتُها***وتَدْفَعُ نَكْبَاتِ الزَّمَانِ قُبُوْرُهَا

فَمَنْ كَانَ خَيْرَ الخَلْقِ مَنْمَى فَخَارِهَا***فَأَنَّى يَجْيْبُ الوَفْدُ حِيْنَ يَزُورُهَا؟

ونجد في الديوان أمثلة أخرى(2).

ص: 66


1- ينظر الأبيات: 12/15 - 30، 1/21-9، 16/26-27.
2- ينظر الأبيات: 2/26-9.

ولأن الشاعر سليل آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لذا نراه يأسف بشدة على فراقهم، فيقف على آثارهم الدارسة، ويبكيهم ويجزع لفراقهم، فيقول: (1/16-7)

كَمْ ذَا تَحِنُّ عَلَى دُرُوسِ الأَرْبُعِ***وَتَئنُّ مِنْ فَقْدِ الخَلِيْطِ الأَبْرَعِ ؟

وَتُرِي الْعَوَاذِلَ أَنَّ قَلْبَكَ لَمْ يَهِمْ***وَنُحُولُ جِسْمِكَ مُبْطِلٌ مَا تَدَّعِي

تُخفي عَنِ الْعُذَّالِ لَوْعَةَ مُغْرَمِ***وَالْعَيْنُ تُظْهِرُهَا بِفَيْضِ الأَدْمُعِ

لِي بَيْنَ بَيْنِهُمُ وَبَيْنَ وَدَاعِهِمْ***قَلْبُ اليَؤُوسِ ونَظْرَةُ الْمُتَطَمِّعِ

أَنَّى تَقِرَّ وَلَمْ يَزُورُوا يَقْظَةً***عَيْنِي وَلَا فِي الطَّيفِ إِذْ لَمْ تَهْجَعِ

قَسَماً بِتِهْيَامِي بِيَوْمِ فِرَاقِهِمْ***إِنِّي لِغَيْرِ فِرَاقِهِمْ لَمْ أَجْزَعِ

إِلَّا لَا أَبْكَى (النَّبِيَّ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(حَيْدَراً)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***يَا نَفْسُ جُوْدِي بِالْبُكَا وَتَوَجَّعِي

ويقف على الأطلال باكياً كما وقف قبله فحولُ الشعراءِ، في حالةٍ تجعلك تعيش فيها وكأنك تقف معه وهو ينشد: (1/17-3)

مَا بَيْنَ أَطْلالٍ عَفَتْ وَرُبُوْعِ***حُلَّتْ عُرَى صَبْرِي وَبَانَ هُجُوْعِي

مَهْمَا تُغَادِيهَا الْغَوَادِي لَمْ تَكُنْ***تُسْقَى وَلَا تُشْفَى بِغَيْرِ دُمُوعِي

وَلَقَدْ وَقَفْتُ بِهَا وَلِي فِي رَبِّعِهَا***قَلْبُ الْمَخُوْفِ وَنَاظِرِ الْمَفْجُوْعِ

ويستمر في مخاطبة الأطلال والأحبّة : (8/17 - 10)

أَمَنَازِلَ الأَحْبَابِ لَمْ يُبْقِ الجُوَى***في وَقْفَتِي غَيْرَ الوِي الْمَلْذُوع(1)

ص: 67


1- الجَوَى: الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أو حُزْن، يقال: جَوِيَ الرجل فهو جَوٍ. (ينظر : لسان العرب: 157/14، مادة: ج.و.ا).

أأحبَّتِي برَحَ الخَفَا مَا في الجَفَا***وأَسِي أسَا لِمُتَیَّمٍ مَوْجُوع

قَدْ طَالَ فِي هَذِي الطُّلُوْلِ تَلَهُفِيْ***وَالْوَجْدُ لا يُجدِي فُؤَادَ مَرُوْعِ

ويُفصح لنا أخيراً من هو حبيبه الذي أرَّقَه وأسقمه في البعد عنه، فيقول: (17/17)

يَا سَادَتِي إِنِّي ادَّخَرْتُ وِدَادَكُمْ***فَإِلَيْكُمُ بَعْدَ الإِلَهِ رُجُوْعِي

الهجاء:

يظهر الهجاء إلى جانب المديح على طرفي نقيض، فهو يمدح آل محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، ويهجو أعداءهم من آل أمية ركن الفساد ورَبْعِ الفسق، فيقول: (59/1-62)

يَا بِئْسَمَا خَلَفَتْ أُمَيَّة (أحمَدَا)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***في قَتْلِ عِتْرَتِه وسَبي نِسائِه

واللّه مَا سَنَّ العَدَاوَةَ فِيهِمُ***إِلَّا الذي قَدْ حَلَّ عَقْدَ إِبَائهِ

رُكْنُ الفَسَادِ وَكَعْبَةُ الفِسْقِ الذي***جَحَدَ النَّبيَّ وَشَكَّ فِي إِنْبَائهِ

نَغْلٌ إِلَهُ الْعَرْشِ أَوْجَبَ لَعْنَهُ***وَهِجَاءَهُ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ

ويمكن النظر إلى أمثلة أخرى كثيرة منها مثلاً (1).

ويهجو أهل الكوفة خاصة لدورهم في إبادة آل بيت محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، فيقول : (15 / 10-12)

قَدْ رَاسَلُوْهُ وَلَمْ يَكُنْ بِمَجِيْنئهِ***لَهُمُ بِغَيْرِ هُدَاهُمُ مُتَعَرِّضَا

ص: 68


1- ينظر الأبيات: 71/3-76، 69/4 - 70، 23/9 - 27، 56/9-57، 54/10-56، 32/13-35، 24/1-29، 44 - 048

وَلَقَدْ أَتَاهُمْ وَاثِقاً بِعِهُوْدِهِمْ***يَدْعُو إلى دِينِ الإِلَهِ مُحَرِّضَا

فَسَقَوْهُ مِنْ جُرَعِ الْخُتُوْفِ أَمَرَّهَا***وَمَضَوْا بَأَقْبَحِ شُرْعَةٍ لَنْ تُرْتَضَى

ويصرح بأسماء مَنْ يهجوهم أحياناً : (44/15 - 47)

لَوْ كُنْتَ تَنْظُرُ يَا بْنَ أُمِّي يَوْمَ قَدْ***أَمَرَ (ابْنُ سَعْدٍ) أَنْ نُسَاقَ وَنُعْرَضَا

ظُلْماً عَلَى نَغْلِ الدَّعِي (يَزِيدَ) فَاسْ***تَحْلَى العَرَاضَ لَهُ وَأَنْشَدَ مُعْرِضَا

فُزْنَا بِقَتْلِ ابْنِ (الرَّسُوْلِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***وأَخَذْتُ ثَارَاتِ الْجُدُوْدِ وَمَا مَضَى

فَعَلَيْهِ مِنْ لَعْنِ الإلَهِ أَشَدُّهُ***وَمَنْ اقْتَفَى مِنْهَاجَهُ وَمَنِ ارْتَضَى

وفي شعره ألفاظ قاسية، اضطررنا إلى حذفها عند تحقيق الديوان، خوفاً من تفسيرها على أنها تمسّ هذا الطرف أو ذاك، ونحن في هذا العصر بأمسِّ الحاجة إلى الأخوّة والوحدة الإسلامية.

الغزل:

يأتي الغزل متّسِماً بسهولة الألفاظ وعذوبة الكلمات، وليس فيه فحش، فهو يبتدىء إحدى قصائده قائلاً: (1/8-19)

مَرَّتْ تَميْسُ كَمَيْسٍ غُصْنٍ مُثْمِرِ***وَعَلَيْهِ يَزْهو وَجْهُ بَدْرٍ مُبْدِرِ

طَعَنَتْ وقَدْ طَعَنَتْ برمحٍ مُهْجَتي***فَظَلَلْتُ بَيْنَ مُمرَّض ومُحَسَّرِ

وَسَمَتْ وَقَدْ وَسَمَتْ بِسَهُم لَبَّتِي***فَغَدَوْتُ بَيْنَ مُحَسَّرِ ومُحَيَّر

نفَرَتْ وَقَدْ ظَفَرَتْ بِقَلْبِ مُتَیَّمٍ***صَبٍّ يُرَدُّدُ حسرةً بتزفّرِ

ص: 69

70

سَكَرَتْ وَقَدْ شَكَرَتْ عَظيمَ تَوَجُّدي***هَجَرَتْ، وَقَدْ جَهَرَتْ بِطُولِ تَكَدُّري

ونجد أمثلة كثيرة في الديوان من ذلك (1).

وهو غزل تقليدي جاء في مقدمة بعض قصائده، ولم يصدر عن تجربة حقيقية – كما أظن - لأن السيد سليمان في شغل شاغل عن ذلك.

الإخوانيات

عاصر الشاعر عدداً من الأعلام وكانت بينه وبينهم مراسلات أدبية ومساجلات، إذ كانت له صلات مع أعلام الحلة، مثل : الشيخ درويش (2)، والشيخ أحمد بن حمد اللّه (3)، والشيخ أحمد الخياط (4)، وولده الشيخ محمد رضا (5)، وغيرهم، وكذلك مع فضلاء النجف كالشيخ محمد علي الأعسم (6)، والشيخ مسلم بن عقيل (7)، والسيد محمد بن السيد أحمد الشهير بالزيني (8)، والسيد محمد شريف الكاظمي (9)، والشيخ

ص: 70


1- ينظر الأبيات: 3/11 - 10، 1/23-26، 1/25-40.
2- ينظر صفحة (33) من هذا الكتاب.
3- وردت ترجمته في صفحة (31) من هذا الكتاب.
4- ينظر هامش الصفحة (31) من هذا الكتاب و البابليات: 163/1، شعراء الحلة: 37/1، أدب الطف: 298/5.
5- ينظر: هامش الصفحة (31) من هذا الكتاب و أدب الطف: 142/6.
6- ينظر: هامش الصفحة (53) من هذا الكتاب.
7- ينظر هامش الصفحة (54) من هذا الكتاب.
8- هو السيد محمد بن أحمد زين الدين، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسن السبط، شاعر شهير وعالم جليل، وُلد في النجف الأشرف سنة 1148ه، ونشأ بها على والده، توفي سنة 1216ه(ينظر: أعيان الشيعة : 467/43، وأدب الطف 75/6).
9- ينظر: هامش الصفحة (32) من هذا الكتاب، وأدب الطف 122/6.

حسن بن الشيخ هادي الكاظمي (1)، وغيرهم، فقد ولدَ لهُ ولدٌ، فعملَ له عقيقةً، حضرها ابن الخلفة (2)، والشيخ أحمد الخياط النحوي، وكانت العقيقة في رمضان فقال الشيخ أحمد النحوي ما اسمه؟ قال: علي (3)، قال : ينبغي أن يُؤرَّخ، قال: (في رمضان) تأريخه، فنظم ابن الخلفة ذلك ارتجالاً، وقال (4):

يَا سَائِلِي عَنْ سَيِّدِ فَاقَ الْوَرَى***بِفَوَاضِلِ الْحَسَنَاتِ وَالإِحْسَانِ

هَذَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الَّذِي*كَمْ فِيهِ لِلْمَجْدِ الأَثِيْلِ مَعَانِي

يُرْجَى وَيُخْشَى فِي الْقِرَاعِ وَفِي الْقِرى***في يَوْمِ مَسْغَبَةٍ وَيَوْمِ طَعَانِ

أَلا تَرَاهُ قَدْ أَقَامَ وَلِيْمَةً***وَكَذَا سَجِيَّتُهُ قِرَى الضَّيْفَانِ

لِلْعَالِمِ (النَّحْوي أحمد) ذي العُلَي***مَنْ فِي الْفَوَاضِلِ مَا لَهُ مِنْ ثَانِ

وَكَذَا (ابْنِ حَمدِ اللّه أَحْمَدَ) مَنْ سَمَا***شَأْناً يُسِيْلُ دَمَا عُيُوْنَ الشَّانِي

وَكَذَلِكَ الشَّيْخِ الْفَقِيْهِ وَجُمْلَةِ ال***عُلَما فَحَلَّوْا فِي أَعَزَّ مَكَانِ

حَتَّى إِذا اجْتَمَعَ الجَمِيعُ وَقُدَّمَ ال***زَّادُ النَّفَيْسُ لَدَيْهِمُ بِجِفَانِ

قَالُوْا إِذَنْ لا بُدَّ مِنْ تَارِيخ مَوْ***لِدِهِ بِنَظْمِ لا بِسِحْرِ بَيَانِ

ص: 71


1- الشيخ حسن بن الشيخ هادي الأسدي الكاظمي (ت1226ه)، يرتقي نسبه إلى حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان اللّه عليه) كان من أجلاء العلماء سمع من الشيخ يوسف البحراني، والأغا محمد باقر البهبهاني (ينظر: أعيان الشيعة 325/5).
2- ينظر: هامش صفحة (31) من هذا الكتاب والبابليات: 49/2، أدب الطف: 89/6.
3- القائل هو شاعرنا سليمان بن داود الحلّي، و(علي) المولود الذي أعدت العقيقة له ؛ ينظر هامش صفحة (55) من هذا الكتاب.
4- ينظر : سيرة السيد سليمان،75 أعيان الشيعة : 1/ 190، ومقدمة النسخة (ب).

فَأَفَادَ سَيِّدُنَا سُلَيْمَانُ أَتَى الت***تَارِيخُ (في رَمَضَانِ) لا مُتَوَانِي (1)

وَلَقَدْ نَثَرْتُ بِهَا مَعَاقِدَ فِكْرَتي***وَنَظَمْتُ فِيْهِ مَا أَفَاضَ لِسَانِي

وَافَى عَلِيُّ الْقَدْرِ لِلدُّنْيَا لَيَا***لِي الْقَدْرِ مَقْرُوْناً بِسَعْدِ قِرانِ

مَنْ مِثْلُهُ وَهُوَ الَّذِي دُونَ الْوَرَى***قَدْ جَاءَهُ التَارِيحُ (في رَمَضَانِ)

التاريخ : 90+ 1091= 1181ه-.

وقد ضمن ابن الخلفة قسيمَ بيت للسيد سليمان وأودعه قصيدة له، في قوله(2):

صَفْحاً بَنِي الوَحْيِ عَنْ تَقْصِيرُ (مَرْثيَةٍ***لأ جَهْدَ قَدْرِكُمُ بَلْ قَدْرَ مَجْهُودِي)

وزاره الشيخ أحمد النحوي فلم يجده، فقال لولده السيد داود: إذا عاد فسلّم عليه ثم قال: (سلّم عليه لنا سلاماً وافيا)، فلما حضر السيد سليمان وأُبلغ، ردّ بقوله: (واعد لنا أيضاً سلاماً كافيا)(3)، ثم كتب إليه أبياتاً نظمها ارتجالاً، وفيها لزوم ما لا يلزم، وهي(4):

إِنْ تَجْفُنِي لَمْ تَلْفِنِي لَكَ جَافِيًا***وَلِئَنْ هَجَرْتَ أَزُرُكَ شَوْقاً حَافِيَا

فَأَنَا بِكُمْ فِي كُلِّ حَالٍ وَائِقٌ***مَهُمَا كَتَمْتُ الْوِدَّ لَمْ يَكُ خَافِيَا

حَيْثُ الْوِدَادُ عَلَيْهِ كُلُّ جَوَارِحِي***جُبِلَتْ وَكَانَ الْوِدُّ فِيْهَا صَافِيَا

إِنْ يُمْسِ جِسْمِي فِي بِعَادِكَ مُسْقَماً***يَكُنِ الْوِصَالُ لَهُ طَبِيب شَافِيا

ص: 72


1- أَبْلَغَهم السيد سليمان أنَّ جملة التاريخ هي (في رمضان)، وفي حساب الجمل هذه الجملة تساوي (1181) وهي السنة الهجرية التي ولد فيها علي بن السيد سليمان.
2- سيرة السيد سليمان بن داود،96، وينظر مقدمة النسخة (ب).
3- أعيان الشيعة: 298/7.
4- سيرة السيد سليمان،76، وينظر الملحق – القصيدة (6).

وَإِذا تَعَاضَلَ دَاءُ هَجْرِكَ مُجْهِداً***كَانَ الْوِصَالُ إِذا وَصَلتَ مُعَافِيَا

فَرَأَيْتُ هَجْرَكَ وَالْوِصَالَ كِلَيْهِمَا***ذَا مُثبتاً وَصْلاً وَذَلِكَ نَافِيا

وَلِئنْ جَفَا هَذَا الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ***فَأَقَلُّ وَصْلِكُمُ أَرَاهُ كَافِيَا

نَاهِيْكَ مِنْ فَخْرِ وَجَدْتُ بِقَوْلِكُمْ***(سَلَّمْ عَلَيْهِ لَنَا سَلاماً وَافِيًا)

فأجابه الشيخ أحمد بجواب على البديهة ِوكتبَ إليه، ولم يلتزم ما التزم (1) :

[من الكامل والقافية من المتدارك ]

حَاشَا لمِثْلِيَ أَنْ يُرَى لَكَ جَافِيًا***أَوْ أنْ يَحِيْدَ عَنْ الْلِقَا مُتَجَافِيَا

أَيُرَى سَلِيْمُ الْوِدَّ غَيْرُكَ لِلْعُلَى***وَلِدَائِهِ وَلَكَ السَّلامَةُ وَاقِيَا

يَا فَيْلَسُوْفَ الْعَصْرِ يَا مَنْ طِبُّهُ***أَدْرَكْتُ بَعْدَ الخَوْفِ فِيهِ أَمَانِيَا

غَادَرْتَ (أفلاطون) رَساً عَافِياً***وَصَفَحْتَ عَنْ جَهْلٍ أَتَاهُ عَافِيَا

وَثَنَيْتَ لِلْمَجْدِ الْعِنَانَ فَلَمْ تَجِدْ***لَكَ بَعْدَ ذَاكَ ولا إلَيْهِ ثَانِيَا

لَكَ يَا (سُلَيْمانَ) الزَّمَانِ مَوَدَّتِي***تَدْنُو وإِنْ أَصْبَحْتَ عَنِّي نَاثِيَا

لا تَرْمِنِيْ بِالْهَجْرِ، إِنِّي مُثْبِتُ***وَصْلاً لأَسْبَابِ التَّهَاجُرِ نَافِيَا

وَمِنَ الدَّلِيلِ - وَقَلَّ ذَاكَ – مَقَالَتِي***سَلَّمْ عَلَيْهِ لَنَا سَلاماً وَافِيَا

ومنها أنه لَقيهُ الشيخُ درويش فعتب عليه بالمباعدة وترك الزيارة، فأنشده: (كذب الذي زعم القلوبَ شواهدُ) فأجابه: (من (حيثُ لم تجد الذي أنا واجدُ)(2).

ص: 73


1- سيرة السيد سلیمان بن داود 77.
2- سيرة السيد سليمان بن داود 78.

ومنها أنه كتب إلى الشيخ محمد رضا بن الشيخ أحمد النحوي يعاتبه بترك الزيارة (1) :

عَهَدْتُ خَلِيْلِي إِنْ دَجَا لَيْلُ بَيْنَنَا***(سَرَى يَخْبِطُ الظَّلْمَاءَ وَالْكَيْلُ عَاكِفُ)

وَعَهْدِي بِهِ مَا مِثْلُهُ فِي وِصَالِهِ***(حَبِيْبٌ بِأَوْقَاتِ الزِّيَارَةِ عَارِفُ)

وَلا كُلْفَةٌ أَوْرِيْبَةٌ يَقْتَضِيْ لَهَا***(أَيَدْخُلُ مَحْبُوبٌ عَلَى الْبَابِ وَاقِفُ)

فشطّرها الشيخ محمد رضا وأرسلها إليه والأصل والتشطير هو:

(عَهَدْتُ خَلِيْلي إِنْ دَجَا لَيْلُ بَيْنَنَا)***- وَمَازِلْت - يَجْلُوْهُ سَنَا مِنْهُ خَاطِفُ

فَكَيْفَ يُظَنُّ الخِلُّ يَجْفُوْ وَكَمْ وَكَمْ***(سَرَى يَخْبِطُ الظَّلْمَاءَ وَالْكَيْلُ عَاكِفُ)

(وَعَهْدِيْ بِهِ مَا مِثْلُهُ فِي وِصَالِهِ)***وَهَجْرِي لَهُ عَاطٍ إِلَيَّ وَعَاطِفُ

وَلَمْ يَجْهَلِ الْوَقْتَ الْمُرَامَ فَإِنَّهُ***(حَبِيْبٌ بِأَوْقَاتِ الزِّيَارَةِ عَارِفُ)

(وَلا كُلْفَةٌ أَوْ رِيْبَةٌ يَقْتَضِي لَهَا)***عِتَابٌ وَلَا قَوْلٌ لِفِعْلٍ مُخَالِفُ

وَكَمْ قَدْ تَعَمَّدْتُ الْمَزَارَ وَلَمْ أَقُلْ***(أَيَدْخُلُ مَحبُوبٌ عَلَى الْبَابِ وَاقِفُ)

ومنها أنَّ الشيخ حسن بن الشيخ عبد الهادي زاره ليلاً فأمر له بشمعةِ عَسل فبدّلها بعضُ الحَدَمَةِ بغيرها، وكان قد رآها لَمّا أُحضِرَت ثم رأى غيرها بمكانها فقال (2):

يَا سَيِّداً لَمْ تَزَلْ آيَاتُ مَفْخَرِهِ***تُتْلَى لَدَيْنَا بِإِظلامٍ وَإِسْفَارِ

لَوْلاكَ مَا نَزَلَتْ أَيُّ وَلا زُمَرٌ***وَلا اسْتَنَارَتْ بَنُوْ جَهْلِ بِأَنْوَارِ

إِنِّي أَتَيْتُكَ مَعْ حَظَّيْ لِتُنصِفَنَا***عِنْدَ النَّخَاصُمِ فِيمَا خَصَّكَ البَارِي

ص: 74


1- سيرة السيد سلیمان بن داود: 79.
2- سيرة السيد سليمان بن داود 80.

حَبَوْتَنِي لَقَامِي مِنْكَ تكرُمَة***بِشَمْعَةٍ لَمْ يَشِبُهَا لَوْنُ أَكْدَارِ

بَيْضَاءَ مُشْرِقَةٍ تَخْلُوْ لِنَاظِرِهَا***قَدْ أَذْهَبَتْ، إِذْ أَتَتْنِي، نُوْرَ أَبْصَارِي

ثُمَّ انْثَنَيْتُ وَأَصْحَابِي بِهِمْ حَسَدٌ***لِي إِذْ رَأَوْنِي وَزَنْدِي بَيْنَهُمْ وَارِي

فَالْيَوْمَ بُدِّلَ مَا قَدْ كَانَ جِيْءَ بِهِ***بِشَمْعَةٍ لَبِسَتْ أَثوَابَ ذِي قَارِ

صَغِيرَةٍ شَانَها مَعْ صُغْرِهَا عَرَجٌ***سَقِيْمَةٍ مَا خَلَتْ مِنْ فَرْطِ إِعْوَارِ

إِنِّي وَحَقِّكَ رَاضِ فِي رَدَاءَتِهَا***لَوْ أَنَّنِي بَيْنَهُمْ عَارٍ مِنَ الْعَارِ

فَاصْدَعْ بِحِلْمِكَ لا تَرْكَنُ إِلَى شَطَطٍ***أَقُلْ (سُلَيْمَانُ) في حُكْمِ القَضَا دَارِي

فأجابه السيد سليمان مرتجلاً، والتزم بالقافية ما لم يلزم عجلاً (1) :

يَا خَيْرَ مَنْ أَشْرَقَتْ في نُوْرِهِ دَارِي***عِتَابُكَ الحِلْوَ لَوْ أَنِّي بِهَا دَارِي

إِنِّي وَحَقِّكَ إِذْ مَانَ الزَّمَانُ بِكُمْ***فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ إِمَّا دَهَتْ دَارِي

فَالآنَ صِرْتُ سُلَيماناً بِخِدْمَتِكُمْ***حَتَّى غَدَوْتُ بِمُلْكِ فِيْكُمُ دَارِي

إنْ كُنْتُ خِلاً فَعَاتِبْ مَا تَشَاءُ، وَإِنْ***أَكُنْ سِوَاهُ وَحَاشَانِي فَليْ دَارِي

وغير ذلك. (2)

ص: 75


1- سيرة السيد سلیمان بن داود 80.
2- ينظر الملحق.

الخصائص الفنية

الأسلوب:

تكتسبُ الألفاظُ أهميتها ودلالاتَها من السياقِ الذي تَردُ فيه، والشاعر يوظف اللغة نفسيّاً وموضوعيّاً وفنياً من خلال أسلوبه.

ويأتي المعجمُ الشعريُّ الذي اكتسبه الشاعرِ، عَبرَ عُصورٍ أدبية وتاريخيةٍ طويلةٍ، ولغتُهُ تجمعُ بينَ لغةِ الباديةِ ولغةِ المدينةِ، فهوَ يُردّدُ ما رَدَّده القُدماءُ قبلهُ منَ النباتِ، كالنِّدِّ والشيحِ والغارِ والضال والسّلم.

وتترددُ أدواتُ الحربِ بصورةٍ واضحةٍ مقرونةٍ بمرادِفاتها مثل: السيفِ، فهو الصارمُ، والحسامُ، والمهندُ، والأبيضُ،والمرهفُ، والعضبُ، والأبترُ.....

والرمح: فهو الخرصانُ، والذابلُ، والخطيُّ، والأنبوبُ، والأسمرُ، العسّالُ، السمهريُّ، الميّادُ.

وما يتصل بالحرب من ألفاظ: النقيع، النجيع، الصفا، الأوار، ريب المنونِ، أسود الغابِ، المصلتات، السافيات، المعاطب، العيس، وقد أجادَ في استخدامِ هذه الألفاظ لتصويرِمأساةِ معركة الطفِ.

وما يتصل بالجود والكرم من ألفاظ: الربيع والممرع، والندى، والنمير، والممير، والكهف، والبحر، والعباب، وملاذ عفاة.

وهناك المادة التاريخية التي تتجلى في أسماء الأعلام مثل:

أفلاطون، بقراط، لقمان، النابغة الجعدي، المقداد، عمار بن ياسر، سلمان الفارسي البحتري، أبو حنيفة.

ص: 76

وكذلك الحال مع الأطلال والوقوف عليها في مقدمات قصائده الرثائية، فهذه الألفاظ ما هي إلا تقليد لصدى الشاعر القديم، ومن يقرأ ما نظمه الشاعر لا يظن أن قائلها عاش في القرن الثاني عشر الهجري، فهو قد حاول أن يترسّم خطى القدماء ويسير على منوالهم ويحذو حذوهم.

وتتردد في شعره - بكثرة - طائفةٌ من الصيغ والتراكيب التقليدية في الإنشاء، كالأمر والنهي والاستفهام والنداء، أو تلك التي تبدأ بها جملة الخبر مثل: لا غَرو...

وكما فعل معاصروه ومن سبقهم في استخدامهم (هل) قبل (كيف) ومثال ذلك قوله: (71/2)(1)

فَوَاعَجَباً هَلْ كَيْفَ تَرْضَى بِأَنَّنِي***أُضَامُ وَأَنْتُمْ عُدَّتيْ لَمآرِبِي

وفي شعره بعض الضرورات الشعرية المباحة، التي اضطر إلى اللجوء إليها، كحذف الهمزة، في قوله : 4 / 28 (2)

فَلا مَلجَا وَلا مَنْجَى بِمُغْنٍ***وَلا بِمُدَافِعِ أَلَمَ اللغُوْبِ

إذْ حذف همزة (ملجأ) ضرورة.

أو يعمد إلى إزالة تشديد الحرف، فيقول : 25/9

وَصَارَ هُمْ مَوْلَىً وَكُلُّ لَهُ وَلي***وَلا وَاحِدٌ إِلا وَسِرَّاً لَهُ مَكْرُ

وأصلها وليّ.

ص: 77


1- وفي الديوان مزيد من الأمثلة ينظر منها : 18/8، 31/12، 3/24.
2- ولمزيد من الأمثلة ينظر الأبيات : 17/5، 2/7، 22/7، 37/9، 22/12، 7/14، 32/15، 66/16.

وفي موضع آخر لم يجزم الفعل المضارع لكي يتخلص من الخزل، فيقول : (71/8)

وَحَليفِ هَدْيِ فِيهِ لَمْ يَغْلُوْ وَلَمْ***يَقْلو بنص (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَنْ يَمْتَرِي

واضطر إلى صرف ما لا ينصرف عندما قال: (61/10)

وتُنسَى السَّبَايَا يَا لِشَارَاتِ (أَحْمَدٍ)***تُهَتّكُ مَا بَيْنَ اللَّئَامِ سُتُورُهَا

ويبرز الأسلوب جليًا في الوضوح والتقريرية في التعبير، ولاسيما عند ذكره وقائع معركة الطف، كقوله : (38/1-45)

مِنْ كُلِّ حَاسِرَةٍ يُجَاذِبُها الرِّدَا***كَفُ الرَّدِي لِوَيْلِهِ وَ رَدَائِهِ

مَا بَيْنَ مَنْ جَزَّتْ بِغَيْرِ شِعُوْرِهَا***شَعْرَ النَّوَاصِي عَنْ جَوَى لِعَزَائِهِ

أَوْ بَيْنَ مَنْ هَتَكَتْ خِمَارَ صِيَانَةٍ***لِصُوْنِهَا وَتَهَيَّاتْ لِبُكَائِه

أَوْ بَيْنَ مَنْ خَمَشَتْ لِفَقْدِ وَجِيْهِهَا***وَجْهاً يُعِيرُ الشَّمْسَ حُسْنَ ضِيَائِهِ

مَا بَيْنَ ثَاكِلَةٍ يُعَالِجُ حُلْيَها***عِلْجٌ بِقَسَوَةِ قَلْبِهِ وَشَقائه

لَمْ أَنسَ (زَيْنَبَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذ تَقُولُ بِحُرْقَةٍ***: أَأُخَيَّ يَا مَنْ قَدْ قَضَى بِظَمائِهِ

يَا بَدْرَنَا وُوريتَ بَعْدَكَ مَا لَنَا***بَدرٌ فَيَهْدِينَا بِنُورِ سنائِهِ

يَا كَهْفَنَا وَلَقَدْ هَوَيْتَ فَمَا لَنَا***كَهْفٌ نَلُوذُ وَنَحْتَمِي بِحِمَائِهِ

ينقل الحدث كما هو من دون تورية ولا رمزية ولا غموض، فيضع المتلقي في مكان يشرف على موقع الحدث تماماً ليرى النسوة التي كانت قبل ذلك مصونة لا تشرف عليها ولا تصل إليها نظرة عابر أو فضولي وهي حاسرة، يقوم العلوج وأجلاف العرب بسلبها وهتكها.

ص: 78

كما أن أسلوبه هبط كثيراً في أبيات له كقوله : (46/17)

يَكْفِيكَ ظُلْمُ (الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنْ فِعْلِهِمْ***فَضْلاً عَنِ التَّبْدِيلِ وَالتَّقْطِيع

فعبارة: (فضلاً عن ) ليست من الشعر في شي ء.

وفي أحيان أخرى يبدو الأسلوب قوياً مستقيماً بإيراده الألفاظ الجزلة، مع صحة الجملة وتركيبها، كقوله : (3/ 8-11)

فإِنْ وَخَدَتْ بِجَرْعاء وتَلْعِ***تَلَوَّتْ بَينَهَا مِثْلُ الحُبَابِ

تَسِيْحُ عَلَى الفَيَا فِي القَفْرِ تَطْوِي***مَفَاوِزَ عَارِيَاتٍ مِنْ ذِئَابِ

تَراهَا إِنْ حَدَوْتَ لَهَا ظَلَيْما***تَذَعَّرَ بَينَ هَاتِيْكَ الشِّعَابِ

تُعِيْرُ الرِيْمَ لَفَتَتهَا وتَضْوِي***بِأَعْضَادِ مِنَ النَّيْرِ الْمُذَابِ

فالشاعر – هنا – جعل من الصورة الشعرية مقوّماً أساسياً في بناء الديوان، كي تقرب البعيد وتجسد المعنويات، ليوصلها إلى القارئ بصورة واضحة، وهي (تعرض الحقائق المألوفة في صور حسيّة، ونمط روحي... وتعمّق المحسوسات وتبعث الحياة في الجماد)(1). إذ نجده يقتفي براعة طرفة بن العبد وغيره من شعراء العصر الجاهلي، وهو يقطع الفيافي على ظهر ناقته التي تتلوى في سيرها كما تتلوى الأفعى فوق تلك الرمال ولا تلبث أن تميل بأعضادها الذهبية على ذَكَر النعام؛ ليقتنصه صاحبها بمجرد أن ينفر منها وهي تقترب من مكمنه.

وهذه لوحة أخرى يرسمها بريشة متفننٍ مرهف الحس، فيقول: (3/21-5، 11-12).

ص: 79


1- البناء الفني للصورة الأدبية عند ابن الرومي: 24.

حُزْناً لِسِبْطِ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَحَبِيبِهِ***وَ(ابْنِ الْوَصِيَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) وَذِي الْمَفَاخِرِ وَالْعُلا

ظَمْآنَ مَحْرُوزِ الْوَرِيدِ مُعَفَّر***تَعْدُوْ عَلَيْهِ الْعَادِيَاتُ مُجَدِّلا

مُتَشَحّطِ بِدَمِ الشَّهَادَةِ حَائِزِ***قَصَبِ السَّعَادَةِ وَالسَّيَادَةِ مُبْتَلَى

****

لَا تَوَافَوْا وَالْرَّدَى فِي (نَيْنَوَى)***وَقَفَتْ جِيَادُ الْخَيْلِ فِيْهِمْ بِالْفَلَا

وَأَحَاطَ جَيْشُ الحتفِ فِيْهِمْ حَائِلاً***دُونَ الْورُوْدِ فَلَمْ يُصِيبُوْا مَنْهَلا

واستمع إليه وهو يرسم لوحة في منتهى الدقة والجمال، ببيت،واحد مطرزاً لوحته بألفاظٍ كريمة من الذكر الحكيم، إذ يقول: (18/5)

عَانَقُوا الحُوْرَ بَعْدَمَا عَانَقُوا البِي***ضَ عِنَاقَ الْكَوَاعِبِ الأَتْرَابِ

البناء الفني

وصل إلينا من شعر السيد سليمان الحلي (1906) أبيات، في 33 قصيدة ونتفة، وقد توزع شعره على النحو الآتي:

نوع القصيدة عدد الأبيات النسبة %

1 - القصائد الطوال (تزيد على ثلاثين بيتاً)184796، 9

2 - القصائد المتوسطة (16 - 30 بيتاً)422، 2

3- القصائد القصار (15 بيتاً)80، 42

4 - النتف والمقطعات (1 - 7 أبيات)90، 47

ص: 80

وعلى هذا فالشاعر طويل النفس الشعري استمدّه من ثقافته، وخاصة أخبار معركة الطف.

وقد ميّز القدماء بين ثلاثة أجزاء في البناء الهيكلي للقصيدة، وهي: المبدأ والتخلص والخاتمة.

ويمكن تقسيم مقدمات القصائد على ثلاثة أقسام:

الأول: بدأ الشاعر بالوعظ والإرشاد كمقدمة لذكر أهل البيت وما جرى لهم.

والثاني: حماسية، وهي القصائد المرتبطة بأحداث واقعة الطف وما جرى لآل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) من أحداث.

والثالث: المقدّمات الغزلية، التي جاءت تقليداً لما اعتاده القدماء.

إن مطالع القصائد تشي بموضوع القصيدة عامة، وحَرَصَ الشاعر على أن يجتذب السامع ويثير فيه الانفعال، كقوله : (1/2)

ظُهُورُ المَعَالِي فِي ظُهُورِ النَّجَائِبِ***ونَيْلُ الأَمَانِي بَعْدَ طَيِّ السَّبَاسِبِ

وفيه من الجناس التام (وهو ما اتفق ركناه لفظاً وخطاً واختلفا معنى من غير تفاوت في تركيبهما ولا اختلاف في حركاتهما)، وهذا واضحٌ في صدر البيت ف( ظهور) الأولى بمعنى نَيل، والثانية (جمع ظهر) وهي كناية عن الامتطاء.

وكقوله : (1/24)

حَارَتْ بِكُنْهِ صِفَاتِكَ الأَحْلامُ***وَتَعَذَّر الإدْرَاكُ والإلهامُ

ومن حسن التخلص قوله : (1/ 18-20)

ص: 81

يَا وَيْلَتَا مِنْ مَنكَرٍ ونَكِيرِه***وسُؤالِ عَامِلِ ذرّةٍ لِجَزَائِهِ

أَيْنَ المَنَاصُ ؟ ولا خَلاصُ مِنَ البَلا***إِلا بِسِبْطِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وإبائِهِ

السَّيِّدُ الظَّمْآنُ والمَولى الذي***خُضِبَتْ كَرِيمَتُهُ بِفَيْضِ دِمَائِهِ

ولاحظه في قصيدة أخرى كيف يجيد التخلص إلى موضوعه الأساس، وهو مدح أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) بسلاسة شابهت إلى حدٍ بعيد سلاسة سير ناقته على تلك الفيافي الرملية بعد أن لاحت له الأنوار القدسية التي تتلألأ من ذرى القبة الشامخة المنيفة، قبة أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهي هدفه من تلك السفرة، فيقول: (13/3-15)

فَدَعْهَا والمَسِيرَ فَحَيْثُ تَهْوَى***طلابٌ دُونَهُ أَعْلَى الطَّلابِ

إلى ظلِّ الإلهِ وسِ سِرّ قُدسٍ***تَلالاً مِنْ ذُرى أَعْلَى حِجَاب

إلى البَطَلِ الكَمِيّ وبَحرِ جُوْدٍ***سَوَاحِلُهُ النَّدَى دُونَ العُبَابِ

أمّا الخاتمة فقد خرج بها إلى الدعاء:

فَيَا مَنْ حُبُّهُمْ فَخْري وذُخْرِي***وَلا ؤهُمُ وَمَدْحُهُمُ اكْتِسَانِي

عَلَيْكُمْ سَلَّمَ البَارِي وصَلَّى***بِعَدَ الرَّمْلِ مَعْ قَطْرِ السَّحَابِ

والدعاء هنا قوله: عليكم سلّم الباري وصلّى.

وأحبُّ أنْ أؤكِّد أنَّ الذي بين أيدينا ليس شعر سليمان كلّه (1)، فعلى سبيل المثال ما ذُكر من أنّ الشيخَ درويش لَقيهُ وعتب عليه بالمباعدة وترك الزيارة، فأنشده:

كذبَ الذي زعمَ القلوبَ شواهدُ

ص: 82


1- ينظر : ما عثرنا عليه من استدراك على نسختى الديوان في آخر الكتاب (وحدة التحقيق).

فأجابه:

من حيثُ لم تجد الذي أنا واجدُ

فمن المحتمل أن يكون هذا البيت بداية لقصيدة لم نعثر عليها، وكذلك قيامه بتشطير قصيدة الشيخ شريف بن فلاح في ذم رجلٍ عابَ شِعرَه، إذ ورد له بيت واحد فقط، ولم نجد الباقي، وهذا يعني أنَّ بعض المقطّعات من ذوات البيتين قد اقتُطعت من قصائد له نتيجة عدم إيرادها كاملة من المصنّفين الذين رووا شعره أو أثبتوهُ. وأن بعض قصائده لم تصل إلينا. وأكد المحقق أغا بزرك أنه رأى له تخميس قصيدة ابن سبع في ديوانه المخطوط في مكتبة الشيخ محمد طاهر السماوي. (1)

ولو كان بأيدينا ديوانه بخط يده، أو بخط أحد أبنائه لكانت لنا وقفة أطول لدراسته وتحقيقه.

موسيقى الشعر:

الشعر كلامٌ موسيقي (تنفعل لموسيقاه النفوس وتتأثر به القلوب)(2)، ويؤلِّف الإيقاع الشكل الخاص بالمعنى في الشعر، والموسيقى الداخلية تتحقق باللفظ نفسه،

ص: 83


1- ينظر صفحة (30) من هذا الكتاب (أي تعليقة الحلي). ونسب إليه الشيخ محمد علي الأوردبادي (رَحمهُ اللّه) في ملحق الحدائق ذات الأكمام قصيدة تتكون من (35) بيتاً، مطلعها: (هذي الطفوف وذي رسوم عهادها (خ - عمادها)***فاملأ بفيض الدمع رحب وهادها) بينما نسبها اليعقوبي في البابليات (2 47) والخاقاني في (شعراء الحلة /24/3)، والسيد مضر :الحلي في (شعر السيد سليمان الصغير: 41) لحفيده السيد سليمان الصغير، والظاهر أن سبب ذلك هو الاشتراك بالاسم واللقب، إذ إنّ اسم كل منهما (سليمان بن داود الحلي)، فلاحظ. (أحمد علي الحلي، وحدة التحقيق).
2- موسيقى الشعر : 18.

من خلال وروده في البيت أو الأبيات.

ويلاحظ أن الموسيقى في شعر الشاعر توافرت في تكرار الحروف، كقوله: (60/4)

أخِي بِكَآبَتِي وَعَظِيْمِ وَجْدِي***تَعُوْدَ أَخِي عَلَى قَلْبِي الْكَثِيبِ

فقد كرر حرف الياء سبع مرات.

أو يكرر الشين أربع مرات، كقوله: (17/ 45)

لَكِنَّ حُبَّ اللَاتِ حَشْوُ حَشَاهُمُ***لِلْمَوْتِ حَاشَاهُمْ مِنَ الْمَشْرُوعِ

أو يكرر القاف أربع مرات، مرتين في كل شطر، في قوله: (6/8)

تَفْتَرُّ عَنْ شَنَبٍ يَروقُ بريقهِ***وَبَرِيْقُهُ دُرٌّ بِحُقَّةٍ عَنْبَرِ

أما الموسيقى الخارجية فتتمثل في نظم الشاعر على بحور الشعر العربي، ويلاحظ أن البحر الكامل هو أكثر البحور أهمية لدى الشاعر إذ نظم عليه (15) قصيدة طويلة مجموعها (1067) بيتاً، بنسبة 98،55%، ولعل سبب ذلك يعود إلى أن هذا البحر يكون فيه الإيقاع أقل رتابة، وهو أجود في الخبر منه إلى الإنشاء وأقرب إلى الشدة منه إلى الرقة، ويسمح باستيعاب الأفكار المباشرة أو الخطابية، وتضفي عليه النبرة الإيقاعية الرنانة التي ألِفَتْها الأذن العربية على مرّ السنين.

ويأتي بعده - بفارق كبير - البحر الطويل، وله أيضًا أربع قصائد ونتفة في 231 بيتاً بنسبة 12، 12 %، ويليه الوافر، وله فيه ثلاث قصائد مجموعها 221 بيتاً، بنسبة 6، 11 %، ونظم قصيدتين وثلاث نتف من البسيط، و قصيدتين على مجزوء الرمل، فضلاً على قصيدة واحدة للبحور المتدارك والسريع (1) و الخفيف.

ص: 84


1- يلاحظ أن السريع قريب جداً من الكامل. فكأن الشاعر استغنى به هنا عن الكامل.

ويلاحظ كثرة البحور ذات التفعيلات المتشابهة (البحور الصافية) كالكامل، والوافر، والرمل المجزوء، والمتدارك، وقلّة البحور التي يتكون فيها البيت من تفعيلتين تتكرران بانتظام (البحور الممتزجة) : كالطويل، والخفيف، والبسيط.

والجدول الآتي يوضح ذلك:

الصورة

أمّا من حيث حروف الروي، فقد كان حرف الراء هو السيد على باقي الحروف، فللشاعر سبعُ قصائد على هذا الحرف، ثم الباء والعين، ففي الديوان أربع قصائد لكلٍّ منهما، ويليها اللام، وقد نظم عليه ثلاث قصائد، يلي ذلك الميم والنون، فله على كلّ منهما قصيدتان، ثم باقي الحروف.

ص: 85

الصنعة:

(ترمي الصنعة إلى تحقيق التوازن النموذجي بين لغة الشعر بصفتها منظومة من الآلات، ولغة الشعر بصفتها شبكة من الإيقاعات، وعليه فإنها تتصل بالشكل والمضمون معاً، وهي بهذا المعنى ضرورة من ضرورات الفن) (1).

قد استخدم الشاعرُ مختلف أنواع البديع في شعره المعنوية منها أو اللفظية، من دون تكلف ومن دون أن يقصد بناء قصيدة بمواصفات

معيّنة، فمن ذلك :

التورية، كقوله : (1/25)

ظَبْي سَبَتْ أَجْفَانُه***صبّاً عَلَتْ أَشْجَانُهُ

وكذلك قوله : (12/23)

خِشفٌ بِسَوَادِ ذَوَائِبِهِ***قَدْ سَادَ عَلَى أُسدِ الأَجَمِ

أمّا الجناس الذي يضفي على النسق اللغوي تآلفاً في البناء الصوتي ليثري المعنى، فقد أكثر منه الشاعر بشكل واضح في ديوانه بأنواعه المختلفة، فمنه:

الجناس المطلق :

(وهو ما اختلف ركناه في الحروف والحركات وجمع بين لفظيهما المشابهة)(2)، قوله : (1/16).

ص: 86


1- ديوان سيف الدين المشد: 88.
2- أنوار الربيع في أنواع البديع: 22.

كَمْ ذَا تَحِنُّ عَلَى دُرُوسِ الأَرْبُعِ***وَتَيْنُ مِنْ فَقْدِ الخَلِيْطِ الأَبْرَع

فإن الأربع والأبرع تجمع بينهما المشابهة ولا يعودان لأصل واحد.

وقوله : (2/ 14)

وَلَيْسَ أُسُودُ الغَابِ عِنْدَ افْتِرَاسِهَا***لِشِلْوِكَ يَوْمَا مِثْلَ سُودِ الذَوَائِبِ

وفيه أسود وسود.

وقوله : (2/ 13)

وَلَيْسَ الظُّبَي مِثْلَ الظِّبا في بَريقِهَا***وإن كَانَ يَومَ الرّشوعَ تَرمِي بِحَاصِبٍ

وفيه الظَّبى وهي السيوف، والظِّبا وأصلها الظَّباء، جمع ظبي حذفت همزتها ضرورة.

ومن الجناس المقرون (أحد أنواع الجناس المركب الثلاثة: المقرون والمفروق والمرفوّ: هو ما اتفق ركناه لفظاً وخطاً وكان أحد ركنيه كلمة مفردة والآخر مكون من كلمتين أو أكثر) كقوله : (3/8)

وَسَمَتْ وَقَدْ وَسَمَتْ بِسَهُم لُبَتِي***فَغَدَوْتُ بَيْنَ مُحَسّرٍ ومُحَيَّر

وفيه وسمت الواو للعطف، و سمت بمعنى تعالت خَلقاً وخُلقاً وحُسناً، ووسمت الثانية من الوسم.

ومن الجناس المفروق (النوع الثاني من الجناس المركب، ما اتفق ركناه لفظاً واختلفا خطّاً) كقوله : (23/ 65-66)

فَهُمُ فَهُمُوا أَمْرَ الزَّهْرَا***بِيَدِ البَارِي الفَرْدِ الحَكَمِ

ص: 87

خُصَّتْ للطُّهر وخُصَّ لَهَا***مِنْ دُونِ الخَلْقِ مِنَ النَّسَمِ

وفيه : فهم كلمة مركّبة من حرف الفاء والضمير هم و الفعل فهموا.

وقوله من القطعة نفسها : (78/23)

قَومٌ بِكُمُ بَكَمُوا وعَمُوا***وَهُمُ وَهَمُوا بِالمُنْكَتِمِ

وفيه بكم (الباء حرف جر والكاف ضمير المخاطب والميم للجماعة) و بكموا فعل ماض من البكم وهو عدم القابلية على النطق. ومثلهما وهمُ وهموا.

ومن الجناس المصحف (هو ما تماثل ركناه في الحروف واختلفا في النقط) كقوله في البيت: (5/8)

سَكَرَتْ وَقَدْ شَكَرَتْ عَظيمَ تَوَجُّدِي***هَجَرَتْ وقَدْ جَهَرَتْ بِطولِ تَكَدُّري

وفيه سكرت، شكرت. ومن المطلق: هجرت و جهرت.

ومن القصيدة نفسها قوله في البيت : (8/8)

جَلَّتْ وَقَدْ حَلَّتْ بِلُيَّةِ مُهْجَتِي***فَوَدَدْتُ قَلْبِي لَوْ يَصِيرُ بِمَنْظَرِي

وفيه: جلّت وحلّت.

وقوله أيضاً من القصيدة نفسها في البيت: (10/8)

كَمْ تَحْلِفِيْنَ وَتَخْلِفِيْنَ وُعَوْدَ مَنْ***يَتَّمْتِهِ، فَلَقَدْ حَنَثْتِ فَكَفّرِي

وفيه تحلفين، وتخلفين.

وقوله في البيت: (79/23)

وأناسٌ مُذْ عَرَفُوا عَرَفُوا***مِنْ بَحْرِكُمُ عِلْمَ الحِكم

ص: 88

وفيه عرفوا وغرفوا (1).

و من التفويف ( يأتي الشاعر في البيت الشعري بجمل قصيرة أو طويلة متساوية الوزن) كقوله من القصيدة نفسها : (23/ 24)

عُوْدُوْا جُوْدُوْا مُنُّوا أَحْيوا***بوصَالِكُمُ مِنّي رَمَمِي

فصدر البيت مكون من أربعة أفعال متساوية الوزن (2).

ومن الجناس اللاحق (هو ما أُبدل من أحد ركنيه حرف بحرف آخر من غير مخرجه ولا قريب منه)، يقول من القطعة نفسها : (7/23)

فَبِعَادُكُمُ أَضْنَى كَبَدِي***وَفِرَاقُكُمُ أَفْنَى وَهمِي

الكلمتان أضنى وأفنى اختلف فيهما الحرفان الضاد والفاء وهما ليسا من مخرج واحد وغير متقاربين.

وقوله في البيت : (4/8)

نَفَرَتْ وَقَدْ ظَفَرَتْ بِقَلْبِ مُتَيَّمٍ***صَبَّ يُرَدِّدُ حَسْرَةً بِتَزَفُّرِ

وفيه نفرت وظفرت وقد استبدل حرف النون بحرف الظاء وهما متباعدان في المخارج (3).

ومن المضارع ( هو ما أُبدل من أحد ركنيه حرف بحرف آخر من مخرجه أو قريب

ص: 89


1- يمكن النظر لمزيد من الأمثلة في الأبيات: 2/8، 12/8، 51/10، 2/17، 80/23.
2- وفي الديوان كثير من الأمثلة منها : 36/13، 38، 22 /42- 45، 3/23، 28، 29، 30.
3- وللمتتبع مزيد من الأمثلة منها : 3/8، 5/11، 1/15، 4، 48/22.

منه كقوله من القطعة نفسها : (11/ 13)

فَامْرَحْ وَغَنَّ وَاغْتَنِمْ***وَافْرَحْ وَهَنِّ مَنْ حَضَرْ

وفيه (امرح) و (افرح) اختلفا بحرف واحد فقد استبدل الميم بالفاء وهما من مخرج واحد. وفي البيت جناس لاحق ذلك بين غنّ وهنّ فحرف الغين والهاء من مخرجين متباعدين.

وفي البيت : (8/28)

عَهْدِي بِهَا وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تَرْهَبُهَا***وَالْمَوْتُ يَخْشَى مَتَى يَغْشَى عَوَالِيْهَا

يخشى ويغشى استبدل حرف الخاء بحرف الغين وهما من مخرج واحد.

ومن الجناس التام (ويسمى الكامل وهو ما تماثل ركناه لفظاً وخطّاً واختلفا معنى من غير اختلاف في حركاتها) كقوله : (3/23)

والْجِسْمُ بَلَى مِنْ عُظْمِ بَلا***مُذْ قِيلَ بَلَى عِنْدَ الْقِدَمِ

وفيه (بلي) بمعنى تلاشي واضمحل و (بلا) بمعنى البلاء و (بلي) بمعنى نعم.

وقوله كذلك : (4/6)

وَسَلُوا الصَّبَا عَنْ صَبِّكُمْ أَفَهَلْ صَبَا***قَلْبِيْ لِغَيْرِ كُمُ عَلَى هَضَبَاتِهَا

وفيه: (الصَّبَا) وهو ريح الشمال الليّنة الطيّبة، و(صَبَا) بمعنى مال إلى.

و قوله : (1/11)

اسْمَعْ لَهَا يَامَنْ حَضَرْ***بَدَوِيَّةً وَافَتْ حَضَرْ

وفيه حضر الأولى من الحضور والثانية من الحضارة وهي خلاف البداوة(1).

ص: 90


1- ومن الأمثلة الأخرى ينظر الأبيات: 5/23، 22/23، 17/26.

وبين البيتين: (4/15 – 5)

لا حُكْمَ إِلَّا عَنْهُمُ أَوْ مِنْهُمُ***فَمَنْ الَّذي في حُكْمِ قَتْلِهُمُ قَضَى؟

أَبَوْهُ يَسْقِي النَّاسَ فِي يَوْمِ الظَّمَا***وَسَلِيْلُهُ فِي الطَّفِّ مِنْ ظَمَأٍ قَضَى؟

جناس تام بين (قضى) الأولى من القضاء أي الحكم والثانية بمعنى الموت.

ومن التصدير أورد العجز على الصدر (هو أن يكون في أول البيت ما يستلزم القافية ويدل على لفظها) كقوله : (11/16-13)

وَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْكُرُوبِ (بِكَرْبَلا)***وَبِغَيْرِ سَفْكِ دِمَائِهِمْ لَمْ تُجْرَعِ

قَطَعُوْا طَرِيقَ الْحَتفِ يَوْمَ نِزَالهِمْ***وَبِغَيْرِ قَطْعِ رِقَابِهِمْ لَمْ تُقْطَعِ

رَفَعُوا بِدِيْنِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) دِينَ الهُدَى***وَبِغَيْرِ رَفْعِ رُؤُوسِهِمْ لَمْ يُرْفَعِ

ومن الكلام الجامع (هو أن يأتي الشاعر ببيت يكون جملته حكمة أو موعظة أو نحو ذلك من الحقائق الجارية مجرى الأمثال) كقوله : (392)

فَيَا خَيرَ مَنْ يُدْعَى لِكَشْفِ مُلِمَّةٍ***وَيَا خَيْرَ مَنْ يُرْجَى لِرَفْعِ النَوَائِبِ

و من التوجيه (هو أن يؤلّف الشاعر مفردات أو جملاً ويوجهها إلى أسماء متلائمة من أسماء الأعلام أو العلوم وغيرها، ومن ذلك التوجيه بسور القرآن الكريم) كقوله: (32/24)

وَاسْأَلْ عَن (الأَعْرَافِ) فِيمَن أُنزِلَتْ***وَ(الحِجْر) و(الأَنفَالِ) و(الأَنعَامِ)

ومن النحو، في قوله: (10/14)

ص: 91

وَالْمَاضِيَاتُ وَمَيَّادُ الْقَنَا جُمِعَتْ***بَيْنَ الْحَمِيْسَيْنِ فِيهِ جَمْعُ تَكْسِيْرِ

الاقتباس (هو تضمين البيت الشعري بعض ألفاظ القرآن الكريم وأحياناً يكون الاقتباس من الحديث الشريف) فمن قوله تعالى: «إنِّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ» (المدثر / 35)، يقتبس فيقول : (36/11)

وَكَربلا لا تَنْسَهَا***فإنَّها إحْدَى الكُبَر

ومن قوله تعالى «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾ (الحاقة / 32) يقتبس فيقول : (16/1)

وسَلاسِلَ الأَعْنَاقِ كُلِّ ذَرْعُهَا***سَبعُونَ حَامِيَةٌ بَنَارٍ قَضَائِهِ

استفاد الشاعر من الاقتباس كثيراً في شعره والمتتبع لذلك يجده واضحاً.

التضمين:

ضمّن الشاعر أشطراً للنابغة الذبياني وأبي تمام وابن منير الطرابلسي والمتنبي، قال مضمناً شطراً للنابغة الذبياني: (6/2)

فَأَسْيَافُهُمْ مِنْ طُوْلِ كَرٍّ وسَطوَةٍ***(بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ)

كما ضمّن آخر لأبي تمام: (6/2)

ولا تَأْسَ بَعْدَ الحَسْفِ يومَ فِرَاقِهَا***(عَلَى مِثْلِهَا مِنْ أَرْبَعٍ وَمَلاعِبِ)

وكذلك أخذ عجزاً للمتنبي، في قوله : (36/2)

وَلَو لَمْ يَكُنْ مَوْلَى الوَرَى مِثْلَ (حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***(فَمَا هُوَ إِلَّا حُجَّةٌ للنَوَاصِبٍ)

ويقول مضمناً لابن منير الطرابلسي: (48/6)

ص: 92

(فَأَتَى أَبُوْ حَسَنٍ وَسَلَّ حِسَامَهُ)***وَغَدَا يُوعَّدُهَا بِقَتْلِ كُمَاتِهَا

التشطير : (إذا أراد الشاعر تشطير بيت من الشعر أخذ صدر ذلك البيت وصنع له عجزاً يناسبه ثم صنع صدراً للعجز المتبقي من البيت، وهكذا يعمل مع جميع أبيات القصيدة) وقد شطّر الشاعر سليمان بن داود قصيدة للسيد الحميري وأخرى للشيخ رجب البرسي وثالثة لابن سبع.

التكرار: استخدم الشاعر التكرار بصورة كبيرة، فقد كرر كلمة (أخي) أربع مرات في قصيدة (1)، وتسع مرات في قصيدة أخرى (2)، أو قد يكرر حرف الجر (إلى) في بداية أربعة أبيات (3)، وأورد كلمة (رزء) في بداية ثمانية أبيات (4)، وأورد كلمة (لهفي) خمس عشرة مرة في بدايات الأبيات (5).

*****

قصر الشاعر معظم شعره على أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) وسلك مسلك القدماء ولم يخرج عن نمطهم الشعري المألوف، ولم يسعَ إلى تجديد أو ابتكار في الإيقاع أو الشكل، ولكنه مال إلى المحسنات البديعية، وخاصة الجناس، لذا لم يكن الشعر عنده ذا غاية جمالية إبداعية بل وسيلة نافعة، لذلك لم نجد في ديوانه قصيدة واحدة خارج هذا الإطار.

ص: 93


1- ينظر: الأبيات: 59/4-63.
2- ينظر: الأبيات: 27/20-35.
3- ينظر: الأبيات: 14/3-17.
4- ينظر: الأبيات: 4/12-11.
5- ينظر: الأبيات: 21/15-35.

ص: 94

الفصل الثالث: وصف مخطوطتي الديوان

*المخطوطة (أ) : بخط الشيخ محمد طاهر السماوي (رَحمهُ اللّه)

*المخطوطة (ب) : بخط الخطيب علي بن الحسين الهاشمي (رَحمهُ اللّه)

ص: 95

ص: 96

لم يصل إلينا الديوان كاملاً، ولكن ما وصل من شعره كان عن طريق مخطوطتين، اعتمد ناسخاهما على مخطوطة بخط الشاعر، وقد تمّ تحقيق الديوان عليهما، و هذا بيان بهما:

الأولى: مخطوطة الشيخ السماوي (رَحمهُ اللّه)

توجد هذه المخطوطة في مكتبة الإمام الحكيم (قدّس سِرُّه) العامة، برقم (1/404)، قياس 12 × 21 سم، وتقع في 83 صفحة، وهي بخط الشيخ محمد طاهر السماوي (1)(ت 1370ه)، وتأريخ النسخ 1363ه، وعدد الأبيات في الصفحة الواحدة (24) بيتاً. ويبلغ عدد الأبيات 1887 بيتاً.

أولها : (ديوان السيد سليمان بن داود الحسيني الحلي المتوفى سنة 1211 ه المختص بأجداده الطاهرين عليهم الصلاة والسلام)، ونص الديوان غير مضبوط بالشكل، وقد وضع الناسخ ثلاث نقاط بين شطري البيت الواحد، وأثبت التعقيبة في أسفل

ص: 97


1- هو الشيخ محمد بن الشيخ طاهر بن حبيب الفضلي السماوي (رَحمهُ اللّه)، شاعر أديب من القضاة، من أعضاء المجمع العلمي العراقي، وُلد في السماوة 27 ذي الحجة 1292ه، ونشأ فيها، وتعلم في النجف وأقام مدة في بغداد وعاد إلى النجف وعُيّن فيها قاضياً شرعياً، صنف كتباً، منها: الطليعة في شعراء الشيعة، وإبصار العين في أنصار الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وغيرهما، توفي في النجف 1370ه. (ينظر: الأعلام : 174/6، أدب الطف: 18/10).

الصفحات، وختم عمله بالقول: (قد كمل ديوان السيد سليمان بن السيد داود استنساخاً على نسخة بخطهِ، إلّا قليلاً بخط غيره وذلك الشعر الخاص المتعلّق بذوي العصمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وله شعر بهم(عَلَيهِم السَّلَامُ) بالمواليا، لم استنسخه لعدم الرغبة فيه في هذا العصر، وكتبهُ بخطّه محمد بن الشيخ طاهر السماوي في بلد النجف رابع ذي الحجة سنة ألف وثلاث مائة وثلاث وستين، حامداً مصلياً مسلماً سائلاً ممن نظر الدعاء).

وقد حصلت على صورة منها بعد المخطوطة الثانية، ورمزت لها بالحرف (أ).

الثانية: مخطوطة النجفي

نَاسخ المخطوطة الخطيبُ علي بن الحسين الهاشمي النجفي (رَحمهُ اللّه) (ت 1396 ه)(1)، كما يتضح من خاتمتها، وما بين أيدينا مصورة عن نسخة كانت موجودة عند إحدى أسر آل السيد سليمان، ولكنها فقدت في الوقت الحاضر، قام بعملية التصوير د. حازم سليمان الحلي بتاريخ 16 /11/ 1973 في المجمع العلمي العراقي، كما هو مثبت بخط السيد حازم الحلي، وهي الآن في مكتبتي.

تقع في 158 صفحة، ويبلغ طولها (22) سنتمتراً، وعرضها (14) سنتمتراً، وعدد الأبيات في الصفحة الواحدة نحو (19) بيتاً، ويبلغ عدد الأبيات في أصل الديوان

ص: 98


1- السيد علي بن الحسين الغريفي الموسوي الهاشمي وُلد في النجف الأشرف، ونشأ فيها، وأخذ دروسه في النحو والصرف والبلاغة على نخبة من العلماء الأفاضل، كالشيخ علي بن الشيخ رضا آل كاشف الغطاء، والسيد مهدي الأعرجي، والشيخ محمد حسين الفيخراني، خطيب بارع، ومؤلف، له مجموعة من الكتب المؤلّفة والمحققة، وولع بنسخ الدواوين الشعرية بخطه الجميل، وكان ديوان السيد سليمان بن داود منها، توفي سنة 1396ه. (ينظر عنه : شعراء الغري: 501/6، معجم المطبوعات النجفية: 222، 383).

1828 بيتاً، وإذا أضفنا إليها 17 بيتاً ونصف البيت وردت في المقدمة يكون المجموع النهائي 1845 بيتاً ونصف البيت، وهي بحالة جيدة والخط واضح وجميل جداً، هو خط النسخ كما أخبرني بذلك الخبير في الخط العربي السيد حسام الشلاه حينما عرضتُ المخطوطة عليه، وأخطاء الرسم قليلة، فالناسخ أجهد نفسه في سبيل إخراج المخطوطة بأدق صورة.

وتنقسم على مقدمة وقسمين؛ أمّا المقدمة فقد وضعها الشيخ محمد طاهر السماوي، وتبدأ من الصفحة الثانية حتى الصفحة الثانية والثلاثين، ولكنها غير مرقّمة أصلاً، إنما وُضِعَتْ عليها أرقام بصورة غير دقيقة، أُضيفت بين الصفحة الأولى التي تمثل العنوان والصفحة الثانية من الديوان الأصل.

وجاء في المقدمة: (ترجمة صاحب الديوان مختصرة من ترجمة (1) ولده السيد داود بن السيد سليمان بن السيد حيدر، قال...).

وأورد القطع التي نظمها معاصروه فيه من الإخوانيات وما قيل في رثائه.

وجاء في خاتمتها قول السماوي: (أقول وأنا الفقيرُ إلى رحمةِ اللّه ذو المساوي، محمد ابن الشيخ طاهر السماوي عفا اللّه عنه وأفاض عليه الرحمة منه، هذا ما اختصرته من كتاب السيد داود ولد السيد سليمان، وقد زدتُ قصيدة السيد حسين ولده لحُسنِها، ونقّصتُ قصيدة أخيه السيد محمد).

وبعدها نحو إحدى عشرة صفحة ضمت أحاديث نبوية في آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) نُقلتْ من

ص: 99


1- المقصود بذلك هو كتاب (سيرة السيد سليمان الكبير بقلم ابنه السيد داود) الذي وضعه عام 1211ه، وهو مخطوط، تناول فيه سيرة والده السيد سليمان وأموراً أخرى. ينظر البابليات 1/ 189، شعراء الحلة: 18/3)

كتاب للشاعر نفسه لا ندري ما اسمه، جاء في أولها بعد البسملة : (قال السيد العالم الجليل النبيل السيد سليمان بن السيد داود بن السيد حيدر الحسيني الحلي المتولّد في النجف سنة 1141 ه والمتوفى في الحلة سنة 1211 ه، على مهاجرها آلاف التحية: و مما نقلتُه.....).

ثم يأتي بعد ذلك ديوان الشاعر، في قسمين؛ القسم الأول، ويحوي (27) قصيدة في آل بيت رسول اللّه عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، مع ملاحظة أن أول صفحة منه أخذت الرقم (2) وينتهي بالرقم (113)، وقد وُضعتْ أرقام الصفحات بخط الناسخ، وأكبر الظن أنه بدأ بالرقم (2) ؛ لأن الرقم (1) كان لصفحة عنوان الديوان قبل إضافة المقدمة التي أشرت إليها، وجاء في نهايته : (والحمد للّه، تم نقل هذه الفرائد على خطه رحمه اللّه على يد أقل الخطباء علي بن الحسين الهاشمي النجفي).

القسم الثاني: يتكون هذا القسم من (12) صفحة غير مرقمة، وقد وضعت عليها أرقام غير صحيحة بعد ترتيب الديوان الأصل، وتم ترقيم الورقات من رقم (1 إلى 7 )، ويحوي هذا القسم سبع قصائد من المواليا، وجاء في أوله: (في ما يتعلق بمدح أهل البيت بلسان أهل عصره).

والمدقق في حالة المخطوط يلاحظ أن العمل الأول في كتابة قصائد الديوان وترقيم الصفحات من دون مقدمة ومن دون قسم ثان للقصائد العامية كان عملاً مستقلاً، وجاءت إضافة المقدمة والقسم الثاني لاحقاً على العمل الأول.

ورمزنا لها بالحرف (ب).

لقد أراد النجفي أنْ يجمع أخبار الشاعر وشعره - الفصيح والعامي - في كتاب

ص: 100

واحد، وهذا ما حصل، فأدخل أولاً المقدمة التي صنعها السماوي، ثم ما نسخه هو من مخطوطة الشاعر، مع العلم أن في هذه المقدمة شعراً لم يرد في شعر الشاعر.

****

لقد رأينا اختلافات كثيرة بين مخطوطتي الديوان، تجاوزت الكلمة أو الكلمتين إلى الأبيات، ومن ثمَّ رجّحنا أن مصدر الخلاف هو الشاعر نفسه، لاعتماد ناسخي المخطوطتين على خطه.

وقد استطعنا العثور على ثلاثة أبيات غير موجودة في المخطوطتين، وردت في بعض مصادر ترجمته.

منهج التحقيق

1 - نَسْخ المخطوطتين وفقاً للرسم الحالي، وعدم التقيّد برسم الناسخين، فعلى سبيل المثال رُسِمت الهمزة ياء، فأعدناها إلى أصلها؛ حقايقها = حقائقها، ضامياً= ضامئاً...

2- الاعتماد على مخطوطة (أ) في تحقيق نصّ الديوان، كونها الأقدم، فضلاً على أنها تزيد (42) بيتاً على النسخة (ب).

3- إهمال تحقيق مقدمة مخطوطة (ب)؛ لأنها ليست من صلب الديوان، ولكنني استفدت منها في الدراسة، وكذلك أهملنا القسم الثاني منها، كونه خاصاً بالقصائد العامية (المواليا)، وهذا القسم قد أهمله السماوي في مخطوطته أيضاً. وقد نشرناه في کتاب خاص سنة 2009م.

4 - أثبتنا (ملحقاً) في نهاية الديوان ضمَّ الأبيات التي لم ترد في المخطوطة (أ) مما

ص: 101

ورد في (ب) وكتاب (البابليات)، وهي في 16 بيتاً وشطر واحد، أوردناها على حروف المعجم، وهي ليست في آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).

4- ترقيم القطع الشعرية للشاعر ترقيماً تصاعدياً، كي يسهل الرجوع إليها في الدراسة، مع ترقيم أبيات كلّ قصيدة أو مقطعة.

5- في موضوع الدراسة أشرت للبيت برقم القصيدة أولاً، ثمّ خط مائل (/)، ثمّ رقم البيت لكي يسهل الرجوع إليه في القصيدة.

6 - تفسير المفردات التي تحتاج إلى إيضاح بالرجوع إلى المعاجم المختصة بذلك.

7- ضبط نص الديوان ضبطاً كاملاً، يعين القارىء على سلامة نطقها اللغوي.

8- إثبات اسم البحر لكلّ قصيدة أو مقطعة، مع بيان اسم القافية.

9 - التعريف بالأعلام والمواضع وما يتصل بها، ونظراً لكثرة تكرار أسماء الرسول الأكرم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وأسماء الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) لم أدرج أسماءهم الكريمة في

الجداول.

10 - إثبات اختلاف الروايات بين مخطوطتي الديوان، مع إيراد الاختلافات بينهما وبين المصادر والمراجع التي أوردت نصوصاً من شعره.

11 - لاحظتُ وجود أخطاء في نص المخطوطتين تكسر الوزن، وأخطاء أخرى في الرسم، وقد وضعتها في المتن كما وردت ونبهتُ على صوابها - أو ما رجَّحته - في الهوامش.

12 - تمَّ حذف أبيات كثيرة وردت في الديوان لأسباب أَهمها؛ خشية أن تؤول

ص: 102

على أنها تمس هذا الطرف أو ذاك، وقد أشرتُ إلى أماكنها، وقد بلغت الأبيات المسقَطَة (164) بيتاً.

13 - إثبات صفحات مصوّرة من المخطوطتين، لِما لذلك من دلالةٍ علمية.

14 - صُنع فهرس القوافي الديوان.

15 - صُنع فهرس للأعلام.

16 - صُنع فهرس لأسماء البلدان والأمكنة.

17 - صُنع فهرس للآيات القرآنية.

18 - صُنع فهرس للأحاديث النبوية.

ص: 103

الصورة

ص: 104

الصورة

ص: 105

الصورة

ص: 106

الصورة

ص: 107

الصورة

ص: 108

القسم الثاني: الديوان مُحَقَّقاً

اشارة

ص: 109

ص: 110

ديوان السيد سليمان بن داود الحسيني الحلي المتوفى سنة 1211 ه المختص بأجداده الطاهرين عليهم الصلاة والسلام

ديوان السيد سليمان بن داود الحسيني الحلي المتوفى سنة 1211 ه المختص بأجداده الطاهرين عليهم الصلاة والسلام (1)

[1]

قال الفاضل السيد سليمان رائياً الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) :(2)

[من الكامل والقافية من المتدارك ]

1. أَيلامُ فِي أَحْزَانِهِ وَ بُكَائِهِ***مَن كَانَ مِثْلِيَ فِي عَظِيْمِ بَلائِه ؟ (3)

2. حقَّ لمثليَ أَنْ يَشَيْبَ دُمُوعَهُ***بِدَمِ الفُؤَادِ لجُرْمِهِ وَخَطَائِهِ (4)

3. خَدَعَتْنِي الدُّنْيَا بِطُولِ غُرورِها***والنَّفْسُ والشَّيْطَانُ عِندَ نِدائِهِ

فَأَجَبْتُهُ وعَصَيْتُ جَبَّارَ السَّمَا***مَا العُدْرُ يَومَ سُؤالِهِ وَلِقَائِهِ ؟

ص: 111


1- في :(ب) (ديوان السيد سليمان بن السيد داود بن السيد حيدر المتوفَّى (رَحمهُ اللّه) سنة 1211ه. القسم الأول في مديح أهل البيت ومراثيهم (عَلَيهِم السَّلَامُ)).
2- في (ب): (قال موعظة بليغة ويخرج إلى رثاء الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
3- في (ب): (أيلام في حزن وطول بكائه***من كان مثلى أم بعظم عزائه).
4- الخَطَأُ والخَطاءُ: ضدُّ الصواب. (ينظر : لسان العرب: 65/1، مادة: خط.أ).

5. إِنْ قُلْتُ: لَمْ أَنْذَرْ، كَذِبْتُ وَإِنْ أَقُلْ:***لَم أَدْرِ، أَشْقَى فِيْ جَزِيْلِ عَطَائِهِ (1)

6. أَلهُو، وَلَمْ أَعْلَمْ مَكَانِيَ عِنْدَهُ***وَرَغِبْتُ عَنْ تَحذِيْرِهِ وَجَزائِهِ (2)

7. يَا للرِّجَالِ لِخَاطِئِ نَزَحَتْ بِهِ***عَنْ رَحْمَةٍ هَفَوَاتُهُ لِعَنَائِهِ (3)

8. أَفَكُلَّمَا يَبْيَضُّ شَعْرُ عِذَارِهِ(4)***تَسْوَدُّ صُحْفُ ذُنُوبِهِ بِخَطائِهِ؟

9. يا خَيْبَتِي يَومَ الْمَعَادِ وَشِقْوَتِي***يَا وَيْلَنَا مِن خَالِقِي وَبَلائِهِ

10. فَأَنَا غَرِيقُ بِحَارِ جُرمِ، حَامِلاً***عِبْءَ الذُّنُوبِ، مُقَيَّداً بِشَقَائِهِ

11. لم يَرْعَ وِحْدَةَ قَبْرِهِ بِتَوَرُّعٍ***لَمْ يَلْتَفِتْ لأَمَامِهِ وَوَرَائِه

12. هَذَا وَلَمْ أَرْقُبْ بِفِعْلِ عَظِيمَةٍ***مُنْشِي العِظَامِ، فَأَيْنَ حُسنُ رِضَائِهِ ؟ (5)

13. وَيْلاهُ مِنْ نَارٍ تُبَكِّي مَنْ بِهَا***بَدَلَ الدُّمُوعِ لِعُظمِهَا بِدِمَائِهِ

14. الْوَيْلُ مِنْ شُرْبِ الْحَمِيْمِ وَمَا لَهُ***فِيهَا حَميْمٌ يَوْمَ عُظْمِ صِدَائِهِ (6)

ص: 112


1- في (ب): (لَمْ أَنْدُرْ).
2- رَغِبَ فيه أراده ورغب عنه لم يرده (ينظر لسان العرب: 422/1، مادة: رغ.ب). الجَزاءُ: المُكافأة على الشيء. (ينظر : لسان العرب: 14/ 145، مادة: ج.ز.ي).
3- نَزَحَ الشيء : بَعُدَ. (ينظر : لسان العرب : 614/2، مادة: ن.ز.ح). العَنَاء: التعَبُ والنَصَب. (ينظر : لسان العرب: 1/ 231، مادة: ت.ع.ب).
4- العِذَارَان: العذاران من الفرس كالعارضين من وجه الإنسان. (ينظر: لسان العرب: 549/4، مادة: ع.ذ.ر)، أي المقصود جانبا اللحية.
5- الفعل أرقُبُ: من مراقبة الأعمال.
6- الشاعر يقتبس من قوله تعالى: «فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ» (الواقعة / 54). الحميم: الماء الحار، الحميم الثانية القريب. (ينظر : لسان العرب: 12/ 150، مادة: ح.م.م). صِداءٌ: جمع الصَّدَى، وهو شدَّةُالعَطَش. (ينظر : لسان العرب : 453/14، مادة: ص.د.ي). البيت فيه جناس تام جميل جداً وذلك بين حميم وحميم.

15. فَتَذَكَّر الأَغْلالَ يَا مَنْ دَابَهُ***فِعلُ القَبِيحِ وَتَابِعٌ لِهوَائِهِ (1)

16. وسَلاسِلَ الأَعْنَاقِ، كُلُّ ذَرْعُهَا***سَبعونَ حَامِيَةٌ بِنَارٍ قَضَائِهِ (2)

17. فِيهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ ليسَ تَر***حَمُ مَنْ شَكَا وَبَكَى عَظِيمَ عَنَائِهِ (3)

18. يَا وَيْلَنَا مِنْ (مَنکَر) و (نَكِيرِهِ) (4)***وَسُؤالِ عَامِلٍ ذَرَّةٍ لجَزَائِهِ

19. أَيْنَ المَنَاصُ ولا خَلاصَ مِنَ البَلا***إِلَّا بِسِبْطِ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَإِبَائِهِ (5)

20. السيّدُ الظَّمْآنُ والمَولَى الَّذِي***خُضِبَتْ كَرِيمَتُهُ بِفَيْضِ دِمَائِهِ (6)

21. يَا سَيِّداً ثُلَّتْ بِيَوْمِ مُصَابِهِ***أَرْكَانُ دِينِ اللّه عِندَ نَعَائِهِ (7)

22. يَا سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ يَا بْنَ الْمُرْتَضَى***يَا بَدرَتَمٍّ غَابَ غِبَّ ضِيَائِهِ (8)

ص: 113


1- في (أ): (وَرَأَيُهُ بهَوائه). الدَّابُ: العادةُ والشَّأْنُ. (ينظر لسان العرب: 368/1، مادة: د.أ.ب). الهَوَى: هوى النفس والجمع الأَهْوَاءُ وهَوي: أحبَّ. (ينظر : لسان العرب: 371/15، مادة: ه.و.ا).
2- قال اللّه تعالى: «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ» (الحاقة (32).
3- الشاعر يقتبس من قوله تعالى: «عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللّه مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» (التحريم /6).
4- في (ب): (ونكيرها).
5- المناص: الفرار، لاتَ حينَ مناص : ليس حين فرار. (ينظر لسان العرب: 7/ 102، مادة: ن.و.ص). البِلَا: الامتحان. (ينظر : لسان العرب: 83/14، مادة: ب.ل.ا).
6- خضبت من الخصّابُ وهو ما يختضب به من الحناء ونحوه (ينظر : لسان العرب: 357/1، مادة: خ.ض.ب).
7- ثَلَّه يَثُلُّه : أي هَدَمه. (ينظر لسان العرب: 89/11، مادة: ث.ل.ل).
8- غِبُّ الأَمْرِ ومَغَبَّتُه : عاقبته وآخره. (ينظر لسان العرب: 1/ 634، مادة: غ.ب.ب).

23. أَتَمُوتُ مَمنُوعَ الفُرَاتِ، وَتَعْتَدِي***وَحْشُ الفَلا رَيَّانَةً مِنْ مَائِهِ ؟ (1)

24. هَلْ يَعْلَمُ المَجْدُ المُنِيفُ بِمَنْ هَوَى***بِمُحَرَّمٍ وَثَوَى بِكَرْبِ بَلائِهِ ؟ (2)

25. هَلْ يَعْلَمُ الإِسْلامُ مَنْ هُوَ فَاقِدٌ***يَوْمَ (الطُّفُوْفِ)؟ لِيَبْكِ أَهَلُ وَلائِهِ

26. وَيْلاهُ مِنْ رُزِءٍ أَقَامَ بِمُهْجَةِ ال***هَادِي ضَني، والهفَتَا لِغَنَائِهِ (3)

27. لهفِي لَقَدْ نَحَرَتْ سُيُوفُ (أُمَيَّةٍ)***نَحْراً تُقُبِّلَ فِي تُقى لِنقَائِهِ

28. لهفِي لَقَدْ رَضَّتْ خُیولُ (أُمَيَّةٍ)***صَدْراً، تُدِينُ ذَوِي الْعُلَى لِعَلَائِهِ (4)

29. تِلْكَ الْمَصَاعِبُ فِي (الطُّفُوْفِ) تَذَلَّلَتْ***وَجِبَالُ حِلْمٍ دُكْدِكَتْ بِفَنَائِهِ

30. لهفي عَلَى آسَادِ حَرْبٍ صُرِّعَتْ***وتَجَرَّعَتْ كَأسَ الرَّدَى لِوِقَائِهِ

31. أَنْسَاكَ؟ يَا لَيْثاً يَرَى مُرَّ الرَّدَى***يَوْمَ الكَرِيهَةِ شَهْدَةٌ لِشِفَائِهِ

32. أَسَدٌ يَرَى الإِدْبَارَ عَاراً حَيْثُما***دَارَتْ كُؤُوْسُ الحَرْبِ فِي نُصَرَائِهِ (5)

33. أَفْدِي الوَحِيدَ ومَالَهُ مِنْ نَاصِرٍ***مَنْ لِي بِحُسْنِ فِدَائِهِ وَوِقَائِه (6)

ص: 114


1- في (أ): (ريانة بدمائه).
2- المُنيف: المُشرف. (ينظر : لسان العرب: 342/9، مادة: ن.و.ف). ثَوَى: أطال الإقامة. (ينظر : لسان العرب: 14 125 مادة: ث.و.ا).
3- فى (أ): (وا لهفتي). وَيْلٌ : كلمة مثل،وَيحٍ، إلّا أنها كلمة عَذاب. (ينظر : لسان العرب: 737/11، مادة: و.ي.ل) الرُّزْءُ المصيبةُ. (ينظر : لسان العرب: 85/1، مادة : ر.ز.أ). الضَّنَى : المرضُ. (ينظر : لسان العرب: 111/1، مادة: ض.ن.أ).
4- في (ب): (ذُرَى العُلَى).
5- في (ب): (عندما).
6- فى (ب) (وقائه وفدائه).

34. فَاغْتَالَهُ سَهُمُ الرَّدَى مُتَشَعباً***فِي القَلْبِ غَارَ فَغَاصَ فِي أَحْشَائِهِ (1)

35. فَهَوَى الجَوَادُ عَنْ الجَوَادِ مُكَبِّراً (2)***فَهَوَى أَثِيْلُ المَجْدِ فِي إهْوَائِهِ(3)

36. فَلْيَبكِ للإِيْمَانِ مَنْ هُوَ مُؤْمِنٌ***وَلْيَنْعَ لِلإِسْلامِ يَوْمَ عَزَائِهِ

37. فَغَدًا الحِصَانُ إِلى الحَصَانِ وسَرْجُهُ***مُتَنَكِّسٌ يَنْعَاهُ عِنْدَ نِسَائِهِ (4)

38. مِنْ كُلِّ حَاسِرَةٍ يُجَاذِبُهَا الرِّدَا***كَفُّ الرَّدِيِّ لِوَيْلِهِ وَرَدَائِهِ (5)

39. مَا بَيْنَ مَنْ جَزَّتْ بِغَيْرِ شُعُوْرِهَا***شَعْرَ النَّوَاصِي عَنْ جَوَى لِعَزَائِهِ

40.أَوْ بَيْنَ مَنْ هَتَكَتْ حَمَارَ صِيَانَةٍ***لمَصُوْنهَا وَتَهَيَّأَتْ لِبُكَائِهِ (6)

ص: 115


1- فى (ب): (غَاصَ فَعَارَ ). كثيرة هي الجراحات التي أُصيب بها الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولكن سبب سقوطه من ظهر جواده كان سهماً رماه به خِولِّي بن يزيد الأصبحي (لعنه اللّه) في صدره وخرج من ظهره فأرداه صريعاً (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ويقال إن الذي رماه بالسهم هو قُدامَة العامري لعنة اللّه عليه. (ينظر : مقتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) المنسوب لأبي مخنف 92-93).
2- الجواد: الرجلُ الكريم والجواد: الحِصان يستخدم في الحرب والفروسية.
3- في (ب): (فَهَوَتْ أَعَالي المَجدِ). يقول الشاعر: بسقوط الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من ظهر جواده وإهوائه إلى الأرض سقطت المعالي والقيم السامية وهوى المجد المنيف بإهوائه.
4- الحِصان: الجواد والحَصَان المرأة العفيفة. (ينظر : النهاية في غريب الحديث: (1297). يقول الشاعر: إنَّ جواد الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) اتجه نحو مخيم الحسين الذي لم يتبق فيه إلَّا النساء والأطفال، وهو مائل السرج بعد سقوط الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) من على ظهره، وكأنه ينعى الحسين إلى عياله. (ينظر: ينابيع المودة: 85/3).
5- فى (ب): يأتي البيت برقم (42).
6- فى (أ) (وتهتكت).

41. أَوْ بَيْنَ مَنْ خَشَتْ لِفَقْدِ وَجِيْهِهَا***وَجْهاً يُعِيرُ الشَّمْسَ حُسْنَ ضِيَائِهِ

42. أَو بَيْنَ ثَاكِلَةٍ يُعَالِجُ حُلْيَها***عِلْجٌ بِقَسَوَةِ قَلْبِهِ وَشَقَائِهِ (1)

43. لَمْ أَنْسَ ( زَيْنَبَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إذ تَقُولُ بِحُرْقَةٍ:***أَأُخَيَّ يَا مَنْ قَدْ قَضَى بِظَمائِهِ

44. يَا بَدْرَنَا وُوريتَ بَعْدَكَ مالَنَا***بَدرٌ فَيَهْدِينَا بِنُورِ سَنَائِهِ (2)

45. يَا كَهْفَنَا وَلَقَدْ هَوَيْتَ فمَالَنا***كَهْفٌ نَلُوذُ وَنَحْتَمِي بِحِمَائِهِ (3)

46. يَا وَاحِدِي كُنْتَ المُعَدَّ لِشِدَّتِي***وَشِفَاءَ قَلْبِي عِنْدَ فَقْدِ دَوَائِهِ (4)

47. أَأُخَيَّ هَا سِتْرِي عَلَيْكَ هَتَكْتُهُ***وَبَذَلْتُ وَجْهِي بَعْدَ صَوْنِ حَيَائِهِ

48. أَأُخَيَّ كَيْفَ الدَّمْعُ يُبْرِدُ غُلَّتِي***وَالقَلْبُ مُخْتَرِقٌ بِنَارِ عَزَائِهِ

49.يَا لَيَثَ غَابِ غَابَ غِبَّ فَرَاسَةٍ***أَشَبَالُهُ ضَرْعَى إلى أَعْدَائِهِ (5)

ص: 116


1- البيت فيه جناس مطلق بين: يعالج، وعلج. العِلْجُ: الرجل الضخم من الكفّار. (ينظر : لسان العرب: 326/2، مادة: ع.ل.ج). بعد مقتل الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) المباشرة اتجه جيش عمر بن سعد إلى مخيّم الحسين يحرق الخيم وينهب ما هو موجود فيها، والقصص عن ذلك مروعة، وحتى حلي النساء نزعت منها ونهبت ولم يُترك شيء.(ينظر : شرح إحقاق الحق: 688/33).
2- السَّناء: المجد والشرف، والسَّنا سَنا البرقِ وهو ضوؤه. (ينظر : لسان العرب: 403/14، مادة: س.ن.ا).
3- حَامَيْتُ عنه مُحاماة وحماء : مَنَعْتُ عنه. (ينظر : لسان العرب : 197/14، مادة: ح.م.ا).
4- تستمر زينب (عَلَيهَا السَّلَامُ) في تأبين أخيها الحسين سلام اللّه عليهما قائلة له: كنت ذخري لشدّتي ودوائي وشفائي من علّتي فمن لي بعدك؟
5- فى البيت جناس مطلق غاب، غاب غب. يصور لنا الشاعر حالة عيال الحسين وأطفاله وأيتامه وإن لم يكونوا أطفاله هو فأبناؤه قد قتلوا في المعركة حتى عبد اللّه الرضيع ولم يبقَ إلا النساء والعليل زين العابدين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لكنهم أطفال إخوته وأنصاره، هؤلاء الأطفال يتوسلون ويتضرعون -كما يقول الشاعر- بالعلوج الظلمة جيش عمر بن سعد من شدة ما عانوه من آلام ومآسٍ وفقدان الناصر.

50. أَبَنَاتُ بَيْتِ الوَحْيِ تُسْبَى حُسَّراً***يَلْطِمْنَ فِي جَزَعِ عَلى أَبْنَائِهِ

51. وَإمَاءُ بَيْتِ الْفِسْقِ تَسْقِي رَبَّهُ***خَمْراً وَتَكَنَفُ فِي مَنْعِ حِمَائِهِ(1)؟

52. وَمَنَازِلُ التَنْزِيلِ فِي أَعْلامِهَا***قَفْرًا مَعَالِمُهَا خَفَتْ لِخَفَائِهِ

53. يُسْرَى بِهِمْ أَسْرَى وَرَأْسُ إمَامِهِمْ***فَوْقَ السِّنَانِ أَمَامَ ظَعْنِ نِسَائِهِ (2)

54. يَمْشِينَ والأَعْنَاقُ تُلْوَى نَحْوَهُ***فَقُلُوبُهَا وَعُيُونُا بِفِنَائِهِ (3)

55. عَارِ، كَسَتهُ السَّافِيَاتُ مَلابِساً***مِنْ بَعْدِ سَلْبٍ قَمِيصِهِ وَرِدَائِهِ (4)

56. يَا لَلرِّجَالِ لِسَيِّدِ غَدَرَتْ بِهِ***فُسَقَاءُ دَهْرِ الغَدْرِ مِنْ أُمَرَائِهِ

57. مَولى سَقَتْهُ الحَتْفَ أُمَّةُ جَدِّهِ***مِنْ بَعْدِ بَيْعَتِهِ وَعَقْدِ وَلائِهِ

58. خَطْبٌ تَصَدَّعَت الصُّحُورُ لِذِكْرِهِ***أَسَفًا، ويَفْنَى العُمْرُ قَبْلَ فَنَائِهِ

59. يَا بِئْسَمَا خَلَفَتْ أُمَيَّةُ) (أَحَمداً)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***في قَتْلِ عِتْرَتِهِ وسَبْيِ نِسَائِهِ (5)

60. واللّه مَا سَنَّ العَدَاوَةَ فِيهُمُ***إِلَّا الذي قَدْ حَلَّ عَقْدَ إِبَائِهِ (6)

61. رُكْنُ الفَسَادِ وَكَعْبَةُ الفِسْقِ الذي***جَحَدَ (النَّبِيَّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)وَشَكَ فِي إِنْبَائِهِ

62. نَغْلُ إِلَهُ الْعَرْشِ أَوْجَبَ لَعْنَهُ***وَهِجَاءَهُ فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ

ص: 117


1- كنفه: ضمّه إليه وجعله في عياله. (ينظر : لسان العرب: 308/9، مادة: ك.ن.ف).
2- فى (أ): (يسرى بها).
3- فى (ب): (فطلوبها وعيونها). فناء الدار : ما امتدَّ من جوانبها. (ينظر : لسان العرب: 164/15، مادة: ف.ن.ي).
4- السافيات: الرِّياحُ التي تذر التُّرابَ. (ينظر : لسان العرب 388/14، مادة: س.ف.ا).
5- العِترةُ: الرَّهْطُ :(ينظر : لسان العرب: 305/7 مادة ر.ه.ط).
6- الإِباء: أشدُّ الامتناع. (ينظر : لسان العرب: 417/15، مادة: أ.ب.ي).

63. يَا (آلَ أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْتُمُ سُفنُ النَّجَا***لَمنْ التَجَا مِنْ ذَنْبِهِ وَخَطَائِهِ (1)

64. لا تُقْبَلُ الطَّاعَاتُ إلّا فِيكُمُ***يَا خَيْرَ مَنْ يَهْدِي بِنَهْجِ هُدَائِهِ(2)

65. واللّه مالي في المَعَادِ تِجَارَةٌ***تُنْجِي مَنَ النَّبِرَانِ عَنْدَ لِقَائِهِ

66. إلا ولاكُمْ يَا حِمَايَ وَعُدَّتِي***في شِدَّتِي في الحَشْرِ يَوْمَ بَلائِهِ(3)

67. فَبَذَلْتُ للْتُ كُلِّ قَرِيحي في نَصْرِكُمْ***يَا رَاحمِي مِثْلِي لِعُظم شَفَاتِهِ

68. فَعَسَى سُلَيْمَانُ يَفُوزُ بِمَدْحِكُمْ***لا خَيَّبَ الرَّحْمَنُ عُظْمَ رَجَائِهِ (4)

ص: 118


1- في (ب): (عن ذنبه). قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): "اعلموا أنَّ الدنيا بحرٌ عميق قد غرق فيها خلق كثير وأنَّ سفينة نجاتها آل محمد علي هذا وولداه ". ينظر : بحار الأنوار 242/17.
2- في (ب): (لم تقبل). الشاعر يتصرف بالمفردة فيقول: هدائه يقصد هداه.
3- في (ب): (عند بلائه).
4- في (ب): (عَقْدَ وَلائِهِ).

[2]

وقال مادحاً أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومستصرخاً إياه بأمر مهم عرض له، ومستغيثاً به (عَلَيهِ السَّلَامُ):(1)

[ من الطويل والقافية من المتدارك ]

1. ظُهُورُ المَعَالِي فِي ظُهُورِ النَّجَائِبِ***ونَيْلُ الأَمَانِي بَعْدَ طَيِّ السَّبَاسِب(2)

2. وهَجْرُ الفَتَى دَارَ الهَوَانِ احْتِشَامُهُ***وإِنْ كَانَ فِي التَّشْخِيصِ سَدُّ الْمَذَاهِبِ (3)

3. فَكَيْفَ وفي الأَسْفَارِ إسْفَارُ ظُلْمَةٍ***وإِكْمَالُ آدَابٍ ونَيْلُ مَطَالِبِ؟

4. فإِنَّ الفَتَى كَالْعَضْبِ(4) فَارَقَ غِمْدَهُ***فَبَانَ وَبَانَ الفَضْلُ بَعْدَ التَّجَارِبِ

ص: 119


1- في (ب): (وله رحمه اللّه مادحاً بها أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومستصرخاً به لأمر مهم عرض له). التخريج البابلیات 1 / 192 - 193، شعراء الحلة: 30/3-32، أدب الطف: 43/6-44، علي في الكتاب والسنة والأدب : 4/ 352، الأبيات: (1، 24، 29، 30، 31، 32، 36، 37، 38، 39، 43، 44، 45، 69، 75) والبيت الأخير لم يرد في المخطوطتين.
2- النَّجائِبُ: جمع نجيب وهي الكرام من الإبل والخيل. (ينظر : لسان العرب: 748/1، مادة: ن.ج.ب) السَّبْسَبُ: القَفْرُ والمَفازة، والأرضُ المُسْتَوِيَةُ البَعيدَةُ. (ينظر لسان العرب: 460/1، مادة: س.ب. س. ب)
3- في (ب): (وإن كافي). الاحتشامُ: التَّغَضُّب، والحشمة الحياء والانقباض. (ينظر : لسان العرب: 135/12، مادة: ح.ش.م).
4- العضب : السيف القاطع. (ينظر : لسان العرب: 609/1، مادة: ع.ض.ب).

5. فَدَعْ دَارَ ضَيْمٍ دَبَّ فِيكَ اهْتِضَامُهَا***كَمَا دَبَّ فِي الْمَلسُوْعِ سَمُ العَقَارِبِ

6. ولا تَأْسَ بَعْدَ الخَسْفِ يَومَ فِرَاقِهَا***(عَلَى مِثْلِهَا مِنْ أَرْبَعٍ وَمَلَاعِبِ)(1)

7. عَلَى مَ احْتِمالُ الصَّيمِ إِنْ ذَلَّ جَانبٌ***فَمَا تَرْتَجِيْهِ بَعْدَ ذِلَّةٍ جَانِبِ ؟ (2)

8. فَصَاحِبُ ظُهُورَ العِيْسِ عَنْهَا، إِلى مَتَى***تُعَلَّلُ فِيهَا بِالظُّنُوْنِ الكَوَاذِبِ ؟ (3)

9. مَتَى شِمْتَ فِيهَا مُنْكَراً مِنْ نَزِيْلِهَا***بُلِيْتَ بِهَا في عَاتِبٍ ومُعَاتِبِ

10. مَتَى تَملُكُ السُّلْوَانَ بَيْنَ ظُبَاتِهَا***إِذَا نَظَرَتْ عَيْنَاكَ بِيْضَ التَّرَائِبِ ؟ (4)

11. وهَلْ تَحْفَظُ القَلْبَ الذي زَادَ وجُدُهُ***بِرَشْقَةِ سَهُم مِنْ قَسِيُّ الحَوَاجِبِ ؟ (5)

12. فَمَا السُّمْرُ فِي حَرْبِ كَسُمْرِ كِعَابِهَا***وَلا البيضُ فِيهَا مِثْلُ بِيضِ الكَوَاعِبِ (6)

ص: 120


1- تضمين صدر بيت من قصيدة لأبي تمام قالها في مدح أبي دلف العجلي، وتمامه: (أُذيلت مصونات الدموع السواكب). (ينظر : شرح الصولي لديوان أبي تمام (276/1) الخسف الذل. (ينظر : لسان العرب : 67/9، مادة: خ.س.ف).
2- في (أ ) : (علام)، في (ب): (تحترجيه).
3- في (ب): (إلا) متى).
4- السلوان: التسلية والصبر. (ينظر : لسان العرب: 394/14، مادة : س.ل.1). ظُبَةُ السيف : طَرَفه. (ينظر : لسان العرب: 568/1، مادة: ظ.ب.ب). الترائب: موضع القلادة من الصدر. (ينظر : لسان العرب: 230/1، مادة: ت.ر.ب).
5- القَسي: جمع القوس الوجد: ما يجد في صدره من حرارة أو مرارة أومعاناة.
6- في (ب): (فَلا السُّمْرُ مِثْلُ السُّمْر يَومَ شُرُوعِهَا***وَلا البيضُ رَوْعَ مثل بيضِ الكَواعِب) الكواعب: جمع كاعب، وهي الجارية التي نَهَدَ ثَدْيُها. (ينظر : لسان العرب: 717/1، مادة: ك.ع.ب). البيت فيه جناس تام جميل جداً ذلك بين السمر وهي الجواري الجميلة والسمر الثانية وهي الرماح، والبيض الأولى السيوف والثانية الجواري.

13. وَلَيْسَ الظُّبَى مِثْلَ الظُّبَا فِي بَرِيقِهَا(1)***وإِنْ كَانَ يَومَ الرَّوعِ تَرْمِي بِحَاصِبِ

14. وَلَيْسَ أُسُودُ الغَابِ عِنْدَ افْتِرَاسِهَا***لِشِلْوِكَ يَوْماً مِثْلَ سُودِ الذَّوَائِبٍ(2)

15. إذا طَعَنَتْ تِلْكَ الطَّعَائِنُ خِلْتهَا***بُدُوراً تجلَّتْ فَوْقَ تِلْكَ الرَّكَائِبِ (3)

16. وَتَهْزَأُ بِالغُصْنِ الرَّطِيبِ إِذَا انْثنَتْ***وإِنْ أَسْفَرَتْ أَزرتْ بِنُورِ الكَوَاكِبِ (4)

17. وَما الرُّوضُ يَحْكِي حُسْنَهَا وَجَمَالهَا***وإِنْ كَانَ يَومَ الغَيْثِ جَمَّ العَجَائِبِ (5)

18. أحَادِي السُّرَى رِفقاً بِمُهْجَةِ وَالِهِ***تَنَاهَبَهَا فِي السَّيْرِ أَيْدِي الرَّكَائِبِ (6)

19. فَمالي إلّا عُظْمُ شَوْقِي مَطِيَّةً***وَلا زَادَ لي غَيْرُ الدُّمُوع السَّوَاكِبِ

ص: 121


1- وهنا بين الظَّبى: وهى السيوف والظِّبا جمع ظبي جناس مطلق.
2- الذّوائِبُ: جمع الذُّؤابة وهي مَنْبتُ الناصية من الرأس. (ينظر : لسان العرب: 377/1، مادة: ذ.أ.ب). البيت فيه جناس مُطرَّف ذلك بين سود وأسود.
3- في (ب) (بدوراً تجلى). الظعائن: جمع الظعينة وهي الجمل يُظْعَنُ عليه والظَّعينة الهَودج تكون فيه المرأة أو لم تكن، وسميت النساء ظَعائن لأنَّهنَّ يكن في الهَوادج. (ينظر : لسان العرب: 270/13، مادة: ظ.ع.ن).
4- في (أ): (تمسخر بِالغُصْنِ الرَطِيبِ إذا انثَنت***وتهزأ إن تسفر بِنُورِ الكَوَاكِبِ)
5- فى (ب): (ولا الروضُ ضَاهَى حُسْنَهَا فِي ابتسامها).
6- الركائب: هي الإبل التي يُسافَرُ عليها وتُحمَل عليها المَحامِلُ. (ينظر : لسان العرب: 428/1، مادة: ر.ك.ب). في (أ) (النجائب). الحَدْوُ والحداء: سَوْقُ الإبل والغناء لها. (ينظر : لسان العرب: 168/14، مادة: ح.د.ا).

20. تَرَفَّقُ رَعَاكَ اللّه إِنِّي مُحِبُّكُمُ(1)***وَعَنْ حَيّكُمْ يَا جِيرَتِي غَيْرُ رَاغِبِ

21. وَعُجْ بِي عَلَى أَطْلالِ دَارٍ عَهِدْتُها***مَعَاهِدَ جُودٍ يَومَ بُخْلِ السَّحَائِبِ (2)

22. دِيَارٌ بِهَا كَم شِيدَ لِلْمَجْدِ رُكْنُهُ***بِسُمْرِ الْقَنَا وَالمَاضِيَاتِ القَوَاضِبِ (3)

23. رُبُوعُ يَمِيرُ الرَّافِدَيْنِ رَبِيعُهَا***سَحَائِبُ جُوْدِ عِنْدَ بَذْلِ الرَغَائِبِ (4)

24. مَهَابِطُ وَحْيِ اقْفَرَتْ وَتَنَكَرَتْ***مَعَالِهَا مِنْ فَادِحَاتِ المَصَائِبِ (5)

25. مَلاذُ عُفَاةٍ غَيَّرَتُها يَدُ البِلَى***وَأَدْلَي لَهَا صَرْفُ الرَّدَى بِالمَعَاطِبِ (6)

26. بِهَا مِنْ رَسُولِ اللّه فِتْيَانُ نَجْدَةٍ***وَأُسْدُ عَريْنِ فِي الصُّرُوفِ اللَوَازِبِ (7)

27. فَأَسْيَافُهُمْ مِنْ طُوْلِ كَرٍّ وسَطوَةٍ***(بِهِنَّ قُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ) (8)

ص: 122


1- في (ب): (إِنِّي عَنْكُمْ).
2- عج بي: اتجه بي.
3- في (أ): (كم شيد المجد).
4- یمير :أهله يجلب لهم الطعام. (ينظر : لسان العرب : 188/5، مادة: م.ي.ر).
5- هذه الدور هى دور آل الرسول عليه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كانت مهبطاً للوحى حينما كان ينزل على الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وهو فيها بين ظهراني أهل بيته الكرام ولكن هذه الدور أُقفرت بعد وفاة الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حلَّ بعده على أهله من المصائب والويلات.
6- في (ب): (ربوع عفاة). العفاة : جمع العافي وهو طالب المعروف. (ينظر : لسان العرب: 72/15، مادة: ع.ف.ا).
7- في (ب): (وَلَمْ يَثبتوا إلا بِمَوقِفِ ضَارِبِ). فتيان نجدة : الفتيان الشجعان الذين يسرعون لإغاثة المستغيث بهم. صَرْفُ الدَّهْر : حِدْثانُه ونَوائبه. (ينظر : لسان العرب: 189/9، مادة: ص.ر.ف). اللَّزَبُ: الضَّيِّقَ، اَللَّرْبةُ : السُّدَّةُ. (ينظر لسان العرب: 738/1، مادة: ل.ز.ب).
8- في (ب): (من غب). العجز تضمين لعجز بيت للنابغة الذبياني في مدح النعمان بن المنذر وصدره ولا) عيب فيه غير أن سيوفهم)، (ينظر: ديوانه: 60).

28. وَكَمْ مِنْ جِيَادٍ فِي الوَغَى جَادَ كَرُّهَا***عَلَيْهَا كُمَاةٌ مِنْ (لُؤَيَّ) بِنِ (غَالِبِ)

29. لَقَدْ أَوْجَبَتْ أَيُّ الكِتَابِ وِدَادَهُمْ***وَوِدُّ سِوَاهُمْ لَو زَكَا غُيرُ وَاجِبِ (1)

30. همْ مِنْ (عَليَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) آية اللّه آيةٌ***سَمَتْ بِهِمُ فِي الْفَخْرِ أَعْلَى المَرَاتِبِ (2)

31. هُوَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى حَوَى أَيَّ عِصْمَةٍ***هُوَ الآيَةَ الْكُبْرَى رَقَى أَيَّ غَارِبِ (3)

32. فَلَوْ لَمْ يَكُنْ خَيْرَ الوَرَى وَإِمَامَهَا***لَمَا جَازَ أَنْ يَرْقَى خَيَارَ المَنَاكِبِ (4)

33. وَلَو لَمْ يَكُنْ سَيْفَ النُّبُوَةِ لَمْ تَقُمْ***لهَا حُجَّةٌ مَا(5) بَيْنِ تِلْكَ المَذَاهِبِ

34. ولَو لَمْ يَكُنْ يَومَ الغَدِيْرِ مُؤمَّراً***لِتَفْسِيرِ (بَلِّغ) كَانَ لَيْسَ بِصَائِبِ (6)

ص: 123


1- في (ب): (وود) سواكم).
2- في (ب): (فَحَازُوا به في الفَخْرِ).
3- في (ب): (هُوَ الآيةُ الكُبْرَى إِمَامُ ذَوِي النُّهَى***هُوَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى رَقَى أَيَّ غَارب) الغَارِبُ: ما بين السنام إلى العُنُق. (ينظر : لسان العرب: 642/1، مادة: غ.ر.ب).
4- في (ب): (ولو لم يكن). إشارة إلى رُقيّ الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) على منكب رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يوم فتح مكة للصعود على ظهر الكعبة المشرّفة لتكسير الأصنام. (ينظر : إعلام الورى بأعلام الهدى: 186).
5- في (ب): (من بين).
6- قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّه لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» (المائدة / 67) تقول التفاسير إنَّ اللّه عز وجل أمر رسوله أن ينصب علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) ويخبرهم بولايته، فتخوّف رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يقولوا حابى ابن عمه وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى اللّه عز وجل إليه هذه الآية. (ينظر : مجمع البيان في تفسير القرآن: 344/3، مختصر تفسير الميزان: 148 تفسير القرآن الكريم للعلامة عبدالله شبر: 119، تفسير من هدى القرآن: 429/2).

35. وَلَو لَمْ تُفَسَّرْ فِيْهِ (أَكْمَلْتُ دِينَكُمْ)***لَعَابَ عَلَيْنَا قَوْلَنَا كُلُّ عَائِبٍ (1)

36. وَلَو لَمْ يَكُنْ مَوْلَى الوَرَى مِثْلَ حَيْدَرٍ***(فَمَا هُوَ إِلَّا حُجَّةٌ للنَّوَاصِبٍ) (2)

37. إذا قُلْتُ: نَفْسُ المُصْطَفَى كُنْتُ صَادِقاً***وَإِنْ قُلْتُ: عَيْنُ الله، لَسْتُ بِكَاذِبِ (3)

38. وَلَمْ يُرَ فِي يَومِ الوَغَى غَيْرَ ضَاحِكِ***وَلَمْ يَقْفُ يَومَ الرُّوعِ آثَارَ هَارِبِ

39. فَيَا خَيرَ مَنْ يُدْعَى لِكَشْفِ مُلِمَّةٍ***وَيَا خَيْرَ مَنْ يُرْجَى لِرَفْعِ النَّوَائِبِ (4)

40. فَدَيْتَ (رَسُولَ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِالنَّفْسِ وَاقِياً***وَعَدُّوْا لَهُ فِي غَارِهِ خَيْرَ صَاحِبِ

41. يَقِيهِ (أَمِيرُ المُؤمِنِينَ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) بِنَفْسِهِ***ويؤثِرُ قَومُ مَدْحَ نَسْجِ العَنَاكِبِ

ص: 124


1- لم يرد البيت في (أ). يشير إلى قوله تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً» (المائدة /3). ويذكر الطبرسي في (مجمع البيان في تفسير القرآن: 3/ 246) بسنده أنَّ رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لما نزلت هذه الآية قال: "الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية علي بن أبي طالب من بعدي وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله". (ينظر : مختصر الميزان 133، تفسير القرآن للسيد عبد اللّه شبر : 107).
2- العجز تضمين لعجز بيت للمتنبي، من قصيدة يمدح بها طاهر بن الحسين العلوي، وصدره: (إذا علويٌ لم يكن مثلَ طاهرٍ). (ينظر: دیوانه: 211).
3- في (ب): (فَإِنْ قُلْتُ نَفْس.... وَلَو قُلْتُ عَيْنُ). وهكذا جاء في (علي في الكتاب والسنة والأدب 353/4). قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): "خُلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام". (ينظر : العمدة لابن البطريق: 91).
4- في (علي في الكتاب والسنة والأدب : 353/4) : (ويا خير من يُدعى لدفع ملمة).

42. فَمَا أَنَصَفُوْهُ بَلْ عَمُوا عَنْ فَخَارِهِ***كَمَا أَخَّرُوهُ عَنْ عَظِيْمِ المَرَاتِبِ (1)

43. فَيَا مَنْ كِتَابُ اللّه جَاءَ مُؤكِّداً***مَوَدَّتَهُ فِي حِفْظِ وِدَّ الأَقَارِبِ (2)

44. وَفِي (هَلْ أَتَى) وَ(النَّجْمِ) جَاءَ مَدِيحُهُ***وَفِي (الطُّورِ) و(الأَعْرَافِ) ذَاتِ العَجَائِبِ (3)

45. وَيَا (4) خَيْرَةَ اللّه العَلِيِّ وَمَنْ لَهُ***مَنَاسِمُ مَجْدِ فَوْقَ أَعْلَى الكَوَاكِبِ (5)

46. فَلا فَضْلَ إِلَّا وَهُوَ فِيْهِ مُقَدَّمٌ***فَتَأْخِيْرُهُ فِي العَقْل أَشْنَا الغَرَائِبِ (6)

47. أَمَنْ كَانَ مَفْضُوْلاً كَمَنْ كَانَ فَاضِلاً***سَوَاءٌ وَذُوْ عَيْبٍ كَخَالِي الْمَعَائِبِ ؟ (7)

48. فَيَا شَنْعَةٌ عَمْيَاءَ تَاهَ بَصِيْرُهَا***مَنَاقِبُهُ قَدْ عُودِلَتْ بِمَثَالِبِ

ص: 125


1- في (ب): (عَظيمِ المَراكبِ).
2- ورد البيت في كتاب (علي في الكتاب والسنة والأدب : 353/4): (ويا من كتاب اللّه جاء مؤكداً). والآيات القرآنية الكريمة التي نزلت بحق آل البيت كثيرة منها: (الشورى /23).
3- يعدد الشاعر السور التي نزلت فيها آيات في حق علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فيبدأ بسورة (هل أتى) وهي سورة (الإنسان) أو (الدهر)، وفيها آيات كريمات تتحدث عن علي وفاطمة والحسن والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) قال تعالى: «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا*وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيما وَأَسِيرًا» (الإنسان 7 - 8). كان النذر بسبب مرض الحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) وقد عادهما جدهما رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فقال: "لو نذرت يا أبا الحسن على ولديك.... ". ينظر : مجمع البيان: 611/10، مختصر تفسير الميزان: 641، تبيين القرآن 599).
4- في (ب): (فيا خيرة).
5- مناسم : جمع مَنْسم : وهو طرف خفّ البعير. (ينظر : لسان العرب: 573/12، مادة: ن.س.م
6- في (ب): (فتأخيره في العقد أشنى المعائب).
7- لم يرد البيت في: (ب).

49. لَقَدْ نَهَجَتْ نَهْجَ الضَّلَالِ بِغَيْهَا***وَقَدْ بَدَّلَتْ أُسْدَ الْوَغَى بِالثَّعَالِبِ (1)

50. مَتَى كُنتَ بالفُسَ (الرَّسُولِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُؤخَّراً***عَنِ الرُّتْبَةِ القصْوَى وَعَالِي المَنَاصِبِ

51. إذَا كُنْتَ أَيَّامَ (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)مُقَدَّماً***فَمِنْ بَعْدِهِ أَوْلَى بَأَعْلَى المَرَاتِبِ؟

52. وَمَنْ عَدَّ لِلْهَادِي (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)خَلِيفَةً***فَقَدْ عَدَّ نَقْصاً فِيْهِ غَيْرَ مُنَاسِبٍ (2)

53. فَمَنْ نُصَّ في يوم الغَدِيرِ بِحَقِّهِ***وَمَنْ خُص (بالزهراء)(عَلَيهَا السَّلَامُ) أُمّ الأطايب؟ (3)

54. وَمَنْ عَبَدَ الرَّحْمَانَ غَيْرُ مُرَاقِبٍ***وَلا بِجِنَانِ فِي القِيَامِ بِرَاغِب ؟ (4)

55. وَلاؤُكَ يَا خَيْرَ الوَرَى خَيْرُ مَغْنَمٍ***أُسَالِمُ فِيهِ الخَصْمَ وَهُوَ مُحَارِبِي

56. لَئِنْ جِئْتُ فِي كلِّ الذُّنُوبِ وَحُبِّهِ***فَإِنِّي يَوْمَ الْحَشْرِ غَيْرُ مُحَاسَبِ (5)

ص: 126


1- في (ب): (لقد ركبت).
2- في (ب) (للهادي سواك).
3- في (أ، ب) : (الأطائب)، وهو خطأ في رسم الکلمة.
4- في (ب): (وَمَنْ عَابِدُ اللّه لَيْسَ برَاغِبٍ***بِجَنَّاتِهِ مِنْ نَارِهِ غَيْرُ رَاهِبِ) يقال: راغبٌ فيما عندَ اللّه وراهبُ من عذابه. (ينظر : لسان العرب: 422/1، مادة: رغ.ب). قالَ أمير المؤمنين على (عَلَيهِ السَّلَامُ) "واللّه ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك". (ينظر : كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء: 16/1، العروة الوثقى: 435/2، مستمسك العروة الوثقى : 463/2).
5- في (ب): (وإنْ جِئْتُ). إذا علمنا أن السيد سليمان بن داود رجل عقائدي وهو عالم وأديب إذاً يجب أن لا يؤخذ كلامه بمعناه الظاهري، في هذا البيت الحب بمعنى الولاية وولاية العالم العارف للإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) العصمة من الذنوب والمعاصي، فهما نقيضان لا يجتمعان في قلب رجل واحد، قال تعالى: «إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالمُنكَرِ» (العنكبوت (45)، وفي بعض أوجه تفسير هذه الآية المباركة يقال : إن الصلاة التي لا تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر ليست بصلاة، فالولاية التي لا تمنع الموالي عن المعاصي ليست بولاية حقيقية.

57. وَمَهْمَا عَصَيْتُ اللّه عِنْدَ وَلائِهِ***فَإِنِّيَ عندَ اللّه غَيْرُ مُعَاتَبٍ (1)

58. وَمَنْ عَبَدَ الْبَارِي بِغَيْرِ وِدَادِهِ***فَذَلِكَ عِنْدَ اللّه أَخْيَبُ خَائِبِ (2)

59. فَلَمْ تُدْرِكَ الأَوْهَامُ وَصْفَكَ سَيِّدِي***وَلَمْ تُخْصِ كُلُّ الخَلْقِ عُشْرَ المَنَاقِبِ (3)

60. لَئِنْ كُنْتَ مَعْرُوفاً جُهَلْتَ، وإِنْ تَكُنْ***بَعِيداً فَعِنْدَ البُعْدِ لَسْتَ بِغَائِبِ

61. فَكَمْ ظَهَرَتْ آيَاتُ فَضْلِكَ للوَرى***بِتَكْلِيْمِ أَمْوَاتٍ وَإِسْلَامِ رَاهِبٍ (4)

62.أَقَلُّ الْمَزَايَا أَنْ تُجِيرَ حَمَامَةً***وَقَدْ جَاءَ ذَاكَ الصَّقْرُ دَامِي الْمَخَالِبِ (5)

ص: 127


1- هذه هي القضية الأولى نفسها، فلا يمكن أن يعصي اللّه من يتولى الإمام علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ففي اللحظة التي تولى فيها الإمام يكون قد تاب وترك المعاصي واستبصر وغُفر له بإذن اللّه تعالى، ولا يمكن أخذ القول على ظاهره ألا ترى قول اللّه تعالى: «وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ» (سبأ / 24) هل يمكن أن يؤخذ على ظاهره أم يجب معرفة القصد الحقيقى والغاية البعيدة منه؟
2- مسألة عقائدية أخرى يثيرها الشاعر هنا، فلا يمكن لمسلم يعتقد بالإسلام حقيقة أن يبغض الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فالقرآن والسنّة النبوية الشريفة تدعوان إلى حبّ علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) والتمسك به، فمن لم يحب علياً ومن يبغضه، فقد خرج عن الإسلام، واللّه سبحانه يقول: «وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» (آل عمران /85) وهذا هو الخائب.
3- قال عبد اللّه بن عباس (رض): (والذي نفس ابن عباس بيده لو كانت بحار الدنيا مداداً، وأشجارها أقلاماً، وأهلها كتاباً فكتبوا مناقب علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وفضائله من يوم خلق اللّه الدنيا إلى أن يفنيها فما بلغوا معشار ما آتاه اللّه تبارك وتعالى). (شرح إحقاق الحق: 101/4).
4- في (ب): (وقصة راهب). يشير الشاعر إلى قصة الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) مع الراهب شمعون في ديره في الشام والذي أسلم على يديه بعد أن تأكّد من خلال علمه من الكتاب أن علياً (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو وصى الرسول الموعود الذي يُظهر عين الماء.(راحوما). (ينظر : كتاب الفتوح: 556/2).
5- في (ب): (أقل مزاياه أجار).

63. وَأَصْغَرُهَا أَنْ يَعْصِيَ الْعَبْدُ ذُو الْوَلا***وَتَشْفَعُ فِيْهِ فَهُوَ غَيْرُ مُعَاقَبٍ (1)

64. وَيُلْزِمُنِي إِنْ بُحْتُ يَوْماً بِفَضْلِهِ***خِلافَ وَصَايَاهُ لِخَوْفِ الْعَوَاقِبِ

65. فَيَا عَالم الغَيْبِ الذي لا يَفُوتُهُ***قَدِيمٌ ولا آتٍ عَلَيْهِ بِعَازِبٍ(2)

66. فَمَا أَنْتَ إِلَّا أَنْتَ دُونَ إِلا هَنَا***وفَوقَ الوَرَى بَعْدَ (النَّبِيِّ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ابنِ (غَالِبِ )

67. أَثَالِثَ تَفْضِيلِ الوِجُودِ تَرَفَّعَتْ***صِفَاتُكَ عَنْ مَدْحِ لأَبْلَغَ خَاطِبٍ

68.أَقُولُ وَمَا غَالَيتُ إِنَّكَ عِلَّةَ ال***وجُودِ ولا رَاجِ ولا بِمُرَاقبِ

69. أَيَا جَدُّ مَنْ أَرْجُوهُ مِثْلُكَ مَوْئِلي***فَلَسْتُ لأَهْوَالِ الزَّمَانِ بِهَائِبٍ (3)

ص: 128


1- في (ب): (وأصغرها أن تعصي رباً مع الولا***فإنك عند اللّه غير معاقب) روى العياشي من عدة طرق: قال أبو جعفر الباقر اللّه في تفسير قوله تعالى «ثُمَّ اهْتَدَى» (طه/82): "إلى ولايتنا أهل البيت فواللّه لو أن رجلاً عبد اللّه عمره ما بين الركن والمقام، ثم مات ولم يجيء بولايتنا، لأُكبَّهُ اللّه في النار على وجهه". (ينظر : مجمع البيان: 39/7). وأما الشفاعة فقد أذنَ اللّه بها لمن رضى قوله فيها من الأنبياء والأوصياء والأولياء والصالحين والصديقين والشهداء. (ينظر : مجمع البيان: 50/7، من هدى القرآن: 230/7).
2- يُخبر أمير المؤمنين على (عَلَيهِ السَّلَامُ) أصحابه عن بعض المغيّبات بين الحين والآخر وقد سمعها وعلمها عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عن الوحي، من ذلك مثلاً عند مروره بطف كربلاء في طريقه إلى صفين استعبر وبكى وقال لأصحابه: "هاهنا يقتل ولدي الحسين". (ينظر : شرح منهاج الكرامة: 557/1)، وقال لابن عباس: "أتدري ما هذه البقعة؟ "قال: لا، قال: "لو عرفتها لبكيت بكائي" ثم قال: "مالي ولآل أبي سفيان؟" ثم التفت للحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقال : " صبراً بنيّ فقد لقي أبوك منهم مثل الذي تلقى". (ينظر: سيرتنا وسنتنا: 136، شرح إحقاق الحق: 293/27).
3- فى (ب) (ولست لأهوال (الزمان). وكذلك ورد البيت في كتاب (علي في الكتاب والسنة والأدب : 353/4): (ولست لأهوال). الموئل : الملجأ. (ينظر : لسان العرب: 715/11، مادة: و.أ.ل).

70. تَدَارَكْ أَبَا الْخَيْرَاتِ نَجْلَكَ إِنَّهُ***قَلِيلُ اصْطَبَارٍ عِنْدَ وَقْعِ المَصَائِبِ (1)

71. فَوَا عَجَباً هَلْ كَيْفَ تَرْضَى بِأَنِّنِي***أَضَامُ وَأَنْتُم عُدَّتِي لمآرِبِي (2)؟

72. أَتَرْضَى يَنَالُ الغيرُ بِالغَيرِ مَطلَباً***وأُخْرَمُ فِيكُم بُغْيَنِي ومَطَالِبِي (3)؟

73. شَكُوتُ وَمَا حَالِي عَلَيْكَ بِغَامِضٍ***وَلا أَنَا يَا ذُخْرِي سِوَاكَ بِنَادِبِ

74. فَإِنْ نَابَ فِيكَ الدّهرُ لَسْتُ بِخَائِفِ***نَوَائِبَهُ، أَو جَادَ لَسْتُ بِرَاغِبٍ (4)

75. فَخُذْهَا أَبَا الْأَطْهَارِ نَفْثَةَ مُغْرَمٍ***يُنَاجِيْكَ فِيهَا يَا سَلِيلَ الْأَطَابِبِ (5)

76. لَقَدْ قُلْتُهَا في لَيْلَةٍ لَيْسَ فَوقَهَا***فَزَانَتْ وقَدْ عَابَتْ عَلَى كُلِّ عَائِبِ

77. فَإِنْ أَطْمَعَ الأَقْوَامَ مَدْحُ سِوَاكُمُ***فَمَدْحُكَ فِي الدَّارَيْنِ أَوْفَى مَكَاسِبِي (6)

78. أَتَخْشَى (سُلَيمانُ) وجَدُكَ (حَيْدَرٌ)***لَهُ العَزْمَةُ الكُبْرَى بِكِلُّ النَّوَائِبِ (7)؟

ص: 129


1- في (ب) : ( أبا الهمات)، والبيت يأتي بعد بيتين أي برقم (72).
2- في (أ): (أضام وأنت الكهف في مأرب). في (ب): هذا البيت يأتي بعد بيتين أي برقم (73).
3- في (ب): (وَتَرْضَى).
4- في (ب): (لَسْتُ براهب). في (ب): هذا البيت يأتي برقم (71). ناب الدهر: أنزل نوائبه ومصائبه وجاد من الجود أو الكرم.
5- في (ب): (الأطائب). أبو الأطهار كناية عن أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) والأطهار أبناؤه الأئمة المعصومون (عَلَيهِم السَّلَامُ).
6- في (ب): (وإن أطمع).
7- في (ب): (لَهُ الهِمَّةُ الكُبْرَى وعَالِي المَنَاصِب).

79. سُرُورُكَ يَضْحَى بِالمُنَى غَيْرُ ذَاهِبٍ***وَحُزْنُكَ يُمْسِي بِالْهَنَا غَيْرُ آبِ(1)

80. فَصَلَّى عَلَيْهِ اللّه مَا ذَرَّ شَارِقٌ***وَمَا أَرْضَعَتْ رَوْضاً تَديُّ السَحَائِبِ (2)

ص: 130


1- في (ب): (فَإِنَّ سُرُورِي بِالمُنَى غَيْرُ آئبٍ***كَمَا أَنَّ حُزْنِي بِالأَسَى غَيْرُ ذَاهِب) آبَ من سفره: رجع والإِيَابُ اسم منه فهو آئِبٌ. في (ب): يأتي هذا البيت برقم (78).
2- في (ب) : (وَصَلَّى عَلَيْكَ اللّه مَا ذَرَّ شَارِقٌ***وَمَا إِنْ هَمَى فِي الرَوْضِ ودَقَ السَّحَائِبِ)

[3]

وقال يمدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ويرثي ولده الشهيد و أصحابه (عَلَيهِم السَّلَامُ) : (1)

[من الوافر والقافية من المتواتر ] (2)

1. سَرَتْ تَطْوِي الوِهَادَ مَعَ الرَّوَابي***وَلا تَهْوِي الهشِيمَ وَلا الجَوَابي (3)

2. نَفَوْرٌ مِنْ بَنَاتِ العِيْسِ تَفْرِي***مَهَامِهَ دُوْنَهَا شَيْبُ الغُرَابِ (4)

3. تُعِيْرُ الرِيْحَ أَخْفَافاً حَفَافاً***وتُغْنِي بِالسَّرَابِ عَنِ الشَّرَابِ (5)

4. تُرِيْكَ الجِيْدَ قَائِمَةً فَتُلْفَى***عَلَى خَمْسٍ تَسِيرُ مَعَ الهَبَابِ (6)

ص: 131


1- في (ب): (وقال رحمه اللّه يمدح الأمير (عَلَيهِ السَّلَامُ) ويذكر خبر الغدير ويرثي الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
2- التخريج: شعراء الحلة: 30/3 - 32 عدا الأبيات: (38، 39، 40، 41، 42، 43، 56، 66، 74، 75، 76، 77، 78، 80) ووردت القصيدة في أدب الطف : (38/6-41)، عدا الأبيات (41، 42، 43، 56، 66، 78 (80) والبيت الأول فقط في : (البابليات: 192/1)
3- في (ب): (إلى الروابي). الروابي: جمع رابية: وهي ما ارتَفَعَ من الأَرض. (ينظر : لسان العرب: 304/14، مادة: ر.ب.ا). الهشيم النبت القديم اليابس المتكسّر. (ينظر : لسان العرب : 363/6، مادة: ه-.ش.ش). الجوابي: جمع الجابية وهو الحوض الذي يُجْبَى فيه الماء للإبل. (ينظر لسان العرب: 129/14، مادة: ج.ب.ي).
4- من الأمثال السائرة والتي تدل على استحالة حدوث الشيء قولهم: حتى يَشيب الغُرابُ ويَبيضَ الفأر. (ينظر : لسان العرب: 512/18، مادة شي.ب).
5- الحفاف قليلة السمن الرشيقة التي تساعدها على سرعة السير (ينظر : لسان العرب: 49/9،مادة: ح.ف.ف).
6- الهباب: دقائق الغبار والأجسام الدقيقة العالقة في الهواء يحملها معه أينما سار.

5. تَلُوحُ عَلَى الرُّبَى نَسْراً وتهوي***هَوِيَّ المُصْلَتَاتِ عَلَى الرِّقَابِ(1)

6. تَمُرُّ عَلَى الحَرُونِ كَومض بَرْقِ***تَأَلَّقَ بَيْنَ مَرْكُوْمِ السَّحَابِ(2)

7. تَخَالُ بِوَخْدِهَا(3) فِي السَّهْلِ سِرْباً***مِنَ الكُدْرِيِّ فَرَّ مِنَ العُقَابِ(4)

9. تَسِيْحُ عَلَى الفَيَافِي القَفْرِ تَطْوِي***مَفَاوِزَ عَارِيَاتٍ مِنْ ذِئَابٍ (5)

8. فَإِنْ وَخَدَتْ بِجَرْعاءٍ وَتَلْعِ***تَلَوَّتْ يَنَهَا مِثْلُ الحَبَابِ(6)

10. تَراهَا إِنْ حَدَوْتَ لَهَا ظَلَيْماً***تَذَعّرَ بَينَ هَاتِيْكَ الشَّعَابِ (7)

ص: 132


1- في (ب): (إلى الرقاب). يقول تحطُّ على الروابي كما يحطُّ النسر فتلوح لك من بعيد كأنها نسر على رابية ولكنها حينما تنزل تهوي هوي السيف على الرقاب في سرعتها.
2- الحَزْنُ: المكانُ الغليظ وهو الخَشنُ والحُزونةُ الخُشونة (ينظر لسان العرب: 111/13، مادة: ح.ز.ن) يقول : إنها تمرّ على هذه الأرض المرتفعة الخشنة، كأنها البرق بين السحاب.
3- في (ب): (تَخَالُ ذَمِيْلَهَا).
4- الوخد: ضرب من سير الإبل سريع. (ينظر : لسان العرب: 453/3، مادة: و.خ.د). الكُدْرِيُّ: ضرب من القطا (ينظر : لسان العرب: 134/5، مادة: ك.د.ر). العُقاب: طائر من العتاق :(ينظر : لسان العرب : 619/12، مادة: ع.ق.ب).
5- فى (ب): (وإن وخدت). الجرعاء: أرض رملية لا تنبت شيئاً. (ينظر : لسان العرب: 46/8، مادة : ج.ر.ع). تلع: التلعة أرض مرتفعة غليظة يتردد فيها السيل ثم يدفع منها إلى تلعة أسفل منها وهي مكرمة من المنابت. (ينظر : لسان العرب: 35/8، مادة: ت.ل.ع). الحباب الحية. (ينظر : لسان العرب : 296/1، مادة: ح.ب.ب).
6- يشبه الشاعر سير ناقته فوق تلك الرمال من النعومة والسهولة كما يسيح الماء تطوي تلك القفار الرملية الخالية من كلِّ شيء حتى من الذئاب التي لا تجد ما تأكله وما تشربه.
7- الظَّليمُ: الذكر من النعام. (ينظر : لسان العرب: (373/12، مادة : ظ.ل.م) فإذا ما أحست بذكر النعام يفر مذعوراً بين تشعبات الوديان الرملية خوفاً منها حينما تقترب من مكمنه.

11. تُعِيْرُ الرِّيْمَ لَفَتَتَهَا وتَضْوِي***بِأَعْضَادِ مِنَ النّيْرِ المُذَابِ (1)

12. فَإِنْ تَشْنُقُ لَهَا خَرَّمْتَ أَوْ إِنْ***لَمَا أَسْلَسْتَ تَهْوِي فِي العَذَابِ(2)

13. فَدَعْهَا والمَسِيرِ فَحَيْثُ تَهْوَى***طلابٌ دُونَهُ أَعْلَى الطَّلاب (3)

14. إلى ظل الإلهِ وسِر قُدس***تلالاً مِنْ ذُرى أَسْمَى حِجَابٍ(4)

15. إِلَى البَطَلِ الكَمِيّ وبَحرِ جُوْدِ***سَوَاحِلُهُ النَّدَى دُوْنَ العُبَابِ(5)

16. إلَى عَلَمِ الهُدَى ومَنَارِ قُدْسِ***يلوْحُ بِقُدْسِهِ فَصْلُ الخِطَابِ (6)

17. إلَى نُوْرِ العَلِيُّ ومَنْ لَدَيْهِ***عَلِيٌّ وَهُوَ فِي أُمِّ الكِتابِ (7)

ص: 133


1- تضوي إليه : تميل إليه. (ينظر : لسان العرب: 488/14، مادة: ض.و.ا)، تلفّتت إليه كأنها الريم لخفة وسرعة حركتها بسيقان كأنها الذهب المذاب.
2- الشاعر يعقد قولاً لأمير المؤمنين على (عَلَيهِ السَّلَامُ) من خطبته المعروفة بالشقشقية، قال الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ): "فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم و إن أسلس لها تقّحم". (ينظر: نهج البلاغة: 33/1).
3- يقول : اتركها تسير بحريتها ولا تجبرها على شيء فهى تعرف طريقها جيداً وهدفها تتسافل أمامه كل الأهداف وكلّ المطالب.
4- في (ب): (عن ذرى أعلى حجاب). لاحت له ولها الأنوار القدسية التي تتلألأ من ذرى القبة الشامخة المنيفة قبة أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) و هي هدفه من هذه السفرة.
5- العباب : كثرة الماء، معظم السيل. ينظر : لسان العرب: 572/1، مادة : ع.ب.ب)، القاعدة هي أن عباب البحر أكثر كرماً وجوداً من السواحل فإذا كانت السواحل بهذا السخاء والعطاء فكيف بالعباب إذا؟
6- في (ب): (إلى بَحْر النَّدَى فصل الخطاب). فَصْلُ الخطاب الحُكْمُ بالبَيِّنَة أو اليمين، أو الفِقه في القضاء، أو النُّطْقُ بِأَمَّا بَعدُ. (القاموس المحيط: 104/1)، فصل الخطاب جوهر الكلام دون حواشيّه.
7- ينظر : هامش صفحة (131) الفقرة الثانية.

18. صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ، بَلْ حَكِيمٌ***بِأَمْرِ اللّه فِي يَوْمِ الحِسَابِ (1)

19. قَسِيْمُ النَّارِ وَالجَنَّاتِ بَينَ ال***خَلائِقِ كُلِّهَا يَومَ المَآبِ (2)

20. وَمَنْ قَدْ قَالَ فِيْهِ اللّه (بَلِّغَ)***(لأَحْمَدَ*(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بَعدَ تَعْظِيْمِ العِتَابِ (3)

21. وإِلَّا لَمْ تَكُنْ بَلَّغْتَ عَني***وَلَمْ تَكُ سَامِعاً فِيْهِ جَوابي

22. فَقَامَ لَهُ بِهَا (بِغَدِيرِ خُمٍّ)***خَطيباً مُعلناً صَوتَ الخِطَابِ :

23. أَلا (مَنْ كُنتُ مَوْلاهُ) فَهَذَا***لَهُ مَولى يَنوبُ بِكُم مَنَابِي (4)

24. فَوَالُوْا مَنْ يُوَاليْهِ وَعَادُوا***مُعَادِيْهِ وَفُوْزُوْا بِالثَّوَابِ (5)

25. بَأَمْرِ اللّه قُوْمُوْا بَايِعُوهُ***عَلَى نَهْجِ الهِدَايَةِ والصَّوَابِ

ص: 134


1- قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فى خطبة له : "معاشر الناس إنَّ علياً صديق هذه الأمة وفاروقها ومُحدّتها، إنه هارونها ويوشعها وأصفها وشمعونها إنه باب حطّتها، وسفينة نجاتها، إنه طالوتها وذو قرنيها. معاشر الناس إنه محنة الورى والحجّة العظمى والآية الكبرى وإمام أهل الدنيا والعروة الوثقى". (ينظر : روضة الواعظين: 236/1).
2- قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : " معاشر الناس إنَّ علياً مع الحق والحقُّ معه وعلى لسانه معاشر الناس إنَّ قسيم النار لا يدخل النار وليٌّ له، ولا ينجو منها عدوٌ له، وإنه قسيم الجنة لا يدخلها عدوٌ له ولا يُزحزح عنها وليٌّ له ". (ينظر : آمالي الصدوق : 83، روضة الواعظين: 100).
3- في (ب): (إلى مَنْ قَالَ). الشاعر يشير إلى الآية الكريمة «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلَّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّه لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» (المائدة / 67).
4- الشاعر يعقد حديثاً شريفاً لرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ).
5- في (ب): (فَوَالِ مَنْ يُواليهِ وَعَاد***مُعَادِيْهِ وَمَنْ لِعِدَاهُ صَابِي)

26. فَبَايَعَهُ الجَمِيعُ وَمَا تَأَبي***شَرِيفٌ أَوْ دَنِي فِي الصَّحَابِ (1)

27. فمِنْهُمْ مُؤمِنٌ سِراً وجَهْراً***ومِنْهُم مَنْ يُنافِقُ فِي ارْتِيابِ

28. وَمِنْهُم مَنْ أبى، ويَقولُ أَضْحَى***نَبِيكُمُ بِامْرَتِهِ يُحَابِي (2)

29. فَلَمَّا كَذَّبُوا (المُخْتَارَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فِيهَا***هَوَى النَّجْمَانِ، يَا لَكَ مِنْ عُجَابِ ! (3)

30. فَبُرْهَانَانِ ذَانِكَ مِنْ إلاهي***(الحَيْدَرَةِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)، فَأَيُّهُمَا المُحَابِي؟

31. أَمَنْ فِي دَارِهِ أَمْسَى مُنِيراً***أَمِ الهَاوِي لِتَعْجِيلِ العَذَابِ ؟ (4)

32. وَمِنْ أُفُقِ السَّمَا قَدْ خَرَّ نَجْمُ***عَلَى الشَّيْطَانِ يَهْوي كالشَّهَابِ

ص: 135


1- في (ب): (أَوْ صَحَابِي).
2- في (ب): (فَمِنْهُمْ مَنْ أبى ويَقولُ جَهْراً***نَبِيُّكُم بِما أَضحى يُحَابِي) هذا الأمر هو الذي كان يحسّه الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ويعلم أنه موجود في نفوس بعضهم ضد أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ولذلك طلب العصمة من اللّه لئلا يرتدّوا مشركين إن بلّغهم بولاية علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) بغضاً له فأنزل اللّه سبحانه: «واللّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ» (المائدة / 67).
3- يشير الشاعر إلى حادثة حصلت في حياة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إذا هوى نجم من السماء فوقع في إحدى الدور فأخبرهم الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن صاحب الدار التي هوى فيها النجم هو وصيُّهُ ففتشوا فوجدوا أن النجم هوى في دار علي (عَلَيهِ السَّلَامُ). ينظر : منهاج الكرامة: 16).
4- في (ب): (أم الهادي). الهاوي لتعجيل العذاب : هو الشخص الذي دعا بعذاب ينزل عليه من السماء، وسيأتي الكلام عنه في البيت رقم (33).

33. لِذلِكَ أَنْزَلَ الرَّحْمنُ فِيهِ***لِسُوْرَةِ (سَائِلِ) سُوءَ العَذَابِ (1)

34. لَهُ الْآيَاتُ في الآيَاتِ تُتْلَى***بِمُحْكَمِهَا وَتَأْوِيلِ الصَّوَابِ (2)

35. كَيَوْمٍ أُكْمِلَ الإسلام فيهِ***ونِعْمَتُهُ أَنَّمُ بِلا ذَهَابِ (3)

36. مَعاجِزُ حَارَتِ الأَوْهَامُ فِيهَا***فَلا تُحْصَى بِعَدٌ أَوْ حِسَابٍ

37. وإِنَّ (المُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لِلْعِلْمِ دارٌ***و(حَيْدَرُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) سُوْرُهَا، بَلْ خَيْرُ بَابِ (4)

38. وكَلَّمَ (أَحْمَداً) جَمَلٌ وضَبٌ***وَخَاطَبَ (حَيْدَراً )(عَلَيهِ السَّلَامُ) طَلْسُ الكِتَابِ (5)

39. وتُعْبَانٌ وضِرْغَامٌ ومَوْتَى***رُمَاماً قَدْ بَلَوْا تَحْتَ التُّرَابِ

ص: 136


1- جاء جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري : ويقال : هو الحارث بن النعمان الفهري ودخل على رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في المسجد فقال: (يا محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أمرتنا من اللّه أن نشهد أن لا إله إلا اللّه وأنك رسول اللّه، وبالصلاة والصوم والحج والزكاة، فقبلنا منك، ثم لم ترض ذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا، وقلت: من كنت مولاه فهذا علي مولاه فهذا شيء منك أم من اللّه؟)، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): " والذي لا إله إلا هو إن هذا من اللّه "، فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: (اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو آتنا بعذاب أليم). فما وصل إليها حتى رماه اللّه بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله فأنزل اللّه تعالى: «سَألَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعِ*لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعُ*مّنَ اللّه ذِي المُعَارِجِ» (المعارج/1-3). (ينظر: الغدير: 239/1).
2- آيات الكتاب الكريم التي نزلت بحق أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) كثيرة ومتعددة منها المحكم الواضح كآية المباهلة وآية التطهير ومنها ما يحتاج إلى توضيح وشرح لأن معانيها قد تخفى على بعض المسلمين، كآية التبليغ وغيرها.
3- في (ب): (ونعمته تتم).
4- قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): " أنا مدينة الحكمة وأنت يا علي بابها ". (ينظر روضة الواعظين: 1/ 277).
5- في (ب): (خُرْسُ الذِئاب). الطَّلْسُ: الذئب الأَمْعَطُ. (ينظر : لسان العرب : 124/6، مادة: ط.ل.س).

40. وشقَّ البَدْرُ لِلْهَادِي وَرُدَّتْ***ذُكَاءُ (لِلْوَصِيَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) المُسْتَطَابِ (1)

41. (رَسُولُ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في المِحْرَابِ بَاكِ***و(حَيْدَرُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) باسمٌ يَوْمَ الحِرَاب (2)

42. (عَلِيُّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَيْسَ يَدْري مَنْ (عَلِيُّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***سِوى الباري و(أحمدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) والكِتَابِ (3)

43. ضَمِيْرٌ بَارِزُ خَافٍ مُبينُ***لِدِقَتِهِ بَعيدٌ ذُو اقْتِرَابِ (4)

44. حُسَامُ اللّه خَافِضُ كُلِّ رَفْعِ***مِنَ الإِشْرَاكِ مِنْ بَعْدِ انْتِصَابِ (5)

45. أَلا يَا مِحنَةَ الأَلْبَابِ أَنَّى***بِحَدِّكِ ذُوْ ذَكَاءٍ عَنْهُ كَابي ؟ (6)

46. صِفاتُكَ مُعْجِزَاتٌ مُعْجِزَاتُ***ذَوي الأَلْبَابِ تَوقِعُ فِي ارْتِيَابِ

47. مَتَى رَامُوا حَقَائِقَهَا يَضِلُّوا***عَنِ التَّوْحِيدِ فِي تِيْهِ التّصَابِي (7)

ص: 137


1- ذُكاء: الشمس، ومن المعجزات الباهرات التي حدثت للرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وصرّح بها القرآن الكريم هي انشقاق القمر، فقد أشار النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) للقمر بإصبعه فانشق القمر، فعانده كفار قريش وقالوا سحر مستمر فقال اللّه تعالى: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ*وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِر» (القمر (1-2). وأمّا الشمس فقد عادت للإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) مرتين، الأولى في حياة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، بكراع الغميم، والثانية في طريقه من صفين إلى الكوفة في بابل (ينظر : روضة الواعظين: 297/1 - 298).
2- في (ب): (وحَيْدَرُ ضاحك).
3- ورد في بعض أحاديث الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مخاطباً الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : " ما عرفك إلا اللّه وأنا". (ينظر: مناقب ابن شهر آشوب: 60/3، والروضة لشاذان بن جبريل: 169، والمحتضر : 78).
4- في (ب) (وسِرُّ أَعْجَمُ خاف).
5- قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) : نادى" ملك من السماء يوم بدر: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا على ". (روضة الواعظين: 295/1).
6- في (ب): (فيكَ صَابي).
7- الصَّبْوَةُ: جَهْلَة الفُتُوَّةِ واللَّهْوِ من الغَزَل. (ينظر : لسان العرب: 449/14، مادة: ص.ب.ا).

48. وإِنْ جَهلوا فَهُمْ فِي أَيِّ تِيْهِ***عَنِ الإِسْلامِ بَلْ أَي انْقِلَابِ (1)

49. فَيَا لَكَ رَحْمَةً فِي الْخَلْقِ عُظْمَى***لَعَارِفِهَا، ويا لَكَ مِنْ عَذَابٍ (2)

50. وَصَاعِقَةٌ عَلَى الأَبْطَالِ تَهْوِي***مِنَ الآفَاقِ طَوْراً كالعُقَابِ

51. وطَوْراً تَحْصِبُ الفُرْسَانَ حَصْباً***مُبِيراً في الذَّهَابِ وفي الإياب

52. بَذَلْتَ (لأَحْمَد) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نَفْساً تَسَامَتْ***فَحُزْتَ بِبَذْهَا كُلَّ الثَّوَابِ (3)

53. جَزَاكَ اللّه عَنَّا كُلَّ خَيْرٍ***أَبَا الحَسَنَيْنِ مِنْ لَيْثِ مُهَابِ (4)

54. أَبَا الحَسَنَيْنِ يَا نِعْمَ المُنَادَى***إِذا دَهَمَ المُصَابُ عَلَى المُصَابِ

55. يَعِزُّ عَلَيْكَ لَوْ تَرْنُو (حُسَيْناً)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***طَرِيْحاً بَيْنَ هَاتِيكَ الشِّعَابِ (5)

56. ذَبِيْحاً مِنْ قَفَاهُ بِغَيْرِ جُرمٍ***رَمِيلاً فَوْقَهُ يَجْلُو (الضَّبَابِي) (6)

57. قَتِيلاً ظَامِئاً والماءُ أَضْحَى***مُبَاحاً لِلذَّئَابِ وَلِلْكِلابِ (7)

ص: 138


1- في (ب): (وإنَّ بجَهْلهَا أَبَداً ضَلالاً).
2- في (ب) : (فيالك محنَةٌ في الخَلْقِ عظمى***رحمتها ويالك من عذاب)
3- في (ب): (وحُزْت).
4- في (ب): ( عنه كلّ خير من حصن مهاب).
5- في (ب): (يعز عليك لو تلقى حسيناً***رميلاً فوقه يجثو الضبَّابي)
6- في (ب): (ذبيحاً من قفاه بغير جرم***طريحاً بين هاتيك الشعاب) الضبابي : هو الشمر بن ذي الجوشن (عليه لعائن اللّه) من بني الضباب قاتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
7- فى (ب) (قتيْلاً ظَامياً، مباحاً للكلاب وللذئاب).

58. زميلاً بالدِّمَاءِ لُقي عَريّاً***عَلَى رَمْضَاءَ دُونَ الماءِ كَابِي (1)

59. وَلَوْشَاهَدْتَ فِي عَيْنَيْكَ لَمَّا***دَهَى نِسْوَانَهُ أَدْهَى مُصَابِ (2)

60. بَرَزْنَ مِنَ الخِيامِ مُهَتَكَاتٍ***نَوادِبَ بَعْدَ صَوْنِ واحْتِجَابِ

61. تَخَالُ نِسَاءَهُ لَا تَبَدَّتْ***شُمُوساً قَدْ بَدَوْنَ مِنَ الحِجَابِ (3)

62. وكُلُّ نادِبٌ واعُظْمَ كَرْبِي***وَوَا ذُلّاهُ وا طولَ اكْتِئابِي

63. ثَواكِلُ لا تَجِفُّ لهَا دُموع***مُحَسَّرَةً عَلَى حُسْرِ الرّكَابِ

64. فَذِي تَنْعَى عَلَيْهِ بِلاقِنَاعِ***وذِي تَبْكِي عَلَيْه بلا نقابِ

65. وَهَذِي نَادِبٌ: وَاطُولَ حُزْنِي***وَوَجْدِ [ي] بِاحْتِراقِ وانْتِحَابِ (4)

66. وَهَذِي نَادِبٌ: وَاعُظْمَ كَرْبِي***وَوَاثُكَلاهُ وَا طُوْلَ اغْتِرَابِي

67. سَبَايَا بَيْنَ شَرِّ القَوْمِ تَسْرِي***عَلَى قَتَبٍ مُسَلَّبَةَ الثَّيَابِ

ص: 139


1- في (ب): (زَمِيْلاً بالدِّماء لقي جَرِيْحاً***علَى الرَّمْضَاء وا وَيْلاه كاب) اللَّقى: الشيء المُلْقى. (ينظر : لسان العرب: 253/15، مادة: ل.ق.ا). كَبا لوَجْهه يَكْبُو كَبُواً: سقط فهو كابٍ. (ينظر لسان العرب: 213/15، مادة: ك.ب.ا)، أتى ذلك بفعل الأعداء حينما سحقوا صدره سلام اللّه عليه بسنابك الخيل، ثم قلبوه فسحقوا ظهره. (ينظر: عمدة القاري،93/8 و قرى الضيف: 492).
2- في (ب): (ولو شاهدت يَا مَوْلايَ لمَّا***دَهَى نِسْوانَهُ عُظْمُ المُصَابِ)
3- في (ب): (قد برزن).
4- (الياء) زيادة ضرورية.

68. بَنَاتُ (المُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَمْسَتْ حَيَارَى***سَهَارى بَعْدَ سَبْيِ واسْتِلابِ (1)

69. ورَأْسُ رَئيسها في الرُّمْحِ يَتْلو***أَمامَ الرَّكْبِ آياتِ الكِتَابِ (2)

70. فوا لهفاً لِذاكَ الشَّيْبِ أَضْحَى***يُعَوِّضُ بالدّماءِ عَنِ الخِضَابِ

71. أَلا أَيْنَ (الرَّسُولُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَرَى (يَزيداً)***سَلَيْلَ الشِّرْكِ يَقْرَعُ خَيْرَ نَابِ (3)

72. تَمَثَل نادِباً أَرْجَاسَ حَرْبٍ***طَرُوباً فِي مُجَاوَبَةِ الغُرَابِ (4)

73. أَلا يَا (لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ)***لِذِي الثَّارَاتِ قَدْ شَهِدُوا طِلابِي (5)

ص: 140


1- في (ب): (أضحت حياري، سهارى بين سبي).
2- رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) على الرمح في المقدمة بعده رؤوس أهل بيته وأنصاره يطوفون بها من بلد إلى بلد :(ينظر: رسائل المرتضى: 130/3، شرح إحقاق الحق: (677/33)، وروى ابن عساكر عن المنهال بن عمرو: قال: أنا واللّه رأيت رأس الحسين بن علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) حين حُمل وأنا بدمشق وبين يدي الرأس رجل يقرأ سورة الكهف حتى بلغ قوله تعالى: «أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا» (الكهف / 9) قال : فأنطق اللّه الرأس بلسانٍ ذرب فقال : "أعجب من أصحاب الكهف قتلى وحملي". (ينظر: مناقب الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ): 267/2 الهداية: 163، تاریخ ابن عساكر: 370/60، وسبل الهدى والرشاد: 76/11).
3- يشير إلى فعل يزيد بن معاوية حينما وضع رأس الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أمامه فأخذ ينكته بقضيب بيده. (ينظر : ينابيع المودة: 87/3، بحار الأنوار: (132/4).
4- فى (أ): (يمثل نادباً... في محاورة الغراب).
5- أحضر رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) أمام يزيد فكان يقرع ثنايا الحسين بخيزرانته وينشد: ليت أشياخي ببدر شدوا***جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلّوا واستهلّوا فرحاً***ثم قالوا يا يزيد لا تُشل قد قتلنا القرم من ساداتهم***وعدلناه بب در فاعتدل لستُ من خندفَ إن لم أنتقم***من بني (أحمد) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ما كان فعل (ينظر: تاريخ الطبري: 187/8، ولواعج الأشجان: 226).

74.فَيَا رَبِّي مِنَ اللَّعْنَاتِ ضَاعِفُ***عَلَيْهِ مَا عَلَى أَهْلِ الدَّبَابِ (1)

75. ومَنْ آذَى (الرَّسُوْلَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَسَنَّ ظُلْماً***عَلَى القُرْبَى وَعَظَّمُ للعَذَابِ

76. وَأَوَّلَ ظَالم فابْدَأُ بِلَعْنٍ***وآخر تابع مِنْ كُلِّ بَابٍ

77. فَيَا مَنْ مَدْحُهُمْ فَرْضِي وَقَرْضِي***عَلَى الرَّحْمَانِ والأَحْزَانُ دَابِي

78. عَدَدْتُ وَلاءَكُمْ ذُخْرِي لِحَشْرِي***وحَسْبِي فِيهِ فِي يَوْمِ الحِسَابِ

79. فَأَيُّ الذَّنْبِ أَنشاء وأيُّ ال***ماثِم لا يكون لها اكتئَابِي (2)

80. وَمِنْكُمْ سَادَتِي وَبِكُمْ وَفِيكُمْ***ثَوَابِي وَاحْتِجَابِي وَانْتِسَابِي

81. إِلَيْكُمْ مِنْ (سُلَیمانِ) عَرُوساً***بِرَأْي الشَّيْبِ في سِنِّ الشَّبَابِ

82. فَيَا مَنْ حُبُّهُمْ فَخْري وذُخْرِي***وَلاؤهُمُ وَمَدْحُهُمُ اكْتِسَابِي

83. عَلَيْكُمْ سَلَّمَ البَارِي وصَلَّى***بِعَدَّ الرَّمْلِ مَعْ قَطْرِ السَّحَابِ

ص: 141


1- هنا إشارة إلى المؤامرة التي دبرها بعض المنافقين لقتل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، ذكر الإمام الشافعي رحمه اللّه قضية المؤامرة التى حيكت لقتل رسول اللّه (عَلَيهِ السَّلَامُ) فقال : (غزا رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فغزا معه بعض من يُعرف نفاقه، فانخزل يوم أحد عنه بثلثمائة ثم شهدوا معه يوم الخندق فتكلموا بما حكى اللّه عز وجل من قولهم «مَّا وَعَدَنَا اللّه وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا» (الأحزاب / 12) ثم غزا النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بني المصطلق فشهدها معه عدد فتكلموا بما حكى اللّه تعالى من قولهم : «يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلّ» (المنافقون /8) وغير ذلك مما حكى اللّه عز وجل من نفاقهم). (ينظر : كتاب الأم: 175/4).
2- فى (أ) : (لا يكون لها ارتكابي).

[ 4]

وقال واعظاً راثياً الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ):(1)

[ من الوافر والقافية من المتواتر ]

1. عَلَى أَيُّ المَصَائِبِ وَالخُطُوبِ***أَلومُ الدَهرَ ذَا الوَجْهِ القَطُوبِ(2) ؟

2. أَلِلْفِعْلِ الَّذِي لَا زَالَ يُزْرِي***بِرَبِّ الْمَجْدِ وَالحُرِّ النَّجِيْبِ(3)؟

3. أمِ الحُكْمِ الَّذِي قَدْ جَارَ فيْهِ***بِلا ذَنْبٍ عَلَى قَلبي الكَئِيبِ(4) ؟

4. وَهَلْ أَبْقَى الزَمَانُ عَلَى كَرِيمٍ***سُرُوراً أَمْ رَعَى حَقَّ الأَدِيْبِ؟(5)

5. أَلا بُعْداً لِصُنْعِكَ يَا زَمَانِي***كَمَا بَعُدَ السُرُورُ عَنِ الْأَرِيْبِ(6)

6. فَكَمْ فَوَّقْتَ نَحْوِي مِنْ سِهَامٍ***تُصِيبُ بِهِنَّ حَبَّاتِ القُلُوبِ (7)

ص: 142


1- في (ب): (وله رحمه اللّه تحمّساً ويخرج إلى الموعظة ثم إلى رثاء الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
2- القُطُوبُ والقَطْبُ: تَزَوِّي ما بين العَيْنَيْن. (ينظر لسان العرب: 680/1، مادة: ق.ط.ب).
3- العجز لم يرد في (ب).
4- الصدر لم يرد في (ب). زَرَى عليه عَمَلَه : إذا عابَه وعَنَّفَه. (ينظر : لسان العرب: 356/14، مادة: ز.ر.ي).
5- في (ب): (أهل أبقى رعى حق الأريب).
6- في (ب): (السرور عن الأديب). الإِرْبُ: الدهاء، الأريبُ: أَي ذُو دَهْي وبَصَرِ. (ينظر : لسان العرب: 208/1، مادة: أ.ر.ب).
7- في (ب) (تبيد) بهن). أفَقْتُ السهم وأوفَقْتُه وأوفَقتُ: وضعته في الوَتَر لأرمي به. (ينظر لسان العرب: 315/10، مادة: ف.و.ق). حبات القلوب تعبير عن النفس.

7. وَأَوْدَعْتَ الحَشَا أَسْقَامَ حُزْنٍ***يَطِيشُ بِبَعْضِهَا فِكْرُ الطَّبِيبِ (1)

8. إِلَى كَمْ تَرْفَعُ الأَنْدَالَ قَدْراً***وَتَخْفِضُ قَدْرَ ذِي الْمَجْدِ الْحَسِيبِ ؟ (2)

9. فَكَمْ لِيَ فِي الزَّمَانِ قُنُونُ فَضْلِ***وَدِدْتُ لو انها مِثْلُ العُيوبِ

10. عَلَى الأَنْذَالِ وَالْأَمجَادِ حَطَّوْا***فَيَا للّه الْعَجَبِ الْعَجِيْبِ (3)

11. فمَا يُجْدِي الْعِتَابُ وَلَا التَّأَسِّي***وَلا نَظْمُ التَحَمُّسِ وَالنَّسِيبِ (4)

12. فَذِي قَسَمَ الإلَهُ هُنَّ سِرُّ***خَفِيٌّ دَقَّ عَنْ فَهْمِ اللَّبِيبِ (5)

13. وَذِي الأَقْدَارُ طَوْعُ اللّه تَجْرِي***عَلَى مَا شَاءَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ

14. فَنَمْ وَاكْدَحْ وَلا تَبِرَحْ وَنَاصِبْ***فَلَسْتَ تَنَالَ إِلَّا بِالنَّصِيبِ (6)

15. وَهَوَّنْ مَا عَلَيْكَ فَعَنْ قَلِيلٍ***تَرَى الأَهْوَالَ فِي اليَوْمِ العَصِيبِ (7)

ص: 143


1- في (ب): (فأودعت الحشا، ذهن الطبيب).
2- في (ب): (ترفع الأرذال، ذي مجد حسيب). الرَّذُّل والرَّذيل والأَرذل: الدُّون من الناس. (ينظر لسان العرب: 280/11، مادة: ر.ذ.ل). الحَسَبُ: ما يَعُدُّه الإِنسانُ مِن مَفاخِرِ آبائهِ والحَسَبُ الفعالُ الصَّالِحُ. (ينظر : لسان العرب: 310/1، مادة: ح.س.ب).
3- في (ب): (علا الأنذال، فَيَا لِلْقَوْمِ).
4- في (ب): (وَلا يُجْدِي). التأسي: أي الاقتداء التحمّس التشدد. (ينظر : لسان العرب: 57/6، مادة: ح.م.س). النَّسيب: رقيق الشعر في النساء. (ينظر : لسان العرب: 756/1 مادة: ن.س.ب).
5- اللَّبيب : العاقل. (ينظر : لسان العرب: 730/1، مادة: ل.ب.ب).
6- في (ب): (وَلا تَسعى ونَاصِب)، لم يجزم الشاعر الفعل (تسعى) للضرورة الشعرية.
7- اليوم العصيب: يوم القيامة.

16. وَتَلقَى مَا عَمِلْتَ غَداً بِيَومٍ***(يُشِيبُ الطَّفْلَ مِنْ قَبْلِ المَشِيبِ)(1)

17. إذا أَمْسَيْتُ في قَبرِي وَحِيداً***فَمَا قَوْلِي وَيَنْسَانِي صَحِيْبِي؟ (2)

18. وَقَدْ نُشِرَ الكِتَابُ، فَآهِ مِمَا***حَوَاهُ مِنْ عَظِيماتِ الذُّنُوبِ (3)

19. وَقَدْ شَهِدَتْ جَوَارِحُنَا عَلَيْنَا***وَكَاتِبُنَا عَتِيدٌ مَعْ رَقِيبٍ (4)

20. فَمَا عُذْرٌ لِيَنْفَعَنَا فَمَنْ ذَا***يُنَجِّي الْمَرْءَ عَنْ هَذِي الْكُرُوبِ ؟ (5)

21. عُيُوبُ النَّاسِ أَنْظُرُهَا قِبَاحاً***وأَعْمَى وَيْحَ عَيْنِي عَنْ عُيُوبي (6)

22. وَأَسْتَخْفِي بِقُبْحِ الفِعْلِ عَنْهُمْ***وَرَبِّ عَالِمٌ مَا فِي القُلُوبِ

23. فَقَدْتُ الرُّشْدَ وَالتَّقْوَى جَمِيعاً***فَحُقَّ بِأَنْ يُعَزِّينِي حَبِيبي (7)

ص: 144


1- العجز تضمين وتمام البيت: (إذاً واللّه نرميهم بحرب***تشيب الطفل من قبل المشيب) البيت لحسان بن ثابت (دیوانه 38).
2- الصحيب: الشاعر يتصرف بمفردة الصاحب.
3- قال تعالى: «وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا*اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا»(الأسراء /13-14).
4- قال تعالى: «يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (النور /24)، وقال عز وجل: «مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» (سورة ق (18).
5- في (ب): (فَمَا عُدْرٌ بنَافعنَا فَمَن ذَا***يُنَجِّي عَنْكَ آلَامَ الكُرُوب) ينحّي: يزيل.
6- في (ب): (وأَعْمَى وَيَلَ نَفْسي).
7- في (ب): (وحقّ). تَعَزَّيْتُ: تصبرت والاسم منه العَزاءُ: (ينظر لسان العرب: 374/5، مادة: ع.ز.ز).

24. جَدِيرٌ أَنْ أَمَوْتَ لِذِكْرِ ذَنْبِي***وَأَمْزِجَ طُوْلَ نَوحِي بِالنَّحِيبِ

25. شَرَهْتُ إلى الخُطَامِ وَلا أُبَالِي***بِأَنَّ غَداً بِهِ تُكْوَى جُنُوْبي (1)

26. تُبَعدُ لِي الْأَمَانِيَ يَوْمَ حَشْرِي***وَنَشْرِي وَهُوَ آتِ عَنْ قَرِيبٍ

27. أَلا وَا خَيْبَتِي وَاطُوْلَ كَرْبِي***ويَا حُزْنِي مَعَ القَلْبِ الكَثِيبِ

28. فَلا مَلجَا وَلا مَنْجَى بِمُغْنٍ***وَلَا بِمُدَافِعِ أَلَمَ الْلْغُوْبِ (2)

29. سوى (آلِ النَبِيُّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)وَمَنْ بَكَاهُ***حَبِيبُ اللّه ذِي الشَيبِ الخَضِيبِ

30. فَوَا لهَفاً عَلَيْكُمْ آلَ (طَهَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***لِحُزْنِكُمُ عَلَى الخد التّريْب

31. تُقَلَّبُهُ المَوَاضِي وَهُوَ ثَاوِ***غَرِيبٌ، لهَفَ قَلْبِي لِلْغَرِيبِ

32. فَلا کَفٌّ تُقَلِّبُهُ بِرِفِقٍ***سِوَى وَطْءٍ مِنَ الجُرْدِ الجُنُوبِ (3)

33. تَعَرَّى بِالْعَرَا فَكَسَاهُ ثَوْباً***صَعِيْدُ التُّرْبِ مِنْ نَسْجِ الجُنُوبِ (4)

ص: 145


1- حطام الدنيا: المال، قال تعالى: «يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتَكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْثِرُونَ» (التوبة (35).
2- اللُّغُوبُ: التَّعَبُ والإِعياءُ. (ينظر : لسان العرب: 742/1، مادة: ل.غ.ب).
3- فى (أ): (وطئ السنابك للجنوبِ). الجرد: الخيل أو الجياد والجنوب: المتجانبة تسير جنباً لجنب، التي تتحرك على شكل كتيبة من الخيالة. تقول أخبار معركة الطف: إنَّ الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد أن قتل قطع رأسه وأمرت الخيالة أن تسحق جسده الشريف بسنابك الخيل وجها وظهراً بعد أن سلبت ملابسه وعُرّي. (ينظر: تاريخ الطبري : 335/3، ومدينة المعاجز: 94/4، وبحار الأنوار: 321/45)
4- يعني: ريح الجنوب.

34. سَلِيْباً قَدْ كَسَا الأَحْشَاءَ وَقْداً***فَوَا حُزْنِي عَلَى الْكَاسِي السَّليْبِ (1)

35. عَلي المَجدِ الأَثيْلِ هَلُمَّ نَنْعَى***بِعَام الجذبِ لِلْوَفْدِ المَخِيبِ

36. عَلَى زُحَلِ العُلَى وَذُكَاءِ فَضْلٍ***عَرَاهَا الخَسْفُ مِنْ قَبْلِ الْغُرُوبِ (2)

37. أَلا يَا ظَامِناً يُنْبِيكَ دَمْعِي***لهيبَ جَوَانِحِي غَيْرَ المَشُوبِ (3)

38. فَلا تُطْفِي الدُّمُوعُ هَيْبَ قَلْبِي***وَلا جَفَّتْ دُمُوعِي مِنْ لهيْبِ (4)

39. وَحَاشَا يَا بْنَ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَيْفَ نَسْلُو(5)***وَفِيكَ يَحِقُ إتلافُ القُلُوْبِ؟

40.أَأَنْسَى جِسْمَكَ المَحْطُوْمَ يُكْسَى***ثَيَابَ التُّرْبِ مِنْ نَسْجِ الهَبُوْبِ؟

41. فَلَوْ أَنَّ السَّعَادَةَ سَاعَدَتْنِي***فَدَيْتُكَ عِنْدَ فَقْدِكَ لِلْمُجِيْبِ

42. أَيَا أَسَداً تَخَالُ الشُّوسُ مِنْهُ***عُبَابَ النَّقْعِ نَاراً فِي الحُرُوبِ (6)

43. هوَيْتَ فَلا المعالي في ذُرَاهَا***يُرَى نَجلُ الكِرامِ ابنُ النَّجِيبِ

ص: 146


1- فى (ب): (سَلِيبٌ أَوْرَثَ الأَحْشَاءَ وَجْداً***فَوَا لَهْفاً عَلَى الجِسْمِ السَّلِيْب)
2- في (ب): (وَلَسَمْسِ فَضْل).
3- المَشوب: المخلوط بغيره.
4- في (أ): (فما أطفا)، أظن أنها: (لهيبي).
5- في (ب): (تسلى).
6- الشُّوسُ: جمع الأَشْوَس وهو الذي ينظُر بمؤخر عيَنَيْه تكبراً أو تغيظاً. (ينظر: لسان العرب: 115/6، مادة: ش.و.س). النقع الغبار الساطع. (ينظر : لسان العرب: 359/8 مادة: ن.ق.ع).

44. وَلا وَفْدٌ وَلا رِفدٌ لِوَفْدٍ***وَلا كَهْفٌ مَنِيعٌ لِلْمُرِيبٍ (1)

45. أَمَرْفُوْعَ الكَرِيمِ عَلَى سِنَانٍ***ومَحَطُوْمَ الأَصَالِعِ بِالخَبِيبِ؟(2)

46. لو أنَّ (المُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَأَبَاكَ فِيهَا***وَأَنْتَ مُجَدَّلٌ فَوْقَ الْكَثِيبِ

47. وَ(فَاطِمَ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) لا فُتُدِيْتَ بِكُلِّ رُوحٍ***تَهُوْنُ عَلَيْكَ فِي عِزِّ وَطِيْبٍ (3)

48. وَرُوِّيْتَ الظَّمَا مِنْ كُلِّ عَيْنٍ***تَسِيلُ دُمُوعُهَا بِدَمٍ صَبِيْبِ

49. فَلَهْفَاً لِلْفَوَاطِمِ بَيْنَ حَسْرَى***وَعَبْرَى مِنْ مُفَارَقَةِ الحَبِيْبِ

50. أُسَارَى لا تَجِفُّ لهَا دُمُوعٌ***وَلَيْسَ مَا سِوَى شَقُّ الْجُيُوبِ (4)

51. وَكُلُّ نَادِبٌ أَفْدِيْكَ ذُخْرِي***بِأَحْشَائِي مِنَ السَّهْمِ المُصِيْبِ

52. فَلَوْ عَايَنْتَ أُخْتَكَ يَابْنَ أُمِّي***مُسَلَّبَةٌ عَلَى ظَهْرِ النَّجِيْبِ

53. وَشَاهَدتَ البَنَاتِ بَأَسْرِ ذُلِّ***تُقَاسِي فِي السُّرَى صَعْبَ الرُّكُوبِ

54. وَعَايَنْتَ الْيَتَامَى، يَوْمَ سَاقُوْا***كَوَاعِبَهَا بِأَطْرَافِ الكُعُوْبِ (5)

ص: 147


1- الرّفْد : العطاء. (ينظر : لسان العرب : 181/3، مادة: ر.ف.د). المريب : الخائف.
2- في (أ): (محطوم الضلوع من الكعوب). مرفوع الكريم: أي الرأس، رفع رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) على رأس رمح أمام ركب عيال الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) يطاف بهم في البلدان. الأضالع: جمع،ضلع الخَبَبُ : ضرب من العَدْو، (ينظر لسان العرب: 341/1، مادة: خ.ب.ب). أمر ابن سعد أن تسحق الخيل جسد الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وانتدب عشرة من الخيالة لهذه المهمّة.
3- في (ب) (تهون لديك).
4- من بعض العادات الجارية لطم الخدود وشق الجيوب عند الجزع على الميت.
5- في (ب): (حين ساقوا).

55. كَأَنَّا بَعْدَ فَقْدِكَ يَابْنَ أُمِّي***حَصَى رَمْلٍ تَفَرَّقَ مِنْ كَثِيبٍ

56. يَعِزُّ عَلَيْكَ تَسْمَعُنِي أُنَادِي***وَلَسْتَ تَكُونُ يَا أَمَلِي مُجيبي (1)

57. أُسَارَى طُلَعِ بَيْنَ الرَّزَايَا***حَيَارَى ضُيَّعِ بَيْنَ الشُّعُوبِ (2)

58. هَوَيْتَ وَقَدْ كَوَيْتَ حَشَا فُؤَادِي***بِنَارِ جَوَىً تَأَجَّجَ فِي القُلُوْبِ

59. أَخِي لا يَشْتَفِي قَلْبِي بِلَطْمِ***حَرُوْرٍ لا وَلا دَمْعِ سَكُوْبِ (3)

60. أخي بكابَتِي وَعَظِيْمِ وَجْدِي***تَعُودُ أَخِي عَلَى قَلْبِي الْكَئِيْبِ (4)

61. أَخِيْ يَا قُدْوَةَ الأُمَنَاءِ حَقّاً***وَأُسْوَةَ كُل أَوَّاهٍ مُنِيبٍ

62. أَخِي مَنْ بَعْدِكُمْ أَرْجُوْ لِثُكْلِي***يُسَاعِدُنِي عَلَى الحَقِّ التَّعِيب (5)

63. أَخِي مَنْ أَرْتَجِيْهِ لِكَشْفِ ضُرِّي***وَكَهْفِي فِي مُلِمَّاتِ الْخُطُوْبِ

64. فَلا جِسْمِي تَحَلَى فِي لِبَاسِ***وَلا قَلْبِي تَخَلَّي مِنْ وَجِيْبِ (6)

65. فهَيْهَاتَ الزَّمَانُ يَعُوْدُ فِيْكُمْ***وَيَأْتِي بَعْدَ بُعْدِكُمُ بِطِيبِ (7)

ص: 148


1- في (ب): (يا ذخري مجيبي).
2- فى (ب): (أُسَارَى كَمْ تُفَجِّعُنَا الرَزَايَا).
3- في (ب): (وَلا ببُكاً وَلا دَمْعٍ سَكُوْب).
4- في (ب): (أَخِي يَابْنَ الْنَبِيِّ بِحَقِّ ذَلّي).
5- في (ب): (ويسعفني على الحظ). التعيب المتعب.
6- وَجيبُ القلب : هو خَفَقانه واضطرابه. (ينظر :لسان 793/1، مادة: و.ج.ب).
7- في (ب): (فهيهات الزمان أخي أراه***يجود ببعدكم يوماً بطيب)

66. أَأَنْسَى ثَغْرَكَ البَسَّامَ جَهْراً***بنادي الْخَمْرِ يُنْكَتُ بِالْقَضِيْبِ ؟ (1)

67. أمِ الرَأسِ الذِي يَتْلُو المَثَانِي***عَلَى الْعَسَّالِ فِي زِيٌّ الخَطِيبِ؟ (2)

68. تَقَاسَمَنَا الحِمامَ، فَبَيْنَ ثَاوِ***قَتِيْلٍ أَوْ سَمِيْمٍ أَوْ صَلِيْبٍ (3)

69. أَلا تَعُسَتْ (أُمَيَّةُ) حَيْثُ كَانَتْ***لِجُرْأَتِهَا عَلَى اللّه الرَّقِيبِ (4)

70. لَقَدْ ذَخَرَتْ لِيَوْمِ الحَشْرِ خِزْياً***يُطِيلُ المَكْثَ فِي ذَاتِ اللَهِيبِ (5)

71. وَذِي الأَسْيَافُ ظَمْأَى سَوْفَ تُرْوَى***وَتَجْلُوْ فِي الضَّرَابِ صَدَى الْقُلُوْبِ (6)

72. مَتَى يَا بْنَ (النَّبِيِّ ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَكَمْ نُرَجِّي***طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ بَعْدِ المَغِيْبِ ؟ (7)

ص: 149


1- الناسُ يَنْكُتُونَ بالحصى أي يضربون به الأَرضَ. (ينظر لسان العرب: 100/2، مادة: ن.ك.ت)، كان عبيد اللّه بن زياد يضرب ثنايا الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) حينما وضع الرأس أمامه في قصر الإمارة في الكوفة بعود الخيزران ويقول: (إنه لحسن الثغر). (ينظر : الفتوح: 129/5، الأمالي للشيخ الطوسي 252، اللهوف في قتلى الطفوف: 104، البداية والنهاية : 260/6، ينابيع المودة: 28/3).
2- في (ب): (يا لك من خطيب). العسال الرمح. (ينظر : لسان العرب: 444/11، مادة: ع.س.ل). يروى عن محمد بن مسلم عن الإمام الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) قال: "السبع المثاني هي آيات سورة الحمد، وبسم اللّه الرحمن الرحيم واحدة منها". (ينظر : المعتبر،179/2 تذكرة الفقهاء: 1/ 114، 133/3، منتهى المطلب: 271/1)
3- في (ب) (تقاسمنا المنون).
4- في (ب) (على اللّه الرقيب).
5- في (ب) (ليوم الحشر حزناً).
6- في (ب): (وها الأسياف، وتجلو في القتال).
7- في (ب): (من برج المغيب). تلك علامة من علامات قيام الساعة، قال أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) في معرض حديثه عن علامات الظهور "ومن بعد ذلك الطامّةُ الكبرى: طلوع الشمس من المغرب تطلع مكوّرة. فيومئذٍ «لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا»" (الأنعام /158). (نهج السعادة: 441/3، وينظر : تعطير الأنام: 185/2، وشرح إحقاق الحق: 580/29).

73.مَتَى يَا غَوْثَنَا وَالْغَيْثُ تَشْفِي***غَلِيْلَ الدِيْنِ مِنْ رَيْبٍ مُرِيبٍ ؟ (1)

74. مَتَى تَشْفِي (البَتُولَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بِمَنْ أَذَاهَا***وَتَجْلُو الهمَّ عَنْ قَلْبِ الْكَئِيْبِ؟ (2)

75. أَغثنَا سَيِّدِي فَلَقَدْ دَهَتْنَا***مُرَادَفَةُ الْكُرُوبِ عَلَى الْكُرُوبِ

76. أَلا يَا بْنَ (الْرَّسُولِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَيْكَ بِكْراً***يَحَارُ بِنَعْتِهَا فَهُمُ الْلَبِيْبِ (3)

77. رَجَوْتُ بِهَا وَتَعْلَمُ مَا رَجَائِي***فَكُنْ يَا بْنَ (النَّبِيِّ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِهِ مُجُيْبِيِّ

78. وَلَيْسَ عَلَى الْكَرِيمِ الحُرِّ شَرْطٌ***وَلَيْسَ يَجِفُ بَحْرٌ كَالقَلِيبِ (4)

79. وَخِلْتُكَ يَا بْنَ (فَاطِمَةٍ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) مُغِيْثاً***بِلا سؤلٍ وَقَدْ أَكْدَى نَصِيْبِي (5)

80. وَتَعْلَمُ كَمْ (سُلَيْمَانُ بِصِدْقٍ***لَهُ فِيْكُمْ مِنَ المَدْحَ الْغَرِيْبِ

81. وَكَمْ فِيْكُمْ لَهُ آمَالُ رَاجِ***لَدَى الدَّارَيْنِ مِنْ عِزِّ وطيب (6)

82. فَلا عُسْرَ وَلا عُذْرٌ وَلا لي***سِوَى رَبِّي وَأَنْتُمْ مِنْ مُثِيبٍ

83. إِلَيْكُمْ دَائِاً تَوْجِيهُ قَلْبِي***كَمَا عَنْ غَيْرِكُمْ أَبَداً نُكُوْبي

84. وَصَلَّى اللّه بَارِؤُكُمْ عَلَيْكُمْ***تَوَاصَلَ بِالطُّلُوعِ وَبِالْغُرُوبِ (7)

ص: 150


1- في (ب) (متى يا غيثنا والغوث).
2- في (ب): (مَتَى تَجْلُو الْهُمُوْمَ عَن الْقُلُوب؟).
3- في (ب): (يَتيْهُ بوَصفها). يعني بالبكر هنا القصيدة.
4- في (ب): (من قليب). القَليبُ: البئر. (ينظر : لسان العرب: 689/1، مادة: ق.ل.ب).
5- في (ب): (كريماً مُغيْتَاً لِي وَإِنْ أَكْدَى...). أكْدَى : افْتَقَر بعد غنّى. (ينظر : لسان العرب: 216/15، مادة: ك.د.ا).
6- في (أ) (غنَى الدارين في عز).
7- البيت غير موجود في (ب).

[5]

وقال في رثاء أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ): (1)

[من الخفيف والقافية من المتواتر ] (2)

1. لَمْ يَرُعْنِي افْتِقَادُ عَهْدِ الشَّبَابِ***إِذْ بَدَا الشَّيْبُ لا مِعاً كَالشَّهَابِ

2. لا وَلَمْ تُشْجِنِي رِيَاضٌ كَسَاهَا***مِنْ طِرَازِ الْأَزْهَارِ، نَسْجُ السَّحَابِ

3. لا وَلا شَاقَنِي الْغَرِيْرُ، وَلا اسْتَعْ***ذَبْتُ مِنْ سَاكِنِي الْعُذَيْبِ عَذَابِي (3)

4. مَا شَجَتْنِي ظَعَائِنُ الْحَيِّ إِذْ مَرْ***رَتْ وَلا ذِكْرُ (زَيْنَبٍ) وَ (رَبَابِ)

5. بَلْ شَجَانِيْ ذِكْرُ (ابْنِ بِنْتِ رَسُوْلِ ال***لّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صَادِي الْحَشَا سَلِيْبَ الثِّيَابِ

6. طَالَ وَجْدِي بِهِ وَهَاجَتْ شُجُوْنِيْ***وَتَلَظَّى قَلْبِي وَزَادَ الْتِهَابِي

7. لَسْتُ أَنْسَاهُ إِذْ أَتَى (الطَّفَ) يَدْعُو***خَيْرَ صَحْبٍ كَرِيْمَةَ الْأَنْسَابِ

8. مَا اسْمُ ذِي الْأَرْضِ؟ وَهُوَ فِيهَا خَبِيرٌ***فَلَدَيْهِ قَضَاءُ فَصْلِ الْخِطَابِ

9. قِیلَ : ذَي (كَرْبَلا)، فَقَالَ بِشَجْو:***يَا لَقَوْمِيْ، بِهَا أَرِيحُوْا رِكَابِيْ

ص: 151


1- في (ب): (وله أيضًا رحمه اللّه).
2- في (ب) أثبتت الأبيات (31-39، والبيت 42) فقط.
3- الغَرير: الخُلُق الحسن يقال للرجل إذا شاخ أَدبَرَ غَريرهُ وأَقْبَل هَريرهُ أي قد ساء خلُقه. (ينظر: لسان العرب: 11/5، مادة: غ.ر.ر). العُذَيْبِ: موضع بين القادسية ومغيثة بينه وبين القادسية أربعة أميال وهي منازل لبني تميم، ومن منازل حاج الكوفة، مُسَمّى بتصغير العَذْبِ. (ينظر: معجم البلدان: 92/4)

10. إِنَّا هَذِهِ لَنَا أَرْضُ كَرْبٍ***وَبَلاء وَمِحنَةٍ وَاكْتِئَابِ

11. فَارْحَلُوا إِنَّنِيْ مُقِيمٌ عَلَى الْمَوْ***تِ رَجَاءَ لِنَيْلِ حُسْنِ الثَّوَابِ

12. فَأَجَابُوهُ: لا، وَمَنْ قَدْ حَبَاكُمْ***بِمَدِيْحِ أَتَى بِنَيِّ الْكِتَابِ

13. لا رَجَعْنَا وَأَنْتَ فَرْدٌ أَحَاطَتْ***بِكَ أَهْلُ الضَّلالِ وَالارْتِيَابِ

14. أَفَنَلْوِي خَوْفَ الْخَتُوْفِ عِنَانَا***كَيْفَ تَخْشَى الْأُسُوْدُ نَبْحَ الْكِلابِ؟

15. فَانتَنَوا لِلهِياج وَامْتَطَوا الخي***ل لَدَى الرَّوْعِ كَالأُسُودِ الْعِقَابِ

16. أَوْرَدُوا السُّمْرَ مِنْ صُدُورِ الأَعَادِي***وَأَبَاحُوا السُّيُوفَ هَبْرَ الرِّقَابِ (1)

17. وَأَبَادُوا لَوْلَا الْقَضَا عُصْبَةَ الشَ***شِرْكِ بِحَرْبٍ عَقِيْمَةِ الْأَعْقَابِ (2)

18. عَانَقُوا الْحُوْرَ بَعْدَمَا عَانَقُوْا البِي***ضَ عِنَاقَ الْكَوَاعِبِ الْأَتْرَابِ (3)

19. فَسَطَا ثَابِتَ الْجَنَانِ بِعَزْمِ***مِنْهُ جَيْشُ الْعِدَا غَدَا فِي اضْطِرَابِ

20. وَاسْتَدَارَتْ رُحَى المَنُوْنِ فَفَرُّوا***كَفَرَارِ الْبُغَاثِ خَوْفَ الْعُقَابِ (4)

21. مَا انْثَنَى مُهْرُهُ عَلَى الْجُيْشِ إِلَّا***ضَاقَ رَحْبُ الْفَضَاءِ بِالْأَحْزَابِ (5)

22. لَمْ يَزَلْ يَسْلُبُ النُّفُوْسَ وَيَكْسُو***سَيْفُهُ عَنْدَماً أَدِيمَ التُّرَابِ (6)

ص: 152


1- الهَبْرُ: قطع اللحم، وهَبَرَ يَهْبُرُ هَبْراً : قطع قطعاً. (ينظر : لسان العرب: 247/5، مادة: ه.ب.ر).
2- عقيمة الأعقاب لاتبقى ولا تذر.
3- اقتباس من قوله تعالى: «وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا» (النبأ /33).
4- البغاثُ: كلُّ طائر ليس من جوارح الطير. (ينظر : لسان العرب: 118/2، مادة: ب.غ.ث).
5- هذه،تورية الشاعر يوري عن جيش عمر بن سعد بجيش المشركين.
6- العَنْدَمُ: صبغ أحمر معروف وهو البَقَّمُ. (ينظر : لسان العرب: 430/12، مادة: ع.ن.د.م)، وهو هنا تورية عن الدم المراق

23. فَدَنَا مُحْكَمُ الْقَضَاءِ وَغَصَّتْ***لَهَوَاتُ (1) الرَّدَى بِذَاكَ الْجَنَابِ

24. حُرَّ قَلْبِيْ لَمَّا أَصَابَ فُؤَادَ الدْ***دِيْنِ سَهُمْ خَطَا طَرِيقَ الصَّوَابِ

25. فَهَوَى صَادِيَ الْحَشَا لَمْ يُبَرِّدْ***غُلَّةَ الْقَلْبِ مِنْهُ عَذْبُ الشَّرَابِ

26. وَلَهُ زُلْزِلَ الْوُجُودُ وَكَادَتْ***تُزْعِجُ الْخَلْقَ دَهْشَةُ الإِنْقِلابِ

27. يَا لَقَوْمِي (بَنِي نِزَارِ) وَأَشْرَا***فِ (بَنِي غَالِبٍ) لِيُوْثِ الْحِرَابِ

28. أَتُرَاهُمْ دَرَوْا بِأَنَّ (حُسَيْناً)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***مَيَّزَ الرَّاسَ مِنْهُ سَيْفُ (الضَّبَابِي)؟ (2)

29. وَ الْكَرِيمَاتُ مِنْ بَنَاتِ رَسُولِ ال***لَهِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حَسْرَى تُسْبَى عَلَى الأَقْتَابِ

30. حُرَّ قَلْبِي (لِزَيْنَبٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذْ تُنَادِي***وَهْيَ عَبْرَى بِنَاظِرِ ذِي انْسِكَابِ

31. يَابْنَ أُمِّي مَا كُنْتُ أَحْسَبُ غَابَ ال***أُسْدِ يَغْدُوْ مَغَارَةً لِلْكِلابِ (3)

32. يَابنَ أُمِّي وَهَلْ عَلِمْتَ بَأَنِّي***لَمْ أَجِدْ غَيْرَ سَالِبٍ لِي وَسَابِي ؟(4)

33. كَيْفَ تَرْضَى أَنَّا نُسَاقُ أُسَارَى***بَعْدَ صَوْنٍ عَنِ الْوَرَى وَاحْتِجَابِ؟

34 وَالْعَلِيْلُ (السَّجَادُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) أَجْهَدَهُ الْقَيْ***دُ يُقَاسِي فِي السَّيْرِ صَعْبَ الرِّكَابِ (5)

ص: 153


1- اللهوات: جمع اللَّهاةُ، وهي أقصى الفم. (ينظر : لسان العرب: 258/15، مادة: ل. ه-ا). وغصَّت لهوات الرَّدى تعبير مجازي عن ازدحام القتلى وكثرتهم.
2- يقال: مِزْتُ الشيء من الشيءِ إذا فَرَّقْت بينهما، وفي التنزيل العزيز: «تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ» (الملك/8) أي تتقطّع.
3- في (ب) : ( يغدو مغارة للذئاب).
4- في (ب): (يابن أمي أهل علمت).
5- السجّاد: هو زين العابدين علي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان في كربلاء مريضاً طريح الفراش لا يستطيع النهوض ولذلك لم يشترك في المعركة وهو الوحيد الذي بقي حياً من أولاد الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)توفي سنة 95ه.

35.كُلَّمَا وَشَحُوهُ بِالسَّوْطِ نَادَا***كَ بِعَيْنِ عَبْرَى وَقَلْبٍ مُذَابِ

36. وَإِذا اسْتَعْطَفَ الأَعَادِي بِلِيْنِ ال***قَوْلِ سَاؤُوا عَلَيْهِ رَدَّ الْجَوَابِ

37. يَا لَهَا مِنْ مَصَاعِبٍ(1) ضَاعَ دِينُ ال***لّه فِيْهَا وَحَادِثَاتٍ صِعَابِ

38. أَبَنِي الْوَحْيِ وَالْرِسَالَةِ أَنْتُمْ***لِي أَسْنَى ذَخِيْرَةٍ فِي الْحِسَابِ

39. فَاشْفَعُوا لِيَ إِنْ جِئْتُ أَهْلُ ذَنْبِي***خَائِفا مِنْ جَزَائِهِ وَعِقَابِ

40. أَنا يَا سَادَنِ (سُلَيْمَانُ) مَدْحٍ***وَإِلَيْكُمْ بَيْنَ الأَنامِ انتسَابِي(2)

41.كَيْفَ أَخْشَى نَاراً وَجَدِّي قَسِمُ الن***ارِ بَيْنَ الْوَرَى بِيَوْمِ الْمَآبِ؟

42. وَصَلَاةٌ تَغْشَاكُمُ مَا تُحَيَّيْ***بَاسِمَاتُ الْأَزْهَارِ بَاكِي السَّحَابِ

ص: 154


1- في (ب): (يا لها من نَوَائب).
2- في (ب): (فإليكم بين العباد انتسابي).

[6]

وقال راثياً فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها: (1)

[من الكامل والقافية من المتدارك ]

1. بِنْتُمْ فَلا الأَجْفَانُ مِنْ عَبَرَاتِهَا***قَرَّتْ وَلَا الأَنْفَاسُ مِنْ زَفَرَاتِها

2. هَلْ تَطْلُبُونَ سِوَى السُّهَادِ وَمُهْجَةٍ***تَتَوَقَّدُ الأَحْشَاءُ مِنْ حَسَرَاتِهَا؟

3. هَذِي مَنَازِلُكُمْ سَلُوْهَا كَمْ جَرَى***دَمْعِي؟ وَكَيْفَ وَقَفْتُ فِي عَرَصَاتِها(2) ؟

4. وَسَلُوا الصَّبَا عَنْ صَبِّكُمْ أَفَهَلْ صَبَا***قَلْبِي لِغَيْرِكُمُ عَلَى هَضَبَاتِهَا ؟ (3)

5. مَا خِلْتُ قَبْلَ وِقُوْفِنَا بِدِيَارِهِم***أَنَّ الْقُلُوْبَ تُذَابُ فِي نَفَثَاتِهَا

6. لَوْ تَعْلَمُوْنَ أُهَيْلَ وِدِّيْ مَا النَّوَى***لَقَلَتْ نُفُوْسُكُمُ لَذَيْذَ حَيَاتِهَا (4)

7. أشتَاقُكُمْ وَالبَيْنُ لَيْسَ بِسَامِعِ***شَكْوَىً تَرقُّ لهَا قُلوبُ عِدَاتِها

8. مَنْ لي بِقَوْمٍ لا يُذَلُّ تَزِيْلُهَا***أَبداً، وَلَيْسَ يُرَاعُ في كُرُبَاتِهَا(5)

ص: 155


1- في (ب): (وله نوّرَ اللّه ضريحه في رثاء الزهراء(عَلَيهَا السَّلَامُ)).
2- في (ب): (ما جرى).
3- في البيت جناس تام بين الصَّبا وهي ريحُ الصَّبا وصبا بمعنى حن ومال. (ينظر : لسان العرب: 14/4، مادة: ص.ب.ا).
4- في (ب) (الجفت نفوسكم). أهيل تصغير أهل، وهو للتحبيب، لقلت: أي لفارقت من القلى وهو الفراق.
5- في (ب): (وَلَيْسَ تُراع).

9. لا جُوْدَ إِلَّا يَوْمَ بَدْلِ نَوَالِهَا***أَوْ صَوْلَةً يوماً لِغَيْرِ كماتِهَا (1)

10. هَذِي مَنَازِلُها وَذِي وُرَّادُهَا***تَبْكِي مَعَالَهَا (2)وَفَقْدَ حُمَاتِهَا

11. يَا دَارَ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(الْوَصِي)(عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ(فَاطِمٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***حَاشَاكِ مِنْ ضَيْمٍ بِجَوْرِ بُغَاتِهَا

12. مَا كُنْتَ تَصْنَعُ يَا (رَسُولَ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَوْ***شَاهَدْتَ (فَاطِمَةٌ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بِظُلْمٍ طُغَاتِهَا

13. مُنِعَتْ مِنَ المِيْرَاتِ ظُلْماً بَعْدَمَا***عُصِبَتْ فَرِيْضَتُهَا وَدَعَ هِبَاتِهَا(3)

14. إذْ أَبْطَلُوا الدَعْوَى وَشُقَّ كِتَابُهَا***مِنْ بَعْدِ رَدُّ شُهُودِها وَثَبَاتِهَا

15. فَغَدَتْ بِغُصَّتِهَا وَفَقْدِكَ فِي أَسَى***تَتَزَلْزَلُ الْأَطْوَادُ مِنْ نَحَباتِهَا (4)

16. وَبِدَارِهَا نَارَ العَدَاوَةِ أَضْرَمُوا***حَطَبَاً عَلَى أَوْلادِهَا وَبَنَاتِهَا (5)

17. وَبِضَغْطِ بَابِ الْدَارِ رَضُوا ضِلْعَهَا***فَرَمَتْ جَنِيْنَا مِنْ خِيَارِ كُفَاتِهَا

18. وَبِضَرْبٍ أَسْوَاطِ تَوَرَّمَ جَنْبُهَا***وَرُسُوْمُهُ (6)بَقِيَتْ لِيَوْمِ مَمَاتِهَا

19. وَلِبَعْلِها مِنْ شَرِّ دَهْشَتِهَا رَنَتْ***فَرَأَتْهُ مُنْقَاداً لِشرٌ وِلاتِهَا (7)

ص: 156


1- في (ب): (لا صَوْلَةٌ لِلْدَهْرِ غَيْر كُمَاتِهَا). النوال : العطاء. (ينظر : لسان العرب: 683/11، مادة: ن.و.ل). الكماة: الأبطال الشجعان. (ينظر : لسان العرب: 231/15، مادة: ك.م.ي).
2- في (ب): (معاهدها).
3- الدَعُ: الطرد والدفعُ. (ينظر : لسان العرب: 85/8، مادة: د.ع.ع).
4- في (ب): (من أسَىً).
5- في (ب): (ظُلماً).
6- في (ب) (ورسومها).
7- في (ب): (بغاتها).

20. لَطَمَتْ وَقَالَتْ يَا أَبِي أَفَهَلْ تَرَى؟***حَاشَاكَ بِنْتُكَ نُغْصَتْ بِحَيَاتِهَا(1)

21. أَبْكِي بِلَيْلِي مَعْ نَهَارِي مِن أَسَىً***فَالْعَيْنُ خُدَّ الخَدُّ مِنْ عَبَرَاتِهَا (2)

22. وَأَمرُّ مِنْ هَذَا مُنِعْتُ مِنَ البُكَا***حُزْناً عَلَيْكَ أَيَا خِيَارَ هُدَاتِهَا

23. قَالُوا: تَأَذَّيْنَا بِطُولِ بُكَائِهَا***فَلْتَبْكِ وَقْتا خُصَّ مِنْ أَوْقَاتِهَا

24. فَغَدُوتُ مُذْ أَشْتَاقُ نَدْبَكَ يَا أَبِي***في ذِي الْبِلادِ خَرَجْتُ فِي فَلَوَاتِهَا (3)

25. نَحْوَ (الْبَقِيعِ) فَأَقْضِيَنَّ بِهِ (4)العَزا بِبُكَى عَلَيْكَ يَبُلُّ مِنْ حُرُقَاتِهَا

26. وَأَعَوْدُ لِلْقَبْرِ الشَّرِيْفِ بِمُهْجَةٍ***عَبْرَى(5) وَعَيْنِ وَكُفُهَا لِكُفَاتِهَا

27. وَتَقُولُ: يَا أَبَنَاهُ مَنْ أَوْصَيْتَ بِيْ ؟***خُذْنِيْ فَمِثْلِي كَرْبُهَا بِحَيَاتِهَا

28. وَتَنُوْحُ حَاضِنَةٌ لِقَبْرِ حَبِيْبِهَا***وَدُمُوعُهَا تَجْرِي عَلَى وَجَنَاتِهَا

29. مَهْمُوْمَةٌ مَعْمُوْمَةٌ مَنْقُوْمَةً***مَوْجُوْعَةً مَفْجَوْعَةً بِحُمَاتِهَا (6)

ص: 157


1- في (ب): (لطمت ونادت).
2- في (ب): (بالكَيْل أَبكى وَالْنَهَارِ أَيَا أَبي والعين...).
3- في (ب): (نَحْوَ فَلاتها).
4- فى (ب): (شان).
5- في (ب) (حرى). وكفَ الدمعُ والماء: سال (ينظر : لسان العرب: 362/9، مادة: و.ك.ف).
6- في (ب): (مغمومة مسقومة). هذا البيت والذي بعده مفوفان تفويفاً جميلاً. السُّقْمُ: المَرَضُ. (ينظر : لسان العرب: 231/7، مادة: م. ر.ض).

30. مَغْصُوبَةً مَغْضُوْبَةٌ مَعْصُوبَةٌ***مَصْرُوْعَةٌ وَمَلُوْعَةٌ لِوِلاتِها (1)

31. وَتَتَابَعُ الحَسَرَاتِ فِي عَبَرَاتِهَا***وَتَتَابُعُ الْعَبَرَاتِ فِي غَشَوَاتِهَا

32. لَمَّا دَنَتْ مِنْهَا الْوَفَاةُ دَعَتْ لَهَا***(أَسْمَا)(2) (عَلَيَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) الطُّهُرَ خَيْرَ كُفَاتِهَا

33. فَأَتَى بِقَلْبٍ خَاشِعٍ وَبِعَبْرَةِ***تَتَوَقَّدُ الأَجْفَانُ مِنْ حُرُقَاتِهَا

34. وَانْكَبَّ مِنْ وَجْدٍ عَلَيْهَا فَاغْتَدَتْ***عَبَرَاتُهُ يُمْزَجْنَ فِي عَبَرَاتِهَا (3)

35. فَدَعَتْهُ: يَابْنَ الْعَمَّ تَعْهَدُ أَنَّنِي***خَالَفْتُ أَمْرَكَ فِي زَمَانِ حَيَاتِهَا؟ (4)

36. هَلْ كُنْتُ خَائِنَةٌ وَكُنْتُ كَذُوبَةً؟***فَأَجَابَهَا: حَاشَا بِكُلِّ جِهَاتِهَا

37. جَدَّدْتِ فِيْنَا حُزْنَ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، يَالَهَا***مِنْ حَسْرَةٍ زَادَتْ عَلَى حَسَرَاتِهَا

38. قَالَتْ لَهُ أُوْصِيْكَ بِنْت (أُمَامَةٍ)(5)***خُذْهَا لِرِقَّةِ قَلْبِهَا وَزَكَاتِهَا

ص: 158


1- في (ب): (مَغْضُوبَةٌ مَغْصُوبَةٌ). المَعْصُوبُ: الجائع الذي كادَتْ أمعاؤُهُ تَيْبَسُ جُوعاً سمي مَعْصُوباً، لأَنه عصب بَطْنَهُ بِحَجَر من الجوع (ينظر لسان العرب: 602/1، مادة: ع.ص.ب).
2- أسما: هي أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث،الخثعمي صحابية كان لها شأن، أسلمت قبل دخول النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) دار الأرقم بمكة، وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، فولدت له عبد اللّه ومحمدا،وعونا ثم قتل عنها جعفر شهيدا في وقعة مؤتة (سنة 8 ه) فتزوجها أبو بكر الصديق فولدت له محمدا بن أبي بكر، وتوفي عنها أبو بكر فتزوجها على بن أبي طالب فولدت له يحيي وعونا. وماتت بعد علي. وصفها أبو نعيم بمهاجرة الهجرتين ومصلية القبلتين. (الأعلام 306/1. وينظر ميزال الإعتدال: 277/4).
3- في (ب): (فَانْكَبَّ).
4- في (ب) (قالت أيا بن العم).
5- هي أمامة بنت أبي العاص بن الربيع أمها زينب بنت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، و تزوجها علي بن ابي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ)بعد فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) وهي ابنة أختها، أمرته فاطمة بذلك. (ينظر الإكمال في أسماء الرجال: 150)

39. وَاجْعَلْ لِوِلْدِيْ يَا (عَلِيٌّ) لَيْلَةً***وَلَهَا كَذَلِكَ قَاسِاً لَيْلاتِهَا (1)

40. أ ( عَلِيُّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) لا تُشْهِدْ حِمْلِ جَنَازَتِي***مَنْ كَانَ يَظْلِمُنِي وَلا لِصَلاتِهَا

41. وَقَضَتْ فَغَمَّضَهَا (عَلَيُّ )(عَلَيهِ السَّلَامُ)المُرْتَضَى***وَتَصَارَخَ الْحَسَنَانِ عِنْدَ وَفَاتِهَا

42. وَتَبَاكَيَا وَتَنَادَبَا لِمصَابِهَا***وَعَلَتْ لَهَا أَصْوَاتُ نَوْحٍ بَنَاتِهَا

43. وَنَعَتْ لِفَجْعَتِهَا الْوُحُوشُ وَنَاحَت ال***أَطْيَارُ مِنْ حُزْنٍ لَدَى وَكَنَاتِهَا (2)

44. يَا بَضْعَةَ الْهَادِي الْنَّبِيِّ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***يَا بِنْتَ خَيْرِ هُدَاتِهَا وَسُرَاتِهَا (3)

45. ظَلَمُوْكِ سَيِّدَةَ النِّسَاءِ(4)، فَوَيْلُهَا***مِنْ أَعْبُدِ جَارَتْ عَلَى سَادَاتِهَا

46. لَمْ يَكْفِهِمْ ثُكْلٌ وَعُظْمُ مُصِيبَةٍ***مِنْهَا وَمَا عَطَفَوْا عَلَى مِحْنَاتِهَا (5)

47. إذْ جُرْعَتْ كَأْسُ الحِمامِ بِسُقْمِهَا***وَتَتَابَعُوْهَا بِالأَذَى لِرُفَاتِهَا

48. (فَأَتَيْ أَبُوْ حَسَنٍ وَسَلَّ حُسَامَهُ)***وَغَدَا يُهَدِّدُهَا بِقَتْلِ كُمَماتِهَا (6)

ص: 159


1- في (ب) (حافظاً ليلاتها).
2- في (ب) على وكناتها الوكَّنات جمع وكُنَة لوكرِ الطائر (ينظر : لسان العرب 372/3، مادة: ق.ي.د).
3- رجلٌ سَريٌّ: أي ذو مروءة وشرف، والسَّراةُ اسم للجمع. (ينظر : لسان العرب: 377/14، مادة: س.ر.ا).
4- في (ب): ( ياست النساء تبغي على).
5- المِحنَةُ: الاختبار واحدة المحن التي يمتحن بها الإنسان. (ينظر لسان العرب: 401/13، مادة : م.ح.ن).
6- في (ب): (يُوَعُدُهَا). الصدر استعانة أو تضمين لجزء من بيت ابن منير الطرابلسي (ت 548 ه) من قصيدته المعروفة بالتنرية، وتمام البيت: (فَأَتَى أَبُوْ حَسَنِ وَسَلِّلَ حُسَامَهُ وَسَطًا وَكَرْ) (ينظر :دیوانه: 165).

49. فَتَرَاجَعُوْا كُرْهاً، فَلَيْتَكَ قَبْلَ ذَا***كُنْتَ المُهَدِّدَ يَوْمَ غَصْبٍ هِبَاتِهَا (1)

50. لَكِنْ لِيَقْضِي اللّه أَمْراً كَائِناً***وَتُقَدَّرُ الأَشْيَاء فِي أَوْقَاتِها (2)

51. لَهفِي عَلَى تِلْكَ النُّفُوسِ تَجَرَّعَتْ***أَنْوَاعَ كَأْسِ الخَتْفِ مِنْ عُصُبَاتِهَا (3)

52. مِنْكُم سَمِيْمٌ أَوْ طَرِيْدٌ هَالِكٌ***مَا بَيْنَ مَصْرُوعٍ بِحَدٍّ ظُبَاتِهَا (4)

53. أَوْ بَيْنَ مَصْرُوعٍ عَلَى محِرَابِهِ***أَوْ بَيْنَ مَفْجُوعِ بِطُولِ شَتَاتِها

54. واللّه يَا (أَهَلَ الْكِسَاءِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَخِيْرَةَ الْ***بَارِي وَخَيْرَ هُدَاتِهَا وَوِلاتِهَا (5)

ص: 160


1- في (ب): (كنت المُوَعَّدَ).
2- في (ب): (وَيُقَدِّر الأشياء). الشاعر يقتبس من قوله تعالى: «لَيَقْضِيَ اللّه أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً»(الأنفال / 42).
3- في (ب): (لهفاً). العُصْبَةُ من الرجال ما بين العَشَرة إلى الأربعين، والعِصَابَةُ الجماعة من الناس. (ينظر : لسان العرب: 602/1، مادة: ع.ص.ب).
4- في (ب): (أو بين مصروع).
5- في (ب): (أَهَلَ العَبَاء)، وفي (أ): (خيرة البار). أهل العباء وأهل الكساء واحد وهم: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات اللّه وسلامه عليهم قال المجلسي في تفسير آية (الشورى :/23) روى الثعلبي في تفسير هذه الآية تعيين آل محمد (صلى اللّه عليه وعليهم أجمعين) من طرق، منها عن أم سَلَمَة، عن رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أنه قال لفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ): "إثْتني بزوجك وابنيك" فأتت فألقى عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فإنك حميد مجيد " قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم فاجتذبه وقال: " إِنَّك لعلى خير.". وكذلك ورد في تفسير (آية التطهير) في رواية أحمد بن حنبل تعيين آل محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ). (بحار الأنوار: 250/23، وينظر الخلاف : 157/4، إيضاح الفوائد: 1/ شرح الصفحة : 7).

55. مَهُمَا حَزَنَا عِنْدَ ذِكْرِ مُصَابِكُم***فَهُوَ الْقَلِيْلُ، عَلَى خِيَارِ هُدَاتِهَا (1)

56. يَا أَهَلَ بَيْتِ يَقْبَلُوْنَ هَدِيَّةَ اللَ***جَانِيْنَ، صَفَّاحِيْنَ عَنْ هَفَوَاتِهَا (2)

57. أَمَّارَتِي بِالسُّوْءِ مِنْ حُبِّيِكُمُ***واللّه مَا اتَّكَلَتْ عَلَى حَسَنَاتِهَا

58. وأَنَا ابْنُ دَاودٍ) (سُلَيْمَانُ) بِكُمْ***أَرْجُو خَلاصَ النَّفْسِ مِنْ عَثَرَاتِهَا (3)

59. أَزْكَى سَلَامِ الْكَائِنَاتِ عَلَيْكُمُ***يَا خِيْرَةَ البَارِيِّ وَخَيْرُ صَلَاتِها

ص: 161


1- فى (ب): (أيا خيار).
2- في (ب): (صفَّاحون).
3- في (ب): (مِن عَبَراتِهَا).

[7]

وقال في رثاء رسول اللّه وآله عليه وعليهم الصلوات والسلام: (1)

[ من الكامل والقافية من المتدارك ]

1. عَظُمَ الْمُصَابُ فَكَيْفَ عَيْنِيَ تَرْقُدُ***أَمْ كَيْفَ نَارُ الْحُزْنِ لا تَتَوَقَّدُ؟

2. وا لهَفَتَاهُ لِعُظْمِ رُزْءٍ هَدَّنِي وَبَلَى***فُؤَادِيَ فَهُوَ رُزُءٌ أَنْكَدُ (2)

3. لِمُصَابِ خَيْرِ الخَلْقِ فِي خُلُقٍ***وفي خَلْقٍ وَذَاكَ هُوَ النَّبِيُّ (مُحَمَّدُ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)(3)

4. (يَا أَحْمَد)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْهَادِيَ الَّذِي لِمُصَابِهِ***ثُمَّ الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ تَأَوَّدُ (4)

5. أَفْدِيْ نَبِيّاً حَوْلَهُ سِبْطَاهُ وَاب***نَتْهُ (الْبَتُوْلُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) وَ(حَيْدَرُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) وَالْعُوَّدُ (5)

ص: 162


1- في (ب) (وله قدس اللّه سره في رثاء النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ويذكر مصاب الآل).
2- في (ب): (وَهُوَ رُزْء أَنْكَدُ). قال بلى يريد أبلى، وحذف الهمزة التي هي فاء الفعل م-ن ض-رائر الشعر (ينظر: الضرائر: 100)
3- في (ب): (هُوَ النَّدْبُ الجَوَادُ الأَحْمَدُ). رجل نَدْبُ: أى خفيف فى الحاجة، نَدَبَّهُ لأمر فانْتَدَبَ له أى دعاه له فأجاب (ينظر لسان العرب : 75/12 مادة: ن.د.ب).
4- جبل أشم : أي طويل الرأس. (ينظر : لسان العرب: 325/12، مادة: ش.م.م). والجبال الرَّوَاسي والراسياتُ هي الثَّوابتُ (ينظر : لسان العرب: 321/14، مادة: ر.س.ا). تأوّد: يقال تأوَّدت المرأة في قيامها إذا تثنت لتثاقلها. (ينظر : لسان العرب: 74/3 مادة: أ.و.د).
5- في (ب): (حوله سبطاه مع ست النساء وحيدر).

6. أَفْدِيْهِ فِي حِجْرِ الْوَصِيَّ وَرَأْسُهُ***مِنْ فَوْقِ رُكْبَتِهِ الْيَمِيْنِ مُوَسَّدُ (1)

7. أَفْدِ [ي ] مَرِيضاً لَيْسَ كَانَ كَمِثْلِهِ***أَحَدٌ وَلا فِيمَا سَيَأْتِي يُوْجَدُ (2)

8. أَفْدِيْ (عَلِيّاً) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ(الْبَتُولَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) وَوِلْدَها***يَبْكُونَ وَالطُّهْرُ (الْبَتُولُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) تُعَدِّدُ (3)

9. تواقعَ (الحَسَنَانِ) (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) فَوقَ الْمُصطَفى(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَ(الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) لَهُما برفق يُبْعِدُ (4)

10. أَفْدِيْهِ لَمَّا قَالَ يَا خَيْرَ الْوَرَى***بَعْدِي وَيَا صِهْرِي الْوَلِيُّ الأَوْكَرد (5)

11. دَعْنِي أَشُمُهُمَا فَلا تُبْعِدُهُمَا***عَنِّي فَإِنِّي الْيَوْمَ عَنْكُمْ أَفْقَدُ (6)

12. لِيُوَدِّعَانِي يَا (عَلِيُّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَإِنَّنِي***لَمُوَدِّعُ لَهُمَا أَسَى وَمُزَوِّدُ

13. فَتَصَارَخَا وَتَنَادَبَا لِقَالِهِ***كُلٌّ يَنُوْحُ بِحَسْرَةٍ وَيُرَدِّدُ

14. فَتَلَهَّفَ الْهَادِي النَّبِيُّ وَقَالَ لا***تَبْكُوا فَرُزُقُكُمُ أَجَلُ وَأَنْكَدُ (7)

15. فَلأَنْتَ يَا (حَسَنُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) تَمُوْتُ بِغُصَّةٍ***وَتَمُوْتُ مَسْمُوْماً غَداً وَتُشَرَّدُ (8)

ص: 163


1- في (ب): (في حجر الإمام). في (ب) البيت يأتي تحت رقم (9) أي بعد (أفدي علياً).
2- في (أ): (غير موجود). [ي]: سياق الجملة يقتضي ذلك.
3- في (أ): (غير موجود).
4- في (ب): (فَوْقَ مُحَمَّد).
5- في (ب): (خَيْرَ الْمَلا).
6- في (ب): (جَرْماً أَفْقَد)، وفي (أ) سقطت: (عَنِّى).
7- فى (ب) (فتحسر الهادي). النَّكَدُ : السَّوْمُ واللوْمُ. (ينظر : لسان العرب : 427/3، مادة: ن.ك.د).
8- في (ب) (وتسم مظلوما غداً).

16. لهفِيْ عَلَيْكَ تَجُودُ في سَمٍّ غَدَا***فِي قَلْبِكَ الْمُضْنَى الْحَزِيْنِ وَتُجْهَدُ (1)

17. لهفِيْ عَلَيكَ قُتِلْتَ ظُلْماً لَمْ يَكُنْ***أَحَدٌ لَدَيْكَ سِوَى أُخَيِّكَ يُوْجَدُ (2)

18. وَلَأَنْتَ تَلْقَى يَا (حُسَيْنُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***مُصِيبَةٌ عُظْمَى تُفَتُ مَا الْحَشَى والأَكْبُدُ (3)

19. لهفي عَلَيْكَ وَأَنْتَ عَارِ فِي الْعَرَا***فِي كَرْبَلا حَرَّ الصُّحُورِ تُوَسَّدُ (4)

20. لهفي عَلَيْكَ وَأَنْتَ فَرْدٌ واقفٌ***بَيْنَ الْأُلُوْفِ وَلَيْسَ فِيْهِمْ مُسْعِدُ (5)

21. ظَامِ ذَبِيحٌ يَا (حُسَيْنُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنَ القَفَا***وَالصَّدْرُ مَرْضُوضٌ وَأَنْتَ مُجَرَّدُ

22. وَبِهَا بَنَاتُ الوَحْيِ مِنْ فَوْقِ النَّضَا***نَحْوَ (الشَّامِ) بِهَا (أُمَيَّةَ) تَقْصُدُ (6)

23. وَلأَنْتِ يَا خَيْرَ النِّسَاءِ وَبَضْعَتِي***بَعْدِي سَتَظْلِمُكِ الطُّغَاةُ الجُحَّدُ (7)

24. واحسرتاهُ عليكِ يَا ثَمَرَ الحَشَا***إذْ تُظْلَمِيْنَ غَداً وَمَا لَكِ مُنْجِدُ (8)

ص: 164


1- في (ب): (لهفاً عليك).
2- في (ب): (لهفاً عليك).
3- في (ب): (لكنْ مُصَابَكَ يَا (حُسین) مصيبه***ولَعُظْمهَا مِنَّا نُفَتُ الأَكْبُدُ)
4- فى (ب): (لهفاً عَلَيْكَ أَيَا حُسَيْنُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِكَربلا***عَارِ عَلَى حَرِ الصُّحُورِ مُوسَّدُ)
5- في (ب): البيت غير مثبت.
6- أنضاء: جمع النّضو: أي البعير المهزول. (ينظر : لسان العرب: 329/15، مادة: ن.ض.ا). والشاعر يضطر لحذف الهمزة من بداية الكلمة ويقصر فيقول : النضا وحقه أن يقول الأنضاء.
7- في (ب): (يا ست النساء).
8- في (ب): (وَمَالَكَ مُسْعدُ).

25. وَسَتَلْحَقِيْنَ أَبَاكِ أَوَّلَ قَادِمِ***لَكِنْ مُصَابُكَ يَا عَلِيُّ أَشْهَدُ (1)

*****

26. وَ (لِفَاطِمِ)(عَلَيها السَّلَامُ) بِالسَّوْطِ يُوْجَعُ مَتْنُهَا***وَتُذَادُ عَنْ إِرْثِي وَعَنِّي تُبْعَدُ

27. وَاحَسْرَتاهُ عَلَيْكِ مِنْ مَظْلُومَةٍ***حَسْرَى وَمِنْ مَنْصُوبَةٍ لا تُنْجَدُ

28. وَلأَنتَ تُضْرَبُ فَوْقَ رَأْسِكَ سَاجِداً***وَالشَّيْبُ مِنْ دَمِكَ الشَّرِيفِ يُوَرَّدُ (2)

29. فَتَصَارَحُوا فِي حُرْقَةٍ وَكَابَةٍ***كُلِّ عَلَى كُلِّ يَنُوحُ وَيُنْشِدُ

30. قَالَ: اصْبِرُوا يَا آلَ بَيْتِيَ وَابْشِرُوا***إِنْ تَصْبِرُوا يَا أَهْلَ بَيْتِيَ تُسْعَدُوا (3)

31. وَعَلَيْكُمُ مِنِّي سَلامُ مُوَدِّعِ***لا غَائِبِ فَهُوَ الْفِرَاقُ السَّرْمَدُ (4)

32. لَمَّا دَنَا مِنْهُ الْحِمَامُ وَحِيْنُهُ***نَادَيْ (عَليَّاً)(عَلَيهِ السَّلَامُ) ثُمَّ وَلَيَّ الْعُوَّدُ (5)

33. قَالَ: ادْنُ مِنْيَ يَا (عَلِيُّ )(عَلَيهِ السَّلَامُ)فَمُذْ دَنَا***نَاجَاهُ سِراً وَالْعُهُوْدُ تُؤَكَّدُ (6)

34. فَاحْمَرَّ وَجْهُ (الْمُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَتَحَادَرَتْ***مِنْهُ دُمُوعَ للخُدُودِ تُخَدِّدُ (7)

ص: 165


1- في (ب): (وَسَتَلْحَقِيْنَ بِنَا قَرِيْبَاً عَاجِلاً). أضهد أكثر ظلماً. (ينظر : لسان العرب : 266/3، مادة : ض.ه-.د)، وبعده بيت واحد حذفناه.
2- فى (أ): (دمك العبيط).
3- في (أ): (قال اصبروا يا أهل بيتي واصبروا).
4- في (ب): (لا غائب يُرْجَى فَرَاقٌ سَرْمَدُ).
5- ولَّى : أدبر. (ينظر لسان العرب: 405/15، مادة: و.ل.ي). وقوله تعالى: «يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ» (آل عمران: 111) أي ينصرفوا.
6- في (ب) والعهود يؤكد).
7- في (ب) (فاغبر في الخدود).

35. فَتَصَا يَحُوا وَتَنَا وَحُوا لِمصَابِهِ***وَالرُّوحُ فِي صَدْرِ (النَّبِيُّ ) تَرَدَّدُ (1)

36. فَنَضَا الغِطَا وَقَضَى تَقِيّاً طَاهِراً***فَعَلَيْهِ مِنْ رَبِّي الصَّلاةُ تُؤَبَّدُ (2)

37. وَغَدَا لَهُ (جِبْرِيلُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) يَهْتِفُ نَاعِياً***مَاتَ (النَّبِيُّ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الطَّاهِرُ الْمُتَهَجِّدُ (3)

38. وَاغْبَرَّتِ الْآفَاقُ ثُمَّ تَكَوَّرَتْ***شَمْسُ النَّهَارِ وَلِلْجِبَالِ تَأَؤُدُ (4)

39. لَمْ أَنسَ (فَاطِمَةً)(عَلَيهَا السَّلَامُ) تَنُوْحُ بِحُرْقَةٍ***وَبِفَرْطِ لاعِجِهَا عَلَيْهِ تُعَدِّدُ (5)

40. وَتَقَوْلُ: يَا أَبَنَا بِيَوْمِكَ لَيْتَنِي***عَمْيَا وَ قَبْلَ حُلُوْلِهِ لا أُوجَدُ

41. يَا وَالِدِي مَنْ لِلْيَتَامَى وَالَّذِي***لِسِوَى نَوَالِكَ لا تُمَدُّ لَهُ يَدُ؟

42. يَا وَالِدِي مَنْ لِلأَرَامِلِ وَالَّذِي***يَأْتِي بِجَدْبِ زَمَانِهِ يَسْتَرْفِدُ ؟

43. يَا وَالِدِي مَنْ لِلشَّرِيعَةِ كَافِلٌ***هَيْهَاتَ بَعْدَكَ يَا أَبِي مَنْ يُوْجَدُ؟

44. يَا وَالِدِي هَذِي الْمَنَابِرُ هُدِّمَتْ***هَيْهَاتَ بَعْدَكَ يَا أَبِي تَتَشَيَّدُ (6)

يَا وَالِدِي الْقُرْآنُ مَنْ يَتْلُوْ بِهِ***وَدُجَى الْلَيَالِي مَنْ بِهَا يَتَهَجَّدُ؟

ص: 166


1- في (ب) (فتصايحوا وَتَنَادبُوا).
2- في (ب): (جر الغطاء الصلاة السرمد). نضا ثوبه عنه نَضواً خَلَعه. (ينظر : لسان العرب: 329/15، مادة: ن.ض.ا)، ولعل الصواب أن يقال: (نُضِي الغطا).
3- في (ب): (فغدا له جبريل).
4- في (أ): (شمس الضحى وانهد منها الأسعد).
5- في (ب): (منْ فَرْطُ لَوْعَتَهَا عَلَيْهِ تُعَدِّد).
6- في (ب): (تتجدد).

46. يَا وَالِدِي حَاشَاكَ تَجْفُوْ بِتُكَ ال***شَكْلَى وَتَهْجُرُهَا وَأَنْتَ الْمُنْجِدُ (1)

47. يَا وَالِدِي سِبْطَاكَ بَعْدَكَ مِنْ جَوَى***يَتَبَاكَيَانِ بِعَبْرَةٍ تَتَرَدَّدُ (2)

48. يَا طَالَما يُؤْذِيكَ قَبْلُ بُكَاهُمَا***إِذْ أَنْتَ نِعْمَ الْمُشْفِقُ(3) الْمُتَوَدِّدُ

49. يَا وَالِدِي أَيْنَ الْمَفَرُّ مِنَ الأَذَى***بِهِمَا إِلَى مَنْ بَعْدَ فَقْدِكَ نَقْصِدُ؟ (4)

50. يَا طَالَا لِلْبَيْتِ أَنْتَ قَصَدْتَنِي***وَرَفَعْتَ عَنِّي كُلَّ مَا هُوَ يَضْهَدُ (5)

51. قَدْ كَانَ طَرْقٍ نَحْوَ بَابِ الدَّارِ يَنْ***ظُرُ دَائِا لِقُدُوْمِ شَخْصِكَ يَرْصُدُ

52. وَالآنَ لَمْ تَفْتَحْ عَلَيَّ وَلا أَرَى***فِيهِ خَيَالَكَ يَا أَبِي يَتَعَهَّدُ (6)

53. يَا (أَحْمَدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْمُخْتَارُ يَا خَيْرَ الْوَرَى***يَا أَيُّهَا الْمَوْلَى الْكَرِيمُ الأَمْجَدُ (7)

54. يَا خَاتِمَ الرُّسُلِ الكِرَامِ وَعِلَّةَ ال***أَشْيَاءِ يَا مَوْلَى الْوَرَى وَالأَسْعَدُ (8)

55. أَشَفِيْعُ أُمَّتِهِ إِلَيْكَ قَصِيدَةً***مِنْ شَاعِرٍ لَكِن بِوَصْفِكَ أَبْلَدُ (9)

ص: 167


1- في (ب): (يا والدي هيهات).
2- في (ب): (سبطاك حَوْلك).
3- في (ب) (الكافل).
4- في (ب): (بعد فقدك أقصد).
5- في (ب): (ما به اتضهد).
6- في (ب): (واللّه لَمْ تَفْتَحْ فِيْهَا خَيَالَكَ).
7- في (ب) (المولى الجليل).
8- في (أ) : (يَا بَدْرَ الْوُجُوْدِ الأَسْعَدُ).
9- في (ب) (منْ أَلْكَن في وَصْف فَضْلكَ أَبْلَد). لَكن لَكَناً: لا يُقيمُ العَرَبِيَّةَ لِعُجْمَة لسانه. (ينظر : لسان العرب: 390/13، مادة: ل.ك.ن).

56. مَا لِي سِوَاكَ بِيَوْمِ حَشْرِيْ شَافِعٌ***يَا أَيُّهَا الْمَوْلَى الشَّفِيعُ الأَمْجَدُ (1)

57. فَاقْبَلْ هَدِيَّةَ مُذْنِبٍ يَا سِيِّدِي***فَفُؤَادُهُ في حَبْلِ وِدَّكَ يُعْقَدُ (2)

58. يَرْجُوْ (سُلَيْمَانُ) بِيَوْمِ مَعَادِهِ***يَا خَيْرَ خَلْقِ اللّه خَيْراً يُرْفَدُ (3)

59. صَلَّى عَلَيْكَ اللّه يَا خَيْرَ الْوَرَى***مَا دَامَ طَيْرٌ فِي الْغُصُوْنِ يُغَرِّدُ

ص: 168


1- في (ب): (المولى الجليل. المولى : السَّيِّدُ ويقال: تَوَلاكَ اللّه أي وكيكَ الله).
2- في (ب) (الفؤاده).
3- الرّفْدُ: العطاء. (ينظر لسان العرب: 181/3، مادة: ر.ف.د).

[8]

وقال يمدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بقصيدة خالية من الألف، نهج خطبته (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (1)

[ من الكامل والقافية من المتدارك ]

1. مَرَّتْ تَميْسُ كَمَيْسٍ غُصْنٍ مُثْمِرِ***وَعَلَيْهِ يَزْهِوْ وَجْهُ بَدْرٍ مُبْدِرِ (2)

2. طَعَنَتْ وقَدْ طَعَنَتْ برمحٍ مُهْجَتي***فَظَلَلْتُ بَيْنَ مُمْرضِ وَمُحَسَّرِ (3)

3. وَسَمَتْ وَقَدْ وَسَمَتْ بِسَهُم لُبَتِي***فَغَدَوْتُ بَيْنَ مُحَمَّرٍ ومُحَيَّر (4)

4. نَفَرَتْ وَقَدْ ظَفَرَتْ بِقَلْبِ مُتَيَّمٍ***صَبٍّ يُرَدَّدُ حَسْرَةً بِتَزَفُرِ (5)

5. سَكَرَتْ وَقَدْ شَكَرَتْ عَظِيمَ تَوَجُدِي***هَجَرَتْ، وَقَدْ جَهَرَتْ بِطُولِ تَكَدُّري (6)

ص: 169


1- في (ب): (وقال يمدح جدّه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقد ذكر بحضرته أنَّ الألف من حروف الهجاء كثير الدوران في الكلام ولا يتم كلام،بدونه فأنشأ خطبة كبيرة بلا،ألف فأحببت أن أمدحه بمثلها بلا ألف مقصورة ولا محذوفة ولا موجودة. قال نور اللّه مرقده).
2- في (ب): (تَميْلُ كَمَيْل). ماس يَميس ميْساً: إذا تبختر في مَشيه وتَثَنَّى. (ينظر : لسان العرب: 224/6، مادة: م.ي.س).
3- في (ب): (طعنت وقد طعنت). في (أ): فظلت بين ممرض). استعمل الشاعر في هذه القصيدة أنواعاً مختلفة من الجناس كمحسنات بديعية ذكرتها في ضوع الخصائص الفنية لشعره، تراجع في الصفحات: 79-98.
4- اللَّبَةُ موضع النَّحْرِ. (ينظر : لسان العرب: 227/1، مادة: ت.ر.ب).
5- النَّفْرُ: التَّفَرُّقُ والابتعاد (ينظر لسان العرب: 224/5، مادة: ن.ف.ر). ظفرْتُ بالضالة : إذا وجدتها، وتَيَّمه الحب: أى عبده وذلَّلَهُ. (ينظر : لسان العرب: 75/12، مادة: ت. ي. م).
6- سَكَرَتْ: سَكَرتِ الرِّيح تَسْكُرُ: سكنت. (ينظر : لسان العرب: 372/4، مادة: سكر). التَوَجُدُ: إظهار الوجد، الكَدَرُ ضد الصفو. (ينظر : لسان العرب: 134/5، مادة: ك.د.ر). التكدّر: ظهور الحزن وعدم الارتياح أو ظهور الانزعاج على ملامح الوجه

6. تَفْتَرُّ عَنْ شَنَبٍ يَرُوقُ بِرِيْقِهِ***وَبَرِيْقُهُ دُرِّ بِجُوْنَةِ عَنْبَرِ (1)

7. مَنْ يَشْتَرِي قَلْبِي وَقَدْ سَعَرْتُهُ***في رَشْفَةٍ مِنْ رِيقِهِ مَنْ يَشْتَرِيْ؟

8. جَلَّتْ وَقَدْ حَلَّتْ بِلُبَّةِ مُهْجَتِي***فَوَدَدْتُ قَلْبِي لَوْ يَصِيرُ بِمَنْظَرِي(2)

9. لَوْ تَعْلَميْنَ قَلِيْلَ هَجْرِكِ كَيْفَ قَدْ***هَيَّجْتِ فِيْهِ لَوْعَتِي لَمْ تَهْجُرِي (3)

10. كَمْ تَخْلفَيْنَ وَتَخْلِفِيْنَ وَعَوْدَ مَنْ***يَتَّمْتِهِ ؟ وَلَقَدْ حَنَتْتِ فَكَفِّرِي (4)

11. فَوَحَقَّكُمْ لَوْ تَعْلَمُوْنَ مَوَدَّتِي***لَكُمُ عَرَفْتُمْ هَجْرَكُمْ لَمْ يُغْفَرِ

12. كَمْ تَغْدِرُونَ وَتُعْذَرُونَ وَعِنْدَكُمْ***مَنْ لَمْ يَصِلْ مِنْ بَعْدِ هَجْرٍ يَكْفُرِ

13. فَعَظِيمُ وَجْدِي لم يُخَفِّفْ مَدْمَعِي***وبِمَدْمَعِي لَمْ يُطفَ حَرُّ تَزَفُّري

ص: 170


1- في (ب): (بحُقّة عَنبَر). الجُونة: علبة يُحْرز فيها الطيبُ. (ينظر : لسان العرب: 106/13، مادة: ج.و.ن). افْتَرَّ فلان ضاحكاً: أي أبدى أسنانه وافْتَرَّ عن ثَغْره: إِذا كَشَرَ ضاحكاً. (ينظر: لسان العرب: 50/5، مادة ف.ر.ر). الشَّنَبُ: الشَّنَبُ البَياضُ والبَرِيقُ والتَّحْدِيدُ في الأَسنان. (ينظر لسان العرب: 506/1، مادة: ش.ن.ب). والبريقُ: التَّلالُؤ. (ينظر : القاموس المحيط: 1120/1، مادة: أ.ل.ب.ر.ق). الدُّرَّةُ: اللؤلؤة العظيمة. (ينظر : لسان العرب: 279/4، مادة: د.ر.ر). الحُقّة: وعاء يصنع من العاج وغيره جمعه حقق. (ينظر : لسان العرب: 49/10، مادة: ح.ق.ق)، الحُقَّةُ يكون فيها طيب الرَّجُلِ والعَرُوس. (ينظر : القاموس المحيط: 379/1، مادة: أ.د.ع.ت.ي.د.ة).
2- جَلٌ: عَظُم قَدْرُه. (ينظر لسان العرب: 116/11، مادة: ج.ل.ل). المهجة الروح.
3- في (أ): (لم تهجر).
4- في (ب): (فَلَقَدْ حَنَيْت). الحنْثُ: الخُلْفُ في اليمين (ينظر : لسان العرب: 138/2 مادة : ح.ن.ث)، كَفَّرَ عَن يَمِينِهِ: أَعْطَى الكَفَّارة (ينظر: القاموس المحيط 606/1، مادة: أ.ل.ك. ف.ر).

14. جُرْتُمْ عَلَيَّ فَيَوْمَ حُقِّقَ بَيْنَكُمْ***لَوْ تَعْلَمُوْنِي كَيْفَ عَزَّ تَصَبُّرِي (1)

15. لجَرَتْ عُيُونُ عُيُونِكُمْ مِنْ لَوْعَتِي***بِدَمٍ لِطُوْلِ تَحَيَّرِي وَتَكَدُّرِي

16. وَعَظيمُ وَجْدِي يَسْتَقِلُ وَحَقِّكُمْ***مَنْ لَمْ يَمُتْ فِي حُبِّكُمْ لَمْ يُعْذَرِ

17. وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ كَيْفَ يَفْعَلُ وَجُدُكُمْ***بِمُحِبِّكُمْ، هَلْ بَعْدَهُ مِنْ مخْبِر؟

18. هَلْ كَيْفَ يُنْكَرُ عُظْمُ وَجْدِي فِيْكُمُ***وَنُحُولُ جِسْمِي فِيْكُمُ لَمْ يُنْكَرِ ؟

19. هُوَ بَيِّنُ لِمَ تَنْكِرُوْهُ كَفَضْلِ مَنْ***فِي فَضْلِهِ مَنْ لَمْ يُصَدِّقُ يَكْفُرِ؟

20. هُوَ عِزُّ دِينِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بَلْ نَفْسُهُ***وَبِنَفْسِهِ لِ(مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَمْ يَشْتَرِي (2)

21. هُوَ سَيْفُ دَوْلَتِهِ وَمُعْجِرُهُ وَمَنْ***فِي يَوْمِ (خَيْبَرَ) غَيْرُهُ لَمْ يُنْصَرِ (3)

ص: 171


1- الجَوْرُ: الميل عن القصد. (ينظر : لسان العرب: 153/4، مادة: ج. و.ر). البين: الفراق.
2- علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) هو نفس الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وكم اشترى نفس محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بنفسه ابتداء من نومه على فراشه ليلة الهجرة.
3- في (ب) (بَلْ سَيْفُ دَولَتِهِ). خيبر: الموضع المذكور في غزاة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وهي ناحية على ثمانية برد (جمع بريد) من المدينة لمن يريد الشام، يطلق الاسم على الولاية التي تشتمل على سبعة حصون ومزارع ونخل كثير، وخيبر بلسان اليهود تعني الحصن فتحها النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) السنة السابعة وقيل الثامنة للهجرة. (ينظر : معجم البلدان: 409/2). بعث رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) جيشاً بقيادة عمر بن الخطاب لفتح خيبر فلم يفلح وعاد وجماعته يجبِّنُ بعضهم بعضاً، فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : " لأعطين الراية غداً لرجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله كرّار غير فرّار"، فاشر أبت الأعناق لكي ترى من هو هذا الرجل وفي الصباح: قال (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): " ادعوا لي علياً " فقالوا: إنه يشتكي من عينيه فأتوا به (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو يكاد لا يبصر الطريق من أثر الرمد في عينيه فتفل رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في عينيه وقال له: " امض على بركة الله" فمضى وفتح خيبر وأحداث خيبر فيها معاجز إلهيّة كثيرة. (ينظر : بحار الأنوار (2/21-3).

22. وبِيَوْمِ (بَدْرٍ) لَيْسَ يُنْكَرُ فِعْلُهُ***وَبِيَوْمِ (صِفِّيْنِ) وَوَقْعَةِ (خَيْبَرِ) (1)

23. مَنْ قَدَّ (مَرْحَبَ) يَوْمَ (خَيْبَرَ) سَيْفُهُ***نِصْفَيْنِ بَعْدَ تَجَبّرٍ وَتَكبِّرِ (2)

24. سَلْ عَنْهُ (شَيْبَةَ) كَيْفَ صَيَّرَ شِلْوَهُ***لِلْوَحْشِ بَعْدَ تَضَمُّحَ وَتَعَطَّرِ (3)

ص: 172


1- بدر: ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء، وهو ساحل البحر، يقال إن الذي احتفرها هو بدر بن قريش وبه سميت، وبها وقعت الوقعة المباركة التي أظهر اللّه بها الإسلام، وفرق بين الحق والباطل في شهر رمضان السنة الثانية للهجرة، وبين بدر والمدينة سبعة برد. (ينظر : معجم البلدان: 357/1). صفّين: موضع بقرب الرقّة على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقة وبالس، وكانت وقعة صفين بين الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومعاوية وحزبه سنة سبع وثلاثين في غرة صفر، وكانت مدة المقام فيها مائة وعشرة أيام وكانت الوقائع تسعين وقعة. (ينظر: معجم البلدان: 414/3).
2- مرحب: هو مرحب بن الحارث اليهودي صاحب حصن خيبر فارس اليهود وبطلهم، كان يرتجز فيقول: قد علمت خيبر أني مرحب***شاكي السلاح بطل مجرّب فخرج له أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) مرتجزاً: أنا الذي سمتني أمي حيدرة***أكيلكم بالسيف كيل السندرة فاختلفا بضربتين فبدره الإمام بضربة فقدَّ الجحفة والمغفر ورأسه حتى وقع إلى الأرض فأَخَذَ المدينة. (ينظر: مناقب أمير المؤمنين: 500/2، مقاتل الطالبيين: 14، شرح الأخبار: 363، الإرشاد: 413، الكامل في التاريخ: 218/2)
3- في (ب): (تَضَمُّحْ وَتَعَفْر). شیبة بن ربيعة بن عبد شمس هو عم هند أم،معاوية خرج يوم بدر مع أخيه عتبة وابن أخيه الوليد بن عتبة للمبارزة فخرج لهم عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب وحمزة بن عبد المطلب، والإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فقتلوا الثلاثة وعادوا لمعسكرهم بعبيدة جريحاً. (ينظر : أعيان الشيعة 218/1).

25. مَنْ (مَرْحَبٌ) ؟ مَنْ (شَيْبَةٌ)؟ مَنْ (طَلْحَةُ)؟***مَنْ نَجْلُ (وِدٌ) بَلْ وَصَوْلَةٌ (عَنْتَرِ)؟ (1)

26. هَلْ يُمْتَرَى مِنْهُ فَضيلَةَ مَوْقِفٍ***بِحُروبِهِ؟ بَلْ هَلْ عَدُوٌّ يَمْتَرِي ؟ (2)

ص: 173


1- في (أ): (مَنْ مَرْحَب مَنْ شَيْبَةٌ مَنْ طَلْحَةٌ***من عنه مثل ربيعة، بل عنتر) طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين يوم أحد، خرج بين الصفين طالباً المبارزة فخرج له الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فضربه وقطع رجله فسقط فانكشفت عورته وناشده اللّه والرحم فتركه، فكبّر رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وسأل الإمام : " ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: "ناشدني اللّه والرحم فاستحييت وتركته:. (ينظر : الكامل في التاريخ: 152/2). عمرو بن عبد ود العامري: أشجع العرب والمشركين اقتحم الخندق بفرسه وهو يرتجز ويقول: ولقد بححت من الندا***ء بجمعكم هل من مبارز برز له الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ)مرتجزاً: لا تعجلن فلقد أتا***ك مجيب صوتك غير عاجز إني لأرجو أن أقي***عليك نائحة الجنائز فقال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : "برز الإيمان كله إلى الشرك كله ".فقتله الإمام علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ). (ينظر: نهج الحق 217، أعيان الشيعة: 552/1). عنتر العبسي (ت نحو 22 قبل الهجرة نحو 600م): هو عنترة بن شدّاد بن عمرو العبسي، أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى من أهل نجد، أمّه حبشية اسمها زبيبة، كان من أحسن العرب شيمة وحلماً وعزة نفس مع شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة، قتله جبار بن عمرو الطائي. (ينظر: الأعلام: 91/
2- في (أ): (مَنْ مُنْكَرٌ منه فضيلة). المِرْيَةُ : الشَّكُّ. (ينظر : لسان العرب: 275/15، مادة: م.ر.ا).

27. وَبِمُحكَمٍ نزَلَتْ قَسَلْ مَنْ تَرتضي***هَلْ فِي (حُنَيْنِ) مَنْ يَدُبُّ (کحيدر)؟ (1)

28. مَنْ مِثْلُهُ فِيْهِ؟ وَكَمْ مِنْ هَوْلِهِ***فِي وَحْيِ رَبِّكَ مِنْ كَمِيٍّ (2) مُدْبِرِ؟

29. كَمْ مِنْ كَمِيٌّ فَرَّ مِنْهُ حَيْثُ لَمْ***يُعْصَمْ بِدِرْعِ ؟ بَلْ وَكَمْ مِنْ عَسْكَرِ؟

30. لَيْثُ بِيَوْمِ كَريَهةٍ لَمْ يَثْنِهِ***عَضْبٌ وَلَمْ يَحْفَلْ بِطَعْنَةِ سَمْهَرِي

31. كَمْ وَثْبَةٍ مِنْهُ لِنَصْرِ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) تُنْسِيْكَ(3) وَثْبَةَ كُلٌّ لَيْثٍ قَسْوَرٍ (4)

32. وَلَكُمْ بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ مِنْ جَحْفَلٍ***لَمْ يَكْتَرِثْ فِيهِ وَحَدِّ مُذَكَّرِ(5)

33. دَعْ عَنْكَ نُصْرَتَهُ لِدِينِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***فَحُرُوبُهُ مَشْهُورَةٌ لَمْ تُنْكَرِ

34. وَعَلَيْكَ فِي تَخْصِيْصِهِ لِحُصُوْصِهِ***بِعُلُوْمٍ شَرْعِ لَمْ تُنَلْ بِتَفَكَّر

ص: 174


1- حُنَين: واد قريب من مكة، وقيل: قبل الطائف، وقيل: بجنب ذي المجاز، وقال الواقدي: بينه وبين مكة ثلاث ليال، وقيل: بضعة عشر ميلاً، يذكّر ويؤنث قال تعالى: «وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا» (التوبة/25)، كانت فيها وقعة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ببني هوازن، ويومها قال الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) "حمي الوطيس"، وذلك حين استعرت الحرب. (ينظر : معجم البلدان: 313/2). في معركة حُنين انهزم جيش المسلمين وَوَلَّوْا هاربينَ لا يلوون على شيء ولم يثبت مع رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إلا نفر قليل منهم أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ورسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ينادي أيها المسلمون: "أنا رسول اللّه هلمّوا إلي" ولكن لا أحد يجيبه، فقصد علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) صاحب راية جيش هوازن فقضى عليه وانكسر جيش هوازن وصارت الغلبة للمسلمين. (ينظر : تاريخ اليعقوبي: 63/2، البداية والنهاية : 326/4، موسوعة الإمام علي في الكتاب والسنة والتاريخ: 254).
2- الكمي: البطل المدجج بالسلاح. (ينظر : لسان العرب: 231/15 مادة: ك.م.ي).
3- في (ب): (يُنْسيك).
4- القسور والقَسْوَرة اسمان للأسد. (ينظر لسان العرب،11/5 مادة ق.س.ر).
5- فى (أ): (بحد مذكر). الذكر و المذكر من أسماء السيف. (ينظر : لسان العرب: 311/4 مادة: ذ.ك.ر).

35. مَنْ مِثْلُهُ؟ فِيْهِ عُلُوْمُ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***جُمِعَتْ، وَهَلْ بَحْرُ يَمورُ كَحَيْدَرِ ؟ (1)

36. هُوَ زَوْجُ بَضْعَتِهِ وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ***وَخَليفَةٌ في شَرْعِهِ لَمْ يَعْثر (2)

37. لَوْ قُلْتَ نَفْسُ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِعِلُوْمِهِ***وَبَزُهْدِهِ وَبِمَجْدِهِ لَمْ تَفْتَرِ (3)

38. يَكْفِيكَ قَوْلُ (مُحَمَّد)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وحديثهُ***يَرْوِيهِ كُلُّ مُحَدِّثٍ وَمُقَرِّرِ

39. هُوَ لِلْعِلُوْمِ مَدينَةٌ، هَلْ مَدْخَلٌ***مِنْ غَيْرِ (حَيْدَرَ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) لِلْمَدِينَةِ فَكِّرِ؟(4)

40. وَلَكُمْ حَدِيْثٍ صَحَّ فِي تَخْصِيصِهِ***بِخُصُوصِهِ لِخُلُوْصِهِ؟ فَتَبَصَّرِ (5)

41. في كُلِّ عِلْمٍ ذِكْرُهُ مُتَفَرِّدُ***بِعُلومِهِ، وَلِغَيْرِهِ لَمْ يَذْكُرِ

42. مَنْ لَمْ يُصَدِّقُ رَبَّهُ وَنَبيَّهُ***مِنْ بَعْدِ تَبْلِيغِ تَحَتَمَ يَكْفُرِ

43. مِنْ حَيْثُ كَذَّبَ قَوْلَهُ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي)***مَنْ (يَعْلَمُونَ )؟ فَوَيْلَهُ مِنْ مُنْكَرِ (6)

ص: 175


1- في (ب): صدر البيت ناقص (فيه). مار الشيء: أَي تحرك، والمور: المَوْجُ (ينظر لسان العرب: 186/5، مادة م.و.ر).
2- عَيْبةُ الرجل: موضعُ سرِّه. (ينظر : لسان العرب: 633/1، مادة: ع.ي.ب).
3- افْتراه اختلقه، والاسم الفِرْيةُ (ينظر : لسان العرب: 15/ 151، مادة: ف.ر.ا)، قال تعالى: «لَقَدْ جِئتِ شَيْئًا فَرِيَّا» (مريم /27).
4- يقول الشاعر: إن مصداق ذلك كله هو حديث رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : " أنا مدينة العلم وعليٌ بابها". (ينظر: الأمالي للصدوق: 425، كشف الغطاء،11/1، جواهر الكلام 231/33).
5- في (ب): (بخُصُوصِه كَخُصُوصِهِ). يقول الشاعر: كم حديث شريف للرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مثبت بالتمحيص والتدقيق والتحقيق أنه صحيح جاء بخصوص الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو حديث واضح و دقيق كشخصية الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، يتضح لكلّ متبصر متبحر فيه، فتبصر بهذه الأحاديث لكي تفهم شخصية الإمام من خلالها قد حددت ملامح شخصيته.
6- قال تعالى: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ» (الزمر /9).

44. دَعْ عَنْكَ ذِكْرَ عُلُومِهِ فَلَقَدْ فَشَتْ***مَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فَهُوَ عِلْجٌ مُجْتَرِ (1)

45. وتَفَكَّرَنَّ بِزُهْدِهِ وَبِجُوْدِهِ***هَلْ مِثْلُهُ فِيْهِ؟ تَفَكَّرْ تُبْصِر

46. هَلْ مَنْ تَصَدَّقَ وَهُوَ يَرْكَعُ غَيْرُهُ؟***مَنْ مُطْعِمُ في قَوْلِ كُلِّ مُفَسِّرِ ؟ (2)

47. هَلْ غَيْرُهُ نَزَلَتْ بِهِ وَبِمَدْحِهِ***وَبِحَمْدِهِ؟ مَنْ لَمْ يُصَدِّقُ يَجْتَرِي (3)

48. دَعْ عَنْكَ كَثرَةَ جودِهِ فِي عُسْرِهِ***وَبْزُهْدِهِ وَبْفَضْلِهِ فَتَفَكَّرِ

49. هَلْ لِلْدَنِيَّةِ خِلْتَ طَلَّقَ غَيْرَهُ***مُذْ زُخْرِفَتْ وَتَزَيَّنَتْ بِتَزَهُرِ ؟ (4)

50. ويقول: قد طُلِّقْتِ مِني بَنةً***مِنْ حَيْثُ حُسْتُكِ لَمْ يَرُقُ في مَنظَرِي (5)

51. مَنْ مِثْلُهُ فِي صَوْمِهِ مُتَسَحْرٌ***بِتَهَجُدِ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَفْطِر ؟ (6)

ص: 176


1- في (ب): (علج مُجْتَري). يجتري: يجترئ.
2- الشطر الأول يشير إلى قوله تعالى: «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ» (المائدة / (55). هذه الآية نزلت في حق علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) حينما تصدّق بخاتمه وهو في الصلاة. (ينظر : جامع البيان: 628/4 معالم التنزيل : 72/1، الجامع لأحكام القرآن 207/6، تفسير ابن كثير : 71/2، الدر المنثور : 105/3). والعجز يشير إلى قوله تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيما وَأَسِيرًا*إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّه لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا» الإنسان / 8 - (9) والتي نزلت في حق علي وفاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ). (ينظر: مجمع البيان: 611/10، تبيين القرآن: 599).
3- فى (أ): (يجتر).
4- يشير إلى قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) مخاطباً الدنيا "هيهات غُرِّي غيري". (نهج البلاغة: 17/4).
5- في (ب): (لَمْ يَقَعُ في مَنْظَرِي).
6- يقول: هو الصائم الذي سحوره وفطوره التهجد، قال الزمخشري في الفائق سُمّىَ السَّحور فلاحاً ؛لأنه قِسْمةً خَيْرِ يقتطعها المتسحِّر. (ينظر : الفائق في غريب الحديث: 141/3).

52. يَكْفِيكَ مِنْهُ قَوْلُهُ في شِعْرِهِ***وَنَشِيدُهُ يَرْوِيهِ كُلُّ مُخَبِّرِ (1)

53. تكفي عَدُوَّكَ قُبْحَ ذَمُكَ بِطَنَةٌ***مِنْ حَوْلٍ كُل مُجَوَّع متحسِّر (2)

54. دَعْ زُهْدَهُ فَلَقَدْ تَبَيَّنَ لَمْ تَكُنْ***تُحْصِيهِ في قَوْلٍ وَوَهُم تَصَوُّر

55. وَبِحُبِّهِ لِ( مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَلِرَبِّهِ***هَلْ تَعْلَمَنَّ كَمِثْلِهِ فَلْيُذْكَرِ؟

56. هُوَ نَفْسُهُ وَوَصِيُّهُ وَوَزِيرُهُ***وَعَمِيدُهُ فِي كُلِّ خَطْبٍ يَعْتَرِي

57.هُوَ رَبُّ كُلِّ فَضيلَةٍ، وَلِعُظْمِهِ***صَغُرَتْ، فَكُلُّ فَضيلَةٍ لَمْ تَكْبُرُ

58. وَلَقَدْ تَرَفَّعَ عَنْ مَدِيحٍ قَدْرُهُ***لَوْ رُمْتَ تَحْصِرُ عُشْرَهُ لَمْ تَقْدِرِ (3)

59. دَعْ عَنْكَ كُلَّ فَضيلَةٍ فِيهِ وَلَوْ***عَظُمَتْ فَلَسْتَ عَلَيْهِمُ بِمُسَيْطِرِ (4)

60. وَتَفَكَّرَنَّ فَلَمْ تَجِدْ لِ(مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***ذُرِّيَةٌ مِنْ غَيْرِ (حَيْدَرَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) تُبصَر

61. فيهِمْ يَقولُ وَكَمْ يُكَرِّرُ قَوْلَهُ***مَعَ صِدْقِهِ هَلْ بَعْدَهُ مِنْ مُخْبِرٍ

62. خَلَّفْتُ فِيكُمْ عِتْرَتي فَوَلِيُّهُمْ***يَنْجو وَمُنْكِرُهُمْ يَكونُ كَمُنْكِري (5)

ص: 177


1- في (ب): (يَرْويه كُلِّ مُحَدِّث ومُقَرِّر ).
2- في (ب): (بطنه يكفيك كل مجوع متحسر). يشير إلى قوله (عَلَيهِ السَّلَامُ) : "أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى؟". (نهج البلاغة: 72/3).
3- في (ب): (فلقد).
4- اقتباس من قوله تعالى: «لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرِ». (سورة الغاشية / 22).
5- يشير الشاعر إلى حديث الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : "خلفت فيكم الثقلين كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا". (غريب الحديث : 192/2، وينظر: الفائق: 170/1، النهاية في غريب الحديث والأثر : 385/3).

63. هُم فُلكُ (نوح) مَنْ تَمَسَّكَ فيهِمُ***يَريحُ ومَن عَنْهُمْ تَأَخَّرَ يَخْسَرِ (1)

64. تَطْهِيرُهُمْ مِنْ كُلِّ رِجْسٍ مُحْكَمٌ***فِي وَحْيِ رَبِّكَ غَيْرُهُمْ لَمْ يَطْهُرِ (2)

65. وَجَبَتْ مَوَدَّتُهُمْ، فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ***مَنْ لَمْ يُحِبُّهُمْ، فَهَلْ مِنْ مُنْكِرِ ؟ (3)

66. بَلْ كُلُّ مَكْرُمَةٍ وَكُلُّ فَضيلَةٍ***حُصِرَتْ بِهِمْ وَبِغَيْرِهِمْ لَمْ تُذْكَرِ

67. مَنْ مِثْلُهُمْ فِي جِدِّهِ وَبِجَدِّهِ***يَزْكو؟ وَهَلْ بَحْرُ يَمورُ كَ(حَيْدَرِ)؟ (4)

68. هُوَ (حَيْدَرُ) وَبَوهُ ولَدُ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***بَلْ خَير تدوحٍ وَخَيْرُ مُطَهَّر (5)

69. مدْحَي لَهُ بَلْ كُلُّ مَدْح قَطرَةٌ***وَقَعَتْ بِبَحْرٍ مُزيدٍ مُتَزَخِّرٍ (6)

ص: 178


1- يشير الشاعر إلى حديث الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): "أهل بيتي فيكم كسفينة نوح في قومه من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك (غرق ) ". (المعجم الأوسط : 306/5، وينظر : الكافي للحلبي: 97، السرائر : 679/2، روح المعاني : 32/25).
2- يشير الشاعر إلى آية التطهير : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» (الأحزاب /33).
3- في (ب) فليس لمسلم، من حبهم بد فهل من منكر). يشير الشاعر إلى آية المودة: (الشورى /23).
4- الزَّكاء: النَّماء والرَّيْعُ، وزَكَّاه اللّه، وزکَّی نفسَه تَزكيةً : مدحها. (ينظر لسان العرب: 358/14، مادة: ز.ك.ا)، وقوله تعالى «قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا» (الشمس /9) إنما يزكو أحد من أهل البيت بآبائه وبِجِدِّه في علمه وعمله.
5- يشير الشاعر إلى حديث الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : "الحسن والحسين ابناي من صُلب علي". (ميزان الاعتدال: 586/2، وينظر : بحار الأنوار: 144/23، أعيان الشيعة : 564/1). وحديثه: "إن اللّه تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب ومن فاطمة ابنتي". (الفضائل: 154).
6- بحر مُزبدٌ: أي مائج وزَبَدُ الماء: طُفاوتُه وقَذاه. (ينظر لسان العرب: 192/3، مادة: ز.ب.د) فَرَخَرَ البَحْرُ: أى مَدَّ وكَتُرَ ماؤه. (ينظر : لسان العرب: 320/4 مادة: ز.خ.ر).

70. هُوَ مِحْنَةٌ، كَمْ مِنْ عُقولٍ حُيَّرَتْ***فِيهِ فَكَمْ مِنْ مُفْرِطٍ وَمُقَصِّرِ

71. وحليفِ هَدْيِ فِيهِ لَمْ يَغْلُ وَلَمْ***يَقْلُ بنَصِّ (مُحَمِّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من يَمْتَرِي (1)

72. فَضْلٌ يُحَيَّرُ كُلَّ عَقْلِ، حَيْثُ لَمْ***تُدْرَك حَقيقَتُهُ بِوَهُم تَصَوُّرِ

73. فَخْرٌ يُرِيكَ جَمِيْعَ فَخْرِ دُونَهُ***بِعُلُوِّهِ، هَلْ بَعْدَهُ مِنْ مَفْخَرِ؟

74. شرفٌ جَلِيْلٌ قَدْ تَعَذَّرَنيْلُهُ***عَنْ كُلِّ مَنْ يَرْجُوْهُ كَلَّ تَعَذُّرٍ

75. ومَحَلُّ قُدْسِ، كَمْ تَحَيَّرُ فيهِ مِنْ***عَقْلِ لِذِي لُبِّ وَفِكْرٍ مُفَكِّر

76. ومَحَلُّ هُوَ سَيِّدِي، بَلْ خَيْرُ مَنْ مَسَكَتْ يَدِي***مَدْحِيْ لَهُ ذُخْرِي وَحُبِّي مَفْخَرِي (2)

ص: 179


1- في (ب): (لَمْ يَغْلو ولم***يَقْلُو بنصِّ محمد لم يمترِ). الغلو: تجاوز الحد والتشدد. (ينظر : لسان العرب: 131/15، مادة: غ.ل.ا). قال تعالى: «لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ» (المائدة (77) امْتَرَى امْتِراءٌ إذا شك (ينظر لسان العرب: 275/15 مادة م. ر.ا).
2- في (ب): (هُوَ سَيِّدٌ).

[9]

وقال رحمه اللّه يمدحه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بقصيدة خالية من حرف معجم، مجنسة بالقافيتين:

[من الطويل والقافية من المتواتر ] (1)

1. هُوَ المِسْكُ أَمْ رَمْسُ الإِمَامِ لَهُ عِطْرُ ؟***هُوَ السِرُّ سِرُّ اللّه وَالعَالِمُ الصَدْرُ (2)

2. أَهَلْ لِعُلُومِ اللّه وَالحِلْمِ وَاهْدَى***وَأَحْكَامِهِ حَاوِ سِوَى صَدْرِهِ صَدْرُ؟

3. إِمَامٌ هُمَامٌ سَادَ عِلْماً عَلَى الوَرَى***وَصِهْرُ رَسُوْلِ اللّه مَوْلىً لَهُ الأَمْرُ (3)

4. إِمَامٌ حَوَى كُلَّ المَكَارِمِ وَالعُلَى***وَ واللّه مَا حَاوِ سِوَاهُ لَهُ أَمْرُ (4)

5. هُوَ الأَسَدُ الكَرَّارُ صَمْصَامُهُ لَهُ***حِمامُ العِدَا طَوْعُ وصَال وَهُمْ حُمْرُ (5)

ص: 180


1- التخريج الأبيات (6 5، 4، 3، 2، 1) في (شعراء الحلة : 32/3)، البيتان (3، 1) في: (البابليات: 194/1، أدب الطف: 44/6). حرص الشاعر أن يضع بين كل بيتين نوعاً من أنواع الجناس، يراجع ذلك في فصل الخصائص الفنية: 76 - 93.
2- في مصادر التخريج الثلاثة: (أم رسم الإمام) وهو خطأ.
3- الهُمَامُ : الملك العظيم الهِمّة. (ينظر : لسان العرب: 619/12، مادة: ه.م.م). الأَصْهَارُ: أَهلُ بيت المرأة ولا يقال لأهل بيت الرجل إلَّا أختان ينظر لسان العرب: 471/4، مادة: ص.ه، ر). يشير الشاعر هنا إلى أمر الولاية الذي عقده له (عَلَيهِ السَّلَامُ) رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في غدير خم في حجة الوداع بأمر من اللّه تعالى.
4- فى (أ): (لها أمر).
5- صال: صال على قرنه صولا سطا. (ينظر : لسان العرب: 387/11، مادة: ص.و.ل).

6. لَدَى الرَّوْعِ صَوَّالٌ وَلِلْسُّمْرِ مَعْرَكٌ***مَهُولٌ وَأَطْمَارُ العَدَاءِ لَهُ حُمْرُ (1)

7. وَلَوْلاهُ حُكْمُ اللّه مَا سَارَ مُحْكَماً***وَلا الْعَدْلُ وَالإِسْلامُ صَارَ لَهُ سِعْرُ (2)

8. وَسَلْ أُحَداً لَمَّا دَهَاهَا حُسَامُهُ***وَلِلرَّوْعِ رَوْعٌ وَالرِّمَاحُ هَا سَعْرُ (3)

9. أَهَلْ دَارِعٌ أَوْ حَاسٌ رَاعَهُ وَمَا***لَهُ مُسْعِدٌ حَامَى وَحُلْمُ الرَّدَى مُرُّ ؟ (4)

10. وَلَمَّا سَطَا رَاعَ الحِمامَ حُسَامُهُ***وَوَلَّى العِدَا كلمى عَلَى رِسْلِهِمْ مَرّوا (5)

11. وَلا دَارِعٌ حَامَى وَلَا حَاسِرٌ رَمَى***وَلا أُطُمٌ رَدَّ الحِمامَ وَلا مُهْرُ (6)

12.وَلَمَّا سَرَى أَهْدَى لَهُ الرَّوْعُ عُرْسَهُ***لَهُ الدَّمُ إطعامٌ وَأَرْوَاحُهُمْ مَهْرُ

ص: 181


1- الروع: الحرب السمر الرماح، الطَّمْرُ: الثوب الخلق والجمع أطمار. (ينظر لسان العرب: 502/4، مادة: ط.م.ر). والعَداءُ والعِداءُ لغتان: الطَّلْقُ الواحد وهو أن يعادي الفرس أو الصيّاد بين صيدين ويصرع أحدهما على أثر الآخر. (العين: 2/ 214، مادة: ع.د.و).
2- صار لها سِعرُ: أخذ مكانته السامية في المجتمع وذلك باعتناقه من قبل عامة الناس.
3- للروع روعٌ: أي للحرب رهبة والرماح لها سَعْرُ أي تستعر ناراً تعبيراً عن شدة الطعن والضرب.
4- في (ب) (أهل حاسر أو دارع، له مسعد حام). الحاسرُ: الرجل الذي لا درع عليه ولا بيضة على رأسه. (ينظر : لسان العرب: 187/4، مادة: حسر). الدارع: خلاف الحاسر.
5- السَّطْوُ: القهر بالبطش. (ينظر : لسان العرب : 383/14، مادة: س.ط.ا). رَاعَهُ فارْتَاعَ أي أفزعه ففزع. (ينظر لسان العرب: 135/8، مادة: ر.و.ع). الكَلْم: الجَرْح والجمعُ: الكُلُوم. (ينظر لسان العرب: 522/12، مادة: ك.ل.م). على رسلهم: منكسرين متخاذلين لا يبدون أي رغبة أو اندفاع للقتال.
6- الأُطُم : حِصْنٌ مَبْنيٌّ بحجارة. (ينظر : لسان العرب: 19/12، مادة: أ.ط.م). المُهْر ولد الفرسِ، والشاعر يريد به الخيل.عموماً. (ينظر لسان العرب: 184/5، مادة: م.ه.ر).

13. وَ(سَلْعاً)(1) عَرَاهَا مَا عَرَاهَا وَأَهْلُهَا***(كَعَادٍ) لَهُ صَرْعَى وَمَا مَسَّهَا طُهُرُ

14. أَهَلْ عَامِلُ اللّه حَامَى (لأَحْمَدٍ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***كَمَا الأَسَدُ الكَرَّارُ وَالعَالِمُ الطُّهْرُ؟

15. إمامُ الوَرَى طُرّاً وَرُوْحُ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***لَهُ طُهْرُهُ طُهْرٌ، لَهُ سَدْرُهُ سَدْرُ (2)

16. أَلا هَلْ دَعُوا صُمَّاهُمُ(3) أَمْ عَلَى الهُدَى***لَهُ حَسَدُوا أَمْ حَلَّ إِحْسَاسَهُمْ سَدْرُ؟ (4)

17. وَمَا دَامَ مَحْسُوداً (5)عَلَى العِلْمِ وَالعُلَى***وَأَحْلامُهُ حَلَّ الصُّدُورَ لَهَا وحْرُّ

18. وَ واللّه مَا عَادَاهُ إِلّا عدُّوهُ***وَلا وَدَّهُ إِلا امْرُؤٌ عَالِمٌ حُرُّ

19. وَمَا رَاعَهُ للّه صَمْصَامُ أَرْوَعٍ***لَدَى الرَوْعِ والسَّهُمُ المهُولُ وَلا السُّمْرُ(6)

20. وَكَمْ صَامَ كَمْ أَعْطَى وَأَكْرَمَ رَاكِعاً***وَأَلهُى سِوَاهُ الحُمْرُ وَالسُّمْرُ والسُّمْرُ (7)

ص: 182


1- سَلْعٌ: موضع بقرب المدينة المنورة. (ينظر: معجم البلدان 236/3).
2- يقال : سدَر إذا ذهب فيها فلم يثنه شيء. (ينظر : لسان العرب: 354/4، مادة: س.د.ر). والسادرُ: الذي لا يَهْتَمُّ لشيء ولا يُبالي ما صَنَع. (ينظر : لسان العرب: 355/4، مادة: س.د.ر).
3- في (أ، ب) وردت هكذا أظنها (صُمَّهُمُ) أو (صُمَّانَهُمْ) جمع (الأصم ) وهو الذي لا يسمع. (ينظر: لسان العرب : 342/12، مادة: ص.م.م).
4- سَدرَ بَصَرُهُ سَدَراً فهو سَدرٌ؛ لم يكد يبصر. (ينظر : لسان العرب: 4/ 355، مادة: س.د.ر).
5- في (ب): (مَحْسُوْراً). محسوراً منقطعاً. ينظر : لسان العرب: 187/4، مادة: ح.س.ر). الوَحْرُ: الحقدُ والغشُّ والغَيْظُ. (ينظر لسان العرب: 280/5، مادة : و.ح.ر).
6- الأَرْوَعُ من الرِّجال : الذي يعجبك حسنه وله و جاهة وفضلٌ وسُؤدَد. (ينظر : لسان العرب: 135/8، مادة: ر.و.ع).
7- في (ب): (وألها سوى الحمر). يقول الشاعر: إن الإمام كان مشغولاً ملتزماً بالعبادة والعطاء في سبيل اللّه ولم ينشغل كما انشغل غيره بمغريات الدنيا من مال وجوار وآلة طرب.

21. لَهُ هِمَمٌ مَا عَاكَسَ الدَّهْرُ أَمْرَهَا***وَلا سَاءَهَا عُسْرُ وَلا سَرَّهَا حُمْرُ (1)

22. وَلا أَسَدٌ أَسْدَى لَهَا سُوءَ مَعْرَكَ***وَمَا الأُسْدُ أُسْدُ الرَّوْعِ إِلا هَا حُمْرُ (2)

23. وَأَمَّرَهُ أَمْرُ الإلهِ وَ(أَحْمَد)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَأَعْدَاؤُهُ أَسْمَاعُهُمْ حَلَّهَا سَكْرُ

24. عَصَوْا كُلُّهُمْ أَمْرَ الإِلَهِ وَمَا رَعَوْا***أَوَامِرَهُ لَمَّا دَعَا طَاهُمْ سُكْرُ (3)

25. وَصَارَ لَهُمْ مَوْلَى وَكُلُّ لَهُ ولِي***وَلا وَاحِدٌ إِلا وَسِرّاً لَهُ مَكْرُ

26. وَهَمُوْا وَمَا هَمُوْا لأَمْرِ أَسَاءَهُ***أَطَاعُوْا لِإِعْلَالٍ وَإِسْلَامُهُمْ مَكْرُ (4)

27. وَمَا أُمِرُوا إلا لأَمْرٍ أَرَادَهُ***أأَهِلِ (سُوَاعِ) سَلَّمُوهُ الْعُلَى وَكْرُ؟ (5)

ص: 183


1- في (ب): (ما أعكس). الحمر: كناية عن كثرة المال أو الغنى، ومنه قول الإمام عليّ بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) : "يا دنيا احْمَرِّي واصْفَرِّي وغُرِّي غيري". (ينظر : لسان العرب: 460/4، مادة: ص.ف.ر).
2- يقول الشاعر: ما أبطال الحرب وشوسها إلا فرائس سهلة أمام همم الإمام في ساحة الحرب فهى أمامه كحمر الوحش يهاجمها الأسد الجائع.
3- في (ب): (أوامرهم).
4- الإعلال: جعل الشيء ذا علة. والعلة السبب : يقول الشاعر إنهم أطاعوا وقتياً لأسباب، فلما زالت الأسباب رجعوا عن طاعتهم. قال تعالى: «وَهَمُوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا» (التوبة/ 74)، وهنا تشير الآية للمؤامرة التي دبرت ليلة العقبة لقتل الرسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عند عودته من تبوك، فأخبره الوحي بذلك فانتدب لهم حذيفة بن اليمان فضرب وجوه رواحلهم فردوا. (ينظر: مجمع البيان، تفسير عبد اللّه شبر،199، تبيين القرآن: 211). المَكْرُ: المَغْرَةُ وثوب مَمْكُورٌ ومُمْتَكَرُ مصبوغ بالمَكر. (ينظر : لسان العرب،183/5 مادة: م.ك.ر).
5- في (أ): (أهل سواع سلموه العلى وأكروا). وفي (ب): (أهل سواع سلموه العلى وكروا). وهو خطأ والصحيح ما أثبتناه. سواع صنم كانت لهذيل. (ينظر : لسان العرب: 169/8، مادة: س.و.ع). وكر: من الوكيرَةِ وهي الحُتْرَةُ والحَتيرَةُ: وهو طعام يصنع عند بناء البيت. (ينظر : لسان العرب: 163/4، مادة: ح.ت.ر).

28. وَمُودَعُ عِلْمِ اللّه حَاكِمُ وَعْدِهِ***عَلاهُ عَلَى هَامِ العَلاء لَهُ وَكُرُ

29. أَطَاعُوا الهَوى لَمَّا أَطَاعَ إلَهَهُ***وإِكْرَامُهُمْ لُؤْمٌ وَإِكْرَامُهُ أَمْرُ (1)

30. أَمَا وَعُلاهُ لَوْ إِلَى (أَحْمَدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عَلا***سِوَاهُ لَمَا صَارَ (الرَّسُوْلُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَهُ أَمْرُ(2)

31. وَلا كَمَّلَ الإِسْلَامَ إِلا وَلاؤُهُ***وَلَا حَلَّهُ إِلَّا لَا عَمِلُوْا كَسْرُ

32. هُوَ الدَّارُ دَارُ الْعِلمِ وَالْحِلْمِ وَالهُدَى***وَ(أَحْمَدُهَا)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سُوْرٌ وَأَوْلَادُهُ كِسْرُ (3)

33. وَسَدَّدَ حُكْمَ اللّه حَدُّ حُسَامِهِ***وَلا مَلِكُ إِلَّا أَطَاعَ وَلا دَهرُ

34. عَدَا حَاسِدٍ عَادَاهُ أَعْمَى، وَلَوْ رَأَى***مَكَارِمَهُ أَكْدَى وَصَارَ لَهُ دَهْرُ (4)

ص: 184


1- في (ب): (وَإِكْرَامُهُ هَمْرُ). وإكرامه أمر من الإمرة.
2- في (أ ب) (لو على أحمد)، وهو خطأ والصحيح ما أثبتناه، في (ب): (له الأمر). يقول الشاعر: لو قاربت مكانة أحد من القوم مكانة النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، كما حصل للإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) لحدث في الإسلام حدث، ولكنه أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مع سمو مكانته، ومؤاخاة الرسول (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) له، إلا أنه كان يقول: "أنا عبد من عبيد محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، أي خادم مطيع له كبعض خدمه، وقصته مع الحبر الذي سأله بعض الأسئلة المعقّدة فأجابه جواباً كأنه ينطق عن وحي، فقال الحبر له: أنبي أنت يا أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)؟ فقال له : "ويحك إنما أنا عبد من عبيد محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)". (ينظر: الحاشية على أصول الكافي للنائيني: 302، نور البراهين: 430/1).
3- في (ب): (وَأَوْلادُهَا كَسْرُ). كِسرٌ: قطع. (ينظر : مختار الصحاح 586/1، مادة: ك.س.ر)، يستخدم الشاعر هنا تعبيراً مجازياً، يريد أن يقول إن أبناء الإمام على من فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ) هم أجزاء من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فاستخدم الكسر الذي هو أصلاً أجزاء الشيء.
4- الدهر عند الصوفية هو الآن الدائم الذي هو امتداد الحضرة الإلهية وهو باطن الزمان وبه يتحد الأزل والأبد. (ينظر : رياض السالكين: 2 شرح صفحة 89). يقول الشاعر إن حاسده لو رآه على حقيقته لأطاعه ورأى أن الإمام (عَلَيهِ السَّلَامُ) ما هو إلا تجسيد لإرادة الخالق عز وعلا فإطاعته إطاعة الخالق.

35. إمَامٌ حَوَى كُلَّ المَكَارِمِ وَالعُلا***وللّهِ مَحْمُودُ السَّمَاحِ لَهُ دُرُ (1)

36. لَهُ السُّودَدُ المَعْلُوْمُ وَالحَمْدُ وَالسَّدَى***لَهُ الرَّمْلُ مِسْكٌ وَ(الْحَصَاءُ) لَهُ دُرُّ (2)

37. وَوَالِدُ أَعْلامِ الهُدَى حَامِلُ اللّوا***هُوَ الأَسَدُ الصَّوَّالُ وَالأَسَدُ الهرُّ

38. صَؤُولٌ وَكَمْ أَرْدَى لَدَى الرَّوْعِ أَحْرُساً***وَرَدَّ العِدًا حَسْرَى الصُّدُورِ وَلَوْ هَرُوا (3)

39. وَأَوْلادُهُ الأَطْهَارُ اللّه رُكَّعٌ***سُرُورُهُمْ الأَوْرَادُ مَا عَسْعَسَ السَّحْرُ (4)

40. وَسِرُّ عَصَا (مُوْسَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ) هُمُ وَلأُمِّهِمْ***وَوَالِدِهِمْ لَمَّا دَعَا دُمِّرَ السِّحْرُ (5)

41. هُمُ ولدُ طُهْرٍ طَاهِرٍ وَمُطَهَّرٍ***لأَكْرَمَ (رُسلِ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَالِدُهُمْ صِهْرُ (6)

ص: 185


1- هنا تأخذ التعابير الصوفية مأخذها فإذا قلنا الياقوتة الحمراء نقصد الروح الكلية وإن قلنا الدرة البيضاء نقصد العقل. (ينظر : التعاريف: 747/1). الدرة البيضاء عند القوم : العقل الأول. (ينظر: التعاريف: 335/1).
2- في (ب): (والسما). السَدى: الجود، يقال النَّدَى نَدَى النهار والسَّدَى نَدَى الليل يُضربان مثلاً للجود ويسمى بهما. (ينظر لسان العرب : 315/15 مادة: ن.د.ي). الحَصَى: صغارُ الحجارة (ينظر : لسان العرب: 183/14، مادة: ح.ص.ي).
3- الصَّؤُولُ: القويّ الشديد. (ينظر : لسان العرب: 387/11 مادة: ص.و.ل). أحرس: جمع حارس. (ينظر : لسان العرب: 48/6، مادة: ح.ر.س). هرَّ الشيء: كَرِهَهُ. (ينظر : لسان العرب: 101/4، مادة: ث.و.ر).
4- الأوراد جمع،ورد، وهو الجزء من القرآن يقال: قرأت وردي (ينظر لسان العرب 308/1، مادة: ح.ز.ب). والعسس: الظُّلمة التي بين العتمة والغداة (ينظر لسان العرب: 139/6، مادة: ع.س.س).
5- في (أ): (وولدهم).
6- في (أ): (هم ولد طاها).

42. وَ واللّه مَا عَادَاهُ إِلا امْرُؤٌ لَهُ***لَدَى الوَعْدِ مَا طَالَ المَعَادُ لَهُ صَهْرُ

43. أَمَارَ لَدَى تَحْلِ الدُّهُوْرِ أَرَامِلاً***فَلا رَاعَهَا تَحْلُ وَلَا آدَهَا عُسْرُ (1)

44. وَلا سَلَّمَ الأَمْرَ الْمُؤمَّرَ مُكْرَها***وَلا حَسِراً كَلَّا وَلَا آدَهُ عُسْرُ (2)

45. وَلَوْ رَامَ إِحْصَاءٌ مَكَارِمَهُ الوَرَى***لَا أَدْرَكُوا أَصْلاً وَرَدُّوا وَهُمْ حَسْرُ (3)

46. هُوَ الْعَلَمُ الْعَلامُ مَا دَامَ وِلْدُهُ***لَادْرَاکهِمْ إِدْرَاكُهَا مَالَهُ حَسْرُ (4)

47. و(آدم)(عَلَيهِ السَّلَامُ) و(الرُّسُلُ الكِرَامُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)هُمُ الأُلَى***هُمْ سِرُّهُمْ سِرِّ وأولادُهُم عُمْرُ(5)

48. هُمُ أَصَّلُوْا كُلَّ الْمَكَارِمِ وَالْعُلا***وَلَوْلاهُمُ مَا سَادَ (سَعْدٌ) وَلَا (عَمْرُو) (6)

ص: 186


1- المِيرَةُ: الطعامُ يَمْتاره الإنسان المِيرَةُ جَلب الطعام وقد مار عياله وأَهلَه يَمِيرُهم مَيْراً وامْتَارَ لهم. (ينظر : لسان العرب: 188/5، مادة: م.ي.ر). آده بمعنى حناه وعطفه. (ينظر لسان العرب 74/3 مادة: أ.و.د).
2- التؤدة : التأَني، العسر : الأمر الصعب.
3- في (ب): (ولو رأمَ إحْصَاء مكارمه الورى***لَمَا أَدْرَكُوا مَا أَمَّلُوْهُ وَهُمْ حَسْرُ) يقال للرجل النادم على ما فعل الحَسر على ما فرط منه. (ينظر لسان العرب: 316/7 مادة: س. ق. ط ).
4- في (ب): (لم يرد البيت). الأدرك: جمع دَرَك أو دَرك وهو القعر، والإدراك اللحاق أو الوصول. (ينظر : لسان العرب: 419/10، مادة: د.ر.ك).
5- في (ب): (لهم سرهم سر وا..... دهم عمر). يقول الشاعر كما أن للرسل الكرام من آدم(عَلَيهِ السَّلَامُ) إلى يومنا هذا أسرارهم فإن آل البيت الكرام هم امتداد لهم فهم عمر ثان لأولئك.
6- في (ب): (المكارم والهدى).

49. عِمَادُ (رَسُوْلِ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صَمْصَامُ مُلْكِهِ***لَهُ الْعِلْمُ وَالأَحْكَامُ وَالْحَدُّ وَالْكَرُّ (1)

50. إِمَامٌ لأَوْلادِ الحَلالِ وَلاؤُهُ***هُوَ الطُّهْرُ لا الْمَاءُ الطَّهُورُ وَلا الْكُرُّ (2)

51. أَصِهْرشَهْرَ (رَسُوْلِ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَدْحُكَ مَسْلَكٌ***إلَى كُلِّ مَا أَهْوَى وَلَوْ عَكَسَ الصَّدْرُ (3)

52. وَمَا سَئِمَ الْمُدَّاحُ إِلا وَمَدْحَكُمْ***أَكَرِّرَهُ حُلُوا وَلَوْ حُسِرَ الصَّدْرُ (4)

53. وَلاؤُكُمُ (آلَ الرَّسُوْلِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَوِدُّكُمْ***سُرُورٌ وإِكْرَامٌ لَهُ سَهُلَ الأَصْرُ (5)

54. وِدَادُكُمُ أَصْلُ الْهُدَى، وَعَدُوُّكُمْ***مَحَامِدُهُ أَصْلُ الْعَمَى وِدُهُ إِصْرُ (6)

55. وَحَصْرُ الحَصَى وَالرَّمْلِ أَسْهَلُ مَا عَدَا***مَحَامِدُكُمْ أَهْلَ الْهُدَى مَا لَهَا حَصْرُ

56. وَأَعْدَاؤُكُمْ اللّه عَادُوا وَمَا هُدُوْا***وَلاؤُهُمُ لُؤْمٌ وَمَأْوَاهُمُ حَصْرُ (7)

57. وَمَا لُهُمُ سَهْمُ لَدَى اللّه لا وَلا***لَدَى الرُّسَلِ الأُولَى دِمَاؤُهُمُ هَدْرُ

58. سَلامٌ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ (آلَ أَحْمَدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***عَلَى الدَّهْرِ مَا دَامَ الْحَمامُ لَهُ هَدْرُ (8)

ص: 187


1- الكَرُّ: الهجوم في الحرب.
2- الكرُّ: أقل كمية من الماء لا تتنجس بملاقاة النجاسة محددة في رسائل العلماء جميعاً.
3- في (ب) (ولو) عكس الدهر). الصدر: تورية عن الخلافة، عكس الصدر أي تحول الأمر إلى غيره (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بينما هو الموصى إليه بالولاية بعد رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ).
4- حُسرَ الصَّدرُ: كُشفَ، تعبير عن ضعف الحال.
5- في (ب): (سَهْلَ الْعُسْرُ). الأَصْرُ والإِصْرُ: ما عَطَفك على شيء. (ينظر لسان العرب: 22/4، مادة : أ.ص.ر).
6- فى (أ): (وله الإصر). الإصر: الإثْمُ أو الذَّئْبُ. (ينظر : لسان العرب: 22/4، مادة: أ.ص.ر).
7- في (ب): (دمَاؤُهُمْ حَصْرُ)، مأواهم جهنم يحصرون فيها.
8- في (ب) (دواماً وصلى اللّه ما روّحَ العطر).

[10]

وقال يرثي علياً وفاطمة والحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (1)

[من الطويل والقافية من المتدارك ] (2)

1. دُمُوعٌ يُضَاهِي الْمُعْصِرَاتِ غَزِيرُهَا***وَنِيرَانُ أَحْزَانٍ يَشُبُّ سَعِيْرُهَا (3)

2. فَيا وَيْحَ عَيْنِي كَمْ تُتَابِعُ عَبْرَةٌ***إِذَا نَضَبَتْ مِنْ مُهْجَتِي تَسْتَعِيْرُهَا؟ (4)

3. وَ يَا وَيْحَ قَلْبِيْ كَمْ يُرَدَّدُ حَسْرَةٌ***تَضَرَّمَ مَا بَيْنَ الضُّلُوْعِ زَفِيْرُهَا؟

4. عَلَى خَيْرِ مَنْ يُعْزَى الفَخَارُ إِلَيهِمُ***وأَكْرَمِ مَنْ سَادَتْ وعَزَّ نَظِيرُهَا

5. مَحَلُّ النَّدَى والمَكْرُمَاتِ بِيوتُهَا***وَتَدْفَعُ نَكْبَاتِ الزَّمَانِ قُبُورُهَا (5)

6. فَمَنْ كَانَ خَيْرَ الخَلْقِ مَنْمَى فَخَارِهَا***فَأَنَّى يَخَيْبُ الوَفْدُ حِيْنَ يَزُورُهَا (6)

7. نَبِيُّ يُرِيكَ البُخْلَ فِي البَحْرِ جُودُهُ***وأَنْوَارُهُ دَانَتْ لَهُنَّ بُدُوْرُهَا

8. أَهَلْ بَعْدَ مَدْح اللّه يَحْتَاجُ مِدْحَةً؟***فَيَكْفِيْهِ (يسٌ) و(طه) و (طُورُهَا)

9. وإنْجِيلُ (عِيسَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) جَاءَ أَعْدَلَ شَاهِدٍ***وتَوْرَاةُ (مُوْسَيْ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) شَاهِدٌ و (زَبُورُهَا)

ص: 188


1- في (ب): (وله نوّر اللّه مرقده في رثاء النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وفاطمة وعلي والحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ومدح الحجة القائم (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف)).
2- في (ب): (البيت (57) مكرر).
3- المعصراتُ: السَّحابُ، قال تعالى: «وَأَنزَلْنَا مِنَ المُعْصِرَاتِ مَاء تَجَّاجًا» (النبأ / 14).
4- فى (ب): (كَمْ تُكَفكف). نَضَبَ الماء: غار في الأرض وأصل النُّضُوب البُعد. (ينظر : لسان العرب: 762/1، مادة: ن.ض.ب).
5- في (أ) (تبيح الندى، وتدفع نكباء الزمان).
6- فى (أ): (مبدا فخارها).

10. ودَانَ جَمِيْعُ الأَنْبِيَاءِ لِفَضْلِهِ***وَلَوْلاهُ لَمْ تُبْعَثْ وَلَمْ يَبْدُ نُوْرُهَا

11. إذَا العَيْنُ لا تَبْكِيكَ يَا خَيْرَ مُرْسَلٍ***بِلَوعَةِ وَجْدِ عَنْ جَوَىً يَسْتَثِيْرُهَا (1)

12. فَأَنَّى تَقِرُّ العَيْنُ؟ بَلْ مَنْ شَفِيْعُهَا؟***وَمَنْ ذَا الذي يَومَ الحِسَابِ يُجِيرُهَا ؟

13. عَلَيْكَ وإلَّا لَيْسَ يُسْتَحْسَنُ البُكَا***وَتَقْبُحُ أَشْعَارُ الوَرَى وَشُعُوْرُهَا

14. أَيَا زَهْرَةَ الأَيَّامِ وَهُوَ مُنِيْرُهَا***وَيَا كَافِلَ الْأَيْتامِ وَهُوَ مُمِيرُهَا (2)

15. لِتَبْكِ اللَّيَالِي المُشْرِقَاتُ بِنُورِهِ***وَيَنْدُبُهُ ابْكَارُهَا وَسُحُوْرُهَا (3)

16. ومَنْ لليَتَامَى والأَرَامِلِ بَعْدَهُ؟***وَقَدْ مَاتَ عَنْهَا كَهْفُهَا وغَيُوْرُهَا (4)

17. وَقُلْ للهُدَى وَالدِّيْنِ : مَاتَ زَعِيْمُهَا ؟***وَقُلْ لِصَلَاةِ اللَّيْلِ: غَابَ سَمِيْرُهَا؟ (5)

18. وَقُلْ لِكِتَابِ اللّه : مَنْ أَنْتَ فَاقِدٌ؟***وَقُلْ لِلوَرَى فِيْمَنْ يَعِزُّ فَقِيْرُهَا؟

19. فَلَو كُنْتَ حَيّاً والبَتُولَةُ (فَاطِمٌ)***عَلَى المَتنِ أَعْدَاهَا السِّيَاطُ تُدِيرُهَا (6)

20. فَمَا كُنْتَ يَا خَيْرَ البَرِيَّةِ صَانِعاً***بِمَنْ كَانَ يُؤْذِيْهَا وَكَانَ يُضِيرُهَا ؟ (7)

ص: 189


1- في (ب): (تَسْتَعيرُهَا).
2- في (ب): (بَل يَا مُنيُرَهَا).
3- أبكار الليالي : أوائلها وسحورها أواخرها.
4- في (ب): (وَالدُّ وغَيُورُهَا).
5- في (ب): (أيْنَ زَعَيْمُهَا، أَيْنَ سَمِيْرُهَا).
6- في (ب): (عَلَى مَتْنهَا تِلْكَ السَّيَاطُ تُضيرُهَا). يَضيرُكِ: أى يَضُرُّكِ. (ينظر : لسان العرب: 495/4 مادة: ضي.ر).
7- في (ب): (وأَشْجَانُهَا فِي القَلْبِ شَبَّ سَعِيْرُهَا).

21. لَقَدْ نَشَرَتْ مِنْ فَوقِ قَبْرِكَ شَعْرَهَا***و(شُبَّرُهَا) مِنْ حَوْلهَا و (شَبِيْرُهَا) (1)

22. وَقَدْ صَرَخَتْ اللّه يَا لَكِ صَرْخَةً***وَلَولا (عَلِيُّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)كَانَ فِيْهَا نُشُوْرُهَا (2)

23. أَفَقْدَكَ وَالمِيْرَاثَ أَمْ كَسْرَ ضِلْعِهَا***تَنُوحُ؟ وَقَدْ طَافَتْ عَلَيْهَا شُرُورُهَا (3)

24. فَمَنْ قَبْلَهَا أَو بَعْدَهَا دُعَ إِرْثُهَا***وَعَزَّ مُعَادِيْهَا وَذُلَّ نَصِيرُهَا(4)؟

25. وَمَنْ أُسْقِطَتْ ظُلْمَ وَمَنْ دُقَ ضِلْعُهَا***وَمَنْ قَبْرُهَا يُخْفَى عَلَى مَنْ يَزُورُهَا؟

26. فَيَا وَيْلَ قَلْبِي مَنْ تَشِبُّ بِقَلْبِهَا***وَفِي دَارِهَا نَارُ الأَسَى وَسَعِيْرُهَا (5)

27. وَيَا وَيْلَ نَفْسِي مَنْ بَكَتْ لِبُكَائِهَا***عَلَى فَرْطِ وَجْدٍ مَانِعُوهَا شُرُورُهَا (6)

28. وَيَا رَحْمَتَا مَنْ مِثْلُهَا فَوْقَ ثُكْلِهَا***تَحَمَّلُ بَلْوَى قَلَّ فِيْهَا صَبُوْرُهَا (7)

29. كَأَنْ لَمْ تَكُنْ قُرْبَى ولا كَانَ شَاهِداً***لَهُ خُمُّهَا فِي فَضْلِهِ وغَدِيْرُهَا

30. وَلا رُوْعِيَتْ فِيْهَا وَصَايَا نَبِيِّهَا***غَدًا خَصْمُهَا يَومَ المَعَادِ نَذِيرُهَا (8)

ص: 190


1- في (ب): (وَقَدْ نَشَرَتْ). شبر وشبير هما الحسن والحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) أمر اللّه تعالى رسوله الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أن يسميهما باسمي ابني هارون (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وكان اسماهما ( في العبرية) شبّراً وشبيراً، ومعناهما في العربية: حسن وحسين. (ينظر: تاريخ الإسلام،94/5، البداية والنهاية: 366/7 - 367).
2- في (ب): (صَارَ فِيْهَا).
3- في (ب): وَقَدْ زَادَتْ عَلَيْهَا).
4- فى (ب): (وَعَيْنُ مُعَادِيْهَا).
5- في (ب): (وَيَا ويح قلبي).
6- في (ب): (عَلَى فَرْط حُزْن).
7- في (ب): (وَيَا لَهْفَتي).
8- في (ب): (وصى نبيها).

31. أَمَا قَالَ خَيْرُ الخَلْقِ: إِنِّي مَدِينَةُ ال***عُلُومِ وَصِهْرِي بَابُهَا وَهُوَ سُورُهَا؟

32. فَيَالحُماة الدين مِنْ آلِ (هَاشِم)***إلى مِحْنَةٍ عَمْيَاءَ تَاهَ بَصِيْرُهَا (1)

33. وَيَا ذِلَّةَ الإِسْلامِ ذَلَّ مُعِزُّهُ***وَيَا خَيْبَةَ الأَخْرَافِ ذَلَّ أَمِيرُهَا (2)

*****

34. بِهَا ذَلَّتْ الآنافُ وارتُكِسَ الهُدَى***وأُقْعِدَ مَتْنُ المَجْدِ إِذْ قَامَ زُوْرُهَا

35. فَمِحْنَتُكَ العُظْمَى أَذَلَّتْ عَزِيزَنَا***بِإِشْمَاتِ قَوْمٍ طَالَ فِيْنَا غُرُورُهَا (3)

36. أَبَا (حَسَنِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) قَدْ كَانَ رُزُؤُكَ عَبْرَةً***وَكَبْوَةَ عَبْدِ لا يَقُوْمُ عَثُوْرُهَا (4)

37. وأَعْظَمُ مِنْهَا فِي (الطُّفُوفِ) رَزِيَّةٌ***لَفَجْعَتِهَا تَبْكِي دِمَاءَ صُخُورُهَا (5)

38. عَلَى فِتْيَةٍ تَحْسو الدِّمَاءَ عَلَى ظَماً***وتُدَمَى بِوَقْعِ المُرْهَفَاتِ نُحُوْرُهَا (6)

39. غُيُوتُ إِذَا شَحَّتْ تسحُّ عُيُونُهَا***بُحُورٌ إِذَا جَفَّتْ بِجَدْبِ بُحُورُهَا (7)

ص: 191


1- في (ب): (وَيَا مِحْنَةً).
2- في (ب): (فَيَا ذلّة)، في (أ): (ويا ذل الإسلام).
3- في (ب): (بتشميت قوم).
4- فى (ب): (واللّه رُزُوكَ عثرة).
5- في (ب): (لفجعتها تبكي الدماء صخورها).
6- فى (ب): (عبوا الدماء). تَعَبَّبْتُها شَربْتُها. (ينظر لسان العرب: 572/18، مادة: ع. ب.ب).
7- في (أ): (غُيُوثٌ إِذَا شَجَّتْ بِجَدْبٍ غُيُونُهَا***بُحُورٌ إِذَا جَنَّتْ إِجَامُ بُحُوْرُهَا)

40. صِيَامٌ ولا غَيْرُ الصَّلاتِ فُطُورُهَا***قِيَامٌ وَلا غَيْرُ الصَّلاةِ سُحُوْرُهَا (1)

41. فَيَا شُعْلَةٌ في القَلْبِ لَمْ يُطْفَ حَرُّهَا***وَيَا حَرَّةٌ فِي العَيْنِ غَابَ قَرُورُهَا (2)

42. أَيَلْحَفُ جِسْمَ ابْنِ الدَعِي حَرِيرُهُ؟***وَيَلْفَحُ جِسْمَ (ابْنِ النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حَرُوْرُهَا ؟

43. وتُعْنَفُ رَبَّاتُ الخُدُورِ حَوَاسِراً؟***وَتُكْنَفُ رَبَّاتُ الفُجُورِ قُصُوْرَهَا ؟ (3)

44. سَبَايَا تَبُثُّ الحُزْنَ عِنْدَ قَتِيلِهَا***وَيَرْثِي لَهَا عِنْدَ الْمَسِيرِ أَسِيْرُهَا

45. فَوَالهَفَتَا تَسْرِي ورَأَسُ رَئِيسِهَا***عَلَى الرُّمح شَمْسٌ يُخْجِلُ البَدْرَ نُورُهَا (4)

46. ومِنْ حَوْلِهِ فِتْيَانُ صِدْقٍ رُؤُوسُهَا***عَلَى السُّمْرِ تَسْرِي بَاسِمَاتٌ تُغُورُهَا

47. وأَجْسَادُهَا حَرُّ الوَطِيس شِعَارُهَا***وَتَنْدُبُهَا وَحْشُ الفَلا وَتَزُورُهَا (5)

48. أَيَا لِدِيارِ الْوَحْيِ أَمْسَتْ بَلاقِعاً***وآلُ أَبِي (حَرْبٍ) تُعَمَّرُ دُورُهَا (6)

ص: 192


1- في (ب): (غَيْرَ الصلاة فُطُورُهَا).
2- في (ب): (وَيًا حرَّ عَيْنِ غَابَ عَنْهَا قُرُورُهَا). القَرُور : هو الدمع البارد يخرج مع الفرح وقيل هو من القرار وهو الهُدُوءُ (ينظر لسان العرب: 82/5 مادة ق.ر.ر).
3- تُعْنَفْ: أصلها تُعنَّف لكن الشاعر يضطر للتخفيف أي تعامل بعنف، وتُكْنَف: تؤوى وتستر. (ينظر: تاج العروس: 6104/1، مادة: ع.ن.ف).
4- رأس الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) المرفوع على رأس الرمح في مقدمة الركب.
5- الشعار: ما ولي شَعَرَ جسد الإنسان دون ما سواه من الثياب. (ينظر : لسان العرب: 410/4، مادة: ش.ع.ر). الوَطيس: التنور (ينظر لسان العرب: 255/6، مادة: و.ط.س).
6- في (أ): (فَيًا لديار، وآلُ (أَبِي سُفْيَانَ) يُعْمَرْن دُوْرِهَا). بَلْقَعٌ: خالٍ. (ينظر لسان العرب: 21/8، مادة: ب.ل.ق.ع).

49. تُغَنِّي الغَوَانِي فِي رُبُوعِ دِيَارِهَا***وَتُسْكَبُ في تِلْكَ المَغَانِي خُمُوْرُهَا

50. و (آلُ رَسُولِ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَنْعَى بِدُوْرِهَا***حَزِينُ الصَّدَى إِذْ فَارَقَتْهَا بُدُورُهَا

51. حَلِيفُ الأَسَى والسُّقْمِ يَمْشِي أَسِيرُهَا***أَلِيفُ الظُّبَى والشَّمْرِ يُمْسِي عَفِيْرُهَا (1)

52. صُدُورُ العُلى أَمْسَتْ بِعَرْصَةِ (كَرْبَلا )***تُرَضُّ بِرَكْضِ العَادِيَاتِ صُدُورُهَا (2)

53. عَطَاشَى تَبلُّ السُّمْرُ حَرَّ أَوَامِهَا***وَمِنْ حَولِهَا فَاضَتْ فُرَاتاً بُحُورُهَا (3)

54. أَيَا عُصْبَةٌ خَانَتْ عُهُودَ نَذِيْرِهَا***بِمَنْ فِي كِتَابِ اللّه تُوْفَى نُذُورُهَا

55. فَوَيْلٌ لمَنْ كَانَ الشَفِيْعُ خَصِيْمَهَا***وتُعْساً لِمَنْ يَغْدُو البَشِيرُ نَذِيرَهَا (4)

56. فَأَنْتَ هَا يَا مُدْرِكاً ثَارَ مَا مَضَى***وَمُنْتَقِمٌ مِنْهَا وَأَنْتَ مُثِيرُهَا (5)

57. أَلا أَيُّهَا المَوْتُورُ عَجِّل بِشَأْرِ مَنْ***بِفَقْدِ أَبِيْهَا غَابَ عَنْهَا سُرُورُهَا (6)

58. ولا تَنْسَ أَثَارَ السَّيَاطِ بِجَنْبِهَا***وَلا دعَهَا حَقّاً فَأَنْتَ مُثِيرُهَا (7)

ص: 193


1- العفير : العَفر محركة ظاهر التراب، وعفره في التراب مرغه فيه أو دسه وضرب به الأرض. (ينظر: القاموس المحيط: 92/2، مادة: ع.ف.ر).
2- العاديات: الخيل، قال تعالى: «وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا» (العاديات (1).
3- في (ب) : عبت فراتاً. الأُوامُ: العَطَش وقيل حَرَّه وقيل شدَّةُ العَطَش (ينظر : لسان العرب: 38/12، مادة: أ.و.م).
4- الشفيع أمير المؤمنين وأهل البيت جميعاً مشفَّعون في أمة محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إن شاء اللّه والبشير رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ).
5- الشاعر يخاطب الإمام الحجة (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف).
6- البيت مكرر في (ب).
7- في (ب): (وأنت مثيرها).

59. وَلا رَوْعَةَ (السَّبْطَيْنِ)(عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَا مُعْظِلاً جَثَا***عَلَى القَلْبِ أَوصَابَ المُصَابِ يُغِيرُهَا (1)

60. وإِنَّ قَتِيْلَ الطَّفِ يَا ثَائِراً بِهِ***مُصِيبَتُهُ الكُبْرَى أَقَامَتْ ثُبُورُهَا (2)

61. وتُنْسَى السَّبَايَا يَا لِثَارَاتِ (أَحْمَد)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***تُهَتَّكُ مَا بَيْنَ اللئامِ سُتُورُهَا

62. فَيَا حَامِلاً أَعْبَاءَهَا عَجَلَنْ لَهَا***بِرَايَاتِكَ المُحْيِي الرَّمِيمَ ظُهُورُهَا

63. (أَبَا القَاسِمِ) (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف) المَهْدِي وَثْبَةَ ثَائِرِ***بِشَارَاتِ قَتْلَى (بِالطُّفُوفِ) تُثِيْرُهَا

64. عَسَى وَلَعَلَّ الوَجْدَ يُطْفَى بِدَولَةٍ***لَهَا (الخِضْرُ) خِدْنٌ و(المَسِيحُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) وَزِيْرُهَا (3)

65. مَتَى يَا وَليَّ اللّه أَقْيَادُ جِيْدِنَا***تُفَكُّ عَنْ الأَذْلالِ وَهُوَ مُضِيْرُهَا (4)

ص: 194


1- الرَّوْعُ الفَزَعُ. (ينظر : لسان العرب: 135/8، مادة: ر.و.ع). الأَوْصَابُ: الأَسْقامُ. (ينظر : لسان العرب: 797/1 مادة: و. ص.ب). يُغيرُ القَدْرَ: يُغيرُها أَي يَشُدُّ وَقُودَها (ينظر لسان العرب: 67/5، مادة: ف.و.ر).
2- الثبور الهلاك. (ينظر : لسان العرب : 99/4، مادة: ث.ب.ر).
3- يقول الشاعر : لعل القلوب تبرد وتطفأ نار الجوى بظهور دولة الإمام المهدي (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف). الخضر: عبد من عباد اللّه الصالحين أوتي من علم باطن الأمور ما لم يؤت غيره. (ينظر مجمع البيان: 746/6). ويقال عنه : إنه نبيُّ مُعَمِّر محجوب عن الأبصار، وهو نبي من بني إسرائيل، وهو صاحب موسى الذي التقى معه بمجمع البحرين. (ينظر : لسان العرب: 243/4، مادة: خ.ض.ر). الخدن: الصاحب، وقيل: هو الصديق المصافي، وقيل: الصديق في السر. (ينظر لسان العرب: 139/13، مادة: خ.د.ن).
4- الجيدُ: العُنُقُ أو مُقَلَّده أو مُقَدَّمُه. (ينظر : لسان العرب: 139/3، مادة: ج.ي.د). الضَّوْرَ بمعنى الضُّرِّ يقال ضارَهُ يَضُورُهُ ويَضيره. ينظر : لسان العرب 494/4، مادة: ض.و.ر).

66. إِلَيْكُم (بَنْي المُخْتَارِ)(عَلَيهِم السَّلَامُ) تُهْدَى عَرَائِسٌ***يَدِينُ لَهَا (بِشْرُ) وَيَعْنُو (جَرِيرُهَا )(1)

67. يُرَنّحُهَا شَجُو الوَلِيِّ صَبَابَةً***عَلَيْكُم فَمَا نَظْمُ العُقُودِ نَظِيرُهَا (2)

68. وَلَا تَرْتَضِي نَفْسِي بِهَا غَيْرَ أَنَّكُمْ***بِحَشْرِي وَنَشْرِي وَالمَاتِ حُضُورُهَا (3)

69. وَذَاكَ قَلِيْلٌ مِنْكُمُ وَإِنْ اعْتَدَى***كَثِيرُ ذُنُوبِي مِثْلَ (أُحْدٍ) صَغِيْرُهَا

70. وَحَاشَاكُمُ يَا سَادَتِي أَنْ يَؤُودَكُمْ***كَبِيْرٌ ذُنُوبِي فِي الْجَزا أَوْ كَثِيرُهَا؟ (4)

71. وَحَاشَايَ أَنْ أَخْشَى وَأَنْتُمْ أَئِمَّةٌ***إِلَيْكُم جَمِيعُ الخَلْقِ آلَتْ أُمُورُهَا (5)

72. إِذَا كُنْتُمُ لي في المَعَادِ وَسِيْلَةً***فَمَا (مُنكَرٌ) إِنْ تَحْضَرُوا وَ(نَكِيْرُهَا)؟

ص: 195


1- يدين: يقر ويخضع عنا عليه الأمرُ أَي شَقَّ عليه. ينظر : لسان العرب: 101/15، مادة: ع.ن.). بشر بن أبي خازم (ت) 22 قبل الهجرة تقريباً): شاعر جاهلي فحل من الشجعان من بني أسد بن خزيمة، له ديوان شعر (ينظر: الأعلام 54/2). جرير بن عطية الخطفي (ت 110ه): من تميم، ولد ومات باليمامة أشعر أهل عصره، كان هجاءً، ولم يثبت أمامه غير الأخطل والفرزدق، له ديوان شعر وجمعت نقائضه مع الفرزدق فكانت ثلاثة أجزاء. (ينظر: الأعلام 118/2-119).
2- في (ب): (وَلَا نَظْمُ العُقُودِ). رُنّح فلانٌ تَرْنِيحاً إِذا اعتراه وَهنٌ في عظامه من ضَرْب أَو فَزَع أَو سُكْر ومنه قولهم رَنَّحه الشراب. (ينظر : لسان العرب: 454/2 مادة: ر.ن.ح). الشَّجو : الهَمّ والحُزْنُ الوَلِيِّ: ضِدُّ العَدُوُّ (ينظر لسان العرب: 31/15 مادة: ع.د.ا)، الصَّبابة: الشَّوْقُ، وقيل: رقّته وحرارته. (ينظر : لسان العرب: 515/12، مادة: ص.ب.ب).
3- في (ب): (نَفْسى لَهَا).
4- في (أ): (أن يؤدكم)، وفي (ب): (هَلْ يُؤدكُم، أَمْ كَثِيرُهَا). يؤودكم يشق عليكم.
5- في (ب): (وَحَاشَا بأَنْ، آل أُمُورُهَا ).

73. نَشَدْتُكُمُ هَلْ بِيْ يُضَيَّقُ جَاهُكُمْ؟***أَمْ الجَنَّةُ الكُبْرَى تَضِيقُ قُصُورُهَا؟ (1)

74. (سُلَيْمَانُ) مَا هَذَا الْلَحَاجُ فَإِنَّمَا ال***كِرَامُ غَداً للآمِلِينَ تَمِيرُهَا (2)

75. عَلَيْهَا صَلاةُ اللّه مَا سَاغَ ذِكْرُهَا***وَمَا أَزْهَرَ الكَوْنَيْنِ إِذْ لَاحَ نُورُهَا (3)

ص: 196


1- في (ب): (وَحَاشَاكُمُ هَلْ).
2- في (ب): (الكرام إذن)، في (أ): (غد). اللحاج: اللَجَاج. (ينظر : لسان العرب: 356/2، مادة: ل.ح.ج).
3- في (ب): (ما شاع).

[11]

وقال في مَدحِ أئمة الهدى وهجو من عليهم قد اعتدى: (1)

[ مجزوء الكامل والقافية من المتدارك ]

1. اسْمَعْ لَهَا يَا مَنْ حَضَرْ***بَدَوِيَّةً وَافَتْ حَضَرْ (2)

2. أَلْفَاظُهَا مِنْ عِقْدِهَا***في جِيْدِهَا تَزْهُوْ دُرَرْ (3)

3. تخالُ في دَلِّ الصِّبا***قَدْ زَانَهَا حُسْنُ الْخَدَرْ

4. أَيْنَ الظُّبَى مِنْ لَخَظِهَا***أَيْنَ الظّبَا مِنْ ذَا الحَوَرْ(4)؟

5. مَنْظُوْمَةٌ بِعُقُوْدِهَا***دُرَرٌ مَعَانِيْها الْغُرَزْ (5)

6. إِنْ أَسْفَرَتْ مَا خِلْتَ أَنْ***يَحْكِي مُحَيَّاهَا الْقَمَرُ

7. وَالشَّمْسُ لَوْ لَمْ تَحْتَجِبْ***بِالْغَيْمِ عَنْ مَدَّ الْبَصَرْ

8. كَادَتْ تُضَاهِي حُسْنَهَا***إِذْ عِنْدَهَا يُخْسَى النَّظَرْ (6)

ص: 197


1- في (ب): (وقال (قدّس سِرُّه) في ذم أعداء آل محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)).
2- فى (ب): (بكراً ولَيْسَتْ منْ حَضَرْ).
3- في (ب): (الدرر).
4- الظبا: جمع الظَّبيُ الغزال. (ينظر لسان العرب: 22/15، مادة: ظ.ب.ا). الحَوَرُ: شدة بياض العين في شدة سوادها. (ينظر: لسان العرب: 217/4، مادة: ح.و.ر).
5- في (ب): (منظومة بدوية بشرى معانيها الغرر). الغررُ: غُرّة الشيء أوله وأكرمه وقيل غُرَةُ الهلال طَلْعَتُه. (ينظر : لسان العرب: 11/5، مادة غ.ر.ر).
6- في (ب) : (وعندها).

9. مَا الرَّوْضُ يُشْبِهُ نُوْرَهَا***إِذْ كَانَ يَحْتَاجُ الْمَطَرْ (1)

10. لأَنَّهَا قَدْ أَعْرَبَتْ***مِنْ بَعْدِ تَحْقِيقِ النَّظَر (2)

11. عَنْ ذَمَّ قَوْمٍ ذَمَّهُمْ***بِفِعَالِهِمْ رَبُّ الْبَشر (3)

12. وَمَدِيْحٍ مَنْ قَدْ خَصَّهُمْ***بِالْمَدْح في كُلِّ السُّوَرُ (4)

13. فَامْرَحْ وَغَنَّ وَاغْتَنِمْ***وَافْرَحْ وَهَنَّ مَنْ حَضَرْ

14. وَارْقُصْ فَقَدْ عَمَّ السُّرُو***رُ وَلَيْسَ عَنْهُ مُصْطَبَرْ (5)

15. إِنْ فَاتَ مَوْسِمُ لذَّةٍ***فَالْغُبْنُ فِيْهِ وَالْخَطَر(6)

16. إِنْ كُنْتَ ذَا دِينِ فَذَا***مِصْدَاقُ ذِي الدَعْوَى ظَهَرْ

17. أَيُّ سُرُوْرٍ مِثْل ذَا***فَوَاتُهُ لا يُغْتَفَر(7)

18. يَوْمُ بِهِ الْجَوْرُ اخْتَفَي***يَوْمُ بِهِ الْكُفْرُ انْقَهَرْ (8)

ص: 198


1- في (ب): (لا الرَّوْضُ ضَاهَى).
2- فى (أ): (ولأنها).
3- في (ب): (عَنْ ذَمِّ مَنْ قَدْ ذَمَّهُمْ***رَبُّ الْخَلَائِقِ وَالْبَشَرْ)
4- في (ب): (وَمَدْحِ مَنْ).
5- فى (ب): (فقد زاد الهنا).
6- في (ب): (فَذَاكَ غُبْنُ أَوْ خَطَرْ).
7- فى (أ): (إن السرور بمثل يومك***فوته لن يغتفر)
8- فى (أ): (والكفر فيه قد اختفر).

19. یَوْمُ بِهِ الدِّينُ اشْتَفَى***وَالْعَدْلُ في الدُّنْيَا اشْتَهَرْ (1)

20. يَوْمُ بِهِ الظُّلْمُ انْطَفَى***وَالْجَوْرُ لِلْحَقِّ اعْتَذَرُ

21. يَوْمٌ هَوَى رُكْنُ الشَّقَا***بِهِ فَلَمْ يَبْقَ يَبْقَ أَثَر(2)

22. يَوْمُ بِهِ الْخُبْثُ انْمَحَى***يَوْمُ بِهِ الفِسْقُ انْطَمَرْ

23. یوْمٌ بِهِ الإلحادُ في***ذُلٍّ وَكَرْبٍ قَد زَفَرْ (3)

24. إِذْ سَاعِدِ التَّقْوَى انْجَبَرْ***إِذْ سَاعِدِ الْكُفْرِ انْكَسر(4)

*****

25. أَرَأَيْتَ لَمَّا (أَحْمَدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***أَمْرَ الْوَصِيَّةِ قَدْ ذَكَرْ (5)

36. مِنْ بَعْدِ (خُمٍّ) قَالَ: ذَا***إِمَامُكُمْ، قُلْتُمْ هَجَرْ (6)

27. إِذْقَالَ: بَعْدِيْ (حَيْدَرُ) خَيْرُ الْبَرَايَا وَالْبَشَرْ (7)

ص: 199


1- في (ب): (فى الدنيا (ظهر).
2- في (ب): (الشقا به ولم يبق).
3- في (ب): (ذُلٌ وكَرْب وانْعَسَرْ). الزَّفْرُ: شَدَّهُ الأنين وقبيحه. (ينظر: لسان العرب: 324/4، مادة: ز.ف.ر).
4- في (ب): (وَسَاعد التَقْوَى، وَسَاعِد الكُفر). بعده (157) بيتا حذفناها.
5- في (ب): (فكيف لما أمر الوصي).
6- فى (أ): (من بعد خم حين قلت***دعوا النبي فقد هجر)
7- فى (ب): (وقال).

28. وَهُوَ الإِمَامُ الْمُجْتَبَى***وَمَنْ أَبَى قَوْلِي کَفَرْ (1)

29. وَكُلُّ هَذَا عَنْهُمُ***یُروَی بِإِسنادِ الخَبَر (2)

30. وَرَوَاهُ جَمعٌ مِنهُمُ*** في كُتُبِهِمْ (كَابْنِ حَجَرْ) (3)

لکنَّمَا تَعْمَی البَص***رَةُ مِثْلَمَا يَعْمَى الْبَصَرْ (4)

32. هَلْ عَاقِلٌ، هَلْ عَارِفٌ***هَلْ مِنْ مُجَيْلِ لِلنَّظَرْ؟ (5)

33. هَذِي الْوَصَايَا كُلُّهَا***قَدْ أُلْقِيَتْ خَلْفَ الظُّهَر (6)

34. فَانْهَضُ لَهَا يَا سَيِّدِي***يَا أَيُّهَا الثَّانِي عَشر (7)

35. وَاطْلُبْ بِشَارِ (الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَ(بِفَاطِمٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) أُمَّ الغُرَر(8)

36. وَاذْكُرْ فَوَاجِعَ (كَرْبَلا )***فانّها إحْدَى الكُبَر (9)

ص: 200


1- في (ب): (قولوا كفر).
2- فى (أ): (أفليس هذا).
3- في (ب): (رواه جمع، وابن حجر).
4- في (ب): (لكنّ ما يعمى البصر وإنما یعمی النظر)
5- في (ب): (يراجع) بالفكر).
6- فى (ب): (قد غودرت)
7- في (ب): (فقم لها).
8- في (ب): (وخذ بثار المرتضى وفاطم أم الغرر)
9- في (ب): ( وَ(كَرْبَلا) لا تَنْسَهَا). الشاعر يقتبس من قوله تعالى: «إنَّها لإحْدَى الْكبَرِ» (المدثر /35).

37. كَيْفَ الْمُصَفَّدَ سَيِّدِي***بِالقَيدِ يُضْرَبُ إِنْ عَثَر ؟ (1)

38. كَيْفَ السَّبَايَا قَدْ غَدَتْ***لِلشَّامِ لَيْسَتْ تَسْتَتِر(2) ؟

39. كَيْفَ الهُدَى فِي ذِلَّةٍ***وَظُلامَةٍ لا يَنتَصِرْ(3)؟

40. الدِّينُ خَافٍ ضَائِعُ***وَالْكُفْرُ بَادٍ قَدْ ظَهَرْ(4)

41. يَا سَيِّدِي وَأَجِزْ (سُلَيْ***مانَ الحُبُوْرَ بِذِي الحِبَرُ (5)

42. قَدْ جَاءَ يَمْدَحُكُمْ وَيَه***جُوْ مَنْ لحِقَّكُمُ غَدَرُ (6)

43. وَلَقَدْ رَوَى عَنْكُمْ ثُقَا***تُ النَّاسِ فِي نَقْلِ الخَبَر(7)

44. مَنْ قَالَ بَيْتاً في غَدٍ***يُحْبَى وَلا يَخْشَى سَقَرْ (8)

45. صَلَّى الإلهُ عَلَيْكُمُ***بِالْلُطْفِ يَا خَيْرَ الْبَشَرْ (9)

ص: 201


1- في (ب): (إن المصفد).
2- في (ب): إن السبايا قد غدت***تهدى ولا من تستتر)
3- في (ب): (وَالدِّينُ يَا مَوْلَى الْمَلا***في ذُلَّةِ لا يَنْتَصِرْ)
4- في (ب): (وَالْحَقُّ خَافِ ضَائِعِ***وَالفِسْقُ بَادٍ قَدْ ظَهَرْ)
5- غير موجود في (ب).
6- غير موجود في (ب).
7- في (ب): (ففي الجزا عنكم أتى***روي ثقاة للخبر)
8- في (ب): (بيت).
9- في (ب): ( وبعدها صلوا على***خير البرايا والبشر)

[12]

وقال يرثي الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ويتفجع له ويتوجع : (1)

[من الكامل والقافية من المتدارك ]

1. يَا عَيْنَ مَفْرُوحِ الْفُؤَادِ تَفَجْري***بِدَمٍ وَيَا قَلْبَ الشَّجِيِّ تَفَطَّرِ (2)

2. يُصَابِ سِبْطِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَحَبِيبِهِ***وَابْنِ (الْبَتُولِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) أَخِي الْمُزَكَّى (شُبَّرِ) (3)

3. لا رُزْءٌ لا واللّه يَعْدِلُ رُزْؤهُ***كَلا وَلَا خَطْبٌ كَذَلِكَ يَعْتَرِي

4. رُزُءٌ يَجِلُّ عَنِ الْبُكَاءِ وَإِنْ جَرَتْ***مِنَّا الْعُيُونُ لَهُ بِدَمْعِ أَحْمَرِ

5. رُزُءٌ إِذَا قُتِلَ الْحَزِيْنُ بِهِ أَسَى***وَتَفَجُّعاً وَتَوَجُعاً لَمْ يُعْذَرِ (4)

6. رُزُءٌ بِهُ احْتَرَقَتْ حُشَاشَةُ (أحمَدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَتَمَرَّقَتْ جَزَعا حُشَاشَهُ (حَيْدَرِ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)(5)

7. رُزْءٌ بِهِ شَبَّتْ بِمُهْجَةِ (فَاطِمٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***نَارٌ وَأَضْرَمَهَا بِمُهْجَةِ (جَعْفَر )(6)

ص: 202


1- في (ب): (وله طاب ثراه يرثي جده الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ).
2- الشجي الذي يعاني من الشجي وهو الحزن والأسى.
3- يبيّن الشاعر هنا أن حزنه لمصاب سبط رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ).
4- أعتقد أن البيت في الأصل: (رزء إذا لم يقتل المحزون فيه- تفجعاً وتوجعاً لم يعذر)
5- الحشاسَةُ: بَقِيَّةُ الرُّوح. (ينظر لسان العرب: 283/6، مادة: ح.ش.ش).
6- جعفر الطيار بن أبي طالب أخو الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو أسن منه بعشر سنين، وهو من السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة وعاد يوم فتح خيبر واستشهد في مؤتة بعد أن قطعت يمينه ثم شماله، ونال الشهادة فيها سنة (8 ه)، وأبدله اللّه جناحين يطير بهما في الجنة. (ينظر : تهذيب الكمال: 63/5، الأعلام 125/2).

8. رُزُءُ بِهِ بَكَت السَّمَاءُ دَماً وَمَا***وَفَت السَّمَاءُ لَهُ إِذا لَمْ تُفْطَرِ

9. رُزءٌ بِهِ الإِسْلامُ أَضْحَى فِي الْوَرَى***غَرَضاً لِنُهْبَةِ فَاجِرٍ أَوْ مُفْتَرِي(1)

10. رُزُءٌ بِهِ الشَّمْسُ الْمُنِيْرَةُ بَعْدَمَا***كَسَفَتْ لَقَدْ بَرَزَتْ بِلَوْنِ أَكْدَرِ

11. رُزُءٌ بِهِ جُبْرِيلُ أَضْحَى فِي السَّمَا***شَجُوا بِصَوْتِ مُفَجَّعٍ مُتَحَسِّرِ

12. وَالْكُلُّ يَا (سِبْطَ الرَّسُوْلِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) مُقَصِّرٌ***فِي جَنْبِ رُزُئِكَ وَالْمُصَابِ الأَكْبَرِ

13. أَنْسَاكَ لا واللّه يَابنَ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***نَهْبَ الْمَوَاضِي تَحْتَ لَيْل الْعِثْيَرِ (2)

14. ظَامٍ تَجُودُ بِنَفْسِ حُرٍّ آيسٍ***مِنْ نَفْسِهِ بَيْنَ الْمَوَاضِي الْبُتَّرِ (3)

15. فِي مَوْقِف تَتَضَاءَلُ الأَبْطَالُ عَنْ***إِقْحَامِهِ مِنْ كُفْرِ ذَاكَ الْعَسْكَرِ

16. لَمَّا رَأَى أَنْ لا مَنَاصَ مِنَ الرَّدَى***فِيْهَا وَلا يَرْضَى بِعَارِ الْمُدْبِرِ

17. ثَبَتَتْ لِحَوْضِ الْخَلْفِ مِنْهُ عَزْمَةٌ***أَبَدًا بِيَوْمِ الرَّوْعِ لَمْ تَتَذَعَّرِ

18. وَثَنَى إلى نَحْوِ الْخَيَامِ جَوَادَهُ***هَملَ العُيُونِ بِدَمْعِهِ الْمُتَحَدِّرِ

19. وَدَعَا : أَلا يَا أَهْلَ بَيْتِيَ فَاخْرِجُوْا***هَذَا الْفِرَاقُ وَلا لُقَى لِلْمَحْشَرِ

20. فَخَرَجْنَ ثُمَّ حَفَفْنَ فِيْهِ مِثْلَما***شُهُبٌ حَفَفْنَ بِبَدْرِ تَمِّ أَنْوَرِ (4)

ص: 203


1- النَّهْبُ : الغَنيمة، التَّهْبَةُ : اسم الانتهاب. (ينظر لسان العرب: 773/1، مادة: ن.ه.ب). فَجَرَ: فَسَقَ :(ينظر : لسان العرب: 45/5، مادة: ف.ج.ر). فرى كذبا خلقه و افتراه اختلقه والاسم الفِريةُ. (ينظر لسان العرب: 151/15، مادة: ف.ر.ا).
2- العثْيرَ: الغبار. (ينظر : لسان العرب: 539/4، مادة: ع.ث.ر).
3- المواضى البتّر: السيوف القواطع.
4- في (ب): (ببدر أفق).

21. هَذِي تُقَبِّلُهُ وَتِلْكَ تَشُمُّهُ***وَهِذِهِ يُوْصِيْ: أَخَيَّةَ فَاصْبِرِي

22. يَا (أُمَّ كُلثوْمٍ)(1) إِذَا حَلَّ البَلا***بَعْدِي بِكُمْ وَقُتِلْتُ لا تَتَضَجْرِي

23. وَعَلَيْكِ بِالتَّقْوَى وَبِالصَّبْرِ الَّذِي***هُوَ دَ أَبَنَا فِي كُلِّ خَطْبٍ يَعْتَرِيْ(2)

24. لا يَذْهَبَنَّ بِحِلْمِكِ الشَّيْطَانُ يَا***أُخْتَا، وَمِنْ عُظْمِ الْبُكَا لا تُكْثِرِي

25. دَارِي نَحِيلَ الْجِسْمِ بَعْدِي وَالْطُفِي***يَا أُخْتَ بِالطَّفْلِ الرَّضِيعُ الأَصْغَرِ(3)

26. أَوْصِيكِ بِالأَبْنَامِ رِفقاً وَالنَّسَا***يَا أُخْتَ وَالْعَانِ الْعَلِيلِ الأكبر(4)

27. إياكِ مِن لَطْمِ الخدُودِ بَل احْزَني***سِرّاً وَعَنْ نَشْرِ الشُّعُورِ تستري

28. إِنْ تَكْتُمِي وَجْدَ الْمُصَابِ وَتَتْرُكِي***شَقَّ الثّيَابِ عَلَى الْمَصَائِبِ تُؤْجَرِي

29. قَالَتْ: أَيَا كَهْفِيْ وَغَايَةَ بُغْيَتِي***فَإِذَا فَقَدْتُكَ كَيْفَ وَجْهُ تَصَبُّرِي؟

30. مَنْ لِلأَرَامِلِ بَعْدَ فَقْدِكَ كَافِلٌ***وَأَنَا عَلَى كَثْمِ الْعَذَا لَمْ أَقْدِرِ (5)؟

31. هَلْ كَيْفَ أَصْبِرُ إِنْ أَرَاكَ مُجَرْحاً***فَوْقَ الصَّعِيْدِ مُجَدَّلاً لَمْ تُقْبَرِ؟

32. فَصَارَخَوْا جَزَعاً عَلَيْهِ وَكُلُّهُمْ***يَكُونَ مِنْ وَجْدِ بِدَمْعِ أخر

33. فَأَجَابَهُمْ صَبْرًا بِصَوْتٍ خَاشِعِ***وَبِنَظْرَةٍ مِنْ طَرْفِهِ الْمُسْتَعْبِرِ

ص: 204


1- هي أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ).
2- البيت غير موجود في: (أ).
3- فى (أ): (ياطفل بالطفل). نحيل الجسم: المقصود به الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إذ كان عليلاً، ولم يستطع الإشتراك في معركة الطف ولكنه حضرها مريضا راقداً في الفراش.
4- العاني الأسير. (ينظر لسان العرب: 101/15، مادة: ع.ن.1).
5- فى (أ): (بعد بعدك).

34. وَغَدَا إِلى نَحْوِ اللَّئَامِ وَقَلْبُهُ***عِنْدَ النِّسَاءِ بِنَكْبَةٍ وَتَحَيُّر

35. نَادَاهُمُ : يَا قَوْمُ أَيُّ جِنَايَةٍ***سَبَقَتْ عَلَيْكُمْ مِنْ يَدِيْ فَلْتُذْكَرِ

36. فأجِيْبَ بِالشَّمِ الشَّنيْعِ وَأَسهُم***مُتَابِعَاتٍ أَوْ مَوَاضِي بُتَّرِ

37. وَسَطَا عَلَيْهِمْ وَالْحُسَامُ نَصِيرُهُ***مَعَهُ فَذَكَّرَهُمْ وَقَائِعَ حَيْدَرِ (1)

38. فَتَمَزَّقَتْ أَبْطَالُهُمْ لَمَّا سَطَا***وَتَفَرَّقَتْ مِثْلَ النَّعَامِ النُّفَرِ (2)

39. فَاغْتَالَهُ فِي الْقَلْبِ سَهْمُ مَنِيَّةٍ***فَهَوَى عَنْ الطَّرْفِ الجَوَادِ الأَشْقَرِ (3)

40. أَفْدِيْهِ إِذْ عَزَّ الْفِدَاءُ بِمُهْجَتِي***مِنْ حَامِدٍ لَمَّا هَوَى وَمُكَبِّرِ

41. وَغَدَا إِلى نَحْوَ الْخِيَامِ جَوَادُهُ***يَبْكِي وَيَنْعَى لِلإِمَامِ الأَطْهَرِ (4)

42. لَمَّا سَمِعْنَ الطَّاهِرَاتُ نَعِيَّهُ***يُشْجِيْ الْقُلُوْبَ بِدَهْشَةٍ وَتَحَسُّرِ

43. أَدْرَكْنَ سِبْطَ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَرَأَيْنَهُ***فِي التُّرْبِ مَعْفُوراً خَضِيْبَ الْمَنْحَر (5)

44. فَوَقَعْنَ فَوْقَ السَّبْطِ كُلِّ تَهْتَوِي***تَقْبِيْلَهُ فِي فَرْطِ وَجْدِ مُعْتَرِ (6)

45. لَمْ أَنسَ (فَاطِمَةَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) الصَّغِيْرَةَ حَوْلَهُ***تَبْكِي وَتَنْدُبُهُ بِطُولِ تَكَدُّرِ

46. أَبِي وَحَقِّكَ مَا حَسِبْتُ بِأَنَّني***لِسِوَاكَ تَرْجَعُ ذُلَّتِي وَتَصَغُّرِي (7)

ص: 205


1- في (ب): (غير موجود).
2- في (ب): (فتفرقت).
3- الطرف الفرس الكريم. (ينظر : لسان العرب: 213/9، مادة: ط.ر.ف).
4- فى (ب): (فغدا إلى نحو اللئام).
5- في (ب): (وقصدن سبط ).
6- في (ب): (معتري).
7- في (ب): (يرجع ذلتي).

47. حَاشَاكَ يَا أَبَتِيْ جَفَوْتَ عَزِيزَةً***عَهَدَتْ بِأَنَّكَ وَاصِلٌ لَمْ تَهْجُرِ(1)

48. حَاشَاكَ يَا أَبَتِي جَفَوْتَ صَغِيْرَةً***تُسْبَى وَتُضْرَبُ بَعْدَ سَلْبِ الْمِعْجَر (2)

49. فِي الصُّغْرِ أَيْتَمَنَى الْعُلُوْجُ أَيَا أَبِي***حَاشَاكَ يَا قَلْبِيْ وَبَهْجَةَ مَنْظَرِي

50. وَتُقَبِّلُ النَّحْرَ الْخَضِيْبَ وَإِنَّهَا***بِالأَسْرِ مِنْ فَرْطِ الأَسَى لَمْ تَشْعُر (3)

51. وَتَشُمُّهُ فِي صَدْرِهِ وَتَقُوْلُ وَا***هَفَاهُ يَا فَرْداً قَضَى لَمْ يُنْصَرِ

52. لَمْ أَنَسَ (زَيْنَبَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذْ تَنُوحُ بِحُرْقَةٍ***وَتَقُوْلُ وَالهَقَاهُ يَا لَيْثَا جَرِي

53. حَاشَاكَ يَا كَهْفِي تَرَانِي فِي السَّبَا***بِالْرَاحِ عَنْ لَحْظِ الْعُيُونِ تَسَتُّرِي(4)

54. لَمْ أَدْرِ لِلْبِنْتِ الصَّغِيرَةِ يَا أَخِي***أَرْثِي وَلِلْعَانِي الْعَلِيْلِ الأَطْهَرِ (5)

55. أَمْ لِلنِّسَاءِ وَلِلْبَنَاتِ يَشُلُهَا***فَوْقَ الرَّكَائِبِ كُلُّ وَغْدٍ أَكْفَرِ

56. يَا تَالِيَ الْقُرْآنِ مِنْ فَوْقِ الْقَنَا***فَكَأَنَّمَا تَتْلُوْهُ فَوْقَ الْمِنْبَرِ (6)

57. أَوْرَثْتَنِيْ كَمَداً تَعَاضَلَ عَنْ أَسَى***يَا مُهْجَةً (الهادِي) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَبَهْجَةً (حَيْدَرِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) (7)

58. لَمَّا رَأَتْهُ لَيْسَ يَكْشِفُ كُرْبَةً***لَفَتَتْ بِوَجْهِ خَاشِعِ نَحْوَ (الْغَرِي)

ص: 206


1- في (ب): (موصل).
2- المُعْجَر : ثوب تَلفّه المرأة على رأسها. (ينظر : لسان العرب : 542/4، مادة: ع.ج.ر).
3- فى (ب): (وتارة).
4- في (ب): (بالزند).
5- فى (أ): (العليل الموسر).
6- غير موجود في (أ).
7- في (ب): (يا بهجة الهادي ومهجة حيدر).

59. وَهُنَاكَ نَادَتْ يَا أَبِيْ يَا هَازِمَ الْ***أَحْزَابَ فِي (سَلْعِ) وَوَقْعَةِ (خَيْبَرِ)(1)

يَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ يَا مَوْلَى الْوَرَى***وَبَنُوكَ بَيْنَ مُجَرَّدٍ وَمُجَزّر

61. تِلْكَ الرَّزَايَا لَا عَزَاءَ هَا وَ إِنْ***طَالَ الْبُكَاءُ هَا بِطُوْلِ تَكَدُّرِ

62. حَتَّى يَقُوْمَ لَهَا الْإِمَامُ الْمُجْتَبَى***وَبَقِيَّةُ الْأُمَنَاءِ (نَجْلُ الْعَسْكَرِي) (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف)

63. مَوْلايَ قَدْ مَلأَ الْأَرَاضِي جَوْرَ أَوْ***لادِ النُّغُوْلِ وَأَدْعِيَاءِ الْعُهَهرِ

64. أَمَّا الْمُحِبُّ فَإِنَّهُ فِي مِحْنَةٍ***وَالأَشْقِيَاءُ بِخَفْضِ عَيْشِ أَنْضَرِ

65. طَالَ النَّطَلُعُ يَا بْنَ بِنْتِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَالإِنْتِظَارُ أَشَدُّ مِنْ قَتْلِ حَرِي (2)

66. يَا رَبِّ (بِالْهَادِي النَّبِيِّ ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَآلِهِ بِالْبَيْتِ بِالْمَسْعَى بِحَقِّ الْمِشْعَر (3)

67. يَا خَيْرَ مَسْؤُوْلٍ وَخَيْرَ مُؤَمَّلٍ***يَا خَيْرَ مَقْصُودٍ وَخَيْرَ مُقَدَّرِ

68. عَجِّلْ ظُهُورَ إمَامِنَا وَامْدُدْهُ بِالت***تَأْیِيْدِ وَالْعِزَّ الَّذِي لَمْ يُقْهَر (4)

69. وَاجْعَلْ (سُلَيْمَاناً) أَمَامَ إمَامِهِ***مِنْكَ الْجِنَانَ بِبَذْلِ نَفْسٍ يَشْتَرِي (5)

70. وَالْطُّفْ بِهِ فِي مَنْ لَطَفْتَ مِنَ الْوَرَى***وَاغْفِرْ لَهُ الذَّنْبَ الَّذِي لَمْ يُغْفَر (6)

ص: 207


1- في (ب): (فهناك، في حرب كثير المدبر).
2- فى (أ): (أشد قتل للسري).
3- الشاعر قال : ياربِّ بحذف حرف الياء والإكتفاء عنه بالكسرة للضرورة (ضرائر الشعر: 119)، المشعر : المُزْدَلفَةُ. (ينظر : لسان العرب: 414/4، مادة: ش.ع.ر).
4- في (ب): (واتحفه بالتأييد).
5- في (ب): (ببذل نصر).
6- في (ب): (بِالْمُصْطَفَى وَ وَصِيِّهِ وَبآله).

71. وَلِوَالِدَيْهِ وَسَامِعِيْن لِنَظْمِهَا***وَلِنَاشِدٍ أَبْيَاتِهَا فِي مَحْضَرِ (1)

72. يَا آلَ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)إِنَّ مَنْ يَهْوَاكُمُ***يَهْوَاهُ قَلْبِي رُغْمَ أَنْفِ الْمُزْدَرِي (2)

73. وَأَقُولُ مَنْ نَصَبَ الإلهُ إِمَامَنَا***بِالنَصَّ لا مَا يَدَّعِيْهِ الْمُفْتَرِي

74. وَالَيْكُمُوْهَا مِدْحَةً مَرْثِيَّةً***فَاقَتْ لِذِكْرِكُمُ مَدِيحَ (الْبُحْتُرِي) (3)

75. صَلَّى الإِلهُ عَلَيْكُمُ مَا عَاقَبَتْ***شَمْسُ النَّهَارِ ظَلامَ لَيْلٍ مُكْدِرِ (4)

ص: 208


1- في (أ): (للمصيخ، ولناشد أبياته).
2- في (ب): (وَأَقُولُ مَا وَالَيْتُ إِنْ لَمْ أَقُل مَنْ***عَادُوا وَامْدَحُكُمْ بِرُغْمَ الْمُزْدَرِي)
3- في (ب): (وَإِلَيْكُمُوْهَا غَادَةٌ مَنْظُومَةً***تُجلَى بِمَدْحكُمُ فَأَيْنَ الْبُحْتُرِي) البحتري: الوليد بن عبادة، شاعر كبير عاش في العصر العباسي وكان ثالث ثلاثة المتنبي وأبي تمام، له ديوان شعر وكتاب الحماسة، ولد بمنبج وتوفي فيها سنة 284ه. (ينظر: الأعلام: 121/8).
4- في (ب): (أكفر).

[13]

وقال يرثي الحسين صلوات اللّه عليه: (1)

[مجزوء الرمل والقافية من المتواتر ]

1. هَاجَ وجُدِي وَزَفِيرِي***(للحُسَيْنِ) ابْنِ الأَمِیرِ

2. لِغَرِيب الدَّارِ فرْداً***لَيْسَ يَلْقَى مِنْ نَصِير (2)

3. لم يجِد بَيْنَ الأَعادي***مِنْ مُعِيْن أَو ظَهیر (3)

4. وَاقِفاً كَاللَّيْثِ كَاللَّيْثِ يَحْمِي***خِدْرَ رَبَّاتِ الخُدُورِ (4)

5. يَتَلَقَّى الشُّوسَ فَرْداً***غيْرَ خَاشٍ أَو ذَعُور (5)

6. فَأَصَابَ القَلْبَ مِنْهُ***سهمُ أَفَّاكٍ كَفُورِ

7. فَهَوَى كَالطَّودِ مُلْقَى***فَوْقَ بَوْغَاءِ الهَجِيْرِ (6)

8. وَغَدَتْ (زَيْنَبُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) تَذْرِي***قَانِيَ الدَّمْعِ الغَزِيرِ (7)

ص: 209


1- في (ب): (وقال (رَحمهُ اللّه) رائياً جدّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
2- في (ب): (شَفَّهُ فَقْدُ النَّصير).
3- الظَّهيرُ : المُعينُ. (ينظر : لسان العرب: 520/4، مادة: ظ. ه.ر).
4- في (ب): (صائلا كالليث يعدو***دون ربات الخدور)
5- فى (ب): (غير وان).
6- الهجيرُ: وقت الزوال إلى العصر عند اشتداد الحر. (ينظر لسان العرب: 250/5، مادة: ه.ج.ر).
7- في (ب): (فغدت).

9. وَأَتَتْ عَبْرَى تُنَادِي :***يَا أَخي قَلَّ مُخَيْرِي (1)

10. أَنْتَ فَخْرِي، أَنْتَ ذُخْرِي***أَنْتَ عِزّي وحُبُوْرِي (2)

11. وَمَعَاذِي وَمَلاذِي***وَرَبِيعِي وَنَمِيْری

12. وَرَجَائِي وَبَهَائي***وَضِيَائِي وَسُرُورِي

13. يَا أَخِي أَنْتَ حِمَانَا***منْ مُلِمّاتِ الدهورِ

14. يَا أَخِي مَتْنِي قَدِ اسْوَدَّ***مِنَ ضَرْبِ المُبِيرِ (3)

15. وَابْنُكَ العَانِي أَسِیرٌ***آه للعاني الأسیر

16. مُوْثَقَاً يُسْرَى بِهِ مِنْ***فَوْقِ مَهْزُولِ الْبَعِير

17. لَسْتُ أَنْسَى يَا بْنَ أُمِّي***قَرْعَ هَاتِيكَ التُغُور

18. وَدِمَاءَ قَدْ أُريقَتْ***مَالَهَا مِنْ مُسْتَثِيرِ

19. یا حِمَانَا مَا تَصَوَّر***تُ إِلَى الذُّلِّ مصِيري

20. مَا تَوَهَّمْتُ بِأَنْ نُه***تَكُ مِنْ بَعْدِ الْخُدُوْرِ(4)

21. وَتُنَادِي يَا (رَسُولَ ال***لّهِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا خَيْرَ سَفِيْرِ

22. رَهْطُكَ الأَطْهَارُ فِيْهُم***غَدَرَتْ أَهْلُ الغُرُورِ (5)

ص: 210


1- في (ب): (يا أخي أنت نصير).
2- الحُبُور : السُّرور. (ينظر : لسان العرب: 157/4، مادة: ح.ب.ر).
3- في (ب): (الضرب المضيري).
4- في (ب): (ماتخيلت).
5- في (ب): (غدروا أهل).

23. فالمَوَاضِي وَالغَات***في طُلاهم والنُّحُورِ (1)

24. وَالْعَوَالي وِرْدُهَا أَصْ***بَحَ مِنْ تِلْكَ الصُّدُورِ(2)

25. بَقِيَتْ جَزْراً ثَلاثا***لَمْ تُوسَّد في القُبُور (3)

26. وَابْنُكَ (السِبْطُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) طَرِيْحاً***بَيْنَ هَاتِيكَ الوُعُورِ

27. في فَيَافِي لَمْ تَزُرْهُ***غَيْرُ عُقْبَانِ النُّسور (4)

28. ومُحَيَّاهُ عَلَى الْعَس***سَالِ كَالبَدْرِ المُنير

29. أَذْرِفُ الدَّمْعَ عَلَيْه***أَمْ عَلَى الطَّفْل الصَّغِيرِ

30. أم وُجُوه عَفَّرُوْها***هُيَ تُزْرِي بِالْبُدُوْرِ (5)

31. فَوَ أَمرٍ لَهُمُ قَدْ***دَرَهُ خَيْرُ قَدِیرِ (6)

32. مَا أبادَ الآلَ إِلَّا***منْ تَوَاصَوْا بِالفُجُوْرِ

ص: 211


1- وَلَغَ الكلب في الإناء وُلُوعاً أي شرب ما فيه بأطراف لسانه. (ينظر لسان العرب: 460/8، مادة: و.ل.غ) الصَّلاةُ : العُنق والجمع طُلىً. (ينظر : لسان العرب: 10/15، مادة: ط.ل.ي).
2- في (ب): (وَعَطَاشَى السَّمْر أَضْحَى***وردُهَا خَيْرُ صُدُورِ)
3- في (ب): (وغدت تطوي ثلاثاً).
4- في (أ): (في فياف). عُقْبانٌ: جمع عُقاب وهو من الطيور الجوارح. (ينظر : لسان العرب: 621/1، مادة: ع.ق.ب).
5- في (ب): (عَفَّرتْهَا التُرب). تزري: تحقر (ينظر : لسان العرب: 356/14 مادة: ز.ر.ي).
6- في (ب): (فو قدرٍ).

33. مَعْشَرٌ قَدْ غَدَرُوا بِالْ***عَهْدِ أَيَّام الْغَدِيْرِ (1)

34. فَاسْتَحَلُوا دَمَ (سِبْطٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***سِيْطَ مِنْ دَمَّ (البَشِيرِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)(2)

35. وَاسْتَبَاحُوا مِنْ بَنَاتِ ال***مُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هَتْكَ السُّتُور

36. ثاكِلاتٍ لِلْمُحَامي***فاق دَاتٍ للمُجِير

37. ساغِبَاتِ لاغِبَاتِ***تَشْتَكِي كَرْبَ الْمَسِيرِ (3)

38. نادِبَآتٍ حاسِرَاتٍ***نَاشِرَاتٍ لِلشُعُوْرِ

39. أَیمُوتُ السِّبْطُ ظَامٍ***وَهُوَ تَيَّارُ البُحُورِ؟

40. وَيَبِيْتُ الجِسْمُ مِنْهُ***فَوْقَ هاتيك الصُّخُورِ؟

41. وَ(يَزِيدُ) الرجسُ في ظل***ل قبابٍ وقُصُورِ؟ (4)

42. يَا بَنِي (فَاطِمَةَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) الزَّهْ***رَاءِ يَا خَيْرَ عَشِيْرِ (5)

43. یأَمُلُ العَبْدُ (سُلَيْمَا***نُ بِكُمْ خَيْرَ حُبُوْرِ

ص: 212


1- في (ب): (مَعْشَرٌ خَانُوا عُهُوداً***أكْدَتْ يَومَ الغَدير) يوم الغدير بيعة الغدير وخطبة رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) التي قال فيها: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
2- سيط: مزج وخلط. (ينظر : لسان العرب : 325/7، مادة: س.و.ط).
3- في (ب): (تَاعَبات).
4- في (ب): (يمسي في).
5- العَشيرُ: القبيلة. (ينظر : لسان العرب: 568/4، مادة : ع.ش.ر).

44. فَاشْفَعُوا لِي عِنْدَ رَبِّي***في قِيَامي بِالنُّشور(1)

45. فَبِكُمْ أَرْجُو نَجَاتِي***مِنْ لَظَى ذَاتِ السَّعِيرِ (2)

46. وَعَلَيْكُمْ صَلَوَاتُ ال***لّه فِي كُلُّ الدُّهُور (3)

ص: 213


1- في (ب): (فَاحْضَرُونِي في وَفَاتِي***وَاشْفَعُوا لي بِالنّشُور)
2- في (ب): (وبكم).
3- البيت غير موجود في (ب).

[14]

وقال يرثيه صلوات اللّه عليه :

[من البسيط والقافية من المتواتر ] (1)

1. أَرَاكَ حُمَلْتَ عِبْناً غَيْرَ مَيْسُورِ***مِنَ الْكَآبَةِ قَلْباً غَيْرَ مَسْرُورِ

2. فَهَلْ جَزَعْتَ لِحِيْرَانِ فَقَدْتَهُمُ***قَدْ شَتَتَتْ شَمْلَهُمْ أَيْدِي الْمَقَادِيْرِ ؟

3. أَمْ هَلْ شُجِيْتَ لأَوْطَانٍ مَلاعِبُهَا***خَلَتْ مِنَ الْخَفَاتِ الْخَرَّدِ الحُوْرِ ؟ (2)

4. لا بَلْ شُجِيْتُ لَآبَائِي الَّذِيْنَ غَدَوْا***بِالطَّفِ مَا بَيْنَ مَأْسُوْرٍ وَمَنْحُوْرِ

5. فَكَمْ هِلَالٍ غَدَا بِالتُّرْبِ مُلْتَحِفَاً***قَدْ غَيَّرَتْهُ الْمَوَاضِيْ أَيَّ تَغْیِيْرِ

6. وَكَمْ صَرِيعٍ عَلَى الرَّمْضَا يُقَلِّبُهُ***طَعْنُ الأَسِنَّةِ أَوْ ضَرْبُ الْمَبَاتِيْرِ

7. وَكَمْ قَتيْلٍ نَجِيعُ الطَّعْنِ كَفَّنَهُ***فِيْهَا وَغَسَّلَهُ نَسْجُ الْأَعَاصِيْرِ

8. وَخَائِضٍ غَمَرَاتِ الْمَوْتِ مُقْتَحِمٍ***حَدَّ السُّيُوفِ بِقَلْبٍ غَيْرِ مَدْعُوْرِ

9. فِي مَازَقٍ حُطَّمَتْ فِيهِ الْقَنَا وَبِهِ ال***فَضَاءُ قَدْ ضَاقَ بِالشَّوْسِ الْمَغَاوِيْرِ

10. وَالْمَاضِيَاتُ وَمَيَّادُ الْقَنَا جُمِعَتْ***بَيْنَ الْخَمِيْسَيْنِ فِيهِ جَمْعَ تَكْسِيرِ (3)

11. فَلا حُسَامٌ تَرَاهُ غَيْرَ مُنْثَلِمٍ***وَلا تَرَى سَمْهَرِيّاً غَيْرَ مَطْرُورِ

ص: 214


1- هذه القصيدة لم تحوها (ب).
2- الخُفات: جمع الخَفُوت من النساء المهزولة الضعيفة (ينظر : لسان العرب: 30/2 مادة خ.ف.ت). الخَرِيدَة والخَريد والخَرُود من النساء: البكر التي لم تُمْسَسْ قط (ينظر : لسان العرب: 162/3، مادة: خ.ر.د).
3- الخَمِيسُ: الجَيْسُ وقيل الجيش الجَرَّارُ. (ينظر : لسان العرب: 66/6 مادة خ.م.س).

12. يَا لَلرِّجَالِ لِرُزْءٍ جَلَّ فَادِحُهُ***أَنَاطَ بِالدِّيْنِ كَسْراً غَيْرَ مَجْبُوْرِ

13. يَقْضِي الحُسَيْنُ عَلَى شَاطِي الْفُرَاتِ ظَما***وَالْمَاءُ يَجْرِي مُبَاحاً لِلْخَنَازِيْرِ

14. دَامِي الْوَرِيْدَيْنِ مَقْطُوعَ الْيَدَيْنِ لُقَى***فَوْقَ الصَّعِيدِ ثَلاثاً غَيْرَ مَقْبُوْرِ

15. وَ رَأْسُهُ فَوْقَ رَأْسِ الرُّمْح مُرْتَفِعٌ***وَمِنْهُ أَشْرَقَتِ الآفاق بِالنُّور

16. وَالْعَادِيَاتُ عَلَى الصَّدْرِ الشَّرِيفِ عَدَتْ***عَدَاوَةً بَعْدَ تَضْمِيخَ وَتَعْفِيْرِ

17. اللّه أَكْبَرُ أَبْنَاءُ (النَّبِيِّ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَقَدْ***قَامَتْ قِيَامَتُهُمْ فِي يَوْمِ عَاشُوْرِ

18. تُسْبَى بَنَاتُ رَسُوْلِ اللّه حَاسِرَةً***بَيْنَ الْلِئامِ عَلَى الأَنْضَاءِ فِي الْكُوْرِ

19. وَزَيْنَبٌ بَيْنَهُمْ تَدْعُو وَأَضْلُعُهَا***تُحْنَى عَلَى شُعُلاتٍ ذَاتِ تَسْعِيرِ

20. أَيْنَ (الرَّسُولُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) رَسُولُ اللّه يَنْظُرُنَا***وَأَيْنَ (حَيْدَرُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) جَزَّارُ الْمَغَاوِيْرِ؟

21. أَيْنَ الليُوْثُ حُمَاةُ الدِّيْنِ مِنْ (مُضَرٍ)***وَأَيْنَ مَنْ كَانَ فِيْهِمْ جَبْرَ مَكْسُورِ؟

22. مضَوا فَلَا الْعَدْلُ بَيْنَ النَّاسِ مُنْبَسِطٌ***وَلا لواءُ الهُدَى فِيهِمْ بِمَنْشُور

23. فَيَا بِحَارُ أُنْضُبِيْ حُزْناً لِفَقْدِهِمُ***وَيَا جِبَالُ عَلَى أَرْزَائِهِمْ مُوْرِي

24. يَا آلَ (طَة) وَ(يَاسِيْنِ) وَآلَ (حَوَا***مِيْمٍ) وَآلَ (النَّبَا) وَ(النُّورِ) وَ(الطُّورِ)

25. تَقَبَّلُوْا مِنْ قَرِيحَ الْقَلبِ مَرْثِيَّةً***لا جُهْدَ قَدْرِكُمُ بَلْ جُهْدَ مَقْدُوْرِي

26. يَرْجُو (سُلَيمانكُمْ) فِيهَا النَّجَاةَ مِنَ ال***عَذَابِ إِذْ حُبُّكُمْ لِلْحَشْرِ مَذْخُوْرِي

27. صَلَّى الإِلهُ عَلَيْكُمْ مَا بَدَا قَمَرٌ***وَمُزَّقَ الْغَسَقُ الْمُجْتَاحُ بِالنُّورِ

ص: 215

[15]

وقال يرثيه صلوات اللّه وسلامه عليه: (1)

[ من الكامل والقافية من المتدارك ]

1. لَمْ يَشْجُنِي ذِكْرُ الْمُحَصَّبِ وَالْغَضَى***وَزَمَانُ عَصْرِ شَبِيبَةٍ مِنْيْ مَضَى (2)

2. كَلّا وَلا إِلْفٌ نَأَى عَنْ دَارِهِ***وَفِرَاقُهُ لِعَظَائِمِ الْوَجْدِ اقْتَضَى

3. لَكِنْ شَجَانِيْ مَنْ نَعَتْهُ (فَاطِمٌ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***فَبَكَاهُ (أَحْمَدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(الوَصِيُّ المُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)(3)

4. لا حُكْمَ إِلَّا عَنْهُمُ أَوْ مِنْهُمُ***فَمَنْ الَّذي في حُكْمِ قَتْلِهُمُ قَضَى؟

5. أأَبُوهُ يَسْقِي النَّاسَ فِي يَوْمِ الظَّمَا***وَسَلِيْلُهُ فِي الطَّفِّ مِنْ ظَمَا قَضَى ؟(4)

6. لا يَشْمُتُ الطُّلَقَاءُ فِيْهِ فَإِنَّهُ***أَسَدُ الشَّرَى وَالخُنْفُ مِنْ صَرْفِ القَضَا(5)

7. لَوْلاهُ مَا ظَفْرَتْ عُلُوجُ (أُمَيَّةٍ)***لَكِنْ قَضَاءُ اللّه وَالْعُمْرُ انْقَضَى

8. ضَاعَتْ وَصَايَا (الْمُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فِي آلِهِ***في نَقْضِ عَهْدِ مِنْهُمُ لَمْ يُنْقَضَا

9. يَا بَاسِلاً إِنْ صَالَ فِي يَوْمِ الْوَغَى***تَهَبَ النُّفُوْسَ وَضَاقَ بِالشُّوْسِ الفَضَا(6)

ص: 216


1- في (ب): (وقال نور اللّه مرقده في رثاء جده الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
2- المحصَّب : موضع الجِمار بمنى. (ينظر : معجم البلدان: 112/1). والغضى شجر صحراوي يكثر في أماكن معينة تعرف به (ينظر: لسان العرب: 128/15، مادة: غ.ض.ا).
3- فى (ب) (الإمام المرتضى).
4- فى (ب): (وأبوه يسقى الناس، في ظمأ قضى).
5- في (ب): (لا يَفْخَرُ).
6- الشوس : الأبطال الشجعان. (ينظر : لسان العرب: 331/8، مادة: ش.و.س).

10. قَدْ رَاسَلُوْهُ وَلَمْ يَكُنْ بِمَجِيْنئهِ***لهُمُ بِغَيْرِ هُدَاهُمُ مُتَعَرِّضَا

11. وَلَقَدْ أَتَاهُمْ وَاثِقاً بِعُهُوْدِهِمْ***يَدْعُو إِلَى دِينِ الإِلَهِ مُحَرِّضَا (1)

12. فَسَقُوهُ مِنْ جُرَعِ الحُتُوفِ أَمَرِّهَا***وَمَضَوا بأقح شُرْعَةٍ لَنْ تُرْتَضَى(2)

13. یَا ضَيْعَةَ الإِسْلامِ بَلْ يَا ذُلَّهُ***أَمْسَى بِقَتْلِ سَلِيْلِ (أَحَمدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُدْحَضَا(3)

14. لَمُ (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)عَلَى رِمَاحِ (أُمَيَّةٍ)***وَبَنَاتُهُ تُسْبَى عَلَى قَتَبٍ نَضَا (4)

15. وَبَنُوْهُ بَيْنَ مُرَمَّلٍ وَمُزَّمَلٍ***وَمُكَبَّلٍ أَضْحَى يُقَادُ مُمَرَّضَا (5)

16. لهفاً (لِزَيْنِ الْعَابِدِينَ) بِأَسْرِهِ***مُسْتَعْطِفَاً رِجْساً عَدُوّاً مُبْغِضَا

17. فَيُزَادُ ضَرْباً بِالسَّيَاطِ كَأَنَّهُ***طَلَبَ الْمُحَالَ، وَوِدُّهُ لَنْ يُفْرَضَا (6)

ص: 217


1- في (ب): (ليقيم دين إلههم متحرضا).
2- فى (أ): (بأجور شرعة).
3- فى (أ): (إن ذليله). دُحِضَ: أبطل. (ينظر لسان العرب: 148/7، مادة: د.ح. ض). قال تعالى: «فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ المُدْحَضِينَ» (الصافات / 141).
4- القتب: رَحْلٌ صغير على قَدر السَّنام (ينظر : لسان العرب: 660/1، مادة: ق.ت.ب). النضو الهزيل. (ينظر لسان العرب: 2511/6، مادة: ن.ض.ا).
5- المرمّل : القتيل الساقط على الأرض وقد تعفّر جسمه برمال الأرض. المزمل: الذي التفَّ بدمائه كأنها رداء له. (ينظر : لسان العرب: 311/11، مادة: ز.م.ل). المكبّل : الأسير المقيد بالقيود. الممرض: الذي يعاني المرض الناتج من الظروف القاسية التي مرضته.
6- كأن ودَّه لن يفرض عليهم بقوله تعالى: «قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلّا الْمُوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» (الشورى /23).

18. فَيَقُولُ يَا شَرَّ الأَنَامِ أَنَا ابْنُ مَنْ***بِيَدَيهِ تَقْسِيْمُ الْجَنَانِ مَعَ الْلَظى (1)

19. يَا قَوْمُ هَلْ بِقِتَالِنَا وَبِسَبْيِنَا***اللّه أَمْ لِرَسُوْلِهِ جَدِّيْ رِضَا؟ (2)

20. أَوَ مَا سَمِعْتُمْ مِنْهُ إِنَّا بَعْدَهُ***حُجَجُ الإلهِ نُبِيْنُ مَا قَدْ أُغْمِضَا (3)

21. لَهفِي لِبَدْرِ عُلاثَوَى فِي (كَرْبَلا)***وَلِصَدْرِ عِلْمٍ بِالسَّنَابُكِ رُضضَا

22. لَهفِي لِرَأْسِ الدِّينِ مِنْ فَوْقِ الْقَنَا***يَتْلُو الْكِتَابَ كَأَنَّهُ قَمَرٌ أَضَا

23. لهفِيْ عَلَى (سِبْطِ النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)مُرَمَّلاً***أَمَرَ (ابْنُ سَعْدٍ) خَيْلَهُ أَنْ تَرْكُضَا (4)

24. لهفَي عَلَى دَمِ مُهْجَةِ (الْهَادِي)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) غَدَا***بِظُبَي العُلُوجِ بِكَرْبَلاءَ مُفَيَّضَا(5)

25. لهفی لجسم هُدَىً تَغَسَّلَ بِالدِّمَا***وَعَنِ التَّكْفَنِ بِالرِّمَالِ تَعَوَّضَا

26. لَهفِيْ وَقَدْ فَاضَتْ دِمَاءُ فَتَى لَهُ***رَبُّ الْخَلائِقِ فِي الْخَلائِقِ فَوَّضَا(6)

ص: 218


1- في (أ): (في يوم الجزا فصل القضا). يروى عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري (رضي اللّه تعالى عنه) قال: سمعت رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قال : "علي قسيم الجنة والنار"، (ينظر : ينابيع المودة: 55).
2- فى (أ): (للّه أو لرسوله).
3- في (ب): (لمن وعى وتيقضا).
4- في (ب) (أمر الخيول ابن الخنا أن تركضا). ركَضَهُ البعير إذا ضربه برجله (ينظر : لسان العرب : 158/7، مادة: ر.ك.ض).
5- في (ب): (عَلَى الثَّرَى مُتَقَيِّضَا).
6- في (ب): (رَبُّ الْعِبَادِ عَلَى الْخَلائِقِ). هذه مسألة عقائدية، فالحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) إمام معصوم، وهو خليفة الرسول في الأرض، وهو الحجّة على العباد، ولا فرق بين من اعتنق الإسلام وآمن به وبين الآخرين، فالله سبحانه وتعالى يقول: «إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّه الإِسْلامُ» (آل عمران (19).

27. لَهْفِيْ لَهُ وَعَلَيْهِ كَلْبٌ رَابِضٌ***وَعَلَى سِوَى صَدْرِ الهُدَى لَنْ يَرْبُضَا

28. لَهْفِيْ لِبَحْرٍ عَاطِشٍ مِنْ نَحْرِهِ***يَسْقِي الْلَئيْمُ سِنَانَهُ وَالأَبْيَضَا (1)

29. لَهْفِيْ لَمجْرُوْحٍ يُعَالِجُ لَمْ يَجِدْ***بَيْنَ العِدَا رَيّاً لَهُ حَتَّى قَضَى (2)

30. لَهْفِيْ لمحْزُوْزِ الْوَرِيدِ عَلَى ظَمَا***شِلُوا وَقَدْ أَوْدَى بِهِ صَرْفُ الْقَضَا

31. لَهْفِيْ لمِنْ بَكَتِ السَّمَاءُ لأَجْلِهِ***فِي يَوْمِ عَاشُوْرَا دَماً مُتَمَحِّضَا

32. لهَفِيْ عَلَى ظَعْنِ النَّبِيِّ أَنَاخَهُ***فِي (كَرْبَلا) وَ إلى (يَزِيد) قَوَّضَا(3)

33. لهَفِيْ عَلَى نِسْوَانِهِ وَبَنَاتِهِ***قَرْحَى الْجُفُونِ عُيُونُهَا لَنْ تَغْمُضَا

34. لَهفِيْ لهُنَّ يَبتْنَ مِنْ عُظْمِ الأَسَى***وَقُلُوبُهَا تُطْوَى عَلَى جَمْرِ الْغَضَا

35. لَهْفِيْ (لِزَيْنَبَ) إِذْ تَقُوْلُ وَقَلْبُهَا***مِنْ فَرْطِ لَوْعَتِهَا تَأْجُ بِهِ لَظَى : (4)

36. أأُخَيَّ مَا لِيَ بَعْدَ وَصْلِكَ كُلَّمَا***أَشْكُو إِلَيْكَ أَرَاكَ عَنِّي مُعْرِضَا؟(5)

37. أَأُخَيَّ كَيْفَ تَرَكْتنَا فِي ذُلَّةٍ***حَتَّى كَأَنَّ وِدَادَنَا لَنْ يُفْرَضَا ؟ (6)

ص: 219


1- في (أ): (ولقد سقت من نحره الأعداء أسمر أبيضا).
2- في (ب): (بَيْنَ الْعُلُوْج (بِكَربلا) ظَامٍ قَضَى).
3- في (ب): (لهفي على ظعن النبي بكربلا***ورد الردى وإلى يزيد قوضا)
4- في (أ): (لهفي لزينب إذ تقول وصوتها***غلب الزفير بمدة فتجرضا)
5- في (ب): (ودِّكَ بعد).
6- في (ب): (وكأن حسن مودتي لن تفرضا).

38. أأُخَيَّ مَا لَكَ لا تَغِيْثُ كَأَنَّمَا***حَالي عَلَيْكَ وَقُصَّتي لَنْ تُعْرَضَا؟

39. أأَخَيَّ إِنَّ الْقُرَبَ مِنْ خَيْرِ الْوَرَى***لِقِتَالِنَا وَجَمْعِ مَا نِلْنَا اقْتَضَى

40. أأُخَيَّ لَمْ يَرْعُوا بِنَا يُتماً وَلا***صُغراً وَلا ثُكلاً وَلا مَنْ أَمْرِضَا (1)

41. أأُخَيَّ فَانْظُرْنَا نُسَاقُ بِذِلَّةٍ***لا رَاحِما نَلْقَى وَلَا مُتَرَيَّضا

42. أأُخَيَّ قَدْ أَضْحَى فُؤَادِي بَيْنَ أَط***فَالِي وَبَيْنَكَ أَسْهماً مُتَبَعْضًا (2)

43. يَا فَارِساً تَخْشَى الأُسُوْدُ لِقَاءَهُ***إِنْ سَلَّ صَارِمَهُ الْمُهَنَّدَ وَانْتَضَى (3)

44. لَوْ كُنْتَ تَنْظُرُ يَا بْنَ أُمِّي يَوْمَ قَدْ***أَمَرَ (ابْنُ سَعْدِ) أَنْ نُسَاقَ وَنُعْرَضَا (4)

45. ظُلْماً عَلَى نَغْلِ الدَّعِي (يَزِيدَ) فَاسْ***تَحْلَى العِرَاضَ لَهُ وَأَنْشَدَ مُعْرِضَا(5)

46. فُزْنَا بِقَتْلِ (ابْنِ الرَّسُولِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***وأَخَذْتُ ثَارَاتِ الْجُدُوْدِ وَمَا مَضَى (6)

47. فَعَلَيْهِ مِنْ لَعْن الإلَهِ أَشُدُّهُ***وَمَنْ اقْتَفَى مِنْهَاجَهُ وَمَنْ ارْتَضَى

48. يَا آلَ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَنْ مَشَى بِطَرِيْقِكُمْ***عَمْرِي لَقَدْ سَلَكَ الْطَرِيقَ الأَبْيَضَا (7)

ص: 220


1- في (ب): (ولا) مُتَرَيِّضَا).
2- في (ب): (أأُخَيَّ لَمْ يُتْرَكَ لِستَرِي بَعْدكُمْ***جَزَءٌ وَلَا بَعْضٍ لَهُ مُتَبَعضَا)
3- في (ب): (منْ قَبْلمَا سَلَ الْمُهَنَّدَ وَانْتَضَى).
4- في (ب): لو كنت تحضر.
5- في (ب): (ظلماً على نغل الدعي يزيدهم***لما رآنا قام ينشد مبغضا)
6- في (ب): (بنى الرسول).
7- في (أ): (من يسر بطريقكم). عَمْرِي : الشاعر أراد لعمري وهو قسم فحذف اللام. (ينظر : لسان العرب: 601/4، مادة : ع.م.ر).

49. إِنَّ الذُّنُوبَ تَفَايَضَتْ وَأَرَى لَكُمْ***حُكْما لَدَى يَوْمِ الْخِصَامِ مُفَوَّضَا (1)

50. فَلِذَا (سُلَيمانُ) لَكُمْ قَدْ حَالَفَ الَ***أَمَلَ ابْتِهَالاً وَالوِدَادَ مُمحْضَا (2)

51. لا مُقْرِضاً فِي مَدْحِكُمْ كَلَّا وَلا***أَمْسَى بِنَظْمِ مَدِيحْكُمْ مُسْتَقْرِضَا(3)

52. صلى الإله عَلَيْكُمُ يَا سَادَتي***مَا لَاحَ نَجْمٌ فِي السَّماءِ وَمَا أَضَا

ص: 221


1- في (ب) : (إنَّ القَلِيْلَ وَلا قَلِيلٌ مِنْكُمُ***حَقًّا أَرَاهُ فِي الْمَعَادِ مُفَوَّضَا)
2- في (ب): (الحُزْنَ الْطَوِيْلَ وَعَقْدَ ودٍّ أَمْحَضَا).
3- في (ب): (لا مُقْتَفٍ فِي حُبِّكُم كَلا ولا***أَمْسَى لِنَظْم قَرِيْضِهِ مُسْتَقْرِضَا)

[16]

وقال يرثيه صلوات اللّه عليه : (1)

[ من الكامل والقافية من المتدارك ]

1. كَمْ ذَا تَحِنُّ عَلَى دُرُوْسِ الْأَرْبُعِ***وَتَئْنُ مِنْ فَقْدِ الخَلِيْطِ الأَبْرَعِ (2)

2. وَتُرِي الْعَوَاذِلَ أَنَّ قَلْبَكَ لَمْ يَهِمْ***وَنُحُوْلُ جِسْمِكَ مُبْطِلٌ مَا تَدَّعِي

3. تُخْفِي عَنِ الْعُذَالِ لَوْعَةَ مُغْرَمِ***وَالْعَيْنُ تُظْهِرُهَا بِفَيْضِ الْأَدْمُعِ

4. لي بَيْنَ بَيْنِهُمْ وَبَيْنَ وِدَاعِهِمْ***قَلْبُ الْيَوْوْسِ وَنَظْرَةٌ فِي مَطْمَعِ (3)

5. أَنَّى تَقِرُّ وَلَمْ يَزُورُوْا يَقْظَةً***عَيْنِي وَلَا فِي الطَّيفِ إِذْ لَمْ تَهْجَعِ

6. قَسَماً بِتِهْيَامِي بِيَوْمِ وَدَاعِهِمْ***إِنِّي لِغَيْرِ فِرَاقِهِمْ لَمْ أَجْزَعِ

7. إِلَّا لَا أَبْكَى (النَّبِيَّ) وَ(حَيْدَراً)***يَا نَفْسُ جُوْدِي بِالْعَزَا وَتَوَجَّعِي

8. وَاسْتَعْمِلِي جَزَعاً وَطُوْلَ تَلَهُفٍ***وَأَسَىً عَلَى نَجْلِ الْبَطِيْنِ الأَنْزَع

9. وَنِسَائِهِ وَبَنِي أَبِيْهِ وَصَحْبِهِ***وَبَنِيْهِ مِنْ كَهْلٍ وَطِفْلٍ مُرْضَعِ

10. صُبَّتْ عَلَيْهِمْ فِي الطُّفُوْفِ مَصَائِبٌ***بِسِوَى ذَهَابِ نُفُوسِهِمْ لَمْ تَقْلَعِ

ص: 222


1- في (ب): (وله طاب ثراه فى رثاء جده الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
2- الرَّبَّعُ : الدار. (ينظر : لسان العرب: 99/8، مادة: ر.ب.ع). الأبرع الأتمُّ في كلِّ فضيلة وجمال. (ينظر : لسان العرب: 8/8 مادة بربع).
3- البَيْنُ: الفراق. ينظر : لسان العرب: 62/13، مادة: ب.ي.ن).

11. وَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْكُرُوبِ بِكَرْبَلا***وَبِغَيْرِ سَفْكِ دِمَائِهِمْ لَمْ تُجْرَعِ (1)

12. قَطَعُوا طَرِيقَ الخَلْفِ يَوْمَ زَالهِمْ***وَبِغَير قطع رقابهِمْ لَمْ تُقطَعِ

13. رَفَعُوا بِرَفْعِ رُؤُوسِهِمْ ديْنَ الْهُدَى***وَبِغَيْرِ رَفْعِ رُؤُوسِهِمْ لَمْ يُرْفَعِ

14. بَاعَتْهُمُ أَرْضُ الطُّفُوفِ حُتُوفَهَا***وَبِغَيْرِ رَهْنِ جُسُوْمِهِمْ لَمْ تَقْنَعِ

15. يَا (كَرْبَلا) كَمْ لِي بِيَوْمِكِ لَوْعَةٍ***حَطَبَتْ لِوَقْدِ زَفِيرِ قَلْبِي أَضْلُعِي

16. للّهِ كَمْ لِي فِي عِرَاصِكِ وَقْفَةٍ***حَكَمَتْ عَلَى عَيْنِي بِفَيْضِ الْأَدْمُعِ (2)

17. كَمْ مُهْجَةٍ لِ(مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سُفِكَتْ بِهَا***فَوْقَ الْوِهَادِ وَفَوْقَ تِلْكَ الأَجْرُعِ (3)

18. وَلَكُمْ بِهَا (لِلْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) كَبِدِ جَرَتْ***مَسْفُوْحَةٍ عِوَضَ الدُّمُوعِ الهُمَّع (4)

19. كَمْ مِنْ فُؤَادِ (لِلْبَتُولِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بِهَا غَدًا***شُعَباً وَقَلْبٍ بَيْنَهُنَّ مُوَزِّعِ

20. كَمْ حُرْمَةٍ لِلْدِيْنِ قَدْ هُتِكَتْ بِهَا***مِنْ فَوْقِ أَعْجَفَ أَدْبَرٍ أَوْ أَضْلَع(5)

ص: 223


1- جَرعَ الماء: بَلعَه :(ينظر : لسان العرب : 46/8، مادة: ج. ر.ع).
2- العرصة : البقعة وسط الدار أو بين الدور ليس فيها بناء. (ينظر : لسان العرب: 52/7، مادة: ع.ر.ص).
3- الوهاد: ما انْخَفَضَ من الأَرضِ جَمْعُ وَهْدةٍ. (ينظر : لسان العرب: 470/3، مادة: و.ه.د). الأجرع: من الجَرَعةُ وهي الأَرض ذاتُ الحُزونة. (ينظر : لسان العرب: 46/8، مادة: ج.ر.ع).
4- هَمَعَ: سال وقيل تَتابَعَ في سَيَلانه. (ينظر لسان العرب: 375/8، مادة: ه.م.ع).
5- أعجف شديد الهزال. (ينظر : لسان العرب : 233/9، مادة: ع.ج.ف). من حق الشاعر أن يقول: أدبر وأظلع لكنه استعمل الضرورة الشعرية وصرف ما لا ينصرف. الجمل الأدبر الذي أصابته الدَّبَرَةُ وهي قَرْحَةُ الدابة. (ينظر : لسان العرب: 268/4، مادة: د.ب.ر). : والأضلع : المائل، من الضَّلْعُ وهو المَيْلُ. (ينظر : لسان العرب: 225/8، مادة: ض.ل.ع). يشير الشاعر إلى حمل عيالات الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ونسائه على ظهور جمال هزيلة عجفاء بدون وطاء ولا هوادج مما زاد في إيذائهن وهتك ستورهن وهم يطوفون بهن من بلد إلى بلد. (ينظر: ينابيع المودّة: 86/3).

21. كَمْ طَوْدِ عِزْ قَدْ هَوَى وَلَقَدْ وَهَيْ***بِهَوِّیهِ قَلْبُ الإِمَامِ الأَصْلَعِ (1)

22. كمْ عَيبةٍ لِلْعِلْم فيها رُضِّعَتْ***بِسَنابك مِنْ وَطء خَيْلِ الوضع(2)

23. كَمْ بَحْرِ جُوْدِ فُجِّرَتْ مِنْهُ الدِّمَا***فَجَرَتْ بِضَرْبَةِ فَاجِرٍ أَوْ مُبْدِعِ

24. كَمْ مِنْ جَلِيْلِ بِالْرِّمَالِ مُجَلَّلٍ***وَلَكَمْ نَبِيْلِ بِالنِّبَالِ مُدَرَّعِ

25. بِأَبِي الْبُدُورُ الزَّاهِرَاتُ تَغَیَّبتْ***بِالتُرْبِ وَا أَسَفاً لما لم تطلع(3)

26. بِأَبِي الْبُحُوْرُ الزَّاخِرَاتُ تَغَوَّرَتْ***بِأَبِي سَحَائِبُ رَحْمَةٍ لَمْ تَقْلَعِ

27. بأبي النُحُورُ السَّامِيَاتُ تَخَضَبَت***بدمَائِهَا فَوْقَ الْلِدَانِ الشرع (4)

28. بِأَي الثغُورُ الْباسِمَاتُ عَلى القَنا***إِنْ أُنزِلَتْ عَنْهَا بِعُودِ تُقْرَعِ (5)

29. بِأَبِي الرُّؤُوسُ الْمُكْرَمَاتُ كَأَنَّهَا***شُهُبٌ مَتَى تَسْرِ الرَّكَائِبُ تُرْفَعِ (6)

30. بِأَبِي النُّفُوْسُ الزَّاكِيَاتُ تَخَرَّمَتْ***ظُلْماً بَأَيْدِي الْفَاجِرِيْنَ الْوُضَعِ (7)

31. بِأَبِيْ طَرِيْحٌ بِالطُّفُوفِ مُجَدَّلٌ***وَا لهفَتَا لِصَرِيعِ ذَاكَ الْمَصْرَعِ

ص: 224


1- قال رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : " أبشر فإنك الأنزع البطين، منزوعٌ من الشرك بطينٌ من العلم". (ينظر : عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ) 52/1، مستدرك الوسائل: 152/18).
2- في (أ): (رضرضت). الوضع : جمع الوَضِيعُ، وهو الدَّنِيء من الناس. (ينظر : لسان العرب: 396/8، مادة: و.ض.ع).
3- في (ب): (وا أسفي).
4- في (ب) (النحور الفاخرات). اللَّدْنُ : اللّيِّن، اللدان: الرماح. (ينظر : لسان العرب: 383/13، مادة : ل.د.ن).
5- في (ب): (بقُضب تُقْرَع).
6- في (ب): (الْمُعْلَيَاتُ كَأَنَّهَا).
7- اخْتَرَمَتْهُ المَنيَّةُ: أَخَذَتْهُ :(ينظر : لسان العرب: 170/12 مادة: خ.ر.م).

32. ظَعْنُ النَّبِيِّ سَرَى بِأَعْظَمِ مِحْنَةٍ***مَا بَيْنَ أَرْوَعِ فَاقِدٍ وَمُرَوَّعِ

33. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِيْنَ مَعَ الْعِدَا***كَرِها عَلَى حُسْرِ النِّيَاقِ الظُّلَعِ

34. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِيْنَ بِرَغْمِهِمْ***عَنْ خَيْرِ أَشلاءٍ بِقَاعٍ بَلْقَعِ

35. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِيْنَ نَوَادِباً***مَا بَيْنَ ثَاكِلِ كَافِلِ وَمُضَيَّعِ

36. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِينَ عَلَى الطَّوَى***بِالأَمْرِ بَيْنَ مُفَجِّعٍ وَمُوَجع(1)

37. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِيْنَ جَوَازِعاً***أَسْرَى فَلَهُمَا لِلأَسَارَى الجُزَّع

38. نَادَيْتُهُمْ وَالْعَيْنُ يَسْفَحُ مَاؤُهَا***وَالْقَلْبُ بَيْنَ تَفَجُعِ وَتَوَجُعِ

39. يَا ضَعْنَ آلِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)هَلْ جَدُّكُمْ***فِيْكُمْ فَيَرْفِقَ بِالأَسارَى الْخُضَّعِ؟

40. يَا ضَعْنَ آلِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هَلْ فِيْكُمُ الز***زَاكِيْ فَيُحْسِنُ بِالْيَتَامَى الْجُوَّعِ؟

41. يَا ضَعْنَ آلِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هَلْ (فَاطِمٌ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***فِيكُمْ فَتَلْطُفَ بِالأَيَامَى الخُشَّعِ (2)؟

42. بِاللهِ يَا حَادِي السُّرَى رِفْقاً بِهَا***مَهْلاً بِغَيْرِ تَرَوُّعِ وَتَقَنَّع(3)

43. يُسْرَى بِرَبَّاتِ الْخُدُورِ حَوَاسِراً***فَوْقَ الْمَطِيُّ، وَمَا لَهَا مِنْ بُرْقُعِ

44. فَالْعَيْنُ عَنْ لَحَظِ الْعِيُونِ تَسَتَرَتْ***إِذْ لَمْ يَكُنْ سِتْرٌ لَهَا بِالأَذْرُع

ص: 225


1- في (ب): (بين تفَجّعٍ وتَوَجّع).
2- الأيِّمُ: التي لا زوج لها، والمقصود هنا نساء شهداء معركة الطف. (ينظر : لسان العرب: 39/12، مادة: أ.ي.م).
3- فى (أ): (واسر بغير). قَنَّعَه بالسيف والسوْطِ والعَصا: عَلاه به (ينظر: لسان العرب: 297/8 مادة: ق.ن.ع).

45. إنَّ الْبُدُوْرَ ذَوَى الخُدُودَ نَضِيْرُهَا (1)***وَخُدُ النِّيَاقِ مِنَ السَّيَاقِ المُفْضِعِ

46. هَلْ بَعْدَ أَيْدِي سَبَا(2) وَسَبي نِسَائِهِمْ***أَبْقِي بَقِيَّة ذَاخِرٍ مِنْ أَدْمع ؟

47.يَا خَيْرَ قَتلي بالطُّفُوفِ تَخَرَّمُوا***سَلَبُوا الرقادَ مِنَ الجفُون الهُمَّعِ(3)

48. وَاحَسْرَنَا لِفِرَاقِهِمْ، كَمْ أَوْحَشُوا***مِنْ مَرْبَعٍ، كَمْ أَجْدَبُوا مِنْ أَربع (4)

49. أَمِنَ الْمَنَابِرِ لِلْمَقَابِرِ حَطَّهَا***صَرْفُ الزَّمَانِ، فَيَا قُلُوْبُ تَقَطَّعِي

50. مَنْ لِلسُّيُوفِ وَلِلْحُتُوفِ وَلِلضُّیوُ***فِ وَلِلْمَخُوْفِ الْمُشْفِقِ الْمُتَرَوِّع(5) ؟

51. فَسَلِ السَّمَاءَ لَمنْ بَكَتْ بِدِمَائِهَا***وَسَلِ الْكِتَابَ عَنِ السُّجُودِ الرُّكَّعِ (6)

52. ذُبِحُوْا عَلَى ظَمَا بِشَاطِيْ نَيْنَوَى***وَالْمَاءُ بَيْنَ تَدَفُّقِ وَتَدَفُّع

ص: 226


1- الشاعر يضطر إلى حذف همزة الفعل أذوى فيقول ذوى. (ينظر : ضرائر الشعر: 99). النضير الناعم. (ينظر : لسان العرب: 210/5، مادة : ن.ض.ر)، الشاعر قال: نضيرها يريد نضارتها.
2- في (أ، ب): (آل سبا) وهو خطأ أعتقد أن سببه النسخ، وهو مثل تضربه العرب للقوم الذين تشتت بهم الطرق. قال ابن منظور : قولهم تَفَرَّقوا أيْدي سَبا أي تفرَّقوا في البلاد. (ينظر لسان العرب: 94/1، مادة: س.ب.أ).
3- في (ب): (سَلَبُوْا الْسُهَادَ).
4- في (ب): (وَا لَهْفَتَا لِفِراقِهِمْ،***مِنْ أَربع في فَقْدِهِمْ مِنْ مُربع). في :(أ) (ورد) خطأ ( واحسرتي) والصحيح ما أثبتناه). رُبعَت الأَرضُ فهي مَربوعةٌ إذا أصابها مَطَرُ الربيع. (ينظر : لسان العرب: 99/8، مادة: ر.ب.ع).
5- في (ب): (وَلِلْحُتُوْفِ وَمَنْ تُرَى لِلْضَيْفِ أَوْ لِلْخَائِفِ الْمُتَرَوِّع). رجل مُتَرَوِّع: مفزوع. ينظر : لسان العرب: 135/8، مادة: ر.و.ع).
6- في (ب): (وَسَلِ السَّمَاء لِمَنْ تَسِحُ دِمَاء هَا).

53. قُتِلُوا ظِمَاءَ بِالْعَرَاءِ عَلَى الثَّرَى***بِحَرُورِ مَهْمَهَةٍ وَقَاعٍ بَلْقَعِ (1)

54. تَجْرِي عَلَيْهَا الْعَادِيَاتُ عَدَاوَةٌ***بِرُبُوْعِهَا تَطَأُ الضُّلُوْعَ بِأَرْبَعِ(2)

55. قُلْ لِلْعُفَاةِ الْمُنتَحِيْنَ دِيَارَهُم***خَلَتِ الرُّبُوعُ مِنَ الرَّبِيعِ الْمُمْرِعِ

56. وَا حَسْرَنَاهُ لِعُصْبَةٍ عَلَوِيَّةٍ***عَهْدُ (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)بِهَا وَ(حَيْدَر) مَا رُعِي (3)

57. مَاذَا رَأَتْ يَوْمَ (الطُّفُوْفِ) وَقَبْلَهُ***أَوْ بَعْدَهُ مِنْ كُلِّ خَطْبٍ أَفْظَعِ

58. مِنْ عُصْبَةٍ جَحَدَتْ حُقُوْقَ نَبِيِّهَا***لِرِضَى (يَزِيدَ) الرِّجْسَ أَقْبَحَ مَنْ دُعِي

59. وَاطُوْلَ نَدْيِّ لِلْقَتِيلِ (بِكَرْبَلا)***وَاعُظْمَ كَرْبِي لِلْعَلِيْلِ المُفْجِع (4)

60. هُمْ أَوْرَثُوْا قَلْبِيْ ضَرَامَ الْوَجْدِ أَنْ***أَتَنَفَّسَ الصُّعَدَا عَلَيْهِمْ يَلْذَعِ

61. يَا جَدُّ مَا واللّه يُبْرِدُ غُلَّتِيْ***نَظْمُ الْقَرِيْضِ وَلَا نِثَارُ الْأَدْمُعِ

62. يَا آلَ بِيْتِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَا مَنْ بِهِمْ***عِنْدَ الإِلَهِ تَوَسُّلِي وَتَضَرُّعِي

63. جُبِلَ الْفُؤَادُ عَلَى حَقِيْقَةِ وِدَّكُمْ***وَعَلَى سِوَاهُ وَحَقِّكُمْ لَمْ يُطْبَعِ (5)

ص: 227


1- في (ب): (قتلى عرايا بالعراء). الحرور: الرياح الحارة بالليل كالسموم بالنهار. (ينظر : لسان العرب : 302/12، مادة: س.م.م). الَمَهْمَهَةُ: المَفَازَةُ. (ينظر : لسان العرب: 541/13، مادة: م.ه-ه). البَلْقَعة الأَرض التي لا شجر بها. (ينظر : لسان العرب: 21/8 مادة ب.ل.ق.ع).
2- في (ب): (تَطَأُ الْرَبَيْعَ بِأَرْبَع).
3- في (ب): (والهفتاه).
4- في (ب): (للرَّضِيْعِ المفجع).
5- في (أ): (طبع الفؤاد).

64. مَا لِي سِوَاهُ وَقَدْ رَأَيْتُ بِغَيْرِهِ***عَمَلَ الخَلائِقِ صَالِحاً لَمْ يَنْفَعِ

65. وَأَنَا الَّذِي عَنْ غَیِّهِ یَا سَادَتَي***أَبَداً وَحُسْنِ ودَادِكُمْ لَمْ يَقْلَعِ

66. يَرْجُو (سُلَمیانُ) لَدَى يَوْمِ الْجُزَا***مِنْكُمْ شَفَاعَةَ شَافِعِ مُتَشَفِّعِ (1)

67. صَلَّى الإِلهُ عَلَيْكُمُ مَا مَزَّقَتْ***شَمْسُ النَّهَارِ قَمِيصَ لَيْلٍ أَدْرَعِ (2)

ص: 228


1- في (ب): (إِذَا زَارَ الْبَلَى).
2- الليالي الدُّرَع: التي يطلعُ فيها القمرُ عند وجه الصُّبْح وسائرها أسود مظلم. (ينظر : لسان العرب: 81/8، مادة: د.ر.ع)

[17]

وله طاب مثواه في ذكر الأمير ورثاء الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ): (1)

[من الكامل والقافية من المتواتر ]

1. مَا بَيْنَ أَطْلَالٍ عَفَتْ وَرُبُوْعِ***حُلَّتْ عُرَى صَبْرِي وَبَانَ هُجُوعِي (2)

2. مَهْمَا تُغَادِيهَا الْغَوَادِيَ لَمْ تَكُنْ***تُسْقَى وَلا تُشْفَى بِغَيْرِ دُمُوعِي (3)

3. وَلَقَدْ وَقَفْتُ بِهَا وَلِيْ فِي رَبْعِهَا***قَلْبُ الْمَخُوْفِ وَنَاظِرُ الْمَفْجُوع

4. فَمَتَى أَرَاهَا يَوْمَ وَقْفَتِنَا وَقَدْ***شُغِلَ الْفُؤَادُ بِهَا عَنِ التَّوْدِيعِ ؟ (4)

5. فَاعْجَبْ لَهَا نَفَثَاتُ قَلْبِ وَالِهِ***أَوْرَتْ لِمَنْ بَيْنَ الضُّلُوعِ ضُلوعي

6. لِتَذَكَّرِي أَيَّامَ كُنَّا جِيْرَةً***وَرُبُوْعُهَا تَزْهُوْ بِزَهْرِ رَبِيعِ (5)

7. وَالْبَيْنُ يَرْمُقُنَا بِمُقْلَةِ خَائِفٍ***مِنَّا لِقُصْرِ ذِرَاعِهِ الْمَقْطُوْعِ (6)

ص: 229


1- في (ب): (وله طاب مثواه في ذكر الأمير ورثاء الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
2- العُرى: هي جمعُ عُرْوَةٍ، منها عرى الصبر تشبيه بعرى الحبل الحقيقية. (ينظر لسان العرب: 44/15، مادة: ع.ر.). الهَجُوعُ النوم ليلاً. (ينظر : لسان العرب: 367/8، مادة: ه. ج.ع).
3- تغاديها تباكرها. (ينظر لسان العرب: 15/5 مادة غ.د.ا).
4- في (ب): (شغلا بها قلبي عن التوديع).
5- فى (أ): (التذكرتي).
6- فى (أ): (القصر ذراعها).

8. أَمَنَازِلَ الأَحْبَابِ، لَمْ يُبْقِ الْجَوَى***فِي وَقْفَتِي غَيْرَ الْجَوِي الْمَلْذُوع (1)

9. أَأَحِبَّتِي بَرَحَ الخفا ما في الجفا***وَأَمِي أَسَا لِمُتَیِّم مَوْجُوع(2)

10. قَدْ طَالَ فِي هَذِي الطُّلُوْلِ تَلَهُفِي***وَالْوَجْدُ لا يُبْدِي فُؤَادَ مَرُوْعِ

11. أَيَّامَ أَحْبَابِي أَلا هَلْ عَوْدَةٌ***أَدْعُوْ وَلَيْسَ بِهَا الزَّمَانُ مُطِيعِي

12. يَا طَالَهَا طَالُوا بِهَا وَتَطَوَّلُوا***لِدِفَاعِ خِيفَةً غَاشِمٍ أَوْ جُوع (3)

13. تَثْنِي فَتَبْكِي المَجْدَ بَوْنَ أَسَى عَلَى***أَصْلٍ زکَا مِنْهَا وَطِيبٍ فُرُوعِ (4)

14. مَا تَنْقَضِي لِي حَسْرَةٌ بِدِيَارِهِمْ***فِي الرَّكْبِ إِلا آذَنَت بِرُجُوعِ

15. يَا حَادِيَ الْرَّكْبِ الْمُرَنَّحِ جِيْدَهَا***فَتَخَالَهَا حَدْبَا هَوَتْ لِقِرُوعِ (5)

ص: 230


1- الجَوَى: الحُرقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أو حُزْن، يقال: جَوِيَ الرجل فهو جو. (ينظر : لسان العرب: 157/14، مادة: ج.و.ا). المَلذُوعُ : المكُويَ كَيَّةً خفيفة. (ينظر : لسان العرب: 317/8، مادة: ل.ذ.ع).
2- في (أ): (ما في جفا واسا اسى). برح الخفا وضح الأمر. (ينظر : لسان العرب: 2/ 408، مادة: ب.ر.ح). الجَفَاءُ: التباعد. (ينظر : لسان العرب: 147/14، مادة : ج.ف.ا). الأسي: المداواة وأسا العلاج، (ينظر : لسان العرب: 34/14، مادة: أ.س.1). تيَّمَه الحب: إذا استولى عليه (ينظر: لسان العرب: 75/12، مادة: ت.ي.م).
3- في (ب): (خَوْفِ غَاشِم).
4- البَوْنُ: الفضل والمزية. (ينظر : لسان العرب: 62/13، مادة: ب.ي.ن). زكا الرَّجلُ: صَلُحَ وتَنَعَمَ فهو زكي. (القاموس المحيط: 1667/1).
5- تَرنَّح: تمايل من السُّكْر. (ينظر : لسان العرب: 454/2، مادة: ر.ن.ح). والحَدْباء: الصَّعْبة الشديدة. (ينظر : لسان العرب: 301/1، مادة: ح.د.ب). قروع: من قرعَ الفَحْلُ الناقة. (ينظر : لسان العرب: 262/8، مادة: ق.ر.ع).

16. تَرْتَاحُ كَالنَّشْوَانِ مِنْ كَرْبِ السُّرَى***حَتَّى تَسَاوَى ضَالِعُ بِضِلَيع (1)

17. عُجْ بِي عَلَى تِلْكَ الْدِيَارِ فَإِنَّهَا***حَسَرَاتُ قَلْبِ بَالنَّوَى مَفْجُوْعِ

18. يَأْبَى الإلَهُ بِأَنْ يَرَى قَلْبِي لَهَا***وَمَكَارِمُ الأَخْلاقِ غَيْرَ جَزُوع

19. شُهُبُ الهُدَى بَزَغَتْ بِلَيْلِ ضَلَالِهَا***فَجَلَتْ دَيَاجِي ظُلْمٍ كُلِّ وَضِيْع (2)

20. كَمْ زَاحَمَتْهَا (تَيْمُهَا) وَ(عَدِيُّهَا)***يَا لَلرِّجَالِ لِوَهْمِهَا الْمَشْنُوع (3)

21. هذي الخلاقَةُ بَيْنَهُمْ مَظْلُومَةٌ***مَا بَيْنَ مَفْضُول إلى مَصْفُوع

22. عَدَلَتْ عَتيْقاً (بِالْوَصِيَّ الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***قُبْحاً لَهَا مِنْ تَابِعٍ مَتْبُوْعِ (4)

23. كَمْ دَافَعَ الأَهْوَالَ دُونَ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَاحَسْرَتَاهُ لِدَافِعٍ مَدْفُوْعِ (5)

24. في أَيِّ مَكْرُمَةٍ وَأَيَّ فَضِيلَةٍ***تَسْمُو إِلَيْهِ بِسَاعِدِ مَقْطُوْعِ (6)

25. قَدْ بَدَّلَتْ حُكْمَ الإِلَهِ وَأَمْرَهُ***بِزَخَارِفِ الأَقْوَالِ وَالنَّصْنِيعِ

26. وَزَوَتْ (عَلِيّاً) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ(الْبَتُولَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بِغَيِّهَا***وَتَغَيَّرَ الْمَشْرُوعُ بِالتَّشْرِيْعِ

ص: 231


1- النشوان : هو المنتشي من السكر. (ينظر : لسان العرب: 325/15 مادة: ن.ش.ا). الكَرْبُ: الحُزْنُ والغَمُّ. (ينظر : لسان العرب: 711/1، مادة: ك.ر.ب). السُّرَى: السَيْرُ لَيْلاً. (ينظر : لسان العرب : 389/4 مادة س.ي. ر). الضالِعُ المائِلُ: وهي العرجاء والضليع : تام الخَلْقِ غَليظُ الألواح كثيرُ العصب. (ينظر : لسان العرب: 225/8، مادة ض.ل.ع).
2- في (ب): (بليل ظلالها).
3- في (ب): (كم ذا حمتها).
4- في (ب): (عَدَلَتْ (بحَيْدَرَة) عَنيْقاً، وَيْلَهَا).
5- في (ب): (هذا البيت غير موجود).
6- في (ب): (سبقته أم في العلم والتوريع).

27. يَا رَبِّ فَاشْهَدْ إِنَّنِي مُتَبَرِّئُ***مِنْ أُمَّةِ التَبْدِيْلِ وَالتَّصْنِيع (1)

28. آذَتْ (رَسُولَ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في أَرْحَامِهِ***وَبَنيْهِ ثُمَّ بِدِيْنِهِ الْمَشْرُوعِ

29. فَأُصيْبَ فِي يَوْمِ السَّقِيفَةِ سِبْطُهُ***فِي حَادِثِ يَوْمَ (الظُّفُوْفِ) شَنِیعِ (2)

30. بِأَبِي قَيتِلٌ في الطُّفُوفِ مُجَلبَبَاً***ثَوْبَيْنِ، ثَوْبَ بِلَى وَتَوْبَ تَجَمْعِ

31. بِأَبي الَّذِي يَلْقَى النَّبَالَ بِلُبَّةٍ***حَسْرَى مُعَطَّشَةٍ بِغَيْرِ دُرُوعِ

32. بِأَبِي الذي تَطَأ العدَا أَشْلاءه***وَتَدُوْسُ مِنْهُ الجردُ أَيَّ ضُلُوْعِ (3)

33. بِأَبِي بُنَيَّاتُ (البَتُولِ) وجُوْهُهَا***مَخضُوبَةً مِنْ نَحْرِهِ الْمَقْطُوعِ

34. بِأَبِيْ كَرِيْمَاتُ (الرَّسُوْلِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) شَوَاكِياً***أَحْزَانَهُنَّ لِرَأْسِهِ الْمَرْفُوعِ

35. بأَبي الَّذِي تَعْلُو السَّنَابُكُ شِلْوَهُ***وَالهَفَتَاهُ لِعَاطِشٍ مَصْرُوْعِ

36. وَالهَفَتَا لِنِسَائِهِ وَلِصَحْبِهِ***مَا بَيْنَ كَهْلِ ضَارِعٍ وَرَضِيْعِ(4)

37. وَالهَفَتَاهُ وَطُوْلَ حُزْنٍ دَائِم***وَتَحَسُّرِ لِمُكَبَّلٍ مَفْجُوْعِ

38. وَالهَفَتَاهُ لَنْ أَتَى بِرَضِيْعِهِ***بِالْحَتْفِ مِنْ سَهْمِ الرَّدَى مَرْضُوعِ (5)

39. والهفتَاهُ لَنْ بَقِي شِلُوا بِلا***غُسْل وَلا كَفَن وَلا تَشیيع (6)

ص: 232


1- في (ب): (من عصبة).
2- في (ب): (يَوْمَ الطَّفَوْفِ بِحَادِتْ وَشَنِيْع).
3- في (ب): (هذا البيت غير موجود).
4- الضارع: المتذلّل (ينظر : لسان العرب: 222/8، مادة: ض.ر.ع).
5- فى (ب): (بالحتف من سهم الردى مرضوع).
6- في (ب): (دفنٍ ولا غسلٍ ولا تشييع)

40. أَفْدِي وَحِيْداً قَدْ غَدَتْ فِتْيَانُهُ***فِي الطَّفِّ بَيْنَ مُجَدَّلٍ وَصَرِيع

41. يَا مِزْهَرَ الأَسْحَارِ فِي أَوْرَادِهِ***فِيْهَا وَطُوْلِ تَهَجُدِ وَرُكُوْع (1)

42. لا زِلْتُ يَا بْنَ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَبْكِيكَ عَنْ***وَجْدِ بِفَيْضِ مَدَامِعِي مَشْفُوعِ

43. آذَتْ عَدِيٌّ بِالأَصَالَةِ (أَحْمَداً)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَبَنِيْهِ وَالأَنْبَاعِ بِالتَفْرِيعِ (2)

44. لَمْ تَرْعَ رَبِّاً لا وَلا ديناً ولا ال***إسْلامُ فِيْهِمْ وَالْهِدَايَةُ رُوْعِي

45. لَكِنَّ حُبَّ (اللاتِ) حَشْوُ حَشَاهِمُ***لِلْمَوْتِ حَاشَاهُمْ مِنَ الْمَشْرُوعِ (3)

46. يَكْفِيكَ ظُلْمُ (الْمُرْتَضَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنْ فِعْلِهِمْ***فَضْلاً عَنِ التَّبْدِيلِ وَالتَّقْطِيعِ

47. يَا طَالِبَ الإِرْشَادِ رُشْدُكَ بُغْضُهُمْ***حَاشَا عَدُوَّهُمُ مِنَ التَضْییعِ

48. حَسْبِي بَأَنِّي لَمْ أَكُنْ مُتَبَرِّءاً***إِلَّا وَ(أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فِي الْمَعَادِ شَفِيعِي

49. يَا سَادَتِي إِنِّي ادَّخَرْتُ وِدَادَكُمْ***فَإِلَيْكُمُ بَعْدَ الإِلَهِ رُجُوْعِي

50. وَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ أَجْرَ وِدَادِكُمْ***يَأْتِي إِلَيَّ غَداً وَلَيْسَ مُضِيعِي (4)

51. نَاهِيْكَ مِنْ أَجْرِ (سُلَيْمَانُ) بِهِ***مَا بَيْنَ رَوْضٍ زَاهِرٍ وَرَبِيعِ

ص: 233


1- المزهر: آلة من آلات العزف الموسيقية. (ينظر : لسان العرب: 401/2، مادة: و.ن.ج). هَجَدَ وتَهَجَّدَ أَي نام ليلاً وهَجَدَ وتَهَجَّدَ أَي سَهرَ. (ينظر : لسان العرب: 431/3، مادة: ه.ج.د)
2- في (أ): (آذت عدي أحمدا بأصالة).
3- فى (ب): لم ترع لا واللّه ربا لا ولا***ديناً ولا الإسلام بالمتبوع
4- في (ب): (إن ضاعت الأعمال ليس مضيعي).

[18]

وقال مشطراً قصيدة الشيخ رجب البرسي(1) في مدح الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (2)

[من الطويل والقافية من المتدارك ]

1. (هُمُ الْقَوْمُ آثَارُ النُّبُوَّةِ فِيْهِمُ)***مُوَضَّحَةً أَعْلامُهَا تَتَشَعْشَعُ (3)

2. وَأَنْوَارُ سِرِّ اللّه في جَبَهَاتِهِمْ(4)***(تَلُوْحُ وَأَنْوَارُ الإِمَامَةِ تَلْمَعُ)

3. (مَهَابِطُ وَحْيِ اللّه خُزَانُ عِلْمِهِ)***بِأَرْبُعِهِمْ لِلْذِّكْرِ عَيٌّ وَأَرْبَعُ

4. لَدَيْهِمْ عِلُوْمُ الأَنْبِيَاءِ بِأَسْرِهَا***(وَعِنْدَهُمُ سِرُّ المُهَيْمِنِ مُوَدَعُ)

5. (إِذَا جَلَسُوا لِلْحُكُم فَالْكُلُّ أَبْكَمْ)***وَلَمْ يَدْرِكُوْا مَا حَقَّقُوْهُ وَأَبْدَعُوْا

6. وَإِنْ أَمَرُوْا فَالْكَائِنَاتُ بِطَوْعِهِمْ(5)***(وَإِنْ نَطَقُوْا فَالدَّهْرُ أُذُنٌ وَمَسْمَعُ)

7. (وإنْ ذُكِرُوا فَالْكَوْنُ نَةٌ وَمَنْدَلٌ(6))***وَإِنْ ذَكَرُوا فَاللَّهُ عَوْنٌ وَمَسْمَعُ

ص: 234


1- رجب البرسي مر ذكره صفحة (16).
2- في (ب): (وله مشطّراً).
3- موضحة أي واضحة للعيان الأعلام : جمع عَلَم أو منارة أو علامة، وقد ورد في الحديث الشريف "لعن اللّه من غَيَّر مَنارَ الأَرض"، أى أعلامها والمنارُ عَلَم الطريق (ينظر : لسان العرب: 5/ 240، مادة: ن.و.ر).
4- قال تعالى: «سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ» (الفتح /29).
5- في (ب): (تطيعهم).
6- النِّدُّ و النَّدُّ: ضَرْب من الطيب. (ينظر لسان العرب: 413/3، مادة: ن.د.د). المَنْدَلُ: العُودُ الرطب الذي يتطيب به (ينظر لسان العرب: 633/11، مادة: م.ن.دل).

8. وإِنْ سَكَنُوا أَرْضاً فَشَافِي تُرابِهَا***(لَهُ أَرَجُ مِنْ طِيْبِهِمْ يَتَضَوَّعُ)(1)

9. (وإِنْ بَارَزُوا فَالدَّهْرُ يَخْفِقُ قَلْبُهُ)***وَإِنْ غَضَبُوا فَالْمُوْتُ لِلأَمْرِ طَيِّعُ (2)

10. وإِنْ حَمَلُوا لَمْ تَحْمِلُ الشُّمُ بَأْسَهُمْ***(لِسَطْوَتِهِمْ وَالأُسْدُ فِي الْغَابِ تُفْزَعُ)

11. (وَإِن ذُكِرَ المَعْرُوفُ والجُودُ في الوَرَى)***فَفِيهم يَلُوحُ الجُودُ والعُرفُ يُرفَعُ (3)

12. وَإِنْ شَحَّ شُحُ الْمُعْصِرَاتِ بِجَدْبِها***(فَبَحْرُ نَدَاهُمْ زَاخِرٌ يَتَدَفَّعُ) (4)

13. (أَبُوْهُمْ سَمَاءُ الْمَجْدِ وَالأُمُّ شَمْسُهُ)***وَجَدُّهُمُ أَعَلى مَحَلًا وَأَرْفَعُ

14.كَوَاكِبُهَا ابْنَاؤُهُمْ شُهُبُ الهُدَى***(نُجُومُ هَا بُرْجُ الْجَلَالَةِ مَطْلَعُ)

15. (فَيَا نَسَباً كَالشَّمْسِ أَبْيَضَ مُشْرِقاً)***وَيَا حَسَبَاً أَنْوَارُهُ الْغُرُّ تَسْطَعُ

16. وَيَا مَحْتِداً قَدْ أَوْثَقَ السُّمَّ مَجدُهُ(5)***(وَيَا حَسَباً مِنْ هَامَةِ الْمَجْدِ أَرْفَعُ)

17. (فَمَنْ مِثْلُهُمْ إِنْ عُدَّ فِي النَّاسِ مَفْخَرٌ)***وَإِنَّ إِلَيْهِمْ ذَلِكَ الْفَخْرُ يَرْجِعُ (6)

18. بَعِيْدُ مَدَاهُمْ لَيْسَ يَعْرِفُ غَايَةٌ***(أَعِدْ نَظَراً يَا صَاحُ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ) (7)

19. (مَيَامِينُ قَوَّامُونَ عَزَّ نَظِيْرُهُمْ)***سُجُودٌ بِأَسْحَارِ [الْدِيَاجِير] رُكَّعُ (8)

ص: 235


1- الأرَجُ و الأريجُ: توهج ريح الطيب تقول: أرج الطيب أي فاح (ينظر لسان العرب: 207/2 أرج)، ضَاعَ المسك: تحرك فانتشرت رائحته و تَضَوَّعَ أيضا :(ينظر : لسان العرب: 228/8، مادة: ض.و.ع).
2- في (ب): (عَبْدٌ وأَطوع).
3- في (ب): (ففيهم غدا المعروف والجود يرفع).
4- المُعصرات: السحاب فيها المطر. (ينظر : لسان العرب: 575/4، مادة: ع.ص.ر).
5- في (ب): (وَيَا لَكَ مَجْداً يُخْجَلُ الشَّمْسَ نُورُهُ).
6- في (ب): (فَإِنَّ).
7- في (ب): (بَعِيْدُوْا مَدَى لا يَبْلَغَ المَدْحُ قَدْرَهُم).
8- في (أ ،ب): (الدياجر) وهي خطأ، والصحيح ما أثبتناه. الدياجيرُ: جمعُ دَيْجُور وهو الظلام (ينظر : لسان العرب 277/4، مادة: د.ج. ر).

20.كُمَاةٌ حُمَاةٌ لِلْتَزِيْلِ بِأَرْضِهِمْ(1)***( هُدَاةٌ ولاةٌ لِلرِّسَالَةِ مَوْضِعُ)

21. (فَلا فَضْلَ إِلا حِيْنَ يُذْكَرُ فَضْلُهُمْ)***يَرُوْحُ وَيَغْدُوْ حَاسِراً يَتَخَضَّعُ

22. وَلا جُوْدَ إِلَّا جُوْدُهم حِيْنَ يُجْتَدَى (2)***(وَلا عِلْمَ إِلَّا عِلْمُهُمْ حِيْنَ يُرْفَعُ)

23. (وَلَا عَمَلا يُنْجِي غَداً غَيْرَ حُبِّهِمْ)***وَلَا قُرْبَةٌ غَيْرَ الْوِلايَةِ تَدْفَعُ(3)

24. وَلا يُرْجِحُ الْمِيزَانَ إِلَّا وَلاؤُهُمْ***(إِذَا قَامَ يَوْمَ الْحَشْرِ لِلنَّاسِ مَجْمَعُ)

25. (وَلَوْ أَنَّ عَبْداً جَاءَ اللّه عَابِداً)***يَصُومُ نَهَارَ الْقَيْظِ وَالْكَيْلَ يَرْكَعُ

26. وَجَاءَ بِأَفْعَالِ البَرِيَّةِ كُلِّهَا(4)***(بِغَيْرِ وَلَا أَهْلِ الْعَبَا لَيْسَ يَنْفَعُ)

27. (فَيَا عِتْرَةَ الْمُخْتَارِ يَا رَايَةَ الْهُدَى)***أَقِیْلُوْا عِثَارِي وَاعْطِفُوْا وَتَشَفَعُوا (5)

28. وَإِنِّي بِمَا وَاعَدْتُمُوْنِيْ لَوَائِقٌ(6)***(إِلَيْكُمْ غَداً فِي مَوْقِفِي أَتَطَلَّعُ)

29. (خُذُوا بِيَدِي يَا آلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))(7)***فَإِنِّي إِلَيْكُمْ فِي الشَّدَائِدِ أَفْزَعُ

30. فَمَا لِسُلَيْمَانِ سِوَاكُمْ وَسِيْلَةٌ***(فَمَنْ غَيرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنْفَعُ)

ص: 236


1- في (ب): (وَأَعْلامُ دين اللّه للْخَلْق رَحْمَةً).
2- في (ب): (حيْنَ يُتْرَعُ).
3- في (ب): (تَنْفَعُ).
4- في (ب): (وَجَاء بفعل الأتقياء جَميعِهِم).
5- يقال: أقال فلاناً عَثْرته: بمعنى الصَّفح عنه (ينظر : لسان العرب: 572/11، مادة: ق.ي.ل).
6- في (ب): (أَوْعَدْتُمُونِي).
7- في مشارق أنوار اليقين : خذوا بيد البرسي عبد ولائكم***فمن غيركم يوم القيامة يشفع وفي أعيان الشيعة: خذوا بيدي يا آل بيت محمد***فمن غيركم يوم القيامة يشفع

[19]

وقال مشطّراً قصيدة السيد الحميّري (1) في مدح علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (2)

[من السريع والقافية من المتدارك ]

1. (لأُمَّ عَمْروِ بِالْهَوَى مِرْبَعُ)***لا مَوْرِدٌ فِيهِ وَلا مَرْتَعُ (3)

2. وَدَارُهَا في مَهْمَهِ لَمْ تَزَل***(طَامِسَةٌ أَعْلامُهَا بَلْقَعُ)(4)

3. (تَرُوْعُ عَنْهُ الطَّيْرُ وَحْشِيَّةٌ)***وَدُوْنَهَا الْحَتْفُ فَلا تَقْطَعُ

4. الذَّنْبُ فِي أَرْجَائِهَا سَاغِبُ***(وَالأُسْدُ مِنْ خِيفَتِهَا تَفْزَعُ)

5. (بِرَسْمِ دَارِ مَا بِهَا مُؤْنِسٌ)***وَمَا بِهَا شَمْسُ ضُحَى تَطْلَعُ

6. لَمْ يَأَلْفِ الْعَادِي وَلَمْ يَأْتِها***(إلا صلالٌ في الثَّرَى وِقَعُ)(5)

7. (رُقْسٌ يَخَافُ الْمَوْتُ مِنْ نَفْثِهَا)***وَالنَّارُ مِنْ أَعْيُنِهَا تَسْطَعُ

8. فَالْحَتْفُ فِي أَفْوَاهِهَا مُودَعٌ***(وَالسُّمُّ فِي أَنْيَابِهَا مُنْقَعُ)

ص: 237


1- السيد الحميري: إسماعيل بن محمد الحميري شاعر إمامي متقدم أحد الشعراء المكثرين أكثر شعره في مدح بني هاشم ولد بنعمان ونشأ بالبصرة ومات في بغداد سنة 173ه. (ينظر: الأعلام 322/1، والقصيدة في ديوانه: 117).
2- في (ب): (وقال عطّر اللّه مثواه مشطراً قصيدة الحميري).
3- المَوْرِد : مَنْهَل الماء (ينظر : لسان العرب: 680/11، مادة : ن. ه.ل). المرتع : المكان الذي ترعى فيه الأبل وغيرها من الحيوانات :(ينظر لسان العرب: 112/8 مادة :ر.ت.ع).
4- طامسة : بعيدة لا تتبين من بُعد، (ينظر : لسان العرب : 126/6، مادة: ط.م.س).
5- العادي: واحد العاديَة وهي الرجال يَعْدون و الخَيْل تعدو (ينظر : لسان العرب: 31/15، مادة : ع.د.ا).

9. لَمَّا وَقَفْتُ الْعِيْسَ فِي رَسْمِهَا)***لا تَنْثَنِي عَنْهَا وَلَا تَرْجِعُ

10. فَالْقَلْبُ مِنْ سُكَانِهَا مُحْرَقٌ***(وَالْعَيْنُ مِنْ عِرْفَانِهَا تَدْمَعُ)

11. (ذَكَرْتُ مَنْ قَدْ كُنْتُ أَلْهُوْ بِهِ)***وَفِتْيَةً بِالْلَهْوِ قَدْ أَجْمَعُوْا

12. فَقُلْتُ لِلرَّكْبِ : أَلا فَارْحَلُوْا***(وَبُتُّ وَالْقَلْبُ بِهَا مُوْجَعُ)

13. (كَأَنَّ بِالنَّارِ لمَا شَفَّنِي)***قَلْبِي وَأَحْشَائِي بِهَا تُسْفَعُ (1)

14. أَبِيْتُ ظَمْآنَا بِنَارِ الْجُوَى***(مِنْ حُبِّ أَرْوَى كَبَدِي تُلْذَعُ)

15. ((عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ أَتَوْا أَحْمَدَا)***مِنْ بَعْدِ إِسْرَارٍ هُمْ أَبْدَعُوا (2)

16. وَقَابَلُوا الهَادِي فَياوَيْلَهُمْ***(بِخُطَبَةٍ لَيْسَ لَهَا مَوْضِعُ)

17. (قَالُوْا لَهُ لَوْ شِئْتَ أَعْلَمْتَنَا)***يَا خَيْرَةَ اللّه لَنْ نَتْبَعُ؟

18. أَوْضِحْ لَنَا يَا أَيُّهَا الْمُصْطَفَى***(إِلَى مَنِ الْغَايَةُ وَالْمَفْزَعُ) ؟

19. (إِذَا تَوَفَّيْتَ وَفَارَقْتَنا)***مَنْ يَمْلُكُ الأَمْرَ وَمَنْ يَدْفَعُ؟

20. تَتْرُكُنَّا عُمْياً أَيَا أَحْمَدُ***(وَفِيهُمُ فِي الْمُلْكِ مَنْ يَنْفَعُ)(3)

21. (فَقَالَ: لَو أَعْلَمْتُكُمْ مَفْزَعاً)***لَمْ تَقْبَلُوْا مِنّي وَلَمْ تَسْمَعُوْا

22. وَإِنْ أَقُلْ هَذَا إِمَامٌ لَكُمْ***(كُنْتُمْ عَصِيْتُمْ فِيْهِ أَنْ تَصْنَعُوْا)(4)

23. (صَنِيْعَ أَهْلِ الْعِجْلِ إِذْ فَارَقُوْا)***مُوسَى، وَدِينَ الْحَقِّ قَدْ ضَيَّعُوا

ص: 238


1- السُّفْعةُ والسَّفَعُ: السَّوادُ والسُّحُوبُ (ينظر : لسان العرب: 156/8، مادة: س.ف.ع).
2- أَبْدَعَ وابْتَدَعَ وتَبَدَّع : أتى بِبدعةٍ (ينظر : لسان العرب: 6/8، مادة: ب.د.ع).
3- في (أ ب): (أيا أحمدا).
4- فى (أ): (كنتم عسيتم).

24. مُذْ غَابَ مُوْسَى عَنْهُمُ خَالَفُوْا***(هَارُوْنَ فَالْتَرْكُ لَهُ أَوْدَعُوْا)

25. (وَفِي الَّذِي قَالَ بَيَانُ لِمَنْ)***كَانَ لِقَوْلِ الْمُصْطَفَى يَتْبَعُ

26. وَعِبْرَةٌ بَيِّنَةٌ لِلَّذِي (1)***(كَانَ لَنْ يَعْقِلُ أَوْ يَسْمَعُ)

27. (ثُمَّ أَتَتْهُ بَعْدَ ذَا عَزْمَةٌ)***تُصَدِّعُ الصَّخْرَ وَلا تُصْدَعُ (2)

28. جَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ في زَجْرَةٍ***(مِنْ رَبِّهِ لَيْسَ لَهَا مَدْفَعُ)(3)

29. (بَلِّغْ وَإِلا لَمْ تَكُنْ مُبْلِغا)***رِسَالَتِي ولا غَداً تَشْفَعُ

30. أَتَخْتَشِي مِنْهُمْ وَمِنْ عَدْوِهِمْ***(واللّه مِنْهُمْ عَاصِمٌ يَمْنَعُ)

31. (فَعِنْدَهَا قَامَ النَّبِيُّ الَّذِي)***مِنْ خِيفَةِ اللّه بِمَا يَصْدَعُ

32. فَهْوَ الرَّسُولُ الْمُصْطَفَى وَالَّذِي***(كَانَ بِمَا يَأْمُرُهُ يَصْنَعُ)

33. (يَخْطُبُ مَأمُوْراً وَفِي كَفِّهِ)***كَفِ بِهَا عِنْدَ الرَّدَى يَدْفَعُ

34. كَفُّ بهَاكَفَّ الأَذَيْ عَنْهُمُ***(كفُّ (عَلِيٌّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) طَاهِراً تَلْمَعُ)

35. (رَافِعُهَا أَكْرِمْ بِكَفِّ الَّذِي)***مِنْ فَيْضِ كَفَّيْهِ الْمَلا تَمرع(4)

36. قَدْ اصْطَفَى اللّه مِنَ الْخَلْقِ مَنْ***( يَرْفَعُ وَالْكَفُّ الَّتِي تُرْفَعُ)

37. (يَقُوْلُ وَالأَمْلاكُ مِنْ حَوْلِهِ)***تَشهدُ والإنسُ له أَجمعُ (5)

ص: 239


1- فى (ب): (وغيره).
2- صَدَعَ الشيء : شَقّه ولم يفترق (ينظر : لسان العرب: 194/8، مادة: ص.د.ع).
3- الزَّجْرُ : المَنْعُ والنهي والانتهارُ (ينظر : لسان العرب: 318/4، مادة: ز.ج.ر).
4- المَرْعُ: الكلاً (ينظر : لسان العرب: 334/8، مادة: م. ر.ع).
5- يقال: رجل مَلِك وثلاثة أَملاك إلى العشرة، والكثير مُلُوكُ (ينظر : لسان العرب: 491/10، مادة: م.ل.ك).

38. وَالجِنُّ وَالْخَلْقُ لَهَا قَدْ وَعَتْ (1)***(واللّه فِيْهِمْ شَاهِدٌ يَسْمَعُ)

39. (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا لَهُ)***إِمَامُ حَقُّ لِلْهُدَى يَتْبَعُ

40. يَا أَيُّهَا النَّاسُ وَهَذَا لَكُمْ***(مَوْلَى فَلَمْ يَرْضُوا وَلَمْ يَقْنَعُوْا)

41. (فَاتَهمُوْهُ وَانْحَنَتْ مِنْهُمُ)***عَنْهُ رِقَابٌ لَمْ تَزَلْ تُصْفَعُ

42. وَخَالَفُوْهُ ثُمَّ قَدْ أَوْغَرَتْ***(عَلَى خِلَافِ الصَّادِعِ الْأَضْلُعُ) (2)

43. (وَظَلَّ قَوْمٌ غَاظَهُمْ فِعْلُهُ)(3)***عُمْیاً وَمِنْ سَكْرَتِهِمْ لَمْ يَعُوْا

44. وَيَوْمَ وَلاهُ بِإِرْغَامِهِمْ***(كَأَنَّمَا آنافُهُمْ تُجْدَعُ)

45. (حَتَّى إِذَا وَارَوْهُ فِي لَحْدِهِ)***وَوَدَّعُوا التَّقْوَى بِمَنْ أَوْدَعُوْا

46. فَمُذْ تَوَارَيْ شَخْصُهُ عَنْهُمُ***(وَانْصَرَفُوْا عَنْ دَفْنِهِ ضَيَّعُوْا)

47. (مَا قَالَ بِالْأَمْسِ وَأَوْصَى بِهِ)***وَبَدَّلُوا الْحَقَّ بِمَا أَبْدَعُوْا

48. بَاعُوْا جَلِيْلَ الدِّيْنِ فِي شِقْوَةٍ***(وَاشْتَرَوْا الضُّرَّ بِمَا يَنْفَعُ)(4)

49. (وَقَطَّعُوْا أَرْحَامَهُ بَعْدَهُ)***ظُلْماً، وَفِي أَسْيَافِهِمْ قَطَّعُوْا

50. فَسَوْفَ يُجْزَوْنَ بِمِيْعَادِهِم***(وَسَوْفَ يُجْزَوْنَ بِمَا قَطَّعُوْا)

ص: 240


1- في (أ): (والحق).
2- في (ب): (على خلاف الصادق). أَوْغرْتُ صدره: أوقدته من الغيظ وأحميته (ينظر: لسان العرب 286/5 مادة: و.غ.ر).
3- في (ب): (غاضهم).
4- الشَّقاء والشِقوةُ: ضد السعادة. (ينظر لسان العرب : 438/14، مادة: ش.ق.)، وفي التنزيل العزيز: : «غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا» (المؤمنون/106).

51.(لا هُمْ عَلَيْهِ وَارِدُوا حَوْضَهُ)(1)***وَفِي سِوَى الْيَحْمُوْمِ لَمْ يُسْرِعُوا

52. فَنِعْمَ خَصْمَا يَوْمَ يَلْقَاهُمُ***(غَداً وَلَا هُوْ فِيْهِمُ يَشْفَعُ)

53. (حَوْضُ لَهُ مَا بَيْنَ صَنعَا إِلَى)***مَقْعَدِ صِدْقٍ لِلتَّقَى يُرْفَعُ

54. وَطُوْلُهُ وَالْعُمْقُ مِنْهُ إِلَى***(أَيْلَةَ وَالْعُرْضُ بِهِ أَوْسَعُ)

55. (يُنْصَبُ فِيهِ عَلَمٌ لِلْهُدَى)***إمامُ حَقٌ أَرْوَعٌ أَوْرَعُ (2)

56. وَالْخَلْقُ تَشْكُو مِنْ عَظِيْمِ الضَّمَا***(وَالْحَوْضُ مِنْ مَاءٍ بِهِ مُتْرَعُ) (3)

57. ( يَفِيْضُ مِنْ رَحْمَتِهِ كَوْثَرٌ)***كَأَنَّ فِيْهِ سُكَّرٌ يُنْقَعُ

58.كَالثَلْجِ بَرْداً وَيُرَى لَوْنُهُ***(أَبْيَضُ كَالْفِضَّةِ أَوْ أَنْصَعُ)

59. (حَصَاهُ يَاقُوْتٌ وَمَرْجَانُهُ)***فَالدُّرُّ فِي أَنْوَاعِهِ يَلْمَعُ

60. زَبَرْجَدٌ مِنْهُ وَفَيْرُوزَجٌ***(وَلُؤْلُؤ لَمْ تَجْنِهِ اصْبَعُ)

61. (بَطْحَاؤُهُ مِسْكٌ وَحَافَاتُهُ)***تِبْرٌ وَفِيهِ جَوْهَرٌ يُرْ صَعُ (4)

62. وَالحُوْرُ كَالأَغْصَانِ مِنْ حَوْلِهِ***(يَهْتَزُّ مِنْهَا مُوْنِقٌ مَرْبَعُ)

63. (أَخْضَرُ مَا بَيْنَ الْوَرَى نَاضِرٌ)***يَخْتَطِفُ النَّاظِرَ إِذْ يَسْطَعُ (5)

ص: 241


1- فى (أ): (واردو حوضه).
2- والأَرْوَعُ الذي يَرُوعُكَ جَمَاله. (ينظر : لسان العرب: 135/8، مادة: ر.و.ع). الوَرَع: التَّحَرُّجُ .(ينظر لسان العرب: 388/8 مادة: و.ر.ع).
3- في (أ): (والحوض ماء).
4- الترْصيعُ: التركيب، يقال: تاجٌ مُرَصَّع بالجوهر وسيف مُرصّع أي مُحَلَّى بالرصائع. (ينظر: لسان العرب: 124/8، مادة: ر.ص.ع).
5- الناضر: الأخضر الشديد الخضرة. (ينظر لسان العرب 210/5، مادة: ن.ض. ر). يختطف الناظر يختطف الأبصار من شدة إضاءته.

64. وَعَبْقَرِيٌّ يَققُ أَبْيَضُ***(وَفَاقِعُ أَصْفَرُ أَوْ أَنْصَعُ)(1)

65. (وَالْعِطْرُ وَالرَّيْحَانُ انْوَاعُهُ)***وَالْمِسْكُ وَالْكَافُورُ إِذْ تُجْمَعُ

66. تُرَابُهَا زَاكِ وَمَا فَوْقَهُ(2)***(ذَاكَ إِذا هَبَّتْ بِهِ زَعْزَعُ)

67. (رِيْحٌ مِنَ الْجَنَّةِ مَأْمُورَةٌ)***سَحَائِبُ الْغَمِّ بِهَا تُقْشَعُ

68. آتیةٌ بِالأَمْرِ مِنْ رَبِّها***(ذَاهِبَةٌ لَيْسَ لَهَا مَرْجَعُ)

69. (فِيهِ أَبَارِيق وَقُدْحَانُهُ)***وَكَاسُهُ مِنْ عَسَلٍ تُتْرَعُ

70. بِمُرْهَفِ الحَدِّ وَعَضْبِ الرَّدَى***(يَذِبُّ عَنْهَا الرَّجُلُ الأَصْلَعُ)

71. (يَذِبُّ عَنْهَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ)***فَهْوَ الْبَطِيْنُ الْفَارِسُ الأَنْزَعُ

72. يَذِبُّ مَنْ كَانَ لَهُ جَاحِداً***(ذَبُّكَ جَرْبَى إِبِلِ تَشْرَعُ) (3)

73. (فَالْفُوْزُ لِلشَّارِبِ مِنْ حَوْضِهِ)***فَجَنَّةُ الْخُلْدِ لَهُ مَوْضِعُ

74. وَالنَّارُ وَالأَغْلالُ مُعْتَدَّةً***(وَالْوَيْلُ وَالذُّلُّ مَنْ يَمْنَعُ)

75. (وَالنَّاسُ يَوْمَ الْحَشْرِ رَايَاتُهُمْ)***كُلَّ لمَنْ فِي رَأيهِ يَتْبَعُ

76. وَعُدَّةُ الرَّايَاتِ في أَهْلِهَا***(خَمسٌ فَمِنْهَا هَالِكٌ أَرْبَعُ)

77. (فَرَايَةُ العِجْلِ وَفِرْعَوْنِهَا)***مُسْوَدَّةٌ فَوْقَهُمَا تُرْفَعُ

78. والأَوْجُهُ السُّوْدُ تُرَى تَحْتِهَا***(وَسَامِرِيُّ الْأَمَةِ الأَشْنَعُ)

ص: 242


1- العَبْقَرِيُّ: ضَرْبٌ من البُسُط. (ينظر : لسان العرب: 534/4، مادة: ع.ب.ق.ر). اليقق: الأبيض الشديد البياض. (ينظر : لسان العرب: 387/10، مادة: ي.ق.ق).
2- في (ب) ترابها ذلك.
3- طردك للإبل الجرباء الغريبة التي ترد حوضك مع إبلك.

97. (وَرَايَةٌ يَقْدِمُهَا أَدْلَم)(1)***أَسوَدُ وَجْهٍ كَالِحٍ أَسْفِعُ

80. حَارَبَ ذَاكَ الحَرَّ مِنْ خُبْثِهِ***(عَبْدٌ لَئِيْمٌ لُكَعٌ أَكْوَعُ)

81. (وَرَايَةٌ يَقْدِمُهَا حَيْدَرٌ)***لَهَا شُعَاعُ لِلدُّجَى يَصْدَعُ

82. وَتَحْتَهَا الأَنْجُمُ أَصْحَابُهُ***(وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ إِذْ تَطْلَعُ)

83. (إِذَا دَنَوْا مِنْهُ لِكَي يَشْرَبُوْا)***يَذُوْدُهُمْ عَطْشَى فَلَمْ يَشْرَعُوْا

84. وإِنْ أَتَوْا ضَرْعَى إِلَى (حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***(قِيلَ هُمْ تَبَّا لَكُمْ فَارْجِعُوْا) (2)

85. (دُونَكُمُ فَالْتَمِسُوا مَنْهَلاً)***مِمَّنْ بِكُمْ يَشْتَدُّ أَوْ يُتْبَعُ

86. فَعِنْدَهُ بِئْسَ شَرَابٍ لَكُمْ(3)***( يَرْوِيْكُمُ أَوْ مَطْمعَاً يُشْبِعُ)

87. (مَوْلَى لَهُ الجَنَّةُ مَأْمُورَةٌ)***مِنْ رَبِّهَا فَهيَ لَهُ تَرْجَعُ

88. يَعْلُوْ عَلَى الأَعْرَافِ فِي هَيْبَةٍ***(والنَّارُ مِنْ إِجْلَالِهِ تَفْزَعُ)

89. (إِمَامُ صِدْقٍ وَلَهُ شِيْعَةٌ)***تَجَرَّعُوا الصَّبْرَ وَلَمْ يَجْزَعُوْا

90. إِذَا أَتَوْا يَومَ الظَّمَا نَحْوَهُ***(رَوُوْا مِنَ الْحَوْضِ وَلَمْ يُمْنَعُوْا)

91. (الْحِمْيَرِيُّ لَمْ يَدَعْ مَدْحَهُ)***كَذَا (سُلَيْمَانُ) لَهُ يَتْبَعُ

92. كِلاهُمَا عَنْ حُبِّهِ لَمْ يَزَلْ***(وَعَنْ ثَنَاهُ وَبِهِ يَطْمَعُ)

ص: 243


1- الأَدلَمُ: من الرجال الطويلُ الأَسودُ. (ينظر : لسان العرب: 204/12، مادة: د.ل.م).
2- تَضَرَّعَ إلى اللّه تعالى: ابْتَهَلَ وتَذَلَّلَ أَو تَعَرَّضَ بِطَلب الحاجة.
3- في (أ) (شراباً).

[20]

وقال يرثي الحسين صلوات اللّه عليه :(1)

[ من الوافر والقافية من المتواتر ]

1. أَلا اللّه مِنْ رُزْءٍ جَلِيل***أَذَابَ الْقَلْبَ مِنْ نَارِ الْغَلِيْل

2. وَقَارِعَةٍ مِنَ الْبَلْوَى أَصَابَتْ***فُؤَاداً لا يَفِيقُ مِنَ النُّحُوْلِ (2)

3. وَحُزْنِ هَدَّ أَطْوَاداً عِظَاماً***فَهَلْ يُبْقِي عَلَى جِسْمِي الضَّئِيل ؟(3)

4. مَصَائِبُ قَدْ أَصَبْنَ فُؤَادَ صَبٌ***يَصُبُّ الدَّمْعَ مِنْ قَلْبٍ عَلِيْلِ

5. نَوَائِبُ لَوْصُبِيْنَ عَلَى جِبَالٍ***تَدَكْدَكَت الْجِبَالُ إلى سُهُوْلِ

6. فَوَادِحُ لَوْ صَدَمْنَ صُخُوْرَ صُمِّ***تَرَكْنَ الصَّلْدَ كَالرَّمْلِ الْمَهِيلِ

7. فَوَا لهَفاً عَلى قَلْبٍ لهَيْفٍ***لَهُ فَاضَتْ أَسَى عَيْنُ الرَّسُوْلِ

8. عَلَى عَيْنِ الْعُلا وَلِشَّمْسِ بَحْدٍ***تُدِيْنُ لَمجْدِهِ شَمْسُ الأَصِيْل

9. عَلَى رَيْحَانَةِ الْهَادِي انْجِدُوْنِي***أَخِلَّائِي عَلَى الْحُزْنِ الطَّوِيْلِ

10. عَلَى نَجْمِ هَوَى وَهِلالِ سَعْدٍ***عَرَاهُ الخَسْفُ مِنْ قَبْلِ الأُفُول

ص: 244


1- في (ب): (وقال نوّر الباري ضريحه يرثي الحسين الشهيد (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
2- القارِعةُ: من شدائد الدهْرِ وهي الداهِيةُ. (ينظر لسان العرب: 262/8، مادة: ق.ر.ع).
3- الطَّوْدُ: الجَبلُ العظيم. (ينظر : لسان العرب: 270/3، مادة: ط.و.د).

11. عَلَى خِصْبِ الْعُفَاةِ وَبَحْرِ جُوْدٍ***وَرَبَعٍ مِنْ مَعَاهِدِهِ مَحِيْلِ(1)

12. رَمَتْهُ الْحَادِثَاتُ بِأَيِّ خَطْبٍ***بِهِ عُرِفَ العَزِيزُ مِنَ الذَّلِيلِ

13. (حُسَيْنُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)يَابْنَ (فَاطِمَةٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ أَأَبْكِي***عَلَى الْعَلْيَاءِ وَالْمَجْدِ الأَثيْلِ؟

14. أَمِ الرَّاجِيْنَ وَالْلاجِيْنَ تَبْكِي***لَا فَقَدَتْ مِنَ الظَّلِّ الظَّلِيْلِ؟ (2)

15. أمِ الْمُهْرِ الَّذِي يَنْعَيْ هِزَبْراً***تُدِيْنُ لِبَأْسِهِ كُلُّ الْفُحُوْلِ؟ (3)

16. أمِ الْبِيْضِ الْحِسَانِ وَبِيْضِ رَوْعٍ***غَدَتْ سُوْداً عَلَى فَقَدِ الْكَفِيْل ؟ (4)

17. أَلا يَابْنَ الْمَعَالِي وَالْعَوَالي***وَرَبَّ الْمَجْدِ وَالأَصْلِ الأَصِيْلِ

18. أَتُنْحَرُ ظَامِئاً وَالْمَاءُ طَامٍ***تَصُدُّكَ عَنْهُ أَوْلادُ النُّغُوْلِ؟ (5)

19. وَجِسْمُكَ يَا حَبِيْبَ اللّه أَضْحَى***يُرَفضّضُ بِالْسَّنَابُكِ لِلْخُيُوْلِ

20. نِسَاؤُكَ يَابْنَ خَيْرِ الْخَلْقِ أَمْسَتْ***حَيَارَى لَيْسَ تَعْرِفُ مِنْ دَلِيلِ

21. أُسَارَى وَالْمَدَامِعُ هَامِلَاتٌ***ثَوَاكِلَ لا تَفِيْقُ مِنَ الْعَوِيْل (6)

ص: 245


1- الخِصْبُ: كَثرةُ العُشب. (ينظر : لسان العرب: 355/1، مادة: خ.ص.ب). العُفاةُ والعُفَّى: الأَصْيافُ وطُلاب المعروف. (ينظر : لسان العرب: 72/15، مادة: ع.ف.1). الرَّبَّعُ: الدارُ بعَينها حيث كانت. (ينظر : الصحاح : 1211/3، مادة: ر.ب.ع). المَعْهَدُ: الموضعُ الذي كنتَ عَهِدْتَه والجمعُ المَعَاهِدُ. (ينظر : لسان العرب: 311/3، مادة: ع.ه.د). المَحِيل : الذي أتت عليه أحوال وغيّرته. (ينظر : لسان العرب: 184/11، مادة : ح.أ.ل).
2- (اللاجين) أصلها (اللاجئين)، خففت الهمزة إلى ياء.
3- الهِزَبْرُ : من أسماء الأسد. (ينظر : لسان العرب : 263/5، مادة : ه.ز.ب.ر).
4- البيض الحسان كناية عن الجواري أو الفتيات البيض الجميلات بيض الروع: كناية عن السيوف.
5- طَمًا الماءُ يَطْمُو طُمُواً ويَطْمي طُميّاً: ارْتَفَعَ وعَلا. (ينظر لسان العرب: 15/15 مادة: ط.م.ا).
6- فى (ب): (لا يفيق).

22. بَرَزْنَ مِنَ الْمُخَيَّمِ حَاسِرَاتٍ***حَيَارَى عَاثِرَاتٍ بِالذّيُولِ

23. لَهَا نَدْبٌ عَلَى نَدْبِ جَوَادٍ***يُفَجِّعُهَا الْجَوَادُ مِنَ الصَّهِيْلِ (1)

24. وَيَذْرَيْنَ الدُّمُوعَ وَلَيْسَ يَشْفِي***قُلُوْباً شَفَّهَا فَقْدُ الْكَفِيْلِ (2)

25. وَيَلْثِمْنَ الْقَتِيلَ، فَإِنْ عَرَتْهَا(3)***سِيَاطُ الْقَوْمِ مِلْنَ إِلَى الْعَلِيْلِ

26. فَوَا طَفِي (لِزَيْنَبَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذْ تُنَادِي***أَخَاهَا السَّبْطَ فِي وَقْتِ الرَّحِيْلِ

27. أَخَيْ يَا نُورَ عَيْنِي يَا (حُسَينُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَرَبَّ الْمَجْدِ يَا عِزَّ النَّزِيلِ

28. أَخِي يَا بْنَ (النَّبِيِّ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَدَتْكَ رُوحِي***وَإِنِّي قَدْ فَدَيْتُكَ بِالْقَلِيْلِ

29. أَخِي يَا بْنَ (الْوَصِيَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) لَقَدْ دَهَتْنِي***بِيَوْمِكَ زُفْرَنِي وَعَلا عَوِيْلي

30. أَخِي يَا وَاحِدِيْ قَدْ جَلَّ رُزُئِي***بِفَقْدِكَ جَلَّ مِنَ فَقْدِ جَلِيْلِ

31. أَخِي إِنَّ الرَزَايَا قَدْ رَمَتْنِي***بِطُوْلِ الثُّكْلِ، يَا ليَ مِنْ ثَكُوْلِ

32. أخي ذُقْنَا الحَوَانَ وَكُلَّ كَرْبٍ***وَذُلٍّ في الرَّحِيلِ وَفِي النُّزُولِ

33. أَخِي كَيْفَ الرُّقَادُ يَزُورُ طَرْفِي***وَرَأْسُكَ فَوْقَ أَطْرَافِ النُّصُوْلِ؟

34. أَخِي كَيْفَ السُّرُورُ يَزُورُ قَلْبِي(4)***وَقَلْبُكَ قَدْ قَضَى بِلَظَى الْغَلِيْلِ؟

35. أَخِي جِسْمِي یبَيْتُ عَلَى الْحَشَايَا***وَجِسْمُكَ في الفَلا تَحْتَ الخُيُولِ؟

ص: 246


1- النَّدْبُ: أَن تَدْعُوَ النادبةُ الميت بحُسْن الثناءِ، والندب الرجل الماضي، والجواد: الكريم. (ينظر لسان العرب: 753/1 مادة: ن.د.ب).
2- فى (أ): (سفها).
3- في (أ): (القتلى).
4- فى (أ): (ينال قلبي).

36. وَتَبْتَسِمُ النُّغُوْرُ أُخَيَّ مِنَّا (1) وَأَنْسَى نَكْتَ ثَغْرِكَ يَا كَفِيْلي

37. فَلا واللّه يَا ذُخْرِيْ وَفَخْرِي***أَمِيلُ لِذَاكَ فِي الْعُمْرِ الطَّوِيلِ(2)

38. وَلَكِنْ يَا أَخِي يَزْدَادُ نَوْحِي***لِعُظْمِ الْوَجْدِ وَالرُّزْءِ الجَلِيلِ(3)

39. بَنَاتُكَ يَا أَخِي أَمْسَتْ حَيَارَى***تُجَاوِبُ بِالنِّيَاحِ وَبِالْعَوِيل(4)

40. وَ(زَيْنُ الْعَابِدِيْنَ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) يُقَادُ فِيْنَا***نَحِيلَ الْجِسْمِ بِالْقَيْدِ الثَّقِيل (5)

41. وَأُخْتُكَ (أُمُّ كُلْثُوْمٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) تُنَادِي***أَبَاهَا (حَيْدَرا)(عَلَيهِ السَّلَامُ) فَحْلَ الْفُحُوْلِ (6)

42. أَلا يَا وَالِدِي ذَبَحَوْا (حُسَيْناً) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَنَحْنُ بَيْنَ عَانٍ أَوْ ثَكُوْلِ

43. أَبي يَا وَالِدِي فَانْظُرْ أَخَانَا***يُبَضَّعُ بِالسُّيُوفِ وَبِالنُّصُوْلِ (7)

44. وَيُعْظِمُ لاعِجِي لهُوَ الأَعَادِي***بِشِرْبِ الْخَمْرِ أَوْ ضَرْبِ الطُّبُوْلِ (8)

45. فَيَا لَكَ مِنْ مُصَابٍ فِيْهِ أَمْسَتْ***دِيَارُ الوَحْيِ دَارِسَةَ الطُّلُوْلِ

46. وَقَدْ ظَهَرَ الْفَسَادُ بِكِلُّ أَرْضٍ***وَعَمَّ الْجَوْرُ جِيْلاً بَعَدَ جِيْلِ (9)

ص: 247


1- في (أ): (أخي يفتر ثغري بابتسام).
2- فى (أ): (يا فخري وذخري،***بسمت الثغر في العمر الطويل).
3- في (أ): يزيد نوحي،***وعظم الوجد والرزء الجليل).
4- في (أ): (بناتك فهي قد أمست،***بالنياحة والعويل).
5- في :(أ): (يقاد أمرا، لسقم الجسم).
6- في (ب): (أباها حيدر).
7- في (أ): (يبضع بالحجارة والنصول).
8- في (ب): (وَيَعْظَمُ يَا أَبِي كَرْبِي وَنَدْبي، لشرب الخمر).
9- في (ب): (الفساد بها علينا).

47. إلى أَنْ يَظْهَرَ الْمَحْجُوبُ فِيْنَا(1)***فَيَنْتَصِفُ الدَّلِيلُ مِنَ الْجَلِيل

48. أَلا يَا صَاحِبَ الْعَصْرِ الْمُفَدَّى***وَيَا ذَا الجُوْدِ وَالْعَضْبِ الصَّقِيْلِ (2)

49. مُحِبُّوكَ الضَّعَافُ أَمَا تَرَاهُمْ***بِأَيْدِ الْكُفْرِ فِي الضّيقِ الْمَهُوْلِ؟ (3)

50. فَيَا مَنْ لَيْسَ يَخْفَاهُمْ سُؤَالٌ***فَهُمْ أَهْلُ الرَّغَائِبِ وَالسَّؤُوْلِ (4)

51. (سُلَيْمَانُ) لَكُمْ يَا آل (طه)***حَلِيفُ الْوَجْدِ وَالأَلَمِ الثَّقِیلِ (5)

52. رَثَيْتُ وَمَا رَجَوْتُ بِهِ سِوَاكُمْ***فَمَا قَصْدِي بِهِ قَصْدُ الْجَهُوْلِ (6)

53. فَأَنتُمْ مَعْدِني وَلَكُمْ رثَائي***وَمَدْجي في البُكُورِ وفي الأصيل (7)

54. عَلَيْكُمْ سَلَّمَ الْبَارِي وَصَلَّى***مَتَى مَا الطَّلُ جَادَ عَلَى طُلُولِ (8)

ص: 248


1- فى (أ): (المحجوب منا).
2- فى (أ): (ويا ذا السوط).
3- في (ب): (محبيك الضعاف لقد، في أسر مهول).
4- في (ب): (وهم).
5- في (ب) : (حَلِيفُ الوِدِّ والْحُزن الطَّويل).
6- في (ب): (بها سواكم، ولا قصدي بها).
7- في (ب): (البيت) غير موجود.
8- في (ب): (الطلول).

[21]

وقال يرثيه صلوات اللّه عليه وسلامه : (1)

[من الكامل والقافية من المتدارك ]

1. يَايَوْمَ عَاشُوْرَا وَوَقْعَةَ (كَرْبَلا)***أَوْرَثْتُمَا قَلْبِي الْكُرُوبَ بَلِ الْبِلا

2. فَزَمَانُ ذَلِكَ طَالَ فِيْهِ تَأْسُفِي***وَمَكَانُ تِلْكَ دِمَاءُ جَفْنِيَ أَسْبَلا (2)

3. حُزناً لِسِبْطِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَحَبِيْبِهِ***وَابْنِ (الْوَصِيَّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَذِي الْمَفَاخِرِ وَالْعُلا

4. ظَمْآنَ مَحْرُوزِ الْوَرِيدِ مُعَفَرٍ***تَعْدُوْ عَلَيْهِ الْعَادِيَاتُ مُجَدِّلا

5. مُتَشَحِّطاً بِدَمِ الشَّهَادَةِ، حَائِزاً***قَصَبَ السَّعَادَةِ وَالسَّيَادَةِ مُبْتَلَى

6. وَا لهْفَتَا لِرَزِيَّةٍ عَلَوِيَّة***وَمُصِيبَةٍ وَبَلِيَّةٍ لَنْ تُحْمَلا

7. كَمْ رَوَّعَتْ قَلْبَ (النَّبِيِّ ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَلَوَّعَتْ***كَبِدَ (الْوَصِيَّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)وَكُلَّ مَنْ مَحَضَ الْوَلا (3)

8. لَهفِيْ لَهُ لَمَّا سَرَى مِنْ (مَكَّةٍ)***نَحْوَ (الْعِرَاقِ) يَجُوبُ أَجْوَازَ الْفَلا (4)

9. فِي فِتْيَةٍ مِنْ (هَاشِمٍ) لَمْ يَثْنِهَا***عَنْ عَزْمِهَا خَوْضُ الحِمَامِ وَلَا الْبِلَى (5)

ص: 249


1- في (ب): (وله عطّر اللّه ضريحه يرثي الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
2- يقال: أسْبَلَت السماءُ وأَسْبَلَ دَمْعَه وأَسْبَلَ المطرُ والدمعُ إذا هَطَلا. (ينظر : لسان العرب: 319/11 مادة: س.ب.ل).
3- المحض الخالص، مَحَضَ الولا: أخلص الولاء. (ينظر : لسان العرب : 227/7، مادة م.ح. ض).
4- جَابَ البلاَدَ يَجُوبُهَا جَوْباً: قَطَعهَا سَيْراً. (ينظر : لسان العرب: 283/1، مادة: ج.و.ب).
5- في (ب): (أو البلى).

10. تَقْتَادُ أَمْرَاسُ(1) الْمَنَايَا قَوْدَهَا***وَتَسُؤْقُهَا أَيْدِي الْخُتُوْفِ لِتُصْطَلَى

11. لَمَّا تَوَافَوْا وَالْرَدَى فِي (بَيْنَوَى)(2)***وَقَفَتْ جِيَادُ الْخَيْلِ فِيْهِمْ بِالْفَلَا

12. وَأَحَاطَ جَيْشُ الخَلْفِ فِيْهِمْ حَائِلاً***دُونَ الْوُرُوْدِ فَلَمْ يُصِيبُوْا مَنْهَلا (3)

13. وَتَحَقَّقُوْا حُمْرَ الْمَنَايَا أَنَّهَا***بِالْبِيْضِ وَالسُّمْرِ الْلَّدَانِ سَتُجْتَلَى (4)

14. فَهُنَاكَ قَالَ لِخَيْرِ صَحْبِ : مَا اسْمُهَا؟***وَهُوَ الْخَبِيْرُ بِهَا فَقَالُوا: (كَرْبَلا )

15. قَالَ: انْزِلُوْا هَذَا مَنَاخُ رِكَابِنَا***وَمَنَاحُ نِسْوَتِنَا الْحَوَاسِرِ ثُكَّلا

16. إِنِّي أَرَى نَحْرَ النُّحُوْرِ عَلَى ظَماً***فِيْهَا، وَأَعْنَاقَ الأَكَارِمِ تُخْتَلَى (5)

17. إِنِّي بِهَذِي الأَرْضِ أُنحَرُ ظَامِناً***وَيَبِيتُ قَلْبُ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُتَقَلْقِلا

18. وَبِهَا الرَّدَى يَا صَحْبُ عَنِّي فَارْحَلُوا***فَالْلَيْلُ قَدْ أَرْخَى السُّتُوْرَ وَأَسْدَلا (6)

19. سِيرُوا عَلَى اسْمِ اللّه فِي حِلٍّ وَفِي***دِعَةٍ بِلا كَرْهِ لَكُمْ وَبِلاقِلَى (7)

ص: 250


1- في (ب): (أشباح المنايا). الأمراس: جمع المرس وهو الحبل. (ينظر : لسان العرب: 215/6، مادة م.ر.س).
2- نينوى: ناحية بسواد الكوفة يقال لها (نينوى) منها كربلاء التي قتل بها الحسين سلام اللّه عليه. (ينظر : معجم البلدان (339/5).
3- الورود الشرب والمَنْهَلُ: المَشْرَبُ. (ينظر : لسان العرب: 680/11، مادة: ن.ه.ل).
4- في (ب): (ستنجلي).
5- تختلى: تضرب أو تقطع.
6- سَدَلَ السِّتْرَ : أَرْخاه وأَرْسَلَه. (ينظر : لسان العرب: 1/ 333، مادة: س.د.ل).
7- في (ب): (وَفِي كُرْهٍ). القلي: الهجر، قال تعالى: «مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى» (الضحى /3).

20. وَأَرَى لِقَتِليْ دُونَ غَيْرِي قَدْ أَتَتْ***وَتَأَلَّبَتْ وَتَأَهَبَتْ شَرُّ الْمَلا (1)

21. وَلَقَدْ أَرَى خِرْقَ الْرِجَالِ بِهِمَّتِي***مَنْ يَبْتَلِي صَحْبَاً إِذَا هُوَ يُبْتَلَى (2)

22. قَالُوْا لَهُ: مَا نَحْنُ يَابْنَ(الْمُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***نَدَعُ ابْنَهُ وَنَغُضُّ عَنْهُ وَلا وَلا (3)

23. مَا عُذْرُنَا عِنْدَ (النَّبِيِّ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(حَيْدَرٍ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ(الْبَضْعَةِ الزَّهْرَاءِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) مَعْ صِدْقِ الْوَلا

24. لَكِنْ تَقِيْكَ مِنَ الْخُتُوْفِ نِفُوْسُنَا***مَا إِنْ تَرَى نَفْساً وَنُرْخِصُ مَا غَلا

25. للَّهِ كَمْ مِنْ طَوْدِ فَخْرٍ رَاسِخٍ***رَاسٍ بِيَوْمِ الرَّوْعِ لَنْ يَتَزَلْزَلا

26. كَمْ مِنْ جَوَادٍ قَدْ نَعَاهُ جَوَادُهُ***كَمْ لَيْثِ غَابٍ غَابَ فِي تُرْبِ الْفَلَا

27. مِنْ كُلِّ أَسوَسَ وَهُوَ ظَامِ نَاهِلٍ(4)***حُمرَ الدَّمَاءِ وَغَيْرَهَا لَنْ يَنْهَلا

28. نَصَرُوا الإلَهَ وَ(أَحْمَدًا) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَالدِّينَ وال***مَوْلَى الَّذِي بِوَلائِهِ قَدْ أَكْمَلا

29. حَامَوْا إِلَى أَنْ صُرِّعُوا وَتَجَرَّعُوا***كَأَسَ الْخُتُوْفِ وَقَدْ قَضَوْا حَقَّ الْوَلا

30. فَبَقَى الْوَحِيدُ، فَمَا يَجَيْدُ عَنِ الْرَّدَى***حُرِّ عَلَى هَامِ الْمَجَرَّةِ قَدْ عَلا

ص: 251


1- في (ب): (وَتَأهَبَتْ وتَألَّبَت).
2- الخرْقُ: الكريم المتخرق في الكرم، وقيل : الفتى الكريم الخليقة. (ينظر : لسان العرب: 73/10، مادة: خ.ر.ق).
3- غَضَّ طرفه : كفَّه وخَفَضَه وكسره. (ينظر : لسان العرب: 196/7، مادة: غ.ض.ض) يقول الشاعر لا يمكن أن نغضَّ الطرف عنك كأننا لا نراك في هذه المحنة ونتركك وحيداً فريدا، وللتأكيد يكرر الشاعر ولا ولا.
4- في (ب): (ظَامِي إِذْ يَحْتَسِي).

31. يَسْطُرُ بِعَزمِ فَوْقَ حِدَّةِ عَضْبِهِ***في ظَهْرِ أَجْرَدَ شَيْظَمٍ لَنْ يَجْفُلا(1)

32. مُتَقَحْماً لَهَبَ الْحُتُوفِ عَلَى ظَما***فَكَأَنَّ مُرَّ الْحَيْفِ فِي فَمِهِ حَلا

33. فَأُتِیحَ للإسلام نَصْلُ مَنيَّةٍ***لَمَّا أَتَاحَ لَهُ الْقَضَاءُ الْمُنْصَلا (2)

34. مُتَشَعْباً مُتَمَكِّنَا مِنْ قَلْبِهِ***فَهَوَى صَرِيعا حَامِداً وَمُهَلِّلا (3)

35. اللهُ أَكْبَرُ مَا أَمَرَكَ يَوْمَهُ***قَدْخِلْتُ حُلْوَ الشَّهْدِ فِيْهِ حَنْظَلا

36. فَغَدَا الجَوَادُ يَنُوْحُ نَحْوَ نِسَائِهِ***يَدْرِي الدُّمُوعَ مُجَمّحا أَنْ يَصْهَلا(4)

37. لَمَّا سَمِعْنَ الْمُحْصَنَاتُ حِصَانَهُ***يَنْعَيْ بَرَزْنَ مِنَ الْمُخَيَّمِ ثُكَّلا

38. وَقَصَدْنَهُ فَرَأَيْنَهُ مُتَزَمِّلاً***بِدِمَاهُ تَجْرُوحَ الْجُوَارِحِ وَالطُّلَى (5)

39. يعْزُزُ عَلَى الْمُدَّثِّرِ الْمُزَّمِّلِ الْ***هَادِي يَرَاهُ مُزَمَّلاً وَمُرَمَّلا (6)

ص: 252


1- يقال : حِدَّة السيف وحَدَّه: غَرْبُ :(ينظر : لسان العرب : 1/ 637، مادة: غ.ر.ب). العضب السيف الشيظم: الجواد الطويل الظهر. (ينظر لسان العرب: 323/12 مادة ش.ظ.م). جَفَل وأَجْفَل: إذا شَرَد فذهب. (ينظر : لسان العرب: 113/11، مادة: ج.ف.ل). الأجردُ: الذي رقَّ شعره وقصر وهو مدح وذلك من علامات العِتق والكَرَم. (ينظر لسان العرب 115/3، مادة: ج. ر.د).
2- الْمُنصَل : السيف. (ينظر : لسان العرب: 662/11، مادة: ن.ص.ل).
3- في (ب): (في قلبه). مهللا: رافعا صوته بلا إله إلا الله.
4- ذرْوَةُ كلِّ شَىءٍ وذُرْوَتُه أَعْلاه والجمع الذُّرَى. (ينظر : لسان العرب: 288/14، مادة: ذ.ر.ا). جَمَحَ الفرس: أسرع، بعد سقوط الإمام من على ظهر جواده، اتجه الجواد مائل السرج يصهل صهيلاً عالياً إلى مخيم الحسين وكأنه ينعى الإمام إلى عياله (ينظر: ينابيع المودة 85/3).
5- جَوارحُ الإنسان أعضاؤه. (ينظر : لسان العرب: 422/2، مادة: ج.ر.ح).
6- فى (ب): (عزر على). المدثر والمزمل والهادي: الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ).

40. ظَامٍ سَقَتْهُ الْمُرْهَفَاتُ دِمَاءَهُ***عَارٍ وفِي سَافِي التُّرَابِ تَسَرْ بَلا

41. تِلْكَ الْحَرَائِرُ فِي الْحَرُورِ قُلُوْبُهَا***حَرَّى وَحَرُّ التُّرْبِ مِنْهَا بَلَّلا (1)

42. وَغَدَتْ عُيُونُ الْعَيْنِ تَجْرِي مِثْلَما***يَجْرِي دَمُ ابْنِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَوْقَ الْفَلا

43. أَسْرَى تُعَاجِلهَا الْعُلُوجُ لِبَاسَهَا***وَلِيَأْس كَافِلِهَا الحِمامُ تَذَلّلا (2)

44. فَهُنَاكَ نَادَتْهُ الْحَزِيْنَةُ (زَيْنَبُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***وَدُمُوعُهَا كَالْغَيْثِ يَهْطِلُ مُسْبَلا (3)

45. أَأُخَيَّ كَيْفَ تَرَكْتَنَا بَيْنَ الْعِدَا؟***فَكَأَنَّ ذَاكَ الْوِدَّ مِنْكَ تَبَدَّلا

46. أَأُخَيَّ هَلْ غَيَّرْتَ غِيْرَتَكَ الَّتِي***كَانَتْ تَغَارُ مِنَ النَّسِيمِ إِذَا اعْتَلَى ؟

47. أَأُخَيَّ أَيْنَ الْهِمَّةُ الْعُلْيَا غَدَتْ***وَلَقَدْ تُذِيبُ إِذَا تُقَابِلُ (يَذْبُلا)(4)؟

48. أَأُخَيَّ أَخْتُكَ خُرِّمَتْ آذَانُهَا***وَدُمُوعُهَا تَيْمِي كَغَيْثٍ أَسْبَلا (5)

49. أَأُخَيَّ أَخْتُكَ (أُمْ كُلْتُوْمِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) لهَا***قَلْبٌ حَرَارَةٌ وَجُدِهِ لا تُصْطَلَی (6)

50. أَأُخَيَّ إِنَّ (سُكَيْنَةً)(عَلَيهَا السَّلَامُ) قَدْ أُسْكِنَتْ***دَاراً مِنَ الْأَحْزَانِ لَنْ تَتَحَوَّلا (7)

51. أَأَخَيَّ إِنَّ (رُقَيَّةٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) رَقَّتْ لَهَا***الأَعْدَاءُ مِنْ عُظْمِ الْمَصَائِبِ وَالبَلا (8)

ص: 253


1- الحَرُورُ: الريح الحارة وهي بالليل وقد تكون بالنهار، بعكس السموم التي تكون بالنهار. (ينظر: لسان العرب: 4 / 177، مادة: ح.ر.ر).
2- في (ب): (ولباس كافلها).
3- فى (أ): (كالغيب).
4- يَذْبُل : هو جبل مشهور الذكر في طريق نجد. (ينظر : معجم البلدان: 433/5).
5- في (ب): (خرقت).
6- في (ب) : (الأَعْداء منْ عُظْم الْمَصَائبِ وَالْبَلا).
7- البيت غير موجود في (ب).
8- البيت غير موجود في (ب).

52. أَأُخَيَّ قَدْ سَحَبُوا الْعَزِيزَةَ (فَاطِمَا)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***إِذْ عَانَقَتْكَ وَمَانَعَتْ أَنْ تَرْحَلا

53. أَأُخَيَّ سَاقُوا الْعَابِدَ السَّجادَ في***قَيْدِ الْحَدِيْدِ مُغَلَّلاً وَمُعَلَّلا

54. يَا وَاحِدِيْ يَابْنَ الإِمَامَ (الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***هَيْهَاتَ يَسْلُو الْقَلْبُ إِنْ قَلْبٌ سَلا

55. إِنْ تَعْلُ صَدْرَكَ خَيْلُ (آلِ أُمَيَّةٍ)***فَعَظِيْمُ قَدْرِكَ عَنْدَ رَبِّكَ قَدْ عَلا

56. وَلَئِنْ ذُبِحْتَ عَلَى ظَمَا فَأَبُوكَ فِي***يَوْمِ الظَّمَا يَسْقِي الشَّرَابَ السَّلْسَلا

57. إِنْ بُتَ في رَمْلِ الْحَرُورِ مُجَلَّلاً***فَغَداً تَرَدَّى بِالْحَرِيرِ مُجَلَّلا

58. وَالهَفَتَا لَمَّا قَفَلْنَ حَوَاسِراً***فَوْقَ الْمَطِيِّ غَدَتْ أُسَارَى ثُكَلا (1)

59. وَيُسَقْنَ في ذُلُّ السَّبَى وَرِقَابُهَا***تُلْوَى لِكَافِلِهَا القَتَيْلِ بِكَرْبَلا (2)

60. تَسْتَرْحِمُ الأَعْدَا بَنَاتُ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***فَتُزَادُ ضَرْباً بِالسَّيَاطِ تَذَلُلا (3)

61. بِأَبيْ قَتِيلٌ قَدْ بَكَاهُ (مُحَمَّدٌ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَبَكَتْهُ سُكَّانُ السَّمَاوَاتِ الْعُلا (4)

62. بِأَيْ بُدُوْرُ التَّمِّ لَمَّا أَنْ هَوَتْ***أَمْسَتْ بِأَرْضِ (الْغَاضِرِيَّةِ) أُفَلا

63. بِأَيِّ الْهُدَاةُ الرَّاشِدُوْنَ عَلَى ظَمَا***شَرِبُوْا مِيَاهَ الْبِيْضِ مِنْ نَحْرِ الطُّلى

64. يَا وَقْعَةً عَيْنُ الْعُلى عَمِيَتْ بِهَا***وَالْعَرْشُ أَمْسَى رُكْنُهُ مُتَزَلْزَلا (5)

65. لَمْ يَأْتِ مِثْلُكِ فِي الزَّمَانِ وَلَا أَتَى***إِذْ حُكْمُ رَبِّ الْعَرْشِ فِيْهَا عُطَّلًا

ص: 254


1- في (أ): (والهفتا قفلن) في (ب): (ترى أسارى).
2- في (ب): (السيدها).
3- لم يرد العجز في (ب) وجاء الصدر: (تسترحم الأعداء نسوة أحمد).
4- الصدر غير موجود في (ب)، وعجزه عجز للبيت الذي سبقه، أي برواية مداخلة.
5- في (ب): (أمسى قلبه متقلقلا).

66. كَمْ أُرْغِمَتْ أَنَافَ عِزِّ إِذْ هَوَتْ***أَرْكَانُ بَيْدٍ قَدْ عَلَتْ هَامَ الْعُلا

67. يَا عُصْبَةٌ نَكَثَتْ عُهُوْدَ نَبيِّهَا***نَكَتُوا ثَنَايَا مَنْ تَلا مُتَبَتّلا

68. ما شَادَ أَرْكَانَ الْفَسَادِ سِوَى الَّذِي***جَحَدَ الآلة وَكُلُّ وَحْي أُنْزِلا

69. نَغْلُ الزَّوَانِ السَّبْعِ وَابْنِ الْعَاهِرِ ال***أَمَةِ الَّذِي سَنَّ الْمَفَاسِدَ أَوَّلا (1)

70. إِذْحَارَبَ اللّه الْعَظِيْمَ مُكَذِّباً***لِلأَنْبِيَاءِ وَلِلَّذِي قَدْ أُرْسِلا (2)

71. يَا آلَ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْتُمُ لا غَيْرَكُمْ***حُجَجُ الإِلَهِ عَلَى الْخَلَائِقِ وَالْمَلا

72. إِذْ وَدَّكُمْ رَبِي وَأَوْجَبَ وِدَّكُمْ***فَلَكَمْ عَلَيْنَا الْوِدُّ حَتْماً وَالْوَلا

73. وَلَنَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَكُوْنُوْا فِي غَدٍ***شُفَعَاءَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذِي الْبَلا (3)

74. فَلِذَا (سُلَيْمَانُ) إِلَيْكُمْ قَادَهُ***حُسْنُ الْيَقِيْنِ وَقَادَهُ مَا أَمَّلا (4)

75. صَلَّى عَلَيْكُمْ رَبُّكُمْ مَا افْتَرَ ثَغْرُ الْ***إِقْحِوَانِ وَمَا السَّحَابُ تَهَلَّلا (5)

ص: 255


1- في (ب): (سن الفساد الأولى).
2- في (ب): (وَكُلِّ وَحْيِ أُنْزِلا).
3- في :(أ) (شفعاءنا من كل جرم اشغلا).
4- في (ب): (وَسَاقَهُ مَا أَذْهَلا).
5- في (ب): (صَلَّى الإلَهُ عَلَيْكُمْ، إِذَا السَّحَابُ).

[22]

وقال يرثيه صلوات اللّه عليه (1):

[ مجزوء الرمل والقافية من المتواتر ]

1. شَجَنِي لابْنِ الرَّسُوْلِ***لا لتذكَارِ الطُّلُوْلِ

2. لِفَقیدٍ هزَّ لَمّا***أذ قَضَي عَرشَ الجَلِیل

3. وَقَتِيْل أَحْرَقَ الْقَلْ***بَ بِنِيْرَانِ الْغَلِيْلِ

4. لَسْتُ أَنْسَاهُ بِأَرْضِ ال***طَّفٌ في حِزْبٍ قَلِيْلِ

5. وَالأَعَادِي أَحْدَقَتْ فِيْ***ه بِبِيْضِ وَنُصُوْلِ (2)

6. لَسْتُ أَنْسَاهُ يُنَادِي***صَحبَهُ خَیرَ قَبِيْل (3)

7. ارْجِعُوا بِالحِلٌ مِني***فَالدُّجَى مُرْخِي السُّدُولِ

8. إنَّمَا نَحْنُ ابْتَلانَا ال***لّهُ بِالْخَطْبِ الْمَهُوْلِ

9. لَقَدْ أَخْبَرَنِي جَدْ***دِيْ عَنِ الرَّبِّ الْجَلِيل

10. إنَّنِي أَنْحَرُ عَطشا***نَا عَلَى حَرِّ الرُّمُوْلِ

11. ويعلَّى الرَّأْسُ مِنْيْ***فَوْقَ مِيَّادٍ طَوِيل

ص: 256


1- في (ب) : ( وقال يرثي جده الحسين صلوات اللّه عليه).
2- النُّصُولُ: السيوف. (ينظر : لسان العرب: 662/11، مادة: ن.ص.ل).
3- القَبيْلُ: الجماعة من الناس يكونون من الثلاثة فصاعداً من أقوام شتى. (ينظر : لسان العرب: 541/11 مادة: ق.ب.ل).

12. وَبِها تُسْبَى نِسَائِي***فِي وُعُورٍ وَسِهُوْلِ

13. وبَهَا تُبْلَى بِظَعْنٍ***وَرَحِیلٍ وَنِزُولِ

14. وبِهَا تَنتَهكُ الحُر***مَةَ أَوْلادُ النُّغُولِ

15. فَأَجابُوهُ: مَعَاذَ ال***لّهِ يَا نَجْلَ (الرَّسُوْلِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

16. أَتَرَى ضَيْاً وَفِيْنَا***كُلُّ مُغْوَارٍ صَوْوْلِ (1)؟

17. وَمَضُوا قِدْماً وَلا غَرْ***فَهُمْ آسَادُ غِيْل (2)

18. تَتَحَامَى الْقَوْمُ مِنْهُمْ***وَهُمُ مَأْوَى الدَّخِيْلِ

19. فَهَوَوْا مِنْ حَوْلِهِ صَرْ***عَى عَلَى تِلْكَ التُّلُوْلِ (3)

20. فَانْثَنَى لِلْفَاطِمِيَّاتِ الز***زَكِيَّاتِ الأُصُولِ

21. قَائِلاً وَالْعَيْنُ تَدْرِي***قَانِيَ الدَّمْعِ الهَمُولِ

22. أُخْتُ يَا (زَيْنَبُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) أُوْصِيْ***كِ فَقَدْ حَان رحیلي

23. بِالْيَتَامَى بَعْدَ عَيْنَ***ي وَبِالْعَانِي الْعَلِيْلِ

24. فَالطُّفِي فِيْهِمْ وَكُوْنِي***لَهُمُ خَیرَ كَفِیلِ

25. وَاجْمَعِ يشَمْلَ بَنَاتِي***في مسيْرٍ وَحُلوْلِ

ص: 257


1- المغوار المبالغ في الغارة، ورجل مغوار. (ينظر لسان العرب: 34/5، مادة: غ.و.ر). الصَّؤول: الذي يَضْرب الناس ويتطاول عليهم. (ينظر : لسان العرب: 387/11، مادة: ص.و.ل).
2- لا غَرْوَ: لا عَجَبَ. (ينظر : لسان العرب: 121/15، مادة: غ.ر.ا). الغيل : الغيل الشجر الكثير الملتفّ. (ينظر : لسان العرب: 510/11، مادة: غ.ي.ل).
3- في (ب): (فهو ومن).

26. وَعَلَيْكُنَّ بِتَقْوَى ال***لّه وَالصَّبْرِ الْجَمِيْلِ

27. وَانْثَنَى يَرْتَاحُ لِلْهَيْجَا***ءِ كَالْكَيْث المُدِلِ (1)

28. وَاغْتَدَى يَخْتَلِسُ الأَرْ***وَاحَ بِالْعَضْبِ الصَّقِيْل

29. مَا تَرَى فِي أَسَدٍ أُغْ***ضِبَ فِي قَتْل الشُبول

30. شَدَّ حَتَّى حَلَّ عَقْدَ الْ***جَيْشِ بِالضَّرْبِ الْمَهِيْلِ (2)

31. ثُمَّ أَرْدُوهُ قَتِيْلاً***لَهفَ نَفْسي لِلقَتِیلِ

32. أَيُّ شمْس لِلْمَعَالي***كَسَفَتْ قَبْلَ الأُفُوْلِ

33. أَيُّ صَدْرٍ هَشَمَتْهُ ال***قَوْمُ في جَرْيِ الخُيُوْلِ

34. أَيُّ رَأْسِ رَفَعَوهٌ***فَوْقَ أَطْرَافِ النُّصُوْلِ

35. يَا رَبيعاً لِبَنِي الآ***مَالِ فِي الْعَامِ الْمُحِيلِ (3)

36. منْ شَجَا قَلْبَ (عَلِيِّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَفَرَى قَلْبَ (الْبَتُوْلِ) (عَلَيهَا السَّلَامُ)

37. قَدْ لَعَمْرُ اللّه أَبْكَيْ***ت شَجاً قَلَبَ (الرَّسُوْلِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)

38. وَلَقَدْ أَبْكَيْتَ بِالرَّحْ***مةِ عَيْنَيْ (جِبْرَئِيلِ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)

39. كَمْ تُنَادِيْ (زَيْنَبُ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) وَال***دَّمْعُ كَالْغَيْثِ الهَطُولِ

ص: 258


1- المديل: الغالب من الإدالة وهي الغَلَبة. (ينظر : لسان العرب: 252/11، مادة: د.و.ل).
2- المهيل : المَخُوف. (ينظر : لسان العرب: 711/11، مادة: ه-.و.ل).
3- المُحيل: كناية عن الجدب وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلاء، أخذها الشاعر من المحيل وهو الذي لا يولد له من قولهم حالت الناقة المحل: الجدب: وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلاء. (ينظر : لسان العرب: 184/11، مادة: ح.و.ل).

40. قَتَلُوْا ظُلْماً أُسُودِي***مَرَعُوْا بَغْياً شُبُولي

41. يَابْنَ أُمِّي لَوْ تَرَانَا***بَيْنَ غَارَاتِ الخُيُوْلِ

42. شاكِيَاتٍ بَاكِيَاتٍ***مُعْلِنَاتِ بِالْعَوِيلِ

43. ضائِعَاتٍ سَائِبَاتٍ***خَاضِعَاتٍ لِلْذَلِيْلِ

44. رَائِعَاتٍ لائِعَاتٍ***فَاقِدَاتٍ لِلْكَفِيل

45. ساغِبَاتٍ لاغِبَاتٍ***عاثِرَاتٍ بِالذّيُول (1)

46. نَائِحَاتٍ نَادِبَاتٍ***لَكَ يَا مَأوَى النَّزِيْلِ

47. وَابْنَكَ (السَّجَّادُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِيْنَا***قِيْدَ بِالْقَيْدِ الثَّقِيْلِ

48. يَالَهُ مِنْ حَادِثٍ أَبْ***كَى وَأَنْكَى لِلْقَبِيل

49. وَلَهُ حَطَّ رَوَاقُ ال***عِزَّ وَالْمَجْدِ الأَثِيْلِ

50. يَا بَنِي (الزَّهْرَاءِ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) يَا خَيْ***رَ فرُوْعِ وَأُصُوْلِ

51. ذَا (سُلَيْمَانُكُمُ) اعْتَا***دَعَلَى الحُزْنِ الطَّوِيلِ

52. فَانجدُوهُ سَادَتي في***مَوْقِفِ الْحَشْرِ المَهُوْلِ

53. فَاغَيْثُوْهُ بِعَفْو ال***لّهِ وَالْمَنَّ الْجَزِيْلِ

54. وَتَلَقُوهُ وَمَا أَه***دَاهُ فِي عَيْنِ الْقَبُوْلِ

55. زَادَكُم رَبِّي صَلاةً***في بَكُوْرِ وَأَصِیلِ

ص: 259


1- السَعْبُ: الجوع. (ينظر : لسان العرب: 468/1، مادة: س.غ. ب). ديوان السيد سليمان الكبير

[23]

وقال يمدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ويذكر مناقبه المعروفة بين الجميع المروية:

[من المتدارك والقافية من المتراكب ]

1. شَوْقِي [لظبَا] وَادِي السَلَمِ***أَضْنَى جَسَدِي أَخْفَى أَلِمي (1)

2. في القَلْبِ جَوَى تَحْكِيْهِ لَظَى***والدَّمْعُ جَرَى مِثْلَ الدِّيَمِ

3. والحِسْمُ بَلَى مِنْ عُظْمِ بَلا***مُذْ قِيْلَ بَلَى عِنْدَ القِدَمِ(2)

4. أَظِبَا الوَادِي رِفقاً بِفَتَى***إِنْ بَانَ البَانُ بِكُمْ يَهِمِ (3)

5. شَغَفِي تَلَفِي دَنَفِي کَلَفِي***وَأَفِي وَأَفِي مُفْنٍ عَدَمِيْ (4)

ص: 260


1- وردت في الأصل: (بظبا)، الظباء: جمع الظبي وهو الغزال. (ينظر : لسان العرب: 22/15، مادة: ظ.ب.ا)، ربما قصد الشاعر وادي (برك)، وهو واد كثير النبات من السلم والعرفط وبه مياه قرب المدينة المنورة (معجم البلدان 1/ 401)، ويمكن أن يكون المقصود وادي السلام في النجف الأشرف الضَّنَى: المرض وأَضْنَاهُ المرض: أثقله. (ينظر لسان العرب: 403/1، مادة: ض.ن.ي).
2- الجسم بلى: حقه أن يقول الجسم بلي أي تلف. (ينظر : لسان العرب: 384/2، مادة: ن.ه. ج، و 83/14، مادة : ب.ل.ا).
3- بان،ظهر والبان ضرب من الشجر. (ينظر : لسان العرب: 61/13، مادة: ب.و.ن).
4- يقال شَغَفَهُ الحب: وصل إلى شغاف قلبه. (ينظر لسان العرب: 178/9، مادة ش.غ.ف) قال تعالى: «قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا» (يوسف / 30). الدَّنْف: المَرَضُ اللازمُ المُخامِرُ. (ينظر : لسان العرب: 107/9، مادة: د.ن.ف). كلفه الأمر: أي جَتَمَهُ. (ينظر : لسان العرب: 100/12، مادة: ج.ش.م). أفي: وَفَيْت له بالعهد، أُفِي أَشْرِفُ وآتي.

6. بِقُربِكُمُ بِلُوا غَلَليْ***وَبِوَصْلِكُمُ دَاوُوا سَقَمِي (1)

7. فَبِعَادُكُمُ أَضْنَى كَبَدِي***وَفِرَاقُكُمُ أَفْنَى وَهِمي (2)

8. أَأَحِبَّتِنَا لمَ لا يُرْعَی***فيكُمْ كَرَمِي وَعُلا هميي؟

9. فَصِلُوا حَيْلي في ذِمَّتِكُمْ***وَبِحَقِّكُمُ فارْعُوا ذِمَمي

10. يَا سِرْبَ ظِبَا بَرَزَتْ سَحَرا***سَحَرَتْ قَلْبِي بِجُفُوْنِهمِ

11. وَلَنَا خِشْفٌ فِي سِرْبِهِم***وَلَنَا قَلْبٌ فِي أَسْرِهِمِ

12. خِشْفٌ بِسَوَادِ ذَوَائِبِهِ***قَدْ سَادَ عَلَى أُسدِ الأُجمِ (3)

13. فَاحْتَرْ فِي دَاجِيَ ظُلْمَتِهَا***وَبِطَلْعَتِهِ سِرْ في الظلمِ

14. وَانْظُرْ نُوْنَيْنِ بِحَاجِبِه***وَاخْضَعْ لِلْكَاتِبِ بِالْقَلَمِ

15. وَلَوَاحِظُهُ فِيْهَا حِكَمٌ***تُحْيِي وَتُميتُ بِلا وَهَم

16. وَبِوَجْتَتِهیَزهُو وَردٌ***إِنْ رُمْتَ القَطفَ فَلَمْ يَرِمِ

17. وَبِمِرْشَفِهِ العَسَّالِ شَفَا***قَلْبِي مِنْ أَسْقَامِ الأَلَمِ

18. فَذَوَائِبُهُ قَدْ ذَابَ بِهَا***قَلْبِي فَمَتَى انسدلت یَهِمِ

19. وإِذَا أَحْبَبْتَ تَتَرَى دُرَراً***تَزْهُو فَانْظُرُ للمُبْتَسَم

ص: 261


1- الغُلَّةُ والغَليلُ: حرارة العطش. (ينظر : لسان العرب: 467/11، مادة: غ.ل.ل).
2- الوَهْمُ من خَطَراتِ القلب والجمع أوهامٌ. (ينظر : لسان العرب: 643/12، مادة: و.ه.م).
3- الأجم: جمع الأجمة وهي الشجر الكثير الملتف (ينظر لسان العرب: 23/1، مادة: أ.ج.م).

20. إِنْ يَعْطِ الْخَيْدَ فَمَا ظَبْي***يَعْطُوْ لِلضَّالِ وللسَّلَم (1)

21. أَو قُلْتَ: الغُصْنُ كَقَامَتِهِ***تَكْذِبُ فِي ذَاكَ وتُتَهم

22. يَا مَنْ قَدْبَانَ قِوَى جَلَدِي***بِغُزَيَّلِ بَانِ عَرِيْرِهِمِ (2)

23. رِدُّوا قَلْبِي بِوِصَالِكُمُ***وَارْعَوا بِمَلالِ الهَجْرِ دَمِي (3)

24. عُوْدُوْا جُوْدُوا مُنُّوا احْيوا***بِوِصالِكُمُ مِنّي رممي

25. فَلَقَدْ أَفْنَيْتُ العُمْرَ بِكُمْ***فِي طُوْلِ هُمُوْمِي بَلْ غَمَمِي

26. لمَ لا تَصِلُوا صَبّاً دَنِفاً***يَشْتَاقُ الطَّيْف وَلَمْ يَنَم

27. وإلَى (الكَرَّارِ أَبي حَسَنٍ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَبِهِ اسْتَعْلِي وَإِلَيْهِ نَمِي (4)

28. صِهْرُ المُخْتَارِ قَسِيْمُ النَا***رِ حمِيُّ الجَارِ مِنَ النّقَمِ

29. مَوْلُودُ البَيْتِ ومُحْيِي الْمَي***تِ وَلِيُّ اللّه عَلَى الأُمم

ص: 262


1- الضال: السِّدْر البرى والضال من السدر ما كان عذباً، واحدته ضالة. (ينظر : لسان العرب: 397/1 مادة: ض.ي.ل). السَّلَم: شجر وجمعه سَلامٌ (ينظر : لسان العرب: 289/12، مادة: س.ل.م).
2- بان : من البين وهو الفُرقةُ. (ينظر : لسان العرب: 62/13، مادة: ب.ي.ن). والبان: البَانُ ضرب من الشجر واحده بَانَة. (ينظر : لسان العرب: 73/1، مادة: ب.و.ن). العَريرُ: الغريب المُعْتَرُّ: الذي يتعرض للمسألة ولا يسأل (ينظر لسان العرب: 467/1، مادة: ع.ر.ر).
3- الملال: أن تَملَّ شيئاً وتُعرِضَ عنه، ومَللت منه أيضاً إذا سَمْته. (ينظر : لسان العرب: 11/ 628، مادة: م.ل.ل).
4- نَمَيْتُه إلى أبيه وأَنْمَيْتُه : عَزَوته ونسبته (ينظر : لسان العرب : 341/15، مادة: ن.م.ي)، الشاعر قال: نمي يريد نميي أو منتماي فحذف مضطراً الياء الثانية.

30. وَزَيْنُ الزَّيْنِ أَبُو الحَسَني***نِ وَمُهْدِي الْحِيْنَ إلى البَهَم

31. وَأَخُو الهَادِي وَخَلِيْفَتُهُ***والعُرْوَةُ مِنْهُ لِعْتَصِمِ

32. فَالدِّيْنُ بِهِ وَبِصَارِمِهِ***عَنْ كُلَّ أَذَى يَلْقَاهُ حُميْ

33. نَطَقَ القُرْآنُ بِمِدْحَتِهِ***فَولايت هُ أَوْفَى النَّعَمِ

34. تمَنَّى بَعْضَ فَضَائِلِهِ***(عُمَرُ) لَوْ تَحْصُلُ لِلْقَرْم

35. إذْ قَالَ : حُبِي بِثَلاثٍ لَوْ***أَحْظَى فِيْهَا لَعَلَتْ قَدَمِي

36. بَلْ لَوْ أَحْظى (1) بِوَاحِدَةٍ***لَحَقَرْتُ لَهَا حُمْرَ النَّعَمِ

37. مِنْهَا التَزْوِيْجُ (بِفَاطِمَةٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***أُمِّ الْعُظَمَا ذَاتِ العِظَمِ

38. وإخَاءُ (رَسُوْلِ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَهُ***لمَا آخَى بَيْنَ الأُمَم

39. وَعَطِيَّتُهُ عَلَمُ الهَيْجا***فِي خَيْبَرَ عَنْ مَنْعِ العَلَمِ

40. والحَقُّ كَمَا قَدْ فَاهَ بِهِ***(عُمَرُ الخَطَّابِ) بِذِي الْكَلِم

41. وَبِخُمُ حَازَ بِبَيْعَتِه***وَبِإِمْرَتِهِ أَعْلَى القَسَمِ

42. وَرَوَى (أنس) فِيهِ خَبَراً***عَنْ خَيْرِ الخَلْقِ جَمِيعِهِم

43. إِذْ قَالَ : يَدُورُ الحَقُّ مَعَ الْ***كَرَّارِ كَمَا قَدْ دَارٍ وَلَمْ يُرَمِ (2)

ص: 263


1- هكذا ورد في (أ، ب)، والوزن مكسور، ربما كان ذلك بسبب النسخ ولعل الصواب: (أحظيت).
2- هكذا ورد البيت مكسور الوزن وربّما كان خطأ من النساخين وأعتقد أن أصل البيت هو : إذْ قَالَ: يَدُورُ الحَقُّ مَعَ الْ***كرَّار وإنْ قَدْ لَمْ يُرَم أخذ الشاعر هذا المعنى من حديث شريف في حق الإمام علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) وهو: "علي مع الحق والحق مع علي اللهم أدر الحق مع علي حيثما دار". ينظر : مناقب علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) لابن مردويه،115، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 297/2، 88/9، 249/17).

44. وَ(عَلِيُّ )(عَلَيهِ السَّلَامُ)بَابُ العِلْمِ وَبَا***بُ الحِلْمِ وأَسْرَارُ الحِكَم (1)

45. وَمَلائِكَةَ السَّبْعِ العُليا***بَاهَى فِيهِ بَارِي النَّسَمِ

46. حَقٌّ لَوْ قَالُوا: بَخْ بَخٍ***لَكَ يَا عَيْنَ الْفَرْدِ الْعَلَمِ

47. وَرَوَى حَدِيْثِ الطَّيْرِ الْمَش***وِيِّ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ التُّهم(2)

48. أَفَهَلْ يَحْتَاجُ إلى نَظَرِ؟***أَمْ هَلْ يَحْتَاجُ إلى حُكُم؟

49. وَرَوَى (نَجْلُ العَبَّاسِ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)(3) لَهُ***خَبَراً یُحْكَى بَيْنَ الأُمَمِ

50. إِذْ قَالَ : يَقُولُ (نَبِيُّكُم) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***عَنْ رَبِّكُمُ رَبُّ الحَرَمِ

51. لَوْكُلُّ الخَلْقِ لَهُ تَهوَى***لَرَمَيْتُ جَهَنَّمَ بِالعَدَمِ

52. مَوْلَى قَدْ جَاءَ اللَّيْثُ لَهُ***يَشْكُو للزَّوْجِ مِنَ الأَلَم

53. وأَتَى الثَّعْبَانُ وَكَلَّمَهُ***وَالذِّئْبُ وَأَمْوَاتُ الرَجَمِ (4)

54. وَرُوِيٌّ عَنْ (عَائِشَةٍ) خَبَرٌ***والصَّدْقُ يَبِينُ مِنَ الكَلِمِ (5)

55. أَنْ قَدْ سَمِعَتْ في لَيْلَتِهَا***يَبْكِي (المُخْتَارُ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِلا سَأَمِ

ص: 264


1- في (ب) (ومادة الحكم).
2- أرى أن البيت مكسور الوزن وربّما كان الصحيح (وروى لحديث الطير به***وعلى ما فيه من التهم) أهدي للرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) طير، مشوي، وحينما وضع أمامه رفع يديه نحو السماء وقال: "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ليأكل معي هذا الطير" فجاء على (عَلَيهِ السَّلَامُ) فأكل معه. ينظر: ينابيع المودة: (175/1).
3- هو عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب حبر الأمة رضوان اللّه عليه.
4- من بعض كرامات أمير المؤمنين الكثيرة دحوه لباب خيبر وكلام الثعبان له وكذا الجمجمة. (ينظر: نهج الإيمان : 655، 535، الأنوار العلوية : 129).
5- فى (ب): (وروى).

56. يَدْعُو الرَّحْمَانَ بِنَافِلَةٍ***وَيَقُولُ: أَيَا بَارِي النَّسَمِ

57. إِنِّي أَدْعُوكَ (بِحَيْدَرَةِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***مَنْ حَطَّمَ جُثْمانَ الصَّنَمِ

58. وَبِحُرْمَتِهِ فَاغْفِرْ خَطَئِي***وَبِطَاعَتِهِ فَامْحُ لَممي

59. وَ(أَبُو بَكْرِ الصِدِّيقُ) حَكَى***خَبَراً فِيْهِ أَوْفَى العِصَمِ

60. يَرْوِي مِنْ عُظْمِ فَضَائِلِهِ***وَثَبَاتِ القُدْمِ مَعَ القَدَمِ (1)

61. وَكَذَا (عُمَرُ) الفَارُوقُ حَكَى***وَكَذَا (عُثْمَانُ) أَخُو الشَّيَمِ

62. فَهُمُ فِي الفَضْلِ بِلا مَثَلٍ***وَبِرَأْسِ الحِلْمِ وَبِالكَرَمِ(2)

63. قَالُوا: جِئْنَاكُلٌ مِنَّا***(لأَبِي الزَهْرَا)(عَلَيهَا السَّلَامُ) عَالِي الهِمَمِ

64. يَبْغِيُّ (الزَهْرَاءَ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) وَيَخْطِبُهَا***مِنْ خَيْرِ الخَلْقِ فَلَمْ يَرِمِ

65. فَهُمُ فَهِمُوا أَمْرَ (الزَهْرَا) (عَلَيهَا السَّلَامُ)***بِيَدِ البَارِي الفَرْدِ الحَکَم

66. خُصَّتْ للطهرِ وخُصَّ لَهَا***مِنْ دُونِ الخَلْقِ مِنَ النَّسَمِ

67. لَوْ كَانَ لَهَا كفو بهم***لَحَبَاهُ اللّه بِذِي الكَرم

68. يَا عَيْنَ اللّه ويَا يَدَهُ***يَا نِعْمَ رَجَا للمُعْتَصِمِ

69. آیات اللّه لَقَدْ شَهِدَتْ***لَكَ بِالتَّفْضِيْلِ عَلَى الأُمَمِ

70. مَوْلايَ فَلَمْ يَضُرُرُكَ أَذًى***مَهمَا جَحَدُوا نُكْرَ البَهم

ص: 265


1- الحديث نقيضُ القديم والحدوث نقيض القدمة. (ينظر : لسان العرب: 131/2، مادة: ح.د.ث).
2- لعل مراد الشاعر (رَحمهُ اللّه) من هذه الأبيات [59-62] هو الاحتجاج بلسان القوم؛ فلذا اقتضى ذكر هله مدحهم عن لسانهم لبيان عظمة ما أخبروا به.

71. مَا بَعْدَ اللّه ومِدْحَتِهِ***وَ(رَسُولِ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لِذِي فَهَمِ

72. مَدْحُ تَزْدَادُ بِهِ شَرَفاً***وَيُبَرِّي النَّفْسَ عَنْ التُّهم

73. يَا جَدُّ فَلا واللّه سلا***قَلْبِي لَكُمُ، فَصِلُوا رَحميْ

74. فَالضَّيْمُ لَقَدْ أَضْنَى جَسَدِيْ***يَا جَدُّ لَمنْ أَشْكُو أَلَميْ؟

75. أيَضِيقُ الجَاهُ عَنْ الجَانِي***وَيَعِمُّ الخَلْقَ بِأَسْرِهِم؟

76. بَلْ مَا يَحْوِي الكُرْسِيُّ نَشاً***لَوْلاكَ لَكَانُوا فِي عَدَمِ (1)

77. أَوَليَّ اللّه وعُرْوَتَهُ ال***وثْقَى أَبَداً لَمْ تَنْفَصِمِ

78. قَومٌ بِكُمُ بَكَمُوا وعَمُوا***وَهُمُ وهَمُوا بِالمُنْكَتِم(2)

79. وأَنَاسٌ مُذْ عَرَفُوا غَرَفُوا***مِنْ بَحْرِكُم عِلْمَ الحِكَم

80. وأَنَاسٌ مُذْ عَرَفُوا غَرَقُوا***وَحَظُوْا بِالْكُفْرِ وَبِالنَّدَمِ

81. أَفَهَلْ أَحْتَاجُ إلى شَكْوَى***أَمْ هَلْ تَحْتَاجُ إلَى نَعَمِ؟

82. صَلَّى الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ مَعَ ال***هَادِي بداً في مُختَتَم

ص: 266


1- تقول العرب : (هؤلاء نَشْءُ صدق) فإذا طَرَحُوا الهمز قالوا: (هؤلاء نَشو صدق.) (ينظر: لسان العرب: 1170/1-171، مادة: ن.ش.أ).
2- البَكَمُ: الخَرَسُ مع عِيّ وبَلَه وقيل: هو الخرس، وقيل: الأَبْكَم الذي للسانه نُطق وهو لا يعقل الجواب ولا يُحْسن وجه الكلام. (ينظر : لسان العرب: 53/12، مادة ب.ك.م). وَهَمْتُ في الحساب وغيره أَوْهَم وَهَماً إذا غلطت فيه وسَهَوْت. (ينظر لسان العرب: 643/12، مادة و.ه.م).

[24]

وقال مادحاً أمير المؤمنين وراثياً الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : (1)

[من الكامل والقافية من المتواتر ] (2)

1. حَارَتْ بِكُنْهِ صِفَاتِكَ الأَحْلامُ(3)***وَتَعَذَّرَ الإِدْرَاكُ وَالإلْهَامُ

2. وَتَخَالَفَتْ فِيْكَ الظُّنُونُ فَلَمْ تُحِطْ***بِدَقِيقِ مَعْنَى وَصْفِكَ الأَفْهَامُ

3. يَا سِرَّ سِرّ اللّه بَلْ يَا نُورَهُ***هَلْ كَيْفَ تُدْرِكُ ذَاتَكَ الْأَوْهَامُ؟

4. وَتَبَايَنَتْ فِيْكَ الْعُقُولُ فَفِرْقَةٌ***عَرَفَتْ وَقَدْ عَجَزَتْ وَقَوْمٌ هَامُوا

5. وَعِصَابَةٌ جَحَدَتُكَ بَعْدَ تَيَقُنِ***حَسَداً، فَضَلَّتْ مِنْهُمَ الأَحْلامُ

6. وَلِذَا يَصُحُ فِيكَ يَا مَوْلَى الْمَلَا***إِعْلانُ خَيْر الْخَلْقِ وَالإعْلامُ

7. هَلَكَ الْمُغَالِي وَالْمُقَالِي وَاهْتَدَى***فِيْكَ الْمُوَالِي حَيْثُ أَنْتَ عِصَامُ

8. مَاذَا يُقَالُ بِمَدْحِ مَنْ لَوْ إِنَّمَا***الْسَبْعُ الْبِحَارُ تَمُدُّ وَهُيَ سِجَامُ(4)

9. وَجَمِيعُ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ أَشجارها***لَدَادِ تِلْكَ الْأَبْحُرِ الأَقْلامُ

ص: 267


1- فى (ب): (وقال مادحاً جدّه أمير المؤمنين وراثياً الحسين(عَلَيهِمَا السَّلَامُ)).
2- التخريج البيت الأول في (البابليات: 192/1، أدب الطف: 43/6، علي في الكتاب والسنة والأدب: 352/4).
3- فى (أ): (الأفهام).
4- استفاد من قوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامُ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللّه» (لقمان (27). سجم الدمع والماء: سال. (ينظر : لسان العرب: 280/12، مادة: س.ج.م).

10. وَالْخَلْقُ كُتَّابُ الْفَضَائِلِ كُلُّهُمْ***لَمْ يُدْرِكُوْا عُشْرَ الَّذِي قَدْ رَامُوا

11. مَوْلَى بِغَيْرِ وَلائِهِ وَوِدَادِهِ***لا يُقْبَلُ الإيمانُ وَالإسْلامُ

12. نَصَّاً بِهِ حُكْمُ الإِلَهِ بِوَحْيِهِ***وَهُوَ الأَخِيرُ وَلِلنُّصُوصِ خِتَامُ

13. الْيَوْمَ قَدْ أَكْمَلْتُ فِيهِ دِينَكُمْ***وَبِهِ عَلَيْكُمْ تَمَّتِ الإِنْعَامُ

14. وَتَأَوَّلَتْهُ عِصَابَةٌ حَسَداً لَهُ***وَتَعَاهَدُوْا أَنْ يُنْقَضَ الإِبْرَامُ

15. يَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أُطِيعَ اللّه فِي***إِجْمَاعِهَا أَمْ رُوْعِيَتْ أَرْحَامُ؟

16. أَمْ جُوْزِيَ الْمُخْتَارُ فِي الْأَرْحَامِ أَمْ***تَحْقِيرُ بَضْعَتِهِ هُوَ الإِعْظَامُ؟

17. أَمْ ظُلْمُ (حَيْدَرَةِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) بِهِ إِرْضَاؤُهُ***أَمْ غَصْبُ (فَاطِمَةٍ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) هُوَ الإِكْرَامُ؟

18. إِذْ قَالَ: (فَاطِمُ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ***يُؤْذِ ابْنَتِي أُوْذ، فَكَيْفَ تُضَامُ؟

19. مَا رَاقَبَتْ غَضَبَ الإلهِ وَ(أَحْمَدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***لَمْ يُرْعَ آل بَعْدَهُ وَذِمَامُ

20. مَا (عَادٌ) الأُولَى وَلَيْسَ (ثَمُوْدُهَا)***أَشْبَاهُهُمْ، فَلْيَكْفُرُ اللُوَّامُ

21. لا العَقْلُ يُرْضِيْهَا وَلَا الْمُنْقَلِ إِذْ***رَدُّ الدَلائِلَ عِنْدَهَا إِلْزَامُ(1)

22. هَلْ يَسْتَوِي مَنْ يَعْبُدُ الأَصْنَامَ مَعْ***مَوْلَى سَجَدْنَ لِخَوْفِهِ الْأَصْنَامُ؟

23. أَمْ مَنْ يَهَابُ الْمَوْتُ بَارِقَ عَضْبِهِ***كَالْسَّاحِبِي الرَّايَاتِ وَهْيَ عِظَامُ؟

24. أَمْ قَائِلٌ قَبْلَ الْمَمَاتِ لِي اسْأَلُوا(2)***كَالْمُسْتَقِيْلِ هَلْ اسْتَقَالَ إِمَامُ؟

ص: 268


1- في (أ، ب): وردت (في) زائدة في الشطر الأول، فحذفناها.
2- في (ب) (امللوا). قال الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) في إحدى خطبه : "أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني، فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض". (ينظر : نهج البلاغة: 130/2).

25. هَلْ تَسْتَوِي الْعُلَمَاءُ وَالْجُهَالُ؟ أَمْ***هَلْ تَسْتَوِي الْأَنْوَارُ وَالأَظْلَامُ؟

26. أَمْ مَنْ تَصَدَّقَ رَاكِعاً في عُسْرَةٍ***كَالْبَاخِلِينَ وَلَمْ يَشُحَ غَامُ؟

27. أَمْ مَنْ مَعَ الْهَادِيْ تَآخَى كَالَّذِي***أَخَاهُ وَالآبَاءُ مِنْهُ لِئَامُ؟

28. أَمْ مَنْ فَدَى نَفْسَ الرَّسُوْلِ بِنَفْسِهِ***كَذَوِي الدَّبَابِ لِقَتْلِ مَنْ قَدْ رَامُوا؟

29. وَانْظُرْ مَنْ حَامَى الْوَصِيُّ وَكَيْفَ هُمْ***حَامَوْا بِيَوْمِ عَرِيْشِهِمْ إِذْ هَامُوا

30. وَبِسَيْفِ مَنْ نُصِرَ (النَّبِيُّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ؟ وَعِلْمٍ مَنْ***نُشِرَ الْهُدَى وَالدِّيْنُ وَالأَحْكَامُ؟

31. وَاسْأَلْ لَمنْ جُمِعَتْ حَدَائِجُ حُمِّهَا؟***وَعَنْ الْمُبَخْبِخِ مُكْرَها أَيلام (1)؟

32. وَاسْأَلْ مَنِ الْأَعْرَافِ فِيمَنْ أُنزِلَتْ***وَ(الحِجْرِ) وَ(الأَنفَالِ) و(الأنعام(2)؟

33. وَمَنِ الصَّرَاطَ وَنَفْسُ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَنْ لَهُ***قَدْ خَاطَبَ الثَّعْبَانُ وَالضُّرْغَامُ

34. مَنْ رَدَّ شَمْسَ الْأُفْقِ بَعْدَ غُرُوبِهَا؟***مَنْ كَلَّمَ الأَمْوَاتَ وَهْيَ عِظَامُ؟

35. مَنْ قَدْ رَقَى كِتْفَ (النَّبِيِّ ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ؟ فَيَالَهَا***مِنْ رُتْبَةٍ عُظْمَى وَلَيْسَ تُرَامُ

36. لُبُّ اللَبِيْبِ بِعِلْمِهِ وَبِجَهْلِهِمْ***أَبَداً يَجَارُ وَلَيْسَ فِيهِ يُلامُ

37. وَبِفَضْلِهِ وَبِنَقْصِهِمْ تَتَحَيَّرُ ال***أَلْبَابُ والأَنْهَامُ وَالأَوْهَامُ

38. يَا مَنْ بِلا مَلَقٍ غَدَتْ أَعْمَالُهُم***وَصَلاتُهُمْ وَصِيَامُهِمْ إِجْرَامُ

39. يَا مُخلِصاً للّه في قُرُبَاتِهِ***وَهُمُ عَلَى فُرِشِ الضَّلالِ نِيَامُ

40. إنْ يَخْتُمَ اللّه الفَرَاعِنَ فِيْهُمُ***فَبِهِ لِكِلَّ الأَوْصِيَاءِ خِتَامُ

ص: 269


1- في (ب): (ومن المبخخ).
2- في البيت إقواء.

41. إِنْ يَقْعُدَ الإِسْلامُ فَاضِحَ جَنْبَهُمْ***فَبِسَيفِهِ بَعدَ الخُمُوْلِ يُقَامُ

42. أَوْ يُحْدِثُوا نَقْصاً بِهِ عَنْ جَهْلِهِمْ***فَوَلاؤُهُ الإكمال والإتمام

43. لا غَرْوَ أَنْ عَدَلُوْا بِهِ أَضْدَادَهُ***حَسَداً وَمَا فِي تِيْهِهِمْ إِيْهَامُ (1)

44. فَالْعَيْنُ إِنْ عَمِيَتْ سَوَاءٌ عِنْدَهَا***ضُوْءٌ لِشَمْسِ أَصْحَرَتْ وَظَلامُ(2)

45. وَكَذَاكَ إِنْ تَعْمَ الْقُلُوْبُ بَدَا لَهَا***بَيْنَ الضَّلَالَةِ وَالهُدَى إِبْهَامُ

46. يَا مَنْ مَوَدَّتُهُ وَعَقْدُ وَلائِهِ***بِمَا زَكَاةُ الأُمَهَاتُ تُسَامُ (3)

47. يَا مَنْ يَزِيدُ بِفَضْلِهِ وَبِجُوْدِهِ***في جَديهَا الإقلالُ وَالإعْدَامُ

48. يَا مَنْ يَزِيدُ بِحِلْمِهِ وَبِزُهْدِهِ***إِقْحَامُ نَارِ الْحَرْبِ وَالإِقْدَامُ

49. يَا جَامِعاً أَضْدَادَ كُلِّ فَضَائِلٍ***يُلْقَى لَهُنَّ بِرَاحَتَيْهِ زِمَامُ

50. يَا مُخْمِداً لَهَبَ الْحُرُوبِ بِسَيْفِهِ***وَلَهَا بِوَقْعِ الْمُرْ هَفَاتِ ضَرَامُ (4)

51. وَمُنِيْرَ فَضْلِ الأَوْصِيَاءِ جَمِيعِهِم***وَلَهُ بِفَضْلِ الأَنْبِيَاءِ سِهَامُ

52. فَلَأَنْتَ إِنْ سَعَرَتْ بِحَرٍّ وَطِيسِهَا ال***مُغْوَارُ وَالْمِقْدَامُ وَالْقُمْقَامُ (5)

ص: 270


1- في (ب): سقطت كلمة (حسداً).
2- أَصْحَرَ القوم: إذا برزوا إلى فضاء لا يُواريهم شيء. (ينظر : لسان العرب: 443/4، مادة: ص.ح.ر).
3- السَّوْمُ في المبايعة تقول : سَاوَمَهُ سواماً. (ينظر : لسان العرب: 314/12، مادة: س.و.م).
4- المرهفات : أرهفت سيفي أي رققته، فهو مرهف. (ينظر : لسان العرب: 128/9، مادة: ر.ه.ف). الضرام: اشتعال النار في الحلفاء ونحوها. (ينظر : لسان العرب: 354/12، مادة: ض.ر.م)
5- فى (ب): (إن صحرت). الوَطِيسُ: التنور. (ينظر : لسان العرب: 284/6، مادة: و.ط.س). القمقام: من الرجال السيّد الكثير الخير الواسع الفضل. (ينظر : لسان العرب: 493/12، مادة: ق.م.م).

53. يَا أَيُّهَا الْقَوَّامُ وَالصَّوَّامُ وَالْ***مِطْعَامُ وَالْفّرْ غَامُ وَالْعَلَامُ(1)

54. يَا آيَةَ اللّه العَلِيَّ وَمَنْ هُوَ ال***جَنْبُ الْقَوِيُّ وَسَيْفُهُ الصَّمْصَامُ

55. مَا كُنْتَ تَصْنَعُ وَ(الْحُسَيْنُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِكَرْبَلا***غَرَضُ تَنَاهَبَهُ ظُبَى وَسِهَامُ

56. رَوَّى غَلِيْلَ الْكُفْرِ فَيْضُ دِمَائِهِ***وَشَفَى بِهِ حِقْداً خَبَتْهُ لِئَامُ

57. في فِتْيَةٍ غُرُ مَيَامِينِ بِهِمْ***يُجْبَى أَثِيلُ الْمَجْدِ وَالأَحْلامُ

58. للّه كَمْ نَفْسٍ هُنَاكَ نَفِيسَةٍ***مَا رَاعَهَا دُوْنَ الْفِدَاءِ حِمَامُ (2)

59. حتى بقي (3) فرداً بعزم لَمْ يَكُن***يحكيهِ في يَوْمِ الضّرَابِ حُسَامُ

60. وَمُهَنَّدِ كَالْبَرْقِ يَعْرِفُ الطَّلَي***لَمْ تَخْفِهِ يَوْمَ الهَياجِ فَتَامُ (4)

61. فَسَقَى الضُّبَى مِنْهُمْ وَفِي أَحْشَائِهِ***-رَوْحِيْ فِدَاهُ- مِنَ الْهَجِيْرِ أُوَامُ (5)

62. مَا رَاعَهُ فَرْداً بِمُشْتَجَرِ الْقَنَا***جَيْشُ حَكَى جُنْحَ الظَّلامِ لِهَامُ (6)

ص: 271


1- القوّام بالأمور: المكلف بها والمعني بها. (ينظر : لسان العرب: 496/12 مادة: ق.و.م)، ولكن الشاعر يقصد هنا قيامه بالليل للعبادة، فالإمام قائمٌ بالليل صائمٌ بالنهار.
2- الحِمام: قضاء الموت وقدره (ينظر : لسان العرب : 151/12، مادة: ح.م.م).
3- في (ب): (حتى مضى).
4- التعرق : عَرَق العظم فصل ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة. (ينظر : لسان العرب: 240/10، مادة ع.ر.ق). الطلي: جمع طلية وهي صفحة العنق. (ينظر : لسان العرب: 11/15، مادة: ط.ل.ل). القتم والقتام: الغبار. (ينظر : لسان العرب: 461/12، مادة: ق.ت.م).
5- الأوامُ : العَطَش وقيل حَرَّه وقيل شدَّةُ العَطَش. (ينظر : لسان العرب 38/12، مادة: أ.و.م).
6- مشتجر القنا: اشتباك الرماح، وجيش لهام: أي عظيم يلتهم العدو التهاماً فهو لهام أو لهموم. (ينظر: لسان العرب: 547/12، مادة: ل.ه.م).

65. اللهُ أَكْبَرُ سِبْطُ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَدْ هَوَى***أَمْ قَدْ هَوَى بَيْنَ الْلِئامِ (شَمَامُ)(1)

66. اللّه أَكْبَرُ نَجْلُ (حَيْدَرَ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) قَدْهَوَى***أَمْ قَدْ هَوَى الإِيمَانُ وَالإِسْلامُ

67. اللّه أَكْبَرُ شِبْلُ (فَاطِمَ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) قَدْ هَوَى***أَمْ قَدْ هَوَى الإِخْلالُ وَالإِحْرَامُ (2)

68. وَهَوَى الَّذِي مِنْهُ وَعَنْهُ قَدْ أَتَى***هَذَا حَلالٌ لِلْوَرَى وَحَرَامُ (3)

69. فَخَرَجْنَ رَبَّاتُ الْخُدُورِ حَوَاسِراً***وَدُمُوعُهُنَّ عَلَى الْخُدُودِ سِجَامُ

70. وا حَسْرَنَاهُ عَلَى (الْعَلِيْلِ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) مُكَبَّلاً***أَوْدَتْ بِهِ الأَحْزَانُ وَالأَسْقَامُ (4)

71. للّهِ كَمْ سُلِبَتْ هُنَاكَ كَرِيْمَةٌ***للّه كَمْ نُهبَتْ هُنَاكَ خِيَامُ

72. يَا لَلرِّجَالِ لدَارُ وَحْيِ أَقْفَرَتْ***مِنْهَا الرُّبُوْعُ وَغَابَتِ الأَعْلامُ

73. ضَاقَتْ بِآلِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سِعَةُ الْفَلا***وَسُقُوْا مَرَارَاتِ الزَّمَانِ فَهَامُوْا

74. وَهُمُ هُدَاةٌ لِلأَنَامِ وَرَحْمَةٌ***وَهُمُ أَمَانٌ لِلْوَرَى وَعِصَامُ

75. وَهُمُ الْمَعَاقِلُ وَالْمَنَاهِلُ لِلْوَرَى***وَلِكِلٌ مَجْدٍ غَارِبٌ وَسَنَامُ (5)

ص: 272


1- شَمَامِ: جَبَلٌ لباهلة. (ينظر: معجم البلدان: 361/3).
2- هوى الإحلال والإحرام: كناية عن هويِ الهدى فقد انهدم الدين والإيمان بهوي الإمام سلام اللّه عليه.
3- لم يرد البيت في (ب).
4- العليل: هو الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) كان حاضراً المعركة ولكنه كان عليلاً فلم يقاتل وهو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من أولاد الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) بعد معركة الطف بسبب مرضه.
5- الغَارِبُ ما بين السنام إلى العُنُق. (ينظر : لسان العرب: 637/1، مادة : غ.ر.ب)، السَّنَامُ: سنام البعير والناقة أعلى ظهرها والجمع أسنمة (ينظر : لسان العرب: 306/2، مادة: س.ن.م).

74. وَهُمُ إذا مَسَّ الْهَجِيْرُ صِيَامُ***وَهُمُ إِذا جَنَّ الظَّلامُ قِيَامُ (1)

75. نَهَضُوا بِأَعْبَاءِ الإِمَامَةِ فَالْبَرَتْ***في غَيْرِهِمْ تُضْنَى أَسَىً وَتُضَامُ

76. وَتَقَمَّصَتْهَا عُصْبَةٌ لَيْسَتْ لَهَا***قُدْمٌ بِهَا أَبَداً وَلا إِقْدَامُ

77. آلَ (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) رَضَعْتُ صَفْوَ وَلائِكُمْ***طِفْلاً وَلَيْسَ إِلَى الْمَمَاتِ فِطَامُ

78. وَعَرَفْتُ كَالتَّوْحِيدِ أَجْرَ وِدَادِكُمْ***مِنْ غَيْرِ تَقْلِيدٍ هُوَ الإِلْهَامُ (2)

79. فَبِكُمْ (سُلَيْمَانُ) غَدَا مُتَمَسِّكاً***بِالعِرْوَةِ الْوُثْقَى، وَذَاكَ لِزَامُ

80. يَا خَيْرَ خَلْقِ اللّه خَيْرَ صَلاتِهِ***تُمْرَى عَلَيْكُمْ وَالسَّلامُ خِتَامُ (3)

ص: 273


1- البيت مُصرّع، والتصريع هو استواء العروض والضرب في الوزن والروي. (ينظر: المعجم المفصل في علم العروض والقافية : 193).
2- في (ب): سقطت كلمة (غير).
3- ماری فلان فلانا معناه قد استخرج ما عنده من الكلام والحجة. (ينظر : لسان العرب: 276/15، مادة م. ر.ا).

[25]

وقال يمدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

[ مجزوء الكامل والقافية من المتدارك ] (1)

1. ظَبيٌ سَبَتْ أَجْفَانُه***صبّاً عَلَتْ أَشْجَانُهُ

2. مِنْ حُمْرَةِ الْخَدَّيْنِ فِي***قَلْبِي ذَكَتْ نِيرَانُه (2)

3. إِنْ لُؤْلُؤُ رَطْبٌ زَهَا***أَزْرَتْ بِهِ أَسْنانُهُ

4. قَدْ مَرَّ بِي يَوْماً وَقَدْ***حفتْ بِهِ غِزْلانُهُ

5. قَدْ بَدَا لِي مِعْصَمٌ***یَحاُو بِهِ مَرجانُهُ

6. وَنَقْشُهُ رَوْضٌ زَهَتْ***في كَفِّه بِهِ أَفْنَانُه

7. زَبَرجَدٌفي لُؤْلُوٍ***تَعَاكَسَتْ أَلْوَانُه

8. وَعَندمي منْ دَمِيْ***تَخضَبَتْ بَنَانُه

9. أَنْشَاكَ رَبِّيٌّ فِتْنَة***لَنَا تَعَالَى شَانُهُ

10. يَا سَالِبِي عَقْلِي وَمَنْ***لا يَهْتَدِيْ حَيْرَانُه

ص: 274


1- القصيدة من مجزوء الكامل المضمر عدا تفعيلة واحدة غير مضمرة في البيت (79). التخريج: شعراء الحلة: 3/ 32- 33، الأبيات (1، 2، 46، 64، 66، 68، 76، 81، 106، 108، 109، 112).
2- في شعراء الحلة: (خمرة الخدين).

11. لَمْ أَنْسَ يَوْماً نَحْنُ في***ذَاكَ الْحِمَى جِيْرَانُهُ

12. كَبَدْرِ تَم أَشْرَقَتْ***منْ نُورِهِ أَكْوَانُه

13. مِنْ رِيْقِهِ الْخَمْرُ انْبَرَى***فَلَم یفِقُ سَكْرَانُهُ

14. یَا مَنْ غَدَا فِي حُبِّهِ***مُحيراً وَلْهَانُهُ (1)

15. وَلَمْ يَفِقُ مِنْ سُكْرِهِ***فِي حُبِّهِ نَشْوَانُهُ (2)

16. يَا بَاهِرَ الحُسْنِ الَّذِي***حَارَت بِهِ خِلَانُهُ (3)

17. فَالْحُسْنُ مَكْتُوبٌ عَلَى***مَفْرِقِهِ فُرْقَانُهُ (4)

18. لا تُحْرِقَنْ قَلْبِي جَوَى***فَأنتُمُ سُكَّانُهُ

19. بانَ الْحِمَى وَبَانُه***فهُيِّجَت أَشْجَانُهُ (5)

20. للّهِ أیّامَ الصَّبَا***لوْتُشْتَرَى أَحْيَانُهُ

21. کَم نَادَمَتْ خِلّانُهُ وَغَازَلَتْ غِزْلانُهُ

ص: 275


1- فى (أ): (من حبه). الوَلَهُ : ذهاب العقل لشدة الانفعال لحب أو حزن. (ينظر : لسان العرب: 561/13، مادة: و.ل.ه).
2- الانتشاء أول السُّكر ومُقدَّماته، أو هو السكر نفسه (ينظر: لسان العرب: 325/15، مادة: ن.ش.).
3- فى (أ): (يايا باهر). الخِلُّ: الصَّديقُ المُخْتَصُّ. (ينظر : لسان العرب: 211/11، مادة: خ.ل.ل).
4- الفرقان: هنا الفرق، أي الصُّبْحُ (ينظر : لسان العرب: 303/10، مادة: ف.ر.ق، 26/1، مادة: ب.د.أ).
5- الحِمَى و الحمية: ما حُمِي من شيء.(ينظر : لسان العرب: 197/14، مادة: ح.م.ا) وهو هنا مكان السكن، وبانه هي أشجار البان التي تحيط بمكان السكن وتدل عليه من بعيد.

22. بِالْعُمْرِ كُنْتُ أَشْتَرِي***لَوْ تُشْتَرَى أَزْمَانُهُ

23. لَمْ أَنْسَ يَومَ زَارَنِي***وَمَا دَرَتْ جِيْرَانُهُ

24. وَنَحْنُ فِي رَوْضِ زَهَت***بِمِيْلِهَا أغصَانُهُ

25. وَالوِرْقُ مِن أنسٍ بِهِ***تَرَدَّدَتْ أَلحَانُهُ (1)

26. وَالدَّوْحُ مِنْ لُطْفِ الْهَوَى***تَمَايَسَت قُضْبَانُهُ (2)

27. وَالْمَاءُ مِنْ فَرْطِ الْهَنَا***تَسَافَحَتْ غُذْرَانُهُ

28. یَآ ظَاعِناً في مُهْجَتِي***وَ إنْ نَأَتْ أَوطَانُهُ

29. لَمْ يَرْعَ صَبّاً مُدْنِفاً***هَاجَتْ بِهِ أخزَانُهُ (3)

30. شفَاؤُهُ فِي بَانِهِ***وَوَجهُهُ بُستَانُهُ

31. وَخَدُّهُ تُفَّاخحُهُ***وَنَهْدُهُ رُمَّانُهُ

32. وَوَردُهُ وَجنَتُهُ***وَشَعْرُهُ رَيْحَانُهُ (4)

33. رِضَابُهُ مُسْتَعْذَبٌ***يَرْضَى بِهِ ظَمْانُهُ

شِفَاهُهُ عنّابُهُ***وَطَلْعُهُ أَسْنانُهُ (5)

ص: 276


1- الوُرْقُ: جمع الورقاء وهي الحَمامة. (ينظر : لسان العرب: 374/10، مادة: و.ر.ق).
2- الدَّوْحةُ: الشجرة العظيمة المتسعة من أيّ الشجر كانت، والجمع دَوْحٌ (ينظر : لسان العرب: 2/ 436، مادة: د.و.ح).
3- في (ب): (هاحب).
4- في (ب): (ووده) وجنته).
5- في (ب): (شفافه).

35. يَا خِشْفَ أُنسٍ تارِكِي***حِلْفَ الضَّنَى هُجْرانُهُ

36. لَمَّا رَآنِي مُدْنِفاً***تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُ

37. وَوَكَفَتْ أَجْفَانُهُ***فَبَلَّلتْ أَرْدَانُهُ

38. فَقُلْتُ يَا مَنْ حُسْنُهُ***نَظيرُهُ إحسَانُهُ

39. قُلْ لِيَ مَا هَذَا البُكَا***فَابْتَدَرَتْ أَشْجَانُهُ

40. وَقَالَ هَلْ يَسْلُوْ فَتَى***تَفَرَّقَتْ خِلّانُهُ؟

41. أَمَا رَأَيْتَ (الْمُرْتَضَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***لمَّا مَضَتْ إِخْوَانُهُ؟

42. قد نَا صَبَتْهُ بِالَّذِي***قَدْ نَصَبَتْ عِدْوَانُه

43. لَمَّا تَوَارَى (الْمُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***تَخَاذَلَتْ أَعْوَانُهُ

44. وَأَخَّرُوْهُ فَهَوَتْ***منَ الْهُدَى أَرْكَانُهُ (1)

45. کأَنَّ ذَا قُرْبَاهُ لَمْ***یَشْهَدْ لَهُ فُرْقَانُهُ

46. لا (أَحْمَدُ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) رُوْعِيَ فِي***ه لا ولا قُرْآنَهُ (2)

*****

ص: 277


1- في (أ): (من دينه أركانه).
2- في أعيان الشيعة: 298/7، و شعراء الحلة: 32/3: (لا أحد يرعى ولا***يرعى له قرآن) وبعده بيتان حذفناهما.

47. فَصَارَ فِيْهِ (الْمُرْتَضَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***يرثي لَهُ عِدْوَانُه

48. لا (الْمُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) رَاضٍ وَلا***رَاضٍ بِهَا رَحْمَانُهُ

49. إِذْ رُوِّعَ الْهَادِي بِها***وروعتْ فِتْيَانُهُ

50. وَكَذَّبُوا (الْهَادِي) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَهَا***ومُزِّقَتْ أَبْدَانُهُ

51. قَضَى بِهَا حَتَّى قَضَى***وَقَدْ فَشَا بُهْتَانُهُ

52. کَمُ اسْتَقَالَ الشَّيْخُ حَت***تى قَدْ بَدَا إِذْعَانُهُ

53. لكنَّ فِيْهَا.....***يَلْهُو بِهِ فَتَانُه

54. لَهفِي لِدِيْنِ (الْمُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***مُذَلَّلاً سُلْطَانُهُ (1)

*****

55. وَلاه في أُمَّ الْقُرَى***ليُقْتَفي عِرْفَانُهُ

56. وَالْكَعْبَةُ الْعُظْمَى بِهَا***قدْ نَغَّمَتْ عِیْدَانُهُ

57. غَنَّتْ بِهَا فِتْيَانُهُ***وَرَقّصَتْ غُلْمَانُهُ

58. وَشِرْبُه الخَمْرَةَ لا***یَخْفَي وَلا إِدْمَانُه

59. هَلْ ذَاكَ ذَنْبُ يُرْتَجَى***منْ رَبِّنَا غُفْرَانُهُ

60. فَالفِسْقُ فِيهم عامرٌ***مُشَيَّدٌ بُنْيَانُهُ

ص: 278


1- بعده أربعة أبيات حذفناها.

61. وَالدِّينُ فِيهِمْ خَاضِعٌ***مُلَجْلِجٌ لسَانُهُ

62. يَنْدُبُهُ مَنْ قَدْ أَقَا***مَ صُرحَهُ سِنَانُهُ

63. سَيْفُهُ الَّذِي حَبَا***ه نَصْلُهُ دَيَّانُهُ

64. أَخو (النَّبِي) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْمُصْطَفَى***مَوْلَى تَعَالَى شَانُهُ (1)

65. لَيْثُ الهِيَاج (الْمُرْتَضَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***إِنْ غَرَّدَتْ شُجْعَانُهُ

66. وَمَنْ بِيَوْمِ الطَّعْنِ قَدْ***ذَلَّتْ لَهُ فُرْسَانه (2)

67. وَالْخَائِضُ الْحَتْفَ الَّذِي***تَعنوْ لَهُ أَقْرَانُهُ

68. مَوْلَى لأَضْلاعِ الْعِدَى***مُشْتَاقَةٌ خُرْصَانُهُ (3)

69. وَلِلرِّقَابِ وَلَّهُ***منْ عَطَشِ قُضْبَانُهُ

70. لَمْ يَرْوِهَا فَيْضُ الدِّمَا***إذَا أَرْتَوَى ظَمْآنُهُ

71. وَسَاعَدَتْ بِنَدبِهَا***أَرْبَعَةٌ إِخْوَانُهُ

ص: 279


1- في أعيان الشيعة: 298/7، و شعراء الحلة: 32/3: (وأخو النبي المصطفى***فیهم تعالى شانه)
2- في أعيان الشيعة،298/7، وشعراء الحلة: 32/3: إن صال في يوم الوغى***ذلت له جعانه)
3- فى أعيان الشيعة: 298/7 و شعراء الحلة : (32/3): (مولىً لأكباد العدى). الخَريصُ: السِّنانُ والخرْصانُ أَصلُها القُضبانُ. (ينظر : لسان العرب: 21/7، مادة: خ.ر.ص).

72. جُندٌ بِهِ (مُقْدَادُهُ)***(عمَّارُهُ) (سَلْمَانُهُ)(1)

73. لكنَّ فِي الإبْقَاءِ أَمْر***اً وَاضِحاً بُرْهَانُهُ (2)

74. إِنْ يَعْقِبُوْا ذُرِّيَّةً***يَعْرِفُهَا عِرْفَانُهُ

75. وَ(يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ ال***مَيْتِ) لَهَا عِنْوَانُهُ (3)

76. يَا غَيْثَ جُوْدٍ هَاطِلاً***يَرْوِي الْمَلا هَتَّانُهُ (4)

77. وَغَيْرُهُ لَوْ جَادَ مَا***بَلَّ الصَّدَى هَطْلانُه (5)

ص: 280


1- المقداد بن عمرو، ويعرف ابن الأسود الكندي (ت 33ه)، صحابي من الأبطال، أول من أظهر الإسلام وهو أول من قاتل على فرس فى سبيل الله، جاء في الحديث الشريف " إن اللّه عز وجل أمرني بحب أربعة على والمقداد وسلمان وأبي ذر"، وتوفي بالقرب من المدينة ونُقل إليها فدفن فيها. (ينظر : الثقات: 371/3 مشاهير علماء الأمصار: 46، الأعلام 282/7). عمار بن ياسر بن عامر الكناني القحطاني أبو اليقظان (ت 37ه)، صحابي من الولاة الشجعان أصحاب الرأي، أحد السابقين إلى الإسلام والجهر به هاجر إلى المدينة وشهد بدراً وأحداً والخندق وبيعة الرضوان كان الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يلقبه "الطيّب" ابن المطيّب" استشهد في صفين رضوان اللّه عليه. (ينظر : الثقات: 301/3، مشاهير علماء الأمصار: 74 الأعلام : 36/5). سلمان الفارسي (ت36ه) صحابي من مقدميهم، وُلد في قرية من قرى أصبهان، هاجر إلى بلاد العرب فلقيه ركب من كلب فاستعبدوه التحق بالرسول الكريم محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في قباء وأعلن إسلامه، أعانه المسلمون على شراء نفسه، قوي الجسم صحيح الرأي، كان عالماً بالشرائع وغيرها، قال عنه رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ): "سلمان منا أهل البيت". (ينظر : الثقات : 157/3، مشاهير علماء الأمصار: 76، الأعلام 111/3).
2- البيت غير موجود في (ب).
3- الشاعر يقتبس من قوله تعالى: «إِنَّ اللّه فَالِقُ الحَب وَالنَّوَى يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ» (الأنعام / 95).
4- هَتَنَت السَّماءُ: صبت. (ينظر : لسان العرب: 430/13، مادة: ه.ت.ن).
5- الهطل والهَطَلان: المَطَر المتفرِّق. (ينظر : لسان العرب: 698/11، مادة: ه. ط.ل).

78. مَكَارِمُ الأَخْلاقِ مِنْ***دُوْنِ الْوَرَى نِدْمَانُه (1)

79. يَا صَاحِبَ الْحِكَمِ الَّتي***يَعْنُوْ لَهَا (لُقمانُهُ) (2)

80. وَالْفِعْلُ وَالْقَوْلُ الحَكِي***مُ شَاهِدٌ عَيَانُهُ

81. يَا صَاحِبَ الْفَضْلِ الَّذِي***تَبدُوْلَنَا أَعْيَانُه (3)

82. لَوْلاكَ مَا قَامَ الْهُدَى***وَشُيّدَتْ أَرْكَانُهُ

83. حَقّاً وَلا كُفْرٌ عَنَا***ولا بَ دَا نُقْصَانَهُ (4)

84. منْ مَالَ عَنْهُ خُفِّفَتْ***في حشْرِهِ مِيْزَانُه

85. فَمَنْ يَمِلْ عَنْ (حَيْدَرٍ)***يَبِن لَهُ خُسْرانُهُ

86. وَذِيْ شِقَاقٍ لَمْ يَزَلْ***يَبْدُوْ لَنَا كُفْرَانُهُ (5)

87. نَشْوَانُ مِنْ خَمْرِ الشَّقَا***وَعَقْله ُ ثَمْلانُهُ

88. يَقُوْلُ قَوْلَ (الْمُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***لا یَهْتَدِي عِرْفَانُهُ

ص: 281


1- النَّديمُ الشَّرِيبُ الذي يُنادمه. (ينظر لسان العرب: 572/12، مادة: ن.د.م).
2- لقمان الحكيم: اختلف الناس في أمره، منهم من قال كان نبياً ومنهم من قال كان حكيماً ولم يكن نبياً، وقيل إنه كان عبداً تجاراً، قال له سيده اذبح شاة وائتني بأطيبها بضعتين فأتاه باللسان والقلب ثم قال له اذبح شاة أخرى وألقِ بأخبث ما فيها بضعتين فألقى بالقلب واللسان، فسأله عن ذلك، فقال: هما أطيب شيء إذا طابا وأخبث شيء إذا خبثا. (ينظر : ثمار القلوب 125/1، تفسير القرطبي 218/14). هذا يَعْنُو هذا: أى يأتيه. (ينظر لسان العرب: 101/15، مادة: ع.ن.ا).
3- فى أعيان الشيعة 298/7 وشعراء الحلة : 32/3: (يبدو لنا برهانه).
4- العَنَتُ: دُخُولُ المَشَقَّة، تُعْنَتَه أَي تشق عليه. (ينظر : لسان العرب: 61/2، مادة: ع.ن.ت).
5- في (أ): (شعاف).

89. وَلا مِنَ ابْنِ عَمِّهِ***يَبْدُو لَنَا بَيَانُهُ

90. وَلا مِنَ الأَنْبَاءِ قَدْ***بَانَتْ لَهُ أَدْيَانُهُ

91. لَكِنْ مَقَالُ الحَقِّ مَا***أَفْتَي بهِ (نُعْمَانُهُ) (1)

92. فَهَلْ يُرَى في كُفْره***شَكٌ فَيسْتَعَانُهُ؟

93. کأَنّهُ لَمْ يَدْرِ مَنْ***بَاهَتْ بِهِ أَزْمَانُهُ

94. مَنْ شُرِّفَ الْبَيْتُ بِه***وَشُرِّفَتْ كُوْفَانُه

95. إِنْ يُنْكُرُوا مَا خَصّهُ***مِن فَضْلِهِ دَيَّانُهُ

96. أَوْ يُغْمِصُوْا أَفْضَالَهُ***یَشْهَدْ لَهُ فُرْقَانُهُ (2)

97. أَوْ يَجْحَدُوا (خُمّا) فَقَدْ***قَالَتْ بِهِ عِدْوَانُه

98. وَذَاكَ أَمْرٌ قَدْ فَشَا***سارَتْ بِهِ رُكْبَانُهُ

99. فَالْعِلْمُ هَذَا بَابه***وَوِلدُهُ أَرْكَانُهُ

100. وَالْدِيْنُ فِيْهِمْ قَائِمٌ***فهم إذاً حِيْطَانُه

101. يَا مُوْكَلاً في الحَشْرِيَ***قْ صِي بَاغِضاً رَضْوَانهُ

102. وَمَالِكَا لِمَالِكٍ***إنْ أُحِجَتْ نِيرَانُهُ

ص: 282


1- هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي، ولد سنة 80ه، كان محباً لآل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) جداً، حتى اتهمه الخوارج بالتشيُّع، أسس مذهب الرأي والقياس، حضر عند الإمام جعفر الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) علی مدى سنتين فقال : لولا السنتان لهلك النعمان، توفي سنة 150ه. (ينظر الخلاف: 33/1، جامع المقاصد : 1/ 33 مقدمة التحقيق،21، إحقاق الحق: 443/28، 446، 467، الإمام البخاري وفقه أهل العراق: 59).
2- غَمَصَه غَمْصاً واعْتَمَصَه : حَقَّرَه واسْتَصْغَره. (ينظر : لسان العرب: 61/7، مادة: غ. م.ص).

103. أَنْتَ لِيَوْمِ الْحَشْرِ يَا***خَيْرَ الْمَلا سُلْطَانُهُ

104. وَأَنْتَ في يَوْمِ الْحِسَا***بِ لِلْوَلا مِيزَانُه

105. وَأَنْتَ مَنْ طَرْفُ العُلا***یاسَيّدِي إِنْسَانُهُ

106. يَا مَنْ ن بِإِيْمَانِ الْمَلا***مُعادَلٌ إِيْمَانُه (1)

107. يَا مَنْ بِإِحْسَانِ الْوَرَى***مُقَابَلٌ إحْسَانُهُ

108. يَا مَنْ أتاهُ سَائِلاً***منَ الْفَلا ثُعْبَانُهُ

109. وَكَلَّمَ الْمَيْتَ الَّذِي***قِدْماً عَفَتْ أَكْفَانُهُ

110. وَلاكَ كَهفُ الْمُلْتَجَى***يَزْهِي بِهِ مَكَانُهِ

111. إِنَّ ( سُلَيْمَانَ) الْتَجَا***وَأَنْتَ ذَا أَمَانُهُ

112. صَلَّى عَلَيْكَ اللّه مَا***قَفْلُ سَرَتْ رُكْبَانُهُ (2)

ص: 283


1- فى أعيان الشيعة 298/7 و شعراء الحلة : 32/3 ورد صدر البيت: (بإيمان الورى).
2- في المصدرين السابقين، ورد عجز البيت بصيغة: (ما ركب سرت). القُفُول: الرجوع من السفر والقَفَل اسم للجمع. (ينظر لسان العرب: 560/11، مادة: ق.ف.ل)، واشتق اسم القافلة من ذلك لأنهم يقفلون.

[26]

وقال يرثي الحسين صلوات اللّه عليه: (1)

[من الكامل والقافية من المتواتر ]

1. قَوْمِي أَقِيمِي مَاتَمَ الإِيمَانِ***وَارْوِي الْخُدُوْدَ بِأَدْمُعِ الْأَجْفَانِ

2. آلُ النَّبِيِّ (بِكَرْبَلا) قَدْغُوْدِرُوا***صَرْعَى بِكُلِّ مُثَقَفِ وَيَمَانِ(2)

3. مَنْ مُخبِرُ الْهَادِي بِأَنَّ سَلِيْلَهُ***حُشِدَتْ عَلَيْهِ عَصَائِبُ الْعُدْوَانِ (3)

4. فَقَدَ النَّصِيْرَ، سِوَى بَقِيَّةِ أُسْرَةٍ***شَرَتِ الْخُلُوْدَ بِبَذْلِ عَيْشِ فَانِ

5. قَوْمٌ إذا رَكِبُوا السَّوَابِقَ خِلْتَهُمْ***فِي الْحَرْبِ عُقْبَاناً عَلَى عُقْبَانِ (4)

6. مِنْ كُلِّ مَصْقُوْلِ الْغِرَارِ تَخَالُ إِنْ***شَهِدَ الْوَغَى يَرْتَاحُ كَالنَّشْوَانِ (5)

7. نهَّابُ أَزْوَاحَ الْكُمَاءِ، خَلُوقُهُ***يَوْمَ الْكَرِيةِ مِنْ تَجِبْع قَان (6)

ص: 284


1- في (ب): (وقال نوّر اللّه مرقده يرثي جدّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
2- المثقف: الرمح، الثِّقافُ: ما تُسَوَّى به الرِّماحُ. (ينظر : لسان العرب: 19/9، مادة: ث.ق.ف) واليماني: السيف.
3- العَصائبُ: جمع عِصابة وهي ما بين العشرة إلى الأربعين. (ينظر : لسان العرب: 602/1، مادة: ع. ص.ب).
4- السوابق الخيل. (ينظر : لسان العرب: 151/10، مادة: س.ب.ق). العُقابُ: طائر من الكواسر معروف وجمعه عُقبان. (ينظر : لسان العرب: 621/1، مادة: ع.ق.ب).
5- الغرار : حد الرمح والسيف والسهم. (ينظر لسان العرب: 16/5، مادة: غ.ر.ر).
6- الكَميُّ: الشجاع المُتَكَمِّي والجمع الكُماة. (ينظر : لسان العرب: 231/15، مادة: ك.م.ي). الخَلُوقُ: طيب معروف يتخذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب. (ينظر : لسان العرب: 91/10، مادة خ.ل.ق). النجيع: الدم القاني الأحمر. (ينظر : لسان العرب: 348/8، مادة: ن.ج.ع).

8. وَثَبُوا لِنَصْرِ الدِّينِ وَثْبَةَ عَازِمٍ***جَعَلَ الْقُلُوْبَ تَمَائِمَ الْخُرْصَانِ

9. فَتَطَارَحُوْا لِلْمَوْتِ عَنْ صَهَوَاتِهَا***فَقُلِ النُّجُومُ هَوَتْ عَلَى الْكُثبَانِ

10. وَأَبَى أَبِيُّ الضَّيْمِ أَنْ يَعْطِي الْعِدَا***أَبَداً قِيَادَ مَذَلَّةٍ وَهَوَانِ

11. فَاسْتَلَّ عَضْباً قَبْلَ أَنْ يَسْتَلَّهُ***شَكَتِ النُّفُوْسُ تَفَارُقَ الأَبْدَانِ

12. يَسْطو فَتْنهَالُ الجموع فَوَازِعاً***فَزَعَ السَّوَامِ لِسَعوَةِ السَّرْحَانِ (1)

13. وَيَذُوْدُ عَنْ حَرَمِ النُّبُوَّةِ مُفْرَداً***خِلْوا مِنَ الأَنْصَارِ وَالأَعْوَانِ

14. وَرَدَ الرَّدَى صَادِي الْجَوَانِحِ فَاغْتَدَى***وِرْداً لِكُلِّ مُهَنَّدٍ وَسِنَانِ

15. حَتَّى هَوَى بِيَدِ الْمَنِيَّةِ ضَامِناً***وا لهفَتَا لِلْعَاطِشِ الظَّمْآنِ

16. اللَّهُ أَكْبَرُ، أَيُّ خَطْبٍ فَادِحٍ***أَنْحَى عَلَى الإِسْلامِ وَالإِيْمَانِ

17. لهفِي عَلَى الرَّأْسِ الْكَرِيمِ وَقَدْ غَدَا***جَهْراً يُدَارُ عَلَى سِنَانِ سِنَانِ (2)

18. لَهفِي عَلَى الْجَسَدِ الْمُعَظَّمِ قَدْ غَدَا***تجرَى الْخُيُوْلِ وَصَارَ كَالْمِيْدَانِ(3)

ص: 285


1- السِّرحان الذئب. (ينظر : لسان العرب: 481/2، مادة: س.ر.ح).
2- كان رأس الحسين سلام اللّه عليه مرفوعاً على سنان الرمح بيد سنان بن أنس بن عمرو النخعي، وهو الذي حمل رأس الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأدخله على ابن زياد لعنه الله. (ينظر: الفصول المهمة لابن الصباغ: 828/2)، وفي رواية الطبري عن أبي مخنف أنه احتز الرأس الشريف من الجسد الطاهر. (ينظر: تاريخ الطبري: 346/4 الآمالي للصدوق: 226، الفتوح: 119/5).
3- نادى عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره وصدره، فانتدب عشرة، منهم إسحاق بن حياة الحضرمي والأخنس بن مرثد وحكيم بن الطفيل. (ينظر: الدر النظيم:،558، أعيان الشيعة: 612/1).

19. لَهفِي عَلَى حَرَمِ النُّبُوَّةِ قَدْ غَدَتْ***تُسْبَى إِلَى الشَّامَاتِ مِنْ كُوْفَانِ (1)

20. وَالْعَابِدُ (السَّجَّادُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي أَسْرِ الْعِدَا***عَانِ فَلَهْفِي لِلأَسِيْرِ الْعَانِي

21. لَمَّ أَنْسَ (زَيْنَبَ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذْ تَقُولُ وَظَاهِرِ الْ***عَبَرَاتِ يُبْدِي كَامِنَ الأَشْجَانِ

22. أَأَخَيَّ يَا حَفَ الْعِدَا كَيْفَ اغتَدَى***غَابُ الأُسُودِ مَقَارَةَ النُّوبَانِ؟

23. أَأُخَيَّ مَنْ يَرْعَى النِّسَاءَ بِرَأْفَةٍ***حَيْثُ الْحَدَاةِ تَجِدُّ بِالأَظْعَانِ؟

24. أَأَخَيَّ مَنْ لِلْوَفْدِ مَنْ لِلْرَّفْدِ مَنْ***لِلْمُرْتَجِيْنَ النَّيْلَ وَالضَّيْفَانِ؟

25. مَنْ يَخْصِبَ الْعَامَ الْمَحِيْلِ بِهِ وَمَنْ***لِسَوَابِعْ الإِنْعَامِ وَالإِحْسَانِ؟

26. واللّه رُزُؤُكَ يَا بْنَ بِنْتِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***مُتَجَدِّدُ بِتَجَدُّدِ الْأَزْمَانِ

27. لَمْ يُبْقِ صَبْراً لا وَلا جَلَداً ولا***حُسْنَى زَمَانٍ أَوْ جَمِيْلَ مَكَانِ

28. يَا جَدُّ فَاقْبِلْ بِكْرَ فِكْرِ ثَاكِل***تَنْعَاكَ وَهُيَ بِفَاجِعِ الْأَحْزَانِ

29. فَعَسَى (سُلَيْمَانُ) يَفُوزُ بِمَدْحِكُمْ***وَيَكُوْنُ فِيْهِ رَاجِحَ الْمِيزَانِ

30. صَلَّى الإلَهُ عَلَيْكَ يَابْنَ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***مَا نَاحَ قُمْرِيٌّ عَلَى (الْأَغْصَانِ) (2)

ص: 286


1- قال ابن الصباغ في الفصول المهمة: (وأرسل – عبيد اللّه بن زياد – النساء والصبيان على أقتاب المطايا ومعهم علي بن الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وقد جعل ابن زياد الغل في يديه وفي عنقه ولم يزالوا سائرين بهم على تلك الحالة إلى أن وصلوا إلى الشام. (الفصول المهمة: 829/2).
2- القُمْرِيُّ: طائر يُشبه الحَمامَ. (ينظر : لسان العرب: 113/5، مادة: ق.م.ر).

[27]

وقال يرثي الزهراء وابنها الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) :

[من الكامل والقافية من المتدارك ]

1. قَرْحُ الْمُصَابِ أَمَضُ مِنْ جَرْحِ الْهَوَى***هَذَا يَطِيبُ وَذَاكَ لَيْسَ لَهُ دَوْا

2. رُزُءٌ أَذَابَ حشَاشَةً أَلْقَيْتُهَا***في أَدْمُعِي وَلِكُلِّ أَعْضَائِي كَوَى (1)

3. حُزْناً لِسَيِّدَةٍ قَضَتْ مَقْرُوْحَةً***وَفُؤَادُهَا لِفَوَادِحِ الْبَلْوَى حَوَى

4. عَنْ نِحْلَةِ الْهَادِي وَعَنْ مِیرَاثِهِ***مِنْ بَعْدِهِ شَرُّ الأَنَامِ لَهَا زَوَى

5. فَتَخَمَّرَتْ وَأَتَتْهُ مِنْ فَرْطِ الأَسَى***فِي نِسْوَةِ وَالْقَلْبُ مِنْ وَجْد هَوَى

6. وَبِمَسْجِدِ الْهَادِي رَأَتْهُ فَاغْتَدَتْ***حَسْرَاتُهَا مُتَتَابِعَاتٍ عَنْ جَوَى

7. فَبَكَى لَهَا الْجَمُّ الْغَفِيْرُ وَرَدَّهَا***عَبْرَى فَتَباً لِلْجَهُوْلِ بِمَا غَوَى

8. يَا وَيْحَهُ مَاذَا يَقُولُ لِرَبِّهِ***فِيمَا تَقَوَّلَ كَاذِباً وَبِمَا رَوَى؟

9. وَالهَفَتَاهُ وَقَدْ أَقَامَتْ بُرْهَةً***مَقْرُوْحَةً ثَكْلَى تَئِنُّ مِنَ الْجَوَى

10. فَقَضَتْ مِنَ الْوَجْدِ الْمُبرِّح وَالأَسَى***مَكْلُوْمَةَ الأَحْشَاءِ وَاهِنَةَ الْقُوَى (2)

11. حَتَّى الْمَماتِ، وَقَلْبُهَا لَمْ يَخْلُ مِنْ***وَجْدٍ لَأَحْشَاءِ مُقَرَّحَةٍ شَوَى (3)

12. حُزْناً لِمُهْجَةِ قَلْبِهَا وَحَبِيْهَا***مَنْ فِي الطُّفُوْفِ لِكِلٌّ بَلْوَى قَدْ ثَوَى

ص: 287


1- في (ب): (والكل أعضائي).
2- في (ب): واهية (القوي).
3- في (ب): (...... تَخْلُ مِنْ وَجْدِ مُقَرَّحَةٍ لأَحْشَاءِ شوى).

13. مَوْلَى لِجَيْشِ الْمَارِقِيْنَ بِعَزْمِهِ***لا بِالسَّلاحِ وَلَا بِعَسْكَرِهِ لَوَى

14. أَسَدٌ وَمَخَلَبُهُ الْسِنَانُ وَقَدْ نَبَا***وَالْعَضْبُ أُظْفُورٌ لَهُ وَقَدِ الْتَوَى

15. صَادِ يُرَوِّي التُّرْبَ فَيْضُ دِمَائِهِ***وَعَلَى ظَمَيِّ ًمِنْهُ الْجَوَانِحُ قَدْ طَوَى

16. أَيَّذادُ عَنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَفِي غَدٍ***فِي حُكْمِ وَالِدِهِ الشَّرَابُ مَعَ الْلِوَا؟

17. وَأُصِيْبَ فِي النَّحْرِ الْكَرِيمِ بِنَبْلَةٍ***فَوَهَى فُؤَادُ الْمُصْطَفَى لَمَّا هَوَى (1)

18. وَجَنَا عَلَيْهِ (الشَّمْرُ) وَاحُزْنِ عَلَى***كَلْبٍ عَلَى صَدْرِ الْمَكَارِمِ قَدْ ضَوَى (2)

19. يَدْعُوهُ: يَا شِمْرُ اسْقِنِي، وَالشَّمْرُ يَسْ***فِي سَيْفَهُ مِنْ نَحْرِهِ حَتَّى ارْتَوَى

20. وَيُكَبِّرُ الْكَلْبُ اللعِيْنُ مُميّزاً***لِلرَّأْسِ لا يَدْرِي أَكَبَّرَ أَمْ عَوَى

21. وَعَلا بِهِ عَالِي السَّنَانِ مُؤَمَلاً***جَدْوَى يَزِيدَ فَخَابَ فِيْمَا قَدْ نَوَى (3)

22. نَظَرَ السَّمَا تَبْكِي دَماً، وَالأَرْضُ قَدْ***رَجَفَتْ بِهَاتِيكَ الْجِبَالِ وَلَا ارْعَوَى

23. فَقِي لِغُصْنِكَ يَا (رَسُوْلَ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَا***بَيْنَ الْعِدَا بِالْحَرِّ مِنْ ظَمَا ذَوَى

24. يَسْقِي الظَّبَى مِنْ بَحْرِ نَحْرٍ عَاطِشٍ***وَرَدَ الْفُرَاتَ وَرُدَّ عَنْهُ مَا ارْتَوَى

25. خَوْفَ (ابْنِ سَعْدٍ) وَ(الضّبَابِيِّ) الَّذِي***نَ إِذَا هُمَا مَلَكَا الْحِبَا لَنْ يَعْفُوا (4)

26. وَالهَفَتَاهُ عَلَى النِّسَاءِ (بِكَرْبَلا)***يَوْمَ (الْحُسَيْنِ) وَيَوْمَ جَدَّ بِهَا النَّوَى

27.كَمْ يَسْتَغِثْنَ بِجَدِّهِنَّ، وَقَلْبُهُ***مِنْ أَجْلِهِنَّ عَلَى الْمُصَابِ قَدْ انْطَوَى

ص: 288


1- وهى : ضَعُفَ. (ينظر : لسان العرب : 417/15، مادة: وه-ي).
2- الصَّوَّةُ والعَوَّةُ : الصوتُ والجَلَبَةُ. (ينظر : لسان العرب: 488/14، مادة: ض.و.ا).
3- في (أ): (الرماح).
4- في (أ، ب): (إذ هما)، والصحيح: (إذا هما).

28. وَيَقُلْنَ : يَا شَرَّ الْخَلِيقَةِ رَاقِبُوْا***فِيْنَا (النَّبِيِّ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (وَمَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (1)

29. لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا مِنَ الْقَوْمِ الَّذِي***نَ بِهِمْ تَوَسَّلَ (آدَمُ) لَمَّا غَوَى

30. وَلأَجْلِنَا خُلِقَ الزَّمَانُ وَشُرِّفَتْ***(أُمُّ الْقُرَى) وَبِنَا عَلا (وَادِي طُوَى) (2)

31. فَإِذَا شَكَكْتُمْ نَاشِدُوا (الْفُرْقَانَ) عَنْ***وَ(التِّينِ) وَ(النَّجْمِ) الْمُبِينِ إِذا هَوَى

32. وَا لهفَتَاهُ لَآلِ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سُیِّرتْ***أَسْرَى وَفِي كَرْبِ السُّرَى تَشْكُرُ الطَّوَى

33. ما بَيْنَ مَأْسُورٍ يَنُوحُ لِثُكلِهِ***حُزناً لِفُرُوحٍ بِعَرْضَةِ نَيْنَوَى

34. لا تَنْدِبُوْا وَجْداً لإلْفِ قَدْنَأَى***عَنْ مَنْزِلِ مَا بَيْنَ (وَجْرَةً) وَ(الْلِوَى) ((3)

35. وَابْكُوْا حَبِيْبَ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَمَنَازِلاً***قَدْ حَلَّهَا الْمَجْدُ الْمُنِيفُ وَقَدْ لَوَى (4)

36. وَا لهفَتَاهُ عَلَى غَسِيْلِ بِالدِّمَا***وَمُكَفَنِ بِالتُّرْبِ مِنْ نَسْجِ الْهَوَا

37. حُرِّ أَبَى سَبْكَ الْعَبِيدِ مُجَاهِداً***في اللّه يَجْزِمُ أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَا (5)

38. يَرْجُوْ لِشِيْعَتِهِ خَلاصاً مِنْ لَظَى***فِي قَتْلِهِ وَلِغَيْرِهِ لَنْ يَرْجُوا

39. كَيْمَا يَفُوْزَ بِرُزْئِهِ الْبَاكُونَ وَالشَّ***شُهَدَاءُ وَالسُّعَدَا وَمَنْ لَهُمُ هَوَى

ص: 289


1- الشاعر يقتبس من سورة طه: «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» (طه/5).
2- وادي طوى: هو بطن مكة المشرّفة، الذي ذكره اللّه تعالى في سورة طه: «إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى» (طه/12).
3- وجرة: محلة بين مكة والبصرة بينها وبين مكة نحو أربعين ميلاً ينظر: مكة نحو أربعين ميلاً: (ينظر : معجم البلدان: 362/5)، واللوى وادٍ من أودية بني سليم. (ينظر : معجم البلدان: 23/5).
4- فى (ب): وقد نوى).
5- السبك أصلاً من السبيكة كسبيكة الذهب. (ينظر: تاج العروس: 6714/1) إلا أن التعبير هنا مجازي أراد به الشاعر طبيعة العبيد وما جبلوا عليه أصلاً.

40. فَابْكُوْا عَلَيْهِ فَإِنَّكُمْ تَنْجُوْنَ مِنْ***نَزَّاعَةٍ مِنْ عُظْمِ حَرِّ لِلشَّوَى (1)

41. لَمْ يَبْكِ إِلا مَنْ بَكَاهُ (مُحَمَّدٌ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَبَكَاهُ كُرْسِيُّ الإِلَهِ وَمَا حَوَى

42. يَا آلَ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَيْفَ تُحْصَى فَضْلُكُمْ***وَعَدُّوكُمْ قَدْ كَلَّ عَنْهُ بِمَا رَوَى؟

43. أَنْتُمْ مَنَاصُ الْخَائِفِ الْلاحِي مِنَ الد***دَارَيْنِ إِذْ بِسِوَاكُمُ لَنْ يَنْجُوَا

44. فِي الْفَضْلِ لَيْسَ لَكُمْ شَبِيهُ فِي الْمَلا***لا غَيْرَ فِيمَا قَدْ نَفَيْتُ وَلا سِوَى

45. يَرْجُو (سُلَيْمَانُ) بِحُسْنِ مَدِيحِكُمْ***خَيْر الْجَزَاء إذا سوى أو ما سوى

46. صَلَّى الإلَهُ عَلَيْكُمُ مَا إِنْ هَمَتْ***سُحُبٌ عَلَى رَوْضِ الْحُزُونِ (2) وَمَا ارْتَوَى

ص: 290


1- يشير إلى قوله تعالى: «نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى» (المعارج (16).
2- الحَزْنُ: المكانُ الغليظ وهو الخَشنُ من الأرض. (ينظر : لسان العرب: 111/13، مادة: ح.ز.ن)، والجمع حزون.

[28]

وقال رحمه اللّه يرثي النبي والوصي والبضعة والسبط، صلوات اللّه عليهم و وسلامه : (1)

[من البسيط والقافية من المتواتر ]

1. قف بالرِّكَابِ (2) وَحَيَّ الدَّارَ حَادِيها***وَابْكِ الرُّبُوْعَ وَسَلْهَا عَنْ أَهَالِيْهَا (3)

2. وَكَفْكِفِ الدَّمْعَ وَانْظُرْ هَلْ تَرَى طَلَلاً***فِي دِمْنَةٍ قَدْ عَفَا صَبْرِي لِعَافِيْهَا ؟ (4)

3. وَقُلْ: أَيَا طَلَلَ الأَحْبَابِ مَا لَعِبَتْ***هوْجُ الرِّيَاحِ وَمَا سَجَّ الْحَيَا فِيهَا (5)

4. إِلَّا تَهَيَّجَ مِنْ قَلْبِيْ عَلَيْكِ جَوَى***وَأَدْمُعُ كُنْتُ أُخْفِيْهَا فَأَبْدِيْهَا

5. يَا هَلْ لِنُؤْيِ سَقَى بَعْدَ الْغَمَامِ لَهُ***دَمْعِي وَهَاجَ مِنَ الأَشْجَانِ خَافِيْهَا (6)

ص: 291


1- في (ب): (وقال رحمه اللّه يرثي النبي والوصي والبضعة الزهراء والسبط صلوات اللّه عليهم أجمعين).
2- في (ب): (قف بالديار).
3- الحَدْوُ: سَوْقُ الإبل والغناء لها. (ينظر : لسان العرب: 168/14، مادة ح.د.ا).
4- الطَّلل: آثار الديار. (ينظر لسان العرب: 405/11، مادة: ط.ل.ل). الدِّمنَةُ: آثار الناس. (ينظر لسان العرب: 157/13 مادة د.م.ن). عفى الأثر : أي زال واختفى.
5- هوج : جمع هَوْجاء وهي الرِّيح العظيمة التي تقلع البيوتَ والأشجار. (ينظر : لسان العرب: 394/2، مادة: ه.و.ج). سَحَّ الماء: صبه وسح الماء بنفسه سال من فوق وكذا المطر والدمع. (ينظر : لسان العرب: 326/1، مادة: س.ح.ح). الحَيَا: المطر والخصب. (ينظر : لسان العرب: 211/14، مادة: ح.ي.1).
6- النُّؤْي: الحَفِّيرُ حَوْلَ الحَباءِ أو الخَيْمَةِ يَمْنَعُ عنها السَّيْلَ. (ينظر : لسان العرب: 300/15، مادة: ن.أ.ي).

6. مَا شَحَّ صَوْبُ الْغَوَادِي عَنْ مَرَابِعِهَا***إِلا وَسَحُ دُمُوعِي لا يُغَادِيهَا (1)

7. أَنَّى لِطَرْفِ يَرَى هَذِي الطُّلُولَ عَفَتْ***كَفَّ الدُّمُوعَ وَقَلْبٍ لَمْ يَهِمْ تِيْهَا

8. عَهْدِي بِهَا وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تَرْهَبُهَا***وَالْمَوْتُ يَخْشَى مَتَى يَغْشَى عَوَالِيْهَا

9. وَتَحْسِدُ الشُّهْبُ مِنْهَا مَعْطَنَا بَرَكَتْ***بِهِ مِنَ الْعِيْسِ مَا سَامَتْ رَوَاسِيْهَا (2)

10. وَفِتْيَةٌ تُرْهِبُ الآسَادَ وَثْبَتُهَا***وَالْغَادِيَاتُ تُرَوَّى مِنْ أَثَافِيْهَا (3)

11. قَوْمٌ أَبَى أَنْ يَؤُمَ الْلُؤْمُ سَاحَتَهُمْ***وَالْخَسْفُ نَكَبَ عَنْهَا خَوْفَ نَادِيْهَا

12. أَخْنَى الزَّمَانُ عَلَيْهَا فَاغْتَدَتْ غَرَضاً***لِلْنَّائِبَاتِ وَقَدْ خَانَتْ لَيَالِيْهَا (4)

13. فَانْظُرْ شُؤُونَ الرَّزَايَا إِنَّهَا ادُّخِرَتْ***لَدَى الطُّلُولِ، وَقِفٌ إِنْ كُنْتَ بَاكِيْهَا

14. أيَا طُلُوْلاً بِهَا طَالَتْ أَكَارِمُهَا***لَمْ يَبْلُ صَبْرِيَ إِلَّا عِنْدَ بَالِيْهَا

15. فَخُذْ بِأَطْرَافِ مَا قَالُوْا وَمَا صَنَعُوا***فَإِنَّمَا هِيَ أَشْجَى مِنْ مَرَاثِيهَا

16. وَالفَتَاهُ لَمنْ قَدْ أَوْرَثُوْا كَبَدِي***بِفَقْدِهِمْ كَمَداً لِلْحَتْفِ دَاعِيْهَا

17. لا دَرَّ دَرُّ اللَّيَالِي إِنَّهَا غَدَرَتْ***بِمَنْ تُزَانُ وَقَدْ خَانَتْ مَوَالِيْهَا

ص: 292


1- الغوادي جمع الغادية، وهي السَّحابة تنشأ فتُمْطر غَدْوةً. (ينظر لسان العرب: 116/15، مادة: غ. د.ا) الصَّوْبُ: نُزولُ المَطَر. (ينظر : لسان العرب: 534/1، مادة: ص.و.ب).
2- في (ب): (الشّهْبُ مَهمَا معطن، ما ساقت). الأَعْطَانُ والمعاطن: مبارك الإبل عند الماء ومرابض الغنم أيضا واحدها عَطَنٌ و مَعْطَن (ينظر: لسان العرب: 286/13، مادة: ع.ط.ن).
3- الأُنْفِيَّةُ: الحجر الذي تُوضَعُ عليه القدْرُ وجمعها أثافي وأثاف. (ينظر : لسان العرب: 3/9، مادة: أ.ث.ف).
4- أخْنَى عليه الدَّهْرُ : إذا مال عليه وأَهْلَكَه. (ينظر : لسان العرب: 244/14، مادة: خ.ن.ا).

18. مَتَى وَفَتْ (لِرَسُوْلِ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَهُوَ بِهَا***قَدْ مَاتَ مُضْطَهَداً إِذْ كَانَ هَادِيْها (1)

19. سَقَتْهُ مُرَّ دُعَافِ الْحَلْفِ فَانْهدَمَتْ***أَرْكَانُ دِينِ الْهُدَى إِذْ مَاتَ بَانِيهَا

20. وَالْوَحْيِ قَدْ طُمِسَتْ اعْلامُهُ وَبَكَتْ***حُزْناً عَلَيْهِ لَيَالٍ كَانَ يُحْيِيهَا

21. تَبْكِي خَاصَ الْيَتَامَى فَقْدَ مُطْعِمِهَا***بِيَوْمِ مَسْغَبَةٍ (2)شَجَّتْ غَوَادِيهَا

22.يَا عَشْرَةٌ جَدَعَتْ أَنْفَ الْمَكَارِمِ فِي***خَيْرِ الْبَرِيَّةِ قَاصِيْهَا وَدَانِيهَا

23. سَمَتْ بِهِ الْهِمَّةُ الْقَعْسَاءُ حَيْثُ عَلَتْ***(لِقَابِ قَوْسْيَنِ) أَوْ أَدْنَى لِبَارِيْهَا (3)

24.عَنِ الْهَوَى قَطُّ لَمْ يَنْطِقُ وَقَدْ نَقَضَتْ***مِنْهُ وَصَايَا بِأَمْرِ اللّه مُؤْصِيْهَا

25. في حَقٌّ مَنْ آيَةُ التَّبْلِيغِ تَشْهَدُ فِي***خُمَّ لَهُ بِوَلاءٍ مُحْكَمٍ فِيْهَا؟

26. وَ(هَلْ أَتَى) هَلْ أَتَتْ فِي غَيْرِهِ فَسَمَتْ***بِهِ إِلى غَايَةٍ أَعْيَتْ مُبَارِيْهَا؟

27. حَتَّى هَوَى النَّجْمُ اللّه مِنْ عِجَبٍ***مَا كَانَ قَوْلُ رَسُوْلِ اللّه يَكْفِيهَا

28. وَبَعْضُ ذَا لَوْ خَلَتْ مِنْ بُغْضِهِ لَكَفَى***قَاسِي الْقُلُوْبِ وَلَوْ كَالصُّمْ فَاسِيْهَا

29. فَتِلْكَ كَانَتْ حُقُودٌ لَوْ فَطِنْتَ لَهَا***لِفَوْتِ فُرْصَتِهَا كَانَتْ تُخَفِّيْهَا

30. ظُلْمُ الْوَصِيَّ وَدَعُ الظُّهْرِ (فَاطِمَةٍ) (عَلَيهَا السَّلَامُ)***عَنْ إِرْثِهَا لَيْسَ يَكْفِيهَا وَيَشْفِيْهَا

31. حَتَّى غَدَتْ بَعْدَ وَشْكِ الْبَيْنِ تُفْجِعُهَا***يَا وَيْلَهَا بِأَذَاهَا فِي ذَرَارِيْهَا

32. لَمْ تَرْعَ حُرْمَةً مَنْ قَدْ قَالَ بَيْنَهُمُ مُؤَكِّداً لِوَصَايَا أُحْكِمَتْ فِيْهَا:

ص: 293


1- في (ب): (قد كان مضطهداً).
2- المسغبة: من السغب وهو الجوعُ مع التَّعَب. (ينظر : لسان العرب: 468/1، مادة: س.غ.ب).
3- الشاعر يقتبس من قوله تعالى: «فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى» (النجم /9).

33. (ففَاطِمٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) بَضْعَةٌ مِنِّي، وَرَبُّكُمْ***يَرْضَى وَأَرْضَى الَّذِي قَدْ كَانَ يُرْضِيْهَا

34. يُرْزِي نَبِيَّكُمُ مَا كَانَ يُرْزَوْهَا***غَيْظَاً وَيُؤْذِيهِ مَا قَدْ كَانَ يُؤْذِيهَا (1)

35. إِنْ كَانَ يَرْضَى (رَسُولُ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَّ رَضِيَتْ***يَا وَيْلَ مَنْ كَانَ بِالْإِغْضَابِ يُرْزِيهَا

36. رَدَّتْ شَهَادَةَ مَنْ رَدَّ الإِلَهُ لَهُ***شَمْسَ النَّهَارِ وَقَدْ بَزَّتْ (عَوَالِيْهَا)(2)

37. حَتَّى قَضَتْ وَقَضَتْ مِنْهَا مَارِبُهَا***عِدَاتِهَا وَتَأَذَتْ مِنْ تَبَاكِيْهَا

38. تُخْفِي التَّفَجُعَ وَالأَحْشَاءُ مُوْقَدَةٌ***بِالْوَجْدِ، وَالدَّمْعُ مِنْهَا لَيْسَ يُطْفِيْهَا

39. وَبَعْلُهَا بقيود الذل يَرْمُقُهَا***بِمُقْلَةٍ فَرَّحَ الْأَجْفَانَ جَارِيْهَا

40. رَضُوا الْجَنَاجِنَ مِنْهَا وَالْجَنِيْنَ لهَا***قَدْ أَسْقَطُوا وَالضَّنَى وَالسُّقْمُ بَارِيْهَا (3)

41. تَقُوْلُ: يَا أَبَنَا أَيْنَ الْوَصِيَّةُ يَا***رَبَّاهُ مَا كَانَ ذَنْبِيْ أَنْتَ قَاضِيْهَا؟

42. حَتَّى تَوَارَتْ وَآثَارُ السَّيَاطِ بِهَا***تَشْكُو إِلَى (الْمُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) طَوْراً وَبَارِيْهَا

ص: 294


1- يُرزي: أصلها (يرزئ) فسهل الشاعر الهمزة، وقال (يرزي من الرزء وهو المصيبة). (ينظر: لسان العرب : 85/1، مادة ر.ز.أ).
2- البَزَّ: السَّلْبُ. (ينظر : لسان العرب: 311/5، مادة: ب.ز.ز). عواليها: لما افتتح النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) خيبرا اصطفى لنفسه قرى من قرىً اليهود فنزل عليه جبرئيل (عَلَيهِ السَّلَامُ) بهذه الآية «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ» (الإسراء /26) فقال النبي (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : " ومن ذا القربى وما حقه؟" قال جبرئیل (عَلَيهِ السَّلَامُ) : فاطمة (عَلَيهَا السَّلَامُ)، فدفع إليها فدك والعوالي فاستعملتها حتى توفي أبوها فلما بويع أبو بكر منعها فكلمته فقال: ما أمنعك عما دفع إليك أبوك، فأراد ان يكتب لها، فاستوقفه عمر فقال: امرأة فلتأت على ما ادعت ببينة، فأمرها أبو بكر فجائت بعلي (عَلَيهِ السَّلَامُ) والحسنين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) وأم أيمن وأسماء بنت عمير فرد شهادتهم فقال : لا، أمّا علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) فإنه يجر نفعاً إلى نفسه والحسنان ابناك، وأم أيمن وأسماء نساء، فعند ذلك غضبت عليه فاطمة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) وحلفت أن لا تكلمه حتى تلقى أباها وتشكو إليه. (ينظر: شرح الأخبار: 34/3، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: 248، كشف الغطاء: 18/1).
3- الجَناجِنُ: عظام الصدر، وقيل رؤُوسُ الأضلاع. (ينظر : لسان العرب: 100/13، مادة: ج.ن.ن).

43. أَبَعْدَ تُكْلِي وَدَعْ الإِرْثِ يَا أَبَتِي***وَكَسْرِ ضِلْعِيْ وَسَقْطِي لَا تُكَافِيْهَا

44. فَيَحْكُمُ اللّه وَالأَمْلاكُ بَاكِيَةٌ***لِشَجْوِهَا، (وَرَسُولُ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَبْكِيْهَا

45. وَالأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ الْخَلْقِ شَاخِصَةٌ***يَوْمَ القَضَاءِ عَلَى هَوْنٍ تُعَزِّيْهَا

46. وَذَا الَّذِي فَوْقَ شَاطِي النَّهْرِ مُتعفِراً***ظَامٍ حَشَاشَةُ قَلْبِي مَنْ يُدَاوِيهَا

47. فِي فِتْيَةٍ شَرِبُوْا مُرَّ الْحُتُوْفِ وَقَدْ***قَضَوْا عَطَاشَى وَحَرُّ الطَّعْنِ يَرْوِيهَا

48. وَذِي بَنَاتِي عَلَى الأَقْتَابِ حَاسِرَةً***شُعْثاً عرايَا وَلا سِتْرُ يُوَارِيها

49. وَذَا الَّذي فَوْقَ رَأْسِ الْهَدْنِ مُرْتَفِعُ***كَالْبَدْرِ يَجْلُوْ ظَلَاماً مِنْ دَيَاجِيْهَا

50. ذَا مُهْجَةِ الْكَبِدِ الْحَرَّى فَكَيْفَ بِهِ***شِلُواً تَنَاهَبَهُ جَهْراً مَوَاضِيْهَا؟

51. يَا عَافِراً أَوْرَثَ (الْمُخْتَارَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نَارَ جَوَى***طُولَ التَّلَهُفِ فِي الأَحْشَاءِ يُوْرِيُّهَا

52. وَيَا غَرِيباً لَهُ (الزَّهْرَاءُ فَاطِمَةٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ)***أُمّ، وَحَرُّ الْحَشَا بِالْوَجْدِ كَاوِيْهَا

53. أَفْدِيْكَ بِالنَّفْسِ حُبّاً لَوْ فُدِيْتَ فَتَى***يَلْقَى الْمَنَايَا بِنَفْسٍ لا يُرَاعِيْهَا

54. يَخَوضُ بَحْرِ الْمَنَايَا غَيْرَ مُكْتَرِثٍ***بِوَقْعِهَا لَمْ يَخُضُ إِلَّا مَجَارِيْهَا

55. حَتَّى إِذَا حَانَ حَيْنُ الدِّينِ وَانْفَصَمَتْ***عُرَى الْحَيَاةِ وَنَادَاهَا مُنَادِيهَا

56. أُصِيْبَ قَلْبُ الهُدَى لَمَّا أُصِيْبَ وَقَدْ***تَدَكْدَكَتْ مِنْ ذُرَى الْعَلْيَا أَعَالِيْهَا

57. يَلْقَى الْمَنَايَا بِعَزْمِ لَا يُخَامِرُهُ***رَوْعُ الْخَتُوْفِ وَقَدْ حَفَّتْ دَوَاهِيْهَا

58. فَعِنْدَ ذَلِكَ آبَ الْمُهْرُ يَنْدِبُهُ***بِأَدْمُعِ فَوْقَ صَحْنِ الْخَدِّ يُذْرِيهَا

59. مُحَمْحِاً قَاصِداً نَحْوَ الْخِيَامِ، لَهُ***كَابَةٌ مِنْ عَظِيْمِ الْوَجْدِ يُبْدِيها

60. وَمُذْ رَأَيْنَ جَوَادَ السَّبْطِ نُسْوَتُهُ***بَرَزْنَ كُلِّ بِلا سِتْرِ يُوَارِيهَا

ص: 295

61. نَوَادِباً وَجَلِيلُ الرُزْءِ يُفْجِعُهَا***نَوَاحِباً وَعَظِيْمِ الْحُزْنِ يُشْجِيْهَا

62. مَا بَيْنَ نَادِبَةٍ جَدّاً وَلاطِمَة***خَدّاً وَنَاهِبَةٍ مِنْهَا نَوَاصِيْهَا

63. وَ(زَيْنَبٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) تَارَةً تَهْوِي تُقَبِّلَهُ***وَتَارَةً رَوْعَةُ الأَطْفَالِ تُلْهِيْهَا

64. وَ (فَاطِمٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) بَيْنَهُمْ تَدْعُوهُ: يَا أَبَتِي***مَنْ لِلْنِّسَاءِ السَّبَايَا مَنْ يُرَاعِيْهَا؟

65. فَهَذِهِ (زَيْنَبٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) تَبْكِيكَ يَا أَبَتِي***حَسْرَى وَقَدْ شَمُتَتْ فِيْهَا أَعَادِيها

66. يَا وَالِدِي يَاثُمَالِي يَا قِوَى كَبَدِي***مَنْ لِلنِّسَاءِ الَّتِي قَدْ بَانَ وَاليْهَا؟ (1)

67. أَيَا رَمِيْضاً ثَوَى فَوْقَ الْفَلَاةِ بِهَا***زُوَّارُهُ الْوَحْشُ مِنْهَا أَوْ ضَوَارِيْهَا

68. وَيَا غَيُوناً بِهَا تُسْقَى الْغُيُوْمُ وَيَا***رَوَاسِيَا بِهِمُ قَرَّتْ رَوَاسِيْهَا

69. إِنَّ الرَّزَايَا وَإِنْ جَلَّتْ فَرُزُؤُكُمُ***مَتَى تَبَاعَدَ يُذْكِرْنَا وَيُنْسِيْهَا

70. كَرَائِمُ الْمُصْطَفَى يَبْرُزُنَ حَاسِرَةٌ***وَفِي سِتُوْرِ بَنِي حَرْبٍ جَوَارِيهَا

71. مَنَازِلُ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيْلِ مُقْفِرَةٌ***وَفَوْقَ أَطْلَالِهَا تَسْفِي سَوَافِيْهَا (2)

72. وَدَارُ حَرْبِ بِهَا دَارَتْ كُوسُهُمُ***وَأَرْدَفَتْهَا الغَوَانِيْ فِي أَغَانِيْهَا

73. بَنِي (أُمَيَّةَ) إِنَّ الثّارَ مُدَّخَرٌ***قَبْلَ الْقِيَامَةِ لِلْمَهْدِي بَادِيهَا

74. هُنَاكَ يَخْبُوْ ضَرَامُ الْوَجْدِ إِنْ ظَهَرَتْ***رَايَاتُ دِيْنِ الْهُدَى تَزْهُو لِرَائِيهَا (3)

إِلَيْكُمُ يَا (بَنِي الْمُخْتَارِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَرْثِيَةٌ***أَزْرَتْ بِكِلُّ نِظَامٍ فِي مَعَانِيهَا

ص: 296


1- بان: غاب. (ينظر : العين: 380/8، مادة: ب.ي.ن).
2- السَّوافي: الرِّياحُ اللُّواتي يَسْفِين التراب، والسفى: تراب القبور. (ينظر : لسان العرب: 388/14، مادة: س.ف.1).
3- الصِّرَامُ : اشتعال النار في الحَلْفاء ونحوها. (ينظر : لسان العرب: 354/12، مادة: ض.ر.م).

76. يَا جَدُّخُذْهَا، فَلا واللّه مَا نَضَبَتْ***عَيْنِي بِنَظْمِي وَلَا جَفَّتْ مَآقِيْهَا (1)

77. قَدْ كَانَ يَنَاجُ مِنْ قَلْبِي عَلَيْكَ جَوَى***يُبْدِي الْمَرَاثِي فِيهَا ثُمَّ يُلْقِيها

78. قَدْ قُلْتُهَا قَلِقَا أَرْجُو الثَّوَابَ وَلا***أَخْشَى الْعِقَابَ فَاعْيَتْ مَنْ يُبَارِيْهَا

79. يَا سَادَتِي وَاعْتِمَادِي وَالرَّجَاءُ أَمَا***حَقَّ الْجَزَاءُ لِقَارِيْهَا وَمُنْشِيْهَا

80. فَأَنْتُمُ (لِسُلَيْمَانِ) وَلَيْسَ لَهُ***سِوَاكُمُ طَاعَةٌ للّه يُصْفِيْهَا

81. قَدْ قِبْلَ إِنْ قَصُرَتْ عَنْ قَدْرِكُمْ مِدْحِي***إِنَّ الْهَدَايَا عَلَى مِقْدَارِ مُهْدِيْهَا

82. صَلَّى الإِلَهُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَسَقَى***أَجْدَانَكُمْ مَا بَغَيْتُمْ مِنْ غَوَادِيهَا

قد كمل ديوانُ السيد سليمان بن السيد داود استنساخاً على نسخة بخطهِ، إلّا قليلاً بخط غيره، وذلك الشعر الخاص المتعلّق بذوي العصمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وله شعر بهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) بالمواليا (2)، لم استنسخه لعدم الرغبة فيه [في] هذا العصر، وكتبه بخطّه محمد بن الشيخ طاهر السماوي في بلد النجف رابع ذي الحجة سنة ألف وثلاث مائة وثلاث وستين، حامدًا مصليًا، سائلاً ممن نظر الدعاء. (3)

ص: 297


1- في (أ): (أماقيها).
2- المواليا: فن من الفنون السبعة للأدب العربي، فالشعر والموشح والدوبيت تكتب باللغة الفصحى والزجل والكان وكان والقوما تكتب باللغة العامية، أمّا المواليا فتكتب باللغة الفصحى مرة والعامية أخرى، أول من أشار لهذا الفن الشاعر صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمرخص الغالي) وعنه أخذ الآخرون، وسُمي بذلك لأن المغنين كانوا يقولون بعد كل شطر يا مواليا يا مواليا، فسُمي هذا الفن بالمواليا. (ينظر : فن التقطيع الشعري والقافية : 343-344، الفنون الشعرية غير المعربة: 39/1-40، أطوار الشعر الشعبي العراقي - العروض والقافية: 216).
3- في (ب): (والحمد للّه تم نقل هذه الفرائد على خطه رحمه اللّه على يد أقل الخطباء عليّ بن الحسين الهاشمي النجفي).

ص: 298

الملحق

وهو مما لم يرد في (أ)

[1]

كان للشيخ درويش التميمي دَينٌ على الشيخ علي زيني (1)، فطالبه السيد سليمان بذلك الدين لينفقه على الأيتام والقاصرين، فاعتذر الشيخ علي زيني واستمهله شهرين، فأمهله أربعة أشهر ثم طالبه بعدها، فقال الشيخ: أنا عريان ولا أملك شيئاً، فكتب إليه السيد (2) :

[من البسيط والقافية من المتراكب ]

بِأَيِّ حَقٌّ تَرَى الشَّهْرَيْنِ أَرْبَعَةٌ***وَالْمَطْلُ أَقْبَحُ مِنْ لَي وَإِنْ قَبُحَا

إنِّي وَإِيَّاكَ عُرْيَانٌ وَمُتَزِرُ***تَجَاذَبَا البُرْدَ فِي بَرْدِ وَمَا اصْطَلَحَا

[2]

لَقيَهُ الشيخُ درويش فعتب عَليهِ بالمباعدة وترك الزيارة، فأنشده:

كذب الذي زعم القلوبَ شواهدُ

فأجابه:

مِن حيثُ لم تجد الذي أنا واجدُ

ص: 299


1- علي بن محمد الحسين بن زین العابدين، أديب،فاضل، اشتهر بالموّال. توفي سنة 1215ه (ينظر: أعيان :الشيعة: 1/42 - 85، الطليعة : 79/2 - 80، معجم رجال الفكر والأدب في النجف: 2 / 656).
2- التخريج: البابليات: 191/1.

[3]

شطّرَ قصيدةَ الشيخ شريف بن فلاح في ذم رجلٍ عابَ شِعرَهُ، فقال : (1)

[من البسيط والقافية من المتراكب ]

أَشْكُو إلى اللّه مِما نَابَنِي وَجَرَى***بَيْنِي وَبَيْنَ دَعِي لَوْ زَكَا فَجُرَا

یا لَلحَمِيَّةِ هَلْ لِلدِّينِ مُنتصِفٌ***مِنْ جَاهِلٍ قَدْ غدَا بِالْجَهْلِ مُشتَهرا؟

[4]

قال مرتجلاً مجيباً الشيخ حسن بن الشيخ عبد الهادي : (2)

[من البسيط والقافية نفسها ]

يَا خَيْرَ مَنْ أَشْرَقَتْ في نُوْرِهِ دَارِي***عِتَابُكَ الْحُلْوَ لَوْ أَنِّي بِهَا دَارِي (3)

إِنْيْ وَحَقِّكَ إِذْ مَانَ الزَّمَانُ بِكُمْ***فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ إِمَّا دَهَتْ دَارِي(4)

فَالآنَ صِرْتُ سُلَيْمَاناً بِخِدْمَتِكُمْ***حَتَّى غَدَوْتُ بِمُلْكِ فِيْكُمُ دَارِي (5)

ص: 300


1- التخريج: شعراء الحلة: 23/3.
2- التخريج: شعراء الحلة: 23/3.
3- داري: (بيتي)، داري: (عالم بها)، وهذا جناس تام.
4- المَيْنُ: الكذب، وهنا المقصود خيانة الدهر. (ينظر : لسان العرب : 425/13، مادة: م.ي.ن). داري: حذر من أداري أي،أحذر قال عمر كنت أداري من أبي بكر بعض الحد. (ينظر لسان :العرب: 140/30، مادة: ح.د.د).
5- داري: البحار أو الملاح (ينظر : لسان العرب: 295/4، مادة: د.و.ر)، أي: إني أصبحت بينكم كملاح السفينة.

إنْ كُنْتُ خِلاً فَعَاتِبْ مَا تَشَاءُ، وَإِنْ***أَكُنْ سِوَاهُ وَحَاشَانِي فَليْ دَارِي (1)

[5]

كتب إلى الشيخ محمد رضا بن الشيخ أحمد النحوي يعاتبه بترك الزيارة: (2)

[ من الطويل والقافية من المتدارك ]

عَهِدْتُ خَلِيْلِي إِنْ دَجَا لَيْلُ بَيْنَا***(سَرَى يَقْبِطُ الظَّلْمَاءَ وَاللَّيْلُ عَاكِفُ)(3)

وَعَهْدِيْ بِهِ مَا مِثْلُهُ في وِصَالِهِ***(حَبِيْبٌ بِأَوْقَاتِ الزِّيَارَةِ عَارِفُ)

وَلا كُلْفَةٌ أَوْ رِيْبَةٌ يَقْتَضِي لَهَا***(أَيَدْخُلُ مَحْبُوبٌ عَلَى الْبَابِ وَاقِفُ)

[6]

كتب إلى الشيخ أحمد النحوي أبياتاً نظمها ارتجالاً، وفيها لزوم ما لا يلزم وهي : (4)

[من الكامل والقافية من المتدارك ]

إِنْ تَجْفُنِي لَمْ تُلْفِنِي لَكَ جَافِيَا***وَلِئَنْ هَجَرْتَ أَزْرُكَ شَوقا حَافِيا

فَأَنَا بِكُمْ فِي كُلِّ حَالٍ وَائِقٌ***مَهُمَا كَتَمْتُ الْوِدَّ لَمْ يَكُ خَافِيَا

ص: 301


1- فلى داري: أي راودني من المراودة في الأمر وهى هنا التفاهم والمفاوضة (ينظر لسان العرب: 187/3، مادة ر.و.د).
2- التخريج البابليات،191/1، شعراء الحلة أو البابليات 21/3، أعيان الشيعة 299/9.
3- الأشطر المضمَّنة قديمة لا يعرف قائلها ذكرت في بعض المصادر. ينظر : يتيمة الدهر : 446/4).
4- التخريج: شعراء الحلة : 20/3، البابليات: 190/1.

حَيْثُ الْوِدَادُ عَلَيْهِ كُلُّ جَوَارِحِي***جُبِلَتْ وَكَانَ الْوِدُّ فِيْهَا صَافِيا (1)

إِنْ يُمْسِ جِسْمِي فِي بِعَادِكَ مُسْقَماً***يَكُنِ الْوِصَالُ لَهُ طَبِيبَاً شافيا

وَإِذا تَعَاضَلَ دَاءُ هَجْرِكَ مُجْهِداً***كَانَ الْوِصَالُ إِذا وَصَلتَ مُعَافِيَا (2)

فَرَأَيْتُ هَجْرَكَ وَالْوِصَالَ كِلَيْهِمَا***ذا مُثبتاً وَصْلاً وَذَلِكَ نَافِيَا

وَلِئَنْ جَفَا هَذَا الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ***فَأَقَلُّ وَصْلِكُمُ أَرَاهُ كَافِا

نَاهِيْكَ مِنْ فَخْرِ وَجَدْتُ بِقَوْلِكُمْ:***سَلَّمْ عَلَيْهِ لَنَا سَلاماً وَافِيَا

ص: 302


1- جُبِلَ: خُلق، الجبلَةُ الخلقة. (ينظر : لسان العرب: 11/ 98، مادة: ج.ب.ل).
2- الدَّاء العُضال: هو المرض الذي يعجز الأطباء فلا دواء له، وتعضل الداء الأطباء وأعضلهم: غلبهم. (ينظر : لسان العرب: 452/11، مادة: ع.ض.ل).

الفهارس العامة

إشارة:

1 - فهرس الآيات القرآنية

2- فهرس الأحاديث النبوية

3- فهرس الأعلام

4- فهرس أسماء البلدان والأمكنة

5- فهرس القوافي

6 - فهرس المصادر

- فهرس المحتويات

ص: 303

ص: 304

فهرس الآيات القرآنية

الآية ،السورة، رقم الآية، الصفحة

«يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ...» آل عمران، 111/ 165

«إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّه الإِسْلامُ...» آل عمران، 19/ 218

«وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ آل عمران وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» آل عمران، 85/ 127

«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا...» المائدة، 3/ 124

«إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ» المائدة، 55/ 176

«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّه لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» المائدة، 67/ 123، 134

«... لَا تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ...» المائدة، 77 / 179

«... لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانَهَا خَيْرًا...» الأنعام، 158 / 149

ص: 305

الآية ،السورة، رقم الآية، الصفحة

«إِنَّ اللّه فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ الأنعام الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ...» الأنعام، 95 / 280

«يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتْكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِرُونَ» التوبة ، 35 / 145

«... وَيَوْمَ حُنَيْنِ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا...» التوبة، 25/ 174

«... وَهَمُواْ بِمَا لَمْ يَنَالُوا...» التوبة، 74 / 183

«... قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا...» يوسف، 30 / 260

«.... وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا*اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا» الإسراء، 13- 14 / 144

«أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا» الكهف، 9 / 140

«... لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيَّا» مريم، 27 / 175

«الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» طه، 5 / 289

«إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى» طه، 12 / 289

ص: 306

الآية ،السورة، رقم الآية، الصفحة

«... غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا...» المؤمنون، 106 / 240

«يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» النور، 24 / 144

«وَلَوْ أَنَّهَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَقِدَتْ كَلِمَاتُ اللّه...» لقمان، 27 / 267

«.. مَّا وَعَدَنَا اللّه وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا» الأحزاب، 12 / 141

«... إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» الأحزاب، 33 / 178

«فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ» الصافات، 141 / 217

«... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ...» الزمر، 9 / 175

«... قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...» الشورى، 23 / 217

«... سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ...» الفتح، 29 / 234

«مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» ق، 18 / 144

«فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى» النجم، 9 / 293

ص: 307

الآية ،السورة، رقم الآية، الصفحة

«اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ*وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ» القمر، 1-2 / 137

«فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ» الواقعة، 54 / 112

«يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ..» المنافقون، 8 / 141

«... عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللّه مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» التحريم، 6 / 113

«تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ...» الملك، 8 / 153

«ثُمَّ فِي سِلْسِلَة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ» الحاقة، 32 / 92، 113

«سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعِ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ*مِّنَ اللّه ذِي الْمَعَارِجِ» المعارج، 1-3 / 136

«نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى» المعارج، 16 / 290

«إنها لإحْدَى الكُبَرِ» المدثر، 35 / 92، 200

«يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا*وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا» الإنسان، 7-8 / 125

ص: 308

الفهارس العامة / فهرس الآيات القرآنية

الآية، السورة، رقم الآية، الصفحة

«وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيا وَأَسِيرًا*إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّه لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا» الإنسان، 8-9 / 176

«وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء شَجَاجًا» النبأ، 14 / 188

«وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا» النبا، 33 / 152

«لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرِ» الغاشية، 22 / 177

«قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا» الشمس، 9 / 178

«مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى» الضحى، 3 / 250

«وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا» العاديات، 1 / 193

ص: 309

ص: 310

فهرس الأحاديث النبوية

الحديث، الصفحة

«اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية علي بن أبي طالب من بعدي» 124

«اللهم اثْتِني بأحب خلقك إليك ليأكل معي هذا الطير» 264

«اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فإنك حميد مجيد» 160

«أنا مدينة الحكمة وأنت يا علي بابها» 136

«أنا مدينة العلم وعليٌ بابها» 175

«أَنَّ الدنيا بحر عميق قد غرق فيها خلق كثير وأن سفينة نجاتها آل محمد علي هذا وولداه» 118

«إن اللّه تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب، ومن فاطمة ابنتي» 178

«إنَّ علياً قسيم النار لا يدخل النار ولي له، ولا ينجو منها عدو له، وإنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له ولا يُزحزح عنها وليٌ له» 134

«أهل بيتي فيكم كسفينة نوح في قومه من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك (غرق)» 178

ص: 311

الحديث، الصفحة

«برز الإيمان كله إلى الشرك كله» 173

«الحسن والحسين ابناي من صُلبِ علي» 178

«خُلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام» 124

«سلمان منا أهل البيت» 280

«لأعطين الراية غداً لرجلٍ يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله کرّار غیر فرّار» 171

«لعن اللّه من غَيَّر مَنارَ الأَرض» 234

«لو نذرت يا أبا الحسن على ولديك» 125

«معاشر الناس إنَّ علياً صديق هذه الأمة وفاروقها ومُحدّثها، إنه هارونها و يوشعها وآصفها وشمعونها، إنه باب حطتها، وسفينة نجاتها، إنه طالوتها وذو قرنيها. معاشر الناس إنه محنة الورى والحجّة العظمى والآية الكبرى وإمام أهل الدنيا والعروة الوثقى» 134

«معاشر الناس إنَّ علياً مع الحق والحقُّ معه» 134

«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» 124

«والذي لا إله إلا هو إنّ هذا من اللّه» 136

«ما عرفك إلا اللّه وأنا» 137

ص: 312

فهرس الأعلام

آدم: 186

آصف: 45

آل أبي جامع: 39

آل أبي حرب: 192

آل أبي سفيان: 128

آل الأعسم : 39

آل بحر العلوم : 39

آلبو خلّوف: 36

آل سليمان: 33، 36، 50

آل شهاب: 35

آل عثمان : 43،39

آل كاشف الغطاء : 34

آل محيي الدين: 39

آل النحوي: 36

آل هاشمٍ: 191

ابن الباقلاني النحوي: 18

ابن حجر : 200

ابن حميدة: 14

ابن الخشاب : 14

ابن الخلفة : 31، 72،71

ابن داود 14، 44

ابن الرومي : 79

ابن سبع: 29، 30، 83

ابن السكوني الحلي: 18

ابن العرندس الحلي: 20

ابن عساکر: 140

ابن عنبه الحسني : 35

ابن العود الحلّي: 18

ابن فهد الحلّي: 19

ابن منير الطرابلسي: 159،92

ابن مهنا العبيدلي: 18

أبو بكر الصديق : 265

أبو تمام: 208،120،92

أبو حنيفة : 76، 282

أبو الفضائل أحمد بن موسی = ابن طاووس: 16

أبو القاسم جعفر بن الحسن : 16

أبو مخنف : 285

أبو منصور الخياط: 14

أبي الكرم ابن الشهرزوري: 14

ص: 313

الأتراك : 33، 55

أحمد بن حمد اللّه: 31، 70

أحمد بن حنبل: 160

أحمد المزيدي: 27، 28، 35

أحمد النحوي : 31، 53، 2،71، 74، 310

الأخطل : 195

الأخنس بن مرثد: 285

إسحاق بن حياة الحضرمي : 285

أسماء بنت عميس: 158

أغا بزرك الطهراني : 45

أفلاطون: 73، 76

أم سلمة: 160

أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ): 204

أمامة بنت أبي العاص : 158

أمية = آل أمية : 68، 66، 114، 216، 217، 254

البحتري : 208

البخاري: 282

بشر بن أبي خازم 195

بقراط : 76

بنو إسرائيل: 194

بنو تميم: 151

بنو سليم: 289

بنو غالب: 153

بنو مزید 13

بنو المصطلق : 141

بنو نزار 153

بنو هاشم: 29، 237

بنو هوازن 174

التركمان: 22

ثمود: 268

جابر بن النضر : 136

جبار بن عمرو الطائي : 173

جرير بن عطية الخطفي : 195

جعفر الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 282

جعفر الطيار: 202

جواد شبر: 31، 51،50

الحارث بن النعمان الفهري : 136

د. حازم سلیمان: 98

حبيب المطيري: 41

حبیب بن مظاهر الأسدي: 71

حذيفة بن اليمان: 183

السيد حسام الشلاه: 99

الحسن الأسمر : 27، 35

ص: 314

الحسن بن علي بن داود الحلي: 18

الحسن بن راشد: 20

حيدر الشرع : 27، 28، 33، 35، 38

حسن الفلوجي : 48

حسن كاشف الغطاء صاحب (أنوار الفقاهة): 47

حسن مصبّح : 47

حسن نصار: 56

حسن بن الشيخ هادي الكاظمي : 71

الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي : 16

العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي: 18

حسون بن عبد اللّه : 48

حسین جاوش: 38

حسين الحكيم: 30، 38، 39، 40، 41، 42، 43، 51، 57

الحسين ابن الشاعر حيدر الحلي: 51،49

حسين علي سليمان الحكيم: 55

الإمام الحكيم: 9، 97

حكيم بن الطفيل: 285

حمادي الكوّاز : 47

حمادي نوح: 47، 48

حمزة البصير: 48

حمزة بن عبد المطلب: 172

السيد الحميري: 29، 237

السيد حيدر الحلي: 44، 45، 111،55

الخزرج: 140

الخضر: 194

خلف بن محمد حسن: 36

خندف: 140

الخوارج: 282

خِولِّي بن يزيد الأصبحي: 115

خير الدين الزركلي: 51

داود باشا: 33 52، 55

داود بن حيدر الشرع: 27، 28، 33، 38

داود بن سليمان الكبير : 46،44

درويش التميمي: 31، 299

ذو القرنين : 134

الرافضي الفقيه: 18

رجب البرسي: 19، 29، 93، 234

رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس : 16

رضي الدين علي بن يوسف بن المطهر : 18

رقية بنت الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 253

زبيبة: 173

الزمخشري : 176، 331

:زیاد 62، 149، 285، 286

ص: 315

زيد الشهيد: 27، 35

زين العابدين علي : 27، 153، 204، 272

زينب بنت علي 116،78، 206، 286

سالم بن محفوظ السوراوي: 17

سكينة بنت الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 253

سلمان الفارسي : 76، 280

سليمان الصغير : 34، 44، 46،45، 51، 83

سليمان بن السيد مرزة الحلي: 45

سواعٍ: 183

سيف الدين المشد: 86

الشافعي: 141

شبر و شبير: 190

شريف بن فلاح: 83، 300

شكر بن أبي الحسن الأسمر : 35

الشمر بن ذي الجوشن : 138

شمعون الراهب: 127

شمعون الصفا (وصي عيسى) : 134

شُميم الحلي: 18

شهاب بن علي: 27

الشهابية: 36

شيبة بن ربيعة: 172

صادق الفحّام: 39

صالح التميمي: 31، 40

صبحي بيك: 44

صدقة بن منصور بن دبیس: 13

صفي الدين الحلي: 297

طالوت: 134

طاهر بن الحسين: 124

الطبرسي: 124

الطبري: 140، 145، 285

طرفة بن العبد : 7945

طلحة بن عثمان: 173

الشيخ الطوسي: 14، 15، 21

عائشة : 264

عاد: 182

عباس بن حسين بن حيدر الشاعر : 51

عباس القمي: 16

عبد الحسين الدورقي: 40

عبد الكريم ابن طاووس: 31

عبد اللّه الرضيع) بن الحسين: 116

عبد اللّه بن السيد سليمان الكبير : 52،37

عبد اللّه شبّر : 124

عبد اللّه بن عباس: 127، 264

عبد المطلب الحلي: 50

عبيد اللّه بن زیاد: 149، 286

ص: 316

عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب: 172

عتبة بن ربيعة بن عبد شمس: 172

عثمان بن عفان: 265

علي بن الحسين الهاشمي: 98،95، 100، 297

علي الخاقاني: 30، 31، 36، 39، 41، 42، 56،50،49

علي بن الشيخ رضا: 98

علي زيني: 299

علي بن سليمان الكبير: 33، 37، 52، 55، 71

علي عوض: 48

علي بن قاسم : 48

علي كاشف الغطاء: 38

علي بن يحيى بن الحسن بن بطريق: 15

عمار بن ياسر : 76، 280

عمر بن الخطاب: 171

عمر بن سعد : 116، 152، 285

عمر كحالة : 34

عمرو بن عبدود 173

عنترة بن شدّاد: 173

غالب: 128،123

القزويني الحلي: 18

لقمان: 39، 267،76، 281

لؤي: 123

المتنبي : 92، 208

السيد محسن الأمين: 34

محفوظ بن وشاح: 17

محمد بن السيد أحمد الشهير بالزيني: 70

محمد بن إدريس الحلّي: 14

محمد باقر البهبهاني: 71

محمد حرز الدين: 46

الشيخ محمد حسن باقر : 47

محمد حسن علي : 40

محمد حسن بن محمد: 36

محمد بن حسين السيد حيدر: 51

محمد حسين الفيخراني: 98

محمد الخليلي: 40

محمد بن داود: 49

محمد رضا النحوي : 38

محمد شريف الكاظمي : 70

محمد بن شهاب: 36

محمد طاهر السماوي: 29، 49، 83، 95، 99،97

محمد بن العلقمي : 16

محمد علي الأعسم : 41، 53، 70

ص: 317

محمد علي الخوانساري: 45

محمد علي بن محمد: 36

محمد علي اليعقوبي: 31، 34، 37، 38، 39، 46،44، 49، 50

السيد محمد القزويني: 49

محمد بن الكال الحلي: 14

محمد بن محمد بن الجعفرية: 18

محمد محيي الدين: 42،41

محمد بن مسلم 149

محمد مطر : 40

محمد بن مكي: 19

محمد الملا : 48

محمد مهدي بحر العلوم: 52،32

محمد نظر علي : 44

د. محمد هادي الأميني: 30، 31، 49،40

محمد بن الهبارية : 13

محمد بن يوسف الجامعي: 41

محمود بن شهاب 27

مرحب اليهودي: 172

السيد مرزا صالح القزويني:50

مرزة بن السيد عباس الحلي: 43

مسلم بن عقيل الجصاني : 54

المسيح: 194

المشعشعين : 22

مضر بن السيد مرزة: 51

مضر بن معد بن عدنان 215

معاوية بن أبي سفيان: 62، 140، 172

مغامس بن داغر : 20

المقداد السيوري: 19

المقداد بن عمرو: 280

منكر ونكير : 82

المنهال بن عمرو: 140

مهدي الأعرجي: 98

مهدي بن داود 46

مهذب الدین ابن الخیمی: 18

موسي بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 63، 185، 188، 194

النابغة الجعدي : 76

النابغة الذبياني: 92، 122

نزار بن معد بن عدنان: 153

النواصب : 49

نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ): 178

هارون أخو موسى: 134، 239

هند بنت عتبة (أم معاوية): 172

هوازن: 174

الشيخ ورّام: 15

ص: 318

الوليد بن عتبة: 172

الوهابية: 40

يحيى بن أحمد بن سعيد الهذلي: 17

يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي البطريق: 15

یزید بن معاوية : 140

يوسف البحراني: 71

د. يوسف عز الدين: 62

يوسف بن المطهر الحلي: 18

يوشع بن نون وصي موسى: 134

يونس بن الشيخ خضر : 56

ص: 319

ص: 320

أحد: 141، 173

أصفهان = أصبهان: 280

أم القرى: 278

باب حطة: 134

باب الطوسي : 52

بابل: 137

بدر: 137، 140، 172، 280

بصرة: 29، 237

بغداد: 14، 15، 21، 29، 40، 52،44، 55، 97

97،55

البقيع: 157

تبوك: 183

الجامعين : 13

جصان: 54

الحبشة : 158، 202

الحلة،7، 8، 13، 14، 15، 17، 18، 20، 21، 22، 23، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 33، 34، 35، 36 ،37، 38، 39، 40، 41، 42، 43، 44، 46، 47، 48، 49، 50، 52، 55، 57، 70، 83، 99، 100، 119، 131، 180، 274، 277، 279، 281، 283، 300، 301

حنين: 174

الخندق : 141، 173، 280

خیبر 171، 172، 207، 263

دارخ: 35

دمشق: 140

الديوانية : 36

سدة الهندية: 36

سلع : 182، 207

الشام: 164،127، 171، 286

الشرفية 35

شط الحلة : 28

شمام: 272

صفين: 172

الطائف: 174

الطف = الطفوف: 27، 31، 32، 33، 38، 40، 41، 44، 46، 47، 48، 49،50،51 ،53، 54، 61، 65،66، 70، 76 ، 71، 78، 81، 91، 97، 114، 119، 131، 145، 151، 180، 194، 204، 216، 222، 223، 225، 227، 232، 233، 267، 272، 287

ص: 321

العباسيات : 36

العذيب: 151

العراق: 20، 22، 249

العقبة: 183

العوالي: 211

الغاضرية : 254

غدیر خم: 134

الغري: 206

فدك : 294

القادسية: 151

قباء: 280

قرية الحصين: 32

قناة الهندية : 36

الكاظمية: 31، 32، 40

كراع الغميم: 137

کربلاء: 8، 22، 128، 153، 250

الكفل : 36

الكوفة : 36، 68، 137، 149، 151، 250

اللوى: 289

محاويل الإمام: 35

المدينة المنورة : 182، 260

المزيدية: 14، 28، 35، 36

مسجد : 33، 46، 47، 52، 136، 287

أبو حواض : 33، 46، 47

مغيثة: 151

مكة : 249

منبج : 208

مؤتة : 158، 202

نجد: 173، 253

النجف : 13، 21، 22، 23، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 38، 39، 40، 45، 46، 47، 48، 51، 52، 53، 54، 70، 97، 98، 100، 260، 297، 299

نینوی: 226،80

الهاشمية : 28، 35

الهندية : 48

وادي الصفراء: 172

وادي طوی: 289

وجرة: 289

يذبل 253

ص: 322

فهرس القوافي

آخر البيت اسم القافية البحر عدد الأبيات الصفحة

بلائهِ متدارك الكامل 68111

السباسبِ متدارك الطويل 81119

الجوابي متواتر الوافر 83131

القطوب متواتر الوافر 83142

كالشهاب متواتر الخفيف42151

زفراتها متدارك الكامل 59155

لا توقدُ متدارك الكامل 60162

مبدر متدارك الكامل 76169

الصدرُ متواتر الطويل 58180

سعيرها متدارك الطويل 75188

حضر متدارك مجزوء الكامل 202197

تفطر متدارك الكامل 75202

الأمير متواتر مجزوء الرمل 46209

مسرور متواتر البسيط 27214

مضى متدارك الكامل 52216

ص: 323

آخر البيت اسم القافية البحر عدد الأبيات الصفحة

الأبرع متدارك الكامل 67 222

هجوعي متواتر الكامل 51229

تتشعشعُ متدارك الطويل 15 تشطيراً 234

ولا مرتعُ متدارك السريع 46 تشطيراً 237

الغليل متواتر الوافر 54244

البلا متدارك کامل 75249

الطلول متواتر مجزوء الرمل 55256

ألمي متراكب المتدارك 82260

الإلهام متواتر الكامل 80267

أشجانه متدارك مجزوء الكامل 118274

الأجفان متواتر الكامل 30284

دوا متدارك الكامل 46287

أهاليها متواتر البسيط 82291

ص: 324

فهرس المصادر والمراجع

. - القرآن الكريم.

أ- المخطوطات والرسائل الجامعية

1- آل السيد سليمان الكبير: السيد سليمان السيد مرزة الحلي (ت 1387ه)، في مكتبة الباحث.

2- الحصون المنيعة : الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء (1350ه)، مكتبة الإمام محمد حسين الشيخ كاشف الغطاء، النجف الأشرف.

3- السيد حيدر الحلي حياته وأدبه : أحلام فاضل عبود، رسالة ماجستير كلية الآداب، جامعة بغداد، 1976م.

4- ديوان سيف الدين المشد (ت 656 ه) : دراسة وتحقيق وتذييل عباس هاني الجراخ، رسالة ماجستير، كلية التربية جامعة بابل، 2000م.

5- سيرة السيد سليمان بن داود الحلي: السيد داود بن السيد سليمان (ت 1232ه)، في مكتبة الباحث.

6- سيرة السيد سليمان الكبير : السيد داود بن السيد سليمان الكبير (ت 1232ه)، في مكتبة الدكتور حازم سليمان الحلي.

ص: 325

7۔ شجرة آل السيد سليمان: السيد مرزة الحلي (ت 1339 ه)، في مكتبة الباحث.

8- الشعر في الحلة بين سنتي 1824 - 1917م: محمد حسن علي مجيد، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1977م.

ب - الكتب المطبوعة :

9- إحقاق الحق الشهيد نور اللّه التستري (ت 1019ه). د.ت.

10 - أدب الطف أو شعراء الحسين : جواد شبّر (ت 1403ه)، مؤسسة التاريخ بيروت، ط 1، 1422ه / 2001م.

11 - أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث: المستر ستيفن هيمسلي لونكريك، ترجمة جعفر خیاط، انتشارات المكتبة الحيدرية، ط1، قم، 1425ه.

12 - الإرشاد : الشيخ محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالشيخ المفيد (ت 413 ه)، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط2، 1414ه / 1993م.

13 - أطوار الشعر الشعبي العراقي - العروض والقافية: مضر سليمان الحسيني الحلي منشورات فرصاد، قم، ط2، 1428ه.

14 - الأعلام ؛ قاموس تراجم لأسماء الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين خير الدين الزركلي (ت 1396ه)، دار العلم للملايين، ط4، بيروت، 1979م.

15 - إعلام الورى بأعلام الهدى الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548) مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، مطبعة ستارة، قم: ط 1 - 1417ه.

ص: 326

16 - الأعلام من الصحابة والتابعين الحاج حسين الشاكري، مطبعة ستارة،قم، ط2، 1418ه.

17 - أعيان الشيعة : السيد محسن الأمين العاملي (ت 1371 ه)، تحقيق وتخريج حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، ط 5، 1420ه / 2000م.

18 - الإكمال في أسماء الرجال الخطيب التبريزي (ت 741ه)، تحقيق محمد عبد اللّه الأنصاري، مؤسسة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)

19- إلزام النواصب بإمامة علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ): مفلح بن راشد البحراني (ت القرن التاسع الهجري)، تحقيق الشيخ عبد الرضا النجفي، ط1، 1420ه.

20 - الإمام البخاري (ت 256ه) وفقه أل العراق : حسين غيب الهرساوي، دار الإعتصام، بيروت، ط 1، 1420ه.

21 - الأمالي : الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( ت 381ه)، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية: مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، قم، ط1، 1417ه-.

22 - الأمالي للشيخ محمد بن الحسن (الشيخ الطوسي) (ت 460 ه)، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع، قم،ط1، 1414ه.

23 - أمل الآمل : الحر العاملي (ت 1104 ه)، تحقيق : السيد أحمد الحسيني، مطبعة الآداب، النجف الأشرف، مكتبة الأندلس، بغداد.

24 - أنصار الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : محمد مهدي شمس الدين الدار الإسلامية، ط2، 1401ه / 1981م.

ص: 327

25 - أنوار الربيع في أنواع البديع : السيد علي خان بن أحمد بن معصوم الحسني الحسيني، طبعة حجرية على نسخة نسخت عام 1093ه، كما هو مثبت في آخرها.

26 - الأنوار العلوية: الشيخ جعفر النقدي (ت 1370 ه)، المطبعة الحيدرية، ط 2، 1381 ه / 1962م، النجف الأشرف.

27 - إيضاح الفوائد ابن العلامة (ت770ه)، تحقيق : السيد حسين الموسوي الكرماني وجماعته، المطبعة العلمية، قم، ط1، 1387ه.

28 - البابليات الشيخ محمد علي اليعقوبي ( ت 1385 ه)، دار البيان، مطبعة مهر، قم، ط 2، د.ت.

29 - بحار الأنوار العلامة المجلسي (ت 1111 ه)، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط2، 1403ه / 1983م.

30 - البداية والنهاية : ابن كثير الدمشقي (ت 774ه)، تحقيق وتدقيق وتعليق علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1408 ه / 1988م.

31 - البناء الفني للصورة الأدبية عند ابن الرومي: د. علي صبح، مطبعة الأمانة القاهرة، ط 1، 1976م.

32 تاج العروس من جواهر القاموس : محمد مرتضى الحسيني الزبيدي (ت 1205ه)، تحقيق على شيري، دار الفكر للنشر والطباعة، بيروت، 1414ه.

33- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748ه)، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي،

ص: 328

بيروت، 1407ه / 1987م.

34- تاريخ الحلة يوسف كركوش منشورات الشريف الرضي، قم المقدسة، مطبعة أمير، قم، ط 1، 1385 ه / 1965م.

35 - تاريخ الطبري ( تاريخ الأمم والملوك) : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1407ه.

36 - تاريخ اليعقوبي : أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي (ت 284ه)، دار صادر، بيروت، د.ت.

37۔ تبيين القرآن : السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدّس سِرُّه)، دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع، ط 2، 1423ه / 2002م.

38 - تذكرة الفقهاء: للحسن بن يوسف بن مطهر (العلامة الحلي) (ت 726ه)، تحقيق : مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث، مهر، قم، ط1، 1414ه.

39- التعاريف (التوقيف على مهمات التعاريف): محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1031ه) تحقيق د. محمد رضوان الداية، دار الفكر بيروت ط 1، 1410ه.

40 - تعطير الأنام في تعبير المنام الشيخ عبد الغني النابلسي ( ت 1143ه) شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، 1359 ه / 1940م.

41 - تفسير ابن كثير: أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت774ه)، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1412 ه/ 1992م.

42 - تفسير العياشي : محمد بن مسعود العياشي (ت 320 ه)، تحقيق قسم الدراسات

ص: 329

الإسلامية في مؤسسة البعثة للطباعة والنشر، طهران، ط 1، 1421ه.

43 - تفسير القرآن الكريم: العلامة المحقق الجليل عبدالله شبّر (ت 1242ه)، دار الفرزدق للطباعة والنشر، النجف الأشرف، ط 2، 1425ه / 2005م.

44 - تفسير القرطبي (الكتاب الجامع لأحكام القرآن) محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي (ت 671ه)، دار الشعب القاهرة، د.ت.

45 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال: جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي (ت 742ه)، تحقيق : بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 4، 1406ه / 1985 م.

46 - الثقات : محمد بن حبان التميمي البستي ( ت 354ه)، مؤسسة الكتب الثقافية، حیدر آباد، ط 1، 1393ه.

47 - ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي (ت 429ه)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، 1965م.

48- جامع البيان عن تأويل آي القرآن: محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه)، دار الفكر، بيروت، 1405ه.

49۔ جامع المقاصد : علي بن عبد العال (المحقق الكركي): (ت940ه)، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) الإحياء التراث المطبعة المهدية، قم المشرفة، ط 1، 1408ه.

50 - جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام محمد حسن النجفي (ت 1266ه)، مطبعة،خورشید دار الكتب الإسلامية، طهران، ط 2، د.ت.

51 - الحاشية على أصول الكافي رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني (ت 1082ه)،

ص: 330

تحقيق محمد حسين الدرايتي، دار الحديث للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1424ه.

52 - الحصون المنيعة : السيد محسن الأمين (ت 13371ه)، بيروت، 1326 ه.

53 - السيد حيدر الحلي شاعر عصره: د. حازم سليمان الحلي، مطبعة أكرم نتردام هولندا، ط 1، 1424ه/ 2003م

54 - خطباء المنبر الحسيني: حيدر صالح المرجاني (ت 1396ه)، مطبعة دار النشر والتأليف، النجف الأشرف، 1391ه.

55 الخلاف محمد بن الحسن (الشيخ الطوسي) (ت 460 ه)، تحقيق جماعة من المحققين مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المشرفة، 1407ه.

56 - الدر المنثور: عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطى (ت 911 ه)، دار الفكر بيروت، 1993م.

57- ديوان ابن منير الطرابلسي أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي (ت 547 أو 548 ه) : جمعه وقدم له د. عمر عبد السلام تدمري، دار الجيل، بيروت 1986م.

58 - ديوان أبي الطيب المتنبي، تحقيق د. عبد الوهاب عزّام، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1944م.

59 - ديوان السيد الحميري إسماعيل بن محمد ( ت 173 أو 178 أو 179ه)، نواف الجراح، دار صادر، بيروت، ط 1، 1999م.

60 - ديوان السيد حيدر الحلي: عني بنشره وتصحيحه والتعليق عليه علي الخاقاني، دار

ص: 331

البيان، المطبعة الحيدرية، النجف الاشرف، 1369 ه / 1950م.

61 - ديوان السيد مرزة الحلي في مراثي أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، تحقيق: مضر سليمان الحسيني الحلي، منشورات فرصاد قم ط 2، 1428 ه / 2007م.

62 - ديوان النابغة الذبياني، صنعة ابن السكيت (244ه)، حققه شكري فيصل، دار الفكر، بيروت، 1968م.

63 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة أغا بزرك الطهراني (ت 1389ه)، دار الأضواء، بيروت، ط3، 1403ه/ 1983م.

64 - الرجال: ابن داود الحلي ( 740 ه)، المطبعة الحيدرية النجف الأشرف 1392ه / 1972م.

65 - رسائل المرتضى: علي بن الحسن (الشريف المرتضى) : (ت436ه)، تحقيق : السيد أحمد الحسيني، دار القرآن الكريم، مطبعة الخيام، قم، 1405ه.

66 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني : شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي (ت 1270 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت. د.ت.

67 - الروض النضير في معنى حديث الغدير فارس حسون كريم، تحقيق مؤسسة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قم، ط 1، 1419ه.

68 - روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات: الميرزا محمد باقر الموسوي الخوانساري الأصفهاني (ت 1313 ه)، الدار الإسلامية للطباعة والنشر، بيروت، ط 1، 1411ه / 1991م.

69 - روضة الواعظين: الفتال النيسابوري (ت 508ه): تحقيق وتقديم محمد مهدي الخرسان منشورات الشريف الرضي، قم، ايران، د.ت.

ص: 332

70- رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : السيد علي خان الحسيني الحسني المدني الشيرازي ( ت 1120 ه)، تحقيق السيد محسن الحسيني الأميني، النشر الإسلامي، ط4، 1415ه.

71۔ سبل الهدى والرشاد محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942ه)، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود و زميله و علي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1414ه.

72 - السرائر : ابن إدريس الحلي (ت 598ه)، تحقيق لجنة التحقيق في مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ط 2، 1410ه.

73- سيرتنا وسنتنا : الشيخ عبد الحسين الأميني (ت1392ه)، دار الكتاب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1412ه / 1992م.

74- شجرة طوبى : الشيخ محمد مهدي الحائري (ت 1369ه)، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها، النجف الأشرف، ط 5، 1385ه.

75- شرح إحقاق الحق وإزهاق الباطل : القاضي السيد نور اللّه المرعشي الشهيد (ت 1019ه)، تحقيق وتعليق السيد شهاب الدين المرعشي النجفي مكتبة آية اللّه العظمى المرعشي النجفي، قم. د.ت.

76- شرح الأخبار : القاضي النعمان بن محمد التميمي المغربي (ت 363ه) تحقيق: السيد محمد الحسيني الجلالي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ط2، 1414ه.

77- شرح دیوان حسان بن ثابت، تحقيق: عبد الرحمن البرقوقي، المطبعة الرحمانية،مصر، 1347 ه / 1929م

ص: 333

78- شرح الصولي لديوان أبي تمام دراسة،وتحقيق خلف رشيد نعمان، وزارة الإعلام، بغداد، 1977م.

79 - شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة : السيد علي الميلاني، مؤسسة دار الهجرة، قم، ط 1، 1418 ه/ 1997م.

80 - الشعر العراقي: اهدافه وخصائصه في القرن التاسع عشر : د. يوسف عز الدين، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، ط2، 1384ه / 1965م.

81- شعراء الحلة أو البابليات علي الخاقاني (ت1399ه)، دار الأندلس للطباعة والنشر، بيروت، ط 2، 1383 ه / 1964م.

82۔ شعراء الغري: علي الخاقاني (1399 ه)، المطبعة الحيدرية، النجف، 1373 ه / 1954م.

83- طبقات النحاة واللغويين تقي الدين ابن قاضي شهبة الأسدي الشافعي (ت 851 ه) تحقيق: د. محسن غياض، مطبعة النعمان، النجف الأشرف 1974م.

84- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف السيد ابن طاووس (ت 664ه)، ط1، 1399، مطبعة الخيام، قم.

85- الطليعة من شعراء الشيعة الشيخ محمد طاهر السماوي (ت 1370ه)، تحقيق كامل سلمان الجبوري، دار المؤرخ العربي، بيروت ط 1، 1422ه / 2001م.

86- العروة الوثقى: السيد اليزدي (ت 1337ه) تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم المشرفة، ط 1، 1417ه.

87- العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل : السيد حيدر الحلي (ت 1304 ه)، مطبعة

ص: 334

الشابندر،بغداد، ط1، 1331ه.

88- علي في الكتاب والسنة والأدب : حسين الشاكري، مراجعة : ف-رات الأسدي، مطبعة ستارة، قم، ط 1، 1418ه.

89۔ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب السيد جمال الدين أحمد ابن علي بن عنبة (ت828ه)، صححه السيد محمد حسن الطالقاني، منشورات المطبعة الحسني الحيدرية، النجف الاشرف، ط 2، 1381 ه / 1961م.

90 - عمدة القاري شرح صحيح البخاري: بدر الدين محمود بن أحمد العيني (ت 855ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت.

91 - عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (قدّس سِرُّه) (ت 381ه) : تصحيح وتقديم وتعليق : الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1404 ه / 1984م.

92 - الغدير في الكتاب والسنة والأدب : عبد الحسين أحمد الأميني النجفي دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، 1387ه / 1967م.

93 - غريب الحديث: أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي (ت388ه)، تحقيق: عبد الكريم العزباوي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1402ه.

94 - الفائق في غريب الحديث محمود بن عمر الزمخشري (ت 538ه)، تحقيق علي محمد البجاوي و،زميله دار المعرفة، بيروت، ط2، د.ت.

95 - الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية : محمد بن علي ابن طباطبا المعروف بابن الطقطقى (ت709ه)، القاهرة، د.ت.

ص: 335

96 - الفصول المهمة في معرفة الأئمة: علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي المعروف بابن الصباغ (ت 855ه)، حققه ووثق أصوله وعلق عليه: سامي الغريري، دار الحديث للطباعة والنشر، مطبعة،سرور، قم المقدسة، 1422ه.

97 - الفضائل : شاذان بن جبرئيل القمي (ت 660 ه)، منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها، النجف الأشرف، 1381ه / 1962 م.

98 - فقه اللغة وسر العربية عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي (ت 429ه)، تحقيق: مجدي فتحي السيد المكتبة التوفيقية، القاهرة، د.ت.

99 - فن التقطيع الشعري والقافية : د. صفاء خلوصي، ط4، بيروت، 974

100 - الفنون الشعرية غير المعربة - المواليا: د.رضا محسن حمود، وزارة الإعلام بغداد، 1976م.

101 - فوات الوفيات والذيل عليها : محمد بن شاكر بن أحمد الكتبي (ت 764ه)، تحقيق علي محمد معوض وزميله، دار الكتب العلمية بيروت، ط 1، 1421ه / 2000م.

102 - القاموس المحيط: محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ( ت 817ه)، مؤسسة الرسالة، بيروت د.ت.

103 - قرى الضيف : عبد اللّه بن محمد بن عبید بن سفیان بن قیس، تحقیق: عبد اللّه بن حمد المنصور، أضواء السلف، الرياض، ط،، 1997م.

104 - الكافي للحلبي : أبي الصلاح الحلبي (ت 447ه)، تحقيق: رضا أستادي، مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) العامة، اصفهان، د.ت.

105 - الكامل في التاريخ علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد

ص: 336

الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير (ت 630 ه)، دار صادر للطباعة،والنشر، بيروت، 1385 ه/ 1965م.

106- كتاب الأم: الإمام أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعي (ت 204ه)، دار المعرفة، بيروت، ط 2، 1393ه.

107- كتاب الفتوح : أحمد بن أعثم الكوفي (ت 314ه)، تحقيق علي شيري، دار الأضواء للطباعة والنشر، بيروت، 1411ه / 1991م.

108 - الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة: أغا بزرك الطهراني (ت 1389ه): المطبعة العلمية النجف، 1374ه/ 1954م، ط 2.

109۔ کشف الظنون : حاجي خليفة (ت1067ه)، تحقيق: محمد شرف الدين وصاحبه، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت.

110 - كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء: العلامة الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ت 1228ه)، انتشارات مهدوي أصفهان، طبعة حجرية، د.ت.

111 - کشف اليقين : الحسن بن يوسف بن مطهر (العلامة الحلي) (ت726ه)، تحقيق: حسين الدركاهي، ط 1، 1411ه، د.ت.

112 - الكنى والألقاب الشيخ عباس القمي (ت 1359 ه)، تقديم: محمد هادي الأميني، مكتبة الصدر، طهران، د.ت.

113 - كنز العمال: علي بن حسام الدين المتقي الهندي (ت 975ه)، تحقيق: بكري حياني، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1409ه / 1989 م.

114 - لسان العرب: محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري (ت 711 ه)، دار

ص: 337

صادر، بيروت، ط 1، د.ت.

115 - اللهوف في قتلى الطفوف السيد علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسيني (ت 664 ه)، أنوار الهدى، مطبعة مهر، قم، إيران، ط 1، 1417ه.

116 - لواعج الأشجان السيد محسن الأمين (ت1371ه)، مطبعة العرفان، صيدا، 1331ه.

117- مجمع البيان في تفسير القرآن: الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548ه)، انتشارات ناصر خسرو، مطبعة أمير، قم، ط7، 1425ه.

118- محاضرة الأديب ومسامرة الحبيب علي بن حسين بن عوض الحلي (ت 1325 ه)، تحقيق: عباس هاني الجراخ دار الضياء، النجف الاشرف، 2007 م.

119 - مختار الصحاح محمد بن أبي بكر الرازي تحقيق محمود خاطر مكتبة لبنان،ناشرون،بيروت، طبعة جديدة، 1415ه / 1995م.

120 - مختصر تفسير الميزان للعلامة محمد حسين الطباطبائي، اعداد کمال مصطفى شاکر انتشارات اعتصام للطباعة والنشر، مطبعة بقيع، ط 2، 1426ه.

121 - مدينة المعاجز : السيد هاشم البحراني (ت 1107ه)، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، ط 1، 1414ه.

122 - مراقد المعارف محمد حرز الدين (ت 1365ه)، تحقيق: محمد حسين حرز الدين منشورات سعيد بن جبير، مطبعة شریعت، قم، ط 2، 1380 ه.

123 - المسائل الصاغانية: محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد (ت 413ه)، تحقيق: السيد محمد القاضي، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط 2، 1414ه / 1993 م.

ص: 338

124 - مستدرك الوسائل للعلامة الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320ه)، تحقيق مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث، ط 1، 1408ه / 1987م.

125 - مستدركات أعيان الشيعة : حسن الأمين ( ت 1368 ه)، دار التعارف للمطبوعات بيروت، ط 2، 1418ه / 1997م.

126 - مستمسك العروة الوثقى : السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدّس سِرُّه) (ت 1390ه)، مطبعة الآداب النجف الأشرف، ط4، 1391ه.

127 - مشارق أنوار اليقين الحافظ رجب البرسي ( كان حياً 813ه) تحقيق : السيد علي عاشور، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1419ه.

128- مشاهير علماء الأمصار: محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي (ت 354ه)، تحقيق: مرزوق علي إبراهيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، ط 1، 1411ه.

129 - معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء : محمد حرز الدين (1365ه)، مطبعة الآداب / النجف 1385 ه / 1965م.

130 - معالم التنزيل : الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت 510 ه)، تحقيق: خالد عبد الرحمن العك، دار المعرفة، بيروت، د.ت.

131 - المعتبر في شرح المختصر: أبي القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلي (ت 676ه)، إشراف : ناصر مكارم الشيرازي، منشورات سيد الشهداء (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قم، إيران.

132 - معجم أدباء الأطباء: محمد الخليلي (ت 1388 ه)، مطبعة الغري، النجف 1365ه/ 1946م.

ص: 339

133 - المعجم الأوسط سليمان بن أحمد الطبراني ( ت 360ه)، تحقيق قسم التحقيق بدار الحرمين للنشر والطباعة والتوزيع، 1415ه/ 1995م.

134 - معجم البلدان ياقوت الحموي (ت 626ه)، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت.

135- معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام: د. محمد هادي الأميني، ط 2، بيروت، 1413ه / 1992م.

136 - معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة، دار إحياء التراث العربي، مكتبة المثنى، بيروت، د.ت.

137 - معجم المطبوعات النجفية : محمد هادي الأميني، مطبعة الآداب النجف الأشرف، ط 1، 1385ه.

138 - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم وضعه محمد فؤاد عبد الباقي، ط1، 1407ه / 1987م، الناشر: دار الحديث القاهرة.

139 - مقاتل الطالبيين: أبي الفرج الإصفهاني (ت 356ه)، تحقيق: كاظم المظفر، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها، النجف الأشرف، ط 2، 1385ه/ 1965 م.

140 - مقتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ): المنسوب لأبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي الغامدي (157ه)، طباعة حجرية، د.ت.

141 - من هدى القرآن العلامة السيد محمد تقي المدرسي، نشر دار الهدى، ط1، : 1406ه.

142 - مناقب الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : محمد بن سليمان الكوفي (حوالي 300ه)،

ص: 340

تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، مطبعة النهضة، قم المقدسة، ط 1، 1412ه.

143 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب : العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي (ت 726 ه)، تحقيق قسم الفقه في مجمع البحوث الإسلامية،مشهد، ط 1، 1414ه.

144 - منهاج الكرامة في معرفة الإمامة : العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر (ت 726ه)، تحقيق عبد الرحيم مبارك، مؤسسة عاشوراء للتحقيقات والبحوث، مطبعة الهادي، مشهد، قم، طا، د.ت.

145 - منية الطالب : تقرير بحث النائيني للخوانساري (ت 1355ه)، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي، قم المشرفة، ط 1، 1418ه.

146 - موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الكتاب والسنة والتاريخ، محمد الريشهري، تحقيق مركز بحوث دار الحديث دار الحديث للطباعة والنشر قم المقدسة، ط 2، 1425ه.

147- موسيقى الشعر: د. إبراهيم أنيس، القاهرة، 1972م.

148 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748ه)، تحقيق على محمد البجاوي، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، ط 1، 1382 ه/ 1963م.

149 - النهاية في غريب الحديث والأثر : أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير (ت 606 ه)، تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد

ص: 341

الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، 1399 ه / 1979م.

150 - نهج الإيمان: زين الدين علي بن يوسف بن جبر (توفي في القرن السابع الهجري)، تحقيق السيد أحمد الحسيني، نشر مجتمع امام هادي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مشهد، مطبعة ستارة، قم، ط 1، 1418ه.

151 - نهج البلاغة خطب الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) (ت 40 ه)، تحقيق: الشيخ محمد عبده، دار الذخائر، مطبعة النهضة، قم، 1412ه.

152 - نهج الحق الحسن بن يوسف المطهر (العلامة الحلي) (ت 726ه) تحقيق : السيد رضا الصدر وعين اللّه الأرموي، مؤسسة الطباعة والنشر، دار الهجرة، مطبعة ستارة قم 1421ه.

153 - نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة: الشيخ محمد باقر المحمودي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، د.ت.

154 نور الإفهام في علم الكلام السيد حسن الحسيني اللواساني (ت 1400ه)، تحقيق السيد ابراهيم اللواساني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المشرفة، ط 1، 1425ه.

155 - نور البراهين: السيد نعمة اللّه الجزائري (ت 1112ه)، تحقيق السيد مهدي الرجائي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المشرفة، ط1، 1417ه.

156 - الهداية: محمد بن علي بن بابويه (الشيخ الصدوق) (ت 381ه)، تحقيق: مؤسسة الإمام الهادي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، المطبعة اعتماد، قم، ط 1، 1418ه.

157 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار العارفين : إسماعيل باشا البغدادي

ص: 342

(ت 1339 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1951م.

158 - الوافي بالوفيات صلاح الدين خليل بن أبيك الصفدي (ت 764ه)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1420ه.

159 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان : شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (ت 681ه)، تحقيق : د. إحسان عباس دار الثقافة، بيروت، د.ت.

160 - يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر : أبي منصور عبد الملك الثعالبي (ت 429ه)، القاهرة، 1377 ه.

161 ينابيع المودة لذوي القربى سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294ه): تحقيق: سيد علي جمال أشرف الحسيني، دار الأسوة للطباعة والنشر، طهران، ط 1، 1416ه.

ص: 343

ص: 344

فهرس المحتويات

مقدمة الناشر...5

القسم الأول / الدراسة...11

تمهید...13

الفصل الأول/ حياة الشاعر...25

اسمه ونسبه...27

ولادته ونشأته...28

أسرته ...35

وفاته..52

الفصل الثاني/ شعره، أغراضه وخصائصه الفنية...59

توطئة...61

أغراضه ...63

المديح...63

الرثاء...65

الهجاء ...68

الغزل...69

الاخوانيات...70

الخصائص الفنية...76

الأسلوب...76

ص: 345

البناء الفني...80

موسيقى الشعر...83

الصنعة...86

الفصل الثالث/ وَصْف مخطوطتي الديوان...95

القسم الثاني/ الديوان محققا...109

الملحق...299

الفهارس العامة...303

ص: 346

منشوراتنا

تشرفت مكتبتنا - مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة -

بتحقيق أو مراجعة الكتب الآتية، ونشرها :

(1). العباس (عَلَيهِ السَّلَامُ).

تأليف: السيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم (ت 1391 ه).

تحقيق الشيخ محمد الحسون.

(2). المجالس الحسينيّة.

تأليف: الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373 ه).

تحقيق: الأستاذ أحمد علي مجيد الحلّي.

راجعه ووضع فهارسه وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

(3) سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل.

تأليف: الحجّة الشيخ شير محمّد بن صفر علي الهمداني (ت 1390 ه).

تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية / الأستاذ أحمد علي مجيد الحلّي.

(4). معارج الأفهام إلى علم الكلام.

تأليف : الشيخ جمال الدين أحمد بن علي الجبعي الكفعمي (ق 9).

تحقيق: عبد الحليم عوض الحلّي.

مراجعة وتصحيح : وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

ص: 347

(5). مكارم أخلاق النبي والأئمة.

تأليف : الشيخ الإمام قطب الدين الراوندي (ت 573 ه).

تحقيق السيد حسين الموسوي البروجردي.

مراجعة وتصحيح : وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

(6). منار الهدى في إثبات النص على الأئمّة الاثني عشر النُجبا.

تأليف : الشيخ علي بن عبد اللّه البحراني (ت 1319 ه).

تحقيق عبد الحليم عوض الحلي.

مراجعة وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

(7). الأربعون حديثا.

اختیار: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان.

تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

(8) فهرس مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.

إعداد وفهرسة: السيد حسن الموسوي البروجردي.

(9). الصولة العلوية على القصيدة البغدادية.

تأليف : محمد صادق آل بحر العلوم (ت 1399 ه).

تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

(10). ديوان السيد سليمان بن داود الحلي.

دراسة وتحقيق د. مضر سليمان الحسيني الحلي.

مراجعة: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

ص: 348

وسيصدر قريباً :

(11). كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف).

تأليف: العلامة الميرزا المحدّث حسين النوري الطبرسي (ت 1320 ه).

تحقيق: الأستاذ أحمد علي مجيد الحلي.

راجعه ووضع فهارسه وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

(12) نهج البلاغة (المختار من كلام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).

جمع : الشريف الرضى (ت 406ه)

مراجعة: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

(13). مجالي اللطف بأرض الطف.

نظم : الشيخ محمد بن طاهر السماوي (ت 1371 ه).

شرح: علاء عبد النبي الزبيدي.

راجعه وضبطه ووضع فهارسه وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

(14). الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية.

تأليف: العلامة محمد صادق بحر العلوم (ت 1399 ه).

تحقيق وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

(15). وفيات الأعلام.

تأليف: العلامة محمد صادق بحر العلوم (ت 1399 ه).

تحقيق وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

ص: 349

ص: 350

First chapter: is about the poet's life, starting of his birth then rise, education, works, his own family and death.

Chapter two: chapter two is specialized in the purposes of his poetry; eulogy, bewailing, satire, erotic poetry, etc. and studying artistic aspects in it. Represented in style and musical and artistic structure and technique.

Chapter Three: In which I described my book precisely, and I approved method of study.

Second part: Examined book.

I have made rhymes index to simplify using them. I concluded that with sources and bibliography that I used. It isarranged alphabetically. No doubt that the endeavors I gave in writing the study and examining the book according to a scientific right method and maintaining sources and triumphing over difficulties that I face.

Finally, I hope that I presented a new book to the Arabic literature Library generally and Hilla Library specially that participated in enrichment Hilla heritage to motivate scholars to study scientifically and carefully.

Praise be to God

Dr. Mudhar Sulayman al-Hilli

1st June, 2010

ص: 351

Introduction

Mr. Sulayman al-Hilli's family has its important literary heritage Historical and literary aspects praised it. Unfortunately, plenty of it lost or damaged. It is delightful to get the book of Sulayman bin Dawuod al-Hilli (d. 1211 of the Hegira). I saw to inspect this book. The following are what drive me to achieve this work:

1. Recognize this important personality in the history of Hilla.

2. The view of Mr. Sulayman is a scientific precise view in order to let us recognize his message in life.

3. Recognize an aspect from cultural activity aspects of Hilla in the dark period of its history.

4. Expose the bright page of Hilla history, remove the ambiguity of time from it, and place it in its right position.

5. Draw the scholars' attention to verify more in this era of Hilla history and to know its men and their rules in it.

I divided this study into three parts: Preface and two main parts:

Preface: Preface included a brief idea about the study and its content:

First Part: Study, includes preface and three chapters. In the preface I studied generalcircumstances in Hilla city, in the period that the poet lived and before it to let the readers know about the elements effect the poet's culture and directives appeared on versification.

ص: 352

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.