العَتَبَةِ العَبَاسِيَّةِ المُقَدَسَةِ
قسم الشؤون الفكرية والثقافية / شعبة المكتبة
كربلاء المقدسة / ص.ب. (233) / هاتف: 322600، داخلي: 251
www.alkafeel.net
library @alkafeel.net
library@yahoo.comabbas
PJA الحلي الكبير، سليمان بن داود، 1141 - 1211ق.
4590 ديوان السيد سليمان الكبير / دراسة وتحقيق مضر سليمان الحلي ؛ مراجعة وتصحيح وحدة التحقيق فيمكتبة العتبة العباسية المقدسة.- كربلاء : مكتبة العتبة العباسية المقدسة ؛ 1431ق. = 2010م.
9د/
1431 ق. 346 ص. – (مكتبة العتبة العباسية المقدسة ؛ 10).
المصادر : ص. [325] - 343 ؛ وكذلك في الحاشية.
1 الأربعة عشر معصوم - شعر. 2. شعر مذهبي. 3. الحلي الكبير، سليمان بن داود، 1141 - 1211ق. - تراجم. 4. الحلي الكبير، سليمان بن داود، 1141 - 1211 ق. - شعر - دراسة وتحقيق 5 بابل (العراق) - تاريخ. ألف. الحلي، مضر سلیمان، 1944. م.، محقق. ب. وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة. ج. عنوان.
تصنيف وحدة الفهرسة حسب النظام العالمي (.L.C.C) في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة
الكتاب ديوان السيد سليمان الكبير.
دراسة وتحقيق الدكتور مضر سليمان الحلي.
مراجعة وتصحيح وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
الناشر: مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
الإخراج الفني: محسن جعفر الجابري.
المدقق اللغوي: الأستاذ علي حبيب العيداني.
المطبعة: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / كربلاء المقدسة- العراق، بيروت - لبنان.
الطبعة الأولى.
عدد النسخ: 2000.
التاريخ: 18 ذي الحجة 1431 ه/ 25/ 11/ 2010م.
جمعية خيرية رقمية: مركز خدمة مدرسة إصفهان
محرر: محمّد رادمرد
ص: 1
المُتوفى سَنَة 1211 ه
دِرَاسَةُ وَتَحقِيقُ
الدُّكْتُورِ مُضَرَ سُلَیْمَانَ الحِلى
مُراجَعة وتصحيح وِحْدَةِ تَحقِيقِ
مَكْتَبَةِ العَتَبَةِ العَبَاسِيَّةِ المُقَدَسَةِ
ص: 2
بِسْمِ اللّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ص: 3
ص: 4
بسم اللّه الرحمن الرحيم
بعد الصلاة والسلام على خير الخلق والأنام المطهر من الدنس والآثام المختار محمد وعترته الطيبين الطاهرين .
لا يخفى على القارئ الكريم ما للأدب والشعر منه بخاصة، من دورٍ في هزّ الوجدان الإنساني وإيقاظ جذوة النشاط فيه على مرّ العصور. حتى إن العرب قديماً منحوا شعراءهم عالي المراتب وأعظموا من شأنهم لدرايتهم بالدور الذي يلعبه الشاعر في حياتهم إيجاباً وسلباً، فتجد أن بعض الشعراء درجوا بممدوحيهم مدارج ما كانوا ليبلغوها بسواهم، وهكذا صار للشعر في الأمة دور المقياس فيما وصلت إليه وما حققته وأنجزته.
وأما شعر أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) فالكلام فيه يأخذُ منحىً آخر، إذ من اليسير للشاعر البارع أن يضفي على ممدوحه ما ليس فيه، فيزيد بذلك من شأنه ويرفع في درجته.. ولكن حين يصل المقام إلى أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) يقف الخيالُ الخلّاق متهيباً والبيان والصور ذاهلةً، فبما يُصوّر الكمال الذي تجسّد في شخوصهم صلوات اللّه عليهم ؟! من هنا كانت المهمة التي تقلّدها شعراءُ هذه المدرسة أدّق وكان الميدان أصعب، فصال فرسانُ الشعر يتبارون برفيع ما لديهم حتى ما عاد للمتردد بينهم مكانة.
ص: 5
وشاعرنا السيد سليمان بن داود الكبير (ت 1211ه) كان من أولئك الذين استطاعوا أن يطبعوا بقصائدهم بصمةً في تلك السوح، واستطاع أن يجد لنفسه مكانة مشهوداً له بها، وهو شاعر لا تجد إلّا القوي الجزل من الألفاظ في قصائده، والنبيل الشريف في معانيه، رغم تنوع أغراضه وقد قيل فيه: (كان أديباً شاعراً، شريف النفس، عالي الهمة وقوراً)(1)، كيف لا وهو سليل عائلة عربية علوية اشتهرت بالعلم والأدب،والفضل، وإن لم يكن للسيد من إنجاز وأثر إلّا حفيده السيد حيدر لكفي، والديوان الذي تقدمت بنشره مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة بعد مراجعته من قبل الإخوة في وحدة التحقيق، هو دراسة شاملة قام بها أحد أحفاده- السيد مضر الحلي – تضمنتْ تحقيقاً لديوان الشاعر.
وإنا لنحمد اللّه تعالى أن وفقنا في تحقيق التنوع والشمولية في إنجازات ما يصدر عن المكتبة من محقق ومطبوع، فله الفضل في ذلك أولاً وآخراً.
نورالدين الموسوي
إدارة مكتبة ودار مخطوطات
العتبة العباسية المقدسة
ص: 6
بسم اللّه الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلامُ على سيِّدنا محمّدٍ وعلى آله الطيبين الطاهرين، والحمد للّه الذي علّمنا ما لم نعلم، وهدانا سُبلَ الرشاد، وجعلَ لنا آلَ بيتِ نبيِّهِ منارَ هدىَ، ودلائلَ نجاة... وبعد، فإنَّ لأسرة آل السيد سليمان الحلّي تراثها الأدبي المهم الذي أشادتْ به المظانّ التاريخية والأدبية، ومما يؤسف لهُ أنَّ كثيراً منه ضاعَ أو تُلِفَ، ومن المبهج أنْ يصل إلينا ديوان سليمان بن داود الحلي (ت 1211 ه)، وقد رأيتُ أن أقومَ بتحقيق هذا الديوان، ومما دفعني للقيام بهذا العمل:
1 - التعرف على هذه الشخصية المهمة في تاريخ الحلة.
2- قراءة السيد سليمان قراءة علمية دقيقة ؛ لنتعرف على رسالته في الحياة.
3- التعرف على جانب من جوانب النشاط الثقافي للحلة في الحِقبةِ المظلمةِ من تاريخها، والكشف عن صفحة مشرقة من هذا التاريخ وإزاحة غبار الزمن عنها، ووضعها في مكانها الصحيح.
4 - توجيه أنظار الباحثين للتدقيق أكثر في هذه الحِقبة من تاريخ الحلة، ومعرفة رجالها وأدوارهم فيها.
وقد قَسّمتُ هذا البحث على مقدمة وقسمين رئيسين:
ص: 7
المقدمة: وقد اشتملت على فكرة موجزة ومختصرة عن البحث ومحتواه.
القسم الأول: الدراسة، وفيه تمهيد وثلاثة فصول
في التمهيد بحثتُ الظروف العامة في مدينة الحلة، في الحِقبة التي عاش فيها الشاعر وما سبقها، لكي يكون القارئ على علم بالعوامل التي أثّرت في ثقافة الشاعر وتوجّهاته التي ظهرت على ما نظمَ من شعر.
أما الفصل الأول: فقد تناولتُ فيه حياة الشاعر مبتدئاً بولادته، ثم نشأته فتعليمه، ثم أسرته، ثم آثاره ووفاته.
والفصل الثاني: اختص بدراسة أغراض شعره : المديح، والرثاء، والهجاء، والغزل والإخوانيات، والبحث في الخصائص الفنية له، المتمثّلة بالأسلوب، والبناء الفني، والموسيقى والصنعة.
والفصل الثالث: وصفتُ فيه مخطوطتي الديوان بصورة دقيقة، وأثبتُّ منهجَ التحقيق.
القسم الثاني: الديوان محققّاً.
صنعتُ ثبتاً للقوافي لتيسير الانتفاع به، وختمتُ ذلك بثبت المصادر والمراجع التي استخدمتها، وهي مرتّبة على وفْق الحروف الهجائية.
وغني عن البيان الجهود التي بذلتها في كتابة الدراسة وتحقيق الديوان على المنهج العلمي،السليم، وملاحقة المصادر، وتذليل الصعوبات التي واجهتني.
ويطيبُ لي هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان العظيم لإدارة قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية في كربلاء المقدسة المتمثلة بالأخ السيد ليث
ص: 8
الموسوي، وإدارة المكتبة المتمثلة بالأخ السيد نور الدين الموسوي، وإلى الأخ المحقق أحمد علي مجيد الحلي لسعيهم في نشر هذا الكتاب، والإخوة في وحدة التحقيق وهم كلٌ من: السيد ميثم مهدي الخطيب، الأستاذ علي حبيب العيداني، الأخ علي كاظم خضير، والأخ محمد محمد حسن الوكيل؛ لمراجعته وفقهم اللّه جميعاً لما فيه الخير والسداد. ولإدارة مكتبة الإمام الحكيم العامة لتزويدي بنسخة الديوان التي بخط الشيخ السماوي (رَحمهُ اللّه)، وكذلك كل الإخوة الذين ساعدوني في توفير المصادر والمراجع، وذللّوا لي الصعاب، وأسأله تعالى أنْ يثيبهم خيراً بما فعلوا وقدموا.
وفي الختام أرجو أن أكون قد قدّمتُ إلى مكتبة الأدب العربي عامةً، والمكتبة الحليّة خاصة، ديواناً جديداً يسهم في إثراء التراث الحلي ويدفع الباحثين إلى دراسته دراسة علمية متأنية.
والحمد للّه ربّ العالمين.
الدكتور مضر سليمان الحلي
ص: 9
ص: 10
تمهيد
الفصل الأول: حياة الشاعر
الفصل الثاني: شعره أغراضه، وخصائصه الفنية
الفصل الثالث:: وصف مخطوطتي الديوان
ص: 11
ص: 12
ما إن انقضى القرن التاسع الهجري حتى دخلت الحلةُ في حقبةٍ مظلمةٍ دامت نحو ثلاثة قرون من عمرها، لم تترك وراءها شيئاً يُذكر مما أنتجته هذه المدينة علمياً، وأدبياً، واجتماعياً، وحتى عمرانياً خلال خمسة قرون قبل ذلك، فالمدارس العلمية أُغلقت وتحولت بناياتها إلى خرائب مهجورة (1)، وهاجر العلماء والأدباء والشعراء والطلاب إلى النجف وغيرها من المدن العراقية؛ للالتحاق بالحوزات والمدارس العلمية، ولكي نفهم الأمر على حقيقته يجب أنْ نلقي نظرة على تاريخ المدينة وما آلت إليه الأمور، ودور الشاعر سليمان بن داود في ذلك.
بدأ تاريخ الحلة بالكلام على الجامعين (2)، وهي أصل الحلة ومنشؤها قبل تأسيسها على يد الأمير صدقة بن منصور بن دبيس سنة (495 ه) (3)، وبعد اتخاذها عاصمة لإمارته بدأت الحلة حياتها بخطوات ثابتة، إذ إن ملوكها كانوا شعراء يكرمون العلماء والأدباء، لذا أصبحت محط الأنظار، فكثر مادحوهم، فأجزلوا العطاء لهم وللعلماء والأدباء (4)، حتى أُلّفت الكتب لبني مِزيَد أمراء الحلة، وخاصة صدقة بن منصور (5).
ص: 13
وفي القرن السادس الهجري انتشرت المدارسُ العلمية في الحلة، وظهر كثير من العلماء الذين صنّفوا مؤلفات مهمة، ففى النصف الثاني من هذا القرن ظهر عدد من العلماء، منهم:
1 - الشيخ ابن حُميدة ت 550 ه) : هو أبو عبد اللّه محمد بن علي بن أحمد، قرأ على ابن الخشاب حتى برع في النحو واللغة، وصنّف فيهما كتباً، منها: شرح أبيات الجمل، وشرح اللُّمع، وكتاب التصريف، والروضة في النحو وغيرها. (1)
2- الشيخ محمد بن الكال الحلي (ت 597 ه) : هو الشيخ محمد بن هارون، يعرف بابن الكال، فقيه فاضل، جليل، صالح، وُلد في بغداد، ونشأ في الحلة المزيدية، وأخذ القراءات عن أبي منصور الخياط، وأبي الكرم ابن الشهرزوري في بغداد، له عدة مصنفات منها : مختصر التبيان في تفسير القرآن، بصائر السالكين في أمور الدين، متشابه القرآن، وغيرها. (2)
3- الشيخ محمد بن إدريس الحلّي (ت 598 ه) : شمس الدين محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس فقيه، فاضل، و محقق ماهر، شيخ فقهاء الحلة، أول من ناقش آراء الشيخ الطوسي (3)، وفتح بذلك باب الاجتهاد، قال عنه ابن داود: (محمد بن أحمد بن
ص: 14
إدريس العجلي، فاضل، فقيه، ومحقق ماهر نبيه فخر الأُجلّة وشيخ الفقهاء في الحلة، متقن للعلوم كثير التصانيف).
من آثاره العلمية كتاب السرائر، وكتاب الحاوي، ومختصر تبيان الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه). (1)
4- يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي البطريق الأسدي (ت 600 ه): أبو الحسين الشيخ شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين الحلّي، كان عالماً، فاضلاً، محدّثاً، محققاً، ثقةً، صدوقاً من مصنفاته: كتاب العمدة، وكتاب المناقب، وكتاب الخصائص والمستدرك المختار، وغيرها. (2)
وفي القرن السابع الهجري تصاعدت الحركة العلمية في الحلة وتضاعف عدد المدارس، والعلماء، والطلبة، وظهر من العلماء في هذا العصر :
1 - الشيخ ورّام بن أبي فراس (ت 605 ه) : هو الأمير الزاهد، العالم، الفاضل، ينتمي إلى إبراهيم بن مالك الأشتر (عليه رضوان الله)، وهو جد السيد علي بن طاووس لأمه، كان في بداية حياته منخرطاً في سلك العسكرية، ثم تركها وزهد في الدنيا، وانقطع إلى دراسة العلوم، له كتاب (تنبيه الخواطر)، توفي في الحلة (سنة 605). (3)
2 - علي بن البطريق الأسدي (ت 642 ه) : هو نجم الدين أبو الحسن علي بن يحيى ابن الحسن بن بطريق الأسدي الحلي، كان أديباً فاضلاً، أصولياً، وشاعراً مجيداً، سافر إلى مصر وعمل هناك، ثم عاد وتوفي في بغداد. (4)
ص: 15
3- مؤيد الدين محمد بن العلقمي ( ت 657ه) : تولى الوزارة للمستعصم العباسي (سنة 643 ه)، قال عنه ابن الطقطقي (709) ه) : (كان رجلاً فاضلاً، كريماً، وقوراً، خبيراً بأدوات السياسة، محباً لأهل العلم والأدب)(1).
4- الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي : هو والد المحقق الحلي، كان عالماً فاضلاً من بيت مشهور بالعلم والفقه (2)، توفي في حدود منتصف القرن السابع الهجري.
5- رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس (ت 664 ه): وصفه المحقق عباس القمي بأنه: (السيد الأجل قدوة العارفين، صاحب الكرامات، مؤلّفاته كثيرة ومشهورة منها كشف المحجّة) (3).
6 - أبو الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر ابن طاووس (ت 673 ه): ذكره صاحب الكُنى والألقاب عندما كان يتحدث عن أخيه رضي الدين علي فقال: (يُطلق لقب ابن طاووس على أخيه أبي الفضائل جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر العالم الفاضل، الفقيه الورع، المحدّث، صاحب التصانيف الكثيرة ) (4).
7- المحقق الحلي (ت 676 ه): نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي، المحقق، المدقق، الإمام العلّامة واحد عصره، وألسن أهل زمانه، وأقومهم بالحجة، وأسرعهم استحضاراً، له تصانيف، منها: شرائع الإسلام، النافع،
ص: 16
المعتبر في شرح المختصر، نكت النهاية، وغيرها. (1)
8- الشيخ سالم بن محفوظ السوراوي الحلي: عالم، فقيه، فاضل، كان إمام الطائفة في وقته، من مؤلفاته : المنهاج في علم الكلام، والتبصرة، والمحصل، وغيرها. (2)
9 - الشيخ أبو زكريا يحيى بن أحمد بن سعيد الهذلي (ت 689 ه) - ابن عم المحقق الحلي - عالم، فقيه، ورع، فاضل، زاهد، جامع لفنون العلوم الفقهية، والأدبية، والأصولية، له كتاب الجامع للشرائع، وكتاب المدخل في أصول الفقه، ونزهة الناظر، وغيرها. (3)
10 - يوسف بن علي بن المطهر الحلي: من رجال القرن السابع الهجري، والد العلّامة الحلي، عالم فاضل، وفقيه متبّحر، له كتاب مجموعة الفتاوى. (4)
11- الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح الأسدي (ت 690 ه): من مشاهير علماء الحلة، كان مرجعاً في الفتوى. (5)
12 - السيد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاووس (ت 693 ه) : الفقيه،النسّابة، النحوي، العروضي، الزاهد، العابد، حائري المولد، حلّي المنشأ، بغدادي التحصيل، كاظمي الخاتمة، له مصنفات كثيرة منها : فرحة الغري الشمل المنظوم. (6)
ص: 17
فضلاً عن الشيخ شميم الحلي (601 ه)، و أبي الفتح محمد بن محمد بن الجعفرية (606 ه)، وابن السكوني الحلي (606ه)، وأبي علي الحلّي النحوي ابن الباقلاني (ت 637 ه)، ومهذَّب الدين ابن الخيمي (642 ه)، والسيد أبي عبد اللّه بن محمد المهنّا العبيدلي (ت 675 ه)، والرافضي الفقيه (679 ه)، و نجيب الدين ابن العود الحلّي (679 ه)، والقزويني الحلي (682 ه)، وغيرهم من علماء القرن السابع الهجري.
أمّا القرن الثامن الهجري، فقد كان قمة في العطاء العلمي للبشرية جمعاء، قدمت الحلة فيه من العلماء ما يعجز القلم عن وصفهم منهم:
1 - العلّامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي (قدّس سِرُّه) (ت 726 ه) : شيخ الطائفة، وعلّامة،وقته، وصاحب التحقيق والتدقيق، كثير،التصانيف، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول وكان والده (قدّس سِرُّه) فقيهاً محققاً مدرّساً، عظيم الشأن، ليس هناك من يوازيه في غزارة الإنتاج ونوعيته، ومن مصنّفاته: كتاب التبصرة، وكتاب منهاج الصلاح، وكتاب مختلف الشيعة في أحكام الشريعة، وكتاب بسط الإشارات، ونهاية الأحكام، وبسط الكافية، ومنهاج الكرامة، وغيرها الكثير. (1)
2- الشيخ تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي النيلي (ت نحو 740 ه): الشيخ العالم، الفاضل الجليل، الفقيه المتبحّر صاحب كتاب (الرجال)، ومن كتبه: الرائض في الفرائض، والدر الثمين في أصول الدين، وعقد الجواهر في الأشباه والنظائر، وغيرها. (2)
3- الشيخ رضي الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحلي: وهو أخو العلّامة الحلي،
ص: 18
وهو عالم فاضل من بيت علم،معروف له من المصنفات: كتاب العدد القوية، لم نتوصل إلى تاريخ دقيق لوفاته (رَحمهُ اللّه). (1)
وفي القرن التاسع ظهر عدد من العلماء والأدباء الذين تركوا بصماتهم على صفحات تاريخ هذه المدينة المباركة، منهم:
1- ابن فهد الحلّي (ت 841 ه) : أبو العباس جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الأسدي الحلي، قال عنه المحقق الشيخ عباس القمي: العالم الفاضل، الثقة الزاهد، العابد، الورع، التقي، صاحب المقامات العالية، والمصنّفات الفائقة، كالمهذب البارع في شرح المختصر النافع، وعدة الداعي، والتحصين، واللمعة الجلية. (2)
2- الحافظ الشيخ رجب البرسي (كان حيّاً 813 ه) : الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب رجب البرسي الحلّي، المحدّث الصوفي المعروف، من متأخري علماء الإمامية، كان ماهراً في أكثر العلوم، وله يد طولى في علم أسرار الحروف والأعداد، كان فاضلاً،،شاعراً، مُنشِئاً، أديباً، له : مشارق أنوار اليقين في حقائق أمير المؤمنين، واللمعة والألفين في وصف سادة الكونين. (3)
3- المقداد السيّوري (ت 826 ه) : الشيخ جمال الدين أبو عبد اللّه المقداد بن عبد اللّه بن محمد بن الحسين بن محمد الحلّي الأسدي، فقيه،أصولي متكلم، مفسر، أخذ عن الشهيد الأول محمد بن مكي، وتوفي بالنجف، ومن آثاره: شرح نهج المسترشدين في أصول الدين،
ص: 19
كنز العرفان في فقه القرآن، شرح مختصر الشرائع، شرح تجريد البلاغة، وغيرها. (1)
4- تاج الدين الحسن بن راشد (كان حياً عام 830 ه): الفاضل، العالم، الشاعر، من أكابر الفقهاء، مؤرّخ متكلم، من آثاره: أرجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء، أرجوزة سمّاها : الجمانة البهية، ومصباح المهتدين في أصول الدين. (2)
5- ابن العرندس الحلي: الشيخ صالح بن عبد الوهاب بن العرندس الحلي، من أعلام الشيعة، شاعر، عالم، فاضل، متضلع في علمي الفقه والأصول وغيرهما، وكان من الشعراء المكثرين الذين أبدعوا وأجادوا في آل الرسول (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وقبره في الحلة. (3)
6 - الشيخ مغامس بن داغر الحلي (توفي أواسط القرن التاسع الهجري): كان شاعراً وخطيباً من أعراب،الحلة سكن المدينة، فنظم الشعر وأجاده، وتعلم العلوم، وكان أبوه شاعراً، وهو الذي علمه نظم الشعر. (4)
هذه كوكبةٌ من العلماء الأفاضل، والأدباء الأفذاذ، وغيرهم كثير ممن لا يقل شأناً عنهم ممّا لا يسع المجال لذكرهم، الذين جادت بهم الحلة الفيحاء في القرون السادس، والسابع، والثامن، والتاسع للهجرة، صنَّفوا وكتبوا المئات من المصنفات والأسفار التي كانت الأساس المتين للتطور العلمي والأدبي في الحلة خاصة، والعراق والعالم العربي والإسلامي عامة، التي سرى إشعاعها في أرجاء العالم، وهذه الكتب والمصنفات إلى اليوم يُدرّس بعضها في الحوزات العلمية في شتّى العلوم، كاللغة العربية وآدابها، والفقه
ص: 20
وأصوله وأحكامه، وغير ذلك من العلوم التي يحتاج إليها الطلبة في دراستهم، هؤلاء العلماء الأجلاء وغيرهم كثير، أنجبتهم الحلة في عهد ازدهارها الفكري والثقافي، على الرغم من قساوة الظروف التي مرّت بها، فليست كل أيامها رخاء ومؤاتية للعلم والعلماء، فلا شك - من خلال اطّلاعنا على تاريخ المدينة – أنها كانت تتعرض إلى فصول حالكة السواد مرعبة عسيرة، ومع ذلك أنتجت ما أنتجت.
كانت الحوزةُ العلميةُ للشيعةِ قبل هذا الوقت قد انتقلت من بغداد إلى النجف، بعد الاعتداء الذي حصل على دار زعيم الحوزة آنذاك الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه)، فانتقل إلى النجف عام 449 ه مؤسِّساً للحوزة العلمية فيها، ونمت الحوزة العلمية وازدهرت وتوسعت في حياة الشيخ الطوسي، واستمرّت في نشاطها بعد وفاته سنة 460 ه حتى القرن السابع، إذ توجهت الأنظار صوب الحلة، نظراً لما وصلت إليه الحوزة العلمية فيها من سمو ورفعة ونشاط، ولئن كان الشيخ الطوسي (رَحمهُ اللّه) قد بلغ قمة الفكر الفقهي لمدرسة بغداد فقد بلغ من بعده العلّامة الحلي قمة الفكر الفقهي لمدرسة الحلة (1)، ولولا جهود علماء الحلة الكبار لظلت الحوزة العلمية للشيعة على المستوى الذي خلّفها الشيخ الطوسي عليه، ولكن جهوده فتحت المجال واسعاً للسالكين.
كان هذا الازدهار في الحياة الثقافية في القرنين السابع والثامن الهجريين في الحلة، بفضل البُناة الأوائل من آل مزيد، الذين أسَّسوا الحلة على هذا الأساس، فصار مجتمعُها متآلفاً متحاباً بعربه وأكراده، محباً للعلم والعلماء، والأدب والأدباء، وللمفكرين الذين نذروا أنفسهم لأداء رسالتهم العلمية على أتم وجه.
ص: 21
احتفظت الحلة بمركزها العلمي حتى أواخر القرن التاسع الهجري، بعد ذلك اشتدت الضغوط على المجتمع الحلي، نتيجة لجهل الحكام وظلمهم وتعسفهم.
كانت الحلة في تلك الحقبة تتعرض لصراع قوّتين هما: التركمان تحت عنوان دولة الخروف الأسود مرة، والأبيض مرة أخرى، ودولة المشعشعين، فهي معرّضة دائماً لغزو هؤلاء وللاحتلال من قبل أولئك مما أدى إلى تدهور الأمن، فالناس في قلق وترقّبٍ مستمر؛ لذلك تدهورت الحالة الاجتماعية، والاقتصادية، وطبيعي جداً أن تتدهور الحالة الثقافية أيضاً.
هناك عوامل أخرى أدّت إلى تدهور الحالة الاقتصادية، وتبعها تدهور الحالة الثقافية؛ بسبب شحة الأمطار أو الفيضانات، أو قطع الطرق الواصلة بين الحلة والمدن المجاورة؛ لما تقوم به العشائر المحيطة بمدينة الحلة حينما تسوء علاقتها بالحكومة أو السلطة (1)، فتتوقف التجارة، وتسوء الحالة الاقتصادية، كلّ ذلك يؤثر تأثيراً مباشراً في الوضع الثقافي للمجتمع والحياة العامة؛ بسبب الضغوط الشديدة التي سلطتها الظروف السياسية القائمة في البلد آنذاك، والصراعات الداخلية والخارجية والتدهور الاقتصادي وموجات الأمراض الفتاكة التي ضربت مدن العراق عامة والحلة خاصة، بكل قسوة وشراسة، فكادت أن تُخلي الحلة مِن ساكنيها (2)، ونتيجة لذلك انتقلت الحوزة العلمية إلى كربلاء، ومنها عادت إلى النجف (3)، وما تزال فيها حتى يومنا هذا.
تدهورت الحالةُ الثقافيةُ، فدخلت الحلّة في الحقبة الظلامية، ودامت هذه الحقبة
ص: 22
قرابة ثلاثة قرون (ابتداءً من القرن العاشر الهجري)، فقضت تقريباً على كلّ ما تحقق في القرون الماضية من إنجازات علمية، فقد أُغلِقت المدارس وهجرها طلابها، ووصلت المصنفات الثمينة التي لا تقدّر بثمن إلى أيدي العطارين لاستخدام ورقها في تغليف بضاعتهم التافهة من المساحيق والأعشاب وغيرها، ولم يحفظ منها إلا القليل (1)، الذي تلقفته أيدٍ أمينة عارفة بقيمته فحفظته من التلف والضياع، ثم أوصلته إلى من يقدّر قيمته ويعرف حقّه.
وفي هذه الأيام السود من عمر الحلة وصل السيد سليمان بن داود الحلي قادماً من النجف بما يحمل من بضاعة علمية وأدبية. فما سر هذه الهجرة إلى الحلة، في حين هجرها أمثاله إلى النجف وغيرها من المدن؟
أرى أن هذا البحث يخلص إلى كشف سرّ هذه الهجرة ويتضح منه أنه كانت للسيد سلیمان بن داود رسالة فكرية أدبية اجتماعية أداها بوجوده في هذه المدينة المباركة من خلال نشاطه الفكري والعقائدي والاجتماعي فيها، مما أدى إلى نشوء حركة أدبية أخرجت المدينة من تلك الحقبة المظلمة، واندفعت في عالم النور من جديد إلى يومنا هذا.
ص: 23
ص: 24
*اسمه ونسبه
*ولادته
*نشأته
*آثاره
*أسرته
*وفاته
ص: 25
ص: 26
هو سليمان (1) بن داود بن حيدر الشرع بن أحمد المزيدي بن محمود بن شهاب بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن أبي القاسم بن أبي البركات بن القاسم بن علي بن شكر بن أبي محمد الحسن الأسمر بن شمس الدين النقيب أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي طالب محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسّابة بن أحمد المحدّث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين علي بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي الطالب (عَلَيهِ السَّلَامُ). (2)
تذكره المصادر بلقب (الكبير)، تمييزاً له عن حفيده سليمان بن داود (الصغير) والد السيد حيدر الحلي، وتلقبّه مصادر أخرى ب(الحكيم)؛ لأنه كان قد مارس الطب واشتهر به وصنّف فيه، كما يُسمى أيضاً (السيد سليمان المزيدي)، نسبة إلى قرية
ص: 27
المزيدية (1)، لسكنى بعض أجداده فيها (2)، ولُقِّب (الحلّي) نسبة إلى سكنه في مدينة الحلة، وفي الذريعة جاء لقبه (النجفي) نسبة إلى مولده.
وُلد السيد سليمان بن داود الحلّي في النجف الأشرف عام 1141 ه (3)، ولا نعرف متى استقرَّ والده السيد داود بن حيدر الشرع في النجف، فنحن نعلم أنَّ موطن حيدر الشرع وآبائه في المزيدية، حتى إنَّ ضريح السيد أحمد المزيدي هناك، فمتى نزح السيد داود بن حيدر الشرع منها إلى النجف؟ وما هو عمله في النجف؟ لا يوجد مصدر واحد – بحدود علمي – يتحدّث عن هذه الناحية.
نشأ سليمان بن داود الحلي في النجف، وتلقى تعليمه فيها، ونهل من نمير أعلامها، وقد حصل على فرصة طيبة للتعليم، إذ إنَّ تعليمه كان متعدد الجوانب، فقد درس العربية وعلومها والفقه وأحكامه والطب، حتى إنه برع وصنّف فيه بعد أن اكتسب مهارة عالية في هذا العلم (4)، وبعد وصوله إلى مستوى جيد من التعليم في شتى المجالات – تبين ذلك من خلال مستوى نشاطه العلمي والأدبي في المرحلة اللاحقة من حياته - أصبح يُشار إليه بالبنان في مختلف العلوم العقلية، ولُقِّب بالحكيم؛ لبروزه
ص: 28
في علم الطب وتفرّده في وسطه بإحاطته بجوانبه.
ترجم له الكثير من المؤرخين، ومنهم العلّامة المؤرخ الشيخ محمد طاهر السماوي فقال: (كان فاضلاً مشاركاً في العلوم، نشأ بالنجف وحضر على علمائها، ثم ارتحل إلى الحلة فسكنها، وله فيها مع أدبائها مجاريات، له ديوان،شعر، وله في الأئمة شعر كثير في المديح والرثاء)(1).
قال عنه الشيخ أغا بزرك : (سليمان بن داود النجفي، وُلد في النجف 1141 ه، وسكن الحلة سنة 1175 ه، رأيت ديوانه بخط يده عند الشيخ محمد السماوي، فيه قصائد في مدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وتشطير عينية السيد الحميري (2)، و تشطير قصيدة الحافظ رجب البرسي (3)، وتخميس قصيدة ابن سبع (4)، مات في الحلة وشيّعهُ أهلها،
ص: 29
واستقبلهم أهلُ النجف يتقدمهم السيد بحر العلوم(1)). (2)
قال عنه الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني : (عالم، فاضل، طبيب، جليل، أديب، متتبع، وُلد في النجف وتتلمذ على العلماء والفضلاء، وصنّف في كلّ،فن، وكان عالماً بعلمي الأديان والأبدان،نقيّاً كريماً، طريفاً، أديباً، يرتجل الشعر ارتجالاً)(3).
ولمّا ذاع صيتُهُ في مختلف ربوع الفرات هاجر إلى الحلة واستقرَّ فيها مع عائلته سنة (1175ه)(4)، وكان عمره آنذاك أربعاً وثلاثين سنة (5)، ولا نعلم مَن الذين كانوا معه، إلا أنَّ الشيخ علي الخاقاني ذكر منهم ابنه الأكبر (حسين الحكيم)، وكان عمره ثلاث عشرة سنة. (6)
ص: 30
وقال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي : (كان سريع الخط جيده، كتب (فرحة الغري) (1) لابن طاووس في يوم واحد، كما كان سريع البديهة، حاضر الجواب، وقد طارح جماعة من شعراء عصره، كالنحويَّين (2)، والشيخ أحمد بن حمد اللّه (3)، والشيخ درويش التميمي (4)، وابن الخلفة (5)،
ص: 31
والفحام (1)، والسيد شريف بن فلاح الكاظمي (2))(3). (و دارت له معهم مساجلات ونوادر، وكانت داره ندوة للسمر والحديث وقرض الشعر، وقد عدّها الحليّون آنذاك مدرسة يُحَجُّ إليها من مختلف القرى والأرياف)(4).
بدأ السيد سليمان بن داود الحلي بطرح فكره ومعتقده بالدعوة إلى مذهب آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) من خلال قصائده الشعرية، مما أدى إلى أن يعود دبيب الحياة إلى الحلة مجدداً في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، فعادت مرة أخرى تحمل مشعل النور لتنير به الدرب للأجيال القادمة، والفضل هنا يعود لمن ادّارك الحلّة، وحاول مخلصاً إعادة مجدها ومركزها العلمي بعدما فقدته.
لا يسعنا إلا القول إن للسيد سليمان هدفاً أسمى وأبعد من موضوع السكن في الحلة وممارسة الطب فيها، فقد حوّل داره إلى مدرسةٍ فتحت أبوابها في الحلة من جديد،
ص: 32
بعد أن أُغلقت كل المدارس فيها منذ أمد بعيد جداً، لكي تجمع الشتات وتصبح مدرسة يُحجّ إليها من مختلف القرى والأرياف. كانت هجرته تلك إلى الحلّة بداية لتكوين أسرة، عُرِفَت فيما بعد باسم (أسرة آل السيد سليمان)(1)، قُدّر أن يكون لها تأثير واضح في تاريخ الحلة اجتماعياً وثقافياً وسياسياً. (2)
لا نعلم عدد أفراد أسرته، وكم عدد أولاده في هذا الوقت، و ما هو مصير والده السيد داود بن حيدر الشرع؟ وزوج السيد سليمان بن داود من هي؟ علمنا بعد هذا أنه عديل الشيخ درويش الفقيه (3) في الحلة، ولكن هل هذه العلاقة مع الشيخ درويش جاءت عن طريق زوجته الوحيدة أم أنه متعدد الزوجات؟ كل هذه الأسئلة تبقى من دون إجابة، فلا يوجد مصدر - في حدود بحثي ومعرفتي – يتناول هذه الأمور ويجيب عن هذه الأسئلة، وليست هناك معلوماتٌ مدونة عن دراسته، وعدد سنوات الدراسة، وما هي المواد التي درسها، ومن هم أساتذته ومشايخه الذين درس عليهم ؟
هناك بعض المصادر تقول: إنه درس علوم العربية وأتقنها، ودرس الفقه، كما
ص: 33
درس الطب وتضلّع به حتى أنه صنّف فيه. (1)
استغرقت هذه المرحلة مدة طويلة من حياته نسبياً، فهو بعد أن استكمل تعليمه أرتأى أن يترك النجف ويستقر في الحلة، وهو في سن الرابعة والثلاثين من العمر.
قال عنه ولده السيد داود: (أتقن العلوم، وبرع في الطب والأدب، وصنّف بكل علمٍ وفنٍ كتاباً) (2)، وأكد هذه المعلومة أيضاً السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة (3).
وقد حاولنا استقصاء تلك المصنّفات، فرأينا الشيخ محمد علي اليعقوبي يقول إنه عثر على رسالة له صغيرة الحجم كبيرة الفائدة سمّاها : (خلاصة الإعراب)، رتّبها على مقدّمة وفصول أربعة وخاتمة، من أحسن ما كُتِبَ في العربية على أوجز طرز وأسهل أسلوب مدرسي، رأيتها بخطّه الجميل، ويظهر أنه كتبها لجماعة من تلاميذه، وكنّى نفسه في أولها بأبي عبد اللّه سليمان بن داود الحسيني. (4)
وهذا ما ذكره عمر كحالة حينما ترجم له إذ قال: (له كتاب في الطب وخلاصة الإعراب)(5)، أمّا المحقق الشيخ أغا بزرك فقد قال إنه رأى (خلاصة الإعراب)، وقد نسبها إلى السيد سليمان الصغير حفيد السيد سليمان بن داود (6)، وهو الصحيح، وقد رأيتها في مكتبة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في النجف الأشرف برقم 999.
ص: 34
وقد وصل إلينا منها :
1 - ديوانه، وهو موضوع هذا الكتاب.
2 - مجموعة أحاديث نبوية في آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) أثبتت في مقدمة مخطوطة الديوان (النسخة ب). (1)
ينتمي الشاعر سليمان بن داود الحلّي إلى أسرة عُرفت تاريخياً بأنها - أسرة آل شهاب (2)- من الأُسر العلوية العريقة، ويعودُ نسبها إلى (شكر) بن أبي محمد الحسن الأسمر(3)، وعقب شكر، كما يقول عنهم العلّامة المحقق النسّابة السيد ابن عنبة الحسني: (لهم بقيّة في الشرفيّة من دارخ من أعمال الحلة السيفيّة)(4)، على أنَّنا نعلم أنَّ جدّ السيد سليمان وهو السيد حيدر الشرع، الذي كان يتولى الأمور الشرعية وحل النزاعات في المزيدية، ووالده السيد أحمد المزيدي (5)، كانا يسكنان المزيدية (6)، وهي موطن الأسرة قبل الحلة، وربما آباء السيد أحمد أيضاً؛ لأنَّ هناك دلائل تشير إلى ذلك، منها أنَّ فيها ضريح السيد أحمد المزيدي، ويحتمل أن يكون معه ابنه السيد حيدر الشرع أيضاً، وهناك أملاك (بساتين وأراضي)
ص: 35
تسمى الشهابية، تعود ملكيتها إلى أبناء عم آل سليمان وهم السادة (آلبو خلّوف). أعقب السيد شهاب رجلين هما: محمد ومحمود، وأعقب محمود السيد أحمد المزيدي، وأعقب أخوه محمد ولداً أسماه: محمداً أيضاً، وللسيد محمد بن محمد بن شهاب ثلاثة أبناء هم: (محمد حسن، و محمد علي، و علي)، وأعقب السيد محمد حسن السيد خَلَف (خلّوف)، وأبناء خلف وذريّته يسكنون منطقة العباسيات - ما بين الكفل والكوفة على الطريق الرابط بين الحلة والنجف - انتقلوا إلى هناك حينما جفَّ الفرات(1)، فماتت أملاكهم بعد حفر قناة الهندية وتحوّل مجرى الفرات إليها ذلك قبل إنشاء سدة الهندية، فاستوطنوا تلك المناطق ولم يعودوا إلى موطنهم الأول في المزيدية(2).
بعد استقراره في الحلة، أسس السيد سليمان لأسرة عُرفت فيما بعد بأسرة – آل السيد سليمان - بدأت نشاطها الاجتماعي والثقافي وذلك بالاندماج والتفاعل مع المجتمع الحلي عامة، والأسر والشخصيات العلمية والأدبية كآل النحوي وغيرهم خاصّةً، قال الشيخ الأديب علي الخاقاني في معرض كلامه عن دار السيد سليمان في الحلة: (وقد عدّها الحليّون آنذاك مدرسةً يحجُّ إليها من مختلف القرى والأرياف) (3). وعبارة الشيخ المؤرخ الأديب علي الخاقاني، التي قالها وهو يترجم للسيد حيدر الحلي: (وأمّا كونه حفيد شاعر : فجده السيد سليمان الكبير من مؤسسي دولة الأدب في
ص: 36
الحلة) (1) لتحسّسنا مقدار النشاط الاجتماعي والثقافي الذي قامت به هذه الأسرة والذي كان المجتمع بأمسّ الحاجة إليه في تلك الأيام السود، فبدلاً من أن تترك بقيّة أهل الحلة - وخاصة ما بقي من علمائها وأدبائها- وتتفرق في المدن والأمصار الأخرى، صارت - دور هذه الأسرة ودواوينها - تجمع شتات المجتمع وتشدُّ أزره وتعيد الثقة بنفسه، فأسّست بذلك لحركة النهوض الجديدة في القرن الثالث عشر وما بعده، لذلك أرى أن دور هذه الأسرة وغيرها مما ذكرت من الأسر والشخصيات العلمية الفذّة في تلك الأيام، كحامل لواء الجيش الذي تعرّض جيشُه لضربات عنيفة مزقته فشتته، وحامل الراية ثابت في مكانه ينادي: هلمّوا إليَّ، فيعود إليه ويلتف حوله من بقي من أبطال جيشه و صناديدهم، ليثبتوا تحت رايته حتى تحقيق النصر.
وصف الشيخ محمد علي اليعقوبي السيد سليمان بن داود وأولاده ب-: (مؤسسي نهضة الحلة الأدبية في القرن الثالث عشر) (2) لقد تركت لنا هذه الأسرة تُراثاً أدبياً جمّاً منه ما عبثت به يدُ الأيّام والأحداث فأدّت إلى ضياعه أو تلفه (3)، ففقدنا بذلك ثروة علمية أدبية لا تعوّض، ومنه ما وصل إلينا وهو النزر القليل.
في الحلّة تشكّلت الأسرة الجديدة من سليمان بن داود الحلّي (السيد سليمان الكبير) وأبنائه، وربّما من أخوته السيد علي والسيد محمد ابنَي السيد داود معه أيضاً، ولكن
ص: 37
المعلومات الواردة عنها قليلة جداً، وورد ذكرهما في كتاب السيد داود بن السيد سلیمان الكبير حينما قال: (وأمّا السيد داود بن حيدر الشرع فقد أعقب ثلاثة رجال هم السيد سليمان، والسيد محمد، والسيد علي) (1) وليست هناك معلومات كافية عنهما إلا أنَّ ذكر السيد محمد يرد دون ذكر السيد علي، يقول الشيخ محمد علي اليعقوبي : (إنَّ السيد محمد بن السيد داود أصغر سنّاً من أخيه السيد سليمان وتوفي بعده ببضع سنين، وكان من رجال الفقه والدين معروفاً بالنُسك والصلاح مشهوراً بالورع والتقشف، يقضي أكثر أوقات إقامته في النجف الأشرف منقطعاً فيه إلى العبادة) (2). كما ورد ذكر السيد محمد في قصائد الشعراء الملا حسين جاوش (3)، والشيخ محمد رضا النحوي (4) في رثاء السيد سليمان الكبير مثبتة في مقدمة متن الديوان في النسخة (ب) (5)، كما أنَّ للسيد محمد بن السيد داود قصيدة في رثاء أخيه السيد سليمان الكبير
ومن أبناء وأحفاد السيد سليمان الكبير :
1 - السيد حسين الحكيم (6) : كان ملازماً لوالده السيد سليمان، قال عنه الشيخ علي
ص: 38
الخاقاني: (وُلد في النجف عام 1162ه (1) تقريباً، ونشأ على أبيه وهو أكبر أولاده، فعني بتربيته ولقّنه كثيراً من مبادئ العلوم، ولما هاجر إلى الحلة صحبه، ثم عاد إليها وبقي فيها ردحاً من الزمن، وقد ولع بدراسة علم الطب والاختلاف إلى أعلامه من رجال فارس، حتى إذا برع فيه غادرها قاصداً وطنه الجديد، وفي خلال مكثه في النجف اتصل بجماعة من أعلامها كآل أبي جامع (آل محيي الدين)، وآل الأعسم، وآل كاشف الغطاء، وآل بحر العلوم، وكلّها أسر علمية أدبية نجفيّة كريمة، وقد دارت بينه وبين شعرائهم مطارحات ومساجلات. كان ذا شخصية مرموقة في الأوساط مهاباً، جليل القدر، ممتد النفوذ، له هيبة عند ولاة آل عثمان، وكان أمراء الحلة يتوددون إليه، ويختلفون إليه بالزيارة في كثير من المناسبات) (2).
إنَّ براعة السيد حسين في علم الطب جعلت الناس تطلق عليه لقب (الحكيم)، وهو لقب والده من قبله للسبب نفسه، ولُقّب ب(لقمان عصره ومحيي الموتى)، وكان عالماً بعلم الجفر والعلوم الغريبة (3) يقول عنه العامة : إنه يحيي الموتى؛ ذلك لتمكنه من معالجة الحالات الصعبة، التي تقترب بمرضاها من الموت لسوء حالتهم. يقول عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (أسنّ أخوته، نهضَ بزعامة الأسرة بعد أبيه، عالم فاضلٌ
ص: 39
وشاعرٌ مطبوعٌ متوسعٌ في علوم الطب والحكمة والنجوم، وله في الأدب والترسل باعٌ طويل، وكان جليل القدر، كامل الرئاسة، له هيبة في صدور الخاصة والعامة، مطاعاً عند حكّام الحلة وولاة بغداد، ويلقّب بالحكيم) (1)، وبهذا الوصف وصفه محمد الخليلي أيضاً. (2) وقال عنه د. الشيخ محمد هادي الأميني : (عالم فاضل شاعر جليل مجتهد، طبيب نطاسي متضلّع في مهنته، خبير في رسالته، درس في النجف وسكن الحلة) (3).
وعن دوره الوطني يقول الباحث محمد حسن علي مجيد: (من الغريب أننا لم نظفر من الشعر الحلي في الحوادث (الوهابيّة) سوى قصيدة واحدة للشاعر حسين الحكيم ابن السيد سليمان الكبير)(4)، ومما يؤيد دَور السيد حسين الحكيم ومكانته الاجتماعية والأدبية، قصائد الشعراء التي قيلت في تأبينه، أو في مراسلاته مع الشعراء الآخرين، أمثال : الشاعر صالح التميمي (5)، والشيخ عبد الحسين الدورقي (6)، والشيخ محمد بن
ص: 40
مطر (1)،والشيخ حبيب المطيري (2).
قال الشيخ علي الخاقاني ما نصّه: (وقد مُدح بكثير من الشعر من قِبل أعلام كبار ك: الشيخ محمد علي الأعسم، والشيخ محمد بن يوسف الجامعي، وغيرهما من مشاهير العلماء الذين لم يتنازلوا المدح أحدٍ إلا أن يكون مدَّرعاً بالعلم والتقوى) (3).
ومن مداعبات الجامعي (الشيخ محمد محيي الدين ت 1219ه) ومساجلاته مع السيد حسين الحكيم قوله يستهديه سَعفاً كان قد اعتاد إرساله إليه في كل عام وقد
تأخر عن الموعد قائلاً:
قُلْ لِلْحُسَيْنِ أَخِي الإِحْسَانِ وَالشَّرَفِ***لا تَنْسَ مَا بِي مِنَ الإِخْلاصِ وَالشَّغَفِ
حَاشَا عُلاكَ مِنَ الإِحْجَامِ عَنْ صِلَتِي***بَعْدَ التَّعَاهُدِ وَالإِتْحَافِ بِالتَّحَفِ
إلى آخر القصيدة. (4)
ص: 41
فأجابه السيد حسين الحكيم:
مُحَمَّدٌ يَا زَكِيَّ الوَسْطِ وَالطَّرَفِ***لا تَجْعَلَنْ ودَّنَا وَقْفاً عَلَى طَرَفِ
إلى آخر الأبيات (1).
وكتب السيد حسين معاتباً الشيخ محمد محيي الدين قائلاً:
خَلِيْلَيَّ كَيْفَ اخْتَرْتُمَا مَنْهَجَ الْجُفَا***وَكَيْفَ لَدَى الخِلانِ سَاعَتْ عَلاقِمُهُ
إلى آخر القصيدة، فأجابه الشيخ محمد بقوله:
أَتَانِي عِتَابٌ مِنْ خَلِيْلٍ رَجَوْتُهُ***ظَهِيرُ عَلَى السِّرِّ الَّذِي أَنَا كَاتِمُهْ
إلى آخرها، فردَّ عليه الحكيم:
أَمَوْلى الوَرَى مَنْ لِيْ بِخِلٍّ يُعِینُنِيْ***وَيَقْقِي بِحَقٍّ في عَلی مَنْ أُحَاكِمُهْ
إلى آخر القصيدة وهي طويلة، فأَجابه الشيخ:
أَبَى المَجْدُ إِلا أَنْ تَلُوْحَ عَلائِمُه***فَيَعْشُوْ لَهُ أَعْرَابُهُ وَأَعَاجِمُهْ
إلى آخر الأبيات. (2)
والسيد حسين شاعر متمكن، قال عنه الشيخ الخاقاني في مجال التعليق على شعره: (والسيد حسين عُرف بالنُبُلِ وعلوِّ النفسِ، فلم يتبذَّل في نظمه بل قصره على نواحٍ معينة، منه مجاملة الولاة (3)، و الامتزاج بنفوس الأصدقاء من العلماء
ص: 42
والشعراء.... وفي شعره يتجلى أنه شاعر مجيد وأديب متفوّق، ومرح خفيف الروح والظل) (1)، توفي رحمه اللّه سنة 1236ه.
و من رجالات هذه الأسرة:
2 - السيد داود (2) بن سليمان بن داود الحلّي: قال عنه السيد مرزة بن السيد عباس الحلّي إنَّه : (كان فقيهاً، عابداً صالحاً، أديباً) (3)، وقال عنه الشيخ اليعقوبي إنه : (ناظم ناثر له كتاب في سيرة والده السيد سليمان الكبير يُعرف منه سعة باعه وغزارة اطلاعه في الأدب والتاريخ، رتَّبه على مقدمة وأبواب وخاتمة، وتعرَّضَ فيه إلى نسب النبيَّ (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وآبائه وعترته وأبنائه بصورة مفصَّلة، وبحث فيه عن العقائد والفرق والإمامة بصورة خاصة، وسيرة الأئمة الاثني عشر (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وترجمة والده وما قيل فيه وما رثته الشعراء به، وقد ذكر في كتابه جماعة من الأدباء والشعراء المعاصرين لوالده وأخيه السيد حسين الحكيم، وعلمنا أن للسيد داود ديواناً من الشعر ولكنه تلف في حوادث الحلة، وكانت وفاته سنة 1232ه) (4).
ص: 43
3- السيد سليمان (الصغير) (1) بن السيد داود: لُقِّب بالصغير تمييزاً له عن جدِّه السيد سليمان الكبير، والسيد سليمان الصغير هو والد السيد حيدر الحلّي الشاعر، قال الشيخ محمد علي اليعقوبي في ترجمته: (هو أبو حيدر السيد سليمان الصغير بن السيد داود بن السيد سليمان الكبير بن داود الحسيني، كان يُلقّب ب- (الصغير) وجده يلقب ب(الكبير) دفعاً للإيهام، وكان مولده سنة 1222 ه، وابتدأ يقول الشعر وهو ابن اثنتي عشرة سنة كما في مجموعة للشيخ محمد بن نظر علي (2) وهو من مجاوري السيد ومعاصريه، كان سليمان على صغر سنّه عميد الأسرة المبجَّل، ونابغة البلد في الفضل والأدب، واسع الاطلاع طويل الباع، وكانت دراسته على والده داود بن سليمان الكبير، وعمه الحسين بن سليمان الكبير، ومن آثاره أرجوزة سماها (نظم الجمل) في جمل الإعراب علّق عليها شروحاً وجيزة مفيدة فرغ منها سنة 1239ه، وحاشية على الفاكهي سمّاها (الدرر الحلية في إيضاح غوامض العربية) بخطّه أيضاً في التاريخ المذكور، كانت عند أحفاد أخيه المهدي في الحلّة، ويتّضح مما تقدم أنه كتبها وعمره سبع عشرة سنة، وله أرجوزة في النحو ذكرها الشيخ أغا بزرك في الذريعة، وإليه أشار ولده حيدر في كتاب أرسله إلى الأستانة لصبحي بيك (أحد ولاة بغداد) إذْ قال: وكان
ص: 44
أبي سليمان عصره، يأتيه بعرش بلقيس المعاني آصف فكره، فيراه مستقراً لديه، قبل ارتداد طرفه إليه، أمّا شعره فإنه أرق ألفاظا، وأجزل أسلوباً، من شعر أخيه السيد مهدي، وقد جمع منه ديواناً صغيراً ولكنه تلف مع ما أُتلف من آثار هذه الأسرة، ولم يبق منه سوى ما دُوّنَ في المجاميع في مراثي آل البيت (عَلَيهِمُ السَّلَامُ))(1). ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني أنه رأى له في كُتب الخوانساري (2) كتاب (خلاصة الإعراب) بخطه الجميل، كما رأى له كتاب (نظم الجمل) وكتاب (الدرر الحلية ) (3).
وقال عنه السيد سليمان بن السيد مرزة: (كان السيد سليمان الصغير شاعراً مفلقاً، وشعره في غاية القوّة والرقّة والسّلاسة والانسجام)(4).
توفي السيد سليمان الصغير بالطاعون عام 1247ه وعمره خمس وعشرون سنة، بقدر عمر طرفة بن العبد، ولو عمر السيد سليمان لكان له شأنٌ، ربّما فاق شأن ولده الشاعر الخالد السيد حيدر الحلّي، لكن اللّه في خلقه شؤون، ونهض من بعده بأعباء الأسرة أخوه السيد مهدي بن السيد داود.
ص: 45
4- السيد مهدي (1) بن السيد داود بن السيد سليمان الكبير : هو العالم الأديب الشاعر الذي تخرج على يديه عدد ليس بالقليل من أدباء الحلة وشعرائها من مدرسته الأدبية في المسجد الملاصق لداره (2)، والسيِّد حيدر الشاعر هو أحد أبرز طلابه، فبعد وفاة أخيه السيد سليمان الصغير في طاعون عام 1247 ه تبنّى السيد مهدي ابن أخيه حيدر وكان في السنة الثانية من العمر وغذّاه بالعلوم والآداب حتى جعل منه عملاقاً في فن الشعر والأدب لا يجارى، قال عنه محمد حرز الدين: (هاجر إلى النجف وأقام فيه لطلب العلم، وحضر على أشهر علمائها في الفقه والأصول حتى أصبح من أهل الفضل والعلم والتقى، وكان شيخاً من شيوخ الأدب، وشاعراً ذا قريحة باهرة) (3).
وقال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (أبو داود العالم الأديب السيد مهدي بن داود بن سليمان الكبير، كانت ولادته في الحلة الفيحاء سنة (1222ه) (4)، ثم أخذ يجد
ص: 46
ويجتهد بفكرة منيرة وقريحة غزيرة حتى صار بنظم الشعر ومعرفة اللغة العربية وأسرارها نسيج وحده، وعديم،ندّه، غزير المادة، كثير الاطلاع والوقوف على أشعار العرب وأيامهم، حافظاً لسيرهم وتواريخهم، وأصبح من شيوخ صناعة الأدب في الحلة ومن صدور رجالها، ونهض فيها بأعباء الزعامة الدينية والأدبية التي كان يقوم بها أعلام أسرته قبله، درس الفقه على العلّامة الشيخ حسن صاحب (أنوار الفقاهة) ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء يوم كان مقيماً بالحلة، ثم هاجر إلى النجف فحضر في الدروس الفقهية حوزة العلّامة الشهير صاحب الجواهر الشيخ محمد حسن بن الشيخ باقر رحمه اللّه )(1).
وكانَ - عليه رحمة اللّه – (على جانب عظيم من الورع والصلاح، بحيث كان يأتم به كثير من الصلحاء في مسجد خاص ملاصق لداره في الحلة يعرف بمسجد (أبو حواض)، وكان هذا المسجد مدرسة أدبية) (2) تخرج من هذه المدرسة عدد من مشاهير أدباء الحلة (كالشيخ حسن مصبّح (3)، والشيخ حمادي الكوّاز (4)، والشيخ حسون بن
ص: 47
عبد اللّه (1)، والشيخ علي عوض (2)، والشيخ محمد الملا (3)، والشيخ علي بن قاسم (4)، والشيخ حمادي نوح (5)، الذي طالما كان يعبّر عنه في ديوانه المخطوط بقوله سيدنا الأستاذ الأعظم) (6).
وقد اهتم السيد مهدي اهتماماً فائقاً في تهذيب ابن أخيه وربيب حجره حيدر، إذ كفله بعد وفاة أبيه (فكان له أباً ومهذّباً كما صرح بذلك السيد حيدر في قصيدته التي رثاه بها، وقلّما يوجد مثلها في مراثيه ومطلعها:
ص: 48
أَظُبى الرَدَى انْصَلِتِي وَهَاكِ وَرِيدِي***ذَهَبَ الزَّمَانُ بِعُدَّتِي وَعَدِيدِي) (1)
5 - السيد حيدر الحلي `(2): يُعدُّ حامل لواء الأسرة، قال عنه الشيخ محمد علي اليعقوبي: (كان سيد شعراء عصره وكان أبوه سليمان شاعراً وجده داود شاعراً وجد أبيه سليمان الكبير عالماً شاعراً وعمه المهدي فاضلاً شاعراً وعمّ أبيه الحسين بن سليمان شاعراً وعمّ جده محمد بن داود فقيهاً شاعراً وابنه الحسين وابن أخيه عبد المطلب شاعرين) (3) وقد ترجم له العديد من المؤرخين والمحققين ك: الشيخ علي الخاقاني، والسيد محسن الأمين، والمؤرخ الشيخ محمد طاهر السماوي وغيرهم (4)، وقال عنه الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني: (أبو الحسين السيد حيدر بن السيد سليمان الشاعر القدير صاحب الشعر الرصين والنظم المتين والعبقري الجليل البارع في كافة فنون الشعر) (5).
بلغ السيد حيدر الذروة في المواهب، وديوانه ومصنفاته خير،شاهد، قال له السيد محمد القزويني (ت 1335 ه): (أنت أشعر الشعراء الطالبيين)(6)، وقال له السيد مرزا
ص: 49
صالح القزويني (ت 1304 ه): (إنَّ رثاءك يحبب إلينا الموت) (1).
6 - السيد عبد المطلّب الحلي (2) : هو ابن السيد داود بن السيد مهدي والسيد داود أخو السيد حيدر لأمه وابن عمه، لذلك فالسيد حيدر عم السيد عبد المطلّب، وكما كان السيد مهدي للسيد حيدر أباً ومربيّاً وأستاذاً، كان السيد حيدر للسيد عبد المطلب كذلك، فَصَقلَ موهبته كما أراد فتدفّقت شاعريته كما يريد، يقول الشيخ علي الخاقاني في ترجمته: (هو أبو مناف السيد عبد المطلّب بن السيد داود بن المهدي بن داود بن السيد سليمان الكبير، شاعر فحل وأديب جريء وناثر بليغ لازم عمه السيد حيدر ملازمة الظل للشاخص، فأدّبه وثقّفه وأطلعه على كثير من أسرار الأدب العربي، درس المقدمات على أساتذة بلده ونظم الشعر مبكراً متأثّراً بندوة عمّهِ أو بالأحرى (مدرسة) عمّه الشعرية التي كانت محط رحال أدباء عصره). (3)
لم يتوفر لأيةِ أسرة من أسر الحلّة الأدبية كما توفر لآل سليمان من الشعراء والأدباء، وما كُتبَ عنهم في أُمَّاتِ الكتب والمراجع والدوريات والدواوين الشعرية خير دليل على ما نقول، فقد ترجم الشيخ محمد علي اليعقوبي لأربعة عشر شاعراً من آل سليمان الحلي، وأورد نماذج كثيرة من شعرهم (4)، وأدب الطف أو شعراء الحسين للسيد جواد شبر الذي ترجم لتسعةٍ منهم، وشعراء الحلة أو البابليات للخاقاني، وأعيان الشيعة للسيد الأمين،
ص: 50
والأعلام للزركلي، ومعجم رجال الفكر والأدب في النجف وغيرها (1).
ص: 51
لم يقتصر دَور آل السيد سليمان على مشاركة أبناء بلدتهم الحلة في النشاط العلمي والأدبي فحسب، بل شاركوهم في النشاط السياسي أيضاً، فقد تزعّم السيد علي بن السيد سليمان الكبير إحدى الانتفاضات الشعبيّة في الحلّة، ضد الحكّام العثمانيين المتعسّفين، وبعد إخماد الانتفاضة قُطِعَت رؤوس جماعة منهم، وعلى رأسهم السيد علي ابن السيد سليمان، وأخذوا رؤوسهم إلى بغداد إلى داود باشا (المملوك)(1)، وقام السيد عبد اللّه بن السيد سليمان الكبير بقتل حاكم الحلة العثماني، فأغروا به من قتله بعد ذلك غيلة ثأراً منه (2)، ونتيجة لهذا النشاط السياسي بوجه الحكام العثمانيين، هُدمت دور آل السيد سليمان أكثر من مرّة ونُهبَت محتوياتها وأُحرِقت، فضاع وأُتلف أغلب نتاج الأسرة العلمي والأدبي.
توفي في الحلّة في منتصف ليلة الأحد الرابعة والعشرين من جُمادَى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائتين بعد الألف (3)، فحُمِلَ إلى النجف الأشرف، وصلّى عليه السيد محمد المهدي الملقّب ببحر العلوم(4)، ودفن خلف الضريح المقدس في ما يلي جدار الرواق مقابل المسجد، وفي ما يلي الباب المعروف بباب الطوسي، وذلك في الجهة الغربية، وشيّعه من أهل الحلة ثلاث مئة رجل، وأُقيم له مأتم في الحلة عظيم، ورثاه
ص: 52
كبارُ الشُّعراء من النجف والحلة (1) منهم الشيخ محمد رضا بن الشيخ أحمد النحوي (2)، إذْ رثاه بقصيدةٍ من (43) بيتاً من البحر الطويل، مطلعها:
أَلِمَّا عَلَى دَارِ النُّبُوَّةِ وَانْشِدَا***يا مَنْ قَضَى لَمَّا قَضَى الدِّينُ والهُدَى
وجاء في نهايتها:
وَمَا مَاتَ مَنْ أَمْسَى مُجَاوِرَ جَدِّهِ***بِدَارَيْهِ بِالْفَتْحِ الْمُبِيْنِ مُؤَيَّدا
وَتِسْعَةِ آلِ اللّه وَافَوْا وَأَرَّخُوْا(3)***(سُلَيْمَانُ أَمْسَى فِي الْجِنَانِ مُخَلَّدَا)
التاريخ: 9 + 191+111+90 + 135+675= 1211ه.
ومنهم الشيخ محمد علي الأعسم النجفي (4) فإنه رثاه بقصيدة من البحر البسيط في 25 بيتاً، مطلعها:
لَقَدْ تَضَعْضَعَ رُكْنُ الْمَجْدِ وَانْهَدَمَا***وَالْيَوْمَ ثَلَمٌ مِنَ الإِسْلامِ قَدْ ثُلِمَا
وجاء في نهايتها:
نَالَ الشَّرِيْفُ (سُلَيمانُ) السَّعَادَةَ فِي***دَارِ الْكَرَامَةِ مَعْ آبَائِهِ الْكُرَمَا
ص: 53
دَارٌ بِهَا كَانَتِ الحُورُ الْحِسَانُ لَهُ***أَهْلاً وَكَانَتْ لَهُ وِلْدَانُهَا خَدَمَا
نَعَى (سُلَيْمَانَ) نَاعِيْهِ فَأَرْخَهُ***(انْهَدَّ رُكْنٌ مِنَ الإِسْلامِ وَانْثَلَمَا)
التاريخ: 60 + 270 + 90 + 163 +628 +1211ه.
ثم أرسلَ قصيدةً ثانية من الطويل في 25 بيتاً أيضاً، مطلعها:
خُطُوبٌ دَهَتْني أَضْمَرَتْ نَارَ أَشْجَانِي***وأَغْرَتْ بِإِرْسَالِ الْمَدَامِعِ أَجْفَانِي
وختمها بقوله:
وَإِذْ عُطِّلَتْ مِنْهُ الْمَدَارِسُ أَرْخُوا***(تَعَطَّلَ دَرْسُ الْعِلْمِ بَعْدَ سُلَيْمانِ)
التاريخ: 509 + 264 +171 +76+ 191=1211ه.
ورثاه الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني الوائلي (1) بقصيدة في 52 بيتاً من البحر السريع، مطلعها:
الدَّهَرُ لا يَبْرَحُ خَوَّانَا***يَا طَالَما فَرَّقَ إِخْوَانَا
وختمها بقوله:
وَلْنَتَّخِذْ نَوْحَ الْمَعَالي إذَا***مُتْنَا عَلَى السَّيِّدِ أَعْوَانَا
وَحَسْبُنَا فِي الْوَجْدِ تَارِيخه***(أَبْكَى التَّقَى مَوْتُ سُلَيْمانَا)
التاريخ: 33 + 541+446 +191=1211ه.
ص: 54
ومنهم الأديب الملا حسين بن جاويش (1) الحلّي، فقد رثاه بقصيدةٍ من البحر الطويل، وقعت في 71 بيتاً، مطلعها:
أَلا خَلِّيَانِي يَا خَلِيْلَيَّ مِنْ نَجْدِ***وَتِذْكَارِ سُعْدَى فِي حِمَى بَانَةِ السَعْدِ
وجاء في نهايتها:
هَنِيْئاً لَهُ قَدْ جَاوَرَ الطُّهْرَ (حَيْدَرًا)***فَتَى فِي حِمَاهُ يُعْمَرُ الوَفْدُ بالرَّفْدِ
وَأَصْبَحَ في أَعْلَى الجِنَانِ مُخلَّداً***يَجُرُّ عَلَى هَامِ العُلا فَاضِلَ البُرْدِ
وَصَدْرَ جِنَانِ الخُلْدِ وَافَى مُؤَرِّخاً***(سُلَيمانُ طِبْ نَفْساً فَمَثْوَاكَ بِالخُلْدِ(2)
التاريخ: 3 +191 +11 +191 +148 + 667= 1211ه.
ورثاهُ محمد بن إسماعيل الشهير بابن الخلفة بقصيدة من البسيط من 57 بيتاً، مطلعها :
بِمَنْ سَرَى الرَّكْبُ يَفْرِي مَهْمَدَ البِيْدِ***وَخْداً وَمُخْتَرِقَ الصُّمَّ الجَلامِيدِ
وفي آخرها جاء قوله:
وَمَنْ غَدَا بِقَمِيصِ العِزَّ مُتَشِحاً***( عَلِيُّ) (3) زُبْدَةُ أَبْنَاءِ الأَمَاجِيْد
ص: 55
صَفْحاً بَنِي الوَحْيِ عَنْ تَقْصِيرِ (مَرْثِيَّة***لأجَهْدَ قَدْرِكُمُ بَلْ قَدْرُ مَجْهُودي)
يَا مُدَّعِي الحُزْنَ عَزَّ اليَوْمَ عِتْرَتَهُ***بِمَوْسِمِ القَلْبِ لا فِي مَوْسِمِ العِيدِ
فَالطَّيْرُ في خَلَلِ الأَوْكَارِ تَنْدُبُهُ***بِلَحْنِ خَنْسَاءَ تُكْلا لا بِتَغْرِيدِ
والرِّيْحُ قَدْ حَبَسَتْ أَنْفَاسَهَا وَغَدَتْ***تَبْدُوْ لَهَا زَفَرَاتٌ ذَاتُ تَصْعِيْدِ
وَالجَامِحَاتُ لَهُ أَلْقَتْ أَعِنَّتَهَا***وَالْوَحْشُ أَعْلَنَ بِالإِيْحَاسُ فِي الْبِيْدِ
وَالحِنُّ لِلإِنْسِ حُزْناً يَا مُؤَرِّخَهُ***(عَزَّتْ لمَوْتِ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدِ)
التاريخ: 477 + 476 +191 + 52 + 15 = 1211ه.
ومنهم الفاضل العالم الشيخ حسن بن نصار (1) فإنّه رثاه بقصيدة من البسيط، من 24 بيتا، مطلعها:
لَم تَبْكِ عَيْنِي مِنَ الأَيَّامِ مَفْقُوْدَا***إِلا التَّقِيَّ سُلَيْمَانَ بنَ دَاوُدا
وقال في نهايتها:
فَابْشِرْ سُلَيْمَانُ مَا خَلَّفْتَ مِنْ خَلَفٍ***إِلَّا وَمِثْلُكَ حَازَ الْفَضْلَ وَالجُوْدَا
وَمُذْ قَضَيْتَ أَتَى النَّارِيخُ هَلْ فَقَدَ ال***إِسْلامُ مِثْلَ سُلَيْمانَ بنِ دَاوُدَا
التاريخ: 35+184 + 31+ 132 + 570+191 + 53 + 15 = 1211ه.
ومنهم الشيخ يونس بن الشيخ خضر(2)، فقد رثاه بقصيدة من البحر الطويل،
ص: 56
وقعت في 34 بيتاً، مطلعها:
أَلا مَا لِشَمْلِ الْفَضْلِ أَضْحَى مُبَدَّدَا***فَأَورَثَنَا حُزْناً طَوِيْلاً عَلَى الْمَدَى
وجاء قوله في آخرها :
عَلَى (الحِلَّةِ الْفَيْحَاءَ) مِنْ بَعْدِكَ الْعَفَا***سَحَائِبُ رِضْوَانٍ مِنَ اللّه رُكَّدَا
فَصَبْراً بَنِيْهِ وَالتَّصَبُّرُ شَانُكُمْ***وَإِنْ كَانَ ذَا خَطْباً مُقِياً وَمُقْعِدَا
وَأَنتُمْ جِبَالُ العِلْمِ والحِلْمِ والتُّقَى***ثَوابِتُ لا يَسْطِيْعُ يُرْهِقُهَا الرَّدَى
ووالِدُكُمْ وَافَى إِلَى ظِلَّ (حَيْدَرٍ)***فَنَالَ بِلُقْيَاهُ النَّعِيْمَ الْمُؤَيَّدا
ومُدْ مُسَّ قَلْبُ الْمَجْدِ بِالْمَجْدِ أَرِّجُوا***(سُلَيْمَانُ يُمْسِي فِي الْجِنَانِ مُخَلَّدَا)
التاريخ: 191 + 120 + 90 +135 + 675 = 1211ه.
ومنهم ولده السيد حسين الحكيم (الطبيب)، فقد رثاه بقصيدة من الكامل، هي:
كَمْ أَحْبِسُ الزَّفَرَاتِ بَيْنَ ضُلُوْعِي***فَتَنِمُّ بِالسِّرِّ الْمَصُوْنِ دُمُوعِي
و إلى مَ يَعْذِلُنِي الخَلِيُّ مِنَ الجُوَى***وَالسُّمُّ حَشْوَ حُشَاشَةِ الْمَلْسُوْعِ
يَا لَلرِّجَالِ لِحَادِثِ أَلْقَيْتُ مِنْ***بَعْدِ الإِبَاءِ لَهُ زِمَامَ مُطِيعِ
طوْراً عَلَى أَصْلِي يَمِيلُ وَتَارَةً***يَرْمِي بِأَنْوَاعِ النُّبُوْلِ فُرُوعِي
أَغْمَدْتُ عَنْ عُنُقِ الْحَيَالِي صَارِمِي***مُنْذُ انْثَنَيْتُ بِسَاعِدِ مَقْطُوْعِ
أَأَحِبّتِي أَفْلاذَ قَلْبِي أَفَلاذَ قَلْبِي أُسْرَتي***أَعْيَانَ أَفْرَادِي عُيُ عُيُوْنَ جُمُوْعِي
هُبوا لِنَصْرِي فَالزَّمانُ بِفَقْدِكُمْ***أغْرَى الخُطُوبَ بِقَلبِيَ المُفْجُوْعِ
ص: 57
بَخُلَ الزَّمَانُ بِكُمْ عَلَيَّ وَصَدَّنِي***بِخُطُوْبِهِ حَتَّى عَنْ التَّوْدِيعِ
لي مُقْلَةٌ لَمْ تَكْتَحِلُ أَجْفَانُهَا***مِنْ بَعْدِكُمْ أَبَداً بِمِيْلِ هُجُوعِي
مَا لِي فَقَدْتُ بِفَقْدِكُمْ شَطَرِي وَلَوْ***بَلِّغْتُ آمَانِي فَقَدْتُ جَمِيعِي
كُنْتُمْ جَلا عَيْنِي وَبَهْجَة نَاظِرِي***وَنَسِيْمَ مُصْطَافِي وَزَهْرَ رَبِيعي
مَا شَوقُ مَخصُوصِ الْجَنَاحِ لالْفِهِ***يَشْكُو النَّوَى بِغَرَائِبِ التَّرْجِيْع
الشَّوْقُ شَوْقِي وَالشَّكَاةُ شَكَايَتِي***وَالْوَجْدُ وَجْدِي وَالْوُلُوعُ وُلُوْعِي
مَا ضَرَّ لَوْ عَاجَتْ مَطيَّتُكُمْ وَلَوْ***لَوْثَ الإِزارِ لِشِعْبِيَ الْمَصْدُوعِ
حَادِيْهُمُ رِفْقاً بِمُهْجَةِ وَالِهِ***وَرَدَتْ وَمَا صَدَرَتْ مِنَ التَّشْبِيعِ
اللّه أَكْبَرُ أَيُّ رَبِّ فَوَاضِل***ضَمَّ الصَّفِيْحُ وَأَيُّ حُسنِ صَنِيع
شمسٌ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ وَلَمْ تَعُدْ***كَالشَّمْسِ بَعْدَ غُرُوبِهَا لِطُلُوعِ
أَوْ دَعْتُهُ بِالرُّغْمِ مِنِّي حُفْرَةً***وَالْقَلْبُ مَطْوِيٌّ مَعَ المَوْدُوعِ
ممَّا يُهَونُ خَطب فُقدَان أبي***أمَلُ الْوُرُود لوِردِهِ المشرُوع
نَمْ آمِناً عِنْدَ (الْوَصِيَّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) فَإِنَّهُ***لَكَ خَيْرٌ جَدٍّ مُشْفِقٍ وَشَفِيعِ
ورثاه أخوه السيد محمد (1) (ت 1236 ه) بقصيدة من الطويل، جاء منها:
عَذُوْلِي دَعْنِي فَالْمُصَابُ جَلِيلُ***فَمَا الصَّبْرُ فِي مَنْ قَدْ أُصِبْتُ جَيْلُ
أَلَمْ تَرَ أَنِّي قَدْ رُمِيْتُ بِفَادِحٍ***وَإِنْ زَالَتِ الأَيَّامُ لَيْسَ يَزُولُ؟
ص: 58
*المديح
*الرثاء
*الغزل
*الهجاء
*الإخوانيات
ص: 59
ص: 60
إذا دققنا النظر في ديوان الشاعر سليمان بن داود الحلّي، نجده ملتزماً بخطٍ ثابتٍ لا يحيد عنه، داعياً لمذهب آل البيت من خلال مدحهم ورثائهم، ابتداءً من رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، ثم أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، فالزهراء (عَلَيها السَّلَامُ)،فالحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مروراً بمعركة الطف، ووجدنا له بعض الوجدانيات وإن كانت قليلة، وربّما كان له شعر غير هذا لم يحتفظ به، أو لم يصل إلينا، ولذلك أسباب كما اعتقد هي:
1 - قناعته الشخصية بهذه القضية ووجوب الدعوة لها، فهو يتبنّاها ويُسَخّر حياته من أجلها وبذلك يقول : (16/ 63-64)(1)
جُبِلَ الْفُؤَادُ عَلَى حَقِيقَةِ وُدَّكُمْ***وَعَلَى سِوَاهُ وَحَقِّكُمْ لَمْ يُطْبَعِ
مَالِي سِوَاهُ وَقَدْ رَأَيْتُ بِغَيْرِهِ***عَمَلَ الخَلائِقِ صَالِحاً لَمْ يَنْفَع
ويقول أيضاً: (77/24-78)
(آل النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)رَضَعْتُ صَفْوَ وَلائِكُمْ***طِفْلاً وَلَيْسَ إلَى الْمَماتِ فِطَامُ
ص: 61
وَعَرَفْتُ كَالْتَّوْحِيدِ أَجْرَ وِدَادِكُمْ***مِنْ غَيْرِ تَقْلِيدِ هُوَ الإِلهَامُ
2- انتماؤه نسبياً للبيت العلوي كما مرّ بنا يدعوه بقوة إلى مناصرتهم والوقوف إلى جانبهم ولا سيّما أنهم على حق في معركتهم.
3- الظروف التي عاش فيها العراقيون عامة في عصره، وهي ظروف كبت وإرهاب دولة، فهو لا يجد مُتَنفّساً إلا بذكر مصائب آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) وما تعرضوا له لكي تهون عنده مصائبه في الحياة. يقول الدكتور يوسف عز الدين: (إذا ما فكر الشاعر بالإمام الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وثورته على يزيد في نظم الشعر الديني فإنما يفكر في دعوة عامة للحرية والرفاه اللذين حُرِمَ منها. وكأن سخطه على (يزيد ومعاوية وزياد) يمثل سخطه على دولة أهدرت كرامته الإنسانية وفضّلت عليه الأنعام والحيوانات)(1).
ومن خلال شعر الشاعر الذي بين أيدينا يمكن تقسيمه على موضوعين:
الأول: ما قاله في مديح آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) ورثائهم، وهو الموضوع الرئيس.
الثاني: الإخوانيات، وهو ما دار بينه وبين معاصريه، وهو قسم قليل.
وعلى هذا فإننا سنبدأ بالموضوع الأول الرئيس، وما فيه من أغراض، ونتبعه بالموضوع الثاني.
ص: 62
سار الشاعر على نهج القدماء، إذْ نظم على منوالهم في الأغراض التقليدية المعروفة، وهذا بيان بها
مَدَحَ الشاعر الرسول الكريم محمد وآله صلوات اللّه عليهم أجمعين، ولم نعثر له على مديح لغيرهم من ملك أو أمير، إلا مَنْ هو قريب من آل محمد صلوات اللّه عليهم ومن أنصارهم وبعض الصحابة أحياناً، ويذكر صفات الممدوح.
فقد مدح الرسول الكريم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قائلاً : (7/10-10)
نَبِيِّ يُرِيكَ البُخْلَ في البَحْرِ جُودُهُ***وأَنْوَارُهُ دَانَتْ لهُنَّ بِدُوْرُهَا
أَهَلْ بَعْدَ مَدْحِ اللّه يَحْتَاجُ مِدْحَةً؟***فَيَكْفِيهِ (يَسٌ) و(طَة) وَ(طُوْرُهَا)
وإِنْجِيلُ (عِيسَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) جَاءَ أَعْدَلَ شَاهِدٍ***وتَوْرَاةُ (مُوْسَيْ )(عَلَيهِ السَّلَامُ)شَاهِدٌ و (زَبُورُهَا)
ودَانَ جَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ لِفَضْلِهِ***وَلَوْلاهُ لَمْ تُبْعَثُ وَلَمْ يَبْدُ نُورُهَا
ومدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) قائلاً: (31/2-37)
هُوَ الآيةُ الكُبْرَى إِمَامُ ذَوِي النُّهَى***هُوَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى رَقَى أَيَّ غَارِبِ
فَلَوْ لَمْ يَكُنْ خَيْرَ الوَرَى وإمَامَهَا***لَمَا جَازَ أَنْ يَرْقَى خَيَارَ المَنَاكِبِ
وَلَو لَمْ يَكُنْ سَيْفَ النُّبُوَةِ لَمْ تَقُمْ***لَهَا حُجَّةٌ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ المَذَاهِبِ
ولَو لَمْ يَكُنْ يَومَ الغَدِيْرِ مُؤمَّراً***لِتَفْسِير (بَلِّعُ) كَانَ لَيْسَ بِصَائِبِ
وَلَو لَمْ تُفَسَّرْ فِيْهِ (أَكْمَلْتُ دِيْنَكُمْ)***لَعَابَ عَلَيْنَا قَوْلَنَا كُلُّ عَائِبِ
ص: 63
وَلَو لَمْ يَكُنْ مَوْلَى الوَرَى مِثْلُ (حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***(فَمَا هُوَ إِلَّا حُجَّةٌ للنَوَاصِبِ)
إذا قُلْتُ نَفْسُ (المُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كُنْتُ صَادِقاً***وَإِنْ قُلْتُ عَيْنُ اللّه لَسْتُ بِكَاذِبِ
وهناك مزيد من الأمثلة في الديوان يمكن ملاحظتها (1).
ويقول مخاطباً أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (77/2)
فَإِنْ أَطْمَعَ الأَقْوَامَ مَدْحُ سِوَاكِمُ***فَمَدْحُكَ في الدَارَيْنِ أَوْفَى مَكَاسِ
ويمدح فاطمة الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) فيقول : (28/ 33-35)
(فَفَاطِمٌ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بَضْعَةٌ مِنِّي، وَرَبُّكُمْ***يَرْضَى وَأَرْضَى الَّذِي قَدْ كَانَ يُرْضِيْهَا
يُرْزِي نَبِيَّكُمُ مَا كَانَ يَرْزَوْهَا***غَيْظَاً وَيُؤْذِيهِ مَا قَدْ كَانَ يُؤْذِيْهَا
إِنْ كَانَ يَرْضَى (رَسُولُ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَْ رَضِيَتْ***يَا وَيْلَ مَنْ كَانَ بِالإِغْضَابِ يُرْزِيهَا
ويمدح آل الرسول صلوات اللّه عليهم؛ لأنهم سفنُ النجاة، وسُبُل الهدى فيقول : (1/ 63-64)
يَا آلَ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْتُمُ سُفنُ النَّجَا***لَمِنْ التَجَا مِنْ ذَنْبِهِ وَخَطَائِهِ
لا تُقْبَلُ الطَّاعَاتُ إِلَّا فِيكُمُ***يَاخَيرَ مَنْ يَهْدِي بِنَهْجِ هُدَائِهِ
ونجد في الديوان أمثلة كثيرة يمكن الرجوع إليها (2).
ص: 64
يمثل الرثاء منزلة كبيرة عند الشاعر، فهو ظاهر التفجّع، بيِّن الحسرة، مخلوط بالتلهّف والأسف، نحسُّ فيه بصدق الكلمات ومرارة الحزن، وتتردَّد كلماتُ البكاء والعويل والرزء والذبيح في الأبيات كثيراً.
فمن ذلك قوله يرثي رسول اللّه (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) : (1/7-4)
عَظُمَ الْمُصَابُ فَكَيْفَ عَيْنِي تَرْقُدُ***أَمْ كَيْفَ نَارُ الْحُزْنِ لا تَتَوَقَّدُ؟
وَالهَفَتَاهُ لِعُظْمِ رُزْءٍ هَدَّنِيْ***وَبَلى فُؤَادِي، فَهُوَ رُزْءٌ أَنْكَدُ
لِمُصَابِ خَيْرِ الخَلْقِ في خُلُقٍ وفي***خَلْقٍ وَذَاكَ هُوَ النَّبِيُّ (مُحَمَّدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
يَا (أَحْمَدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الهَادِيَ الَّذِي لِصَابِهِ***شُمُّ الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ تَأَوَّدُ
ويحتوي الديوان على أمثلة أخرى يمكن النظر إليها (1).
ويرثي الزهراء (عَلَيهَا السَّلَامُ) و ما لقيته بعد أبيها (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قائلاً: (2/27-4)
لها رُزْءٌ أَذَابَ حشَاشَةٌ أَلْقَيْتُهَا***فِي أَدْمُعِي وَلِكُلِّ أَعْضَائِي كَوَى
حُزْناً لِسَيَّدَةٍ قَضَتْ مَقْرُوْحَةً***وَفُؤَادُهَا لِفَوَادِحِ الْبَلْوَى حَوَى
عَنْ نِحْلَةِ الْهَادِي وَعَنْ مِبْرَاثهِ***مِنْ بَعْدِهِ مَنْ (لِلْبَتُوْلَةِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) قَدْ زَوَى
واحتل رثاؤه الإمام الشهيد الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) مكاناً بارزاً في موقعة الطف، وقد حُرم الماء وعياله ثم قُتل : (21/1 - 28)
يَا سَيِّداً ثُلَّتْ بِيَوْمِ مُصَابِهِ***أَرْكَانُ دِينِ اللّه عِندَ نَعَائِه
ص: 65
يَا (سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) يَابْنَ (الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***يَا بَدرَ تَمٍّ غَابَ غِبَّ ضِيَائِهِ
أَتَمُوتُ مَمْنُوعَ الفُرَاتِ وَتَغْتَدِي***وَحْشُ الفَلا رَيَّانةً مِنْ مَائِهِ؟
هَلْ يَعْلَمُ المَجْدُ المُنِيفُ بِمَنْ هَوَى***بِمُحَرَّمٍ وَثَوَى بِکرْبِ بَلائِهِ؟
هَلْ يَعْلَمُ الإِسْلامُ مَنْ هُوَ فَاقِدٌ***يَوْمَ (الطُّفُوْفِ)؟ لِيَبْكِ أَهَلُ وَلَائِهِ
وَيْلاهُ مِنْ رُزِءٍ أَقَامَ بِمُهْجَة (ال***هادِي)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ضَناً والهُفَتَا لِضَنَائِهِ
لهفي لَقَدْ نَحَرَتْ سُيُوفُ (أُمَيَّةٍ)***نَحْراً تُقُبِّلَ فِي تُقى لِقَائِهِ
فِي لَقَدْ رَضَتْ خُيولُ (أُمَيَّةٍ)***صَدْراً تُدِينُ ذَوِي الْعُلا لِعَلَائِهِ
وللمتتبع هناك مزيد من مزيد من الأمثلة (1).
كما رثى أنصار الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) وأهل بيته: (1/10-6)
دُمُوعٌ يُضَاهِي الْمُعْصِرَاتِ غَزِيرُهَا***وَنِيرَانُ أَحْزَانٍ يَشُبّ سَعِيرُهَا
فَيا وَيْحَ عَيْنِي كَمْ تُتَابِعُ عَبْرَةً***إِذَا نَضَبَتْ مِنْ مُهْجَتِي تَسْتَعِيْرُهَا؟
وَ يَا وَيْحَ قَلْبِيْ كَمْ يُرَدَّدُ حَسْرَةً***تَضَرَّمَ مَا بَيْنَ الضُّلُوْعِ زَفِيْرُهَا؟
عَلَى خَيْرِ مَنْ يُعْرَى الفَخَارُ إِلَيهِمُ***وأَكْرَمِ مَنْ سَادَتْ وعَزَّ نَظِيرُهَا
محَلُّ النَّدَى والمَكْرُمَاتِ بِيوتُها***وتَدْفَعُ نَكْبَاتِ الزَّمَانِ قُبُوْرُهَا
فَمَنْ كَانَ خَيْرَ الخَلْقِ مَنْمَى فَخَارِهَا***فَأَنَّى يَجْيْبُ الوَفْدُ حِيْنَ يَزُورُهَا؟
ونجد في الديوان أمثلة أخرى(2).
ص: 66
ولأن الشاعر سليل آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لذا نراه يأسف بشدة على فراقهم، فيقف على آثارهم الدارسة، ويبكيهم ويجزع لفراقهم، فيقول: (1/16-7)
كَمْ ذَا تَحِنُّ عَلَى دُرُوسِ الأَرْبُعِ***وَتَئنُّ مِنْ فَقْدِ الخَلِيْطِ الأَبْرَعِ ؟
وَتُرِي الْعَوَاذِلَ أَنَّ قَلْبَكَ لَمْ يَهِمْ***وَنُحُولُ جِسْمِكَ مُبْطِلٌ مَا تَدَّعِي
تُخفي عَنِ الْعُذَّالِ لَوْعَةَ مُغْرَمِ***وَالْعَيْنُ تُظْهِرُهَا بِفَيْضِ الأَدْمُعِ
لِي بَيْنَ بَيْنِهُمُ وَبَيْنَ وَدَاعِهِمْ***قَلْبُ اليَؤُوسِ ونَظْرَةُ الْمُتَطَمِّعِ
أَنَّى تَقِرَّ وَلَمْ يَزُورُوا يَقْظَةً***عَيْنِي وَلَا فِي الطَّيفِ إِذْ لَمْ تَهْجَعِ
قَسَماً بِتِهْيَامِي بِيَوْمِ فِرَاقِهِمْ***إِنِّي لِغَيْرِ فِرَاقِهِمْ لَمْ أَجْزَعِ
إِلَّا لَا أَبْكَى (النَّبِيَّ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(حَيْدَراً)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***يَا نَفْسُ جُوْدِي بِالْبُكَا وَتَوَجَّعِي
ويقف على الأطلال باكياً كما وقف قبله فحولُ الشعراءِ، في حالةٍ تجعلك تعيش فيها وكأنك تقف معه وهو ينشد: (1/17-3)
مَا بَيْنَ أَطْلالٍ عَفَتْ وَرُبُوْعِ***حُلَّتْ عُرَى صَبْرِي وَبَانَ هُجُوْعِي
مَهْمَا تُغَادِيهَا الْغَوَادِي لَمْ تَكُنْ***تُسْقَى وَلَا تُشْفَى بِغَيْرِ دُمُوعِي
وَلَقَدْ وَقَفْتُ بِهَا وَلِي فِي رَبِّعِهَا***قَلْبُ الْمَخُوْفِ وَنَاظِرِ الْمَفْجُوْعِ
ويستمر في مخاطبة الأطلال والأحبّة : (8/17 - 10)
أَمَنَازِلَ الأَحْبَابِ لَمْ يُبْقِ الجُوَى***في وَقْفَتِي غَيْرَ الوِي الْمَلْذُوع(1)
ص: 67
أأحبَّتِي برَحَ الخَفَا مَا في الجَفَا***وأَسِي أسَا لِمُتَیَّمٍ مَوْجُوع
قَدْ طَالَ فِي هَذِي الطُّلُوْلِ تَلَهُفِيْ***وَالْوَجْدُ لا يُجدِي فُؤَادَ مَرُوْعِ
ويُفصح لنا أخيراً من هو حبيبه الذي أرَّقَه وأسقمه في البعد عنه، فيقول: (17/17)
يَا سَادَتِي إِنِّي ادَّخَرْتُ وِدَادَكُمْ***فَإِلَيْكُمُ بَعْدَ الإِلَهِ رُجُوْعِي
يظهر الهجاء إلى جانب المديح على طرفي نقيض، فهو يمدح آل محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، ويهجو أعداءهم من آل أمية ركن الفساد ورَبْعِ الفسق، فيقول: (59/1-62)
يَا بِئْسَمَا خَلَفَتْ أُمَيَّة (أحمَدَا)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***في قَتْلِ عِتْرَتِه وسَبي نِسائِه
واللّه مَا سَنَّ العَدَاوَةَ فِيهِمُ***إِلَّا الذي قَدْ حَلَّ عَقْدَ إِبَائهِ
رُكْنُ الفَسَادِ وَكَعْبَةُ الفِسْقِ الذي***جَحَدَ النَّبيَّ وَشَكَّ فِي إِنْبَائهِ
نَغْلٌ إِلَهُ الْعَرْشِ أَوْجَبَ لَعْنَهُ***وَهِجَاءَهُ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ
ويمكن النظر إلى أمثلة أخرى كثيرة منها مثلاً (1).
ويهجو أهل الكوفة خاصة لدورهم في إبادة آل بيت محمد (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، فيقول : (15 / 10-12)
قَدْ رَاسَلُوْهُ وَلَمْ يَكُنْ بِمَجِيْنئهِ***لَهُمُ بِغَيْرِ هُدَاهُمُ مُتَعَرِّضَا
ص: 68
وَلَقَدْ أَتَاهُمْ وَاثِقاً بِعِهُوْدِهِمْ***يَدْعُو إلى دِينِ الإِلَهِ مُحَرِّضَا
فَسَقَوْهُ مِنْ جُرَعِ الْخُتُوْفِ أَمَرَّهَا***وَمَضَوْا بَأَقْبَحِ شُرْعَةٍ لَنْ تُرْتَضَى
ويصرح بأسماء مَنْ يهجوهم أحياناً : (44/15 - 47)
لَوْ كُنْتَ تَنْظُرُ يَا بْنَ أُمِّي يَوْمَ قَدْ***أَمَرَ (ابْنُ سَعْدٍ) أَنْ نُسَاقَ وَنُعْرَضَا
ظُلْماً عَلَى نَغْلِ الدَّعِي (يَزِيدَ) فَاسْ***تَحْلَى العَرَاضَ لَهُ وَأَنْشَدَ مُعْرِضَا
فُزْنَا بِقَتْلِ ابْنِ (الرَّسُوْلِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***وأَخَذْتُ ثَارَاتِ الْجُدُوْدِ وَمَا مَضَى
فَعَلَيْهِ مِنْ لَعْنِ الإلَهِ أَشَدُّهُ***وَمَنْ اقْتَفَى مِنْهَاجَهُ وَمَنِ ارْتَضَى
وفي شعره ألفاظ قاسية، اضطررنا إلى حذفها عند تحقيق الديوان، خوفاً من تفسيرها على أنها تمسّ هذا الطرف أو ذاك، ونحن في هذا العصر بأمسِّ الحاجة إلى الأخوّة والوحدة الإسلامية.
يأتي الغزل متّسِماً بسهولة الألفاظ وعذوبة الكلمات، وليس فيه فحش، فهو يبتدىء إحدى قصائده قائلاً: (1/8-19)
مَرَّتْ تَميْسُ كَمَيْسٍ غُصْنٍ مُثْمِرِ***وَعَلَيْهِ يَزْهو وَجْهُ بَدْرٍ مُبْدِرِ
طَعَنَتْ وقَدْ طَعَنَتْ برمحٍ مُهْجَتي***فَظَلَلْتُ بَيْنَ مُمرَّض ومُحَسَّرِ
وَسَمَتْ وَقَدْ وَسَمَتْ بِسَهُم لَبَّتِي***فَغَدَوْتُ بَيْنَ مُحَسَّرِ ومُحَيَّر
نفَرَتْ وَقَدْ ظَفَرَتْ بِقَلْبِ مُتَیَّمٍ***صَبٍّ يُرَدُّدُ حسرةً بتزفّرِ
ص: 69
70
سَكَرَتْ وَقَدْ شَكَرَتْ عَظيمَ تَوَجُّدي***هَجَرَتْ، وَقَدْ جَهَرَتْ بِطُولِ تَكَدُّري
ونجد أمثلة كثيرة في الديوان من ذلك (1).
وهو غزل تقليدي جاء في مقدمة بعض قصائده، ولم يصدر عن تجربة حقيقية – كما أظن - لأن السيد سليمان في شغل شاغل عن ذلك.
عاصر الشاعر عدداً من الأعلام وكانت بينه وبينهم مراسلات أدبية ومساجلات، إذ كانت له صلات مع أعلام الحلة، مثل : الشيخ درويش (2)، والشيخ أحمد بن حمد اللّه (3)، والشيخ أحمد الخياط (4)، وولده الشيخ محمد رضا (5)، وغيرهم، وكذلك مع فضلاء النجف كالشيخ محمد علي الأعسم (6)، والشيخ مسلم بن عقيل (7)، والسيد محمد بن السيد أحمد الشهير بالزيني (8)، والسيد محمد شريف الكاظمي (9)، والشيخ
ص: 70
حسن بن الشيخ هادي الكاظمي (1)، وغيرهم، فقد ولدَ لهُ ولدٌ، فعملَ له عقيقةً، حضرها ابن الخلفة (2)، والشيخ أحمد الخياط النحوي، وكانت العقيقة في رمضان فقال الشيخ أحمد النحوي ما اسمه؟ قال: علي (3)، قال : ينبغي أن يُؤرَّخ، قال: (في رمضان) تأريخه، فنظم ابن الخلفة ذلك ارتجالاً، وقال (4):
يَا سَائِلِي عَنْ سَيِّدِ فَاقَ الْوَرَى***بِفَوَاضِلِ الْحَسَنَاتِ وَالإِحْسَانِ
هَذَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الَّذِي*كَمْ فِيهِ لِلْمَجْدِ الأَثِيْلِ مَعَانِي
يُرْجَى وَيُخْشَى فِي الْقِرَاعِ وَفِي الْقِرى***في يَوْمِ مَسْغَبَةٍ وَيَوْمِ طَعَانِ
أَلا تَرَاهُ قَدْ أَقَامَ وَلِيْمَةً***وَكَذَا سَجِيَّتُهُ قِرَى الضَّيْفَانِ
لِلْعَالِمِ (النَّحْوي أحمد) ذي العُلَي***مَنْ فِي الْفَوَاضِلِ مَا لَهُ مِنْ ثَانِ
وَكَذَا (ابْنِ حَمدِ اللّه أَحْمَدَ) مَنْ سَمَا***شَأْناً يُسِيْلُ دَمَا عُيُوْنَ الشَّانِي
وَكَذَلِكَ الشَّيْخِ الْفَقِيْهِ وَجُمْلَةِ ال***عُلَما فَحَلَّوْا فِي أَعَزَّ مَكَانِ
حَتَّى إِذا اجْتَمَعَ الجَمِيعُ وَقُدَّمَ ال***زَّادُ النَّفَيْسُ لَدَيْهِمُ بِجِفَانِ
قَالُوْا إِذَنْ لا بُدَّ مِنْ تَارِيخ مَوْ***لِدِهِ بِنَظْمِ لا بِسِحْرِ بَيَانِ
ص: 71
فَأَفَادَ سَيِّدُنَا سُلَيْمَانُ أَتَى الت***تَارِيخُ (في رَمَضَانِ) لا مُتَوَانِي (1)
وَلَقَدْ نَثَرْتُ بِهَا مَعَاقِدَ فِكْرَتي***وَنَظَمْتُ فِيْهِ مَا أَفَاضَ لِسَانِي
وَافَى عَلِيُّ الْقَدْرِ لِلدُّنْيَا لَيَا***لِي الْقَدْرِ مَقْرُوْناً بِسَعْدِ قِرانِ
مَنْ مِثْلُهُ وَهُوَ الَّذِي دُونَ الْوَرَى***قَدْ جَاءَهُ التَارِيحُ (في رَمَضَانِ)
التاريخ : 90+ 1091= 1181ه-.
وقد ضمن ابن الخلفة قسيمَ بيت للسيد سليمان وأودعه قصيدة له، في قوله(2):
صَفْحاً بَنِي الوَحْيِ عَنْ تَقْصِيرُ (مَرْثيَةٍ***لأ جَهْدَ قَدْرِكُمُ بَلْ قَدْرَ مَجْهُودِي)
وزاره الشيخ أحمد النحوي فلم يجده، فقال لولده السيد داود: إذا عاد فسلّم عليه ثم قال: (سلّم عليه لنا سلاماً وافيا)، فلما حضر السيد سليمان وأُبلغ، ردّ بقوله: (واعد لنا أيضاً سلاماً كافيا)(3)، ثم كتب إليه أبياتاً نظمها ارتجالاً، وفيها لزوم ما لا يلزم، وهي(4):
إِنْ تَجْفُنِي لَمْ تَلْفِنِي لَكَ جَافِيًا***وَلِئَنْ هَجَرْتَ أَزُرُكَ شَوْقاً حَافِيَا
فَأَنَا بِكُمْ فِي كُلِّ حَالٍ وَائِقٌ***مَهُمَا كَتَمْتُ الْوِدَّ لَمْ يَكُ خَافِيَا
حَيْثُ الْوِدَادُ عَلَيْهِ كُلُّ جَوَارِحِي***جُبِلَتْ وَكَانَ الْوِدُّ فِيْهَا صَافِيَا
إِنْ يُمْسِ جِسْمِي فِي بِعَادِكَ مُسْقَماً***يَكُنِ الْوِصَالُ لَهُ طَبِيب شَافِيا
ص: 72
وَإِذا تَعَاضَلَ دَاءُ هَجْرِكَ مُجْهِداً***كَانَ الْوِصَالُ إِذا وَصَلتَ مُعَافِيَا
فَرَأَيْتُ هَجْرَكَ وَالْوِصَالَ كِلَيْهِمَا***ذَا مُثبتاً وَصْلاً وَذَلِكَ نَافِيا
وَلِئنْ جَفَا هَذَا الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ***فَأَقَلُّ وَصْلِكُمُ أَرَاهُ كَافِيَا
نَاهِيْكَ مِنْ فَخْرِ وَجَدْتُ بِقَوْلِكُمْ***(سَلَّمْ عَلَيْهِ لَنَا سَلاماً وَافِيًا)
فأجابه الشيخ أحمد بجواب على البديهة ِوكتبَ إليه، ولم يلتزم ما التزم (1) :
[من الكامل والقافية من المتدارك ]
حَاشَا لمِثْلِيَ أَنْ يُرَى لَكَ جَافِيًا***أَوْ أنْ يَحِيْدَ عَنْ الْلِقَا مُتَجَافِيَا
أَيُرَى سَلِيْمُ الْوِدَّ غَيْرُكَ لِلْعُلَى***وَلِدَائِهِ وَلَكَ السَّلامَةُ وَاقِيَا
يَا فَيْلَسُوْفَ الْعَصْرِ يَا مَنْ طِبُّهُ***أَدْرَكْتُ بَعْدَ الخَوْفِ فِيهِ أَمَانِيَا
غَادَرْتَ (أفلاطون) رَساً عَافِياً***وَصَفَحْتَ عَنْ جَهْلٍ أَتَاهُ عَافِيَا
وَثَنَيْتَ لِلْمَجْدِ الْعِنَانَ فَلَمْ تَجِدْ***لَكَ بَعْدَ ذَاكَ ولا إلَيْهِ ثَانِيَا
لَكَ يَا (سُلَيْمانَ) الزَّمَانِ مَوَدَّتِي***تَدْنُو وإِنْ أَصْبَحْتَ عَنِّي نَاثِيَا
لا تَرْمِنِيْ بِالْهَجْرِ، إِنِّي مُثْبِتُ***وَصْلاً لأَسْبَابِ التَّهَاجُرِ نَافِيَا
وَمِنَ الدَّلِيلِ - وَقَلَّ ذَاكَ – مَقَالَتِي***سَلَّمْ عَلَيْهِ لَنَا سَلاماً وَافِيَا
ومنها أنه لَقيهُ الشيخُ درويش فعتب عليه بالمباعدة وترك الزيارة، فأنشده: (كذب الذي زعم القلوبَ شواهدُ) فأجابه: (من (حيثُ لم تجد الذي أنا واجدُ)(2).
ص: 73
ومنها أنه كتب إلى الشيخ محمد رضا بن الشيخ أحمد النحوي يعاتبه بترك الزيارة (1) :
عَهَدْتُ خَلِيْلِي إِنْ دَجَا لَيْلُ بَيْنَنَا***(سَرَى يَخْبِطُ الظَّلْمَاءَ وَالْكَيْلُ عَاكِفُ)
وَعَهْدِي بِهِ مَا مِثْلُهُ فِي وِصَالِهِ***(حَبِيْبٌ بِأَوْقَاتِ الزِّيَارَةِ عَارِفُ)
وَلا كُلْفَةٌ أَوْرِيْبَةٌ يَقْتَضِيْ لَهَا***(أَيَدْخُلُ مَحْبُوبٌ عَلَى الْبَابِ وَاقِفُ)
فشطّرها الشيخ محمد رضا وأرسلها إليه والأصل والتشطير هو:
(عَهَدْتُ خَلِيْلي إِنْ دَجَا لَيْلُ بَيْنَنَا)***- وَمَازِلْت - يَجْلُوْهُ سَنَا مِنْهُ خَاطِفُ
فَكَيْفَ يُظَنُّ الخِلُّ يَجْفُوْ وَكَمْ وَكَمْ***(سَرَى يَخْبِطُ الظَّلْمَاءَ وَالْكَيْلُ عَاكِفُ)
(وَعَهْدِيْ بِهِ مَا مِثْلُهُ فِي وِصَالِهِ)***وَهَجْرِي لَهُ عَاطٍ إِلَيَّ وَعَاطِفُ
وَلَمْ يَجْهَلِ الْوَقْتَ الْمُرَامَ فَإِنَّهُ***(حَبِيْبٌ بِأَوْقَاتِ الزِّيَارَةِ عَارِفُ)
(وَلا كُلْفَةٌ أَوْ رِيْبَةٌ يَقْتَضِي لَهَا)***عِتَابٌ وَلَا قَوْلٌ لِفِعْلٍ مُخَالِفُ
وَكَمْ قَدْ تَعَمَّدْتُ الْمَزَارَ وَلَمْ أَقُلْ***(أَيَدْخُلُ مَحبُوبٌ عَلَى الْبَابِ وَاقِفُ)
ومنها أنَّ الشيخ حسن بن الشيخ عبد الهادي زاره ليلاً فأمر له بشمعةِ عَسل فبدّلها بعضُ الحَدَمَةِ بغيرها، وكان قد رآها لَمّا أُحضِرَت ثم رأى غيرها بمكانها فقال (2):
يَا سَيِّداً لَمْ تَزَلْ آيَاتُ مَفْخَرِهِ***تُتْلَى لَدَيْنَا بِإِظلامٍ وَإِسْفَارِ
لَوْلاكَ مَا نَزَلَتْ أَيُّ وَلا زُمَرٌ***وَلا اسْتَنَارَتْ بَنُوْ جَهْلِ بِأَنْوَارِ
إِنِّي أَتَيْتُكَ مَعْ حَظَّيْ لِتُنصِفَنَا***عِنْدَ النَّخَاصُمِ فِيمَا خَصَّكَ البَارِي
ص: 74
حَبَوْتَنِي لَقَامِي مِنْكَ تكرُمَة***بِشَمْعَةٍ لَمْ يَشِبُهَا لَوْنُ أَكْدَارِ
بَيْضَاءَ مُشْرِقَةٍ تَخْلُوْ لِنَاظِرِهَا***قَدْ أَذْهَبَتْ، إِذْ أَتَتْنِي، نُوْرَ أَبْصَارِي
ثُمَّ انْثَنَيْتُ وَأَصْحَابِي بِهِمْ حَسَدٌ***لِي إِذْ رَأَوْنِي وَزَنْدِي بَيْنَهُمْ وَارِي
فَالْيَوْمَ بُدِّلَ مَا قَدْ كَانَ جِيْءَ بِهِ***بِشَمْعَةٍ لَبِسَتْ أَثوَابَ ذِي قَارِ
صَغِيرَةٍ شَانَها مَعْ صُغْرِهَا عَرَجٌ***سَقِيْمَةٍ مَا خَلَتْ مِنْ فَرْطِ إِعْوَارِ
إِنِّي وَحَقِّكَ رَاضِ فِي رَدَاءَتِهَا***لَوْ أَنَّنِي بَيْنَهُمْ عَارٍ مِنَ الْعَارِ
فَاصْدَعْ بِحِلْمِكَ لا تَرْكَنُ إِلَى شَطَطٍ***أَقُلْ (سُلَيْمَانُ) في حُكْمِ القَضَا دَارِي
فأجابه السيد سليمان مرتجلاً، والتزم بالقافية ما لم يلزم عجلاً (1) :
يَا خَيْرَ مَنْ أَشْرَقَتْ في نُوْرِهِ دَارِي***عِتَابُكَ الحِلْوَ لَوْ أَنِّي بِهَا دَارِي
إِنِّي وَحَقِّكَ إِذْ مَانَ الزَّمَانُ بِكُمْ***فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ إِمَّا دَهَتْ دَارِي
فَالآنَ صِرْتُ سُلَيماناً بِخِدْمَتِكُمْ***حَتَّى غَدَوْتُ بِمُلْكِ فِيْكُمُ دَارِي
إنْ كُنْتُ خِلاً فَعَاتِبْ مَا تَشَاءُ، وَإِنْ***أَكُنْ سِوَاهُ وَحَاشَانِي فَليْ دَارِي
وغير ذلك. (2)
ص: 75
تكتسبُ الألفاظُ أهميتها ودلالاتَها من السياقِ الذي تَردُ فيه، والشاعر يوظف اللغة نفسيّاً وموضوعيّاً وفنياً من خلال أسلوبه.
ويأتي المعجمُ الشعريُّ الذي اكتسبه الشاعرِ، عَبرَ عُصورٍ أدبية وتاريخيةٍ طويلةٍ، ولغتُهُ تجمعُ بينَ لغةِ الباديةِ ولغةِ المدينةِ، فهوَ يُردّدُ ما رَدَّده القُدماءُ قبلهُ منَ النباتِ، كالنِّدِّ والشيحِ والغارِ والضال والسّلم.
وتترددُ أدواتُ الحربِ بصورةٍ واضحةٍ مقرونةٍ بمرادِفاتها مثل: السيفِ، فهو الصارمُ، والحسامُ، والمهندُ، والأبيضُ،والمرهفُ، والعضبُ، والأبترُ.....
والرمح: فهو الخرصانُ، والذابلُ، والخطيُّ، والأنبوبُ، والأسمرُ، العسّالُ، السمهريُّ، الميّادُ.
وما يتصل بالحرب من ألفاظ: النقيع، النجيع، الصفا، الأوار، ريب المنونِ، أسود الغابِ، المصلتات، السافيات، المعاطب، العيس، وقد أجادَ في استخدامِ هذه الألفاظ لتصويرِمأساةِ معركة الطفِ.
وما يتصل بالجود والكرم من ألفاظ: الربيع والممرع، والندى، والنمير، والممير، والكهف، والبحر، والعباب، وملاذ عفاة.
وهناك المادة التاريخية التي تتجلى في أسماء الأعلام مثل:
أفلاطون، بقراط، لقمان، النابغة الجعدي، المقداد، عمار بن ياسر، سلمان الفارسي البحتري، أبو حنيفة.
ص: 76
وكذلك الحال مع الأطلال والوقوف عليها في مقدمات قصائده الرثائية، فهذه الألفاظ ما هي إلا تقليد لصدى الشاعر القديم، ومن يقرأ ما نظمه الشاعر لا يظن أن قائلها عاش في القرن الثاني عشر الهجري، فهو قد حاول أن يترسّم خطى القدماء ويسير على منوالهم ويحذو حذوهم.
وتتردد في شعره - بكثرة - طائفةٌ من الصيغ والتراكيب التقليدية في الإنشاء، كالأمر والنهي والاستفهام والنداء، أو تلك التي تبدأ بها جملة الخبر مثل: لا غَرو...
وكما فعل معاصروه ومن سبقهم في استخدامهم (هل) قبل (كيف) ومثال ذلك قوله: (71/2)(1)
فَوَاعَجَباً هَلْ كَيْفَ تَرْضَى بِأَنَّنِي***أُضَامُ وَأَنْتُمْ عُدَّتيْ لَمآرِبِي
وفي شعره بعض الضرورات الشعرية المباحة، التي اضطر إلى اللجوء إليها، كحذف الهمزة، في قوله : 4 / 28 (2)
فَلا مَلجَا وَلا مَنْجَى بِمُغْنٍ***وَلا بِمُدَافِعِ أَلَمَ اللغُوْبِ
إذْ حذف همزة (ملجأ) ضرورة.
أو يعمد إلى إزالة تشديد الحرف، فيقول : 25/9
وَصَارَ هُمْ مَوْلَىً وَكُلُّ لَهُ وَلي***وَلا وَاحِدٌ إِلا وَسِرَّاً لَهُ مَكْرُ
وأصلها وليّ.
ص: 77
وفي موضع آخر لم يجزم الفعل المضارع لكي يتخلص من الخزل، فيقول : (71/8)
وَحَليفِ هَدْيِ فِيهِ لَمْ يَغْلُوْ وَلَمْ***يَقْلو بنص (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَنْ يَمْتَرِي
واضطر إلى صرف ما لا ينصرف عندما قال: (61/10)
وتُنسَى السَّبَايَا يَا لِشَارَاتِ (أَحْمَدٍ)***تُهَتّكُ مَا بَيْنَ اللَّئَامِ سُتُورُهَا
ويبرز الأسلوب جليًا في الوضوح والتقريرية في التعبير، ولاسيما عند ذكره وقائع معركة الطف، كقوله : (38/1-45)
مِنْ كُلِّ حَاسِرَةٍ يُجَاذِبُها الرِّدَا***كَفُ الرَّدِي لِوَيْلِهِ وَ رَدَائِهِ
مَا بَيْنَ مَنْ جَزَّتْ بِغَيْرِ شِعُوْرِهَا***شَعْرَ النَّوَاصِي عَنْ جَوَى لِعَزَائِهِ
أَوْ بَيْنَ مَنْ هَتَكَتْ خِمَارَ صِيَانَةٍ***لِصُوْنِهَا وَتَهَيَّاتْ لِبُكَائِه
أَوْ بَيْنَ مَنْ خَمَشَتْ لِفَقْدِ وَجِيْهِهَا***وَجْهاً يُعِيرُ الشَّمْسَ حُسْنَ ضِيَائِهِ
مَا بَيْنَ ثَاكِلَةٍ يُعَالِجُ حُلْيَها***عِلْجٌ بِقَسَوَةِ قَلْبِهِ وَشَقائه
لَمْ أَنسَ (زَيْنَبَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذ تَقُولُ بِحُرْقَةٍ***: أَأُخَيَّ يَا مَنْ قَدْ قَضَى بِظَمائِهِ
يَا بَدْرَنَا وُوريتَ بَعْدَكَ مَا لَنَا***بَدرٌ فَيَهْدِينَا بِنُورِ سنائِهِ
يَا كَهْفَنَا وَلَقَدْ هَوَيْتَ فَمَا لَنَا***كَهْفٌ نَلُوذُ وَنَحْتَمِي بِحِمَائِهِ
ينقل الحدث كما هو من دون تورية ولا رمزية ولا غموض، فيضع المتلقي في مكان يشرف على موقع الحدث تماماً ليرى النسوة التي كانت قبل ذلك مصونة لا تشرف عليها ولا تصل إليها نظرة عابر أو فضولي وهي حاسرة، يقوم العلوج وأجلاف العرب بسلبها وهتكها.
ص: 78
كما أن أسلوبه هبط كثيراً في أبيات له كقوله : (46/17)
يَكْفِيكَ ظُلْمُ (الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنْ فِعْلِهِمْ***فَضْلاً عَنِ التَّبْدِيلِ وَالتَّقْطِيع
فعبارة: (فضلاً عن ) ليست من الشعر في شي ء.
وفي أحيان أخرى يبدو الأسلوب قوياً مستقيماً بإيراده الألفاظ الجزلة، مع صحة الجملة وتركيبها، كقوله : (3/ 8-11)
فإِنْ وَخَدَتْ بِجَرْعاء وتَلْعِ***تَلَوَّتْ بَينَهَا مِثْلُ الحُبَابِ
تَسِيْحُ عَلَى الفَيَا فِي القَفْرِ تَطْوِي***مَفَاوِزَ عَارِيَاتٍ مِنْ ذِئَابِ
تَراهَا إِنْ حَدَوْتَ لَهَا ظَلَيْما***تَذَعَّرَ بَينَ هَاتِيْكَ الشِّعَابِ
تُعِيْرُ الرِيْمَ لَفَتَتهَا وتَضْوِي***بِأَعْضَادِ مِنَ النَّيْرِ الْمُذَابِ
فالشاعر – هنا – جعل من الصورة الشعرية مقوّماً أساسياً في بناء الديوان، كي تقرب البعيد وتجسد المعنويات، ليوصلها إلى القارئ بصورة واضحة، وهي (تعرض الحقائق المألوفة في صور حسيّة، ونمط روحي... وتعمّق المحسوسات وتبعث الحياة في الجماد)(1). إذ نجده يقتفي براعة طرفة بن العبد وغيره من شعراء العصر الجاهلي، وهو يقطع الفيافي على ظهر ناقته التي تتلوى في سيرها كما تتلوى الأفعى فوق تلك الرمال ولا تلبث أن تميل بأعضادها الذهبية على ذَكَر النعام؛ ليقتنصه صاحبها بمجرد أن ينفر منها وهي تقترب من مكمنه.
وهذه لوحة أخرى يرسمها بريشة متفننٍ مرهف الحس، فيقول: (3/21-5، 11-12).
ص: 79
حُزْناً لِسِبْطِ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَحَبِيبِهِ***وَ(ابْنِ الْوَصِيَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) وَذِي الْمَفَاخِرِ وَالْعُلا
ظَمْآنَ مَحْرُوزِ الْوَرِيدِ مُعَفَّر***تَعْدُوْ عَلَيْهِ الْعَادِيَاتُ مُجَدِّلا
مُتَشَحّطِ بِدَمِ الشَّهَادَةِ حَائِزِ***قَصَبِ السَّعَادَةِ وَالسَّيَادَةِ مُبْتَلَى
****
لَا تَوَافَوْا وَالْرَّدَى فِي (نَيْنَوَى)***وَقَفَتْ جِيَادُ الْخَيْلِ فِيْهِمْ بِالْفَلَا
وَأَحَاطَ جَيْشُ الحتفِ فِيْهِمْ حَائِلاً***دُونَ الْورُوْدِ فَلَمْ يُصِيبُوْا مَنْهَلا
واستمع إليه وهو يرسم لوحة في منتهى الدقة والجمال، ببيت،واحد مطرزاً لوحته بألفاظٍ كريمة من الذكر الحكيم، إذ يقول: (18/5)
عَانَقُوا الحُوْرَ بَعْدَمَا عَانَقُوا البِي***ضَ عِنَاقَ الْكَوَاعِبِ الأَتْرَابِ
وصل إلينا من شعر السيد سليمان الحلي (1906) أبيات، في 33 قصيدة ونتفة، وقد توزع شعره على النحو الآتي:
نوع القصيدة عدد الأبيات النسبة %
1 - القصائد الطوال (تزيد على ثلاثين بيتاً)184796، 9
2 - القصائد المتوسطة (16 - 30 بيتاً)422، 2
3- القصائد القصار (15 بيتاً)80، 42
4 - النتف والمقطعات (1 - 7 أبيات)90، 47
ص: 80
وعلى هذا فالشاعر طويل النفس الشعري استمدّه من ثقافته، وخاصة أخبار معركة الطف.
وقد ميّز القدماء بين ثلاثة أجزاء في البناء الهيكلي للقصيدة، وهي: المبدأ والتخلص والخاتمة.
ويمكن تقسيم مقدمات القصائد على ثلاثة أقسام:
الأول: بدأ الشاعر بالوعظ والإرشاد كمقدمة لذكر أهل البيت وما جرى لهم.
والثاني: حماسية، وهي القصائد المرتبطة بأحداث واقعة الطف وما جرى لآل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) من أحداث.
والثالث: المقدّمات الغزلية، التي جاءت تقليداً لما اعتاده القدماء.
إن مطالع القصائد تشي بموضوع القصيدة عامة، وحَرَصَ الشاعر على أن يجتذب السامع ويثير فيه الانفعال، كقوله : (1/2)
ظُهُورُ المَعَالِي فِي ظُهُورِ النَّجَائِبِ***ونَيْلُ الأَمَانِي بَعْدَ طَيِّ السَّبَاسِبِ
وفيه من الجناس التام (وهو ما اتفق ركناه لفظاً وخطاً واختلفا معنى من غير تفاوت في تركيبهما ولا اختلاف في حركاتهما)، وهذا واضحٌ في صدر البيت ف( ظهور) الأولى بمعنى نَيل، والثانية (جمع ظهر) وهي كناية عن الامتطاء.
وكقوله : (1/24)
حَارَتْ بِكُنْهِ صِفَاتِكَ الأَحْلامُ***وَتَعَذَّر الإدْرَاكُ والإلهامُ
ومن حسن التخلص قوله : (1/ 18-20)
ص: 81
يَا وَيْلَتَا مِنْ مَنكَرٍ ونَكِيرِه***وسُؤالِ عَامِلِ ذرّةٍ لِجَزَائِهِ
أَيْنَ المَنَاصُ ؟ ولا خَلاصُ مِنَ البَلا***إِلا بِسِبْطِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وإبائِهِ
السَّيِّدُ الظَّمْآنُ والمَولى الذي***خُضِبَتْ كَرِيمَتُهُ بِفَيْضِ دِمَائِهِ
ولاحظه في قصيدة أخرى كيف يجيد التخلص إلى موضوعه الأساس، وهو مدح أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) بسلاسة شابهت إلى حدٍ بعيد سلاسة سير ناقته على تلك الفيافي الرملية بعد أن لاحت له الأنوار القدسية التي تتلألأ من ذرى القبة الشامخة المنيفة، قبة أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، وهي هدفه من تلك السفرة، فيقول: (13/3-15)
فَدَعْهَا والمَسِيرَ فَحَيْثُ تَهْوَى***طلابٌ دُونَهُ أَعْلَى الطَّلابِ
إلى ظلِّ الإلهِ وسِ سِرّ قُدسٍ***تَلالاً مِنْ ذُرى أَعْلَى حِجَاب
إلى البَطَلِ الكَمِيّ وبَحرِ جُوْدٍ***سَوَاحِلُهُ النَّدَى دُونَ العُبَابِ
أمّا الخاتمة فقد خرج بها إلى الدعاء:
فَيَا مَنْ حُبُّهُمْ فَخْري وذُخْرِي***وَلا ؤهُمُ وَمَدْحُهُمُ اكْتِسَانِي
عَلَيْكُمْ سَلَّمَ البَارِي وصَلَّى***بِعَدَ الرَّمْلِ مَعْ قَطْرِ السَّحَابِ
والدعاء هنا قوله: عليكم سلّم الباري وصلّى.
وأحبُّ أنْ أؤكِّد أنَّ الذي بين أيدينا ليس شعر سليمان كلّه (1)، فعلى سبيل المثال ما ذُكر من أنّ الشيخَ درويش لَقيهُ وعتب عليه بالمباعدة وترك الزيارة، فأنشده:
كذبَ الذي زعمَ القلوبَ شواهدُ
ص: 82
فأجابه:
من حيثُ لم تجد الذي أنا واجدُ
فمن المحتمل أن يكون هذا البيت بداية لقصيدة لم نعثر عليها، وكذلك قيامه بتشطير قصيدة الشيخ شريف بن فلاح في ذم رجلٍ عابَ شِعرَه، إذ ورد له بيت واحد فقط، ولم نجد الباقي، وهذا يعني أنَّ بعض المقطّعات من ذوات البيتين قد اقتُطعت من قصائد له نتيجة عدم إيرادها كاملة من المصنّفين الذين رووا شعره أو أثبتوهُ. وأن بعض قصائده لم تصل إلينا. وأكد المحقق أغا بزرك أنه رأى له تخميس قصيدة ابن سبع في ديوانه المخطوط في مكتبة الشيخ محمد طاهر السماوي. (1)
ولو كان بأيدينا ديوانه بخط يده، أو بخط أحد أبنائه لكانت لنا وقفة أطول لدراسته وتحقيقه.
الشعر كلامٌ موسيقي (تنفعل لموسيقاه النفوس وتتأثر به القلوب)(2)، ويؤلِّف الإيقاع الشكل الخاص بالمعنى في الشعر، والموسيقى الداخلية تتحقق باللفظ نفسه،
ص: 83
من خلال وروده في البيت أو الأبيات.
ويلاحظ أن الموسيقى في شعر الشاعر توافرت في تكرار الحروف، كقوله: (60/4)
أخِي بِكَآبَتِي وَعَظِيْمِ وَجْدِي***تَعُوْدَ أَخِي عَلَى قَلْبِي الْكَثِيبِ
فقد كرر حرف الياء سبع مرات.
أو يكرر الشين أربع مرات، كقوله: (17/ 45)
لَكِنَّ حُبَّ اللَاتِ حَشْوُ حَشَاهُمُ***لِلْمَوْتِ حَاشَاهُمْ مِنَ الْمَشْرُوعِ
أو يكرر القاف أربع مرات، مرتين في كل شطر، في قوله: (6/8)
تَفْتَرُّ عَنْ شَنَبٍ يَروقُ بريقهِ***وَبَرِيْقُهُ دُرٌّ بِحُقَّةٍ عَنْبَرِ
أما الموسيقى الخارجية فتتمثل في نظم الشاعر على بحور الشعر العربي، ويلاحظ أن البحر الكامل هو أكثر البحور أهمية لدى الشاعر إذ نظم عليه (15) قصيدة طويلة مجموعها (1067) بيتاً، بنسبة 98،55%، ولعل سبب ذلك يعود إلى أن هذا البحر يكون فيه الإيقاع أقل رتابة، وهو أجود في الخبر منه إلى الإنشاء وأقرب إلى الشدة منه إلى الرقة، ويسمح باستيعاب الأفكار المباشرة أو الخطابية، وتضفي عليه النبرة الإيقاعية الرنانة التي ألِفَتْها الأذن العربية على مرّ السنين.
ويأتي بعده - بفارق كبير - البحر الطويل، وله أيضًا أربع قصائد ونتفة في 231 بيتاً بنسبة 12، 12 %، ويليه الوافر، وله فيه ثلاث قصائد مجموعها 221 بيتاً، بنسبة 6، 11 %، ونظم قصيدتين وثلاث نتف من البسيط، و قصيدتين على مجزوء الرمل، فضلاً على قصيدة واحدة للبحور المتدارك والسريع (1) و الخفيف.
ص: 84
ويلاحظ كثرة البحور ذات التفعيلات المتشابهة (البحور الصافية) كالكامل، والوافر، والرمل المجزوء، والمتدارك، وقلّة البحور التي يتكون فيها البيت من تفعيلتين تتكرران بانتظام (البحور الممتزجة) : كالطويل، والخفيف، والبسيط.
والجدول الآتي يوضح ذلك:
الصورة
أمّا من حيث حروف الروي، فقد كان حرف الراء هو السيد على باقي الحروف، فللشاعر سبعُ قصائد على هذا الحرف، ثم الباء والعين، ففي الديوان أربع قصائد لكلٍّ منهما، ويليها اللام، وقد نظم عليه ثلاث قصائد، يلي ذلك الميم والنون، فله على كلّ منهما قصيدتان، ثم باقي الحروف.
ص: 85
(ترمي الصنعة إلى تحقيق التوازن النموذجي بين لغة الشعر بصفتها منظومة من الآلات، ولغة الشعر بصفتها شبكة من الإيقاعات، وعليه فإنها تتصل بالشكل والمضمون معاً، وهي بهذا المعنى ضرورة من ضرورات الفن) (1).
قد استخدم الشاعرُ مختلف أنواع البديع في شعره المعنوية منها أو اللفظية، من دون تكلف ومن دون أن يقصد بناء قصيدة بمواصفات
معيّنة، فمن ذلك :
التورية، كقوله : (1/25)
ظَبْي سَبَتْ أَجْفَانُه***صبّاً عَلَتْ أَشْجَانُهُ
وكذلك قوله : (12/23)
خِشفٌ بِسَوَادِ ذَوَائِبِهِ***قَدْ سَادَ عَلَى أُسدِ الأَجَمِ
أمّا الجناس الذي يضفي على النسق اللغوي تآلفاً في البناء الصوتي ليثري المعنى، فقد أكثر منه الشاعر بشكل واضح في ديوانه بأنواعه المختلفة، فمنه:
(وهو ما اختلف ركناه في الحروف والحركات وجمع بين لفظيهما المشابهة)(2)، قوله : (1/16).
ص: 86
كَمْ ذَا تَحِنُّ عَلَى دُرُوسِ الأَرْبُعِ***وَتَيْنُ مِنْ فَقْدِ الخَلِيْطِ الأَبْرَع
فإن الأربع والأبرع تجمع بينهما المشابهة ولا يعودان لأصل واحد.
وقوله : (2/ 14)
وَلَيْسَ أُسُودُ الغَابِ عِنْدَ افْتِرَاسِهَا***لِشِلْوِكَ يَوْمَا مِثْلَ سُودِ الذَوَائِبِ
وفيه أسود وسود.
وقوله : (2/ 13)
وَلَيْسَ الظُّبَي مِثْلَ الظِّبا في بَريقِهَا***وإن كَانَ يَومَ الرّشوعَ تَرمِي بِحَاصِبٍ
وفيه الظَّبى وهي السيوف، والظِّبا وأصلها الظَّباء، جمع ظبي حذفت همزتها ضرورة.
ومن الجناس المقرون (أحد أنواع الجناس المركب الثلاثة: المقرون والمفروق والمرفوّ: هو ما اتفق ركناه لفظاً وخطاً وكان أحد ركنيه كلمة مفردة والآخر مكون من كلمتين أو أكثر) كقوله : (3/8)
وَسَمَتْ وَقَدْ وَسَمَتْ بِسَهُم لُبَتِي***فَغَدَوْتُ بَيْنَ مُحَسّرٍ ومُحَيَّر
وفيه وسمت الواو للعطف، و سمت بمعنى تعالت خَلقاً وخُلقاً وحُسناً، ووسمت الثانية من الوسم.
ومن الجناس المفروق (النوع الثاني من الجناس المركب، ما اتفق ركناه لفظاً واختلفا خطّاً) كقوله : (23/ 65-66)
فَهُمُ فَهُمُوا أَمْرَ الزَّهْرَا***بِيَدِ البَارِي الفَرْدِ الحَكَمِ
ص: 87
خُصَّتْ للطُّهر وخُصَّ لَهَا***مِنْ دُونِ الخَلْقِ مِنَ النَّسَمِ
وفيه : فهم كلمة مركّبة من حرف الفاء والضمير هم و الفعل فهموا.
وقوله من القطعة نفسها : (78/23)
قَومٌ بِكُمُ بَكَمُوا وعَمُوا***وَهُمُ وَهَمُوا بِالمُنْكَتِمِ
وفيه بكم (الباء حرف جر والكاف ضمير المخاطب والميم للجماعة) و بكموا فعل ماض من البكم وهو عدم القابلية على النطق. ومثلهما وهمُ وهموا.
ومن الجناس المصحف (هو ما تماثل ركناه في الحروف واختلفا في النقط) كقوله في البيت: (5/8)
سَكَرَتْ وَقَدْ شَكَرَتْ عَظيمَ تَوَجُّدِي***هَجَرَتْ وقَدْ جَهَرَتْ بِطولِ تَكَدُّري
وفيه سكرت، شكرت. ومن المطلق: هجرت و جهرت.
ومن القصيدة نفسها قوله في البيت : (8/8)
جَلَّتْ وَقَدْ حَلَّتْ بِلُيَّةِ مُهْجَتِي***فَوَدَدْتُ قَلْبِي لَوْ يَصِيرُ بِمَنْظَرِي
وفيه: جلّت وحلّت.
وقوله أيضاً من القصيدة نفسها في البيت: (10/8)
كَمْ تَحْلِفِيْنَ وَتَخْلِفِيْنَ وُعَوْدَ مَنْ***يَتَّمْتِهِ، فَلَقَدْ حَنَثْتِ فَكَفّرِي
وفيه تحلفين، وتخلفين.
وقوله في البيت: (79/23)
وأناسٌ مُذْ عَرَفُوا عَرَفُوا***مِنْ بَحْرِكُمُ عِلْمَ الحِكم
ص: 88
وفيه عرفوا وغرفوا (1).
و من التفويف ( يأتي الشاعر في البيت الشعري بجمل قصيرة أو طويلة متساوية الوزن) كقوله من القصيدة نفسها : (23/ 24)
عُوْدُوْا جُوْدُوْا مُنُّوا أَحْيوا***بوصَالِكُمُ مِنّي رَمَمِي
فصدر البيت مكون من أربعة أفعال متساوية الوزن (2).
ومن الجناس اللاحق (هو ما أُبدل من أحد ركنيه حرف بحرف آخر من غير مخرجه ولا قريب منه)، يقول من القطعة نفسها : (7/23)
فَبِعَادُكُمُ أَضْنَى كَبَدِي***وَفِرَاقُكُمُ أَفْنَى وَهمِي
الكلمتان أضنى وأفنى اختلف فيهما الحرفان الضاد والفاء وهما ليسا من مخرج واحد وغير متقاربين.
وقوله في البيت : (4/8)
نَفَرَتْ وَقَدْ ظَفَرَتْ بِقَلْبِ مُتَيَّمٍ***صَبَّ يُرَدِّدُ حَسْرَةً بِتَزَفُّرِ
وفيه نفرت وظفرت وقد استبدل حرف النون بحرف الظاء وهما متباعدان في المخارج (3).
ومن المضارع ( هو ما أُبدل من أحد ركنيه حرف بحرف آخر من مخرجه أو قريب
ص: 89
منه كقوله من القطعة نفسها : (11/ 13)
فَامْرَحْ وَغَنَّ وَاغْتَنِمْ***وَافْرَحْ وَهَنِّ مَنْ حَضَرْ
وفيه (امرح) و (افرح) اختلفا بحرف واحد فقد استبدل الميم بالفاء وهما من مخرج واحد. وفي البيت جناس لاحق ذلك بين غنّ وهنّ فحرف الغين والهاء من مخرجين متباعدين.
وفي البيت : (8/28)
عَهْدِي بِهَا وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تَرْهَبُهَا***وَالْمَوْتُ يَخْشَى مَتَى يَغْشَى عَوَالِيْهَا
يخشى ويغشى استبدل حرف الخاء بحرف الغين وهما من مخرج واحد.
ومن الجناس التام (ويسمى الكامل وهو ما تماثل ركناه لفظاً وخطّاً واختلفا معنى من غير اختلاف في حركاتها) كقوله : (3/23)
والْجِسْمُ بَلَى مِنْ عُظْمِ بَلا***مُذْ قِيلَ بَلَى عِنْدَ الْقِدَمِ
وفيه (بلي) بمعنى تلاشي واضمحل و (بلا) بمعنى البلاء و (بلي) بمعنى نعم.
وقوله كذلك : (4/6)
وَسَلُوا الصَّبَا عَنْ صَبِّكُمْ أَفَهَلْ صَبَا***قَلْبِيْ لِغَيْرِ كُمُ عَلَى هَضَبَاتِهَا
وفيه: (الصَّبَا) وهو ريح الشمال الليّنة الطيّبة، و(صَبَا) بمعنى مال إلى.
و قوله : (1/11)
اسْمَعْ لَهَا يَامَنْ حَضَرْ***بَدَوِيَّةً وَافَتْ حَضَرْ
وفيه حضر الأولى من الحضور والثانية من الحضارة وهي خلاف البداوة(1).
ص: 90
وبين البيتين: (4/15 – 5)
لا حُكْمَ إِلَّا عَنْهُمُ أَوْ مِنْهُمُ***فَمَنْ الَّذي في حُكْمِ قَتْلِهُمُ قَضَى؟
أَبَوْهُ يَسْقِي النَّاسَ فِي يَوْمِ الظَّمَا***وَسَلِيْلُهُ فِي الطَّفِّ مِنْ ظَمَأٍ قَضَى؟
جناس تام بين (قضى) الأولى من القضاء أي الحكم والثانية بمعنى الموت.
ومن التصدير أورد العجز على الصدر (هو أن يكون في أول البيت ما يستلزم القافية ويدل على لفظها) كقوله : (11/16-13)
وَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْكُرُوبِ (بِكَرْبَلا)***وَبِغَيْرِ سَفْكِ دِمَائِهِمْ لَمْ تُجْرَعِ
قَطَعُوْا طَرِيقَ الْحَتفِ يَوْمَ نِزَالهِمْ***وَبِغَيْرِ قَطْعِ رِقَابِهِمْ لَمْ تُقْطَعِ
رَفَعُوا بِدِيْنِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) دِينَ الهُدَى***وَبِغَيْرِ رَفْعِ رُؤُوسِهِمْ لَمْ يُرْفَعِ
ومن الكلام الجامع (هو أن يأتي الشاعر ببيت يكون جملته حكمة أو موعظة أو نحو ذلك من الحقائق الجارية مجرى الأمثال) كقوله : (392)
فَيَا خَيرَ مَنْ يُدْعَى لِكَشْفِ مُلِمَّةٍ***وَيَا خَيْرَ مَنْ يُرْجَى لِرَفْعِ النَوَائِبِ
و من التوجيه (هو أن يؤلّف الشاعر مفردات أو جملاً ويوجهها إلى أسماء متلائمة من أسماء الأعلام أو العلوم وغيرها، ومن ذلك التوجيه بسور القرآن الكريم) كقوله: (32/24)
وَاسْأَلْ عَن (الأَعْرَافِ) فِيمَن أُنزِلَتْ***وَ(الحِجْر) و(الأَنفَالِ) و(الأَنعَامِ)
ومن النحو، في قوله: (10/14)
ص: 91
وَالْمَاضِيَاتُ وَمَيَّادُ الْقَنَا جُمِعَتْ***بَيْنَ الْحَمِيْسَيْنِ فِيهِ جَمْعُ تَكْسِيْرِ
الاقتباس (هو تضمين البيت الشعري بعض ألفاظ القرآن الكريم وأحياناً يكون الاقتباس من الحديث الشريف) فمن قوله تعالى: «إنِّهَا لإحْدَى الْكُبَرِ» (المدثر / 35)، يقتبس فيقول : (36/11)
وَكَربلا لا تَنْسَهَا***فإنَّها إحْدَى الكُبَر
ومن قوله تعالى «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ﴾ (الحاقة / 32) يقتبس فيقول : (16/1)
وسَلاسِلَ الأَعْنَاقِ كُلِّ ذَرْعُهَا***سَبعُونَ حَامِيَةٌ بَنَارٍ قَضَائِهِ
استفاد الشاعر من الاقتباس كثيراً في شعره والمتتبع لذلك يجده واضحاً.
التضمين:
ضمّن الشاعر أشطراً للنابغة الذبياني وأبي تمام وابن منير الطرابلسي والمتنبي، قال مضمناً شطراً للنابغة الذبياني: (6/2)
فَأَسْيَافُهُمْ مِنْ طُوْلِ كَرٍّ وسَطوَةٍ***(بِهِنَّ فُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ)
كما ضمّن آخر لأبي تمام: (6/2)
ولا تَأْسَ بَعْدَ الحَسْفِ يومَ فِرَاقِهَا***(عَلَى مِثْلِهَا مِنْ أَرْبَعٍ وَمَلاعِبِ)
وكذلك أخذ عجزاً للمتنبي، في قوله : (36/2)
وَلَو لَمْ يَكُنْ مَوْلَى الوَرَى مِثْلَ (حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***(فَمَا هُوَ إِلَّا حُجَّةٌ للنَوَاصِبٍ)
ويقول مضمناً لابن منير الطرابلسي: (48/6)
ص: 92
(فَأَتَى أَبُوْ حَسَنٍ وَسَلَّ حِسَامَهُ)***وَغَدَا يُوعَّدُهَا بِقَتْلِ كُمَاتِهَا
التشطير : (إذا أراد الشاعر تشطير بيت من الشعر أخذ صدر ذلك البيت وصنع له عجزاً يناسبه ثم صنع صدراً للعجز المتبقي من البيت، وهكذا يعمل مع جميع أبيات القصيدة) وقد شطّر الشاعر سليمان بن داود قصيدة للسيد الحميري وأخرى للشيخ رجب البرسي وثالثة لابن سبع.
التكرار: استخدم الشاعر التكرار بصورة كبيرة، فقد كرر كلمة (أخي) أربع مرات في قصيدة (1)، وتسع مرات في قصيدة أخرى (2)، أو قد يكرر حرف الجر (إلى) في بداية أربعة أبيات (3)، وأورد كلمة (رزء) في بداية ثمانية أبيات (4)، وأورد كلمة (لهفي) خمس عشرة مرة في بدايات الأبيات (5).
*****
قصر الشاعر معظم شعره على أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) وسلك مسلك القدماء ولم يخرج عن نمطهم الشعري المألوف، ولم يسعَ إلى تجديد أو ابتكار في الإيقاع أو الشكل، ولكنه مال إلى المحسنات البديعية، وخاصة الجناس، لذا لم يكن الشعر عنده ذا غاية جمالية إبداعية بل وسيلة نافعة، لذلك لم نجد في ديوانه قصيدة واحدة خارج هذا الإطار.
ص: 93
ص: 94
*المخطوطة (أ) : بخط الشيخ محمد طاهر السماوي (رَحمهُ اللّه)
*المخطوطة (ب) : بخط الخطيب علي بن الحسين الهاشمي (رَحمهُ اللّه)
ص: 95
ص: 96
لم يصل إلينا الديوان كاملاً، ولكن ما وصل من شعره كان عن طريق مخطوطتين، اعتمد ناسخاهما على مخطوطة بخط الشاعر، وقد تمّ تحقيق الديوان عليهما، و هذا بيان بهما:
الأولى: مخطوطة الشيخ السماوي (رَحمهُ اللّه)
توجد هذه المخطوطة في مكتبة الإمام الحكيم (قدّس سِرُّه) العامة، برقم (1/404)، قياس 12 × 21 سم، وتقع في 83 صفحة، وهي بخط الشيخ محمد طاهر السماوي (1)(ت 1370ه)، وتأريخ النسخ 1363ه، وعدد الأبيات في الصفحة الواحدة (24) بيتاً. ويبلغ عدد الأبيات 1887 بيتاً.
أولها : (ديوان السيد سليمان بن داود الحسيني الحلي المتوفى سنة 1211 ه المختص بأجداده الطاهرين عليهم الصلاة والسلام)، ونص الديوان غير مضبوط بالشكل، وقد وضع الناسخ ثلاث نقاط بين شطري البيت الواحد، وأثبت التعقيبة في أسفل
ص: 97
الصفحات، وختم عمله بالقول: (قد كمل ديوان السيد سليمان بن السيد داود استنساخاً على نسخة بخطهِ، إلّا قليلاً بخط غيره وذلك الشعر الخاص المتعلّق بذوي العصمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وله شعر بهم(عَلَيهِم السَّلَامُ) بالمواليا، لم استنسخه لعدم الرغبة فيه في هذا العصر، وكتبهُ بخطّه محمد بن الشيخ طاهر السماوي في بلد النجف رابع ذي الحجة سنة ألف وثلاث مائة وثلاث وستين، حامداً مصلياً مسلماً سائلاً ممن نظر الدعاء).
وقد حصلت على صورة منها بعد المخطوطة الثانية، ورمزت لها بالحرف (أ).
الثانية: مخطوطة النجفي
نَاسخ المخطوطة الخطيبُ علي بن الحسين الهاشمي النجفي (رَحمهُ اللّه) (ت 1396 ه)(1)، كما يتضح من خاتمتها، وما بين أيدينا مصورة عن نسخة كانت موجودة عند إحدى أسر آل السيد سليمان، ولكنها فقدت في الوقت الحاضر، قام بعملية التصوير د. حازم سليمان الحلي بتاريخ 16 /11/ 1973 في المجمع العلمي العراقي، كما هو مثبت بخط السيد حازم الحلي، وهي الآن في مكتبتي.
تقع في 158 صفحة، ويبلغ طولها (22) سنتمتراً، وعرضها (14) سنتمتراً، وعدد الأبيات في الصفحة الواحدة نحو (19) بيتاً، ويبلغ عدد الأبيات في أصل الديوان
ص: 98
1828 بيتاً، وإذا أضفنا إليها 17 بيتاً ونصف البيت وردت في المقدمة يكون المجموع النهائي 1845 بيتاً ونصف البيت، وهي بحالة جيدة والخط واضح وجميل جداً، هو خط النسخ كما أخبرني بذلك الخبير في الخط العربي السيد حسام الشلاه حينما عرضتُ المخطوطة عليه، وأخطاء الرسم قليلة، فالناسخ أجهد نفسه في سبيل إخراج المخطوطة بأدق صورة.
وتنقسم على مقدمة وقسمين؛ أمّا المقدمة فقد وضعها الشيخ محمد طاهر السماوي، وتبدأ من الصفحة الثانية حتى الصفحة الثانية والثلاثين، ولكنها غير مرقّمة أصلاً، إنما وُضِعَتْ عليها أرقام بصورة غير دقيقة، أُضيفت بين الصفحة الأولى التي تمثل العنوان والصفحة الثانية من الديوان الأصل.
وجاء في المقدمة: (ترجمة صاحب الديوان مختصرة من ترجمة (1) ولده السيد داود بن السيد سليمان بن السيد حيدر، قال...).
وأورد القطع التي نظمها معاصروه فيه من الإخوانيات وما قيل في رثائه.
وجاء في خاتمتها قول السماوي: (أقول وأنا الفقيرُ إلى رحمةِ اللّه ذو المساوي، محمد ابن الشيخ طاهر السماوي عفا اللّه عنه وأفاض عليه الرحمة منه، هذا ما اختصرته من كتاب السيد داود ولد السيد سليمان، وقد زدتُ قصيدة السيد حسين ولده لحُسنِها، ونقّصتُ قصيدة أخيه السيد محمد).
وبعدها نحو إحدى عشرة صفحة ضمت أحاديث نبوية في آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) نُقلتْ من
ص: 99
كتاب للشاعر نفسه لا ندري ما اسمه، جاء في أولها بعد البسملة : (قال السيد العالم الجليل النبيل السيد سليمان بن السيد داود بن السيد حيدر الحسيني الحلي المتولّد في النجف سنة 1141 ه والمتوفى في الحلة سنة 1211 ه، على مهاجرها آلاف التحية: و مما نقلتُه.....).
ثم يأتي بعد ذلك ديوان الشاعر، في قسمين؛ القسم الأول، ويحوي (27) قصيدة في آل بيت رسول اللّه عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، مع ملاحظة أن أول صفحة منه أخذت الرقم (2) وينتهي بالرقم (113)، وقد وُضعتْ أرقام الصفحات بخط الناسخ، وأكبر الظن أنه بدأ بالرقم (2) ؛ لأن الرقم (1) كان لصفحة عنوان الديوان قبل إضافة المقدمة التي أشرت إليها، وجاء في نهايته : (والحمد للّه، تم نقل هذه الفرائد على خطه رحمه اللّه على يد أقل الخطباء علي بن الحسين الهاشمي النجفي).
القسم الثاني: يتكون هذا القسم من (12) صفحة غير مرقمة، وقد وضعت عليها أرقام غير صحيحة بعد ترتيب الديوان الأصل، وتم ترقيم الورقات من رقم (1 إلى 7 )، ويحوي هذا القسم سبع قصائد من المواليا، وجاء في أوله: (في ما يتعلق بمدح أهل البيت بلسان أهل عصره).
والمدقق في حالة المخطوط يلاحظ أن العمل الأول في كتابة قصائد الديوان وترقيم الصفحات من دون مقدمة ومن دون قسم ثان للقصائد العامية كان عملاً مستقلاً، وجاءت إضافة المقدمة والقسم الثاني لاحقاً على العمل الأول.
ورمزنا لها بالحرف (ب).
لقد أراد النجفي أنْ يجمع أخبار الشاعر وشعره - الفصيح والعامي - في كتاب
ص: 100
واحد، وهذا ما حصل، فأدخل أولاً المقدمة التي صنعها السماوي، ثم ما نسخه هو من مخطوطة الشاعر، مع العلم أن في هذه المقدمة شعراً لم يرد في شعر الشاعر.
****
لقد رأينا اختلافات كثيرة بين مخطوطتي الديوان، تجاوزت الكلمة أو الكلمتين إلى الأبيات، ومن ثمَّ رجّحنا أن مصدر الخلاف هو الشاعر نفسه، لاعتماد ناسخي المخطوطتين على خطه.
وقد استطعنا العثور على ثلاثة أبيات غير موجودة في المخطوطتين، وردت في بعض مصادر ترجمته.
منهج التحقيق
1 - نَسْخ المخطوطتين وفقاً للرسم الحالي، وعدم التقيّد برسم الناسخين، فعلى سبيل المثال رُسِمت الهمزة ياء، فأعدناها إلى أصلها؛ حقايقها = حقائقها، ضامياً= ضامئاً...
2- الاعتماد على مخطوطة (أ) في تحقيق نصّ الديوان، كونها الأقدم، فضلاً على أنها تزيد (42) بيتاً على النسخة (ب).
3- إهمال تحقيق مقدمة مخطوطة (ب)؛ لأنها ليست من صلب الديوان، ولكنني استفدت منها في الدراسة، وكذلك أهملنا القسم الثاني منها، كونه خاصاً بالقصائد العامية (المواليا)، وهذا القسم قد أهمله السماوي في مخطوطته أيضاً. وقد نشرناه في کتاب خاص سنة 2009م.
4 - أثبتنا (ملحقاً) في نهاية الديوان ضمَّ الأبيات التي لم ترد في المخطوطة (أ) مما
ص: 101
ورد في (ب) وكتاب (البابليات)، وهي في 16 بيتاً وشطر واحد، أوردناها على حروف المعجم، وهي ليست في آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ).
4- ترقيم القطع الشعرية للشاعر ترقيماً تصاعدياً، كي يسهل الرجوع إليها في الدراسة، مع ترقيم أبيات كلّ قصيدة أو مقطعة.
5- في موضوع الدراسة أشرت للبيت برقم القصيدة أولاً، ثمّ خط مائل (/)، ثمّ رقم البيت لكي يسهل الرجوع إليه في القصيدة.
6 - تفسير المفردات التي تحتاج إلى إيضاح بالرجوع إلى المعاجم المختصة بذلك.
7- ضبط نص الديوان ضبطاً كاملاً، يعين القارىء على سلامة نطقها اللغوي.
8- إثبات اسم البحر لكلّ قصيدة أو مقطعة، مع بيان اسم القافية.
9 - التعريف بالأعلام والمواضع وما يتصل بها، ونظراً لكثرة تكرار أسماء الرسول الأكرم (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وأسماء الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين (عَلَيهِم السَّلَامُ) لم أدرج أسماءهم الكريمة في
الجداول.
10 - إثبات اختلاف الروايات بين مخطوطتي الديوان، مع إيراد الاختلافات بينهما وبين المصادر والمراجع التي أوردت نصوصاً من شعره.
11 - لاحظتُ وجود أخطاء في نص المخطوطتين تكسر الوزن، وأخطاء أخرى في الرسم، وقد وضعتها في المتن كما وردت ونبهتُ على صوابها - أو ما رجَّحته - في الهوامش.
12 - تمَّ حذف أبيات كثيرة وردت في الديوان لأسباب أَهمها؛ خشية أن تؤول
ص: 102
على أنها تمس هذا الطرف أو ذاك، وقد أشرتُ إلى أماكنها، وقد بلغت الأبيات المسقَطَة (164) بيتاً.
13 - إثبات صفحات مصوّرة من المخطوطتين، لِما لذلك من دلالةٍ علمية.
14 - صُنع فهرس القوافي الديوان.
15 - صُنع فهرس للأعلام.
16 - صُنع فهرس لأسماء البلدان والأمكنة.
17 - صُنع فهرس للآيات القرآنية.
18 - صُنع فهرس للأحاديث النبوية.
ص: 103
الصورة
ص: 104
الصورة
ص: 105
الصورة
ص: 106
الصورة
ص: 107
الصورة
ص: 108
ص: 109
ص: 110
ديوان السيد سليمان بن داود الحسيني الحلي المتوفى سنة 1211 ه المختص بأجداده الطاهرين عليهم الصلاة والسلام (1)
[1]
قال الفاضل السيد سليمان رائياً الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) :(2)
[من الكامل والقافية من المتدارك ]
1. أَيلامُ فِي أَحْزَانِهِ وَ بُكَائِهِ***مَن كَانَ مِثْلِيَ فِي عَظِيْمِ بَلائِه ؟ (3)
2. حقَّ لمثليَ أَنْ يَشَيْبَ دُمُوعَهُ***بِدَمِ الفُؤَادِ لجُرْمِهِ وَخَطَائِهِ (4)
3. خَدَعَتْنِي الدُّنْيَا بِطُولِ غُرورِها***والنَّفْسُ والشَّيْطَانُ عِندَ نِدائِهِ
فَأَجَبْتُهُ وعَصَيْتُ جَبَّارَ السَّمَا***مَا العُدْرُ يَومَ سُؤالِهِ وَلِقَائِهِ ؟
ص: 111
5. إِنْ قُلْتُ: لَمْ أَنْذَرْ، كَذِبْتُ وَإِنْ أَقُلْ:***لَم أَدْرِ، أَشْقَى فِيْ جَزِيْلِ عَطَائِهِ (1)
6. أَلهُو، وَلَمْ أَعْلَمْ مَكَانِيَ عِنْدَهُ***وَرَغِبْتُ عَنْ تَحذِيْرِهِ وَجَزائِهِ (2)
7. يَا للرِّجَالِ لِخَاطِئِ نَزَحَتْ بِهِ***عَنْ رَحْمَةٍ هَفَوَاتُهُ لِعَنَائِهِ (3)
8. أَفَكُلَّمَا يَبْيَضُّ شَعْرُ عِذَارِهِ(4)***تَسْوَدُّ صُحْفُ ذُنُوبِهِ بِخَطائِهِ؟
9. يا خَيْبَتِي يَومَ الْمَعَادِ وَشِقْوَتِي***يَا وَيْلَنَا مِن خَالِقِي وَبَلائِهِ
10. فَأَنَا غَرِيقُ بِحَارِ جُرمِ، حَامِلاً***عِبْءَ الذُّنُوبِ، مُقَيَّداً بِشَقَائِهِ
11. لم يَرْعَ وِحْدَةَ قَبْرِهِ بِتَوَرُّعٍ***لَمْ يَلْتَفِتْ لأَمَامِهِ وَوَرَائِه
12. هَذَا وَلَمْ أَرْقُبْ بِفِعْلِ عَظِيمَةٍ***مُنْشِي العِظَامِ، فَأَيْنَ حُسنُ رِضَائِهِ ؟ (5)
13. وَيْلاهُ مِنْ نَارٍ تُبَكِّي مَنْ بِهَا***بَدَلَ الدُّمُوعِ لِعُظمِهَا بِدِمَائِهِ
14. الْوَيْلُ مِنْ شُرْبِ الْحَمِيْمِ وَمَا لَهُ***فِيهَا حَميْمٌ يَوْمَ عُظْمِ صِدَائِهِ (6)
ص: 112
15. فَتَذَكَّر الأَغْلالَ يَا مَنْ دَابَهُ***فِعلُ القَبِيحِ وَتَابِعٌ لِهوَائِهِ (1)
16. وسَلاسِلَ الأَعْنَاقِ، كُلُّ ذَرْعُهَا***سَبعونَ حَامِيَةٌ بِنَارٍ قَضَائِهِ (2)
17. فِيهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ ليسَ تَر***حَمُ مَنْ شَكَا وَبَكَى عَظِيمَ عَنَائِهِ (3)
18. يَا وَيْلَنَا مِنْ (مَنکَر) و (نَكِيرِهِ) (4)***وَسُؤالِ عَامِلٍ ذَرَّةٍ لجَزَائِهِ
19. أَيْنَ المَنَاصُ ولا خَلاصَ مِنَ البَلا***إِلَّا بِسِبْطِ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَإِبَائِهِ (5)
20. السيّدُ الظَّمْآنُ والمَولَى الَّذِي***خُضِبَتْ كَرِيمَتُهُ بِفَيْضِ دِمَائِهِ (6)
21. يَا سَيِّداً ثُلَّتْ بِيَوْمِ مُصَابِهِ***أَرْكَانُ دِينِ اللّه عِندَ نَعَائِهِ (7)
22. يَا سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ يَا بْنَ الْمُرْتَضَى***يَا بَدرَتَمٍّ غَابَ غِبَّ ضِيَائِهِ (8)
ص: 113
23. أَتَمُوتُ مَمنُوعَ الفُرَاتِ، وَتَعْتَدِي***وَحْشُ الفَلا رَيَّانَةً مِنْ مَائِهِ ؟ (1)
24. هَلْ يَعْلَمُ المَجْدُ المُنِيفُ بِمَنْ هَوَى***بِمُحَرَّمٍ وَثَوَى بِكَرْبِ بَلائِهِ ؟ (2)
25. هَلْ يَعْلَمُ الإِسْلامُ مَنْ هُوَ فَاقِدٌ***يَوْمَ (الطُّفُوْفِ)؟ لِيَبْكِ أَهَلُ وَلائِهِ
26. وَيْلاهُ مِنْ رُزِءٍ أَقَامَ بِمُهْجَةِ ال***هَادِي ضَني، والهفَتَا لِغَنَائِهِ (3)
27. لهفِي لَقَدْ نَحَرَتْ سُيُوفُ (أُمَيَّةٍ)***نَحْراً تُقُبِّلَ فِي تُقى لِنقَائِهِ
28. لهفِي لَقَدْ رَضَّتْ خُیولُ (أُمَيَّةٍ)***صَدْراً، تُدِينُ ذَوِي الْعُلَى لِعَلَائِهِ (4)
29. تِلْكَ الْمَصَاعِبُ فِي (الطُّفُوْفِ) تَذَلَّلَتْ***وَجِبَالُ حِلْمٍ دُكْدِكَتْ بِفَنَائِهِ
30. لهفي عَلَى آسَادِ حَرْبٍ صُرِّعَتْ***وتَجَرَّعَتْ كَأسَ الرَّدَى لِوِقَائِهِ
31. أَنْسَاكَ؟ يَا لَيْثاً يَرَى مُرَّ الرَّدَى***يَوْمَ الكَرِيهَةِ شَهْدَةٌ لِشِفَائِهِ
32. أَسَدٌ يَرَى الإِدْبَارَ عَاراً حَيْثُما***دَارَتْ كُؤُوْسُ الحَرْبِ فِي نُصَرَائِهِ (5)
33. أَفْدِي الوَحِيدَ ومَالَهُ مِنْ نَاصِرٍ***مَنْ لِي بِحُسْنِ فِدَائِهِ وَوِقَائِه (6)
ص: 114
34. فَاغْتَالَهُ سَهُمُ الرَّدَى مُتَشَعباً***فِي القَلْبِ غَارَ فَغَاصَ فِي أَحْشَائِهِ (1)
35. فَهَوَى الجَوَادُ عَنْ الجَوَادِ مُكَبِّراً (2)***فَهَوَى أَثِيْلُ المَجْدِ فِي إهْوَائِهِ(3)
36. فَلْيَبكِ للإِيْمَانِ مَنْ هُوَ مُؤْمِنٌ***وَلْيَنْعَ لِلإِسْلامِ يَوْمَ عَزَائِهِ
37. فَغَدًا الحِصَانُ إِلى الحَصَانِ وسَرْجُهُ***مُتَنَكِّسٌ يَنْعَاهُ عِنْدَ نِسَائِهِ (4)
38. مِنْ كُلِّ حَاسِرَةٍ يُجَاذِبُهَا الرِّدَا***كَفُّ الرَّدِيِّ لِوَيْلِهِ وَرَدَائِهِ (5)
39. مَا بَيْنَ مَنْ جَزَّتْ بِغَيْرِ شُعُوْرِهَا***شَعْرَ النَّوَاصِي عَنْ جَوَى لِعَزَائِهِ
40.أَوْ بَيْنَ مَنْ هَتَكَتْ حَمَارَ صِيَانَةٍ***لمَصُوْنهَا وَتَهَيَّأَتْ لِبُكَائِهِ (6)
ص: 115
41. أَوْ بَيْنَ مَنْ خَشَتْ لِفَقْدِ وَجِيْهِهَا***وَجْهاً يُعِيرُ الشَّمْسَ حُسْنَ ضِيَائِهِ
42. أَو بَيْنَ ثَاكِلَةٍ يُعَالِجُ حُلْيَها***عِلْجٌ بِقَسَوَةِ قَلْبِهِ وَشَقَائِهِ (1)
43. لَمْ أَنْسَ ( زَيْنَبَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إذ تَقُولُ بِحُرْقَةٍ:***أَأُخَيَّ يَا مَنْ قَدْ قَضَى بِظَمائِهِ
44. يَا بَدْرَنَا وُوريتَ بَعْدَكَ مالَنَا***بَدرٌ فَيَهْدِينَا بِنُورِ سَنَائِهِ (2)
45. يَا كَهْفَنَا وَلَقَدْ هَوَيْتَ فمَالَنا***كَهْفٌ نَلُوذُ وَنَحْتَمِي بِحِمَائِهِ (3)
46. يَا وَاحِدِي كُنْتَ المُعَدَّ لِشِدَّتِي***وَشِفَاءَ قَلْبِي عِنْدَ فَقْدِ دَوَائِهِ (4)
47. أَأُخَيَّ هَا سِتْرِي عَلَيْكَ هَتَكْتُهُ***وَبَذَلْتُ وَجْهِي بَعْدَ صَوْنِ حَيَائِهِ
48. أَأُخَيَّ كَيْفَ الدَّمْعُ يُبْرِدُ غُلَّتِي***وَالقَلْبُ مُخْتَرِقٌ بِنَارِ عَزَائِهِ
49.يَا لَيَثَ غَابِ غَابَ غِبَّ فَرَاسَةٍ***أَشَبَالُهُ ضَرْعَى إلى أَعْدَائِهِ (5)
ص: 116
50. أَبَنَاتُ بَيْتِ الوَحْيِ تُسْبَى حُسَّراً***يَلْطِمْنَ فِي جَزَعِ عَلى أَبْنَائِهِ
51. وَإمَاءُ بَيْتِ الْفِسْقِ تَسْقِي رَبَّهُ***خَمْراً وَتَكَنَفُ فِي مَنْعِ حِمَائِهِ(1)؟
52. وَمَنَازِلُ التَنْزِيلِ فِي أَعْلامِهَا***قَفْرًا مَعَالِمُهَا خَفَتْ لِخَفَائِهِ
53. يُسْرَى بِهِمْ أَسْرَى وَرَأْسُ إمَامِهِمْ***فَوْقَ السِّنَانِ أَمَامَ ظَعْنِ نِسَائِهِ (2)
54. يَمْشِينَ والأَعْنَاقُ تُلْوَى نَحْوَهُ***فَقُلُوبُهَا وَعُيُونُا بِفِنَائِهِ (3)
55. عَارِ، كَسَتهُ السَّافِيَاتُ مَلابِساً***مِنْ بَعْدِ سَلْبٍ قَمِيصِهِ وَرِدَائِهِ (4)
56. يَا لَلرِّجَالِ لِسَيِّدِ غَدَرَتْ بِهِ***فُسَقَاءُ دَهْرِ الغَدْرِ مِنْ أُمَرَائِهِ
57. مَولى سَقَتْهُ الحَتْفَ أُمَّةُ جَدِّهِ***مِنْ بَعْدِ بَيْعَتِهِ وَعَقْدِ وَلائِهِ
58. خَطْبٌ تَصَدَّعَت الصُّحُورُ لِذِكْرِهِ***أَسَفًا، ويَفْنَى العُمْرُ قَبْلَ فَنَائِهِ
59. يَا بِئْسَمَا خَلَفَتْ أُمَيَّةُ) (أَحَمداً)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***في قَتْلِ عِتْرَتِهِ وسَبْيِ نِسَائِهِ (5)
60. واللّه مَا سَنَّ العَدَاوَةَ فِيهُمُ***إِلَّا الذي قَدْ حَلَّ عَقْدَ إِبَائِهِ (6)
61. رُكْنُ الفَسَادِ وَكَعْبَةُ الفِسْقِ الذي***جَحَدَ (النَّبِيَّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)وَشَكَ فِي إِنْبَائِهِ
62. نَغْلُ إِلَهُ الْعَرْشِ أَوْجَبَ لَعْنَهُ***وَهِجَاءَهُ فِي أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ
ص: 117
63. يَا (آلَ أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْتُمُ سُفنُ النَّجَا***لَمنْ التَجَا مِنْ ذَنْبِهِ وَخَطَائِهِ (1)
64. لا تُقْبَلُ الطَّاعَاتُ إلّا فِيكُمُ***يَا خَيْرَ مَنْ يَهْدِي بِنَهْجِ هُدَائِهِ(2)
65. واللّه مالي في المَعَادِ تِجَارَةٌ***تُنْجِي مَنَ النَّبِرَانِ عَنْدَ لِقَائِهِ
66. إلا ولاكُمْ يَا حِمَايَ وَعُدَّتِي***في شِدَّتِي في الحَشْرِ يَوْمَ بَلائِهِ(3)
67. فَبَذَلْتُ للْتُ كُلِّ قَرِيحي في نَصْرِكُمْ***يَا رَاحمِي مِثْلِي لِعُظم شَفَاتِهِ
68. فَعَسَى سُلَيْمَانُ يَفُوزُ بِمَدْحِكُمْ***لا خَيَّبَ الرَّحْمَنُ عُظْمَ رَجَائِهِ (4)
ص: 118
[2]
وقال مادحاً أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، ومستصرخاً إياه بأمر مهم عرض له، ومستغيثاً به (عَلَيهِ السَّلَامُ):(1)
[ من الطويل والقافية من المتدارك ]
1. ظُهُورُ المَعَالِي فِي ظُهُورِ النَّجَائِبِ***ونَيْلُ الأَمَانِي بَعْدَ طَيِّ السَّبَاسِب(2)
2. وهَجْرُ الفَتَى دَارَ الهَوَانِ احْتِشَامُهُ***وإِنْ كَانَ فِي التَّشْخِيصِ سَدُّ الْمَذَاهِبِ (3)
3. فَكَيْفَ وفي الأَسْفَارِ إسْفَارُ ظُلْمَةٍ***وإِكْمَالُ آدَابٍ ونَيْلُ مَطَالِبِ؟
4. فإِنَّ الفَتَى كَالْعَضْبِ(4) فَارَقَ غِمْدَهُ***فَبَانَ وَبَانَ الفَضْلُ بَعْدَ التَّجَارِبِ
ص: 119
5. فَدَعْ دَارَ ضَيْمٍ دَبَّ فِيكَ اهْتِضَامُهَا***كَمَا دَبَّ فِي الْمَلسُوْعِ سَمُ العَقَارِبِ
6. ولا تَأْسَ بَعْدَ الخَسْفِ يَومَ فِرَاقِهَا***(عَلَى مِثْلِهَا مِنْ أَرْبَعٍ وَمَلَاعِبِ)(1)
7. عَلَى مَ احْتِمالُ الصَّيمِ إِنْ ذَلَّ جَانبٌ***فَمَا تَرْتَجِيْهِ بَعْدَ ذِلَّةٍ جَانِبِ ؟ (2)
8. فَصَاحِبُ ظُهُورَ العِيْسِ عَنْهَا، إِلى مَتَى***تُعَلَّلُ فِيهَا بِالظُّنُوْنِ الكَوَاذِبِ ؟ (3)
9. مَتَى شِمْتَ فِيهَا مُنْكَراً مِنْ نَزِيْلِهَا***بُلِيْتَ بِهَا في عَاتِبٍ ومُعَاتِبِ
10. مَتَى تَملُكُ السُّلْوَانَ بَيْنَ ظُبَاتِهَا***إِذَا نَظَرَتْ عَيْنَاكَ بِيْضَ التَّرَائِبِ ؟ (4)
11. وهَلْ تَحْفَظُ القَلْبَ الذي زَادَ وجُدُهُ***بِرَشْقَةِ سَهُم مِنْ قَسِيُّ الحَوَاجِبِ ؟ (5)
12. فَمَا السُّمْرُ فِي حَرْبِ كَسُمْرِ كِعَابِهَا***وَلا البيضُ فِيهَا مِثْلُ بِيضِ الكَوَاعِبِ (6)
ص: 120
13. وَلَيْسَ الظُّبَى مِثْلَ الظُّبَا فِي بَرِيقِهَا(1)***وإِنْ كَانَ يَومَ الرَّوعِ تَرْمِي بِحَاصِبِ
14. وَلَيْسَ أُسُودُ الغَابِ عِنْدَ افْتِرَاسِهَا***لِشِلْوِكَ يَوْماً مِثْلَ سُودِ الذَّوَائِبٍ(2)
15. إذا طَعَنَتْ تِلْكَ الطَّعَائِنُ خِلْتهَا***بُدُوراً تجلَّتْ فَوْقَ تِلْكَ الرَّكَائِبِ (3)
16. وَتَهْزَأُ بِالغُصْنِ الرَّطِيبِ إِذَا انْثنَتْ***وإِنْ أَسْفَرَتْ أَزرتْ بِنُورِ الكَوَاكِبِ (4)
17. وَما الرُّوضُ يَحْكِي حُسْنَهَا وَجَمَالهَا***وإِنْ كَانَ يَومَ الغَيْثِ جَمَّ العَجَائِبِ (5)
18. أحَادِي السُّرَى رِفقاً بِمُهْجَةِ وَالِهِ***تَنَاهَبَهَا فِي السَّيْرِ أَيْدِي الرَّكَائِبِ (6)
19. فَمالي إلّا عُظْمُ شَوْقِي مَطِيَّةً***وَلا زَادَ لي غَيْرُ الدُّمُوع السَّوَاكِبِ
ص: 121
20. تَرَفَّقُ رَعَاكَ اللّه إِنِّي مُحِبُّكُمُ(1)***وَعَنْ حَيّكُمْ يَا جِيرَتِي غَيْرُ رَاغِبِ
21. وَعُجْ بِي عَلَى أَطْلالِ دَارٍ عَهِدْتُها***مَعَاهِدَ جُودٍ يَومَ بُخْلِ السَّحَائِبِ (2)
22. دِيَارٌ بِهَا كَم شِيدَ لِلْمَجْدِ رُكْنُهُ***بِسُمْرِ الْقَنَا وَالمَاضِيَاتِ القَوَاضِبِ (3)
23. رُبُوعُ يَمِيرُ الرَّافِدَيْنِ رَبِيعُهَا***سَحَائِبُ جُوْدِ عِنْدَ بَذْلِ الرَغَائِبِ (4)
24. مَهَابِطُ وَحْيِ اقْفَرَتْ وَتَنَكَرَتْ***مَعَالِهَا مِنْ فَادِحَاتِ المَصَائِبِ (5)
25. مَلاذُ عُفَاةٍ غَيَّرَتُها يَدُ البِلَى***وَأَدْلَي لَهَا صَرْفُ الرَّدَى بِالمَعَاطِبِ (6)
26. بِهَا مِنْ رَسُولِ اللّه فِتْيَانُ نَجْدَةٍ***وَأُسْدُ عَريْنِ فِي الصُّرُوفِ اللَوَازِبِ (7)
27. فَأَسْيَافُهُمْ مِنْ طُوْلِ كَرٍّ وسَطوَةٍ***(بِهِنَّ قُلُولٌ مِنْ قِرَاعِ الكَتَائِبِ) (8)
ص: 122
28. وَكَمْ مِنْ جِيَادٍ فِي الوَغَى جَادَ كَرُّهَا***عَلَيْهَا كُمَاةٌ مِنْ (لُؤَيَّ) بِنِ (غَالِبِ)
29. لَقَدْ أَوْجَبَتْ أَيُّ الكِتَابِ وِدَادَهُمْ***وَوِدُّ سِوَاهُمْ لَو زَكَا غُيرُ وَاجِبِ (1)
30. همْ مِنْ (عَليَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) آية اللّه آيةٌ***سَمَتْ بِهِمُ فِي الْفَخْرِ أَعْلَى المَرَاتِبِ (2)
31. هُوَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى حَوَى أَيَّ عِصْمَةٍ***هُوَ الآيَةَ الْكُبْرَى رَقَى أَيَّ غَارِبِ (3)
32. فَلَوْ لَمْ يَكُنْ خَيْرَ الوَرَى وَإِمَامَهَا***لَمَا جَازَ أَنْ يَرْقَى خَيَارَ المَنَاكِبِ (4)
33. وَلَو لَمْ يَكُنْ سَيْفَ النُّبُوَةِ لَمْ تَقُمْ***لهَا حُجَّةٌ مَا(5) بَيْنِ تِلْكَ المَذَاهِبِ
34. ولَو لَمْ يَكُنْ يَومَ الغَدِيْرِ مُؤمَّراً***لِتَفْسِيرِ (بَلِّغ) كَانَ لَيْسَ بِصَائِبِ (6)
ص: 123
35. وَلَو لَمْ تُفَسَّرْ فِيْهِ (أَكْمَلْتُ دِينَكُمْ)***لَعَابَ عَلَيْنَا قَوْلَنَا كُلُّ عَائِبٍ (1)
36. وَلَو لَمْ يَكُنْ مَوْلَى الوَرَى مِثْلَ حَيْدَرٍ***(فَمَا هُوَ إِلَّا حُجَّةٌ للنَّوَاصِبٍ) (2)
37. إذا قُلْتُ: نَفْسُ المُصْطَفَى كُنْتُ صَادِقاً***وَإِنْ قُلْتُ: عَيْنُ الله، لَسْتُ بِكَاذِبِ (3)
38. وَلَمْ يُرَ فِي يَومِ الوَغَى غَيْرَ ضَاحِكِ***وَلَمْ يَقْفُ يَومَ الرُّوعِ آثَارَ هَارِبِ
39. فَيَا خَيرَ مَنْ يُدْعَى لِكَشْفِ مُلِمَّةٍ***وَيَا خَيْرَ مَنْ يُرْجَى لِرَفْعِ النَّوَائِبِ (4)
40. فَدَيْتَ (رَسُولَ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِالنَّفْسِ وَاقِياً***وَعَدُّوْا لَهُ فِي غَارِهِ خَيْرَ صَاحِبِ
41. يَقِيهِ (أَمِيرُ المُؤمِنِينَ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) بِنَفْسِهِ***ويؤثِرُ قَومُ مَدْحَ نَسْجِ العَنَاكِبِ
ص: 124
42. فَمَا أَنَصَفُوْهُ بَلْ عَمُوا عَنْ فَخَارِهِ***كَمَا أَخَّرُوهُ عَنْ عَظِيْمِ المَرَاتِبِ (1)
43. فَيَا مَنْ كِتَابُ اللّه جَاءَ مُؤكِّداً***مَوَدَّتَهُ فِي حِفْظِ وِدَّ الأَقَارِبِ (2)
44. وَفِي (هَلْ أَتَى) وَ(النَّجْمِ) جَاءَ مَدِيحُهُ***وَفِي (الطُّورِ) و(الأَعْرَافِ) ذَاتِ العَجَائِبِ (3)
45. وَيَا (4) خَيْرَةَ اللّه العَلِيِّ وَمَنْ لَهُ***مَنَاسِمُ مَجْدِ فَوْقَ أَعْلَى الكَوَاكِبِ (5)
46. فَلا فَضْلَ إِلَّا وَهُوَ فِيْهِ مُقَدَّمٌ***فَتَأْخِيْرُهُ فِي العَقْل أَشْنَا الغَرَائِبِ (6)
47. أَمَنْ كَانَ مَفْضُوْلاً كَمَنْ كَانَ فَاضِلاً***سَوَاءٌ وَذُوْ عَيْبٍ كَخَالِي الْمَعَائِبِ ؟ (7)
48. فَيَا شَنْعَةٌ عَمْيَاءَ تَاهَ بَصِيْرُهَا***مَنَاقِبُهُ قَدْ عُودِلَتْ بِمَثَالِبِ
ص: 125
49. لَقَدْ نَهَجَتْ نَهْجَ الضَّلَالِ بِغَيْهَا***وَقَدْ بَدَّلَتْ أُسْدَ الْوَغَى بِالثَّعَالِبِ (1)
50. مَتَى كُنتَ بالفُسَ (الرَّسُولِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُؤخَّراً***عَنِ الرُّتْبَةِ القصْوَى وَعَالِي المَنَاصِبِ
51. إذَا كُنْتَ أَيَّامَ (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)مُقَدَّماً***فَمِنْ بَعْدِهِ أَوْلَى بَأَعْلَى المَرَاتِبِ؟
52. وَمَنْ عَدَّ لِلْهَادِي (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)خَلِيفَةً***فَقَدْ عَدَّ نَقْصاً فِيْهِ غَيْرَ مُنَاسِبٍ (2)
53. فَمَنْ نُصَّ في يوم الغَدِيرِ بِحَقِّهِ***وَمَنْ خُص (بالزهراء)(عَلَيهَا السَّلَامُ) أُمّ الأطايب؟ (3)
54. وَمَنْ عَبَدَ الرَّحْمَانَ غَيْرُ مُرَاقِبٍ***وَلا بِجِنَانِ فِي القِيَامِ بِرَاغِب ؟ (4)
55. وَلاؤُكَ يَا خَيْرَ الوَرَى خَيْرُ مَغْنَمٍ***أُسَالِمُ فِيهِ الخَصْمَ وَهُوَ مُحَارِبِي
56. لَئِنْ جِئْتُ فِي كلِّ الذُّنُوبِ وَحُبِّهِ***فَإِنِّي يَوْمَ الْحَشْرِ غَيْرُ مُحَاسَبِ (5)
ص: 126
57. وَمَهْمَا عَصَيْتُ اللّه عِنْدَ وَلائِهِ***فَإِنِّيَ عندَ اللّه غَيْرُ مُعَاتَبٍ (1)
58. وَمَنْ عَبَدَ الْبَارِي بِغَيْرِ وِدَادِهِ***فَذَلِكَ عِنْدَ اللّه أَخْيَبُ خَائِبِ (2)
59. فَلَمْ تُدْرِكَ الأَوْهَامُ وَصْفَكَ سَيِّدِي***وَلَمْ تُخْصِ كُلُّ الخَلْقِ عُشْرَ المَنَاقِبِ (3)
60. لَئِنْ كُنْتَ مَعْرُوفاً جُهَلْتَ، وإِنْ تَكُنْ***بَعِيداً فَعِنْدَ البُعْدِ لَسْتَ بِغَائِبِ
61. فَكَمْ ظَهَرَتْ آيَاتُ فَضْلِكَ للوَرى***بِتَكْلِيْمِ أَمْوَاتٍ وَإِسْلَامِ رَاهِبٍ (4)
62.أَقَلُّ الْمَزَايَا أَنْ تُجِيرَ حَمَامَةً***وَقَدْ جَاءَ ذَاكَ الصَّقْرُ دَامِي الْمَخَالِبِ (5)
ص: 127
63. وَأَصْغَرُهَا أَنْ يَعْصِيَ الْعَبْدُ ذُو الْوَلا***وَتَشْفَعُ فِيْهِ فَهُوَ غَيْرُ مُعَاقَبٍ (1)
64. وَيُلْزِمُنِي إِنْ بُحْتُ يَوْماً بِفَضْلِهِ***خِلافَ وَصَايَاهُ لِخَوْفِ الْعَوَاقِبِ
65. فَيَا عَالم الغَيْبِ الذي لا يَفُوتُهُ***قَدِيمٌ ولا آتٍ عَلَيْهِ بِعَازِبٍ(2)
66. فَمَا أَنْتَ إِلَّا أَنْتَ دُونَ إِلا هَنَا***وفَوقَ الوَرَى بَعْدَ (النَّبِيِّ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ابنِ (غَالِبِ )
67. أَثَالِثَ تَفْضِيلِ الوِجُودِ تَرَفَّعَتْ***صِفَاتُكَ عَنْ مَدْحِ لأَبْلَغَ خَاطِبٍ
68.أَقُولُ وَمَا غَالَيتُ إِنَّكَ عِلَّةَ ال***وجُودِ ولا رَاجِ ولا بِمُرَاقبِ
69. أَيَا جَدُّ مَنْ أَرْجُوهُ مِثْلُكَ مَوْئِلي***فَلَسْتُ لأَهْوَالِ الزَّمَانِ بِهَائِبٍ (3)
ص: 128
70. تَدَارَكْ أَبَا الْخَيْرَاتِ نَجْلَكَ إِنَّهُ***قَلِيلُ اصْطَبَارٍ عِنْدَ وَقْعِ المَصَائِبِ (1)
71. فَوَا عَجَباً هَلْ كَيْفَ تَرْضَى بِأَنِّنِي***أَضَامُ وَأَنْتُم عُدَّتِي لمآرِبِي (2)؟
72. أَتَرْضَى يَنَالُ الغيرُ بِالغَيرِ مَطلَباً***وأُخْرَمُ فِيكُم بُغْيَنِي ومَطَالِبِي (3)؟
73. شَكُوتُ وَمَا حَالِي عَلَيْكَ بِغَامِضٍ***وَلا أَنَا يَا ذُخْرِي سِوَاكَ بِنَادِبِ
74. فَإِنْ نَابَ فِيكَ الدّهرُ لَسْتُ بِخَائِفِ***نَوَائِبَهُ، أَو جَادَ لَسْتُ بِرَاغِبٍ (4)
75. فَخُذْهَا أَبَا الْأَطْهَارِ نَفْثَةَ مُغْرَمٍ***يُنَاجِيْكَ فِيهَا يَا سَلِيلَ الْأَطَابِبِ (5)
76. لَقَدْ قُلْتُهَا في لَيْلَةٍ لَيْسَ فَوقَهَا***فَزَانَتْ وقَدْ عَابَتْ عَلَى كُلِّ عَائِبِ
77. فَإِنْ أَطْمَعَ الأَقْوَامَ مَدْحُ سِوَاكُمُ***فَمَدْحُكَ فِي الدَّارَيْنِ أَوْفَى مَكَاسِبِي (6)
78. أَتَخْشَى (سُلَيمانُ) وجَدُكَ (حَيْدَرٌ)***لَهُ العَزْمَةُ الكُبْرَى بِكِلُّ النَّوَائِبِ (7)؟
ص: 129
79. سُرُورُكَ يَضْحَى بِالمُنَى غَيْرُ ذَاهِبٍ***وَحُزْنُكَ يُمْسِي بِالْهَنَا غَيْرُ آبِ(1)
80. فَصَلَّى عَلَيْهِ اللّه مَا ذَرَّ شَارِقٌ***وَمَا أَرْضَعَتْ رَوْضاً تَديُّ السَحَائِبِ (2)
ص: 130
[3]
وقال يمدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ويرثي ولده الشهيد و أصحابه (عَلَيهِم السَّلَامُ) : (1)
[من الوافر والقافية من المتواتر ] (2)
1. سَرَتْ تَطْوِي الوِهَادَ مَعَ الرَّوَابي***وَلا تَهْوِي الهشِيمَ وَلا الجَوَابي (3)
2. نَفَوْرٌ مِنْ بَنَاتِ العِيْسِ تَفْرِي***مَهَامِهَ دُوْنَهَا شَيْبُ الغُرَابِ (4)
3. تُعِيْرُ الرِيْحَ أَخْفَافاً حَفَافاً***وتُغْنِي بِالسَّرَابِ عَنِ الشَّرَابِ (5)
4. تُرِيْكَ الجِيْدَ قَائِمَةً فَتُلْفَى***عَلَى خَمْسٍ تَسِيرُ مَعَ الهَبَابِ (6)
ص: 131
5. تَلُوحُ عَلَى الرُّبَى نَسْراً وتهوي***هَوِيَّ المُصْلَتَاتِ عَلَى الرِّقَابِ(1)
6. تَمُرُّ عَلَى الحَرُونِ كَومض بَرْقِ***تَأَلَّقَ بَيْنَ مَرْكُوْمِ السَّحَابِ(2)
7. تَخَالُ بِوَخْدِهَا(3) فِي السَّهْلِ سِرْباً***مِنَ الكُدْرِيِّ فَرَّ مِنَ العُقَابِ(4)
9. تَسِيْحُ عَلَى الفَيَافِي القَفْرِ تَطْوِي***مَفَاوِزَ عَارِيَاتٍ مِنْ ذِئَابٍ (5)
8. فَإِنْ وَخَدَتْ بِجَرْعاءٍ وَتَلْعِ***تَلَوَّتْ يَنَهَا مِثْلُ الحَبَابِ(6)
10. تَراهَا إِنْ حَدَوْتَ لَهَا ظَلَيْماً***تَذَعّرَ بَينَ هَاتِيْكَ الشَّعَابِ (7)
ص: 132
11. تُعِيْرُ الرِّيْمَ لَفَتَتَهَا وتَضْوِي***بِأَعْضَادِ مِنَ النّيْرِ المُذَابِ (1)
12. فَإِنْ تَشْنُقُ لَهَا خَرَّمْتَ أَوْ إِنْ***لَمَا أَسْلَسْتَ تَهْوِي فِي العَذَابِ(2)
13. فَدَعْهَا والمَسِيرِ فَحَيْثُ تَهْوَى***طلابٌ دُونَهُ أَعْلَى الطَّلاب (3)
14. إلى ظل الإلهِ وسِر قُدس***تلالاً مِنْ ذُرى أَسْمَى حِجَابٍ(4)
15. إِلَى البَطَلِ الكَمِيّ وبَحرِ جُوْدِ***سَوَاحِلُهُ النَّدَى دُوْنَ العُبَابِ(5)
16. إلَى عَلَمِ الهُدَى ومَنَارِ قُدْسِ***يلوْحُ بِقُدْسِهِ فَصْلُ الخِطَابِ (6)
17. إلَى نُوْرِ العَلِيُّ ومَنْ لَدَيْهِ***عَلِيٌّ وَهُوَ فِي أُمِّ الكِتابِ (7)
ص: 133
18. صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ، بَلْ حَكِيمٌ***بِأَمْرِ اللّه فِي يَوْمِ الحِسَابِ (1)
19. قَسِيْمُ النَّارِ وَالجَنَّاتِ بَينَ ال***خَلائِقِ كُلِّهَا يَومَ المَآبِ (2)
20. وَمَنْ قَدْ قَالَ فِيْهِ اللّه (بَلِّغَ)***(لأَحْمَدَ*(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بَعدَ تَعْظِيْمِ العِتَابِ (3)
21. وإِلَّا لَمْ تَكُنْ بَلَّغْتَ عَني***وَلَمْ تَكُ سَامِعاً فِيْهِ جَوابي
22. فَقَامَ لَهُ بِهَا (بِغَدِيرِ خُمٍّ)***خَطيباً مُعلناً صَوتَ الخِطَابِ :
23. أَلا (مَنْ كُنتُ مَوْلاهُ) فَهَذَا***لَهُ مَولى يَنوبُ بِكُم مَنَابِي (4)
24. فَوَالُوْا مَنْ يُوَاليْهِ وَعَادُوا***مُعَادِيْهِ وَفُوْزُوْا بِالثَّوَابِ (5)
25. بَأَمْرِ اللّه قُوْمُوْا بَايِعُوهُ***عَلَى نَهْجِ الهِدَايَةِ والصَّوَابِ
ص: 134
26. فَبَايَعَهُ الجَمِيعُ وَمَا تَأَبي***شَرِيفٌ أَوْ دَنِي فِي الصَّحَابِ (1)
27. فمِنْهُمْ مُؤمِنٌ سِراً وجَهْراً***ومِنْهُم مَنْ يُنافِقُ فِي ارْتِيابِ
28. وَمِنْهُم مَنْ أبى، ويَقولُ أَضْحَى***نَبِيكُمُ بِامْرَتِهِ يُحَابِي (2)
29. فَلَمَّا كَذَّبُوا (المُخْتَارَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فِيهَا***هَوَى النَّجْمَانِ، يَا لَكَ مِنْ عُجَابِ ! (3)
30. فَبُرْهَانَانِ ذَانِكَ مِنْ إلاهي***(الحَيْدَرَةِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)، فَأَيُّهُمَا المُحَابِي؟
31. أَمَنْ فِي دَارِهِ أَمْسَى مُنِيراً***أَمِ الهَاوِي لِتَعْجِيلِ العَذَابِ ؟ (4)
32. وَمِنْ أُفُقِ السَّمَا قَدْ خَرَّ نَجْمُ***عَلَى الشَّيْطَانِ يَهْوي كالشَّهَابِ
ص: 135
33. لِذلِكَ أَنْزَلَ الرَّحْمنُ فِيهِ***لِسُوْرَةِ (سَائِلِ) سُوءَ العَذَابِ (1)
34. لَهُ الْآيَاتُ في الآيَاتِ تُتْلَى***بِمُحْكَمِهَا وَتَأْوِيلِ الصَّوَابِ (2)
35. كَيَوْمٍ أُكْمِلَ الإسلام فيهِ***ونِعْمَتُهُ أَنَّمُ بِلا ذَهَابِ (3)
36. مَعاجِزُ حَارَتِ الأَوْهَامُ فِيهَا***فَلا تُحْصَى بِعَدٌ أَوْ حِسَابٍ
37. وإِنَّ (المُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لِلْعِلْمِ دارٌ***و(حَيْدَرُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) سُوْرُهَا، بَلْ خَيْرُ بَابِ (4)
38. وكَلَّمَ (أَحْمَداً) جَمَلٌ وضَبٌ***وَخَاطَبَ (حَيْدَراً )(عَلَيهِ السَّلَامُ) طَلْسُ الكِتَابِ (5)
39. وتُعْبَانٌ وضِرْغَامٌ ومَوْتَى***رُمَاماً قَدْ بَلَوْا تَحْتَ التُّرَابِ
ص: 136
40. وشقَّ البَدْرُ لِلْهَادِي وَرُدَّتْ***ذُكَاءُ (لِلْوَصِيَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) المُسْتَطَابِ (1)
41. (رَسُولُ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في المِحْرَابِ بَاكِ***و(حَيْدَرُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) باسمٌ يَوْمَ الحِرَاب (2)
42. (عَلِيُّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) لَيْسَ يَدْري مَنْ (عَلِيُّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***سِوى الباري و(أحمدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) والكِتَابِ (3)
43. ضَمِيْرٌ بَارِزُ خَافٍ مُبينُ***لِدِقَتِهِ بَعيدٌ ذُو اقْتِرَابِ (4)
44. حُسَامُ اللّه خَافِضُ كُلِّ رَفْعِ***مِنَ الإِشْرَاكِ مِنْ بَعْدِ انْتِصَابِ (5)
45. أَلا يَا مِحنَةَ الأَلْبَابِ أَنَّى***بِحَدِّكِ ذُوْ ذَكَاءٍ عَنْهُ كَابي ؟ (6)
46. صِفاتُكَ مُعْجِزَاتٌ مُعْجِزَاتُ***ذَوي الأَلْبَابِ تَوقِعُ فِي ارْتِيَابِ
47. مَتَى رَامُوا حَقَائِقَهَا يَضِلُّوا***عَنِ التَّوْحِيدِ فِي تِيْهِ التّصَابِي (7)
ص: 137
48. وإِنْ جَهلوا فَهُمْ فِي أَيِّ تِيْهِ***عَنِ الإِسْلامِ بَلْ أَي انْقِلَابِ (1)
49. فَيَا لَكَ رَحْمَةً فِي الْخَلْقِ عُظْمَى***لَعَارِفِهَا، ويا لَكَ مِنْ عَذَابٍ (2)
50. وَصَاعِقَةٌ عَلَى الأَبْطَالِ تَهْوِي***مِنَ الآفَاقِ طَوْراً كالعُقَابِ
51. وطَوْراً تَحْصِبُ الفُرْسَانَ حَصْباً***مُبِيراً في الذَّهَابِ وفي الإياب
52. بَذَلْتَ (لأَحْمَد) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نَفْساً تَسَامَتْ***فَحُزْتَ بِبَذْهَا كُلَّ الثَّوَابِ (3)
53. جَزَاكَ اللّه عَنَّا كُلَّ خَيْرٍ***أَبَا الحَسَنَيْنِ مِنْ لَيْثِ مُهَابِ (4)
54. أَبَا الحَسَنَيْنِ يَا نِعْمَ المُنَادَى***إِذا دَهَمَ المُصَابُ عَلَى المُصَابِ
55. يَعِزُّ عَلَيْكَ لَوْ تَرْنُو (حُسَيْناً)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***طَرِيْحاً بَيْنَ هَاتِيكَ الشِّعَابِ (5)
56. ذَبِيْحاً مِنْ قَفَاهُ بِغَيْرِ جُرمٍ***رَمِيلاً فَوْقَهُ يَجْلُو (الضَّبَابِي) (6)
57. قَتِيلاً ظَامِئاً والماءُ أَضْحَى***مُبَاحاً لِلذَّئَابِ وَلِلْكِلابِ (7)
ص: 138
58. زميلاً بالدِّمَاءِ لُقي عَريّاً***عَلَى رَمْضَاءَ دُونَ الماءِ كَابِي (1)
59. وَلَوْشَاهَدْتَ فِي عَيْنَيْكَ لَمَّا***دَهَى نِسْوَانَهُ أَدْهَى مُصَابِ (2)
60. بَرَزْنَ مِنَ الخِيامِ مُهَتَكَاتٍ***نَوادِبَ بَعْدَ صَوْنِ واحْتِجَابِ
61. تَخَالُ نِسَاءَهُ لَا تَبَدَّتْ***شُمُوساً قَدْ بَدَوْنَ مِنَ الحِجَابِ (3)
62. وكُلُّ نادِبٌ واعُظْمَ كَرْبِي***وَوَا ذُلّاهُ وا طولَ اكْتِئابِي
63. ثَواكِلُ لا تَجِفُّ لهَا دُموع***مُحَسَّرَةً عَلَى حُسْرِ الرّكَابِ
64. فَذِي تَنْعَى عَلَيْهِ بِلاقِنَاعِ***وذِي تَبْكِي عَلَيْه بلا نقابِ
65. وَهَذِي نَادِبٌ: وَاطُولَ حُزْنِي***وَوَجْدِ [ي] بِاحْتِراقِ وانْتِحَابِ (4)
66. وَهَذِي نَادِبٌ: وَاعُظْمَ كَرْبِي***وَوَاثُكَلاهُ وَا طُوْلَ اغْتِرَابِي
67. سَبَايَا بَيْنَ شَرِّ القَوْمِ تَسْرِي***عَلَى قَتَبٍ مُسَلَّبَةَ الثَّيَابِ
ص: 139
68. بَنَاتُ (المُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَمْسَتْ حَيَارَى***سَهَارى بَعْدَ سَبْيِ واسْتِلابِ (1)
69. ورَأْسُ رَئيسها في الرُّمْحِ يَتْلو***أَمامَ الرَّكْبِ آياتِ الكِتَابِ (2)
70. فوا لهفاً لِذاكَ الشَّيْبِ أَضْحَى***يُعَوِّضُ بالدّماءِ عَنِ الخِضَابِ
71. أَلا أَيْنَ (الرَّسُولُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَرَى (يَزيداً)***سَلَيْلَ الشِّرْكِ يَقْرَعُ خَيْرَ نَابِ (3)
72. تَمَثَل نادِباً أَرْجَاسَ حَرْبٍ***طَرُوباً فِي مُجَاوَبَةِ الغُرَابِ (4)
73. أَلا يَا (لَيْتَ أَشْيَاخِي بِبَدْرٍ)***لِذِي الثَّارَاتِ قَدْ شَهِدُوا طِلابِي (5)
ص: 140
74.فَيَا رَبِّي مِنَ اللَّعْنَاتِ ضَاعِفُ***عَلَيْهِ مَا عَلَى أَهْلِ الدَّبَابِ (1)
75. ومَنْ آذَى (الرَّسُوْلَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَسَنَّ ظُلْماً***عَلَى القُرْبَى وَعَظَّمُ للعَذَابِ
76. وَأَوَّلَ ظَالم فابْدَأُ بِلَعْنٍ***وآخر تابع مِنْ كُلِّ بَابٍ
77. فَيَا مَنْ مَدْحُهُمْ فَرْضِي وَقَرْضِي***عَلَى الرَّحْمَانِ والأَحْزَانُ دَابِي
78. عَدَدْتُ وَلاءَكُمْ ذُخْرِي لِحَشْرِي***وحَسْبِي فِيهِ فِي يَوْمِ الحِسَابِ
79. فَأَيُّ الذَّنْبِ أَنشاء وأيُّ ال***ماثِم لا يكون لها اكتئَابِي (2)
80. وَمِنْكُمْ سَادَتِي وَبِكُمْ وَفِيكُمْ***ثَوَابِي وَاحْتِجَابِي وَانْتِسَابِي
81. إِلَيْكُمْ مِنْ (سُلَیمانِ) عَرُوساً***بِرَأْي الشَّيْبِ في سِنِّ الشَّبَابِ
82. فَيَا مَنْ حُبُّهُمْ فَخْري وذُخْرِي***وَلاؤهُمُ وَمَدْحُهُمُ اكْتِسَابِي
83. عَلَيْكُمْ سَلَّمَ البَارِي وصَلَّى***بِعَدَّ الرَّمْلِ مَعْ قَطْرِ السَّحَابِ
ص: 141
[ 4]
وقال واعظاً راثياً الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ):(1)
[ من الوافر والقافية من المتواتر ]
1. عَلَى أَيُّ المَصَائِبِ وَالخُطُوبِ***أَلومُ الدَهرَ ذَا الوَجْهِ القَطُوبِ(2) ؟
2. أَلِلْفِعْلِ الَّذِي لَا زَالَ يُزْرِي***بِرَبِّ الْمَجْدِ وَالحُرِّ النَّجِيْبِ(3)؟
3. أمِ الحُكْمِ الَّذِي قَدْ جَارَ فيْهِ***بِلا ذَنْبٍ عَلَى قَلبي الكَئِيبِ(4) ؟
4. وَهَلْ أَبْقَى الزَمَانُ عَلَى كَرِيمٍ***سُرُوراً أَمْ رَعَى حَقَّ الأَدِيْبِ؟(5)
5. أَلا بُعْداً لِصُنْعِكَ يَا زَمَانِي***كَمَا بَعُدَ السُرُورُ عَنِ الْأَرِيْبِ(6)
6. فَكَمْ فَوَّقْتَ نَحْوِي مِنْ سِهَامٍ***تُصِيبُ بِهِنَّ حَبَّاتِ القُلُوبِ (7)
ص: 142
7. وَأَوْدَعْتَ الحَشَا أَسْقَامَ حُزْنٍ***يَطِيشُ بِبَعْضِهَا فِكْرُ الطَّبِيبِ (1)
8. إِلَى كَمْ تَرْفَعُ الأَنْدَالَ قَدْراً***وَتَخْفِضُ قَدْرَ ذِي الْمَجْدِ الْحَسِيبِ ؟ (2)
9. فَكَمْ لِيَ فِي الزَّمَانِ قُنُونُ فَضْلِ***وَدِدْتُ لو انها مِثْلُ العُيوبِ
10. عَلَى الأَنْذَالِ وَالْأَمجَادِ حَطَّوْا***فَيَا للّه الْعَجَبِ الْعَجِيْبِ (3)
11. فمَا يُجْدِي الْعِتَابُ وَلَا التَّأَسِّي***وَلا نَظْمُ التَحَمُّسِ وَالنَّسِيبِ (4)
12. فَذِي قَسَمَ الإلَهُ هُنَّ سِرُّ***خَفِيٌّ دَقَّ عَنْ فَهْمِ اللَّبِيبِ (5)
13. وَذِي الأَقْدَارُ طَوْعُ اللّه تَجْرِي***عَلَى مَا شَاءَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
14. فَنَمْ وَاكْدَحْ وَلا تَبِرَحْ وَنَاصِبْ***فَلَسْتَ تَنَالَ إِلَّا بِالنَّصِيبِ (6)
15. وَهَوَّنْ مَا عَلَيْكَ فَعَنْ قَلِيلٍ***تَرَى الأَهْوَالَ فِي اليَوْمِ العَصِيبِ (7)
ص: 143
16. وَتَلقَى مَا عَمِلْتَ غَداً بِيَومٍ***(يُشِيبُ الطَّفْلَ مِنْ قَبْلِ المَشِيبِ)(1)
17. إذا أَمْسَيْتُ في قَبرِي وَحِيداً***فَمَا قَوْلِي وَيَنْسَانِي صَحِيْبِي؟ (2)
18. وَقَدْ نُشِرَ الكِتَابُ، فَآهِ مِمَا***حَوَاهُ مِنْ عَظِيماتِ الذُّنُوبِ (3)
19. وَقَدْ شَهِدَتْ جَوَارِحُنَا عَلَيْنَا***وَكَاتِبُنَا عَتِيدٌ مَعْ رَقِيبٍ (4)
20. فَمَا عُذْرٌ لِيَنْفَعَنَا فَمَنْ ذَا***يُنَجِّي الْمَرْءَ عَنْ هَذِي الْكُرُوبِ ؟ (5)
21. عُيُوبُ النَّاسِ أَنْظُرُهَا قِبَاحاً***وأَعْمَى وَيْحَ عَيْنِي عَنْ عُيُوبي (6)
22. وَأَسْتَخْفِي بِقُبْحِ الفِعْلِ عَنْهُمْ***وَرَبِّ عَالِمٌ مَا فِي القُلُوبِ
23. فَقَدْتُ الرُّشْدَ وَالتَّقْوَى جَمِيعاً***فَحُقَّ بِأَنْ يُعَزِّينِي حَبِيبي (7)
ص: 144
24. جَدِيرٌ أَنْ أَمَوْتَ لِذِكْرِ ذَنْبِي***وَأَمْزِجَ طُوْلَ نَوحِي بِالنَّحِيبِ
25. شَرَهْتُ إلى الخُطَامِ وَلا أُبَالِي***بِأَنَّ غَداً بِهِ تُكْوَى جُنُوْبي (1)
26. تُبَعدُ لِي الْأَمَانِيَ يَوْمَ حَشْرِي***وَنَشْرِي وَهُوَ آتِ عَنْ قَرِيبٍ
27. أَلا وَا خَيْبَتِي وَاطُوْلَ كَرْبِي***ويَا حُزْنِي مَعَ القَلْبِ الكَثِيبِ
28. فَلا مَلجَا وَلا مَنْجَى بِمُغْنٍ***وَلَا بِمُدَافِعِ أَلَمَ الْلْغُوْبِ (2)
29. سوى (آلِ النَبِيُّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)وَمَنْ بَكَاهُ***حَبِيبُ اللّه ذِي الشَيبِ الخَضِيبِ
30. فَوَا لهَفاً عَلَيْكُمْ آلَ (طَهَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***لِحُزْنِكُمُ عَلَى الخد التّريْب
31. تُقَلَّبُهُ المَوَاضِي وَهُوَ ثَاوِ***غَرِيبٌ، لهَفَ قَلْبِي لِلْغَرِيبِ
32. فَلا کَفٌّ تُقَلِّبُهُ بِرِفِقٍ***سِوَى وَطْءٍ مِنَ الجُرْدِ الجُنُوبِ (3)
33. تَعَرَّى بِالْعَرَا فَكَسَاهُ ثَوْباً***صَعِيْدُ التُّرْبِ مِنْ نَسْجِ الجُنُوبِ (4)
ص: 145
34. سَلِيْباً قَدْ كَسَا الأَحْشَاءَ وَقْداً***فَوَا حُزْنِي عَلَى الْكَاسِي السَّليْبِ (1)
35. عَلي المَجدِ الأَثيْلِ هَلُمَّ نَنْعَى***بِعَام الجذبِ لِلْوَفْدِ المَخِيبِ
36. عَلَى زُحَلِ العُلَى وَذُكَاءِ فَضْلٍ***عَرَاهَا الخَسْفُ مِنْ قَبْلِ الْغُرُوبِ (2)
37. أَلا يَا ظَامِناً يُنْبِيكَ دَمْعِي***لهيبَ جَوَانِحِي غَيْرَ المَشُوبِ (3)
38. فَلا تُطْفِي الدُّمُوعُ هَيْبَ قَلْبِي***وَلا جَفَّتْ دُمُوعِي مِنْ لهيْبِ (4)
39. وَحَاشَا يَا بْنَ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَيْفَ نَسْلُو(5)***وَفِيكَ يَحِقُ إتلافُ القُلُوْبِ؟
40.أَأَنْسَى جِسْمَكَ المَحْطُوْمَ يُكْسَى***ثَيَابَ التُّرْبِ مِنْ نَسْجِ الهَبُوْبِ؟
41. فَلَوْ أَنَّ السَّعَادَةَ سَاعَدَتْنِي***فَدَيْتُكَ عِنْدَ فَقْدِكَ لِلْمُجِيْبِ
42. أَيَا أَسَداً تَخَالُ الشُّوسُ مِنْهُ***عُبَابَ النَّقْعِ نَاراً فِي الحُرُوبِ (6)
43. هوَيْتَ فَلا المعالي في ذُرَاهَا***يُرَى نَجلُ الكِرامِ ابنُ النَّجِيبِ
ص: 146
44. وَلا وَفْدٌ وَلا رِفدٌ لِوَفْدٍ***وَلا كَهْفٌ مَنِيعٌ لِلْمُرِيبٍ (1)
45. أَمَرْفُوْعَ الكَرِيمِ عَلَى سِنَانٍ***ومَحَطُوْمَ الأَصَالِعِ بِالخَبِيبِ؟(2)
46. لو أنَّ (المُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَأَبَاكَ فِيهَا***وَأَنْتَ مُجَدَّلٌ فَوْقَ الْكَثِيبِ
47. وَ(فَاطِمَ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) لا فُتُدِيْتَ بِكُلِّ رُوحٍ***تَهُوْنُ عَلَيْكَ فِي عِزِّ وَطِيْبٍ (3)
48. وَرُوِّيْتَ الظَّمَا مِنْ كُلِّ عَيْنٍ***تَسِيلُ دُمُوعُهَا بِدَمٍ صَبِيْبِ
49. فَلَهْفَاً لِلْفَوَاطِمِ بَيْنَ حَسْرَى***وَعَبْرَى مِنْ مُفَارَقَةِ الحَبِيْبِ
50. أُسَارَى لا تَجِفُّ لهَا دُمُوعٌ***وَلَيْسَ مَا سِوَى شَقُّ الْجُيُوبِ (4)
51. وَكُلُّ نَادِبٌ أَفْدِيْكَ ذُخْرِي***بِأَحْشَائِي مِنَ السَّهْمِ المُصِيْبِ
52. فَلَوْ عَايَنْتَ أُخْتَكَ يَابْنَ أُمِّي***مُسَلَّبَةٌ عَلَى ظَهْرِ النَّجِيْبِ
53. وَشَاهَدتَ البَنَاتِ بَأَسْرِ ذُلِّ***تُقَاسِي فِي السُّرَى صَعْبَ الرُّكُوبِ
54. وَعَايَنْتَ الْيَتَامَى، يَوْمَ سَاقُوْا***كَوَاعِبَهَا بِأَطْرَافِ الكُعُوْبِ (5)
ص: 147
55. كَأَنَّا بَعْدَ فَقْدِكَ يَابْنَ أُمِّي***حَصَى رَمْلٍ تَفَرَّقَ مِنْ كَثِيبٍ
56. يَعِزُّ عَلَيْكَ تَسْمَعُنِي أُنَادِي***وَلَسْتَ تَكُونُ يَا أَمَلِي مُجيبي (1)
57. أُسَارَى طُلَعِ بَيْنَ الرَّزَايَا***حَيَارَى ضُيَّعِ بَيْنَ الشُّعُوبِ (2)
58. هَوَيْتَ وَقَدْ كَوَيْتَ حَشَا فُؤَادِي***بِنَارِ جَوَىً تَأَجَّجَ فِي القُلُوْبِ
59. أَخِي لا يَشْتَفِي قَلْبِي بِلَطْمِ***حَرُوْرٍ لا وَلا دَمْعِ سَكُوْبِ (3)
60. أخي بكابَتِي وَعَظِيْمِ وَجْدِي***تَعُودُ أَخِي عَلَى قَلْبِي الْكَئِيْبِ (4)
61. أَخِيْ يَا قُدْوَةَ الأُمَنَاءِ حَقّاً***وَأُسْوَةَ كُل أَوَّاهٍ مُنِيبٍ
62. أَخِي مَنْ بَعْدِكُمْ أَرْجُوْ لِثُكْلِي***يُسَاعِدُنِي عَلَى الحَقِّ التَّعِيب (5)
63. أَخِي مَنْ أَرْتَجِيْهِ لِكَشْفِ ضُرِّي***وَكَهْفِي فِي مُلِمَّاتِ الْخُطُوْبِ
64. فَلا جِسْمِي تَحَلَى فِي لِبَاسِ***وَلا قَلْبِي تَخَلَّي مِنْ وَجِيْبِ (6)
65. فهَيْهَاتَ الزَّمَانُ يَعُوْدُ فِيْكُمْ***وَيَأْتِي بَعْدَ بُعْدِكُمُ بِطِيبِ (7)
ص: 148
66. أَأَنْسَى ثَغْرَكَ البَسَّامَ جَهْراً***بنادي الْخَمْرِ يُنْكَتُ بِالْقَضِيْبِ ؟ (1)
67. أمِ الرَأسِ الذِي يَتْلُو المَثَانِي***عَلَى الْعَسَّالِ فِي زِيٌّ الخَطِيبِ؟ (2)
68. تَقَاسَمَنَا الحِمامَ، فَبَيْنَ ثَاوِ***قَتِيْلٍ أَوْ سَمِيْمٍ أَوْ صَلِيْبٍ (3)
69. أَلا تَعُسَتْ (أُمَيَّةُ) حَيْثُ كَانَتْ***لِجُرْأَتِهَا عَلَى اللّه الرَّقِيبِ (4)
70. لَقَدْ ذَخَرَتْ لِيَوْمِ الحَشْرِ خِزْياً***يُطِيلُ المَكْثَ فِي ذَاتِ اللَهِيبِ (5)
71. وَذِي الأَسْيَافُ ظَمْأَى سَوْفَ تُرْوَى***وَتَجْلُوْ فِي الضَّرَابِ صَدَى الْقُلُوْبِ (6)
72. مَتَى يَا بْنَ (النَّبِيِّ ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَكَمْ نُرَجِّي***طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ بَعْدِ المَغِيْبِ ؟ (7)
ص: 149
73.مَتَى يَا غَوْثَنَا وَالْغَيْثُ تَشْفِي***غَلِيْلَ الدِيْنِ مِنْ رَيْبٍ مُرِيبٍ ؟ (1)
74. مَتَى تَشْفِي (البَتُولَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بِمَنْ أَذَاهَا***وَتَجْلُو الهمَّ عَنْ قَلْبِ الْكَئِيْبِ؟ (2)
75. أَغثنَا سَيِّدِي فَلَقَدْ دَهَتْنَا***مُرَادَفَةُ الْكُرُوبِ عَلَى الْكُرُوبِ
76. أَلا يَا بْنَ (الْرَّسُولِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَيْكَ بِكْراً***يَحَارُ بِنَعْتِهَا فَهُمُ الْلَبِيْبِ (3)
77. رَجَوْتُ بِهَا وَتَعْلَمُ مَا رَجَائِي***فَكُنْ يَا بْنَ (النَّبِيِّ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِهِ مُجُيْبِيِّ
78. وَلَيْسَ عَلَى الْكَرِيمِ الحُرِّ شَرْطٌ***وَلَيْسَ يَجِفُ بَحْرٌ كَالقَلِيبِ (4)
79. وَخِلْتُكَ يَا بْنَ (فَاطِمَةٍ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) مُغِيْثاً***بِلا سؤلٍ وَقَدْ أَكْدَى نَصِيْبِي (5)
80. وَتَعْلَمُ كَمْ (سُلَيْمَانُ بِصِدْقٍ***لَهُ فِيْكُمْ مِنَ المَدْحَ الْغَرِيْبِ
81. وَكَمْ فِيْكُمْ لَهُ آمَالُ رَاجِ***لَدَى الدَّارَيْنِ مِنْ عِزِّ وطيب (6)
82. فَلا عُسْرَ وَلا عُذْرٌ وَلا لي***سِوَى رَبِّي وَأَنْتُمْ مِنْ مُثِيبٍ
83. إِلَيْكُمْ دَائِاً تَوْجِيهُ قَلْبِي***كَمَا عَنْ غَيْرِكُمْ أَبَداً نُكُوْبي
84. وَصَلَّى اللّه بَارِؤُكُمْ عَلَيْكُمْ***تَوَاصَلَ بِالطُّلُوعِ وَبِالْغُرُوبِ (7)
ص: 150
[5]
وقال في رثاء أبي عبد اللّه الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ): (1)
[من الخفيف والقافية من المتواتر ] (2)
1. لَمْ يَرُعْنِي افْتِقَادُ عَهْدِ الشَّبَابِ***إِذْ بَدَا الشَّيْبُ لا مِعاً كَالشَّهَابِ
2. لا وَلَمْ تُشْجِنِي رِيَاضٌ كَسَاهَا***مِنْ طِرَازِ الْأَزْهَارِ، نَسْجُ السَّحَابِ
3. لا وَلا شَاقَنِي الْغَرِيْرُ، وَلا اسْتَعْ***ذَبْتُ مِنْ سَاكِنِي الْعُذَيْبِ عَذَابِي (3)
4. مَا شَجَتْنِي ظَعَائِنُ الْحَيِّ إِذْ مَرْ***رَتْ وَلا ذِكْرُ (زَيْنَبٍ) وَ (رَبَابِ)
5. بَلْ شَجَانِيْ ذِكْرُ (ابْنِ بِنْتِ رَسُوْلِ ال***لّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صَادِي الْحَشَا سَلِيْبَ الثِّيَابِ
6. طَالَ وَجْدِي بِهِ وَهَاجَتْ شُجُوْنِيْ***وَتَلَظَّى قَلْبِي وَزَادَ الْتِهَابِي
7. لَسْتُ أَنْسَاهُ إِذْ أَتَى (الطَّفَ) يَدْعُو***خَيْرَ صَحْبٍ كَرِيْمَةَ الْأَنْسَابِ
8. مَا اسْمُ ذِي الْأَرْضِ؟ وَهُوَ فِيهَا خَبِيرٌ***فَلَدَيْهِ قَضَاءُ فَصْلِ الْخِطَابِ
9. قِیلَ : ذَي (كَرْبَلا)، فَقَالَ بِشَجْو:***يَا لَقَوْمِيْ، بِهَا أَرِيحُوْا رِكَابِيْ
ص: 151
10. إِنَّا هَذِهِ لَنَا أَرْضُ كَرْبٍ***وَبَلاء وَمِحنَةٍ وَاكْتِئَابِ
11. فَارْحَلُوا إِنَّنِيْ مُقِيمٌ عَلَى الْمَوْ***تِ رَجَاءَ لِنَيْلِ حُسْنِ الثَّوَابِ
12. فَأَجَابُوهُ: لا، وَمَنْ قَدْ حَبَاكُمْ***بِمَدِيْحِ أَتَى بِنَيِّ الْكِتَابِ
13. لا رَجَعْنَا وَأَنْتَ فَرْدٌ أَحَاطَتْ***بِكَ أَهْلُ الضَّلالِ وَالارْتِيَابِ
14. أَفَنَلْوِي خَوْفَ الْخَتُوْفِ عِنَانَا***كَيْفَ تَخْشَى الْأُسُوْدُ نَبْحَ الْكِلابِ؟
15. فَانتَنَوا لِلهِياج وَامْتَطَوا الخي***ل لَدَى الرَّوْعِ كَالأُسُودِ الْعِقَابِ
16. أَوْرَدُوا السُّمْرَ مِنْ صُدُورِ الأَعَادِي***وَأَبَاحُوا السُّيُوفَ هَبْرَ الرِّقَابِ (1)
17. وَأَبَادُوا لَوْلَا الْقَضَا عُصْبَةَ الشَ***شِرْكِ بِحَرْبٍ عَقِيْمَةِ الْأَعْقَابِ (2)
18. عَانَقُوا الْحُوْرَ بَعْدَمَا عَانَقُوْا البِي***ضَ عِنَاقَ الْكَوَاعِبِ الْأَتْرَابِ (3)
19. فَسَطَا ثَابِتَ الْجَنَانِ بِعَزْمِ***مِنْهُ جَيْشُ الْعِدَا غَدَا فِي اضْطِرَابِ
20. وَاسْتَدَارَتْ رُحَى المَنُوْنِ فَفَرُّوا***كَفَرَارِ الْبُغَاثِ خَوْفَ الْعُقَابِ (4)
21. مَا انْثَنَى مُهْرُهُ عَلَى الْجُيْشِ إِلَّا***ضَاقَ رَحْبُ الْفَضَاءِ بِالْأَحْزَابِ (5)
22. لَمْ يَزَلْ يَسْلُبُ النُّفُوْسَ وَيَكْسُو***سَيْفُهُ عَنْدَماً أَدِيمَ التُّرَابِ (6)
ص: 152
23. فَدَنَا مُحْكَمُ الْقَضَاءِ وَغَصَّتْ***لَهَوَاتُ (1) الرَّدَى بِذَاكَ الْجَنَابِ
24. حُرَّ قَلْبِيْ لَمَّا أَصَابَ فُؤَادَ الدْ***دِيْنِ سَهُمْ خَطَا طَرِيقَ الصَّوَابِ
25. فَهَوَى صَادِيَ الْحَشَا لَمْ يُبَرِّدْ***غُلَّةَ الْقَلْبِ مِنْهُ عَذْبُ الشَّرَابِ
26. وَلَهُ زُلْزِلَ الْوُجُودُ وَكَادَتْ***تُزْعِجُ الْخَلْقَ دَهْشَةُ الإِنْقِلابِ
27. يَا لَقَوْمِي (بَنِي نِزَارِ) وَأَشْرَا***فِ (بَنِي غَالِبٍ) لِيُوْثِ الْحِرَابِ
28. أَتُرَاهُمْ دَرَوْا بِأَنَّ (حُسَيْناً)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***مَيَّزَ الرَّاسَ مِنْهُ سَيْفُ (الضَّبَابِي)؟ (2)
29. وَ الْكَرِيمَاتُ مِنْ بَنَاتِ رَسُولِ ال***لَهِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حَسْرَى تُسْبَى عَلَى الأَقْتَابِ
30. حُرَّ قَلْبِي (لِزَيْنَبٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذْ تُنَادِي***وَهْيَ عَبْرَى بِنَاظِرِ ذِي انْسِكَابِ
31. يَابْنَ أُمِّي مَا كُنْتُ أَحْسَبُ غَابَ ال***أُسْدِ يَغْدُوْ مَغَارَةً لِلْكِلابِ (3)
32. يَابنَ أُمِّي وَهَلْ عَلِمْتَ بَأَنِّي***لَمْ أَجِدْ غَيْرَ سَالِبٍ لِي وَسَابِي ؟(4)
33. كَيْفَ تَرْضَى أَنَّا نُسَاقُ أُسَارَى***بَعْدَ صَوْنٍ عَنِ الْوَرَى وَاحْتِجَابِ؟
34 وَالْعَلِيْلُ (السَّجَادُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) أَجْهَدَهُ الْقَيْ***دُ يُقَاسِي فِي السَّيْرِ صَعْبَ الرِّكَابِ (5)
ص: 153
35.كُلَّمَا وَشَحُوهُ بِالسَّوْطِ نَادَا***كَ بِعَيْنِ عَبْرَى وَقَلْبٍ مُذَابِ
36. وَإِذا اسْتَعْطَفَ الأَعَادِي بِلِيْنِ ال***قَوْلِ سَاؤُوا عَلَيْهِ رَدَّ الْجَوَابِ
37. يَا لَهَا مِنْ مَصَاعِبٍ(1) ضَاعَ دِينُ ال***لّه فِيْهَا وَحَادِثَاتٍ صِعَابِ
38. أَبَنِي الْوَحْيِ وَالْرِسَالَةِ أَنْتُمْ***لِي أَسْنَى ذَخِيْرَةٍ فِي الْحِسَابِ
39. فَاشْفَعُوا لِيَ إِنْ جِئْتُ أَهْلُ ذَنْبِي***خَائِفا مِنْ جَزَائِهِ وَعِقَابِ
40. أَنا يَا سَادَنِ (سُلَيْمَانُ) مَدْحٍ***وَإِلَيْكُمْ بَيْنَ الأَنامِ انتسَابِي(2)
41.كَيْفَ أَخْشَى نَاراً وَجَدِّي قَسِمُ الن***ارِ بَيْنَ الْوَرَى بِيَوْمِ الْمَآبِ؟
42. وَصَلَاةٌ تَغْشَاكُمُ مَا تُحَيَّيْ***بَاسِمَاتُ الْأَزْهَارِ بَاكِي السَّحَابِ
ص: 154
[6]
وقال راثياً فاطمة الزهراء صلوات اللّه عليها: (1)
[من الكامل والقافية من المتدارك ]
1. بِنْتُمْ فَلا الأَجْفَانُ مِنْ عَبَرَاتِهَا***قَرَّتْ وَلَا الأَنْفَاسُ مِنْ زَفَرَاتِها
2. هَلْ تَطْلُبُونَ سِوَى السُّهَادِ وَمُهْجَةٍ***تَتَوَقَّدُ الأَحْشَاءُ مِنْ حَسَرَاتِهَا؟
3. هَذِي مَنَازِلُكُمْ سَلُوْهَا كَمْ جَرَى***دَمْعِي؟ وَكَيْفَ وَقَفْتُ فِي عَرَصَاتِها(2) ؟
4. وَسَلُوا الصَّبَا عَنْ صَبِّكُمْ أَفَهَلْ صَبَا***قَلْبِي لِغَيْرِكُمُ عَلَى هَضَبَاتِهَا ؟ (3)
5. مَا خِلْتُ قَبْلَ وِقُوْفِنَا بِدِيَارِهِم***أَنَّ الْقُلُوْبَ تُذَابُ فِي نَفَثَاتِهَا
6. لَوْ تَعْلَمُوْنَ أُهَيْلَ وِدِّيْ مَا النَّوَى***لَقَلَتْ نُفُوْسُكُمُ لَذَيْذَ حَيَاتِهَا (4)
7. أشتَاقُكُمْ وَالبَيْنُ لَيْسَ بِسَامِعِ***شَكْوَىً تَرقُّ لهَا قُلوبُ عِدَاتِها
8. مَنْ لي بِقَوْمٍ لا يُذَلُّ تَزِيْلُهَا***أَبداً، وَلَيْسَ يُرَاعُ في كُرُبَاتِهَا(5)
ص: 155
9. لا جُوْدَ إِلَّا يَوْمَ بَدْلِ نَوَالِهَا***أَوْ صَوْلَةً يوماً لِغَيْرِ كماتِهَا (1)
10. هَذِي مَنَازِلُها وَذِي وُرَّادُهَا***تَبْكِي مَعَالَهَا (2)وَفَقْدَ حُمَاتِهَا
11. يَا دَارَ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(الْوَصِي)(عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ(فَاطِمٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***حَاشَاكِ مِنْ ضَيْمٍ بِجَوْرِ بُغَاتِهَا
12. مَا كُنْتَ تَصْنَعُ يَا (رَسُولَ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَوْ***شَاهَدْتَ (فَاطِمَةٌ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بِظُلْمٍ طُغَاتِهَا
13. مُنِعَتْ مِنَ المِيْرَاتِ ظُلْماً بَعْدَمَا***عُصِبَتْ فَرِيْضَتُهَا وَدَعَ هِبَاتِهَا(3)
14. إذْ أَبْطَلُوا الدَعْوَى وَشُقَّ كِتَابُهَا***مِنْ بَعْدِ رَدُّ شُهُودِها وَثَبَاتِهَا
15. فَغَدَتْ بِغُصَّتِهَا وَفَقْدِكَ فِي أَسَى***تَتَزَلْزَلُ الْأَطْوَادُ مِنْ نَحَباتِهَا (4)
16. وَبِدَارِهَا نَارَ العَدَاوَةِ أَضْرَمُوا***حَطَبَاً عَلَى أَوْلادِهَا وَبَنَاتِهَا (5)
17. وَبِضَغْطِ بَابِ الْدَارِ رَضُوا ضِلْعَهَا***فَرَمَتْ جَنِيْنَا مِنْ خِيَارِ كُفَاتِهَا
18. وَبِضَرْبٍ أَسْوَاطِ تَوَرَّمَ جَنْبُهَا***وَرُسُوْمُهُ (6)بَقِيَتْ لِيَوْمِ مَمَاتِهَا
19. وَلِبَعْلِها مِنْ شَرِّ دَهْشَتِهَا رَنَتْ***فَرَأَتْهُ مُنْقَاداً لِشرٌ وِلاتِهَا (7)
ص: 156
20. لَطَمَتْ وَقَالَتْ يَا أَبِي أَفَهَلْ تَرَى؟***حَاشَاكَ بِنْتُكَ نُغْصَتْ بِحَيَاتِهَا(1)
21. أَبْكِي بِلَيْلِي مَعْ نَهَارِي مِن أَسَىً***فَالْعَيْنُ خُدَّ الخَدُّ مِنْ عَبَرَاتِهَا (2)
22. وَأَمرُّ مِنْ هَذَا مُنِعْتُ مِنَ البُكَا***حُزْناً عَلَيْكَ أَيَا خِيَارَ هُدَاتِهَا
23. قَالُوا: تَأَذَّيْنَا بِطُولِ بُكَائِهَا***فَلْتَبْكِ وَقْتا خُصَّ مِنْ أَوْقَاتِهَا
24. فَغَدُوتُ مُذْ أَشْتَاقُ نَدْبَكَ يَا أَبِي***في ذِي الْبِلادِ خَرَجْتُ فِي فَلَوَاتِهَا (3)
25. نَحْوَ (الْبَقِيعِ) فَأَقْضِيَنَّ بِهِ (4)العَزا بِبُكَى عَلَيْكَ يَبُلُّ مِنْ حُرُقَاتِهَا
26. وَأَعَوْدُ لِلْقَبْرِ الشَّرِيْفِ بِمُهْجَةٍ***عَبْرَى(5) وَعَيْنِ وَكُفُهَا لِكُفَاتِهَا
27. وَتَقُولُ: يَا أَبَنَاهُ مَنْ أَوْصَيْتَ بِيْ ؟***خُذْنِيْ فَمِثْلِي كَرْبُهَا بِحَيَاتِهَا
28. وَتَنُوْحُ حَاضِنَةٌ لِقَبْرِ حَبِيْبِهَا***وَدُمُوعُهَا تَجْرِي عَلَى وَجَنَاتِهَا
29. مَهْمُوْمَةٌ مَعْمُوْمَةٌ مَنْقُوْمَةً***مَوْجُوْعَةً مَفْجَوْعَةً بِحُمَاتِهَا (6)
ص: 157
30. مَغْصُوبَةً مَغْضُوْبَةٌ مَعْصُوبَةٌ***مَصْرُوْعَةٌ وَمَلُوْعَةٌ لِوِلاتِها (1)
31. وَتَتَابَعُ الحَسَرَاتِ فِي عَبَرَاتِهَا***وَتَتَابُعُ الْعَبَرَاتِ فِي غَشَوَاتِهَا
32. لَمَّا دَنَتْ مِنْهَا الْوَفَاةُ دَعَتْ لَهَا***(أَسْمَا)(2) (عَلَيَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) الطُّهُرَ خَيْرَ كُفَاتِهَا
33. فَأَتَى بِقَلْبٍ خَاشِعٍ وَبِعَبْرَةِ***تَتَوَقَّدُ الأَجْفَانُ مِنْ حُرُقَاتِهَا
34. وَانْكَبَّ مِنْ وَجْدٍ عَلَيْهَا فَاغْتَدَتْ***عَبَرَاتُهُ يُمْزَجْنَ فِي عَبَرَاتِهَا (3)
35. فَدَعَتْهُ: يَابْنَ الْعَمَّ تَعْهَدُ أَنَّنِي***خَالَفْتُ أَمْرَكَ فِي زَمَانِ حَيَاتِهَا؟ (4)
36. هَلْ كُنْتُ خَائِنَةٌ وَكُنْتُ كَذُوبَةً؟***فَأَجَابَهَا: حَاشَا بِكُلِّ جِهَاتِهَا
37. جَدَّدْتِ فِيْنَا حُزْنَ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)، يَالَهَا***مِنْ حَسْرَةٍ زَادَتْ عَلَى حَسَرَاتِهَا
38. قَالَتْ لَهُ أُوْصِيْكَ بِنْت (أُمَامَةٍ)(5)***خُذْهَا لِرِقَّةِ قَلْبِهَا وَزَكَاتِهَا
ص: 158
39. وَاجْعَلْ لِوِلْدِيْ يَا (عَلِيٌّ) لَيْلَةً***وَلَهَا كَذَلِكَ قَاسِاً لَيْلاتِهَا (1)
40. أ ( عَلِيُّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) لا تُشْهِدْ حِمْلِ جَنَازَتِي***مَنْ كَانَ يَظْلِمُنِي وَلا لِصَلاتِهَا
41. وَقَضَتْ فَغَمَّضَهَا (عَلَيُّ )(عَلَيهِ السَّلَامُ)المُرْتَضَى***وَتَصَارَخَ الْحَسَنَانِ عِنْدَ وَفَاتِهَا
42. وَتَبَاكَيَا وَتَنَادَبَا لِمصَابِهَا***وَعَلَتْ لَهَا أَصْوَاتُ نَوْحٍ بَنَاتِهَا
43. وَنَعَتْ لِفَجْعَتِهَا الْوُحُوشُ وَنَاحَت ال***أَطْيَارُ مِنْ حُزْنٍ لَدَى وَكَنَاتِهَا (2)
44. يَا بَضْعَةَ الْهَادِي الْنَّبِيِّ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***يَا بِنْتَ خَيْرِ هُدَاتِهَا وَسُرَاتِهَا (3)
45. ظَلَمُوْكِ سَيِّدَةَ النِّسَاءِ(4)، فَوَيْلُهَا***مِنْ أَعْبُدِ جَارَتْ عَلَى سَادَاتِهَا
46. لَمْ يَكْفِهِمْ ثُكْلٌ وَعُظْمُ مُصِيبَةٍ***مِنْهَا وَمَا عَطَفَوْا عَلَى مِحْنَاتِهَا (5)
47. إذْ جُرْعَتْ كَأْسُ الحِمامِ بِسُقْمِهَا***وَتَتَابَعُوْهَا بِالأَذَى لِرُفَاتِهَا
48. (فَأَتَيْ أَبُوْ حَسَنٍ وَسَلَّ حُسَامَهُ)***وَغَدَا يُهَدِّدُهَا بِقَتْلِ كُمَماتِهَا (6)
ص: 159
49. فَتَرَاجَعُوْا كُرْهاً، فَلَيْتَكَ قَبْلَ ذَا***كُنْتَ المُهَدِّدَ يَوْمَ غَصْبٍ هِبَاتِهَا (1)
50. لَكِنْ لِيَقْضِي اللّه أَمْراً كَائِناً***وَتُقَدَّرُ الأَشْيَاء فِي أَوْقَاتِها (2)
51. لَهفِي عَلَى تِلْكَ النُّفُوسِ تَجَرَّعَتْ***أَنْوَاعَ كَأْسِ الخَتْفِ مِنْ عُصُبَاتِهَا (3)
52. مِنْكُم سَمِيْمٌ أَوْ طَرِيْدٌ هَالِكٌ***مَا بَيْنَ مَصْرُوعٍ بِحَدٍّ ظُبَاتِهَا (4)
53. أَوْ بَيْنَ مَصْرُوعٍ عَلَى محِرَابِهِ***أَوْ بَيْنَ مَفْجُوعِ بِطُولِ شَتَاتِها
54. واللّه يَا (أَهَلَ الْكِسَاءِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَخِيْرَةَ الْ***بَارِي وَخَيْرَ هُدَاتِهَا وَوِلاتِهَا (5)
ص: 160
55. مَهُمَا حَزَنَا عِنْدَ ذِكْرِ مُصَابِكُم***فَهُوَ الْقَلِيْلُ، عَلَى خِيَارِ هُدَاتِهَا (1)
56. يَا أَهَلَ بَيْتِ يَقْبَلُوْنَ هَدِيَّةَ اللَ***جَانِيْنَ، صَفَّاحِيْنَ عَنْ هَفَوَاتِهَا (2)
57. أَمَّارَتِي بِالسُّوْءِ مِنْ حُبِّيِكُمُ***واللّه مَا اتَّكَلَتْ عَلَى حَسَنَاتِهَا
58. وأَنَا ابْنُ دَاودٍ) (سُلَيْمَانُ) بِكُمْ***أَرْجُو خَلاصَ النَّفْسِ مِنْ عَثَرَاتِهَا (3)
59. أَزْكَى سَلَامِ الْكَائِنَاتِ عَلَيْكُمُ***يَا خِيْرَةَ البَارِيِّ وَخَيْرُ صَلَاتِها
ص: 161
[7]
وقال في رثاء رسول اللّه وآله عليه وعليهم الصلوات والسلام: (1)
[ من الكامل والقافية من المتدارك ]
1. عَظُمَ الْمُصَابُ فَكَيْفَ عَيْنِيَ تَرْقُدُ***أَمْ كَيْفَ نَارُ الْحُزْنِ لا تَتَوَقَّدُ؟
2. وا لهَفَتَاهُ لِعُظْمِ رُزْءٍ هَدَّنِي وَبَلَى***فُؤَادِيَ فَهُوَ رُزُءٌ أَنْكَدُ (2)
3. لِمُصَابِ خَيْرِ الخَلْقِ فِي خُلُقٍ***وفي خَلْقٍ وَذَاكَ هُوَ النَّبِيُّ (مُحَمَّدُ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)(3)
4. (يَا أَحْمَد)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْهَادِيَ الَّذِي لِمُصَابِهِ***ثُمَّ الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ تَأَوَّدُ (4)
5. أَفْدِيْ نَبِيّاً حَوْلَهُ سِبْطَاهُ وَاب***نَتْهُ (الْبَتُوْلُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) وَ(حَيْدَرُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) وَالْعُوَّدُ (5)
ص: 162
6. أَفْدِيْهِ فِي حِجْرِ الْوَصِيَّ وَرَأْسُهُ***مِنْ فَوْقِ رُكْبَتِهِ الْيَمِيْنِ مُوَسَّدُ (1)
7. أَفْدِ [ي ] مَرِيضاً لَيْسَ كَانَ كَمِثْلِهِ***أَحَدٌ وَلا فِيمَا سَيَأْتِي يُوْجَدُ (2)
8. أَفْدِيْ (عَلِيّاً) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ(الْبَتُولَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) وَوِلْدَها***يَبْكُونَ وَالطُّهْرُ (الْبَتُولُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) تُعَدِّدُ (3)
9. تواقعَ (الحَسَنَانِ) (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) فَوقَ الْمُصطَفى(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَ(الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) لَهُما برفق يُبْعِدُ (4)
10. أَفْدِيْهِ لَمَّا قَالَ يَا خَيْرَ الْوَرَى***بَعْدِي وَيَا صِهْرِي الْوَلِيُّ الأَوْكَرد (5)
11. دَعْنِي أَشُمُهُمَا فَلا تُبْعِدُهُمَا***عَنِّي فَإِنِّي الْيَوْمَ عَنْكُمْ أَفْقَدُ (6)
12. لِيُوَدِّعَانِي يَا (عَلِيُّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَإِنَّنِي***لَمُوَدِّعُ لَهُمَا أَسَى وَمُزَوِّدُ
13. فَتَصَارَخَا وَتَنَادَبَا لِقَالِهِ***كُلٌّ يَنُوْحُ بِحَسْرَةٍ وَيُرَدِّدُ
14. فَتَلَهَّفَ الْهَادِي النَّبِيُّ وَقَالَ لا***تَبْكُوا فَرُزُقُكُمُ أَجَلُ وَأَنْكَدُ (7)
15. فَلأَنْتَ يَا (حَسَنُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) تَمُوْتُ بِغُصَّةٍ***وَتَمُوْتُ مَسْمُوْماً غَداً وَتُشَرَّدُ (8)
ص: 163
16. لهفِيْ عَلَيْكَ تَجُودُ في سَمٍّ غَدَا***فِي قَلْبِكَ الْمُضْنَى الْحَزِيْنِ وَتُجْهَدُ (1)
17. لهفِيْ عَلَيكَ قُتِلْتَ ظُلْماً لَمْ يَكُنْ***أَحَدٌ لَدَيْكَ سِوَى أُخَيِّكَ يُوْجَدُ (2)
18. وَلَأَنْتَ تَلْقَى يَا (حُسَيْنُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***مُصِيبَةٌ عُظْمَى تُفَتُ مَا الْحَشَى والأَكْبُدُ (3)
19. لهفي عَلَيْكَ وَأَنْتَ عَارِ فِي الْعَرَا***فِي كَرْبَلا حَرَّ الصُّحُورِ تُوَسَّدُ (4)
20. لهفي عَلَيْكَ وَأَنْتَ فَرْدٌ واقفٌ***بَيْنَ الْأُلُوْفِ وَلَيْسَ فِيْهِمْ مُسْعِدُ (5)
21. ظَامِ ذَبِيحٌ يَا (حُسَيْنُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنَ القَفَا***وَالصَّدْرُ مَرْضُوضٌ وَأَنْتَ مُجَرَّدُ
22. وَبِهَا بَنَاتُ الوَحْيِ مِنْ فَوْقِ النَّضَا***نَحْوَ (الشَّامِ) بِهَا (أُمَيَّةَ) تَقْصُدُ (6)
23. وَلأَنْتِ يَا خَيْرَ النِّسَاءِ وَبَضْعَتِي***بَعْدِي سَتَظْلِمُكِ الطُّغَاةُ الجُحَّدُ (7)
24. واحسرتاهُ عليكِ يَا ثَمَرَ الحَشَا***إذْ تُظْلَمِيْنَ غَداً وَمَا لَكِ مُنْجِدُ (8)
ص: 164
25. وَسَتَلْحَقِيْنَ أَبَاكِ أَوَّلَ قَادِمِ***لَكِنْ مُصَابُكَ يَا عَلِيُّ أَشْهَدُ (1)
*****
26. وَ (لِفَاطِمِ)(عَلَيها السَّلَامُ) بِالسَّوْطِ يُوْجَعُ مَتْنُهَا***وَتُذَادُ عَنْ إِرْثِي وَعَنِّي تُبْعَدُ
27. وَاحَسْرَتاهُ عَلَيْكِ مِنْ مَظْلُومَةٍ***حَسْرَى وَمِنْ مَنْصُوبَةٍ لا تُنْجَدُ
28. وَلأَنتَ تُضْرَبُ فَوْقَ رَأْسِكَ سَاجِداً***وَالشَّيْبُ مِنْ دَمِكَ الشَّرِيفِ يُوَرَّدُ (2)
29. فَتَصَارَحُوا فِي حُرْقَةٍ وَكَابَةٍ***كُلِّ عَلَى كُلِّ يَنُوحُ وَيُنْشِدُ
30. قَالَ: اصْبِرُوا يَا آلَ بَيْتِيَ وَابْشِرُوا***إِنْ تَصْبِرُوا يَا أَهْلَ بَيْتِيَ تُسْعَدُوا (3)
31. وَعَلَيْكُمُ مِنِّي سَلامُ مُوَدِّعِ***لا غَائِبِ فَهُوَ الْفِرَاقُ السَّرْمَدُ (4)
32. لَمَّا دَنَا مِنْهُ الْحِمَامُ وَحِيْنُهُ***نَادَيْ (عَليَّاً)(عَلَيهِ السَّلَامُ) ثُمَّ وَلَيَّ الْعُوَّدُ (5)
33. قَالَ: ادْنُ مِنْيَ يَا (عَلِيُّ )(عَلَيهِ السَّلَامُ)فَمُذْ دَنَا***نَاجَاهُ سِراً وَالْعُهُوْدُ تُؤَكَّدُ (6)
34. فَاحْمَرَّ وَجْهُ (الْمُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَتَحَادَرَتْ***مِنْهُ دُمُوعَ للخُدُودِ تُخَدِّدُ (7)
ص: 165
35. فَتَصَا يَحُوا وَتَنَا وَحُوا لِمصَابِهِ***وَالرُّوحُ فِي صَدْرِ (النَّبِيُّ ) تَرَدَّدُ (1)
36. فَنَضَا الغِطَا وَقَضَى تَقِيّاً طَاهِراً***فَعَلَيْهِ مِنْ رَبِّي الصَّلاةُ تُؤَبَّدُ (2)
37. وَغَدَا لَهُ (جِبْرِيلُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) يَهْتِفُ نَاعِياً***مَاتَ (النَّبِيُّ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الطَّاهِرُ الْمُتَهَجِّدُ (3)
38. وَاغْبَرَّتِ الْآفَاقُ ثُمَّ تَكَوَّرَتْ***شَمْسُ النَّهَارِ وَلِلْجِبَالِ تَأَؤُدُ (4)
39. لَمْ أَنسَ (فَاطِمَةً)(عَلَيهَا السَّلَامُ) تَنُوْحُ بِحُرْقَةٍ***وَبِفَرْطِ لاعِجِهَا عَلَيْهِ تُعَدِّدُ (5)
40. وَتَقَوْلُ: يَا أَبَنَا بِيَوْمِكَ لَيْتَنِي***عَمْيَا وَ قَبْلَ حُلُوْلِهِ لا أُوجَدُ
41. يَا وَالِدِي مَنْ لِلْيَتَامَى وَالَّذِي***لِسِوَى نَوَالِكَ لا تُمَدُّ لَهُ يَدُ؟
42. يَا وَالِدِي مَنْ لِلأَرَامِلِ وَالَّذِي***يَأْتِي بِجَدْبِ زَمَانِهِ يَسْتَرْفِدُ ؟
43. يَا وَالِدِي مَنْ لِلشَّرِيعَةِ كَافِلٌ***هَيْهَاتَ بَعْدَكَ يَا أَبِي مَنْ يُوْجَدُ؟
44. يَا وَالِدِي هَذِي الْمَنَابِرُ هُدِّمَتْ***هَيْهَاتَ بَعْدَكَ يَا أَبِي تَتَشَيَّدُ (6)
يَا وَالِدِي الْقُرْآنُ مَنْ يَتْلُوْ بِهِ***وَدُجَى الْلَيَالِي مَنْ بِهَا يَتَهَجَّدُ؟
ص: 166
46. يَا وَالِدِي حَاشَاكَ تَجْفُوْ بِتُكَ ال***شَكْلَى وَتَهْجُرُهَا وَأَنْتَ الْمُنْجِدُ (1)
47. يَا وَالِدِي سِبْطَاكَ بَعْدَكَ مِنْ جَوَى***يَتَبَاكَيَانِ بِعَبْرَةٍ تَتَرَدَّدُ (2)
48. يَا طَالَما يُؤْذِيكَ قَبْلُ بُكَاهُمَا***إِذْ أَنْتَ نِعْمَ الْمُشْفِقُ(3) الْمُتَوَدِّدُ
49. يَا وَالِدِي أَيْنَ الْمَفَرُّ مِنَ الأَذَى***بِهِمَا إِلَى مَنْ بَعْدَ فَقْدِكَ نَقْصِدُ؟ (4)
50. يَا طَالَا لِلْبَيْتِ أَنْتَ قَصَدْتَنِي***وَرَفَعْتَ عَنِّي كُلَّ مَا هُوَ يَضْهَدُ (5)
51. قَدْ كَانَ طَرْقٍ نَحْوَ بَابِ الدَّارِ يَنْ***ظُرُ دَائِا لِقُدُوْمِ شَخْصِكَ يَرْصُدُ
52. وَالآنَ لَمْ تَفْتَحْ عَلَيَّ وَلا أَرَى***فِيهِ خَيَالَكَ يَا أَبِي يَتَعَهَّدُ (6)
53. يَا (أَحْمَدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْمُخْتَارُ يَا خَيْرَ الْوَرَى***يَا أَيُّهَا الْمَوْلَى الْكَرِيمُ الأَمْجَدُ (7)
54. يَا خَاتِمَ الرُّسُلِ الكِرَامِ وَعِلَّةَ ال***أَشْيَاءِ يَا مَوْلَى الْوَرَى وَالأَسْعَدُ (8)
55. أَشَفِيْعُ أُمَّتِهِ إِلَيْكَ قَصِيدَةً***مِنْ شَاعِرٍ لَكِن بِوَصْفِكَ أَبْلَدُ (9)
ص: 167
56. مَا لِي سِوَاكَ بِيَوْمِ حَشْرِيْ شَافِعٌ***يَا أَيُّهَا الْمَوْلَى الشَّفِيعُ الأَمْجَدُ (1)
57. فَاقْبَلْ هَدِيَّةَ مُذْنِبٍ يَا سِيِّدِي***فَفُؤَادُهُ في حَبْلِ وِدَّكَ يُعْقَدُ (2)
58. يَرْجُوْ (سُلَيْمَانُ) بِيَوْمِ مَعَادِهِ***يَا خَيْرَ خَلْقِ اللّه خَيْراً يُرْفَدُ (3)
59. صَلَّى عَلَيْكَ اللّه يَا خَيْرَ الْوَرَى***مَا دَامَ طَيْرٌ فِي الْغُصُوْنِ يُغَرِّدُ
ص: 168
[8]
وقال يمدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، بقصيدة خالية من الألف، نهج خطبته (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (1)
[ من الكامل والقافية من المتدارك ]
1. مَرَّتْ تَميْسُ كَمَيْسٍ غُصْنٍ مُثْمِرِ***وَعَلَيْهِ يَزْهِوْ وَجْهُ بَدْرٍ مُبْدِرِ (2)
2. طَعَنَتْ وقَدْ طَعَنَتْ برمحٍ مُهْجَتي***فَظَلَلْتُ بَيْنَ مُمْرضِ وَمُحَسَّرِ (3)
3. وَسَمَتْ وَقَدْ وَسَمَتْ بِسَهُم لُبَتِي***فَغَدَوْتُ بَيْنَ مُحَمَّرٍ ومُحَيَّر (4)
4. نَفَرَتْ وَقَدْ ظَفَرَتْ بِقَلْبِ مُتَيَّمٍ***صَبٍّ يُرَدَّدُ حَسْرَةً بِتَزَفُرِ (5)
5. سَكَرَتْ وَقَدْ شَكَرَتْ عَظِيمَ تَوَجُدِي***هَجَرَتْ، وَقَدْ جَهَرَتْ بِطُولِ تَكَدُّري (6)
ص: 169
6. تَفْتَرُّ عَنْ شَنَبٍ يَرُوقُ بِرِيْقِهِ***وَبَرِيْقُهُ دُرِّ بِجُوْنَةِ عَنْبَرِ (1)
7. مَنْ يَشْتَرِي قَلْبِي وَقَدْ سَعَرْتُهُ***في رَشْفَةٍ مِنْ رِيقِهِ مَنْ يَشْتَرِيْ؟
8. جَلَّتْ وَقَدْ حَلَّتْ بِلُبَّةِ مُهْجَتِي***فَوَدَدْتُ قَلْبِي لَوْ يَصِيرُ بِمَنْظَرِي(2)
9. لَوْ تَعْلَميْنَ قَلِيْلَ هَجْرِكِ كَيْفَ قَدْ***هَيَّجْتِ فِيْهِ لَوْعَتِي لَمْ تَهْجُرِي (3)
10. كَمْ تَخْلفَيْنَ وَتَخْلِفِيْنَ وَعَوْدَ مَنْ***يَتَّمْتِهِ ؟ وَلَقَدْ حَنَتْتِ فَكَفِّرِي (4)
11. فَوَحَقَّكُمْ لَوْ تَعْلَمُوْنَ مَوَدَّتِي***لَكُمُ عَرَفْتُمْ هَجْرَكُمْ لَمْ يُغْفَرِ
12. كَمْ تَغْدِرُونَ وَتُعْذَرُونَ وَعِنْدَكُمْ***مَنْ لَمْ يَصِلْ مِنْ بَعْدِ هَجْرٍ يَكْفُرِ
13. فَعَظِيمُ وَجْدِي لم يُخَفِّفْ مَدْمَعِي***وبِمَدْمَعِي لَمْ يُطفَ حَرُّ تَزَفُّري
ص: 170
14. جُرْتُمْ عَلَيَّ فَيَوْمَ حُقِّقَ بَيْنَكُمْ***لَوْ تَعْلَمُوْنِي كَيْفَ عَزَّ تَصَبُّرِي (1)
15. لجَرَتْ عُيُونُ عُيُونِكُمْ مِنْ لَوْعَتِي***بِدَمٍ لِطُوْلِ تَحَيَّرِي وَتَكَدُّرِي
16. وَعَظيمُ وَجْدِي يَسْتَقِلُ وَحَقِّكُمْ***مَنْ لَمْ يَمُتْ فِي حُبِّكُمْ لَمْ يُعْذَرِ
17. وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ كَيْفَ يَفْعَلُ وَجُدُكُمْ***بِمُحِبِّكُمْ، هَلْ بَعْدَهُ مِنْ مخْبِر؟
18. هَلْ كَيْفَ يُنْكَرُ عُظْمُ وَجْدِي فِيْكُمُ***وَنُحُولُ جِسْمِي فِيْكُمُ لَمْ يُنْكَرِ ؟
19. هُوَ بَيِّنُ لِمَ تَنْكِرُوْهُ كَفَضْلِ مَنْ***فِي فَضْلِهِ مَنْ لَمْ يُصَدِّقُ يَكْفُرِ؟
20. هُوَ عِزُّ دِينِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بَلْ نَفْسُهُ***وَبِنَفْسِهِ لِ(مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَمْ يَشْتَرِي (2)
21. هُوَ سَيْفُ دَوْلَتِهِ وَمُعْجِرُهُ وَمَنْ***فِي يَوْمِ (خَيْبَرَ) غَيْرُهُ لَمْ يُنْصَرِ (3)
ص: 171
22. وبِيَوْمِ (بَدْرٍ) لَيْسَ يُنْكَرُ فِعْلُهُ***وَبِيَوْمِ (صِفِّيْنِ) وَوَقْعَةِ (خَيْبَرِ) (1)
23. مَنْ قَدَّ (مَرْحَبَ) يَوْمَ (خَيْبَرَ) سَيْفُهُ***نِصْفَيْنِ بَعْدَ تَجَبّرٍ وَتَكبِّرِ (2)
24. سَلْ عَنْهُ (شَيْبَةَ) كَيْفَ صَيَّرَ شِلْوَهُ***لِلْوَحْشِ بَعْدَ تَضَمُّحَ وَتَعَطَّرِ (3)
ص: 172
25. مَنْ (مَرْحَبٌ) ؟ مَنْ (شَيْبَةٌ)؟ مَنْ (طَلْحَةُ)؟***مَنْ نَجْلُ (وِدٌ) بَلْ وَصَوْلَةٌ (عَنْتَرِ)؟ (1)
26. هَلْ يُمْتَرَى مِنْهُ فَضيلَةَ مَوْقِفٍ***بِحُروبِهِ؟ بَلْ هَلْ عَدُوٌّ يَمْتَرِي ؟ (2)
ص: 173
27. وَبِمُحكَمٍ نزَلَتْ قَسَلْ مَنْ تَرتضي***هَلْ فِي (حُنَيْنِ) مَنْ يَدُبُّ (کحيدر)؟ (1)
28. مَنْ مِثْلُهُ فِيْهِ؟ وَكَمْ مِنْ هَوْلِهِ***فِي وَحْيِ رَبِّكَ مِنْ كَمِيٍّ (2) مُدْبِرِ؟
29. كَمْ مِنْ كَمِيٌّ فَرَّ مِنْهُ حَيْثُ لَمْ***يُعْصَمْ بِدِرْعِ ؟ بَلْ وَكَمْ مِنْ عَسْكَرِ؟
30. لَيْثُ بِيَوْمِ كَريَهةٍ لَمْ يَثْنِهِ***عَضْبٌ وَلَمْ يَحْفَلْ بِطَعْنَةِ سَمْهَرِي
31. كَمْ وَثْبَةٍ مِنْهُ لِنَصْرِ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) تُنْسِيْكَ(3) وَثْبَةَ كُلٌّ لَيْثٍ قَسْوَرٍ (4)
32. وَلَكُمْ بِيَوْمِ كَرِيهَةٍ مِنْ جَحْفَلٍ***لَمْ يَكْتَرِثْ فِيهِ وَحَدِّ مُذَكَّرِ(5)
33. دَعْ عَنْكَ نُصْرَتَهُ لِدِينِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***فَحُرُوبُهُ مَشْهُورَةٌ لَمْ تُنْكَرِ
34. وَعَلَيْكَ فِي تَخْصِيْصِهِ لِحُصُوْصِهِ***بِعُلُوْمٍ شَرْعِ لَمْ تُنَلْ بِتَفَكَّر
ص: 174
35. مَنْ مِثْلُهُ؟ فِيْهِ عُلُوْمُ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***جُمِعَتْ، وَهَلْ بَحْرُ يَمورُ كَحَيْدَرِ ؟ (1)
36. هُوَ زَوْجُ بَضْعَتِهِ وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ***وَخَليفَةٌ في شَرْعِهِ لَمْ يَعْثر (2)
37. لَوْ قُلْتَ نَفْسُ (مُحَمَّدِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِعِلُوْمِهِ***وَبَزُهْدِهِ وَبِمَجْدِهِ لَمْ تَفْتَرِ (3)
38. يَكْفِيكَ قَوْلُ (مُحَمَّد)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وحديثهُ***يَرْوِيهِ كُلُّ مُحَدِّثٍ وَمُقَرِّرِ
39. هُوَ لِلْعِلُوْمِ مَدينَةٌ، هَلْ مَدْخَلٌ***مِنْ غَيْرِ (حَيْدَرَ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) لِلْمَدِينَةِ فَكِّرِ؟(4)
40. وَلَكُمْ حَدِيْثٍ صَحَّ فِي تَخْصِيصِهِ***بِخُصُوصِهِ لِخُلُوْصِهِ؟ فَتَبَصَّرِ (5)
41. في كُلِّ عِلْمٍ ذِكْرُهُ مُتَفَرِّدُ***بِعُلومِهِ، وَلِغَيْرِهِ لَمْ يَذْكُرِ
42. مَنْ لَمْ يُصَدِّقُ رَبَّهُ وَنَبيَّهُ***مِنْ بَعْدِ تَبْلِيغِ تَحَتَمَ يَكْفُرِ
43. مِنْ حَيْثُ كَذَّبَ قَوْلَهُ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي)***مَنْ (يَعْلَمُونَ )؟ فَوَيْلَهُ مِنْ مُنْكَرِ (6)
ص: 175
44. دَعْ عَنْكَ ذِكْرَ عُلُومِهِ فَلَقَدْ فَشَتْ***مَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فَهُوَ عِلْجٌ مُجْتَرِ (1)
45. وتَفَكَّرَنَّ بِزُهْدِهِ وَبِجُوْدِهِ***هَلْ مِثْلُهُ فِيْهِ؟ تَفَكَّرْ تُبْصِر
46. هَلْ مَنْ تَصَدَّقَ وَهُوَ يَرْكَعُ غَيْرُهُ؟***مَنْ مُطْعِمُ في قَوْلِ كُلِّ مُفَسِّرِ ؟ (2)
47. هَلْ غَيْرُهُ نَزَلَتْ بِهِ وَبِمَدْحِهِ***وَبِحَمْدِهِ؟ مَنْ لَمْ يُصَدِّقُ يَجْتَرِي (3)
48. دَعْ عَنْكَ كَثرَةَ جودِهِ فِي عُسْرِهِ***وَبْزُهْدِهِ وَبْفَضْلِهِ فَتَفَكَّرِ
49. هَلْ لِلْدَنِيَّةِ خِلْتَ طَلَّقَ غَيْرَهُ***مُذْ زُخْرِفَتْ وَتَزَيَّنَتْ بِتَزَهُرِ ؟ (4)
50. ويقول: قد طُلِّقْتِ مِني بَنةً***مِنْ حَيْثُ حُسْتُكِ لَمْ يَرُقُ في مَنظَرِي (5)
51. مَنْ مِثْلُهُ فِي صَوْمِهِ مُتَسَحْرٌ***بِتَهَجُدِ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَفْطِر ؟ (6)
ص: 176
52. يَكْفِيكَ مِنْهُ قَوْلُهُ في شِعْرِهِ***وَنَشِيدُهُ يَرْوِيهِ كُلُّ مُخَبِّرِ (1)
53. تكفي عَدُوَّكَ قُبْحَ ذَمُكَ بِطَنَةٌ***مِنْ حَوْلٍ كُل مُجَوَّع متحسِّر (2)
54. دَعْ زُهْدَهُ فَلَقَدْ تَبَيَّنَ لَمْ تَكُنْ***تُحْصِيهِ في قَوْلٍ وَوَهُم تَصَوُّر
55. وَبِحُبِّهِ لِ( مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَلِرَبِّهِ***هَلْ تَعْلَمَنَّ كَمِثْلِهِ فَلْيُذْكَرِ؟
56. هُوَ نَفْسُهُ وَوَصِيُّهُ وَوَزِيرُهُ***وَعَمِيدُهُ فِي كُلِّ خَطْبٍ يَعْتَرِي
57.هُوَ رَبُّ كُلِّ فَضيلَةٍ، وَلِعُظْمِهِ***صَغُرَتْ، فَكُلُّ فَضيلَةٍ لَمْ تَكْبُرُ
58. وَلَقَدْ تَرَفَّعَ عَنْ مَدِيحٍ قَدْرُهُ***لَوْ رُمْتَ تَحْصِرُ عُشْرَهُ لَمْ تَقْدِرِ (3)
59. دَعْ عَنْكَ كُلَّ فَضيلَةٍ فِيهِ وَلَوْ***عَظُمَتْ فَلَسْتَ عَلَيْهِمُ بِمُسَيْطِرِ (4)
60. وَتَفَكَّرَنَّ فَلَمْ تَجِدْ لِ(مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***ذُرِّيَةٌ مِنْ غَيْرِ (حَيْدَرَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) تُبصَر
61. فيهِمْ يَقولُ وَكَمْ يُكَرِّرُ قَوْلَهُ***مَعَ صِدْقِهِ هَلْ بَعْدَهُ مِنْ مُخْبِرٍ
62. خَلَّفْتُ فِيكُمْ عِتْرَتي فَوَلِيُّهُمْ***يَنْجو وَمُنْكِرُهُمْ يَكونُ كَمُنْكِري (5)
ص: 177
63. هُم فُلكُ (نوح) مَنْ تَمَسَّكَ فيهِمُ***يَريحُ ومَن عَنْهُمْ تَأَخَّرَ يَخْسَرِ (1)
64. تَطْهِيرُهُمْ مِنْ كُلِّ رِجْسٍ مُحْكَمٌ***فِي وَحْيِ رَبِّكَ غَيْرُهُمْ لَمْ يَطْهُرِ (2)
65. وَجَبَتْ مَوَدَّتُهُمْ، فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ***مَنْ لَمْ يُحِبُّهُمْ، فَهَلْ مِنْ مُنْكِرِ ؟ (3)
66. بَلْ كُلُّ مَكْرُمَةٍ وَكُلُّ فَضيلَةٍ***حُصِرَتْ بِهِمْ وَبِغَيْرِهِمْ لَمْ تُذْكَرِ
67. مَنْ مِثْلُهُمْ فِي جِدِّهِ وَبِجَدِّهِ***يَزْكو؟ وَهَلْ بَحْرُ يَمورُ كَ(حَيْدَرِ)؟ (4)
68. هُوَ (حَيْدَرُ) وَبَوهُ ولَدُ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***بَلْ خَير تدوحٍ وَخَيْرُ مُطَهَّر (5)
69. مدْحَي لَهُ بَلْ كُلُّ مَدْح قَطرَةٌ***وَقَعَتْ بِبَحْرٍ مُزيدٍ مُتَزَخِّرٍ (6)
ص: 178
70. هُوَ مِحْنَةٌ، كَمْ مِنْ عُقولٍ حُيَّرَتْ***فِيهِ فَكَمْ مِنْ مُفْرِطٍ وَمُقَصِّرِ
71. وحليفِ هَدْيِ فِيهِ لَمْ يَغْلُ وَلَمْ***يَقْلُ بنَصِّ (مُحَمِّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) من يَمْتَرِي (1)
72. فَضْلٌ يُحَيَّرُ كُلَّ عَقْلِ، حَيْثُ لَمْ***تُدْرَك حَقيقَتُهُ بِوَهُم تَصَوُّرِ
73. فَخْرٌ يُرِيكَ جَمِيْعَ فَخْرِ دُونَهُ***بِعُلُوِّهِ، هَلْ بَعْدَهُ مِنْ مَفْخَرِ؟
74. شرفٌ جَلِيْلٌ قَدْ تَعَذَّرَنيْلُهُ***عَنْ كُلِّ مَنْ يَرْجُوْهُ كَلَّ تَعَذُّرٍ
75. ومَحَلُّ قُدْسِ، كَمْ تَحَيَّرُ فيهِ مِنْ***عَقْلِ لِذِي لُبِّ وَفِكْرٍ مُفَكِّر
76. ومَحَلُّ هُوَ سَيِّدِي، بَلْ خَيْرُ مَنْ مَسَكَتْ يَدِي***مَدْحِيْ لَهُ ذُخْرِي وَحُبِّي مَفْخَرِي (2)
ص: 179
[9]
وقال رحمه اللّه يمدحه (عَلَيهِ السَّلَامُ) بقصيدة خالية من حرف معجم، مجنسة بالقافيتين:
[من الطويل والقافية من المتواتر ] (1)
1. هُوَ المِسْكُ أَمْ رَمْسُ الإِمَامِ لَهُ عِطْرُ ؟***هُوَ السِرُّ سِرُّ اللّه وَالعَالِمُ الصَدْرُ (2)
2. أَهَلْ لِعُلُومِ اللّه وَالحِلْمِ وَاهْدَى***وَأَحْكَامِهِ حَاوِ سِوَى صَدْرِهِ صَدْرُ؟
3. إِمَامٌ هُمَامٌ سَادَ عِلْماً عَلَى الوَرَى***وَصِهْرُ رَسُوْلِ اللّه مَوْلىً لَهُ الأَمْرُ (3)
4. إِمَامٌ حَوَى كُلَّ المَكَارِمِ وَالعُلَى***وَ واللّه مَا حَاوِ سِوَاهُ لَهُ أَمْرُ (4)
5. هُوَ الأَسَدُ الكَرَّارُ صَمْصَامُهُ لَهُ***حِمامُ العِدَا طَوْعُ وصَال وَهُمْ حُمْرُ (5)
ص: 180
6. لَدَى الرَّوْعِ صَوَّالٌ وَلِلْسُّمْرِ مَعْرَكٌ***مَهُولٌ وَأَطْمَارُ العَدَاءِ لَهُ حُمْرُ (1)
7. وَلَوْلاهُ حُكْمُ اللّه مَا سَارَ مُحْكَماً***وَلا الْعَدْلُ وَالإِسْلامُ صَارَ لَهُ سِعْرُ (2)
8. وَسَلْ أُحَداً لَمَّا دَهَاهَا حُسَامُهُ***وَلِلرَّوْعِ رَوْعٌ وَالرِّمَاحُ هَا سَعْرُ (3)
9. أَهَلْ دَارِعٌ أَوْ حَاسٌ رَاعَهُ وَمَا***لَهُ مُسْعِدٌ حَامَى وَحُلْمُ الرَّدَى مُرُّ ؟ (4)
10. وَلَمَّا سَطَا رَاعَ الحِمامَ حُسَامُهُ***وَوَلَّى العِدَا كلمى عَلَى رِسْلِهِمْ مَرّوا (5)
11. وَلا دَارِعٌ حَامَى وَلَا حَاسِرٌ رَمَى***وَلا أُطُمٌ رَدَّ الحِمامَ وَلا مُهْرُ (6)
12.وَلَمَّا سَرَى أَهْدَى لَهُ الرَّوْعُ عُرْسَهُ***لَهُ الدَّمُ إطعامٌ وَأَرْوَاحُهُمْ مَهْرُ
ص: 181
13. وَ(سَلْعاً)(1) عَرَاهَا مَا عَرَاهَا وَأَهْلُهَا***(كَعَادٍ) لَهُ صَرْعَى وَمَا مَسَّهَا طُهُرُ
14. أَهَلْ عَامِلُ اللّه حَامَى (لأَحْمَدٍ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***كَمَا الأَسَدُ الكَرَّارُ وَالعَالِمُ الطُّهْرُ؟
15. إمامُ الوَرَى طُرّاً وَرُوْحُ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***لَهُ طُهْرُهُ طُهْرٌ، لَهُ سَدْرُهُ سَدْرُ (2)
16. أَلا هَلْ دَعُوا صُمَّاهُمُ(3) أَمْ عَلَى الهُدَى***لَهُ حَسَدُوا أَمْ حَلَّ إِحْسَاسَهُمْ سَدْرُ؟ (4)
17. وَمَا دَامَ مَحْسُوداً (5)عَلَى العِلْمِ وَالعُلَى***وَأَحْلامُهُ حَلَّ الصُّدُورَ لَهَا وحْرُّ
18. وَ واللّه مَا عَادَاهُ إِلّا عدُّوهُ***وَلا وَدَّهُ إِلا امْرُؤٌ عَالِمٌ حُرُّ
19. وَمَا رَاعَهُ للّه صَمْصَامُ أَرْوَعٍ***لَدَى الرَوْعِ والسَّهُمُ المهُولُ وَلا السُّمْرُ(6)
20. وَكَمْ صَامَ كَمْ أَعْطَى وَأَكْرَمَ رَاكِعاً***وَأَلهُى سِوَاهُ الحُمْرُ وَالسُّمْرُ والسُّمْرُ (7)
ص: 182
21. لَهُ هِمَمٌ مَا عَاكَسَ الدَّهْرُ أَمْرَهَا***وَلا سَاءَهَا عُسْرُ وَلا سَرَّهَا حُمْرُ (1)
22. وَلا أَسَدٌ أَسْدَى لَهَا سُوءَ مَعْرَكَ***وَمَا الأُسْدُ أُسْدُ الرَّوْعِ إِلا هَا حُمْرُ (2)
23. وَأَمَّرَهُ أَمْرُ الإلهِ وَ(أَحْمَد)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَأَعْدَاؤُهُ أَسْمَاعُهُمْ حَلَّهَا سَكْرُ
24. عَصَوْا كُلُّهُمْ أَمْرَ الإِلَهِ وَمَا رَعَوْا***أَوَامِرَهُ لَمَّا دَعَا طَاهُمْ سُكْرُ (3)
25. وَصَارَ لَهُمْ مَوْلَى وَكُلُّ لَهُ ولِي***وَلا وَاحِدٌ إِلا وَسِرّاً لَهُ مَكْرُ
26. وَهَمُوْا وَمَا هَمُوْا لأَمْرِ أَسَاءَهُ***أَطَاعُوْا لِإِعْلَالٍ وَإِسْلَامُهُمْ مَكْرُ (4)
27. وَمَا أُمِرُوا إلا لأَمْرٍ أَرَادَهُ***أأَهِلِ (سُوَاعِ) سَلَّمُوهُ الْعُلَى وَكْرُ؟ (5)
ص: 183
28. وَمُودَعُ عِلْمِ اللّه حَاكِمُ وَعْدِهِ***عَلاهُ عَلَى هَامِ العَلاء لَهُ وَكُرُ
29. أَطَاعُوا الهَوى لَمَّا أَطَاعَ إلَهَهُ***وإِكْرَامُهُمْ لُؤْمٌ وَإِكْرَامُهُ أَمْرُ (1)
30. أَمَا وَعُلاهُ لَوْ إِلَى (أَحْمَدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) عَلا***سِوَاهُ لَمَا صَارَ (الرَّسُوْلُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَهُ أَمْرُ(2)
31. وَلا كَمَّلَ الإِسْلَامَ إِلا وَلاؤُهُ***وَلَا حَلَّهُ إِلَّا لَا عَمِلُوْا كَسْرُ
32. هُوَ الدَّارُ دَارُ الْعِلمِ وَالْحِلْمِ وَالهُدَى***وَ(أَحْمَدُهَا)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سُوْرٌ وَأَوْلَادُهُ كِسْرُ (3)
33. وَسَدَّدَ حُكْمَ اللّه حَدُّ حُسَامِهِ***وَلا مَلِكُ إِلَّا أَطَاعَ وَلا دَهرُ
34. عَدَا حَاسِدٍ عَادَاهُ أَعْمَى، وَلَوْ رَأَى***مَكَارِمَهُ أَكْدَى وَصَارَ لَهُ دَهْرُ (4)
ص: 184
35. إمَامٌ حَوَى كُلَّ المَكَارِمِ وَالعُلا***وللّهِ مَحْمُودُ السَّمَاحِ لَهُ دُرُ (1)
36. لَهُ السُّودَدُ المَعْلُوْمُ وَالحَمْدُ وَالسَّدَى***لَهُ الرَّمْلُ مِسْكٌ وَ(الْحَصَاءُ) لَهُ دُرُّ (2)
37. وَوَالِدُ أَعْلامِ الهُدَى حَامِلُ اللّوا***هُوَ الأَسَدُ الصَّوَّالُ وَالأَسَدُ الهرُّ
38. صَؤُولٌ وَكَمْ أَرْدَى لَدَى الرَّوْعِ أَحْرُساً***وَرَدَّ العِدًا حَسْرَى الصُّدُورِ وَلَوْ هَرُوا (3)
39. وَأَوْلادُهُ الأَطْهَارُ اللّه رُكَّعٌ***سُرُورُهُمْ الأَوْرَادُ مَا عَسْعَسَ السَّحْرُ (4)
40. وَسِرُّ عَصَا (مُوْسَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ) هُمُ وَلأُمِّهِمْ***وَوَالِدِهِمْ لَمَّا دَعَا دُمِّرَ السِّحْرُ (5)
41. هُمُ ولدُ طُهْرٍ طَاهِرٍ وَمُطَهَّرٍ***لأَكْرَمَ (رُسلِ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَالِدُهُمْ صِهْرُ (6)
ص: 185
42. وَ واللّه مَا عَادَاهُ إِلا امْرُؤٌ لَهُ***لَدَى الوَعْدِ مَا طَالَ المَعَادُ لَهُ صَهْرُ
43. أَمَارَ لَدَى تَحْلِ الدُّهُوْرِ أَرَامِلاً***فَلا رَاعَهَا تَحْلُ وَلَا آدَهَا عُسْرُ (1)
44. وَلا سَلَّمَ الأَمْرَ الْمُؤمَّرَ مُكْرَها***وَلا حَسِراً كَلَّا وَلَا آدَهُ عُسْرُ (2)
45. وَلَوْ رَامَ إِحْصَاءٌ مَكَارِمَهُ الوَرَى***لَا أَدْرَكُوا أَصْلاً وَرَدُّوا وَهُمْ حَسْرُ (3)
46. هُوَ الْعَلَمُ الْعَلامُ مَا دَامَ وِلْدُهُ***لَادْرَاکهِمْ إِدْرَاكُهَا مَالَهُ حَسْرُ (4)
47. و(آدم)(عَلَيهِ السَّلَامُ) و(الرُّسُلُ الكِرَامُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)هُمُ الأُلَى***هُمْ سِرُّهُمْ سِرِّ وأولادُهُم عُمْرُ(5)
48. هُمُ أَصَّلُوْا كُلَّ الْمَكَارِمِ وَالْعُلا***وَلَوْلاهُمُ مَا سَادَ (سَعْدٌ) وَلَا (عَمْرُو) (6)
ص: 186
49. عِمَادُ (رَسُوْلِ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) صَمْصَامُ مُلْكِهِ***لَهُ الْعِلْمُ وَالأَحْكَامُ وَالْحَدُّ وَالْكَرُّ (1)
50. إِمَامٌ لأَوْلادِ الحَلالِ وَلاؤُهُ***هُوَ الطُّهْرُ لا الْمَاءُ الطَّهُورُ وَلا الْكُرُّ (2)
51. أَصِهْرشَهْرَ (رَسُوْلِ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَدْحُكَ مَسْلَكٌ***إلَى كُلِّ مَا أَهْوَى وَلَوْ عَكَسَ الصَّدْرُ (3)
52. وَمَا سَئِمَ الْمُدَّاحُ إِلا وَمَدْحَكُمْ***أَكَرِّرَهُ حُلُوا وَلَوْ حُسِرَ الصَّدْرُ (4)
53. وَلاؤُكُمُ (آلَ الرَّسُوْلِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَوِدُّكُمْ***سُرُورٌ وإِكْرَامٌ لَهُ سَهُلَ الأَصْرُ (5)
54. وِدَادُكُمُ أَصْلُ الْهُدَى، وَعَدُوُّكُمْ***مَحَامِدُهُ أَصْلُ الْعَمَى وِدُهُ إِصْرُ (6)
55. وَحَصْرُ الحَصَى وَالرَّمْلِ أَسْهَلُ مَا عَدَا***مَحَامِدُكُمْ أَهْلَ الْهُدَى مَا لَهَا حَصْرُ
56. وَأَعْدَاؤُكُمْ اللّه عَادُوا وَمَا هُدُوْا***وَلاؤُهُمُ لُؤْمٌ وَمَأْوَاهُمُ حَصْرُ (7)
57. وَمَا لُهُمُ سَهْمُ لَدَى اللّه لا وَلا***لَدَى الرُّسَلِ الأُولَى دِمَاؤُهُمُ هَدْرُ
58. سَلامٌ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ (آلَ أَحْمَدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***عَلَى الدَّهْرِ مَا دَامَ الْحَمامُ لَهُ هَدْرُ (8)
ص: 187
[10]
وقال يرثي علياً وفاطمة والحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (1)
[من الطويل والقافية من المتدارك ] (2)
1. دُمُوعٌ يُضَاهِي الْمُعْصِرَاتِ غَزِيرُهَا***وَنِيرَانُ أَحْزَانٍ يَشُبُّ سَعِيْرُهَا (3)
2. فَيا وَيْحَ عَيْنِي كَمْ تُتَابِعُ عَبْرَةٌ***إِذَا نَضَبَتْ مِنْ مُهْجَتِي تَسْتَعِيْرُهَا؟ (4)
3. وَ يَا وَيْحَ قَلْبِيْ كَمْ يُرَدَّدُ حَسْرَةٌ***تَضَرَّمَ مَا بَيْنَ الضُّلُوْعِ زَفِيْرُهَا؟
4. عَلَى خَيْرِ مَنْ يُعْزَى الفَخَارُ إِلَيهِمُ***وأَكْرَمِ مَنْ سَادَتْ وعَزَّ نَظِيرُهَا
5. مَحَلُّ النَّدَى والمَكْرُمَاتِ بِيوتُهَا***وَتَدْفَعُ نَكْبَاتِ الزَّمَانِ قُبُورُهَا (5)
6. فَمَنْ كَانَ خَيْرَ الخَلْقِ مَنْمَى فَخَارِهَا***فَأَنَّى يَخَيْبُ الوَفْدُ حِيْنَ يَزُورُهَا (6)
7. نَبِيُّ يُرِيكَ البُخْلَ فِي البَحْرِ جُودُهُ***وأَنْوَارُهُ دَانَتْ لَهُنَّ بُدُوْرُهَا
8. أَهَلْ بَعْدَ مَدْح اللّه يَحْتَاجُ مِدْحَةً؟***فَيَكْفِيْهِ (يسٌ) و(طه) و (طُورُهَا)
9. وإنْجِيلُ (عِيسَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) جَاءَ أَعْدَلَ شَاهِدٍ***وتَوْرَاةُ (مُوْسَيْ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) شَاهِدٌ و (زَبُورُهَا)
ص: 188
10. ودَانَ جَمِيْعُ الأَنْبِيَاءِ لِفَضْلِهِ***وَلَوْلاهُ لَمْ تُبْعَثْ وَلَمْ يَبْدُ نُوْرُهَا
11. إذَا العَيْنُ لا تَبْكِيكَ يَا خَيْرَ مُرْسَلٍ***بِلَوعَةِ وَجْدِ عَنْ جَوَىً يَسْتَثِيْرُهَا (1)
12. فَأَنَّى تَقِرُّ العَيْنُ؟ بَلْ مَنْ شَفِيْعُهَا؟***وَمَنْ ذَا الذي يَومَ الحِسَابِ يُجِيرُهَا ؟
13. عَلَيْكَ وإلَّا لَيْسَ يُسْتَحْسَنُ البُكَا***وَتَقْبُحُ أَشْعَارُ الوَرَى وَشُعُوْرُهَا
14. أَيَا زَهْرَةَ الأَيَّامِ وَهُوَ مُنِيْرُهَا***وَيَا كَافِلَ الْأَيْتامِ وَهُوَ مُمِيرُهَا (2)
15. لِتَبْكِ اللَّيَالِي المُشْرِقَاتُ بِنُورِهِ***وَيَنْدُبُهُ ابْكَارُهَا وَسُحُوْرُهَا (3)
16. ومَنْ لليَتَامَى والأَرَامِلِ بَعْدَهُ؟***وَقَدْ مَاتَ عَنْهَا كَهْفُهَا وغَيُوْرُهَا (4)
17. وَقُلْ للهُدَى وَالدِّيْنِ : مَاتَ زَعِيْمُهَا ؟***وَقُلْ لِصَلَاةِ اللَّيْلِ: غَابَ سَمِيْرُهَا؟ (5)
18. وَقُلْ لِكِتَابِ اللّه : مَنْ أَنْتَ فَاقِدٌ؟***وَقُلْ لِلوَرَى فِيْمَنْ يَعِزُّ فَقِيْرُهَا؟
19. فَلَو كُنْتَ حَيّاً والبَتُولَةُ (فَاطِمٌ)***عَلَى المَتنِ أَعْدَاهَا السِّيَاطُ تُدِيرُهَا (6)
20. فَمَا كُنْتَ يَا خَيْرَ البَرِيَّةِ صَانِعاً***بِمَنْ كَانَ يُؤْذِيْهَا وَكَانَ يُضِيرُهَا ؟ (7)
ص: 189
21. لَقَدْ نَشَرَتْ مِنْ فَوقِ قَبْرِكَ شَعْرَهَا***و(شُبَّرُهَا) مِنْ حَوْلهَا و (شَبِيْرُهَا) (1)
22. وَقَدْ صَرَخَتْ اللّه يَا لَكِ صَرْخَةً***وَلَولا (عَلِيُّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)كَانَ فِيْهَا نُشُوْرُهَا (2)
23. أَفَقْدَكَ وَالمِيْرَاثَ أَمْ كَسْرَ ضِلْعِهَا***تَنُوحُ؟ وَقَدْ طَافَتْ عَلَيْهَا شُرُورُهَا (3)
24. فَمَنْ قَبْلَهَا أَو بَعْدَهَا دُعَ إِرْثُهَا***وَعَزَّ مُعَادِيْهَا وَذُلَّ نَصِيرُهَا(4)؟
25. وَمَنْ أُسْقِطَتْ ظُلْمَ وَمَنْ دُقَ ضِلْعُهَا***وَمَنْ قَبْرُهَا يُخْفَى عَلَى مَنْ يَزُورُهَا؟
26. فَيَا وَيْلَ قَلْبِي مَنْ تَشِبُّ بِقَلْبِهَا***وَفِي دَارِهَا نَارُ الأَسَى وَسَعِيْرُهَا (5)
27. وَيَا وَيْلَ نَفْسِي مَنْ بَكَتْ لِبُكَائِهَا***عَلَى فَرْطِ وَجْدٍ مَانِعُوهَا شُرُورُهَا (6)
28. وَيَا رَحْمَتَا مَنْ مِثْلُهَا فَوْقَ ثُكْلِهَا***تَحَمَّلُ بَلْوَى قَلَّ فِيْهَا صَبُوْرُهَا (7)
29. كَأَنْ لَمْ تَكُنْ قُرْبَى ولا كَانَ شَاهِداً***لَهُ خُمُّهَا فِي فَضْلِهِ وغَدِيْرُهَا
30. وَلا رُوْعِيَتْ فِيْهَا وَصَايَا نَبِيِّهَا***غَدًا خَصْمُهَا يَومَ المَعَادِ نَذِيرُهَا (8)
ص: 190
31. أَمَا قَالَ خَيْرُ الخَلْقِ: إِنِّي مَدِينَةُ ال***عُلُومِ وَصِهْرِي بَابُهَا وَهُوَ سُورُهَا؟
32. فَيَالحُماة الدين مِنْ آلِ (هَاشِم)***إلى مِحْنَةٍ عَمْيَاءَ تَاهَ بَصِيْرُهَا (1)
33. وَيَا ذِلَّةَ الإِسْلامِ ذَلَّ مُعِزُّهُ***وَيَا خَيْبَةَ الأَخْرَافِ ذَلَّ أَمِيرُهَا (2)
*****
34. بِهَا ذَلَّتْ الآنافُ وارتُكِسَ الهُدَى***وأُقْعِدَ مَتْنُ المَجْدِ إِذْ قَامَ زُوْرُهَا
35. فَمِحْنَتُكَ العُظْمَى أَذَلَّتْ عَزِيزَنَا***بِإِشْمَاتِ قَوْمٍ طَالَ فِيْنَا غُرُورُهَا (3)
36. أَبَا (حَسَنِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) قَدْ كَانَ رُزُؤُكَ عَبْرَةً***وَكَبْوَةَ عَبْدِ لا يَقُوْمُ عَثُوْرُهَا (4)
37. وأَعْظَمُ مِنْهَا فِي (الطُّفُوفِ) رَزِيَّةٌ***لَفَجْعَتِهَا تَبْكِي دِمَاءَ صُخُورُهَا (5)
38. عَلَى فِتْيَةٍ تَحْسو الدِّمَاءَ عَلَى ظَماً***وتُدَمَى بِوَقْعِ المُرْهَفَاتِ نُحُوْرُهَا (6)
39. غُيُوتُ إِذَا شَحَّتْ تسحُّ عُيُونُهَا***بُحُورٌ إِذَا جَفَّتْ بِجَدْبِ بُحُورُهَا (7)
ص: 191
40. صِيَامٌ ولا غَيْرُ الصَّلاتِ فُطُورُهَا***قِيَامٌ وَلا غَيْرُ الصَّلاةِ سُحُوْرُهَا (1)
41. فَيَا شُعْلَةٌ في القَلْبِ لَمْ يُطْفَ حَرُّهَا***وَيَا حَرَّةٌ فِي العَيْنِ غَابَ قَرُورُهَا (2)
42. أَيَلْحَفُ جِسْمَ ابْنِ الدَعِي حَرِيرُهُ؟***وَيَلْفَحُ جِسْمَ (ابْنِ النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) حَرُوْرُهَا ؟
43. وتُعْنَفُ رَبَّاتُ الخُدُورِ حَوَاسِراً؟***وَتُكْنَفُ رَبَّاتُ الفُجُورِ قُصُوْرَهَا ؟ (3)
44. سَبَايَا تَبُثُّ الحُزْنَ عِنْدَ قَتِيلِهَا***وَيَرْثِي لَهَا عِنْدَ الْمَسِيرِ أَسِيْرُهَا
45. فَوَالهَفَتَا تَسْرِي ورَأَسُ رَئِيسِهَا***عَلَى الرُّمح شَمْسٌ يُخْجِلُ البَدْرَ نُورُهَا (4)
46. ومِنْ حَوْلِهِ فِتْيَانُ صِدْقٍ رُؤُوسُهَا***عَلَى السُّمْرِ تَسْرِي بَاسِمَاتٌ تُغُورُهَا
47. وأَجْسَادُهَا حَرُّ الوَطِيس شِعَارُهَا***وَتَنْدُبُهَا وَحْشُ الفَلا وَتَزُورُهَا (5)
48. أَيَا لِدِيارِ الْوَحْيِ أَمْسَتْ بَلاقِعاً***وآلُ أَبِي (حَرْبٍ) تُعَمَّرُ دُورُهَا (6)
ص: 192
49. تُغَنِّي الغَوَانِي فِي رُبُوعِ دِيَارِهَا***وَتُسْكَبُ في تِلْكَ المَغَانِي خُمُوْرُهَا
50. و (آلُ رَسُولِ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَنْعَى بِدُوْرِهَا***حَزِينُ الصَّدَى إِذْ فَارَقَتْهَا بُدُورُهَا
51. حَلِيفُ الأَسَى والسُّقْمِ يَمْشِي أَسِيرُهَا***أَلِيفُ الظُّبَى والشَّمْرِ يُمْسِي عَفِيْرُهَا (1)
52. صُدُورُ العُلى أَمْسَتْ بِعَرْصَةِ (كَرْبَلا )***تُرَضُّ بِرَكْضِ العَادِيَاتِ صُدُورُهَا (2)
53. عَطَاشَى تَبلُّ السُّمْرُ حَرَّ أَوَامِهَا***وَمِنْ حَولِهَا فَاضَتْ فُرَاتاً بُحُورُهَا (3)
54. أَيَا عُصْبَةٌ خَانَتْ عُهُودَ نَذِيْرِهَا***بِمَنْ فِي كِتَابِ اللّه تُوْفَى نُذُورُهَا
55. فَوَيْلٌ لمَنْ كَانَ الشَفِيْعُ خَصِيْمَهَا***وتُعْساً لِمَنْ يَغْدُو البَشِيرُ نَذِيرَهَا (4)
56. فَأَنْتَ هَا يَا مُدْرِكاً ثَارَ مَا مَضَى***وَمُنْتَقِمٌ مِنْهَا وَأَنْتَ مُثِيرُهَا (5)
57. أَلا أَيُّهَا المَوْتُورُ عَجِّل بِشَأْرِ مَنْ***بِفَقْدِ أَبِيْهَا غَابَ عَنْهَا سُرُورُهَا (6)
58. ولا تَنْسَ أَثَارَ السَّيَاطِ بِجَنْبِهَا***وَلا دعَهَا حَقّاً فَأَنْتَ مُثِيرُهَا (7)
ص: 193
59. وَلا رَوْعَةَ (السَّبْطَيْنِ)(عَلَيهِمَا السَّلَامُ) يَا مُعْظِلاً جَثَا***عَلَى القَلْبِ أَوصَابَ المُصَابِ يُغِيرُهَا (1)
60. وإِنَّ قَتِيْلَ الطَّفِ يَا ثَائِراً بِهِ***مُصِيبَتُهُ الكُبْرَى أَقَامَتْ ثُبُورُهَا (2)
61. وتُنْسَى السَّبَايَا يَا لِثَارَاتِ (أَحْمَد)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***تُهَتَّكُ مَا بَيْنَ اللئامِ سُتُورُهَا
62. فَيَا حَامِلاً أَعْبَاءَهَا عَجَلَنْ لَهَا***بِرَايَاتِكَ المُحْيِي الرَّمِيمَ ظُهُورُهَا
63. (أَبَا القَاسِمِ) (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف) المَهْدِي وَثْبَةَ ثَائِرِ***بِشَارَاتِ قَتْلَى (بِالطُّفُوفِ) تُثِيْرُهَا
64. عَسَى وَلَعَلَّ الوَجْدَ يُطْفَى بِدَولَةٍ***لَهَا (الخِضْرُ) خِدْنٌ و(المَسِيحُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) وَزِيْرُهَا (3)
65. مَتَى يَا وَليَّ اللّه أَقْيَادُ جِيْدِنَا***تُفَكُّ عَنْ الأَذْلالِ وَهُوَ مُضِيْرُهَا (4)
ص: 194
66. إِلَيْكُم (بَنْي المُخْتَارِ)(عَلَيهِم السَّلَامُ) تُهْدَى عَرَائِسٌ***يَدِينُ لَهَا (بِشْرُ) وَيَعْنُو (جَرِيرُهَا )(1)
67. يُرَنّحُهَا شَجُو الوَلِيِّ صَبَابَةً***عَلَيْكُم فَمَا نَظْمُ العُقُودِ نَظِيرُهَا (2)
68. وَلَا تَرْتَضِي نَفْسِي بِهَا غَيْرَ أَنَّكُمْ***بِحَشْرِي وَنَشْرِي وَالمَاتِ حُضُورُهَا (3)
69. وَذَاكَ قَلِيْلٌ مِنْكُمُ وَإِنْ اعْتَدَى***كَثِيرُ ذُنُوبِي مِثْلَ (أُحْدٍ) صَغِيْرُهَا
70. وَحَاشَاكُمُ يَا سَادَتِي أَنْ يَؤُودَكُمْ***كَبِيْرٌ ذُنُوبِي فِي الْجَزا أَوْ كَثِيرُهَا؟ (4)
71. وَحَاشَايَ أَنْ أَخْشَى وَأَنْتُمْ أَئِمَّةٌ***إِلَيْكُم جَمِيعُ الخَلْقِ آلَتْ أُمُورُهَا (5)
72. إِذَا كُنْتُمُ لي في المَعَادِ وَسِيْلَةً***فَمَا (مُنكَرٌ) إِنْ تَحْضَرُوا وَ(نَكِيْرُهَا)؟
ص: 195
73. نَشَدْتُكُمُ هَلْ بِيْ يُضَيَّقُ جَاهُكُمْ؟***أَمْ الجَنَّةُ الكُبْرَى تَضِيقُ قُصُورُهَا؟ (1)
74. (سُلَيْمَانُ) مَا هَذَا الْلَحَاجُ فَإِنَّمَا ال***كِرَامُ غَداً للآمِلِينَ تَمِيرُهَا (2)
75. عَلَيْهَا صَلاةُ اللّه مَا سَاغَ ذِكْرُهَا***وَمَا أَزْهَرَ الكَوْنَيْنِ إِذْ لَاحَ نُورُهَا (3)
ص: 196
[11]
وقال في مَدحِ أئمة الهدى وهجو من عليهم قد اعتدى: (1)
[ مجزوء الكامل والقافية من المتدارك ]
1. اسْمَعْ لَهَا يَا مَنْ حَضَرْ***بَدَوِيَّةً وَافَتْ حَضَرْ (2)
2. أَلْفَاظُهَا مِنْ عِقْدِهَا***في جِيْدِهَا تَزْهُوْ دُرَرْ (3)
3. تخالُ في دَلِّ الصِّبا***قَدْ زَانَهَا حُسْنُ الْخَدَرْ
4. أَيْنَ الظُّبَى مِنْ لَخَظِهَا***أَيْنَ الظّبَا مِنْ ذَا الحَوَرْ(4)؟
5. مَنْظُوْمَةٌ بِعُقُوْدِهَا***دُرَرٌ مَعَانِيْها الْغُرَزْ (5)
6. إِنْ أَسْفَرَتْ مَا خِلْتَ أَنْ***يَحْكِي مُحَيَّاهَا الْقَمَرُ
7. وَالشَّمْسُ لَوْ لَمْ تَحْتَجِبْ***بِالْغَيْمِ عَنْ مَدَّ الْبَصَرْ
8. كَادَتْ تُضَاهِي حُسْنَهَا***إِذْ عِنْدَهَا يُخْسَى النَّظَرْ (6)
ص: 197
9. مَا الرَّوْضُ يُشْبِهُ نُوْرَهَا***إِذْ كَانَ يَحْتَاجُ الْمَطَرْ (1)
10. لأَنَّهَا قَدْ أَعْرَبَتْ***مِنْ بَعْدِ تَحْقِيقِ النَّظَر (2)
11. عَنْ ذَمَّ قَوْمٍ ذَمَّهُمْ***بِفِعَالِهِمْ رَبُّ الْبَشر (3)
12. وَمَدِيْحٍ مَنْ قَدْ خَصَّهُمْ***بِالْمَدْح في كُلِّ السُّوَرُ (4)
13. فَامْرَحْ وَغَنَّ وَاغْتَنِمْ***وَافْرَحْ وَهَنَّ مَنْ حَضَرْ
14. وَارْقُصْ فَقَدْ عَمَّ السُّرُو***رُ وَلَيْسَ عَنْهُ مُصْطَبَرْ (5)
15. إِنْ فَاتَ مَوْسِمُ لذَّةٍ***فَالْغُبْنُ فِيْهِ وَالْخَطَر(6)
16. إِنْ كُنْتَ ذَا دِينِ فَذَا***مِصْدَاقُ ذِي الدَعْوَى ظَهَرْ
17. أَيُّ سُرُوْرٍ مِثْل ذَا***فَوَاتُهُ لا يُغْتَفَر(7)
18. يَوْمُ بِهِ الْجَوْرُ اخْتَفَي***يَوْمُ بِهِ الْكُفْرُ انْقَهَرْ (8)
ص: 198
19. یَوْمُ بِهِ الدِّينُ اشْتَفَى***وَالْعَدْلُ في الدُّنْيَا اشْتَهَرْ (1)
20. يَوْمُ بِهِ الظُّلْمُ انْطَفَى***وَالْجَوْرُ لِلْحَقِّ اعْتَذَرُ
21. يَوْمٌ هَوَى رُكْنُ الشَّقَا***بِهِ فَلَمْ يَبْقَ يَبْقَ أَثَر(2)
22. يَوْمُ بِهِ الْخُبْثُ انْمَحَى***يَوْمُ بِهِ الفِسْقُ انْطَمَرْ
23. یوْمٌ بِهِ الإلحادُ في***ذُلٍّ وَكَرْبٍ قَد زَفَرْ (3)
24. إِذْ سَاعِدِ التَّقْوَى انْجَبَرْ***إِذْ سَاعِدِ الْكُفْرِ انْكَسر(4)
*****
25. أَرَأَيْتَ لَمَّا (أَحْمَدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***أَمْرَ الْوَصِيَّةِ قَدْ ذَكَرْ (5)
36. مِنْ بَعْدِ (خُمٍّ) قَالَ: ذَا***إِمَامُكُمْ، قُلْتُمْ هَجَرْ (6)
27. إِذْقَالَ: بَعْدِيْ (حَيْدَرُ) خَيْرُ الْبَرَايَا وَالْبَشَرْ (7)
ص: 199
28. وَهُوَ الإِمَامُ الْمُجْتَبَى***وَمَنْ أَبَى قَوْلِي کَفَرْ (1)
29. وَكُلُّ هَذَا عَنْهُمُ***یُروَی بِإِسنادِ الخَبَر (2)
30. وَرَوَاهُ جَمعٌ مِنهُمُ*** في كُتُبِهِمْ (كَابْنِ حَجَرْ) (3)
لکنَّمَا تَعْمَی البَص***رَةُ مِثْلَمَا يَعْمَى الْبَصَرْ (4)
32. هَلْ عَاقِلٌ، هَلْ عَارِفٌ***هَلْ مِنْ مُجَيْلِ لِلنَّظَرْ؟ (5)
33. هَذِي الْوَصَايَا كُلُّهَا***قَدْ أُلْقِيَتْ خَلْفَ الظُّهَر (6)
34. فَانْهَضُ لَهَا يَا سَيِّدِي***يَا أَيُّهَا الثَّانِي عَشر (7)
35. وَاطْلُبْ بِشَارِ (الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَ(بِفَاطِمٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) أُمَّ الغُرَر(8)
36. وَاذْكُرْ فَوَاجِعَ (كَرْبَلا )***فانّها إحْدَى الكُبَر (9)
ص: 200
37. كَيْفَ الْمُصَفَّدَ سَيِّدِي***بِالقَيدِ يُضْرَبُ إِنْ عَثَر ؟ (1)
38. كَيْفَ السَّبَايَا قَدْ غَدَتْ***لِلشَّامِ لَيْسَتْ تَسْتَتِر(2) ؟
39. كَيْفَ الهُدَى فِي ذِلَّةٍ***وَظُلامَةٍ لا يَنتَصِرْ(3)؟
40. الدِّينُ خَافٍ ضَائِعُ***وَالْكُفْرُ بَادٍ قَدْ ظَهَرْ(4)
41. يَا سَيِّدِي وَأَجِزْ (سُلَيْ***مانَ الحُبُوْرَ بِذِي الحِبَرُ (5)
42. قَدْ جَاءَ يَمْدَحُكُمْ وَيَه***جُوْ مَنْ لحِقَّكُمُ غَدَرُ (6)
43. وَلَقَدْ رَوَى عَنْكُمْ ثُقَا***تُ النَّاسِ فِي نَقْلِ الخَبَر(7)
44. مَنْ قَالَ بَيْتاً في غَدٍ***يُحْبَى وَلا يَخْشَى سَقَرْ (8)
45. صَلَّى الإلهُ عَلَيْكُمُ***بِالْلُطْفِ يَا خَيْرَ الْبَشَرْ (9)
ص: 201
[12]
وقال يرثي الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ويتفجع له ويتوجع : (1)
[من الكامل والقافية من المتدارك ]
1. يَا عَيْنَ مَفْرُوحِ الْفُؤَادِ تَفَجْري***بِدَمٍ وَيَا قَلْبَ الشَّجِيِّ تَفَطَّرِ (2)
2. يُصَابِ سِبْطِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَحَبِيبِهِ***وَابْنِ (الْبَتُولِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) أَخِي الْمُزَكَّى (شُبَّرِ) (3)
3. لا رُزْءٌ لا واللّه يَعْدِلُ رُزْؤهُ***كَلا وَلَا خَطْبٌ كَذَلِكَ يَعْتَرِي
4. رُزُءٌ يَجِلُّ عَنِ الْبُكَاءِ وَإِنْ جَرَتْ***مِنَّا الْعُيُونُ لَهُ بِدَمْعِ أَحْمَرِ
5. رُزُءٌ إِذَا قُتِلَ الْحَزِيْنُ بِهِ أَسَى***وَتَفَجُّعاً وَتَوَجُعاً لَمْ يُعْذَرِ (4)
6. رُزُءٌ بِهُ احْتَرَقَتْ حُشَاشَةُ (أحمَدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَتَمَرَّقَتْ جَزَعا حُشَاشَهُ (حَيْدَرِ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)(5)
7. رُزْءٌ بِهِ شَبَّتْ بِمُهْجَةِ (فَاطِمٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***نَارٌ وَأَضْرَمَهَا بِمُهْجَةِ (جَعْفَر )(6)
ص: 202
8. رُزُءُ بِهِ بَكَت السَّمَاءُ دَماً وَمَا***وَفَت السَّمَاءُ لَهُ إِذا لَمْ تُفْطَرِ
9. رُزءٌ بِهِ الإِسْلامُ أَضْحَى فِي الْوَرَى***غَرَضاً لِنُهْبَةِ فَاجِرٍ أَوْ مُفْتَرِي(1)
10. رُزُءٌ بِهِ الشَّمْسُ الْمُنِيْرَةُ بَعْدَمَا***كَسَفَتْ لَقَدْ بَرَزَتْ بِلَوْنِ أَكْدَرِ
11. رُزُءٌ بِهِ جُبْرِيلُ أَضْحَى فِي السَّمَا***شَجُوا بِصَوْتِ مُفَجَّعٍ مُتَحَسِّرِ
12. وَالْكُلُّ يَا (سِبْطَ الرَّسُوْلِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) مُقَصِّرٌ***فِي جَنْبِ رُزُئِكَ وَالْمُصَابِ الأَكْبَرِ
13. أَنْسَاكَ لا واللّه يَابنَ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***نَهْبَ الْمَوَاضِي تَحْتَ لَيْل الْعِثْيَرِ (2)
14. ظَامٍ تَجُودُ بِنَفْسِ حُرٍّ آيسٍ***مِنْ نَفْسِهِ بَيْنَ الْمَوَاضِي الْبُتَّرِ (3)
15. فِي مَوْقِف تَتَضَاءَلُ الأَبْطَالُ عَنْ***إِقْحَامِهِ مِنْ كُفْرِ ذَاكَ الْعَسْكَرِ
16. لَمَّا رَأَى أَنْ لا مَنَاصَ مِنَ الرَّدَى***فِيْهَا وَلا يَرْضَى بِعَارِ الْمُدْبِرِ
17. ثَبَتَتْ لِحَوْضِ الْخَلْفِ مِنْهُ عَزْمَةٌ***أَبَدًا بِيَوْمِ الرَّوْعِ لَمْ تَتَذَعَّرِ
18. وَثَنَى إلى نَحْوِ الْخَيَامِ جَوَادَهُ***هَملَ العُيُونِ بِدَمْعِهِ الْمُتَحَدِّرِ
19. وَدَعَا : أَلا يَا أَهْلَ بَيْتِيَ فَاخْرِجُوْا***هَذَا الْفِرَاقُ وَلا لُقَى لِلْمَحْشَرِ
20. فَخَرَجْنَ ثُمَّ حَفَفْنَ فِيْهِ مِثْلَما***شُهُبٌ حَفَفْنَ بِبَدْرِ تَمِّ أَنْوَرِ (4)
ص: 203
21. هَذِي تُقَبِّلُهُ وَتِلْكَ تَشُمُّهُ***وَهِذِهِ يُوْصِيْ: أَخَيَّةَ فَاصْبِرِي
22. يَا (أُمَّ كُلثوْمٍ)(1) إِذَا حَلَّ البَلا***بَعْدِي بِكُمْ وَقُتِلْتُ لا تَتَضَجْرِي
23. وَعَلَيْكِ بِالتَّقْوَى وَبِالصَّبْرِ الَّذِي***هُوَ دَ أَبَنَا فِي كُلِّ خَطْبٍ يَعْتَرِيْ(2)
24. لا يَذْهَبَنَّ بِحِلْمِكِ الشَّيْطَانُ يَا***أُخْتَا، وَمِنْ عُظْمِ الْبُكَا لا تُكْثِرِي
25. دَارِي نَحِيلَ الْجِسْمِ بَعْدِي وَالْطُفِي***يَا أُخْتَ بِالطَّفْلِ الرَّضِيعُ الأَصْغَرِ(3)
26. أَوْصِيكِ بِالأَبْنَامِ رِفقاً وَالنَّسَا***يَا أُخْتَ وَالْعَانِ الْعَلِيلِ الأكبر(4)
27. إياكِ مِن لَطْمِ الخدُودِ بَل احْزَني***سِرّاً وَعَنْ نَشْرِ الشُّعُورِ تستري
28. إِنْ تَكْتُمِي وَجْدَ الْمُصَابِ وَتَتْرُكِي***شَقَّ الثّيَابِ عَلَى الْمَصَائِبِ تُؤْجَرِي
29. قَالَتْ: أَيَا كَهْفِيْ وَغَايَةَ بُغْيَتِي***فَإِذَا فَقَدْتُكَ كَيْفَ وَجْهُ تَصَبُّرِي؟
30. مَنْ لِلأَرَامِلِ بَعْدَ فَقْدِكَ كَافِلٌ***وَأَنَا عَلَى كَثْمِ الْعَذَا لَمْ أَقْدِرِ (5)؟
31. هَلْ كَيْفَ أَصْبِرُ إِنْ أَرَاكَ مُجَرْحاً***فَوْقَ الصَّعِيْدِ مُجَدَّلاً لَمْ تُقْبَرِ؟
32. فَصَارَخَوْا جَزَعاً عَلَيْهِ وَكُلُّهُمْ***يَكُونَ مِنْ وَجْدِ بِدَمْعِ أخر
33. فَأَجَابَهُمْ صَبْرًا بِصَوْتٍ خَاشِعِ***وَبِنَظْرَةٍ مِنْ طَرْفِهِ الْمُسْتَعْبِرِ
ص: 204
34. وَغَدَا إِلى نَحْوِ اللَّئَامِ وَقَلْبُهُ***عِنْدَ النِّسَاءِ بِنَكْبَةٍ وَتَحَيُّر
35. نَادَاهُمُ : يَا قَوْمُ أَيُّ جِنَايَةٍ***سَبَقَتْ عَلَيْكُمْ مِنْ يَدِيْ فَلْتُذْكَرِ
36. فأجِيْبَ بِالشَّمِ الشَّنيْعِ وَأَسهُم***مُتَابِعَاتٍ أَوْ مَوَاضِي بُتَّرِ
37. وَسَطَا عَلَيْهِمْ وَالْحُسَامُ نَصِيرُهُ***مَعَهُ فَذَكَّرَهُمْ وَقَائِعَ حَيْدَرِ (1)
38. فَتَمَزَّقَتْ أَبْطَالُهُمْ لَمَّا سَطَا***وَتَفَرَّقَتْ مِثْلَ النَّعَامِ النُّفَرِ (2)
39. فَاغْتَالَهُ فِي الْقَلْبِ سَهْمُ مَنِيَّةٍ***فَهَوَى عَنْ الطَّرْفِ الجَوَادِ الأَشْقَرِ (3)
40. أَفْدِيْهِ إِذْ عَزَّ الْفِدَاءُ بِمُهْجَتِي***مِنْ حَامِدٍ لَمَّا هَوَى وَمُكَبِّرِ
41. وَغَدَا إِلى نَحْوَ الْخِيَامِ جَوَادُهُ***يَبْكِي وَيَنْعَى لِلإِمَامِ الأَطْهَرِ (4)
42. لَمَّا سَمِعْنَ الطَّاهِرَاتُ نَعِيَّهُ***يُشْجِيْ الْقُلُوْبَ بِدَهْشَةٍ وَتَحَسُّرِ
43. أَدْرَكْنَ سِبْطَ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَرَأَيْنَهُ***فِي التُّرْبِ مَعْفُوراً خَضِيْبَ الْمَنْحَر (5)
44. فَوَقَعْنَ فَوْقَ السَّبْطِ كُلِّ تَهْتَوِي***تَقْبِيْلَهُ فِي فَرْطِ وَجْدِ مُعْتَرِ (6)
45. لَمْ أَنسَ (فَاطِمَةَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) الصَّغِيْرَةَ حَوْلَهُ***تَبْكِي وَتَنْدُبُهُ بِطُولِ تَكَدُّرِ
46. أَبِي وَحَقِّكَ مَا حَسِبْتُ بِأَنَّني***لِسِوَاكَ تَرْجَعُ ذُلَّتِي وَتَصَغُّرِي (7)
ص: 205
47. حَاشَاكَ يَا أَبَتِيْ جَفَوْتَ عَزِيزَةً***عَهَدَتْ بِأَنَّكَ وَاصِلٌ لَمْ تَهْجُرِ(1)
48. حَاشَاكَ يَا أَبَتِي جَفَوْتَ صَغِيْرَةً***تُسْبَى وَتُضْرَبُ بَعْدَ سَلْبِ الْمِعْجَر (2)
49. فِي الصُّغْرِ أَيْتَمَنَى الْعُلُوْجُ أَيَا أَبِي***حَاشَاكَ يَا قَلْبِيْ وَبَهْجَةَ مَنْظَرِي
50. وَتُقَبِّلُ النَّحْرَ الْخَضِيْبَ وَإِنَّهَا***بِالأَسْرِ مِنْ فَرْطِ الأَسَى لَمْ تَشْعُر (3)
51. وَتَشُمُّهُ فِي صَدْرِهِ وَتَقُوْلُ وَا***هَفَاهُ يَا فَرْداً قَضَى لَمْ يُنْصَرِ
52. لَمْ أَنَسَ (زَيْنَبَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذْ تَنُوحُ بِحُرْقَةٍ***وَتَقُوْلُ وَالهَقَاهُ يَا لَيْثَا جَرِي
53. حَاشَاكَ يَا كَهْفِي تَرَانِي فِي السَّبَا***بِالْرَاحِ عَنْ لَحْظِ الْعُيُونِ تَسَتُّرِي(4)
54. لَمْ أَدْرِ لِلْبِنْتِ الصَّغِيرَةِ يَا أَخِي***أَرْثِي وَلِلْعَانِي الْعَلِيْلِ الأَطْهَرِ (5)
55. أَمْ لِلنِّسَاءِ وَلِلْبَنَاتِ يَشُلُهَا***فَوْقَ الرَّكَائِبِ كُلُّ وَغْدٍ أَكْفَرِ
56. يَا تَالِيَ الْقُرْآنِ مِنْ فَوْقِ الْقَنَا***فَكَأَنَّمَا تَتْلُوْهُ فَوْقَ الْمِنْبَرِ (6)
57. أَوْرَثْتَنِيْ كَمَداً تَعَاضَلَ عَنْ أَسَى***يَا مُهْجَةً (الهادِي) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَبَهْجَةً (حَيْدَرِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) (7)
58. لَمَّا رَأَتْهُ لَيْسَ يَكْشِفُ كُرْبَةً***لَفَتَتْ بِوَجْهِ خَاشِعِ نَحْوَ (الْغَرِي)
ص: 206
59. وَهُنَاكَ نَادَتْ يَا أَبِيْ يَا هَازِمَ الْ***أَحْزَابَ فِي (سَلْعِ) وَوَقْعَةِ (خَيْبَرِ)(1)
يَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ يَا مَوْلَى الْوَرَى***وَبَنُوكَ بَيْنَ مُجَرَّدٍ وَمُجَزّر
61. تِلْكَ الرَّزَايَا لَا عَزَاءَ هَا وَ إِنْ***طَالَ الْبُكَاءُ هَا بِطُوْلِ تَكَدُّرِ
62. حَتَّى يَقُوْمَ لَهَا الْإِمَامُ الْمُجْتَبَى***وَبَقِيَّةُ الْأُمَنَاءِ (نَجْلُ الْعَسْكَرِي) (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف)
63. مَوْلايَ قَدْ مَلأَ الْأَرَاضِي جَوْرَ أَوْ***لادِ النُّغُوْلِ وَأَدْعِيَاءِ الْعُهَهرِ
64. أَمَّا الْمُحِبُّ فَإِنَّهُ فِي مِحْنَةٍ***وَالأَشْقِيَاءُ بِخَفْضِ عَيْشِ أَنْضَرِ
65. طَالَ النَّطَلُعُ يَا بْنَ بِنْتِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَالإِنْتِظَارُ أَشَدُّ مِنْ قَتْلِ حَرِي (2)
66. يَا رَبِّ (بِالْهَادِي النَّبِيِّ ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَآلِهِ بِالْبَيْتِ بِالْمَسْعَى بِحَقِّ الْمِشْعَر (3)
67. يَا خَيْرَ مَسْؤُوْلٍ وَخَيْرَ مُؤَمَّلٍ***يَا خَيْرَ مَقْصُودٍ وَخَيْرَ مُقَدَّرِ
68. عَجِّلْ ظُهُورَ إمَامِنَا وَامْدُدْهُ بِالت***تَأْیِيْدِ وَالْعِزَّ الَّذِي لَمْ يُقْهَر (4)
69. وَاجْعَلْ (سُلَيْمَاناً) أَمَامَ إمَامِهِ***مِنْكَ الْجِنَانَ بِبَذْلِ نَفْسٍ يَشْتَرِي (5)
70. وَالْطُّفْ بِهِ فِي مَنْ لَطَفْتَ مِنَ الْوَرَى***وَاغْفِرْ لَهُ الذَّنْبَ الَّذِي لَمْ يُغْفَر (6)
ص: 207
71. وَلِوَالِدَيْهِ وَسَامِعِيْن لِنَظْمِهَا***وَلِنَاشِدٍ أَبْيَاتِهَا فِي مَحْضَرِ (1)
72. يَا آلَ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)إِنَّ مَنْ يَهْوَاكُمُ***يَهْوَاهُ قَلْبِي رُغْمَ أَنْفِ الْمُزْدَرِي (2)
73. وَأَقُولُ مَنْ نَصَبَ الإلهُ إِمَامَنَا***بِالنَصَّ لا مَا يَدَّعِيْهِ الْمُفْتَرِي
74. وَالَيْكُمُوْهَا مِدْحَةً مَرْثِيَّةً***فَاقَتْ لِذِكْرِكُمُ مَدِيحَ (الْبُحْتُرِي) (3)
75. صَلَّى الإِلهُ عَلَيْكُمُ مَا عَاقَبَتْ***شَمْسُ النَّهَارِ ظَلامَ لَيْلٍ مُكْدِرِ (4)
ص: 208
[13]
وقال يرثي الحسين صلوات اللّه عليه: (1)
[مجزوء الرمل والقافية من المتواتر ]
1. هَاجَ وجُدِي وَزَفِيرِي***(للحُسَيْنِ) ابْنِ الأَمِیرِ
2. لِغَرِيب الدَّارِ فرْداً***لَيْسَ يَلْقَى مِنْ نَصِير (2)
3. لم يجِد بَيْنَ الأَعادي***مِنْ مُعِيْن أَو ظَهیر (3)
4. وَاقِفاً كَاللَّيْثِ كَاللَّيْثِ يَحْمِي***خِدْرَ رَبَّاتِ الخُدُورِ (4)
5. يَتَلَقَّى الشُّوسَ فَرْداً***غيْرَ خَاشٍ أَو ذَعُور (5)
6. فَأَصَابَ القَلْبَ مِنْهُ***سهمُ أَفَّاكٍ كَفُورِ
7. فَهَوَى كَالطَّودِ مُلْقَى***فَوْقَ بَوْغَاءِ الهَجِيْرِ (6)
8. وَغَدَتْ (زَيْنَبُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) تَذْرِي***قَانِيَ الدَّمْعِ الغَزِيرِ (7)
ص: 209
9. وَأَتَتْ عَبْرَى تُنَادِي :***يَا أَخي قَلَّ مُخَيْرِي (1)
10. أَنْتَ فَخْرِي، أَنْتَ ذُخْرِي***أَنْتَ عِزّي وحُبُوْرِي (2)
11. وَمَعَاذِي وَمَلاذِي***وَرَبِيعِي وَنَمِيْری
12. وَرَجَائِي وَبَهَائي***وَضِيَائِي وَسُرُورِي
13. يَا أَخِي أَنْتَ حِمَانَا***منْ مُلِمّاتِ الدهورِ
14. يَا أَخِي مَتْنِي قَدِ اسْوَدَّ***مِنَ ضَرْبِ المُبِيرِ (3)
15. وَابْنُكَ العَانِي أَسِیرٌ***آه للعاني الأسیر
16. مُوْثَقَاً يُسْرَى بِهِ مِنْ***فَوْقِ مَهْزُولِ الْبَعِير
17. لَسْتُ أَنْسَى يَا بْنَ أُمِّي***قَرْعَ هَاتِيكَ التُغُور
18. وَدِمَاءَ قَدْ أُريقَتْ***مَالَهَا مِنْ مُسْتَثِيرِ
19. یا حِمَانَا مَا تَصَوَّر***تُ إِلَى الذُّلِّ مصِيري
20. مَا تَوَهَّمْتُ بِأَنْ نُه***تَكُ مِنْ بَعْدِ الْخُدُوْرِ(4)
21. وَتُنَادِي يَا (رَسُولَ ال***لّهِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) يَا خَيْرَ سَفِيْرِ
22. رَهْطُكَ الأَطْهَارُ فِيْهُم***غَدَرَتْ أَهْلُ الغُرُورِ (5)
ص: 210
23. فالمَوَاضِي وَالغَات***في طُلاهم والنُّحُورِ (1)
24. وَالْعَوَالي وِرْدُهَا أَصْ***بَحَ مِنْ تِلْكَ الصُّدُورِ(2)
25. بَقِيَتْ جَزْراً ثَلاثا***لَمْ تُوسَّد في القُبُور (3)
26. وَابْنُكَ (السِبْطُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) طَرِيْحاً***بَيْنَ هَاتِيكَ الوُعُورِ
27. في فَيَافِي لَمْ تَزُرْهُ***غَيْرُ عُقْبَانِ النُّسور (4)
28. ومُحَيَّاهُ عَلَى الْعَس***سَالِ كَالبَدْرِ المُنير
29. أَذْرِفُ الدَّمْعَ عَلَيْه***أَمْ عَلَى الطَّفْل الصَّغِيرِ
30. أم وُجُوه عَفَّرُوْها***هُيَ تُزْرِي بِالْبُدُوْرِ (5)
31. فَوَ أَمرٍ لَهُمُ قَدْ***دَرَهُ خَيْرُ قَدِیرِ (6)
32. مَا أبادَ الآلَ إِلَّا***منْ تَوَاصَوْا بِالفُجُوْرِ
ص: 211
33. مَعْشَرٌ قَدْ غَدَرُوا بِالْ***عَهْدِ أَيَّام الْغَدِيْرِ (1)
34. فَاسْتَحَلُوا دَمَ (سِبْطٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***سِيْطَ مِنْ دَمَّ (البَشِيرِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)(2)
35. وَاسْتَبَاحُوا مِنْ بَنَاتِ ال***مُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هَتْكَ السُّتُور
36. ثاكِلاتٍ لِلْمُحَامي***فاق دَاتٍ للمُجِير
37. ساغِبَاتِ لاغِبَاتِ***تَشْتَكِي كَرْبَ الْمَسِيرِ (3)
38. نادِبَآتٍ حاسِرَاتٍ***نَاشِرَاتٍ لِلشُعُوْرِ
39. أَیمُوتُ السِّبْطُ ظَامٍ***وَهُوَ تَيَّارُ البُحُورِ؟
40. وَيَبِيْتُ الجِسْمُ مِنْهُ***فَوْقَ هاتيك الصُّخُورِ؟
41. وَ(يَزِيدُ) الرجسُ في ظل***ل قبابٍ وقُصُورِ؟ (4)
42. يَا بَنِي (فَاطِمَةَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) الزَّهْ***رَاءِ يَا خَيْرَ عَشِيْرِ (5)
43. یأَمُلُ العَبْدُ (سُلَيْمَا***نُ بِكُمْ خَيْرَ حُبُوْرِ
ص: 212
44. فَاشْفَعُوا لِي عِنْدَ رَبِّي***في قِيَامي بِالنُّشور(1)
45. فَبِكُمْ أَرْجُو نَجَاتِي***مِنْ لَظَى ذَاتِ السَّعِيرِ (2)
46. وَعَلَيْكُمْ صَلَوَاتُ ال***لّه فِي كُلُّ الدُّهُور (3)
ص: 213
[14]
وقال يرثيه صلوات اللّه عليه :
[من البسيط والقافية من المتواتر ] (1)
1. أَرَاكَ حُمَلْتَ عِبْناً غَيْرَ مَيْسُورِ***مِنَ الْكَآبَةِ قَلْباً غَيْرَ مَسْرُورِ
2. فَهَلْ جَزَعْتَ لِحِيْرَانِ فَقَدْتَهُمُ***قَدْ شَتَتَتْ شَمْلَهُمْ أَيْدِي الْمَقَادِيْرِ ؟
3. أَمْ هَلْ شُجِيْتَ لأَوْطَانٍ مَلاعِبُهَا***خَلَتْ مِنَ الْخَفَاتِ الْخَرَّدِ الحُوْرِ ؟ (2)
4. لا بَلْ شُجِيْتُ لَآبَائِي الَّذِيْنَ غَدَوْا***بِالطَّفِ مَا بَيْنَ مَأْسُوْرٍ وَمَنْحُوْرِ
5. فَكَمْ هِلَالٍ غَدَا بِالتُّرْبِ مُلْتَحِفَاً***قَدْ غَيَّرَتْهُ الْمَوَاضِيْ أَيَّ تَغْیِيْرِ
6. وَكَمْ صَرِيعٍ عَلَى الرَّمْضَا يُقَلِّبُهُ***طَعْنُ الأَسِنَّةِ أَوْ ضَرْبُ الْمَبَاتِيْرِ
7. وَكَمْ قَتيْلٍ نَجِيعُ الطَّعْنِ كَفَّنَهُ***فِيْهَا وَغَسَّلَهُ نَسْجُ الْأَعَاصِيْرِ
8. وَخَائِضٍ غَمَرَاتِ الْمَوْتِ مُقْتَحِمٍ***حَدَّ السُّيُوفِ بِقَلْبٍ غَيْرِ مَدْعُوْرِ
9. فِي مَازَقٍ حُطَّمَتْ فِيهِ الْقَنَا وَبِهِ ال***فَضَاءُ قَدْ ضَاقَ بِالشَّوْسِ الْمَغَاوِيْرِ
10. وَالْمَاضِيَاتُ وَمَيَّادُ الْقَنَا جُمِعَتْ***بَيْنَ الْخَمِيْسَيْنِ فِيهِ جَمْعَ تَكْسِيرِ (3)
11. فَلا حُسَامٌ تَرَاهُ غَيْرَ مُنْثَلِمٍ***وَلا تَرَى سَمْهَرِيّاً غَيْرَ مَطْرُورِ
ص: 214
12. يَا لَلرِّجَالِ لِرُزْءٍ جَلَّ فَادِحُهُ***أَنَاطَ بِالدِّيْنِ كَسْراً غَيْرَ مَجْبُوْرِ
13. يَقْضِي الحُسَيْنُ عَلَى شَاطِي الْفُرَاتِ ظَما***وَالْمَاءُ يَجْرِي مُبَاحاً لِلْخَنَازِيْرِ
14. دَامِي الْوَرِيْدَيْنِ مَقْطُوعَ الْيَدَيْنِ لُقَى***فَوْقَ الصَّعِيدِ ثَلاثاً غَيْرَ مَقْبُوْرِ
15. وَ رَأْسُهُ فَوْقَ رَأْسِ الرُّمْح مُرْتَفِعٌ***وَمِنْهُ أَشْرَقَتِ الآفاق بِالنُّور
16. وَالْعَادِيَاتُ عَلَى الصَّدْرِ الشَّرِيفِ عَدَتْ***عَدَاوَةً بَعْدَ تَضْمِيخَ وَتَعْفِيْرِ
17. اللّه أَكْبَرُ أَبْنَاءُ (النَّبِيِّ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَقَدْ***قَامَتْ قِيَامَتُهُمْ فِي يَوْمِ عَاشُوْرِ
18. تُسْبَى بَنَاتُ رَسُوْلِ اللّه حَاسِرَةً***بَيْنَ الْلِئامِ عَلَى الأَنْضَاءِ فِي الْكُوْرِ
19. وَزَيْنَبٌ بَيْنَهُمْ تَدْعُو وَأَضْلُعُهَا***تُحْنَى عَلَى شُعُلاتٍ ذَاتِ تَسْعِيرِ
20. أَيْنَ (الرَّسُولُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) رَسُولُ اللّه يَنْظُرُنَا***وَأَيْنَ (حَيْدَرُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) جَزَّارُ الْمَغَاوِيْرِ؟
21. أَيْنَ الليُوْثُ حُمَاةُ الدِّيْنِ مِنْ (مُضَرٍ)***وَأَيْنَ مَنْ كَانَ فِيْهِمْ جَبْرَ مَكْسُورِ؟
22. مضَوا فَلَا الْعَدْلُ بَيْنَ النَّاسِ مُنْبَسِطٌ***وَلا لواءُ الهُدَى فِيهِمْ بِمَنْشُور
23. فَيَا بِحَارُ أُنْضُبِيْ حُزْناً لِفَقْدِهِمُ***وَيَا جِبَالُ عَلَى أَرْزَائِهِمْ مُوْرِي
24. يَا آلَ (طَة) وَ(يَاسِيْنِ) وَآلَ (حَوَا***مِيْمٍ) وَآلَ (النَّبَا) وَ(النُّورِ) وَ(الطُّورِ)
25. تَقَبَّلُوْا مِنْ قَرِيحَ الْقَلبِ مَرْثِيَّةً***لا جُهْدَ قَدْرِكُمُ بَلْ جُهْدَ مَقْدُوْرِي
26. يَرْجُو (سُلَيمانكُمْ) فِيهَا النَّجَاةَ مِنَ ال***عَذَابِ إِذْ حُبُّكُمْ لِلْحَشْرِ مَذْخُوْرِي
27. صَلَّى الإِلهُ عَلَيْكُمْ مَا بَدَا قَمَرٌ***وَمُزَّقَ الْغَسَقُ الْمُجْتَاحُ بِالنُّورِ
ص: 215
[15]
وقال يرثيه صلوات اللّه وسلامه عليه: (1)
[ من الكامل والقافية من المتدارك ]
1. لَمْ يَشْجُنِي ذِكْرُ الْمُحَصَّبِ وَالْغَضَى***وَزَمَانُ عَصْرِ شَبِيبَةٍ مِنْيْ مَضَى (2)
2. كَلّا وَلا إِلْفٌ نَأَى عَنْ دَارِهِ***وَفِرَاقُهُ لِعَظَائِمِ الْوَجْدِ اقْتَضَى
3. لَكِنْ شَجَانِيْ مَنْ نَعَتْهُ (فَاطِمٌ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***فَبَكَاهُ (أَحْمَدُ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(الوَصِيُّ المُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)(3)
4. لا حُكْمَ إِلَّا عَنْهُمُ أَوْ مِنْهُمُ***فَمَنْ الَّذي في حُكْمِ قَتْلِهُمُ قَضَى؟
5. أأَبُوهُ يَسْقِي النَّاسَ فِي يَوْمِ الظَّمَا***وَسَلِيْلُهُ فِي الطَّفِّ مِنْ ظَمَا قَضَى ؟(4)
6. لا يَشْمُتُ الطُّلَقَاءُ فِيْهِ فَإِنَّهُ***أَسَدُ الشَّرَى وَالخُنْفُ مِنْ صَرْفِ القَضَا(5)
7. لَوْلاهُ مَا ظَفْرَتْ عُلُوجُ (أُمَيَّةٍ)***لَكِنْ قَضَاءُ اللّه وَالْعُمْرُ انْقَضَى
8. ضَاعَتْ وَصَايَا (الْمُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فِي آلِهِ***في نَقْضِ عَهْدِ مِنْهُمُ لَمْ يُنْقَضَا
9. يَا بَاسِلاً إِنْ صَالَ فِي يَوْمِ الْوَغَى***تَهَبَ النُّفُوْسَ وَضَاقَ بِالشُّوْسِ الفَضَا(6)
ص: 216
10. قَدْ رَاسَلُوْهُ وَلَمْ يَكُنْ بِمَجِيْنئهِ***لهُمُ بِغَيْرِ هُدَاهُمُ مُتَعَرِّضَا
11. وَلَقَدْ أَتَاهُمْ وَاثِقاً بِعُهُوْدِهِمْ***يَدْعُو إِلَى دِينِ الإِلَهِ مُحَرِّضَا (1)
12. فَسَقُوهُ مِنْ جُرَعِ الحُتُوفِ أَمَرِّهَا***وَمَضَوا بأقح شُرْعَةٍ لَنْ تُرْتَضَى(2)
13. یَا ضَيْعَةَ الإِسْلامِ بَلْ يَا ذُلَّهُ***أَمْسَى بِقَتْلِ سَلِيْلِ (أَحَمدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُدْحَضَا(3)
14. لَمُ (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)عَلَى رِمَاحِ (أُمَيَّةٍ)***وَبَنَاتُهُ تُسْبَى عَلَى قَتَبٍ نَضَا (4)
15. وَبَنُوْهُ بَيْنَ مُرَمَّلٍ وَمُزَّمَلٍ***وَمُكَبَّلٍ أَضْحَى يُقَادُ مُمَرَّضَا (5)
16. لهفاً (لِزَيْنِ الْعَابِدِينَ) بِأَسْرِهِ***مُسْتَعْطِفَاً رِجْساً عَدُوّاً مُبْغِضَا
17. فَيُزَادُ ضَرْباً بِالسَّيَاطِ كَأَنَّهُ***طَلَبَ الْمُحَالَ، وَوِدُّهُ لَنْ يُفْرَضَا (6)
ص: 217
18. فَيَقُولُ يَا شَرَّ الأَنَامِ أَنَا ابْنُ مَنْ***بِيَدَيهِ تَقْسِيْمُ الْجَنَانِ مَعَ الْلَظى (1)
19. يَا قَوْمُ هَلْ بِقِتَالِنَا وَبِسَبْيِنَا***اللّه أَمْ لِرَسُوْلِهِ جَدِّيْ رِضَا؟ (2)
20. أَوَ مَا سَمِعْتُمْ مِنْهُ إِنَّا بَعْدَهُ***حُجَجُ الإلهِ نُبِيْنُ مَا قَدْ أُغْمِضَا (3)
21. لَهفِي لِبَدْرِ عُلاثَوَى فِي (كَرْبَلا)***وَلِصَدْرِ عِلْمٍ بِالسَّنَابُكِ رُضضَا
22. لَهفِي لِرَأْسِ الدِّينِ مِنْ فَوْقِ الْقَنَا***يَتْلُو الْكِتَابَ كَأَنَّهُ قَمَرٌ أَضَا
23. لهفِيْ عَلَى (سِبْطِ النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)مُرَمَّلاً***أَمَرَ (ابْنُ سَعْدٍ) خَيْلَهُ أَنْ تَرْكُضَا (4)
24. لهفَي عَلَى دَمِ مُهْجَةِ (الْهَادِي)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) غَدَا***بِظُبَي العُلُوجِ بِكَرْبَلاءَ مُفَيَّضَا(5)
25. لهفی لجسم هُدَىً تَغَسَّلَ بِالدِّمَا***وَعَنِ التَّكْفَنِ بِالرِّمَالِ تَعَوَّضَا
26. لَهفِيْ وَقَدْ فَاضَتْ دِمَاءُ فَتَى لَهُ***رَبُّ الْخَلائِقِ فِي الْخَلائِقِ فَوَّضَا(6)
ص: 218
27. لَهْفِيْ لَهُ وَعَلَيْهِ كَلْبٌ رَابِضٌ***وَعَلَى سِوَى صَدْرِ الهُدَى لَنْ يَرْبُضَا
28. لَهْفِيْ لِبَحْرٍ عَاطِشٍ مِنْ نَحْرِهِ***يَسْقِي الْلَئيْمُ سِنَانَهُ وَالأَبْيَضَا (1)
29. لَهْفِيْ لَمجْرُوْحٍ يُعَالِجُ لَمْ يَجِدْ***بَيْنَ العِدَا رَيّاً لَهُ حَتَّى قَضَى (2)
30. لَهْفِيْ لمحْزُوْزِ الْوَرِيدِ عَلَى ظَمَا***شِلُوا وَقَدْ أَوْدَى بِهِ صَرْفُ الْقَضَا
31. لَهْفِيْ لمِنْ بَكَتِ السَّمَاءُ لأَجْلِهِ***فِي يَوْمِ عَاشُوْرَا دَماً مُتَمَحِّضَا
32. لهَفِيْ عَلَى ظَعْنِ النَّبِيِّ أَنَاخَهُ***فِي (كَرْبَلا) وَ إلى (يَزِيد) قَوَّضَا(3)
33. لهَفِيْ عَلَى نِسْوَانِهِ وَبَنَاتِهِ***قَرْحَى الْجُفُونِ عُيُونُهَا لَنْ تَغْمُضَا
34. لَهفِيْ لهُنَّ يَبتْنَ مِنْ عُظْمِ الأَسَى***وَقُلُوبُهَا تُطْوَى عَلَى جَمْرِ الْغَضَا
35. لَهْفِيْ (لِزَيْنَبَ) إِذْ تَقُوْلُ وَقَلْبُهَا***مِنْ فَرْطِ لَوْعَتِهَا تَأْجُ بِهِ لَظَى : (4)
36. أأُخَيَّ مَا لِيَ بَعْدَ وَصْلِكَ كُلَّمَا***أَشْكُو إِلَيْكَ أَرَاكَ عَنِّي مُعْرِضَا؟(5)
37. أَأُخَيَّ كَيْفَ تَرَكْتنَا فِي ذُلَّةٍ***حَتَّى كَأَنَّ وِدَادَنَا لَنْ يُفْرَضَا ؟ (6)
ص: 219
38. أأُخَيَّ مَا لَكَ لا تَغِيْثُ كَأَنَّمَا***حَالي عَلَيْكَ وَقُصَّتي لَنْ تُعْرَضَا؟
39. أأَخَيَّ إِنَّ الْقُرَبَ مِنْ خَيْرِ الْوَرَى***لِقِتَالِنَا وَجَمْعِ مَا نِلْنَا اقْتَضَى
40. أأُخَيَّ لَمْ يَرْعُوا بِنَا يُتماً وَلا***صُغراً وَلا ثُكلاً وَلا مَنْ أَمْرِضَا (1)
41. أأُخَيَّ فَانْظُرْنَا نُسَاقُ بِذِلَّةٍ***لا رَاحِما نَلْقَى وَلَا مُتَرَيَّضا
42. أأُخَيَّ قَدْ أَضْحَى فُؤَادِي بَيْنَ أَط***فَالِي وَبَيْنَكَ أَسْهماً مُتَبَعْضًا (2)
43. يَا فَارِساً تَخْشَى الأُسُوْدُ لِقَاءَهُ***إِنْ سَلَّ صَارِمَهُ الْمُهَنَّدَ وَانْتَضَى (3)
44. لَوْ كُنْتَ تَنْظُرُ يَا بْنَ أُمِّي يَوْمَ قَدْ***أَمَرَ (ابْنُ سَعْدِ) أَنْ نُسَاقَ وَنُعْرَضَا (4)
45. ظُلْماً عَلَى نَغْلِ الدَّعِي (يَزِيدَ) فَاسْ***تَحْلَى العِرَاضَ لَهُ وَأَنْشَدَ مُعْرِضَا(5)
46. فُزْنَا بِقَتْلِ (ابْنِ الرَّسُولِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***وأَخَذْتُ ثَارَاتِ الْجُدُوْدِ وَمَا مَضَى (6)
47. فَعَلَيْهِ مِنْ لَعْن الإلَهِ أَشُدُّهُ***وَمَنْ اقْتَفَى مِنْهَاجَهُ وَمَنْ ارْتَضَى
48. يَا آلَ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَنْ مَشَى بِطَرِيْقِكُمْ***عَمْرِي لَقَدْ سَلَكَ الْطَرِيقَ الأَبْيَضَا (7)
ص: 220
49. إِنَّ الذُّنُوبَ تَفَايَضَتْ وَأَرَى لَكُمْ***حُكْما لَدَى يَوْمِ الْخِصَامِ مُفَوَّضَا (1)
50. فَلِذَا (سُلَيمانُ) لَكُمْ قَدْ حَالَفَ الَ***أَمَلَ ابْتِهَالاً وَالوِدَادَ مُمحْضَا (2)
51. لا مُقْرِضاً فِي مَدْحِكُمْ كَلَّا وَلا***أَمْسَى بِنَظْمِ مَدِيحْكُمْ مُسْتَقْرِضَا(3)
52. صلى الإله عَلَيْكُمُ يَا سَادَتي***مَا لَاحَ نَجْمٌ فِي السَّماءِ وَمَا أَضَا
ص: 221
[16]
وقال يرثيه صلوات اللّه عليه : (1)
[ من الكامل والقافية من المتدارك ]
1. كَمْ ذَا تَحِنُّ عَلَى دُرُوْسِ الْأَرْبُعِ***وَتَئْنُ مِنْ فَقْدِ الخَلِيْطِ الأَبْرَعِ (2)
2. وَتُرِي الْعَوَاذِلَ أَنَّ قَلْبَكَ لَمْ يَهِمْ***وَنُحُوْلُ جِسْمِكَ مُبْطِلٌ مَا تَدَّعِي
3. تُخْفِي عَنِ الْعُذَالِ لَوْعَةَ مُغْرَمِ***وَالْعَيْنُ تُظْهِرُهَا بِفَيْضِ الْأَدْمُعِ
4. لي بَيْنَ بَيْنِهُمْ وَبَيْنَ وِدَاعِهِمْ***قَلْبُ الْيَوْوْسِ وَنَظْرَةٌ فِي مَطْمَعِ (3)
5. أَنَّى تَقِرُّ وَلَمْ يَزُورُوْا يَقْظَةً***عَيْنِي وَلَا فِي الطَّيفِ إِذْ لَمْ تَهْجَعِ
6. قَسَماً بِتِهْيَامِي بِيَوْمِ وَدَاعِهِمْ***إِنِّي لِغَيْرِ فِرَاقِهِمْ لَمْ أَجْزَعِ
7. إِلَّا لَا أَبْكَى (النَّبِيَّ) وَ(حَيْدَراً)***يَا نَفْسُ جُوْدِي بِالْعَزَا وَتَوَجَّعِي
8. وَاسْتَعْمِلِي جَزَعاً وَطُوْلَ تَلَهُفٍ***وَأَسَىً عَلَى نَجْلِ الْبَطِيْنِ الأَنْزَع
9. وَنِسَائِهِ وَبَنِي أَبِيْهِ وَصَحْبِهِ***وَبَنِيْهِ مِنْ كَهْلٍ وَطِفْلٍ مُرْضَعِ
10. صُبَّتْ عَلَيْهِمْ فِي الطُّفُوْفِ مَصَائِبٌ***بِسِوَى ذَهَابِ نُفُوسِهِمْ لَمْ تَقْلَعِ
ص: 222
11. وَتَجَرَّعُوا غُصَصَ الْكُرُوبِ بِكَرْبَلا***وَبِغَيْرِ سَفْكِ دِمَائِهِمْ لَمْ تُجْرَعِ (1)
12. قَطَعُوا طَرِيقَ الخَلْفِ يَوْمَ زَالهِمْ***وَبِغَير قطع رقابهِمْ لَمْ تُقطَعِ
13. رَفَعُوا بِرَفْعِ رُؤُوسِهِمْ ديْنَ الْهُدَى***وَبِغَيْرِ رَفْعِ رُؤُوسِهِمْ لَمْ يُرْفَعِ
14. بَاعَتْهُمُ أَرْضُ الطُّفُوفِ حُتُوفَهَا***وَبِغَيْرِ رَهْنِ جُسُوْمِهِمْ لَمْ تَقْنَعِ
15. يَا (كَرْبَلا) كَمْ لِي بِيَوْمِكِ لَوْعَةٍ***حَطَبَتْ لِوَقْدِ زَفِيرِ قَلْبِي أَضْلُعِي
16. للّهِ كَمْ لِي فِي عِرَاصِكِ وَقْفَةٍ***حَكَمَتْ عَلَى عَيْنِي بِفَيْضِ الْأَدْمُعِ (2)
17. كَمْ مُهْجَةٍ لِ(مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سُفِكَتْ بِهَا***فَوْقَ الْوِهَادِ وَفَوْقَ تِلْكَ الأَجْرُعِ (3)
18. وَلَكُمْ بِهَا (لِلْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ) كَبِدِ جَرَتْ***مَسْفُوْحَةٍ عِوَضَ الدُّمُوعِ الهُمَّع (4)
19. كَمْ مِنْ فُؤَادِ (لِلْبَتُولِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بِهَا غَدًا***شُعَباً وَقَلْبٍ بَيْنَهُنَّ مُوَزِّعِ
20. كَمْ حُرْمَةٍ لِلْدِيْنِ قَدْ هُتِكَتْ بِهَا***مِنْ فَوْقِ أَعْجَفَ أَدْبَرٍ أَوْ أَضْلَع(5)
ص: 223
21. كَمْ طَوْدِ عِزْ قَدْ هَوَى وَلَقَدْ وَهَيْ***بِهَوِّیهِ قَلْبُ الإِمَامِ الأَصْلَعِ (1)
22. كمْ عَيبةٍ لِلْعِلْم فيها رُضِّعَتْ***بِسَنابك مِنْ وَطء خَيْلِ الوضع(2)
23. كَمْ بَحْرِ جُوْدِ فُجِّرَتْ مِنْهُ الدِّمَا***فَجَرَتْ بِضَرْبَةِ فَاجِرٍ أَوْ مُبْدِعِ
24. كَمْ مِنْ جَلِيْلِ بِالْرِّمَالِ مُجَلَّلٍ***وَلَكَمْ نَبِيْلِ بِالنِّبَالِ مُدَرَّعِ
25. بِأَبِي الْبُدُورُ الزَّاهِرَاتُ تَغَیَّبتْ***بِالتُرْبِ وَا أَسَفاً لما لم تطلع(3)
26. بِأَبِي الْبُحُوْرُ الزَّاخِرَاتُ تَغَوَّرَتْ***بِأَبِي سَحَائِبُ رَحْمَةٍ لَمْ تَقْلَعِ
27. بأبي النُحُورُ السَّامِيَاتُ تَخَضَبَت***بدمَائِهَا فَوْقَ الْلِدَانِ الشرع (4)
28. بِأَي الثغُورُ الْباسِمَاتُ عَلى القَنا***إِنْ أُنزِلَتْ عَنْهَا بِعُودِ تُقْرَعِ (5)
29. بِأَبِي الرُّؤُوسُ الْمُكْرَمَاتُ كَأَنَّهَا***شُهُبٌ مَتَى تَسْرِ الرَّكَائِبُ تُرْفَعِ (6)
30. بِأَبِي النُّفُوْسُ الزَّاكِيَاتُ تَخَرَّمَتْ***ظُلْماً بَأَيْدِي الْفَاجِرِيْنَ الْوُضَعِ (7)
31. بِأَبِيْ طَرِيْحٌ بِالطُّفُوفِ مُجَدَّلٌ***وَا لهفَتَا لِصَرِيعِ ذَاكَ الْمَصْرَعِ
ص: 224
32. ظَعْنُ النَّبِيِّ سَرَى بِأَعْظَمِ مِحْنَةٍ***مَا بَيْنَ أَرْوَعِ فَاقِدٍ وَمُرَوَّعِ
33. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِيْنَ مَعَ الْعِدَا***كَرِها عَلَى حُسْرِ النِّيَاقِ الظُّلَعِ
34. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِيْنَ بِرَغْمِهِمْ***عَنْ خَيْرِ أَشلاءٍ بِقَاعٍ بَلْقَعِ
35. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِيْنَ نَوَادِباً***مَا بَيْنَ ثَاكِلِ كَافِلِ وَمُضَيَّعِ
36. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِينَ عَلَى الطَّوَى***بِالأَمْرِ بَيْنَ مُفَجِّعٍ وَمُوَجع(1)
37. وَالهَفَتَا لِلظَّاعِنِيْنَ جَوَازِعاً***أَسْرَى فَلَهُمَا لِلأَسَارَى الجُزَّع
38. نَادَيْتُهُمْ وَالْعَيْنُ يَسْفَحُ مَاؤُهَا***وَالْقَلْبُ بَيْنَ تَفَجُعِ وَتَوَجُعِ
39. يَا ضَعْنَ آلِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)هَلْ جَدُّكُمْ***فِيْكُمْ فَيَرْفِقَ بِالأَسارَى الْخُضَّعِ؟
40. يَا ضَعْنَ آلِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هَلْ فِيْكُمُ الز***زَاكِيْ فَيُحْسِنُ بِالْيَتَامَى الْجُوَّعِ؟
41. يَا ضَعْنَ آلِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) هَلْ (فَاطِمٌ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***فِيكُمْ فَتَلْطُفَ بِالأَيَامَى الخُشَّعِ (2)؟
42. بِاللهِ يَا حَادِي السُّرَى رِفْقاً بِهَا***مَهْلاً بِغَيْرِ تَرَوُّعِ وَتَقَنَّع(3)
43. يُسْرَى بِرَبَّاتِ الْخُدُورِ حَوَاسِراً***فَوْقَ الْمَطِيُّ، وَمَا لَهَا مِنْ بُرْقُعِ
44. فَالْعَيْنُ عَنْ لَحَظِ الْعِيُونِ تَسَتَرَتْ***إِذْ لَمْ يَكُنْ سِتْرٌ لَهَا بِالأَذْرُع
ص: 225
45. إنَّ الْبُدُوْرَ ذَوَى الخُدُودَ نَضِيْرُهَا (1)***وَخُدُ النِّيَاقِ مِنَ السَّيَاقِ المُفْضِعِ
46. هَلْ بَعْدَ أَيْدِي سَبَا(2) وَسَبي نِسَائِهِمْ***أَبْقِي بَقِيَّة ذَاخِرٍ مِنْ أَدْمع ؟
47.يَا خَيْرَ قَتلي بالطُّفُوفِ تَخَرَّمُوا***سَلَبُوا الرقادَ مِنَ الجفُون الهُمَّعِ(3)
48. وَاحَسْرَنَا لِفِرَاقِهِمْ، كَمْ أَوْحَشُوا***مِنْ مَرْبَعٍ، كَمْ أَجْدَبُوا مِنْ أَربع (4)
49. أَمِنَ الْمَنَابِرِ لِلْمَقَابِرِ حَطَّهَا***صَرْفُ الزَّمَانِ، فَيَا قُلُوْبُ تَقَطَّعِي
50. مَنْ لِلسُّيُوفِ وَلِلْحُتُوفِ وَلِلضُّیوُ***فِ وَلِلْمَخُوْفِ الْمُشْفِقِ الْمُتَرَوِّع(5) ؟
51. فَسَلِ السَّمَاءَ لَمنْ بَكَتْ بِدِمَائِهَا***وَسَلِ الْكِتَابَ عَنِ السُّجُودِ الرُّكَّعِ (6)
52. ذُبِحُوْا عَلَى ظَمَا بِشَاطِيْ نَيْنَوَى***وَالْمَاءُ بَيْنَ تَدَفُّقِ وَتَدَفُّع
ص: 226
53. قُتِلُوا ظِمَاءَ بِالْعَرَاءِ عَلَى الثَّرَى***بِحَرُورِ مَهْمَهَةٍ وَقَاعٍ بَلْقَعِ (1)
54. تَجْرِي عَلَيْهَا الْعَادِيَاتُ عَدَاوَةٌ***بِرُبُوْعِهَا تَطَأُ الضُّلُوْعَ بِأَرْبَعِ(2)
55. قُلْ لِلْعُفَاةِ الْمُنتَحِيْنَ دِيَارَهُم***خَلَتِ الرُّبُوعُ مِنَ الرَّبِيعِ الْمُمْرِعِ
56. وَا حَسْرَنَاهُ لِعُصْبَةٍ عَلَوِيَّةٍ***عَهْدُ (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)بِهَا وَ(حَيْدَر) مَا رُعِي (3)
57. مَاذَا رَأَتْ يَوْمَ (الطُّفُوْفِ) وَقَبْلَهُ***أَوْ بَعْدَهُ مِنْ كُلِّ خَطْبٍ أَفْظَعِ
58. مِنْ عُصْبَةٍ جَحَدَتْ حُقُوْقَ نَبِيِّهَا***لِرِضَى (يَزِيدَ) الرِّجْسَ أَقْبَحَ مَنْ دُعِي
59. وَاطُوْلَ نَدْيِّ لِلْقَتِيلِ (بِكَرْبَلا)***وَاعُظْمَ كَرْبِي لِلْعَلِيْلِ المُفْجِع (4)
60. هُمْ أَوْرَثُوْا قَلْبِيْ ضَرَامَ الْوَجْدِ أَنْ***أَتَنَفَّسَ الصُّعَدَا عَلَيْهِمْ يَلْذَعِ
61. يَا جَدُّ مَا واللّه يُبْرِدُ غُلَّتِيْ***نَظْمُ الْقَرِيْضِ وَلَا نِثَارُ الْأَدْمُعِ
62. يَا آلَ بِيْتِ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَا مَنْ بِهِمْ***عِنْدَ الإِلَهِ تَوَسُّلِي وَتَضَرُّعِي
63. جُبِلَ الْفُؤَادُ عَلَى حَقِيْقَةِ وِدَّكُمْ***وَعَلَى سِوَاهُ وَحَقِّكُمْ لَمْ يُطْبَعِ (5)
ص: 227
64. مَا لِي سِوَاهُ وَقَدْ رَأَيْتُ بِغَيْرِهِ***عَمَلَ الخَلائِقِ صَالِحاً لَمْ يَنْفَعِ
65. وَأَنَا الَّذِي عَنْ غَیِّهِ یَا سَادَتَي***أَبَداً وَحُسْنِ ودَادِكُمْ لَمْ يَقْلَعِ
66. يَرْجُو (سُلَمیانُ) لَدَى يَوْمِ الْجُزَا***مِنْكُمْ شَفَاعَةَ شَافِعِ مُتَشَفِّعِ (1)
67. صَلَّى الإِلهُ عَلَيْكُمُ مَا مَزَّقَتْ***شَمْسُ النَّهَارِ قَمِيصَ لَيْلٍ أَدْرَعِ (2)
ص: 228
[17]
وله طاب مثواه في ذكر الأمير ورثاء الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ): (1)
[من الكامل والقافية من المتواتر ]
1. مَا بَيْنَ أَطْلَالٍ عَفَتْ وَرُبُوْعِ***حُلَّتْ عُرَى صَبْرِي وَبَانَ هُجُوعِي (2)
2. مَهْمَا تُغَادِيهَا الْغَوَادِيَ لَمْ تَكُنْ***تُسْقَى وَلا تُشْفَى بِغَيْرِ دُمُوعِي (3)
3. وَلَقَدْ وَقَفْتُ بِهَا وَلِيْ فِي رَبْعِهَا***قَلْبُ الْمَخُوْفِ وَنَاظِرُ الْمَفْجُوع
4. فَمَتَى أَرَاهَا يَوْمَ وَقْفَتِنَا وَقَدْ***شُغِلَ الْفُؤَادُ بِهَا عَنِ التَّوْدِيعِ ؟ (4)
5. فَاعْجَبْ لَهَا نَفَثَاتُ قَلْبِ وَالِهِ***أَوْرَتْ لِمَنْ بَيْنَ الضُّلُوعِ ضُلوعي
6. لِتَذَكَّرِي أَيَّامَ كُنَّا جِيْرَةً***وَرُبُوْعُهَا تَزْهُوْ بِزَهْرِ رَبِيعِ (5)
7. وَالْبَيْنُ يَرْمُقُنَا بِمُقْلَةِ خَائِفٍ***مِنَّا لِقُصْرِ ذِرَاعِهِ الْمَقْطُوْعِ (6)
ص: 229
8. أَمَنَازِلَ الأَحْبَابِ، لَمْ يُبْقِ الْجَوَى***فِي وَقْفَتِي غَيْرَ الْجَوِي الْمَلْذُوع (1)
9. أَأَحِبَّتِي بَرَحَ الخفا ما في الجفا***وَأَمِي أَسَا لِمُتَیِّم مَوْجُوع(2)
10. قَدْ طَالَ فِي هَذِي الطُّلُوْلِ تَلَهُفِي***وَالْوَجْدُ لا يُبْدِي فُؤَادَ مَرُوْعِ
11. أَيَّامَ أَحْبَابِي أَلا هَلْ عَوْدَةٌ***أَدْعُوْ وَلَيْسَ بِهَا الزَّمَانُ مُطِيعِي
12. يَا طَالَهَا طَالُوا بِهَا وَتَطَوَّلُوا***لِدِفَاعِ خِيفَةً غَاشِمٍ أَوْ جُوع (3)
13. تَثْنِي فَتَبْكِي المَجْدَ بَوْنَ أَسَى عَلَى***أَصْلٍ زکَا مِنْهَا وَطِيبٍ فُرُوعِ (4)
14. مَا تَنْقَضِي لِي حَسْرَةٌ بِدِيَارِهِمْ***فِي الرَّكْبِ إِلا آذَنَت بِرُجُوعِ
15. يَا حَادِيَ الْرَّكْبِ الْمُرَنَّحِ جِيْدَهَا***فَتَخَالَهَا حَدْبَا هَوَتْ لِقِرُوعِ (5)
ص: 230
16. تَرْتَاحُ كَالنَّشْوَانِ مِنْ كَرْبِ السُّرَى***حَتَّى تَسَاوَى ضَالِعُ بِضِلَيع (1)
17. عُجْ بِي عَلَى تِلْكَ الْدِيَارِ فَإِنَّهَا***حَسَرَاتُ قَلْبِ بَالنَّوَى مَفْجُوْعِ
18. يَأْبَى الإلَهُ بِأَنْ يَرَى قَلْبِي لَهَا***وَمَكَارِمُ الأَخْلاقِ غَيْرَ جَزُوع
19. شُهُبُ الهُدَى بَزَغَتْ بِلَيْلِ ضَلَالِهَا***فَجَلَتْ دَيَاجِي ظُلْمٍ كُلِّ وَضِيْع (2)
20. كَمْ زَاحَمَتْهَا (تَيْمُهَا) وَ(عَدِيُّهَا)***يَا لَلرِّجَالِ لِوَهْمِهَا الْمَشْنُوع (3)
21. هذي الخلاقَةُ بَيْنَهُمْ مَظْلُومَةٌ***مَا بَيْنَ مَفْضُول إلى مَصْفُوع
22. عَدَلَتْ عَتيْقاً (بِالْوَصِيَّ الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***قُبْحاً لَهَا مِنْ تَابِعٍ مَتْبُوْعِ (4)
23. كَمْ دَافَعَ الأَهْوَالَ دُونَ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَاحَسْرَتَاهُ لِدَافِعٍ مَدْفُوْعِ (5)
24. في أَيِّ مَكْرُمَةٍ وَأَيَّ فَضِيلَةٍ***تَسْمُو إِلَيْهِ بِسَاعِدِ مَقْطُوْعِ (6)
25. قَدْ بَدَّلَتْ حُكْمَ الإِلَهِ وَأَمْرَهُ***بِزَخَارِفِ الأَقْوَالِ وَالنَّصْنِيعِ
26. وَزَوَتْ (عَلِيّاً) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ(الْبَتُولَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) بِغَيِّهَا***وَتَغَيَّرَ الْمَشْرُوعُ بِالتَّشْرِيْعِ
ص: 231
27. يَا رَبِّ فَاشْهَدْ إِنَّنِي مُتَبَرِّئُ***مِنْ أُمَّةِ التَبْدِيْلِ وَالتَّصْنِيع (1)
28. آذَتْ (رَسُولَ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) في أَرْحَامِهِ***وَبَنيْهِ ثُمَّ بِدِيْنِهِ الْمَشْرُوعِ
29. فَأُصيْبَ فِي يَوْمِ السَّقِيفَةِ سِبْطُهُ***فِي حَادِثِ يَوْمَ (الظُّفُوْفِ) شَنِیعِ (2)
30. بِأَبِي قَيتِلٌ في الطُّفُوفِ مُجَلبَبَاً***ثَوْبَيْنِ، ثَوْبَ بِلَى وَتَوْبَ تَجَمْعِ
31. بِأَبي الَّذِي يَلْقَى النَّبَالَ بِلُبَّةٍ***حَسْرَى مُعَطَّشَةٍ بِغَيْرِ دُرُوعِ
32. بِأَبِي الذي تَطَأ العدَا أَشْلاءه***وَتَدُوْسُ مِنْهُ الجردُ أَيَّ ضُلُوْعِ (3)
33. بِأَبِي بُنَيَّاتُ (البَتُولِ) وجُوْهُهَا***مَخضُوبَةً مِنْ نَحْرِهِ الْمَقْطُوعِ
34. بِأَبِيْ كَرِيْمَاتُ (الرَّسُوْلِ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) شَوَاكِياً***أَحْزَانَهُنَّ لِرَأْسِهِ الْمَرْفُوعِ
35. بأَبي الَّذِي تَعْلُو السَّنَابُكُ شِلْوَهُ***وَالهَفَتَاهُ لِعَاطِشٍ مَصْرُوْعِ
36. وَالهَفَتَا لِنِسَائِهِ وَلِصَحْبِهِ***مَا بَيْنَ كَهْلِ ضَارِعٍ وَرَضِيْعِ(4)
37. وَالهَفَتَاهُ وَطُوْلَ حُزْنٍ دَائِم***وَتَحَسُّرِ لِمُكَبَّلٍ مَفْجُوْعِ
38. وَالهَفَتَاهُ لَنْ أَتَى بِرَضِيْعِهِ***بِالْحَتْفِ مِنْ سَهْمِ الرَّدَى مَرْضُوعِ (5)
39. والهفتَاهُ لَنْ بَقِي شِلُوا بِلا***غُسْل وَلا كَفَن وَلا تَشیيع (6)
ص: 232
40. أَفْدِي وَحِيْداً قَدْ غَدَتْ فِتْيَانُهُ***فِي الطَّفِّ بَيْنَ مُجَدَّلٍ وَصَرِيع
41. يَا مِزْهَرَ الأَسْحَارِ فِي أَوْرَادِهِ***فِيْهَا وَطُوْلِ تَهَجُدِ وَرُكُوْع (1)
42. لا زِلْتُ يَا بْنَ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَبْكِيكَ عَنْ***وَجْدِ بِفَيْضِ مَدَامِعِي مَشْفُوعِ
43. آذَتْ عَدِيٌّ بِالأَصَالَةِ (أَحْمَداً)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَبَنِيْهِ وَالأَنْبَاعِ بِالتَفْرِيعِ (2)
44. لَمْ تَرْعَ رَبِّاً لا وَلا ديناً ولا ال***إسْلامُ فِيْهِمْ وَالْهِدَايَةُ رُوْعِي
45. لَكِنَّ حُبَّ (اللاتِ) حَشْوُ حَشَاهِمُ***لِلْمَوْتِ حَاشَاهُمْ مِنَ الْمَشْرُوعِ (3)
46. يَكْفِيكَ ظُلْمُ (الْمُرْتَضَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ) مِنْ فِعْلِهِمْ***فَضْلاً عَنِ التَّبْدِيلِ وَالتَّقْطِيعِ
47. يَا طَالِبَ الإِرْشَادِ رُشْدُكَ بُغْضُهُمْ***حَاشَا عَدُوَّهُمُ مِنَ التَضْییعِ
48. حَسْبِي بَأَنِّي لَمْ أَكُنْ مُتَبَرِّءاً***إِلَّا وَ(أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فِي الْمَعَادِ شَفِيعِي
49. يَا سَادَتِي إِنِّي ادَّخَرْتُ وِدَادَكُمْ***فَإِلَيْكُمُ بَعْدَ الإِلَهِ رُجُوْعِي
50. وَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنَّ أَجْرَ وِدَادِكُمْ***يَأْتِي إِلَيَّ غَداً وَلَيْسَ مُضِيعِي (4)
51. نَاهِيْكَ مِنْ أَجْرِ (سُلَيْمَانُ) بِهِ***مَا بَيْنَ رَوْضٍ زَاهِرٍ وَرَبِيعِ
ص: 233
[18]
وقال مشطراً قصيدة الشيخ رجب البرسي(1) في مدح الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (2)
[من الطويل والقافية من المتدارك ]
1. (هُمُ الْقَوْمُ آثَارُ النُّبُوَّةِ فِيْهِمُ)***مُوَضَّحَةً أَعْلامُهَا تَتَشَعْشَعُ (3)
2. وَأَنْوَارُ سِرِّ اللّه في جَبَهَاتِهِمْ(4)***(تَلُوْحُ وَأَنْوَارُ الإِمَامَةِ تَلْمَعُ)
3. (مَهَابِطُ وَحْيِ اللّه خُزَانُ عِلْمِهِ)***بِأَرْبُعِهِمْ لِلْذِّكْرِ عَيٌّ وَأَرْبَعُ
4. لَدَيْهِمْ عِلُوْمُ الأَنْبِيَاءِ بِأَسْرِهَا***(وَعِنْدَهُمُ سِرُّ المُهَيْمِنِ مُوَدَعُ)
5. (إِذَا جَلَسُوا لِلْحُكُم فَالْكُلُّ أَبْكَمْ)***وَلَمْ يَدْرِكُوْا مَا حَقَّقُوْهُ وَأَبْدَعُوْا
6. وَإِنْ أَمَرُوْا فَالْكَائِنَاتُ بِطَوْعِهِمْ(5)***(وَإِنْ نَطَقُوْا فَالدَّهْرُ أُذُنٌ وَمَسْمَعُ)
7. (وإنْ ذُكِرُوا فَالْكَوْنُ نَةٌ وَمَنْدَلٌ(6))***وَإِنْ ذَكَرُوا فَاللَّهُ عَوْنٌ وَمَسْمَعُ
ص: 234
8. وإِنْ سَكَنُوا أَرْضاً فَشَافِي تُرابِهَا***(لَهُ أَرَجُ مِنْ طِيْبِهِمْ يَتَضَوَّعُ)(1)
9. (وإِنْ بَارَزُوا فَالدَّهْرُ يَخْفِقُ قَلْبُهُ)***وَإِنْ غَضَبُوا فَالْمُوْتُ لِلأَمْرِ طَيِّعُ (2)
10. وإِنْ حَمَلُوا لَمْ تَحْمِلُ الشُّمُ بَأْسَهُمْ***(لِسَطْوَتِهِمْ وَالأُسْدُ فِي الْغَابِ تُفْزَعُ)
11. (وَإِن ذُكِرَ المَعْرُوفُ والجُودُ في الوَرَى)***فَفِيهم يَلُوحُ الجُودُ والعُرفُ يُرفَعُ (3)
12. وَإِنْ شَحَّ شُحُ الْمُعْصِرَاتِ بِجَدْبِها***(فَبَحْرُ نَدَاهُمْ زَاخِرٌ يَتَدَفَّعُ) (4)
13. (أَبُوْهُمْ سَمَاءُ الْمَجْدِ وَالأُمُّ شَمْسُهُ)***وَجَدُّهُمُ أَعَلى مَحَلًا وَأَرْفَعُ
14.كَوَاكِبُهَا ابْنَاؤُهُمْ شُهُبُ الهُدَى***(نُجُومُ هَا بُرْجُ الْجَلَالَةِ مَطْلَعُ)
15. (فَيَا نَسَباً كَالشَّمْسِ أَبْيَضَ مُشْرِقاً)***وَيَا حَسَبَاً أَنْوَارُهُ الْغُرُّ تَسْطَعُ
16. وَيَا مَحْتِداً قَدْ أَوْثَقَ السُّمَّ مَجدُهُ(5)***(وَيَا حَسَباً مِنْ هَامَةِ الْمَجْدِ أَرْفَعُ)
17. (فَمَنْ مِثْلُهُمْ إِنْ عُدَّ فِي النَّاسِ مَفْخَرٌ)***وَإِنَّ إِلَيْهِمْ ذَلِكَ الْفَخْرُ يَرْجِعُ (6)
18. بَعِيْدُ مَدَاهُمْ لَيْسَ يَعْرِفُ غَايَةٌ***(أَعِدْ نَظَراً يَا صَاحُ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ) (7)
19. (مَيَامِينُ قَوَّامُونَ عَزَّ نَظِيْرُهُمْ)***سُجُودٌ بِأَسْحَارِ [الْدِيَاجِير] رُكَّعُ (8)
ص: 235
20.كُمَاةٌ حُمَاةٌ لِلْتَزِيْلِ بِأَرْضِهِمْ(1)***( هُدَاةٌ ولاةٌ لِلرِّسَالَةِ مَوْضِعُ)
21. (فَلا فَضْلَ إِلا حِيْنَ يُذْكَرُ فَضْلُهُمْ)***يَرُوْحُ وَيَغْدُوْ حَاسِراً يَتَخَضَّعُ
22. وَلا جُوْدَ إِلَّا جُوْدُهم حِيْنَ يُجْتَدَى (2)***(وَلا عِلْمَ إِلَّا عِلْمُهُمْ حِيْنَ يُرْفَعُ)
23. (وَلَا عَمَلا يُنْجِي غَداً غَيْرَ حُبِّهِمْ)***وَلَا قُرْبَةٌ غَيْرَ الْوِلايَةِ تَدْفَعُ(3)
24. وَلا يُرْجِحُ الْمِيزَانَ إِلَّا وَلاؤُهُمْ***(إِذَا قَامَ يَوْمَ الْحَشْرِ لِلنَّاسِ مَجْمَعُ)
25. (وَلَوْ أَنَّ عَبْداً جَاءَ اللّه عَابِداً)***يَصُومُ نَهَارَ الْقَيْظِ وَالْكَيْلَ يَرْكَعُ
26. وَجَاءَ بِأَفْعَالِ البَرِيَّةِ كُلِّهَا(4)***(بِغَيْرِ وَلَا أَهْلِ الْعَبَا لَيْسَ يَنْفَعُ)
27. (فَيَا عِتْرَةَ الْمُخْتَارِ يَا رَايَةَ الْهُدَى)***أَقِیْلُوْا عِثَارِي وَاعْطِفُوْا وَتَشَفَعُوا (5)
28. وَإِنِّي بِمَا وَاعَدْتُمُوْنِيْ لَوَائِقٌ(6)***(إِلَيْكُمْ غَداً فِي مَوْقِفِي أَتَطَلَّعُ)
29. (خُذُوا بِيَدِي يَا آلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ))(7)***فَإِنِّي إِلَيْكُمْ فِي الشَّدَائِدِ أَفْزَعُ
30. فَمَا لِسُلَيْمَانِ سِوَاكُمْ وَسِيْلَةٌ***(فَمَنْ غَيرَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَنْفَعُ)
ص: 236
[19]
وقال مشطّراً قصيدة السيد الحميّري (1) في مدح علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) : (2)
[من السريع والقافية من المتدارك ]
1. (لأُمَّ عَمْروِ بِالْهَوَى مِرْبَعُ)***لا مَوْرِدٌ فِيهِ وَلا مَرْتَعُ (3)
2. وَدَارُهَا في مَهْمَهِ لَمْ تَزَل***(طَامِسَةٌ أَعْلامُهَا بَلْقَعُ)(4)
3. (تَرُوْعُ عَنْهُ الطَّيْرُ وَحْشِيَّةٌ)***وَدُوْنَهَا الْحَتْفُ فَلا تَقْطَعُ
4. الذَّنْبُ فِي أَرْجَائِهَا سَاغِبُ***(وَالأُسْدُ مِنْ خِيفَتِهَا تَفْزَعُ)
5. (بِرَسْمِ دَارِ مَا بِهَا مُؤْنِسٌ)***وَمَا بِهَا شَمْسُ ضُحَى تَطْلَعُ
6. لَمْ يَأَلْفِ الْعَادِي وَلَمْ يَأْتِها***(إلا صلالٌ في الثَّرَى وِقَعُ)(5)
7. (رُقْسٌ يَخَافُ الْمَوْتُ مِنْ نَفْثِهَا)***وَالنَّارُ مِنْ أَعْيُنِهَا تَسْطَعُ
8. فَالْحَتْفُ فِي أَفْوَاهِهَا مُودَعٌ***(وَالسُّمُّ فِي أَنْيَابِهَا مُنْقَعُ)
ص: 237
9. لَمَّا وَقَفْتُ الْعِيْسَ فِي رَسْمِهَا)***لا تَنْثَنِي عَنْهَا وَلَا تَرْجِعُ
10. فَالْقَلْبُ مِنْ سُكَانِهَا مُحْرَقٌ***(وَالْعَيْنُ مِنْ عِرْفَانِهَا تَدْمَعُ)
11. (ذَكَرْتُ مَنْ قَدْ كُنْتُ أَلْهُوْ بِهِ)***وَفِتْيَةً بِالْلَهْوِ قَدْ أَجْمَعُوْا
12. فَقُلْتُ لِلرَّكْبِ : أَلا فَارْحَلُوْا***(وَبُتُّ وَالْقَلْبُ بِهَا مُوْجَعُ)
13. (كَأَنَّ بِالنَّارِ لمَا شَفَّنِي)***قَلْبِي وَأَحْشَائِي بِهَا تُسْفَعُ (1)
14. أَبِيْتُ ظَمْآنَا بِنَارِ الْجُوَى***(مِنْ حُبِّ أَرْوَى كَبَدِي تُلْذَعُ)
15. ((عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ أَتَوْا أَحْمَدَا)***مِنْ بَعْدِ إِسْرَارٍ هُمْ أَبْدَعُوا (2)
16. وَقَابَلُوا الهَادِي فَياوَيْلَهُمْ***(بِخُطَبَةٍ لَيْسَ لَهَا مَوْضِعُ)
17. (قَالُوْا لَهُ لَوْ شِئْتَ أَعْلَمْتَنَا)***يَا خَيْرَةَ اللّه لَنْ نَتْبَعُ؟
18. أَوْضِحْ لَنَا يَا أَيُّهَا الْمُصْطَفَى***(إِلَى مَنِ الْغَايَةُ وَالْمَفْزَعُ) ؟
19. (إِذَا تَوَفَّيْتَ وَفَارَقْتَنا)***مَنْ يَمْلُكُ الأَمْرَ وَمَنْ يَدْفَعُ؟
20. تَتْرُكُنَّا عُمْياً أَيَا أَحْمَدُ***(وَفِيهُمُ فِي الْمُلْكِ مَنْ يَنْفَعُ)(3)
21. (فَقَالَ: لَو أَعْلَمْتُكُمْ مَفْزَعاً)***لَمْ تَقْبَلُوْا مِنّي وَلَمْ تَسْمَعُوْا
22. وَإِنْ أَقُلْ هَذَا إِمَامٌ لَكُمْ***(كُنْتُمْ عَصِيْتُمْ فِيْهِ أَنْ تَصْنَعُوْا)(4)
23. (صَنِيْعَ أَهْلِ الْعِجْلِ إِذْ فَارَقُوْا)***مُوسَى، وَدِينَ الْحَقِّ قَدْ ضَيَّعُوا
ص: 238
24. مُذْ غَابَ مُوْسَى عَنْهُمُ خَالَفُوْا***(هَارُوْنَ فَالْتَرْكُ لَهُ أَوْدَعُوْا)
25. (وَفِي الَّذِي قَالَ بَيَانُ لِمَنْ)***كَانَ لِقَوْلِ الْمُصْطَفَى يَتْبَعُ
26. وَعِبْرَةٌ بَيِّنَةٌ لِلَّذِي (1)***(كَانَ لَنْ يَعْقِلُ أَوْ يَسْمَعُ)
27. (ثُمَّ أَتَتْهُ بَعْدَ ذَا عَزْمَةٌ)***تُصَدِّعُ الصَّخْرَ وَلا تُصْدَعُ (2)
28. جَاءَ بِهَا جِبْرِيلُ في زَجْرَةٍ***(مِنْ رَبِّهِ لَيْسَ لَهَا مَدْفَعُ)(3)
29. (بَلِّغْ وَإِلا لَمْ تَكُنْ مُبْلِغا)***رِسَالَتِي ولا غَداً تَشْفَعُ
30. أَتَخْتَشِي مِنْهُمْ وَمِنْ عَدْوِهِمْ***(واللّه مِنْهُمْ عَاصِمٌ يَمْنَعُ)
31. (فَعِنْدَهَا قَامَ النَّبِيُّ الَّذِي)***مِنْ خِيفَةِ اللّه بِمَا يَصْدَعُ
32. فَهْوَ الرَّسُولُ الْمُصْطَفَى وَالَّذِي***(كَانَ بِمَا يَأْمُرُهُ يَصْنَعُ)
33. (يَخْطُبُ مَأمُوْراً وَفِي كَفِّهِ)***كَفِ بِهَا عِنْدَ الرَّدَى يَدْفَعُ
34. كَفُّ بهَاكَفَّ الأَذَيْ عَنْهُمُ***(كفُّ (عَلِيٌّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) طَاهِراً تَلْمَعُ)
35. (رَافِعُهَا أَكْرِمْ بِكَفِّ الَّذِي)***مِنْ فَيْضِ كَفَّيْهِ الْمَلا تَمرع(4)
36. قَدْ اصْطَفَى اللّه مِنَ الْخَلْقِ مَنْ***( يَرْفَعُ وَالْكَفُّ الَّتِي تُرْفَعُ)
37. (يَقُوْلُ وَالأَمْلاكُ مِنْ حَوْلِهِ)***تَشهدُ والإنسُ له أَجمعُ (5)
ص: 239
38. وَالجِنُّ وَالْخَلْقُ لَهَا قَدْ وَعَتْ (1)***(واللّه فِيْهِمْ شَاهِدٌ يَسْمَعُ)
39. (مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا لَهُ)***إِمَامُ حَقُّ لِلْهُدَى يَتْبَعُ
40. يَا أَيُّهَا النَّاسُ وَهَذَا لَكُمْ***(مَوْلَى فَلَمْ يَرْضُوا وَلَمْ يَقْنَعُوْا)
41. (فَاتَهمُوْهُ وَانْحَنَتْ مِنْهُمُ)***عَنْهُ رِقَابٌ لَمْ تَزَلْ تُصْفَعُ
42. وَخَالَفُوْهُ ثُمَّ قَدْ أَوْغَرَتْ***(عَلَى خِلَافِ الصَّادِعِ الْأَضْلُعُ) (2)
43. (وَظَلَّ قَوْمٌ غَاظَهُمْ فِعْلُهُ)(3)***عُمْیاً وَمِنْ سَكْرَتِهِمْ لَمْ يَعُوْا
44. وَيَوْمَ وَلاهُ بِإِرْغَامِهِمْ***(كَأَنَّمَا آنافُهُمْ تُجْدَعُ)
45. (حَتَّى إِذَا وَارَوْهُ فِي لَحْدِهِ)***وَوَدَّعُوا التَّقْوَى بِمَنْ أَوْدَعُوْا
46. فَمُذْ تَوَارَيْ شَخْصُهُ عَنْهُمُ***(وَانْصَرَفُوْا عَنْ دَفْنِهِ ضَيَّعُوْا)
47. (مَا قَالَ بِالْأَمْسِ وَأَوْصَى بِهِ)***وَبَدَّلُوا الْحَقَّ بِمَا أَبْدَعُوْا
48. بَاعُوْا جَلِيْلَ الدِّيْنِ فِي شِقْوَةٍ***(وَاشْتَرَوْا الضُّرَّ بِمَا يَنْفَعُ)(4)
49. (وَقَطَّعُوْا أَرْحَامَهُ بَعْدَهُ)***ظُلْماً، وَفِي أَسْيَافِهِمْ قَطَّعُوْا
50. فَسَوْفَ يُجْزَوْنَ بِمِيْعَادِهِم***(وَسَوْفَ يُجْزَوْنَ بِمَا قَطَّعُوْا)
ص: 240
51.(لا هُمْ عَلَيْهِ وَارِدُوا حَوْضَهُ)(1)***وَفِي سِوَى الْيَحْمُوْمِ لَمْ يُسْرِعُوا
52. فَنِعْمَ خَصْمَا يَوْمَ يَلْقَاهُمُ***(غَداً وَلَا هُوْ فِيْهِمُ يَشْفَعُ)
53. (حَوْضُ لَهُ مَا بَيْنَ صَنعَا إِلَى)***مَقْعَدِ صِدْقٍ لِلتَّقَى يُرْفَعُ
54. وَطُوْلُهُ وَالْعُمْقُ مِنْهُ إِلَى***(أَيْلَةَ وَالْعُرْضُ بِهِ أَوْسَعُ)
55. (يُنْصَبُ فِيهِ عَلَمٌ لِلْهُدَى)***إمامُ حَقٌ أَرْوَعٌ أَوْرَعُ (2)
56. وَالْخَلْقُ تَشْكُو مِنْ عَظِيْمِ الضَّمَا***(وَالْحَوْضُ مِنْ مَاءٍ بِهِ مُتْرَعُ) (3)
57. ( يَفِيْضُ مِنْ رَحْمَتِهِ كَوْثَرٌ)***كَأَنَّ فِيْهِ سُكَّرٌ يُنْقَعُ
58.كَالثَلْجِ بَرْداً وَيُرَى لَوْنُهُ***(أَبْيَضُ كَالْفِضَّةِ أَوْ أَنْصَعُ)
59. (حَصَاهُ يَاقُوْتٌ وَمَرْجَانُهُ)***فَالدُّرُّ فِي أَنْوَاعِهِ يَلْمَعُ
60. زَبَرْجَدٌ مِنْهُ وَفَيْرُوزَجٌ***(وَلُؤْلُؤ لَمْ تَجْنِهِ اصْبَعُ)
61. (بَطْحَاؤُهُ مِسْكٌ وَحَافَاتُهُ)***تِبْرٌ وَفِيهِ جَوْهَرٌ يُرْ صَعُ (4)
62. وَالحُوْرُ كَالأَغْصَانِ مِنْ حَوْلِهِ***(يَهْتَزُّ مِنْهَا مُوْنِقٌ مَرْبَعُ)
63. (أَخْضَرُ مَا بَيْنَ الْوَرَى نَاضِرٌ)***يَخْتَطِفُ النَّاظِرَ إِذْ يَسْطَعُ (5)
ص: 241
64. وَعَبْقَرِيٌّ يَققُ أَبْيَضُ***(وَفَاقِعُ أَصْفَرُ أَوْ أَنْصَعُ)(1)
65. (وَالْعِطْرُ وَالرَّيْحَانُ انْوَاعُهُ)***وَالْمِسْكُ وَالْكَافُورُ إِذْ تُجْمَعُ
66. تُرَابُهَا زَاكِ وَمَا فَوْقَهُ(2)***(ذَاكَ إِذا هَبَّتْ بِهِ زَعْزَعُ)
67. (رِيْحٌ مِنَ الْجَنَّةِ مَأْمُورَةٌ)***سَحَائِبُ الْغَمِّ بِهَا تُقْشَعُ
68. آتیةٌ بِالأَمْرِ مِنْ رَبِّها***(ذَاهِبَةٌ لَيْسَ لَهَا مَرْجَعُ)
69. (فِيهِ أَبَارِيق وَقُدْحَانُهُ)***وَكَاسُهُ مِنْ عَسَلٍ تُتْرَعُ
70. بِمُرْهَفِ الحَدِّ وَعَضْبِ الرَّدَى***(يَذِبُّ عَنْهَا الرَّجُلُ الأَصْلَعُ)
71. (يَذِبُّ عَنْهَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ)***فَهْوَ الْبَطِيْنُ الْفَارِسُ الأَنْزَعُ
72. يَذِبُّ مَنْ كَانَ لَهُ جَاحِداً***(ذَبُّكَ جَرْبَى إِبِلِ تَشْرَعُ) (3)
73. (فَالْفُوْزُ لِلشَّارِبِ مِنْ حَوْضِهِ)***فَجَنَّةُ الْخُلْدِ لَهُ مَوْضِعُ
74. وَالنَّارُ وَالأَغْلالُ مُعْتَدَّةً***(وَالْوَيْلُ وَالذُّلُّ مَنْ يَمْنَعُ)
75. (وَالنَّاسُ يَوْمَ الْحَشْرِ رَايَاتُهُمْ)***كُلَّ لمَنْ فِي رَأيهِ يَتْبَعُ
76. وَعُدَّةُ الرَّايَاتِ في أَهْلِهَا***(خَمسٌ فَمِنْهَا هَالِكٌ أَرْبَعُ)
77. (فَرَايَةُ العِجْلِ وَفِرْعَوْنِهَا)***مُسْوَدَّةٌ فَوْقَهُمَا تُرْفَعُ
78. والأَوْجُهُ السُّوْدُ تُرَى تَحْتِهَا***(وَسَامِرِيُّ الْأَمَةِ الأَشْنَعُ)
ص: 242
97. (وَرَايَةٌ يَقْدِمُهَا أَدْلَم)(1)***أَسوَدُ وَجْهٍ كَالِحٍ أَسْفِعُ
80. حَارَبَ ذَاكَ الحَرَّ مِنْ خُبْثِهِ***(عَبْدٌ لَئِيْمٌ لُكَعٌ أَكْوَعُ)
81. (وَرَايَةٌ يَقْدِمُهَا حَيْدَرٌ)***لَهَا شُعَاعُ لِلدُّجَى يَصْدَعُ
82. وَتَحْتَهَا الأَنْجُمُ أَصْحَابُهُ***(وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ إِذْ تَطْلَعُ)
83. (إِذَا دَنَوْا مِنْهُ لِكَي يَشْرَبُوْا)***يَذُوْدُهُمْ عَطْشَى فَلَمْ يَشْرَعُوْا
84. وإِنْ أَتَوْا ضَرْعَى إِلَى (حَيْدَرٍ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***(قِيلَ هُمْ تَبَّا لَكُمْ فَارْجِعُوْا) (2)
85. (دُونَكُمُ فَالْتَمِسُوا مَنْهَلاً)***مِمَّنْ بِكُمْ يَشْتَدُّ أَوْ يُتْبَعُ
86. فَعِنْدَهُ بِئْسَ شَرَابٍ لَكُمْ(3)***( يَرْوِيْكُمُ أَوْ مَطْمعَاً يُشْبِعُ)
87. (مَوْلَى لَهُ الجَنَّةُ مَأْمُورَةٌ)***مِنْ رَبِّهَا فَهيَ لَهُ تَرْجَعُ
88. يَعْلُوْ عَلَى الأَعْرَافِ فِي هَيْبَةٍ***(والنَّارُ مِنْ إِجْلَالِهِ تَفْزَعُ)
89. (إِمَامُ صِدْقٍ وَلَهُ شِيْعَةٌ)***تَجَرَّعُوا الصَّبْرَ وَلَمْ يَجْزَعُوْا
90. إِذَا أَتَوْا يَومَ الظَّمَا نَحْوَهُ***(رَوُوْا مِنَ الْحَوْضِ وَلَمْ يُمْنَعُوْا)
91. (الْحِمْيَرِيُّ لَمْ يَدَعْ مَدْحَهُ)***كَذَا (سُلَيْمَانُ) لَهُ يَتْبَعُ
92. كِلاهُمَا عَنْ حُبِّهِ لَمْ يَزَلْ***(وَعَنْ ثَنَاهُ وَبِهِ يَطْمَعُ)
ص: 243
[20]
وقال يرثي الحسين صلوات اللّه عليه :(1)
[ من الوافر والقافية من المتواتر ]
1. أَلا اللّه مِنْ رُزْءٍ جَلِيل***أَذَابَ الْقَلْبَ مِنْ نَارِ الْغَلِيْل
2. وَقَارِعَةٍ مِنَ الْبَلْوَى أَصَابَتْ***فُؤَاداً لا يَفِيقُ مِنَ النُّحُوْلِ (2)
3. وَحُزْنِ هَدَّ أَطْوَاداً عِظَاماً***فَهَلْ يُبْقِي عَلَى جِسْمِي الضَّئِيل ؟(3)
4. مَصَائِبُ قَدْ أَصَبْنَ فُؤَادَ صَبٌ***يَصُبُّ الدَّمْعَ مِنْ قَلْبٍ عَلِيْلِ
5. نَوَائِبُ لَوْصُبِيْنَ عَلَى جِبَالٍ***تَدَكْدَكَت الْجِبَالُ إلى سُهُوْلِ
6. فَوَادِحُ لَوْ صَدَمْنَ صُخُوْرَ صُمِّ***تَرَكْنَ الصَّلْدَ كَالرَّمْلِ الْمَهِيلِ
7. فَوَا لهَفاً عَلى قَلْبٍ لهَيْفٍ***لَهُ فَاضَتْ أَسَى عَيْنُ الرَّسُوْلِ
8. عَلَى عَيْنِ الْعُلا وَلِشَّمْسِ بَحْدٍ***تُدِيْنُ لَمجْدِهِ شَمْسُ الأَصِيْل
9. عَلَى رَيْحَانَةِ الْهَادِي انْجِدُوْنِي***أَخِلَّائِي عَلَى الْحُزْنِ الطَّوِيْلِ
10. عَلَى نَجْمِ هَوَى وَهِلالِ سَعْدٍ***عَرَاهُ الخَسْفُ مِنْ قَبْلِ الأُفُول
ص: 244
11. عَلَى خِصْبِ الْعُفَاةِ وَبَحْرِ جُوْدٍ***وَرَبَعٍ مِنْ مَعَاهِدِهِ مَحِيْلِ(1)
12. رَمَتْهُ الْحَادِثَاتُ بِأَيِّ خَطْبٍ***بِهِ عُرِفَ العَزِيزُ مِنَ الذَّلِيلِ
13. (حُسَيْنُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)يَابْنَ (فَاطِمَةٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ أَأَبْكِي***عَلَى الْعَلْيَاءِ وَالْمَجْدِ الأَثيْلِ؟
14. أَمِ الرَّاجِيْنَ وَالْلاجِيْنَ تَبْكِي***لَا فَقَدَتْ مِنَ الظَّلِّ الظَّلِيْلِ؟ (2)
15. أمِ الْمُهْرِ الَّذِي يَنْعَيْ هِزَبْراً***تُدِيْنُ لِبَأْسِهِ كُلُّ الْفُحُوْلِ؟ (3)
16. أمِ الْبِيْضِ الْحِسَانِ وَبِيْضِ رَوْعٍ***غَدَتْ سُوْداً عَلَى فَقَدِ الْكَفِيْل ؟ (4)
17. أَلا يَابْنَ الْمَعَالِي وَالْعَوَالي***وَرَبَّ الْمَجْدِ وَالأَصْلِ الأَصِيْلِ
18. أَتُنْحَرُ ظَامِئاً وَالْمَاءُ طَامٍ***تَصُدُّكَ عَنْهُ أَوْلادُ النُّغُوْلِ؟ (5)
19. وَجِسْمُكَ يَا حَبِيْبَ اللّه أَضْحَى***يُرَفضّضُ بِالْسَّنَابُكِ لِلْخُيُوْلِ
20. نِسَاؤُكَ يَابْنَ خَيْرِ الْخَلْقِ أَمْسَتْ***حَيَارَى لَيْسَ تَعْرِفُ مِنْ دَلِيلِ
21. أُسَارَى وَالْمَدَامِعُ هَامِلَاتٌ***ثَوَاكِلَ لا تَفِيْقُ مِنَ الْعَوِيْل (6)
ص: 245
22. بَرَزْنَ مِنَ الْمُخَيَّمِ حَاسِرَاتٍ***حَيَارَى عَاثِرَاتٍ بِالذّيُولِ
23. لَهَا نَدْبٌ عَلَى نَدْبِ جَوَادٍ***يُفَجِّعُهَا الْجَوَادُ مِنَ الصَّهِيْلِ (1)
24. وَيَذْرَيْنَ الدُّمُوعَ وَلَيْسَ يَشْفِي***قُلُوْباً شَفَّهَا فَقْدُ الْكَفِيْلِ (2)
25. وَيَلْثِمْنَ الْقَتِيلَ، فَإِنْ عَرَتْهَا(3)***سِيَاطُ الْقَوْمِ مِلْنَ إِلَى الْعَلِيْلِ
26. فَوَا طَفِي (لِزَيْنَبَ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذْ تُنَادِي***أَخَاهَا السَّبْطَ فِي وَقْتِ الرَّحِيْلِ
27. أَخَيْ يَا نُورَ عَيْنِي يَا (حُسَينُ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَرَبَّ الْمَجْدِ يَا عِزَّ النَّزِيلِ
28. أَخِي يَا بْنَ (النَّبِيِّ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَدَتْكَ رُوحِي***وَإِنِّي قَدْ فَدَيْتُكَ بِالْقَلِيْلِ
29. أَخِي يَا بْنَ (الْوَصِيَّ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) لَقَدْ دَهَتْنِي***بِيَوْمِكَ زُفْرَنِي وَعَلا عَوِيْلي
30. أَخِي يَا وَاحِدِيْ قَدْ جَلَّ رُزُئِي***بِفَقْدِكَ جَلَّ مِنَ فَقْدِ جَلِيْلِ
31. أَخِي إِنَّ الرَزَايَا قَدْ رَمَتْنِي***بِطُوْلِ الثُّكْلِ، يَا ليَ مِنْ ثَكُوْلِ
32. أخي ذُقْنَا الحَوَانَ وَكُلَّ كَرْبٍ***وَذُلٍّ في الرَّحِيلِ وَفِي النُّزُولِ
33. أَخِي كَيْفَ الرُّقَادُ يَزُورُ طَرْفِي***وَرَأْسُكَ فَوْقَ أَطْرَافِ النُّصُوْلِ؟
34. أَخِي كَيْفَ السُّرُورُ يَزُورُ قَلْبِي(4)***وَقَلْبُكَ قَدْ قَضَى بِلَظَى الْغَلِيْلِ؟
35. أَخِي جِسْمِي یبَيْتُ عَلَى الْحَشَايَا***وَجِسْمُكَ في الفَلا تَحْتَ الخُيُولِ؟
ص: 246
36. وَتَبْتَسِمُ النُّغُوْرُ أُخَيَّ مِنَّا (1) وَأَنْسَى نَكْتَ ثَغْرِكَ يَا كَفِيْلي
37. فَلا واللّه يَا ذُخْرِيْ وَفَخْرِي***أَمِيلُ لِذَاكَ فِي الْعُمْرِ الطَّوِيلِ(2)
38. وَلَكِنْ يَا أَخِي يَزْدَادُ نَوْحِي***لِعُظْمِ الْوَجْدِ وَالرُّزْءِ الجَلِيلِ(3)
39. بَنَاتُكَ يَا أَخِي أَمْسَتْ حَيَارَى***تُجَاوِبُ بِالنِّيَاحِ وَبِالْعَوِيل(4)
40. وَ(زَيْنُ الْعَابِدِيْنَ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) يُقَادُ فِيْنَا***نَحِيلَ الْجِسْمِ بِالْقَيْدِ الثَّقِيل (5)
41. وَأُخْتُكَ (أُمُّ كُلْثُوْمٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) تُنَادِي***أَبَاهَا (حَيْدَرا)(عَلَيهِ السَّلَامُ) فَحْلَ الْفُحُوْلِ (6)
42. أَلا يَا وَالِدِي ذَبَحَوْا (حُسَيْناً) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَنَحْنُ بَيْنَ عَانٍ أَوْ ثَكُوْلِ
43. أَبي يَا وَالِدِي فَانْظُرْ أَخَانَا***يُبَضَّعُ بِالسُّيُوفِ وَبِالنُّصُوْلِ (7)
44. وَيُعْظِمُ لاعِجِي لهُوَ الأَعَادِي***بِشِرْبِ الْخَمْرِ أَوْ ضَرْبِ الطُّبُوْلِ (8)
45. فَيَا لَكَ مِنْ مُصَابٍ فِيْهِ أَمْسَتْ***دِيَارُ الوَحْيِ دَارِسَةَ الطُّلُوْلِ
46. وَقَدْ ظَهَرَ الْفَسَادُ بِكِلُّ أَرْضٍ***وَعَمَّ الْجَوْرُ جِيْلاً بَعَدَ جِيْلِ (9)
ص: 247
47. إلى أَنْ يَظْهَرَ الْمَحْجُوبُ فِيْنَا(1)***فَيَنْتَصِفُ الدَّلِيلُ مِنَ الْجَلِيل
48. أَلا يَا صَاحِبَ الْعَصْرِ الْمُفَدَّى***وَيَا ذَا الجُوْدِ وَالْعَضْبِ الصَّقِيْلِ (2)
49. مُحِبُّوكَ الضَّعَافُ أَمَا تَرَاهُمْ***بِأَيْدِ الْكُفْرِ فِي الضّيقِ الْمَهُوْلِ؟ (3)
50. فَيَا مَنْ لَيْسَ يَخْفَاهُمْ سُؤَالٌ***فَهُمْ أَهْلُ الرَّغَائِبِ وَالسَّؤُوْلِ (4)
51. (سُلَيْمَانُ) لَكُمْ يَا آل (طه)***حَلِيفُ الْوَجْدِ وَالأَلَمِ الثَّقِیلِ (5)
52. رَثَيْتُ وَمَا رَجَوْتُ بِهِ سِوَاكُمْ***فَمَا قَصْدِي بِهِ قَصْدُ الْجَهُوْلِ (6)
53. فَأَنتُمْ مَعْدِني وَلَكُمْ رثَائي***وَمَدْجي في البُكُورِ وفي الأصيل (7)
54. عَلَيْكُمْ سَلَّمَ الْبَارِي وَصَلَّى***مَتَى مَا الطَّلُ جَادَ عَلَى طُلُولِ (8)
ص: 248
[21]
وقال يرثيه صلوات اللّه عليه وسلامه : (1)
[من الكامل والقافية من المتدارك ]
1. يَايَوْمَ عَاشُوْرَا وَوَقْعَةَ (كَرْبَلا)***أَوْرَثْتُمَا قَلْبِي الْكُرُوبَ بَلِ الْبِلا
2. فَزَمَانُ ذَلِكَ طَالَ فِيْهِ تَأْسُفِي***وَمَكَانُ تِلْكَ دِمَاءُ جَفْنِيَ أَسْبَلا (2)
3. حُزناً لِسِبْطِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَحَبِيْبِهِ***وَابْنِ (الْوَصِيَّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَذِي الْمَفَاخِرِ وَالْعُلا
4. ظَمْآنَ مَحْرُوزِ الْوَرِيدِ مُعَفَرٍ***تَعْدُوْ عَلَيْهِ الْعَادِيَاتُ مُجَدِّلا
5. مُتَشَحِّطاً بِدَمِ الشَّهَادَةِ، حَائِزاً***قَصَبَ السَّعَادَةِ وَالسَّيَادَةِ مُبْتَلَى
6. وَا لهْفَتَا لِرَزِيَّةٍ عَلَوِيَّة***وَمُصِيبَةٍ وَبَلِيَّةٍ لَنْ تُحْمَلا
7. كَمْ رَوَّعَتْ قَلْبَ (النَّبِيِّ ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَلَوَّعَتْ***كَبِدَ (الْوَصِيَّ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)وَكُلَّ مَنْ مَحَضَ الْوَلا (3)
8. لَهفِيْ لَهُ لَمَّا سَرَى مِنْ (مَكَّةٍ)***نَحْوَ (الْعِرَاقِ) يَجُوبُ أَجْوَازَ الْفَلا (4)
9. فِي فِتْيَةٍ مِنْ (هَاشِمٍ) لَمْ يَثْنِهَا***عَنْ عَزْمِهَا خَوْضُ الحِمَامِ وَلَا الْبِلَى (5)
ص: 249
10. تَقْتَادُ أَمْرَاسُ(1) الْمَنَايَا قَوْدَهَا***وَتَسُؤْقُهَا أَيْدِي الْخُتُوْفِ لِتُصْطَلَى
11. لَمَّا تَوَافَوْا وَالْرَدَى فِي (بَيْنَوَى)(2)***وَقَفَتْ جِيَادُ الْخَيْلِ فِيْهِمْ بِالْفَلَا
12. وَأَحَاطَ جَيْشُ الخَلْفِ فِيْهِمْ حَائِلاً***دُونَ الْوُرُوْدِ فَلَمْ يُصِيبُوْا مَنْهَلا (3)
13. وَتَحَقَّقُوْا حُمْرَ الْمَنَايَا أَنَّهَا***بِالْبِيْضِ وَالسُّمْرِ الْلَّدَانِ سَتُجْتَلَى (4)
14. فَهُنَاكَ قَالَ لِخَيْرِ صَحْبِ : مَا اسْمُهَا؟***وَهُوَ الْخَبِيْرُ بِهَا فَقَالُوا: (كَرْبَلا )
15. قَالَ: انْزِلُوْا هَذَا مَنَاخُ رِكَابِنَا***وَمَنَاحُ نِسْوَتِنَا الْحَوَاسِرِ ثُكَّلا
16. إِنِّي أَرَى نَحْرَ النُّحُوْرِ عَلَى ظَماً***فِيْهَا، وَأَعْنَاقَ الأَكَارِمِ تُخْتَلَى (5)
17. إِنِّي بِهَذِي الأَرْضِ أُنحَرُ ظَامِناً***وَيَبِيتُ قَلْبُ (مُحَمَّدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مُتَقَلْقِلا
18. وَبِهَا الرَّدَى يَا صَحْبُ عَنِّي فَارْحَلُوا***فَالْلَيْلُ قَدْ أَرْخَى السُّتُوْرَ وَأَسْدَلا (6)
19. سِيرُوا عَلَى اسْمِ اللّه فِي حِلٍّ وَفِي***دِعَةٍ بِلا كَرْهِ لَكُمْ وَبِلاقِلَى (7)
ص: 250
20. وَأَرَى لِقَتِليْ دُونَ غَيْرِي قَدْ أَتَتْ***وَتَأَلَّبَتْ وَتَأَهَبَتْ شَرُّ الْمَلا (1)
21. وَلَقَدْ أَرَى خِرْقَ الْرِجَالِ بِهِمَّتِي***مَنْ يَبْتَلِي صَحْبَاً إِذَا هُوَ يُبْتَلَى (2)
22. قَالُوْا لَهُ: مَا نَحْنُ يَابْنَ(الْمُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***نَدَعُ ابْنَهُ وَنَغُضُّ عَنْهُ وَلا وَلا (3)
23. مَا عُذْرُنَا عِنْدَ (النَّبِيِّ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَ(حَيْدَرٍ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) وَ(الْبَضْعَةِ الزَّهْرَاءِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) مَعْ صِدْقِ الْوَلا
24. لَكِنْ تَقِيْكَ مِنَ الْخُتُوْفِ نِفُوْسُنَا***مَا إِنْ تَرَى نَفْساً وَنُرْخِصُ مَا غَلا
25. للَّهِ كَمْ مِنْ طَوْدِ فَخْرٍ رَاسِخٍ***رَاسٍ بِيَوْمِ الرَّوْعِ لَنْ يَتَزَلْزَلا
26. كَمْ مِنْ جَوَادٍ قَدْ نَعَاهُ جَوَادُهُ***كَمْ لَيْثِ غَابٍ غَابَ فِي تُرْبِ الْفَلَا
27. مِنْ كُلِّ أَسوَسَ وَهُوَ ظَامِ نَاهِلٍ(4)***حُمرَ الدَّمَاءِ وَغَيْرَهَا لَنْ يَنْهَلا
28. نَصَرُوا الإلَهَ وَ(أَحْمَدًا) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَالدِّينَ وال***مَوْلَى الَّذِي بِوَلائِهِ قَدْ أَكْمَلا
29. حَامَوْا إِلَى أَنْ صُرِّعُوا وَتَجَرَّعُوا***كَأَسَ الْخُتُوْفِ وَقَدْ قَضَوْا حَقَّ الْوَلا
30. فَبَقَى الْوَحِيدُ، فَمَا يَجَيْدُ عَنِ الْرَّدَى***حُرِّ عَلَى هَامِ الْمَجَرَّةِ قَدْ عَلا
ص: 251
31. يَسْطُرُ بِعَزمِ فَوْقَ حِدَّةِ عَضْبِهِ***في ظَهْرِ أَجْرَدَ شَيْظَمٍ لَنْ يَجْفُلا(1)
32. مُتَقَحْماً لَهَبَ الْحُتُوفِ عَلَى ظَما***فَكَأَنَّ مُرَّ الْحَيْفِ فِي فَمِهِ حَلا
33. فَأُتِیحَ للإسلام نَصْلُ مَنيَّةٍ***لَمَّا أَتَاحَ لَهُ الْقَضَاءُ الْمُنْصَلا (2)
34. مُتَشَعْباً مُتَمَكِّنَا مِنْ قَلْبِهِ***فَهَوَى صَرِيعا حَامِداً وَمُهَلِّلا (3)
35. اللهُ أَكْبَرُ مَا أَمَرَكَ يَوْمَهُ***قَدْخِلْتُ حُلْوَ الشَّهْدِ فِيْهِ حَنْظَلا
36. فَغَدَا الجَوَادُ يَنُوْحُ نَحْوَ نِسَائِهِ***يَدْرِي الدُّمُوعَ مُجَمّحا أَنْ يَصْهَلا(4)
37. لَمَّا سَمِعْنَ الْمُحْصَنَاتُ حِصَانَهُ***يَنْعَيْ بَرَزْنَ مِنَ الْمُخَيَّمِ ثُكَّلا
38. وَقَصَدْنَهُ فَرَأَيْنَهُ مُتَزَمِّلاً***بِدِمَاهُ تَجْرُوحَ الْجُوَارِحِ وَالطُّلَى (5)
39. يعْزُزُ عَلَى الْمُدَّثِّرِ الْمُزَّمِّلِ الْ***هَادِي يَرَاهُ مُزَمَّلاً وَمُرَمَّلا (6)
ص: 252
40. ظَامٍ سَقَتْهُ الْمُرْهَفَاتُ دِمَاءَهُ***عَارٍ وفِي سَافِي التُّرَابِ تَسَرْ بَلا
41. تِلْكَ الْحَرَائِرُ فِي الْحَرُورِ قُلُوْبُهَا***حَرَّى وَحَرُّ التُّرْبِ مِنْهَا بَلَّلا (1)
42. وَغَدَتْ عُيُونُ الْعَيْنِ تَجْرِي مِثْلَما***يَجْرِي دَمُ ابْنِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) فَوْقَ الْفَلا
43. أَسْرَى تُعَاجِلهَا الْعُلُوجُ لِبَاسَهَا***وَلِيَأْس كَافِلِهَا الحِمامُ تَذَلّلا (2)
44. فَهُنَاكَ نَادَتْهُ الْحَزِيْنَةُ (زَيْنَبُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***وَدُمُوعُهَا كَالْغَيْثِ يَهْطِلُ مُسْبَلا (3)
45. أَأُخَيَّ كَيْفَ تَرَكْتَنَا بَيْنَ الْعِدَا؟***فَكَأَنَّ ذَاكَ الْوِدَّ مِنْكَ تَبَدَّلا
46. أَأُخَيَّ هَلْ غَيَّرْتَ غِيْرَتَكَ الَّتِي***كَانَتْ تَغَارُ مِنَ النَّسِيمِ إِذَا اعْتَلَى ؟
47. أَأُخَيَّ أَيْنَ الْهِمَّةُ الْعُلْيَا غَدَتْ***وَلَقَدْ تُذِيبُ إِذَا تُقَابِلُ (يَذْبُلا)(4)؟
48. أَأُخَيَّ أَخْتُكَ خُرِّمَتْ آذَانُهَا***وَدُمُوعُهَا تَيْمِي كَغَيْثٍ أَسْبَلا (5)
49. أَأُخَيَّ أَخْتُكَ (أُمْ كُلْتُوْمِ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) لهَا***قَلْبٌ حَرَارَةٌ وَجُدِهِ لا تُصْطَلَی (6)
50. أَأُخَيَّ إِنَّ (سُكَيْنَةً)(عَلَيهَا السَّلَامُ) قَدْ أُسْكِنَتْ***دَاراً مِنَ الْأَحْزَانِ لَنْ تَتَحَوَّلا (7)
51. أَأَخَيَّ إِنَّ (رُقَيَّةٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) رَقَّتْ لَهَا***الأَعْدَاءُ مِنْ عُظْمِ الْمَصَائِبِ وَالبَلا (8)
ص: 253
52. أَأُخَيَّ قَدْ سَحَبُوا الْعَزِيزَةَ (فَاطِمَا)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***إِذْ عَانَقَتْكَ وَمَانَعَتْ أَنْ تَرْحَلا
53. أَأُخَيَّ سَاقُوا الْعَابِدَ السَّجادَ في***قَيْدِ الْحَدِيْدِ مُغَلَّلاً وَمُعَلَّلا
54. يَا وَاحِدِيْ يَابْنَ الإِمَامَ (الْمُرْتَضَى)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***هَيْهَاتَ يَسْلُو الْقَلْبُ إِنْ قَلْبٌ سَلا
55. إِنْ تَعْلُ صَدْرَكَ خَيْلُ (آلِ أُمَيَّةٍ)***فَعَظِيْمُ قَدْرِكَ عَنْدَ رَبِّكَ قَدْ عَلا
56. وَلَئِنْ ذُبِحْتَ عَلَى ظَمَا فَأَبُوكَ فِي***يَوْمِ الظَّمَا يَسْقِي الشَّرَابَ السَّلْسَلا
57. إِنْ بُتَ في رَمْلِ الْحَرُورِ مُجَلَّلاً***فَغَداً تَرَدَّى بِالْحَرِيرِ مُجَلَّلا
58. وَالهَفَتَا لَمَّا قَفَلْنَ حَوَاسِراً***فَوْقَ الْمَطِيِّ غَدَتْ أُسَارَى ثُكَلا (1)
59. وَيُسَقْنَ في ذُلُّ السَّبَى وَرِقَابُهَا***تُلْوَى لِكَافِلِهَا القَتَيْلِ بِكَرْبَلا (2)
60. تَسْتَرْحِمُ الأَعْدَا بَنَاتُ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***فَتُزَادُ ضَرْباً بِالسَّيَاطِ تَذَلُلا (3)
61. بِأَبيْ قَتِيلٌ قَدْ بَكَاهُ (مُحَمَّدٌ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَبَكَتْهُ سُكَّانُ السَّمَاوَاتِ الْعُلا (4)
62. بِأَيْ بُدُوْرُ التَّمِّ لَمَّا أَنْ هَوَتْ***أَمْسَتْ بِأَرْضِ (الْغَاضِرِيَّةِ) أُفَلا
63. بِأَيِّ الْهُدَاةُ الرَّاشِدُوْنَ عَلَى ظَمَا***شَرِبُوْا مِيَاهَ الْبِيْضِ مِنْ نَحْرِ الطُّلى
64. يَا وَقْعَةً عَيْنُ الْعُلى عَمِيَتْ بِهَا***وَالْعَرْشُ أَمْسَى رُكْنُهُ مُتَزَلْزَلا (5)
65. لَمْ يَأْتِ مِثْلُكِ فِي الزَّمَانِ وَلَا أَتَى***إِذْ حُكْمُ رَبِّ الْعَرْشِ فِيْهَا عُطَّلًا
ص: 254
66. كَمْ أُرْغِمَتْ أَنَافَ عِزِّ إِذْ هَوَتْ***أَرْكَانُ بَيْدٍ قَدْ عَلَتْ هَامَ الْعُلا
67. يَا عُصْبَةٌ نَكَثَتْ عُهُوْدَ نَبيِّهَا***نَكَتُوا ثَنَايَا مَنْ تَلا مُتَبَتّلا
68. ما شَادَ أَرْكَانَ الْفَسَادِ سِوَى الَّذِي***جَحَدَ الآلة وَكُلُّ وَحْي أُنْزِلا
69. نَغْلُ الزَّوَانِ السَّبْعِ وَابْنِ الْعَاهِرِ ال***أَمَةِ الَّذِي سَنَّ الْمَفَاسِدَ أَوَّلا (1)
70. إِذْحَارَبَ اللّه الْعَظِيْمَ مُكَذِّباً***لِلأَنْبِيَاءِ وَلِلَّذِي قَدْ أُرْسِلا (2)
71. يَا آلَ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) أَنْتُمُ لا غَيْرَكُمْ***حُجَجُ الإِلَهِ عَلَى الْخَلَائِقِ وَالْمَلا
72. إِذْ وَدَّكُمْ رَبِي وَأَوْجَبَ وِدَّكُمْ***فَلَكَمْ عَلَيْنَا الْوِدُّ حَتْماً وَالْوَلا
73. وَلَنَا عَلَيْكُمْ أَنْ تَكُوْنُوْا فِي غَدٍ***شُفَعَاءَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذِي الْبَلا (3)
74. فَلِذَا (سُلَيْمَانُ) إِلَيْكُمْ قَادَهُ***حُسْنُ الْيَقِيْنِ وَقَادَهُ مَا أَمَّلا (4)
75. صَلَّى عَلَيْكُمْ رَبُّكُمْ مَا افْتَرَ ثَغْرُ الْ***إِقْحِوَانِ وَمَا السَّحَابُ تَهَلَّلا (5)
ص: 255
[22]
وقال يرثيه صلوات اللّه عليه (1):
[ مجزوء الرمل والقافية من المتواتر ]
1. شَجَنِي لابْنِ الرَّسُوْلِ***لا لتذكَارِ الطُّلُوْلِ
2. لِفَقیدٍ هزَّ لَمّا***أذ قَضَي عَرشَ الجَلِیل
3. وَقَتِيْل أَحْرَقَ الْقَلْ***بَ بِنِيْرَانِ الْغَلِيْلِ
4. لَسْتُ أَنْسَاهُ بِأَرْضِ ال***طَّفٌ في حِزْبٍ قَلِيْلِ
5. وَالأَعَادِي أَحْدَقَتْ فِيْ***ه بِبِيْضِ وَنُصُوْلِ (2)
6. لَسْتُ أَنْسَاهُ يُنَادِي***صَحبَهُ خَیرَ قَبِيْل (3)
7. ارْجِعُوا بِالحِلٌ مِني***فَالدُّجَى مُرْخِي السُّدُولِ
8. إنَّمَا نَحْنُ ابْتَلانَا ال***لّهُ بِالْخَطْبِ الْمَهُوْلِ
9. لَقَدْ أَخْبَرَنِي جَدْ***دِيْ عَنِ الرَّبِّ الْجَلِيل
10. إنَّنِي أَنْحَرُ عَطشا***نَا عَلَى حَرِّ الرُّمُوْلِ
11. ويعلَّى الرَّأْسُ مِنْيْ***فَوْقَ مِيَّادٍ طَوِيل
ص: 256
12. وَبِها تُسْبَى نِسَائِي***فِي وُعُورٍ وَسِهُوْلِ
13. وبَهَا تُبْلَى بِظَعْنٍ***وَرَحِیلٍ وَنِزُولِ
14. وبِهَا تَنتَهكُ الحُر***مَةَ أَوْلادُ النُّغُولِ
15. فَأَجابُوهُ: مَعَاذَ ال***لّهِ يَا نَجْلَ (الرَّسُوْلِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
16. أَتَرَى ضَيْاً وَفِيْنَا***كُلُّ مُغْوَارٍ صَوْوْلِ (1)؟
17. وَمَضُوا قِدْماً وَلا غَرْ***فَهُمْ آسَادُ غِيْل (2)
18. تَتَحَامَى الْقَوْمُ مِنْهُمْ***وَهُمُ مَأْوَى الدَّخِيْلِ
19. فَهَوَوْا مِنْ حَوْلِهِ صَرْ***عَى عَلَى تِلْكَ التُّلُوْلِ (3)
20. فَانْثَنَى لِلْفَاطِمِيَّاتِ الز***زَكِيَّاتِ الأُصُولِ
21. قَائِلاً وَالْعَيْنُ تَدْرِي***قَانِيَ الدَّمْعِ الهَمُولِ
22. أُخْتُ يَا (زَيْنَبُ)(عَلَيهَا السَّلَامُ) أُوْصِيْ***كِ فَقَدْ حَان رحیلي
23. بِالْيَتَامَى بَعْدَ عَيْنَ***ي وَبِالْعَانِي الْعَلِيْلِ
24. فَالطُّفِي فِيْهِمْ وَكُوْنِي***لَهُمُ خَیرَ كَفِیلِ
25. وَاجْمَعِ يشَمْلَ بَنَاتِي***في مسيْرٍ وَحُلوْلِ
ص: 257
26. وَعَلَيْكُنَّ بِتَقْوَى ال***لّه وَالصَّبْرِ الْجَمِيْلِ
27. وَانْثَنَى يَرْتَاحُ لِلْهَيْجَا***ءِ كَالْكَيْث المُدِلِ (1)
28. وَاغْتَدَى يَخْتَلِسُ الأَرْ***وَاحَ بِالْعَضْبِ الصَّقِيْل
29. مَا تَرَى فِي أَسَدٍ أُغْ***ضِبَ فِي قَتْل الشُبول
30. شَدَّ حَتَّى حَلَّ عَقْدَ الْ***جَيْشِ بِالضَّرْبِ الْمَهِيْلِ (2)
31. ثُمَّ أَرْدُوهُ قَتِيْلاً***لَهفَ نَفْسي لِلقَتِیلِ
32. أَيُّ شمْس لِلْمَعَالي***كَسَفَتْ قَبْلَ الأُفُوْلِ
33. أَيُّ صَدْرٍ هَشَمَتْهُ ال***قَوْمُ في جَرْيِ الخُيُوْلِ
34. أَيُّ رَأْسِ رَفَعَوهٌ***فَوْقَ أَطْرَافِ النُّصُوْلِ
35. يَا رَبيعاً لِبَنِي الآ***مَالِ فِي الْعَامِ الْمُحِيلِ (3)
36. منْ شَجَا قَلْبَ (عَلِيِّ ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَفَرَى قَلْبَ (الْبَتُوْلِ) (عَلَيهَا السَّلَامُ)
37. قَدْ لَعَمْرُ اللّه أَبْكَيْ***ت شَجاً قَلَبَ (الرَّسُوْلِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)
38. وَلَقَدْ أَبْكَيْتَ بِالرَّحْ***مةِ عَيْنَيْ (جِبْرَئِيلِ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)
39. كَمْ تُنَادِيْ (زَيْنَبُ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) وَال***دَّمْعُ كَالْغَيْثِ الهَطُولِ
ص: 258
40. قَتَلُوْا ظُلْماً أُسُودِي***مَرَعُوْا بَغْياً شُبُولي
41. يَابْنَ أُمِّي لَوْ تَرَانَا***بَيْنَ غَارَاتِ الخُيُوْلِ
42. شاكِيَاتٍ بَاكِيَاتٍ***مُعْلِنَاتِ بِالْعَوِيلِ
43. ضائِعَاتٍ سَائِبَاتٍ***خَاضِعَاتٍ لِلْذَلِيْلِ
44. رَائِعَاتٍ لائِعَاتٍ***فَاقِدَاتٍ لِلْكَفِيل
45. ساغِبَاتٍ لاغِبَاتٍ***عاثِرَاتٍ بِالذّيُول (1)
46. نَائِحَاتٍ نَادِبَاتٍ***لَكَ يَا مَأوَى النَّزِيْلِ
47. وَابْنَكَ (السَّجَّادُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِيْنَا***قِيْدَ بِالْقَيْدِ الثَّقِيْلِ
48. يَالَهُ مِنْ حَادِثٍ أَبْ***كَى وَأَنْكَى لِلْقَبِيل
49. وَلَهُ حَطَّ رَوَاقُ ال***عِزَّ وَالْمَجْدِ الأَثِيْلِ
50. يَا بَنِي (الزَّهْرَاءِ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) يَا خَيْ***رَ فرُوْعِ وَأُصُوْلِ
51. ذَا (سُلَيْمَانُكُمُ) اعْتَا***دَعَلَى الحُزْنِ الطَّوِيلِ
52. فَانجدُوهُ سَادَتي في***مَوْقِفِ الْحَشْرِ المَهُوْلِ
53. فَاغَيْثُوْهُ بِعَفْو ال***لّهِ وَالْمَنَّ الْجَزِيْلِ
54. وَتَلَقُوهُ وَمَا أَه***دَاهُ فِي عَيْنِ الْقَبُوْلِ
55. زَادَكُم رَبِّي صَلاةً***في بَكُوْرِ وَأَصِیلِ
ص: 259
[23]
وقال يمدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) ويذكر مناقبه المعروفة بين الجميع المروية:
[من المتدارك والقافية من المتراكب ]
1. شَوْقِي [لظبَا] وَادِي السَلَمِ***أَضْنَى جَسَدِي أَخْفَى أَلِمي (1)
2. في القَلْبِ جَوَى تَحْكِيْهِ لَظَى***والدَّمْعُ جَرَى مِثْلَ الدِّيَمِ
3. والحِسْمُ بَلَى مِنْ عُظْمِ بَلا***مُذْ قِيْلَ بَلَى عِنْدَ القِدَمِ(2)
4. أَظِبَا الوَادِي رِفقاً بِفَتَى***إِنْ بَانَ البَانُ بِكُمْ يَهِمِ (3)
5. شَغَفِي تَلَفِي دَنَفِي کَلَفِي***وَأَفِي وَأَفِي مُفْنٍ عَدَمِيْ (4)
ص: 260
6. بِقُربِكُمُ بِلُوا غَلَليْ***وَبِوَصْلِكُمُ دَاوُوا سَقَمِي (1)
7. فَبِعَادُكُمُ أَضْنَى كَبَدِي***وَفِرَاقُكُمُ أَفْنَى وَهِمي (2)
8. أَأَحِبَّتِنَا لمَ لا يُرْعَی***فيكُمْ كَرَمِي وَعُلا هميي؟
9. فَصِلُوا حَيْلي في ذِمَّتِكُمْ***وَبِحَقِّكُمُ فارْعُوا ذِمَمي
10. يَا سِرْبَ ظِبَا بَرَزَتْ سَحَرا***سَحَرَتْ قَلْبِي بِجُفُوْنِهمِ
11. وَلَنَا خِشْفٌ فِي سِرْبِهِم***وَلَنَا قَلْبٌ فِي أَسْرِهِمِ
12. خِشْفٌ بِسَوَادِ ذَوَائِبِهِ***قَدْ سَادَ عَلَى أُسدِ الأُجمِ (3)
13. فَاحْتَرْ فِي دَاجِيَ ظُلْمَتِهَا***وَبِطَلْعَتِهِ سِرْ في الظلمِ
14. وَانْظُرْ نُوْنَيْنِ بِحَاجِبِه***وَاخْضَعْ لِلْكَاتِبِ بِالْقَلَمِ
15. وَلَوَاحِظُهُ فِيْهَا حِكَمٌ***تُحْيِي وَتُميتُ بِلا وَهَم
16. وَبِوَجْتَتِهیَزهُو وَردٌ***إِنْ رُمْتَ القَطفَ فَلَمْ يَرِمِ
17. وَبِمِرْشَفِهِ العَسَّالِ شَفَا***قَلْبِي مِنْ أَسْقَامِ الأَلَمِ
18. فَذَوَائِبُهُ قَدْ ذَابَ بِهَا***قَلْبِي فَمَتَى انسدلت یَهِمِ
19. وإِذَا أَحْبَبْتَ تَتَرَى دُرَراً***تَزْهُو فَانْظُرُ للمُبْتَسَم
ص: 261
20. إِنْ يَعْطِ الْخَيْدَ فَمَا ظَبْي***يَعْطُوْ لِلضَّالِ وللسَّلَم (1)
21. أَو قُلْتَ: الغُصْنُ كَقَامَتِهِ***تَكْذِبُ فِي ذَاكَ وتُتَهم
22. يَا مَنْ قَدْبَانَ قِوَى جَلَدِي***بِغُزَيَّلِ بَانِ عَرِيْرِهِمِ (2)
23. رِدُّوا قَلْبِي بِوِصَالِكُمُ***وَارْعَوا بِمَلالِ الهَجْرِ دَمِي (3)
24. عُوْدُوْا جُوْدُوا مُنُّوا احْيوا***بِوِصالِكُمُ مِنّي رممي
25. فَلَقَدْ أَفْنَيْتُ العُمْرَ بِكُمْ***فِي طُوْلِ هُمُوْمِي بَلْ غَمَمِي
26. لمَ لا تَصِلُوا صَبّاً دَنِفاً***يَشْتَاقُ الطَّيْف وَلَمْ يَنَم
27. وإلَى (الكَرَّارِ أَبي حَسَنٍ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***وَبِهِ اسْتَعْلِي وَإِلَيْهِ نَمِي (4)
28. صِهْرُ المُخْتَارِ قَسِيْمُ النَا***رِ حمِيُّ الجَارِ مِنَ النّقَمِ
29. مَوْلُودُ البَيْتِ ومُحْيِي الْمَي***تِ وَلِيُّ اللّه عَلَى الأُمم
ص: 262
30. وَزَيْنُ الزَّيْنِ أَبُو الحَسَني***نِ وَمُهْدِي الْحِيْنَ إلى البَهَم
31. وَأَخُو الهَادِي وَخَلِيْفَتُهُ***والعُرْوَةُ مِنْهُ لِعْتَصِمِ
32. فَالدِّيْنُ بِهِ وَبِصَارِمِهِ***عَنْ كُلَّ أَذَى يَلْقَاهُ حُميْ
33. نَطَقَ القُرْآنُ بِمِدْحَتِهِ***فَولايت هُ أَوْفَى النَّعَمِ
34. تمَنَّى بَعْضَ فَضَائِلِهِ***(عُمَرُ) لَوْ تَحْصُلُ لِلْقَرْم
35. إذْ قَالَ : حُبِي بِثَلاثٍ لَوْ***أَحْظَى فِيْهَا لَعَلَتْ قَدَمِي
36. بَلْ لَوْ أَحْظى (1) بِوَاحِدَةٍ***لَحَقَرْتُ لَهَا حُمْرَ النَّعَمِ
37. مِنْهَا التَزْوِيْجُ (بِفَاطِمَةٍ)(عَلَيهَا السَّلَامُ)***أُمِّ الْعُظَمَا ذَاتِ العِظَمِ
38. وإخَاءُ (رَسُوْلِ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَهُ***لمَا آخَى بَيْنَ الأُمَم
39. وَعَطِيَّتُهُ عَلَمُ الهَيْجا***فِي خَيْبَرَ عَنْ مَنْعِ العَلَمِ
40. والحَقُّ كَمَا قَدْ فَاهَ بِهِ***(عُمَرُ الخَطَّابِ) بِذِي الْكَلِم
41. وَبِخُمُ حَازَ بِبَيْعَتِه***وَبِإِمْرَتِهِ أَعْلَى القَسَمِ
42. وَرَوَى (أنس) فِيهِ خَبَراً***عَنْ خَيْرِ الخَلْقِ جَمِيعِهِم
43. إِذْ قَالَ : يَدُورُ الحَقُّ مَعَ الْ***كَرَّارِ كَمَا قَدْ دَارٍ وَلَمْ يُرَمِ (2)
ص: 263
44. وَ(عَلِيُّ )(عَلَيهِ السَّلَامُ)بَابُ العِلْمِ وَبَا***بُ الحِلْمِ وأَسْرَارُ الحِكَم (1)
45. وَمَلائِكَةَ السَّبْعِ العُليا***بَاهَى فِيهِ بَارِي النَّسَمِ
46. حَقٌّ لَوْ قَالُوا: بَخْ بَخٍ***لَكَ يَا عَيْنَ الْفَرْدِ الْعَلَمِ
47. وَرَوَى حَدِيْثِ الطَّيْرِ الْمَش***وِيِّ عَلَى مَا فِيهِ مِنَ التُّهم(2)
48. أَفَهَلْ يَحْتَاجُ إلى نَظَرِ؟***أَمْ هَلْ يَحْتَاجُ إلى حُكُم؟
49. وَرَوَى (نَجْلُ العَبَّاسِ) (عَلَيهِ السَّلَامُ)(3) لَهُ***خَبَراً یُحْكَى بَيْنَ الأُمَمِ
50. إِذْ قَالَ : يَقُولُ (نَبِيُّكُم) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***عَنْ رَبِّكُمُ رَبُّ الحَرَمِ
51. لَوْكُلُّ الخَلْقِ لَهُ تَهوَى***لَرَمَيْتُ جَهَنَّمَ بِالعَدَمِ
52. مَوْلَى قَدْ جَاءَ اللَّيْثُ لَهُ***يَشْكُو للزَّوْجِ مِنَ الأَلَم
53. وأَتَى الثَّعْبَانُ وَكَلَّمَهُ***وَالذِّئْبُ وَأَمْوَاتُ الرَجَمِ (4)
54. وَرُوِيٌّ عَنْ (عَائِشَةٍ) خَبَرٌ***والصَّدْقُ يَبِينُ مِنَ الكَلِمِ (5)
55. أَنْ قَدْ سَمِعَتْ في لَيْلَتِهَا***يَبْكِي (المُخْتَارُ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) بِلا سَأَمِ
ص: 264
56. يَدْعُو الرَّحْمَانَ بِنَافِلَةٍ***وَيَقُولُ: أَيَا بَارِي النَّسَمِ
57. إِنِّي أَدْعُوكَ (بِحَيْدَرَةِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ)***مَنْ حَطَّمَ جُثْمانَ الصَّنَمِ
58. وَبِحُرْمَتِهِ فَاغْفِرْ خَطَئِي***وَبِطَاعَتِهِ فَامْحُ لَممي
59. وَ(أَبُو بَكْرِ الصِدِّيقُ) حَكَى***خَبَراً فِيْهِ أَوْفَى العِصَمِ
60. يَرْوِي مِنْ عُظْمِ فَضَائِلِهِ***وَثَبَاتِ القُدْمِ مَعَ القَدَمِ (1)
61. وَكَذَا (عُمَرُ) الفَارُوقُ حَكَى***وَكَذَا (عُثْمَانُ) أَخُو الشَّيَمِ
62. فَهُمُ فِي الفَضْلِ بِلا مَثَلٍ***وَبِرَأْسِ الحِلْمِ وَبِالكَرَمِ(2)
63. قَالُوا: جِئْنَاكُلٌ مِنَّا***(لأَبِي الزَهْرَا)(عَلَيهَا السَّلَامُ) عَالِي الهِمَمِ
64. يَبْغِيُّ (الزَهْرَاءَ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) وَيَخْطِبُهَا***مِنْ خَيْرِ الخَلْقِ فَلَمْ يَرِمِ
65. فَهُمُ فَهِمُوا أَمْرَ (الزَهْرَا) (عَلَيهَا السَّلَامُ)***بِيَدِ البَارِي الفَرْدِ الحَکَم
66. خُصَّتْ للطهرِ وخُصَّ لَهَا***مِنْ دُونِ الخَلْقِ مِنَ النَّسَمِ
67. لَوْ كَانَ لَهَا كفو بهم***لَحَبَاهُ اللّه بِذِي الكَرم
68. يَا عَيْنَ اللّه ويَا يَدَهُ***يَا نِعْمَ رَجَا للمُعْتَصِمِ
69. آیات اللّه لَقَدْ شَهِدَتْ***لَكَ بِالتَّفْضِيْلِ عَلَى الأُمَمِ
70. مَوْلايَ فَلَمْ يَضُرُرُكَ أَذًى***مَهمَا جَحَدُوا نُكْرَ البَهم
ص: 265
71. مَا بَعْدَ اللّه ومِدْحَتِهِ***وَ(رَسُولِ اللّه)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لِذِي فَهَمِ
72. مَدْحُ تَزْدَادُ بِهِ شَرَفاً***وَيُبَرِّي النَّفْسَ عَنْ التُّهم
73. يَا جَدُّ فَلا واللّه سلا***قَلْبِي لَكُمُ، فَصِلُوا رَحميْ
74. فَالضَّيْمُ لَقَدْ أَضْنَى جَسَدِيْ***يَا جَدُّ لَمنْ أَشْكُو أَلَميْ؟
75. أيَضِيقُ الجَاهُ عَنْ الجَانِي***وَيَعِمُّ الخَلْقَ بِأَسْرِهِم؟
76. بَلْ مَا يَحْوِي الكُرْسِيُّ نَشاً***لَوْلاكَ لَكَانُوا فِي عَدَمِ (1)
77. أَوَليَّ اللّه وعُرْوَتَهُ ال***وثْقَى أَبَداً لَمْ تَنْفَصِمِ
78. قَومٌ بِكُمُ بَكَمُوا وعَمُوا***وَهُمُ وهَمُوا بِالمُنْكَتِم(2)
79. وأَنَاسٌ مُذْ عَرَفُوا غَرَفُوا***مِنْ بَحْرِكُم عِلْمَ الحِكَم
80. وأَنَاسٌ مُذْ عَرَفُوا غَرَقُوا***وَحَظُوْا بِالْكُفْرِ وَبِالنَّدَمِ
81. أَفَهَلْ أَحْتَاجُ إلى شَكْوَى***أَمْ هَلْ تَحْتَاجُ إلَى نَعَمِ؟
82. صَلَّى الرَّحْمَنُ عَلَيْكَ مَعَ ال***هَادِي بداً في مُختَتَم
ص: 266
[24]
وقال مادحاً أمير المؤمنين وراثياً الحسين (عَلَيهِمَا السَّلَامُ) : (1)
[من الكامل والقافية من المتواتر ] (2)
1. حَارَتْ بِكُنْهِ صِفَاتِكَ الأَحْلامُ(3)***وَتَعَذَّرَ الإِدْرَاكُ وَالإلْهَامُ
2. وَتَخَالَفَتْ فِيْكَ الظُّنُونُ فَلَمْ تُحِطْ***بِدَقِيقِ مَعْنَى وَصْفِكَ الأَفْهَامُ
3. يَا سِرَّ سِرّ اللّه بَلْ يَا نُورَهُ***هَلْ كَيْفَ تُدْرِكُ ذَاتَكَ الْأَوْهَامُ؟
4. وَتَبَايَنَتْ فِيْكَ الْعُقُولُ فَفِرْقَةٌ***عَرَفَتْ وَقَدْ عَجَزَتْ وَقَوْمٌ هَامُوا
5. وَعِصَابَةٌ جَحَدَتُكَ بَعْدَ تَيَقُنِ***حَسَداً، فَضَلَّتْ مِنْهُمَ الأَحْلامُ
6. وَلِذَا يَصُحُ فِيكَ يَا مَوْلَى الْمَلَا***إِعْلانُ خَيْر الْخَلْقِ وَالإعْلامُ
7. هَلَكَ الْمُغَالِي وَالْمُقَالِي وَاهْتَدَى***فِيْكَ الْمُوَالِي حَيْثُ أَنْتَ عِصَامُ
8. مَاذَا يُقَالُ بِمَدْحِ مَنْ لَوْ إِنَّمَا***الْسَبْعُ الْبِحَارُ تَمُدُّ وَهُيَ سِجَامُ(4)
9. وَجَمِيعُ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ أَشجارها***لَدَادِ تِلْكَ الْأَبْحُرِ الأَقْلامُ
ص: 267
10. وَالْخَلْقُ كُتَّابُ الْفَضَائِلِ كُلُّهُمْ***لَمْ يُدْرِكُوْا عُشْرَ الَّذِي قَدْ رَامُوا
11. مَوْلَى بِغَيْرِ وَلائِهِ وَوِدَادِهِ***لا يُقْبَلُ الإيمانُ وَالإسْلامُ
12. نَصَّاً بِهِ حُكْمُ الإِلَهِ بِوَحْيِهِ***وَهُوَ الأَخِيرُ وَلِلنُّصُوصِ خِتَامُ
13. الْيَوْمَ قَدْ أَكْمَلْتُ فِيهِ دِينَكُمْ***وَبِهِ عَلَيْكُمْ تَمَّتِ الإِنْعَامُ
14. وَتَأَوَّلَتْهُ عِصَابَةٌ حَسَداً لَهُ***وَتَعَاهَدُوْا أَنْ يُنْقَضَ الإِبْرَامُ
15. يَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أُطِيعَ اللّه فِي***إِجْمَاعِهَا أَمْ رُوْعِيَتْ أَرْحَامُ؟
16. أَمْ جُوْزِيَ الْمُخْتَارُ فِي الْأَرْحَامِ أَمْ***تَحْقِيرُ بَضْعَتِهِ هُوَ الإِعْظَامُ؟
17. أَمْ ظُلْمُ (حَيْدَرَةِ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) بِهِ إِرْضَاؤُهُ***أَمْ غَصْبُ (فَاطِمَةٍ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) هُوَ الإِكْرَامُ؟
18. إِذْ قَالَ: (فَاطِمُ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ***يُؤْذِ ابْنَتِي أُوْذ، فَكَيْفَ تُضَامُ؟
19. مَا رَاقَبَتْ غَضَبَ الإلهِ وَ(أَحْمَدٍ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***لَمْ يُرْعَ آل بَعْدَهُ وَذِمَامُ
20. مَا (عَادٌ) الأُولَى وَلَيْسَ (ثَمُوْدُهَا)***أَشْبَاهُهُمْ، فَلْيَكْفُرُ اللُوَّامُ
21. لا العَقْلُ يُرْضِيْهَا وَلَا الْمُنْقَلِ إِذْ***رَدُّ الدَلائِلَ عِنْدَهَا إِلْزَامُ(1)
22. هَلْ يَسْتَوِي مَنْ يَعْبُدُ الأَصْنَامَ مَعْ***مَوْلَى سَجَدْنَ لِخَوْفِهِ الْأَصْنَامُ؟
23. أَمْ مَنْ يَهَابُ الْمَوْتُ بَارِقَ عَضْبِهِ***كَالْسَّاحِبِي الرَّايَاتِ وَهْيَ عِظَامُ؟
24. أَمْ قَائِلٌ قَبْلَ الْمَمَاتِ لِي اسْأَلُوا(2)***كَالْمُسْتَقِيْلِ هَلْ اسْتَقَالَ إِمَامُ؟
ص: 268
25. هَلْ تَسْتَوِي الْعُلَمَاءُ وَالْجُهَالُ؟ أَمْ***هَلْ تَسْتَوِي الْأَنْوَارُ وَالأَظْلَامُ؟
26. أَمْ مَنْ تَصَدَّقَ رَاكِعاً في عُسْرَةٍ***كَالْبَاخِلِينَ وَلَمْ يَشُحَ غَامُ؟
27. أَمْ مَنْ مَعَ الْهَادِيْ تَآخَى كَالَّذِي***أَخَاهُ وَالآبَاءُ مِنْهُ لِئَامُ؟
28. أَمْ مَنْ فَدَى نَفْسَ الرَّسُوْلِ بِنَفْسِهِ***كَذَوِي الدَّبَابِ لِقَتْلِ مَنْ قَدْ رَامُوا؟
29. وَانْظُرْ مَنْ حَامَى الْوَصِيُّ وَكَيْفَ هُمْ***حَامَوْا بِيَوْمِ عَرِيْشِهِمْ إِذْ هَامُوا
30. وَبِسَيْفِ مَنْ نُصِرَ (النَّبِيُّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ؟ وَعِلْمٍ مَنْ***نُشِرَ الْهُدَى وَالدِّيْنُ وَالأَحْكَامُ؟
31. وَاسْأَلْ لَمنْ جُمِعَتْ حَدَائِجُ حُمِّهَا؟***وَعَنْ الْمُبَخْبِخِ مُكْرَها أَيلام (1)؟
32. وَاسْأَلْ مَنِ الْأَعْرَافِ فِيمَنْ أُنزِلَتْ***وَ(الحِجْرِ) وَ(الأَنفَالِ) و(الأنعام(2)؟
33. وَمَنِ الصَّرَاطَ وَنَفْسُ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَنْ لَهُ***قَدْ خَاطَبَ الثَّعْبَانُ وَالضُّرْغَامُ
34. مَنْ رَدَّ شَمْسَ الْأُفْقِ بَعْدَ غُرُوبِهَا؟***مَنْ كَلَّمَ الأَمْوَاتَ وَهْيَ عِظَامُ؟
35. مَنْ قَدْ رَقَى كِتْفَ (النَّبِيِّ ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) ؟ فَيَالَهَا***مِنْ رُتْبَةٍ عُظْمَى وَلَيْسَ تُرَامُ
36. لُبُّ اللَبِيْبِ بِعِلْمِهِ وَبِجَهْلِهِمْ***أَبَداً يَجَارُ وَلَيْسَ فِيهِ يُلامُ
37. وَبِفَضْلِهِ وَبِنَقْصِهِمْ تَتَحَيَّرُ ال***أَلْبَابُ والأَنْهَامُ وَالأَوْهَامُ
38. يَا مَنْ بِلا مَلَقٍ غَدَتْ أَعْمَالُهُم***وَصَلاتُهُمْ وَصِيَامُهِمْ إِجْرَامُ
39. يَا مُخلِصاً للّه في قُرُبَاتِهِ***وَهُمُ عَلَى فُرِشِ الضَّلالِ نِيَامُ
40. إنْ يَخْتُمَ اللّه الفَرَاعِنَ فِيْهُمُ***فَبِهِ لِكِلَّ الأَوْصِيَاءِ خِتَامُ
ص: 269
41. إِنْ يَقْعُدَ الإِسْلامُ فَاضِحَ جَنْبَهُمْ***فَبِسَيفِهِ بَعدَ الخُمُوْلِ يُقَامُ
42. أَوْ يُحْدِثُوا نَقْصاً بِهِ عَنْ جَهْلِهِمْ***فَوَلاؤُهُ الإكمال والإتمام
43. لا غَرْوَ أَنْ عَدَلُوْا بِهِ أَضْدَادَهُ***حَسَداً وَمَا فِي تِيْهِهِمْ إِيْهَامُ (1)
44. فَالْعَيْنُ إِنْ عَمِيَتْ سَوَاءٌ عِنْدَهَا***ضُوْءٌ لِشَمْسِ أَصْحَرَتْ وَظَلامُ(2)
45. وَكَذَاكَ إِنْ تَعْمَ الْقُلُوْبُ بَدَا لَهَا***بَيْنَ الضَّلَالَةِ وَالهُدَى إِبْهَامُ
46. يَا مَنْ مَوَدَّتُهُ وَعَقْدُ وَلائِهِ***بِمَا زَكَاةُ الأُمَهَاتُ تُسَامُ (3)
47. يَا مَنْ يَزِيدُ بِفَضْلِهِ وَبِجُوْدِهِ***في جَديهَا الإقلالُ وَالإعْدَامُ
48. يَا مَنْ يَزِيدُ بِحِلْمِهِ وَبِزُهْدِهِ***إِقْحَامُ نَارِ الْحَرْبِ وَالإِقْدَامُ
49. يَا جَامِعاً أَضْدَادَ كُلِّ فَضَائِلٍ***يُلْقَى لَهُنَّ بِرَاحَتَيْهِ زِمَامُ
50. يَا مُخْمِداً لَهَبَ الْحُرُوبِ بِسَيْفِهِ***وَلَهَا بِوَقْعِ الْمُرْ هَفَاتِ ضَرَامُ (4)
51. وَمُنِيْرَ فَضْلِ الأَوْصِيَاءِ جَمِيعِهِم***وَلَهُ بِفَضْلِ الأَنْبِيَاءِ سِهَامُ
52. فَلَأَنْتَ إِنْ سَعَرَتْ بِحَرٍّ وَطِيسِهَا ال***مُغْوَارُ وَالْمِقْدَامُ وَالْقُمْقَامُ (5)
ص: 270
53. يَا أَيُّهَا الْقَوَّامُ وَالصَّوَّامُ وَالْ***مِطْعَامُ وَالْفّرْ غَامُ وَالْعَلَامُ(1)
54. يَا آيَةَ اللّه العَلِيَّ وَمَنْ هُوَ ال***جَنْبُ الْقَوِيُّ وَسَيْفُهُ الصَّمْصَامُ
55. مَا كُنْتَ تَصْنَعُ وَ(الْحُسَيْنُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِكَرْبَلا***غَرَضُ تَنَاهَبَهُ ظُبَى وَسِهَامُ
56. رَوَّى غَلِيْلَ الْكُفْرِ فَيْضُ دِمَائِهِ***وَشَفَى بِهِ حِقْداً خَبَتْهُ لِئَامُ
57. في فِتْيَةٍ غُرُ مَيَامِينِ بِهِمْ***يُجْبَى أَثِيلُ الْمَجْدِ وَالأَحْلامُ
58. للّه كَمْ نَفْسٍ هُنَاكَ نَفِيسَةٍ***مَا رَاعَهَا دُوْنَ الْفِدَاءِ حِمَامُ (2)
59. حتى بقي (3) فرداً بعزم لَمْ يَكُن***يحكيهِ في يَوْمِ الضّرَابِ حُسَامُ
60. وَمُهَنَّدِ كَالْبَرْقِ يَعْرِفُ الطَّلَي***لَمْ تَخْفِهِ يَوْمَ الهَياجِ فَتَامُ (4)
61. فَسَقَى الضُّبَى مِنْهُمْ وَفِي أَحْشَائِهِ***-رَوْحِيْ فِدَاهُ- مِنَ الْهَجِيْرِ أُوَامُ (5)
62. مَا رَاعَهُ فَرْداً بِمُشْتَجَرِ الْقَنَا***جَيْشُ حَكَى جُنْحَ الظَّلامِ لِهَامُ (6)
ص: 271
65. اللهُ أَكْبَرُ سِبْطُ (أَحْمَدَ)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) قَدْ هَوَى***أَمْ قَدْ هَوَى بَيْنَ الْلِئامِ (شَمَامُ)(1)
66. اللّه أَكْبَرُ نَجْلُ (حَيْدَرَ)(عَلَيهِ السَّلَامُ) قَدْهَوَى***أَمْ قَدْ هَوَى الإِيمَانُ وَالإِسْلامُ
67. اللّه أَكْبَرُ شِبْلُ (فَاطِمَ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) قَدْ هَوَى***أَمْ قَدْ هَوَى الإِخْلالُ وَالإِحْرَامُ (2)
68. وَهَوَى الَّذِي مِنْهُ وَعَنْهُ قَدْ أَتَى***هَذَا حَلالٌ لِلْوَرَى وَحَرَامُ (3)
69. فَخَرَجْنَ رَبَّاتُ الْخُدُورِ حَوَاسِراً***وَدُمُوعُهُنَّ عَلَى الْخُدُودِ سِجَامُ
70. وا حَسْرَنَاهُ عَلَى (الْعَلِيْلِ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) مُكَبَّلاً***أَوْدَتْ بِهِ الأَحْزَانُ وَالأَسْقَامُ (4)
71. للّهِ كَمْ سُلِبَتْ هُنَاكَ كَرِيْمَةٌ***للّه كَمْ نُهبَتْ هُنَاكَ خِيَامُ
72. يَا لَلرِّجَالِ لدَارُ وَحْيِ أَقْفَرَتْ***مِنْهَا الرُّبُوْعُ وَغَابَتِ الأَعْلامُ
73. ضَاقَتْ بِآلِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سِعَةُ الْفَلا***وَسُقُوْا مَرَارَاتِ الزَّمَانِ فَهَامُوْا
74. وَهُمُ هُدَاةٌ لِلأَنَامِ وَرَحْمَةٌ***وَهُمُ أَمَانٌ لِلْوَرَى وَعِصَامُ
75. وَهُمُ الْمَعَاقِلُ وَالْمَنَاهِلُ لِلْوَرَى***وَلِكِلٌ مَجْدٍ غَارِبٌ وَسَنَامُ (5)
ص: 272
74. وَهُمُ إذا مَسَّ الْهَجِيْرُ صِيَامُ***وَهُمُ إِذا جَنَّ الظَّلامُ قِيَامُ (1)
75. نَهَضُوا بِأَعْبَاءِ الإِمَامَةِ فَالْبَرَتْ***في غَيْرِهِمْ تُضْنَى أَسَىً وَتُضَامُ
76. وَتَقَمَّصَتْهَا عُصْبَةٌ لَيْسَتْ لَهَا***قُدْمٌ بِهَا أَبَداً وَلا إِقْدَامُ
77. آلَ (النَّبِيِّ )(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) رَضَعْتُ صَفْوَ وَلائِكُمْ***طِفْلاً وَلَيْسَ إِلَى الْمَمَاتِ فِطَامُ
78. وَعَرَفْتُ كَالتَّوْحِيدِ أَجْرَ وِدَادِكُمْ***مِنْ غَيْرِ تَقْلِيدٍ هُوَ الإِلْهَامُ (2)
79. فَبِكُمْ (سُلَيْمَانُ) غَدَا مُتَمَسِّكاً***بِالعِرْوَةِ الْوُثْقَى، وَذَاكَ لِزَامُ
80. يَا خَيْرَ خَلْقِ اللّه خَيْرَ صَلاتِهِ***تُمْرَى عَلَيْكُمْ وَالسَّلامُ خِتَامُ (3)
ص: 273
[25]
وقال يمدح أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) :
[ مجزوء الكامل والقافية من المتدارك ] (1)
1. ظَبيٌ سَبَتْ أَجْفَانُه***صبّاً عَلَتْ أَشْجَانُهُ
2. مِنْ حُمْرَةِ الْخَدَّيْنِ فِي***قَلْبِي ذَكَتْ نِيرَانُه (2)
3. إِنْ لُؤْلُؤُ رَطْبٌ زَهَا***أَزْرَتْ بِهِ أَسْنانُهُ
4. قَدْ مَرَّ بِي يَوْماً وَقَدْ***حفتْ بِهِ غِزْلانُهُ
5. قَدْ بَدَا لِي مِعْصَمٌ***یَحاُو بِهِ مَرجانُهُ
6. وَنَقْشُهُ رَوْضٌ زَهَتْ***في كَفِّه بِهِ أَفْنَانُه
7. زَبَرجَدٌفي لُؤْلُوٍ***تَعَاكَسَتْ أَلْوَانُه
8. وَعَندمي منْ دَمِيْ***تَخضَبَتْ بَنَانُه
9. أَنْشَاكَ رَبِّيٌّ فِتْنَة***لَنَا تَعَالَى شَانُهُ
10. يَا سَالِبِي عَقْلِي وَمَنْ***لا يَهْتَدِيْ حَيْرَانُه
ص: 274
11. لَمْ أَنْسَ يَوْماً نَحْنُ في***ذَاكَ الْحِمَى جِيْرَانُهُ
12. كَبَدْرِ تَم أَشْرَقَتْ***منْ نُورِهِ أَكْوَانُه
13. مِنْ رِيْقِهِ الْخَمْرُ انْبَرَى***فَلَم یفِقُ سَكْرَانُهُ
14. یَا مَنْ غَدَا فِي حُبِّهِ***مُحيراً وَلْهَانُهُ (1)
15. وَلَمْ يَفِقُ مِنْ سُكْرِهِ***فِي حُبِّهِ نَشْوَانُهُ (2)
16. يَا بَاهِرَ الحُسْنِ الَّذِي***حَارَت بِهِ خِلَانُهُ (3)
17. فَالْحُسْنُ مَكْتُوبٌ عَلَى***مَفْرِقِهِ فُرْقَانُهُ (4)
18. لا تُحْرِقَنْ قَلْبِي جَوَى***فَأنتُمُ سُكَّانُهُ
19. بانَ الْحِمَى وَبَانُه***فهُيِّجَت أَشْجَانُهُ (5)
20. للّهِ أیّامَ الصَّبَا***لوْتُشْتَرَى أَحْيَانُهُ
21. کَم نَادَمَتْ خِلّانُهُ وَغَازَلَتْ غِزْلانُهُ
ص: 275
22. بِالْعُمْرِ كُنْتُ أَشْتَرِي***لَوْ تُشْتَرَى أَزْمَانُهُ
23. لَمْ أَنْسَ يَومَ زَارَنِي***وَمَا دَرَتْ جِيْرَانُهُ
24. وَنَحْنُ فِي رَوْضِ زَهَت***بِمِيْلِهَا أغصَانُهُ
25. وَالوِرْقُ مِن أنسٍ بِهِ***تَرَدَّدَتْ أَلحَانُهُ (1)
26. وَالدَّوْحُ مِنْ لُطْفِ الْهَوَى***تَمَايَسَت قُضْبَانُهُ (2)
27. وَالْمَاءُ مِنْ فَرْطِ الْهَنَا***تَسَافَحَتْ غُذْرَانُهُ
28. یَآ ظَاعِناً في مُهْجَتِي***وَ إنْ نَأَتْ أَوطَانُهُ
29. لَمْ يَرْعَ صَبّاً مُدْنِفاً***هَاجَتْ بِهِ أخزَانُهُ (3)
30. شفَاؤُهُ فِي بَانِهِ***وَوَجهُهُ بُستَانُهُ
31. وَخَدُّهُ تُفَّاخحُهُ***وَنَهْدُهُ رُمَّانُهُ
32. وَوَردُهُ وَجنَتُهُ***وَشَعْرُهُ رَيْحَانُهُ (4)
33. رِضَابُهُ مُسْتَعْذَبٌ***يَرْضَى بِهِ ظَمْانُهُ
شِفَاهُهُ عنّابُهُ***وَطَلْعُهُ أَسْنانُهُ (5)
ص: 276
35. يَا خِشْفَ أُنسٍ تارِكِي***حِلْفَ الضَّنَى هُجْرانُهُ
36. لَمَّا رَآنِي مُدْنِفاً***تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُهُ
37. وَوَكَفَتْ أَجْفَانُهُ***فَبَلَّلتْ أَرْدَانُهُ
38. فَقُلْتُ يَا مَنْ حُسْنُهُ***نَظيرُهُ إحسَانُهُ
39. قُلْ لِيَ مَا هَذَا البُكَا***فَابْتَدَرَتْ أَشْجَانُهُ
40. وَقَالَ هَلْ يَسْلُوْ فَتَى***تَفَرَّقَتْ خِلّانُهُ؟
41. أَمَا رَأَيْتَ (الْمُرْتَضَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***لمَّا مَضَتْ إِخْوَانُهُ؟
42. قد نَا صَبَتْهُ بِالَّذِي***قَدْ نَصَبَتْ عِدْوَانُه
43. لَمَّا تَوَارَى (الْمُصْطَفَى)(صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***تَخَاذَلَتْ أَعْوَانُهُ
44. وَأَخَّرُوْهُ فَهَوَتْ***منَ الْهُدَى أَرْكَانُهُ (1)
45. کأَنَّ ذَا قُرْبَاهُ لَمْ***یَشْهَدْ لَهُ فُرْقَانُهُ
46. لا (أَحْمَدُ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) رُوْعِيَ فِي***ه لا ولا قُرْآنَهُ (2)
*****
ص: 277
47. فَصَارَ فِيْهِ (الْمُرْتَضَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***يرثي لَهُ عِدْوَانُه
48. لا (الْمُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) رَاضٍ وَلا***رَاضٍ بِهَا رَحْمَانُهُ
49. إِذْ رُوِّعَ الْهَادِي بِها***وروعتْ فِتْيَانُهُ
50. وَكَذَّبُوا (الْهَادِي) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) لَهَا***ومُزِّقَتْ أَبْدَانُهُ
51. قَضَى بِهَا حَتَّى قَضَى***وَقَدْ فَشَا بُهْتَانُهُ
52. کَمُ اسْتَقَالَ الشَّيْخُ حَت***تى قَدْ بَدَا إِذْعَانُهُ
53. لكنَّ فِيْهَا.....***يَلْهُو بِهِ فَتَانُه
54. لَهفِي لِدِيْنِ (الْمُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***مُذَلَّلاً سُلْطَانُهُ (1)
*****
55. وَلاه في أُمَّ الْقُرَى***ليُقْتَفي عِرْفَانُهُ
56. وَالْكَعْبَةُ الْعُظْمَى بِهَا***قدْ نَغَّمَتْ عِیْدَانُهُ
57. غَنَّتْ بِهَا فِتْيَانُهُ***وَرَقّصَتْ غُلْمَانُهُ
58. وَشِرْبُه الخَمْرَةَ لا***یَخْفَي وَلا إِدْمَانُه
59. هَلْ ذَاكَ ذَنْبُ يُرْتَجَى***منْ رَبِّنَا غُفْرَانُهُ
60. فَالفِسْقُ فِيهم عامرٌ***مُشَيَّدٌ بُنْيَانُهُ
ص: 278
61. وَالدِّينُ فِيهِمْ خَاضِعٌ***مُلَجْلِجٌ لسَانُهُ
62. يَنْدُبُهُ مَنْ قَدْ أَقَا***مَ صُرحَهُ سِنَانُهُ
63. سَيْفُهُ الَّذِي حَبَا***ه نَصْلُهُ دَيَّانُهُ
64. أَخو (النَّبِي) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) الْمُصْطَفَى***مَوْلَى تَعَالَى شَانُهُ (1)
65. لَيْثُ الهِيَاج (الْمُرْتَضَى) (عَلَيهِ السَّلَامُ)***إِنْ غَرَّدَتْ شُجْعَانُهُ
66. وَمَنْ بِيَوْمِ الطَّعْنِ قَدْ***ذَلَّتْ لَهُ فُرْسَانه (2)
67. وَالْخَائِضُ الْحَتْفَ الَّذِي***تَعنوْ لَهُ أَقْرَانُهُ
68. مَوْلَى لأَضْلاعِ الْعِدَى***مُشْتَاقَةٌ خُرْصَانُهُ (3)
69. وَلِلرِّقَابِ وَلَّهُ***منْ عَطَشِ قُضْبَانُهُ
70. لَمْ يَرْوِهَا فَيْضُ الدِّمَا***إذَا أَرْتَوَى ظَمْآنُهُ
71. وَسَاعَدَتْ بِنَدبِهَا***أَرْبَعَةٌ إِخْوَانُهُ
ص: 279
72. جُندٌ بِهِ (مُقْدَادُهُ)***(عمَّارُهُ) (سَلْمَانُهُ)(1)
73. لكنَّ فِي الإبْقَاءِ أَمْر***اً وَاضِحاً بُرْهَانُهُ (2)
74. إِنْ يَعْقِبُوْا ذُرِّيَّةً***يَعْرِفُهَا عِرْفَانُهُ
75. وَ(يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ ال***مَيْتِ) لَهَا عِنْوَانُهُ (3)
76. يَا غَيْثَ جُوْدٍ هَاطِلاً***يَرْوِي الْمَلا هَتَّانُهُ (4)
77. وَغَيْرُهُ لَوْ جَادَ مَا***بَلَّ الصَّدَى هَطْلانُه (5)
ص: 280
78. مَكَارِمُ الأَخْلاقِ مِنْ***دُوْنِ الْوَرَى نِدْمَانُه (1)
79. يَا صَاحِبَ الْحِكَمِ الَّتي***يَعْنُوْ لَهَا (لُقمانُهُ) (2)
80. وَالْفِعْلُ وَالْقَوْلُ الحَكِي***مُ شَاهِدٌ عَيَانُهُ
81. يَا صَاحِبَ الْفَضْلِ الَّذِي***تَبدُوْلَنَا أَعْيَانُه (3)
82. لَوْلاكَ مَا قَامَ الْهُدَى***وَشُيّدَتْ أَرْكَانُهُ
83. حَقّاً وَلا كُفْرٌ عَنَا***ولا بَ دَا نُقْصَانَهُ (4)
84. منْ مَالَ عَنْهُ خُفِّفَتْ***في حشْرِهِ مِيْزَانُه
85. فَمَنْ يَمِلْ عَنْ (حَيْدَرٍ)***يَبِن لَهُ خُسْرانُهُ
86. وَذِيْ شِقَاقٍ لَمْ يَزَلْ***يَبْدُوْ لَنَا كُفْرَانُهُ (5)
87. نَشْوَانُ مِنْ خَمْرِ الشَّقَا***وَعَقْله ُ ثَمْلانُهُ
88. يَقُوْلُ قَوْلَ (الْمُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***لا یَهْتَدِي عِرْفَانُهُ
ص: 281
89. وَلا مِنَ ابْنِ عَمِّهِ***يَبْدُو لَنَا بَيَانُهُ
90. وَلا مِنَ الأَنْبَاءِ قَدْ***بَانَتْ لَهُ أَدْيَانُهُ
91. لَكِنْ مَقَالُ الحَقِّ مَا***أَفْتَي بهِ (نُعْمَانُهُ) (1)
92. فَهَلْ يُرَى في كُفْره***شَكٌ فَيسْتَعَانُهُ؟
93. کأَنّهُ لَمْ يَدْرِ مَنْ***بَاهَتْ بِهِ أَزْمَانُهُ
94. مَنْ شُرِّفَ الْبَيْتُ بِه***وَشُرِّفَتْ كُوْفَانُه
95. إِنْ يُنْكُرُوا مَا خَصّهُ***مِن فَضْلِهِ دَيَّانُهُ
96. أَوْ يُغْمِصُوْا أَفْضَالَهُ***یَشْهَدْ لَهُ فُرْقَانُهُ (2)
97. أَوْ يَجْحَدُوا (خُمّا) فَقَدْ***قَالَتْ بِهِ عِدْوَانُه
98. وَذَاكَ أَمْرٌ قَدْ فَشَا***سارَتْ بِهِ رُكْبَانُهُ
99. فَالْعِلْمُ هَذَا بَابه***وَوِلدُهُ أَرْكَانُهُ
100. وَالْدِيْنُ فِيْهِمْ قَائِمٌ***فهم إذاً حِيْطَانُه
101. يَا مُوْكَلاً في الحَشْرِيَ***قْ صِي بَاغِضاً رَضْوَانهُ
102. وَمَالِكَا لِمَالِكٍ***إنْ أُحِجَتْ نِيرَانُهُ
ص: 282
103. أَنْتَ لِيَوْمِ الْحَشْرِ يَا***خَيْرَ الْمَلا سُلْطَانُهُ
104. وَأَنْتَ في يَوْمِ الْحِسَا***بِ لِلْوَلا مِيزَانُه
105. وَأَنْتَ مَنْ طَرْفُ العُلا***یاسَيّدِي إِنْسَانُهُ
106. يَا مَنْ ن بِإِيْمَانِ الْمَلا***مُعادَلٌ إِيْمَانُه (1)
107. يَا مَنْ بِإِحْسَانِ الْوَرَى***مُقَابَلٌ إحْسَانُهُ
108. يَا مَنْ أتاهُ سَائِلاً***منَ الْفَلا ثُعْبَانُهُ
109. وَكَلَّمَ الْمَيْتَ الَّذِي***قِدْماً عَفَتْ أَكْفَانُهُ
110. وَلاكَ كَهفُ الْمُلْتَجَى***يَزْهِي بِهِ مَكَانُهِ
111. إِنَّ ( سُلَيْمَانَ) الْتَجَا***وَأَنْتَ ذَا أَمَانُهُ
112. صَلَّى عَلَيْكَ اللّه مَا***قَفْلُ سَرَتْ رُكْبَانُهُ (2)
ص: 283
[26]
وقال يرثي الحسين صلوات اللّه عليه: (1)
[من الكامل والقافية من المتواتر ]
1. قَوْمِي أَقِيمِي مَاتَمَ الإِيمَانِ***وَارْوِي الْخُدُوْدَ بِأَدْمُعِ الْأَجْفَانِ
2. آلُ النَّبِيِّ (بِكَرْبَلا) قَدْغُوْدِرُوا***صَرْعَى بِكُلِّ مُثَقَفِ وَيَمَانِ(2)
3. مَنْ مُخبِرُ الْهَادِي بِأَنَّ سَلِيْلَهُ***حُشِدَتْ عَلَيْهِ عَصَائِبُ الْعُدْوَانِ (3)
4. فَقَدَ النَّصِيْرَ، سِوَى بَقِيَّةِ أُسْرَةٍ***شَرَتِ الْخُلُوْدَ بِبَذْلِ عَيْشِ فَانِ
5. قَوْمٌ إذا رَكِبُوا السَّوَابِقَ خِلْتَهُمْ***فِي الْحَرْبِ عُقْبَاناً عَلَى عُقْبَانِ (4)
6. مِنْ كُلِّ مَصْقُوْلِ الْغِرَارِ تَخَالُ إِنْ***شَهِدَ الْوَغَى يَرْتَاحُ كَالنَّشْوَانِ (5)
7. نهَّابُ أَزْوَاحَ الْكُمَاءِ، خَلُوقُهُ***يَوْمَ الْكَرِيةِ مِنْ تَجِبْع قَان (6)
ص: 284
8. وَثَبُوا لِنَصْرِ الدِّينِ وَثْبَةَ عَازِمٍ***جَعَلَ الْقُلُوْبَ تَمَائِمَ الْخُرْصَانِ
9. فَتَطَارَحُوْا لِلْمَوْتِ عَنْ صَهَوَاتِهَا***فَقُلِ النُّجُومُ هَوَتْ عَلَى الْكُثبَانِ
10. وَأَبَى أَبِيُّ الضَّيْمِ أَنْ يَعْطِي الْعِدَا***أَبَداً قِيَادَ مَذَلَّةٍ وَهَوَانِ
11. فَاسْتَلَّ عَضْباً قَبْلَ أَنْ يَسْتَلَّهُ***شَكَتِ النُّفُوْسُ تَفَارُقَ الأَبْدَانِ
12. يَسْطو فَتْنهَالُ الجموع فَوَازِعاً***فَزَعَ السَّوَامِ لِسَعوَةِ السَّرْحَانِ (1)
13. وَيَذُوْدُ عَنْ حَرَمِ النُّبُوَّةِ مُفْرَداً***خِلْوا مِنَ الأَنْصَارِ وَالأَعْوَانِ
14. وَرَدَ الرَّدَى صَادِي الْجَوَانِحِ فَاغْتَدَى***وِرْداً لِكُلِّ مُهَنَّدٍ وَسِنَانِ
15. حَتَّى هَوَى بِيَدِ الْمَنِيَّةِ ضَامِناً***وا لهفَتَا لِلْعَاطِشِ الظَّمْآنِ
16. اللَّهُ أَكْبَرُ، أَيُّ خَطْبٍ فَادِحٍ***أَنْحَى عَلَى الإِسْلامِ وَالإِيْمَانِ
17. لهفِي عَلَى الرَّأْسِ الْكَرِيمِ وَقَدْ غَدَا***جَهْراً يُدَارُ عَلَى سِنَانِ سِنَانِ (2)
18. لَهفِي عَلَى الْجَسَدِ الْمُعَظَّمِ قَدْ غَدَا***تجرَى الْخُيُوْلِ وَصَارَ كَالْمِيْدَانِ(3)
ص: 285
19. لَهفِي عَلَى حَرَمِ النُّبُوَّةِ قَدْ غَدَتْ***تُسْبَى إِلَى الشَّامَاتِ مِنْ كُوْفَانِ (1)
20. وَالْعَابِدُ (السَّجَّادُ) (عَلَيهِ السَّلَامُ) فِي أَسْرِ الْعِدَا***عَانِ فَلَهْفِي لِلأَسِيْرِ الْعَانِي
21. لَمَّ أَنْسَ (زَيْنَبَ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) إِذْ تَقُولُ وَظَاهِرِ الْ***عَبَرَاتِ يُبْدِي كَامِنَ الأَشْجَانِ
22. أَأَخَيَّ يَا حَفَ الْعِدَا كَيْفَ اغتَدَى***غَابُ الأُسُودِ مَقَارَةَ النُّوبَانِ؟
23. أَأُخَيَّ مَنْ يَرْعَى النِّسَاءَ بِرَأْفَةٍ***حَيْثُ الْحَدَاةِ تَجِدُّ بِالأَظْعَانِ؟
24. أَأَخَيَّ مَنْ لِلْوَفْدِ مَنْ لِلْرَّفْدِ مَنْ***لِلْمُرْتَجِيْنَ النَّيْلَ وَالضَّيْفَانِ؟
25. مَنْ يَخْصِبَ الْعَامَ الْمَحِيْلِ بِهِ وَمَنْ***لِسَوَابِعْ الإِنْعَامِ وَالإِحْسَانِ؟
26. واللّه رُزُؤُكَ يَا بْنَ بِنْتِ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***مُتَجَدِّدُ بِتَجَدُّدِ الْأَزْمَانِ
27. لَمْ يُبْقِ صَبْراً لا وَلا جَلَداً ولا***حُسْنَى زَمَانٍ أَوْ جَمِيْلَ مَكَانِ
28. يَا جَدُّ فَاقْبِلْ بِكْرَ فِكْرِ ثَاكِل***تَنْعَاكَ وَهُيَ بِفَاجِعِ الْأَحْزَانِ
29. فَعَسَى (سُلَيْمَانُ) يَفُوزُ بِمَدْحِكُمْ***وَيَكُوْنُ فِيْهِ رَاجِحَ الْمِيزَانِ
30. صَلَّى الإلَهُ عَلَيْكَ يَابْنَ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***مَا نَاحَ قُمْرِيٌّ عَلَى (الْأَغْصَانِ) (2)
ص: 286
[27]
وقال يرثي الزهراء وابنها الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) :
[من الكامل والقافية من المتدارك ]
1. قَرْحُ الْمُصَابِ أَمَضُ مِنْ جَرْحِ الْهَوَى***هَذَا يَطِيبُ وَذَاكَ لَيْسَ لَهُ دَوْا
2. رُزُءٌ أَذَابَ حشَاشَةً أَلْقَيْتُهَا***في أَدْمُعِي وَلِكُلِّ أَعْضَائِي كَوَى (1)
3. حُزْناً لِسَيِّدَةٍ قَضَتْ مَقْرُوْحَةً***وَفُؤَادُهَا لِفَوَادِحِ الْبَلْوَى حَوَى
4. عَنْ نِحْلَةِ الْهَادِي وَعَنْ مِیرَاثِهِ***مِنْ بَعْدِهِ شَرُّ الأَنَامِ لَهَا زَوَى
5. فَتَخَمَّرَتْ وَأَتَتْهُ مِنْ فَرْطِ الأَسَى***فِي نِسْوَةِ وَالْقَلْبُ مِنْ وَجْد هَوَى
6. وَبِمَسْجِدِ الْهَادِي رَأَتْهُ فَاغْتَدَتْ***حَسْرَاتُهَا مُتَتَابِعَاتٍ عَنْ جَوَى
7. فَبَكَى لَهَا الْجَمُّ الْغَفِيْرُ وَرَدَّهَا***عَبْرَى فَتَباً لِلْجَهُوْلِ بِمَا غَوَى
8. يَا وَيْحَهُ مَاذَا يَقُولُ لِرَبِّهِ***فِيمَا تَقَوَّلَ كَاذِباً وَبِمَا رَوَى؟
9. وَالهَفَتَاهُ وَقَدْ أَقَامَتْ بُرْهَةً***مَقْرُوْحَةً ثَكْلَى تَئِنُّ مِنَ الْجَوَى
10. فَقَضَتْ مِنَ الْوَجْدِ الْمُبرِّح وَالأَسَى***مَكْلُوْمَةَ الأَحْشَاءِ وَاهِنَةَ الْقُوَى (2)
11. حَتَّى الْمَماتِ، وَقَلْبُهَا لَمْ يَخْلُ مِنْ***وَجْدٍ لَأَحْشَاءِ مُقَرَّحَةٍ شَوَى (3)
12. حُزْناً لِمُهْجَةِ قَلْبِهَا وَحَبِيْهَا***مَنْ فِي الطُّفُوْفِ لِكِلٌّ بَلْوَى قَدْ ثَوَى
ص: 287
13. مَوْلَى لِجَيْشِ الْمَارِقِيْنَ بِعَزْمِهِ***لا بِالسَّلاحِ وَلَا بِعَسْكَرِهِ لَوَى
14. أَسَدٌ وَمَخَلَبُهُ الْسِنَانُ وَقَدْ نَبَا***وَالْعَضْبُ أُظْفُورٌ لَهُ وَقَدِ الْتَوَى
15. صَادِ يُرَوِّي التُّرْبَ فَيْضُ دِمَائِهِ***وَعَلَى ظَمَيِّ ًمِنْهُ الْجَوَانِحُ قَدْ طَوَى
16. أَيَّذادُ عَنْ مَاءِ الْفُرَاتِ وَفِي غَدٍ***فِي حُكْمِ وَالِدِهِ الشَّرَابُ مَعَ الْلِوَا؟
17. وَأُصِيْبَ فِي النَّحْرِ الْكَرِيمِ بِنَبْلَةٍ***فَوَهَى فُؤَادُ الْمُصْطَفَى لَمَّا هَوَى (1)
18. وَجَنَا عَلَيْهِ (الشَّمْرُ) وَاحُزْنِ عَلَى***كَلْبٍ عَلَى صَدْرِ الْمَكَارِمِ قَدْ ضَوَى (2)
19. يَدْعُوهُ: يَا شِمْرُ اسْقِنِي، وَالشَّمْرُ يَسْ***فِي سَيْفَهُ مِنْ نَحْرِهِ حَتَّى ارْتَوَى
20. وَيُكَبِّرُ الْكَلْبُ اللعِيْنُ مُميّزاً***لِلرَّأْسِ لا يَدْرِي أَكَبَّرَ أَمْ عَوَى
21. وَعَلا بِهِ عَالِي السَّنَانِ مُؤَمَلاً***جَدْوَى يَزِيدَ فَخَابَ فِيْمَا قَدْ نَوَى (3)
22. نَظَرَ السَّمَا تَبْكِي دَماً، وَالأَرْضُ قَدْ***رَجَفَتْ بِهَاتِيكَ الْجِبَالِ وَلَا ارْعَوَى
23. فَقِي لِغُصْنِكَ يَا (رَسُوْلَ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَا***بَيْنَ الْعِدَا بِالْحَرِّ مِنْ ظَمَا ذَوَى
24. يَسْقِي الظَّبَى مِنْ بَحْرِ نَحْرٍ عَاطِشٍ***وَرَدَ الْفُرَاتَ وَرُدَّ عَنْهُ مَا ارْتَوَى
25. خَوْفَ (ابْنِ سَعْدٍ) وَ(الضّبَابِيِّ) الَّذِي***نَ إِذَا هُمَا مَلَكَا الْحِبَا لَنْ يَعْفُوا (4)
26. وَالهَفَتَاهُ عَلَى النِّسَاءِ (بِكَرْبَلا)***يَوْمَ (الْحُسَيْنِ) وَيَوْمَ جَدَّ بِهَا النَّوَى
27.كَمْ يَسْتَغِثْنَ بِجَدِّهِنَّ، وَقَلْبُهُ***مِنْ أَجْلِهِنَّ عَلَى الْمُصَابِ قَدْ انْطَوَى
ص: 288
28. وَيَقُلْنَ : يَا شَرَّ الْخَلِيقَةِ رَاقِبُوْا***فِيْنَا (النَّبِيِّ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) (وَمَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (1)
29. لَمْ تَعْلَمُوا أَنَّا مِنَ الْقَوْمِ الَّذِي***نَ بِهِمْ تَوَسَّلَ (آدَمُ) لَمَّا غَوَى
30. وَلأَجْلِنَا خُلِقَ الزَّمَانُ وَشُرِّفَتْ***(أُمُّ الْقُرَى) وَبِنَا عَلا (وَادِي طُوَى) (2)
31. فَإِذَا شَكَكْتُمْ نَاشِدُوا (الْفُرْقَانَ) عَنْ***وَ(التِّينِ) وَ(النَّجْمِ) الْمُبِينِ إِذا هَوَى
32. وَا لهفَتَاهُ لَآلِ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) سُیِّرتْ***أَسْرَى وَفِي كَرْبِ السُّرَى تَشْكُرُ الطَّوَى
33. ما بَيْنَ مَأْسُورٍ يَنُوحُ لِثُكلِهِ***حُزناً لِفُرُوحٍ بِعَرْضَةِ نَيْنَوَى
34. لا تَنْدِبُوْا وَجْداً لإلْفِ قَدْنَأَى***عَنْ مَنْزِلِ مَا بَيْنَ (وَجْرَةً) وَ(الْلِوَى) ((3)
35. وَابْكُوْا حَبِيْبَ (مُحَمَّدٍ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَمَنَازِلاً***قَدْ حَلَّهَا الْمَجْدُ الْمُنِيفُ وَقَدْ لَوَى (4)
36. وَا لهفَتَاهُ عَلَى غَسِيْلِ بِالدِّمَا***وَمُكَفَنِ بِالتُّرْبِ مِنْ نَسْجِ الْهَوَا
37. حُرِّ أَبَى سَبْكَ الْعَبِيدِ مُجَاهِداً***في اللّه يَجْزِمُ أَنَّهُ لَنْ يَنْجُوَا (5)
38. يَرْجُوْ لِشِيْعَتِهِ خَلاصاً مِنْ لَظَى***فِي قَتْلِهِ وَلِغَيْرِهِ لَنْ يَرْجُوا
39. كَيْمَا يَفُوْزَ بِرُزْئِهِ الْبَاكُونَ وَالشَّ***شُهَدَاءُ وَالسُّعَدَا وَمَنْ لَهُمُ هَوَى
ص: 289
40. فَابْكُوْا عَلَيْهِ فَإِنَّكُمْ تَنْجُوْنَ مِنْ***نَزَّاعَةٍ مِنْ عُظْمِ حَرِّ لِلشَّوَى (1)
41. لَمْ يَبْكِ إِلا مَنْ بَكَاهُ (مُحَمَّدٌ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ)***وَبَكَاهُ كُرْسِيُّ الإِلَهِ وَمَا حَوَى
42. يَا آلَ (أَحْمَدَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) كَيْفَ تُحْصَى فَضْلُكُمْ***وَعَدُّوكُمْ قَدْ كَلَّ عَنْهُ بِمَا رَوَى؟
43. أَنْتُمْ مَنَاصُ الْخَائِفِ الْلاحِي مِنَ الد***دَارَيْنِ إِذْ بِسِوَاكُمُ لَنْ يَنْجُوَا
44. فِي الْفَضْلِ لَيْسَ لَكُمْ شَبِيهُ فِي الْمَلا***لا غَيْرَ فِيمَا قَدْ نَفَيْتُ وَلا سِوَى
45. يَرْجُو (سُلَيْمَانُ) بِحُسْنِ مَدِيحِكُمْ***خَيْر الْجَزَاء إذا سوى أو ما سوى
46. صَلَّى الإلَهُ عَلَيْكُمُ مَا إِنْ هَمَتْ***سُحُبٌ عَلَى رَوْضِ الْحُزُونِ (2) وَمَا ارْتَوَى
ص: 290
[28]
وقال رحمه اللّه يرثي النبي والوصي والبضعة والسبط، صلوات اللّه عليهم و وسلامه : (1)
[من البسيط والقافية من المتواتر ]
1. قف بالرِّكَابِ (2) وَحَيَّ الدَّارَ حَادِيها***وَابْكِ الرُّبُوْعَ وَسَلْهَا عَنْ أَهَالِيْهَا (3)
2. وَكَفْكِفِ الدَّمْعَ وَانْظُرْ هَلْ تَرَى طَلَلاً***فِي دِمْنَةٍ قَدْ عَفَا صَبْرِي لِعَافِيْهَا ؟ (4)
3. وَقُلْ: أَيَا طَلَلَ الأَحْبَابِ مَا لَعِبَتْ***هوْجُ الرِّيَاحِ وَمَا سَجَّ الْحَيَا فِيهَا (5)
4. إِلَّا تَهَيَّجَ مِنْ قَلْبِيْ عَلَيْكِ جَوَى***وَأَدْمُعُ كُنْتُ أُخْفِيْهَا فَأَبْدِيْهَا
5. يَا هَلْ لِنُؤْيِ سَقَى بَعْدَ الْغَمَامِ لَهُ***دَمْعِي وَهَاجَ مِنَ الأَشْجَانِ خَافِيْهَا (6)
ص: 291
6. مَا شَحَّ صَوْبُ الْغَوَادِي عَنْ مَرَابِعِهَا***إِلا وَسَحُ دُمُوعِي لا يُغَادِيهَا (1)
7. أَنَّى لِطَرْفِ يَرَى هَذِي الطُّلُولَ عَفَتْ***كَفَّ الدُّمُوعَ وَقَلْبٍ لَمْ يَهِمْ تِيْهَا
8. عَهْدِي بِهَا وَصُرُوفُ الدَّهْرِ تَرْهَبُهَا***وَالْمَوْتُ يَخْشَى مَتَى يَغْشَى عَوَالِيْهَا
9. وَتَحْسِدُ الشُّهْبُ مِنْهَا مَعْطَنَا بَرَكَتْ***بِهِ مِنَ الْعِيْسِ مَا سَامَتْ رَوَاسِيْهَا (2)
10. وَفِتْيَةٌ تُرْهِبُ الآسَادَ وَثْبَتُهَا***وَالْغَادِيَاتُ تُرَوَّى مِنْ أَثَافِيْهَا (3)
11. قَوْمٌ أَبَى أَنْ يَؤُمَ الْلُؤْمُ سَاحَتَهُمْ***وَالْخَسْفُ نَكَبَ عَنْهَا خَوْفَ نَادِيْهَا
12. أَخْنَى الزَّمَانُ عَلَيْهَا فَاغْتَدَتْ غَرَضاً***لِلْنَّائِبَاتِ وَقَدْ خَانَتْ لَيَالِيْهَا (4)
13. فَانْظُرْ شُؤُونَ الرَّزَايَا إِنَّهَا ادُّخِرَتْ***لَدَى الطُّلُولِ، وَقِفٌ إِنْ كُنْتَ بَاكِيْهَا
14. أيَا طُلُوْلاً بِهَا طَالَتْ أَكَارِمُهَا***لَمْ يَبْلُ صَبْرِيَ إِلَّا عِنْدَ بَالِيْهَا
15. فَخُذْ بِأَطْرَافِ مَا قَالُوْا وَمَا صَنَعُوا***فَإِنَّمَا هِيَ أَشْجَى مِنْ مَرَاثِيهَا
16. وَالفَتَاهُ لَمنْ قَدْ أَوْرَثُوْا كَبَدِي***بِفَقْدِهِمْ كَمَداً لِلْحَتْفِ دَاعِيْهَا
17. لا دَرَّ دَرُّ اللَّيَالِي إِنَّهَا غَدَرَتْ***بِمَنْ تُزَانُ وَقَدْ خَانَتْ مَوَالِيْهَا
ص: 292
18. مَتَى وَفَتْ (لِرَسُوْلِ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) وَهُوَ بِهَا***قَدْ مَاتَ مُضْطَهَداً إِذْ كَانَ هَادِيْها (1)
19. سَقَتْهُ مُرَّ دُعَافِ الْحَلْفِ فَانْهدَمَتْ***أَرْكَانُ دِينِ الْهُدَى إِذْ مَاتَ بَانِيهَا
20. وَالْوَحْيِ قَدْ طُمِسَتْ اعْلامُهُ وَبَكَتْ***حُزْناً عَلَيْهِ لَيَالٍ كَانَ يُحْيِيهَا
21. تَبْكِي خَاصَ الْيَتَامَى فَقْدَ مُطْعِمِهَا***بِيَوْمِ مَسْغَبَةٍ (2)شَجَّتْ غَوَادِيهَا
22.يَا عَشْرَةٌ جَدَعَتْ أَنْفَ الْمَكَارِمِ فِي***خَيْرِ الْبَرِيَّةِ قَاصِيْهَا وَدَانِيهَا
23. سَمَتْ بِهِ الْهِمَّةُ الْقَعْسَاءُ حَيْثُ عَلَتْ***(لِقَابِ قَوْسْيَنِ) أَوْ أَدْنَى لِبَارِيْهَا (3)
24.عَنِ الْهَوَى قَطُّ لَمْ يَنْطِقُ وَقَدْ نَقَضَتْ***مِنْهُ وَصَايَا بِأَمْرِ اللّه مُؤْصِيْهَا
25. في حَقٌّ مَنْ آيَةُ التَّبْلِيغِ تَشْهَدُ فِي***خُمَّ لَهُ بِوَلاءٍ مُحْكَمٍ فِيْهَا؟
26. وَ(هَلْ أَتَى) هَلْ أَتَتْ فِي غَيْرِهِ فَسَمَتْ***بِهِ إِلى غَايَةٍ أَعْيَتْ مُبَارِيْهَا؟
27. حَتَّى هَوَى النَّجْمُ اللّه مِنْ عِجَبٍ***مَا كَانَ قَوْلُ رَسُوْلِ اللّه يَكْفِيهَا
28. وَبَعْضُ ذَا لَوْ خَلَتْ مِنْ بُغْضِهِ لَكَفَى***قَاسِي الْقُلُوْبِ وَلَوْ كَالصُّمْ فَاسِيْهَا
29. فَتِلْكَ كَانَتْ حُقُودٌ لَوْ فَطِنْتَ لَهَا***لِفَوْتِ فُرْصَتِهَا كَانَتْ تُخَفِّيْهَا
30. ظُلْمُ الْوَصِيَّ وَدَعُ الظُّهْرِ (فَاطِمَةٍ) (عَلَيهَا السَّلَامُ)***عَنْ إِرْثِهَا لَيْسَ يَكْفِيهَا وَيَشْفِيْهَا
31. حَتَّى غَدَتْ بَعْدَ وَشْكِ الْبَيْنِ تُفْجِعُهَا***يَا وَيْلَهَا بِأَذَاهَا فِي ذَرَارِيْهَا
32. لَمْ تَرْعَ حُرْمَةً مَنْ قَدْ قَالَ بَيْنَهُمُ مُؤَكِّداً لِوَصَايَا أُحْكِمَتْ فِيْهَا:
ص: 293
33. (ففَاطِمٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) بَضْعَةٌ مِنِّي، وَرَبُّكُمْ***يَرْضَى وَأَرْضَى الَّذِي قَدْ كَانَ يُرْضِيْهَا
34. يُرْزِي نَبِيَّكُمُ مَا كَانَ يُرْزَوْهَا***غَيْظَاً وَيُؤْذِيهِ مَا قَدْ كَانَ يُؤْذِيهَا (1)
35. إِنْ كَانَ يَرْضَى (رَسُولُ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) إِنَّ رَضِيَتْ***يَا وَيْلَ مَنْ كَانَ بِالْإِغْضَابِ يُرْزِيهَا
36. رَدَّتْ شَهَادَةَ مَنْ رَدَّ الإِلَهُ لَهُ***شَمْسَ النَّهَارِ وَقَدْ بَزَّتْ (عَوَالِيْهَا)(2)
37. حَتَّى قَضَتْ وَقَضَتْ مِنْهَا مَارِبُهَا***عِدَاتِهَا وَتَأَذَتْ مِنْ تَبَاكِيْهَا
38. تُخْفِي التَّفَجُعَ وَالأَحْشَاءُ مُوْقَدَةٌ***بِالْوَجْدِ، وَالدَّمْعُ مِنْهَا لَيْسَ يُطْفِيْهَا
39. وَبَعْلُهَا بقيود الذل يَرْمُقُهَا***بِمُقْلَةٍ فَرَّحَ الْأَجْفَانَ جَارِيْهَا
40. رَضُوا الْجَنَاجِنَ مِنْهَا وَالْجَنِيْنَ لهَا***قَدْ أَسْقَطُوا وَالضَّنَى وَالسُّقْمُ بَارِيْهَا (3)
41. تَقُوْلُ: يَا أَبَنَا أَيْنَ الْوَصِيَّةُ يَا***رَبَّاهُ مَا كَانَ ذَنْبِيْ أَنْتَ قَاضِيْهَا؟
42. حَتَّى تَوَارَتْ وَآثَارُ السَّيَاطِ بِهَا***تَشْكُو إِلَى (الْمُصْطَفَى) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) طَوْراً وَبَارِيْهَا
ص: 294
43. أَبَعْدَ تُكْلِي وَدَعْ الإِرْثِ يَا أَبَتِي***وَكَسْرِ ضِلْعِيْ وَسَقْطِي لَا تُكَافِيْهَا
44. فَيَحْكُمُ اللّه وَالأَمْلاكُ بَاكِيَةٌ***لِشَجْوِهَا، (وَرَسُولُ اللّه) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) يَبْكِيْهَا
45. وَالأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ الْخَلْقِ شَاخِصَةٌ***يَوْمَ القَضَاءِ عَلَى هَوْنٍ تُعَزِّيْهَا
46. وَذَا الَّذِي فَوْقَ شَاطِي النَّهْرِ مُتعفِراً***ظَامٍ حَشَاشَةُ قَلْبِي مَنْ يُدَاوِيهَا
47. فِي فِتْيَةٍ شَرِبُوْا مُرَّ الْحُتُوْفِ وَقَدْ***قَضَوْا عَطَاشَى وَحَرُّ الطَّعْنِ يَرْوِيهَا
48. وَذِي بَنَاتِي عَلَى الأَقْتَابِ حَاسِرَةً***شُعْثاً عرايَا وَلا سِتْرُ يُوَارِيها
49. وَذَا الَّذي فَوْقَ رَأْسِ الْهَدْنِ مُرْتَفِعُ***كَالْبَدْرِ يَجْلُوْ ظَلَاماً مِنْ دَيَاجِيْهَا
50. ذَا مُهْجَةِ الْكَبِدِ الْحَرَّى فَكَيْفَ بِهِ***شِلُواً تَنَاهَبَهُ جَهْراً مَوَاضِيْهَا؟
51. يَا عَافِراً أَوْرَثَ (الْمُخْتَارَ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) نَارَ جَوَى***طُولَ التَّلَهُفِ فِي الأَحْشَاءِ يُوْرِيُّهَا
52. وَيَا غَرِيباً لَهُ (الزَّهْرَاءُ فَاطِمَةٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ)***أُمّ، وَحَرُّ الْحَشَا بِالْوَجْدِ كَاوِيْهَا
53. أَفْدِيْكَ بِالنَّفْسِ حُبّاً لَوْ فُدِيْتَ فَتَى***يَلْقَى الْمَنَايَا بِنَفْسٍ لا يُرَاعِيْهَا
54. يَخَوضُ بَحْرِ الْمَنَايَا غَيْرَ مُكْتَرِثٍ***بِوَقْعِهَا لَمْ يَخُضُ إِلَّا مَجَارِيْهَا
55. حَتَّى إِذَا حَانَ حَيْنُ الدِّينِ وَانْفَصَمَتْ***عُرَى الْحَيَاةِ وَنَادَاهَا مُنَادِيهَا
56. أُصِيْبَ قَلْبُ الهُدَى لَمَّا أُصِيْبَ وَقَدْ***تَدَكْدَكَتْ مِنْ ذُرَى الْعَلْيَا أَعَالِيْهَا
57. يَلْقَى الْمَنَايَا بِعَزْمِ لَا يُخَامِرُهُ***رَوْعُ الْخَتُوْفِ وَقَدْ حَفَّتْ دَوَاهِيْهَا
58. فَعِنْدَ ذَلِكَ آبَ الْمُهْرُ يَنْدِبُهُ***بِأَدْمُعِ فَوْقَ صَحْنِ الْخَدِّ يُذْرِيهَا
59. مُحَمْحِاً قَاصِداً نَحْوَ الْخِيَامِ، لَهُ***كَابَةٌ مِنْ عَظِيْمِ الْوَجْدِ يُبْدِيها
60. وَمُذْ رَأَيْنَ جَوَادَ السَّبْطِ نُسْوَتُهُ***بَرَزْنَ كُلِّ بِلا سِتْرِ يُوَارِيهَا
ص: 295
61. نَوَادِباً وَجَلِيلُ الرُزْءِ يُفْجِعُهَا***نَوَاحِباً وَعَظِيْمِ الْحُزْنِ يُشْجِيْهَا
62. مَا بَيْنَ نَادِبَةٍ جَدّاً وَلاطِمَة***خَدّاً وَنَاهِبَةٍ مِنْهَا نَوَاصِيْهَا
63. وَ(زَيْنَبٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) تَارَةً تَهْوِي تُقَبِّلَهُ***وَتَارَةً رَوْعَةُ الأَطْفَالِ تُلْهِيْهَا
64. وَ (فَاطِمٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) بَيْنَهُمْ تَدْعُوهُ: يَا أَبَتِي***مَنْ لِلْنِّسَاءِ السَّبَايَا مَنْ يُرَاعِيْهَا؟
65. فَهَذِهِ (زَيْنَبٌ) (عَلَيهَا السَّلَامُ) تَبْكِيكَ يَا أَبَتِي***حَسْرَى وَقَدْ شَمُتَتْ فِيْهَا أَعَادِيها
66. يَا وَالِدِي يَاثُمَالِي يَا قِوَى كَبَدِي***مَنْ لِلنِّسَاءِ الَّتِي قَدْ بَانَ وَاليْهَا؟ (1)
67. أَيَا رَمِيْضاً ثَوَى فَوْقَ الْفَلَاةِ بِهَا***زُوَّارُهُ الْوَحْشُ مِنْهَا أَوْ ضَوَارِيْهَا
68. وَيَا غَيُوناً بِهَا تُسْقَى الْغُيُوْمُ وَيَا***رَوَاسِيَا بِهِمُ قَرَّتْ رَوَاسِيْهَا
69. إِنَّ الرَّزَايَا وَإِنْ جَلَّتْ فَرُزُؤُكُمُ***مَتَى تَبَاعَدَ يُذْكِرْنَا وَيُنْسِيْهَا
70. كَرَائِمُ الْمُصْطَفَى يَبْرُزُنَ حَاسِرَةٌ***وَفِي سِتُوْرِ بَنِي حَرْبٍ جَوَارِيهَا
71. مَنَازِلُ الْوَحْيِ وَالتَّنْزِيْلِ مُقْفِرَةٌ***وَفَوْقَ أَطْلَالِهَا تَسْفِي سَوَافِيْهَا (2)
72. وَدَارُ حَرْبِ بِهَا دَارَتْ كُوسُهُمُ***وَأَرْدَفَتْهَا الغَوَانِيْ فِي أَغَانِيْهَا
73. بَنِي (أُمَيَّةَ) إِنَّ الثّارَ مُدَّخَرٌ***قَبْلَ الْقِيَامَةِ لِلْمَهْدِي بَادِيهَا
74. هُنَاكَ يَخْبُوْ ضَرَامُ الْوَجْدِ إِنْ ظَهَرَتْ***رَايَاتُ دِيْنِ الْهُدَى تَزْهُو لِرَائِيهَا (3)
إِلَيْكُمُ يَا (بَنِي الْمُخْتَارِ) (صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ) مَرْثِيَةٌ***أَزْرَتْ بِكِلُّ نِظَامٍ فِي مَعَانِيهَا
ص: 296
76. يَا جَدُّخُذْهَا، فَلا واللّه مَا نَضَبَتْ***عَيْنِي بِنَظْمِي وَلَا جَفَّتْ مَآقِيْهَا (1)
77. قَدْ كَانَ يَنَاجُ مِنْ قَلْبِي عَلَيْكَ جَوَى***يُبْدِي الْمَرَاثِي فِيهَا ثُمَّ يُلْقِيها
78. قَدْ قُلْتُهَا قَلِقَا أَرْجُو الثَّوَابَ وَلا***أَخْشَى الْعِقَابَ فَاعْيَتْ مَنْ يُبَارِيْهَا
79. يَا سَادَتِي وَاعْتِمَادِي وَالرَّجَاءُ أَمَا***حَقَّ الْجَزَاءُ لِقَارِيْهَا وَمُنْشِيْهَا
80. فَأَنْتُمُ (لِسُلَيْمَانِ) وَلَيْسَ لَهُ***سِوَاكُمُ طَاعَةٌ للّه يُصْفِيْهَا
81. قَدْ قِبْلَ إِنْ قَصُرَتْ عَنْ قَدْرِكُمْ مِدْحِي***إِنَّ الْهَدَايَا عَلَى مِقْدَارِ مُهْدِيْهَا
82. صَلَّى الإِلَهُ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَسَقَى***أَجْدَانَكُمْ مَا بَغَيْتُمْ مِنْ غَوَادِيهَا
قد كمل ديوانُ السيد سليمان بن السيد داود استنساخاً على نسخة بخطهِ، إلّا قليلاً بخط غيره، وذلك الشعر الخاص المتعلّق بذوي العصمة (عَلَيهِم السَّلَامُ)، وله شعر بهم (عَلَيهِم السَّلَامُ) بالمواليا (2)، لم استنسخه لعدم الرغبة فيه [في] هذا العصر، وكتبه بخطّه محمد بن الشيخ طاهر السماوي في بلد النجف رابع ذي الحجة سنة ألف وثلاث مائة وثلاث وستين، حامدًا مصليًا، سائلاً ممن نظر الدعاء. (3)
ص: 297
ص: 298
وهو مما لم يرد في (أ)
[1]
كان للشيخ درويش التميمي دَينٌ على الشيخ علي زيني (1)، فطالبه السيد سليمان بذلك الدين لينفقه على الأيتام والقاصرين، فاعتذر الشيخ علي زيني واستمهله شهرين، فأمهله أربعة أشهر ثم طالبه بعدها، فقال الشيخ: أنا عريان ولا أملك شيئاً، فكتب إليه السيد (2) :
[من البسيط والقافية من المتراكب ]
بِأَيِّ حَقٌّ تَرَى الشَّهْرَيْنِ أَرْبَعَةٌ***وَالْمَطْلُ أَقْبَحُ مِنْ لَي وَإِنْ قَبُحَا
إنِّي وَإِيَّاكَ عُرْيَانٌ وَمُتَزِرُ***تَجَاذَبَا البُرْدَ فِي بَرْدِ وَمَا اصْطَلَحَا
[2]
لَقيَهُ الشيخُ درويش فعتب عَليهِ بالمباعدة وترك الزيارة، فأنشده:
كذب الذي زعم القلوبَ شواهدُ
فأجابه:
مِن حيثُ لم تجد الذي أنا واجدُ
ص: 299
[3]
شطّرَ قصيدةَ الشيخ شريف بن فلاح في ذم رجلٍ عابَ شِعرَهُ، فقال : (1)
[من البسيط والقافية من المتراكب ]
أَشْكُو إلى اللّه مِما نَابَنِي وَجَرَى***بَيْنِي وَبَيْنَ دَعِي لَوْ زَكَا فَجُرَا
یا لَلحَمِيَّةِ هَلْ لِلدِّينِ مُنتصِفٌ***مِنْ جَاهِلٍ قَدْ غدَا بِالْجَهْلِ مُشتَهرا؟
[4]
قال مرتجلاً مجيباً الشيخ حسن بن الشيخ عبد الهادي : (2)
[من البسيط والقافية نفسها ]
يَا خَيْرَ مَنْ أَشْرَقَتْ في نُوْرِهِ دَارِي***عِتَابُكَ الْحُلْوَ لَوْ أَنِّي بِهَا دَارِي (3)
إِنْيْ وَحَقِّكَ إِذْ مَانَ الزَّمَانُ بِكُمْ***فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ إِمَّا دَهَتْ دَارِي(4)
فَالآنَ صِرْتُ سُلَيْمَاناً بِخِدْمَتِكُمْ***حَتَّى غَدَوْتُ بِمُلْكِ فِيْكُمُ دَارِي (5)
ص: 300
إنْ كُنْتُ خِلاً فَعَاتِبْ مَا تَشَاءُ، وَإِنْ***أَكُنْ سِوَاهُ وَحَاشَانِي فَليْ دَارِي (1)
[5]
كتب إلى الشيخ محمد رضا بن الشيخ أحمد النحوي يعاتبه بترك الزيارة: (2)
[ من الطويل والقافية من المتدارك ]
عَهِدْتُ خَلِيْلِي إِنْ دَجَا لَيْلُ بَيْنَا***(سَرَى يَقْبِطُ الظَّلْمَاءَ وَاللَّيْلُ عَاكِفُ)(3)
وَعَهْدِيْ بِهِ مَا مِثْلُهُ في وِصَالِهِ***(حَبِيْبٌ بِأَوْقَاتِ الزِّيَارَةِ عَارِفُ)
وَلا كُلْفَةٌ أَوْ رِيْبَةٌ يَقْتَضِي لَهَا***(أَيَدْخُلُ مَحْبُوبٌ عَلَى الْبَابِ وَاقِفُ)
[6]
كتب إلى الشيخ أحمد النحوي أبياتاً نظمها ارتجالاً، وفيها لزوم ما لا يلزم وهي : (4)
[من الكامل والقافية من المتدارك ]
إِنْ تَجْفُنِي لَمْ تُلْفِنِي لَكَ جَافِيَا***وَلِئَنْ هَجَرْتَ أَزْرُكَ شَوقا حَافِيا
فَأَنَا بِكُمْ فِي كُلِّ حَالٍ وَائِقٌ***مَهُمَا كَتَمْتُ الْوِدَّ لَمْ يَكُ خَافِيَا
ص: 301
حَيْثُ الْوِدَادُ عَلَيْهِ كُلُّ جَوَارِحِي***جُبِلَتْ وَكَانَ الْوِدُّ فِيْهَا صَافِيا (1)
إِنْ يُمْسِ جِسْمِي فِي بِعَادِكَ مُسْقَماً***يَكُنِ الْوِصَالُ لَهُ طَبِيبَاً شافيا
وَإِذا تَعَاضَلَ دَاءُ هَجْرِكَ مُجْهِداً***كَانَ الْوِصَالُ إِذا وَصَلتَ مُعَافِيَا (2)
فَرَأَيْتُ هَجْرَكَ وَالْوِصَالَ كِلَيْهِمَا***ذا مُثبتاً وَصْلاً وَذَلِكَ نَافِيَا
وَلِئَنْ جَفَا هَذَا الزَّمَانُ وَأَهْلُهُ***فَأَقَلُّ وَصْلِكُمُ أَرَاهُ كَافِا
نَاهِيْكَ مِنْ فَخْرِ وَجَدْتُ بِقَوْلِكُمْ:***سَلَّمْ عَلَيْهِ لَنَا سَلاماً وَافِيَا
ص: 302
1 - فهرس الآيات القرآنية
2- فهرس الأحاديث النبوية
3- فهرس الأعلام
4- فهرس أسماء البلدان والأمكنة
5- فهرس القوافي
6 - فهرس المصادر
- فهرس المحتويات
ص: 303
ص: 304
الآية ،السورة، رقم الآية، الصفحة
«يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ...» آل عمران، 111/ 165
«إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّه الإِسْلامُ...» آل عمران، 19/ 218
«وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ آل عمران وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ» آل عمران، 85/ 127
«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا...» المائدة، 3/ 124
«إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّه وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ» المائدة، 55/ 176
«يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ واللّه يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّه لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» المائدة، 67/ 123، 134
«... لَا تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ...» المائدة، 77 / 179
«... لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانَهَا خَيْرًا...» الأنعام، 158 / 149
ص: 305
الآية ،السورة، رقم الآية، الصفحة
«إِنَّ اللّه فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ الأنعام الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ...» الأنعام، 95 / 280
«يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتْكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِرُونَ» التوبة ، 35 / 145
«... وَيَوْمَ حُنَيْنِ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا...» التوبة، 25/ 174
«... وَهَمُواْ بِمَا لَمْ يَنَالُوا...» التوبة، 74 / 183
«... قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا...» يوسف، 30 / 260
«.... وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا*اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا» الإسراء، 13- 14 / 144
«أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا» الكهف، 9 / 140
«... لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيَّا» مريم، 27 / 175
«الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» طه، 5 / 289
«إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى» طه، 12 / 289
ص: 306
الآية ،السورة، رقم الآية، الصفحة
«... غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا...» المؤمنون، 106 / 240
«يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» النور، 24 / 144
«وَلَوْ أَنَّهَا فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَقِدَتْ كَلِمَاتُ اللّه...» لقمان، 27 / 267
«.. مَّا وَعَدَنَا اللّه وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا» الأحزاب، 12 / 141
«... إِنَّمَا يُرِيدُ اللّه لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» الأحزاب، 33 / 178
«فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ» الصافات، 141 / 217
«... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ...» الزمر، 9 / 175
«... قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...» الشورى، 23 / 217
«... سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ...» الفتح، 29 / 234
«مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» ق، 18 / 144
«فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى» النجم، 9 / 293
ص: 307
الآية ،السورة، رقم الآية، الصفحة
«اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ*وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ» القمر، 1-2 / 137
«فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ» الواقعة، 54 / 112
«يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ..» المنافقون، 8 / 141
«... عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللّه مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» التحريم، 6 / 113
«تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ...» الملك، 8 / 153
«ثُمَّ فِي سِلْسِلَة ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ» الحاقة، 32 / 92، 113
«سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعِ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ*مِّنَ اللّه ذِي الْمَعَارِجِ» المعارج، 1-3 / 136
«نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى» المعارج، 16 / 290
«إنها لإحْدَى الكُبَرِ» المدثر، 35 / 92، 200
«يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا*وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا» الإنسان، 7-8 / 125
ص: 308
الفهارس العامة / فهرس الآيات القرآنية
الآية، السورة، رقم الآية، الصفحة
«وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيا وَأَسِيرًا*إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّه لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا» الإنسان، 8-9 / 176
«وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء شَجَاجًا» النبأ، 14 / 188
«وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا» النبا، 33 / 152
«لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرِ» الغاشية، 22 / 177
«قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا» الشمس، 9 / 178
«مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى» الضحى، 3 / 250
«وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا» العاديات، 1 / 193
ص: 309
ص: 310
الحديث، الصفحة
«اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب برسالتي وولاية علي بن أبي طالب من بعدي» 124
«اللهم اثْتِني بأحب خلقك إليك ليأكل معي هذا الطير» 264
«اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فإنك حميد مجيد» 160
«أنا مدينة الحكمة وأنت يا علي بابها» 136
«أنا مدينة العلم وعليٌ بابها» 175
«أَنَّ الدنيا بحر عميق قد غرق فيها خلق كثير وأن سفينة نجاتها آل محمد علي هذا وولداه» 118
«إن اللّه تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب، ومن فاطمة ابنتي» 178
«إنَّ علياً قسيم النار لا يدخل النار ولي له، ولا ينجو منها عدو له، وإنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له ولا يُزحزح عنها وليٌ له» 134
«أهل بيتي فيكم كسفينة نوح في قومه من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك (غرق)» 178
ص: 311
الحديث، الصفحة
«برز الإيمان كله إلى الشرك كله» 173
«الحسن والحسين ابناي من صُلبِ علي» 178
«خُلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام» 124
«سلمان منا أهل البيت» 280
«لأعطين الراية غداً لرجلٍ يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله کرّار غیر فرّار» 171
«لعن اللّه من غَيَّر مَنارَ الأَرض» 234
«لو نذرت يا أبا الحسن على ولديك» 125
«معاشر الناس إنَّ علياً صديق هذه الأمة وفاروقها ومُحدّثها، إنه هارونها و يوشعها وآصفها وشمعونها، إنه باب حطتها، وسفينة نجاتها، إنه طالوتها وذو قرنيها. معاشر الناس إنه محنة الورى والحجّة العظمى والآية الكبرى وإمام أهل الدنيا والعروة الوثقى» 134
«معاشر الناس إنَّ علياً مع الحق والحقُّ معه» 134
«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» 124
«والذي لا إله إلا هو إنّ هذا من اللّه» 136
«ما عرفك إلا اللّه وأنا» 137
ص: 312
آدم: 186
آصف: 45
آل أبي جامع: 39
آل أبي حرب: 192
آل أبي سفيان: 128
آل الأعسم : 39
آل بحر العلوم : 39
آلبو خلّوف: 36
آل سليمان: 33، 36، 50
آل شهاب: 35
آل عثمان : 43،39
آل كاشف الغطاء : 34
آل محيي الدين: 39
آل النحوي: 36
آل هاشمٍ: 191
ابن الباقلاني النحوي: 18
ابن حجر : 200
ابن حميدة: 14
ابن الخشاب : 14
ابن الخلفة : 31، 72،71
ابن داود 14، 44
ابن الرومي : 79
ابن سبع: 29، 30، 83
ابن السكوني الحلي: 18
ابن العرندس الحلي: 20
ابن عساکر: 140
ابن عنبه الحسني : 35
ابن العود الحلّي: 18
ابن فهد الحلّي: 19
ابن منير الطرابلسي: 159،92
ابن مهنا العبيدلي: 18
أبو بكر الصديق : 265
أبو تمام: 208،120،92
أبو حنيفة : 76، 282
أبو الفضائل أحمد بن موسی = ابن طاووس: 16
أبو القاسم جعفر بن الحسن : 16
أبو مخنف : 285
أبو منصور الخياط: 14
أبي الكرم ابن الشهرزوري: 14
ص: 313
الأتراك : 33، 55
أحمد بن حمد اللّه: 31، 70
أحمد بن حنبل: 160
أحمد المزيدي: 27، 28، 35
أحمد النحوي : 31، 53، 2،71، 74، 310
الأخطل : 195
الأخنس بن مرثد: 285
إسحاق بن حياة الحضرمي : 285
أسماء بنت عميس: 158
أغا بزرك الطهراني : 45
أفلاطون: 73، 76
أم سلمة: 160
أم كلثوم بنت الإمام علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ): 204
أمامة بنت أبي العاص : 158
أمية = آل أمية : 68، 66، 114، 216، 217، 254
البحتري : 208
البخاري: 282
بشر بن أبي خازم 195
بقراط : 76
بنو إسرائيل: 194
بنو تميم: 151
بنو سليم: 289
بنو غالب: 153
بنو مزید 13
بنو المصطلق : 141
بنو نزار 153
بنو هاشم: 29، 237
بنو هوازن 174
التركمان: 22
ثمود: 268
جابر بن النضر : 136
جبار بن عمرو الطائي : 173
جرير بن عطية الخطفي : 195
جعفر الصادق (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 282
جعفر الطيار: 202
جواد شبر: 31، 51،50
الحارث بن النعمان الفهري : 136
د. حازم سلیمان: 98
حبيب المطيري: 41
حبیب بن مظاهر الأسدي: 71
حذيفة بن اليمان: 183
السيد حسام الشلاه: 99
الحسن الأسمر : 27، 35
ص: 314
الحسن بن علي بن داود الحلي: 18
الحسن بن راشد: 20
حيدر الشرع : 27، 28، 33، 35، 38
حسن الفلوجي : 48
حسن كاشف الغطاء صاحب (أنوار الفقاهة): 47
حسن مصبّح : 47
حسن نصار: 56
حسن بن الشيخ هادي الكاظمي : 71
الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي : 16
العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي: 18
حسون بن عبد اللّه : 48
حسین جاوش: 38
حسين الحكيم: 30، 38، 39، 40، 41، 42، 43، 51، 57
الحسين ابن الشاعر حيدر الحلي: 51،49
حسين علي سليمان الحكيم: 55
الإمام الحكيم: 9، 97
حكيم بن الطفيل: 285
حمادي الكوّاز : 47
حمادي نوح: 47، 48
حمزة البصير: 48
حمزة بن عبد المطلب: 172
السيد الحميري: 29، 237
السيد حيدر الحلي: 44، 45، 111،55
الخزرج: 140
الخضر: 194
خلف بن محمد حسن: 36
خندف: 140
الخوارج: 282
خِولِّي بن يزيد الأصبحي: 115
خير الدين الزركلي: 51
داود باشا: 33 52، 55
داود بن حيدر الشرع: 27، 28، 33، 38
داود بن سليمان الكبير : 46،44
درويش التميمي: 31، 299
ذو القرنين : 134
الرافضي الفقيه: 18
رجب البرسي: 19، 29، 93، 234
رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس : 16
رضي الدين علي بن يوسف بن المطهر : 18
رقية بنت الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 253
زبيبة: 173
الزمخشري : 176، 331
:زیاد 62، 149، 285، 286
ص: 315
زيد الشهيد: 27، 35
زين العابدين علي : 27، 153، 204، 272
زينب بنت علي 116،78، 206، 286
سالم بن محفوظ السوراوي: 17
سكينة بنت الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 253
سلمان الفارسي : 76، 280
سليمان الصغير : 34، 44، 46،45، 51، 83
سليمان بن السيد مرزة الحلي: 45
سواعٍ: 183
سيف الدين المشد: 86
الشافعي: 141
شبر و شبير: 190
شريف بن فلاح: 83، 300
شكر بن أبي الحسن الأسمر : 35
الشمر بن ذي الجوشن : 138
شمعون الراهب: 127
شمعون الصفا (وصي عيسى) : 134
شُميم الحلي: 18
شهاب بن علي: 27
الشهابية: 36
شيبة بن ربيعة: 172
صادق الفحّام: 39
صالح التميمي: 31، 40
صبحي بيك: 44
صدقة بن منصور بن دبیس: 13
صفي الدين الحلي: 297
طالوت: 134
طاهر بن الحسين: 124
الطبرسي: 124
الطبري: 140، 145، 285
طرفة بن العبد : 7945
طلحة بن عثمان: 173
الشيخ الطوسي: 14، 15، 21
عائشة : 264
عاد: 182
عباس بن حسين بن حيدر الشاعر : 51
عباس القمي: 16
عبد الحسين الدورقي: 40
عبد الكريم ابن طاووس: 31
عبد اللّه الرضيع) بن الحسين: 116
عبد اللّه بن السيد سليمان الكبير : 52،37
عبد اللّه شبّر : 124
عبد اللّه بن عباس: 127، 264
عبد المطلب الحلي: 50
عبيد اللّه بن زیاد: 149، 286
ص: 316
عبيدة بن الحرث بن عبد المطلب: 172
عتبة بن ربيعة بن عبد شمس: 172
عثمان بن عفان: 265
علي بن الحسين الهاشمي: 98،95، 100، 297
علي الخاقاني: 30، 31، 36، 39، 41، 42، 56،50،49
علي بن الشيخ رضا: 98
علي زيني: 299
علي بن سليمان الكبير: 33، 37، 52، 55، 71
علي عوض: 48
علي بن قاسم : 48
علي كاشف الغطاء: 38
علي بن يحيى بن الحسن بن بطريق: 15
عمار بن ياسر : 76، 280
عمر بن الخطاب: 171
عمر بن سعد : 116، 152، 285
عمر كحالة : 34
عمرو بن عبدود 173
عنترة بن شدّاد: 173
غالب: 128،123
القزويني الحلي: 18
لقمان: 39، 267،76، 281
لؤي: 123
المتنبي : 92، 208
السيد محسن الأمين: 34
محفوظ بن وشاح: 17
محمد بن السيد أحمد الشهير بالزيني: 70
محمد بن إدريس الحلّي: 14
محمد باقر البهبهاني: 71
محمد حرز الدين: 46
الشيخ محمد حسن باقر : 47
محمد حسن علي : 40
محمد حسن بن محمد: 36
محمد بن حسين السيد حيدر: 51
محمد حسين الفيخراني: 98
محمد الخليلي: 40
محمد بن داود: 49
محمد رضا النحوي : 38
محمد شريف الكاظمي : 70
محمد بن شهاب: 36
محمد طاهر السماوي: 29، 49، 83، 95، 99،97
محمد بن العلقمي : 16
محمد علي الأعسم : 41، 53، 70
ص: 317
محمد علي الخوانساري: 45
محمد علي بن محمد: 36
محمد علي اليعقوبي: 31، 34، 37، 38، 39، 46،44، 49، 50
السيد محمد القزويني: 49
محمد بن الكال الحلي: 14
محمد بن محمد بن الجعفرية: 18
محمد محيي الدين: 42،41
محمد بن مسلم 149
محمد مطر : 40
محمد بن مكي: 19
محمد الملا : 48
محمد مهدي بحر العلوم: 52،32
محمد نظر علي : 44
د. محمد هادي الأميني: 30، 31، 49،40
محمد بن الهبارية : 13
محمد بن يوسف الجامعي: 41
محمود بن شهاب 27
مرحب اليهودي: 172
السيد مرزا صالح القزويني:50
مرزة بن السيد عباس الحلي: 43
مسلم بن عقيل الجصاني : 54
المسيح: 194
المشعشعين : 22
مضر بن السيد مرزة: 51
مضر بن معد بن عدنان 215
معاوية بن أبي سفيان: 62، 140، 172
مغامس بن داغر : 20
المقداد السيوري: 19
المقداد بن عمرو: 280
منكر ونكير : 82
المنهال بن عمرو: 140
مهدي الأعرجي: 98
مهدي بن داود 46
مهذب الدین ابن الخیمی: 18
موسي بن عمران (عَلَيهِ السَّلَامُ) : 63، 185، 188، 194
النابغة الجعدي : 76
النابغة الذبياني: 92، 122
نزار بن معد بن عدنان: 153
النواصب : 49
نوح (عَلَيهِ السَّلَامُ): 178
هارون أخو موسى: 134، 239
هند بنت عتبة (أم معاوية): 172
هوازن: 174
الشيخ ورّام: 15
ص: 318
الوليد بن عتبة: 172
الوهابية: 40
يحيى بن أحمد بن سعيد الهذلي: 17
يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي البطريق: 15
یزید بن معاوية : 140
يوسف البحراني: 71
د. يوسف عز الدين: 62
يوسف بن المطهر الحلي: 18
يوشع بن نون وصي موسى: 134
يونس بن الشيخ خضر : 56
ص: 319
ص: 320
أحد: 141، 173
أصفهان = أصبهان: 280
أم القرى: 278
باب حطة: 134
باب الطوسي : 52
بابل: 137
بدر: 137، 140، 172، 280
بصرة: 29، 237
بغداد: 14، 15، 21، 29، 40، 52،44، 55، 97
97،55
البقيع: 157
تبوك: 183
الجامعين : 13
جصان: 54
الحبشة : 158، 202
الحلة،7، 8، 13، 14، 15، 17، 18، 20، 21، 22، 23، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 33، 34، 35، 36 ،37، 38، 39، 40، 41، 42، 43، 44، 46، 47، 48، 49، 50، 52، 55، 57، 70، 83، 99، 100، 119، 131، 180، 274، 277، 279، 281، 283، 300، 301
حنين: 174
الخندق : 141، 173، 280
خیبر 171، 172، 207، 263
دارخ: 35
دمشق: 140
الديوانية : 36
سدة الهندية: 36
سلع : 182، 207
الشام: 164،127، 171، 286
الشرفية 35
شط الحلة : 28
شمام: 272
صفين: 172
الطائف: 174
الطف = الطفوف: 27، 31، 32، 33، 38، 40، 41، 44، 46، 47، 48، 49،50،51 ،53، 54، 61، 65،66، 70، 76 ، 71، 78، 81، 91، 97، 114، 119، 131، 145، 151، 180، 194، 204، 216، 222، 223، 225، 227، 232، 233، 267، 272، 287
ص: 321
العباسيات : 36
العذيب: 151
العراق: 20، 22، 249
العقبة: 183
العوالي: 211
الغاضرية : 254
غدیر خم: 134
الغري: 206
فدك : 294
القادسية: 151
قباء: 280
قرية الحصين: 32
قناة الهندية : 36
الكاظمية: 31، 32، 40
كراع الغميم: 137
کربلاء: 8، 22، 128، 153، 250
الكفل : 36
الكوفة : 36، 68، 137، 149، 151، 250
اللوى: 289
محاويل الإمام: 35
المدينة المنورة : 182، 260
المزيدية: 14، 28، 35، 36
مسجد : 33، 46، 47، 52، 136، 287
أبو حواض : 33، 46، 47
مغيثة: 151
مكة : 249
منبج : 208
مؤتة : 158، 202
نجد: 173، 253
النجف : 13، 21، 22، 23، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 38، 39، 40، 45، 46، 47، 48، 51، 52، 53، 54، 70، 97، 98، 100، 260، 297، 299
نینوی: 226،80
الهاشمية : 28، 35
الهندية : 48
وادي الصفراء: 172
وادي طوی: 289
وجرة: 289
يذبل 253
ص: 322
آخر البيت اسم القافية البحر عدد الأبيات الصفحة
بلائهِ متدارك الكامل 68111
السباسبِ متدارك الطويل 81119
الجوابي متواتر الوافر 83131
القطوب متواتر الوافر 83142
كالشهاب متواتر الخفيف42151
زفراتها متدارك الكامل 59155
لا توقدُ متدارك الكامل 60162
مبدر متدارك الكامل 76169
الصدرُ متواتر الطويل 58180
سعيرها متدارك الطويل 75188
حضر متدارك مجزوء الكامل 202197
تفطر متدارك الكامل 75202
الأمير متواتر مجزوء الرمل 46209
مسرور متواتر البسيط 27214
مضى متدارك الكامل 52216
ص: 323
آخر البيت اسم القافية البحر عدد الأبيات الصفحة
الأبرع متدارك الكامل 67 222
هجوعي متواتر الكامل 51229
تتشعشعُ متدارك الطويل 15 تشطيراً 234
ولا مرتعُ متدارك السريع 46 تشطيراً 237
الغليل متواتر الوافر 54244
البلا متدارك کامل 75249
الطلول متواتر مجزوء الرمل 55256
ألمي متراكب المتدارك 82260
الإلهام متواتر الكامل 80267
أشجانه متدارك مجزوء الكامل 118274
الأجفان متواتر الكامل 30284
دوا متدارك الكامل 46287
أهاليها متواتر البسيط 82291
ص: 324
. - القرآن الكريم.
أ- المخطوطات والرسائل الجامعية
1- آل السيد سليمان الكبير: السيد سليمان السيد مرزة الحلي (ت 1387ه)، في مكتبة الباحث.
2- الحصون المنيعة : الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء (1350ه)، مكتبة الإمام محمد حسين الشيخ كاشف الغطاء، النجف الأشرف.
3- السيد حيدر الحلي حياته وأدبه : أحلام فاضل عبود، رسالة ماجستير كلية الآداب، جامعة بغداد، 1976م.
4- ديوان سيف الدين المشد (ت 656 ه) : دراسة وتحقيق وتذييل عباس هاني الجراخ، رسالة ماجستير، كلية التربية جامعة بابل، 2000م.
5- سيرة السيد سليمان بن داود الحلي: السيد داود بن السيد سليمان (ت 1232ه)، في مكتبة الباحث.
6- سيرة السيد سليمان الكبير : السيد داود بن السيد سليمان الكبير (ت 1232ه)، في مكتبة الدكتور حازم سليمان الحلي.
ص: 325
7۔ شجرة آل السيد سليمان: السيد مرزة الحلي (ت 1339 ه)، في مكتبة الباحث.
8- الشعر في الحلة بين سنتي 1824 - 1917م: محمد حسن علي مجيد، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1977م.
ب - الكتب المطبوعة :
9- إحقاق الحق الشهيد نور اللّه التستري (ت 1019ه). د.ت.
10 - أدب الطف أو شعراء الحسين : جواد شبّر (ت 1403ه)، مؤسسة التاريخ بيروت، ط 1، 1422ه / 2001م.
11 - أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث: المستر ستيفن هيمسلي لونكريك، ترجمة جعفر خیاط، انتشارات المكتبة الحيدرية، ط1، قم، 1425ه.
12 - الإرشاد : الشيخ محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالشيخ المفيد (ت 413 ه)، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط2، 1414ه / 1993م.
13 - أطوار الشعر الشعبي العراقي - العروض والقافية: مضر سليمان الحسيني الحلي منشورات فرصاد، قم، ط2، 1428ه.
14 - الأعلام ؛ قاموس تراجم لأسماء الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين خير الدين الزركلي (ت 1396ه)، دار العلم للملايين، ط4، بيروت، 1979م.
15 - إعلام الورى بأعلام الهدى الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548) مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، مطبعة ستارة، قم: ط 1 - 1417ه.
ص: 326
16 - الأعلام من الصحابة والتابعين الحاج حسين الشاكري، مطبعة ستارة،قم، ط2، 1418ه.
17 - أعيان الشيعة : السيد محسن الأمين العاملي (ت 1371 ه)، تحقيق وتخريج حسن الأمين، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، ط 5، 1420ه / 2000م.
18 - الإكمال في أسماء الرجال الخطيب التبريزي (ت 741ه)، تحقيق محمد عبد اللّه الأنصاري، مؤسسة أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)
19- إلزام النواصب بإمامة علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ): مفلح بن راشد البحراني (ت القرن التاسع الهجري)، تحقيق الشيخ عبد الرضا النجفي، ط1، 1420ه.
20 - الإمام البخاري (ت 256ه) وفقه أل العراق : حسين غيب الهرساوي، دار الإعتصام، بيروت، ط 1، 1420ه.
21 - الأمالي : الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( ت 381ه)، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية: مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، قم، ط1، 1417ه-.
22 - الأمالي للشيخ محمد بن الحسن (الشيخ الطوسي) (ت 460 ه)، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع، قم،ط1، 1414ه.
23 - أمل الآمل : الحر العاملي (ت 1104 ه)، تحقيق : السيد أحمد الحسيني، مطبعة الآداب، النجف الأشرف، مكتبة الأندلس، بغداد.
24 - أنصار الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : محمد مهدي شمس الدين الدار الإسلامية، ط2، 1401ه / 1981م.
ص: 327
25 - أنوار الربيع في أنواع البديع : السيد علي خان بن أحمد بن معصوم الحسني الحسيني، طبعة حجرية على نسخة نسخت عام 1093ه، كما هو مثبت في آخرها.
26 - الأنوار العلوية: الشيخ جعفر النقدي (ت 1370 ه)، المطبعة الحيدرية، ط 2، 1381 ه / 1962م، النجف الأشرف.
27 - إيضاح الفوائد ابن العلامة (ت770ه)، تحقيق : السيد حسين الموسوي الكرماني وجماعته، المطبعة العلمية، قم، ط1، 1387ه.
28 - البابليات الشيخ محمد علي اليعقوبي ( ت 1385 ه)، دار البيان، مطبعة مهر، قم، ط 2، د.ت.
29 - بحار الأنوار العلامة المجلسي (ت 1111 ه)، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط2، 1403ه / 1983م.
30 - البداية والنهاية : ابن كثير الدمشقي (ت 774ه)، تحقيق وتدقيق وتعليق علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 1، 1408 ه / 1988م.
31 - البناء الفني للصورة الأدبية عند ابن الرومي: د. علي صبح، مطبعة الأمانة القاهرة، ط 1، 1976م.
32 تاج العروس من جواهر القاموس : محمد مرتضى الحسيني الزبيدي (ت 1205ه)، تحقيق على شيري، دار الفكر للنشر والطباعة، بيروت، 1414ه.
33- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748ه)، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي،
ص: 328
بيروت، 1407ه / 1987م.
34- تاريخ الحلة يوسف كركوش منشورات الشريف الرضي، قم المقدسة، مطبعة أمير، قم، ط 1، 1385 ه / 1965م.
35 - تاريخ الطبري ( تاريخ الأمم والملوك) : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 310ه)، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1407ه.
36 - تاريخ اليعقوبي : أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي (ت 284ه)، دار صادر، بيروت، د.ت.
37۔ تبيين القرآن : السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدّس سِرُّه)، دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع، ط 2، 1423ه / 2002م.
38 - تذكرة الفقهاء: للحسن بن يوسف بن مطهر (العلامة الحلي) (ت 726ه)، تحقيق : مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث، مهر، قم، ط1، 1414ه.
39- التعاريف (التوقيف على مهمات التعاريف): محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1031ه) تحقيق د. محمد رضوان الداية، دار الفكر بيروت ط 1، 1410ه.
40 - تعطير الأنام في تعبير المنام الشيخ عبد الغني النابلسي ( ت 1143ه) شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، 1359 ه / 1940م.
41 - تفسير ابن كثير: أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي (ت774ه)، تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1412 ه/ 1992م.
42 - تفسير العياشي : محمد بن مسعود العياشي (ت 320 ه)، تحقيق قسم الدراسات
ص: 329
الإسلامية في مؤسسة البعثة للطباعة والنشر، طهران، ط 1، 1421ه.
43 - تفسير القرآن الكريم: العلامة المحقق الجليل عبدالله شبّر (ت 1242ه)، دار الفرزدق للطباعة والنشر، النجف الأشرف، ط 2، 1425ه / 2005م.
44 - تفسير القرطبي (الكتاب الجامع لأحكام القرآن) محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي (ت 671ه)، دار الشعب القاهرة، د.ت.
45 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال: جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي (ت 742ه)، تحقيق : بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط 4، 1406ه / 1985 م.
46 - الثقات : محمد بن حبان التميمي البستي ( ت 354ه)، مؤسسة الكتب الثقافية، حیدر آباد، ط 1، 1393ه.
47 - ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي (ت 429ه)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، القاهرة، 1965م.
48- جامع البيان عن تأويل آي القرآن: محمد بن جرير الطبري (ت 310 ه)، دار الفكر، بيروت، 1405ه.
49۔ جامع المقاصد : علي بن عبد العال (المحقق الكركي): (ت940ه)، مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) الإحياء التراث المطبعة المهدية، قم المشرفة، ط 1، 1408ه.
50 - جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام محمد حسن النجفي (ت 1266ه)، مطبعة،خورشید دار الكتب الإسلامية، طهران، ط 2، د.ت.
51 - الحاشية على أصول الكافي رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني (ت 1082ه)،
ص: 330
تحقيق محمد حسين الدرايتي، دار الحديث للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1424ه.
52 - الحصون المنيعة : السيد محسن الأمين (ت 13371ه)، بيروت، 1326 ه.
53 - السيد حيدر الحلي شاعر عصره: د. حازم سليمان الحلي، مطبعة أكرم نتردام هولندا، ط 1، 1424ه/ 2003م
54 - خطباء المنبر الحسيني: حيدر صالح المرجاني (ت 1396ه)، مطبعة دار النشر والتأليف، النجف الأشرف، 1391ه.
55 الخلاف محمد بن الحسن (الشيخ الطوسي) (ت 460 ه)، تحقيق جماعة من المحققين مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المشرفة، 1407ه.
56 - الدر المنثور: عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطى (ت 911 ه)، دار الفكر بيروت، 1993م.
57- ديوان ابن منير الطرابلسي أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح الطرابلسي (ت 547 أو 548 ه) : جمعه وقدم له د. عمر عبد السلام تدمري، دار الجيل، بيروت 1986م.
58 - ديوان أبي الطيب المتنبي، تحقيق د. عبد الوهاب عزّام، لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1944م.
59 - ديوان السيد الحميري إسماعيل بن محمد ( ت 173 أو 178 أو 179ه)، نواف الجراح، دار صادر، بيروت، ط 1، 1999م.
60 - ديوان السيد حيدر الحلي: عني بنشره وتصحيحه والتعليق عليه علي الخاقاني، دار
ص: 331
البيان، المطبعة الحيدرية، النجف الاشرف، 1369 ه / 1950م.
61 - ديوان السيد مرزة الحلي في مراثي أهل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ)، تحقيق: مضر سليمان الحسيني الحلي، منشورات فرصاد قم ط 2، 1428 ه / 2007م.
62 - ديوان النابغة الذبياني، صنعة ابن السكيت (244ه)، حققه شكري فيصل، دار الفكر، بيروت، 1968م.
63 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة أغا بزرك الطهراني (ت 1389ه)، دار الأضواء، بيروت، ط3، 1403ه/ 1983م.
64 - الرجال: ابن داود الحلي ( 740 ه)، المطبعة الحيدرية النجف الأشرف 1392ه / 1972م.
65 - رسائل المرتضى: علي بن الحسن (الشريف المرتضى) : (ت436ه)، تحقيق : السيد أحمد الحسيني، دار القرآن الكريم، مطبعة الخيام، قم، 1405ه.
66 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني : شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي (ت 1270 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت. د.ت.
67 - الروض النضير في معنى حديث الغدير فارس حسون كريم، تحقيق مؤسسة أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قم، ط 1، 1419ه.
68 - روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات: الميرزا محمد باقر الموسوي الخوانساري الأصفهاني (ت 1313 ه)، الدار الإسلامية للطباعة والنشر، بيروت، ط 1، 1411ه / 1991م.
69 - روضة الواعظين: الفتال النيسابوري (ت 508ه): تحقيق وتقديم محمد مهدي الخرسان منشورات الشريف الرضي، قم، ايران، د.ت.
ص: 332
70- رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : السيد علي خان الحسيني الحسني المدني الشيرازي ( ت 1120 ه)، تحقيق السيد محسن الحسيني الأميني، النشر الإسلامي، ط4، 1415ه.
71۔ سبل الهدى والرشاد محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942ه)، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود و زميله و علي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1414ه.
72 - السرائر : ابن إدريس الحلي (ت 598ه)، تحقيق لجنة التحقيق في مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ط 2، 1410ه.
73- سيرتنا وسنتنا : الشيخ عبد الحسين الأميني (ت1392ه)، دار الكتاب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1412ه / 1992م.
74- شجرة طوبى : الشيخ محمد مهدي الحائري (ت 1369ه)، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها، النجف الأشرف، ط 5، 1385ه.
75- شرح إحقاق الحق وإزهاق الباطل : القاضي السيد نور اللّه المرعشي الشهيد (ت 1019ه)، تحقيق وتعليق السيد شهاب الدين المرعشي النجفي مكتبة آية اللّه العظمى المرعشي النجفي، قم. د.ت.
76- شرح الأخبار : القاضي النعمان بن محمد التميمي المغربي (ت 363ه) تحقيق: السيد محمد الحسيني الجلالي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، ط2، 1414ه.
77- شرح دیوان حسان بن ثابت، تحقيق: عبد الرحمن البرقوقي، المطبعة الرحمانية،مصر، 1347 ه / 1929م
ص: 333
78- شرح الصولي لديوان أبي تمام دراسة،وتحقيق خلف رشيد نعمان، وزارة الإعلام، بغداد، 1977م.
79 - شرح منهاج الكرامة في معرفة الإمامة : السيد علي الميلاني، مؤسسة دار الهجرة، قم، ط 1، 1418 ه/ 1997م.
80 - الشعر العراقي: اهدافه وخصائصه في القرن التاسع عشر : د. يوسف عز الدين، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة، ط2، 1384ه / 1965م.
81- شعراء الحلة أو البابليات علي الخاقاني (ت1399ه)، دار الأندلس للطباعة والنشر، بيروت، ط 2، 1383 ه / 1964م.
82۔ شعراء الغري: علي الخاقاني (1399 ه)، المطبعة الحيدرية، النجف، 1373 ه / 1954م.
83- طبقات النحاة واللغويين تقي الدين ابن قاضي شهبة الأسدي الشافعي (ت 851 ه) تحقيق: د. محسن غياض، مطبعة النعمان، النجف الأشرف 1974م.
84- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف السيد ابن طاووس (ت 664ه)، ط1، 1399، مطبعة الخيام، قم.
85- الطليعة من شعراء الشيعة الشيخ محمد طاهر السماوي (ت 1370ه)، تحقيق كامل سلمان الجبوري، دار المؤرخ العربي، بيروت ط 1، 1422ه / 2001م.
86- العروة الوثقى: السيد اليزدي (ت 1337ه) تحقيق ونشر مؤسسة النشر الإسلامي، قم المشرفة، ط 1، 1417ه.
87- العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل : السيد حيدر الحلي (ت 1304 ه)، مطبعة
ص: 334
الشابندر،بغداد، ط1، 1331ه.
88- علي في الكتاب والسنة والأدب : حسين الشاكري، مراجعة : ف-رات الأسدي، مطبعة ستارة، قم، ط 1، 1418ه.
89۔ عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب السيد جمال الدين أحمد ابن علي بن عنبة (ت828ه)، صححه السيد محمد حسن الطالقاني، منشورات المطبعة الحسني الحيدرية، النجف الاشرف، ط 2، 1381 ه / 1961م.
90 - عمدة القاري شرح صحيح البخاري: بدر الدين محمود بن أحمد العيني (ت 855ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت.
91 - عيون أخبار الرضا (عَلَيهِ السَّلَامُ): محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (قدّس سِرُّه) (ت 381ه) : تصحيح وتقديم وتعليق : الشيخ حسين الأعلمي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1404 ه / 1984م.
92 - الغدير في الكتاب والسنة والأدب : عبد الحسين أحمد الأميني النجفي دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، 1387ه / 1967م.
93 - غريب الحديث: أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي (ت388ه)، تحقيق: عبد الكريم العزباوي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1402ه.
94 - الفائق في غريب الحديث محمود بن عمر الزمخشري (ت 538ه)، تحقيق علي محمد البجاوي و،زميله دار المعرفة، بيروت، ط2، د.ت.
95 - الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية : محمد بن علي ابن طباطبا المعروف بابن الطقطقى (ت709ه)، القاهرة، د.ت.
ص: 335
96 - الفصول المهمة في معرفة الأئمة: علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي المعروف بابن الصباغ (ت 855ه)، حققه ووثق أصوله وعلق عليه: سامي الغريري، دار الحديث للطباعة والنشر، مطبعة،سرور، قم المقدسة، 1422ه.
97 - الفضائل : شاذان بن جبرئيل القمي (ت 660 ه)، منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها، النجف الأشرف، 1381ه / 1962 م.
98 - فقه اللغة وسر العربية عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي (ت 429ه)، تحقيق: مجدي فتحي السيد المكتبة التوفيقية، القاهرة، د.ت.
99 - فن التقطيع الشعري والقافية : د. صفاء خلوصي، ط4، بيروت، 974
100 - الفنون الشعرية غير المعربة - المواليا: د.رضا محسن حمود، وزارة الإعلام بغداد، 1976م.
101 - فوات الوفيات والذيل عليها : محمد بن شاكر بن أحمد الكتبي (ت 764ه)، تحقيق علي محمد معوض وزميله، دار الكتب العلمية بيروت، ط 1، 1421ه / 2000م.
102 - القاموس المحيط: محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ( ت 817ه)، مؤسسة الرسالة، بيروت د.ت.
103 - قرى الضيف : عبد اللّه بن محمد بن عبید بن سفیان بن قیس، تحقیق: عبد اللّه بن حمد المنصور، أضواء السلف، الرياض، ط،، 1997م.
104 - الكافي للحلبي : أبي الصلاح الحلبي (ت 447ه)، تحقيق: رضا أستادي، مكتبة الإمام أمير المؤمنين علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) العامة، اصفهان، د.ت.
105 - الكامل في التاريخ علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد
ص: 336
الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير (ت 630 ه)، دار صادر للطباعة،والنشر، بيروت، 1385 ه/ 1965م.
106- كتاب الأم: الإمام أبو عبد اللّه محمد بن إدريس الشافعي (ت 204ه)، دار المعرفة، بيروت، ط 2، 1393ه.
107- كتاب الفتوح : أحمد بن أعثم الكوفي (ت 314ه)، تحقيق علي شيري، دار الأضواء للطباعة والنشر، بيروت، 1411ه / 1991م.
108 - الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة: أغا بزرك الطهراني (ت 1389ه): المطبعة العلمية النجف، 1374ه/ 1954م، ط 2.
109۔ کشف الظنون : حاجي خليفة (ت1067ه)، تحقيق: محمد شرف الدين وصاحبه، دار إحياء التراث العربي، بيروت، د.ت.
110 - كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء: العلامة الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ت 1228ه)، انتشارات مهدوي أصفهان، طبعة حجرية، د.ت.
111 - کشف اليقين : الحسن بن يوسف بن مطهر (العلامة الحلي) (ت726ه)، تحقيق: حسين الدركاهي، ط 1، 1411ه، د.ت.
112 - الكنى والألقاب الشيخ عباس القمي (ت 1359 ه)، تقديم: محمد هادي الأميني، مكتبة الصدر، طهران، د.ت.
113 - كنز العمال: علي بن حسام الدين المتقي الهندي (ت 975ه)، تحقيق: بكري حياني، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1409ه / 1989 م.
114 - لسان العرب: محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري (ت 711 ه)، دار
ص: 337
صادر، بيروت، ط 1، د.ت.
115 - اللهوف في قتلى الطفوف السيد علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس الحسيني (ت 664 ه)، أنوار الهدى، مطبعة مهر، قم، إيران، ط 1، 1417ه.
116 - لواعج الأشجان السيد محسن الأمين (ت1371ه)، مطبعة العرفان، صيدا، 1331ه.
117- مجمع البيان في تفسير القرآن: الشيخ أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (ت548ه)، انتشارات ناصر خسرو، مطبعة أمير، قم، ط7، 1425ه.
118- محاضرة الأديب ومسامرة الحبيب علي بن حسين بن عوض الحلي (ت 1325 ه)، تحقيق: عباس هاني الجراخ دار الضياء، النجف الاشرف، 2007 م.
119 - مختار الصحاح محمد بن أبي بكر الرازي تحقيق محمود خاطر مكتبة لبنان،ناشرون،بيروت، طبعة جديدة، 1415ه / 1995م.
120 - مختصر تفسير الميزان للعلامة محمد حسين الطباطبائي، اعداد کمال مصطفى شاکر انتشارات اعتصام للطباعة والنشر، مطبعة بقيع، ط 2، 1426ه.
121 - مدينة المعاجز : السيد هاشم البحراني (ت 1107ه)، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم، ط 1، 1414ه.
122 - مراقد المعارف محمد حرز الدين (ت 1365ه)، تحقيق: محمد حسين حرز الدين منشورات سعيد بن جبير، مطبعة شریعت، قم، ط 2، 1380 ه.
123 - المسائل الصاغانية: محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد (ت 413ه)، تحقيق: السيد محمد القاضي، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط 2، 1414ه / 1993 م.
ص: 338
124 - مستدرك الوسائل للعلامة الميرزا حسين النوري الطبرسي (ت 1320ه)، تحقيق مؤسسة آل البيت (عَلَيهِم السَّلَامُ) لإحياء التراث، ط 1، 1408ه / 1987م.
125 - مستدركات أعيان الشيعة : حسن الأمين ( ت 1368 ه)، دار التعارف للمطبوعات بيروت، ط 2، 1418ه / 1997م.
126 - مستمسك العروة الوثقى : السيد محسن الطباطبائي الحكيم (قدّس سِرُّه) (ت 1390ه)، مطبعة الآداب النجف الأشرف، ط4، 1391ه.
127 - مشارق أنوار اليقين الحافظ رجب البرسي ( كان حياً 813ه) تحقيق : السيد علي عاشور، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1419ه.
128- مشاهير علماء الأمصار: محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي (ت 354ه)، تحقيق: مرزوق علي إبراهيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، ط 1، 1411ه.
129 - معارف الرجال في تراجم العلماء والأدباء : محمد حرز الدين (1365ه)، مطبعة الآداب / النجف 1385 ه / 1965م.
130 - معالم التنزيل : الحسين بن مسعود الفراء البغوي (ت 510 ه)، تحقيق: خالد عبد الرحمن العك، دار المعرفة، بيروت، د.ت.
131 - المعتبر في شرح المختصر: أبي القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلي (ت 676ه)، إشراف : ناصر مكارم الشيرازي، منشورات سيد الشهداء (عَلَيهِ السَّلَامُ)، قم، إيران.
132 - معجم أدباء الأطباء: محمد الخليلي (ت 1388 ه)، مطبعة الغري، النجف 1365ه/ 1946م.
ص: 339
133 - المعجم الأوسط سليمان بن أحمد الطبراني ( ت 360ه)، تحقيق قسم التحقيق بدار الحرمين للنشر والطباعة والتوزيع، 1415ه/ 1995م.
134 - معجم البلدان ياقوت الحموي (ت 626ه)، تحقيق فريد عبد العزيز الجندي، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت.
135- معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام: د. محمد هادي الأميني، ط 2، بيروت، 1413ه / 1992م.
136 - معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة، دار إحياء التراث العربي، مكتبة المثنى، بيروت، د.ت.
137 - معجم المطبوعات النجفية : محمد هادي الأميني، مطبعة الآداب النجف الأشرف، ط 1، 1385ه.
138 - المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم وضعه محمد فؤاد عبد الباقي، ط1، 1407ه / 1987م، الناشر: دار الحديث القاهرة.
139 - مقاتل الطالبيين: أبي الفرج الإصفهاني (ت 356ه)، تحقيق: كاظم المظفر، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها، النجف الأشرف، ط 2، 1385ه/ 1965 م.
140 - مقتل الحسين (عَلَيهِ السَّلَامُ): المنسوب لأبي مخنف لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي الغامدي (157ه)، طباعة حجرية، د.ت.
141 - من هدى القرآن العلامة السيد محمد تقي المدرسي، نشر دار الهدى، ط1، : 1406ه.
142 - مناقب الإمام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ) : محمد بن سليمان الكوفي (حوالي 300ه)،
ص: 340
تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، مطبعة النهضة، قم المقدسة، ط 1، 1412ه.
143 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب : العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي (ت 726 ه)، تحقيق قسم الفقه في مجمع البحوث الإسلامية،مشهد، ط 1، 1414ه.
144 - منهاج الكرامة في معرفة الإمامة : العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر (ت 726ه)، تحقيق عبد الرحيم مبارك، مؤسسة عاشوراء للتحقيقات والبحوث، مطبعة الهادي، مشهد، قم، طا، د.ت.
145 - منية الطالب : تقرير بحث النائيني للخوانساري (ت 1355ه)، تحقيق: مؤسسة النشر الإسلامي، قم المشرفة، ط 1، 1418ه.
146 - موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (عَلَيهِ السَّلَامُ) في الكتاب والسنة والتاريخ، محمد الريشهري، تحقيق مركز بحوث دار الحديث دار الحديث للطباعة والنشر قم المقدسة، ط 2، 1425ه.
147- موسيقى الشعر: د. إبراهيم أنيس، القاهرة، 1972م.
148 - ميزان الاعتدال في نقد الرجال أبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748ه)، تحقيق على محمد البجاوي، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، ط 1، 1382 ه/ 1963م.
149 - النهاية في غريب الحديث والأثر : أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير (ت 606 ه)، تحقيق طاهر أحمد الزاوي و محمود محمد
ص: 341
الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، 1399 ه / 1979م.
150 - نهج الإيمان: زين الدين علي بن يوسف بن جبر (توفي في القرن السابع الهجري)، تحقيق السيد أحمد الحسيني، نشر مجتمع امام هادي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، مشهد، مطبعة ستارة، قم، ط 1، 1418ه.
151 - نهج البلاغة خطب الإمام علي (عَلَيهِ السَّلَامُ) (ت 40 ه)، تحقيق: الشيخ محمد عبده، دار الذخائر، مطبعة النهضة، قم، 1412ه.
152 - نهج الحق الحسن بن يوسف المطهر (العلامة الحلي) (ت 726ه) تحقيق : السيد رضا الصدر وعين اللّه الأرموي، مؤسسة الطباعة والنشر، دار الهجرة، مطبعة ستارة قم 1421ه.
153 - نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة: الشيخ محمد باقر المحمودي، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، د.ت.
154 نور الإفهام في علم الكلام السيد حسن الحسيني اللواساني (ت 1400ه)، تحقيق السيد ابراهيم اللواساني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المشرفة، ط 1، 1425ه.
155 - نور البراهين: السيد نعمة اللّه الجزائري (ت 1112ه)، تحقيق السيد مهدي الرجائي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المشرفة، ط1، 1417ه.
156 - الهداية: محمد بن علي بن بابويه (الشيخ الصدوق) (ت 381ه)، تحقيق: مؤسسة الإمام الهادي (عَلَيهِ السَّلَامُ)، المطبعة اعتماد، قم، ط 1، 1418ه.
157 - هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار العارفين : إسماعيل باشا البغدادي
ص: 342
(ت 1339 ه)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1951م.
158 - الوافي بالوفيات صلاح الدين خليل بن أبيك الصفدي (ت 764ه)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1420ه.
159 - وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان : شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان (ت 681ه)، تحقيق : د. إحسان عباس دار الثقافة، بيروت، د.ت.
160 - يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر : أبي منصور عبد الملك الثعالبي (ت 429ه)، القاهرة، 1377 ه.
161 ينابيع المودة لذوي القربى سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294ه): تحقيق: سيد علي جمال أشرف الحسيني، دار الأسوة للطباعة والنشر، طهران، ط 1، 1416ه.
ص: 343
ص: 344
مقدمة الناشر...5
القسم الأول / الدراسة...11
تمهید...13
الفصل الأول/ حياة الشاعر...25
اسمه ونسبه...27
ولادته ونشأته...28
أسرته ...35
وفاته..52
الفصل الثاني/ شعره، أغراضه وخصائصه الفنية...59
توطئة...61
أغراضه ...63
المديح...63
الرثاء...65
الهجاء ...68
الغزل...69
الاخوانيات...70
الخصائص الفنية...76
الأسلوب...76
ص: 345
البناء الفني...80
موسيقى الشعر...83
الصنعة...86
الفصل الثالث/ وَصْف مخطوطتي الديوان...95
القسم الثاني/ الديوان محققا...109
الملحق...299
الفهارس العامة...303
ص: 346
تشرفت مكتبتنا - مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة -
بتحقيق أو مراجعة الكتب الآتية، ونشرها :
(1). العباس (عَلَيهِ السَّلَامُ).
تأليف: السيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم (ت 1391 ه).
تحقيق الشيخ محمد الحسون.
(2). المجالس الحسينيّة.
تأليف: الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373 ه).
تحقيق: الأستاذ أحمد علي مجيد الحلّي.
راجعه ووضع فهارسه وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
(3) سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل.
تأليف: الحجّة الشيخ شير محمّد بن صفر علي الهمداني (ت 1390 ه).
تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية / الأستاذ أحمد علي مجيد الحلّي.
(4). معارج الأفهام إلى علم الكلام.
تأليف : الشيخ جمال الدين أحمد بن علي الجبعي الكفعمي (ق 9).
تحقيق: عبد الحليم عوض الحلّي.
مراجعة وتصحيح : وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
ص: 347
(5). مكارم أخلاق النبي والأئمة.
تأليف : الشيخ الإمام قطب الدين الراوندي (ت 573 ه).
تحقيق السيد حسين الموسوي البروجردي.
مراجعة وتصحيح : وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
(6). منار الهدى في إثبات النص على الأئمّة الاثني عشر النُجبا.
تأليف : الشيخ علي بن عبد اللّه البحراني (ت 1319 ه).
تحقيق عبد الحليم عوض الحلي.
مراجعة وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
(7). الأربعون حديثا.
اختیار: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان.
تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
(8) فهرس مخطوطات العتبة العباسية المقدسة.
إعداد وفهرسة: السيد حسن الموسوي البروجردي.
(9). الصولة العلوية على القصيدة البغدادية.
تأليف : محمد صادق آل بحر العلوم (ت 1399 ه).
تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
(10). ديوان السيد سليمان بن داود الحلي.
دراسة وتحقيق د. مضر سليمان الحسيني الحلي.
مراجعة: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
ص: 348
وسيصدر قريباً :
(11). كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار (عَجَّلَ اللّهُ تَعَالَي فَرَجَهُ الشَریف).
تأليف: العلامة الميرزا المحدّث حسين النوري الطبرسي (ت 1320 ه).
تحقيق: الأستاذ أحمد علي مجيد الحلي.
راجعه ووضع فهارسه وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
(12) نهج البلاغة (المختار من كلام أمير المؤمنين (عَلَيهِ السَّلَامُ)).
جمع : الشريف الرضى (ت 406ه)
مراجعة: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
(13). مجالي اللطف بأرض الطف.
نظم : الشيخ محمد بن طاهر السماوي (ت 1371 ه).
شرح: علاء عبد النبي الزبيدي.
راجعه وضبطه ووضع فهارسه وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
(14). الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية.
تأليف: العلامة محمد صادق بحر العلوم (ت 1399 ه).
تحقيق وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
(15). وفيات الأعلام.
تأليف: العلامة محمد صادق بحر العلوم (ت 1399 ه).
تحقيق وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.
ص: 349
ص: 350
First chapter: is about the poet's life, starting of his birth then rise, education, works, his own family and death.
Chapter two: chapter two is specialized in the purposes of his poetry; eulogy, bewailing, satire, erotic poetry, etc. and studying artistic aspects in it. Represented in style and musical and artistic structure and technique.
Chapter Three: In which I described my book precisely, and I approved method of study.
Second part: Examined book.
I have made rhymes index to simplify using them. I concluded that with sources and bibliography that I used. It isarranged alphabetically. No doubt that the endeavors I gave in writing the study and examining the book according to a scientific right method and maintaining sources and triumphing over difficulties that I face.
Finally, I hope that I presented a new book to the Arabic literature Library generally and Hilla Library specially that participated in enrichment Hilla heritage to motivate scholars to study scientifically and carefully.
Praise be to God
Dr. Mudhar Sulayman al-Hilli
1st June, 2010
ص: 351
Introduction
Mr. Sulayman al-Hilli's family has its important literary heritage Historical and literary aspects praised it. Unfortunately, plenty of it lost or damaged. It is delightful to get the book of Sulayman bin Dawuod al-Hilli (d. 1211 of the Hegira). I saw to inspect this book. The following are what drive me to achieve this work:
1. Recognize this important personality in the history of Hilla.
2. The view of Mr. Sulayman is a scientific precise view in order to let us recognize his message in life.
3. Recognize an aspect from cultural activity aspects of Hilla in the dark period of its history.
4. Expose the bright page of Hilla history, remove the ambiguity of time from it, and place it in its right position.
5. Draw the scholars' attention to verify more in this era of Hilla history and to know its men and their rules in it.
I divided this study into three parts: Preface and two main parts:
Preface: Preface included a brief idea about the study and its content:
First Part: Study, includes preface and three chapters. In the preface I studied generalcircumstances in Hilla city, in the period that the poet lived and before it to let the readers know about the elements effect the poet's culture and directives appeared on versification.
ص: 352