السيد مضر السيد علي خان المدني
دليل
مسجد السهلة المعظم
إصدار
مؤسسة مسجد السهلة المعظم
الطبعة الثالثة – 1437 ﻫ
حقوق الطبع محفوظة
لمؤسسة مسجد السهلة المعظم
ص: 1
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إلى ذلك الثرى المقدس..
إلى تلك البقعة الطيبة، التي منّ الله جل شأنه عليّ أن أكون متشرفاً لسنين عديدة مهندساً لأبنيتها، لمقاماتها ومحاريبها..
إلى ذلك الحرم الطاهر الذي جئته، تتملكني مشاعر الرهبة والرجاء والحلم بالوعد؛ فلمست في كل جزء منه معاني الرحمة مقترنة بالولاء، وشممت في كل ذرة تراب منه عبق السمو والقداسة، تقودني الخطى بين مسكن لنبيٍّ، أو موضعٍ لوصيٍّ، أو مسجدٍ لوليٍّ، ويمتدُّ فيض النور لتحوطَ عيناي ذلك الموضعَ المبارك الذي تشرّف بالمقام السامي لوليِّ العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ؛ فيخفق جناني جذلاً..
وقد قيّض الله جلَّ شأنه لي - مرةً أخرى – أن أتشرف بأن أكون الخادم الأول لهذا الكيان المشرّف، فجهدتُ في خضم هذه السنين التي احتوتني بها أسواره، أن امتزج بكل أحاديث فضيلته، امتداد الروح التي تنزع إلى السمو..
إلى مسجد السهلة المعظم، أهدي هذه الأسطر التي تحبو على مدرج عظمته..
مضر عبد الهادي علي خان المدني
النجف الأشرف 1433 ﻫ
ص: 2
يعرف مسجد السهلة المعظم بأنه مقر نزول الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بأهله وعياله، وأنه بيت ماله ومقسم غنائم المسلمين، في عصر الظهور، إذ ((يتنفس العراق الصعداء في ظل سلطة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، ويدخل حياة جديدة في مركزه العالمي بوصفه عاصمة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومحط أنظار المسلمين ومقصد وفودهم، وتصبح الكوفة والسهلة والحيرة والنجف وكربلاء محلات لمدينة واحدة يتردد ذكرها على ألسنة شعوب العالم وفي قلوبهم، ويقصدها القاصدون من أقاصي المعمورة ليلة الجمعة، ويبكرون لأداء صلاة الجمعة خلف المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، في مسجده العالمي ذي الألف باب، فلا يكاد الواحد أن يحصل على موضع صلاة بين عشرات الملايين القاصدة)) (1)،
وقد ورد عن الإمام الصادق (علیه السلام) وهو يتحدث عن صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) أن: ((دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين، والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها،
(وفي رواية أو يجئ إليها، وفي رواية أخرى أو يحن إليها وهو الصحيح) ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلاً، ولتجاورن قصورها قصور كربلاء، وليصيرُن الله كربلاء، معقلاً ومقاماً تختلف إليه الملائكة والمؤمنون، وليكونن لها شأن من الشأن)) (2)
ص: 3
كما أن الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) يختار هذا المسجد المعظم مقرا لأهله وعياله كما أشار إلى ذلك الإمام الصادق (علیه السلام) بقوله: ((كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله)) (1)
وهذه الأحاديث الشريفة وغيرها تدل على توسع المسجد المعظم وما حوله فعن الإمام الصادق (علیه السلام) أنه: ((يبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء والحيرة، حتى يخرج الرجل على بغلة سفواء (2)يريد الجمعة فلا يدركها)) (3)
ولما (ورد في بعض الأخبار أن زوايا مسجد السهلة مساكن الأنبياء (علیهم السلام) ففيها فضل عظيم) (4)، ولما نُقلت عن هذا المكان المشرف روايات كثيرة عن المعصومين (علیهم السلام) ؛ جعلته مقصدا لآلاف المؤمنين المتلهفين لزيارته،
وحرصاً على إبراز أهمية هذه البقعة المقدسة، وتشرفاً بإظهار بعض ملامح الشرف العظيم لهذا المكان الطاهر، واستلهاماً لمرويات أئمة أهل البيت (علیهم السلام) بخصوصه، وبغية زيادة عرى الإرتباط، ولحمة الإنتظار بولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) توفقنا إلى تأليف هذا الكتاب الذي حاولنا أن نجمع فيه ما أمكننا الوصول إليه من الروايات بشأنه، والأعمال الواردة بكل جزء منه، مع بيان مراحل الإعمار فيه، وغير ذلك من الأبواب، كما أضفنا له بعض الصور.
ص: 4
ونظرا للإقبال الشديد على هذا الدليل ونفاد الطبعتين الأولى والثانية منه؛ فقد توكلنا عليه جل شأنه في إصدار الطبعة الثالثة منه التي تم تنقيحها وإضافة العديد من المعلومات إليها مما توفقنا للحصول عليه.
ونسأل الله عز وجل أن نكون ممن ارتضى، وأن نكون قد ساهمنا في خدمة هذا المكان المشرف، وأن يتقبل عملنا، المرفوع لخدمة إمامنا المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
مضر عبد الهادي علي خان المدني
النجف الأشرف 1437 ﻫ .
ص: 5
يقع مسجد السهلة المعظم في ظاهر الكوفة العلوية المقدسة في العراق، ثاني مدينة مصرت بعد دخول جيش المسلمين إليه، والواقعة على مسافة (عشرة كيلومترات) تقريباً من مركز مدينة النجف الأشرف، و(مئة وخمسين كيلومتراً) تقريباً عن العاصمة العراقية بغداد، ويشمخ هذا المكان المشرف في الجهة الشمالية الغربية من مسجد الكوفة المبارك، بنحو(كيلومترين) في أرض كانت خالية من العمران والسكن.
وهو البقعة التي اختطت – بعد مسجد الكوفة المشرف -؛ ليكون أحد أكبر المساجد التي أعيد تشييدها في الكوفة العلوية المقدسة، خلال القرن الأول الهجري.
وعلى مسافة منه المنطقة التي سميت بالكناسة(1)، وقیل ((وكان في الكناسة محل للشنق وفيه عرض جثمان زيد بن علي واليوم توجد بناية قائمة، يؤمها الناس وتعرف باسم زيد بن علي (علیهما السلام) ، فيكون موقع الكناسة اليوم بين مسجد السهلة ومسجد الكوفة)) (2)، و(هذا کلام الأستاذ الشرقي
ص: 6
حول الكناسة وتعيين موقعها ومن الغريب جدأ صدور ذلك منه، فإنا لم نعهد اليوم ولا قبل اليوم بناية قائمة بين مسجد السهلة والكوفة يؤمها الناس وتعرف عندهم باسم زيد بن علي کي يعتقد أحدُ أنّها المحلّ الذي عرض فيه جثمانه شنقاً، فيحكم الأستاذ أنّه موقع الكناسة؟
وإنّما البناية التي توجد اليوم هناک هي مسجد زيد بن صوحان صاحب الإمام علي (علیه السلام) وهي التي يؤمها الناس، وتعرف عندهم بمسجد زيد بن صوحان، يؤدون فيه من الوظائف الشرعية ما هو مدون في کتب الأدعية).
ولم يزد الحموي في المعجم على قوله: الكُناسة بالضمّ، محلة بالكوفة عندها أوقع يوسف بن عمر الثقفي بزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، و فيها يقول الشاعر:
يا أیها الراکب الغادي لطيته *** يؤمُ بالقوم أهل البلدةِ الحرمِ
أبلغْ قبائلَ عمرو إنْ أتیتهمُ *** أو کنتَ منْ دارهم يوماً على أممِ
أنّا وجدنا قفيراً في بلادکمُ *** أهل الكناسةِ أهلُ اللؤمِ والعدمِ
أرض تغير أحسابُ الرجالِ بها *** کما رسمت بياضَ الريطِ بالحممِ )) (1)
ويبدو أن محل الشنق هذا - ويسمى منطقة السبخة - ((على مقربة من مسجد السهلة المعظم، وفي السبخة صلب الشهيد عبد الله بن عفيف الأزدي (رضی الله عنه) (2)
بعد أن ضربت عنقه على يد عبيد الله بن زياد)) (3)،
ص: 7
كما إن سوق البنوك والصيرفة يمتد من مسجد سهيل إلى المسجد الأعظم، كما نصت على ذلك بعض المصادر، وکانت أسواق الكوفة تنتظم من قصر الإمارة وموقعه شرقي الجامع وإلى جنبه إلى دار الوليد بن عقبة من جهة، ومن الجهة الأخرى إلى مساکن ثقيف و أشجع، وموقعها اليوم ما بين الشرقي للجامع إلى ما يقارب مسجد سهيل (السهلة).
و فيما بين مسجدي الكوفة والسهلة موضعٌ عُرف بجبل الصيّاغ، يقال: أنه موضع حرق جثة الشقي ابن ملجم لعنه الله، حيث ورد في ذلك قول الرحالة ابن بطوطة عند تقصيه أرض العراق قوله: (ورأيت بغربي جبانة الكوفة موضعا مسودا شديد السواد في بسيط أبيض فأخبرت أنه قبرالشقي ابن ملجم، و أن أهل الكوفة يأتون في کل سنة بالحطب الكثير فيوقدون
ص: 8
النار على موضع قبره سبعة أيام، وعلى قرب منه قبة أخبرت أنها على قبر المختار بن أبي عبيد).(1)
وقد تطرق العديد من الرحالة والمستشرقين إلى ذکر مسجد السهلة المعظم، ومن أولئك الرحالة (نيبور) فقال: (وعلى بعد حوالي ربع فرسخ إلى الشمال الغربي من المسجد الكبير أشار الدليل إلى مسجد آخر هو مسجد صاحب الزمان المهدي، وروى لي حكاية طويلة لم أفهم مغزاها) (2)
کما أن (السائح الهروي) (3) حين سرد وقائع رحلته إلى الكوفة قال: (وبها مقام إدريس (علیه السلام))(4)، کما تحدث عن صاحب أمير المؤمنين صعصعة بن صوحان العبدي (رضی الله عنه) فقال: (وقد زرنا صعصعة بن صوحان شرقي قلعة مطار بالجعفرية)(5).
ص: 9
وتطرق لذکر المسجد الم رف الرحالة ماسينيون، فقال: (ثم انحرفت في مسيري إلى جهة الشمال الغربي حتى زاوية الخندق المحيط بمسجد السهلة ومقامي صعصعة و أخيه زيد وبئر قد حفر حديثاً).
وموقع المسجد الشريف جعله يربط مدينة (الكوفة المقدسة) ب- (خان المصّلى) (1) ثمّ (كربلاء المقدسة)، كما يربطها بالطريق الآخر بمدينة (النجف الأشرف).
وإلى عصور متأخرةکان مسجد السهلة المبارک محاطا بمنطقة خضراء، أتى على ذکرها بعض الكتّاب، ومن ذلك ما ورد عن المرحوم محمد علي الشبيبي في جده الشيخ محمد الشبيبي (..کنت أخرج وأقف عند باب البيت أنتظر واسطة نقله للمجلس وهي عبارة عن دابة (حمار) لعدم إمكانية وصول السيارة بسبب ضيق ازقة محلة العمارة، وهذه صفة تتصف بها کل شوارع النجف القديم، ومن وسائل النقل الداخلي عهد ذاک (الكاروک)، والكاروک في لهجة النجفيين هو المهد! وهو غرفة طولها متران وعرضها متر ترتبط طولياً في أعلاها بحامل وهو خشبي عادة مثل غصن متين صقيل بطول ثلاثة أمتار يحمله شخصان، واحد يسحب من الأمام، وثانٍ يدفع من الخلف! والكاروک باهض الثمن لذلك لايستعمله سوى الموسرين أو الموسرات و أغلبهم يعاني من العوق او الشيخوخة! وإذا
ص: 10
أردت السفر إلى النجف و أنت في ولاية الجسر (الكوفة) فلك أن تبتاع باصاً (تذکرة) يؤهلك رکوب العربانة الذاهبة الى النجف! سكة حديد ترامواي أسهم في تأسيسها موسرون من النجف وبغداد سنة 1325ه!العربة خشبية مدججة بالحديد من طابقين طابق تحتاني وطابق فوقاني ترقى إليه بسلمٍ خشبي يلتف حلزونياً ! وتسع في طابقيها أربعين راکباً سوى الواقفين، عربة المترو أو الكاري تسير على سكة حديد ويجرها حصانان! ستكون في فضوة (ساحة) السكة وهي دوار يتوسط ثلاثة أسواق کفية قديمة نشطة سيضرب الدريول أو السائق جرساً ذا رنين عالٍ قبل أن يهزّ السيور بيديه فتتحرک العربة! ولسوف تسير وسط الناس المسالمين الذين يدفعهم الفضول للتفرس في الوجوه کأنهم يبحثون عن أحد راکب معنا! ووجهتك وهي النجف تقع على مسطبة ترابية ارتفاعها مئة ياردة فكأن العربة ترتقي جبلاً ! وسيبهظ الارتفاع طاقة الحصانين فتتباطاً الخطى! والعربة تسير ستلاحظ عن يسارک مسجد الكوفة البهي! تجتازه لتشاهد أطلال القصر الأموي (قصر الامارة) ثم بيت الإمام علي بن أبي طالب کرّم الله وجهه فميثم التمار وهو صاحب الإمام علي! فإذا التفتَّ صوب اليمين سترى عن بعد مسجد السهلة المحاط بمنطقة خضراء (الزرکة) و في الثلث الاول من الطريق ستقطع العربة عرضياً نهراً قديماً جافاً يسمی کری سعدة نسبة إلى سعد بن أبي وقاص الذي کراه، لكنّ هذا النهر تاريخي مغرق في القدم اسمه Pallocopas الممتد من هيت مارّاً ببابل منتهيا بالبصرة وجرت فوق هذا النهر سفينة ملكية ذهبية حملت الإسكندر من بابل الى الذنوات البيض (أحد أسماء النجف في العهود الغابرة) وفي منتصف الطريق ثمة بئر السيدة زبيدة! وبعدها
ص: 11
تخترق العربة مفازة قاحلة حتى تقترب من النجف تواجهك يمنة ويسرة مقبرة شاسعة وتواصل لتمرّ بالحنّانة فمرقد سيدنا کميل، وها إننا بلغنا النجف).
ويبدو أن مسجد السهلة المعظم بحكم موقعه قد نجا من هجمات الوهابيين (1) الذين عاثوا فساداً في مسجد الكوفة المقدس، فأحرقوه،
ص: 12
وقتلوا كل من كان يزور في داخله؛ وذلك لوجود الخندق (كري سعد) (1) قربه، وتجهيز المسالح، ومنها (القلعة الضخمة التي بنيت بالقرب من (كري سعد)، واسمها (قلعة النشامى)، و(وجه التسمية يعود إلى أن سبعين رجلاً من قبيلة بني مسلم، دهمتهم جيوش الوهابي ابن سعود، وكانوا قاصدين الهجوم على مدينة النجف في عهد الشيخ جعفر الكبير، حيث كانت نوبتهم أن يرصدوا البرَّ من هذه الجهة، فضايقتهم الجيوش لكثرتها، فتحصنوا بالقلعة، وحاربوهم ثلاثة أيام حتى نفذ ما عندهم من سلاح وماء ومتاع، فقاتلوهم جميعاً، فسمّيت القلعة بقلعة النشامى)) (2).
وتم صد الهجمات الوهابية بهمة عالية وبجهود الشيخ الأكبر كاشف الغطاء (قدس سره) الذي ((التجأ إلى جمع الشباب من حملة السلاح، وعيّن لهم الرواتب، واشترى لهم الأسلحة الجيدة، وجعلهم مرابطين على حدود النجف، وقد تطورت هذه الجماعة المسلحة، وأصبحت شرطة للشيخ جعفر الكبير، تقوم بتنفيذ أوامره في حكم النجف)) (3)،
و((جعل الشيخ يدور على السور من الداخل ويقول: أولادي حاموا عن مرقد خليفتكم، وابن عم نبيكم، وامنعوا نفسكم عن القتل، وحافظوا على أهاليكم ونسائكم من النهب والهتك)) (4)،
ص: 13
و((لم يستطع الوهابيون دخول المدينة، فعرجوا إلى مسجد الكوفة، فقتلوا الناس، وهم معتكفون فيه للعبادة، والمصلين في محاريبهم،، وفي اليوم التالي هرج جماعة من النجفيين المسلحين إلى مسجد الكوفة، فوجدوا فيه المذبوحين، والدماء قد صبغت المحاريب، وذلك في عام 1226ﻫ )) (1)،
كما أن موقع المسجد جعله محورا للعديد من النزاعات العشائرية والمعارك ومن ذلك ما أورده المرحوم الشيخ محمد رضا الشبيبي في مذكراته فقال: ((وفي يوم الأربعاء 3 جمادى الأولى سنة 34ﻫ ، تقدمت جموع النجفيين من الأحياء الأربعة إلى الكوفة لنجدة من فيها، واخرجوا كثيرا من بنادق الذخيرة والقراطيس، وخرجوا باستظهار واستعداد عظيم، وقد أنهوهم أكثر من ثلاثة آلاف رام، أما بنو حسن فكانوا قد عبروا الفرات بقدمين، وقد ملكوا مسجد السهلة وجماعة العجم والمقالع والأنقاض بين المسجدين، والنجفيون في نفس الجسر، وفي مسجد الكوفة، وفي المخافر بين النجف والكوفة)) (2)،
وفي ثورة العشرين لم يكن المسجد بمنأى عن الأحداث فقد ((كانت الطائرات الانكليزية توالي قصف الثوار في الكوفة وحواليها، وفي 24 تموز ألقت إحدى الطائرات ثلاث قنابل على جامع الكوفة الكبير، سقطت الأولى على دكة القضاء فأصابت 23 شخصاً، أما الثانية فقد سقطت على
ص: 14
ركن من السور الخارجي وهدمت جزء منه، أما الثالثة فسقطت في أول الطريق المتجه إلى مسجد السهلة فأصابت امرأتين ومزقتهما تمزيقا،)) (1)
وفي العصر الحديث، وإبان الإنتفاضة الشعبانية المباركة، تمترس الثائرون قرب مسجد السهلة المبارك، ((وبعد يومين من الإنتفاضة جاءت رسالة من اللجنة المشكلة من قبل السيد الخوئي رحمه الله يطلبون منا قوة تذهب للنجف ويكون مركزها مسجد الكوفة لوصول الجيش عن طريق الكفل، فكان عدد الذين ذهبوا معي 280 مجاهد ولما تكامل المجاهدون، كان أول من صعد بالسيارات المتجهة إلى النجف أبنائي وأقربائي وركبوا الناس الباقية جميعاً وكان جميعهم من الشباب الذي لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرون وهذا ما دعاني إلى التحدث معهم بمكبرة الصوت إننا ذاهبون إلى القتال ولا نعلم إننا سنعود إليكم أم سنحصل على الشهادة، لأننا سنقاتل ضد جيش مجهز بكامل الأسلحة والمعدات الثقيلة من دبابات ومدافع وطائرات هليكوبتر ولذلك قلت لهم: من يخاف على نفسه أو على ابنه فليبقى ولا يذهب للنجف معنا !! وعندما تحركت السيارات متجهة إلى النجف علت هلاهل النساء وهوسات الرجال فكانت دفعة معنوية عالية لنا وعند وصولنا إلى الكوفة وجدنا أمامنا أهل الرميثة الأبطال بقيادة المرحوم الرائد حميد والنائب ضابط حربي عبد علي عبادي الظالمي وكان معنا الملازم الأول عباس أبو درب والملازم الأول عباس حسن واجتمعنا في مسجد الكوفة للتنسيق في ما بيننا حيث كنا مجبرين على تقسيم المجاهدين قوة منهم ترابط شمال مسجد السهلة والقسم الثاني يرابط في
ص: 15
نهر كري سعدة وعند الصباح ذهبنا نحن ستة مقاتلين لمقابلة السيد الخوئي رحمه الله)) (1)،
وكثيرا ما تعرض زائرو المسجد إلى السلب والنهب في هجمات الأعراب، وقد وصف الشيخ محمد لايذ النجفي (2) هذه الحالة بقوله: ((إن والده الشيخ ناصر قد صحبه وهو صغير إلى مسجد السهلة، ولما كانت الأعراب آنذاك تسرح وتمرح دون خوف من الله، والناس، في هذه الجهات وغيرها من طرق الزائرين، فقد هجموا عليه وأخذوا منه ابنه، فتألم الشيخ لذلك، وراح يفحص عن وجوده في البداية؛ فعثر عليه عند امرأة من أهالي الريف، كانت قد اشترت الصبي من هؤلاء المحاربين بعد أن حاولوا إخفاءه في جلد كبش سوى رأسه، إذ علمت انه من المشهد (النجف)، وقد دفعت لهم مئتي شامي،فاسترجعه أبوه، وعوض عن مال المرأة، وأكرمها)) (3)، ((وقد دفعت مثل هذه الحالات النجفيين من إقامة مسالح على الطريق بين النجف والكوفة)) (4)،
ص: 16
كما ألقت بعض أحداث التاريخ ظلالها على زيارة مسجد السهلة المعظم،فحين حدثت الحركة المشروطة في إيران التي عملت على إقامة حكم ملكي دستوري مشروط ببرلمان، ونجحت في عام 1906 في إجبار الشاه مظفَّر الدين على إعلان الدستور، والاحتفاظ بمكانة عليا تضمن للفقهاء الإشراف على قوانين المجلس، انقسمت الحركة الدستورية إلى فريقين، يطالب أحدهما بحكم ديمقراطي مطلق، وآخر يطالب بحكم يلتزم بالشريعة الإسلامية، وأدى ذلك الإنقسام إلى إعدام الشيخ فضل الله النوري أكبر دعاة (المشروطة المشروعة) في طهران على يد فريق (المشروطة المطلقة)، مما جعل حالة من التشكيك في الحركة الدستورية تسود في أوساط العلماء، فاتهموها بالعمالة لبريطانيا، وعادوها بصورة كلية، حتى إن طلبة العلوم الدينية من أنصار المشروطة كانوا يتعرضون لمضايقات كثيرة وصلت إلى درجة أنهم لم يذهبوا لمدة سنة لزيارة كربلاء أوالكوفة أومسجد السهلة خوفاً على أرواحهم، وتطوَّر هذا الخلاف عندما دخلت العشائر كرقم فيه لدعم موقف الأطراف المتنازعة، ويروى في هذا الخصوص، أن السيد كاظم اليزدي الذي كان على رأس (المستبدّة)، طلب حضور العشائر العراقية إلى النجف فجاءوا مسلّحين والتفّوا حوله(بهوساتهم) المنددة ب-(المشروطة)،
غير أن كل ذلك لم يمنع عارفي حق هذا البقعة المشرفة من إتيانها واللواذ بها، حتى أنها مثلت الملجأ الذي يأوي إليه المنتفضون والثائرون فحين ((أصدر الشيخ مهدي الخالصي وعلماء النجف فتاوى بتحريم الانتخابات، وتحريم الاشتراك فيها تحريما قطعيا، وبتكفير المشتركين فيها عملا بقوله
ص: 17
تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ (1) وبما أن الاشتراك في الانتخابات يعني المساعدة على تولي الكفار لأمور المسلمين، فكان لتلك الفتاوى أثر حاسم في مقاطعة الانتخابات مقاطعة عامة شاملة، وعلى أثر ذلك اعتقل الشيخ الخالصي في 28 حزيران 1923م، وأبعد عن العراق، وقد احتج الإمام السيد أبوالحسن الموسوي الأصفهاني، والإمام الميرزا حسين النائيني، وقررا مغادرة العراق، وقد تولى مدير شرطة كربلاء في الأول من تموز 1923م إبعاد العلماء التالية أسماؤهم: السيد أبوالحسن الموسوي الأصفهاني، الميرزا الشيخ حسين النائيني، السيد علي الشهرستاني، الشيخ عبد الحسين الشيرازي، ،الشيخ أحمد الخراساني، الشيخ مهدي الخراساني، السيد حسن الطباطبائي، السيد عبد الحسين الطباطبائي، وقد منع مولود مخلص – متصرف كربلاء – مصاحبة أي أحد للعلماء الأعلام إلا بأذن خاص من الحكومة، وعلى أثر هذا الأجراء أعلن الإضراب العام في النجف الأشرف واعتكف علماء الدين في مسجد السهلة)) (2)،
ص: 18
أطلقت على مسجد السهلة الشريف تسميات شتى؛ فسمي ب- (مسجد القرى)، و(المسجد البري)، و(مسجد سهيل) و(مسجد عبد القيس)، و(مسجد بني ظفر)، مضافا لتسمية (مسجد السهلة)، التي غلبت عليه،
فأما تسميته ب- (مسجد القرى)، فنسبة إلى ما روي عن أمير المؤمنين (علیه السلام) بقوله: ((إن بالكوفة أربع بقاع مقدسة، فيها أربع مساجد، قيل: سمها يا أمير المؤمنين، قال: أحدها مسجد ظفر، وهو مسجد السهلة … وإن
ص: 19
مسجد السهلة مناخ الخضر، وما أتاه مغموم إلا فرج الله عنه، ونحن نسمي مسجد السهلة بمسجد القرى)) (1)،
وأما تسميته ب- (المسجد البري)، فهومن البر، أي الإتساع في الإحسان والزيادة، فقد ورد عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنه قال: ((تصلي في المسجد الذي عندكم تسمونه مسجد السهلة، ونحن نسميه المسجد البري؟))، (2)
وسمي ب- (مسجد سهيل) لما ورد عن الإمام الباقر (علیه السلام) في ذلك وهو يتحدث عن الكوفة المقدسة حيث قال : ((هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين، المرسلين وغير المرسلين، والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه)) (3)،
ورأى بعض الكتاب أن اسم (سهيل) قد يكون اسم أحد مجددي بناءه، أو أحد المتعبدين فيه، غير أننا وجدنا إشارة صريحة إليه في قصيدة للمرحوم الشاعر الشيخ محسن الخضري، في حق المرحوم الشيخ محسن كاشف الغطاء الذي خطط قرية السهيلية المحاذية لمسجد السهلة المبارك، فقال:
وحواليه مسجد ل-(سهيل) *** و(سهيل) من الورى أتقاها
إذ يبدو من قوله رحمه الله أن (سهيل) معروف ومحدد الشخصية، وأنه من خيار الأتقياء.
ص: 20
کما ورد اسمه مسجد(سهل)، و إنَّ ((سهل: مسجد بالکوفة، ومقبرة الکوفة))(1)
وسمي ب- (مسجد عبد القيس)؛ لوقوعه في خطة بني عبد القيس، و(بنو عبد القيس) من قبائل ربيعة بن نزار الكبيرة، وتعود في نسبها إلى عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان (2)،
والنسبة إلى هذه القبيلة العبدي، أو العبقسي، فيقال مثلاً: صعصعة بن صوحان العبدي، وكان الموطن الأصلي لهذه القبيلة بتهامة، ثم خرجوا منها إلى البحرين (الإحساء حالياً) فاستوطنوها، ولا زال الكثير من أبناء الإحساء والقطيف في السعودية ينتسبون لهذه القبيلة، ومع بدء الفتوحات الإسلاميّة وإنشاء البصرة والكوفة هاجرت الكثير من القبائل العربيّة إلى هاتين المدينتين، وكانت عبد القيس من جملة مَن هاجر بعضهم إليها،
وقد قسّمت الكوفة إلى سبعة أقسام عُرفت بالأسباع، وكانت كما يلي:
1 - قبيلتا همدان وحميَر سبعاً، وعليهم سعيد بن قيس الهمداني،
2 - قبيلتا مذحج والأشعريين سبعاً، وعليهم زياد بن النظر الحارثي،
3 - قبيلتا قيس عيلان وعبد القيس سبعاً، وعليهم سعد بن مسعود الثقفي عمّ المختار بن أبي عبيد،
ص: 21
4 - قبائل كندة وقضاعة ومهر سبعاً، وعليهم حجر بن عدي الكندي،
5 - قبائل الأزد وبجيلة، وخثعم والأنصار سبعاً، وعليهم مخنف بن سليم الأزدي،
6 - قبائل بكر بن وائل وتغلب وسائر ربيعة غير عبد القيس سبعا، وعليهم وعلة بن مخدوج الذهلي،
7 - قبائل قريش وتميم، وأسد وضبَّة، والرباب ومزينة سبعا، وعليهم معقل بن قيس الرياحي،
وهكذا استقرت بطون كثيرة من هذه القبيلة العربية في الكوفة والبصرة، ومنذ العصور الإسلاميّة الأولى، وقد عرفت هذه القبيلة بالولاء المطلق لآل البيت (علیهم السلام) ، وبذلت الغالي والنفيس في سبيل إعادة حقهم (علیهم السلام) في الخلافة إليهم، وجاهد أبناؤها بين يدي أمير المؤمنين (علیه السلام) في معركتي الجمل وصفين، بل قامت معركة الجمل الأصغر (1)على رؤوسهم، وقد استشهد منهم في هذه المعركة وحدها أكثر من سبعمئة رجل،
ص: 22
كما تعرضوا لأشد أنواع الأذى والاضطهاد من قبل حكّام الجور بسبب تمسكهم بولاية آل البيت (علیهم السلام) ، وقد استشهد من العبديِّين مع الحسين (علیه السلام) يوم عاشوراء ستة رجال،
كما سمي ب- (مسجد بني ظفر) لمحاددته لخطة بني ظفر، أو لأنهم مجددو بنائه في آخر طراز له، ((وهؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة)) (1)، وهم إحدى بطون الأوس الكبرى منذ عصر الجاهلية، وهم بطن من بني النبّيت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ من العرب القحطانية، وأعلامهم في عصر الجاهلية وصدر الرسالة الإسلامية كثيرون، ومنهم الصحابي الجليل قتادة بن النعمان الظفري، من مشاهير الشجعان ومن صحابة الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله) وهو حامل راية بني ظفر يوم فتح مكة،
فبنو ظفر أو الظفير كما يدعي بعض النسابين هم بطن كبير من الأوس من القحطانية منازلهم بالشام والجزيرة العربية، وهذا ما جاء مغايراً لصحة ما جاء لبعض المؤرخين والنسابين بأن الظفير مزيج من عشائر تضافرت وتماسكت في قبيلة واحدة، وأن بعض النسابين ينسبهم إلى بني سليم الذين سكنوا بلاد أفريقيا وأصبحوا من عرب الطبقة الرابعة كما جاء في كتاب ابن خلدون، فهم بطن كبير من الأوس متشعب القبائل ولهم لمحات تاريخية مضيئة في تاريخ الرسالة فهم الذين تركوا بصمات ولائهم للرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله) وسطروا ملاحم بطولة وفداء ذودا عن حياض الدين الإسلامي الحنيف، فمنهم صحابة أجلاء وقادة عظام دخلوا العراق وجالوا
ص: 23
البلاد الإسلامية بفتوحاتهم ومنهم من حكم الكوفة وواسط والمدائن، ومنهم من ولي القضاء،
وأما تسميته بمسجد السهلة فنسبة إلى طبيعة الأرض حوله، والسهلة لغة: هي كل رملة حمراء، و((السهلة – بالكسر- رمل خشن ليس بالدقاق الناعم، وورد في حديث أم سلمة (رضی الله عنه) في شهادة الإمام الحسين (علیه السلام): أن جبريل (علیه السلام) أتاه بسهلة أو تراب أحمر من أرض كربلاء،)) (1)،
وإلى هذا تعود تسميته الغالبة؛ كونه واقعا في بقعة تكثر فيها تلك الرمال الحمراء،
يفتقر الإرث التاريخي لمسجد السهلة المعظم إلى الكثير من المفاصل المحددة لتأسيسه ومراحل تطور عمرانه، وهو في ذلك شانه شأن العديد
ص: 24
من المساجد والآثار الإسلامية، ولا شك أن العهود المتوالية بما أثقلت به على الرواة والمحدثين الصادقين، قد ساهمت في طي صفحات كثيرة كتب لها أن تبحر في شواطئ التغييب والكتمان؛ لتحتضنها غياهب الضياع، فما مر بالكوفة من أحداث جسام بعد شهادة أمير المؤمنين (علیه السلام) وما تناهبها من كل صوب على مر المراحل، كان كفيلا أن يطمس حتى معالم الدين الحنيف، لولا إرادة العزيز الجليل،
وإذا كان الإسلام على شفا حفرة بعد شهادة النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) ، وقد جرى ما جرى؛ فان معابد الله ومساجده نالت من الإقصاء، والإهمال، والتدنيس، والإغلاق، والاستبدال، وطمس المعالم، والهدم ومحو لوحة الذكرى، ومنع نقل الرواية، وقتل المترددين إليها والحافظين لروايات تشريفها، وتغييب رجالها في قعر السجون، ولا ريب أن مسجد السهلة المعظم قد نال حضه الأوفر من هذه الجولات القاسية من الطغاة والظالمين،
لكن الرحمة الإلهية المهيمنة قد حفظت لهذا المكان الطاهر بعض النصوص الكريمة التي أشار إليها أئمة أهل بيت الوحي (علیهم السلام) ،ولم يستطع أولئك الظالمون أن يغيبوا – رغم كل ما عملوا – الأحاديث والروايات الشريفة التي تحدث بها أمير المؤمنين وأبناؤه الطاهرون (علیهم السلام) عن المسجد المشرف،
ومن تلك الأحاديث يستدل الباحث على قدم هذه البقعة المباركة؛ كونها كانت بيت النبي إدريس (علیه السلام) وموضع عمله، وبيت النبي إبراهيم (علیه السلام) ومقر انطلاقته، ومسكن عبد الله الصالح الخضر (علیه السلام) ومحل تردده، ومقر النبي داود (علیه السلام) ومصدر توجهه، كما يستدل الباحث بوضوح وصفاء المعنى
ص: 25
الواسع الممتد لقداسة هذا المكان العظيم؛ بما ورد عن حملة الوحي (علیهم السلام) من أن كل الأنبياء والأوصياء (علیهم السلام) قد صلوا فيه، وأنهم خلقوا من طينته، وحملت وجوههم زبرجدة أو صخرة موجودة فيه،
ولعل حمل المسجد لأسماء شتى، دليل آخر على قدم بناءه، وانه في كل مرحلة تجديد أو حقبة زمن يحمل اسم القوم الذين يجددونه أو يجاورونه،
وقد ورد أن نبي الله إبراهيم (علیه السلام) : ((كان يزور العراق بعد أن هلك نمرود وانتهى حكمه عليه بالنفي، وأسس فيه مسجد الكوفة والسهلة والنخيلة، واشترى فيه أرض القادسية والنجف وكربلاء، وإنما سميت القادسية بانقيا لأن إبراهيم اشتراها بمائة نعجة من غنمه لأن با: مائة ونقيا: شاة، بلغة النبط وقد ذكر بانقيا أعشى قيس في شعره، وفسره علماء اللغة وواضعو كتب الكوفة من أهل السيرة بما ذكرناه)) (1)،
فالسهلة جزء من أرض النبي إبراهيم (علیه السلام) التي سميت بانيقيا والتي كانت كما ورد عن أمير المؤمنين (علیه السلام) : ((يزلزل بها فبات بها، فأصبح القوم ولم يزلزل بهم، فقالوا: ما هذا وليس حدث، قالوا: نزل هاهنا شيخ ومعه غلام له قال: فأتوه فقالوا له: يا هذا إنه كان يزلزل بنا كل ليلة ولم يزلزل بنا هذه الليلة فبت عندنا، فبات فلم يزلزل بهم فقالوا: أقم عندنا ونحن نجري عليك ما أحببت قال: لا، ولكن تبيعوني هذا الظهر ولا يزلزل بكم ! فقالوا: فهولك، قال: لا آخذه إلا بالشراء فقالوا: فخذه ما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة، فلذلك سمي بانقيا، لأن النعاج بالنبطية نقيا قال: فقال له غلامه: يا خليل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر ليس فيه زرع ولا ضرع؟
ص: 26
فقال له: أسكت فإن الله تعالى يحشر من هذا الظهر سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب يشفع الرجل منهم لكذا وكذا)) (1)،
ويعني ذلك أن إبراهيم (علیه السلام) بعد أن أسس لذريته القدس في فلسطين، وجدد الكعبة في الحجاز، جاء إلى العراق وأسس لهم القادسية ومسجد الكوفة ومسجد السهلة ومسجد النخيلة، ولا يمكن كشف الحكمة من هذه الأماكن المقدسة الثلاثة، بدون ربطها بآل إبراهيم (علیه السلام) ، وقد نصت الأحاديث على ربط الأماكن المقدسة في العراق بولده المهدي الموعود (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،
ومما يؤيد ذلك أن علياً (علیه السلام) جدد شراء ظهر الكوفة والغريين، تأكيداً لشراء جده إبراهيم (علیه السلام) حتى لا يدعيها أحد؛ فقد: ((اشترى أمير المؤمنين (علیه السلام) ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة، وفي رواية أخرى: ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين ألف درهم وأشهد على شرائه، فقيل له في ذلك؟ فقال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: كوفان يُرَدُّ أولها علي آخرها، يحشر من ظهرها سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب؛ فاشتهيت أن يحشروا من ملكي)) (2)،
كما ورد بمعنى مقارب أنه قد: ((اشترى على بن أبي طالب رضي الله عنه ما بين الخورنق إلى الحيرة بأربعين ألفاً من دهاقين الخورنق، فقيل له يا أمير المؤمنين اشتريت حجراً أصم لاينبت شيئاً؟ قال: صدقتم، إني سمعت رسول الله (علیه السلام) يقول: كوفان يُرَدُّ أولها علي آخرها، يحشر من
ص: 27
ظهرها سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب؛ فاشتهيت أن يحشروا من ملكي)) (1)،
وأشير أيضاً إلى أنه: ((قد ورد في فضل الغري مع قطع النظر عن دفن أمير المؤمنين (علیه السلام) فيه، وشراء إبراهيم (علیه السلام) له معللاً ذلك بأنه يحشر منه سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، يشفع كل واحد منهم لكذا وكذا، وكذلك اشتراه أمير المؤمنين معللاً له بمثل ذلك من أنه يحشر منه سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وغير ذلك مما هوغني عن البيان)) (2)، وروي أن ((الصحابي خباب بن الأرث (رضی الله عنه) أوصى أن يدفن في ظهر الكوفة، لما سمعه من النبي (صلی الله علیه و آله) )) (3)،
والمنطقة التي اشتراها أمير المؤمنين (علیه السلام) من النجف إلى الحيرة إلى الكوفة، تتضمن القادسية التي اشتراها جده إبراهيم (علیه السلام) ، و((هي منطقة تشمل النجف والكوفة إلى قرب الحيرة، ويوجد فيها قرية تسمى القادسية، ومكان يسمى قَادِس، ومكان يسمى قَدِيس)) (4)،
ويبدوأن هيكل البناء وطرز العمارة في المسجد والتي توالى الناس على إعادة البناء بصورتها، تشير إلى نمط المشيدات في القرن الأول الهجري، وإلى أن المسجد كان مشيداً قبل زمن خلافة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (علیه السلام) في الكوفة المقدسة (35- 40)ﻫ ، ولعل تلك المرحلة من
ص: 28
تجديد البناء قد ارتبطت ببني ظفر، وهذا ما تؤكده إشارة الأمير (علیه السلام) إليه في حديثه بتسميته بمسجد بني ظفر، و((وهؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة)) (1)،
ولعل تسمية مسجد السهلة المعظم بمسجد (بني عبد القيس) – كما ورد في بعض الأحاديث- يشير إلى أن هؤلاء قد ساهموا أيضاً في إعادة بناء المسجد المشرف، لما لهم من تأريخ معروف بالولاء للإسلام وأهل البيت (علیهم السلام) ،
ص: 29
يعدّ مسجد السهلة المعظم من أفضل البقاع، بعد مسجد الكوفة المشرّف، ففيه بيتا النبي إدريس (علیه السلام) ، والنبي إبراهيم (علیه السلام) ، ومنزل العبد الصالح الخضر (علیه السلام) ،وإن:((أفضل المساجد، المسجد الحرام، وبعده مسجد النبي (صلی الله علیه و آله) ، ويليه مسجد الكوفة، ثم مسجد السهلة)) (1)،
ولقد وردت فيه أحاديث كثيرة عن أئمة الهدى من آل محمد (صلی الله علیه و آله) ، تشير إلى مكانته وقداسته، ولزوم تعاهد زيارته، نحاول إيراد بعض نصوصها بشكل يسير فيما يلي:
1-عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال: ((ومسجد ابن ظفر، مسجد مبارك، والله إن طباقه لصخرة خضراء، ما بعث الله من نبي إلا وفيها تمثال وجهه، وهومسجد السهلة)) (2)،
2-وعنه (علیه السلام) أيضاً، في وصفه للحجة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : ((كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة على فرس محجل)) (3)،
3-وقال أمير المؤمنين (علیه السلام) أيضاً، وهويذكر الحجة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : ((كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة (4)على فرس محجل (5) له شمراخ (6) يزهر، يدعوويقول في دعائه:
ص: 30
((لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقّاً،اللهم معزَ كل مؤمن وحيد، ومذلَ كل جبار عنيد،أنت كنفي حين تعييني المذاهب، وتضيق عليَّ الأرض بما رحبت، اللهم خلقتني وكنت غنياً عن خلقي، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين، يا منشر الرحمة من مواضعها، ومخرج البركات من معادنها، ويا من خصَ نفسه بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يتعززون، يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم، فهم من سطوته خائفون،أسألك باسمك الذي قصر عنه خلقك فكلٌ لك مذعنون، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجز لي أمري وتعجل لي الفرج وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنك على كل شيء قدير)) (1)،
4-وسأل أمير المؤمنين (علیه السلام) مالك بن ضمرة العنبري قائلا: ((أتخرج إلى المسجد الذي في جنب دارك تصلي فيه؟))، قال: ((فقلت له: يا أمير المؤمنين، ذاك مسجد تصلي فيه النساء، فقال لي (علیه السلام) : يا مالك ذاك مسجد ما أتاه مكروب قط، يصلي فيه فدعا إلا فرج الله عنه، وأعطاه حاجته)) (2)،
5-وروي أن: ((جنازة أمير المؤمنين (علیه السلام) حملت إلى مسجد السهلة، ووجدت ناقة باركة هناك، فحمل عليها، وأقاموها، وتبعوها، فلما وقفت بالغري وبركت؛ حفر في ذلك المكان)) (3)،
ص: 31
6-وعن الإمام علي زين العابدين (علیه السلام) أنه قال: ((من صلى في مسجد السهلة ركعتين؛ زاده الله في عمره سنتين)) (1)،
7-وعن الإمام الباقر (علیه السلام) أنه قال – وهويتحدث عن الكوفة المقدسة-: ((هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين، المرسلين وغير المرسلين، والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه، وفيها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه، والقوامون من بعده)) (2)،
8-وعن الإمام الصادق (علیه السلام) ، قال: ((وهومن كوفان، وفيه ينفخ في الصور، وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة)) (3)،
9-وعنه (علیه السلام) أيضاً، قال: ((من مسجد السهلة، سار إبراهيم إلى اليمن بالعمالقة)) (4)،
10-وعنه (علیه السلام) قال: ((مسجد السهلة مناخ الراكب، قيل: ومن الراكب؟، قال: الخضر (علیه السلام) )) (5)،
11-وقال الإمام الصادق (علیه السلام) أيضاً: ((مسجد السهلة، هوبيت إدريس الذي كان يخيط فيه، وهوالموضع الذي خرج منه إبراهيم إلى العمالقة، وهوالموضع الذي خرج منه داود إلى جالوت)) (6)،
ص: 32
12-وقال (علیه السلام) : ((بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة، لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه، واستجار الله؛ لأجاره عشرين سنة)) (1)،
13-وعنه (علیه السلام) أيضاً: ((كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله، وهومنزل إدريس، وما بعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد يعبدون الله فيه)) (2)،
14-وقال (علیه السلام) : ((وفيه صخرة خضراء، فيها صورة جميع النبيين (علیهم السلام) ، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله منها النبيين (علیهم السلام) ، وفيها المعراج (3)، وهوالفاروق الأعظم (4)، موضع منه، وهو ممر الناس، وهومن كوفان، وفيه ينفخ في الصور، وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب،،أولئك الذين أفلج الله حججهم، وضاعف نعمهم،، ويجلون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطاعة فعملوا، وعلموا أن الله بما يعملون
ص: 33
بصير،،ليس عليهم حساب ولا عذاب،، يذهب الضغن،، يطهر المؤمنين)) (1)،
15-وقال (علیه السلام) : ((وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه)) (2)،
16-وسأل الإمام الصادق (علیه السلام) أبا حمزة الثمالي (رضی الله عنه) (3)عن زيد الشهيد (علیه السلام) (4) قائلاً: ((هل شهدت عمي ليلة خرج؟!، فقال: نعم،
ص: 34
فقال: هل صلى في مسجد سهيل، قال: أين مسجد سهيل، لعلك تعني مسجد السهلة !، قال: نعم، قال: أما انه لوصلى فيه ركعتين، ثم استجار بالله؛ لأجاره سنة))،
17-وتحدث الإمام الصادق (علیه السلام) عن مسجد السهلة قائلا: ((أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي الذي كان يخيط فيه، ومنه سار
ص: 35
إبراهيم إلى اليمن بالعمالقة، ومنه سار داود إلى جالوت، وإن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي، ومن تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي، وانه لمناخ الراكب، قيل: ومن الراكب؟، قال: الخضر (علیه السلام) )) (1)،
18-وأشار (علیه السلام) إلى مسجد السهلة المبارك ذاكرا الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فقال: ((أما انه منزل صاحبنا إذا قام بأهله)) (2)،
19-وخاطب الإمام (علیه السلام) (العلاء بن رزين) (3) أحد أصحابه متسائلاً: ((تصلي في المسجد الذي عندكم الذي تسمونه مسجد السهلة؟؟، قلت: إني لأصلي فيه، جعلت فداك، قال: ائته، فانه لم يأته مكروب إلا فرج الله كربته، وفيه زبرجدة فيها صورة كل نبي، وكل وصي)) (4)،
20-وقال الإمام الصادق (علیه السلام) أيضاً عن مسجد السهلة الشريف: ((هومن البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة، إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما لوإني كنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه)) (5)،
21-وحث (علیه السلام) المؤمنين على زيارة المسجد المعظم فقال: ((إذا دخلت الكوفة، فأت مسجد السهلة، فصل فيه، واسأل الله حاجتك
ص: 36
لدينك ودنياك؛ فإن مسجد السهلة بيت إدريس النبي الذي كان يخيط فيه، ويصلي فيه، ومن دعا الله فيه بما أحب؛ قضى له حوائجه، ورفعه يوم القيامة مكانا عليا إلى درجة إدريس، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه)) (1)،
22-وسُئل الإمام الصادق (علیه السلام) عن وجود الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة المقدس: ((جعلت فداك، لا يزال القائم فيه أبدا؟!، قال: نعم، قيل: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق)) (2)،
23-ومن فضائل مسجد السهلة المعظم ما روي عن (بشار المكاري) أحد أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام) ، قال: ((دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) بالكوفة، وقد قدم له طبق رطب طبرزد، وهويأكل، فقال لي: يا بشار أن أدن فكل، قلت: هنأك الله، وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شيءرأيته في طريقي، أوجع قلبي، وبلغ مني، فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت، قال: فدنوت فأكلت، قال لي: حديثك؟، قلت: رأيت جلوازا (3) يضرب رأس امرأة، يسوقها إلى الحبس، وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد، قال: ولم فعل بها ذلك؟؟، قال: سمعت الناس يقولون:أنها عثرت، فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب، قال: فقطع الأكل، ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله، ولحيته، وصدره بالدموع، ثم قال: يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة؛ فندعوا الله،
ص: 37
ونسأله خلاص هذه المرأة،قال: ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدم إليه بأن لا يبرح ألا أن يأتيه رسوله، فان حدث بالمرأة حدث، صار إلينا حيث كنا، قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلى كل واحد منا ركعتين، ثم رفع الصادق (علیه السلام) يده إلى السماء، وقال: أنت الله لا اله إلا أنت،،قال: ثم خر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس، ثم رفع رأسه، فقال: قم أطلقت المرأة،
قال: فخرجنا جميعا، فبينما نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجهنا به إلى باب السلطان، فقال له: ما الخبر؟، قال: لقد أطلق عنها، قال: كيف كان إخراجها؟، قال: لا أدري، ولكني كنت واقفا على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها، وقال لها: ما الذي تكلمت به؟، قالت: عثرت، فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل، قال: فأخرج مائتي درهم، وقال: خذي هذه، واجعلي الأمير في حل، فأبت أن تأخذها، فلما رأى ذلك منها دخل، وأعلم صاحبه بذلك، ثم خرج فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها، فقال أبوعبد الله (علیه السلام) : أبت أن تأخذ مائتي درهم، قال: نعم، وهي والله محتاجة إليها، قال: فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها فاقرأها مني السلام، وادفع إليها هذه الدنانير، فقال: فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام، فقالت: بالله اقرأني جعفر بن محمد السلام، فقلت لها: رحمك الله، والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام، فشهقت ووقعت مغشية عليها، فصبرنا حتى أفاقت وقالت: أعدها علي، فأعدنا عليها، فوقع منها ما وقع حتى أفاقت وقالت: أعدها علي فأعدناها حتى فعلت ذلك تماما، ثم قلنا لها: خذي هذا ما
ص: 38
أرسل به إليك وابشري بذلك، فأخذته منا وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله فما اعرف أحدا أتوسل به إلى الله اكبر منه ومن آبائه وأجداده (علیهم السلام) ، فرجعنا إلى أبي عبد الله (علیه السلام) فجعلنا نحدثه بما كان منها، فجعل يبكي ويدعولها، ثم قلت: ليت شعري متى أرى فرج آل محمد (صلی الله علیه و آله) ، قال: يا بشار إذا توفي ولي الله، وهوالرابع من ولدي في اشد البقاع بين شرار العباد فعند ذلك يصل إلى ولد فلان مصيبة سوداء مظلمة فإذا رأيت ذلك التقت حلق البطان (1)، ولا مرد لأمر الله)) (2)،
24-وفي رواية عن العبد الصالح الخضر (علیه السلام) أنه قال عن مسجد السهلةالمبارك: ((أنه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين)) (3)،
ص: 39
وخصَّ السيد إبن طاووس (قدس سره) (1) فضيلة زيارة مسجد السهلة المبارك بليلة الأربعاء فقال: ((إذا أردت أن تمضي إلى السهلة، فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء من ليلة الأربعاء، وهوأفضل من غيره من الأوقات)) (2)،
واستجار بالمسجد المعظم دفعا للبلاء بعض العلماء كالشيخ الأكبر آية الله العظمى الشيخ جعفر كاشف الغطاء (قدس سره) (3)، كما روى هوفقال: ((وقد استجرت به في سنة الطاعون مع ما يقرب من أربعين شخصا، الظاهر وقد أفنى الخلق، ثم بعد انقضائه ما فقد منهم أحد على الظاهر)) (4)،
ص: 41
ولقد جدد الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر (قدس سره) (1) للناس عادة الذهاب إلى مسجد السهلة المشرف ليلة الأربعاء من كل أسبوع، وكان إذا خرج إلى السهلة في الليلة المعهودة يأمر بالخيام والبسط والأمتعة اللازمة لاستخدامها خلال فترة الاستراحة في طريقهم من النجف الأشرف إلى المسجد العظيم، ويركب هووتلامذته وحاشيته على الخيول المسرجة ويتبعهم خلق كثير من الناس،
((كما أن أخاه الذي يكبره سنا الشيخ محمد حسين كان من نوابغ طلاب العلم، وقتل في ريعان شبابه خطأ وهوفي طريقه إلى مسجد السهلة، بطلقة نارية طائشة من أحد طلاب العلم الذين كانوا - بأمر الشيخ كاشف الغطاء وتوجيهه - يتدربون في الصحراء خارج النجف على الرمي بالبنادق لغرض الدفاع عن هجمات الوهابيين التي كانت مستمرة على النجف وكربلاء)) (2)،
وسُئل الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) في مرض موته أنه إن حدث أمر فمن المرجع في التقليد؟ فأمر بجمع أهل الحل والعقد من العلماء، فاجتمعوا عنده، وكل يرى أنه هوالمشار إليه، وكان بعضهم يرى أنه سيرشح أحد أولاده لأنه كان فيهم من يليق لذلك، ولكنه لما غَص المجلس بالعلماء،
ص: 42
سأل عن الشيخ مرتضى الأنصاري (قدس سره) (1)، فلم يكن حاضراً معهم فبعث خلفه، فلما جاء، قال له: أفي مثل هذا الوقت تتركني؟ فأجابه: كنت أدعولك في مسجد السهلة بالشفاء، فقال له: ما كان يعود إلي من أمر الشريعة المقدسة فهووديعة الله عندك،
وأكدت الأحاديث ثقة آية الله العظمى الأستاذ الأعظم الشيخ الأخوند (قدس سره) (2) بالإستجارة ليلة الأربعاء في مسجد السهلة المعظم، حتى أنه في ليلة
ص: 43
تهيوءه للرحيل إلى إيران لحفظ ثغور الإسلام من عساكر الروس والإنكليز عزم على الإستجارة بالمسجد، وفي تلك الليلة ((وعندما ذهب ربع الليل تفرق الناس عنه إلى دورهم لأن أكثر الناس مثله كانوا متأهبين إلى الرحيل معه لكنه لم يزر عينيه الكرى بعد مفارقة الناس إياه وأخذه شبه الضعف في منتصف الليل فعالجوه حتى خفت الوطأة وعرق عرقاً كثيراً، فقالوا له: مرنا أن نحل أوزار المسير إلى يوم آخر حتى يستقيم مزاجك وتصفولك الأمور، فقال: كلا، إنني راحل غداً إن شاء الله إلى مسجد السهلة، فان الاستجارة فيها إلى الله تعالى محمودة ليلة الأربعاء، فسيروا غداً إليها ولوأشرفت على الموت لئلا يستوهن عزم المهاجرين معي ثم أخذ يوصي بما يجب ويرتب صورة مسيره إلى دفع الكفار حتى انفلق عمود الفجر وحيث قد بين في أول الليلة لأصحابه قائلاً: (إنني اشتهي أن أزور حضرة الإمام (علیه السلام) لأودعه فاني لا أظن بنفسي الرجوع بعد هذا ونصلي صلاة الصبح في حضرته)،
قيل له: إن ضعف مزاجك لا يسوغ لك الآن حركة، فصل الصبح هاهنا وخذ لنفسك بالمنام راحة إذ لم تنم ليلك ولا نهارك ثم زر الإمام (علیه السلام) عندما
ص: 44
تنوي الخروج من النجف، فاستحسن هذا القول وصلى الصبح فريضة ونافلة ثم اشتكى من حدوث انقباض في قلبه وأنّ أنّة رقيقة ومدد كالمغمى عليه وتوفى هنيئة كما عاش عيشة شريفة، فجاءوا بدكتور الحكومة فلما لمسه وامتحنه عزى أهله وصحبه بوفاة والد الأمة وضج الحاضرون وذاع الخبر فأصبحت النجف ضجة واحدة وخرج الناس حيارى وسكارى لا يصدقون نعيه علماً منهم بكمال صحته واستقامته فتسلمته أيدي المنون على غرة في العالمين وانتشلته من صفوف الأحياء وهم في ذهول عنه وغفلة)) (1)،
وممن نقلت الروايات شغفه بزيارة المسجد العظيم العالم الكبير المرحوم السيد نصر الله الحائري (قدس سره) (2) الذي رافق الملك نادر شاه عند تشرفه بزيارة المشهد العلوي المقدس عام 1155 ﻫ ، وأنشد عند إتمام تذهيب القبة الشريفة قصيدته الشهيرة التي مطلعها:
إذا ضامك الدهر يوماً وجارا
ص: 45
فلذ بحمى أمنع الخلق جارا
علي العلي وصنوالنبي
وغيث الولي وغوث الحيارى
وورد أن آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي (قدس سره) (1) كان يؤثر زيارة مسجد السهلة المقدس، حتى في بعض الضروف الخاصة و((لم يحضر السيد اليزدي تشييع جثمان أُستاذه المجدِّد الشيرازي، إذ كان في مسجد السهلة مشغولاً بكتابة تعاليقه العلمية على كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري، ولشدّة اهتمامه بهذا البحث لم تسمح له الفرصة بالاشتراك في التشييع)) (2)،
ووثقت الصور لهفة سيد العلماء المجاهدين آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحبوبي (قدس سره) (3) إلى مسجد السهلة المقدس وتواصله في زيارته،
ص: 46
حتى أنه ومع ثلة من العلماء الأعلام وبعض أفراد أسرته آثر زيارة المسجد المعظم سنة 1914م قبل توجهه إلى الشعيبة لمقارعة المحتل البريطاني،((وكان أشد المجاهدين حماسا للجهاد، فقد خرج مع جماعة من أصحابه من النجف عصر يوم 15 تشرين الثاني 1914م/25 ذي الحجة 1332ﻫ في موكب رهيب، وقد تقلد سيفه والطبول تقرع أمامه)) (1)، وممن كان معه في المسجد آنذاك كما يبدو في الصورة ((الجالسون من اليمين إلى اليسار: الشيخ باقر القاموسي (2)،
ص: 47
الشيخ؟،الشيخ محمد علي السخيلي، السيد محمود الحبوبي الشاعر، السيد حسين شقيق السيد محمد سعيد الأوسط والد السيد عبد الغفار، وبحجره ولده عبد الله المتوفى 1981، السيد محمد سعيد الحبوبي، الشيخ حسن الحلي والد الشيخ أحمد، السيد عبد الهادي شقيق السيد محمد سعيد الأصغر، السيد؟ الحكيم، السيد محسن الطباطبائي الحكيم، وبحجره ولده السيد يوسف،الواقفون من اليمين إلى اليسار: السيد رؤوف ابن السيد عبد الهادي الحبوبي، السيد فضل ابن السيد حسين الحبوبي، السيد رشيد ابن السيد جاسم الحبوبي، السيد عبد الحميد ابن السيد عبد الهادي الحبوبي، الشيخ؟، الشيخ؟،الحاج خضر معله، السيد هاشم بن عبد الهادي الحبوبي، السيد سلمان بن عبد الهادي الحبوبي)) (1)،
ص: 48
وكتب عن تردده الدائم إلى المسجد الشريف آية الله العظمى السيد محسن الأمين (قدس سره) (1) فقال: (ثم توجهنا إلى مسجد السهلة وبينهما (أي مسجد الكوفة)
ص: 49
نحو عشر دقائق، ومسجد السهلة في الشمال من مسجد الكوفة، وبينهما آثار خرائب الكوفة و أنقاضها.
وهناک مكان يقال: إنه سوق للصاغة، و لايزال فيه بعض قطع الذهب والفضة، فصلينا ودعونا الله تعالى على الصفة التي جاءت عن أئمة أهل البيت (علیهم السلام).
وهنا کان ما دفعناه للقوام رسماً مقطوعاً من طلب الزيادة، بخلاف ما کان في مسجد الكوفة فإن صاحبنا لم يستطع التخلص من الخدم إلا بجهد و أضعاف ما دفعه في مسجد السهلة، وهؤلاء الخدم للمساجد والمشاهد إکرامهم من إکرام صاحب المشهد والمسجد.
ثم خرجنا من مسجد السهلة وصلينا في مسجدين منسوبين لصعصعة وزيد ابني صوحان العبدي.
ومسجد الكوفة اليوم کمسجد السهلة في فضاء من الأرض ليس حوله عمران(1)، وورد عنه (قدس سره): ((وذهبنا إلى مسجد السهلة ونحن جماعة في فصل الشتاء للترويح عن النفس أياما فوصلنا عند المغرب ولم نجد حجرة خالية،، وفي بعض السنين مرضت العيال مرضا عجز عن مداواته الأطباء وكان ابنها الكبير رضيعا واستمر بها المرض وصار العزم أن نذهب بها إلى خارج النجف لتغيير الهواء فذهبنا إلى بعض بساتين السهلة، وكنت أصلي الفجر ثم اذهب راجلا إلى النجف لأنه لا يوجد في
ص: 50
ذلك الوقت دواب فأصل النجف عند طلوع الشمس والمسافة تزيد عن ساعة ونصف فأحضر الدرس الذي هوفي ذلك الوقت عند الشيخ أقا رضا الهمداني في صلاة الجماعة ثم يقرأ عندي تلاميذي دروسهم وإذا كان لي حاجة في البيت أوالسوق أتيت بها وعدت عند العصر راكبا لأن الدواب في ذلك الوقت موجودة وبقيت على هذه الحال أياما عديدة،)) (1)،
كما جاء في ترجمة آية الله الشيخ أقا بزرك الطهراني (قدس سره) (2) أنه كان يمشي سيراً على الأقدام من النجف الأشرف إلى مسجد السهلة المعظم في ليلة الأربعاء مدة أربعين سنة ولقد حدث الخطيب الشيخ شاكر القرشي أنه كان يراه رحمه الله يذهب إلى المسجد بظهره المحني، ((ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻮاﻇﺐ ﻋﻠﻰ الصلاة ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ أربعاء وﺳﻂ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﺧﻠﻔﻪ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺻﻬﺮه اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺪي اﻟﻤﺪرﺳﻲ دام ﺑﻘﺎؤه، وﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎً مما ورد في(ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﺠﻨﺎن) ﻟﻠﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺎس اﻟﻘﻤﻲ ﻓﻲ أعمال ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺮاءة دﻋﺎء وأداء رﻛﻌﺘﻴﻦ ﺻﻼة اﻟﺘﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ أداء ﻓﺮﻳﻀﺔ المغرب فيها (ﺣﻴﺚ) أن اﻟﺮواﻳﺎت
ص: 51
اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺘﺤﻴﺔ إنما ﻫﻲ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﻌﺘﺒﺮ ﺗﺤﻴﺔً ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻴﻪ ﻣﻊ أن ﻫﺬه اﻟﺼﻼة ﺻﻼة ﻓﻲ ﻣﻮرد ﺧﺎص ،
وﻛﺎن (قدس سره) ﻣﻠﺘﺰﻣﺎً ﻓﻲ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎت اﻟﺼﻼة ﺑﻤﺎ ﺣﻜﺎه ﻗﺎﺋﻼً: ((إن ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺷﻴﺦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ الأﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﻛﺎن ﻳﻮاﻇﺐ ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﺑﺮﻛﻌﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻒ اﻵﺗﻲ: ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﻤﺪ ﻳﻘﺮأ ﺳﻮرة اﻟﻮاﻗﻌﺔ، وﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﻤﺪ ﻳﻘﺮأ ﻗﻞ ﻫﻮ اﷲ اﺣﺪ، وآﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﺦ ، وﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ، وﻛﺎن ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺷﻴﺦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻳﻘﻮل: إن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺬه اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﺴﺒﻌﺔٍ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت))، وﻛﺎن ﻳﺮى اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﻼد)) (1)،
وعرف أن زعيم الطائفة الراحل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) (2) كان مواظبا على زيارة المسجد المعظم وكان حريصا على الالتزام
ص: 52
بإعماره في فترات مختلفة، مثلما التزم بإعمار مسجدي زيد وصعصعة المجاورين، كما دأب أبناؤه على زيارة المسجد والمكوث فيه مع عوائلهم،
ص: 53
والتزم أبناء أسرة مرجع الطائفة (قدس سره) بالتواصل مع المسجد الشريف وتعاهد زيارته، وممن لازم زيارة المكان المشرف العالم الرباني آية الله
ص: 54
السيد محمد علي الحكيم (قدس سره) (1) وأولاده،
، وعلى رأسهم سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) (2)،
ص: 55
ص: 56
وروى الكثير ممن تتلمذ على يد آية الله الشيخ حسين قلي الهمداني (قدس سره) (1)، ثباته على التردد إلى مسجد السهلة الشريف ليالي الأربعاء والمكوث
ص: 57
فيه، وتحدث عن ذلك آية الله السيد محسن الأمين (قدس سره) فقال: ((ولم يكن في زمانه ولا قبله بسنين ولا بعده كذلك من يماثله في علم الأخلاق وتهذيب النفوس، وانتفع بدرسه الأخلاقي خلق كثير من فضلاء العرب والعجم ممن أراد الله بهم الخير رأينا جملة منهم ووجدنا أثر ذلك فيهم كما أننا رأينا بعض من حضر عليه ولم ينتفع بذلك بل كان على العكس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وصقال السيوف الهندية يجعلها صالحة للضراب أما صقل الأخشاب فلا يجعلها سيوفا،وكان يصلي جماعة في داره ببعض خاصته وحضر مرة إلى مسجد السهلة فأقام أياما ونحن هناك فكان أصحابنا يذهبون ويصلون خلفه)) (1)،
وكان ديدن آية الله الشيخ علي محمد النجف آبادي (قدس سره) (2) عند الذهاب إلى مسجد السهلة المكرم أن يصلي المغرب والعشاء، ثمّ يقوم بأعمال مسجد السهلة الواردة في مقاماته المختلفة، ثم يرقد فترة للاستراحة، ثم ينهض قبل أذان الصبح بعدّة ساعات فينشغل بالصلاة والدعاء والمناجاة،
ص: 58
فإذا طلع الفجر صلى صلاة الصبح، ثم قام بباقي الأعمال إلى طلوع الشمس، ثم يعود أدراجه إلى النجف الأشرف،
وكثيرا ما شد الخطى لزيارة مسجد السهلة المعظم آية الله السيد جمال الدين الكلبايكاني (قدس سره) (1)، وكان يطيل المكوث؛ فيبات ليلته فيه، متبعا لنهج أستاذه آية الله الشيخ علي محمّدالنجف آبادي (قدس سره) في آداب الزيارة للمسجد، ويقول في ذلك: ((لما قدمت النجف الأشرف صار أستاذي فيها السيد جواد الكربلائي، لكنه سرعان ما توفّي، فذهبت إلى معلم الأخلاق والسير والسلوك آية الله الشيخ علي محمد النجف أبادي وكنت أقتدي به في السير والسلوك إلى الله عزّوجل، وكان ديدني - وفقاً لتعليم الحاج علي محمد النجف أبادي - حين أذهب إلى مسجد السهلة أن أصلي المغرب والعشاء، ثم أقوم بأعمال مسجد السهلة الواردة في مقاماته المختلفة، ثم أرقد فترة للاستراحة، ثمّ أنهض قبل أذان الصبح بعدة ساعات فأنشغل
ص: 59
بصلاتي ودعائي ومناجاتي، فإذا طلع الفجر صليت صلاة الصبح، ثمّ أقوم بباقي الأعمال إلى طلوع الشمس، ثم أعود أدراجي إلى النجف الأشرف))،
واتفق أن صادف السيد الكلبايكاني (قدس سره) في إحدى زياراته للمسجد المشرف آية الله السيد أحمد الكربلائي (قدس سره) (1) وهويؤدي الزيارة لمقام الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، بمناجاة تأخذ بمجامع القلوب جذبته إليه، فكتب حول ذلك يقول: ((وحصل في ليلة من الليالي أني ذهبت إلى مسجد السهلة وفي تلك الليلة صليت صلاة المغرب والعشاء، ثمّ أنجزت أعمال المسجد، ثمّ إني جلست بعد حلول الليل بساعتين لتناول شيء من الطعام، فطرق سمعي صوت مناجاة وأنين، وكنت أتصور أني وحيد في المسجد المظلم آنذاك، كان الصوت يأتي من الجهة الشمالية مقابل المقام الطاهر للإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وكانت المناجاة ممزوجة بآهات وأنين وحنين يشغف القلوب، وممزوجة تارة أخرى بأشعار عربية وفارسية تحمل الكثير من المعاني الرفيعة، وشعرت بانجذاب غريب، وأحسست أني صرت بكلي آذاناً صاغية، وتملكني إحساس غريب نحوصاحب الصوت، ثمّ إن الصوت انقطع فترة، ثمّ عاد من جديد يدعو ويتضرع ويبتهل، ثمّ هدأ من جديد، ولم أستطع ليلتها أن أنام، ولا أن أنشغل بدعائي ومناجاتي وصلاتي،
ص: 60
ثمّ عاد الصوت من جديد يئنأنين مكروب وينفث نفثة مصدور، ثم هدأ، قلب والهٍ، وسمعته ينشد أشعارا تحكي عن الوله والرجاء، وتنضح بالمحبة والضراعة، ثم انقطع الصوت، فرأيت صاحبه يصلي إلى أن طلع الفجر، ثمإن صاحب الصوت صلى الصبح وعقب وخرج من المسجد، وكنت طوال تلك الليلة ساهرا أنظر إلى أعمال الرجل مبهوتا مشغوفا، ثم إني لما أردت مغادرة المسجد سألت مسؤول الخدمة في المسجد عن الرجل صاحب الصوت، فقال: هذا رجل يدعى بالسيد أحمد الكربلائي، وهويأتي في بعض الليالي حين يكون المسجد خاليا، ووضعه كما رأيت وسمعت،
يقول السيد جمال الدين: ثمّ إني عدت إلى النجف الأشرف، فذهبت إلى أستاذي النجف آبادي وذكرت له ما شاهدت وسمعت بحذافيره، فنهض أستاذي وطلب مني أن أرافقه، ثم إنه ذهب إلى منزل السيد أحمد الكربلائي ووضع يدي في يده وقال لي: هذا هوأستاذك من الآن فصاعدا، وعليك أن تلتزم بما يقوله لك!))، وسلك نجل المرحوم الكلبايكاني (قدس سره) المرحوم آية الله السيد محمد جمال الهاشمي (قدس سره) (1) مسلك والده في زيارة مسجد السهلة المشرف،
ص: 61
ونقل الشيخ اللطفي عن أستاذه زعيم الحوزة العلمية آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) (1) أنه كان حريصاً خاصة في ليلة الأربعاء على الذهاب إلى مسجد السهلة، ليدعوويصلي هناك ساعة أوساعة ونصف وأنه كان مهتما بهذا الأمر كثيراً،
وعرف عن آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري (قدس سره) (2) التزامه بزيارة ليلة الأربعاء، كما أنه أصيب (قدس سره) بمرض القلب في أحد سني عمره
ص: 62
الشريف وكان الذي يباشر فحصه الطبي الطبيبموسى الأسدي وقد أتى به العلامة الحجة السيد محمد كلانتر (قدس سره) آنذاك، فطلب الطبيب نقله إلىالمستشفى لأن حالته خطيرة، لكنه رفض الانتقال إذ كان لديه طريق خاص للشفاء السريع، وهوالدعاء إلى الله تعالى والتوسل بالإمام الصادق (علیه السلام) فنوى إن ألبسه الله تعالى ثوب العافية كتابة دورة فقهية كاملة حول أحكام الشريعة الإسلامية، فذهب إلى مسجد السهلة بعد منتصف الليل رغم إلحاح أهله بعدم الذهاب خوفاً على صحته، وإذا به يقوم في ليلته من النوم وهولا يشكومن شيء وعندما فحصه الطبيب الأسدي في اليوم التالي تعجب عندما ظهر له اختفاء المرض وقد شفي منه تماماً فقال: إن هذا لأمر خارق للعادة، وهكذا شرع المرحوم السبزواري (قدس سره) بالوفاء بالنذر وكتب كتابه الفقهي الاستدلالي العظيم في ثلاثين مجلداً سماه - مهذب الأحكام في بيان الحلال والحرام- وهومن الموسوعات الفقهية الحديثة، وقال سماحة السيد حسين نجل المرجع الراحل السيد السبزواري عن والده (قدس سره) : ((أنه كان في مسجد السهلة حينما بدأت قوات النظام السابق بالهجوم على مدينة النجف وقصف المدينة بصواريخ أرض أرض وهرب الناس من المدينة، فذهبت إلى والدي الذي التجأ إلى مسجد السهلة أتفقده وأحاول إخراجه من المسجد خارج البلد خوفا من بطش السلطة، فسألني والدي قائلاً: الناس بدأت تخرج من النجف؟ قلت: نعم لشدة القصف والبطش فأجابني الوالد قائلا: لويعلم الناس بركات ولاية الإمام (علیه السلام) على هذه المدينة لما غادروا شبرا واحدا منها ثم رفض السيد الوالد أن يغادروأصر على الاستجارة بمسجد السهلة،))
ص: 63
ظل المسجد مقصد العلماء في باقي الأيام، فقد نقلأن المرحوم آية الله السيد عبد الكريم الكشميري (قدس سره) (1)كان كثير الزيارة للأماكن المنسوبة لإمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) كمسجد السهلة فتتحدث زوجته عن ذلك قائلة: لقد كان يتكتم على أمره ولا يُظهر شيئاً بحيث نلتفت إليه، وكان في ليالي الأربعاء يذهب إلى مسجد السهلة ويبقي فيه إلى الصباح، والشيء الوحيد الباقي في ذهني أنّه كان كثيراً ما يستغيث بولي العصر (علیه السلام) بعبارات مثل (يا أبا صالح المهدي)،
ويقول أحد تلامذته: لقد قال لي السيد الكشميري مراراً: إنّك لم ترَ مسجد السهلة ولا تعلم أي مسجد هو؟! وقد سمعته مراراً يقول: يا حجة بن الحسن أدركني ولا تهلكني، وكان ذوتوجّه كبير للحجة ابن الحسن (علیه السلام) ،
ص: 64
ومن الطبيعي أن يكون كذلك، وأما التوسل بصاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فقدكان السيدالكشميري يوصي بزيارة آل ياسين والتي مطلعها ((السلام عليك ياداعيالله وربّاني آياته)) المذكورة فيمفاتيح الجنان،ويضيف إليها 110 مرات ((المستغاث بك يابن الحسن)) وفي مناسبة أخرى قال: يضيف الذكر السابق بعدد 786 مرة، وقال: إنّ هذا الذكر نافع للتشرّف برؤية ولقاء بقية الله (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بشرط أن يراعي الشرائط الأخرى، وفي سؤال وجّه للسيد الكشميري: هل رأيت من وصل إلى مقام الفناء في الله؟ أجاب: نعم المرحوم السيد علي القاضي والسيد هاشم الحداد، ونقل السيد الكشميري عن المرحوم سماحة آية الله السيد علي القاضي (قدس سره) (1)القول بأن الذهاب
ص: 65
إلى مسجد السهلة المبارك يوم الجمعة جيد، وكان السيد القاضي يعتبر أستاذه السيد احمد الكربلائي المعروف ب- (واحد العين) إنساناكاملاً، يقول: ((كنت ليلة في مسجد السهلة - زاده الله شرفاً - فدخل المسجد شخص في منتصف الليل ووقف في مقام إبراهيم (علیه السلام) وسجد بعد صلاة الصبح سجدة استمرت إلى طلوع الشمس، فذهبت استطلع أمره فإذا هوالإنسان الكامل السيد أحمد البكاء قدس الله سره القدوسي وقدتحول تراب سجوده طيناً من كثرة بكائه وعندما ذهب صباحاً إلى غرفته في المسجد كان يضحك بصوت عال بحيث أن صدى ضحكاته كانت تصل إلى خارج المسجد ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ (1)(( (2)
كما تحدث المرحوم السيد القاضي (قدس سره) عن مسجد السهلة المبارك فقال: ((ومن المسلّم أن بعض أفراد عصرنا قد أدركوا المحضر المبارك للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وتشرفوا بالمثول بين يديه،وكان أحد هؤلاء مشغولابالدعاء والذكر في مسجد السهلة في مقام الإمام، المعروف بمقام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) حين شاهده فجأة وهويقترب منه وسط هالة من النور الساطع، وكانت أبهة وعظمة ذلك النور تغمره بحيث شارفت روحه أن تفارق بدنه، وانبهرت أنفاسه فكانت معدودة، وكان علی وشك أن يلفظ أنفاسهالأخيرة حين أقسم علی الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بأسماء الله الجلالية أن لا يقترب منه أكثر،ثم حصل بعد ذلك بإسبوعين أن هذا الشخص كان مشغولا بالذكر في مسجد
ص: 66
الكوفة حين ظهر له الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فحصل علی مراده وتشرف بلقائه وكان هذا الشخص هوالشيخ محمد تقي الآملي (1)))
كما تحدث عن السيد القاضي (قدس سره) آية الله المرحوم السيد محمد حسين الطباطبائي (قدس سره) (2) فقال: ((كانت له حجرة في مسجد الكوفة، وحجرة في مسجد السهلة، وكان يقضي الليالي فيها وحيداً، وكان يوصي تلامذته
ص: 67
بإحياء بعض الليالي بالعبادة في مسجد الكوفة أوالسهلة، وكان قد أوصى أنه إذا كنتم في الصلاة، أوقراءة القرآن، أوفي حال الذكر والفكر، فرأيتم صورة جميلة أوأشياء أخرى من عالم الغيب، فلا تهتموا وتابعوا عملكم)).
و في معرض الحديث عن تواضع السيد القاضي (قدس سره)، نُقلت قصة اقلدائه في مسجد السهلة المعظم بأحد طلبته، وهو الشيخ بهجت (قدس سره) حيث يروي الخبر ابن المرحوم آية الله ضياء الدين آملي ويقول : ذهبت أنا ووالدي أحد الأيام لزيارة آية الله الشيخ بهجت وقد حضر عنده جمع کبير من الناس وعندما جلسنا قال والدي: اسمعوا من لساني کي لاتقولوا لم نسمع منه وان الكلام متناقل وهو (أني رأيت بأمّ عيني السيد القاضي في مسجد السهلة أو الكوفة مقتدياً بالشيخ بهجت).
ونقلت أحاديث العارفين التزام السيد هاشم الحداد (قدس سره) (1)بزيارة مسجد السهلة المعظم وقدومه المتتالي إليه من كربلاء المقدسة) (2)،
ص: 68
وممن نقلت الأحاديث عن مكوثه الطويل في المسجد المقدس الحجة الشيخ جعفر مجتهدي (قدس سره) (1)، فقد أقامَ واعتكفَ فيه لمدة ثمانية أعوام، وبعد لقائه بالمرحوم الملا أقا جان الزنجاني (قدس سره) تركَ مسجد السهلة وقال: ((لقد أجازَ لي وليّ العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بالرحيل وأعطاني ما كنتُ أرغبُ فيه))،
وقد ورد أن ((من لازم عمل الاستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية، بنية رؤية الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وفق لرؤيته،)) (2)؛ فلازم العمل بالاستجارة في المسجد الشريف عدد كبير من العلماء والصالحين وأصحاب الفضل ومنهم آية الله المحدث النوري (قدس سره) (3) الذي أورد في
ص: 69
كتابه (جنة المأوى) العديد من الكرامات التي وقعت في هذه البقعة المقدسة،
وروي أن المرحوم آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (قدس سره) (1)ممن واظب على زيارة المسجد المعظم كل ليلة أربعاء؛ حتى توفق إلى رؤية ولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والتحدث معه (2)،
وتحدث سماحة السيد محمد رضا الشيرازي عن والده آية الله السيد محمد الشيرازي (3) فقال: ((دأب الإمام الشيرازي (قدس سره) على الذهاب إلى
ص: 70
مسجد السهلة كل ليلة أربعاء، في الصيف والشتاء، إلى أربعين ليلة، وفي ليلة الأربعاء الأخيرة (ظاهراً أن الناقل لم يذكر لنا أي ليلة من ليالي الأربعاء بالضبط) تشرف السيد (قدس سره) بلقاء الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة)) (1)،
كما تحدث آية الله الميرزا مهدي الأصفهاني (2) عن التماسه معونة صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، بلجوءه إلى مسجد السهلة المعظم ويقول في ذلك: ((لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق ولمتسكن نفسي بدرك الدقائق فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان فذهبت إلى أستاذالعرفاء والسالكين السيد
ص: 71
أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلتمعرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمي مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفسوتخليتها من البدن، ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه الحقائق والدقائق التي سموهابذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه، ووجدت كلتاالطائفتين كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فطويت عنهماكشحا، وتوجهت وتوسلت مجدا مكدا إلى مسجد السهلة في غير أوانه باكيا متضرعا متخشعاإلى صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فبان لي الحق وظهر لي أمر الله ببركةمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، ووقع نظري في ورقة مكتوبة بخط جلي: طلبالمعارف من غيرنا أوطلب الهداية من غيرنا (الشك مني) مساوق لإنكارنا، وعلىظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة ابن الحسن، قال: فتبرأت من الفلسفة والعرفانوألقيت ما كتبت منهما في الشط ووجهت وجهي بكله إلى الكتاب الكريم وآثار العترةالطاهرة فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز وأخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهمالله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه، ورغب وأكد الرسول (صلی الله علیه و آله) بالتمسكبهما، وضمن الهداية للمتمسك بهما، فاخترت الفحص عن أخبار أئمة الهدى والبحث عنآثار سادات الورى، فأعطيت النظر فيها حقه وأوفيت التدبر فيها حظه، فلعمري وجدتهاسفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية من ظلماتالجهالات، ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح على مسالكهامرفوعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علموثمار كل حكمة إلهية الموحاة إلى النواميس الإلهية فلم
ص: 72
أعثر على حكمة إلا وفيهاصفوها، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها،و﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ،﴾ (1))) (2)
وفي السنوات الثلاث الأخيرة من إقامته في النجف الأشرف كان سماحة آية الله العظمى الوحيد الخراساني (دام ظله) معتكفاً في الغالب في مسجدي السهلة والكوفة (3)،
و خلال فترة إقامته في النجف الأشرف كان المرحوم آية الله السيد محمد حسين الحسيني الطهراني (قدس سره) (4) يبيت في مسجد السهلة في كلّ ليلة
ص: 73
خميس، ونقل عنه أن آية الله السيد علي القاضي (قدس سره) كان يقول: إن لم تحصل علی مرادك في مسجد الكوفة فاذهب إلی مسجد السهلة، وإن لم تحصل علی مرادك في مسجد السهلة فاذهب إلی مسجد الكوفة،
ويتحدث المطلعون على أحوال آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (1) (قدس سره) عن مواظبته التامة وإقباله منذ شبابه على النوافل وإحياء الليالي بالعبادة في مسجد السهلة المعظم حتى قيل عند تأبينه (قدس سره) : ((يوم أمس رحل تلميذ مسجد السهلة في الكوفة، تلميذ النجف، وكربلاء، وقم، رحل الفقيه العارف الشيخ محمد تقي بهجت - عن هذه الدنيا التي نجح أن يكون فيها مسافراً خفيف الظل، كبير الشأن، عظيم الهمة،أحرج من حوله، دون
ص: 74
قصداً بتواضعه الجم وأخلاقه العالية))، وكثيرا ما كان الشيخ (قدس سره) يقضي الليل وحيدا حتىالصباح في ذلك المسجد، وتروي عنه حكايات وكرامات في هذا المسجد المعظم، ومنها ما نقل عن آية الله الشيخ عباس القوجاني (قدس سره) أنه ((ذات ليلة إذ لم يكن مصباح المسجد موقودا وكان الظلام دامسا، احتاج الشيخ إلى تجديد وضوئه في منتصف الليل فاضطر إلى الخروج من المسجد والذهابإلى الجانب الشرقي منه حيث المرافق الصحية موجودة هناك وبينما هويمشي في ظلام،شعر الشيخ بشيء من الخوف وفجأة ظهر ضوء أمامه وأخذ يضيء له الطريق كالمصباح حتى أكملالشيخ وضوءه ورجع إلى المسجد وعندما دخل الشيخ المسجد اختفى ذلك الضوء،)) (1)
كما حرص آية الله السيد محمد علي الأبطحي (قدس سره) (2)على زيارة مسجد السهلة المقدس كل ليلة أربعاء عندما كان مجاورا للروضة الحيدرية المقدسة في النجف الأشرف، فقد كان ملازماً لزيارة الأمير (علیه السلام) في كل
ص: 75
ليلة، والذهاب إلى مسجد السهلة في كل ليلة أربعاء وإتيان أعماله والتوسل إلى صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، والى كربلاء في كل ليلة جمعة لزيارة الحسين (علیه السلام) ويقول في ذلك نجله الأكبر: كنت ألازمه في زيارة المشاهد في العراق منذ صباي فلم أر أن تنقص زيارته الأمير (علیه السلام) الليلية من ساعة، وبيتوتته الأسبوعية في كل من مسجدي السهلة والكوفة من أربع ساعات،
وكان من الملتزمين بزيارة المسجد المقدس طيلة الإقامة في النجف الأشرف الحجة الشيخ حسن علي الأصفهاني (قدس سره) (1)
وكتب المرحوم آية الله الشيخ محمد تقي الأصفهاني رحمه الله كتبا حول حالاته الخاصةعندما كان في النجف الأشرف فقال: ((في أحد السنين قررت القيام ببعض الرياضاتالروحية والمجاهدات النفسية، فانكشف لي على أثر ذلك العديد من الأسرار منها في احدليالي الأربعاء كنت جالسا في مسجد السهلة والوقت قريب أذان الصبح، التقيت بأحدرجال الغيب
ص: 76
وسألته أسئلة مختلفة وكثيرة، وكان يجيبني عليها عن لسان الإمام الحجةالمنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وأنا اكتب الأجوبة لكي لا أنساها، فمن الأسئلة قلت له: علمني ذكرا أودعاء سريع الإجابة اقرأه إذا وقعت في مشكلة أوظهرت لي حاجة،فقال: لا يوجد ذكر عند الله سبحانه وتعالى أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد (صلی الله علیه و آله) ، أن الصلاة على محمد وآل محمد أسرع وأفضل وأقرب للإجابة من غيره من الأذكاروالأدعية عند الله سبحانه وتعالى))،
وكتب الشيخ الجليل محمد تقي المازندراني عن المسجد قائلاً: ((كلما كنت أذهب في سنوات الشبيبة إلى النجف الأشرف للزيارة، كنت أقصد مسجد السهلة أبيت فيه؛ إذ كنت أجد في هذا المسجد من الروحية العالية ومن الشفافية ما لا أجده في سواه من المساجد، وقد ألفت أن اتخذ لي حجرة هناك للمبيت في الطابق العلوي محاذية للمقام المقدس للإمام بقية الله (روحي فداه)))،
وتحدث عن زيارته لمسجد السهلة المعظم لأول مرة سماحة السيد حسين الحسيني مفتي لبنان الجعفري الممتاز (قدس سره) (1)، في أوائل أيام تشكيل
ص: 77
المملكة في العراق،فقال: ((ووصلنا إلى النجف عن طريق الكوفة، وصدف وصولنا في يوم الثلاثاء فقيل لنا إنه يوم مبروك في زيارة مسجد الكوفة، ومسجد السهلة من كل أسبوع، وأن الناس يخرجون في مثل هذا اليوم من مدينة النجف زراقات ووحدانا، ويدعون في هذه المقامات التي حدّدها المرجع الديني الكبير السيد مهدي بحر العلوم بناء على الأخبار والروايات التي تواترت عن فضيلة هذه (المقامات)، وقد صلّينا في كل مقام ركعتين من الصلاة، وزرنا ضريح مسلم بن عقيل، ونصيره هاني بن عروة، ثم يممنا مسجد السهلة، وهناك عملنا نفس العمل في كل مقام من مقامات هذا المسجد، وكان هناك من يطوف بالناس في هذه المقامات، وقد اقتدينا به، وردّدنا مع المردّدين الأدعية الخاصة بكل مقام، وفي مقام الإمام جعفر الصادق قيل لنا إن المستحب هوأن يصلي المصلي هنا ركعتين باسم صلاة (الاستجارة) أي ن يستجير المستجير بهذا المقام إلى الله بأن يحفظه ويحقق له أمنيته، ومرة أخرى لم أجد أمنية أفضل من أن يحقق الله لي الإيمان، ويوفقني لرضاه، وهذا كل مبتغاي من دنياي أمس، واليوم، وغدا، وبتنا في تلك الليلة بمسجد السهلة مع العشرات من الزائرين إن لم يكن المئات، وفي الصباح غادرنا مسجد السهلة قاصدين النجف، وألفينا عددا كبيرا يسير مثلنا على الأقدام قافلا إلى النجف وكانت القبة الذهبية تلوح لنا من بعيد وكلما وقع نظري عليها ارتفع نظري إلى السماء ودعوت بدعائي المعهود: رب ارزقني الإيمان ووفقني لرضاك بحق هذه البقعة المقدسة))،
ص: 78
ويبدوأن الكثير من العلماء والفضلاء قد لازموا زيارة المكان، وصادف أن توفي الفقيه الجليل (الحاج ميرزا حسين الخليلي) (قدس سره) (1) بين الطلوعين من يوم الجمعة وهويؤدي الزيارة في مسجد السهلة المعظم،
كما توفي السيّد عماد الدين البهبهاني (2) أثناء لبثه في مسجد السهلة المبارك،
وفي كل مرة حل فيها ضيفا على النجف الأشرف، اعتاد الدكتور السيد محمد التيجاني (3)على أداء الزيارة للمسجد العظيم، وإلقاء المحاضرات فيه، ورافقه في بعض تلك الزيارات العديد من المستبصرين،
ص: 79
كما اعتاد أن يقتنص كل فرصة متاحة لزيارة المسجد المقدس آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) (1)، وأدى في أحدى زياراته صلاة
ص: 80
الجماعة لفريضتي الظهر والعصرفي محراب الإمام الصادق (علیه السلام) وتحدث مع المؤمنين الزائرين عن الشرف الرفيع والقدسية الكبرى التي تتمتع بها هذه البقعة الشريفة، كما نصت على ذلك الروايات الجمة الواردة عن أهل البيت (علیهم السلام) ،
ص: 81
في أوقات مختلفة زار المسجد الشريف العديد من الآيات العظام وأصحاب السماحة والفضيلة ومنهم – لا على سبيل الحصر ممن قرأنا عنه أوأخبرنا به أوشاهدناه-: آية الله العظمى الشيخ زين الدين العاملي الشهير ب-(الشهيد الثاني) (1)،
ص: 82
وآية الله العظمى السيد عبد الكريم علي خان (1)، وآية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (2)،
وآية الله الشيخ محمد حرز الدين (3)،وآية الله الشيخ محمد مهدي الفتوني (4)،
ص: 85
وحجة الإسلام السيد محمد السيد هاشم الهندي (1)، والحجة السيد باقر القزويني (2)، والحجة السيد محمد السيد احمد الكاظمي (3)،
ص: 86
والحجة السيد محمود المرعشي (1)، والحجة الشيخ قاسم محي الدين (2)، وآية الله الشيخ موسى الخوانساري (3)،
ص: 87
وآية الله الحاج عباس القوجاني (1)، وآية الله الشيخ عبد الله المازندراني (2)، وآية الله السيد محمد صادق الشيرازي (3)، وآية الله السيد حسين بحر العلوم (4)،
ص: 88
وآية الله السيد عبد الرسول علي خان (1)، وآية الله الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (2)،
وآية الله السيد محمد مهدي الخرسان (3)، وآية الله السيد محمد رضا الخرسان (4)، وآية الله الشيخ محمد باقر الناصري (5)، وآية الله السيد مصطفى الخميني (6)،
ص: 90
ص: 91
وآية الله الشيخ هادي شريف القرشي (1)، والمفكر الإسلامي آية الله الشيخ باقر شريف القرشي (2)، وآية الله الشيخ محمد صادق القاموسي (3)،
ص: 92
وآية الله السيد هادي المدرسي (1)، وآية الله السيد محمد علي نجل آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي (2)،
كما تشرف بالزيارة في أوقات مختلفة،سماحة آية الله السيد محمد جواد الكلبايكاني نجل المرجع الراحل السيد الكلبايكاني، وصاحب السماحة
ص: 93
الحجة الشيخ حسن الصفار معتمد المرجعية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وسماحة الشيخ فوزي محمد تقي آل سيف أستاذ الحوزة العلمية في القطيف بالمملكة العربية السعودية،وحجة الإسلام السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف، وسماحة السيد محمد القبانجي مدير مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،وصاحب السماحة السيد علي أكبر الحائري، وحجة الإسلام الشيخ أحمدي القمي مدير مركز انتشارات مسجد جامكران، وحجة الإسلام السيد علاء الدين الموسوي، وسماحة السيد محمد صادق الخرسان، وسماحة السيد رشيد الحسيني، وسماحة الباحث السيد محمد علي الحلو، وسماحة السيد محمد علي بحر العلوم،وسماحة الشيخ محمد الشيخ سلمان الخاقاني،وسماحة الشيخ محمد الشيخ عبد المنعم الخاقاني،وسماحة السيد عبد الحسين القاضي، وسماحة السيد علي الشوكي، وسماحة السيد علي إدريس علي خان، وسماحة السيد عبد المهدي علي خان، وسماحة السيد حبيب الخطيب، وسماحة الشيخ ليث الصائغ، وسماحة السيد علي مدبري معتمد المرجعية في باكستان، وسماحة السيد عبد الصاحب الموسوي مدير مكتب أهل البيت (علیهم السلام) في حلب، وسماحة السيد عبد الحميد الموسوي إمام جمعة الزهراء في سوريا،والأستاذالشاعر الدكتور محمد حسين الصغير أستاذ الدراسات العليا في النجف الأشرف، والأستاذ الدكتور محمد سعيد الطريحي رئيس البرلمان الشيعي الهولندي، والأستاذالمؤرخ الدكتور حسن عيسى الحكيم رئيس جامعة الكوفة السابق، والباحث المؤرخ الدكتور كامل سلمان الجبوري، والشيخ الدكتور عباس كاشف الغطاء مدير مؤسسة كاشف
ص: 94
الغطاء، والسيد جواد كاظم الحكيم مدير مكتبة الإمام الحكيم العامة،وسماحة السيد محمد علي الحيدري مدير مؤسسة بضعة المختار،والخطيب الحسيني السيد سعيد السلطاني،والخطيب الحسيني السيد جاسم الطويرجاوي، والخطيب الحسيني الشيخ حبيب الكاظمي، والخطيب الحسيني السيد محمد باقر الفالي، والخطيب الحسيني الشيخ عبد الرضا معاش، والخطيب الحسيني الشيخ جعفر الإبراهيمي،والخطيب الحسيني الشيخ عبد الحميد المهاجر، والخطيب الحسيني الشيخ عبد الله الدجيلي،والخطيب الحسيني الشيخ جعفر الدجيلي،والرادود الحسيني الحاج أبوبشير النجفي،والرادود الحسيني الحاج باسم الكربلائي،والمقرئ الحاج ميثم التمار،والشيخ الدكتور خالد الملا مع جماعة علماء العراق، والأستاذ الدكتور محي الدين حنيدي رئيس مجلس علماء اندونيسيا مع مجموعة أعضاء المجلس الأستاذ سلامت يوسف أفندي والأستاذ أحمد مبارك والأستاذ المهندس حبيب علي العطاس،
وزار المسجد المقدس وفد العلماء الأتراك، ووفد الأطباء المغتربين، ووفد الأساتذة المغتربين، ووفود الجاليات الإسلامية،ووفد الكادر الفني للمسلسل التأريخي يوسف الصديق (علیه السلام) ،ومدير وأعضاء مؤسسة الإمام الشافعي، ووفد خدمة المشهد الرضوي المقدس، ووفد خدمة العتبة العباسية المقدسة، ووفد خدمة العتبة الكاظمية المقدسة، ووفد طلبة العراق، ووفد الشباب المستبصرين في ألمانيا والنمسا ودول أوربية أخرى،والوفود المشاركة في مهرجان ربيع الشهادة ،والوفود الإسلامية المشاركة في مؤتمر النجف عاصمة الثقافة الإسلامية،
ص: 95
وقدم المسجد متشرفا بالزيارة سماحة السيد حسين الشامي رئيس جامعة الإمام الصادق (علیه السلام) ، وسماحة السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي، والدكتور الحاج جعفر صادق حمودي المفتش العام السابق لديوان الوقف الشيعي،وسماحة السيد نائل الموسوي الأمين العام للمزارت الشيعية السابق، والدكتور السيد حسن الخرسان الأمين العام للمزارات الشيعية،وسماحة السيد أحمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، والمهندس السيد مهدي الحسيني الأمين العام السابق للعتبة العلوية المقدسة، وسماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين الأمين العام للعتبة الحيدرية المقدسة، والمهندس الحاج فاضل الأنباري الأمين العام السابق للعتبة الكاظمية المقدسة، والسيد أفضل الشامي نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، والسيد موسى الخلخالي أمين مسجد الكوفة المشرف، وسماحة الشيخ خليفه الجوهر الأمين الخاص لمرقد الصحابي الجليل ميثم التمار، وسماحة الشيخ صاحب الكوفي الأمين الخاص لمرقد السيد إبراهيم الغمر، والأستاذ حسن الجبوري الأمين الخاص لمرقد الصحابي الجليل سلمان المحمدي، والحاج عبد الحسن حمود شنون الأمين الخاص لمرقد صافي صفا، والسيد شاكر الموسوي الأمين الخاص لمرقد خديجة،
ص: 96
كما زار المسجد المشير عبد الحكيم عامر نائب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1)، والأستاذ محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق، والاستاذ علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني،وحجة الإسلام الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص النظام في إيران، والسيد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران،والسيد كمال خرازي وزير الخارجية الإيرانية السابق، والدكتور صاحب الحكيم سفير السلام العالمي لدى الأمم المتحدة ومقرر حقوق الإنسان في العراق،والأستاذ حداد عادل الرئيس السابق للبرلمان الإيراني، والدكتور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي والأستاذ عبد الحسين عبد الرضا عبطان وزير الشباب العراقي ،والأستاذ المهندس جاسم محمد جعفر وزير الشباب العراقي السابق، والمهندس السيد إبراهيم بحر العلوم وزير النفط العراقي السابق،والأستاذ السيد علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي السابق ، والدكتور إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي، والدكتور نصار الربيعي وزير العمل والشؤون الإجتماعية العراقي السابق ،والدكتور السيد جابر الجابري الوكيل الأقدم لوزير الثقافة العراقي سابقا، والأستاذ الدكتور كمال لطيف حسين وكيل وزير البيئة العراقي، والدكتور صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد السابق ،والأستاذ الدكتور بهاء طعمه جياد رئيس قسم الفيزياء في كلية العلوم جامعة بغداد،والأستاذ الدكتور بهجت رشاد شاهين رئيس قسم الهندسة المعمارية في جامعة بغداد،والأستاذ الدكتور خليل إبراهيم العلي رئيس قسم الهندسة المعمارية في الجامعة
ص: 97
التكنولوجية،والأستاذ الدكتور حيدر طالب الدامرجي أستاذ الدراسات العليا في كلية الهندسة بجامعة الكوفة،والمهندس المعماري شبر منعم التدريسي في كلية الهندسة بجامعة الكوفة،والدكتور ثائر لطيف مزعل رئيس مركز الأغشية الرقيقة في وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية،والدكتور فرحان فليح كزار رئيس الباحثين في وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية، والدكتور عبد الأمير مطلك فنجان الأستاذ المساعد في كلية العلوم للبنات بجامعة بغداد،والدكتور محمد سعيد عبد الزهره عميد كلية الطب في جامعة الكوفة، والأساتذة التدريسيون في جامعة الكوفة: الدكتور صفاء علي خضير ، الدكتور عدنان عيسى الكلابي ، الدكتور علي محمود الصائغ، الدكتور أسعد عبد الحمزه الجنابي ،والأطباء: الدكتور السيد قحطان السيد زبر، الدكتور موسى الكرعاوي، والدكتور فاضل منجي شكر، وزاره أيضاً القاضي الأستاذ جعفر الموسوي المدعي العام السابق في المحكمة الجنائية العراقية، والأستاذ الحاج أسعد سلطان أبوكلل محافظ النجف الأشرف السابق، والأستاذ الحاج عدنان الزرفي محافظ النجف الأشرف، واللواء عبد الجبار الأعرجي المستشار في مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، واللواء الركن جبار عبيد كاظم عضوالقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية،واللواء الحاج حمزه الربيعي معاون مدير حماية المنشآت العراقية،واللواء عبد الكريم العامري قائد شرطة محافظة النجف الأشرف، والفريق الركن عبد الغني عجيل قائد قوات مكافحة الإرهاب في العراق،والسيد محمد علي الطباطبائي مستشار نائب رئيس جمهورية العراق، والدكتور فعال العلياوي مستشار رئيس الوزراء
ص: 98
العراقي، والدكتور السيد عبد الهادي الحكيم عضومجلس النواب العراقي، ، والأستاذ محمد مهدي البياتي عضومجلس النواب العراقي، والأستاذ الحاج صادق اللبان عضومجلس النواب العراقي،والدكتور عبود وحيد العيساوي عضومجلس النواب العراقي،ونائب سفير مملكة البحرين لدى العراق،والسيد كاظمي قمي سفير إيران السابق لدى العراق،والسيد حسين دنائي فر سفير إيران لدى العراق، والسيد محي الدين نجفي قنصل إيران في النجف الأشرف، والسيد عظيم حسيني قنصل إيران في أربيل، والمهندس الحاج علاء الطفيلي المدير العام السابق لشركة السمنت الجنوبية،والمهندس السيد ناصر المدني المدير العام لشركة السمنت الجنوبية،والمهندس أنمار صبيح الأوسي مدير منطقة الفرات الأوسط لشركة آسيا سيل، والمهندس جمال البدري مدير شركات الدانوب، والمهندس الحاج براك الشمرتي وكيل مدير عام كهرباء الفرات الأوسط،والمهندس محمد رضا الفحام مدير كهرباء النجف الأشرف،والدكتور المهندس زهير الأنصاري مدير الدائرة الهندسية في رئاسة ديوان الوقف الشيعي، والمهندس كمال علي الفضلي مدير الوقف الشيعي في النجف الأشرف،والمهندس السيد حيدر الميالي رئيس هيئة الإعمار في النجف الأشرف،ورؤساء وأعضاء مجلس محافظ النجف الأشرف: الأستاذ السيد عبد الحسين الموسوي ، الأستاذ خضير نعمه الجبوري، الشيخ فايد الشمري ، المهندس السيد كاظم المحنه ، السيد عبد اللطيف المدني ، الشيخ خالد النعماني ، الشيخ الدكتور علي مرزه ، الدكتورة
ص: 99
سناء الموسوي ، السيدة أسيل الطالقانی، السيدة زينب العلوي، السيدة سهيلة الصائغ، وغيرهم.
عبد الله (1)، وإبراهيم بن محمد بن محمد العلوي (2)والهيثم بن خالد بن يزيد (3)
، والقاضي ابن بدر الهمداني (4)، كما ورد أن ممن دفن عند مسجد السهلة الحسن بن عطية الحناط (5)، وابو علي محمد الصوفي الزاهد قتله هارون
ص: 101
الرشيد محبوسا، ودفن بمقابر مسجد السهلة، وهو ابن ابي الحسن يحيى الصالح الورع الذي قتله الرشيد محبوسا (ايضا) وقبره بالكوفة في مسجد السهلة(1) وغيرهم، وممن دفن قريباً من مسجد السهلة السيد إبراهيم
ص: 102
الغمر (1)، كما ((أن على مقربة منه، وفي القرية المسمّاة بالسهيلية يقع قبر للسيد محمد الحسيني (2))) (3)،
و(السهيلية) قرية خططها المرحوم الشيخ محسن كاشف الغطاء (قدس سره) (4)، وقال في وصفها المرحوم الشيخ محسن الخضري:
ص: 103
من بشبرى بقرية أنشاها *** من بني جعفر عميد علاها
محسن الفعل من عليه المعالي *** أبدا لم يزل يرف لواها
شاد بنيانها بجنب المصلى *** لا عداها الحيا وروى ثراها
من محاريب مسجد لست اعني *** بالمصلى وما قصدت سواها
مسجد المرتضى(علي) وكم ذا *** عفر الأنبياء فيه الجباها
بيت نوح بل منه طوفان نوح *** غمر الأرض فاستحالت مياها
وخليل الرحمان ما زال فيه *** يسأل الله مخلصاً أوّاها
وبه للنبي أسمىمقام *** للذي في السماء قام اتجاها
ولزين العباد فيه مصلى *** يفخر البيت لوبه أداها
ص: 104
وحواليه مسجد لسهيل *** وسهيل من الورى اتقاها
مسجد طالما به سأل الله *** رجال فيه استجاب دعاها
وبحصباه كم أقام ولي الله *** ذا خشية يناجي الإلاها
هوذاك السر الذي دق معنى *** والإمام المهدي من آل طاها
يا لها قرية على اليُمن شيدت *** هي بين البلاد أمقراها
وبها حف للجنان ابتهاجاً *** طائف عن يمينها ووراها
شمخت عزة بها الفرس لما *** كان رهط الفساد يغشى حماها
وبشرقيها مقام ابن متى *** نبذته حوت القضا في عراها
وقعت بين كربلا والغرييين *** فما كان موقعا أحلاها
ص: 105
هي للزائرين من ذا وهذا *** موئل عند قصدها مولاها
شادها من بني العلى أوفاها *** ذمة وهوعصمة أزكاها
جعفريأولا فقل علوي *** إذ غدا من محمد أدناها
ظل يروي عن اله المجد لما *** أن عدمنا كمثلهم أشباها
واصح الحديث ما عنعنته *** فروته الأبناء عن آباها
وذكر المؤرخ الشهيد د، عباس كاظم مراد (1) أنه: ((في الطريق القديم للذاهب إلى مسجد السهلة يوجد قبر وقد زرناه مرارا ووجدنا في داخل
ص: 106
الغرفة صندوق خشبي وفي الغرفة ورقة في ما يلي نص ما ورد فيها:((هذه صورة الحكم من شيخ جعفر بن الشيخ جاسم وبيان القبرين المقدسين الواقعين جنوب مسجد الكوفة الأعظم احدهما قبر محمد والثاني قبر أخيه موسى ولدا جعفر الملقب بشمس الدين بن علي الملقب بعميد الدين ابن نقيب النقباء جلال الدين بن أبي نظير إبراهيم بن عبيد الله نقيب الكوفة والشهير في زمانه لكثرة الضياع والنسب وهونقيب الطالبيين وهوعبيد الله ابن زيد بن إبراهيم بن محمد بن العباس بن الحسن بن الحسن المثنى بن الإمام السبط الزكي الحسن (علیه السلام) بن أبي طالب (علیه السلام) وقد توفي محمدفي سنة الثمانمائة والثمانية من الهجرة وتوفي أخوه موسى في سنة الثمانمائة والأربعة عشر من الهجرة ودفنا في دارهما وكانا من ذوي الفضل والوجاهة والشرف والملك وكان يقول الناس، الأرضلآل عبيد الله والسماء لله عز وجل وهذا ما ذكره صاحب النويتات أبوالحسن الحلبي في كتابه المسماة البيوتات السالمة من الغبار،
وكان تحرير هذا البيان 12 ربيع ثاني سنة الثمانمائة وسبعة وخمسين بعد الألف هج على يدالفقير عبد مسلم حررت ()وقد وجدنا في الورقة زيارة لهما،)) (1)
ص: 107
أبعاد المسجد (الذي هوبشكل مستطيل تقريبا)هي (مئة وأربعون)مترا طولا، و(مئة وخمسة وثلاثون) مترا عرضا،وله سور خارجي ((يرجع بناؤه إلى العهد الإيلخاني وقد جرت عليه تجديدات عدة بعد ذلك،)) (1) يزيد ارتفاعه على سبعة أمتار، مدعوم بأبراج نصف دائرية متماثلة الأبعاد من الخارج، وجاء في وصف المسجد قديما أن ((مساحة مسجد السهلة (140 في 125 مترا) وترتفع جدرانه نحو22 مترا وكل ضلع من أضلاعهالأربعة تدعمه أبراج نصف دائرية من الخارج على أبعاد متساوية، وأرضية بيت الصلاة مفروشة بالآجر 24 في 24 سنتمتر، على طراز هندي مقسم بهيئة مستطيلات متساوية الأبعاد، أما المحراب فيقع في وسط بيت الصلاة وهويخلومن آثار الزخرفة أوالكتابة)) (2)
ص: 108
وروي عن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: ((حد مسجد السهلة الروحاء)) (1) أي أن مساحته كانت أوسع مما هي عليه الآن كثيراً،
وتقع في منتصف الضلع الشرقي منه مأذنة المسجد التي يبلغ ارتفاعها (30) مترا، والتي توجت في أعلاها بسلة مزدانة بالعديد من النقوش والزخارف الإسلامية وأحاطت ما تحت السلة الآية الكريمة: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُووَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾ (2)، وقد شيدت هذه المنارة سنة 1378ﻫ - 1967 م، ((بسعي سادن المسجد المرحوم الحاج جواد بن الشيخ حسين بن الشيخ إبراهيم السهلاوي الخفاجي الذي تولى سدانة المسجد بعد والده الشيخ حسين السهلاوي المتوفى عام 1345ﻫ )) (3)
والمظنون أن للمسجد منارة قديمة هدمت في وقت لم ندركه (4)
وقد أرخ بناء المنارة الحالية السيد محمد الحلّي (5)بقوله:
ص: 109
((لِلْسهلةِ اقصدْ واستَجرْ منْ كلِّ نائبةٍ وكبتِ *** هوَمسجدٌ سمتْ العبادةُ فيهِ في سمتٍ وصَمْتِ
قدْ عُمّرتْ فيهِ المنارةُ للأذانِ برفعِ صوتِ *** مذْ قيلَ في تأريخِها: وَيؤذنونَ بكلِّ وَقْتِ)) (1)
ويحيط ساحة المسجد – في بنائه السابق- على طول الضلعين الشرقي والغربي صفان من العقود (إيوان) مع رواق طويل، أما اليوم فقد انتظمت الأواوين مع رواق ممتد جنبها على أضلاعه الأربعة،
ورغم أن المنشأ الخرساني الجديد لمرحلة الإعمارالأخيرة في المسجد والتي أمر بها مكتب السيد الحكيم (دام ظله)، لم تكن تحتاج في أعمالالإنهاءإلىالأبعاد الموجودة إلاأن العمارة الحالية جسدت شكل وأبعادالأواوين السابقة، وطابقتها تماما، محافظة على ذلك التراث المعماري الإسلامي الذي ورثه مسجد السهلة المعظم،
ويبلغ ضلع العمود الخرساني المربع الحامل لسقوف المنشأ (ثلاثين) سنتمترا، غير أن هذه الأعمدة قد غلفت بمقاطع الطابوق والرخام لتكون أبعادها (ستين) سنتمتراً في الإتجاه القصير و(تسعين) سنتمتراً في الإتجاه الطويل؛ حتى تطابق الشكل الطابوقي القديم لعمارة المسجد المشرف، كما وازدانت أعالي تلك الأعمدة بالقباب البديعة التكوين التي عرف بها ذلك النمط المعماري لهيئة البناء في المكان المقدس، وتماثلت الأروقة الممتدة
ص: 110
على الجدران الأربعة للمسجد المقدس، لتشكل نسقا واحدا مثل النموذج السابق للرواق الذي انتظم جنب الأواوين، واحتضن القباب المفتوحة الأطراف، سواء من حيث أبعادالأعمدة، أومن حيث شكل ومقاطع القباب المحمولة.
ولقد أعطى أسلوب التنفيذ في مرحلة الإعمار الحالية صورة ألقة عن ذلك الانسجام في التفاصيل، ودقة العمل بها، والحد الأقصى من التحام النسيج التكويني لمفرداتها، في لوحة زاهية، قلما وجدت في أماكن تراثية أخرى، تعرضت للتحديث في عمارتها، وقد بذل الكادر الهندسي أقصى ما يمكن في سبيل المحافظة على ذلك النموذج المعماري الرصين لعمارة المسجد، وكأنه أعاد القديم، لكن بحلة جديدة.
أما المدخل الرئيسي للمسجد فهومن الباب المجاورة للمأذنة في منتصف الضلع الشرقي،((وهناك مدخل آخر في منتصف الضلع الشمالي مغلق بكسر من آجر المقالع قبل أكثر من قرن)) (1)، وقد تم ضمن مرحلة الإعمار الحالية إعادة فتح ذلك المدخل، واستحدثت بوابة خاصة له مع صحن جديد.
وهنالك صحن ملحق بالمسجد (خارج حدود المسجدية) من الجهة الشرقية، يضم بناية قديمة كانت في ما مضى مستقرا للزائرين ورواحلهم، وقد شيدت بصورة فنية رائعة على طراز الخانات المشيدة على الطريق بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، ويبدوأن عمر البناء يزيد على الثلاث مئة عام.
ص: 111
كما تحتضن أرض المسجد بعض آبار المياه القديمة، ومنها البئر الموجودة حاليا قرب المأذنة، وأخرى عند الركن الشمالي الشرقي داخل بناية الزائرين القديمة.
تنتشر في ساحة المسجد وفي أركانه عدة مقامات ومحاريب للأنبيّاء والأئمة والأولياء (علیهم السلام) هي بحسب ترتيب أداء الأعمال فيه:
ص: 112
يقع في وسط المسجد، وتشير الروايات إلى أن الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) أدى الصلاة فيه مراراً، وفيه لبى (علیه السلام) صرخة لمؤمنة سجينة مظلومة نطقت بقول: ((لعن الله ظالميك يا فاطمة))، بأداءه (علیه السلام) صلاة ركعتين بين المغرب والعشاء مشفوعة بالدعاء ((أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُبْدِيُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خالِقُ الخَلْقِ وَرازِقُهُمْ...))؛ فأطلق سراحها فوراً. (1)
ص: 113
وكانت توجد قرب مقام الإمام الصادق (علیه السلام) بركة ماء بعمق ستة أمتار تقريباً، يتم الوصول إليها عبر سلّم طابوقي من مدخل ظاهر اليوم للعيان، غير أن البركة قد تم ردمها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي.
وعادة ما تؤدى عند مقام الإمام الصادق (علیه السلام) صلاة الجماعة.
ص: 114
يقع في الزاوية الشمالية الغربية، وهوموضع بيت النبي إبراهيم (علیه السلام) كما ورد ذلك عن الإمام الصادق (علیه السلام) بقوله: ((فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة،)) (1)والعمالقة: قوم من ولد (عمليق) أو(عملاق) بن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح النبيّ (علیه السلام) ، وهم طائفة من بني كركر بعد حروب وقعت بينهم، وقد كانوا ينزلون أسفل مكة، كما أن جرهم كانت تنزل أعلى مكة وفيهم ملوكهم، ثم كانت الدائرة لجرهم على العماليق، فعادت الولاية إليهم فتولوها نحواً من ثلاث مئة سنة، وزادوا في بناء البيت ورفعته على ما كان في بناء إبراهيم (علیه السلام) (2)وقد أطلق إسم العمالقة على اليمانيين القدامى، وعلى سكان فلسطين، فعن الإمام الصادق (علیه السلام) في
ص: 115
وصف مكة عند تجديد إبراهيم (علیه السلام) للبيت: ((ومكة يومئذ سَلَمٌ وسَمَرٌ (شجر) وحول مكة يومئذ ناس من العماليق،)) (1)، ((وكانت جرهم حول الكعبة سكنت بعد العماليق، وسموا عماليق، لأن أباهم كان عملاق بن لود بن سام بن نوح)) (2).
يقع في الزاوية الجنوبية الغربية، وهوالمنزل والموضع الذي كان يخيط فيه نبي الله إدريس (علیه السلام) ، كما ورد عن الإمام الصادق (علیه السلام) بقوله: ((هومنزل إدريس (علیه السلام) ، وما بعث الله نبيّاً إلّا وقد صلى فيه)) (3)وإدريس النبي (علیه السلام) هوالذي أخبر الله تعالى في كتابه أنه رفعه مكانا عليّاً بقوله عزَّ
ص: 116
من قائل: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نبيّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ﴾ (1).
كان عالماً بالنجوم، وكانت حياته في الأرض ثلاث مئة سنة، وهوأول من طرز الطرز، وخاط بالإبرة، وأنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ومن هذه البقعة الشريفة رفع (علیه السلام) إلى السماء.
وتشير بعض الأخبار إلى تردد النبي يونس (علیه السلام) إلى هذا المقام الشريف فيسميه بعض المؤرخين مقام يونس (علیه السلام) (2) فيما سمّاه آخرون مقام إدريس وعيسى (علیهما السلام) (3).
ص: 117
يقع في الزاوية الشرقية الجنوبية، وهوعلى ما تشير إليه الروايات مكان استراحة العبد الصالح الخضر (علیه السلام) وموضع تردده، كما صرحت بذلك الروايات العديدة عن أئمة أهل البيت (علیهم السلام) والتي منها قول الإمام الصادق (علیه السلام) : ((وهوموضع الراكب فقيل له: وما الراكب قال الخضر (علیه السلام) )) (1)، وقوله (علیه السلام) : ((وفيه مسكن الخضر (علیه السلام) )) (2).
والخضر (علیه السلام) هوصاحب القصة التي ذكرها القرآن الكريم مع كليم الله النبي موسى (علیه السلام) بقوله عزً من قائل: ﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً﴾ (3) ويذهب بعض فقهائنا إلى أن: ((الظاهر أن الخضر (علیه السلام) من الأنبياء، وكان يختص بعلم ليس عند موسى (علیه السلام) ، وإن كان موسى (علیه السلام) أعلم أهل زمانه، بل أعلم من الخضر (علیه السلام) في الجهة التي يحتاجها الناس، ولذا أرسل إليهم دون الخضر (علیه السلام) ،)) (4)وقد كرمه جل وعلا بطول العمر، فهوحي يرزق إلى حين خروجه مع صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، ليكون من أصحابه،
ص: 118
يقع في الزاوية الشمالية الشرقية، ويسمى أيضاً مقام الأولياء والصالحين (علیهم السلام) ، وينسبه البعض فيسميه مقام النبي صالح (علیه السلام) (1) كما أن البعض سمّى هذا المكان الشريف بمقام نبي الله عيسى (علیه السلام) (2)، ويبدوأن تسميته بمقام الصالحين والأنبياء والمرسلين (علیهم السلام) جاءت لجمع الروايات والأخبار التي تشير إلى تردد مختلف الأنبياء (علیهم السلام) إلى هذه البقعة الشريفة، كما ورد في الكثير من الأخبار عن الأئمة الأطهار (علیهم السلام) ، والتي منها قول الإمام الباقر (علیه السلام) ((وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه)) (3).
ص: 119
يقع بين الزاوية الجنوبية الشرقية، ووسط المسجد، وتشير تسميته إلى أداء الإمام علي زين العابدين (علیه السلام) الصلاة فيه، وقد كان الإمام (علیه السلام) كثير الزيارة إلى العراق فقد قال الإمام الباقر (علیه السلام) :كان أبي علي بن الحسين (علیهما السلام) قد اتخذ منزله من بعد قتل أبيه الحسين بن علي (علیهما السلام) بيتاً من الشعر، وأقام بالبادية، فلبث بها عدة سنين كراهية الناس وملابستهم، وكان يصير من البادية بمقامه بها إلى العراق زائرا لأبيه وجده (علیهما السلام) ولا يشعر بذلك من فعله، قال محمد بن علي: فخرج (علیه السلام) متوجها إلى العراق لزيارة أمير المؤمنين (علیه السلام) وأنا معه وليس معنا ذوروح إلا الناقتين، فلما انتهى إلى النجف من بلاد الكوفة وصار إلى مكان منه فبكى حتى أخضلت لحيته من دموعه، ثم قال:
ص: 120
((السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ الله فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيَر المُؤْمِنِينَ...))، إلى نهاية زيارة أمين الله الواردة عنه (علیه السلام) (1)
ص: 121
يقع مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في منتصف الضلع الجنوبي من المسجد تقريبا،وقد أشار الإمام الصادق (علیه السلام) في جملة من الأحاديث إلى أن مسجد
ص: 122
السهلة المقدس سيتشرف بالمنقذ الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومن ذلك قوله (علیه السلام) : ((هومن البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما أني لوكنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه، يا أبا محمد وما لم اصف أكثر ، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه أبدآ؟، قال: نعم، قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق،)) (1)
وقد تم بتوجيه آية الله العظمى السيد محمد مهدي بحر العلوم (قدس سره) (2)إعادة ((تشييد مقام الحجة في مسجد السهلة ، وبناء قبة من الكاشي الأزرق عليه- كما هواليوم، وكان بين
ص: 123
ص: 124
ص: 125
ص: 126
مكان المقام الذي عينه السيد رحمه الله، وبين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار،)) (1)
عادة ما تؤدى صلاة الجماعة عند مقام الإمام الصادق (علیه السلام) ،
ويبدوأن أكثر من جماعة كانت تنعقد بإمامة كبار العلماء كلما زاروا المسجد، ومن هؤلاء العلماء الراحل آية الله المحقق الشيخ أقا بزرك الطهراني (قدس سره) فقد ((ﻛﺎن ﻳﻮاﻇﺐ ﻋﻠﻰ الصلاة ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ أربعاء وﺳﻂ اﻟﻤﺴﺠﺪ، وﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎً مما ورد في(ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﺠﻨﺎن) ﻟﻠﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺎس اﻟﻘﻤﻲ ﻓﻲ أعمال ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻣﻦ قراءة دﻋﺎء وأداء رﻛﻌﺘﻴﻦ ﺻﻼة اﻟﺘﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ أداء ﻓﺮﻳﻀﺔ المغرب فيها (ﺣﻴﺚ) أن اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺘﺤﻴﺔ إنما ﻫﻲ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﻌﺘﺒﺮ ﺗﺤﻴﺔً ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻴﻪ ﻣﻊ أن ﻫﺬه اﻟﺼﻼة ﺻﻼة ﻓﻲ ﻣﻮرد ﺧﺎص،)) (2)
ص: 127
كما انعقدت الجماعة في ليالي الأربعاء عند غياب الشيخ أقا بزرك (قدس سره) بإمامة ((ﺻﻬﺮه اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺪي اﻟﻤﺪرﺳﻲ)) (1)
ونقل آية الله العظمى السيد محسن الأمين (قدس سره) أن صلاة الجماعة كانت تنعقد في مسجد السهلة بإمامة العرفاني الكبير آية الله الميرزا حسين قلي الهمداني (قدس سره) كلما زار المسجد فقال: ((،،فأقام أياما ونحن هناك فكان أصحابنا يذهبون ويصلون خلفه)) (2)
وأمّ المؤمنين ليلة الأربعاء من كل أسبوع - فيما عاصرنا - سماحة الشهيد السعيد آية الله السيد علاء الدين بحر العلوم (قدس سره) (3)،
وانقطع أداء الجماعة لفترة من الزمن بعد شهادته، لكنها عادت لتنعقد بإمامة آية الله السيد محمد حسين السيد محمد صادق الحكيم(دام ظله) (4) لفترة
ص: 128
أخرى،غير أن الظروف السيئة حالت دون استمرار سماحته في أداءها،وعادت الصلاة لتنعقد مجددا بإمامة سماحة حجة الإسلام السيد محمد حسين (1) نجل آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله)
ص: 129
وفي أواخر سنة 1414ﻫ ، أقيمت الصلاة جماعة بإمامة سماحة حجة الإسلام السيد عز الدين (1) نجل السيد الحكيم(دام ظله) ،ثم أم المؤمنين سماحة السيد علي السيد محمد حسين الحكيم (2) الذي أصبح متوليا على المسجد
ص: 130
للفترة من بداية الشهر السابع من عام 2005ولغاية نهاية الشهر الخامس من عام 2007
ولفترات مختلفة إئتم المصلون بأصحابالفضيلة والسماحة كل من: السيد علاء الدين السيد محمد سعيد الحكيم،والسيد مهدي السيد هاشم الحكيم،والسيد محمد القاضي، والسيد عادل السيد عبد الزهرهالحكيم، والسيد طلال الحكيم،
وتنعقد صلاة الجماعة حاليا فيه كل ليلة بإمامة آية الله السيد محمد حسين الحكيم (دام تسديده)،كما تنعقد الصلاة ظهرا بإمامة السيد عادل السيد مهدي الحكيم،
ص: 131
توزعت أعمال الإعمار في مسجد السهلة المعظم على أجزاء مختلفة وفي فترات متفاوتة،نذكر منها ما يلي:
1، قبل عام (750 ﻫ ) شيدت الجهة القبلية، أي الرواق الجنوبي للمسجد، على ما ذكره الشيخ محمد تقي الأصفهاني، من أنه وجد كتابا أوأثرا يشير إلى ذلك،
2،في عام 1181 ﻫ ، بنى المقدس السيد محمد مهدي بحر العلوم (قدس سره) بناية لمقام الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وثبت المقام، وأقام عليه قبة من الكاشي الأزرق عليه، ((وكان بين المقام الذي عينه السيد رحمه الله، وبين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار،)) (1)
3،بين العام (1200-1260)ﻫ تم بتوجيه آية الله العظمى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر (قدس سره) بناء البناية الملاصقة لمسجد السهلة من حيث الدخول من بابه، للمحافظة على قدسيّة المسجد ولتكون مسكناً لخدّامه، وموضعاً لقضاء حاجات المصلين،
4،في عام 1303 ﻫ ، قام المرحوم الحاج محمد صادق الأصفهاني (2) بتشييد الغرف على الجدار الجنوبي الشرقي،
ص: 132
5،في عام 1303 ﻫ ، جدد المرحوم الحاج محمد صادق الأصفهاني مقام الإمام جعفر الصادق (علیه السلام)
6، في عام 1308 ﻫ ، قام المرحوم الحاج محمد باقر البوشهري، بإلحاق غرف للأواوين السابقة على الجانب الشمالي الغربي، ووضع لها أبوابا، وقام بتغطية سطح قبته بالكاشي الأزرق ثانية،
7،في عام 1326 ﻫ ، تم إعادة بناء محراب الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ووضع عليه شباك من البرونز،
8،في عام 1349 ﻫ ، تم وضع شباك من الخشب لمحراب الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،
9،في عام 1351 ﻫ ، قام المرحوم الحاج محمد رضا البوشهري، ببناء الأروقة بصورة جديدة، وتبليط كافة سطوح المسجد،
10،في عام 1367 ﻫ ، قام المغفور له الحاج عبد المحسن شلاش (1)بترميم المسجد،
11،في عام 1369 ﻫ ، تبرع المغفور له الحاج رضا النجار النجفي بالباب الرئيسية للمسجد،
ص: 133
12،في عام 1371 ﻫ ، تبرع المرحوم الحاج عبد الله جعفر روجي من أهالي مومباسي – زنجبار بشباك برونزي لمحراب الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)
13، في عام 1379 ﻫ ، قام المغفور له الحاج عبد الزهره فخر الدين (1) بإعادة بناء مقام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وتوسيعه، وتشييد الأروقة والطارمة الأمامية وتثبيت العديد من الآيات الكريمة والنقوش على بعض الأجزاء،
14،في عام 1387 ﻫ ، شيدت المنارة الحالية للمسجد،
15،في عام 1389 ﻫ ، قامت الأوقاف العراقية بإكساء أرصفة الأروقة الداخلية للمسجد،
16،في عام 1390 ﻫ ، أجريت مراحل إعمار أخرى للمسجد بأمر زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سره)
17،في عام 1392 ﻫ ، قامت الأوقاف العراقية برصف الجوانب الأمامية المحيطة بالمسجد بالطابوق الخرساني،
18،في عام 1394 ﻫ ، قام المغفور له الحاج عبد المنعم ناصر مرزه (2) بتشييد بناية جديدة لمقام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بسعة (120 م2) عليها قبة من الكاشي الأزرق،
ص: 134
19، في عام 1396ﻫ قامت الأوقاف العراقية برصد مبلغ 7000 دينار خاصة للتأسيسات الكهربائية للمسجد، و4000 دينار لترميم سقوف المسجد، وأرضية مقام الإمام الصادق (علیه السلام) ،والممر الواصل بين مقامات الأنبياءإبراهيم وإدريس (علیهما السلام) وإلى مقام الخضر (علیه السلام)
20، في عام 1415 ﻫ ، قام المغفور له الحاج محمد رشاد ناصر مرزه (1) بتوسيع المقام من الجانبين وأعاد إعماره بمساحة (390 م2)، وتوفي (رحمه الله)، فأكمل ولده المرحوم الحاج (عبد الحسين) العمل، بإكساء
ص: 135
الأرضيات بالكاشي المطعم، وإنهاء الجدران الداخلية ، وتطعيمها، وتغليف الواجهة الخارجية بالطابوق المنجور، وتزيين الجدران الخارجية والداخلية بأزارة من المرمر،
21، في عام 1420 ﻫ ، تمت المباشرة بإعادة بناء المسجد بكافة أجزاءه بأمر سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ،
22، في عام 1429 ﻫ ، تم إنجاز إكساء الصحن الشرقي للمسجد بالرخام،
23،في عام 1429 ﻫ ، تمت المباشرة ببناء مؤسسة مسجد السهلة المتخصصة بتراث أهل البيت (علیهم السلام) ملاصقة لجداره الجنوبي،
24، في عام 1431 ﻫ ، تمت المباشرة بأعمال التوسعة الكبرى لمقام الإمام زين العابدين (علیه السلام) والإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، برعاية مكتب المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ،
ص: 136
نظرا لقدم البناء في المسجد المعظم، وللحقب الطويلة التي مرت على تشييده، وإهماله لفترات متفاوتة، في العهود الماضية الظالمة، فقد تأثرت عمارته بدرجة عاليةوحدثت شروخ واسعة في جدرانه، وتهدمتمعظم القباب فيه، وانهارت أبراجه الخارجية الداعمة لسوره بعد انهيار أجزاء واسعة من ذلك السور،وبلغ الأمر حالة مزرية، يتحسسها ألما كل مؤمن ويكابدها حزنا وجزعا، ولم تجد كل محاولات الترقيع والإصلاح الثانوي لبعض الأماكن من قبل بعض المحسنين جدوى،
والتزاما بنهج الشريعة الغراء، وسيرا على خطى الأنبياء والأولياء والصالحين (علیهم السلام) ، في تعظيم شعائر الله، ولما كانت بيوت الله عز وجل اشرف البقاع، ويزيد فضل أداء الصلاة فيها والدعاء أضعافا مضاعفة على غيرها؛ فقد استقرت النية – بعد الاتكال على العلي القدير-
ص: 137
لدى سماحة آية الله العظمى المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ، على التوجه لإعادة بناء المسجد؛ لما له من قدسية وشرف يتلمسها المرء في كل زاوية منه، حين تتعطر بعبقات رماله جباه المؤمنين الذين يؤمونه كل يوم، وكل ليلة أربعاء على الخصوص؛ فتمتد الأكف ضارعة بالدعاء، في موسم عبادة تتحسس الروحانية فيه ألقا على الجباه، وندى على الأكف، وعطرا على شفاه المصلين،
وقد تم تشكيل هيئة للإعمار ضمت السيد (عز الدين السيد محمد سعيد الحكيم)، والمغفور له المرحوم الحاج (محمد جواد عطيه جبوري)، والمهندس الاستشاري السيد (مضر عبد الهادي علي خان المدني) مهندسا مشرفا والمهندس المعماري (كريم العبدلي) مديرا للمشروع ومهندسا مصمما،
وقد تفضل سماحة السيد الحكيم (دام ظله) فأمر بالمباشرة بالعمل في الجهة الجنوبية وإعادة البناء فيها، مخلدا بكلمات تحمل من البيان سحرا ذلك التوجه الإيماني لدى سماحته؛ فكتب في يوم 24 ربيع الأول عام 1419 ﻫ كتابا غيب في أعماق الثرى يحكي توجه سماحته متوكلا على الله لإعادة اعمار المسجد الشريف،
ص: 138
وبرغم قلة الموارد والإمكانيات، وضغط السلطة الحاكمة، وكل ما مر به البلد من أزمات؛ فقد شاءت إرادة الله عز وجل أن تخلد عظمة هذا المكان، فجاءت الحلة الجديدة للمسجد كأبهى ما تكون من الجانب الفني الذي يتلمسه كل زائر، ويتلمس معه دقة العمل فنيا؛ وهوأمر يعود سببه الأول إلى رعاية صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وتسديده لخطوات المتشرفين بأداء العمل فيه،وقد مرت فترات من التباطؤ والتلكؤ بالعمل، بسبب ضعف الإمكانات المادية، أوبعض الضروف القاهرة، لكن تسديده – جل شانه – لسيدنا الحكيم(دام ظله) وطد لديه العزم والتوكل على إعادة بناء المسجد كله؛ فأنجزت مراحل متقدمة منه، حيث أنجزت أضلاعه الأربعة، مع سور المسجد الخارجي، كما أنجز بناء مقامات (إبراهيم، إدريس،الخضر، والصالحين) (علیهم السلام)
وتم إنجاز تأهيل الصحن الواقع في الجهة الشرقية (خارج حدود المسجدية) بإكساء أرضيته بالرخام وزرع الحدائقوالعناية بدورات المياه الملحقة واستحداث حوض واسع للوضوء، كما تم نصب منظومة كبيرة لتحلية المياه، وأوصلت المياه المعدنية عبر شبكة حديثة إلى كافة أجزاء المسجد، التي جهزت ببرادات المياه، كما تم تشييد الجناح الإداري للمسجد على الجزء الخارج عن المسجدية في الضلع الشرقي على يسار المدخل، وانجزت تهيئة صالة المحاضرات والمؤتمرات على الجزء الخارج عن المسجدية في الضلع الشرقي على يمين المدخل،كما انجز تشييد أبنية أقسام المسجد المختلفة على أجزاء من الصحن الشمالي،
والعمل مستمر في إنجاز مراحل الإعمار المستقبلية التي تم التخطيط لها ، حيث تم في الأول من شهر محرم الحرام عام 1430 ﻫ إعادة تشكيل
ص: 139
هيئة الإعمار بإشراف السيد (محمد حسين السيد محمد سعيد الحكيم) لتضم المهندس الاستشاري السيد (مضر السيد عبد الهادي علي خان المدني) أمين المسجد والسيد (احمد نوري هاشم الحطاب)مديرا للمشروع، والدكتور المهندس (حيدر طالب الدامرجي) استشاريا، والأستاذ (جاسم محمد ناصر)مراقبا للعمل،والحاج (مجاهد مهدي رشيد) أمينا ماليا،
ومن الإعمار المستقبلية التي تم التخطيط لها:
-تأهيل المنطقة الشرقية المتاخمة للمسجد وتتضمن:تشييد مسقفات للزائرين، تحديد مناطق خضراء، إنشاء مماشي حركة، تشييد دورة مياه صغيرة،
- تأهيل المنطقة الجنوبية المتاخمة للمسجد وتتضمن:تشييد صحن جديد لخدمة الزائرين بمساحة تزيد على الستة عشر الف مترا مربعا وقد بوشر بالعمل به في شهر جمادى 1 من عام 1432،تشييد مؤسسة المسجد الثقافية، تشييد مسقفات للزائرينتحديد مناطق خضراء، إنشاء مماشي حركة، تشييد مكتبة عامة كبرى، تشييد مشافي للكتب، تشييد قاعات للمطالعة،
- تأهيل المنطقة الشمالية المتاخمة للمسجدوتتضمن:إنشاء صحن جديد للزائرين، تشييد دورة مياه، إنشاء مرآب سيارات، فتح طريق خدمة،
- تأهيل المنطقة الغربية المتاخمة للمسجدوتتضمن:إنشاء صحن جديد للزائرين، تشييد مدرسة دينية كبرى،
ص: 140
تشييد مكتبة عامة، تشييد صالة مؤتمرات، إنشاء مرآب سيارات، تشييد مضيف مسجد السهلة، تحديد مناطق خضراء، تشييد دور ضيافة، تشييد دورة مياه رئيسية، تشييد مخازن رئيسية، تحديد مناطق خضراء إنشاء مماشي حركة،
- إعادة بناء مقام الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :وقد تمت المباشرة بأعمال إعادة بناء المقام المشرف، وفق تصاميم حديثة روعي فيها توسعة المقام ليستوفي الأعداد المتزايدة من الزائرين، كما سيتم فيه إعادة بناء القبة المشرفة للمسجد المعظم بأحدث الطرز المعمارية بعد أن آلت القبة القديمة إلى التداعي،
- إعادة بناء مقام الإمام زين العابدين (علیه السلام) :وقد تمت المباشرة بأعمال إعادة بناء المقام المشرف، جنبا إلى جنب مع مراحل إعادة بناء مقام الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،
– إعادة بناء محراب مقام الإمام الصادق (علیه السلام) ، وإكساء أرضية الباحة الداخلية للمسجد المشرف بالرخام،
– تشييد منارة جديدة للمسجد المعظم مجاورة للبوابة الشمالية له التي تم إعادة فتحها،
– تغليف الواجهة الخارجية للمسجد بالرخام وطابوق التغليف وفق الطرز الإسلامية مع رفع مناسيب سور المسجد لإظهاره بالحلة المناسبة لكيانه المعظم،
ص: 141
ارتبط مسجدالسهلة المعظم طيلة العهود الماضية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية، والتي كانت معنية بالإشراف والمتابعة على كل المراقد والعتبات والمزارات والمساجد في العراق، وضمن التقسيمات المتعارفة فقد كان لكل مرقد أوعتبة أومزار إدارة فعلية ترتبط بمديريات محلية للوقف تابعة للوزارة،
وكانت تلك الإدارات تسمى ب-(الكليدارية)، و(الكليدار) (1) هوالشخص المسؤول الأول عن إدارة المكان، وقد يحدث أن يكون (الكليدار) مسؤولا عن أكثر من مزار، فيتم تنسيب (قيًما) على المكان الثانوي مرتبطا
ص: 142
ب-(الكليدار) الذي يدير المكان الأكثر أهمية، وعادة ما كان العنوان الوظيفي لل-(الكليدار) منحصرا في أسرة معينة، تتوارث الوظيفة في إدارة الأمكنة المقدسة،
ويعتمد (الكليدار) في الإدارة على أفراد أسرته، وفي بعض المراقد على أسر مختلفة، درجت الناس على تسميتهم ب-(خدم) ذلك المكان،
وقد اختصت أسرة (آل السهلاوي) بتولي إدارة مسجد السهلة المعظم منذ زمن بعيد،
((وآل السهلاوي أسرة عربية تعود إلى قبيلة خفاجة – آل زور، ونسبهم إلى جدهم الأكبر عمران بن شاهين، صاحب الجامع في النجف، وقد تولوا خدمة هذا المسجد منذ أقدم الأزمنة)) (1)،
وتحتفظ الناس بمختلف طبقاتهم بذكريات طيبة عن كبار هذه الأسرة كالمرحوم الحاج ((جواد إبن الشيخ حسين ابن الشيخ إبراهيم السهلاوي المولود في منطقة مسجد السهلة عام 1320 ﻫ ، وتولى سدانة المسجد بعد والده الشيخ حسين السهلاوي المتوفى عام 1339ﻫ ، وكان قبلا الشيخ إبراهيم بن محمود الخفاجي، وقبله الشيخ محمود بن خزعل الخفاجي، وهكذا من الآباء إلى الأبناء)) (2)،
وكانت هذه الإدارة ترتبط إداريا ب-(كليدارية) مسجد الكوفة المقدس،
وبعد سقوط النظام السابق سنة 2003 م، تم إلغاء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في العراق، واستحدثت بديلا عنها دواوينللأوقاف
ص: 143
لمختلف المذاهب والأديان، فارتبطت المراقد المقدسة لأهل البيت (علیهم السلام) ، والمزارات الأخرى بديوان الوقف الشيعي والأمانة العامة للمزارات الشيعية،
إلاً أن مسجد السهلة المعظم ارتبط بمكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ، وهوالجهة التي كانت تتولى حملة الإعمار الكبرى في المكان الطاهر
وحرصا من مكتب سماحة السيد الحكيم (دام ظله) على رعاية المسجد المعظم؛ وبذلا لكل مجهود ممكن خدمة لزائريه فقد تم تشكيل إدارة للمسجد، ونسب الحاج (فلاح حسن العلياوي) مديرا لها للفترة من بداية الشهر الرابع حتى نهاية الشهر التاسع من عام 2005م،
ثم تم تشكيل أمانة للبقعة المشرفة أنيطت بالمهندس الإستشاري السيد (مضر عبد الهادي علي خان المدني)، حيث تم افتتاح الأقسام العديدة وهيكلة كادره الذي يتولىأداء الخدمة فيه كرامة لقدسيته وإعظاما لأمر ولي الله الأعظم الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)
وقد تولى السيد أمين المسجد تنسيب السادة أعضاء الأمانة ومسؤولي الأقسام وتضم حاليا:
السيد (أحمد نوري هاشم الحطاب)، السيد (مجاهد مهدي رشيد اللامي)، السيد (احمد رزاق عبد الحمزه الجنابي)،السيد (جاسم محمد ناصر الشمري)،السيد (حيدر شمخي جبارالعلياوي)،السيد (أسعد هاشم جاسم الرماح)، السيد (لؤي جبير حسين الجبوري)،السيد (جبار سعيد
ص: 144
الحكيم)،السيد(حسن عبد الهادي علي خان)،السيد (أنور عبد الأمير خوير)،السيد (عباس الحاج محمد حسين السهلاوي)،
وتم فتح الأقسام الإدارية التالية:
قسم المنتسبين - قسم الإعمار- قسم الصيانة- قسم الإعلام - قسم الأمن - قسم النذور والتبرعات - قسم الخدمات - قسم الحاسوب والانترنت - قسم المنتسبات - قسم الاستفتاءات - قسم الخدم المرشدين،
ويعمل في هذه الأقسام حاليا ما يقاربالمئتي منتسب،
يبدومن خلال بعض الروايات أن مسجد السهلة المعظم كان واحدا من روافد العطاء الفكري، تلتئم على باحته حلقات الحديث والدرس فقد ورد عن علي بن السري أنه قال: ((حدثني عمي، قال: حدثني إبراهيم بن أبي سمال وسمعته يحدث به جماعة من أهل الكوفة في مسجد السهلة فيهم جعفر بن بشير البجلي، ومحمد بن سنان الزهري وغيرهم قال: كنت أسير
ص: 145
بين الغابة ودومة الجندل مرجعنا من الشام في ليلة مسدفة بين جبال ورمال فسمعت هاتفا من بعض تلك الجبال وهويقول:
ناد من طيبة مثواه وفى طيبة حلا *** أحمد المبعوث بالحق عليه الله صلى
وعلى التالي له في الفضل والمخصوص فضلا *** وعلى سبطيهما المسموم والمقتول قتلا
وعلى التسعة منهم محتدا طابوا وأصلا *** هم منار الحق للخلق إذا ما الخلق ضلا
نادهم يا حجج الله على العالم كلا *** كلمات الله تمت بهم صدقا وعدلا)) (1)
كما ورد أن المسجد كان يحتضن حلقات الحديث فعن ((الشريف الجليل العالم أبوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي،عند عودته من الحج، في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، بمسجد السهلة، قال: حدثني والدي علي بن زهرة، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، قال: حدثنا الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن إبراهيم)) (2)
وتوخيا لنشر الفكر الإسلامي الأصيل المتمثل بمنهج أهل البيت (علیهم السلام) فقد شهد المكان المقدس العديد من النشاطات الفكرية والندوات التي قام بها قسم الإعلام في العتبة الشريفة ومنها:
ص: 146
- ولادة مؤسسة مسجد السهلة المتخصصة بتراث أهل البيت (علیهم السلام)
وهي مؤسسة تعنى بنشر وتوزيع الكتب والدراسات المتعلقة بالإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، مع كافة الكتب العقائدية، وما ينمي ثقافة الطفل المسلم من قصص وألعاب إسلامية، كما وتعنى بنشر الصور والبوسترات واللوحات المتعلقة بتراث الأئمة (علیهم السلام) ، والمسجد المشرف، وتصدر عنها الأقراص المدمجة، والمحاضرات العقائدية المختلفة ، كما تقوم بإعداد المطبوعات التي تتعلق بأمور العقيدة، وترى فيها منفعة للمؤمنين، وتراعي المؤسسة الالتزام بحيادية الانتقاء، وأن تكون منفتحة على جميع المؤسسات الثقافية، وان تقوم بعرض كل ما يصدر عن الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، من دراسات أوأبحاث أوأقراص مدمجة أوغيرها محددة هدفها بنشر الفكر الإسلامي الصحيح ،
وقد تم افتتاح المؤسسة الرشيدة بإمكانيات متواضعة جدا وبمساحة بسيطة داخل فناء المسجد محاذية لضلعه الشرقي في يوم الأحد 16 / 7 / 2006م، الموافق للعشرين من شهر جمادى الآخرة لسنة 1427ﻫ تيمنا بهذا اليوم المبارك الذي ولدت فيه سيدة نساء العالمين بضعة المصطفى السيدة فاطمة الزهراء (علیها السلام) ،وكان لمؤسسة (الرائد للطباعة والنشر) بشخص مديرها الحاج (رائد النساج) دورا واضحا في احتضان نتاج المؤسسة في بداية تكوينها،
ونظرا لازدياد أعداد الزائرين إلى مقرها وللتطور النوعي والكمي في معرض الكتاب الدائم فيها وعدم استيعاب مساحتها المخصصة لذلك، فقد وجه أمين المسجد المهندس السيد مضر عبد الهادي علي خان المدني
ص: 147
هيئة الإعمار في أمانة المسجد بتشييد بناية جديدة للمؤسسة محاذية من الخارج للضلع الشمالي وبمساحة تزيد على الخمسمئة متر مربع،وتمت المباشرة فعلا بأعمال البناء يوم الثلاثاء 18/11 /2008م، الموافق للعشرين من شهر ذي القعدة لسنة 1429ﻫ ،وقد تم انجاز الأعمال التي شملت البناء وتغليف الجدران وإكساء الأرضيات وتجهيز منظومة التكييف، ليتم افتتاحها في يوم الأحد 5 / 7/ 2009م، الموافق للثالث عشر من شهر رجب المرجب لسنة 1430ﻫ تبركا بيوم الولادة الميمون لمولى الموحدين وقائد الغر المحجلين أمير المؤمنين علي (علیه السلام) ،
ورغم ولادتها الحديثة فقد شاركت المؤسسة في العديد من المهرجانات والمعارض، وكان حضورها متميزا، حيث خصص لها في كل مشاركة جناح متميز، وحصلت على العديد من الشهادات التقديرية، ومن تلك المشاركات جناحها السنوي في معرض الكتاب الذي تقيمه كل عام الأمانة العامة للعتبة الحيدرية المقدسة، ومهرجان الأمان الثقافي السنوي في مدينة الديوانية، ومعرض الكتاب السنوي الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، ومهرجان ربيع الشهادة السنوي الذي تقيمه الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين في ذكرى الولادات الميمونة من شهر شعبان الخير كل عام،
وقد نسب السيد حسن عبد الهادي علي خان مديرا للمؤسسة مدة ثلاث سنوات، فيما يتولى مسؤوليتها الآن عضوالأمانة الحاج (أحمد رزاق عبد الحمزه)،
ومن المطبوعات التي صدرت عن مؤسسة مسجد السهلة المعظم:
ص: 148
أعمال مسجد السهلة المعظم: إعداد مؤسسة السهلة، أعمال ليالي الجمع: إعداد مؤسسة السهلة، مسجد السهلة تأريخه وأعماله: تأليف السيد مضر علي خان المدني، سفراء ونواب الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : تأليف الشيخ حميد البغدادي، الشعائر الحسينية: تأليف السيد علي الحكيم،تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل: تأليف السيد مضر السيد علي خان المدني، مسجد السهلة ملاذ الأولياء: تأليف السيد أحمد نوري الحكيم، خطب خالدة: تأليف السيد علي الحكيم، مفكرة السهلة: إعداد السيد مضر السيد علي خان المدني، دليل مسجد السهلة المعظم: تأليف السيد مضر السيد علي خان المدني، نشرة السهلة: إعداد قسم الإعلام في أمانة المسجد، الخلافة المغتصبة: تأليف الأستاذ إدريس الحسيني المغربي،
- إقامة الندوات والمحاضرات المتعلقة بحركة الظهور المبارك للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) حيث تمت استضافة بعض المتخصصين في هذا المجال، وبالاستعانة بمخططات مصورة عن زمن الظهور
- استضافة العديد من الخطباء الحسينيين في ليالي الأربعاء لإقامة المجالس الحسينية،
- استضافة بعض الشخصيات الإسلامية لإلقاء محاضرات عقائدية مختلفة في ليالي الأربعاء،
ص: 149
- عقد ندوات موسعة في المكان المشرف لشرح مناسك الحج نظريا وتطبيقها عمليا لكل من رغب بأداء الفريضة المبرورة من المرشدين والمتعهدين والإخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات،
- إقامة المسابقات الكبرى في بعض المناسبات الإسلامية وتكريم الفائزين،
- إقامة الأمسيات الرمضانية التي شملت تلاوة وتجويد وحفظ القرآن الكريم، كما تضمنت مسابقات مختلفة في علوم القرآن وزعت فيها الهدايا للفائزين،
- استضافة المؤتمر القطري الأول لمرشدي الحج والذي تم فيه اختبار المتقدمين بالطلب كمرشدين لحجاج بيت الله الحرام،
- إقامة العديد من الاحتفالات بولادات المعصومين (علیهم السلام) والتركيز على الليلة المباركة في النصف من شهر شعبان، تم فيها استضافة نخبة من رجال الفكر والعقيدة والأدباء والمؤرخين والشعراء،
ومن بعض رجال الفكر والأدب الذين تمت استضافتهم: سماحة السيد رشيد الحسيني والأستاذ الدكتور حسن عيسى الحكيم وسماحة السيد محمد علي الحلووسماحة السيد محمد علي بحر العلوم وسماحة السيد محمد القبانجي والمؤرخ الأستاذ حسن الظالمي والسيد الدكتور محمد التيجاني وسماحة السيد علاء الدين الموسوي وغيرهم،
- طبع العديد من الكراسات والكتب المناسبة لمنهج أهل البيت (علیهم السلام) في إنماء العقيدة،
ص: 150
- طبع العديد من اللوحات الدليلة لبعض الأحداث الإسلامية ومنها حركة سيد الشهداء الإمام الحسين (علیه السلام) ، ابتداء من انطلاقته من المدينة المنورة حتى عودة الركب الحسيني بعد الشهادة إليها
- رفد بعض المدارس بالكتب والملصقات والكراسات الإسلامية إغناء لمكتباتها وتنمية لروح المطالعة لدى الطلبة،
- افتتاح مكتبة خاصة في المسجد المعظم يتم فيها إعارة الكتب للراغبين بالمطالعة من الزائرين والمنتسبين،
- شمول كافة منتسبي المسجد المشرف وكادر الإعمار فيه بسفرات لزيارة المشاهد المشرفة لبعض ألائمة الأطهار (علیهم السلام) توثيقا لعهود الولاء وبغية الإطلاع على مظاهر الخدمة المقدمة في هذه المراقد،
- التأكيد على إحياء شعيرة (الاعتكاف) في المسجد المشرف وتوفير كل مستلزمات الخدمة للزائرين في مواسم الاعتكاف،
- افتتاح الدورات الموسعة لتعليم التلاوة القرآنية بدرس يومي وفق منهج رصين، تولى التدريس فيها عدد من المقرئين،
- التنسيق مع العديد من المؤسسات الثقافية في داخل القطر وخارجه وتبادل الخبرات معها والمشاركة في بعض المعارض الثقافية بجناح لعرض نشاطات الجامع المختلفة،
- افتتاح قسم الاستفتاءات الذي يتكفل بالإجابة على أسئلة المؤمنين ورفع بعض منها إلى المراجع العظام (دام ظله) للتشرف بتحديد الحكم الشرعي لها من قبلهم وتعليقها في أماكن مخصصة في المكان المشرف،
ص: 151
ومن نماذج الاستفتاءات، فتاوى سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله) (1)، وسماحة آية الله العظمى المرجع الكبير
ص: 152
السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ، والتي تشير إلى تخيير المؤمن المسافر بين القصر والتمام في الصلوات الرباعية، في مسجد السهلة المعظم،
ص: 153
كما أفتى آية الله العظمى الشيخ الوحيدالخراساني((دام ظله) بالتخيير، فقال: ((مسألة 952: يتخير المسافر بين القصر والتمام في الأماكن الأربعة الشريفة، وهي المسجد الحرام، ومسجد النبي ، ومسجد الكوفة وحرم الحسين (علیه السلام) ، والتمام أفضل، والقصر أحوط، والظاهر إلحاق تمام بلدتي مكة والمدينة القديمتين،) بالمسجدين دون الكوفةوالأظهر ثبوت التخيير فيها،) وكربلاء، وفي تحديد الحرم الشريف إشكال، والظاهر جواز الإتمام في تمام الروضة المقدسة دون الرواق والصحن))،
ص: 154
وأفتى آية الله العظمى الشيخ محمد إسحق الفياض(دام ظله) (1) بالتخيير في الصلوات الرباعية للمسافر في مدينة الكوفة، فقال:
((يتخير المسافر بين القصر والتمام في الأماكن الأربعة الشريفة وهي: حرم الله وهومكة المكرمة وحرم رسول الله (صلی الله علیه و آله) وهوالمدينة المنورة وحرم أمير المؤمنين (علیه السلام) وهوالكوفة،
ومن هنا لا يبعد كفاية التمام في بلد الكوفة مطلقا، وإن كان الأحوط الاقتصار على المسجد وحرم الحسين (علیه السلام) ،والتمام أفضل والقصر أحوط استحبابا، وفي تحديد الحرم الشريف إشكال، والظاهر جواز الإتمام في تمام الروضة المقدسة دون الرواق والصحن،)) (2)
وعند زيارته للمسجد المقدس، أدى سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) صلاتي الظهر والعصر تماما، مما يشير إلى رأيه (دام ظله) بجواز التخيير في البقعة الشريفة،
ص: 155
1)روى في أمالي الشيخ الطوسي (قدس سره) بإسناده عن خالد بن عرعرة (1) قال: سمعت علياً (علیه السلام) يقول: ((إن بالكوفة مساجد مباركة، ومساجد ملعونة؛ فأما المباركة: فمنها،، ومسجد بني ظفر مسجد مبارك، والله إن فيه لصخرة خضراء، وما بعث الله من نبي إلا فيها تمثال وجهه، وهومسجد السهلة،)) (2)
2)روي عن علي بن الحسين (علیهما السلام) قال: ((من صلى في مسجد السهلة ركعتين، زاد الله في عمره سنتين،)) (3)
3)عن الشيخ المفيد (قدس سره) (4)
ص: 156
بإسناده عن أبي بكر الحضرمي (1)، عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال: ((قلت له: أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله (صلی الله علیه و آله) ؟ فقال ((الكوفة،، وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه،)) (2)
5)روى ابن بابويه (3) عن الصادق (علیه السلام) قال: ((بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله لأجاره
ص: 157
عشرين سنة فيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه وهوالموضع الذي خرج منه إبراهيم إلى العمالقة وهوالموضع الذي خرج منه داود إلى جالوت وتحتهصخرة خضراء فيها صورة وجه كل نبي خلقه الله عز وجل ومن تحته أخذت
طينة كل نبي وهوموضع الراكب فقيل له: وما الراكب قال الخضر (علیه السلام) ،)) (1)
6)قال الصادق (علیه السلام) وهويذكر مسجد السهلة المبارك: ((أما أنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله،)) مشيرا إلى صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،
ص: 158
7) وقال الصادق (علیه السلام) : ((بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة، لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله لأجار له الله عشرين سنة، فيه مناخ الراكب وبيت إدريس النبي (علیه السلام) ، وما أتاه مكروب قط فصلى ما بين العشاءين فدعا الله عز وجل إلا فرج الله كربته،)) (1)
8)قال الصادق (علیه السلام) : ((بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله جار له عشرين سنة، فيه بيت إدريس (علیه السلام) الذي كان يخيط فيه، وهوالموضع الذي خرج منه إبراهيم (علیه السلام) إلى العمالقة، وهوالموضع الذي خرج منه داود (علیه السلام) إلى جالوت، وتحته صخرة خضراء فيها صورة وجه كل نبي خلقه الله عز وجل، ومن تحته أخذت طينة كل شيء، وهوموضع الراكب، فقيل له: وما الراكب؟ قال: الخضر (علیه السلام) ،)) (2)
9)روى عبد الرحمن بن سعيد الخزاز (3)عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: ((بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستخار الله خار الله له عشرين سنة فيه مناخ الراكب وبيت إدريس النبي وما أتاه مكروب قط فصلى فيه ما بين العشاءين فدعا الله عز وجل إلا فرج الله كربته،)) (4)
ص: 159
10) عن صالح بن أبي الأسود (1)عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: ((أما انه منزل صاحبنا إذا قام بأهله،)) (2)
11)عن محمد بن خالد الطيالسي (3)، عن العلاء بن رزين قال ((قال لي أبوعبد الله (علیه السلام) : نصلي في المسجد الذي عندكم الذي تسمونه مسجد السهلة، ونحن نسميه مسجد الشرى، قلت: إني لأصلي فيه، جعلت فداك، قال: ائته، فإنه لم يأته مكروب إلا فرج الله كربته - أوقال: قضى حاجته وفيه زبرجدة فيها صورة كل نبي وكل وصي،)) (4)
12)عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن أبي داود، عن عبد الله بن أبان (5) قال ((: دخلنا على أبي عبد الله (علیه السلام) فسألنا أفيكم أحد عنده علم عمي زيد
ص: 160
بن علي؟فقال رجل من القوم: أنا عندي علم من علم عمك كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري إذ قال: انطلقوا بنا نصلي في مسجد السهلة فقال أبوعبد الله (علیه السلام) : وفعل؟ فقال: لا جاءه أمر فشغله عن الذهاب، فقال: أما والله لوأعاذ الله به حولا لأعاذه أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي (علیه السلام) والذي كان يخيط فيه ومنه سار إبراهيم (علیه السلام) إلى اليمن بالعمالقة ومنه سار داود (علیه السلام) إلى جالوت وإن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي ومن تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي وإنه لمناخ الراكب، قيل: ومن الراكب؟ قال: الخضر (علیه السلام) )) (1)
13)حدث أخوعلي بن محمد بن قولويه، عن احمد بن إدريس بن احمد، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير (2)، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، قال: سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي: ((يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج، قال: نعم، قال: فهل صلى في مسجد سهيل، قال: وأين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة، قال: نعم، قال: أما انه لوصلى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة، فقال له أبوحمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة، قال: نعم فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، وفيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه، وفيه مناخ الراكب، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عز وجل منها النبيين، وفيه المعراج، وهوالفاروق الأعظم موضع منه وهوممر
ص: 161
الناس وهومن كوفان، وفيه ينفخ في الصور، واليه المحشر، يحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، أولئك الذين أفلج الله حججهم وضاعف نعمهم، فأنهم المستبقون الفائزون القانتون، يحبون أن يدرأوا عن أنفسهم المفخرة، ويجلون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطاعة فعملوا وعلموا أن الله بما يعملون بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب يذهب الضغن يطهر المؤمنين، ومن وسطه سار جيل الأهواز وقد أتى عليه زمان وهومعمور،)) (1)
14)وروي عن الصادق (علیه السلام) أنه قال: ((ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه ركعتين بين العشاءين ويدعوالله عز وجل إلا فرج الله كربته،)) (2)
15)وروي عن أبي بصير (3)، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، قال: ((قال لي: يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم (علیه السلام) في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله جعلت فداك؟، قال: نعم كان فيه منزل إدريس (علیه السلام) ، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن (علیه السلام) ، وما بعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه، وفيه مسكن الخضر (علیه السلام) ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي، وما صلى فيه أحد، فدعا الله بنية صادقة، إلا صرفه الله بقضاء
ص: 162
حاجته، وما من أحد استجاره، إلا أجاره الله مما يخاف، قلت: هذا لهوالفضل، قال: نزيدك، قلت: نعم، قال: هومن البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما أني لوكنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه، يا أبا محمد وما لم اصف أكثر ، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه ابدآ؟، قال: نعم، قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق،)) (1)
16)عن محمد بن عبد الله بن زيد النهشلي، عن أبيه، عن الشريف زيد بن جعفر العلوي، عن محمد بن وهبان، عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن احمد بن إدريس بن محمد بن أحمد العلوي، عن محمد بن جمهور القمي، عن الهيثم بن عبد الله الناقد، عن بشار المكاري، انه قال: ((دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) بالكوفة، وقد قدم له طبق رطب طبرزد، وهويأكل، فقال لي: يا بشار ادن فكل، فقلت: هناك الله وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي، وبلغ مني، فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت، قال: فدنوت وأكلت، فقال لي: حديثك فقلت: رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة يسوقها إلى الحبس، وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد، قال: ولم فعل بها ذاك؟، قال: سمعت الناس يقولون: أنها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب، قال: فقطع الأكل، ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله، ولحيته، وصدره بالدموع، ثم قال: يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعوالله ونسأله خلاص هذه المرأة، قال: ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمرأة
ص: 163
حدث، صار ألينا حيث كنا، قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلى كل واحد منا ركعتين، ثم رفع الصادق (علیه السلام) يده إلى السماء وقال: أنت الله لا إله إلا أنت مبدأ الخلق ومعيدهم،،، قال: ثم خر ساجدا، لا اسمع منه إلا النفس، ثم رفع رأسه فقال: قم قد أطلقت المرأة، قال: فخرجنا جميعا، فبينما نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجهنا إلى باب السلطان، فقال له: ما الخبر؟، قال: أطلق عنها،قال: كيف كان إخراجها؟، قال: لا أدري، ولكنني كنت واقفا على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها، فقال لها: ما الذي تكلمت به؟، قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل، قال: فاخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه، واجعلي الأمير في حل، فأبت أن تأخذها، فلما رأى ذلك منها، دخل واعلم صاحبه بذلك ثم خرج، فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها،)) (1)
17)أخبر أبوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة الحلبي، عند عوده من الحج، في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، بمسجد السهلة، عن والده، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، عن الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: ((حججت إلى بيت الله الحرام، فوردنا عند نزولنا الكوفة، فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد، فلما فرغ دعا بهذا الدعاء: (أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الدعاء)، ثم نهض إلى زاوية المسجد، فوقف هناك وصلى ركعتين ونحن معه، فلما أنفتل من الصلاة، سبح ثم دعا فقال:(اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ،، الدعاء)، ثم نهض فسألناه عن المكان، فقال: أن هذا
ص: 164
الموضع بيت إبراهيم الخليل (علیه السلام) الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين، ثم رفع يديه وقال: (اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ،، الدعاء)، ثم قام ومضى إلى الزاوية الشرقية فصلى ركعتين، ثم بسط كفيه وقال: (اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ الذُّنُوبُ وَالخَطايا،،الدعاء)، وعفر خديه على الأرض، وقام فخرج، فسألناه بم يعرف هذا المكان؟ فقال: إنه مقام الصالحين، والأنبياء والمرسلين (علیهم السلام) وقال: فاتبعناه وإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة، فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار، كما صلى أول مرة، ثم بسط كفيه فقال: (إِلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطئ المُذْنِبُ يَدَيْهِ،، الدعاء)، ثم خرج فاتبعته وقلت له: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد؟ فقال: إنه مسجد زيد بن صوحان، صاحب علي بن أبي طالب (علیهما السلام) وهذا دعاؤه وتهجده، ثم غاب عنا فلم نره، فقال لي صاحبي: انه الخضر (علیه السلام) ورواه الشهيد: عن علي بن إبراهيم، مثله)) (1)
18)روي أن: ((جنازة أمير المؤمنين (علیه السلام) حملت إلى مسجد السهلة، ووجدت ناقة باركة هناك فحمل عليها وأقاموها وتبعوها، فلما وقفت بالغري وبركت، حفر في ذلك المكان فوجدت الخشبة المحفورة، فدفن فيها حسب ما أوصى، وأن آدم ونوحا وأمير المؤمنين (علیهم السلام) في قبر واحد)) (2)
19)قال الحسين بن حمدان: حدثني محمد بن يحيى الفارسي عن محمد بن جمهور القمي عن عبد الله الكرخي عن علي بن مهران الأهوازي عن محمد بن صدقة عن محمد بن سنان الزهري عن المفضل بن عمر الجعفي عن مولانا الصادق (علیه السلام) ، قال المفضل: ((دعاني سيدي الصادق في جنح الليل وهومقتم اسود، فحضرت داره وهي تزهر نورا بلا ظلمة، فلما
ص: 165
امتثلت بين يديه قال يا مفضل: مر صفوان (1) يصلح لي على ناقتي السعداء رحلها، وأقم في الباب إلى وقت رجوعي إليك، قال: ثم خرج مولاي الصادق (علیه السلام) وقد احضر صفوان الناقة وأصلح رحلها، فاستوى عليها وأثارها، ثم قال: يا صفوان خذ بحقاب الناقة وارتدف، قال: ففعل صفوان ذلك، ومرت الناقة كالبرق الخاطف أوكاللحظ السريع، وجلست بالباب حتى مضى من الليل سبع ساعات من وقت ركوب سيدي الصادق (منه السلام)، قالالمفضل: فرأيت الناقة وهي كجناح الطير وقد انقضت إلى الباب، ونزل عنها مولاي (منه السلام)، فانقلب صفوان إلى الأرض خافتا، فأمهلته، وأقبلت انظر إلى الناقة، وهي تخفق والعرق يجري منها، حتى ثاب صفوان، فقلت: خذ ناقتك إليك وعدل إلى أن خرج مغيث خادم مولاي الصادق، فقال: سل يا مفضل صفوانا عما رأى، ويا صفوان حدثه ولا تكتمه، قال: فجلس صفوان بين يدي، وقال: يا مفضل أخبرك بالذي رأيت الليلة فقد إذن لي مولاي، قلت: نعم، قال: أمرني سيدي (علیه السلام) فارتدفت على الناقة، ولم أعلم أنا في سماء أم في أرض، غير أني أحس في الناقة وهي كأنها الكوكب المنقض، حتى أناخت ونزل مولاي (علیه السلام) ونزلت وصلى
ص: 166
ركعتين، وقال: يا صفوان صل واعلم انك في بيت الله الحرام، قال: فصليت ثم ركبت وارتفدت، وهبت الناقة كهبوب الريح العاصف، ثم انقضت فأناخت، فنزل مولاي (علیه السلام) فقال: صل يا صفوان ركعتين واعلم إنك في المسجد الأقصى، قال: ثم ركب وارتفدت وسارت الناقة وهبطت فأناخت، فنزل مولاي عنها ونزلت فصلى ركعتين، قال: صل يا صفوان واعلم بأنك بين قبر جدي (علیه السلام) ومنبره، قال: فصليت فقال: يا صفوان ارتفد من ورائي فارتدفت، فسارت مثل سيرها وانقضت فنزل مولاي (علیه السلام) وصلى وصليت فقال: يا صفوان أنت على جبل طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى بن عمران (علیه السلام) ثم ركب وارتفدت وانقضت فنزل عنها ونزلت، فإذا هويجهش بالبكاء ويقول: جللت من مقام ما أعظمك، ومصرع ما أجلك، أنت والله البقعة المباركة والربوة ذات قرار ومعين، وفيك والله كانت الشجرة التي كلم الله منها موسى (علیه السلام) ما أطول حزننا بمصابنا فيك إلى أن يأخذ الله بحقنا، قال: وتكلم بكلام خفي عني، ثم صلى ركعتين وصليت وأنا أبكي وأخفي بكائي، ثم ركب وارتفدت فنزل عن قريب لنا وصلى وصليت، قال: يا صفوان هل تعلم أين أنت؟، فقلت: يا مولاي عرفني حتى اعرف، قال: أنت بالغريين في الذكوات البيض، في البقعة التي دفن فيها أمير المؤمنين علي (علیه السلام) قال: فقلت يا مولاي فاجعل لي إليها دليلا، قال: ويحك بعهدي أوبعدي، قال: فقلت يا مولاي بعهدك وبعدك، قال: على انك لا تدل عليها ولا تزورها إلا بأمري، قال: فقلت يا مولاي إني لا أدل عليها ولا أزورها إلا بأمرك، قال: خذ يا صفوان من الشعير الذي تزودته الناقة فانثر منه حبا إلى مسجد السهلة، وبكر عليه؛ تستدل وتعرف البقعة بعينها وزرها إذا شئت، ولا تظهرها لأحد إلا من تثق به، ومن يتلوني من الأئمة
ص: 167
(علیهم السلام) إلى وقت ظهور مهدينا أهل البيت (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ثم يكون الأمر إلى الله ويظهر فيها ما يشاء؛ حتى تكون معقلا لشيعتنا وتضرعا إلى الله ووسيلة للمؤمنين، المفضل قال: فظلت باقي ليلتي راكعا وساجدا أسأل الله بقائي إلى صباح ذلك اليوم، فلما أصبحت دخلت على مولاي (منه السلام)، فقلت: أريد الفوز العظيم والسعي إلى البقعة المباركة التي بين الذكوات البيض في الغريين، قال: امض وفقك الله يا مفضل وصفوان معك، قال المفضل: فأخذ بيدي، وقصدت مسجد السهلة، ثم استدللنا بحبات الشعير المنثورة؛ حتى وردنا البقعة فلذنا بها، وزرنا وصلينا، ورجعنا وأنفسنا مريضة؛ خوفا من أن لا نكون وردنا البقعة بعينها، قال: ودخلنا من مزارنا منها إلى مولانا الصادق (علیه السلام) فوقفنا بين يديه، فقال: والله يامفضل ويا صفوان ما خرجتما عن البقعة عقدا واحدا، ولا نقصتما عنها قدما، فقلنا: الحمد لله ولك يا مولاي، وشكرا لهذه النعمة وقرأ قوله تعالى ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً﴾ (1)، وقوله: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ (2)،)) (3)
20) قال المفضل: قلت يا سيدي فأين يكون دار المهدي ومجمع المؤمنين؟ قال: ((يكون ملكه بالكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلوته الذكوات البيض من الغريين،
قال المفضل: ويكون المؤمنون بالكوفة!!، قال: أي والله يا مفضل، لا يبقى مؤمن إلا كان فيها، وجرى إليها، وليبلغن مربط مجال فرس ألف درهم، والله، ومربط شاة ألف درهم، والله، وليودن كثير من الناس أنهم
ص: 168
يشترون شبرا من ارض السبيع (1) بواحد ذهب، ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، ولتخافن قصورها كربلا، ولتصيرن كربلا معقلا ومقاما، تعكف فيه الملائكة والمؤمنون، وليكونن شان عظيم، وتكون فيها البركات، ما لووق فيها مؤمن ودعا ربه بدعوة واحدة؛ لأعطاه مثل ملك الدنيا ألف مرة،
ثم تنفس أبوعبد الله وقال: يا مفضل أن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على البقعة بكربلاء، فأوحى الله اسكتي يا كعبة البيت الحرام فلا تفخري عليها؛ فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإنها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح، وإنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين، وفيها غسلت مريم لعيسى، واغتسلت من ولادتها، وإنها آخر بقعة يخرج الرسول منها في وقت غيبته، وليكونن لشيعتنا فيها حياة لظهور قائمنا،)) (2)
20)عن الشريف الجليل العالم أبوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي أدام الله عزه،عند عودته من الحج، في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، بمسجد السهلة، قال: حدثني والدي علي بن زهرة، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، قال: حدثنا الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن إبراهيم (3)، عن أبيه،
ص: 169
قال: ((حججت إلى بيت الله الحرام، فنزلنا عند ورودنا الكوفة، فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد فلما فرغ دعا بهذا الدعاء: أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، إلى آخر الدعاء، ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك وصلى ركعتين، ونحن معه، فلما أنفتل من الصلاة سبح ثم دعا، فقال: اللّهُمَّ ربً هذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيها قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها لي، اللّهُمَّ أَحْيِنِي ماكانَتْ الحَياةُ خَيْراً لِي وَأَمِتْنِي إِذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ثم نهض فسألناه عن المكان فقال: أن هذا الموضع بيت إبراهيم الخليل الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين ثم رفع يديه، وقال: اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْها مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ المَأْمُولَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ثم مضى إلى الزاوية الشرقية، فصلى ركعتين ثم بسط كفيه وقال: اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ الذُّنُوبُ وَالخَطايا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَك فَلَمْ تَرْفَعْ لِي إِلَيْكَ صوَتا وَلمْ تَسْتَجِبْ لِي دَعْوَةً، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ ياالله فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِمُحَمَّدٍوَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقْبِلَ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَتُقْبِلَ بِوَجْهِي إِلَيْكَ وَلاتُخَيِّبْنِي حِينَ أَدْعُوَك وَلاتَحْرِمْنِي حِينْ أَرْجُوكَ
ص: 170
ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وعفر خديه على الأرض وقام فخرج، فسألناه: بم يعرف هذا المقام؟ فقال: انه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين، قال: فاتبعناه، فإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار كما صلى أول مرة ثم بسط كفيه وقال: إِلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطئ المُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ إِلهِي قَدْ جَلَسَ المُسِيُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِراً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زلله، إِلهِي قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ راجِياً لِما لَدَيْكَ فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، إِلهِي قَدْ جَثاً العائِدُ إِلى المَعاصِي بَيْنَ يَدَيْكَ خائِفاً مِنْ يَوْمٍ تَجْثُوفِيهِ الخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، إِلهِي جأَكَ العَبْدُ الخاطئ فَزِعاً مُشْفِقاً وَرَفَعَ إِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً راجِياً وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي مُخالَفَتَكَ وَماعَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِكَ جاهِلٌ وَلا لِعِقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَأَعانَتْنِي عَلى ذلِكَ شِقْوَتِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخى عَلَيَّ، فَمِنَ الانَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟! فَيا سَوْأَتاهُ غَداً مِنَ الوُقُوف بَيْنَ يَدَيْكَ إِذا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا ! أَفَمَعَ المُخِفِّينَ أَجُوُزُ أَمْ مَعَ المُثْقِلِينَ أَحُطُّ؟ وَيْلِي كُلَّما كَبُرَت سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي ! وَيْلِي كُلَّما طالَ عُمْرِي كَثرَتْ مَعاصِيَّ ! فَكَمْ أَتُوبُ وَكَمْ أَعُودُ؟ أَما آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي؟ اللّهُمَّ فَبِحَقِّ
وَآلِ مُحَمَّدٍ [ِرحَمني واعفٌ عنٍي وإِغْفِرْ لِي ياَخَيْرَ الغافِرِينَ، ثم بكى وعفر خديه وقال: إْرحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ، ثم قلب خده الأيسر، وقال: عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْومِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ، ثم
ص: 171
قام فخرج فاتبعناه، فقلت: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد؟ فقال: انه مسجد زيد بن صوحان)) (1)
21)اخبر الشيخان الجليلان الفاضلان أبوالبقاء هبة الله بن نما، وأبوالخير سعد بن أبي الحسن الفراء رضي الله عنهما، قالا: حدثنا الشيخ الفقيه أبوعبد الله الحسين بن طحال المقدادي في منزله، بمشهد مولانا أمير المؤمنين (علیه السلام) ، في تاسع جمادي الآخر سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، قال: حدثني الشيخ أبوعلي الحسن بن محمد الطوسي (رضی الله عنه) ، قال: وحدثنا الشيخ محمد بن على بن زخيم الصائغ، عن أبيه، قال: حدثنا احمد بن رشيد، قال: حدثنا قاسم بن محمد بن سعد بن جشم أبوعبد الله الهلالي، قال: حدثني أبوموسى محمد بن موسى، عن مالك
بن ضمرة (2) صاحب علي (علیه السلام) قال: ((كنت أصلي فوق جبل الخندق (3) فحانت مني التفاتة إلى مسجد السهلة، فنظرت إليه في وقت الصلاة يوم الجمعة روضة خضراء، وفيه دوي كدوي النحل، فسحتعيني ثم نظرت إليه، فإذا هوكما رأيته أولا، قال: فنزلت من الجبل امشي حتى أتيته فلما قمت في وسطه غاب عني الشجر وسمعت دويا كدوي النحل))،
ص: 172
22)في رواية صالح بن أبى الأسود عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال ذكر مسجد السهلة فقال: ((انه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله،)) (1)
23)عن الشيخ المفيد والغضائري (2)، عن جعفر بن محمد، عن أخيه علي، عن أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (علیه السلام) وساق حديث فضل مسجد السهلة إلى أن قال: ((وهومن كوفان وفيه ينفخ في الصور، وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة،)) (3)
24)عن الشيخ الصدوق، عن الصائغ، عن ابن زكريا القطان، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن أبيه، عن ابن مهران (4)، عن الصادق (علیه السلام) قال: ((إذا دخلت الكوفة فأت مسجد السهلة فضل فيه واسأل الله حاجتك لدينك ودنياك، فإن مسجد السهلة بيت إدريس النبي (علیه السلام) الذي كان يخيط فيه
ص: 173
ويصلي فيه، ومن دعا الله فيه بما أحب قضى له حوائجه ورفعه يوم القيامة مكانا
عليا إلى درجة إدريس (علیه السلام) ، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه،)) (1)
25)بالإسناد عن الصدوق، عن محمد بن علي بن المفضل، عن أحمد بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن حمدان القلانسي، عن محمد بن جمهور، عن مريم بن عبد الله، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: ((يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله؟ قال: نعم، هومنزل إدريس (علیه السلام) ، وما بعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد، يعبدون الله فيه، يا أبا محمد أما إني لوكنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه، ثم إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين،)) (2)
26)وروي عن فضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (علیه السلام) قال: ((لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل، ثم قرأ: ﴿الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2}﴾ (3) ثم قال: إن من علامات الفرج حدثا يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر
ص: 174
كبشا من العرب))، وقال السيد فضل الله الراوندي: كأنهما مسجد الكوفة ومسجد السهلة،) (1)
27)((الصلاة في المسجد أفضل من الصلاة في غيره، وأفضل المساجد المسجد الحرام (2)، وبعده مسجد النبي (صلی الله علیه و آله) (3)، ويليه مسجد الكوفة (4)،
ثم مسجد السهلة، ثم مسجد الخيف (5)، ومسجد الغدير (6)، ومسجد بيت المقدس (7)، ومسجد براثا (8)، ومسجد قبا (9)، والمسجد الجامع في كل
ص: 175
بلد (1)، ثم مسجد القبيلة (2)، ويليه مسجد السوق (3)، ومن الأماكن التي يستحب الصلاة فيها ولها فضيلة، المشاهد المشرفة للأنبيّاًء والأئمة (علیهم السلام) (4)،)) (5)
ضم عدد كبير من الكتب قصصا كثيرة تتحدث عن تشرف أصحابها بالمقام السامي لولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،الذي قال: ((ولوأن أشياعنا - وفقهم الله
ص: 176
لطاعته - على اجتماع من القلوب، في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا،)) (1)
واختص مسجد السهلة المعظم بالجزء الكبير من تلك المرويات عن مشاهدته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والتحدث إليه، وقد روى ثقة الإسلام الشيخ الكليني (قدس سره) (2)
ص: 177
صاحب (الكافي) والذي ولد في عصر الإمام الحسن العسكري (علیه السلام) ، وكان معاصراً للسفراء الأربعة والوكلاء الخاصين بالإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والذين كانوا طيلة الغيبة الصغرى، حلقة الوصل بين الشيعة وإمام الزمان
(عجل الله تعالی فرجه الشریف) ((عن علي بن محمد عن محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد رسول الله (صلی الله علیه و آله) بالعراق، فقال: رأيته بين المسجدين وهوغلام،)) (1)، وقال الشيخ (قدس سره) : ويحتمل قريباً باعتبار أن الراوي عراقي أن المراد بهما مسجدا الكوفة والسهلة،
ونسبت بعض هذه القصص إلى كبار العلماء كسماحة المقدس السيد بحر العلوم (قدس سره) ، وغيره ، ويبدوأن: ((عمل الصالحين من العلماء وغيرهم، واستقرار سيرتهم على مسألة التشرف بلقائه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عن قديم الأيام، بحيث كان جمع منهم يواظبون على البيتوتة، والتضرع والعبادة، أربعين ليلة جمعة في مسجد الكوفة، أوأربعين ليلة أربعاء في مسجد السهلة؛ لينالوا بهذا الفوز العظيم، وقد اتفق الفوز بلقائه لكثير من الصالحين، ووقائعهم مذكورة في الكتب كالبحار، والنجم الثاقب، ودار السلام للشيخ محمود، وغيرها،)) (2)
وقد حاولنا – هنا – ادراج ما أمكننا الوصول إليه من تلك القصص والروايات، مع أنها قد لا تمثل إلا قسما قليلا من تلك القصص؛ فان العديد
ص: 178
من العلماء والصالحين وأهل العرفان كان ينأى عن التحدث بمشاهداته، أوانه يختص بها من يثق من تلامذته ومقربيه، الذين قد يحملون تلك الأحاديث أسرارا في صدورهم حتى انتقالهم إلى الدار الآخرة، ((ولا بد من الالتفات إلى أن ما وقع وما يمكن وقوعه بهذا الاتجاه لهوفي بعض المواقع (مكاشفة)، وفي مواقع أخرى (مشاهدة)، وفي مواقع (رؤية) وهذا التصنيف ينسجم في كل حالة منه مع مستوى الأفراد الروحي، ولكل مستوى في نفسه مراحل ودرجات،)) (1)
وقد تشرف بالرؤيا عدد من علمائنا الدين بلغوا مراحل الرقيّ الروحي والمعنوي عن طريق الارتباط العميق بالنبي الأكرم والأئمة الطاهرين (علیهم السلام) والاقتداء الكامل بهم والالتزام الدقيق بالعقيدة الإِسلامية وبأحكام الشريعة السمحاء في السلوك والممارسة فكانوا بذلك أصحاب مواقع رفيعة ومن ذوي الكشف والبصيرة، أمثال: السيد رضي الدين بن طاووس الحسني، والمحقق المقدس الأردبيلي ، والسيد محمد مهدي بحر العلوم، والسيد محمد العاملي، والشيخ إبراهيم القطيفي، والسيد مرتضى النجفي، والشيخ الحر العاملي، والسيد القزويني، والحاج علي البغدادي وغيرهم من الذين نالوا شرف اللقاء، فيما كان البعض الآخر من عموم الناس، فحصل لهم لقاء بشكل ما على أثر الدعاء والتوسل وما إلى ذلك، وبعض الأفراد تيقنوا من وجود الإِمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) على أثر حصول واقعة لهم من قبيل شفاء مريض، وقضاء حاجة، وبلوغ هدف وما إلى ذلك، رغم عدم حصول لقاء الإِمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لهم، وخصوصاً أولئك الذين يعرفون الإِمام ويقصدونه في دعائهم،
ص: 179
ومن تلك القصص والروايات:
1)((حدث الشيخ الصالح الصفي الشيخ أحمد الصدتوماني، وكان ثقة تقيا ورعا، قال: قد استفاض عن جدنا المولى محمد سعيد الصدتوماني، وكان من تلامذة السيد رحمه الله، أنه جرى في مجلسه ذكر قضايا مصادفة رؤية المهدي (علیه السلام) ، حتى تكلم هوفي جملة من تكلم في ذلك، فقال: أحببت ذات يوم أن أصل إلى مسجد السهلة في وقت ظننته فيه فارغا من الناس، فلما انتهيت إليه، وجدته غاصا بالناس، ولهم دوي، ولا أعهد أن يكون في ذلك الوقت فيه أحد، فدخلت فوجدت صفوفا صافين للصلاة جامعة، فوقفت إلى جنب الحائط على موضع فيه رمل، فعلوته لأنظر هل أجد خللا في الصفوف فأسده، فرأيت موضع رجل واحد في صف من تلك الصفوف، فذهبت إليه، ووقفت فيه، فقال رجل من الحاضرين: هل رأيت المهدي (علیه السلام) ، فعند ذلك سكت السيد، وكأنه كان نائما ثم انتبه، فكلما طلب منه إتمام المطلب لم يتمه،)) (1)
2)((حدث العالم الجليل، والفاضل النبيل، مصباح المتقين، وزين المجاهدين السيد الأيد مولانا السيد محمد ابن العالم السيد هاشم بن مير شجاعت علي الموسوي الرضوي النجفي، المعروف بالهندي سلمه الله تعالى، وهومن العلماء المتقين، وكان يؤم الجماعة في داخل حرم أمير المؤمنين (علیه السلام) وله خبرة وبصيرة بأغلب العلوم المتداولة، وهوالآن من مجاوري بلدتنا الشريفة، عمرها الله تعالى بوجود الأبرار والصلحاء قال: كان رجل صالح يسمى الحاج عبد الواعظ كثير التردد إلى مسجد السهلة والكوفة، فنقل لي الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي- المقدم ذكره- قال:
ص: 180
وكان عالما بالمقدمات وعلم القراءة وبعض علم الجفر، وعنده ملكة الاجتهاد المطلق، إلا أنه مشغول عن الاستنباط لأكثر من قدر حاجته بمعيشة العيال، وكان يقرأ المراثي ويؤم الجماعة، وكان صدوقا خيرا معتمدا، عن الشيخ مهدي الزريجاوي، قال: كنت في مسجد الكوفة، فوجدت هذا العبد الصالح خرج إلى النجف بعد نصف الليل؛ ليصل إليه أول النهار، فخرجت معه لأجل ذلك أيضاً، فلما انتهينا إلى قريب من البئر التي في نصف الطريق، لاح لي أسد على قارعة الطريق، والبرية خالية من الناس، ليس فيها إلا أنا وهذا الرجل، فوقفت عن المشي، فقال: ما بالك؟ فقلت: هذا الأسد، فقال: امش ولا تبال به، فقلت: كيف يكون ذلك؟ فأصر نعم، أبيت، فقال لي: إذا رأيتني وصلت إليه ووقفت بحذائه ولم يضرني، أ فتجوز الطريق وتمشي؟ فقلت: نعم، فتقدمني إلى الأسد حتى وضع يده على ناصيته، فلما رأيت ذلك أسرعت في مشيي حتى جزتهما وأنا مرعوب، ثم لحق بي وبقي الأسد في مكانه، قال نور الله قلبه: قال الشيخ باقر: وكنت في أيام شبابي خرجت مع خالي الشيخ محمد علي القارئ - مصنف الكتب الثلاثة الكبير والمتوسط والصغير، ومؤلف كتاب التعزية، جمع فيه تفصيل قضية كربلاء من بدئها إلى ختامها، بترتيب حسن وأحاديث منتخبة - إلى مسجد السهلة، وكان في تلك الأوقات موحشا في الليل ليس فيه هذه العمارة الجديدة، والطريق بينه وبين مسجد الكوفة كان صعبا أيضاً ليس بهذه السهولة الحاصلة بعد الإصلاح، فلما صلينا تحيةمقام المهدي (علیه السلام) نسي خالي بعض حاجاته، فذكر ذلك بعد ما خرجنا وصرنا في باب المسجد فبعثني إليها، فلما دخل بالحجرة، مشيت إلى المقام فتناولت ذلك، وجدت جمرة نار كبيرة تلهب في وسط المقام،
ص: 181
فخرجت مرعوبا منها، فرآني خالي على هيئة الرعب، فقال لي: ما بالك؟ فأخبرته بالجمرة، فقال لي سنصل إلى مسجد الكوفة، ونسأل العبد الصالح عنها، فانه كثير التردد إلى هذا المقام، ولا يخلومن أن يكون له علم بها، فلما سأله خالي عنها قال: كثيرا ما رأيتها في خصوص مقام المهدي (علیه السلام) من بين المقامات والزوايا،)) (1)
3)((قال نضر الله وجهه: وأخبرني الشيخ باقر المزبور، عن السيد جعفر ابن السيد الجليل السيد باقر القزويني الآتي ذكره، قال: كنت أسير مع أبي إلى مسجد السهلة، فلما قاربناها قلت له: هذه الكلمات التي أسمعها من الناس أن من جاء إلى مسجد السهلة في أربعين أربعاء فانه يرى المهدي (علیه السلام) أرى أنها لا أصل لها، فالتفت إلي مغضبا وقال لي: ولم ذلك؟ لمحض أنك لم تره؟ أوكل شيء لم تره عيناك فلا أصل له؟ وأكثر من الكلام علي حتى ندمت على ما قلت، ثم دخلنا معه المسجد، وكان خاليا من الناس فلما قام في وسط المسجد ليصلي ركعتين للاستجارة أقبل رجل من ناحية مقام الحجة (علیه السلام) ومر بالسيد فسلم عليه وصافحه والتفت إلي السيد والدي وقال: فمن هذا؟ فقلت: أهوالمهدي (علیه السلام) فقال: فمن؟ فركضت أطلبه فلم أجده في داخل المسجد ولا في خارجه،)) (2)
4) ((وقال أصلح الله باله: وأخبر الشيخ باقر المزبور عن رجل صادق اللهجة كان حلاقا وله أب كبير مسن، وهولا يقصر في خدمته، حتى أنه يحمل له الإبريق إلى الخلاء، ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ولا يفارق خدمته إلا ليلة الأربعاء فانه يمضي إلى مسجد السهلة ثم ترك
ص: 182
الرواح إلى المسجد، فسألته عن سبب ذلك، فقال: خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلى قريب المغرب فمشيت وحدي وصار الليل، وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق، وكانت الليلة مقمرة، فرأيت أعرابيا على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهى إلي كلمني بلسان البدومن العرب، وسألني عن مقصدي، فقلت: مسجد السهلة،،ثم قال لي الأعرابي: أوصيك بالعود، أوصيك بالعود، أوصيك بالعود - والعود في لسانهم اسم للأب المسن، ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي (علیه السلام) وأنه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد،)) (1)
5) ((حدث جماعة من الأتقياء الأبرار، منهم السيد السند، والحبر المعتمد العالم العامل والفقيه النبيه، الكامل المؤيد المسدد السيد محمد ابن العالم الأوحد السيد أحمد ابن العالم الجليل، والحبر المتوحد النبيل، السيد حيدر الكاظمي أيده الله تعالى وهومن أجلاء تلامذة المحقق الأستاذ الأعظمالأنصاري(طاب ثراه) وأحد أعيان أتقياء بلد الكاظمين (علیهما السلام) وملاذ الطلاب والزوار والمجاورين، وهووإخوته وآباؤه أهل بيت جليل، معروفون في العراق بالصلاح والسداد، والعلم والفضل والتقوى، يعرفون ببيت السيد حيدر جده سلمه الله تعالى، قال: قال محمد بن أحمد بن حيدر الحسني الحسيني: لما كنت مجاورا في النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينية وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية كنت أسمع جماعة من أهل العلم وغيرهم من أهل الديانة، يصفون رجلا يبيع البقل وشبهه أنه رأى مولانا الإمام
ص: 183
المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فطلبت معرفة شخصه حتى عرفته، فوجدته رجلا صالحا متدينا وكنت أحب الاجتماع معه، في مكان خال لأستفهم منه كيفية رؤيته مولانا الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فصرت كثيرا ما اسلم عليه وأشتري منه مما يتعاطى ببيعه، حتى صار بيني وبينه نوع مودة، كل ذلك مقدمة لتعرف خبره المرغوب في سماعه عندي حتى اتفق لي أني توجهت إلى مسجد السهلة للاستجارة فيه، والصلاة والدعاء في مقاماته الشريفة ليلة الأربعاء فلما وصلت إلى باب المسجد رأيت الرجل المذكور على الباب، فاغتنمت الفرصة وكلفته المقام معي تلك الليلة، فأقام معي حتى فرغنا من العمل الموظف في مسجد سهيل وتوجهنا إلى المسجد الأعظم مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة في ذلك الزمان، حيث لم يكن في مسجد السهلة معظم الإضافات الجديدة من الخدام والمساكن، فلما وصلنا إلى المسجد الشريف، واستقر بنا المقام، وعملنا بعض الأعمال الموظفة فيه، سألته عن خبره والتمست منه أن يحدثني بالقصة تفصيلا، فقال ما معناه: إني كنت كثيرا ما أسمع من أهل المعرفة والديانة أن من لازم عمل الاستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية، بنية رؤية الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وفق لرؤيته، وأن ذلك قد جربت مرارا فاشتاقت نفسي إلى ذلك، ونويت ملازمة عمل الاستجارة في كل ليلة أربعاء، ولم يمنعني من ذلك شدة حر ولا برد، ولا مطر ولا غير ذلك، حتى مضى لي ما يقرب من مدة سنة، وأنا ملازم لعمل الاستجارة وأبات في مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة، ثم إني خرجت عشية يوم الثلاثاء ماشيا على عادتي وكان الزمان شتاء، وكانت تلك العشية مظلمة جدا لتراكم الغيوم مع قليل مطر، فتوجهت إلى المسجد وأنا مطمئن بمجيء الناس على العادة المستمرة، حتى وصلت إلى
ص: 184
المسجد، وقد غربت الشمس واشتد الظلام وكثر الرعد والبرق، فاشتد بي الخوف وأخذني الرعب من الوحدة لأني لم أصادف في المسجد الشريف أحدا أصلا حتى أن الخادم المقرر للمجيء ليلة الأربعاء لم يجئ تلك الليلة، فاستوحشت لذلك للغاية ثم قلت في نفسي: ينبغي أن أصلي المغرب وأعمل عمل الاستجارة عجالة، وأمضي إلى مسجد الكوفة فصبرت نفسي، وقمت إلى صلاة المغرب فصليتها، ثم توجهت لعمل الاستجارة، وصلاتها ودعائها، وكنت أحفظه، فبينما أنا في صلاة الاستجارة إذ حانت مني التفاتة إلى المقام الشريف المعروف بمقام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وهوفي قبلة مكان مصلاي، فرأيت فيه ضياء كاملا وسمعت فيه قراءة مصل فطابت نفسي، وحصل كمال الأمن والاطمئنان، وظننت أن في المقام الشريف بعض الزوار، وأنا لم أطلع عليهم وقت قدومي إلى المسجد فأكملت عمل الاستجارة، وأنا مطمئن القلب، ثم توجهت نحوالمقام الشريف ودخلته، فرأيت فيه ضياء عظيما لكني لم أر بعيني سراجا ولكني في غفلة عن التفكر في ذلك، ورأيت فيه سيدا جليلا مهابا بصورة أهل العلم، وهوقائم يصلي فارتاحت نفسي إليه، وأنا أظن أنه من الزوار الغرباء لأني تأملته في الجملة فعلمت أنه من سكنة النجف الأشرف، فقلت: في زيارة مولانا الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عملا بوظيفة المقام، وصليت صلاة الزيارة، فلما فرغت أردت اكلمه في المضي إلى مسجد الكوفة، فهبته وأكبرته، وأنا أنظر إلى خارج المقام، فأرى شدة الظلام، وأسمع صوت الرعد والمطر، فالتفت إلي بوجهه الكريم برأفة وابتسام، وقال لي: تحب أن تمضي إلى مسجد الكوفة؟ فقلت: نعم يا سيدنا عادتنا أهل النجف إذا تشرفنا بعمل هذا المسجد نمضي إلى مسجد الكوفة، ونبات فيه، لأن فيه
ص: 185
سكانا وخداما وماء، فقام، وقال: قم بنا نمضي إلى مسجد الكوفة، فخرجت معه وأنا مسرور به وبحسن صحبته فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسة لا تعلق بالرجل وأنا غافل عن حال المطر والظلام الذي كنت أراه، حتى وصلنا إلى باب المسجد وهوروحي فداه معي وأنا في غاية السرور والأمن بصحبته، ولم أر ظلاما ولا مطرا، فطرقت الباب الخارجية عن المسجد، وكانت مغلقة فأجابني الخادم من الطارق؟ فقلت: افتح الباب، فقال: من أين أقبلت في هذه الظلمة والمطر الشديد؟ فقلت: من مسجد السهلة، فلما فتح الخادم الباب التفت إلى ذلك السيد الجليل فلم أره وإذا بالدنيا مظلمة للغاية، وأصابني المطر فجعلت أنادي يا سيدنا يا مولانا تفضل فقد فتحت الباب، ورجعت إلى ورائي أتفحص عنه وأنادي فلم أر أحدا أصلا وأضر بي الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل، فدخلت المسجد وانتبهت من غفلتي وكأني كنت نائما فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبه لما كنت أرى من الآيات الباهرة، وأتذكر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته: من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أني لم أر سراجا ولوكان في ذلك المقام عشرون سراجا لما وفي بذلك الضياء وذكرت أن ذلك السيد الجليل سماني باسمي مع أني لم أعرفه ولم أره قبل ذلك، وتذكرت أني لما كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد، فأرى الظلام الشديد، وأسمع صوت المطر والرعد، وإني لما خرجت من المقام مصاحبا له سلام الله عليه، كنت أمشي في ضياء بحيث أرى موضع قدمي، والأرض يابسة والهواء عذب، حتى وصلنا إلى باب المسجد، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء، إلى غير ذلك من الأمور العجيبة، التي أفادتني اليقين بأنه الحجة صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الذي كنت
ص: 186
أتمنى من فضل الله التشرف برؤيته، وتحملت مشاق عمل الاستجارة عند قوة الحر والبرد لمطالعة حضرته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فشكرت الله تعالى شأنه، والحمد لله،)) (1)
6) ((علم من تضاعيف تلك الحكايات أن المداومة على العبادة،والمواظبة، على التضرع والإنابة، في أربعين ليلة الأربعاء في مسجد السهلة أوليلة الجمعة فيها أوفي مسجد الكوفة أوالحائر الحسيني على مشرفه السلام أوأربعين ليلة من أي الليالي في أي محل ومكان، كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلى الفوز بلقائه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومشاهدة جماله، وهذا عمل شائع، معروف في المشهدين الشريفين، ولهم في ذلك حكايات كثيرة، ولم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه، إلا أن الظاهر أن العمل من الأعمال المجربة، وعليه العلماء والصلحاء والأتقياء، ولم نعثر لهم على مستند خاص وخبر مخصوص، ولعلهم عثروا عليه أواستنبطوا ذلك من كثير منالأخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أوصلاة أوقراءة أوذكر أوأكل شيء مخصوص أوتركه في أربعين يوما تأثير في الانتقال والترقي من درجة إلى درجة، ومن حالة إلى حالة، بل في النزول كذلك، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الأيام تأثير لإنجاح كل مهم أراده،)) (2)
7) ((ومما عبر به في إجازته المفصلة التي كتبها النائيني بخطه الشريف في شوال 1338 ﻫ ، المزينة بخطوط جمع من الأعاظم المراجع الكرام
ص: 187
وتكون عندي، قال: ((العالم العامل والتقي الفاضل العلم العلام والمهذب الهمام ذوالقريحة القويمة والسليقة المستقيمة والنظر الصائب والفكر الثاقب عماد العلماء وصفوة الفقهاء الورع التقي والعدل الزكي جناب الآقا ميرزا مهدي الأصفهاني أدام الله تعالى تأييده وبلغه الأماني - إلى أن قال: - وحصل له قوة الاستنباط وبلغ رتبة الإجهاد وجاز له العمل بما يستنبطه من الأحكام - الخ، وكان مشتغلا بتعلم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلى مراتبها قال: لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق ولم تسكن نفسي بدرك الدقائق فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان فذهبت إلى أستاذ العرفاء والسالكين السيد أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلت معرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمي مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفس وتخليتها من البدن، ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه الحقائق والدقائق التي سموها بذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه، ووجدت كلتا الطائفتين كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فطويت عنهما كشحا، وتوجهت وتوسلت مجدا مكدا إلى مسجد السهلة في غير أوانه باكيا متضرعا متخشعا إلى صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فبان لي الحق وظهر لي أمر الله ببركة مولانا صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، ووقع نظري في ورقة مكتوبة بخط جلي: طلب المعارف من غيرنا أوطلب الهداية من غيرنا (الشك مني) مساوق لإنكارنا، وعلى ظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة ابن الحسن، قال: فتبرأت من الفلسفة والعرفان وألقيت ما كتبت منهما في الشط ووجهت وجهي بكله إلى الكتاب الكريم وآثار العترة الطاهرة فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز وأخبار أهل بيت الرسالة
ص: 188
الذين جعلهم الله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه، ورغب وأكد الرسول (صلی الله علیه و آله) بالتمسك بهما، وضمن الهداية للمتمسك بهما، فاخترت الفحص عن أخبار أئمة الهدى والبحث عن آثار سادات الورى، فأعطيت النظر فيها حقه وأوفيت التدبر فيها حظه، فلعمري وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية من ظلمات الجهالات، ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح على مسالكها مرفوعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علم وثمار كل حكمة إلهية الموحاة إلى النواميس الإلهية فلم أعثر على حكمة إلا وفيها صفوها، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،)) (1)
8) ((ومن كراماته (2) أنه قد نقل بعض الثقات عن المحقق القمي حين سأل السيد عما رأى في مدة رياضاته في مسجد السهلة وأصر على إظهاره، فقال: كنت ليلة مشغولا بالعبادة وصلاة الليل، فإذا سمعت صوت أحد يناجي أنينا بلحن حسن، فتأملت في فقرات المناجات، فلم أجدها في المناجات والأدعية المأثورة من الأئمة، فعلمت أن المناجي هوالإمام المنتظر ، فقمت وذهبت إلى أثره، فرأيت في زاوية المسجد المعروفة بمقام الصاحب (عجل الله تعالی فرجه الشریف) شخصا، فدنوت إليه ووصلت إلى قرب المقام، فسماني وخاطبني بقف على مكانك كرة بعد مرة، وبعد صدور الخطاب المستطاب فلم أقدر على الحركة والسؤال، كأنه قد انتزع الروح من
ص: 189
جسدي، ثم قال المحقق: فسكت ولم يبين ما وقع بعد ذلك، إلى غير ذلك من الكرامات المحكية عنه وهي كثيرة اقتصرنا على اليسيرة منها،)) (1)
9)من كرامات السيد بحر العلوم (قدس سره) ما ذكره هوشخصيا للميرزا القمي (قدس سره) (كنت مشغولا بالعبادة في إحدى الليالي في مسجد السهلة، وفجأة سمعت صوت مناجاة يأخذ بمجامع القلوب، فانطلقت نحومصدر الصوت، فقال لي سلام الله عليه: اجلس سيد مهدي، فجلست)
10) عن آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي (قدس سره) ينقل تلميذه السيد عادل العلوي قائلاً:
أيام دراستي للعلوم الدينية وفقه أهل البيت (علیهم السلام) في النجف الأشرف، اشتقت كثيراً إلى رؤية جمال مولانا بقية الله الأعظم، وتعاهدت مع نفسي أن أذهب ماشياً في كل ليلة أربعاء إلى مسجد السهلة لمدة أربعين مرة لأفوز بذلك الفوز العظيم،وكان الجوغائماً ممطراً، وكان بقرب مسجد السهلة خندق، وحين وصولي إليه في الليل المدلهم، وأنا في وحشة وخوف من قطاع الطريق، سمعت صوت قدم من خلفي مما زاد في وحشتي ورعبي، فنظرت إلى الخلف، رأيت سيداً عربياً بزي أهل البادية، اقترب مني وقال بلسان فصيح: يا سيد سلام عليكم !، فشعرت بزوال الوحشة من نفسي، واطمأنتْ وسكنتْ النفس، والعجيب كيف التفت إلي أني سيد في مثل تلك الليلة المظلمة !!؟على كلٍ تحدثنا وسرنا، فسألني: أين تقصد؟ قلت: مسجد السهلة، فقال: لأي قصد؟ قلت: لقصد التشرف بزيارة ولي العصر،، بعد خطوات وصلنا إلى مسجد زيد بن صوحان،
ص: 190
وهومسجد صغير بالقرب أدمت هذا العمل إلى (36) أو(35) ليلة أربعاء، ومن الصدفة أني تأخرت في هذه الليلة في خروجي من مسجد السهلة، فقال السيد العربي: حبذا أن ندخل هذا المسجد ونصلي فيه، ونؤدي تحية المسجد، فدخلنا وصلى وأخذ السيد يقرأ دعاءً، وكأن الجدران والأحجار تقرأ معه، فشعرت وأحسست بثورة عجيبة في نفسي أعجز عن وصفها، ثم بعد الدعاء قال السيد العربي: يا سيد أنت جائع، حبذا لوتعشيت، فأخرج مائدة من تحت عباءته، وكانت فيها ثلاثة أرغفة من الخبز واثنتان أوثلاث خيارات خضراء طرية، وكأنها قُطفت من البستان وكانت – آنذاك – أربعينية الشتاء، ذلك البرد القارس، ولم انتقل إلى هذا المعنى أنه من أين أتى بهذاالخيار الطري في هذا الفصل؟فتعشّينا كما أمر السيد، ثم قال: قم لنذهب إلى مسجد السهلة، فدخلنا المسجد، وكان السيد العربي يأتي بالأعمال الواردة في المقامات، وأنا أتابعه، وصلى المغرب والعشاء، وكأني من دون اختيار اقتديت به، ولم ألتفت أنه من هوهذا السيد؟وبعد الفراغ من الأعمال قال السيد العربي: يا سيد هل تذهب مثل الآخرين بعد الأعمال إلى مسجد الكوفة، أوتبقى في مسجد السهلة، قلت: أبيتُ في المسجد، فجلسنا في وسط المسجد في مقام الإمام الصادق (علیه السلام) وقلت له: هل تشتهي الشاي أوالقهوة أوالسيجار حتى أعده لكم؟فأجاب بكلمة جامعة (هذه الأمور من فضول المعاش، ونحن نتجنب فضول المعاش)، أثّرت هذه الكلمة في أعماق وجودي، كنت متى ما أشرب الشاي وأتذكر ذلك الموقف وتلك الكلمة ترتعد فرائصي،وعلى كل حال، طال المجلس بنا ما يقارب الساعتين، وفي هذه البرهة جرتْ مطالب أشير إلى بعضها:
ص: 191
- جرى حديث حول الاستخارة فقال السيد العربي: يا سيد! كيف عملك للاستخارة بالسبحة؟ فقلت: ثلاثمرات صلوات وثلاث مرات (أستخير الله برحمته خيرة في عافية) ثم آخذ قبضة من السبحة، وأعدها، فإن بقي زوج فغير جيدة، وإن بقي فردٌ فجيدة فقال السيد: لهذه الاستخارة تتمة لم تصل إليكم، وهي عندما يبقى الفرد لا يحكم فوراً أنها جيدة بل يتوقف، ويؤخذ مرة أخرى على ترك العمل، فإن بقي زوج فيكشف أن الاستخارة الأولى كانت جيدة، وإن بقي فرد فيكشف أن الاستخارة الأولى وسط،قلت في نفسي: حسب القواعد العلمية عليَّ أن أطالبه بالدليل، فأجاب: وصلنا من مكان رفيع فوجدت بمجرد هذا القول التسليم والانقياد في نفسي، ومع هذا لم أتوجه أنه من هوهذا السيد؟، ومن مطالب تلك الجلسة، تأكيد السيد العربي على تلاوة هذه السور بعد الفرائض الخمس، فبعد صلاة الصبح (سورة يس) وبعد الظهر (سورة عمّ) وبعد العصر (سورة نوح) وبعد المغرب (سورة الواقعة) وبعد العشاء سورة (الملك)، ومن المطالب: تأكيده على هذا الدعاء بعد الفرائض الخمس (اللهم!، سرحني من الهموم والغموم، ووحشة الصدر، ووسوسة الشيطان، برحمتك يا أرحم الراحمين!،،ولقد مجد شرائع الإسلام للمحقق الحلي وقال: كلها مطابقة للواقع إلا عدة أسئلة،وأكد على تلاوة القرآن وهديه ثوابها للشيعة الذين ليس لهم وارث، أولهم ولكن لم يذكروا أمواتهم، وأكد على زيارة سيد الشهداء (علیه السلام) ،ودعا لي فقال: جعلك الله من خدمة الشرع،قلت له: لا أدري هل عاقبة أمري بخير، وهل أنا مبيض الوجه عند صاحب الشرع المقدس، فقال: عاقبتك على خير، وسعيك مشكور، وأنت مبيض الوجه، وهناك مطالب أخرى لا مجال لتفصيلها،، فأردت الخروج من المسجد
ص: 192
لحاجة، فأتيت الحوض وهوفي وسط الطريق، قبل أن أخرج من المسجد تبادر إلى ذهني أي ليلة هذه؟ومن هذا السيد العربي صاحب الفضائل؟ ربما هومقصودي فما أن خطر على بالي حتى رجعت مضطرباً فلم أجد أثرا لذلك السيد، ولم يكن شخص في المسجد، فعلمت أني وجدت من أتحسس عنه، ولكن أصابتني الغفلة، فبكيت ناحبا، كالمجنون رحت أطوف أطراف المسجد حتى الصباح كالعاشق الولهان الذي ابتلي بالهجران بعد الوصال، وكلما تذكرت تلك الليلة ذهلت عن نفسي، وهذا إجمال من تفصيل،
11) ((ومما حدث به العالم العامل، علي رضا ابن العالم الجليل الحاج محمد النائيني، عن العالم البدل الورع التقي زين العابدين بن العالم الجليل محمد السلماسي ; تلميذ آية الله السيد السند، والعالم المسدد فخر الشيعة وزينة الشريعة العلامة الطباطبائي السيد محمد مهدي بحر العلوم أعلى الله درجته قال: كنت حاضرا في مجلس السيد في المشهد الغروي إذ دخل عليه لزيارته المحقق القمي صاحب القوانين في السنة التي رجع من العجم إلى العراق زائرا لقبور الأئمة (علیهم السلام) وحاجا لبيت الله الحرام، فتفرق من كان في المجلس وحضر للاستفادة منه، وكانوا أزيد من مائة وبقيت ثلاثة من أصحابه أرباب الورع والسداد البالغين إلى رتبة الاجتهاد، فتوجه المحقق الأيد إلى جناب السيد وقال: إنكم فزتم وحزتم مرتبة الولادة الروحانية والجسمانية، وقرب المكان الظاهري والباطني، فتصدقوا علينا بذكر مائدة من موائد تلك الخوان، وثمرة من الثمار التي جنيتم من هذه الجنان، كي ينشرح به الصدور، ويطمئن به القلوب، فأجاب السيد من غير تأمل، وقال: إني كنت في الليلة الماضية قبل ليلتين أوأقل - والتردد من
ص: 193
الراوي - في المسجد الأعظم بالكوفة، لأداء نافلة الليل عازما على الرجوع إلى النجف في أول الصبح، لئلا يتعطل أمر البحث والمذاكرة وهكذا كان دأبه في سنين عديدة، فلما خرجت من المسجد القي في روعي الشوق إلى مسجد السهلة، فصرفت خيالي عنه، خوفا من عدم الوصول إلى البلد قبل الصبح، فيفوت البحث في اليوم ولكن كان الشوق يزيد في كل آن، ويميل القلب إلى ذلك المكان، فبينا أقدم رجلا وأؤخر أخرى، إذا بريح فيها غبار كثير، فهاجت بي وأمالتني عن الطريق فكأنها التوفيق الذي هوخير رفيق، إلى أن ألقتني إلى باب المسجد، فدخلت فإذا به خاليا عن العباد والزوار، إلا شخصا جليلا مشغولا بالمناجاة مع الجبار، بكلمات ترق القلوب القاسية، وتسح الدموع من العيون الجامدة، فطار بالي، وتغيرت حالي، ورجفت ركبتي، وهملت دمعتي من استماع تلك الكلمات التي لم تسمعها أذني، ولم ترها عيني، مما وصلت إليه من الأدعية المأثورة، وعرفت أن الناجي ينشئها في الحال، لا أنه ينشد ما أودعه في البال، فوقفت في مكاني مستمعا متلذذا إلى أن فرغ من مناجاته، فالتفت إلي وقال: هلم يا مهدي، فتقدمت إليه بخطوات فوقفت، فأمرني بالتقدم فمشيت قليلا ثم وقفت، فأمرني بالتقدم وقال: إن الأدب في الامتثال، فتقدمت إليه بحيث تصل يدي إليه، ويده الشريفة إلي وتكلم بكلمة،
قال المولى السلماسي ;: ولما بلغ كلام السيد السند إلى هنا أضرب عنه صفحا، وطوى عنه كشحا، وشرح في الجواب عما سأله المحقق المذكور قبل ذلك عن سر قلة تصانيفه، مع طول باعه في العلوم، فذكر له وجوها فعاد المحقق القمي فسأل عن هذا الكلام الخفي فأشار بيده شبه المنكر بأن هذا سر لا يذكر،
ص: 194
12)في ترجمته ل- (إبراهيم بن هاشم الكوفي) قال الشيخ الطوسي (قدس سره) : ((إبراهيم بن هاشم بن الخليل أبوإسحاق الكوفي القمي، أصله من الكوفة ثم انتقل إلى قم وأول من نشر حديث الكوفيين بقم وقدم الري مجتازا، وكان تلميذ يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الإمام الرضا (علیه السلام) كثير الرواية واسع الطريق سديد النقل مقبول الحديث، روى عنه أجلاء الطائفة وثقاتها))، وعده شيخ الطائفة في كتابيه الفهرست والرجال فيمن لقي الإمام الرضا (علیه السلام) وذكره في كتابيه التهذيب والاستبصار، وقد نقل ثقة الإسلام الكليني في الكافي رواية عنه تصرح بتشرفه بلقاء الإمام الجواد (علیه السلام) وروايته عنه،وقال الشيخ القمي في سفينة البحار (ومما يدل على جلالته أن الأدعية والأعمال الشائعة في مسجد السهلة ومسجد زيد المتداولة المتلقاة بالقبول المذكورة في المزار الكبير ومزار الشهيد وغيرهما ينتهي سندها إليه لا غير رضوان الله عليه) وصرح أنه تشرف بلقاء الخضر أوالحجة المنتظر (علیهما السلام) في مسجد السهلة ومسجد زيد، له عدة كتب منها: كتاب النوادر وكتاب قضايا أمير المؤمنين (علیه السلام) : وروى عن إبراهيم بن محمود الخراساني وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر وعن الحسن بن محبوب وعن صفوان بن يحيى وعن عبد الرحمان بن الحجاج وعن فضالة ابن أيوب وعن محمد بن أبي عمير وعن النضر بن سويد وعن حماد بن عيسى غريق الجحفة وعن أبي هدية الراوي عن أنس وغيرهم، وروى عنه جماعة منهم: أحمد بن إدريس القمي وسعد بن عبد الله الأشعري ومحمد بن الحسن الصفار ومحمد بن علي بن محبوب ومحمد بن يحيى العطار وجعفر والحسن)) (1)
ص: 195
13) روى الشيخ الطوسي (قدس سره) في كتاب الغيبة: ((عن جماعة عن أحمد بن علي الرازي عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة قال وهومحمد بن الحسن بن عبد الله التميمي وكان زيديا قال: سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله ثم ذكر حكاية ذكرناها في ترجمة أبيه حاصلها أن أباه خرج إلى الحير ورأى شابا حسن الوجه يصلي ورافقه إلى مسجد السهلة وأمره أن يذهب إلى ابن الزراري علي بن يحيى ويقول له أن يدفع إليه مالا بعلامة ذكرها ففعل وسأله من أنت فقال: إنا محمد بن الحسن)) (1)
14) عن السيد محمود المرعشي، عن أبيه السيد شهاب الدين، عن جده السيد محمود المرعشي، أنه كان يريد معرفة قبر الصديقة الزهراء (علیها السلام) ، وقد توسل إلى الله تعالى من أجل ذلك كثيرا، حتى أنه دأب على ذلك أربعين ليلة من ليالي الأربعاء من كل أسبوع في مسجد السهلة بالكوفة، وفي الليلة الأخيرة حظي بشرف لقاء الإمام المعصوم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فقال له الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : ((عليك بكريمة أهل البيت))، فظن السيد محمود المرعشي أن المراد بكريمة أهل البيت (علیها السلام) هي الصديقة الزهراء (علیها السلام) فقال للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : جعلت فداك إنما توسلت لهذا الغرض، لأعلم بموضع قبرها، وأتشرفبزيارتها، فقال (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : مرادي من كريمة أهل البيت (علیهم السلام) قبر السيدة فاطمة المعصومة (علیها السلام) في قم، ثم قال: إن الله تعالى قد جعل قبر الصديقة الزهراء من الأسرار، وقد اقتضت الإرادة الإلهية تبعا لبعض المصالح أن يكون قبرها مخفيا لا يطلع على موضعه أحد من الناس، فلا يمكن الإخبار عنه، ولكن جعل الله قبر السيدة فاطمة المعصومة موضعا يتجلى فيه قبر
ص: 196
الصديقة الزهراء (علیها السلام) ، وإن ما قدر لقبر الصديقة الزهراء (علیها السلام) من الجلال والعظمة والشأن - لوكان معلوما ظاهرا - قد جعله الله تعالى لقبر السيدة المعصومة، وعلى أثر ذلك عزم السيد محمود المرعشي على السفر من النجف الأشرف إلى قم لزيارة كريمة أهل البيت (علیها السلام) (1)
15) قال السيد مهدي العبايجي النجفي (رضی الله عنه) : ذهبت في إحدى الليالي مع بعض الإخوان إلى مسجد السهلة وكان خالياً من الزوار فرأينا نوراً يأتي من مقام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فتوجهنا نحوه، فشاهدنا عند المقام سيداً بهياً يتعبد في محرابه، ولم نر مصباحاً موقداً فأيقنا أن هذا السيد هوأمام الأبرار وسليل الأئمة الأطهار (علیهم السلام) ،ولقد ملكت هيبته كل مشاعرنا ووجدنا أنفسنا عاجزين عن الحركة،، استطعت بعد حين أن أتقدم خطوات، لكنني كلما حاولت أن أتقدم أكثر لم استطع، كما لم استطع أن أتذكر شيئاً أقوله له أواطلبه منه سوى أنني قلت له: يا سيدي، استخر الله لي!!وبعد أن طلبت من هذا السيد البهي ذي الطلعة النيرة أن يستخير لي، عزل السيد بيده الشريفة قبضة من حبات مسبحته التي كان يعد بها أذكاره، وبعد أن حسب حباتها، قال: الخيرة جيده، ثم التفت بوجهه المبارك نحونا، وأدام النظر إلينا وكأنه ينتظر منا أن نطلب منه الدعاء والشفاعة لقضاء شيء من حاجات الدنيا، ولكن لم ينبس أي منا ببنت شفة!وبعد انتظار، قام السيد متوجهاً إلى باب المسجد للخروج، واثر تحركه خطوات وجدنا في أنفسنا القدرة على الحركة، فسرنا خلفه إلى أن وصل إلى باب المسجد الأولى، فوقف والتفت بوجهه الكريم نحونا، وأدام النظر إلينا، بالحالة نفسها من الانتظار لان نطلب منه شيءً، ولكننا لم نحرك ساكنا!ولما رآنا ساكتين
ص: 197
تحرك ثانية وخرج من المسجد، وبمجود خروجه وجدنا القدرة الطبيعية على الحركة قد عادت إلينا، فسارعنا إلى الخروج خلفه لكننا لم نشاهد أحدا! اطلنا البحث هناك دون جدوى، لقد اختفى السيد عن أبصارنا فجأة، فأدركنا عظمة الفرصة التي مرت علينا كمر السحاب ولم ننتفع منها، وأخذنا نتحسر بسبب عدم طلبنا شيئاً منه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، رغم انه قد توجه إلينا مرتين منتظراً أن نطلب منه شيئاً ولكن دون جدوى،
16) حدث الشيخ الفاضل العالم الثقة الشيخ باقر الكاظمي، المجاور في النجف الأشرف آل الشيخ طالب، نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمي قال: كان في النجف الأشرف رجل مؤمن، يسمى الشيخ محمد حسن السريرة، وكان في سلك أهل العلم ذا نية صادقة، وكان معه مرض السعال، إذا سعل يخرج من صدره مع الأخلاط دم، وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج، لا يملك قوت يومه، وكان يخرج في أغلب أوقاته إلى البادية، إلى الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف، ليحصل له قوت ولوشعير، وما كان يتيسر ذلك على وجهٍ يكفيه، مع شدة رجائه، وكان مع ذلك قد تعلق قلبه بتزويج امرأة من أهل النجف، وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك، لقلة ذات يده، وكان في هم وغم شديدمن جهة ابتلائه بذلك، فلما اشتد به الفقر والمرض، وأيس من تزويج البنت، عزم على ما هومعروف عند أهل النجف، من أنه من أصابه أمر فواظب الرواح إلى مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء، فلا بد أن يرى صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) من حيث لا يعلم، ويقضي له مراده، والإنسان إذا زاد بلاؤه، ازداد انقطاعه، وتوجه إلى الله عز وجل، وعادة الفرج لا يأتي إلا عند اشتداد الأزمات، فإذا وقع المؤمن في بلية، فبدلا من فوات أزمة الأمور، وبدلا من التشبث
ص: 198
بكل ضعيف وحقير، وبدلا من غلبة الكآبة واليأس، وبعض الأمراض النفسية -لا سمح الله- عليه أن يذهب إلى باب الله عز وجل، فإن الله تعالى يسمع استغاثة الملهوف، فالقلب إذا رقّ وانكسر، فإن صاحبه في معرض العناية الإلهية، فواظبت على ذلك أربعين ليلة أربعاء، فلما كانت الليلة الأخيرة، وكانت ليلة شتاء مظلمة، وقد هبت ريح عاصفة، فيها قليل من المطر، وأنا جالس في الدكة التي هي داخل في باب المسجد،،وكانت الدكة الشرقية المقابلة للباب الأول، تكون على الطرف الأيسر عند دخول المسجد، ولا أتمكن الدخول في المسجد من جهة سعال الدم، ولا يمكن قذفه في المسجد، وليس معي شيء أتقي فيه عن البرد، وقد ضاق صدري، واشتد علي همي وغمي، وضاقت الدنيا في عيني، وأفكر أن الليالي قد انقضت وهذه آخرها، وما رأيت أحدا ولا ظهر لي شيء، أي هكذا أملت نفسي بأنني سوف أحظى برعايته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وأنا صاحب الهموم الكبرى: مرض، وفقر، ومشكلة،،وقد تعبت هذا التعب العظيم، وتحملت المشاق، والخوف في أربعين ليلة، أجيء فيها من النجف إلى مسجد السهلة، ويكون لي الإياس من ذلك، فبينما أنا أفكر في ذلك -وليس في المسجد أحد أبدا، وقد أوقدت نارا لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف، لا أتمكن من تركها لتعودي بها، وكانت قليلة جدا -إذا بشخص من جهة الباب الأول متوجها إلي، فلما نظرته من بعيد، تكدرت وقلت في نفسي: هذا أعرابي من أطراف المسجد، قد جاء إلي ليشرب من القهوة، وأبقى بلا قهوة في هذا الليل المظلم، ويزيد علي همي وغمي، فبينما أنا أُفكر إذا به قد وصل إلي وسلم علي باسمي، عادة في مثل هذه المواطن، يسأل الإنسان الطرف المقابل: أنت من أي قبيلة؟، ومن أي عائلة؟، فلعله
ص: 199
يتعرف عليه، وجلس في مقابلي، فتعجبت من معرفته اسمي، وظننته من الذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف، فصرت أسأله من أي العرب يكون؟، قال: من بعض العرب، فصرت أذكر له الطوائف التي في أطراف النجف، فيقول: لا،لا، وكلما ذكرت له طائفة قال: لا، لست منها، فأغضبني وقلت له لفظا بلا معنىفتبسم من قولي ذلك، وقال: لا عليك من أينما كنت، ما الذي جاء بك إلى هنا؟، فقلت: وأنت ما عليك السؤال عن هذه الأمور؟، فقال: ما ضرك لوأخبرتني؟، فتعجبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقه، فمال قلبي إليه، وصار كلما تكلّم ازداد حبي له، وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته، فأخذه وشرب شيئا قليلا منه، ثم ناولني الباقي وقال: أنت اشربه!، فأخذته وشربته، ولم ألتفت إلى عدم شربه تمام الفنجان، ولكن يزداد حبي له آنا فآنا، فقلت له: يا أخي!، أنت قد أرسلك الله إلي في هذه الليلة تأنسني، أفلا تروح معي إلى أن نجلس في حضرة مسلم (علیه السلام) ونتحدث؟، فقال: أروح معك، فحدث حديثك!، فقلت له: أحكي لك الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة، مذ شعرت على نفسي، ومع ذلك معي سعال أتنخع الدم، وأقذفه من صدري منذ سنين، ولا أعرف علاجه، وما عندي زوجة، وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلتنا في النجف الأشرف، ومن جهة قلة ما في اليد ما تيسر لي أخذها، وقد غرني هؤلاء الملائية وقالوا لي: اقصد في حوائجك صاحب الزمان، وبت أربعين ليلة أربعاء في مسجد السهلة، فإنك تراه ويقضي لك حاجتك، وهذه آخر ليلة من الأربعين، وما رأيت فيها شيئا، وقد تحملت هذه المشاق في هذه الليالي، فهذا الذي جاء بي هنا، وهذه حوائجي، فقال لي -وأنا غافل غير ملتفت: أما صدرك، فقد برأ، وأما الامرأة، فتأخذها عن قريب، وأما فقرك،
ص: 200
فيبقى على حاله حتى تموت، وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبدا، فقلت: ألا تروح إلى حضرة مسلم؟، قال: قم!، فقمت وتوجه أمامي، فلما وردنا أرض المسجد، فقال: ألا تصلي صلاة تحية المسجد؟،،فقلت: أفعل، فوقف هوقريبا من الشاخص الموضوع في المسجد، وأنا خلفه بفاصلة، فأحرمت الصلاة وصرت أقرأ الفاتحة، فبينما أنا أقرأ، وإذا يقرأ الفاتحة قراءة ما سمعت أحدا يقرأ مثلها أبدا، فمن حسن قراءته قلت في نفسي: لعله هذا هوصاحب الزمان، وذكرت بعض كلمات له تدل على ذلك، ثم نظرت إليه بعد ما خطر في قلبي ذلك -وهوفي الصلاة- وإذا به قد أحاطه نور عظيم، منعني من تشخيص شخصه الشريف، وهومع ذلك يصلي، وأنا اسمع قراءته وقد ارتعدت فرائصي، ولا أستطيع قطع الصلاة خوفا منه، فأكملتها على أي وجه كان، وقد علا النور من وجه الأرض، فصرت أندبه وأبكي وأتضجر وأعتذر من سوء أدبي معه في باب المسجد، وقلت له: أنت صادق الوعد، وقد وعدتني الرواح معي إلى مسلم، فبينما أنا أكلم النور، وإذا بالنور قد توجه إلى جهة مسلم، فتبعته فدخل النور الحضرة، وصار في جوالقبة، ولم يزل على ذلك، ولم أزل أندبه وأبكي، حتى إذا طلع الفجر عرج النور، فلما كان الصباح التفت إلى قوله: أما صدرك فقد برأ، وإذا أنا صحيح الصدر، وليس معي سعال أبدا، وما مضى أسبوع، إلا وسهل الله علي أخذ البنت من حيث لا أحتسب، وبقي فقري على ما كان، كما أخبر (صلی الله علیه و آله)
17) في كتاب (الشمس الطالعة) وكتاب (تاريخ حياة الأنصاري):كان الحاج محمد حسني تبريزي أحد تجار مدينة تبريز المحترمين لا ينجب ولداً وعلى الرغم من مراجعاته المتكررة للأطباء لكنه لم يزرق بولد
ص: 201
أووريث، يقول التبريزي: ومن أجل أن أرزق بولد فذهبت إلى النجف الأشرف ومن هناك إلى مسجد السهلة لكي أتوسل إلى الإمام الحجة، وفي إحدى الليالي وفي عالم المكاشفة رأيت سيداً مهيباً عظيماً أشار ثم قال: اذهب إلى محمد علي جولاكر حتى يستجيب الله دعوتك ويؤمن حاجتك، وفي اليوم التالي حزمت أمتعتي وسافرت إلى ديزفول وعندما وصلت المدينة وسألت عنه أعطوني عنوان دكانه فذهبت إليه فوجدت رجلاً فقيراً حي الضمير مؤمناً بسيطاً، فسلمت عليه ورد السلام وقال: وعليكم السلام يا حاج محمد حسن لقد قضيت حاجتك، فتعجبت منه كيف عرف اسمي؟ وكيف علم بحاجتي لديه؟ ثم رجوته أن أبقى الليل معه فقال: لا مانع عندي، فدخلت الدكان وجلست عنده حتى المغرب حيث توضأنا وصلينا المغرب والعشاء سوية، وبعد مضي قليل من الليل أحضر العشاء وكان خبزاً ولبناً فأكلنا حتى شبعنا ثم حمدنا الله تعالى على نعمته ثم نمنا في الدكان، وفي الصباح صلينا الصبح وقرأ بعض الأدعية والتعقيبات ثم بدأ عمله في حياكة الكرباس فقلت: إنني حينما جئت إليك كانت لدى حاجتان عندك، وقد قلت ليلة أمس إن واحدة منهما قد قضيت والحمد لله أما الثانية فهي إنني أسالك ماذا فعلت حتى وصلت إلى هذا المقام المحمود عند الله حيث نصحني الإمام أن آتي إلى خدمتك هنا في ديزفول وأنت تعرف اسمي وحاجتي؟!قال: يا حاج حسن لماذا تسأل كل هذه الأسئلة؟،لقد قلت لك إن حاجتك قضيت فالأفضل أن تشكر الله تعالى وترجع إلى بيتك فقلت له: إنني ضيفك وحق الضيف على صاحب الدار لذا أرجوك أن تشرح لي حياتك وكيف وصلت إلى هذه الدرجة الرفيعة من الإيمان والمكاشفة؟! وإن لم تفعل فإنني لن أترك وسوف أبقى معك، فقال: لقد
ص: 202
قضيت عمري في حياكة الكرابيس في هذا المحل وكان قبالة دكاني هذا منزل رجل من رجالات الدولة الظالمين حيث كان يحرس داره جندي طوال الليل والنهار، فقلت له: إنني أشترى في السنة الواحدة مائة (من) من الحنطة والشعير وأطحنها وأخبزها وأعيش مدة عام واحد وأنا وحداني ولا ولد ولا تلد ولا عائلة لدي،فقال الجندي: إنني وحيد هنا وليس لي صديق يحفظ سري وأخاف أن آكل من طعام هذا الظالم الذي أخدمه، وإذا لم يكن لديك مانع فأرجوك أن تشتري لي أيضاً مائة (من) حتى تعطين كل يوم قرصين من الخبز وأكون لك من الشاكرين، فوافقت على طلبه واشتريت له الشعير والحنطة وكنت أعطيه كل يوم قرصين من الخبز ليعتاش بهما، وفي أحد الأيام تأخر ذلك الجندي من موعده فذهبت إلى دار الوزير لأساله عنه فقالوا: مريض وعندما جلست معه رجوته أن أجلب له طبيباً ليداويه فقال: لا حاجة لي بذلك سوف أذهب في منتصف هذه الليلة وإذا مت فسوف يأتي شخص إليك ويخبرك عن موتي فتعال هنا وأنجز ما يطلبونه منك أما باقي الطحين فهولك حلالً تلالاً، وعندمابدأت رغبتي في البقاء بجانبه في الليل أبى ذلك فرجعت إلى دكاني وفي منتصف الليل انتبهت على طرق باب الدكان وشخص يناديني: أخرج يا محمد علي، فخرجت من الدكان ورأيت شخصاً لا أعرفه حيث قادني إلى مسجد الحلة فرأيت الجندي مسجى في التابوت وحوله رجلان لا أعرفهما أيضاً ثم قالوا لي: ساعدنا لنأخذ الجنازة إلى النهر ونغسلها فحملنا نعش الجندي وذهبنا إلى الجدول القريب من المنطقة وغسلنا الميت وكفناه وقرأنا صلاة الميت عليه ثم جئنا به إلى مقبرة بجانب المسجد فدفناه فيها، ثم رجعت إلى دكاني وبعد عدة ليال طرق أحدهم باب دكاني ففتحت الباب ورأيت شخصاً
ص: 203
يقول: يا محمد علي يريدونك فتعال معي، فأطعت أمره وذهبت مع ذلك الطارق الليلي وسرنا طويلاً حتى وصلنا الفلاة وبداية الصحراء وكانت منورة بشكل عجيب وكأنه قد أشرق الصبح، وبعد فترة وصلنا إلى صحراء النور (وتقع هذه الصحراء في شمال ديزفول) ورأينا عن بعد بعض الأشخاص جالسين يتسامرون ويتحدثون وشخص آخر واقف في خدمتهم، ولاحظت أن بين تلك الجماعة الجالسة، شخص نوراني مهيب الطلعة حلوالشمائل عظيم الشأن فعلمت أنه صاحب الأمر والزمان فأصابتني موجة من الخوف والرهبة وارتجفت أوصالي فكأني ريشة في مهب الريح! ثم قال لي ذلك الطارق الليلي: تقدم قليلاً يا محمد علي فأطعته وتقدمت بضع خطوات ثم قال الشخص الواقف: تقدم أكثر فتقدمت خطوات أخرى، عند ذلك قال بقية الله في أرضه لأحد أفراده: أعط هذا الرجل منصب الجندي لما قدمه من خدمة إلى شيعتنا، فقلت: يا سيدي ومولاي أنا عامل أكسب عيشي من حياكة الكرابيس فيكف أكون جندياً عسكرياً؟ (وظننت آنذاك بأنهم يريدون أن يستبدلوني بذلك الجندي عند دار الوزير)،فتبسم الرجل العظيم وقال: نحن نريد أن نعطي منصب ذلك الجندي لك،ثم قلت الجواب نفسه بأنني لست جندياً، فقال(روحي له الفداء) مرة ثالثة: إننا نريد أن نعطيك منصب ذلك الجندي وليس أن تكون جندياُ مثله وسوف تكون مكانه فعلاً فأذهب الآن، رجعت وحدي في ذلك الليل البهيم البارد وعشت وحدي منذ ذلك الوقت والحمد لله آخذ من سيدي ومولاي بقية الله في أرضه الأوامر وأنفذها وحاجتك كانت إحدى تلك الأوامر،
ص: 204
18) عن الشاعر والرادود الحسيني الشيخ عبد المحمد (1)يقول خادم أهل البيت (علیهم السلام) الحاج عباس الترجمان (2): كان مخلصاً بخدمته لأهل البيت (علیهم السلام)، وقد شاهد منهم (علیهم السلام) كثيراً من الكرامات، منها ما نقلها السيد عبد الحسين المعروف بالسيد عبود ابن المرحوم السيد علي الحسيني المعروف ب- أرزون فروش النجفي الساكن حاليا في مدينة قم المقدّسة قال: إن الملا عبد المحمد قال لي ذات يوم: كنت مسافرا إلى مدينة الديوانية لقضاء بعض الأشغال، وكان اليوم يوم الثلاثاء، وهواليوم الذي كان يعقد فيه مجلسا في مسجد سهيل (السهلة) غربيّ مسجدالكوفة بما يقرب من خمسة كيلومترات، ولمّا أردت الرجوع إلى النجف ; لأذهب إلى مسجد السهلة ; لكي أُقيم المجلس الأُسبوعي هناك، لم أحصل على واسطة نقل تنقلني من الديوانية إلى السهلة، وقد قارب الوقت الغروب، فبقيت مفكرا في أمري، وأنا واقف على قارعة الطريق، وإذا بسيّارة وقفت إلى جنبي، وقال سائقها: إركب يا ملا، وقد فتح باب السيارة، فقلت له: أُريد الذهاب إلى النجف ثم إلى مسجد السهلة، فقال: أدري، ; إركب، فركبت، وسارت السيارة، وبعد قليل وصلنا إلى السهلة،وأوقف السائق السيارة عند باب المسجد، فلما نزلت من السيارة ونظرت إلى داخل المسجد وإذا
ص: 205
بالمؤذّن يؤذّن لصلاة المغرب، وكنت أفكر بما أعطي من أجر للسائق، فالتفت فلم أر السائق ولا السيارة،
19) نقل السيد عبود الحسيني المذكور أيضاً، قال:، قال لي الملا عبد المحمد: كنت في كل ليلة أربعاء أذهب إلى مسجد السهلة ماشيا على الأقدام، وفي ليلة من لياليها، ذهبت مع أحد أصدقائي، فلما وصلنا إلى منطقة (كري سعد)، رأينا رجلين من الريفيين يحفران قبرا، وإلى جانبهم بنت تبكي، ورجل آخر إلى جانبها، والبنت مضطربة، والرجال مسلحون، فسلمنا عليهم، فلم يردوا السلام، فقلنا في أنفسنا إن وجوههم ليست وجوه سلام، فقلنا لهم: ماذا تصنعون؟ فقالوا: إذهبوا لحالكم، ما أنتم وذلك ! فقالت البنت: يريدون دفني وأنا بريئة غير مجرمة، دخيلتكم، خلصوني، قال: فما تمالكنا أنفسنا وهجمنا عليهم، ولحق بنا بعض الذين كانوا يريدون الذهاب إلى مسجد السهلة، وسمعوا أصواتنا، فساعدونا، وانهزم الرجلان، فحملنا البنت، وجئنا بها إلى دار آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي، وكان في مدينة الكوفة آنذاك، وأخبرناه بالخبر، فقال السيد لخادمه: ناولني الدفتر، فجيء بالدفتر الخاص بالحوادث، وسجل فيه اسمي، واسم البنت واسم أبيها وعشيرتها، وأمر النساء أن يكشفن عن البنت، فكشفن، فوجدنها باكرة سالمة، فعند ذلك عقدها السيد لأحد أحفاده في تلك الليلة، وأدخله عليها، ورزقه الله منها أولادا صالحين، وكان اسم كبيرهم السيد محمد،قال الملا: وبعد سنين جاء جماعة من الأعراب إلى السيد كاظم اليزدي، فسلموا عليه، وقالوا سيدنا: عندنا مسألة، فقال: سلوا، فتقدم كبيرهم وقال: كان عندنا ظفر أنتن، وأردنا قلعه ودفنه في (كري سعد)، إذ هجم علينا رجلان كالأسدين، وأخذا البنت من عندنا، ولا
ص: 206
علم لنا بها لحد الآن، ولها بعض الأغنام، ما ندري ما نصنع بها؟ فلما سمع السيد قولهم قال لأحد أصحابه: ائتوني بأُم السيد محمد وأولادها والدفتر، فأحضروها وأولادها كأنهم النجوم الزاهرة، وفتح السيد الدفتر وقال للشيخ المتقدم: ما اسم هذه البنت واسم أبيها؟ وسأله عن الأُمور التي سألها من البنت في وقتها، فأجابه بما كانت قد قالته، فعند ذلك وبخهم السيد، وقال لهم: بأي حق أنتم تجتازون حدود الله بما ليس لكم به علم؟ ثم قال للأولاد: هؤلاء أخوالكم، وأخبرهم السيد بالموضوع بصورة مفصلة، فندموا على فعلتهم وأخذوا يبكون ويعتذرون ثمانصرفوا،
20) روى آية الله السيد محمد صادق الشيرازي (دام ظله):((كان شخص يسمى(الشيخ محمد الكوفي) يسكن في مدينة النجف الأشرف، وبعد فترة سكن مدينة الكوفة واتخذ من إحدى غرف مسجد الكوفة سكنا له، وكان يذهب إلى زيارة مسجد السهلة، كان ذلك في عصر مرجع الشيعة الكبير سماحة السيد أبي الحسن الأصفهاني(رحمة الله عليه) وكان السيد يعطي الطلاب دينارا شهريا مع كمية من الخبز تكفي لشهر واحد حيث كان الطلاب يستلمونها من المخابز وكانت مبالغها تكتب على حساب السيد، وكان الشيخ محمد الكوفي يذهب إلى النجف الأشرف مرة كل أسبوع فيستلم مقدارا من الجبن واللبن والخبز، ويجففهما ليستطيع الاستفادة منها خلال أسبوع، كما كان خادم مسجد الكوفة يعطيه ما يزيد من طعامه، ذات يوم دخل الشيخ محمد على السيد أبي الحسن وبدأ يبكي شديداً، وبعد أن سأله السيد: مم بكاؤك؟ قال: كنت لسنين أبحث عن مولاي الحجة بن الحسن (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فرأيته ذات مرة ولكنني ما عرفته وعندما تعرفت عليه فقدته، فسأله السيد: وكيف حدث ذلك؟ قال: كنت ماشيا في الطريق الذي يربط
ص: 207
بين مسجدي الكوفة والسهلة، فأحست أن خلفي شخصا، فقال لي: يا شيخ محمد من أين تأكل؟ فقلت: من دينار وخبز السيد أبي الحسن الأصفهاني الذي يعطيهما مجانا للطلاب، فقال لي: قل للسيد أبي الحسن: ((اجلس في الدهليز واقض حوائج الناس، نحن ننصرك،))، فتناول السيد أبوالحسن على الفور ورقة وكتب فيها هذه الوصية، وقد نقلوا عن السيد رحمه الله أنه كان يقول: عندما كنت أحس بالتعب والضغط جراء الأعمال اليومية والمسؤوليات كنت أتناول هذه الورقة واقرأ ما أوصى به مولاي بقية الله الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فكان التعب يذهب عني ومعنوياتي تتجدد،))
21) تحدث سماحة آية الله المرحوم السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره) عن والده آية الله السيد محمد الشيرازيظ (قدس سره) : ((دأب الإمام الشيرازي على الذهاب إلى مسجد السهلة كل ليلة أربعاء، في الصيف والشتاء، إلى أربعين ليلة، وفي أثناء هذه الفترة كان يقوم برياضة شديدة استغرقت حوالي عاما كاملا، فمثلا كان يأكل الخبز والبرتقال أوالخبز والشاي، وأحيانا الخبز والملح فقط، وهذا من جهة رياضة الأكل، أما من الجهات الأخرى فقد واظب على الالتزام الكامل بالمستحبات والنوافل والأعمال التي تقرب العبد إلى الله تعالى طوال هذه الفترة، وفي ليلة الأربعاء الأخيرة (ظاهرا أن الناقل لم يذكر لنا أي ليلة من ليالي الأربعاء بالضبط) تشرف السيد بلقاء الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة، وقد حثه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) على تأليف الكتب مع أنه لم يكن التأليف متداولا آنذاك ولا متعارفا عليه، فعاد السيد إلى كربلاء وكان عنده في اليوم الواحد سبعة أوثمانية دروس، إذ كان ركنا من أركان الحوزة، تركها كلها، ورغم الإلحاح الشديد من قبل أساتذة الحوزة وفضلائها للعدول عن هذا القرار، إلا إنه أبى، وعكف على
ص: 208
تأليف الكتب وبشكل مكثف، حتى انه كان يجلس في بعض ليالي الشتاء من بعد إفطاره وحتى أذان الصبح أي ما يقارب ثمان ساعات أوأكثر يكتب وبلا انقطاع، إذ إنه كان يقوم مثلاً بشرب الماء أوما أشبه ذلك ثم يستأنف كتابته، ويمكن أن يكون هذا المقدار من تأليفات السيد من بركات كلمة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،
22) كتب خاتمة المحدثين المرحوم الحاج ميرزا حسين النوري (قدس سره) قائلا:كتب إلينا الحاج السيد احمد رحمة الله عليه:كنت في يوم الجمعة جالسا في إحدى غرف مسجد السهلة، وإذا سيد معمم قد دخل وعليه جبة فاخرة وعباءة حمراء واخذ يتطلع في زوايا الغرفة وكان فيها بساط وأواني وبعض الكتب،ثم قال: لقضاء حوائج دنياك اقرأ صباح كل يوم زيارة عاشوراء بالنيابة عن إمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وخذ عني ما يكفيك شهرا كاملا كي لا تكون محتاجا إلى احد وأعطاني مقدارا من النقود وقال: هذا يكفيك شهرا،وبعد ذلك توجه نحوباب المسجد، وأماأنا فقد بقيت في مكاني لا اقدر على الحركة والتكلم حتى خرج وبعدها شعرت كان كل القيود الحديدية التي كانت علي انفتحت ووسع الله صدري فقمت من مكاني وخرجت من المسجد وعندما تفحصت المكان لم أجدإي اثر لذلك السيد،
23) نقل صاحب (أعلام الشيعة): أن الفاضل الجليل الشيخ محمد باقر الدهدشتي البهبهاني صاحب كتاب (الدمعة الساكبة) كان يبيع الكتب في صحن أمير المؤمنين (علیه السلام) وكان رجلاً متقياً وصاحب دين وقد نقل عن ولده الحاج محمد علي بائع الكتب أنه قال: إن والدي كتب دورة الجواهر ثلاث مرات بالأجرة لإمرار المعاش، وعلى أثر كثرة المطالعة ومراجعة الكتب والكتابة أصبحت له ملكة التأليف حتى ألف كتاب الدمعة الساكبة في
ص: 209
خمسة مجلدات، وقرظه العديد من العلماء الأعلام، وكانت له منامات صادقة، نقل عنه المحدث النوري في (جنة المأوى) أن المذكور الشيخ محمد باقر من الذين تشرفوا بلقاء حضرة إمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة وعرف الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وكان قد أراد أن يشتري بستانا حوالي المسجد مسجد السهلة وعندما تشرف بلقاء الحجة (علیه السلام) قال له: (أي فلان! اشتر بستانا على أن يكون نصفه لإمام الزمان) فلما رجع إلى النجف الأشرف، جاء إليه خادم العلامة الفقيه السيد أسد الله بن المرحوم حجة الإسلام الأصفهاني الرشتي، وأعطاه كيساً من المال، وهومبلغ البستان الذي كان الإمام (علیه السلام) قد أمر بشرائه، وكان المبلغ بقدر قيمة ذلك البستان، فاشترى الشيخ محمد باقر البستان بذلك المبلغ، وكان بيده لسنوات طويلة، ثم انتقل إلى أولاده، ولما اطلع الناس على واقع الأمر، كانوا يذهبون إلى البستان ويأكلون من ثماره بقصد التبرك،
24) جاء عن آية الله الميرزا مهدي الأصفهاني (قدس سره) وكان مشتغلابتعلم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلى مراتبها قال: لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق ولمتسكن نفسي بدرك الدقائق فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان فذهبت إلى أستاذالعرفاء والسالكين السيد أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلتمعرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمي مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفسوتخليتها من البدن، ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه الحقائق والدقائق التي سموهابذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه، ووجدت كلتاالطائفتين كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فطويت عنهماكشحا، وتوجهت وتوسلت مجدا مكدا إلى مسجد
ص: 210
السهلة في غير أوانه باكيا متضرعا متخشعاإلى صاحب العصر والزمان (علیه السلام) ، فبان لي الحق وظهر لي أمر الله ببركةمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، ووقع نظري في ورقة مكتوبة بخط جلي: طلبالمعارف من غيرنا أوطلب الهداية من غيرنا (الشك مني) مساوق لإنكارنا، وعلىظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة ابن الحسن، قال: فتبرأت من الفلسفة والعرفانوألقيت ما كتبت منهما في الشط ووجهت وجهي بكله إلى الكتاب الكريم وآثار العترةالطاهرة فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز وأخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهمالله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه، ورغب وأكد الرسول (صلی الله علیه و آله) بالتمسكبهما، وضمن الهداية للمتمسك بهما، فاخترت الفحص عن أخبار أئمة الهدى والبحث عنآثار سادات الورى، فأعطيت النظر فيها حقه وأوفيت التدبر فيها حظه، فلعمري وجدتهاسفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية من ظلماتالجهالات، ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح على مسالكهامرفوعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علموثمار كل حكمة إلهية الموحاة إلى النواميس الإلهية فلم أعثر على حكمة إلا وفيهاصفوها، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنالنهتدي لولا أن هدانا الله،
25) كتب الشيخ الجليل محمد تقي المازندراني قائلا: ((كلما كنت أذهب في سنوات الشبيبة إلى النجف الأشرف للزيارة، كنت أقصد مسجد السهلة أبيت فيه؛ إذ كنت أجد في هذا المسجد من الروحية العالية ومن الشفافية ما لا أجده في سواه من المساجد، وقد ألِفتُ أن اتخذ لي حجرة هناك
ص: 211
للمبيت في الطابق العلوي محاذية للمقام المقدس للإمام بقية الله (روحي فداه)،وفي إحدى السفرات،، مضيت من النجف الأشرف إلى مسجد السهلة، ثم لما حل الليل وحان وقت نومي، خلدت إلى النوم، وحين بلغ الليل منتصفه، استيقظت، ونظرت إلى الساعة، كان الوقت وقت التهجد والقيام لصلاة الليل، وفي هذه الأثناء سمعت في فضاء المسجد صوتاً يموج بمناجاة مذهلة توقظ الروح، كانت جدران المسجد تتجاوب لها وتهتز، أصغيت جيداً لأعرف من أين تصدر هذه المناجاة الجليلة الرائعة، فادركت أنها كانت تنبعث من مقام الامام صاحب الزمان (علیه السلام) وتركت مكاني قاصداً المقام، فرأيت هناك رجلا مهيبا ساجدا لدى الجدار شرقي مقام امام الزمان (علیه السلام) في وسط باحة المسجد، وهويناجي الله (جل جلاله)، وارتعدت فرائصي بغتة لرؤياه، وقعدت على الأرض استمع إلى ما كان يقول في مناجاته، لكني لم أتبين من مناجاته إلى بضع كلمات، كان يقول أحياناً: شيعتي! وإذ كنت أدركت من بعض الدلائل والأمارات بل أيقنت تماما أن هذا الرجل المهيب هوالامام بقية الله (روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء)، فاضطربت ووقعت على الأرض في إغماء، ثم لما فتحت عيني، كانت الشمس على وشك الشروق، فقمت وتوضأت وصليت فريضة الصبح، وبعد سماعي تلكم المناجاة بقيت مدة أجد في داخلي حالة من البهجة ومن الإنشراح تستعصي على الوصف، عند الوفاة، يجيئ امام الزمان (علیه السلام) من الراجح رجحاناً قوياً كما يفهم من الروايات أن الامام بقية الله (روحي فداه) يحضر الميت عند احتضاره، خاصة إذا كان الميت من العلماء، ومن الشيعة الأتقياء، وإذ إنه (علیه السلام) امام حي، وولي كل مؤمن
ص: 212
ومؤمنة، فمن غير المستبعد أن الوجود المقدس للإمام (علیه السلام) هونفسه يصلي على هذا الميت حتى لوصلى عليه الآخرون))،
26)جاء في كتاب (العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان) (1) الذي صنفه العالم الزاهد الشيخ علي اكبر النهاوندي وهي من الحكايات التي تناقلها عدة من الأخيار عن العبد الصالح الشيخ محمد الكوفي (قدس سره) قال: وفقني الله في سنة 1315 للهجرة لحج بيته الحرام برفقة والدي الجليل الشيخ محمد طاهر، وفي يوم الخامس عشر من شهر ذي الحجة التحقنا بإحدى القوافل العائدة كانت تسمى (الطيادة) لسرعتها فأوصلتنا إلى منطقة حائل، وفيها التحقنا بقافلة أخرى تسمى (صليب) لكي تعود بنا إلى النجف الأشرف لكنها أوصلتنا إلى مدينة السماوة، فاستأجرت دابة لكي توصل والدي إلى النجف وركبت أنا جملاً لأحد الجنازين كان يحمل عليه جنازة ينقلها لدفنها في وادي السلام في جوار مرقد أمير المؤمنين (علیه السلام) ،سرنا على هذه الحالة حتى وصلنا نهر (عامورة) وكان يومها عريضاً يصعب على الدواب عبوره، فأعانني الجناز على سحب الجمل لعبور النهر ولكن الحيوان لم يستطع الحركة، رغم كل ما بذلناه، فتحيرت وقد حف بنا الخطر في تلك البادية، وضاق صدري فتوجهت إلى القبلة مستغيثا ومتوسلاً إلى الله ببقيته المهدي (أرواحنا فداه) وناجيته قائلاً: يا فارس الحجاز، يا أبا صالح أدركني، أفلا تعيننا حتى نعلم أن لنا إماما يرانا ويغيثنا، وإثر ذلك رأيت فجأة شخصين بالقرب منا أحدهما شاب والآخر شيخ، فسلمت على الشاب وأنا أتصوره بعض أهل النجف وسألته عن صاحبه فقال إنه الخضر، ثم ابتسم وسألني عن سبب حزني فأخبرته
ص: 213
فأقترب من الجمل فانتفض الحيوان قائماً فوضع يده عليه فهدأ ثم قال لي: أتريد شيئاً آخر؟ سيوصلك الجمل إلى منزلك، فسألته عن مقصده؟ أجاب: نحن ذاهبون إلى مقام الخضر، وكان ثمة مزار معروف بهذا الاسم يقع شرق السماوة، فسألته: أين يمكنني أن أراك يا سيدي؟ أجاب: حيثما شئت، قلت: أنا اسكن الكوفة، فقال: سأجيئ إلى مسجد السهلة ثم غابا عن ناظري،وتابع الشيخ محمد الكوفي مع والده ورفيقه مسيرهم بالدابة والبعير وعبروا بهما النهر بسلام فوصلا قبيل الغروب إلى خيام بعض أهل البادية فاستقبلنا شيخهم فسألنا عن مسيرنا فأخبرناه، فقال متعجباً: سبحان الله وكيف عبرتم النهر بهذه الدابة وهذا البعير في حين أن السفينة لوغرقت فيه لما بانت ساريتها!! ولذلك يسلك أهل السماوة طريقاً آخرا أبعد إلى النجف الأشرف، ثم وصلوا إلى المنزل بسلام، وبقي الشوق يتأجج في قلب الشيخ محمد أياما وأياما وهويأمل في أن يرى تلك الطلعة الرشيدة مرة أخرى وهويطيل التفكر في قوله (علیه السلام) سأجيئ إلى مسجد السهلة، وذات ليلة كان الشيخ محمد مشغولاً بالتسبيحات في تعقيب صلاة العشاء، فشعر وكان هاتفاً يقول له ثلاث مرات: يا حاج محمد إن كنت تريد إن ترى صاحب الزمان فامض إلى السهلة الآن،ولم يفكر الحاج محمد الكوفي أن الذهاب في مثل هذا الوقت المتأخر كان يومذاك مجازفة خاصة وان باب المسجد تكون مغلقة في ذلك الوقت لم يفكر الشيخ الشاب بكل ذلك، فقد دفعه شوقه إلى الذهاب مسرعاً إلى مسجد السهلة في تلك الساعة المتأخرة ولما وصل وجد باب المسجد مغلقاً، فوقف متحيراً يفكر في الهتاف الذي سمعه أوشعر به فلم تمض إلا هنيئة حتى رأى قادماً يتجه نحوه من جهة مسجد زيد ولما التقاه تابعه فلما وصلا إلى الباب المقفل
ص: 214
وضع يده عليه ونادى خضراً ففتح له الباب ودخل المسجد وتابعه الشيخ محمد فدخل المسجد وفاز ثانية بلقاء مولاه،، ثم بقي في المسجد متهجداً شكراً لله على هذه النعمة وعندما جاء خادمالمسجد في الصباح استغرب وجوده داخل المسجد الذي اقفل بنفسه في الليلة الماضية بابه ولم يكن الشيخ محمد الكوفي داخله فسأل الشيخ عن الذي فتح له الباب،، لكنه لم يستغرب هذه المرة انه لم يحصل من الشيخ الكوفي على الجواب الشافي!
26) يقول السيد محمد حسن نجل السيد علي القاضي عن والده (قدس سره) : ((أورد حادثة اتفقت له (قدس سره) سمعتها منه عدة مرات، حينما كان يؤكد على ضرورة حصول الرغبة الملحة الصادقة في الوصول إلى أي هدف سام وعلى الأخص في الأمور المعنوية والكمالات النفسية العالية، كان يقول:تعقدت في نفسي مشكلة،واستعصت علي ولم يكشف لي النقاب عنها وطالما استفسرت واستعنت بمن كنت ملازما لهم سنين طويلة ليعينوني في حل معضلتي، فما كان منهم إلا الأّمر بالصبر والتريث، وقولهم الكريم: إن الله تعالى هوالذي يقدر لعباده، ويفتح لهم الأبواب، وينير لهم السبيل،ومن شدة قلقي لموضوعي واهتمامي به كنت أذهب في أكثر الأيام بعد العصر وقبيل الغروب إلى مسجد السهلة ماشيا لأداء الفريضة،ثم أتوجه إلى جامع الكوفة، فأبيت فيه أوأعود إلى النجف،
ودام الحال هكذا سنين حتى كاد اليأس يستحوذ على مجامع قلبي،وذات ليلة شاتية عاتية، خرجت إلى جامع السهلة وبعد أداء الفريضة،وبسبب برودة الجوخرجت مسرعا قاصدا جامع الكوفة،لأن وسائل المبيت في غرفتي هناك كانت متهيئة أكثر،
ص: 215
وعندما خرجت من الجامع سمعت أحد مجاوري المسجد يناديني، غير أني لم أعره سمعي بسبب قلقيوانهماكي في تفكيري، وواصلت السير في طريقي (وأتذكر أن الطريق بين السهلة والكوفة أنذاك كان جادة بعرض مترين فقط، وعلى جانبي الطريق مقالع وحفر عميقة وكثيرة تكثر فيها الأفاعي والعقارب،يقول: وما أن بعدت عن الجامع قليلا حتى هبت عاصفة رملية هوجاء اضطرتني أن أدور حول نفسي عدة مرات مما سبب لي أن أفقد اتجاهي في الطريق والمسير،وأظلمت الدنيا في عيني، فصرت أسير على غير هدى وتتقاذفني الرياح يمنة ويسرة ثم رأيت أن أقف هنيئة وأمسح عيني وأتميز الطريق، لئلا أسقط في الخفر المنتشرة على جانبي الطريق، ونظرت أمامي فإذا أنا بشبح عظيم الجثة يقبل نحوي وبسرعة وفي لحظات – ولا أدري كيف – صممت أن أهجم عليه أنا الآخر،ولعل ذلك كان من فرط الخوف والفزع،وبدا لي أن الهجوم أولى من الجمود والوقوف أمام ذلك الشبح المخيف، فرفعت عصاي إلى الأعلى (وكان هززتها في الهواء كهيئة المهاجم وتقدمت عدة خطوات باتجاه ذلك الشبح المقبل علّي ولم أدر بعد ذلك ما حدث،
غير أنّي وبعد لحظات وجدت نفسي في حفرة عميقة من تلكم الحفر التي كان يكثر أمثالها على جانبي الطريق وبعد لحظات أخرى وصل ذلك الشبح على فوهة الحفرة وغطاها تقريبا فمددت عصاي نحوه وتبينته فإذا هومجموعة من الأدغال وحشائش الصحراء، جمعتها وكومتها الرياح بتلك الصورة واندفعت نحوي بفعل العواصف،
فمرت علي لحظات تمشت القشعريرة في جسمي، وأدركت جيدا الوضع السيء الذي انتهى إليه أمري، إني في حفرة عميقة وفوق رأسي كومة
ص: 216
من الأدغال بحال من الأحوال أن أنجومن هذا المأزق والمكث هنا غير ممكن لوجود الهوام السامة والضارة،
ولم تمر علّي إلا بضع دقائق حتى رأيت الهدوء والاستقرار أخذ يدب في جسمي، فألقيت نفسي على التراب، والتحفت بعباءتي، واسترحت سويعة وكأنّي نائم في غرفتي الوثيرة، ونسيت ما كنت أشعر به من الجوع والخوف والإرهاق، واستقرت نفسي ونَفَسي ثم أخذت تتراءى لي وتتمثل أمام عيني مغاليق أبواب معضلاتي بوضوح ودون أي غموض أوإبهام وانكشف لي السر الذي كنت أحاول حل لغزه منذ سنين،وبعد فترة من الاستراحة جلست وقمت بأداء أعمالي الليلة من التلاوة والصلوات،ثم وضعت خدي على التراب، والتحفت بعباءتي، واستسلمت إلى نومة هنيئة وما أفقت إلاّ على صوت قطرات المطر تتساقط على عباءتي، فنهضت وخيوط فضية من القمر كانت تتراءى لي من خلال الغيوم، ونظرت إلى كومة الأدغال المجتمعة على حفرتي، وتمعنت ما حولي وما يحيط بي وتأكد لدي – حينذاك – أن مكاني وبتلك الكيفية كان أصلح مكان يمكن أن أقضي فيه ليلتي، ولبعدي عن الطريق والحفر والأحجار المنتشرة حولي، مما لا يدع مجالا للشك من أني ما كنت أهتدي إلى طريقي أبداً،
فأخذت أدفع الأدغال بعصاي عن فوهة الحفرة،وأحاول جهدي الخروج،وإذا بصوت الشيخ جواد السهلاوي يناديني، وقد كان يبحث عني في الصحراء، فرفعت صوتي، واهتدى الشيخ إلى مكاني وساعدني على الخروج وقد قال: إني علمت بأن هذا مصيرك،وما كنت أقدر أن أعمل أي شيء أنذاك وفي أول الليل لشدة العاصفة حتى هدأت قبيل الفجر، وها أنذا أبحث عنك منذ سويعة،وقد وصلت إلى هذا المكان مرات ولكن لم يخطر
ص: 217
ببالي أنك هنا حتى سمعت صوتك، وحسبت أن بك أذى، وإذا بك ضاحك مستبشر كأنك قضيت هنا ليلة طيبة، يقولها ساخرا، فسكت ولم أجبه بشيء، فقادني إلى الجامع وغسل ثيابي من الوحل،
ثم قال (قدس سره) : إن الشيخ جواد السهلاوي هوالذي أشاع هذا الخبر، ولولاه لكنت كتمته ولم اخبر به أحدا، لأن القدر كان قد قادني إلى مأزق،ولولا العناية الإلهية لكنت نسيا منسيا، إذ كان يكفي أن أصاب بلسعة بعض العقارب السامة المنتشرة في الصحراء وفي تلك البقعة بالذات،
ضمت جنبات مسجد السهلة المعظم الكثير من المجالس الحسينية التي كانت تنعقد لتجديد الذكرى بشهادة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (علیه السلام) ، وازدهر المنبر الحسيني في المكان المشرف بالخطباء، حتى أصبحت بعض أركانه مخصصة لكل مجلس، غير أن الضروف العصيبة التي ألمت بالعراق نتيجة ضغط السلطة الحاكمة حالت دون استمرار تلك المجالس، وبعد المن الإلهي على شعبنا بالتغيير، وتشكيل أمانة للمسجد الشريف بدأت من جديد خطوات عقد المجالس الحسينية وندوات الوعظ والإرشاد على باحة المسجد المعظم،
ص: 218
ومن المجالس الحسينية التي كانت تعقد سابقا أربعة مجالس رئيسة هي (1):
وكان يحتل غرفة من الغرف الممتدة على الضلع الغربي للمسجد،وقد أسسه المرحوم الحاج عبد المحمد عبد علي الشوشتري (2) عام 1332 ﻫ ، وبعد وفاته قام بشؤونه المرحوم الشيخ مهدي الشوشتري،
ص: 219
وكان يقع في الزاوية الشمالية الغربية للمسجد،وقد أسسه المرحوم الشيخ هادي حمد صالح وآخرون عام 1382 ﻫ ، وكان خطيبه هوالمرحوم الشيخ مهدي الشيخ علي النجار،
ص: 220
وكان يقع على يسار مدخل المسجد،وقد أسسه خطيبه المرحوم السيد عبد المطلب أبوالريحه (1)عام 1383 ﻫ ،
وكان يقع على الضلع الغربي للمسجد،وقد أسسه جماعة من المؤمنين في الكوفة عام 1385 ﻫ ، وهوفرع لمجلس الوعظ والإرشاد الأسبوعي في مسجد الكوفة الذي تأسس عام 1384 ﻫ ، وكان يعتلي المنبر فيه كل ليلة أربعاء الخطيب المرحوم الشيخ عبد الحسين الخراساني،
وفي الوقت الحاضر ينعقد كل ليلة أربعاء وفي كل مناسبة من مناسبات أهل البيت (علیهم السلام) المجلس الحسيني الذي أسسته أمانة المسجد وخطيبه سماحة السيد سعيد السلطاني، فيما انعقدت العديد من المجالس الحسينية، ومجالس الإرشاد المتفرقة ومن الخطباء والمرشدين والمبلغين الذين اعتلوا المنبر في المسجد: سماحة الشيخ عبد الرضا معاش، والشيخ جعفر الدجيلي،
ص: 221
إذا أردت الدخول إلى المسجد، فقف على الباب وقل:
((بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وَإِلى الله وَماشاءَ الله وَخَيْرُ الاَسَّماء للهِ تَوَكَّلْتُ عَلى الله وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ عُمَّارِ مَساجِدِكَ وَبُيُوتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَوائِجِي فَاجْعَلْنِي، اللّهُمَّ بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيها في الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً وَرِزْقِي بِهِمْ مَبْسُوطاً وَدُعائِي بِهِمْ مُسْتَجاباً وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَانْظُرْ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ نَظْرَةً رَحِيمَةً أسْتَوْجِبُ بِها الكَرامَةَ عِنْدَكَ ثُمَّ لاتَصْرِفْهُ عَنِّي أَبَداً بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يامُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ وَدِينِ نَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ، اللّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ وَثَوابَكَ ابْتَغَيْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَأقْبِلْ بِوَجْهِكَ إِلَيَّ وَأَقْبِلْ بِوَجْهِي إِلَيْكَ))،
ثم تقرأ آية الكرسي:
ص: 222
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوالْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ{255} لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{256}﴾ (1)
ثم تقرأ سورة الناس:
﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ{6} ﴾،
ثم تقرأ سورة الفلق:
﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ{6} ﴾،
ثم تقول سبع مرات:((سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ))،
ص: 223
ثم تقول:((اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى ماهَدَيْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى مافَضَّلْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى ماشَرَّفْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ بَلاءٍ حَسَنٍ ابْتَلَيْتَنِي، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاتِي وَدُعائِي وَطَهِّرْ قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ))،
ثم تمضي إلى وسط المسجد المبارك،،
تصلي ركعتين (وأفضل الأوقات أداؤها بعد فريضة المغرب ونافلتها من ليلة الأربعاء)، ثم ترفع يديك إلى السماء وتقول:
((أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُبْدِيُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خالِقُ الخَلْقِ وَرازِقُهُمْ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ القابِضُ الباسِطُ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُدَبِّرَ الاُمُورِ وَباعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ أَنْتَ وَارِثُ الأَرضِ وَمَنْ عَلَيْها، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ الحَيِّ القَيُّومِ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ عالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجِبْتَ وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَبِحَقِّهِمْ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حاجَتِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ، ياسامِعَ الدُّعاءِ ياسَيِّداهُ يامَوْلاهُ ياغِياثاهُ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَواسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عَلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَنا السَّاعَةَ يامُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ياسَمِيعَ الدُّعاءِ))،
ثم تسجد خاشعا، وتدعوالله بما تريد،
ص: 224
ثم تمضي إلى الزاوية الشمالية الغربية،،
تصلي ركعتين، وتسبح، ثم تقول:((اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيها قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها، اللّهُمَّ أَحْيِنِي ماكانَتْ الحَياةُ خَيْراً لِي وَأَمِتْنِي إِذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ))،
ثم تمضي إلى الزاوية الجنوبية الغربية،،
تصلي ركعتين، ثم تقول:((اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْها مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ المَأْمُولَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ))،
ثم تهوي إلى السجود وتضع خديك على التراب،
ثم تمضي إلى الزاوية الشرقية الجنوبية،،
تصلي ركعتين، وتبسط يديك، وتقول:((اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ الذُّنُوبُ وَالخَطايا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَك فَلَمْ تَرْفَعْ لِي إِلَيْكَ صوَتا وَلمْ تَسْتَجِبْ لِي دَعْوَةً، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ ياالله فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ أَنْ
ص: 225
تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقْبِلَ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَتُقْبِلَ بِوَجْهِي إِلَيْكَ وَلاتُخَيِّبْنِي حِينَ أَدْعُوَك وَلاتَحْرِمْنِي حِينْ أَرْجُوكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ))،
ثم تمضي إلى الزاوية الشمالية الشرقية
تصلي ركعتين، ثم تقول:((اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ ياالله أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ عَمَلِي آخِرَهُ وَخَيْرَ أَعْمالِي خَواتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقاكَ فِيهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ دُعائِي وَاسْمَعْ نَجْوايَ ياعَلِيُّ ياقادِرُ ياقاهِرُ ياحَيّاً لايَمُوتُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَلا تَفْضَحْنِي عَلى رُؤُوسِ الاَشْهادِ وَاحْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لاتَنامُ وَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ يارَبَّ العالَمِينَ))،
ثم تمضي أمام الضلع الجنوبي (سمت القبلة)،،
تصلي ركعتين، ثم تقول:((يامَنْ هُوأَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ يافَعَّالاً لِما يُرِيدُ يامَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَحُلْ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَنْ يؤُذْيِنا بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، ياكافِي مِنْ كُلِّ شَيْ وَلايَكْفِي مِنْهُ شَيْ اكْفِنا المُهِمَّ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ))،
ثم تضع جانبي وجهك على التراب،
ص: 226
وأيضاً ((يدعى بعد الصلاة ركعتين بدعاء)) (1):((اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يامَنْ لاتَراهُ العُيُونُ وَلاتُحِيطُ بِهِ الظُّنُونُ وَلايَصِفُهُ الواصِفُونَ وَلا تُغَيِّرُهُ الحَوادِثُ وَلاتُفْنِيهِ الدُّهُورُ، تَعْلَمُ مَثاقِيلَ الجِبالِ وَمَكايِيلَ البِحارِ وَوَرَقَ الاَشْجارِ وَرَمْلَ القِفارِ وَما أَضائَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَأَظْلَمَ عَلَيْهِ اللَيْلُ وَوَضَحَ عَلَيْهِ النَّهارُ وَلاتُوارِي مِنْكَ سَماءٌ سَماءً وَلا أَرْضٌ أَرْضاً وَلاجَبَلٌ ما فِي أَصْلِهِ وَلا بَحْرٌ مافِي قَعْرِهِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ أَمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ أَعْمالِي خَواتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقاكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ وَمَنْ بَغانِي بِهَلَكَةٍ فَأَهْلِكْهُ وَاكْفِنِي ماأَهَمَّنِي مِمَّنْ دَخَلَ هَمُّهُ عَلَيَّ، اللّهُمَّ ادْخِلْنِي فِي دِرْعِكَ الحَصِينَةِ وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ الواقِي يامَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْ وَلايَكْفِي مِنْهُ شَيْ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَصَدِّقْ قَوْلِي وَفِعْلِي ياشَفِيقُ يارَفِيقُ فَرِّجْ عَنِّي المَضِيقَ وَلاتُحَمِّلْنِي ما لا اُطِيقُ، اللّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ وَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ياعَلِيُّ ياعَظِيمُ أَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي وَعَلى قَضائِها قَدِيرٌ وَهِي لَدَيْكَ يَسِيرٌ وَأَنا إِلَيْكَ فَقِيرٌ فَمُنَّ بِها عَلَيَّ ياكَرِيمُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ))
ثم تسجد وتقول:((إِلهِي قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها ياكَرِيمُ،))
ثمّ تقلب خدك الأيمن وتقول:((إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ماأَنا أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمينَ،))
ص: 227
ثمّ تقلب خدك الأيسر وتقول:((اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْومِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ))
ثمّ تعود إلى السجود وتقول:((إرْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ))
ثم تمضي أمام الضلع الجنوبي (سمت القبلة)،،
صلّ أينما كنت ركعتين بالحمد، وما شئت من السور (1)، ثم قف مستقبلا القبلة تحت السماء، وقل)) (2):
((سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ العامُّ وَصَلَواتُهُ الدَّائِمَةُ وَبَرَكاتُهُ القائِمَةُ التَّامَّةُ عَلى حُجَّةِ الله وَوَلِيِّهِ فِي أَرْضِهِ وَبِلادِهِ وَخَلِيفَتِهِ عَلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ وَسُلالَةِ النُّبوَّةِ وَبَقِيَّةِ العِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ وَمُظْهِرِ الايْمانِ وَمُلَقِّنِ أَحْكامِ القُرْآنِ وَمُطَهِّرِ الأَرْضِ وَناشِرِ العَدْلِ فِي الطُّولِ وَالعَرْضِ، وَالحُجَّةِ القائِم المَهْدِيَّ الإمام المُنْتَظَرِ المَرْضِيِّ وَابْنِ الاَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ
ص: 229
الوَصِيِّ بْنِ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ الهادِي المَعْصُومِ ابْنِ الاَئِمَّةِ الهُداةِ المَعْصُومِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامُعِزَّ المُؤْمِنِينَ المُسْتَضْعَفِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يامُذِلَّ الكافِرِينَ المُتَكَبِّرِينَ الظَّالِمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياصاحِبَ الزَّمانِ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الاَئِمَّةَ الحُجَجِ المَعْصُومِينَ وَالإمام عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ سَلامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِي الوِلايَةَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام المَهْدِيُّ قَوْلاً وَفِعْلاً وَأَنْتَ الَّذِي تملا الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً؛ فَعَجَّلَ الله فَرَجَكَ وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ وَقَرَّبَ زَمانَكَ وَكَثَّرَ أَنْصارَكَ وَأَعْوانَكَ وَأَنْجَزَ لَكَ ماوَعَدَكَ، فَهُوأَصْدَقُ القائِلِينَ: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الوارِثِينَ يامَوْلايَ ياصاحِبَ الزَّمانِ، ياابْنَ رَسُولِ الله حاجَتِي كَذا وَكَذا (واذكر حاجتك عوض كذا وكذا) فَاشْفَعْ لِي فِي نَجاحِها فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتِي لِعِلْمِي أَنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَفاعَةً مَقْبُولَةً وَمَقاما مَحْمُوداً، فَبِحَقِّ مَنْ اخْتَصَّكُمْ بِأَمْرِهِ وَارْتَضاكُمْ لِسِرِّهِ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَ الله بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سَلِ الله تَعالى فِي نُجْحِ طَلِبَتِي وَإِجابَةِ دَعْوَتِي وَكَشْفِ كُرْبَتِي، وسل ماتريد فإنه يقضى إن شاء الله))،
وتسأل ما تريد فانه يقضى إن شاء الله تعالى،
ويستحب أيضاً قراءة دعاء صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :
((إِلهِي عَظُمَ البَلاءُ وَبَرِحَ الخَفاءُ وَانْكَشَفَ الغِطاءُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ وَضاقَتِ الأَرْضُ وَمُنِعَتِ السَّماء وَأَنْتَ المُسْتَعانُ وَإِلَيْكَ المُشْتَكَى وَعَلَيْكَ المُعَوَّلُ فِي الشَّدِّةِ وَالرَّخاءِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَولِي الأَمْرِ الَّذِينَ فَرَضْتَ
ص: 230
عَلَيْنا طاعَتَهُمْ وَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَفَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً قَرِيباً كَلَمْحِ البَصَرِ أَوهُوأَقْرَبُ؛ يامُحَمَّدُ ياعَلِيُّ ياعَلِيُّ يامُحَمَّدُ إكْفِيانِي فَإنَّكُما كافِيانِ وَانْصُرانِي فَإنَّكُما ناصِرانِ يامَوْلانا ياصاحِبَ الزَّمانِ الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي، السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، العَجَلَ العَجَلَ العَجَلَ، ياأَرْحَمَ الرَّاحِمينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرِينَ))
يوجد بجوار مسجد السهلة المعظم مسجدان مشرفان هما:
(صعصعة بن صُوحان بن حُجْر العبديّ) (رضی الله عنه) : سيّدٌ من سادات العرب، ومن أكابر المؤمنين، وممن أثنى عليه أمير المؤمنين (علیه السلام) فمدحه بوصف: قلة المؤونة، وكثرة المعونة، روى عن أمير المؤمنين علي (علیه السلام) وعن ابن عباس (رضی الله عنه) ، كما روى عن أبي إسحق السبيعي، والمنهال بن عمرو، وعبد الله بن بريدة وغيرهم ، وكان ثقة ابن سعد والنسائي وغيرهم،
ص: 231
عرف صعصعة (رضی الله عنه) خطيبا مفوها لسنا،تقيا، فاضلا، بليغا في الذود عن الحقّ والعدالة والفضيلة، مصداقا لقول أبن عباس (رضی الله عنه) له: ((أنك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء، ما ورثت هذا عن كلالة …))،وكان ابن عباس (رضی الله عنه) حبر الأمة إذا ما أراد أن يستمع إلى البلاغة والحكم وسداد الرأي وما عفا من أخبار العرب، يجالس صعصعة (رضی الله عنه) ويسائله ويرتوي من فيض نبعه، كما أختاره وفد المصريين لرئاسة جماعة منهم عند دخولهم على عثمان لطلب الإصلاح، وشهد له الكثير من محبيه وأعدائه بالفضائل، فقد وصفه أمير البلاغة الإمام علي (علیه السلام) ب- (الخطيب الشحشح)، وامتدحه عقيل بن أبي طالب (علیهما السلام) بقوله: ((صعصعة عظيم الشأن قليل النظير))، وخاطبه عمر بن الخطاب قائلا: ((أنت مني وأنا منك))، وذكره معاوية فقال: ((وددت والله أني من صلبه)) و((هكذا فلتكن الرجال)) ، وحدث عنه عبد الملك بن مروان فقال: ((انه أحضر الناس جوابا))،وقد كان من اشد أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام) ولاء، فقد جاء عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنه قال: ((وما كان مع أمير المؤمنين (علیه السلام) من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه))،
وصف صعصعة (رضی الله عنه) الإمام علي (علیه السلام) مرة فقال: ((كان فينا كأحدنا، لين الجانب، وشدة تواضع، وسهولة قياد، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف فوق رأسه))،ووقف (رضی الله عنه) يوم بيعة الإمام علي (علیه السلام) يخاطبه: ((يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك، وهي إليك أحوج منك إليها))،وقد شهد (رضی الله عنه) مع الإمام علي (علیه السلام) مواقعه كلها هووأخواه (زيد وسيحان) (رضی الله عنه) ، وجرح في معركة (الجمل)، واستشهد أخواه (رضی الله عنه) ،
ص: 232
أستأذن صعصعة (رضی الله عنه) على علي (علیه السلام) وقد أتاه عائدا لما ضربه أبن ملجم، فلم يكن عليه إذن، فقال صعصعة (رضی الله عنه) للآذن: ((قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا وميتا، فقد كان الله في صدرك عظيما، ولقد كنت بذات الله عليما،)) فأبلغه الآذن ذلك فقال الأمير (علیه السلام) : ((وأنت يرحمك الله فقد كنت خفيف المؤونة، كثير المعونة))،
سار (رضی الله عنه) في تشييع جثمان الأمير (علیه السلام) ، ووقف على قبره وأخذ كفا من التراب فأهاله على رأسه، وقال: ((بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين، هنيئا لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك، وعظم جهادك، وبلغت ما أمّلت، وربحت تجارتك، ومضيت إلى ربك،))، ونطق بكثير من مثلها، وبكى بكاءا شديدا، وأبكى كل من كان معه، وبذلك فقد انعقد في جوف الليل مأتم يخطب فيه صعصعة (رضی الله عنه) ، ويحضره الإمامان الحسنان (علیهما السلام) ، ومحمد بن الحنفية، وأبوالفضل العباس، وغيرهم من أبنائه، وأقاربه سلام الله عليهم،ولما انتهى صعصعة (رضی الله عنه) من خطبته، عدل الحاضرون إلى الإمامين الحسن والحسين (علیهما السلام) وغيرهما من أبنائه، فعزوهم في أبيهم، فعادوا طرّا إلى الكوفة) (1) ،
، ولصعصعة (رضی الله عنه) شعر جميل يرثي به الإمام علي (علیهما السلام) فيقول:
((هل خبر القبر سائليه *** أم قرّ عينا بزائريه
أم هل تراه أحاط علما *** بالجسد المستكين فيه
لوعلم القبر من يواري *** تاه على كل من يليه
ص: 233
ياموت ماذا أردت مني *** حققت ما كنت أتقيه
ياموت لوتقبل افتداء *** لكنت بالروح افتديه
دهر رماني بفقد ألفي *** أذم دهري واشتكيه))،
عاش صعصعة (رضی الله عنه) فترة عظيمة من فترات التاريخ الإسلامي، وعاصر أناسا عظاما نقشوا في ذاكرة التاريخ خطوطا عريضة زاهية لا تمحى، فقد عايش جزءا من حياة الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله) وتربى في ظل دولته الكريمة، وعاصر حياة الخلفاء وعايش الأحداث المهمة، المؤلمة منها والمفرحة، عايش السقيفة، والردة، والانقلاب على الأعقاب، والفتوحات الإسلامية، وانحدار المسلمين التدريجي من المجد الإيماني إلى بناء المجد الشخصي … ليرى نفسه وجها لوجه يصطدم مع سلاطين الإسلام الذين حولوا الخلافة إلى ملك وراثي، وليروه أمامهم عقبة تجرعهم الغصة تلوالأخرى، غزاهم في عقر دارهم، وفي مقر حكمهم بأشد الكلام وأقساه، فكان شوكة في جنوب الباغين، وقذى في عيون الظالمين؛ فجعلوا يبيتون له الغدر، ويتحينون له الفرص، حتى صمم معاوية على النيل منه وقال: (والله لأجفينك عن الوساد، وأشردن بك في البلاد)، فأمر واليه على الكوفة (المغيرة بن شعبة) بإبعاده عنها؛ باعتبارها معقلا لتحركه الجماهيري المعارض، ونفيه إلى جزيرة (أوال)، وهي جزيرة البحرين الحالية،معلنا بداية رحلة بلاء جديدة زاده فيها التقوى وسلاحه الإيمان، وشعاره الإسلام، وهدفه الإصلاح، أنيسه الحق ورفيقه الصبر،وطالت الرحلة وما زادت هذا المؤمن الحقيقي إلا صلابة وإباء، واستعدادا للفداء، والجسد معذب، والنفس مستبشرة، البدن متعب، والروح مطمئنة، إلى أن
ص: 234
خلاصة الجهاد الشهادة،وعاد السيف إلى قرابه، فان (أوال) كانت موطن أسلافه؛ فلا غرور أن وطد فيها دعائم الولاء لآل البيت (علیهم السلام) ، حتى استوى على سوقه، وآتى أكله يانعا بإذن ربه،وبقي هناك حتّى وفاته، وقد توفي (رضی الله عنه) في جزيرة أوال بعد نفيه إليها سنة 60 هجرية، وله من العمر سبعون سنة، ودفن في قرية (عسكر) الواقعة جنوب جزيرة المنامة العاصمة في البحرين، ويقع بها ضريح صعصعة (رضی الله عنه) ومسجده المسمى باسمه على ساحل البحر، وكانت تعلوه قبة ثم تهدمت ولم يعد بناؤها من جديد، وبناء المسجد عامة قديم وهومزار مشهور لدى عامة الناس ويؤمه الزائرون من كل مكان في البحرين باختلاف طوائفهم في العطل وفي المناسبات،
وذكر أن الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) كثيرا ما شوهد في مسجد صعصعة القريب من مسجد السهلة المبارك، في شهر رجب ، يصلي ركعتين ويدعوبهذا الدعاء:
((اللّهُمَّ ياذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاءِ الوازِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالقُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالنِّعَمِ الجَسِيمَةِ وَالمَواهِبِ العَظِيمَةِ وَالاَيادِي الجَمِيلَةِ وَالعَطايا الجَزِيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثِيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَلا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَعَلا فَارْتَفَعَ وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَأَعْطى فَأَجْزَلَ وَمَنَح فَأَفْضَلَ، يا مَنْ سَما فِي العِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الاَبْصارِ وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَفْكارِ يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ وَتَفَرَّدَ بِالآلاِء وَالكِبْرِياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرياءِ هَيْبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الاَوْهامِ وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِ الاَنامِ، يا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ؛ أَسْأَلُكَ بِهذِهِ
ص: 235
المِدْحَةِ الَّتِي لا تَنْبَغِي إِلاّ لَكَ وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعِيكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فِيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ، ياأَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَأَبْصَرَ النَّاِظرِينَ وَأَسْرَعَ الحاسِبِينَ، ياذا القُوَّةِ المَتِين صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَاقْسِمْ لِي فِي شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ وَاحْتِمْ لِي فِي قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ وَاخْتِمْ لِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفوراً وَأَمِتْنِي مَسْرُوراً وَمَغْفوراً، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْ مُسأَلَةِ البَرْزَخِ وَادْرأ عَنِّي مُنْكَراً وَنَكِيراً وَأَرِعَيْنِي مُبَشِّراً وَبَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصِيراً وَعَيْشاً قَرِيراً وَمُلْكاً كَبِيراً وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً)) (1)،
ومسجد صعصعة (رضی الله عنه) اليوم من مساجد الكوفة المشهورة ويقع على مسافة قريبة من الجهة الشرقية لمسجد السهلة المعظم، عنيَ الناسُ برعايته والحفاظ على عمرانه، وعمارته الحاليّة شُيّدتْ سنة 1387ﻫ ، ومساحة المسجد 160 متراً مربّعاً مع أربعة أضلاع ارتفاعها متران، وفي الضلع القبلي منها ظلّة تحتها يقع محراب الصلاة،وقد قام بأعمال البناء المغفور له الحاج عبد الزهره فخر الدين (2) امتثالا لأمر زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سره) ،
ص: 236
و(زيد بن صُوحان بن حُجْر العبديّ) (رضی الله عنه) من خلّص أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام) ، أدرك رسول الله (صلی الله علیه و آله) وقال فيه النبي (صلی الله علیه و آله) : ((من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه عضومنه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان)) (1)، ويشتبه فيعبر عنه بالصحابي وهوولم يشاهد رسول الله (صلی الله علیه و آله) إنما النبي (صلی الله علیه و آله) ذكره وأثنى عليه،وهواحد ثلاثة أشقاء استشهد اثنان منهم مع الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) وقد صحب زيد بن صوحان (رضی الله عنه) الإمام علياً (علیه السلام) ،وكان له محباً وصديقاً، تفانى في حب الإمام (علیه السلام) ،والدفاع عنه؛ ولذا سب من قبل خصوم أمير المؤمنين (علیه السلام) ،
كان عالماً فاضلاً ذا بصيرة، ومن سادات قومه الموصوفين بالعبادة والزهد والشجاعة والتقوى، ومما يدل على فضله قول رسول الله (صلی الله علیه و آله) فيه،وقد اشتهر بالحديث عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) ،وقد أدرك حياة النبي (صلی الله علیه و آله) ولم يره، بناءً على بعض الروايات لكنه يروي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) وعرف انه من قراء القرآن، وكان معلماً ومرشداً وله دور خطابي بليغ في المدائن؛ إذ طلب إليه آنذاك سلمان المحمدي (رضی الله عنه) أن يخطب ويقرأ القرآن؛ لبلاغته وفصاحته،وله يوم الجمل دور تبليغي رائد، فقد كان يخطب في المسلمين ويستجيش العواطف رافعا شعار (سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق وتعرفوه)،
ص: 237
قطعت يده في معركة تسمى بفتح نهاوند عام 20 للهجرة، ولقطع يده قصة جميلة، وهي أن النبي (صلی الله علیه و آله) أثنى على أشخاص دون أن يراهم، وقيمهم قبل أن يشاهدهم ،مثل أويسالقرني (رضی الله عنه) ، وميثم التمار (رضی الله عنه) ،وزيد بن صوحان (رضی الله عنه) فقد ذكر النبي (صلی الله علیه و آله) بعض صفات هؤلاء، أوبعض ظروف استشهادهم، فتحدث (صلی الله علیه و آله) عن زيد بن صوحان (رضی الله عنه) قائلا: انه يسبقه عضومن أعضاءه إلى الجنة، بما يعني أن له تضحية توفر له مكاناً في الجنة قبل اجله،وتطبق ذلك فعلاً بعد رحيل النبي (صلی الله علیه و آله) بعشر سنوات في معركة فتح نهاوند، والملفت في الأمر أن يده قطعت من المرفق فدفنوا يده، وبعد مدة شاهده احد من يعرفون بالصحابي، ممن تحدث القرآن الكريم عنهم بالآية الكريمة:
﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (1)،فلما رأى يده قطيعة سأله مستغرباً ما ليدك وما حدث لها؟!، ثم سأله يا زيد أسرقت فقطعت يدك !!، فضحك زيد (رضی الله عنه) وقال له: (منذ كم دخلت في الإسلام ولم يبلغ الإسلام حدود صدرك؟!، أما ترى يدي قطعت من المرفق؟!،فهل هذا هومن الحدود؟!،- وحد قطع السارق أصابع اليد- ثم قال له: لكن ما اصنع لك !!)،فلبس الرجل ثوب الفشل،
اشتهر زيد (رضی الله عنه) بعبادته وتقواه وكان يعيش حياة بسيطة، يصوم النهار ويحيي الليل بالعبادة وخاصة ليلة الجمعة فتقول الروايات أنه كان يحييها حتى الصباح،ويقال: انه اتخذ كوخاً ينعزل به في عبادته، وعلى هذا المكان، مكان الكوخ شيد مسجده باسمه، وهوالمجاور لمسجد السهلة المعظم، وزيد بن صوحان (رضی الله عنه) احد الذين هجرهم عثمان من المدينة إلى الشام،شأنه شأن أبي ذر الغفاري (رضی الله عنه) ومالك الأشتر (رضی الله عنه) وغيرهم،
ص: 238
أعطاه الإمام علي (علیه السلام) الراية يوم الجمل بعدما استشهد أخوه سيحان (رضی الله عنه) بين يدي أمير المؤمنين (علیه السلام) ،ولما خرج إلى القوم اظهر شجاعة فائقة حتى سقط شهيداً سنة 36 ﻫ ، أستشهد زيد رضوان الله عليه في معركة الجمل وهويساند الحق، وقد تحققت في ذلك نبوءة النبي (صلی الله علیه و آله) فيه إذ قطعت يده في واقعة جلولاء، ولحق جسده بيده يوم الجمل، وكان رحمه الله حامل راية الجهاد وكان إخوانه ممن يتهافت لنصرة أمير المؤمنين (علیه السلام) فلما ضرب عمروبن يثري الظبي زيدا (رضی الله عنه) وسقط صريعا سارع أخوه صعصعة (رضی الله عنه) وحمل عنه الراية، أما أمير المؤمنين (علیه السلام) فقد جاءه وجلس عند رأسه يؤبنه قائلا: ((رحمك الله يا زيد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة))، فرفع زيد (رضی الله عنه) رأسه وهويقول: ((وأنت فجزاك الله خير الجزاء يا أمير المؤمنين فوالله ما علمت إلا بالله عليما وفي أم الكتاب عليا حكيما وأن الله في صدرك لعظيم، والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي (صلی الله علیه و آله) تقول: ((وانصر من نصره واخذل من خذله فكرهت والله أن أخذلك فيخذلني الله،))ويروى انه لما سقط نادى برفاقه قائلاً ادفنوني بثيابي ودمائي فأني مخاصم من قتلني وتولى دفنه الإمام (علیه السلام) ، وابنه،
وقد جاء في جواب صعصعة (رضی الله عنه) لابن عباس (رضی الله عنه) عن أخيه زيد (رضی الله عنه) قوله: ((كان والله يا ابن عباس عظيم المروءة، شريف الأخوة، جليل الخطر، بعيد الأثر، كميش العروة، أليف البدوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الدهر، ذاكرا الله طرفي النهار وزلفي الليل، الجوع والشبع عنده سيان، لا ينافس في الدنيا، وأقل أصحابه من ينافس فيها، يطيل السكوت، ويحفظ الكلام))، ثم ذكر أبياتا فقال ابن عباس (رضی الله عنه) : ((ما ظنك برجل من أهل الجنة رحم الله زيدا))،
ص: 239
دفن في البصرة، ودفن بعدها بجواره ولده، وقبره شاخصٌ في البصرة على يمين الذاهب إلى السِّيبة في منطقة كوت الزين،
أما مسجد زيد بن صوحان (رضی الله عنه) ، فيقع على بعد مئتي متر جنوب مسجد السهلة، وقد هدمت بناية المسجد الأصلية القديمة في بداية القرن العشرين ثم شيدت من جديد، ثم ما لبثت أن تهدمت فجددت عمارتها من قبل المؤمنين من أهالي تبريز؛ فتم البناء في شعبان سنة 1395 ﻫ / 1975 ﻫ ، وبقي من عمارة المسجد الأُولى ثلاث قطع من المرمر الأبيض كتب عليها أدعية وأذكار، واحدة من هذه القطع مؤرخة سنة 1332هجرية، والبناء الحالي للمسجد يحتل مساحةً قدرها 165 مترا مربعا،
وقد تم إعادة ترميمه في السنين المتأخرة من القرن الماضي على يد المغفور له الحاج محمد جواد عطيه جبوري بتوجيه مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني(دام ظله)
ومن المستحبات قراءة هذا الدعاء في مسجد زيد بن صوحان (رضی الله عنه) (1)
((إِلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطئ المُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ إِلهِي قَدْ جَلَسَ المُسِيُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِراً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زلله، إِلهِي قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ راجِياً لِما لَدَيْكَ فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، إِلهِي قَدْ جَثاً العائِدُ إِلى المَعاصِي بَيْنَ يَدَيْكَ خائِفاً مِنْ يَوْمٍ تَجْثُوفِيهِ الخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، إِلهِي جأَكَ العَبْدُ الخاطئ فَزِعاً مُشْفِقاً وَرَفَعَ إِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً
ص: 240
راجِياً وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي مُخالَفَتَكَ وَماعَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِكَ جاهِلٌ وَلا لِعِقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَأَعانَتْنِي عَلى ذلِكَ شِقْوَتِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخى عَلَيَّ، فَمِنَ الانَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟!
فَيا سَوْأَتاهُ غَداً مِنَ الوُقُوف بَيْنَ يَدَيْكَ إِذا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا ! أَفَمَعَ المُخِفِّينَ أَجُوُزُ أَمْ مَعَ المُثْقِلِينَ أَحُطُّ؟ وَيْلِي كُلَّما كَبُرَ سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي ! وَيْلِي كُلَّما طالَ عُمْرِي كَثرَتْ مَعاصِيَّ ! فَكَمْ أَتُوبُ وَكَمْ أَعُودُ؟ أَما آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي؟ اللّهُمَّ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ إِغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَخَيْرَ الغافِرِينَ))
ثم تضع وجهك على التراب وتقول: ((إْرحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ))
ثم تضع خدك الأيمن وتقول: ((إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ))
ثم تضع خدك الأيسر وتقول: ((عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْومِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ))
ثم تعود إلى السجود وتقول: ((العَفْوالعَفْوَ)) مئة مرة،
ص: 241
القرآن الكريم
الإحتجاج - الشيخ الطبرسي
الإختصاص -الشيخ المفيد
الأمالي - الشيخ الطوسي
التهذيب - الشيخ الطوسي
الحيرة - د، حسن الحكيم
الذكرى - الشهيد الأول
الروح المجرد - السيد محمد حسين الحسيني الطهراني
السرائر - إبن إدريس
الطبقات - إبن سعد
ص: 242
العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان - الشيخ علي اكبر النهاوندي
الغارات -الثقفي
الغيبة - الشيخ الطوسي
الفاطمة المعصومة - محمد علي المعلم
الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق(ع) - عبد الحسين الشبستري
الفتاوى - السيد محمد سعيد الحكيم
الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم
الكافي - الشيخ الكليني
الكلم الطيب والغيث الصيب - السيد علي خان المدني
المزار - الشيخ المفيد
المزار الكبير - المشهدي
المستجاد من الإرشاد(المجموعة) - العلامة الحلي
المفصل في تاريخ النجف الأشرف - د، حسن الحكيم
ص: 243
الملهوف على قتلى الطفوف - السيد إبن طاووس
المنتخب من أعلام الفكر والأدب - كاظم الفتلاوي
النجف الأشرف وحركة الجهاد - د، كامل سلمان الجبوري
النخبة الجلية - السيد البراقي
الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي
اليتيمة الغروية والتحفة النجفية - السيد البراقي
إرشاد اهل القبلة - الحسيني الكاشاني
أخبار أصبهان - الأصبهاني
أصل الشيعة وأصولها - الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء
أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين
أنوار الملكوت - السيد محمد حسين الحسيني الطهراني
بحار الأنوار - الشيخ المجلسي
تاج العروس - الزبيدي
تاريخ الأنبياء- السيد محمد حسين الطباطبائي
ص: 244
تاريخ الحكماء والعرفاء - الأستاذ صدوقي سها
تاريخ الكوفة - السيد البراقي
تأريخ الأنبياء - السيد محمد حسين الطباطبائي
تذكرة الفقهاء - العلامة الحلي
تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي
تهذيب الكمال - المزي
توضيح المسائل - الشيخ محمد تقي بهجت
جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي
جنة المأوى - العلامة النوري
جواهر الكلام - الشيخ الجواهري
خاتمة المستدرك - العلامة النوري
خواطر عن الإمام السيد محمد الشيرازي - السيد محمد رضا الشيرازي
دلائل الإمامة - الطبري
ربع قرن مع العلامة الأميني - الحاج حسين الشاكري
رجال النجاشي - النجاشي
ص: 245
رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين - السيد علي خان المدني
سر السلسلة العلوية - أبونصر البخاري
سفينة البحار - الشيخ عباس القمي
طرائف المقال - علي البروجردي
عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني
علل الشرائع - الشيخ الصدوق
غاية الاماني في حياة الشيخ الطهراني - السيد محمد حسين الجلالي
فرحة الغري - تحسين الموسوي
فضل الكوفة ومساجدها - محمد جعفر المشهدي
قرب الإسناد - الحميري القمي
كشف الغطاء - الشيخ جعفر كاشف الغطاء
كلمة الامام المهدي-السيد حسن الشيرازي
لمحات من تاريخ العراق - د، علي الوردي
مجلة العلم: المجلد الثاني العدد السابع
مختصر بصائر الدرجات - الحسن الحلي
ص: 246
مختصر كتاب البلدان - ابن الفقيه
مراقد المعارف - الشيخ محمد حرز الدين
مساجد الكوفة - د، كامل سلمان الجبوري
مستدرك الوسائل - الميرزا النوري
مستدرك سفينة البحار - علي النمازي
مسجد السهلة المعظم تاريخه وأعماله - مضر السيد علي خان المدني
مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف –كاظم عبود الفتلاوي
مصباح المتهجد - الشيخ الطوسي
معجم رجال الفكر والأدب في النجف - د، محمد هادي الاميني
معجم قبائل العرب - عمر كحالة
مفاتيح الجنان - الشيخ القمي
مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي
مقتضب الأثر - احمد بن عياش الجوهري
مقتطفات ولائية – الشيخ الوحيد الخراساني
ص: 247
مكيال المكارم - محمد تقي الأصفهاني
من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق
منتهى المطلب - العلامة الحلي
منهاج الصالحين - السيد محمد سعيد الحكيم
منهاج الصالحين - الشيخ محمد اسحق الفياض
موسوعة النجف الأشرف - جعفر الدجيلي وعبد الله الخاقاني
نهاية الأحكام - العلامة الحلي
ص: 248
الأسم - رقم الصفحة
آدمالنبي (ع) 124
ابراهيم (النبي)(ع)14/15/16/18/20/46/82/85/86/87/99/102/106/115/116/118/119/123
ابراهيم المجاب 34/26/
ابن الفقيه 10/168
ابن بدر الهمداني 77
ابن سعود 6/
ابن طاووس6/27/
ابن قولويه 10/19/
ابوالحسن الاصفهاني 9/41/43/52/61/62/65/71/143
ابوتراب الخوانساري 36/41/65/
ابوحمزه الثمالي 21/118/
ادريس النبي 14/18/20/23/86/99/102/115/116/117/118/125/126/153
اسماعيل الصدر 61/68/
أقا بزرك الطهراني 30/35/49/52/60/93/109/
أقا جان الزنجاني 48/54
ص: 249
الباقر(الامام)(ع) 10/19/21/69/70/76/88/115/
البراقي 5/6/20/27/166/167/
الحر العاملي 16/130/155/
الحسن العسكري(الامام)(ع) 70/115/116/123/128
الحسن بن عطية الحناط 77
الحسن(الامام)(ع)27 /32/38/70/77/81/89/159/
الحسين(الإمام)= سيد الشهداء5/12/13/48/54/76/78/88/109/113/114/123/136/148/149/155/159
الحسيني الكاشاني 4/86/87/166
الحميري القمي 10/22/117/168/
الخضر(ع) 10/14/18/20/24/86/98/101/115/117/118/119/126/136/145/152
الخوئي 7/39/43/44/45/51/53/54/57/66/67/68/69/70
الشريف الرضي 65/114
الشريف المرتضى 26/114/
الصادق(الإمام)(ع)/3/10/19/20/21/23/24/44/50/56/58/70/71/73/76/85/86/87/88/93/97/99/103/115/116/117/118/120/121/122/125/152/158
الصدوق15/23/114/115/125/167/169/
الطوسي 3/21/23/26/30/32/69/76/85/92/114/118/124/137/138/165/167/168/
العلاء بن رزين 23/117/
ص: 250
العلامة الحلي 87/114/116/125/166/167/169
العمالقة 20/23/85/86/115/116/118/120/123
الكاظم (الامام)(ع) 21/31/40/53/70/117/118/121/153
المجدد الشيرازي29/32/34/
المجلسي37/140/120/118/117/112/77/76/75/72/21/20/17/16/3/176/
المختار بن ابي عبيد الثقفي 11/91
المفضل بن عمر الجعفي 120/121/122
المفيد 19/26/68/69/86/88/114/115/118/125/165/166
المهدي=الحجة=صاحب الزمان=ولي العصر= المنتظر(الإمام)(عج)2/3/4/15/18/23/41/42/44/45/46/48/51/53/55/73/79/88/89/90/91/97/98/99/100/103/105/107/108/122/128/129/130/131/132
133/134/135/137/139/140/141/143/145/146/147/148/155/156/157/160/165
الميرزا النائيني 9/36/41/43/47/51/52/61/62/65/71/134
الميرزا النوري 2/10/19/48/49/60/106/120/129/144/156/167/168/
محمد النبي (ص)= رسول الله5/15/16/20/41/45/50/53/58/59/76/77/112/113/115/118/123/124/125/126/127/128/141/147/151/152/153/154/155/156/157/160/161/164
الهيثم بن خالد بن يزيد76/77
الوحيد الخراساني 51/52/113/169
ام سلمه 13/163
إبراهيم الغمر32/77/89/92
ص: 251
إبراهيم بحر العلوم 74
إبراهيم بن محمد بن محمد العلوي76/77
إبراهيم بن هاشم الكوفي 137
إدريس الحسيني المغربي 108
أبوبصير119/125/
أبوبكر الحضرمي115
أحمد الجلبي 74
أحمد الصافي 73
أحمد أمين الكاظمي 62/
أحمد بن محمد الطائي76
أحمد مبارك 73
احمد نوري الحكيم 37/108
أحمد نوري هاشم الحطاب 102/105/
أحمدي القمي 72
أسعد سلطان أبوكلل 74
أسعد عبد الحمزه الجنابي 74
أسعد هاشم جاسم الرماح 105
ص: 252
أفضل الشامي 73
أنمار صبيح الأوسي 75
أنور عبد الأمير خوير105
آل السهلاوي 104
باسم الكربلائي 73
باقر الايرواني38
باقر القزويني 64/138
باقر شريف القرشي 62/69/70
براك الشمرتي 75
بشار المكاري 24/119
بنوحسن 7
بنوظفر 10/12/16/17/18/114
بنومسلم 6
بهاء طعمه جياد 74
بهجت رشاد شاهين 74
ثائر لطيف مزعل 74
جابر الجابري 74
ص: 253
جابر بن عبد الله الأنصاري 21/29/39/127/
جاسم الطويرجاوي 73
جاسم محمد جعفر 74
جاسم محمد ناصر 102//105
جالوت 20/23/ 115/116/118/
جبار عبيد كاظم 74
جعفر الإبراهيمي 73
جعفر الدجيلي 8 /83/142/169
جعفر الموسوي 74
جعفر بن بشير البجلي 106
جعفر صادق حمودي 73
جعفر كاشف الغطاء 6/27/28/62/63/64/77/78/90/167/168
جعفر مجتهدي 47/
جمال البدري 75
جمال الدين الكلبايكاني 39/51/53/
جمال عبد الناصر73
جواد حسين السهلاوي 81/103
ص: 254
جواد كاظم الحكيم 73
حبيب الخطيب 72
حبيب الكاظمي 73
حبيب الله الرشتي 30/65/
حبيب علي العطاس 72
حداد عادل 735
حذيفة بن اليمان 58
حسن الجبوري 72
حسن الخرسان 72
حسن الشيرازي 18/63/65/70
حسن الصفار 71
حسن بن الحسين الطاهر العلوي75
حسن عبد الهادي علي خان 104/106
حسن علي الأصفهاني 53/
حسن عيسى الحكيم 6/8/16/72/98/107/164/165
حسن علي الأصفهاني 53/
حسن الظالمي 107
ص: 255
حسن علي الأصفهاني 53/
حسين البروجردي36/52/54/69/109
حسين الحسيني 55
حسين الحلي 37/38/39/52/61/62/67/70/71/93/109
حسين الشاكري 49/167
حسين الشامي 73
حسين بحر العلوم 66
حسين دنائي فر 74
حسين علاء الحكيم37
حسين قلي الهمداني 33/38/39/41/93
حسين همدر 55
حمزة بن علي بن زهرة العلوي106/123
حمزه الربيعي 74
حيدر الميالي75
حيدر شمخي العلياوي 105
حيدر طالب الدامرجي 74/102/
حيدر محمد باقر الحكيم 37
ص: 256
خالد الملا 73
خالد النعماني 75
خالد بن عرعرة 114
خباب بن الأرث 16
خليفه الجوهر 73
خليل إبراهيم العلي 74
داود (النبي)(ع)14/20/23/116/118
راضي التبريزي 44
رشيد الحسيني 72/108
رضا النجار 98
رضا الهمداني 34/39/64
روح الله الخميني 54/68
رياض الحكيم 37/38/95
زهير الأنصاري 75
زيد بن صوحان العبدي 36/120/124/135/137/138/147/158/161/162/163
زيد(بن علي)(ع) /5/20/21/22/76/97/114/115/116/117
زين الدين العاملي 59/60
ص: 257
زين العابدين(الامام)(ع) 19/21/49/70/88/98/101/153/154
سعدون البعاج 63/69
سعيد الحكيم 38/61/71/
سعيد السلطاني 73/149
سلامت يوسف أفندي 73
سلمان المحمدي(الفارسي)21/58/73/161
سناء الموسوي 75
سهيل 6/10/19/21/79/88/115/118/132/142
سيحان بن صوحان العبدي 158/162
شاكر القرشي 35
شاكر الموسوي 73
شهاب الدين المرعشي 49/65/135
صاحب الجواهر(محمد حسن) 16/27/28/29/56/60/64/97
صاحب الحكيم 74
صادق القاموسي 38/62/70/94
صادق اللبان 74
صالح الحيدري 73
ص: 258
صالح بن أبي الأسود 117
صدر الدين القبانجي 72
صدر الدين شرف الدين 62
صعصعه بن صوحان العبدي11/36/98/158/159/160/161/163
صفاء علي خضير74
صفوان الجمال 121/122/
صلاح عبد الرزاق 74
ضياء الدين العراقي 30/36/42/43/49/51/52/61/62/65/70/71
طلال الحكيم 96
عادل هاشم الحكيم 96
عادل عبد الزهره الحكيم 96
عباس الترجمان 142/148/
عباس الرميثي 61/71
عباس القمي 21/60/114/121/156
عباس القوجاني 52/53/66/
عباس كاشف الغطاء 73
عباس كاظم مراد 81
ص: 259
عباس محمد حسين السهلاوي 105
عبد الأعلى السبزواري 43/44/96
عبد الأمير الحكيم 37/95/
عبد الأمير مطلك فنجان 74
عبد الجبار الأعرجي 74
عبد الحسن حمود شنون 73
عبد الحسين الحلي 37/71/
عبد الحسين الخراساني 150
عبد الحسين القاضي72
عبد الحسين القزويني 62
عبد الحسين الموسوي 75
عبد الحسين باقر عبطان 74
عبد الحكيم عامر 74
عبد الحميد الموسوي 73
عبد الرحمن بن سعيد الخزاز117
عبد الرحمن بن كثير118
عبد الرزاق المقرم 61/83
ص: 260
عبد الرسول علي خان 67/68
عبد الرضا الطفيلي 60
عبد الرضا معاش73/150
عبد الزهره فخر الدين 98/161
عبد الصاحب الموسوي73
عبد العزيز الحكيم 32
عبد الغني عجيل 74
عبد القيس 10/11/17
عبد الكريم الحائري 49/66
عبد الكريم العامري 74
عبد الكريم القزويني 67
عبد الكريم الكشميري 44/45/69
عبد الكريم علي خان المدني 62/67/68/70
عبد الكريم محمد 57
عبد اللطيف المدني 75
عبد الله الخاقاني8 /83/142/169
عبد الله الدجيلي 73
ص: 261
عبد الله الشيرازي 71
عبد الله المازندراني 56/66
عبد الله بن أبان 118
عبد الله بن عباس 158/163
عبد الله بن عفيف الأزدي 5/ 6
عبد الله جعفر روجي 98
عبد المحسن شلاش 98
عبد المحمد الشوشتري 142/143/148/149
عبد المطلب أبوالريحه 150
عبد المنعم الحكيم 37/38/94/95
عبد المنعم الفرطوسي 62/69
عبد المنعم ناصر مرزه 98
عبد المهدي علي خان 74
عبد النبي العراقي 53
عبد الهادي الشيرازي 44/53/54/62/66
عبد الهادي الفضلي 62/67/68
عبد الهادي محمد تقي الحكيم 74
ص: 262
عبد الوهاب الحكيم 37/93/94
عبود وحيد العيساوي73
عبيد الله بن زياد 5/ 6
عدنان الزرفي 73
عدنان عيسى الكلابي 73
عز الدين الحكيم 37/94/100
عز الدين بحر العلوم 60/66
عظيم حسيني 74
علاء الدين الموسوي71/107
علاء الدين بحر العلوم 92
علاء الدين محمد سعيد الحكيم94/95
علي (أمير المؤمنين)(ع) 10/12/14/15/16/18/19/21/22/26/27/29/32/37/38/45/59/66/70/75/76/77/78/83/88/89/98/99/107/113/120/121/122/123/124/125/126/130/138/146/148/155/156/157/158/159/160/161/162/163
علي ادريس علي خان 72
علي اكبر النهاوندي 40/145/164
علي اكبر ولايتي 74
علي الأديب 73
ص: 263
علي التاروتي 61
علي السيستاني60/93/108/109/162
علي القاضي 42/44/45/46/50/51/52/147
علي الكوراني 3/37/38/166/167
علي الوردي7/9/168
علي أكبر الحائري72
علي أكبر هاشمي رفسنجاني 74
علي بزي العاملي 62
علي بن السري 106
علي بن إبراهيم القمي39/78/106/118/120/123
علي بن إبراهيم الخياط 76/77
علي خان المدني 123/155/156/166
علي لاريجاني 74
علي محمد حسين الحكيم 95/108
علي محمد صادق الحكيم 37
علي محمد النجف ابادي 40/41/42
علي محمود الصائغ74
ص: 264
علي مدبري72
علي مرزه74
عماد الدين البهبهاني 57
عمار عبد العزيز الحكيم 37
فاضل الأنباري 73
فاضل منجي شكر 74
فاطمة الزهراء (ع) 24/85/107/119/120/126/156
فاطمة المعصومة(ع) 53/138/165
فايد الشمري 75
فتاح التبريزي62
فتح الله الاصفهاني(شيخ الشريعة)35/36/40/43/45/49/65
فرحان فليح كزار 74
فعال العلياوي 74
فلاح حسن العلياوي 105
فوزي محمد تقي آل سيف 72
قاسم محي الدين 28/65/
قحطان السيد زبر 74
ص: 265
كاظم الفتلاوي 38/62/67/68/69/71/113/166/237
كاظم المحنه75
كاظمي قمي 74
كامل سلمان الجبوري 7/33/73/78/82/84/86/104/148/166/168/237
كريم العبدلي 94/100
كمال خرازي 74
كمال علي الفضلي 74
كمال لطيف حسين 73
لؤي الياسري 74
لؤي جبير حسين الجبوري 104
ليث الصائغ 73
مالك بن ضمره 19/123
مجاهد مهدي رشيد 101/104
مجتبى اللنكراني 43/112
مجيد الحكيم 36/93
محسن الامين 32/34/35/39/40/60/76/77/92/93/138/165
محسن الحكيم 36/37/38/54/62/67/68/69/70/94/98/99/113/161
ص: 266
محسن الخضري 10/78
محسن خنفر 60/64/
محسن كاشف الغطاء 10/78
محمد احمد الكاظمي64/122
محمد اسحق الفياض 113/169
محمد البهاري 39/41
محمد التيجاني 57/108
محمد الحجة الكوهكمري 52/54/69/109
محمد الحسيني 78
محمد الحلي 61/83
محمد الداماد 52/54
محمد العابد 40
محمد القاضي96
محمد القبانجي 72/108
محمد المجاهد 29
محمد باقر البوشهري 97
محمد باقر الحكيم (شهيد المحراب)37/38
ص: 267
محمد باقر الدهدشتي 144
محمد باقر الصدر 61/98
محمد باقر الفالي66/73
محمد باقر القاموسي 34/39
محمد باقر الناصري 69
محمد باقر محمد صادق الحكيم 37/94/95
محمد بحر العلوم 67
محمد بن سنان الزهري 106/115/120
محمد تقي الأصفهاني 54/97/126/129/169
محمد تقي الشيرازي 36/40/49
محمد تقي المازندراني 55/145
محمد تقي المدرسي 58/71/113
محمد تقي بهجت 18/44/52/137/167
محمد تقي سعيد الحكيم61/67/68/70/71
محمد تقي محمد علي الحكيم 37
محمد جعفر الحكيم37/38/95/96
محمد جعفرالمشهدي 12/17/22/83/87/88/119/124/161/166/168
ص: 268
محمد جمال الهاشمي 41/60/61/68
محمد جواد الشيخ راضي 60/69
محمد جواد الكلبايكاني 72
محمد جواد عطيه جبوري 94/100/162
محمد حرز الدين 62/97/167
محمد حسين الجلالي 167
محمد حسين الحسيني الطهراني 45/46/51/164/165
محمد حسين الصغير 72
محمد حسين الطباطبائي 46/51/53/68/85/165/166
محمد حسين الكاظمي 8/32/37/59/62
محمد حسين الكمباني 65
محمد حسين غيبي 98
محمد حسين محمد سعيد الحكيم 37/93/94/101
محمد حسين محمد صادق الحكيم 37/93/94/95
محمد رشاد ناصر مرزه 98
محمد رضا البوشهري 97
محمد رضا الشبيبي 7
ص: 269
محمد رضا الشيرازي 49/65/142/166
محمد رضا الفحام 74
محمد رضا المظفر36/60/65/67/69/93/95
محمد رضا آل ياسين 61
محمد رضا شرف الدين 61
محمد سعيد الحبوبي 31/33/35/38/59
محمد سعيد الحكيم 36/37/60/70/86/93/95/98/99/100/101/104/108/164/168/236
محمد سعيد الطريحي 72/81
محمد سعيد عبد الزهره 73
محمد سلمان الخاقاني71
محمد شبر 71
محمد صادق الأصفهاني 96
محمد صادق الحكيم 37/93
محمد صادق الخرسان 71
محمد صادق الشيرازي 65/70/142/
محمد صادق الصدر 61
محمد صالح الحكيم 36/93/95
ص: 270
محمد طاهر الشيخ راضي 37/67/69/70
محمد طه نجف 32/33/34/35/59
محمد عبد المنعم الخاقاني 37/71
محمد علي الأبطحي 52
محمد علي الحكيم 36/69/70/93
محمد علي الحلو71/107
محمد علي الحيدري 72
محمد علي الشيرازي 70
محمد علي الطباطبائي 73
محمد علي بحر العلوم71/107
محمد علي شرف الدين 61
محمد كاظم اليزدي 9/31/35/39/64/142
محمد كلانتر 42
محمد لايذ 8
محمد مهدي البياتي 73
محمد مهدي الخرسان 68
محمد مهدي الفتوني 26/62/88
ص: 271
محمد هادي الأميني 63/64/65/69/82/149/167
محمد هاشم الجهارسوقي 39
محمد هاشم الهندي 63/129
محمود الحكيم 36/68/69
محمود الشاهرودي 51/53/61/68
محمود المرعشي 64/69/137
محي الدين حنيدي72
محي الدين نجفي 73
مرتضى الأنصاري 28/29/31/38/40/52/55/59/63/68/95/131
مرتضى الطالقاني 44/62
مرتضى آل ياسين 61
مصطفى الخميني 69
مضرعلي خان المدني 1/2/95/101/102/105/107/108/168/237
مهدي الاصفهاني 50/89/109
مهدي الحسيني 73
مهدي الخالصي 8/
مهدي المدرسي 36
ص: 272
مهدي علي النجار 149
مهدي هاشم الحكيم96
موسى الاسدي 43
موسى الخلخالي 73
موسى الخمايسي 64
موسى الخوانساري 65
موسى شرارة 33/35/39
موسى كاشف الغطاء 29
مولود مخلص9
ميثم التمار 73
نادر شاه 31
ناصر السلمان 62
ناصر المدني 75
نائل الموسوي 673
نصار الربيعي 74
نصر الله الحائري 31
نصر بن خزيمه 22
ص: 273
نور الدين الجزائري 62
نور الدين شرف الدين 55/62
نوري مشكور 62
هادي المدرسي 71
هادي الميلاني 61/65
هادي حمد صالح139
هادي شريف القرشي 70
هاشم الحداد 45/47
ورام بن ابي فراس 27
يحيى بن عبد الله76
يوسف الحكيم 38/62/67/70/71
يوسف الصديق (النبي)(ع)73
يوسف بن عمر الثقفي 22
ص: 274
الأحساء 11
البحرين 11/71/74/160
البصرة 11/12/68/163/238
الحلة 27/59/141
الحيرة 3/16/17/165
الخورنق 16
الذكوات البيض 3/121/122
الرضوانية 95/238
الرميثة 7
الروحاء 82
السبخة 5
ص: 275
السعودية 11/68/72
السفينة 91/126
السهيلية 10/78
السيبة 163
الشام 13/22/69/106/162
العراق 3/5/7/9/13/15/26/27/31/35/36/37/41/54/55/56/57/58/59/60/61/64/66/68/71/73/74/88/93/98/104/110/115/121/129/132/137/148/155/156
الغري 16/19/26/120/238
الغريين 3/15/121/122
الفرات 7/22/75
القادسية 15/16
القدس 15
القطيف 11/72
الكاظمية المقدسة 27/71/125/153
الكعبة المشرفة 15/86/124
الكفل 7/95
الكناسة 5
الكوفة المقدسة
ص: 276
3/5/6/7/8/10/11/12/13/14/15/16/17/18/19/20/23/24/46/51/52/54/55/73/74/76/81/88/102/103/111/112/113/114/115/117/118/120/121/123/124/127/128/129/130/131/132/134/135/136/140/141/144/148/157/158/159
الكويت 49/50/58/66/71
المدائن 13/160
المدينة المنورة 22/36/50/67/76/82/113/124/125/153
المسجد الأقصى 119
المسجد البري 10
المسجد الحرام 18/111/124
المنامة 158
الناصرية 32/69
النجف الأشرف 2/3/5/6/7/8/9/15/16/26/27/28/29/30/31/32/33/34/35/36/37/38/39/40/41/42/43/44/45/46/47/48/49/50/51/52/53/54/55/56/57/60/61/62/63/64/65/66/67/68/69/70/71/73/74/75/83/84/88/89/90/91/92/93/95/96/101/107/111/128/130/131/133/135/136/137/138/139/140/141/143/144/146/153/238
النخيلة 15
الهند 50/110/155
اليمن 20/23/118
اندونيسيا 73
ص: 277
اورنك اباد 155
إيران 8/29/41/43/44/45/47/50/52/56/58/67/71/89/92/109/142/155/156
أذربيجان 43
أرض السبيع 122
أصفهان 32/40/53/54/65/155
أفغانستان 37
أمريكا 95
أوال 160
باكستان 31/64/
بانقيا 12/13/
بغداد 5/22/26/27/37/57/68/74/76/114/125/127/128/129/237
بنت جبيل 34
بيت النبي نوح(ع) 79/126
بيت النبي إدريس= منزل ادريس(ع) 14/18/20/23/115/116/117/118/119/125/126
تبريز 45/47/48/141/163
تركيا 31
جامع الهندي 65/83
ص: 278
جامع عمران 32
جامع وحسينية الرشادية 98
جبعا 59
جبل الخندق 124
جبل عامل 34/35/59
جيلان 52
حلب 73
حيدراباد 155
خان المصلى 6
خوي 43
دكة القضاء 7
دمشق 35
ديزفول 29/141/142
سامراء المقدسة 29/32/34/35/71/155
سعيد أباد 40
سوريا 35/37/73
شقراء 34
ص: 279
شوند 39
شيراز 54/71/155/156
صفين 5/12
طهران 29/35/39/46/54/95/128
طور سيناء 121
عسكر 160
غزنه 113
فلسطين 13/30
فومن 52
قادس16
قديس 16
قلعة النشامى 6/5/
قم المقدسة 34/47/49/50/52/53/60/63/67/69/71/109/115/116/128/137/138/142
كربلاء المقدسة 3/6/8/9/13/15/27/28/29/31/39/47/48/50/53/58/66/71/84/89/113/131/134/144/155
كرمانشاه 89
كري سعد 6/7/124/143
كسنو32
ص: 280
كلبايكان 40
كلين 128
كوت الزين 163
كيوتو95
لبنان 33/34/36/54/58/70/88
محراب أمير المؤمنين(ع) 97
مرقد النبي صالح(ع) 91
مرقد النبي هود(ع) 91
مرقد زيد الشهيد(ع) 98
مرقد محمد بن الحسن(ع) 98
مسجد الخيف127
مسجد السهلة 1/2/3/5/6/7/8/9/10/13/14/15/17/18/19/20/21/23/24/25/26/28/29/30/32/34/35/39/40/41/42/43/44/45/46/47/48/49/50/51/52/53/54/55/56/57/58/59/63/75/76/77/81/82/83/85/88/89/90/93/94/97/100/101/102/104/105/106/107/108/109/114/115/116/117/118/119/120/122/124/125/126/127/128/129/130/131/132/133/134/135/136/137/138/139/140/142/143/144/145/146/147/148/151/158/160/161/162/163/236
مسجد الطوسي 22/25/
مسجد الغدير127
ص: 281
مسجد القرى 10
مسجد الكوفة 5/6/7/15/18/20/46/47/52/54/55/59/73/81/90/91/98/104/113/126/129/130/131/132/133/134/136/142/143/150
مسجد النبي(ص) 18/113/126
مسجد النخيلة 15
مسجد براثا 127
مسجد بني ظفر 10/12/17/114
مسجد بيت المقدس127
مسجد جامكران 72
مسجد زيد 120/124/135/137/138/147/163
مسجد سهيل 6/10/19/21/88/115/118/132/142
مسجد صعصعة 160/161
مسجد عبد القيس 10/11
مسجد قبا 127
مسكن الخضر(ع) 87/119
مسيل السهلة 18
مشهد المقدسة 27/29/51/52/53/54/62/72/109/113
مقام الإمام الصادق(ع) 85/93/136/152
ص: 282
مقام الإمام المهدي(عج) = مقام صاحب الزمان =مقام الحجة 46/88/89/91/98/99/131/156
مقام الإمام زين العابدين(ع) 88/100/103/154
مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين(ع) 25/87/120/123/153
مقام الخضر(ع) 87/98/146/153
مقام النبي إبراهيم(ع) 46/85/126/153
مقام النبي إدريس(ع) 86/153
مقام النبي صالح(ع) 87
مقام النبي عيسى(ع) 86/87
مقام النبي يونس(ع) 86
مقبرة السهلة 67
مكة المكرمة 12/57/67/85/86/89/91/127/155
مناخ الخضر= مناخ الراكب 10/20/23/116/117/118
نخود 54
نهاوند 162
نيويورك 95
همدان 39/122
وادي السلام 18/41/46/62/91/146
واسط 13
يزد 32
ص: 283
موقع المسجد في خارطة الكوفة القديمة
واجهة المسجد عند ركنه الجنوبي الشرقي
ص: 284
باحة المسجد تحتضن الزائرين
ص: 285
محراب مقام الإمام الصادق عليه السلام
ص: 286
محراب مقام النبي إبراهيم عليه السلام
ص: 287
محراب مقام العبد الصالح الخضر عليه السلام
ص: 288
محراب مقام النبي إدريس عليه السلام
ص: 289
محراب مقام الإمام زين العابدين عليه السلام
محراب الصالحين والأنبياء والمرسلين عليهم السلام
ص: 290
مقام الإمام المهدي عجل الله فرجه
ص: 291
ص: 292
الرواق الجنوبي
ص: 293
الصحن الشرقي
ص: 294
مسقف الخضر عليه السلام
لاستراحة الزائرين
ص: 295
دورات المياه
ص: 296
منارة المسجد
بناية استراحة الزائرين القديمة
ص: 297
المسجد أواخر التسعينات قبل الإعمار
ص: 298
المقامات نهاية التسعينات قبل الإعمار
ص: 299
الأواوين قبل الإعمار
وابتدأت عام 1997 أولى مراحل الإعمار
ص: 300
وبرعايته الكريمة كان يتابع العمل
فكانت الصورة ألقة متوهجة
ص: 301
وكبر الحلم وتحقق الإعمار ليشمل كل المسجد والأجزاء المحيطة
ص: 302
مقام الإمامين زين العابدين والمهدي عليهما السلام
ص: 303
الصحن الجنوبي الجديد
الصحن الشرقي
ص: 304
معرض الكتاب الدائم في مؤسسة المسجد
ص: 305
واكتض المسجد بزائريه
ص: 306
صلاة الجماعة بإمامة سماحة السيد محمد حسين الحكيم
ص: 307
دعاء العهد
العلماء بين اضلاع المسجد المعظم
ص: 308
الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحبوبي
الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم عند وضعه الحجر الأساس لمسجد صعصعه(رض)
ص: 309
الراحل سماحة آية الله السيد محمدعلي الحكيم
سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم
ص: 310
ص: 311
سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي
ص: 312
سماحة آية الله السيد محمد علي الشيرازي
الراحل سماحة السيد عبد العزيز الحكيم
ص: 313
أصحاب السماحة:
السيد محمد حسين الحكيم،والسيد علي الحكيم
ص: 314
سماحة آية الله الشيخ باقر القرشي
سماحة السيد محمد صالح الحكيم
ص: 315
سماحة السيد محمد حسين الحكيم
ص: 316
سماحة السيد محمد علي الحيدري
سماحة السيد محمد القاضي
ص: 317
أصحاب السماحة:
السيد عبد الصاحب الموسوي،والسيد عبد الحميد الموسوي
سماحة الشيخ خالد الملا
ص: 318
سماحة الدكتور محمد التيجاني
ص: 319
سماحة السيد محمد باقر الفالي
ص: 320
في نشاطات المسجد:
الراحل سماحة الشيخ عبد الحسين الخراساني
سماحة السيد سعيد السلطاني
ص: 321
سماحة السيد رشيد الحسيني
سماحة الشيخ عبد الرضا معاش
ص: 322
أصحاب السماحة:
السيد محمد صادق الخرسان، الشيخ خليفه الجوهر، السيد محمد علي الحلو
موكب المسجد في ذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام
ص: 323
في ذكرى المولد النبوي الشريف
جناح المؤسسة في المهرجانات الثقافية
ص: 324
في ضيافة المسجد
ص: 325
ص: 326
مضر السيد عبد الهادي محسن علي خان المدني
ولد بمدينة النجف الأشرف يوم الثلاثاء 25 ربيع الثاني سنة 1379 لأسرة دينية ارتبط اسمها بالسيد علي خان المدني ، من أعلام القرن الحادي عشر الهجري، صاحب (السلافة)، و(أنوار الربيع)، و(الدرجات الرفيعة)، و(شرح الصحيفة السجادية)، وغيرها،
والتي نبغ منها أعلام في الحوزة العلمية منهم جده الحجة السيد محسن، وجده لأمه آية الله العظمى السيد عبد الكريم، وعمه آية الله السيد عبد الرسول، وغيرهم،
تدرج في مراحل الدراسة، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الموصل عام 1982 م،
ص: 327
رعى أساتذته في إعدادية النجف وخاصة المرحوم الأستاذ الشاعر هاشم الطالقاني موهبته الأدبية، فكتب القصة والقصيدة،وشارك في العديد من الأماسي والمهرجانات الشعرية في مدينة النجف الأشرف، ومنها مهرجانات الإعدادية السنوية، وأمسيات دور الثقافة ونشاطات جمعية الرابطة الأدبية، وحصل على المرتبة الأولى في مسابقة الجمعية للأدباء الناشئين،
كما شارك في بعض المهرجانات الشعرية في الجامعة، وسمي (شاعر كلية الهندسة)، وحصلت أحدى قصائده في الثمانينات على المرتبة الأولى في مهرجان القصيدة القطري، ورشحت للمشاركة في مهرجان الخليج الدولي، ومهرجان القصيدة العربية في الدار البيضاء،
كما دعي لإلقاء قصائده في العديد من الاحتفاليات الخاصة والعامة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وبغداد والبصرة والديوانية والموصل، ووجهت له الدعوات للمشاركة في مهرجان المربد الشعري،
نشرت له عدة مجلات وجرائد عراقية مختارات من قصائده وكتاباته الأدبية التي كان ينشر بعضها باسم مستعار هو(النجفي العراقي)، ومنها جريدة العدل، ومجلة الرابطة، ومجلة الجامعة،
ترجم له صاحب (المستدرك على شعراء الغري)المرحوم الأستاذ كاظم الفتلاوي، ونشر في كتابه بعض نتاجاته الشعرية، كما ترجم له د، كامل سلمان الجبوري في مجلة آفاق نجفية بعددها الخاص(الإمام الحسين (علیه السلام) في الشعر النجفي المعاصر) ونشر عدة قصائد له،
ص: 328
وفي مجال العمل المهني، وبعد تخرجه، تولى الأشراف على العديد من المشاريع الرئيسة في بغداد والبصرة وصلاح الدين والثرثار والنجف الأشرف،
تعرض للإعتقال في فترة دراسته الجامعية بمدينة الموصل، ضمن الحملة التي استهدفت طلبة الجامعات في الثمانينيات، وعاد للدراسة بعد أن خسر سنة من حياته الدراسية، كما أعتقل إبان الإنتفاضة الشعبانية المباركة في النجف الأشرف؛ ليلاقي مع آلاف المعتقلين صنوف التعذيب، ولهوسياط الجلادين في معتقلات الحارثية والرضوانية، وشاءت إرادة الله أن يطلق سراحه، بدعوة مستجابة لأب مؤمن وزوجة صابرة،
تشرف بالإشراف على إعادة بناء (مسجد السهلة المعظم) في الكوفة المقدسة بتوجيه مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) الذي رعى حملة الإعمار الكبرى للمكان المقدس،
وأخيرا تشرف بتوجيه مكتب السيد الحكيم (دام ظله) بتولي أمانة مسجد السهلة المعظم يوم الأحد المصادف 1 من شهر رمضان المبارك سنة 1426 ﻫ ،
له العديد من المؤلفات ومنها: مسجد السهلة،تأريخه وأعماله (ط)، تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل (ط)، مفكرة السهلة (ط)، دليل عتبة مسجد السهلة المعظم (ط1)، الدليل المصور لمسجد السهلة المعظم (خ)، الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بين مسجدين (خ)، يا ابنتي هذا هوالدين (خ)، حقائق تنهض من بين الأقبية (خ)،الصورة الشعرية في القرآن الكريم(خ)،آداب التلاوة (خ)،ديوان شعر (خ)،
ص: 329
أمانة مسجد السهلة المعظم
جمهورية العراق
النجف الأشرف
هاتف أرضي - 0096433218765
- 0096433212321
هاتف محمول - 009647905854760
ص، ب، جمهورية العراق- النجف الأشرف – 688
الموقع الالكتروني:www،alsahla،org
www،alsahla،net
البريد الالكتروني:
alsahla،org@alsahla
yahoo،com@al_sahla
hotmail،com@al_sahla
ص: 330
الفهرس
ت - الموضوع
1الإهداء
2المقدمة
3موقع المسجد
4الأسماء الأخرى للمسجد
5تأسيس المسجد
6الأئمة ومسجد السهلة
7العلماء ومسجد السهلة
8من زائري المسجد
9مقبرة السهلة
10شكل المسجد
11مقامات المسجد
12صلاة الجماعة
ص: 331
13مراحل الإعمار
14العمارة الحالية
15إدارة المسجد
16الحركة الثقافية
17الروايات الواردة
18كرامات في المسجد
19المجالس الحسينية
20أعمال المسجد
21مساجد مجاورة
22مسجد صعصعه
23مسجد زيد
24المصادر
25فهرس الأعلام
26فهرس البقاع والأمكنة
27ملف الصور
28المؤلف
29بطاقة المعلومات
ص: 332
ص: 333