دليل مسجد السهلة المعظم

هویة الکتاب

السيد مضر السيد علي خان المدني

دليل

مسجد السهلة المعظم

إصدار

مؤسسة مسجد السهلة المعظم

الطبعة الثالثة – 1437 ﻫ

حقوق الطبع محفوظة

لمؤسسة مسجد السهلة المعظم

ص: 1

اشارة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الإهداء

إلى ذلك الثرى المقدس..

إلى تلك البقعة الطيبة، التي منّ الله جل شأنه عليّ أن أكون متشرفاً لسنين عديدة مهندساً لأبنيتها، لمقاماتها ومحاريبها..

إلى ذلك الحرم الطاهر الذي جئته، تتملكني مشاعر الرهبة والرجاء والحلم بالوعد؛ فلمست في كل جزء منه معاني الرحمة مقترنة بالولاء، وشممت في كل ذرة تراب منه عبق السمو والقداسة، تقودني الخطى بين مسكن لنبيٍّ، أو موضعٍ لوصيٍّ، أو مسجدٍ لوليٍّ، ويمتدُّ فيض النور لتحوطَ عيناي ذلك الموضعَ المبارك الذي تشرّف بالمقام السامي لوليِّ العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ؛ فيخفق جناني جذلاً..

وقد قيّض الله جلَّ شأنه لي - مرةً أخرى – أن أتشرف بأن أكون الخادم الأول لهذا الكيان المشرّف، فجهدتُ في خضم هذه السنين التي احتوتني بها أسواره، أن امتزج بكل أحاديث فضيلته، امتداد الروح التي تنزع إلى السمو..

إلى مسجد السهلة المعظم، أهدي هذه الأسطر التي تحبو على مدرج عظمته..

مضر عبد الهادي علي خان المدني

النجف الأشرف 1433 ﻫ

ص: 2

مقدمة الطبعة الثانية والثالثة

يعرف مسجد السهلة المعظم بأنه مقر نزول الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بأهله وعياله، وأنه بيت ماله ومقسم غنائم المسلمين، في عصر الظهور، إذ ((يتنفس العراق الصعداء في ظل سلطة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، ويدخل حياة جديدة في مركزه العالمي بوصفه عاصمة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومحط أنظار المسلمين ومقصد وفودهم، وتصبح الكوفة والسهلة والحيرة والنجف وكربلاء محلات لمدينة واحدة يتردد ذكرها على ألسنة شعوب العالم وفي قلوبهم، ويقصدها القاصدون من أقاصي المعمورة ليلة الجمعة، ويبكرون لأداء صلاة الجمعة خلف المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، في مسجده العالمي ذي الألف باب، فلا يكاد الواحد أن يحصل على موضع صلاة بين عشرات الملايين القاصدة)) (1)،

وقد ورد عن الإمام الصادق (علیه السلام) وهو يتحدث عن صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) أن: ((دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين، والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها،

(وفي رواية أو يجئ إليها، وفي رواية أخرى أو يحن إليها وهو الصحيح) ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلاً، ولتجاورن قصورها قصور كربلاء، وليصيرُن الله كربلاء، معقلاً ومقاماً تختلف إليه الملائكة والمؤمنون، وليكونن لها شأن من الشأن)) (2)

ص: 3


1- ) الكوراني – عصر الظهور: 35
2- المجلسي – بحار الأنوار:53/11

كما أن الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) يختار هذا المسجد المعظم مقرا لأهله وعياله كما أشار إلى ذلك الإمام الصادق (علیه السلام) بقوله: ((كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله)) (1)

وهذه الأحاديث الشريفة وغيرها تدل على توسع المسجد المعظم وما حوله فعن الإمام الصادق (علیه السلام) أنه: ((يبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء والحيرة، حتى يخرج الرجل على بغلة سفواء (2)يريد الجمعة فلا يدركها)) (3)

ولما (ورد في بعض الأخبار أن زوايا مسجد السهلة مساكن الأنبياء (علیهم السلام) ففيها فضل عظيم) (4)، ولما نُقلت عن هذا المكان المشرف روايات كثيرة عن المعصومين (علیهم السلام) ؛ جعلته مقصدا لآلاف المؤمنين المتلهفين لزيارته،

وحرصاً على إبراز أهمية هذه البقعة المقدسة، وتشرفاً بإظهار بعض ملامح الشرف العظيم لهذا المكان الطاهر، واستلهاماً لمرويات أئمة أهل البيت (علیهم السلام) بخصوصه، وبغية زيادة عرى الإرتباط، ولحمة الإنتظار بولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) توفقنا إلى تأليف هذا الكتاب الذي حاولنا أن نجمع فيه ما أمكننا الوصول إليه من الروايات بشأنه، والأعمال الواردة بكل جزء منه، مع بيان مراحل الإعمار فيه، وغير ذلك من الأبواب، كما أضفنا له بعض الصور.

ص: 4


1- المصدر نفسه:52/317
2- السفواء الخفيفة السريعة، أي يركب وسيلة خفيفة سريعة فلا يدرك صلاة الجمعة، لأنه لايجد موقفاً فارغاً ومحلاً للصلاة
3- الطوسي - الغيبة: 280
4- الحسيني الكاشاني – إرشاد أهل القبلة:174

ونظرا للإقبال الشديد على هذا الدليل ونفاد الطبعتين الأولى والثانية منه؛ فقد توكلنا عليه جل شأنه في إصدار الطبعة الثالثة منه التي تم تنقيحها وإضافة العديد من المعلومات إليها مما توفقنا للحصول عليه.

ونسأل الله عز وجل أن نكون ممن ارتضى، وأن نكون قد ساهمنا في خدمة هذا المكان المشرف، وأن يتقبل عملنا، المرفوع لخدمة إمامنا المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

مضر عبد الهادي علي خان المدني

النجف الأشرف 1437 ﻫ .

ص: 5

موقع مسجد السهلة المعظم

يقع مسجد السهلة المعظم في ظاهر الكوفة العلوية المقدسة في العراق، ثاني مدينة مصرت بعد دخول جيش المسلمين إليه، والواقعة على مسافة (عشرة كيلومترات) تقريباً من مركز مدينة النجف الأشرف، و(مئة وخمسين كيلومتراً) تقريباً عن العاصمة العراقية بغداد، ويشمخ هذا المكان المشرف في الجهة الشمالية الغربية من مسجد الكوفة المبارك، بنحو(كيلومترين) في أرض كانت خالية من العمران والسكن.

وهو البقعة التي اختطت – بعد مسجد الكوفة المشرف -؛ ليكون أحد أكبر المساجد التي أعيد تشييدها في الكوفة العلوية المقدسة، خلال القرن الأول الهجري.

وعلى مسافة منه المنطقة التي سميت بالكناسة(1)، وقیل ((وكان في الكناسة محل للشنق وفيه عرض جثمان زيد بن علي واليوم توجد بناية قائمة، يؤمها الناس وتعرف باسم زيد بن علي (علیهما السلام) ، فيكون موقع الكناسة اليوم بين مسجد السهلة ومسجد الكوفة)) (2)، و(هذا کلام الأستاذ الشرقي

ص: 6


1- الكناسة: بالضم ، الكنس: كسح ما على وجه الأرض من القمام، والكناسة: ملقى ذلك: وهي محلة بالكوفة، وكانت تعرف أولاً بكناسة أسد، ثم صارت محلة أو سوقا أو محطة تجارية كبرى للعرب، وهي في الكوفة مثل المربد في البصرة، وموقعها من المدخل الغربي للكوفة، وفيها تمركزت الأشغال التجارية مع البلاد العربية فكانت موضعا للحمولة، توضع فيها الأحمال وترفع منها، وفي ناحية من نواحي الكناسة أسواق البراذين التي تجري فيها المعاملات على الماشية من بغال وحمير وإبل بيعاً واكتراءً من قبل النخاسين، وهناك يباع الرقيق، وعندها واقع يوسف بن عمر الثقفي زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام (معجم البلدان ج 4 ص 481)، وفيها صُلب زيد عليه السلام وأحرق، ومكان حرقه موجود، وهو مزار فوق الكفل على بعد ساعتين(تاريخ الكوفة-السيد حسين البراقي ص 356.
2- البراقي – تاريخ الكوفة: 146

حول الكناسة وتعيين موقعها ومن الغريب جدأ صدور ذلك منه، فإنا لم نعهد اليوم ولا قبل اليوم بناية قائمة بين مسجد السهلة والكوفة يؤمها الناس وتعرف عندهم باسم زيد بن علي کي يعتقد أحدُ أنّها المحلّ الذي عرض فيه جثمانه شنقاً، فيحكم الأستاذ أنّه موقع الكناسة؟

وإنّما البناية التي توجد اليوم هناک هي مسجد زيد بن صوحان صاحب الإمام علي (علیه السلام) وهي التي يؤمها الناس، وتعرف عندهم بمسجد زيد بن صوحان، يؤدون فيه من الوظائف الشرعية ما هو مدون في کتب الأدعية).

ولم يزد الحموي في المعجم على قوله: الكُناسة بالضمّ، محلة بالكوفة عندها أوقع يوسف بن عمر الثقفي بزيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیه السلام)، و فيها يقول الشاعر:

يا أیها الراکب الغادي لطيته *** يؤمُ بالقوم أهل البلدةِ الحرمِ

أبلغْ قبائلَ عمرو إنْ أتیتهمُ *** أو کنتَ منْ دارهم يوماً على أممِ

أنّا وجدنا قفيراً في بلادکمُ *** أهل الكناسةِ أهلُ اللؤمِ والعدمِ

أرض تغير أحسابُ الرجالِ بها *** کما رسمت بياضَ الريطِ بالحممِ )) (1)

ويبدو أن محل الشنق هذا - ويسمى منطقة السبخة - ((على مقربة من مسجد السهلة المعظم، وفي السبخة صلب الشهيد عبد الله بن عفيف الأزدي (رضی الله عنه) (2)

بعد أن ضربت عنقه على يد عبيد الله بن زياد)) (3)،

ص: 7


1- ياقوت الحموي معجم البلدان: 4 / 481.
2- كان من كبار شخصيات الشيعة البارزين في الكوفة، وكان ضريراً ذا وعي وبصيرة وشجاعة، فقد إحدي عينيه في معركة الجمل والأُخري في معركة صفين، وبعد استشهاد الإمام الحسين (علیه السلام) / ارتقي ابن زياد المنبر في الكوفة خطيباً وأخذ يسيء القول لآل الرسول (صلی الله علیه و آله) /ولسيد الشهداء (علیه السلام) /، فقام إلىه عبد الله بن عفيف بكل شجاعة وأنكر عليه قوله ورد عليه بجرأة، فأمر ابن زياد بالقبض عليه لكن قومه أخرجوه من المجلس، فحاصر جلاوزة ابن زياد داره لاعتقاله وتصدي لهم بسيفه، رغم أنه كان ضريراً، وأخذ يقاتلهم بإرشاد من إبنته، وكان اعتراضه علي ابن زياد في مجلسه بمثابة مواجهة علنية لوإلى الكوفة وحكومة يزيد، وغدت شجاعته وإقدامه في الدفاع عن الحرمات والمقدسات نموذجاً يقتدي به في مواجهة الجبابرة، والرجز الذي كان ينشده عند الهجوم علي داره يظهر مدي عزته ومروءته، من جملة ذلك أنه كان يهز سيفه، وينشد: والله لو فُرّج لي عن بصري *** ضاق عليكم موردي ومصدري ولما قبضوا عليه ضربوا عنقه، وصلبوه في كناسة الكوفة (بحار الأنوار 119:45، سفينة البحار 135:2)، اعتبرت وثبة ابن عفيف أول شرارة ضد السلطة الأموية بعد واقعة كربلاء،
3- ابن طاووس- الملهوف علي قتلي الطفوف:204

كما إن سوق البنوك والصيرفة يمتد من مسجد سهيل إلى المسجد الأعظم، كما نصت على ذلك بعض المصادر، وکانت أسواق الكوفة تنتظم من قصر الإمارة وموقعه شرقي الجامع وإلى جنبه إلى دار الوليد بن عقبة من جهة، ومن الجهة الأخرى إلى مساکن ثقيف و أشجع، وموقعها اليوم ما بين الشرقي للجامع إلى ما يقارب مسجد سهيل (السهلة).

و فيما بين مسجدي الكوفة والسهلة موضعٌ عُرف بجبل الصيّاغ، يقال: أنه موضع حرق جثة الشقي ابن ملجم لعنه الله، حيث ورد في ذلك قول الرحالة ابن بطوطة عند تقصيه أرض العراق قوله: (ورأيت بغربي جبانة الكوفة موضعا مسودا شديد السواد في بسيط أبيض فأخبرت أنه قبرالشقي ابن ملجم، و أن أهل الكوفة يأتون في کل سنة بالحطب الكثير فيوقدون

ص: 8

النار على موضع قبره سبعة أيام، وعلى قرب منه قبة أخبرت أنها على قبر المختار بن أبي عبيد).(1)

وقد تطرق العديد من الرحالة والمستشرقين إلى ذکر مسجد السهلة المعظم، ومن أولئك الرحالة (نيبور) فقال: (وعلى بعد حوالي ربع فرسخ إلى الشمال الغربي من المسجد الكبير أشار الدليل إلى مسجد آخر هو مسجد صاحب الزمان المهدي، وروى لي حكاية طويلة لم أفهم مغزاها) (2)

کما أن (السائح الهروي) (3) حين سرد وقائع رحلته إلى الكوفة قال: (وبها مقام إدريس (علیه السلام))(4)، کما تحدث عن صاحب أمير المؤمنين صعصعة بن صوحان العبدي (رضی الله عنه) فقال: (وقد زرنا صعصعة بن صوحان شرقي قلعة مطار بالجعفرية)(5).

ص: 9


1- رحلة ابن بطوطة: 198/1.
2- رسول كاظم عبد السادة-الكوفة في عيون الرحالة والمستشرقين ص 42.
3- السائح الهروي: السائح الهروي الخطيب علي بن أبي بكر بن علي الزاهد الشيخ تقي الدين الهروي الأصل الموصلي النشأ، السائح الذي طاف البلاد والأقاليم، ولد بالموصل واستوطن آخر عمره بحلب، من مؤلفاته: كتاب الزيارات، كتاب عجائب الأرض ذات الطول والعرض، كتاب خطب(صنفه وقدمه للإمام الناصر)، الإشارات إلى معرفة الزيارات، التذكرة الهروية في الحيل الحربية، الخطب الهروية، الرحلة، زيارات الشام، كتاب الأصول، توفي في شهر رمضان من سنة 611 ودفن في مدرسة له بظاهر حلب(رسول كاظم عبد السادة الكوفة في عيون الرحالة والمستشرقين ص 21
4- الكوفة في عيون الرحاة والمستشرقين-رسول كاظم عبد السادة- ص 22.
5- المعروف الآن أن الذي يوجد في الكوفة مسجد صعصعة قرب مسجد السهلة لا مرقده، ولم يذكر السائح الهروي مسجد السهلة، ولعله أراد بمقام إدريس مقامه في المسجد (رسول كاظم عبد السادة الكوفة في عيون الرحالة والمستشرقين- ص 25.

وتطرق لذکر المسجد الم رف الرحالة ماسينيون، فقال: (ثم انحرفت في مسيري إلى جهة الشمال الغربي حتى زاوية الخندق المحيط بمسجد السهلة ومقامي صعصعة و أخيه زيد وبئر قد حفر حديثاً).

وموقع المسجد الشريف جعله يربط مدينة (الكوفة المقدسة) ب- (خان المصّلى) (1) ثمّ (كربلاء المقدسة)، كما يربطها بالطريق الآخر بمدينة (النجف الأشرف).

وإلى عصور متأخرةکان مسجد السهلة المبارک محاطا بمنطقة خضراء، أتى على ذکرها بعض الكتّاب، ومن ذلك ما ورد عن المرحوم محمد علي الشبيبي في جده الشيخ محمد الشبيبي (..کنت أخرج وأقف عند باب البيت أنتظر واسطة نقله للمجلس وهي عبارة عن دابة (حمار) لعدم إمكانية وصول السيارة بسبب ضيق ازقة محلة العمارة، وهذه صفة تتصف بها کل شوارع النجف القديم، ومن وسائل النقل الداخلي عهد ذاک (الكاروک)، والكاروک في لهجة النجفيين هو المهد! وهو غرفة طولها متران وعرضها متر ترتبط طولياً في أعلاها بحامل وهو خشبي عادة مثل غصن متين صقيل بطول ثلاثة أمتار يحمله شخصان، واحد يسحب من الأمام، وثانٍ يدفع من الخلف! والكاروک باهض الثمن لذلك لايستعمله سوى الموسرين أو الموسرات و أغلبهم يعاني من العوق او الشيخوخة! وإذا

ص: 10


1- يبعد (خان المصلى) عن مركز مدينة النجف الاشرف بمسابقة اثنى عشر ميلا حسب تحديد الرحالة (ليدي دراور) كما حدده الطريحي بقوله (خان المصلى الذي يبعد عن النجف عشرين كيلوا مترا) ويقع على يمين الذاهب من النجف الى كربلاء اما تاريخ بنائه ففيه اقوال فقد اشار الدكتور حسن الحكيم بقوله: (وقد تولى بناءه الحاج حسن بن الحاج احمد مرزة المتوفي عام( 1305ﻫ \1888م) وكان بدء البناء عام (1304ﻫ ) اي قبل وفاته بعام واحد وقد خصصت ثلث امواله لبناء الخان فقد بلغت تكاليفه اثنتا عشر الف ليره ذهبيه عدا ثمن الارض المحيطة بالخان على اساس تحويلها الى مزارع لتأمين حاجة الساكنين هنالك واطعام المسافرين من خضارها).

أردت السفر إلى النجف و أنت في ولاية الجسر (الكوفة) فلك أن تبتاع باصاً (تذکرة) يؤهلك رکوب العربانة الذاهبة الى النجف! سكة حديد ترامواي أسهم في تأسيسها موسرون من النجف وبغداد سنة 1325ه!العربة خشبية مدججة بالحديد من طابقين طابق تحتاني وطابق فوقاني ترقى إليه بسلمٍ خشبي يلتف حلزونياً ! وتسع في طابقيها أربعين راکباً سوى الواقفين، عربة المترو أو الكاري تسير على سكة حديد ويجرها حصانان! ستكون في فضوة (ساحة) السكة وهي دوار يتوسط ثلاثة أسواق کفية قديمة نشطة سيضرب الدريول أو السائق جرساً ذا رنين عالٍ قبل أن يهزّ السيور بيديه فتتحرک العربة! ولسوف تسير وسط الناس المسالمين الذين يدفعهم الفضول للتفرس في الوجوه کأنهم يبحثون عن أحد راکب معنا! ووجهتك وهي النجف تقع على مسطبة ترابية ارتفاعها مئة ياردة فكأن العربة ترتقي جبلاً ! وسيبهظ الارتفاع طاقة الحصانين فتتباطاً الخطى! والعربة تسير ستلاحظ عن يسارک مسجد الكوفة البهي! تجتازه لتشاهد أطلال القصر الأموي (قصر الامارة) ثم بيت الإمام علي بن أبي طالب کرّم الله وجهه فميثم التمار وهو صاحب الإمام علي! فإذا التفتَّ صوب اليمين سترى عن بعد مسجد السهلة المحاط بمنطقة خضراء (الزرکة) و في الثلث الاول من الطريق ستقطع العربة عرضياً نهراً قديماً جافاً يسمی کری سعدة نسبة إلى سعد بن أبي وقاص الذي کراه، لكنّ هذا النهر تاريخي مغرق في القدم اسمه Pallocopas الممتد من هيت مارّاً ببابل منتهيا بالبصرة وجرت فوق هذا النهر سفينة ملكية ذهبية حملت الإسكندر من بابل الى الذنوات البيض (أحد أسماء النجف في العهود الغابرة) وفي منتصف الطريق ثمة بئر السيدة زبيدة! وبعدها

ص: 11

تخترق العربة مفازة قاحلة حتى تقترب من النجف تواجهك يمنة ويسرة مقبرة شاسعة وتواصل لتمرّ بالحنّانة فمرقد سيدنا کميل، وها إننا بلغنا النجف).

ويبدو أن مسجد السهلة المعظم بحكم موقعه قد نجا من هجمات الوهابيين (1) الذين عاثوا فساداً في مسجد الكوفة المقدس، فأحرقوه،

ص: 12


1- تعرضت النجف الأشرف للعديد من هجمات الوهابيين ومنها: 1- كانت ليلة الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة (1216 ﻫ / 1801م) ، وهي سنة هجومهم على (كربلاء) وقتلهم أهلها ، فتوجّهوا بعدها إلى النجف ونزلولها، ، بعد أن ساق سندا ً إلى من شاهد الواقعة قال : لمّا جاء سعود إلى النجف وأحاط بها ، واشتغل الرمي بالرصاص من الطرفين ، قتل من أهل( النجف ) خمسة رجال ، وكانت شدة عظيمة على أهل النجف لعلمهم بما صنع الوهابيون في كربلاء من القتل والنهب ، وما فعلوه بمكة والمدينة ، ولذا برزت المخدرّات من خدورها ، ومعهنّ العجائز يشجعّن المقاتلين ويقفن على كل فرقة ويقلن : أما تستحون على نسائكم أن تهتك وأموالكم أن تنهب ، وتذهب غيرتكم(السيد حسّون البراقي - نزهة الغري (تأريخ النجف )، النسخة المخطوطة / ص75) . 2- في سنة (1217ﻫ / 1807م ) أغار عبد العزيز الوهابي على الحرمين (النجف) و(كربلاء) ، وجاء لأطراف العراق في عيد الغدير في آخر تلك السنة ، وقتل جماعة من العلماء والمجاورين في كربلاء ، وامتنعت عليه النجف( المنتظم الناصري ص78) . 3- في عام (1218ﻫ / 1803م) أوشك الوهابيون أن ينجحوا بغاراتهم المفاجئة للنجف غير أن النجفيين تصدّوا لهم من السور فكسروهم ، ولم تستطع القوة الغازية من إقتحام المدينة(لونكريك - أربعة قرون من تأريخ العراق الحديث ، ج3 ص247). 4-في سنة (1220 ﻫ / 1806م) سار سعود بجيوشه ونزل (النجف) ، وفرق جيشه عليه من كل جهة وأمرهم ان يتسوروا الجدار على أهله ، فلمّا قربوا منه فإذا دونه خندق عريض عميق فلم يقدروا على الوصول ، وجرى بينه وبين النجفيين مناوشة وقتال ، ورمي جيشه من السور فقتل منه عدّة قتلى فرجعوا (ابن بشر - عنوان المجد في تأريخ نجد، ج1/ ص136). 5- في سنة (1221ﻫ /1806م) بلغ أهالي النجف نبأ توجه الوهابيين إليهم ، وإنه قاصد مهاجمة المدينة المقدسة ، فأول ما فعلوه أنهم نقلوا خزانة أمير المؤمنين إلى (بغداد) خوفاً عليها من النهب كما نهبت خزانة الحرم النبويّ ، ثم أخذوا بالإستعداد له ، وكان المدافع الشيخ جعفر بن خضر الجنابي صاحب كتاب (كشف الغطاء) المتوفى سنة (1228ﻫ /1812م) ، وساعده بعض العلماء ، فأخذ يجمع ما يحتاج إليه في الدفاع ،فما كان إلاّ أيّام حتى ورد الوهابي بجنوده ونازل النجف ليلاً ، وبات تلك الليلة، وعزم على أن يهجم على البلدة نهاراً ، وكان الشيخ جعفر قد أغلق الأبواب ، وجعل خلفها الصخور والأحجار ، وكانت الأبواب يومئذغرفاً صغيرة ، وعيّن لكل باب عدّة من المقاتلين ، وأحاط باقي المقاتلين بالسور من داخل البلدة ، وكان السور يومئذ واهي بين كل أربعين أو خمسين ذراعاً منه قفوله (حصّار)، وكان قد وضع في كلّ قفولّة ثلّة من أهل العلم شاكين ، فكان جميع ما في البلدة من المقاتلين لا يزيدون على المائتين لأن أغلب الأهالي خرجوا هاربين حينما بلغ سمعهم توجه العدو ، واستجاروا بعشائر العراق ، فلم يبق مع الشيخ جعفر الإّ قلة من مشاهير العلماء كالشيخ حسين نجف ، والشيخ خضر شلاّل ، والشيخ مهدي ملا كتاب ، والسيد جواد صاحب مفتاح الكرامة ، وغيرهم من المشايخ الأغيار ، ثمّ أن الشيخ وأصحابه وطنوا أنفسهم على الموت لقلتهم ، وكثرة عدوّهم .أما إبن سعود فإنه بات تلك الليلة بجنده خارج البلدة ، وما أصبح الصباح الإّ وهم قد انجلوا عن البلدة المشرفة ، وتفرقوا أيدي سبا، وهم من (الكوفة ) إلى مشهد الحسين بفرسخين (السيد جواد صاحب (مفتاح الكرامة) في آخر المجلد الخامس بعد تمامه في أوّل ربيع الأوّل سنة (1221 ﻫ / 1806 م).

وقتلوا كل من كان يزور في داخله؛ وذلك لوجود الخندق (كري سعد) (1) قربه، وتجهيز المسالح، ومنها (القلعة الضخمة التي بنيت بالقرب من (كري سعد)، واسمها (قلعة النشامى)، و(وجه التسمية يعود إلى أن سبعين رجلاً من قبيلة بني مسلم، دهمتهم جيوش الوهابي ابن سعود، وكانوا قاصدين الهجوم على مدينة النجف في عهد الشيخ جعفر الكبير، حيث كانت نوبتهم أن يرصدوا البرَّ من هذه الجهة، فضايقتهم الجيوش لكثرتها، فتحصنوا بالقلعة، وحاربوهم ثلاثة أيام حتى نفذ ما عندهم من سلاح وماء ومتاع، فقاتلوهم جميعاً، فسمّيت القلعة بقلعة النشامى)) (2).

وتم صد الهجمات الوهابية بهمة عالية وبجهود الشيخ الأكبر كاشف الغطاء (قدس سره) الذي ((التجأ إلى جمع الشباب من حملة السلاح، وعيّن لهم الرواتب، واشترى لهم الأسلحة الجيدة، وجعلهم مرابطين على حدود النجف، وقد تطورت هذه الجماعة المسلحة، وأصبحت شرطة للشيخ جعفر الكبير، تقوم بتنفيذ أوامره في حكم النجف)) (3)،

و((جعل الشيخ يدور على السور من الداخل ويقول: أولادي حاموا عن مرقد خليفتكم، وابن عم نبيكم، وامنعوا نفسكم عن القتل، وحافظوا على أهاليكم ونسائكم من النهب والهتك)) (4)،

ص: 13


1- (كري سعد) حسب التسمية المتداولة حالياً، وهوخندق سابور القديم القريب من مسجد السهلة، وكانت تلاله تشرف علي المسجد، ويعتقد الرحالة بيترز أن ( كري سعدة ) هو الجدول الكبير الذي حفره ( نبوخذ نصر ) فمده من موقع يقرب من هيت إلى الخليج ليحيى به مساحات شاسعة من الأرض الموات .
2- د، حسن الحكيم – المفصل في تاريخ النجف:406
3- المصدر نفسه:404
4- البراقي – النخبة الجلية:97

و((لم يستطع الوهابيون دخول المدينة، فعرجوا إلى مسجد الكوفة، فقتلوا الناس، وهم معتكفون فيه للعبادة، والمصلين في محاريبهم،، وفي اليوم التالي هرج جماعة من النجفيين المسلحين إلى مسجد الكوفة، فوجدوا فيه المذبوحين، والدماء قد صبغت المحاريب، وذلك في عام 1226ﻫ )) (1)،

كما أن موقع المسجد جعله محورا للعديد من النزاعات العشائرية والمعارك ومن ذلك ما أورده المرحوم الشيخ محمد رضا الشبيبي في مذكراته فقال: ((وفي يوم الأربعاء 3 جمادى الأولى سنة 34ﻫ ، تقدمت جموع النجفيين من الأحياء الأربعة إلى الكوفة لنجدة من فيها، واخرجوا كثيرا من بنادق الذخيرة والقراطيس، وخرجوا باستظهار واستعداد عظيم، وقد أنهوهم أكثر من ثلاثة آلاف رام، أما بنو حسن فكانوا قد عبروا الفرات بقدمين، وقد ملكوا مسجد السهلة وجماعة العجم والمقالع والأنقاض بين المسجدين، والنجفيون في نفس الجسر، وفي مسجد الكوفة، وفي المخافر بين النجف والكوفة)) (2)،

وفي ثورة العشرين لم يكن المسجد بمنأى عن الأحداث فقد ((كانت الطائرات الانكليزية توالي قصف الثوار في الكوفة وحواليها، وفي 24 تموز ألقت إحدى الطائرات ثلاث قنابل على جامع الكوفة الكبير، سقطت الأولى على دكة القضاء فأصابت 23 شخصاً، أما الثانية فقد سقطت على

ص: 14


1- د، حسن الحكيم – المفصل في تاريخ النجف:1/413
2- د، كامل سلمان الجبوري- النجف الأشرف وحركة الجهاد:320

ركن من السور الخارجي وهدمت جزء منه، أما الثالثة فسقطت في أول الطريق المتجه إلى مسجد السهلة فأصابت امرأتين ومزقتهما تمزيقا،)) (1)

وفي العصر الحديث، وإبان الإنتفاضة الشعبانية المباركة، تمترس الثائرون قرب مسجد السهلة المبارك، ((وبعد يومين من الإنتفاضة جاءت رسالة من اللجنة المشكلة من قبل السيد الخوئي رحمه الله يطلبون منا قوة تذهب للنجف ويكون مركزها مسجد الكوفة لوصول الجيش عن طريق الكفل، فكان عدد الذين ذهبوا معي 280 مجاهد ولما تكامل المجاهدون، كان أول من صعد بالسيارات المتجهة إلى النجف أبنائي وأقربائي وركبوا الناس الباقية جميعاً وكان جميعهم من الشباب الذي لا يتجاوز عمره الخامسة والعشرون وهذا ما دعاني إلى التحدث معهم بمكبرة الصوت إننا ذاهبون إلى القتال ولا نعلم إننا سنعود إليكم أم سنحصل على الشهادة، لأننا سنقاتل ضد جيش مجهز بكامل الأسلحة والمعدات الثقيلة من دبابات ومدافع وطائرات هليكوبتر ولذلك قلت لهم: من يخاف على نفسه أو على ابنه فليبقى ولا يذهب للنجف معنا !! وعندما تحركت السيارات متجهة إلى النجف علت هلاهل النساء وهوسات الرجال فكانت دفعة معنوية عالية لنا وعند وصولنا إلى الكوفة وجدنا أمامنا أهل الرميثة الأبطال بقيادة المرحوم الرائد حميد والنائب ضابط حربي عبد علي عبادي الظالمي وكان معنا الملازم الأول عباس أبو درب والملازم الأول عباس حسن واجتمعنا في مسجد الكوفة للتنسيق في ما بيننا حيث كنا مجبرين على تقسيم المجاهدين قوة منهم ترابط شمال مسجد السهلة والقسم الثاني يرابط في

ص: 15


1- د، علي الوردي – لمحات من تاريخ العراق: 5/324

نهر كري سعدة وعند الصباح ذهبنا نحن ستة مقاتلين لمقابلة السيد الخوئي رحمه الله)) (1)،

وكثيرا ما تعرض زائرو المسجد إلى السلب والنهب في هجمات الأعراب، وقد وصف الشيخ محمد لايذ النجفي (2) هذه الحالة بقوله: ((إن والده الشيخ ناصر قد صحبه وهو صغير إلى مسجد السهلة، ولما كانت الأعراب آنذاك تسرح وتمرح دون خوف من الله، والناس، في هذه الجهات وغيرها من طرق الزائرين، فقد هجموا عليه وأخذوا منه ابنه، فتألم الشيخ لذلك، وراح يفحص عن وجوده في البداية؛ فعثر عليه عند امرأة من أهالي الريف، كانت قد اشترت الصبي من هؤلاء المحاربين بعد أن حاولوا إخفاءه في جلد كبش سوى رأسه، إذ علمت انه من المشهد (النجف)، وقد دفعت لهم مئتي شامي،فاسترجعه أبوه، وعوض عن مال المرأة، وأكرمها)) (3)، ((وقد دفعت مثل هذه الحالات النجفيين من إقامة مسالح على الطريق بين النجف والكوفة)) (4)،

ص: 16


1- محسن حسين الحسيني – دور الشنافية في الإنتفاضة العراقية يوم 17 شعبان
2- الشيخ محمد (لائذ بالله) ابن الشيخ ناصر ابن الشيخ حسين الصيقل الطائي: ولد عام 1245ﻫ ،في النجف الأشرف، وهو احد أعلام أسرته الكريمة، واحد فقهاء عصره وأدبائه الفضلاء،،عاش بحرص شديد من والده الشيخ ناصر عليه، إذ لم يولد له ولد غيره، ومن هنا سماه (لائذ بالله)، ثم عرف باسم لايذ،،واصل الشيخ جده واجتهاده في النجف الأشرف، فأخذ عن جملة من أساتذتها، وأ برزهم الشيخ راضي الشيخ محمد النجفي، والشيخ مهدي كاشف الغطاء، والشيخ محمد حسين الكاظمي، والسيد علي الطباطبائي، والسيد حسين الطباطبائي، والسيد كاظم العاملي، وكان يثني علي أستاذه الأخير هذا كثيرا،،ترك الشيخ جملة من المؤلفات تنم عن سعة علمه وتنوع معارفه في علوم الشريعة والتفسير والتاريخ وغير ذلك، ومن مؤلفاته عدة كتب في الفقه وأصوله، وكراريس في الحديث و(الذكري) في تاريخ المعصومين في مجلدين، وشرح الزيارة الجامعة، وكشكول جامع للغة والأدب والتاريخ، وغير ذلك، وكان الشيخ شاعرا أديبا له نظم في مواضيع عدة، توفي في النجف الأشرف في سنة 1326ﻫ ،(موسوعة النجف الأشرف-جعفر الدجيلي، عبدالله الخاقاني:17/ 287)
3- جعفر الدجيلي وعبد الله الخاقاني – موسوعة النجف الأشرف:17/ 287
4- د، حسن الحكيم – المفصل في تاريخ النجف: 1/ 376

كما ألقت بعض أحداث التاريخ ظلالها على زيارة مسجد السهلة المعظم،فحين حدثت الحركة المشروطة في إيران التي عملت على إقامة حكم ملكي دستوري مشروط ببرلمان، ونجحت في عام 1906 في إجبار الشاه مظفَّر الدين على إعلان الدستور، والاحتفاظ بمكانة عليا تضمن للفقهاء الإشراف على قوانين المجلس، انقسمت الحركة الدستورية إلى فريقين، يطالب أحدهما بحكم ديمقراطي مطلق، وآخر يطالب بحكم يلتزم بالشريعة الإسلامية، وأدى ذلك الإنقسام إلى إعدام الشيخ فضل الله النوري أكبر دعاة (المشروطة المشروعة) في طهران على يد فريق (المشروطة المطلقة)، مما جعل حالة من التشكيك في الحركة الدستورية تسود في أوساط العلماء، فاتهموها بالعمالة لبريطانيا، وعادوها بصورة كلية، حتى إن طلبة العلوم الدينية من أنصار المشروطة كانوا يتعرضون لمضايقات كثيرة وصلت إلى درجة أنهم لم يذهبوا لمدة سنة لزيارة كربلاء أوالكوفة أومسجد السهلة خوفاً على أرواحهم، وتطوَّر هذا الخلاف عندما دخلت العشائر كرقم فيه لدعم موقف الأطراف المتنازعة، ويروى في هذا الخصوص، أن السيد كاظم اليزدي الذي كان على رأس (المستبدّة)، طلب حضور العشائر العراقية إلى النجف فجاءوا مسلّحين والتفّوا حوله(بهوساتهم) المنددة ب-(المشروطة)،

غير أن كل ذلك لم يمنع عارفي حق هذا البقعة المشرفة من إتيانها واللواذ بها، حتى أنها مثلت الملجأ الذي يأوي إليه المنتفضون والثائرون فحين ((أصدر الشيخ مهدي الخالصي وعلماء النجف فتاوى بتحريم الانتخابات، وتحريم الاشتراك فيها تحريما قطعيا، وبتكفير المشتركين فيها عملا بقوله

ص: 17

تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ (1) وبما أن الاشتراك في الانتخابات يعني المساعدة على تولي الكفار لأمور المسلمين، فكان لتلك الفتاوى أثر حاسم في مقاطعة الانتخابات مقاطعة عامة شاملة، وعلى أثر ذلك اعتقل الشيخ الخالصي في 28 حزيران 1923م، وأبعد عن العراق، وقد احتج الإمام السيد أبوالحسن الموسوي الأصفهاني، والإمام الميرزا حسين النائيني، وقررا مغادرة العراق، وقد تولى مدير شرطة كربلاء في الأول من تموز 1923م إبعاد العلماء التالية أسماؤهم: السيد أبوالحسن الموسوي الأصفهاني، الميرزا الشيخ حسين النائيني، السيد علي الشهرستاني، الشيخ عبد الحسين الشيرازي، ،الشيخ أحمد الخراساني، الشيخ مهدي الخراساني، السيد حسن الطباطبائي، السيد عبد الحسين الطباطبائي، وقد منع مولود مخلص – متصرف كربلاء – مصاحبة أي أحد للعلماء الأعلام إلا بأذن خاص من الحكومة، وعلى أثر هذا الأجراء أعلن الإضراب العام في النجف الأشرف واعتكف علماء الدين في مسجد السهلة)) (2)،

ص: 18


1- سورة المائدة: 51
2- د، علي الوردي - لمحات اجتماعية: 6/229،

الأسماء الأخرى لمسجد السهلة المعظم

أطلقت على مسجد السهلة الشريف تسميات شتى؛ فسمي ب- (مسجد القرى)، و(المسجد البري)، و(مسجد سهيل) و(مسجد عبد القيس)، و(مسجد بني ظفر)، مضافا لتسمية (مسجد السهلة)، التي غلبت عليه،

فأما تسميته ب- (مسجد القرى)، فنسبة إلى ما روي عن أمير المؤمنين (علیه السلام) بقوله: ((إن بالكوفة أربع بقاع مقدسة، فيها أربع مساجد، قيل: سمها يا أمير المؤمنين، قال: أحدها مسجد ظفر، وهو مسجد السهلة … وإن

ص: 19

مسجد السهلة مناخ الخضر، وما أتاه مغموم إلا فرج الله عنه، ونحن نسمي مسجد السهلة بمسجد القرى)) (1)،

وأما تسميته ب- (المسجد البري)، فهومن البر، أي الإتساع في الإحسان والزيادة، فقد ورد عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنه قال: ((تصلي في المسجد الذي عندكم تسمونه مسجد السهلة، ونحن نسميه المسجد البري؟))، (2)

وسمي ب- (مسجد سهيل) لما ورد عن الإمام الباقر (علیه السلام) في ذلك وهو يتحدث عن الكوفة المقدسة حيث قال : ((هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين، المرسلين وغير المرسلين، والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه)) (3)،

ورأى بعض الكتاب أن اسم (سهيل) قد يكون اسم أحد مجددي بناءه، أو أحد المتعبدين فيه، غير أننا وجدنا إشارة صريحة إليه في قصيدة للمرحوم الشاعر الشيخ محسن الخضري، في حق المرحوم الشيخ محسن كاشف الغطاء الذي خطط قرية السهيلية المحاذية لمسجد السهلة المبارك، فقال:

وحواليه مسجد ل-(سهيل) *** و(سهيل) من الورى أتقاها

إذ يبدو من قوله رحمه الله أن (سهيل) معروف ومحدد الشخصية، وأنه من خيار الأتقياء.

ص: 20


1- إبن الفقيه – مختصر كتاب البلدان: 174
2- الحميري القمي - قرب الإسناد/ 159،
3- إبن قولويه – كامل الزيارات:30/11

کما ورد اسمه مسجد(سهل)، و إنَّ ((سهل: مسجد بالکوفة، ومقبرة الکوفة))(1)

وسمي ب- (مسجد عبد القيس)؛ لوقوعه في خطة بني عبد القيس، و(بنو عبد القيس) من قبائل ربيعة بن نزار الكبيرة، وتعود في نسبها إلى عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان (2)،

والنسبة إلى هذه القبيلة العبدي، أو العبقسي، فيقال مثلاً: صعصعة بن صوحان العبدي، وكان الموطن الأصلي لهذه القبيلة بتهامة، ثم خرجوا منها إلى البحرين (الإحساء حالياً) فاستوطنوها، ولا زال الكثير من أبناء الإحساء والقطيف في السعودية ينتسبون لهذه القبيلة، ومع بدء الفتوحات الإسلاميّة وإنشاء البصرة والكوفة هاجرت الكثير من القبائل العربيّة إلى هاتين المدينتين، وكانت عبد القيس من جملة مَن هاجر بعضهم إليها،

وقد قسّمت الكوفة إلى سبعة أقسام عُرفت بالأسباع، وكانت كما يلي:

1 - قبيلتا همدان وحميَر سبعاً، وعليهم سعيد بن قيس الهمداني،

2 - قبيلتا مذحج والأشعريين سبعاً، وعليهم زياد بن النظر الحارثي،

3 - قبيلتا قيس عيلان وعبد القيس سبعاً، وعليهم سعد بن مسعود الثقفي عمّ المختار بن أبي عبيد،

ص: 21


1- السيد حسين البراقي-تاريخ الكوفة: عقد اللؤلؤ والعقيان في تحديد أرض كوفان-ص 355، وفيه :((وورد أنه (السَّهلة) و(سِهلة))) مراصد الإطلاع 761/2)
2- عمر كحالة - معجم قبائل العرب 2 / 726

4 - قبائل كندة وقضاعة ومهر سبعاً، وعليهم حجر بن عدي الكندي،

5 - قبائل الأزد وبجيلة، وخثعم والأنصار سبعاً، وعليهم مخنف بن سليم الأزدي،

6 - قبائل بكر بن وائل وتغلب وسائر ربيعة غير عبد القيس سبعا، وعليهم وعلة بن مخدوج الذهلي،

7 - قبائل قريش وتميم، وأسد وضبَّة، والرباب ومزينة سبعا، وعليهم معقل بن قيس الرياحي،

وهكذا استقرت بطون كثيرة من هذه القبيلة العربية في الكوفة والبصرة، ومنذ العصور الإسلاميّة الأولى، وقد عرفت هذه القبيلة بالولاء المطلق لآل البيت (علیهم السلام) ، وبذلت الغالي والنفيس في سبيل إعادة حقهم (علیهم السلام) في الخلافة إليهم، وجاهد أبناؤها بين يدي أمير المؤمنين (علیه السلام) في معركتي الجمل وصفين، بل قامت معركة الجمل الأصغر (1)على رؤوسهم، وقد استشهد منهم في هذه المعركة وحدها أكثر من سبعمئة رجل،

ص: 22


1- كانت حرب الجمل التي استتبعت خروج المتحالفين إلى البصرة علي يومين، اولاهما المعركة التي دارت بين المتحالفين من جهة وبين وإلى البصرة عثمان بن حنيف من جهة اُخري قبل مجيء علي بن أبي طالب إلى البصرة، وقد سميت بيوم الجمل الأصغر، أن عثمان بن حنيف قرر التأني وعدم المبادرة بانشاب القتال، وكان جوابه للأحنف بن قيس: الرأي ما رأيت، لكنني أكره الشر، وأن أبدأهم به، وأرجو العافية والسلامة إلى أن يأتيني كتاب أمير المؤمنين ورأيه فأعمل به، وتبعاً لذلك فإنه لم يبدأ بشن الغارة علي أصحاب الجمل، بل فعل ما يفعله الرجل الحكيم المسالم حين أرسل إلى خليفته بكتاب يخبره بما جري، فأجابه الخليفة علي بن أبي طالب بكتاب جوابا عليه، يتضمن هوالآخر نفس الروحية في عدم المبادأة بالقتال، والاكتفاء بدعوة القوم إلى الدخول في الطاعة والسلم، فكان مما جاء في كتابه: من عبدالله علي أمير المؤمنين، إلى عثمان بن حنيف، أما بعد: فإن البغاة عاهدوا الله ثم نكثوا، وتوجهوا إلى مصرك، وساقهم الشيطان لطلب ما لا يرضي الله به، والله أشد بأساً وأشد تنكيلا، فإذا قدموا عليك فادعهم إلى الطاعة والرجوع إلى الوفاء بالعهد والميثاق الذي فارقونا عليه، فإن أجابوا فأحسن جوارهم ما داموا عندك، وإن أبوا إلاّ التمسك بحبل النكث والخلاف، فناجزهم القتال حتي يحكم الله بينك وبينهم وهوخير الحاكمين; كتابي هذا إلىك من الربذة وأنا معجل المسير إلىك إن شاء الله،

كما تعرضوا لأشد أنواع الأذى والاضطهاد من قبل حكّام الجور بسبب تمسكهم بولاية آل البيت (علیهم السلام) ، وقد استشهد من العبديِّين مع الحسين (علیه السلام) يوم عاشوراء ستة رجال،

كما سمي ب- (مسجد بني ظفر) لمحاددته لخطة بني ظفر، أو لأنهم مجددو بنائه في آخر طراز له، ((وهؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة)) (1)، وهم إحدى بطون الأوس الكبرى منذ عصر الجاهلية، وهم بطن من بني النبّيت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ من العرب القحطانية، وأعلامهم في عصر الجاهلية وصدر الرسالة الإسلامية كثيرون، ومنهم الصحابي الجليل قتادة بن النعمان الظفري، من مشاهير الشجعان ومن صحابة الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله) وهو حامل راية بني ظفر يوم فتح مكة،

فبنو ظفر أو الظفير كما يدعي بعض النسابين هم بطن كبير من الأوس من القحطانية منازلهم بالشام والجزيرة العربية، وهذا ما جاء مغايراً لصحة ما جاء لبعض المؤرخين والنسابين بأن الظفير مزيج من عشائر تضافرت وتماسكت في قبيلة واحدة، وأن بعض النسابين ينسبهم إلى بني سليم الذين سكنوا بلاد أفريقيا وأصبحوا من عرب الطبقة الرابعة كما جاء في كتاب ابن خلدون، فهم بطن كبير من الأوس متشعب القبائل ولهم لمحات تاريخية مضيئة في تاريخ الرسالة فهم الذين تركوا بصمات ولائهم للرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله) وسطروا ملاحم بطولة وفداء ذودا عن حياض الدين الإسلامي الحنيف، فمنهم صحابة أجلاء وقادة عظام دخلوا العراق وجالوا

ص: 23


1- محمد بن جعفر المشهدي –فضل الكوفة ومساجدها:39

البلاد الإسلامية بفتوحاتهم ومنهم من حكم الكوفة وواسط والمدائن، ومنهم من ولي القضاء،

وأما تسميته بمسجد السهلة فنسبة إلى طبيعة الأرض حوله، والسهلة لغة: هي كل رملة حمراء، و((السهلة – بالكسر- رمل خشن ليس بالدقاق الناعم، وورد في حديث أم سلمة (رضی الله عنه) في شهادة الإمام الحسين (علیه السلام): أن جبريل (علیه السلام) أتاه بسهلة أو تراب أحمر من أرض كربلاء،)) (1)،

وإلى هذا تعود تسميته الغالبة؛ كونه واقعا في بقعة تكثر فيها تلك الرمال الحمراء،

تأسيس مسجد السهلة المعظم

يفتقر الإرث التاريخي لمسجد السهلة المعظم إلى الكثير من المفاصل المحددة لتأسيسه ومراحل تطور عمرانه، وهو في ذلك شانه شأن العديد

ص: 24


1- الزبيدي - تاج العروس: 1/ 7193

من المساجد والآثار الإسلامية، ولا شك أن العهود المتوالية بما أثقلت به على الرواة والمحدثين الصادقين، قد ساهمت في طي صفحات كثيرة كتب لها أن تبحر في شواطئ التغييب والكتمان؛ لتحتضنها غياهب الضياع، فما مر بالكوفة من أحداث جسام بعد شهادة أمير المؤمنين (علیه السلام) وما تناهبها من كل صوب على مر المراحل، كان كفيلا أن يطمس حتى معالم الدين الحنيف، لولا إرادة العزيز الجليل،

وإذا كان الإسلام على شفا حفرة بعد شهادة النبي الأكرم (صلی الله علیه و آله) ، وقد جرى ما جرى؛ فان معابد الله ومساجده نالت من الإقصاء، والإهمال، والتدنيس، والإغلاق، والاستبدال، وطمس المعالم، والهدم ومحو لوحة الذكرى، ومنع نقل الرواية، وقتل المترددين إليها والحافظين لروايات تشريفها، وتغييب رجالها في قعر السجون، ولا ريب أن مسجد السهلة المعظم قد نال حضه الأوفر من هذه الجولات القاسية من الطغاة والظالمين،

لكن الرحمة الإلهية المهيمنة قد حفظت لهذا المكان الطاهر بعض النصوص الكريمة التي أشار إليها أئمة أهل بيت الوحي (علیهم السلام) ،ولم يستطع أولئك الظالمون أن يغيبوا – رغم كل ما عملوا – الأحاديث والروايات الشريفة التي تحدث بها أمير المؤمنين وأبناؤه الطاهرون (علیهم السلام) عن المسجد المشرف،

ومن تلك الأحاديث يستدل الباحث على قدم هذه البقعة المباركة؛ كونها كانت بيت النبي إدريس (علیه السلام) وموضع عمله، وبيت النبي إبراهيم (علیه السلام) ومقر انطلاقته، ومسكن عبد الله الصالح الخضر (علیه السلام) ومحل تردده، ومقر النبي داود (علیه السلام) ومصدر توجهه، كما يستدل الباحث بوضوح وصفاء المعنى

ص: 25

الواسع الممتد لقداسة هذا المكان العظيم؛ بما ورد عن حملة الوحي (علیهم السلام) من أن كل الأنبياء والأوصياء (علیهم السلام) قد صلوا فيه، وأنهم خلقوا من طينته، وحملت وجوههم زبرجدة أو صخرة موجودة فيه،

ولعل حمل المسجد لأسماء شتى، دليل آخر على قدم بناءه، وانه في كل مرحلة تجديد أو حقبة زمن يحمل اسم القوم الذين يجددونه أو يجاورونه،

وقد ورد أن نبي الله إبراهيم (علیه السلام) : ((كان يزور العراق بعد أن هلك نمرود وانتهى حكمه عليه بالنفي، وأسس فيه مسجد الكوفة والسهلة والنخيلة، واشترى فيه أرض القادسية والنجف وكربلاء، وإنما سميت القادسية بانقيا لأن إبراهيم اشتراها بمائة نعجة من غنمه لأن با: مائة ونقيا: شاة، بلغة النبط وقد ذكر بانقيا أعشى قيس في شعره، وفسره علماء اللغة وواضعو كتب الكوفة من أهل السيرة بما ذكرناه)) (1)،

فالسهلة جزء من أرض النبي إبراهيم (علیه السلام) التي سميت بانيقيا والتي كانت كما ورد عن أمير المؤمنين (علیه السلام) : ((يزلزل بها فبات بها، فأصبح القوم ولم يزلزل بهم، فقالوا: ما هذا وليس حدث، قالوا: نزل هاهنا شيخ ومعه غلام له قال: فأتوه فقالوا له: يا هذا إنه كان يزلزل بنا كل ليلة ولم يزلزل بنا هذه الليلة فبت عندنا، فبات فلم يزلزل بهم فقالوا: أقم عندنا ونحن نجري عليك ما أحببت قال: لا، ولكن تبيعوني هذا الظهر ولا يزلزل بكم ! فقالوا: فهولك، قال: لا آخذه إلا بالشراء فقالوا: فخذه ما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة، فلذلك سمي بانقيا، لأن النعاج بالنبطية نقيا قال: فقال له غلامه: يا خليل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر ليس فيه زرع ولا ضرع؟

ص: 26


1- إبن إدريس - السرائر:1/479،

فقال له: أسكت فإن الله تعالى يحشر من هذا الظهر سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب يشفع الرجل منهم لكذا وكذا)) (1)،

ويعني ذلك أن إبراهيم (علیه السلام) بعد أن أسس لذريته القدس في فلسطين، وجدد الكعبة في الحجاز، جاء إلى العراق وأسس لهم القادسية ومسجد الكوفة ومسجد السهلة ومسجد النخيلة، ولا يمكن كشف الحكمة من هذه الأماكن المقدسة الثلاثة، بدون ربطها بآل إبراهيم (علیه السلام) ، وقد نصت الأحاديث على ربط الأماكن المقدسة في العراق بولده المهدي الموعود (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،

ومما يؤيد ذلك أن علياً (علیه السلام) جدد شراء ظهر الكوفة والغريين، تأكيداً لشراء جده إبراهيم (علیه السلام) حتى لا يدعيها أحد؛ فقد: ((اشترى أمير المؤمنين (علیه السلام) ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة، وفي رواية أخرى: ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين ألف درهم وأشهد على شرائه، فقيل له في ذلك؟ فقال: سمعت رسول الله (صلی الله علیه و آله) يقول: كوفان يُرَدُّ أولها علي آخرها، يحشر من ظهرها سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب؛ فاشتهيت أن يحشروا من ملكي)) (2)،

كما ورد بمعنى مقارب أنه قد: ((اشترى على بن أبي طالب رضي الله عنه ما بين الخورنق إلى الحيرة بأربعين ألفاً من دهاقين الخورنق، فقيل له يا أمير المؤمنين اشتريت حجراً أصم لاينبت شيئاً؟ قال: صدقتم، إني سمعت رسول الله (علیه السلام) يقول: كوفان يُرَدُّ أولها علي آخرها، يحشر من

ص: 27


1- الصدوق - علل الشرائع:2/585،
2- الثقفي – الغارات 845:2،

ظهرها سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب؛ فاشتهيت أن يحشروا من ملكي)) (1)،

وأشير أيضاً إلى أنه: ((قد ورد في فضل الغري مع قطع النظر عن دفن أمير المؤمنين (علیه السلام) فيه، وشراء إبراهيم (علیه السلام) له معللاً ذلك بأنه يحشر منه سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، يشفع كل واحد منهم لكذا وكذا، وكذلك اشتراه أمير المؤمنين معللاً له بمثل ذلك من أنه يحشر منه سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب، وغير ذلك مما هوغني عن البيان)) (2)، وروي أن ((الصحابي خباب بن الأرث (رضی الله عنه) أوصى أن يدفن في ظهر الكوفة، لما سمعه من النبي (صلی الله علیه و آله) )) (3)،

والمنطقة التي اشتراها أمير المؤمنين (علیه السلام) من النجف إلى الحيرة إلى الكوفة، تتضمن القادسية التي اشتراها جده إبراهيم (علیه السلام) ، و((هي منطقة تشمل النجف والكوفة إلى قرب الحيرة، ويوجد فيها قرية تسمى القادسية، ومكان يسمى قَادِس، ومكان يسمى قَدِيس)) (4)،

ويبدوأن هيكل البناء وطرز العمارة في المسجد والتي توالى الناس على إعادة البناء بصورتها، تشير إلى نمط المشيدات في القرن الأول الهجري، وإلى أن المسجد كان مشيداً قبل زمن خلافة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (علیه السلام) في الكوفة المقدسة (35- 40)ﻫ ، ولعل تلك المرحلة من

ص: 28


1- الأصبهاني - أخبار أصبهان 174:2
2- صاحب الجواهر- جواهر الكلام 4: 346 وأيضاً:الحر العاملي-وسائل الشيعة 833:2
3- إبن سعد - الطبقات 3: 167
4- د، حسن الحكيم – الحيرة: 53

تجديد البناء قد ارتبطت ببني ظفر، وهذا ما تؤكده إشارة الأمير (علیه السلام) إليه في حديثه بتسميته بمسجد بني ظفر، و((وهؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة)) (1)،

ولعل تسمية مسجد السهلة المعظم بمسجد (بني عبد القيس) – كما ورد في بعض الأحاديث- يشير إلى أن هؤلاء قد ساهموا أيضاً في إعادة بناء المسجد المشرف، لما لهم من تأريخ معروف بالولاء للإسلام وأهل البيت (علیهم السلام) ،

ص: 29


1- محمد بن جعفر المشهدي –فضل الكوفة ومساجدها:39

الأئمة (علیهم السلام) ومسجد السهلة المعظم

يعدّ مسجد السهلة المعظم من أفضل البقاع، بعد مسجد الكوفة المشرّف، ففيه بيتا النبي إدريس (علیه السلام) ، والنبي إبراهيم (علیه السلام) ، ومنزل العبد الصالح الخضر (علیه السلام) ،وإن:((أفضل المساجد، المسجد الحرام، وبعده مسجد النبي (صلی الله علیه و آله) ، ويليه مسجد الكوفة، ثم مسجد السهلة)) (1)،

ولقد وردت فيه أحاديث كثيرة عن أئمة الهدى من آل محمد (صلی الله علیه و آله) ، تشير إلى مكانته وقداسته، ولزوم تعاهد زيارته، نحاول إيراد بعض نصوصها بشكل يسير فيما يلي:

1-عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال: ((ومسجد ابن ظفر، مسجد مبارك، والله إن طباقه لصخرة خضراء، ما بعث الله من نبي إلا وفيها تمثال وجهه، وهومسجد السهلة)) (2)،

2-وعنه (علیه السلام) أيضاً، في وصفه للحجة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : ((كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة على فرس محجل)) (3)،

3-وقال أمير المؤمنين (علیه السلام) أيضاً، وهويذكر الحجة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : ((كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة (4)على فرس محجل (5) له شمراخ (6) يزهر، يدعوويقول في دعائه:

ص: 30


1- محمد تقي بهجت – توضيح المسائل: 185
2- النوري – مستدرك الوسائل:3/ 396
3- الطبري – دلائل الإمامة: 458
4- مسيل السهلة: ولعل المراد به ما يعرف إلىوم بالخندق القريب من مسجد السهلة (كلمة الامام المهدي-السيد حسن الشيرازي)،
5- التحجيل بياض في قوائم الفرس كلها، ويكون في رجلين ويد، وفي رجلين فقط، وفي رجل ويد فقط، ولا يكون في إلىدين خاصة إلا مع الرجلين، ولا في يد واحدة دون الأخري إلا مع الرجلين (كلمة الامام المهدي-السيد حسن الشيرازي)،
6- الشمراخ غرة الفرس إذا دقت وسالت وجللت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة (كلمة الامام المهدي-السيد حسن الشيرازي)،

((لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقّاً،اللهم معزَ كل مؤمن وحيد، ومذلَ كل جبار عنيد،أنت كنفي حين تعييني المذاهب، وتضيق عليَّ الأرض بما رحبت، اللهم خلقتني وكنت غنياً عن خلقي، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين، يا منشر الرحمة من مواضعها، ومخرج البركات من معادنها، ويا من خصَ نفسه بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يتعززون، يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم، فهم من سطوته خائفون،أسألك باسمك الذي قصر عنه خلقك فكلٌ لك مذعنون، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تنجز لي أمري وتعجل لي الفرج وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنك على كل شيء قدير)) (1)،

4-وسأل أمير المؤمنين (علیه السلام) مالك بن ضمرة العنبري قائلا: ((أتخرج إلى المسجد الذي في جنب دارك تصلي فيه؟))، قال: ((فقلت له: يا أمير المؤمنين، ذاك مسجد تصلي فيه النساء، فقال لي (علیه السلام) : يا مالك ذاك مسجد ما أتاه مكروب قط، يصلي فيه فدعا إلا فرج الله عنه، وأعطاه حاجته)) (2)،

5-وروي أن: ((جنازة أمير المؤمنين (علیه السلام) حملت إلى مسجد السهلة، ووجدت ناقة باركة هناك، فحمل عليها، وأقاموها، وتبعوها، فلما وقفت بالغري وبركت؛ حفر في ذلك المكان)) (3)،

ص: 31


1- المجلسي – بحار الأنوار:52/391
2- البروجردي - جامع أحاديث الشيعة:4 /557
3- النوري – مستدرك الوسائل:10/319

6-وعن الإمام علي زين العابدين (علیه السلام) أنه قال: ((من صلى في مسجد السهلة ركعتين؛ زاده الله في عمره سنتين)) (1)،

7-وعن الإمام الباقر (علیه السلام) أنه قال – وهويتحدث عن الكوفة المقدسة-: ((هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين، المرسلين وغير المرسلين، والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه، وفيها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه، والقوامون من بعده)) (2)،

8-وعن الإمام الصادق (علیه السلام) ، قال: ((وهومن كوفان، وفيه ينفخ في الصور، وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة)) (3)،

9-وعنه (علیه السلام) أيضاً، قال: ((من مسجد السهلة، سار إبراهيم إلى اليمن بالعمالقة)) (4)،

10-وعنه (علیه السلام) قال: ((مسجد السهلة مناخ الراكب، قيل: ومن الراكب؟، قال: الخضر (علیه السلام) )) (5)،

11-وقال الإمام الصادق (علیه السلام) أيضاً: ((مسجد السهلة، هوبيت إدريس الذي كان يخيط فيه، وهوالموضع الذي خرج منه إبراهيم إلى العمالقة، وهوالموضع الذي خرج منه داود إلى جالوت)) (6)،

ص: 32


1- المفيد – المزار: 12
2- إبن قولويه – كامل الزيارات:30/11
3- المجلسي- بحار الأنوار:7/16
4- المجلسي – بحار الأنوار:12/82
5- المجلسي – بحار الأنوار:13/303
6- المجلسي – بحار الأنوار:13/456

12-وقال (علیه السلام) : ((بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة، لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه، واستجار الله؛ لأجاره عشرين سنة)) (1)،

13-وعنه (علیه السلام) أيضاً: ((كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله، وهومنزل إدريس، وما بعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد يعبدون الله فيه)) (2)،

14-وقال (علیه السلام) : ((وفيه صخرة خضراء، فيها صورة جميع النبيين (علیهم السلام) ، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله منها النبيين (علیهم السلام) ، وفيها المعراج (3)، وهوالفاروق الأعظم (4)، موضع منه، وهو ممر الناس، وهومن كوفان، وفيه ينفخ في الصور، وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب،،أولئك الذين أفلج الله حججهم، وضاعف نعمهم،، ويجلون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطاعة فعملوا، وعلموا أن الله بما يعملون

ص: 33


1- المجلسي – بحار الأنوار:46/207
2- المصدر نفسه:52/317
3- قال المجلسي: قوله (علیه السلام) /: (وفيه المعراج) لعل المراد: أن النبي (صلی الله علیه و آله) / لما نزل ليلة المعراج وصلي في مسجد الكوفة أتي هذا الموضع وعرج منه إلى السماء، أو المراد أن المعراج المعنوي يحصل فيه للمؤمنين، (تاريخ الكوفة - البراقي: 120)
4- قال المجلسي: قوله (علیه السلام) /: (وهوالفاروق الأعظم موضع منه) أي: المعراج وقع في موضع منه وهوالمسمي (بالفاروق)، أوأن في موضع منه يفرق القائم بين الحق والباطل، كما ورد في خبر آخر أن فيها يظهر عدل الله، وقوله (علیه السلام) /: (هوممر الناس) أي: إلى المحشر، (تاريخ الكوفة - البراقي: 120)

بصير،،ليس عليهم حساب ولا عذاب،، يذهب الضغن،، يطهر المؤمنين)) (1)،

15-وقال (علیه السلام) : ((وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه)) (2)،

16-وسأل الإمام الصادق (علیه السلام) أبا حمزة الثمالي (رضی الله عنه) (3)عن زيد الشهيد (علیه السلام) (4) قائلاً: ((هل شهدت عمي ليلة خرج؟!، فقال: نعم،

ص: 34


1- الشيخ الطوسي – تهذيب الأحكام:6/37
2- الحسن الحلي – مختصر بصائر الدرجات:178
3- ثابت بن أبي صفية بن دينار الكوفي، المُلقب أبوحمزة الثمإلى، والثمإلى عشيرة من عشائر الأزد، نشأ أبوحمزة في (الكوفة)، التي كانت مركزاً للتشيع والولاء لأهل البيت (علیهم السلام) /، وقد تتلمذ عند علمائها الذين كانوا يحملون علوم أهل البيت (علیهم السلام) /وفقههم، وأصبح فيما بعد من أبرز علمائها ومشايخها وزهادها،كان من أبرز علماء عصره في الحديث، والفقه، وعلوم اللغة، وغيرها، وقد روي عنه ابن ماجة في كتاب الطهارة، وكانت الشيعة ترجع إلىه في الكوفة، وذلك لإحاطته بفقه أهل البيت (علیهم السلام) / وفي منزلته يقول الإمام الرضا (علیه السلام) /: أبوحَمْزة الثمإلى في زمانه، كسلمان الفارسي في زمانه، وذلك أنه خدم أربعة منا: علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسي بن جعفر (علیهما السلام) / وقال الشيخ عباس القمي في (الكني والألقاب 2 / 118): الثقة الجليل، أبوحمزة الثمإلى ثابت بن دينار، صاحب الدعاء المعروف في أسحار شهر رمضان، كان من زهاد أهل الكوفة ومشايخها، وكان عربيا أزديا، روي أبوحمزة الثمإلى طائفة كبيرة من الأحاديث عن الأئمة الطاهرين(، فقد روي عن الإمام زين العابدين (علیه السلام) /، والإمام موسي الكاظم (علیه السلام) /، كما روي عن أبي رزين الأسدي، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وروي عنه أبوأيوب، وأبوسعيد المكاري وابن رئاب، وابن محبوب، وابن مسكان، وأبان بن عثمان وغيرهم، ومن مؤلفاته: كتاب (النوادر)، كتاب (الزهد)، كتاب (تفسير القرآن)، روايته لرسالة الحقوق للإمام زين العابدين (علیه السلام) /، روايته لدعاء السحر المعروف بدعاء أبي حمزة، عن الإمام زين العابدين (علیه السلام) /، توفّي الثمإلى (رضی الله عنه) /سنة 150 ه،
4- زيد بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) /: نشأ في أحضان والده الإمام زين العابدين (علیه السلام) /وأخيه الأكبر الإمام محمد الباقر (علیه السلام) / الذي قال له يوماً: ((بأبي أنت وأمي يا أخي أنت والله نَسِيْج وحدك، بركةُ اللّه علي أم ولدتك، لقد أنجبت حين أتت بك شبيه آبائك))،وقال أبوالجارود: دخلت المدينة وكلما سألت عن زيد بن علي (علیهما السلام) / قيل لي: ذلك حليف القرآن وقال يحيي بن زيد واصفاً عبادة والده: ((رحم اللّه أبي كان أحد المتعبدين، قائم ليله صائم نهاره، كان يصلي في نهاره ما شاء اللّه فإذا جن الليل عليه نام نومة خفيفة، ثم يقوم فيصلي في جوف الليل ما شاء اللّه، ثم يقوم قائماً علي قدميه يدعوالله ويتضرع له ويبكي بدموع جارية حتي يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر سجد سجدة، ثم يصلي الفجر، ثم يجلس للتعقيب حتي يرتفع النهار، ثم يذهب لقضاء حوائجه، فإذا كان قريب الزوال أتي وجلس في مصلاه واشتغل بالتسبيح والتحميد للرب المجيد، فإذا صار الزوال صلي الظهر وجلس، ثم يصلي العصر، ثم يشتغل بالتعقيب ساعة ثم يسجد سجدة، فإذا غربت الشمس صلي المغرب والعشاء))، استشهد زيد بن علي (علیهما السلام) / عام 122 ﻫ وهوفي طريقه إلى المسجد اذ وقعت بينه وبين جند الأمويين مواجهة عنيفة كان النصر فيها حليفه، ولما وصل إلى جوار المسجد نادي أصحابه بشعاره (يا منصور أمت) وأدخلوا الرايات من نوافذ المسجد، وكان نصر بن خزيمه ينادي: ((يا أهل الكوفة أخرجوا من الذل إلى العز ومن الضلال إلى الهدي أخرجوا إلى خير الدنيا والآخرة فإنكم لستم علي واحد منها))، وانتشر أصحاب زيد في الكوفة وأمرهم زيد أن ينادوا: من ألقي سلاحه فهوآمن، وأخذ يطارد بقايا جند الأمويين فاشتبك أصحابه معهم واستبسلوا وقاتلوا قتالا شديداً حتي ردوهم علي أعقابهم، ثم جمع زيد أصحابه ونادي فيهم: ((أنصروني علي أهل الشام فوالله لا ينصرني رجل عليهم إلا أخذت بيده حتي أدخله الجنة، ثم قال: والله لوعلمت عملا هوأرضي لله من قتال أهل الشام لفعلته، وقد كنت نهيتكم أن لا تتبعوا مدبراً ولا تجهزوا علي جريح ولا تفتحوا باباً مغلقاً، وإني سمعتهم يسبون علي بن أبي طالب فاقتلوهم من كل وجه))، واستمرت المواجهة بين المعسكرين، وكان جنود الأمويين يتزايدون بينما كان جند زيد ينقصون، وأثناء ذلك سمع - في مقدمة الجيش صوت زيد يرتفع قائلا: الشهادة،، الشهادة،، الحمد لله الذي رزقنيها! فهرعوا إلى مكان الصوت، فإذا بالسيد مضرج بدمه، قد أصيب بسهم في جبهته،وأراد أتباع زيد أن يخفوا جسده الشريف حتي لا يصل إلىه الأمويون فعملوا تحت جنح الظلام وحجزوا الماء في الساقية في بستان وحفروا القبر ثم واروا الجثمان وأجروا عليه الماء، وتفرقوا قبل طلوع الفجر،وفي إلىوم التإلى أعلن في الشوارع والأسواق عن جائزة مغرية لمن يدل علي المكان الذي دفن فيه، فدلهم البعض علي موضع قبره، فنبشوه واستخرجوا منه الجثمان، وحمل علي جمل وألقي به أمام قصر الإمارة، وهنالك فصل الرأس الشريف عن الجسد وبعث به يوسف بن عمر الثقفي إلى الشام، وبعد أن وضع بين يدي هشام أمر أن يطاف به في البلدان، ومر الرأس ببلدان كثيرة حتي وصل إلى المدينة المنورة، ونصب أمام قبر رسول اللّه (صلی الله علیه و آله) /، وطلب أهل المدينة للحضور إلى المسجد وإعلان البراءة من علي بن أبي طالب وزيد بن علي (،ثم أخذ إلى مصر ونصب في الجامع الأعظم أياما ومنه أخذ سرا ودفن هنالك،وأما الجسد فصلب في كناسة الكوفة عاريا، فجاءت العنكبوت تنسج الخيوط علي عورته لتسترها، وكانوا كلما أزاحوا تلك الخيوط جاءت لتنسج غيرها،فكانَ منظر الجسد الشريف أمام الناس، يزود الإيمان وحب أهل البيت في قلوبهم، علي عكس ما كان بنوأمية يبتغون، ففكروا في التخلص من الجسد الشريف فعملوا علي إنزاله وإحراقه، وذرّ رماده في الفرات،وقد قال يوسف بن عمر الثقفي مقولته المشهورة: ((والله يا أهل الكوفة لأدعنكم تأكلونه في طعامكم وتشربونه في مائكم))،، ومن تراثه الفكري: مجموع الإمام زيد ويشتمل علي المجموع الفقهي والحديثي (مسند الإمام زيد)، تفسير غريب القرآن، مناسك الحج والعمرة، ، رسائل وكتب الإمام زيد: ويحتوي علي: رسالة الإيمان، وتشتمل علي شرح لمعني الإيمان والكلام علي عصاة أهل القبلة، رسالة الصفوة: وتشتمل علي تعريف صفوة اللّه من خلقه والكلام عن أهل البيت وأن اللّه اصطفاهم لهداية الناس، رسالة مدح القلة وذم الكثرة: وتشتمل علي مناظرة جرت بينه وبين أهل الشام في القلة والكثرة، وجمع فيها كثيراً من آيات القرآن الدالة علي مدح القلة وذم الكثرة، رسالة تثبيت الوصية، رسالة الرد علي المجبرة، رسالة الحقوق، مناظرة لأهل الشام في مقتل عثمان والقلة والكثرة، الرسالة المدنية، مُجَمَّع يشتمل علي بعض مناظراته وأجوبته وخطبه وأشعاره ورسائله وكلماته القصيرة، الرسالة الشامية،،جواب علي واصل بن عطاء في الإمامة، مجموعة من الأشعار المنسوبة إلىه، مجموعة من الأدعية المروية عنه، تفسير سورة الفاتحة، تأويل بعض مشكل القرآن، كتاب مناسك الحج والعمرة،

فقال: هل صلى في مسجد سهيل، قال: أين مسجد سهيل، لعلك تعني مسجد السهلة !، قال: نعم، قال: أما انه لوصلى فيه ركعتين، ثم استجار بالله؛ لأجاره سنة))،

17-وتحدث الإمام الصادق (علیه السلام) عن مسجد السهلة قائلا: ((أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي الذي كان يخيط فيه، ومنه سار

ص: 35

إبراهيم إلى اليمن بالعمالقة، ومنه سار داود إلى جالوت، وإن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي، ومن تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي، وانه لمناخ الراكب، قيل: ومن الراكب؟، قال: الخضر (علیه السلام) )) (1)،

18-وأشار (علیه السلام) إلى مسجد السهلة المبارك ذاكرا الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فقال: ((أما انه منزل صاحبنا إذا قام بأهله)) (2)،

19-وخاطب الإمام (علیه السلام) (العلاء بن رزين) (3) أحد أصحابه متسائلاً: ((تصلي في المسجد الذي عندكم الذي تسمونه مسجد السهلة؟؟، قلت: إني لأصلي فيه، جعلت فداك، قال: ائته، فانه لم يأته مكروب إلا فرج الله كربته، وفيه زبرجدة فيها صورة كل نبي، وكل وصي)) (4)،

20-وقال الإمام الصادق (علیه السلام) أيضاً عن مسجد السهلة الشريف: ((هومن البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة، إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما لوإني كنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه)) (5)،

21-وحث (علیه السلام) المؤمنين على زيارة المسجد المعظم فقال: ((إذا دخلت الكوفة، فأت مسجد السهلة، فصل فيه، واسأل الله حاجتك

ص: 36


1- الصدوق – من لا يحضره الفقيه 648:151:1،
2- المصدر نفسه 648:151:1
3- أحد رجال الإمام الصاد (علیه السلام) /ومن مشاهير رواة الشيعة وهوراوية محمد بن مسلم الثقفي وقد ورد في أسانيد الكتب الأربعة بهذا العنوان، (392) مورداً، يقول النجاشي: ((روي عن أبي عبد الله، وصحب محمد بن مسلم وتفقه عليه وكان ثقة))، وقال الشيخ الطوسي: ((العلاء بن رزين القلاء، ثقة جليل القدر))،
4- الحميري القمي - قرب الإسناد: 74،
5- المشهدي - المزار الكبير: 162

لدينك ودنياك؛ فإن مسجد السهلة بيت إدريس النبي الذي كان يخيط فيه، ويصلي فيه، ومن دعا الله فيه بما أحب؛ قضى له حوائجه، ورفعه يوم القيامة مكانا عليا إلى درجة إدريس، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه)) (1)،

22-وسُئل الإمام الصادق (علیه السلام) عن وجود الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة المقدس: ((جعلت فداك، لا يزال القائم فيه أبدا؟!، قال: نعم، قيل: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق)) (2)،

23-ومن فضائل مسجد السهلة المعظم ما روي عن (بشار المكاري) أحد أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام) ، قال: ((دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) بالكوفة، وقد قدم له طبق رطب طبرزد، وهويأكل، فقال لي: يا بشار أن أدن فكل، قلت: هنأك الله، وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شيءرأيته في طريقي، أوجع قلبي، وبلغ مني، فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت، قال: فدنوت فأكلت، قال لي: حديثك؟، قلت: رأيت جلوازا (3) يضرب رأس امرأة، يسوقها إلى الحبس، وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد، قال: ولم فعل بها ذلك؟؟، قال: سمعت الناس يقولون:أنها عثرت، فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب، قال: فقطع الأكل، ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله، ولحيته، وصدره بالدموع، ثم قال: يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة؛ فندعوا الله،

ص: 37


1- المجلسي – بحار الأنوار:11/280
2- المشهدي – المزار الكبير: 162
3- الجلواز: - بالكسر- الشرطي من أعوان السلطان

ونسأله خلاص هذه المرأة،قال: ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدم إليه بأن لا يبرح ألا أن يأتيه رسوله، فان حدث بالمرأة حدث، صار إلينا حيث كنا، قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلى كل واحد منا ركعتين، ثم رفع الصادق (علیه السلام) يده إلى السماء، وقال: أنت الله لا اله إلا أنت،،قال: ثم خر ساجدا لا أسمع منه إلا النفس، ثم رفع رأسه، فقال: قم أطلقت المرأة،

قال: فخرجنا جميعا، فبينما نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجهنا به إلى باب السلطان، فقال له: ما الخبر؟، قال: لقد أطلق عنها، قال: كيف كان إخراجها؟، قال: لا أدري، ولكني كنت واقفا على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها، وقال لها: ما الذي تكلمت به؟، قالت: عثرت، فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل، قال: فأخرج مائتي درهم، وقال: خذي هذه، واجعلي الأمير في حل، فأبت أن تأخذها، فلما رأى ذلك منها دخل، وأعلم صاحبه بذلك، ثم خرج فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها، فقال أبوعبد الله (علیه السلام) : أبت أن تأخذ مائتي درهم، قال: نعم، وهي والله محتاجة إليها، قال: فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها فاقرأها مني السلام، وادفع إليها هذه الدنانير، فقال: فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام، فقالت: بالله اقرأني جعفر بن محمد السلام، فقلت لها: رحمك الله، والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام، فشهقت ووقعت مغشية عليها، فصبرنا حتى أفاقت وقالت: أعدها علي، فأعدنا عليها، فوقع منها ما وقع حتى أفاقت وقالت: أعدها علي فأعدناها حتى فعلت ذلك تماما، ثم قلنا لها: خذي هذا ما

ص: 38

أرسل به إليك وابشري بذلك، فأخذته منا وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله فما اعرف أحدا أتوسل به إلى الله اكبر منه ومن آبائه وأجداده (علیهم السلام) ، فرجعنا إلى أبي عبد الله (علیه السلام) فجعلنا نحدثه بما كان منها، فجعل يبكي ويدعولها، ثم قلت: ليت شعري متى أرى فرج آل محمد (صلی الله علیه و آله) ، قال: يا بشار إذا توفي ولي الله، وهوالرابع من ولدي في اشد البقاع بين شرار العباد فعند ذلك يصل إلى ولد فلان مصيبة سوداء مظلمة فإذا رأيت ذلك التقت حلق البطان (1)، ولا مرد لأمر الله)) (2)،

24-وفي رواية عن العبد الصالح الخضر (علیه السلام) أنه قال عن مسجد السهلةالمبارك: ((أنه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين)) (3)،

ص: 39


1- البطان: للقنب الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير، يقال: التقت حلقتا البطان، للأمر إذا اشتد،
2- المجلسي - بحار الأنوار: 13:10 /320
3- المجلسي - بحار الأنوار: 13:10 /320 26-

العلماء ومسجد السهلة المعظم

حث علماؤنا الأعلام على مواظبة الزيارة للمسجد المعظم وأداء الصلاة فيه،

فقد ورد عن زعيم الطائفة الشيخ الطوسي (قدس سره) (1) أنه: ((ينبغي أن لا يصلي الفرائض إلا في المسجد، ويمضي إلى مسجد السهلة، ويصلي فيه، ويستحب أن يكون ذلك بين العشاءين)) (2)،

ص: 40


1- ولد أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي سنة 385ﻫ ،، وكان شيخ الطائفة علي الإطلاق ورئيسها الذي تلوي إلىه الأعناق المتقدم ذكره في أئمة الحديث والفقه وعلم تراجم الرجال، وكان إماما في كل علوم الإسلام مصنفا بكل ما يتعلق بالمذهب أصولا وفروعا،وله في التفسير كتاب التبيان الجامع لكل علوم القرآن، وهوكتاب جليل في عشرة أجزاء كبار عديم النظير في التفاسير،فهوأول من جمع في التفسير جميع علوم القرآن،وقد فهرس النجاشي كل مصنفاته، وله تإلىفات كثيرة في التفسير والأصول والفروع وغيرها منها كتابا التهذيب والاستبصار المشهوران في جميع الأعصار، وألف في علم الرجال كتابين: أحدهما مشهور بين العلماء ب- (رجال الشيخ)، وكان عمره يوم وروده العراق من طوس ثلاثا وعشرين سنة، إذ انه قدم العراق من خراسان سنة 408 وأقام مع شيخه أبي عبد الله المفيد خمس سنين وأقام مع السيد المرتضي نحوا من ثمان وعشرين سنة إذ أن الشيخ المفيد توفي سنة 412 والسيد المرتضي سنة 434، وكان أكثر استفادته ببغداد من الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان التلعكبري والسيد المرتضي علي بن الحسين العلوي البغدادي، واستقل بعد الثاني منهما بإمامة الطائفة وحضر دروسه رجال العامة والخاصة، وبقي الشيخ شيخ الطائفة علي الإطلاق أربعا وعشرين سنة اثني عشر سنة منها بغداد والباقي بالغري وبها توفي، غادر بغداد سنة 448 ﻫ بعد أن أحرق طغرل بك السلجوقي مكتبته وكرسي تدريسه إلى مشهد أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) خوفا من الفتن التي تجددت ببغداد واستوطن النجف وبقي فيها يدرس إلى وفاته، وانتقل معه الكثير من تلاميذه إلى النجف الأشرف وجعلها مركزا علميا توافد عليه العلماء من كل مكان وأصبحت أكبر حوزة علمية حتي إلىوم، فمنذ عصر الأئمة(حتي عصر الشيخ الطوسي(النصف الأول من القرن الخامس الهجري) وروح الاجتهاد سائدة في ذلك العهد، ولكن هذه الروح فترت بعد عصر الشيخ الطوسي وذلك لقوة الاعتقاد بآراءه، وما صار لها من قداسة ولدتها عبقريته الفذة فوقف الفقهاء عند آرائه واجتهاداته طويلا طويلا، ولعل الكثير مما يتمتع به الفقه الشيعي من روح الاستنباط هومن آثار سعيه ولما كان عليه من جليل القدر وعظيم المنزلة والمعرفة بالرجال والأخبار والفقه والأصول والكلام والأدب، وما اتسم به من جميع الفضائل وما صنف في كل فن من فنون الإسلام وهوالمهذب للعقائد في الأصول والفروع والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل وكان مرجع فضلاء الزمان ومربيهم حتي حكي أن فضلاء تلامذته الذين كانوا مجتهدين يزيدون علي ثلاثمئة فاضل من الخاصة، ومن العامة ما لا يحصي،وقد أعطاه الخلفاء كرسي الكلام وكان ذلك لمن لمسوه من أنه وحيد عصره وعلامة دهره، توفي في النجف الأشرف سنة ستين وأربعمئة، ودفن بداره قرب مسجده وصار إلىوم جزءا من مسجده وهوإلى الآن يعرف بمسجد الشيخ الطوسي،
2- الطوسي -مصباح المتهجد: 747

وخصَّ السيد إبن طاووس (قدس سره) (1) فضيلة زيارة مسجد السهلة المبارك بليلة الأربعاء فقال: ((إذا أردت أن تمضي إلى السهلة، فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء من ليلة الأربعاء، وهوأفضل من غيره من الأوقات)) (2)،

واستجار بالمسجد المعظم دفعا للبلاء بعض العلماء كالشيخ الأكبر آية الله العظمى الشيخ جعفر كاشف الغطاء (قدس سره) (3)، كما روى هوفقال: ((وقد استجرت به في سنة الطاعون مع ما يقرب من أربعين شخصا، الظاهر وقد أفنى الخلق، ثم بعد انقضائه ما فقد منهم أحد على الظاهر)) (4)،

ص: 41


1- السيد أبوالقاسم علي بن موسي بن جعفر،،، بن محمد الطاووس، وينتهي نسبه إلى الحسن المثني بن الإمام الحسن المجتبي (علیه السلام) /ولد عام 589 ﻫ بمدينة الحلة في العراق،، ودرس السيد في بادئ الأمر عند أبيه وجده لأمه الشيخ ورّام بن أبي فراس في الحلة، وكان يتمتع بذهن وقاد، وذكاء حاد، وقد فاق جميع أقرانه في تحصيل العلوم في فترة وجيزة، وأكمل خلال سنة واحدة من الدراسة ما كان الآخرون يكملونه في عدة سنوات، ثم سافر إلى مدينة الكاظمية، وأقام في بغداد خمسة عشر عاما، مشغولا بالتدريس، ومواصلة الدراسة، ثم عاد إلى الحلة، ثم أقام في جوار الإمام الرضا (علیه السلام) / بمدينة مشهد المقدسة ثلاث سنوات، بعدها سافر إلى مدينة النجف الأشرف، ومدينة كربلاء المقدسة، وأقام في كل منها ثلاث سنوات، فدون خلالها الكتاب الشريف كشف المحجة كوصية لأولاده، توفي السيد إبن طاووس سنة 664 ﻫ بمدينة بغداد، ودفن بجوار مرقد الإمام علي (علیه السلام) /في النجف الأشرف،
2- البراقي – إلىتيمة الغروية والتحفة النجفية: 81،
3- الشيخ جعفر بن خضر الجناحي ، ولد عام 1156 ه في النجف الأشرف، وأخذ عن والده أولا، وغالب من أخذ عنه الشيخ محمد مهدي الفتوني، وتتلمذ علي الآقا محمد باقر البهبهاني والسيد مهدي بحر العلوم وغيرهم، وطغي اسم أشهر مؤلفاته، وهوكشف الغطاء، علي لقب أسرته فأسموا بآل كاشف الغطاء، كان إماما في الفقه بل إمام الفقهاء في عصره وكفي له تعريفا كتابه كشف الغطاء الذي كتبه في طي سفره إلى الحج والمشهور أنه لم يكن معه حين تإلىفه غير كتاب قواعد العلامة، وله مواقف مهمة في تاريخ النجف، أهمها الوقوف بوجه الوهابية الغزاة، الذين هجموا مرات عديدة علي كربلاء والنجف الأشرف، فقد كان الشيخ يذب عن أهإلى البلد، ويبذل علي الفقراء والمعوزين، وقد تكفل بدفع الضريبة التي فرضتها الحكومة التركية علي النجف والتي تساوي 80 طنا من الطعام، وهوكثير بالنسبة لسكان المدينة ووضعهم المعاشي المتردي، من أشهر تلاميذه: الشيخ أسد الله التستري صاحب المقابيس، والسيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة، والشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، والسيد صدر الدين العاملي، والشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم أوشرحه وصاحب مطالع الأنوار وغيرهم من الأعلام كثير،، له مؤلفات كثيرة أشهرها كشف الغطاء، وشرح قواعد العلامة،، توفي سنة 1227 ﻫ في النجف الأشرف (مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي: 1 / 18)و(أصل الشيعة وأصولها - الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء:57)
4- كاشف الغطاء - كشف الغطاء (ط،ق): 1 / 212

ولقد جدد الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر (قدس سره) (1) للناس عادة الذهاب إلى مسجد السهلة المشرف ليلة الأربعاء من كل أسبوع، وكان إذا خرج إلى السهلة في الليلة المعهودة يأمر بالخيام والبسط والأمتعة اللازمة لاستخدامها خلال فترة الاستراحة في طريقهم من النجف الأشرف إلى المسجد العظيم، ويركب هووتلامذته وحاشيته على الخيول المسرجة ويتبعهم خلق كثير من الناس،

((كما أن أخاه الذي يكبره سنا الشيخ محمد حسين كان من نوابغ طلاب العلم، وقتل في ريعان شبابه خطأ وهوفي طريقه إلى مسجد السهلة، بطلقة نارية طائشة من أحد طلاب العلم الذين كانوا - بأمر الشيخ كاشف الغطاء وتوجيهه - يتدربون في الصحراء خارج النجف على الرمي بالبنادق لغرض الدفاع عن هجمات الوهابيين التي كانت مستمرة على النجف وكربلاء)) (2)،

وسُئل الشيخ صاحب الجواهر (قدس سره) في مرض موته أنه إن حدث أمر فمن المرجع في التقليد؟ فأمر بجمع أهل الحل والعقد من العلماء، فاجتمعوا عنده، وكل يرى أنه هوالمشار إليه، وكان بعضهم يرى أنه سيرشح أحد أولاده لأنه كان فيهم من يليق لذلك، ولكنه لما غَص المجلس بالعلماء،

ص: 42


1- هوالعلامة الشيخ محمد حسن ابن الشيخ باقر ابن الشيخ عبد الرحيم ابن الأغا محمد الصغير ابن الأغا عبد الرحيم الشريف الكبير، صاحب الموسوعة الفقهية الإسلامية الكاملة (جواهر الكلام)، من أعلام الطائفة الإمامية وفقهاء الاثني عشرية، وقد نبغ في النجف الأشرف، وانتهت إلىه مرجعية الشيعة ورئاسة الطائفة، ولد الشيخ (صاحب الجواهر) حدود سنة (1192 ﻫ ) في دار والده المجاورة للصحن الحيدري الشريف،،أخذ عن الشيخ جعفر صاحب (كشف الغطاء) وولده الشيخ موسي، وعن صاحب (مفتاح الكرامة)، وعن السيد أبي الحسن الحسيني العاملي، وعن الشيخ قاسم محي الدين، وغير هؤلاء من تلامذة الوحيد البهبهاني وبحر العلوم،، وكان مجلس بحثه يضم أكثر من ستين مجتهداً من المعترف لهم بالفضيلة، ومن بعض آثاره: (جواهر الكلام) الموسوعة الفقهية التي فاقت جميع ما سبقها من الموسوعات سعة وجمعاً وإحاطة بأقوال العلماء وأدلتهم، مضافاً إلى أنه كتاب كامل في أبواب الفقه كلها جامع لجميع كتبه، توفي سنة (1266 ﻫ ) في النجف الأشرف، ودفن في مقبرته المعروفة والمجاورة لمسجده المشهور،
2- الجواهري - جواهر الكلام: 1 / 5،

سأل عن الشيخ مرتضى الأنصاري (قدس سره) (1)، فلم يكن حاضراً معهم فبعث خلفه، فلما جاء، قال له: أفي مثل هذا الوقت تتركني؟ فأجابه: كنت أدعولك في مسجد السهلة بالشفاء، فقال له: ما كان يعود إلي من أمر الشريعة المقدسة فهووديعة الله عندك،

وأكدت الأحاديث ثقة آية الله العظمى الأستاذ الأعظم الشيخ الأخوند (قدس سره) (2) بالإستجارة ليلة الأربعاء في مسجد السهلة المعظم، حتى أنه في ليلة

ص: 43


1- الشيخ مرتضي بن محمد أمين الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي جابر بن عبد اللّه الأنصاري (رضی الله عنه) /، أحد علماء الإمامية، ولد بإيران سنة1214وتعلم قراءة القرآن والكتابة وهوفي الخامسة من عمره، وأخذ بعدهما في دراسة الصرف، والنحو، والمنطق والمعاني، والبيان علي والده وعلي فضلاء مدينته، ثم قرأ المقدمات ، إلى أن صار عمره عشرين سنة، وحضر الشيخ الأنصاري في كربلاء دروس السيد محمد المجاهد، حتي عام 1236ﻫ ، حيث عاد بعد ذلك إلى موطنه ديزفول مدة سنتين، ثم عاد إلى كربلاء، فحضر علي أستاذه شريف العلماء المازندراني،،وبعد ذلك هاجر إلى النجف الأشرف، فحضر درس الشيخ موسي كاشف الغطاء واستقل بالتدريس والتإلىف، واختلف إلىه طلاب العلوم الدينية، وقام بوضع أساس علم الأصول والحديث عند الشيعة،وانتهت إلىه رئاسة الإمامية بعد وفاة الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر وقام بها خير قيام، وبقي يزاول مهامه الدينية من التدريس والتإلىف والإرشاد والقيادة، إلى أن طعن في السن، وقرب عمره من السبعين، وقد أنهكته المسؤولية الثقيلة، فوافاه الأجل سنة 1281ﻫ ، في النجف الأشرف ودفن هناك،،له عدة مؤلفات، منها كتاب المكاسب، كتاب الطهارة، كتاب الصوم، كتاب الزكاة والخمس، كتاب الصلاة، كتاب الفرائد في علم الأصول، كتاب أصول الفقه، وله عدّة رسائل في الرضاع، والتقيّة، والعدالة، والقضاء عن الميت، ورسالة في حجية الظن والقطع، والبراءة والاستصحاب، والتعادل والتراجيح، وغيرها،ويعدّ كتاباه المكاسب والرسائل من الكتب المهمة التي تدرس في الحوزات العلمية، وشذ من لم يعلق عليهما من مشاهير العلماء بعده،
2- ولد الشيخ الآخوند في عام 1255 ﻫ ، وبدأ في مشهد بدراسة المقدمات، وأكمل هناك العربية والمنطق وشيئاً من علمي الأصول والفقه، واستمرت هذه المرحلة من دراسته إلى بلوغه الثالثة والعشرين من عمره ثم قصد حوزة النجف العلمية الكبري، فغادر الشيخ مشهد متوجهاً إلى النجف سنة 1277 ﻫ ووصل الشيخ وحطّ رحاله عند عتبة أمير المؤمنين (علیه السلام) /وذلك في زمان زعامة الشيخ الأعظم الأنصاري، فبدأ دراسته عنده ولازمه مدة عامين من الزمن حاضراً أبحاثه متأثراً بآرائه وأفكاره حتي وفاته عام 1281 ﻫ ، وبعد وفاة الشيخ الأنصاري حضر الآخوند مجالس السيد علي التستري في الفقه وكذلك تتلمذ علي يد العلامة الشيخ راضي المتوفي عام 1290 ﻫ ، وإضافة لهؤلاء لازم مجلس درس الميرزا المجدد الشيرازي أكثر من عشر سنوات ملازمة الظل فكان يحضر أبحاثه إلى أن سافر السيد المجدد إلى كربلاء ومن ثم إلى سامراء ليستقر فيها عام 1292 ﻫ فسافر معه إلى سامراء ، ولكنه لم يطل المكث هناك حيث أمره السيد الشيرازي بالرجوع إلى النجف لإدارة الحوزة ورعاية الطلاب وقضاء حوائجهم، ورجع الآخوند إلى النجف وتصدي للتدريس ولامتيازه في محاضراته الأصولية ببساطة النظر في الأفكار العإلىة الفلسفية والإيجاز في البحث بإسقاط زوائده وغض النظر عن التفريعات غير المجدية، استطاع الآخوند أن يكون هوالمدرس الأول في الحوزة العلمية،وقد كان ذا صوت جهوري بحيث يستطيع سماعه - وهوفي أيام الصيف علي سطح مسجد الطوسي - كل من كان يحيط به بالمسجد من خارجه، فكان الطلاب يسمعون محاضراته علي بعد بكل وضوح، كل ذلك أدي إلى اتساع دائرة تلامذته وكثر حضار درسه، فيقول الشيخ أقا بزرك الطهراني: ((وقد سمعت ممن أحصي تلاميذ الأستاذ الأعظم المولي محمد كاظم الخراساني في الدورة الأخيرة في بعض الليإلى بعد الفراغ من الدرس انه زادت عدتهم علي الألفين والمائتين، وكان كثير منهم يكتب تقريراته))، ويقول الشيخ أقا ضياء العراقي: ((ان عددهم تعدي الألف والسبعمائة نفر في الليلة))، وأما السيد هبة الدين الشهرستاني فيقول: ((عددّنا حضار درس الشيخ فكان في إحدي الليإلى ألف وخمسمائة وأربعون شخصاً،)) وأما الشيخ علي الشرقي فقد بالغ في ذلك فقال: ((ان حوإلى 3000 شخص كانوا يحضرون درس الشيخ الآخوند))،، توفي الشيخ سنة 1329 ودفن في مقبرة الميرزا حبيب الله الرشتي الواقعة عن يمين من يخرج من باب ساعة الصحن العلوي، من مؤلفاته: الحاشية القديمة علي الرسائل، درر الفوائد، الحاشية علي مكاسب أستاذه الأعظم الشيخ الأنصاري، حاشية علي أسفار صدر المتالهين الشيرازي، حاشية علي منظومة السبزواري، رسالة في المشتق، رسالة في الوقف، رسالة في الرضاع، رسالة في الدماء الثلاثة، رسالة في الإجارة، غير تامة، رسالة في الطلاق غير تامة، رسالة في معني العدالة، رسالة في الرهن، القضاء والشهادات، روح الحياة رسالة عملية، تكملة التبصرة، ذخيرة العباد في يوم المعاد، اللمعات النيرة في شرح تكملة التبصرة، الفوائد، كفاية الأصول، (كفاية الأصول -الشيخ محمد كاظم الخراساني- تحقيق مؤسسة آل البيت (علیهم السلام) / لإحياء التراث: 17)

تهيوءه للرحيل إلى إيران لحفظ ثغور الإسلام من عساكر الروس والإنكليز عزم على الإستجارة بالمسجد، وفي تلك الليلة ((وعندما ذهب ربع الليل تفرق الناس عنه إلى دورهم لأن أكثر الناس مثله كانوا متأهبين إلى الرحيل معه لكنه لم يزر عينيه الكرى بعد مفارقة الناس إياه وأخذه شبه الضعف في منتصف الليل فعالجوه حتى خفت الوطأة وعرق عرقاً كثيراً، فقالوا له: مرنا أن نحل أوزار المسير إلى يوم آخر حتى يستقيم مزاجك وتصفولك الأمور، فقال: كلا، إنني راحل غداً إن شاء الله إلى مسجد السهلة، فان الاستجارة فيها إلى الله تعالى محمودة ليلة الأربعاء، فسيروا غداً إليها ولوأشرفت على الموت لئلا يستوهن عزم المهاجرين معي ثم أخذ يوصي بما يجب ويرتب صورة مسيره إلى دفع الكفار حتى انفلق عمود الفجر وحيث قد بين في أول الليلة لأصحابه قائلاً: (إنني اشتهي أن أزور حضرة الإمام (علیه السلام) لأودعه فاني لا أظن بنفسي الرجوع بعد هذا ونصلي صلاة الصبح في حضرته)،

قيل له: إن ضعف مزاجك لا يسوغ لك الآن حركة، فصل الصبح هاهنا وخذ لنفسك بالمنام راحة إذ لم تنم ليلك ولا نهارك ثم زر الإمام (علیه السلام) عندما

ص: 44

تنوي الخروج من النجف، فاستحسن هذا القول وصلى الصبح فريضة ونافلة ثم اشتكى من حدوث انقباض في قلبه وأنّ أنّة رقيقة ومدد كالمغمى عليه وتوفى هنيئة كما عاش عيشة شريفة، فجاءوا بدكتور الحكومة فلما لمسه وامتحنه عزى أهله وصحبه بوفاة والد الأمة وضج الحاضرون وذاع الخبر فأصبحت النجف ضجة واحدة وخرج الناس حيارى وسكارى لا يصدقون نعيه علماً منهم بكمال صحته واستقامته فتسلمته أيدي المنون على غرة في العالمين وانتشلته من صفوف الأحياء وهم في ذهول عنه وغفلة)) (1)،

وممن نقلت الروايات شغفه بزيارة المسجد العظيم العالم الكبير المرحوم السيد نصر الله الحائري (قدس سره) (2) الذي رافق الملك نادر شاه عند تشرفه بزيارة المشهد العلوي المقدس عام 1155 ﻫ ، وأنشد عند إتمام تذهيب القبة الشريفة قصيدته الشهيرة التي مطلعها:

إذا ضامك الدهر يوماً وجارا

ص: 45


1- مجلة العلم: المجلد الثاني العدد السابع: 290 - 297،
2- أبوالفتح السيد نصر الله الحائري الموسوي العالم والشاعر والرئيس ومن عيون الصادقين ومجاهديهم ومن مناصري أهل البيت (علیهم السلام) / والشهداء في سبيل الله ونصرة أهل البيت بنفسه وماله من موإلىد كربلاء المقدسة في العراق عام 1109 ﻫ من سلالة السيد إبراهيم المجاب ابن الإمام الكاظم (علیهما السلام) /، ترعرع ونشأ في أجواء العلم والأدب وأصبح من العلماء الكبار ورمزا شهيرا في كربلاء المقدسة تجتمع عنده العلماء وكان يلقي دروس الفقه في حرم الإمام الحسين (علیه السلام) /ويحضر درسه المئات من الأفاضل واشتهر السيد بالتسلط العلمي والإطلاع الفقهي علي كل المذاهب الإسلامية وكان قوي المناظرة لذلك انتدبه السلطان نادر شاه لما اجتمع العلماء الشيعة وعلماء المذاهب الأخري في صحن النجف الأشرف وهناك ألقي السيد نصر الله خطاباً بليغاً انبهر به الكل، وكان له دور بارز لما دارت الحرب الطاحنة بين العثمانيين والجيوش التي جاءت من قبل نادر شاه لحماية العتبات المقدسة في العراق،فقد طلب السلطان محمود العثماني من بعض علماء الإمامية ومنهم السيد نصر الله الحائري إقناع نادر شاه بوقف الحرب وحصلت الهدنة، ولما سمع سلطان الروم بصيت المرحوم طلب من السلطان القاجاري ناصر الدين شاه أن يشخص إلىه عالماً إلى بلاد الروم عن طريق الأستانة فسافر السيد نصر الله الحائري علي عادته لما كان يسافر لنشر معالم الإسلام فلما وصل بلاد القسطنطينية وعبر إلى ديار الروم وثبوا عليه وقتلوه ومزقوا بدنه وقطعوا أعضاءه فجمعت أجزاء بدنه ودفن هذا الشهيد الجليل في تركيا في عام 1166،

فلذ بحمى أمنع الخلق جارا

علي العلي وصنوالنبي

وغيث الولي وغوث الحيارى

وورد أن آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي (قدس سره) (1) كان يؤثر زيارة مسجد السهلة المقدس، حتى في بعض الضروف الخاصة و((لم يحضر السيد اليزدي تشييع جثمان أُستاذه المجدِّد الشيرازي، إذ كان في مسجد السهلة مشغولاً بكتابة تعاليقه العلمية على كتاب المكاسب للشيخ الأنصاري، ولشدّة اهتمامه بهذا البحث لم تسمح له الفرصة بالاشتراك في التشييع)) (2)،

ووثقت الصور لهفة سيد العلماء المجاهدين آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحبوبي (قدس سره) (3) إلى مسجد السهلة المقدس وتواصله في زيارته،

ص: 46


1- السيد محمد كاظم ابن السيد عبد العظيم النجفي الطباطبائي الحسني الشهير بإلىزدي، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) /،، ولد في كسنوقرية من قري يزد سنة 1247 ﻫ ،، نشأ علي العمل في الزراعة مع أبيه ثم عزم علي طلب العلم علي الكبر فقرأ في يزد المبادئ العربية وسطوح الفقه والأصول ثم خرج إلى أصفهان فأخذ عن الشيخ محمد باقر الأصفهاني ابن الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم والحاج محمد جعفر الابادئي وفي سنة 1281 هاجر إلى النجف مع الشيخ محمد تقي الشهير بأقا نجفي والشيخ محمد حسين والشيخ محمد علي الأصفهانيين أبناء أستاذه المتقدم الشيخ محمد باقر وفي هذه السنة توفي الشيخ مرتضي الأنصاري فلم يتسن له الأخذ عنه وأخذ عن الفقيهين الشيخ مهدي الجعفري والشيخ راضي النجفي الشهير وعن الميرزا الشيرازي قبل خروجه إلى سامراء وانصرف إلى التدريس والتإلىف، فكان فقيها أصوليا محققا مدققا انتهت إلىه الرياسة العلمية وكان معول التقليد في المسائل الشرعية عليه وقبض علي زعامة عامة الإمامية وسوادهم وحببت إلىه الأموال الكثيرة مما يقل أن يتفق نظيره، وكان لغويا متقنا فصيحا قيما بالعربية والفارسية ينظم وينثر فيهما جيد النقد قوي التمييز،وكان يصلي جماعة في الصحن الشريف ويأتم به الخلق الكثير ويحضر درسه نحو200 تلميذ، فتسنم المرجعية العليا وثنيت له وسادة التدريس في النجف الأشرف،،صنف (العروة الوثقي) رسالة في العبادات للمقلدين فيها فروع كثيرة جيدة الترتيب وله العشرات من المؤلفات،،توفي سنة 1337 ودفن في الإيوان الكبير مما يلي باب الطوسي خلف جامع عمران في المشهد العلوي المقدس (أعيان الشيعة- محسن الأمين: 10 / 43)
2- محسن الأمين - أعيان الشيعة:10 / 43،
3- السيد محمد سعيد ابن السيد محمود الحسني الشهير بحبوبي، من أشهر مشاهير عصره، فقيه كبير، وأديب فطحل، وشاعر مبدع، ولد في النجف الأشرف في الرابع من جمادي الآخرة عام 1266ﻫ ونشأ مطبوعا علي الخير، مثالاً للخلق الرفيع والنفسية العإلىة، فانطبع علي حب العلم والأدب انطباعة كانت تشير إلى ذكاء ونبوغ، اتجه صوب المجتمع فكان ولوعاً بتكوين الحلقات الأدبية التي تصقل المواهب وتثيرها، والتحق ببعض رجال أسرته الذين عرفوا باشتغالهم بالتجارة بين نجد والنجف، كان يغرد بألوان من الشعر لم يعهد النجف لها مثيلاً، ويحف المحافل والأندية بقطع من قلبه الرقيق وروحه الكبيرة، واستطاع أن يتملك زمام إمارة الشعر، ويترأس الأندية التي ضمت النوابغ والفحول من أرباب الأدب، فانضوي تحت رايته أكابر الشعراء، وانتسب إلى حضيرته معظم الأدباء،،تربي علي يد أعلام لهم مكانتهم في عالم العلم والأدب، فقد أخذ الأخلاق والرياضيات علي الأخلاقي الكبير ميرزا حسين قلي وأكثر من صحبته والحضور عنده مدة حياته، ودرس الفقه والأصول ردحا من الزمن عند الأستاذ الكبير الشيخ محمد حسين الكاظمي - المتوفي 1308ﻫ وبعد وفاته اختص بالحضور والتلمذة عند فاضل عصره الشيخ محمد طه نجف وبعد وفاته - سنة 1323ﻫ - لم يحضر عند أحد من كبار العلماء، بل انقطع للتدريس والتإلىف حتي أصبح يعد في صدور العلماء المجتهدين، والحبوبي شخصية ذات تأريخ واسع وحياة مليئة بالصور والخواطر والبطولات فان تاريخ الحرب العالمية الأولي خصص صفحة مشرقة لجهاد السيد الحبوبي، وأفرد فصلا لبطولته وعزمه الملتهب في حفظ كيان الإسلام والمسلمين،، وكانت الليلة التي أعلن فيها جهاده ضد الإستعمار الإنكليزي هي السادسة عشر من المحرم من عام 1333ﻫ ، وما أن انتشر خروجه حتي لحقت به الجموع المحتشدة من الذين نذروا أنفسهم لصون كرامتهم ودينهم، يتبعونه، وقد قصد الناصرية فاطمأن بها حتي تكامل العدد، والتحق به معظم عشائر الجنوب العراقي وسار بهم إلى الشعيبة المنطقة التي رسخت فيها أول قدم إنكليزية، ولكن روح الأطماع والخذلان عصفت بتلك الجموع فتشتتوا ورجع السيد مع فريق من المخلصين إلى الناصرية وقد غمرته موجة من الألم علي تطور نفوذ العدو، وما أن لبث أياما حتي فارقته الحياة بها، وكان ذلك عشية الأربعاء ثاني شعبان من عام 1333ﻫ الموافق 1915م في الناصرية، وحمل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف، ودفن في مقبرة خاصة له في الايوان الكبير في مقام أمير المؤمنين علي (علیه السلام) /عن يسار الداخل من الباب القبلي، ورثاه الشعراء، وأرخ وفاته فريق من أعلام المؤرخين ذكره جمع من الأعلام منهم الشيخ جعفر كاشف الغطاء في هامشه علي ديوان سحر بابل للسيد جعفر الحلي عند تخميسه لقصيدة الحبوبي الشهيرة التي مطلعها: لُحْ كوكباً وامشِ غُصناً والتفتْ ريما *** فإن عداك آسمُها لم تَعْدُك السِّيما

حتى أنه ومع ثلة من العلماء الأعلام وبعض أفراد أسرته آثر زيارة المسجد المعظم سنة 1914م قبل توجهه إلى الشعيبة لمقارعة المحتل البريطاني،((وكان أشد المجاهدين حماسا للجهاد، فقد خرج مع جماعة من أصحابه من النجف عصر يوم 15 تشرين الثاني 1914م/25 ذي الحجة 1332ﻫ في موكب رهيب، وقد تقلد سيفه والطبول تقرع أمامه)) (1)، وممن كان معه في المسجد آنذاك كما يبدو في الصورة ((الجالسون من اليمين إلى اليسار: الشيخ باقر القاموسي (2)،

ص: 47


1- د، كامل سلمان الجبوري – النجف الأشرف وحركة الجهاد:14
2- الشيخ محمد باقر بن محمد القاموسي البغدادي: عالم فقيه مقدس،،، ولد في النجف الأشرف ونشأ بها، قرأ المقدمات علي فضلاء عصره، ثم انتقل إلى سامراء وحضر علي بعض تلامذة المجدد الشيرازيوعليه أيضاً، ثم رجع إلى النجف وحضر بها علي الشيخ محمد طه نجف والشيخ حسين قلي الهمداني،،استقل بالبحث والتدريس، يحضر عليه ثلة من أهل العلم والفضل، وأقام الصلاة جماعة بالصحن الشريف في الإيوان الكبير من جهة القبلة،،كان زاهدا ورعا ثقة، مثالا للإباء والصلاح وحسن الأخلاق،،، سرت هذه الأخلاق المحمدية إلى ولده العلامة المرحوم الشيخ صادق المتوفي في مدينة قم زائرا سنة 1423 ﻫ ودفن بها، توفي بالنجف في شهر ذي القعدة سنة 1352ﻫ ودفن بالصحن الشريف في الحجرة 10،(مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف –كاظم عبود الفتلاوي: 255)

الشيخ؟،الشيخ محمد علي السخيلي، السيد محمود الحبوبي الشاعر، السيد حسين شقيق السيد محمد سعيد الأوسط والد السيد عبد الغفار، وبحجره ولده عبد الله المتوفى 1981، السيد محمد سعيد الحبوبي، الشيخ حسن الحلي والد الشيخ أحمد، السيد عبد الهادي شقيق السيد محمد سعيد الأصغر، السيد؟ الحكيم، السيد محسن الطباطبائي الحكيم، وبحجره ولده السيد يوسف،الواقفون من اليمين إلى اليسار: السيد رؤوف ابن السيد عبد الهادي الحبوبي، السيد فضل ابن السيد حسين الحبوبي، السيد رشيد ابن السيد جاسم الحبوبي، السيد عبد الحميد ابن السيد عبد الهادي الحبوبي، الشيخ؟، الشيخ؟،الحاج خضر معله، السيد هاشم بن عبد الهادي الحبوبي، السيد سلمان بن عبد الهادي الحبوبي)) (1)،

ص: 48


1- د، كامل سلمان الجبوري – النجف الأشرف وحركة الجهاد:13

وكتب عن تردده الدائم إلى المسجد الشريف آية الله العظمى السيد محسن الأمين (قدس سره) (1) فقال: (ثم توجهنا إلى مسجد السهلة وبينهما (أي مسجد الكوفة)

ص: 49


1- السيد محسن بن السيد عبد الكريم بن السيد محمد الأمين الحسيني العاملي: ولد في لبنان – جبل عامل – عام 1284ﻫ 1867م، في قرية – شقراء – إحدي قري قضاء بنت جبيل،،درس مبادئ القراءة والكتابة والمقدمات للحوزة العلمية في لبنان فتتلمذ علي السيد محمد حسين بن السيد عبد الله،السيد جواد مرتضي،السيد نجيب الدين فضل الله العاملي،الشيخ موسي شرارة، وفي سنة 1308ﻫ سافر السيد الأمين إلى العراق حتي بلغ النجف الأشرف واستمر فيها 10 سنوات ونصف السنة حتي عام 1319ﻫ حيث تتلمذ علي: السيد علي بن السيد محمود، السيد أحمد الكربلائي،الشيخ محمد باقر النجم آبادي، الشيخ فتح الله (شيخ الشريعة)،الشيخ محمد كاظم الخراساني،الشيخ رضا الهمداني،الشيخ محمد طه نجف، ونال درجة الاجتهاد،وتتلمذ علي يديه العديد من الفضلاء،ثم خرج من النجف الأشرف سنة 1319ﻫ حتي انتهي إلى دمشق سنة 1319ﻫ 1901م وله مشاريع عديدة في مجال الاصلاح والتثقيف ومنها تأسيس المدرسة العلوية،تأسيس المدرسة المحسينية،وله مواقف مشكورة في الإصلاح الاجتماعي،،من مؤلفاته: أعيان الشيعة في التراجم 56 مجلداً في الطبعة الأولي ويعد أكبر موسوعة في تراجم الشيعة،كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب، يناقش الفكر الوهابي، الشيعة بين الحقائق والأوهام، المجالس السنية،البحر الزخار في فقه الأئمة الأطهار، مفتاح الجنات في الأدعية والزيارات، معادن الجواهر ونزهة الخاطر، رسالة التنزيه، رحلات السيد محسن الأمين، خطط جبل عامل، وغيرها،، توفي سنة 1371ﻫ ، ودفن عند المدخل الرئيسي لحرم السيدة زينب (علیها السلام) /،

نحو عشر دقائق، ومسجد السهلة في الشمال من مسجد الكوفة، وبينهما آثار خرائب الكوفة و أنقاضها.

وهناک مكان يقال: إنه سوق للصاغة، و لايزال فيه بعض قطع الذهب والفضة، فصلينا ودعونا الله تعالى على الصفة التي جاءت عن أئمة أهل البيت (علیهم السلام).

وهنا کان ما دفعناه للقوام رسماً مقطوعاً من طلب الزيادة، بخلاف ما کان في مسجد الكوفة فإن صاحبنا لم يستطع التخلص من الخدم إلا بجهد و أضعاف ما دفعه في مسجد السهلة، وهؤلاء الخدم للمساجد والمشاهد إکرامهم من إکرام صاحب المشهد والمسجد.

ثم خرجنا من مسجد السهلة وصلينا في مسجدين منسوبين لصعصعة وزيد ابني صوحان العبدي.

ومسجد الكوفة اليوم کمسجد السهلة في فضاء من الأرض ليس حوله عمران(1)، وورد عنه (قدس سره): ((وذهبنا إلى مسجد السهلة ونحن جماعة في فصل الشتاء للترويح عن النفس أياما فوصلنا عند المغرب ولم نجد حجرة خالية،، وفي بعض السنين مرضت العيال مرضا عجز عن مداواته الأطباء وكان ابنها الكبير رضيعا واستمر بها المرض وصار العزم أن نذهب بها إلى خارج النجف لتغيير الهواء فذهبنا إلى بعض بساتين السهلة، وكنت أصلي الفجر ثم اذهب راجلا إلى النجف لأنه لا يوجد في

ص: 50


1- رسول كاظم عبد السادة- الكوفة في عيون الرحالة والمستشرقين ص 75

ذلك الوقت دواب فأصل النجف عند طلوع الشمس والمسافة تزيد عن ساعة ونصف فأحضر الدرس الذي هوفي ذلك الوقت عند الشيخ أقا رضا الهمداني في صلاة الجماعة ثم يقرأ عندي تلاميذي دروسهم وإذا كان لي حاجة في البيت أوالسوق أتيت بها وعدت عند العصر راكبا لأن الدواب في ذلك الوقت موجودة وبقيت على هذه الحال أياما عديدة،)) (1)،

كما جاء في ترجمة آية الله الشيخ أقا بزرك الطهراني (قدس سره) (2) أنه كان يمشي سيراً على الأقدام من النجف الأشرف إلى مسجد السهلة المعظم في ليلة الأربعاء مدة أربعين سنة ولقد حدث الخطيب الشيخ شاكر القرشي أنه كان يراه رحمه الله يذهب إلى المسجد بظهره المحني، ((ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻮاﻇﺐ ﻋﻠﻰ الصلاة ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ أربعاء وﺳﻂ اﻟﻤﺴﺠﺪ وﺧﻠﻔﻪ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﺻﻬﺮه اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺪي اﻟﻤﺪرﺳﻲ دام ﺑﻘﺎؤه، وﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎً مما ورد في(ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﺠﻨﺎن) ﻟﻠﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺎس اﻟﻘﻤﻲ ﻓﻲ أعمال ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻣﻦ ﻗﺮاءة دﻋﺎء وأداء رﻛﻌﺘﻴﻦ ﺻﻼة اﻟﺘﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ أداء ﻓﺮﻳﻀﺔ المغرب فيها (ﺣﻴﺚ) أن اﻟﺮواﻳﺎت

ص: 51


1- محسن الأمين - أعيان الشيعة:10 / 358
2- ولد الشيخ أقا بزرك الطهراني في طهران عام 1293 ﻫ ،، سافر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1315 ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية عند مراجعها العظام آنذاك، فعاش فيها حوإلى أربع عشرة سنة، وبعد ذلك سافر إلى مدينة سامراء المقدسة، والتحق بحوزتها العلمية للدراسة عند علمائها الأعلام، وبقي هناك مدة أربع وعشرين سنة، وفي عام 1354 ﻫ عاد إلى مدينة النجف الأشرف، وبقي فيها مشغولا في البحث والتصنيف إلى آخر لحظة من عمره الشريف،،درس لدي كل من الشيخ محمد حسين الخراساني، الشيخ محمود القمي، الشيخ علي نوري الأيلكاني، السيد عبد الكريم اللاهيجي، الشيخ حسين النوري الطبرسي، السيد مرتضي الكشميري، الشيخ محمد طه نجف، الشيخ حسين الخليلي، الشيخ محمد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند، السيد محمد كاظم الطباطبائي إلىزدي، الشيخ محمد تقي الشيرازي، الشيخ فتح الله الأصفهاني المعروف بشيخ الشريعة، الشيخ علي كاشف الغطاء، السيد أبوتراب الخوانساري،، توفي الشيخ في 1389 ﻫ ، ودفن بمكتبته في مدينة النجف الأشرف،،له أكثر من خمسة عشر مؤلفا أشهرها: الذريعة إلى تصانيف الشيعة، وطبقات أعلام الشيعة،

اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺘﺤﻴﺔ إنما ﻫﻲ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﻌﺘﺒﺮ ﺗﺤﻴﺔً ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻴﻪ ﻣﻊ أن ﻫﺬه اﻟﺼﻼة ﺻﻼة ﻓﻲ ﻣﻮرد ﺧﺎص ،

وﻛﺎن (قدس سره) ﻣﻠﺘﺰﻣﺎً ﻓﻲ ﺗﻌﻘﻴﺒﺎت اﻟﺼﻼة ﺑﻤﺎ ﺣﻜﺎه ﻗﺎﺋﻼً: ((إن ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺷﻴﺦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ الأﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ﻛﺎن ﻳﻮاﻇﺐ ﺑﻌﺪ ﺻﻼة اﻟﻌﺸﺎء ﺑﺮﻛﻌﺘﻴﻦ ﻣﻦ اﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺻﻒ اﻵﺗﻲ: ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻻوﻟﻰ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﻤﺪ ﻳﻘﺮأ ﺳﻮرة اﻟﻮاﻗﻌﺔ، وﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﻤﺪ ﻳﻘﺮأ ﻗﻞ ﻫﻮ اﷲ اﺣﺪ، وآﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮل اﻟﺦ ، وﺑﻌﺪ اﻟﺼﻼة ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮة اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ، وﻛﺎن ﺷﻴﺨﻨﺎ ﺷﻴﺦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻳﻘﻮل: إن اﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻬﺬه اﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻋﺎﻣﻞ ﺑﺴﺒﻌﺔٍ ﻣﻦ اﻟﺮواﻳﺎت))، وﻛﺎن ﻳﺮى اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻵﺛﺎر اﻻﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ اﻟﻴﻮم ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﻼد)) (1)،

وعرف أن زعيم الطائفة الراحل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (قدس سره) (2) كان مواظبا على زيارة المسجد المعظم وكان حريصا على الالتزام

ص: 52


1- محمد حسين الحسيني الجلإلى- غاية الاماني في حياة الشيخ الطهراني:26،
2- ولد السيد محسن الحكيم بمدينة النجف سنة 1306 ﻫ لعائلة معروفة بالعلم والصلاح والتقوي، وكان جده السيد مهدي الحكيم من مدرسي علم الأخلاق المعروفين في زمانه، وأمه حفيدة العلامة الشيخ عبد النبي الكاظمي صاحب كتاب تكملة الرجال،،أنهي دراسته الابتدائية ودراسة المقدمات، ثم شرع بدراسة السطوح العإلىة عند أساتذة عصره، وتتلمذ علي يد كبار العلماء،أمثال السيد محمد كاظم إلىزدي، الشيخ محمد كاظم الخراساني، الشيخ ضياء الدين العراقي، الشيخ أبي تراب الخوانساري، شيخ الشريعة الأصفهاني، الميرزا النائيني، السيد محمد سعيد الحبوبي، الشيخ الجواهري،وأصبح مرجعا عاما للشيعة بعد وفاة السيد البروجردي، فاخذ بوضع نظام إداري للحوزة، وشرع ببناء المدارس وارسال المبلغين إلى نقاط العراق المختلفة، ولغرض إغناء المواد الدراسية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، قام السيد بإدخال دروس جديدة مثل: التفسير والاقتصاد والفلسفة والعقائد، لغرض توسيع آفاق الطلاب بالعلوم المختلفة، حتي يكونوا علي استعداد للوقوف أمام التيارات الفكرية المختلفة، وقد شجع كل من له قدرة واستعداد علي الكتابة والتإلىف، وأشرف علي كثير من المجلات الإسلامية التي كانت تصدر في ذلك الوقت، كمجلة الأضواء ورسالة الإسلام والنجف وغيرها، أما الخدمات الأساسية التي قام بها السيد الحكيم فكانت تشمل تأسيس المكتبات العامة في أنحاء العراق كافة، وقد بلغ عدد تلك المكتبات أكثر من 70 مكتبة، ومن خدماته الجليلة الأخري بناء المساجد والحسينيات، وتأسيس المراكز الثقافية الإسلامية في نقاط مختلفة من العراق وفي لبنان وسوريا وباكستان وأفغانستان والمدينة المنورة ، وقيامه بطبع الكتب الإسلامية وإرسالها إلى أنحاء مختلفة من العالم، مضافا إلى تأسيس المدارس العلمية لطلبة العلوم الدينية ، وقد شارك بنفسه في التصدي للاحتلال البريطاني الغاشم للعراق، حيث كان مسؤولا عن المجموعة المجاهدة في منطقة الشعيبة في جنوب العراق، وقد بذل السيد الحكيم قصاري جهوده في سبيل جمع شمل المسلمين من المذاهب المختلفة، عن طريق المشاركة في كثير من الفعإلىات، وعندما اخذ الحكام المرتبطون بالأجنبي بترويج أفكار القومية العربية في العراق؛ قام السيد بالتصدي لتلك الأفكار، وقاوم كل أشكال التعصب والتمييز الطائفي والعرقي في العراق، ومن ذلك إصداره الفتوي المعروفة بحرمة مقاتلة الأكراد في شمال العراق وتصدي للأفكار الإلحادية، وعمل علي توجيه انتباه الناس إلى أن الإسلام وحده هوالقادر علي تحقيق العدالة الاجتماعية، فاصدر فتواه المشهورة (الشيوعية كفر والحاد)،،انتقل إلى رحمة اللّه عام 1390 ﻫ ، وتم دفنه في مقبرة خاصة إلى جوار مكتبته في مدينة النجف الأشرف،

بإعماره في فترات مختلفة، مثلما التزم بإعمار مسجدي زيد وصعصعة المجاورين، كما دأب أبناؤه على زيارة المسجد والمكوث فيه مع عوائلهم،

ص: 53

والتزم أبناء أسرة مرجع الطائفة (قدس سره) بالتواصل مع المسجد الشريف وتعاهد زيارته، وممن لازم زيارة المكان المشرف العالم الرباني آية الله

ص: 54

السيد محمد علي الحكيم (قدس سره) (1) وأولاده،

، وعلى رأسهم سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) (2)،

ص: 55


1- السيد محمد علي ابن السيد أحمد ابن السيد محسن: عالم جليل مدرس قدير مجتهد كبير، ولد في النجف سنة 1329ﻫ ، ونشأ بها،، قرأ مقدماته الأدبية والعلمية علي السيد محمود الحكيم والشيخ محمد رضا المظفر والشيخ حسن البجنوردي والشيخ عبد الحسين الحلي والشيخ حسين الحلي، ثم حضر الأبحاث العإلىة فقها وأصولا علي الشيخ محمد حسين الأصفهانيوالشيخ حسين الحليوالسيد محسن الحكيم، وأصبح من أساتذة الفقه والاُصول وأئمة الجماعة وتخرج عليه جمع من الأفاضل والنابهين، وكان له دور فعال في مرجعية خاله السيد محسن الحكيم، وقد عرف بحسن التدبير وقوة الإرادة والتواضع والمروءة، مؤثراً علي نفسه، مجداً في عمله، موضع اعتماد كافة الطبقات،، له: تقريرات اُستاذه في الاُصول الشيخ محمد حسين الكاظمي، تقريرات اُستاذه السيد الحكيم في الفقه، تعليقة علي الكفاية، حاشية علي فرائد الأصول ، توفي في النجف الأشرف سنة 1432ﻫ ودفن في مقبرة الأسرة بجامع الهندي، (المنتخب من أعلام الفكر والأدب-كاظم الفتلاوي:546)
2- السيد محمد سعيد ابن السيد محمد علي ابن السيد أحمد، الذي يرقي نسبه الشريف إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهما السلام) /، ولد السيد الحكيم(دام ظله)/ في الثامن من ذي القعدة 1354 ﻫ بمدينة النجف الأشرف، وحظي منذ نعومة أظفاره برعاية والده، وذلك لما وجده في نفس ولده الأكبر من الاستعداد والقابلية علي تلقي الكمالات النفسية، ومكارم الأخلاق،فوجهه والده نحوذلك، وهوبعد لم يتجاوز العقد الاول من عمره، وزرع في نفسه من سجايا الخلق المرضي، والشمائل النبيلة ما انعقدت عليها سريرته، وبدت بارزة في شخصيته، وحظي السيد(دام ظله)/ برعاية خاصة من لدن والده الذي باشر تدريسه من اول المقدمات لعلوم الشريعة وإحكامها، وأنهي علي يديه دراسة السطوح العإلىة،وكان مما امتازت به مراحل الشباب عند السيد الحكيم(دام ظله)/ صحبة الأفذاذ من الشخصيات العلمية، ممن كان والده يعاشرهم ويجالسهم، ومنهم الشيخ حسين الحلي، الذي كان له أستاذا وأبا روحيا، وخاله السيد يوسف الحكيم، والشيخ محمد طاهر الشيخ راضي، وأمثالهم من أعيان العلماء الذين كانت بيوتهم أندية علمية، كما في مجالس السيد سعيد الحكيموالسيد علي بحر العلوم، والشيخ صادق القاموسي وغيرهم، وبالإضافة إلى استعداده الذهني وذكائه الذي تميز به فقد كان يبني لنفسه عند التلقي رأيا مستقلا بما يولد القناعة لديه فتكونت عنده أسس البناء العلمي الرصين وأحاطه جده لأمه،مرجع الطائفة السيد محسن الطباطبائي الحكيم بالاهتمام البالغ حيث أدرك فيه النبوغ المبكر والاستعداد الذهني، وصدرت منه آيات الثناء في حقه،، وعهد إلىه مراجعة مسودات موسوعته الفقهية الكبري (مستمسك العروة الوثقي)استعدادا لطباعته،وانضم سماحته إلى درس جده فقيه الأمة ومرجعها الأكبر في بحثه الفقهي، كما حضر لدي ي الشيخ حسين الحلي في علمي الفقه وأصول الفقه، وواصل معه ولازمه مدة طويلة فيهما،وبعد أن أتم سماحة السيد عدة دورات في تدريس السطوح العإلىة للدراسة الحوزوية، شرع عام 1388 ﻫ بتدريس البحث الخارج في الأُصول، وعام 1390 ﻫ بتدريس البحث الخارج في الفقه، وما زال علي تدريسه إلى إلىوم رغم الظروف العصيبة التي مرت به خلال سنوات عديدة، وقد تخرج علي يديه نخبة من أفاضل الأعلام الأجلاء في الحوزة العلمية، ومنهم: الشهيد السيد عبد الوهاب الحكيم، الشهيد السيد محمد حسين الحكيم، الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني، الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، الشيخ عبد الحسين آل صادق العاملي، الشيخ حسين فرج العمران القطيفي، السيد عبد الرزاق الحكيم، الشهيد السيد محمد رضا الحكيم، السيد محمد صادق الحكيم، السيد محمد رضا بحر العلوم، السيد حيدر الحسني العاملي، السيد رياض الحكيم، السيد محمد جعفر الحكيم، السيد عبد الأمير السلمان، السيد عبد المنعم الحكيم، الشيخ هادي آل راضي، الشيخ باقر الإيرواني، الشيخ يوسف عمرو، السيد أمين الخلخإلى، الشيخ علي الكوراني، السيد محمد حسين السيد صادق الحكيم، السيد محمد حسين السيد محمد سعيد الحكيم،السيد عز الدين الحكيم ، وغيرهم الكثير، وبعد رحيل السيد الخوئي كثر الرجوع إلى سماحته، وقد اهتم سماحته بتفعيل دور المرجعية الدينية الأصيلة في المجتمع، لتتوثق العلاقة بين الأمة وبين الحوزة العلمية، والمرجعية الدينية، فيأمنوها علي دينهم ودنياهم، وكذلك التأكيد علي الاستقامة والثوابت الدينية العقائدية والفقهية والسلوكية التي حفظها العلماء الأعلام جيلاً بعد جيل، بعد أن ورثوها واستلهموها من القرآن الكريم والسنة، والأُسس العقلية السليمة ويؤكد سماحته علي أهمية التزام هذه الأسس، والصمود بوجه أعاصير المحن والفتن المتنوعة، فكان أن تحمل المسؤولية في الظروف الحرجة والمعقدة التي يمرّ بها المؤمنون في مختلف بقاع المعمورة، ومن مؤلفاته: فقه القضاء، فقه الانترنت، مصباح المنهاج، منهاج الصالحين، في رحاب العقيدة، رسالة أبوية للمغتربين،مناسك الحجّ والعمرة،المرجعية الدينية، المحكم في أُصول الفقه، الكافي في أُصول الفقه، حاشية علي كفاية الأُصول، كتابة مستقلة في خارج المعاملات، حاشية علي رسائل الشيخ الأنصاري، حاشية علي مكاسب الشيخ الأنصاري، الأُصولية والإخبارية بين الأسماء والواقع، رسالة موجهة للمبلغين، تقريرات بحث السيد محسن الطباطبائي الحكيم، تقريرات بحث السيد الخوئيفي الأصول، تقريرات بحث الشيخ حسين الحلي في الفقه والأصول،فاجعة الطف،

ص: 56

وروى الكثير ممن تتلمذ على يد آية الله الشيخ حسين قلي الهمداني (قدس سره) (1)، ثباته على التردد إلى مسجد السهلة الشريف ليالي الأربعاء والمكوث

ص: 57


1- ولد الشيخ حسين قلي بن رمضان في همدان الايرانية سنة 1239ﻫ ، كان فقيها أصوليا متكلما أخلاقيا إلهيا من الحكماء العرفاء السالكين مراقبا محاسبا لنفسه بعيدا عن الدنيا وأسبابها والرياسات لم يتعرض للفتوي ولم يتصد للزعامة قرأ في الفقه والأصول ما سمعه من أستاذه الشيخ مرتضي الأنصاري وما استخرجه بنفسه وعرف بعلم الأخلاق وكان يدرس فيه كل يوم صباحا في داره ويدرس بعده في الفقه والأصول وكتب بعض تلاميذه ثلاث مجلدات من تقرير بحثه في الفقه: صلاة المسافر، الخلل، القضاء والشهادات وكانت عمدة قراءته علي الشيخ مرتضي الأنصاري وكان يدرس في الأصول في كتابه الذي كتبه من تقرير بحث أستاذه المذكور،ومن تلاميذه من تتلمذ عليه في الأخلاق وفي الأصول والفقه: الشيخ محمد بن محمد البهاري،السيد أحمد ابن السيد إبراهيم الطهراني المعروف بالكربلائي،الأقا رضا التبريزي، السيد كمال المشهور بميرزا آقا الدولة آبادي،السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي،الشيخ موسي شرارة،السيد حسن صدر الدين العاملي الكاظمي،السيد مهدي الحكيم النجفي، الشيخ باقر القاموسي النجفي،السيد عبد الغفار المازندراني،الشيخ محمد باقر النجم ابادي،السيد علي الهمداني،الشيخ علي بن إبراهيم القمي، السيد أبوالقاسم الأصفهاني،ولده الشيخ علي وغيرهم،،مؤلفاته: تقرير بحث أستاذه الشيخ مرتضي في الأصول، مجلد في صلاة المسافرتقرير بحث أستاذه المذكور،مجلدفي أحكام الخلل في الصلاة، مجلد في الرهن، تقرير بحثه في الفقه في أربعة مجلدات، ما كان يمليه في درسه الأخلاقي جمعه بعض تلاميذه، تذكرة المتقين،،توفي زائرا بكربلاء سنة 1311 ودفن في الحجرة الرابعة من الصحن الشريف(أعيان الشيعة- السيد محسن الأمين: 136)

فيه، وتحدث عن ذلك آية الله السيد محسن الأمين (قدس سره) فقال: ((ولم يكن في زمانه ولا قبله بسنين ولا بعده كذلك من يماثله في علم الأخلاق وتهذيب النفوس، وانتفع بدرسه الأخلاقي خلق كثير من فضلاء العرب والعجم ممن أراد الله بهم الخير رأينا جملة منهم ووجدنا أثر ذلك فيهم كما أننا رأينا بعض من حضر عليه ولم ينتفع بذلك بل كان على العكس ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وصقال السيوف الهندية يجعلها صالحة للضراب أما صقل الأخشاب فلا يجعلها سيوفا،وكان يصلي جماعة في داره ببعض خاصته وحضر مرة إلى مسجد السهلة فأقام أياما ونحن هناك فكان أصحابنا يذهبون ويصلون خلفه)) (1)،

وكان ديدن آية الله الشيخ علي محمد النجف آبادي (قدس سره) (2) عند الذهاب إلى مسجد السهلة المكرم أن يصلي المغرب والعشاء، ثمّ يقوم بأعمال مسجد السهلة الواردة في مقاماته المختلفة، ثم يرقد فترة للاستراحة، ثم ينهض قبل أذان الصبح بعدّة ساعات فينشغل بالصلاة والدعاء والمناجاة،

ص: 58


1- محسن الأمين - أعيان الشيعة: 136،
2- الشيخ علي محمد ابن الشيخ محمد جواد الشاه آبادي: ولد بمدينة إصفهان، درس المقدمات عند والده الفقيه والعالم والأديب الذي تخرج علي فقهاء عصره في النجف والمتوفي عام 1312ﻫ مخلفا ثلاثة بنين وكلهم علماء أفاضل وهم: الشيخ أحمد، الشيخ محمد علي، الشيخ علي محمد،ويعرفون بالشاه أبادي، فيما عرف المترجم له بالشيخ علي محمد النجف أبادي لمكوثه في النجف الأشرف التي سافر إلىها لإكمال دراسته الحوزوية ومن أساتذته الشيخ فتح الله الأصفهاني، الشيخ محمدكاظم الخراساني، الشيخ محمد تقي الشيرازي، الشيخ حسن الأشتياني،الشيخ محمد هاشم الجهارسوقي الأصفهاني، الشيخ محمد هاشم الكيلاني الإشكوري،السيد أبوالحسن جلوة الزواري، الشيخحسين الخليلي،،أسس الحاج علي محمد النجف آبادي مكتبة الحسينية الشوشترية وكانت تضم دون عشرة آلاف كتاب، وأكثر مخطوطاتها بخطه، وقد قام النظام البائد بإزالة المباني الواقعة في محلة العمارة عن بكرة أبيها فلم يبق أثر ظاهر لتلك المكتبة،،توفي الشيخ علي محمد النجف آبادي عام 1332ﻫ ،

فإذا طلع الفجر صلى صلاة الصبح، ثم قام بباقي الأعمال إلى طلوع الشمس، ثم يعود أدراجه إلى النجف الأشرف،

وكثيرا ما شد الخطى لزيارة مسجد السهلة المعظم آية الله السيد جمال الدين الكلبايكاني (قدس سره) (1)، وكان يطيل المكوث؛ فيبات ليلته فيه، متبعا لنهج أستاذه آية الله الشيخ علي محمّدالنجف آبادي (قدس سره) في آداب الزيارة للمسجد، ويقول في ذلك: ((لما قدمت النجف الأشرف صار أستاذي فيها السيد جواد الكربلائي، لكنه سرعان ما توفّي، فذهبت إلى معلم الأخلاق والسير والسلوك آية الله الشيخ علي محمد النجف أبادي وكنت أقتدي به في السير والسلوك إلى الله عزّوجل، وكان ديدني - وفقاً لتعليم الحاج علي محمد النجف أبادي - حين أذهب إلى مسجد السهلة أن أصلي المغرب والعشاء، ثم أقوم بأعمال مسجد السهلة الواردة في مقاماته المختلفة، ثم أرقد فترة للاستراحة، ثمّ أنهض قبل أذان الصبح بعدة ساعات فأنشغل

ص: 59


1- ولد السيد جمال الدين الكلبايكاني سنة 1295 ﻫ في قرية سعيد آباد التابعة لمدينة كلبايكان، ويرجع نسبه الشريف إلى السيد إبراهيم المجاب، ابن السيد محمد العابد، ابن الإمام موسي بن جعفر الكاظم (علیهم السلام) / عبر 27 واسطة، درس علي إخوته الدروس التمهيدية، ثم شد الرحال إلى كلبايكان فدرس العربية والبلاغة والمنطق، ثم شد الرحال إلى النجف الأشرف، فبلغها سنة 1319 ﻫ وانضم منذ الأيام الأولي لوصوله إلى الحلقة الدراسية للمرحوم الآخوند وأضحي من ملازمي درسه، وحضر عنده دورتَين في الأصول، وكان يحضر أيضاً درس الآقا رضا الهمداني ومن ملازمي الدروس الفقهية للسيد محمد كاظم إلىزدي، والشيخ هادي الطهراني، والآخوند المولي علي النهاوندي، والعالم الكبير الشيخ محمد البهاري، والسيد أبي تراب الخوانساري، والسيد محمد باقر درجهاي، والشيخ محمد علي ثقة الإسلام، والحكيم الميرزا جهانكير خان القشقائي، والمولي عبد الكريم بن المولي مهدي كزي، والملا علي الكاشي،ثم توفي المرحوم الآخوند الخراساني، فانجذب إلى دروس الميرزا النائيني، وحصل منه علي إجازة في الرواية، وقد أفاد من الأنفاس القدسية للسيد مرتضي الكشميري والسيد أحمد الكربلائي، كما أفاد من إشارات الشيخ محمد علي النجف آبادي، وتتلمذ علي يديه عدد كبير من أفضال الحوزة،،خلف السيد آثاراً علمية كثيرة طبع منها قليل ومنها: رسالة في جواز البقاء علي تقليد الميت،رسالة في اجتماع الأمر والنهي،رسالة استدلإلىة في الغيبة،،تقريرات درس الأصول للمرحوم النائيني،دورة في أصول الفقه،دورة فقهية تشمل أبواب: الطهارة، الصلاة، الوصايا، الإجارة، المكاسب، الطلاق، القضاء (غير تام)، الأطعمة والأشربة، والحج، ديوان في الأشعار الدينية والعرفانية،، توفي السيد سنة 1377، ثمّ نقل ودفن في وادي السلام،

بصلاتي ودعائي ومناجاتي، فإذا طلع الفجر صليت صلاة الصبح، ثمّ أقوم بباقي الأعمال إلى طلوع الشمس، ثم أعود أدراجي إلى النجف الأشرف))،

واتفق أن صادف السيد الكلبايكاني (قدس سره) في إحدى زياراته للمسجد المشرف آية الله السيد أحمد الكربلائي (قدس سره) (1) وهويؤدي الزيارة لمقام الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، بمناجاة تأخذ بمجامع القلوب جذبته إليه، فكتب حول ذلك يقول: ((وحصل في ليلة من الليالي أني ذهبت إلى مسجد السهلة وفي تلك الليلة صليت صلاة المغرب والعشاء، ثمّ أنجزت أعمال المسجد، ثمّ إني جلست بعد حلول الليل بساعتين لتناول شيء من الطعام، فطرق سمعي صوت مناجاة وأنين، وكنت أتصور أني وحيد في المسجد المظلم آنذاك، كان الصوت يأتي من الجهة الشمالية مقابل المقام الطاهر للإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وكانت المناجاة ممزوجة بآهات وأنين وحنين يشغف القلوب، وممزوجة تارة أخرى بأشعار عربية وفارسية تحمل الكثير من المعاني الرفيعة، وشعرت بانجذاب غريب، وأحسست أني صرت بكلي آذاناً صاغية، وتملكني إحساس غريب نحوصاحب الصوت، ثمّ إن الصوت انقطع فترة، ثمّ عاد من جديد يدعو ويتضرع ويبتهل، ثمّ هدأ من جديد، ولم أستطع ليلتها أن أنام، ولا أن أنشغل بدعائي ومناجاتي وصلاتي،

ص: 60


1- السيد احمد ابن السيد إبراهيم الطهراني الأصل، الكربلائي المولد، النجفي المسكن والمدفن، وعرف بالسيد أحمد الكربلائي: أستاذ علم النفس وتهذيبه، وكان عالما فاضلا ورعا تقيا كاملا مرتاضا مهذب النفس أخلاقيا شهيرا، درّس الفقه والأصول في النجف سطحا وخارجا،وهوفي الأخلاق تلميذ الميرزا حسين قلي الهمداني، وفي الفقه والأصول تلميذ صاحب الكفاية الشيخ ملا كاظم الخراساني،، روي عن الشيخ الميرزا حسين قلي وعن الميرزا حسين بن ميرزا خليل الطهراني النجفي وعن الشيخ علي بن الحسين الخيقاني النجفي كلهم عن الحاج ملا علي ابن الميرزا خليل الرازي بطرقه المعروفة،، له مؤلفات في الفقه والأصول وله كتب بالفارسية أرسلها إلى أصدقائه في الأخلاق جمعت وطبعت باسم تذكرة المتقين،،توفي في النجف سنة 1332ﻫ ،

ثمّ عاد الصوت من جديد يئنأنين مكروب وينفث نفثة مصدور، ثم هدأ، قلب والهٍ، وسمعته ينشد أشعارا تحكي عن الوله والرجاء، وتنضح بالمحبة والضراعة، ثم انقطع الصوت، فرأيت صاحبه يصلي إلى أن طلع الفجر، ثمإن صاحب الصوت صلى الصبح وعقب وخرج من المسجد، وكنت طوال تلك الليلة ساهرا أنظر إلى أعمال الرجل مبهوتا مشغوفا، ثم إني لما أردت مغادرة المسجد سألت مسؤول الخدمة في المسجد عن الرجل صاحب الصوت، فقال: هذا رجل يدعى بالسيد أحمد الكربلائي، وهويأتي في بعض الليالي حين يكون المسجد خاليا، ووضعه كما رأيت وسمعت،

يقول السيد جمال الدين: ثمّ إني عدت إلى النجف الأشرف، فذهبت إلى أستاذي النجف آبادي وذكرت له ما شاهدت وسمعت بحذافيره، فنهض أستاذي وطلب مني أن أرافقه، ثم إنه ذهب إلى منزل السيد أحمد الكربلائي ووضع يدي في يده وقال لي: هذا هوأستاذك من الآن فصاعدا، وعليك أن تلتزم بما يقوله لك!))، وسلك نجل المرحوم الكلبايكاني (قدس سره) المرحوم آية الله السيد محمد جمال الهاشمي (قدس سره) (1) مسلك والده في زيارة مسجد السهلة المشرف،

ص: 61


1- ولد السيد محمد جمال الدين الهاشمي في النجف الأشرف عام 1332ﻫ ،، وانصرف إلى الحوزة العلمية، فتلقي عن جملة من أساتذتها، ومن أبرزهم والده، والشيخ اقا ضياء الدين العراقي، والسيد ابوالحسن الأصفهاني، حتي صار من الفقهاء، وأجيز بالاجتهاد من قبل والده والعراقي، وقد ورث عن ابيه موهبتَه الأدبية، واستمرّت في عدد من ذريته،وكان من العلماء الموسوعيين، فهو فقيه ومؤرخ وأديب ومفسر وكاتب في شؤون الفكر والثقافة والعقيدة، عني بتربية الجيل علما وأدبا وثقافة، فكان أن تخرج علي يديه جملة من أهل الفضل والعلم والأدب،وكان لسيرته الصالحة اثر في نفوس الناس والمجتمع الذي عاشه وعاشره، وكان يقيم صلاة الجماعة في الصحن الحيدري الشريف علي يمين الداخل إلىه من جهة باب القبلة،، من مؤلفاته: الأدب الجديد، الزهراء (علیها السلام) /،مشكلة الإمام الغائب، المرأة وحقوق الإنسان، الإسلام في صلاته وزكاته، أصول الدين الإسلامي، هكذا عرفت نفسي، مع النبي وآله، الأخلاق في القرآن الكريم، حواشي علي حاشية الملا عبد الله،حاشية علي مطول التافتزاني، حاشية علي الكفاية، حاشية علي المكاسب،حاشية علي الرسائل،تقريرات بحث أستاذه العراقي، تقريرات بحث والده،رسائل في أهم المباحث الأصولية،تفسير القرآن الكريم،الأدلة الشرعية عند الامامية،أصول الفقه، ديوان الهاشميات،ديوان الأوتار، ديوان الأنغام،ديوان الأراجيز،تعريب المثنوي،ملحمة الجيل،تاريخ الأدب العربي، وغيرها،،توفي في النجف الأشرف عام 1397ﻫ ،(موسوعة النجف الأشرف-جعفر الدجيلي وعبد الله الخاقاني:20/326)

ونقل الشيخ اللطفي عن أستاذه زعيم الحوزة العلمية آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) (1) أنه كان حريصاً خاصة في ليلة الأربعاء على الذهاب إلى مسجد السهلة، ليدعوويصلي هناك ساعة أوساعة ونصف وأنه كان مهتما بهذا الأمر كثيراً،

وعرف عن آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري (قدس سره) (2) التزامه بزيارة ليلة الأربعاء، كما أنه أصيب (قدس سره) بمرض القلب في أحد سني عمره

ص: 62


1- ولد السيد أبوالقاسم الموسوي الخوئي في ليلة النصف من شهر رجب سنة 1317 ﻫ ، في مدينة خوي من إقليم أذربيجان، وقد التحق بوالده السيد علي اكبر الموسوي الخوئي الذي كان قد هاجر قبله إلى النجف الأشرف، وحيث كانت المعاهد العلمية في النجف الأشرف هي الجامعة الدينية الكبري التي تغذي العالم الإسلامي كله وترفده بالآلاف من رواد العلم والفضيلة، فقد انضم سماحته وهوابن الثالثة عشرة إلى تلك المعاهد،وبدأ بدراسة علوم العربية والمنطق والأصول والفقه والتفسير والحديث،وتتلمذ علي كوكبة من أكابر علماء الفقه والأصول، ومراجع الدين العظام في بحوث الخارج، ومن أشهرهم: الشيخ فتح الله شيخ الشريعة، الشيخ مهدي المازندراني، الشيخ ضياء الدين العراقي، الشيخ محمد حسين النائيني، كما حضر لفترات محددة عند كل من:السيد حسين البادكوبي في الحكمة والفلسفة،والشيخ محمد جواد البلاغي في علم الكلام والتفسير،والسيد علي القاضيفي الأخلاق والسير والسلوك والعرفان،وقد نال درجة الاجتهاد في فترة مبكرة من عمره الشريف، وشغل منبر الدرس لفترة تمتد إلى أكثر من سبعين عاما، له الكثير من المؤلفات وأبرزها: أجود التقريرات، في أصول الفقه،البيان، في علم التفسير،نفحات الإعجاز، في علوم القرآن،معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، في علم الرجال، في 24 مجلدا، توفي في الثامن من صفر 1413 ﻫ بمدينة النجف الأشرف، ودفن سراً بعد منتصف الليل بمسجد الخضراء،
2- ولد السيد عبد الأعلي سنة 1328 ﻫ في مدينة سبزوار بإيران، هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية وأخذ يحضر دروس كل من الشيخ محمد حسين النائيني، والشيخ ضياء الدين العراقي، والسيد أبي الحسن الأصفهاني، ثم استقل بالتدريس في مسجده الذي كان يُقيم فيه صلاة الجماعة في محلة (الحويش) في النجف، فتخرّج عليه العديد من الفضلاء، بعد وفاة السيد الخوئي، أخذ الكثير من المؤمنين يرجعون إلىه في تقليدهم؛ إلا إن ذلك لم يدم طويلا لانتقاله إلى رحمة الله، وقد ساهم السيد السبزواري خلال مرجعيته في نشاطات سياسية واجتماعية، واضطلع بنشاط إصلاحي في مدينة النجف أواخر أيام حياته، من مؤلفاته: العديد من المؤلفات منها: إفاضة الباري في نقد ما ألّفه الحكيم السبزواري،جامع الأحكام الشرعية،حاشية علي بحار الأنوار للشيخ المجلسي،، حاشية علي تفسير الصافي،،حاشية علي العروة الوثقي،، حاشية علي جواهر الكلام،، رفض الفضول عن علم الأصول،، مواهب الرحمن في تفسير القرآن، توفي بالنجف الأشرف سنة 1414ﻫ ، ودفن فيها بجوار مسجده،

الشريف وكان الذي يباشر فحصه الطبي الطبيبموسى الأسدي وقد أتى به العلامة الحجة السيد محمد كلانتر (قدس سره) آنذاك، فطلب الطبيب نقله إلىالمستشفى لأن حالته خطيرة، لكنه رفض الانتقال إذ كان لديه طريق خاص للشفاء السريع، وهوالدعاء إلى الله تعالى والتوسل بالإمام الصادق (علیه السلام) فنوى إن ألبسه الله تعالى ثوب العافية كتابة دورة فقهية كاملة حول أحكام الشريعة الإسلامية، فذهب إلى مسجد السهلة بعد منتصف الليل رغم إلحاح أهله بعدم الذهاب خوفاً على صحته، وإذا به يقوم في ليلته من النوم وهولا يشكومن شيء وعندما فحصه الطبيب الأسدي في اليوم التالي تعجب عندما ظهر له اختفاء المرض وقد شفي منه تماماً فقال: إن هذا لأمر خارق للعادة، وهكذا شرع المرحوم السبزواري (قدس سره) بالوفاء بالنذر وكتب كتابه الفقهي الاستدلالي العظيم في ثلاثين مجلداً سماه - مهذب الأحكام في بيان الحلال والحرام- وهومن الموسوعات الفقهية الحديثة، وقال سماحة السيد حسين نجل المرجع الراحل السيد السبزواري عن والده (قدس سره) : ((أنه كان في مسجد السهلة حينما بدأت قوات النظام السابق بالهجوم على مدينة النجف وقصف المدينة بصواريخ أرض أرض وهرب الناس من المدينة، فذهبت إلى والدي الذي التجأ إلى مسجد السهلة أتفقده وأحاول إخراجه من المسجد خارج البلد خوفا من بطش السلطة، فسألني والدي قائلاً: الناس بدأت تخرج من النجف؟ قلت: نعم لشدة القصف والبطش فأجابني الوالد قائلا: لويعلم الناس بركات ولاية الإمام (علیه السلام) على هذه المدينة لما غادروا شبرا واحدا منها ثم رفض السيد الوالد أن يغادروأصر على الاستجارة بمسجد السهلة،))

ص: 63

ظل المسجد مقصد العلماء في باقي الأيام، فقد نقلأن المرحوم آية الله السيد عبد الكريم الكشميري (قدس سره) (1)كان كثير الزيارة للأماكن المنسوبة لإمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) كمسجد السهلة فتتحدث زوجته عن ذلك قائلة: لقد كان يتكتم على أمره ولا يُظهر شيئاً بحيث نلتفت إليه، وكان في ليالي الأربعاء يذهب إلى مسجد السهلة ويبقي فيه إلى الصباح، والشيء الوحيد الباقي في ذهني أنّه كان كثيراً ما يستغيث بولي العصر (علیه السلام) بعبارات مثل (يا أبا صالح المهدي)،

ويقول أحد تلامذته: لقد قال لي السيد الكشميري مراراً: إنّك لم ترَ مسجد السهلة ولا تعلم أي مسجد هو؟! وقد سمعته مراراً يقول: يا حجة بن الحسن أدركني ولا تهلكني، وكان ذوتوجّه كبير للحجة ابن الحسن (علیه السلام) ،

ص: 64


1- ولد السيد عبد الكريم الرضوي الكشميري فيالنجف الأشرف سنة 1434، وبتشجيع من والده دخل السيد سلك الحوزة العلمية في سن الصبا، ولازم الشيخ العارف مرتضي الطالقاني،من سن العاشرة من عمره إلى الحادية والعشرين حيث فارق أستاذه الحياة، واتخذ له غرفة في مدرسة جده لأمه السيد إلىزدي إلى جانب غرفة الشيخ الطالقاني، وخلال السنوات العشر هذه أرسي الطالقاني أسس العلم والعرفان بشكل محكم في شخصية السيد، وقد طوي السيد الكثير من مراحل السلوك في تهذيب الأخلاق وتزكية النفس، درس السيد مقداراً من دروس شرح اللمعة الدمشقية عند السيد أحمد الأشكوري، وبعض دروس السطوح عند الشيخ مجتبي اللنكراني، والمكاسب عند الشيخ راضي التبريزي، وقسم من بحوث الاستصحاب والتعادل والتراجيح عند الشيخ بهجت، ودرس كفاية الأصول عند الشيخ صاحب الكفاية، ودرس الفلسفة عند الشيخ صدرا البادكوبي والحاج فيض الخراساني، ودرس قسماً من أسفار الملا صدرا عند الشيخ عبد الحسين الرشتي، ثم حضر دروس البحث الخارج في الفقه والأصول عند كثير من فقهاء ومراجع عصره كالشيخ علي محمد البروجردي والسيد عبد الهادي الشيرازي والميرزا حسن البجنوردي والسيد عبد الأعلي السبزواري والشيخمحمد كاظم الشيرازي، وأما أهم حضور له في دروس البحث الخارج فقد كان عند السيد الخوئي الذي منحه إجازة الاجتهاد شفاهة وكتابة، دون خلال مسيرة حياته في النجف الأشرف بعض محاضرات أساتذته وبعض التعليقات علي المناهج الدراسية، وقد جلب معه قسماً منها حين هجرته إلى إيران عندما تعرضت حياته للخطر علي أيدي السلطة الحاكمة، ولكن صادرها منه شرطة الحدود العراقية علي الحدود العراقية الإيرانية، وهي المحاضرات الأخلاقية للشيخ العارف مرتضي الطالقاني، وتقريرات أبحاث السيد الخوئي، وشرح علي كفاية الأصول حظي بتقييم السيد الخوئي والسيد الميلاني، وكتيب في الأذكار والأوراد وديوان شعر باللغة العربية، أحب النجف الأشرف بعشقه المفرط لها، وحن إلىها في غربته، وليس بدعاً أن تكون النجف كعبته وقبلته كما عبر عنها بنفسه وكان يلهج بذكراها دائما وكأنه لا توجد في الدنيا مدينة سواها، توفي في يوم الأربعاء العشرين من ذي الحجة سنة 1419ﻫ ودفن في حرم السيدة المعصومة (علیها السلام) /،

ومن الطبيعي أن يكون كذلك، وأما التوسل بصاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فقدكان السيدالكشميري يوصي بزيارة آل ياسين والتي مطلعها ((السلام عليك ياداعيالله وربّاني آياته)) المذكورة فيمفاتيح الجنان،ويضيف إليها 110 مرات ((المستغاث بك يابن الحسن)) وفي مناسبة أخرى قال: يضيف الذكر السابق بعدد 786 مرة، وقال: إنّ هذا الذكر نافع للتشرّف برؤية ولقاء بقية الله (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بشرط أن يراعي الشرائط الأخرى، وفي سؤال وجّه للسيد الكشميري: هل رأيت من وصل إلى مقام الفناء في الله؟ أجاب: نعم المرحوم السيد علي القاضي والسيد هاشم الحداد، ونقل السيد الكشميري عن المرحوم سماحة آية الله السيد علي القاضي (قدس سره) (1)القول بأن الذهاب

ص: 65


1- السيد علي ابن المرحوم السيد حسن القاضي،من موإلىد مدينة تبريز في إيران 1282ﻫ ، عالم مجتهد وتقي ورع وأخلاقي كبير، برع من صغره وترعرع علي حب العلم والأدب وكان باقة خوارق في ذكاءه وفطنته واستعداده فتطور بسرعة في تحصيل المعرفة وأوليات العلوم وفي ريعان شبابه انتقل إلى النجف الأشرف لينتهل العلم بجوار باب مدينة علم الرسول أمير المؤمنين (علیه السلام) /، فحضر علي الشربياني والمامقاني وشيخ الشريعة والخراساني والخليليو،، غيرهم، وبرع في الفقه والأصول والحديث والتفسير و،، غيرها، وعدّ أنه خيرة رجال الأخلاق في وقته مدرسا علما وعملا، وحضر عليه جمع كثير من أهل الرياضة والسلوك، ومن تلامذته المرحوم العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان، والسيد الخوئي، ومن الناحيةالعملية كان السيد آية عجيبة،، ويعرف أهل النجف وخصوصاً أهل العلم الكثير من قصصه،، كان في منتهي الفقر، وكانت عائلته كبيرة، وكان في منتهي التسليم والتفويض والتوحيد، بحيث لم تخرجه هذه العائلة ذرة عن مساره، إن امتياز السيد القاضي هي أن قلبه كان في الأعلي مرتبطا بربه ولا ينزل إلى الأسفل،وكان السيد علي شاعراً ملهماً وله البديع من الشعر في أهل البيت ( ومناسباتهم فيقول في بعض قصائده في التهجد: وقد كان قلبي قبل ذا عنك لاهياً *** ولكنني شوقته فتشوقا إلى أن يقول: توكل علي الرب الكريم إلا تري *** كفايته من قد توكل واتقي إلىك كتاب الحق فأقرأه دائماً *** لترقي به حتي تلذذ باللقا ومن وصاياه لتلامذته في طرق تهذيب النفس: ((انتبهوا إخواني الأعزاء - وفقكم الله تعإلى لطاعته - فقد دخلنا في حمي الأشهر الحرم فما أعظم نعم الباري علينا وأتم، فالواجب علينا قبل كل شيء التوبة بشروطها اللازمة وصلواتها المعلومة ثم الاحتماء من الكبائر والصغائر بقدر القوة، فليلة الجمعة أويوم الأحد تصلون صلاة التوبة ليلة الجمعة أونهارها ثم تعيدونها يوم الأحد في إلىوم الثاني من الشهر،ثم تلتزمون المراقبة الصغري والكبري والمعاقبة بما هوأحري، فإن فيها تذكرة لمن أراد أن يتذكر أويخشي ثم اقبلوا بقلوبكم، وداووا أمراض ذنوبكم وهونوا بالاستغفار خطوب عيوبكم،))، له جملة منّ الآثار منها تفسير القرآن لم يتم، وكتب في الفقه، توفي المرحوم السيد علي القاضي عام 1366في النجف الأشرف في شهر ربيع الأول ودفن في مقبرة وادي السلام،

إلى مسجد السهلة المبارك يوم الجمعة جيد، وكان السيد القاضي يعتبر أستاذه السيد احمد الكربلائي المعروف ب- (واحد العين) إنساناكاملاً، يقول: ((كنت ليلة في مسجد السهلة - زاده الله شرفاً - فدخل المسجد شخص في منتصف الليل ووقف في مقام إبراهيم (علیه السلام) وسجد بعد صلاة الصبح سجدة استمرت إلى طلوع الشمس، فذهبت استطلع أمره فإذا هوالإنسان الكامل السيد أحمد البكاء قدس الله سره القدوسي وقدتحول تراب سجوده طيناً من كثرة بكائه وعندما ذهب صباحاً إلى غرفته في المسجد كان يضحك بصوت عال بحيث أن صدى ضحكاته كانت تصل إلى خارج المسجد ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ (1)(( (2)

كما تحدث المرحوم السيد القاضي (قدس سره) عن مسجد السهلة المبارك فقال: ((ومن المسلّم أن بعض أفراد عصرنا قد أدركوا المحضر المبارك للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وتشرفوا بالمثول بين يديه،وكان أحد هؤلاء مشغولابالدعاء والذكر في مسجد السهلة في مقام الإمام، المعروف بمقام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) حين شاهده فجأة وهويقترب منه وسط هالة من النور الساطع، وكانت أبهة وعظمة ذلك النور تغمره بحيث شارفت روحه أن تفارق بدنه، وانبهرت أنفاسه فكانت معدودة، وكان علی وشك أن يلفظ أنفاسهالأخيرة حين أقسم علی الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بأسماء الله الجلالية أن لا يقترب منه أكثر،ثم حصل بعد ذلك بإسبوعين أن هذا الشخص كان مشغولا بالذكر في مسجد

ص: 66


1- سورة المطففين: 26
2- الأستاذ صدوقي سها- تاريخ الحكماء والعرفاء:135

الكوفة حين ظهر له الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فحصل علی مراده وتشرف بلقائه وكان هذا الشخص هوالشيخ محمد تقي الآملي (1)))

كما تحدث عن السيد القاضي (قدس سره) آية الله المرحوم السيد محمد حسين الطباطبائي (قدس سره) (2) فقال: ((كانت له حجرة في مسجد الكوفة، وحجرة في مسجد السهلة، وكان يقضي الليالي فيها وحيداً، وكان يوصي تلامذته

ص: 67


1- الشيخ محمد تقي الآملي (1304 - 1391ﻫ ): من مشاهير علماء إيران، ولد في طهران، وبدأ درسه العلمي علي علماء هذه المدينة، وفي سنة 1339ﻫ توجه إلى النجف، فعكف علي حضور دروس أعلام عصره ونال درجة الاجتهاد بعد 14 سنة، وفي عام 1353ﻫ عاد إلى طهران، فمارس التدريس والنشاط الاجتماعي والثقافي،، امتاز الشيخ محمد تقي الآملي بشديد التواضع وبالنبل والكرم، وكان رجلا خليقا مؤدبا سليم النفس بعيدا عن الهوي، ولم يتصد للفتوي أويطبع رسالة حتي آخر عمره، وقد استفاد أيام شبابه ودراسته في النجف الأشرف من محضر درس الأستاذ القاضي رحمة الله عليه في الأمور العرفانية، وامتلك كمالات عديدة وقد نقل العلامة الطباطبائي عن أستاذه السيد علي القاضي أن الشيخ محمد تقي الآملي كان ممن فازوا بلقاء الإمام المهدي (علیه السلام) / في مسجد السهلة بالكوفة،وفي مجال التإلىف ترك الآملي عددا من المؤلفات يربوعددها علي 15 مؤلفا في الفقه والعقائد،توفي سنة 1391ﻫ في طهران، ودفن في (باغ الرضوان) مجاوراً لمرقد الإمام الرضا (علیه السلام) /،(انوار الملكوت - السيد محمد حسين الحسيني الطهراني:64- 65)
2- ولد السيد محمد حسين الطباطبائي في مدينة تبريز الإيرانية سنة 1321 ﻫ ،، فتابع دراسته الأولية هناك، ثم رحل إلى النجف الأشرف سنة 1344 ﻫ ،، ومكث هناك، مدة لا تقل عن عشر سنوات، اكتسب خلالها مختلف العلوم الإسلامية، فدرس الفقه والأصول، والفلسفة والرياضيات والأخلاق، فحضر درس الشيخ محمد حسين الأصفهاني في خارج أصول الفقه ، وفي أثناء تلك الفترة حضر الدراسات العإلىة في الفقه والأصول عند الميرزا النائيني، وفي الرجال علي الحجة الكوهكميري وفي الفلسفة الإسلامية علي السيد حسين البادكوبي وحضر درس العالم الفلكي السيد أبي القاسم الخوانساري فقرأ معه الرياضيات العإلىة والعلوم الهندسية بكلي قسميها المسطحة والفضائية والجبر الاستدلإلى،ثم رجع إلى موطنه سنة 1354، وتناول دراسة علم النحووالصرف أيضاً، ودراسة الأدب العربي، وتطرق إلى دراسة علم الرياضيات القديم كأصول أقليدس والمجسطي لبطليموس، والفلسفة وعلم الكلام والعرفان والتفسير أيضاً، وذاعت شهرته في إيران، بعد أن هاجر من مسقط رأسه إلى مدينة قم، إثر الحوادث السياسية للحرب العالمية الثانية، فأقام فيها سنة 1365 ﻫ ، ، وشرع بتدريس التفسير والحكمة والمعارف الإسلامية،، أحيا العلامة الطباطبائي، العلوم العقلية وتفسير القرآن، فاهتم بتدريس الحكمة، وشرع بتدريس كتاب الشفاء والأسفار، كان يمتاز بدماثة الخلق، فشد الطلاب إلى محاضراته القيمة، إذ كان يحضرها المئات، فنال الكثير منهم درجة الاجتهاد في الحكمة وأصبحوا أساتذة قادرين علي تدريسها، وكان العلامة يحرص علي الأخلاق وتزكية النفس فضلا عن اهتمامه بالحكمة والعرفان، من مؤلفاته: - تفسير الميزان، مبادئ الفلسفة وطريقة المثإلىة، شرح الأسفار لصدر الدين الشيرازي، حوار مع الأستاذ هنري كربن في مجلدين، رسالة في الحكومة الإسلامية، حاشية الكفاية، رسالة في القوة والفعل، رسالة في إثبات الذات، رسالة في الصفات، رسالة في الأفعال، رسالة في الوسائط، الإنسان قبل الدنيا، الإنسان في الدنيا، الإنسان بعد الدنيا، رسالة في النبوة، رسالة في الولاية،رسالة في المشتقات، رسالة في البرهان، رسالة في المغالطة، رسالة في التحليل، رسالة في التركيب، رسالة في الاعتبارات، رسالة في النبوة والمنامات، منظومة في رسم خط النسخ والتعليق، علي والفلسفة الإلهية، القرآن في الإسلام، الشيعة في الإسلام وغيرها توفي السيد محمد حسين الطباطبائي عام 1402 ودفن عند حرم السيدة معصومه (علیها السلام) /في مدينة قم،

بإحياء بعض الليالي بالعبادة في مسجد الكوفة أوالسهلة، وكان قد أوصى أنه إذا كنتم في الصلاة، أوقراءة القرآن، أوفي حال الذكر والفكر، فرأيتم صورة جميلة أوأشياء أخرى من عالم الغيب، فلا تهتموا وتابعوا عملكم)).

و في معرض الحديث عن تواضع السيد القاضي (قدس سره)، نُقلت قصة اقلدائه في مسجد السهلة المعظم بأحد طلبته، وهو الشيخ بهجت (قدس سره) حيث يروي الخبر ابن المرحوم آية الله ضياء الدين آملي ويقول : ذهبت أنا ووالدي أحد الأيام لزيارة آية الله الشيخ بهجت وقد حضر عنده جمع کبير من الناس وعندما جلسنا قال والدي: اسمعوا من لساني کي لاتقولوا لم نسمع منه وان الكلام متناقل وهو (أني رأيت بأمّ عيني السيد القاضي في مسجد السهلة أو الكوفة مقتدياً بالشيخ بهجت).

ونقلت أحاديث العارفين التزام السيد هاشم الحداد (قدس سره) (1)بزيارة مسجد السهلة المعظم وقدومه المتتالي إليه من كربلاء المقدسة) (2)،

ص: 68


1- ولد السيد هاشم السيد قاسم السيد حسن الموسوي في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1317 ﻫ - كان يخدم العديد من أئمة الجماعة باحثا عن أستاذ، ويفرش لهم السجادة، ويطويها بعد السجود، وبعد سنين يطلب منهم الإفاضة، وفي أحد الأيام وجد السيد علي القاضي رحمه الله، وقد كان السيد علي يأتي إلى غرفة السيد هاشم الحداد - وهي الغرفة المشهورة بغرفة السيد بحر العلوم الذي تشرف بها بلقاء صاحب العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /- وقد درس عند السيد القاضي بعض الدروس الحوزوية في الفقه الإستدلإلى، وقد أشار إلىه السيد علي بمزوالة صنعته، وهي الحدادة، فأطاعه، قال عنه السيد محمد حسين الحسيني الطهراني:((إن كل ما عندنا هومن السيد هاشم الحداد – روحي فداه -، ولم أر أوأسمع عارفا وصل إلى ذروة الكمال وبلغ المقام كالسيد هاشم الحداد والذي ذكرته في كتاب الروح المجرد هونقطة في بحر ولم أذكر مقاماته التي شاهدتها لأن عقول الناس لا تتحملها)) وقال عنه أيضاً((ولقد كان هذا الرجل ذا مغزي عظيما، جم الفضل والعلم يقصر عنه لفظ العظمة، وكان واسع الافق رحبه إلى درجة لا سبيل للتعبير عن سعة إدراكه، وكان متوغلا في التوحيد، مندكا فانيا في ذات الحق تعإلى إلى الحد الذي يبقي ما نقوله ونكتبه عنه اسما ورسما، فهوخارج عن التعين، متخطٍ للاسم والرسم، نعم، كان السيد هاشم الحداد- روحي فداه- حقا وواقعا رجلا تقصر أيدينا عن نيل أذيال أثوابه المتطاولة، وغالبا ما كنت ألتقي به أثناء هذه المدة المديدة في أسفاري التي كانت تحصل مرة أومرتين في السنة وتدوم شهرين أوثلاثة، فأرد منزله في كربلاء وأُعد من عياله وأولاده؛ لكنه مع ذلك رحل، وبعد رحيله فقد بقِيت حتي يومي هذا تلفني الحيرة ويكتنفني الحياء، خاضعا مطأطئا أمام ذلك الشموخ والرفعة وذلك المقام وتلك الجلالة))،
2- السيد محمد الحسين الطهراني – الروح المجرد: ق2

وممن نقلت الأحاديث عن مكوثه الطويل في المسجد المقدس الحجة الشيخ جعفر مجتهدي (قدس سره) (1)، فقد أقامَ واعتكفَ فيه لمدة ثمانية أعوام، وبعد لقائه بالمرحوم الملا أقا جان الزنجاني (قدس سره) تركَ مسجد السهلة وقال: ((لقد أجازَ لي وليّ العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بالرحيل وأعطاني ما كنتُ أرغبُ فيه))،

وقد ورد أن ((من لازم عمل الاستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية، بنية رؤية الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وفق لرؤيته،)) (2)؛ فلازم العمل بالاستجارة في المسجد الشريف عدد كبير من العلماء والصالحين وأصحاب الفضل ومنهم آية الله المحدث النوري (قدس سره) (3) الذي أورد في

ص: 69


1- الشيخ جعفر مجتهدي: ولد في مدينة تبريز بإيران، فتركَ كل شئ في تبريز ورحل عنها راجلا إلى النجف الأشرف، ومكث لفترة في النجف يعمل رقاعا (اسكافيا) وبعد ذلك ذهب إلى مسجد السهلة، ثم عاد إلى النجف وانتقل فيما بعد إلى كربلاء ومكث في هذه المدينة المقدسة زهاء سبعة أعوام معتكفا في حجرة فوقانية مقابل الإيوان الذهبي لمرقد سيد الشهداء (علیه السلام) /، وخلال عمره الشريف لم يغفل عن التوسل والبكاء أبدا، وعرف بانتقاده لأكثر الشيعة وحتي العلماء والعرفاء بسبب ما يراه قلة وشحة التوسل بأهل البيت (علیهم السلام) /وكان يقول: ((إننا وبدون البكاء علي سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي (علیهما السلام) /لا يمكننا البقاء أحياء، لقد بكينا سنوات طوال كي نذوب في حبهم (علیهم السلام) /، وضعنا أذرعنا فوق رؤوسنا كي يتفضلون علينا أين نقدم الخدمة لهم ((، هذا العالم الجليل كان مختلفا عن غيره عند توسله بالأئمة الأطهار (علیهم السلام) / ولم يظهر عليه أي شئ غير أنه كان موإلىا بالحق لمحمد وآل محمد (صلی الله علیه و آله) /وكان عاشقا للإمام الحسين (علیه السلام) / بحيث لوذكروا إسم الحسين (علیه السلام) /عنده في إلىوم مئة مره كانت تنقلب أحواله ويتغير لونه ولم يكن يتمالك نفسه من البكاء علي سيد الشهداء (علیه السلام) /ولم يكن يستطيع أي شخص أن يكمل كلامه عن سيد الشهداء (علیه السلام) / عند الشيخ مجتهدي لشدة ما يراه من بكاءه،
2- الميرزا النوري – جنة المأوي المطبوع مع بحار الأنوار 53/310
3- الشيخ الميرزا حسين بن محمد تقي المتولد سنة (1254) ﻫ ، والمتوفي سنة (1320) ﻫ ، وقد استدرك المحدث النوري، ما فات عن الوسائل من المصادر التي نقل عنها والتي لم ينقل عنها في الكتب المعتمدة لديه، كان بصيرا، ناقدا، واسع المعرفة، مفرط النباهة، حاد الذكاء، وقف علي جملة وافرة من الأخبار التي لم يحوها كتاب الوسائل، وذلك في بضع سنين من التصفح الطويل في كتب الشيعة الإمامية، والتتبع الفريد لكل ما لم يورده الشيخ الحر، ومن هنا كانت انطلاقة (مستدرك الوسائل) إكمالا لما استهدفه الأصل نفسه، وجمعا لكل ما ربما يستفاد منه في باب الأحكام الشرعية، قال الشيخ اقا بزرك الطهراني وهويصف عمل أستاذه النوري ما نصه: ((فلا يخرج منها إلا للضرورة وفي الصباح يأتيه من كان يعينه علي مقابلة ما يحتاج إلى تصحيحه ومقابلته مما صنفه أواستنسخه من كتب الحديث وغيرها،، وكان إذا دخل عليه أحد في حال المقابلة اعتذر منه، أوقضي حاجته باستعجال، لئلا يزاحم وروده أشغاله العلمية ومقابلته، أما في الأيام الأخيرة وحينما كان مشغولا بتكميل (المستدرك) فقد قاطع الناس علي الإطلاق، حتي أنه لوسئل عن شرح حديث، أوذكر خبر، أوتفصيل قضية، أوتاريخ شئ، أوحال راو، أوغير ذلك من مسائل الفقه والأصول، لم يجب بالتفصيل بل يذكر للسائل مواضع الجواب ومصادره فيما إذا كان في الخارج، وأما إذا كان في مكتبته فيخرج الموضوع من أحد الكتب ويعطيه للسائل ليتأمله، كل ذلك خوف مزاحمة الإجابة الشغل الأهم من القراءة والكتابة)، وقد شهد بمكانة المستدرك وأهميته فحول العلماء، (خاتمة المستدرك - الميرزا النوري: 1 /14)

كتابه (جنة المأوى) العديد من الكرامات التي وقعت في هذه البقعة المقدسة،

وروي أن المرحوم آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (قدس سره) (1)ممن واظب على زيارة المسجد المعظم كل ليلة أربعاء؛ حتى توفق إلى رؤية ولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والتحدث معه (2)،

وتحدث سماحة السيد محمد رضا الشيرازي عن والده آية الله السيد محمد الشيرازي (3) فقال: ((دأب الإمام الشيرازي (قدس سره) على الذهاب إلى

ص: 70


1- لد السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في النجف الأشرف سنة 1315، يتصل نسبه الشريف ب 33 واسطة إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين(، تلقي دروسه في النجف الأشرف وقم المقدسةعلي فطاحل العلم والفضل أمثال الشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ عبد الكريم الحائري وغيرهما، نال درجة الاجتهاد مبكرا، وعد من المدرسين العظام في حوزة قم الكبري، طبع أول رسالة عملية له ذخيرة المعاد سنة 1370، اشتهر بالورع والزهد والتقوي، والكرم حتي أصبح يضرب به المثل، صنف وألف أكثر من مائة كتاب ورسالة في شتي العلوم والفنون، أهمها تعليقاته علي كتاب إحقاق الحق الذي طبع منه 24 مجلدا، له مشاريع إسلامية اجتماعية وثقافية، أنفق عليها مبالغ طائلة في تشيد مدارس علمية وأهمها وأعظمها مكتبته العامة في قم المشرفة والتي تعتبر من المكتبات العامة العالمية، توفي سنة 1411 ودفن بجوار مكتبته العامة،(ربع قرن مع العلامة الأميني - الحاج حسين الشاكري: 232)،
2- يراجع فصل (كرامات في مسجد السهلة) ص142 من هذا الكتاب
3- ولد السيد محمد بن مهدي الحسيني الشيرازي في مدينة النجف الأشرف عام 1347،وهاجر مع والده إلى كربلاء المقدسة عام 1356، ثم هاجر عام 1390ﻫ إلى الكويت وعاش بها تسع سنين ثم هاجر إلى إيران عام 1399 حيث استقر في مدينة قم المقدسة،، ترك أكثر من ألف ومائتين وخمسين مطبوعا، والعديدً من المؤسسات الخيرية والهيئات الدينية، وكان له في كل أسبوع ثلاث محاضرات توجيهية عامة، إحداها لعموم المجتمع، والأخري لطلبة العلوم الدينية، والثالثة لطلبة الجامعات العراقية ممن كان يزور الحسين (علیه السلام) / في يوم الجمعة،كما أسس في جميع المساجد هيئات دورية للتوعية مثل مدرسة الإمام الصادق (علیه السلام) / بالتعاون مع جمع من علماء المدينة، و(مدارس حفاظ القرآن الكريم) للبنين والبنات، وهيئة (للتبليغ السيّار) وبني العديد من المساجد والحسينيات،وفي الكويت أسس عدة مؤسسات تحمل اسم الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله) / كمدرسة الرسول الأعظم ومكتبة الرسول الأعظم وحسينية الرسول الأعظم،كما أسس في قم مدرسة الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله) / لطلبة العلوم الدينية، وأول حسينية شيدها في كردستان كانت باسم الرسول (صلی الله علیه و آله) / وكذلك أول مؤسسة بناها في الهند،وبني (مدارس حفّاظ القرآن الكريم) وتبني في كربلاء نهضة ثقافية، وذلك بنشر عدة مجلات كمجلة (الأخلاق والآداب) و(صوت المبلغين) و(القرآن يهدي) و(نداء الإسلام) و(أعلام الشيعة) و(صوت العترة) و(ذكريات المعصومين) و(صوت الإسلام) و(منابع الثقافة الإسلامية) و(مبادئ الإسلام) باللغة الإنجليزية، كما أسس (مكتبة القرآن الكريم) العامة، (والمكتبة الجعفرية)، وعشرات المكتبات الصغيرة الأخري،، كما ساعد في تأسيس (مطبعة أهل البيت)،وأسس (مستوصف القرآن الحكيم)و(النادي الإسلامي) و(المدرسة الصناعية) و(لجنة تشغيل العاطلين) و(صندوق قرض الحسنة، وله في الدعاء والزيارة - كتاب ضخم - مطبوع ومعروف، وقد شرح الصحيفة السجادية وأدعيتها، ودعاء السمات وغيرها منذ أيام كربلاء،،ومن أيام شبابه،، كان يكثر من زيارة عاشوراء، وكان قد ذهب من كربلاء أربعين ليلة أربعاء - أي سنة كاملة - إلى مسجد السهلة في الكوفة للدعاء والتوسل،،توفي عام 1422ﻫ (خواطر عن الإمام السيد محمد الشيرازي - السيد محمد رضا الشيرازي)

مسجد السهلة كل ليلة أربعاء، في الصيف والشتاء، إلى أربعين ليلة، وفي ليلة الأربعاء الأخيرة (ظاهراً أن الناقل لم يذكر لنا أي ليلة من ليالي الأربعاء بالضبط) تشرف السيد (قدس سره) بلقاء الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة)) (1)،

كما تحدث آية الله الميرزا مهدي الأصفهاني (2) عن التماسه معونة صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، بلجوءه إلى مسجد السهلة المعظم ويقول في ذلك: ((لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق ولمتسكن نفسي بدرك الدقائق فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان فذهبت إلى أستاذالعرفاء والسالكين السيد

ص: 71


1- السيد محمد رضا الشيرازي - خواطر عن الإمام السيد محمد الشيرازي:67
2- كان آية الله الميرزا مهدي الاصفهاني من جملة العلماء والفقهاء العرفانيين خلال العقود المعاصرة ومن بناة حركة الفكر والعلم والفلسفة والأفكار العرفانية المتصوفة، والذي تمكّن من خلالها التفرّد بالعرفان الأصيل في تعريف علوم القرآن وسيرة الأئمة المعصومين (،،وللميرزا مهدي الأصفهاني، رؤيته الخاصة فيالمعارف الدينية، لاسيما معارضته الصريحة للفلسفة والعرفان السائدين في الوسط الحوزوي، فهويعتقد بأن العلم قسمان: إلهي، وبشري، وضرورة التفكيك بينهما، كما يعتقد بأنهما لا يكمل أحدهماالآخر، بل يجابه أحدهما الآخر،كما يري أن للديننظاما فكريا مستقلا وعريقا، ولا حاجة لمعرفة الدين من خلال الفلسفة والعرفان،وإنما من خلال الانفتاح علي رؤي أهل البيت وفهم نصوصهم ومعارفهم من خلال العقلالفطري غير المتلبس والمتأثر بالفكر الفلسفي والعرفاني المبني أسسهما علي أسس ونظريات فكر إلىونان، قال:((كنت في النجف الأشرف أتلقي الدروس في علم الأخلاق وتزكية النفس والسيرة والسلوك العلمي علي يد الاستاذ السيد أحمد الكربلائي الذي كان يعد من العرفاء الكبار في زمانه، إلى أن وصلت إلى درجة الكمال في هذا المضمار، وذلك بشهادة استاذي، الا أنني شخصيا كنت أعتقد بأنني لازلت قاصرا في استلهام المعارف الحقيقية، وكنت قلقا من استشعاري بالنقص في الكمال العرفاني والفلسفي حتي داهمتني فكرة الذهاب إلى مسجد السهلة والاقامة فيه أربعين ليلة أربعاء بغية التوسل ببقية الله أرواحنا له الفداء لعلي أحظي بعنايته وارشادي إلى الطريق والصراط المستقيم، فأقمت في هذا المسجد منشغلا بالدعاء واخلاء النفس من الأفكار العرفانية المتصوفة وبهارج الفلسفة واضعا ذاتي بكل اخلاص تحت تصرف المقام المقدس لصاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /، وبينما أنا كذلك، واذا بنور وجه الامام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /الساطع يقول لي:)طلب المعارف من غير طريقنا أهل البيت مساوق لانكارنا (،))

أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلتمعرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمي مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفسوتخليتها من البدن، ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه الحقائق والدقائق التي سموهابذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه، ووجدت كلتاالطائفتين كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فطويت عنهماكشحا، وتوجهت وتوسلت مجدا مكدا إلى مسجد السهلة في غير أوانه باكيا متضرعا متخشعاإلى صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فبان لي الحق وظهر لي أمر الله ببركةمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، ووقع نظري في ورقة مكتوبة بخط جلي: طلبالمعارف من غيرنا أوطلب الهداية من غيرنا (الشك مني) مساوق لإنكارنا، وعلىظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة ابن الحسن، قال: فتبرأت من الفلسفة والعرفانوألقيت ما كتبت منهما في الشط ووجهت وجهي بكله إلى الكتاب الكريم وآثار العترةالطاهرة فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز وأخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهمالله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه، ورغب وأكد الرسول (صلی الله علیه و آله) بالتمسكبهما، وضمن الهداية للمتمسك بهما، فاخترت الفحص عن أخبار أئمة الهدى والبحث عنآثار سادات الورى، فأعطيت النظر فيها حقه وأوفيت التدبر فيها حظه، فلعمري وجدتهاسفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية من ظلماتالجهالات، ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح على مسالكهامرفوعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علموثمار كل حكمة إلهية الموحاة إلى النواميس الإلهية فلم

ص: 72

أعثر على حكمة إلا وفيهاصفوها، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها،و﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ،﴾ (1))) (2)

وفي السنوات الثلاث الأخيرة من إقامته في النجف الأشرف كان سماحة آية الله العظمى الوحيد الخراساني (دام ظله) معتكفاً في الغالب في مسجدي السهلة والكوفة (3)،

و خلال فترة إقامته في النجف الأشرف كان المرحوم آية الله السيد محمد حسين الحسيني الطهراني (قدس سره) (4) يبيت في مسجد السهلة في كلّ ليلة

ص: 73


1- الآية 43 – سورة الأعراف
2- الشيخ علي النمازي - مستدرك سفينة البحار: 1 / 10
3- ولد الشيخ محمد حسين الخراساني في مدينة مشهد المقدسة عام 1339ﻫ ونشأ في بيت علم وتقي،فبدأ سماحته دراسته في سن مبكرة وتلقي المقدمات ومعظم علوم اللغة العربية والأدب وحضر الرسائل والمكاسب ودرس المنظومة والأسفار وتعلم الهيأة والنجوم والهندسة والسلوك والأذكار والمجاهدات ثم غادر سنة 1354ﻫ إلى النجف الأشرف فحضر أبحاث الفقه والأصول للآيات العظام: النائيني، الأصفهاني، العراقي،الكلبايكاني،الخوانساري،الشيرازي،الحكيم، الخوئي،القاضي،ونال درجة الإجتهاد في سن الثامنة والعشرين،واصبح احد اساتذة السطوح العإلىة،وكان سماحته كثيرا ما يرتقي المنابر للخطابة،وبعد(20)سنة غادر النجف الأشرف عام 1374ﻫ عائدا إلى مشهد المقدسة ليكون إمام الجماعة في مسجد كوهرشاد مدة (14) عاما،ثم عاد إلى النجف الأشرف سنة 1387ﻫ ليستوطنها حتي العام 1388ﻫ عائدا بعدها ليمكث في طهران اماما للجماعة في مسجد السوق الكبير ثم انتقل إلى قم المقدسة متصديا للتدريس في الفقه والاصول ليكون درسه واحدا من اكبر حلقات الدرس وله عشرات المؤلفات(مقتطفات ولائية –الشيخ الوحيد الخراساني:156)
4- ولد المرحوم العلامة الحسيني الطهراني سنة 1345 ﻫ في طهران، وقضي تحت ظل عناية والده، فترة دراسته الابتدائية والثانوية في فرع المكانيك وتصميم المكائن وصنعها،وبعد إكمال دراساته، وعلي الرغم من اقتراحات عديدة لمواصلة دراسته، فقد آثر دراسة العلوم التوحيدية، والقرآنية، فانتهج سبيل طلب العلوم الدينية، وتزيي بزي التقوي والعلم بمشهد المقدسة في بيت الميرزا محمد الطهراني صاحب (مستدرك البحار)،وفي سنة 1364 تشرف إلى مدينة قم، حيث اشتغل بالدراسة في مدرسة آية الله حجت،وتعرف علي السيد محمد حسين الطباطبائي، وتتلمذ في قم سبع سنوات لدي أساتذة بارزين مثل السيد رضا بهاء الديني، و الشيخ عبد الجواد سدهاي، و الشيخ مرتضي الحائري،والسيد محمد حجت، و السيد محمد الداماد،والسيد البروجردي،وفي سنة 1370 النجف الأشرف، فدرس الفقه والاصول لدي الشيخ حسين الحلي،كما حضر دروس كل من السيد الخوئي والسيد محمود الشاهرودي واستفاد من الشيخ اقا بزرك الطهراني، حيث عد من أبرز تلامذة هؤلاء، وخالط الحاج عباس القوجاني، والسيد جمال الدين الكلبايكاني، والسيد هاشم الموسوي الحداد، وخلال فترة اقامته في النجف الأشرف كان يبيت في مسجد السهلة في كل ليلة خميس،،وفي سنة 1377ﻫ عاد إلى طهران بعد إكمال دراسته، فقام باحياء الشريعة في مسجد القائم بشارع السعدي، وفي عام 1400ﻫ حط رحاله في مشهد المقدسة، والف هناك دورة علوم الإسلام ومعارفه ضمن تسعة عشر عنوان في اربعة وخمسين جزء، توفي السيد قب يوم السبت 9 صفر الخير 1416 في العتبة المقدسة للإمام الرضا (علیه السلام) /، فوري جثمانه الطاهر الثري في الضلع الجنوبي الشرقي للصحن العتيق،

خميس، ونقل عنه أن آية الله السيد علي القاضي (قدس سره) كان يقول: إن لم تحصل علی مرادك في مسجد الكوفة فاذهب إلی مسجد السهلة، وإن لم تحصل علی مرادك في مسجد السهلة فاذهب إلی مسجد الكوفة،

ويتحدث المطلعون على أحوال آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (1) (قدس سره) عن مواظبته التامة وإقباله منذ شبابه على النوافل وإحياء الليالي بالعبادة في مسجد السهلة المعظم حتى قيل عند تأبينه (قدس سره) : ((يوم أمس رحل تلميذ مسجد السهلة في الكوفة، تلميذ النجف، وكربلاء، وقم، رحل الفقيه العارف الشيخ محمد تقي بهجت - عن هذه الدنيا التي نجح أن يكون فيها مسافراً خفيف الظل، كبير الشأن، عظيم الهمة،أحرج من حوله، دون

ص: 74


1- ولد العالم الرباني الشيخ محمد تقي بهجت في عام 1334 في مدينة (فومن) التابعة لمحافظة جيلان في شمال إيران،وأنهي المرحلة الابتدائية من دراسته في كتاتيبها ليتوجه بعد ذلك إلى تحصيل العلوم الدينية، وقد قام بالهجرة بعد تحصيل المقدمات من علوم العربية في مدينة (فومن) سنة 1348 وبعد التوقف فترة في مدينة (قم)، يمم شطر النجف ليأخذ دروسه علي كبار الأساتذة كالشيخ ضياء الدين العراقي، الميرزا النائيني، السيد أبي الحسن الأصفهاني،الشيخ محمد حسن الأصفهاني، السيد الخوئي، السيد حسين البادكوبي، الشيخ محمد كاظم الشيرازي، السيد محمد حجت الكوهكمري، السيد حسين البروجرديوغيرهم، وبدأ سماحته بتدريس البحث الخارج في الفقه والاصول منذ قرابة 50 عاما في منزلهالذي كان مركزا للنور والعرفان في مدينة قم المقدسة،وقد تتلمذ علي يديه عدد كبير من العلماء والفضلاء،وكان الشيخ يتميز بالنقاش الدقيق والإيراد الناضج وقد تحدث عنه العلامة المرحوم السيد محمد حسين الطهراني حيث قال عنه: (إن الشيخ بهجت كان زمان المرحوم القاضي واجدا لحالات ومكاشفات غيبية إلهية وكان حائزا للحد الأعلي من مراتب المراقبة والصمت)وعرف الشيخ منذ طفولته بالإقبال علي العبادة والاستغراق في ذكر الله والمواظبة علي الطاعات والنوافل وقد قيض الله له منذ ذلك الحين وقبل بلوغه سن التكليف أولياء وعلماء مربين اكتشفوا قابلياته وطهارته الذاتية، فاعتنوا بتوجيهه وإرشاده في طريق العبودية والسلوك إلى الله عزوجل ولعل أهمهم وأعظمهم في هذا المجال العارف الكبير وأستاذ السلوك السيد علي القاضي وبعد عودته إلى قم أصبح من كبار العلماء وأضحي المسجد الذي يؤم الشيخ بهجتالجماعة فيه يزدحم بالمصلين من خواص فضلاء الحوزة العلمية والمؤمنين الذين يجدون في الصلاة خلفه روحانيه خاصة فأجواء الخشوع التي تفرضها قراءته وحالاته في الصلاة مما يعز وجوده في الأماكن الأخري وقد ترتفع أصوات المصلين ويضج المسجد بالبكاء والتضرع أحيانا تأثرا بحالة الانقطاع والخشوع التي تتصف بها صلاة أمامهم وظل الشيخ ملتزما بزيارة يوميه إلى حرم السيدة فاطمة المعصومة (علیها السلام) / يقضي خلالها فترة من التوسل والدعاء والتلاوة والصلاة ولا ينسي زيارة الأمام الحسين (علیه السلام) / عن بعد يوميا بزيارة عاشوراء ألمعروفه إلى جانب التزاماته العبادية الأخري التي تشغل كل أوقاته قبل التدريس وبعده فلا تجده إلا ذاكرا أومتفكرا أومنشغلا بطاعة في سائر أطراف ليله ونهاره، توفي الشيخ عن سن ناهز 96 عاما في مستشفي (ولي العصر) (عجل الله تعالی فرجه الشریف) / بمدينة قم المقدسة اثر إصابته بنوبة قلبية، من مؤلفاته: مناسك الحج، كتاب الطهارة، رسالة توضيح المسائل، دورة كاملة في الأُصول، دورة كاملة في كتاب الصلاة، حاشية علي مكاسب الشيخ الأنصاري،

قصداً بتواضعه الجم وأخلاقه العالية))، وكثيرا ما كان الشيخ (قدس سره) يقضي الليل وحيدا حتىالصباح في ذلك المسجد، وتروي عنه حكايات وكرامات في هذا المسجد المعظم، ومنها ما نقل عن آية الله الشيخ عباس القوجاني (قدس سره) أنه ((ذات ليلة إذ لم يكن مصباح المسجد موقودا وكان الظلام دامسا، احتاج الشيخ إلى تجديد وضوئه في منتصف الليل فاضطر إلى الخروج من المسجد والذهابإلى الجانب الشرقي منه حيث المرافق الصحية موجودة هناك وبينما هويمشي في ظلام،شعر الشيخ بشيء من الخوف وفجأة ظهر ضوء أمامه وأخذ يضيء له الطريق كالمصباح حتى أكملالشيخ وضوءه ورجع إلى المسجد وعندما دخل الشيخ المسجد اختفى ذلك الضوء،)) (1)

كما حرص آية الله السيد محمد علي الأبطحي (قدس سره) (2)على زيارة مسجد السهلة المقدس كل ليلة أربعاء عندما كان مجاورا للروضة الحيدرية المقدسة في النجف الأشرف، فقد كان ملازماً لزيارة الأمير (علیه السلام) في كل

ص: 75


1- السيد محمد الحسين الطهراني – أنوار الملكوت:57
2- السيد محمد علي بن مرتضي بن علي، الذي ينتهي نسبه بثلاثين واسطة إلى الإمام موسي الكاظم (علیه السلام) /، ولد في غرفة ملحقة بمشهد الإمام زاده إبراهيم أحد ذراري الإمام موسي الكاظم (علیه السلام) / في مدينة أصفهان، في إلىوم السابع والعشرين من شهر صفر من سنة 1349 ﻫ ،وفي السنة السادسة من عمره الشريف تعلم القراءة والكتابة؛ ثم علمي التلاوة والتجويدثم باشر مقدماته وسطوحه لدي: السيد أقا جان الأصفهاني، السيد محمد باقر الأبطحي، الشيخ هبة الله الهرندي، السيد عبد الحسين الطيب، السيد محمد طبيب زاده، الشيخ محمود المفيد، وأكمل دراسة الطب لدي السيد أبي القاسم الطبيب،ودرس القانون في الطب لابن سينا، والفروق والعلل لمحمد بن زكريا الرازي لدي الحاج ميرزا علي الشيرازي،وأخذ منظومة السبزواري لدي الحاج ميرزا رضا الكلباسي، والانتهاء في الفلكيات عند السيد محمد حسين الطباطبائي، واخذ دروسه العإلىة عند السيد حسين الطباطبائي البروجردي،والسيد محمد الحجة الكوهكمري فقها وأُصولا،، والميرزا رضي التبريزي والسيد زين العابدين الكاشاني،والسيد محمد المحقق الداماد، والسيد الخميني، والسيد أحمد الخوانساري،والسيد محمد رضا الموسوي الكلبايكاني،والشيخ عبد النبي العراقي،والسيد جمال الدين الكلبايكاني، والسيد عبد الهادي الشيرازي، والسيد محسن الطباطبائي الحكيم،والسيد محمود الشاهرودي، والسيدالخوئي،وصرح باجتهاده:السيد البروجردي، والسيد محسن الحكيم، والسيد عبد الهادي الشيرازي، والسيد الخوئي، والسيد الخميني، والسيد الداماد، والسيد الكلبايكاني وغيرهم ، توفي سنة 1423 ﻫ ، في مستشفي بطهران،

ليلة، والذهاب إلى مسجد السهلة في كل ليلة أربعاء وإتيان أعماله والتوسل إلى صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، والى كربلاء في كل ليلة جمعة لزيارة الحسين (علیه السلام) ويقول في ذلك نجله الأكبر: كنت ألازمه في زيارة المشاهد في العراق منذ صباي فلم أر أن تنقص زيارته الأمير (علیه السلام) الليلية من ساعة، وبيتوتته الأسبوعية في كل من مسجدي السهلة والكوفة من أربع ساعات،

وكان من الملتزمين بزيارة المسجد المقدس طيلة الإقامة في النجف الأشرف الحجة الشيخ حسن علي الأصفهاني (قدس سره) (1)

وكتب المرحوم آية الله الشيخ محمد تقي الأصفهاني رحمه الله كتبا حول حالاته الخاصةعندما كان في النجف الأشرف فقال: ((في أحد السنين قررت القيام ببعض الرياضاتالروحية والمجاهدات النفسية، فانكشف لي على أثر ذلك العديد من الأسرار منها في احدليالي الأربعاء كنت جالسا في مسجد السهلة والوقت قريب أذان الصبح، التقيت بأحدرجال الغيب

ص: 76


1- لشيخ حسن علي الاصفهاني (1279 - 1361 ﻫ ): المعروف ب- « نَخُودَكي » نسبة إلى قرية نَخُود في أطراف مشهد، وكان مولده في إصفهان، تعلم القراءة والكتابة ومبادئ العلوم في اصفهان، ثم درس فيها علي فحول علماء وقته في الفقه والأصول والمنطق والفلسفة والتفسير، قصد مدينة مشهد عام 1303ﻫ فأقام بها سنة واحدة، ثم توجه تلقاء مدينة النجف الأشرف لاستكمال معارفه الإلهية حيث درس علي عدد من الأعلام من أمثال السيد مرتضي الكشميري، وفي سنة 1311ﻫ عاد إلى مشهد وأقام بها إلى سنة 1314هوكان يري ضرورة في تحصيل علوم أخري - بعد علم التوحيد والولاية وأحكام الشريعة التي هي فرض - لأن جهل أي علم من العلوم أمر غير مرضي، وأن المراد من حرمة بعض العلوم والفنون استخدامها العملي لا تعلمها، وكان يلقي علي طلبته دروسا في الفقه والتفسير والفلك والرياضيات، وكان يدرس الفلسفة أيضاً لكن بشرط أن يمهد ذلك للطلبة بتعريفهم بأحاديث النبي وأهل بيته (علیهم السلام) /، ويوجههم إلى السعي في تزكية النفس وتهذيبها،وفي سنة 1315ﻫ عاد الشيخ إلى اصفهان، وبعد إقامة قصيرة فيها سافر إلى النجف وظل فيها إلى سنة 1318ﻫ ، فكان يواظب علي العبادة والزيارة في مسجد الكوفة ومسجد السهلة ومقبرة كميل بن زياد وميثم التمار، وفي عام 1319ﻫ رجع إلى أصفهان، ثم قصد شيراز فدرس (القانون في الطب) لابن سينا علي ميرزا جعفر الطبيب، سافر مرات عديدة إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة، ثم أقام بمدينة مشهد المقدسة حتي أدركته الوفاة،وقد أمضي الشيخ نخودكي سنوات مديدة من عمره في خدمة الخلق، لا يفتر عنها في ليل أونهار، وعرف عنه كراماته بمعالجة الأمراض والأدواء المتنوعة ببركة يده، توفي عام 1361ﻫ ، ودفن في الصحن العتيق من الحضرة الرضوية المقدسة قرب الإيوان العباسي،

وسألته أسئلة مختلفة وكثيرة، وكان يجيبني عليها عن لسان الإمام الحجةالمنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وأنا اكتب الأجوبة لكي لا أنساها، فمن الأسئلة قلت له: علمني ذكرا أودعاء سريع الإجابة اقرأه إذا وقعت في مشكلة أوظهرت لي حاجة،فقال: لا يوجد ذكر عند الله سبحانه وتعالى أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد (صلی الله علیه و آله) ، أن الصلاة على محمد وآل محمد أسرع وأفضل وأقرب للإجابة من غيره من الأذكاروالأدعية عند الله سبحانه وتعالى))،

وكتب الشيخ الجليل محمد تقي المازندراني عن المسجد قائلاً: ((كلما كنت أذهب في سنوات الشبيبة إلى النجف الأشرف للزيارة، كنت أقصد مسجد السهلة أبيت فيه؛ إذ كنت أجد في هذا المسجد من الروحية العالية ومن الشفافية ما لا أجده في سواه من المساجد، وقد ألفت أن اتخذ لي حجرة هناك للمبيت في الطابق العلوي محاذية للمقام المقدس للإمام بقية الله (روحي فداه)))،

وتحدث عن زيارته لمسجد السهلة المعظم لأول مرة سماحة السيد حسين الحسيني مفتي لبنان الجعفري الممتاز (قدس سره) (1)، في أوائل أيام تشكيل

ص: 77


1- السيد حسين الحسيني ( 1324ﻫ - 1390ﻫ ) ولد بقرية (شمس طار) بلبنان التي نزلتها أسرته من آل الحسيني من قديم الزمان وكما أصاب الناس بلبنان جميعا شظف العيش والقحط بسبب الحرب العالمية الأولي فقد أصاب بيته ما أصاب الناس وفي نحوالسادسة عشرة أوالسابعة عشرة وكانت الحرب قد وضعت أوزارها نشد العمل في كل جهة فلم يوفق وزاول تعليم الصبيان بعض الوقت وكان قد ورث عن أبويه وعن أهل بيته الإيمان بالله ورسله وأوليائه، وقد لفتتنه عقيدته بأنه لم يلتجيء أحد إلى الإمام الثامن علي بن موسي الرضا (علیهما السلام) / ويتوسل إلى الله به إلا وفرج الله كربه، وكشف عنه غمه وهمه،فقرر زيارته،وقصد النجف محطة اولي وهوبسن مبكرة، ولكنه بعد استقراره فيها آثر التوجه لطلب العلم وفي مدة قليلة عرف السيد حسين بين أوساط الطلاب بالتقوي، وكان من المقربين إلى الشيخ حسين همدر الذي زوجه ابنته، وهومن العلماء الفضلاء سكن النجف كطالب علم، وبلغ مرحلة مرموقة من الفقه إلى جانب ما اتصف به من الورع والتقوي بحيث كان من أشهر شيوخ العامليين، وفي أوائل الثلاثينات استجاب السيد حسين دعوة بلده وسافر إلى لبنان ليتولي هناك الإرشاد الديني وقد زود من قبل علماء النجف بشهادة الجدارة الروحية والعلمية لتولي وظيفة الإرشاد الديني وحل المشكلات الخاصة بالأحوال الشخصية من زواج وطلاق وإرث ووقف وغير الشخصية،وكان السيد حسين الحسيني أحد الداخلين في زمرة القضاء الشرعي فتم تعيينه مفتيا للقضاء الشرعي الجعفري ببيروت ثم ما لبث حتي صار مفتيا ممتازا، وأسس هووالشيخ حسين الخطيب والسيد نور الدين شرف الدين (جمعية الإرشاد) الادبية ببيروت،

المملكة في العراق،فقال: ((ووصلنا إلى النجف عن طريق الكوفة، وصدف وصولنا في يوم الثلاثاء فقيل لنا إنه يوم مبروك في زيارة مسجد الكوفة، ومسجد السهلة من كل أسبوع، وأن الناس يخرجون في مثل هذا اليوم من مدينة النجف زراقات ووحدانا، ويدعون في هذه المقامات التي حدّدها المرجع الديني الكبير السيد مهدي بحر العلوم بناء على الأخبار والروايات التي تواترت عن فضيلة هذه (المقامات)، وقد صلّينا في كل مقام ركعتين من الصلاة، وزرنا ضريح مسلم بن عقيل، ونصيره هاني بن عروة، ثم يممنا مسجد السهلة، وهناك عملنا نفس العمل في كل مقام من مقامات هذا المسجد، وكان هناك من يطوف بالناس في هذه المقامات، وقد اقتدينا به، وردّدنا مع المردّدين الأدعية الخاصة بكل مقام، وفي مقام الإمام جعفر الصادق قيل لنا إن المستحب هوأن يصلي المصلي هنا ركعتين باسم صلاة (الاستجارة) أي ن يستجير المستجير بهذا المقام إلى الله بأن يحفظه ويحقق له أمنيته، ومرة أخرى لم أجد أمنية أفضل من أن يحقق الله لي الإيمان، ويوفقني لرضاه، وهذا كل مبتغاي من دنياي أمس، واليوم، وغدا، وبتنا في تلك الليلة بمسجد السهلة مع العشرات من الزائرين إن لم يكن المئات، وفي الصباح غادرنا مسجد السهلة قاصدين النجف، وألفينا عددا كبيرا يسير مثلنا على الأقدام قافلا إلى النجف وكانت القبة الذهبية تلوح لنا من بعيد وكلما وقع نظري عليها ارتفع نظري إلى السماء ودعوت بدعائي المعهود: رب ارزقني الإيمان ووفقني لرضاك بحق هذه البقعة المقدسة))،

ص: 78

ويبدوأن الكثير من العلماء والفضلاء قد لازموا زيارة المكان، وصادف أن توفي الفقيه الجليل (الحاج ميرزا حسين الخليلي) (قدس سره) (1) بين الطلوعين من يوم الجمعة وهويؤدي الزيارة في مسجد السهلة المعظم،

كما توفي السيّد عماد الدين البهبهاني (2) أثناء لبثه في مسجد السهلة المبارك،

وفي كل مرة حل فيها ضيفا على النجف الأشرف، اعتاد الدكتور السيد محمد التيجاني (3)على أداء الزيارة للمسجد العظيم، وإلقاء المحاضرات فيه، ورافقه في بعض تلك الزيارات العديد من المستبصرين،

ص: 79


1- ولد الفقيه الجليل الميرزا حسين الخليلي في النجف الأشرف عام 1230 فتعلم القرآن المجيد والكتابة فيها، ثم أخذ في دراسة العلوم العربية والمنطق علي والده العلامة (الحاج ميرزا خليل) جد الأسرة الخليلية في (العراق وإيران)، ثم علي أخيه العالم (الحاج ميرزا علي الطهراني) حتي أكملها وأنهاها وبرز فيها، ثم شرع في الفقه والأصول البدائي فأتقنهما، ثم حضر بحث الشيخ الفقيه (صاحب الجواهر، ثم حضر بحت (الشيخ الأعظم) ولازمه، وبعد هذا استقل بالتدريس والتحقيق مدة غير يسيرة، وكان بحثه من الأبحاث الفقهية البحتة المعروفة بالفقه المجرد فكان فيه مثال الأستاذ البارع المفكر الموجه، كان ذا إحاطة واسعة بالفروع الفقهية، وكان له عذوبة الكلام وسلاسة البيان في التدريس حضر بحثه عدد كثير فاستفادوا منه، وتخرجوا من حوزة درسه، واعتبر هو وزميلاه (المحقق الخراساني، والشيخ عبد الله المازندراني) واضعي الحجر الأساسي لتأسيس الحكم الدستوري في إيران، وله القدح المعلي في هذا الانقلاب، وتثبيت أركانه فكان ينظم المجالس والاحتفالات في مدرسته (مدرسة الخليلي)، كانت نهاية حياته في مسجد السهلة يوم الجمعة العاشر من شوال عام 1326 عن عمر جاوز التسعين، وحمل جثمانه من المسجد إلى مثواه الأخير (النجف الأشرف) علي الأكتاف مشيا، ودفن في مقبرته الخاصة المتصلة بمدرسته الواقعة في محلة العمارة علي رأس عقد السلام الشهيرة بمدرسة الخليلي، من مؤلفاته: في الفقه والأصول والرجال كلها مخطوطة وله (ذريعة الوداد في منتخب نجاة العباد) طبعت مرارا، (حياة الشيخ الأنصاري - مقدمة المكاسب: 164)،
2- السيد عماد الدين بن إسماعيل بن نصر الله بن محمد شفيع الموسوي البلادي البهبهاني عالم فقيه، ولد في بهبهان سنة 1268، ونشأ بها علي أبيه العالم الكبير، وقرأ المقدمات هناك، ثمهاجر إلى النجف وجد في طلب العلم حتي تخرج علي شيوخ المدرسين في عصره،كان عالماً فاضلا زاهداً عابداً، اخترمه الأجل مبكراً،توفي في الطاعون بمسجد السهلة من الكوفة سنة 1298 ونقل إلى النجف ودفن مع أبيه بالصحن الشريف بحجرة رقم 29،
3- ولد الدكتور محمد التيجاني السماوي عام 1943م بمدينة قفصة الواقعة في جنوب تونس، درس العلوم الدينية والعلوم الحديثة في بلاده، وأنهي دراسته في جامعة الزيتونة العريقة، عمل في سلك التدريس 17 عاماً، حصل علي شهادة الماجستير من جامعة باريس عن أطروحته حول المقارنة بين الأديان، ثم حاز علي شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عن أطروحته (النظريات الفلسفية في نهج البلاغة)،نشأ وترعرع في أوساط عائلة متدينة منتمية إلى المذهب المالكي ومتشربة بالطريقة الصوفية التيجانية المنتشرة في شمال أفريقيا،انتهز الأجواء الدينية المحيطة له لينال أسمي درجات التكامل العلمي والمعرفي والديني في أقصر مدة ممكنة، فحفظ نصف القرآن وهوبعد لم يبلغ العاشرة من عمره، وقد تشرف بحج بيت الله الحرام وله من العمر ثمانية عشر عاما، والتقي خلال إقامته في مكة أثناء أداء فريضة الحج بمجموعة من العلماء الوهابيين واستمع إلى محاضراتهمفانجذب إلى جملة من أفكارهم وتأثر ببعض مبادئهم التي نالت إعجابه،لكنه بعد العودة إلى بلده وجد أن ما حمل معه من الفكر الوهابي يتناقض ويصطدم مع الطقوس الصوفية، فاعترته حالة من التشويش الفكري ونشأ في نفسه صراع سلب منه حالة الاعتدال والتوازن، فبقي متحيرا بين الأخذ بعقيدة تعتبر التوسل بغير الله شرك وبين الطريقة الصوفية التي فيها يتم التقرب إلى الله عن طريق التوسل بالأولياء الصالحين،وكان دأب الدكتور التيجاني هوكثرة السفر لا سيما خلال العطل الصيفية، فصادف ذات يوم خلال سفره من الإسكندرية إلى بيروت أن تعرف في الباخرة علي شخص عراقي وهوأستاذ في جامعة بغداد اسمه منعم، وقد جاء إلى القاهرة لتقديم أطروحة الدكتوراه في الأزهر،فدار بينهما حديث طويل أدي إلى توثيق العلاقة بينهما، فحوله حديث صديقه الجديد إلى باحث طالب للحق،ودعاه بعدها لزيارة العراق وان يحل ضيفا عليه،وبالفعل تحققت أمنية التيجاني لرؤية عاصمة الدولة العباسية، فسافر إلى العراق ونزل ضيفا عند الأستاذ منعم، ثم التقي هناك بكبار علماء الشيعة في مدينة النجف الأشرف كالسيد الخوئي والشهيد الصدر والكثير من الأساتذة،وانكشف له خلال ذلك قلة مستوي إلمامه بالتاريخ الإسلامي، وعرف أن سبب ذلك هوأن الأساتذة والمعلمين الذين تتلمذ علي أيديهم كانوا يمنعونه من قراءة التاريخ مدعين بأنه تاريخ أسود مظلم لا فائدة من قراءته،كما تبين للدكتور التيجاني أن جميع الصور السلبية التي كان يعتقد بها عن الشيعة ليست إلاإشاعات وإدعاءات باطلة وأن التشيع يحمل فكرا منطقيا يدخل العقول بدون استئذان،وكان لكلام السيد الخوئي مع الدكتور حول التشيع وقع خاص، ويقول الدكتور في ذلك: ((بقيت أفكر في أقواله وأنا مطرق أحلل وأتذوق هذا الحديث المنطقي الذي نفذ إلى أعماقي وأزال غشاوة عن بصري))،وبعد رجوع الدكتور التيجاني إلى أرض الوطن فوجئ عند دخوله إلى المنزل بكثرة الكتب التي بعثها علماء وفضلاء الشيعة الذين أخذوا عنوانه ووعدوه بإرسال الكتب إلىه،فقرأ كتاب (عقائد الإمامية) و(أصل الشيعة وأصولها) و(المراجعات)،وأدرك الدكتور التيجاني أنه بحاجة إلى دراسة معمقة وبحث جاد في رحاب العقيدة ليتمكن من الوصول إلى الحقيقة، كما أدرك أن الأمر هذا لا يتحقق إلا بالاعتماد علي الأحاديث الصحيحة والابتعاد عن المؤثرات العاطفية والتعصبات المذهبية،فخاض في هذا المضمار بروح بناءة وعقلية منفتحة، فواجه نصوصاً صريحة قلبت عنده الموازين، ثم أدرك الحق الذي لا يصل إلىه إلاالذي يتحرر عن تعصبه الأعمي وكبريائه وينصاع للدليل الواضح، فيقول في هذا الجانب: ((غسلت دماغي من أوساخ رانت عليها - طوال ثلاثين عاماً - أضإلىل بني أمية، وطهرته بعقيدة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا))،من مؤلفاته: ثم اهتديت، لأكون مع الصادقين، فاسألوا أهل الذكر، الشيعة هم أهل السنة، اتقوا الله، اعرف الحق، كل الحلول عند آل الرسول، فسيروا في الأرض فانظروا،وغيرها،

كما اعتاد أن يقتنص كل فرصة متاحة لزيارة المسجد المقدس آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) (1)، وأدى في أحدى زياراته صلاة

ص: 80


1- ولد السيد محمد تقي السيد محمد كاظم المدرسي في مدينة كربلاء المقدسة عام 1945م، وبدأ دراسته في المعاهد الدينية -الحوزات- وهو لم يتخط بعد الثامنة من عمره، وتتلمذ علي أيدي كبار العلماء حتي نال درجة الاجتهاد وهوفي العشرين من عمره، وتمكن بعدها من الكتابة في الفقه الاستدلإلى ، ولم تمض سوي فترة وجيزة حتي قام بتدريس هذه البحوث بنفسه،وإلى جانب الدراسة الفقهية كانت له بحوث معمقة في القرآن الكريم وأحاديث الرسول الأكرم وأهل بيته (علیهم السلام) / هذا إلى جانب البحوث الدينية والتربوية والثقافية الأخري التي حرص علي إدارتها وتزويدها بكل ما يساعدها علي النمووالتطور، وعرف السيد بجهاده ضد الطغيان والاستكبار، فتعرض لضغوطات سياسية وأمنية، اضطرته إلى الهجرة إلى خارج العراق، فهاجر إلى الكويت في مطلع عام 1971م، ومن هناك واصل عمله الرسإلى في التبليغ والإرشاد، وسافر إلى كثير من دول العالم لأداء واجبه الرسإلى،وفي سنة 1979م هاجر إلى إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية التي بقي فيها لحين سقوط النظام فعاد إلى مدينته كربلاء المقدسة، ليدأب علي إلقاء المحاضرة الإسلامية في ليلة الخميس من كل أسبوع، ويتناول في كل مرة رؤية جديدة يستلهمها من القرآن الكريم، كما يحرص في صباح كل يوم علي إلقاء درسه في الفقه الإسلامي علي مستوي (بحث الخارج)، ويحضره عدد من فضلاء طلبة العلوم الدينية،وينشط سماحته في قضايا التبليغ والإرشاد فيرسل عددا كبيرا من المبلّغين والدعاة والمصلحين إلى مختلف دول العالم، ولم تتوقف عملية الإصلاح والتوعية الدينية عند العالم الإسلامي، بل شملت نشاطاته العالم الغربي والعديد من دول الشرق الأدني واسترإلىا،كما أنشأ العديد من الحوزات الدينية في مختلف الدول، وكان من أبرزها حوزة القائم ، التي اشترك فيها طلاب من أكثر من (35) دولة، وقد تخرج منها حوإلى (1200) كادر ديني توزعوا في مختلف أرجاء العالم لأداء واجباتهم الرسإلىة،وأثري السيد المكتبة الإسلامية بمجموعة كبيرة من الدراسات والكتب التي تناولت مجالات متعددة، وعالجت قضايا مختلفة منها: من هدي القرآن، الفكر الإسلامي مواجهة حضارية، المنطق الإسلامي أصوله ومناهجه، العرفان الإسلامي، مبادئ الحكمة، التأريخ الإسلامي، التشريع الإسلامي، الفقه الإسلامي، سلسلة الوجيز في الفقه الإسلامي، التمدن الإسلامي، العمل الإسلامي، النهج الإسلامي، تأملات في مسيرة الحركة الإسلامية، التحدي الإسلامي، آفاق الحركة الإسلامية، ومايزيد علي ثلاثين مؤلف آخر،

الجماعة لفريضتي الظهر والعصرفي محراب الإمام الصادق (علیه السلام) وتحدث مع المؤمنين الزائرين عن الشرف الرفيع والقدسية الكبرى التي تتمتع بها هذه البقعة الشريفة، كما نصت على ذلك الروايات الجمة الواردة عن أهل البيت (علیهم السلام) ،

ص: 81

من زائري مسجد السهلة المعظم

في أوقات مختلفة زار المسجد الشريف العديد من الآيات العظام وأصحاب السماحة والفضيلة ومنهم – لا على سبيل الحصر ممن قرأنا عنه أوأخبرنا به أوشاهدناه-: آية الله العظمى الشيخ زين الدين العاملي الشهير ب-(الشهيد الثاني) (1)،

ص: 82


1- الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن احمد العاملي الشامي الطلوسي الجبعي المعروف بابن الحاجة النحاريري الشهير ب-(الشهيد الثاني):ولد سنة 911 في قرية جبعا إحدي قري جبل عامل في جنوب لبنان، وكان عالما فاضلا جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة فقيهاً ماهرا في الدرجة العليا بين الفقهاء محدثا أصوليا مشاركافي جميع العلوم الإسلامية (النحووالصرف والبيان والمنطق واللغة والأدب والعروض والقوافي والاصول والفقه والتفسير وعلم الحديث وعلم الرجال وعلم التجويد واصول العقائد والحكمة العقلية والهيئة والهندسة والحساب وغير ذلك) تقيانقيا ورعا زاهدا عابدا، يصلي المغرب والعشاء جماعة في مسجده، ويشتغل فيما بين المغرب والعشاء بتصحيح كتب الحديث وقراءتها وإقرائها، ويقوم في الليل بأداء النوافل كلها، فإذا طلع الفجر جاء إلى مسجده فصلي فيه صلاة الصبح وعقب ما شاء، ثم يشرع في البحث والتدريس، ثم ينظر في أمر معاشه والواردين عليه من ضيوف ومتخاصمين فيقضي بينهم ثم يصلي الظهرين في وقتيهما ويصرف باقي يومه بالمطالعة والتإلیف ولا يدع لحظة تمضي من عمره في غير اكتساب فضيلة وإفادة مستفيد، وخلف مائتي كتاب بخطه من تإلیفه وتإلیف غيره، ابتدأ امره في الاجتهاد سنة 944 فيكون عمره لما اجتهد 33 سنة، وتوجه إلى العراق وبدأ رحلته الجديدة في 2 شعبان 952، وفي العراق طاف الشيخ زين الدين بجميع مراقد الائمة الطاهرين (علیهم السلام) / والعديد من مراقد صحابة الرسول الكريم (صلی الله علیه و آله) / كسلمان الفارسي وحذيفة بن إلىمان ومسجد الكوفة ومسجد السهلة ومدن أخري كالحلة والقاسم، وقرر العودة إلى بلاده فوصلها في شهر صفر 953، واقام في مدينة بعلبك، واشتغل بتدريس المذاهب الخمسة في المدرسة النورية، إضافة إلى كثير من الفنون، وكان له في المسجد الأعظم درس مضافا إلى ما ذكر، ورجعت إلىه الفضلاء من أقاصي البلاد، ثم انتقل إلى قريته جبع التي ولد فيها، واستقر في مشهد شيث المشرف، واشتغل بالتدريس والتصنيف لغاية سنة 955، من مؤلفاته: روض الجنان في شرح الارشاد والأذهان، المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية، شرح الألفية الشهيدية، الفوائد الملية في شرح الرسالة النفلية للصلاة، مسالك الإفهام إلى شرائع الإسلام، تمهيد القواعد الأصولية والعربية، حاشية علي خلافيات الشرائع، فتاوي اللمعة، رسالة في أسرار الصلاة، بغية المريد، كشف الريبة عن أحكام الغيبة، شرح البداية، جواهر الكلمات في صيغ العقود والإيقاعات، منار القاصدين في أسرار معالم الدين، كتاب تحقيق الإسلام والإيمان،منظومة في النحو، آداب الصلاة، أسرار الزكاة والصوم والحج، أنوار الهدي في مسألة البداء، الرسالة الاعتقادية في معرفة الله،يظهر من كتاب (نقد الرجال) أن وفاة الشيخ زين الدين العاملي كانت في مدينة قسطنطينية لأجل التشيع سنة 966ﻫ ، وقد بلغ من العمر 55 سنة، ولكن المشهور أنه استشهد في طريق ذلك البلد، والمنقول عن خط الشيخ حسن المحقق ولده إنه استشهد في سنة 965 وهوفي سن 54 سنة،

وآية الله العظمى الشيخ محمد طه نجف (1)، والحجة الشيخ عباس القمي (2)،

ص: 83


1- عرف الشيخ محمد طه بالورع والصلاح، والزهد والعبادة، وحسن الخلق والتواضع، وسلامة الذات وطهارة النفس وكان مثالا للصبر والتحمل في سبيل الله، معرضا عن ملذات الدنيا، وزخارفها، ومباهجها، وكان مقتصرا علي المأكل الجشب، والملبس الخشن، شرع الشيخ في العلوم العربية والمنطق عند العلامة الشيخ عبد الرضا الطفيلي أحد الأساتذة المعروفين، ثم أخذ بدراسة الفقه والأصول فتتلمذ علي خاله العلامة الشيخ جواد نجف وعلي العلامة الشيخ محسن خنفر فأكملهما، وبرع فيهما، كما تتلمذ علي المحقق الفقيه السيد حسين الكوه كمري وتتلمذ جملة من أيامه علي الشيخ الأعظم الأنصاري ثم استقل في التدريس وصار من الرعيل الأول وتصدي للمرجعية العامة بعد وفاة الشيخ محمد حسين الكاظمي ورجع الناس إلىه في التقليد لا سيما في العراق فاخذ عنه كثيرون وتخرج من معهد بحثه الشريف جمع من العلماء ورجال المعرفة، منهم: السيد محمد سعيد الحبوبي، السيد علي الشرع، الشيخ علي ابن الشيخ باقر الجواهري، الشيخ حسن ابن الشيخ صاحب الجواهر، السيد مهدي الحكيم،السيد محمد الكاشي الحائري، السيد عدنان البحراني، السيد محسن الأمين،الشيخ حسين مغنية، السيد مهدي الغريفي،الشيخ محمد جواد البلاغي، الشيخ آقا بزرك الطهراني،السيد عبد الحسين شرف الدين، الشيخ مرتضي كاشف الغطاء، السيد رضا الهندي ، السيد صالح الحلي، وغيرهم، بقي في بيته أربعين سنة مكبا علي الدرس بمجهوده الشخصي حيث أخرج كتبا في الرجال وفوائد فقهية وأصولية مما أدي إلى ذهاب عينيه لكنه لم يترك التإلىف والدرس، فكان يقرأ له فيتأمل العبارة علي السماع ويحلل ويقارن وقد كتب حاشيته الشهيرة علي كتاب الجواهر بهذه الطريقة، نظم الشعر في مديح أهل البيت( ولم يبرز له شعر إلا في مدحهم ومن ذلك: القصيدة العلوية الغراء البالغة نيفا وعشرين بيتا في مدح الأمام علي (علیه السلام) /، توفي سنة 1323 ه / 1905م، ودفن في الحجرة المتصلة بباب الصحن القبلي،
2- ولد الشيخ عباس القمي سنة 1294ه-- في مدينة قم المقدسة، فبقي هناك ايام طفولتهوشبابه وبدأ بتحصيل المقدمات من العلوم الفقهية والأصولية،وفي سنة (1316ﻫ ) ذهب المحدث القمي إلى النجفالأشرف لتكميل دروسه وشارك في حلقات دروس الأعلام والمدرسين الكبار، ولكن رغبتهفي علم الحديث كانت أكثر من سائر العلوم فصمم علي السعي في اتقانه وبذل الجهد فيتعلمه، فعليه لازم المحدث الشهير والعلامة الكبير ميرزا حسين النوري (صاحب كتابمستدرك الوسائل) وبقي معه يقتبس من مشكاة علمه، كان المحدث ورعا مخلصاً متهجداً صالحاًومولفاً ومحدثاً له أهتمام خاص بالكتب ولا سيما الحاوية من علوم ال محمد (صلی الله علیه و آله) /من الحديث والدعاء وغيرهما فألف عشرات من الكتب: منها: سفينةالبحار، ومفاتيح الجنان، ونفس المهموم، والفوائد الرضوية، ومنتهي الامال،وكتاب خمسون درسا في الأخلاق، توفي سنة 1359 ﻫ في مدينة النجف الأشرف ودفن هناك،

وآية الله العظمى الشيخ حسين الحلي (1)، وآية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين (2)،

ص: 84


1- الشيخ حسين بن علي بن حسين الحلي النجفي، وينتمي إلى الأسرة العربية الأصيلة(الطفيل) التي تقطن الأرياف الجنوبية من قضاء الهندية بالعراق: ولد سنة 1309ﻫ بمدينة النجف الأشرف من أبوين كريمين، ونشأ تحت رعاية والده الشيخ علي، فدرس عنده مبادئ القراءة والكتابة، ثم بدأ يحضر الدراسات الأدبية، والفقهية، والأصولية علي مجموعة من أساتذة الحوزة لسنين طوال، حتي نبغ نبوغا باهرا، وتميز بين أقرانه، بالغا المراتب العليا في العلم ومنهم:الشيخ محمد حسين النائيني،الشيخ ضياء الدين العراقي، السيد أبوالحسن الأصفهاني،لازم الشيخ الحلي التدريس منذ كان يواصل دراسته، وكان يلقي درسه في مرحلة السطح العإلى، وله طريقة فنية في التدريس قل نظيرها، يحضر درسه ثلة من الطلبة المشتغلين بالتحصيل من المنبع الأصيل، ينتهلون من علمه الغزير، ويستقون من معين فضله الكبير حتي أصبح من نوابغ عصره، ومن الذين تميَزوا بالتحقيق والتدقيق، وكان فقيها متبحرا، له إحاطة واسعة بالفروع الفقهية، وأصوليا محققا له نظريات وتأسيسات راقية، وهومن المتضلعين في التاريخ واللغة والأدب، تحرر من زبارج هذه الحياة وزخارفها، فكانت الحقيقة ضالته، فوجدها وألفها، وأعرض عن غيرها،وتجلى من صفاته التقي، والعفة، وشرف النفس، وحسن الأخلاق، وكثرة التواضع،والزهد، والورع وكان من شدة ورعه واحتياطه أنه لم يتصد للزعامة الدينية التي كانت تتوجه إلىه، فكان يتهرب منها، وكم من مرة دفعها عن نفسه، وثني طرفه عنها، ومن بعض تلامذته: السيد علي السيستاني، السيد محمد سعيد الحكيم،، الشيخ علي الغروي، الشيخ جعفر السبحاني، السيد عز الدين بحر العلوم، السيد محمد تقي الحكيم، السيد سعيد الحكيم، الشيخ علي زين الدين، الشيخ حسن الجواهري، السيد عبد الرزاق المقرم، الشيخ حسن سعيد، وغيرهم،من مؤلفاته:تقريرات بحث أستاذه الشيخ محمد حسين النائيني في الفقه والأصول،تقريرات بحث أستاذه الشيخ ضياء الدين العراقي في الفقه والأصول، تعليقة علي كتاب المكاسب، تعليقة علي كتاب أجود التقريرات، تعليقة علي كتاب فوائد الأصول،رسالة في أخذ الأجرة علي الواجبات،رسالة في إلحاق ولد الشبه بالزواج الدائم، رسالة في حكم بيع جلد الضب،الأوضاع اللفظية وأقسامها،شرح لكتاب كفاية الأصول،توفي سنة 1394ﻫ بمدينة النجف الأشرف، ودفن بمقبرة أستاذه الشيخ النائيني بالصحن الحيدري الشريف (الحجرة رقم 21)،
2- مرتضي ابن الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ باقر(1311-1398): أحد أقطاب هذه الأسرة العريقة، وفي طليعة رجال الدين والعلم والأدب، فقيه أصولي من أساتذة الفقه والأصول والحكمة واللغة والشعر، نال درجة الإجتهاد وهو في العقد الثالث من عمره، وكان يقيم الجماعة في الإيوان الذهبي المقدس،،محترما لدي كافة الطبقات، تخرج علي شيوخ النجف، واستقل بالتدريس والتقليد إلى وفاته،،عقبه: الدكتور جعفر،تزعم حركة(جماعة العلماء) في النجف الأشرف سنة 1379ﻫ ، حين زحفت علي العراق مباديء إلحادية وأخذت أبواق الدعايات العميلة تبث سمومها في النفوس، فاجتمعت نخبة من العلماء الأخيار وشكلت جماعة باسم (جماعة العلماء) وهم: الشيخ مرتضي آل ياسين، السيد إسماعيل الصدر، السيد محمد باقر الصدر، السيد محمد جمال الهاشمي، السيد مهدي الحكيم، الشيخ محمد جواد الشيخ راضي، الشيخ عبد الوهاب الشيخ راضي،السيد باقر الشخص، الشيخ إبراهيم الكرباسي، الشيخ خضر الدجيلي، الشيخ عباس الرميثي، السيد محمد الحلي، الشيخ محمد حسن الجواهري،الشيخ محمد رضا المظفر، السيد محمد تقي بحر العلوم، السيد موسي بحر العلوم، الشيخ حسن الخوجه،وبعد التداول انتخب الفقيه الحجة الشيخ مرتضي رئيسا لها،، وافتتحت جماعة العلماء أعمالها التوجيهية وبعثت بصرخاتها المدوية في كلمة بعد كلمة،، فاستجابت لها القلوب، واطمأنت إلىها النفوس، وعادت الضمائر إلى رشدها، كما رد كيد الأعداء والظالمين إلى نحورهم، وولت العواصف، وانقشعت غمائم الكفر والإلحاد،من مؤلفاته: بلغة الراغبين، نظرة دامعة حول مظاهرات عاشوراء(معجم رجال الفكر والأدب- د، محمد هادي الميني:1/72)

وآية الله العظمى السيد عبد الكريم علي خان (1)، وآية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (2)،

وآية الله الشيخ محمد حرز الدين (3)،وآية الله الشيخ محمد مهدي الفتوني (4)،

ص: 85


1- السيد عبد الكريم بن علي بن حسين علي خان المدني: عالم جليل مدرس، ولد في النجف سنة 1317 ﻫ ونشأ به قرأ مقدماته الأدبية والشرعية ثم سطوحه العإلىة علي أساتذة أفاضل ترقى لحضور أبحاث الأساتذة فحضر علي الشيخ عبد الرسول الجواهري والشيخ حسين الحلي والشيخ محمد علي الجمإلى الكاظمي والسيد هادي الميلاني والسيخ علي الايرواني والسيد عبد الهادي الشيرازي والشيخ نعمة الدامغاني والشيخ مرتضي الطالقاني والشيخ فتاح التبريزي والشيخ حسين النائيني والسيد أبي الحسن الأصفهاني والشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ محمد حسين الأصفهاني والشيخ محمد رضا آل ياسين، استقل بالبحث والتدريس وله إجازات بالاجتهاد سنة 1359 من السيد عبد الهادي الشيرازي والسيد حسين الحمامي والشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد محسن الحكيم، ومن تلاميذه: الشيخ هادي القرشي والشيخ باقر القرشي والسيد محمد علي المدني والسيد محمد رضا شرف الدين والشيخ نور الدين الجزائري والسيد محمد صادق الصدر والسيد ناصر السلمان والشيخ علي التاروتي والسيد محمد علي شرف الدين والسيد صدر الدين شرف الدين والسيد نور الدين شرف الدين والسيد يوسف الحكيم والسيد محمد القزويني والشيخ عبد المنعم الفرطوسي والأستاذ احمد أمين الكاظمي والشيخ نوري مشكور والشيخ محمد صادق القاموسي والسيد محمد جمال الهاشمي والسيد سعدون البعاج والشيخ علي بزي العاملي والشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي والسيد حسن الحلو والسيد عبد الحسين القزويني،من مؤلفاته: شرح كتاب الخمس من تبصرة المتعلمين ط، معالم الوصول إلى كفاية الأصول ط، فيوض الرحمن ط، مقتل الحسين (علیه السلام) / ط، عبقات الحق ط، كشف الحجاب، شرح فرائد الأصول للأنصاري، واقع أبي طالب المؤمن، الكشكول في بديع المنقول والمعقول، صولة الحق علي جولة الباطل، خلق القرآن، الروح، شرح العروة الوثقي، مباحث الأصول، عبقات الإيمان،توفي عام 1411ودفن بمقبرته في وادي السلام (المنتخب من أعلام الفكر والأدب –كاظم الفتلاوي:266)،
2- ولد السيد محمود الحسيني الشاهرودي في عام 1301 ﻫ بإحدى القري التابعة لمدينة شاهرود وتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم عند معلم خاص في محل ولادته، سافر إلى مشهد المقدسة لإكمال الدراسة الحوزوية وخلال إقامته هناك قام بتدريس السطوح العإلىة، وفي عام 1328ﻫ هاجر إلى النجف الأشرف لغرض حضور حلقات الدرس التي كان يقيمها المراجع العظام من أمثال: الشيخ الخراساني، الشيخ ضياء الدين العراقي، الشيخ النائيني فنال درجة الاجتهاد وعمره (35 سنة)، وأصبحت له مكانة بين أوساط العلماء والمراجع آنذاك، استمر على تدريس الطلاب الفقه والأصول، في مرحلة البحث الخارج أكثر من خمسين سنة، ونتيجة لذلك ذاع صيته في أوساط الحوزة العلمية، وتخرّج علي يديه عشرات الطلاب ومنهم: السيد مرتضي الفيروزآبادي، الشيخ محمد علي التوحيدي، السيد محمد الشاهرودي، الشيخ مسلم الملكوتي، الشيخ حسين الوحيدي الهمداني، الشيخ غلام رضا الباقري الأصفهاني،من مؤلفاته: حاشية علي العروة الوثقي، حاشية علي وسيلة النجاة، الرسالة العملية، ذخيرة المؤمنين، تقريرات بحث الشيخ ضياء الدين العراقي،تقريراتبحث الأصول والفقه للشيخ النائيني، توفي عام1394 ﻫ في النجف الأشرف، ودفن في الصحن الشريف
3- الشيخ محمد ابن الشيخ علي حرز الدين النجفي: عالم فاضل كامل أديب متبحر في جميع العلوم العقلية والنقلية، ولد في النجف الأشرف سنة 1273 ﻫ ، ودرس مبادئ العلوم في سن مبكرة، وقد منحه الله موهبة الذكاء والفطنة فقرأ الكتب الأربعة المشهورة: الشرائع واللمعتين والمسالك والمدارك كما قال هورحمه الله: قرأنا الكتب الأربعة علي عدة من فضلاء العصر وجهابذة الفقه، وكان الفقه في عصرنا مديد الباع طويل الذراع، وكان أكثر تحصيله علي الشيخ محمد حسين الكاظمي، والشيخ المامقاني وغيرهم ممن ذكرهم هوأثناء ترجمته لهم، وعكف علي الدرس والتدريس حتي جاوز التسعين عاماً، قام حفيده العلامة الشيخ محمد حسين بنشر بعضها منها (معارف الرجال) بثلاثة أجزاء ومنها مراقد المعارف في جزأين، وعدد حفيده أسماء مؤلفاته وذكر منها 44 مؤلفاً،، عرف بتقشفه وزهده في الدنيا ورضاه بالقليل من شظف العيش وكان حسن المحاضرة حلوالمفاكهة والمناظرة، متضلع في السير والتواريخ وأيام العرب ووقائعها وحافظ لأخبار العلماء وقصصهم له إلىد الطولي في العلوم الغريبة، توفي بالنجف الأشرف سنة 1365 ﻫ ، ودفن بمقبرته الخاصة المجاورة لداره ومسجده(أدب الطف - الجزء التاسع 304)
4- الشيخ محمد مهدي بن بهاء الدين محمد بن علي النباطي العاملي: الملقب بالصالح الفتوني الغروي وهوابن عم الشريف أبوالحسن وتلميذه والراوي عنه قراءة وإجازة وهومن العلماء الذين لهم القدح المعلي في العلم والنصيب الوافر من الأدب وقد حاز الفضيلتين وعرف بالمزيتين (العلم والشعر) فكان عالماً شاعراً وكاتباً مجيداً، وأما مكانته العلمية فقد قال فيه السيد بحر العلوم في إجازته للسيد عبد الكريم الموسوي القمي: شيخنا العالم المحدث الفقيه وأستاذنا الكامل المتتبع النبيه نخبة الفقهاء والمحدثين وزبدة العلماء العاملين الفاضل البارع النحرير إمام الفقه والحديث والتفسير صاحب الأخلاق الكريمة الرضية والخصال المرضية واحد عصره في كل خلق رضي ونعت علي شيخنا الإمام البهي السخي أبوصالح المهدي، وذكره السيد عبد الله الجزائري وقال: عالم فاضل محدث من أجلّ الأتقياء اجتمعت به في المشهد الغروي وتبركت بلقائه سلمه الله، وقال العلامة السيد حسن الصدر في التكملة: كان في عاملة من العلماء الكبار بل كان الأمر منحصراً به وبالسيد حيدر نور الدين والسيد حسين نور الدين والكل في النبطية الفوقا ولما عطل سوق العلم في بلاد عاملة لكثرة ظلم الظلمة وجور الحكام وتواتر الفتن من أحمد الجزار وأمثاله هاجر الشيخ إلى النجف وسكن بها فكان فيها شيخ الشيوخ - إلى آخر ما قال - وفي الكواكب المنتثرة قال: رأيت نسخة من المعالم كتبها الشيخ محمد بن عبد عون في المشهد الغروي سنة 1133 ذكر فيها انه كتبها علي فراش العالم العامل الكامل التقي النقي الشيخ محمد مهدي الفتوني، وهوأحد المقرضين،ومن تلامذته ومن يروي عنه الشيخ جعفر الكبير والسيد بحر العلوم وغيرهما من الأعلام ويروي عنه السيد بحر العلوم والحاج ميرزا محمد مهدي الخراساني الموسوي، من مؤلفاته: الأنساب المشجر، وأرجوزة في تواريخ الأئمة (، نتائج الأخبار في تمام الفقه، زبدة الأصول، ديوانه المخطوط، توفي سنة 1183 عن عمر طويل(المجموع الرائق: 2 / 325)

وحجة الإسلام السيد محمد السيد هاشم الهندي (1)، والحجة السيد باقر القزويني (2)، والحجة السيد محمد السيد احمد الكاظمي (3)،

ص: 86


1- ولد السيد محمد بن السيد هاشم بن المير شجاعت علي اللكنهوي الموسوي الرضوي الهندي النجفي في مدينة النجف الأشرف عام 1242ﻫ /1826م، ونشأ بها تحت رعاية أخيه السيد علي الهندي، وقد تتلمذ علي علماء النجف الأشرف ومنهم: الشيخ موسي الخمايسي، الشيخ محسن خنفر، الشيخ مرتضي الأنصاري، الشيخ محمد حسن النجفي (صاحب الجواهر)، الشيخ مشكور الحولاوي، الميرزا حسن الشيرازي، السيد حسن الكوهكمري،أصبح عالما فاضلا، فقيها أصوليا، وقد شهد له العلامة الشيخ محسن خنفر بالاجتهاد، وقد تتلمذ عليه جماعة من أعلام المدرسة النجفية، له الكثير من المؤلفات ومنها: تقرير بحث السيد حسين الترك في جملة من أبواب الفقه، تقرير بحث الميرزا الشيرازي في جملة أبواب الفقه، تقرير بحث الشيخ محسن خنفر، تعليقة علي حجية الظن للشيخ الأنصاري، التحريرات في الفقه، الحقايق في أصول الفقه، دورة فقه مستقلة، شوارع الأعلام في شرح شرائع الإسلام، الصراط المستقيم في شرح المنهج القويم، غاية الإيجاز في الفقه، كتاب في الأصول الكلية والقواعد العامة، كتاب القضاء، ميزان المقادير، مباحث أصولية،، اللئإلى الناظمة في الأحكام اللازمة، المنحة السنية في شرح اللمعة الدمشقية، الأضواء المزيلة للشبه الجليلة، العيون الغامرة علي خبايا الرامزة، السبيكة الذهبية في الأعاريض العربية،توفي سنة 1323، ودفن في مقبرة الأسرة الواقعة في طرف الحويش،
2- السيد باقر ابن السيد احمد الحسيني النجفي المتوفي 1246: من جهابذة العلم والأدب، وأكابر رجال الدين الأتقياء، كان عالما متبحرا محققا له التضلع في علم الخلاق والسلوك والعرفان، تتلمذ علي السيد بحر العلوم،والشيخ جعفر كاشف الغطاء ثم تصدر للتدريس والرياسة إلى أن اجتاز النجف الشرف الطاعون،وهرب الناس، ومات ما ينوف علي أربعين ألف نسمة، فقام السيد بتنظيم الرجال في حارات النجف والمحلات والطرق العامة، وضرب لهم الأخبية، وبذل كل ما يحتاجون إلىه من إسعافات للمرضي والموتي،وجعل مطابخا للمصابين وأعد لهم المياه والأكفان ولوازم المغسلين والناقلين ومن يحفر لهم القبور،،كما قام بكفالة أطفالهم وعيالهم، وقد اجتمع لديه من أموال الذين لايعرف له مالك ولا وارث، الشيء الكثير من الذهب والفضة والأشياء الثمينة، وقد وهبت له الناس أموالها، فصرفها في هذا السبيل، وصلي علي ما ينوف علي أربعين ألف نفر حتي خفت وطأة الطاعون، ووكان هوآخر من مات به في ذي الحجة 1246 وعقبه السيد جعفر،له: تعليقات علي عدة كتب، جامع الرسائل في الفقه، حواشي علي كشف اللثام، الفلك المشحون، الوجيز في الطهارة والصلاة، الوسيط في الطهارة (معجم رجال الفكر والأدب– د، محمد هادي الأميني: 3/982)، ورويت عنه عدة كرامات في مسجد السهلة المعظم،
3- السيد محمد ابن العالم السيد أحمد ابن العالم الجليل، السيد حيدر وهومن أجلاء تلامذة المحقق الأستاذ الأعظم الأنصاري(طاب ثراه) وأحد أعيان أتقياء بلد الكاظمين (علیهما السلام) / وملاذ الطلاب والزوار والمجاورين، وهووإخوته وآباؤه أهل بيت جليل، معروفون في العراق بالصلاح والسداد، والعلم والفضل والتقوي، يعرفون ببيت السيد حيدر جده، كان نزيل النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينية وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية

والحجة السيد محمود المرعشي (1)، والحجة الشيخ قاسم محي الدين (2)، وآية الله الشيخ موسى الخوانساري (3)،

ص: 87


1- السيد محمود الحسيني النجفي:1260- 1338: عالم فقيه أصولي محقق مؤلف متخصص بعلم النساب والرجال، ومشجرات السادة العلويين مع علمه بالطب إلىوناني، أخذ المقدمات والسطوح ثم حضر البحث الخارج علي الميرزا الخليلي والفاضل الشربياني،والشيخ الأخةند،والشيخ المامقاني، والشيخ عباس كاشف الغطاء،والشيخ هادي الطهراني،والحاج رضا الهمداني،وشيخ الشريعة الأصفهاني،والسيد محمد كاظم إلىزدي،وانصرف إلى التصنيف والتإلىف والبحث وخلفه: السيد مرتضي، السيد شهاب الدين، له: حاشية علي تشريح الأفلاك،حاشية الرياض،حاشية شرح اللمعة،حاشية القانون في الطب،حاشية علي القوانين، حاشية كفاية الأصول،حاشية المكاسب،رسالة في ترجمة آل طاوس،مشجرات العلويين، هادم اللذات، توفي في النجف سنة 1338،(معجم رجال الفكر والأدب– د، محمد هادي الأميني: 3/1188)
2- الشيخ قاسم بن حسن محي الدين: ولد سنة 1314 ﻫ وتوفي سنة 1376 ﻫ ،نشأ في النجف، ودرس المقدمات من العربية وما إلىها علي الشيخ جواد محي الدين وتلمذ في الفقه والاصول علي الشيخ أحمد كاشف الغطاء والميرزا حسين النائيني والسيد أبي الحسن الاصفهاني والشيخ محمد حسين الاصفهاني ومارس الشعر برهة من الزمن ثم انصرف عنه إلى خصوص العترة النبوية فمدحهم ورثاهم وامعن في هذه الحلبة حتي لم يترك من أهل البيت أحداً لم يرثه ثم بالغ في التوسع في ذلك فتناول كثيراً من أنصار الحسين فخصهم بمدائح ومراثي وقد طبع له ديوان في خصوص هذا يقع في نحوخمسمائة صفحة تناول في ذكر الأئمة (ومن لحق بهم أسماه الشعر المقبول وله كتاب وحي الشريف اتي فيه علي حِكم الرضي وأمثاله،،، وله كتاب بداية المهتدي وهداية المبتدي وقد عمله في النحوعلي طريقة مختصرة، وله حاشية علي طهارة الرياض - في الفقه - وحاشية علي كفاية الاصول للعلامة الاخوند الخراساني وله المصابيح النحوية في شرح الالفية في حل مشكلات الشيخ بدر الدين في شرح وحاشية في المنطق، ورياض النادي ترجم فيه الشيخ عبد الحسين محي الدين والشيخ وادي رئيس آل زبيد، وسيرة الامناء في 500 صفحة وأماني الخليل وشقائق النادي فيروائع الهادي والمغني والمعالم والقوانين وله كتاب في البديع وله ديوان في الغزل والنسيب، له كتاب البيان في غريب القرآن، وهوعبارة عن حصر الالفاظ الغريبة من القرآن الشريف وشرحها شرحاً مبسطاً سهلا في أرجوزه من الشعر السلس
3- ولد الشيخ موسي الخوانساري في مدينة خوانسار في عام 1254 ﻫ ، وشرع في دراسة العلوم التمهيدية والمقدمات في اللغة والأدب في مدرسة في خوانسار علي العلامة الشيخ الميرزا حسين، ثم شد رحله وانتقل إلى اصفهان ودرس فيها مرحلة السطوح عند السيد جمال الاصفهاني ثم هاجر إلى النجف الأشرف، وأخذ يحضر في حلقات بحث الخارج في الفقه والاصول لجهابذة الحوزة وأعلامها البارزين أمثال السيد كاظم إلىزدي، والاخوند الخراساني، وبعد وفاة هذين العلمين التحق بالحلقة الدراسية للملا محمد علي الخوانساري والشيخ آقا ضياء العراقي والسيد أبي تراب الخوانساري، وأخيرا الميرزا حسين النائيني، وكان من أبرز تلامذته وأقربهم عنده، إذ حرر التقريرات المهمة لأبحاث الميرزا النائيني في شرح المكاسب والصلاة والاصول، ولتحليه بالخصال الكريمة مضافا إلى مرتبته العلمية المرموقة خلف مرجع العصر السيد أبا الحسن الاصفهاني في إقامة الجماعة في جامع الهندي، وذلك بعد أن عجز السيد الاصفهاني نتيجة الشيخوخة وكبر السن عن إقامة الجماعة والتدريس وكان الشيخ يدير حلقة دراسية مكتظة بالحضور علي فترتين في الصباح وبعد الظهر، وقد اتسمت طريقته في التدريس بالاسلوب الواضح الذي يشد المستمع إلىه، مضافا إلى حسن خلقه وتسلطه العلمي الكامل،

وآية الله الحاج عباس القوجاني (1)، وآية الله الشيخ عبد الله المازندراني (2)، وآية الله السيد محمد صادق الشيرازي (3)، وآية الله السيد حسين بحر العلوم (4)،

ص: 88


1- عباس ابن الحاج محمد هاتف (1333-1410): من العلماء الأفاضل والمجتهدين المحققين، هاجر إلى النجف الأشرف، بعد أن أخذ المقدمات والسطوح من أعلام بلده وفضلاء مشهد الإمام الرضا (علیه السلام) /وحضر درس الشيخ محمد حسين الكمباني، والسيد الخوئي، والسيد عبد الهادي الشيرازي، ثم اشتغل بالتحقيق والتإلىف،،له من الأولاد: الشيخ محمود، الشيخ محمد،له: تقريرات أستاذه في الأصول، تحقيق كتاب جواهر الكلام والتعليق عليه لمجلداته 1 – 21 (معجم رجال الفكر والأدب – د، محمد هادي الأميني 3: 1024)
2- عبد الله ابن الشيخ محمد نصير الجيلاني النجفي (1256 – 1330): من أعاظم العلماء وكبار المدرسين، وأحد المشايخ الذين تعهدوا الحركة العلمية في النجف، في بداية القرن الرابع عشر الهجري، هاجر إلى العراق فحضر في كربلاء علي الشيخ زين العابدين المازندراني، ومنها إلى النجف فتتلمذ علي الشيخ مهدي كاشف الغطاء، المولي محمد فاضل الإيرواني، الشيخ حبيب الله الرشتي، واختص به، وعرف بالفضل وغزارة العلم والتضلع والتحقيق وتصدي للتدريس وحضر عليه كثير من طلبة العلم وأجلاءه، ورشح للزعامة والمرجعية،توفي سنة1330 ﻫ ، له: أهبة العباد، حاشية المكاسب، رسالة في الوقف، رسائل ومؤلفات في الفقه والأصول، شرح الشرائع كتاب التجارة، والرهن، والطلاق (معجم رجال الفكر والأدب – د، محمد هادي الأميني 3: 1138)
3- ولد عام 1360ﻫ في كربلاء المقدسة، وتلقى العلوم الدينية علي يد كبار العلماء والمراجع في الحوزات العلمية حتي بلغ الاجتهاد، وقد بدأ سماحته بتدريس الخارج فقها وأصولا منذ أكثر من عشرين عاما وذلك من الكويت عام 1398ﻫ ولازال مستمراً في قم المقدسة بتدريس الفقه والأصول ويحضره الكثير من العلماء والفضلاء، له: شرح العروة الوثقي، بيان الأصول، شرح اللمعة الدمشقية، توضيح شرائع الإسلام، شرح تبصرة المتعلمين، شرح السيوطي، شرح الصمدية، شرح العوامل، الموجز في المنطق، حاشية العروة الوثقي، علي في القرآن، المهدي في القرآن، المهدي في السنة، أهل البيت في القرآن، حقائق عن الشيعة، الشيعة في القرآن، القياس في الشريعة الإسلامية، السياسة من واقع الإسلام، تمهيدات في الاقتصاد الإسلامي،وعشرات المؤلفات الأخرى،
4- ولد السيد حسين بحر العلوم في مدينة النجف الأشرف عام 1348ﻫ ونشأ بها، ودرس عند أبيه السيد محمد تقي، ثم قرأ المقدمات علي الشيخ علي ثامر والشيخ محمد الشريعة والشيخ محمد تقي الايرواني والشيخ حسين زايردهام والشيخ محمد رضا العامري والشيخ محمد رضا المظفر، كما حضر خارجا أبحاث الأساتذة الكبار في حوزة النجف من أمثال السيد الخوئي والشيخ حسين الحلي والسيد عبد الكريم علي خان وسواهم،،، وأما من حيث نشاطه التدريسي، فقد مارس عملية التدريس في مختلف العلوم الحوزوية ومنها: الدرس الفلسفي والكلامي، ويعتبر من شعراء النجف المجددين في الأسإلىب الفنية وقد مارس النشاط الأدبي فترة شبابه وشطراً من مرحلة كهولته ثم اتجه بعد ذلك إلى الدرس الحوزوي وهجر وقلل نشاطه الشعري، ومارس نشاطاً حوزوياً ملحوظاً رشحه إلى أن يتصدي للمرجعية بعد أن طلب عارفوه ذلك، ومن ثم أصدر رسالة علمية لمقلديه بعد وفاة السيد الخوئي،،، هذا إلى أن الشخصية المذكورة عرفت - مضافاً إلى ما تقدم - بتكيفها الاجتماعي مع كافة الطبقات وتصدت إلى الخدمات الاجتماعية في مرحلة مرجعيتها، فيما التف حولها جمهور الشباب، مضافا إلى خدمات ثقافية في حقل المكتبة وغيرها من الحقول الاجتماعية العامة،له إصدارات منها تلخيص الشافي 4 طبعات (تحقيق) ورجال السيد وديوان شعر مطبوع (زورق الخيال)

وآية الله السيد عبد الكريم القزويني (1)، وآية الله الشهيد السيد عز الدين بحر العلوم (2)،

ص: 89


1- ولد السيد عبد الكريم الحسيني القزويني في النجف الأشرف سنة 1360 ﻫ وابتدأ بطلب العلم بتشويق من المرحوم والده السيد محمد رضا وتدرج في دراسته للعلوم علي يد أساتذة أكفاء وفي سنة 1959 م دخل سماحة السيد كلية الفقه وحضر دروس الأصول والفلسفة علي المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر، كما حضر أيضاً علي السيد محمد تقي الحكيم في أصول الفقه المقارن ودرس الفقه علي يد الشيخ محمد تقي الايرواني،كما كان يلقي عليه محاضرات في العربية من نحوها وصرفها أستاذها الحجة المرحوم الشيخ عبد المهدي مطر حتي رسا به المطاف أخيرا في البحث الخارج علي يد السيد الخوئي والشهيد السيد الصدر،هاجر السيد عبد الكريم إلى ايران واستوطن قم إلى إلىوم،أصدر سلسلة مختارات إسلامية تعني بالفكر الإسلامي الأصيل بأقلام نخبة واعية من أهل العلم والمعرفة أمثال الشيخ محمد مهدي شمس الدين والسيد فضل الله والسيد محمد بحر العلوم والشيخ عبد الهادي الفضلي والشيخ الاصفي والسيد عبد الرسول علي خان والسيد محمد النوري وغيرهم من فضلاء أهل العلم والمعرفة وكان لها دورها الطليعي في التثقيف والتوعية في الرعيل الأول من الشباب في أيام طغيان الفكر الماركسي والأفكار الأخري المنحرفة التي برزت علي الساحة العراقية،من ومؤلفاته: سلسلة مختارات إسلامية، سلسلة كتاب الأسئلة والأجوبة الإسلامية، سلسلة المفاهيم، الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين، الصوم بحث ودراسة، الإمام علي ومواقفه البطولية، الإمام علي ومدرسته الحربية، مدرسة علم الأخلاق النظري، الشركة في الفقه الإسلامي، واقعة بدر الكبري، الصلاة واجباتها وأحكامها، أحكام المسافر في الشريعة الإسلامية، مفاهيمنا، مفهوم الشعائر الحسينية، تاريخ المدارس الأخلاقية قديماً وحديثاً، التشيع هوالنبع الصافي للإسلام، مذهب أهل البيت هوالمذهب الرسمي للإسلام، أوهام احمد الكاتب وأساطيره، خرافات وأوهام عثمان خميس، مناظرات في مكة والمدينة،(المنتخب من اعلام الفكر والادب –كاظم الفتلاوي:264)
2- السيد عزالدين بن علي بن هادي بحر العلوم: ولد سنة 1352ﻫ في النجف الأشرف: عالم متتبع فاضل جليل من أعلام المشتغلين الأماجدقرأ مقدّماته الأدبية والعلمية علي يد أساتذة الحوزة العلمية ثم حضور دروس الأبحاث العإلىة عند أكابر العلماء أمثال السيد محسن الحكيم،السيد الخوئي،الشيخ حسين الحلي، السيد يوسف الحكيم، وقد عني به الشيخ الحلي وكان معلمه الأول حتي شب وتتلمذ علي علي يديه في علوم الفقه والأصول فكتب تقريراته وطبعت في كتاب (بحوث فقهية) وقد امتاز السيد الشهيد بذهنية وقادة وحنكة معروفة وتدبير وتصريف لمشكلات الأمور الاجتماعية،،وكان من مدرسي الحوزة العلمية في النجف الأشرف لسنين طوال حتي استفاد منه جمع كبير من طلبة الحوزة العلمية لبيانه الجميل وأسلوبه المتين، كما كان أماما للجماعة في مسجد السقاية،،وكتب في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية وعالج قضايا اجتماعية مهمة وسلط الأضواء علي تراث أهل البيت (، من مؤلفاته: بحوث فقهية، الحجر وأحكامه، إلىتيم في القرآن والسنة أضواء علي شرح دعاء كميل، الطلاق أبغض الحلال إلى الله، الإنفاق في سبيل الله، التقليد في الشريعة الإسلامية، أنيس الداعي والزائر، المعجزة في نظر العلم،وعثر بعد شهادته علي عدة مؤلفات لم تر النور أيام حياته، وحإلىا العمل جاد علي إخراجه، اختاره السيد الخوئي ليكون أحد أعضاء اللجنة المركزية للانتفاضة الشعبانية وورد اسمه تحت تسلسل (4) في البيان الصادر في 20 / شعبان 1411ﻫ ،وبعد الانتكاسة التي حلت بالشعب العراقي كان حصاد هذه الأسرة التشريد والسجون والتعذيب والقتل علي يد قوي النظام، فاعتقل السيد مع الآلاف من أبناء العراق وعُرف بعد سقوط النظام أن السيد قد أعدم ولا يوجد رفات ولا قبر له لحد الآن (المنتخب من أعلام الفكر والأدب –كاظم الفتلاوي:307)،

وآية الله السيد عبد الرسول علي خان (1)، وآية الله الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (2)،

وآية الله السيد محمد مهدي الخرسان (3)، وآية الله السيد محمد رضا الخرسان (4)، وآية الله الشيخ محمد باقر الناصري (5)، وآية الله السيد مصطفى الخميني (6)،

ص: 90


1- السيد عبد الرسول بن عبد الحسين بن علي علي خان المدني، عالم اديب شاعر، ولد في النجف سنة 1348 ونشأبه علي والده الحجة المتوفي سنة 1396، قرأ مقدماته الأدبية والعلمية وأخذ سطوحه علي السيد اسماعيل الصدر ثم حضر الأبحاث العإلىة علي السيد الخوئي، انتقل مع والده إلى مدينة بلد سنة 1375 فكان مروجا للدين والقيم الروحية والأخلاقية، ثم رجع معه إلى النجف، نشر شعره في الصحف العراقية والعربية وشارك في المناسبات النجفية وكان سيدا جليلا بهي الطلعة ومن الشخصيات العلمية المحترمة،من مؤلفاته: تحديد النسل، شرح كفاية الأصول، نظرات علي معالم الأصول، دروس في علم النحو، تقريرات استاذه السيد الخوئي في الأصول، من وحي أهل البيت، ديوان شعر،توفي في النجف سنة 1404 (المنتخب من أعلام الفكر والأدب – كاظم الفتلاوي:234)، وفي قوائم شهداء العراق، ثبت أنه مات بسم الثإلىوم علي يد النظام،
2- الشيخ الدكتور عبد الهادي ابن الشيخ ميرزا محسن الأحسائي النجفي: ولد سنة 1354ﻫ بقرية (صبخة العرب) إحدي القري القريبة من البصرة بالعراق،التحق بالمدرسة الابتدائية وفي نفس الفترة أيضاً بدأ الدراسة الحوزوية، فقرأ علي والده والشيخ جاسم بن محمد جميل البصير البصريبعض كتب النحووالصرف والمنطق والبلاغة،وفي سنة 1368ﻫ هاجر إلى النجف الشرف لإكمال دراسته في المقدمات والسطوح لدي عدد من الأعلام، وبعد إتقان هذه الدروس حضر أبحاث الخارج لدي كبار الأساتذة بالنجفومنهم: الشيخ محمد طاهر الشيخ راضي،الشيخ محمد رضا المظفر،السيد محسن الحكيم،السيد الخوئي، السيد عبد الكريم علي خان، السيد محمد تقي الحكيم،السيد محمد باقر الصدر،، وغيرهم،تخرج من كلية الفقه سنة 1382وفي سنة 1391حصل علي شهادة الماجستير من جامعة بغداد فأصبح أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية الفقه،وفي سنة 1396 حصل من جامعة القاهرة علي شهادة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وأصبح أستاذا في جامعة الملك عبد العزيز في السعودية، من مؤلفاته: التربية الدينية، الدين في اللغة والقرآن، ثورة الحسين، الإسلام مبدأ، مبادئ الأصول، مشكلة الفقر، دليل النجف الأشرف، من البعثة إلى الدولة، خلاصة المنطق، القراءات القرآنية، تأريخ التشريع الإسلامي، الشيخ المفيد، فهرست الكتب النحوية، المسؤولية الخلقية في فكر محمد إقبال، تحقيق التراث، أصول علم الرجال، أصول الحديث، الأمثال في نهج البلاغة، حضارتنا في ميدان الصراع، مبدأ الاشتقاق في اللغة، المكتبة المتنقلة، دروس في فقه الإمامية، أسلوب الدعوة إلى الإسلام،، وغيرها، توفي سنة 2013 في السعودية (المنتخب من أعلام الفكر والأدب – كاظم الفتلاوي: 299)
3- السيد محمدمهدي بن حسن بن عبدالهادي الموسوي الخرسان، عالم جليل نسابة،ولد في النجف سنة 1347 ونشأ به علي والده العلم، قرأ مقدماته الأولية ثم السطوح علي والده والشيخ محمدرضا العامري والسيد محمود الحكيم والشيخ محمدعلي التبريزي ثم حضر الأبحاث العإلىة علي السيد الخوئي،أقام الصلاة جماعة بمكان والده في جامع الأنصاري وكان فاضلا في الأنساب وكاتبا محققا له مقدمات قيمة علي بعض الكتب المطبوعة،من مؤلفاته: البيان في اخبار صاحب الزمان للكنجي، منتقلة الطالبية للشريف الطباطبائي، الاختصاص للشيخ المفيد، عبد الله بن العباس، غريب القرآن، شرح مسائل نافع بن الأزرق، رسالة في الشوري، انتخاب الحسان من لسان الميزان، لب اللباب، معجم أعلام منتقلة الطالبية، معرب معجم المستشرقين من الفارسية، معجم شعراء الطالبيين وغيرها،
4- السيد محمد رضا إبن السيد حسن إبن السيد عبد الهادي : ولد في النجف الأشرف عام 1352 ﻫ : عالم فاضل كاتب متتبع أديب محقق جليل، درس على أبيه، وتتلمذ على: السيد أبي القاسم الخوئي،السيد محسن الحكيم،ولم يزل يواصل البحث والتأليف، وقد كتب مقالات توجيهية، ورسائل إسلامية، وبعض المقدمات لعدة مطبوعات نجفية، من مؤلفاته: تقريرات دروس شيوخه،بحوث تاريخية،شرح كتاب المتاجر للشيخ الأنصاري،شرح كتاب البيع والخيارات،شرح رسالة في التقية،شرح رسالة في العدالة،شرح رسالة في المواسعة والعدالة،شرح رسالة في أن من ملك شيئا ملك الإقرار به،تعاليق على المتاجر والبيع والخيارات للشيخ الأنصاري،شرح كفاية الأصول،تعاليق على العروة الوثقى،مع كتاب الكافي للكليني في أصوله وفروعه والروضة، مع كتاب المحاسن للبرقي،الجامع الأصغر لأحاديث سيد البشر (صلی الله علیه و آله) /، توثيق تفسير مواهب الرحمن،موسوعة في الدعاء،الدلائل لأجوبة المسائل،المتطرفات من كتاب أسد الغابة، مع المصطلحات، الإمام الحسين (علیه السلام) /القضية والمأساة، مع المعصومين الأربعة عشر (علیهم السلام) /، المواقف، الهموم والإهتمامات، مع معجم رجال الحديث للسيد الخوئي، مع الأحجار الكريمة، هذا الشعر لي(ديوان)، كما ساهم بتحقيق:الإستبصار،التهذيب،من لا يحضره الفقيه،بحار الأنوار،، وغيرها(معجم رجال الفكر والأدب-د،محمد هادي الأميني:489)
5- الشيخ محمد باقر بن عباس الخويبراوي الناصري ولد في مدينة الناصرية سنة (1350ه، وواصل دراسته في المدرسة المركزية في الناصرية بالإضافة إلى دراسة العلوم الدينية علي يد والده الراحل والشيخ حسن مطر وفي سنة 1365 ﻫ هاجر إلى النجف وبدأ بدراسة المقدمات ثم السطوح ولازم جمهرة خيرة من الأساتذة منهم:الشيخ محمد أمين زين الدين،الشيخ علي بن حميد القطيفي،الشيخ علي زين الدين،الشيخ باقر القرشي،السيد محمد جمال الهاشمي،السيد عبدالكريم الكشميري،السيد سعدونالبعاج،الشيخ عبد المنعم الفرطوسي،ثم انتقل لحضور الدروس العالية لدي السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي، والشهيد السيد الصدر،ساهم الشيخ بالدعم والكتابة لعدد من المجلات والدوريات الثقافية العراقية مثل: مجلة النجف - مجلة البيان - مجلة الهاتف - مجلة الدليل - مجلة القادسية - مجلة البذرة - مجلة الغري، كما نشط في أعمال (جماعة العلماء) عبر منشوراتها ومسيراتها،وأسس جمعية التضامن الإسلامي ومكتبة الإمام الباقر العامة في الناصرية،من مؤلفاته: مختصر مجمع البيان في تفسير القرآن، دراسات في التأريخ الإسلامي، مع الرسول الأعظم في حكمه ووصاياه، علي ونظام الحكم في الإسلام، محاضرات في الصحوة الإسلامية، من معالم الفكر السياسي في الإسلام، الإسلام والتحديات المعاصرة، التفسير المقارن، قراءة في فكر الإمام الرضا، الدين طريق السعادة، صور دامية من تاريخ الشيعة والتشيع، التفسير الموضوعي للقرآن، تلخيص التبيان للشيخ الطوسي، وغيرها (المنتخب من أعلام الفكر والأدب –كاظم الفتلاوي:402)
6- السيد مصطفي إبن السيد روح الله الموسوي الخميني، عالم فاضل محقق،ولد عام 1349 ﻫ بمدينة قم المقدس، درس العلوم العصرية في مدارس قم،ثم بدأ بدراسة العلوم الدينية في الحوزة العلمية فيها، كان شجاعا مناصرا لوالده ضد الشاه،فسجن وهجر معه واستقر أخيرا في النجف، فواصل دراسته الحوزوية فيها علي أساتذة منهم: السيد محمد إلىزدي،السيد حسين الطباطبائيالبروجردي،السيد الرفيعي القزويني، السيد محمود الشاهرودي، الشيخ مرتضي الحائري إلىزدي، السيد محسن الحكيم، السيد محمد حجت الكوهكمري، السيد محمد حسين الطباطبائي، السيد الخوئي، أبيه السيد الخميني،من مؤلفاته: تعليقات علي الحكمة المتعإلىة، تعليقة علي العروة الوثقي، تحريرات في الأُصول، دروس الأعلام ونقدها، مستند تحرير الوسيلة، تحرير العروة الوثقي، الواجبات في الصلاة، تفسير القرآن الكريم، المكاسب المحرّمة، العوائد والفوائد، ولاية الفقيه، الخيارات، توفي في ظروف غامضة عام 1397 ﻫ بالنجف الأشرف، ودفن في الصحن العلوي الشريف في حجرة جنب المأذنة الشمالية (مشاهير المدفونين – كاظم الفتلاوي:357)،

ص: 91

وآية الله الشيخ هادي شريف القرشي (1)، والمفكر الإسلامي آية الله الشيخ باقر شريف القرشي (2)، وآية الله الشيخ محمد صادق القاموسي (3)،

ص: 92


1- هادي ابن الشيخ شريف ابن الشيخ مهدي،، ولد في سنة 1343/1925:عالم جليل مجتهد فاضل، من أساتذة الفقه والمنطق، والمعاني والبيان،والعربية، ومن اهل الفضيلة والورع والتقي والصلاح، وعلي جانب كبير من الاستقامة وحسن الرأي، ودماثة الأخلاق والحنكة،، تتلمذ علي السيد علي شبر، والسيد عبد الكريم علي خان، والسيد محمد تقي بحر العلوم، والسيد الخوئي، والسيد الحكيم، واشتغل بالتدريس ونهج نهج الفقهاء،له: تقريرات وتعليقات، وكتابات في الفقه والأصول (معجم رجال الفكر والأدب – د، محمد هادي الأميني 3: 977)
2- الشيخ باقر بن شريف بن مهدي الجعفري القرشي، عالم كاتب محقق، ولد في النجف سنة 1344 ونشأ به في بيت والده المقدس وتولي تربيته أخوه العلامة الشيخ هادي المتوفي سنة 1415، قرأ مقدماته الأولية علي الشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ علي كاشف الغطاء وقرأ المكاسب علي السيد عبد الكريم علي خان واللمعة علي السيد علي شبر والسيد مولي البعاج والكفاية علي السيد باقر الشخص والسيد محمود المرعشي والشيخ بشير الشوكيني، ثم حضر البحاث العإلىة علي الشيخ محمد طاهر الشيخ راضي في الأصول ولازمه والسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي،درًس الفقه وأصوله لجمع من الأفاضل وكتب الكثير من سيرة الأئمة (علیهم السلام) /، وأسس في النجف مكتبة الإمام الحسن العامة سنة 1410 وفيها مايقارب ثلاثين الف مجلد،من مؤلفاته: حياة الإمام الحسن، حياة الإمام الحسين، حياة الإمام زين العابدين،حياة الإمام محمد الباقر،،حياة الإمام جعفر الصادق،حياة الإمام موسي الكاظم،حياة الإمام الرضا،حياة الإمام محمد الجواد،حياة الإمام علي الهادي،حياة الإمام الحسن العسكري (علیهم السلام) /، العباس بن علي رائد الكرامة والفداء، العمل وحقوق العامل في الإسلام،نظام الحكم والإدارة في الإسلام، النظام السياسي في الإسلام، نظام الأسرة في الإسلام، النظام التربوي في الإسلام، السجود علي التربة الحسينية، وغيرها،توفي سنة 1433 ﻫ ،
3- ولد سنة 1328ﻫ في النجف الأشرف ودرس المقدمات والسطوح علي يد السيد عبد الكريم علي خان كما حضر قسم من دراسة السطوح مع الشيخ محمد أمين زين الدين علي يد السيد الميلاني ودرس البحث الخارج عند السيد محسن الحكيم والشيخ حسين الحلي،ومارس التدريس لسنوات عديدة في الحوزة العلمية وفي كلية منتدي النشر قبل تأسيس كلية الفقه حيث حضر دروسه العديد من الأساتذة الأفاضل في الحوزة العلمية، وقد كان موسوعة لا يستهان بها في الأدب والشعر،صاحب في حياته مجموعة من علماء الحوزة العلمية منهم السيد يوسف الحكيم والشيخ محمد جواد الشيخ راضي والسيد موسي بحر العلوم والسيد أسد الله إلىزدي والسيد جعفر المرعشي والسيد محمد علي الحكيم والشيخ محمد تقي الايرواني،كما واشترك مع السيد محمد حسين الحكيم والسيد محمد تقي الحكيم في التعليقة علي كتاب الكافي كمراجعة أسانيده وتصحيحه ونحوذلك،كما اشتركفي كتابة تفسير للقرآن الشريف مع الشيخ محمد رضا المظفر والسيد يوسف الحكيم والسيد محمد علي الحكيم،كان له مجلس عزاء عبارة عن مدرسة علمية وأدبية يحضرها أعلام النجف الأشرف،وكان مجلسه استمراراً لمجلس والده في ذكر مصائب أهل البيت ( ومناسباتهم وكان سماحة الشيخ القاموسي يقرأ المقتل بنفسه يوم عاشوراء، وقد كتب بنفسه المقتل كما كتب عن بقية الأئمة (علیهم السلام) / في مناسباتهم، انتقل إلى رحمة الله تعإلى في مدينة قم المقدسة سنة 1423ﻫ ،

وآية الله السيد هادي المدرسي (1)، وآية الله السيد محمد علي نجل آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي (2)،

كما تشرف بالزيارة في أوقات مختلفة،سماحة آية الله السيد محمد جواد الكلبايكاني نجل المرجع الراحل السيد الكلبايكاني، وصاحب السماحة

ص: 93


1- ولد السيد هادي السيد محمد كاظم المدرسي سنة 1376 في كربلاء المقدسة، حيث ابتدأ دراسة العلمية، وأكمل دروس المراحل المتقدمة في الحوزة عند كبار علماء مدينة كربلاء، أتم تدريس كتب المقدمات والسطوح وتخرج علي يديه علماء وخطباء ومؤلفون وشعراء وفي خضم انشغاله بالدراسة، كانت له نشاطات ثقافية وسياسية واجتماعية، وحينما أحدق به الخطر، هاجر إلى لبنان، ومن ثم إلى الكويت، وبعد ذلك هاجر إلى البحرين ونتيجة لنشاطاته الفاعلة في البحرين، أبعد إلى إيران حتي من الله علي العراق بالتغيير عاد سماحته إلى كربلاء المقدسة،من مؤلفاته: المؤمن، ذلكم الإمام علي (علیه السلام) /،المعراج،الإسلام أبدا،ذلكم الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /،الإمام الصادق (علیه السلام) / في مواجهة الزيف،الف باء الاسلام،الإمام الحسين (علیه السلام) /رمز الايمان،الإمام علي (علیه السلام) / ذلك العملاق المجهول،المسلمون اباء العلم الحديث،يوم الغدير،الاسلام منهج الحياة،التشيع والاسلام، الاستقلإلىة الاسلامية،عصر الشهادة،مهمة الاشياء،نقد النظرية الماركسية،الحديث عن الله،، وغيرها،(المنتخب من أعلام الفكر والأدب-كاظم الفتلاوي:703)
2- ولد سنة 1309 ﻫ في مدينة شيراز بإيران، وغادر إلى النجف الأشرف عام 1333 وباشر الحضور في الحلقات الدراسية لكل من أصحاب السماحة: السيد أبي الحسن الاصفهاني والشيخ ضياء الدين العراقي والميرزا النائيني وفي عام 1345ﻫ رجع سماحته من النجف الأشرف إلى إيران واستقر في مدينة شيراز وبعد أن أفرج عنه بعد ان قضي ما يقرب من ستة أشهر في سجون الحكم البهلوي الأول، توجه سماحته مرة أخرى إلى النجف الأشرف نهاية عام 1354 ﻫ ولكن نظام البعث اتخذ قرارا بتسفير طلبة العلوم الدينية من حملة الجنسيات الأجنبية في النجف وكربلاء، والكاظمية وسامراء،،، فصمم علي الرحيل يوم السبت 25 / ذي القعدة / 1395 وحط الركب في مدينة الكاظمية، وبات ليلته هناك لزيارة الإمامين الجوادين (علیهما السلام) /وفي صباح اليوم التإلى توجه الركب إلى مدينة بعقوبة، وكانت السلطات الأمنية قد منعت رسميا علماء وأهإلى المنطقة من استقباله، إلا أن الجماهير وعلي رأسها العالم المجاهد آية الله السيد عبدالكريم علي خان كانت باستقبال سماحته، رغم منع السلطات البعثية لهم من الخروج، وبعد استراحة في بعقوبة واصل الركب مسيره إلى مدينة خانقين التي استقبلت الفقيد الراحل، وكان في المقدمة العالم الفاضل حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد شبر، ومن هناك تم تطويق ركب السيد بحراسة بوليسية مشددة حتي نهاية الحدود العراقية، وأخيرا استقر به المقام في مدينة مشهد المقدسة سنة1396 توفي السيد سنة 1984م وأنجب ثلاثة أبناء : آية الله السيد محمد باقر، آية الله السيد محمد علي، حجة الإسلام السيد محمد جواد،من مؤلفاته:عمدة الوسائل في الحاشية علي الرسائل - كتاب القضاء، رسائل فقهية، رفع الحاجب في الأجرة على الواجب، الدرر البيض في منجزات المريض، إزاحة الشبهات في الشك في الركعات، إزاحة الشبهة في حكم الآفاق المتحدة والمختلفة، الحاشية على العروة الوثقي، الإمامة والشيعة، ذخيرة الصالحين، توضيح المسائل، مختصر المسائل الشرعية، زبدة الاحكام،وغيرها،

الحجة الشيخ حسن الصفار معتمد المرجعية في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وسماحة الشيخ فوزي محمد تقي آل سيف أستاذ الحوزة العلمية في القطيف بالمملكة العربية السعودية،وحجة الإسلام السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف، وسماحة السيد محمد القبانجي مدير مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،وصاحب السماحة السيد علي أكبر الحائري، وحجة الإسلام الشيخ أحمدي القمي مدير مركز انتشارات مسجد جامكران، وحجة الإسلام السيد علاء الدين الموسوي، وسماحة السيد محمد صادق الخرسان، وسماحة السيد رشيد الحسيني، وسماحة الباحث السيد محمد علي الحلو، وسماحة السيد محمد علي بحر العلوم،وسماحة الشيخ محمد الشيخ سلمان الخاقاني،وسماحة الشيخ محمد الشيخ عبد المنعم الخاقاني،وسماحة السيد عبد الحسين القاضي، وسماحة السيد علي الشوكي، وسماحة السيد علي إدريس علي خان، وسماحة السيد عبد المهدي علي خان، وسماحة السيد حبيب الخطيب، وسماحة الشيخ ليث الصائغ، وسماحة السيد علي مدبري معتمد المرجعية في باكستان، وسماحة السيد عبد الصاحب الموسوي مدير مكتب أهل البيت (علیهم السلام) في حلب، وسماحة السيد عبد الحميد الموسوي إمام جمعة الزهراء في سوريا،والأستاذالشاعر الدكتور محمد حسين الصغير أستاذ الدراسات العليا في النجف الأشرف، والأستاذ الدكتور محمد سعيد الطريحي رئيس البرلمان الشيعي الهولندي، والأستاذالمؤرخ الدكتور حسن عيسى الحكيم رئيس جامعة الكوفة السابق، والباحث المؤرخ الدكتور كامل سلمان الجبوري، والشيخ الدكتور عباس كاشف الغطاء مدير مؤسسة كاشف

ص: 94

الغطاء، والسيد جواد كاظم الحكيم مدير مكتبة الإمام الحكيم العامة،وسماحة السيد محمد علي الحيدري مدير مؤسسة بضعة المختار،والخطيب الحسيني السيد سعيد السلطاني،والخطيب الحسيني السيد جاسم الطويرجاوي، والخطيب الحسيني الشيخ حبيب الكاظمي، والخطيب الحسيني السيد محمد باقر الفالي، والخطيب الحسيني الشيخ عبد الرضا معاش، والخطيب الحسيني الشيخ جعفر الإبراهيمي،والخطيب الحسيني الشيخ عبد الحميد المهاجر، والخطيب الحسيني الشيخ عبد الله الدجيلي،والخطيب الحسيني الشيخ جعفر الدجيلي،والرادود الحسيني الحاج أبوبشير النجفي،والرادود الحسيني الحاج باسم الكربلائي،والمقرئ الحاج ميثم التمار،والشيخ الدكتور خالد الملا مع جماعة علماء العراق، والأستاذ الدكتور محي الدين حنيدي رئيس مجلس علماء اندونيسيا مع مجموعة أعضاء المجلس الأستاذ سلامت يوسف أفندي والأستاذ أحمد مبارك والأستاذ المهندس حبيب علي العطاس،

وزار المسجد المقدس وفد العلماء الأتراك، ووفد الأطباء المغتربين، ووفد الأساتذة المغتربين، ووفود الجاليات الإسلامية،ووفد الكادر الفني للمسلسل التأريخي يوسف الصديق (علیه السلام) ،ومدير وأعضاء مؤسسة الإمام الشافعي، ووفد خدمة المشهد الرضوي المقدس، ووفد خدمة العتبة العباسية المقدسة، ووفد خدمة العتبة الكاظمية المقدسة، ووفد طلبة العراق، ووفد الشباب المستبصرين في ألمانيا والنمسا ودول أوربية أخرى،والوفود المشاركة في مهرجان ربيع الشهادة ،والوفود الإسلامية المشاركة في مؤتمر النجف عاصمة الثقافة الإسلامية،

ص: 95

وقدم المسجد متشرفا بالزيارة سماحة السيد حسين الشامي رئيس جامعة الإمام الصادق (علیه السلام) ، وسماحة السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي، والدكتور الحاج جعفر صادق حمودي المفتش العام السابق لديوان الوقف الشيعي،وسماحة السيد نائل الموسوي الأمين العام للمزارت الشيعية السابق، والدكتور السيد حسن الخرسان الأمين العام للمزارات الشيعية،وسماحة السيد أحمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، والمهندس السيد مهدي الحسيني الأمين العام السابق للعتبة العلوية المقدسة، وسماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين الأمين العام للعتبة الحيدرية المقدسة، والمهندس الحاج فاضل الأنباري الأمين العام السابق للعتبة الكاظمية المقدسة، والسيد أفضل الشامي نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، والسيد موسى الخلخالي أمين مسجد الكوفة المشرف، وسماحة الشيخ خليفه الجوهر الأمين الخاص لمرقد الصحابي الجليل ميثم التمار، وسماحة الشيخ صاحب الكوفي الأمين الخاص لمرقد السيد إبراهيم الغمر، والأستاذ حسن الجبوري الأمين الخاص لمرقد الصحابي الجليل سلمان المحمدي، والحاج عبد الحسن حمود شنون الأمين الخاص لمرقد صافي صفا، والسيد شاكر الموسوي الأمين الخاص لمرقد خديجة،

ص: 96

كما زار المسجد المشير عبد الحكيم عامر نائب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر (1)، والأستاذ محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني السابق، والاستاذ علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني،وحجة الإسلام الشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص النظام في إيران، والسيد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران،والسيد كمال خرازي وزير الخارجية الإيرانية السابق، والدكتور صاحب الحكيم سفير السلام العالمي لدى الأمم المتحدة ومقرر حقوق الإنسان في العراق،والأستاذ حداد عادل الرئيس السابق للبرلمان الإيراني، والدكتور أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي والأستاذ عبد الحسين عبد الرضا عبطان وزير الشباب العراقي ،والأستاذ المهندس جاسم محمد جعفر وزير الشباب العراقي السابق، والمهندس السيد إبراهيم بحر العلوم وزير النفط العراقي السابق،والأستاذ السيد علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقي السابق ، والدكتور إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي، والدكتور نصار الربيعي وزير العمل والشؤون الإجتماعية العراقي السابق ،والدكتور السيد جابر الجابري الوكيل الأقدم لوزير الثقافة العراقي سابقا، والأستاذ الدكتور كمال لطيف حسين وكيل وزير البيئة العراقي، والدكتور صلاح عبد الرزاق محافظ بغداد السابق ،والأستاذ الدكتور بهاء طعمه جياد رئيس قسم الفيزياء في كلية العلوم جامعة بغداد،والأستاذ الدكتور بهجت رشاد شاهين رئيس قسم الهندسة المعمارية في جامعة بغداد،والأستاذ الدكتور خليل إبراهيم العلي رئيس قسم الهندسة المعمارية في الجامعة

ص: 97


1- السيد عامر الحلو- الملوك والرؤساء الذين زاروا النجف الأشرف:6

التكنولوجية،والأستاذ الدكتور حيدر طالب الدامرجي أستاذ الدراسات العليا في كلية الهندسة بجامعة الكوفة،والمهندس المعماري شبر منعم التدريسي في كلية الهندسة بجامعة الكوفة،والدكتور ثائر لطيف مزعل رئيس مركز الأغشية الرقيقة في وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية،والدكتور فرحان فليح كزار رئيس الباحثين في وزارة العلوم والتكنولوجيا العراقية، والدكتور عبد الأمير مطلك فنجان الأستاذ المساعد في كلية العلوم للبنات بجامعة بغداد،والدكتور محمد سعيد عبد الزهره عميد كلية الطب في جامعة الكوفة، والأساتذة التدريسيون في جامعة الكوفة: الدكتور صفاء علي خضير ، الدكتور عدنان عيسى الكلابي ، الدكتور علي محمود الصائغ، الدكتور أسعد عبد الحمزه الجنابي ،والأطباء: الدكتور السيد قحطان السيد زبر، الدكتور موسى الكرعاوي، والدكتور فاضل منجي شكر، وزاره أيضاً القاضي الأستاذ جعفر الموسوي المدعي العام السابق في المحكمة الجنائية العراقية، والأستاذ الحاج أسعد سلطان أبوكلل محافظ النجف الأشرف السابق، والأستاذ الحاج عدنان الزرفي محافظ النجف الأشرف، واللواء عبد الجبار الأعرجي المستشار في مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، واللواء الركن جبار عبيد كاظم عضوالقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية،واللواء الحاج حمزه الربيعي معاون مدير حماية المنشآت العراقية،واللواء عبد الكريم العامري قائد شرطة محافظة النجف الأشرف، والفريق الركن عبد الغني عجيل قائد قوات مكافحة الإرهاب في العراق،والسيد محمد علي الطباطبائي مستشار نائب رئيس جمهورية العراق، والدكتور فعال العلياوي مستشار رئيس الوزراء

ص: 98

العراقي، والدكتور السيد عبد الهادي الحكيم عضومجلس النواب العراقي، ، والأستاذ محمد مهدي البياتي عضومجلس النواب العراقي، والأستاذ الحاج صادق اللبان عضومجلس النواب العراقي،والدكتور عبود وحيد العيساوي عضومجلس النواب العراقي،ونائب سفير مملكة البحرين لدى العراق،والسيد كاظمي قمي سفير إيران السابق لدى العراق،والسيد حسين دنائي فر سفير إيران لدى العراق، والسيد محي الدين نجفي قنصل إيران في النجف الأشرف، والسيد عظيم حسيني قنصل إيران في أربيل، والمهندس الحاج علاء الطفيلي المدير العام السابق لشركة السمنت الجنوبية،والمهندس السيد ناصر المدني المدير العام لشركة السمنت الجنوبية،والمهندس أنمار صبيح الأوسي مدير منطقة الفرات الأوسط لشركة آسيا سيل، والمهندس جمال البدري مدير شركات الدانوب، والمهندس الحاج براك الشمرتي وكيل مدير عام كهرباء الفرات الأوسط،والمهندس محمد رضا الفحام مدير كهرباء النجف الأشرف،والدكتور المهندس زهير الأنصاري مدير الدائرة الهندسية في رئاسة ديوان الوقف الشيعي، والمهندس كمال علي الفضلي مدير الوقف الشيعي في النجف الأشرف،والمهندس السيد حيدر الميالي رئيس هيئة الإعمار في النجف الأشرف،ورؤساء وأعضاء مجلس محافظ النجف الأشرف: الأستاذ السيد عبد الحسين الموسوي ، الأستاذ خضير نعمه الجبوري، الشيخ فايد الشمري ، المهندس السيد كاظم المحنه ، السيد عبد اللطيف المدني ، الشيخ خالد النعماني ، الشيخ الدكتور علي مرزه ، الدكتورة

ص: 99

سناء الموسوي ، السيدة أسيل الطالقانی، السيدة زينب العلوي، السيدة سهيلة الصائغ، وغيرهم.

مقبرةالسهلة

السهلة مقبرة من مقابر الكوفة القديمة، يقع المسجد على طرف منها، وممّن دُفِن بالسهلة: علي بن إبراهيم الخياط (1)، وأحمد بن محمد الطائي (2)، ومجد الدين حسن بن الحسين الطاهر العلوي (3)، ويحيى بن

ص: 100


1- علي بن إبراهيم الخياط: روي عنه حميد أصولا – مع الواسطة – وعده الشيخ الطوسي في رجاله ممن لم يروعن الأئمة، وتوفي سنة 207 ﻫ ، وصلي عليه إبراهيم بن محمد العلوي ودفن عند مسجد السهلة،
2- احمد بن محمد الطائي: أحد القادة العباسيين وأمراء جندهم ورجالاتهم، ولي الكوفة والسواد للموفق سنة 269 ﻫ ثم ولاه الخليفة المعتمد العباسي المدينة، وقد توفي لخمس ليال بقين من جمادي الآخرة سنة 281 ﻫ ، ودفن في مسجد السهلة،
3- مجد الدين حسن بن الحسين الطاهر من نسل زيد الشهيد، ولد بالكوفة سنة 571 وتوفي ببغداد سنة 645 ودفن في الكوفة بالسهلة ذكره صاحب غاية الاختصار فقال ذوالجاه والمنزلة عند الخلفاء كان سيدا جليلا محتشما فاضلا شاعرا مجيدا مكثرا، وتنقل في الخدمات إلى أن بلغ ما بلغ تولي نقابة الطالبيين في شهر ربيع الأول من سنة 624 ومات في المحرم سنة 645 ودفن في الكوفة بالسهلة(أعيان الشيعة-السيد محسن الأمين: 5/ 114)

عبد الله (1)، وإبراهيم بن محمد بن محمد العلوي (2)والهيثم بن خالد بن يزيد (3)

، والقاضي ابن بدر الهمداني (4)، كما ورد أن ممن دفن عند مسجد السهلة الحسن بن عطية الحناط (5)، وابو علي محمد الصوفي الزاهد قتله هارون

ص: 101


1- أبوالحسين، وقيل أبومحمد يحيي بن عبد الله بن محمد بن عمر الأطرف ابن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) / الهاشمي، العلوي، الكوفي، الصوفي، المعروف بالصالح، أمه أم الحسين بنت عبد الله ابن الإمام محمد الباقر (علیه السلام) /، من علماء ومحدثي بني هاشم، وكان حسن الحال، عرف بالورع والصلاح، وله كتاب، شمله الظلم العباسي، فسجنه هارون مدة، ثم أمر بقتله خنقا في محبسه وذلك قبل سنة 193، وقبره بالكوفة في مسجد السهلة، روي عنه عبد الرحمن بن جعفر الحريري،(الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق (علیه السلام) / – عبد الحسين الشبستري: 3 / 435)
2- الشريف أبوعلي إبراهيم بن محمد ابن محمد بن أحمد بن علي بن حمزة بن يحيي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) /،الكوفي والد أبي البركات عمر النحوي صاحب شرح اللمع، قال ياقوت مات فيما ذكره السمعاني عن ابنه أبي البركات في شوال سنة 466 ودفن بمسجد السهلة عن 66 سنة (أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج 2 – ص 253)، وورد أنه: أبواسحق العلوي الكوفي: شريف فاضل، نحوي عارف باللغة،شرح (اللمع) لابن جني، ومات وله ثلاث وستون، وقد سكن مصر مدة ونفق علي أهلها وله شعر جزل، روي عنه أبوالبركات عمر بن إبراهيم العلوي، وتوفي في شوال من سنة 466ﻫ ، ودفن بالكوفة بمسجد السهلة،(تاريخ الإسلام للذهبي: 7 / 258)
3- الهيثم بن خالد الجهني، أبوالحسن الكوفي، روي عن: حسين بن علي الجعفي، وزيد بن الحباب، وعبد الله بن نمير، ووكيع بن الجراح، روي عنه: أبوداود، قال أبوعبيد الاجري: سألت أبا داود عن الهيثم بن خالد الجهني، فقال: ثقة، كتبت عنه سنة خمس وثلاثين، يعني ومئتين، قال أبوالقاسم في المشايخ النبل: الهيثم بن خالد أبوالحسن الجهني روي عنه مات في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين ومئتين، هكذا قال، ووجدت في تأريخ محمد بن عبد الله الحضرمي مطين: مات الهيثم بن خالد البجلي الخشاب، وكان غير ثقة، في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين ومئتين، وبعده مات الهيثم بن محمد بن جناد الجهني، وكان ثقة، في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين ومئتين لا يخضب، هكذا وجدته في نسختين من طريقين مختلفين، وقال أبوعلي الغساني في شيوخ أبي داود: الهيثم بن خالد البجلي توفي بالكوفة سنة ثمان وخمسين ومئتين، وقال ابن الدباغ في شيوخ أبي داود: الهيثم بن خالد الجهني، روي عنه أبوبشر الدولابي وكناه أبا صالح، وقال أبوالعباس بن عقدة: توفي أبوصالح الهيثم بن خالد ابن يزيد، وراق أبي نعيم بالكوفة في شعبان سنة ثمان وسبعين ومئتين، ودفن غداة يوم الجمعة عند مسجد السهلة، وممن يروي عن أبي صالح الهيثم بن خالد، وراق أبي نعيم أيضاً: أحمد بن علي بن أحمد بن حاتم البزاز الكوفي، وأبوبكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال،(تهذيب الكمال – المزي: 30 / 378)
4- القاضي ابن بدر الهمداني: كان زيديا صالحا سعيدا، توفي في رجب سنة 663 ﻫ ، ودفن في السهلة (فرحة الغري – السيد تحسين الموسوي)
5- قال النجاشي: الحسن بن عطية الحناط كوفي مولي ثقة وأخواه أيضاً محمد وعلي وكلهم رووا عن أبي عبد الله (علیه السلام) / وهوالحسن بن عطية الدغشي المحاربي أبوناب، ومن ولده علي بن إبراهيم بن الحسن روي عن أبيه عن جده ما رأيت أحدا من أصحابنا ذكر له تصنيفا، ثم قال محمد بن عطية الحناط أخوالحسن وجعفر كوفي روي عن أبي عبد الله (علیه السلام) / وهوصغير له كتاب عنه ابن أبي عمير وقال الشيخ في الفهرست علي بن عطية له كتاب عنه ابن أبي عمير وقال في رجاله فيمن لم يروعنهم (علیهم السلام) / علي بن إبراهيم الحناط روي عنه حميد أصولا، مات سنة 276 وصلي عليه إبراهيم بن محمد العلوي ودفن عند مسجد السهلة،ولعل هذا هوعلي بن إبراهيم بن الحسن بن عطية الحناط المتقدم في كلام النجاشي وما في نسخ الرجال من الخياط بالمعجمة وإلىاء تصحيف الحناط بالمهملة والنون، وذكر العلامة وابن داود محمد بن عطية في القسم الثاني وضعفاه وقالا في موضع صغير من عبارة النجاشي ضعيف وهوتصحيف كما نبه عليه في النقد ويؤيده توثيق الخلاصة له في القسم الأول وفي رجال بحر العلوم بنوعطية محمد وعلي والحسن وجعفر أولاد عطية والثلاثة الأول ثقات(أعيان الشيعة- السيد محسن الأمين: 3/612)

الرشيد محبوسا، ودفن بمقابر مسجد السهلة، وهو ابن ابي الحسن يحيى الصالح الورع الذي قتله الرشيد محبوسا (ايضا) وقبره بالكوفة في مسجد السهلة(1) وغيرهم، وممن دفن قريباً من مسجد السهلة السيد إبراهيم

ص: 102


1- عمدة الطالب 368 ، موارد الانحاف في نقباء الاشراف 34/2 - 35، ماضي النجف 299/1

الغمر (1)، كما ((أن على مقربة منه، وفي القرية المسمّاة بالسهيلية يقع قبر للسيد محمد الحسيني (2))) (3)،

و(السهيلية) قرية خططها المرحوم الشيخ محسن كاشف الغطاء (قدس سره) (4)، وقال في وصفها المرحوم الشيخ محسن الخضري:

ص: 103


1- أبوإسحاق إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) /، أمه فاطمة بنت الحسن (علیه السلام) /، كان أشبه الناس برسول الله (صلی الله علیه و آله) /توفي في سنة خمس وأربعين في حبس المنصور وهوابن سبع وستين سنة، وهوأول من مات من أولاد الحسن في حبس المنصور ولد إبراهيم بن الحسن - إسحاق، وإسماعيل، ويعقوب، أمهم ربيحة بنت عبد الله بن أمية المخزومي - لا عقب لإسحاق ويعقوب - ومحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن الحسن السبط (علیه السلام) / من أم ولد تدعي عإلىة، كان يقال له الديباج الأصغر لحسنه، نظر إلىه المنصور قال أنت الديباج الأصغر؟ فقال نعم قال أما والله لأقتلنك قتلة ما قتلها أحد من أهلك، ثم أمر باسطوانة فأفرج عنها وبنيت عليه، لا عقب له، وعلي بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن من أم ولد تدعي مذهبة، قال: أبوإلىقظان درج، وقال العمري النسابة لا عقب له، فولد إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم لام ولد، وإبراهيم هوالمعروفبطباطبا، قال: أراد أبوه أن يقطع له ثوبا وهوطفل فخيره بين قميص وقبا، فقال (طباطبا) يعني قبا قبا - ولقب بذلك، وهوبلسان النبطية سيد السادات، ذكر ذلك ناصر الحق، والحسن بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) / هوالملقب بالتج، خرج مع الحسين بن علي بفخ فحبسه الرشيد وبقي في الحبس نيفا وعشرين سنة حتي خلاه المأمون وهلك، وهوابن ثلاث وستين سنة، ويكني أبا علي، له الحسن بن الحسن بن إسماعيل بن إبراهيم لا عقب له إلا منه، وولد للحسن بن الحسن بن إسماعيل هذا محمد، وإبراهيم، وعلي، وإسماعيل، بنوالحسن بن الحسن بن إسماعيل بن إبراهيم من أمهات أولاد أعقبوا جميعا،قال إسماعيل بن الحسن بن الحسن بن إسماعيل بن إبراهيم أنا متوقف في عقبه،قال: فولد إبراهيم طباطبا -، محمد بن إبراهيم الذي خرج مع أبي السرايا بالكوفة، وإسماعيل بن إبراهيم أمهما أم الزبير بنت عبد الله المخزومية،فأما محمد بن إبراهيم مات (رضی الله عنه) / في أول ليلة من رجب سنة تسع وتسعين ومئة وهوابن ثلاث وخمسين سنة، دفن بالكوفة، وعبد الله واحمد ابني إبراهيم طباطبا أمهما جميلة بنت موسي بن عيسي ابن عبد الرحيم بن العلاء، والقاسم والحسن ابني إبراهيم أمهما هند بنت عبد الملك ابن سهل بن مسلم، قال: أما علي بن إبراهيم فإنه استلحق بنفسه الحسن بن علي بن إبراهيم وهوابن أربع عشرة سنة، وأمه أم ولد،(سر السلسلة العلوية - أبي نصر البخاري: 15 – 17)
2- السيد محمد شرف الدين بن شمس الدين علي بن عبد المطلب، وينتهي نسبه إلى الحسين الأصغر بن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (علیهم السلام) /،،، سيد جليل القدر، وله كرامات مشهورة، (مساجد الكوفة – د،كامل سلمان الجبوري: 226)
3- د، كامل سلمان الجبوري – مساجد الكوفة: 226
4- الشيخ محسن ابن الشيخ محمد ابن الشيخ علي صاحب (الخيارات) ابن الشيخ الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء ابن الشيخ خضر بن يحيي الجناجي المالكي،ذكره السيد محمد علي في اليتيمة مع أخيه الشيخ حسن في ذيل ترجمة والدهما فقال: ((ومن فروع المومأ إلىه المحسن البر والهمام الأغر علي الهمم كريم الشيم وهوالأكبر الذي يسموعلي أقرانه بالفضل وبفخر والحسن الحسن الطبع وهوالأوسط فإنهما عالمان فاضلان أغران أنجبان كريمان ماجدان بران حسنان محسنان تقيان ورعان مهذبان صفيان ثقتان جليلان نبيلان منطقيان فصيحان بليغان محققان مرتديان رداء الزهد والكمال سالكان نهج المجد والجلال حليفاً مجد وسعد وإلىفا وفاء وصدق بالوعد))،توفي الشيخ محسن سنة (1305ﻫ ) وأعقب ولدين هما الشيخ حسن والشيخ مهدي الشهير ب-(أبي البساتين)،

من بشبرى بقرية أنشاها *** من بني جعفر عميد علاها

محسن الفعل من عليه المعالي *** أبدا لم يزل يرف لواها

شاد بنيانها بجنب المصلى *** لا عداها الحيا وروى ثراها

من محاريب مسجد لست اعني *** بالمصلى وما قصدت سواها

مسجد المرتضى(علي) وكم ذا *** عفر الأنبياء فيه الجباها

بيت نوح بل منه طوفان نوح *** غمر الأرض فاستحالت مياها

وخليل الرحمان ما زال فيه *** يسأل الله مخلصاً أوّاها

وبه للنبي أسمىمقام *** للذي في السماء قام اتجاها

ولزين العباد فيه مصلى *** يفخر البيت لوبه أداها

ص: 104

وحواليه مسجد لسهيل *** وسهيل من الورى اتقاها

مسجد طالما به سأل الله *** رجال فيه استجاب دعاها

وبحصباه كم أقام ولي الله *** ذا خشية يناجي الإلاها

هوذاك السر الذي دق معنى *** والإمام المهدي من آل طاها

يا لها قرية على اليُمن شيدت *** هي بين البلاد أمقراها

وبها حف للجنان ابتهاجاً *** طائف عن يمينها ووراها

شمخت عزة بها الفرس لما *** كان رهط الفساد يغشى حماها

وبشرقيها مقام ابن متى *** نبذته حوت القضا في عراها

وقعت بين كربلا والغرييين *** فما كان موقعا أحلاها

ص: 105

هي للزائرين من ذا وهذا *** موئل عند قصدها مولاها

شادها من بني العلى أوفاها *** ذمة وهوعصمة أزكاها

جعفريأولا فقل علوي *** إذ غدا من محمد أدناها

ظل يروي عن اله المجد لما *** أن عدمنا كمثلهم أشباها

واصح الحديث ما عنعنته *** فروته الأبناء عن آباها

وذكر المؤرخ الشهيد د، عباس كاظم مراد (1) أنه: ((في الطريق القديم للذاهب إلى مسجد السهلة يوجد قبر وقد زرناه مرارا ووجدنا في داخل

ص: 106


1- الدكتور الشهيد عباس كاظم مراد، ولد في الكوفة عام 1955، واكمل دراسته فتخرج من معهد المعلمين عام 1972 ومن كلية التربية-جامعة بغداد عام 1983، ثم حصل على شهادة الماجستير من معهد البحوث والدراسات عام 1985 ونال شهادة الدكتوراه من كلية الآداب-جامعة بغداد عام 1996 عن رسالته(شعر أبي نؤاس دراسة لغوية)وأخرى من معهد التاريخ العربي بنفس العام عن رسالته(حركة كتابة الأنساب العربية)،، صدر له ما يقارب عشرين كتابا منها: المزارات المعروفة في مدينة الكوفة، القدس الطهور عبر العصور، البابية والبهائية،معجم أسماء المدن،معجم المطبوعات الرياضية،معجم ما كتب عن لحن العامة، مباحث عن عشائر العراق، ببلوغرافية مختارة بمصادر الرسم القرآني، خزانة الأطاريح الجامعية، ثورة العشرين في آثار الدارسين وغيرها ،كما كتب الكثير من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات العراقية والعربية ك-(آفاق عربية،المورد،الأقلام،التراث الشعبي، المجالس اللبنانية،العربي الكويتية،،) وكان عضوا في مجامع اللغة العربية في بغداد والرباط ودمشق وحيدر آباد ، وفي اتحاد المؤرخين العرب، وأمينا عاما لمركز الدراسات الحسينية وتولى رئاسة تحرير عدة صحف ومجلات ك-(العراق الجديد،التكافل، المسيرة التربوية، بالمقلوب) ، وأسس الشهيد في بغداد مجمع (إبن النديم) الذي أصبح مهوى أفئدة الأدباء والأعلام والباحثين، وشيد مكتبة أهلية تخصصية عامة،تقلد عدة مناصب منها: عميد معهد التدريب والتطوير التربوي،عميد معهد تطوير اللغة العربية، مدير عام تربية الرصافة،، وأخيرا مستشارا لوزير التربية وقائما بأعمال وكيل وزير التربية،،اغتالته عصابات الإرهاب وسط عائلته في داره ببغداد بتاريخ21 /5/ 2009،

الغرفة صندوق خشبي وفي الغرفة ورقة في ما يلي نص ما ورد فيها:((هذه صورة الحكم من شيخ جعفر بن الشيخ جاسم وبيان القبرين المقدسين الواقعين جنوب مسجد الكوفة الأعظم احدهما قبر محمد والثاني قبر أخيه موسى ولدا جعفر الملقب بشمس الدين بن علي الملقب بعميد الدين ابن نقيب النقباء جلال الدين بن أبي نظير إبراهيم بن عبيد الله نقيب الكوفة والشهير في زمانه لكثرة الضياع والنسب وهونقيب الطالبيين وهوعبيد الله ابن زيد بن إبراهيم بن محمد بن العباس بن الحسن بن الحسن المثنى بن الإمام السبط الزكي الحسن (علیه السلام) بن أبي طالب (علیه السلام) وقد توفي محمدفي سنة الثمانمائة والثمانية من الهجرة وتوفي أخوه موسى في سنة الثمانمائة والأربعة عشر من الهجرة ودفنا في دارهما وكانا من ذوي الفضل والوجاهة والشرف والملك وكان يقول الناس، الأرضلآل عبيد الله والسماء لله عز وجل وهذا ما ذكره صاحب النويتات أبوالحسن الحلبي في كتابه المسماة البيوتات السالمة من الغبار،

وكان تحرير هذا البيان 12 ربيع ثاني سنة الثمانمائة وسبعة وخمسين بعد الألف هج على يدالفقير عبد مسلم حررت ()وقد وجدنا في الورقة زيارة لهما،)) (1)

ص: 107


1- د، عباس كاظم مراد – مقالة: موقع مسجد الكوفة المعظم

شكل المسجد المبارك

أبعاد المسجد (الذي هوبشكل مستطيل تقريبا)هي (مئة وأربعون)مترا طولا، و(مئة وخمسة وثلاثون) مترا عرضا،وله سور خارجي ((يرجع بناؤه إلى العهد الإيلخاني وقد جرت عليه تجديدات عدة بعد ذلك،)) (1) يزيد ارتفاعه على سبعة أمتار، مدعوم بأبراج نصف دائرية متماثلة الأبعاد من الخارج، وجاء في وصف المسجد قديما أن ((مساحة مسجد السهلة (140 في 125 مترا) وترتفع جدرانه نحو22 مترا وكل ضلع من أضلاعهالأربعة تدعمه أبراج نصف دائرية من الخارج على أبعاد متساوية، وأرضية بيت الصلاة مفروشة بالآجر 24 في 24 سنتمتر، على طراز هندي مقسم بهيئة مستطيلات متساوية الأبعاد، أما المحراب فيقع في وسط بيت الصلاة وهويخلومن آثار الزخرفة أوالكتابة)) (2)

ص: 108


1- د، محمد سعيد الطريحي - من تاريخ مسجد السهلة (مقالة)
2- الأستاذالخليلي – موسوعة العتبات المقدسة: 1/

وروي عن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: ((حد مسجد السهلة الروحاء)) (1) أي أن مساحته كانت أوسع مما هي عليه الآن كثيراً،

وتقع في منتصف الضلع الشرقي منه مأذنة المسجد التي يبلغ ارتفاعها (30) مترا، والتي توجت في أعلاها بسلة مزدانة بالعديد من النقوش والزخارف الإسلامية وأحاطت ما تحت السلة الآية الكريمة: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُووَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ﴾ (2)، وقد شيدت هذه المنارة سنة 1378ﻫ - 1967 م، ((بسعي سادن المسجد المرحوم الحاج جواد بن الشيخ حسين بن الشيخ إبراهيم السهلاوي الخفاجي الذي تولى سدانة المسجد بعد والده الشيخ حسين السهلاوي المتوفى عام 1345ﻫ )) (3)

والمظنون أن للمسجد منارة قديمة هدمت في وقت لم ندركه (4)

وقد أرخ بناء المنارة الحالية السيد محمد الحلّي (5)بقوله:

ص: 109


1- الميرزا النوري - مستدرك الوسائل: 3 / 416وقال المجلسي (رحمه الله): الروحاء الآن غير معروف والغرض أنه كان أوسع مما هوألان، وفي مراصد الاطلاع: الروحاء من الفرع - بضم الفاء - علي نحوأربعين ميلا من المدينة،
2- سورة النور – الآية 36
3- د، كامل سلمان الجبوري – تاريخ الكوفة ومساجدها
4- د، محمد سعيد الطريحي - من تاريخ مسجد السهلة (مقالة)
5- محمد ابن السيد حسين النجفي 1319 - 1393،ولد في النجف الأشرف عام 1319ﻫ ،وأخذ علومه الأولي عن السيد محمد صادق بحر العلوم، والسيد عبد الرزاق المقرم ثم اتجه إلى الشعر والأدب، فهوعالم فاضل جليل ورع تقي شاعر مبدع، عالم بالتاريخ والأدب ويعتبر من أعلام التاريخ الشعري المبدعين النابغين، ومن شعراء النجف المعروفين بالفضل والكمال والتواضع وحسن الأخلاق،شارك في المساجلات والمطارحات وبرهن علي نبوغه العلمي والأدبي، وقد أرخ الكثير من الحوادث،ومن ذلك معظم مراحل الاعمار والتجديد لشباك وأبواب وأروقة الحرم المطهر لأمير المؤمنين (علیه السلام) /،كما أرخ شعرا لتجديد عدد من المساجد الكبري ومنها جامع الهندي، كانت له مكتبة قيّمة بالنفائس، توفي في النجف الأشرف عام 1393ﻫ ،له: ديوان شعر، كتابات في الفقه والأصول، مجموعة التواريخ الشعرية(معجم رجال الفكروالأدب –د، محمد هادي الأميني:1/447)و(موسوعة النجف الأشرف-جعفر الدجيلي وعبد الله الخاقاني: 21/ 13)،

((لِلْسهلةِ اقصدْ واستَجرْ منْ كلِّ نائبةٍ وكبتِ *** هوَمسجدٌ سمتْ العبادةُ فيهِ في سمتٍ وصَمْتِ

قدْ عُمّرتْ فيهِ المنارةُ للأذانِ برفعِ صوتِ *** مذْ قيلَ في تأريخِها: وَيؤذنونَ بكلِّ وَقْتِ)) (1)

ويحيط ساحة المسجد – في بنائه السابق- على طول الضلعين الشرقي والغربي صفان من العقود (إيوان) مع رواق طويل، أما اليوم فقد انتظمت الأواوين مع رواق ممتد جنبها على أضلاعه الأربعة،

ورغم أن المنشأ الخرساني الجديد لمرحلة الإعمارالأخيرة في المسجد والتي أمر بها مكتب السيد الحكيم (دام ظله)، لم تكن تحتاج في أعمالالإنهاءإلىالأبعاد الموجودة إلاأن العمارة الحالية جسدت شكل وأبعادالأواوين السابقة، وطابقتها تماما، محافظة على ذلك التراث المعماري الإسلامي الذي ورثه مسجد السهلة المعظم،

ويبلغ ضلع العمود الخرساني المربع الحامل لسقوف المنشأ (ثلاثين) سنتمترا، غير أن هذه الأعمدة قد غلفت بمقاطع الطابوق والرخام لتكون أبعادها (ستين) سنتمتراً في الإتجاه القصير و(تسعين) سنتمتراً في الإتجاه الطويل؛ حتى تطابق الشكل الطابوقي القديم لعمارة المسجد المشرف، كما وازدانت أعالي تلك الأعمدة بالقباب البديعة التكوين التي عرف بها ذلك النمط المعماري لهيئة البناء في المكان المقدس، وتماثلت الأروقة الممتدة

ص: 110


1- محمد بن جعفر المشهدي – فضل الكوفة ومساجدها: 39

على الجدران الأربعة للمسجد المقدس، لتشكل نسقا واحدا مثل النموذج السابق للرواق الذي انتظم جنب الأواوين، واحتضن القباب المفتوحة الأطراف، سواء من حيث أبعادالأعمدة، أومن حيث شكل ومقاطع القباب المحمولة.

ولقد أعطى أسلوب التنفيذ في مرحلة الإعمار الحالية صورة ألقة عن ذلك الانسجام في التفاصيل، ودقة العمل بها، والحد الأقصى من التحام النسيج التكويني لمفرداتها، في لوحة زاهية، قلما وجدت في أماكن تراثية أخرى، تعرضت للتحديث في عمارتها، وقد بذل الكادر الهندسي أقصى ما يمكن في سبيل المحافظة على ذلك النموذج المعماري الرصين لعمارة المسجد، وكأنه أعاد القديم، لكن بحلة جديدة.

أما المدخل الرئيسي للمسجد فهومن الباب المجاورة للمأذنة في منتصف الضلع الشرقي،((وهناك مدخل آخر في منتصف الضلع الشمالي مغلق بكسر من آجر المقالع قبل أكثر من قرن)) (1)، وقد تم ضمن مرحلة الإعمار الحالية إعادة فتح ذلك المدخل، واستحدثت بوابة خاصة له مع صحن جديد.

وهنالك صحن ملحق بالمسجد (خارج حدود المسجدية) من الجهة الشرقية، يضم بناية قديمة كانت في ما مضى مستقرا للزائرين ورواحلهم، وقد شيدت بصورة فنية رائعة على طراز الخانات المشيدة على الطريق بين النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، ويبدوأن عمر البناء يزيد على الثلاث مئة عام.

ص: 111


1- د، كامل سلمان الجبوري – مساجد الكوفة: 150

كما تحتضن أرض المسجد بعض آبار المياه القديمة، ومنها البئر الموجودة حاليا قرب المأذنة، وأخرى عند الركن الشمالي الشرقي داخل بناية الزائرين القديمة.

مقامات المسجد المعظم

اشارة

تنتشر في ساحة المسجد وفي أركانه عدة مقامات ومحاريب للأنبيّاء والأئمة والأولياء (علیهم السلام) هي بحسب ترتيب أداء الأعمال فيه:

1- مقام الإمام الصادق (علیه السلام)

ص: 112

يقع في وسط المسجد، وتشير الروايات إلى أن الإمام جعفر الصادق (علیه السلام) أدى الصلاة فيه مراراً، وفيه لبى (علیه السلام) صرخة لمؤمنة سجينة مظلومة نطقت بقول: ((لعن الله ظالميك يا فاطمة))، بأداءه (علیه السلام) صلاة ركعتين بين المغرب والعشاء مشفوعة بالدعاء ((أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُبْدِيُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خالِقُ الخَلْقِ وَرازِقُهُمْ...))؛ فأطلق سراحها فوراً. (1)

ص: 113


1- العلامة المجلسي - بحار الأنوار: 13:10 /320

وكانت توجد قرب مقام الإمام الصادق (علیه السلام) بركة ماء بعمق ستة أمتار تقريباً، يتم الوصول إليها عبر سلّم طابوقي من مدخل ظاهر اليوم للعيان، غير أن البركة قد تم ردمها في منتصف الثمانينات من القرن الماضي.

وعادة ما تؤدى عند مقام الإمام الصادق (علیه السلام) صلاة الجماعة.

2- مقام النبي إبراهيم (علیه السلام)

ص: 114

يقع في الزاوية الشمالية الغربية، وهوموضع بيت النبي إبراهيم (علیه السلام) كما ورد ذلك عن الإمام الصادق (علیه السلام) بقوله: ((فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة،)) (1)والعمالقة: قوم من ولد (عمليق) أو(عملاق) بن لاوذ بن أرم بن سام بن نوح النبيّ (علیه السلام) ، وهم طائفة من بني كركر بعد حروب وقعت بينهم، وقد كانوا ينزلون أسفل مكة، كما أن جرهم كانت تنزل أعلى مكة وفيهم ملوكهم، ثم كانت الدائرة لجرهم على العماليق، فعادت الولاية إليهم فتولوها نحواً من ثلاث مئة سنة، وزادوا في بناء البيت ورفعته على ما كان في بناء إبراهيم (علیه السلام) (2)وقد أطلق إسم العمالقة على اليمانيين القدامى، وعلى سكان فلسطين، فعن الإمام الصادق (علیه السلام) في

ص: 115


1- الشيخ الطوسي - التهذيب 6/ 37 ج 20
2- السيد محمد حسين الطباطبائي – تأريخ الانبيّاًء:134

وصف مكة عند تجديد إبراهيم (علیه السلام) للبيت: ((ومكة يومئذ سَلَمٌ وسَمَرٌ (شجر) وحول مكة يومئذ ناس من العماليق،)) (1)، ((وكانت جرهم حول الكعبة سكنت بعد العماليق، وسموا عماليق، لأن أباهم كان عملاق بن لود بن سام بن نوح)) (2).

3- مقام النبي إدريس (علیه السلام)

يقع في الزاوية الجنوبية الغربية، وهوالمنزل والموضع الذي كان يخيط فيه نبي الله إدريس (علیه السلام) ، كما ورد عن الإمام الصادق (علیه السلام) بقوله: ((هومنزل إدريس (علیه السلام) ، وما بعث الله نبيّاً إلّا وقد صلى فيه)) (3)وإدريس النبي (علیه السلام) هوالذي أخبر الله تعالى في كتابه أنه رفعه مكانا عليّاً بقوله عزَّ

ص: 116


1- الشيخ الكليني – الكافي 4: 201
2- الشيخ المفيد - الاختصاص: 265
3- العلامة المجلسي – بحار الأنوار: 52 / 317

من قائل: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نبيّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً ﴾ (1).

كان عالماً بالنجوم، وكانت حياته في الأرض ثلاث مئة سنة، وهوأول من طرز الطرز، وخاط بالإبرة، وأنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ومن هذه البقعة الشريفة رفع (علیه السلام) إلى السماء.

وتشير بعض الأخبار إلى تردد النبي يونس (علیه السلام) إلى هذا المقام الشريف فيسميه بعض المؤرخين مقام يونس (علیه السلام) (2) فيما سمّاه آخرون مقام إدريس وعيسى (علیهما السلام) (3).

4- مقام العبد الصالح الخضر (علیه السلام)

ص: 117


1- سورة مريم
2- السيد الحسيني الكاشاني – إرشاد أهل القبلة:175
3- د، كامل سلمان الجبوري – مساجد الكوفة: 153

يقع في الزاوية الشرقية الجنوبية، وهوعلى ما تشير إليه الروايات مكان استراحة العبد الصالح الخضر (علیه السلام) وموضع تردده، كما صرحت بذلك الروايات العديدة عن أئمة أهل البيت (علیهم السلام) والتي منها قول الإمام الصادق (علیه السلام) : ((وهوموضع الراكب فقيل له: وما الراكب قال الخضر (علیه السلام) )) (1)، وقوله (علیه السلام) : ((وفيه مسكن الخضر (علیه السلام) )) (2).

والخضر (علیه السلام) هوصاحب القصة التي ذكرها القرآن الكريم مع كليم الله النبي موسى (علیه السلام) بقوله عزً من قائل: ﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً﴾ (3) ويذهب بعض فقهائنا إلى أن: ((الظاهر أن الخضر (علیه السلام) من الأنبياء، وكان يختص بعلم ليس عند موسى (علیه السلام) ، وإن كان موسى (علیه السلام) أعلم أهل زمانه، بل أعلم من الخضر (علیه السلام) في الجهة التي يحتاجها الناس، ولذا أرسل إليهم دون الخضر (علیه السلام) ،)) (4)وقد كرمه جل وعلا بطول العمر، فهوحي يرزق إلى حين خروجه مع صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، ليكون من أصحابه،

5- مقام المرسلين والأنبياء والصالحين (علیهم السلام)

ص: 118


1- العلامة الحلي - منتهي المطلب (ط،ق): 1 /387
2- الشيخ محمد بن جعفر المشهدي -المزار الكبير: 162
3- سورة الكهف – الآية 65
4- السيد محمد سعيد الحكيم – الفتاوي ط2/390

يقع في الزاوية الشمالية الشرقية، ويسمى أيضاً مقام الأولياء والصالحين (علیهم السلام) ، وينسبه البعض فيسميه مقام النبي صالح (علیه السلام) (1) كما أن البعض سمّى هذا المكان الشريف بمقام نبي الله عيسى (علیه السلام) (2)، ويبدوأن تسميته بمقام الصالحين والأنبياء والمرسلين (علیهم السلام) جاءت لجمع الروايات والأخبار التي تشير إلى تردد مختلف الأنبياء (علیهم السلام) إلى هذه البقعة الشريفة، كما ورد في الكثير من الأخبار عن الأئمة الأطهار (علیهم السلام) ، والتي منها قول الإمام الباقر (علیه السلام) ((وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه)) (3).

6- مقام الإمام زين العابدين (علیه السلام)

ص: 119


1- السيد الحسيني الكاشاني – إرشاد أهل القبلة:177
2- المصدر نفسه:178
3- الشيخ المفيد - المزار 4 ح 1

يقع بين الزاوية الجنوبية الشرقية، ووسط المسجد، وتشير تسميته إلى أداء الإمام علي زين العابدين (علیه السلام) الصلاة فيه، وقد كان الإمام (علیه السلام) كثير الزيارة إلى العراق فقد قال الإمام الباقر (علیه السلام) :كان أبي علي بن الحسين (علیهما السلام) قد اتخذ منزله من بعد قتل أبيه الحسين بن علي (علیهما السلام) بيتاً من الشعر، وأقام بالبادية، فلبث بها عدة سنين كراهية الناس وملابستهم، وكان يصير من البادية بمقامه بها إلى العراق زائرا لأبيه وجده (علیهما السلام) ولا يشعر بذلك من فعله، قال محمد بن علي: فخرج (علیه السلام) متوجها إلى العراق لزيارة أمير المؤمنين (علیه السلام) وأنا معه وليس معنا ذوروح إلا الناقتين، فلما انتهى إلى النجف من بلاد الكوفة وصار إلى مكان منه فبكى حتى أخضلت لحيته من دموعه، ثم قال:

ص: 120

((السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِينَ الله فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياأَمِيَر المُؤْمِنِينَ...))، إلى نهاية زيارة أمين الله الواردة عنه (علیه السلام) (1)

7- مقام الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

ص: 121


1- الشيخ المجلسي – بحار الأنوار 100: 266/9

يقع مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في منتصف الضلع الجنوبي من المسجد تقريبا،وقد أشار الإمام الصادق (علیه السلام) في جملة من الأحاديث إلى أن مسجد

ص: 122

السهلة المقدس سيتشرف بالمنقذ الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومن ذلك قوله (علیه السلام) : ((هومن البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما أني لوكنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه، يا أبا محمد وما لم اصف أكثر ، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه أبدآ؟، قال: نعم، قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق،)) (1)

وقد تم بتوجيه آية الله العظمى السيد محمد مهدي بحر العلوم (قدس سره) (2)إعادة ((تشييد مقام الحجة في مسجد السهلة ، وبناء قبة من الكاشي الأزرق عليه- كما هواليوم، وكان بين

ص: 123


1- الشيخ محمد بن جعفر المشهدي -المزار الكبير: 162
2- السيد محمد مهدي ابن السيد مرتضي ابن السيد محمد وينتهي نسبه إلى السيد إسماعيل الديباج ابن السيد إبراهيم الغمر ابن الحسن المثني ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب (علیهما السلام) / ، ولد في كربلاء المقدسة قبيل الفجر من ليلة الجمعة في غرة شوال سنة 1155 ﻫ ، وتربي في أحضان والده العطوف تربية عز وشرف وأدب وكرامة فكان يعتني منه كثيرا لما ينتظره من مستقبله الطموح فكان يصحبه معه - وهويدرج - إلى مرقد جده الإمام الشهيد (علیه السلام) /، وإلى مواضع البحث والتدريس، وإلى مظان العبادة، فاستقي من هذا وذاك روح الإيمان وواقعيته كما تشاؤه ذاته الطيبة وكفاءته النشطة، ونبهاته العلوية، وتعلم القراءة ولكتابة - قبل اجتياز السابعة من عمره الشريف - فأخذ يزدلف إلى مجالس العلماء، ويتشوق ويصغي إلى محاضراتهم العلمية كما يصغي بقية التلاميذ إلىها بتأمل، وحضر أولياته وسطوحه من النحووالصرف وبقية العلوم العربية والمنطق والأصول، والفقه ولتفسير وعلم الكلام وغيرها علي فضلاء عصره والمتخصصين في هذه العلوم، فأكمل تلك الأوليات في ظرف ثلاث أوأربع سنين وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة - وبعد ذلك حضر خارج الأصول علي والده المرتضي، وعلي أستاذ الكل الوحيد البهبهاني، وخارج الفقه علي الفقيه الكبير الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق المتوفي سنة 1186 ﻫ ، وأخذ يزدلف إلى هذه إلىنابيع العلمية الثرة زهاء خمسة أعوام، حتي بلغ درجة الاجتهاد، وشهد له بذلك أساتيذه الثلاثة، ولمع نجمه في كربلاء، مع وجود هؤلاء الأقطاب الثلاثة، واعترف بفضله الخاص والعام - وهوبعد لم يبلغ الحلم - فكان طاقة متفجرة بالفهم والذكاء وزيتونة مباركة يكاد زيتها يضئ، حتي إذا اتسع أفقه العلمي، وأخصب ذهنه الوقاد وتفجر بالعلوم العقلية والنقلية،استأثرت جامعة النجف الأشرف بشخصيته الفذة، واستأثر هوأيضاً بها، ليكمل أشواطه الباقية في الجهاد والاجتهاد الفكريين، فانتقل من كربلاء إلى النجف الأشرف سنة 1169ﻫ موفور العلم، ثقيل الميزان ملاك الألسن، ومشار البنان، فحضر هنالك علي فطاحل علمائها المبرزين - يومئذ - كالشيخ مهدي الفتوني المتوفي سنة 1183 ﻫ والشيخ محمد تقي الدورقي المتوفي سنة 1186 ه والشيخ محمد باقر الهزار جريبي المتوفي سنة 1205 ﻫ وغيرهم من الحجج والأعلام وفي خلال ذلك كان مجدا في التدريس والتإلىف وإدارة القضايا الدينية، وحسم الدعاوي الاجتماعية، ورعاية شؤون الفقراء والمعوزين حتي تسنم مراقي الزعامة الدينية، واستوفي حظه الأوفي من عامة العلوم الإسلامية وأصبح قطب رحي العلم والفضيلة، وإلىه تشير الزعامة الدينية المطلقة ببنانها وعلي مدحه وثنائه ملاك لسانها في حين أن عمره المبارك بعد لم يتجاوز الثلاثين وفي شهر ذي القعدة من سنة 1186ﻫ دعي من قبل بعض علماء إيران وزعمائها إلى زيارة الإمام الرضا (علیه السلام) /، فخرج من النجف - مودعا من عامة طبقاتها - في طريقه إلى إيران، وتوقف مدة قليلة في كرمانشاه أفاد في خلالها علماؤها وفضلاؤها من ينبوع علمه وانتهلوا من طامي بحره حتي إذا وصل إلى خراسان خرج أهلها لاستقباله - علي بكرة أبيهم - فكان ليوم مقدمه المبارك تاريخ مشهود، وبقي هناك موضع الحفاوة والترحيب من عامة طبقاتها العلمية والاجتماعية والسياسية زهاء سبع سنين اختص في خلالها بالفيلسوف الإسلامي الميرزا مهدي الأصفهاني الخراساني فأكمل عليه علوم الفلسفة والكلام فأعجب به السيد الأستاذ لشدة ذكائه وسرعة تلقيه وهضمه المشاكل والمسائل الفلسفية، وعرف منه غزارة العلم، وسعة الأفق - فأطلق عليه ذلك اللقب الضخم وقال له - يوما وقد ألهب إعجابه - أثناء الدرس:(إنما أنت بحر العلوم)، ثم رجع إلى النجف الأشرف أواخر شعبان سنة 1193 ه بعد أن ترك في كل بلاد مر بها ذكريات طافحة بالعلم والتقوي، واندفع أهإلى النجف الأشرف لاستقباله - كما ودعوه - بشكل يتناسب ومدي شوقهم ولهفهم إلىه، وفي أواخر تلك السنة بالذات تشرف بحج بيت الله الحرام لا لقصد الحج فحسب، بل لإقامة مشاعر الحج وإصلاح بعض مواقفه وتأسيس بعض مواقيته، وبقي في مكة أكثر من سنتين موضع حفاوة وعناية من عامة طبقاتها، حتي أنه كان يوضع له كرسي الكلام فيحاضر بالمذاهب المختلفة ويحضر مجلسه العلمي أرباب المذاهب كلها، فكان لسيطرته علي موضوعية البحث يرتئيه كل مذهب لنصرته، ويدعيه لنفسه وكان يخفي مذهبه عليهم، ويستعمل التورية والتغطية أن سئل عن ذلك، حتي إذا أكمل أشواطه الإسلامية وأقام المشاعر، وصحح المواقف وركز المواقيت علي ضوء الطريقة الشرعية الحقة، وأنهي جميع مهماته الدينية وأدي رسالته التي من أجلها بقي مدة سنتين أوأكثر، أظهر مذهبهوأعلن به فازدحم عليه علماء المذاهب يناقشونه، ويناقشهم حتي أذعنوا له بالفضل عليهم والتفوق، وقال له بعضهم - وقد ازدلفوا لتوديعه – ((إن كان للشيعة مهدي ينتظر فأنت ذلك المهدي المنتظر بلا ريب)) ورجع إلى النجف الأشرف في أخريات سنة 1195، فاستقبل من قبل أهإلى النجف استقبالا منقطع النظير واز دلفوا إلىه بقلوبهم وأفكارهم، وتسابقت الشعراء للترحيب به والتشرف بمدحه، ولقد كان السيدعلي جانب عظيم من الأخلاق المحمدية، والصفات الكمإلىة، والمثل الإسلامية، متمثلا بأخلاق جده خاتم المرسلين (صلی الله علیه و آله) /من حيث الأخلاق الفاضلة والشرف الباذخ، والتواضع الرفيع، والرحمة والعطف والحنان والدعة، والمرونة والأريحية، وخفض الجنان وكل ما يرفع بالإنسان - وهويعيش في الأرض - إلى مرتبة الملك - وهوفي السماء - فكان مدرسة أخلاق وتربية ومدرسة علم وتقوي يدرس الأمة فصولا من سلوكه الإلهي وخلقه النبوي وسيره الاجتماعي الرفيع بين الناس - علي اختلاف طبقاتهم - فينال كل إنسان لديه ما ينتظره من العناية والرعاية: بحيث يفارقه بالثناء الجميل والشكر الجزيل فكان مثلا أعلي للأخلاق الإسلامية لا يجاري، منارا شاهقا للنبل والكرامة لا يدرك شأوه، قد تأثر بسلوكه الأخلاقي عامة تلاميذه ومن يتصل بواقعيته وأخذوا عن ذاته المقدسة دروسهم العلمية من حيث فناء الذات في حظيرة الواقع، ويحدثنا الذين كتبوا عنه: أنه كان قليل الكلام - إلا في مسألة عملية أوذكر الله تعإلى - طويل الصمت، دائب التفكير، عميق الإطراقة نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، إذا جلس بين الناس فكهيئة المتشهد للصلاة، واضعا يديه علي فخذيه، مطرقا برأسه، وبين آونة وأخري يرفع بصره إلى الملأ ليجيبهم علي سؤال وجه إلىه، أوليقول لهم أمرا يريد تنفيذه، وإذا مشي فعلي هيبة ووقار، قصير الخطو، متزن النقل، كأنما يريد أن يربط خطواته بسلسلة تفكيره العميق، وكانت هيبته وجلالة قدره تسيطران علي المجتمع بحيث تردهم هالة عظمته عن أن يقتحموه في مسائلهم وحوائجهم الدينية والاجتماعية، فالتفت إلى هذه الظاهرة وان ذلك ما لا تهدف إلىه ذاته السخية، ونفسيته المعطاء، فكان يشير إلى أحد خواصه - تلقائيا - أن يفتح للناس باب الكلام والمسألة فكان الناس يسألونه بواسطة أحد الملازمين لخدمته،ومن جلالة قدره - كما يقول التأريخ: أن الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء مع ما هوعليه من الجلالة والزهد - كان يمسح تراب خفه بحنك عمامته، تبركا به، وليس ذلك بغريب علي تلميذ مثل كاشف الغطاء بالنسبة إلى أستاذ مثل بحر العلوم، وكان لا يهتم بالقشور الاعتبارية وملاذ الدنيا - وان أغدقت عليه خيراتها - وليس متقشفا في ملبسه ومطعمه بل هوبالعكس: كان مترف اللباس حسن المأكل والمشرب والمسكن ومن ذوي الشرف والحشمة، ولكنه إلى جانب ذلك كله كان متفانيا في ذات الله بأبعد معني التفاني والوصول إلى حظيرة الواقع وكان من أولئك الذين ندب إلىهم الحديث القدسي: ((عبدي أطعني تكن مثلي تقول للشئ كن فيكون)) ومن أولئك الذين عبدوا الله عبادة الأحرار،،فكان يقضي النهار في أفضل ما يعبد به الله:التدريس والتإلىف والقضاء بين الناس وحل مشاكلهم الدينية والاجتماعية أما إذا جنه الليل، انصرم قسم من أوائله في شؤون البحث والتدريس والاجتهاد والتحقيق في شؤون التشريع الإسلامي، فإذا فرغ من ذلك كله طوي الحياة الدنيا ولوازمها إلى هدف أسمي، وتركيز أعمق ووصول إلى مراقي إلىقين والطمأنينة فإذا به - ويرافقه غلس الليل، وطمأنينة الضمير - يجد السير من النجف الأشرف إلى مسجد الكوفة ماشيا علي قدميه رغم وقاره واتزانه - فربما وصل في منتصف الليل أوقبيل الفجر إلى المسجد، فيفتح بيت الله العظيم له صدره الرحب، لأنه من أولئك الذين يعمرون مساجد الله - كما يريده الله تعإلى - فيظل في بيت الله طوال ليله يواصل السير في عالم الملكوت بالتهجد والعبادة والأذكار المأثورة، والتي كان يرتجلها لنفسه عند المثول أمام خالقه العظيم حتي إذا أنهي جميع أوراده أوراده وتهجده بين يدي الله وفي بيته الحرام عاد إلى النجف الأشرف - كما أتي - قبيل الفجر، يرافقه الواقع الذي يعيشه، وروحانية الله التي تحيطه، فينطلق - بدوره - إلى حظيرة الحرم العلوي المطهر، فيرد الحرم ورود ولد بار إلى والده العطوف، فهنالك اللقاء الواقعي، وهنالك التوجه النفسي، والفناء الروحي، بحيث قال عنه المترجمون له إنه كان كثيرا ما يسأل الإمام (علیه السلام) /عما يختلج في نفسه من أمور الدين، وقضايا الساعة فيجاب بلا ستر وحجاب، وعلي هذا اللون وشبهه كان يقضي غلب ليإلىه - خصوصا في أخريات أعوامه - ومن ذلك اشتهرت كراماته الباهرة، كقصة تشرفه بلقاء الحجة صاحب الأمر في مسجد السهلة، وقصة فتح باب الصحن والحرم الشريف له حين وروده إلىه، وغير ذلك من الكرامات التي ذكرها عامة من ترجم له واشتهرت علي السنة التأريخ في كل صوب وحدب، هكذا، فليكن من عظم الخالق في نفسه، وصغر ما دونه في عينه، ولقد حاز السيد علي هذا الشرف المؤبد وملك ذلك الميدان الواسع بجدارة واستحقاق وواقعية وإيمان، وطدت علاقته بالمجتمع بعد أن شبكت أواصره بالجانب الإلهي، والآفاق الروحية، فكان الزعيم الروحي المطلق غير النازع وسيد الطائفة المحقة ومرجع الشيعة علي رأس القرن الثالث عشر الهجري، فحنت الدنيا له خضوعا وانطوت المؤهلات الدينية والاجتماعية بين يديه وطبق صيته الآفاق الإسلامية وغير الإسلامية حتي كان نارا علي علم، وحسب التاريخ أن يقول (بحر العلوم) وكفي، وحينما ألقيت مقإلىد الأمور إلىه شاء أن يسير الوضع الاجتماعي والزعامة الدينية بنظام أكمل وسلوك أفضل، وواقعية أنبل، فرص الصفوف العلمية في النجف الأشرف، ونظم القضايا والأحكام، فركز - بعد وفاة أستاذه الوحيد البهبهاني - تلميذه الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء للتقليد والفتوي، حتي قيل: إنه أجاز لأهله وذويه تقليد الشيخ جعفر الكبير، تمشيا مع التنظيم والتركيز وعين المقدس الحجة الزاهد الشيخ حسين نجف للإمامة والمحراب فكان يقيم الجماعة في جامع الهندي، ويؤمه الناس - علي اختلاف طبقاتهم - بإرشاد من السيد بحر العلوم، وكان السيد يحترمه كثيرا لأنه علي جانب عظيم من القدسية والإيمان حتي ربما نقلت في حقه الكرامات الكثيرة التي إن دلت علي شأ فإنما تدل علي مدي علاقته بالمبدأ الأعلي وصفاء نفسه وستعرف أن السيد كان يتمني أن يصليالشيخ حسين علي جنازته حيث كان يعلم أن الذي سوف يصلي عليه غيره، وعين الحجة الثبت الشيخ شريف محي الدين للقضاء والخصومات، وحسم الدعاوي بين الناس، فكان يرشد إلىه في ذلك، علما منه بمهارته في القضاء، وتثبته في الدين، وسعة صدره لتلقي الدعاوي والمخاصمات، أما هوفاضطلع بأعباء التدريس، والزعامة الكبري وإدارة شؤونها العامة والخاصة، علما منه بما تحتاجه المرجعية الواسعة من صلة تامة بواقع الحياة، وتوغل دقيق في شؤون المجتمع، وإلمام كبير بعامة الأمور الدينية والدنيوية، وجرت الأمور علي ذلك التنظيم بأحسن ما يرام، وأخصب حقل الشريعة الإسلامية - في أيامه - بأروع وأبهج ظرف يمر عليها - رغم الطوارئ الحاسمة، والمفارقات المذهبية التي كادت - لولا حنكته - أن تقضي علي الأخضر وإلىابس من شؤون المسلمين، تتلمذ علي يديه المئات من العلماء والأفاضل وتخرج العشرات من المجتهدين، وترك ما يزيد علي العشرين مؤلفا في مختلف العلوم غير الرسائل القصيرة، ومن بعض أعماله ونشاطاته: - تعيين وتثبيت مشاعر الحج ومواقيت الإحرام علي الوجهة الشرعية الصحيحة، وكانت قبل ذلك مغفلة مهملة، فبقي قرابة الثلاث سنوات في مكة في هذا السبيل، ولا يزال عمل الشيعة إلىوم علي نموذج تعيينه للمشاعر والمواقيت، - تصديه واهتمامه في دفن أرض مسجد الكوفة بالتراب الطاهر - لتسهيل تطهيره - وكانت أرضيته مساوية في العمق لأرضية (السفينة) التي أزيلت معالمها في أعمال التجديد الأخير الذي قامت به طائفة البهرة، وبناء سور المسجد، وتركيز وبناء مقاماته - علي أسس قديمة - ووضع الشاخص للزوال (الرخامة) المنصوبة في مقام النبي (صلی الله علیه و آله) /وبناء حجرات في المسجد لإيواء المعتكفين - علي ما كانت عليه قبل التجديد الأخير - وغير ذلك من تعميرات في عامة نواحي المسجد، وحوإلىه، - تعيين وتشييد مقام الحجة المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) / في مسجد السهلة، وبناء قبة من الكاشي الأزرق عليه - كما هوإلىوم - وكان بين مكان المقام الذي عينه السيد رحمه الله وبين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار، فنقض ذلك، وأشاد هذا بعد قصة تشرفه بالمقام السامي ورؤيته للحجة الغائب (عجل الله تعالی فرجه الشریف) / - كما ينقله عامة من كتب عنه، برواية الميرزا القمي صاحب القوانين، - تعيين قبر المختار بن أبي عبيدة الثقفي رحمه الله - المعروف إلىوم - من حيث قبر مسلم بن عقيل (علیه السلام) /، ولم يكن قبل ذلك معروفا، - تعيين وتشييد مرقدي: هود، وصالح (علیهما السلام) / في وادي السلام في النجف الأشرف وكان مكان قبرهما - قبل ذلك - يبعد عن مكانهما بتعيينه - كما هوإلىوم - بعشرات الأمتار، فأمر بنقض الأول، وبناء غيره في مكان آخر - تعيين وإشادة مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /في وادي السلام، كما هوالمعروف الآن - بناء مئذنة الصحن العلوي الشريف الجنوبية وتعمير جدران الصحن وغرفه، وذلك أنه حينما رأي تضعضع تلك المواضع كتب إلى السلطان فتح علي شاه القاجاري في إيران أن يرسل أموالا طائلة بتصرف في ذلك، فامتثل السلطان أمر السيد، وأرسل فورا ما يكفي لذلك المشروع بتمامه، - تجديد بناء جامع الشيخ الطوسي وإضافة المساحة - خارج الحرم الآن - وتعيين مرافق ضرورية للجامع، - إعادة اعمار مرقد السيد إبراهيم الغمر (رضی الله عنه) / وبناء قبة عليه، ولم يكمل السيد الأجل أشواطه في الجهاد في سبيل الله وإحياء تراث جده سيد المرسلين (صلی الله علیه و آله) /فقد اختطفه القدر المحتم - وهوفي السابعة والخمسين من عمره - وذلك في شهر رجب من سنة 1312ﻫ ، فكان ليوم وفاته الأثر البالغ في العالم الإسلامي، بحيث صك نعيه المسامع، وطبق الآفاق، مجلجلا بالأسي والأسف حتي لقد سمع في ذلك إلىوم هتاف ونعي في السماء - بعد ما ألحد في قبره الشريف –: لله قبرك من قبر تضمنه *** علم النبيين من نوح إلى الخلف ففي حياتك إشراع لما شرعوا *** وفي مماتك موت الدين والشرف وهرع الناس - علي اختلاف طبقاتهم - إلى بيته الشريف فحملوا الجثمان المطهر وانطلقوا به يطوفون في أطراف المدينة بالتهليل والتكبير واللطم والبكاء والعويل، حتي جاؤوا به إلى الصحن الشريف، ينتظرون من يصلي عليه، وكان ولده الرضا ساعتها مسافرا خارج النجف، وكانت أنظار الناس متوجهة إلى المقدس الزاهد الحجة الشيخ حسين نجف، حيث كان معتمد السيد من حيث الورع والتقوي حتي عينه للإمامة العامة،وفي أثناء ذلك انطلقت الجماهير الغفيرة إلى جهة السوق الكبير - حيث مدخل البلد – لاستقبال السيد محمد مهدي الشهرستاني الحائري، فلقد بلغه مرض السيد، فجاء لعيادته، وقارن وصوله في ذلك الحين، ونسب العلماء الحاضرون كافة تقديمه للصلاة علي الجثمان الشريف، فتقدم لذلك وأتم العلماء به مععامة المشيعين، ودفن بجوار قبر شيخ الطائفة الطوسي أعلي الله مقامه في جامعه،(الفوائد الرجإلىة – بحر العلوم: 95)

ص: 124

ص: 125

ص: 126

مكان المقام الذي عينه السيد رحمه الله، وبين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار،)) (1)

صلاة الجماعة في مسجد السهلة المعظم

عادة ما تؤدى صلاة الجماعة عند مقام الإمام الصادق (علیه السلام) ،

ويبدوأن أكثر من جماعة كانت تنعقد بإمامة كبار العلماء كلما زاروا المسجد، ومن هؤلاء العلماء الراحل آية الله المحقق الشيخ أقا بزرك الطهراني (قدس سره) فقد ((ﻛﺎن ﻳﻮاﻇﺐ ﻋﻠﻰ الصلاة ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ أربعاء وﺳﻂ اﻟﻤﺴﺠﺪ، وﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺼﺪد ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎً مما ورد في(ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﺠﻨﺎن) ﻟﻠﻤﺮﺣﻮم اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺎس اﻟﻘﻤﻲ ﻓﻲ أعمال ﻣﺴﺠﺪ اﻟﺴﻬﻠﺔ ﻣﻦ قراءة دﻋﺎء وأداء رﻛﻌﺘﻴﻦ ﺻﻼة اﻟﺘﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ أداء ﻓﺮﻳﻀﺔ المغرب فيها (ﺣﻴﺚ) أن اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﻮاردة ﻓﻲ ﺻﻼة اﻟﺘﺤﻴﺔ إنما ﻫﻲ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﻌﺘﺒﺮ ﺗﺤﻴﺔً ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻴﻪ ﻣﻊ أن ﻫﺬه اﻟﺼﻼة ﺻﻼة ﻓﻲ ﻣﻮرد ﺧﺎص،)) (2)

ص: 127


1- السيد بحر العلوم – الفوائد الرجإلىة:96
2- السيد محمد حسين الحسيني الجلإلى -غاية الاماني في حياة الشيخ الطهراني:26

كما انعقدت الجماعة في ليالي الأربعاء عند غياب الشيخ أقا بزرك (قدس سره) بإمامة ((ﺻﻬﺮه اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻣﻬﺪي اﻟﻤﺪرﺳﻲ)) (1)

ونقل آية الله العظمى السيد محسن الأمين (قدس سره) أن صلاة الجماعة كانت تنعقد في مسجد السهلة بإمامة العرفاني الكبير آية الله الميرزا حسين قلي الهمداني (قدس سره) كلما زار المسجد فقال: ((،،فأقام أياما ونحن هناك فكان أصحابنا يذهبون ويصلون خلفه)) (2)

وأمّ المؤمنين ليلة الأربعاء من كل أسبوع - فيما عاصرنا - سماحة الشهيد السعيد آية الله السيد علاء الدين بحر العلوم (قدس سره) (3)،

وانقطع أداء الجماعة لفترة من الزمن بعد شهادته، لكنها عادت لتنعقد بإمامة آية الله السيد محمد حسين السيد محمد صادق الحكيم(دام ظله) (4) لفترة

ص: 128


1- المصدر نفسه:26
2- السيد محسن الأمين - أعيان الشيعة ج ص 136
3- ولد الشهيد السيد علاء الدينسنة 1350 ه، وتربي تربية علمية محضة ودرس المقدمات بإتقان، وبعد إنهاء سطوحه ومقدماته علي أيدي المتخصصين من العلماء، حضر أصول الفقه علي السيد الخوئي، والشيخ حسين الحلي، وحضر الفقه علي السيد الحكيم، وكتب محاضرات أساتذته العظام، وطبع له الجزء الأول من تقريرات أستاذه الخوئي باسم مصابيح الأصول، وله كتب وتقريرات في الأصول، والفقه، وله ولع خاص بباب (المواريث) من علم الفقه، فقد حقق وكتب فيه كثيرا، ولديه في ذلك مشجرة مصورة مخطوطة، وكان ذوطاقة علمية حية وسلوك خلقي رفيع، وإيمان وقدسية ظاهرتين علي سلوكه في الحياة، وعليه كانت تعقد الحوزة العلمية في النجف الأشرف أملها، اختاره السيد الخوئيواحدا ممن انتقي لتنظيم أمور النجف الأشرف أبان الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1990 م،، وتم اعتقاله مع الصفوة المباركة من أخوته وأسرته وباقي العلماء والأفاضل وأبناء العراق؛ ليغيبوا في غياهب السجون، ويلثموا الثري متمتمين بصلاة الاستشهاد، ويبدوأن الشهادة قد خطت علي روحه مخط الخلود، لتفقد الحوزة العلمية به واحدا من خيرة رجالها،
4- ولد السيد محمد حسين في النجف الأشرف يوم السبت السابع من شهر ذي القعدة الحرام عام 1359ﻫ ، وقد حثه والده الحجة منذ بدايات عمره علي التوجه لطلب العلم من خلال الحوزة العلمية، وشاركه في ذلك مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم، لكن السيد ارتأي أن يزاوج بين الدراسات الاكادمية والدراسة الحوزية إلى جنب العمل بمهنة تضمن له كسب عيشه، وقد تنقل منذ نعومة أظفاره بين عدد من المشايخ، ثم بدأ بدراسة المناهج المدرسية ليكمل مراحلها الابتدائية والمتوسطة والإعدادية بالنجاح بتفوق بالامتحان خارجيا، وهويعمل في مهنة حرفية، ثم دخل كلية الفقه وتخرج منها عام 1971 م، بدرجة جيد جدا، وفي أثناء ذلك درس المقدمات، كالألفية علي أخيه السيد محمد باقر الحكيم ، وحاشية ملا عبدالله والشمسية في المنطق، ومختصر المعاني في البلاغة علي المرحوم السيد عبد الرزاق الحكيم،والمعالم وأصول المظفر علي الشهيد السيد عبد الوهاب الحكيم، ودرس قسما من اللمعة علي الشهيد السيد مجيد الحكيم ، والقسم الآخر علي الشيخ صادق القاموسي،ودرس مقدمات الفلسفة علي السيد مسلم الجابري، والشيخ بشير النجفي، ودرس الكفاية علي السيد محمود الغريفي، والسيد محمد سعيد الحكيم، وقرأ المكاسب علي الشيخ محمد تقي الايراوني ، والسيد محمد علي الحكيموحضر ابحث الخارج في الأصول، والفقه عند السيد الخوئي ، والسيد محمد سعيد الحكيم، وقد تتلمذ علي يد سماحته العديد من طلبة الحوزة العلمية، فأخذوا عنه كتاب اللمعة في الفقه، وأصول المظفر، وكفاية الأصول، والرسائل، وقسما من المكاسب، مضافا إلى العديد من المحاضرات في العقائد والأخلاق والعبادات وغيرها، من مؤلفاته: تقريرات أستاذه السيد الحكيمفي الأصول والفقه، تقريرات أستاذه الشيخ الايرواني في المكاسب، بحث في الجهاد السلبي للأئمة (علیهم السلام) /، بحث في الشوري، تحقيق كتاب الاثني عشرية الصلاتية للشهيد الثاني، الخطابات الاحمديةللدوحة العلوية،تحفة الصائم في أعمال وأدعية شهر رمضان المبارك، كنز الأحاديث القدسية، شرح الأربعين حديثا للشهيد الثاني، فوائد اللمعتين في مدارك الروضتين، دلائل الحق في اعتقادات الإمامية،

أخرى،غير أن الظروف السيئة حالت دون استمرار سماحته في أداءها،وعادت الصلاة لتنعقد مجددا بإمامة سماحة حجة الإسلام السيد محمد حسين (1) نجل آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله)

ص: 129


1- ولد السيد محمد حسين في النجف الأشرف في شهر شعبان عام 1379 ﻫ ،، في بيت العلم والسؤدد الذي يظلله والده المرجع الكبير، لينهل من المعارف منذ البداية علي الأكفاء من فضلاء الحوزة من أسرته ’فبدأ بدراسة المقدمات عام 1390ﻫ ،، علي عمه السيد محمد صالح الحكيم، وعمه الشهيد السيد محمد حسن الحكيم،وأخذ أصول الفقه والجزء الأول من الكفاية والرسائل العملية علي السيد عبد المنعم الحكيم، كما قرأ الحاشية علي الشيخ عباس المطراوي، واللمعة ورياض المسائل علي الشهيد السيد محمد رضا الحكيم، ثم قرأ علي الشيخ أبي الحسن الانواري الجزء الثاني من الكفاية وكتاب المكاسب، وبعد إتمامه للسطوح، بدا بالبحث الخارج في الأصول عام 1399ﻫ ، وفي الفقه عام 1400ﻫ ،علي والده،كما حضر لمدة سنتين البحث الخارج في الفقه درس السيد السيستاني، وفي مرحلة متقدمة شرع بالتدريس، واخذ عنه جمع من الطلبة مقدمات اللغة العربية والمنطق ومختصر المعاني وأصول الفقه والجزء الثاني من الكفاية وكتابي المكاسب والكافي،وحالت الضروف العصيبة دون استمراره بالدراسة والتدريس؛ حيث اعتقل مع الجمع الغفير من أسرته الكريمة في السادس والعشرين من شهر رجب عام 1404ﻫ ، وقضي سنتين في مديرية الأمن العامة، وست سنوات في سجن أبي غريب،وشاء الله أن يستثمر سماحة السيد الحكيم(دام ظله) / بعض سني الاعتقال لإلقاء الدرس في السجن، فحضر السيد محمد حسين لديه دورة أصولية كاملة، وكتاب الخمس في الفقه،كما حضر تفسير سورة الجمعة ضمن درس السيد في علوم تفسير القرآن،ثم أطلق سراحه مع والده وإخوته وبعض إفراد أسرته في ذي القعدة من عام 1412ﻫ ، بعد أن تعرض للتعذيب في معتقلات الرضوانية بعد أحداث الانتفاضة،واعتمد عليه سماحة السيد الحكيم (دام ظله) / في إدارة مكتب المرجعية في النجف الأشرف، وكان ممثلا لسماحته في الكثير من النشاطات، وحضر العديد من المؤتمرات، فشارك في مؤتمر المجمع العالمي لأهل البيت (علیهم السلام) / في طهران عام 2003م،، ومؤتمر الأديان من أجل السلام الذي انعقد في مدينة (كيوتو) إلىابانية عام 2006م، وألقي فيه كلمة المرجعية، كما ألقي كلمة المرجعية في مؤتمر مجلس الأديان وجامعة نيويورك الذي نظمته مؤسسة شهيد المحراب عام 2007م،، وتفقد في سفره إلى أمريكا شؤون الجإلىةالإسلامية في ستة عشر ولاية، واطلع علي متطلباتهم وتابع تعزيز وشائج الصلة مع المرجعية في النجف الأشرف،ولا زال السيد محمد حسين يحضر الدروس العإلىة في البحث الخارج أصولا وفقها لدي سماحة السيد الحكيم،

وفي أواخر سنة 1414ﻫ ، أقيمت الصلاة جماعة بإمامة سماحة حجة الإسلام السيد عز الدين (1) نجل السيد الحكيم(دام ظله) ،ثم أم المؤمنين سماحة السيد علي السيد محمد حسين الحكيم (2) الذي أصبح متوليا على المسجد

ص: 130


1- ) ولد السيد عز الدين في النجف الأشرف في الأول من شهر رمضان المبارك من سنة 1382ﻫ ، في كنف والده المرجع الكبير، الذي يحتضن طلبة العلوم لينهلوا من ذلك النمير الصافي لمدرسة أهل البيت، فدخل في البداية المدرسة العلوية في النجف الأشرف، وأكمل الدراسة الابتدائية فيها عام 1395ﻫ ، ثم أتجه لدراسة العلوم الدينية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، فدرس المقدمات وأوائل السطوح عند أخيه السيد رياض الحكيم وعمه الشهيد السيد محمد حسن وعمه السيد محمد صالح والسيد عبد الأمير الحكيم، ثم واصل دراسته للسطوح العإلىة عند السيد محمد باقر الحكيم والسيد محمد جعفر الحكيم والسيد عبد المنعم الحكيم والشهيد السيد عبد الوهاب الحكيم والمرحوم السيد عبد الرزاق الحكيم،ولكن المأساة التي حلت بأسرته شملته، فاعتقل مع والده وإخوته وعدد كبير من أسرته الكريمة، فدخل السجن في رجب من عام 1403ﻫ ،وبرعاية من الله وتسديد فكرت العائلة الكريمة باستغلال السني العجاف في الاعتقال واستثمارها في الدراسة، ولوعلي الذاكرة، وعندما واتت بعض الضروف كلف بكتابة منهج في النحوعلي غرار قطر الندي علي ذاكرته، بما هومتاح من الورق والأقلام، كما كتب الاخرون، ولكنها أحرقت جميعها لضروف صعبة حدثت بعد ذلك،واستغلت لاحقا بعض السنين للدراسة، عند والده المرجع الكبير وعمه المرحوم السيد عبد الرزاق، فاستأنف السيد عز الدين وأخوه السيد علاء الدين حضور البحث الخارج عند والده، بما كتبه سماحته علي ذاكرته من علم الأصول، وواصل حضوره البحث الخارج عند سماحة المرجع الكبير بعد ما توفرت المصادر داخل السجن إلى منتصف العام 1991م، وبعد ثمان سنين أطلق سراحه مع والده وإخوته وبعض إفراد الأسرة، واعدم عدد كبير منهم،واستأنف السيد حضور البحث الخارج عند والده حتي إلىوم،وقبل سني السجن وبعدها، بدأ السيد عز الدين بالتدريس، فدرس العربية والمقدمات والسطوح العإلىة ولا زال يواصل التدريس في مناهج تلك السطوح، ونظرا للملكات التي لازمت شخصيته، فقد أوكل لسماحته تولي شؤون مدرسة السيد الحكيم بعد خروجه من السجن بقليل، واشرف علي إعادة اعمارها ومعالجة مشاكلها القانونية والاجتماعية، كما تم تكليفه بالإشراف علي اعمار مسجد السهلة المعظم بالتعاون مع المغفور له الحاج محمد جواد عطيه جبوري، والمهندسين مضر علي خان وكريم العبدلي إلى سقوط النظام عام 2003م،
2- ولد السيد علي في النجف الأشرف عام 1967م،وبدأ دراسته الحوزوية بكتاب متن الاجرومية في اللغة علي عمه السيد محمد باقر الحكيم،وكتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي، بجزئيه،لدي الشهيد السيد حسن الحكيم، وأكمل عنده كتاب شرائع الإسلام،ودرس كتاب قطر الندي وشرح ألفية ابن مالك لابن الناظم وبعض مغني اللبيب عند السيد عز الدين الحكيم، كمادرس كتاب المنطق للمظفر عند السيد عبد الأمير الحكيم، وأكمله علي يد السيد علاء الدين الحكيم، وتم اعتقاله في الحملة الواسعة علي أسرته الكريمة، لكنه استطاع اخذ بعض الدروس في سجنه، فقد اخذ عن عمه السيد محمد جعفر الحكيم كتاب أصول المظفر، وبعضا من كتاب اللمعة الدمشقية عند السيد محمد صالح الحكيم،وبعد الإفراج عنه وعن أسرته، واصل دراسته الحوزوية، مع توجهه لممارسة العمل التجاري، فأكمل اللمعة ، ورسائل الشيخ الأنصاري علي يد والده آية الله السيد محمد حسين الحكيم، وواصل درسه فقرأ بعضا من كتاب المكاسب علي السيد علي السبزواري، وأخذه كاملا لدي عمه السيد محمد جعفر الحكيم،ثم أخذ الكافي في الأصول علي والده،ودخل بعد ذلك لدراسة البحث الخارج، فأخذ أصولا وفقها عند السيد محمد سعيد الحكيم، ولا زال احد طلابه، وقد تتلمذت علي يديه مجاميع من الطلبة الأفاضل، فقرأوا عنده منهاج الصالحين بجزئيه، والشرائع، واللمعة، والمكاسب، وأصول المظفر، والكافي، كما درس مناسك الحج،والألفية وقطر الندي،ومعالم الأصول، المختصر، له العديد من المؤلفات،المطبوعة منها: كتاب (الشعائر الحسينية) وكتاب (خطب خالدة)،

للفترة من بداية الشهر السابع من عام 2005ولغاية نهاية الشهر الخامس من عام 2007

ولفترات مختلفة إئتم المصلون بأصحابالفضيلة والسماحة كل من: السيد علاء الدين السيد محمد سعيد الحكيم،والسيد مهدي السيد هاشم الحكيم،والسيد محمد القاضي، والسيد عادل السيد عبد الزهرهالحكيم، والسيد طلال الحكيم،

وتنعقد صلاة الجماعة حاليا فيه كل ليلة بإمامة آية الله السيد محمد حسين الحكيم (دام تسديده)،كما تنعقد الصلاة ظهرا بإمامة السيد عادل السيد مهدي الحكيم،

ص: 131

مراحل إعمار مسجد السهلة المعظم

توزعت أعمال الإعمار في مسجد السهلة المعظم على أجزاء مختلفة وفي فترات متفاوتة،نذكر منها ما يلي:

1، قبل عام (750 ﻫ ) شيدت الجهة القبلية، أي الرواق الجنوبي للمسجد، على ما ذكره الشيخ محمد تقي الأصفهاني، من أنه وجد كتابا أوأثرا يشير إلى ذلك،

2،في عام 1181 ﻫ ، بنى المقدس السيد محمد مهدي بحر العلوم (قدس سره) بناية لمقام الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وثبت المقام، وأقام عليه قبة من الكاشي الأزرق عليه، ((وكان بين المقام الذي عينه السيد رحمه الله، وبين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار،)) (1)

3،بين العام (1200-1260)ﻫ تم بتوجيه آية الله العظمى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر (قدس سره) بناء البناية الملاصقة لمسجد السهلة من حيث الدخول من بابه، للمحافظة على قدسيّة المسجد ولتكون مسكناً لخدّامه، وموضعاً لقضاء حاجات المصلين،

4،في عام 1303 ﻫ ، قام المرحوم الحاج محمد صادق الأصفهاني (2) بتشييد الغرف على الجدار الجنوبي الشرقي،

ص: 132


1- السيد بحر العلوم - الفوائد الرجإلىة: 1 / 96
2- الحاج محمد صادق الأصفهاني ممن تذكر لهم العديد من أعمال الاعمار للعتبات المقدسة وهوالذي جدد بناء القبة العباسية المشرفة بالكاشاني، واشتري الدور الملاصقة للصحن الشريف وزادها في الصحن وبناه بما هوالمشاهد، وكانت الزيادة من جهة القبلة أكثر من سائر الجهات قدر إيوانين أوثلاث، وغلف الصحن بالكاشاني، وعند وفاته دفن في حجرة تعرف باسمه عند باب القبلة،

5،في عام 1303 ﻫ ، جدد المرحوم الحاج محمد صادق الأصفهاني مقام الإمام جعفر الصادق (علیه السلام)

6، في عام 1308 ﻫ ، قام المرحوم الحاج محمد باقر البوشهري، بإلحاق غرف للأواوين السابقة على الجانب الشمالي الغربي، ووضع لها أبوابا، وقام بتغطية سطح قبته بالكاشي الأزرق ثانية،

7،في عام 1326 ﻫ ، تم إعادة بناء محراب الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ووضع عليه شباك من البرونز،

8،في عام 1349 ﻫ ، تم وضع شباك من الخشب لمحراب الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،

9،في عام 1351 ﻫ ، قام المرحوم الحاج محمد رضا البوشهري، ببناء الأروقة بصورة جديدة، وتبليط كافة سطوح المسجد،

10،في عام 1367 ﻫ ، قام المغفور له الحاج عبد المحسن شلاش (1)بترميم المسجد،

11،في عام 1369 ﻫ ، تبرع المغفور له الحاج رضا النجار النجفي بالباب الرئيسية للمسجد،

ص: 133


1- الحاج عبد المحسن عبود شلاش الخفاجي، ولد عام 1301ﻫ ، في النجف الأشرف وكان من شخصياتها المعروفة، شغل منصب وزير المإلىة، ثم وزير الاقتصاد في العهد الملكي، ثم أصبح عضوا في مجلس الأعيان،وله إلىد الطولي في إنشاء السكة الحديدية في العراق عام 1924م، ، وحصل علي العديد من الأوسمة، وعرف بالمساعي الجليلة في اعمار العديد من المشاهد والمراقد،ومنها تجديد بناية محراب أمير المؤمنين (علیه السلام) / في مسجد الكوفة المعظم عام 1363 ﻫ ، وتوفي عام 1367 ﻫ ليكمل ولده المرحوم الحاج عبود باقي مقامات المسجد عام 1370ﻫ ،كما جدد عمارة جامع وحسينية الرشادية قرب السهلة عام 1352ﻫ ، له من المطبوعات كتاب: تاريخ الآبار النجفية، والعديد من المقالات في الصحف والجرائد العراقية،

12،في عام 1371 ﻫ ، تبرع المرحوم الحاج عبد الله جعفر روجي من أهالي مومباسي – زنجبار بشباك برونزي لمحراب الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

13، في عام 1379 ﻫ ، قام المغفور له الحاج عبد الزهره فخر الدين (1) بإعادة بناء مقام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وتوسيعه، وتشييد الأروقة والطارمة الأمامية وتثبيت العديد من الآيات الكريمة والنقوش على بعض الأجزاء،

14،في عام 1387 ﻫ ، شيدت المنارة الحالية للمسجد،

15،في عام 1389 ﻫ ، قامت الأوقاف العراقية بإكساء أرصفة الأروقة الداخلية للمسجد،

16،في عام 1390 ﻫ ، أجريت مراحل إعمار أخرى للمسجد بأمر زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سره)

17،في عام 1392 ﻫ ، قامت الأوقاف العراقية برصف الجوانب الأمامية المحيطة بالمسجد بالطابوق الخرساني،

18،في عام 1394 ﻫ ، قام المغفور له الحاج عبد المنعم ناصر مرزه (2) بتشييد بناية جديدة لمقام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بسعة (120 م2) عليها قبة من الكاشي الأزرق،

ص: 134


1- الحاج عبد الزهره ابن الحاج سلمان فخر الدين النجفي ((صاحب الخيرات الحسان، المتوفي في 11 ذي القعدة سنة 1388 ﻫ ،، والذي امتدت مبراته لتشمل الكثير من المراقد والعتبات والمساجد، ومنها مسجد الصحابي الجليل صعصعه بن صوحان العبدي (رضی الله عنه) / ، الذي جدد بناءه عام 1387ﻫ ، علي هيئته الحإلىة،وساهم ببناء مرقد زيد الشهيد (رضی الله عنه) /، وشق جادة ترابية فرعية من الخط العام إلى مرقد محمد بن الحسن قرب الكفل، وردم المستنقعات، وكان عازما علي بناء مرقده، لكن وافاه الأجل)(مراقد المعارف – الشيخ محمد حرز الدين:2/ 274)
2- الحاج عبد المنعم ناصر عبد الله مرزه الأسدي، ولد في النجف بمحلة البراق عام 1917 ﻫ وبدأ دراسته في المدرسة الأميرية بمحلة المشراق، وتفرغ للنشاط التجاري،وكانت له العديد من الإسهامات المباركة في اعمار المراقد المقدسة كمرقد الشهيد زيد بن علي (علیه السلام) /، وغيرها،وقد أوكل المرحوم أعمال بناء مقام الحجة والقبة إلى المعمار النجفي الحاج مكي شريف والحاج غانم حمد، ومن العمال الذين ساهموا في البناء فاخر السيد مطر ومزهر التميمي وجابر رزاق سواد العكايشي وعبد الزهره عليوي النعماني ومنعم احمد السهلاوي وعلي كريم السهلاوي،

19، في عام 1396ﻫ قامت الأوقاف العراقية برصد مبلغ 7000 دينار خاصة للتأسيسات الكهربائية للمسجد، و4000 دينار لترميم سقوف المسجد، وأرضية مقام الإمام الصادق (علیه السلام) ،والممر الواصل بين مقامات الأنبياءإبراهيم وإدريس (علیهما السلام) وإلى مقام الخضر (علیه السلام)

20، في عام 1415 ﻫ ، قام المغفور له الحاج محمد رشاد ناصر مرزه (1) بتوسيع المقام من الجانبين وأعاد إعماره بمساحة (390 م2)، وتوفي (رحمه الله)، فأكمل ولده المرحوم الحاج (عبد الحسين) العمل، بإكساء

ص: 135


1- الحاج محمد رشاد ناصر مرزه، احد أكثر الناس اهتماما باعمار العديد من المراقد والمساجد والمقامات المشرفة، فقد ((قام بمشاريع عمرانية كبيرة لأضرحة أهل البيت (علیهم السلام) /،وصحابتهم الكرام، وفضلا عن تذهيبه قبة أمير المؤمنين (علیه السلام) /، قد قام بتشييد مرقد مسلم بن عقيل، وميثم التمار، ومقام الإمام المهدي في مسجد السهلة،وحين حصل تصدع كبير في القبة الشريفة اقلق السيد محسن الحكيم، فقرر إصلاحه عن طريق الاكتتاب من الناس،وما أن سمع بذلك التاجر النجفي الحاج محمد رشاد بن ناصر مرزه، حتي طلب من السيد الحكيم السماح له بإصلاح القبة وإعادة التذهيب إلىها علي نفقته الخاصة، فوافق سماحة الحكيم، وأبدي سروره بهذه المبادرة،، وقد هيأ الحاج محمد رشاد مرزه ورشة عمل كاملة في أعلي القبة الشريفة،وأشارت بعض المصادر إلى أن كلفة المشروع بلغت مئة ألف دينار عراقي وأن كمية الذهب التي أضيفت بلغت مئتي كيلوغرام، وأن مدة العمل استغرقت سنتين بدء من عام 1388ﻫ ، وأرخ ذلك الشاعر محمد حسين غيبي بقوله: ما مات من كفل الأيتام أوذهبا *** وصاغ قبة قبر المرتضي ذهبا وشاد صرح سفير السبط وانهمرت *** لميثم كفه من جوده شهبا (محمد) سار في درب(الرشاد) وهل يضل من لعلي يصطفيه أبا))(المفصل في تاريخ النجف الأشرف-د،حسن الحكيم:2/106)

الأرضيات بالكاشي المطعم، وإنهاء الجدران الداخلية ، وتطعيمها، وتغليف الواجهة الخارجية بالطابوق المنجور، وتزيين الجدران الخارجية والداخلية بأزارة من المرمر،

21، في عام 1420 ﻫ ، تمت المباشرة بإعادة بناء المسجد بكافة أجزاءه بأمر سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ،

22، في عام 1429 ﻫ ، تم إنجاز إكساء الصحن الشرقي للمسجد بالرخام،

23،في عام 1429 ﻫ ، تمت المباشرة ببناء مؤسسة مسجد السهلة المتخصصة بتراث أهل البيت (علیهم السلام) ملاصقة لجداره الجنوبي،

24، في عام 1431 ﻫ ، تمت المباشرة بأعمال التوسعة الكبرى لمقام الإمام زين العابدين (علیه السلام) والإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، برعاية مكتب المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ،

ص: 136

العمارة الحالية لمسجد السهلة المعظم

نظرا لقدم البناء في المسجد المعظم، وللحقب الطويلة التي مرت على تشييده، وإهماله لفترات متفاوتة، في العهود الماضية الظالمة، فقد تأثرت عمارته بدرجة عاليةوحدثت شروخ واسعة في جدرانه، وتهدمتمعظم القباب فيه، وانهارت أبراجه الخارجية الداعمة لسوره بعد انهيار أجزاء واسعة من ذلك السور،وبلغ الأمر حالة مزرية، يتحسسها ألما كل مؤمن ويكابدها حزنا وجزعا، ولم تجد كل محاولات الترقيع والإصلاح الثانوي لبعض الأماكن من قبل بعض المحسنين جدوى،

والتزاما بنهج الشريعة الغراء، وسيرا على خطى الأنبياء والأولياء والصالحين (علیهم السلام) ، في تعظيم شعائر الله، ولما كانت بيوت الله عز وجل اشرف البقاع، ويزيد فضل أداء الصلاة فيها والدعاء أضعافا مضاعفة على غيرها؛ فقد استقرت النية – بعد الاتكال على العلي القدير-

ص: 137

لدى سماحة آية الله العظمى المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ، على التوجه لإعادة بناء المسجد؛ لما له من قدسية وشرف يتلمسها المرء في كل زاوية منه، حين تتعطر بعبقات رماله جباه المؤمنين الذين يؤمونه كل يوم، وكل ليلة أربعاء على الخصوص؛ فتمتد الأكف ضارعة بالدعاء، في موسم عبادة تتحسس الروحانية فيه ألقا على الجباه، وندى على الأكف، وعطرا على شفاه المصلين،

وقد تم تشكيل هيئة للإعمار ضمت السيد (عز الدين السيد محمد سعيد الحكيم)، والمغفور له المرحوم الحاج (محمد جواد عطيه جبوري)، والمهندس الاستشاري السيد (مضر عبد الهادي علي خان المدني) مهندسا مشرفا والمهندس المعماري (كريم العبدلي) مديرا للمشروع ومهندسا مصمما،

وقد تفضل سماحة السيد الحكيم (دام ظله) فأمر بالمباشرة بالعمل في الجهة الجنوبية وإعادة البناء فيها، مخلدا بكلمات تحمل من البيان سحرا ذلك التوجه الإيماني لدى سماحته؛ فكتب في يوم 24 ربيع الأول عام 1419 ﻫ كتابا غيب في أعماق الثرى يحكي توجه سماحته متوكلا على الله لإعادة اعمار المسجد الشريف،

ص: 138

وبرغم قلة الموارد والإمكانيات، وضغط السلطة الحاكمة، وكل ما مر به البلد من أزمات؛ فقد شاءت إرادة الله عز وجل أن تخلد عظمة هذا المكان، فجاءت الحلة الجديدة للمسجد كأبهى ما تكون من الجانب الفني الذي يتلمسه كل زائر، ويتلمس معه دقة العمل فنيا؛ وهوأمر يعود سببه الأول إلى رعاية صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وتسديده لخطوات المتشرفين بأداء العمل فيه،وقد مرت فترات من التباطؤ والتلكؤ بالعمل، بسبب ضعف الإمكانات المادية، أوبعض الضروف القاهرة، لكن تسديده – جل شانه – لسيدنا الحكيم(دام ظله) وطد لديه العزم والتوكل على إعادة بناء المسجد كله؛ فأنجزت مراحل متقدمة منه، حيث أنجزت أضلاعه الأربعة، مع سور المسجد الخارجي، كما أنجز بناء مقامات (إبراهيم، إدريس،الخضر، والصالحين) (علیهم السلام)

وتم إنجاز تأهيل الصحن الواقع في الجهة الشرقية (خارج حدود المسجدية) بإكساء أرضيته بالرخام وزرع الحدائقوالعناية بدورات المياه الملحقة واستحداث حوض واسع للوضوء، كما تم نصب منظومة كبيرة لتحلية المياه، وأوصلت المياه المعدنية عبر شبكة حديثة إلى كافة أجزاء المسجد، التي جهزت ببرادات المياه، كما تم تشييد الجناح الإداري للمسجد على الجزء الخارج عن المسجدية في الضلع الشرقي على يسار المدخل، وانجزت تهيئة صالة المحاضرات والمؤتمرات على الجزء الخارج عن المسجدية في الضلع الشرقي على يمين المدخل،كما انجز تشييد أبنية أقسام المسجد المختلفة على أجزاء من الصحن الشمالي،

والعمل مستمر في إنجاز مراحل الإعمار المستقبلية التي تم التخطيط لها ، حيث تم في الأول من شهر محرم الحرام عام 1430 ﻫ إعادة تشكيل

ص: 139

هيئة الإعمار بإشراف السيد (محمد حسين السيد محمد سعيد الحكيم) لتضم المهندس الاستشاري السيد (مضر السيد عبد الهادي علي خان المدني) أمين المسجد والسيد (احمد نوري هاشم الحطاب)مديرا للمشروع، والدكتور المهندس (حيدر طالب الدامرجي) استشاريا، والأستاذ (جاسم محمد ناصر)مراقبا للعمل،والحاج (مجاهد مهدي رشيد) أمينا ماليا،

ومن الإعمار المستقبلية التي تم التخطيط لها:

-تأهيل المنطقة الشرقية المتاخمة للمسجد وتتضمن:تشييد مسقفات للزائرين، تحديد مناطق خضراء، إنشاء مماشي حركة، تشييد دورة مياه صغيرة،

- تأهيل المنطقة الجنوبية المتاخمة للمسجد وتتضمن:تشييد صحن جديد لخدمة الزائرين بمساحة تزيد على الستة عشر الف مترا مربعا وقد بوشر بالعمل به في شهر جمادى 1 من عام 1432،تشييد مؤسسة المسجد الثقافية، تشييد مسقفات للزائرينتحديد مناطق خضراء، إنشاء مماشي حركة، تشييد مكتبة عامة كبرى، تشييد مشافي للكتب، تشييد قاعات للمطالعة،

- تأهيل المنطقة الشمالية المتاخمة للمسجدوتتضمن:إنشاء صحن جديد للزائرين، تشييد دورة مياه، إنشاء مرآب سيارات، فتح طريق خدمة،

- تأهيل المنطقة الغربية المتاخمة للمسجدوتتضمن:إنشاء صحن جديد للزائرين، تشييد مدرسة دينية كبرى،

ص: 140

تشييد مكتبة عامة، تشييد صالة مؤتمرات، إنشاء مرآب سيارات، تشييد مضيف مسجد السهلة، تحديد مناطق خضراء، تشييد دور ضيافة، تشييد دورة مياه رئيسية، تشييد مخازن رئيسية، تحديد مناطق خضراء إنشاء مماشي حركة،

- إعادة بناء مقام الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :وقد تمت المباشرة بأعمال إعادة بناء المقام المشرف، وفق تصاميم حديثة روعي فيها توسعة المقام ليستوفي الأعداد المتزايدة من الزائرين، كما سيتم فيه إعادة بناء القبة المشرفة للمسجد المعظم بأحدث الطرز المعمارية بعد أن آلت القبة القديمة إلى التداعي،

- إعادة بناء مقام الإمام زين العابدين (علیه السلام) :وقد تمت المباشرة بأعمال إعادة بناء المقام المشرف، جنبا إلى جنب مع مراحل إعادة بناء مقام الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،

– إعادة بناء محراب مقام الإمام الصادق (علیه السلام) ، وإكساء أرضية الباحة الداخلية للمسجد المشرف بالرخام،

– تشييد منارة جديدة للمسجد المعظم مجاورة للبوابة الشمالية له التي تم إعادة فتحها،

– تغليف الواجهة الخارجية للمسجد بالرخام وطابوق التغليف وفق الطرز الإسلامية مع رفع مناسيب سور المسجد لإظهاره بالحلة المناسبة لكيانه المعظم،

ص: 141

إدارة مسجد السهلة المعظم

ارتبط مسجدالسهلة المعظم طيلة العهود الماضية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية، والتي كانت معنية بالإشراف والمتابعة على كل المراقد والعتبات والمزارات والمساجد في العراق، وضمن التقسيمات المتعارفة فقد كان لكل مرقد أوعتبة أومزار إدارة فعلية ترتبط بمديريات محلية للوقف تابعة للوزارة،

وكانت تلك الإدارات تسمى ب-(الكليدارية)، و(الكليدار) (1) هوالشخص المسؤول الأول عن إدارة المكان، وقد يحدث أن يكون (الكليدار) مسؤولا عن أكثر من مزار، فيتم تنسيب (قيًما) على المكان الثانوي مرتبطا

ص: 142


1- الكليدار كلمة فارسية تتكون من جزءين مدغمين: (كليت) وتعني المفتاح، و(دار) التي تعني الشيء نفسه في العربية البيت، لكنها هنا تعني المرقد، وبذلك يكون معني الكلمتين (مفتاح المرقد) او(حامل مفتاح المرقد)، وتقابلها في اللغة العربية مفردة (السادن) وهوالمسؤول المطلق وبلا منازع عن المرقد،

ب-(الكليدار) الذي يدير المكان الأكثر أهمية، وعادة ما كان العنوان الوظيفي لل-(الكليدار) منحصرا في أسرة معينة، تتوارث الوظيفة في إدارة الأمكنة المقدسة،

ويعتمد (الكليدار) في الإدارة على أفراد أسرته، وفي بعض المراقد على أسر مختلفة، درجت الناس على تسميتهم ب-(خدم) ذلك المكان،

وقد اختصت أسرة (آل السهلاوي) بتولي إدارة مسجد السهلة المعظم منذ زمن بعيد،

((وآل السهلاوي أسرة عربية تعود إلى قبيلة خفاجة – آل زور، ونسبهم إلى جدهم الأكبر عمران بن شاهين، صاحب الجامع في النجف، وقد تولوا خدمة هذا المسجد منذ أقدم الأزمنة)) (1)،

وتحتفظ الناس بمختلف طبقاتهم بذكريات طيبة عن كبار هذه الأسرة كالمرحوم الحاج ((جواد إبن الشيخ حسين ابن الشيخ إبراهيم السهلاوي المولود في منطقة مسجد السهلة عام 1320 ﻫ ، وتولى سدانة المسجد بعد والده الشيخ حسين السهلاوي المتوفى عام 1339ﻫ ، وكان قبلا الشيخ إبراهيم بن محمود الخفاجي، وقبله الشيخ محمود بن خزعل الخفاجي، وهكذا من الآباء إلى الأبناء)) (2)،

وكانت هذه الإدارة ترتبط إداريا ب-(كليدارية) مسجد الكوفة المقدس،

وبعد سقوط النظام السابق سنة 2003 م، تم إلغاء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في العراق، واستحدثت بديلا عنها دواوينللأوقاف

ص: 143


1- د، كامل سلمان الجبوري – مساجد الكوفة:152
2- االمصدر نفسه: 152

لمختلف المذاهب والأديان، فارتبطت المراقد المقدسة لأهل البيت (علیهم السلام) ، والمزارات الأخرى بديوان الوقف الشيعي والأمانة العامة للمزارات الشيعية،

إلاً أن مسجد السهلة المعظم ارتبط بمكتب سماحة آية الله العظمى المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ، وهوالجهة التي كانت تتولى حملة الإعمار الكبرى في المكان الطاهر

وحرصا من مكتب سماحة السيد الحكيم (دام ظله) على رعاية المسجد المعظم؛ وبذلا لكل مجهود ممكن خدمة لزائريه فقد تم تشكيل إدارة للمسجد، ونسب الحاج (فلاح حسن العلياوي) مديرا لها للفترة من بداية الشهر الرابع حتى نهاية الشهر التاسع من عام 2005م،

ثم تم تشكيل أمانة للبقعة المشرفة أنيطت بالمهندس الإستشاري السيد (مضر عبد الهادي علي خان المدني)، حيث تم افتتاح الأقسام العديدة وهيكلة كادره الذي يتولىأداء الخدمة فيه كرامة لقدسيته وإعظاما لأمر ولي الله الأعظم الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

وقد تولى السيد أمين المسجد تنسيب السادة أعضاء الأمانة ومسؤولي الأقسام وتضم حاليا:

السيد (أحمد نوري هاشم الحطاب)، السيد (مجاهد مهدي رشيد اللامي)، السيد (احمد رزاق عبد الحمزه الجنابي)،السيد (جاسم محمد ناصر الشمري)،السيد (حيدر شمخي جبارالعلياوي)،السيد (أسعد هاشم جاسم الرماح)، السيد (لؤي جبير حسين الجبوري)،السيد (جبار سعيد

ص: 144

الحكيم)،السيد(حسن عبد الهادي علي خان)،السيد (أنور عبد الأمير خوير)،السيد (عباس الحاج محمد حسين السهلاوي)،

وتم فتح الأقسام الإدارية التالية:

قسم المنتسبين - قسم الإعمار- قسم الصيانة- قسم الإعلام - قسم الأمن - قسم النذور والتبرعات - قسم الخدمات - قسم الحاسوب والانترنت - قسم المنتسبات - قسم الاستفتاءات - قسم الخدم المرشدين،

ويعمل في هذه الأقسام حاليا ما يقاربالمئتي منتسب،

الحركة الثقافية في مسجد السهلة المعظم

يبدومن خلال بعض الروايات أن مسجد السهلة المعظم كان واحدا من روافد العطاء الفكري، تلتئم على باحته حلقات الحديث والدرس فقد ورد عن علي بن السري أنه قال: ((حدثني عمي، قال: حدثني إبراهيم بن أبي سمال وسمعته يحدث به جماعة من أهل الكوفة في مسجد السهلة فيهم جعفر بن بشير البجلي، ومحمد بن سنان الزهري وغيرهم قال: كنت أسير

ص: 145

بين الغابة ودومة الجندل مرجعنا من الشام في ليلة مسدفة بين جبال ورمال فسمعت هاتفا من بعض تلك الجبال وهويقول:

ناد من طيبة مثواه وفى طيبة حلا *** أحمد المبعوث بالحق عليه الله صلى

وعلى التالي له في الفضل والمخصوص فضلا *** وعلى سبطيهما المسموم والمقتول قتلا

وعلى التسعة منهم محتدا طابوا وأصلا *** هم منار الحق للخلق إذا ما الخلق ضلا

نادهم يا حجج الله على العالم كلا *** كلمات الله تمت بهم صدقا وعدلا)) (1)

كما ورد أن المسجد كان يحتضن حلقات الحديث فعن ((الشريف الجليل العالم أبوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي،عند عودته من الحج، في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، بمسجد السهلة، قال: حدثني والدي علي بن زهرة، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، قال: حدثنا الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن إبراهيم)) (2)

وتوخيا لنشر الفكر الإسلامي الأصيل المتمثل بمنهج أهل البيت (علیهم السلام) فقد شهد المكان المقدس العديد من النشاطات الفكرية والندوات التي قام بها قسم الإعلام في العتبة الشريفة ومنها:

ص: 146


1- أحمد بن عياش الجوهري - مقتضب الأثر: 54
2- الميرزا النوري – مستدرك الوسائل: 3 /443

- ولادة مؤسسة مسجد السهلة المتخصصة بتراث أهل البيت (علیهم السلام)

وهي مؤسسة تعنى بنشر وتوزيع الكتب والدراسات المتعلقة بالإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، مع كافة الكتب العقائدية، وما ينمي ثقافة الطفل المسلم من قصص وألعاب إسلامية، كما وتعنى بنشر الصور والبوسترات واللوحات المتعلقة بتراث الأئمة (علیهم السلام) ، والمسجد المشرف، وتصدر عنها الأقراص المدمجة، والمحاضرات العقائدية المختلفة ، كما تقوم بإعداد المطبوعات التي تتعلق بأمور العقيدة، وترى فيها منفعة للمؤمنين، وتراعي المؤسسة الالتزام بحيادية الانتقاء، وأن تكون منفتحة على جميع المؤسسات الثقافية، وان تقوم بعرض كل ما يصدر عن الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، من دراسات أوأبحاث أوأقراص مدمجة أوغيرها محددة هدفها بنشر الفكر الإسلامي الصحيح ،

وقد تم افتتاح المؤسسة الرشيدة بإمكانيات متواضعة جدا وبمساحة بسيطة داخل فناء المسجد محاذية لضلعه الشرقي في يوم الأحد 16 / 7 / 2006م، الموافق للعشرين من شهر جمادى الآخرة لسنة 1427ﻫ تيمنا بهذا اليوم المبارك الذي ولدت فيه سيدة نساء العالمين بضعة المصطفى السيدة فاطمة الزهراء (علیها السلام) ،وكان لمؤسسة (الرائد للطباعة والنشر) بشخص مديرها الحاج (رائد النساج) دورا واضحا في احتضان نتاج المؤسسة في بداية تكوينها،

ونظرا لازدياد أعداد الزائرين إلى مقرها وللتطور النوعي والكمي في معرض الكتاب الدائم فيها وعدم استيعاب مساحتها المخصصة لذلك، فقد وجه أمين المسجد المهندس السيد مضر عبد الهادي علي خان المدني

ص: 147

هيئة الإعمار في أمانة المسجد بتشييد بناية جديدة للمؤسسة محاذية من الخارج للضلع الشمالي وبمساحة تزيد على الخمسمئة متر مربع،وتمت المباشرة فعلا بأعمال البناء يوم الثلاثاء 18/11 /2008م، الموافق للعشرين من شهر ذي القعدة لسنة 1429ﻫ ،وقد تم انجاز الأعمال التي شملت البناء وتغليف الجدران وإكساء الأرضيات وتجهيز منظومة التكييف، ليتم افتتاحها في يوم الأحد 5 / 7/ 2009م، الموافق للثالث عشر من شهر رجب المرجب لسنة 1430ﻫ تبركا بيوم الولادة الميمون لمولى الموحدين وقائد الغر المحجلين أمير المؤمنين علي (علیه السلام) ،

ورغم ولادتها الحديثة فقد شاركت المؤسسة في العديد من المهرجانات والمعارض، وكان حضورها متميزا، حيث خصص لها في كل مشاركة جناح متميز، وحصلت على العديد من الشهادات التقديرية، ومن تلك المشاركات جناحها السنوي في معرض الكتاب الذي تقيمه كل عام الأمانة العامة للعتبة الحيدرية المقدسة، ومهرجان الأمان الثقافي السنوي في مدينة الديوانية، ومعرض الكتاب السنوي الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة، ومهرجان ربيع الشهادة السنوي الذي تقيمه الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين في ذكرى الولادات الميمونة من شهر شعبان الخير كل عام،

وقد نسب السيد حسن عبد الهادي علي خان مديرا للمؤسسة مدة ثلاث سنوات، فيما يتولى مسؤوليتها الآن عضوالأمانة الحاج (أحمد رزاق عبد الحمزه)،

ومن المطبوعات التي صدرت عن مؤسسة مسجد السهلة المعظم:

ص: 148

أعمال مسجد السهلة المعظم: إعداد مؤسسة السهلة، أعمال ليالي الجمع: إعداد مؤسسة السهلة، مسجد السهلة تأريخه وأعماله: تأليف السيد مضر علي خان المدني، سفراء ونواب الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : تأليف الشيخ حميد البغدادي، الشعائر الحسينية: تأليف السيد علي الحكيم،تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل: تأليف السيد مضر السيد علي خان المدني، مسجد السهلة ملاذ الأولياء: تأليف السيد أحمد نوري الحكيم، خطب خالدة: تأليف السيد علي الحكيم، مفكرة السهلة: إعداد السيد مضر السيد علي خان المدني، دليل مسجد السهلة المعظم: تأليف السيد مضر السيد علي خان المدني، نشرة السهلة: إعداد قسم الإعلام في أمانة المسجد، الخلافة المغتصبة: تأليف الأستاذ إدريس الحسيني المغربي،

- إقامة الندوات والمحاضرات المتعلقة بحركة الظهور المبارك للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) حيث تمت استضافة بعض المتخصصين في هذا المجال، وبالاستعانة بمخططات مصورة عن زمن الظهور

- استضافة العديد من الخطباء الحسينيين في ليالي الأربعاء لإقامة المجالس الحسينية،

- استضافة بعض الشخصيات الإسلامية لإلقاء محاضرات عقائدية مختلفة في ليالي الأربعاء،

ص: 149

- عقد ندوات موسعة في المكان المشرف لشرح مناسك الحج نظريا وتطبيقها عمليا لكل من رغب بأداء الفريضة المبرورة من المرشدين والمتعهدين والإخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات،

- إقامة المسابقات الكبرى في بعض المناسبات الإسلامية وتكريم الفائزين،

- إقامة الأمسيات الرمضانية التي شملت تلاوة وتجويد وحفظ القرآن الكريم، كما تضمنت مسابقات مختلفة في علوم القرآن وزعت فيها الهدايا للفائزين،

- استضافة المؤتمر القطري الأول لمرشدي الحج والذي تم فيه اختبار المتقدمين بالطلب كمرشدين لحجاج بيت الله الحرام،

- إقامة العديد من الاحتفالات بولادات المعصومين (علیهم السلام) والتركيز على الليلة المباركة في النصف من شهر شعبان، تم فيها استضافة نخبة من رجال الفكر والعقيدة والأدباء والمؤرخين والشعراء،

ومن بعض رجال الفكر والأدب الذين تمت استضافتهم: سماحة السيد رشيد الحسيني والأستاذ الدكتور حسن عيسى الحكيم وسماحة السيد محمد علي الحلووسماحة السيد محمد علي بحر العلوم وسماحة السيد محمد القبانجي والمؤرخ الأستاذ حسن الظالمي والسيد الدكتور محمد التيجاني وسماحة السيد علاء الدين الموسوي وغيرهم،

- طبع العديد من الكراسات والكتب المناسبة لمنهج أهل البيت (علیهم السلام) في إنماء العقيدة،

ص: 150

- طبع العديد من اللوحات الدليلة لبعض الأحداث الإسلامية ومنها حركة سيد الشهداء الإمام الحسين (علیه السلام) ، ابتداء من انطلاقته من المدينة المنورة حتى عودة الركب الحسيني بعد الشهادة إليها

- رفد بعض المدارس بالكتب والملصقات والكراسات الإسلامية إغناء لمكتباتها وتنمية لروح المطالعة لدى الطلبة،

- افتتاح مكتبة خاصة في المسجد المعظم يتم فيها إعارة الكتب للراغبين بالمطالعة من الزائرين والمنتسبين،

- شمول كافة منتسبي المسجد المشرف وكادر الإعمار فيه بسفرات لزيارة المشاهد المشرفة لبعض ألائمة الأطهار (علیهم السلام) توثيقا لعهود الولاء وبغية الإطلاع على مظاهر الخدمة المقدمة في هذه المراقد،

- التأكيد على إحياء شعيرة (الاعتكاف) في المسجد المشرف وتوفير كل مستلزمات الخدمة للزائرين في مواسم الاعتكاف،

- افتتاح الدورات الموسعة لتعليم التلاوة القرآنية بدرس يومي وفق منهج رصين، تولى التدريس فيها عدد من المقرئين،

- التنسيق مع العديد من المؤسسات الثقافية في داخل القطر وخارجه وتبادل الخبرات معها والمشاركة في بعض المعارض الثقافية بجناح لعرض نشاطات الجامع المختلفة،

- افتتاح قسم الاستفتاءات الذي يتكفل بالإجابة على أسئلة المؤمنين ورفع بعض منها إلى المراجع العظام (دام ظله) للتشرف بتحديد الحكم الشرعي لها من قبلهم وتعليقها في أماكن مخصصة في المكان المشرف،

ص: 151

ومن نماذج الاستفتاءات، فتاوى سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله) (1)، وسماحة آية الله العظمى المرجع الكبير

ص: 152


1- ولد السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله) / في مشهد شرق إيران في 4 آب 1930 (19 ربيع الأول 1349 ﻫ )،،وبدأ وهوفي الخامسة من العمر بتعلم القرآن الكريم ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراءة والكتابة ونحوها، وفي عام 1941 بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية، فأتم قراءة جملة من الكتب الأدبية، وحضر في المعارف الإلهية دروس العلامة الميرزا مهدي الأصفهاني المتوقي سنة 1946 كما حضر بحوث الخارج للمرحوم الميرزا مهدي الآشتياني والمرحوم الميرزا هاشم القزويني وفي عام 1949 هاجر إلى مدينة قم لإكمال دراسته فحضر عند العلامتين المعروفين السيد حسين الطباطبائي البروجردي والسيد محمد الحجة الكوهكمري، وكان حضوره عند الأول في الفقه والأصول وعند الثاني في الفقه فقط،وفي عام 1951 هاجر من مدينة قم إلى النجف الأشرف، فسكن مدرسة البخارائي العلمية وحضر بحوث السيد الخوئي والشيخ حسين الحلي في الفقه والأصول ولازمها مدة طويلة، وحضر خلال ذلك أيضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين ومنهم السيد الحكيم والسيد الشاهرودي،وفي عام 1961 عزم علي السفر إلى موطنه مشهد وكان يحتمل استقراره فيه فكتب له السيد الخوئي وأستاذه الشيخ الحلي شهادتين ببلوغه درجة الاجتهاد، كما كتب الشيخ أقا بزرك الطهراني شهادة أخري يطري فيها علي مهارته في علمي الحديث والرجال،وعندما رجع إلى مدينة النجف الأشرف في أواخر عام 1961 ابتدأ بإلقاء محاضراته الدرس الخارج في الفقه وأعقبه بشرح العروة الوثقي وقد كانت له محاضرات فقهية أخري خلال هذه السنوات تناولت كتاب القضاء وأبحاث الربا وقاعدة الإلزام وقاعدة التقية وغيرهما من القواعد الفقهية، كما كانت له محاضرات ر جإلىة شملت حجية مراسيل ابن أبي عمير وشرح مشيخة التهذيبين وغيرهما،وقد تتلمذ علي يديه عدد كبير من أفاضل الحوزة العلمية وأساتذتها، وبعد وفاة السيد الخوئي عام 1992 تصدي السيد السيستاني لشؤون المرجعية وزعامة الحوزة العلمية، بإرسال الإجازات، وتوزيع الحقوق، والتدريس علي منبر السيد الخوئي في مسجد الخضراء، وبدأ ينتشر تقليده وبشكل سريع في العراق والخليج ومناطق أُخري، كالهند وأفريقيا وغيرها،ولاقي السيد (دام ظله) / عناءاً بالغاً من إجراءات السلطة الحاكمة، وكاد أن يسفر عدة مرات وتم تسفير مجاميع من تلامذته وطلاب مجلس درسه في فترات متقاربة، ثم كانت الظروف القاسية أيام الحرب العراقية الإيرانية، ولكن علي الرغم من ذلك فقد أصر السيد علي البقاء في النجف الأشرف، من مؤلفاته:منهاج الصالحين،المسائل المنتخبة،مناسك الحج،شرح العروة الوثقي،الرافد في علم الأصول،قاعدة لا ضرر ولا ضرار،الوجيز في أحكام العبادات، البحوث الأُصولية،كتاب القضاء،،كتاب البيع والخيارات،نقد رسالة تصحيح الأسانيد للأردبيلي،شرح مشيخة التهذيبين،الفوائد الرجإلىة،الفوائد الفقهية،الفوائد الغروية،إضافة إلى رسالات في: اللباس المشكوك فيه، قاعدة إلىد، قاعدة القرعة، صلاة المسافر، قاعدة التجاوز والفراغ، القبلة، التقية، قاعدة الإلزام، الاجتهاد والتقليد، الربا، حجية مراسيل ابن أبي عمير، تحقيق نسبة كتاب العلل إلى الفضل بن شاذان، مسالك القدماء في حجية الأخبار، تاريخ تدوين الحديث في الإسلام، صيانة الكتاب العزيز من التحريف،

السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) ، والتي تشير إلى تخيير المؤمن المسافر بين القصر والتمام في الصلوات الرباعية، في مسجد السهلة المعظم،

ص: 153

كما أفتى آية الله العظمى الشيخ الوحيدالخراساني((دام ظله) بالتخيير، فقال: ((مسألة 952: يتخير المسافر بين القصر والتمام في الأماكن الأربعة الشريفة، وهي المسجد الحرام، ومسجد النبي ، ومسجد الكوفة وحرم الحسين (علیه السلام) ، والتمام أفضل، والقصر أحوط، والظاهر إلحاق تمام بلدتي مكة والمدينة القديمتين،) بالمسجدين دون الكوفةوالأظهر ثبوت التخيير فيها،) وكربلاء، وفي تحديد الحرم الشريف إشكال، والظاهر جواز الإتمام في تمام الروضة المقدسة دون الرواق والصحن))،

ص: 154

وأفتى آية الله العظمى الشيخ محمد إسحق الفياض(دام ظله) (1) بالتخيير في الصلوات الرباعية للمسافر في مدينة الكوفة، فقال:

((يتخير المسافر بين القصر والتمام في الأماكن الأربعة الشريفة وهي: حرم الله وهومكة المكرمة وحرم رسول الله (صلی الله علیه و آله) وهوالمدينة المنورة وحرم أمير المؤمنين (علیه السلام) وهوالكوفة،

ومن هنا لا يبعد كفاية التمام في بلد الكوفة مطلقا، وإن كان الأحوط الاقتصار على المسجد وحرم الحسين (علیه السلام) ،والتمام أفضل والقصر أحوط استحبابا، وفي تحديد الحرم الشريف إشكال، والظاهر جواز الإتمام في تمام الروضة المقدسة دون الرواق والصحن،)) (2)

وعند زيارته للمسجد المقدس، أدى سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) صلاتي الظهر والعصر تماما، مما يشير إلى رأيه (دام ظله) بجواز التخيير في البقعة الشريفة،

ص: 155


1- الشيخ محمد اسحق بن محمد رضا بن حمزة الفياض الأفغاني، عالم جليل محقق، واحد المراجع الأربعة الكبار في النجف الأشرف، ولد في غزنه سنة 1353ﻫ ، ونشأ بها، قرأ مقدماته الأولية بها علي الشيخ قربان علي الوحيدي، وكان من علمائها الكبار، ثم هاجر إلى مدينة مشهد، وبقي بها مدة قليلة، فعرج إلى النجف سنة 1370ﻫ ،، وسكنها، وتزوج بها كريمة العلامة الشيخ محمد علي المدرس الأفغاني، فجد في طلب العلم وتحصيله، وقرأ السطوح العإلىة علي الشيخ مجتبي اللنكراني، والشيخ علي الفلسفي، ثم حضر الأبحاث العإلىة فقها وأصولا علي السيد محسن الحكيم، والشيخ باقر الزنجاني، ولازم السيد الخوئي مدة خمس وعشرين سنة، وكتب تمام أبحاثه الأصولية، صار من أساتذة الفقه والأصول، كثير البحث والتإلىف، وتتلمذ علي يديه جمع من أفاضل طلبة الحوزة العلمية ومن مؤلفاته:- محاضرات في أصول الفقه، – الأراضي، – النظرة الخاطفة في الاجتهاد، – الرضاع، – الخمس، – الزكاة، – الحج، – الصوم، – تكليف الكفار بالفروع، وغيرها،(المنتخب من أعلام الفكر والأدب – كاظم الفتلاوي: 396)
2- الشيخ محمد إسحاق الفياض - منهاج الصالحين: 1 / 383

الروايات الواردة في فضل مسجد السهلة المعظم

1)روى في أمالي الشيخ الطوسي (قدس سره) بإسناده عن خالد بن عرعرة (1) قال: سمعت علياً (علیه السلام) يقول: ((إن بالكوفة مساجد مباركة، ومساجد ملعونة؛ فأما المباركة: فمنها،، ومسجد بني ظفر مسجد مبارك، والله إن فيه لصخرة خضراء، وما بعث الله من نبي إلا فيها تمثال وجهه، وهومسجد السهلة،)) (2)

2)روي عن علي بن الحسين (علیهما السلام) قال: ((من صلى في مسجد السهلة ركعتين، زاد الله في عمره سنتين،)) (3)

3)عن الشيخ المفيد (قدس سره) (4)

ص: 156


1- خالد بن عرعره: ترجم له البخاري في تاريخه الكبير(3/162) فقال: خالد بن عرعرة التيمي، سمع علياً، روي عنه سماك بن حرب والقاسم بن عوف،،وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(3/343) خالد بن عرعرة السهمي كوفي،،،ووثقه العجلي في ثقاته(1/330) فقال كوفي تابعي ثقة،،وأورده ابن حبان في ثقاته (4/205)وروي له الحاكم في مواضع من المستدرك وقال في إسناده (علي شرط مسلم) انظر: حديث رقم(3154)،(3904)وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/229) ثقة
2- الشيخ الطوسي -الأمإلى 1/171
3- الشيخ المفيد - المزار 14 ح4
4- الشيخ أبوعبد الله، محمد بن محمد بن النعمان، المعروف بالشيخ المفيد، وينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان ولد الشيخ المفيد في الحادي عشر من شهر ذي القعدة 336 ﻫ ، وقيل: عام 338 ﻫ ، بقرية تُعرف بسويقة ابن البصري بعكبراء شمإلى بغداد، ومن أساتذته: الشيخ الصدوق، الشيخ أبوغالب الزراري، الشيخ محمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي، الشيخ محمد بن عمران المرزباني، الشيخ جعفر بن قولويه القمي،ومن تلامذته: السيد الشريف الرضي، السيد الشريفالمرتضي، الشيخ الطوسي، الشيخ حمزة الديلمي، الشيخ أبوالفتح الكراجكي، الشيخ أحمد النجاشي، من أقوال العلماء فيه: قال الشيخ عباس القمي في الكني والألقاب: (شيخ المشايخ الأجلة، ورئيس رؤساء الملة، فخر الشيعة ومحيي الشريعة، مطهم الحق ودليله، ومنار الدين وسبيله، اجتمعت فيه خلال الفضل، وانتهت إلىه رئاسة الكل، واتفق الجميع علي علمه فضله، فقهه وعدالته وثقته وجلالته)،وقال ابن كثير في البداية والنهاية: (شيخ الإمامية والمصنف لهم، المحامي عن حوزتهم، يحضر مجلسه خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف)، وقال إلىافعي في مرآة الجنان: (كان بارعا في الكلام والجدل والفقه، يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة)، مناظراته: للشيخ المفيد مناظرات رائعة، ومحاورات جيدة شيقة، أفرد لها السيد المرتضي كتابا ذكر فيه أكثرها، ومن جملتها ما أشار إلىه العلامة الحلي، كما ذكرها ابن إدريس في أواخر كتابه السرائر، وله محاججات مع علي بن عيسي الرماني، انسحب فيها الرماني ودخل منزله، ومع القاضي عبد الجبار - كبير المعتزلة - حتي أسكته، فلم يكن منه إلا أن قال له: أنت المفيد حقا، فلما همهم بعض المخالفين للشيخ قال القاضي لهم: هذا الشيخ أسكتني، فإن كان عندكم جواب فقولوا حتي أُجلسه في مجلسه الأول، فسكتوا وتفرقوا، فوصل خبر المناظرة إلى عضد الدولة، فأرسل إلى الشيخ المفيد وأكرمه غاية الإكرام، من مؤلفاته: الإعلام فيما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام، تفضيل أمير المؤمنين علي سائر الأصحاب، مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، أوائل المقالات في المذاهب المختارات، مسألتان في النص علي علي، رسالة في إيمان أبي طالب، خلاصة الإيجاز في المتعة، التذكرة بأُصول الفقه، - الإفصاح في الإمامة، - مسألة في إرادة الله، - المسائل الصاغاتية، - العويص في الفقه، - الفصول المختارة، - النكت الاعتقادية، - تصحيح الاعتقاد، - الاختصاص، - الحكايات، - المقنعة، - الغيبة

بإسناده عن أبي بكر الحضرمي (1)، عن أبي جعفر الباقر (علیه السلام) قال: ((قلت له: أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله (صلی الله علیه و آله) ؟ فقال ((الكوفة،، وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه،)) (2)

5)روى ابن بابويه (3) عن الصادق (علیه السلام) قال: ((بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله لأجاره

ص: 157


1- )أبوبكر الحضرمي:روي عن أبي عبد الله (علیه السلام) /، وروي عنه سيف بن عميرة، ووقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات، تبلغ مئة واثنين وأربعين موردا،فقد روي عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (علیهما السلام) /، وعن أبيه، والأجلح،وتميم بن حاتم، والحارث النصري، وداود بن أبي يزيد، وزيد إلىماني، وسلمة بن كهيل، وعبد الملك بن أعين، والمعلي،وأيوب بن الحر، وثعلبة، وجميل، والحسن، والحسن بن راشد، والحسن بن سيف بن عميرة، والحسين بن المختار، وسيف، وسيف بن عميرة، وداود بن سليمان الكوفي، وصفوان، وعبد الكريم بن عمرو، وعبد الله بن القاسم، وعبد الله بن مسكان، وعثمان بن عبد الملك، وعثمان بن عبد الملك الحضرمي، وعثمان بن عيسي،وعلي بن إسماعيل، وعمر بن أبي بكار، ومحمد بن سنان، ومنذر بن جيفر، ومنصور بن يونس، ويعقوب بن سالم، ويونس بن عبد الرحمان،وبقي هنا شأ: وهوأن الحضرمي المكني بأبي بكر ثلاثة رجال:عبد الله بن محمد، ومحمد بن شريح، وأحمد بن محمد، لكن المعروف هوالأول، علي ما يظهر من ترجمته،فقد قال الصدوق في المشيخة: ((وما كان فيه عن أبي بكر الحضرمي فقد رويته عن أبي (رضي الله عنه)، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن أبي بكر عبد الله بن محمد الحضرمي))، فإن ذلك يدل بوضوح علي أن أبا بكر الحضرمي متي ما أطلق المراد به عبد الله بن محمد، علي أن أبا بكر الحضرمي ممدوح بعنوانه،وورد بهذا العنوان في إسناد التفسير: علي ما تقدم، فلا يضرنا الجهل باسمه(معجم رجال الحديث – السيد الخوئي:66)،
2- الشيخ المفيد - المزار 4 ح 1
3- الشيخ أبوالحسن، علي بن الحسين بن موسي بن بابويه الصدوق القمي وعرف بالصدوق الأول ولم تحدد لنا المصادر تاريخ ولادته، إلا أنه ولد في القرن الثالث الهجري بمدينة قم المقدسة لواحدة من العوائل العلمية فيها، فقد دونوا علوم أهل البيت (علیهم السلام) /، وساهموا في نشر آثارهم بكتبهم ومصنفاتهم، والشيخ علي بن بابويه الذي بلغ من فقهه أنه ينقل فتاويه بدل النصوص، جعل العلماء يتمسكون بما يجدونه من شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به، وإن فتواه كروايته،عاصر الإمام الحسن العسكري (علیه السلام) /، والتقي بالسفير الثالث للإمام المهدي، الحسين بن روح (رضی الله عنها) / في العراق، ثم كاتبه بعد ذلك علي يد علي بن جعفر بن الأسود، يسأله أن يوصل له رقعة إلى الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) / يسأل فيها الولد، فكتب الإمام إلىه: ((قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين))،وروي أن الشيخ علي بن محمد السمري (رضی الله عنها) /، السفير الرابع للإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /، قال يوماً لجمع من المشايخ عنده: آجركم الله في علي بن الحسين - أي علي بن بابويه القمي - فقد قبض في هذه الساعة، قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة وإلىوم والشهر، فلما كان بعد سبعة عشر أوثمانية عشر يوماً ورد الخبر أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها، ومن وصية الإمام الحسن العسكري (علیه السلام) / له: ((أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن علي بن الحسين القمي، وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته، بتقوي الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،،،، وعليك بصلاة الليل، فإن النبي (صلی الله علیه و آله) / أوصي علياً (علیه السلام) / فقال: يا علي عليك بصلاة الليل، ثلاث مرات، ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر جميع شيعتي حتي يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي (صلی الله علیه و آله) / قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، ولا يزال شيعتنا في حزن حتي يظهر ولدي الذي بشر به النبي (صلی الله علیه و آله) / أنه يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا،فاصبر يا شيخي وأمر جميع شيعتي بالصبر، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، والسلام عليك وعلي جميع شيعتنا، ورحمة الله وبركاته))،من أساتذته: الشيخإبراهيم بن عبدوس الهمداني، الشيخ أحمد بن إدريس،أحمد بن علي التفليسي، حبيب بن الحسين الكوفي التغلبي، الحسن بن أحمد القمّي الأسكيف، الحسن بن أحمد المالكي، الشيخ حسن بن علي العاقولي،الحسن بن علي بن الحسن العلوي،الحسن بن محمّد بن عبد الله،الحسين بنمحمّد بن عامر، الحسين بن موسي،الشيخ سعد بن عبد الله الأشعري،من مؤلفاته: فقه الرضا (علیه السلام) /، كتابالمواريث، كتاب المعراج، كتاب التوحيد، كتاب الصلاة، كتاب الجنائز،الإمامة والتبصرة من الحيرة،كتاب الإملاء، نوادر كتاب المنطق، كتاب الإخوان، النساء والولدان،كتاب الشرائع، كتاب تفسير،كتاب النكاح، مناسك الحجّ، قرب الإسناد،كتاب التسليم، كتاب الطبّ، رسالة الكرّ والفرّ،توفّي الشيخ علي بن بابويه (قدس سره) /عام 329 ﻫ ، ودفن في مدينة قم المقدّسة، وله مزار معروف،

عشرين سنة فيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه وهوالموضع الذي خرج منه إبراهيم إلى العمالقة وهوالموضع الذي خرج منه داود إلى جالوت وتحتهصخرة خضراء فيها صورة وجه كل نبي خلقه الله عز وجل ومن تحته أخذت

طينة كل نبي وهوموضع الراكب فقيل له: وما الراكب قال الخضر (علیه السلام) ،)) (1)

6)قال الصادق (علیه السلام) وهويذكر مسجد السهلة المبارك: ((أما أنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله،)) مشيرا إلى صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،

ص: 158


1- )العلامة الحلي - منتهي المطلب (ط،ق): 1 / 387

7) وقال الصادق (علیه السلام) : ((بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة، لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله لأجار له الله عشرين سنة، فيه مناخ الراكب وبيت إدريس النبي (علیه السلام) ، وما أتاه مكروب قط فصلى ما بين العشاءين فدعا الله عز وجل إلا فرج الله كربته،)) (1)

8)قال الصادق (علیه السلام) : ((بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله جار له عشرين سنة، فيه بيت إدريس (علیه السلام) الذي كان يخيط فيه، وهوالموضع الذي خرج منه إبراهيم (علیه السلام) إلى العمالقة، وهوالموضع الذي خرج منه داود (علیه السلام) إلى جالوت، وتحته صخرة خضراء فيها صورة وجه كل نبي خلقه الله عز وجل، ومن تحته أخذت طينة كل شيء، وهوموضع الراكب، فقيل له: وما الراكب؟ قال: الخضر (علیه السلام) ،)) (2)

9)روى عبد الرحمن بن سعيد الخزاز (3)عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: ((بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة لوأن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستخار الله خار الله له عشرين سنة فيه مناخ الراكب وبيت إدريس النبي وما أتاه مكروب قط فصلى فيه ما بين العشاءين فدعا الله عز وجل إلا فرج الله كربته،)) (4)

ص: 159


1- العلامة الحلي - تذكرة الفقهاء (ط،ج): 2 / 425
2- العلامة الحلي - نهاية الإحكام: 1 / 354
3- روي عن أبي عبد الله (علیه السلام) /، وروي عنه حسين بن بكر،الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 4، باب مسجد السهلة 103، الحديث 3،والتهذيب: الجزء 3، باب فضل المساجد والصلاة فيها، الحديث 693
4- الشهيد الأول –الذكري:155

10) عن صالح بن أبي الأسود (1)عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال: ((أما انه منزل صاحبنا إذا قام بأهله،)) (2)

11)عن محمد بن خالد الطيالسي (3)، عن العلاء بن رزين قال ((قال لي أبوعبد الله (علیه السلام) : نصلي في المسجد الذي عندكم الذي تسمونه مسجد السهلة، ونحن نسميه مسجد الشرى، قلت: إني لأصلي فيه، جعلت فداك، قال: ائته، فإنه لم يأته مكروب إلا فرج الله كربته - أوقال: قضى حاجته وفيه زبرجدة فيها صورة كل نبي وكل وصي،)) (4)

12)عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن أبي داود، عن عبد الله بن أبان (5) قال ((: دخلنا على أبي عبد الله (علیه السلام) فسألنا أفيكم أحد عنده علم عمي زيد

ص: 160


1- صالح بن أبي الأسود الحناط الليثي: من أصحاب الصادق (علیه السلام) /وله كتاب، عده ابن النديم من مشائخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة (علیهم السلام) /، كما نقله المامقاني (مستدركات علم رجال الحديث - الشيخ علي النمازي الشاهرودي: 4 / 228)،
2- الشهيد الأول – الذكري:155
3- محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التميمي أبوعبد الله:كان يسكن بالكوفة في صحراء جرم، له كتاب نوادر،مات محمد بن خالد الطيالسي ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة 259، وهوابن سبع وتسعين سنة ،وقال الشيخ: ((محمد بن خالد الطيالسي: له كتاب، رويناه عن الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد بن يحيي، عن أبيه، عن محمد بن علي بن محبوب، عنه ،وعده في رجاله في أصحاب الكاظم (علیه السلام) /وقال في باب من لم يروعنهم (علیهم السلام) /: محمد بن خالد الطيالسي، روي عنه علي بن الحسن بن فضال، وسعد بن عبد الله))،وروي (محمد بن خالد الطيالسي) عن سيف بن عميرة، وصالح بن عقبة،وروي عنه محمد بن موسي الهمداني في ثواب من زار الحسين (علیه السلام) /يوم عاشوراء، وقع بعنوان محمد بن خالد الطيالسي في إسناد جملة من الروايات، تبلغ ثلاثة عشر موردا،
4- الحميري القمي- قرب الإسناد: 159
5- عبدالله بن أبان من أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام) /، وعده البرقي في أصحاب الإمام الكاظم (علیه السلام) /،روي محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الزيات، عن عبد الله بن أبان الزيات - وكان مكينا عند الرضا (علیه السلام) /- قال: قلت للرضا (علیه السلام) /ادع الله لي ولأهل بيتي، فقال (علیه السلام) /: أولست أفعل؟ والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة،،،، روي عبد الله بن أبان، عن أبي عبد الله (علیه السلام) /، وروي عنه أحمد بن أبي داود، وروي بعنوان عبد الله بن أبان الزيات، عن الرضا (علیه السلام) /

بن علي؟فقال رجل من القوم: أنا عندي علم من علم عمك كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري إذ قال: انطلقوا بنا نصلي في مسجد السهلة فقال أبوعبد الله (علیه السلام) : وفعل؟ فقال: لا جاءه أمر فشغله عن الذهاب، فقال: أما والله لوأعاذ الله به حولا لأعاذه أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي (علیه السلام) والذي كان يخيط فيه ومنه سار إبراهيم (علیه السلام) إلى اليمن بالعمالقة ومنه سار داود (علیه السلام) إلى جالوت وإن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي ومن تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي وإنه لمناخ الراكب، قيل: ومن الراكب؟ قال: الخضر (علیه السلام) )) (1)

13)حدث أخوعلي بن محمد بن قولويه، عن احمد بن إدريس بن احمد، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير (2)، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، قال: سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي: ((يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج، قال: نعم، قال: فهل صلى في مسجد سهيل، قال: وأين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة، قال: نعم، قال: أما انه لوصلى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة، فقال له أبوحمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة، قال: نعم فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، وفيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه، وفيه مناخ الراكب، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عز وجل منها النبيين، وفيه المعراج، وهوالفاروق الأعظم موضع منه وهوممر

ص: 161


1- الشيخ المفيد – المزار:1/4
2- عبد الرحمن بن كثير:القرشي، الكوفي مولي عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس: من أصحاب الصادق (علیه السلام) / (رجال النجاشي - النجاشي: 234)،

الناس وهومن كوفان، وفيه ينفخ في الصور، واليه المحشر، يحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، أولئك الذين أفلج الله حججهم وضاعف نعمهم، فأنهم المستبقون الفائزون القانتون، يحبون أن يدرأوا عن أنفسهم المفخرة، ويجلون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطاعة فعملوا وعلموا أن الله بما يعملون بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب يذهب الضغن يطهر المؤمنين، ومن وسطه سار جيل الأهواز وقد أتى عليه زمان وهومعمور،)) (1)

14)وروي عن الصادق (علیه السلام) أنه قال: ((ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه ركعتين بين العشاءين ويدعوالله عز وجل إلا فرج الله كربته،)) (2)

15)وروي عن أبي بصير (3)، عن أبي عبد الله (علیه السلام) ، قال: ((قال لي: يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم (علیه السلام) في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله جعلت فداك؟، قال: نعم كان فيه منزل إدريس (علیه السلام) ، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن (علیه السلام) ، وما بعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه، وفيه مسكن الخضر (علیه السلام) ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي، وما صلى فيه أحد، فدعا الله بنية صادقة، إلا صرفه الله بقضاء

ص: 162


1- الشيخ الطوسي - التهذيب 6/ 37 ج 20
2- الشيخ الطوسي - التهذيب 6/ 38 ج 21
3- يكني به جماعة: يحيي بن أبي القاسم، وليث بن البختري، وعبد الله بن محمد الأسدي، ويوسف بن الحارث، وحماد بن عبد الله بن أسيد الهروي،روي عن أبي عبد الله (علیه السلام) /، وروي عنه النضر بن سويد، تفسير القمي: سورة الفاتحة، في تفسير قوله تعإلى: [ الحمد لله رب العالمين] وقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات، تبلغ ألفين ومائتين وخمسة وسبعين موردا، أن أبا بصير عندما أطلق، فالمراد به هو: يحيي بن أبي القاسم، وعلي تقدير الإغماض فالأمر يتردد بينه وبين ليث بن البختري المرادي، الثقة، فلا أثر للتردد، وأما غيرهما فليس بمعروف بهذه الكنية، بل لم يوجد مورد يطلق فيه أبوبصير، ويراد به غير هذين،

حاجته، وما من أحد استجاره، إلا أجاره الله مما يخاف، قلت: هذا لهوالفضل، قال: نزيدك، قلت: نعم، قال: هومن البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما أني لوكنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه، يا أبا محمد وما لم اصف أكثر ، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه ابدآ؟، قال: نعم، قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق،)) (1)

16)عن محمد بن عبد الله بن زيد النهشلي، عن أبيه، عن الشريف زيد بن جعفر العلوي، عن محمد بن وهبان، عن الحسين بن علي بن سفيان البزوفري، عن احمد بن إدريس بن محمد بن أحمد العلوي، عن محمد بن جمهور القمي، عن الهيثم بن عبد الله الناقد، عن بشار المكاري، انه قال: ((دخلت على أبي عبد الله (علیه السلام) بالكوفة، وقد قدم له طبق رطب طبرزد، وهويأكل، فقال لي: يا بشار ادن فكل، فقلت: هناك الله وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي، وبلغ مني، فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت، قال: فدنوت وأكلت، فقال لي: حديثك فقلت: رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة يسوقها إلى الحبس، وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد، قال: ولم فعل بها ذاك؟، قال: سمعت الناس يقولون: أنها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب، قال: فقطع الأكل، ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله، ولحيته، وصدره بالدموع، ثم قال: يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعوالله ونسأله خلاص هذه المرأة، قال: ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمرأة

ص: 163


1- الشيخ محمد بن جعفر المشهدي -المزار الكبير:162

حدث، صار ألينا حيث كنا، قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلى كل واحد منا ركعتين، ثم رفع الصادق (علیه السلام) يده إلى السماء وقال: أنت الله لا إله إلا أنت مبدأ الخلق ومعيدهم،،، قال: ثم خر ساجدا، لا اسمع منه إلا النفس، ثم رفع رأسه فقال: قم قد أطلقت المرأة، قال: فخرجنا جميعا، فبينما نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجهنا إلى باب السلطان، فقال له: ما الخبر؟، قال: أطلق عنها،قال: كيف كان إخراجها؟، قال: لا أدري، ولكنني كنت واقفا على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها، فقال لها: ما الذي تكلمت به؟، قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل، قال: فاخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه، واجعلي الأمير في حل، فأبت أن تأخذها، فلما رأى ذلك منها، دخل واعلم صاحبه بذلك ثم خرج، فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها،)) (1)

17)أخبر أبوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة الحلبي، عند عوده من الحج، في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، بمسجد السهلة، عن والده، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، عن الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: ((حججت إلى بيت الله الحرام، فوردنا عند نزولنا الكوفة، فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد، فلما فرغ دعا بهذا الدعاء: (أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الدعاء)، ثم نهض إلى زاوية المسجد، فوقف هناك وصلى ركعتين ونحن معه، فلما أنفتل من الصلاة، سبح ثم دعا فقال:(اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ،، الدعاء)، ثم نهض فسألناه عن المكان، فقال: أن هذا

ص: 164


1- الميرزا النوري – مستدرك الوسائل: 3 / 418

الموضع بيت إبراهيم الخليل (علیه السلام) الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين، ثم رفع يديه وقال: (اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ،، الدعاء)، ثم قام ومضى إلى الزاوية الشرقية فصلى ركعتين، ثم بسط كفيه وقال: (اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ الذُّنُوبُ وَالخَطايا،،الدعاء)، وعفر خديه على الأرض، وقام فخرج، فسألناه بم يعرف هذا المكان؟ فقال: إنه مقام الصالحين، والأنبياء والمرسلين (علیهم السلام) وقال: فاتبعناه وإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة، فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار، كما صلى أول مرة، ثم بسط كفيه فقال: (إِلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطئ المُذْنِبُ يَدَيْهِ،، الدعاء)، ثم خرج فاتبعته وقلت له: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد؟ فقال: إنه مسجد زيد بن صوحان، صاحب علي بن أبي طالب (علیهما السلام) وهذا دعاؤه وتهجده، ثم غاب عنا فلم نره، فقال لي صاحبي: انه الخضر (علیه السلام) ورواه الشهيد: عن علي بن إبراهيم، مثله)) (1)

18)روي أن: ((جنازة أمير المؤمنين (علیه السلام) حملت إلى مسجد السهلة، ووجدت ناقة باركة هناك فحمل عليها وأقاموها وتبعوها، فلما وقفت بالغري وبركت، حفر في ذلك المكان فوجدت الخشبة المحفورة، فدفن فيها حسب ما أوصى، وأن آدم ونوحا وأمير المؤمنين (علیهم السلام) في قبر واحد)) (2)

19)قال الحسين بن حمدان: حدثني محمد بن يحيى الفارسي عن محمد بن جمهور القمي عن عبد الله الكرخي عن علي بن مهران الأهوازي عن محمد بن صدقة عن محمد بن سنان الزهري عن المفضل بن عمر الجعفي عن مولانا الصادق (علیه السلام) ، قال المفضل: ((دعاني سيدي الصادق في جنح الليل وهومقتم اسود، فحضرت داره وهي تزهر نورا بلا ظلمة، فلما

ص: 165


1- المصدر نفسه: 3 / 443
2- الميرزا النوري – مستدرك الوسائل: 10 / 219

امتثلت بين يديه قال يا مفضل: مر صفوان (1) يصلح لي على ناقتي السعداء رحلها، وأقم في الباب إلى وقت رجوعي إليك، قال: ثم خرج مولاي الصادق (علیه السلام) وقد احضر صفوان الناقة وأصلح رحلها، فاستوى عليها وأثارها، ثم قال: يا صفوان خذ بحقاب الناقة وارتدف، قال: ففعل صفوان ذلك، ومرت الناقة كالبرق الخاطف أوكاللحظ السريع، وجلست بالباب حتى مضى من الليل سبع ساعات من وقت ركوب سيدي الصادق (منه السلام)، قالالمفضل: فرأيت الناقة وهي كجناح الطير وقد انقضت إلى الباب، ونزل عنها مولاي (منه السلام)، فانقلب صفوان إلى الأرض خافتا، فأمهلته، وأقبلت انظر إلى الناقة، وهي تخفق والعرق يجري منها، حتى ثاب صفوان، فقلت: خذ ناقتك إليك وعدل إلى أن خرج مغيث خادم مولاي الصادق، فقال: سل يا مفضل صفوانا عما رأى، ويا صفوان حدثه ولا تكتمه، قال: فجلس صفوان بين يدي، وقال: يا مفضل أخبرك بالذي رأيت الليلة فقد إذن لي مولاي، قلت: نعم، قال: أمرني سيدي (علیه السلام) فارتدفت على الناقة، ولم أعلم أنا في سماء أم في أرض، غير أني أحس في الناقة وهي كأنها الكوكب المنقض، حتى أناخت ونزل مولاي (علیه السلام) ونزلت وصلى

ص: 166


1- صفوان الجمال: هوصفوان بن مهران بن المغيرة الاسدي مولاهم كوفي يكني أبا محمد ثقة روي عن ابي عبد الله (علیه السلام) / وله كتاب يرويه جماعة وعرض علي الصادق (علیه السلام) /ايمانه واعتقاده بالائمة (علیهم السلام) / فقاله له رحمك الله،وكان صفوان ممن حمل الإمام الصادق (علیه السلام) /من المدينة إلى العراق اكثر من مرة ولهذا أخذ من علمه ودعائه (علیه السلام) /كثيرا، وكان ممن تشرف بزيارة أمير المؤمنين (علیه السلام) /مع أبي عبد الله، وعلمه الصادق (علیه السلام) /الزيارة المعروفة لأمير المؤمنين (علیه السلام) /التي رواها المشايخ في كتبهم المزارية، وتعلم منه (علیه السلام) / الدعاء المعروف بدعاء علقمة، وروي عن صفوان انه لما اطلع علي موضع قبر امير المؤمنين (علیه السلام) / ببركة الصادق (علیه السلام) /قال: فمكثت عشرين سنة أصلي عنده، وعلمه الصادق (علیه السلام) /أيضاً كيفية زيارة الحسين (علیه السلام) /في الأربعين، قال له الإمام أبوالحسن الكاظم (علیه السلام) / يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا واراد (علیه السلام) /به إكراءه جِماله من هارون الرشيد في موسم الحج فباع صفوان جماله كلها بعد ما عاد هارون من الحج من أجل كلمة الإمام أبي الحسن (علیه السلام) /هذه، ( سفينة البحار - الشيخ عباس القمي:2 /37)

ركعتين، وقال: يا صفوان صل واعلم انك في بيت الله الحرام، قال: فصليت ثم ركبت وارتفدت، وهبت الناقة كهبوب الريح العاصف، ثم انقضت فأناخت، فنزل مولاي (علیه السلام) فقال: صل يا صفوان ركعتين واعلم إنك في المسجد الأقصى، قال: ثم ركب وارتفدت وسارت الناقة وهبطت فأناخت، فنزل مولاي عنها ونزلت فصلى ركعتين، قال: صل يا صفوان واعلم بأنك بين قبر جدي (علیه السلام) ومنبره، قال: فصليت فقال: يا صفوان ارتفد من ورائي فارتدفت، فسارت مثل سيرها وانقضت فنزل مولاي (علیه السلام) وصلى وصليت فقال: يا صفوان أنت على جبل طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى بن عمران (علیه السلام) ثم ركب وارتفدت وانقضت فنزل عنها ونزلت، فإذا هويجهش بالبكاء ويقول: جللت من مقام ما أعظمك، ومصرع ما أجلك، أنت والله البقعة المباركة والربوة ذات قرار ومعين، وفيك والله كانت الشجرة التي كلم الله منها موسى (علیه السلام) ما أطول حزننا بمصابنا فيك إلى أن يأخذ الله بحقنا، قال: وتكلم بكلام خفي عني، ثم صلى ركعتين وصليت وأنا أبكي وأخفي بكائي، ثم ركب وارتفدت فنزل عن قريب لنا وصلى وصليت، قال: يا صفوان هل تعلم أين أنت؟، فقلت: يا مولاي عرفني حتى اعرف، قال: أنت بالغريين في الذكوات البيض، في البقعة التي دفن فيها أمير المؤمنين علي (علیه السلام) قال: فقلت يا مولاي فاجعل لي إليها دليلا، قال: ويحك بعهدي أوبعدي، قال: فقلت يا مولاي بعهدك وبعدك، قال: على انك لا تدل عليها ولا تزورها إلا بأمري، قال: فقلت يا مولاي إني لا أدل عليها ولا أزورها إلا بأمرك، قال: خذ يا صفوان من الشعير الذي تزودته الناقة فانثر منه حبا إلى مسجد السهلة، وبكر عليه؛ تستدل وتعرف البقعة بعينها وزرها إذا شئت، ولا تظهرها لأحد إلا من تثق به، ومن يتلوني من الأئمة

ص: 167

(علیهم السلام) إلى وقت ظهور مهدينا أهل البيت (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ثم يكون الأمر إلى الله ويظهر فيها ما يشاء؛ حتى تكون معقلا لشيعتنا وتضرعا إلى الله ووسيلة للمؤمنين، المفضل قال: فظلت باقي ليلتي راكعا وساجدا أسأل الله بقائي إلى صباح ذلك اليوم، فلما أصبحت دخلت على مولاي (منه السلام)، فقلت: أريد الفوز العظيم والسعي إلى البقعة المباركة التي بين الذكوات البيض في الغريين، قال: امض وفقك الله يا مفضل وصفوان معك، قال المفضل: فأخذ بيدي، وقصدت مسجد السهلة، ثم استدللنا بحبات الشعير المنثورة؛ حتى وردنا البقعة فلذنا بها، وزرنا وصلينا، ورجعنا وأنفسنا مريضة؛ خوفا من أن لا نكون وردنا البقعة بعينها، قال: ودخلنا من مزارنا منها إلى مولانا الصادق (علیه السلام) فوقفنا بين يديه، فقال: والله يامفضل ويا صفوان ما خرجتما عن البقعة عقدا واحدا، ولا نقصتما عنها قدما، فقلنا: الحمد لله ولك يا مولاي، وشكرا لهذه النعمة وقرأ قوله تعالى ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً﴾ (1)، وقوله: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ (2)،)) (3)

20) قال المفضل: قلت يا سيدي فأين يكون دار المهدي ومجمع المؤمنين؟ قال: ((يكون ملكه بالكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلوته الذكوات البيض من الغريين،

قال المفضل: ويكون المؤمنون بالكوفة!!، قال: أي والله يا مفضل، لا يبقى مؤمن إلا كان فيها، وجرى إليها، وليبلغن مربط مجال فرس ألف درهم، والله، ومربط شاة ألف درهم، والله، وليودن كثير من الناس أنهم

ص: 168


1- الآية 29 - سورة النبأ
2- الآية 12 - سورة يس
3- الحسين بن حمدان الخصيبي - الهداية الكبري: 96

يشترون شبرا من ارض السبيع (1) بواحد ذهب، ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، ولتخافن قصورها كربلا، ولتصيرن كربلا معقلا ومقاما، تعكف فيه الملائكة والمؤمنون، وليكونن شان عظيم، وتكون فيها البركات، ما لووق فيها مؤمن ودعا ربه بدعوة واحدة؛ لأعطاه مثل ملك الدنيا ألف مرة،

ثم تنفس أبوعبد الله وقال: يا مفضل أن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على البقعة بكربلاء، فأوحى الله اسكتي يا كعبة البيت الحرام فلا تفخري عليها؛ فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإنها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح، وإنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين، وفيها غسلت مريم لعيسى، واغتسلت من ولادتها، وإنها آخر بقعة يخرج الرسول منها في وقت غيبته، وليكونن لشيعتنا فيها حياة لظهور قائمنا،)) (2)

20)عن الشريف الجليل العالم أبوالمكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي أدام الله عزه،عند عودته من الحج، في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، بمسجد السهلة، قال: حدثني والدي علي بن زهرة، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، قال: حدثنا الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن إبراهيم (3)، عن أبيه،

ص: 169


1- السبيع خطة من خطط همدان، إحدي إطراف الكوفة
2- الحسين بن حمدان الخصيبي - الهداية الكبري: 400
3- علي بن إبراهيم بن هاشم أبوالحسن القمي، ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر (وأكثر)، وصنف كتبا وأضر في وسط عمره، وله كتاب التفسير، كتاب الناسخ والمنسوخ، كتاب قرب الإسناد، كتاب الشرائع، كتاب الحيض، كتاب التوحيد والشرك، كتاب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) /، كتاب المغازي، كتاب الأنبيّاًء، رسالة في معني هشام ويونس جوابات مسائل سأله عنها محمد بن بلال، كتاب يعرف بالمشذر (رجال النجاشي - النجاشي: 260)، وهوأبوالحسن علي بن إبراهيم بن هشام القمي ثقة في الحديث ثبت معتمد صحيح المذهب سمع فأكثر وصنف كتبا، وهومن اجل الرواة كان في عصر الإمام العسكري (علیه السلام) /، وقد أكثر ثقة الإسلام الكليني (رحمه الله) الرواية عنه في الكافي، ومما يدل علي جلالته أن الأدعية والأعمال الشائعة في مسجد السهلة ينتهي سندها إلىه، وله عدة مصنفات منها: تفسير القمي، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب قرب الإسناد،وكتاب الشرائع، وكتاب فضائل أمير المؤمنين (علیه السلام) /، وغير ذلك عاش (رضی الله عنه) / في القرن الثالث والرابع الهجري،(رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (علیه السلام) /- السيد علي خان المدني: 1 / 186)

قال: ((حججت إلى بيت الله الحرام، فنزلنا عند ورودنا الكوفة، فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد فلما فرغ دعا بهذا الدعاء: أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، إلى آخر الدعاء، ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك وصلى ركعتين، ونحن معه، فلما أنفتل من الصلاة سبح ثم دعا، فقال: اللّهُمَّ ربً هذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيها قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها لي، اللّهُمَّ أَحْيِنِي ماكانَتْ الحَياةُ خَيْراً لِي وَأَمِتْنِي إِذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ثم نهض فسألناه عن المكان فقال: أن هذا الموضع بيت إبراهيم الخليل الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين ثم رفع يديه، وقال: اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْها مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ المَأْمُولَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ثم مضى إلى الزاوية الشرقية، فصلى ركعتين ثم بسط كفيه وقال: اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ الذُّنُوبُ وَالخَطايا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَك فَلَمْ تَرْفَعْ لِي إِلَيْكَ صوَتا وَلمْ تَسْتَجِبْ لِي دَعْوَةً، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ ياالله فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِمُحَمَّدٍوَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقْبِلَ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَتُقْبِلَ بِوَجْهِي إِلَيْكَ وَلاتُخَيِّبْنِي حِينَ أَدْعُوَك وَلاتَحْرِمْنِي حِينْ أَرْجُوكَ

ص: 170

ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وعفر خديه على الأرض وقام فخرج، فسألناه: بم يعرف هذا المقام؟ فقال: انه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين، قال: فاتبعناه، فإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار كما صلى أول مرة ثم بسط كفيه وقال: إِلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطئ المُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ إِلهِي قَدْ جَلَسَ المُسِيُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِراً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زلله، إِلهِي قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ راجِياً لِما لَدَيْكَ فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، إِلهِي قَدْ جَثاً العائِدُ إِلى المَعاصِي بَيْنَ يَدَيْكَ خائِفاً مِنْ يَوْمٍ تَجْثُوفِيهِ الخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، إِلهِي جأَكَ العَبْدُ الخاطئ فَزِعاً مُشْفِقاً وَرَفَعَ إِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً راجِياً وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي مُخالَفَتَكَ وَماعَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِكَ جاهِلٌ وَلا لِعِقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَأَعانَتْنِي عَلى ذلِكَ شِقْوَتِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخى عَلَيَّ، فَمِنَ الانَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟! فَيا سَوْأَتاهُ غَداً مِنَ الوُقُوف بَيْنَ يَدَيْكَ إِذا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا ! أَفَمَعَ المُخِفِّينَ أَجُوُزُ أَمْ مَعَ المُثْقِلِينَ أَحُطُّ؟ وَيْلِي كُلَّما كَبُرَت سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي ! وَيْلِي كُلَّما طالَ عُمْرِي كَثرَتْ مَعاصِيَّ ! فَكَمْ أَتُوبُ وَكَمْ أَعُودُ؟ أَما آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي؟ اللّهُمَّ فَبِحَقِّ

وَآلِ مُحَمَّدٍ [ِرحَمني واعفٌ عنٍي وإِغْفِرْ لِي ياَخَيْرَ الغافِرِينَ، ثم بكى وعفر خديه وقال: إْرحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ، ثم قلب خده الأيسر، وقال: عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْومِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ، ثم

ص: 171

قام فخرج فاتبعناه، فقلت: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد؟ فقال: انه مسجد زيد بن صوحان)) (1)

21)اخبر الشيخان الجليلان الفاضلان أبوالبقاء هبة الله بن نما، وأبوالخير سعد بن أبي الحسن الفراء رضي الله عنهما، قالا: حدثنا الشيخ الفقيه أبوعبد الله الحسين بن طحال المقدادي في منزله، بمشهد مولانا أمير المؤمنين (علیه السلام) ، في تاسع جمادي الآخر سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، قال: حدثني الشيخ أبوعلي الحسن بن محمد الطوسي (رضی الله عنه) ، قال: وحدثنا الشيخ محمد بن على بن زخيم الصائغ، عن أبيه، قال: حدثنا احمد بن رشيد، قال: حدثنا قاسم بن محمد بن سعد بن جشم أبوعبد الله الهلالي، قال: حدثني أبوموسى محمد بن موسى، عن مالك

بن ضمرة (2) صاحب علي (علیه السلام) قال: ((كنت أصلي فوق جبل الخندق (3) فحانت مني التفاتة إلى مسجد السهلة، فنظرت إليه في وقت الصلاة يوم الجمعة روضة خضراء، وفيه دوي كدوي النحل، فسحتعيني ثم نظرت إليه، فإذا هوكما رأيته أولا، قال: فنزلت من الجبل امشي حتى أتيته فلما قمت في وسطه غاب عني الشجر وسمعت دويا كدوي النحل))،

ص: 172


1- 1)الشيخ محمد بن جعفر المشهدي- فضل الكوفة ومساجدها: 46
2- مالك بن ضمرة الرؤاسي من أصحاب علي (علیه السلام) /، وممن استبطن من جهته علما كثيرا، وكان أيضاً ممن قد صحب أبا ذر (رحمه الله) وأخذ من علمه، وكان يقول في أيام بني أمية: اللهم لا تجعلني أشقي الثلاثة، فيقال له: وما الثلاثة؟ فقال: رجل يرمي به من فوق طمار، ورجل تقطع يداه ورجلاه ولسانه ويصلب، ورجل يموت علي فراشه فكان من الناس من يهزأ به ويقول: هذا من أكاذيب أبي تراب، قال: وكان الذي رمي به من طمار: هاني بن عروة، والذي قطع وصلب: رشيد الهجري، ومات مالك حتف أنفه - أي مات علي فراشه- ولم يدرك الشهادة، وقد كان يتمناها ويدعوأن لا يكون أشقي الثلاثة وفاز بها رشيد، وهاني، (الفوائد الرجإلىة - السيد بحر العلوم: 4 /45 )
3- المقصود به خندق (كري سعد) حسب التسمية المتداولة حإلىا، وهوخندق سابور القديم القريب من مسجد السهلة، وكانت تلاله تشرف علي المسجد

22)في رواية صالح بن أبى الأسود عن أبي عبد الله (علیه السلام) قال ذكر مسجد السهلة فقال: ((انه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله،)) (1)

23)عن الشيخ المفيد والغضائري (2)، عن جعفر بن محمد، عن أخيه علي، عن أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (علیه السلام) وساق حديث فضل مسجد السهلة إلى أن قال: ((وهومن كوفان وفيه ينفخ في الصور، وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة،)) (3)

24)عن الشيخ الصدوق، عن الصائغ، عن ابن زكريا القطان، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن أبيه، عن ابن مهران (4)، عن الصادق (علیه السلام) قال: ((إذا دخلت الكوفة فأت مسجد السهلة فضل فيه واسأل الله حاجتك لدينك ودنياك، فإن مسجد السهلة بيت إدريس النبي (علیه السلام) الذي كان يخيط فيه

ص: 173


1- العلامة الحلي – المستجاد من الإرشاد(المجموعة):264
2- الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري أبوعبد الله، شيخنا رحمه الله، له كتب، منها: كتاب كشف التمويه والغمة، كتاب التسليم علي أمير المؤمنين (علیه السلام) /بإمرة المؤمنين، كتاب تذكير العاقل وتنبيه الغافل في فضل العلم، كتاب عدد الأئمة وما شذ علي المصنفين من ذلك، كتاب البيان عن حبوة الرحمن، كتاب النوادر في الفقه، كتاب مناسك الحج، كتاب مختصر مناسك الحج، كتاب يوم الغدير، كتاب الرد علي الغلاة والمفوضة، كتاب سجدة الشكر، كتاب مواطن أمير المؤمنين (علیه السلام) /، كتاب في فضل بغداد، كتاب في قول أمير المؤمنين (علیه السلام) /: ألا أخبركم بخير هذه الأمة، أجازنا جميعها وجميع رواياته عن شيوخه، ومات رحمه الله في نصف شهر صفر، سنة إحدي عشرة وأربع مائة (رجال النجاشي - النجاشي: 69)
3- العلامة المجلسي-بحار الأنوار:7/116
4- إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني، كوفي يكني أبا يعقوب، ثقة معتمد عليه، روي عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله (علیه السلام) /، ذكره أبوعمروفي أصحاب الرضا (علیه السلام) /صنف كتبا، منها الملاحم أخبرنا به محمد بن محمد قال: حدثنا أبوغالب أحمد بن محمد قال: حدثني عم أبي علي بن سليمان عن جد أبي محمد بن سليمان عن أبي جعفر أحمد بن الحسن عن إسماعيل به، وكتاب ثواب القرآن، أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن أحمد بن جعفر بن سفيان قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن سلمة بن الخطاب عنه وله كتاب الإهليلجة أخبرناه الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا حمزة قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم عن أبي سمينة عن إسماعيل، كتاب صفة المؤمن والفاجر، كتاب خطب أمير المؤمنين (علیه السلام) /، كتاب النوادر ،(رجال النجاشي - النجاشي:26)،

ويصلي فيه، ومن دعا الله فيه بما أحب قضى له حوائجه ورفعه يوم القيامة مكانا

عليا إلى درجة إدريس (علیه السلام) ، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه،)) (1)

25)بالإسناد عن الصدوق، عن محمد بن علي بن المفضل، عن أحمد بن محمد بن عمار، عن أبيه، عن حمدان القلانسي، عن محمد بن جمهور، عن مريم بن عبد الله، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (علیه السلام) أنه قال: ((يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله؟ قال: نعم، هومنزل إدريس (علیه السلام) ، وما بعث الله نبيّاً إلا وقد صلى فيه، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله (صلی الله علیه و آله) ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد، يعبدون الله فيه، يا أبا محمد أما إني لوكنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه، ثم إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين،)) (2)

26)وروي عن فضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا (علیه السلام) قال: ((لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل، ثم قرأ: ﴿الم{1} أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ{2}﴾ (3) ثم قال: إن من علامات الفرج حدثا يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر

ص: 174


1- العلامة المجلسي- بحار الأنوار:11/ 280
2- العلامة المجلسي- بحار الأنوار: 52/317
3- الآية 1 و2 - سورة العنكبوت

كبشا من العرب))، وقال السيد فضل الله الراوندي: كأنهما مسجد الكوفة ومسجد السهلة،) (1)

27)((الصلاة في المسجد أفضل من الصلاة في غيره، وأفضل المساجد المسجد الحرام (2)، وبعده مسجد النبي (صلی الله علیه و آله) (3)، ويليه مسجد الكوفة (4)،

ثم مسجد السهلة، ثم مسجد الخيف (5)، ومسجد الغدير (6)، ومسجد بيت المقدس (7)، ومسجد براثا (8)، ومسجد قبا (9)، والمسجد الجامع في كل

ص: 175


1- الشيخ محمد تقي الأصفهاني - مكيال المكارم:2 / 354
2- المسجد الحرام، وفضله عظيم، وقد ورد إن من صلي فيه صلاة مكتوبة قبل الله كل صلاة صلاها منذ يوم وجبت عليه الصلاة، وكل صلاة يصليها إلى أن يموت، وإن نافلة فيه تعدل عمرة مبرورة، والفريضة فيه تعدل حجة متقبلة، وإن صلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة في غيره من المساجد، بل ورد إن الصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة، وأفضل مواضعه الحطيم - من بين الحجر وباب البيت - ثم مقام إبراهيم، ثم الحجر، ثم ما دنا من البيت، وسمي الحطيم حطيماً لأن الناس يحطم بعضهم بعضاً هناك؟ وورد إنه أفضل بقعة علي وجه الأرض، وهوالموضع الذي تاب الله فيه علي آدم، ولا تكره صلاة الفريضة في الحجر، وليس شيء منه من الكعبة،
3- مسجد رسول الله (صلی الله علیه و آله) /بالمدينة المشرفة، فقد ورد أن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره، وفي خبر آخر تعدل عشرة آلاف صلاة فيما عدا المسجد الحرام من المساجد، وأفضل أماكنه ما بين القبر والمنبر، فإنه روضة من رياض الجنة، وأفضل منه الصلاة في بيت فاطمة (علیها السلام) /،
4- المسجد الأعظم بالكوفة، فإن فضله عظيم، وإنه روضة من رياض الجنة، صلي فيه ألف وسبعون نبيّاً، وألف وصي، وفيه عصا موسي، وشجرة يقطين وخاتم سليمان، ومنه فار التنور، ونجرت السفينة، وهوصرة بابل، ومجمع الأنبيّاًء، والصلاة فيه بألف صلاة، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة وإن الجلوس فيه - بغير تلاوة ولا ذكر - لعبادة، وإن صلاة فريضة فيه تعدل حجة، وصلاة نافلة فيه تعدل عمرة، وميمنته ووسطه أفضل من ميسرته، لما ورد من أن ميمنته رحمة، ووسطه روضة، وميسرته مكر، يعني منازل السلاطين كما في خبر، والشياطين كما في آخر، ويستحب قصده ولومن بعيد، وقد قصده السجاد (علیه السلام) /من المدينة، وورد أنه لوعلم الناس ما فيه لأتوه ولوحبواً، وقال أمير المؤمنين (علیه السلام) /: يا أهل الكوفة ! لقد حباكم الله بما لم يحب به أحداً، من فضل مصلاكم بيت آدم (علیه السلام) / وبيت نوح (علیه السلام) /، وبيت إدريس (علیه السلام) /،ومصلي إبراهيم الخليل (علیه السلام) /، ومصلي أخي الخضر (علیه السلام) / ومصلاي، وإن مسجدكم هذا لأحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به قد أتي يوم القيامة في ثوبين أبيضين يتشبه بالمحرم، ويشفع لأهله ولممن يصلي فيه فلا ترد شفاعته، ولا تذهب الأيام والليإلى حتي ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلي المهدي عجل لله تعإلى فرجه من ولدي، ومصلي كل مؤمن، ولا يبقي علي الأرض مؤمن إلا كان به أوحن قلبه إلىه، فلا تهجروه، وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا في قضاء حوائجكم، فلويعلم الناس ما فيه من البركة لأتوا من أقطار الأرض ولوحبواً علي الثلج، ويستحب فيه صلاة الحاجة،
5- مسجد الخيف بمني، فقد ورد أن من صلي فيه مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاماً، ومن سبح الله فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة، ومن هلل الله فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة، ومن حمد الله فيه مائة تحميدة عدلت خراج العراقين يتصدق به في سبيل الله عز وجل،
6- مسجد الغدير، فإن في الصلاة فيه فضلا سيما ميسرة المسجد،فقد ورد في الكافي، عن حسان الجمال، قال: حملت أبا عبد الله (علیه السلام) / من المدينة إلى مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال: ذلك موضع قدم رسول الله (صلی الله علیه و آله) /حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال: ذلك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم ومولي أبي حذيفة وأبي عبيدة الجراح، لما أن رأوه رافعاً يديه قال بعضهم لبعض: انظروا إلى عينيه تدور كأنهما عينا مجنون، فنزل جبرائيل (علیه السلام) / بهذه الآية(وأن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون أنه لمجنون وما هوإلا ذكر للعالمين ( (سورة الحاقّة – الآية 51)
7- بيت المقدس، فإن الصلاة فيه تعدل ألف صلاة،
8- مسجد براثا بين بغداد والكاظمية، فإن فيه فضلا كثيراً، وفي الفقيه بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال: صلي بنا علي (علیه السلام) / ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة، ونحن زهاء مائة ألف رجل، فنزل نصراني من صومعته، فقال: من عميد هذا الجيش؟ فقلنا: هذا، فاقبل إلىه فسلم عليه، فقال: يا سيدي ! أنت نبي؟ فقال: لا، النبي سيدي، قد مات، قال: فأنت وصي نبي؟ قال: نعم، ثم قال له: اجلس، كيف سألت عن هذا؟ قال: أنا بنيت هذه الصومعة من أجل هذا الموضع - وهوبراثا - وقرأت في الكتب أنه لا يصلي في هذا الموضع بهذا الجمع إلا نبي أووصي نبي، وقد جئت اسلم، فأسلم وخرج معنا إلى الكوفة، فقال علي (علیه السلام) /: فمن صلي ههنا؟ قال: صلي عيسي بن مريم (علیه السلام) / وأمه، فقال له علي (علیه السلام) /: أفأخبرك من صلي ههنا؟ قال: نعم، قال: الخليل (علیه السلام) /،
9- مسجد قبا، فإنه المسجد الذي أسس علي التقوي من أول يوم،

بلد (1)، ثم مسجد القبيلة (2)، ويليه مسجد السوق (3)، ومن الأماكن التي يستحب الصلاة فيها ولها فضيلة، المشاهد المشرفة للأنبيّاًء والأئمة (علیهم السلام) (4)،)) (5)

كرامات في مسجد السهلة المعظم

ضم عدد كبير من الكتب قصصا كثيرة تتحدث عن تشرف أصحابها بالمقام السامي لولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،الذي قال: ((ولوأن أشياعنا - وفقهم الله

ص: 176


1- المسجد الجامع وهوالمسجد الأعظم في البلد، والصلاة فيه بمئة صلاة،
2- مسجد القبيلة، والصلاة فيه بخمس وعشرين صلاة،
3- مسجد السوق، والصلاة فيه باثنتي عشرة صلاة،
4- ورد أن الصلاة عند علي (علیه السلام) / بمئتي ألف صلاة،
5- الشيخ محمد تقي بهجت - توضيح المسائل:185

لطاعته - على اجتماع من القلوب، في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا،)) (1)

واختص مسجد السهلة المعظم بالجزء الكبير من تلك المرويات عن مشاهدته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والتحدث إليه، وقد روى ثقة الإسلام الشيخ الكليني (قدس سره) (2)

ص: 177


1- العلامة الطبرسي – الاحتجاج- ج2 ص 325
2- يعد ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني أشهر عالم فقيه ومحدث للشيعة في النصف الأول من القرن الرابع الهجري، ينحدر الكليني من قرية كلين الواقعة علي بعد 38 كليومتراً عن مدينة الري والمنطقة الجنوبية الغربية من طريق قم – طهران، وولد (قدس سره) /في عصر الإمام الحسن العسكري (علیه السلام) /، وكان معاصراً للسفراء الأربعة والوكلاء الخاصين بالإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /والذين كانوا طيلة الغيبة الصغري، حلقة الوصل بين الشيعة وإمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /، ورغم أن هؤلاء الأربعة كانوا من الفقهاء والمحدثين الكبار للشيعة وكان الشيعة يعرفونهم بجلالة القدر، إلا أن الكليني كان أشهر شخصية عإلىة القدر كانت تعيش في ذلك العصر محاطة بالاحترام بين السنة والشيعة وكانت تبذل الجهود البارزة من أجل الترويج للمذهب الحق ونشر معارف أهل البيت (علیهم السلام) /وفضائلهم،وكانت كافة الطبقات تثني عليه بصدق القول والعمل والإحاطة الكاملة بالأحاديث والأخبار؛ حتي ذُكر أن الشيعة والسنة كليهما كانوا يرجعون إلىه في استفتاءاتهم وكان في هذا المجال موضع ثقة كلا الفرقتين واعتمادهما، ولذلك لقب بثقة الإسلام وهوأول عالم مسلم عرف بهذا اللقب وكان حقاً يستحق هذا اللقب الكبير فهوعديم النظير في الإمانة والعدالة والتقوي والفضيلة وضبط الأحاديث،التقي ثقة الإسلام الكليني علماء كباراً وفقهاء ومحدثين كثراً في الري وقم وبغداد والبلاد الإسلامية الأخري في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، ونال نصيباً من معلوماتهم ومحفوظاتهم وأفاد الكثير منهم ونال منهم الإجازات؛ حيث كانت هذه الإجازات في تلك العهود من أولئك الرجال العظام إلى هذا العالم الكبير، ذات قيمة فائقة، وتذكر كتب الرجال والتراجم، أسماء أربعين من الفقهاء والمحدثين الذين كانوا يعتبرون من أساتذته ومشايخه وأدي الكليني لديهم فروض التتلمذ فضلاً عن علماء العامة الذين ذكرهم ابن حجر العسقلاني، ومن هذه المجموعة من مفاخر فقهاء الشيعة ومحدثيهم:أحمد بن محمد بن عيسي، أحمد بن إدريس القمي، أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني المعروف بابن عقدة،أحمد بن محمد بن عاصم الكوفي، أحمد بن مهران، إسحاق بن يعقوب، الحسن بن حنيف، الحسن بن الفضل بن يزيد إلىماني، الحسين بن الحسن الحسيني الأسود، الحيسن بن الحسن الهاشمي الحسني العلوي، الحسين بن علي العلوي، الحسين بن محمد بن عمران الأشعري القمي، حميد بن زياد النينوائي، داود بن كورة القمي، سعد بن عبدالله بن جعفر الحميري، علي بن إبراهيم القمي، علي بن الحسين السعد آبادي، علي بن عبد الله الخديجي الأصفر، علي بن محمد بن إبراهيم بن أبان الرازي، علي بن محمد بن أبي قاسم البندار، عبدالله بن أحمد بن عبدالله البرقي، علي بن موسي بن جعفر الكميداني، قاسم بن علاء، أبوالحسن محمد بن عبدالله الأسدي الكوفي، محمد بن الحسن الصفار، محمد بن علي معمر الكوفي، محمد بن يحيي العطار، وغيرهم،ومن جملة تلامذة الشيخ من مشاهير علماء الإمامية: أحمد بن إبراهيم المعروف بابن أبي رافع الصيمري، أحمد بن الكاتب الكوفي، أحمد بن علي بن سعيد الكوفي، أحمد بن محمد بن علي الكوفي، أبوغالب أحمد بن محمد الزراري، جعفر بن محمد بن قولويه القمي، عبدالكريم بن عبدالله بن نصر البزاز التنيسي، علي بن أحمد بن موسي الاقاق، محمد بن ابراهيم النعماني، بن أحمد الصفواني، محمد بن أحمد السناني الزاهري، أبوالفضل محمد بن عبدالله بن مطلب الشيباني، محمد بن علي ماجيلويه، محمد بن محمد بن عصام الكليني، هارون بن موسي التلعكبري الشيباني، وآخرون من كبار العلماء، مؤلفاته: كتاب الرجال، كتاب الرد علي القرامطة، كتاب وسائل الأئمة (علیهم السلام) /، كتاب تعبير الرؤيا، مجموعة شعر، وكتاب الكافي،توفي ثقة الإسلام الكليني في مدينة بغداد سنة 328 أو329 وصادفت وفاته بداية الغيبة الكبري لإمام الزمان (علیه السلام) / ففي هذه السنة توفي الشيخ الأجل أبوالحسن الصيمري النائب الرابع لإمام الزمان (علیه السلام) /، وبرحيله بدأت غيبته الكبري الطويلة وأصبح المجتمع الشيعي يعيش وضعاً خاصاً، ولكن وجود كتاب الكافي، أضاء كالنجم الساطع، سماء آمال الشيعة المظلمة ومرقده إلىوم معروف في الجهة الشرقية من نهر دجلة، قرب جسر بغداد القديم، وهومزار للمسلمين،

صاحب (الكافي) والذي ولد في عصر الإمام الحسن العسكري (علیه السلام) ، وكان معاصراً للسفراء الأربعة والوكلاء الخاصين بالإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والذين كانوا طيلة الغيبة الصغرى، حلقة الوصل بين الشيعة وإمام الزمان

(عجل الله تعالی فرجه الشریف) ((عن علي بن محمد عن محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد رسول الله (صلی الله علیه و آله) بالعراق، فقال: رأيته بين المسجدين وهوغلام،)) (1)، وقال الشيخ (قدس سره) : ويحتمل قريباً باعتبار أن الراوي عراقي أن المراد بهما مسجدا الكوفة والسهلة،

ونسبت بعض هذه القصص إلى كبار العلماء كسماحة المقدس السيد بحر العلوم (قدس سره) ، وغيره ، ويبدوأن: ((عمل الصالحين من العلماء وغيرهم، واستقرار سيرتهم على مسألة التشرف بلقائه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عن قديم الأيام، بحيث كان جمع منهم يواظبون على البيتوتة، والتضرع والعبادة، أربعين ليلة جمعة في مسجد الكوفة، أوأربعين ليلة أربعاء في مسجد السهلة؛ لينالوا بهذا الفوز العظيم، وقد اتفق الفوز بلقائه لكثير من الصالحين، ووقائعهم مذكورة في الكتب كالبحار، والنجم الثاقب، ودار السلام للشيخ محمود، وغيرها،)) (2)

وقد حاولنا – هنا – ادراج ما أمكننا الوصول إليه من تلك القصص والروايات، مع أنها قد لا تمثل إلا قسما قليلا من تلك القصص؛ فان العديد

ص: 178


1- الشيخ الكليني - الكافي:1/ 330، ح2 باب تسمية من رآه (علیه السلام) /
2- الشيخ محمد تقي الأصفهاني - مكيال المكارم: 2 / 354

من العلماء والصالحين وأهل العرفان كان ينأى عن التحدث بمشاهداته، أوانه يختص بها من يثق من تلامذته ومقربيه، الذين قد يحملون تلك الأحاديث أسرارا في صدورهم حتى انتقالهم إلى الدار الآخرة، ((ولا بد من الالتفات إلى أن ما وقع وما يمكن وقوعه بهذا الاتجاه لهوفي بعض المواقع (مكاشفة)، وفي مواقع أخرى (مشاهدة)، وفي مواقع (رؤية) وهذا التصنيف ينسجم في كل حالة منه مع مستوى الأفراد الروحي، ولكل مستوى في نفسه مراحل ودرجات،)) (1)

وقد تشرف بالرؤيا عدد من علمائنا الدين بلغوا مراحل الرقيّ الروحي والمعنوي عن طريق الارتباط العميق بالنبي الأكرم والأئمة الطاهرين (علیهم السلام) والاقتداء الكامل بهم والالتزام الدقيق بالعقيدة الإِسلامية وبأحكام الشريعة السمحاء في السلوك والممارسة فكانوا بذلك أصحاب مواقع رفيعة ومن ذوي الكشف والبصيرة، أمثال: السيد رضي الدين بن طاووس الحسني، والمحقق المقدس الأردبيلي ، والسيد محمد مهدي بحر العلوم، والسيد محمد العاملي، والشيخ إبراهيم القطيفي، والسيد مرتضى النجفي، والشيخ الحر العاملي، والسيد القزويني، والحاج علي البغدادي وغيرهم من الذين نالوا شرف اللقاء، فيما كان البعض الآخر من عموم الناس، فحصل لهم لقاء بشكل ما على أثر الدعاء والتوسل وما إلى ذلك، وبعض الأفراد تيقنوا من وجود الإِمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) على أثر حصول واقعة لهم من قبيل شفاء مريض، وقضاء حاجة، وبلوغ هدف وما إلى ذلك، رغم عدم حصول لقاء الإِمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لهم، وخصوصاً أولئك الذين يعرفون الإِمام ويقصدونه في دعائهم،

ص: 179


1- الميرزا النوري- جنة المأوي: في ذكر من فاز بلقاء الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /

ومن تلك القصص والروايات:

1)((حدث الشيخ الصالح الصفي الشيخ أحمد الصدتوماني، وكان ثقة تقيا ورعا، قال: قد استفاض عن جدنا المولى محمد سعيد الصدتوماني، وكان من تلامذة السيد رحمه الله، أنه جرى في مجلسه ذكر قضايا مصادفة رؤية المهدي (علیه السلام) ، حتى تكلم هوفي جملة من تكلم في ذلك، فقال: أحببت ذات يوم أن أصل إلى مسجد السهلة في وقت ظننته فيه فارغا من الناس، فلما انتهيت إليه، وجدته غاصا بالناس، ولهم دوي، ولا أعهد أن يكون في ذلك الوقت فيه أحد، فدخلت فوجدت صفوفا صافين للصلاة جامعة، فوقفت إلى جنب الحائط على موضع فيه رمل، فعلوته لأنظر هل أجد خللا في الصفوف فأسده، فرأيت موضع رجل واحد في صف من تلك الصفوف، فذهبت إليه، ووقفت فيه، فقال رجل من الحاضرين: هل رأيت المهدي (علیه السلام) ، فعند ذلك سكت السيد، وكأنه كان نائما ثم انتبه، فكلما طلب منه إتمام المطلب لم يتمه،)) (1)

2)((حدث العالم الجليل، والفاضل النبيل، مصباح المتقين، وزين المجاهدين السيد الأيد مولانا السيد محمد ابن العالم السيد هاشم بن مير شجاعت علي الموسوي الرضوي النجفي، المعروف بالهندي سلمه الله تعالى، وهومن العلماء المتقين، وكان يؤم الجماعة في داخل حرم أمير المؤمنين (علیه السلام) وله خبرة وبصيرة بأغلب العلوم المتداولة، وهوالآن من مجاوري بلدتنا الشريفة، عمرها الله تعالى بوجود الأبرار والصلحاء قال: كان رجل صالح يسمى الحاج عبد الواعظ كثير التردد إلى مسجد السهلة والكوفة، فنقل لي الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي- المقدم ذكره- قال:

ص: 180


1- العلامة المجلسي - بحار الأنوار- ج 53 ص 240

وكان عالما بالمقدمات وعلم القراءة وبعض علم الجفر، وعنده ملكة الاجتهاد المطلق، إلا أنه مشغول عن الاستنباط لأكثر من قدر حاجته بمعيشة العيال، وكان يقرأ المراثي ويؤم الجماعة، وكان صدوقا خيرا معتمدا، عن الشيخ مهدي الزريجاوي، قال: كنت في مسجد الكوفة، فوجدت هذا العبد الصالح خرج إلى النجف بعد نصف الليل؛ ليصل إليه أول النهار، فخرجت معه لأجل ذلك أيضاً، فلما انتهينا إلى قريب من البئر التي في نصف الطريق، لاح لي أسد على قارعة الطريق، والبرية خالية من الناس، ليس فيها إلا أنا وهذا الرجل، فوقفت عن المشي، فقال: ما بالك؟ فقلت: هذا الأسد، فقال: امش ولا تبال به، فقلت: كيف يكون ذلك؟ فأصر نعم، أبيت، فقال لي: إذا رأيتني وصلت إليه ووقفت بحذائه ولم يضرني، أ فتجوز الطريق وتمشي؟ فقلت: نعم، فتقدمني إلى الأسد حتى وضع يده على ناصيته، فلما رأيت ذلك أسرعت في مشيي حتى جزتهما وأنا مرعوب، ثم لحق بي وبقي الأسد في مكانه، قال نور الله قلبه: قال الشيخ باقر: وكنت في أيام شبابي خرجت مع خالي الشيخ محمد علي القارئ - مصنف الكتب الثلاثة الكبير والمتوسط والصغير، ومؤلف كتاب التعزية، جمع فيه تفصيل قضية كربلاء من بدئها إلى ختامها، بترتيب حسن وأحاديث منتخبة - إلى مسجد السهلة، وكان في تلك الأوقات موحشا في الليل ليس فيه هذه العمارة الجديدة، والطريق بينه وبين مسجد الكوفة كان صعبا أيضاً ليس بهذه السهولة الحاصلة بعد الإصلاح، فلما صلينا تحيةمقام المهدي (علیه السلام) نسي خالي بعض حاجاته، فذكر ذلك بعد ما خرجنا وصرنا في باب المسجد فبعثني إليها، فلما دخل بالحجرة، مشيت إلى المقام فتناولت ذلك، وجدت جمرة نار كبيرة تلهب في وسط المقام،

ص: 181

فخرجت مرعوبا منها، فرآني خالي على هيئة الرعب، فقال لي: ما بالك؟ فأخبرته بالجمرة، فقال لي سنصل إلى مسجد الكوفة، ونسأل العبد الصالح عنها، فانه كثير التردد إلى هذا المقام، ولا يخلومن أن يكون له علم بها، فلما سأله خالي عنها قال: كثيرا ما رأيتها في خصوص مقام المهدي (علیه السلام) من بين المقامات والزوايا،)) (1)

3)((قال نضر الله وجهه: وأخبرني الشيخ باقر المزبور، عن السيد جعفر ابن السيد الجليل السيد باقر القزويني الآتي ذكره، قال: كنت أسير مع أبي إلى مسجد السهلة، فلما قاربناها قلت له: هذه الكلمات التي أسمعها من الناس أن من جاء إلى مسجد السهلة في أربعين أربعاء فانه يرى المهدي (علیه السلام) أرى أنها لا أصل لها، فالتفت إلي مغضبا وقال لي: ولم ذلك؟ لمحض أنك لم تره؟ أوكل شيء لم تره عيناك فلا أصل له؟ وأكثر من الكلام علي حتى ندمت على ما قلت، ثم دخلنا معه المسجد، وكان خاليا من الناس فلما قام في وسط المسجد ليصلي ركعتين للاستجارة أقبل رجل من ناحية مقام الحجة (علیه السلام) ومر بالسيد فسلم عليه وصافحه والتفت إلي السيد والدي وقال: فمن هذا؟ فقلت: أهوالمهدي (علیه السلام) فقال: فمن؟ فركضت أطلبه فلم أجده في داخل المسجد ولا في خارجه،)) (2)

4) ((وقال أصلح الله باله: وأخبر الشيخ باقر المزبور عن رجل صادق اللهجة كان حلاقا وله أب كبير مسن، وهولا يقصر في خدمته، حتى أنه يحمل له الإبريق إلى الخلاء، ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ولا يفارق خدمته إلا ليلة الأربعاء فانه يمضي إلى مسجد السهلة ثم ترك

ص: 182


1- العلامة المجلسي - بحار الأنوار: 53/243
2- المصدر نفسه: 53 /245

الرواح إلى المسجد، فسألته عن سبب ذلك، فقال: خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلى قريب المغرب فمشيت وحدي وصار الليل، وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق، وكانت الليلة مقمرة، فرأيت أعرابيا على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهى إلي كلمني بلسان البدومن العرب، وسألني عن مقصدي، فقلت: مسجد السهلة،،ثم قال لي الأعرابي: أوصيك بالعود، أوصيك بالعود، أوصيك بالعود - والعود في لسانهم اسم للأب المسن، ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي (علیه السلام) وأنه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد،)) (1)

5) ((حدث جماعة من الأتقياء الأبرار، منهم السيد السند، والحبر المعتمد العالم العامل والفقيه النبيه، الكامل المؤيد المسدد السيد محمد ابن العالم الأوحد السيد أحمد ابن العالم الجليل، والحبر المتوحد النبيل، السيد حيدر الكاظمي أيده الله تعالى وهومن أجلاء تلامذة المحقق الأستاذ الأعظمالأنصاري(طاب ثراه) وأحد أعيان أتقياء بلد الكاظمين (علیهما السلام) وملاذ الطلاب والزوار والمجاورين، وهووإخوته وآباؤه أهل بيت جليل، معروفون في العراق بالصلاح والسداد، والعلم والفضل والتقوى، يعرفون ببيت السيد حيدر جده سلمه الله تعالى، قال: قال محمد بن أحمد بن حيدر الحسني الحسيني: لما كنت مجاورا في النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينية وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية كنت أسمع جماعة من أهل العلم وغيرهم من أهل الديانة، يصفون رجلا يبيع البقل وشبهه أنه رأى مولانا الإمام

ص: 183


1- العلامة المجلسي - بحار الأنوار: 53 /245

المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فطلبت معرفة شخصه حتى عرفته، فوجدته رجلا صالحا متدينا وكنت أحب الاجتماع معه، في مكان خال لأستفهم منه كيفية رؤيته مولانا الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فصرت كثيرا ما اسلم عليه وأشتري منه مما يتعاطى ببيعه، حتى صار بيني وبينه نوع مودة، كل ذلك مقدمة لتعرف خبره المرغوب في سماعه عندي حتى اتفق لي أني توجهت إلى مسجد السهلة للاستجارة فيه، والصلاة والدعاء في مقاماته الشريفة ليلة الأربعاء فلما وصلت إلى باب المسجد رأيت الرجل المذكور على الباب، فاغتنمت الفرصة وكلفته المقام معي تلك الليلة، فأقام معي حتى فرغنا من العمل الموظف في مسجد سهيل وتوجهنا إلى المسجد الأعظم مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة في ذلك الزمان، حيث لم يكن في مسجد السهلة معظم الإضافات الجديدة من الخدام والمساكن، فلما وصلنا إلى المسجد الشريف، واستقر بنا المقام، وعملنا بعض الأعمال الموظفة فيه، سألته عن خبره والتمست منه أن يحدثني بالقصة تفصيلا، فقال ما معناه: إني كنت كثيرا ما أسمع من أهل المعرفة والديانة أن من لازم عمل الاستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية، بنية رؤية الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وفق لرؤيته، وأن ذلك قد جربت مرارا فاشتاقت نفسي إلى ذلك، ونويت ملازمة عمل الاستجارة في كل ليلة أربعاء، ولم يمنعني من ذلك شدة حر ولا برد، ولا مطر ولا غير ذلك، حتى مضى لي ما يقرب من مدة سنة، وأنا ملازم لعمل الاستجارة وأبات في مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة، ثم إني خرجت عشية يوم الثلاثاء ماشيا على عادتي وكان الزمان شتاء، وكانت تلك العشية مظلمة جدا لتراكم الغيوم مع قليل مطر، فتوجهت إلى المسجد وأنا مطمئن بمجيء الناس على العادة المستمرة، حتى وصلت إلى

ص: 184

المسجد، وقد غربت الشمس واشتد الظلام وكثر الرعد والبرق، فاشتد بي الخوف وأخذني الرعب من الوحدة لأني لم أصادف في المسجد الشريف أحدا أصلا حتى أن الخادم المقرر للمجيء ليلة الأربعاء لم يجئ تلك الليلة، فاستوحشت لذلك للغاية ثم قلت في نفسي: ينبغي أن أصلي المغرب وأعمل عمل الاستجارة عجالة، وأمضي إلى مسجد الكوفة فصبرت نفسي، وقمت إلى صلاة المغرب فصليتها، ثم توجهت لعمل الاستجارة، وصلاتها ودعائها، وكنت أحفظه، فبينما أنا في صلاة الاستجارة إذ حانت مني التفاتة إلى المقام الشريف المعروف بمقام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وهوفي قبلة مكان مصلاي، فرأيت فيه ضياء كاملا وسمعت فيه قراءة مصل فطابت نفسي، وحصل كمال الأمن والاطمئنان، وظننت أن في المقام الشريف بعض الزوار، وأنا لم أطلع عليهم وقت قدومي إلى المسجد فأكملت عمل الاستجارة، وأنا مطمئن القلب، ثم توجهت نحوالمقام الشريف ودخلته، فرأيت فيه ضياء عظيما لكني لم أر بعيني سراجا ولكني في غفلة عن التفكر في ذلك، ورأيت فيه سيدا جليلا مهابا بصورة أهل العلم، وهوقائم يصلي فارتاحت نفسي إليه، وأنا أظن أنه من الزوار الغرباء لأني تأملته في الجملة فعلمت أنه من سكنة النجف الأشرف، فقلت: في زيارة مولانا الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عملا بوظيفة المقام، وصليت صلاة الزيارة، فلما فرغت أردت اكلمه في المضي إلى مسجد الكوفة، فهبته وأكبرته، وأنا أنظر إلى خارج المقام، فأرى شدة الظلام، وأسمع صوت الرعد والمطر، فالتفت إلي بوجهه الكريم برأفة وابتسام، وقال لي: تحب أن تمضي إلى مسجد الكوفة؟ فقلت: نعم يا سيدنا عادتنا أهل النجف إذا تشرفنا بعمل هذا المسجد نمضي إلى مسجد الكوفة، ونبات فيه، لأن فيه

ص: 185

سكانا وخداما وماء، فقام، وقال: قم بنا نمضي إلى مسجد الكوفة، فخرجت معه وأنا مسرور به وبحسن صحبته فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسة لا تعلق بالرجل وأنا غافل عن حال المطر والظلام الذي كنت أراه، حتى وصلنا إلى باب المسجد وهوروحي فداه معي وأنا في غاية السرور والأمن بصحبته، ولم أر ظلاما ولا مطرا، فطرقت الباب الخارجية عن المسجد، وكانت مغلقة فأجابني الخادم من الطارق؟ فقلت: افتح الباب، فقال: من أين أقبلت في هذه الظلمة والمطر الشديد؟ فقلت: من مسجد السهلة، فلما فتح الخادم الباب التفت إلى ذلك السيد الجليل فلم أره وإذا بالدنيا مظلمة للغاية، وأصابني المطر فجعلت أنادي يا سيدنا يا مولانا تفضل فقد فتحت الباب، ورجعت إلى ورائي أتفحص عنه وأنادي فلم أر أحدا أصلا وأضر بي الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل، فدخلت المسجد وانتبهت من غفلتي وكأني كنت نائما فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبه لما كنت أرى من الآيات الباهرة، وأتذكر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته: من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أني لم أر سراجا ولوكان في ذلك المقام عشرون سراجا لما وفي بذلك الضياء وذكرت أن ذلك السيد الجليل سماني باسمي مع أني لم أعرفه ولم أره قبل ذلك، وتذكرت أني لما كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد، فأرى الظلام الشديد، وأسمع صوت المطر والرعد، وإني لما خرجت من المقام مصاحبا له سلام الله عليه، كنت أمشي في ضياء بحيث أرى موضع قدمي، والأرض يابسة والهواء عذب، حتى وصلنا إلى باب المسجد، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء، إلى غير ذلك من الأمور العجيبة، التي أفادتني اليقين بأنه الحجة صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الذي كنت

ص: 186

أتمنى من فضل الله التشرف برؤيته، وتحملت مشاق عمل الاستجارة عند قوة الحر والبرد لمطالعة حضرته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فشكرت الله تعالى شأنه، والحمد لله،)) (1)

6) ((علم من تضاعيف تلك الحكايات أن المداومة على العبادة،والمواظبة، على التضرع والإنابة، في أربعين ليلة الأربعاء في مسجد السهلة أوليلة الجمعة فيها أوفي مسجد الكوفة أوالحائر الحسيني على مشرفه السلام أوأربعين ليلة من أي الليالي في أي محل ومكان، كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلى الفوز بلقائه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومشاهدة جماله، وهذا عمل شائع، معروف في المشهدين الشريفين، ولهم في ذلك حكايات كثيرة، ولم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه، إلا أن الظاهر أن العمل من الأعمال المجربة، وعليه العلماء والصلحاء والأتقياء، ولم نعثر لهم على مستند خاص وخبر مخصوص، ولعلهم عثروا عليه أواستنبطوا ذلك من كثير منالأخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أوصلاة أوقراءة أوذكر أوأكل شيء مخصوص أوتركه في أربعين يوما تأثير في الانتقال والترقي من درجة إلى درجة، ومن حالة إلى حالة، بل في النزول كذلك، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الأيام تأثير لإنجاح كل مهم أراده،)) (2)

7) ((ومما عبر به في إجازته المفصلة التي كتبها النائيني بخطه الشريف في شوال 1338 ﻫ ، المزينة بخطوط جمع من الأعاظم المراجع الكرام

ص: 187


1- العلامة المجلسي - بحار الأنوار: 53/311
2- العلامة المجلسي - بحار الأنوار: 53 /325

وتكون عندي، قال: ((العالم العامل والتقي الفاضل العلم العلام والمهذب الهمام ذوالقريحة القويمة والسليقة المستقيمة والنظر الصائب والفكر الثاقب عماد العلماء وصفوة الفقهاء الورع التقي والعدل الزكي جناب الآقا ميرزا مهدي الأصفهاني أدام الله تعالى تأييده وبلغه الأماني - إلى أن قال: - وحصل له قوة الاستنباط وبلغ رتبة الإجهاد وجاز له العمل بما يستنبطه من الأحكام - الخ، وكان مشتغلا بتعلم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلى مراتبها قال: لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق ولم تسكن نفسي بدرك الدقائق فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان فذهبت إلى أستاذ العرفاء والسالكين السيد أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلت معرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمي مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفس وتخليتها من البدن، ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه الحقائق والدقائق التي سموها بذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه، ووجدت كلتا الطائفتين كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فطويت عنهما كشحا، وتوجهت وتوسلت مجدا مكدا إلى مسجد السهلة في غير أوانه باكيا متضرعا متخشعا إلى صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فبان لي الحق وظهر لي أمر الله ببركة مولانا صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، ووقع نظري في ورقة مكتوبة بخط جلي: طلب المعارف من غيرنا أوطلب الهداية من غيرنا (الشك مني) مساوق لإنكارنا، وعلى ظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة ابن الحسن، قال: فتبرأت من الفلسفة والعرفان وألقيت ما كتبت منهما في الشط ووجهت وجهي بكله إلى الكتاب الكريم وآثار العترة الطاهرة فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز وأخبار أهل بيت الرسالة

ص: 188

الذين جعلهم الله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه، ورغب وأكد الرسول (صلی الله علیه و آله) بالتمسك بهما، وضمن الهداية للمتمسك بهما، فاخترت الفحص عن أخبار أئمة الهدى والبحث عن آثار سادات الورى، فأعطيت النظر فيها حقه وأوفيت التدبر فيها حظه، فلعمري وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية من ظلمات الجهالات، ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح على مسالكها مرفوعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علم وثمار كل حكمة إلهية الموحاة إلى النواميس الإلهية فلم أعثر على حكمة إلا وفيها صفوها، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،)) (1)

8) ((ومن كراماته (2) أنه قد نقل بعض الثقات عن المحقق القمي حين سأل السيد عما رأى في مدة رياضاته في مسجد السهلة وأصر على إظهاره، فقال: كنت ليلة مشغولا بالعبادة وصلاة الليل، فإذا سمعت صوت أحد يناجي أنينا بلحن حسن، فتأملت في فقرات المناجات، فلم أجدها في المناجات والأدعية المأثورة من الأئمة، فعلمت أن المناجي هوالإمام المنتظر ، فقمت وذهبت إلى أثره، فرأيت في زاوية المسجد المعروفة بمقام الصاحب (عجل الله تعالی فرجه الشریف) شخصا، فدنوت إليه ووصلت إلى قرب المقام، فسماني وخاطبني بقف على مكانك كرة بعد مرة، وبعد صدور الخطاب المستطاب فلم أقدر على الحركة والسؤال، كأنه قد انتزع الروح من

ص: 189


1- علي النمازي – مستدرك سفينة البحار: 1 / 10
2- المقصود به هوالمقدس السيد محمد مهدي بحر العلوم

جسدي، ثم قال المحقق: فسكت ولم يبين ما وقع بعد ذلك، إلى غير ذلك من الكرامات المحكية عنه وهي كثيرة اقتصرنا على اليسيرة منها،)) (1)

9)من كرامات السيد بحر العلوم (قدس سره) ما ذكره هوشخصيا للميرزا القمي (قدس سره) (كنت مشغولا بالعبادة في إحدى الليالي في مسجد السهلة، وفجأة سمعت صوت مناجاة يأخذ بمجامع القلوب، فانطلقت نحومصدر الصوت، فقال لي سلام الله عليه: اجلس سيد مهدي، فجلست)

10) عن آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي (قدس سره) ينقل تلميذه السيد عادل العلوي قائلاً:

أيام دراستي للعلوم الدينية وفقه أهل البيت (علیهم السلام) في النجف الأشرف، اشتقت كثيراً إلى رؤية جمال مولانا بقية الله الأعظم، وتعاهدت مع نفسي أن أذهب ماشياً في كل ليلة أربعاء إلى مسجد السهلة لمدة أربعين مرة لأفوز بذلك الفوز العظيم،وكان الجوغائماً ممطراً، وكان بقرب مسجد السهلة خندق، وحين وصولي إليه في الليل المدلهم، وأنا في وحشة وخوف من قطاع الطريق، سمعت صوت قدم من خلفي مما زاد في وحشتي ورعبي، فنظرت إلى الخلف، رأيت سيداً عربياً بزي أهل البادية، اقترب مني وقال بلسان فصيح: يا سيد سلام عليكم !، فشعرت بزوال الوحشة من نفسي، واطمأنتْ وسكنتْ النفس، والعجيب كيف التفت إلي أني سيد في مثل تلك الليلة المظلمة !!؟على كلٍ تحدثنا وسرنا، فسألني: أين تقصد؟ قلت: مسجد السهلة، فقال: لأي قصد؟ قلت: لقصد التشرف بزيارة ولي العصر،، بعد خطوات وصلنا إلى مسجد زيد بن صوحان،

ص: 190


1- علي البروجردي - طرائف المقال: 2 / 380

وهومسجد صغير بالقرب أدمت هذا العمل إلى (36) أو(35) ليلة أربعاء، ومن الصدفة أني تأخرت في هذه الليلة في خروجي من مسجد السهلة، فقال السيد العربي: حبذا أن ندخل هذا المسجد ونصلي فيه، ونؤدي تحية المسجد، فدخلنا وصلى وأخذ السيد يقرأ دعاءً، وكأن الجدران والأحجار تقرأ معه، فشعرت وأحسست بثورة عجيبة في نفسي أعجز عن وصفها، ثم بعد الدعاء قال السيد العربي: يا سيد أنت جائع، حبذا لوتعشيت، فأخرج مائدة من تحت عباءته، وكانت فيها ثلاثة أرغفة من الخبز واثنتان أوثلاث خيارات خضراء طرية، وكأنها قُطفت من البستان وكانت – آنذاك – أربعينية الشتاء، ذلك البرد القارس، ولم انتقل إلى هذا المعنى أنه من أين أتى بهذاالخيار الطري في هذا الفصل؟فتعشّينا كما أمر السيد، ثم قال: قم لنذهب إلى مسجد السهلة، فدخلنا المسجد، وكان السيد العربي يأتي بالأعمال الواردة في المقامات، وأنا أتابعه، وصلى المغرب والعشاء، وكأني من دون اختيار اقتديت به، ولم ألتفت أنه من هوهذا السيد؟وبعد الفراغ من الأعمال قال السيد العربي: يا سيد هل تذهب مثل الآخرين بعد الأعمال إلى مسجد الكوفة، أوتبقى في مسجد السهلة، قلت: أبيتُ في المسجد، فجلسنا في وسط المسجد في مقام الإمام الصادق (علیه السلام) وقلت له: هل تشتهي الشاي أوالقهوة أوالسيجار حتى أعده لكم؟فأجاب بكلمة جامعة (هذه الأمور من فضول المعاش، ونحن نتجنب فضول المعاش)، أثّرت هذه الكلمة في أعماق وجودي، كنت متى ما أشرب الشاي وأتذكر ذلك الموقف وتلك الكلمة ترتعد فرائصي،وعلى كل حال، طال المجلس بنا ما يقارب الساعتين، وفي هذه البرهة جرتْ مطالب أشير إلى بعضها:

ص: 191

- جرى حديث حول الاستخارة فقال السيد العربي: يا سيد! كيف عملك للاستخارة بالسبحة؟ فقلت: ثلاثمرات صلوات وثلاث مرات (أستخير الله برحمته خيرة في عافية) ثم آخذ قبضة من السبحة، وأعدها، فإن بقي زوج فغير جيدة، وإن بقي فردٌ فجيدة فقال السيد: لهذه الاستخارة تتمة لم تصل إليكم، وهي عندما يبقى الفرد لا يحكم فوراً أنها جيدة بل يتوقف، ويؤخذ مرة أخرى على ترك العمل، فإن بقي زوج فيكشف أن الاستخارة الأولى كانت جيدة، وإن بقي فرد فيكشف أن الاستخارة الأولى وسط،قلت في نفسي: حسب القواعد العلمية عليَّ أن أطالبه بالدليل، فأجاب: وصلنا من مكان رفيع فوجدت بمجرد هذا القول التسليم والانقياد في نفسي، ومع هذا لم أتوجه أنه من هوهذا السيد؟، ومن مطالب تلك الجلسة، تأكيد السيد العربي على تلاوة هذه السور بعد الفرائض الخمس، فبعد صلاة الصبح (سورة يس) وبعد الظهر (سورة عمّ) وبعد العصر (سورة نوح) وبعد المغرب (سورة الواقعة) وبعد العشاء سورة (الملك)، ومن المطالب: تأكيده على هذا الدعاء بعد الفرائض الخمس (اللهم!، سرحني من الهموم والغموم، ووحشة الصدر، ووسوسة الشيطان، برحمتك يا أرحم الراحمين!،،ولقد مجد شرائع الإسلام للمحقق الحلي وقال: كلها مطابقة للواقع إلا عدة أسئلة،وأكد على تلاوة القرآن وهديه ثوابها للشيعة الذين ليس لهم وارث، أولهم ولكن لم يذكروا أمواتهم، وأكد على زيارة سيد الشهداء (علیه السلام) ،ودعا لي فقال: جعلك الله من خدمة الشرع،قلت له: لا أدري هل عاقبة أمري بخير، وهل أنا مبيض الوجه عند صاحب الشرع المقدس، فقال: عاقبتك على خير، وسعيك مشكور، وأنت مبيض الوجه، وهناك مطالب أخرى لا مجال لتفصيلها،، فأردت الخروج من المسجد

ص: 192

لحاجة، فأتيت الحوض وهوفي وسط الطريق، قبل أن أخرج من المسجد تبادر إلى ذهني أي ليلة هذه؟ومن هذا السيد العربي صاحب الفضائل؟ ربما هومقصودي فما أن خطر على بالي حتى رجعت مضطرباً فلم أجد أثرا لذلك السيد، ولم يكن شخص في المسجد، فعلمت أني وجدت من أتحسس عنه، ولكن أصابتني الغفلة، فبكيت ناحبا، كالمجنون رحت أطوف أطراف المسجد حتى الصباح كالعاشق الولهان الذي ابتلي بالهجران بعد الوصال، وكلما تذكرت تلك الليلة ذهلت عن نفسي، وهذا إجمال من تفصيل،

11) ((ومما حدث به العالم العامل، علي رضا ابن العالم الجليل الحاج محمد النائيني، عن العالم البدل الورع التقي زين العابدين بن العالم الجليل محمد السلماسي ; تلميذ آية الله السيد السند، والعالم المسدد فخر الشيعة وزينة الشريعة العلامة الطباطبائي السيد محمد مهدي بحر العلوم أعلى الله درجته قال: كنت حاضرا في مجلس السيد في المشهد الغروي إذ دخل عليه لزيارته المحقق القمي صاحب القوانين في السنة التي رجع من العجم إلى العراق زائرا لقبور الأئمة (علیهم السلام) وحاجا لبيت الله الحرام، فتفرق من كان في المجلس وحضر للاستفادة منه، وكانوا أزيد من مائة وبقيت ثلاثة من أصحابه أرباب الورع والسداد البالغين إلى رتبة الاجتهاد، فتوجه المحقق الأيد إلى جناب السيد وقال: إنكم فزتم وحزتم مرتبة الولادة الروحانية والجسمانية، وقرب المكان الظاهري والباطني، فتصدقوا علينا بذكر مائدة من موائد تلك الخوان، وثمرة من الثمار التي جنيتم من هذه الجنان، كي ينشرح به الصدور، ويطمئن به القلوب، فأجاب السيد من غير تأمل، وقال: إني كنت في الليلة الماضية قبل ليلتين أوأقل - والتردد من

ص: 193

الراوي - في المسجد الأعظم بالكوفة، لأداء نافلة الليل عازما على الرجوع إلى النجف في أول الصبح، لئلا يتعطل أمر البحث والمذاكرة وهكذا كان دأبه في سنين عديدة، فلما خرجت من المسجد القي في روعي الشوق إلى مسجد السهلة، فصرفت خيالي عنه، خوفا من عدم الوصول إلى البلد قبل الصبح، فيفوت البحث في اليوم ولكن كان الشوق يزيد في كل آن، ويميل القلب إلى ذلك المكان، فبينا أقدم رجلا وأؤخر أخرى، إذا بريح فيها غبار كثير، فهاجت بي وأمالتني عن الطريق فكأنها التوفيق الذي هوخير رفيق، إلى أن ألقتني إلى باب المسجد، فدخلت فإذا به خاليا عن العباد والزوار، إلا شخصا جليلا مشغولا بالمناجاة مع الجبار، بكلمات ترق القلوب القاسية، وتسح الدموع من العيون الجامدة، فطار بالي، وتغيرت حالي، ورجفت ركبتي، وهملت دمعتي من استماع تلك الكلمات التي لم تسمعها أذني، ولم ترها عيني، مما وصلت إليه من الأدعية المأثورة، وعرفت أن الناجي ينشئها في الحال، لا أنه ينشد ما أودعه في البال، فوقفت في مكاني مستمعا متلذذا إلى أن فرغ من مناجاته، فالتفت إلي وقال: هلم يا مهدي، فتقدمت إليه بخطوات فوقفت، فأمرني بالتقدم فمشيت قليلا ثم وقفت، فأمرني بالتقدم وقال: إن الأدب في الامتثال، فتقدمت إليه بحيث تصل يدي إليه، ويده الشريفة إلي وتكلم بكلمة،

قال المولى السلماسي ;: ولما بلغ كلام السيد السند إلى هنا أضرب عنه صفحا، وطوى عنه كشحا، وشرح في الجواب عما سأله المحقق المذكور قبل ذلك عن سر قلة تصانيفه، مع طول باعه في العلوم، فذكر له وجوها فعاد المحقق القمي فسأل عن هذا الكلام الخفي فأشار بيده شبه المنكر بأن هذا سر لا يذكر،

ص: 194

12)في ترجمته ل- (إبراهيم بن هاشم الكوفي) قال الشيخ الطوسي (قدس سره) : ((إبراهيم بن هاشم بن الخليل أبوإسحاق الكوفي القمي، أصله من الكوفة ثم انتقل إلى قم وأول من نشر حديث الكوفيين بقم وقدم الري مجتازا، وكان تلميذ يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الإمام الرضا (علیه السلام) كثير الرواية واسع الطريق سديد النقل مقبول الحديث، روى عنه أجلاء الطائفة وثقاتها))، وعده شيخ الطائفة في كتابيه الفهرست والرجال فيمن لقي الإمام الرضا (علیه السلام) وذكره في كتابيه التهذيب والاستبصار، وقد نقل ثقة الإسلام الكليني في الكافي رواية عنه تصرح بتشرفه بلقاء الإمام الجواد (علیه السلام) وروايته عنه،وقال الشيخ القمي في سفينة البحار (ومما يدل على جلالته أن الأدعية والأعمال الشائعة في مسجد السهلة ومسجد زيد المتداولة المتلقاة بالقبول المذكورة في المزار الكبير ومزار الشهيد وغيرهما ينتهي سندها إليه لا غير رضوان الله عليه) وصرح أنه تشرف بلقاء الخضر أوالحجة المنتظر (علیهما السلام) في مسجد السهلة ومسجد زيد، له عدة كتب منها: كتاب النوادر وكتاب قضايا أمير المؤمنين (علیه السلام) : وروى عن إبراهيم بن محمود الخراساني وعن أحمد بن محمد بن أبي نصر وعن الحسن بن محبوب وعن صفوان بن يحيى وعن عبد الرحمان بن الحجاج وعن فضالة ابن أيوب وعن محمد بن أبي عمير وعن النضر بن سويد وعن حماد بن عيسى غريق الجحفة وعن أبي هدية الراوي عن أنس وغيرهم، وروى عنه جماعة منهم: أحمد بن إدريس القمي وسعد بن عبد الله الأشعري ومحمد بن الحسن الصفار ومحمد بن علي بن محبوب ومحمد بن يحيى العطار وجعفر والحسن)) (1)

ص: 195


1- الشيخ الطوسي - تهذيب الأحكام: 10 / 50

13) روى الشيخ الطوسي (قدس سره) في كتاب الغيبة: ((عن جماعة عن أحمد بن علي الرازي عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة قال وهومحمد بن الحسن بن عبد الله التميمي وكان زيديا قال: سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله ثم ذكر حكاية ذكرناها في ترجمة أبيه حاصلها أن أباه خرج إلى الحير ورأى شابا حسن الوجه يصلي ورافقه إلى مسجد السهلة وأمره أن يذهب إلى ابن الزراري علي بن يحيى ويقول له أن يدفع إليه مالا بعلامة ذكرها ففعل وسأله من أنت فقال: إنا محمد بن الحسن)) (1)

14) عن السيد محمود المرعشي، عن أبيه السيد شهاب الدين، عن جده السيد محمود المرعشي، أنه كان يريد معرفة قبر الصديقة الزهراء (علیها السلام) ، وقد توسل إلى الله تعالى من أجل ذلك كثيرا، حتى أنه دأب على ذلك أربعين ليلة من ليالي الأربعاء من كل أسبوع في مسجد السهلة بالكوفة، وفي الليلة الأخيرة حظي بشرف لقاء الإمام المعصوم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فقال له الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : ((عليك بكريمة أهل البيت))، فظن السيد محمود المرعشي أن المراد بكريمة أهل البيت (علیها السلام) هي الصديقة الزهراء (علیها السلام) فقال للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : جعلت فداك إنما توسلت لهذا الغرض، لأعلم بموضع قبرها، وأتشرفبزيارتها، فقال (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : مرادي من كريمة أهل البيت (علیهم السلام) قبر السيدة فاطمة المعصومة (علیها السلام) في قم، ثم قال: إن الله تعالى قد جعل قبر الصديقة الزهراء من الأسرار، وقد اقتضت الإرادة الإلهية تبعا لبعض المصالح أن يكون قبرها مخفيا لا يطلع على موضعه أحد من الناس، فلا يمكن الإخبار عنه، ولكن جعل الله قبر السيدة فاطمة المعصومة موضعا يتجلى فيه قبر

ص: 196


1- السيد محسن الأمين - أعيان الشيعة: 3 / 95

الصديقة الزهراء (علیها السلام) ، وإن ما قدر لقبر الصديقة الزهراء (علیها السلام) من الجلال والعظمة والشأن - لوكان معلوما ظاهرا - قد جعله الله تعالى لقبر السيدة المعصومة، وعلى أثر ذلك عزم السيد محمود المرعشي على السفر من النجف الأشرف إلى قم لزيارة كريمة أهل البيت (علیها السلام) (1)

15) قال السيد مهدي العبايجي النجفي (رضی الله عنه) : ذهبت في إحدى الليالي مع بعض الإخوان إلى مسجد السهلة وكان خالياً من الزوار فرأينا نوراً يأتي من مقام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، فتوجهنا نحوه، فشاهدنا عند المقام سيداً بهياً يتعبد في محرابه، ولم نر مصباحاً موقداً فأيقنا أن هذا السيد هوأمام الأبرار وسليل الأئمة الأطهار (علیهم السلام) ،ولقد ملكت هيبته كل مشاعرنا ووجدنا أنفسنا عاجزين عن الحركة،، استطعت بعد حين أن أتقدم خطوات، لكنني كلما حاولت أن أتقدم أكثر لم استطع، كما لم استطع أن أتذكر شيئاً أقوله له أواطلبه منه سوى أنني قلت له: يا سيدي، استخر الله لي!!وبعد أن طلبت من هذا السيد البهي ذي الطلعة النيرة أن يستخير لي، عزل السيد بيده الشريفة قبضة من حبات مسبحته التي كان يعد بها أذكاره، وبعد أن حسب حباتها، قال: الخيرة جيده، ثم التفت بوجهه المبارك نحونا، وأدام النظر إلينا وكأنه ينتظر منا أن نطلب منه الدعاء والشفاعة لقضاء شيء من حاجات الدنيا، ولكن لم ينبس أي منا ببنت شفة!وبعد انتظار، قام السيد متوجهاً إلى باب المسجد للخروج، واثر تحركه خطوات وجدنا في أنفسنا القدرة على الحركة، فسرنا خلفه إلى أن وصل إلى باب المسجد الأولى، فوقف والتفت بوجهه الكريم نحونا، وأدام النظر إلينا، بالحالة نفسها من الانتظار لان نطلب منه شيءً، ولكننا لم نحرك ساكنا!ولما رآنا ساكتين

ص: 197


1- محمد علي المعلم - الفاطمة المعصومة: 176

تحرك ثانية وخرج من المسجد، وبمجود خروجه وجدنا القدرة الطبيعية على الحركة قد عادت إلينا، فسارعنا إلى الخروج خلفه لكننا لم نشاهد أحدا! اطلنا البحث هناك دون جدوى، لقد اختفى السيد عن أبصارنا فجأة، فأدركنا عظمة الفرصة التي مرت علينا كمر السحاب ولم ننتفع منها، وأخذنا نتحسر بسبب عدم طلبنا شيئاً منه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، رغم انه قد توجه إلينا مرتين منتظراً أن نطلب منه شيئاً ولكن دون جدوى،

16) حدث الشيخ الفاضل العالم الثقة الشيخ باقر الكاظمي، المجاور في النجف الأشرف آل الشيخ طالب، نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمي قال: كان في النجف الأشرف رجل مؤمن، يسمى الشيخ محمد حسن السريرة، وكان في سلك أهل العلم ذا نية صادقة، وكان معه مرض السعال، إذا سعل يخرج من صدره مع الأخلاط دم، وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج، لا يملك قوت يومه، وكان يخرج في أغلب أوقاته إلى البادية، إلى الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف، ليحصل له قوت ولوشعير، وما كان يتيسر ذلك على وجهٍ يكفيه، مع شدة رجائه، وكان مع ذلك قد تعلق قلبه بتزويج امرأة من أهل النجف، وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك، لقلة ذات يده، وكان في هم وغم شديدمن جهة ابتلائه بذلك، فلما اشتد به الفقر والمرض، وأيس من تزويج البنت، عزم على ما هومعروف عند أهل النجف، من أنه من أصابه أمر فواظب الرواح إلى مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء، فلا بد أن يرى صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) من حيث لا يعلم، ويقضي له مراده، والإنسان إذا زاد بلاؤه، ازداد انقطاعه، وتوجه إلى الله عز وجل، وعادة الفرج لا يأتي إلا عند اشتداد الأزمات، فإذا وقع المؤمن في بلية، فبدلا من فوات أزمة الأمور، وبدلا من التشبث

ص: 198

بكل ضعيف وحقير، وبدلا من غلبة الكآبة واليأس، وبعض الأمراض النفسية -لا سمح الله- عليه أن يذهب إلى باب الله عز وجل، فإن الله تعالى يسمع استغاثة الملهوف، فالقلب إذا رقّ وانكسر، فإن صاحبه في معرض العناية الإلهية، فواظبت على ذلك أربعين ليلة أربعاء، فلما كانت الليلة الأخيرة، وكانت ليلة شتاء مظلمة، وقد هبت ريح عاصفة، فيها قليل من المطر، وأنا جالس في الدكة التي هي داخل في باب المسجد،،وكانت الدكة الشرقية المقابلة للباب الأول، تكون على الطرف الأيسر عند دخول المسجد، ولا أتمكن الدخول في المسجد من جهة سعال الدم، ولا يمكن قذفه في المسجد، وليس معي شيء أتقي فيه عن البرد، وقد ضاق صدري، واشتد علي همي وغمي، وضاقت الدنيا في عيني، وأفكر أن الليالي قد انقضت وهذه آخرها، وما رأيت أحدا ولا ظهر لي شيء، أي هكذا أملت نفسي بأنني سوف أحظى برعايته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وأنا صاحب الهموم الكبرى: مرض، وفقر، ومشكلة،،وقد تعبت هذا التعب العظيم، وتحملت المشاق، والخوف في أربعين ليلة، أجيء فيها من النجف إلى مسجد السهلة، ويكون لي الإياس من ذلك، فبينما أنا أفكر في ذلك -وليس في المسجد أحد أبدا، وقد أوقدت نارا لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف، لا أتمكن من تركها لتعودي بها، وكانت قليلة جدا -إذا بشخص من جهة الباب الأول متوجها إلي، فلما نظرته من بعيد، تكدرت وقلت في نفسي: هذا أعرابي من أطراف المسجد، قد جاء إلي ليشرب من القهوة، وأبقى بلا قهوة في هذا الليل المظلم، ويزيد علي همي وغمي، فبينما أنا أُفكر إذا به قد وصل إلي وسلم علي باسمي، عادة في مثل هذه المواطن، يسأل الإنسان الطرف المقابل: أنت من أي قبيلة؟، ومن أي عائلة؟، فلعله

ص: 199

يتعرف عليه، وجلس في مقابلي، فتعجبت من معرفته اسمي، وظننته من الذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف، فصرت أسأله من أي العرب يكون؟، قال: من بعض العرب، فصرت أذكر له الطوائف التي في أطراف النجف، فيقول: لا،لا، وكلما ذكرت له طائفة قال: لا، لست منها، فأغضبني وقلت له لفظا بلا معنىفتبسم من قولي ذلك، وقال: لا عليك من أينما كنت، ما الذي جاء بك إلى هنا؟، فقلت: وأنت ما عليك السؤال عن هذه الأمور؟، فقال: ما ضرك لوأخبرتني؟، فتعجبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقه، فمال قلبي إليه، وصار كلما تكلّم ازداد حبي له، وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته، فأخذه وشرب شيئا قليلا منه، ثم ناولني الباقي وقال: أنت اشربه!، فأخذته وشربته، ولم ألتفت إلى عدم شربه تمام الفنجان، ولكن يزداد حبي له آنا فآنا، فقلت له: يا أخي!، أنت قد أرسلك الله إلي في هذه الليلة تأنسني، أفلا تروح معي إلى أن نجلس في حضرة مسلم (علیه السلام) ونتحدث؟، فقال: أروح معك، فحدث حديثك!، فقلت له: أحكي لك الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة، مذ شعرت على نفسي، ومع ذلك معي سعال أتنخع الدم، وأقذفه من صدري منذ سنين، ولا أعرف علاجه، وما عندي زوجة، وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلتنا في النجف الأشرف، ومن جهة قلة ما في اليد ما تيسر لي أخذها، وقد غرني هؤلاء الملائية وقالوا لي: اقصد في حوائجك صاحب الزمان، وبت أربعين ليلة أربعاء في مسجد السهلة، فإنك تراه ويقضي لك حاجتك، وهذه آخر ليلة من الأربعين، وما رأيت فيها شيئا، وقد تحملت هذه المشاق في هذه الليالي، فهذا الذي جاء بي هنا، وهذه حوائجي، فقال لي -وأنا غافل غير ملتفت: أما صدرك، فقد برأ، وأما الامرأة، فتأخذها عن قريب، وأما فقرك،

ص: 200

فيبقى على حاله حتى تموت، وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبدا، فقلت: ألا تروح إلى حضرة مسلم؟، قال: قم!، فقمت وتوجه أمامي، فلما وردنا أرض المسجد، فقال: ألا تصلي صلاة تحية المسجد؟،،فقلت: أفعل، فوقف هوقريبا من الشاخص الموضوع في المسجد، وأنا خلفه بفاصلة، فأحرمت الصلاة وصرت أقرأ الفاتحة، فبينما أنا أقرأ، وإذا يقرأ الفاتحة قراءة ما سمعت أحدا يقرأ مثلها أبدا، فمن حسن قراءته قلت في نفسي: لعله هذا هوصاحب الزمان، وذكرت بعض كلمات له تدل على ذلك، ثم نظرت إليه بعد ما خطر في قلبي ذلك -وهوفي الصلاة- وإذا به قد أحاطه نور عظيم، منعني من تشخيص شخصه الشريف، وهومع ذلك يصلي، وأنا اسمع قراءته وقد ارتعدت فرائصي، ولا أستطيع قطع الصلاة خوفا منه، فأكملتها على أي وجه كان، وقد علا النور من وجه الأرض، فصرت أندبه وأبكي وأتضجر وأعتذر من سوء أدبي معه في باب المسجد، وقلت له: أنت صادق الوعد، وقد وعدتني الرواح معي إلى مسلم، فبينما أنا أكلم النور، وإذا بالنور قد توجه إلى جهة مسلم، فتبعته فدخل النور الحضرة، وصار في جوالقبة، ولم يزل على ذلك، ولم أزل أندبه وأبكي، حتى إذا طلع الفجر عرج النور، فلما كان الصباح التفت إلى قوله: أما صدرك فقد برأ، وإذا أنا صحيح الصدر، وليس معي سعال أبدا، وما مضى أسبوع، إلا وسهل الله علي أخذ البنت من حيث لا أحتسب، وبقي فقري على ما كان، كما أخبر (صلی الله علیه و آله)

17) في كتاب (الشمس الطالعة) وكتاب (تاريخ حياة الأنصاري):كان الحاج محمد حسني تبريزي أحد تجار مدينة تبريز المحترمين لا ينجب ولداً وعلى الرغم من مراجعاته المتكررة للأطباء لكنه لم يزرق بولد

ص: 201

أووريث، يقول التبريزي: ومن أجل أن أرزق بولد فذهبت إلى النجف الأشرف ومن هناك إلى مسجد السهلة لكي أتوسل إلى الإمام الحجة، وفي إحدى الليالي وفي عالم المكاشفة رأيت سيداً مهيباً عظيماً أشار ثم قال: اذهب إلى محمد علي جولاكر حتى يستجيب الله دعوتك ويؤمن حاجتك، وفي اليوم التالي حزمت أمتعتي وسافرت إلى ديزفول وعندما وصلت المدينة وسألت عنه أعطوني عنوان دكانه فذهبت إليه فوجدت رجلاً فقيراً حي الضمير مؤمناً بسيطاً، فسلمت عليه ورد السلام وقال: وعليكم السلام يا حاج محمد حسن لقد قضيت حاجتك، فتعجبت منه كيف عرف اسمي؟ وكيف علم بحاجتي لديه؟ ثم رجوته أن أبقى الليل معه فقال: لا مانع عندي، فدخلت الدكان وجلست عنده حتى المغرب حيث توضأنا وصلينا المغرب والعشاء سوية، وبعد مضي قليل من الليل أحضر العشاء وكان خبزاً ولبناً فأكلنا حتى شبعنا ثم حمدنا الله تعالى على نعمته ثم نمنا في الدكان، وفي الصباح صلينا الصبح وقرأ بعض الأدعية والتعقيبات ثم بدأ عمله في حياكة الكرباس فقلت: إنني حينما جئت إليك كانت لدى حاجتان عندك، وقد قلت ليلة أمس إن واحدة منهما قد قضيت والحمد لله أما الثانية فهي إنني أسالك ماذا فعلت حتى وصلت إلى هذا المقام المحمود عند الله حيث نصحني الإمام أن آتي إلى خدمتك هنا في ديزفول وأنت تعرف اسمي وحاجتي؟!قال: يا حاج حسن لماذا تسأل كل هذه الأسئلة؟،لقد قلت لك إن حاجتك قضيت فالأفضل أن تشكر الله تعالى وترجع إلى بيتك فقلت له: إنني ضيفك وحق الضيف على صاحب الدار لذا أرجوك أن تشرح لي حياتك وكيف وصلت إلى هذه الدرجة الرفيعة من الإيمان والمكاشفة؟! وإن لم تفعل فإنني لن أترك وسوف أبقى معك، فقال: لقد

ص: 202

قضيت عمري في حياكة الكرابيس في هذا المحل وكان قبالة دكاني هذا منزل رجل من رجالات الدولة الظالمين حيث كان يحرس داره جندي طوال الليل والنهار، فقلت له: إنني أشترى في السنة الواحدة مائة (من) من الحنطة والشعير وأطحنها وأخبزها وأعيش مدة عام واحد وأنا وحداني ولا ولد ولا تلد ولا عائلة لدي،فقال الجندي: إنني وحيد هنا وليس لي صديق يحفظ سري وأخاف أن آكل من طعام هذا الظالم الذي أخدمه، وإذا لم يكن لديك مانع فأرجوك أن تشتري لي أيضاً مائة (من) حتى تعطين كل يوم قرصين من الخبز وأكون لك من الشاكرين، فوافقت على طلبه واشتريت له الشعير والحنطة وكنت أعطيه كل يوم قرصين من الخبز ليعتاش بهما، وفي أحد الأيام تأخر ذلك الجندي من موعده فذهبت إلى دار الوزير لأساله عنه فقالوا: مريض وعندما جلست معه رجوته أن أجلب له طبيباً ليداويه فقال: لا حاجة لي بذلك سوف أذهب في منتصف هذه الليلة وإذا مت فسوف يأتي شخص إليك ويخبرك عن موتي فتعال هنا وأنجز ما يطلبونه منك أما باقي الطحين فهولك حلالً تلالاً، وعندمابدأت رغبتي في البقاء بجانبه في الليل أبى ذلك فرجعت إلى دكاني وفي منتصف الليل انتبهت على طرق باب الدكان وشخص يناديني: أخرج يا محمد علي، فخرجت من الدكان ورأيت شخصاً لا أعرفه حيث قادني إلى مسجد الحلة فرأيت الجندي مسجى في التابوت وحوله رجلان لا أعرفهما أيضاً ثم قالوا لي: ساعدنا لنأخذ الجنازة إلى النهر ونغسلها فحملنا نعش الجندي وذهبنا إلى الجدول القريب من المنطقة وغسلنا الميت وكفناه وقرأنا صلاة الميت عليه ثم جئنا به إلى مقبرة بجانب المسجد فدفناه فيها، ثم رجعت إلى دكاني وبعد عدة ليال طرق أحدهم باب دكاني ففتحت الباب ورأيت شخصاً

ص: 203

يقول: يا محمد علي يريدونك فتعال معي، فأطعت أمره وذهبت مع ذلك الطارق الليلي وسرنا طويلاً حتى وصلنا الفلاة وبداية الصحراء وكانت منورة بشكل عجيب وكأنه قد أشرق الصبح، وبعد فترة وصلنا إلى صحراء النور (وتقع هذه الصحراء في شمال ديزفول) ورأينا عن بعد بعض الأشخاص جالسين يتسامرون ويتحدثون وشخص آخر واقف في خدمتهم، ولاحظت أن بين تلك الجماعة الجالسة، شخص نوراني مهيب الطلعة حلوالشمائل عظيم الشأن فعلمت أنه صاحب الأمر والزمان فأصابتني موجة من الخوف والرهبة وارتجفت أوصالي فكأني ريشة في مهب الريح! ثم قال لي ذلك الطارق الليلي: تقدم قليلاً يا محمد علي فأطعته وتقدمت بضع خطوات ثم قال الشخص الواقف: تقدم أكثر فتقدمت خطوات أخرى، عند ذلك قال بقية الله في أرضه لأحد أفراده: أعط هذا الرجل منصب الجندي لما قدمه من خدمة إلى شيعتنا، فقلت: يا سيدي ومولاي أنا عامل أكسب عيشي من حياكة الكرابيس فيكف أكون جندياً عسكرياً؟ (وظننت آنذاك بأنهم يريدون أن يستبدلوني بذلك الجندي عند دار الوزير)،فتبسم الرجل العظيم وقال: نحن نريد أن نعطي منصب ذلك الجندي لك،ثم قلت الجواب نفسه بأنني لست جندياً، فقال(روحي له الفداء) مرة ثالثة: إننا نريد أن نعطيك منصب ذلك الجندي وليس أن تكون جندياُ مثله وسوف تكون مكانه فعلاً فأذهب الآن، رجعت وحدي في ذلك الليل البهيم البارد وعشت وحدي منذ ذلك الوقت والحمد لله آخذ من سيدي ومولاي بقية الله في أرضه الأوامر وأنفذها وحاجتك كانت إحدى تلك الأوامر،

ص: 204

18) عن الشاعر والرادود الحسيني الشيخ عبد المحمد (1)يقول خادم أهل البيت (علیهم السلام) الحاج عباس الترجمان (2): كان مخلصاً بخدمته لأهل البيت (علیهم السلام)، وقد شاهد منهم (علیهم السلام) كثيراً من الكرامات، منها ما نقلها السيد عبد الحسين المعروف بالسيد عبود ابن المرحوم السيد علي الحسيني المعروف ب- أرزون فروش النجفي الساكن حاليا في مدينة قم المقدّسة قال: إن الملا عبد المحمد قال لي ذات يوم: كنت مسافرا إلى مدينة الديوانية لقضاء بعض الأشغال، وكان اليوم يوم الثلاثاء، وهواليوم الذي كان يعقد فيه مجلسا في مسجد سهيل (السهلة) غربيّ مسجدالكوفة بما يقرب من خمسة كيلومترات، ولمّا أردت الرجوع إلى النجف ; لأذهب إلى مسجد السهلة ; لكي أُقيم المجلس الأُسبوعي هناك، لم أحصل على واسطة نقل تنقلني من الديوانية إلى السهلة، وقد قارب الوقت الغروب، فبقيت مفكرا في أمري، وأنا واقف على قارعة الطريق، وإذا بسيّارة وقفت إلى جنبي، وقال سائقها: إركب يا ملا، وقد فتح باب السيارة، فقلت له: أُريد الذهاب إلى النجف ثم إلى مسجد السهلة، فقال: أدري، ; إركب، فركبت، وسارت السيارة، وبعد قليل وصلنا إلى السهلة،وأوقف السائق السيارة عند باب المسجد، فلما نزلت من السيارة ونظرت إلى داخل المسجد وإذا

ص: 205


1- الحاج عبد المحمد الشوشتري، وسترد ترجمته في فصل المجالس الحسينية في مسجد السهلة
2- د، عباس بن علي بن حسين بن علي أكبر إلىزدي النجفي المعروف ب-(عباس الترجمان)، ولد في النجف الأشرف عام 1344ﻫ ،وهوأحد الأدباء والباحثين المعاصرين، درس في كلية الفقه، ثم حصل علي شهادة الدكتوراه،كان (رادودا)، وقد كتب للمنبر الحسيني الكثير من (الردّات) أي القصائد التي تلقي علي طريقة أهل الندب، فضلا عن الكثير من شعره العامي والفصيح في أغراض الشعر المتنوعة،هجّر إلى إيران، وعمل في وزارة الإرشاد، وواصل جهوده العلمية والأدبية في التإلىف والترجمة، وله جملة نتاجات طبع بعضها ومنها: الشعلة الحسينية، الفاطميات، مجموعة موإلىد النبي والعترة الطاهرة، معاني الحروف، فهارس تفسير الميزان وغيرها،(موسوعة النجف الأشرف-جعفر الدجيلي وعبد الله الخاقاني: 22/ 1)

بالمؤذّن يؤذّن لصلاة المغرب، وكنت أفكر بما أعطي من أجر للسائق، فالتفت فلم أر السائق ولا السيارة،

19) نقل السيد عبود الحسيني المذكور أيضاً، قال:، قال لي الملا عبد المحمد: كنت في كل ليلة أربعاء أذهب إلى مسجد السهلة ماشيا على الأقدام، وفي ليلة من لياليها، ذهبت مع أحد أصدقائي، فلما وصلنا إلى منطقة (كري سعد)، رأينا رجلين من الريفيين يحفران قبرا، وإلى جانبهم بنت تبكي، ورجل آخر إلى جانبها، والبنت مضطربة، والرجال مسلحون، فسلمنا عليهم، فلم يردوا السلام، فقلنا في أنفسنا إن وجوههم ليست وجوه سلام، فقلنا لهم: ماذا تصنعون؟ فقالوا: إذهبوا لحالكم، ما أنتم وذلك ! فقالت البنت: يريدون دفني وأنا بريئة غير مجرمة، دخيلتكم، خلصوني، قال: فما تمالكنا أنفسنا وهجمنا عليهم، ولحق بنا بعض الذين كانوا يريدون الذهاب إلى مسجد السهلة، وسمعوا أصواتنا، فساعدونا، وانهزم الرجلان، فحملنا البنت، وجئنا بها إلى دار آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي، وكان في مدينة الكوفة آنذاك، وأخبرناه بالخبر، فقال السيد لخادمه: ناولني الدفتر، فجيء بالدفتر الخاص بالحوادث، وسجل فيه اسمي، واسم البنت واسم أبيها وعشيرتها، وأمر النساء أن يكشفن عن البنت، فكشفن، فوجدنها باكرة سالمة، فعند ذلك عقدها السيد لأحد أحفاده في تلك الليلة، وأدخله عليها، ورزقه الله منها أولادا صالحين، وكان اسم كبيرهم السيد محمد،قال الملا: وبعد سنين جاء جماعة من الأعراب إلى السيد كاظم اليزدي، فسلموا عليه، وقالوا سيدنا: عندنا مسألة، فقال: سلوا، فتقدم كبيرهم وقال: كان عندنا ظفر أنتن، وأردنا قلعه ودفنه في (كري سعد)، إذ هجم علينا رجلان كالأسدين، وأخذا البنت من عندنا، ولا

ص: 206

علم لنا بها لحد الآن، ولها بعض الأغنام، ما ندري ما نصنع بها؟ فلما سمع السيد قولهم قال لأحد أصحابه: ائتوني بأُم السيد محمد وأولادها والدفتر، فأحضروها وأولادها كأنهم النجوم الزاهرة، وفتح السيد الدفتر وقال للشيخ المتقدم: ما اسم هذه البنت واسم أبيها؟ وسأله عن الأُمور التي سألها من البنت في وقتها، فأجابه بما كانت قد قالته، فعند ذلك وبخهم السيد، وقال لهم: بأي حق أنتم تجتازون حدود الله بما ليس لكم به علم؟ ثم قال للأولاد: هؤلاء أخوالكم، وأخبرهم السيد بالموضوع بصورة مفصلة، فندموا على فعلتهم وأخذوا يبكون ويعتذرون ثمانصرفوا،

20) روى آية الله السيد محمد صادق الشيرازي (دام ظله):((كان شخص يسمى(الشيخ محمد الكوفي) يسكن في مدينة النجف الأشرف، وبعد فترة سكن مدينة الكوفة واتخذ من إحدى غرف مسجد الكوفة سكنا له، وكان يذهب إلى زيارة مسجد السهلة، كان ذلك في عصر مرجع الشيعة الكبير سماحة السيد أبي الحسن الأصفهاني(رحمة الله عليه) وكان السيد يعطي الطلاب دينارا شهريا مع كمية من الخبز تكفي لشهر واحد حيث كان الطلاب يستلمونها من المخابز وكانت مبالغها تكتب على حساب السيد، وكان الشيخ محمد الكوفي يذهب إلى النجف الأشرف مرة كل أسبوع فيستلم مقدارا من الجبن واللبن والخبز، ويجففهما ليستطيع الاستفادة منها خلال أسبوع، كما كان خادم مسجد الكوفة يعطيه ما يزيد من طعامه، ذات يوم دخل الشيخ محمد على السيد أبي الحسن وبدأ يبكي شديداً، وبعد أن سأله السيد: مم بكاؤك؟ قال: كنت لسنين أبحث عن مولاي الحجة بن الحسن (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فرأيته ذات مرة ولكنني ما عرفته وعندما تعرفت عليه فقدته، فسأله السيد: وكيف حدث ذلك؟ قال: كنت ماشيا في الطريق الذي يربط

ص: 207

بين مسجدي الكوفة والسهلة، فأحست أن خلفي شخصا، فقال لي: يا شيخ محمد من أين تأكل؟ فقلت: من دينار وخبز السيد أبي الحسن الأصفهاني الذي يعطيهما مجانا للطلاب، فقال لي: قل للسيد أبي الحسن: ((اجلس في الدهليز واقض حوائج الناس، نحن ننصرك،))، فتناول السيد أبوالحسن على الفور ورقة وكتب فيها هذه الوصية، وقد نقلوا عن السيد رحمه الله أنه كان يقول: عندما كنت أحس بالتعب والضغط جراء الأعمال اليومية والمسؤوليات كنت أتناول هذه الورقة واقرأ ما أوصى به مولاي بقية الله الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فكان التعب يذهب عني ومعنوياتي تتجدد،))

21) تحدث سماحة آية الله المرحوم السيد محمد رضا الشيرازي (قدس سره) عن والده آية الله السيد محمد الشيرازيظ (قدس سره) : ((دأب الإمام الشيرازي على الذهاب إلى مسجد السهلة كل ليلة أربعاء، في الصيف والشتاء، إلى أربعين ليلة، وفي أثناء هذه الفترة كان يقوم برياضة شديدة استغرقت حوالي عاما كاملا، فمثلا كان يأكل الخبز والبرتقال أوالخبز والشاي، وأحيانا الخبز والملح فقط، وهذا من جهة رياضة الأكل، أما من الجهات الأخرى فقد واظب على الالتزام الكامل بالمستحبات والنوافل والأعمال التي تقرب العبد إلى الله تعالى طوال هذه الفترة، وفي ليلة الأربعاء الأخيرة (ظاهرا أن الناقل لم يذكر لنا أي ليلة من ليالي الأربعاء بالضبط) تشرف السيد بلقاء الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة، وقد حثه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) على تأليف الكتب مع أنه لم يكن التأليف متداولا آنذاك ولا متعارفا عليه، فعاد السيد إلى كربلاء وكان عنده في اليوم الواحد سبعة أوثمانية دروس، إذ كان ركنا من أركان الحوزة، تركها كلها، ورغم الإلحاح الشديد من قبل أساتذة الحوزة وفضلائها للعدول عن هذا القرار، إلا إنه أبى، وعكف على

ص: 208

تأليف الكتب وبشكل مكثف، حتى انه كان يجلس في بعض ليالي الشتاء من بعد إفطاره وحتى أذان الصبح أي ما يقارب ثمان ساعات أوأكثر يكتب وبلا انقطاع، إذ إنه كان يقوم مثلاً بشرب الماء أوما أشبه ذلك ثم يستأنف كتابته، ويمكن أن يكون هذا المقدار من تأليفات السيد من بركات كلمة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،

22) كتب خاتمة المحدثين المرحوم الحاج ميرزا حسين النوري (قدس سره) قائلا:كتب إلينا الحاج السيد احمد رحمة الله عليه:كنت في يوم الجمعة جالسا في إحدى غرف مسجد السهلة، وإذا سيد معمم قد دخل وعليه جبة فاخرة وعباءة حمراء واخذ يتطلع في زوايا الغرفة وكان فيها بساط وأواني وبعض الكتب،ثم قال: لقضاء حوائج دنياك اقرأ صباح كل يوم زيارة عاشوراء بالنيابة عن إمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وخذ عني ما يكفيك شهرا كاملا كي لا تكون محتاجا إلى احد وأعطاني مقدارا من النقود وقال: هذا يكفيك شهرا،وبعد ذلك توجه نحوباب المسجد، وأماأنا فقد بقيت في مكاني لا اقدر على الحركة والتكلم حتى خرج وبعدها شعرت كان كل القيود الحديدية التي كانت علي انفتحت ووسع الله صدري فقمت من مكاني وخرجت من المسجد وعندما تفحصت المكان لم أجدإي اثر لذلك السيد،

23) نقل صاحب (أعلام الشيعة): أن الفاضل الجليل الشيخ محمد باقر الدهدشتي البهبهاني صاحب كتاب (الدمعة الساكبة) كان يبيع الكتب في صحن أمير المؤمنين (علیه السلام) وكان رجلاً متقياً وصاحب دين وقد نقل عن ولده الحاج محمد علي بائع الكتب أنه قال: إن والدي كتب دورة الجواهر ثلاث مرات بالأجرة لإمرار المعاش، وعلى أثر كثرة المطالعة ومراجعة الكتب والكتابة أصبحت له ملكة التأليف حتى ألف كتاب الدمعة الساكبة في

ص: 209

خمسة مجلدات، وقرظه العديد من العلماء الأعلام، وكانت له منامات صادقة، نقل عنه المحدث النوري في (جنة المأوى) أن المذكور الشيخ محمد باقر من الذين تشرفوا بلقاء حضرة إمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة وعرف الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وكان قد أراد أن يشتري بستانا حوالي المسجد مسجد السهلة وعندما تشرف بلقاء الحجة (علیه السلام) قال له: (أي فلان! اشتر بستانا على أن يكون نصفه لإمام الزمان) فلما رجع إلى النجف الأشرف، جاء إليه خادم العلامة الفقيه السيد أسد الله بن المرحوم حجة الإسلام الأصفهاني الرشتي، وأعطاه كيساً من المال، وهومبلغ البستان الذي كان الإمام (علیه السلام) قد أمر بشرائه، وكان المبلغ بقدر قيمة ذلك البستان، فاشترى الشيخ محمد باقر البستان بذلك المبلغ، وكان بيده لسنوات طويلة، ثم انتقل إلى أولاده، ولما اطلع الناس على واقع الأمر، كانوا يذهبون إلى البستان ويأكلون من ثماره بقصد التبرك،

24) جاء عن آية الله الميرزا مهدي الأصفهاني (قدس سره) وكان مشتغلابتعلم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلى مراتبها قال: لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق ولمتسكن نفسي بدرك الدقائق فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان فذهبت إلى أستاذالعرفاء والسالكين السيد أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلتمعرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمي مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفسوتخليتها من البدن، ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه الحقائق والدقائق التي سموهابذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه، ووجدت كلتاالطائفتين كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فطويت عنهماكشحا، وتوجهت وتوسلت مجدا مكدا إلى مسجد

ص: 210

السهلة في غير أوانه باكيا متضرعا متخشعاإلى صاحب العصر والزمان (علیه السلام) ، فبان لي الحق وظهر لي أمر الله ببركةمولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه، ووقع نظري في ورقة مكتوبة بخط جلي: طلبالمعارف من غيرنا أوطلب الهداية من غيرنا (الشك مني) مساوق لإنكارنا، وعلىظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة ابن الحسن، قال: فتبرأت من الفلسفة والعرفانوألقيت ما كتبت منهما في الشط ووجهت وجهي بكله إلى الكتاب الكريم وآثار العترةالطاهرة فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز وأخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهمالله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه، ورغب وأكد الرسول (صلی الله علیه و آله) بالتمسكبهما، وضمن الهداية للمتمسك بهما، فاخترت الفحص عن أخبار أئمة الهدى والبحث عنآثار سادات الورى، فأعطيت النظر فيها حقه وأوفيت التدبر فيها حظه، فلعمري وجدتهاسفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية من ظلماتالجهالات، ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح على مسالكهامرفوعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علموثمار كل حكمة إلهية الموحاة إلى النواميس الإلهية فلم أعثر على حكمة إلا وفيهاصفوها، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنالنهتدي لولا أن هدانا الله،

25) كتب الشيخ الجليل محمد تقي المازندراني قائلا: ((كلما كنت أذهب في سنوات الشبيبة إلى النجف الأشرف للزيارة، كنت أقصد مسجد السهلة أبيت فيه؛ إذ كنت أجد في هذا المسجد من الروحية العالية ومن الشفافية ما لا أجده في سواه من المساجد، وقد ألِفتُ أن اتخذ لي حجرة هناك

ص: 211

للمبيت في الطابق العلوي محاذية للمقام المقدس للإمام بقية الله (روحي فداه)،وفي إحدى السفرات،، مضيت من النجف الأشرف إلى مسجد السهلة، ثم لما حل الليل وحان وقت نومي، خلدت إلى النوم، وحين بلغ الليل منتصفه، استيقظت، ونظرت إلى الساعة، كان الوقت وقت التهجد والقيام لصلاة الليل، وفي هذه الأثناء سمعت في فضاء المسجد صوتاً يموج بمناجاة مذهلة توقظ الروح، كانت جدران المسجد تتجاوب لها وتهتز، أصغيت جيداً لأعرف من أين تصدر هذه المناجاة الجليلة الرائعة، فادركت أنها كانت تنبعث من مقام الامام صاحب الزمان (علیه السلام) وتركت مكاني قاصداً المقام، فرأيت هناك رجلا مهيبا ساجدا لدى الجدار شرقي مقام امام الزمان (علیه السلام) في وسط باحة المسجد، وهويناجي الله (جل جلاله)، وارتعدت فرائصي بغتة لرؤياه، وقعدت على الأرض استمع إلى ما كان يقول في مناجاته، لكني لم أتبين من مناجاته إلى بضع كلمات، كان يقول أحياناً: شيعتي! وإذ كنت أدركت من بعض الدلائل والأمارات بل أيقنت تماما أن هذا الرجل المهيب هوالامام بقية الله (روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء)، فاضطربت ووقعت على الأرض في إغماء، ثم لما فتحت عيني، كانت الشمس على وشك الشروق، فقمت وتوضأت وصليت فريضة الصبح، وبعد سماعي تلكم المناجاة بقيت مدة أجد في داخلي حالة من البهجة ومن الإنشراح تستعصي على الوصف، عند الوفاة، يجيئ امام الزمان (علیه السلام) من الراجح رجحاناً قوياً كما يفهم من الروايات أن الامام بقية الله (روحي فداه) يحضر الميت عند احتضاره، خاصة إذا كان الميت من العلماء، ومن الشيعة الأتقياء، وإذ إنه (علیه السلام) امام حي، وولي كل مؤمن

ص: 212

ومؤمنة، فمن غير المستبعد أن الوجود المقدس للإمام (علیه السلام) هونفسه يصلي على هذا الميت حتى لوصلى عليه الآخرون))،

26)جاء في كتاب (العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان) (1) الذي صنفه العالم الزاهد الشيخ علي اكبر النهاوندي وهي من الحكايات التي تناقلها عدة من الأخيار عن العبد الصالح الشيخ محمد الكوفي (قدس سره) قال: وفقني الله في سنة 1315 للهجرة لحج بيته الحرام برفقة والدي الجليل الشيخ محمد طاهر، وفي يوم الخامس عشر من شهر ذي الحجة التحقنا بإحدى القوافل العائدة كانت تسمى (الطيادة) لسرعتها فأوصلتنا إلى منطقة حائل، وفيها التحقنا بقافلة أخرى تسمى (صليب) لكي تعود بنا إلى النجف الأشرف لكنها أوصلتنا إلى مدينة السماوة، فاستأجرت دابة لكي توصل والدي إلى النجف وركبت أنا جملاً لأحد الجنازين كان يحمل عليه جنازة ينقلها لدفنها في وادي السلام في جوار مرقد أمير المؤمنين (علیه السلام) ،سرنا على هذه الحالة حتى وصلنا نهر (عامورة) وكان يومها عريضاً يصعب على الدواب عبوره، فأعانني الجناز على سحب الجمل لعبور النهر ولكن الحيوان لم يستطع الحركة، رغم كل ما بذلناه، فتحيرت وقد حف بنا الخطر في تلك البادية، وضاق صدري فتوجهت إلى القبلة مستغيثا ومتوسلاً إلى الله ببقيته المهدي (أرواحنا فداه) وناجيته قائلاً: يا فارس الحجاز، يا أبا صالح أدركني، أفلا تعيننا حتى نعلم أن لنا إماما يرانا ويغيثنا، وإثر ذلك رأيت فجأة شخصين بالقرب منا أحدهما شاب والآخر شيخ، فسلمت على الشاب وأنا أتصوره بعض أهل النجف وسألته عن صاحبه فقال إنه الخضر، ثم ابتسم وسألني عن سبب حزني فأخبرته

ص: 213


1- الشيخ علي اكبر النهاوندي - العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان:1/126

فأقترب من الجمل فانتفض الحيوان قائماً فوضع يده عليه فهدأ ثم قال لي: أتريد شيئاً آخر؟ سيوصلك الجمل إلى منزلك، فسألته عن مقصده؟ أجاب: نحن ذاهبون إلى مقام الخضر، وكان ثمة مزار معروف بهذا الاسم يقع شرق السماوة، فسألته: أين يمكنني أن أراك يا سيدي؟ أجاب: حيثما شئت، قلت: أنا اسكن الكوفة، فقال: سأجيئ إلى مسجد السهلة ثم غابا عن ناظري،وتابع الشيخ محمد الكوفي مع والده ورفيقه مسيرهم بالدابة والبعير وعبروا بهما النهر بسلام فوصلا قبيل الغروب إلى خيام بعض أهل البادية فاستقبلنا شيخهم فسألنا عن مسيرنا فأخبرناه، فقال متعجباً: سبحان الله وكيف عبرتم النهر بهذه الدابة وهذا البعير في حين أن السفينة لوغرقت فيه لما بانت ساريتها!! ولذلك يسلك أهل السماوة طريقاً آخرا أبعد إلى النجف الأشرف، ثم وصلوا إلى المنزل بسلام، وبقي الشوق يتأجج في قلب الشيخ محمد أياما وأياما وهويأمل في أن يرى تلك الطلعة الرشيدة مرة أخرى وهويطيل التفكر في قوله (علیه السلام) سأجيئ إلى مسجد السهلة، وذات ليلة كان الشيخ محمد مشغولاً بالتسبيحات في تعقيب صلاة العشاء، فشعر وكان هاتفاً يقول له ثلاث مرات: يا حاج محمد إن كنت تريد إن ترى صاحب الزمان فامض إلى السهلة الآن،ولم يفكر الحاج محمد الكوفي أن الذهاب في مثل هذا الوقت المتأخر كان يومذاك مجازفة خاصة وان باب المسجد تكون مغلقة في ذلك الوقت لم يفكر الشيخ الشاب بكل ذلك، فقد دفعه شوقه إلى الذهاب مسرعاً إلى مسجد السهلة في تلك الساعة المتأخرة ولما وصل وجد باب المسجد مغلقاً، فوقف متحيراً يفكر في الهتاف الذي سمعه أوشعر به فلم تمض إلا هنيئة حتى رأى قادماً يتجه نحوه من جهة مسجد زيد ولما التقاه تابعه فلما وصلا إلى الباب المقفل

ص: 214

وضع يده عليه ونادى خضراً ففتح له الباب ودخل المسجد وتابعه الشيخ محمد فدخل المسجد وفاز ثانية بلقاء مولاه،، ثم بقي في المسجد متهجداً شكراً لله على هذه النعمة وعندما جاء خادمالمسجد في الصباح استغرب وجوده داخل المسجد الذي اقفل بنفسه في الليلة الماضية بابه ولم يكن الشيخ محمد الكوفي داخله فسأل الشيخ عن الذي فتح له الباب،، لكنه لم يستغرب هذه المرة انه لم يحصل من الشيخ الكوفي على الجواب الشافي!

26) يقول السيد محمد حسن نجل السيد علي القاضي عن والده (قدس سره) : ((أورد حادثة اتفقت له (قدس سره) سمعتها منه عدة مرات، حينما كان يؤكد على ضرورة حصول الرغبة الملحة الصادقة في الوصول إلى أي هدف سام وعلى الأخص في الأمور المعنوية والكمالات النفسية العالية، كان يقول:تعقدت في نفسي مشكلة،واستعصت علي ولم يكشف لي النقاب عنها وطالما استفسرت واستعنت بمن كنت ملازما لهم سنين طويلة ليعينوني في حل معضلتي، فما كان منهم إلا الأّمر بالصبر والتريث، وقولهم الكريم: إن الله تعالى هوالذي يقدر لعباده، ويفتح لهم الأبواب، وينير لهم السبيل،ومن شدة قلقي لموضوعي واهتمامي به كنت أذهب في أكثر الأيام بعد العصر وقبيل الغروب إلى مسجد السهلة ماشيا لأداء الفريضة،ثم أتوجه إلى جامع الكوفة، فأبيت فيه أوأعود إلى النجف،

ودام الحال هكذا سنين حتى كاد اليأس يستحوذ على مجامع قلبي،وذات ليلة شاتية عاتية، خرجت إلى جامع السهلة وبعد أداء الفريضة،وبسبب برودة الجوخرجت مسرعا قاصدا جامع الكوفة،لأن وسائل المبيت في غرفتي هناك كانت متهيئة أكثر،

ص: 215

وعندما خرجت من الجامع سمعت أحد مجاوري المسجد يناديني، غير أني لم أعره سمعي بسبب قلقيوانهماكي في تفكيري، وواصلت السير في طريقي (وأتذكر أن الطريق بين السهلة والكوفة أنذاك كان جادة بعرض مترين فقط، وعلى جانبي الطريق مقالع وحفر عميقة وكثيرة تكثر فيها الأفاعي والعقارب،يقول: وما أن بعدت عن الجامع قليلا حتى هبت عاصفة رملية هوجاء اضطرتني أن أدور حول نفسي عدة مرات مما سبب لي أن أفقد اتجاهي في الطريق والمسير،وأظلمت الدنيا في عيني، فصرت أسير على غير هدى وتتقاذفني الرياح يمنة ويسرة ثم رأيت أن أقف هنيئة وأمسح عيني وأتميز الطريق، لئلا أسقط في الخفر المنتشرة على جانبي الطريق، ونظرت أمامي فإذا أنا بشبح عظيم الجثة يقبل نحوي وبسرعة وفي لحظات – ولا أدري كيف – صممت أن أهجم عليه أنا الآخر،ولعل ذلك كان من فرط الخوف والفزع،وبدا لي أن الهجوم أولى من الجمود والوقوف أمام ذلك الشبح المخيف، فرفعت عصاي إلى الأعلى (وكان هززتها في الهواء كهيئة المهاجم وتقدمت عدة خطوات باتجاه ذلك الشبح المقبل علّي ولم أدر بعد ذلك ما حدث،

غير أنّي وبعد لحظات وجدت نفسي في حفرة عميقة من تلكم الحفر التي كان يكثر أمثالها على جانبي الطريق وبعد لحظات أخرى وصل ذلك الشبح على فوهة الحفرة وغطاها تقريبا فمددت عصاي نحوه وتبينته فإذا هومجموعة من الأدغال وحشائش الصحراء، جمعتها وكومتها الرياح بتلك الصورة واندفعت نحوي بفعل العواصف،

فمرت علي لحظات تمشت القشعريرة في جسمي، وأدركت جيدا الوضع السيء الذي انتهى إليه أمري، إني في حفرة عميقة وفوق رأسي كومة

ص: 216

من الأدغال بحال من الأحوال أن أنجومن هذا المأزق والمكث هنا غير ممكن لوجود الهوام السامة والضارة،

ولم تمر علّي إلا بضع دقائق حتى رأيت الهدوء والاستقرار أخذ يدب في جسمي، فألقيت نفسي على التراب، والتحفت بعباءتي، واسترحت سويعة وكأنّي نائم في غرفتي الوثيرة، ونسيت ما كنت أشعر به من الجوع والخوف والإرهاق، واستقرت نفسي ونَفَسي ثم أخذت تتراءى لي وتتمثل أمام عيني مغاليق أبواب معضلاتي بوضوح ودون أي غموض أوإبهام وانكشف لي السر الذي كنت أحاول حل لغزه منذ سنين،وبعد فترة من الاستراحة جلست وقمت بأداء أعمالي الليلة من التلاوة والصلوات،ثم وضعت خدي على التراب، والتحفت بعباءتي، واستسلمت إلى نومة هنيئة وما أفقت إلاّ على صوت قطرات المطر تتساقط على عباءتي، فنهضت وخيوط فضية من القمر كانت تتراءى لي من خلال الغيوم، ونظرت إلى كومة الأدغال المجتمعة على حفرتي، وتمعنت ما حولي وما يحيط بي وتأكد لدي – حينذاك – أن مكاني وبتلك الكيفية كان أصلح مكان يمكن أن أقضي فيه ليلتي، ولبعدي عن الطريق والحفر والأحجار المنتشرة حولي، مما لا يدع مجالا للشك من أني ما كنت أهتدي إلى طريقي أبداً،

فأخذت أدفع الأدغال بعصاي عن فوهة الحفرة،وأحاول جهدي الخروج،وإذا بصوت الشيخ جواد السهلاوي يناديني، وقد كان يبحث عني في الصحراء، فرفعت صوتي، واهتدى الشيخ إلى مكاني وساعدني على الخروج وقد قال: إني علمت بأن هذا مصيرك،وما كنت أقدر أن أعمل أي شيء أنذاك وفي أول الليل لشدة العاصفة حتى هدأت قبيل الفجر، وها أنذا أبحث عنك منذ سويعة،وقد وصلت إلى هذا المكان مرات ولكن لم يخطر

ص: 217

ببالي أنك هنا حتى سمعت صوتك، وحسبت أن بك أذى، وإذا بك ضاحك مستبشر كأنك قضيت هنا ليلة طيبة، يقولها ساخرا، فسكت ولم أجبه بشيء، فقادني إلى الجامع وغسل ثيابي من الوحل،

ثم قال (قدس سره) : إن الشيخ جواد السهلاوي هوالذي أشاع هذا الخبر، ولولاه لكنت كتمته ولم اخبر به أحدا، لأن القدر كان قد قادني إلى مأزق،ولولا العناية الإلهية لكنت نسيا منسيا، إذ كان يكفي أن أصاب بلسعة بعض العقارب السامة المنتشرة في الصحراء وفي تلك البقعة بالذات،

المجالس الحسينية في مسجد السهلة المعظم

اشارة

ضمت جنبات مسجد السهلة المعظم الكثير من المجالس الحسينية التي كانت تنعقد لتجديد الذكرى بشهادة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (علیه السلام) ، وازدهر المنبر الحسيني في المكان المشرف بالخطباء، حتى أصبحت بعض أركانه مخصصة لكل مجلس، غير أن الضروف العصيبة التي ألمت بالعراق نتيجة ضغط السلطة الحاكمة حالت دون استمرار تلك المجالس، وبعد المن الإلهي على شعبنا بالتغيير، وتشكيل أمانة للمسجد الشريف بدأت من جديد خطوات عقد المجالس الحسينية وندوات الوعظ والإرشاد على باحة المسجد المعظم،

ص: 218

ومن المجالس الحسينية التي كانت تعقد سابقا أربعة مجالس رئيسة هي (1):

1- مجلس الشوشترية

وكان يحتل غرفة من الغرف الممتدة على الضلع الغربي للمسجد،وقد أسسه المرحوم الحاج عبد المحمد عبد علي الشوشتري (2) عام 1332 ﻫ ، وبعد وفاته قام بشؤونه المرحوم الشيخ مهدي الشوشتري،

ص: 219


1- د، كامل سلمان الجبوري – مساجد الكوفة: 159
2- الشاعر والرادود الحسيني ملا عبد المحمد بن الشيخ عبد علي الخطيب النجفي كان قلبا كبيرا نابضا بالحب والولاء ومن مشاهير خدام سيد الشهداء أوفي بعهده حتي أُقعد فخدم سيده محمولا علي عربة ولم يهن ولم يضعف روحه الوثاب إلى سماء الحسين (علیه السلام) / حتي يوم الرحيل والالتحاق في دار الكرامة عام 1389ﻫ ،وكان الشيخ عبد المحمد (رضی الله عنه) / طويل القامة، ذا صوت جهوري، ولحية بيضاء، نحيف الجسم، قوي الإرادة، صلب العقيدة جريئا، يتحمل في سبيل نصرة الدين وخدمة أهل البيت (علیهم السلام) / أنواع الأذي والمشاق، ولا يكف عن خدمته، فيقول خادم أهل البيت (علیهم السلام) / الدكتور عباس الترجمان: أخذت أتابع مواقفه في الصحن العلوي الشريف - مهما أمكنني - معجبا بجرأته الأدبية، وصوته الجهوري، وشدته في ذات الله، وشعره في نصرة النبي وآله المظلومين (علیهم السلام) /، وثباته ودأبه في هذا المجال، في موارد الأفراح والأتراح، وكان لا يترك مناسبة إسلامية إلا واحتفل بها، أوتظاهر بموكبه (موكب الشوشترية) في النجف الأشرف، تعظيما لشعائر الله تعإلى بعيدا عن الرياء والسمعة،، فكان يؤدي ما يراه لازما من الإحتفال بموإلىد المعصومين ووفياتهم وكراماتهم، وكان يكرم العلماء ويجلهم بمسيرة موكبه في رحلتهم إلى دار البقاء، ولم ينقطع طيلة حياته، حتي مرض مرضه الأخير الذي توفي فيه، وعجز عن المشي، ولقد رأيته آخره مرة، وهومحمول في عربة خشبية صغيرة، يدفعونها في الصحن الشريف، حتي أصعدوه وأجلسوه علي المنبر، فأنشد مراثيه الشجية،ولقد كرس المغفور له حياته في نصرة آل الله وآل رسوله (صلی الله علیه و آله) /إنشاء وإنشادا وخدمة، وكان ملتزما متبرعا بإدارة حسينية الشوشترية الواقعة في زقاق السلام بمحلة العمارة في النجف الأشرف ويقوم بتنظيمها وتنظيفها بنفسه، وكان ملتزما بعقد مجلس في مسجد السهلة كل ليلة أربعاء عند مقام (مصلي) الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) /، حتي توفاه الله راضيا مرضيا يوم 28 من شهر صفر سنة 1389ودفن في جوار أمير المؤمنين (علیه السلام) /، وللمرحوم الشيخ عبد المحمد أشعار كثيرة عند أبنائه الثلاثة في النجف الأشرف، وقد اهتم بجمع شعره في المهجر طالب الحاج رجب التنكجي النجفي، وفي رثائه يقول عميد المنبر الحسيني المرحوم الشيخ أحمد الوائلي (قدس سره) /: ((إلى الروح المؤمنة والضمير الطاهر والولاء الصادق والمشاعر الواضحة،إلى المنشد والمنشي في سرّاء آل محمّد (صلی الله علیه و آله) /وضرّائهم هذه المشاعر مشفوعة بطلب الرحمةوالرضوان لخادم آل النبيّ (صلی الله علیه و آله) /عبد المحمّد طيّب الله ثراه، وأسعده بحِمي أمير المؤمنين (علیه السلام) /: لك مهما طال الزمان وأبعدْ *** صورة في خيالنا لا تُبدّدْ قسماتٌ فيها شحوب وحزنٌ *** وجبين من السجود مُسجّدْ وجفونٌ تقرّحتْ وليإلى *** المتّقين الأبرار جفن مُسهّدْ وزفيرٌ في آهة ودموعٌ*** في مصاب ابن فاطم ليس تنفدْ كلّ هذا (عبد المحمّد) ذُخرٌ *** أنتَ فيه علي المدي تتجدّدْ وسيحييك كلّما هلّ عاشو *** رُ صدي في نواح آل محمّدْ وهديرُ الصوت الأجشّ ونبرٌ *** كم لآل النبيّ ناحَ وغرّدْ ويقين بأنّ دارك في الأُخري *** بظلّ الحسين في (خير مقعدْ) فإذا ما لقيتَ يوماً حسيناً *** في مقام سام وصرح مُمرّدْ وتأمّلتَ في جبينِ أبيّ *** هبط الكونُ كلّهُ وهو يصعدْ ولمستَ الشموخَ عندَ كميّ *** أرعبَ الجيشَ وهوشلومُقدّدْ وكيانٌ ظنّوا بأن يحتويه *** القبرُ لكن علي التراب تمرّدْ قلْ له هذه مشاعر عبد *** خادم كم روي نثاك وردّدْ هوبالغد ناشدٌ مجدك الغمر *** كما بالحياة منك تمجّدْ سحرتهُ رؤاك واشتار منها *** كلّ يوم شيئاً جديداً فجدّدْ فتعاهده يوم غربته الكبر *** ي إذا ما دُعي إلى الله مُفردْ روّهِ من حياضكم يوم تظم *** كلّ نفس فأنتّ نبعٌ مُصرّدْ شُدَّ منه (يوم السرائر تُبلَي) *** ساعة الحشر والجوارح تشهدْ وتقبّل هذي المشاعر والإ *** كبار من خادم المنابر أحمدْ))

2- مجلس الحجة

وكان يقع في الزاوية الشمالية الغربية للمسجد،وقد أسسه المرحوم الشيخ هادي حمد صالح وآخرون عام 1382 ﻫ ، وكان خطيبه هوالمرحوم الشيخ مهدي الشيخ علي النجار،

3- مجلس الذكر

ص: 220

وكان يقع على يسار مدخل المسجد،وقد أسسه خطيبه المرحوم السيد عبد المطلب أبوالريحه (1)عام 1383 ﻫ ،

4- مجلس الوعظ والإرشاد

وكان يقع على الضلع الغربي للمسجد،وقد أسسه جماعة من المؤمنين في الكوفة عام 1385 ﻫ ، وهوفرع لمجلس الوعظ والإرشاد الأسبوعي في مسجد الكوفة الذي تأسس عام 1384 ﻫ ، وكان يعتلي المنبر فيه كل ليلة أربعاء الخطيب المرحوم الشيخ عبد الحسين الخراساني،

وفي الوقت الحاضر ينعقد كل ليلة أربعاء وفي كل مناسبة من مناسبات أهل البيت (علیهم السلام) المجلس الحسيني الذي أسسته أمانة المسجد وخطيبه سماحة السيد سعيد السلطاني، فيما انعقدت العديد من المجالس الحسينية، ومجالس الإرشاد المتفرقة ومن الخطباء والمرشدين والمبلغين الذين اعتلوا المنبر في المسجد: سماحة الشيخ عبد الرضا معاش، والشيخ جعفر الدجيلي،

ص: 221


1- 1)السيد عبد المطلب ابن السيد هادي بن حبيب 1336 - 1408 ﻫ ، خطيب فاضل أديب جليل من أسرة التعليم، ذوأخلاق كريمة وصفات نبيلة نظم الشعر باللغتين الفصحي والدارجة، له شعر في المناسبات الدينية والمذهبية نشرت في مجلة (الذكري) النجفية بتوقيع (أبوعمّار) كما أنّ له كتابات، وأحاديث تخص الخطابة والمنبر، له: مجموعة شعرية من نظمه،(معجم رجال الفكر والأدب – د، محمد هادي الأميني:)

أعمال مسجد السهلة المعظم

أذن الدخول

إذا أردت الدخول إلى المسجد، فقف على الباب وقل:

((بِسْمِ الله وَبِالله وَمِنَ الله وَإِلى الله وَماشاءَ الله وَخَيْرُ الاَسَّماء للهِ تَوَكَّلْتُ عَلى الله وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ عُمَّارِ مَساجِدِكَ وَبُيُوتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَوائِجِي فَاجْعَلْنِي، اللّهُمَّ بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيها في الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً وَرِزْقِي بِهِمْ مَبْسُوطاً وَدُعائِي بِهِمْ مُسْتَجاباً وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَانْظُرْ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ نَظْرَةً رَحِيمَةً أسْتَوْجِبُ بِها الكَرامَةَ عِنْدَكَ ثُمَّ لاتَصْرِفْهُ عَنِّي أَبَداً بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يامُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ وَدِينِ نَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ، اللّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ وَثَوابَكَ ابْتَغَيْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَأقْبِلْ بِوَجْهِكَ إِلَيَّ وَأَقْبِلْ بِوَجْهِي إِلَيْكَ))،

ثم تقرأ آية الكرسي:

ص: 222

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوالْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ{255} لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{256}﴾ (1)

ثم تقرأ سورة الناس:

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ{6} ﴾،

ثم تقرأ سورة الفلق:

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ{1} مَلِكِ النَّاسِ{2} إِلَهِ النَّاسِ{3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ{4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ{5} مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ{6} ﴾،

ثم تقول سبع مرات:((سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ))،

ص: 223


1- سورة البقرة

ثم تقول:((اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى ماهَدَيْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى مافَضَّلْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى ماشَرَّفْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ بَلاءٍ حَسَنٍ ابْتَلَيْتَنِي، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاتِي وَدُعائِي وَطَهِّرْ قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ))،

ثم تمضي إلى وسط المسجد المبارك،،

مقام الإمام الصادق (علیه السلام)

تصلي ركعتين (وأفضل الأوقات أداؤها بعد فريضة المغرب ونافلتها من ليلة الأربعاء)، ثم ترفع يديك إلى السماء وتقول:

((أَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُبْدِيُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خالِقُ الخَلْقِ وَرازِقُهُمْ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ القابِضُ الباسِطُ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُدَبِّرَ الاُمُورِ وَباعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ أَنْتَ وَارِثُ الأَرضِ وَمَنْ عَلَيْها، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ الحَيِّ القَيُّومِ وَأَنْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ عالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجِبْتَ وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَبِحَقِّهِمْ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حاجَتِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ، ياسامِعَ الدُّعاءِ ياسَيِّداهُ يامَوْلاهُ ياغِياثاهُ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَواسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عَلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَنا السَّاعَةَ يامُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ياسَمِيعَ الدُّعاءِ))،

ثم تسجد خاشعا، وتدعوالله بما تريد،

ص: 224

ثم تمضي إلى الزاوية الشمالية الغربية،،

مقام نبي الله إبراهيم (علیه السلام)

تصلي ركعتين، وتسبح، ثم تقول:((اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيها قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها، اللّهُمَّ أَحْيِنِي ماكانَتْ الحَياةُ خَيْراً لِي وَأَمِتْنِي إِذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ))،

ثم تمضي إلى الزاوية الجنوبية الغربية،،

مقام نبي الله إدريس (علیه السلام)

تصلي ركعتين، ثم تقول:((اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْها مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ المَأْمُولَ وَافْعَلْ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ))،

ثم تهوي إلى السجود وتضع خديك على التراب،

ثم تمضي إلى الزاوية الشرقية الجنوبية،،

مقام العبد الصالح الخضر (علیه السلام)

تصلي ركعتين، وتبسط يديك، وتقول:((اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ الذُّنُوبُ وَالخَطايا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَك فَلَمْ تَرْفَعْ لِي إِلَيْكَ صوَتا وَلمْ تَسْتَجِبْ لِي دَعْوَةً، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ ياالله فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ أَنْ

ص: 225

تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقْبِلَ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَتُقْبِلَ بِوَجْهِي إِلَيْكَ وَلاتُخَيِّبْنِي حِينَ أَدْعُوَك وَلاتَحْرِمْنِي حِينْ أَرْجُوكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ))،

ثم تمضي إلى الزاوية الشمالية الشرقية

مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين (علیهم السلام)

تصلي ركعتين، ثم تقول:((اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ ياالله أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ عَمَلِي آخِرَهُ وَخَيْرَ أَعْمالِي خَواتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقاكَ فِيهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ دُعائِي وَاسْمَعْ نَجْوايَ ياعَلِيُّ ياقادِرُ ياقاهِرُ ياحَيّاً لايَمُوتُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَلا تَفْضَحْنِي عَلى رُؤُوسِ الاَشْهادِ وَاحْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لاتَنامُ وَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ يارَبَّ العالَمِينَ))،

ثم تمضي أمام الضلع الجنوبي (سمت القبلة)،،

مقام الإمام زين العابدين (علیه السلام)

تصلي ركعتين، ثم تقول:((يامَنْ هُوأَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ يافَعَّالاً لِما يُرِيدُ يامَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَحُلْ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَنْ يؤُذْيِنا بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، ياكافِي مِنْ كُلِّ شَيْ وَلايَكْفِي مِنْهُ شَيْ اكْفِنا المُهِمَّ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ))،

ثم تضع جانبي وجهك على التراب،

ص: 226

وأيضاً ((يدعى بعد الصلاة ركعتين بدعاء)) (1):((اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يامَنْ لاتَراهُ العُيُونُ وَلاتُحِيطُ بِهِ الظُّنُونُ وَلايَصِفُهُ الواصِفُونَ وَلا تُغَيِّرُهُ الحَوادِثُ وَلاتُفْنِيهِ الدُّهُورُ، تَعْلَمُ مَثاقِيلَ الجِبالِ وَمَكايِيلَ البِحارِ وَوَرَقَ الاَشْجارِ وَرَمْلَ القِفارِ وَما أَضائَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَأَظْلَمَ عَلَيْهِ اللَيْلُ وَوَضَحَ عَلَيْهِ النَّهارُ وَلاتُوارِي مِنْكَ سَماءٌ سَماءً وَلا أَرْضٌ أَرْضاً وَلاجَبَلٌ ما فِي أَصْلِهِ وَلا بَحْرٌ مافِي قَعْرِهِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ أَمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ أَعْمالِي خَواتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقاكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ وَمَنْ بَغانِي بِهَلَكَةٍ فَأَهْلِكْهُ وَاكْفِنِي ماأَهَمَّنِي مِمَّنْ دَخَلَ هَمُّهُ عَلَيَّ، اللّهُمَّ ادْخِلْنِي فِي دِرْعِكَ الحَصِينَةِ وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ الواقِي يامَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْ وَلايَكْفِي مِنْهُ شَيْ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَصَدِّقْ قَوْلِي وَفِعْلِي ياشَفِيقُ يارَفِيقُ فَرِّجْ عَنِّي المَضِيقَ وَلاتُحَمِّلْنِي ما لا اُطِيقُ، اللّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ وَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، ياعَلِيُّ ياعَظِيمُ أَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي وَعَلى قَضائِها قَدِيرٌ وَهِي لَدَيْكَ يَسِيرٌ وَأَنا إِلَيْكَ فَقِيرٌ فَمُنَّ بِها عَلَيَّ ياكَرِيمُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ قَدِيرٌ))

ثم تسجد وتقول:((إِلهِي قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها ياكَرِيمُ،))

ثمّ تقلب خدك الأيمن وتقول:((إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ماأَنا أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمينَ،))

ص: 227


1- الشيخ القمي – مفاتيح الجنان: 481، 471

ثمّ تقلب خدك الأيسر وتقول:((اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْومِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ))

ثمّ تعود إلى السجود وتقول:((إرْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ))

ثم تمضي أمام الضلع الجنوبي (سمت القبلة)،،

مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

((ومن المناسب فيه زيارته (علیه السلام) ، وينبغي أن يزوره الزائر هنا قائما على قدميه بهذه الزيارة،)) (1)، و((قال السيد علي خان المدني (2) في الكلم الطيب، هذه استغاثة بالحجة صاحب العصر (صلوات الله عليه)))

ص: 228


1- الشيخ القمي- مفاتيح الجنان- ص 481
2- السيد علي خان المدني،وينتهي نسبه إلى زيد الشهيد،بن الإمام زين العابدين بن الحسين السبط،بن أمير المؤمنين (علیهم السلام) /،ولد ليلة السبت الخامس عشر من جمادي الأولي سنة 1052 في المدينة المنورة ولذا لقب بالمدني، ونشأ وترعرع فترة طفولته وصباه فيها وبجوار مكة المكرمة، وقد سافر أبوه إلى حيدرآباد في الهند، وقد اشتغل السيد ابن معصوم خلال فترة صباه بطلب العلم إلى أن سافر إلى حيدرآباد بطلب من والده، فغادر مكة المكرمة ووصل إلى حيدرآباد سنة 1068 ، ونعم برعاية والده إلى وفاته،اغترف خلالها العلم إلى أن توفي والده سنة 1086 فخرج من حيدرآباد متوجها إلى السلطان محمد أورنك زيب في(برهان بور) باستدعاء منه ولاقاه هناك، وقلده قيادة كتيبة من الجيش تعدادها ألف وثلاثمائة فارس،وأعطاه لقب (خان) فعرف بالسيد علي خان،واصطحبه معه إلى أورنك آباد،،ثم جعله وإلىا علي حكومة(ماهور)وتوابعها، ثم ولي رئاسة الديوان في(برهان بور)وشغل فيها منصة الزعامة عدة سنين، حتي سنة 1114 ه، حيث طلب من السلطان إعفاءه والسماح له مع عائلته بزيارة الحرمين الشريفين فأذن له، وتوجه إلى مكة المكرمة،،ثم عرج علي العراق فحظي بزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء،ثم توجه إلى إيران لزيارة مرقد الإمام الرضا (علیه السلام) / ورحل بعدها إلى أصفهان،،ثم اختار مدينة شيراز مقرا لسكناه وأصبحت محط رحاله الأخير، وأقام بالمدرسة المنصورية التي بناها جده، فكان في شيراز زعيما مدرسا مفيدا، ومرجعا للفضلاء،وانصرف للتدريس والتإلىف، ولكن لم يمده الأجل إلا سنوات قليلة، مشايخه:أخذ السيد العلم عن كثير من أعلام الدين فيروي بالإجازة عن أستاذه الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني وعن السيد والده المقدس نظام الدين أحمد وعن العلامة المجلسي صاحب البحار كما أن العلامة المجلسي روي عنه ويروي أيضاً عن الشيخ علي حفيدالشيخ حسن صاحب(معالم الأصول)، ويروي بالإجازة عنه كثير من الأعلام منهم السيد محمد حسين الخاتون آبادي والشيخ باقرالمكي والسيد عبد الله الجزائري والشيخ محمد باقر المجلسي، ومن أقوال العلماء فيه:قال المحدث الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة: ((من علماء العصر،عالم فاضل ماهر، أديب شاعر))، وقال العلامة محمد باقر الخوانساري: ((كان من أعاظم علمائنا البارعين،وأفاخم نبلاءنا الجامعين، صاحب العلوم الأدبية والماهر في اللغة العربية،والناقد لأحاديث الإمامية،والمقدم في مراتب السياسات المدنية،والرياسات الدنيوية والدينية))، وقال الشيخ عباس القمي: ((السيد النجيب والجوهر العجيب،الماهر الأديب،والمنشئ الكاتب الكامل الأريب،الجامع لجميع الكمالات والعلوم والذي له في الفضل والأدب مقام معلوم،الذي إذا نظم لم يرض من الدر إلا بكباره،وإذا نثر فكالأنجم الزهر بعض نثاره،حائز الفضائل عن أسلافه السادة الأماثل،صاحب المصنفات الرائعة والمؤلفات الفائقة))،وقال العلامةالشيخ الأميني صاحب الغدير: ((من أسرة كريمة طنب سرادقها بالعلم والشرف والسؤدد،ومن شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين،اعترقت شجونها في أقطار الدنيا من الحجاز إلى العراق إلى إيران،وهي مثمرة يانعة حتي إلىوم،يستبهج الناظر إلىها بثمرها وينعه،وشاعرنا صدر الدين من ذخائرالدهر،وحسنات العالم كله، ومن عباقرة الدنيا،فني كل فن،والعلم الهادي لكل فضيلة،يحق للأمة جمعاء أن تتباهي بمثله،ويخص الشيعة الابتهاج بفضله الباهر،وسؤدده الطاهر،وشرفه المعلي،ومجده الأثيل،والواقف علي آيات براعته،وسور نبوغه - إلا وهوكل كتاب خطه قلمه،أوقريض نطق به فمه-لا يجد ملتحدا عن الإذعان بإمامته في كل تكلم المناحي،ضع يدك علي أي سفر قيم من نفثات يراعه،تجده حافلا ببرهان هذه الدعوي،كافلا لإثباتها بالزبر والبينات))،،وقال صاحب المستدرك الميرزا النوري: ((المتبحر الجليل السيد علي خان المدني شارح الصحيفة والصمدية الذي يروي عن أبيه عن آبائه عن الإمام (علیه السلام) /))، مؤلفاته:- سلافة العصر- سلوة الغريب وأسوة الأديب - الدرجات الرفيعة في طبقات الإمامية من الشيعة - أنوار الربيع في أنواع البديع- الكلم الطيب والغيث الصيب - رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين - الحدائق الندية في شرح الصمدية - شرحان أيضاً علي الصمدية- موضح الرشاد في شرح الإرشاد - رسالة في أغلاط الفيروزآبادي في القاموس- التذكرة في الفوائد النادرة-المخلاة- الزهرة في النحو– نغمة الأغان في عشرة الإخوان- رسالة في المسلسلة بالآباء- ملحقات السلافة- الطراز الأول فيما عليه من لغة العرب المعول-رسالة نفثة المصدور- كتاب محكم القريض - ديوان شعر، توفي السيد سنة 1120 ه في شيراز ودفن بحرم السيد أحمد ابن الإمام موسي بن جعفر الكاظم (علیهما السلام) / الملقب بالشاه جراغ، (خاتمة المستدرك-الميرزا النوري:2/59) و(رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين(ع):1/6 13)

صلّ أينما كنت ركعتين بالحمد، وما شئت من السور (1)، ثم قف مستقبلا القبلة تحت السماء، وقل)) (2):

((سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ العامُّ وَصَلَواتُهُ الدَّائِمَةُ وَبَرَكاتُهُ القائِمَةُ التَّامَّةُ عَلى حُجَّةِ الله وَوَلِيِّهِ فِي أَرْضِهِ وَبِلادِهِ وَخَلِيفَتِهِ عَلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ وَسُلالَةِ النُّبوَّةِ وَبَقِيَّةِ العِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ وَمُظْهِرِ الايْمانِ وَمُلَقِّنِ أَحْكامِ القُرْآنِ وَمُطَهِّرِ الأَرْضِ وَناشِرِ العَدْلِ فِي الطُّولِ وَالعَرْضِ، وَالحُجَّةِ القائِم المَهْدِيَّ الإمام المُنْتَظَرِ المَرْضِيِّ وَابْنِ الاَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ

ص: 229


1- قال الشيخ القمي: ((الأحسن أن يقرأ بعد الحمد في الركعة الأولي من هذه الصلاة سورة [ انّأ فتحنا ]، وفي الثانية: [ إذا جاء نصر الله والفتح ]،)) (مفاتيح الجنان: 174)
2- الشيخ القمي- مفاتيح الجنان: 173

الوَصِيِّ بْنِ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ الهادِي المَعْصُومِ ابْنِ الاَئِمَّةِ الهُداةِ المَعْصُومِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامُعِزَّ المُؤْمِنِينَ المُسْتَضْعَفِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يامُذِلَّ الكافِرِينَ المُتَكَبِّرِينَ الظَّالِمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ ياصاحِبَ الزَّمانِ السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ الاَئِمَّةَ الحُجَجِ المَعْصُومِينَ وَالإمام عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ سَلامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِي الوِلايَةَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام المَهْدِيُّ قَوْلاً وَفِعْلاً وَأَنْتَ الَّذِي تملا الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً؛ فَعَجَّلَ الله فَرَجَكَ وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ وَقَرَّبَ زَمانَكَ وَكَثَّرَ أَنْصارَكَ وَأَعْوانَكَ وَأَنْجَزَ لَكَ ماوَعَدَكَ، فَهُوأَصْدَقُ القائِلِينَ: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الوارِثِينَ يامَوْلايَ ياصاحِبَ الزَّمانِ، ياابْنَ رَسُولِ الله حاجَتِي كَذا وَكَذا (واذكر حاجتك عوض كذا وكذا) فَاشْفَعْ لِي فِي نَجاحِها فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتِي لِعِلْمِي أَنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَفاعَةً مَقْبُولَةً وَمَقاما مَحْمُوداً، فَبِحَقِّ مَنْ اخْتَصَّكُمْ بِأَمْرِهِ وَارْتَضاكُمْ لِسِرِّهِ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَ الله بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سَلِ الله تَعالى فِي نُجْحِ طَلِبَتِي وَإِجابَةِ دَعْوَتِي وَكَشْفِ كُرْبَتِي، وسل ماتريد فإنه يقضى إن شاء الله))،

وتسأل ما تريد فانه يقضى إن شاء الله تعالى،

ويستحب أيضاً قراءة دعاء صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :

((إِلهِي عَظُمَ البَلاءُ وَبَرِحَ الخَفاءُ وَانْكَشَفَ الغِطاءُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ وَضاقَتِ الأَرْضُ وَمُنِعَتِ السَّماء وَأَنْتَ المُسْتَعانُ وَإِلَيْكَ المُشْتَكَى وَعَلَيْكَ المُعَوَّلُ فِي الشَّدِّةِ وَالرَّخاءِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَولِي الأَمْرِ الَّذِينَ فَرَضْتَ

ص: 230

عَلَيْنا طاعَتَهُمْ وَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَفَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً قَرِيباً كَلَمْحِ البَصَرِ أَوهُوأَقْرَبُ؛ يامُحَمَّدُ ياعَلِيُّ ياعَلِيُّ يامُحَمَّدُ إكْفِيانِي فَإنَّكُما كافِيانِ وَانْصُرانِي فَإنَّكُما ناصِرانِ يامَوْلانا ياصاحِبَ الزَّمانِ الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي، السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، العَجَلَ العَجَلَ العَجَلَ، ياأَرْحَمَ الرَّاحِمينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرِينَ))

مساجد مجاورة لمسجد السهلة المعظم

اشارة

يوجد بجوار مسجد السهلة المعظم مسجدان مشرفان هما:

أ- مسجد (صعصعة بن صوحان) (رضی الله عنه)

(صعصعة بن صُوحان بن حُجْر العبديّ) (رضی الله عنه) : سيّدٌ من سادات العرب، ومن أكابر المؤمنين، وممن أثنى عليه أمير المؤمنين (علیه السلام) فمدحه بوصف: قلة المؤونة، وكثرة المعونة، روى عن أمير المؤمنين علي (علیه السلام) وعن ابن عباس (رضی الله عنه) ، كما روى عن أبي إسحق السبيعي، والمنهال بن عمرو، وعبد الله بن بريدة وغيرهم ، وكان ثقة ابن سعد والنسائي وغيرهم،

ص: 231

عرف صعصعة (رضی الله عنه) خطيبا مفوها لسنا،تقيا، فاضلا، بليغا في الذود عن الحقّ والعدالة والفضيلة، مصداقا لقول أبن عباس (رضی الله عنه) له: ((أنك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء، ما ورثت هذا عن كلالة …))،وكان ابن عباس (رضی الله عنه) حبر الأمة إذا ما أراد أن يستمع إلى البلاغة والحكم وسداد الرأي وما عفا من أخبار العرب، يجالس صعصعة (رضی الله عنه) ويسائله ويرتوي من فيض نبعه، كما أختاره وفد المصريين لرئاسة جماعة منهم عند دخولهم على عثمان لطلب الإصلاح، وشهد له الكثير من محبيه وأعدائه بالفضائل، فقد وصفه أمير البلاغة الإمام علي (علیه السلام) ب- (الخطيب الشحشح)، وامتدحه عقيل بن أبي طالب (علیهما السلام) بقوله: ((صعصعة عظيم الشأن قليل النظير))، وخاطبه عمر بن الخطاب قائلا: ((أنت مني وأنا منك))، وذكره معاوية فقال: ((وددت والله أني من صلبه)) و((هكذا فلتكن الرجال)) ، وحدث عنه عبد الملك بن مروان فقال: ((انه أحضر الناس جوابا))،وقد كان من اشد أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام) ولاء، فقد جاء عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنه قال: ((وما كان مع أمير المؤمنين (علیه السلام) من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه))،

وصف صعصعة (رضی الله عنه) الإمام علي (علیه السلام) مرة فقال: ((كان فينا كأحدنا، لين الجانب، وشدة تواضع، وسهولة قياد، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف فوق رأسه))،ووقف (رضی الله عنه) يوم بيعة الإمام علي (علیه السلام) يخاطبه: ((يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ورفعتها وما رفعتك، وهي إليك أحوج منك إليها))،وقد شهد (رضی الله عنه) مع الإمام علي (علیه السلام) مواقعه كلها هووأخواه (زيد وسيحان) (رضی الله عنه) ، وجرح في معركة (الجمل)، واستشهد أخواه (رضی الله عنه) ،

ص: 232

أستأذن صعصعة (رضی الله عنه) على علي (علیه السلام) وقد أتاه عائدا لما ضربه أبن ملجم، فلم يكن عليه إذن، فقال صعصعة (رضی الله عنه) للآذن: ((قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا وميتا، فقد كان الله في صدرك عظيما، ولقد كنت بذات الله عليما،)) فأبلغه الآذن ذلك فقال الأمير (علیه السلام) : ((وأنت يرحمك الله فقد كنت خفيف المؤونة، كثير المعونة))،

سار (رضی الله عنه) في تشييع جثمان الأمير (علیه السلام) ، ووقف على قبره وأخذ كفا من التراب فأهاله على رأسه، وقال: ((بأبي أنت وأمي يا أمير المؤمنين، هنيئا لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك، وعظم جهادك، وبلغت ما أمّلت، وربحت تجارتك، ومضيت إلى ربك،))، ونطق بكثير من مثلها، وبكى بكاءا شديدا، وأبكى كل من كان معه، وبذلك فقد انعقد في جوف الليل مأتم يخطب فيه صعصعة (رضی الله عنه) ، ويحضره الإمامان الحسنان (علیهما السلام) ، ومحمد بن الحنفية، وأبوالفضل العباس، وغيرهم من أبنائه، وأقاربه سلام الله عليهم،ولما انتهى صعصعة (رضی الله عنه) من خطبته، عدل الحاضرون إلى الإمامين الحسن والحسين (علیهما السلام) وغيرهما من أبنائه، فعزوهم في أبيهم، فعادوا طرّا إلى الكوفة) (1) ،

، ولصعصعة (رضی الله عنه) شعر جميل يرثي به الإمام علي (علیهما السلام) فيقول:

((هل خبر القبر سائليه *** أم قرّ عينا بزائريه

أم هل تراه أحاط علما *** بالجسد المستكين فيه

لوعلم القبر من يواري *** تاه على كل من يليه

ص: 233


1- الشيخ القمي – مفاتيح الجنان: 409

ياموت ماذا أردت مني *** حققت ما كنت أتقيه

ياموت لوتقبل افتداء *** لكنت بالروح افتديه

دهر رماني بفقد ألفي *** أذم دهري واشتكيه))،

عاش صعصعة (رضی الله عنه) فترة عظيمة من فترات التاريخ الإسلامي، وعاصر أناسا عظاما نقشوا في ذاكرة التاريخ خطوطا عريضة زاهية لا تمحى، فقد عايش جزءا من حياة الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله) وتربى في ظل دولته الكريمة، وعاصر حياة الخلفاء وعايش الأحداث المهمة، المؤلمة منها والمفرحة، عايش السقيفة، والردة، والانقلاب على الأعقاب، والفتوحات الإسلامية، وانحدار المسلمين التدريجي من المجد الإيماني إلى بناء المجد الشخصي … ليرى نفسه وجها لوجه يصطدم مع سلاطين الإسلام الذين حولوا الخلافة إلى ملك وراثي، وليروه أمامهم عقبة تجرعهم الغصة تلوالأخرى، غزاهم في عقر دارهم، وفي مقر حكمهم بأشد الكلام وأقساه، فكان شوكة في جنوب الباغين، وقذى في عيون الظالمين؛ فجعلوا يبيتون له الغدر، ويتحينون له الفرص، حتى صمم معاوية على النيل منه وقال: (والله لأجفينك عن الوساد، وأشردن بك في البلاد)، فأمر واليه على الكوفة (المغيرة بن شعبة) بإبعاده عنها؛ باعتبارها معقلا لتحركه الجماهيري المعارض، ونفيه إلى جزيرة (أوال)، وهي جزيرة البحرين الحالية،معلنا بداية رحلة بلاء جديدة زاده فيها التقوى وسلاحه الإيمان، وشعاره الإسلام، وهدفه الإصلاح، أنيسه الحق ورفيقه الصبر،وطالت الرحلة وما زادت هذا المؤمن الحقيقي إلا صلابة وإباء، واستعدادا للفداء، والجسد معذب، والنفس مستبشرة، البدن متعب، والروح مطمئنة، إلى أن

ص: 234

خلاصة الجهاد الشهادة،وعاد السيف إلى قرابه، فان (أوال) كانت موطن أسلافه؛ فلا غرور أن وطد فيها دعائم الولاء لآل البيت (علیهم السلام) ، حتى استوى على سوقه، وآتى أكله يانعا بإذن ربه،وبقي هناك حتّى وفاته، وقد توفي (رضی الله عنه) في جزيرة أوال بعد نفيه إليها سنة 60 هجرية، وله من العمر سبعون سنة، ودفن في قرية (عسكر) الواقعة جنوب جزيرة المنامة العاصمة في البحرين، ويقع بها ضريح صعصعة (رضی الله عنه) ومسجده المسمى باسمه على ساحل البحر، وكانت تعلوه قبة ثم تهدمت ولم يعد بناؤها من جديد، وبناء المسجد عامة قديم وهومزار مشهور لدى عامة الناس ويؤمه الزائرون من كل مكان في البحرين باختلاف طوائفهم في العطل وفي المناسبات،

وذكر أن الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) كثيرا ما شوهد في مسجد صعصعة القريب من مسجد السهلة المبارك، في شهر رجب ، يصلي ركعتين ويدعوبهذا الدعاء:

((اللّهُمَّ ياذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاءِ الوازِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالقُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالنِّعَمِ الجَسِيمَةِ وَالمَواهِبِ العَظِيمَةِ وَالاَيادِي الجَمِيلَةِ وَالعَطايا الجَزِيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثِيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَلا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَعَلا فَارْتَفَعَ وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَأَعْطى فَأَجْزَلَ وَمَنَح فَأَفْضَلَ، يا مَنْ سَما فِي العِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الاَبْصارِ وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الاَفْكارِ يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ وَتَفَرَّدَ بِالآلاِء وَالكِبْرِياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرياءِ هَيْبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الاَوْهامِ وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِ الاَنامِ، يا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ؛ أَسْأَلُكَ بِهذِهِ

ص: 235

المِدْحَةِ الَّتِي لا تَنْبَغِي إِلاّ لَكَ وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعِيكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِما ضَمِنْتَ الاِجابَةَ فِيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ، ياأَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَأَبْصَرَ النَّاِظرِينَ وَأَسْرَعَ الحاسِبِينَ، ياذا القُوَّةِ المَتِين صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَاقْسِمْ لِي فِي شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ وَاحْتِمْ لِي فِي قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ وَاخْتِمْ لِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفوراً وَأَمِتْنِي مَسْرُوراً وَمَغْفوراً، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْ مُسأَلَةِ البَرْزَخِ وَادْرأ عَنِّي مُنْكَراً وَنَكِيراً وَأَرِعَيْنِي مُبَشِّراً وَبَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصِيراً وَعَيْشاً قَرِيراً وَمُلْكاً كَبِيراً وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً)) (1)،

ومسجد صعصعة (رضی الله عنه) اليوم من مساجد الكوفة المشهورة ويقع على مسافة قريبة من الجهة الشرقية لمسجد السهلة المعظم، عنيَ الناسُ برعايته والحفاظ على عمرانه، وعمارته الحاليّة شُيّدتْ سنة 1387ﻫ ، ومساحة المسجد 160 متراً مربّعاً مع أربعة أضلاع ارتفاعها متران، وفي الضلع القبلي منها ظلّة تحتها يقع محراب الصلاة،وقد قام بأعمال البناء المغفور له الحاج عبد الزهره فخر الدين (2) امتثالا لأمر زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سره) ،

ص: 236


1- الشيخ القمي – مفاتيح الجنان: 133
2- وقد أرخ بناء المسجد علي يده بالأبيات التإلىة: ((لابن صوحان شاد فخر الدين *** مسجدا من بدائع التكوين غصّ بالمؤمنين فيه سجودا *** وركوعا بخشعة وحنين إن تسل من بناه فافخر وأرخ *** فهوعبد الزهراء فخر الدين))

ب- مسجد (زيد بن صوحان ) (رضی الله عنه)

و(زيد بن صُوحان بن حُجْر العبديّ) (رضی الله عنه) من خلّص أصحاب أمير المؤمنين (علیه السلام) ، أدرك رسول الله (صلی الله علیه و آله) وقال فيه النبي (صلی الله علیه و آله) : ((من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه عضومنه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان)) (1)، ويشتبه فيعبر عنه بالصحابي وهوولم يشاهد رسول الله (صلی الله علیه و آله) إنما النبي (صلی الله علیه و آله) ذكره وأثنى عليه،وهواحد ثلاثة أشقاء استشهد اثنان منهم مع الإمام أمير المؤمنين (علیه السلام) وقد صحب زيد بن صوحان (رضی الله عنه) الإمام علياً (علیه السلام) ،وكان له محباً وصديقاً، تفانى في حب الإمام (علیه السلام) ،والدفاع عنه؛ ولذا سب من قبل خصوم أمير المؤمنين (علیه السلام) ،

كان عالماً فاضلاً ذا بصيرة، ومن سادات قومه الموصوفين بالعبادة والزهد والشجاعة والتقوى، ومما يدل على فضله قول رسول الله (صلی الله علیه و آله) فيه،وقد اشتهر بالحديث عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) ،وقد أدرك حياة النبي (صلی الله علیه و آله) ولم يره، بناءً على بعض الروايات لكنه يروي عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) وعرف انه من قراء القرآن، وكان معلماً ومرشداً وله دور خطابي بليغ في المدائن؛ إذ طلب إليه آنذاك سلمان المحمدي (رضی الله عنه) أن يخطب ويقرأ القرآن؛ لبلاغته وفصاحته،وله يوم الجمل دور تبليغي رائد، فقد كان يخطب في المسلمين ويستجيش العواطف رافعا شعار (سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق وتعرفوه)،

ص: 237


1- الشيخ محمد بن جعفر المشهدي- فضل الكوفة ومساجدها:3

قطعت يده في معركة تسمى بفتح نهاوند عام 20 للهجرة، ولقطع يده قصة جميلة، وهي أن النبي (صلی الله علیه و آله) أثنى على أشخاص دون أن يراهم، وقيمهم قبل أن يشاهدهم ،مثل أويسالقرني (رضی الله عنه) ، وميثم التمار (رضی الله عنه) ،وزيد بن صوحان (رضی الله عنه) فقد ذكر النبي (صلی الله علیه و آله) بعض صفات هؤلاء، أوبعض ظروف استشهادهم، فتحدث (صلی الله علیه و آله) عن زيد بن صوحان (رضی الله عنه) قائلا: انه يسبقه عضومن أعضاءه إلى الجنة، بما يعني أن له تضحية توفر له مكاناً في الجنة قبل اجله،وتطبق ذلك فعلاً بعد رحيل النبي (صلی الله علیه و آله) بعشر سنوات في معركة فتح نهاوند، والملفت في الأمر أن يده قطعت من المرفق فدفنوا يده، وبعد مدة شاهده احد من يعرفون بالصحابي، ممن تحدث القرآن الكريم عنهم بالآية الكريمة:

﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (1)،فلما رأى يده قطيعة سأله مستغرباً ما ليدك وما حدث لها؟!، ثم سأله يا زيد أسرقت فقطعت يدك !!، فضحك زيد (رضی الله عنه) وقال له: (منذ كم دخلت في الإسلام ولم يبلغ الإسلام حدود صدرك؟!، أما ترى يدي قطعت من المرفق؟!،فهل هذا هومن الحدود؟!،- وحد قطع السارق أصابع اليد- ثم قال له: لكن ما اصنع لك !!)،فلبس الرجل ثوب الفشل،

اشتهر زيد (رضی الله عنه) بعبادته وتقواه وكان يعيش حياة بسيطة، يصوم النهار ويحيي الليل بالعبادة وخاصة ليلة الجمعة فتقول الروايات أنه كان يحييها حتى الصباح،ويقال: انه اتخذ كوخاً ينعزل به في عبادته، وعلى هذا المكان، مكان الكوخ شيد مسجده باسمه، وهوالمجاور لمسجد السهلة المعظم، وزيد بن صوحان (رضی الله عنه) احد الذين هجرهم عثمان من المدينة إلى الشام،شأنه شأن أبي ذر الغفاري (رضی الله عنه) ومالك الأشتر (رضی الله عنه) وغيرهم،

ص: 238


1- الآية 14 - سورة الحجرات

أعطاه الإمام علي (علیه السلام) الراية يوم الجمل بعدما استشهد أخوه سيحان (رضی الله عنه) بين يدي أمير المؤمنين (علیه السلام) ،ولما خرج إلى القوم اظهر شجاعة فائقة حتى سقط شهيداً سنة 36 ﻫ ، أستشهد زيد رضوان الله عليه في معركة الجمل وهويساند الحق، وقد تحققت في ذلك نبوءة النبي (صلی الله علیه و آله) فيه إذ قطعت يده في واقعة جلولاء، ولحق جسده بيده يوم الجمل، وكان رحمه الله حامل راية الجهاد وكان إخوانه ممن يتهافت لنصرة أمير المؤمنين (علیه السلام) فلما ضرب عمروبن يثري الظبي زيدا (رضی الله عنه) وسقط صريعا سارع أخوه صعصعة (رضی الله عنه) وحمل عنه الراية، أما أمير المؤمنين (علیه السلام) فقد جاءه وجلس عند رأسه يؤبنه قائلا: ((رحمك الله يا زيد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة))، فرفع زيد (رضی الله عنه) رأسه وهويقول: ((وأنت فجزاك الله خير الجزاء يا أمير المؤمنين فوالله ما علمت إلا بالله عليما وفي أم الكتاب عليا حكيما وأن الله في صدرك لعظيم، والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي (صلی الله علیه و آله) تقول: ((وانصر من نصره واخذل من خذله فكرهت والله أن أخذلك فيخذلني الله،))ويروى انه لما سقط نادى برفاقه قائلاً ادفنوني بثيابي ودمائي فأني مخاصم من قتلني وتولى دفنه الإمام (علیه السلام) ، وابنه،

وقد جاء في جواب صعصعة (رضی الله عنه) لابن عباس (رضی الله عنه) عن أخيه زيد (رضی الله عنه) قوله: ((كان والله يا ابن عباس عظيم المروءة، شريف الأخوة، جليل الخطر، بعيد الأثر، كميش العروة، أليف البدوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الدهر، ذاكرا الله طرفي النهار وزلفي الليل، الجوع والشبع عنده سيان، لا ينافس في الدنيا، وأقل أصحابه من ينافس فيها، يطيل السكوت، ويحفظ الكلام))، ثم ذكر أبياتا فقال ابن عباس (رضی الله عنه) : ((ما ظنك برجل من أهل الجنة رحم الله زيدا))،

ص: 239

دفن في البصرة، ودفن بعدها بجواره ولده، وقبره شاخصٌ في البصرة على يمين الذاهب إلى السِّيبة في منطقة كوت الزين،

أما مسجد زيد بن صوحان (رضی الله عنه) ، فيقع على بعد مئتي متر جنوب مسجد السهلة، وقد هدمت بناية المسجد الأصلية القديمة في بداية القرن العشرين ثم شيدت من جديد، ثم ما لبثت أن تهدمت فجددت عمارتها من قبل المؤمنين من أهالي تبريز؛ فتم البناء في شعبان سنة 1395 ﻫ / 1975 ﻫ ، وبقي من عمارة المسجد الأُولى ثلاث قطع من المرمر الأبيض كتب عليها أدعية وأذكار، واحدة من هذه القطع مؤرخة سنة 1332هجرية، والبناء الحالي للمسجد يحتل مساحةً قدرها 165 مترا مربعا،

وقد تم إعادة ترميمه في السنين المتأخرة من القرن الماضي على يد المغفور له الحاج محمد جواد عطيه جبوري بتوجيه مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني(دام ظله)

ومن المستحبات قراءة هذا الدعاء في مسجد زيد بن صوحان (رضی الله عنه) (1)

((إِلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطئ المُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ إِلهِي قَدْ جَلَسَ المُسِيُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِراً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زلله، إِلهِي قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ راجِياً لِما لَدَيْكَ فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، إِلهِي قَدْ جَثاً العائِدُ إِلى المَعاصِي بَيْنَ يَدَيْكَ خائِفاً مِنْ يَوْمٍ تَجْثُوفِيهِ الخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، إِلهِي جأَكَ العَبْدُ الخاطئ فَزِعاً مُشْفِقاً وَرَفَعَ إِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً

ص: 240


1- الشيخ القمي – مفاتيح الجنان: 408

راجِياً وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي مُخالَفَتَكَ وَماعَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِكَ جاهِلٌ وَلا لِعِقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَأَعانَتْنِي عَلى ذلِكَ شِقْوَتِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخى عَلَيَّ، فَمِنَ الانَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟!

فَيا سَوْأَتاهُ غَداً مِنَ الوُقُوف بَيْنَ يَدَيْكَ إِذا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا ! أَفَمَعَ المُخِفِّينَ أَجُوُزُ أَمْ مَعَ المُثْقِلِينَ أَحُطُّ؟ وَيْلِي كُلَّما كَبُرَ سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي ! وَيْلِي كُلَّما طالَ عُمْرِي كَثرَتْ مَعاصِيَّ ! فَكَمْ أَتُوبُ وَكَمْ أَعُودُ؟ أَما آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي؟ اللّهُمَّ فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ إِغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَخَيْرَ الغافِرِينَ))

ثم تضع وجهك على التراب وتقول: ((إْرحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ))

ثم تضع خدك الأيمن وتقول: ((إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ))

ثم تضع خدك الأيسر وتقول: ((عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْومِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ))

ثم تعود إلى السجود وتقول: ((العَفْوالعَفْوَ)) مئة مرة،

ص: 241

المصادر

القرآن الكريم

الإحتجاج - الشيخ الطبرسي

الإختصاص -الشيخ المفيد

الأمالي - الشيخ الطوسي

التهذيب - الشيخ الطوسي

الحيرة - د، حسن الحكيم

الذكرى - الشهيد الأول

الروح المجرد - السيد محمد حسين الحسيني الطهراني

السرائر - إبن إدريس

الطبقات - إبن سعد

ص: 242

العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان - الشيخ علي اكبر النهاوندي

الغارات -الثقفي

الغيبة - الشيخ الطوسي

الفاطمة المعصومة - محمد علي المعلم

الفائق في رواة وأصحاب الإمام الصادق(ع) - عبد الحسين الشبستري

الفتاوى - السيد محمد سعيد الحكيم

الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم

الكافي - الشيخ الكليني

الكلم الطيب والغيث الصيب - السيد علي خان المدني

المزار - الشيخ المفيد

المزار الكبير - المشهدي

المستجاد من الإرشاد(المجموعة) - العلامة الحلي

المفصل في تاريخ النجف الأشرف - د، حسن الحكيم

ص: 243

الملهوف على قتلى الطفوف - السيد إبن طاووس

المنتخب من أعلام الفكر والأدب - كاظم الفتلاوي

النجف الأشرف وحركة الجهاد - د، كامل سلمان الجبوري

النخبة الجلية - السيد البراقي

الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي

اليتيمة الغروية والتحفة النجفية - السيد البراقي

إرشاد اهل القبلة - الحسيني الكاشاني

أخبار أصبهان - الأصبهاني

أصل الشيعة وأصولها - الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء

أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين

أنوار الملكوت - السيد محمد حسين الحسيني الطهراني

بحار الأنوار - الشيخ المجلسي

تاج العروس - الزبيدي

تاريخ الأنبياء- السيد محمد حسين الطباطبائي

ص: 244

تاريخ الحكماء والعرفاء - الأستاذ صدوقي سها

تاريخ الكوفة - السيد البراقي

تأريخ الأنبياء - السيد محمد حسين الطباطبائي

تذكرة الفقهاء - العلامة الحلي

تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي

تهذيب الكمال - المزي

توضيح المسائل - الشيخ محمد تقي بهجت

جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي

جنة المأوى - العلامة النوري

جواهر الكلام - الشيخ الجواهري

خاتمة المستدرك - العلامة النوري

خواطر عن الإمام السيد محمد الشيرازي - السيد محمد رضا الشيرازي

دلائل الإمامة - الطبري

ربع قرن مع العلامة الأميني - الحاج حسين الشاكري

رجال النجاشي - النجاشي

ص: 245

رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين - السيد علي خان المدني

سر السلسلة العلوية - أبونصر البخاري

سفينة البحار - الشيخ عباس القمي

طرائف المقال - علي البروجردي

عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني

علل الشرائع - الشيخ الصدوق

غاية الاماني في حياة الشيخ الطهراني - السيد محمد حسين الجلالي

فرحة الغري - تحسين الموسوي

فضل الكوفة ومساجدها - محمد جعفر المشهدي

قرب الإسناد - الحميري القمي

كشف الغطاء - الشيخ جعفر كاشف الغطاء

كلمة الامام المهدي-السيد حسن الشيرازي

لمحات من تاريخ العراق - د، علي الوردي

مجلة العلم: المجلد الثاني العدد السابع

مختصر بصائر الدرجات - الحسن الحلي

ص: 246

مختصر كتاب البلدان - ابن الفقيه

مراقد المعارف - الشيخ محمد حرز الدين

مساجد الكوفة - د، كامل سلمان الجبوري

مستدرك الوسائل - الميرزا النوري

مستدرك سفينة البحار - علي النمازي

مسجد السهلة المعظم تاريخه وأعماله - مضر السيد علي خان المدني

مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف –كاظم عبود الفتلاوي

مصباح المتهجد - الشيخ الطوسي

معجم رجال الفكر والأدب في النجف - د، محمد هادي الاميني

معجم قبائل العرب - عمر كحالة

مفاتيح الجنان - الشيخ القمي

مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي

مقتضب الأثر - احمد بن عياش الجوهري

مقتطفات ولائية – الشيخ الوحيد الخراساني

ص: 247

مكيال المكارم - محمد تقي الأصفهاني

من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق

منتهى المطلب - العلامة الحلي

منهاج الصالحين - السيد محمد سعيد الحكيم

منهاج الصالحين - الشيخ محمد اسحق الفياض

موسوعة النجف الأشرف - جعفر الدجيلي وعبد الله الخاقاني

نهاية الأحكام - العلامة الحلي

ص: 248

فهرس الأعلام

الأسم - رقم الصفحة

آدمالنبي (ع) 124

ابراهيم (النبي)(ع)14/15/16/18/20/46/82/85/86/87/99/102/106/115/116/118/119/123

ابراهيم المجاب 34/26/

ابن الفقيه 10/168

ابن بدر الهمداني 77

ابن سعود 6/

ابن طاووس6/27/

ابن قولويه 10/19/

ابوالحسن الاصفهاني 9/41/43/52/61/62/65/71/143

ابوتراب الخوانساري 36/41/65/

ابوحمزه الثمالي 21/118/

ادريس النبي 14/18/20/23/86/99/102/115/116/117/118/125/126/153

اسماعيل الصدر 61/68/

أقا بزرك الطهراني 30/35/49/52/60/93/109/

أقا جان الزنجاني 48/54

ص: 249

الباقر(الامام)(ع) 10/19/21/69/70/76/88/115/

البراقي 5/6/20/27/166/167/

الحر العاملي 16/130/155/

الحسن العسكري(الامام)(ع) 70/115/116/123/128

الحسن بن عطية الحناط 77

الحسن(الامام)(ع)27 /32/38/70/77/81/89/159/

الحسين(الإمام)= سيد الشهداء5/12/13/48/54/76/78/88/109/113/114/123/136/148/149/155/159

الحسيني الكاشاني 4/86/87/166

الحميري القمي 10/22/117/168/

الخضر(ع) 10/14/18/20/24/86/98/101/115/117/118/119/126/136/145/152

الخوئي 7/39/43/44/45/51/53/54/57/66/67/68/69/70

الشريف الرضي 65/114

الشريف المرتضى 26/114/

الصادق(الإمام)(ع)/3/10/19/20/21/23/24/44/50/56/58/70/71/73/76/85/86/87/88/93/97/99/103/115/116/117/118/120/121/122/125/152/158

الصدوق15/23/114/115/125/167/169/

الطوسي 3/21/23/26/30/32/69/76/85/92/114/118/124/137/138/165/167/168/

العلاء بن رزين 23/117/

ص: 250

العلامة الحلي 87/114/116/125/166/167/169

العمالقة 20/23/85/86/115/116/118/120/123

الكاظم (الامام)(ع) 21/31/40/53/70/117/118/121/153

المجدد الشيرازي29/32/34/

المجلسي37/140/120/118/117/112/77/76/75/72/21/20/17/16/3/176/

المختار بن ابي عبيد الثقفي 11/91

المفضل بن عمر الجعفي 120/121/122

المفيد 19/26/68/69/86/88/114/115/118/125/165/166

المهدي=الحجة=صاحب الزمان=ولي العصر= المنتظر(الإمام)(عج)2/3/4/15/18/23/41/42/44/45/46/48/51/53/55/73/79/88/89/90/91/97/98/99/100/103/105/107/108/122/128/129/130/131/132

133/134/135/137/139/140/141/143/145/146/147/148/155/156/157/160/165

الميرزا النائيني 9/36/41/43/47/51/52/61/62/65/71/134

الميرزا النوري 2/10/19/48/49/60/106/120/129/144/156/167/168/

محمد النبي (ص)= رسول الله5/15/16/20/41/45/50/53/58/59/76/77/112/113/115/118/123/124/125/126/127/128/141/147/151/152/153/154/155/156/157/160/161/164

الهيثم بن خالد بن يزيد76/77

الوحيد الخراساني 51/52/113/169

ام سلمه 13/163

إبراهيم الغمر32/77/89/92

ص: 251

إبراهيم بحر العلوم 74

إبراهيم بن محمد بن محمد العلوي76/77

إبراهيم بن هاشم الكوفي 137

إدريس الحسيني المغربي 108

أبوبصير119/125/

أبوبكر الحضرمي115

أحمد الجلبي 74

أحمد الصافي 73

أحمد أمين الكاظمي 62/

أحمد بن محمد الطائي76

أحمد مبارك 73

احمد نوري الحكيم 37/108

أحمد نوري هاشم الحطاب 102/105/

أحمدي القمي 72

أسعد سلطان أبوكلل 74

أسعد عبد الحمزه الجنابي 74

أسعد هاشم جاسم الرماح 105

ص: 252

أفضل الشامي 73

أنمار صبيح الأوسي 75

أنور عبد الأمير خوير105

آل السهلاوي 104

باسم الكربلائي 73

باقر الايرواني38

باقر القزويني 64/138

باقر شريف القرشي 62/69/70

براك الشمرتي 75

بشار المكاري 24/119

بنوحسن 7

بنوظفر 10/12/16/17/18/114

بنومسلم 6

بهاء طعمه جياد 74

بهجت رشاد شاهين 74

ثائر لطيف مزعل 74

جابر الجابري 74

ص: 253

جابر بن عبد الله الأنصاري 21/29/39/127/

جاسم الطويرجاوي 73

جاسم محمد جعفر 74

جاسم محمد ناصر 102//105

جالوت 20/23/ 115/116/118/

جبار عبيد كاظم 74

جعفر الإبراهيمي 73

جعفر الدجيلي 8 /83/142/169

جعفر الموسوي 74

جعفر بن بشير البجلي 106

جعفر صادق حمودي 73

جعفر كاشف الغطاء 6/27/28/62/63/64/77/78/90/167/168

جعفر مجتهدي 47/

جمال البدري 75

جمال الدين الكلبايكاني 39/51/53/

جمال عبد الناصر73

جواد حسين السهلاوي 81/103

ص: 254

جواد كاظم الحكيم 73

حبيب الخطيب 72

حبيب الكاظمي 73

حبيب الله الرشتي 30/65/

حبيب علي العطاس 72

حداد عادل 735

حذيفة بن اليمان 58

حسن الجبوري 72

حسن الخرسان 72

حسن الشيرازي 18/63/65/70

حسن الصفار 71

حسن بن الحسين الطاهر العلوي75

حسن عبد الهادي علي خان 104/106

حسن علي الأصفهاني 53/

حسن عيسى الحكيم 6/8/16/72/98/107/164/165

حسن علي الأصفهاني 53/

حسن الظالمي 107

ص: 255

حسن علي الأصفهاني 53/

حسين البروجردي36/52/54/69/109

حسين الحسيني 55

حسين الحلي 37/38/39/52/61/62/67/70/71/93/109

حسين الشاكري 49/167

حسين الشامي 73

حسين بحر العلوم 66

حسين دنائي فر 74

حسين علاء الحكيم37

حسين قلي الهمداني 33/38/39/41/93

حسين همدر 55

حمزة بن علي بن زهرة العلوي106/123

حمزه الربيعي 74

حيدر الميالي75

حيدر شمخي العلياوي 105

حيدر طالب الدامرجي 74/102/

حيدر محمد باقر الحكيم 37

ص: 256

خالد الملا 73

خالد النعماني 75

خالد بن عرعرة 114

خباب بن الأرث 16

خليفه الجوهر 73

خليل إبراهيم العلي 74

داود (النبي)(ع)14/20/23/116/118

راضي التبريزي 44

رشيد الحسيني 72/108

رضا النجار 98

رضا الهمداني 34/39/64

روح الله الخميني 54/68

رياض الحكيم 37/38/95

زهير الأنصاري 75

زيد بن صوحان العبدي 36/120/124/135/137/138/147/158/161/162/163

زيد(بن علي)(ع) /5/20/21/22/76/97/114/115/116/117

زين الدين العاملي 59/60

ص: 257

زين العابدين(الامام)(ع) 19/21/49/70/88/98/101/153/154

سعدون البعاج 63/69

سعيد الحكيم 38/61/71/

سعيد السلطاني 73/149

سلامت يوسف أفندي 73

سلمان المحمدي(الفارسي)21/58/73/161

سناء الموسوي 75

سهيل 6/10/19/21/79/88/115/118/132/142

سيحان بن صوحان العبدي 158/162

شاكر القرشي 35

شاكر الموسوي 73

شهاب الدين المرعشي 49/65/135

صاحب الجواهر(محمد حسن) 16/27/28/29/56/60/64/97

صاحب الحكيم 74

صادق القاموسي 38/62/70/94

صادق اللبان 74

صالح الحيدري 73

ص: 258

صالح بن أبي الأسود 117

صدر الدين القبانجي 72

صدر الدين شرف الدين 62

صعصعه بن صوحان العبدي11/36/98/158/159/160/161/163

صفاء علي خضير74

صفوان الجمال 121/122/

صلاح عبد الرزاق 74

ضياء الدين العراقي 30/36/42/43/49/51/52/61/62/65/70/71

طلال الحكيم 96

عادل هاشم الحكيم 96

عادل عبد الزهره الحكيم 96

عباس الترجمان 142/148/

عباس الرميثي 61/71

عباس القمي 21/60/114/121/156

عباس القوجاني 52/53/66/

عباس كاشف الغطاء 73

عباس كاظم مراد 81

ص: 259

عباس محمد حسين السهلاوي 105

عبد الأعلى السبزواري 43/44/96

عبد الأمير الحكيم 37/95/

عبد الأمير مطلك فنجان 74

عبد الجبار الأعرجي 74

عبد الحسن حمود شنون 73

عبد الحسين الحلي 37/71/

عبد الحسين الخراساني 150

عبد الحسين القاضي72

عبد الحسين القزويني 62

عبد الحسين الموسوي 75

عبد الحسين باقر عبطان 74

عبد الحكيم عامر 74

عبد الحميد الموسوي 73

عبد الرحمن بن سعيد الخزاز117

عبد الرحمن بن كثير118

عبد الرزاق المقرم 61/83

ص: 260

عبد الرسول علي خان 67/68

عبد الرضا الطفيلي 60

عبد الرضا معاش73/150

عبد الزهره فخر الدين 98/161

عبد الصاحب الموسوي73

عبد العزيز الحكيم 32

عبد الغني عجيل 74

عبد القيس 10/11/17

عبد الكريم الحائري 49/66

عبد الكريم العامري 74

عبد الكريم القزويني 67

عبد الكريم الكشميري 44/45/69

عبد الكريم علي خان المدني 62/67/68/70

عبد الكريم محمد 57

عبد اللطيف المدني 75

عبد الله الخاقاني8 /83/142/169

عبد الله الدجيلي 73

ص: 261

عبد الله الشيرازي 71

عبد الله المازندراني 56/66

عبد الله بن أبان 118

عبد الله بن عباس 158/163

عبد الله بن عفيف الأزدي 5/ 6

عبد الله جعفر روجي 98

عبد المحسن شلاش 98

عبد المحمد الشوشتري 142/143/148/149

عبد المطلب أبوالريحه 150

عبد المنعم الحكيم 37/38/94/95

عبد المنعم الفرطوسي 62/69

عبد المنعم ناصر مرزه 98

عبد المهدي علي خان 74

عبد النبي العراقي 53

عبد الهادي الشيرازي 44/53/54/62/66

عبد الهادي الفضلي 62/67/68

عبد الهادي محمد تقي الحكيم 74

ص: 262

عبد الوهاب الحكيم 37/93/94

عبود وحيد العيساوي73

عبيد الله بن زياد 5/ 6

عدنان الزرفي 73

عدنان عيسى الكلابي 73

عز الدين الحكيم 37/94/100

عز الدين بحر العلوم 60/66

عظيم حسيني 74

علاء الدين الموسوي71/107

علاء الدين بحر العلوم 92

علاء الدين محمد سعيد الحكيم94/95

علي (أمير المؤمنين)(ع) 10/12/14/15/16/18/19/21/22/26/27/29/32/37/38/45/59/66/70/75/76/77/78/83/88/89/98/99/107/113/120/121/122/123/124/125/126/130/138/146/148/155/156/157/158/159/160/161/162/163

علي ادريس علي خان 72

علي اكبر النهاوندي 40/145/164

علي اكبر ولايتي 74

علي الأديب 73

ص: 263

علي التاروتي 61

علي السيستاني60/93/108/109/162

علي القاضي 42/44/45/46/50/51/52/147

علي الكوراني 3/37/38/166/167

علي الوردي7/9/168

علي أكبر الحائري72

علي أكبر هاشمي رفسنجاني 74

علي بزي العاملي 62

علي بن السري 106

علي بن إبراهيم القمي39/78/106/118/120/123

علي بن إبراهيم الخياط 76/77

علي خان المدني 123/155/156/166

علي لاريجاني 74

علي محمد حسين الحكيم 95/108

علي محمد صادق الحكيم 37

علي محمد النجف ابادي 40/41/42

علي محمود الصائغ74

ص: 264

علي مدبري72

علي مرزه74

عماد الدين البهبهاني 57

عمار عبد العزيز الحكيم 37

فاضل الأنباري 73

فاضل منجي شكر 74

فاطمة الزهراء (ع) 24/85/107/119/120/126/156

فاطمة المعصومة(ع) 53/138/165

فايد الشمري 75

فتاح التبريزي62

فتح الله الاصفهاني(شيخ الشريعة)35/36/40/43/45/49/65

فرحان فليح كزار 74

فعال العلياوي 74

فلاح حسن العلياوي 105

فوزي محمد تقي آل سيف 72

قاسم محي الدين 28/65/

قحطان السيد زبر 74

ص: 265

كاظم الفتلاوي 38/62/67/68/69/71/113/166/237

كاظم المحنه75

كاظمي قمي 74

كامل سلمان الجبوري 7/33/73/78/82/84/86/104/148/166/168/237

كريم العبدلي 94/100

كمال خرازي 74

كمال علي الفضلي 74

كمال لطيف حسين 73

لؤي الياسري 74

لؤي جبير حسين الجبوري 104

ليث الصائغ 73

مالك بن ضمره 19/123

مجاهد مهدي رشيد 101/104

مجتبى اللنكراني 43/112

مجيد الحكيم 36/93

محسن الامين 32/34/35/39/40/60/76/77/92/93/138/165

محسن الحكيم 36/37/38/54/62/67/68/69/70/94/98/99/113/161

ص: 266

محسن الخضري 10/78

محسن خنفر 60/64/

محسن كاشف الغطاء 10/78

محمد احمد الكاظمي64/122

محمد اسحق الفياض 113/169

محمد البهاري 39/41

محمد التيجاني 57/108

محمد الحجة الكوهكمري 52/54/69/109

محمد الحسيني 78

محمد الحلي 61/83

محمد الداماد 52/54

محمد العابد 40

محمد القاضي96

محمد القبانجي 72/108

محمد المجاهد 29

محمد باقر البوشهري 97

محمد باقر الحكيم (شهيد المحراب)37/38

ص: 267

محمد باقر الدهدشتي 144

محمد باقر الصدر 61/98

محمد باقر الفالي66/73

محمد باقر القاموسي 34/39

محمد باقر الناصري 69

محمد باقر محمد صادق الحكيم 37/94/95

محمد بحر العلوم 67

محمد بن سنان الزهري 106/115/120

محمد تقي الأصفهاني 54/97/126/129/169

محمد تقي الشيرازي 36/40/49

محمد تقي المازندراني 55/145

محمد تقي المدرسي 58/71/113

محمد تقي بهجت 18/44/52/137/167

محمد تقي سعيد الحكيم61/67/68/70/71

محمد تقي محمد علي الحكيم 37

محمد جعفر الحكيم37/38/95/96

محمد جعفرالمشهدي 12/17/22/83/87/88/119/124/161/166/168

ص: 268

محمد جمال الهاشمي 41/60/61/68

محمد جواد الشيخ راضي 60/69

محمد جواد الكلبايكاني 72

محمد جواد عطيه جبوري 94/100/162

محمد حرز الدين 62/97/167

محمد حسين الجلالي 167

محمد حسين الحسيني الطهراني 45/46/51/164/165

محمد حسين الصغير 72

محمد حسين الطباطبائي 46/51/53/68/85/165/166

محمد حسين الكاظمي 8/32/37/59/62

محمد حسين الكمباني 65

محمد حسين غيبي 98

محمد حسين محمد سعيد الحكيم 37/93/94/101

محمد حسين محمد صادق الحكيم 37/93/94/95

محمد رشاد ناصر مرزه 98

محمد رضا البوشهري 97

محمد رضا الشبيبي 7

ص: 269

محمد رضا الشيرازي 49/65/142/166

محمد رضا الفحام 74

محمد رضا المظفر36/60/65/67/69/93/95

محمد رضا آل ياسين 61

محمد رضا شرف الدين 61

محمد سعيد الحبوبي 31/33/35/38/59

محمد سعيد الحكيم 36/37/60/70/86/93/95/98/99/100/101/104/108/164/168/236

محمد سعيد الطريحي 72/81

محمد سعيد عبد الزهره 73

محمد سلمان الخاقاني71

محمد شبر 71

محمد صادق الأصفهاني 96

محمد صادق الحكيم 37/93

محمد صادق الخرسان 71

محمد صادق الشيرازي 65/70/142/

محمد صادق الصدر 61

محمد صالح الحكيم 36/93/95

ص: 270

محمد طاهر الشيخ راضي 37/67/69/70

محمد طه نجف 32/33/34/35/59

محمد عبد المنعم الخاقاني 37/71

محمد علي الأبطحي 52

محمد علي الحكيم 36/69/70/93

محمد علي الحلو71/107

محمد علي الحيدري 72

محمد علي الشيرازي 70

محمد علي الطباطبائي 73

محمد علي بحر العلوم71/107

محمد علي شرف الدين 61

محمد كاظم اليزدي 9/31/35/39/64/142

محمد كلانتر 42

محمد لايذ 8

محمد مهدي البياتي 73

محمد مهدي الخرسان 68

محمد مهدي الفتوني 26/62/88

ص: 271

محمد هادي الأميني 63/64/65/69/82/149/167

محمد هاشم الجهارسوقي 39

محمد هاشم الهندي 63/129

محمود الحكيم 36/68/69

محمود الشاهرودي 51/53/61/68

محمود المرعشي 64/69/137

محي الدين حنيدي72

محي الدين نجفي 73

مرتضى الأنصاري 28/29/31/38/40/52/55/59/63/68/95/131

مرتضى الطالقاني 44/62

مرتضى آل ياسين 61

مصطفى الخميني 69

مضرعلي خان المدني 1/2/95/101/102/105/107/108/168/237

مهدي الاصفهاني 50/89/109

مهدي الحسيني 73

مهدي الخالصي 8/

مهدي المدرسي 36

ص: 272

مهدي علي النجار 149

مهدي هاشم الحكيم96

موسى الاسدي 43

موسى الخلخالي 73

موسى الخمايسي 64

موسى الخوانساري 65

موسى شرارة 33/35/39

موسى كاشف الغطاء 29

مولود مخلص9

ميثم التمار 73

نادر شاه 31

ناصر السلمان 62

ناصر المدني 75

نائل الموسوي 673

نصار الربيعي 74

نصر الله الحائري 31

نصر بن خزيمه 22

ص: 273

نور الدين الجزائري 62

نور الدين شرف الدين 55/62

نوري مشكور 62

هادي المدرسي 71

هادي الميلاني 61/65

هادي حمد صالح139

هادي شريف القرشي 70

هاشم الحداد 45/47

ورام بن ابي فراس 27

يحيى بن عبد الله76

يوسف الحكيم 38/62/67/70/71

يوسف الصديق (النبي)(ع)73

يوسف بن عمر الثقفي 22

ص: 274

فهرس البقاع والأمكنة

الأحساء 11

البحرين 11/71/74/160

البصرة 11/12/68/163/238

الحلة 27/59/141

الحيرة 3/16/17/165

الخورنق 16

الذكوات البيض 3/121/122

الرضوانية 95/238

الرميثة 7

الروحاء 82

السبخة 5

ص: 275

السعودية 11/68/72

السفينة 91/126

السهيلية 10/78

السيبة 163

الشام 13/22/69/106/162

العراق 3/5/7/9/13/15/26/27/31/35/36/37/41/54/55/56/57/58/59/60/61/64/66/68/71/73/74/88/93/98/104/110/115/121/129/132/137/148/155/156

الغري 16/19/26/120/238

الغريين 3/15/121/122

الفرات 7/22/75

القادسية 15/16

القدس 15

القطيف 11/72

الكاظمية المقدسة 27/71/125/153

الكعبة المشرفة 15/86/124

الكفل 7/95

الكناسة 5

الكوفة المقدسة

ص: 276

3/5/6/7/8/10/11/12/13/14/15/16/17/18/19/20/23/24/46/51/52/54/55/73/74/76/81/88/102/103/111/112/113/114/115/117/118/120/121/123/124/127/128/129/130/131/132/134/135/136/140/141/144/148/157/158/159

الكويت 49/50/58/66/71

المدائن 13/160

المدينة المنورة 22/36/50/67/76/82/113/124/125/153

المسجد الأقصى 119

المسجد البري 10

المسجد الحرام 18/111/124

المنامة 158

الناصرية 32/69

النجف الأشرف 2/3/5/6/7/8/9/15/16/26/27/28/29/30/31/32/33/34/35/36/37/38/39/40/41/42/43/44/45/46/47/48/49/50/51/52/53/54/55/56/57/60/61/62/63/64/65/66/67/68/69/70/71/73/74/75/83/84/88/89/90/91/92/93/95/96/101/107/111/128/130/131/133/135/136/137/138/139/140/141/143/144/146/153/238

النخيلة 15

الهند 50/110/155

اليمن 20/23/118

اندونيسيا 73

ص: 277

اورنك اباد 155

إيران 8/29/41/43/44/45/47/50/52/56/58/67/71/89/92/109/142/155/156

أذربيجان 43

أرض السبيع 122

أصفهان 32/40/53/54/65/155

أفغانستان 37

أمريكا 95

أوال 160

باكستان 31/64/

بانقيا 12/13/

بغداد 5/22/26/27/37/57/68/74/76/114/125/127/128/129/237

بنت جبيل 34

بيت النبي نوح(ع) 79/126

بيت النبي إدريس= منزل ادريس(ع) 14/18/20/23/115/116/117/118/119/125/126

تبريز 45/47/48/141/163

تركيا 31

جامع الهندي 65/83

ص: 278

جامع عمران 32

جامع وحسينية الرشادية 98

جبعا 59

جبل الخندق 124

جبل عامل 34/35/59

جيلان 52

حلب 73

حيدراباد 155

خان المصلى 6

خوي 43

دكة القضاء 7

دمشق 35

ديزفول 29/141/142

سامراء المقدسة 29/32/34/35/71/155

سعيد أباد 40

سوريا 35/37/73

شقراء 34

ص: 279

شوند 39

شيراز 54/71/155/156

صفين 5/12

طهران 29/35/39/46/54/95/128

طور سيناء 121

عسكر 160

غزنه 113

فلسطين 13/30

فومن 52

قادس16

قديس 16

قلعة النشامى 6/5/

قم المقدسة 34/47/49/50/52/53/60/63/67/69/71/109/115/116/128/137/138/142

كربلاء المقدسة 3/6/8/9/13/15/27/28/29/31/39/47/48/50/53/58/66/71/84/89/113/131/134/144/155

كرمانشاه 89

كري سعد 6/7/124/143

كسنو32

ص: 280

كلبايكان 40

كلين 128

كوت الزين 163

كيوتو95

لبنان 33/34/36/54/58/70/88

محراب أمير المؤمنين(ع) 97

مرقد النبي صالح(ع) 91

مرقد النبي هود(ع) 91

مرقد زيد الشهيد(ع) 98

مرقد محمد بن الحسن(ع) 98

مسجد الخيف127

مسجد السهلة 1/2/3/5/6/7/8/9/10/13/14/15/17/18/19/20/21/23/24/25/26/28/29/30/32/34/35/39/40/41/42/43/44/45/46/47/48/49/50/51/52/53/54/55/56/57/58/59/63/75/76/77/81/82/83/85/88/89/90/93/94/97/100/101/102/104/105/106/107/108/109/114/115/116/117/118/119/120/122/124/125/126/127/128/129/130/131/132/133/134/135/136/137/138/139/140/142/143/144/145/146/147/148/151/158/160/161/162/163/236

مسجد الطوسي 22/25/

مسجد الغدير127

ص: 281

مسجد القرى 10

مسجد الكوفة 5/6/7/15/18/20/46/47/52/54/55/59/73/81/90/91/98/104/113/126/129/130/131/132/133/134/136/142/143/150

مسجد النبي(ص) 18/113/126

مسجد النخيلة 15

مسجد براثا 127

مسجد بني ظفر 10/12/17/114

مسجد بيت المقدس127

مسجد جامكران 72

مسجد زيد 120/124/135/137/138/147/163

مسجد سهيل 6/10/19/21/88/115/118/132/142

مسجد صعصعة 160/161

مسجد عبد القيس 10/11

مسجد قبا 127

مسكن الخضر(ع) 87/119

مسيل السهلة 18

مشهد المقدسة 27/29/51/52/53/54/62/72/109/113

مقام الإمام الصادق(ع) 85/93/136/152

ص: 282

مقام الإمام المهدي(عج) = مقام صاحب الزمان =مقام الحجة 46/88/89/91/98/99/131/156

مقام الإمام زين العابدين(ع) 88/100/103/154

مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين(ع) 25/87/120/123/153

مقام الخضر(ع) 87/98/146/153

مقام النبي إبراهيم(ع) 46/85/126/153

مقام النبي إدريس(ع) 86/153

مقام النبي صالح(ع) 87

مقام النبي عيسى(ع) 86/87

مقام النبي يونس(ع) 86

مقبرة السهلة 67

مكة المكرمة 12/57/67/85/86/89/91/127/155

مناخ الخضر= مناخ الراكب 10/20/23/116/117/118

نخود 54

نهاوند 162

نيويورك 95

همدان 39/122

وادي السلام 18/41/46/62/91/146

واسط 13

يزد 32

ص: 283

ملف الصور

موقع المسجد في خارطة الكوفة القديمة

واجهة المسجد عند ركنه الجنوبي الشرقي

ص: 284

باحة المسجد تحتضن الزائرين

ص: 285

محراب مقام الإمام الصادق عليه السلام

ص: 286

محراب مقام النبي إبراهيم عليه السلام

ص: 287

محراب مقام العبد الصالح الخضر عليه السلام

ص: 288

محراب مقام النبي إدريس عليه السلام

ص: 289

محراب مقام الإمام زين العابدين عليه السلام

محراب الصالحين والأنبياء والمرسلين عليهم السلام

ص: 290

مقام الإمام المهدي عجل الله فرجه

ص: 291

ص: 292

الرواق الجنوبي

ص: 293

الصحن الشرقي

ص: 294

مسقف الخضر عليه السلام

لاستراحة الزائرين

ص: 295

دورات المياه

ص: 296

منارة المسجد

بناية استراحة الزائرين القديمة

ص: 297

المسجد أواخر التسعينات قبل الإعمار

ص: 298

المقامات نهاية التسعينات قبل الإعمار

ص: 299

الأواوين قبل الإعمار

وابتدأت عام 1997 أولى مراحل الإعمار

ص: 300

وبرعايته الكريمة كان يتابع العمل

فكانت الصورة ألقة متوهجة

ص: 301

وكبر الحلم وتحقق الإعمار ليشمل كل المسجد والأجزاء المحيطة

ص: 302

مقام الإمامين زين العابدين والمهدي عليهما السلام

ص: 303

الصحن الجنوبي الجديد

الصحن الشرقي

ص: 304

معرض الكتاب الدائم في مؤسسة المسجد

ص: 305

واكتض المسجد بزائريه

ص: 306

صلاة الجماعة بإمامة سماحة السيد محمد حسين الحكيم

ص: 307

دعاء العهد

العلماء بين اضلاع المسجد المعظم

ص: 308

الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحبوبي

الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محسن الحكيم عند وضعه الحجر الأساس لمسجد صعصعه(رض)

ص: 309

الراحل سماحة آية الله السيد محمدعلي الحكيم

سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم

ص: 310

ص: 311

سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي

ص: 312

سماحة آية الله السيد محمد علي الشيرازي

الراحل سماحة السيد عبد العزيز الحكيم

ص: 313

أصحاب السماحة:

السيد محمد حسين الحكيم،والسيد علي الحكيم

ص: 314

سماحة آية الله الشيخ باقر القرشي

سماحة السيد محمد صالح الحكيم

ص: 315

سماحة السيد محمد حسين الحكيم

ص: 316

سماحة السيد محمد علي الحيدري

سماحة السيد محمد القاضي

ص: 317

أصحاب السماحة:

السيد عبد الصاحب الموسوي،والسيد عبد الحميد الموسوي

سماحة الشيخ خالد الملا

ص: 318

سماحة الدكتور محمد التيجاني

ص: 319

سماحة السيد محمد باقر الفالي

ص: 320

في نشاطات المسجد:

الراحل سماحة الشيخ عبد الحسين الخراساني

سماحة السيد سعيد السلطاني

ص: 321

سماحة السيد رشيد الحسيني

سماحة الشيخ عبد الرضا معاش

ص: 322

أصحاب السماحة:

السيد محمد صادق الخرسان، الشيخ خليفه الجوهر، السيد محمد علي الحلو

موكب المسجد في ذكرى شهادة أمير المؤمنين عليه السلام

ص: 323

في ذكرى المولد النبوي الشريف

جناح المؤسسة في المهرجانات الثقافية

ص: 324

في ضيافة المسجد

ص: 325

ص: 326

المؤلف في سطور

مضر السيد عبد الهادي محسن علي خان المدني

ولد بمدينة النجف الأشرف يوم الثلاثاء 25 ربيع الثاني سنة 1379 لأسرة دينية ارتبط اسمها بالسيد علي خان المدني ، من أعلام القرن الحادي عشر الهجري، صاحب (السلافة)، و(أنوار الربيع)، و(الدرجات الرفيعة)، و(شرح الصحيفة السجادية)، وغيرها،

والتي نبغ منها أعلام في الحوزة العلمية منهم جده الحجة السيد محسن، وجده لأمه آية الله العظمى السيد عبد الكريم، وعمه آية الله السيد عبد الرسول، وغيرهم،

تدرج في مراحل الدراسة، وحصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الموصل عام 1982 م،

ص: 327

رعى أساتذته في إعدادية النجف وخاصة المرحوم الأستاذ الشاعر هاشم الطالقاني موهبته الأدبية، فكتب القصة والقصيدة،وشارك في العديد من الأماسي والمهرجانات الشعرية في مدينة النجف الأشرف، ومنها مهرجانات الإعدادية السنوية، وأمسيات دور الثقافة ونشاطات جمعية الرابطة الأدبية، وحصل على المرتبة الأولى في مسابقة الجمعية للأدباء الناشئين،

كما شارك في بعض المهرجانات الشعرية في الجامعة، وسمي (شاعر كلية الهندسة)، وحصلت أحدى قصائده في الثمانينات على المرتبة الأولى في مهرجان القصيدة القطري، ورشحت للمشاركة في مهرجان الخليج الدولي، ومهرجان القصيدة العربية في الدار البيضاء،

كما دعي لإلقاء قصائده في العديد من الاحتفاليات الخاصة والعامة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وبغداد والبصرة والديوانية والموصل، ووجهت له الدعوات للمشاركة في مهرجان المربد الشعري،

نشرت له عدة مجلات وجرائد عراقية مختارات من قصائده وكتاباته الأدبية التي كان ينشر بعضها باسم مستعار هو(النجفي العراقي)، ومنها جريدة العدل، ومجلة الرابطة، ومجلة الجامعة،

ترجم له صاحب (المستدرك على شعراء الغري)المرحوم الأستاذ كاظم الفتلاوي، ونشر في كتابه بعض نتاجاته الشعرية، كما ترجم له د، كامل سلمان الجبوري في مجلة آفاق نجفية بعددها الخاص(الإمام الحسين (علیه السلام) في الشعر النجفي المعاصر) ونشر عدة قصائد له،

ص: 328

وفي مجال العمل المهني، وبعد تخرجه، تولى الأشراف على العديد من المشاريع الرئيسة في بغداد والبصرة وصلاح الدين والثرثار والنجف الأشرف،

تعرض للإعتقال في فترة دراسته الجامعية بمدينة الموصل، ضمن الحملة التي استهدفت طلبة الجامعات في الثمانينيات، وعاد للدراسة بعد أن خسر سنة من حياته الدراسية، كما أعتقل إبان الإنتفاضة الشعبانية المباركة في النجف الأشرف؛ ليلاقي مع آلاف المعتقلين صنوف التعذيب، ولهوسياط الجلادين في معتقلات الحارثية والرضوانية، وشاءت إرادة الله أن يطلق سراحه، بدعوة مستجابة لأب مؤمن وزوجة صابرة،

تشرف بالإشراف على إعادة بناء (مسجد السهلة المعظم) في الكوفة المقدسة بتوجيه مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) الذي رعى حملة الإعمار الكبرى للمكان المقدس،

وأخيرا تشرف بتوجيه مكتب السيد الحكيم (دام ظله) بتولي أمانة مسجد السهلة المعظم يوم الأحد المصادف 1 من شهر رمضان المبارك سنة 1426 ﻫ ،

له العديد من المؤلفات ومنها: مسجد السهلة،تأريخه وأعماله (ط)، تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل (ط)، مفكرة السهلة (ط)، دليل عتبة مسجد السهلة المعظم (ط1)، الدليل المصور لمسجد السهلة المعظم (خ)، الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بين مسجدين (خ)، يا ابنتي هذا هوالدين (خ)، حقائق تنهض من بين الأقبية (خ)،الصورة الشعرية في القرآن الكريم(خ)،آداب التلاوة (خ)،ديوان شعر (خ)،

ص: 329

بطاقة المعلومات

أمانة مسجد السهلة المعظم

جمهورية العراق

النجف الأشرف

هاتف أرضي - 0096433218765

- 0096433212321

هاتف محمول - 009647905854760

ص، ب، جمهورية العراق- النجف الأشرف – 688

الموقع الالكتروني:www،alsahla،org

www،alsahla،net

البريد الالكتروني:

alsahla،org@alsahla

yahoo،com@al_sahla

hotmail،com@al_sahla

ص: 330

الفهرس

ت - الموضوع

1الإهداء

2المقدمة

3موقع المسجد

4الأسماء الأخرى للمسجد

5تأسيس المسجد

6الأئمة ومسجد السهلة

7العلماء ومسجد السهلة

8من زائري المسجد

9مقبرة السهلة

10شكل المسجد

11مقامات المسجد

12صلاة الجماعة

ص: 331

13مراحل الإعمار

14العمارة الحالية

15إدارة المسجد

16الحركة الثقافية

17الروايات الواردة

18كرامات في المسجد

19المجالس الحسينية

20أعمال المسجد

21مساجد مجاورة

22مسجد صعصعه

23مسجد زيد

24المصادر

25فهرس الأعلام

26فهرس البقاع والأمكنة

27ملف الصور

28المؤلف

29بطاقة المعلومات

ص: 332

ص: 333

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.