الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بين مسجدين

هویة الکتاب

مضر السيد علي خان المدني

الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بين مسجدين

اصدار مؤسسة مسجد السهلة المعظم

الطبعة الأولى

حقوق الطبع محفوظة للمؤسسة

1433ه-

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

الإهداء

غمرتني بحنانك وعطفك، وشملتني بحبك وكرمك.. كم أتيتك والهم قد أقلقني، والحزن قد أهلكني، فما هو إلا أن جاذبتك أطراف الحديث، حتى تبدد الهم، واندثر الحزن، وأشرقت النفس بفضل ربها ثم بفضلك .. كم أخطأت فقومتني بحسن أسلوبك، وزللت فانتشلتني بلباقة تعاملك، وكم أحسنت فكنت لي مشجعا، وأتقنت فكنت لي محفزا .. كم كان يعجبني فيك مطابقة قولك لفعلك وعلانيتك لسرك، تحث على فعل الخير وأنت سيد أهله، وتحث على البذل لهذا الدين وأنت في المقدمة.

بصمت وتواضع و ذكرى وحزن ولهفة متأخرة:

إلى الذي أضاء بعلمه عقلي، وهدى بالجواب الصحيح حيرة سؤالي؛ فأظهر بسماحته تواضع العلماء، وبرحابته سماحة العارفين..

إلى الذي لم يبخل علي يوماً بحرف أصبح سنا برقه يضيء الطريق أمامي..

إلى من علمني النجاح والصبر..

إلى من افتقده في مواجهة الصعاب ولم تمهلني الدنيا لأزداد ارتواء من حنانه..

إلى من رزقني التوحيد في صغري، و حب أهل البيت علیهم السلام في طفولتي، وأنار لي طريق الحياة في كبري؛

ص: 4

فرباني على حب المعرفة، وعلى التدقيق والتحقيق فيما أتعلم، وبذر في نفسي الإخلاص وحسن النية في العمل، وشوقني إلى السهر والجد في طلب سعادة الآخرة، اذ لم يحمل معه أبدا شيئا من سعادة الدنيا ..

أهدي هذا الجهد المتواضع إلى سيدي الوالد (تغمده الله بوافر رحمته)..هذا الجهد الذي أقف به متوسلا تحت قدمي ولي الله الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، سائلا ربي أن يهب لي ولوالديّ رأفته ورحمته ودعاءه وخيره .. وعسى أن أكون بوالديّ من ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾ (1).

مضر السيد عبد الهادي

السيد علي خان المدني

النجف الأشرف

20جمادى الآخرة 1433 ه-

ص: 5


1- سورة الطور- الآية 21

المقدمة

عبق تراث اهل البيت علیهم السلام بالكثير من الأحاديث و الروايات التي تضمنت الأخبار المستفيضة عن صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وتدرجت تلك الروايات مبتدأة بسيد الرسل والأنبياء نبينا الأكرم محمد صلی الله علیه و آله و سلم ثم أمير المؤمنين الإمام علي علیه السلام وسيدة نساء العالمين الزهراء البتول علیهما السلام ليشدد عليها و يصونها ويبثها أئمة أهل بيت الوحي علیهم السلام.

وتفاوتت تلك الأحاديث كمًا – عند كل معصوم - حسب الظرف والمناخ السائد، أو حسب ما أمكن وصوله إلينا بعد قرون من الزمان تطاول فيها أعداء أهل البيت علیهم السلام، لإخفاء كل حديث يظهر شيئا مما من به الله عز وجل على هذه العترة الطاهرة من ملكات جعلتهم خير خلقه و صفوة من أنتجب من عباده، مضافا إلى وسائل القتل و التشريد لهم علیهم السلام و لأتباعهم الأصفياء الذين أقرضوا الله قرضا حسنا بموالاتهم واتباع منهجهم و نشر علومهم.

ص: 6

ورغم كل ذلك فقد حافظ أتباع المذهب الحق، و برعاية الله جل وعلا على موروث أصيل من الأحاديث والتفاسير للآيات القرآنية الكريمة التي وردت بشأن الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بوعده عز من قائل: ﴿أنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَأنا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (1)، فكان أهل البيت علیهم السلام القرآن الناطق الذي حفظ ما بين الدفتين من الكتاب العزيز المحفوظ .

ومما ورد عنهم علیهم السلام الذكر المتواتر لبعض الأماكن المقدسة، وإظهار فضلها، وبيان علاقتها الوثيقة بالمشروع الإسلامي الكبير في عصر الظهور وقبله وبعده .

ومن تلك الأماكن المقدسة مسجد الكوفة ومسجد السهلة المعظمان حيث اقتطع هذان المكانان المشرفان حيزا واسعا من أحاديث المعصومين علیهم السلام.

وعرفانا لشرف البقعتين المقدستين سنحاول في هذه السطور إيراد تلك الأحاديث من مصادرها رغبة في

ص: 7


1- سورة الحجر - الآية 9

تعميق أواصر الصلة بين المؤمنين وهذه الأماكن، بإيضاح شرف منزلتها وهي ترتبط بإمام العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والذي لابد أن يكون حافزا لديمومة تعاهد هذين المكانين وأداء العبادة فيهما، وتوخي الإلتزام بالخط المحمدي الذي أرادت رسالة السماء إتمامه على يد من سيملأ الأرض قسطا و عدلا بعد أن ملئت ظلما و جورا.

نسأل الله التسديد والرعاية وأن يمن علينا بحسن العاقبة وأن يجعلنا ممن ارتضى الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) قوله وفعله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ص: 8

المساجد

المساجد بيوت الله عز وجل، وقد أضافها جل شأنه إلى نفسه إضافة تعظيم وتشريف، فقال: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ (1)

وهي أحب البقاع إليه، فقد صحَّ عن النبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال: [أَحَبُّ الْبِلادِ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَسَاجِدُهَا] (2)، فحباها جل شأنه بالإيجاب بذكر اسمه فيها بقوله: ﴿في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ (3)، وقوله عز وجل: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ

ص: 9


1- سورة الجن - الآية 18
2- صحيح مسلم: 673، السنن الكبرى للبيهقي: 3:65
3- سورة النور - الآية 36 و 37

عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ (1)

ولأداء دورها ينبغي أن لا يذكر فيها اسم غير اسم الله للتعظيم أو التشريع أو لغير ذلك.

و﴿أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ﴾أي أمر برفعها من الناحية المعنوية، وبطهارتها بأداء العبادة فيها، وجعلها أداة لأداء حق الله، والصلاة والعبادة والصفاء الروحي والنفسي بذكر الله واتباع أمره، ورفعها من الناحية الحسية بنظافتها وصيانتها وحفظها.

و:( ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ﴾: معناه هذه المشكاة في بيوت هذه صفتها وهي المساجد، في قول ابن عباس وغيره، ويعضده قول النبي صلی الله علیه و آله و سلم: [الْمَسَاجِدُ بُيُوْتُ اللهِ فِيْ الْأَرْضِ وَهِيَ تُضِئُ لِأَهْلِ السَمَاءِ كَمَا تُضِئُ النُجُوْمُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ]. وقيل: هي

ص: 10


1- سورة التوبة - الآية 108

بيوت الأنبياء، ثم أيده بما مر من رواية أنس، ثم قال: ويعضده قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (1) وقوله: ﴿رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ (2) ، فالإذن برفع بيوت الأنبياء والأوصياء مطلق، والمراد بالرفع التعظيم ورفع القذر من الأرجاس و التطهير من المعاصي والأدناس، وقيل: المراد برفعها رفع الحوائج فيها إلى الله تعالى﴿وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾، أي يتلى فيها كتابه أو أسماؤه الحسنى.. ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾، أي يصلي له فيها بالبكر والعشايا، وقيل: المراد بالتسبيح تنزيه الله سبحانه عما لا يجوز عليه، ووصفه بالصفات التي يستحقها لذاته وأفعاله التي كلها حكمة وصواب، ثم بين سبحانه المسبِّح فقال:

ص: 11


1- سورةالأحزاب- الآية 33.
2- سورة هود - الآية 73.

﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ﴾،أي لاتشغلهم ولاتصرفهم ﴿تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ﴾) (1).

ومن صور رفعها حسيا وماديا إقامتها وتشييدها كما حث رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال: [مَنْ بَنَى مَسْجِدًا، يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ] (2)، وقال صلی الله علیه و آله و سلم ايضا – بما صح عن أبي ذر رضی الله عنه: [مَنْ بَنَى لله مسجدًا قَدْرَ مِفْحَصِ قَطاةٍ بَنى الله لَهُ بَيْتًا في الجَنَةِ ] (3).

كما وصف تعالى عمار المساجد بالمؤمنين باليوم الآخر بقوله عز من قائل: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ (4).

ص: 12


1- مجمع البيان – الشيخ الطبرسي: 7 / 144 و 145
2- صحيح البخاري:450
3- المعجم الصغير - الطبراني: 138
4- سورة التوبة - الآية 18

وروى الشيخ الصدوق (1) في كتاب ثواب الاعمال

ص: 13


1- الشيخ أبو الحسن، علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الصدوق القمي وعرف بالصدوق الأول ولد في القرن الثالث الهجري بمدينة قم المقدسة، وبلغ من فقهه أنه ينقل فتاويه بدل النصوص، مما جعل العلماء يتمسكون بما يجدونه من شرائعه عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به، وإن فتواه كروايته .عاصر الإمام الحسن العسكري علیه السلام، والتقى بالسفير الثالث للإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، الحسين بن روح رضی الله عنهما في العراق، ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود، يسأله أن يوصل له رقعة إلى الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) يسأل فيها الولد، فكتب الإمام إليه:(قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين). ومن وصية الإمام الحسن العسكري علیه السلام له:(أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن علي بن الحسين القمي، وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته، بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ... وعليك بصلاة الليل، فإن النبي صلی الله علیه و آله و سلم أوصى علياً علیه السلام فقال: يا علي عليك بصلاة الليل، ثلاث مرات، ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر جميع شيعتي حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي صلی الله علیه و آله و سلم قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلی الله علیه و آله و سلم أنه يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا، فاصبر يا شيخي وأمر جميع شيعتي بالصبر، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا، ورحمة الله وبركاته) ..من مؤلفاته: فقه الرضا علیه السلام ، كتاب المواريث، كتاب المعراج، كتاب التوحيد، كتاب الصلاة، كتاب الجنائز ،الإمامة والتبصرة من الحيرة، كتاب الإملاء، نوادر كتاب المنطق، كتاب الإخوان، النساء والولدان ،كتاب الشرائع ، كتاب تفسير،كتاب النكاح، مناسك الحج، قرب الإسناد ،كتاب التسليم ، كتاب الطبّ، رسالة الكرّ والفرّ. توفي الشيخ علي بن بابويه قدس سره عام 329 ه-، ودفن في مدينة قم المقدسة، وله مزار معروف .

بسنده عن السكوني (1) عن جعفر بن محمد عن آبائه علیهم السلام قال: (إن الله إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لَوْلا الذِيْنَ يَتَحابُّوُنَ فِيَّ وَيَعْمُرُوْنَ مَسَاجِدِيْ وَيَسْتَغْفِرُونَ بِالأَسْحَارِ لَوْلاهُمْ لَأَنْزَلْتُ عَذَابِيْ) (2).

ص: 14


1- المعروف أنه من أهل السنة لكنه روى عن الإمام جعفر الصادق علیه السلام وصنف في روايات أئمة أهل البيت علیهم السلام وروى عنه أصحابنا وذكروه في كتاب الرجال ووثقوه في كتب الفتاوى فلذلك ذكرناه وإن لم يكن من شرط كتابنا على أنه محتمل التشيع احتمالا قريبا وقد عرفت أن الشيخ في الفهرست وكتاب الرجال والنجاشي وابن شهراشوب لم يقولوا أنه عامي . وقال في نفس الصفحة: وفي التعليقة أيد ذلك أسلوب رواياته فإنها عن جعفر عن أبيه عن آبائه لكن يحتمل كونه من الشيعة وكان يتقي شديدا والأسلوب للتقية أو لتصحيح مضمونها عندهم وترويجه فيهم ونحو ذلك والظاهر أن تضعيف العامة إياه لذلك (أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين: 3 / 433)
2- الحدائق الناضرة-الشيخ يوسف البحراني:264 عن الوسائل الباب 8 من أحكام المساجد

وبمعنى مقارب ورد أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قال: [فِي التَوراةِ مَكْتُوبٌ أَن بِيُوتِي في الأَرْضِ المَساجِدُ فَطُوبى لِعَبْدٍ تَطَهَرَ فِي بيْتِهِ ثُمَ زارَنِي فِيْ بَيْتِيْ.. أَلا إِنَ على المَزُورِ كَرامةَ الزائرِ.. ألا بَشِرْ المَشائِيْنَ فِيْ الظُلُماتِ إِلى المَساجِدِ بِالنُورِ الساطِعِ يَوْمَ القِيامَةِ] (1).

وفي ذلك وردت الكثير من الأخبار التي حثت على إتيان المساجد، وكراهة تعطيلها، (ففي الخبر: ثلاثة يشكون إلى الله تعالى: مسجد خراب لا يصلي فيه أحد، وعالم بين جهّال، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه) (2)، كما يستحب التردد إلى المساجد، (ففي الخبر: من مشى إلى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات) (3)، كما (ويكره الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلى فيه - وفي

ص: 15


1- الحدائق الناضرة-الشيخ يوسف البحراني:266عن مستدرك الوسائل الباب 30 من أحكام المساجد
2- منهاج الصالحين-السيد محمد سعيد الحكيم:مسألة 121 /188
3- المصدر نفسه: مسألة 122 /188

الخبر أنه من علامات النفاق - إلا أن يريد الرجوع إليه. وكذا يكره لجار المسجد أن يصلي في غيره لغير علة كالمطر، وفي الخبر:(لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) (1)، ويستحب الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة، فعن النبي صلی الله علیه و آله و سلم: [أنَ تَرَهُّبَ أُمَتِيْ القُعُودُ فِي المَساجِدِ وَانْتِظارُ الصَلاةِ بَعْدَ الصَلاةِ] (2).

يعتبر المسجد الحرام أول مسجد في الأرض فعن أبي ذر رضی الله عنه:[قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَسْجِدُ الأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاةُ فَصَلِّ فَإِنَّهَا مَسْجِدٌ] (3).

وكان أول عمل قام به رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بعد أن وطأت قدماه الشريفتان دار هجرته المدينة هو بناء مسجده

ص: 16


1- منهاج الصالحين-السيد محمد سعيد الحكيم:مسألة 121 /188
2- المصدر نفسه: مسألة 122 /188
3- مسند أحمد بن حنبل: 20911

الذي أسس على التقوى من أول يوم، فكان هو الركيزة الأولى واللبنة الأساس في تكوين المجتمع المسلم، ولم يكن قاصراً على إقامة الصلوات والدروس، بل عم سائر نشاط المسلمين، الجهادي، والسياسي، والاجتماعي، وغيرها.

وظل هذا الحال مستمرا حتى غشيت المسلمين عصور الظلام والجهل، فاقتصرت رسالة المسجد على أداء الصلاة، وفي أحسن الأحوال إقامة الدروس، بينما نجد النواة الأولى للجامعات الإسلامية العريقة في عواصم العالم الإسلامي ومدنه الكبرى مثل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والنجف الأشرف، وبغداد، ودمشق، والقاهرة، والقيروان، وغيرها منبثقة من المسجد.

تختلف فضيلة العبادة في كل مسجد عن الآخر ف-(يستحب إيقاع الصلاة في المسجد، بل في بعض النصوص أن الصلاة في المسجد فرادى أفضل من الصلاة في غيره جماعة. وأفضل المساجد المسجد الحرام. وفي بعض النصوص: أن الصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة في غيره من المساجد، ثم مسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم والصلاة فيه تعدل عشرة

ص: 17

آلاف صلاة في غيره من المساجد، ثم مسجد الكوفة والصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد، ثم المسجد الأقصى والصلاة فيه تعدل ألف صلاة، وفي بعض النصوص مفاضلة بينهما، ثم مسجد الجامع - وهو المسجد الأعظم في البلد - والصلاة فيه بمائة صلاة، ثم مسجد القبيلة والصلاة فيه بخمس وعشرين صلاة، ثم مسجد السوق والصلاة فيه باثنتي عشرة صلاة) (1).

كما تستحب الصلاة في مشاهد الأئمة (وقد ورد أن الصلاة عند علي بمائتي ألف صلاة) (2).

وجاء في الخبر أيضا:(أن أفضل المساجد، المسجد الحرام، وبعده مسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم ، ويليه مسجد الكوفة، ثم مسجد السهلة) (3).

ص: 18


1- منهاج الصالحين-السيد محمد سعيد الحكيم: مسألة 118/187
2- المصدر نفسه: مسألة 120/ 188
3- توضيح المسائل-الشيخ محمد تقي بهجت: مسألة 763 /185

مدينة الكوفة ومسجدها الأعظم

إختار الصحابيان سلمان المحمدي رضی الله عنه (1) وحذيفة بن

ص: 19


1- أبو عبدا لله، أو أبو الحسن، أو أبو إسحاق، ولا مجال لتحديد ولادته لكنه توفي سنة أربع وثلاثين للهجرة. و قيل أن عمره ثلاث مائة سنة، وقيل: أقل، وقيل: أكثر، وهو من بلد جي (قرية في اصفهان). وقيل: إنه من رامهرمز، من فارس ودفن في المدائن ..قرب بغداد،و فيها قبره، وقبر الصحابي حذيفة بن اليمان . من موالي رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وكان قد قرأ الكتب في طلب الدين. و عد في بعض الروايات هو وعلي علیه السلام من السابقين الأولين، وشهد بدرا وأحدا، ولم يفته بعد ذلك مشهد. وظل يسف الخوص، ويبيعه ويأكل منه، وهو أمير على المدائن، وكان عطاؤه: خمسة آلاف، يتصدق به، ويأكل من عمل يده، ولم يكن له بيت يسكن فيه، إنما كان يستظل بالجدر والشجر. وكان خيرا فاضلا، حبرا عالما، زاهدا متقشفا له عباءة يفرض بعضها، ويلبس بعضها .. يحب الفقراء ويؤثرهم على أهل الثروة والعدد، وقيل كان يعرف الاسم الاعظم، وكان من المتوسمين. نقل عن النبي صلی الله علیه و آله و سلم قوله فيه:[لا تَغْلّطَنَّ فِيْ سَلْمانَ، فَإِنَ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالىْ أَمَرَنِيْ أَنْ أُطْلِعَهُ عَلى عِلْمِ البَلايا وَالمَنايا وَالأَنْسابِ، وَفَصْلِ الخِطابِ] وقوله صلی الله علیه و آله و سلم:[لَوْ كانَ الْدِيْنُ عِنْدَ الثُرَيا لَنا لَهُ سَلْمانُ] وقوله صلی الله علیه و آله و سلم: [سَلْمانُ مِنِّيْ، وَمَنْ جَفاهُ فَقَدْ جَفانِيْ، وَمَنْ آذاهُ فَقَدْ آذانِيْ] .. وحين زفاف فاطمة علیها السلام، ركبت علیها السلام بغلة النبيّ صلی الله علیه و آله و سلم الشهباء، وأمر صلی الله علیه و آله و سلم سلمان أن يقودها، والنبي صلی الله علیه و آله و سلم يسوقها. وكان سلمان رضی الله عنه أحد الذين بقوا على أمر رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بعد وفاته.. ومن المعترضين على صرف الاُمر عن علي أمير المؤمنين علیه السلام إلى غيره. وعند وفاته تولى غسله وتجيزه والصلاة عليه ودفنه علي أمير المؤمنين علیه السلام، وقد جاء من المدينة إلى المدائن من أجل ذلك. وهذه القضية من الكرامات المشهورة للإمام علي علیه السلام ( الاستيعاب بهامش الاصابة:2 /58، وسفينة البحار:1 /647)

اليمان رضی الله عنه (1)، الكوفة سنة سبعة عشر للهجرة موقعا

ص: 20


1- حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي . ولد في مكة وعاش في المدينة ، وعندما أعلن الرسول محمد صلی الله علیه و آله و سلم دعوته للإسلام في مكة أسلم قبل مشاهدة الرسول. كان رضی الله عنه من وجهاء الصحابة وأعيانهم، و من نجباء وكبار أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، وصاحب سره، وأعلم الناس بالمنافقين، حيث أن الرسول صلی الله علیه و آله و سلم كان قد أسر له بأسماء كافة المنافقين المحيطين بهم ولم يفش هذا السر، وشارك بكل المعارك والغزوات التي قادها النبي محمد صلی الله علیه و آله و سلم عدا معركة بدر، حيث كان بسفر خارج المدينة. وشهد فتح العراق والشام، وشهد اليرموك 13 ه-، وبلاد الجزيرة 17ه- ونصيبين، و فتوحات فارس وكان فتح همذان والري والدينور على يده، وهو أحد الذين ثبتوا على العقيدة بعد وفاة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم . ووقف إلى جانب الإمام علي علیه السلام بخطىً ثابتة، وكان ممن شهد جنازة السيدة فاطمة الزهراء علیها السلام، وصلى على جثمانها الطاهر . وليَ المدائن في عهد عمر وعثمان، وكان مريضاً في ابتداء خلافة أمير المؤمنين علي علیه السلام، مع هذا كله لم يطق السكوت عن مناقبه وفضائله، فصعد المنبر بجسمه العليل، وأثنى عليه، وذكره بقوله: فو الله إنه لعلى الحق آخرا وأولا، وقوله: إنه لخير من مضى بعد نبيكم، وبايعه وأخذ له البيعة، وأوصى أولاده مؤكدا ألا يقصروا في اتباعه. وتوفّي رضی الله عنه سنة 36 ه- بالمدائن في العراق، ودفن فيها .

للجيش الإسلامي أيام الخليفة عمر بن الخطاب ولذلك سميت(كوفة الجند)، أي مجمع الجيش.

وفي العام الثاني والعشرين للهجرة بنيت بالآجر في عهد ولاية المغيرة بن شعبة على سبعة محلات لكل قبيلة.

وعرفت لمدينة الكوفة منزلة كبيرة وشرف عال فهي: (إحدى المدن الأَربعة التي اختارها الله تعالى وبها قد فسرت كلمة طُور سينين وفي الحديث أنّها حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه و آله و سلم وحرم أمير المؤمنين علیه السلام ودرهم واحد يتصدق به فيها يعدل مائة درهم يتصدق بها في مكان آخر. والصلاة فيها ركعتان تعدل مائة ركعة في

ص: 21

غيرها) (1).

وتبدأ الفترة المهمة في تأريخ الكوفة عندما اختارها أمير المؤمنين علیه السلام بعد انتصاره في معركة الجمل سنة ست وثلاثين للهجرة لتكون عاصمة للخلافة،(وكان مع الإمام علي علیه السلام تسعمائة رجلٍ من المهاجرين والأنصار ولا يُعرف عدد من توطن الكوفة منهم لكنهم أسموا مئة وتسعة وأربعين صحابيا، منهم سبعون ممن شهد بدرا وبيعة الرضوان.. وبذلك أصبحت الكوفة المركز السياسي والعالمي الأول، فهاجر إليها الناس وطلاب العلم، واتسعت بناء وسكانا، وعظمت مكانة وشأنا في كل جانب، وكانت الكوفة بعد ذلك عاصمة لخلافة الحسن بن علي ِعلیهما السلام، وعاصمة للمختار بن أبي عبيدة الثقفي رضی الله عنه أيام ثورته على الأمويين، والعاصمة الأولى لحكام بني العباس) (2).

وأصبحت الكوفة مسرحا لنشاط مجموعة من التيارات

ص: 22


1- مفاتيح الجنان - الشيخ القمي:422
2- الكوفة بحث صادر عن مؤسسة الإمام علي ِ علیه السلام . لندن بتصرف

السياسية نتيجة الثقافة الأموية فيها، والتي بدأت بدخول المغيرة بن شعبة (1) إليها واليا لمعاوية.

ومن أبرز تلك التيارات:

1-التيار الشيعي: وكان يضم كبار أصحاب الإمام علي علیه السلام ممن قاتلوا معه في حروبه الثلاث، وكانوا بعده مع ولده الإمام الحسن علیه السلام ، والذين مارسوا دورا مهما في مواجهة الهجمة العقائدية والضغط السياسي الأموي ضد التشيع، وقدموا التضحيات الكبرى أمثال رُشَيد الهجري (2)، وميثم التمار،

ص: 23


1- أول وال لمعاوية على الكوفة، استمرت ولايته من(41 – 50)ه- ، وكان أمينا في تنفيذ سياسة العهد الأموي .. سياسة القتل والحصار الإقتصادي.
2- من أولياء الله ومن الأبدال من خواص أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام وقد علمه الإمام علیه السلام علم المنايا والبلايا فكانوا يلقبونه رشيد البلايا وقد اخبره أمير المؤمنين علیه السلام بكيفية شهادته فلما أتي به إلى اللعين ابن زياد قال له:ما قال لك خليلك أنًا فاعلون بك ؟قال تقطعون يدي ورجلي وتصلبوني فقال زياد: أما والله لأكذبن حديثه خلوا سبيله فلما أراد أن يخرج قال: ردوه لا نجد لك شيئا أصلح مما قال صاحبك . إنك لا تزال تبغي لنا سوء إن بقيت . إقطعوا يديه ورجليه فقطعوا يديه ورجليه وهو يتكلم فقال: اصلبوه خنقا في عنقه . فقال رشيد: وقد بقي لي عندكم ما أراكم فعلتموه فقال زياد: اقطعوا لسانه فلما أخرجوا لسانه ليقطع قال: نفسوا عني أتكلم كلمة واحدة فنفسوا عنه فقال: والله هذا تصديق خبر أمير المؤمنين علیه السلام أخبرني بقطع لساني ، فقطعوا لسانه وصلبوه.

وحجر بن عدي (1)...

ص: 24


1- حجر بن عدي الكندي، المعروف بحجر الخير، أسلم وهو صغير السن، ووفد على النبي صلی الله علیه و آله و سلم وهو في المدينة في آخر حياته،وكان أحد قادة الجيش الذي فتح عذراء التي قتل فيها فيما بعد، وأحد النفر الذين شاركوا في دفن أبي ذر الغفاري رضی الله عنه في الربذة، وهم الذين شهد لهم النبي صلی الله علیه و آله و سلم بأنهم عصابة من المؤمنين.. صحب أمير المؤمنين علیه السلام وكان من أبرز شيعته،وله الدور البارز في استنهاض الناس عند قدوم الإمام الحسن علیه السلام إلى الكوفة لدعوة أهلها لنصرة الإمام علي علیه السلام في حرب الجمل، وعيّنه الإمام علي علیه السلام على قضاعة وكندة ومهرة وحضرموت في صفين، وكان قائد ميسرة جيش الإمام علیه السلام في النهروان، وقد وقف مع الإمام الحسن علیه السلام موقف الولاء الخالص فكان له الدور الفعال في تهيئة القبائل للمسير لمواجهة معاوية. وضاق والي الكوفة زياد بن أبيه به ذرعاً، فكتب إلى معاوية بذلك، فأشار عليه أن يشده بالحديد، ويحمله إليه. 2-وخيره وأصحابه معاوية بين قتلهم أو البراءة من علي علیه السلام فقال حجر: (إن العبرة على حد السيف لأيسر علينا مما تدعونا إليه، ثم القدوم على الله، وعلى نبيه، وعلى وصيه أحبّ إلينا من دخول النار) فضربه السياف ضربة سقط على أثرها شهيداً سنة 51ه-، ودفن في مرج عذراء وقبره معروف هناك.

وحبيب بن مظاهر الأسدي (1) ...وغيرهم.

3-تيار الخوارج

وهو تيار لم يكن يملك قاعدة جماهيرية كبيرة داخل الكوفة، بسبب كونه محاصرا من جهتين، اجتماعية تمثلت بالشيعة بسبب العداء العقائدي، ومسؤولية الخوارج عن قتل أمير المؤمنين علیه السلام ، ومحاولة اغتيال الإمام الحسن علیه السلام ، وجهة السلطة التي كانت تخشى تحركهم.

4-تيار السلطة

وهو تيار ابتدأ ضعيفا، لكنه استقوى طيلة سني حكم

ص: 25


1- من اصحاب النبي محمد صلی الله علیه و آله و سلم ومن خواص أمير المؤمنين والحسن والحسين علیهم السلام أودعه الأمير علم المنايا والبلايا، وله رتبة علمية سامية، وكان زعيم بني أسد وشهد حروب الأمير علیه السلام جميعها واستشهد مع الحسين علیه السلام وكان عمره يوم الطف خمسة وسبعون عاما، وله ولد يسمى القاسم (قتل قاتل أبيه لاحقا)، كان يتردد على الإمام علي علیه السلام بعد كل حرب فيسأله عن موعد الشهادة خصوصا بعد أن رأى أصحابه قد سقطوا شهداء الواحد تلو الآخر في المعارك المتتالية فكان جواب أمير المؤمنين: الشهادة ستنالها يا حبيب.

المغيرة بن شعبة، وزياد بن أبيه (1)، والمؤلف من الأعداء الحقيقيين لأهل البيت من بني أمية وأنصارهم، ومن المقاتلة(الجيش)، والشرطة وقياداتها، ومن رؤوس الأرباع، وأصحاب المناصب والمصالح والمتملقين .

وحين قامت الخلافة العباسية عام 132 هجرية ،اتخذوا الهاشمية عاصمة لهم، ثم بغداد، فذبلت نظارة الكوفة حتى سنة خمسمئة وثمانين حيث استولى عليها الخراب كما يقول الرحالة ابن جبير (2) بعد أن كانت كلمة(الكوفة)

ص: 26


1- ولى معاوية زياد بن أبيه على البصرة سنة (45ه-)، وأصبح أشد أعداء شيعة علي، ثم ولاه الكوفة مع البصرة بعد موت المغيرة بن شعبة سنة(50ه-)، ليقيم ستة أشهر في البصرة ومثلها في الكوفة.
2- محمد بن أحمد بن جبير الكناني المعروف بابن جبير ولد في فالنسيا سنة 540 ه-، 1145م، هو جغرافي، رحالة، كاتب وشاعر أندلسي، أتم حفظ القران الكريم، ودرس علوم الدين والحساب والعلوم اللغوية والأدبية . ترك ابن جبير غرناطة يوم 8 م شوال سنة 578ه- إلى جزيرة الطريف (الطرف الأغر) وعبر البحر من هناك إلى سبته فركب سفينة جنوية ذاهبة إلى الإسكندرية حتى ثغر دانية ثم جزر ميورقة ومنورقة وسردانية ثم جزيرة صقلية ثم إلى جزيرة اقريطش (كريت) ووصلت الإسكندرية يوم 29 ذى القعدة.. فطاف بالمدينة وزار آثارها الرومانية والبطلمية وشاهد مساجدها العريقة، ثم رحل إلى القاهرة يوم 8 ذو الحجة وزار مسجد الحسين ومسجد الشافعي والقرافة والمدرسة الناصرية،وقلعة الجبل وسور القاهرة والخندف والقناطر، و أهرام الجيزة الثلاثة ووصفها، كما وصف مارستان أحمد بن طولون ومصر القديمة ثم أكمل سفره إلى الصعيد وشاهد المدن الواقعة على النيل، ثم اتجه إلى عيذاب على البحر الأحمر عبر الصحراء، ثم إلى جدة ثم مكة،ثم رحل إلى المدينة ثم اتجه في طريقه إلى العراق وخراسان وكردستان والشام . استقر بمصر وتوفى بالإسكندرية عام 614ه-.

تعني مناطق شاسعة.

وكان أول ما أسس في مدينة الكوفة في العام السابع عشر للهجرة دار الإمارة وبيت المال ومسجدها الأعظم، وبلغ طول الضلع المواجه للقبلة 110م، والجدار المقابل له 109م، أما الضلعان الآخران فيبلغ طول كل منهما 116م. وله أربعة أبواب،يتسع لأربعين ألف من المصلين، وكانت تتوسط صحنه بقعة منخفضة ينزل إليها بسلم تسمى (السفينة)، اشتهر – بين العامة - إنها الموقع الذي صنعت فيه سفينة نوح علیه السلام، أو رست فيه.

ص: 27

وكان قصر الإمارة يتصل بالمسجد من جهة القبلة، ولم يكن لمسجد الكوفة سور في بادئ الأمر، بل كان صحنه مكشوفاً يحيط به خندق وله سقيفة يستظل بها المصلون، ثم أحيط المسجد بسور من اللبن والطين، ويذكر ياقوت أن الخليفة الثاني كتب إلى سعد يأمره بأن يخط مسجد الكوفة بحيث يتسع للمقاتلة أو ما يكفي لأربعين ألف مصل.. ثم وسعَ المسجد بحيث صار يتسع لستين ألف مصلّ، وبنيت الجدران بالآجر المستخرج من خرائب الحيرة.

كتب عن الكوفة وخططها قليل من الباحثين، ومن هؤلاء البلاذري (1) فأشار إلى إقامة المسجد وتحديد

ص: 28


1- أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري مؤرخ مسلم انتقل بين سوريا والعراق، و عمل في بلاط الخلفاء العباسيين كتب كتابين مهمين هما:(أنساب الاشراف) و(فتوح البلدان) ويحتل كتاب فتوح البلدان اهمية في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، حتى القرن الثالث الهجري، وقد استمد البلاذري الكثير من نصوصه من مصادر حكومية رسمية، وذلك في اثناء وجوده في البلاط العباسي في بغداد. وقد احتوى علي معلومات اجتماعية واقتصادية وادارية وسياسية، ووثائق مهمة، وقد كان دقيقاً في رواياته، فإنه قام بمسح شامل للبلدان الإسلامية،، ويقول المستشرق ماركليوث في كتابه دراسات عن المؤرخين العرب:ان المؤرخ البلاذري اكثر من الرحلة، وابعد بحثاً وراء المعرفة، ففي الجانب الاقتصادي قدم البلاذري مقادير الضرائب والخرج والاقطاعات وفي الجانب الاجتماعي فإنه تحدث عن القبائل العربية واستيطانها، وينفرد البلاذري احياناً في احكام الخراج والعطاء والنقود، وهو بذلك يؤشر علي جانب من الحضارة والنظم في التاريخ الاسلامي، حتي ان بعض اخباره كانت تتميز بالملاحظات الشخصية، ويرجح رواية علي اخرى. توفي عام 297 ه-.

موضع القبلة فيه أولا (1)، وكذلك فعل الطبري.

زار الرحالة العرب المسجد في عصور مختلفة، لكنهم لم يقدموا وصفا وافيا عن عمارة المسجد إلا الرحالة الأندلسي ابن جبير، الذي زار الكوفة سنة 580 ه-، وكتب يقول: (والجامع العتيق آخرها مما يلي شرق البلد، ولا عمارة تتصل به من جهة الشرق، وهو جامع كبير. في الجانب القبلي منه خمسة أبلطة، وفي سائر الجوانب بلاطان. وهذه البلاطات على أعمدة من السواري المصنوعة من صم الحجارة المنحوتة قطعة على قطعة، مفرغة بالرصاص، وهي في نهاية الطول، متصلة بسقف المسجد، فتحار العيون في تفاوت ارتفاعها. فما أرى في الأرض أطول أعمدة منه، ولا

ص: 29


1- فتوح البلدان – البلاذري طبعة لوكدوني - الهند 1866

أعلى سقفا، وبهذا الجامع المكرم آثار كريمة، فمنها بيت بإزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة يقال أنه كان مصلّى إبراهيم الخليل علیه السلام، وعلى مقربة منه مما يلي الجانب الأيمن محراب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ... وفي الجهة الشرقية من الجامع بيت صغير يصعد إليه، فيه قبر مسلم بن عقيل بن أبي طالب) (1)

ويتضح من وصف ابن جبير أن عمارة المسجد يومذاك تختلف عن عمارته الحاضرة، وأن ساحة المسجد لم تكن مكشوفة كما هي الآن، بل كان في وجهها القبلي سقف عريض يستند إلى خمسة صفوف من الأعمدة، وفي وجهاتها الأخرى سقف أقل عرضاً من ذلك محمول على صفين من الأعمدة. أما الصحن المكشوف فكان منحصراً بالساحة الباقية خارجاً عن صفوف الأعمدة.

ص: 30


1- رحلة ابن جبير: 187

وقد وصف الرحالة المغربي ابن بطوطة (1) مسجد الكوفة المقدس أيضا فقال:(وجامعها الأعظم جامع كبير شريف، بلاطاته سبع قائمة على سواري حجارة ضخمة منحوتة، قد صنعت قطعا، ووضع بعضها على بعض وأفرغت بالرصاص، وهي مفرطة الطول، وبهذا المسجد آثار كريمة فمنها بيت أزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة يقال أن الخليل صلوات الله عليه كان له مصلى

ص: 31


1- محمد الطنجي بن بطوطة. رحالة ومؤرخ وقاضي وفقيه عربي مغربي ولد في طنجة بالمغرب سنة(703 ه-/1304 م) وفي فتوته درس الشريعة وقرر عام 1325 أن يخرج حاجاً فخرج من طنجة سنة 725 ه- وطاف بلاد المغرب ومصر والسودان والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين والجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا. واتصل بكثير من الملوك والأمراء فمدحهم - وكان ينظم الشعر - واستعان بهباتهم على أسفاره. ثم عاد إلى المغرب الأقصى، وأملى أخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس سنة 756 ه- وسماها تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار. ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، واستغرقت رحلته 27 سنة (1325-1352 م) ومات في مراكش سنة 779 ه-/1377 م حيث يوجد ضريحه بالمدينة القديمة. لقبته جامعة كامبريدج في كتبها وأطالسها بأمير الرحالة المسلمين الوطنيين.

في ذلك الموضع، وعلى مقربة منه محراب محلق عليه بأعواد الساج مرتفع، وهو محراب علي بن أبي طالب رضی الله عنه، وهنالك ضربه الشقي إبن ملجم، والناس يقصدون الصلاة فيه، وفي الزاوية من هذا البلاط مسجد صغير محلق عليه أيضا بأعواد الساج، يذكر أنه الموضع الذي فار منه التنور حين طوفان نوح علیه السلام ..) (1).

وفي سنة 1181 ه- / 1768م، أجرى آية الله العظمى السيد محمد مهدي بحر العلوم قدس سره (2)تغييرا كبيرا في

ص: 32


1- رحلة إبن بطوطه: 131- 132
2- السيد محمد مهدي الذي ينتهي نسبه إلى السيد إبراهيم الغمر ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب علیهما السلام. ولد في كربلاء المقدسة سنة 1155 ه- وتعلم القراءة والكتابة - قبل اجتياز السابعة من عمره الشريف - وحضر أولياته وسطوحه من النحو والصرف والمنطق والأصول، والفقه والتفسير وعلم الكلام وغيرها على فضلاء عصره، فأكمل تلك الأوليات في ظرف ثلاث أو أربع سنين وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة، وبعد ذلك حضر البحث الخارج على والده المرتضى، والشيخ الوحيد البهبهاني، والشيخ يوسف البحراني، حتى بلغ درجة الاجتهاد، وأنتقل من كربلاء إلى النجف الأشرف سنة 1169ه-، فحضر هنالك على علمائها المبرزين كالشيخ مهدي الفتوني والشيخ محمد تقي الدورقي والشيخ محمد باقر الهزار جريبي وغيرهم . وفي سنة 1186ه- دعي من قبل بعض علماء إيران إلى زيارة الإمام الرضا علیه السلام، فبقي في خراسان زهاء سبع سنين اختص خلالها بالفيلسوف الإسلامي الميرزا مهدي الأصفهاني الخراساني فأكمل عليه علوم الفلسفة والكلام فأعجب به السيد الأستاذ لشدة ذكائه، وعرف منه غزارة العلم، وسعة الأفق؛ فأطلق عليه ذلك اللقب الضخم قائلا له يوما أثناء الدرس:(إنما أنت بحر العلوم). ثم رجع إلى النجف الأشرف سنة 1193 ه- وفي أواخر تلك السنة تشرف بحج بيت الله الحرام، وبقي في مكة أكثر من سنتين موضع حفاوة وعناية من عامة طبقاتها، حتى كان يوضع له كرسي الكلام فيحاضر بالمذاهب المختلفة فيحضر مجلسه العلمي أرباب المذاهب كلها، وكان يخفى مذهبه عنهم، حتى إذا أكمل أشواطه الإسلامية وأقام المشاعر، وصحح المواقف وركز المواقيت، أظهر مذهبه وأعلن به فازدحم عليه علماء المذاهب يناقشونه، ويناقشهم حتى أذعنوا له بالفضل عليهم والتفوق، ورجع إلى النجف الأشرف سنة 1195 . كان قدس سره يجد السير من النجف الأشرف إلى مسجد الكوفة ماشيا على قدميه فيظل في بيت الله طوال ليله حتى إذا أنهى جميع أوراده عاد إلى النجف الأشرف - كما أتى - قبيل الفجر، إلى حظيرة الحرم العلوي المطهر، بحيث قال عنه المترجمون له إنه كان كثيرا ما يسأل الإمام علیه السلام عما يختلج في نفسه من أمور الدين، وقضايا الساعة فيجاب بلا ستر وحجاب. ومن ذلك اشتهرت كراماته الباهرة، كقصة تشرفه بلقاء الحجة صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة، وقصة فتح باب الصحن والحرم الشريف له حين وروده إليه، وغير ذلك من الكرامات التي ذكرها عامة من ترجم له، وتتلمذ على يديه المئات من العلماء و الأفاضل وتخرج العشرات من المجتهدين، و ترك ما يزيد على العشرين مؤلفا في مختلف العلوم غير الرسائل القصيرة. و من بعض أعماله و نشاطاته: - تعيين وتثبيت مشاعر الحج ومواقيت الإحرام على الوجهة الشرعية الصحيحة. - تصديه واهتمامه في دفن أرض مسجد الكوفة بالتراب الطاهر لتسهيل تطهيره، وبناء سور المسجد، وتركيز وبناء مقاماته على الأسس القديمة، ووضع الشاخص للزوال (الرخامة) في مقام النبي صلی الله علیه و آله و سلم ،وبناء حجرات في المسجد لإيواء المعتكفين وغير ذلك . - تعيين وتشييد مقام الحجة المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة، وبناء قبة من الكاشي الأزرق عليه - كما هو اليوم - وكان بين مكان المقام الذي عينه السيد رحمه الله وبين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار، فنقض ذلك، وأشاد هذا بعد قصة تشرفه بالمقام السامي ورؤيته للحجة الغائب (عجل الله تعالی فرجه الشریف) - كما ينقله عامة من كتب عنه - برواية الميرزا القمي صاحب القوانين. - تعيين قبر المختار بن أبي عبيدة الثقفي رضی الله عنه، ولم يكن قبل ذلك معروفا . - تعيين وتشييد مرقدي: هود، وصالح علیهما السلام في وادي السلام في النجف الأشرف . - تعيين وإشادة مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في وادي السلام . -بناء مئذنة الصحن العلوي الشريف الجنوبية وتعمير جدران الصحن وغرفه . - تجديد بناء وتوسعة جامع الشيخ الطوسي. - إعادة إعمار مرقد السيد إبراهيم الغمر رضی الله عنه و بناء قبة عليه. توفي سنة 1312ه-، ودفن بجوار قبر شيخ الطائفة الطوسي.(الفوائد الرجالية – بحر العلوم: 95)

ص: 33

ص: 34

هيئة المسجد المعمارية، وذلك بإزالة المعالم والأعمدة القديمة للمسجد، وكان ذلك حرصاً منه على قداسة المسجد وحرمته بعد أن تداعت جدرانه وأصبحت تهدد حياة زواره وقاصديه من جهة، ومن جهة ثانية للحفاظ على أرض المسجد من وطء الزائرين بأرجلهم ومن المخلفات التي يتركونها في أرض المسجد في مواسم الزيارة حيث يصطحبون أطفالهم ويمكثون ليالي عدة فيه.

وكانت أرض المسجد القديمة في مستوى أرض( بيت الطشت وأرض السفينة) المنخفضتين، و لما (صارت أرض المسجد تنز ماء عند تحكم مجرى الفرات على مقربة منه، فطمّ السيد مهدي بحر العلوم المحاريب بالتراب الجديد الطاهر وبنى على أُسسه القديمة محاريب كما هي الآن، وكما طم الغرف والإسطوانات القديمة المزدانة بالأعمدة الرخامية التي منها شاخص الزوال المنصوب، في مقام النبي صلی الله علیه و آله و سلم الأعلى في وسط

ص: 35

المسجد وكان مدخل مقام النبي صلی الله علیه و آله و سلم القديم الأسفل في محوطة بيت نوح علیه السلام المعروف اليوم بالسفينة) (1).

فأمر السيد بحر العلوم بطمر أرض المسجد القديمة بأنقاضه حتى بلغ ارتفاع الأرض الجديدة عن الأولى حوالي أربعة أمتار، طمرت تحتها المقامات والأعمدة والمعالم القديمة الأخرى، ثم شيدت مقامات جديدة فوق مواقعها، ولم يسقف المسجد كما كان وبقي فناؤه مكشوفا، ولوقاية الزائرين من حرارة الشمس والمطر، شيدت مجموعة من الحجرات في جوانب المسجد... ولاشك ان هذه التغييرات – رغم مشروعية الحاجة إلى تنفيذها – قد أخفت الكثير من المعالم القديمة للمسجد وطرازه المعماري الفريد.

ويشير الرحالة (الوا موسيل) إلى حالة الكوفة في بداية عام 1912م فيقول:(وفي 29 نيسان 1912 في 6،05 مررنا بخرائب (تل اليسار) وقد بنيت العقود والجدران بالآجر، وفي 6،25 شاهدنا على يسارنا (مرقد مسلم) الذي لايزال بحالة جيدة، وهو محاط

ص: 36


1- مراقد المعارف –الشيخ محمد حرز الدين: 2/ 308

بجدران عالية تذكرنا بجدران قلعة (الأخيضر)، وإلى يميننا تقع (خرائب السحالة)،وتقع من ناحية الشرق وراءها جدران بساتين الكوفة الغائرة، وإلى الجنوب اصبح من الممكن رؤية ربوة خرائب طولها نحو كيلومتر واحد، وعرضها 400 متر، وفيما يلي ذلك شمالا لم نجد أية بقايا مهمة أخرى . وكان هذا كل ما بقي من الكوفة التي كأنت مدينة عظيمة في عصر مضى) (1).

وما شوهد لاحقا من بناء عبارة عن عمارة جددت ورممت مرات عدة عبر قرون طويلة، إذ يدعم السور (28) برجاً نصف دائري، ويقع مدخل المسجد الرئيسي في طرف جدار المؤخرة الشمالي الشرقي ويتألف من إطار مستطيل يتوسطه عقد مدبب عند الوسط وحوله زخارف آجرية محفورة حفرا مخمليا جميلا وهذه الزخرفة تعود للقرن السادس الهجري.

ص: 37


1- الفرات الأوسط –الوا موسيل– ترجمة د. صدقي حمدي وعبد المطلب عبد الرحمن: 62

وفي صحن المسجد أواوين عديدة على امتداد أضلاعه ، وكان كل إيوان يشتمل على غرفة تستضيف الزائرين والمعتكفين فيه.

ص: 38

مقامات مسجد الكوفة المبارك

اشارة

توجد في المسجد عدة مقامات منها:

- مقام النبي إبراهيم علیه السلام

يقع بالقرب من باب الثعبان على يسار القبلة، فقد روي عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام أنه قال لبعض أصحابه:(يا فلان إذا دخلت المسجد من الباب الثاني عن ميمنة المسجد فعد خمسة أساطين اثنتان منها في الظلال وثلاث منها في صحن الحائط فصل هناك فعند الثالثة مصلى إبراهيم وهي الخامسة من المسجد) (1)

-مقام الخضر علیه السلام

يقع بجوار مقام إبراهيم الخليل علیه السلام على الجهة اليسرى.

ص: 39


1- بحار الأنوار–الشيخ المجلسي:97/388

-مقام بيت الطشت

يقع على يسار مقام الخضر علیه السلام

-مقام النبي الأعظم محمد صلی الله علیه و آله و سلم

يقع وسط المسجد المبارك.

-مقام النبي آدم علیه السلام

يقع أمام محراب الإمام علي علیه السلام على الجهة اليسرى

-مقام الإمام الصادق علیه السلام

يقع بجوار الإيوان المؤدي إلى مرقد مسلم علیه السلام

-مقام جبرائيل علیه السلام

يقع على يمين مقام النبي آدم علیه السلام أمام محراب الأمير علیه السلام من الجهة اليسرى.

ص: 40

- بيت النبي نوح علیه السلام

يقع في الزاوية الغربية للمسجد، وهو البيت الذي نجرت فيه السفينة.

- مقام النبي نوح علیه السلام

يقع بجانب بيته في الزاوية الغربية

-مقام الإمام زين العابدين علیه السلام

يقع أمام مقام النبي نوح علیه السلام

-مقام دكة القضاء

يقع أمام مقام بيت الطشت

- مقام أمير المؤمنين علیه السلام

يقع في منتصف سور المسجد الجنوبي، و في السابق أحاط بالمسجد عدد كبير من الغرف أوسعها ما في

ص: 41

القبلة وفيه المحراب الذي كان يصلي فيه الإمام علیه السلام وفيه استشهد، وكان بجنب المحراب باب يمر إلى قصر الإمارة الذي لا تزال أطلاله ماثلة اليوم وينتهي إلى بيت الإمام علیه السلام الذي يبعد عن دار الإمارة مسافة خمسة وثمانين مترا، والذي جدد بناؤه قبل سنوات عدة.

ص: 42

مراقد مجاورة

1 - مرقد مسلم بن عقيل علیه السلام

لم تصرح المصادر التأريخية بيوم ولادة مسلم بن عقيل علیه السلام بالتحديد، ولكن هناك بعض القرائن تدل على انه ولد سنة 25 ه- ، وذلك لأن أكثر المؤرخين وأهل السير الذين كتبوا في واقعة الطف يذهبون إلى أنه استشهد في الكوفة وكان له من العمر 35 سنة كما ذهب إلى ذلك البيهقي في باب الأنساب وغيره الكثيرون، وهناك بعض المصادر تذهب إلى أنه كان له من العمر 38سنة وإن البعض ذهب إلى أكثر من هذا العمر وهو المرجح عند أهل السير.

أمه أم ولد أسمها عليّه وقيل أنها من ملوك النبط تزوج بها عقيل بن أبي طالب رضی الله عنه وأولدها مسلماً علیه السلام .

أشرقت المدينة المنورة بيوم ولادته وفرح لمولده آل عبد المطلب وبالأخص آل أبي طالب.

روي عن ابن عباس أن النبي صلی الله علیه و آله و سلم قال عندما سأله أمير المؤمنين علیه السلام عن حبه ل-(عقيل): (إي والله، إني لأحبه حبين، حبا له، وحبا لحب أبي طالب له، وإن ولده

ص: 43

لمقتول في محبة ولدك تدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون)، ثم بكى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم حتى جرت دموعه على صدره ثم قال:(إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي) (1).

نشأ وترعرع في كنف عمه أمير المؤمنين علیه السلام وأبيه عقيل بن أبي طالب، ولما وجد الإمام أمير المؤمنين علیه السلام في مسلم علیه السلام بعض المؤهلات التي تجعله في مقدمة الرجال استعدادا للعلم وبطولة وشهامة أعار له اهتماماً وأغدق عليه من علومه وأصبح موضع عنايته وجعله أحد رجال دولته الذين يعتمد عليهم في المهمات، فقد أشارت أكثر المصادر التأريخية ومن كتب في واقعة الجمل إلى أن مسلم بن عقيل علیه السلام كان قد شارك فيها إلى جنب بني عمومته مثل الحسن والحسين علیهما السلام ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس وغيرهم، وأصبح علیه السلام يعد في طليعة الرجال في العلم والشجاعة ودفع المهمات ومن يعتمد عليه في بناء الدولة التي أرادها أمير المؤمنين

ص: 44


1- الأمالي – الشيخ الصدوق: 191

علیه السلام أن تكون مثالاً بكل أبعادها في العلم والعمل.

وكذا تحدث الأخبار بأن مسلم بن عقيل علیه السلام أشترك في حرب صفين وكان أحد القادة في هذه المعركة، وإن هذه الحروب أكسبت مسلماً ثقة بالنفس وقوة جنان ورباطة جأش وشجاعة وفروسية مما هو معهود عند بني هاشم ومتوارث عن الآباء والأجداد، فالحروب كانت لهم اختبارا وميدانا لإظهار تلك الشجاعة وثبات العزيمة وقوة الإيمان.

وبعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين علیه السلام آل أمر مسلم علیه السلام إلى الإمام الحسن وأخيه الإمام الحسين علیهما السلام.

وبذلك يكون قد تربى في كنف ثلاثة من الأئمة صلوات الله عليهم، ولهذا عندما جاءت كتب أهل الكوفة إلى الحسين علیه السلام نظر في آل عبد المطلب فرأى أن الاكفأ والأجدر لهذه المهمة مهمة السفارة إبن عمه مسلم بن عقيل علیه السلام فوقع اختيار الحسين علیه السلام عليه وأرسله إليهم وجاء في كتابه:(إني باعث إليكم أخي وابن عمي

ص: 45

وثقتي مسلم بن عقيل فاسمعوا له وأطيعوا) (1).

فمسلم علیه السلام هو ثقة الحسين علیه السلام نتيجة سيرته المقدسة وكفاحه من اجل الإسلام أيام حياة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام ومعاصرته له فقد هيأه الإمام علیه السلام أن يكون آخر عمره الشريف ثقة الإمام المعصوم.

وقام علیه السلام بتلك المهمة خير قيام وسيطر على الكوفة، وهي في ذلك اليوم حاضرة البلاد الإسلامية ومرتكز الطوائف والأديان والقوميات على سعة رقعتها الجغرافية، مما يؤكد حنكته وكفاءته.

استشهد علیه السلام بعد ما آلت اليه الأمور من انقلاب في الظروف السياسية بدخول عبيد الله بن زياد، بعد ما مر على الكوفة من مخاض عسير في أيامه مما أدى إلى استشهاد الرائد الاول للدعوة الحسينية و ناصره زعيم مذحج ومراد هاني بن عروة رضی الله عنه الذي وقف إلى جانب مسلم علیه السلام أمام الحزب الأموي الحاكم وأمام شراسة وفضاضة اللعين عبيد الله بن زياد الحاكم الجلاد؛ فقتل وهاني بن عروة في يوم عرفة.

ص: 46


1- الإرشاد – الشيخ المفيد:204

يقع مرقد مسلم بن عقيل مجاورا لجدار مسجد الكوفة من جهة الشرق، وكانت تعلو الشباك الذي يحيط القبر قبة عالية مغطاة بالكاشي من الخارج وقد جدد بناء الحرم وتم توسعته عام 1965م، إذ وسع الرواق المحيط بالضريح كما تم توسيع جوانبه الأخرى، وتم زخرفة الجدران الداخلية للحرم والقبة بالمرايا ومن الخارج بالذهب.

وقد وسع الصحن الممتد بين ضريح مسلم بن عقيل وقبر هاني بن عروة، وبناء أروقة فيه، وذلك عام 1960 م فتكون للمرقدين سور واحد. ولصحن المرقد أبواب متعددة منها ثلاثة تطل على مسجد الكوفة المعظم والرابعة على واجهة الشارع الخارجي، وللمرقد قبة ذهبية شامخة يصل ارتفاعها إلى (28)، متراً كسيت بالصفائح المطلية بالذهب ويصل عددها إلى (10،315)قطعة وبقياس مربع طول ضلعه (20) سم، طليت كل صفيحة (طابوقة) بمثقالين ونصف من الذهب الخالص، أما مساحة الصحن الذي يضم المرقد الطاهر ومرقد هاني بن عروة رضی الله عنه فيبلغ (5،344)

ص: 47

مترا مربعا من ضمنها الحجرات والمسقفات، فيما تصل مساحة حضرة مسلم بن عقيل علیه السلام ( 620) مترا مربعا، أما مساحة الشباك المقدس فهي (19،6) مترا مربعا، وللضريح الشريف رواق واسع زجج بالمرايا والنقوش النباتية والأعمال الفنية الرائعة الجمال، وتجد إلى جانبه المرقد الطاهر للمختار بن أبي عبيدة الثقفي رضی الله عنه القائد العربي المبارك الآخذ بثأر الإمام الحسين علیه السلام سنة (64) للهجرة.

ويشهد المرقد الشريف حاليا حملة إعمار كبيرة حيث تم استبدال الجدران والأرضيات وإكساؤها بالمرمر، بالإضافة لإنشاء شباك جديد للمرقد، مع صحن مضاف يحمل اسم أبي طالب رضی الله عنه، مع توسعة من الناحية الشرقية (الطارمة) والتي تبلغ مساحتها 800 – 900 مترا مربعا.

2 - مرقد المختار الثقفي رضی الله عنه:

المختار بن أبي عبيدة بن مسعود بن عمير الثقفي.

ص: 48

ولد رضی الله عنه في السنة الأولى من الهجرة في مدينة الطائف . ولما ترعرع حضر مع أبيه وقعة (قُسّ الناطف) (1) وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وكان يتفلت للقتال فيمنعه سعد بن مسعود عمه. فنشأ مقداما شجاعا، يتعاطى معالي الأُمور، وكان ذا عقل وافر، وجواب حاضر، وخلال مأثورة، ونفس بالسخاء موفورة، وفطرة تدرك الأشياء بفراستها، وحدس مصيب، وهمة تعلو على الفراقد بنفاستها، مارس التجارب فحنكته، ولابس الخطوب فهذبته.

وينهض الشباب بالمختار، فتعرف فيه شمائل النخوة والإباء ورفض الظلم، ويسمع منه ويرى فيه مواقف الشجاعة والتحدي أحيانا، وكان هذا أشد ما تخشاه السلطات الأُموية، فألقت القبض عليه وأودعته في سجن عبيد الله بن زياد في الكوفة، تمهيدا لتصفية القوى والشخصيات المعارضة، وللتفرغ لإبادة أهل

ص: 49


1- قس الناطف: موضع قرب الكوفة، وبه كان وقعة لهم على الفرس (أيام العرب في الاسلام للميدانى بذيل مجمع الامثال ج 2 ص 445)، وفى النسخ: قيس الناطق وهو تصحيف(بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 350/45)

البيت علیهم السلام بعد ذلك، واقتضت المشيئة الإلهية أن يلتقي المختار رضی الله عنه في السجن بميثم التمار رضی الله عنه، فيبشره هذا العبد الصالح الذي نهل من علوم إمامه علي أمير المؤمنين علیه السلام بخروجه ثائرا آخذا بدم الحسين علیه السلام، وأنه سيقتل هذا الجبار الذي هما في سجنه، ويطأ بقدمه على جبهته وخديه.

ولم تطل الأيام حتى دعا عبيد الله بن زياد بالمختار رضی الله عنه من سجنه ليقتله، ليطلع البريد بكتاب يزيد إلى ابن زياد يأمره بتخلية سبيل المختار رضی الله عنه، بشفاعة عبد الله بن عمر الذي كان متزوجا من أُخت المختار رضی الله عنه.

و استثمر رضی الله عنه الوقت عند خروجه من السجن فبعث إلى أصحابه فجمعهم في الدور حوله، وبدأ يعد العدة للثأر من قتلة سيد الشهداء علیه السلام .

وتحققت الأخبار التي أسرها إليه الشهيد ميثم التمار رضی الله عنه، فأعلن المختار رضی الله عنه الثورة، وحصد رؤوس الجريمة والضلالة والفتنة الذين أراقوا دماء عترة النبي صلی الله علیه و آله و سلم وذريته وأمعنوا فيهم قتلا وسبيا، وجيء

ص: 50

للمختار رضی الله عنه برأس اللعين ابن زياد فوطئ وجهه بنعله، ثم رمى بالنعل إلى مولى له وقال له: اغسلها فإني وضعتها على وجه نجس كافر، ثم وجه المختار برأس اللعين إلى الإمام زين العابدين علیه السلام في المدينة، وروي أن الإمام علیه السلام لم ير ضاحكا قط منذ قتل الحسين علیه السلام إلا في ذلك اليوم، وأنه علیه السلام كانت له إبل تحمل الفاكهة من الشام، فلما أتي برأس عبيد الله بن زياد أمر بتلك الفاكهة ففرقت بين أهل المدينة، وامتشطت نساء آل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم واختضبن، وما امتشطت هاشمية ولا اختضبت منذ قتل الحسين علیه السلام .

استشهد المختار رضی الله عنه في الرابع عشر من شهر رمضان 67 ه-، بعد قتال شديد مع مصعب بن الزبير الذي أرسله أخوه عبد الله لمقاتلة المختار رضی الله عنه.

و(المختار في الطليعة من رجالات الدين والهدى والإخلاص، وإن نهضته الكريمة لم تكن إلا لإقامة العدل باستئصال الملحدين واجتياح الظلم الأموي، وإنه

ص: 51

يتهم بالمذهب الكيساني (1) وأن كل ما نبذوه به من قذائف وطامات لا مقبل لها من مستوى الحق والصدق، ولذلك ترحم عليه الأئمة الهداة سادتنا السجاد، والباقر، والصادق علیهم السلام وبالغ في الثناء عليه الإمام الباقر علیه السلام، ولم يزل مشكوراً عند أهل البيت الطاهر هو وأعماله...وقد بلغ من إكبار السلف له أن

ص: 52


1- الكيسانية فرقة منقرضة من فرق الشيعة نسب إليها القول بإمامة محمد بن الحنفية بعد الإمام الحسين علیه السلام أو أنه كان إماما في الباطن والحسنان /كانا إمامين في الظاهر، ونسب إليهم الزعم أنه ما زال حيا وأنه المهدي المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وأنه غائب في جبل رضوى، وقيل أن الكيسانية هم أصحاب المختار بن أبي عبيدة الثقفي، ونسب إلى بعض الكيسانية القول بالتناسخ والحلول..والمروي في بعض الروايات المعتبرة كما في رواية الصفار في بصائر الدرجات ضمن باب ما عند الأئمة من سلاح رسول الله الحديث 38 إنكار الإمام الصادق علیه السلام على الكيسانية القول بإمامة محمد بن الحنفية بدليل أنه يفتقد بعض مختصات الإمام من سلاح رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وأن ابن الحنفية كان يرجع إلى الإمام السجاد علیه السلام في أمر الوصية. و(ما مات محمد بن الحنفية حتى أقر لعلي بن الحسين /)(كمال الدين – الشيخ الصدوق:35)

شيخنا الشهيد الأول (1) ذكر في مزاره زيارة تخص به

ص: 53


1- الشيخ محمد بن جمال الدين بن مكي العاملي الجزيني، ولد سنة 734ه- في منطقة جزين إحدى مناطق جبل عامل جنوب لبنان ،وتلقى فيها مبادئ العلوم العربية والرياضيات والفقه على يد والده الشيخ مكي جمال الدين، وعلى الشيخ أسد الدين الصائغ الجزيني ثم شدّ الرحال إلى الحلة، التي كانت حاضرة العلم والفكر الشيعي آنذاك فقد انتقلت إليها المدرسة الشيعية من بغداد، بعدما غزا ها المغول.رحل الشهيد بعد ذلك إلى كربلاء وبغداد ومكة المكرمة والمدينة المنورة ودمشق والقدس، ووطّد علاقاته مع علماء المراكز، وكان على صلة وثيقةٍ ومعرفةٍ تامةٍ بمشيخة الرواية والفقه والكلام من أعلام أهل السُنة. وكان يصاحب كثيراً أقطاب مذاهبهم. وبهذا الصدد يقول الشهيد في إجازته لابن الخازن: (وأما مصنفات العامة ومروياتهم، فإني أروي عن نحو أربعين شيخاً من علمائهم بمكة والمدينة ودار السلام بغداد ومصر ودمشق وبيت المقدس ومقام إبراهيم الخليل، فروى صحيح البخاري عن جماعة كثيرة بسندهم إلى البخاري، وكذا صحيح مسلم، ومسند أبي داود، وجامع الترمذي، ومسند أحمد، وموطأ مالك ومسند الدار قُطنى، ومسند ابن ماجة، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ابن عبد الله النيسابوري..).وبالإضافة إلى الدروس التي تلقاها الشهيد الأول من والده الشيخ وعم والده، درس على أكابر علماء الشيعة وفقهائها منهم:1 - فخر المحققين الحلي: محمد بن حسن يوسف بن المطهر الحلي 2 - ابن معية: من علماء الحلة الكبار، وأحد تلامذة العلامة الحلي، 3 - قطب الدين الرازي البويهي: وهو من تلامذة العلامة الحلي، وله (شرح المطالع) و(شرح القواعد) و(المحاكمتين). للشهيد الأول آثار خالدة في التأليف، تزيد على العشرين ،لا يزال طلبة العلوم الدينية ينهلون من شتى أبوابها، كالفقه والعقائد والأدب والأصول. ومن هذه المؤلفات الخالدة.1 - اللمعة الدمشقية.2 - الدروس الشرعية في فقه الإمامية3 - البيان.4- ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة) 5- النفلية 6- القواعد والفوائد 7- غاية المراد في شرح نكت الإرشاد، وغيرها. لم يهدأ الشيخ محمد بن مكي في حركته حتى توّجت بالشهادة، وكان ذلك على إثر خلاف علمي حصل بين الشهيد و(ابن جماعة)، وما زاد من غضب السلطة عليه أيضاً، عدم قبوله لمناصب مهمة عرضت عليه لتوليها في الدولة العثمانية، وهو الذي كان قد يمّم وجهه صوب الناس يستميل قلوبهم، فسجن في قلعة دمشق سنة كاملة، فلما ضجَّ الناس خاف الوالي (بيدمر) من ثورتهم وهجومهم على السجن لإنقاذه، فحاول التعجيل بقتله، فقدّم وقتل، وكانت شهادته سنة 786ه-.

يزار بها، وفيها الشهادة الصريحة لصلاحه ونصحه في الولاية، وإخلاصه في طاعته إليه ومحبة الإمام زين العابدين، ورضا رسول الله وأمير المؤمنين علیه السلام وإنه بذل نفسه في رضا الأئمة، ونصرة العترة الطاهرة، والأخذ بثأرهم) (1).

ص: 54


1- الغدير – الشيخ الأميني: 2 /343

وقد كان قبر الشهيد المختار رضی الله عنه معروفا في السابق، لكنه أخفي خوفا من الظالمين (فقد كان من جملة المزارات المشهورة عند الشيعة، وكانت عليه قبة معروفة) (1).

وتم لاحقا الكشف عن (قبر الآخذ بالثأر المختار في الزاوية التي تشكل من قصر الإمارة ومسجد الكوفة خارجاً وكان قبره في السابق معفياً عثر عليه العالم الرباني السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي عند تتبعه عن آثار المسجد ومحاريبه ووجدوا على دكة قبره صخرة منوهة باسمه ولقبه، فأُنشأ السيد (قدس سره) له حرما واسعا وألحقه برواق وحرم مسلم بن عقيل علیه السلام جنوبا وجعل لقبره شباكا جديدا) (2).

3 - مرقد هاني بن عروة رضی الله عنه:

هو هاني بن عروة المذحجي المرادي، وكان صحابيا كأبيه عروة، وكان معمرا، وهو وأبوه من وجوه الشيعة، وروي: (أنه كان شيخ مراد وزعيمها، يركب

ص: 55


1- رحلة ابن بطوطة: 1 /138
2- مراقد المعارف– الشيخ محمد حرز الدين: 2 / 7

في أربعة آلاف دارع، وثمانية آلاف راجل، فإذا تلاها أحلافها من كندة ركب في ثلاثين ألف دارع) (1)

حضر مع أمير المؤمنين علیه السلام حروبه الثلاث، وهو القاتل يوم الجمل:

يا لك حربا حثها جمالها

يقودها لنقصها ضلالها

هذا علي حوله أقيالها

و كان عمره يوم قتل بضعا وتسعين، وذكر بعضهم أن عمره كان ثلاثا وثمانين، وكان يتوكأ على عصا بها زج، وهي التي ضربه بها ابن زياد .

فهذا الصحابي الكبير الذي شهد مع الإمام علي علیه السلام حروبه الثلاثة، كان قد تجاوز التسعين من عمره الشريف عندما حل عليه سفير الإمام الحسين علیه السلام مسلم بن عقيل ضيفا سريا في أحلك الظروف وأقساها، لتصبح داره مقرا للمعارضة في الكوفة، تعد فيها الخطط وتجمع الأموال لشراء السلاح والمؤن. وعندما

ص: 56


1- مروج الذهب-المسعودي: 3 / 59

علم إبن زياد بالدور الذي يقوم به هانئ رضی الله عنه في إيواء مسلم علیه السلام ومساندة حركته لم يجرؤ على الهجوم على داره لمعرفته بمكانته الاجتماعية. وسلك ابن زياد سبيلا آخر حيث أوفد إليه حسان بن أسماء بن خارجة زعيم فزارة ومحمد بن الأشعث زعيم كندة وعمرو بن الحجاج - وهو أخو زوجة هانئ - ليقنعوه برغبة ابن زياد الملحة في زيارته، وعندما استجاب لهم هانئ رضی الله عنه وقدم لزيارة ابن زياد حدث ما كان يخشاه، حيث تم اعتقاله والتحقيق معه في شأن إيوائه مسلم بن عقيل علیه السلام، ولكنه قاوم أمر ابن زياد بإحضار مسلم علیه السلام حيث قال له بلغة واثقة: والله لا آتيك بضيفي أبدا، وحاولوا إقناعه فلم يقتنع وظل على موقفه الصلب الصامد، وعندما يئس ابن زياد منه هدده قائلا: أتأتيني به أو لأضربن عنقك. فلم يعبأ به هانئ رضی الله عنه ، وأخذ ابن زياد القضيب فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه ونثر لحم خديه وجبينه على لحيته وتحطم القضيب وسالت الدماء على ثيابه، ولما انتهى خبر اعتقاله وما جرى عليه إلى قبيلته اندفعت بتثاقل

ص: 57

يقودها اللعين عمرو بن الحجاج (1)، فقام ابن زياد عن طريق شريح القاضي (2) بإخبارهم أن هانئا حي لم يقتل،

ص: 58


1- ذكره الطبري على ميمنة جيش عمر بن سعد ، وهذا الرجل شهد على حجر بن عدي وممن كتب الى الحسين بالقدوم الى الكوفة إلا أنه أعلن الطاعة نيابة عن مذحج بين يدي عبيد الله بن زياد وأتخذ موقفا باردا تجاه مسلم ،وهو الذي تولى الحيلولة بين الحسين والماء على خمسمائة فارس، وقد لعب دورا متميزا في الهجوم على معسكر الحسين، وكان بينه وبين الحسين كلام حاد، وكان صاحب دور في قتل مسلم بن عوسجة،وكان من الوافدين على ابن زياد بالضحايا، إنضم الى ابن الزبير بالكوفة، وقاتل المختار وقد تبعه المختار فهرب على طريق (شراف وواقصة فلم يُرَ .. ولا يُدرى أي أرض بخسته أم سماء حصبته).
2- قاضي الكوفة المعروف التابع للأمويين. يعود نسب شريح بن الحارث الى اليمن، وولي في عهد عمر قضاء الكوفة، وبقى في هذه المنصب 60 سنة، باستثناء ثلاث سنوات ترك فيها العمل على عهد عبدالله بن الزبير، وفي أيام الحجاج كف يده عن هذا العمل وظل جليس داره إلى أن مات في عام 97 أو 98 للهجرة، وكان قد عمّر أكثر من مائة سنة. وفي عهد خلافة علي /أبقاه في هذا المنصب بعد أن شرط عليه أن لا يجري حكما إلا بعد أن يعرضه عليه(وسائل الشيعة 6:18)، وفي أحد المرات غضب عليه وأخرجه من الكوفة. كان شريح شاعرا مجيدا وخفيف الروح مزاحا(بحار الأنوار 175:42). ولما قبض عبيد الله بن زياد على هانئ بن عروة في الكوفة، وأساء إليه في قصر الإمارة، اجتمع أنصار هانئ عند القصر وهم يظنون أنه قد قتل، وأثاروا ضجة هناك إلا أن شريح خرج إليهم بأمر ابن زياد وشهد لهم أن هانئ حي لكي يتفرق أنصاره(مروج الذهب 57:3)، ومن المعروف أنه قد أفتى بأمر ابن زياد أن الحسين خارج على خليفة زمانه وعلى المسلمين أن يقاتلوه. اشتهرت شخصية شريح بصفته قاضيا تابعا للسلطان الجائر وفي خدمة الزيف والطغيان، وطوع إشارة أعداء الحق الذين يستغلون مثل هذه الشخصيات الدينية الطيعة التي يثق الناس بكلامها. وقد استغلت الحكومة الجائرة شريحا بصفته قاضيا.

فبادر زعيمهم بالقول: إذا لم يقتل فالحمد لله. وهذا يكشف تواطؤ عمرو بن الحجاج مع ابن زياد.. لقد تنكرت مذحج لزعيمها وأسلمته للموت، وهكذا كان.

وبعد مقتل مسلم بن عقيل أخرج هانئ إلى السوق وهو مكتوف فجعل يصيح: وامذحجاه وأين مني مذحج، ولما رأى أن أحدا لا ينصره جذب يده ونزعها من الكتاف وقال: أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يدافع رجل عن نفسه، ووثبوا عليه وأوثقوه كتافا وقالوا له: مدَ عنقك، فقال في رباطة جأش: ما أنا بها بسخي وما أنا معينكم على نفسي، فضربه بالسيف مولى لعبيد الله بن زياد فلم يصنع شيئا، فقال هانئ:

ص: 59

إلى الله المعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك. ثم ضربه أخرى فخر شهيدا، وكان ذلك في اليوم الثامن من ذي الحجة سنة 60 ه-، وأمر ابن زياد أن يجر جسده مع جسد مسلم بن عقيل في أسواق الكوفة.

وقد بعث ابن زياد برأسي مسلم وهاني إلى يزيد بن معاوية في الشام ثم أن مذحج استوهبوا الجثة ودفنوهما عند قصر الإمارة عند حريم المسجد، فأصبح له (مرقد خلف مسجد الكوفة الأعظم محاذياً لزاوية المسجد الشرقية الشمالية عامر مشيد له حرم وأروقة يزوره كل من يزور مرقد أول الشهداء مسلم بن عقيل فوق حرمه قبة شاهقة البناء مزينة بالقاشي الأزرق) (1).

وتبلغ المساحة الحالية لحضرة هاني 800 مترا مربعا مقسمة بين المرقد الطاهر وأروقة وغرف وأواوين ومخازن ومن المؤمل خلال التصميم الجديد الذي يشهده المكان الشريف التوسع وإشغال جميع المساحة المتوفرة للزائرين .

ص: 60


1- مراقد المعارف–الشيخ محمد حرز الدين: 2 / 359

4- مرقد السيدة خديجة بنت الإمام علي علیه السلام

توفيت السيدة خديجة بنت الإمام علي بن أبي طالب علیهما السلام بالكوفة زمن خلافة أبيها، ودفنت إلى جانب مسجد غني بالكوفة على ما حكاه التاريخ (وان مسجد غني اثاره الان مدروسة ولم يعثر أحد على موقعه وأحسب أنه مقارب للمسجد الاعظم مما يلي باب الفيل وإن موضع قبر السيدة خديجة في ذات المكان حسبما روى كثير من المؤرخين) (1)

ويقع المرقد مقابل المسجد المعظم وقد أشار اليه العلامة المجلسي (قدس سره) في (تحفة الزائر) حيث قال: (مزار بعض بنات الإمام أمير المؤمنين علیه السلام حوالي مسجد الكوفة معروفة) (2)

ص: 61


1- مقالة للشهيد د. عباس كاظم مراد
2- إرشاد أهل القبلة–السيد الكاشاني: 218

ويقول الشهيد د. عباس كاظم مراد (1) أن (المرقد القديم لا نعرف متى كان عهد بنائه، وكان الجدار

ص: 62


1- الدكتور الشهيد عباس كاظم مراد، ولد في الكوفة عام 1955، واكمل دراسته فتخرج من معهد المعلمين عام 1972 ومن كلية التربية-جامعة بغداد عام 1983، ثم حصل على شهادة الماجستير من معهد البحوث والدراسات عام 1985 ونال شهادة الدكتوراه من كلية الآداب-جامعة بغداد عام 1996 عن رسالته(شعر أبي نؤاس دراسة لغوية)وأخرى من معهد التاريخ العربي بنفس العام عن رسالته(حركة كتابة الأنساب العربية).. صدر له ما يقارب عشرين كتابا منها: المزارات المعروفة في مدينة الكوفة،القدس الطهور عبر العصور، البابية والبهائية،معجم أسماء المدن،معجم المطبوعات الرياضية،معجم ما كتب عن لحن العامة، مباحث عن عشائر العراق، ببلوغرافية مختارة بمصادر الرسم القرآني، خزانة الأطاريح الجامعية، ثورة العشرين في آثار الدارسين وغيرها ،كما كتب الكثير من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات العراقية والعربية ك-(آفاق عربية،المورد،الأقلام،التراث الشعبي، المجالس اللبنانية،العربي الكويتية..) وكان عضوا في مجامع اللغة العربية في بغداد والرباط ودمشق وحيدر آباد ، وفي اتحاد المؤرخين العرب، وأمينا عاما لمركز الدراسات الحسينية وتولى رئاسة تحرير عدة صحف ومجلات ك-(العراق الجديد،التكافل، المسيرة التربوية، بالمقلوب) ، وأسس الشهيد في بغداد مجمع (إبن النديم) الذي أصبح مهوى أفئدة الأدباء والأعلام والباحثين، وشيد مكتبة أهلية تخصصية عامة. تقلد عدة مناصب منها: عميد معهد التدريب والتطوير التربوي،عميد معهد تطوير اللغة العربية، مدير عام تربية الرصافة.. وأخيرا مستشارا لوزير التربية وقائما بأعمال وكيل وزير التربية.. اغتالته عصابات الإرهاب وسط عائلته في داره ببغداد بتاريخ21 /5/ 2009

المحيط بالقبر معرضا للسقوط مما حدا ب-(أبي عامر لطفي علي) مدير ناحية الكوفة آنذاك أن يزيله ثم أحاط بقبرها حديقة كبيرة ورمم قبتها الصغيرة وكان ذلك عام 1942 وهي الآن مثمنة الشكل وبقية القبة هكذا وهي ترمم بين حين وآخر، أما الشباك الموجود في المرقد فقد جلبه بعض المحسنين من أهالي كربلاء).

5- مرقد ميثم التمار رضی الله عنه

مِيثَم بن يحيى التمار النهرواني، كان يبيع التمر في الكوفة فلقب ب-(التمّار).

مولى أمير المؤمنين علي علیه السلام وخاصته وحواريه، ومستودع أسراره ومغرس علومه، و لطالما كان الإمام علیه السلام يخرج من جامع الكوفة فيجلس عنده

ص: 63

فيحادثه، وربما كان يبيع له التمر اذا غاب (1)،وقد أطلعه علیه السلام على علم كثير وأسرار خفية من أسرار الوصية، فكان يحدث ببعض ذلك فيشك فيه بعض أهل الكوفة (2)، و قد جعلت منه نفاسة معدنه وجميل تربية الإمام علي علیه السلام له، ذلك الرجل الفذ في كل خلة كريمة.

كان ميثم التمار عبدا لامرأة من بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنين علیه السلام منها فأعتقه، فقال: ما اسمك ؟! قال: سالم، فقال علیه السلام:أخبرني رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أنّ اسمك الذي سماك به أبوك في العجم (ميثم)، قال: صدق الله ورسوله وصدق أمير المؤمنين، والله إنه لاسمي، قال: فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم (أي ذَكرك به) ودع سالما، فرجع إلى اسم )ميثم ( واكتنى بأبي سالم (3).

حبسه ابن زياد بعد شهادة مسلم علیه السلام وهاني رضی الله عنه مع المختار الثقفي رضی الله عنه بأيام ثم جاء بريد الشام من

ص: 64


1- تأريخ الكوفة–السيد البراقي:335
2- مستدرك سفينة البحار-النمازي الشاهرودي: 239/9
3- شجرة طوبى–الحائري: 79/1

يزيد وفيه العفو عن المختار رضی الله عنه لشفاعة بعض أصهاره، وأمر بصلب ميثم فصلبه ابن زياد على الخشبة عند باب عمرو بن حريث (1) وأخذ يحدث الناس بفضائل علي علیه السلام، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، قال: ألجموه، فكان أول من أُلجم في الإسلام، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبر ومات في 20/ذي الحجة/60 ه- (2)

وكان علي علیه السلام قد قال ذات يوم لميثم رضی الله عنه: إنك تؤخذ فتصلب وتطعن بحربة، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفوك دماً فتخضب لحيتك، وتصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة، وأنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة.

ص: 65


1- وهو الذي عقد له ابن زياد راية في الكوفة وأمره على الناس (بحار الانوار 44/352)، وهو الذي صلب رُشيد الهجري على باب داره (لسان الميزان 2/461 رقم 1859 ترجمة رشيد)، وبقي على ولائه لبني أمية حتى كان خليفة ابن زياد على الكوفة (أنساب الأشراف 6/376)
2- مدينة المعاجز – البحراني:161/2

وعندما أرسل عليه ابن زياد ليقتله كان يتردد إلى دكان له في سوق يبيع التمر فيه، وكان ميثم إذا لقي عمرو بن حريث يقول له:

إني مجاورك فأحسن جواري لأن داره كانت عند قصر الإمارة، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار إبراهيم الحكيم، وهو لا يعلم ما يريده.

لميثم التمار رضی الله عنه كتب يروي عنها بعض أولاده، وأولاده هم: صالح وبه يكنى، وشعيب، وعمران، وحمزة، وقد أدرك صالح الإمام الباقر علیه السلام ، وكان من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام أيضا وهو القائل له:( إني أحبك وأحب أباك حبا شديدا) (1) .

أما شعيب فقد بقي على أيام الإمام الصادق علیه السلام ، وابن يعقوب بن شعيب من أصحابه علیه السلام وأصحاب الإمام الكاظم علیه السلام وهو من مصنفي الشيعة (2)، أما عمران بن ميثم فقد كان من أصحاب الأئمة السجاد

ص: 66


1- تاريخ آل زرارة–الزراري: 123
2- تهذيب المقال –الأبطحي:209/3

والباقر والصادق علیهم السلام ، وهو من مصنفي الشيعة أيضا (1) و مما رواه الكراجكي: عن أبي مخنف،عن يعقوب بن ميثم التمار أنه وجد في كتب أبيه أن عليا علیه السلام قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول: قال الله عز وجل: ﴿إنّ الذين آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ أُولئكَ هُم خيرُ البَريّة﴾ (2)، ثم التفت إليّ فقال: هم أنت - يا علي - وشيعتك، وميعادك وميعادهم الحوض تأتون غُرا محجَلين متوجين. قال يعقوب بن مِيثم: فحدّثت به أبا جعفر (الباقر) علیه السلام فقال: هكذا هو عندنا في كتابِ علي علیه السلام .

يبعد قبر ميثم التمار رضی الله عنه عن مسجد الكوفة مسافة 30 مترا على الطريق بين الكوفة والنجف، وجدد بناؤه مرات عدة وأُقيم على القبر صندوق وشباك، حيث (جدد بناءه المحسن الوجيه الحاج محمد رشاد

ص: 67


1- تهذيب المقال – السيد الأبطحي: 212/3
2- سورة البينة – الآية 7

مرزة النجفي (1)، عام 1968م - 1388 ه-، وقد أشاد له حرما عليه قبة عالية البناء، مكسوة بالكاشي الأزرق، حول مرقده أروقة للزائرين، كما أشاد أمام مرقده ساحة واسعة، تناسب وبناء الحرم من الارتفاع) (2).

وفي العام 1432 ه- ابتدأت مرحلة جديدة لإعمار مرقد الشهيد الجليل ولا تزال مستمرة حيث من المؤمل

ص: 68


1- احد أكثر الناس اهتماما بإعمار العديد من المراقد و المساجد و المقامات المشرفة. فقد( قام بمشاريع عمرانية كبيرة لأضرحة أهل البيت / ،وصحابتهم الكرام، و فضلا عن تذهيبه قبة أمير المؤمنين/، قد قام بتشييد مرقد مسلم بن عقيل، وميثم التمار، ومقام الإمام المهدي في مسجد السهلة. وحين حصل تصدع كبير في القبة الشريفة اقلق السيد محسن الحكيم ، فقرر إصلاحه عن طريق الاكتتاب من الناس. وما أن سمع بذلك الحاج محمد رشاد بن ناصر مرزه ، حتى طلب من السيد الحكيم السماح له بإصلاح القبة و إعادة التذهيب إليها على نفقته الخاصة ،فوافق سماحة الحكيم، وأبدى سروره بهذه المبادرة.. و قد هيأ الحاج محمد رشاد مرزه ورشة عمل كاملة في أعلى القبة الشريفة. وأشارت بعض المصادر إلى أن كلفة المشروع بلغت مئة ألف دينار عراقي وأن كمية الذهب التي أضيفت بلغت مئتي كيلو غرام، وأن مدة العمل استغرقت سنتين بدء من عام 1388ه-.
2- مراقد المعارف – الشيخ محمد حرز الدين: 2 / 340

أن يتم فيها توسعة الأجزاء المسقفة، وإضافة بعض المساحات المجاورة وإعادة تشييد القبة .

ص: 69

فضل مسجد الكوفة المشرف

وردت في فضل مسجد الكوفة ومكانته أخبار كثيرة، أطنب في ذكرها الفقهاء وأهل السير، وكلها تبيّن ما لهذا المسجد من مزية على سائر المساجد ما عدا البيت الحرام ومسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم ، فيستفاد من الأحاديث المنسوبة إلى النبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم وأئمة أهل البيت علیهم السلام أن مسجد الكوفة كان موجودا قبل أن يختطه سعد بن أبي وقاص. وهو موغل في قدمه ولا يسبقه في ذلك إلا المسجد الحرام، وأنه كان أكبر بكثير مما بني عليه في صدر الإسلام. فقد جاء في رواية بالإسناد إلى محمد بن علي بن الحسين (الصدوق) (1) عن النبي صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال: [

ص: 70


1- الشيخ أبو الحسن، علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الصدوق القمي وعرف بالصدوق الأول..ولد في القرن الثالث الهجري بمدينة قم المقدسة، و بلغ من فقهه أنه ينقل فتاويه بدل النصوص، مما جعل العلماء يتمسكون بما يجدونه من شرائع الشيخ عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به، وإن فتواه كروايته . عاصر الإمام الحسن العسكري /، والتقى بالسفير الثالث للإمام المهدي/، الحسين بن روح / في العراق، ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود، يسأله أن يوصل له رقعة إلى الإمام صاحب الزمان / يسأل فيها الولد، فكتب الإمام إليه:(قد دعونا الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين) ومن وصية الإمام الحسن العسكري / له:(أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن علي بن الحسين القمي، وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته، بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ...، وعليك بصلاة الليل، فإن النبي / أوصى علياً / فقال: يا علي عليك بصلاة الليل، ثلاث مرات، ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر جميع شيعتي حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي / قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي / أنه يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا.فاصبر يا شيخي وأمر جميع شيعتي بالصبر، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا، ورحمة الله وبركاته)..من مؤلفاته: فقه الرضا /، المواريث، المعراج،التوحيد، الصلاة، الجنائز، الإمامة والتبصرة من الحيرة، الإملاء، نوادر كتاب المنطق،الإخوان، النساء والولدان، الشرائع، تفسير ، النكاح ، مناسك الحج، قرب الإسناد ، التسليم ، الطب ، رسالة الكر والفر . توفي عام 329 ه-، ودفن في مدينة قم المقدسة، وله مزار معروف .

ص: 71

لما أُسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة وأنا على البراق ومعي جبرائيل، فقال: يا محمد، هذه كوفان وهذا مسجدها إنزل فصلِّ في هذا المكان... ] (1)

وينسب إلى الإمام الصادق علیه السلام قوله:(إن مسجد الكوفة رابع مساجد المسلمين، ركعتان فيه أحب إلي من عشر في ما سواه، ولقد نُجرت سفينة نوح في وسطه، وفار التنور من زاويته والبركة فيه على اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته، ولقد نقص منه اثنا عشر ألف ذراع، بما كان على عهدهم ).

وفي حديث آخر له علیه السلام أنه كان مصلى إبراهيم الخليل علیه السلام .

وسنحاول المرور ببعض الآيات الكريمة التي أشار المفسرون إلى ورودها بحق هذا المسجد المشرف، كما سنتطرق للأحاديث الشريفة التي بثها آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم بخصوص هذه البقعة المباركة فيما يأتي.

ص: 72


1- وسائل الشيعة-الشيخ الحر العاملي:الباب 44 من أحكام المساجد

الآيات الكريمة الواردة في فضل مسجد الكوفة المقدس

جاء في الكثير من كتب التفسير اختصاص مسجد الكوفة المقدس بمقاصد بعض الآيات القرآنية الكريمة ومن تلك الآيات:

1-﴿وَآوَيْنَاهُمَا إلى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ (1)

عن أبي سعيد الإسكافي عن الإمام الباقر علیه السلام قال: قال أمير المؤمنين علیه السلام: (الربوة: الكوفة، والقرار: المسجد، والمعين: الفرات) (2).

(أي جعلناهما مكانا مرتفعا مستويا واسعا، وهي حيرة الكوفة وسوادها) (3).

2–﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا

ص: 73


1- سورة المؤمنون- الآية 50
2- كامل الزيارات-الشيخ الصدوق:107،وبحار الانوار-الشيخ المجلسي: 100 / 228
3- مجمع البيان- الشيخ الطبرسي: 7 / 108.

الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ (1)

عن موسى بن بكر (2) عن الإمام الكاظم علیه السلام قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: [إن الله اختار من البلدان أربعة، فالتين: المدينة، و الزيتون: بيت المقدس، و طور سنين: الكوفة، و هذا البلد الأمين: مكة ] (3)

3– ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً﴾ (4)

عن أبي سعد الخراساني (5) قلت لأبي الحسن الرضا علیه السلام: (أيما افضل زيارة قبر أمير المؤمنين علیه السلام أو

ص: 74


1- سورة التين - الآيات 1 ، 2 ، 3
2- موسى بن بكر الواسطي، ممن روى عن الإمام أبي عبد الله الصادق وأبي الحسن موسى /، له كتاب يرويه جماعة. قال الشيخ الطوسي أصله كوفي، واقفي (النجاشي: 407، رجال الشيخ الطوسي: 307)
3- وسائل الشيعة-الشيخ الحر العاملي:14/360ب16ح [ 19389 ]
4- سورة نوح – الآية 28
5- إبراهيم بن طهمان بن شعيب الهروي الخراساني، أبو سعيد: حافظ، من كبارهم في خراسان. ولد في هراة،وأقام في نيسابور وبغداد، وتوفي بنيسابور، وقيل: بمكة.قال فيه الفيروز آبادي: من أئمة الإسلام، على إرجاء فيه، وقيل:رجع عن الإرجاء. ونقل عن أبي زرعة: كنت عند أحمد بن حنبل، فذكر إبراهيم بن طهمان، وكان متكئا من علة، فجلس وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ.

زيارة قبر الحسين علیه السلام .. إلى أن قال: قال لي: أين تسكن ؟ قلت: الكوفة، قال: فإن مسجد الكوفة بيت نوح، لو دخله الرجل مئة مرة، لكتب الله له مئة مغفرة، لان فيه دعوة نوح حيث قال: رب اغفر لي .. ، قال: قلت من عنى بوالديه؟ قال: آدم وحواء) (1)

ص: 75


1- بحار الأنوار– الشيخ المجلسي:97/262

الأحاديث الشريفة الواردة في فضل مسجد الكوفة المقدس

اشارة

إختص مسجد الكوفة المقدس بعدد كبير من الروايات التي أشار فيها المعصومون علیهم السلام إلى ما لهذا المكان الشريف من قدسية وشرف وكرامة (فلا يفي به الذِّكر وحسبه شرفاً أنه أحد المساجد الأَربعة الجديرة بأن تشدَّ إليها الرحال لدرك فضلها وهو أحد المواطن الأَربعة التي يكون المسافر فيها بالمختار بين القصر والاتمام، والفريضة فيه تعدل حجة مقبولة وتعدل ألف صلاة تصلى في غيره وفي الروايات أنه موضع قد صلى فيه الأنبياء وسيصلي فيه القائم المهدي صلوات الله عليه. وفي الحديث أنّه قد صلى فيه ألف نبي وألف وصي نبي. ويستفاد من بعض الروايات فضل مسجد الكوفة على المسجد الاقصى في بيت المقدس) (1).

ومن تلك الأحاديث:

ص: 76


1- مفاتيح الجنان -الشيخ القمي:422

أحاديث النبي محمد صلی الله علیه و آله و سلم

1-بالإسناد عن عبد الله بن مسعود (1) قال: [قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: يا ابن مسعود لما اسري بي إلى السماء الدنيا اراني مسجد كوفان فقلت: يا جبرئيل ما هذا ؟ قال: مسجد مبارك كثير الخير عظيم البركة اختار الله لأهله وهو يشفع لهم يوم القيامة، وذكر الحديث بطوله في مسجد الكوفة] (2).

ص: 77


1- عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي: أسلم قبل دخول رسول الله /دار الأرقم.هاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وأُحدا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد. وقال ابن عباس: آخى / بين أنس وابن مسعود. روى عبد الله عن النبي /أحاديث كثيرة، وروى عنه من الصحابة: العبادلة، وعمر، وسعد بن معاذ، وأَبو موسى، وعمران بن حصين، وابن الزبير، وجابر، وأَنس، وأَبو سعيد، وأَبو هريرة، وأَبو رافع، وغيرهم. توفي عبد الله بن مسعود وهو ابن بضعٍ وستين سنة.
2- المزار الكبير- المشهدي: 34و33

2-بالإسناد إلى معاذ بن جبل (1)، عن النبي صلی الله علیه و آله و سلم قال: [لكأني بمسجد كوفان يأتي يوم القيامة محرما في ملاءتين يشهد لمن صلى فيه ركعتين] (2).

3-بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري (3) قال:[قال لي رسول

ص: 78


1- أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل، أحد السبعين رجلا الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة وكان الصحابة يجتمعون حوله ليتعلموا منه أمور الحلال والحرام. وهو أحد الذين كانوا يفتون على عهد رسول الله/ وقد بعثه إلى اليمن قاضيا، وقال له: (كيف تقضي إذا عرض لك قضاء)، قال: أقضي بكتاب الله. قال: (فإن لم تجد في كتاب الله)، قال: فبسنة رسول الله، قال: (فإن لم تجد في سنة رسول الله (ولا في كتاب الله؟) قال: اجتهد رأيي، فضرب رسول الله /صدره، وقال: (الحمد لله الذي وفق رسول الله لما يرضي رسول الله) (الترمذي وأبو داود وأحمد) وكان أحد الصحابة الذين يحفظون القرآن،كثير التهجد.. ومات معاذ سنة (18ه-) على الأصح وعمره (38) سنة
2- المزار الكبير- المشهدي: 35
3- سعد بن مالك بن سنان بن الخزرج الأنصاري، مشهور بكنيته (أبو سعيد)، ولد سنة 10 قبل الهجرة شهد الخندقَ وبيعة الرضوان، وكان أحد الصحابة والوجوه البارزة المشهورة من الأنصار و من المحدثين الكبار، وفي عداد رواة حديث الغدير، وحديث المنزلة ويعد من أجلاء الصحابة الذين كانت لهم مواقف مشرفة مع أئمّة أهل البيت /ومن الذين شهدوا لعلي /بالولاية يوم الغدير، فروي أن عليا/قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلا قام، فقام سبعة عشر رجلا منهم أبو سعيد الخدري. لم يترك مرافقة أمير المؤمنين علي /، وكان إلى جانبه في معركة النهروان . وذكره الإمام الصادق /بتبجيل وتكريم، ونص على استقامته في طريق الحق. توفي أبو سعيد سنة 74 ه- ودفن بالبقيع

الله صلی الله علیه و آله و سلم: الكوفة جمجمة العرب، ورمح الله تبارك وتعالى، وكنز الايمان] (1).

4-بالإسناد إلى عائشة قالت: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول:[عرج بي إلى السماء وإني هبطت الارض فأهبطت إلى مسجد أبي نوح وأبي إبراهيم وهو مسجد الكوفة فصليت فيه ركعتين، قال:ثم قالت:قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم:إن الصلاة المفروضة فيه تعدل حجة مبرورة والنافلة تعدل عمرة مبرورة] (2).

5-عن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين عن النبي صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال: [لما أُسري بي مررت بموضع

ص: 79


1- علل الشرائع– الشيخ الصدوق: 461
2- كامل الزيارات –الشيخ الصدوق: 31

مسجد الكوفة وأنا على البراق ومعي جبرائيل، فقال: يا محمد، هذه كوفان وهذا مسجدها إنزل فصلِّ في هذا المكان... ] (1).

أحاديث أمير المؤمنين الإمام علي علیه السلام

1- بالإسناد عن الأصبغ بن نباتة (2) عن علي علیه السلام قال:(النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلی الله علیه و آله و سلم، والفريضة تعدل حجة مع النبي صلی الله علیه و آله و سلم، وقد صلّى فيه ألف

ص: 80


1- وسائل الشيعة-الشيخ الحر العاملي:الباب 44 من أحكام المساجد
2- الأصبغ بن نباتة هو ابن الحارث التميمي الحنظلي المجاشعي كان من خواص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب /، و خلص أصحابه، شهد معه صفين، و كان على شرطة الخميس .وكان شاعرا مفوها، و فارسا شجاعا، وناسكا عابدا. ضعفه البعض من كتاب العامة لا لذم يتعلق به، أو ريب يتوجس منه، أو تهمة تلصق به، بل لتشيعه وموالاته الكبيرة لعلي / (أعيان الشيعة 3: 464، الخلاصة: 24 / 9، رجال النجاشي: 8 / 5، فهرست الطوسي: 37)

نبي ووصي) (1).

2 - عن حسان بن مهران (2) قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: قال أمير المؤمنين علیه السلام:(مكة حرم الله، والمدينة حرم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، والكوفة حرمي لا يريدها جبار بحادثة إلا قصمه الله) (3).

3 - عن حبة العرني (4) وميثم الكناني (5)قالا: (أتى رجل عليا علیه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إني تزودت زادا

ص: 81


1- كامل الزيارات: 72 ح، بحار الأنوار: 97 / 400 ح 48.
2- حسان بن مهران الجمال، مولى بني كاهل من أسد، وقيل مولى لغني، أخو صفوان، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن /،ثقة، أصح من صفوان، وأوجه، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا، وعده الشيخ في رجاله مع توصيفه بالكوفي، في أصحاب الصادق /وعده البرقي أيضا من أصحاب الصادق /قائلا: حسان بن مهران كوفي.
3- وسائل الشيعة -الشيخ الحر العاملي: 14/360ب16ح[ 19386]
4- حبة بن جوين بن علي العرني البجلي، أبو قدامة الكوفي، كان من شيعة علي /، وشهد معه المشاهد كلّها، وهو الذي روى أنّ مع عليّ /في صفين ثمانين بدرياً،روى له النسائي (تهذيب الكمال 5: 351، تهذيب التهذيب 2: 176، تاريخ بغداد 8: 274)
5- ميثم الكناني التمار، يروي عن علي /، روى عنه القاسم بن الوليد الهمداني، وابنه عمران بن ميثم.

وابتعت راحلة وقضيت ثباتي - أي حوائجي - وأريد أن أنطلق إلى بيت المقدس. فقال له علیه السلام: انطلق فبع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة، فإنه أحد المساجد الأربعة، ركعتان فيه تعدلان كثيرا فيما سواه من المساجد، والبركة منه على رأس اثني عشر ميلا من حيث ما جئته، وقد ترك من أسه ألف ذراع، ومن زاويته فار التنور، وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم الخليل، وصلى فيه ألف نبي وألف وصي، وفيه عصا موسى وخاتم سليمان، وشجرة اليقطين، ووسطه روضة من رياض الجنة، وفيه ثلاثة أعين يزهرن، عين من ماء، وعين من دهن، وعين من لبن، أنبتت من ضغث تذهب الرجس وتطهر المؤمنين، ومنه مسير لجبل الأهواز، وفيه صلى نوح النبي، وفيه أهلك يغوث ويعوق، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب، جانبه الأيمن ذكر وجانبه الأيسر مكر، ولو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا) (1).

ص: 82


1- بحار الأنوار: 79 / 394 - 395 ح 28، الكافي: 3 / 491 ح 2، التهذيب: 3 / 1 251 ح 9، كامل الزيارات: 80 ح 76، المزار للمشهدي: 127 ح 8،

4-بالإسناد عن إبن نباتة قال: بينا (نحن) ذات يوم حول أمير المؤمنين علیه السلام في مسجد الكوفة إذ قال: (يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ومصلاي، وأن مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم، يشفع لأهله ولمن صلى فيه، فلا ترد شفاعته، ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه، فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج) (1).

ص: 83


1- أمالي الصدوق: 298 ح 8، بحار الأنوار: 97/ 389 - 390 ح 14، وقال المجلسي: نصب الحجر الأسود فيه كان في زمان القرامطة حيث خربوا الكعبة ونقلوا الحجر إلى مسجد الكوفة ثم ردوه إلى موضعه ونصبه القائم /بحيث لم يعرفه الناس.

5-بالإسناد إلى حفص (1)عن أمير المؤمنين علیه السلام قال:(أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة وإن الملائكة لتنزل في كل ليلة إلى مسجد الكوفة) (2).

6-بالإسناد عن الأصبغ قال الإمام علي علیه السلام: (الكوفة جمجمة الإسلام وكنز الإيمان وسيف الله ورمحه يضعه حيث أحب، والذي نفس علي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجارة ) (3).

7-في نهج البلاغة قال الإمام علي علیه السلام:(كأني بك يا

ص: 84


1- قال النجاشي: حفص بن سوقة العمري (العمروي) مولى عمرو بن حريث المخزومي، روى عن أبي عبد الله، وأبى الحسن /، ذكره أبوالعباس بن نوح، في رجالهما، أخواه زياد ومحمد ابنا سوقة، أكثر منه رواية عن أبي جعفر، وأبي عبد الله /، ثقات، روى محمد بن سوقة، عن أبي الطفيل، عامر بن واثلة، عن علي /حديث تفرقة هذه الأمة
2- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 97 / 232 ح 25، مستدرك الوسائل- الشيخ النوري: 4 / 484 ح 5227
3- فضل الكوفة وفضل أهلها-أبو عبد الله الحسيني الكوفي-تحقيق محمد سعيد الطريحي: 72

كوفة تمدين مد الأديم العكاظي تعركين بالنوازل وتركبين الزلازل وإني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءً إلا ابتلاه الله بشاغل، ورماه بقاتل) (1).

8-عن سلمان المحمدي رضی الله عنه قال: قال الإمام علي علیه السلام في حديث له في فضل مسجد الكوفة:(فيه نجر نوح سفينته، وفيه فار التنور، وبه كان بيت نوح ومسجده) (2).

9-عن ابن طحال المقدادي (3)،بالإسناد عن ابن عباس رضی الله عنه أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قال لعلي علیه السلام:(يا علي، إن الله عز وجل

ص: 85


1- بحار الانوار- الشيخ المجلسي: 60 / 209
2- المصدر نفسه:97/ 387
3- الحسين بن طحال المقدادي: قال الشيخ الحر عنه: (عالم فقيه جليل ويروي عن الشيخ أبي علي الطوسي، كما روى في موضع آخر الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي. كان عالما جليلا روى عنه ابن شهرآشوب، وقال منتجب الدين عند ذكره فقيه صالح قرء علي الشيخ أبي علي الطبرسي). وتذهب بعض المصادر إلى أنه واحد. ويساعد على ذلك أن الطبرسي والطوسي كلاهما من اعلام القرن السادس الهجري أو ان الطبرسي هو الطوسي والاختلاف من الناسخ. وآل الطحال: أسرة خدمت الروضة الحيدرية، وقد جاء ذكرها في خدم الحرم العلوي بالإضافة إلى الشهرة العلمية التي حازت عليه. وينسبون: إما إلى المقداد بن الأسود، أو الفاضل المقداد. (أمل الآمل: 41 وروضات الجنات ص 146 ورجال المامقاني: 318 و 331 / 1 وماضي النجف وحاضرها: 269 / 1 و 423 - 424 / 2)

عرض مودتنا أهل البيت على السموات، فأول من أجاب منها السماء السابعة، فزينها بالعرش والكرسي، ثم السماء الرابعة، فزينها بالبيت المعمور، ثم السماء الدنيا فزينها بالنجوم، ثم أرض الحجاز فشرفها بالبيت الحرام، ثم أرض الشام فشرفها ببيت المقدس، ثم أرض طيبة فشرفها بقبري، ثم أرض كوفان فشرفها بقبرك يا علي. فقال يا رسول الله: أقبري بكوفان العراق؟ فقال: نعم يا علي، تقبر بظاهرها قتلاً بين الغريين والذكوات البيض، وهذا خبر حسن كاف في هذا الموضع ناطق بالحجة والبرهان) (1).

10-وروي أن أمير المؤمنين علیه السلام نظر إلى ظهر الكوفة فقال:(ما أحسن منظرك وأطيب قعرك، اللهم اجعل قبري بها) (2).

أحاديث الإمام الحسن المجتبى علیه السلام

1-عن الفضل بن شاذان (3) بإسناده عن الحسن بن علي

ص: 86


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي:42: 197/ 16 و 27:28.
2- المصدر نفسه: 217.
3- فقيه متكلم محدث، ثقة جليل القدر. صنف أكثر من مائة وثمانين كتابا. نفاه عبدالله بن طاهر عن نيشابور بعد أن دعي به واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها. توفي أواخر سنة 260 ه-، وترحم عليه الإمام العسكري/. قال الشيخ الطوسي فيه: إنّه متكلم فقيه، جليل القدر، وعده من أصحاب العسكريين /. وقال النجاشي: كان ثقة، أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين، وله جلالة في هذه الطائفة، وهو في قدره أشهر من أن نَصِفه. وروى الكشي في حقه عدة أحاديث دلت على علو شأنه. وقد وثقه وأثنى عليه كل من ترجم له

علیهما السلام قال:(لموضع الرجل في الكوفة أحب إلي من دار بالمدينة ) (1).

أحاديث الإمام زين العابدين علي علیه السلام

1-بالإسناد إلى أبي حمزة الثمالي (2): (أن علي بن الحسين

ص: 87


1- بحار الأنوار – الشيخ المجلسي:97/385
2- ثابت بن أبي صفية بن دينار الكوفي، المُلقب أبو حمزة الثمالي، من عشائرالأزد. نشأ في الكوفة،وتتلمذ عند علمائها الذين كانوا يحملون علوم أهل البيت / وفقههم، وأصبح فيما بعد من أبرز زهادها ومشايخها وعلمائها في الحديث، والفقه، وعلوم اللغة، وغيرها، وقد روى عنه ابن ماجة في كتاب الطهارة . وكانت الشيعة ترجع إليه في الكوفة، وذلك لإحاطته بفقه أهل البيت/ وفي منزلته يقول الإمام الرضا /: أبو حمزة الثمالي في زمانه، كسلمان الفارسي في زمانه، وذلك أنه خدم أربعة منا: علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر (. وقال الشيخ عباس القمي في (الكنى والألقاب 2 / 118): الثقة الجليل، أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار، صاحب الدعاء المعروف في أسحار شهر رمضان، كان من زهاد أهل الكوفة ومشايخها، وكان عربيا أزديا. روى أبو حمزة الثمالي طائفة كبيرة من الأحاديث عن الأئمة الطاهرين(، فقد روى عن الإمام زين العابدين /، والإمام موسى الكاظم/. كما روى عن أبي رزين الأسدي، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وروى عنه كثيرون. و من مؤلفاته: كتاب (النوادر). كتاب (الزهد). كتاب (تفسير القرآن). روايته لرسالة الحقوق للإمام زين العابدين/. روايته لدعاء السحر المعروف بدعاء أبي حمزة عن الإمام زين العابدين /. توفّي الثمالي / سنة ( 150 ه- )

علیهما السلام أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعتين، ثم جاء حتى ركب راحلته وأخذ الطريق) (1).

2-بالإسناد إلى الثمالي قال: (بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة، إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل، فنظرت إلى أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وأنظفهم ثوبا، معمم بلا طيلسان ولا إزار، وعليه قميص ودراعة وعمامة، وفي رجليه نعلان عربيان، فخلع نعليه ثم قام

ص: 88


1- كامل الزيارات: 70 / ح 1، بحار الأنوار: 46 / 64 ح 24 و 97 / 389 ح 41.

عند السابعة ورفع مسبحتيه حتى بلغتا (شحمتي) أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير، فلم تبق في بدني شعرة إلا قامت، ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن وقال: (إلهي إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك)إلى أن قال: (يا كريم) ثم خر ساجدا ثم رفع رأسه.فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين علیهما السلام، فانكببت على يديه أقبلهما، فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت فقلت: يا مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الذي قد أتى بك إلى ها هنا؟قال: هو ما رأيت) (1).

3-بالإسناد إلى الثمالي قال: (دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الأسطوانة السابعة قائم يصلي يحسن ركوعه وسجوده، فجئت لأنظر إليه، فسبقني إلى السجود فسمعته يقول: - ثم ساق الدعاء إلى أن قال: - ثم انفتل وخرج من باب كندة، فتبعته حتى أتى مناخ الكلبيين، فمر بأسود فأمره بشئ لم أفهمه، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا علي بن الحسين علیهما السلام فقلت: جعلني الله فداك ما أقدمك هذا

ص: 89


1- بحار الأنوار: 97 / 388 ح 12، فضل الكوفة: 77

الموضع؟فقال: الذي رأيت) (1).

4-قال الإمام علي زين العابدين علیه السلام (أخبر جبريل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بقتل أمير المؤمنين ببلد تكون إليه هجرته وهو مغرس شيعته وشيعة ولده وفيه على كل حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم) (2).

أحاديث الإمام محمد الباقر علیه السلام

1-بالإسناد عن الثمالي عن الإمام الباقر علیه السلام:(صلاة في مسجد الكوفة، الفريضة تعدل حجة مقبولة والتطوع فيه تعدل عمرة مقبولة) (3)بالإسناد عن أبي عبيدة (4)عن أبي

ص: 90


1- أمالي الصدوق: 389 ح 12، بحار الأنوار: 83 / 195 ح 2 و 97 / 390 ح 15.
2- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 28 /59
3- المصدر نفسه: 97 / 400 ح 47، كامل الزيارات: 71 ح 4.
4- زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء كوفي وقيل زياد بن رجاء، مولى، ثقة، روى عن أبي جعفر، وأبي عبد الله /، وأخته حمادة بنت رجاء، وقيل بنت الحسن، روت عن أبي عبد الله /، قاله ابن نوح عن ابن سعيد.وأبو عبيدة زياد الحذاء، وكان حسن المنزلة عند آل محمد / وزامل أبا جعفر /إلى مكة، له كتاب يرويه علي بن رئاب في فضل الصلاة في مسجد الكوفة،ومسجد السهلة وثواب ذلك. وعده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق /(رجال النجاشي: 170 /449)

جعفر علیه السلام:(مسجد كوفان روضة من رياض الجنة، صلى فيه ألف نبي وسبعون نبيا، وميمنته رحمة وميسرته مكرمة، فيه عصا موسى وشجرة يقطين وخاتم سليمان، ومنه فار التنور ونجرت السفينة، وهي صرة بابل ومجمع الأنبياء) (1).

2-بالإسناد عن الثمالي عن أبي جعفر علیه السلام قال: (الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه يعدل عمرة مقبولة) (2).

3- بالإسناد عن حنان بن سدير (3) قال: ( كنت مع أبي جعفر علیه السلام فدخل عليه رجل فسلم وجلس فقال له أبو جعفر علیه السلام

ص: 91


1- الكافي – الشيخ الكليني: 3 / 493 ح 9، بحار الأنوار: 97 / 389 ح 13
2- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 97 / 400 ح 47، كامل الزيارات: 71 ح 4.
3- حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب، أبو الفضل الصيرفي، كوفي، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن /. له كتاب، روى عنه: إسماعيل بن مهران، وعمر حنان عمرا طويلا(رجال النجاشي: 146 / 378)

:من أي البلاد أنت؟ فقال الرجل: أنا من اهل الكوفة، وأنا لك محب موال، قال: فقال له ابو جعفر: أتصلي في مسجد الكوفة كل صلاتك؟ قال الرجل: لا، فقال ابو جعفر: انك لمحروم من الخير) (1).

4-بالإسناد عن أبي بكر الحضرمي (2) عن أبي جعفر الباقر علیه السلام قال: قلت له: أي البقاع أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه و آله و سلم ؟ فقال: (الكوفة، يا أبا بكر، هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء

ص: 92


1- كامل الزيارات – الشيخ الصدوق: 27 / 12
2- أبو بكر الحضرمي:روى عن أبي عبد الله /، وروى عنه سيف بن عميرة. ووقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات، تبلغ مئة واثنين وأربعين موردا .فقد روى عن أبي جعفر، وأبي عبد الله /، وعن أبيه، والحضرمي المكنى بأبي بكر ثلاثة رجال:عبد الله بن محمد، ومحمد بن شريح، وأحمد بن محمد، لكن المعروف هو الأول، على ما يظهر من ترجمته .فقد قال الصدوق في المشيخة: (وما كان فيه عن أبي بكر الحضرمي فقد رويته عن أبي/، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن أبي بكر عبد الله بن محمد الحضرمي)، فإن ذلك يدل بوضوح على أن أبا بكر الحضرمي متى ما أطلق المراد به عبد الله بن محمد، على أن أبا بكر الحضرمي ممدوح بعنوانه .وورد بهذا العنوان في إسناد التفسير: على ما تقدم، فلا يضرنا الجهل باسمه(معجم رجال الحديث – السيد الخوئي:66 )

الصادقين) (1).

أحاديث الإمام جعفر الصادق علیه السلام

1-بالإسناد عن عبد الله بن الوليد (2) قال: (دخلنا على أبي عبد الله الصادق علیه السلام في زمان مروان فقال: ممن أنتم؟ فقلنا: من أهل الكوفة، قال: ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة، إن الله هداكم لأمر جهله الناس، فأحببتمونا وأبغضنا الناس وتابعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا، فأشهد على أبي أنه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا وأهوى بيده إلى حلقه، وقد قال الله عز وجل في كتابه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ﴾ (3)...

ص: 93


1- وسائل الشيعة- الشيخ الحر العاملي: 14/360ب16ح [ 19388 ]
2- عبد الله بن الوليد السمان النخعي مولى، كوفي، روى عن أبي عبد الله /، ثقة له كتاب، رواه عنه جماعة منهم: عبيس بن هشام(رجال النجاشي:7213)
3- سورة الرعد- الآية 38

فنحن ذرية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ) (1).

2- بالإسناد عن هارون بن خارجة (2) عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (قال لي يا هارون بن خارجة كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلا؟ قلت: لا. قال: أفتصلي فيه الصلوات كلها؟ قلت: لا، قال: اما لو كنت بحضرته لرجوت ان لا تفوتني فيه صلاة، أو تدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلى في مسجد كوفان حتى أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لما أسرى الله به قال له جبرئيل أتدري اين

ص: 94


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 27 / 165 ح 22 و 65 / 20 ح 34 و 97 / 393 ح 24.
2- هارون بن خارجة: كوفي، ثقة، وأخوه مراد، روى عن أبي عبد الله /. له كتب، تختلف الرواة، وقال الشيخ (786): هارون بن خارجة، له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن حميد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عنه،وعده في رجاله من أصحاب الصادق / قائلا: هارون بن خارجة الصيرفي، مولى، كوفي، أبو الحسن، وأخوه مراد الصيرفي وابنه الحسن.وعده البرقي من أصحاب الصادق /قائلا: هارون بن خارجة أخو مراد، كوفي.روى هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله /، وروى عمرو بن عثمان عمن حدثه عنه(كامل الزيارات: الباب (8)، في فضل الصلاة في مسجد الكوفة، الحديث 6)

أنت يا رسول الله الساعة؟ أنت مقابل مسجد كوفان قال فاستأذن لي ربي عز وجل حتى آتيه فاصلي فيه ركعتين فاستأذن الله عز وجل فأذن له، وإن ميمنته لروضة من رياض الجنة وإن وسطه لروضة من رياض الجنة وإن مؤخره لروضة من رياض الجنة، وإن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل ألف صلاة، وإن النافلة فيه لتعدل خمسمائة صلاة، وإن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا) (1).

3 - بالإسناد عن إسحاق بن يزداد (2)قال: (أتى رجل أبا عبد الله علیه السلام فقال له: إني قد ضربت على كل شيء لي من

ص: 95


1- وسائل الشيعة- الشيخ الحر العاملي:الباب 44 من احكام المساجد
2- كامل الزيارات: 169 باب 69 حديث 9، وفي طبعة: 315 حديث 535 بسنده: .. عن علي بن المعلى، عن إسحاق بن يزداد (خ. ل: زياد) قال: أتى رجل أبا عبد الله /وبحار الأنوار 99/83 حديث 39، وصفحة: 377حديث 9، و100/404 حديث 60 بسنده: .. عن علي بن المعلى، عن إسحاق بن يزداد، قال: أتى رجل أبا عبد الله /وجاء في المزار لابن المشهدي: 343، وهذا الحديث جاء في التهذيب 6/44 حديث 92، وفيه: إسحاق بن داود، وكذلك في المزار للشيخ المفيد: 34 حديث 1.

فضة وذهب وبعت ضياعي، فقلت: أنزل مكة، فقال: لا تفعل إن أهل مكة يكفرون بالله جهرة، فقلت: ففي حرم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ؟ قال: هم شر منهم، قلت: فأين أنزل؟ قال: عليك بالعراق الكوفة، فإن البركة منها على اثني عشر ميلاً، هكذا وهكذا، وإلى جانبها قبر ما أتاه مكروب ولا ملهوف إلا فرج الله عنه) (1).

4-بالإسناد عن حفص بن البختري (2)، قال الصادق علیه السلام: (من خرج من مكة أو المدينة أو مسجد الكوفة أو حائر الحسين علیه السلام قبل أن ينتظر الجمعة نادته الملائكة: أين تذهب ؟ لا ردك الله) (3).

ص: 96


1- وسائل الشيعة-الشيخ الحر العاملي:14/360ب16ح[ 19560]
2- حفص بن البختري، مولى، بغدادي أصله كوفي، ثقة،روى عن أبي عبد الله، وأبي الحسن /، ذكره أبو العباس،وقال الشيخ (244): حفص بن البختري، له أصل، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل عن ابن بطة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري.وعده في رجاله من أصحاب الصادق /(رجال النجاشي:3781)
3- وسائل الشيعة-الشيخ الحر العاملي:14/360ب16ح[ 19382]

5-عن المفضل (1)عن الإمام الصادق علیه السلام قال في حديث:(فقلت له: إن مسجد الكوفة قديم ؟ ..قال: نعم،

ص: 97


1- ولد المفضل بن عمر الجعفي في أواخر القرن الأول الهجري، بمدينة الكوفة، وهو من الرجال البارزين ومن التلامذة المميزين عند الأئمة الصادق والباقر والرضا /، واستناداً لبعض الروايات أنه أدرك الإمام الجواد /أيضاً . روى كثيرا من الروايات عن الإمام جعفر الصادق والإمام موسى الكاظم /، ويعتبر من الرواة الموثقين الكبار، وكانت له منزلة عظيمة عندهما /، كما كان ينوب عنهما في استلام الحقوق الشرعية وصرفها في مواردها . وجاء في رواية عن الإمام الصادق /أنه قال لمفضل بن عمر: (لو رأيت نزاعاً محتدماً بين اثنين من شيعتنا حول قضية مالية فاصرف عليها من مالنا الذي عندك وافصم النزاع بينهما )، وجاء في رواية عن الإمام الرضا /يقول فيها: (إن مفضل هو أنيسي وصاحبي وأنا أشعر بالراحة عنده ) . وروي أنه زار الإمام جعفر الصادق /في أحد الأيام وقد سُرَّ الإمام برؤيته، وظهرت البسمة على شفتيه المباركتين، ثم قال:(يا مفضل، أقسم بالله أني أحبك، وأحب من يحبك، يا مفضل، لو أن جميع أصحابي كانوا يعلمون ما تعلم، لما اختلف اثنان منهم)، فأجاب المفضل: يا ابن رسول الله، إني أظنك قد جعلتني في درجة هي أعلى مما أستحقه !!، فرد الإمام /قائلاً: (بل جعلتك في مرتبة قد خصك الله بها ) . مؤلفاته: 1- (توحيد المفضل): وهو كتاب فيه ما أملاه عليه الإمام جعفر الصادق /، وفيه بحوث توحيدية وكانت شهرته بهذا الكتاب . 2- (الوصية): وهو كتاب فيه مجموعة من الأخبار جمعها عن الإمام الصادق /في شؤون المسلمين وحياتهم، وطلباتهم، وأحداث المستقبل، وأسرار العالم السفلي والعلوي . 3- (اليوم والليلة): وهو كتاب يذكر فيه ما رواه عن الأئمة /بخصوص النوافل والأدعية . 4- ( علل الشرائع ): وهو كتاب يشرح الأحكام الشرعية، والفوائد والمنافع المترتبة عليها . 5- (الأهليلجية): وهو كتاب يذكر فيه ما أملاه عليه الإمام الصادق / في الرد على الكفار الملاحدة . توفي المفضل بن عمر /بعد أن ناهز عمره الشريف ثمانين عاماً، ولما نعي المفضل عند الإمام الرضا /قال: ( لقد نال المفضل الرَوحَ والراحة ) .

وهو مصلى الأنبياء، ولقد صلى فيه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم حين اسري به إلى السماء، فقال له جبرائيل علیه السلام: يا محمد إن هذا مسجد أبيك آدم علیه السلام ومصلى الأنبياء علیهم السلام ،

ص: 98

فانزل فصل فيه، فنزل فصلى فيه. ثم إن جبرائيل علیه السلام عرج به إلى السماء) (1).

6- وعن المفضل قال: قال الإمام الصادق علیه السلام (.... قال: فأوحى الله إليه يا نوح أن اصنع الفلك وأوسعها وعجل عملها بأعيننا ووحينا فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده ...) (2).

7- وعن المسعودي (3) في إثبات الوصية في سياق قصة نوح علیه السلام قال الإمام الصادق علیه السلام:(وعقد نوح قبة

ص: 99


1- روضة الكافي: 279، بحار الانوار: 11 / 333
2- مستدرك الوسائل- الشيخ النوري: 3 / 399
3- ولد في مدينة بابل - كما نص عليه في (مروج الذهب 273:1 )، ونشأ في بغداد، وأقام بمصر، ودخل البصرة.. ورحل في طلب العلم إلى أقصى البلدان: فارس، وكرمان، وإصطخر، والهند، وملثان، والمنصورة، وكنباية، وصيمور، وسرنديب (سيلان)، وبلاد الصين، وطاف البحر الهندي إلى مدغشقر، فعمان وما وراء أذربايجان وجُرجان، وإلى الشام وفلسطين، ثم أنطاكية ودمشق، حتى استقر في فُسطاط مصر، فتوفّي فيها سنة 345 أو 346 ه-. أما مؤلفاته، فقد ذكرها النجاشي في (رجاله ص 178)، منها: كتاب المقالات في أصول الديانات، والزُّلَف، والاستبصار، وبشر الحياة، وبشر الأبرار، والصفوة في الإمامة، والهداية إلى تحقيق الولاية، والمعالي في الدرجات، والإبانة في أصول الديانات، وأخبار الزمان من الأمم الماضية والأحوال الخالية، ومروج الذهب، وإثبات الوصيّة، والانتصار، والقضاء، والتجارب، والنُّصرة، ومزاهر الأخبار وطرائف الآثار وحدائق الأزهار - في أخبار آل محمد /- والواجب في الأحكام اللَّوازِب،وكتاب ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور، والاستذكار لِما مر في سالف الأعصار، والتاريخ في أخبار الأمم من العرب والعجم، والتنبيه والإشراف، وخزائن الملك، وسر العالمين، والبيان في أسماء الأئمة، وكتاب أخبار الخوارج، وله كتاب في الأدعية نسبه إليه الكفعمي في (المصباح)

فأدخل إليها أهله وولده المؤمنين إلى أن قال: فسميت الكوفة قبة الاسلام بسب تلك القبة) (1).

8 - بالإسناد عن حماد بن زيد الحارثي (2) قال: (كنت عند جعفر بن محمد علیه السلام والبيت غاص من الكوفيين فسأله رجل منهم: يا ابن رسول الله إني ناء عن المسجد وليس لي نية الصلاة فيه، فقال: أئته، فلو يعلم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا. قال: إني أشتغل. قال: فأته ولا تدعه ما أمكنك، وعليك بميامنه مما يلي أبواب كندة، فإنه مقام إبراهيم، وعند الخامسة مقام جبرئيل،

ص: 100


1- مستدرك الوسائل- الشيخ النوري:10 / 208
2- حماد بن زيد: ابن عقيل الحارثي الكوفي: من أصحاب الصادق عليه السلام، (رجال الشيخ 155). روى عن أبي عبد الله /، وروى عنه ابنه: محمد، ذكره النجاشي في ترجمة محمد بن حماد.

والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه) (1).

9- وعن المفضل قال: قال الإمام الصادق علیه السلام:( ففيها-الكوفة-قال الله تعالى للأرض (ابلعي ماءك)فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء منه ..) (2).

10- بالإسناد الطويل عن أبي أسامة (3)عن أبي عبد الله علیه السلام قال: سمعته يقول: (الكوفة روضة من رياض الجنة، فيها قبر نوح وإبراهيم وقبور ثلاثمائة نبي وسبعين نبيا وستمائة وصي، وقبر سيد الأوصياء أمير

ص: 101


1- بحار الأنوار: 79 / 395 ح 30، فضل الكوفة ومساجدها للمشهدي: 35، المزار: 129 ح 10، ومستدرك الوسائل: 3 / 409 ح 1.
2- التهذيب- الشيخ الطوسي: 6 / 23
3- قال فيه النجاشي: (كوفي روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن /)،وقال فيه الشيخ الطوسي: (يكنى أبا أسامة ثقة)،وعده في رجاله من أصحاب الإمام جعفر الصادق / وقال: (زيد بن يونس، أبو اُسامة الأزدي، مولاهم الشحام الكوفي )

المؤمنين علیه السلام ) (1).

11- بالإسناد عن أبي بصير (2) قال: سمعت الصادق علیه السلام يقول:(نعم المسجد مسجد الكوفة، صلى فيه ألف نبي وألف وصي، ومنه فار التنور، وفيه نجرت السفينة، ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر).فقلت لأبي بصير: ما يعني بقوله مكر؟قال: يعني منازل الشيطان) (3).

ص: 102


1- فرحة الغري- السيد ابن طاووس: 98 ح 45، بحار الأنوار: 97 / 404 ح 61.
2- يكنى به جماعة: يحيى بن أبي القاسم، وليث بن البختري، وعبد الله بن محمد الأسدي، ويوسف بن الحارث، وحماد بن عبد الله بن أسيد الهروي. روى عن أبي عبد الله /، وروى عنه النضر بن سويد . تفسير القمي: سورة الفاتحة، في تفسير قوله تعالى: (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ((سورة الفاتحة- الآية7) وقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات، تبلغ ألفين ومائتين وخمسة وسبعين موردا . إن أبا بصير عندما أطلق، فالمراد به هو: يحيى بن أبي القاسم، وعلى تقدير الإغماض فالأمر يتردد بينه وبين ليث بن البختري المرادي، الثقة، فلا أثر للتردد، وأما غيرهما فليس بمعروف بهذه الكنية، بل لم يوجد مورد يطلق فيه أبو بصير، ويراد به غير هذين.
3- ثواب الأعمال: 30، بحار الأنوار: 97 / 397 ح 37.

12-عن القلانسي (1) قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول:(الصلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة) (2).

13-بالإسناد عن المدائني (3) قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: (مكة حرم الله، والمدينة حرم محمد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، والكوفة حرم علي بن أبي طالب علیه السلام، إن عليا حرم من الكوفة ما حرم إبراهيم من مكة وما حرم

ص: 103


1- قال النجاشي: خالد بن ماد القلانسي الكوفي: روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن /، مولى، ثقة، له كتاب، يرويه عبد الله بن سلام. وقال الشيخ: خالد بن ماد القلانسي، له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد، وعده في رجاله من أصحاب الصادق /. وخالد بن زياد القلانسي مغاير لخالد بن ماد القلانسي..وروى عن الصادق /. الفقيه: الجزء 1، باب فضل المساجد،الحديث 679.وروى عن أبي عبد الله /وروى عنه علي بن عبد الله البجلي.التهذيب: الجزء 5، باب الزيادات في فقه الحج، الحديث 1640.وروى عن أبي حمزة الثمالي، وروى عنه النضر بن سعيد. الكافي: الجزء 2، كتاب فضل القرآن 3، باب ثواب قراءة القرآن 6، الحديث 4.
2- كامل الزيارات: 73 ح 7، بحار الأنوار: 97 / 400 ح 49.
3- أبو جعفر المدائني: محدث إمامي روى عن الإمام الباقر /أيضا. روى عنه محمد بن شعيب.(رجال الطوسي 141. تنقيح المقال 3: قسم الكنى 9. معجم رجال الحديث 21:94. جامع الرواة 2: 373. مجمع الرجال 7: 19. منهج المقال 385)

محمد من المدينة) (1).

14- بالإسناد الى خالد بن ماد القلانسي (2) عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب، الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الصلاة في مسجدها بألف صلاة ) (3).

15- بالإسناد إلى أبي أسامة (4)عن أبي عبد الله علیه السلام

ص: 104


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 97 / 399 ح 43، أمالي الطوسي: 672 ح 23.
2- قال الشيخ (268): خالد بن ماد القلانسي، له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن إدريس، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،عن النضر بن شعيب، عن خالد القلانسي.وعده في رجاله من أصحاب الصادق /
3- كامل الزيارات: 73 - 74 ح 8، بحار الأنوار: 97 / 400 ح 51.
4- حماد بن أسامة القرشي مولاهم الكوفي، أبو أسامة مشهور بكنيته، ثقة، ثبت، وكان بأخره يحدث من كتب غيره، من كبار التاسعة، مات سنة إحدى ومائتين وهو ابن ثمانين، وقال في (تهذيب التهذيب): روى عن هشام بن عروة، كان ثبتاً ما كان أثبته لا يكاد يخطئ. ونقل توثيقه عن أحمد، وابن معين، وابن سعد، والعجلي. وبريد بن عبد الله بن أبي بردة، وإسماعيل بن أبي خالد، والأعمش، وغيرهم

قال: سمعته يقول: (الكوفة روضة من رياض الجنة، فيها قبر نوح وإبراهيم، وقبور ثلاث مئة نبي وستمئة وصي، وقبر سيد الاوصياء أمير المؤمنين علیه السلام ) (1).

16- بالإسناد إلى سليمان مولى طربال (2) وغيره قال أبو عبد الله علیه السلام:(نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها، وركعتان فيها تحسب بمائة

ص: 105


1- بحار الانوار /ج97/ص405/ح61
2- قال النجاشي: (سليمان مولى طربال، روى عن جعفر بن محمد /، ذكره ابن نوح، له نوادر عنه /، روى عنه عباد بن يعقوب الأسدي.وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر /.وتقدم عن الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق /: (سليم مولى طربال) على نسخة، كما تقدم عن البرقي عد سليمان بن عمران الفراء مولى طربال في أصحاب الصادق /، وعن كامل الزيارات: رواية سليمان مولى طربال، عن الصادق /، وتقدم عن النجاشي: سليم الفراء وأنه روى عن الصادق والكاظم /، وعن الشيخ عده في أصحاب الصادق/

ركعة) (1).

17- عن المفضل عن أبي عبد الله علیه السلام: (صلاة في الكوفة تعدل الف صلاة في غيرها من المساجد) (2).

18- بالإسناد عن صباح الحذاء (3) قال: قال ابو عبد الله علیه السلام:(من كانت له إلى الله حاجة فليقصد إلى مسجد الكوفة وليسبغ وضوءه وليصل في المسجد ركعتين، في كل واحدة منها فاتحة الكتاب وسبع سور معها وهي المعوذتان، وقل هو الله احد، وقل يا أيها الكافرون، وإذا جاء نصر الله والفتح، وسبح اسم ربك

ص: 106


1- كامل الزيارات: 70 ح 2، بحار الأنوار: 97 / 399 ح 42.
2- ثواب الأعمال: 30، بحار الأنوار: 97 / 397 ح 36
3- قال النجاشي: صباح بن صبيح الحذاء الفزاري، مولاهم، إمام مسجد داراللؤلؤ بالكوفة، ثقة، عين، روى عن أبي عبد الله /، له كتاب، يرويه عن جماعة، وقال الشيخ: صباح الحذاء، له كتاب، أخبرنا به جماعة، وعده في رجاله (تارة) من أصحاب الصادق /قائلا: صباح بن صبيح الفزاري، مولاهم، إمام مسجد دار اللؤلؤ، وأخرى قائلا: صباح الحذاء الكوفي.وعده البرقي من أصحاب الصادق /، قائلا: صباح بن صبيح.وروى (صباح الحذاء) عن محمد بن مروان، وروى عنه الحسن بن محبوب، كامل الزيارات الباب 27، في بكاء الملائكة على الحسين /،الحديث 13.

الأعلى، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، فإذا فرغت من الصلاة تشهد وسلم وسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله) (1).

19- بالإسناد عن حماد بن عيسى (2) عن أبي عبد الله علیه السلام قال:(من مخزون علم الله الإتمام في اربعة مواطن:حرم الله، وحرم رسوله، وحرم أمير المؤمنين،

ص: 107


1- بحار الأنوار-الشيخ المجلسي: 97 / 396 ح 32
2- حماد بن عيسى الجهني البصري، أبو محمد. أصله كوفي سكن البصرة. كان ثقة، وأحد الفقهاء الستة من أصحاب الإمام الصادق /الذين أُجمع على تصحيح ما يصح عنهم والإقرار لهم بالفقه، وذكر النجاشي أنه روى عن الصادق /عشرين حديثاً، وروى أيضاً عن الكاظم والرضا /، وتُوفّي في حياة الإمام الجواد /، وكان ثقة في حديثه صدوقا. وعده البرقي في أصحابهم، وقال عنه الشيخ الطوسي في رجاله: بقي إلى زمان الرضا /. وروى له الكشي حديثا مع الإمام الكاظم /يدل على عظم شأنه وجلالته عنده، حيث دعا /له بأن يحج خمسين حجة، فحجها. وقال الشيخ الطوسي في كتابه (الغيبة): إن حماد بن عيسى ممن رجع عن الوقف؛ لِما ظهر له من المعجزات على يد الإمام الرضا /. توفي حماد بن عيسى غريقا بوادي قناة، وهو وادٍ يسيل من الشجرة إلى المدينة، في الجحفة سنة 209ه-، وقيل: سنة 208ه-، وله نيف وتسعون سنة.

وحرم الحسين بن علي ) (1).

20- بالإسناد إلى إسماعيل بن جابر (2)عن عبد الحميد خادم اسماعيل بن جعفرعن أبي عبد الله علیه السلام قال: (تتم الصلاة في أربعة مواطن:في المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين علیه السلام ) (3).

21- بالإسناد إلى أبي محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق علیه السلام:من الأمر المذخور إتمام الصلاة في أربعة مواطن:مكة والمدينة والكوفة وحائر الحسين علیه السلام ) (4).

22-بالإسناد الى إبن أبي عمير (5)...

ص: 108


1- الخصال – الشيخ الصدوق:123
2- إسماعيل بن جابر الجعفي، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله /، وهو الّذي روى حديث الأذان، له كتاب ذكره محمد بن الحسن بن الوليد في فهرسته، أخبرنا: أبو الحسين علي بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن الحسن، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عنه
3- كامل الزيارات- الشيخ الصدوق: 263
4- المصدر نفسه: 263
5- محمد بن زياد، وكنيته أبو أحمد الأزدي، إلا أنه أكثر ما يُعرف بكنية أبيه، حيث اشتهر بابن أبي عمير، وهو من أصحاب الأئمة الكاظم والرضا والجواد /. كان ابن أبي عمير موضع ثقة كل من الشيعة والسنة، ومن أصحاب الإجماع، وأحد الرواة الأساسيين للأصول الأربعمئة . وكان عابداً للغاية، وقد ذكره الجاحظ عند الحديث عن أفضلية القحطانيين على العدنانيين مفتخراً بذلك، حيث كان في بعض الأحايين يسجد بعد صلاة الصبح سجدة لا يرفع رأسه منها حتى الظهر. وكان هارون الرشيد قد طلب منه أن يكشف عن أسماء شيعة الإمام الكاظم /، أو يرضى بالعمل قاضياً في إحدى المدن، فرفض ذلك، فجلده وألقاه في السجن . وخلال تلك الفترة قامت أخته بإخفاء كتبه - التي بلغت 94 كتاباً - تحت الأرض، الأمر الذي أدى إلى تلفها جميعاً.

عن صفوان (1) عن الإمام الصادق علیه السلام قال: سار وأنا

ص: 109


1- صفوان الجمال: هو صفوان بن مهران بن المغيرة الاسدي مولاهم كوفي يكنى أبا محمد ثقة روى عن أبي عبد الله / وله كتاب يرويه جماعة وعرض على الصادق /إيمانه واعتقاده بالأئمة/ فقاله له: رحمك الله.وكان صفوان ممن حمل الإمام الصادق /من المدينة إلى العراق أكثر من مرة ولهذا أخذ من علمه ودعائه /كثيرا، وهو ممن تشرف بزيارة أمير المؤمنين /مع أبي عبد الله/، وعلمه الصادق /الزيارة المعروفة لأمير المؤمنين /التي رواها المشايخ في كتبهم المزارية، وتعلم منه / الدعاء المعروف بدعاء علقمة، وروي عن صفوان انه لما اطلع على موضع قبر أمير المؤمنين/ ببركة الصادق /قال: فمكثت عشرين سنة أصلي عنده، وعلمه الصادق /أيضا كيفية زيارة الحسين /في الأربعين، قال له الإمام الكاظم /: يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا وأراد /به إكراءه جِماله من هارون الرشيد في موسم الحج فباع صفوان جماله كلها بعد ما عاد هارون من الحج من أجل كلمة الإمام أبي الحسن /هذه ( سفينة البحار- الشيخ عباس القمي:2 /37)

معه في القادسية حتى أشرف على النجف، فقال: هو الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح علیه السلام فقال: (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) فأوحى الله عز وجل إليه، أيعتصم بك مني أحد؟ فغار في الأرض وتقطع إلى الشام. فقال علیه السلام: اعدل بنا فعدلت به فلم يزل سائراً حتى أتى الغري، فوقف على القبر، وقال: هذا قبر جدي علي بن أبي طالب علیه السلام .

23- بالإسناد عن أبي بصير قال:سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: (إن ولايتنا ولاية الله عز و جل التي لم يبعث نبي قط إلا بها إن الله عز اسمه عرض ولايتنا على السماوات و الأرض و الجبال و الأمصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة و إن إلى جانبهم لقبرا ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته و أجاب دعوته و قلبه إلى أهله مسرورا) (1)

ص: 110


1- بحار الأنوار – الشيخ المجلسي:97/262

24- بالإسناد إلى عقبة بن علقمة أبي الجنوب (1): قال(اشترى أمير المؤمنين علیه السلام ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة وفي حديث ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين الف درهم واشهد على شرائه، قال: فقيل له يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس ينبت حظا ؟ فقال: سمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول: كوفان يرد أولها على آخرها، يحشر من ظهرها سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب، فاشتهيت أن يحشروا من ملكي) (2).

أحاديث الإمام الرضا علیه السلام

1- بالإسناد إلى إسماعيل بن علي بن اخ دعبل (3)عن

ص: 111


1- هو عقبة بن علقمة اليشكري أبو الجنوب الكوفي، شهد الجمل مع علي / روى عن علي/ وعنه النضر بن منصور وعبد الله بن عبد الله الرازي(ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/247 والذَّهبي: ميزان الاعتدال 3/67)
2- فرحة الغري – السيد ابن طاووس: 9
3- قال في الفهرست ما لفظه: أبو القاسم بن أخي دعبل، كان بواسط مقامه ولي الحسبة بها، له كتاب تاريخ الأئمة /أخبرنا عنه برواياته كلها الشريف أبو محمد المحمدي، وسمعنا هلال الصفّار يروي عنه مسند الرضا /و .. غيره فسمعناه منه، وأجاز لنا بباقي رواياته.

الرضا علیه السلام عن آبائه علیهم السلام عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: (أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة) (1).

25-بالإسناد إلى محمد بن سنان (2) قال: سمعت الرضا علیه السلام يقول:(الصلاة في مسجد الكوفة فرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة) (3).

ص: 112


1- بحار الأنوار: 79 / 394 - 395 ح 28، الكافي: 3 / 491 ح 2، التهذيب: 3 / 1 251 ح 9، كامل الزيارات: 80 ح 76، المزار للمشهدي: 127 ح 8
2- المتحصل من الروايات: أن محمد بن سنان كان من الموالين وممن يدين اللّه بموالاة أهل بيت نبيّه /، فهو ممدوح، فإن ثبت فيه شى ء من المخالفة، فقد زال ذلك وقد رضي عنه المعصوم سلام اللّه عليه، ولاجل ذلك عدّه الشيخ ممن كان ممدوحاً حسن الطريقة(معجم رجال الحديث -السيد الخوئي: الجزء السابع عشر 10937: محمد بن سنان:)
3- ثواب الأعمال-الشيخ الصدوق:30، بحارالأنوار: 97 / 397 ح 34.

26-بالإسناد إلى التميمي (1) عن الرضا علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام قال: (ذكر علي علیه السلام الكوفة فقال: يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية النبي صلی الله علیه و آله و سلم ) (2).

وأما ما مر من فضل الصلاة في مسجد الكوفة في رواية بحجة، وفي رواية بألف، وفي غيرها أقل أو أكثر، فهذا غير خفي على أهل المعرفة، وقد أشار إلى ذلك العلامة المجلسي في قوله: (لعل الاختلافات الواقعة في تلك الأخبار محمولة على اختلاف الصلوات والمصلين ونياتهم وحالاتهم، مع أن الأقل لا ينافي الأكثر إلا بالمفهوم) (3).

ص: 113


1- الشيخ الثقة المعتمد أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي نجران التميمي الكوفي، من أصحاب الإمام الرضا /، له كتب كثيرة، قال النجاشي: عبد الرحمن بن أبي نجران التميمي، مولى، كوفي، أبو الفضل، روى عن الرضا /، وروى أبوه أبو نجران، عن أبي عبد الله /، وروى عن أبي نجران حنان، وكان عبد الرحمن ثقة، معتمدا على ما يرويه، له كتب كثيرة
2- بحار الأنوار – الشيخ المجلسي: 97/392
3- المصدر نفسه: 97 / 401 ذيل ح 52.

دور مسجد الكوفة العلمي

كان لمسجد الكوفة المشرف منذ عام ستة وثلاثين للهجرة الدور الكبير في تأسيس العلوم والفنون الإسلامية من لغة ونحو وصرف ولبلاغة وبيان وشعر ونثر وفلسفة وتصوف وتفسير وقراءات وخطوط وحديث ورجال وسيرة وتاريخ وأصول وفقه وطب ورياضيات وكيمياء وغيرها، (ومن أهم البرامج التعليم ومحو الأمية وإشاعة العلم بين الناس، فقد اتخذه الإمام علي علیه السلام معهدا لإلقاء محاضراته العلمية وقيمه الفكرية والتي كان منها الدعوة إلى الله تعالى، وإظهار فلسفة التوحيد وإقامة الإيمان بالله تعالى على ضوء الأدلة العلميَّة الحاسمة التي لا تقبل الجدل والتشكيك، بالإضافة إلى مواعظه التي كانت تهزُّ أعماق النفوس خوفاً ورهبة من الله تعالى.

وقد تخرج من مدرسته جماعة من عظماء الإسلام أمثال الصحابي العظيم عمار بن ياسر (1)...

ص: 114


1- عمار بن ياسر بن عامرالمذحجي ولد ما بين عام 53 و57 قبل الهجرة في مكة المكرمة وكان والده ممن تحملا الكثير على طريق الإسلام، حتى نالا الشهادة، وعندما كان رسول الله /يرى تعذيب قريش لأسرة عمار يعدهم بالجنة قائلا: (صَبراً آل ياسِرَ، فَإنَّ مَوْعِدكُمْ الجَنَّة)،ويعد من المسلمين الأوائل الذين تحملوا أصناف التعذيب والتنكيل، وكان من المهاجرين إلى المدينة، فصلى إلى القِبلتين، واتخذ في بيته مسجدا، وكان أول من بنى مسجدا في الإسلام. شهد /بدراً والخندق والمشاهد كلها، كما كان مع النبي الأكرم/ في بيعة الرضوان. ودعا /إلى بيعة الإمام علي/، وكان من السابقين إلى الالتحاق به، والمدافعين عنه حين هوجمت دار الزهراء/. وَلِي الكوفة، وشارك في فتح مدينة تُستر، وساهم في تعبئة الجيوش لفتح الري والدستبي ونهاوند وغيرها، وله المواقف المشهودة في الاعتراض على الأمور التي غصبت حقوق أمير المؤمنين/، فكان يجاهر بنصرة الحقّ، ولم يُداهن الولاة، حتى دِيست بطنه وأصابه الفتق وغُشي عليه . فقد سارع إلى مبايعة الإمام /، ووبخ الذين شقّوا عصا الطاعة وأحدثوا الفرقة. وكان من المشاركين في توديع أبي ذر/ حين نفي إلى الربذة، رغم المرسوم الصادر بالمنع من ذلك، كما أنّه قد هدد بالنفي وهو من أوائل المشاورين في حكومة الإمام علي /قبيل واقعة الجمل، وقبيل وقعة صفين التي أبلى فيها بلاءً كبيرا، فقاتل فيها قتالا شديدا، وما حجزه عن المواصلة إلا الليل، وكان له أثر واضح في الظفر، ثمّ كانت فيها شهادته . ومن أقوال النبي / فيه:[إنّ عمّاراً مُلئ إيماناً مِنْ قَرنِهِ إلى قَدَمِهِ، وَاخْتَلَطَ الإيْمانُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ ] ،[دَمُ عَمّارَ وَلَحْمُهُ حَرامٌ عَلى النارِ أَنْ تأكُلَهُ أَوْ تَمَسَّهُ]، [إِنَ الجَنّةَ لَتَشْتاقُ إِليكَ - مُخاطباً عَليّاً/- وَإِلى عَمّارَ وَسَلْمانَ وَأَبِي ذَرَ وَالمِقْداد ]،[الحِقُّ مَعَ عَمّار يَدُورُ مَعَهُ حَيْثُما دارَ]،[مَنْ عادى عَمّاراً عاداهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَ عَمّاراً أَبْغَضَهُ اللهُ ]،[إِبْنُ سُمَيَةَ لَمْ يُخَيّرْ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطْ إلا أخْتارَ أَرْشَدَهُما]، [إنّكَ مِنْ أهْلِ الجَنّةِ]، [يا عَمّارُ تَقْتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ وَآخِرُ زادِكَ مِنَ الدُنيا ضَياحٌ (إناء) مَنْ لَبَنٍ]. وكان /من السبعة الذين بهم يُرزق الناس، وبهم يُمطرون، وبهم يُنصرون، فسيّدهم الإمام أمير المؤمنين /، ومنهم: سلمان والمقداد وأبو ذر وعمّار وحذيفة وعبد الله بن مسعود، وهم الذين صلّوا على جثمان فاطمة الزهراء /. استُشهد/ في 9 صفر 37 للهجرة وأبنه الإمام علي/ بقوله: (إنّا لله وإنّا إليه راجعون، إنّ أمرئ لم تدخل عليه مصيبة من قتل عمّار فما هو من الإسلام في شيء) وصلّى/ على جثمانه، ودفنه بثيابه.

ص: 115

وعبد الله بن عباس (1)...

ص: 116


1- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ولد عام 3 قبل الهجرة بشعب أبي طالب في مكة المكرمة هو حَبْر الأُمة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، تلميذ الإمام أمير المؤمنين علي/، صحب النبي/نحواً من ثلاثين شهرا ولما آلت الخلافة إلى الإمام علي/كان صاحبه، وأحد ولاته وأمرائه العسكريين، وكان على مقدمة الجيش في معركة الجمل، ثم ولي البصرة بعدها. واختاره/ممثلاً عنه في التحكيم، واصفا إياه: (فإنّ عمراً لا يعقد عقدة إلاّ حلّها عبد الله، ولا يحلّ عقدة إلاّ عقدها، ولا يبرم أمراً إلاّ نقضه، ولا ينقض أمراً إلاّ أبرمه)، بَيد أن الخوارج عارضوا ذلك قائلين: لا فرق بينه وبين علي، فاضطر/إلى اختيار أبي موسى الأشعري. حاور الخوارج مندوبا عن الإمام/في النهروان مرارا، وأظهر في مناظراته الواعية عدم استقامتهم، وتزعزع موقفهم، كما أبان منزلة الإمام الرفيعة السامية. كما بايع الإمام الحسن المجتبى/، وتوجه إلى البصرة من قبله، ولم يشترك مع الإمام الحسين/في كربلاء، وعلل البعض ذلك بعَماه. ولم يبايع عبد الله بن الزبير حين استولى على الحجاز والبصرة، فكبر ذلك على ابن الزبير، فنفاه من مكّة إلى الطائف وتُوفّي في منفاه عام 68ه-، وصلى عليه محمد بن الحنفية/.

وحجر بن عدي (1) ، وكميل بن زياد (2)...

ص: 117


1- مرت ترجمته
2- ولد كميل بن زياد/ قبل الهجرة النبوية بعدة سنين في اليمن. وسكن معظم أفراد هذه القبيلة بعد الإِسلام في الكوفة. يعتبر كميل بن زياد من التابعين، ومن حواري أمير المؤمنين/، وورد بأن الحجاج قتله بتهمة الإِشتراك في قتل عثمان. وقد بدأت حياة كميل/ الجهادية المشرقة في عهد الإِمام علي/ وقد أُعتبر من كبار أنصاره ومؤيديه خلال فترة خلافته. ولقد بلغ قرب كميل من الإِمام/ إلى درجة أنه كان يخرج معه في جوف الليل للمناجاة، وبثّه بعض الحكم والأسرار. وعندما استلم الإِمام/ زمام اُمور المسلمين، عين كميلا واليا على مدينة (هيت) التي تقع على نهر الفرات في العراق، وطلب منه أن يقف بحزم في وجه أطماع معاوية. كما كان على مستوى رفيع من العلم والمعرفة والفضيلة، مع زهد، وعبادة، وحيطة في كل أُموره، وكان كثير السؤال من الإِمام/ في شتى الامور، وكان الإِمام/ يجيبه عنها ويهتم بها لا سيما بأسئلته العلمية والفقهية ضمن سلسلة من المواعظ والحِكَم، على مسمع من الحاضرين ليستفيدوا منه، و إن تعليم الإِمام/ الدعاء المشهور بإسمه، وما جاء فيه من رفيع الأدب، وفنون التهجّد والعبادة، لدليل على ما كان يتمتع به (كميل) من المعرفة العالية، والمنزلة الرفيعة والقابليات الفذّة التي تستوعب ذلك، وكان دائم الحضور في مجلس الإِمام / أيّام تواجده في الكوفة.

وأبي الأسود الدؤلي (1)...

ص: 118


1- ولد في الجاهلية وعين قسم كبير من المؤرخين عام وفاته سنة (69) هجرية واتفق الأكثر على تحديد عمره حين وفاته ب-(85) عاما. ذكر أكثر مترجميه انه من التابعين، ومن المخضرمين لأنه لم يلاق الرسول، بل لاقى صحابته وروى عنهم، وقد اتجه في عقيدته الدينية لاهل البيت/، قال الشيخ الطوسي:(وقد روى عن علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين) وهو احد القراء، قرا القرآن على علي/ وفي الاغاني: (قيل لأبي الاسود: من اين لك هذا العلم ؟ - يعنون النحو - فقال: اخذت حدوده عن علي بن ابي طالب) وقد بقي في المدينة سنوات صاحب فيها الصحابة وخاصة الامام عليا/ يغترف منه شتى صنوف الثقافة والمعرفة والذي زوده بثقافة واسعة وثروة أدبية ولغوية كبيرة وخبرة في الحياة ، ظهرت آثارها في حياته العملية وفي نثره وشعره. ثم هاجر إلى البصرة واستقر فيها، ولما خرج ابن عباس من البصرة استخلف عليها أبا الأسود فاقره علي/ وقد بقي ابو الأسود واليا على البصرة بعد ابن عباس إلى حين مقتل الأمام /فدعا الناس إلى مبايعة الإمام الحسن /خليفة للمسلمين.. وعزل في عهد الأمويين وبعد ذلك انقطع للعلم والفتيا وتبصير الناس في أمور دينهم ودنياهم، من خلال دروس القرآن الكريم والرواية واللغة والشعر والامثال والحكم وتعليم العربية ودقائقها والضوابط النحوية التي وضعها، وعقد مجلسا لذلك في جامع البصرة ، ولقد عانى بسبب تشيعه من اضطهاد العشيرة وجفاء الأصدقاء وجور الحكام.

وميثم الثمار (1)، وغيرهم من الذين أقاموا صروح النهضة العلميَّة في الإسلام) (2)

و سنحاول هنا المرور سريعا ببعض العلوم التي وجدت من المسجد الكريم مأوى وبوابة للإنتشار في العالم الإسلامي بما بث فيها أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي علیه السلام من خزائن علومه ونفحات فكره الرسالي الخلاق:

علم النحو:

ص: 119


1- مرت ترجمته
2- موسوعة الإمام أمير المؤمنين علي/-الشيخ باقر شريف القرشي:7/9

وضع الأمير علیه السلام القواعد الأولى لهذا العلم ذاكرا أسباب وضعه لها وطالبا متابعة ذلك من تلميذه أبي الأسود الدؤلي حيث أضحى جامع الكوفة الجامعة الأولى في الإسلام لعلم النحو، ولسائر علوم اللغة العربيَّة التي استنبطها العلماء من كلماته وخطبه علیه السلام وأهمها علوم الفصاحة، والبلاغة، والخطابة.

علم الكلام:

حيث أرجع إبن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة علوم الكلام عند المعتزلة إلى واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وأبو هاشم تلميذ أبيه، وأبوه تلميذ أمير المؤمنين علیه السلام .

وأما الأشعرية فإنهم ينتمون إلى أبي الحسن علي ِ بن إسماعيل أبي بشر الأشعري، وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وأبو علي أحد مشايخ المعتزلة، فالأشعرية ينتهون بآخر قراءتهم إلى أستاذ المعتزلة ومعلمهم ألا وهو علي بن أبي طالب علیه السلام

علم الفقه:

ص: 120

وهو علیه السلام أصله وأساسه وكل فقيه في الإسلام عيال عليه، ومستفيد من فقهه حيث أرجع فقه الشافعي إلى أنه قرأ على محمد بن الحسن الشيباني وقرأ الشيباني على أبي حنيفة (1). وقرأ أبو حنيفة على جعفر بن محمد الصادق علیه السلام، وقرأ جعفر على أبيه علیهما السلام، وينتهي الأمر إلى علي علیه السلام . وأما مالك بن أنس فقرأ على ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة على عكرمة، وقرأ عكرمة على عبد الله بن عباس، وقرأ عبد الله بن عباس على أمير المؤمنين علي ِ علیه السلام .

ص: 121


1- النعمان بن ثابت بن زوطي من الموالي وأصله من كابل ولد بالكوفة، وبها نشأ ودرس، وكأنت له فيها حوزة وأنتقل إلى بغداد وبها مات عام 150، وقبره بها معروف، وهو أحد المذاهب الأربعة عند أهل السنّة، وحاله أشهر من أن يذكر. وأخذه عن الصادق /معروف، وممّن ذكر ذلك الشبلنجي في نور الأبصار، وابن حجر في الصواعق، والشيخ سليمان في الينابيع، وابن الصبّاغ في الفصول، إلى غير هؤلاء، وقال الآلوسي في مختصر التحفة الاثني عشرية (ص8): وهذا أبو حنيفة وهو بين أهل السنّة كان يفتخر ويقول بأفصح لسان: لولا السنتان لهلك النعمان، يريد السنتين اللتين صحب فيها لأخذ العلم من الإمام جعفر الصادق /.

وأما فقهاء الشيعة الإمامية والزيدية فرجوعهم إلى أمير المؤمنين علي علیه السلام ظاهر وواضح.

علم تفسير القرآن:

أخذ علماء التفسير عنه علیه السلام، وعن تلميذه حبر الأمة عبد الله بن عباس رضی الله عنه، وقد قيل لابن عباس رضی الله عنه: أين علمك من علم ابن عمك؟. فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط.

علم الحديث في السنة الشريفة

بث أمير المؤمنين علیه السلام كما هائلا من أحاديث رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، وصحح الكثير الآخر مما ورد على غير ما جاء به النبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم ، وأخذ عنه ذلك الكثير من الصحابة، كما أن أهل بيته رووا عنه بسلسلة الذهب التي تبتدىء بأي واحد من المعصومين علیهم السلام لتنتهي الى جدهم النبي محمد صلی الله علیه و آله و سلم .

علم الخط العربي:

قام أبو الأسود الدؤلي، وهو تلميذ الأمير علیه السلام بترتيب الخطوط العربية وتنقيطها وتشكيلها حيث

ص: 122

أصبح للخط الكوفي لوناً خاصاً ومدرسة مميزة بين الخطوط العربيَّة

علم رجال الحديث ورواته

وهو علیه السلام واضع قواعده وأصوله بما أخذ عنه، وبما حدد من عوامل التصحيح للحديث المروي، وبما عرًف علیه السلام ضمن أحاديثه وخطبه بالرجال ونقدهم، وبما عرض به العلماء المحدثون نصوصهم عليه.

علوم القرآن:

قام علیه السلام بتصحيح القراءات للقران الكريم حيث نبغ من طلابه وطلاب طلابه الفحول من علماء القراءة، أمثال عاصم بن أبي النجود الأسدي، وحمزة بن حبيب المعروف بالزيات، وعلي ِ بن حمزة الكسائي، وعبد الرحمن السلمي، الذي أخذ القراءة عن الإمام عليّ والحسنين علیهم السلام، وعن عبد الله بن مسعود وهؤلاء جميعاً من القراء السبعة، لهذا صارت مدرسة الكوفة أشهر مدرسة للقراء في العالم الإسلامي.

علوم أخرى:

ص: 123

وتكلم علیه السلام في علوم مختلفة، وأشار إليها واستعملها في قضائه في جامع الكوفة، ومنها الطب، والرياضيات، و الحيوان، و الطبيعة، و الفيزياء.

وشهد المسجد الشريف أيضاً دروس الإمامين الحسن والحسين علیهما السلام، وعلماء الصحابة والتابعين في العقيدة الإسلامية، وفي التفسير، والقراءات، والحديث، وغيرها.

وقد أكمل الإمام جعفر الصادق علیه السلام مسعى جده أمير المؤمنين علیه السلام في نشر العلوم من مسجد الكوفة المقدس(فلقد تتابعت الوفود من جميع المدن والقرى على جامعة أهل البيت ونشطت الحركة العلمية في عهد الإمام الصادق علیه السلام إلى أبعد الحدود بعد أن زالت الحواجز التي كانت تحول بين الناس وبينهم، وبلغ عدد المنتمين إليها أربعة آلاف كما أحصاهم أبو العباس أحمد بن عُقدة (1)المتوفى سنة 230ه- في كتاب مستقل،

ص: 124


1- أحمد بن محمد بن سعيد السبيعي الهمداني، رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ –والحكايات وكان كوفيا، زيديا، جاروديا، على ذلك حتى مات، وذكره أصحابنا لاختلاطه بهم، ومداخلته إياهم، وعظم محله، وثقته وأمانته.له كتب،منها: كتاب التاريخ، وذكر من روى الحديث، كتاب السنن، كتاب من روى عن أمير المؤمنين /، كتاب من روى عن الحسن والحسين/، كتاب من روى عن علي بن الحسين /، كتاب مروى عن أبي جعفر /، كتاب من روى عن زيد بن علي، كتاب الرجال - وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد /، ...وقد لقيت جماعة ممن لقيه وسمع منه، وأجازه منهم، من أصحابنا، ومن العامة، ومن الزيدية، ومات أبو العباس بالكوفة، سنة 333(رجال النجاشي:871)

وأيده الشيخ نجم الدين في المعتبر (1)، وأدرك منهم الحسن بن علي الوشاء (2) - وكان من أصحاب الرضا علیه السلام - تسعمائة شيخ يجتمعون في مسجد الكوفة

ص: 125


1- الشيخ جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي، أبو القاسم نجم الدين، المعروف بالمحقق الحلي (602 - 676 ه)، فقيه، عالم، فاضل صاحب الكتب الفقهية الشهيرة (شرائع الأحكام- المختصر النافع- المعتبر). وممن حضر مجلس درسه بالحلة سلطان الحكماء والمتأهلين الخواجه نصير الدين محمد الطوسي (نهاية الدراية-السيد حسن الصدر:139)
2- الوشاء، بجلي، كوفي، قال أبو عمرو: يكنى بأبي محمد الوشاء، وهو ابن بنت إلياس الصيرفي، خزاز، من أصحاب الرضا /، وكان من وجوه هذه الطائفة، له كتب، روى عنه: يعقوب بن يزيد وأحمد بن حمد بن عيسى (رجال النجاشي)

يحدثون عن جعفر بن محمد ويتدارسون فقهه وذلك بعد أكثر من عشرين عاماً مضت على وفاة الصادق) (1)، ونقل قول الحسن بن علي المعروف: (أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد علیه السلام ) (2).

و(حين جاء الإمام الصادق علیه السلام زمن المنصور إلى الحيرة، ازدحم عليه المئات من طلاب العلم، حتى أن محمد بن معروف الهلالي (3) لم يصل إليه لكثرة الناس، إلا في اليوم الرابع) (4).

ومن هؤلاء: أبو حنيفة (5) ، سفيان الثوري (6)...

ص: 126


1- سيرة الأئمة الاثني عشر- الحسني: 2/255
2- بحار الأنوار – الشيخ المجلسي: 47 /93
3- محمد بن معروف الخزاز الهلالي: عمر ولقي أبا عبد الله /، وروى عنه أحاديث، رواها عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي عنه(رجال النجاشي)
4- بحار الأنوار – الشيخ المجلسي:47 /93 .
5- مرت ترجمته
6- أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي المولود في الكوفة عام 65ه- الموافق لعام 684م والمتوفى في البصرة متوارياً عن العباسيين عام 161ه- الموافق لعام 777م وهو من تلامذة الإمام جعفر الصادق /. كان الثوري إماماً في الحديث والفقه. قيل روى عنه عشرون ألفاً،

سفيان بن عينية (1)، داود بن علي ِ الظاهري (2)، الأعمش (3)، الشعبي (4)، جابر بن حيان (5)....

ص: 127


1- أبو محمد سفيان بن عينية بن أبي عمران الهلالي، مولاهم الكوفي المتوفى في مكة عام 198ه- الموافق لعام 813م كان من فقهاء الكوفة الكبار أخذ العلم عن الإمام جعفر بن محمد الصادق /، وعن الزهري، وابن دينار، وأبي إسحق وغيرهم. وهو من أساتذة الشافعي.
2- أبو سليمان داود بن علي ِ بن خلف المعروف بالظاهري المولود في الكوفة عام 202ه- الموافق لعام 817م، والمتوفى في بغداد عام 270ه- الموافق لعام 883م وكان له رأي خاص بالتشريع لعمله في الظاهر استمر العمل في هذا المذهب في العراق، وفي المغرب، وفي بلاد الأندلس للقرن السابع الهجري
3- أبو مُحمَّد سليمان بن مهران الأعمش مولى بني كاهل من ولد أسد المعروف بالأعمش الكوفي المتوفى عام 148ه الموافق لعام 765م وكان يقارن بالزهري في الحجاز، ورأى أنس بن مالك لكنه لم يسمع منه، ويروي عن أنس إرسالاً أخذه عن أصحاب أنس، وروى عنه سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج،
4- عامر بن شراحيل الشعبي أبو عمر الكوفي المتوفى عام 105ه- الموافق لعام 723م سمع من جماعة من الصحابة وقال: أدركت خمسمائة منهم، وكان قاضياً لعمر بن عبد العزيز، وكان محدث الكوفة
5- أبو عبد الله جابر بن حيان عبد الله الكوفي علامة مسلم بارز، برع في علوم الكيمياء والفلك والهندسة وعلم المعادن والفلسفة والطب والصيدلة، ويعد أول من مارس الكيمياء عمليا ولد سنة 101 ه-/721، وبرع في علم الكيمياء واعتمد منهج النظر في الأشياء والتدقيق فيها حتى يصل إلى حقيقتها. فهو أول من بشر بالمنهج التجريبي، واعتبر أن التجربة من أهم مراحل العمل العلمي ومنهجه الاستقرائي واعتمدت عليه النهضة الأوروبية منذ القرن السادس عشر والسابع عشر فهو من أئمة المنهج العلمي بالإضافة إلى منزلته العالية في العلوم التي اكتسبها من تجاربه ومشاهداته.

ومالك بن أنس (1)..وغيرهم الكثير.

ص: 128


1- هو ابن أبي عامر من حمير، سعي به إلى جعفر بن سليمان العباسي وكان والي المدينة فقيل له: إنّه لا يرى إيمان بيعتكم، فدعى به وجرده وضربه أسواطا ومدده فانخلع كتفه وتوفى عام (179ه-) عن (84) سنة، وأخذه عن أبي عبد الله /معلوم مشهور، وممن أشار إلى ذلك النووي في التهذيب، والشبلنجي في نور الأبصار، والسبط في التذكرة، والشافعي في المطالب، وابن حجر في الصواعق، والشيخ سليمان في الينابيع وغيرهم

مسجد السهلة المعظم

يقع مسجد السهلة المعظم في ظاهر الكوفة المقدسة في العراق، ثاني مدينة مصرت بعد الفتح الإسلامي، و الواقعة على مسافة مئة كم. تقريبا من مركز مدينة النجف الأشرف، ومئة وخمسين كم. تقريبا عن العاصمة العراقية بغداد، ويشمخ هذا المكان المشرف في الجهة الشمالية الغربية من المسجد الجامع، بنحو (كيلو مترين) في أرض كانت خالية من العمران و السكن .

و هو البقعة التي اختطت – بعد مسجد الكوفة المشرف - ليكون أحد أكبر المساجد التي أعيد تشييدها في الكوفة العلوية المقدسة، خلال القرن الأول الهجري.

أطلقت على مسجد السهلة الشريف تسميات شتى؛ فسمي ب-(مسجد القرى)، و(المسجد البري)،و(مسجد سهيل) و(مسجد عبد القيس)، و(مسجد بني ظفر)، مضافا لتسمية (مسجد السهلة)، التي غلبت عليه.

فأما تسميته ب-(مسجد القرى)، فنسبة إلى ما روي عن أمير المؤمنين علیه السلام بقوله:(إن بالكوفة أربع بقاع

ص: 129

مقدسة، فيها أربع مساجد، قيل: سمها يا أمير المؤمنين، قال: أحدها مسجد ظفر، وهو مسجد السهلة.. و إن مسجد السهلة مناخ الخضر، وما أتاه مغموم إلا فرج الله عنه، ونحن نسمي مسجد السهلة بمسجد القرى) (1).

و أما تسميته ب-(المسجد البري)، فهو من البر، أي الإتساع في الإحسان والزيادة، فقد ورد عن الإمام الصادق علیه السلام أنه قال: (تصلي في المسجد الذي عندكم تسمونه مسجد السهلة، ونحن نسميه المسجد البري؟) (2).

و سمي ب-(مسجد عبد القيس)؛ لوقوعه في خطة بني عبد القيس، كما سمي ب-(مسجد سهيل) لما ورد عن الإمام الباقر علیه السلام في ذلك وهو يتحدث عن الكوفة المقدسة حيث قال: (هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين، المرسلين وغير المرسلين، والأوصياء

ص: 130


1- مختصر كتاب البلدان -إبن الفقيه: 174
2- قرب الإسناد -الحميري القمي: 159.

الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا و قد صلى فيه) (1).

وسمي ب-(مسجد بني ظفر) لمحاددته لخطة بني ظفر، أو لأنهم مجددو بناءه في آخر طراز له، (و هؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة) (2).

وأما تسميته بمسجد السهلة فنسبة إلى طبيعة الأرض حوله، والسهلة لغة كل رملة حمراء، و(السهلة-بالكسر- رمل خشن ليس بالدقاق الناعم، وورد في حديث أم سلمة رضی الله عنه في شهادة الإمام الحسين علیه السلام : (أن جبريل علیه السلام أتاه بسهلة أو تراب أحمر من أرض كربلاء..) (3)، وإلى هذا تعود تسميته الغالبة؛ كونه واقعا في بقعة تكثر فيها تلك الرمال الحمراء.

يفتقر الإرث التاريخي لمسجد السهلة المعظم إلى الكثير من المفاصل المحددة لتأسيسه و مراحل تطور عمرانه، شأنه في ذلك شأن العديد من المساجد والآثار الإسلامية.

ص: 131


1- كامل الزيارات -إبن قولويه:30/11
2- فضل الكوفة و مساجدها - المشهدي:39
3- تاج العروس - الزبيدي: 1/ 7193

ولا شك أن العهود المتوالية بما أثقلت به على الرواة و المحدثين الصادقين، قد ساهمت في طي صفحات كثيرة كتب لها أن تبحر في شواطئ التغييب و الكتمان؛ لتحتضنها غياهب الضياع.

فما مر بالكوفة من أحداث جسام بعد شهادة أمير المؤمنين علیه السلام و ما تناهبها من كل صوب على مر المراحل، كان كفيلا أن يطمس حتى معالم الدين الحنيف، لولا إرادة العزيز الجليل .

و إذا كان الإسلام على شفا حفرة بعد شهادة النبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم ، و قد جرى ما جرى؛ فإن معابد الله و مساجده نالت من الإقصاء، والإهمال، والتدنيس، و الإغلاق، والاستبدال، وطمس المعالم، والهدم و محو لوحة الذكرى، ومنع نقل الرواية ، وقتل المترددين إليها والحافظين لروايات تشريفها، و تغييب رجالها في قعر السجون.

ولا ريب أن مسجد السهلة المعظم قد نال حضه الأوفر من هذه الجولات القاسية من الطغاة و الظالمين، لكن الرحمة الإلهية المهيمنة قد حفظت لهذا المكان الطاهر

ص: 132

بعض النصوص الكريمة التي أشار إليها أئمة أهل بيت الوحي علیهم السلام .

و لم يستطع أولئك الظالمون أن يغيبوا – رغم كل ما عملوا – الأحاديث و الروايات الشريفة التي تحدث بها أمير المؤمنين و أبناؤه الطاهرون علیهم السلام عن المسجد المشرف، ومن تلك الأحاديث يستدل الباحث على قدم هذه البقعة المباركة؛ كونها كانت بيت النبي إدريس علیه السلام وموضع عمله، و بيت النبي إبراهيم علیه السلام ومقر انطلاقته، و مسكن عبد الله الصالح الخضر علیه السلام ومحل تردده، ومقر النبي داود علیه السلام ومصدر توجهه.

كما يستدل الباحث بوضوح وصفاء المعنى الواسع الممتد لقداسة هذا المكان العظيم؛ بما ورد عن حملة الوحي علیهم السلام من أن كل الأنبياء و الأوصياء علیهم السلام قد صلوا فيه، و أنهم خلقوا من طينته، و حملت وجوههم زبرجدة أو صخرة موجودة فيه.

و لعل حمل المسجد لأسماء شتى، دليل آخر على قدم بناءه، و انه في كل مرحلة تجديد أو حقبة زمن يحمل اسم القوم الذين يجددونه أو يجاورونه.

ص: 133

مقامات مسجد السهلة المعظم

اشارة

تنتشر في ساحة المسجد و في أركانه عدة مقامات و محاريب للأنبياء والأئمة والأولياء علیهم السلام هي بحسب ترتيب أداء الأعمال فيه:

1. مقام الإمام الصادق علیه السلام

يقع في وسط المسجد ، و تشير الروايات إلى أن الإمام جعفر الصادق علیه السلام أدى الصلاة فيه مرارا، وفيه لبى علیه السلام صرخة لمؤمنة سجينة مظلومة نطقت بقول: (لعن الله ظالميك يا فاطمة)، بأداءه علیه السلام صلاة ركعتين بين المغرب و العشاء مشفوعة بالدعاء (أنت الله لا إِلهَ إِلاّ أنت مُبْدِيُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ وَأنت الله لا إِلهَ إِلاّ أنت خالِقُ الخَلْقِ وَرازِقُهُمْ... )؛ فأطلق سراحها (1).

وعادة ما تؤدى عند مقام الإمام الصادق علیه السلام صلاة الجماعة .

2. مقام النبي إبراهيم علیه السلام

يقع في الزاوية الشمالية الغربية، وهو موضع

ص: 134


1- بحار الأنوار – الشيخ المجلسي: 13:10 /320

بيت النبي إبراهيم علیه السلام كما ورد ذلك عن الإمام الصادق علیه السلام بقوله: (فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة) (1).

3. مقام النبي إدريس علیه السلام

يقع في الزاوية الجنوبية الغربية، و هو المنزل والموضع الذي كان يخيط فيه نبي الله إدريس علیه السلام الذي اخبر الله تعالى في كتابه أنه رفعه مكانا عليا بقوله عزٌ من قائل:﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عَلِيّاً﴾ (2).

وقد أشار إلى ذلك الإمام الصادق علیه السلام ضمن حديث له بقوله:(بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة .. فيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه..) (3)

4. مقام العبد الصالح الخضر علیه السلام

يقع في الزاوية الشرقية الجنوبية، وهو على ما تشير إليه الروايات مكان استراحة و موضع تردد العبد

ص: 135


1- التهذيب- الشيخ الطوسي: 6/ 37 / 20
2- سورة مريم – الآيتان 56 و 57
3- منتهى المطلب (ط.ق) -العلامة الحلي: 1 / 387

الصالح الخضر علیه السلام صاحب القصة التي ذكرها القرآن الكريم مع كليم الله النبي موسى علیه السلام بقوله عزً من قائل: ﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً﴾ (1)، كما صرحت بذلك الروايات العديدة عن أئمة أهل البيت علیهم السلام والتي منها قول الإمام الصادق علیه السلام:(وهو موضع الراكب فقيل له: وما الراكب قال الخضر علیه السلام ) (2) ، وقوله علیه السلام:(وفيه مسكن الخضر علیه السلام ) (3).

5. مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين علیهم السلام

يقع في الزاوية الشمالية الشرقية، و يسمى أيضا مقام الأولياء و الصالحين علیهم السلام ، لما ورد من أن كل الأنبياء والأوصياء قد أدوا الزيارة لهذه البقعة المباركة ومنها قول الإمام الباقر علیه السلام عند سؤاله عن أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه و آله و سلم ؟ فقال:(الكوفة...

ص: 136


1- سورة الكهف – الآية 65
2- منتهى المطلب (ط.ق) - العلامة الحلي: 1 /387
3- المزار الكبير - الشيخ المشهدي: 162

وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه) (1).

6. مقام الإمام زين العابدين علیه السلام

يقع بين الزاوية الجنوبية الشرقية، ووسط المسجد، و تشير تسميته إلى أداء الإمام علي زين العابدين علیه السلام الصلاة فيه، وقد أشار الإمام علیه السلام إلى فضل صلاة ركعتين فيه – كما سيرد في الأحاديث - وكان الإمام علیه السلام كثيرا ما يأتى الكوفة عمدا من المدينة، ثم يركب راحلته ويأخذ الطريق – كما روى ذلك بأحاديث عديدة الصحابي الجليل أبو حمزة الثمالي - (2) .

7. مقام الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

يقع مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في منتصف الضلع الجنوبي من المسجد تقريبا ، حيث تم على يد المقدس السيد بحر العلوم (قدس سره) تعيين وتشييد مقام الحجة المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة، وبناء قبة من

ص: 137


1- المزار - الشيخ المفيد:4 ح 1
2- كامل الزيارات: 70 / ح 1، بحار الأنوار: 46 / 64 ح 24 و 97 / 389 ح 41.

الكاشي الأزرق عليه - كما كانت عمارته السابقة - ، وكان بين مكان المقام الذي عينه السيد رحمه الله وبين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار، فنقض ذلك، وأشاد هذا بعد قصة تشرفه بالمقام السامي ورؤيته للحجة الغائب (عجل الله تعالی فرجه الشریف) - كما ينقله عامة من كتب عنه - برواية الميرزا القمي صاحب القوانين.

ص: 138

فضيلة مسجد السهلة المعظم

يعد مسجد السهلة المعظم من أفضل البقاع، بعد مسجد الكوفة المشرّف، ففيه بيتا النبي إدريس علیه السلام ، والنبي إبراهيم علیه السلام ، ومنزل العبد الصالح الخضر علیه السلام .. و إن: (أفضل المساجد، المسجد الحرام، و بعده مسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم ، ويليه مسجد الكوفة، ثم مسجد السهلة) (1)

و لقد وردت فيه أحاديث كثيرة عن أئمة الهدى من آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم ، تشير إلى مكانته وقداسته، و لزوم تعاهد زيارته، نحاول إيراد بعض نصوصها بشكل يسير فيما يلي:

1- بإلإسناد إلى خالد بن عرعرة (2) قال: سمعت علياً علیه السلام يقول:(إن بالكوفة مساجد مباركة، ومساجد

ص: 139


1- توضيح المسائل-الشيخ محمد تقي بهجت: 185
2- خالد بن عرعرة: ترجم له البخاري في تاريخه الكبير(3/162) فقال: خالد بن عرعرة التيمي، سمع علياً، روى عنه سماك بن حرب والقاسم بن عوف..وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(3/343) خالد بن عرعرة السهمي كوفي...ووثقه العجلي في ثقاته(1/330) فقال كوفي تابعي ثقة..وأورده ابن حبان في ثقاته (4/205)وروى له الحاكم في مواضع من المستدرك وقال في إسناده (على شرط مسلم) انظر: حديث رقم(3154)،(3904)وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/229) ثقة

ملعونة، فأما المباركة: فمنها... ومسجد بني ظفر مسجد مبارك، والله إن فيه لصخرة خضراء، وما بعث الله من نبي إلا فيها تمثال وجهه، وهو مسجد السهلة) (1).

2- بالإسناد روي عن الإمام علي بن الحسين علیهما السلام قوله:(من صلى في مسجد السهلة ركعتين، زاد الله في عمره سنتين) (2).

3-بالإسناد إلى أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر علیه السلام قال:(قلت له:أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه و آله و سلم ؟ فقال:(الكوفة... وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه) (3).

ص: 140


1- الأمالى- الشيخ الطوسي: 1/171
2- المزار - الشيخ المفيد: 14 ح4
3- المصدر نفسه:4 ح 1

4- بالإسناد إلى عبد الرحمن بن سعيد الخزاز (1)عن الإمام الصادق علیه السلام قال:(بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة لو أن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله لأجاره عشرين سنة فيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه وهو الموضع الذي خرج منه إبراهيم إلى العمالقة وهو الموضع الذي خرج منه داود إلى جالوت وتحته صخرة خضراء فيها صورة وجه كل نبي خلقه الله عز وجل ومن تحته أخذت طينة كل نبي وهو موضع الراكب فقيل له: وما الراكب قال الخضر علیه السلام ) (2).

5- بالإسناد إلى صالح بن أبي الأسود (3) قال الصادق علیه السلام وهو يذكر مسجد السهلة المبارك:( أما أنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله).

ص: 141


1- روى عن أبي عبد الله /، وروى عنه حسين بن بكر .الكافي: الجزء 3، كتاب الصلاة 4، باب مسجد السهلة 103، الحديث 3، والتهذيب: الجزء 3، باب فضل المساجد والصلاة فيها، الحديث 693
2- منتهى المطلب (ط.ق) -العلامة الحلي: 1 / 387
3- صالح بن أبي الأسود الحناط الليثي: من أصحاب الصادق /وله كتاب . عده ابن النديم من مشائخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة /، كما نقله المامقاني (مستدركات علم رجال الحديث - علي النمازي الشاهرودي: 4 / 228)

6- بالإسناد إلى عبد الرحمن بن سعيد الخزاز قال الصادق علیه السلام:(بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة، لو أن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله لأجار له الله عشرين سنة، فيه مناخ الراكب و بيت إدريس النبي علیه السلام، وما أتاه مكروب قط فصلى ما بين العشاءين فدعا الله عز وجل إلا فرج الله كربته) (1).

7- بالإسناد إلى العلاء بن رزين (2) قال: (قال لي أبو عبد الله علیه السلام: تصلي في المسجد الذي عندكم الذي تسمونه مسجد السهلة، ونحن نسميه مسجد الشرى، قلت: إني لأصلي فيه، جعلت فداك. قال: ائته، فإنه لم

ص: 142


1- تذكرة الفقهاء (ط.ج) - العلامة الحلي: 2/ 425
2- قال النجاشي: العلاء بن رزين القلاء: ثقفي، مولى، وقال الشيخ: العلاء بن رزين القلاء: ثقة، جليل القدر، له كتاب،وهو أربع نسخ (منها): رواية الحسن بن محبوب.أخبرنا به الشيخ المفيد (رحمه الله)، وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق /قائلا: العلاء بن رزين القلاء: مولى ثقيف، كوفي.وعده البرقي أيضا في أصحاب الصادق /، قائلا: العلاء بن رزين مولى، كوفي.

يأته مكروب إلا فرج الله كربته، أو قال: قضى حاجته وفيه زبرجدة فيها صورة كل نبي وكل وصي) (1).

8- بالإسناد إلى عبد الله بن أبان (2) قال: (دخلنا على أبي عبد الله علیه السلام فسألنا أفيكم أحد عنده علم عمي زيد بن علي ؟فقال رجل من القوم: أنا عندي علم من علم عمك كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري إذ قال: انطلقوا بنا نصلي في مسجد السهلة فقال أبو عبد الله علیه السلام: وفعل؟ فقال: لا.. جاءه أمر فشغله عن الذهاب، فقال: أما والله لو أعاذ الله به حولا لأعاذه أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي علیه السلام والذي كان يخيط فيه ومنه سار إبراهيم علیه السلام إلى اليمن

ص: 143


1- قرب الإسناد - الحميري القمي: 159
2- عبدالله بن أبان من أصحاب الإمام الصادق /، وعده البرقي في أصحاب الإمام الكاظم /.روى محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الزيات، عن عبد الله بن أبان الزيات - وكان مكينا عند الرضا /- قال: قلت للرضا /ادع الله لي ولأهل بيتي، فقال/: أو لست أفعل ؟ والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة . . .، روى عبد الله بن أبان، عن أبي عبد الله /، وروى عنه أحمد بن أبي داود . وروى بعنوان عبد الله بن أبان الزيات، عن الرضا /

بالعمالقة ومنه سار داود علیه السلام إلى جالوت وإن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي ومن تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي وإنه لمناخ الراكب، قيل: ومن الراكب ؟ قال: الخضر) (1).

9- بالإسناد الى عبد الرحمن بن كثير (2)، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي: (يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج، قال: نعم، قال: فهل صلى في مسجد سهيل، قال: وأين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة، قال: نعم، قال: أما انه لو صلى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة . فقال له أبو حمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة، قال: نعم فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، وفيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه، وفيه مناخ الراكب، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عز وجل

ص: 144


1- المزار - الشيخ المفيد:1/4
2- عبد الرحمن بن كثير:القرشي، الكوفي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس: من أصحاب الصادق / (رجال النجاشي - النجاشي: 234 )

منها النبيين، وفيه المعراج، وهو الفاروق الأعظم موضع منه وهو ممر الناس وهو من كوفان، وفيه ينفخ في الصور، واليه المحشر، يحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. أولئك الذين أفلج الله حججهم وضاعف نعمهم، فأنهم المستبقون الفائزون القانتون، يحبون أن يدرأوا عن أنفسهم المفخرة، ويجلون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطاعة فعملوا وعلموا أن الله بما يعملون بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب يذهب الضغن يطهر المؤمنين، ومن وسطه سار جيل الأهواز وقد أتى عليه زمان وهو معمور) (1).

10- بالإسناد إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: (قال لي: يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم علیه السلام في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله جعلت فداك؟، قال: نعم كان فيه منزل إدريس علیه السلام، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن علیه السلام، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه، وفيه مسكن الخضر علیه السلام،

ص: 145


1- التهذيب -الشيخ الطوسي:6/ 37 / 20

والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي، وما صلى فيه أحد، فدعا الله بنية صادقة، إلا صرفه الله بقضاء حاجته، وما من أحد استجاره، إلا أجاره الله مما يخاف، قلت: هذا لهو الفضل، قال: نزيدك، قلت: نعم. قال: هو من البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما أني لو كنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه، يا أبا محمد وما لم اصف أكثر، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه ابدا؟، قال: نعم، قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق) (1).

11- بالإسناد إلى الهيثم بن عبد الله الناقد، عن بشار المكاري، انه قال:( دخلت على أبي عبد الله علیه السلام بالكوفة، وقد قدم له طبق رطب طبرزد، وهو يأكل، فقال لي: يا بشار ادن فكل، فقلت: هناك الله وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي

ص: 146


1- المزار الكبير - المشهدي:162

أوجع قلبي، وبلغ مني، فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت، قال: فدنوت وأكلت، فقال لي: حديثك فقلت: رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة يسوقها إلى الحبس، وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد، قال: ولم فعل بها ذاك ؟ ، قال: سمعت الناس يقولون: أنها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب، قال: فقطع الأكل، ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع، ثم قال: يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعو الله ونسأله خلاص هذه المرأة، قال: ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمرأة حدث، صار ألينا حيث كنا، قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلى كل واحد منا ركعتين، ثم رفع الصادق علیه السلام يده إلى السماء وقال: أنت الله لا إله إلا أنت مبدأ الخلق ومعيدهم ....، قال: ثم خر ساجدا، لا اسمع منه إلا النفس، ثم رفع رأسه فقال: قم قد أطلقت المرأة. قال: فخرجنا جميعا، فبينما نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجهنا

ص: 147

إلى باب السلطان، فقال له: ما الخبر ؟، قال: أطلق عنها، قال: كيف كان إخراجها ؟، قال: لا أدري، ولكنني كنت واقفا على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها، فقال لها: ما الذي تكلمت به ؟، قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل، قال: فاخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه، واجعلي الأمير في حل، فأبت أن تأخذها، فلما رأى ذلك منها، دخل واعلم صاحبه بذلك ثم خرج، فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها) (1) .

12- بالإسناد إلى علي بن إبراهيم (2)، عن أبيه، قال:( حججت إلى بيت الله الحرام، فنزلنا عند ورودنا الكوفة،

ص: 148


1- مستدرك الوسائل - الميرزا النوري: 3 / 418
2- علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي، ثقة في الحديث، ثبت، معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر(وأكثر)، وصنف كتبا وأضر في وسط عمره. وله كتاب التفسير، كتاب الناسخ والمنسوخ، كتاب قرب الإسناد، كتاب الشرائع، كتاب الحيض، كتاب التوحيد والشرك، كتاب فضائل أمير المؤمنين /، كتاب المغازي، كتاب الأنبياء، رسالة في معنى هشام ويونس جوابات مسائل سأله عنها محمد بن بلال، كتاب يعرف بالمشذر (رجال النجاشي - النجاشي: 260)، و هو أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هشام القمي ثقة في الحديث ثبت معتمد صحيح المذهب سمع فأكثر وصنف كتبا، وهو من اجل الرواة كان في عصر الإمام العسكري /، وقد أكثر ثقة الإسلام الكليني (رحمه الله) الرواية عنه في الكافي، ومما يدل على جلالته أن الأدعية والأعمال الشائعة في مسجد السهلة ينتهي سندها إليه، وله عدة مصنفات منها: تفسير القمي، وكتاب الناسخ والمنسوخ، وكتاب قرب الإسناد،وكتاب الشرائع، وكتاب فضائل أمير المؤمنين /، وغير ذلك عاش / في القرن الثالث والرابع الهجري(رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين /-السيد علي خان المدني: 1 / 186)

فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد فلما فرغ دعا بهذا الدعاء: أنت الله لا إِلهَ إِلاّ أنت. . إلى آخر الدعاء. ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك وصلى ركعتين، ونحن معه، فلما أنفتل من الصلاة سبح ثم دعا، فقال: اللّهُمَّ ربً هذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيها قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها لي، اللّهُمَّ أَحْيِنِي ما كانت الحَياةُ خَيْراً لِي وَأَمِتْنِي إِذا كانت الوَفاةُ خَيْراً لِي عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ وَافْعَلْ بِي ما أنت أَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم نهض فسألناه عن المكان فقال: أن هذا الموضع بيت إبراهيم الخليل الذي

ص: 149

كان يخرج منه إلى العمالقة، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين ثم رفع يديه، وقال: اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْها مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ المَأْمُولَ وَافْعَلْ بِي ماأنت أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم مضى إلى الزاوية الشرقية، فصلى ركعتين ثم بسط كفيه وقال: اللّهُمَّ إِنْ كأنت الذُّنُوبُ وَالخَطايا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَك فَلَمْ تَرْفَعْ لِي إِلَيْكَ صوَتا وَلمْ تَسْتَجِبْ لِي دَعْوَةً، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ ياالله فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقْبِلَ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَتُقْبِلَ بِوَجْهِي إِلَيْكَ وَلا تُخَيِّبْنِي حِينَ أَدْعُوَك وَلا تَحْرِمْنِي حِينْ أَرْجُوكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وعفر خديه على الأرض وقام فخرج، فسألناه: بم يعرف هذا المقام؟ فقال: انه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين، قال: فاتبعناه، فإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار كما صلى أول مرة ثم بسط كفيه وقال: إِلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطئ المُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ

ص: 150

إِلهِي قَدْ جَلَسَ المُسِيُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِراً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زلله، إِلهِي قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ راجِياً لِما لَدَيْكَ فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، إِلهِي قَدْ جَثاً العائِدُ إلى المَعاصِي بَيْنَ يَدَيْكَ خائِفاً مِنْ يَوْمٍ تَجْثُو فِيهِ الخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، إِلهِي جأَكَ العَبْدُ الخاطئ فَزِعاً مُشْفِقاً وَرَفَعَ إِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً راجِياً وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي مُخالَفَتَكَ وَما عَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ وَأنا بِكَ جاهِلٌ وَلا لِعِقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَأَعأنتنِي عَلى ذلِكَ شِقْوَتِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخى عَلَيَّ، فَمِنَ الآنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟! فَيا سَوْأَتاهُ غَداً مِنَ الوُقُوف بَيْنَ يَدَيْكَ إِذا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا ! أَفَمَعَ المُخِفِّينَ أَجُوُزُ أَمْ مَعَ المُثْقِلِينَ أَحُطُّ ؟ وَيْلِي كُلَّما كَبُرَت سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي ! وَيْلِي كُلَّما طالَ عُمْرِي كَثرَتْ مَعاصِيَّ ! فَكَمْ أَتُوبُ وَكَمْ أَعُودُ؟ أَما آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي؟ اللّهُمَّ فَبِحَقِّ محمد وَآلِ مُحَمَّدٍ اِرحَمني و اعفٌ عنٍي وإِغْفِرْ لِي ياَ خَيْرَ الغافِرِينَ، ثم بكى وعفر خديه وقال: إْرحَمْ مَنْ

ص: 151

أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ ، ثم قلب خده الأيسر، وقال: عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ، ثم قام فخرج فاتبعناه، فقلت: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد ؟ فقال: انه مسجد زيد بن صوحان) (1).

13- روي أن:(جنازة أمير المؤمنين علیه السلام حملت إلى مسجد السهلة، ووجدت ناقة باركة هناك فحمل عليها وأقاموها وتبعوها، فلما وقفت بالغري وبركت، حفر في ذلك المكان فوجدت الخشبة المحفورة، فدفن فيها حسب ما أوصى، وأن آدم ونوحا وأمير المؤمنين علیهم السلام في قبر واحد) (2).

14- بالإسناد إلى المفضل عن الإمام الصادق علیه السلام ، قال:(دعاني سيدي الصادق في جنح الليل وهو مقتم أسود، فحضرت داره وهي تزهر نورا بلا ظلمة، فلما امتثلت بين يديه قال يا مفضل: مر صفوان (3)يصلح لي

ص: 152


1- 1) فضل الكوفة ومساجدها – الشيخ المشهدي: 46
2- مستدرك الوسائل - الميرزا النوري: 10/ 219
3- صفوان الجمال – مرت ترجمته

على ناقتي السعداء رحلها، وأقم في الباب إلى وقت رجوعي إليك، قال: ثم خرج مولاي الصادق علیه السلام وقد احضر صفوان الناقة وأصلح رحلها، فاستوى عليها وأثارها، ثم قال: يا صفوان خذ بحقاب الناقة وارتدف، قال: ففعل صفوان ذلك، ومرت الناقة كالبرق الخاطف أو كاللحظ السريع، وجلست بالباب حتى مضى من الليل سبع ساعات من وقت ركوب سيدي الصادق (منه السلام). قال المفضل: فرأيت الناقة وهي كجناح الطير وقد انقضت إلى الباب، ونزل عنها مولاي (منه السلام)، فانقلب صفوان إلى الأرض خافتا، فأمهلته، وأقبلت انظر إلى الناقة، وهي تخفق والعرق يجري منها، حتى ثاب صفوان، فقلت: خذ ناقتك إليك وعدل إلى أن خرج مغيث خادم مولاي الصادق، فقال: سل يا مفضل صفوانا عما رأى، ويا صفوان حدثه ولا تكتمه. قال: فجلس صفوان بين يدي، وقال: يا مفضل أخبرك بالذي رأيت الليلة فقد إذن لي مولاي، قلت: نعم، قال: أمرني سيدي علیه السلام فارتدفت على الناقة، ولم أعلم أنا في سماء أم في أرض، غير أني أحس في الناقة وهي

ص: 153

كأنها الكوكب المنقض، حتى أناخت ونزل مولاي علیه السلام ونزلت وصلى ركعتين، وقال: يا صفوان صل واعلم انك في بيت الله الحرام، قال: فصليت ثم ركبت وارتفدت، وهبت الناقة كهبوب الريح العاصف، ثم انقضت فأناخت، فنزل مولاي علیه السلام فقال: صل يا صفوان ركعتين واعلم إنك في المسجد الأقصى، قال: ثم ركب وارتفدت وسارت الناقة وهبطت فأناخت، فنزل مولاي عنها ونزلت فصلى ركعتين. قال: صل يا صفوان واعلم بأنك بين قبر جدي علیه السلام ومنبره، قال: فصليت فقال: يا صفوان ارتفد من ورائي فارتدفت، فسارت مثل سيرها وانقضت فنزل مولاي علیه السلام وصلى وصليت فقال: يا صفوان أنت على جبل طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى بن عمران علیه السلام ثم ركب وارتفدت وانقضت فنزل عنها ونزلت، فإذا هو يجهش بالبكاء ويقول: جللت من مقام ما أعظمك، ومصرع ما أجلك، أنت والله البقعة المباركة والربوة ذات قرار ومعين، وفيك والله كأنت الشجرة التي كلم الله منها موسى علیه السلام ما أطول حزننا بمصابنا فيك إلى أن يأخذ

ص: 154

الله بحقنا، قال: وتكلم بكلام خفي عني، ثم صلى ركعتين وصليت وأنا أبكي وأخفي بكائي، ثم ركب وارتفدت فنزل عن قريب لنا وصلى وصليت، قال: يا صفوان هل تعلم أين أنت ؟، فقلت: يا مولاي عرفني حتى اعرف، قال: أنت بالغريين في الذكوات البيض، في البقعة التي دفن فيها أمير المؤمنين علي علیه السلام قال: فقلت يا مولاي فاجعل لي إليها دليلا، قال: ويحك بعهدي أو بعدي، قال: فقلت يا مولاي بعهدك وبعدك، قال: على انك لا تدل عليها ولا تزورها إلا بأمري، قال: فقلت يا مولاي إني لا أدل عليها ولا أزورها إلا بأمرك، قال: خذ يا صفوان من الشعير الذي تزودته الناقة فانثر منه حبا إلى مسجد السهلة، وبكر عليه؛ تستدل وتعرف البقعة بعينها و زرها إذا شئت، ولا تظهرها لأحد إلا من تثق به، ومن يتلوني من الأئمة علیهم السلام إلى وقت ظهور مهدينا أهل البيت (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ثم يكون الأمر إلى الله ويظهر فيها ما يشاء؛ حتى تكون معقلا لشيعتنا وتضرعا إلى الله ووسيلة للمؤمنين. المفضل قال: فظلت باقي ليلتي راكعا وساجدا أسأل الله بقائي إلى

ص: 155

صباح ذلك اليوم، فلما أصبحت دخلت على مولاي (منه السلام) ، فقلت: أريد الفوز العظيم والسعي إلى البقعة المباركة التي بين الذكوات البيض في الغريين، قال: امض وفقك الله يا مفضل وصفوان معك، قال المفضل: فأخذ بيدي، وقصدت مسجد السهلة، ثم استدللنا بحبات الشعير المنثورة؛ حتى وردنا البقعة فلذنا بها، وزرنا وصلينا، ورجعنا وأنفسنا مريضة؛ خوفا من أن لا نكون وردنا البقعة بعينها، قال: ودخلنا من مزارنا منها إلى مولانا الصادق علیه السلام فوقفنا بين يديه، فقال: والله يا مفضل ويا صفوان ما خرجتما عن البقعة عقدا واحدا، ولا نقصتما عنها قدما، فقلنا: الحمد لله ولك يا مولاي، وشكرا لهذه النعمة وقرأ قوله تعالى﴿:وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً﴾ (1)، وقوله: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ (2)) (3) .

ص: 156


1- سورة النبأ - الآية 29
2- سورة يس - الآية 12
3- الهداية الكبرى -الحسين بن حمدان الخصيبي: 96

15-بالإسناد إلى المفضل قال: قلت يا سيدي فأين يكون دار المهدي ومجمع المؤمنين؟ قال:(يكون ملكه بالكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلوته الذكوات البيض من الغريين).

قال المفضل: ويكون المؤمنون بالكوفة!!، قال: أي والله يا مفضل، لايبقى مؤمن إلا كان فيها، وجرى إليها، وليبلغن مربط مجال فرس ألف درهم، والله، ومربط شاة ألف درهم. والله، وليودن كثير من الناس أنهم يشترون شبرا من ارض السبيع (1) بواحد ذهب، ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، ولتخافن قصورها كربلا، ولتصيرن كربلا معقلا ومقاما، تعكف فيه الملائكة والمؤمنون، وليكونن شان عظيم، وتكون فيها البركات، ما لو وفق فيها مؤمن ودعا ربه بدعوة واحدة؛ لأعطاه مثل ملك الدنيا ألف مرة.

ثم تنفس أبو عبد الله وقال: يا مفضل إن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على البقعة

ص: 157


1- السبيع خطة من خطط همدان: إحدى إطراف الكوفة

بكربلاء، فأوحى الله اسكتي يا كعبة البيت الحرام فلا تفخري عليها؛ فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإنها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح، وإنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين، وفيها غسلت مريم لعيسى، واغتسلت من ولادتها. وإنها آخر بقعة يخرج الرسول منها في وقت غيبته، و ليكونن لشيعتنا فيها حياة لظهور قائمنا) (1).

16- بالإسناد إلى مالك بن ضمرة (2) قال:(كنت أصلي

ص: 158


1- الهداية الكبرى -الحسين بن حمدان الخصيبي: 400
2- مالك بن ضمرة الرؤاسي: من أصحاب علي /، وممن استبطن من جهته علما كثيرا، وكان أيضا ممن قد صحب أبا ذر /وأخذ من علمه، وكان يقول في أيام بني أمية: اللهم لا تجعلني أشقى الثلاثة، فيقال له: وما الثلاثة ؟ فقال: رجل يرمى به من فوق طمار، ورجل تقطع يداه ورجلاه ولسانه ويصلب، ورجل يموت على فراشه فكان من الناس من يهزأ به ويقول: هذا من أكاذيب أبي تراب ، قال: وكان الذي رمى به من طمار: هاني بن عروة، والذي قطع وصلب: رشيد الهجري، ومات مالك حتف أنفه - أي مات على فراشه- ولم يدرك الشهادة، وقد كان يتمناها ويدعو أن لا يكون أشقى الثلاثة وفاز بها رشيد، وهاني (الفوائد الرجإلىة - السيد بحر العلوم: 4 /45 )

فوق جبل الخندق (1)فحانت مني التفاتة إلى مسجد السهلة، فنظرت إليه في وقت الصلاة يوم الجمعة روضة خضراء، وفيه دوي كدوي النحل، فسحت عيني ثم نظرت إليه، فإذا هو كما رأيته أولا، قال: فنزلت من الجبل امشي حتى أتيته فلما قمت في وسطه غاب عني الشجر وسمعت دويا كدوي النحل) (2).

17-بالإسناد إلى علي بن حسان (3)، عن عمه عبد الرحمن، عن أبي عبد الله علیه السلام وساق حديث فضل مسجد السهلة إلى أن قال:( وهو من كوفان وفيه ينفخ

ص: 159


1- المقصود به خندق (كري سعد) حسب التسمية المتداولة حاليا، و هو خندق سابور القديم القريب من مسجد السهلة، و كانت تلاله تشرف على المسجد.
2- فضل الكوفة ومساجدها – الشيخ المشهدي: 42
3- قال النجاشي: علي بن حسان الواسطي أبو الحسن القصير، المعروف بالمنمس، عمر أكثر من مائة سنة، وكان لا بأس به، روى عن أبي عبد الله /، روى عنه حديثه في سعدان بن مسلم، له كتاب يرويه عدة من أصحابنا. أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا علي بن حسان

في الصور، وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة) (1).

18-بالإسناد إلى ابن مهران (2)، عن الصادق علیه السلام قال:(إذا دخلت الكوفة فأت مسجد السهلة فصل فيه واسأل الله حاجتك لدينك ودنياك، فإن مسجد السهلة بيت إدريس النبي علیه السلام الذي كان يخيط فيه ويصلي فيه، ومن دعا الله فيه بما أحب قضى له حوائجه

ص: 160


1- بحار الأنوار -العلامة المجلسي:7/116
2- إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني، كوفي يكنى أبا يعقوب، ثقة معتمد عليه، روى عن جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله /، ذكره أبو عمرو في أصحاب الرضا /صنف كتبا، منها الملاحم أخبرنا به محمد بن محمد قال: حدثنا أبو غالب أحمد بن محمد قال: حدثني عم أبي علي بن سليمان عن جد أبي محمد بن سليمان عن أبي جعفر أحمد بن الحسن عن إسماعيل به. وكتاب ثواب القرآن. أخبرنا الحسين بن عبيد الله بن أحمد بن جعفر بن سفيان قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن سلمة بن الخطاب عنه وله كتاب الإهليلجة أخبرناه الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا حمزة قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم عن أبي سمينة عن إسماعيل . كتاب صفة المؤمن والفاجر، كتاب خطب أمير المؤمنين /، كتاب النوادر(رجال النجاشي - النجاشي:26)

ورفعه يوم القيامة مكانا عليا إلى درجة إدريس علیه السلام، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه) (1).

19-بالإسناد إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال:(يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله؟ قال: نعم، هو منزل إدريس علیه السلام، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد، يعبدون الله فيه، يا أبا محمد أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه، ثم إذا قام قائمنا أنتقم الله لرسوله ولنا أجمعين) (2).

20-بالإسناد إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر (3)عن أبي الحسن الرضا علیه السلام قال:(لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم

ص: 161


1- بحار الأنوار – الشيخ المجلسي:11/ 280
2- المصدر نفسه: 52/317
3- أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر البزنطي، من أعلام القرن الثالث الهجري، من أصحاب الأئمة الكاظم والرضا والجواد/، قال الشيخ الطوسي: (أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم، وأقرّوا لهم بالفقه والعلم، وهم ستّة نفر آخر، دون الستّة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله/، منهم: يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري، ومحمّد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر) يُعتبر من رواة الحديث في القرن الثالث الهجري، وقد وقع في إسناد كثير من الروايات تبلغ زهاء (788) مورداً

حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل، ثم قرأ: ﴿ الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ (1) ثم قال: إن من علامات الفرج حدثا يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب).

ص: 162


1- سورة العنكبوت - الآية 1 و 2

وقال السيد فضل الله الراوندي (1): (كأنهما مسجد الكوفة و مسجد السهلة) (2)

ص: 163


1- السيد أبو الرضا، ضياء الدين، فضل الله بن علي بن عبيد الله الذي ينتهي نسبه إلى الحسن المثنى ابن الإمام الحسن المجتبى/، كان علامة زمانه، وعميد أقرانه جمع إلى علو النسب كمال الفضل والحسب، وكان استاذ أئمة عصره، ورئيس علماء دهره، وهو من أساتيذ ابن شهر اشوب، والشيخ محمد بن الحسن الطوسي والد الخواجه نصير الدين الطوسي، ومن تلاميذ الشيخ أبي علي ابن شيخ الطائفة الطوسي. روى عن الشيخ العلامة أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي. وأبي علي الحداد. والشيخ أبي جعفر النيسابوري. وأبي الفتح بن أبي الفضل الاخشيدي، وخلق آخرين من الشيعة والسنة كما روى عنه أكثر أهل عصره، وله تصانيف وشروح في مختلف المواضيع والبحوث.
2- مكيال المكارم - الأصفهاني:2 / 354

الحركة الثقافية في المسجد المعظم

يبدو من خلال بعض الروايات أن مسجد السهلة المعظم كان واحدا من روافد العطاء الفكري ، تلتئم على باحته حلقات الحديث و الدرس فقد ورد عن علي بن السري (1) أنه قال: ( حدثني عمي، قال: حدثني إبراهيم بن أبي سمال (2) وسمعته يحدث به جماعة من أهل الكوفة في مسجد السهلة فيهم جعفر بن بشير

ص: 164


1- من أصحاب الصادق /(رجال الشيخ 306).وعده البرقي أيضا في أصحاب الصادق /.وقال العلامة (28) من الباب (1) من حرف العين، من القسم الأول: علي بن السري الكرخي: روى عن أبي عبد الله /، ثقة، قاله النجاشي وابن عقدة، ورواية الكشي لا تدل على الطعن فيه مع ضعفها، وقد ذكرناها في كتابنا الكبير، وقال الكشي في موضع آخر: قال نصر بن الصباح: علي بن إسماعيل، ثقة، وهو علي بن السري
2- إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سمال كذا في الطبعة الحجريّة من رجال النجاشي، إلا أن في طبعة قم منه: ابن أبي السمال،وهو الموافق لما في رجال النجاشي: 101/253، ثقة هو وأخوه إسماعيل بن أبي السمال، رويا عن أبي الحسن موسى /، وكانا من الواقفة.

البجلي (1)، ومحمد بن سنان الزهري وغيرهم قال: كنت أسير بين الغابة ودومة الجندل مرجعنا من الشام في ليلة مسدفة بين جبال ورمال فسمعت هاتفا من بعض تلك الجبال وهو يقول:

ناد من طيبة مثواه وفى طيبة حلا أحمد المبعوث بالحق عليه الله صلى

وعلى التالي له في الفضل والمخصوص فضلا وعلى سبطيهما المسموم والمقتول قتلا

وعلى التسعة منهم محتدا طابوا وأصلا

هم منار الحق للخلق إذا ما الخلق ضلا

نادهم يا حجج الله على العالم كلا كلمات الله تمت بهم صدقا وعدلا ) (2)

ص: 165


1- جعفر بن أبي وحشية أبو بشر، من سعيد بن جبير والشعبي، ولقي من الصحابة: عباد بن شرحبيل واليشكري، وعنه شعبة وهشيم، صدوق، توفى سنة 125(الكاشف للذهبي 1/183 برقم 790)،وفي تقريب التهذيب 1/129 برقم 70: جعفر بن أياس، أبو بشر بن أبي وحَشيّة ثقة، من أثبت الناس في سعيد بن جبير، مات سنة خمس، وقيل: سنة ست وعشرين.
2- مقتضب الأثر - أحمد بن عياش الجوهري: 54

كما ورد أن المسجد كان يحتضن حلقات الحديث فعن (الشريف الجليل العالم أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي (1) ،عند عودته من الحج، في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، بمسجد السهلة، قال: حدثني والدي علي بن زهرة، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه. قال:

ص: 166


1- السيد ابن زهرة الحلبي (511- 585ه-)عز الدين أبوالمكارم حمزة بن علي بن أبي المحاسن زهرة يصل نسبه إلى الاِمام الصادق/ باثنتي عشرة واسطة.يعرفه ابن شهر آشوب في كتابه و يقول: حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي له كتاب (قبس الاَنوار في نصرة العترة الأخيار) و(غنية النزوع) وهو في كتابه هذا يستمد من الكتاب العزيز في مسائل كثيرة، فقد استدل بقرابة مائتين وخمسين آية، كما اعتمد على أحاديث نبوية وافرة إمّا استدلالاً على المطلوب، أو احتجاجا على المخالف كما اعتمد على الاِجماع في مسائل كثيرة قرابة 650 مسألة، وهو في كتابه يسير على ضوء كتاب الانتصار والناصريات للسيد الشريف المرتضى وكتاب الخلاف والمبسوط لشيخ الطائفة. وينقل الزبيدي عن ابن العديم في تاريخ حلب أنه قال: كان فقيها أُصوليا نظارا على مذهب الاِمامية، يروي عنه: الشيخ معين الدين المصري، والشيخ شاذان بن جبرئيل القمي، والشيخ محمد بن جعفر المشهدي صاحب المزار المشهور، ومحمد بن إدريس الحلي، وقد دارت بينهما مكاتبات ومساجلات(معالم العلماء-إبن شهر آشوب:26 برقم 303)

حدثنا الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن إبراهيم) (1)

ص: 167


1- مستدرك الوسائل -الميرزا النوري: 3 /443

مساجد مجاورة

اشارة

يوجد بجوار مسجد السهلة المعظم مسجدان مشرفان، دلت بعض الروايات على درجة رفيعة من القدسية لهما ، حيث أشير إلى تردد الأئمة والصالحين علیهم السلام إليهما، كما يظهر أن اهتمام المعصوم-سواء الخضر علیه السلام ، أو أئمة أهل البيت - بتعاهد الزيارة لهما من جملة الأعمال المنقولة عنهم علیهم السلام ، وهذان المسجدان هما:

أ- مسجد (صعصعة بن صوحان) رضی الله عنه

(صعصعة بن صُوحان بن حُجْر العبدي) رضی الله عنه: سيد من سادات العرب، و من أكابر المؤمنين، و ممن أثنى عليه أمير المؤمنين علیه السلام فمدحه بوصف: قلة المؤونة، و كثرة المعونة، روى عن أمير المؤمنين علي علیه السلام و عن ابن عباس رضی الله عنه ، كما روى عن أبي إسحق السبيعي (1)، و المنهال بن عمرو، و عبد الله بن

ص: 168


1- أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله بن ذي يحمد وقيل عمرو بن عبد الله بن علي الهمداني الكوفي الحافظ شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها وكان من العلماء العاملين ومن أجلة التابعين وكان طلابة للعلم كبير القدر حدث عنه محمد بن سيرين وهو من شيوخه والزهري وقتادة وصفوان ابن سليم وهم من أقرانه(سيرة أعلام النبلاء- الحاقظ الذهبي)

بريدة (1) وغيرهم، وكان ثقة ابن سعد (2) والنسائي (3) وغيرهم.

ص: 169


1- عبد الله بن بريدة ابن الحصيب الحافظ الإمام شيخ مرو وقاضيها ولد سنة خمس عشرة حدث عن أبيه فأكثر وعمران بن الحصين وعبد الله بن مغفل المزني وأبي موسى وعائشة وأم سلمة وعن عبد الله بن عمرو السهمي وابن عمر وسمرة بن جندب وأبي هريرة وابن عباس والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن مسعود وكان من أوعية العلم(سيرة أعلام النبلاء- الحاقظ الذهبي)
2- محمد بن سعد بن منيع الحافظ العلامة الحجة أبو عبد الله البغدادي كاتب الواقدي ومصنف الطبقات الكبير في بضعة عشر مجلدا والطبقات الصغير وغير ذلك ولد بعد الستين ومئة فقيل مولده في سنة ثمان وستين وطلب العلم في صباه ولحق الكبار(سيرة أعلام النبلاء- الحاقظ الذهبي)
3- أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي القاضي وأحد أئمة الحديث النبوي الشريف صاحب السنن الصغرى والكبرى. ولد بنسا (من بلاد خراسان) سنة 215 ه-، ونشأ منذ صغره على التحصيل العلمي والسعي وراء المعرفة، ورحل في سبيل ذلك إلى العديد من البلاد منها الحجاز، العراق، الشام، دمشق، الجزيرة ومصر،وبعد أن حدثت فتنة حول ما كان يؤلفه من كتب حول صحابة رسول الله /سافر مع تلميذه إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان إلى القدس وسمع من الكثيرين بهذه الأقطار.

عرف صعصعة رضی الله عنه خطيبا مفوها لسنا ،تقيا فاضلا، بليغا في الذود عن الحق والعدالة والفضيلة، مصداقا لقول أبن عباس رضی الله عنه له:(إنك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء، ما ورثت هذا عن كلالة ..) وكان ابن عباس رضی الله عنه حبر الأمة إذا ما أراد أن يستمع إلى البلاغة و الحكم و سداد الرأي وما عفا من أخبار العرب، يجالس صعصعة رضی الله عنه و يسائله و يرتوي من فيض نبعه، كما أختاره وفد المصريين لرئاسة جماعة منهم عند دخولهم على عثمان لطلب الإصلاح. و شهد له الكثير من محبيه و أعدائه بالفضائل، فقد وصفه أمير البلاغة الإمام علي علیه السلام ب-(الخطيب الشحشح)، و امتدحه عقيل بن أبي طالب علیهما السلام بقوله:( صعصعة عظيم الشأن قليل النظير)، وخاطبه عمر بن الخطاب قائلا: (أنت مني و أنا منك)، و ذكره معاوية فقال:(وددت و الله أني من صلبه) و(هكذا فلتكن الرجال)، وحدث عنه عبد الملك بن مروان فقال:(انه أحضر الناس جوابا).و قد كان من

ص: 170

اشد أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ولاء، فقد جاء عن الإمام الصادق علیه السلام أنه قال:( وما كان مع أمير المؤمنين علیه السلام من يعرف حقه إلا صعصعة و أصحابه) .

وصف صعصعة رضی الله عنه الإمام علي علیه السلام مرة فقال:( كان فينا كأحدنا، لين الجانب، وشدة تواضع، وسهولة قياد، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف فوق رأسه) .ووقف رضی الله عنه يوم بيعة الإمام علي علیه السلام يخاطبه:( يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك و رفعتها وما رفعتك، وهي إليك أحوج منك إليها).وقد شهد رضی الله عنه مع الإمام علي علیه السلام مواقعه كلها هو وأخواه ( زيد و سيحان) رضی الله عنه، وجرح في معركة (الجمل)، و استشهد أخواه رضی الله عنه .

أستأذن صعصعة رضی الله عنه على علي علیه السلام وقد أتاه عائدا لما ضربه أبن ملجم، فلم يكن عليه إذن، فقال صعصعة رضی الله عنه للآذن:(قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا و ميتا، فقد كان الله في صدرك عظيما، و لقد كنت بذات

ص: 171

الله عليما) فأبلغه الآذن ذلك فقال الأمير علیه السلام:(وأنت يرحمك الله فقد كنت خفيف المؤونة، كثير المعونة) .

سار رضی الله عنه في تشييع جثمان الأمير علیه السلام ، ووقف على قبره و أخذ كفا من التراب فأهاله على رأسه، وقال:( بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين، هنيئا لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك ، وعظم جهادك، وبلغت ما أمّلت ، وربحت تجارتك، ومضيت إلى ربك ..)، ونطق بكثير من مثلها، وبكى بكاءا شديدا، وأبكى كل من كان معه، و بذلك فقد انعقد في جوف الليل مأتم يخطب فيه صعصعة رضی الله عنه ، ويحضره الإمامان الحسنان علیهما السلام ، ومحمد بن الحنفية ، و أبو الفضل العباس، و غيرهم من أبنائه و أقاربه سلام الله عليهم.ولما أنتهى صعصعة رضی الله عنه من خطبته، عدل الحاضرون إلى الإمامين الحسن و الحسين علیهما السلام و غيرهما من أبنائه، فعزوهم في أبيهم، فعادوا طرّا إلى الكوفة ) (1) .

ص: 172


1- مفاتيح الجنان - الشيخ القمي: 409

و لصعصعة رضی الله عنه شعر جميل يرثي به الإمام علي علیهما السلام فيقول:

(هل خبر القبر سائليه ***أم قرّ عينا بزائريه

أم هل تراه أحاط علما*** بالجسد المستكين فيه

لو علم القبر من يواري ***تاه على كل من يليه

يا موت ماذا أردت مني ***حققت ما كنت أتقيه

يا موت لو تقبل افتداء*** لكنت بالروح افتديه

دهر رماني بفقد ألفي ***أذم دهري واشتكيه)

عاش صعصعة رضی الله عنه فترة عظيمة من فترات التاريخ الإسلامي، و عاصر أناسا عظاما نقشوا في ذاكرة التاريخ خطوطا عريضة زاهية لا تمحى، فقد عايش جزءا من حياة الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم وتربى في ظل دولته الكريمة، وعاصر حياة الخلفاء وعايش الأحداث المهمة، المؤلمة منها و المفرحة، عايش السقيفة، والردة، والانقلاب على الأعقاب، والفتوحات الإسلامية، وانحدار المسلمين التدريجي من المجد الإيماني إلى بناء المجد الشخصي … ليرى نفسه وجها لوجه يصطدم مع سلاطين الإسلام الذين حولوا

ص: 173

الخلافة إلى ملك وراثي، وليروه أمامهم عقبة تجرعهم الغصة تلو الأخرى، غزاهم في عقر دارهم، وفي مقر حكمهم بأشد الكلام و أقساه ، فكان شوكة في جنوب الباغين، وقذى في عيون الظالمين؛ فجعلوا يبيتون له الغدر، و يتحينون له الفرص ، حتى صمم معاوية على النيل منه و قال:(والله لأجفينك عن الوساد، و أشردن بك في البلاد)، فأمر واليه على الكوفة (المغيرة بن شعبة) بإبعاده عنها؛ باعتبارها معقلا لتحركه الجماهيري المعارض، ونفيه إلى جزيرة (أوال)، وهي جزيرة البحرين الحالية، معلنا بداية رحلة بلاء جديدة زاده فيها التقوى و سلاحه الإيمان، وشعاره الإسلام وهدفه الإصلاح، أنيسه الحق ورفيقه الصبر .وطالت الرحلة وما زادت هذا المؤمن الحقيقي إلا صلابة وإباء، واستعدادا للفداء، والجسد معذب، والنفس مستبشرة، البدن متعب، والروح مطمئنة إلى أن خلاصة الجهاد الشهادة. وعاد السيف إلى قرابه، فان (أوال) كانت موطن أسلافه؛ فلا غرور أن وطد فيها دعائم الولاء لآل البيت علیهم السلام، حتى استوى على سوقه

ص: 174

، وآتى أكله يانعا بإذن ربه.و بقي هناك حتّى وفاته، وقد توفي رضی الله عنه في جزيرة أوال بعد نفيه إليها سنة 60 هجرية، وله من العمر سبعون سنة، ودفن في قرية (عسكر) الواقعة جنوب جزيرة المنامة العاصمة في البحرين، ويقع بها ضريح صعصعة رضی الله عنه ومسجده المسمى باسمه على ساحل البحر، وكانت تعلوه قبة ثم تهدمت ولم يعد بناؤها من جديد، وبناء المسجد عامة قديم و هو مزار مشهور لدى عامة الناس ويؤمه الزائرون من كل مكان في البحرين باختلاف طوائفهم في العطل وفي المناسبات .

ومسجد صعصعة رضی الله عنه اليوم من مساجد الكوفة المشهورة ويقع على مسافة قريبة من الجهة الشرقية لمسجد السهلة المعظم، عنيَ الناسُ برعايته والحفاظ على عمرانه، وعمارته الحاليّة شُيّدتْ سنة 1387ه-. ومساحة المسجد 160 متراً مربّعاً مع أربعة أضلاع ارتفاعها متران، وفي الضلع القبلي منها ظلّة تحتها يقع محراب الصلاة.

ص: 175

وقد قام بأعمال البناء المغفور له الحاج عبد الزهره فخر الدين (1) امتثالا لأمر زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سره) .

ب- مسجد (زيد بن صوحان) رضی الله عنه

و(زيد بن صُوحان بن حُجْر العبدي) رضی الله عنه من خلّص أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ، أدرك رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وقال فيه النبي صلی الله علیه و آله و سلم:[من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه عضو منه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان] (2). ولم يشاهد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إنما النبي صلی الله علیه و آله و سلم ذكره وأثنى عليه، وهو احد ثلاثة أشقاء استشهد اثنان منهم مع الإمام أمير المؤمنين علیه السلام وقد صحب زيد بن صوحان رضی الله عنه الإمام علياً علیه السلام وكان له محباً وصديقاً، تفانى في

ص: 176


1- وقد أرخ بناء المسجد على يده بالأبيات التالية: ( لابن صوحان شاد فخر الدين مسجدا من بدائع التكوين غصّ بالمؤمنين فيه سجودا و ركوعا بخشعة و حنين إن تسل من بناه فافخر و أرخ فهو عبد الزهراء فخر الدين)
2- فضل الكوفة و مساجدها - المشهدي:3

حبه والدفاع عنه؛ ولذا سب من قبل خصوم أمير المؤمنين علیه السلام .

كان عالماً فاضلاً ذا بصيرة، ومن سادات قومه الموصوفين بالعبادة والزهد والشجاعة والتقوى، ومما يدل على فضله قول رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيه. وقد اشتهر بالحديث عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ،وقد أدرك حياة النبي صلی الله علیه و آله و سلم و لم يره ، بناءً على بعض الروايات لكنه يروي عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وعرف انه من قراء القرآن، وكان معلماً ومرشداً وله دور خطابي بليغ في المدائن؛ إذ طلب إليه آنذاك سلمان المحمدي رضی الله عنه أن يخطب ويقرأ القرآن؛ لبلاغته وفصاحته .و له يوم الجمل دور تبليغي رائد، فقد كان يخطب في المسلمين ويستجيش العواطف رافعا شعار (سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق وتعرفوه).

قطعت يده في معركة فتح نهاوند عام 20للهجرة. ولقطع يده قصة جميلة، وهي أن النبي صلی الله علیه و آله و سلم أثنى على أشخاص دون أن يراهم، وقيمهم قبل أن يشاهدهم ،مثل

ص: 177

أويس القرني رضی الله عنه (1)، وميثم التمار رضی الله عنه ،وزيد بن صوحان رضی الله عنه فقد ذكر النبي صلی الله علیه و آله و سلم بعض صفات هؤلاء،

ص: 178


1- أويس بن عامر المذحجي المرادي، من الزهّاد الثمانية، وكان معرضا عن ملذات الدنيا وزخارفها، وروي أنه كان لديه رداء يلبسه، إذا جلس مس الأرض، وكان يردد قول: (اللهم إني أعتذر إليك من كبد جائعة، وجسد عارٍ، وليس لي إلا ما على ظهري وفي بطني). قال رسول الله /: (إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ من خلقه الأصفياء الأتقياء، الشعثة رؤوسهم، المغبرة وجوههم، الخمصة بطونهم من كسب الحلال، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يُؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعّمات لم ينكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا. قالوا: يا رسول الله، كيف لنا برجل منهم؟ قال: ذاك أويس القرني، قالوا: وما أويس القرني؟ قال: أشهل ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام ببصره إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن، يبكى على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له، متزر بإزار صوف، ورداء تحت منكبه لمعة بيضاء ألا وإنّه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنّة، ويُقال لأويس: قف لتشفع، فيشفّعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر)(تاريخ مدينة دمشق 9/425)، و قال الإمام الكاظم/:(إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله//، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر، ثم يُنادى مناد: أين حواري عليّ بن أبي طالب/، وصي رسول الله/؟ فيقوم عمرو بن الحمق، ومحمد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار - مولى بني أسد -، وأويس القرني. قال: ثمّ يُنادى المنادى:... فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأول المقرّبين، وأول المتحوّرين من التابعين)(الاختصاص- الشيخ المفيد: 61)، ولقد قاتل أويس القرني بين يدي الإمام علي/ في معركة صفين حتّى استشهد أمامه في الثامن من صفر 37ﻫ، فلما سقط نظروا إلى جسده الشريف، فإذا به أكثر من أربعين جرح، بين طعنة وضربة ورمية، ودفن في منطقة صفين

أو بعض ظروف استشهادهم. فتحدث صلی الله علیه و آله و سلم عن زيد بن صوحان رضی الله عنه قائلا: أنه يسبقه عضو من أعضاءه إلى الجنة، بما يعني أن له تضحية توفر له مكانا في الجنة قبل أجله.وتطبق ذلك فعلاً بعد رحيل النبي صلی الله علیه و آله و سلم بعشر سنوات في معركة فتح نهاوند، و الملفت في الأمر أن يده قطعت من المرفق فدفنوا يده، وبعد مدة شاهده احد من يعرفون بالصحابي، ممن تحدث القرآن الكريم عنهم بالآية الكريمة:

ص: 179

﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (1)،فلما رأى يده قطيعة سأله مستغرباً ما ليدك وما حدث لها ؟!.. ثم سأله يا زيد أسرقت فقطعت يدك !!.. فضحك زيد رضی الله عنه وقال له: (منذ كم دخلت في الإسلام ولم يبلغ الإسلام حدود صدرك؟!.. أما ترى يدي قطعت من المرفق ؟!..فهل هذا هو من الحدود ؟!..- وحد قطع السارق أصابع اليد- ثم قال له: لكن ما اصنع لك !!) .فلبس الرجل ثوب الفشل.

اشتهر زيد رضی الله عنه بعبادته وتقواه وكان يعيش حياة بسيطة، يصوم النهار ويحيي الليل بالعبادة و خاصة ليلة الجمعة فتقول الروايات أنه كان يحييها حتى الصباح، ويقال: انه اتخذ كوخاً ينعزل به في عبادته، وعلى هذا المكان.. مكان الكوخ شيد مسجده باسمه، وهوالمجاور لمسجد السهلة المعظم. وزيد بن صوحان رضی الله عنه أحد الذين هجرهم عثمان من المدينة إلى الشام

ص: 180


1- سورة الحجرات - الآية 14

، شأنه شأن أبي ذر الغفاري رضی الله عنه ومالك الأشتر رضی الله عنه وغيرهم.

أعطاه الإمام علي علیه السلام الراية يوم الجمل وكان معه أخواه صعصعة رضی الله عنه ، وسيحان رضی الله عنه (1) ولما خرج إلى

ص: 181


1- سَيْحَان بن صُوحَان: العَبْديّ، ذكر سيف بن عمر، عن سهل بن يوسف الأنصاريّ، عن القاسم بن محمد أنه كان أحدَ الأمراء في قتال أهل الردة.. وهوثقة معتمد(تنقيح المقال- الشيخ المامقاني) كان في الكوفة حينما أرسل الإمام علي/ ولده الحسن/ وعمار بن ياسر ليستنفرا ويستجيشا أهل البصرة لمواجهة الناكثين، وكان سيحان خطيبا بليغا خطب /خطبة طويلة من جملتها: (أيها الناس لابد لهذا الأمر ولهذه الأمة من والٍ يدفع الظلم والظالم، ويعز المظلوم ويجمع كلمة الناس، أيها الناس هذا واليكم ووليكم يدعوكم لتنظروا فيما بينه وبين صاحبيه، وهو المأمون على الأمة، الفقيه في الدين، فمن نهض اليه فأنا سائرون معه، وفي يوم الجمل سقط أخوه زيد مضرجاً بدماءه واستشهد بعد لحظات.. فواصل سيحان مواجهة الخصوم واستمر وهو يقتص لأخيه، وتقول الروايات أنه أردى قاتل أخيه وهو لم يزل في أصيل الحياة، وكان الإمام أمير المؤمنين /يسشعر بالنشوة ويشعر بالسرور لمواقف هذا البطل ولدفاعه عن الحق، رغم أنه شاهد بنفسه أخاه مضرجاً بدماء الشهادة فلم يفلل عزمه ولم يقل ثباته، فقاتل وامتلأ بدنه بالجراح فسقط على الارض جريحاً.. ووقف أمير المؤمنين/ ليعطيه جرعة من الماء وتأثر /حينما شاهده يلفظ أنفاسه الأخيرة، وظهر التأثر والحزن عليه.. أستشهد /في شهر جمادي الأولى عام 36 ه-.(أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين)

القوم اظهر شجاعة فائقة حتى سقط شهيداً سنة 36 ه- . وهو يساند الحق، وقد تحققت في ذلك نبوءة النبي فيه إذ قطعت يده في واقعة نهاوند و لحق جسده بيده يوم الجمل . وكان رحمه الله حامل راية الجهاد و كان إخوانه ممن يتهافت لنصرة أمير المؤمنين علیه السلام فلما ضرب عمرو بن يثري الظبي زيدا رضی الله عنه وسقط صريعا سارع أخوه صعصعة رضی الله عنه وحمل عنه الراية . أما أمير المؤمنين علیه السلام فقد جاءه و جلس عند رأسه يؤبنه قائلا: (رحمك الله يا زيد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة)، فرفع زيد رضی الله عنه رأسه وهو يقول:(وأنت فجزاك الله خير الجزاء يا أمير المؤمنين فو الله ما علمتك إلا بالله عليما وفي أم الكتاب عليا حكيما وأن الله في صدرك لعظيم . والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي صلی الله علیه و آله و سلم تقول:(وانصر من نصره واخذل من خذله فكرهت و الله أن أخذلك فيخذلني الله)ويروى انه لما سقط نادى برفاقه قائلاً ادفنوني بثيابي ودمائي فأني مخاصم من قتلني و تولى

ص: 182

دفنه الإمام علیه السلام ، و أبنه،وقبره شاخص في البصرة على يمين الذاهب إلى السيبة في منطقة كوت الزين.

وقد جاء في جواب صعصعة رضی الله عنه لابن عباس رضی الله عنه عن أخيه زيد رضی الله عنه قوله: (كان و الله يا ابن عباس عظيم المروءة، شريف الأخوة، جليل الخطر، بعيد الأثر، كميش العروة، أليف البدوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الدهر، ذاكرا الله طرفي النهار وزلفي الليل، الجوع و الشبع عنده سيان، لا ينافس في الدنيا، وأقل أصحابه من ينافس فيها، يطيل السكوت، ويحفظ الكلام)، ثم ذكر أبياتا فقال ابن عباس رضی الله عنه:(ما ظنك برجل من أهل الجنة رحم الله زيدا).

أما مسجد زيد بن صوحان رضی الله عنه، فيقع على بعد مئتي متر جنوب مسجد السهلة، وقد هدمت بناية المسجد الأصلية القديمة في بداية القرن العشرين ثم شيدت من جديد، ثم ما لبثت أن تهدمت فجددت عمارتها من قبل المؤمنين من أهالي تبريز سنة 1395 ه- / 1975 ه-. وبقي من عمارة المسجد الأُولى ثلاث قطع من المرمر الأبيض كتب عليها أدعية وأذكار، والبناء الحالي

ص: 183

للمسجد يحتل مساحةً قدرها 165 مترا مربعا،وقد أعيد ترميمه في السنين المتأخرة من القرن الماضي على يد المغفور له الحاج محمد جواد عطيه جبوري بتوجيه مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله.

ص: 184

الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في رحاب الكوفة ومسجديها المقدسين

زخر تراثنا الإسلامي بعبقات ثرة العطاء مما أفاض به اهل بيت الرحمة علیهم السلام والتي خصوا بها البقعتين الشريفتين الموغلتين في القدم، واللتين تنميان لعصر بدء الخليقة وظهور أول الأنبياء على الأرض أبينا آدم علیه السلام .

ورغم كل ما ضاع من أثر، واختفى من فكر، وطمست من دلالة، وغيبت من حقيقة، وزخرفت لوحة باطل؛ فإن الحق ظل صادحا، ولم يستطع الطغاة والظالمون أن ينالوا من الفكر الإسلامي الأصيل المتمثل بخط النبوة الذي رعته الإمامة، والذي حفظ للدين معالم محمديته الحقة .

على مر العصور توالت على هاتين البقعتين المقدستين ألوان من النكران والإهمال و الإقصاء والتهميش، بل حتى كاد هذان الصرحان الممتدان بنورهما فوق وجه الشمس أصالة وشرفا، أن يتحولان إلى ركام حجارة،

ص: 185

وموئل خراب تحلق فوقه طيور تألف العيش في المساحات المتروكة لتتخذ فيها أعشاشها.

وعبر مواسم العتمة كلها التي لفت المعالم والآثار في بلد المقدسات .. ظلت أقدام تعرف طريق الحق تتخذ مسارها نحو الكوفة والسهلة تنشدان في المسجدين العظيمين اللجوء تحت سماء يؤلف فيها فوق أديم هذين الكيانين الشريفين نقاء التوجه، والأمل الواسع بالمغفرة، حتى كأن البعد بين السماء والأرض الذي يساوي دعوة مستجابة يكاد يكون من حواس اللمس للمتعبدين.

ظلت الوجوه الكريمة لمؤمنين عارفين تشتاق للوصول إلى مسجدي الكوفة والسهلة اطمئنانا لفضلهما، وعرفانا لقداستهما .. وما هو أبعد من كل ذلك، أنهما محوران أساسيان في زمن ملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ملئت ظلما وجورا.

فالأحاديث التي تكتنز بها قلوب العارفين هي وعاء لما ورد بخصوص ذلك عن أئمة الهدى وخزان العلم وتراجمة الوحي أهل بيت محمد صلی الله علیه و آله و سلم حين (يتنفس

ص: 186

العراق الصعداء في ظل سلطة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، ويدخل حياة جديدة في مركزه العالمي بوصفه عاصمة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومحط أنظار المسلمين ومقصد وفودهم . وتصبح الكوفة والسهلة والحيرة والنجف وكربلاء محلات لمدينة واحدة يتردد ذكرها على ألسنة شعوب العالم وفي قلوبهم، ويقصدها القاصدون من أقاصي المعمورة ليلة الجمعة، ويبكرون لأداء صلاة الجمعة خلف المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، في مسجده العالمي ذي الألف باب، فلا يكاد الواحد أن يحصل على موضع صلاة بين عشرات الملايين القاصدة) (1) .

وهناك العديد من الروايات الشريفة التي تشير وتؤكد على أن للكوفة فضلاً على سائر البقاع، وعلى أنها من البلدان الطيبة وأنها من أراضي الجنة، وحث الإمام الصادق علیه السلام الناس على اللجوء عليها فقال لأحد أصحابه: (إذا فقد الأمن من البلاد وركب الناس على الخيول واعتزلوا النساء والطيب فالهرب الهرب عن جوارهم فقلت: جعلت فداك إلى أين ؟ قال: إلى الكوفة

ص: 187


1- ) عصر الظهور -الشيخ الكوراني: 35

ونواحيها...فإن البلاء مدفوع عنها) (1)

وعن أنس بن مالك قال: (كنت جالسا ذات يوم عند النبي صلی الله علیه و آله و سلم إذ دخل عليه علي بن أبي طالب علیه السلام فقال صلی الله علیه و آله و سلم ): [إِلَيَ يا أبا الحَسَنِ]، ثم اعتنقه وقبل ما بين عينيه وقال: [يا علي إِنَ اللهَ عَزَ اسْمُهُ عَرَضَ وِلايَتَكَ عَلى السَماواتِ فَسَبَقَتْ إِلَيْها السَماءُ السابِعَةُ فَزَيْنَها بِالْعَرْشِ، ثُمَ سَبَقَتْ إليها السَماءُ الرابِعَةُ فَزَيْنَها بِالْبَيْتِ المَعْمُورِ، ثُمً سَبَقَتْ إليْها السَماءُ الْدُنْيا فَزَيَنَها بِالْكَواكِبِ، ثُمَ عَرَضَها عَلى الأَرَضِيْنَ فَسَبَقَتْ إليْها مَكَةُ فَزَيْنَها بِالْكَعْبَةِ، ثُمَ سَبَقَتْ إليْها المَدِيْنَةُ فَزَيْنَها بِي، ثُمَ سَبَقَتْ إِلَيْها الْكُوفَةُ فَزَيْنَها بِكَ، ثُمَ سَبَقَتْ إليْها قُمُ فَزَيْنَها بِالْعَرَبِ وَفَتَحَ لَها باباٍ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَةِ...] (2)

ولذا فقد اختارها أمير المؤمنين علیه السلام عاصمة لدولته دون غيرها من المدن، واختارها الإمام الحسن المجتبى علیه السلام كذلك قبل الصلح، واختارها الإمام

ص: 188


1- تاريخ الكوفة - السيد البراقي: 68 – 69
2- المصدر نفسه: 67 – 68

الحسين علیه السلام على غيرها من الخيارات المتاحة له أنذاك، كاليمن وأعالي الحجاز ومكة وغيرها...

والتاريخ يشهد أن الكوفة بقيت على ولائها العلوي رغم ما مر بها من مآسي ورغم قصد الطغاة لها دائماً، وهي بهذا تختلف عن مدن عرفت بذلك الولاء لكن ما أن داهمها خطر حتى نزعت ثوب ولائها، حين دخلها أعداؤها، فخرب أراضيها وقتل أهلها وأحرق مكتباتها فغيرت خطها الموروث... علماً أن الدماء التي أريقت فيها لا يمكن قياسها بما أريق في الكوفة من دماء !

ولذلك ستكون الكوفة هدفاً للقوى المتعددة في عصر الظهور، فيقصدها السفياني من جانب، ويقصدها اليماني والخراساني من جانب آخر، لإن السيطرة عليها تعني السيطرة على فئة مهمة من الناس كان لهم الدور البارز على مسرح الأحداث وتحديد مجرى التاريخ منذ الصدر الأول للإسلام...لهذا وذاك سيختارها الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لتكون عاصمة لدولته المباركة، وتذكر رواية في تفسير العياشي عن الإمام الباقر علیه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ

ص: 189

وَالأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ﴾ (1) أن الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) يدخل العراق ف-(ينزل في سبع قباب من نور، لايعلم في أيها هو، حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل). وفي رواية أخرى: (إنه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق).

وتشير الروايات الى أن الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) يطيل المكث في العراق قبل توجهه إلى القدس: (ثم يأتي الكوفة فيطيل المكث بها ما شاء الله أن يمكث) (2).. وأنه يتخذ السهلة مسكنا له ولعياله، وقد وردت بذلك عدة روايات، وهي تشير إلى أنه علیه السلام يكون له بعد ظهوره زوجة وأولاد . ويبدو أن السبب في إطالة مكوثه في الكوفة مضافاً إلى تثبيت الوضع داخل العراق واتخاذه مركزاً لحكمه، أنه يجمع نخبة معاونيه وأنصاره من العالم في العراق، والأحاديث عن التطور المعنوي والمادي في العراق

ص: 190


1- سورة الرحمن – الآية 33
2- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 52 /224

مركز عاصمته علیه السلام كثيرة لا يتسع لها المجال، حتى( لتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا) (1)، وبتصفية الإمام علیه السلام العراق وضمه إلى دولته وجعله عاصمتها، تكون دولته قد شملت اليمن والحجاز وإيران والعراق، ومعها بلاد الخليج . وبذلك يتفرغ لأعدائه الخارجيين، فيبدأ أولاً بالترك فيرسل لهم جيشاً فيهزمه، ثم يتوجه بنفسه على رأس جيشه إلى الشام حتى ينزل(مرج عذراء) قرب دمشق استعداداً لخوض المعركة مع السفياني واليهود والروم، معركة فتح القدس الكبرى.

وفيما يلي بعض من أحاديث الأئمة علیهم السلام التي تطرقت إلى المنقذ الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومسجدي الكوفة والسهلة المعظمين:

1-عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، قال: [إِنَّ المَهْدِيَّ مِنْ وُلْدِيْ يَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ مُوْسىْ عِنْدَ خُرُوْجِهِ مِنَ مَكَّةَ إِلىْ الكُوْفَةِ..] (2).

ص: 191


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 53 /11
2- الخرائج والجرائح- الراوندي: 2: 912

2-عن أمير المؤمنين علیه السلام ، في وصفه للحجة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف): (كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة على فرس محجل) (1).

3-قال أمير المؤمنين علیه السلام أيضا ، وهو يذكر الحجة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف): (كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة (2)على فرس محجل (3) له شمراخ يزهر، يدعو ويقول في دعائه:

(لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقاً،اللهم معزَ كل مؤمن وحيد، ومذلَ كل جبار عنيد، أنت كنفي حين تعييني المذاهب، وتضيق عليَّ الأرض بما رحبت ، اللهم خلقتني وكنت غنياً عن خلقي، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين.. يا منشر الرحمة من مواضعها، ومخرج البركات من معادنها، ويا من خصَ

ص: 192


1- دلائل الإمامة -الطبري: 458
2- مسيل السهلة ولعل المراد به،ما يعرف اليوم بالخندق القريب من مسجد السهلة(كلمة الإمام المهدي-السيد حسن الشيرازي).
3- التحجيل بياض في قوائم الفرس كلها. ويكون في رجلين ويد، وفي رجلين فقط، وفي رجل ويد فقط، ولا يكون في اليدين خاصة إلا مع الرجلين، ولا في يد واحدة دون الأخرى إلا مع الرجلين(كلمة الإمام المهدي- السيد حسن الشيرازي).

نفسه بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يتعززون.. يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم، فهم من سطوته خائفون..

أسألك باسمك الذي قصر عنه خلقك فكلٌ لك مذعنون. أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد، وأن تنجز لي أمري و تعجل لي الفرج و تكفيني و تعافيني و تقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنك على كل شيء قدير) (1).

4-بالإسناد عن إبن نباتة قال: بينا (نحن) ذات يوم حول أمير المؤمنين في مسجد الكوفة إذ قال: (يا أهل الكوفة..وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه، فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من

ص: 193


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي:52/391

أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج) (1).

5-عن حبة العرني (2) قال: خرج أمير المؤمنين إلى الحيرة فقال: لتتصلن هذه بهذه، وأومأ بيده إلى الحيرة حتى يباع الذراع فيها بدينارين، وليبنين في الحيرة مسجد له خمسمئة باب، يصلي فيه القائم لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين اثنا عشر إماما عدلا) (3)

6-يروى عن أمير المؤمنين علیه السلام أنه قال: (الكوفة كنز الإيمان وجمجمة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث يشاء، والذي نفسي بيده لينصرّن الله جلّ وعزّ بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز)..وكان

ص: 194


1- أمالي الصدوق: 298 ح 8، بحار الأنوار: 97 / 389 - 390 ح 14، وقال المجلسي:نصب الحجر الأسود فيه كان في زمان القرامطة حيث خربوا الكعبة ونقلوا الحجر إلى مسجد الكوفة ثم ردوه إلى موضعه ونصبه القائم/ بحيث لم يعرفه الناس.
2- مرت ترجمته
3- التهذيب – الشيخ الطوسي:3: 253 ح 699.

عبد الله بن عمر (1) يقول: يا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس بالمهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .

ص: 195


1- عبد الله بن عمر بن الخطاب، ويكنى بأبي عبد الرحمن، أمه زينب بنت مظعون، ولد بعد البعثة بعامين وأباه لازال على الكفر، وعندما أصبح يافعا أسلم أبوه فهاجر للمدينة المنورة معه وهو ابن عشرة أعوام وهناك اجتهد في حفظ القرآن. وشارك في غزوة الخندق عندما سمح له بذلك وهو ابن خمسة عشر عاما من العمر، كما شارك في بيعة الرضوان. وخرج إلى العراق وشهد القادسية ووقائع الفرس، وورد المدائن، وشهد اليرموك، وغزا إفريقية مرتين0 روى الكثير من الأحاديث عن رسول الله/ وكان كثير الاتباع لآثار النبي/، حتى إنه ينزل منازله، ويصلي في كل مكان يصلي فيه، وكان شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه، وقد طلب إليه الخليفة عثمان بن عفان القضاء، فاستعفاه منه، ولما وقعت الحرب بين الإمام علي بن أبي طالب/ ومعاوية اعتزل الناس، ثم كان بعد ذلك أن ندم على عدم القتال مع علي/، ويروى أنه قال حين حضره الموت: (ما أجد في نفسي من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية) وعن سعيد بن جبير قال: لما احتضر ابن عمر، قال: ما آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث: ظمأ الهواجر، ومكابدة الليل، وأني لم أقاتل الفئة الباغية) وكانت حياة عبد الله بن عمر تتراوح بين العبادة والفتيا للناس والحج والعمرة، مات بمكة سنة أربع وسبعين وقيل سنة ثلاث وسبعين وهو ابن أربع وثمانين سنة، بعد أن أصابه أحد جنود الحجاج بن يوسف الثقفي بجرح من رمح مسموم.

7-بالإسناد إلى سعيد بن الوليد الهجري عن أبيه قال: قال علي علیه السلام وهو بالكوفة: (ما أشد بلايا الكوفة لا تسبوا أهل الكوفة فوالله إن فيهم لمصابيح الهدى وأوتاد ذكر ومتاع إلى حين والله ليدقن الله بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا إن مكة حرم إِبراهيم والمدينة حرم رسول اللَّه صلی الله علیه و آله و سلم، والكوفة حرمي، ما من مؤمن إلا وهو من أهل الكوفة أو هواه لينزع إليها ألا إن الأوتاد من أَبناء الكوفة، وفي مصر من الأَمصار، وفي أَهل الشام أَبدال) (1).

8-عن ابن عباس، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: (..إذا فتق بثق في الفرات، فبلغ أزقة الكوفة فليتهيأ شيعتنا للقاء القائم) (2).

9-عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين علیه السلام في حديث له حتى انتهى إلى مسجد الكوفة، وكان مبنيا بخزف ودنان وطين، فقال: (ويل لمن هدمك، وويل لمن سهل هدمك، وويل لبانيك بالمطبوخ المغير قبلة نوح،

ص: 196


1- تاريخ دمشق - ابن عساكر: 1/296رقم الحديث 445
2- الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي: 2: 258

طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي، أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة) (1).

10-عن الأصبغ بن نباتة، قال: بينا نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين علیه السلام في مسجد الكوفة، إذ قال: (يا أهل الكوفة، لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم، وهو بيت آدم..) إلى أن قال: (وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي، ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه..) (2).

11-وتحدث الأمير علیه السلام عن ولده المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فقال: (ثم يقبل إلى الكوفة، فيكون منزله بها؛ فلا يترك عبداً مسلماً إلا اشتراه وأعتقه، ولا غارماً إلا قضى دينه، ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردّها، ولا يُقتل منهم عبد إلا أدّى ثمنه دية مسلَّمة الى أهلها، ولا يُقتل قتيل إلا قضى عنه دينه، وألحق عياله في العطاء، حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً.

ص: 197


1- الغيبة – الشيخ الطوسي: 473 / ح 495
2- الأمالي – الشيخ الصدوق: 298/ ح(334/8)

ويسكن هو وأهل بيته الرحبة (1)، والرحبة إنما كانت مسكن نوح وهي أرض طيبة ولا يسكن رجل من آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم ولا يقتل إلا بأرض طيّبة زاكية، فهم الأوصياء الطيّبون) (2) .

12-قال الإمام الباقر علیه السلام: (ويسير نحو الكوفة، وينزل على سرير النبي سليمان علیه السلام، وبيمينه عصا موسى، وجليسه الروح الأمين، وعيسى بن مريم، متشحا ببرد النبي صلی الله علیه و آله و سلم متقلدا بذي الفقار، ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله، يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع، على رأسه تاج من نور) (3).

13-بالإسناد إلى المفضل عن أبي جعفر علیه السلام قال: (إذا دخل المهدي الكوفة، قال الناس: يا ابن رسول الله إن الصلاة معك تضاهي الصلاة خلف رسول الله، وهذا لا يسعنا، فيخرج إلى الغري فيخط مسجدا له ألف باب يسع الناس، ويبعث فيجري خلف قبر الحسين علیه السلام نهر

ص: 198


1- الرُحبَة بضم الراء وسكون الحاء: موضع بالكوفة كما في مجمع البحرين، مادة رحب.
2- تفسير العياشي: 1 / 66
3- إلزام الناصب- اليزدي الحائري: 2/199

يجري إلى الغري حتى إلى النجف ويعمل هو على فوهة النهر قناطر وارحاء في السبيل ) (1).

14-عن أبي بصير عن أبي جعفر علیه السلام قال: (إذا قام القائم سار إلى الكوفة، وليهدم أربعة مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الارض له شرف إلا هدمها) (2).

15-عن أبي الجارود (3) عن الإمام الباقر علیه السلام قال: (إذا خرج القائم من مكة ينادي مناديه: ألا لا يحملن أحد طعاما ولا شرابا، ويحمل معه حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلا نبعت منه عيون، فمن كان

ص: 199


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 97/385
2- كشف الغمة – الأربلي: ج3: 265.
3- زياد بن منذر، روى عن أبي جعفر /، وروى عنه عبد الصمد بن بشير، تفسير القمي: سورة الأنعام، في تفسير قوله تعالى: ( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ( (الأنعام84)، ووقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات، تبلغ اثنين وتسعين موردا، فقد روى عن علي بن الحسين، وأبي جعفر، وأبي عبد الله/(التهذيب: الجزء 7، باب الزيادات،الحديث 1010.)

جائعا شبع، ومن كان ظامئا روي، ودوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة) (1).

16-عن الإمام الباقر علیه السلام ،قال: (إذا دخل القائم الكوفة، لم يبق مؤمن إلا وهو بها أو يجيء إليها) (2).

17-بالإسناد إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر علیه السلام قال: (كأني بالقائم على نجف الكوفة، قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، المؤمنون بين يديه، وهو يفرق بين الجنود في البلاد) (3).

18-عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال: (تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي بعث إليه بالبيعة) (4).

19-عن الثمالي، قال: قال لي أبو جعفر علیه السلام: (يا ثابت كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا – وأومأ بيده إلى ناحية الكوفة – فإذا هو أشرف على نجفكم

ص: 200


1- الغيبة – الشيخ النعماني: 244 / باب 13/ ح29
2- الخرائج والجرائح - الراوندي:1159:3
3- روضة الواعظين- الفتال النيسابوري: 264
4- الغيبة – الشيخ الطوسي: 452/ ح 457

نشر راية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، فإذا هو نشرها انحطت عليه ملائكة بدر..) (1).

20- في رواية عمرو بن شمر (2)عن أبي جعفر الباقر علیه السلام ، ذكر المهدي، فقال: (يدخل الكوفة و بها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له، و يدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة، فيأمر أن يخط له مسجد على الغري و يصلي بهم هناك، ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين علیه السلام نهرا يجري إلى الغريين حتى ينزل الماء إلى النجف، ويعمل على فوهته

ص: 201


1- الغيبة – الشيخ النعماني: 321 / باب20 / ح3
2- قال الشيخ (497): (عمرو بن شمر، له كتاب، رويناه بالاسناد، عن حميد، عن إبراهيم بن سليمان الخزّاز أبي إسحاق، عنه)،وأراد بالاسناد: جماعة، عن أبي المفضّل، عن حميد.وعدّه في رجاله (تارة) من أصحاب الباقر /(45)، قائلاً: (عمرو بن شمر)، و(أخرى) من أصحاب الصادق / (417)، قائلاً: (عمرو بن شمر بن يزيد أبو عبداللّه الجعفي الكوفى)،وعدّه البرقي في أصحاب الصادق /، قائلاً: (عمر بن شمر الجعفى،عربى، كوفى).

القناطر والأرحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء ) (1).

21-عن الإمام الصادق علیه السلام أن:(دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين، والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها (وفي رواية أو يجئ إليها، وفي رواية أخرى أو يحن إليها وهو الصحيح)، ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، ولتجاورن قصورها قصور كربلاء، وليصيرُن الله كربلاء، معقلا ومقاما تختلف إليه الملائكة والمؤمنون، وليكونن لها شأن من الشأن) (2).

22-عن الإمام الصادق علیه السلام قوله أنه: (يبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء والحيرة، حتى يخرج الرجل على بغلة

ص: 202


1- الغيبة – الشيخ الطوسي: 468 و 469 / ح 485
2- بحار الأنوار - الشيخ المجلسي:53/11

سفواء (1)يريد الجمعة فلا يدركها) (2).

23-عن صالح بن أبي الأسود عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (أما انه منزل صاحبنا إذا قام بأهله ) (3).

24-وروي عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: (قال لي: يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم علیه السلام في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله جعلت فداك؟، قال: نعم كان فيه منزل إدريس علیه السلام، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن علیه السلام، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه، وفيه مسكن الخضر علیه السلام، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي، وما صلى فيه أحد، فدعا الله بنية صادقة، إلا صرفه الله بقضاء حاجته، وما من أحد استجاره، إلا أجاره الله مما يخاف، قلت: هذا لهو الفضل، قال: نزيدك، قلت: نعم، قال: هو من البقاع التي أحب الله أن

ص: 203


1- السفواء الخفيفة السريعة، أي يركب وسيلة خفيفة سريعة فلا يدرك صلاة الجمعة، لأنه لايجد موقفاً فارغاً ومحلاً للصلاة
2- الغيبة - الشيخ الطوسي: 280
3- الذكرى - الشهيد الأول:155

يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما أني لو كنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه، يا أبا محمد وما لم اصف أكثر، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه ابدآ؟، قال: نعم، قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق) (1).

وقد يستشكل على هذا الموضوع أنه كيف يكون مسجداً وبيتاً في آن واحد؟ وهو موضوع فيه من المعالم العقائدية والفكرية التي تحتاج إلى تفصيل، ويمكن أن يجاب عليه بسؤال آخر وهو: كيف كان مسجد النبي بيت النبي صلی الله علیه و آله و سلم ؟ وبيت فاطمة علیها السلام في المسجد؟ ولذلك سدّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم كل الأبواب التي كانت تطل علي المسجد إلاّ بيت عليّ علیه السلام (2)؛ لأن بيت علي علیه السلام هو بيت النبي صلی الله علیه و آله و سلم وهو المسجد ولا فرق بينهما فإنّ إرادة الله شاءت أن يكون للإمامة موقعها الخاص.

ص: 204


1- المزار الكبير- الشيخ المشهدي:162
2- روي أن رسول الله /قال: [سُدُوا الْأَبْوابَ كُلَهَا إلاّْ بابَ عَلِيّ، وَأومَىءَ إلى بابِ عَلِيّ]، (كنز العمال 13: 136/ ح 36432)

25-بالإسناد إلى المفضل عن الإمام الصادق علیه السلام – في حديث طويل مر ذكره- قال:(أنت بالغريين في الذكوات البيض، في البقعة التي دفن فيها أمير المؤمنين علي علیه السلام قال: فقلت يا مولاي فاجعل لي إليها دليلا، قال: ويحك بعهدي أو بعدي، قال: فقلت يا مولاي بعهدك وبعدك، قال: على انك لا تدل عليها ولا تزورها إلا بأمري، قال: فقلت يا مولاي إني لا أدل عليها ولا أزورها إلا بأمرك، قال: خذ يا صفوان من الشعير الذي تزودته الناقة فانثر منه حبا إلى مسجد السهلة، وبكر عليه؛ تستدل وتعرف البقعة بعينها وزرها إذا شئت، ولا تظهرها لأحد إلا من تثق به، ومن يتلوني من الأئمة علیهم السلام إلى وقت ظهور مهدينا أهل البيت (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ثم يكون الأمر إلى الله ويظهر فيها ما يشاء؛ حتى تكون معقلا لشيعتنا وتضرعا إلى الله ووسيلة للمؤمنين..) (1).

26-قال المفضل: قلت يا سيدي(الإمام الصادق علیه السلام ):فأين يكون دار المهدي ومجمع المؤمنين؟ قال: (يكون ملكه بالكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم

ص: 205


1- الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي: 96

غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلوته الذكوات البيض من الغريين، قال المفضل: و يكون المؤمنون بالكوفة!!، قال: أي والله يا مفضل، لا يبقى مؤمن إلا كان فيها، وجرى إليها، وليبلغن مربط مجال فرس ألف درهم، والله، ومربط شاة ألف درهم، والله، و ليودن كثير من الناس أنهم يشترون شبرا من ارض السبيع بواحد ذهب، ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، ولتخافن قصورها كربلا، ولتصيرن كربلا معقلا ومقاما، تعكف فيه الملائكة والمؤمنون، و ليكونن شان عظيم، وتكون فيها البركات، ما لو وقف فيها مؤمن ودعا ربه بدعوة واحدة؛ لأعطاه مثل ملك الدنيا ألف مرة) (1).

27-عن المفضل قال الإمام الصادق علیه السلام: (يا مفضل أن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على البقعة بكربلاء، فأوحى الله اسكتي يا كعبة البيت الحرام فلا تفخري عليها؛ فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإنها الربوة التي أوت إليها

ص: 206


1- البحار – الشيخ المجلسي: ج 53، ص 11، ب 25، ح 1.

مريم والمسيح، وإنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين، وفيها غسلت مريم لعيسى، واغتسلت من ولادتها. وإنها آخر بقعة يخرج الرسول منها في وقت غيبته، و ليكونن لشيعتنا فيها حياة لظهور قائمنا) (1).

28-قال الصادق علیه السلام: كأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاث مئة وثلاثة عشر عدة أصحاب بدر وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه حتى يستخرج من قباءه كتابا مختوما من ذهب عهد معهود من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ) (2).

29-عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: (كأني أنظر إلى القائم على نجف الكوفة عليه خوخة من استبرق، ويلبس درع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ) (3).

30- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (إن القائم إذا قام رد البيت الحرام إلى أساسه، ورد مسجد رسول

ص: 207


1- الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي: 400
2- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: ج52: ح: 42 - ك
3- المصدر نفسه: 321و322/باب20/ح3

الله صلی الله علیه و آله و سلم إلى أساسه، ورد مسجد الكوفة إلى أساسه) (1).

31-قال الإمام الصادق علیه السلام: (يخرج القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى علیه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون (2)،وأبو دجانة الأنصاري (3)..

ص: 208


1- تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي:5/452/ح(1576/222)
2- ورد أنه الفتى الذي صاحب موسى/ للقاء الخضر/ وهو النبي الذي أخرج الله على يديه بني إسرائيل من صحراء سيناء، وحاربوا أهل فلسطين وانتصروا عليهم ولم يخرج أحد من التيه ممن كان مع موسى/سوى اثنين، هما الرجلان اللذان أشارا على ملأ بني إسرائيل بدخول قرية الجبارين. ويقول المفسرون: إن أحدهما يوشع بن نون. وهذا هو فتى موسى في قصته مع الخضر. صار الآن نبيا من أنبياء بني إسرائيل، وقائدا لجيش يتجه نحو الأرض التي أمرهم الله بدخولها. خرج يوشع بن نون ببني إسرائيل من التيه، بعد أربعين سنة، وقصد بهم الأرض المقدسة. ،كانت هذه الأربعين سنة -كما يقول العلماء- كفيلة بأن يموت فيها جميع من خرج مع موسى عليه السلام من مصر،
3- سِماك بن (أوس بن) خرشة بن لوذان ( ت 12 ه- / 633 م ) من أصحاب النبي / من الأنصار ومن قبيلة بني ساعدة. شهد بدرا وأحدا وجميع المشاهد مع رسول الله / الذي أعطاه في يوم أحد سيفا، وقد أبدى شجاعة فائقة وصمودا في المعارك، وهو من الأصحاب المعدودين الذين لم يتخلوا عن الرسول /رغم تقدم قريش وانتصارها، ولهذا السبب دعا له الرسول /.وفي سنة 4 ه- قسّم رسول الله /ما أفاء الله عليه من يهود بني النضير بعد انتصار المسلمين عليهم، بين المهاجرين ولم يعط أحدا من الأنصار من ذلك الفيء شيئا، إلا رجلين كانا محتاجين؛ سهل بن حنيف وأبا دُجانة.وبعد وفاة النبي /شارك أبو دجانة عام 12ه- في وقعة اليرموك، وعندما لجأ أنصار مسيلمة الكذاب إلى حديقة لهم، حرض المسلمين على قتالهم، واستطاع المسلمون إثر صموده وشجاعته أن يدخلوا إلى الحديقة وقاتل قتالا شديدا حتى استشهد.

والمقداد (1)...

ص: 209


1- المقداد بن عمرو بن ثعلبة البهرائي، ولد عام 24 قبل البعثة في حضرموت. نشأ في ظل أبيه ضمن مجتمع ألف مقارعة السيف ومطاعنة الرمح، فكانت الشجاعة إحدى سجاياه التي اتصف بها فيما بعد، وكان إلى جانب ذلك رفيع الخلق، عالي الهمة، طويل الأناة، طيب القلب صبورا على الشدائد، يحسن إلى ألد أعدائه طمعا في استخلاصه نحو الخير، صلب الإرادة، ثابت اليقين، لا يزعزعه شيء، ويكفي في ذلك ما ورد في الأثر: (ما بقي أحد إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الأسود فإن قلبه كان مثل زبر الحديد) وهو أول فارس في الإسلام وكان من الفضلاء النجباء الكبار من أصحاب النبي / سريع الإجابة إذا دعي إلى الجهاد. شهد المشاهد كلها مع رسول الله /. وذكر ابن مسعود أن أول من أظهر إسلامه سبعة، وعد المقداد واحدا منهم..وكان الناس على فريقين بخصوص أصحاب الشورى الستة الذي عينه عمر، ففريق يريدها لعلي بن أبي طالب /وهو الفريق المتمثل ببني هاشم وشيعة علي أمثال عمار بن ياسر، والمقداد بن عمرو، وفريق يريدها لعثمان بن عفان، وهو المتمثل بابن سرح، وابن المغيرة وبقية بني أميّة وأتباعهم . وتعالت الأصوات كلٌ ينادي باسم صاحبه، فأقبل المقداد على الناس وقال: أيها الناس اسمعوا ما أقول: أنا المقداد بن عمرو، إنكم إن بايعتم عليا سمعنا وأطعنا، وإن بايعتم عثمانا سمعنا وعصينا..ولما بويع لعثمان بالخلافة، عبّر أمير المؤمنين / عن عدم رضاه لهذه النتيجة، لكنه سلم بالأمرالواقع، قائلاً: (لأسلمن ما سلمت أُمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا عليّ خاصة)، وقال المقداد: تالله ما رأيت مثل ما أُوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم، واعجباً لقريش ! لقد تركت رجلا ما أقول ولا أعلم أن أحدا أقضى بالعدل، ولا أعلم، ولا أتقى منه، أما والله لو أجد أعوانا...الخ. توفي المقداد /سنة 33 ه-، بعد أن شهد فتح مصر، وقد بلغ من العمر سبعين عاماً، ودفن في مقبرة البقيع بالمدينة المنوّرة .

ومالك الأشتر (1)...

ص: 210


1- مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي ولقبه الأشتر(لإصابته برموش عينيه)، ولد في اليمن ورغم أن مالكا أسلم على يدي رسول الله /، وحسن إسلامه، فإن شهرته تقوم على كونه كان قائدا لجيش الإمام/ و حامل لوائه. وصفه عارفوه فقالوا: كان فارسا مغوارا، مديد القامة، مهيب الطلعة، وكان عالما، شاعرا، وكان سيد قومه بلا منازع.. أرسله أبوعبيدة الجراح إلى سعد بن أبي وقاص، مع جماعةٍ، ليشد أزره في العراق..وكان قد اشترك في موقعة اليرموك فأبلى فيها بلاءً حسنا..ثم انحاز بعد ذلك إلى جانب الإمام علي /، فوضع نفسه تحت تضرفه، ففي معركة الجمل هز مالك الأشتر لواء الإمام /مدمدماً: الويل للناكثين!..واقتحم بمن خلفه قلب جيش العدو،وعاد منها، وله في إحراز النصر سهم كبير!.وفي موقعة صفين نظم الإمام /جيشه، فأسند قيادة الخيالة إلى مالك الأشتر، والرجّالة إلى عمار بن ياسر. وبلغت المعركة أوجها ليلة الهرير: الأشتر في الميمنة، وعبدالله بن عباس في الميسرة، وفي القلب علي أميرالمؤمنين /.. وكانت ليلة طحنت من الفرسان آلافا!.. طلب فيها مالك فرسان قبيلته بني مذحج، فأتوه ملبين..ليصيح فيهم: (أنتم أبناء الحرب، وأصحاب الغارات، وفتيان الصياح، وفرسان الطراد، وحتوف الأقران! والذي نفسي بيده، ما من هؤلاء (وأشار إلى أهل الشام) رجل على مثل جناح بعوضة من دِين!)فكرُّ.. وكروا، فلم يقصد كتيبةً إلا كشفها ولا جمعا إلا حازه، وما زال ذلك دأبه حتى أوشك أن يصل إلى السرادق الذي فيه معاويةُ وعمرو بن العاص!.. ودعا معاوية بفرسه فركبها، يطلب لنفسه النجاة،وعند ارتفاع ضحى الجمعة، اعتلى جواده، وصاح بمن حوله:(من يشتري نفسه ويقاتل مع الأشتر؟ شدوا شدَّةً، فدىً لكم خالي وعمي.. تُرضون بها الربّ. وتعزّون بها الدِّين)، وحمل على القوم يقاتل كالأسد الهصور. فلما رأى الإمام علي /تقدّمَه أمدَّه بالرجال، فتقدم بهم، لا يثنيه شيء؛فلاح النصر إلى جانب علي /وأصحابه..وبان الانكسار في معسكر أهل الشام، وارتسمت على وجوههم علائم الخذلان المبين وإذا بالمصاحف، يرفعها أهل الشام على أسنة رماحهم، قائلين: هذا كتاب الله بيننا وبينكم!.. ولا يجدُ أمير المؤمنين/ بُداً من الطلب إلى الأشتر بالعودة،فعاد إليه على عجلٍ عندما علم بأن الإمام/ أصبح بين يدي المتمردين من جيشهِ كالرهينة..وتوقفت الحرب.. وبعثه الإمام /الأشتر عاملا له على الجزيرة ،ثم أمره بالتوجه إلى مصر، واليا على أهلها من قِبَله، وحمّله إليهم منه كتابا جاء فيه:(إني قد بعثت عليكم عبداً من عبادِ الله، لا ينام أيام الخوف، ولا ينكُلُ عن الأعداء حذر الدوائر، من أشد عباد الله بأساً وأكرمهم حسباً، أضرّ على الفجّار، من حريق النار، وأبعدُ الناس من دنس وعار. وهو مالك بن الحارث الاشتر، فاسمعوا له وأطيعوا أمره في ما طابق الحق، فإنه سيف من سيوف الله ). وعهد أميرالمؤمنين /إلى الأشتر عهدا، يحفلُ به نهج البلاغة، وكتب السير والمغازي، لا يدع شاردة ولا واردة يستقيم بهما الحكم، ويحتاجهما الحاكم، إلا ويأتي على ذكرهما، فهو برنامج عملٍ، ودستور حكم ليس لهما من نظير. ويوجس معاوية خيفةً من الأشتر المتوجه إلى مصر؛فيصمم على قتله بشربةٌ من عسلٍ مسمومٍ، لما شربها، استُشهد - رضوان الله عليه - لساعتِه.. وعندما علم معاوية بموت الأشتر قام في الناس خطيبا فقال:(أما بعد: فإنه كان لعلي بن أبي طالب يمينان: قطعت إحداهما يوم صفين (يعني: عمار بن ياسر)، وقطعت الأخرى اليوم ( يعني: مالك الأشتر ). ولما بلغت الإمام عليا /، شهادته، قال: (إنا لله وإنا إليه راجعون! والحمد لله رب العالمين.اللهم إني أحتسبُه عندك، فإن موته من مصائب الدهر..رحم الله مالكاً، فلقد كان لي كما كنتُ لرسولِ الله. لله درّ مالك!. وما مالك!. لو كان جبلاً لكان فنداً، ولو كان صخراً لكان صلداً. على مثل مالك فْلتَبكِ البواكي، وهل موجود كمالِك؟! لقد استكمل أيامه، ولاقى حِمامه، ونحن عنه راضون.. فرضي الله عنه، وضاعف له الثواب، وأحسن له المآب )

ص: 211

ص: 212

فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما) (1).

32-عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله علیه السلام: (ولا يخرج القائم حتى يقرأ كتابان، كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة، بالبراءة من علي علیه السلام ) (2).

33-عن الحسن بن محبوب (3) عن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال: ( كأني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب فيفكه فيقرأه

ص: 213


1- الإرشاد – الشيخ المفيد: ج2/386
2- الغيبة – الشيخ النعماني:320و321/باب20/ح2
3- ابن وهب بن جعفر بن وهب السراد، وقد يقال له الزراد. يكنى أبا علي، مولى بجيلة، كوفي فقيه محدث مصنف، كان ثقة جليل القدر، حتى عد في الأركان الأربعة في عصره، ومن الفقهاء الذين ورد الإجماع على تصحيح ما يصح عنهم. وقد وثّقه كل من ترجم له من الإمامية. أدرك الأئمة الكاظم والرضا والجواد /وروى عنهم، وروى عن ستين رجلا من أصحاب الإمام الصادق /(رجال الطوسي 372و 347)

على الناس فيجفلون عنه إجفال النعم فلم يبق إلا النقباء) (1).

34-عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (كأني بالقائم على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فينتفض هو بها فتستدير عليه فيغشيها بخداجة من استبرق ويركب فرسا ادهم بين عينيه شمراخ فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلد الا وهم يرون أنه معهم في بلادهم) (2)، وبمعنى مقارب عنه علیه السلام:(كأني بالقائم علیه السلام على ظهر النجف لابساً درع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيتقلص عليه، ثم ينتفض بها فتستدير عليه، ثم يغشي الدرع بثوب إستبرق، ثم يركب فرساً له أبلق بين عينيه شمراخ (3)، ينتفض به، لايبقى أهل بلد إلا أتاهم نور ذلك

ص: 214


1- الكافي – الشيخ الكليني: 8: 167 /ح 185
2- كامل الزيارات – الشيخ الصدوق:233 – 235 / باب 41 / ح( 348/ 5)
3- الشمراخ غرة الفرس إذا دقت وسالت وجللت الخيشوم ولم تبلغ الجحفلة(كلمة الامام المهدي-السيد حسن الشيرازي).

الشمراخ، حتى يكون آية له . ثم ينشر راية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فإذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب) (1).

35-روي عن فضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام قال: ( لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل، ثم قرأ: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ (2) ثم قال: إن من علامات الفرج حدثا يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب)..وقال السيد فضل الله الراوندي: كأنهما مسجد الكوفة و مسجد السهلة) (3).

36-روى ثقة الإسلام الشيخ الكليني (قدس سره) (4) والذي ولد في عصر الإمام الحسن العسكري علیه السلام، وكان معاصراً

ص: 215


1- بحار الأنوار– الشيخ المجلسي: 52 / 391
2- سورة العنكبوت - الآية 1 و 2
3- مكيال المكارم -الشيخ محمد تقي الأصفهاني:2 / 354
4- يعد ثقة الإسلام محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني أشهر عالم فقيه ومحدث للشيعة في النصف الأول من القرن الرابع الهجري. ينحدر الكليني من قرية كلين الواقعة على بعد 38 كليومترا عن مدينة الري والمنطقة الجنوبية الغربية من طريق قم – طهران. وولد /في عصر الإمام الحسن العسكري /، وكان معاصراً للسفراء الأربعة والوكلاء الخاصين بالإمام المهدي /والذين كانوا طيلة الغيبة الصغرى، حلقة الوصل بين الشيعة وإمام الزمان/ . ورغم أن هؤلاء الأربعة كانوا من الفقهاء والمحدثين الكبار للشيعة وكان الشيعة يعرفونهم بجلالة القدر، إلا أن الكليني كان أشهر شخصية عالية القدر كأنت تعيش في ذلك العصر محاطة بالاحترام بين السنة والشيعة وكأنت تبذل الجهود البارزة من أجل الترويج للمذهب الحق ونشر معارف أهل البيت /وفضائلهم.وكانت كافة الطبقات تثني عليه بصدق القول والعمل والإحاطة الكاملة بالأحاديث والأخبار؛ حتى ذُكر أن الشيعة والسنة كليهما كانوا يرجعون إليه في استفتاءاتهم وكان في هذا المجال موضع ثقة كلا الفرقتين واعتمادهما. ولذلك لقب بثقة الإسلام وهو أول عالم مسلم عرف بهذا اللقب وكان حقاً يستحق هذا اللقب الكبير فهوعديم النظير في الأمانة والعدالة والتقوى والفضيلة وضبط الأحاديث .التقى ثقة الإسلام الكليني علماء كباراً وفقهاء ومحدثين كثراً في الري وقم وبغداد والبلاد الإسلامية الأخرى في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، ونال نصيباً من معلوماتهم ومحفوظاتهم وأفاد الكثير منهم ونال منهم الإجازات؛ حيث كأنت هذه الإجازات في تلك العهود من أولئك الرجال العظام إلى هذا العالم الكبير، ذات قيمة فائقة. وتذكر كتب الرجال والتراجم، أسماء أربعين من الفقهاء والمحدثين الذين كانوا يعتبرون من أساتذته ومشايخه وأدى الكليني لديهم فروض التتلمذ فضلاً عن علماء العامة الذين ذكرهم ابن حجر العسقلاني. 37-مؤلفاته: كتاب الرجال، كتاب الرد على القرامطة، كتاب وسائل الأئمة /، كتاب تعبير الرؤيا، مجموعة شعر، و كتاب الكافي.توفي ثقة الإسلام الكليني في مدينة بغداد سنة 328 أو 329 وصادفت وفاته بداية الغيبة الكبرى لإمام الزمان / ففي هذه السنة توفي الشيخ الأجل أبو الحسن الصيمري النائب الرابع لإمام الزمان /، وبرحيله بدأت غيبته الكبرى الطويلة وأصبح المجتمع الشيعي يعيش وضعاً خاصاً. ولكن وجود كتاب الكافي، أضاء كالنجم الساطع، سماء آمال الشيعة المظلمة ومرقده اليوم معروف في الجهة الشرقية من نهر دجلة، قرب جسر بغداد القديم، وهو مزار للمسلمين.

ص: 216

للسفراء الأربعة والوكلاء الخاصين بالإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والذين كانوا طيلة الغيبة الصغرى، حلقة الوصل بين الشيعة وإمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) (عن علي بن محمد عن محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بالعراق، فقال: رأيته بين المسجدين وهو غلام) (1)، وقال الشيخ (قدس سره): ويحتمل قريباً باعتبار أن الراوي عراقي أن المراد بهما مسجدا الكوفة والسهلة.

ص: 217


1- الكافي-الشيخ الكليني:1/ 330،ح2 باب تسمية من رآه /

كرامات في المسجدين

ضم عدد كبير من الكتب قصصا كثيرة تتحدث عن تشرف أصحابها بالمقام السامي لولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،الذي ورد عنه قوله: ( ولو أن أشياعنا - وفقهم الله لطاعته - على اجتماع من القلوب، في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا) (1).

و اختص مسجدا الكوفة والسهلة المعظمان بالجزء الكبير من تلك المرويات عن مشاهدته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) و التحدث إليه ،ونسبت بعض هذه القصص إلى كبار العلماء كسماحة المقدس السيد بحر العلوم (قدس سره) ، و غيره ، و يبدو أن: (عمل الصالحين من العلماء وغيرهم، واستقرار سيرتهم على مسألة التشرف بلقائه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عن قديم الأيام ، بحيث كان جمع منهم يواظبون على البيتوتة، والتضرع والعبادة، أربعين ليلة جمعة في مسجد الكوفة، أو أربعين ليلة أربعاء في مسجد السهلة

ص: 218


1- الاحتجاج- الشيخ الطبرسي:ج2 ص 325

؛ لينالوا بهذا الفوز العظيم. وقد اتفق الفوز بلقائه لكثير من الصالحين، ووقائعهم مذكورة في الكتب كالبحار، والنجم الثاقب، ودار السلام للشيخ محمود ، وغيرها) (1).

و قد حاولنا – هنا – إدراج ما أمكننا الوصول إليه من تلك القصص و الروايات، مع أنها قد لا تمثل إلا قسما قليلا من تلك القصص؛ فان العديد من العلماء و الصالحين وأهل العرفان كان ينأى عن التحدث بمشاهداته، أو انه يختص بها من يثق من تلامذته و مقربيه، الذين قد يحملون تلك الأحاديث أسرارا في صدورهم حتى انتقالهم إلى الدار الآخرة،(ولا بد من الالتفات إلى أن ما وقع وما يمكن وقوعه بهذا الاتجاه لهو في بعض المواقع (مكاشفة)، وفي مواقع أخرى (مشاهدة)، وفي مواقع (رؤية) وهذا التصنيف ينسجم في كل حالة منه مع مستوى الأفراد الروحي، ولكل مستوى في نفسه مراحل ودرجات) (2).

ص: 219


1- مكيال المكارم -الشيخ محمد تقي الأصفهاني: 2 / 354
2- جنة المأوى - الميرزا النوري: في ذكر من فاز بلقاء الحجة عجل الله تعالی فرجه الشریف.

وقد تشرف بالرؤيا عدد من علمائنا الدين بلغوا مراحل الرقيّ الروحي والمعنوي عن طريق الارتباط العميق بالنبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم والأئمة الطاهرين علیهم السلام والاقتداء الكامل بهم والالتزام الدقيق بالعقيدة الإِسلامية وبأحكام الشريعة السمحاء في السلوك والممارسة فكانوا بذلك أصحاب مواقع رفيعة ومن ذوي الكشف والبصيرة، أمثال: السيد رضي الدين بن طاووس الحسني، والمحقق المقدس الأردبيلي، والسيد محمد مهدي بحر العلوم، والسيد محمد العاملي، والشيخ إبراهيم القطيفي، والسيد مرتضى النجفي، والشيخ الحر العاملي، والسيد القزويني، والحاج علي البغدادي وغيرهم من الذين نالوا شرف اللقاء . فيما كان البعض الآخر من عموم الناس، فحصل لهم لقاء بشكل ما على أثر الدعاء والتوسل والمناجاة. فيما تيقن بعض الأفراد من وجود الإِمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) على أثر حصول واقعة لهم من قبيل شفاء مريض، وقضاء حاجة، وبلوغ

ص: 220

هدف وما إلى ذلك، رغم عدم حصول لقاء الإِمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لهم، وخصوصاً أولئك الذين يعرفون الإِمام ويقصدونه في دعائهم.

و من تلك القصص و الروايات:

1-(حدث الشيخ الصالح الصفي الشيخ أحمد الصدتوماني، وكان ثقة تقيا ورعا، قال: قد استفاض عن جدنا المولى محمد سعيد الصدتوماني، وكان من تلامذة السيد رحمه الله، أنه جرى في مجلسه ذكر قضايا مصادفة رؤية المهدي علیه السلام، حتى تكلم هو في جملة من تكلم في ذلك، فقال: أحببت ذات يوم أن أصل إلى مسجد السهلة في وقت ظننته فيه فارغا من الناس، فلما انتهيت إليه، وجدته غاصا بالناس، ولهم دوي، ولا أعهد أن يكون في ذلك الوقت فيه أحد. فدخلت فوجدت صفوفا صافين للصلاة جامعة، فوقفت إلى جنب الحائط على موضع فيه رمل، فعلوته لأنظر هل أجد خللا في الصفوف فأسده، فرأيت موضع رجل واحد في صف من تلك الصفوف، فذهبت إليه، ووقفت فيه. فقال رجل من الحاضرين: هل رأيت المهدي علیه السلام ،

ص: 221

فعند ذلك سكت السيد، وكأنه كان نائما ثم انتبه، فكلما طلب منه إتمام المطلب لم يتمه) (1).

2-(حدث العالم الجليل، والفاضل النبيل، مصباح المتقين، وزين المجاهدين السيد الأيد مولانا السيد محمد ابن العالم السيد هاشم بن مير شجاعت علي الموسوي الرضوي النجفي، المعروف بالهندي سلمه الله تعالى، وهو من العلماء المتقين، وكان يؤم الجماعة في داخل حرم أمير المؤمنين علیه السلام وله خبرة وبصيرة بأغلب العلوم المتداولة، وهو الآن من مجاوري بلدتنا الشريفة، عمرها الله تعالى بوجود الأبرار والصلحاء قال: كان رجل صالح يسمى الحاج عبد الواعظ كثير التردد إلى مسجد السهلة والكوفة، فنقل لي الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي- المقدم ذكره- قال: وكان عالما بالمقدمات وعلم القراءة وبعض علم الجفر، وعنده ملكة الاجتهاد المطلق، إلا أنه مشغول عن الاستنباط لأكثر من قدر حاجته بمعيشة العيال، وكان يقرأ المراثي ويؤم الجماعة، وكان

ص: 222


1- بحار الأنوار -الشيخ المجلسي: ج 53 ص 240

صدوقا خيرا معتمدا، عن الشيخ مهدي الزريجاوي، قال: كنت في مسجد الكوفة، فوجدت هذا العبد الصالح خرج إلى النجف بعد نصف الليل؛ ليصل إليه أول النهار، فخرجت معه لأجل ذلك أيضا. فلما انتهينا إلى قريب من البئر التي في نصف الطريق، لاح لي أسد على قارعة الطريق، والبرية خالية من الناس، ليس فيها إلا أنا وهذا الرجل، فوقفت عن المشي، فقال: ما بالك ؟ فقلت: هذا الأسد، فقال: امش ولا تبال به، فقلت: كيف يكون ذلك ؟ فأصر نعم، أبيت، فقال لي: إذا رأيتني وصلت إليه ووقفت بحذائه ولم يضرني، أفتجوز الطريق وتمشي؟ فقلت: نعم، فتقدمني إلى الأسد حتى وضع يده على ناصيته، فلما رأيت ذلك أسرعت في مشيي حتى جزتهما وأنا مرعوب، ثم لحق بي وبقي الأسد في مكانه. قال نور الله قلبه: قال الشيخ باقر: وكنت في أيام شبابي خرجت مع خالي الشيخ محمد علي القارئ - مصنف الكتب الثلاثة الكبير والمتوسط والصغير، ومؤلف كتاب التعزية، جمع فيه تفصيل قضية كربلاء من بدئها إلى ختامها، بترتيب حسن وأحاديث منتخبة - إلى مسجد السهلة، وكان في

ص: 223

تلك الأوقات موحشا في الليل ليس فيه هذه العمارة الجديدة، والطريق بينه وبين مسجد الكوفة كان صعبا أيضا ليس بهذه السهولة الحاصلة بعد الإصلاح. فلما صلينا تحية مقام المهدي علیه السلام نسي خالي بعض حاجاته، فذكر ذلك بعد ما خرجنا وصرنا في باب المسجد فبعثني إليها. فلما دخل بالحجرة، مشيت إلى المقام فتناولت ذلك، وجدت جمرة نار كبيرة تلهب في وسط المقام، فخرجت مرعوبا منها، فرآني خالي على هيئة الرعب، فقال لي: ما بالك ؟ فأخبرته بالجمرة، فقال لي سنصل إلى مسجد الكوفة، ونسأل العبد الصالح عنها، فانه كثير التردد إلى هذا المقام، ولا يخلو من أن يكون له علم بها. فلما سأله خالي عنها قال: كثيرا ما رأيتها في خصوص مقام المهدي علیه السلام من بين المقامات والزوايا) (1).

3-(وعن السيد جعفر ابن السيد الجليل السيد باقر القزويني الآتي ذكره، قال: كنت أسير مع أبي إلى مسجد السهلة، فلما قاربناها قلت له: هذه الكلمات التي

ص: 224


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 53/243

أسمعها من الناس أن من جاء إلى مسجد السهلة في أربعين أربعاء فانه يرى المهدي علیه السلام أرى أنها لا أصل لها، فالتفت إلي مغضبا وقال لي: ولم ذلك ؟ لمحض أنك لم تره؟ أو كل شيء لم تره عيناك فلا أصل له؟ وأكثر من الكلام علي حتى ندمت على ما قلت. ثم دخلنا معه المسجد، وكان خاليا من الناس فلما قام في وسط المسجد ليصلي ركعتين للاستجارة أقبل رجل من ناحية مقام الحجة علیه السلام ومر بالسيد فسلم عليه وصافحه والتفت إلي السيد والدي وقال: فمن هذا ؟ فقلت: أهو المهدي علیه السلام فقال: فمن ؟ فركضت أطلبه فلم أجده في داخل المسجد ولا في خارجه) (1).

4-(وقال أصلح الله باله: وأخبر الشيخ باقر المزبور عن رجل صادق اللهجة كان حلاقا وله أب كبير مسن، وهو لا يقصر في خدمته، حتى أنه يحمل له الإبريق إلى الخلاء، ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ولا يفارق خدمته إلا ليلة الأربعاء فانه يمضي إلى مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلى المسجد، فسألته عن سبب

ص: 225


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 53 /245

ذلك، فقال: خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلى قريب المغرب فمشيت وحدي وصار الليل، وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق، وكانت الليلة مقمرة. فرأيت أعرابيا على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهى إلي كلمني بلسان البدو من العرب، وسألني عن مقصدي، فقلت: مسجد السهلة ...ثم قال لي الأعرابي: أوصيك بالعود، أوصيك بالعود، أوصيك بالعود - والعود في لسانهم اسم للأب المسن- ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي علیه السلام وأنه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد) (1).

5-(حدث جماعة من الأتقياء الأبرار، منهم السيد السند، والحبر المعتمد العالم العامل والفقيه النبيه، الكامل المؤيد المسدد السيد محمد ابن العالم الأوحد السيد أحمد ابن العالم الجليل، والحبر المتوحد النبيل، السيد حيدر الكاظمي أيده الله تعالى وهو من أجلاء تلامذة المحقق الأستاذ الأعظم الأنصاري( طاب ثراه) وأحد

ص: 226


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 53 /245

أعيان أتقياء بلد الكاظمين علیهما السلام وملاذ الطلاب والزوار والمجاورين، وهو وإخوته وآباؤه أهل بيت جليل، معروفون في العراق بالصلاح والسداد، والعلم والفضل والتقوى، يعرفون ببيت السيد حيدر جده سلمه الله تعالى. قال: قال محمد بن أحمد بن حيدر الحسني الحسيني: لما كنت مجاورا في النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينية وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية كنت أسمع جماعة من أهل العلم وغيرهم من أهل الديانة، يصفون رجلا يبيع البقل وشبهه أنه رأى مولانا الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فطلبت معرفة شخصه حتى عرفته، فوجدته رجلا صالحا متدينا وكنت أحب الاجتماع معه، في مكان خال لأستفهم منه كيفية رؤيته مولانا الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فصرت كثيرا ما اسلم عليه وأشتري منه مما يتعاطى ببيعه، حتى صار بيني وبينه نوع مودة، كل ذلك مقدمة لتعرف خبره المرغوب في سماعه عندي حتى اتفق لي أني توجهت إلى مسجد السهلة للاستجارة فيه، والصلاة والدعاء في مقاماته الشريفة

ص: 227

ليلة الأربعاء فلما وصلت إلى باب المسجد رأيت الرجل المذكور على الباب، فاغتنمت الفرصة وكلفته المقام معي تلك الليلة، فأقام معي حتى فرغنا من العمل الموظف في مسجد سهيل وتوجهنا إلى المسجد الأعظم مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة في ذلك الزمان، حيث لم يكن في مسجد السهلة معظم الإضافات الجديدة من الخدام والمساكن. فلما وصلنا إلى المسجد الشريف، واستقر بنا المقام، وعملنا بعض الأعمال الموظفة فيه، سألته عن خبره والتمست منه أن يحدثني بالقصة تفصيلا، فقال ما معناه: إني كنت كثيرا ما أسمع من أهل المعرفة والديانة أن من لازم عمل الاستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية، بنية رؤية الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وفق لرؤيته، وأن ذلك قد جربت مرارا فاشتاقت نفسي إلى ذلك، ونويت ملازمة عمل الاستجارة في كل ليلة أربعاء، ولم يمنعني من ذلك شدة حر ولا برد، ولا مطر ولا غير ذلك، حتى مضى لي ما يقرب من مدة سنة، وأنا ملازم لعمل الاستجارة وأبات في مسجد الكوفة على القاعدة

ص: 228

المتعارفة. ثم إني خرجت عشية يوم الثلاثاء ماشيا على عادتي وكان الزمان شتاء، وكانت تلك العشية مظلمة جدا لتراكم الغيوم مع قليل مطر، فتوجهت إلى المسجد وأنا مطمئن بمجيء الناس على العادة المستمرة، حتى وصلت إلى المسجد، وقد غربت الشمس واشتد الظلام وكثر الرعد والبرق، فاشتد بي الخوف وأخذني الرعب من الوحدة لأني لم أصادف في المسجد الشريف أحدا أصلا حتى أن الخادم المقرر للمجيء ليلة الأربعاء لم يجئ تلك الليلة. فاستوحشت لذلك للغاية ثم قلت في نفسي: ينبغي أن أصلي المغرب وأعمل عمل الاستجارة عجالة، وأمضي إلى مسجد الكوفة فصبرت نفسي، وقمت إلى صلاة المغرب فصليتها، ثم توجهت لعمل الاستجارة، وصلاتها ودعائها، وكنت أحفظه. فبينما أنا في صلاة الاستجارة إذ حانت مني التفاتة إلى المقام الشريف المعروف بمقام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، وهو في قبلة مكان مصلاي، فرأيت فيه ضياء كاملا وسمعت فيه قراءة مصل فطابت نفسي، وحصل كمال الأمن والاطمئنان،

ص: 229

وظننت أن في المقام الشريف بعض الزوار، وأنا لم أطلع عليهم وقت قدومي إلى المسجد فأكملت عمل الاستجارة، وأنا مطمئن القلب. ثم توجهت نحو المقام الشريف ودخلته، فرأيت فيه ضياء عظيما لكني لم أر بعيني سراجا ولكني في غفلة عن التفكر في ذلك، ورأيت فيه سيدا جليلا مهابا بصورة أهل العلم، وهو قائم يصلي فارتاحت نفسي إليه، وأنا أظن أنه من الزوار الغرباء لأني تأملته في الجملة فعلمت أنه من سكنة النجف الأشرف. فقلت: في زيارة مولانا الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عملا بوظيفة المقام، وصليت صلاة الزيارة، فلما فرغت أردت اكلمه في المضي إلى مسجد الكوفة، فهبته وأكبرته، وأنا أنظر إلى خارج المقام، فأرى شدة الظلام، وأسمع صوت الرعد والمطر، فالتفت إلي بوجهه الكريم برأفة وابتسام، وقال لي: تحب أن تمضي إلى مسجد الكوفة ؟ فقلت: نعم يا سيدنا عادتنا أهل النجف إذا تشرفنا بعمل هذا المسجد نمضي إلى مسجد الكوفة ونبات فيه، لأن فيه سكانا وخداما وماء. فقام، وقال: قم بنا نمضي إلى مسجد الكوفة، فخرجت

ص: 230

معه وأنا مسرور به وبحسن صحبته فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسة لا تعلق بالرجل وأنا غافل عن حال المطر والظلام الذي كنت أراه، حتى وصلنا إلى باب المسجد وهو روحي فداه معي وأنا في غاية السرور والأمن بصحبته، ولم أر ظلاما ولا مطرا. فطرقت الباب الخارجية عن المسجد، وكانت مغلقة فأجابني الخادم من الطارق ؟ فقلت: افتح الباب، فقال: من أين أقبلت في هذه الظلمة والمطر الشديد ؟ فقلت: من مسجد السهلة، فلما فتح الخادم الباب التفت إلى ذلك السيد الجليل فلم أره وإذا بالدنيا مظلمة للغاية، وأصابني المطر فجعلت أنادي يا سيدنا يا مولانا تفضل فقد فتحت الباب، ورجعت إلى ورائي أتفحص عنه وأنادي فلم أر أحدا أصلا وأضر بي الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل. فدخلت المسجد وانتبهت من غفلتي وكأني كنت نائما فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبه لما كنت أرى من الآيات الباهرة، وأتذكر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته: من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أني لم أر سراجا ولو كان في ذلك المقام عشرون سراجا لما وفي بذلك

ص: 231

الضياء وذكرت أن ذلك السيد الجليل سماني باسمي مع أني لم أعرفه ولم أره قبل ذلك. وتذكرت أني لما كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد، فأرى الظلام الشديد، وأسمع صوت المطر والرعد، وإني لما خرجت من المقام مصاحبا له سلام الله عليه، كنت أمشي في ضياء بحيث أرى موضع قدمي، والأرض يابسة والهواء عذب، حتى وصلنا إلى باب المسجد، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء، إلى غير ذلك من الأمور العجيبة، التي أفادتني اليقين بأنه الحجة صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الذي كنت أتمنى من فضل الله التشرف برؤيته، وتحملت مشاق عمل الاستجارة عند قوة الحر والبرد لمطالعة حضرته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فشكرت الله تعالى شأنه، والحمد لله) (1).

6-(علم من تضاعيف تلك الحكايات أن المداومة على العبادة والمواظبة على التضرع والإنابة، في أربعين ليلة الأربعاء في مسجد السهلة أو ليلة الجمعة فيها أو في مسجد الكوفة أو الحائر الحسيني على مشرفه

ص: 232


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 53/311

السلام أو أربعين ليلة من أي الليالي في أي محل ومكان، كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلى الفوز بلقائه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومشاهدة جماله، وهذا عمل شائع معروف في المشهدين الشريفين، ولهم في ذلك حكايات كثيرة، ولم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه، إلا أن الظاهر أن العمل من الأعمال المجربة، وعليه العلماء والصلحاء والأتقياء، ولم نعثر لهم على مستند خاص وخبر مخصوص، ولعلهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلك من كثير من الأخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أو قراءة أو ذكر أو أكل شيء مخصوص أو تركه في أربعين يوما تأثير في الانتقال والترقي من درجة إلى درجة، ومن حالة إلى حالة، بل في النزول كذلك، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الأيام تأثير لإنجاح كل مهم أراده) (1).

ص: 233


1- بحار الأنوار - الشيخ المجلسي:53 /325

7-(ومما عبر به في إجازته المفصلة التي كتبها النائيني بخطه الشريف في شوال 1338 ه-. المزينة بخطوط جمع من الأعاظم المراجع الكرام وتكون عندي قال:(العالم العامل والتقي الفاضل العلم العلام والمهذب الهمام ذو القريحة القويمة والسليقة المستقيمة والنظر الصائب والفكر الثاقب عماد العلماء وصفوة الفقهاء الورع التقي والعدل الزكي جناب الآقا ميرزا مهدي الأصفهاني (1) أدام الله تعالى تأييده وبلغه الأماني - إلى

ص: 234


1- آية الله الميرزا محمد مهدي ابن الميرزا إسماعيل الغروي الإصفهاني(1303-1365 ه- ق)، من الفقهاء الشيعة، ومن كبار المدرسة المعارفية التي تدعو إلى فهم الدين خالصا وبعيدا عن شوائب الشرق والغرب، وترتكز على ضرورة فصل مدرسة الوحي، (المتمثل بالقرآن وسنة النبي وأهل البيت) بلا مزج وخلط مع المدارس البشرية وعلى رأسها الفلسفة -بمختلف صورها-، والتصوف - بأنواعه- فإن مدرسة أهل البيت / في منظار الميرزا الأصفهاني هي مستغنية عما سواها من المدارس والنحل الفكرية المختلفة، وذلك استنادا إلى النصوص والأحاديث الكثيرة في هذا الشأن رأى الميرزا الأصفهاني ضرورة التفريق بين العقل الذي أرشد إليه القرآن وأيقضه الأنبياء والحجج المعصومون، وبين ما سُمي بالعقل في المصطلح الفلسفي الذي هو عبارة عن البراهين-الاصطلاحية- المؤسسة من الأشكال الأربعة المنطقية، وكذا رأى لزوم فهم المفردات الدينية بعيدا عن المصطلحات الفلسفية والمنطقية في مثل: (العلم) و(النور) و(الوجود) و(الروح) و(الحياة) وغيرها من المفردات المفتاحية المهمة. ولقد زكاه عالم زمانه ومنحه إجازة في الإجتهاد أستاذه الكبير الشيخ النائيني، وجاء فيها:(حصل له قوة الاستنباط وبلغ رتبة الإجتهاد، وجاز له العمل بما يستنبطه من الأحكام على النهج المعمول بين الأعلام) ونالت هذه الإجازة المطلقة تأييد كل من الآقا ضياء العراقي والمرجع الراحل السيد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني والشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي(مستدرك البحار- علي النمازي الشاهرودي)

أن قال: - وحصل له قوة الاستنباط وبلغ رتبة الإجهاد وجاز له العمل بما يستنبطه من الأحكام - الخ . وكان مشتغلا بتعلم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلى مراتبها قال: لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق ولم تسكن نفسي بدرك الدقائق فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان فذهبت إلى أستاذ العرفاء والسالكين السيد أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلت معرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمي مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفس وتخليتها من البدن، ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه

ص: 235

الحقائق والدقائق التي سموها بذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه. ووجدت كلتا الطائفتين كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فطويت عنهما كشحا، وتوجهت وتوسلت مجدا مكدا إلى مسجد السهلة في غير أوانه باكيا متضرعا متخشعا إلى صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فبان لي الحق وظهر لي أمر الله ببركة مولانا صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، ووقع نظري في ورقة مكتوبة بخط جلي: طلب المعارف من غيرنا أو طلب الهداية من غيرنا (الشك مني) مساوق لإنكارنا، وعلى ظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة ابن الحسن. قال: فتبرأت من الفلسفة والعرفان وألقيت ما كتبت منهما في الشط ووجهت وجهي بكله إلى الكتاب الكريم وآثار العترة الطاهرة فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز وأخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهم الله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه، ورغب وأكد الرسول صلی الله علیه و آله و سلم بالتمسك بهما، وضمن الهداية للمتمسك بهما، فاخترت الفحص عن أخبار أئمة الهدى والبحث عن آثار سادات الورى،

ص: 236

فأعطيت النظر فيها حقه وأوفيت التدبر فيها حظه، فلعمري وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية من ظلمات الجهالات، ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح على مسالكها مرفوعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علم وثمار كل حكمة إلهية الموحاة إلى النواميس الإلهية فلم أعثر على حكمة إلا وفيها صفوها، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (1).

8-وكتب المرحوم آية الله الشيخ محمد تقي الأصفهاني (2) رحمه الله كتبا حول حالاته الخاصة عندما

ص: 237


1- مستدرك سفينة البحار - علي النمازي: 1 / 10
2- الشيخ محمد تقي بن الشيخ محمد باقر الأصفهاني ولد في 22 ربيع الثاني 1262ه- وقرأ المقدمات على والده ثم سافر إلى النجف الأشرف وحضر على السيد الشيرازي الكبير والشيخ مهدي كاشف الغطاء والشيخ راضي النجفي وكان ذا حافظة غريبة واستحضار لرؤوس المسائل الفقهية مما أهَّله لأن يعد من الفحول والأجلاء وغدا مرجعاً ومقلداً لجمع من المؤمنين. له: كتاب المتاجر. حقائق الأسرار في ترجمة السابع عشر من البحار. أسرار الزيارة في شرح زيارة الجامعة الكبيرة الفارسية. حقائق الأسرار أيضاً في شرح الجامعة بالعربية. دلائل الأصول. حاشية أوائل الفرائد للشيخ الأنصاري. العنايات الرضوية. خواص الآيات. خواص الأدعية.

كان في النجف الأشرف فقال: (في أحد السنين قررت القيام ببعض الرياضات الروحية والمجاهدات النفسية ،فانكشف لي على أثر ذلك العديد من الأسرار منها في احد ليالي الأربعاء كنت جالسا في مسجد السهلة والوقت قريب أذان الصبح، التقيت بأحد رجال الغيب وسألته أسئلة مختلفة وكثيرة، وكان يجيبني عليها عن لسان الإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وأنا اكتب الأجوبة لكي لا أنساها. فمن الأسئلة قلت له علمني ذكرا أو دعاء سريع الإجابة اقرأه إذا وقعت في مشكلة أو ظهرت لي حاجة، فقال: لا يوجد ذكر عند الله سبحانه وتعالى أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد صلی الله علیه و آله و سلم ، إن الصلاة على محمد وآل محمد أسرع وأفضل وأقرب للإجابة من غيره من الأذكار والأدعية عند الله سبحانه وتعالى).

ص: 238

9-(ومن كراماته (1) أنه قد نقل بعض الثقات عن المحقق القمي (قدس سره) (2) حين سأل السيد عما رأى في

ص: 239


1- المقصود به هو المقدس السيد محمد مهدي بحر العلوم
2- الميرزا أبو القاسم بن المولى محمد حسن الرشتي ولد سنة 1150ه- كان مجتهدا محققا فقيها أصوليا مبرزا درس على الوحيد البهبهاني في كربلاء ويظهر من مشائخه أنه أخذ عن الشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي والآغا محمد باقر الهزار جريبي وهما من علماء النجف الأشرف. كما أن بعض تلامذته مثل السيد عبد الله شبر والسيد محسن الأعرجي من علماء النجف الأشرف. فيعتبر المترجم له من علماء النجف والمتعلمين في حوزتها. لقد باحثه علماء النجف الأشرف في مسألة حجية الظن المطلق التي كان يرتأيها ولمح بهذه المذكرات العلمية في كتابه القوانين بقوله: أن قلت قلت ، ومن مؤلفاته: القوانين المحكمة في الأصول. كتاب آخر في الأصول. حاشية أو شرح على شرح المختصر. شرح تهذيب العلامة في الأصول. الغنائم في الفقه. كتاب في العبادات. المناهج في الطهارة والصلاة وكثير من أبواب المعاملات. جامع الشتات في أجوبة المسائل مرتب على أبواب الفقه أكثره بالفارسية. معين الخواص في فقه العبادات بالعربية مختصر. مرشد العوام لتقليد أولي الأفهام بالفارسية مختصر. رسالة في الأصول الخمسة الأعتقادية والعقائد الحية الإسلامية بالفارسية. رسالة في قاعدة التسامح في أدلة السنن والكراهة. رسالة في جواز القضاء والتحليف بتقليد المجتهد. رسالة في عموم حرمة الربا لسائر عقود المفاوضات. رسالة في الفرائض والمواريث مبسوط. رسالة في القضاء والشهادات مبسوط. رسالة في الطلاق. رسالة في الوقف. رسالة في الرد على الصوفية والغلاة. منظومة في المعاني والبيان. تعليقه على شرح جد والد صاحب روضات الجنات لعبارة شرح اللمعة ي صلاة الجمعة. رسالة في الشروط الفاسدة في البيع. كتابة مفصلة ذات فوائد أرسلها من النجف الأشرف للمذكور. ديوان شعره بالفارسية والعربية يقارب خمسة آلاف بيت. توفي سنة 1231ه- في مدينة قم.

مدة رياضاته في مسجد السهلة وأصر على إظهاره، فقال: كنت ليلة مشغولا بالعبادة وصلاة الليل، فإذا سمعت صوت أحد يناجي أنينا بلحن حسن، فتأملت في فقرات المناجات، فلم أجدها في المناجات والأدعية المأثورة من الأئمة، فعلمت أن المناجي هو الإمام المنتظر. فقمت وذهبت إلى أثره، فرأيت في زاوية المسجد المعروفة بمقام الصاحب (عجل الله تعالی فرجه الشریف) شخصا، فدنوت إليه ووصلت إلى قرب المقام، فسماني وخاطبني بقف على مكانك كرة بعد مرة، وبعد صدور الخطاب المستطاب فلم أقدر على الحركة والسؤال، كأنه قد انتزع الروح من جسدي. ثم قال المحقق: فسكت ولم يبين ما وقع بعد ذلك. إلى غير ذلك من

ص: 240

الكرامات المحكية عنه وهي كثيرة اقتصرنا على اليسيرة منها) (1).

10-من كرامات السيد بحر العلوم (قدس سره) ما ذكره هو شخصيا للميرزا القمي (قدس سره) (كنت مشغولا بالعبادة في إحدى الليالي في مسجد السهلة، و فجأة سمعت صوت مناجاة يأخذ بمجامع القلوب، فانطلقت نحو مصدر الصوت ، فقال لي سلام الله عليه: اجلس سيد مهدي ، فجلست).

11-عن آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي (2) (قدس سره) ينقل تلميذه السيد عادل العلوي قائلاً:

ص: 241


1- طرائف المقال - علي البروجردي: 2 / 380
2- ولد السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في النجف الأشرف 20 صفر سنة 1315 . يتصل نسبه الشريف ب 33 واسطة إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين( . تلقى دروسه في النجف الأشرف وقم المقدسةعلى فطاحل العلم والفضل أمثال الشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ عبد الكريم الحائري وغيرهما . نال درجة الاجتهاد مبكرا . وعد من المدرسين العظام في حوزة قم الكبرى . طبع أول رسالة عملية له ذخيرة المعاد سنة 1370. اشتهر بالورع والزهد والتقوى، والكرم حتى أصبح يضرب به المثل . صنف وألف أكثر من مائة كتاب ورسالة في شتى العلوم والفنون، أهمها تعليقاته على كتاب إحقاق الحق الذي طبع منه 24 مجلدا . له مشاريع إسلامية اجتماعية وثقافية، أنفق عليها مبالغ طائلة في تشيد مدارس علمية وأهمها وأعظمها مكتبته العامة في قم المشرفة والتي تعتبر من المكتبات العامة العالمية . توفي ليلة الخميس 7 صفر سنة 1411 ودفن بجوار مكتبته العامة في مدينة قم المقدسة(ربع قرن مع العلامة الأميني-الحاج حسين الشاكري: 232)

أيام دراستي للعلوم الدينية وفقه أهل البيت علیهم السلام في النجف الأشرف، اشتقت كثيرا- إلى رؤية جمال مولانا بقية الله الأعظم، وتعاهدت مع نفسي أن أذهب ماشياً في كل ليلة أربعاء إلى مسجد السهلة لمدة أربعين مرة لأفوز بذلك الفوز العظيم.و كان الجو غائماً ممطراً، وكان بقرب مسجد السهلة خندق، وحين وصولي إليه في الليل المدلهم، وأنا في وحشة وخوف من قطاع الطريق، سمعت صوت قدم من خلفي مما زاد في وحشتي ورعبي، فنظرت إلى الخلف، رأيت سيداً عربياً بزي أهل البادية، اقترب مني وقال بلسان فصيح: يا سيد سلام عليكم! .. فشعرت بزوال الوحشة من نفسي، واطمأنتْ وسكنتْ النفس، والعجيب كيف التفت إلي أني سيد في مثل تلك الليلة المظلمة !!؟على كلٍ تحدثنا

ص: 242

وسرنا، فسألني: أين تقصد؟ قلت: مسجد السهلة، فقال: لأي قصد؟ قلت: لقصد التشرف بزيارة ولي العصر.. بعد خطوات وصلنا إلى مسجد زيد بن صوحان، وهو مسجد صغير بالقرب أدمت هذا العمل إلى (36) أو (35) ليلة أربعاء، ومن الصدفة أني تأخرت في هذه الليلة في خروجي من مسجد السهلة، فقال السيد العربي: حبذا أن ندخل هذا المسجد ونصلي فيه، ونؤدي تحية المسجد، فدخلنا وصلى وأخذ السيد يقرأ دعاءً، وكأن الجدران والأحجار تقرأ معه، فشعرت وأحسست بثورة عجيبة في نفسي أعجز عن وصفها، ثم بعد الدعاء قال السيد العربي: يا سيد أنت جائع، حبذا لو تعشيت، فأخرج مائدة من تحت عباءته، وكانت فيها ثلاثة أرغفة من الخبز واثنتان أو ثلاث خيارات خضراء طرية، وكأنها قُطفت من البستان وكانت – آنذاك – أربعينية الشتاء، ذلك البرد القارس، ولم انتقل إلى هذا المعنى أنه من أين أتى بهذا الخيار الطري في هذا الفصل ؟فتعشّينا كما أمر السيد، ثم قال: قم لنذهب إلى مسجد السهلة، فدخلنا المسجد، وكان السيد العربي يأتي بالأعمال الواردة في المقامات، وأنا أتابعه،

ص: 243

وصلى المغرب والعشاء، وكأني من دون اختيار اقتديت به، ولم ألتفت أنه من هو هذا السيد ؟وبعد الفراغ من الأعمال قال السيد العربي: يا سيد هل تذهب مثل الآخرين بعد الأعمال إلى مسجد الكوفة، أو تبقى في مسجد السهلة، قلت: أبيتُ في المسجد، فجلسنا في وسط المسجد في مقام الإمام الصادق علیه السلام وقلت له: هل تشتهي الشاي أو القهوة أو السيجار حتى أعده لكم ؟فأجاب بكلمة جامعة (هذه الأمور من فضول المعاش، ونحن نتجنب فضول المعاش)، أثّرت هذه الكلمة في أعماق وجودي، كنت متى ما أشرب الشاي وأتذكر ذلك الموقف وتلك الكلمة ترتعد فرائصي .وعلى كل حال، طال المجلس بنا ما يقارب الساعتين، وفي هذه البرهة جرتْ مطالب أشير إلى بعضها:

- جرى حديث حول الاستخارة فقال السيد العربي: يا سيد! كيف عملك للاستخارة بالسبحة؟ فقلت: ثلاث مرات صلوات وثلاث مرات (أستخير الله برحمته خيرة في عافية) ثم آخذ قبضة من السبحة، وأعدها، فإن بقي زوج فغير جيدة، وإن بقي فردٌ فجيدة فقال السيد: لهذه

ص: 244

الاستخارة تتمة لم تصل إليكم، وهي عندما يبقى الفرد لا يحكم فوراً أنها جيدة بل يتوقف، ويؤخذ مرة أخرى على ترك العمل، فإن بقي زوج فيكشف أن الاستخارة الأولى كانت جيدة، وإن بقي فرد فيكشف أن الاستخارة الأولى وسط .قلت في نفسي: حسب القواعد العلمية عليَّ أن أطالبه بالدليل، فأجاب: وصلنا من مكان رفيع فوجدت بمجرد هذا القول التسليم والانقياد في نفسي، ومع هذا لم أتوجه أنه من هو هذا السيد؟. ومن مطالب تلك الجلسة، تأكيد السيد العربي على تلاوة هذه السور بعد الفرائض الخمس، فبعد صلاة الصبح (سورة يس) وبعد الظهر (سورة عمّ) وبعد العصر (سورة نوح) وبعد المغرب (سورة الواقعة) وبعد العشاء سورة (الملك). ومن المطالب: تأكيده على هذا الدعاء بعد الفرائض الخمس (اللهم!.. سرحني من الهموم والغموم، ووحشة الصدر، ووسوسة الشيطان، برحمتك يا أرحم الراحمين!...)، ولقد مجد شرائع الإسلام للمحقق الحلي وقال: كلها مطابقة للواقع إلا عدة أسئلة .وأكد على تلاوة القرآن وهديه ثوابها للشيعة الذين ليس لهم وارث، أو لهم ولكن لم يذكروا

ص: 245

أمواتهم، وأكد على زيارة سيد الشهداء علیه السلام .ودعا لي فقال: جعلك الله من خدمة الشرع .قلت له: لا أدري هل عاقبة أمري بخير، وهل أنا مبيض الوجه عند صاحب الشرع المقدس، فقال: عاقبتك على خير، وسعيك مشكور، وأنت مبيض الوجه، وهناك مطالب أخرى لا مجال لتفصيلها... فأردت الخروج من المسجد لحاجة، فأتيت الحوض وهو في وسط الطريق، قبل أن أخرج من المسجد تبادر إلى ذهني أي ليلة هذه؟ومن هذا السيد العربي صاحب الفضائل؟ ربما هو مقصودي فما أن خطر على بالي حتى رجعت مضطرباً فلم أجد أثرا لذلك السيد، ولم يكن شخص في المسجد، فعلمت أني وجدت من أتحسس عنه، ولكن أصابتني الغفلة، فبكيت ناحبا، كالمجنون رحت أطوف أطراف المسجد حتى الصباح كالعاشق الولهان الذي ابتلي بالهجران بعد الوصال، وكلما تذكرت تلك الليلة ذهلت عن نفسي، وهذا إجمال من تفصيل.

12-(ومما حدث به العالم العامل، علي رضا ابن العالم الجليل الحاج محمد النائيني، عن العالم البدل الورع

ص: 246

التقي زين العابدين بن العالم الجليل محمد السلماسي (1)، تلميذ آية الله السيد السند، والعالم المسدد فخر الشيعة وزينة الشريعة العلامة الطباطبائي السيد محمد مهدي بحر العلوم أعلى الله درجته قال: كنت حاضرا في مجلس السيد في المشهد الغروي إذ دخل عليه لزيارته المحقق القمي صاحب القوانين في السنة التي رجع من العجم إلى العراق زائرا لقبور الأئمة علیهم السلام وحاجا لبيت الله الحرام، فتفرق من كان في المجلس وحضر للاستفادة منه، وكانوا أزيد من مائة وبقيت ثلاثة من أصحابه أرباب الورع والسداد البالغين إلى رتبة الاجتهاد. فتوجه المحقق الأيد إلى جناب السيد وقال: إنكم فزتم وحزتم مرتبة الولادة الروحانية والجسمانية، وقرب المكان الظاهري والباطني، فتصدقوا علينا بذكر مائدة من موائد تلك الخوان،

ص: 247


1- الميرزا زين العابدين بن الميرزا محمد بن المولى محمد باقر السلماسي: عن دار السلام للمحدث النوري: كان عالما فاضلا كاملا ناسكا عابدا متخلقا بأخلاق الروحانيين.. وهو من تلاميذ بحر العلوم وكاشف الغطاء. توفى 11 ذي الحجة سنة 1266ه- في الكاظمية ودفن في الإيوان المقابل لقبر الشيخ المفيد من الرواق الكاظمي

وثمرة من الثمار التي جنيتم من هذه الجنان، كي ينشرح به الصدور، ويطمئن به القلوب. فأجاب السيد من غير تأمل، وقال: إني كنت في الليلة الماضية قبل ليلتين أو أقل -والتردد من الراوي- في المسجد الأعظم بالكوفة، لأداء نافلة الليل عازما على الرجوع إلى النجف في أول الصبح، لئلا يتعطل أمر البحث والمذاكرة وهكذا كان دأبه في سنين عديدة. فلما خرجت من المسجد القي في روعي الشوق إلى مسجد السهلة، فصرفت خيالي عنه، خوفا من عدم الوصول إلى البلد قبل الصبح، فيفوت البحث في اليوم ولكن كان الشوق يزيد في كل آن، ويميل القلب إلى ذلك المكان، فبينا أقدم رجلا وأؤخر أخرى، إذا بريح فيها غبار كثير، فهاجت بي وأمالتني عن الطريق فكأنها التوفيق الذي هو خير رفيق، إلى أن ألقتني إلى باب المسجد. فدخلت فإذا به خاليا عن العباد والزوار، إلا شخصا جليلا مشغولا بالمناجاة مع الجبار، بكلمات ترق القلوب القاسية، وتسح الدموع من العيون الجامدة، فطار بالي، وتغيرت حالي، ورجفت ركبتي، وهملت دمعتي من استماع تلك الكلمات التي لم تسمعها أذني،

ص: 248

ولم ترها عيني، مما وصلت إليه من الأدعية المأثورة، وعرفت أن الناجي ينشئها في الحال، لا أنه ينشد ما أودعه في البال. فوقفت في مكاني مستمعا متلذذا إلى أن فرغ من مناجاته، فالتفت إلي وقال: هلم يا مهدي، فتقدمت إليه بخطوات فوقفت، فأمرني بالتقدم فمشيت قليلا ثم وقفت، فأمرني بالتقدم وقال: إن الأدب في الامتثال، فتقدمت إليه بحيث تصل يدي إليه، ويده الشريفة إلي وتكلم بكلمة.

قال المولى السلماسي ;: ولما بلغ كلام السيد السند إلى هنا أضرب عنه صفحا، و طوى عنه كشحا، وشرح في الجواب عما سأله المحقق المذكور قبل ذلك عن سر قلة تصانيفه، مع طول باعه في العلوم، فذكر له وجوها فعاد المحقق القمي فسأل عن هذا الكلام الخفي فأشار بيده شبه المنكر بأن هذا سر لا يذكر.

13-في ترجمته ل-(إبراهيم بن هاشم الكوفي) قال الشيخ الطوسي (قدس سره): (إبراهيم بن هاشم بن الخليل أبو إسحاق الكوفي القمي، أصله من الكوفة ثم انتقل إلى قم وأول من نشر حديث الكوفيين بقم وقدم الري

ص: 249

مجتازا، وكان تلميذ يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الإمام الرضا علیه السلام كثير الرواية واسع الطريق سديد النقل مقبول الحديث، روى عنه أجلاء الطائفة وثقاتها)، و قال الشيخ القمي في سفينة البحار: (ومما يدل على جلالته أن الأدعية والأعمال الشائعة في مسجد السهلة ومسجد زيد المتداولة المتلقاة بالقبول المذكورة في المزار الكبير ومزار الشهيد وغيرهما ينتهي سندها إليه لا غير رضوان الله عليه) وصرح أنه تشرف بلقاء الخضر أو الحجة المنتظر علیهما السلام في مسجد السهلة ومسجد زيد ) (1).

14-روى الشيخ الطوسي (قدس سره) في كتاب الغيبة: (عن جماعة عن أحمد بن علي الرازي عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة قال وهو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي وكان زيديا قال: سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله ثم ذكر حكاية ذكرناها في ترجمة أبيه حاصلها أن أباه خرج إلى الحير ورأى شابا حسن الوجه يصلي ورافقه إلى

ص: 250


1- تهذيب الأحكام -الشيخ الطوسي: 10 / 50

مسجد السهلة وأمره أن يذهب إلى ابن الزراري علي بن يحيى ويقول له أن يدفع إليه مالا بعلامة ذكرها ففعل وسأله من أنت فقال: إنا محمد بن الحسن) (1).

15-(عن السيد محمود المرعشي، عن أبيه السيد شهاب الدين، عن جده السيد محمود المرعشي، أنه كان يريد معرفة قبر الصديقة الزهراء علیها السلام، وقد توسل إلى الله تعالى من أجل ذلك كثيرا، حتى أنه دأب على ذلك أربعين ليلة من ليالي الأربعاء من كل أسبوع في مسجد السهلة بالكوفة، وفي الليلة الأخيرة حظي بشرف لقاء الإمام المعصوم (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فقال له الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف):(عليك بكريمة أهل البيت)، فظن السيد محمود المرعشي أن المراد بكريمة أهل البيت علیها السلام هي الصديقة الزهراء علیها السلام فقال للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف): جعلت فداك إنما توسلت لهذا الغرض لأعلم بموضع قبرها، وأتشرف بزيارتها، فقال (عجل الله تعالی فرجه الشریف): مرادي من كريمة أهل البيت علیهم السلام قبر السيدة فاطمة المعصومة علیها السلام في قم . ثم قال: إن الله تعالى قد جعل قبر الصديقة الزهراء من

ص: 251


1- أعيان الشيعة -السيد محسن الأمين: 3 / 95

الأسرار، وقد اقتضت الإرادة الإلهية تبعا لبعض المصالح أن يكون قبرها مخفيا لا يطلع على موضعه أحد من الناس، فلا يمكن الإخبار عنه، ولكن جعل الله قبر السيدة فاطمة المعصومة موضعا يتجلى فيه قبر الصديقة الزهراء علیها السلام، وإن ما قدر لقبر الصديقة الزهراء علیها السلام من الجلال والعظمة والشأن - لو كان معلوما ظاهرا - قد جعله الله تعالى لقبر السيدة المعصومة. وعلى أثر ذلك عزم السيد محمود المرعشي على السفر من النجف الأشرف إلى قم لزيارة كريمة أهل البيت علیها السلام ) (1).

16-قال السيد مهدي العبايجي النجفي: ذهبت في إحدى الليالي مع بعض الإخوان إلى مسجد السهلة وكان خالياً من الزوار فرأينا نوراً يأتي من مقام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فتوجهنا نحوه، فشاهدنا عند المقام سيداً بهياً يتعبد في محرابه، ولم نر مصباحاً موقداً فأيقنا أن هذا السيد هو أمام الأبرار وسليل الأئمة الأطهار علیهم السلام . ولقد ملكت هيبته كل مشاعرنا ووجدنا

ص: 252


1- الفاطمة المعصومة - محمد علي المعلم: 176

أنفسنا عاجزين عن الحركة.... استطعت بعد حين أن أتقدم خطوات، لكنني كلما حاولت أن أتقدم أكثر لم استطع، كما لم استطع أن أتذكر شيئاً أقوله له أو اطلبه منه سوى أنني قلت له: يا سيدي، استخر الله لي!!وبعد أن طلبت من هذا السيد البهي ذي الطلعة النيرة أن يستخير لي، عزل السيد بيده الشريفة قبضة من حبات مسبحته التي كان يعد بها أذكاره، وبعد أن حسب حباتها، قال: الخيرة جيدة. ثم التفت بوجهه المبارك نحونا وأدام النظر إلينا وكأنه ينتظر منا أن نطلب منه الدعاء والشفاعة لقضاء شيء من حاجات الدنيا، ولكن لم ينبس أي منا ببنت شفة!وبعد انتظار قام السيد متوجهاً إلى باب المسجد للخروج، واثر تحركه خطوات وجدنا في أنفسنا القدرة على الحركة، فسرنا خلفه إلى أن وصل إلى باب المسجد الأولى، فوقف والتفت بوجهه الكريم نحونا وأدام النظر إلينا، بالحالة نفسها من الانتظار لان نطلب منه شيءً، ولكننا لم نحرك ساكنا! ولما رآنا ساكتين تحرك ثانية وخرج من المسجد، وبمجود خروجه وجدنا القدرة الطبيعية على الحركة قد عادت إلينا، فسارعنا إلى الخروج خلفه

ص: 253

لكننا لم نشاهد أحدا! اطلنا البحث هناك دون جدوى، لقد اختفى السيد عن أبصارنا فجأة، فأدركنا عظمة الفرصة التي مرت علينا كمر السحاب ولم ننتفع منها، وأخذنا نتحسر بسبب عدم طلبنا شيئاً منه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، رغم انه قد توجه إلينا مرتين منتظراً أن نطلب منه شيئاً ولكن دون جدوى.

17-(حدث الشيخ الفاضل العالم الثقة الشيخ باقر الكاظمي (1)، المجاور في النجف الأشرف آل الشيخ طالب، نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمي قال: كان في النجف الأشرف رجل مؤمن، يسمى الشيخ محمد

ص: 254


1- الشيخ باقر بن الشيخ هادي الكاظمي.عالم أديب من فضلاء الاُدباء في النجف الأشرف ومن أعلامها في عصره. وصفه السيد جعفر الخرسان في مجموعته قائلا: العالم الأديب الكامل التقي الورع. ومن شعره تهنئة للشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، ومرثيته له أيضا، ومرثية للشيخ محمد بن علي بن جعفر كاشف الغطاء وغيرها، كما ذكره الشيخ محمد السماوي في (الطليعة) فقال: كان أديبا فاضلا وشاعرا كبيرا لا يتكسب الشعر. توفّي سنة 1278 ه-

حسن السريرة، وكان في سلك أهل العلم ذا نية صادقة. وكان معه مرض السعال، إذا سعل يخرج من صدره مع الأخلاط دم، وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج، لا يملك قوت يومه.. وكان يخرج في أغلب أوقاته إلى البادية، إلى الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف، ليحصل له قوت ولو شعير، وما كان يتيسر ذلك على وجهٍ يكفيه، مع شدة رجائه.. وكان مع ذلك قد تعلق قلبه بتزويج امرأة من أهل النجف، وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك، لقلة ذات يده.. وكان في هم وغم شديد من جهة ابتلائه بذلك.. فلما اشتد به الفقر والمرض، وأيس من تزويج البنت، عزم على ما هو معروف عند أهل النجف، من أنه من أصابه أمر فواظب الرواح إلى مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء، فلا بد أن يرى صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) من حيث لا يعلم، ويقضي له مراده، والإنسان إذا زاد بلاؤه، ازداد انقطاعه، وتوجه إلى الله عز وجل.. وعادة الفرج لا يأتي إلا عند اشتداد الأزمات.. فإذا وقع المؤمن في بلية، فبدلا من فوات أزمة الأمور، وبدلا من التشبث

ص: 255

بكل ضعيف وحقير، وبدلا من غلبة الكآبة واليأس، وبعض الأمراض النفسية -لا سمح الله- عليه أن يذهب إلى باب الله عز وجل، فإن الله تعالى يسمع استغاثة الملهوف.. فالقلب إذا رقّ وانكسر فإن صاحبه في معرض العناية الإلهية. فواظبت على ذلك أربعين ليلة أربعاء، فلما كانت الليلة الأخيرة، وكانت ليلة شتاء مظلمة، وقد هبت ريح عاصفة فيها قليل من المطر، وأنا جالس في الدكة التي هي داخل في باب المسجد...وكانت الدكة الشرقية المقابلة للباب الأول، تكون على الطرف الأيسر عند دخول المسجد، ولا أتمكن الدخول في المسجد من جهة سعال الدم، ولا يمكن قذفه في المسجد، وليس معي شيء أتقي فيه عن البرد.. وقد ضاق صدري واشتد علي همي وغمي، وضاقت الدنيا في عيني، وأفكر أن الليالي قد انقضت وهذه آخرها، وما رأيت أحدا ولا ظهر لي شيء.. أي هكذا أملت نفسي بأنني سوف أحظى برعايته (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، وأنا صاحب الهموم الكبرى: مرض وفقر ومشكلة...وقد تعبت هذا التعب العظيم وتحملت المشاق، والخوف في أربعين ليلة أجيء فيها من

ص: 256

النجف إلى مسجد السهلة، ويكون لي الإياس من ذلك.. فبينما أنا أفكر في ذلك -وليس في المسجد أحد أبدا- وقد أوقدت نارا لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف؛ لا أتمكن من تركها لتعودي بها وكانت قليلة جدا إذا بشخص من جهة الباب الأول متوجها إلي.. فلما نظرته من بعيد تكدرت وقلت في نفسي: هذا أعرابي من أطراف المسجد قد جاء إلي ليشرب من القهوة، وأبقى بلا قهوة في هذا الليل المظلم، ويزيد علي همي وغمي.. فبينما أنا أُفكر إذا به قد وصل إلي وسلم علي باسمي.. عادة في مثل هذه المواطن، يسأل الإنسان الطرف المقابل: أنت من أي قبيلة؟.. ومن أي عائلة؟.. فلعله يتعرف عليه.، وجلس في مقابلي، فتعجبت من معرفته اسمي، وظننته من الذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف.. فصرت أسأله من أي العرب يكون؟.. قال: من بعض العرب، فصرت أذكر له الطوائف التي في أطراف النجف، فيقول: لا..لا، وكلما ذكرت له طائفة قال: لا، لست منها.. فأغضبني وقلت له لفظا بلا معنى فتبسم من قولي ذلك، وقال: لا عليك من أينما كنت، ما الذي

ص: 257

جاء بك إلى هنا؟.. فقلت: وأنت ما عليك السؤال عن هذه الأمور؟.. فقال: ما ضرك لو أخبرتني؟.. فتعجبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقه، فمال قلبي إليه. وصار كلما تكلّم ازداد حبي له، وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته، فأخذه وشرب شيئا قليلا منه، ثم ناولني الباقي وقال: أنت اشربه!.. فأخذته وشربته، ولم ألتفت إلى عدم شربه تمام الفنجان، ولكن يزداد حبي له آنا فآنا.. فقلت له: يا أخي!.. أنت قد أرسلك الله إلي في هذه الليلة تأنسني، أفلا تروح معي إلى أن نجلس في حضرة مسلم علیه السلام ونتحدث؟.. فقال: أروح معك، فحدث حديثك!.. فقلت له: أحكي لك الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة، مذ شعرت على نفسي.. ومع ذلك معي سعال أتنخع الدم، وأقذفه من صدري منذ سنين، ولا أعرف علاجه.. وما عندي زوجة، وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلتنا في النجف الأشرف، ومن جهة قلة ما في اليد ما تيسر لي أخذها.. وقد غرني هؤلاء الملائية وقالوا لي: اقصد في حوائجك صاحب الزمان، وبت أربعين ليلة أربعاء في مسجد السهلة، فإنك تراه

ص: 258

ويقضي لك حاجتك.. وهذه آخر ليلة من الأربعين، وما رأيت فيها شيئا، وقد تحملت هذه المشاق في هذه الليالي، فهذا الذي جاء بي هنا، وهذه حوائجي. فقال لي -وأنا غافل غير ملتفت-: أما صدرك، فقد برأ.. وأما الإمرأة، فتأخذها عن قريب.. وأما فقرك، فيبقى على حاله حتى تموت. وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبدا، فقلت: ألا تروح إلى حضرة مسلم؟.. قال: قم!.. فقمت وتوجه أمامي، فلما وردنا أرض المسجد، فقال: ألا تصلي صلاة تحية المسجد؟...فقلت: أفعل، فوقف هو قريبا من الشاخص الموضوع في المسجد، وأنا خلفه بفاصلة، فأحرمت الصلاة وصرت أقرأ الفاتحة.. فبينما أنا أقرأ، وإذا يقرأ الفاتحة قراءة ما سمعت أحدا يقرأ مثلها أبدا، فمن حسن قراءته قلت في نفسي: لعله هذا هو صاحب الزمان.. وذكرت بعض كلمات له تدل على ذلك، ثم نظرت إليه بعد ما خطر في قلبي ذلك -وهو في الصلاة- وإذا به قد أحاطه نور عظيم منعني من تشخيص شخصه الشريف، وهو مع ذلك يصلي وأنا اسمع قراءته وقد ارتعدت فرائصي، ولا أستطيع قطع الصلاة خوفا منه فأكملتها على أي وجه كان، وقد علا

ص: 259

النور من وجه الأرض، فصرت أندبه وأبكي وأتضجر وأعتذر من سوء أدبي معه في باب المسجد. وقلت له: أنت صادق الوعد وقد وعدتني الرواح معي إلى مسلم.. فبينما أنا أكلم النور وإذا بالنور قد توجه إلى جهة مسلم، فتبعته فدخل النور الحضرة وصار في جو القبة ولم يزل على ذلك، ولم أزل أندبه وأبكي، حتى إذا طلع الفجر عرج النور.. فلما كان الصباح التفت إلى قوله: أما صدرك فقد برأ، وإذا أنا صحيح الصدر وليس معي سعال أبدا.. وما مضى أسبوع إلا وسهل الله علي أخذ البنت من حيث لا أحتسب.. وبقي فقري على ما كان، كما أخبر صلی الله علیه و آله و سلم .

18-(حدثني العالم النبيل، والفاضل الجليل، الصالح الثقة العدل الذي قل له البديل، الحاج المولى محسن الاصفهاني المجاور لمشهد أبي عبد الله علیه السلام حيا وميتا وكان من أوثق أئمة الجماعة قال: حدثني السيد السند، والعالم المؤيد، التقي الصفي السيد محمد بن السيد مال

ص: 260

الله بن السيد معصوم القطيفي (1) رحمهم الله، قال: قصدت مسجد الكوفة في بعض ليالي الجمع، وكان في

ص: 261


1- السيد محمد ابن السيد مال الله آل السيد معصوم القطيفي النجفي الحائري، خطيب معروف، وشاعر رقيق. يظهر من سيرته أنه ولد بالقطيف وهاجر منها وهو يافع والتحق بالنجف فاتصل بأعلامه من زعماء الدين وبعد أخذه المقدمات انصرف الى سرد قصة الامام الحسين/. ذكره الشيخ النوري فقال: كان جليل القدر، عظيم الشأن، وله حكايتان طريفتان ذكرهما النوري في كتابه دار السلام. وذكره صاحب الحصون في ج 5 ص 582 فقال: كان مجاورا في الحائر الحسيني، وكان تقيا صالحا، وشاعرا مجيدا، وأديبا وقارئا ذاكرا لعزاء الحسين/، جليل القدر عظيم الشأن، غريقا في بحار محبة آل البيت/ وأكثر ذكره وفكره فيهم وكان اذا هل ربيع الاول ينشر قصائد في مدح الرسول /في المجالس ويصفق بيده أثناء الانشاد، وذكره المحقق الطهراني في كتابه الكرام البررة ص 368 فقال: القطيفي الحائري المتوفى 1271 ه- كان تلميذ السيد عبد الله شبر وكتب في ترجمة أستاذه هذا رسالة مستقلة ..توفي في حدود 1269 ه-.

زمان مخوف لا يتردد إلى المسجد أحد إلا مع عدة وتهيئة، لكثرة من كان في أطراف النجف الأشرف من القطاع واللصوص، وكان معي واحد من الطلاب. فلما دخلنا المسجد لم نجد فيه إلا رجلا واحدا من المشتغلين فأخذنا في آداب المسجد، فلما حان غروب الشمس، عمدنا إلى الباب فأغلقناه، وطرحنا خلفه من الأحجار والأخشاب والطوب والمدر إلى أن اطمئننا بعدم إمكان انفتاحه من الخارج عادة. ثمّ دخلنا المسجد، واشتغلنا بالصلاة والدعاء فلما فرغنا جلست أنا ورفيقي في دكة القضاء مستقبل القبلة، وذاك الرجل الصالح كان مشغولا بقراءة دعاء كميل في الدهليز القريب من باب الفيل بصوت عال شجي، وكانت ليلة قمراء صاحية وكنت متوجها إلى نحو السماء. فبينا نحن كذلك فإذا بطيب قد انتشر في الهواء، وملأ الفضاء أحسن من ريح نوافج المسك الأذفر، وأروح للقلب من النسيم إذا تسحر، ورأيت في خلال أشعة القمر إشعاعا كشعلة النار، قد غلب عليها، وانخمد في تلك الحال صوت ذلك الرجل الداعي، فالتفت فإذا أنا بشخص جليل، قد دخل المسجد من طرف ذلك الباب المنغلق في زي لباس

ص: 262

الحجاز، وعلى كتفه الشريف سجادة كما هو عادة أهل الحرمين إلى الآن، وكان يمشي في سكينة ووقار، وهيبة وجلال قاصدا باب المسلم ولم يبق لنا من الحواس إلا البصر الخاسر، واللب الطائر فلما صار بحذائنا من طرف القبلة، سلم علينا. قال رحمه الله: أما رفيقي فلم يبق له شعور أصلا، ولم يتمكن من الرد وأما أنا فاجتهدت كثيرا إلى أن رددت عليه في غاية الصعوبة والمشقة، فلما دخل باب المسجد وغاب عنا تراجعت القلوب إلى الصدور، فقلنا: من كان هذا ومن أين دخل؟ فمشينا نحو ذلك الرجل فرأيناه قد خرق ثوبه ويبكي بكاء الواله الحزين فسألناه عن حقيقة الحال ، فقال: واظبت هذا المسجد أربعين ليلة من ليالي الجمعة طلبا للتشرف بلقاء خليفة العصر، وناموس الدهر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وهذه الليلة تمام الأربعين ولم أتزود من لقائه ظاهرا، غير أني حيث رأيتموني كنت مشغولا بالدعاء فإذا به علیه السلام واقفا على رأسي فالتفت إليه علیه السلام فقال: ما تفعل؟ أو ما تقرأ؟ -والترديد من الفاضل المتقدم - ولم أتمكن من الجواب فمضى عني كما شاهدتموه، فذهبنا

ص: 263

إلى الباب فوجدناه على النحو الذي أغلقناه، فرجعنا شاكرين متحسرين) (1).

19-(قال المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري (2) في (الأنوار النعمانية) أخبرني أوثق مشايخي في العلم

ص: 264


1- جنة المأوى-الميرزا النوري: في ذكر من فاز بلقاء الحجة /
2- ولد السيد نعمة الله إبن السيد عبد الله إبن السيد محمد الموسوي الجزائري عام 1050 ه-، بقرية من قرى البصرة في العراق.ومن اساتذته الشيخ حسين الخونساري، العلامة المجلسي، الفيض الكاشاني، الشيخ إبراهيم بن الملا صدرا الشيرازي، الشيخ محمد باقر السبزواري، الشيخ فخر الدين الطريحي.. وتتلمذ عليه: السيد أبو القاسم الحسيني المرعشي ، السيد نور الدين الجزائري، الشيخ عوض البصري الحويزي، الشيخ محمد بن الفيض الكاشاني، الشيخ حسين الجامعي العاملي، الشيخ فتح الله الكعبي الدورقي،السيد نجم الدين الجزائري، الشيخ حسين البحراني،وقال عنه العلامة المجلسي: (السيّد الأيد، الحبيب اللبيب، الأديب الأريب، الفاضل الكامل، المحقّق المدقّق، جامع فنون العلم وأصناف السعادات، حائز قصبات السبق في مضامير الكمالات ...)،ومن مؤلفاته: النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين، الأنوار النعمانية، رياض الأبرار، نور البراهين، الجواهر الغوالي، تحفة الأسرار، غاية المرام، عقود الجمان في تفسير القرآن، شرح الصحيفة السجّادية، شرح الكافية النحوية، شرح عقائد الصدوق، فروق اللغات، زهر الربيع. توفّي السيد الجزائري في 23 شوال 1112 ه-، عند عودته من زيارة مدينة مشهد المقدّسة، ودفن ببل دُختر في إيران.

والعمل وكان تلميذا لمولاي الأردبيلي (1) قال: كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة

ص: 265


1- الشيخ أحمد بن محمد، المشهور ب-(المحقّق، والمقدّس الأردبيلي)، من أشهر فقهاء الشيعة الإمامية في القرن العاشر الهجري. له تحقيقات وآثار أبكار في: الفقه والأصول والتفسير والحديث والرجال والكلام. أمره في الثقة والجلالة، والفضل والنبالة، والزهد والديانة، والورع والأمانة، أشهر من أن يحيط به قلم، أو يحويه رقم. كان متكلما فقيها جليل الشأن رفيع المنزلة، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم، وكفى في ذلك ما قاله الشيخ المجلسي: أخبرني جماعة عن السيد الفاضل أمير علام قال: كنت في بعض الليالي في صحن الروضة المقدّسة بالغري (النجف الأشرف) على مشرفها السلام، وقد ذهب كثير من الليل، فبينا أنا أجول فيها إذ رأيت شخصاً مقبلا نحو الروضة المقدسة، فأقبلت إليه، فلما قربت منه عرفت أنه أستاذنا الفاضل العالم التقي مولانا أحمد الأردبيلي قدس الله روحه، فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان مغلقا فانفتح له عند وصوله إليه، ودخل الروضة، فسمعته يكلم كأنه يناجي أحدا، ثمّ خرج وأُغلق الباب، فمشيت خلفه حتى خرج من الغري وتوجه نحو مسجد الكوفة، فكنت خلفه بحيث لا يراني، حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهِد عنده أمير المؤمنين /، ومكث طويلا.. ثم رجع وخرج من المسجد وأقبل نحو الغري، فكنت خلفه، حتى قرب الحنانة فأخذني سعال لم أقدر على دفعه، فالتفت إلي فعرفني وقال: أنت أمير علاّم ؟ قلت: نعم، قال: ما تصنع ها هنا ؟ قلت: كنت معك حيث دخلت الروضة المقدسة إلى الآن، وأقسم عليك بحق صاحب القبر أن تخبرني بما جرى عليك الليلة من البداية إلى النهاية، فقال: أُخبرك على أن لا تخبر به أحدا ما دمت حيا. فلما توثّق ذلك مني كنت أفكر في بعض المسائل وقد أُغلقت علي، فوقع في قلبي أن آتي أمير المؤمنين /وأسأله عن ذلك، فلما وصلت إلى الباب فتح لي بغير مفتاحٍ كما رأيت، فدخلت الروضة وابتهلت إلى الله تعالى في أن يجيبني مولاي عن ذلك، فسمعت صوتا من القبر أن ائت مسجد الكوفة وسل القائم صلوات الله عليه؛ فإنه إمام زمانك، فأتيت عند المحراب وسألته عنها وأُجبت، وها أنا أرجع إلى بيتي . قرأ على بعض تلامذة الشهيد الثاني وفضلاء العراقَين، وله الرواية عن السيد علي الصائغ - وهو من كبار تلامذة الشهيد الثاني وقرأ عليه جملة من الأجلاء. من مؤلفاته: مجمع الفائدة والبرهان: هو شرح (إرشاد الأذهان) للعلامة الحلي، زبدة البيان: وهو شرح وتفسير آيات الأحكام، - حديقة الشيعة، الخراجية.. وله رسائل وتعليقات، وكتب باللغة الفارسيّة. توفي رحمه الله بالنجف الأشرف في شهر صفر سنة 993ه-، ودُفن في الحجرة المتصلة بالمخزن المتصل بالرواق الشريف

بالغري واتفق لي ذات ليلة أن خرجت بعد أن فرغت من المطالعة وكان قد ذهب كثير من الليل فبينا أنا أجول في الصحن رأيت شخصاً مقبلاً نحو الروضة

ص: 266

المقدسة فتساءلت إن كان الرجل من لصوص القناديل فأقبلت نحنو فلما قربت منه عرفت أنه أستاذنا الفاضل العالم التقي الزكي مولانا أحمد الأردبيلي (قدس الله روحه) فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان مقفلاً فانفتح له عند وصوله إليه وجرى مثل ذلك عند الباب الثاني والثالث حتى دخل الروضة المقدسة فسلم ورد علیه السلام صوت من جهة القبر الشريف وسمعته يحدث الإمام علیه السلام في مسألة علمية ثم خرج فمشيت خلفه حتى خلف الغري متوجهاً نحو مسجد الكوفة فكنت خلفه بحيث لا يراني حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين علیه السلام عنده فسمعته يتكلم مع أحدهم في المسألة نفسها ثم خرج من المسجد ورجع أدراجة ورجعت خلفه وهو لا يراني وعندما وصل إلى بوابة البلدة كان الصبح قد أسفر فأظهرت نفسي له وقلت يا مولانا لقد كنت معك حيث دخلت الروضة المقدسة إلى الآن وأقسم عليك ألا أخبرتني بما جرى عليك ومن هو الشخص الأول الذي كلمته ومن هو الثاني؟ فقال: أخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمت

ص: 267

حياً فلما توثق ذلك مني قال كنت أفكر في بعض المسائل وقد استغلقت علي فوقع في قلبي أن أتى أمير المؤمنين علیه السلام وأساله عن ذلك ولما فعلت أحالني علیه السلام إلى صاحب الزمان علیه السلام وقال: ائت مسجد الكوفة فالقائم هناك هذه الليلة وإنه إمام زمانك فسله مسألتك) (1).

20-(عن محمد بن أبي الرواد الرواسي أنه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلى مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال: قال: مر بنا إلى مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك وقد صلى به أمير المؤمنين علیه السلام ووطأه الحجج بأقدامهم. فملنا إليه فبينا نحن نصلي إذا برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال ثم دخل وصلى ركعتين أطال فيهما ثم مد يديه فقال: اللهم يا ذا المنن السابغة إلى آخر... ثم قام إلى راحلته وركبها فقال لي إبن جعفر الدهان: الآن نقوم إليه فنسأله من هو؟ فقمنا إليه، فقلنا له ناشدناك الله من أنت؟فقال:

ص: 268


1- أروع القصص في من رأى المهدي /في غيبته الكبرى- ماجد ناصر الزبيدي

ناشدتكما الله من ترياني؟قال ابن جعفر الدهان: نظنك الخضر علیه السلام فقال: وأنت أيضاً فقلت: أظنك إياه فقال: والله لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته انصرفا فأنا إمام زمانكما) (1).

21-روى آية الله السيد محمد صادق الشيرازي (2)، فقال:(كان شخص يسمى(الشيخ محمد الكوفي) يسكن

ص: 269


1- الإقبال - السيد علي بن طاووس: 3/212
2- ولد السيد صادق الحسيني الشيرازي في 20 ذي الحجة من عام 1360ه- في كربلاء المقدسة، وقد تلقى العلوم الدينية على يد كبار العلماء والمراجع في الحوزات العلمية حتى بلغ درجة سامية من الاجتهاد. و كان من كبار أساتذته:والده السيد ميرزا مهدي الشيرازي.أخوه الأكبر السيد محمد الشيرازي. السيد محمد هادي الميلاني. الشيخ محمد رضا الأصفهاني. الشيخ يوسف الخراساني. الشيخ محمد الشاهرودي. الشيخ محمد الكلباسي. الشهيد السيد حسن الشيرازي. الشيخ جعفر الرشتي. الشيخ محمد حسين المازندراني. وقد بدأ سماحته بتدريس الخارج فقها وأصولا منذ أكثر من عشرين عاما وذلك من الكويت عام 1398ه- ولازال مستمراً في قم المقدسة بتدريس الفقه والأصول ويحضره الكثير من العلماء والفضلاء. ومن بعض تلامذته:السيد محمد رضا الشيرازي.السيد صباح شبر.السيدمرتضى الشيرازي.الشيخ فاضل الصفار.الشيخ حسن علمي.الشيخ عبد الكريم الحائري.الشيخ غلام رضا الوفائي.السيد عباس المدرسي.السيد محمد إبراهيم القزويني.السيد محمد علي القزويني.السيد محمد باقر الفالي.الشيخ حسين الفدائي.الشيخ شاكر الأنصاري.السيد العلوي الخراساني.السيد جعفر الشيرازي.السيد حسين الشيرازي. وغيرهم. له: شرح العروة الوثقى. بيان الأصول. شرح اللمعة الدمشقية. توضيح شرائع الإسلام. شرح تبصرة المتعلمين. شرح السيوطي. شرح الصمدية. شرح العوامل. الموجز في المنطق. حاشية العروة الوثقى. علي في القرآن. المهدي في القرآن. المهدي في السنة. أهل البيت في القرآن. حقائق عن الشيعة. الشيعة في القرآن. القياس في الشريعة الإسلامية. السياسة من واقع الإسلام . تمهيدات في الاقتصاد الإسلامي.وعشرات المؤلفات الأخرى

في مدينة النجف الأشرف، وبعد فترة سكن مدينة الكوفة واتخذ من إحدى غرف مسجد الكوفة سكنا له، وكان يذهب إلى زيارة مسجد السهلة. كان ذلك في عصر مرجع الشيعة الكبير سماحة السيد أبي الحسن الأصفهاني(رحمة الله عليه) (1) وكان السيد يعطي الطلاب دينارا

ص: 270


1- آية الله العظمى السيد أبو الحسن بن السيد محمد بن السيد عبد الحميد الذي يعود نسبه الشريف إلى الإمام موسى الكاظم /، ولد سماحته عام 1284 ه- بإحدى قرى أصفهان في إيران ودرس فيها مرحلة السطوح والخارج ثم سافر إلى النجف الأشرف عام 1307 ه- لإكمال دراسته الحوزوية، تتلمذ عند السيد محمد الخونساري،الشيخ فتح الله الاصفهاني،الشيخ الأخوند الكاشاني،الشيخ محمد كاظم الخراساني،السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي،الشيخ جهانكيرخان القشقاني،الشيخ المامقاني،الشيخ محمد تقي الشيرازي،الشيح الرشتي،الشيخ محمد الكلباسي،السيد مهدي النحوي. تميز سماحته بالسماحة والفطنة والحب العميق للأصدقاء والعفو عند المقدرة والحلم عمن أساء إليه والاهتمام بأمور الطلاب، ينقل عنه أنه رأى ابنه مقتولا شهيدا على يد أحد الأشرار، فلم يتكلم سوى أنه قال (لا اله إلا الله) ثلاث مرات ولم تخرج من عينيه ولا دمعة واحدة. تتلمذ على يديه عدد من كبار العلماء منهم الشيخ عبد النبي الأراكي،الميرزا محمد تقي الآملي،السيد محمد رضا التبريزي،السيد محمد هادي الميلاني،السيد محمد طاهر الحيدري،السيد عبد الحسين دستغيب،السيد محسن الحكيم .. وآخرون . وبعد وفاة الاخوند الخراساني انتقلت مرجعية الشيعة إلى آية اللّه الميرزا محمد تقي الشيرازي، وكان الميرزا يرجع في احتياطاته الفقهية إلى فتاوى السيد ابي الحسن الاصفهاني، وبعد وفاة الميرزا (عام 1338 ه- )، ورحيل آية اللّه شيخ الشريعة (عام 1339 ه- )، وارتحال آية اللّه الشيخ احمد كاشف الغطاء (عام 1344 ه- )، تساوت مرجعية السيد ابي الحسن الاصفهاني مع مرجعية آية اللّه الميرزا النائيني في الشهرة، وبعد وفاة آية اللّه الشيخ عبدالكريم الحائري في مدينة قم المقدسة، ووفاة آية اللّه الميرزا النائيني في النجف الاشرف، برزت زعامة السيد ابي الحسن في اغلب البلاد الاسلامية بلا منازع .أما أبرز مؤلفاته فهي: ذخيرة الصالحين في شرح ذخيرة المتعلمين،أنيس المقلدين،مناسك الحج،ذخيرة العباد ليوم المعاد،حاشية على نجاة العباد،حاشية منتخب الرسائل،حاشية العروة الوثقى،شرح كفاية الاصول،وسيلة النجاة.. توفي السيد الأصفهاني /في التاسع من ذي الحجة عام 1365 ه- بمدينة الكاظمية المقدسة، تم شيع جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف ودفن بها في الصحن الشريف.

ص: 271

شهريا مع كمية من الخبز تكفي لشهر واحد حيث كان الطلاب يستلمونها من المخابز وكانت مبالغها تكتب على حساب السيد. وكان الشيخ محمد الكوفي يذهب إلى النجف الأشرف مرة كل أسبوع فيستلم مقدارا من الجبن واللبن والخبز، ويجففهما ليستطيع الاستفادة منها خلال أسبوع، كما كان خادم مسجد الكوفة يعطيه ما يزيد من طعامه. ذات يوم دخل الشيخ محمد على السيد أبي الحسن وبدأ يبكي شديداً، وبعد أن سأله السيد: مم بكاؤك؟ قال: كنت لسنين أبحث عن مولاي الحجة بن الحسن (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فرأيته ذات مرة ولكنني ما عرفته وعندما تعرفت عليه فقدته. فسأله السيد: وكيف حدث ذلك؟ قال: كنت ماشيا في الطريق الذي يربط بين مسجدي الكوفة والسهلة، فأحست أن خلفي شخصا، فقال لي: يا شيخ محمد من أين تأكل؟ فقلت: من دينار وخبز السيد أبي الحسن الأصفهاني الذي يعطيهما

ص: 272

مجانا للطلاب. فقال لي: قل للسيد أبي الحسن:(اجلس في الدهليز واقض حوائج الناس، نحن ننصرك)، فتناول السيد أبو الحسن على الفور ورقة وكتب فيها هذه الوصية. وقد نقلوا عن السيد رحمه الله أنه كان يقول: عندما كنت أحس بالتعب والضغط جراء الأعمال اليومية والمسؤوليات كنت أتناول هذه الورقة واقرأ ما أوصى به مولاي بقية الله الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فكان التعب يذهب عني ومعنوياتي تتجدد).

22-تحدث سماحة المرحوم السيد محمد رضا الشيرازي عن والده آية الله السيد محمد الشيرازي (1):(دأب الإمام الشيرازي على الذهاب إلى

ص: 273


1- ولد السيد محمد بن مهدي الحسيني الشيرازي في مدينة النجف الأشرف في 15 ربيع الأول عام (1347ه-). هاجر مع والده إلى كربلاء المقدسة عام 1356. ثم هاجر عام 1390ه- إلى الكويت وعاش بها تسع سنين ثم هاجر إلى إيران عام 1399 حيث استقر في مدينة قم المقدسة، حتى قبض فيها يوم الاثنين 2 شوال عام 1422ه-. ترك أكثر من ألف ومائتين وخمسين مطبوعا، وكان قد ذهب من كربلاء أربعين ليلة أربعاء إلى مسجد السهلة في الكوفة للدعاء والتوسل. أسس هيئات دورية للتوعية مثل مدرسة الإمام الصادق /بالتعاون مع جمع من علماء المدينة، و (مدارس حفاظ القرآن الكريم) للبنين والبنات، و هيئة (للتبليغ السيّار) و بنى العديد من المساجد والحسينيات. و في الكويت أسس عدة مؤسسات تحمل اسم الرسول الأعظم /كمدرسة الرسول الأعظم ومكتبة الرسول الأعظم وحسينية الرسول الأعظم،كما أسس في قم مدرسة الرسول الأعظم / . وبنى (مدارس حفاظ القرآن الكريم).. و تبنى في كربلاء نهضة ثقافية شاملة، وذلك بنشر عدة مجلات ثقافية كمجلة (الأخلاق والآداب) و(صوت المبلغين) و(القرآن يهدي) و(نداء الإسلام) و(أعلام الشيعة) و(صوت العترة) و(ذكريات المعصومين) و(صوت الإسلام) و(منابع الثقافة الإسلامية) و(مبادئ الإسلام) باللغة الإنجليزية. كما أسس (مكتبة القرآن الكريم) العامة، (والمكتبة الجعفرية). وعشرات المكتبات الصغيرة الأخرى.. كما ساعد في تأسيس (مطبعة أهل البيت). و للسيد الشيرازي/عدد كبير من المؤسسات المختلفة منتشرة في كربلاء و الكويت و سوريا و لبنان و إيران وباكستان والهند وبريطانيا و أمريكا ( خواطر عن الإمام السيد محمد الشيرازي - آية الله السيد محمد رضا الشيرازي)

مسجد السهلة كل ليلة أربعاء، في الصيف والشتاء، إلى أربعين ليلة، وفي أثناء هذه الفترة كان يقوم برياضة شديدة .. أما من الجهات الأخرى فقد واظب على الالتزام الكامل بالمستحبات والنوافل والأعمال

ص: 274

التي تقرب العبد إلى الله تعالى طوال هذه الفترة، وفي ليلة الأربعاء الأخيرة (ظاهرا أن الناقل لم يذكر لنا أي ليلة من ليالي الأربعاء بالضبط) تشرف السيد بلقاء الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة، وقد حثه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) على تأليف الكتب مع أنه لم يكن التأليف متداولا آنذاك ولا متعارفا عليه، فعاد السيد إلى كربلاء وكان عنده في اليوم الواحد سبعة أو ثمانية دروس إذ كان ركنا من أركان الحوزة تركها كلها ورغم الإلحاح الشديد من قبل أساتذة الحوزة وفضلائها للعدول عن هذا القرار إلا إنه أبى وعكف على تأليف الكتب وبشكل مكثف، ويمكن أن يكون هذا المقدار من تأليفات السيد من بركات كلمة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .

23-كتب خاتمة المحدثين المرحوم الحاج ميرزا حسين النوري (قدس سره) قائلا:كتب إلينا الحاج السيد احمد رحمة الله عليه:كنت في يوم الجمعة جالسا في إحدى غرف مسجد السهلة، وإذا سيد معمم قد دخل وعليه جبة فاخرة وعباءة حمراء واخذ يتطلع في زوايا الغرفة وكان فيها بساط و أواني وبعض الكتب. ثم قال:لقضاء

ص: 275

حوائج دنياك اقرأ صباح كل يوم زيارة عاشوراء بالنيابة عن إمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وخذ عني ما يكفيك شهرا كاملا كي لا تكون محتاجا إلى احد وأعطاني مقدارا من النقود وقال: هذا يكفيك شهرا .وبعد ذلك توجه نحو باب المسجد، وأما أنا فقد بقيت في مكاني لا اقدر على الحركة والتكلم حتى خرج وبعدها شعرت كان كل القيود الحديدية التي كانت علي انفتحت ووسع الله صدري فقمت من مكاني وخرجت من المسجد وعندما تفحصت المكان لم أجد إي اثر لذلك السيد.

24-نقل صاحب (أعلام الشيعة): أن الفاضل الجليل الشيخ محمد باقر البهبهاني (1) كانت له منامات صادقة،

ص: 276


1- الشيخ محمد باقر بن عبد الكريم الدهدشتي البهبهاني النجفي (ت 1285ه-) صاحب كتاب (الدمعة الساكبة) وقد طُبع هذا الكتاب كاملا في بيروت سنة 1408ه- في ثمانية أجزاء، وفي مقدمته مجموعة من التقاريظ للمؤلّف وكتابه، كتبها عدد من أعلام الطائفة الحقة ومراجع تقليدها،ومنهم العلامة الكبير السيد علي بحر العلوم (ت 1298ه-)حيث قال:(فقد نظرت في تضاعيف هذا المؤلف الشريف، الغني عن التوصيف والتعريف; لظهور مزاياه بأدنى نظر، وبدو نكات محاسنه بأقل فكر، المسمى ب-(الدمعة الساكبة في المصيبة الراتبة) الذي ألفه الحبر البصير الماهر، وكوكب الهداية المنير الزاهر، ذو الفضل الواضح الباهر، والعلم الناشر المتقاطر، المؤيّد المسدّد الفاخر، الحاج ملا محمد باقر البهبهاني الغروي عامله الله بلطفه الخفي والجلي، فرأيته حريا أن يكتب بالنور على وجنات الحور، لا بالحبر على صفحات التبر; إذ أورد فيه أخبارا من الكتب المعتبرة المتداولة لدى الأصحاب، عليه رضوان من الله مع التحيات، وأودع فيه تفاصيل أحاديث لم يودعها غيره ممن هو ماض أو هو آت(الدمعة الساكبة - محمد باقر البهبهاني 1:9)

وروي (أنه من الذين تشرفوا بلقاء حضرة إمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة وعرف الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وكان قد أراد أن يشتري بستانا حوالي المسجد مسجد السهلة وعندما تشرف بلقاء الحجة علیه السلام قال له: (أي فلان! اشتر بستانا على أن يكون نصفه لإمام الزمان) فلما رجع إلى النجف الأشرف، جاء إليه خادم العلامة الفقيه السيد أسد الله بن المرحوم حجة الإسلام الأصفهاني الرشتي (1)، وأعطاه كيساً من المال، وهو

ص: 277


1- السيد أسد الله بن محمد باقر بن محمد نقي الموسوي الرشتي الأصفهاني:عالم كبير زعيم..ولد في أصفهان سنة 1227 ونشأ بها على والده الحجة الكبرى نشأة سامية، فتعلم مقدمات العلوم حتى أتمها، ثمّ حضر على والده وغيره.هاجر إلى النجف وحضر بها على الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر والشيخ مرتضى الأنصاري والشيخ نوح القرشي.بعث إليه والده في سنة وفاته 1260 يأمره بالعودة إلى أصفهان، فعاد إليها ولما توفي الوالد عطف الناس عليه ولاقى قبولا من الطبقات كافة، حتى صار الرئيس المطاع والمرجع العام في سائر الأحكام والأُمور الدنيوية، يضاف لها جلالة القدر والمكانة العالية في العلم، والورع والصلاح والزهد والتقوى.ومن آثاره أنه تمم مشروع صاحب الجواهر بحفر قناة مائية إلى النجف من نهر الفرات لسقي أهل النجف فبعث المهندسين والفعلة مع الأموال الطائلة، وجرى الماء سنة 1288 فسر أهل البلد. مؤلفاته: رسالة في التجويد.رسالة في الغيبة.شرح زيارة عاشوراء.شرح شرائع الإسلام.كتاب الرجال.مناسك الحج.منتخب مناقب الأئمة..توفي في كرند عازماً على زيارة مراقد الأئمة سنة 1290 ونقل إلى النجف ودفن بالصحن الشريف بحجرة رقم 13(مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف- كاظم الفتلاوي:52)

مبلغ البستان الذي كان الإمام علیه السلام قد أمر بشرائه، وكان المبلغ بقدر قيمة ذلك البستان. فاشترى الشيخ محمد باقر البستان بذلك المبلغ، وكان بيده لسنوات طويلة، ثم انتقل إلى أولاده، ولما اطلع الناس على واقع الأمر، كانوا يذهبون إلى البستان ويأكلون من ثماره بقصد التبرك) (1).

ص: 278


1- جنة المأوى-الميرزا النوري: في ذكر من فاز بلقاء الحجة /

25-تحدث المرحوم آية الله السيد القاضي (قدس سره) (1)عن مسجد السهلة المبارك فقال: (ومن المسلّم أن بعض

ص: 279


1- السيد علي ابن المرحوم السيد حسن القاضي.من مواليد مدينة تبريز في إيران 1282ه-. عالم مجتهد وتقي ورع وأخلاقي كبير . برع من صغره وترعرع على حب العلم والأدب وكان باقة خوارق في ذكاءه وفطنته واستعداده فتطور بسرعة في تحصيل المعرفة وأوليات العلوم وفي ريعان شبابه انتقل إلى النجف الأشرف لينتهل العلم بجوار باب مدينة علم الرسول أمير المؤمنين /، فحضر على الشربياني والمامقاني وشيخ الشريعة والخراساني والخليلي و . . غيرهم، وبرع في الفقه والأصول والحديث والتفسير و . . غيرها، وعدّ أنه خيرة رجال الأخلاق في وقته مدرسا علما وعملا، وحضر عليه جمع كثير من أهل الرياضة والسلوك . و من تلامذته المرحوم العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان ، والسيد الخوئي، و من الناحية العملية كان السيد آية عجيبة .. ويعرف أهل النجف وخصوصاً أهل العلم الكثير من قصصه.. كان في منتهى الفقر، وكانت عائلته كبيرة، وكان في منتهى التسليم والتفويض والتوحيد، بحيث لم تخرجه هذه العائلة ذرة عن مساره. إن امتياز السيد القاضي هي أن قلبه كان في الأعلى مرتبطا بربه ولا ينزل إلى الأسفل.وكان السيد علي شاعراً ملهماً وله البديع من الشعر في أهل البيت ( ومناسباتهم فيقول في بعض قصائده في التهجد: وقد كان قلبي قبل ذا عنك لاهياً *** ولكنني شوقته فتشوقا إلى أن يقول: توكل على الرب الكريم إلا ترى *** كفايته من قد توكل واتقى إليك كتاب الحق فأقرأه دائماً *** لترقى به حتى تلذذ باللقا و من وصاياه لتلامذته في طرق تهذيب النفس: (انتبهوا إخواني الأعزاء - وفقكم الله تعالى لطاعته - فقد دخلنا في حمى الأشهر الحرم فما أعظم نعم الباري علينا وأتم، فالواجب علينا قبل كل شيء التوبة بشروطها اللازمة وصلواتها المعلومة ثم الاحتماء من الكبائر و الصغائر بقدر القوة. فليلة الجمعة أو يوم الأحد تصلون صلاة التوبة ليلة الجمعة أو نهارها ثم تعيدونها يوم الأحد في اليوم الثاني من الشهر.ثم تلتزمون المراقبة الصغرى و الكبرى و المعاقبة بما هو أحرى، فإن فيها تذكرة لمن أراد أن يتذكر أو يخشى ثم اقبلوا بقلوبكم، وداووا أمراض ذنوبكم وهونوا بالاستغفار خطوب عيوبكم). له جملة من الآثار منها تفسير القرآن لم يتم، وكتب في الفقه . توفي المرحوم السيد علي القاضي عام 1366في النجف الأشرف في شهر ربيع الأول ودفن في مقبرة وادي السلام

أفراد عصرنا قد أدركوا المحضر المبارك للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) و تشرفوا بالمثول بين يديه.و كان أحد هؤلاء مشغولا بالدعاء و الذكر في مسجد السهلة في مقام الإمام، المعروف بمقام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) حين شاهده فجأة و هو يقترب منه وسط هالة من النور الساطع، و كانت أبهة و عظمة ذلك النور تغمره بحيث شارفت روحه أن تفارق بدنه، و انبهرت أنفاسه فكانت معدودة، و كان علی وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة حين أقسم علی الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بأسماء الله الجلالية أن لا يقترب منه

ص: 280

أكثر.ثم حصل بعد ذلك بإسبوعين أن هذا الشخص كان مشغولا بالذكر في مسجد الكوفة حين ظهر له الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فحصل علی مراده و تشرف بلقائه و كان هذا الشخص هو الشيخ محمد تقي الآملي (1)) .

ص: 281


1- الشيخ محمد تقي الآملي ( 1304 - 1391ه- ) من مشاهير علماء القرن الرابع عشر. ولد في طهران، وبدأ درسه العلمي على علماء هذه المدينة. وفي سنة 1339ه- توجه إلى النجف، فعكف على حضور دروس أعلام عصره ونال درجة الاجتهاد بعد 14 سنة. وفي عام 1353ه- عاد إلى طهران، فمارس التدريس والنشاط الاجتماعي والثقافي وكان يدرس الفقه والفلسفة والمنظومة السبزوارية والأسفار. وله حاشية علی (مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى) وحاشية وشرح للمنظومة السبزوارية.ومع سعة علمه وفقاهته وموضعه الاجتماعي.. امتاز الشيخ محمد تقي الآملي بشديد التواضع وبالنبل والكرم، وكان رجلا خليقا مؤدبا سليم النفس بعيدا عن الهوى، ولم يتصد للفتوى أو يطبع رسالة حتى آخر عمره، و قد استفاد أيام شبابه و دراسته في النجف الأشرف من محضر درس الأستاذ القاضي رحمة الله عليه في الأمور العرفانية، وامتلك كمالات عديدة وقد نقل العلامة الطباطبائي عن أستاذه السيد علي القاضي أن الشيخ محمد تقي الآملي كان ممن فازوا بلقاء الإمام المهدي / في مسجد السهلة بالكوفة.وفي مجال التأليف ترك الآملي عددا من المؤلفات يربو عددها على 15 مؤلفا في الفقه والعقائد.توفي سنة 1391ه- في طهران، ودفن في (باغ الرضوان) مجاوراً لمرقد الإمام الرضا /(انوار الملكوت - السيد محمد حسين الحسيني الطهراني:64- 65)

26-كتب الشيخ الجليل محمد تقي المازندراني (1) قائلا:(كلما كنت أذهب في سنوات الشبيبة إلى النجف الأشرف للزيارة.. كنت أقصد مسجد السهلة أبيت فيه؛ إذ كنت أجد في هذا المسجد من الروحية العالية ومن الشفافية ما لا أجده في سواه من المساجد. وقد ألِفتُ أن اتخذ لي حجرة هناك للمبيت في الطابق العلوي محاذية للمقام المقدس للإمام بقية الله (روحي فداه).وفي إحدى السفرات... مضيت من النجف الأشرف إلى مسجد السهلة، ثم لما حل الليل وحان وقت نومي، خلدت إلى النوم. وحين بلغ الليل منتصفه.. استيقظت، ونظرت إلى الساعة. كان الوقت وقت التهجد والقيام لصلاة الليل. وفي هذه الأثناء سمعت في فضاء المسجد صوتاً يموج بمناجاة مذهلة توقظ الروح.. كانت جدران المسجد تتجاوب لها وتهتز. أصغيت جيداً لأعرف من أين تصدر هذه المناجاة الجليلة الرائعة، فأدركت أنها كانت تنبعث من مقام الإمام صاحب الزمان علیه السلام وتركت مكاني قاصداً المقام.. فرأيت هناك رجلا مهيبا ساجدا

ص: 282


1- المرحوم الشيخ الجليل محمد تقي المازندراني أحد كبار العلماء،وقد أشاد به كثيرا مؤلف كتاب (المعجزات والكرامات)

لدى الجدار شرقي مقام إمام الزمان علیه السلام في وسط باحة المسجد.. وهو يناجي الله(جل جلاله). وارتعدت فرائصي بغتة لرؤياه ، وقعدت على الأرض استمع إلى ما كان يقول في مناجاته. لكني لم أتبين من مناجاته إلى بضع كلمات. كان يقول أحياناً: شيعتي! وإذ كنت أدركت من بعض الدلائل والأمارات بل أيقنت تماما أن هذا الرجل المهيب هو الامام بقية الله(روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء)، فاضطربت ووقعت على الأرض في إغماء. ثم لما فتحت عيني.. كانت الشمس على وشك الشروق. فقمت وتوضأت وصليت فريضة الصبح. وبعد سماعي تلكم المناجاة بقيت مدة أجد في داخلي حالة من البهجة ومن الإنشراح تستعصي على الوصف) (1) .

27-من الحكايات التي تناقلها عدة من الأخيار (2) عن العبد الصالح الشيخ محمد الكوفي قال: وفقني الله في سنة 1315 للهجرة لحج بيته الحرام برفقة والدي الجليل الشيخ محمد طاهر، وفي يوم الخامس عشر

ص: 283


1- كتاب (جنة الماوى) الملحق بكتاب بحار الأنوار: 53/ 325
2- العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان - الشيخ علي اكبر النهاوندي:1/126

من شهر ذي الحجة التحقنا بإحدى القوافل العائدة كانت تسمى (الطيادة) لسرعتها فأوصلتنا إلى منطقة حائل، وفيها التحقنا بقافلة أخرى تسمى (صليب) لكي تعود بنا إلى النجف الأشرف لكنها أوصلتنا إلى مدينة السماوة، فاستأجرت دابة لكي توصل والدي إلى النجف وركبت أنا جملاً لأحد الجنازين كان يحمل عليه جنازة ينقلها لدفنها في وادي السلام في جوار مرقد أمير المؤمنين علیه السلام .سرنا على هذه الحالة حتى وصلنا نهر (عامورة) وكان يومها عريضاً يصعب على الدواب عبوره، فأعانني الجناز على سحب الجمل لعبور النهر ولكن الحيوان لم يستطع الحركة، رغم كل ما بذلناه، فتحيرت وقد حف بنا الخطر في تلك البادية، وضاق صدري فتوجهت إلى القبلة مستغيثا ومتوسلاً إلى الله ببقيته المهدي (أرواحنا فداه) وناجيته قائلاً: يا فارس الحجاز، يا أبا صالح أدركني، أفلا تعيننا حتى نعلم أن لنا إماما يرانا ويغيثنا ، وإثر ذلك رأيت فجأة شخصين بالقرب منا أحدهما شاب والآخر شيخ، فسلمت على الشاب وأنا أتصوره بعض أهل النجف وسألته عن صاحبه فقال إنه

ص: 284

الخضر، ثم ابتسم وسألني عن سبب حزني فأخبرته فأقترب من الجمل فانتفض الحيوان قائماً فوضع يده عليه فهدأ ثم قال لي: أتريد شيئاً آخر؟ سيوصلك الجمل إلى منزلك. فسألته عن مقصده؟ أجاب: نحن ذاهبون إلى مقام الخضر، وكان ثمة مزار معروف بهذا الاسم يقع شرق السماوة، فسألته: أين يمكنني أن أراك يا سيدي؟ أجاب: حيثما شئت. قلت: أنا اسكن الكوفة. فقال: سأجيئ إلى مسجد السهلة ثم غابا عن ناظري.وتابع الشيخ محمد الكوفي مع والده ورفيقه مسيرهم بالدابة والبعير وعبروا بهما النهر بسلام فوصلا قبيل الغروب إلى خيام بعض أهل البادية فاستقبلنا شيخهم فسألنا عن مسيرنا فأخبرناه، فقال متعجباً: سبحان الله وكيف عبرتم النهر بهذه الدابة وهذا البعير في حين أن السفينة لو غرقت فيه لما بانت ساريتها!! ولذلك يسلك أهل السماوة طريقاً آخرا أبعد إلى النجف الأشرف. ثم وصلوا إلى المنزل بسلام، وبقي الشوق يتأجج في قلب الشيخ محمد أياما وأياما وهو يأمل في أن يرى تلك الطلعة الرشيدة مرة أخرى وهو يطيل التفكر في قوله علیه السلام سأجيئ

ص: 285

إلى مسجد السهلة. وذات ليلة كان الشيخ محمد مشغولاً بالتسبيحات في تعقيب صلاة العشاء، فشعر وكان هاتفاً يقول له ثلاث مرات: يا حاج محمد إن كنت تريد إن ترى صاحب الزمان فامض إلى السهلة الآن.ولم يفكر الحاج محمد الكوفي أن الذهاب في مثل هذا الوقت المتأخر كان يومذاك مجازفة خاصة وان باب المسجد تكون مغلقة في ذلك الوقت لم يفكر الشيخ الشاب بكل ذلك، فقد دفعه شوقه إلى الذهاب مسرعاً إلى مسجد السهلة في تلك الساعة المتأخرة ولما وصل وجد باب المسجد مغلقاً، فوقف متحيراً يفكر في الهتاف الذي سمعه أو شعر به فلم تمض إلا هنيئة حتى رأى قادماً يتجه نحوه من جهة مسجد زيد ولما التقاه تابعه فلما وصلا إلى الباب المقفل وضع يده عليه ونادى خضراً ففتح له الباب ودخل المسجد وتابعه الشيخ محمد فدخل المسجد وفاز ثانية بلقاء مولاه... ثم بقي في المسجد متهجداً شكراً لله على هذه النعمة وعندما جاء خادم المسجد في الصباح استغرب وجوده داخل المسجد الذي اقفل بنفسه في الليلة الماضية بابه ولم يكن الشيخ محمد الكوفي

ص: 286

داخله فسأل الشيخ عن الذي فتح له الباب... لكنه لم يستغرب هذه المرة انه لم يحصل من الشيخ الكوفي على الجواب الكافي.

27-ونقل آية الله السيد محمد حسين الحسيني الطهراني (قدس سره) (1) أن آية الله السيد علي القاضي

ص: 287


1- ولد المرحوم العلامة الحسيني الطهراني سنة 1345 ه- في طهران . وقضى تحت ظل عناية وآثر دراسة العلوم التوحيدية والقرآنية، فانتهج سبيل طلب العلوم الدينية بمشهد المقدسة في بيت الميرزا محمد الطهراني صاحب (مستدرك البحار).وفي سنة 1364 تشرف إلى مدينة قم، حيث اشتغل بالدراسة في مدرسة آية الله حجت. و تعرف على السيد محمد حسين الطباطبائي، و تتلمذ في قم سبع سنوات لدى أساتذة بارزين مثل السيد رضا بهاء الديني، و الشيخ عبد الجواد سدهاي، و الشيخ مرتضى الحائري،والسيد محمد حجت، و السيد محمد الداماد،والسيد البروجردي.وفي سنة 1370 النجف الأشرف، فدرس الفقه والأصول لدى الشيخ حسين الحلي،كما حضر دروس كل من السيد الخوئي و السيد محمود الشاهرودي واستفاد من الشيخ أقا بزرك الطهراني، حيث عد من أبرز تلامذة هؤلاء . وخالط الحاج عباس القوجاني، والسيد جمال الدين الكلبايكاني، والسيد هاشم الموسوي الحداد، وخلال فترة اقامته في النجف الأشرف كان يبيت في مسجد السهلة في كل ليلة خميس، ،وفي سنة 1377ه- عاد الى طهران بعد إكمال دراسته ، فقام بإحياء الشريعة في مسجد القائم بشارع السعدي، وفي عام 1400ه- حط رحاله في مشهد المقدسة، والف هناك دورة علوم الإسلام ومعارفه ضمن تسعة عشر عنوان في اربعة وخمسين جزء . توفي السيد يوم السبت 9 صفر الخير 1416 في العتبة المقدسة للإمام الرضا /، فوري جثمانه الطاهر الثرى في الضلع الجنوبي الشرقي للصحن العتيق.

(قدس سره) كان يقول: إن لم تحصل علی مرادك في مسجد الكوفة فاذهب إلی مسجد السهلة، وإن لم تحصل علی مرادك في مسجد السهلة فاذهب إلی مسجد الكوفة ..يقول السيد محمد حسن نجل السيد علي القاضي عن والده (قدس سره):(أورد حادثة اتفقت له (قدس سره) سمعتها منه عدة مرات، حينما كان يؤكد على ضرورة حصول الرغبة الملحة الصادقة في الوصول إلى أي هدف سام وعلى الأخص في الأمور المعنوية والكمالات النفسية العالية، كان يقول:تعقدت في نفسي مشكلة ،واستعصت علي ولم يكشف لي النقاب عنها وطالما استفسرت واستعنت بمن كنت ملازما لهم سنين طويلة ليعينوني في حل معضلتي ، فما كان منهم إلا الأّمر بالصبر والتريث، وقولهم الكريم: إن الله تعالى هو الذي يقدر لعباده، ويفتح لهم الأبواب، وينير لهم

ص: 288

السبيل .ومن شدة قلقي لموضوعي واهتمامي به كنت أذهب في أكثر الأيام بعد العصر وقبيل الغروب إلى مسجد السهلة ماشيا لأداء الفريضة، ثم أتوجه إلى جامع الكوفة، فأبيت فيه أو أعود إلى النجف .

ودام الحال هكذا سنين حتى كاد اليأس يستحوذ على مجامع قلبي ،وذات ليلة شاتية عاتية خرجت إلى جامع السهلة وبعد أداء الفريضة وبسبب برودة الجو خرجت مسرعا قاصدا جامع الكوفة لأن وسائل المبيت في غرفتي هناك كانت متهيئة أكثر، وعندما خرجت من الجامع سمعت أحد مجاوري المسجد يناديني، غير أني لم أعره سمعي بسبب قلقي وانهماكي في تفكيري ، وواصلت السير في طريقي وأتذكر أن الطريق بين السهلة والكوفة أنذاك كان جادة بعرض مترين فقط، وعلى جانبي الطريق مقالع وحفر عميقة وكثيرة تكثر فيها الأفاعي والعقارب..يقول: وما أن بعدت عن الجامع قليلا حتى هبت عاصفة رملية هوجاء اضطرتني أن أدور حول نفسي عدة مرات مما سبب لي أن أفقد اتجاهي في الطريق والمسير ،وأظلمت الدنيا في عيني، فصرت أسير على غير هدى وتتقاذفني

ص: 289

الرياح يمنة ويسرة ثم رأيت أن أقف هنيئة وأمسح عيني وأتميز الطريق، لئلا أسقط في الخفر المنتشرة على جانبي الطريق، ونظرت أمامي فإذا أنا بشبح عظيم الجثة يقبل نحوي وبسرعة وفي لحظات – ولا أدري كيف – صممت أن أهجم عليه أنا الآخر ،ولعل ذلك كان من فرط الخوف والفزع ،وبدا لي أن الهجوم أولى من الجمود والوقوف أمام ذلك الشبح المخيف ، فرفعت عصاي إلى الأعلى وكان هززتها في الهواء كهيئة المهاجم وتقدمت عدة خطوات باتجاه ذلك الشبح المقبل علي ولم أدر بعد ذلك ما حدث .

غير أني وبعد لحظات وجدت نفسي في حفرة عميقة من تلكم الحفر التي كان يكثر أمثالها على جانبي الطريق وبعد لحظات أخرى وصل ذلك الشبح على فوهة الحفرة وغطاها تقريبا فمددت عصاي نحوه وتبينته فإذا هو مجموعة من الأدغال وحشائش الصحراء، جمعتها وكومتها الرياح بتلك الصورة واندفعت نحوي بفعل العواصف .

فمرت علي لحظات تمشت القشعريرة في جسمي، وأدركت جيدا الوضع السيء الذي انتهى إليه أمري،

ص: 290

إني في حفرة عميقة وفوق رأسي كومة من الأدغال بحال من الأحوال أن أنجو من هذا المأزق والمكث هنا غير ممكن لوجود الهوام السامة والضارة .

ولم تمر علّي إلا بضع دقائق حتى رأيت الهدوء والاستقرار أخذ يدب في جسمي ، فألقيت نفسي على التراب والتحفت بعباءتي واسترحت سويعة وكأنّي نائم في غرفتي الوثيرة ونسيت ما كنت أشعر به من الجوع والخوف والإرهاق واستقرت نفسي ونَفَسي ثم أخذت تتراءى لي وتتمثل أمام عيني مغاليق أبواب معضلاتي بوضوح ودون أي غموض أو إبهام وانكشف لي السر الذي كنت أحاول حل لغزه منذ سنين ،وبعد فترة من الاستراحة جلست وقمت بأداء أعمالي الليلة من التلاوة والصلوات ،ثم وضعت خدي على التراب، والتحفت بعباءتي ، واستسلمت إلى نومة هنيئة وما أفقت إلاّ على صوت قطرات المطر تتساقط على عباءتي فنهضت وخيوط فضية من القمر كانت تتراءى لي من خلال الغيوم، ونظرت إلى كومة الأدغال المجتمعة على حفرتي وتمعنت ما حولي وما يحيط بي وتأكد لدي – حينذاك – أن مكاني وبتلك الكيفية كان

ص: 291

أصلح مكان يمكن أن أقضي فيه ليلتي ، ولبعدي عن الطريق والحفر والأحجار المنتشرة حولي ، مما لا يدع مجالا للشك من أني ما كنت أهتدي إلى طريقي أبداً .

فأخذت أدفع الأدغال بعصاي عن فوهة الحفرة ،وأحاول جهدي الخروج ،وإذا بصوت الشيخ جواد السهلاوي يناديني، وقد كان يبحث عني في الصحراء، فرفعت صوتي واهتدى الشيخ إلى مكاني وساعدني على الخروج وقد قال: إني علمت بأن هذا مصيرك ،وما كنت أقدر أن أعمل أي شيء أنذاك وفي أول الليل لشدة العاصفة حتى هدأت قبيل الفجر، وها أنذا أبحث عنك منذ سويعة وقد وصلت إلى هذا المكان مرات ولكن لم يخطر ببالي أنك هنا حتى سمعت صوتك وحسبت أن بك أذى وإذا بك ضاحك مستبشر كأنك قضيت هنا ليلة طيبة، يقولها ساخرا، فسكت ولم أجبه بشيء، فقادني إلى الجامع وغسل ثيابي من الوحل .

28-(كان هناك شخص صالح ومتقي يدعي ب-(محمد طاهر النجفي) وكان خادماً في مسجد الكوفة لسنوات ويسكن هناك مع عياله ويعرفه أغلب أهل العلم في النجف الأشرف الذين يتشرفون إلى هناك وكان محمد

ص: 292

طاهر النجفي فاقد البصر ومبتلي بحاله وقد نقل ذلك العالم هذه القضية عنه في ذلك المسجد الشريف قال:

قبل سبع أو ثمان سنوات ولعدم مجيء الزوار وذلك للمعارك بين طائفتي الزكرت والشمرت في النجف مما سبب انقطاع مجيء أهل العلم إلى هناك فصارت حياتي مرة لأن معاشي كان منحصراً بين هاتين الطائفتين مع كثرة عيالي وتكفلي بعض الأيتام أيضاً ففي ليلة جمعة لم يكن شيء عندنا نقتات به وكان الأطفال يئنون من الجوع فضاق صدري جدا وكنت غالباً منشغلا ً ببعض الأوراد والختوم ولكن في تلك الليلة ولشدة سوء حالتي جلست مستقبلا القبلة بين محل السفينة وهو المكان المعروف بالتنور وبين دكة القضاء وشكوت حالي إلى القادر المتعال مظهرا رضاي بتلك الحالة من الفقر ومضطربا وقلت: ليس من الصعب أن تريني وجه سيدي ومولاي ولا أريد شيئاً فإذا أنا أرى نفسي واقفاً على قدمي وبيدي سجادة بيضاء ويدي الأخرى بيد شاب جليل القدر تلوح منه آثار الهيبة والجلال لابساً نفسياً يميل إلى السواد فتصورت في البداية أنه أحد السلاطين ولكن

ص: 293

كانت على رأسه المبارك عمامة وقريباً منه شخص آخر لابسا لباسا أبيض وفي ذلك الحال مشينا إلى جهة الدكة قريب المحراب فعندما وصلنا هناك قال ذلك الشخص الجليل الذي كانت يدي بيده: يا طاهر أفرش السجادة، ففرشتها، ورأيتها بيضاء تتلألأ ولم أعرف ماهيتها وقد كتب عليها بخط واضح وقد فرشتها باتجاه القبلة مع ملاحظة الانحراف الموجود في المسجد فقال: كيف فرشتها؟ فقدت الشعور لهيبته ودهشته وقلت بدون شعور: فرشتها بالطول والعرض، فقال: من أين أخذت هذه العبارة؟ قلت: أخذت هذا الكلام من الزيارة التي كنت أزور بها القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فتبسم في وجهي وقال: لك القليل من الفهم. فوقف على تلك السجادة وكبر تكبيرة الصلاة وإذا بنوره وبهائه يزداد من فوره فصار كالخيمة حوله بحيث لا يمكن النظر إلى وجهه المبارك! ووقف ذلك الشخص خلفه علیه السلام متأخراً عنه بأربعة أشبار فصلى الاثنان وكنت واقفاً أمامها فوقع في نفسي شيء من أمره وفهمت من ذلك أن هذين الشخصين ليسا كما

ص: 294

ظننت فلما فرغا من الصلاة لم أر ذلك الشخص الثاني ورأيته علیه السلام على كرسي مرتفعاً ارتفاع أربعة أذرع تقريباً له سقف وعليه من النور ما يخطف البصر فالتفت لي وقال: يا طاهر! أي سلطان من السلاطين كنت تظنني؟. قلت: يا مولاي أنت سلطان السلاطين وسيد العالم ولست أنت من أولئك. قال: يا طاهر قد وصلت إلى بغيتك فما تريد؟ ألم نكن نرعاك كل يوم ألم تعرض أعمالك علينا؟ وواعدني بحسن الحال والفرج عن ذلك الضيق فدخل في هذا الحال شخص إلى المسجد من طرف صحن مسلم أعرفه بشخصه واسمه وكانت له أعماله سيئة فظهرت أثار الغضب علیه السلام والتفت إليه بوجهه المبارك وظهر العرق الهاشمي في جبهته وقال: يا فلان! إلى أين تفر؟ لأرض لسنا فيها أم لسماء لسنا فيها؟! فأحكامنا تجري فيها ولا طريق لخلاصك من ذلك إلا أن تكون تحت أيدينا ثم التفت إلي وتبسم وقال: يا طاهر! وصلت إلى بغيتك فما تريد؟ فلم أقدر أن أتكلم لهيبته علیه السلام ولما اعتراني من الحيرة من جلاله وعظمته

ص: 295

فأعاد علي ذلك الكلام مرة أخرى واعتراني من شدة الحال ما لا يوصف فلم أقدر على الجواب والسؤال منه فلم يمض أكثر من طرفة عين حتى رأيت نفسي وحدي وسط المسجد ولا يوجد أحد معي فنظرت إلى جهة المشرق فرأيت الفجر قد طلع.

قال الشيخ طاهر: فمع أني كنت عدة سنوات أعمى وقد انسدت كثيراً من طرق المعاش على والتي كان أحدها خدمة العلماء والطلاب الذين يتشرفون هناك فقد توسع أمر معاشي من ذلك التاريخ حسب وعده علیه السلام ولحد الآن- والحمد لله- ولم أقع بصعوبة وضيق) (1)

29-(حدثني السيد الثقة التقي الصالح السيد مرتضى النجفي رحمه الله وقد أدرك الشيخ شيخ الفقهاء وعمادهم الشيخ جعفر النجفي وكان معروفا عند علماء العراق بالصلاح والسداد، وصاحبته سنين سفرا وحضرا فما وقفت منه على عثرة في الدين قال:

ص: 296


1- أروع القصص في من رأى المهدي /في غيبته الكبرى- ماجد ناصر الزبيدي

كنا في مسجد الكوفة مع جماعة فيهم أحد من العلماء المعروفين المبرزين في المشهد الغروي، وقد سألته عن اسمه غير مرة فما كشف عنه، لكونه محل هتك الستر، وإذاعة السر. قال: ولما حضرت وقت صلاة المغرب جلس الشيخ لدى المحراب للصلاة والجماعة في تهيئة الصلاة بين جالس عنده، ومؤذن ومتطهر، وكان في ذلك الوقت في داخل الموضع المعروف بالتنور ماء قليل من قناة خربة وقد رأينا مجراها عند عمارة مقبرة هانئ بن عروة، والدرج التي تنزل إليه ضيقة مخروبة، لا تسع غير واحد. فجئت إليه وأردت النزول، فرأيت شخصا جليلا على هيئة الأعراب قاعدا عند الماء يتوضأ وهو في غاية من السكينة والوقار والطمأنينة، وكنت مستعجلا لخوف عدم إدراك الجماعة فوقفت قليلا فرأيته كالجبل لا يحركه شيء فقلت: وقد أقيمت الصلاة ما معناه: لعلك لا تريد الصلاة مع الشيخ؟ أردت بذلك تعجيله فقال: لا.

قلت: ولم؟ قال: لأنه الشيخ الدخني، فما فهمت مراده، فوقفت حتّى أتم وضوءه، فصعد وذهب ونزلت وتوضأت وصليت، فلما قضيت الصلاة وانتشر الناس

ص: 297

وقد ملأ قلبي وعيني هيئته وسكونه وكلامه، فذكرت للشيخ ما رأيت وسمعت منه فتغيرت حاله وألوانه، وصار متفكرا مهموما فقال: قد أدركت الحجة علیه السلام وما عرفته، وقد أخبر عن شيء ما اطلع عليه إلا الله تعالى. اعلم أني زرعت الدخنة في هذه السنة في الرحبة وهي موضع في طرف الغربي من بحيرة الكوفة، محل خوف وخطر من جهة أعراب البادية المترددين إليه، فلما قمت إلى الصلاة ودخلت فيها ذهب فكري إلى زرع الدخنة وأهمني أمره، فصرت أتفكر فيه وفي آفاته. هذا خلاصة ما سمعته منه رحمه الله قبل هذا التاريخ بأزيد من عشرين سنة وأستغفر الله من الزيادة والنقصان في بعض كلماته) (1)

ص: 298


1- جنة المأوى-الميرزا النوري: في ذكر من فاز بلقاء الحجة علیه السلام.

30-وممن نقلت الأحاديث عن مكوثه الطويل في مسجد السهلة المقدس الحجة الشيخ جعفر مجتهدي (قدس سره) (1)، فأقامَ واعتكفَ فيه لمدة ثمانية أعوام، وبعد

ص: 299


1- الشيخ جعفر مجتهدي: ولد في عائلة ملتزمة في مدينة تبريز في 27 جمادى الثاني 1303 ه- .. عارف بسلوك متميز وخاص، وكان مختلفا عن غيره عند توسله بالأئمة الأطهار / ولم يظهر عليه أي شئ غير أنه كان مواليا بالحق لمحمد وآل محمد /وكان عاشقا للإمام الحسين / بحيث لو ذكروا إسم الحسين /عنده في اليوم مئة مرة كانت تنقلب أحواله ويتغير لونه ولم يكن يتمالك نفسه من البكاء على سيد الشهداء/ولم يكن يستطيع أي شخص أن يكمل كلامه عن سيد الشهداء/ عند الشيخ مجتهدي لشدة ما يراه من بكاء الشيخ وفي سنين شبابه نبض العشق الإلهي في قلبه وحني نهاية عمره ظل ولها ومجذوبا نحو الباري عزّ وجل ولأوليائه. كان مولعا بالخالق فترك كل شئ في تبريز ورحل عنها راجلا إلى النجف الأشرف. ومكث لفترة في النجف يعمل رقاعا (اسكافيا) وبعد ذلك ذهب إلى مسجد السهلة، المزار الدائم للحجّة /، ثم عاد إلى النجف وانتقل فيما بعد إلى كربلاء ومكث في هذه المدينة المقدسة زهاء سبعة أعوام معتكفا في حجرة فوقانية مقابل الإيوان الذهبي لمرقد سيد الشهداء /. وخلال عمره الشريف لم يغفل عن التوسل والبكاء أبدا. وعرف بانتقاده لأكثر الشيعة وحتى العلماء والعرفاء بسبب ما يراه قلة وشحة التوسل بأهل البيت (وكان يقول: (إننا وبدون البكاء علي سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي /لا يمكننا البقاء أحياء،لقد بكينا سنوات طوال كي نذوب في حبهم /، وضعنا أذرعنا فوق رؤوسنا كي يتفضلون علينا أين نقدم الخدمة لهم(. هذا العالم الجليل وبعد خمسة عشر عاما من تهذيب وتزكية للنفس تحت ولاية وإشراف وعناية إمام الزمان / وجد الفرصة أمامه ولمدة عشرين عاما في جمع محبي إمام الزمان /والمتوسلين به في مناطق مختلفة من هذا العالم

لقائه بالمرحوم الملا أقا جان الزنجاني (1) تركَ مسجد السهلة وقال: (لقد أجاز لي وليّ العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بالرحيل وأعطاني ما كنت أرغب فيه)

31-(ومن ذلك ما دل على أن المهدي علیه السلام يستصحب معه خاصته في أسفاره ويشركهم في أعماله ، كالخبر الذي أرويه عن سيدنا الأستاذ آية الله السيد محمد باقر الصدر (2) عن أستاذه وأستاذنا آية الله العظمى

ص: 300


1- المرحوم الشيخ محمود عتيق المعروف بالملا أقا جان الزنجاني.. من كبار العارفين، قال عنه آية الله السيد حسن الأبطحي في كتابه معراج الروح:( إن الجلوس ساعة واحدة في محضر الرجل الذي هو بطل موضوعات هذا الكتاب مما يغير باطن الإنسان ويصيره إنسانا متوجها إلى الله تعالى ويجعل قلبه مأهولا بمحبة علي / وأولاده)
2- ولد السيد الشهيد محمد باقر إبن السيد حيدر إبن السيد إسماعيل الصدر،في مدينة الكاظمية سنة 1353ه-- المصادف 1935م، وفقد والده وعمره أربع سنوات،فتولى الإشراف عليه بعد فقدان والديه أخوه السيد إسماعيل الصدر. ابتدأ السيد الشهيد دراسته لمقدمات العلوم بالكاظمية وهو في سن العاشرة، وفي سن الحادية عشرة بدأ بدراسة المنطق، وفي سن الثانية عشر درس علم الأصول على يد أخيه السيد إسماعيل، وعنده درس المقدمات والسطوح ثم حضر بحث الخارج عند خاله آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين وكان يحضر في بحثه كبار الفقهاء مثل: آية الله صدر البادكوبي وآية الله الشيخ عباس الرميثي وآية الله الشيخ محمد طاهر آل راضي وآية الله السيد عبد الكريم على خان وآية الله السيد باقر الشخص وآية الله السيد إسماعيل الصدر. كما حضر عند خاله آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين. وقد درس السيد الصدر عند آية الله العظمى السيد الخوئي منذ سنة 1365ه-- إلى سنة 1378ه-- وله إجازة اجتهاد خطية منه، إذ نال السيد درجة الاجتهاد وهو في أواخر العقد الثاني من عمره، ويطلق السيد الصدر على السيد الخوئي -- في معرض ذكر نظرياته --:السيد الأستاذ . لقد كانت للشهيد الغالي روح ملكوتية قد تمحضت يقينا وكمالا، وتجلت طهرا وصفاء، لا يشوبها شوب من السوء يعيب طهارتها، ولا يمازجها نزر من الريب ينقص حظها من يقينها ورسوخها في عالم الحقيقة، فكان قدوة لمن أقلتهم ذرى المجد. وقد استحوذ السيد الشهيد على القلوب، وكان له موضع الإعظام فعشقه من لا يعرفون العبقريات ليقدروا أهلها بقدرها، وشغف به حبا من لا يدركون العقول النافذة والأفكار المبدعة ليعظموا أصحابها، ويدينوا بالإكبار لذويها، ويخفضوا لهم جناح الذل طاعة وانقيادا. بدأ السيد بتدريس علم الأصول في 1378ه--،وفي ذلك الوقت كتب السيد الشهيد فتاواه على شكل تعليقة، وصدر له في مطلع حياته المباركة: فدك في التاريخ: الذي عايش فيه مسألة رئيسية ومهمة في التاريخ الإسلامي التي تركت آثارا سلبية كبيرة على مسيرة الإسلام، ومع صغر عمره فقد كان دقيقا في حججه، رقيقا في أسلوبه، علميا في منهجه. وكتب وعمره عشرون عاما: غاية الفكر في علم الأصول: الذي احتوى على آراء الشهيد في مجال علم الأصول التي طرحها في فترة مبكرة. وعندما رأى الشهيد السعيد ما تعانيه الساحة في الخمسينات من اشتداد الحركات الإلحادية التي كانت تركز على حرب المعتقدات الدينية وتسعى بجد لانتزاعها من قلوب الأمة؛ أقدم رضوان الله عليه على ردها فعارض الدليل بالدليل والحجة بالحجة، فأصدر سنة1379 ه--: (فلسفتنا):وهو دراسة دقيقة وموضوعية للأسس التي تقوم عليها الفلسفة الماركسية ودياليكتيتها، ودحضها باتجاه علمي رصين وكما قال الشهيد/:(فلسفتنا هو مجموعة مفاهيمنا الأساسية عن العالم وطريقة التفكير فيه ولهذا كان الكتاب) ثم أصدر (اقتصادنا): الذي كان يتناول في جملة ما يتناول النظريات الاقتصادية الشيوعية والرأسمالية والإشتراكية ليوضح النظرية الإسلامية في الإقتصاد، ويقارع بها تلك النظريات. وأصدر بعد ذلك كتاب المدرسة الإسلامية الذي ركز فيه أولا على الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية،وقد تناول فيه:الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية،الديمقراطية الرأسمالية، الاشتراكية الشيوعية، الإسلام والمشكلة الاجتماعية، موقف الإسلام من الحرية والضمان.،ثانيا على الاقتصاد الإسلامي كعوض حقيقي. وللشهيد الكريم مؤلفات كثيرة تتجاوز الثلاثين في كل حقول المعرفة الدينية والفكرية، فكتب في نظرية المعرفة وتفسير الكون ووجود الله تعالى بأسلوب المقارنة مع المدارس المضادة كالمدرسة الماركسية والمنطقية الوضعية، وكتب عن الإمام المهدي/على أساس الحقائق العلمية والعقلية في إطار المسيرة العامة للبشرية؛ كتابه: بحث حول المهدي، وكتب مثبتا بالأدلة القاطعة ربانية الإسلام ونبوة محمد بن عبد الله / كتابه: المرسل والرسول والرسالة. كما كتب الشهيد السعيد في العبادة الإسلامية، وأوضح بأن العبادة ضمن إطار الحاجات الثابتة التي يواجهها الإنسان في جميع العصور على أساس حاجته للإرتباط بالمطلق مع الإشارة إلى الدور الاجتماعي في العبادة ذاتها في كتاب نظرة عامة في العبادات الإسلامية..وصدر له أيضا: البنك اللاربوي في الإسلام،الأسس المنطقية للاستقراء،بحث حول الولاية، ،بحوث في العروة الوثقى، تعليقة على منهاج الصالحين،لمحة فقهية عن دستور الجمهورية الإسلامية. ولقد شاركت شقيقة السيد المجاهدة العالمة آمنة حيدر الصدر (بنت الهدى)، السيد الشهيد جميع مصائبه حتى نالت شرف الشهادة الرفيعة معه؛ فلقد خشي الطغاة من وجود السيد الشهيد حتى وإن كان محتجزاً في بيته؛ فاعتقل وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى بتاريخ 5/4/1980م ونقلا إلى بغداد حيث قام النظام الكافر بأخس جريمة في سجله الإجرامي بقتلهما ودفنا سرا في مدينة النجف الأشرف يوم الأربعاء المصادف 9/4/1980م.

ص: 301

ص: 302

ص: 303

السيد أبو القاسم الخوئي (1)، وهما من أعاظم علماء العصر ومحققيهم أدام الله ظلهما عن أحد المؤمنين

ص: 304


1- السيد أبو القاسم إبن السيد علي أكبر بن هاشم الخوئي في الخامس عشر من رجب 1317 ه- بمدينة خوي في إيران،وبعد أن تعلم القرآن الكريم، والقراءة والكتابة في بلده، سافر عام 1330 ه- إلى مدينة النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية، وكان معروفا بذكائه، وقوة ذاكرته، ولما بلغ عمره ست عشرة سنة أخذ يحضر دروس البحث الخارج عند أساتذة حوزة النجف الأشرف. ولم يقتصر على دراسة الفقه والأُصول، بل واصل دراسته للعلوم الأُخرى، كعلم الكلام، والتفسير، والمناظرة، والحكمة، والفلسفة، والأخلاق، والسير والسلوك، والرياضيات، والحساب الاستدلالي، وممن تتلمذ عليهم: الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني،الشيخ فتح الله الأصفهاني،المعروف بشيخ الشريعة، الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني،الشيخ ضياء الدين العراقي،الشيخ محمّد جواد البلاغي،الشيخ مهدي المازندراني، السيّد حسين البادكوبي،السيد علي القاضي، وغيرهم من الأيات العظام، وكان يعتمد في بحوثه الاستدلالية على طريقة أساتذته الشيخ النائيني والشيخ العراقي والشيخ الكمباني، إضافة إلى آرائه الشخصية، فيخرج بآراء معاصرة عميقة ودقيقة، موضحاً فيها آراء العلماء السابقين، كما لم يكن يعتمد على الفلسفة في تدريس علم الأُصول، وكان يعتمد على الأحاديث الشريفة والروايات في تدريس الفقه، وكان يهتم اهتماما كبيرا بأسانيد الأخبار، وكان يعتبرها الحجر الأساس في توثيق الرواة، ورجال السند.. تدرج سماحته في نبوغه طالبا للعلم، فأستاذا، ثم مجتهدا ومحققا يعد المجتهدين، فما أن التحق في عنفوان شبابه بدروس الخارج و تقرير بحوث أساتذته على زملائه، سرعان ما عقب شيوخه في أروقة العلم، بالتصدي لتدريس البحث الخارج، فانهالت عليه هجرة طالبي العلم من كل مكان، و قلدته المرجعية العليا جميع مسؤولياتها و شؤونها، حتى أصبح زعيمها دون منازع، و مرجعا أعلى للمسلمين الشيعة، يقلده ملايين المؤمنين من أتباع مذهب الإمامية في مختلف بقاع العالم بفضل نبوغه و تضلعه في مختلف العلوم الاسلامية، و بلوغه الغاية من التقوى. فأصبح/رمزا بارزا من رموز المرجعية الرشيدة، و علما من أعلام الاسلام، يخفق علي قمة الحوزات العلمية في كل مكان. ومن أبرز تلامذته: الشيخ أبو الفضل النجفي الخونساري،السيد محمد سعيد الحكيم،الشيخ مرتضى البروجردي، السيد عبد الصاحب الحكيم، الشيخ محمد تقي بهجت،السيد محمد باقر الصدر،السيد علي السيستاني، الشيخ حسين وحيد الخراساني،الشيخ محمد آصف المحسني، الشيخ محمد إسحاق الفياض،الشيخ بشير النجفي، الشيخ علي الغروي،السيد أبو القاسم الكوكبي،السيد محمد الروحاني،الشيخ جواد التبريزي،السيد أحمد المستنبط،السيد نصر الله المستنبط،السيد إبراهيم الأمين،الشيخ علي الهمداني،الشيخ علي الفلسفي،السيد علي البهشتي،السيد تقي القمي،السيد محمد رضا الخلخالي،السيد علاء الدين بحرالعلوم. من مؤلفاته: فقه القرآن على المذاهب الخمسة،مباني تكملة منهاج الصالحين،تعليقة على توضيح المسائل،رسالة في اللباس المشكوك،تعليقة على المسائل الفقهية،تعليقة على العروة الوثقى،منتخب توضيح المسائل،البيان في تفسير القرآن، تعارض الاستصحابين،معجم رجال الحديث،رسالتان في البداء، أجود التقريرات،نفحات الإعجاز.. وغيرها توفّي /في الثامن من صفر 1413 ه- بمدينة النجف الأشرف، ودفن سرا بعد منتصف الليل - حسب أوامر النظام بمسجد الخضراء .

ص: 305

يسميه السيد الخوئي ويوثقه ويصفه بأنه من الإيمان والورع على حد عظيم وهو صاحب القصة، وحيث أنها غير موجودة في المصادر فيحسن في هذا الصدد إعطاء نبذة كافية عنها. كان هذا الرجل في أحد الأيام عصراً في مسجد الكوفة، وبينما هو يمشي محاذيا لغرفه المنتشرة في حائط سوره، رأى في إيوان كائن إمام أحد الغرف فراشاً مفروشاً وقد استلقى عليه شخص مهيب جليل، وجلس بإزائه رجل آخر. قال: فتعجبت من وجودهما وسألت الرجل الجالس عن هذا المستلقي فأجاب: سيد العالُم. قال: فاستهونت بجوابه وحسب أنه يريد كونه سيداً عالماً، لأن العامة هناك ينطقون العالم بفتح اللام، ثم أن هذا الرجل مضى للوضوء والاشتغال بصلاة المغرب والعشاء والتهجد في محراب أمير المؤمنين علیه السلام، حتى اجهده التعب والنعس، فاستلقى ونام. وحينما استيقظ وجد المسجد مضيئاً يقول: حتى أني أستطيع أن أقرأ الكتابة

ص: 306

القرآنية المنقوشة في الطرف الآخر من المسجد. فظننت أن الفجر قد بزغ، بل مضى بعد الفجر زمان غير قليل، وأني تأخرت في النوم زائداً عن المعتاد. فخرجت إلى الوضوء فوجدت في الدكة التي في وسط المسجد جماعة مقامة للصلاة، يؤمها (سيد العالم) ويأتم به أناس كثيرون بأزياء مختلفة وجنسيات فعجبت من وجود هؤلاء في المسجد على خلاف العادة. ثم أني أسبغت الوضوء والتحقت بالجماعة، وصليت الصبح معهم ركعتين، وحين انتهت الصلاة، قام ذلك الرجل المشار إليه وتقدم إلى أمام الجماعة: سيد العالم، وسأله عني قائلاً: هل نأخذ هذا الرجل معنا؟ فأجاب سيد العالم: كلا، فإن عليه تمحيصين لا بد أن يمر بهما. وفجأة، اختفى هذا الجمع، وساد المسجد ظلام الليل، وإذا بالفجر لم يبزغ بعد، بل بقي إليه زمان ليس بالقليل) (1)

ص: 307


1- تأريخ الغيبة الكبرى–الشهيد السيد محمد الصدر: 132و 133

الكوفة في عصر الظهور

تحدثت بعض الروايات عن مجتمع الكوفة من حيث كل الخصوصيات التغييرية وأنه سوف يصنع على عين الإمام وحركة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، ولذلك فإن أول شيء يقوم به علیه السلام هو الوصول إلى العراق، ليؤسس فيه هذه الدولة، وليكون مقرها الكوفة.

وتؤكد هذه الروايات أن تسلسل الأحداث سيمر كذلك، حتى أنها تحدثت عن الكوفة، وعن علاقة الكوفة بهذه القيادة، ومنها أن: (أسعد الناس به أهل الكوفة) (1) إشارة إلى العراق؛ فالروايات عندما تتحدث عن الكوفة فهي تعني العراق ككل، وعندما نقرأ أن عاصمة الإمام المهدي علیه السلام سوف تكون في العراق، وتكون في الكوفة، وعندما نقرأ أن مرحلة تحرك الإمام المهدي علیه السلام تكون من الكوفة، أو من العراق؛ فلا بدّ أن يكون

ص: 308


1- الغيبة- الشيخ النعماني:15

المجتمع في ذلك الموقع قد اجتاز كل الامتحانات ولم يسقط أمامها، وتحمل كل الهموم ولم يوهن أزاءها.

هذا المجتمع الذي لم يسقط، أو الذي خرج من الامتحان ناجحاً يكون مؤهلاً لقيادة البشرية وقيادة العالم، فلذلك ولأجل أن يكون هذا المجتمع القائد، والمجتمع الرائد الذي يقوم بمرحلة هداية البشرية، لا بدّ أن يكون قد مر بالامتحانات السابقة الصعبة وقد خرج منها ناجحاً.

فكان التأكيد الإلهي على العراق؛ لأن العراق دولة الإمام علیه السلام، ولأن العراق مجتمع الإمام علیه السلام، ولأن العراق محط قادة الإمام وجند الإمام علیه السلام، ولابد لهذا المجتمع أن يمر بالامتحان.

إذن هذا الامتحان وهذا العذاب وهذا التمحيص لم يكن سخطاً إلهياً على المجتمع كما يصوّره بعض الناس عندما يقرؤون حركة الإمام علیه السلام، وإنما هذه العلامات التي تظهر من أجل أن يوفر المجتمع كل خصوصيات

ص: 309

وكل صفات القيادة المؤهلة له لقيادة البشرية، وأن أهل هذا البلد سيكونون أكثر سعادة، لأنهم تحملوا الكثير من أجل الإمام علیه السلام، وتحملوا الكثير من أجل أهل البيت علیهم السلام، فيكونون حينئذٍ محل اقتطاف تلك الثمرة: أنهم مجتمع نواة دولة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في هذه الأرض بكل ما تحمله دولة العدل الإلهي من خصائص في جميع الجوانب الحضارية، والمدنية، والثقافية، والسياسية، والعسكرية، وكل الجوانب التي ترتبط بحياة الإنسان، والتي ستوفّر أرقى وأكمل نظام للحياة البشرية منذ عصر الخليقة، ولا شك – والحال هذه – أن يكون أهل الكوفة أسعد الناس بالإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، ولا شك أن الإنسان فيها سوف يتغير من حالة الهزيمة، والتعب، والمرارة، والعذاب، والشقاء، والخوف، والفقر إلى حالة الإنتصار، والراحة، والاطمئنان، والسعادة ورغادة العيش ،والأمن، والغنى والتطلع بوثوق إلى الفوز بما أعد الله سبحانه وتعالى لعباده المصطفين من خير الدنيا وحسن ثواب الآخرة، لأنه يعيش دولة العدل دولة الله تعالى، ودولة أهل البيت

ص: 310

علیهم السلام .. الدولة الكريمة، والدولة الشريفة، ودولة الحق، كما جاء تسميتها بها في الأحاديث المباركة. ففي حديث الامام الصادق علیه السلام: )فأين دولة الله ؟ أما هو قائم واحد) (1). وفي الحديث الآخر عنه علیه السلام: (ودولتنا في آخر الدهر تظهر) (2) . وفي دعاء الافتتاح الشريف كما في الحديث أيضاً: (اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة) (3). وفي الزيارة المباركة للإمام المهدي علیه السلام: (السلام عليك ايها المؤمّل لإحياء الدولة الشريفة) (4)، فأهل بيت النبوة علیهم السلام مجمعون على أن الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) سيملك العالم بعد وقت قصير من ظهوره، وستكون له دولة عالمية، تصبح كل أقاليم الكرة الأرضية ولايات لها، ويتحول كل سكان العالم آنذاك إلى رعايا ومواطنين في تلك الدولة، أما عمالها وأمراؤها وقادتها فهم أهل القوة والأمانة من رجال العالم ونسائه. وستكون المنظومة الحقوقية

ص: 311


1- بحار الأنوار-الشيخ المجلسي: 51 / 54 / ب 5/ ح 38
2- المصدر نفسه: 51 / 143 / ب 6 / ح 3
3- المصدر نفسه: 91 / 6 / ب 2 / ح 2
4- المصدر نفسه: 102 / 86 / ب 7 / ح 1

الإلهية هي القانون النافذ في كل أرجاء العالم، ونقصد بالمنظومة الحقوقية الإلهية: كتاب الله عز وجل كما أنزل، وبيان النبي صلی الله علیه و آله و سلم لهذا الكتاب تماماً كما وعاه أهل بيت النبوة علیهم السلام، وتتكون موارد هذه الدولة المالية من إنتاج العالم كله، وموارده وإمكاناته الاقتصادية، ومن خلال إمامته وقيادته الراشدة، ومن خلال تطبيقه للمنظومة الحقوقية الإلهية، ومن خلال توزيعه العادل للموارد العالمية ينشر العدل والرخاء في الكرة الأرضية، ويبدو واضحاً من تتبع روايات أهل بيت النبوة وأخبارهم حول هذا الموضوع، بأن المهدي المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) سيملك أولاً العراق وباقي بلاد العرب وبلاد فارس، ومنها سينطلق إلى كافة أرجاء المعمورة، حيث ستدخل في طاعته حرباً أو سلماً.

وصحت وتواترت عندهم الأحاديث النبوية التي ذكرت بأن السماء ستعطي كل خيراتها، قطرها وبركاتها، وأن الأرض كل الأرض ستخرج كل نباتها وكنوزها ونفائسها في زمن المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وأنه لتكثر فيها

ص: 312

الخيرات والبركات حتى تمطر السماء فيها ذهباً، كما ورد في الحديث الصادقي: (وتمطر السماء بها جراداً من ذهب) (1) ، و( إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق فيكونون في أصحابه وأنصاره ويرد السواد إلى أهله، هم أهله، ويعطى الناس عطايا مرتين في السنة، ويرزقهم في الشهر رزقين، ويسوي بين الناس حتى لا ترى محتاجا إلى الزكاة ويجيء أصحاب الزكاة بزكاتهم إلى المحاويج من شيعته فلا يقبلونها، فيصرونها ويدورون في دورهم فيخرجون إليهم، فيقولون: لا حاجة لنا في دراهمكم .. ويجتمع إليه أموال أهل الدنيا كلها من بطن الأرض وظهرها، فيقال للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدم الحرام، وركبتم فيه المحارم، فيعطي عطاء لم يعطه أحد قبله) (2)، وسيصبح المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) أول إمام شرعي يمارس السيادة ومهام الحكم على العالم كله، ويطبق الشرع الإلهي على كافة سكانه، كما روي عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أنه لما عرج به

ص: 313


1- البحار– الشيخ المجلسي: ج 53، ص 34، ب 25، ح 1.
2- المصدر نفسه: ج 52 ص 390 ب 27 ح 212

إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حجب النور ناداه جل جلاله ... (وَبِكَ، وَبِهِ، وَبِالأَئِمَةِ مِنْ وُلْدِهِ أَرْحَمُ عِبادِي وَإِمائِيْ، وَبِالقائِم مِنْكُمْ أُعَمِرُ أَرْضِيْ بِتَسْبِيْحِيْ وَتَهْلِيْلِيْ وَتَقْدِيْسِيْ وَتَكْبِيْرِيْ وَتَمْجِيْدِيْ، وَبِهِ أُطَهِرُ الأَرْضَ مِنْ أَعْدائِيْ وَأُوُرِثُها أَوْلِيائِيْ، وَبِهِ أَجْعَلُ كَلِمَةَ الَذْينَ كَفَرُوا هِيَ السُفْلىْ، وَكَلِمَتِيْ الْعُلْيا وَبِهِ أُحْيِي عِبَادِيْ وَبِلاْدِيْ بِعِلْمِيْ، وَبِهِ أُظْهِرُ الكُنُوْزَ وَالْذَخائِرَ بِمَشِيْئَتِيْ، وَإِياهُ أُظْهِرُ على الأَسْرارِ وَالْضَمائِرِ بِإِرادَتِيْ، وَأَمُدُهُ بِمَلاْئِكَتِيْ لِتُؤَيْدَهُ عَلى إِنْفاذِ أَمْرِيْ، وَإِعْلانِ دِيْنِيْ، ذَلِكَ وَلِيِيْ حَقَاً، وَمَهْدِيُ عِبَاْدِيْ صِدْقَاً) (1).

ص: 314


1- منتخب الأثر للرازي ص 167 ف 2 ب 1 ح 77، وأمالي الصدوق ص 504 مجلس 92 ح 4، والبحار ج 18 ص 341 ب 2 ح 49 و ج 23 ص 128 و ج 51 ص 65 - 66 ومعجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 214 - 215

تواريخ وأحداث

قال الشيخ المفيد (قدس سره): (قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي علیه السلام، وحوادث تكون أمام قيامه، وآيات ودلالات: فمنها خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في الملك الدنياوي، وكسوف الشمس في النصف من رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وركود الشمس من عند الزوال إلى أوسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وهدم حائط مسجد الكوفة، وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها،

ص: 315

ونار تظهر بالمشرق طويلاً وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد، وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب الشام، واختلاف ثلاث رايات فيه. ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر، ورايات كندة إلى خراسان، وورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة، وخروج ستين كذاباً كلهم يدعي النبوة، وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه، وإحراق رجل عظيم القدر من بني العباس بين جلولاء وخانقين، وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة السلام، وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار، وزلزلة حتى ينخسف كثير منها، وخوف يشمل أهل العراق وبغداد، وموت ذريع فيه ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلات، وقلة ريع لما يزرعه الناس، واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليهم،

ص: 316

ومسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير، وغلبة العبيد على بلاد السادات، ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض، كل أهل لغة بلغتهم، ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس، وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون ويتزاورون.

ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة، تتصل فتحيا بها الأرض بعد موتها، وتعرف بركاتها، ويزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي علیه السلام، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته، كما جاءت بذلك الأخبار) (1).

واذا تحدثنا عن الكوفة بما تمثله بالمفهوم الأعم وهو العراق، فإن الأحاديث الكثيرة الواردة حول أحداثه وأوضاعه في عصر الظهور تظهر أنه يكون ساحة صراع بين قوى متعددة، ويمكن أن تختزل أحداثها تلك بفترات تتداخل فيما بينها:

ص: 317


1- الإرشاد- الشيخ المفيد:336 والبحار: 52/219 - 221

أ- فترة تسلط الطغاة، قبل الظهور المبارك، والتي تبدو طويلة، يعاني فيها أهل العراق من قتل ذريع مشبع بخوف مستشر بين الناس جراء سطوة الجبابرة فلا يقر لهم معه قرار.

ب- فترة صراع النفوذ، والتي يكون طرفاها محور الخير الممثل بأتباع أهل البيت علیهم السلام، ومحور الشر الممثل بأعدائهم والذي يلتف تحت راية السفياني حاكم بلاد الشام، فتحدث معارك الكر والفر، بانتصار هنا وخسارة هناك لكل من طرفي الصراع.

ج- فترة احتلال السفياني العراق وتنكيله بأهله، وهي فترة قاسية جدا على الأتباع الحقيقيين لأهل البيت علیهم السلام ، إذ يوغل السفياني في القتل ويلتذ بالجرائم التي لم يسبقه فيها أحدا من قبل .. ويقتل شيعة آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم .. حتى أن مناديه لينادي في الكوفة من جاء برأس من شيعة علي علیه السلام، فله ألف درهم.

ص: 318

د- فترة دخول جيش الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، والذي يخوض معارك طاحنة، تنتهي بهزيمة جيش السفياني وطرده من العراق.

ه- فترة دخول الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) العراق، ليتم على يديه المباركتين تطهيره من مؤيدي السفياني وفئات الخوارج، واتخاذه الكوفة مقراً له علیه السلام وعاصمةً لدولته.

وقد وردت روايات عن أحداث في العراق خلال هذه الفترات مثل: خروج الشيصباني المعادي للإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) قبل السفياني، وشهادة نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وخروج عوف السلمي من الجزيرة أو تكريت، ومنع أهل العراق من الحج ثلاث سنين، وخسف البصرة وخرابها قبيل الظهور، وخسف في بغداد والحلة، ودخول قوات غربية إلى العراق، وخروج أحد الصالحين في مجموعة قليلة لمقاومة جيش السفياني، وخروج عدة فئات من الخوارج على المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) من الشيعة

ص: 319

والسنة، لتكون آخر فئة تخرج منهم على الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) مجموعة خوارج (رميلة الدسكرة) (1)، فعن أبي بصير قال: (ثم لا يلبث إلا قليلاً حتى تخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة، عشرة آلاف، شعارهم يا عثمان يا عثمان. فيدعو رجلاً من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لايبقى منهم أحد) (2).

ومن جملة ما تختص به الكوفة من تواريخ الأحداث التي تمر بها في عصر الظهور:

1-ذكرت الأحاديث الشريفة أنه علیه السلام يظهر في وتر من السنين الهجرية (3) أي من الأعوام الفردية، ويكون ظهوره في يوم الجمعة (4)، فيما ذكرت أحاديث أخرى أن خروجه يكون يوم السبت العاشر من محرم

ص: 320


1- حددت الرواية المتقدمة رميلة الدسكرة بأنها دسكرة الملك، وهي كما في معجم البلدان قرية قرب شهرابان من قرى بعقوبة في محافظة ديالى(عصر الظهور – الشيخ الكوراني)
2- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 52 / 333
3- الإرشاد – الشيخ المفيد: 2/379 وعنه في الفصول المهمة: 302 إثبات الهداة- الشيخ الحر العاملي: 3 / 514
4- إثبات الهداة- الشيخ الحر العاملي: 3 / 496.

الحرام (1)، ولعل الجمع بين التأريخين هو أن ظهوره يكون يوم الجمعة وفيها يخطب خطبته في المسجد الحرام فيما يكون خروجه منها يوم السبت باتجاه الكوفة، التي يتخذها منطلقاً لتحركه العسكري بعد إنهاء فتنة السفياني والخسف الذي يقع بجيشه في البيداء (2)، وينشر راية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم المذخورة عنده في نجف الكوفة (3)، وتنصره الملائكة التي نصرت جده رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم في معركة بدر (4).

وتذكر الأحاديث الشريفة أنه يواجه وأصحابه وجيشه

ص: 321


1- تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي: 4/ 300 وكذلك 333، اقبال الأعمال- السيد ابن طاووس: 558،كمال الدين: 653، غيبة الطوسي: 274،عقد الدرر للمقدسي الشافعي: 65، البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي: 145.
2- تفسير الطبري، 22: 72، تذكرة القرطبي: 2 / 693، سنن الدارمي: 104، مسند أحمد: 6 / 290، صحيح مسلم: 4 / 2208، سنن أبي داود: 4 / 108، سنن ابن ماجة: 2/ 1351، سنن الترمذي: 4/407، تأريخ البخاري: 5 / 118، سنن النسائي: 5 / 207.
3- تفسير العياشي: 1 / 103،غيبة النعماني: 308،كمال الدين: 672
4- تفسير العياشي: 1 / 197،إثبات الهداة: 3 / 549.

صعوبات شديدة وتعباً في بداية تحركه العسكري (1) وحروبه التي تستمر ثمانية أشهر لتصفية الجبهة الداخلية فيما تستمر ملاحمه عشرين عاماً (2) .

2-يلاحظ هنا أن المسير الذي يختاره علیه السلام هو المسير الذي اختاره جده الإمام الحسين علیه السلام في نهضته الإستشهادية من مكة الى الكوفة، التي مُنع سيد الشهداء عن الوصول اليها فيصل سليله المهدي علیه السلام إليها ويحقق الأهداف الإصلاحية في الاُمة المحمدية التي سعى لها جده سيد الشهداء علیه السلام ، وإضافة إلى فكرة استكمال الرسالة الحسينية المتوجة بشهادة أبي الأحرار الإمام الحسين علیه السلام ، فإن تطابق مسير الرحلة يحمل الإيحاء الكبير بما يعتلج في صدر الولي الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) من تاثيرات فاجعة كربلاء؛ كونه هو المعد للإنتقام من الظالمين ذلك الإعداد الإلهي الذي شاءت إرادة السماء تتويجه باليوم المبارك للظهور

ص: 322


1- الغيبة – الشيخ النعماني: 297.
2- إثبات الهداة-الشيخ الحر العاملي: 3 / 469 بالنسبة للمدة الأولى،وتقول رواية لابن حماد: 127 أن ملاحمه تستمر عشرين سنة

على يد صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وكما روي عن الإمام الباقر علیه السلام قوله: ( ... لما قتل الحسين ضجت عليه الملائکة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا: إلهنا وسيدنا، أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك، وخيرتك من خلقك)، فأوحى الله عز وجل اليهم: (قِرُّوُا مَلَاْئِكَتِيْ فَوَعِزَّتِيْ وَجَلاْلِيْ لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْهُمْ وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ ثُمَّ كَشَفَ اللهُ عَنْ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ لِلْمَلاْئِكَةِ، فَسُرَّتْ الْمَلَاْئِكَةُ بِذَلِكَ، فَإِذاْ أَحَدُهُمْ قَاْئِمٌ يُصَلِّيْ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: بِذَلِكَ الْقَائِمُ أَنْتَقِمُ مِنْهُمْ ) (1).

3-تصف بعض الروايات دخول الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الى العراق جواً بمدد رباني إعجازي عبر عنه الإمام الباقر علیه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ (2)، (قال: ينزل القائم يوم الرجفة بسبع قباب من نور لايعلم في أيها

ص: 323


1- علل الشرائع- الشيخ الصدوق: 1/154
2- سورة الرحمن- الآية 33

هو، حتى ينزل ظهر الكوفة) (1)،أي أنه لا يأتي الكوفة ابتداء ، بل يختار مكانا أكثر أمنا ، ثم يأتيها.

4-وردت روايات في خيل المغرب التي تنزل في فناء الحيرة، أي تستقر قرب الكوفة، وأن هذا الحدث يكون في أيام السفياني أو قربه. ولكن الملفت في نص المفيد رحمه الله قوله: (وورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة)، فيحتمل أن تكون هذه القوات غربية تدخل العراق لمعاونة السفياني، أو تكون قبل السفياني.

5-توحي بعض الروايات بتردي الوضع الإقتصادي للكوفة إبان فترة تسلط الطغاة، وفترة الصراع اللتين يمر بهما العراق، وأبرز ما في أحاديثها شدة البلاء على أهل العراق من حكامه الجبابرة، واختلاف هؤلاء الحكام مع أصحاب الرايات السود، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ( يوشك أهل العراق أن لايجبى إليهم قفيز (2) ولادرهم.. قلنا: من

ص: 324


1- تفسير العياشي:1/103
2- القفيز: كيل للغلات

أين ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذلك) (1) ، وفي رواية عن جابر الجعفي قال: (سألت أبا جعفر محمد بن علي علیهما السلام عن قول الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ (2)، فقال: يا جابر ذلك خاص وعام. فأما الخاص من الجوع فبالكوفة يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم.. وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم قط.. أما الجوع فقبل قيام القائم، وأما الخوف فبعد قيام القائم) (3).

6-بثق الفرات وفيضانه في الكوفة، فقد ورد في الأحاديث أنه يكون في سنة الظهور، فعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (عام -أو سنة- الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل أزقة الكوفة) (4) .

7-يفهم من بعض الروايات استمرار حكم الجبابرة في

ص: 325


1- بحار الأنوار-الشيخ المجلسي: 51 / 92
2- سورة البقرة – الآية 155
3- بحار الأنوار-الشيخ المجلسي: 52/229.
4- المصدر نفسه: 52/217

العراق إلى ظهور المهدي علیه السلام، فعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (إذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك القوم (بني فلان) وعند زواله خروج القائم علیه السلام ) (1) وفي رواية: (أما إن هادمه لا يبنيه ) (2) ، يعني أن هادمه يقتل أو يذهب قبل أن يعيد بناءه.

8-رواية (تحرك الحسني) الذي توجد قرائن على أنه يكون في العراق، والذي قد يكون قتله بعد حكمه.

9-ورد ذكر (الشيصباني) في الكوفة فعن جابر بن يزيد الجعفي قال: (سألت أبا جعفر علیه السلام عن السفياني فقال: (وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج بأرض كوفان، ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم، فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم علیه السلام ) (3)، والشيصباني وصف يعبر به الأئمة علیهم السلام عن الطواغيت والأشرار؛ لأنه

ص: 326


1- الإرشاد – الشيخ المفيد: 360
2- الغيبة – الشيخ الطوسي: 271
3- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 52/250

بالأصل اسم للشيطان، كما في شرح القاموس، وأنه يخرج في العراق الذي هو أرض كوفان، ويحتمل أن يكون في مدينة الكوفة، ويكون خروجه أي ثورته أو حكمه فجأة بنحو غير متوقع (ينبع كما ينبع الماء) وأنه يكون طاغية سفاكاً يقتل المؤمنين.

10-ما يفعله جيش السفياني (1) في المجتمع

ص: 327


1- السفياني رجل من ذرية أبي سفيان حاقد على آل محمد/، كاره لدولتهم، يرصد الأحداث رصدا دقيقا، فيقدر بأن الإمام الهاشمي المهدي/ سيظهر، وسيحاول أن يبني دولة لآل محمد/، فيحاول أن يسبق المهدي/، ويبني ملكا أمويا، ليصرف شرف المهدي/ عن آل محمد/، كما حاول أجداده أن يصرفوا شرف النبوة والخلافة عن بني هاشم فيجمع حوله الناصبة وشانئي أهل البيت/، وطلاب الدنيا والمغامرين ويؤسس لنفسه قاعدة بالوادي اليابس، ثم ينطلق منه إلى درعا وحوران ودمشق والعراق والحجاز، ويرفع شعارات براقة كوحدة العرب، ووحدة المسلمين، ويصمم على تكوين امبراطورية أموية لغايات التصدي لآل محمد/، وبناء الملك الأموي الذي سيحول بين آل محمد/ وبين ما يريدون. يسابق الزمن، ويحاول أن يستبق الأحداث ليواجه الإمام المهدي/ بملك قائم ومستقر، وبأمر واقع ليجهض حركة المهدي/ عند ظهورها، ويئدها وهي في مهدها، فيجهز جيشا عظيما من خيرة رجاله، ويولي قيادة هذا الجيش لأحد أقربائه (سفياني آخر) ويأمره بأن يتوجه إلى مكة وأن يقضي بكل العنف والقسوة والشدة على الإمام المهدي/ وحركته، ويتوجه جيش السفياني إلى الحجاز بالفعل، ويسمع المسلمون كلهم بهذا الجيش، يصل جيش السفياني إلى الحجاز، ويعتقد بقدرته على القضاء على الإمام المهدي/، فيخسف الله الأرض بذلك الجيش فلا ينجو منه إلا اثنان أحدهما يبشر بالخسف، والآخر يخبر السفياني بما حدث، هناك يتيقن المسلمون أن الإمام المهدي/ قد ظهر بالفعل، وأن السفياني هو عدو الله الذي حذر منه رسول الله/، فتفيض عواطفهم الدينية نحو الإمام المهدي/ فالخسف آية ظهور يعلمها الخاصة والعامة، والسفياني آية ظهور أخرى، ونتيجة للخسف بجيش السفياني يتلقى ضربة معنوية قاتلة، ويبدأ نجمه بالأفول السريع، وترتفع الروح المعنوية لأنصار الإمام المهدي/، ويوقنون بأن الله معه، وأن كل ما أخبرهم به رسول الله/ من أنباء الغيب حق لا ريب فيه

الإسلامي من جرائم وقتل وتدمير كبيرة جدا، حيث ينطلق من الشام (دمشق)، عندما تكون الشام يومئذ ساحة حرب بين ثلاث فئات هي الأبقع والأصهب والسفياني .. وهذه الفئات الثلاثة المنحرفة عن الحق كلها تريد الحكم لنفسها، فتتقاتل فيما بينها فينتصر السفياني في النهاية .. وهذا مصداق لقول الله تعالى: ﴿فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ

ص: 328

كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (1).. فيسيطر السفياني ويملك الشام ويتبعه أهلها إلا قليل منهم، ويحكم الكور الخمس في ستة أشهر، أي انه يملك الكور الخمس بعد هذا القتال المستمر لستة أشهر، وبعدها يغزو العراق ويسير إلى الكوفة، فيبدأ بالقتل والجرائم التي لم يسبقه فيها أحدا من قبل .. ويقتل شيعة آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم .. ثم ينادي مناديه في الكوفة من جاء برأس من شيعة علي علیه السلام، فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره، فيضرب عنقه، ويسلم رأسه إلى سلطات السفياني، فيأخذ منها ألف درهم، فعن أبي عبد الله علیه السلام قال: (كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني، قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم، يثب الجار على جاره، ويقول: هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم، أما إن إمارتكم يومئذ لا يكون إلا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع، قلت: ومن صاحب البرقع؟ فقال

ص: 329


1- سورة مريم – الآية 37

: رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه، فيغمز بكم رجلا رجلا أما إنه لا يكون إلا ابن بغي) (1).

11-تذكر الروايات انتخاء جيش الخراساني لدفع أذى السفياني عن الكوفة، وأن السفياني بعد معركة قرقيسيا (2) يوجه جيشه الى العراق، فعن الإمام الباقر قال: (ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً)و(لابد لبني فلان أن يملكوا،

ص: 330


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 52/215
2- قرقيسيا، مدينة صغيرة عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات. وهي اليوم أطلال قرب مدينة دير الزور السورية الواقعة عند الحدود السورية العراقية، والقريبة نسبياً من الحدود السورية التركية، وقد وردت روايات عن معركة عظيمة تقع فيها،فعن الإمام الباقر /قال: (يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير ، تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية)(الكافي-الشيخ الكليني:8/295)، وعن الإمام الصادق /أنه قال: (إن لله مائدة-وفي غير هذه الرواية مأدبة- بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين )(الغيبة- الشيخ النعماني:278)

فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان: هذا من هنا، وهذا من هنا، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً ) (1).

12-ذكرت بعض الأحاديث أن الحركات المضادة له علیه السلام تكون كثيرة سواء من جماعات الخوارج، أو جماعات السفياني وغيرهم، وأنه علیه السلام يستعمل سياسة الشدة والقتل لمن يقف في وجهه، تنفيذاً للعهد المعهود إليه من جده رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فعن الإمام الباقر علیه السلام قال: (إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية (2) عليهم السلاح، فيقولون له:

ص: 331


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 52/231
2- هم الذين دعوا لإمامة أمير المؤمنين /ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ويثبتون لهما إمامتهما كما يثبتون الإمامة لكل من خرج بالسيف من ولد علي/ وينكرون رجعة الأموات إلى الدنيا ولايرون لأمير المؤمنين /إمامة إلا حين بويع و يقولون أن الإمام تحدد بالشورى وجوزوا تقديم المفضول(بحار الأنوار- العلامة المجلسي: 37 /31. نقلا عن رجال الكشي:233 و تحرير الأحكام-العلامة الحلي: 3 /283و جامع المقاصد- المحقق الكركي:9 /42)

إرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم، ثم يدخل الكوفة فيقتل كل منافق مرتاب، ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا ) (1) .

13-دلت أحدى الروايات على بقاء أنصار للسفياني في العراق رغم آية الخسف التي تظهر في جيشه بالحجاز، ورغم هزيمته في العراق، فعن الإمام زين العابدين علیه السلام قال:(ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية، وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني) (2) ، وعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (ثم يتوجه إلى الكوفة فينزل بها، ويبهرج دماء سبعين قبيلة من قبائل العرب) (3)، أي يهدر دماء من التحق من هذه القبائل بأعدائه والخوارج عليه.

ص: 332


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 52/338
2- المصدر نفسه: 52/387
3- الغيبة – الشيخ الطوسي: 284

14-وتشير رواية الى محاربته لفئة من الخوارج قرب الكوفة، فعن الإمام الباقر علیه السلام قال: (بينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنة، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول لأصحابه: إنطلقوا، فيلحقونهم بالتمّارين (1) فيأتون بهم أسرى، فيأمر بهم فيذبحون، وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم ) (2) .

15-تؤكد الروايات تنامي مساحة الكوفة، بحكم توجه وتوافد المؤمنين إليها من كل مكان، فعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكوات البيض (3) من الغريين.. والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو

ص: 333


1- التمَّارين: محلة بالكوفة
2- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 52/ 345
3- الذكوة هي المرتفع من الأرض، والذكوات البيض ثلاثة مرتفعات في أرض الغري وقد سميت الغري باسمها، وكلمة بيض لبروزها عن الأرض.

حواليها (وفي رواية أو يجئ إليها، وفي رواية أخرى أو يحن إليها وهو الصحيح) ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلاً، ولتجاورن قصورها قصور كربلاء، وليصيرن الله كربلاء، معقلاً ومقاماً تختلف إليه الملائكة والمؤمنون، وليكونن لها شأن من الشأن ) (1)، وعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (يبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء والحيرة، حتى يخرج الرجل على بغلة سفواء (2) يريد الجمعة فلا يدركها ) (3) .

ص: 334


1- بحار الأنوار – الشيخ المجلسي: 53 / 11
2- السفواء الخفيفة السريعة، أي يركب وسيلة خفيفة سريعة فلا يدرك صلاة الجمعة، لأنه لايجد موقفاً فارغاً ومحلاً للصلاة.
3- الغيبة – الشيخ الطوسي:280

علماء وفضلاء في رحاب المسجدين

حث علماؤنا الأعلام على مواظبة الزيارة للمسجدين المعظمين وأداء الصلاة فيهما تأسيا بما ورد عن الأئمة الأطهار علیهم السلام في الحث على ذلك- كما مر من أحاديث- ،واطمئنانا إلى ارتباط هذين المسجدين الكريمين بولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وعصر ظهوره الميمون ، حتى أن بعض الأحاديث نقلت بركة الحظوة بكرامة الولي الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لهم ، ضمن قصص شقت أستار الكتمان.

ففي أوقات مختلفة زار المسجد الشريف العديد من الآيات العظام وأصحاب السماحة والفضيلة ومنهم – لا على سبيل الحصر- ممن قرأنا عنه أو أخبرنا به أو شاهدناه- وبحسب ولاداتهم الشريفة قدس الله أسرار الماضين منهم، وأدام ظل الباقين-: شيخ الطائفة الأعظم الشيخ الطوسي (1) ...

ص: 335


1- الشيخ أبو جعفر الطوسي: ولد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي في شهر رمضان المبارك سنة 385ه-، وكان شيخ الطائفة على الإطلاق ورئيسها الذي تلوى إليه الأعناق المتقدم ذكره في أئمة الحديث والفقه وعلم تراجم الرجال، وكان إماما في كل علوم الإسلام مصنفا بكل ما يتعلق بالمذهب أصولا وفروعا. له في التفسير كتاب التبيان الجامع لكل علوم القرآن، وهو كتاب جليل في عشرة أجزاء كبار عديم النظير في التفاسير،فهو أول من جمع في التفسير جميع علوم القرآن.وقد فهرس النجاشي كل مصنفاته. وله تأليفات كثيرة في التفسير والأصول والفروع وغيرها منها كتابا التهذيب والاستبصار المشهوران في جميع الأعصار، وألف في علم الرجال كتابين: أحدهما مشهور بين العلماء ب-( رجال الشيخ ). وكان عمره يوم وروده العراق من طوس ثلاثا وعشرين سنة، إذ انه قدم العراق من خراسان سنة 408 وأقام مع شيخه أبى عبد الله المفيد خمس سنين وأقام مع السيد المرتضى نحوا من ثمان وعشرين سنة. وكان أكثر استفادته ببغداد من الشيخ المفيد والسيد المرتضى،واستقل بعد الثاني منهما بإمامة الطائفة وحضر دروسه رجال العامة والخاصة،وبقي الشيخ شيخ الطائفة على الإطلاق أربعا وعشرين سنة اثني عشر سنة منها بغداد والباقي في النجف الأشرف وبها توفي . غادر بغداد سنة 448 ه- بعد أن أحرق طغرل بك السلجوقي مكتبته وكرسي تدريسه إلى مشهد أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) خوفا من الفتن التي تجددت ببغداد فاستوطن النجف، وانتقل معه الكثير من تلاميذه إلى النجف الأشرف، فجعلها مركزا علميا توافد عليه العلماء من كل مكان وأصبحت أكبر حوزة علمية حتى اليوم، فمنذ عصر الأئمة ( حتى عصر الشيخ الطوسي(النصف الأول من القرن الخامس الهجري) وروح الاجتهاد سائدة في ذلك العهد، ولكن هذه الروح فترت بعد عصر الشيخ الطوسي وذلك لقوة الاعتقاد بآراءه، وما صار لها من قداسة ولدتها عبقريته الفذة فوقف الفقهاء عند آرائه واجتهاداته طويلا طويلا. ولعل الكثير مما يتمتع به الفقه الشيعي من روح الاستنباط هو من آثار سعيه ولما كان عليه من جليل القدر وعظيم المنزلة و المعرفة بالرجال والأخبار والفقه والأصول والكلام والأدب، وما اتسم به من جميع الفضائل و ما صنف في كل فن من فنون الإسلام وهو المهذب للعقائد في الأصول والفروع والجامع لكمالات النفس في العلم والعمل وكان مرجع فضلاء الزمان ومربيهم حتى حكي أن فضلاء تلامذته الذين كانوا مجتهدين يزيدون على ثلاثمئة فاضل من الخاصة، ومن العامة ما لا يحصى،وقد أعطاه الخلفاء كرسي الكلام وكان ذلك لمن لمسوه من أنه وحيد عصره وعلامة دهره . توفي في النجف الأشرف ليلة الاثنين 22 محرم الحرام سنة ستين وأربعمئة فيكون قد عمر/خمسا وسبعين سنة . ودفن بداره قرب مسجده الذي صار فيما بعد جزءا من المسجد.

ص: 336

المقدس السيد إبن طاووس (1)...

ص: 337


1- السيد أبو القاسم، علي بن موسى بن جعفر ... بن محمد الطاووس، وينتهي نسبه إلى الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى / . ولد السيد في الخامس عشر من المحرم 589 ه-، بمدينة الحلة في العراق، ودرس في بادئ الأمر عند أبيه وجده لأمه الشيخ ورّام بن أبي فراس في الحلة، وكان يتمتع بذهن وقاد، وذكاء حاد، فأكمل خلال سنة واحدة من الدراسة ما كان الآخرون يكملونه في عدة سنوات، ثم سافر إلى مدينة الكاظمية، وأقام في بغداد خمسة عشر عاما، مشغولا بالتدريس، ومواصلة الدراسة، ثم عاد إلى الحلة، ثم أقام في جوار الإمام الرضا / بمدينة مشهد المقدسة ثلاث سنوات، بعدها سافر إلى النجف الأشرف، وكربلاء المقدسة، وأقام في كل منهما ثلاث سنوات، فدون خلالها الكتاب الشريف كشف المحجة كوصية لأولاده. توفي السيد إبن طاووس في الخامس من ذي القعدة 664 ه- بمدينة بغداد، ودفن بجوار مرقد الإمام علي / في مدينة النجف الأشرف

الشيخ زين الدين العاملي الشهير ب-(الشهيد الثاني) (1)

ص: 338


1- الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن احمد العاملي الشامي الطلوسي الجبعي الشهير ب-(الشهيد الثاني). ولد في 13 شوال سنة 911 من أعلام الشيعة، في قرية جبعا إحدى قرى جبل عامل في جنوب لبنان كان عالما فاضلا جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة فقيها ماهرا في الدرجة العليا بين الفقهاء محدثا أصوليا مشاركا في جميع العلوم الإسلامية تقيا نقيا ورعا زاهدا عابدا حائزا بما يعد مفخرة من مفاخر الكون وحسنة من حسنات الزمان، لا يدع لحظة تمضي من عمره في غير اكتساب فضيلة وإفادة مستفيد، وخلف مائتي كتاب بخطه من تألىفه وتألىف غيره ابتدأ امره في الاجتهاد سنة 944 فيكون عمره لما اجتهد 33 سنة، وتوجه إلى العراق وبدأ رحلته الجديدة في 2 شعبان 952، وفي العراق طاف الشيخ زين الدين بجميع مراقد الائمة الطاهرين والعديد من مراقد صحابة الرسول الكريم/ كسلمان الفارسي وحذيفة بن إلىمان ومسجد الكوفة ومسجد السهلة ومدن أخرى كالحلة والقاسم، وقرر العودة إلى بلاده فوصلها في شهر صفر 953، واقام في مدينة بعلبك، واشتغل بتدريس المذاهب الخمسة في المدرسة النورية، إضافة إلى كثير من الفنون، وكان له في المسجد الأعظم درس مضافا إلى ما ذكر، ورجعت إلىه الفضلاء من أقاصي البلاد، ثم انتقل إلى قريته جبع التي ولد فيها، واستقر في مشهد شيث… المشرف، واشتغل بالتدريس والتصنيف لغاية سنة 955. من ابرز تلامذته: السيد نور الدين الموسوي العاملي،السيد علي بن الحسين الحسيني العاملي الجزيني الشهير بالصائغ،الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي،الشيخ علي بن زهرة العاملي،محمد بن الحسين العاملي،والد صاحب الوسائل، الشيخ نور الدين بن علي العاملي،السيد نور الدين الكركي، محمد بن علي العودي الجزيني،السيد عطاء الله الحسيني الموسوي،الشيخ محي الدين العاملي،الشيخ تاج الدين الجزائري ويروي عنه أجازة بتاريخ 964،السيد عز الدين العاملي. من مؤلفاته: روض الجنان في شرح الارشاد والأذهان، المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية،شرح الألفية الشهيدية،الفوائد الملية في شرح الرسالة النفلية للصلاة، مسالك الإفهام إلى شرائع الإسلام،تمهيد القواعد الأصولية والعربية،حاشية على خلافيات الشرائع،فتاوى اللمعة،رسالة في أسرار الصلاة، بغية المريد،كشف الريبة عن أحكام الغيبة، شرح البداية،جواهر الكلمات في صيغ العقود والإيقاعات،منار القاصدين في أسرار معالم الدين،كتاب تحقيق الإسلام والإيمان،منظومة في النحو،آداب الصلاة،أسرار الزكاة والصوم والحج، أنوار الهدى في مسألة البداء، الرسالة الاعتقادية في معرفة الله. يظهر من كتاب (نقد الرجال) أن وفاة الشيخ زين الدين العاملي كانت في مدينة قسطنطينية لأجل التشيع سنة 966ه-، وقد بلغ من العمر 55 سنة، ولكن المشهور أنه استشهد في طريق ذلك البلد،والمنقول عن خط الشيخ حسن المحقق ولده إنه استشهد في سنة 965 وهو في سن 54 سنة.

ص: 339

الآية العظمى المقدس الشيخ أحمد الأردبيلي (1) ، آية الله الشيخ محمد مهدي الفتوني (2)...

ص: 340


1- مرت ترجمته
2- الشيخ محمد مهدي بن بهاء الدين محمد بن علي النباطي العاملي الملقب بالصالح الفتوني الغروي وهو ابن عم الشريف أبو الحسن وتلميذه والراوي عنه قراءة وإجازة .. من العلماء الذين لهم القدح المعلى في العلم والنصيب الوافر من الأدب وقد حاز الفضيلتين وعرف بالمزيتين (العلم والشعر) فكان عالماً شاعراً وكاتباً مجيدا، أما مكانته في الأدب كما قال فيه صاحب نشوة السلافة. إن مثل الأدب بالروضة فهو بلبلها المطرب وهزارها الصادح المعجب وان نثر تستّر الدر بالأصداف أو نظم فضح العقود والأشناف. وأما مكانته العلمية فقد قال فيه السيد بحر العلوم في إجازته للسيد عبد الكريم الموسوي القمي: شيخنا العالم المحدث الفقيه وأستاذنا الكامل المتتبع النبيه نخبة الفقهاء والمحدثين وزبدة العلماء العاملين الفاضل البارع النحرير إمام الفقه والحديث والتفسير صاحب الأخلاق الكريمة الرضية والخصال المرضية واحد عصره في كل خلق رضي ونعت علي شيخنا الإمام البهي السخي أبو صالح المهدي. وذكره السيد عبد الله الجزائري وقال: عالم فاضل محدث من أجلّ الأتقياء اجتمعت به في المشهد الغروي وتبركت بلقائه سلمه الله. وقال العلامة السيد حسن الصدر في التكملة: كان في عاملة من العلماء الكبار بل كان الأمر منحصراً به وبالسيد حيدر نور الدين والسيد حسين نور الدين والكل في النبطية الفوقا ولما عطل سوق العلم في بلاد عاملة لكثرة ظلم الظلمة وجور الحكام وتواتر الفتن من أحمد الجزار وأمثاله هاجر الشيخ إلى النجف وسكن بها فكان فيها شيخ الشيوخ - إلى آخر ما قال - وفي الكواكب المنتثرة قال: رأيت نسخة من المعالم كتبها الشيخ محمد بن عبد عون في المشهد الغروي سنة 1133 ذكر فيها انه كتبها على فراش العالم العامل الكامل التقي النقي الشيخ محمد مهدي الفتوني. وهو أحد المقرضين. ومن تلامذته ومن يروي عنه الشيخ جعفر الكبير والسيد بحر العلوم وغيرهما من الأعلام ويروي عنه السيد بحر العلوم والحاج ميرزا محمد مهدي الخراساني من مؤلفاته: الأنساب المشجر،أرجوزة في تواريخ الأئمة ( ، نتائج الأخبار في تمام الفقه،زبدة الأصول،ديوانه المخطوط توفي سنة 1183 عن عمر طويل(المجموع الرائق: 2 / 325)

الحجة الشهيد السيد نصر الله الحائري (1) ...

ص: 341


1- أبو الفتح السيد نصر الله الحائري الموسوي العالم والشاعر والرئيس ومن عيون الصادقين ومجاهديهم ومن مناصري أهل البيت/ والشهداء في سبيل الله ونصرة أهل البيت بنفسه وماله من مواليد كربلاء المقدسة في العراق عام 1109 ه- من سلالة السيد إبراهيم المجاب بن محمد العابد ابن الإمام الكاظم /. ترعرع ونشأ في أجواء العلم والأدب وأصبح من العلماء الكبار ورمزا شهيرا في كربلاء المقدسة تجتمع عنده العلماء وكان يلقي دروس الفقه في حرم الإمام الحسين /ويحضر درسه المئات من الأفاضل واشتهر السيد بالتسلط العلمي والإطلاع الفقهي على كل المذاهب الإسلامية وكان قوي المناظرة لذلك انتدبه السلطان نادر شاه لما اجتمع العلماء الشيعة وعلماء المذاهب الأخرى في صحن النجف الأشرف وهناك ألقى السيد نصر الله خطاباً بليغاً انبهر به الكل ، و كان له دور بارز لما دارت الحرب الطاحنة بين العثمانيين والجيوش التي جاءت من قبل نادر شاه لحماية العتبات المقدسة في العراق ،فقد طلب السلطان محمود العثماني من بعض علماء الإمامية ومنهم السيد نصر الله الحائري إقناع نادر شاه بوقف الحرب وحصلت الهدنة ، ولما سمع سلطان الروم بصيت المرحوم طلب من السلطان القاجاري ناصر الدين شاه أن يشخص إليه عالما إلى بلاد الروم عن طريق الأستانة فسافر السيد نصر الله الحائري على عادته لما كان يسافر لنشر معالم الإسلام فلما وصل بلاد القسطنطينية وعبر إلى ديار الروم وثبوا عليه وقتلوه ومزقوا بدنه وقطعوا أعضاءه فجمعت أجزاء بدنه ودفن هذا الشهيد الجليل في تركيا في عام 1166.

آية الله العظمى المقدس السيد محمد مهدي بحر العلوم (1)، آية الله العظمى الشيخ جعفر كاشف الغطاء (2)...

ص: 342


1- مرت ترجمته
2- الشيخ جعفر بن خضر الجناحي الحلي ثم النجفي، ولد عام 1156ه- في النجف الأشرف، أخذ عن والده أولا، وغالب من أخذ عنه الشيخ محمد مهدي الفتوني، وتتلمذ على الآقا محمد باقر البهبهاني والسيد مهدي بحر العلوم وغيرهم . أشاد الشيخ جعفر لعائلته صرحا شامخا وشرفا منيفا ومكانة عالية واسما ميمونا؛ حتى طغى اسم أشهر مؤلفاته، وهو كشف الغطاء، على أسرته وأحفاده، فأسموا بآل كاشف الغطاء، منذ ذلك اليوم ، فقد كان إماما في الفقه بل إمام الفقهاء في عصره وكفى له تعريفا كتابه كشف الغطاء الذي كتبه في طي سفره إلى الحج، والمشهور أنه لم يكن معه حين تأليفه غير كتاب قواعد العلامة..وحكي عنه أنه قال: لو فقدت جميع الفقه بمداركه ومتونه لكنت قادرا على كتابته بتمامه من صفحة الخاطر . وله مواقف مهمة في تاريخ النجف، أهمها الوقوف بوجه الوهابية الغزاة، الذين هجموا مرات عديدة على كربلاء والنجف الأشرف، فقد كان الشيخ يذب عن أهالي البلد، ويبذل على الفقراء والمعوزين، وقد تكفل بدفع الضريبة التي فرضتها الحكومة التركية على النجف والتي تساوي 80 طنا من الطعام، وهو كثير بالنسبة لسكان المدينة ووضعهم المعاشي المتردي. من أشهر تلاميذه:الشيخ أسد الله التستري صاحب المقابيس، السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة،الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر،السيد صدر الدين العاملي،الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم وغيرهم من الأعلام كثير . له مؤلفات كثيرة أشهرها كشف الغطاء، وشرح قواعد العلامة. توفي يوم الأربعاء 22 رجب سنة 1227 ه- في النجف الأشرف(مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي: 1 / 18)و(أصل الشيعة وأصولها - الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء:57)

آية الله العظمى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر (1)،

ص: 343


1- الشيخ محمد حسن ابن الشيخ باقر ابن الشيخ عبد الرحيم صاحب الموسوعة الفقهية الإسلامية الكاملة (جواهر الكلام)، من أعلام الطائفة الإمامية وفقهاء الاثني عشرية، نبغ في النجف الأشرف، وانتهت إليه مرجعية الشيعة ورئاسة الطائفة. ولد الشيخ (صاحب الجواهر) حدود سنة (1192 ه-) في دار والده المجاورة للصحن الحيدري الشريف. أخذ عن الشيخ جعفر صاحب (كشف الغطاء) وولده الشيخ موسى، وعن صاحب(مفتاح الكرامة)، وعن السيد أبي الحسن الحسيني العاملي، وعن الشيخ قاسم محي الدين، وغير هؤلاء من تلامذة الوحيد البهبهاني وبحر العلوم. اجتذب إليه طلاب العلم بفضل براعته البيانية وحسن تدريسه وغزارة علمه وثاقب فكره الجوال وبحثه الدؤوب وانكبابه على التدريس والتأليف، وكان مجلس بحثه يضم أكثر من ستين مجتهدا من المعترف لهم بالفضيلة. ومن بعض آثاره: (جواهر الكلام): الموسوعة الفقهية التي فاقت جميع ما سبقها من الموسوعات سعة وجمعا وإحاطة بأقوال العلماء وأدلتهم، مضافاً إلى أنه كتاب كامل في أبواب الفقه كلها جامع لجميع كتبه. توفي صاحب الجواهر في غرة شعبان يوم الأربعاء سنة (1266 ه-) في النجف الأشرف، ودفن في مقبرته المعروفة والمجاورة لمسجده المشهور.

الآية العظمى الشيخ مرتضى الأنصاري (1)...

ص: 344


1- الشيخ مرتضى بن محمد أمين بن مرتضى الذي ينتهي نسبه إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري/ الصحابي المعروف، أحد علماء الإمامية، ولد في مدينة ديزفول بإيران سنة1214من أسرة علمية عرفت بالصلاح والتقوى، تعلم قراءة القرآن والكتابة وهو في الخامسة من عمره، وأخذ بعدهما في دراسة الصرف، والنحو، والمنطق والمعاني، والبيان على والده وعلى فضلاء مدينته، ثم قرأ المقدمات عند عمه الشيخ حسين، إلى أن صار عمره عشرين سنة. حضر الشيخ الأنصاري في كربلاء دروس السيد محمد المجاهد، حتى عام 1236ه-، حيث عاد بعد ذلك إلى موطنه ديزفول، وبقي فيها يدرس ويربي مدة سنتين، ثم عاد إلى كربلاء، فحضر على أستاذه شريف العلماء المازندراني.،وبعد ذلك هاجر إلى النجف الأشرف، فحضر درس الشيخ موسى كاشف الغطاء واستقل بالتدريس والتأليف، واختلف إليه طلاب العلوم الدينية، وقام بوضع أساس علم الأصول والحديث عند الشيعة، وانتهت إليه رئاسة الإمامية بعد وفاة الشيخ محمد حسن - صاحب الجواهر- وقام بها خير قيام،وبقي يزاول مهامه الدينية من التدريس والتأليف، والإرشاد والقيادة، إلى أن طعن في السن، وقرب عمره السبعين، وقد أنهكته المسؤولية الثقيلة، فوافاه الأجل سنة 1281ه-، في النجف الأشرف ودفن هناك. له عدة مؤلفات، منها كتاب المكاسب، كتاب الطهارة، كتاب الصوم، كتاب الزكاة والخمس، كتاب الصلاة، كتاب الفرائد في علم الأصول، كتاب أصول الفقه، وله عدة رسائل في الرضاع، والتقية، والعدالة، والقضاء عن الميت، ورسالة في حجية الظن والقطع، والبراءة والاستصحاب، والتعادل والتراجيح، وغيرها. ويعد كتاباه المكاسب والرسائل من الكتب المهمة التي تدرس في الحوزات العلمية، وشذ من لم يعلق عليهما من مشاهير العلماء بعده.

السيد محمد بن السيد مال الله بن السيد معصوم القطيفي (1)، الفقيه الجليل الحاج ميرزا حسين الخليلي (2)...

ص: 345


1- مرت ترجمته
2- ولد الفقيه الجليل الميرزا حسين الخليلي في النجف الأشرف عام 1230 فتعلم القرآن المجيد والكتابة فيها، ثم أخذ في دراسة العلوم العربية والمنطق على والده العلامة (الحاج ميرزا خليل) جد الأسرة الخليلية في (العراق وإيران)، ثم على أخيه العالم (الحاج ميرزا علي الطهراني) حتى أكملها وأنهاها. ثم شرع في الفقه والأصول البدائي فأتقنهما. ثم حضر بحث الشيخ الفقيه (صاحب الجواهر) فاستفاد من علمه الزاخر إلى أن ارتحل إلى الرفيق الأعلى. ثم حضر بحت (الشيخ الأعظم) ولازمه مستفيدا من أبحاثه القيمة حتى لبى الأستاذ دعوة ربه الكريم. وبعد هذا استقل بالتدريس والتحقيق مدة غير يسيرة. و كان بحثه من الأبحاث الفقهية البحتة المعروفة بالفقه المجرد فكان فيه مثال الأستاذ البارع المفكر الموجه. كان ذا إحاطة واسعة بالفروع الفقهية، وكان له عذوبة الكلام وسلاسة البيان في التدريس حضر بحثه عدد كثير فاستفادوا منه، وتخرجوا من حوزة درسه. واعتبر هو وزميلاه (المحقق الخراساني، والشيخ عبد الله المازندراني) واضعو الحجر الأساسي لتأسيس الحكم الدستوري في إيران. وله القدح المعلى في هذا الانقلاب من مؤلفاته: في الفقه والأصول والرجال كلها مخطوطة وله (ذريعة الوداد في منتخب نجاة العباد) طبعت مرارا . كانت نهاية حياته في مسجد السهلة يوم الجمعة العاشر من شوال عام 1326 عن عمر جاوز التسعين، وحمل جثمانه من المسجد إلى مثواه الأخير (النجف الأشرف) على الأكتاف مشيا، ودفن في مقبرته الخاصة المتصلة بمدرسته الواقعة في محلة العمارة على رأس عقد السلام الشهيرة بمدرسة الخليلي (حياة الشيخ الأنصاري - مقدمة المكاسب: 164)

آية الله العارف الكبير الشيخ حسين قلي الهمداني (1)...

ص: 346


1- ولد الشيخ حسين قلي بن رمضان في قرية شوند من توابع مدينة همدان الايرانية سنة (1239) ه-، وهو من ذراري الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري ولذلك يلقب الشيخ حسين قلي بالانصاري. كان فقيها أصوليا متكلما أخلاقيا من الحكماء العرفاء السالكين مراقبا محاسبا لنفسه بعيدا عن الدنيا وأسبابها والرياسات لم يتعرض للفتوى ولم يتصد للزعامة قرأ في الفقه والأصول ما سمعه من أستاذه الشيخ مرتضى الأنصاري وما استخرجه بنفسه وعرف بعلم الأخلاق وكان يدرس فيه كل يوم صباحا في داره ويدرس بعده في الفقه والأصول وكتب بعض تلاميذه ثلاث مجلدات من تقرير بحثه في الفقه:صلاة المسافر.الخلل.القضاء والشهادات، وكانت عمدة قراءته على الشيخ الأنصاري وكان يدرس في الأصول في كتابه الذي كتبه من تقرير بحثه. وممن تتلمذ عليه: الشيخ محمد بن محمد البهاري،السيد أحمد المعروف بالكربلائي،الأقا رضا التبريزي، السيد كمال المشهور بميرزا آقا الدولة آبادي،السيد محمد سعيد الحبوبي،الشيخ موسى شرارة،السيد حسن صدر الدين العاملي،السيد مهدي الحكيم،الشيخ باقر القاموسي،السيدعبدالغفارالمازندراني،الشيخ محمد باقر النجم ابادي،السيد علي الهمداني،الشيخ علي بن إبراهيم القمي،السيد أبوالقاسم الأصفهاني،ولده الشيخ علي وغيرهم. مؤلفاته:تقرير بحث أستاذه الشيخ الأنصاري في الأصول. مجلد في صلاة المسافر.مجلدفي أحكام الخلل في الصلاة.مجلد في الرهن.تقرير بحثه في الفقه في أربعة مجلدات.ما كان يمليه في درسه الأخلاقي جمعه بعض تلاميذه.تذكرة المتقين. توفي زائرا بكربلاء سنة 1311 ودفن في الحجرة الرابعة من الصحن الشريف(أعيان الشيعة- السيد محسن الأمين: 136)

العارف الكبيرآية الله السيد أحمد الكربلائي (1)...

ص: 347


1- السيد احمد ابن السيد إبراهيم الطهراني، الكربلائي المولد، النجفي المسكن والمدفن، وعرف بالسيد أحمد الكربلائي، وهو أستاذ علم النفس وتهذيبه وكان عالما فاضلا ورعا تقيا كاملا مرتاضا مهذب النفس أخلاقيا شهيرا، درّس الفقه والأصول في النجف سطحا وخارجا. وهو في الأخلاق تلميذ الميرزا حسين قلي الهمداني، وفي الفقه والأصول تلميذ صاحب الكفاية الشيخ ملا كاظم الخراساني. روى عن الشيخ الميرزا حسين قلي وعن الميرزا حسين بن ميرزا خليل الطهراني النجفي وعن الشيخ علي بن الحسين الخيقاني النجفي كلهم عن الحاج ملا علي ابن الميرزا خليل الرازي بطرقه المعروفة. كان كثير البكاء في صلاته لا سيما في النوافل. له مؤلفات في الفقه والأصول وله كتب بالفارسية أرسلها إلى أصدقائه في الأخلاق جمعت وطبعت باسم تذكرة المتقين . توفي في آخر التشهد من صلاة العصر في النجف في 22 شوال سنة 1332ه-.

حجة الإسلام السيد محمد السيد هاشم الهندي (1)...

ص: 348


1- ولد السيد محمد بن السيد هاشم بن المير شجاعت علي اللكنهوي الموسوي الرضوي الهندي النجفي في مدينة النجف الأشرف عام 1242ه-/1826م، ونشأ بها تحت رعاية أخيه السيد علي الهندي،وقد تتلمذ على علماء النجف الأشرف ومنهم: الشيخ موسى الخمايسي.الشيخ محسن خنفر.الشيخ مرتضى الأنصاري.الشيخ محمد حسن (صاحب الجواهر).الشيخ مشكور الحولاوي. الميرزا حسن الشيرازي. السيد حسن الكوهكمري. ويروي بالإجازة عن الشيخ صاحب الجواهر،الشيخ مرتضى الأنصاري،الشيخ ملا علي الخليلي،السيد الميرزا القزويني، والسيد محمد تقي الكلبايكاني..أصبح عالما فاضلا، فقيها أصوليا، وقد شهد له العلامة الشيخ محسن خنفر بالاجتهاد، وكان علامة فقيها أصوليا رجاليا جامعا لشوارد العلوم وإماما للجماعة وأديبا شاعرا وقد تتلمذ عليه جماعة من أعلام المدرسة النجفية له الكثير من المؤلفات منها: تقرير بحث السيد حسين الترك في جملة من أبواب الفقه. تقرير بحث الميرزا الشيرازي في جملة أبواب الفقه. تقرير بحث الشيخ محسن خنفر. تعليقة على حجية الظن للشيخ الأنصاري. التحريرات في الفقه . الحقايق في أصول الفقه. دورة فقه مستقلة. شوارع الأعلام في شرح شرائع الإسلام . الصراط المستقيم في شرح المنهج القويم . غاية الإيجاز في الفقه. كتاب في الأصول الكلية والقواعد العامة. كتاب القضاء.ميزان المقادير. مباحث أصولية. اللئالي الناظمة في الأحكام اللازمة. المنحة السنية في شرح اللمعة الدمشقية . الأضواء المزيلة للشبه الجليلة.العيون الغامرة على خبايا الرامزة. السبيكة الذهبية في الأعاريض العربية. توفى العلامة السيد محمد الهندي في 19 شعبان 1323. و دفن في مقبرة الأسرة الواقعة في طرف الحويش

الحجة السيد باقر القزويني (1)...

ص: 349


1- السيد باقر ابن السيد احمد الحسيني النجفي المتوفى 1246 من جهابذة العلم والأدب، وأكابر رجال الدين الأتقياء، كان عالما متبحرا محققا له التضلع في علم الخلاق والسلوك والعرفان. تتلمذ على السيد بحر العلوم،والشيخ جعفر كاشف الغطاء ثم تصدر للتدريس والرياسة الى أن اجتاز النجف الشرف الطاعون،وهرب الناس، ومات ما ينوف على أربعين ألف نسمة ، فقام السيد بتنظيم الرجال في حارات النجف والمحلات والطرق العامة ، وضرب لهم الأخبية، وبذل كل ما يحتاجون إليه من إسعافات للمرضى والموتى،وجعل مطابخا للمصابين وأعد لهم المياه والأكفان ولوازم المغسلين والناقلين ومن يحفر لهم القبور، كما قام بكفالة أطفالهم وعيالهم، وقد اجتمع لديه من أموال الذين لايعرف له مالك ولا وارث، الشيء الكثير من الذهب والفضة والأشياء الثمينة، وقد وهبت له الناس أموالها ، فصرفها في هذا السبيل، وصلى على ما ينوف على أربعين ألف نفر حتى خفت وطأة الطاعون، ووكان هو آخر من مات به في ذي الحجة 1246. له: تعليقات على عدة كتب. جامع الرسائل في الفقه. حواشي على كشف اللثام. الفلك المشحون. الوجيز في الطهارة والصلاة. الوسيط في الطهارة (معجم رجال الفكر والأدب– د. محمد هادي الأميني: 3/982)

آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي (1)...

ص: 350


1- السيد محمد كاظم اليزدي ابن السيد عبد العظيم النجفي الطباطبائي الحسني الشهير باليزدي ، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (. ولد في كسنو قرية من قرى يزد سنة 1247 ه- . فقرأ في يزد المبادئ العربية وسطوح الفقه والأصول ثم خرج إلى أصفهان فأخذ عن الشيخ محمد باقر الأصفهاني والحاج محمد جعفر الابادئي وفي سنة 1281 هاجر إلى النجف وأخذ عن الفقيهين الشيخ مهدي الجعفري والشيخ راضي النجفي وعن الميرزا الشيرازي قبل خروجه إلى سامراء وانصرف إلى التدريس والتأليف، فكان فقيها أصوليا محققا مدققا انتهت إليه الرئاسة العلمية وكان معول التقليد في المسائل الشرعية عليه وقبض على زعامة عامة الإمامية وسوادهم، وكان لغويا متقنا فصيحا قيما بالعربية والفارسية ينظم وينثر فيهما جيد النقد قوي التمييز، يحضر درسه نحو 200 تلميذ ، فتسنم المرجعية العليا و ثنيت له وسادة التدريس في النجف الأشرف صنف (العروة الوثقى) وهي رسالة في العبادات للمقلدين، فيها فروع كثيرة جيدة الترتيب و له العشرات من المؤلفات توفى ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر رجب سنة 1337 ودفن في الإيوان الكبير مما يلي باب الطوسي خلف جامع عمران في المشهد العلوي المقدس(أعيان الشيعة- محسن الأمين: 10 / 43)

آية الله العظمى الشيخ محمد طه نجف (1)...

ص: 351


1- عرف الشيخ محمد طه بالورع والصلاح، والزهد والعبادة، وحسن الخلق والتواضع، وسلامة الذات وطهارة النفس و كان مثالا للصبر والتحمل في سبيل الله، معرضا عن ملذات الدنيا، وزخارفها ومباهجها، وكان مقتصرا على المأكل الجشب، والملبس الخشن. شرع الشيخ في العلوم العربية والمنطق عند العلامة الشيخ عبد الرضا الطفيلي، ثم أخذ بدراسة الفقه والأصول فتتلمذ على خاله العلامة الشيخ جواد نجف وعلى العلامة الشيخ محسن خنفر فأكملهما، وبرع فيهما، كما تتلمذ على المحقق الفقيه السيد حسين الكوهكمرى وجملة من أيامه على الشيخ الأعظم الأنصاري ثم استقل في التدريس وصار من الرعيل الأول وتصدى للمرجعية العامة بعد وفاة الشيخ محمد حسين الكاظمي ورجع الناس إلىه في التقليد لا سيما في العراق فاخذ عنه كثيرون وتخرج من معهد بحثه الشريف جمع من العلماء ورجال المعرفة، منهم: السيد محمد سعيد الحبوبي، السيد علي الشرع،الشيخ علي ابن الشيخ باقر الجواهري، الشيخ حسن ابن الشيخ صاحب الجواهر،السيد مهدي الحكيم،السيد محمد الكاشي الحائري،السيد عدنان البحراني،السيد محسن الأمين،الشيخ حسين مغنية،السيد مهدي الغريفي،الشيخ محمد جواد البلاغي، الشيخ آقا بزرك الطهراني،السيد عبد الحسين شرف الدين، الشيخ مرتضى كاشف الغطاء،السيد رضا الهندي، السيد صالح الحلي،وغيرهم. بقي في بيته أربعين سنة مكبا على الدرس بمجهوده الشخصي حيث أخرج كتبا في الرجال وفوائد فقهية وأصولية مما أدى إلى ذهاب عينيه لكنه لم يترك التأليف والدرس، فكان يقرأ له فيتأمل العبارة على السماع ويحلل ويقارن وقد كتب حاشيته الشهيرة على كتاب الجواهر بهذه الطريقة . نظم الشعر في مديح أهل البيت( ولم يبرز له شعر إلا في مدحهم ومن ذلك: القصيدة العلوية الغراء البالغة نيفا وعشرين بيتا في مدح الأمام علي / توفي ظهر الأحد 13 شوال سنة 1323 ه / 1905م ، ودفن في الحجرة المتصلة بباب الصحن القبلي .

الآية العظمى الشيخ الأخوند محمد كاظم الخراساني صاحب (كفاية الأصول) (1)...

ص: 352


1- ولد الشيخ الآخوند في عام 1255 ه-، وبدأ في مشهد بدراسة المقدمات، وأكمل هناك العربية والمنطق وشيئا من علمي الأصول والفقه، واستمرت هذه المرحلة من دراسته إلى بلوغه الثالثة والعشرين من عمره ثم تاقت نفسه إلى استكمال تحصيله العلمي فقصد حوزة النجف العلمية الكبرى، وشد الرحال إلى بغيته ولكن سفرته هذه طالت حوالي السنتين. فغادر الشيخ مشهد متوجها إلى النجف سنة 1277 ه- ومرّ بسبزوار فقصد شيخ علمائها المولى هادي السبزواري صاحب المنظومة للارتشاف من نميره واستقر في مدرسة سبزوار من رجب 1277 ه- إلى ذي الحجة 1277 ه-،ثم سافر إلى طهران وتتلمذ هناك على يد الحكيم ميرزا أبو الحسن جلوه والمولى حسين الخوئي في الفلسفة والحكمة وبقي في طهران ثلاثة عشر شهرا ثم غادر ليحط رحاله عند عتبة أمير المؤمنين / في زمان زعامة الشيخ الأعظم الأنصاري، فلازمه مدة عامين من الزمن حاضرا أبحاثه متأثرا بآرائه وأفكاره حتى وفاته عام 1281 ه-. وبعد وفاة الشيخ الأنصاري حضر الآخوند مجالس السيد علي التستري والشيخ راضي والمجدد الشيرازي الذي اختص به أكثر من عشر سنوات. تصدى للتدريس ولامتيازه في محاضراته الأصولية ببساطة النظر في الأفكار العالية الفلسفية والإيجاز في البحث بإسقاط زوائده وغض النظر عن التفريعات غير المجدية، استطاع الآخوند أن يكون هو المدرس الأول في الحوزة العلمية، فيقول الشيخ أقا بزرك الطهراني: (وقد سمعت ممن أحصى تلاميذ الأستاذ الأعظم المولى محمد كاظم الخراساني في الدورة الأخيرة في بعض الليالي بعد الفراغ من الدرس انه زادت عدتهم على الألفين والمائتين، وكان كثير منهم يكتب تقريراته) . توفي الشيخ الاخوند يوم الثلاثاء 20 من شهر ذي الحجة 1329 ودفن في مقبرة الميرزا الرشتي الواقعة عن يمين من يخرج من باب ساعة الصحن العلوي. من مؤلفاته: الحاشية القديمة على الرسائل، الحاشية الجديدة على الرسائل وهي المسماة (درر الفوائد)،الحاشية على مكاسب أستاذه الأعظم الشيخ الأنصاري،حاشية على أسفار صدر المتالهين الشيرازي،حاشية على منظومة السبزواري،رسالة في المشتق،رسالة في الوقف،رسالة في الرضاع، رسالة في الدماء الثلاثة،رسالة في الإجارة،رسالة في الطلاق،رسالة في معنى العدالة،رسالة في الرهن، القضاء والشهادات، روح الحياة، تكملة التبصرة،ذخيرة العباد في يوم المعاد، اللمعات النيرة في شرح تكملة التبصرة،الفوائد،كفاية الأصول(كفاية الأصول - الشيخ محمد كاظم الخراساني- تحقيق مؤسسة آل البيت / لإحياء التراث: 17 )

آية الله الشيخ عبد الله المازندراني (1) ...

ص: 353


1- عبد الله ابن الشيخ محمد نصير الجيلاني النجفي ( 1256 – 1330) من أعاظم العلماء وكبار المدرسين، وأحد المشايخ الذين تعهدوا الحركة العلمية في النجف، في بداية القرن الرابع عشر الهجري، هاجر الى العراق فحضر في كربلاء على الشيخ زين العابدين المازندراني، ومنها الى النجف فتتلمذ على الشيخ مهدي كاشف الغطاء.المولى محمد فاضل الإيرواني.الشيخ حبيب الله الرشتي،واختص به. عرف بالفضل وغزارة العلم والتضلع والتحقيق وتصدى للتدريس وحضر عليه كثير من طلبة العلم وأجلاءه ، ورشح للزعامة والمرجعية. توفي في 4 ذي الحجة 1330 ه- له: أهبة العباد.حاشية المكاسب.رسالة في الوقف.رسائل ومؤلفات في الفقه والأصول.شرح الشرائع كتاب التجارة، والرهن ،والطلاق(معجم رجال الفكر والأدب – د . محمد هادي الأميني 3: 1138)

الحجة السيد محمود المرعشي (1)...

ص: 354


1- السيد محمود الحسيني النجفي:1260- 1338 عالم فقيه أصولي محقق مؤلف متخصص بعلم النساب والرجال، ومشجرات السادة العلويين مع علمه بالطب اليوناني. أخذ المقدمات والسطوح ثم حضر البحث الخارج على الميرزا الخليلي ،الفاضل الشربياني،الشيخ الأخوند،الشيخ المامقاني، الشيخ عباس كاشف الغطاء،الشيخ هادي الطهراني،الحاج رضا الهمداني،شيخ الشريعة الأصفهاني،السيد محمد كاظم اليزدي. انصرف الى التصنيف والتأليف والبحث له: حاشية على تشريح الأفلاك.حاشية الرياض.حاشية شرح اللمعة.حاشية القانون في الطب.حاشية على القوانين.حاشية كفاية الأصول.حاشية المكاسب.رسالة في ترجمة آل طاوس.مشجرات العلويين. هادم اللذات توفي في النجف سنة 1338(معجم رجال الفكر والأدب– د. محمد هادي الأميني: 3/1188)

آية الله الشيخ محمد تقي الأصفهاني (1)، الحجة الشيخ الجليل محمد تقي المازندراني (2)، آية الله المحدث النوري (3)...

ص: 355


1- مرت ترجمته
2- مرت ترجمته
3- الشيخ الميرزا حسين بن محمد تقي المتولد سنة (1254 ه-) والمتوفى سنة ( 1320 ه- ).. استدرك المحدث النوري، ما فات عن الوسائل من المصادر التي نقل عنها والتي لم ينقل عنها في الكتب المعتمدة لديه، كان بصيرا، ناقدا، واسع المعرفة، مفرط النباهة، حاد الذكاء، انتهت إلىه رئاسة الحديث وأهله، لا عن تقليد وإنكار للجديد، وإنما من نظر وجد، فأحيى من خلال ما شيده من معارف رسوما وأطلالا أوشكت الأيام أن تجعلها ركاما مسلوب الجمال فوقف على جملة وافرة من الأخبار التي لم يحوها كتاب الوسائل، وذلك في بضع سنين من التصفح الطويل في كتب الشيعة الإمامية، والتتبع الفريد لكل ما لم يورده الشيخ الحر، ومن هنا كانت انطلاقة (مستدرك الوسائل) إكمالا لما استهدفه الأصل نفسه، وجمعا لكل ما ربما يستفاد منه في باب الأحكام الشرعية. قال الشيخ اقا بزرك الطهراني ما نصه: (فلا يخرج منها إلا للضرورة وفي الصباح يأتيه من كان يعينه على مقابلة ما يحتاج إلى تصحيحه ومقابلته مما صنفه أو استنسخه من كتب الحديث وغيرها . . وكان إذا دخل عليه أحد في حال المقابلة اعتذر منه، أو قضى حاجته باستعجال، لئلا يزاحم وروده أشغاله العلمية ومقابلته. أما في الأيام الأخيرة وحينما كان مشغولا بتكميل (المستدرك) فقد قاطع الناس على الإطلاق، حتى أنه لو سئل عن شرح حديث، أو ذكر خبر، أو تفصيل قضية، أو تاريخ شئ، أو حال راو، أو غير ذلك من مسائل الفقه والأصول. لم يجب بالتفصيل بل يذكر للسائل مواضع الجواب ومصادره فيما إذا كان في الخارج، وأما إذا كان في مكتبته فيخرج الموضوع من أحد الكتب ويعطيه للسائل ليتأمله، كل ذلك خوف مزاحمة الإجابة الشغل الأهم من القراءة والكتابة). وقد شهد بمكانة المستدرك وأهميته فحول العلماء، وأقطاب الفقهاء، وكبار المحققين، كالشيخ محمد تقي الشيرازي، وشيخ الشريعة الأصفهاني، والشيخ محمد كاظم الخراساني الذي نقل عنه أنه كان يقول: إن الحجة للمجتهد في عصرنا هذا لا تتم قبل الرجوع إلى المستدرك. أو كما يقول النوري: صار الوسائل ومستدركه كتابين كأنهما نجمان مقترنان يهتدى بهما على مرور الدهور والأزمان، أو بحران ملتقيان يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان. وإذا كانت أحاديث المستدرك تعرب عن سعة اطلاع الشيخ النوري في عالم الرواية، وتكشف عن تتبعه النادر لكل شاردة وواردة من روايات أهل البيت ( فان خاتمة المستدرك هي المرآة العاكسة لنبوغه في علوم الحديث الشريف، إذ نجد في فوائد هذه الخاتمة الاثنتي عشرة، تعرضه إلى الكثير من المطالب الرجإلىة العالية، والمباحث العويصة المرتبطة بعلم الحديث، مع العناية الفائقة في دراسة التوثيقات الرجإلىة العامة، وكشف النقاب عن اختلاف المباني العلمية في هذا الاتجاه، ومن ثم مناقشتها نقاشا طويلا هادئا متزنا، بيد أنه قد يثور قلمه أحيانا، ويغضب في مناقشة ما يراه تهافتا، وعندها يترك العنان ليراعه ليدبج ملحمة من الأدلة على إبطال رأي من الآراء(خاتمة المستدرك - الميرزا النوري: 1 /14)

ص: 356

آية الله الشيخ موسى الخوانساري (1)، آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحبوبي (2)...

ص: 357


1- ولد الشيخ موسى الخوانساري في مدينة خوانسار في عام 1254 ه-. وشرع في دراسة العلوم التمهيدية والمقدمات في اللغة والأدب في مدرسة في خوانسار على العلامة الشيخ الميرزا حسين، ثم شد رحله وانتقل الى اصفهان ودرس فيها مرحلة السطوح عند السيد جمال الاصفهاني ثم هاجر الى النجف الأشرف، وأخذ يحضر بحث الخارج في الفقه والاصول لدى السيد كاظم إلىزدي، والاخوند الخراساني. وبعد وفاة هذين العلمين التحق بالحلقة الدراسية للملا محمد علي الخوانساري والشيخ آقا ضياء العراقي والسيد أبي تراب الخوانساري، وأخيرا الميرزا حسين النائيني. وحرر التقريرات المهمة لأبحاث الميرزا النائيني في شرح المكاسب والصلاة والاصول. ولتحليه بالخصال الكريمة مضافا الى مرتبته العلمية المرموقة خلف مرجع العصر السيد أبا الحسن الاصفهاني في إقامة الجماعة في جامع الهندي، وذلك بعد أن عجز السيد الاصفهاني نتيجة الشيخوخة وكبر السن عن إقامة الجماعة والتدريس و كان الشيخ يدير حلقة دراسية مكتظة بالحضور على فترتين في الصباح وبعد الظهر.
2- السيد محمد سعيد ابن السيد محمود الحسني الشهير بحبوبي، من أشهر مشاهير عصره، فقيه كبير، وأديب فطحل، وشاعر مبدع. ولد في النجف الأشرف في الرابع من جمادى الآخرة عام 1266ه- ونشأ مطبوعا على الخير، مثالا للخلق الرفيع والنفسية العالية، فانطبع على حب العلم والأدب انطباعة كانت تشير إلى ذكاء ونبوغ. اتجه صوب المجتمع فكان ولوعا بتكوين الحلقات الأدبية التي تصقل المواهب وتثيرها.. كان يغرد بألوان من الشعر لم يعهد النجف لها مثيلا، ويحف المحافل والأندية بقطع من قلبه الرقيق وروحه الكبيرة. واستطاع أن يتملك زمام إمارة الشعر. تربى على يد أعلام كبار فقد أخذ الأخلاق والرياضيات على الأخلاقي الكبير ميرزا حسين قلي وأكثر من صحبته والحضور عنده مدة حياته، فاكتسب منه طريقته الأخلاقية، ودرس الفقه والأصول ردحا من الزمن عند الأستاذ الكبير الشيخ محمد حسين الكاظمي، وبعد وفاته اختص بالحضور عند الشيخ محمد طه نجف فكان من أساطين من حضروا عنده، وقد أيده الشيخ بكلمات كثيرة رقت منزلته بين الفضلاء وبعد وفاته انقطع للتدريس والتأليف، والحبوبي شخصية ذات تأريخ واسع وحياة مليئة بالصور والخواطر والبطولات، فان تاريخ الحرب العالمية الأولى خصص صفحة مشرقة لجهاد السيد الحبوبي، وأفرد فصلا لبطولته وعزمه الملتهب في حفظ كيان الإسلام والمسلمين.. وكانت الليلة التي أعلن فيها جهاده ضد الإستعمار الإنكليزي هي السادسة عشر من المحرم من عام 1333ه-، وما أن انتشر خروجه حتى لحقت به الجموع المحتشدة من الذين نذروا أنفسهم لصون كرامتهم ودينهم، يتبعونه، وقد قصد الناصرية فاطمأن بها حتى تكامل العدد، والتحق به معظم عشائر الجنوب العراقي وسار بهم إلى الشعيبة المنطقة التي رسخت فيها أول قدم إنكليزية، ولكن روح الأطماع والخذلان عصفت بتلك الجموع فتشتتوا ورجع السيد مع فريق من المخلصين إلى الناصرية وقد غمرته موجة من الألم على تطور نفوذ العدو، وما أن لبث أياما حتى فارقته الحياة بها، وكان ذلك عشية الأربعاء 2 شعبان عام 1333ه- في الناصرية، وحمل جثمانه الطاهر إلى النجف الأشرف، ودفن في مقبرة خاصة له في الايوان الكبير في الصحن العلوي المشرف.

ص: 358

الحجة الشيخ حسن علي الأصفهاني (1)

ص: 359


1- الشيخ حسن علي الاصفهاني ( 1279 - 1361 ه-) المعروف ب-(نَخُودَكي) نسبة إلى قرية نَخُود في أطراف مشهد، وكان مولده في إصفهان التي تعلم القراءة والكتابة ومبادئ العلوم فيها، ثم درس فيها على فحول علماء وقته في الفقه والأصول والمنطق والفلسفة والتفسير. قصد مدينة مشهد عام 1303ه- فأقام بها سنة واحدة، ثم توجه تلقاء مدينة النجف الأشرف حيث درس على عدد من الأعلام من أمثال السيد مرتضى الكشميري. وفي سنة 1311ه- عاد إلى مشهد وأقام بها إلى سنة 1314ه- وكان يرى ضرورة في تحصيل علوم أخرى -بعد علم التوحيد والولاية وأحكام الشريعة التي هي فرض- لأن جهل أي علم من العلوم أمر غير مرضي، وأن المراد من حرمة بعض العلوم والفنون استخدامها العملي لا تعلمها. وكان يلقي على طلبته دروسا في الفقه والتفسير والفلك والرياضيات، وكان يدرس الفلسفة أيضا لكن بشرط أن يمهد ذلك للطلبة بتعريفهم بأحاديث النبي وأهل بيته /، ويوجههم إلى السعي في تزكية النفس وتهذيبها. وفي سنة 1315ه- عاد الشيخ إلى اصفهان، وبعد إقامة قصيرة فيها سافر إلى النجف وظل فيها إلى سنة 1318ه-، فكان يواظب على العبادة والزيارة في مسجد الكوفة ومسجد السهلة ومقبرة كميل بن زياد وميثم التمار. وفي عام 1319ه- رجع إلى أصفهان، ثم قصد شيراز فدرس (القانون في الطب) لابن سينا على ميرزا جعفر الطبيب، سافر مرات عديدة إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة، ثم أقام بمدينة مشهد المقدسة حتى أدركته الوفاة.وقد أمضى الشيخ نخودكي سنوات مديدة من عمره في خدمة الخلق، لا يفتر عنها في ليل أو نهار، وعرف عنه كراماته بمعالجة الأمراض والأدواء المتنوعة ببركة يده. توفي عام 1361ه-، ودفن في الصحن العتيق من الحضرة الرضوية المقدسة قرب الإيوان العباسي.

آية الله الشيخ محمد حرز الدين (1)...

ص: 360


1- الشيخ محمد ابن الشيخ علي حرز الدين النجفي عالم فاضل كامل أديب متبحر في جميع العلوم العقلية والنقلية . ولد في النجف الأشرف سنة 1273 ه- . ودرس مبادئ العلوم في سن مبكرة،وقد منحه الله موهبة الذكاء والفطنة فقرأ الكتب الأربعة المشهورة: الشرائع واللمعتين والمسالك والمدارك كما قال هو رحمه الله: قرأنا الكتب الأربعة على عدة من فضلاء العصر وجهابذة الفقه، وكان الفقه في عصرنا مديد الباع طويل الذراع) وكان أكثر تحصيله على الشيخ محمد حسين الكاظمي، و الشيخ المامقاني وغيرهم ممن ذكرهم هو أثناء ترجمته لهم، عكف على الدرس والتدريس حتى جاوز التسعين عاماً، قام حفيده العلامة الشيخ محمد حسين بنشر بعضها منها (معارف الرجال) بثلاثة أجزاء ومنها مراقد المعارف في جزأين، وعدد حفيده أسماء مؤلفاته وذكر منها 44 مؤلفاً .. عرف بتقشفه وزهده في الدنيا ورضاه بالقليل من شظف العيش وكان حسن المحاضرة حلو المفاكهة والمناظرة، متضلع في السير والتواريخ وأيام العرب ووقائعها وحافظ لأخبار العلماء وقصصهم له إلىد الطولى في العلوم الغريبة. توفي بالنجف الأشرف عند الزوال من يوم الخميس غرة جمادى الأولى من سنة 1365 ه- . ودفن بمقبرته الخاصة المجاورة لداره ومسجده(أدب الطف - الجزء التاسع 304)

الحجة السيد محمد السيد أحمد الكاظمي (1)، العارف الكبير آية الله السيد علي القاضي (2)، آية الله العظمى السيد محسن الأمين (3)...

ص: 361


1- السيد محمد ابن العالم السيد أحمد ابن العالم الجليل السيد حيدر وهو من أجلاء تلامذة المحقق الأستاذ الأعظم الأنصاري( طاب ثراه) وأحد أعيان أتقياء بلد الكاظمين / وملاذ الطلاب والزوار والمجاورين، وهو وإخوته وآباؤه أهل بيت جليل، معروفون في العراق بالصلاح والسداد، والعلم والفضل والتقوى، يعرفون ببيت السيد حيدر جده. كان نزيل النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينية وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية
2- مرت ترجمته
3- السيد محسن بن السيد عبد الكريم بن السيد محمد الأمين الحسيني العاملي .ولد في لبنان – جبل عامل – عام 1284ه- 1867م، في قرية – شقراء – إحدى قرى قضاء بنت جبيل . درس المقدمات في لبنان على: السيد محمد حسين بن السيد عبد الله،السيد جواد مرتضى،السيد نجيب الدين فضل الله العاملي،الشيخ موسى شرارة. وفي سنة 1308ه- سافر السيد إلى النجف الأشرف، وبقي فيها أكثرمن عشر سنوات حيث تتلمذ على: السيد علي بن السيد محمود، السيد أحمد الكربلائي،الشيخ محمد باقر النجم آبادي، الشيخ فتح الله (شيخ الشريعة)،الشيخ الأخوند،الشيخ رضا الهمداني،الشيخ محمد طه نجف، ونال درجة الاجتهاد. تتلمذ على يديه العديد من الفضلاء .ثم خرج من النجف الأشرف أواخر جمادى الثانية 1319ه- إلى دمشق. من مؤلفاته:أعيان الشيعة في التراجم 56 مجلدا ويعد أكبر موسوعة في تراجم الشيعة،كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب،الشيعة بين الحقائق والأوهام،المجالس السنية ،البحر الزخار في فقه الأئمة الأطهار،مفتاح الجنات في الأدعية والزيارات،معادن الجواهر ونزهة الخاطر،رسالة التنزيه، رحلات السيد محسن الأمين،خطط جبل عامل ..وغيرها توفي ليلة الأحد 4 شهر رجب سنة 1371ه-،ودفن عند المدخل الرئيسي لحرم السيدة زينب بنت أمير المؤمنين / (مصادر ترجمته:ألف ولده السيد حسن الأمين مجلداً خاصاً في حياته طبع ضمن مستدركات الأعيان، السيد محسن الأمين للدكتور علي مرتضى الأمين . وله ترجمة بقلمه ضمن الأعيان، وغيرها)

العالم الفاضل الجليل الشيخ محمد باقر البهبهاني (1) ، الحجة الشيخ عباس القمي (2)...

ص: 362


1- مرت ترجمته
2- ولد الشيخ عباس القمي سنة 1294ه-- في مدينة قم المقدسة ، فبقي هناك ايام طفولته وشبابه وبدأ بتحصيل المقدمات من العلوم الفقهية والأصولية .وفي سنة (1316ه-) ذهب المحدث الى النجف الأشرف لتكميل دروسه وشارك في حلقات دروس الأعلام والمدرسين الكبار، ولكن رغبته في علم الحديث كانت أكثر من سائر العلوم فصمم على السعي في اتقانه وبذل الجهد في تعلمه؛ فلازم المحدث الشهير الميرزا حسين النوري (صاحب المستدرك) وبقي معه يقتبس من مشكاة علمه . كان المحدث ورعا مخلصا متهجدا صالحا ومولفا ومحدثا له أهتمام خاص بالكتب ولا سيما الحاوية من علوم آل محمد/من الحديث والدعاء وغيرهما فألف عشرات من الكتب منها: سفينة البحار،مفاتيح الجنان،نفس المهموم،الفوائد الرضوية،منتهى الامال ،وكتاب خمسون درسا في الأخلاق. توفي يوم الأربعاء 23 / ذي الحجة 1359 ه- في مدينة النجف الأشرف ودفن هناك.

آية الله السيد جمال الدين الكلبايكاني (1)...

ص: 363


1- ولد السيد جمال الدين الكلبايكاني سنة 1295 ه- في قرية سعيد آباد التابعة لمدينة كلبايكان، ويرجع نسبه الشريف إلى السيد إبراهيم المجاب، ابن السيد محمد العابد، ابن الإمام موسى بن جعفر الكاظم / عبر 27 واسطة، درس على إخوته الدروس التمهيدية، ثم شد الرحال إلى كلبايكان فدرس العربية والبلاغة والمنطق.ثم سافر إلى أصفهان ثم شد الرحال إلى النجف الأشرف، فبلغها سنة 1319 ه-.وانضم إلى الحلقة الدراسية للمرحوم الآخوند وأضحى من ملازمي درسه، فحضر عنده دورتَين في الأصول. وكان يحضر أيضا درس الآقا رضا الهمداني ومن ملازمي الدروس الفقهية للسيد اليزدي،والشيخ هادي الطهراني،و المولى علي النهاوندي، والعالم الكبير الشيخ محمد البهاري، والسيد أبي تراب الخوانساري،والسيد محمد باقر درجهاى،والشيخ محمد علي ثقة الإسلام، و الحكيم الميرزا جهانكير خان القشقائي، والمولى عبدالكريم بن المولى مهدي كزى،والملا علي الكاشي. ثم درس عند الميرزا النائيني، وحصل منه على إجازة في الرواية. وقد أفاد من الأنفاس القدسية للسيد مرتضى الكشميري والسيد أحمد الكربلائي، كما أفاد من إشارات العارف الكبير الشيخ محمد علي النجف آبادي. وممن تتلمذ على يديه:آية الله فياض،الشيخ محمد حسن عالم النجف آبادي،الشيخ حسن علي نجابت الشيرازي،الشيخ مرتضى الأنصاري،السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي، السيد عباس الحسيني الكاشاني،الشيخ محمد تقي الجعفري، الشيخ حسن الصافي الأصفهاني،الشيخ محمد حسين الكلباسي، الشيخ محمد علي أحمديان النجف آبادي،السيد ضياء الدين الأصفهاني، الشيخ حيدر علي المحقق. خلف السيد آثارا علمية كثيرة منها:رسالة في جواز البقاء على تقليد الميت.رسالة في اجتماع الأمر والنهي.رسالة استدلالية في الغيبة.تقريرات درس الأصول للمرحوم النائيني.دورة في أصول الفقه.دورة فقهية تشمل أبواب: الطهارة،الصلاة،الوصايا، الإجارة،المكاسب،الطلاق،القضاء،الأطعمة والأشربة،والحج. ديوان في الأشعار الدينية والعرفانية. توفي السيد عصر يوم الاثنين 29 محرم الحرام سنة 1377، و دفن في وادي السلام.

آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (1)...

ص: 364


1- ولد السيد محمود الحسيني الشاهرودي في عام 1301 ه- بإحدى القرى التابعة لمدينة شاهرود وتعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم عند معلم خاص في محل ولادته . سافر إلى مشهد المقدسة لإكمال الدراسة الحوزوية وخلال إقامته هناك قام بتدريس السطوح العالية. وفي عام 1328ه- هاجر إلى النجف الأشرف لغرض حضور حلقات الدرس التي كان يقيمها المراجع العظام من أمثال: الشيخ الخراساني، الشيخ ضياء الدين العراقي، الشيخ النائيني فنال درجة الاجتهاد وعمره (35 سنة)، وأصبحت له مكانة بين أوساط العلماء والمراجع آنذاك. استمر على تدريس الطلاب الفقه والأصول، في مرحلة البحث الخارج أكثر من خمسين سنة، و نتيجة لذلك ذاع صيته في أوساط الحوزة العلمية، وتخرّج على يديه عشرات الطلاب و منهم: السيد مرتضى الفيروزآبادي،الشيخ محمد علي التوحيدي،السيد محمد الشاهرودي،الشيخ مسلم الملكوتي، الشيخ حسين الوحيدي الهمداني،الشيخ غلام رضا الباقري الأصفهاني. من مؤلفاته: حاشية على العروة الوثقى . حاشية على وسيلة النجاة.الرسالة العملية. ذخيرة المؤمنين.تقريرات بحث الشيخ ضياء الدين العراقي.تقريراتبحث الأصول والفقه للشيخ النائيني توفي بتاريخ 18 / شعبان / 1394 ه- في النجف الأشرف، ودفن في الصحن الشريف

آية الله الميرزا مهدي الأصفهاني (1)، الحجة الشيخ جعفر مجتهدي (2)، آية الله الشيخ محمد تقي الآملي (3)، آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (4)...

ص: 365


1- مرت ترجمته
2- مرت ترجمته
3- مرت ترجمته
4- ولد السيد محسن الحكيم بمدينة النجف في شوال 1306 ه- أنهى دراسته الابتدائية ودراسة المقدمات، ثم شرع بدراسة السطوح العالية عند أساتذة عصره، ولما بلغ عمره عشرين سنة، تتلمذ على يد كبار العلماء،أمثال السيد محمد كاظم اليزدي ،الشيخ محمد كاظم الخراساني،الشيخ ضياء الدين العراقي، الشيخ أبي تراب الخوانساري،شيخ الشريعة الأصفهاني، الميرزا النائيني،السيد محمد سعيد الحبوبي،الشيخ الجواهري.. أصبح مرجعا عاما للشيعة بعد وفاة السيد البروجردي، فاخذ بوضع نظام إداري للحوزة، وشرع ببناء المدارس وارسال المبلغين إلى نقاط العراق المختلفة، ولغرض إغناء المواد الدراسية في الحوزة العلمية في النجف الأشرف، قام السيد بإدخال دروس جديدة مثل: التفسير والاقتصاد والفلسفة والعقائد؛ لغرض توسيع آفاق الطلاب بالعلوم المختلفة. وقد شجع كل من له قدرة واستعداد على الكتابة والتأليف، واشرف على كثير من المجلات الإسلامية التي كانت تصدر في ذلك الوقت، كالأضواء ورسالة الإسلام والنجف وغيرها. كان رجلا فريدا من نوعه شجاعا لا يهاب الرؤساء والسلاطين ولا يتردد في إصدار الفتاوى . أما الخدمات الأساسية التي قام بها السيد الحكيم فكانت تشمل تأسيس المكتبات العامة في أنحاء العراق كافة، لنشر الثقافة الإسلامية وتوعية الشباب المسلم وحمايته من الانحراف والانجراف وراء الأفكار الهدامة التي كانت ناشطة ومنتشرة آنذاك، وقد بلغ عدد تلك المكتبات أكثر من 70 مكتبة، كان أكبرها مكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف الأشرف، التي كانت تحتوي على 30000 كتاب مطبوع، وحوالي 5000 نسخة خطية. و من خدماته الجليلة الأخرى بناء المساجد والحسينيات وتأسيس المراكز الثقافية الإسلامية والمدارس العلمية لطلبة العلوم الدينية في العراق و لبنان وسوريا وباكستان وأفغانستان والمدينة المنورة وجعلها مراكز دينية لإقامة الاحتفالات، ونشر الأفكار الإسلامية، وتوضيح المسائل والأحكام الشرعية، ونشر أفكار آل البيت /، ، وطبع الكتب الإسلامية وإرسالها إلى أنحاء مختلفة من العالم. وكان منذ شبابه رافضا للظالمين وأعداء الدين، وقد شارك بنفسه في التصدي للاحتلال البريطاني الغاشم للعراق، حيث كان مسؤولا عن المجموعة المجاهدة في منطقة الشعيبة في جنوب العراق، وقد بذل السيد الحكيم قصارى جهوده في سبيل جمع شمل المسلمين من المذاهب المختلفة، وقاوم كل أشكال التعصب والتمييز الطائفي والعرقي في العراق، و من ذلك إصداره الفتوى المعروفة بحرمة مقاتلة الأكراد في شمال العراق، لأنهم مسلمون، تجمعهم مع العرب روابط الأخوة والدين، وتصدى للأفكار الإلحادية، وعمل على توجيه انتباه الناس إلى أن الإسلام وحده هو القادر على تحقيق العدالة الاجتماعية، فاصدر فتواه المشهورة (الشيوعية كفر والحاد). انتقل إلى رحمة اللّه بعد عمر طويل، قضاه بالجهاد في سبيل اللّه عام 27 / ربيع الأول / 1390 ه- ، وتم دفنه في مقبرة خاصة إلى جوار مكتبته في مدينة النجف الأشرف .

ص: 366

آية الله العظمى الشيخ حسين الحلي (1)...

ص: 367


1- الشيخ حسين بن علي بن حسين الحلي النجفي، وينتمي إلى الأسرة العربية الأصيلة(الطفيل) التي تقطن الأرياف الجنوبية من قضاء الهندية بالعراق. ولد الشيخ الحلي سنة 1309ه- بمدينة النجف ونشأ تحت رعاية والده الشيخ علي، فدرس عنده مبادئ القراءة والكتابة، ثم بدأ يحضر الدراسات الأدبية والفقهية والأصولية على مجموعة من أساتذة الحوزة لسنين طوال، حتى نبغ نبوغا باهرا وتميز بين أقرانه، بالغا المراتب العليا في العلم ومنهم:الشيخ محمد حسين النائيني،الشيخ ضياء الدين العراقي،السيد أبو الحسن الأصفهاني. لازم الشيخ الحلي التدريس منذ كان يواصل دراسته، وكان يلقي درسه في مرحلة السطح العالى، وله طريقة فنية في التدريس قل نظيرها، يحضر درسه ثلة من الطلبة المشتغلين بالتحصيل من المنبع الأصيل، ينتهلون من علمه الغزي، ويستقون من معين فضله الكبير حتى أصبح من نوابغ عصره، ومن الذين تميَزوا بالتحقيق والتدقيق، وكان فقيها متبحرا، له إحاطة واسعة بالفروع الفقهية، وأصوليا محققا له نظريات وتأسيسات راقية، وهو من المتضلعين في التاريخ واللغة والأدب، تحرر من زبارج هذه الحياة وزخارفها، فكانت الحقيقة ضالته، فوجدها وألفها، وأعرض عن غيرها. و تجلى من صفاته التقى والعفة وشرف النفس وحسن الأخلاق وكثرة التواضع والزهد والورع وكان من شدة ورعه واحتياطه أنه لم يتصد للزعامة الدينية التي كانت تتوجه إلىه، فكان يتهرب منها، وكم من مرة دفعها عن نفسه، وثنى طرفه عنها و من بعض تلامذته: السيد علي السيستاني،السيد محمد سعيد الحكيم،الشيخ علي الغروي،الشيخ جعفر السبحاني،السيد عز الدين بحر العلوم، السيد محمد تقي الحكيم،السيد سعيد الحكيم، الشيخ علي زين الدين،الشيخ حسن الجواهر،السيد عبد الرزاق المقرم، الشيخ حسن سعيد،وغيرهم. من مؤلفاته:تقريرات بحث أستاذه الشيخ محمد حسين النائيني في الفقه والأصول.تقريرات بحث أستاذه الشيخ ضياء الدين العراقي في الفقه والأصول.تعليقة على كتاب المكاسب.تعليقة على كتاب أجود التقريرات.تعليقة على كتاب فوائد الأصول.رسالة في أخذ الأجرة على الواجبات.رسالة في إلحاق ولد الشبه بالزواج الدائم.رسالة في حكم بيع جلد الضب.الأوضاع اللفظية وأقسامها.شرح لكتاب كفاية الأصول. توفي في الرابع من شوال 1394ه- بمدينة النجف الأشرف، ودفن بمقبرة أستاذه الشيخ النائيني بالصحن الحيدري الشريف (الحجرة رقم 21)

آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين (1)...

ص: 368


1- مرتضى ابن الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ باقر(1311-1398) أحد أقطاب هذه الأسرة العريقة، وفي طليعة رجال الدين والعلم والأدب، فقيه أصولي من أساتذة الفقه والأصول والحكمة واللغة والشعر. نال درجة الإجتهاد وهو في العقد الثالث من عمره، وكان يقيم الجماعة في الإيوان الذهبي المقدس..محترما لدى كافة الطبقات، تخرج على شيوخ النجف، واستقل بالتدريس والتقليد إلى وفاته تزعم حركة(جماعة العلماء) في النجف الأشرف سنة 1379ه-، حين زحفت على العراق مبادىء إلحادية وأخذت أبواق الدعايات العميلة تبث سمومها في النفوس، فاجتمعت نخبة من العلماء الأخيار وشكلت جماعة باسم (جماعة العلماء) وهم: الشيخ مرتضى آل ياسين،السيد إسماعيل الصدر،السيد محمد باقر الصدر،السيد محمد جمال الهاشمي،السيد مهدي الحكيم،الشيخ محمد جواد الشيخ راضي،الشيخ عبد الوهاب الشيخ راضي،السيد باقر الشخص،الشيخ إبراهيم الكرباسي،الشيخ خضر الدجيلي،الشيخ عباس الرميثي،السيد محمد الحلي،الشيخ محمد حسن الجواهري،الشيخ محمد رضا المظفر،السيد محمد تقي بحر العلوم،السيد موسى بحر العلوم،الشيخ حسن الخوجه، وبعد التداول انتخب الفقيه الحجة الشيخ مرتضى رئيسا لها.. وافتتحت جماعة العلماء أعمالها التوجيهية وبعثت بصرخاتها المدوية في كلمة بعد كلمة .. فاستجابت لها القلوب، واطمأنت إليها النفوس، وعادت الضمائر الى رشدها، كما رد كيد الأعداء والظالمين الى نحورهم، وولت العواصف، وانقشعت غمائم الكفر والإلحاد. من مؤلفاته: بلغة الراغبين. نظرة دامعة حول مظاهرات عاشوراء(معجم رجال الفكر والأدب- د. محمد هادي الأميني:1/72)

آية الله الشيخ علي محمد النجف آبادي (1)...

ص: 369


1- الشيخ علي محمد ابن الشيخ محمد جواد الشاه آبادي. ولد بمدينة إصفهان .درس المقدمات عند والده الفقيه والعالم والأديب الذي تخرج على فقهاء عصره في النجف والمتوفى عام 1312ه- مخلفا ثلاثة بنين وكلهم علماء أفاضل وهم: الشيخ أحمد، الشيخ محمد علي، الشيخ علي محمد.ويعرفون بالشاه أبادي،فيما عرف المترجم له بالشيخ علي محمد النجف أبادي لمكوثه في النجف الأشرف، من أساتذته الشيخ فتح الله الأصفهاني،الشيخ محمدكاظم الخراساني،الشيخ محمد تقي الشيرازي،الشيخ حسن الأشتياني،الشيخ محمد هاشم الجهارسوقي الأصفهاني،الشيخ محمد هاشم الكيلاني الإشكوري،السيد أبو الحسن جلوة الزواري، الشيخ حسين الخليلي. أسس مكتبة الحسينية الشوشترية وكانت تضم دون عشرة آلاف كتاب، وأكثر مخطوطاتها بخطه وقد قام النظام البائد بإزالة المباني الواقعة في محلة العمارة عن بكرة أبيها فلم يبق أثر ظاهر لتلك المكتبة. توفي الشيخ علي محمد النجف آبادي عام 1332ﻫ

آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (1) ، الحجة الشيخ قاسم محي الدين (2) ...

ص: 370


1- مرت ترجمته
2- الشيخ قاسم بن حسن محي الدين. ولد في 25 رمضان سنة 1314 ه- وتوفي سنة 1376 ه-. نشأ في النجف، ودرس المقدمات من العربية وما إليها على الشيخ جواد محي الدين وتلمذ في الفقه والاصول على الشيخ أحمد كاشف الغطاء ،الميرزا حسين النائيني ،السيد أبي الحسن الاصفهاني ،الشيخ محمد حسين الاصفهاني ومارس الشعر برهة من الزمن ثم انصرف عنه إلى خصوص العترة النبوية فمدحهم ورثاهم وامعن في هذه الحلبة حتى لم يترك من أهل البيت أحداً لم يرثه ثم بالغ في التوسع في ذلك فتناول كثيراً من أنصار الحسين فخصهم بمدائح ومراثي وقد طبع له ديوان في خصوص هذا يقع في نحو خمسمائة صفحة تناول في ذكر الأئمة (ومن لحق بهم أسماه الشعر المقبول وله كتاب وحي الشريف اتى فيه على حِكم الرضي وأمثاله... وله كتاب بداية المهتدي وهداية المبتدي وقد عمله في النحو على طريقة مختصرة، وله حاشية على طهارة الرياض - في الفقه - وحاشية على كفاية الاصول للعلامة الاخوند الخراساني وله المصابيح النحوية في شرح الالفية في حل مشكلات الشيخ بدر الدين في شرح وحاشية في المنطق، ورياض النادي ترجم فيه الشيخ عبد الحسين محي الدين والشيخ وادي رئيس آل زبيد، وسيرة الامناء في 500 صفحة وأماني الخليل وشقائق النادي فيروائع الهادي والمغني والمعالم والقوانين وله كتاب في البديع وله ديوان في الغزل والنسيب. له كتاب البيان في غريب القرآن. وهو عبارة عن حصر الالفاظ الغريبة من القرآن الشريف وشرحها شرحاً مبسطا سهلا في أرجوزة من الشعر السلس

آية الله الشيخ أقا بزرك الطهراني (1)...

ص: 371


1- ولد الشيخ أقا بزرك الطهراني في الحادي عشر من ربيع الأول 1293 ه- بمدينة طهران. ثم سافر إلى مدينة النجف الأشرف عام 1315 ه- لإكمال دراسته الحوزوية عند مراجعها العظام آنذاك، فعاش فيها حوالي أربع عشرة سنة ،وبعد ذلك سافر إلى مدينة سامراء المقدسة، والتحق بحوزتها العلمية للدراسة عند علمائها الأعلام، وبقي هناك مدة أربع وعشرين سنة، وفي عام 1354 ه- عاد إلى مدينة النجف الأشرف، وبقي فيها مشغولا في البحث والتصنيف إلى آخر لحظة من عمره الشريف. درس لدى كل من الشيخ محمد حسين الخراساني،الشيخ محمود القمي،الشيخ علي نوري الأيلكاني،السيد عبد الكريم اللاهيجي،الشيخ حسين النوري الطبرسي،السيد مرتضى الكشميري،الشيخ محمد طه نجف،الشيخ حسين الخليلي،الشيخ محمد كاظم الخراساني(الآخوند)،السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي،الشيخ محمد تقي الشيرازي،الشيخ فتح الله الأصفهاني (شيخ الشريعة)،الشيخ علي كاشف الغطاء،السيد أبو تراب الخوانساري. توفي في الثالث عشر من ذي القعدة 1389 ه-، ودفن بمكتبته في مدينة النجف الأشرف. له أكثر من خمسة عشر مؤلفا أشهرها: الذريعة إلى تصانيف الشيعة، وطبقات أعلام الشيعة

آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (1)، آية الله العظمى السيد عبد الكريم علي خان (2) ...

ص: 372


1- مرت ترجمته
2- السيد عبد الكريم بن علي بن حسين علي خان المدني عالم جليل مدرس، ولد في النجف سنة 1317 ه- ونشأ به.. قرأ مقدماته الأدبية والشرعية ثم سطوحه العالية على أساتذة أفاضل وترقى لحضور أبحاث الأساتذة فحضر على الشيخ عبد الرسول الجواهري ،الشيخ حسين الحلي ، الشيخ محمد علي الجمالي الكاظمي ،السيد هادي الميلاني ،السيخ علي الايرواني ، السيد عبد الهادي الشيرازي ،الشيخ نعمة الدامغاني ،الشيخ مرتضى الطالقاني ،الشيخ فتاح التبريزي ،الشيخ حسين النائيني ،السيد أبي الحسن الأصفهاني ،الشيخ ضياء الدين العراقي ،الشيخ محمد حسين الأصفهاني ،الشيخ محمد رضا آل ياسين استقل بالبحث والتدريس وله إجازات بالاجتهاد سنة 1359 من السيد عبد الهادي الشيرازي،السيد حسين الحمامي،الشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد محسن الحكيم. من تلاميذه: الشيخ هادي القرشي،الشيخ باقر القرشي،السيد محمد علي المدني، السيد محمد رضا شرف الدين،الشيخ نور الدين الجزائري ،السيد محمد صادق الصدر،السيد ناصر السلمان،الشيخ علي التاروتي،السيد محمد علي شرف الدين،السيد صدر الدين شرف الدين،السيد نور الدين شرف الدين،السيد يوسف الحكيم ،السيد محمد القزويني،الشيخ عبد المنعم الفرطوسي،الأستاذ أحمد أمين الكاظمي،الشيخ نوري مشكور،الشيخ محمد صادق القاموسي،السيد محمد جمال الهاشمي،السيد سعدون البعاج ،الشيخ علي بزي العاملي،الشيخ عبد الهادي الفضلي ،السيد حسن الحلو والسيد عبد الحسين القزويني . من مؤلفاته: شرح كتاب الخمس من تبصرة المتعلمين.معالم الوصول إلى كفاية الأصول . فيوض الرحمن. مقتل الحسين/ . عبقات الحق ط. كشف الحجاب. شرح فرائد الأصول للأنصاري . واقع أبي طالب المؤمن . الكشكول في بديع المنقول والمعقول . صولة الحق على جولة الباطل . خلق القرآن . الروح. شرح العروة الوثقى . مباحث الأصول . عبقات الإيمان . توفي في 18 ذي القعدة 1411ودفن بمقبرته في وادي السلام(المنتخب من أعلام الفكر والأدب –كاظم الفتلاوي:266).

العارف الكبير السيد هاشم الحداد (1)...

ص: 373


1- ولد السيد هاشم السيد قاسم السيد حسن الموسوي في مدينة كربلاء المقدسة سنة 1317 ه-- .. عارف كامل متحقق بحقيقة العبودية كان يخدم العديد من أئمة الجماعة باحثا عن أستاذ، يفرش لهم السجادة، ويطويها بعد السجود، وبعد سنين يطلب منهم الإفاضة، فيتضح له أنهم يفتقدون ما يريد، وفي أحد الأيام وجد السيد علي القاضي رحمه الله ، فوجده أهلا لذلك، وقد كان السيد علي يأتي إلى غرفة السيد هاشم الحداد - وهي الغرفة المشهورة بغرفة السيد بحر العلوم الذي تشرف بها لقاء صاحب العصر /- عصرا، وقد درس عند السيد القاضي بعض الدروس الحوزوية في الفقه الإستدلالي، وقد أشار إليه السيد بمزوالة صنعته، وهي الحدادة، فأطاعه. قال عنه السيد محمد حسين الحسيني الطهراني:( إن كل ما عندنا هو من السيد هاشم الحداد روحي فداه، ولم أر أو أسمع عارفا وصل إلى ذروة الكمال وبلغ المقام كالسيد هاشم الحداد والذي ذكرته في كتاب الروح المجرد هو نقطة في بحر ولم أذكر مقاماته التي شاهدتها لأن عقول الناس لا تتحملها)، وقال عنه أيضا:(ولقد كان هذا الرجل ذا مغزى عظيما، جم الفضل والعلم يقصر عنه لفظ العظمة، وكان واسع الافق رحبه إلي درجة لا سبيل للتعبير عن سعة إدراكه. وكان متوغلا في التوحيد، مندكا فانيا في ذات الحق تعالى إلى الحد الذي يبقي ما نقوله ونكتبه عنه اسما ورسما، فهو خارج عن التعين، متخطٍ للاسم والرسم. نعم، كان السيد هاشم الحداد- روحي فداه- حقا وواقعا رجلا تقصر أيدينا عن نيل أذيال أثوابه المتطاولة. وغالبا ما كنت ألتقي به أثناء هذه المدة المديدة في أسفاري التي كانت تحصل مرة أو مرتين في السنة وتدوم شهرين أو ثلاثة، فأرد منزله في كربلاء وأُعد من عياله وأولاده؛ لكنه مع ذلك رحل، وبعد رحيله فقد بقِيت حتى يومي هذا تلفني الحيرة ويكتنفني الحياء، خاضعا مطأطئا أمام ذلك الشموخ والرفعة وذلك المقام وتلك الجلالة)

آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري (1)...

ص: 374


1- ولد السيد عبد الأعلى سنة 1328 ه- في مدينة سبزوار بإيران. هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية وأخذ يحضر دروس كل من الشيخ محمد حسين النائيني،الشيخ ضياء الدين العراقي،والسيد أبي الحسن الأصفهاني. ثم استقل بالتدريس في مسجده الذي كان يُقيم فيه صلاة الجماعة في محلة (الحويش) في النجف، فتخرّج عليه العديد من الفضلاء. بعد وفاة السيد الخوئي، أخذ الكثير من المؤمنين بالرجوع إليه في تقليدهم؛ إلا إن ذلك لم يدم طويلا لانتقاله إلى رحمة الله. وقد ساهم السيد السبزواري خلال مرجعيته في نشاطات سياسية واجتماعية، واضطلع بنشاط إصلاحي في مدينة النجف أواخر أيام حياته . من مؤلفاته:إفاضة الباري في نقد ما ألّفه الحكيم السبزواري،جامع الأحكام الشرعية،حاشية على بحار الأنوار للشيخ المجلسي،حاشية على تفسير الصافي،حاشية على العروة الوثقى،حاشية على جواهر الكلام،رفض الفضول عن علم الأصول،مواهب الرحمن في تفسير القرآن. توفي بالنجف الأشرف سنة 1414ه-، ودفن فيها بجوار مسجده.

آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي (1)...

ص: 375


1- ولد السيد محمد حسين الطباطبائي في مدينة تبريز الإيرانية سنة 1321 ه-، فتابع دراسته الأولية هناك، ثم رحل إلى النجف الأشرف سنة 1344 ه-، ومكث فيها مدة لا تقل عن عشر سنوات، درس خلالها الفقه والأصول والفلسفة والرياضيات والأخلاق، عند الشيخ محمد حسين الأصفهاني والميرزا النائيني، والحجة الكوهكمري، والسيد حسين البادكوبي والسيد أبي القاسم الخوانساري،ثم رجع إلى موطنه سنة 1354، وتناول دراسة علم النحو والصرف،والأدب العرب، وتطرق إلى دراسة علم الرياضيات القديم كأصول أقليدس والمجسطي لبطليموس، والفلسفة وعلم الكلام والعرفان والتفسير. أقام في قم سنة 1365 ه-، وشرع بتدريس التفسير والحكمة والمعارف الإسلامية... من مؤلفاته:تفسير الميزان.مبادئ الفلسفة وطريقة المثالية.شرح الأسفار لصدر الدين الشيرازي.حوار مع الأستاذ هنري كربن في مجلدين.رسالة في الحكومة الإسلامية.حاشية الكفاية.رسالة في القوة والفعل.رسالة في إثبات الذات.رسالة في الصفات.رسالة في الأفعال.رسالة في الوسائط.الإنسان قبل الدنيا.الإنسان في الدنيا.الإنسان بعد الدنيا.رسالة في النبوة. رسالة في الولاية.رسالة في المشتقات.رسالة في البرهان. رسالة في المغالطة.رسالة في التحليل.رسالة في التركيب. رسالة في الاعتبارات.رسالة في النبوة والمنامات.منظومة في رسم خط النسخ والتعليق.علي والفلسفة الإلهية.القرآن في الإسلام.الشيعة في الإسلام وغيرها توفي السيد محمد حسين الطباطبائي عام 1402 ودفن عند حرم السيدة معصومه /في مدينة قم.

آية الله الشيخ محمد صادق القاموسي (1)

ص: 376


1- ولد سماحة الشيخ القاموسي في أول ذي القعدة سنة 1328ه- في النجف الأشرف ودرس المقدمات و السطوح على يد السيد عبد الكريم علي خان كما حضر قسم من دراسة السطوح مع الشيخ محمد أمين زين الدين على يد السيد الميلاني ودرس البحث الخارج عند السيد محسن الحكيم و الشيخ حسين الحلي. ومارس التدريس لسنوات عديدة في الحوزة العلمية وفي كلية منتدى النشر قبل تأسيس كلية الفقه حيث حضر دروسه العديد من الأساتذة الأفاضل في الحوزة العلمية، وقد كان موسوعة لا يستهان بها في الأدب والشعر وكان يتعاطى الشعر الولائي والاخوانيات. صاحب في حياته مجموعة من علماء الحوزة العلمية منهم السيد يوسف الحكيم و الشيخ محمد جواد الشيخ راضي و السيد موسى بحر العلوم و السيد أسد الله اليزدي و السيد جعفر المرعشي و السيد محمد علي الحكيم و الشيخ محمد تقي الايرواني.كما واشترك مع السيد محمد حسين الحكيم و السيد محمد تقي الحكيم في التعليقة على كتاب الكافي كمراجعة أسانيده وتصحيحه ونحو ذلك.كما اشترك في كتابة تفسير للقرآن الشريف مع الشيخ محمد رضا المظفر والسيد يوسف الحكيم والسيد محمد علي الحكيم. كان له مجلس عزاء عبارة عن مدرسة علمية وأدبية يحضرها أعلام النجف الأشرف، كالآيات العظام: الشيخ العراقي والشيخ الأصفهاني والسيد الحكيم وأخيه السيد محمود الحكيم والشيخ حسين الحلي و السيد عبد الكريم علي خان والشيخ جواد الجواهري والسيد رضا الهندي والشيخ محمد حسن المظفر واخوته الشيخ محمد حسين المظفر والشيخ محمد رضا المظفر والسيد محمد حسن البغدادي والسيد حسن البجنوردي والشيخ عبد الحسين الحلي والسيد سعيد الحكيم والشيخ محمد طاهر الشيخ راضي والسيد حسن الحكيم والشيخ عباس الرميثي والسيد محمد تقي بحر العلوم والسيد يوسف الحكيم والسيد محمد علي الحكيم والسيد محمد حسين الحكيم والسيد محمد تقي الحكيم والسيد محمد سعيد الحكيم وأمثالهم. وكان الشيخ حسين الحلي من الملازمين للمجلس مدة طويلة جداً، وكثيراً ما كان سماحة الشيخ القاموسي يستفيد من كتاباته وملاحظاته العلمية. وكان مجلسه استمراراً لمجلس والده في ذكر مصائب أهل البيت ( ومناسباتهم وكان سماحة الشيخ القاموسي يقرأ المقتل بنفسه يوم عاشوراء. وقد كتب بنفسه المقتل كما كتب عن بقية الأئمة / في مناسباتهم. انتقل إلى رحمة الله تعالى في مدينة قم المقدسة في يوم السبت 17 من شهر رمضان المبارك 1423ه-

آية الله السيد محمد علي الحكيم (1)...

ص: 377


1- السيد محمد علي ابن السيد أحمد ابن السيد محسن: عالم جليل مدرس قدير مجتهد كبير، ولد في النجف سنة 1329ه-. و نشأ بها. قرأ مقدماته الأدبية و العلمية على: السيد محمود الحكيم، الشيخ محمد رضا المظفر،الشيخ حسن البجنوردي،الشيخ عبد الحسين الحلي،الشيخ حسين الحلي.. ثم حضر الأبحاث العالية فقها و أصولا على الشيخ محمد حسين الأصفهاني والشيخ حسين الحلي والسيد محسن الحكيم. أصبح من أساتذة الفقه والاُصول وأئمة الجماعة وتخرج عليه جمع من الأفاضل و النابهين، وكان له دور فعال في مرجعية خاله السيد محسن الحكيم، وقد عرف بحسن التدبير وقوة الإرادة والتواضع والمروءة، مؤثرا على نفسه، مجدا في عمله، موضع اعتماد كافة الطبقات، ورع صالح تقي، وقد اشتهر بصفات رفيعة وآداب سامية، ليس في حياته أي تصنع أو تكلف أو رياء أو مجاملة. له: تقريرات اُستاذه في الاُصول الشيخ محمد حسين الكاظمي. تقريرات اُستاذه السيد الحكيم في الفقه. تعليقة على الكفاية. حاشية على فرائد الأصول(المنتخب من أعلام الفكر و الأدب-كاظم الفتلاوي:546 ) توفي في النجف الأشرف يوم الجمعة 21 ربيع الأول سنة 1432ه- المصادف 25 شباط 2011م ودفن في مقبرة الأسرة بجامع الهندي.

آية الله السيد محمد جمال الهاشمي (1)...

ص: 378


1- ولد السيد محمد جمال الدين الهاشمي في النجف الأشرف عام 1332ه-، وانصرف إلى الحوزة العلمية ، فتلقى عن جملة من أساتذتها، من أبرزهم والده، والشيخ اقا ضياء الدين العراقي، والسيد ابوالحسن الأصفهاني، حتى صار من الفقهاء، و أجيز بالاجتهاد من قبل والده والعراقي. وقد ورث عن ابيه موهبته الأدبية، فهو فقيه ومؤرخ وأديب ومفسر وكاتب في شؤون الفكر و الثقافة و العقيدة.. تخرج على يديه جملة من أهل الفضل والعلم والأدب. من مؤلفاته: الأدب الجديد،الزهراء/،مشكلة الإمام الغائب، المرأة و حقوق الإنسان، الإسلام في صلاته وزكاته،أصول الدين الإسلامي،هكذا عرفت نفسي، مع النبي و آله، الأخلاق في القرآن الكريم، حواشي على حاشية الملا عبد الله،حاشية على مطول التافتزاني،حاشية على الكفاية،حاشية على المكاسب،حاشية على الرسائل،تقريرات بحث أستاذه العراقي، تقريرات بحث والده،رسائل في أهم المباحث الأصولية،تفسير القرآن الكريم،الأدلة الشرعية عند الامامية،أصول الفقه، ديوان الهاشميات،ديوان الأوتار، ديوان الأنغام،ديوان الأراجيز،تعريب المثنوي،ملحمة الجيل،تاريخ الأدب العربي، وغيرها توفي في النجف الأشرف عام 1397ه-(موسوعة النجف الأشرف-جعفر الدجيلي و عبد الله الخاقاني:20/326)

آية الله الحاج عباس القوجاني (1)...

ص: 379


1- عباس ابن الحاج محمد هاتف (1333-1410) من العلماء الأفاضل والمجتهدين المحققين. هاجر الى النجف الأشرف، بعد أن أخذ المقدمات والسطوح من أعلام بلده وفضلاء مشهد الإمام الرضا /وحضر درس الشيخ محمد حسين الكمباني،السيد الخوئي،السيد عبد الهادي الشيرازي. ثم اشتغل بالتحقيق والتأليف.. له: تقريرات أستاذه في الأصول.تحقيق كتاب جواهر الكلام والتعليق عليه لمجلداته 1– 21(معجم رجال الفكر والأدب – د. محمد هادي الأميني 3: 1024)

آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (1) ...

ص: 380


1- ولد العالم الرباني الشيخ محمد تقي بهجت في عام 1334 في مدينة (فومن) التابعة لمحافظة جيلان في شمال إيران. أنهى المرحلة الابتدائية من دراسته في كتاتيبها ليتوجه بعد ذلك إلى تحصيل العلوم الدينية، وقد قام بالهجرة بعد تحصيل المقدمات من علوم العربية في مدينة (فومن) سنة 1348 وبعد التوقف فترة في مدينة (قم)، يمم شطر النجف ليأخذ دروسه على كبار الأساتذة كالشيخ ضياء الدين العراقي،الميرزا النائيني،السيد أبي الحسن الأصفهاني،الشيخ محمد حسن الأصفهاني،السيد الخوئي،السيد حسين البادكوبي،الشيخ محمد كاظم الشيرازي، السيد محمد حجت الكوهكمري، السيد حسين البروجردي وغيرهم. بدأ سماحته بتدريس البحث الخارج في الفقه والاصول منذ قرابة 50 عاما في منزله الذي كان مركزا للنور والعرفان في مدينة قم المقدسة. وقد تتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء و الفضلاء. وكان الشيخ يتميز بالنقاش الدقيق والإيراد الناضج تحدث عنه العلامة المرحوم السيد محمد حسين الطهراني قائلا: (إن الشيخ بهجت كان زمان المرحوم القاضي واجدا لحالات ومكاشفات غيبية إلهية وكان حائزا للحد الأعلى من مراتب المراقبة والصمت)وعرف الشيخ منذ طفولته بالإقبال على العبادة والاستغراق في ذكر الله والمواظبة على الطاعات والنوافل وقد قيض الله له منذ ذلك الحين وقبل بلوغه سن التكليف أولياء وعلماء مربين اكتشفوا قابلياته وطهارته الذاتية، فاعتنوا بتوجيهه وإرشاده في طريق العبودية والسلوك إلى الله عزوجل ولعل أهمهم وأعظمهم في هذا المجال العارف الكبير وأستاذ السلوك السيد علي القاضي، وبعد عودته إلى قم أصبح من كبار العلماء وأضحى المسجد الذي يؤم الشيخ بهجت الجماعة فيه يزدحم بالمصلين من خواص فضلاء الحوزة العلمية والمؤمنين الذين يجدون في الصلاة خلفه روحانية خاصة فأجواء الخشوع التي تفرضها قراءته وحالاته في الصلاة مما يعز وجوده في الأماكن الأخرى وقد ترتفع أصوات المصلين ويضج المسجد بالبكاء والتضرع أحيانا تأثرا بحالة الانقطاع والخشوع التي تتصف بها صلاة إمامهم .. فلا تجده إلا ذاكرا أومتفكرا أومنشغلا بطاعة في سائر أطراف ليله ونهاره. من مؤلفاته:مناسك الحج .كتاب الطهارة .رسالة توضيح المسائل . دورة كاملة في الأُصول . دورة كاملة في كتاب الصلاة . حاشية على مكاسب الشيخ الأنصاري . توفي الشيخ عن سن ناهز 96 عاما في مستشفى (ولي العصر)/ بمدينة قم المقدسة اثر إصابته بنوبة قلبية.

آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني (1)...

ص: 381


1- ولد الشيخ محمد حسين الخراساني في مدينة مشهد المقدسة عام 1339ه- ونشأ في بيت علم وتقى،فبدأ سماحته دراسته في سن مبكرة وتلقى المقدمات ومعظم علوم اللغة العربية والأدب وحضر الرسائل والمكاسب ودرس المنظومة والأسفار وتعلم الهيأة والنجوم والهندسة والسلوك والأذكار والمجاهدات ثم غادر سنة 1354ه- الى النجف الأشرف فحضر أبحاث الفقه والأصول للآيات العظام: النائيني، الأصفهاني، العراقي،الكلبايكاني،الخوانساري،الشيرازي،الحكيم، الخوئي،القاضي .ونال درجة الإجتهاد في سن الثامنة والعشرين،واصبح احد اساتذة السطوح العالية ،وكان سماحته كثيرا ما يرتقي المنابر للخطابة، وفي السنوات الثلاث الأخيرة من إقامته في النجف الأشرف كان سماحة آية الله العظمى الوحيد الخراساني/معتكفا في الغالب في مسجدي السهلة والكوفة ،وبعد(20)سنة غادر النجف الأشرف عام 1374ه- عائدا الى مشهد المقدسة ليكون إمام الجماعة في مسجد كوهرشاد مدة (14) عاما ،ثم عاد الى النجف الأشرف سنة 1387ه- ليستوطنها حتى العام 1388ه- عائدا بعدها ليمكث في طهران اماما للجماعة في مسجد السوق الكبير ثم انتقل الى قم المقدسة متصديا للتدريس في الفقه والاصول ليكون درسه واحدا من اكبر حلقات الدرس وله عشرات المؤلفات(مقتطفات ولائية –الشيخ الوحيد الخراساني:156)

آية الله الشيخ هادي شريف القرشي (1)، المفكر الإسلامي آية الله الشيخ باقر شريف القرشي (2)...

ص: 382


1- هادي ابن الشيخ شريف ابن الشيخ مهدي .. ولد في سنة 1343/1925 عالم جليل مجتهد فاضل ، من أساتذة الفقه والمنطق ، والمعاني والبيان،والعربية، ومن اهل الفضيلة والورع والتقى والصلاح ، وعلى جانب كبير من الاستقامة وحسن الرأي، ودماثة الأخلاق والحنكة. تتلمذ على السيد علي شبر. السيد عبد الكريم علي خان . السيد محمد تقي بحر العلوم . السيد الخوئي . والسيد الحكيم . واشتغل بالتدريس ونهج نهج الفقهاء. له: تقريرات وتعليقات ، وكتابات في الفقه والأصول(معجم رجال الفكر والأدب – د . محمد هادي الأميني 3: 977)
2- الشيخ باقر بن شريف بن مهدي الجعفري القرشي . عالم كاتب محقق . ولد في النجف سنة 1344 ونشأ به في بيت والده المقدس وتولى تربيته أخوه العلامة الشيخ هادي المتوفى سنة 1415. قرأ مقدماته الأولية على الشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ علي كاشف الغطاء وقرأ المكاسب على السيد عبد الكريم علي خان واللمعة على السيد علي شبر والسيد مولى البعاج والكفاية على السيد باقر الشخص والسيد محمود المرعشي والشيخ بشير الشوكيني، ثم حضر البحاث العالية على الشيخ محمد طاهر الشيخ راضي في الأصول ولازمه والسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي.درًس الفقه وأصوله لجمع من الأفاضل وكتب الكثير من سيرة الأئمة/، وأسس في النجف مكتبة الإمام الحسن العامة سنة 1410 وفيها مايقارب ثلاثين الف مجلد. من مؤلفاته: حياة الإمام الحسن،حياة الإمام الحسين،حياة الإمام زين العابدين،حياة الإمام محمد الباقر،حياة الإمام جعفر الصادق،حياة الإمام موسى الكاظم،حياة الإمام الرضا،حياة الإمام محمد الجواد،حياة الإمام علي الهادي،حياة الإمام الحسن العسكري/، العباس بن علي رائد الكرامة والفداء،العمل وحقوق العامل في الإسلام،نظام الحكم والإدارة في الإسلام، النظام السياسي في الإسلام،نظام الأسرة في الإسلام،النظام التربوي في الإسلام،السجود على التربة الحسينية، وغيرها.

آية الله السيد محمد حسين الحسيني الطهراني (1)، آية الله السيد عبد الكريم الكشميري (2)،

ص: 383


1- مرت ترجمته
2- ولد السيد عبد الكريم الرضوي الكشميري في النجف الأشرف سنة 1434. وبتشجيع من والده دخل السيد سلك الحوزة العلمية في سن الصبا، ولازم الشيخ العارف مرتضى الطالقاني، من سن العاشرة من عمره إلى الحادية والعشرين حيث فارق أستاذه الحياة، واتخذ له غرفة في مدرسة جده لأمه السيد اليزدي إلى جانب غرفة الشيخ الطالقاني، وخلال السنوات العشر هذه أرسى الطالقاني أسس العلم والعرفان بشكل محكم في شخصية السيد، وقد طوى السيد الكثير من مراحل السلوك في تهذيب الأخلاق وتزكية النفس. درس السيد مقدارا من اللمعة الدمشقية عند السيد أحمد الأشكوري، وبعض دروس السطوح عند الشيخ مجتبى اللنكراني، والمكاسب عند الشيخ راضي التبريزي، وقسم من بحوث الاستصحاب والتعادل والتراجيح عند الشيخ بهجت ، ودرس كفاية الأصول عند الشيخ صاحب الكفاية، والفلسفة عند الشيخ صدرا البادكوبي والحاج فيض الخراساني، و قسما من أسفار الملا صدرا عند الشيخ عبد الحسين الرشتي. ثم حضر دروس البحث الخارج في الفقه والأصول عند الشيخ علي محمد البروجردي،السيد عبد الهادي الشيرازي،الميرزا حسن البجنوردي،السيد عبد الأعلى السبزواري والشيخ محمد كاظم الشيرازي. وأما أهم حضور له في دروس البحث الخارج فقد كان عند السيد الخوئي الذي منحه إجازة الاجتهاد شفاهة وكتابة. دون خلال مسيرة حياته في النجف الأشرف بعض محاضرات أساتذته وبعض التعليقات على المناهج الدراسية. وقد جلب معه قسماً منها حين هجرته إلى إيران عندما تعرضت حياته للخطر على أيدي السلطة الحاكمة، وهي المحاضرات الأخلاقية للشيخ العارف مرتضى الطالقاني، وتقريرات أبحاث السيد الخوئي، وشرح على كفاية الأصول حظي بتقييم السيد الخوئي والسيد الميلاني، وكتيب في الأذكار والأوراد وديوان شعر باللغة العربية.. لكنها صودرت منه من قبل شرطة الحدود العراقية توفي في يوم الأربعاء العشرين من ذي الحجة سنة 1419ه- ودفن في حرم السيدة المعصومة /.

آية الله السيد محمد مهدي الخرسان (1)...

ص: 384


1- السيد محمد مهدي بن حسن بن عبدالهادي الموسوي الخرسان.. عالم جليل نسابة. ولد في النجف سنة 1347 ونشأ به على والده العلم، قرأ مقدماته الأولية ثم السطوح على والده والشيخ محمدرضا العامري،السيد محمود الحكيم،الشيخ محمد علي التبريزي ثم حضر الأبحاث العالية على السيد الخوئي. أقام الصلاة جماعة بمكان والده في جامع الأنصاري وكان فاضلا في الأنساب وكاتبا محققا له مقدمات قيمة على بعض الكتب المطبوعة . من مؤلفاته: البيان في اخبار صاحب الزمان للكنجي،منتقلة الطالبية للشريف الطباطبائي،الاختصاص للشيخ المفيد،عبد الله بن العباس،غريب القرآن،شرح مسائل نافع بن الأزرق،رسالة في الشورى،انتخاب الحسان من لسان الميزان،لب اللباب، معجم أعلام منتقلة الطالبية،معرب معجم المستشرقين من الفارسية، معجم شعراء الطالبيين وغيرها.

آية الله السيد حسين بحر العلوم (1)...

ص: 385


1- ولد السيد حسين بحر العلوم في مدينة النجف الأشرف عام 1348ه- ونشأ بها، ودرس عند أبيه السيد محمد تقي، ثم قرأ المقدمات على الشيخ علي ثامر،الشيخ محمد الشريعة،الشيخ محمد تقي الايرواني،الشيخ حسين زايردهام،الشيخ محمد رضا العامري،الشيخ محمد رضا المظفر. كما حضر خارجا أبحاث الأساتذة الكبار في حوزة النجف من أمثال السيد الخوئي والشيخ حسين الحلي والسيد عبد الكريم علي خان وسواهم... وأما من حيث نشاطه التدريسي، فقد مارس عملية التدريس في مختلف العلوم الحوزوية ومنها: الدرس الفلسفي والكلامي، ويعتبر من شعراء النجف المجددين في الأسإلىب الفنية وقد مارس النشاط الأدبي فترة شبابه وشطراً من مرحلة كهولته ثم اتجه بعد ذلك إلى الدرس الحوزوي وهجر وقلل نشاطه الشعري، ومارس نشاطاً حوزوياً ملحوظاً رشحه إلى أن يتصدى للمرجعية بعد أن طلب عارفوه ذلك، ومن ثم أصدر رسالة علمية لمقلديه بعد وفاة السيد الخوئي... هذا إلى أن الشخصية المذكورة عرفت - مضافاً إلى ما تقدم - بتكيفها الاجتماعي مع كافة الطبقات وتصدت إلى الخدمات الاجتماعية في مرحلة مرجعيتها، فيما التف حولها جمهور الشباب، مضافا إلى خدمات ثقافية في حقل المكتبة وغيرها من الحقول الاجتماعية العامة. له إصدارات منها تلخيص الشافي 4 طبعات (تحقيق) ورجال السيد وديوان شعر مطبوع (زورق الخيال)

آية الله السيد عبد الرسول علي خان (1)، آية الله السيد علاء الدين بحر العلوم (2)...

ص: 386


1- السيد عبد الرسول بن عبد الحسين بن علي علي خان المدني ، عالم اديب شاعر. ولد في النجف سنة 1348 ونشأ به على والده الحجة المتوفى سنة 1396. قرأ مقدماته الأدبية والعلمية وأخذ سطوحه على السيد إسماعيل الصدر ثم حضر الأبحاث العالية على السيد الخوئي . انتقل مع والده الى مدينة بلد سنة 1375 فكان مروجا للدين والقيم الروحية والأخلاقية ، ثم رجع معه الى النجف . نشر شعره في الصحف العراقية والعربية وشارك في المناسبات النجفية وكان سيدا جليلا بهي الطلعة ومن الشخصيات العلمية المحترمة. من مؤلفاته: تحديد النسل ، شرح كفاية الأصول ، نظرات على معالم الأصول ، دروس في علم النحو، تقريرات استاذه السيد الخوئي في الأصول ، من وحي أهل البيت ، ديوان شعر. توفي في النجف سنة 1404 (المنتخب من أعلام الفكر والأدب – كاظم الفتلاوي:234)، وفي قوائم شهداء العراق ، ثبت أنه مات بسم الثإلىوم على يد النظام.
2- ولد الشهيد السيد علاء الدين سنة 1350 ه-، وتربى تربية علمية محضة ودرس المقدمات بإتقان، وبعد إنهاء سطوحه ومقدماته على أيدي المتخصصين من العلماء، حضر أصول الفقه على السيد الخوئي، والشيخ حسين الحلي، وحضر الفقه على السيد الحكيم. وكتب محاضرات أساتذته العظام. وطبع له الجزء الأول من تقريرات أستاذه الخوئي باسم مصابيح الأصول، وله كتب وتقريرات في الأصول والفقه. وله ولع خاص بباب (المواريث) من علم الفقه، فقد حقق وكتب فيه كثيرا، ولديه في ذلك مشجرة مصورة مخطوطة. وكان ذو طاقة علمية حية وسلوك خلقي رفيع، وإيمان وقدسية ظاهرتين على سلوكه في الحياة، وعليه كانت تعقد الحوزة العلمية في النجف الأشرف أملها . اختاره السيد الخوئي واحدا ممن انتقى لتنظيم أمور النجف الأشرف أبان الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1990 م ، وتم اعتقاله مع الصفوة المباركة من أخوته و أسرته و باقي العلماء و الأفاضل و أبناء العراق؛ ليغيبوا في غياهب السجون، و يلثموا الثرى متمتمين بصلاة الاستشهاد. و يبدو أن الشهادة قد خطت على روحه مخط الخلود ، لتفقد الحوزة العلمية به واحدا من خيرة رجالها.

آية الله السيد محمد الشيرازي (1)، آية الله السيد محمد علي الأبطحي (2)،

ص: 387


1- مرت ترجمته
2- السيد محمد علي بن مرتضى بن علي، الذي ينتهي نسبه بثلاثين واسطة إلى الإمام موسى الكاظم /. ولد في مدينة أصفهان، في إلىوم 27 صفر سنة 1349 ه- وفي السنة السادسة من عمره الشريف تعلم القراءة والكتابة؛ ثم علمي التلاوة والتجويد ثم باشر مقدماته وسطوحه لدى: السيد أقا جان الأصفهاني، السيد محمد باقر الأبطحي، الشيخ هبة الله الهرندي، السيد عبد الحسين الطيب، السيد محمد طبيب زاده، الشيخ محمود المفيد، وأكمل دراسة الطب لدى السيد أبي القاسم الطبيب،و درس القانون في الطب لابن سينا، والفروق والعلل لمحمد بن زكريا الرازي لدى الحاج ميرزا علي الشيرازي،و أخذ منظومة السبزواري لدى الحاج ميرزا رضا الكلباسي، والانتهاء في الفلكيات عند السيد محمد حسين الطباطبائي، واخذ دروسه العالية عند السيد حسين الطباطبائي البروجردي،السيد محمد الحجة الكوهكمري فقها وأُصولا،الميرزا رضي التبريزي، السيد زين العابدين الكاشاني،السيد محمد المحقق الداماد،السيد الخميني،السيد أحمد الخوانساري،السيد محمد رضا الموسوي الكلبايكاني،الشيخ عبد النبي العراقي،السيد جمال الدين الكلبايكاني،السيد عبد الهادي الشيرازي،السيد محسن الطباطبائي الحكيم،السيد محمود الشاهرودي، السيدالخوئي. و صرح باجتهاده:السيد البروجردي،السيد محسن الحكيم، السيد عبد الهادي الشيرازي،السيد الخوئي،السيد الخميني، السيد الداماد،والسيد الكلبايكاني وغيرهم توفي بين العشاءين ليلة 13 رجب الأصب سنة 1423 ه- في مستشفى بطهران

العارف الكبير الملا أقا جان الزنجاني (1)، آية الله الشيخ محمد باقر الناصري (2)...

ص: 388


1- مرت ترجمته
2- الشيخ محمد باقر بن عباس الخويبراوي الناصري ولد في مدينة الناصرية سنة 1350ه، وواصل دراسته في المدرسة المركزية في الناصرية بالإضافة إلى دراسة العلوم الدينية على يد والده الراحل والشيخ حسن مطر وفي سنة 1365 ه- هاجر إلى النجف وبدأ بدراسة المقدمات ثم السطوح ولازم جمهرة خيرة من الأساتذة منهم:الشيخ محمد أمين زين الدين.الشيخ علي بن حميد القطيفي.الشيخ علي زين الدين.الشيخ باقر القرشي.السيد محمد جمال الهاشمي.السيد عبدالكريم الكشميري.السيد سعدون البعاج.الشيخ عبد المنعم الفرطوسي. ثم انتقل لحضور الدروس العالية لدى السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي، والشهيد السيد الصدر..وزود بوكالات شرعية عديدة ورجع إلى بلده وقام بوظائفه الشرعية وله أسفار عديدة في البلدان تخللتها هجرته إلى الشام. ساهم الشيخ بالدعم والكتابة لعدد من المجلات والدوريات الثقافية العراقية مثل: مجلة النجف،مجلة البيان،مجلة الهاتف، مجلة الدليل،مجلة القادسية،مجلة البذرة،مجلة الغري. كما نشط في أعمال (جماعة العلماء) عبر منشوراتها ومسيراتها،وأسس جمعية التضامن الإسلامي ومكتبة الإمام الباقر العامة في الناصرية. من مؤلفاته: مختصر مجمع البيان في تفسير القرآن،دراسات في التأريخ الإسلامي،مع الرسول الأعظم في حكمه ووصاياه، علي ونظام الحكم في الإسلام،محاضرات في الصحوة الإسلامية،من معالم الفكر السياسي في الإسلام،الإسلام والتحديات المعاصرة،التفسير المقارن،قراءة في فكر الإمام الرضا،الدين طريق السعادة،صور دامية من تاريخ الشيعة والتشيع،التفسير الموضوعي للقرآن،تلخيص التبيان للشيخ الطوسي.. وغيرها(المنتخب من أعلام الفكر والأدب –كاظم الفتلاوي:402)

آية الله الشهيد السيد عز الدين بحر العلوم (1)...

ص: 389


1- السيد عزالدين بن علي بن هادي بحر العلوم ولد سنة 1352ه- المصادف عام 1933م في النجف الأشرف. عالم متتبع فاضل جليل من أعلام المشتغلين الأماجد قرأ مقدّماته الأدبية والعلمية على يد أساتذة الحوزة العلمية ثم حضور دروس الأبحاث العالية عند أكابر العلماء أمثال السيد محسن الحكيم.السيد الخوئي.الشيخ حسين الحلي. السيد يوسف الحكيم. وقد عنى به الشيخ الحلي وكان معلمه الأول حتى شب وتتلمذ على على يديه في علوم الفقه والأصول فكتب تقريراته وطبعت في كتاب (بحوث فقهية) وقد امتاز السيد الشهيد بذهنية وقادة وحنكة معروفة وتدبير وتصريف لمشكلات الأمور الاجتماعية..وكان من مدرسي الحوزة العلمية في النجف الأشرف لسنين طوال حتى استفاد منه جمع كبير من طلبة الحوزة العلمية لبيانه الجميل وأسلوبه المتين، كما كان أماما للجماعة في مسجد السقاية..وكتب في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية وعالج قضايا اجتماعية مهمة وسلط الأضواء على تراث أهل البيت ( من مؤلفاته: بحوث فقهية ، الحجر وأحكامه، اليىتيم في القرآن والسنة أضواء على شرح دعاء كميل، الطلاق أبغض الحلال إلى الله،الإنفاق في سبيل الله،التقليد في الشريعة الإسلامية،أنيس الداعي والزائر،المعجزة في نظر العلم. وعثر بعد شهادته على عدة مؤلفات لم تر النور أيام حياته اختاره السيد الخوئي ليكون أحد أعضاء اللجنة المركزية للانتفاضة الشعبانية و ورد اسمه تحت تسلسل (4) في البيان الصادر في 20 / شعبان 1411ه-. وبعد الانتكاسة التي حلت بالشعب العراقي كان حصاد هذه الأسرة التشريد والسجون والتعذيب والقتل على يد قوى النظام، فاعتقل السيد مع الآلاف من أبناء العراق و عُرف بعد سقوط النظام أن السيد قد أعدم ولا يوجد رفات ولا قبر له لحد الآن (المنتخب من أعلام الفكر والأدب –كاظم الفتلاوي:307)

ص: 390

آية الله السيد محمد رضا الخرسان (1)...

ص: 391


1- السيد محمد رضا إبن السيد حسن إبن السيد عبد الهادي: ولد في النجف الأشرف عام 1352 ه- عالم فاضل كاتب متتبع أديب محقق جليل، درس على أبيه، وتتلمذ على: السيد أبي القاسم الخوئي،السيد محسن الحكيم،ولم يزل يواصل البحث والتأليف، وقد كتب مقالات توجيهية، ورسائل إسلامية، وبعض المقدمات لعدة مطبوعات نجفية من مؤلفاته: تقريرات دروس شيوخه.بحوث تاريخية.شرح كتاب المتاجر للشيخ الأنصاري.شرح كتاب البيع والخيارات.شرح رسالة في التقية.شرح رسالة في العدالة.شرح رسالة في المواسعة والعدالة.شرح رسالة في أن من ملك شيئا ملك الإقرار به.تعاليق على المتاجر والبيع والخيارات للشيخ الأنصاري.شرح كفاية الأصول.تعاليق على العروة الوثقى.مع كتاب الكافي للكليني في أصوله وفروعه والروضة. مع كتاب المحاسن للبرقي.الجامع الأصغر لأحاديث سيد البشر/. توثيق تفسير مواهب الرحمن.موسوعة في الدعاء.الدلائل لأجوبة المسائل.المتطرفات من كتاب أسد الغابة. مع المصطلحات. الإمام الحسين/القضية والمأساة. مع المعصومين الأربعة عشر/. المواقف. الهموم والإهتمامات. مع معجم رجال الحديث للسيد الخوئي. مع الأحجار الكريمة. هذا الشعر لي(ديوان)، كما ساهم بتحقيق:الإستبصار،التهذيب،من لا يحضره الفقيه،بحار الأنوار.. وغيرها(معجم رجال الفكر والأدب-د.محمد هادي الأميني:489)

آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (1) ،آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (2)...

ص: 392


1- مرت ترجمته
2- السيد محمد سعيد ابن السيد محمد علي ابن السيد أحمد، الذي يرقى نسبه الشريف إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( . ولد السيد الحكيم/ في الثامن من ذي القعدة 1354 ه- بمدينة النجف الأشرف، وحظي منذ نعومة أظفاره برعاية والده، وذلك لما وجده في نفس ولده الأكبر من الاستعداد والقابلية على تلقي الكمالات النفسية، ومكارم الأخلاق؛ فوجهه والده نحو ذلك، وهو بعد لم يتجاوز العقد الاول من عمره، وزرع في نفسه من سجايا الخلق المرضي، والشمائل النبيلة ما انعقدت عليها سريرته، وبدت بارزة في شخصيته فباشر تدريسه من اول المقدمات لعلوم الشريعة وإحكامها، و أنهى على يديه دراسة السطوح العالية. ومما امتازت به مراحل الشباب عند السيد الحكيم/ صحبة الأفذاذ من الشخصيات العلمية، ممن كان والده يعاشرهم ويجالسهم، ومنهم الشيخ حسين الحلي، الذي كان له أستاذا وأبا روحيا، وخاله السيد يوسف الحكيم، والشيخ محمد طاهر الشيخ راضي، و أمثالهم من أعيان العلماء الذين كانت بيوتهم أندية علمية، كما في مجالس السيد سعيد الحكيم والسيد علي بحر العلوم، والشيخ صادق القاموسي وغيرهم. وبالإضافة إلى استعداده الذهني و ذكائه الذي تميز به فقد كان يبني لنفسه عند التلقي رأيا مستقلا بما يولد القناعة لديه فتكونت عنده أسس البناء العلمي الرصين وأحاطه جده لأمه،مرجع الطائفة السيد محسن الطباطبائي الحكيم بالاهتمام البالغ حيث أدرك فيه النبوغ المبكر و الاستعداد الذهني، و صدرت منه آيات الثناء بحقه، وعهد إليه مراجعة مسودات موسوعته الفقهية الكبرى (مستمسك العروة الوثقى)استعدادا لطباعته. انضم سماحته إلى درس جده فقيه الأمة و مرجعها الأكبر في بحثه الفقهي، كما حضر لدى الشيخ حسين الحلي في علمي الفقه وأصوله، وواصل معه ولازمه مدة طويلة فيهما. وبعد أن أتم سماحة السيد عدة دورات في تدريس السطوح العالية، شرع عام 1388 ه- بتدريس البحث الخارج في الأُصول، وعام 1390 ه- بتدريس البحث الخارج في الفقه . وما زال على تدريسه إلى اليوم رغم الظروف العصيبة التي مرت به خلال سنوات عديدة. وقد تخرج على يديه نخبة من أفاضل الأعلام الأجلاء في الحوزة العلمية، منهم: الشهيد السيد عبد الوهاب الحكيم. الشهيد السيد محمد حسين الحكيم. الشيخ محمد عبد المنعم الخاقاني. الشهيد السيد محمد باقر الحكيم. الشيخ عبد الحسين آل صادق العاملي.الشيخ حسين فرج العمران القطيفي.السيد عبد الرزاق الحكيم.الشهيد السيد محمد رضا الحكيم.السيد محمد صادق الحكيم.السيد محمد رضا بحر العلوم. السيد حيدر الحسني العاملي.السيد رياض الحكيم.السيد محمد جعفر الحكيم. السيد عبد الأمير السلمان.السيد عبد المنعم الحكيم. الشيخ هادي آل راضي. الشيخ باقر الإيرواني.الشيخ يوسف عمرو.السيد أمين الخلخالي.الشيخ علي الكوراني.السيد محمد حسين السيد صادق الحكيم.السيد محمد حسين السيد محمد سعيد الحكيم.السيد عز الدين الحكيم،وغيرهم الكثير. وبعد رحيل السيد الخوئي كثر الرجوع إلى سماحته، وقد اهتم سماحته بتفعيل دور المرجعية الدينية الأصيلة في المجتمع، لتتوثق العلاقة بين الأمة وبين الحوزة العلمية، والمرجعية الدينية، فيأمنوها على دينهم ودنياهم. وكذلك التأكيد على الاستقامة والثوابت الدينية العقائدية والفقهية والسلوكية التي حفظها العلماء الأعلام جيلاً بعد جيل، بعد أن ورثوها واستلهموها من القرآن الكريم والسنة، والأُسس العقلية السليمة ويؤكد سماحته على أهمية التزام هذه الأسس، والصمود بوجه أعاصير المحن والفتن المتنوعة، فكان أن تحمل المسؤولية في الظروف الحرجة والمعقدة التي يمرّ بها المؤمنون في مختلف بقاع المعمورة. من مؤلفاته: فقه القضاء. فقه الانترنت.مصباح المنهاج.منهاج الصالحين.في رحاب العقيدة.رسالة أبوية للمغتربين.مناسك الحجّ والعمرة.المرجعية الدينية.المحكم في أُصول الفقه.الكافي في أُصول الفقه.حاشية على كفاية الأُصول . كتابة مستقلة في خارج المعاملات . حاشية على رسائل الشيخ الأنصاري . حاشية على مكاسب الشيخ الأنصاري. الأُصولية والإخبارية بين الأسماء والواقع.رسالة موجهة للمبلغين. تقريرات بحث السيد محسن الطباطبائي الحكيم .تقريرات بحث السيد الخوئي في الأصول.تقريرات بحث الشيخ حسين الحلي في الفقه والأصول.فاجعة الطف.

ص: 393

آية الله الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (1)...

ص: 394


1- الشيخ الدكتور عبد الهادي ابن الشيخ ميرزا محسن الأحسائي النجفي . ولد في التاسع من شهر رمضان سنة 1354ه- بقرية (صبخة العرب) إحدى القرى القريبة من البصرة بالعراق. التحق بالمدرسة الابتدائية وفي نفس الفترة أيضاً بدأ الدراسة الحوزوية، فقرأ على والده والشيخ جاسم بن محمد جميل البصير البصري بعض كتب النحو والصرف والمنطق والبلاغة. وفي سنة 1368ه- هاجر إلى النجف الشرف لإكمال دراسته في المقدمات والسطوح لدى عدد من الأعلام، وبعد إتقان هذه الدروس حضر أبحاث الخارج لدى كبار الأساتذة ومنهم: الشيخ محمد طاهر الشيخ راضي،الشيخ محمد رضا المظفر،السيد محسن الحكيم،السيد الخوئي،السيد عبد الكريم علي خان،السيد محمد تقي الحكيم ،السيد محمد باقر الصدر.. وغيرهم. تخرج من كلية الفقه سنة 1382وفي سنة 1391حصل على شهادة الماجستير من جامعة بغداد عن رسالته (أسماء الأفعال والأصوات)،فأصبح أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية الفقه. وفي سنة 1396 حصل من جامعة القاهرة على شهادة الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وأصبح أستاذا في جامعة الملك عبد العزيز في السعودية،وكان هو المؤسس لقسم اللغة العربية والعضو المؤسس والدائم في لجنة المخطوطات بمكتبتها المركزية وشارك في مناقشة بعض الرسائل الجامعية للدراسات العليا وكان له الإشراف على بعضها، واختير أيضا محكما لجملة من أبحاث الترقيات العلمية. من مؤلفاته: التربية الدينية،الدين في اللغة والقرآن،ثورة الحسين،الإسلام مبدأ،مبادئ الأصول،مشكلة الفقر،دليل النجف الأشرف،من البعثة إلى الدولة،خلاصة المنطق،القراءات القرآنية،تأريخ التشريع الإسلامي،الشيخ المفيد،فهرست الكتب النحوية،المسؤولية الخلقية في فكر محمد إقبال،تحقيق التراث، أصول علم الرجال،أصول الحديث،الأمثال في نهج البلاغة، حضارتنا في ميدان الصراع،مبدأ الاشتقاق في اللغة،المكتبة المتنقلة،دروس في فقه الإمامية،أسلوب الدعوة إلى الإسلام .. وغيرها(المنتخب من أعلام الفكر والأدب – كاظم الفتلاوي: 299)

ص: 395

آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (1)...

ص: 396


1- السيد محمد باقر ابن السيد محسن ابن السيد مهدي الطباطبائي الحكيم، ولد في الخامس والعشرين من جمادى الأُولى 1358ﻫ بمدينة النجف الأشرف وتلقى علومه الأولية في كتاتيبها، ثم دخل مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر الابتدائية، حيث أنهى فيها الصف الرابع، ونشأت عنده الرغبة في الدخول في الدراسات الحوزوية بصورة مبكرة، فبدأ ذلك عند سن الثانية عشر من عمره.. ومن أساتذته: والده السيد الحكيم،الشيخ مرتضى آل ياسين ،السيد أبو القاسم الخوئي، الشهيد السيد محمد باقر الصدر، السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم، أخوه السيد يوسف، الشهيد السيد مرتضى الموسوي الخلخالي، السيد محمد حسين الحكيم ..عرف منذ سن مبكر بنبوغه العلمي، وقدرته الذهنية والفكرية العالية، فحظي باحترام كبار العلماء والأوساط العلمية، ونال عام 1384ﻫ من الشيخ مرتضى آل ياسين شهادة اجتهاد في علوم الفقه وأُصوله.. انتخب عام 1385ﻫ ليكون أُستاذا في كلية أُصول الدين، في علوم القرآن والشريعة والفقه المقارن، وقد استمر في ذلك النشاط حتى عام 1395ﻫ مارس تدريس البحث الخارج على مستوى الاجتهاد بشكلٍ محدود؛ بسبب انشغاله بقيادة الجهاد السياسي، كما قام بتدريس التفسير لعدة سنوات من خلال منهج التفسير الموضوعي. من تلامذته: أخواه الشهيد السيد عبد الصاحب والسيد عبد العزيز،الشهيد السيد عباس الموسوي،السيد صدر الدين القبانجي،السيد محمد باقر المهري،الشيخ أسد الله الحرشي،الشيخ عدنان زلغوط،الشيخ علي الكوراني،السيد حسن النوري، الشيخ حسن شحاده، الشيخ هاني الثامر..من مؤلفاته: علوم القرآن،الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق،حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية، المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن،الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين،العلاقة بين القيادة الإسلامية والأُمة،دعبل بن علي الخزاعي(شاعر أهل البيت)،دور الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية،أهل البيت/ودورهم في الدفاع عن الإسلام،النظرية الإسلامية في العلاقات الاجتماعية، النظرية الإسلامية في التحرك الإسلامي،القضية الكردية من وجهة نظر إسلامية،أفكار ونظرات جماعة العلماء، الظاهرة الطاغوتية في القرآن،منهج التزكية في القرآن، الهدف من نزول القرآن، تفسير سورة الحمد. منذ اللحظات الأولى التي تمكن فيها السيد الحكيم من الخروج من العراق في تموز عام 1980م، توجه نحو تنظيم المواجهة ضد النظام، وعاد بعد سقوطه بتاريخ 9/4/2003م، إلى مسقط رأسه مدينة النجف الأشرف، بعد أن قضى أكثر من عقدين في بلاد الهجرة.. ومنذ أن استقر السيد في النجف الأشرف شرع بإقامة صلاة الجمعة في صحن الإمام علي/؛ موضحا من خلالها مواقفه السياسية وتصوراته المستقبلية لمستقبل العراق. وفي غرة رجب 1424ﻫ، وبعد إقامته لمراسم صلاة الجمعة الرابعة عشر في الصحن الحيدري للإمام علي/، وفي طريق عودته إلى داره، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من الصحن العلوي الشريف، فاستشهد وتقطع جسده الشريف، مع عشرات المصلين والزوار المرقد الشريف، ودفن بمقبرة خاصة له قرب ساحة ثورة العشرين في النجف الأشرف.

ص: 397

آية الله السيد محمد حسين السيد محمد صادق الحكيم (1)...

ص: 398


1- ولد السيد محمد حسين في النجف الأشرف يوم السبت السابع من شهر ذي القعدة الحرام عام 1359ه-. وقد حثه والده الحجة منذ بدايات عمره على التوجه لطلب العلم من خلال الحوزة العلمية، و شاركه في ذلك مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم، لكن السيد ارتأى أن يزاوج بين الدراسات الاكادمية والدراسة الحوزية إلى جنب العمل بمهنة تضمن له كسب عيشه. وقد تنقل منذ نعومة أظفاره بين عدد من المشايخ ، ثم بدأ بدراسة المناهج المدرسية ليكمل مراحلها الابتدائية والمتوسطة والإعدادية بالنجاح بتفوق بالامتحان خارجيا، وهو يعمل في مهنة حرفية. ثم دخل كلية الفقه وتخرج منها عام 1971 م. بدرجة جيد جدا . وفي أثناء ذلك درس المقدمات، كالألفية على أخيه السيد محمد باقر الحكيم ، وحاشية ملا عبدالله والشمسية في المنطق، ومختصر المعاني في البلاغة على المرحوم السيد عبد الرزاق الحكيم،والمعالم وأصول المظفر على الشهيد السيد عبد الوهاب الحكيم، ودرس قسما من اللمعة على الشهيد السيد مجيد الحكيم ، والقسم الآخر على الشيخ صادق القاموسي،ودرس مقدمات الفلسفة على السيد مسلم الجابري،والشيخ بشير النجفي، ودرس الكفاية على السيد محمود الغريفي، والسيد محمد سعيد الحكيم، وقرأ المكاسب على الشيخ محمد تقي الايراوني، والسيد محمد علي الحكيم وحضر ابحث الخارج في الأصول، والفقه عند السيد الخوئي ، والسيد محمد سعيد الحكيم. وقد تتلمذ على يد سماحته العديد من طلبة الحوزة العلمية، فأخذوا عنه كتاب اللمعة في الفقه، وأصول المظفر، وكفاية الأصول، والرسائل، وقسما من المكاسب، مضافا إلى العديد من المحاضرات في العقائد و الأخلاق و العبادات و غيرها. من مؤلفاته: تقريرات أستاذه السيد الحكيم في الأصول والفقه. تقريرات أستاذه الشيخ الايرواني في المكاسب. بحث في الجهاد السلبي للأئمة/. بحث في الشورى.تحقيق كتاب الاثني عشرية الصلاتية للشهيد الثاني.الخطابات الاحمديةللدوحة العلوية.تحفة الصائم في أعمال و أدعية شهر رمضان المبارك. كنز الأحاديث القدسية.شرح الأربعين حديثا للشهيد الثاني. فوائد اللمعتين في مدارك الروضتين.دلائل الحق في اعتقادات الإمامية.من أسباب الغيبة. حرمة سفك الدم

آية الله السيد عبد الكريم القزويني (1)...

ص: 399


1- ولد السيد عبد الكريم الحسيني القزويني في النجف الأشرف بتاريخ20صفر المظفر سنة 1360 ه- و ابتدأ بطلب العلم بتشويق من المرحوم والده السيد محمد رضا و تدرج في دراسته للعلوم على يد أساتذة أكفاء وفي سنة 1959 م دخل سماحة السيد كلية الفقه وحضر دروس الأصول والفلسفة على المرحوم الشيخ محمد رضا المظفر، كما حضر أيضا على السيد محمد تقي الحكيم في أصول الفقه المقارن ودرس الفقه على يد الشيخ محمد تقي الايرواني،كما كان يلقي عليه محاضرات في العربية من نحوها وصرفها أستاذها الحجة المرحوم الشيخ عبد المهدي مطر حتى رسا به المطاف أخيرا في البحث الخارج على يد السيد الخوئي و الشهيد السيد الصدر هاجر السيد عبد الكريم الى ايران واستوطن قم الى اليوم. أصدر سلسلة مختارات إسلامية تعني بالفكر الإسلامي الأصيل بأقلام نخبة واعية من أهل العلم و المعرفة أمثال الشيخ محمد مهدي شمس الدين و السيد فضل الله والسيد محمد بحر العلوم والشيخ عبد الهادي الفضلي والشيخ الآصفي والسيد عبد الرسول علي خان والسيد محمد النوري وغيرهم من فضلاء أهل العلم والمعرفة وكان لها دورها الطليعي في التثقيف و التوعية في الرعيل الأول من الشباب في أيام طغيان الفكر الماركسي والأفكار الأخرى المنحرفة التي برزت على الساحة العراقية . من مؤلفاته: سلسلة مختارات إسلامية، سلسلة كتاب الأسئلة و الأجوبة الإسلامية، سلسلة المفاهيم، الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين، الصوم بحث ودراسة، الإمام علي و مواقفه البطولية، الإمام علي ومدرسته الحربية، مدرسة علم الأخلاق النظري،الشركة في الفقه الإسلامي،واقعة بدر الكبرى،الصلاة واجباتها وأحكامها،أحكام المسافر في الشريعة الإسلامية، مفاهيمنا، مفهوم الشعائر الحسينية، تاريخ المدارس الأخلاقية قديماً و حديثاً،التشيع هو النبع الصافي للإسلام،مذهب أهل البيت هو المذهب الرسمي للإسلام،أوهام احمد الكاتب و أساطيره، خرافات و أوهام عثمان خميس ، مناظرات في مكة و المدينة(المنتخب من اعلام الفكر والادب –كاظم الفتلاوي:264)

آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر (1)...

ص: 400


1- السيد محمد بن محمد صادق بن محمد مهدي، الذي ينتهي نسبه إلى السيد إبراهيم إبن الإمام موسى الكاظم/ ولد سماحته في 17 ربيع الأول عام 1362ه- وعاش في كنف جده لأمه آية الله العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين ووالده الحجة السيد محمد صادق الصدر ليبتدأ دروسه الحوزوية على يده، و على السيد طالب الرفاعي، والشيخ طراد العاملي ثم أكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيم، والشيخ محمد تقي الايرواني. دخل سماحته كلية الفقه سنة 1376ه- دارسا على يد ألمع أساتذتها: الشيخ محمد رضا المظفر،السيد محمد تقي الحكيم،الشيخ عبد المهدي مطر، وقد تخرج من كلية الفقه ضمن الدفعة الأولى سنة 1383ه- ثم دخل مرحلة السطوح العليا حيث درس كتاب الكفاية على يد السيد الشهيد الصدر وبعض كتاب المكاسب على يد السيد محمد تقي الحكيم وبقيته على الشيخ صدرا البادكوبي؛ ليرتقي بعدها إلى مدارج البحث الخارج فحضرعند السيد محمد باقر الصدر دورة ونصف الدورة في علم الأصول وكتاب الطهارة في علم الفقه ، وعند السيد الخوئي دورة كاملة في علم الأصول وكتاب الطهارة في علم الفقه ،وعند السيد الخميني في المكاسب ، وعند السيد محسن الحكيم في كتاب المضاربة، وأجازه في الرواية: الشيخ أقا بزرك،الشيخ مرتضى آل ياسين، والده السيد محمد صادق، السيد عبد الرزاق المقرم، السيد عبد الأعلى السبزواري، والدكتور حسين علي محفوظ .. من مؤلفاته: نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان. القانون الإسلامي. وجوده، صعوباته، منهجه. أشعة من عقائد الإسلام. موسوعة الإمام المهدي . أضواء على ثورة الحسين. شذرات من فلسفة تاريخ الحسين. الرد على الشبهات من السنة والآيات. بين يدي القرآن. منة المنان في الدفاع عن القرآن. بحث حول الرجعة. بحث حول البداء. ما وراء الفقه. فقه الأخلاق. منهج الصالحين . مجمع مسائل وردود. الرسالة الاستفتائية. منهج الأصول. فلسفة الحج ومصالحه في الإسلام. الإفحام في مدعي الاختلاف في الأحكام. الأسرة في الإسلام. فقه المجتمع. رفع الشبهات عن الأنبياء.. وغيرها شرع السيد الشهيد بإقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة المعظم؛ موضحا من خلالها مواقف وآراء الإسلام الفكرية والأحداث التاريخية المهمة المتعلقة بمسيرة الإسلام استشهد السيد محمد الصدر هو ونجلاه بإطلاق الرصاص عليه ليلا في الساعة الثامنة مساءا من يوم الجمعة المصادف الثالث من ذي القعدة من عام 1419 ه- الموافق ل- 19/2/1999 م

ص: 401

آية الله العظمى السيد محمد صادق الشيرازي (1)...

ص: 402


1- ولد السيد صادق الشيرازي في 20 ذي الحجة من عام 1360ه- في كربلاء المقدسة، وقد تلقى العلوم الدينية على يد كبار العلماء والمراجع في الحوزات العلمية حتى بلغ درجة سامية من الاجتهاد. و كان من كبار أساتذته:والده السيد مهدي الشيرازي.أخوه الأكبرالسيد محمد الشيرازي.السيد محمد هادي الميلاني.الشيخ محمد رضا الأصفهاني.الشيخ يوسف الخراساني.الشيخ محمد الشاهرودي.الشيخ محمد الكلباسي. الشهيد السيد حسن الشيرازي.الشيخ جعفر الرشتي.الشيخ محمد حسين المازندراني. وقد بدأ سماحته بتدريس الخارج فقها وأصولا منذ أكثر من عشرين عاما وذلك من الكويت عام 1398ه- ولازال مستمراً في قم المقدسة بتدريس الفقه والأصول ويحضره الكثير من العلماء والفضلاء. ومن بعض تلامذته:السيد محمد رضا الشيرازي.السيد صباح شبر.السيد مرتضى الشيرازي.الشيخ فاضل الصفار.الشيخ حسن علمي.الشيخ عبد الكريم الحائري.الشيخ غلام رضا الوفائي.السيد عباس المدرسي.السيد محمد إبراهيم القزويني.السيد محمد علي القزويني.السيد محمد باقر الفالي.الشيخ حسين الفدائي.الشيخ شاكر الأنصاري.السيد العلوي الخراساني.السيد جعفر الشيرازي.السيد حسين الشيرازي وغيرهم. له: شرح العروة الوثقى. بيان الأصول. شرح اللمعة الدمشقية. توضيح شرائع الإسلام.شرح تبصرة المتعلمين. شرح السيوطي. شرح الصمدية.شرح العوامل.الموجز في المنطق.حاشية العروة الوثقى.علي في القرآن. المهدي في القرآن. المهدي في السنة. أهل البيت في القرآن. حقائق عن الشيعة. الشيعة في القرآن. القياس في الشريعة الإسلامية. السياسة من واقع الإسلام . تمهيدات في الاقتصاد الإسلامي.وعشرات المؤلفات الأخرى

آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (1)...

ص: 403


1- ولد السيد محمد تقي السيد محمد كاظم المدرسي في مدينة كربلاء المقدسة عام 1945م. وبدأ دراسته في المعاهد الدينية -الحوزات- وهو لم يتخط بعد الثامنة من عمره، فتتلمذ على أيدي كبار العلماء حتى نال درجة الاجتهاد وهو في العشرين من عمره. وتمكن بعدها من الكتابة في الفقه الاستدلإلى، الأمر الذي أهّله للمشاركة في أرفع البحوث الفقهية وهو بحث الخارج، ولم تمض سوى فترة وجيزة حتى قام بتدريس هذه البحوث بنفسه. والى جانب الدراسة الفقهية كانت له بحوث معمقة في القرآن الكريم وأحاديث الرسول الأكرم / وأهل بيته ( هذا إلى جانب البحوث الدينية والتربوية والثقافية الأخرى التي حرص على إدارتها وتزويدها بكل ما يساعدها على النمو والتطور. وعرف السيد بجهاده المرير ضد الطغيان والاستكبار، فتعرض لضغوطات سياسية وأمنية، اضطرته إلى الهجرة إلى خارج العراق.؛ فهاجر إلى الكويت في مطلع عام 1971م، ومن هناك واصل عمله الرسإلى في التبليغ والإرشاد، وسافر إلى كثير من دول العالم لأداء واجبه الرسالي. وفي سنة 1979م هاجر إلى إيران التي بقي فيها لحين سقوط النظام فعاد الى مدينته كربلاء المقدسة، ليدأب على إلقاء المحاضرة الإسلامية في ليلة الخميس من كل أسبوع، ويتناول في كل مرة رؤية جديدة يستلهمها من القرآن الكريم ويربطها بآخر المستجدات على مستوى العالم الإسلامي. كما يحرص في صباح كل يوم على إلقاء درسه في الفقه الإسلامي على مستوى (بحث الخارج)، ويحضره عدد من فضلاء طلبة العلوم الدينية. وينشط سماحته في قضايا التبليغ والإرشاد فيرسل عددا كبيرا من المبلّغين والدعاة والمصلحين إلى مختلف دول العالم، ولم تتوقف عملية الإصلاح والتوعية الدينية عند العالم الإسلامي، بل شملت نشاطاته العالم الغربي والعديد من دول الشرق الأدنى واسترإلىا. كما أنشأ العديد من الحوزات الدينية في مختلف الدول، وكان من أبرزها حوزة القائم /، التي اشترك فيها طلاب من أكثر من (35) دولة، وقد تخرج منها حوإلى (1200) كادر ديني توزعوا في مختلف أرجاء العالم لأداء واجباتهم الرسالية. و أثرى السيد المكتبة الإسلامية بمجموعة كبيرة من الدراسات والكتب التي تناولت مجالات متعددة، منها: من هدى القرآن، الفكر الإسلامي مواجهة حضارية،المنطق الإسلامي أصوله ومناهجه،العرفان الإسلامي،مبادئ الحكمة،التأريخ الإسلامي، التشريع الإسلامي،الفقه الإسلامي،سلسلة الوجيز في الفقه الإسلامي، التمدن الإسلامي، العمل الإسلامي، النهج الإسلامي، تأملات في مسيرة الحركة الإسلامية،التحدي الإسلامي،آفاق الحركة الإسلامية،و مايزيد على ثلاثين مؤلف آخر.

الأستاذ الدكتور السيد محمد التيجاني (1)...

ص: 404


1- ولد الدكتور محمد التيجاني السماوي عام 1943م بمدينة قفصة الواقعة في جنوب تونس، درس العلوم الدينية والعلوم الحديثة في بلاده، وأنهى دراسته في جامعة الزيتونة العريقة، عمل في سلك التدريس 17 عاماً، حصل على شهادة الماجستير من جامعة باريس عن أطروحته حول المقارنة بين الأديان، ثم حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عن أطروحته (النظريات الفلسفية في نهج البلاغة)..انتهز الأجواء الدينية المحيطة له لينال أسمى درجات التكامل العلمي والمعرفي والديني في أقصر مدة ممكنة، فحفظ نصف القرآن وهو بعد لم يبلغ العاشرة من عمره، وقد تشرف بحج بيت الله الحرام وله من العمر ثمانية عشر عاما، والتقى خلال إقامته في مكة أثناء أداء فريضة الحج بمجموعة من العلماء الوهابيين واستمع إلى محاضراتهم فانجذب إلى جملة من أفكارهم وتأثر ببعض مبادئهم التي نالت إعجابه، لكنه بعد العودة إلى بلده وجد أن ما حمل معه من الفكر الوهابي يتناقض ويصطدم مع الطقوس الصوفية، فاعترته حالة من التشويش الفكري ونشأ في نفسه صراع سلب منه حالة الاعتدال والتوازن، فبقي متحيرا بين الأخذ بعقيدة تعتبر التوسل بغير الله شرك وبين الطريقة الصوفية التي فيها يتم التقرب إلى الله عن طريق التوسل بالأولياء الصالحين .وكان دأب الدكتور التيجاني كثرة السفر، فصادف ذات يوم خلال سفره من الإسكندرية إلى بيروت أن تعرف في الباخرة على شخص عراقي هو أستاذ في جامعة بغداد اسمه منعم، وقد جاء إلى القاهرة لتقديم أطروحة الدكتوراه في الأزهر. فدار بينهما حديث طويل أدى إلى توثيق العلاقة بينهما، فحوله حديث صديقه الجديد إلى باحث طالب للحق..و دعاه بعدها لزيارة العراق وان يحل ضيفا عليه، وبالفعل تحققت أمنية التيجاني لرؤية عاصمة الدولة العباسية، فسافر إلى العراق ونزل ضيفا عند الأستاذ منعم، ثم التقى هناك بكبار علماء الشيعة في مدينة النجف الأشرف كالسيد الخوئي والشهيد الصدر والكثير من الأساتذة. وانكشف له خلال ذلك قلة مستوى إلمامه بالتاريخ الإسلامي، وعرف أن سبب ذلك هو أن الأساتذة والمعلمين الذين تتلمذ على أيديهم كانوا يمنعونه من قراءة التاريخ مدعين بأنه تاريخ أسود مظلم لا فائدة من قراءته. كما تبين للدكتور التيجاني أن جميع الصور السلبية التي كان يعتقد بها عن الشيعة ليست إلا إشاعات وإدعاءات باطلة وأن التشيع يحمل فكرا منطقيا يدخل العقول بدون استئذان. وكان لكلام السيد الخوئي مع الدكتور حول التشيع وقع خاص، ويقول الدكتور في ذلك: (بقيت أفكر في أقواله وأنا مطرق أحلل وأتذوق هذا الحديث المنطقي الذي نفذ إلى أعماقي وأزال غشاوة عن بصري). وبعد رجوع الدكتور التيجاني إلى أرض الوطن فوجئ عند دخوله إلى المنزل بكثرة الكتب التي بعثها علماء وفضلاء الشيعة الذين أخذوا عنوانه ووعدوه بإرسال الكتب إلىه. فقرأ(عقائد الإمامية)و(أصل الشيعة وأصولها)و(المراجعات). وأدرك أنه بحاجة إلى دراسة معمقة وبحث جاد في رحاب العقيدة ليتمكن من الوصول إلى الحقيقة، كما أدرك أن الأمر هذا لا يتحقق إلا بالاعتماد على الأحاديث الصحيحة والابتعاد عن المؤثرات العاطفية والتعصبات المذهبية؛ فخاض في هذا المضمار بروح بناءة وعقلية منفتحة، فواجه نصوصاً صريحة قلبت عنده الموازين، ثم أدرك الحق الذي لا يصل إلىه إلا الذي يتحرر عن تعصبه الأعمى وكبريائه وينصاع للدليل الواضح، فيقول في هذا الجانب: (غسلت دماغي من أوساخ رانت عليها - طوال ثلاثين عاماً - أضاليل بني أمية، وطهرته بعقيدة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) من مؤلفاته: ثم اهتديت،لأكون مع الصادقين،فاسألوا أهل الذكر،الشيعة هم أهل السنة،اتقوا الله،اعرف الحق،كل الحلول عند آل الرسول، فسيروا في الأرض فانظروا،وغيرها.

ص: 405

آية الله السيد هادي المدرسي (1)...

ص: 406


1- )ولد السيد هادي السيد محمد كاظم المدرسي سنة 1376 في كربلاء المقدسة . حيث ابتدأ دراسة العلمية، وأكمل دروس المراحل المتقدمة في الحوزة عند كبار علماء مدينة كربلاء ومن أساتذته: الشيخ حسن الأعلمي،الشيخ جعفر الرشتي، الشيخ محمد الكلباسي،السيد حسن الشيرازي،الشيخ محمد الشاهرودي،الشيخ محمد حسين المازندراني،والده السيد محمد كاظم المدرسي،خاله السيد محمد الشيرازي،خاله السيد صادق الشيرازي،أخوه السيد محمد تقي المدرسي. أتم تدريس كتب المقدمات والسطوح وتخرج على يديه علماء وخطباء ومؤلفون وشعراء و في خضم انشغاله بالدراسة، كانت له نشاطات ثقافية وسياسية واجتماعية. فكان يكتب في الصحافة المحلية لمدينة كربلاء، كما كان يشارك في احتفالاتها الدينية الجماهيرية ، وحينما أحدق به الخطر، هاجر إلى لبنان، ومن ثم إلى الكويت. وبعد ذلك هاجر إلى البحرين ليمارس مسؤولياته في إدارة شؤون الناس الدينية والحضارية.. وبقي هناك حتى صار علم من أعلامها ، و نتيجة لنشاطاته الفاعلة في البحرين، أبعد إلى إيران بعد قيام الثورة الإسلامية فيها. وبهذا بدأ انطلاقة جديدة ، حتى من الله على العراق بالتغيير عاد سماحته إلى كربلاء المقدسة. من مؤلفاته: المؤمن ، ذلكم الإمام علي/،المعراج،الإسلام أبدا،ذلكم الإمام المهدي/،الإمام الصادق/ في مواجهة الزيف،الف باء الاسلام،الإمام الحسين/رمز الايمان،الإمام علي/ ذلك العملاق المجهول،المسلمون اباء العلم الحديث،يوم الغدير،الاسلام منهج الحياة،التشيع والاسلام، الاستقلالية الاسلامية،عصر الشهادة،مهمة الاشياء،نقد النظرية الماركسية،الحديث عن الله .. وغيرها(المنتخب من أعلام الفكر والأدب-كاظم الفتلاوي:703)

ص: 407

آية الله السيد محمد علي نجل آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي (1)...

ص: 408


1- ولد سماحة السيد عبدالله الشيرازي، ليلة الأحد 13/شعبان 1309 ه- في مدينة شيراز بإيران،وتربى في حجر والده السيد محمد طاهر الشيرازي،واستمر فترة قصيرة في شيراز، يمارس نشاطه الديني والجهادي إلا أنه رأى أن الفرصة مناسبة للذهاب إلى النجف الأشرف،وفور وصوله إليها في جمادي الأولى عام 1333 التحق بمدرسة الآخوند الكبرى، وباشر الحضور في الحلقات الدراسية لكل من أصحاب السماحة: السيد أبو الحسن الاصفهاني،الشيخ ضياء الدين العراقي،الميرزا النائيني وفي عام 1345ه- رجع سماحته من النجف الأشرف إلى إيران واستقر في مدينة شيراز وبعد أن أفرج عنه بعد ان قضى ستة أشهر في سجون الحكم البهلوي الأول، توجه سماحته مرة أخرى إلى النجف الأشرف نهاية عام 1354 ه- ولكن نظام البعث اتخذ قرارا بتسفير طلبة العلوم الدينية من حملة الجنسيات الأجنبية في النجف وكربلاء، والكاظمية وسامراء، فوجد السيد بأن الأوضاع تسير من سيئ إلى أسوء واقتنع سماحته بأن يتخذ قراره بالهجرة من العراق، فصمم على الرحيل يوم السبت 25 / ذي القعدة / 1395فغادر النجف وحط الركب في مدينة الكاظمية، وبات ليلته هناك لزيارة الإمامين الكاظمين /وفي صباح إلىوم التإلى توجه الركب إلى مدينة بعقوبة، وكانت السلطات الأمنية قد منعت رسميا علماء وأهإلى المنطقة من استقباله، إلا أن الجماهير وعلى رأسها العالم المجاهد آية الله السيد عبدالكريم علي خان كانت باستقبال سماحته، رغم منع السلطات البعثية لهم من الخروج. وبعد استراحة في بعقوبة واصل الركب مسيره إلى مدينة خانقين، ومن هناك تم تطويق ركب السيد بحراسة مشددة حتى نهاية الحدود العراقية، حيث اجتاز الحدود الإيرانية في يوم الاثنين 27 / ذي القعدة / 1395 ه-.وأخيرا استقر به المقام في مدينة مشهد المقدسة في 28 من شهر محرم الحرام / 1396 من مؤلفاته:عمدة الوسائل في الحاشية علي الرسائل - ثلاثة مجلدات. كتاب القضاء - مجلدان. رسائل فقهية. رفع الحاجب في الأجرة علي الواجب. الدرر البيض في منجزات المريض. إزاحة الشبهات في الشك في الركعات. إزاحة الشبهة في حكم الآفاق المتحدة والمختلفة. الحاشية علي العروة الوثقى. الإمامة والشيعة. ذخيرة الصالحين. توضيح المسائل. مختصر المسائل الشرعية. زبدة الاحكام.وغيرها توفي السيد سنة 1984م

وغيرهم الكثير – ممن لم نوفق لتوثيق زيارتهم- .

ص: 409

صلاة المسافر في المسجدين الشريفين

أشارت الأحاديث الشريفة عن الإمام جعفر الصادق علیه السلام إلى تخيير المسافر في صلاته الرباعية بين القصر والتمام في أربعة مواضع،هي مكة، والمدينة، والكوفة، وحائر الحسين، ( وأن ذلك من مخزون علم الله ، ومن الأمر المذخور – كما في رواية أخرى- ) ، فقد ورد:

1-بالإسناد عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله علیه السلام قال:(من مخزون علم الله الإتمام في أربعة مواطن: حرم الله، وحرم رسوله، وحرم أمير المؤمنين، وحرم الحسين بن علي ) (1)

2- بالإسناد إلى إسماعيل بن جابر عن عبد الحميد خادم إسماعيل بن جعفر عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (تتم الصلاة في أربعة مواطن:في المسجد الحرام، ومسجد

ص: 410


1- الخصال – الشيخ الصدوق:123

الرسول، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين علیه السلام ) (1)

3- بالإسناد إلى أبي محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق علیه السلام: (من الأمر المذخور إتمام الصلاة في أربعة مواطن:مكة والمدينة والكوفة وحائر الحسين علیه السلام ) (2)

وأجمع فقهاؤنا على ما يتعلق بهذه الأحاديث الشريفة بخصوص مسجد الكوفة المقدس، وجواز التخيير في صلاة المسافر الرباعية فيه، فيما أفتى بعض الفقهاء بجواز ذلك بالنسبة إلى مسجد السهلة المعظم؛ لأن المراد بالتخيير- طبق فتاواهم - في الأحاديث الواردة عن الإمام الصادق علیه السلام هو مدينة الكوفة المقدسة.

ومن تلك الفتاوى: فتوى سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله (3)، وسماحة آية

ص: 411


1- كامل الزيارات- الشيخ الصدوق: 263
2- المصدر نفسه: 263
3- ولد السيد علي الحسيني السيستاني/ في مشهد المقدسة في 19 ربيع الأول 1349 ه-..وبدأ وهو في الخامسة من العمر بتعلم القرآن الكريم ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراءة والكتابة ونحوها، وفي عام 1941 بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية، فأتم قراءة جملة من الكتب الأدبية، وحضر في المعارف الإلهية دروس العلامة الميرزا مهدي الأصفهاني، كما حضر بحوث الخارج للمرحوم الميرزا مهدي الآشتياني والمرحوم الميرزا هاشم القزويني، وفي عام 1949 هاجر إلى مدينة قم لإكمال دراسته فحضر عند العلامتين المعروفين السيد حسين الطباطبائي البروجردي والسيد محمد الحجة الكوهكمري، وكان حضوره عند الأول في الفقه والأصول وعند الثاني في الفقه فقط. وفي عام 1951 هاجر من مدينة قم إلى النجف الأشرف، فسكن مدرسة البخارائي العلمية وحضر بحوث السيد الخوئي و الشيخ حسين الحلي في الفقه والأصول ولازمها مدة طويلة، وحضر خلال ذلك أيضاً بحوث بعض الأعلام الآخرين ومنهم السيد الحكيم والسيد الشاهرودي. وفي عام 1961 عزم على السفر إلى موطنه مشهد وكان يحتمل استقراره فيه فكتب له السيد الخوئي وأستاذه الشيخ الحلي شهادتين ببلوغه درجة الاجتهاد، كما كتب الشيخ أقا بزرك الطهراني شهادة أخري يطري فيها على مهارته في علمي الحديث والرجال. وعندما رجع إلى مدينة النجف الأشرف في أواخر عام 1961 ابتدأ بإلقاء محاضراته الدرس الخارج في الفقه وأعقبه بشرح العروة الوثقى وقد كانت له محاضرات فقهية أخري خلال هذه السنوات تناولت كتاب القضاء وأبحاث الربا وقاعدة الإلزام وقاعدة التقية وغيرهما من القواعد الفقهية . كما كانت له محاضرات ر جالية شملت حجية مراسيل ابن أبي عمير وشرح مشيخة التهذيبين وغيرهما.و قد تتلمذ على يديه عدد كبير من أفاضل الحوزة العلمية و أساتذتها. وبعد وفاة السيد الخوئي عام 1992 تصدى السيد السيستاني لشؤون المرجعية وزعامة الحوزة العلمية، بإرسال الإجازات، وتوزيع الحقوق، والتدريس علي منبر السيد الخوئي في مسجد الخضراء، وبدأ ينتشر تقليده وبشكل سريع في العراق والخليج ومناطق أُخري، كالهند وأفريقيا وغيرها. ولاقى السيد / عناءاً بالغاً من إجراءات السلطة الحاكمة ، وكاد أن يسفر عدة مرات وتم تسفير مجاميع من تلامذته وطلاب مجلس درسه في فترات متقاربة، ثم كانت الظروف القاسية أيام الحرب العراقية الإيرانية، ولكن على الرغم من ذلك فقد أصر السيد على البقاء في النجف الأشرف . من مؤلفاته:منهاج الصالحين،المسائل المنتخبة ،مناسك الحج ،شرح العروة الوثقى،الرافد في علم الأصول ،قاعدة لا ضرر ولا ضرار ،الوجيز في أحكام العبادات ، البحوث الأُصولية،كتاب القضاء. ،كتاب البيع والخيارات ،نقد رسالة تصحيح الأسانيد للأردبيلي ،شرح مشيخة التهذيبين ،الفوائد الرجإلىة ،الفوائد الفقهية ،الفوائد الغروية ،إضافة إلى رسالات في: اللباس المشكوك فيه، قاعدة إلىد، قاعدة القرعة، صلاة المسافر، قاعدة التجاوز والفراغ، القبلة، التقية، قاعدة الإلزام، الاجتهاد والتقليد، الربا، حجية مراسيل ابن أبي عمير، تحقيق نسبة كتاب العلل إلى الفضل بن شاذان، مسالك القدماء في حجية الأخبار، تاريخ تدوين الحديث في الإسلام، صيانة الكتاب العزيز من التحريف.

ص: 412

الله العظمى المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله، كما أفتى آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله بالتخيير ، فقال: ( يتخير المسافر بين القصر والتمام في الأماكن الأربعة الشريفة، وهي المسجد الحرام، ومسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم، ومسجد الكوفة وحرم الحسين علیه السلام، والتمام أفضل، والقصر أحوط، والظاهر إلحاق تمام بلدتي مكة والمدينة القديمتين )

ص: 413

بالمسجدين دون الكوفة والأظهر ثبوت التخيير فيها ) وكربلاء، وفي تحديد الحرم الشريف إشكال، والظاهر جواز الإتمام في تمام الروضة المقدسة دون الرواق والصحن) (1).

ص: 414


1- منهاج الصالحين – الشيخ الوحيد الخرساني: مسألة 259

ص: 415

ص: 416

المصادر

القرآن الكريم

1-إقبال الأعمال- السيد رضي الدين ابن طاووس/ مكتب الإعلام الإسلامي/ ط1 / قم 1414ه-

2-الإحتجاج- الشيخ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي/مطبعة النعمان/ النجف الأشرف/1386

3-الإختصاص- الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي/ تحقيق علي الغفاري/ منشورات جماعة المدرسين/ قم

4-الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد – الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي/ تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لتحقيق التراث / طبع دار المفيد للطباعة والنشر 1413 ه- .

5-الإقبال بالآمال - السيد علي بن طاووس/ قم 1323ه-

6-الأمالى- الشيخ محمد بن الحسن الطوسي /مطبعة النعمان/النجف الأشرف 1323ه-

7-الأمالي – الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي /مؤسسة البعثة /ط1/ قم 1417ه-

8-البرهان في علامات مهدي آخر الزمان-علي بن حسام الدين المتقي الهندي الحنفي/تحقيق أحمد علي سليمان/ط1 /دار الغد الجديد المنصورة 1424 ه-

9-التهذيب- الشيخ محمد بن الحسن الطوسي/ مطبعة النعمان / النجف

ص: 417

الأشرف 1378ه-

10-الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة-الشيخ يوسف البحراني/ج ج1/مؤسسة النشر الإسلامي/قم1377ه-

11-الخرائج والجرائح – قطب الدين الراوندي/ نشر مؤسسة الإمام

المهدي (ع) /قم

12-الخصال – الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي/تصحيح علي الغفاري/ نشر جماعة المدرسين في الحوزة العلمية/ قم 1403 ه- .

13-الخلاصة(خلاصة الأقوال في معرفة الرجال) – العلامة الحلي (الحسن بن يوسف بن المطهر الاسدي)/ تحقيق: الشيخ جواد القيومي/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم 1417ه-

14-الدمعة الساكبة في المصيبة الراتبة-الشيخ محمد باقر البهبهاني الغروي/ط2/بيروت1408ه-

15-الذكرى(ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة)- الشهيد الأول محمد بن جمال الدين مكي العاملي / مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث / قم 1419

16-السنن الكبرى- أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي/ مجلس دائرة المعارف النظامية/ط1/حيدر أباد، الهند 1344 ه-

17-الصراط المستقيم-الشيخ علي بن يونس العاملي/ تحقيق محمد الباقر البهبودي / مطبعة الحيدري

18-العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان – الشيخ علي اكبر النهاوندي/مطبوعات مسجد جامكران/قم

ص: 418

19-الغدير في الكتاب والسنة والأدب – الشيخ عبد الحسين الأميني / دار الكتب الإسلاميّة/ط2 /طهران 1408 ه-

20-الغيبة - الشيخ محمد بن الحسن الطوسي/ مؤسسة المعارف الإسلامية /ط1 /قم 1411 ه- .

21-الغيبة – الشيخ محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني/ ط1/منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت 1403ه-

22- الفاطمة المعصومة قبس من أشعة الزهراء- محمد علي المعلم / دار الهادي/ط1/ بيروت/لبنان 1421ه-

23-الفرات الأوسط – الوا موسيل/ ترجمة د. صدقي حمدي وعبد المطلب عبد الرحمن/مطبوعات المجمع العلمي العراقي/بغداد1952

24-الفهرست - الشيخ محمد بن الحسن الطوسي/ المطبعة الحيدرية / النجف 1381ه-

25-الفوائد الرجالية – السيد محمد مهدي بحر العلوم/ مكتبة الصادق/ طهران1363

26-الكافي– الشيخ محمد بن يعقوب الكليني/ تحقيق علي الغفاري / منشورات دار الكتب الإسلامية /طهران 1389 ه- .

27-المزار- الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي// تحقيق: السيد محمد باقر الأبطحي/ دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت – لبنان/ط2/ 1414

28-المزار الكبير- الشيخ محمد بن جعفرالمشهدي/ تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم 1419

ص: 419

29-المعجم الصغير - سليمان بن أحمد الطبراني/ دار الحرمين/ القاهرة 1415

30-الهداية الكبرى -الحسين بن حمدان الخصيبي/ مؤسسة البلاغ / ط4 /لبنان بيروت1411 ه-

31-إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات – الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي/قدم له: السيد شهاب الدين المرعشي النجفي/الطبعة: الاولى المحققة /مؤسسة الاعلمي للمطبوعات/بيروت2004

32-إرشاد أهل القبلة – السيد الكاشاني /مطبعة النعمان/ النجف الأشرف 1967

33-إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب- الشيخ علي اليزدي الحائري/ مطبعة النعمان/ النجف الأشرف 1971 م .

34-أروع القصص في من رأى المهدي في غيبته الكبرى- ماجد ناصر الزبيدي/ دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع /2005

35-أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين العاملي/ دار التعارف للمطبوعات / بيروت - لبنان 1406

36-أمل الآمل في علماء جبل عامل - الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي/تحقيق السيد أحمد الحسيني/ مكتبة السيد المرعشي /قم1406

37-أنساب الأشراف- أحمد بن يحيى البلاذري/ تحقيق الدكتور محمد حميد الدين/الطبعة الثانية - القاهرة 1987م

ص: 420

38-أيام العرب في الاسلام - أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني/تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد /الطبعة الاولى/ دار المعرفة– بيروت1927

39-بحار الأنوار – الشيخ محمد باقر المجلسي/ط2 المصححة /مؤسسة الوفاء / بيروت 1403 ه- .

40-تاج العروس من جواهر القاموس-مرتضى الزبيدي/ دار إحياء التراث العربي/بيروت1984

41-تاريخ آل زرارة – أحمد بن محمد الزراري/ السيد محمد على الموحد الابطحي/ مطبعة رباني1399

42-تأريخ بغداد –أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي/دار الكتب العلمية - بيروت

43-تأريخ مدينة دمشق-علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر/دراسة وتحقيق: علي شيري/دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع

44-تأريخ الغيبة الكبرى– السيد محمد الصدر/ دار التعارف للمطبوعات / بيروت 1992 م .

45-تأريخ الكوفة– السيد حسين البراقي/ /تحقيق ماجد أحمد العطية/ انتشارات المكتبة الحيدرية 1424ه-

46-تذكرة الفقهاء - العلامة الحلي(الحسن بن يوسف بن المطهر الاسدي)/ تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت(ع)/ ط1/قم 1414ه-

47-تفسير العياشي–محمد بن مسعود العياشي/تحقيق: السيد هاشم

ص: 421

الرسولي المحلاتي/المكتبة العلمية الإسلامية/طهران1414ه-

48-تهذيب الأحكام– الشيخ محمد بن الطوسي/ تحقيق وتعليق: السيد حسن الموسوي الخرسان/ط4/دار الكتب الإسلامية/طهران 1365

49-تهذيب التهذيب– أحمد بن علي بن حجر العسقلاني/دار الفكر – بيروت1404ه-

50-تهذيب الكمال– يوسف بن الزكي عبدالرحمن المزي/تحقيق: د. بشار عواد معروف/مؤسسة الرسالة/ط1/بيروت 1400ه-

51-تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال– السيد محمد على الأبطحي /ط2/قم 1417ه-

52-توضيح المسائل- الشيخ محمد تقي بهجت/انتشارات شفق /ط2/قم1377

53-ثواب الأعمال- الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي/ تحقيق: السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان/ط2/منشورات الشريف الرضي/قم1368ه-

54-جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة (ع) – الحاج الميرزا حسين النوري/ مؤسسة أهل البيت / بيروت / لبنان 1990 م .

55-خواطر عن الإمام السيد محمد الشيرازي– السيد محمد رضا الشيرازي /ط1/دار العلقمي/مطبعة النجف الأشرف1429ه-

56-دلائل الإمامة - محمد بن جرير بن رستم الطبري/ مؤسسة البعثة / ط1 /قم 1413 ه- .

57-دليل مسجد السهلة المعظم- السيد مضر علي خان المدني/ط2

ص: 422

/دار المتقين/ بيروت 1433ه-

58-رجال الطوسي- الشيخ محمد بن الطوسي/ تحقيق: جواد القيومي الإصفهاني/ط1/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم1415ه-

59-رجال المامقاني(تنقيح المقال في أحوال الرجال)-الشيخ عبد الله المامقاني/المطبعة المرتضوية/ النجف1352ه-

60-رجال النجاشي- احمد بن على بن احمد بن العباس النجاشي الاسدي الكوفى/ تحقيق: موسى الشبيرى الزنجانى/ط5/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم1416ه-

61-رحلة ابن جبير- محمد بن أحمد بن جبير الكناني/سلسلة ذاكرة الكتابة/الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية/1978

62-رحلة إبن بطوطه(تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار-)- محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي/تحقيق: طلال محمود حرب/ط4 / دار الكتب العلمية/القاهرة 2007م

63-روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات- الميرزا محمد باقر الموسوي الاصبهاني الخوانساري/ مؤسسة إسماعيليان/ قم 1389

64-روضة الكافي-الشيخ محمد بن يعقوب الكليني/ دار الكتب الإسلامية/ /ط3/طهران 1388ه-

65-روضة الواعظين وبصيرة المتعظين- محمد بن أحمد بن على الفتال النيسابوري/ تحقيق:السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان/ منشورات الشريف الرضي /قم1414 ه-

66-رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين(ع) - السيد

ص: 423

علي خان المدني /تحقيق السيد محسن الحسيني الأميني/مؤسسة النشر الإسلامي/ط4/قم 1415ه-

67-سفينة البحارومدينة الحكم والاثار- الشيخ عباس القمي/ط2/دار الاسوة للطباعة والنشر1412ه-

68-سنن ابن ماجة-إبن ماجة محمد بن يزيد القزويني/ تحقيق: الشيخ خليل مأمؤن شيحا/ ط1/ دار المعرفة بيروت 1416ه-

69-سنن الترمذي-محمد بن عيسى بن سورة الترمذي/ مطبعة دار السلام /الرياض 1420ه-

70-سنن النسائي-أحمد بن شعيب بن علي النسائي/مكتب تحقيق التراث /ط5/ دار المعرفة /بيروت 1420 ه-

71-سنن أبي داود- أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني/ تحقيق: عزت عبيد الدعاس/ ط1/حمص 1388ه-

72-سيرة الأئمة الاثني عشر- السيد هاشم معروف الحسني / دار التعارف للمطبوعات/ بيروت 1411ﻫ -

73-شجرة طوبى – الشيخ محمد مهدي الحائري / منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها /ط5 /1385ه-

74-صحيح البخاري- محمد بن إسماعيل البخاري/طبعة ليدن- الهند 1862م

75-صحيح مسلم - مسلم بن الحجاج بن مسلم/المطبعة العامرة /إسطنبول 1334 ه-

76-طرائف المقال – السيد علي البروجردي/تحقيق السيد مهدي

ص: 424

الرجائي / ط1 / مطبعة بهمن / قم 1410ه-

77-عصر الظهور -الشيخ علي الكوراني العاملي/ مكتب الإعلام الإسلامي / ط1 /قم 1406 ه-

78-علل الشرائع– الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي/ منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها / ط 1 / النجف 1385 ه-

79-فتوح البلدان – أحمد بن يحيى البلاذري/ طبعة لوكدوني - الهند 1866م.

80-فرحة الغري ﻓﻲ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻗﺒﺮ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ(ع) –ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻦ ﻃﺎﻭﻭﺱ ﺍﻟﺤﺴﻨﻲ/ ﺗﺤﻘﻴﻖ:ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺁﻝ ﺷﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ/ ط1/ 1419 ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻐﺪﻳﺮ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ 1419ه-

81-فضل الكوفة وفضل أهلها- محمد بن علي بن الحسن العلوي

الحسني الشجري/تحقيق د. محمد سعيد الطريحي /مؤسسة أهل البيت - بيروت 1988م.

82-فضل الكوفة ومساجدها- الشيخ محمد بن جعفر المشهدي/تحقيق د. محمد سعيد الطريحي /دار المرتضى/ بيروت 1980 م.

83-قرب الإسناد –الشيخ عبد الله بن جعفر الحميري القمي / مؤسسة آل البيت (ع)/ ط1 / قم 1413 ه-

84-كامل الزيارات – الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي/تحقيق نشر الفقاهة/ط1 /1418 ه-

85-كشف الغمة في معرفة الأئمة – علي بن عيسى بن ابي الفتح الأربلي /دار الاضواء للطباعة والنشر والتوزيع /ط2/ بيروت

ص: 425

1985م.

86-كلمة الامام المهدي(ع)- الشهيد السيد حسن الشيرازي/ الناشر: هيئة محمد الأمين (ص)/بيروت 2001م.

87-كمال الدين وتمام النعمة – الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي/ تحقيق علي الغفاري / مؤسسة النشر الإسلامي/ قم 1405 ه-

88-لسان الميزان - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني / مكتب المطبوعات الإسلامية/ط1/1423 ه-

89-ماضي النجف وحاضرها- الشيخ جعفرباقر آل محبوبه/ط2 / دار الأضواء/ بيروت 1406 ه-

90-مجمع البيان في تفسير القرآن– الشيخ الفضل بن الحسن بن الفضل ا الطبرسي/ مؤسسة الأعلمي للمطبوعات /بيروت 1415 ه-

91-مختصر كتاب البلدان -إبن الفقيه أحمد بن محمد الهمذاني/ طبع مدينة ليدن 1302ه-

92-مدينة المعاجز(مدينة معاجزالأئمة الأثني عشر ودلائل الحجج على البشر) – السيد هاشم بن سليمان البحراني/نشر مؤسسة المعارف الإسلامية/ط1/ قم 1413 ه-

93-مراقد المعارف –الشيخ محمد حرز الدين/ مطبعة الآداب/ النجف الأشرف 1389 ه-

94-مروج الذهب ومعادن الجوهر-علي بن الحسين المسعودي / تحقيق: محمد هشام النعسان وعبد المجيد طعمة حلبي/ط1 / دار المعرفة للطباعة والنشر 2005

95-مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل- الشيخ الميرزا حسين النوري/

ص: 426

تحقيق مؤسسة آل البيت (ع)/ط 1 /بيروت 1408 ه-

96-مستدرك سفينة البحار- الشيخ علي النمازي الشاهرودي/مؤسسة النشر الإسلامي/تحقيق وتصحيح الشيخ حسن بن علي النمازي/قم 1419 ه-

97-مستدركات علم رجال الحديث – االشيخ علي النمازي الشاهرودي/ ط1 / مطبعة حيدري/ طهران 1415 ه-

98-مسند أحمد- أحمد بن حنبل /ط 1/ مؤسسة الرسالة/1421 ه-

99-مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف- البحاثة كاظم عبود الفتلاوي/إصدارات مكتبة الروضة الحيدرية/ النجف 1427 ه-

100-معجم أحاديث الإمام المهدي- الشيخ علي الكوراني العاملي/ مؤسسة المعارف الإسلامية/ ط1/قم 1411 ه- .

101-معجم رجال الحديث – السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي//مركز نشر الثقافة الإسلامية/ط5/ 1413 ه-

102-مفاتيح الجنان - الشيخ عباس القمي/ ط2/ إصدار مؤسسة مسجد السهلة المعظم/مطبعة دار المتقين/بيروت 1433ه-

103-مقالة للشهيد د. عباس كاظم مراد/ موقع أمانة مسجد الكوفة المعظم

104-مقتضب الأثر في النص على الائمة الاثني عشر (ع) – أحمد بن محمد بن عبيداللّه بن الحسن بن عياش الجوهري/طباعة دار الاضواء في بيروت بالاوفسيت على طبعة النجف الاشرف

ص: 427

الاولى 1346 ه-

105-مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم(ع) -الشيخ الميرزا محمد تقي الأصفهاني/ط4/مؤسسة الامام المهدي (ع) /قم 1422ه-

106-منتهى المطلب في تحقيق المذهب - العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر/ط1/مجمع البحوث/ مشهد 1412ه-

107-منهاج الصالحين - السيد محمد سعيد الحكيم/ط1 / دار الصفوة/ بيروت 1415 ه-

108-موسوعة الإمام أمير المؤمنين علي(ع)- الشيخ باقر شريف القرشي/ ط1/دار الحسنين 2002

109-نهاية الدراية في شرح الكفاية-السيد حسن الصدر/ تحقيق ماجد الغريباوي/ مطبعة اعتماد/ قم 1341 ه-

110-وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة- الشيخ محمد بن الحسن بن علي الحر العاملي/ ﺗﺤﻘﻴﻖ: ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ع) ﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ/ ط2/ 1414 ه-

ص: 428

الفهارس

اشارة

ص: 429

فهرست الآيات القرآنية الكريمة

﴿-الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (سورة الفاتحة:7)... ص98

-﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾

(سورة الطور:21) ... ص 5

﴿-الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا

وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) ﴾سورة العنكبوت:1و2 )... ص190

﴿-الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا

وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ (سورة العنكبوت:1و2)... ص156

﴿-إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾

(سورة التوبة:18) ... ص8

﴿-إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾

(سورةالأحزاب:33) ... ص7

﴿-إنّ الذين آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ أُولئكَهُم خيرُ البَريّة﴾

ص: 430

(سورة البينة:7) ... ص63

﴿-أنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَأنا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾

(سورة الحجر: 9) ... ص 3

﴿-رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً﴾

(سورة نوح:28) ... ص70

﴿-رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾

(سورة هود:73)... ص7

﴿-فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (سورة مريم:37)... ص312

﴿-فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً﴾ (سورة الكهف:65)... ص132

﴿-في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِيَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ (سورة النور:36 و 37)... ص5

ص: 431

﴿-قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (سورة الحجرات:14).. ص173

﴿-لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾

(سورة التوبة:108)... ص6

﴿-وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عَلِيّاً﴾ (سورة مريم:56 و 57)... ص131

﴿-وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾

(سورة التين:1 ، 2 ، 3)... ص69

﴿-وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ﴾

(سورة الجن:18)... ص5

﴿-وَآوَيْنَاهُمَا إلى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾

(سورة المؤمنون:50)... ص69

﴿-وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابا﴾ (سورة النبأ:29)... ص151

ص: 432

﴿-وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾

(سورة يس:12)... ص151

﴿-وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً﴾

(سورة الرعد: 38)...ص89

-﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾

(سورة البقرة: 155)...ص323

﴿-وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾

(سورة الأنعام:84).. ص196

﴿-يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ﴾

(سورة الرحمن:33)... ص322

ص: 433

فهرست الأحاديث القدسية

-{ قِرُّوُا مَلَاْئِكَتِيْ فَوَعِزَّتِيْ وَجَلاْلِيْ لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْهُمْ وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ ثُمَّ كَشَفَ اللهُ عَنْ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ لِلْمَلاْئِكَةِ، فَسُرَّتْ الْمَلَاْئِكَةُ بِذَلِكَ، فَإِذاْ أَحَدُهُمْ قَاْئِمٌ يُصَلِّيْ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: بِذَلِكَ الْقَائِمُ أَنْتَقِمُ مِنْهُمْ }

... ص 323

-{ لَوْلا الذِيْنَ يَتَحابُّوُنَ فِيَّ وَيَعْمُرُوْنَ مَسَاجِدِيْ وَيَسْتَغْفِرُونَ بِالأَسْحَارِ لَوْلاهُمْ لَأَنْزَلْتُ عَذَابِيْ }

... ص 14

-{ وَبِكَ، وَبِهِ، وَبِالأَئِمَةِ مِنْ وُلْدِهِ أَرْحَمُ عِبادِي وَإِمائِيْ، وَبِالقائِم مِنْكُمْ أُعَمِرُ أَرْضِيْ بِتَسْبِيْحِيْ وَتَهْلِيْلِيْ وَتَقْدِيْسِيْ وَتَكْبِيْرِيْ وَتَمْجِيْدِيْ، وَبِهِ أُطَهِرُ الأَرْضَ مِنْ أَعْدائِيْ وَأُوُرِثُها أَوْلِيائِيْ، وَبِهِ أَجْعَلُ كَلِمَةَ الَذْينَ كَفَرُوا هِيَ السُفْلىْ، وَكَلِمَتِيْ الْعُلْيا وَبِهِ أُحْيِي عِبَادِيْ وَبِلاْدِيْ بِعِلْمِيْ، وَبِهِ أُظْهِرُ الكُنُوْزَ وَالْذَخائِرَ بِمَشِيْئَتِيْ، وَإِياهُ أُظْهِرُ على الأَسْرارِ وَالْضَمائِرِ بِإِرادَتِيْ، وَأَمُدُهُ بِمَلاْئِكَتِيْ لِتُؤَيْدَهُ عَلى إِنْفاذِ أَمْرِيْ، وَإِعْلانِ دِيْنِيْ، ذَلِكَ وَلِيِيْ حَقَاً، وَمَهْدِيُ عِبَاْدِيْ صِدْقَاً }

...ص314

ص: 434

فهرست الأحاديث النبوية الشريفة

-[إِبْنُ سُمَيَّةَ لَمْ يُخَيّرْ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطْ إِلّاْ إخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا]

...ص112

-[ألْحَقُّ مَعَ عَمّارَ يَدُوُرُ مَعَهُ حَيْثُما دَاْرَ]

... ص112

-[الْحَمْدُ لِلهِ الذِيْ وَفَّقَ رَسُولَ اللهِ لِما يُرْضِيْ رَسُولَ اللهِ]

... ص74

-[الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللهِ فِيْ الْأَرْضِ وَهِيَ تُضِئُ لِأَهْلِ السَمَاءِ كَما تُضِئُ النُجُومُ لِأَهْلِ الأَرْضِ]

...ص6

-[إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ مِنْ خَلْقِهِ الأَصْفِياءَ الأَتْقِياءَ، الشَعِثَةَ رُؤُوسُهُمْ، المُغْبَرَةَ وُجُوهُهُمْ، الْخَمِصَةَ بُطُوْنُهُمْ مِنْ كَسْبِ الْحَلالِ، الْذِيْنَ إِذْا اسْتَأْذَنُوْا عَلىْ الأُمراءِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهَمْ، وَإِنْ خَطَبُوْا المُتَنَعِّمَاتِ لَمْ يُنْكَحُوْا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا قالوا: يا رسول الله، كيف لنا برجل منهم؟

قال:ذاك أويس القرني، قالوا: وما أويس القرني؟ قال: أشهل ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام ببصره إلى موضع سجوده، واضع شماله، يتلو القرآن، يبكى على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له، متزر بإزار صوف، ورداء تحت منكبه لمعة بيضاء، ألا وإنّه إذاكان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنّة، ويُقال لأويس: قف لتشفع، فيشفّعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر]

ص: 435

... ص172

-[ إِنَّ اللهَ اخْتَارَ مِنَ البُلْدانَ أَرْبَعَةً، فالتينُ: المَدِيْنَةُ، والزَيْتونَ: بَيْتُ المَقْدِسِ، وَطُوْرُ سِنينَ: الكُوفةُ، وَهذا البَلدُ الأمِينُ : مَكَّة] ...ص 70

-[إنّ عمّاراً مُلئ إيماناً من قَرنه إلى قدمه، واختلط الإيمانُ بلحمهِ ودمهِ ]

... ص111

-[إنَّ الجنّةَ لتشتاقُ إليك - مُخاطباً عَليّاً- وإلى عمّارَ وسَلمانَ وأبيْ ذرَّ والمقداد]

... ص112

-[إنَّ الصلاةَ المفروضةَ فيهِ تَعدلُ حِجَّةً مَبرورةً وَالنافلةَ تعدلُ عمرةً مبرورةً]

... ص75

- [إِنَّ المَهْدِيَّ مِنْ وُلْدِيْ يَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ مُوْسىْ عِنْدَ خُرُوْجِهِ مِنَ مَكَّةَ إِلىْ الكُوْفَةِ..] ... 191

-[أَحَبُّ الْبِلادِ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَسَاجِدُهَا]

... ص5

-[أفضلُ أعمالِ أُمتيْ انتظارُ الفرجِ]

... ص9

-[إنَّ تَرهُّبَ أمتي القعودُ فيْ المساجدِ وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ]

... ص12

-[دمُ عمّارَ وَلحمُهُ حرامٌ على النّارِ أنْ تأكلَهُ أوْ تمسّهُ]

... ص111

ص: 436

-[سَلمانُ مِنّي، وَمنْ جَفاهُ فقدْ جفاني، ومنْ آذاهُ فقدْ آذاني]

... ص15

-[سُدُوا الْأَبْوابَ كُلَهَا إلاّْ بابَ عَلِيّ]

...204

>>>

-[صبراً آل ياسرَ، فإنّ موعدكمْ الجنّةَ]

... ص111

-[عُرجَ بيْ إلى السماءِ وإنيْ هَبطتُ الأرضَ فأهبطتُ إلى مسجدِ أبي نوحَ وأبي إبراهيمَ وهوُ مسجدُ الكوفةِ فصليتُ فيهِ رُكعتين]

... ص75

-[فِي التَوراةِ مَكْتُوبٌ أَن بِيُوتِي في الأَرْضِ المَساجِدُ فَطُوبى لِعَبْدٍ تَطَهَرَ فِي بيْتِهِ ثُمَ زارَنِي فِيْ بَيْتِيْ.. أَلا إِنَ على المَزُورِ كَرامةَ الزائرِ.. ألا بَشِرْ المَشائِيْنَ فِيْ الظُلُماتِ إِلى المَساجِدِ بِالنُورِ الساطِعِ يَوْمَ القِيامَةِ]

... ص11

-[لا تغلّطنَّ فيْ سَلمانَ، فإنَّ اللهَ تباركَ وتعالىْ أمرنيْ أنْ أطلعهَ على علمِ البلايا والمنايا والأنسابِ، وفصلِ الخطابِ]

... ص15

-[لكأنَيْ بمسجدِ كُوفانَ يأتيْ يومَ القيامةِ محرماً في مَلاءتينِ يشهدُ لمنْ صلّىْ فيهِ رُكعتينِ]

... ص74

-[لمّا أُسْريَ بيْ إلى السماءِ الدنيا أرانيْ مسجدَ كُوفانَ فقلتُ: يا جبرئيلُ ما هذا ؟ قالَ: مسجدٌ مُباركٌ كثيرُ الخيرِ عظيمُ البركةِ اختارَ اللهُ لأهلهِ وهوُ يشفعُ لهمْ يومَ القيامةِ]

... ص73

ص: 437

-[لمّاْ أُسريَ بيْ مررتُ بموضعِ مسجدِ الكوفةِ وأنا على البُراقِ ومعيْ جبرائيلُ، فقال: يا محمدُ، هذهِ كُوفانُ وهذا مسجدُها إنزلْ فصلِّ في هذا المكانِ]

... ص68

-[لَوْ كانَ الدينُ عِندَ الثُريّا لَنا لَهَ سَلمانُ]

... ص15

-[مَنْ بَنَى مَسْجِدًا، يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ]

... ص8

-[مَنْ عادى عمّاراً عاداه الله، ومَن أبغض عمّاراً أبغضه الله]

... ص112

>>

-[مَنْ بَنى لله مَسجداً قَدَرَ مِفْحصِ قَطاةٍ بَنىْ اللهُ لهُ بيتاً فيْ الجنّةِ]

... ص8

-[مَنْ سَرّهُ أنْ ينظرَ إلىْ مَنْ يسبقهُ عُضوٌ منهُ إلى الجنّةِ فلينظرْ إلىْ زيدَ بنِ صوحانَ]

... ص170

-[يا عليْ إنّ اللهَ عزَّ اسمهُ عرضَ ولايتكَ علىْ السماواتِ فسبقتْ إليها السماءُ السابعةُ فزيّنها بالعرشِ، ثُمَّ سبقتْ إليها السماءُبالكواكبِ، ثُمَّ عرضها على الأرضينَ فسبقتْ إليها مَكّةُ فزينها بالكعبةِ، ثُمَّ سبقتْ إليها المدينةُ فزينها بي، ثم سبقتْ إليها الكوفةُ فزينها بكَ، ثم سبقت إليها قُمْ فزينها بالعربِ وفتح لها باباً منْ أبوابِ الجنّةِ]

... ص181

-[يا علي عليك بصلاة الليل]

... ص9

ص: 438

-[يا عمّار تقتلك الفئة الباغية و آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن]

... ص112

ص: 439

فهرست الأعلام

الأبطحي63/64/290/333

الأربلي 194/324

الأردبيلي، أحمد 211/256/258/324

الأصبغ بن نباتة77/81/204/205/

الأعمش 103/125

الأميني 51//32/232

الأنصاري، مرتضى 216/228/268/

الباقر(الإمام)(ع) 88/89/95/101/103/204/314/315/316

البحراني،يوسف 321/324/10/29/62/254/

البخاري 324/8/50/135/307/

البراقي،حسين 322/61/181/

البرقي 78/103/104/105/139/160/

البلاذري 25/26/324

البيهقي 40/321/

الترمذي323/50/75/307/

التميمي، عبد الرحمن بن أبي نجران 110/111/

الثمالي،أبو حمزة 84/85/86/87/88/140/204/101/

الحاكم النيسابوري 50/

الحجاج 55/115/125/195/

الحر العاملي 69/71/77/78/90/92/93/307/308/

الحسن العسكري(الإمام)(ع) 67/68/84/145/190/8/9/

الحسن المثنى 159/29/

الحسن بن علي الوشاء 123/

الحسن بن محبوب 104/138/158/

الحسن(الإمام)(ع) 115/116/117/123/159/21/22/29/

ص: 440

الحسين بن حمدان الخصيبي 153/154/188/189/

الحسين بن روح 67/8/

الحسين(الإمام)(ع) 55/56/104/107/116/123/289/290/22/24

/49/

الحميري القمي 128/

الخراساني 314/

الخضر(النبي)(ع) 36/37/80/128/131/133/134/135/137/140

/142/163/186/240/259/275/197/296/

الخوارج 22/315/316/

الخوئي 294/296/225/325/89/110/269/278/291/

الراوندي 321/159/190/202/205/

الرضا(الإمام)(ع) 71/109/110/123/157/189/240/9/30/68/85/95

/96/105/106/110/111/139/156/159/202/278/

الزبيدي 322/129/162/

الزهراء(ع)= فاطمة 332/2/241/242/17/113/114/315/132/1

43/144/15/17/114/

السفياني 304/307/309/310/311/312/313/314/315/316/1

82/184

السكوني 8/156/

الشافعي 119/24/125/126/

الشبلنجي 119/126/

الشعبي 125/160/

الشيصباني 291/310/

الصادق(الإمام)(ع)= أبو عبدالله= جعفر بن محمد 108/109/122

/124/128/132/133/134/137/138/143/95/97/99/

100/106/264/314/ 300/309/316/318/36/37/49/63

/64/69/90/93

148/149/152/156/166/180/185/187/188/194

197/234/317/9/71/76/78/88/91/96/98/101/102/

103/104/105/107/119/125/139/140/160/162/202

ص: 441

الصدوق= إبن قولويه 320/321/324/8/67/77/8/41/49/70

/76/81/87/89/106/193/203/206/254/303/

الطبراني 321/8/

الطبرسي 320/324/7/70/82/159/208/

الطبري323/26/55/206/307/

الطوسي 320/321/323/239/240/31/71/77/82/84/99

/101/102/105/116/133/136/141/157/159/186/194/197

العلاء بن رزين 138

العلوي الخراساني 386

العياشي322/182/308

الفتال النيسابوري 323/204

الفضل بن شاذان84/

القاسم بن الوليد الهمداني79

القرامطة81/192

القلانسي، خالد بن زياد 101/102/

القمي، عباس323/325/330/240/18/72/84/107/166/

الكاشاني321/57/

الكاظم(الإمام)(ع)62/70/84/94/102/104/105/106/138/

156/172/201/259

الكشي83/104/159/314

الكفعمي97

الكليني320/189/87/144/190/191/201/313/

الكوراني، علي323/324/330/179

المجلسي321/57/110/35/45/69/71/80/81/82/83/192/253/254/

المختار الثقفي44/45/46/47/51/60/61/48/54/

المدائني100

المسعودي324/96/52/

المسيح(النبي عيسى ع)153/188/183/

المشهدي، محمد بن جعفر320/323/73/74/91/128/

ص: 442

133/141/147/161/170/186

المغيرة بن شعبة 17/18/22/168/163

المفضل، بن عمر الجعفي94/96/98/103/147/148/151/152

/186/187/192/90/95

المفيد319/320/303/308/42/91/135/136/137/236/

المقداد172/197/198/82/113

المهدي( الإمام)(ع)=صاحب الزمان=ولي العصر189/259/271/

292/310/311/8/30/48/64/66/9/66/273/292/

الميرزا القمي30

النائيني، محمّد حسين الغروي 224/260/294/236/

النجاشي323/81/84/97/98/99/101/103/104/105/

111/138/333/160

النضر بن سعيد101

النعماني321/196/202/204/299/308/314

النمازي الشاهرودي325/61/138/225

النوري، حسين265/323/325/81/97/144/209/237/251/

الهيثم بن عبد الله الناقد142

الهيثمي136

الوحيد البهبهاني29/229

اليزدي الحائري 185/322

اليماني182/304

إبراهيم الأمين296

إبراهيم الغمر29/31

إبراهيم القطيفي210

إبراهيم الكرباسي 353

إبراهيم المجاب 325/347

إبراهيم بن أبي سمال 160/

إبراهيم بن هاشم الكوفي239/

إبراهيم(النبي)(ع)27/36/69/76/79/80/98/99/101/50/

103/131/132/133/135/137/140/142/146/186/196

ص: 443

إبن الخازن50/

إبن الزبير = عبد الله بن الزبير55/74/115/

إبن الصبّاغ119/

إبن الفقيه324/128/

إبن أبي الحديد 118/

إبن أبي عمير106/93/

إبن بطوطة28/52/

إبن جبير23/26/27/323/

إبن جعفر الدهان258/259/

إبن جماعة51/

إبن حبان 136

إبن حجر 109/119/126/191/

إبن زياد= عبيد الله بن زياد43/46/47/48/53/54/55/56/57

/61/62/63/19/

إبن طاووس100/320/324

إبن طحال المقدادي82

إبن عباس = عبد الله بن عباس1/40/41/83/113/120/

163/165/176/177/204/74/114/117/164/200/

إبن عساكر322/196

إبن معية50

إبن ملجم29/166

إبن مهران156

إدريس الحسيني المغربي331

إدريس(النبي)(ع) 79/130/132/134/136/137/139/

140/141/155/156/187/

إسحاق بن يزداد 92/

إسماعيل الصدر291/353/371

إسماعيل بن جابر106

إسماعيل بن علي بن اخ دعبل 109

ص: 444

أَبو رافع74

أبان بن تغلب197/203

أبو سعد الخراساني71

أبو الأسود الدؤلي116/118/121

أبو الجارود196

أبو الحسن الأصفهاني351/391/260/261/354/356/358/

أبو الحسن الصيمري 191

أبو الحسن جلوه الزواري 336/354

أبو الحسن علي ِ بن إسماعيل أبي بشر118

أبو الفضل العباس(ع)167/405/

أبو الفضل النجفي الخونساري295/

أبو القاسم الكوكبي295

أبو إسحق السبيعي163

أبو أسامة99/102/

أبو بصير100/108/141/157/186/194/197/202/

أبو بكر الحضرمي89/136

أبو تراب الخونساري 356

أبو حمزة الثمالي84/85/86/87/88/140/204/101/

أبو حنيفة119/124/

أبو داود75

أبو دجانة الأنصاري198

أبو ذر الغفاري21/175/

أبو ذر أحمد بن أبي سورة 240

أبو رزين الأسدي 85

أبو سعيد الاسكافي 70

أبو سعيد الخدري 75/76

أبو طالب(عم النبي ص) 40/45/305/114/356

أبو عبد الله الحسيني الكوفي 398/82

أبو عبيدة،الحذاء 87

ص: 445

أبو علي الجبائي 118

أبو محمد المحمدي 109

أبو هاشم عبد الله بن محمد 118

أبو هريرة 74/164

أبو القاسم الأصفهاني 331

أحمد الأشكوري 368

أحمد الخوانساري 372

أحمد الصدتوماني 211

أحمد الكربلائي 225/330/331/345/347/

أحمد المستنبط 297

أحمد أمين الكاظمي 357

أحمد بن حمد بن عيسى 122

أحمد بن حنبل 400/12/49/308

أحمد بن طولون 24

أحمد بن عُقدة 121

أحمد بن علي الرازي 242

أحمد بن عياش الجوهري 400

أسد الدين الصائغ الجزيني 49

أسد الله التستري 327

أسد الله الحرشي 380

أقا بزرك الطهراني 279/336/337/340/356/386

أقا جان الأصفهاني 371

أقا جان الزنجاني 292/372/371

ألواموسيل 33

أم سلمة 128/176/164

أمين الخلخالي 378

أنس بن مالك 182/124/

أويس القرني 173/174/

آدم(النبي)(ع) 36/71/79/95/105/147/179/207/

آمنة حيدر الصدر =بنت الهدى 295

ص: 446

باقر الشخص 293/354/366

باقر القاموسي 331

باقر القزويني 216/333

باقر الكاظمي 246/

باقر شريف القرشي366/401/116

بشار المكاري 141

بشير النجفي 297/383

بني أسد 60/22/174

تاج الدين الجزائري 323

تقي القمي 297

جابر بن حيان 124

جابر بن عبد الله الأنصاري 84/329/331

جابر بن يزيد الجعفي 311

جاسم بن محمد جميل البصير 378

جبرائيل(الأمين)(ع)= جبريل 36/68/76/95/96/128

جعفر الرشتي 386/390

جعفر السبحاني 352

جعفر الشيرازي 386

جعفر المرعشي 360

جعفر بن بشير البجلي 160

جعفر مجتهدي 291/349

جمال الدين الكلبايكاني 347/279/372

جواد التبريزي 297

جواد الجواهري 362

جواد السهلاوي 284

جواد العاملي 327

حبة العرني 77/194

حبيب الله الرشتي 338

حبيب بن مظاهر 21

حجر بن عدي 21/54/112

ص: 447

حذيفة بن اليمان 15/16/113/323/

حسان بن أسماء بن خارجة 53

حسان بن مهران 77/155

حسن الإشتياني 354

حسن الأعلمي 390

حسن البجنوردي 362

حسن الحكيم 362

حسن الحلو 357

حسن الخوجه 353

حسن الشيرازي400/205/208/261/387/391

حسن الصافي الصفهاني 347

حسن الصدر 401/122/325

حسن الظالمي 408

حسن الكوهكمري 325/332

حسن النوري 380

حسن سعيد 352

حسن شحاده 380

حسن صدر الدين العاملي 331

حسن علمي 386

حسن علي الأصفهاني 342/343

حسن علي نجابت الشيرازي 347

حسين البادكوبي 296/360/365

حسين البروجردي 364

حسين الترك 332

حسين الحلي 279/376

حسين الحمامي 356

حسين الخليلي 354/356

حسين الخوئي 336

حسين الشيرازي 386

حسين الطباطبائي البروجردي 372/396

حسين الفدائي 386

حسين النوري الطبرسي 355

ص: 448

حسين بحر العلوم 369

حسين بن بكر 136

حسين بن عبد الصمد العاملي 323

حسين زاير دهام 371

حسين علي محفوظ 385

حسين فرج العمران القطيفي 378

حسين قلي الهمداني 331/332/342

حسين مغنية 335

حسين نور الدين 324

حسين وحيد الخراساني 297

حفص 80

حفص بن البختري 92

حماد بن زيد الحارثي 97

حماد بن عبد الله بن أسيد الهروي 99

حماد بن عيسى 104

حمزة بن حبيب الزيات 120

حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني 161

حميد البغدادي 406

حنان بن سدير 87

حيدر الحسني العاملي 378

حيدر الكاظمي 218

حيدر علي المحقق 348

خالد بن عرعرة 134/135

خالد بن ماد القلانسي 101/100

خديجة بنت الإمام علي (ع) 57

خضر الدجيلي 353

داود بن علي ِ الظاهري 124

داود(النبي)(ع) 130/136/139/197

راضي التبريزي 368

ص: 449

راضي النجفي 334

ربيعة الرأي 118

رشيد الهجري 19/61/153

رضا التبريزي 331

رضا الكلباسي 372

رضا الهمداني 338/ 345

رضا الهندي 335/362

رضا بهاء الديني 279

رضي الدين بن طاووس 212

زياد بن أبيه 22/21/

زيد بن صوحان 147/171/173/174/175/177/235/

زيد بن علي(ع) 138/122/

زين الدين العاملي( الشهيد الثاني) 322/324/

زين العابدين(الإمام)(ع) 37/47/50/83/85/86/133/317

/405/84/233/367

زين العابدين الكاشاني 372

سعد بن مسعود 45

سعد بن معاذ 73

سعدون البعاج 357/373

سعيد بن الوليد الهجري 197

سفيان الثوري 123/124

سفيان بن عينية 124

سلمان المحمدي 15/81/172/16/83/113/173/323

سليمان مولى طربال102

سليمان(النبي)(ع) 78/185/197

سهيل 126/127/128/136/139/220

سيحان بن صوحان 166

سيف بن عميرة 88

شاكر الأنصاري 386

شجاعت علي اللكهنوي الموسوي الرضوي 332

ص: 450

شريح القاضي 54

شريف العلماء المازندراني 328

شهاب الدين المرعشي233/355

صاحب الجواهر، محمد حسن 328/246/270/327/329/330/333/336

صادق القاموسي 382

صالح الحلي 335

صالح بن أبي الأسود 137/187

صالح(النبي)(ع) 31

صباح الحذاء 103

صباح شبر 386

صدر الدين العاملي 327

صدر الدين القبانجي 380

صدر الدين شرف الدين 357

صدرا البادكوبي 293/385/368

صدقي حمدي 34

صعصعة بن صوحان 163/165/166/167/168/170/176/177

صفوان الجمال 105/148/149/150/151/188/106/

ضياء الدين العراقي 233/296/349/350/352/353/357/359/363/364/392

طالب الرفاعي 384

طراد العاملي 384

طغرل بك السلجوقي 320

عادل العلوي 233

عاصم بن أبي النجود الأسدي 120

عامر بن واثلة 80

عائشة 75/164

عباس الحسيني الكاشاني 347

عباس الرميثي 293/362

عباس القمي 347/399/405/84/106/

ص: 451

عباس القوجاني 364/279

عباس المدرسي 386

عباس الموسوي 380

عباس كاشف الغطاء 338

عباس كاظم مراد 58/400/57

عبد الأعلى السبزواري 359/368/386

عبد الأمير السلمان 378

عبد الجواد سدهاي 279

عبد الحسين الحلي 362

عبد الحسين الرشتي 368

عبد الحسين الطيب 371

عبد الحسين القزويني 357

عبد الحسين آل صادق العاملي 378

عبد الحسين شرف الدين 335

عبد الحسين محي الدين 355

عبد الحميد خادم اسماعيل بن جعفر 105

عبد الرحمن السلمي 120

عبد الرحمن بن سعيد الخزاز 136/137

عبد الرحمن بن كثير 139

عبد الرزاق الحكيم 378/382

عبد الرزاق المقرم 352/385

عبد الرسول الجواهري 356

عبد الرسول علي خان 370/384

عبد الزهره فخر الدين 171

عبد الصاحب الحكيم 297

عبد الكريم الحائري 386

عبد الكريم القزويني 384

عبد الكريم الكشميري 367

عبد الكريم اللاهيجي 355

عبد الكريم الموسوي القمي 324

عبد الكريم على خان 293/357/402/361/362/366/369/378

ص: 452

عبد الله الجزائري 324

عبد الله المازندراني 337/330

عبد الله بن الوليد 89

عبد الله بن أبان 138

عبد الله بن بريدة 164

عبد الله بن جعفر 40/101

عبد الله بن عمر 46/196

عبد الله بن محمد الأسدي 99

عبد الله بن مسعود 73/130/310/113/164

عبد المطلب عبد الرحمن 397/34

عبد المطلب(جد النبي ص) 39/41

عبد المنعم الحكيم 378

عبد المنعم الفرطوسي 357/373

عبد المهدي مطر 383/385

عبد النبي العراقي 372

عبد الهادي الشيرازي 356/363/368/372

عبد الهادي الفضلي 378/358/384

عبد الوهاب الحكيم 377/382

عبد الوهاب الشيخ راضي 353

عبد الغفار المازندراني 331

عبد الله الشيرازي 396

عبدالله بن طاهر 83/

عثمان 165/175/17/114/196/200

عدنان البحراني 335

عدنان زلعوط 380

عز الدين الحكيم 378

عز الدين بحر العلوم 373

عطاء الله الحسيني الموسوي 323

عقبة بن علقمة أبي الجنوب 108

عقيل بن أبي طالب 37/39/40/165

ص: 453

عكرمة 118/119

علاء الدين بحر العلوم 370/

علي ِ بن حمزة الكسائي 130

علي باقر الجواهري 335

علي اكبر النهاوندي 396/275

علي الإيرواني 356

علي البروجردي 399/233

علي البغدادي 212

علي البهشتي 297

علي التاروتي357

علي التستري 336

علي الخليلي 332

علي السيستاني 178/297/353

علي الشرع 335

علي الشيرازي 372

علي الطهراني 329

علي الغروي 353/297

علي الفلسفي 297

علي القاضي 279/280/272/273/358

علي الهمداني 297/331

علي الهندي 332

علي أكبر بن هاشم الخوئي 296

علي بحر العلوم 376

علي بزي العاملي 357

علي بن الحسين الحسيني العاملي 323

علي بن الحسين الخيقاني 331

علي بن السري 159

علي بن السيد محمود 345

علي بن المعلى 91

علي بن إبراهيم 143/162/138/144

علي بن حسان 154

ص: 454

علي بن طاووس 396/261

علي بن عبد الله البجلي 100

علي بن يونس العاملي 396/206

علي ثامر 371

علي خان المدني 399/402/144

علي زين الدين 352/373

علي شبر 366

علي كاشف الغطاء 365/366

علي محمد البروجردي 368

علي محمد النجف آبادي 352/354/355

علي محمد حسين الحكيم 406

علي نوري الإيلكاني 355

علي(ع)= أمير المؤمنين= الأمير2/18/19/27/36/46/52/53/57

/59/60/61/63/76/77/80/81/82/83/100/101

102/104/108/109/116/117/121/126/127/129/130

/147/150/167/172/176/193/194/195

276/314/2/17/18/22/27/37/39/40/41/42/46/50/52

/57/59/60/69/70/76/77/79/80/82/86

175/182/188/197/203

عمار بن ياسر 112/200/201/203

عمر بن الخطاب 17/164/195

عمر بن عبد العزيز 133

عمران بن حصين 73

عمران بن ميثم 61

عمرو بن الحجاج 53/54

عمرو بن الحمق 173

عمرو بن حريث 60/61/79

عمرو بن عثمان 89

غلام رضا الوفائي 386

فاضل الصفار 386

فتاح التبريزي 356

ص: 455

فتح الله الأصفهاني 261/295/353/355

فضل الله الراوندي 157/190

فيض الخراساني 368

قاسم محي الدين 354/327

قطب الدين الرازي البويهي 48

كاشف الغطاء ،جعفر336/245/262/328/333/

كاظم الفتلاوي 399/402/269/357/362/369/373/384/391

كامل سلمان الجبوري 402

كميل 113/253/114/343

لطفي علي 58

ليث بن البختري 98

ماجد ناصر الزبيدي 396/259/287

ماركليوث 24

مالك الأشتر 200/201/202

مالك بن أنس 117/124

مالك بن ضمرة 152

مجتبى اللنكراني 368

مجيد الحكيم 382

محسن الاصفهاني 251

محسن الأمين 345/396/242/331/334/335

محسن الحكيم 170/349/63/262/349/356/360/361

/362/366/371/372/377/381/384

محسن النوري 406/407

محسن خنفر 332

محمّد جواد البلاغي 295

محمد التيجاني 388

محمد الداماد 278

محمد الروحاني296

محمد السيد احمد الكاظمي 343

ص: 456

محمد السيد هاشم الهندي 332

محمد الشاهرودي 348/386/391

محمد الشريعة 371

محمد الشيرازي 264/269/297/260/385/390

محمد القزويني 357

محمد الكاشي الحائري 335

محمد الكلباسي 386/391

محمد الكوفي 260/263/274/276/277

محمد المجاهد 328

محمد المحقق الداماد 372

محمد النوري 384

محمد إبراهيم القزويني 386

محمد إسحاق الفياض 296

محمد أمين زين الدين 360/372

محمد آصف المحسني 296

محمد باقر الأبطحي 371

محمد باقر الأصفهاني 334

محمد باقر البهبهاني 267/345/395/268/326

محمد باقر الحكيم 379/376/382

محمد باقر الصدر 291/374/296/353/377/379/384

محمد باقر الفالي 386

محمد باقر المهري 380

محمد باقر النجم أبادي 331/345

محمد بحر العلوم 383

محمد باقر الهزارجريبي 28

محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر 192

محمد بن الحسن الشيباني 117

محمد بن الحسين العاملي 323

محمد بن الحنفية 39/116/47/113

محمد بن السيد مال الله بن السيد معصوم القطيفي 252/329

محمد بن أبي الرواد الرواسي 259

ص: 457

محمد بن أبي بكر 173

محمد بن أحمد بن حيدر الحسني 218

محمد بن جمال الدين(الشهيد الأول) 48/395/186

محمد بن حسن يوسف بن المطهر الحلي 48

محمد بن سنان 108/150/

محمد بن سوقة 79

محمد بن علي العودي الجزيني 323

محمد بن محمد البهاري 331

محمد بن معروف الهلالي 122

محمد بن يعقوب 161/137/190

محمد تقي الإيرواني 360/371/382/384

محمد تقي الأصفهاني 228/338/399/190/210

محمد تقي الآملي 272/262

محمد تقي الجعفري 347

محمد تقي الحكيم 360/362/383/384/385

محمد تقي الدورقي 28

محمد تقي الشيرازي 340/354/356

محمد تقي الكلبايكاني 332

محمد تقي المازندراني 338/273

محمد تقي المدرسي386/390

محمد تقي بحر العلوم 353/362/366

محمد تقي بهجت 363/397/14/133/296

محمد تقي صاحب حاشية المعالم 327

محمد جعفر الأبادئي 334

محمد جعفر الحكيم 378

محمد جمال الهاشمي 362/353/357/371

محمد جواد البلاغي 335

محمد جواد الجزائري 366

محمد جواد الشيخ راضي 353/360

محمد جواد عطيه جبوري 177

محمد حرز الدين 343/399/31/50/63

ص: 458

محمد حسن الأصفهاني 364

محمد حسن البغدادي 362

محمد حسن المظفر 362

محمد حسين الأصفهاني 356

محمد حسين الحسيني الطهراني278/366

محمد حسين الخراساني 355

محمد حسين محمد سعيد الحكيم 378

محمد حسين محمد صادق الحكيم 381

محمد حسين الطباطبائي 359/278/360/371

محمد حسين الكاظمي 335/342

محمد حسين الكلباسي 347

محمد حسين الكمباني 363

محمد حسين المازندراني 386/391

محمد حسين المظفر 362

محمد حسين كاشف الغطاء 327

محمد رشاد مرزة 63

محمد رضا الأصفهاني 386

محمد رضا الحكيم 378

محمد رضا الخرسان 373

محمد رضا الخلخالي 296

محمد رضا الشيرازي 264/397/260/386

محمد رضا العامري 371

محمد رضا المظفر 353/361/371/378/383

محمد رضا الموسوي الكلبايكاني 372

محمد رضا آل ياسين 292/356/384

محمد رضا بحر العلوم 378

محمد رضا شرف الدين 357

محمد سعيد الحبوبي 341/330/335/349

محمد سعيد الحكيم 374/400/403/10/11/13/296/

352/361/376/382

محمد سعيد الصدتوماني 212

ص: 459

محمد سعيد الطريحي 79 /398

محمد صادق الحكيم 378

محمد صادق الشيرازي 260/385

محمد صادق الصدر 357/384

محمد صادق القاموسي 360/361/375

محمد صالح الجوهرجي 404

محمد طاهر الشيخ راضي 292/362/367/376/378

محمد طاهر الشيرازي 396

محمد طبيب زاده 371

محمد طه نجف 334/341/345/355

محمد عبد المنعم الخاقاني 378

محمد علي الأبطحي 369

محمد علي التبريزي 371

محمد علي التوحيدي 348

محمد علي الجمالي الكاظمي 356

محمد علي الحكيم 361/360/383

محمد علي الشيرازي 391

محمد علي القارئ 214

محمد علي المعلم 395/243

محمد علي النجف أبادي 347

محمد علي احمديان النجف أبادي 348

محمد علي شرف الدين 357

محمد فاضل افيرواني 338

محمد كاظم الشيرازي 364/368

محمد كاظم المدرسي 391

محمد كاظم اليزدي334/338/349

محمد محمد صادق الصدر 384/397/294/298/385

محمد مهدي الخراساني 325

محمد مهدي الخرسان 368

محمد مهدي الفتوني 324/231/

محمد مهدي بحر العلوم 29/32/51/210/212/233/239

ص: 460

/327/231/325/327/328/334/358

محمد مهدي شمس الدين 383

محمد هادي الميلاني 386

محمد هادي الجهارسوقي الأصفهاني 354

محمد هاشم الكيلاني الأشكوري 354

محمد(النبي)(ص)= الرسول 2/36/68/73/95/100/101

/119/144/145/147/180/209/230/318/16/21

محمد رضا العامري 369

محمود الحكيم 362/371

محمود الشاهرودي 349/279/372

محمود الغريفي 382

محمود القمي 355

محمود المرعشي 243/244/337/366

محي الدين العاملي 323

مرتضى البروجردي 297

مرتضى الحائري 279

مرتضى الحسيني الفيروزأبادي 348

مرتضى الشيرازي 386

مرتضى الطالقاني 356/367

مرتضى الكشميري 343/347/356

مرتضى آل ياسين 352/293/354/380

مرتضى كاشف الغطاء 335

مروان، الأموي 89/165

مريم(السيدة)(ع) 153/185/190/132

مسلم الجابري 382

مسلم الملكوتي 348

مسلم(بن عقيل)(ع) 27/33/36/39/40/41/42/43/44

/51/52/53/55/56/60/250/251/252/287/54/64

مشكور الحولاوي 332

مصعب بن الزبير 47

مضر السيد علي خان المدني 4/398/402/406/407/1

معاذ بن جبل 74

ص: 461

معاوية 19/56/165/169/21/22/115/196/202/203

معاوية بن إسحاق الأنصاري 138

مكي جمال الدين 49

مهدي الأصفهاني 226/349/29

مهدي الجعفري 334

مهدي الحكيم 331/353

مهدي الزريجاوي 215

مهدي العبايجي النجفي 244

مهدي الغريفي 335

مهدي المازندراني 296

مهدي كاشف الغطاء 338

موسى الخمايسي 332

موسى الخوانساري 339/341

موسى بحر العلوم 353/360

موسى بن بكر الواسطي 70

موسى شرارة 331

موسى كاشف الغطاء 328

موسى(النبي)(ع) 78/87/132/149/150/153/185/190

/197/198/207/199

مولى البعاج 366

ميثم التمار 19/46/59/60/61/62/63/115/173/64/174/344

ميثم الكناني 77

ميرزا حسين الخليلي 330

نادر شاه 326

ناصر الدين شاه 326

ناصر السلمان 357

نجم الدين ،المحقق الحلي 122

نصر الله الحائري 336

نصر الله المستنبط 297

نصير الدين محمد الطوسي 122

نعمة الدامغاني 356

ص: 462

نعمة الله الجزائري 256

نوح(النبي)(ع) 24/29/32/37/68/71/75/78/79/81

/96/98/107/147/206

نور الدين الجزائري 357

نور الدين الكركي 323

نور الدين الموسوي العاملي 323

نور الدين بن علي العاملي 323

نور الدين شرف الدين 357

هادي الطهراني 338

هادي الكاظمي 246

هادي المدرسي 391

هادي الميلاني 356

هادي آل راضي 378

هادي شريف القرشي 366

هارون الرشيد 106

هارون بن خارجة 90

هاشم الحداد 358/359

هاشم بن مير شجاعت علي 214

هاني الثامر 381

هانئ بن عروة 289/54

هبة الله الهرندي 371

هلال الصفّار 109

هود(النبي)(ص) 3/31

واصل بن عطاء 117

ورام بن ابي فراس 321

يحيى بن أبي القاسم 99

يعقوب بن ميثم التمار 63

يعقوب بن يزيد 122

يوسف البحراني396/10/29

يوسف الحكيم 357/361/376

يوسف الخراساني 386

ص: 463

يوسف بن الحارث 99

يوسف عمرو 378

يوشع بن نون198/199

ص: 464

فهرست البقاع والأمكنة

تبريز 177/291/360/

اقريطش 23

الْمَسْجِدُ الأَقْصَى 12/

الإسكندرية 23/24/390/

الأخيضر 33

الأسطوانة الخامسة 78

البادية 234/247/276/277/290/

البحرين 169/170/28/391/392/

البصرة 177/203/420/421/22/96/104/114/116/123/256

/378/

البقيع 75/201/

البيت الحرام 66/82/153/190/198/

التمَّارين 318

الحجاز 82/183/185/195/255/276/317/28/114/124/164/312

/

الحلة 49/122/322/3323/

الحيرة 25/108/123/181/186/194/288/306/310/319/9/

67/359/

الدينور16

الذكوات البيض 82/150/151/152/186/188/189/318/

الربوة 69/150/153/190/

الرحبة 290/

الري 121/149/230/241/282/16/49/58/112/191/192/

271/293/296/324/331

السبيع 152/163/189/

السفينة 24/32/37/87/99/285/

ص: 465

السماوة 276/277

الشام 160/175/185/197/306/313/16/24/28/96/164/

202/373/

الطائف 45/171/228/

العراق 82/92/126/181/184/185/193/219/239/288/

300/303/306/310/311/314/315/317/8/16/

العراق17/24/25/28/58/66/106/115/124/164/196/201

/312/321/322/323/326/330/336/338/

الغريين 150/151/152/186/188/189/318/82/150/

الفرات 206/306/310/414/32/69/34/115/270/315/

الفرات الأوسط 414/34/

القادسية 317/107/196/373/

القاهرة 13/23/24/378/390/

القدس 184/185/49/164/

القيروان 13/

الكعبة 182/80/194/

المدائن 100/172/15/16/17/196/

المدينة المنورة 39/49/201/351/

المسجد الأقصى 12/13/72/149/

المسجد البري126/127

المسجد الحرام 12/13/14/66/105/426/134/308/

النجف الأشرف 4/13/126/219/222/230/234/244/246/

247/249/250/254/262/264/269/274/276/277

الهاشمية 23

الهند 26/28/96/

اليمن 139/183/185/28/54/74/114/201/

إيران 185/29/257/262/265/266/271/296/329/330/359

/364/368/384/388/392/

أوال 169/170

ص: 466

باب الثعبان 35/

بابل 87/96/

بغداد 12/23/126/306/420/421/15/25/49/58/59/70/96

/118/124/192/295/321/322/

بلاد الجزيرة 16

بيت الإمام(ع) 38/

بيت الطشت 32/36/37/

بيت الله الحرام 143/149/239/30/389/

بيت المقدس 70/72/78/82/109/49/

بيت نوح (ع) 37/32/71/79/81/

بيت إدريس (ع) 79/136/137/139/140/155/

بيت آدم (ع) 79/

تل اليسار33

جامع البصرة 116/

جامع الشيخ الطوسي 31/

جبل الخندق 154/

جبل عامل 49/323/346/

جزيرة الطريف 23

جزين 49

حائر الحسين (ع) 92/105/224/253/

خراسان 208/305/306/24/29/164/

خرائب السحالة 33

دانية 23

دكة القضاء 37/254/285/

دمشق 13/185/313/415/49/50/58/96/164/173/197/312/346

دومة الجندل 160

دير الزور 315

رامهرمز 15

ص: 467

سبته 23

سردانية 23

شراف وواقصة 54

صفين27/41/21/76/77/113/174/201/203/

صقلية 23

طُور سينين 17/

طنجة 27

طهران 191/253/273/279/337/356/372/

طور سيناء 149/

طيبة 82/160

ظهر الكوفة 80/82/184/186/198/305/319/

ظهر النجف 205

عامورة 276

عسكر 170/

عيذاب 24

غرناطة 23

فالنسيا 23

قرقيسيا 314

قس الناطف 45

قصر الإمارة 24/38/55/

قم المقدسة /66/67/190/191/231/232/233/260/262/264/265/278/346/359/360/361/363/364/365ق240/242/9

كربلاء المقدسة385/386/387/390/391/392 /

كردستان 24

محراب الإمام علي (ع) 35

مرج عذراء 21

مرقد السيد إبراهيم الغمر 31

ص: 468

مرقد السيدة خديجة بنت الإمام علي(ع) 57

مرقد المختار الثقفي 44

مرقد مسلم بن عقيل(ع) 36/39/43/64/

مرقد ميثم التمار 59/

مرقد هاني بن عروة 43/51

مسجد السهلة 3/14/126/127/128/129/131/134/135/

136/137/138/139/140/142/144/147/150/151/

152/154/155/156/158/159/161/163/170/175/

177/186/187/188/189/191/208/210/213/214

215/216/217/218/219/220/223/224/228/230/232

/233/234/235/236/240/242/243/244/247

م 249/250/260/262/266/267/269/271/272/274/

277/278/280/281/291/292/318/416/431/

مسجد القرى 126/127/

مسجد الكوفة =مسجد كوفان=جامع الكوفة 3/13/14/24/25/27/35

/43/51/56/57/63/66/68/69/71/72/73/75/76

78/79/80/81/84/85/86/87/88/90/92/94/96/98/99/

100/103/105/109/110/111/121/122/126/134

158/191/193/195/198/206/207/210/215/216/220/

221/222/224/231/253/259/260/262/264/273

280/284/289/298/305/310/424/30/80/86/90/194/257

/258/323/344/386/73/74/87/90/91/59/117

121/281/

مسجد النبي (ع) 13/14/66/134/

مسجد بني ظفر 126/128/135/

مسجد بيت المقدس 109

مسجد زيد 147/171/177/235/242/278/

مسجد سهيل 126/127/128/136/139/220/

مسجد صعصعة 163/260/

مسجد عبد القيس 126/127/

ص: 469

مسجد غني 57

مسيل السهلة 208/مصر197/305/306/24/27/49/96/164/201/202/203/

مقام النبي إدريس(ع) 132/

مقام الإمام الصادق(ع) 36/131/236/

مقام الإمام زين العابدين(ع) 37/123/

مقام الإمام صاحب الزمان(ع)= مقام المهدي=مقام الحجة 133/274/134/31/64/217/

مقام الخضر(ع) 35/36/277/

مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين(ع) 133/145/

مقام النبي (ص) 32/35/36

مقام النبي إبراهيم(ع) 131/35/

مقام النبي آدم (ع) 36/

مقام النبي نوح (ع) 37/

مقام أمير المؤمنين(ع) 37/

مقام جبرائيل (ع) 36

مقام دكة القضاء 37/

مكة المكرمة 13/49/112/113/

مناخ الخضر(ع) 127/

منورقة 23

ميورقة 23

نجف الكوفة 198/204/

نصيبين 16

نهر الخابور 315

همذان 16

هيت 115

وادي السلام 208/276/31

ص: 470

فهرست المواضيع

1-الإهداء ...4

2-المقدمة...6

3-المساجد... 9

4-مدينة الكوفة ومسجدها الأعظم... 19

5-مقامات مسجد الكوفة المبارك...39

6-مقام النبي إبراهيم علیه السلام ... 39

7-مقام الخضر علیه السلام ...39

8-مقام بيت الطشت...40

9-مقام النبي الأعظم محمد صلی الله علیه و آله و سلم ... 40

10-مقام النبي آدم علیه السلام ... 40

11-مقام الإمام الصادق علیه السلام ...40

12-مقام جبرائيل علیه السلام ...40

13-بيت النبي نوح علیه السلام ...41

14-مقام النبي نوح علیه السلام ...41

15-مقام الإمام زين العابدين علیه السلام ...41

16-مقام دكة القضاء... 41

17-مقام أمير المؤمنين علیه السلام ...41

ص: 471

18-مراقد مجاورة... 43

19-مرقد مسلم بن عقيل علیه السلام ...43

20-مرقد المختار الثقفي رضی الله عنه ...48

21-مرقد هاني بن عروة رضی الله عنه ... 55

22-مرقد السيدة خديجة ...61

23-مرقد ميثم التمار رضی الله عنه ... 63

24-فضل مسجد الكوفة المشرف...70

25-الآيات الكريمة الواردة...73

26-الأحاديث الشريفة الواردة... 76

27-أحاديث النبي محمد صلی الله علیه و آله و سلم ... 77

28-أحاديث أمير المؤمنين علیه السلام ... 80

29-أحاديث الإمام الحسن علیه السلام ... 86

30-أحاديث الإمام زين العابدين علیه السلام ...87

31-أحاديث الإمام محمد الباقر علیه السلام ...90

32-أحاديث الإمام جعفرالصادق علیه السلام ...93

33-دور مسجد الكوفة العلمي... 114

34-مسجد السهلة المعظم... 129

ص: 472

35-مقامات مسجد السهلة المعظم... 134

36-مقام الإمام الصادق علیه السلام ... 134

37-مقام النبي إبراهيم علیه السلام ... 134

38-مقام النبي إدريس علیه السلام ... 135

39-مقام الخضر علیه السلام ...135

40-مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين علیهم السلام ...136

41-مقام الإمام زين العابدين علیه السلام ... 136

42-مقام الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ...137

43-فضيلة مسجد السهلة المعظم...139

44-الحركة الثقافية في المسجد المعظم...164

45-مساجد مجاورة... 168

46-مسجد صعصعة بن صوحان رضی الله عنه ...168

47-مسجد زيد بن صوحان رضی الله عنه ... 176

48-الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في رحاب الكوفة ومسجديها المقدسين...185

49-كرامات في المسجدين... 217

50-الكوفة في عصر الظهور... 308

ص: 473

51-تواريخ وأحداث... 315

52-علماء وفضلاء في المسجدين... 335

53-صلاة المسافر في المسجدين... 410

54-المصادر...417

55- الفهارس ... 429

56-فهرست الآيات الكريمة...430

57-فهرست الأحاديث القدسية الكريمة ...434

58-فهرست الأحاديث الشريفة...435

59-فهرست الأعلام... 440

60-فهرست البقاع والأمكنة... 465

61- فهرست المواضيع... 474

ص: 474

المؤلف في سطور

مضر السيد عبد الهادي محسن علي خان المدني

ولد بمدينة النجف الأشرف يوم الثلاثاء 25 ربيع الثاني سنة 1379 لأسرة دينية ارتبط اسمها بالسيد علي خان المدني ، من أعلام القرن الحادي عشر الهجري ، صاحب (السلافة) ، و (أنوار الربيع )، و (الدرجات الرفيعة ) ، و(شرح الصحيفة السجادية )، و غيرها.

والتي نبغ منها أعلام في الحوزة العلمية منهم جده الحجة السيد محسن، و جده لأمه آية الله العظمى السيد عبد الكريم، وعمه آية الله السيد عبد الرسول، وغيرهم.

تدرج في مراحل الدراسة، و حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الموصل عام 1982 م.

رعى أساتذته في إعدادية النجف موهبته الأدبية، فكتب القصة والقصيدة، وشارك في العديد من الأماسي و

ص: 475

المهرجانات الشعرية في مدينة النجف الأشرف، و منها مهرجانات الإعدادية السنوية، وأمسيات دور الثقافة ونشاطات جمعية الرابطة الأدبية، وحصل على المرتبة الأولى في مسابقة الجمعية للأدباء الناشئين.

كما شارك في بعض المهرجانات الشعرية في الجامعة، و سمي (شاعر كلية الهندسة)، و حصلت أحدى قصائده في الثمانينات على المرتبة الأولى في مهرجان القصيدة القطري، ورشحت للمشاركة في مهرجان الخليج الدولي، ومهرجان القصيدة العربية في الدار البيضاء.

كما دعي لإلقاء قصائده في العديد من الاحتفاليات الخاصة والعامة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وبغداد والبصرة والديوانية والموصل، ووجهت له الدعوات للمشاركة في مهرجان المربد الشعري.

نشرت له عدة مجلات وجرائد عراقية مختارات من قصائده وكتاباته الأدبية التي كان ينشر بعضها باسم مستعار هو (النجفي العراقي)، ومنها جريدة العدل ، ومجلة الرابطة ، ومجلة الجامعة.

ص: 476

ترجم له صاحب (المستدرك على شعراء الغري:3/285)المرحوم الأستاذ كاظم الفتلاوي، ونشر في كتابه بعض نتاجاته الشعرية، كما ترجم له د. كامل سلمان الجبوري في كتابه (معجم الشعراء:5/408-409)، وفي مجلة آفاق نجفية بعددها الخاص(الإمام الحسين علیه السلام في الشعر النجفي المعاصر:156-164) ونشر عدة قصائد له، وترجم له أيضا أ. د. صباح نوري المرزوك في كتابه (التحف من تراجم أعلام وعلماء الكوفة والنجف)

وفي مجال العمل المهني، وبعد تخرجه، تولى الأشراف على العديد من المشاريع الرئيسة في بغداد والبصرة وصلاح الدين والثرثار والنجف الأشرف.

تعرض للإعتقال في فترة دراسته الجامعية بمدينة الموصل ، ضمن الحملة التي استهدفت طلبة الجامعات في الثمانينيات ، وعاد للدراسة بعد أن خسر سنة من حياته الدراسية. كما أعتقل إبان الإنتفاضة الشعبانية المباركة في النجف الأشرف؛ ليلاقي مع آلاف المعتقلين صنوف التعذيب، ولهو سياط الجلادين في

ص: 477

معتقلات الحارثية والرضوانية، وشاءت إرادة الله أن يطلق سراحه.. بدعوة مستجابة لأب مؤمن وزوجة صابرة.

تشرف بالإشراف على إعادة بناء (مسجد السهلة المعظم ) في الكوفة المقدسة بتوجيه مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله الذي رعى حملة الإعمار الكبرى للمكان المقدس.

و أخيرا تشرف بتوجيه مكتب السيد الحكيم دام ظله بتولي أمانة مسجد السهلة المعظم يوم الأحد المصادف 1 من شهر رمضان المبارك سنة 1426 ه-.

من مؤلفاته: مسجد السهلة ،تأريخه وأعماله، تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل، مفكرة السهلة، دليل مسجد السهلة المعظم، الدليل المصور لمسجد السهلة المعظم، الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بين مسجدين، يا ابنتي هذا هو الدين، حقائق تنهض من بين الأقبية، الصورة الشعرية في القرآن الكريم، آداب التلاوة، ديوان شعر.

ص: 478

مطبوعات صدرت عن مؤسسة مسجد السهلة المعظم:

*( تم التشرف بعدة طبعات لكتاب الله المجيد: القرآن المجزء، القرآن المعطر، القرآن الكفي، القرآن الوزيري، القرآن الجوامعي)

1)نهج البلاغة لأمير المؤمنين علیه السلام

2)الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين علیه السلام

3)مفاتيح الجنان: الشيخ عباس القمي

4)مفاتيح الجنان (الكفي): الشيخ عباس القمي

5)ضياء الصالحين: الحاج محمد صالح الجوهرجي

6)ضياءالصالحين(الكفي):الحاج محمد صالح الجوهرجي

7)مفاتيح الجنان و ضياء الصالحين (المزدوج)

8)مفاتيح الجنان (المصور)

9)أعمال مسجد السهلة المعظم:إعداد المؤسسة

10)أعمال ليالي الجمع:إعداد المؤسسة

11) مسجد السهلة تأريخه وأعماله: السيد مضر السيد علي خان المدني

ص: 479

12) سفراء ونواب الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف):الشيخ حميد البغدادي

13) الشعائر الحسينية:السيد علي محمد حسين الحكيم

14)تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل:السيد مضر السيد علي خان المدني

15) مسجد السهلة ملاذ الأولياء: السيد أحمد نوري الحكيم

16)خطب خالدة:السيد علي محمد حسين الحكيم

17) مفكرة السهلة: السيد مضر السيد علي خان المدني

18) دليل مسجد السهلة المعظم: السيد مضر السيد علي خان المدني

19) نشرة السهلة: إعداد قسم الإعلام في أمانة المسجد

20) الخلافة المغتصبة: الأستاذ إدريس الحسيني المغربي.

21)سيد بغداد الإمام موسى بن جعفر علیهما السلام:الشيخ علي الكوراني

22)أسباب الغيبة ونتائجها: السيد محمد حسين الحكيم

23)دليل العتبات المقدسة: إعداد المؤسسة

24)أعمال مسجد الكوفة المبارك:إعداد المؤسسة

25)زيارة الإمام الحسين علیه السلام: إعداد المؤسسة

ص: 480

26)زيارة السيدة زينب علیها السلام:إعداد المؤسسة

27)زيارة أبي الفضل العباس علیه السلام:إعداد المؤسسة

28)أعمال الأشهر(رجب،شعبان،رمضان): إعداد المؤسسة

29)الوصية الشرعية:إعداد المؤسسة

30)دليل مسجد السهلة المعظم (فارسي):السيد مضر السيد علي خان المدني

31)دليل مسجد السهلة المعظم(إنكليزي):السيد مضر السيد علي خان المدني

32)وصال يار (زيارة العتبات/عربي، فارسي): سيد أمير

33)المدرسة الأخلاقية: السيد محسن النوري

34)قصة وسيرة ساقي عطاشى كربلاء علیه السلام:السيد محسن النوري

35)سيرة وأدعية وزيارة الإمام الحسين علیه السلام:السيد محسن النوري

36)حياة الإمام الحسين علیه السلام وأيام عاشوراء: السيد محسن النوري

37)في رحاب القائم المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف): السيد محسن النوري

ص: 481

38)مدرسة الفتاة المؤمنة في رحاب الزهراء علیها السلام: السيد محسن النوري

39)الكتاب التعليمي المتطور للفتى والفتاة: السيد محسن النوري

40)قصة وسيرة السيدة الطاهرة أم البنين علیها السلام: السيد محسن النوري

41)قد قامت الصلاة: السيد محسن النوري

42)علموا أولادكم من علمنا: السيد محسن النوري

43)الآداب الإجتماعية: السيد محسن النوري

44) سفك الدم: السيد محمد حسين الحكيم

45)أطلس السيرة العلوية: الحاج حسن الظالمي

ص: 482

ص: 483

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.