مضر السيد علي خان المدني
الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بين مسجدين
اصدار مؤسسة مسجد السهلة المعظم
الطبعة الأولى
حقوق الطبع محفوظة للمؤسسة
1433ه-
ص: 1
ص: 2
ص: 3
غمرتني بحنانك وعطفك، وشملتني بحبك وكرمك.. كم أتيتك والهم قد أقلقني، والحزن قد أهلكني، فما هو إلا أن جاذبتك أطراف الحديث، حتى تبدد الهم، واندثر الحزن، وأشرقت النفس بفضل ربها ثم بفضلك .. كم أخطأت فقومتني بحسن أسلوبك، وزللت فانتشلتني بلباقة تعاملك، وكم أحسنت فكنت لي مشجعا، وأتقنت فكنت لي محفزا .. كم كان يعجبني فيك مطابقة قولك لفعلك وعلانيتك لسرك، تحث على فعل الخير وأنت سيد أهله، وتحث على البذل لهذا الدين وأنت في المقدمة.
بصمت وتواضع و ذكرى وحزن ولهفة متأخرة:
إلى الذي أضاء بعلمه عقلي، وهدى بالجواب الصحيح حيرة سؤالي؛ فأظهر بسماحته تواضع العلماء، وبرحابته سماحة العارفين..
إلى الذي لم يبخل علي يوماً بحرف أصبح سنا برقه يضيء الطريق أمامي..
إلى من علمني النجاح والصبر..
إلى من افتقده في مواجهة الصعاب ولم تمهلني الدنيا لأزداد ارتواء من حنانه..
إلى من رزقني التوحيد في صغري، و حب أهل البيت علیهم السلام في طفولتي، وأنار لي طريق الحياة في كبري؛
ص: 4
فرباني على حب المعرفة، وعلى التدقيق والتحقيق فيما أتعلم، وبذر في نفسي الإخلاص وحسن النية في العمل، وشوقني إلى السهر والجد في طلب سعادة الآخرة، اذ لم يحمل معه أبدا شيئا من سعادة الدنيا ..
أهدي هذا الجهد المتواضع إلى سيدي الوالد (تغمده الله بوافر رحمته)..هذا الجهد الذي أقف به متوسلا تحت قدمي ولي الله الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، سائلا ربي أن يهب لي ولوالديّ رأفته ورحمته ودعاءه وخيره .. وعسى أن أكون بوالديّ من ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾ (1).
مضر السيد عبد الهادي
السيد علي خان المدني
النجف الأشرف
20جمادى الآخرة 1433 ه-
ص: 5
عبق تراث اهل البيت علیهم السلام بالكثير من الأحاديث و الروايات التي تضمنت الأخبار المستفيضة عن صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وتدرجت تلك الروايات مبتدأة بسيد الرسل والأنبياء نبينا الأكرم محمد صلی الله علیه و آله و سلم ثم أمير المؤمنين الإمام علي علیه السلام وسيدة نساء العالمين الزهراء البتول علیهما السلام ليشدد عليها و يصونها ويبثها أئمة أهل بيت الوحي علیهم السلام.
وتفاوتت تلك الأحاديث كمًا – عند كل معصوم - حسب الظرف والمناخ السائد، أو حسب ما أمكن وصوله إلينا بعد قرون من الزمان تطاول فيها أعداء أهل البيت علیهم السلام، لإخفاء كل حديث يظهر شيئا مما من به الله عز وجل على هذه العترة الطاهرة من ملكات جعلتهم خير خلقه و صفوة من أنتجب من عباده، مضافا إلى وسائل القتل و التشريد لهم علیهم السلام و لأتباعهم الأصفياء الذين أقرضوا الله قرضا حسنا بموالاتهم واتباع منهجهم و نشر علومهم.
ص: 6
ورغم كل ذلك فقد حافظ أتباع المذهب الحق، و برعاية الله جل وعلا على موروث أصيل من الأحاديث والتفاسير للآيات القرآنية الكريمة التي وردت بشأن الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بوعده عز من قائل: ﴿أنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَأنا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (1)، فكان أهل البيت علیهم السلام القرآن الناطق الذي حفظ ما بين الدفتين من الكتاب العزيز المحفوظ .
ومما ورد عنهم علیهم السلام الذكر المتواتر لبعض الأماكن المقدسة، وإظهار فضلها، وبيان علاقتها الوثيقة بالمشروع الإسلامي الكبير في عصر الظهور وقبله وبعده .
ومن تلك الأماكن المقدسة مسجد الكوفة ومسجد السهلة المعظمان حيث اقتطع هذان المكانان المشرفان حيزا واسعا من أحاديث المعصومين علیهم السلام.
وعرفانا لشرف البقعتين المقدستين سنحاول في هذه السطور إيراد تلك الأحاديث من مصادرها رغبة في
ص: 7
تعميق أواصر الصلة بين المؤمنين وهذه الأماكن، بإيضاح شرف منزلتها وهي ترتبط بإمام العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والذي لابد أن يكون حافزا لديمومة تعاهد هذين المكانين وأداء العبادة فيهما، وتوخي الإلتزام بالخط المحمدي الذي أرادت رسالة السماء إتمامه على يد من سيملأ الأرض قسطا و عدلا بعد أن ملئت ظلما و جورا.
نسأل الله التسديد والرعاية وأن يمن علينا بحسن العاقبة وأن يجعلنا ممن ارتضى الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) قوله وفعله، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
ص: 8
المساجد بيوت الله عز وجل، وقد أضافها جل شأنه إلى نفسه إضافة تعظيم وتشريف، فقال: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً﴾ (1)
وهي أحب البقاع إليه، فقد صحَّ عن النبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال: [أَحَبُّ الْبِلادِ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَسَاجِدُهَا] (2)، فحباها جل شأنه بالإيجاب بذكر اسمه فيها بقوله: ﴿في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ﴾ (3)، وقوله عز وجل: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ
ص: 9
عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ (1)
ولأداء دورها ينبغي أن لا يذكر فيها اسم غير اسم الله للتعظيم أو التشريع أو لغير ذلك.
و﴿أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ﴾أي أمر برفعها من الناحية المعنوية، وبطهارتها بأداء العبادة فيها، وجعلها أداة لأداء حق الله، والصلاة والعبادة والصفاء الروحي والنفسي بذكر الله واتباع أمره، ورفعها من الناحية الحسية بنظافتها وصيانتها وحفظها.
و:( ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ﴾: معناه هذه المشكاة في بيوت هذه صفتها وهي المساجد، في قول ابن عباس وغيره، ويعضده قول النبي صلی الله علیه و آله و سلم: [الْمَسَاجِدُ بُيُوْتُ اللهِ فِيْ الْأَرْضِ وَهِيَ تُضِئُ لِأَهْلِ السَمَاءِ كَمَا تُضِئُ النُجُوْمُ لِأَهْلِ الْأَرْضِ]. وقيل: هي
ص: 10
بيوت الأنبياء، ثم أيده بما مر من رواية أنس، ثم قال: ويعضده قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ (1) وقوله: ﴿رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ (2) ، فالإذن برفع بيوت الأنبياء والأوصياء مطلق، والمراد بالرفع التعظيم ورفع القذر من الأرجاس و التطهير من المعاصي والأدناس، وقيل: المراد برفعها رفع الحوائج فيها إلى الله تعالى﴿وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾، أي يتلى فيها كتابه أو أسماؤه الحسنى.. ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾، أي يصلي له فيها بالبكر والعشايا، وقيل: المراد بالتسبيح تنزيه الله سبحانه عما لا يجوز عليه، ووصفه بالصفات التي يستحقها لذاته وأفعاله التي كلها حكمة وصواب، ثم بين سبحانه المسبِّح فقال:
ص: 11
﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ﴾،أي لاتشغلهم ولاتصرفهم ﴿تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ﴾) (1).
ومن صور رفعها حسيا وماديا إقامتها وتشييدها كما حث رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال: [مَنْ بَنَى مَسْجِدًا، يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ] (2)، وقال صلی الله علیه و آله و سلم ايضا – بما صح عن أبي ذر رضی الله عنه: [مَنْ بَنَى لله مسجدًا قَدْرَ مِفْحَصِ قَطاةٍ بَنى الله لَهُ بَيْتًا في الجَنَةِ ] (3).
كما وصف تعالى عمار المساجد بالمؤمنين باليوم الآخر بقوله عز من قائل: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ (4).
ص: 12
وروى الشيخ الصدوق (1) في كتاب ثواب الاعمال
ص: 13
بسنده عن السكوني (1) عن جعفر بن محمد عن آبائه علیهم السلام قال: (إن الله إذا أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لَوْلا الذِيْنَ يَتَحابُّوُنَ فِيَّ وَيَعْمُرُوْنَ مَسَاجِدِيْ وَيَسْتَغْفِرُونَ بِالأَسْحَارِ لَوْلاهُمْ لَأَنْزَلْتُ عَذَابِيْ) (2).
ص: 14
وبمعنى مقارب ورد أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قال: [فِي التَوراةِ مَكْتُوبٌ أَن بِيُوتِي في الأَرْضِ المَساجِدُ فَطُوبى لِعَبْدٍ تَطَهَرَ فِي بيْتِهِ ثُمَ زارَنِي فِيْ بَيْتِيْ.. أَلا إِنَ على المَزُورِ كَرامةَ الزائرِ.. ألا بَشِرْ المَشائِيْنَ فِيْ الظُلُماتِ إِلى المَساجِدِ بِالنُورِ الساطِعِ يَوْمَ القِيامَةِ] (1).
وفي ذلك وردت الكثير من الأخبار التي حثت على إتيان المساجد، وكراهة تعطيلها، (ففي الخبر: ثلاثة يشكون إلى الله تعالى: مسجد خراب لا يصلي فيه أحد، وعالم بين جهّال، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه) (2)، كما يستحب التردد إلى المساجد، (ففي الخبر: من مشى إلى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات) (3)، كما (ويكره الخروج من المسجد بعد الأذان حتى يصلى فيه - وفي
ص: 15
الخبر أنه من علامات النفاق - إلا أن يريد الرجوع إليه. وكذا يكره لجار المسجد أن يصلي في غيره لغير علة كالمطر، وفي الخبر:(لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد) (1)، ويستحب الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة، فعن النبي صلی الله علیه و آله و سلم: [أنَ تَرَهُّبَ أُمَتِيْ القُعُودُ فِي المَساجِدِ وَانْتِظارُ الصَلاةِ بَعْدَ الصَلاةِ] (2).
يعتبر المسجد الحرام أول مسجد في الأرض فعن أبي ذر رضی الله عنه:[قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ أَوَّلُ ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَسْجِدُ الأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ: أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاةُ فَصَلِّ فَإِنَّهَا مَسْجِدٌ] (3).
وكان أول عمل قام به رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بعد أن وطأت قدماه الشريفتان دار هجرته المدينة هو بناء مسجده
ص: 16
الذي أسس على التقوى من أول يوم، فكان هو الركيزة الأولى واللبنة الأساس في تكوين المجتمع المسلم، ولم يكن قاصراً على إقامة الصلوات والدروس، بل عم سائر نشاط المسلمين، الجهادي، والسياسي، والاجتماعي، وغيرها.
وظل هذا الحال مستمرا حتى غشيت المسلمين عصور الظلام والجهل، فاقتصرت رسالة المسجد على أداء الصلاة، وفي أحسن الأحوال إقامة الدروس، بينما نجد النواة الأولى للجامعات الإسلامية العريقة في عواصم العالم الإسلامي ومدنه الكبرى مثل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والنجف الأشرف، وبغداد، ودمشق، والقاهرة، والقيروان، وغيرها منبثقة من المسجد.
تختلف فضيلة العبادة في كل مسجد عن الآخر ف-(يستحب إيقاع الصلاة في المسجد، بل في بعض النصوص أن الصلاة في المسجد فرادى أفضل من الصلاة في غيره جماعة. وأفضل المساجد المسجد الحرام. وفي بعض النصوص: أن الصلاة فيه تعدل ألف ألف صلاة في غيره من المساجد، ثم مسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم والصلاة فيه تعدل عشرة
ص: 17
آلاف صلاة في غيره من المساجد، ثم مسجد الكوفة والصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد، ثم المسجد الأقصى والصلاة فيه تعدل ألف صلاة، وفي بعض النصوص مفاضلة بينهما، ثم مسجد الجامع - وهو المسجد الأعظم في البلد - والصلاة فيه بمائة صلاة، ثم مسجد القبيلة والصلاة فيه بخمس وعشرين صلاة، ثم مسجد السوق والصلاة فيه باثنتي عشرة صلاة) (1).
كما تستحب الصلاة في مشاهد الأئمة (وقد ورد أن الصلاة عند علي بمائتي ألف صلاة) (2).
وجاء في الخبر أيضا:(أن أفضل المساجد، المسجد الحرام، وبعده مسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم ، ويليه مسجد الكوفة، ثم مسجد السهلة) (3).
ص: 18
اليمان رضی الله عنه (1)، الكوفة سنة سبعة عشر للهجرة موقعا
ص: 20
للجيش الإسلامي أيام الخليفة عمر بن الخطاب ولذلك سميت(كوفة الجند)، أي مجمع الجيش.
وفي العام الثاني والعشرين للهجرة بنيت بالآجر في عهد ولاية المغيرة بن شعبة على سبعة محلات لكل قبيلة.
وعرفت لمدينة الكوفة منزلة كبيرة وشرف عال فهي: (إحدى المدن الأَربعة التي اختارها الله تعالى وبها قد فسرت كلمة طُور سينين وفي الحديث أنّها حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه و آله و سلم وحرم أمير المؤمنين علیه السلام ودرهم واحد يتصدق به فيها يعدل مائة درهم يتصدق بها في مكان آخر. والصلاة فيها ركعتان تعدل مائة ركعة في
ص: 21
غيرها) (1).
وتبدأ الفترة المهمة في تأريخ الكوفة عندما اختارها أمير المؤمنين علیه السلام بعد انتصاره في معركة الجمل سنة ست وثلاثين للهجرة لتكون عاصمة للخلافة،(وكان مع الإمام علي علیه السلام تسعمائة رجلٍ من المهاجرين والأنصار ولا يُعرف عدد من توطن الكوفة منهم لكنهم أسموا مئة وتسعة وأربعين صحابيا، منهم سبعون ممن شهد بدرا وبيعة الرضوان.. وبذلك أصبحت الكوفة المركز السياسي والعالمي الأول، فهاجر إليها الناس وطلاب العلم، واتسعت بناء وسكانا، وعظمت مكانة وشأنا في كل جانب، وكانت الكوفة بعد ذلك عاصمة لخلافة الحسن بن علي ِعلیهما السلام، وعاصمة للمختار بن أبي عبيدة الثقفي رضی الله عنه أيام ثورته على الأمويين، والعاصمة الأولى لحكام بني العباس) (2).
وأصبحت الكوفة مسرحا لنشاط مجموعة من التيارات
ص: 22
السياسية نتيجة الثقافة الأموية فيها، والتي بدأت بدخول المغيرة بن شعبة (1) إليها واليا لمعاوية.
ومن أبرز تلك التيارات:
1-التيار الشيعي: وكان يضم كبار أصحاب الإمام علي علیه السلام ممن قاتلوا معه في حروبه الثلاث، وكانوا بعده مع ولده الإمام الحسن علیه السلام ، والذين مارسوا دورا مهما في مواجهة الهجمة العقائدية والضغط السياسي الأموي ضد التشيع، وقدموا التضحيات الكبرى أمثال رُشَيد الهجري (2)، وميثم التمار،
ص: 23
وحجر بن عدي (1)...
ص: 24
وحبيب بن مظاهر الأسدي (1) ...وغيرهم.
3-تيار الخوارج
وهو تيار لم يكن يملك قاعدة جماهيرية كبيرة داخل الكوفة، بسبب كونه محاصرا من جهتين، اجتماعية تمثلت بالشيعة بسبب العداء العقائدي، ومسؤولية الخوارج عن قتل أمير المؤمنين علیه السلام ، ومحاولة اغتيال الإمام الحسن علیه السلام ، وجهة السلطة التي كانت تخشى تحركهم.
4-تيار السلطة
وهو تيار ابتدأ ضعيفا، لكنه استقوى طيلة سني حكم
ص: 25
المغيرة بن شعبة، وزياد بن أبيه (1)، والمؤلف من الأعداء الحقيقيين لأهل البيت من بني أمية وأنصارهم، ومن المقاتلة(الجيش)، والشرطة وقياداتها، ومن رؤوس الأرباع، وأصحاب المناصب والمصالح والمتملقين .
وحين قامت الخلافة العباسية عام 132 هجرية ،اتخذوا الهاشمية عاصمة لهم، ثم بغداد، فذبلت نظارة الكوفة حتى سنة خمسمئة وثمانين حيث استولى عليها الخراب كما يقول الرحالة ابن جبير (2) بعد أن كانت كلمة(الكوفة)
ص: 26
تعني مناطق شاسعة.
وكان أول ما أسس في مدينة الكوفة في العام السابع عشر للهجرة دار الإمارة وبيت المال ومسجدها الأعظم، وبلغ طول الضلع المواجه للقبلة 110م، والجدار المقابل له 109م، أما الضلعان الآخران فيبلغ طول كل منهما 116م. وله أربعة أبواب،يتسع لأربعين ألف من المصلين، وكانت تتوسط صحنه بقعة منخفضة ينزل إليها بسلم تسمى (السفينة)، اشتهر – بين العامة - إنها الموقع الذي صنعت فيه سفينة نوح علیه السلام، أو رست فيه.
ص: 27
وكان قصر الإمارة يتصل بالمسجد من جهة القبلة، ولم يكن لمسجد الكوفة سور في بادئ الأمر، بل كان صحنه مكشوفاً يحيط به خندق وله سقيفة يستظل بها المصلون، ثم أحيط المسجد بسور من اللبن والطين، ويذكر ياقوت أن الخليفة الثاني كتب إلى سعد يأمره بأن يخط مسجد الكوفة بحيث يتسع للمقاتلة أو ما يكفي لأربعين ألف مصل.. ثم وسعَ المسجد بحيث صار يتسع لستين ألف مصلّ، وبنيت الجدران بالآجر المستخرج من خرائب الحيرة.
كتب عن الكوفة وخططها قليل من الباحثين، ومن هؤلاء البلاذري (1) فأشار إلى إقامة المسجد وتحديد
ص: 28
موضع القبلة فيه أولا (1)، وكذلك فعل الطبري.
زار الرحالة العرب المسجد في عصور مختلفة، لكنهم لم يقدموا وصفا وافيا عن عمارة المسجد إلا الرحالة الأندلسي ابن جبير، الذي زار الكوفة سنة 580 ه-، وكتب يقول: (والجامع العتيق آخرها مما يلي شرق البلد، ولا عمارة تتصل به من جهة الشرق، وهو جامع كبير. في الجانب القبلي منه خمسة أبلطة، وفي سائر الجوانب بلاطان. وهذه البلاطات على أعمدة من السواري المصنوعة من صم الحجارة المنحوتة قطعة على قطعة، مفرغة بالرصاص، وهي في نهاية الطول، متصلة بسقف المسجد، فتحار العيون في تفاوت ارتفاعها. فما أرى في الأرض أطول أعمدة منه، ولا
ص: 29
أعلى سقفا، وبهذا الجامع المكرم آثار كريمة، فمنها بيت بإزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة يقال أنه كان مصلّى إبراهيم الخليل علیه السلام، وعلى مقربة منه مما يلي الجانب الأيمن محراب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ... وفي الجهة الشرقية من الجامع بيت صغير يصعد إليه، فيه قبر مسلم بن عقيل بن أبي طالب) (1)
ويتضح من وصف ابن جبير أن عمارة المسجد يومذاك تختلف عن عمارته الحاضرة، وأن ساحة المسجد لم تكن مكشوفة كما هي الآن، بل كان في وجهها القبلي سقف عريض يستند إلى خمسة صفوف من الأعمدة، وفي وجهاتها الأخرى سقف أقل عرضاً من ذلك محمول على صفين من الأعمدة. أما الصحن المكشوف فكان منحصراً بالساحة الباقية خارجاً عن صفوف الأعمدة.
ص: 30
وقد وصف الرحالة المغربي ابن بطوطة (1) مسجد الكوفة المقدس أيضا فقال:(وجامعها الأعظم جامع كبير شريف، بلاطاته سبع قائمة على سواري حجارة ضخمة منحوتة، قد صنعت قطعا، ووضع بعضها على بعض وأفرغت بالرصاص، وهي مفرطة الطول، وبهذا المسجد آثار كريمة فمنها بيت أزاء المحراب عن يمين مستقبل القبلة يقال أن الخليل صلوات الله عليه كان له مصلى
ص: 31
في ذلك الموضع، وعلى مقربة منه محراب محلق عليه بأعواد الساج مرتفع، وهو محراب علي بن أبي طالب رضی الله عنه، وهنالك ضربه الشقي إبن ملجم، والناس يقصدون الصلاة فيه، وفي الزاوية من هذا البلاط مسجد صغير محلق عليه أيضا بأعواد الساج، يذكر أنه الموضع الذي فار منه التنور حين طوفان نوح علیه السلام ..) (1).
وفي سنة 1181 ه- / 1768م، أجرى آية الله العظمى السيد محمد مهدي بحر العلوم قدس سره (2)تغييرا كبيرا في
ص: 32
ص: 33
ص: 34
هيئة المسجد المعمارية، وذلك بإزالة المعالم والأعمدة القديمة للمسجد، وكان ذلك حرصاً منه على قداسة المسجد وحرمته بعد أن تداعت جدرانه وأصبحت تهدد حياة زواره وقاصديه من جهة، ومن جهة ثانية للحفاظ على أرض المسجد من وطء الزائرين بأرجلهم ومن المخلفات التي يتركونها في أرض المسجد في مواسم الزيارة حيث يصطحبون أطفالهم ويمكثون ليالي عدة فيه.
وكانت أرض المسجد القديمة في مستوى أرض( بيت الطشت وأرض السفينة) المنخفضتين، و لما (صارت أرض المسجد تنز ماء عند تحكم مجرى الفرات على مقربة منه، فطمّ السيد مهدي بحر العلوم المحاريب بالتراب الجديد الطاهر وبنى على أُسسه القديمة محاريب كما هي الآن، وكما طم الغرف والإسطوانات القديمة المزدانة بالأعمدة الرخامية التي منها شاخص الزوال المنصوب، في مقام النبي صلی الله علیه و آله و سلم الأعلى في وسط
ص: 35
المسجد وكان مدخل مقام النبي صلی الله علیه و آله و سلم القديم الأسفل في محوطة بيت نوح علیه السلام المعروف اليوم بالسفينة) (1).
فأمر السيد بحر العلوم بطمر أرض المسجد القديمة بأنقاضه حتى بلغ ارتفاع الأرض الجديدة عن الأولى حوالي أربعة أمتار، طمرت تحتها المقامات والأعمدة والمعالم القديمة الأخرى، ثم شيدت مقامات جديدة فوق مواقعها، ولم يسقف المسجد كما كان وبقي فناؤه مكشوفا، ولوقاية الزائرين من حرارة الشمس والمطر، شيدت مجموعة من الحجرات في جوانب المسجد... ولاشك ان هذه التغييرات – رغم مشروعية الحاجة إلى تنفيذها – قد أخفت الكثير من المعالم القديمة للمسجد وطرازه المعماري الفريد.
ويشير الرحالة (الوا موسيل) إلى حالة الكوفة في بداية عام 1912م فيقول:(وفي 29 نيسان 1912 في 6،05 مررنا بخرائب (تل اليسار) وقد بنيت العقود والجدران بالآجر، وفي 6،25 شاهدنا على يسارنا (مرقد مسلم) الذي لايزال بحالة جيدة، وهو محاط
ص: 36
بجدران عالية تذكرنا بجدران قلعة (الأخيضر)، وإلى يميننا تقع (خرائب السحالة)،وتقع من ناحية الشرق وراءها جدران بساتين الكوفة الغائرة، وإلى الجنوب اصبح من الممكن رؤية ربوة خرائب طولها نحو كيلومتر واحد، وعرضها 400 متر، وفيما يلي ذلك شمالا لم نجد أية بقايا مهمة أخرى . وكان هذا كل ما بقي من الكوفة التي كأنت مدينة عظيمة في عصر مضى) (1).
وما شوهد لاحقا من بناء عبارة عن عمارة جددت ورممت مرات عدة عبر قرون طويلة، إذ يدعم السور (28) برجاً نصف دائري، ويقع مدخل المسجد الرئيسي في طرف جدار المؤخرة الشمالي الشرقي ويتألف من إطار مستطيل يتوسطه عقد مدبب عند الوسط وحوله زخارف آجرية محفورة حفرا مخمليا جميلا وهذه الزخرفة تعود للقرن السادس الهجري.
ص: 37
وفي صحن المسجد أواوين عديدة على امتداد أضلاعه ، وكان كل إيوان يشتمل على غرفة تستضيف الزائرين والمعتكفين فيه.
ص: 38
توجد في المسجد عدة مقامات منها:
يقع بالقرب من باب الثعبان على يسار القبلة، فقد روي عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام أنه قال لبعض أصحابه:(يا فلان إذا دخلت المسجد من الباب الثاني عن ميمنة المسجد فعد خمسة أساطين اثنتان منها في الظلال وثلاث منها في صحن الحائط فصل هناك فعند الثالثة مصلى إبراهيم وهي الخامسة من المسجد) (1)
يقع بجوار مقام إبراهيم الخليل علیه السلام على الجهة اليسرى.
ص: 39
يقع على يسار مقام الخضر علیه السلام
يقع وسط المسجد المبارك.
يقع أمام محراب الإمام علي علیه السلام على الجهة اليسرى
يقع بجوار الإيوان المؤدي إلى مرقد مسلم علیه السلام
يقع على يمين مقام النبي آدم علیه السلام أمام محراب الأمير علیه السلام من الجهة اليسرى.
ص: 40
يقع في الزاوية الغربية للمسجد، وهو البيت الذي نجرت فيه السفينة.
يقع بجانب بيته في الزاوية الغربية
يقع أمام مقام النبي نوح علیه السلام
يقع أمام مقام بيت الطشت
يقع في منتصف سور المسجد الجنوبي، و في السابق أحاط بالمسجد عدد كبير من الغرف أوسعها ما في
ص: 41
القبلة وفيه المحراب الذي كان يصلي فيه الإمام علیه السلام وفيه استشهد، وكان بجنب المحراب باب يمر إلى قصر الإمارة الذي لا تزال أطلاله ماثلة اليوم وينتهي إلى بيت الإمام علیه السلام الذي يبعد عن دار الإمارة مسافة خمسة وثمانين مترا، والذي جدد بناؤه قبل سنوات عدة.
ص: 42
لم تصرح المصادر التأريخية بيوم ولادة مسلم بن عقيل علیه السلام بالتحديد، ولكن هناك بعض القرائن تدل على انه ولد سنة 25 ه- ، وذلك لأن أكثر المؤرخين وأهل السير الذين كتبوا في واقعة الطف يذهبون إلى أنه استشهد في الكوفة وكان له من العمر 35 سنة كما ذهب إلى ذلك البيهقي في باب الأنساب وغيره الكثيرون، وهناك بعض المصادر تذهب إلى أنه كان له من العمر 38سنة وإن البعض ذهب إلى أكثر من هذا العمر وهو المرجح عند أهل السير.
أمه أم ولد أسمها عليّه وقيل أنها من ملوك النبط تزوج بها عقيل بن أبي طالب رضی الله عنه وأولدها مسلماً علیه السلام .
أشرقت المدينة المنورة بيوم ولادته وفرح لمولده آل عبد المطلب وبالأخص آل أبي طالب.
روي عن ابن عباس أن النبي صلی الله علیه و آله و سلم قال عندما سأله أمير المؤمنين علیه السلام عن حبه ل-(عقيل): (إي والله، إني لأحبه حبين، حبا له، وحبا لحب أبي طالب له، وإن ولده
ص: 43
لمقتول في محبة ولدك تدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون)، ثم بكى رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم حتى جرت دموعه على صدره ثم قال:(إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي) (1).
نشأ وترعرع في كنف عمه أمير المؤمنين علیه السلام وأبيه عقيل بن أبي طالب، ولما وجد الإمام أمير المؤمنين علیه السلام في مسلم علیه السلام بعض المؤهلات التي تجعله في مقدمة الرجال استعدادا للعلم وبطولة وشهامة أعار له اهتماماً وأغدق عليه من علومه وأصبح موضع عنايته وجعله أحد رجال دولته الذين يعتمد عليهم في المهمات، فقد أشارت أكثر المصادر التأريخية ومن كتب في واقعة الجمل إلى أن مسلم بن عقيل علیه السلام كان قد شارك فيها إلى جنب بني عمومته مثل الحسن والحسين علیهما السلام ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس وغيرهم، وأصبح علیه السلام يعد في طليعة الرجال في العلم والشجاعة ودفع المهمات ومن يعتمد عليه في بناء الدولة التي أرادها أمير المؤمنين
ص: 44
علیه السلام أن تكون مثالاً بكل أبعادها في العلم والعمل.
وكذا تحدث الأخبار بأن مسلم بن عقيل علیه السلام أشترك في حرب صفين وكان أحد القادة في هذه المعركة، وإن هذه الحروب أكسبت مسلماً ثقة بالنفس وقوة جنان ورباطة جأش وشجاعة وفروسية مما هو معهود عند بني هاشم ومتوارث عن الآباء والأجداد، فالحروب كانت لهم اختبارا وميدانا لإظهار تلك الشجاعة وثبات العزيمة وقوة الإيمان.
وبعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين علیه السلام آل أمر مسلم علیه السلام إلى الإمام الحسن وأخيه الإمام الحسين علیهما السلام.
وبذلك يكون قد تربى في كنف ثلاثة من الأئمة صلوات الله عليهم، ولهذا عندما جاءت كتب أهل الكوفة إلى الحسين علیه السلام نظر في آل عبد المطلب فرأى أن الاكفأ والأجدر لهذه المهمة مهمة السفارة إبن عمه مسلم بن عقيل علیه السلام فوقع اختيار الحسين علیه السلام عليه وأرسله إليهم وجاء في كتابه:(إني باعث إليكم أخي وابن عمي
ص: 45
وثقتي مسلم بن عقيل فاسمعوا له وأطيعوا) (1).
فمسلم علیه السلام هو ثقة الحسين علیه السلام نتيجة سيرته المقدسة وكفاحه من اجل الإسلام أيام حياة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام ومعاصرته له فقد هيأه الإمام علیه السلام أن يكون آخر عمره الشريف ثقة الإمام المعصوم.
وقام علیه السلام بتلك المهمة خير قيام وسيطر على الكوفة، وهي في ذلك اليوم حاضرة البلاد الإسلامية ومرتكز الطوائف والأديان والقوميات على سعة رقعتها الجغرافية، مما يؤكد حنكته وكفاءته.
استشهد علیه السلام بعد ما آلت اليه الأمور من انقلاب في الظروف السياسية بدخول عبيد الله بن زياد، بعد ما مر على الكوفة من مخاض عسير في أيامه مما أدى إلى استشهاد الرائد الاول للدعوة الحسينية و ناصره زعيم مذحج ومراد هاني بن عروة رضی الله عنه الذي وقف إلى جانب مسلم علیه السلام أمام الحزب الأموي الحاكم وأمام شراسة وفضاضة اللعين عبيد الله بن زياد الحاكم الجلاد؛ فقتل وهاني بن عروة في يوم عرفة.
ص: 46
يقع مرقد مسلم بن عقيل مجاورا لجدار مسجد الكوفة من جهة الشرق، وكانت تعلو الشباك الذي يحيط القبر قبة عالية مغطاة بالكاشي من الخارج وقد جدد بناء الحرم وتم توسعته عام 1965م، إذ وسع الرواق المحيط بالضريح كما تم توسيع جوانبه الأخرى، وتم زخرفة الجدران الداخلية للحرم والقبة بالمرايا ومن الخارج بالذهب.
وقد وسع الصحن الممتد بين ضريح مسلم بن عقيل وقبر هاني بن عروة، وبناء أروقة فيه، وذلك عام 1960 م فتكون للمرقدين سور واحد. ولصحن المرقد أبواب متعددة منها ثلاثة تطل على مسجد الكوفة المعظم والرابعة على واجهة الشارع الخارجي، وللمرقد قبة ذهبية شامخة يصل ارتفاعها إلى (28)، متراً كسيت بالصفائح المطلية بالذهب ويصل عددها إلى (10،315)قطعة وبقياس مربع طول ضلعه (20) سم، طليت كل صفيحة (طابوقة) بمثقالين ونصف من الذهب الخالص، أما مساحة الصحن الذي يضم المرقد الطاهر ومرقد هاني بن عروة رضی الله عنه فيبلغ (5،344)
ص: 47
مترا مربعا من ضمنها الحجرات والمسقفات، فيما تصل مساحة حضرة مسلم بن عقيل علیه السلام ( 620) مترا مربعا، أما مساحة الشباك المقدس فهي (19،6) مترا مربعا، وللضريح الشريف رواق واسع زجج بالمرايا والنقوش النباتية والأعمال الفنية الرائعة الجمال، وتجد إلى جانبه المرقد الطاهر للمختار بن أبي عبيدة الثقفي رضی الله عنه القائد العربي المبارك الآخذ بثأر الإمام الحسين علیه السلام سنة (64) للهجرة.
ويشهد المرقد الشريف حاليا حملة إعمار كبيرة حيث تم استبدال الجدران والأرضيات وإكساؤها بالمرمر، بالإضافة لإنشاء شباك جديد للمرقد، مع صحن مضاف يحمل اسم أبي طالب رضی الله عنه، مع توسعة من الناحية الشرقية (الطارمة) والتي تبلغ مساحتها 800 – 900 مترا مربعا.
المختار بن أبي عبيدة بن مسعود بن عمير الثقفي.
ص: 48
ولد رضی الله عنه في السنة الأولى من الهجرة في مدينة الطائف . ولما ترعرع حضر مع أبيه وقعة (قُسّ الناطف) (1) وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وكان يتفلت للقتال فيمنعه سعد بن مسعود عمه. فنشأ مقداما شجاعا، يتعاطى معالي الأُمور، وكان ذا عقل وافر، وجواب حاضر، وخلال مأثورة، ونفس بالسخاء موفورة، وفطرة تدرك الأشياء بفراستها، وحدس مصيب، وهمة تعلو على الفراقد بنفاستها، مارس التجارب فحنكته، ولابس الخطوب فهذبته.
وينهض الشباب بالمختار، فتعرف فيه شمائل النخوة والإباء ورفض الظلم، ويسمع منه ويرى فيه مواقف الشجاعة والتحدي أحيانا، وكان هذا أشد ما تخشاه السلطات الأُموية، فألقت القبض عليه وأودعته في سجن عبيد الله بن زياد في الكوفة، تمهيدا لتصفية القوى والشخصيات المعارضة، وللتفرغ لإبادة أهل
ص: 49
البيت علیهم السلام بعد ذلك، واقتضت المشيئة الإلهية أن يلتقي المختار رضی الله عنه في السجن بميثم التمار رضی الله عنه، فيبشره هذا العبد الصالح الذي نهل من علوم إمامه علي أمير المؤمنين علیه السلام بخروجه ثائرا آخذا بدم الحسين علیه السلام، وأنه سيقتل هذا الجبار الذي هما في سجنه، ويطأ بقدمه على جبهته وخديه.
ولم تطل الأيام حتى دعا عبيد الله بن زياد بالمختار رضی الله عنه من سجنه ليقتله، ليطلع البريد بكتاب يزيد إلى ابن زياد يأمره بتخلية سبيل المختار رضی الله عنه، بشفاعة عبد الله بن عمر الذي كان متزوجا من أُخت المختار رضی الله عنه.
و استثمر رضی الله عنه الوقت عند خروجه من السجن فبعث إلى أصحابه فجمعهم في الدور حوله، وبدأ يعد العدة للثأر من قتلة سيد الشهداء علیه السلام .
وتحققت الأخبار التي أسرها إليه الشهيد ميثم التمار رضی الله عنه، فأعلن المختار رضی الله عنه الثورة، وحصد رؤوس الجريمة والضلالة والفتنة الذين أراقوا دماء عترة النبي صلی الله علیه و آله و سلم وذريته وأمعنوا فيهم قتلا وسبيا، وجيء
ص: 50
للمختار رضی الله عنه برأس اللعين ابن زياد فوطئ وجهه بنعله، ثم رمى بالنعل إلى مولى له وقال له: اغسلها فإني وضعتها على وجه نجس كافر، ثم وجه المختار برأس اللعين إلى الإمام زين العابدين علیه السلام في المدينة، وروي أن الإمام علیه السلام لم ير ضاحكا قط منذ قتل الحسين علیه السلام إلا في ذلك اليوم، وأنه علیه السلام كانت له إبل تحمل الفاكهة من الشام، فلما أتي برأس عبيد الله بن زياد أمر بتلك الفاكهة ففرقت بين أهل المدينة، وامتشطت نساء آل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم واختضبن، وما امتشطت هاشمية ولا اختضبت منذ قتل الحسين علیه السلام .
استشهد المختار رضی الله عنه في الرابع عشر من شهر رمضان 67 ه-، بعد قتال شديد مع مصعب بن الزبير الذي أرسله أخوه عبد الله لمقاتلة المختار رضی الله عنه.
و(المختار في الطليعة من رجالات الدين والهدى والإخلاص، وإن نهضته الكريمة لم تكن إلا لإقامة العدل باستئصال الملحدين واجتياح الظلم الأموي، وإنه
ص: 51
يتهم بالمذهب الكيساني (1) وأن كل ما نبذوه به من قذائف وطامات لا مقبل لها من مستوى الحق والصدق، ولذلك ترحم عليه الأئمة الهداة سادتنا السجاد، والباقر، والصادق علیهم السلام وبالغ في الثناء عليه الإمام الباقر علیه السلام، ولم يزل مشكوراً عند أهل البيت الطاهر هو وأعماله...وقد بلغ من إكبار السلف له أن
ص: 52
شيخنا الشهيد الأول (1) ذكر في مزاره زيارة تخص به
ص: 53
يزار بها، وفيها الشهادة الصريحة لصلاحه ونصحه في الولاية، وإخلاصه في طاعته إليه ومحبة الإمام زين العابدين، ورضا رسول الله وأمير المؤمنين علیه السلام وإنه بذل نفسه في رضا الأئمة، ونصرة العترة الطاهرة، والأخذ بثأرهم) (1).
ص: 54
وقد كان قبر الشهيد المختار رضی الله عنه معروفا في السابق، لكنه أخفي خوفا من الظالمين (فقد كان من جملة المزارات المشهورة عند الشيعة، وكانت عليه قبة معروفة) (1).
وتم لاحقا الكشف عن (قبر الآخذ بالثأر المختار في الزاوية التي تشكل من قصر الإمارة ومسجد الكوفة خارجاً وكان قبره في السابق معفياً عثر عليه العالم الرباني السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي عند تتبعه عن آثار المسجد ومحاريبه ووجدوا على دكة قبره صخرة منوهة باسمه ولقبه، فأُنشأ السيد (قدس سره) له حرما واسعا وألحقه برواق وحرم مسلم بن عقيل علیه السلام جنوبا وجعل لقبره شباكا جديدا) (2).
هو هاني بن عروة المذحجي المرادي، وكان صحابيا كأبيه عروة، وكان معمرا، وهو وأبوه من وجوه الشيعة، وروي: (أنه كان شيخ مراد وزعيمها، يركب
ص: 55
في أربعة آلاف دارع، وثمانية آلاف راجل، فإذا تلاها أحلافها من كندة ركب في ثلاثين ألف دارع) (1)
حضر مع أمير المؤمنين علیه السلام حروبه الثلاث، وهو القاتل يوم الجمل:
يا لك حربا حثها جمالها
يقودها لنقصها ضلالها
هذا علي حوله أقيالها
و كان عمره يوم قتل بضعا وتسعين، وذكر بعضهم أن عمره كان ثلاثا وثمانين، وكان يتوكأ على عصا بها زج، وهي التي ضربه بها ابن زياد .
فهذا الصحابي الكبير الذي شهد مع الإمام علي علیه السلام حروبه الثلاثة، كان قد تجاوز التسعين من عمره الشريف عندما حل عليه سفير الإمام الحسين علیه السلام مسلم بن عقيل ضيفا سريا في أحلك الظروف وأقساها، لتصبح داره مقرا للمعارضة في الكوفة، تعد فيها الخطط وتجمع الأموال لشراء السلاح والمؤن. وعندما
ص: 56
علم إبن زياد بالدور الذي يقوم به هانئ رضی الله عنه في إيواء مسلم علیه السلام ومساندة حركته لم يجرؤ على الهجوم على داره لمعرفته بمكانته الاجتماعية. وسلك ابن زياد سبيلا آخر حيث أوفد إليه حسان بن أسماء بن خارجة زعيم فزارة ومحمد بن الأشعث زعيم كندة وعمرو بن الحجاج - وهو أخو زوجة هانئ - ليقنعوه برغبة ابن زياد الملحة في زيارته، وعندما استجاب لهم هانئ رضی الله عنه وقدم لزيارة ابن زياد حدث ما كان يخشاه، حيث تم اعتقاله والتحقيق معه في شأن إيوائه مسلم بن عقيل علیه السلام، ولكنه قاوم أمر ابن زياد بإحضار مسلم علیه السلام حيث قال له بلغة واثقة: والله لا آتيك بضيفي أبدا، وحاولوا إقناعه فلم يقتنع وظل على موقفه الصلب الصامد، وعندما يئس ابن زياد منه هدده قائلا: أتأتيني به أو لأضربن عنقك. فلم يعبأ به هانئ رضی الله عنه ، وأخذ ابن زياد القضيب فلم يزل يضرب به أنفه وجبينه وخده حتى كسر أنفه ونثر لحم خديه وجبينه على لحيته وتحطم القضيب وسالت الدماء على ثيابه، ولما انتهى خبر اعتقاله وما جرى عليه إلى قبيلته اندفعت بتثاقل
ص: 57
يقودها اللعين عمرو بن الحجاج (1)، فقام ابن زياد عن طريق شريح القاضي (2) بإخبارهم أن هانئا حي لم يقتل،
ص: 58
فبادر زعيمهم بالقول: إذا لم يقتل فالحمد لله. وهذا يكشف تواطؤ عمرو بن الحجاج مع ابن زياد.. لقد تنكرت مذحج لزعيمها وأسلمته للموت، وهكذا كان.
وبعد مقتل مسلم بن عقيل أخرج هانئ إلى السوق وهو مكتوف فجعل يصيح: وامذحجاه وأين مني مذحج، ولما رأى أن أحدا لا ينصره جذب يده ونزعها من الكتاف وقال: أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يدافع رجل عن نفسه، ووثبوا عليه وأوثقوه كتافا وقالوا له: مدَ عنقك، فقال في رباطة جأش: ما أنا بها بسخي وما أنا معينكم على نفسي، فضربه بالسيف مولى لعبيد الله بن زياد فلم يصنع شيئا، فقال هانئ:
ص: 59
إلى الله المعاد، اللهم إلى رحمتك ورضوانك. ثم ضربه أخرى فخر شهيدا، وكان ذلك في اليوم الثامن من ذي الحجة سنة 60 ه-، وأمر ابن زياد أن يجر جسده مع جسد مسلم بن عقيل في أسواق الكوفة.
وقد بعث ابن زياد برأسي مسلم وهاني إلى يزيد بن معاوية في الشام ثم أن مذحج استوهبوا الجثة ودفنوهما عند قصر الإمارة عند حريم المسجد، فأصبح له (مرقد خلف مسجد الكوفة الأعظم محاذياً لزاوية المسجد الشرقية الشمالية عامر مشيد له حرم وأروقة يزوره كل من يزور مرقد أول الشهداء مسلم بن عقيل فوق حرمه قبة شاهقة البناء مزينة بالقاشي الأزرق) (1).
وتبلغ المساحة الحالية لحضرة هاني 800 مترا مربعا مقسمة بين المرقد الطاهر وأروقة وغرف وأواوين ومخازن ومن المؤمل خلال التصميم الجديد الذي يشهده المكان الشريف التوسع وإشغال جميع المساحة المتوفرة للزائرين .
ص: 60
توفيت السيدة خديجة بنت الإمام علي بن أبي طالب علیهما السلام بالكوفة زمن خلافة أبيها، ودفنت إلى جانب مسجد غني بالكوفة على ما حكاه التاريخ (وان مسجد غني اثاره الان مدروسة ولم يعثر أحد على موقعه وأحسب أنه مقارب للمسجد الاعظم مما يلي باب الفيل وإن موضع قبر السيدة خديجة في ذات المكان حسبما روى كثير من المؤرخين) (1)
ويقع المرقد مقابل المسجد المعظم وقد أشار اليه العلامة المجلسي (قدس سره) في (تحفة الزائر) حيث قال: (مزار بعض بنات الإمام أمير المؤمنين علیه السلام حوالي مسجد الكوفة معروفة) (2)
ص: 61
ويقول الشهيد د. عباس كاظم مراد (1) أن (المرقد القديم لا نعرف متى كان عهد بنائه، وكان الجدار
ص: 62
المحيط بالقبر معرضا للسقوط مما حدا ب-(أبي عامر لطفي علي) مدير ناحية الكوفة آنذاك أن يزيله ثم أحاط بقبرها حديقة كبيرة ورمم قبتها الصغيرة وكان ذلك عام 1942 وهي الآن مثمنة الشكل وبقية القبة هكذا وهي ترمم بين حين وآخر، أما الشباك الموجود في المرقد فقد جلبه بعض المحسنين من أهالي كربلاء).
مِيثَم بن يحيى التمار النهرواني، كان يبيع التمر في الكوفة فلقب ب-(التمّار).
مولى أمير المؤمنين علي علیه السلام وخاصته وحواريه، ومستودع أسراره ومغرس علومه، و لطالما كان الإمام علیه السلام يخرج من جامع الكوفة فيجلس عنده
ص: 63
فيحادثه، وربما كان يبيع له التمر اذا غاب (1)،وقد أطلعه علیه السلام على علم كثير وأسرار خفية من أسرار الوصية، فكان يحدث ببعض ذلك فيشك فيه بعض أهل الكوفة (2)، و قد جعلت منه نفاسة معدنه وجميل تربية الإمام علي علیه السلام له، ذلك الرجل الفذ في كل خلة كريمة.
كان ميثم التمار عبدا لامرأة من بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنين علیه السلام منها فأعتقه، فقال: ما اسمك ؟! قال: سالم، فقال علیه السلام:أخبرني رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أنّ اسمك الذي سماك به أبوك في العجم (ميثم)، قال: صدق الله ورسوله وصدق أمير المؤمنين، والله إنه لاسمي، قال: فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم (أي ذَكرك به) ودع سالما، فرجع إلى اسم )ميثم ( واكتنى بأبي سالم (3).
حبسه ابن زياد بعد شهادة مسلم علیه السلام وهاني رضی الله عنه مع المختار الثقفي رضی الله عنه بأيام ثم جاء بريد الشام من
ص: 64
يزيد وفيه العفو عن المختار رضی الله عنه لشفاعة بعض أصهاره، وأمر بصلب ميثم فصلبه ابن زياد على الخشبة عند باب عمرو بن حريث (1) وأخذ يحدث الناس بفضائل علي علیه السلام، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، قال: ألجموه، فكان أول من أُلجم في الإسلام، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبر ومات في 20/ذي الحجة/60 ه- (2)
وكان علي علیه السلام قد قال ذات يوم لميثم رضی الله عنه: إنك تؤخذ فتصلب وتطعن بحربة، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفوك دماً فتخضب لحيتك، وتصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة، وأنت أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة.
ص: 65
وعندما أرسل عليه ابن زياد ليقتله كان يتردد إلى دكان له في سوق يبيع التمر فيه، وكان ميثم إذا لقي عمرو بن حريث يقول له:
إني مجاورك فأحسن جواري لأن داره كانت عند قصر الإمارة، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار إبراهيم الحكيم، وهو لا يعلم ما يريده.
لميثم التمار رضی الله عنه كتب يروي عنها بعض أولاده، وأولاده هم: صالح وبه يكنى، وشعيب، وعمران، وحمزة، وقد أدرك صالح الإمام الباقر علیه السلام ، وكان من أصحاب الإمام الصادق علیه السلام أيضا وهو القائل له:( إني أحبك وأحب أباك حبا شديدا) (1) .
أما شعيب فقد بقي على أيام الإمام الصادق علیه السلام ، وابن يعقوب بن شعيب من أصحابه علیه السلام وأصحاب الإمام الكاظم علیه السلام وهو من مصنفي الشيعة (2)، أما عمران بن ميثم فقد كان من أصحاب الأئمة السجاد
ص: 66
والباقر والصادق علیهم السلام ، وهو من مصنفي الشيعة أيضا (1) و مما رواه الكراجكي: عن أبي مخنف،عن يعقوب بن ميثم التمار أنه وجد في كتب أبيه أن عليا علیه السلام قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول: قال الله عز وجل: ﴿إنّ الذين آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ أُولئكَ هُم خيرُ البَريّة﴾ (2)، ثم التفت إليّ فقال: هم أنت - يا علي - وشيعتك، وميعادك وميعادهم الحوض تأتون غُرا محجَلين متوجين. قال يعقوب بن مِيثم: فحدّثت به أبا جعفر (الباقر) علیه السلام فقال: هكذا هو عندنا في كتابِ علي علیه السلام .
يبعد قبر ميثم التمار رضی الله عنه عن مسجد الكوفة مسافة 30 مترا على الطريق بين الكوفة والنجف، وجدد بناؤه مرات عدة وأُقيم على القبر صندوق وشباك، حيث (جدد بناءه المحسن الوجيه الحاج محمد رشاد
ص: 67
مرزة النجفي (1)، عام 1968م - 1388 ه-، وقد أشاد له حرما عليه قبة عالية البناء، مكسوة بالكاشي الأزرق، حول مرقده أروقة للزائرين، كما أشاد أمام مرقده ساحة واسعة، تناسب وبناء الحرم من الارتفاع) (2).
وفي العام 1432 ه- ابتدأت مرحلة جديدة لإعمار مرقد الشهيد الجليل ولا تزال مستمرة حيث من المؤمل
ص: 68
أن يتم فيها توسعة الأجزاء المسقفة، وإضافة بعض المساحات المجاورة وإعادة تشييد القبة .
ص: 69
وردت في فضل مسجد الكوفة ومكانته أخبار كثيرة، أطنب في ذكرها الفقهاء وأهل السير، وكلها تبيّن ما لهذا المسجد من مزية على سائر المساجد ما عدا البيت الحرام ومسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم ، فيستفاد من الأحاديث المنسوبة إلى النبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم وأئمة أهل البيت علیهم السلام أن مسجد الكوفة كان موجودا قبل أن يختطه سعد بن أبي وقاص. وهو موغل في قدمه ولا يسبقه في ذلك إلا المسجد الحرام، وأنه كان أكبر بكثير مما بني عليه في صدر الإسلام. فقد جاء في رواية بالإسناد إلى محمد بن علي بن الحسين (الصدوق) (1) عن النبي صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال: [
ص: 70
ص: 71
لما أُسري بي مررت بموضع مسجد الكوفة وأنا على البراق ومعي جبرائيل، فقال: يا محمد، هذه كوفان وهذا مسجدها إنزل فصلِّ في هذا المكان... ] (1)
وينسب إلى الإمام الصادق علیه السلام قوله:(إن مسجد الكوفة رابع مساجد المسلمين، ركعتان فيه أحب إلي من عشر في ما سواه، ولقد نُجرت سفينة نوح في وسطه، وفار التنور من زاويته والبركة فيه على اثني عشر ميلا من حيث ما أتيته، ولقد نقص منه اثنا عشر ألف ذراع، بما كان على عهدهم ).
وفي حديث آخر له علیه السلام أنه كان مصلى إبراهيم الخليل علیه السلام .
وسنحاول المرور ببعض الآيات الكريمة التي أشار المفسرون إلى ورودها بحق هذا المسجد المشرف، كما سنتطرق للأحاديث الشريفة التي بثها آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم بخصوص هذه البقعة المباركة فيما يأتي.
ص: 72
جاء في الكثير من كتب التفسير اختصاص مسجد الكوفة المقدس بمقاصد بعض الآيات القرآنية الكريمة ومن تلك الآيات:
1-﴿وَآوَيْنَاهُمَا إلى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ (1)
عن أبي سعيد الإسكافي عن الإمام الباقر علیه السلام قال: قال أمير المؤمنين علیه السلام: (الربوة: الكوفة، والقرار: المسجد، والمعين: الفرات) (2).
(أي جعلناهما مكانا مرتفعا مستويا واسعا، وهي حيرة الكوفة وسوادها) (3).
2–﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا
ص: 73
الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾ (1)
عن موسى بن بكر (2) عن الإمام الكاظم علیه السلام قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: [إن الله اختار من البلدان أربعة، فالتين: المدينة، و الزيتون: بيت المقدس، و طور سنين: الكوفة، و هذا البلد الأمين: مكة ] (3)
3– ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً﴾ (4)
عن أبي سعد الخراساني (5) قلت لأبي الحسن الرضا علیه السلام: (أيما افضل زيارة قبر أمير المؤمنين علیه السلام أو
ص: 74
زيارة قبر الحسين علیه السلام .. إلى أن قال: قال لي: أين تسكن ؟ قلت: الكوفة، قال: فإن مسجد الكوفة بيت نوح، لو دخله الرجل مئة مرة، لكتب الله له مئة مغفرة، لان فيه دعوة نوح حيث قال: رب اغفر لي .. ، قال: قلت من عنى بوالديه؟ قال: آدم وحواء) (1)
ص: 75
إختص مسجد الكوفة المقدس بعدد كبير من الروايات التي أشار فيها المعصومون علیهم السلام إلى ما لهذا المكان الشريف من قدسية وشرف وكرامة (فلا يفي به الذِّكر وحسبه شرفاً أنه أحد المساجد الأَربعة الجديرة بأن تشدَّ إليها الرحال لدرك فضلها وهو أحد المواطن الأَربعة التي يكون المسافر فيها بالمختار بين القصر والاتمام، والفريضة فيه تعدل حجة مقبولة وتعدل ألف صلاة تصلى في غيره وفي الروايات أنه موضع قد صلى فيه الأنبياء وسيصلي فيه القائم المهدي صلوات الله عليه. وفي الحديث أنّه قد صلى فيه ألف نبي وألف وصي نبي. ويستفاد من بعض الروايات فضل مسجد الكوفة على المسجد الاقصى في بيت المقدس) (1).
ومن تلك الأحاديث:
ص: 76
1-بالإسناد عن عبد الله بن مسعود (1) قال: [قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: يا ابن مسعود لما اسري بي إلى السماء الدنيا اراني مسجد كوفان فقلت: يا جبرئيل ما هذا ؟ قال: مسجد مبارك كثير الخير عظيم البركة اختار الله لأهله وهو يشفع لهم يوم القيامة، وذكر الحديث بطوله في مسجد الكوفة] (2).
ص: 77
2-بالإسناد إلى معاذ بن جبل (1)، عن النبي صلی الله علیه و آله و سلم قال: [لكأني بمسجد كوفان يأتي يوم القيامة محرما في ملاءتين يشهد لمن صلى فيه ركعتين] (2).
3-بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري (3) قال:[قال لي رسول
ص: 78
الله صلی الله علیه و آله و سلم: الكوفة جمجمة العرب، ورمح الله تبارك وتعالى، وكنز الايمان] (1).
4-بالإسناد إلى عائشة قالت: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول:[عرج بي إلى السماء وإني هبطت الارض فأهبطت إلى مسجد أبي نوح وأبي إبراهيم وهو مسجد الكوفة فصليت فيه ركعتين، قال:ثم قالت:قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم:إن الصلاة المفروضة فيه تعدل حجة مبرورة والنافلة تعدل عمرة مبرورة] (2).
5-عن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين عن النبي صلی الله علیه و آله و سلم أنه قال: [لما أُسري بي مررت بموضع
ص: 79
مسجد الكوفة وأنا على البراق ومعي جبرائيل، فقال: يا محمد، هذه كوفان وهذا مسجدها إنزل فصلِّ في هذا المكان... ] (1).
1- بالإسناد عن الأصبغ بن نباتة (2) عن علي علیه السلام قال:(النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلی الله علیه و آله و سلم، والفريضة تعدل حجة مع النبي صلی الله علیه و آله و سلم، وقد صلّى فيه ألف
ص: 80
نبي ووصي) (1).
2 - عن حسان بن مهران (2) قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: قال أمير المؤمنين علیه السلام:(مكة حرم الله، والمدينة حرم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، والكوفة حرمي لا يريدها جبار بحادثة إلا قصمه الله) (3).
3 - عن حبة العرني (4) وميثم الكناني (5)قالا: (أتى رجل عليا علیه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إني تزودت زادا
ص: 81
وابتعت راحلة وقضيت ثباتي - أي حوائجي - وأريد أن أنطلق إلى بيت المقدس. فقال له علیه السلام: انطلق فبع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة، فإنه أحد المساجد الأربعة، ركعتان فيه تعدلان كثيرا فيما سواه من المساجد، والبركة منه على رأس اثني عشر ميلا من حيث ما جئته، وقد ترك من أسه ألف ذراع، ومن زاويته فار التنور، وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم الخليل، وصلى فيه ألف نبي وألف وصي، وفيه عصا موسى وخاتم سليمان، وشجرة اليقطين، ووسطه روضة من رياض الجنة، وفيه ثلاثة أعين يزهرن، عين من ماء، وعين من دهن، وعين من لبن، أنبتت من ضغث تذهب الرجس وتطهر المؤمنين، ومنه مسير لجبل الأهواز، وفيه صلى نوح النبي، وفيه أهلك يغوث ويعوق، ويحشر منه يوم القيامة سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب، جانبه الأيمن ذكر وجانبه الأيسر مكر، ولو علم الناس ما فيه من الفضل لأتوه حبوا) (1).
ص: 82
4-بالإسناد عن إبن نباتة قال: بينا (نحن) ذات يوم حول أمير المؤمنين علیه السلام في مسجد الكوفة إذ قال: (يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر ومصلاي، وأن مسجدكم هذا أحد المساجد الأربعة التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم، يشفع لأهله ولمن صلى فيه، فلا ترد شفاعته، ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه، وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه، فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج) (1).
ص: 83
5-بالإسناد إلى حفص (1)عن أمير المؤمنين علیه السلام قال:(أول بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة وإن الملائكة لتنزل في كل ليلة إلى مسجد الكوفة) (2).
6-بالإسناد عن الأصبغ قال الإمام علي علیه السلام: (الكوفة جمجمة الإسلام وكنز الإيمان وسيف الله ورمحه يضعه حيث أحب، والذي نفس علي بيده لينتصرن الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجارة ) (3).
7-في نهج البلاغة قال الإمام علي علیه السلام:(كأني بك يا
ص: 84
كوفة تمدين مد الأديم العكاظي تعركين بالنوازل وتركبين الزلازل وإني لأعلم أنه ما أراد بك جبار سوءً إلا ابتلاه الله بشاغل، ورماه بقاتل) (1).
8-عن سلمان المحمدي رضی الله عنه قال: قال الإمام علي علیه السلام في حديث له في فضل مسجد الكوفة:(فيه نجر نوح سفينته، وفيه فار التنور، وبه كان بيت نوح ومسجده) (2).
9-عن ابن طحال المقدادي (3)،بالإسناد عن ابن عباس رضی الله عنه أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم قال لعلي علیه السلام:(يا علي، إن الله عز وجل
ص: 85
عرض مودتنا أهل البيت على السموات، فأول من أجاب منها السماء السابعة، فزينها بالعرش والكرسي، ثم السماء الرابعة، فزينها بالبيت المعمور، ثم السماء الدنيا فزينها بالنجوم، ثم أرض الحجاز فشرفها بالبيت الحرام، ثم أرض الشام فشرفها ببيت المقدس، ثم أرض طيبة فشرفها بقبري، ثم أرض كوفان فشرفها بقبرك يا علي. فقال يا رسول الله: أقبري بكوفان العراق؟ فقال: نعم يا علي، تقبر بظاهرها قتلاً بين الغريين والذكوات البيض، وهذا خبر حسن كاف في هذا الموضع ناطق بالحجة والبرهان) (1).
10-وروي أن أمير المؤمنين علیه السلام نظر إلى ظهر الكوفة فقال:(ما أحسن منظرك وأطيب قعرك، اللهم اجعل قبري بها) (2).
علیهما السلام قال:(لموضع الرجل في الكوفة أحب إلي من دار بالمدينة ) (1).
1-بالإسناد إلى أبي حمزة الثمالي (2): (أن علي بن الحسين
ص: 87
علیهما السلام أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعتين، ثم جاء حتى ركب راحلته وأخذ الطريق) (1).
2-بالإسناد إلى الثمالي قال: (بينا أنا قاعد يوما في المسجد عند السابعة، إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل، فنظرت إلى أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا وأنظفهم ثوبا، معمم بلا طيلسان ولا إزار، وعليه قميص ودراعة وعمامة، وفي رجليه نعلان عربيان، فخلع نعليه ثم قام
ص: 88
عند السابعة ورفع مسبحتيه حتى بلغتا (شحمتي) أذنيه ثم أرسلهما بالتكبير، فلم تبق في بدني شعرة إلا قامت، ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن وقال: (إلهي إن كنت قد عصيتك فقد أطعتك)إلى أن قال: (يا كريم) ثم خر ساجدا ثم رفع رأسه.فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين علیهما السلام، فانكببت على يديه أقبلهما، فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت فقلت: يا مولاي أنا من عرفته في ولائكم فما الذي قد أتى بك إلى ها هنا؟قال: هو ما رأيت) (1).
3-بالإسناد إلى الثمالي قال: (دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الأسطوانة السابعة قائم يصلي يحسن ركوعه وسجوده، فجئت لأنظر إليه، فسبقني إلى السجود فسمعته يقول: - ثم ساق الدعاء إلى أن قال: - ثم انفتل وخرج من باب كندة، فتبعته حتى أتى مناخ الكلبيين، فمر بأسود فأمره بشئ لم أفهمه، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا علي بن الحسين علیهما السلام فقلت: جعلني الله فداك ما أقدمك هذا
ص: 89
الموضع؟فقال: الذي رأيت) (1).
4-قال الإمام علي زين العابدين علیه السلام (أخبر جبريل رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بقتل أمير المؤمنين ببلد تكون إليه هجرته وهو مغرس شيعته وشيعة ولده وفيه على كل حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم) (2).
جعفر علیه السلام:(مسجد كوفان روضة من رياض الجنة، صلى فيه ألف نبي وسبعون نبيا، وميمنته رحمة وميسرته مكرمة، فيه عصا موسى وشجرة يقطين وخاتم سليمان، ومنه فار التنور ونجرت السفينة، وهي صرة بابل ومجمع الأنبياء) (1).
2-بالإسناد عن الثمالي عن أبي جعفر علیه السلام قال: (الصلاة في مسجد الكوفة الفريضة تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه يعدل عمرة مقبولة) (2).
3- بالإسناد عن حنان بن سدير (3) قال: ( كنت مع أبي جعفر علیه السلام فدخل عليه رجل فسلم وجلس فقال له أبو جعفر علیه السلام
ص: 91
:من أي البلاد أنت؟ فقال الرجل: أنا من اهل الكوفة، وأنا لك محب موال، قال: فقال له ابو جعفر: أتصلي في مسجد الكوفة كل صلاتك؟ قال الرجل: لا، فقال ابو جعفر: انك لمحروم من الخير) (1).
4-بالإسناد عن أبي بكر الحضرمي (2) عن أبي جعفر الباقر علیه السلام قال: قلت له: أي البقاع أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه و آله و سلم ؟ فقال: (الكوفة، يا أبا بكر، هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء
ص: 92
الصادقين) (1).
1-بالإسناد عن عبد الله بن الوليد (2) قال: (دخلنا على أبي عبد الله الصادق علیه السلام في زمان مروان فقال: ممن أنتم؟ فقلنا: من أهل الكوفة، قال: ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة، إن الله هداكم لأمر جهله الناس، فأحببتمونا وأبغضنا الناس وتابعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس، فأحياكم الله محيانا وأماتكم مماتنا، فأشهد على أبي أنه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا وأهوى بيده إلى حلقه، وقد قال الله عز وجل في كتابه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً ﴾ (3)...
ص: 93
فنحن ذرية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ) (1).
2- بالإسناد عن هارون بن خارجة (2) عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (قال لي يا هارون بن خارجة كم بينك وبين مسجد الكوفة يكون ميلا؟ قلت: لا. قال: أفتصلي فيه الصلوات كلها؟ قلت: لا، قال: اما لو كنت بحضرته لرجوت ان لا تفوتني فيه صلاة، أو تدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من عبد صالح ولا نبي إلا وقد صلى في مسجد كوفان حتى أن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لما أسرى الله به قال له جبرئيل أتدري اين
ص: 94
أنت يا رسول الله الساعة؟ أنت مقابل مسجد كوفان قال فاستأذن لي ربي عز وجل حتى آتيه فاصلي فيه ركعتين فاستأذن الله عز وجل فأذن له، وإن ميمنته لروضة من رياض الجنة وإن وسطه لروضة من رياض الجنة وإن مؤخره لروضة من رياض الجنة، وإن الصلاة المكتوبة فيه لتعدل ألف صلاة، وإن النافلة فيه لتعدل خمسمائة صلاة، وإن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا) (1).
3 - بالإسناد عن إسحاق بن يزداد (2)قال: (أتى رجل أبا عبد الله علیه السلام فقال له: إني قد ضربت على كل شيء لي من
ص: 95
فضة وذهب وبعت ضياعي، فقلت: أنزل مكة، فقال: لا تفعل إن أهل مكة يكفرون بالله جهرة، فقلت: ففي حرم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ؟ قال: هم شر منهم، قلت: فأين أنزل؟ قال: عليك بالعراق الكوفة، فإن البركة منها على اثني عشر ميلاً، هكذا وهكذا، وإلى جانبها قبر ما أتاه مكروب ولا ملهوف إلا فرج الله عنه) (1).
4-بالإسناد عن حفص بن البختري (2)، قال الصادق علیه السلام: (من خرج من مكة أو المدينة أو مسجد الكوفة أو حائر الحسين علیه السلام قبل أن ينتظر الجمعة نادته الملائكة: أين تذهب ؟ لا ردك الله) (3).
ص: 96
5-عن المفضل (1)عن الإمام الصادق علیه السلام قال في حديث:(فقلت له: إن مسجد الكوفة قديم ؟ ..قال: نعم،
ص: 97
وهو مصلى الأنبياء، ولقد صلى فيه رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم حين اسري به إلى السماء، فقال له جبرائيل علیه السلام: يا محمد إن هذا مسجد أبيك آدم علیه السلام ومصلى الأنبياء علیهم السلام ،
ص: 98
فانزل فصل فيه، فنزل فصلى فيه. ثم إن جبرائيل علیه السلام عرج به إلى السماء) (1).
6- وعن المفضل قال: قال الإمام الصادق علیه السلام (.... قال: فأوحى الله إليه يا نوح أن اصنع الفلك وأوسعها وعجل عملها بأعيننا ووحينا فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده ...) (2).
7- وعن المسعودي (3) في إثبات الوصية في سياق قصة نوح علیه السلام قال الإمام الصادق علیه السلام:(وعقد نوح قبة
ص: 99
فأدخل إليها أهله وولده المؤمنين إلى أن قال: فسميت الكوفة قبة الاسلام بسب تلك القبة) (1).
8 - بالإسناد عن حماد بن زيد الحارثي (2) قال: (كنت عند جعفر بن محمد علیه السلام والبيت غاص من الكوفيين فسأله رجل منهم: يا ابن رسول الله إني ناء عن المسجد وليس لي نية الصلاة فيه، فقال: أئته، فلو يعلم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا. قال: إني أشتغل. قال: فأته ولا تدعه ما أمكنك، وعليك بميامنه مما يلي أبواب كندة، فإنه مقام إبراهيم، وعند الخامسة مقام جبرئيل،
ص: 100
والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما أعلم لازدحموا عليه) (1).
9- وعن المفضل قال: قال الإمام الصادق علیه السلام:( ففيها-الكوفة-قال الله تعالى للأرض (ابلعي ماءك)فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء منه ..) (2).
10- بالإسناد الطويل عن أبي أسامة (3)عن أبي عبد الله علیه السلام قال: سمعته يقول: (الكوفة روضة من رياض الجنة، فيها قبر نوح وإبراهيم وقبور ثلاثمائة نبي وسبعين نبيا وستمائة وصي، وقبر سيد الأوصياء أمير
ص: 101
المؤمنين علیه السلام ) (1).
11- بالإسناد عن أبي بصير (2) قال: سمعت الصادق علیه السلام يقول:(نعم المسجد مسجد الكوفة، صلى فيه ألف نبي وألف وصي، ومنه فار التنور، وفيه نجرت السفينة، ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر).فقلت لأبي بصير: ما يعني بقوله مكر؟قال: يعني منازل الشيطان) (3).
ص: 102
12-عن القلانسي (1) قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول:(الصلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة) (2).
13-بالإسناد عن المدائني (3) قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: (مكة حرم الله، والمدينة حرم محمد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، والكوفة حرم علي بن أبي طالب علیه السلام، إن عليا حرم من الكوفة ما حرم إبراهيم من مكة وما حرم
ص: 103
محمد من المدينة) (1).
14- بالإسناد الى خالد بن ماد القلانسي (2) عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي، الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب، الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة، والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الصلاة في مسجدها بألف صلاة ) (3).
15- بالإسناد إلى أبي أسامة (4)عن أبي عبد الله علیه السلام
ص: 104
قال: سمعته يقول: (الكوفة روضة من رياض الجنة، فيها قبر نوح وإبراهيم، وقبور ثلاث مئة نبي وستمئة وصي، وقبر سيد الاوصياء أمير المؤمنين علیه السلام ) (1).
16- بالإسناد إلى سليمان مولى طربال (2) وغيره قال أبو عبد الله علیه السلام:(نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها، وركعتان فيها تحسب بمائة
ص: 105
ركعة) (1).
17- عن المفضل عن أبي عبد الله علیه السلام: (صلاة في الكوفة تعدل الف صلاة في غيرها من المساجد) (2).
18- بالإسناد عن صباح الحذاء (3) قال: قال ابو عبد الله علیه السلام:(من كانت له إلى الله حاجة فليقصد إلى مسجد الكوفة وليسبغ وضوءه وليصل في المسجد ركعتين، في كل واحدة منها فاتحة الكتاب وسبع سور معها وهي المعوذتان، وقل هو الله احد، وقل يا أيها الكافرون، وإذا جاء نصر الله والفتح، وسبح اسم ربك
ص: 106
الأعلى، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، فإذا فرغت من الصلاة تشهد وسلم وسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله) (1).
19- بالإسناد عن حماد بن عيسى (2) عن أبي عبد الله علیه السلام قال:(من مخزون علم الله الإتمام في اربعة مواطن:حرم الله، وحرم رسوله، وحرم أمير المؤمنين،
ص: 107
وحرم الحسين بن علي ) (1).
20- بالإسناد إلى إسماعيل بن جابر (2)عن عبد الحميد خادم اسماعيل بن جعفرعن أبي عبد الله علیه السلام قال: (تتم الصلاة في أربعة مواطن:في المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين علیه السلام ) (3).
21- بالإسناد إلى أبي محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق علیه السلام:من الأمر المذخور إتمام الصلاة في أربعة مواطن:مكة والمدينة والكوفة وحائر الحسين علیه السلام ) (4).
22-بالإسناد الى إبن أبي عمير (5)...
ص: 108
عن صفوان (1) عن الإمام الصادق علیه السلام قال: سار وأنا
ص: 109
معه في القادسية حتى أشرف على النجف، فقال: هو الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح علیه السلام فقال: (سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) فأوحى الله عز وجل إليه، أيعتصم بك مني أحد؟ فغار في الأرض وتقطع إلى الشام. فقال علیه السلام: اعدل بنا فعدلت به فلم يزل سائراً حتى أتى الغري، فوقف على القبر، وقال: هذا قبر جدي علي بن أبي طالب علیه السلام .
23- بالإسناد عن أبي بصير قال:سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: (إن ولايتنا ولاية الله عز و جل التي لم يبعث نبي قط إلا بها إن الله عز اسمه عرض ولايتنا على السماوات و الأرض و الجبال و الأمصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة و إن إلى جانبهم لقبرا ما أتاه مكروب إلا نفس الله كربته و أجاب دعوته و قلبه إلى أهله مسرورا) (1)
ص: 110
24- بالإسناد إلى عقبة بن علقمة أبي الجنوب (1): قال(اشترى أمير المؤمنين علیه السلام ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة وفي حديث ما بين النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين الف درهم واشهد على شرائه، قال: فقيل له يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس ينبت حظا ؟ فقال: سمعت من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول: كوفان يرد أولها على آخرها، يحشر من ظهرها سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب، فاشتهيت أن يحشروا من ملكي) (2).
أحاديث الإمام الرضا علیه السلام
1- بالإسناد إلى إسماعيل بن علي بن اخ دعبل (3)عن
ص: 111
الرضا علیه السلام عن آبائه علیهم السلام عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: (أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، ومسجد بيت المقدس، ومسجد الكوفة) (1).
25-بالإسناد إلى محمد بن سنان (2) قال: سمعت الرضا علیه السلام يقول:(الصلاة في مسجد الكوفة فرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة) (3).
ص: 112
26-بالإسناد إلى التميمي (1) عن الرضا علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام قال: (ذكر علي علیه السلام الكوفة فقال: يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية النبي صلی الله علیه و آله و سلم ) (2).
وأما ما مر من فضل الصلاة في مسجد الكوفة في رواية بحجة، وفي رواية بألف، وفي غيرها أقل أو أكثر، فهذا غير خفي على أهل المعرفة، وقد أشار إلى ذلك العلامة المجلسي في قوله: (لعل الاختلافات الواقعة في تلك الأخبار محمولة على اختلاف الصلوات والمصلين ونياتهم وحالاتهم، مع أن الأقل لا ينافي الأكثر إلا بالمفهوم) (3).
ص: 113
كان لمسجد الكوفة المشرف منذ عام ستة وثلاثين للهجرة الدور الكبير في تأسيس العلوم والفنون الإسلامية من لغة ونحو وصرف ولبلاغة وبيان وشعر ونثر وفلسفة وتصوف وتفسير وقراءات وخطوط وحديث ورجال وسيرة وتاريخ وأصول وفقه وطب ورياضيات وكيمياء وغيرها، (ومن أهم البرامج التعليم ومحو الأمية وإشاعة العلم بين الناس، فقد اتخذه الإمام علي علیه السلام معهدا لإلقاء محاضراته العلمية وقيمه الفكرية والتي كان منها الدعوة إلى الله تعالى، وإظهار فلسفة التوحيد وإقامة الإيمان بالله تعالى على ضوء الأدلة العلميَّة الحاسمة التي لا تقبل الجدل والتشكيك، بالإضافة إلى مواعظه التي كانت تهزُّ أعماق النفوس خوفاً ورهبة من الله تعالى.
وقد تخرج من مدرسته جماعة من عظماء الإسلام أمثال الصحابي العظيم عمار بن ياسر (1)...
ص: 114
ص: 115
وعبد الله بن عباس (1)...
ص: 116
وأبي الأسود الدؤلي (1)...
ص: 118
وميثم الثمار (1)، وغيرهم من الذين أقاموا صروح النهضة العلميَّة في الإسلام) (2)
و سنحاول هنا المرور سريعا ببعض العلوم التي وجدت من المسجد الكريم مأوى وبوابة للإنتشار في العالم الإسلامي بما بث فيها أمير المؤمنين وسيد الموحدين علي علیه السلام من خزائن علومه ونفحات فكره الرسالي الخلاق:
علم النحو:
ص: 119
وضع الأمير علیه السلام القواعد الأولى لهذا العلم ذاكرا أسباب وضعه لها وطالبا متابعة ذلك من تلميذه أبي الأسود الدؤلي حيث أضحى جامع الكوفة الجامعة الأولى في الإسلام لعلم النحو، ولسائر علوم اللغة العربيَّة التي استنبطها العلماء من كلماته وخطبه علیه السلام وأهمها علوم الفصاحة، والبلاغة، والخطابة.
علم الكلام:
حيث أرجع إبن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة علوم الكلام عند المعتزلة إلى واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وأبو هاشم تلميذ أبيه، وأبوه تلميذ أمير المؤمنين علیه السلام .
وأما الأشعرية فإنهم ينتمون إلى أبي الحسن علي ِ بن إسماعيل أبي بشر الأشعري، وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وأبو علي أحد مشايخ المعتزلة، فالأشعرية ينتهون بآخر قراءتهم إلى أستاذ المعتزلة ومعلمهم ألا وهو علي بن أبي طالب علیه السلام
علم الفقه:
ص: 120
وهو علیه السلام أصله وأساسه وكل فقيه في الإسلام عيال عليه، ومستفيد من فقهه حيث أرجع فقه الشافعي إلى أنه قرأ على محمد بن الحسن الشيباني وقرأ الشيباني على أبي حنيفة (1). وقرأ أبو حنيفة على جعفر بن محمد الصادق علیه السلام، وقرأ جعفر على أبيه علیهما السلام، وينتهي الأمر إلى علي علیه السلام . وأما مالك بن أنس فقرأ على ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة على عكرمة، وقرأ عكرمة على عبد الله بن عباس، وقرأ عبد الله بن عباس على أمير المؤمنين علي ِ علیه السلام .
ص: 121
وأما فقهاء الشيعة الإمامية والزيدية فرجوعهم إلى أمير المؤمنين علي علیه السلام ظاهر وواضح.
علم تفسير القرآن:
أخذ علماء التفسير عنه علیه السلام، وعن تلميذه حبر الأمة عبد الله بن عباس رضی الله عنه، وقد قيل لابن عباس رضی الله عنه: أين علمك من علم ابن عمك؟. فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط.
علم الحديث في السنة الشريفة
بث أمير المؤمنين علیه السلام كما هائلا من أحاديث رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، وصحح الكثير الآخر مما ورد على غير ما جاء به النبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم ، وأخذ عنه ذلك الكثير من الصحابة، كما أن أهل بيته رووا عنه بسلسلة الذهب التي تبتدىء بأي واحد من المعصومين علیهم السلام لتنتهي الى جدهم النبي محمد صلی الله علیه و آله و سلم .
علم الخط العربي:
قام أبو الأسود الدؤلي، وهو تلميذ الأمير علیه السلام بترتيب الخطوط العربية وتنقيطها وتشكيلها حيث
ص: 122
أصبح للخط الكوفي لوناً خاصاً ومدرسة مميزة بين الخطوط العربيَّة
علم رجال الحديث ورواته
وهو علیه السلام واضع قواعده وأصوله بما أخذ عنه، وبما حدد من عوامل التصحيح للحديث المروي، وبما عرًف علیه السلام ضمن أحاديثه وخطبه بالرجال ونقدهم، وبما عرض به العلماء المحدثون نصوصهم عليه.
علوم القرآن:
قام علیه السلام بتصحيح القراءات للقران الكريم حيث نبغ من طلابه وطلاب طلابه الفحول من علماء القراءة، أمثال عاصم بن أبي النجود الأسدي، وحمزة بن حبيب المعروف بالزيات، وعلي ِ بن حمزة الكسائي، وعبد الرحمن السلمي، الذي أخذ القراءة عن الإمام عليّ والحسنين علیهم السلام، وعن عبد الله بن مسعود وهؤلاء جميعاً من القراء السبعة، لهذا صارت مدرسة الكوفة أشهر مدرسة للقراء في العالم الإسلامي.
علوم أخرى:
ص: 123
وتكلم علیه السلام في علوم مختلفة، وأشار إليها واستعملها في قضائه في جامع الكوفة، ومنها الطب، والرياضيات، و الحيوان، و الطبيعة، و الفيزياء.
وشهد المسجد الشريف أيضاً دروس الإمامين الحسن والحسين علیهما السلام، وعلماء الصحابة والتابعين في العقيدة الإسلامية، وفي التفسير، والقراءات، والحديث، وغيرها.
وقد أكمل الإمام جعفر الصادق علیه السلام مسعى جده أمير المؤمنين علیه السلام في نشر العلوم من مسجد الكوفة المقدس(فلقد تتابعت الوفود من جميع المدن والقرى على جامعة أهل البيت ونشطت الحركة العلمية في عهد الإمام الصادق علیه السلام إلى أبعد الحدود بعد أن زالت الحواجز التي كانت تحول بين الناس وبينهم، وبلغ عدد المنتمين إليها أربعة آلاف كما أحصاهم أبو العباس أحمد بن عُقدة (1)المتوفى سنة 230ه- في كتاب مستقل،
ص: 124
وأيده الشيخ نجم الدين في المعتبر (1)، وأدرك منهم الحسن بن علي الوشاء (2) - وكان من أصحاب الرضا علیه السلام - تسعمائة شيخ يجتمعون في مسجد الكوفة
ص: 125
يحدثون عن جعفر بن محمد ويتدارسون فقهه وذلك بعد أكثر من عشرين عاماً مضت على وفاة الصادق) (1)، ونقل قول الحسن بن علي المعروف: (أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد علیه السلام ) (2).
و(حين جاء الإمام الصادق علیه السلام زمن المنصور إلى الحيرة، ازدحم عليه المئات من طلاب العلم، حتى أن محمد بن معروف الهلالي (3) لم يصل إليه لكثرة الناس، إلا في اليوم الرابع) (4).
ومن هؤلاء: أبو حنيفة (5) ، سفيان الثوري (6)...
ص: 126
ومالك بن أنس (1)..وغيرهم الكثير.
ص: 128
يقع مسجد السهلة المعظم في ظاهر الكوفة المقدسة في العراق، ثاني مدينة مصرت بعد الفتح الإسلامي، و الواقعة على مسافة مئة كم. تقريبا من مركز مدينة النجف الأشرف، ومئة وخمسين كم. تقريبا عن العاصمة العراقية بغداد، ويشمخ هذا المكان المشرف في الجهة الشمالية الغربية من المسجد الجامع، بنحو (كيلو مترين) في أرض كانت خالية من العمران و السكن .
و هو البقعة التي اختطت – بعد مسجد الكوفة المشرف - ليكون أحد أكبر المساجد التي أعيد تشييدها في الكوفة العلوية المقدسة، خلال القرن الأول الهجري.
أطلقت على مسجد السهلة الشريف تسميات شتى؛ فسمي ب-(مسجد القرى)، و(المسجد البري)،و(مسجد سهيل) و(مسجد عبد القيس)، و(مسجد بني ظفر)، مضافا لتسمية (مسجد السهلة)، التي غلبت عليه.
فأما تسميته ب-(مسجد القرى)، فنسبة إلى ما روي عن أمير المؤمنين علیه السلام بقوله:(إن بالكوفة أربع بقاع
ص: 129
مقدسة، فيها أربع مساجد، قيل: سمها يا أمير المؤمنين، قال: أحدها مسجد ظفر، وهو مسجد السهلة.. و إن مسجد السهلة مناخ الخضر، وما أتاه مغموم إلا فرج الله عنه، ونحن نسمي مسجد السهلة بمسجد القرى) (1).
و أما تسميته ب-(المسجد البري)، فهو من البر، أي الإتساع في الإحسان والزيادة، فقد ورد عن الإمام الصادق علیه السلام أنه قال: (تصلي في المسجد الذي عندكم تسمونه مسجد السهلة، ونحن نسميه المسجد البري؟) (2).
و سمي ب-(مسجد عبد القيس)؛ لوقوعه في خطة بني عبد القيس، كما سمي ب-(مسجد سهيل) لما ورد عن الإمام الباقر علیه السلام في ذلك وهو يتحدث عن الكوفة المقدسة حيث قال: (هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين، المرسلين وغير المرسلين، والأوصياء
ص: 130
الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا و قد صلى فيه) (1).
وسمي ب-(مسجد بني ظفر) لمحاددته لخطة بني ظفر، أو لأنهم مجددو بناءه في آخر طراز له، (و هؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة) (2).
وأما تسميته بمسجد السهلة فنسبة إلى طبيعة الأرض حوله، والسهلة لغة كل رملة حمراء، و(السهلة-بالكسر- رمل خشن ليس بالدقاق الناعم، وورد في حديث أم سلمة رضی الله عنه في شهادة الإمام الحسين علیه السلام : (أن جبريل علیه السلام أتاه بسهلة أو تراب أحمر من أرض كربلاء..) (3)، وإلى هذا تعود تسميته الغالبة؛ كونه واقعا في بقعة تكثر فيها تلك الرمال الحمراء.
يفتقر الإرث التاريخي لمسجد السهلة المعظم إلى الكثير من المفاصل المحددة لتأسيسه و مراحل تطور عمرانه، شأنه في ذلك شأن العديد من المساجد والآثار الإسلامية.
ص: 131
ولا شك أن العهود المتوالية بما أثقلت به على الرواة و المحدثين الصادقين، قد ساهمت في طي صفحات كثيرة كتب لها أن تبحر في شواطئ التغييب و الكتمان؛ لتحتضنها غياهب الضياع.
فما مر بالكوفة من أحداث جسام بعد شهادة أمير المؤمنين علیه السلام و ما تناهبها من كل صوب على مر المراحل، كان كفيلا أن يطمس حتى معالم الدين الحنيف، لولا إرادة العزيز الجليل .
و إذا كان الإسلام على شفا حفرة بعد شهادة النبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم ، و قد جرى ما جرى؛ فإن معابد الله و مساجده نالت من الإقصاء، والإهمال، والتدنيس، و الإغلاق، والاستبدال، وطمس المعالم، والهدم و محو لوحة الذكرى، ومنع نقل الرواية ، وقتل المترددين إليها والحافظين لروايات تشريفها، و تغييب رجالها في قعر السجون.
ولا ريب أن مسجد السهلة المعظم قد نال حضه الأوفر من هذه الجولات القاسية من الطغاة و الظالمين، لكن الرحمة الإلهية المهيمنة قد حفظت لهذا المكان الطاهر
ص: 132
بعض النصوص الكريمة التي أشار إليها أئمة أهل بيت الوحي علیهم السلام .
و لم يستطع أولئك الظالمون أن يغيبوا – رغم كل ما عملوا – الأحاديث و الروايات الشريفة التي تحدث بها أمير المؤمنين و أبناؤه الطاهرون علیهم السلام عن المسجد المشرف، ومن تلك الأحاديث يستدل الباحث على قدم هذه البقعة المباركة؛ كونها كانت بيت النبي إدريس علیه السلام وموضع عمله، و بيت النبي إبراهيم علیه السلام ومقر انطلاقته، و مسكن عبد الله الصالح الخضر علیه السلام ومحل تردده، ومقر النبي داود علیه السلام ومصدر توجهه.
كما يستدل الباحث بوضوح وصفاء المعنى الواسع الممتد لقداسة هذا المكان العظيم؛ بما ورد عن حملة الوحي علیهم السلام من أن كل الأنبياء و الأوصياء علیهم السلام قد صلوا فيه، و أنهم خلقوا من طينته، و حملت وجوههم زبرجدة أو صخرة موجودة فيه.
و لعل حمل المسجد لأسماء شتى، دليل آخر على قدم بناءه، و انه في كل مرحلة تجديد أو حقبة زمن يحمل اسم القوم الذين يجددونه أو يجاورونه.
ص: 133
تنتشر في ساحة المسجد و في أركانه عدة مقامات و محاريب للأنبياء والأئمة والأولياء علیهم السلام هي بحسب ترتيب أداء الأعمال فيه:
يقع في وسط المسجد ، و تشير الروايات إلى أن الإمام جعفر الصادق علیه السلام أدى الصلاة فيه مرارا، وفيه لبى علیه السلام صرخة لمؤمنة سجينة مظلومة نطقت بقول: (لعن الله ظالميك يا فاطمة)، بأداءه علیه السلام صلاة ركعتين بين المغرب و العشاء مشفوعة بالدعاء (أنت الله لا إِلهَ إِلاّ أنت مُبْدِيُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ وَأنت الله لا إِلهَ إِلاّ أنت خالِقُ الخَلْقِ وَرازِقُهُمْ... )؛ فأطلق سراحها (1).
وعادة ما تؤدى عند مقام الإمام الصادق علیه السلام صلاة الجماعة .
يقع في الزاوية الشمالية الغربية، وهو موضع
ص: 134
بيت النبي إبراهيم علیه السلام كما ورد ذلك عن الإمام الصادق علیه السلام بقوله: (فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة) (1).
يقع في الزاوية الجنوبية الغربية، و هو المنزل والموضع الذي كان يخيط فيه نبي الله إدريس علیه السلام الذي اخبر الله تعالى في كتابه أنه رفعه مكانا عليا بقوله عزٌ من قائل:﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عَلِيّاً﴾ (2).
وقد أشار إلى ذلك الإمام الصادق علیه السلام ضمن حديث له بقوله:(بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة .. فيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه..) (3)
يقع في الزاوية الشرقية الجنوبية، وهو على ما تشير إليه الروايات مكان استراحة و موضع تردد العبد
ص: 135
الصالح الخضر علیه السلام صاحب القصة التي ذكرها القرآن الكريم مع كليم الله النبي موسى علیه السلام بقوله عزً من قائل: ﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً﴾ (1)، كما صرحت بذلك الروايات العديدة عن أئمة أهل البيت علیهم السلام والتي منها قول الإمام الصادق علیه السلام:(وهو موضع الراكب فقيل له: وما الراكب قال الخضر علیه السلام ) (2) ، وقوله علیه السلام:(وفيه مسكن الخضر علیه السلام ) (3).
يقع في الزاوية الشمالية الشرقية، و يسمى أيضا مقام الأولياء و الصالحين علیهم السلام ، لما ورد من أن كل الأنبياء والأوصياء قد أدوا الزيارة لهذه البقعة المباركة ومنها قول الإمام الباقر علیه السلام عند سؤاله عن أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه و آله و سلم ؟ فقال:(الكوفة...
ص: 136
وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه) (1).
يقع بين الزاوية الجنوبية الشرقية، ووسط المسجد، و تشير تسميته إلى أداء الإمام علي زين العابدين علیه السلام الصلاة فيه، وقد أشار الإمام علیه السلام إلى فضل صلاة ركعتين فيه – كما سيرد في الأحاديث - وكان الإمام علیه السلام كثيرا ما يأتى الكوفة عمدا من المدينة، ثم يركب راحلته ويأخذ الطريق – كما روى ذلك بأحاديث عديدة الصحابي الجليل أبو حمزة الثمالي - (2) .
يقع مقام الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في منتصف الضلع الجنوبي من المسجد تقريبا ، حيث تم على يد المقدس السيد بحر العلوم (قدس سره) تعيين وتشييد مقام الحجة المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة، وبناء قبة من
ص: 137
الكاشي الأزرق عليه - كما كانت عمارته السابقة - ، وكان بين مكان المقام الذي عينه السيد رحمه الله وبين مكانه السابق أكثر من عشرة أمتار، فنقض ذلك، وأشاد هذا بعد قصة تشرفه بالمقام السامي ورؤيته للحجة الغائب (عجل الله تعالی فرجه الشریف) - كما ينقله عامة من كتب عنه - برواية الميرزا القمي صاحب القوانين.
ص: 138
يعد مسجد السهلة المعظم من أفضل البقاع، بعد مسجد الكوفة المشرّف، ففيه بيتا النبي إدريس علیه السلام ، والنبي إبراهيم علیه السلام ، ومنزل العبد الصالح الخضر علیه السلام .. و إن: (أفضل المساجد، المسجد الحرام، و بعده مسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم ، ويليه مسجد الكوفة، ثم مسجد السهلة) (1)
و لقد وردت فيه أحاديث كثيرة عن أئمة الهدى من آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم ، تشير إلى مكانته وقداسته، و لزوم تعاهد زيارته، نحاول إيراد بعض نصوصها بشكل يسير فيما يلي:
1- بإلإسناد إلى خالد بن عرعرة (2) قال: سمعت علياً علیه السلام يقول:(إن بالكوفة مساجد مباركة، ومساجد
ص: 139
ملعونة، فأما المباركة: فمنها... ومسجد بني ظفر مسجد مبارك، والله إن فيه لصخرة خضراء، وما بعث الله من نبي إلا فيها تمثال وجهه، وهو مسجد السهلة) (1).
2- بالإسناد روي عن الإمام علي بن الحسين علیهما السلام قوله:(من صلى في مسجد السهلة ركعتين، زاد الله في عمره سنتين) (2).
3-بالإسناد إلى أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر علیه السلام قال:(قلت له:أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه و آله و سلم ؟ فقال:(الكوفة... وفيها مسجد سهيل، الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه) (3).
ص: 140
4- بالإسناد إلى عبد الرحمن بن سعيد الخزاز (1)عن الإمام الصادق علیه السلام قال:(بالكوفة مسجد يقال له مسجد السهلة لو أن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله لأجاره عشرين سنة فيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه وهو الموضع الذي خرج منه إبراهيم إلى العمالقة وهو الموضع الذي خرج منه داود إلى جالوت وتحته صخرة خضراء فيها صورة وجه كل نبي خلقه الله عز وجل ومن تحته أخذت طينة كل نبي وهو موضع الراكب فقيل له: وما الراكب قال الخضر علیه السلام ) (2).
5- بالإسناد إلى صالح بن أبي الأسود (3) قال الصادق علیه السلام وهو يذكر مسجد السهلة المبارك:( أما أنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله).
ص: 141
6- بالإسناد إلى عبد الرحمن بن سعيد الخزاز قال الصادق علیه السلام:(بالكوفة مسجد يقال له: مسجد السهلة، لو أن عمي زيدا أتاه فصلى فيه واستجار الله لأجار له الله عشرين سنة، فيه مناخ الراكب و بيت إدريس النبي علیه السلام، وما أتاه مكروب قط فصلى ما بين العشاءين فدعا الله عز وجل إلا فرج الله كربته) (1).
7- بالإسناد إلى العلاء بن رزين (2) قال: (قال لي أبو عبد الله علیه السلام: تصلي في المسجد الذي عندكم الذي تسمونه مسجد السهلة، ونحن نسميه مسجد الشرى، قلت: إني لأصلي فيه، جعلت فداك. قال: ائته، فإنه لم
ص: 142
يأته مكروب إلا فرج الله كربته، أو قال: قضى حاجته وفيه زبرجدة فيها صورة كل نبي وكل وصي) (1).
8- بالإسناد إلى عبد الله بن أبان (2) قال: (دخلنا على أبي عبد الله علیه السلام فسألنا أفيكم أحد عنده علم عمي زيد بن علي ؟فقال رجل من القوم: أنا عندي علم من علم عمك كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري إذ قال: انطلقوا بنا نصلي في مسجد السهلة فقال أبو عبد الله علیه السلام: وفعل؟ فقال: لا.. جاءه أمر فشغله عن الذهاب، فقال: أما والله لو أعاذ الله به حولا لأعاذه أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي علیه السلام والذي كان يخيط فيه ومنه سار إبراهيم علیه السلام إلى اليمن
ص: 143
بالعمالقة ومنه سار داود علیه السلام إلى جالوت وإن فيه لصخرة خضراء فيها مثال كل نبي ومن تحت تلك الصخرة أخذت طينة كل نبي وإنه لمناخ الراكب، قيل: ومن الراكب ؟ قال: الخضر) (1).
9- بالإسناد الى عبد الرحمن بن كثير (2)، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: سمعته يقول لأبي حمزة الثمالي: (يا أبا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج، قال: نعم، قال: فهل صلى في مسجد سهيل، قال: وأين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة، قال: نعم، قال: أما انه لو صلى فيه ركعتين ثم استجار الله لأجاره سنة . فقال له أبو حمزة: بأبي أنت وأمي هذا مسجد السهلة، قال: نعم فيه بيت إبراهيم الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، وفيه بيت إدريس الذي كان يخيط فيه، وفيه مناخ الراكب، وفيه صخرة خضراء فيها صورة جميع النبيين، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عز وجل
ص: 144
منها النبيين، وفيه المعراج، وهو الفاروق الأعظم موضع منه وهو ممر الناس وهو من كوفان، وفيه ينفخ في الصور، واليه المحشر، يحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. أولئك الذين أفلج الله حججهم وضاعف نعمهم، فأنهم المستبقون الفائزون القانتون، يحبون أن يدرأوا عن أنفسهم المفخرة، ويجلون بعدل الله عن لقائه، وأسرعوا في الطاعة فعملوا وعلموا أن الله بما يعملون بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب يذهب الضغن يطهر المؤمنين، ومن وسطه سار جيل الأهواز وقد أتى عليه زمان وهو معمور) (1).
10- بالإسناد إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: (قال لي: يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم علیه السلام في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله جعلت فداك؟، قال: نعم كان فيه منزل إدريس علیه السلام، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن علیه السلام، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه، وفيه مسكن الخضر علیه السلام،
ص: 145
والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي، وما صلى فيه أحد، فدعا الله بنية صادقة، إلا صرفه الله بقضاء حاجته، وما من أحد استجاره، إلا أجاره الله مما يخاف، قلت: هذا لهو الفضل، قال: نزيدك، قلت: نعم. قال: هو من البقاع التي أحب الله أن يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما أني لو كنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه، يا أبا محمد وما لم اصف أكثر، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه ابدا؟، قال: نعم، قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق) (1).
11- بالإسناد إلى الهيثم بن عبد الله الناقد، عن بشار المكاري، انه قال:( دخلت على أبي عبد الله علیه السلام بالكوفة، وقد قدم له طبق رطب طبرزد، وهو يأكل، فقال لي: يا بشار ادن فكل، فقلت: هناك الله وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي
ص: 146
أوجع قلبي، وبلغ مني، فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت، قال: فدنوت وأكلت، فقال لي: حديثك فقلت: رأيت جلوازا يضرب رأس امرأة يسوقها إلى الحبس، وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث بالله ورسوله، ولا يغيثها أحد، قال: ولم فعل بها ذاك ؟ ، قال: سمعت الناس يقولون: أنها عثرت فقالت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب، قال: فقطع الأكل، ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع، ثم قال: يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة، فندعو الله ونسأله خلاص هذه المرأة، قال: ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمرأة حدث، صار ألينا حيث كنا، قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلى كل واحد منا ركعتين، ثم رفع الصادق علیه السلام يده إلى السماء وقال: أنت الله لا إله إلا أنت مبدأ الخلق ومعيدهم ....، قال: ثم خر ساجدا، لا اسمع منه إلا النفس، ثم رفع رأسه فقال: قم قد أطلقت المرأة. قال: فخرجنا جميعا، فبينما نحن في بعض الطريق، إذ لحق بنا الرجل الذي وجهنا
ص: 147
إلى باب السلطان، فقال له: ما الخبر ؟، قال: أطلق عنها، قال: كيف كان إخراجها ؟، قال: لا أدري، ولكنني كنت واقفا على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها، فقال لها: ما الذي تكلمت به ؟، قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل، قال: فاخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه، واجعلي الأمير في حل، فأبت أن تأخذها، فلما رأى ذلك منها، دخل واعلم صاحبه بذلك ثم خرج، فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها) (1) .
12- بالإسناد إلى علي بن إبراهيم (2)، عن أبيه، قال:( حججت إلى بيت الله الحرام، فنزلنا عند ورودنا الكوفة،
ص: 148
فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد فلما فرغ دعا بهذا الدعاء: أنت الله لا إِلهَ إِلاّ أنت. . إلى آخر الدعاء. ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك وصلى ركعتين، ونحن معه، فلما أنفتل من الصلاة سبح ثم دعا، فقال: اللّهُمَّ ربً هذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيها قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها لي، اللّهُمَّ أَحْيِنِي ما كانت الحَياةُ خَيْراً لِي وَأَمِتْنِي إِذا كانت الوَفاةُ خَيْراً لِي عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ وَافْعَلْ بِي ما أنت أَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم نهض فسألناه عن المكان فقال: أن هذا الموضع بيت إبراهيم الخليل الذي
ص: 149
كان يخرج منه إلى العمالقة، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين ثم رفع يديه، وقال: اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْها مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ المَأْمُولَ وَافْعَلْ بِي ماأنت أَهْلُهُ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. ثم مضى إلى الزاوية الشرقية، فصلى ركعتين ثم بسط كفيه وقال: اللّهُمَّ إِنْ كأنت الذُّنُوبُ وَالخَطايا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَك فَلَمْ تَرْفَعْ لِي إِلَيْكَ صوَتا وَلمْ تَسْتَجِبْ لِي دَعْوَةً، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ ياالله فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقْبِلَ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَتُقْبِلَ بِوَجْهِي إِلَيْكَ وَلا تُخَيِّبْنِي حِينَ أَدْعُوَك وَلا تَحْرِمْنِي حِينْ أَرْجُوكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وعفر خديه على الأرض وقام فخرج، فسألناه: بم يعرف هذا المقام؟ فقال: انه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين، قال: فاتبعناه، فإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار كما صلى أول مرة ثم بسط كفيه وقال: إِلهِي قَدْ مَدَّ إِلَيْكَ الخاطئ المُذْنِبُ يَدَيْهِ بِحُسْنِ ظَنِّهِ بِكَ
ص: 150
إِلهِي قَدْ جَلَسَ المُسِيُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُقِراً لَكَ بِسُوءِ عَمَلِهِ وَراجِياً مِنْكَ الصَّفْحَ عَنْ زلله، إِلهِي قَدْ رَفَعَ إِلَيْكَ الظَّالِمُ كَفَّيْهِ راجِياً لِما لَدَيْكَ فَلا تُخَيِّبْهُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ فَضْلِكَ، إِلهِي قَدْ جَثاً العائِدُ إلى المَعاصِي بَيْنَ يَدَيْكَ خائِفاً مِنْ يَوْمٍ تَجْثُو فِيهِ الخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ، إِلهِي جأَكَ العَبْدُ الخاطئ فَزِعاً مُشْفِقاً وَرَفَعَ إِلَيْكَ طَرْفَهُ حَذِراً راجِياً وَفاضَتْ عَبْرَتُهُ مُسْتَغْفِراً نادِماً، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي مُخالَفَتَكَ وَما عَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ وَأنا بِكَ جاهِلٌ وَلا لِعِقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِنَظَرِكَ مُسْتَخِفٌ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَأَعأنتنِي عَلى ذلِكَ شِقْوَتِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخى عَلَيَّ، فَمِنَ الآنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَبِحَبْلِ مَنْ أَعْتَصِمُ إِنْ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟! فَيا سَوْأَتاهُ غَداً مِنَ الوُقُوف بَيْنَ يَدَيْكَ إِذا قِيلَ لِلْمُخِفِّينَ جُوزُوا وَلِلْمُثْقِلِينَ حُطُّوا ! أَفَمَعَ المُخِفِّينَ أَجُوُزُ أَمْ مَعَ المُثْقِلِينَ أَحُطُّ ؟ وَيْلِي كُلَّما كَبُرَت سِنِّي كَثُرَتْ ذُنُوبِي ! وَيْلِي كُلَّما طالَ عُمْرِي كَثرَتْ مَعاصِيَّ ! فَكَمْ أَتُوبُ وَكَمْ أَعُودُ؟ أَما آنَ لِي أَنْ أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي؟ اللّهُمَّ فَبِحَقِّ محمد وَآلِ مُحَمَّدٍ اِرحَمني و اعفٌ عنٍي وإِغْفِرْ لِي ياَ خَيْرَ الغافِرِينَ، ثم بكى وعفر خديه وقال: إْرحَمْ مَنْ
ص: 151
أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ ، ثم قلب خده الأيسر، وقال: عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ياكَرِيمُ، ثم قام فخرج فاتبعناه، فقلت: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد ؟ فقال: انه مسجد زيد بن صوحان) (1).
13- روي أن:(جنازة أمير المؤمنين علیه السلام حملت إلى مسجد السهلة، ووجدت ناقة باركة هناك فحمل عليها وأقاموها وتبعوها، فلما وقفت بالغري وبركت، حفر في ذلك المكان فوجدت الخشبة المحفورة، فدفن فيها حسب ما أوصى، وأن آدم ونوحا وأمير المؤمنين علیهم السلام في قبر واحد) (2).
14- بالإسناد إلى المفضل عن الإمام الصادق علیه السلام ، قال:(دعاني سيدي الصادق في جنح الليل وهو مقتم أسود، فحضرت داره وهي تزهر نورا بلا ظلمة، فلما امتثلت بين يديه قال يا مفضل: مر صفوان (3)يصلح لي
ص: 152
على ناقتي السعداء رحلها، وأقم في الباب إلى وقت رجوعي إليك، قال: ثم خرج مولاي الصادق علیه السلام وقد احضر صفوان الناقة وأصلح رحلها، فاستوى عليها وأثارها، ثم قال: يا صفوان خذ بحقاب الناقة وارتدف، قال: ففعل صفوان ذلك، ومرت الناقة كالبرق الخاطف أو كاللحظ السريع، وجلست بالباب حتى مضى من الليل سبع ساعات من وقت ركوب سيدي الصادق (منه السلام). قال المفضل: فرأيت الناقة وهي كجناح الطير وقد انقضت إلى الباب، ونزل عنها مولاي (منه السلام)، فانقلب صفوان إلى الأرض خافتا، فأمهلته، وأقبلت انظر إلى الناقة، وهي تخفق والعرق يجري منها، حتى ثاب صفوان، فقلت: خذ ناقتك إليك وعدل إلى أن خرج مغيث خادم مولاي الصادق، فقال: سل يا مفضل صفوانا عما رأى، ويا صفوان حدثه ولا تكتمه. قال: فجلس صفوان بين يدي، وقال: يا مفضل أخبرك بالذي رأيت الليلة فقد إذن لي مولاي، قلت: نعم، قال: أمرني سيدي علیه السلام فارتدفت على الناقة، ولم أعلم أنا في سماء أم في أرض، غير أني أحس في الناقة وهي
ص: 153
كأنها الكوكب المنقض، حتى أناخت ونزل مولاي علیه السلام ونزلت وصلى ركعتين، وقال: يا صفوان صل واعلم انك في بيت الله الحرام، قال: فصليت ثم ركبت وارتفدت، وهبت الناقة كهبوب الريح العاصف، ثم انقضت فأناخت، فنزل مولاي علیه السلام فقال: صل يا صفوان ركعتين واعلم إنك في المسجد الأقصى، قال: ثم ركب وارتفدت وسارت الناقة وهبطت فأناخت، فنزل مولاي عنها ونزلت فصلى ركعتين. قال: صل يا صفوان واعلم بأنك بين قبر جدي علیه السلام ومنبره، قال: فصليت فقال: يا صفوان ارتفد من ورائي فارتدفت، فسارت مثل سيرها وانقضت فنزل مولاي علیه السلام وصلى وصليت فقال: يا صفوان أنت على جبل طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى بن عمران علیه السلام ثم ركب وارتفدت وانقضت فنزل عنها ونزلت، فإذا هو يجهش بالبكاء ويقول: جللت من مقام ما أعظمك، ومصرع ما أجلك، أنت والله البقعة المباركة والربوة ذات قرار ومعين، وفيك والله كأنت الشجرة التي كلم الله منها موسى علیه السلام ما أطول حزننا بمصابنا فيك إلى أن يأخذ
ص: 154
الله بحقنا، قال: وتكلم بكلام خفي عني، ثم صلى ركعتين وصليت وأنا أبكي وأخفي بكائي، ثم ركب وارتفدت فنزل عن قريب لنا وصلى وصليت، قال: يا صفوان هل تعلم أين أنت ؟، فقلت: يا مولاي عرفني حتى اعرف، قال: أنت بالغريين في الذكوات البيض، في البقعة التي دفن فيها أمير المؤمنين علي علیه السلام قال: فقلت يا مولاي فاجعل لي إليها دليلا، قال: ويحك بعهدي أو بعدي، قال: فقلت يا مولاي بعهدك وبعدك، قال: على انك لا تدل عليها ولا تزورها إلا بأمري، قال: فقلت يا مولاي إني لا أدل عليها ولا أزورها إلا بأمرك، قال: خذ يا صفوان من الشعير الذي تزودته الناقة فانثر منه حبا إلى مسجد السهلة، وبكر عليه؛ تستدل وتعرف البقعة بعينها و زرها إذا شئت، ولا تظهرها لأحد إلا من تثق به، ومن يتلوني من الأئمة علیهم السلام إلى وقت ظهور مهدينا أهل البيت (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ثم يكون الأمر إلى الله ويظهر فيها ما يشاء؛ حتى تكون معقلا لشيعتنا وتضرعا إلى الله ووسيلة للمؤمنين. المفضل قال: فظلت باقي ليلتي راكعا وساجدا أسأل الله بقائي إلى
ص: 155
صباح ذلك اليوم، فلما أصبحت دخلت على مولاي (منه السلام) ، فقلت: أريد الفوز العظيم والسعي إلى البقعة المباركة التي بين الذكوات البيض في الغريين، قال: امض وفقك الله يا مفضل وصفوان معك، قال المفضل: فأخذ بيدي، وقصدت مسجد السهلة، ثم استدللنا بحبات الشعير المنثورة؛ حتى وردنا البقعة فلذنا بها، وزرنا وصلينا، ورجعنا وأنفسنا مريضة؛ خوفا من أن لا نكون وردنا البقعة بعينها، قال: ودخلنا من مزارنا منها إلى مولانا الصادق علیه السلام فوقفنا بين يديه، فقال: والله يا مفضل ويا صفوان ما خرجتما عن البقعة عقدا واحدا، ولا نقصتما عنها قدما، فقلنا: الحمد لله ولك يا مولاي، وشكرا لهذه النعمة وقرأ قوله تعالى﴿:وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً﴾ (1)، وقوله: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾ (2)) (3) .
ص: 156
15-بالإسناد إلى المفضل قال: قلت يا سيدي فأين يكون دار المهدي ومجمع المؤمنين؟ قال:(يكون ملكه بالكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلوته الذكوات البيض من الغريين).
قال المفضل: ويكون المؤمنون بالكوفة!!، قال: أي والله يا مفضل، لايبقى مؤمن إلا كان فيها، وجرى إليها، وليبلغن مربط مجال فرس ألف درهم، والله، ومربط شاة ألف درهم. والله، وليودن كثير من الناس أنهم يشترون شبرا من ارض السبيع (1) بواحد ذهب، ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، ولتخافن قصورها كربلا، ولتصيرن كربلا معقلا ومقاما، تعكف فيه الملائكة والمؤمنون، وليكونن شان عظيم، وتكون فيها البركات، ما لو وفق فيها مؤمن ودعا ربه بدعوة واحدة؛ لأعطاه مثل ملك الدنيا ألف مرة.
ثم تنفس أبو عبد الله وقال: يا مفضل إن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على البقعة
ص: 157
بكربلاء، فأوحى الله اسكتي يا كعبة البيت الحرام فلا تفخري عليها؛ فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإنها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح، وإنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين، وفيها غسلت مريم لعيسى، واغتسلت من ولادتها. وإنها آخر بقعة يخرج الرسول منها في وقت غيبته، و ليكونن لشيعتنا فيها حياة لظهور قائمنا) (1).
16- بالإسناد إلى مالك بن ضمرة (2) قال:(كنت أصلي
ص: 158
فوق جبل الخندق (1)فحانت مني التفاتة إلى مسجد السهلة، فنظرت إليه في وقت الصلاة يوم الجمعة روضة خضراء، وفيه دوي كدوي النحل، فسحت عيني ثم نظرت إليه، فإذا هو كما رأيته أولا، قال: فنزلت من الجبل امشي حتى أتيته فلما قمت في وسطه غاب عني الشجر وسمعت دويا كدوي النحل) (2).
17-بالإسناد إلى علي بن حسان (3)، عن عمه عبد الرحمن، عن أبي عبد الله علیه السلام وساق حديث فضل مسجد السهلة إلى أن قال:( وهو من كوفان وفيه ينفخ
ص: 159
في الصور، وإليه المحشر، ويحشر من جانبه سبعون ألفا يدخلون الجنة) (1).
18-بالإسناد إلى ابن مهران (2)، عن الصادق علیه السلام قال:(إذا دخلت الكوفة فأت مسجد السهلة فصل فيه واسأل الله حاجتك لدينك ودنياك، فإن مسجد السهلة بيت إدريس النبي علیه السلام الذي كان يخيط فيه ويصلي فيه، ومن دعا الله فيه بما أحب قضى له حوائجه
ص: 160
ورفعه يوم القيامة مكانا عليا إلى درجة إدريس علیه السلام، وأجير من مكروه الدنيا ومكائد أعدائه) (1).
19-بالإسناد إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال:(يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله؟ قال: نعم، هو منزل إدريس علیه السلام، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد، يعبدون الله فيه، يا أبا محمد أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه، ثم إذا قام قائمنا أنتقم الله لرسوله ولنا أجمعين) (2).
20-بالإسناد إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر (3)عن أبي الحسن الرضا علیه السلام قال:(لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم
ص: 161
حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل، ثم قرأ: ﴿ الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ (1) ثم قال: إن من علامات الفرج حدثا يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب).
ص: 162
يبدو من خلال بعض الروايات أن مسجد السهلة المعظم كان واحدا من روافد العطاء الفكري ، تلتئم على باحته حلقات الحديث و الدرس فقد ورد عن علي بن السري (1) أنه قال: ( حدثني عمي، قال: حدثني إبراهيم بن أبي سمال (2) وسمعته يحدث به جماعة من أهل الكوفة في مسجد السهلة فيهم جعفر بن بشير
ص: 164
البجلي (1)، ومحمد بن سنان الزهري وغيرهم قال: كنت أسير بين الغابة ودومة الجندل مرجعنا من الشام في ليلة مسدفة بين جبال ورمال فسمعت هاتفا من بعض تلك الجبال وهو يقول:
ناد من طيبة مثواه وفى طيبة حلا أحمد المبعوث بالحق عليه الله صلى
وعلى التالي له في الفضل والمخصوص فضلا وعلى سبطيهما المسموم والمقتول قتلا
وعلى التسعة منهم محتدا طابوا وأصلا
هم منار الحق للخلق إذا ما الخلق ضلا
نادهم يا حجج الله على العالم كلا كلمات الله تمت بهم صدقا وعدلا ) (2)
ص: 165
كما ورد أن المسجد كان يحتضن حلقات الحديث فعن (الشريف الجليل العالم أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي (1) ،عند عودته من الحج، في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، بمسجد السهلة، قال: حدثني والدي علي بن زهرة، عن جده، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه. قال:
ص: 166
حدثنا الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن إبراهيم) (1)
ص: 167
يوجد بجوار مسجد السهلة المعظم مسجدان مشرفان، دلت بعض الروايات على درجة رفيعة من القدسية لهما ، حيث أشير إلى تردد الأئمة والصالحين علیهم السلام إليهما، كما يظهر أن اهتمام المعصوم-سواء الخضر علیه السلام ، أو أئمة أهل البيت - بتعاهد الزيارة لهما من جملة الأعمال المنقولة عنهم علیهم السلام ، وهذان المسجدان هما:
(صعصعة بن صُوحان بن حُجْر العبدي) رضی الله عنه: سيد من سادات العرب، و من أكابر المؤمنين، و ممن أثنى عليه أمير المؤمنين علیه السلام فمدحه بوصف: قلة المؤونة، و كثرة المعونة، روى عن أمير المؤمنين علي علیه السلام و عن ابن عباس رضی الله عنه ، كما روى عن أبي إسحق السبيعي (1)، و المنهال بن عمرو، و عبد الله بن
ص: 168
عرف صعصعة رضی الله عنه خطيبا مفوها لسنا ،تقيا فاضلا، بليغا في الذود عن الحق والعدالة والفضيلة، مصداقا لقول أبن عباس رضی الله عنه له:(إنك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء، ما ورثت هذا عن كلالة ..) وكان ابن عباس رضی الله عنه حبر الأمة إذا ما أراد أن يستمع إلى البلاغة و الحكم و سداد الرأي وما عفا من أخبار العرب، يجالس صعصعة رضی الله عنه و يسائله و يرتوي من فيض نبعه، كما أختاره وفد المصريين لرئاسة جماعة منهم عند دخولهم على عثمان لطلب الإصلاح. و شهد له الكثير من محبيه و أعدائه بالفضائل، فقد وصفه أمير البلاغة الإمام علي علیه السلام ب-(الخطيب الشحشح)، و امتدحه عقيل بن أبي طالب علیهما السلام بقوله:( صعصعة عظيم الشأن قليل النظير)، وخاطبه عمر بن الخطاب قائلا: (أنت مني و أنا منك)، و ذكره معاوية فقال:(وددت و الله أني من صلبه) و(هكذا فلتكن الرجال)، وحدث عنه عبد الملك بن مروان فقال:(انه أحضر الناس جوابا).و قد كان من
ص: 170
اشد أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ولاء، فقد جاء عن الإمام الصادق علیه السلام أنه قال:( وما كان مع أمير المؤمنين علیه السلام من يعرف حقه إلا صعصعة و أصحابه) .
وصف صعصعة رضی الله عنه الإمام علي علیه السلام مرة فقال:( كان فينا كأحدنا، لين الجانب، وشدة تواضع، وسهولة قياد، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسياف الواقف فوق رأسه) .ووقف رضی الله عنه يوم بيعة الإمام علي علیه السلام يخاطبه:( يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك و رفعتها وما رفعتك، وهي إليك أحوج منك إليها).وقد شهد رضی الله عنه مع الإمام علي علیه السلام مواقعه كلها هو وأخواه ( زيد و سيحان) رضی الله عنه، وجرح في معركة (الجمل)، و استشهد أخواه رضی الله عنه .
أستأذن صعصعة رضی الله عنه على علي علیه السلام وقد أتاه عائدا لما ضربه أبن ملجم، فلم يكن عليه إذن، فقال صعصعة رضی الله عنه للآذن:(قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا و ميتا، فقد كان الله في صدرك عظيما، و لقد كنت بذات
ص: 171
الله عليما) فأبلغه الآذن ذلك فقال الأمير علیه السلام:(وأنت يرحمك الله فقد كنت خفيف المؤونة، كثير المعونة) .
سار رضی الله عنه في تشييع جثمان الأمير علیه السلام ، ووقف على قبره و أخذ كفا من التراب فأهاله على رأسه، وقال:( بأبي أنت و أمي يا أمير المؤمنين، هنيئا لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك ، وعظم جهادك، وبلغت ما أمّلت ، وربحت تجارتك، ومضيت إلى ربك ..)، ونطق بكثير من مثلها، وبكى بكاءا شديدا، وأبكى كل من كان معه، و بذلك فقد انعقد في جوف الليل مأتم يخطب فيه صعصعة رضی الله عنه ، ويحضره الإمامان الحسنان علیهما السلام ، ومحمد بن الحنفية ، و أبو الفضل العباس، و غيرهم من أبنائه و أقاربه سلام الله عليهم.ولما أنتهى صعصعة رضی الله عنه من خطبته، عدل الحاضرون إلى الإمامين الحسن و الحسين علیهما السلام و غيرهما من أبنائه، فعزوهم في أبيهم، فعادوا طرّا إلى الكوفة ) (1) .
ص: 172
و لصعصعة رضی الله عنه شعر جميل يرثي به الإمام علي علیهما السلام فيقول:
(هل خبر القبر سائليه ***أم قرّ عينا بزائريه
أم هل تراه أحاط علما*** بالجسد المستكين فيه
لو علم القبر من يواري ***تاه على كل من يليه
يا موت ماذا أردت مني ***حققت ما كنت أتقيه
يا موت لو تقبل افتداء*** لكنت بالروح افتديه
دهر رماني بفقد ألفي ***أذم دهري واشتكيه)
عاش صعصعة رضی الله عنه فترة عظيمة من فترات التاريخ الإسلامي، و عاصر أناسا عظاما نقشوا في ذاكرة التاريخ خطوطا عريضة زاهية لا تمحى، فقد عايش جزءا من حياة الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم وتربى في ظل دولته الكريمة، وعاصر حياة الخلفاء وعايش الأحداث المهمة، المؤلمة منها و المفرحة، عايش السقيفة، والردة، والانقلاب على الأعقاب، والفتوحات الإسلامية، وانحدار المسلمين التدريجي من المجد الإيماني إلى بناء المجد الشخصي … ليرى نفسه وجها لوجه يصطدم مع سلاطين الإسلام الذين حولوا
ص: 173
الخلافة إلى ملك وراثي، وليروه أمامهم عقبة تجرعهم الغصة تلو الأخرى، غزاهم في عقر دارهم، وفي مقر حكمهم بأشد الكلام و أقساه ، فكان شوكة في جنوب الباغين، وقذى في عيون الظالمين؛ فجعلوا يبيتون له الغدر، و يتحينون له الفرص ، حتى صمم معاوية على النيل منه و قال:(والله لأجفينك عن الوساد، و أشردن بك في البلاد)، فأمر واليه على الكوفة (المغيرة بن شعبة) بإبعاده عنها؛ باعتبارها معقلا لتحركه الجماهيري المعارض، ونفيه إلى جزيرة (أوال)، وهي جزيرة البحرين الحالية، معلنا بداية رحلة بلاء جديدة زاده فيها التقوى و سلاحه الإيمان، وشعاره الإسلام وهدفه الإصلاح، أنيسه الحق ورفيقه الصبر .وطالت الرحلة وما زادت هذا المؤمن الحقيقي إلا صلابة وإباء، واستعدادا للفداء، والجسد معذب، والنفس مستبشرة، البدن متعب، والروح مطمئنة إلى أن خلاصة الجهاد الشهادة. وعاد السيف إلى قرابه، فان (أوال) كانت موطن أسلافه؛ فلا غرور أن وطد فيها دعائم الولاء لآل البيت علیهم السلام، حتى استوى على سوقه
ص: 174
، وآتى أكله يانعا بإذن ربه.و بقي هناك حتّى وفاته، وقد توفي رضی الله عنه في جزيرة أوال بعد نفيه إليها سنة 60 هجرية، وله من العمر سبعون سنة، ودفن في قرية (عسكر) الواقعة جنوب جزيرة المنامة العاصمة في البحرين، ويقع بها ضريح صعصعة رضی الله عنه ومسجده المسمى باسمه على ساحل البحر، وكانت تعلوه قبة ثم تهدمت ولم يعد بناؤها من جديد، وبناء المسجد عامة قديم و هو مزار مشهور لدى عامة الناس ويؤمه الزائرون من كل مكان في البحرين باختلاف طوائفهم في العطل وفي المناسبات .
ومسجد صعصعة رضی الله عنه اليوم من مساجد الكوفة المشهورة ويقع على مسافة قريبة من الجهة الشرقية لمسجد السهلة المعظم، عنيَ الناسُ برعايته والحفاظ على عمرانه، وعمارته الحاليّة شُيّدتْ سنة 1387ه-. ومساحة المسجد 160 متراً مربّعاً مع أربعة أضلاع ارتفاعها متران، وفي الضلع القبلي منها ظلّة تحتها يقع محراب الصلاة.
ص: 175
وقد قام بأعمال البناء المغفور له الحاج عبد الزهره فخر الدين (1) امتثالا لأمر زعيم الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سره) .
و(زيد بن صُوحان بن حُجْر العبدي) رضی الله عنه من خلّص أصحاب أمير المؤمنين علیه السلام ، أدرك رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وقال فيه النبي صلی الله علیه و آله و سلم:[من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه عضو منه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان] (2). ولم يشاهد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم إنما النبي صلی الله علیه و آله و سلم ذكره وأثنى عليه، وهو احد ثلاثة أشقاء استشهد اثنان منهم مع الإمام أمير المؤمنين علیه السلام وقد صحب زيد بن صوحان رضی الله عنه الإمام علياً علیه السلام وكان له محباً وصديقاً، تفانى في
ص: 176
حبه والدفاع عنه؛ ولذا سب من قبل خصوم أمير المؤمنين علیه السلام .
كان عالماً فاضلاً ذا بصيرة، ومن سادات قومه الموصوفين بالعبادة والزهد والشجاعة والتقوى، ومما يدل على فضله قول رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيه. وقد اشتهر بالحديث عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ،وقد أدرك حياة النبي صلی الله علیه و آله و سلم و لم يره ، بناءً على بعض الروايات لكنه يروي عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم وعرف انه من قراء القرآن، وكان معلماً ومرشداً وله دور خطابي بليغ في المدائن؛ إذ طلب إليه آنذاك سلمان المحمدي رضی الله عنه أن يخطب ويقرأ القرآن؛ لبلاغته وفصاحته .و له يوم الجمل دور تبليغي رائد، فقد كان يخطب في المسلمين ويستجيش العواطف رافعا شعار (سيروا إلى أمير المؤمنين وسيد المسلمين وانفروا إليه أجمعين تصيبوا الحق وتعرفوه).
قطعت يده في معركة فتح نهاوند عام 20للهجرة. ولقطع يده قصة جميلة، وهي أن النبي صلی الله علیه و آله و سلم أثنى على أشخاص دون أن يراهم، وقيمهم قبل أن يشاهدهم ،مثل
ص: 177
أويس القرني رضی الله عنه (1)، وميثم التمار رضی الله عنه ،وزيد بن صوحان رضی الله عنه فقد ذكر النبي صلی الله علیه و آله و سلم بعض صفات هؤلاء،
ص: 178
أو بعض ظروف استشهادهم. فتحدث صلی الله علیه و آله و سلم عن زيد بن صوحان رضی الله عنه قائلا: أنه يسبقه عضو من أعضاءه إلى الجنة، بما يعني أن له تضحية توفر له مكانا في الجنة قبل أجله.وتطبق ذلك فعلاً بعد رحيل النبي صلی الله علیه و آله و سلم بعشر سنوات في معركة فتح نهاوند، و الملفت في الأمر أن يده قطعت من المرفق فدفنوا يده، وبعد مدة شاهده احد من يعرفون بالصحابي، ممن تحدث القرآن الكريم عنهم بالآية الكريمة:
ص: 179
﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (1)،فلما رأى يده قطيعة سأله مستغرباً ما ليدك وما حدث لها ؟!.. ثم سأله يا زيد أسرقت فقطعت يدك !!.. فضحك زيد رضی الله عنه وقال له: (منذ كم دخلت في الإسلام ولم يبلغ الإسلام حدود صدرك؟!.. أما ترى يدي قطعت من المرفق ؟!..فهل هذا هو من الحدود ؟!..- وحد قطع السارق أصابع اليد- ثم قال له: لكن ما اصنع لك !!) .فلبس الرجل ثوب الفشل.
اشتهر زيد رضی الله عنه بعبادته وتقواه وكان يعيش حياة بسيطة، يصوم النهار ويحيي الليل بالعبادة و خاصة ليلة الجمعة فتقول الروايات أنه كان يحييها حتى الصباح، ويقال: انه اتخذ كوخاً ينعزل به في عبادته، وعلى هذا المكان.. مكان الكوخ شيد مسجده باسمه، وهوالمجاور لمسجد السهلة المعظم. وزيد بن صوحان رضی الله عنه أحد الذين هجرهم عثمان من المدينة إلى الشام
ص: 180
، شأنه شأن أبي ذر الغفاري رضی الله عنه ومالك الأشتر رضی الله عنه وغيرهم.
أعطاه الإمام علي علیه السلام الراية يوم الجمل وكان معه أخواه صعصعة رضی الله عنه ، وسيحان رضی الله عنه (1) ولما خرج إلى
ص: 181
القوم اظهر شجاعة فائقة حتى سقط شهيداً سنة 36 ه- . وهو يساند الحق، وقد تحققت في ذلك نبوءة النبي فيه إذ قطعت يده في واقعة نهاوند و لحق جسده بيده يوم الجمل . وكان رحمه الله حامل راية الجهاد و كان إخوانه ممن يتهافت لنصرة أمير المؤمنين علیه السلام فلما ضرب عمرو بن يثري الظبي زيدا رضی الله عنه وسقط صريعا سارع أخوه صعصعة رضی الله عنه وحمل عنه الراية . أما أمير المؤمنين علیه السلام فقد جاءه و جلس عند رأسه يؤبنه قائلا: (رحمك الله يا زيد كنت خفيف المؤنة عظيم المعونة)، فرفع زيد رضی الله عنه رأسه وهو يقول:(وأنت فجزاك الله خير الجزاء يا أمير المؤمنين فو الله ما علمتك إلا بالله عليما وفي أم الكتاب عليا حكيما وأن الله في صدرك لعظيم . والله ما قاتلت معك على جهالة ولكني سمعت أم سلمة زوج النبي صلی الله علیه و آله و سلم تقول:(وانصر من نصره واخذل من خذله فكرهت و الله أن أخذلك فيخذلني الله)ويروى انه لما سقط نادى برفاقه قائلاً ادفنوني بثيابي ودمائي فأني مخاصم من قتلني و تولى
ص: 182
دفنه الإمام علیه السلام ، و أبنه،وقبره شاخص في البصرة على يمين الذاهب إلى السيبة في منطقة كوت الزين.
وقد جاء في جواب صعصعة رضی الله عنه لابن عباس رضی الله عنه عن أخيه زيد رضی الله عنه قوله: (كان و الله يا ابن عباس عظيم المروءة، شريف الأخوة، جليل الخطر، بعيد الأثر، كميش العروة، أليف البدوة، سليم جوانح الصدر، قليل وساوس الدهر، ذاكرا الله طرفي النهار وزلفي الليل، الجوع و الشبع عنده سيان، لا ينافس في الدنيا، وأقل أصحابه من ينافس فيها، يطيل السكوت، ويحفظ الكلام)، ثم ذكر أبياتا فقال ابن عباس رضی الله عنه:(ما ظنك برجل من أهل الجنة رحم الله زيدا).
أما مسجد زيد بن صوحان رضی الله عنه، فيقع على بعد مئتي متر جنوب مسجد السهلة، وقد هدمت بناية المسجد الأصلية القديمة في بداية القرن العشرين ثم شيدت من جديد، ثم ما لبثت أن تهدمت فجددت عمارتها من قبل المؤمنين من أهالي تبريز سنة 1395 ه- / 1975 ه-. وبقي من عمارة المسجد الأُولى ثلاث قطع من المرمر الأبيض كتب عليها أدعية وأذكار، والبناء الحالي
ص: 183
للمسجد يحتل مساحةً قدرها 165 مترا مربعا،وقد أعيد ترميمه في السنين المتأخرة من القرن الماضي على يد المغفور له الحاج محمد جواد عطيه جبوري بتوجيه مكتب سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله.
ص: 184
زخر تراثنا الإسلامي بعبقات ثرة العطاء مما أفاض به اهل بيت الرحمة علیهم السلام والتي خصوا بها البقعتين الشريفتين الموغلتين في القدم، واللتين تنميان لعصر بدء الخليقة وظهور أول الأنبياء على الأرض أبينا آدم علیه السلام .
ورغم كل ما ضاع من أثر، واختفى من فكر، وطمست من دلالة، وغيبت من حقيقة، وزخرفت لوحة باطل؛ فإن الحق ظل صادحا، ولم يستطع الطغاة والظالمون أن ينالوا من الفكر الإسلامي الأصيل المتمثل بخط النبوة الذي رعته الإمامة، والذي حفظ للدين معالم محمديته الحقة .
على مر العصور توالت على هاتين البقعتين المقدستين ألوان من النكران والإهمال و الإقصاء والتهميش، بل حتى كاد هذان الصرحان الممتدان بنورهما فوق وجه الشمس أصالة وشرفا، أن يتحولان إلى ركام حجارة،
ص: 185
وموئل خراب تحلق فوقه طيور تألف العيش في المساحات المتروكة لتتخذ فيها أعشاشها.
وعبر مواسم العتمة كلها التي لفت المعالم والآثار في بلد المقدسات .. ظلت أقدام تعرف طريق الحق تتخذ مسارها نحو الكوفة والسهلة تنشدان في المسجدين العظيمين اللجوء تحت سماء يؤلف فيها فوق أديم هذين الكيانين الشريفين نقاء التوجه، والأمل الواسع بالمغفرة، حتى كأن البعد بين السماء والأرض الذي يساوي دعوة مستجابة يكاد يكون من حواس اللمس للمتعبدين.
ظلت الوجوه الكريمة لمؤمنين عارفين تشتاق للوصول إلى مسجدي الكوفة والسهلة اطمئنانا لفضلهما، وعرفانا لقداستهما .. وما هو أبعد من كل ذلك، أنهما محوران أساسيان في زمن ملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ملئت ظلما وجورا.
فالأحاديث التي تكتنز بها قلوب العارفين هي وعاء لما ورد بخصوص ذلك عن أئمة الهدى وخزان العلم وتراجمة الوحي أهل بيت محمد صلی الله علیه و آله و سلم حين (يتنفس
ص: 186
العراق الصعداء في ظل سلطة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، ويدخل حياة جديدة في مركزه العالمي بوصفه عاصمة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومحط أنظار المسلمين ومقصد وفودهم . وتصبح الكوفة والسهلة والحيرة والنجف وكربلاء محلات لمدينة واحدة يتردد ذكرها على ألسنة شعوب العالم وفي قلوبهم، ويقصدها القاصدون من أقاصي المعمورة ليلة الجمعة، ويبكرون لأداء صلاة الجمعة خلف المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، في مسجده العالمي ذي الألف باب، فلا يكاد الواحد أن يحصل على موضع صلاة بين عشرات الملايين القاصدة) (1) .
وهناك العديد من الروايات الشريفة التي تشير وتؤكد على أن للكوفة فضلاً على سائر البقاع، وعلى أنها من البلدان الطيبة وأنها من أراضي الجنة، وحث الإمام الصادق علیه السلام الناس على اللجوء عليها فقال لأحد أصحابه: (إذا فقد الأمن من البلاد وركب الناس على الخيول واعتزلوا النساء والطيب فالهرب الهرب عن جوارهم فقلت: جعلت فداك إلى أين ؟ قال: إلى الكوفة
ص: 187
ونواحيها...فإن البلاء مدفوع عنها) (1)
وعن أنس بن مالك قال: (كنت جالسا ذات يوم عند النبي صلی الله علیه و آله و سلم إذ دخل عليه علي بن أبي طالب علیه السلام فقال صلی الله علیه و آله و سلم ): [إِلَيَ يا أبا الحَسَنِ]، ثم اعتنقه وقبل ما بين عينيه وقال: [يا علي إِنَ اللهَ عَزَ اسْمُهُ عَرَضَ وِلايَتَكَ عَلى السَماواتِ فَسَبَقَتْ إِلَيْها السَماءُ السابِعَةُ فَزَيْنَها بِالْعَرْشِ، ثُمَ سَبَقَتْ إليها السَماءُ الرابِعَةُ فَزَيْنَها بِالْبَيْتِ المَعْمُورِ، ثُمً سَبَقَتْ إليْها السَماءُ الْدُنْيا فَزَيَنَها بِالْكَواكِبِ، ثُمَ عَرَضَها عَلى الأَرَضِيْنَ فَسَبَقَتْ إليْها مَكَةُ فَزَيْنَها بِالْكَعْبَةِ، ثُمَ سَبَقَتْ إليْها المَدِيْنَةُ فَزَيْنَها بِي، ثُمَ سَبَقَتْ إِلَيْها الْكُوفَةُ فَزَيْنَها بِكَ، ثُمَ سَبَقَتْ إليْها قُمُ فَزَيْنَها بِالْعَرَبِ وَفَتَحَ لَها باباٍ مِنْ أَبْوابِ الْجَنَةِ...] (2)
ولذا فقد اختارها أمير المؤمنين علیه السلام عاصمة لدولته دون غيرها من المدن، واختارها الإمام الحسن المجتبى علیه السلام كذلك قبل الصلح، واختارها الإمام
ص: 188
الحسين علیه السلام على غيرها من الخيارات المتاحة له أنذاك، كاليمن وأعالي الحجاز ومكة وغيرها...
والتاريخ يشهد أن الكوفة بقيت على ولائها العلوي رغم ما مر بها من مآسي ورغم قصد الطغاة لها دائماً، وهي بهذا تختلف عن مدن عرفت بذلك الولاء لكن ما أن داهمها خطر حتى نزعت ثوب ولائها، حين دخلها أعداؤها، فخرب أراضيها وقتل أهلها وأحرق مكتباتها فغيرت خطها الموروث... علماً أن الدماء التي أريقت فيها لا يمكن قياسها بما أريق في الكوفة من دماء !
ولذلك ستكون الكوفة هدفاً للقوى المتعددة في عصر الظهور، فيقصدها السفياني من جانب، ويقصدها اليماني والخراساني من جانب آخر، لإن السيطرة عليها تعني السيطرة على فئة مهمة من الناس كان لهم الدور البارز على مسرح الأحداث وتحديد مجرى التاريخ منذ الصدر الأول للإسلام...لهذا وذاك سيختارها الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لتكون عاصمة لدولته المباركة، وتذكر رواية في تفسير العياشي عن الإمام الباقر علیه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ
ص: 189
وَالأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ﴾ (1) أن الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) يدخل العراق ف-(ينزل في سبع قباب من نور، لايعلم في أيها هو، حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل). وفي رواية أخرى: (إنه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة على الفاروق).
وتشير الروايات الى أن الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) يطيل المكث في العراق قبل توجهه إلى القدس: (ثم يأتي الكوفة فيطيل المكث بها ما شاء الله أن يمكث) (2).. وأنه يتخذ السهلة مسكنا له ولعياله، وقد وردت بذلك عدة روايات، وهي تشير إلى أنه علیه السلام يكون له بعد ظهوره زوجة وأولاد . ويبدو أن السبب في إطالة مكوثه في الكوفة مضافاً إلى تثبيت الوضع داخل العراق واتخاذه مركزاً لحكمه، أنه يجمع نخبة معاونيه وأنصاره من العالم في العراق، والأحاديث عن التطور المعنوي والمادي في العراق
ص: 190
مركز عاصمته علیه السلام كثيرة لا يتسع لها المجال، حتى( لتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا) (1)، وبتصفية الإمام علیه السلام العراق وضمه إلى دولته وجعله عاصمتها، تكون دولته قد شملت اليمن والحجاز وإيران والعراق، ومعها بلاد الخليج . وبذلك يتفرغ لأعدائه الخارجيين، فيبدأ أولاً بالترك فيرسل لهم جيشاً فيهزمه، ثم يتوجه بنفسه على رأس جيشه إلى الشام حتى ينزل(مرج عذراء) قرب دمشق استعداداً لخوض المعركة مع السفياني واليهود والروم، معركة فتح القدس الكبرى.
وفيما يلي بعض من أحاديث الأئمة علیهم السلام التي تطرقت إلى المنقذ الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومسجدي الكوفة والسهلة المعظمين:
1-عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، قال: [إِنَّ المَهْدِيَّ مِنْ وُلْدِيْ يَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ مُوْسىْ عِنْدَ خُرُوْجِهِ مِنَ مَكَّةَ إِلىْ الكُوْفَةِ..] (2).
ص: 191
2-عن أمير المؤمنين علیه السلام ، في وصفه للحجة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف): (كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة على فرس محجل) (1).
3-قال أمير المؤمنين علیه السلام أيضا ، وهو يذكر الحجة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف): (كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسيل السهلة (2)على فرس محجل (3) له شمراخ يزهر، يدعو ويقول في دعائه:
(لا إله إلا الله حقاً حقاً، لا إله إلا الله تعبداً ورقاً،اللهم معزَ كل مؤمن وحيد، ومذلَ كل جبار عنيد، أنت كنفي حين تعييني المذاهب، وتضيق عليَّ الأرض بما رحبت ، اللهم خلقتني وكنت غنياً عن خلقي، ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين.. يا منشر الرحمة من مواضعها، ومخرج البركات من معادنها، ويا من خصَ
ص: 192
نفسه بشموخ الرفعة فأولياؤه بعزه يتعززون.. يا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم، فهم من سطوته خائفون..
أسألك باسمك الذي قصر عنه خلقك فكلٌ لك مذعنون. أسألك أن تصلي على محمد و آل محمد، وأن تنجز لي أمري و تعجل لي الفرج و تكفيني و تعافيني و تقضي حوائجي، الساعة الساعة، الليلة الليلة، إنك على كل شيء قدير) (1).
4-بالإسناد عن إبن نباتة قال: بينا (نحن) ذات يوم حول أمير المؤمنين في مسجد الكوفة إذ قال: (يا أهل الكوفة..وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه، فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه، وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من
ص: 193
أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج) (1).
5-عن حبة العرني (2) قال: خرج أمير المؤمنين إلى الحيرة فقال: لتتصلن هذه بهذه، وأومأ بيده إلى الحيرة حتى يباع الذراع فيها بدينارين، وليبنين في الحيرة مسجد له خمسمئة باب، يصلي فيه القائم لأن مسجد الكوفة ليضيق عنهم، وليصلين اثنا عشر إماما عدلا) (3)
6-يروى عن أمير المؤمنين علیه السلام أنه قال: (الكوفة كنز الإيمان وجمجمة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث يشاء، والذي نفسي بيده لينصرّن الله جلّ وعزّ بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز)..وكان
ص: 194
عبد الله بن عمر (1) يقول: يا أهل الكوفة أنتم أسعد الناس بالمهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .
ص: 195
7-بالإسناد إلى سعيد بن الوليد الهجري عن أبيه قال: قال علي علیه السلام وهو بالكوفة: (ما أشد بلايا الكوفة لا تسبوا أهل الكوفة فوالله إن فيهم لمصابيح الهدى وأوتاد ذكر ومتاع إلى حين والله ليدقن الله بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا إن مكة حرم إِبراهيم والمدينة حرم رسول اللَّه صلی الله علیه و آله و سلم، والكوفة حرمي، ما من مؤمن إلا وهو من أهل الكوفة أو هواه لينزع إليها ألا إن الأوتاد من أَبناء الكوفة، وفي مصر من الأَمصار، وفي أَهل الشام أَبدال) (1).
8-عن ابن عباس، عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: (..إذا فتق بثق في الفرات، فبلغ أزقة الكوفة فليتهيأ شيعتنا للقاء القائم) (2).
9-عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين علیه السلام في حديث له حتى انتهى إلى مسجد الكوفة، وكان مبنيا بخزف ودنان وطين، فقال: (ويل لمن هدمك، وويل لمن سهل هدمك، وويل لبانيك بالمطبوخ المغير قبلة نوح،
ص: 196
طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي، أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة) (1).
10-عن الأصبغ بن نباتة، قال: بينا نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين علیه السلام في مسجد الكوفة، إذ قال: (يا أهل الكوفة، لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا، ففضل مصلاكم، وهو بيت آدم..) إلى أن قال: (وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي، ومصلى كل مؤمن، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه..) (2).
11-وتحدث الأمير علیه السلام عن ولده المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فقال: (ثم يقبل إلى الكوفة، فيكون منزله بها؛ فلا يترك عبداً مسلماً إلا اشتراه وأعتقه، ولا غارماً إلا قضى دينه، ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردّها، ولا يُقتل منهم عبد إلا أدّى ثمنه دية مسلَّمة الى أهلها، ولا يُقتل قتيل إلا قضى عنه دينه، وألحق عياله في العطاء، حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً.
ص: 197
ويسكن هو وأهل بيته الرحبة (1)، والرحبة إنما كانت مسكن نوح وهي أرض طيبة ولا يسكن رجل من آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم ولا يقتل إلا بأرض طيّبة زاكية، فهم الأوصياء الطيّبون) (2) .
12-قال الإمام الباقر علیه السلام: (ويسير نحو الكوفة، وينزل على سرير النبي سليمان علیه السلام، وبيمينه عصا موسى، وجليسه الروح الأمين، وعيسى بن مريم، متشحا ببرد النبي صلی الله علیه و آله و سلم متقلدا بذي الفقار، ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله، يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع، على رأسه تاج من نور) (3).
13-بالإسناد إلى المفضل عن أبي جعفر علیه السلام قال: (إذا دخل المهدي الكوفة، قال الناس: يا ابن رسول الله إن الصلاة معك تضاهي الصلاة خلف رسول الله، وهذا لا يسعنا، فيخرج إلى الغري فيخط مسجدا له ألف باب يسع الناس، ويبعث فيجري خلف قبر الحسين علیه السلام نهر
ص: 198
يجري إلى الغري حتى إلى النجف ويعمل هو على فوهة النهر قناطر وارحاء في السبيل ) (1).
14-عن أبي بصير عن أبي جعفر علیه السلام قال: (إذا قام القائم سار إلى الكوفة، وليهدم أربعة مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الارض له شرف إلا هدمها) (2).
15-عن أبي الجارود (3) عن الإمام الباقر علیه السلام قال: (إذا خرج القائم من مكة ينادي مناديه: ألا لا يحملن أحد طعاما ولا شرابا، ويحمل معه حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا إلا نبعت منه عيون، فمن كان
ص: 199
جائعا شبع، ومن كان ظامئا روي، ودوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة) (1).
16-عن الإمام الباقر علیه السلام ،قال: (إذا دخل القائم الكوفة، لم يبق مؤمن إلا وهو بها أو يجيء إليها) (2).
17-بالإسناد إلى أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر علیه السلام قال: (كأني بالقائم على نجف الكوفة، قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، المؤمنون بين يديه، وهو يفرق بين الجنود في البلاد) (3).
18-عن جابر، عن أبي جعفر علیه السلام ، قال: (تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي بعث إليه بالبيعة) (4).
19-عن الثمالي، قال: قال لي أبو جعفر علیه السلام: (يا ثابت كأني بقائم أهل بيتي قد أشرف على نجفكم هذا – وأومأ بيده إلى ناحية الكوفة – فإذا هو أشرف على نجفكم
ص: 200
نشر راية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ، فإذا هو نشرها انحطت عليه ملائكة بدر..) (1).
20- في رواية عمرو بن شمر (2)عن أبي جعفر الباقر علیه السلام ، ذكر المهدي، فقال: (يدخل الكوفة و بها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له، و يدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء، فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة، فيأمر أن يخط له مسجد على الغري و يصلي بهم هناك، ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين علیه السلام نهرا يجري إلى الغريين حتى ينزل الماء إلى النجف، ويعمل على فوهته
ص: 201
القناطر والأرحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كراء ) (1).
21-عن الإمام الصادق علیه السلام أن:(دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين، والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو حواليها (وفي رواية أو يجئ إليها، وفي رواية أخرى أو يحن إليها وهو الصحيح)، ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، ولتجاورن قصورها قصور كربلاء، وليصيرُن الله كربلاء، معقلا ومقاما تختلف إليه الملائكة والمؤمنون، وليكونن لها شأن من الشأن) (2).
22-عن الإمام الصادق علیه السلام قوله أنه: (يبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء والحيرة، حتى يخرج الرجل على بغلة
ص: 202
سفواء (1)يريد الجمعة فلا يدركها) (2).
23-عن صالح بن أبي الأسود عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (أما انه منزل صاحبنا إذا قام بأهله ) (3).
24-وروي عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام، قال: (قال لي: يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم علیه السلام في مسجد السهلة بأهله وعياله، قلت: يكون منزله جعلت فداك؟، قال: نعم كان فيه منزل إدريس علیه السلام، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن علیه السلام، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه، وفيه مسكن الخضر علیه السلام، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي، وما صلى فيه أحد، فدعا الله بنية صادقة، إلا صرفه الله بقضاء حاجته، وما من أحد استجاره، إلا أجاره الله مما يخاف، قلت: هذا لهو الفضل، قال: نزيدك، قلت: نعم، قال: هو من البقاع التي أحب الله أن
ص: 203
يدعى فيها، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة تزور هذا المسجد، يعبدون الله فيه، أما أني لو كنت بالقرب منكم، ما صليت صلاة إلا فيه، يا أبا محمد وما لم اصف أكثر، قلت: جعلت فداك لا يزال القائم فيه ابدآ؟، قال: نعم، قلت: فمن بعده؟ قال: هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق) (1).
وقد يستشكل على هذا الموضوع أنه كيف يكون مسجداً وبيتاً في آن واحد؟ وهو موضوع فيه من المعالم العقائدية والفكرية التي تحتاج إلى تفصيل، ويمكن أن يجاب عليه بسؤال آخر وهو: كيف كان مسجد النبي بيت النبي صلی الله علیه و آله و سلم ؟ وبيت فاطمة علیها السلام في المسجد؟ ولذلك سدّ رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم كل الأبواب التي كانت تطل علي المسجد إلاّ بيت عليّ علیه السلام (2)؛ لأن بيت علي علیه السلام هو بيت النبي صلی الله علیه و آله و سلم وهو المسجد ولا فرق بينهما فإنّ إرادة الله شاءت أن يكون للإمامة موقعها الخاص.
ص: 204
25-بالإسناد إلى المفضل عن الإمام الصادق علیه السلام – في حديث طويل مر ذكره- قال:(أنت بالغريين في الذكوات البيض، في البقعة التي دفن فيها أمير المؤمنين علي علیه السلام قال: فقلت يا مولاي فاجعل لي إليها دليلا، قال: ويحك بعهدي أو بعدي، قال: فقلت يا مولاي بعهدك وبعدك، قال: على انك لا تدل عليها ولا تزورها إلا بأمري، قال: فقلت يا مولاي إني لا أدل عليها ولا أزورها إلا بأمرك، قال: خذ يا صفوان من الشعير الذي تزودته الناقة فانثر منه حبا إلى مسجد السهلة، وبكر عليه؛ تستدل وتعرف البقعة بعينها وزرها إذا شئت، ولا تظهرها لأحد إلا من تثق به، ومن يتلوني من الأئمة علیهم السلام إلى وقت ظهور مهدينا أهل البيت (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ثم يكون الأمر إلى الله ويظهر فيها ما يشاء؛ حتى تكون معقلا لشيعتنا وتضرعا إلى الله ووسيلة للمؤمنين..) (1).
26-قال المفضل: قلت يا سيدي(الإمام الصادق علیه السلام ):فأين يكون دار المهدي ومجمع المؤمنين؟ قال: (يكون ملكه بالكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم
ص: 205
غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلوته الذكوات البيض من الغريين، قال المفضل: و يكون المؤمنون بالكوفة!!، قال: أي والله يا مفضل، لا يبقى مؤمن إلا كان فيها، وجرى إليها، وليبلغن مربط مجال فرس ألف درهم، والله، ومربط شاة ألف درهم، والله، و ليودن كثير من الناس أنهم يشترون شبرا من ارض السبيع بواحد ذهب، ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، ولتخافن قصورها كربلا، ولتصيرن كربلا معقلا ومقاما، تعكف فيه الملائكة والمؤمنون، و ليكونن شان عظيم، وتكون فيها البركات، ما لو وقف فيها مؤمن ودعا ربه بدعوة واحدة؛ لأعطاه مثل ملك الدنيا ألف مرة) (1).
27-عن المفضل قال الإمام الصادق علیه السلام: (يا مفضل أن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام على البقعة بكربلاء، فأوحى الله اسكتي يا كعبة البيت الحرام فلا تفخري عليها؛ فإنها البقعة المباركة التي نودي موسى منها من الشجرة، وإنها الربوة التي أوت إليها
ص: 206
مريم والمسيح، وإنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين، وفيها غسلت مريم لعيسى، واغتسلت من ولادتها. وإنها آخر بقعة يخرج الرسول منها في وقت غيبته، و ليكونن لشيعتنا فيها حياة لظهور قائمنا) (1).
28-قال الصادق علیه السلام: كأني أنظر إلى القائم على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاث مئة وثلاثة عشر عدة أصحاب بدر وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه حتى يستخرج من قباءه كتابا مختوما من ذهب عهد معهود من رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ) (2).
29-عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: (كأني أنظر إلى القائم على نجف الكوفة عليه خوخة من استبرق، ويلبس درع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم ) (3).
30- عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (إن القائم إذا قام رد البيت الحرام إلى أساسه، ورد مسجد رسول
ص: 207
الله صلی الله علیه و آله و سلم إلى أساسه، ورد مسجد الكوفة إلى أساسه) (1).
31-قال الإمام الصادق علیه السلام: (يخرج القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى علیه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون (2)،وأبو دجانة الأنصاري (3)..
ص: 208
والمقداد (1)...
ص: 209
ومالك الأشتر (1)...
ص: 210
ص: 211
ص: 212
فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما) (1).
32-عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله علیه السلام: (ولا يخرج القائم حتى يقرأ كتابان، كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة، بالبراءة من علي علیه السلام ) (2).
33-عن الحسن بن محبوب (3) عن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال: ( كأني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه كتابا مختوما بخاتم من ذهب فيفكه فيقرأه
ص: 213
على الناس فيجفلون عنه إجفال النعم فلم يبق إلا النقباء) (1).
34-عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (كأني بالقائم على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فينتفض هو بها فتستدير عليه فيغشيها بخداجة من استبرق ويركب فرسا ادهم بين عينيه شمراخ فينتفض به انتفاضة لا يبقى أهل بلد الا وهم يرون أنه معهم في بلادهم) (2)، وبمعنى مقارب عنه علیه السلام:(كأني بالقائم علیه السلام على ظهر النجف لابساً درع رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فيتقلص عليه، ثم ينتفض بها فتستدير عليه، ثم يغشي الدرع بثوب إستبرق، ثم يركب فرساً له أبلق بين عينيه شمراخ (3)، ينتفض به، لايبقى أهل بلد إلا أتاهم نور ذلك
ص: 214
الشمراخ، حتى يكون آية له . ثم ينشر راية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فإذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب) (1).
35-روي عن فضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا علیه السلام قال: ( لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل، ثم قرأ: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ (2) ثم قال: إن من علامات الفرج حدثا يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب)..وقال السيد فضل الله الراوندي: كأنهما مسجد الكوفة و مسجد السهلة) (3).
36-روى ثقة الإسلام الشيخ الكليني (قدس سره) (4) والذي ولد في عصر الإمام الحسن العسكري علیه السلام، وكان معاصراً
ص: 215
ص: 216
للسفراء الأربعة والوكلاء الخاصين بالإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والذين كانوا طيلة الغيبة الصغرى، حلقة الوصل بين الشيعة وإمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) (عن علي بن محمد عن محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم بالعراق، فقال: رأيته بين المسجدين وهو غلام) (1)، وقال الشيخ (قدس سره): ويحتمل قريباً باعتبار أن الراوي عراقي أن المراد بهما مسجدا الكوفة والسهلة.
ص: 217
ضم عدد كبير من الكتب قصصا كثيرة تتحدث عن تشرف أصحابها بالمقام السامي لولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ،الذي ورد عنه قوله: ( ولو أن أشياعنا - وفقهم الله لطاعته - على اجتماع من القلوب، في الوفاء بالعهد عليهم، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا) (1).
و اختص مسجدا الكوفة والسهلة المعظمان بالجزء الكبير من تلك المرويات عن مشاهدته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) و التحدث إليه ،ونسبت بعض هذه القصص إلى كبار العلماء كسماحة المقدس السيد بحر العلوم (قدس سره) ، و غيره ، و يبدو أن: (عمل الصالحين من العلماء وغيرهم، واستقرار سيرتهم على مسألة التشرف بلقائه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عن قديم الأيام ، بحيث كان جمع منهم يواظبون على البيتوتة، والتضرع والعبادة، أربعين ليلة جمعة في مسجد الكوفة، أو أربعين ليلة أربعاء في مسجد السهلة
ص: 218
؛ لينالوا بهذا الفوز العظيم. وقد اتفق الفوز بلقائه لكثير من الصالحين، ووقائعهم مذكورة في الكتب كالبحار، والنجم الثاقب، ودار السلام للشيخ محمود ، وغيرها) (1).
و قد حاولنا – هنا – إدراج ما أمكننا الوصول إليه من تلك القصص و الروايات، مع أنها قد لا تمثل إلا قسما قليلا من تلك القصص؛ فان العديد من العلماء و الصالحين وأهل العرفان كان ينأى عن التحدث بمشاهداته، أو انه يختص بها من يثق من تلامذته و مقربيه، الذين قد يحملون تلك الأحاديث أسرارا في صدورهم حتى انتقالهم إلى الدار الآخرة،(ولا بد من الالتفات إلى أن ما وقع وما يمكن وقوعه بهذا الاتجاه لهو في بعض المواقع (مكاشفة)، وفي مواقع أخرى (مشاهدة)، وفي مواقع (رؤية) وهذا التصنيف ينسجم في كل حالة منه مع مستوى الأفراد الروحي، ولكل مستوى في نفسه مراحل ودرجات) (2).
ص: 219
وقد تشرف بالرؤيا عدد من علمائنا الدين بلغوا مراحل الرقيّ الروحي والمعنوي عن طريق الارتباط العميق بالنبي الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم والأئمة الطاهرين علیهم السلام والاقتداء الكامل بهم والالتزام الدقيق بالعقيدة الإِسلامية وبأحكام الشريعة السمحاء في السلوك والممارسة فكانوا بذلك أصحاب مواقع رفيعة ومن ذوي الكشف والبصيرة، أمثال: السيد رضي الدين بن طاووس الحسني، والمحقق المقدس الأردبيلي، والسيد محمد مهدي بحر العلوم، والسيد محمد العاملي، والشيخ إبراهيم القطيفي، والسيد مرتضى النجفي، والشيخ الحر العاملي، والسيد القزويني، والحاج علي البغدادي وغيرهم من الذين نالوا شرف اللقاء . فيما كان البعض الآخر من عموم الناس، فحصل لهم لقاء بشكل ما على أثر الدعاء والتوسل والمناجاة. فيما تيقن بعض الأفراد من وجود الإِمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) على أثر حصول واقعة لهم من قبيل شفاء مريض، وقضاء حاجة، وبلوغ
ص: 220
هدف وما إلى ذلك، رغم عدم حصول لقاء الإِمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لهم، وخصوصاً أولئك الذين يعرفون الإِمام ويقصدونه في دعائهم.
و من تلك القصص و الروايات:
1-(حدث الشيخ الصالح الصفي الشيخ أحمد الصدتوماني، وكان ثقة تقيا ورعا، قال: قد استفاض عن جدنا المولى محمد سعيد الصدتوماني، وكان من تلامذة السيد رحمه الله، أنه جرى في مجلسه ذكر قضايا مصادفة رؤية المهدي علیه السلام، حتى تكلم هو في جملة من تكلم في ذلك، فقال: أحببت ذات يوم أن أصل إلى مسجد السهلة في وقت ظننته فيه فارغا من الناس، فلما انتهيت إليه، وجدته غاصا بالناس، ولهم دوي، ولا أعهد أن يكون في ذلك الوقت فيه أحد. فدخلت فوجدت صفوفا صافين للصلاة جامعة، فوقفت إلى جنب الحائط على موضع فيه رمل، فعلوته لأنظر هل أجد خللا في الصفوف فأسده، فرأيت موضع رجل واحد في صف من تلك الصفوف، فذهبت إليه، ووقفت فيه. فقال رجل من الحاضرين: هل رأيت المهدي علیه السلام ،
ص: 221
فعند ذلك سكت السيد، وكأنه كان نائما ثم انتبه، فكلما طلب منه إتمام المطلب لم يتمه) (1).
2-(حدث العالم الجليل، والفاضل النبيل، مصباح المتقين، وزين المجاهدين السيد الأيد مولانا السيد محمد ابن العالم السيد هاشم بن مير شجاعت علي الموسوي الرضوي النجفي، المعروف بالهندي سلمه الله تعالى، وهو من العلماء المتقين، وكان يؤم الجماعة في داخل حرم أمير المؤمنين علیه السلام وله خبرة وبصيرة بأغلب العلوم المتداولة، وهو الآن من مجاوري بلدتنا الشريفة، عمرها الله تعالى بوجود الأبرار والصلحاء قال: كان رجل صالح يسمى الحاج عبد الواعظ كثير التردد إلى مسجد السهلة والكوفة، فنقل لي الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي- المقدم ذكره- قال: وكان عالما بالمقدمات وعلم القراءة وبعض علم الجفر، وعنده ملكة الاجتهاد المطلق، إلا أنه مشغول عن الاستنباط لأكثر من قدر حاجته بمعيشة العيال، وكان يقرأ المراثي ويؤم الجماعة، وكان
ص: 222
صدوقا خيرا معتمدا، عن الشيخ مهدي الزريجاوي، قال: كنت في مسجد الكوفة، فوجدت هذا العبد الصالح خرج إلى النجف بعد نصف الليل؛ ليصل إليه أول النهار، فخرجت معه لأجل ذلك أيضا. فلما انتهينا إلى قريب من البئر التي في نصف الطريق، لاح لي أسد على قارعة الطريق، والبرية خالية من الناس، ليس فيها إلا أنا وهذا الرجل، فوقفت عن المشي، فقال: ما بالك ؟ فقلت: هذا الأسد، فقال: امش ولا تبال به، فقلت: كيف يكون ذلك ؟ فأصر نعم، أبيت، فقال لي: إذا رأيتني وصلت إليه ووقفت بحذائه ولم يضرني، أفتجوز الطريق وتمشي؟ فقلت: نعم، فتقدمني إلى الأسد حتى وضع يده على ناصيته، فلما رأيت ذلك أسرعت في مشيي حتى جزتهما وأنا مرعوب، ثم لحق بي وبقي الأسد في مكانه. قال نور الله قلبه: قال الشيخ باقر: وكنت في أيام شبابي خرجت مع خالي الشيخ محمد علي القارئ - مصنف الكتب الثلاثة الكبير والمتوسط والصغير، ومؤلف كتاب التعزية، جمع فيه تفصيل قضية كربلاء من بدئها إلى ختامها، بترتيب حسن وأحاديث منتخبة - إلى مسجد السهلة، وكان في
ص: 223
تلك الأوقات موحشا في الليل ليس فيه هذه العمارة الجديدة، والطريق بينه وبين مسجد الكوفة كان صعبا أيضا ليس بهذه السهولة الحاصلة بعد الإصلاح. فلما صلينا تحية مقام المهدي علیه السلام نسي خالي بعض حاجاته، فذكر ذلك بعد ما خرجنا وصرنا في باب المسجد فبعثني إليها. فلما دخل بالحجرة، مشيت إلى المقام فتناولت ذلك، وجدت جمرة نار كبيرة تلهب في وسط المقام، فخرجت مرعوبا منها، فرآني خالي على هيئة الرعب، فقال لي: ما بالك ؟ فأخبرته بالجمرة، فقال لي سنصل إلى مسجد الكوفة، ونسأل العبد الصالح عنها، فانه كثير التردد إلى هذا المقام، ولا يخلو من أن يكون له علم بها. فلما سأله خالي عنها قال: كثيرا ما رأيتها في خصوص مقام المهدي علیه السلام من بين المقامات والزوايا) (1).
3-(وعن السيد جعفر ابن السيد الجليل السيد باقر القزويني الآتي ذكره، قال: كنت أسير مع أبي إلى مسجد السهلة، فلما قاربناها قلت له: هذه الكلمات التي
ص: 224
أسمعها من الناس أن من جاء إلى مسجد السهلة في أربعين أربعاء فانه يرى المهدي علیه السلام أرى أنها لا أصل لها، فالتفت إلي مغضبا وقال لي: ولم ذلك ؟ لمحض أنك لم تره؟ أو كل شيء لم تره عيناك فلا أصل له؟ وأكثر من الكلام علي حتى ندمت على ما قلت. ثم دخلنا معه المسجد، وكان خاليا من الناس فلما قام في وسط المسجد ليصلي ركعتين للاستجارة أقبل رجل من ناحية مقام الحجة علیه السلام ومر بالسيد فسلم عليه وصافحه والتفت إلي السيد والدي وقال: فمن هذا ؟ فقلت: أهو المهدي علیه السلام فقال: فمن ؟ فركضت أطلبه فلم أجده في داخل المسجد ولا في خارجه) (1).
4-(وقال أصلح الله باله: وأخبر الشيخ باقر المزبور عن رجل صادق اللهجة كان حلاقا وله أب كبير مسن، وهو لا يقصر في خدمته، حتى أنه يحمل له الإبريق إلى الخلاء، ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ولا يفارق خدمته إلا ليلة الأربعاء فانه يمضي إلى مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلى المسجد، فسألته عن سبب
ص: 225
ذلك، فقال: خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلى قريب المغرب فمشيت وحدي وصار الليل، وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق، وكانت الليلة مقمرة. فرأيت أعرابيا على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهى إلي كلمني بلسان البدو من العرب، وسألني عن مقصدي، فقلت: مسجد السهلة ...ثم قال لي الأعرابي: أوصيك بالعود، أوصيك بالعود، أوصيك بالعود - والعود في لسانهم اسم للأب المسن- ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي علیه السلام وأنه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد) (1).
5-(حدث جماعة من الأتقياء الأبرار، منهم السيد السند، والحبر المعتمد العالم العامل والفقيه النبيه، الكامل المؤيد المسدد السيد محمد ابن العالم الأوحد السيد أحمد ابن العالم الجليل، والحبر المتوحد النبيل، السيد حيدر الكاظمي أيده الله تعالى وهو من أجلاء تلامذة المحقق الأستاذ الأعظم الأنصاري( طاب ثراه) وأحد
ص: 226
أعيان أتقياء بلد الكاظمين علیهما السلام وملاذ الطلاب والزوار والمجاورين، وهو وإخوته وآباؤه أهل بيت جليل، معروفون في العراق بالصلاح والسداد، والعلم والفضل والتقوى، يعرفون ببيت السيد حيدر جده سلمه الله تعالى. قال: قال محمد بن أحمد بن حيدر الحسني الحسيني: لما كنت مجاورا في النجف الأشرف لأجل تحصيل العلوم الدينية وذلك في حدود السنة الخامسة والسبعين بعد المائتين والألف من الهجرة النبوية كنت أسمع جماعة من أهل العلم وغيرهم من أهل الديانة، يصفون رجلا يبيع البقل وشبهه أنه رأى مولانا الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فطلبت معرفة شخصه حتى عرفته، فوجدته رجلا صالحا متدينا وكنت أحب الاجتماع معه، في مكان خال لأستفهم منه كيفية رؤيته مولانا الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فصرت كثيرا ما اسلم عليه وأشتري منه مما يتعاطى ببيعه، حتى صار بيني وبينه نوع مودة، كل ذلك مقدمة لتعرف خبره المرغوب في سماعه عندي حتى اتفق لي أني توجهت إلى مسجد السهلة للاستجارة فيه، والصلاة والدعاء في مقاماته الشريفة
ص: 227
ليلة الأربعاء فلما وصلت إلى باب المسجد رأيت الرجل المذكور على الباب، فاغتنمت الفرصة وكلفته المقام معي تلك الليلة، فأقام معي حتى فرغنا من العمل الموظف في مسجد سهيل وتوجهنا إلى المسجد الأعظم مسجد الكوفة على القاعدة المتعارفة في ذلك الزمان، حيث لم يكن في مسجد السهلة معظم الإضافات الجديدة من الخدام والمساكن. فلما وصلنا إلى المسجد الشريف، واستقر بنا المقام، وعملنا بعض الأعمال الموظفة فيه، سألته عن خبره والتمست منه أن يحدثني بالقصة تفصيلا، فقال ما معناه: إني كنت كثيرا ما أسمع من أهل المعرفة والديانة أن من لازم عمل الاستجارة في مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء متوالية، بنية رؤية الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وفق لرؤيته، وأن ذلك قد جربت مرارا فاشتاقت نفسي إلى ذلك، ونويت ملازمة عمل الاستجارة في كل ليلة أربعاء، ولم يمنعني من ذلك شدة حر ولا برد، ولا مطر ولا غير ذلك، حتى مضى لي ما يقرب من مدة سنة، وأنا ملازم لعمل الاستجارة وأبات في مسجد الكوفة على القاعدة
ص: 228
المتعارفة. ثم إني خرجت عشية يوم الثلاثاء ماشيا على عادتي وكان الزمان شتاء، وكانت تلك العشية مظلمة جدا لتراكم الغيوم مع قليل مطر، فتوجهت إلى المسجد وأنا مطمئن بمجيء الناس على العادة المستمرة، حتى وصلت إلى المسجد، وقد غربت الشمس واشتد الظلام وكثر الرعد والبرق، فاشتد بي الخوف وأخذني الرعب من الوحدة لأني لم أصادف في المسجد الشريف أحدا أصلا حتى أن الخادم المقرر للمجيء ليلة الأربعاء لم يجئ تلك الليلة. فاستوحشت لذلك للغاية ثم قلت في نفسي: ينبغي أن أصلي المغرب وأعمل عمل الاستجارة عجالة، وأمضي إلى مسجد الكوفة فصبرت نفسي، وقمت إلى صلاة المغرب فصليتها، ثم توجهت لعمل الاستجارة، وصلاتها ودعائها، وكنت أحفظه. فبينما أنا في صلاة الاستجارة إذ حانت مني التفاتة إلى المقام الشريف المعروف بمقام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، وهو في قبلة مكان مصلاي، فرأيت فيه ضياء كاملا وسمعت فيه قراءة مصل فطابت نفسي، وحصل كمال الأمن والاطمئنان،
ص: 229
وظننت أن في المقام الشريف بعض الزوار، وأنا لم أطلع عليهم وقت قدومي إلى المسجد فأكملت عمل الاستجارة، وأنا مطمئن القلب. ثم توجهت نحو المقام الشريف ودخلته، فرأيت فيه ضياء عظيما لكني لم أر بعيني سراجا ولكني في غفلة عن التفكر في ذلك، ورأيت فيه سيدا جليلا مهابا بصورة أهل العلم، وهو قائم يصلي فارتاحت نفسي إليه، وأنا أظن أنه من الزوار الغرباء لأني تأملته في الجملة فعلمت أنه من سكنة النجف الأشرف. فقلت: في زيارة مولانا الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عملا بوظيفة المقام، وصليت صلاة الزيارة، فلما فرغت أردت اكلمه في المضي إلى مسجد الكوفة، فهبته وأكبرته، وأنا أنظر إلى خارج المقام، فأرى شدة الظلام، وأسمع صوت الرعد والمطر، فالتفت إلي بوجهه الكريم برأفة وابتسام، وقال لي: تحب أن تمضي إلى مسجد الكوفة ؟ فقلت: نعم يا سيدنا عادتنا أهل النجف إذا تشرفنا بعمل هذا المسجد نمضي إلى مسجد الكوفة ونبات فيه، لأن فيه سكانا وخداما وماء. فقام، وقال: قم بنا نمضي إلى مسجد الكوفة، فخرجت
ص: 230
معه وأنا مسرور به وبحسن صحبته فمشينا في ضياء وحسن هواء وأرض يابسة لا تعلق بالرجل وأنا غافل عن حال المطر والظلام الذي كنت أراه، حتى وصلنا إلى باب المسجد وهو روحي فداه معي وأنا في غاية السرور والأمن بصحبته، ولم أر ظلاما ولا مطرا. فطرقت الباب الخارجية عن المسجد، وكانت مغلقة فأجابني الخادم من الطارق ؟ فقلت: افتح الباب، فقال: من أين أقبلت في هذه الظلمة والمطر الشديد ؟ فقلت: من مسجد السهلة، فلما فتح الخادم الباب التفت إلى ذلك السيد الجليل فلم أره وإذا بالدنيا مظلمة للغاية، وأصابني المطر فجعلت أنادي يا سيدنا يا مولانا تفضل فقد فتحت الباب، ورجعت إلى ورائي أتفحص عنه وأنادي فلم أر أحدا أصلا وأضر بي الهواء والمطر والبرد في ذلك الزمان القليل. فدخلت المسجد وانتبهت من غفلتي وكأني كنت نائما فاستيقظت وجعلت ألوم نفسي على عدم التنبه لما كنت أرى من الآيات الباهرة، وأتذكر ما شاهدته وأنا غافل من كراماته: من الضياء العظيم في المقام الشريف مع أني لم أر سراجا ولو كان في ذلك المقام عشرون سراجا لما وفي بذلك
ص: 231
الضياء وذكرت أن ذلك السيد الجليل سماني باسمي مع أني لم أعرفه ولم أره قبل ذلك. وتذكرت أني لما كنت في المقام كنت أنظر إلى فضاء المسجد، فأرى الظلام الشديد، وأسمع صوت المطر والرعد، وإني لما خرجت من المقام مصاحبا له سلام الله عليه، كنت أمشي في ضياء بحيث أرى موضع قدمي، والأرض يابسة والهواء عذب، حتى وصلنا إلى باب المسجد، ومنذ فارقني شاهدت الظلمة والمطر وصعوبة الهواء، إلى غير ذلك من الأمور العجيبة، التي أفادتني اليقين بأنه الحجة صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الذي كنت أتمنى من فضل الله التشرف برؤيته، وتحملت مشاق عمل الاستجارة عند قوة الحر والبرد لمطالعة حضرته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فشكرت الله تعالى شأنه، والحمد لله) (1).
6-(علم من تضاعيف تلك الحكايات أن المداومة على العبادة والمواظبة على التضرع والإنابة، في أربعين ليلة الأربعاء في مسجد السهلة أو ليلة الجمعة فيها أو في مسجد الكوفة أو الحائر الحسيني على مشرفه
ص: 232
السلام أو أربعين ليلة من أي الليالي في أي محل ومكان، كما في قصة الرمان المنقولة في البحار طريق إلى الفوز بلقائه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ومشاهدة جماله، وهذا عمل شائع معروف في المشهدين الشريفين، ولهم في ذلك حكايات كثيرة، ولم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كل واحد منها إلينا بطريق يعتمد عليه، إلا أن الظاهر أن العمل من الأعمال المجربة، وعليه العلماء والصلحاء والأتقياء، ولم نعثر لهم على مستند خاص وخبر مخصوص، ولعلهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلك من كثير من الأخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أو قراءة أو ذكر أو أكل شيء مخصوص أو تركه في أربعين يوما تأثير في الانتقال والترقي من درجة إلى درجة، ومن حالة إلى حالة، بل في النزول كذلك، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الأيام تأثير لإنجاح كل مهم أراده) (1).
ص: 233
7-(ومما عبر به في إجازته المفصلة التي كتبها النائيني بخطه الشريف في شوال 1338 ه-. المزينة بخطوط جمع من الأعاظم المراجع الكرام وتكون عندي قال:(العالم العامل والتقي الفاضل العلم العلام والمهذب الهمام ذو القريحة القويمة والسليقة المستقيمة والنظر الصائب والفكر الثاقب عماد العلماء وصفوة الفقهاء الورع التقي والعدل الزكي جناب الآقا ميرزا مهدي الأصفهاني (1) أدام الله تعالى تأييده وبلغه الأماني - إلى
ص: 234
أن قال: - وحصل له قوة الاستنباط وبلغ رتبة الإجهاد وجاز له العمل بما يستنبطه من الأحكام - الخ . وكان مشتغلا بتعلم الفلسفة المتعارفة وبلغ أعلى مراتبها قال: لم يطمئن قلبي بنيل الحقائق ولم تسكن نفسي بدرك الدقائق فعطفت وجه قلبي إلى مطالب أهل العرفان فذهبت إلى أستاذ العرفاء والسالكين السيد أحمد المعروف بالكربلائي في كربلاء وتلمذت عنده حتى نلت معرفة النفس وأعطاني ورقة أمضاها وذكر اسمي مع جماعة بأنهم وصلوا إلى معرفة النفس وتخليتها من البدن، ومع ذلك لم تسكن نفسي إذ رأيت هذه
ص: 235
الحقائق والدقائق التي سموها بذلك لا توافق ظواهر الكتاب وبيان العترة ولابد من التأويل والتوجيه. ووجدت كلتا الطائفتين كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، فطويت عنهما كشحا، وتوجهت وتوسلت مجدا مكدا إلى مسجد السهلة في غير أوانه باكيا متضرعا متخشعا إلى صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فبان لي الحق وظهر لي أمر الله ببركة مولانا صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، ووقع نظري في ورقة مكتوبة بخط جلي: طلب المعارف من غيرنا أو طلب الهداية من غيرنا (الشك مني) مساوق لإنكارنا، وعلى ظهرها مكتوب: أقامني الله وأنا حجة ابن الحسن. قال: فتبرأت من الفلسفة والعرفان وألقيت ما كتبت منهما في الشط ووجهت وجهي بكله إلى الكتاب الكريم وآثار العترة الطاهرة فوجدت العلم كله في كتاب الله العزيز وأخبار أهل بيت الرسالة الذين جعلهم الله خزانا لعلمه وتراجمة لوحيه، ورغب وأكد الرسول صلی الله علیه و آله و سلم بالتمسك بهما، وضمن الهداية للمتمسك بهما، فاخترت الفحص عن أخبار أئمة الهدى والبحث عن آثار سادات الورى،
ص: 236
فأعطيت النظر فيها حقه وأوفيت التدبر فيها حظه، فلعمري وجدتها سفينة نجاة مشحونة بذخائر السعادات وألفيتها فلكا مزينا بالنيرات المنجية من ظلمات الجهالات، ورأيت سبلها لائحة وطرقها واضحة وأعلام الهداية والفلاح على مسالكها مرفوعة، ووصلت في سلوك شوارعها إلى رياض نضرة وحدائق خضرة مزينة بأزهار كل علم وثمار كل حكمة إلهية الموحاة إلى النواميس الإلهية فلم أعثر على حكمة إلا وفيها صفوها، ولم أظفر بحقيقة إلا وفيها أصلها والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (1).
8-وكتب المرحوم آية الله الشيخ محمد تقي الأصفهاني (2) رحمه الله كتبا حول حالاته الخاصة عندما
ص: 237
كان في النجف الأشرف فقال: (في أحد السنين قررت القيام ببعض الرياضات الروحية والمجاهدات النفسية ،فانكشف لي على أثر ذلك العديد من الأسرار منها في احد ليالي الأربعاء كنت جالسا في مسجد السهلة والوقت قريب أذان الصبح، التقيت بأحد رجال الغيب وسألته أسئلة مختلفة وكثيرة، وكان يجيبني عليها عن لسان الإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وأنا اكتب الأجوبة لكي لا أنساها. فمن الأسئلة قلت له علمني ذكرا أو دعاء سريع الإجابة اقرأه إذا وقعت في مشكلة أو ظهرت لي حاجة، فقال: لا يوجد ذكر عند الله سبحانه وتعالى أفضل من الصلاة على محمد وآل محمد صلی الله علیه و آله و سلم ، إن الصلاة على محمد وآل محمد أسرع وأفضل وأقرب للإجابة من غيره من الأذكار والأدعية عند الله سبحانه وتعالى).
ص: 238
9-(ومن كراماته (1) أنه قد نقل بعض الثقات عن المحقق القمي (قدس سره) (2) حين سأل السيد عما رأى في
ص: 239
مدة رياضاته في مسجد السهلة وأصر على إظهاره، فقال: كنت ليلة مشغولا بالعبادة وصلاة الليل، فإذا سمعت صوت أحد يناجي أنينا بلحن حسن، فتأملت في فقرات المناجات، فلم أجدها في المناجات والأدعية المأثورة من الأئمة، فعلمت أن المناجي هو الإمام المنتظر. فقمت وذهبت إلى أثره، فرأيت في زاوية المسجد المعروفة بمقام الصاحب (عجل الله تعالی فرجه الشریف) شخصا، فدنوت إليه ووصلت إلى قرب المقام، فسماني وخاطبني بقف على مكانك كرة بعد مرة، وبعد صدور الخطاب المستطاب فلم أقدر على الحركة والسؤال، كأنه قد انتزع الروح من جسدي. ثم قال المحقق: فسكت ولم يبين ما وقع بعد ذلك. إلى غير ذلك من
ص: 240
الكرامات المحكية عنه وهي كثيرة اقتصرنا على اليسيرة منها) (1).
10-من كرامات السيد بحر العلوم (قدس سره) ما ذكره هو شخصيا للميرزا القمي (قدس سره) (كنت مشغولا بالعبادة في إحدى الليالي في مسجد السهلة، و فجأة سمعت صوت مناجاة يأخذ بمجامع القلوب، فانطلقت نحو مصدر الصوت ، فقال لي سلام الله عليه: اجلس سيد مهدي ، فجلست).
11-عن آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي (2) (قدس سره) ينقل تلميذه السيد عادل العلوي قائلاً:
ص: 241
أيام دراستي للعلوم الدينية وفقه أهل البيت علیهم السلام في النجف الأشرف، اشتقت كثيرا- إلى رؤية جمال مولانا بقية الله الأعظم، وتعاهدت مع نفسي أن أذهب ماشياً في كل ليلة أربعاء إلى مسجد السهلة لمدة أربعين مرة لأفوز بذلك الفوز العظيم.و كان الجو غائماً ممطراً، وكان بقرب مسجد السهلة خندق، وحين وصولي إليه في الليل المدلهم، وأنا في وحشة وخوف من قطاع الطريق، سمعت صوت قدم من خلفي مما زاد في وحشتي ورعبي، فنظرت إلى الخلف، رأيت سيداً عربياً بزي أهل البادية، اقترب مني وقال بلسان فصيح: يا سيد سلام عليكم! .. فشعرت بزوال الوحشة من نفسي، واطمأنتْ وسكنتْ النفس، والعجيب كيف التفت إلي أني سيد في مثل تلك الليلة المظلمة !!؟على كلٍ تحدثنا
ص: 242
وسرنا، فسألني: أين تقصد؟ قلت: مسجد السهلة، فقال: لأي قصد؟ قلت: لقصد التشرف بزيارة ولي العصر.. بعد خطوات وصلنا إلى مسجد زيد بن صوحان، وهو مسجد صغير بالقرب أدمت هذا العمل إلى (36) أو (35) ليلة أربعاء، ومن الصدفة أني تأخرت في هذه الليلة في خروجي من مسجد السهلة، فقال السيد العربي: حبذا أن ندخل هذا المسجد ونصلي فيه، ونؤدي تحية المسجد، فدخلنا وصلى وأخذ السيد يقرأ دعاءً، وكأن الجدران والأحجار تقرأ معه، فشعرت وأحسست بثورة عجيبة في نفسي أعجز عن وصفها، ثم بعد الدعاء قال السيد العربي: يا سيد أنت جائع، حبذا لو تعشيت، فأخرج مائدة من تحت عباءته، وكانت فيها ثلاثة أرغفة من الخبز واثنتان أو ثلاث خيارات خضراء طرية، وكأنها قُطفت من البستان وكانت – آنذاك – أربعينية الشتاء، ذلك البرد القارس، ولم انتقل إلى هذا المعنى أنه من أين أتى بهذا الخيار الطري في هذا الفصل ؟فتعشّينا كما أمر السيد، ثم قال: قم لنذهب إلى مسجد السهلة، فدخلنا المسجد، وكان السيد العربي يأتي بالأعمال الواردة في المقامات، وأنا أتابعه،
ص: 243
وصلى المغرب والعشاء، وكأني من دون اختيار اقتديت به، ولم ألتفت أنه من هو هذا السيد ؟وبعد الفراغ من الأعمال قال السيد العربي: يا سيد هل تذهب مثل الآخرين بعد الأعمال إلى مسجد الكوفة، أو تبقى في مسجد السهلة، قلت: أبيتُ في المسجد، فجلسنا في وسط المسجد في مقام الإمام الصادق علیه السلام وقلت له: هل تشتهي الشاي أو القهوة أو السيجار حتى أعده لكم ؟فأجاب بكلمة جامعة (هذه الأمور من فضول المعاش، ونحن نتجنب فضول المعاش)، أثّرت هذه الكلمة في أعماق وجودي، كنت متى ما أشرب الشاي وأتذكر ذلك الموقف وتلك الكلمة ترتعد فرائصي .وعلى كل حال، طال المجلس بنا ما يقارب الساعتين، وفي هذه البرهة جرتْ مطالب أشير إلى بعضها:
- جرى حديث حول الاستخارة فقال السيد العربي: يا سيد! كيف عملك للاستخارة بالسبحة؟ فقلت: ثلاث مرات صلوات وثلاث مرات (أستخير الله برحمته خيرة في عافية) ثم آخذ قبضة من السبحة، وأعدها، فإن بقي زوج فغير جيدة، وإن بقي فردٌ فجيدة فقال السيد: لهذه
ص: 244
الاستخارة تتمة لم تصل إليكم، وهي عندما يبقى الفرد لا يحكم فوراً أنها جيدة بل يتوقف، ويؤخذ مرة أخرى على ترك العمل، فإن بقي زوج فيكشف أن الاستخارة الأولى كانت جيدة، وإن بقي فرد فيكشف أن الاستخارة الأولى وسط .قلت في نفسي: حسب القواعد العلمية عليَّ أن أطالبه بالدليل، فأجاب: وصلنا من مكان رفيع فوجدت بمجرد هذا القول التسليم والانقياد في نفسي، ومع هذا لم أتوجه أنه من هو هذا السيد؟. ومن مطالب تلك الجلسة، تأكيد السيد العربي على تلاوة هذه السور بعد الفرائض الخمس، فبعد صلاة الصبح (سورة يس) وبعد الظهر (سورة عمّ) وبعد العصر (سورة نوح) وبعد المغرب (سورة الواقعة) وبعد العشاء سورة (الملك). ومن المطالب: تأكيده على هذا الدعاء بعد الفرائض الخمس (اللهم!.. سرحني من الهموم والغموم، ووحشة الصدر، ووسوسة الشيطان، برحمتك يا أرحم الراحمين!...)، ولقد مجد شرائع الإسلام للمحقق الحلي وقال: كلها مطابقة للواقع إلا عدة أسئلة .وأكد على تلاوة القرآن وهديه ثوابها للشيعة الذين ليس لهم وارث، أو لهم ولكن لم يذكروا
ص: 245
أمواتهم، وأكد على زيارة سيد الشهداء علیه السلام .ودعا لي فقال: جعلك الله من خدمة الشرع .قلت له: لا أدري هل عاقبة أمري بخير، وهل أنا مبيض الوجه عند صاحب الشرع المقدس، فقال: عاقبتك على خير، وسعيك مشكور، وأنت مبيض الوجه، وهناك مطالب أخرى لا مجال لتفصيلها... فأردت الخروج من المسجد لحاجة، فأتيت الحوض وهو في وسط الطريق، قبل أن أخرج من المسجد تبادر إلى ذهني أي ليلة هذه؟ومن هذا السيد العربي صاحب الفضائل؟ ربما هو مقصودي فما أن خطر على بالي حتى رجعت مضطرباً فلم أجد أثرا لذلك السيد، ولم يكن شخص في المسجد، فعلمت أني وجدت من أتحسس عنه، ولكن أصابتني الغفلة، فبكيت ناحبا، كالمجنون رحت أطوف أطراف المسجد حتى الصباح كالعاشق الولهان الذي ابتلي بالهجران بعد الوصال، وكلما تذكرت تلك الليلة ذهلت عن نفسي، وهذا إجمال من تفصيل.
12-(ومما حدث به العالم العامل، علي رضا ابن العالم الجليل الحاج محمد النائيني، عن العالم البدل الورع
ص: 246
التقي زين العابدين بن العالم الجليل محمد السلماسي (1)، تلميذ آية الله السيد السند، والعالم المسدد فخر الشيعة وزينة الشريعة العلامة الطباطبائي السيد محمد مهدي بحر العلوم أعلى الله درجته قال: كنت حاضرا في مجلس السيد في المشهد الغروي إذ دخل عليه لزيارته المحقق القمي صاحب القوانين في السنة التي رجع من العجم إلى العراق زائرا لقبور الأئمة علیهم السلام وحاجا لبيت الله الحرام، فتفرق من كان في المجلس وحضر للاستفادة منه، وكانوا أزيد من مائة وبقيت ثلاثة من أصحابه أرباب الورع والسداد البالغين إلى رتبة الاجتهاد. فتوجه المحقق الأيد إلى جناب السيد وقال: إنكم فزتم وحزتم مرتبة الولادة الروحانية والجسمانية، وقرب المكان الظاهري والباطني، فتصدقوا علينا بذكر مائدة من موائد تلك الخوان،
ص: 247
وثمرة من الثمار التي جنيتم من هذه الجنان، كي ينشرح به الصدور، ويطمئن به القلوب. فأجاب السيد من غير تأمل، وقال: إني كنت في الليلة الماضية قبل ليلتين أو أقل -والتردد من الراوي- في المسجد الأعظم بالكوفة، لأداء نافلة الليل عازما على الرجوع إلى النجف في أول الصبح، لئلا يتعطل أمر البحث والمذاكرة وهكذا كان دأبه في سنين عديدة. فلما خرجت من المسجد القي في روعي الشوق إلى مسجد السهلة، فصرفت خيالي عنه، خوفا من عدم الوصول إلى البلد قبل الصبح، فيفوت البحث في اليوم ولكن كان الشوق يزيد في كل آن، ويميل القلب إلى ذلك المكان، فبينا أقدم رجلا وأؤخر أخرى، إذا بريح فيها غبار كثير، فهاجت بي وأمالتني عن الطريق فكأنها التوفيق الذي هو خير رفيق، إلى أن ألقتني إلى باب المسجد. فدخلت فإذا به خاليا عن العباد والزوار، إلا شخصا جليلا مشغولا بالمناجاة مع الجبار، بكلمات ترق القلوب القاسية، وتسح الدموع من العيون الجامدة، فطار بالي، وتغيرت حالي، ورجفت ركبتي، وهملت دمعتي من استماع تلك الكلمات التي لم تسمعها أذني،
ص: 248
ولم ترها عيني، مما وصلت إليه من الأدعية المأثورة، وعرفت أن الناجي ينشئها في الحال، لا أنه ينشد ما أودعه في البال. فوقفت في مكاني مستمعا متلذذا إلى أن فرغ من مناجاته، فالتفت إلي وقال: هلم يا مهدي، فتقدمت إليه بخطوات فوقفت، فأمرني بالتقدم فمشيت قليلا ثم وقفت، فأمرني بالتقدم وقال: إن الأدب في الامتثال، فتقدمت إليه بحيث تصل يدي إليه، ويده الشريفة إلي وتكلم بكلمة.
قال المولى السلماسي ;: ولما بلغ كلام السيد السند إلى هنا أضرب عنه صفحا، و طوى عنه كشحا، وشرح في الجواب عما سأله المحقق المذكور قبل ذلك عن سر قلة تصانيفه، مع طول باعه في العلوم، فذكر له وجوها فعاد المحقق القمي فسأل عن هذا الكلام الخفي فأشار بيده شبه المنكر بأن هذا سر لا يذكر.
13-في ترجمته ل-(إبراهيم بن هاشم الكوفي) قال الشيخ الطوسي (قدس سره): (إبراهيم بن هاشم بن الخليل أبو إسحاق الكوفي القمي، أصله من الكوفة ثم انتقل إلى قم وأول من نشر حديث الكوفيين بقم وقدم الري
ص: 249
مجتازا، وكان تلميذ يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الإمام الرضا علیه السلام كثير الرواية واسع الطريق سديد النقل مقبول الحديث، روى عنه أجلاء الطائفة وثقاتها)، و قال الشيخ القمي في سفينة البحار: (ومما يدل على جلالته أن الأدعية والأعمال الشائعة في مسجد السهلة ومسجد زيد المتداولة المتلقاة بالقبول المذكورة في المزار الكبير ومزار الشهيد وغيرهما ينتهي سندها إليه لا غير رضوان الله عليه) وصرح أنه تشرف بلقاء الخضر أو الحجة المنتظر علیهما السلام في مسجد السهلة ومسجد زيد ) (1).
14-روى الشيخ الطوسي (قدس سره) في كتاب الغيبة: (عن جماعة عن أحمد بن علي الرازي عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة قال وهو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي وكان زيديا قال: سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله ثم ذكر حكاية ذكرناها في ترجمة أبيه حاصلها أن أباه خرج إلى الحير ورأى شابا حسن الوجه يصلي ورافقه إلى
ص: 250
مسجد السهلة وأمره أن يذهب إلى ابن الزراري علي بن يحيى ويقول له أن يدفع إليه مالا بعلامة ذكرها ففعل وسأله من أنت فقال: إنا محمد بن الحسن) (1).
15-(عن السيد محمود المرعشي، عن أبيه السيد شهاب الدين، عن جده السيد محمود المرعشي، أنه كان يريد معرفة قبر الصديقة الزهراء علیها السلام، وقد توسل إلى الله تعالى من أجل ذلك كثيرا، حتى أنه دأب على ذلك أربعين ليلة من ليالي الأربعاء من كل أسبوع في مسجد السهلة بالكوفة، وفي الليلة الأخيرة حظي بشرف لقاء الإمام المعصوم (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فقال له الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف):(عليك بكريمة أهل البيت)، فظن السيد محمود المرعشي أن المراد بكريمة أهل البيت علیها السلام هي الصديقة الزهراء علیها السلام فقال للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف): جعلت فداك إنما توسلت لهذا الغرض لأعلم بموضع قبرها، وأتشرف بزيارتها، فقال (عجل الله تعالی فرجه الشریف): مرادي من كريمة أهل البيت علیهم السلام قبر السيدة فاطمة المعصومة علیها السلام في قم . ثم قال: إن الله تعالى قد جعل قبر الصديقة الزهراء من
ص: 251
الأسرار، وقد اقتضت الإرادة الإلهية تبعا لبعض المصالح أن يكون قبرها مخفيا لا يطلع على موضعه أحد من الناس، فلا يمكن الإخبار عنه، ولكن جعل الله قبر السيدة فاطمة المعصومة موضعا يتجلى فيه قبر الصديقة الزهراء علیها السلام، وإن ما قدر لقبر الصديقة الزهراء علیها السلام من الجلال والعظمة والشأن - لو كان معلوما ظاهرا - قد جعله الله تعالى لقبر السيدة المعصومة. وعلى أثر ذلك عزم السيد محمود المرعشي على السفر من النجف الأشرف إلى قم لزيارة كريمة أهل البيت علیها السلام ) (1).
16-قال السيد مهدي العبايجي النجفي: ذهبت في إحدى الليالي مع بعض الإخوان إلى مسجد السهلة وكان خالياً من الزوار فرأينا نوراً يأتي من مقام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فتوجهنا نحوه، فشاهدنا عند المقام سيداً بهياً يتعبد في محرابه، ولم نر مصباحاً موقداً فأيقنا أن هذا السيد هو أمام الأبرار وسليل الأئمة الأطهار علیهم السلام . ولقد ملكت هيبته كل مشاعرنا ووجدنا
ص: 252
أنفسنا عاجزين عن الحركة.... استطعت بعد حين أن أتقدم خطوات، لكنني كلما حاولت أن أتقدم أكثر لم استطع، كما لم استطع أن أتذكر شيئاً أقوله له أو اطلبه منه سوى أنني قلت له: يا سيدي، استخر الله لي!!وبعد أن طلبت من هذا السيد البهي ذي الطلعة النيرة أن يستخير لي، عزل السيد بيده الشريفة قبضة من حبات مسبحته التي كان يعد بها أذكاره، وبعد أن حسب حباتها، قال: الخيرة جيدة. ثم التفت بوجهه المبارك نحونا وأدام النظر إلينا وكأنه ينتظر منا أن نطلب منه الدعاء والشفاعة لقضاء شيء من حاجات الدنيا، ولكن لم ينبس أي منا ببنت شفة!وبعد انتظار قام السيد متوجهاً إلى باب المسجد للخروج، واثر تحركه خطوات وجدنا في أنفسنا القدرة على الحركة، فسرنا خلفه إلى أن وصل إلى باب المسجد الأولى، فوقف والتفت بوجهه الكريم نحونا وأدام النظر إلينا، بالحالة نفسها من الانتظار لان نطلب منه شيءً، ولكننا لم نحرك ساكنا! ولما رآنا ساكتين تحرك ثانية وخرج من المسجد، وبمجود خروجه وجدنا القدرة الطبيعية على الحركة قد عادت إلينا، فسارعنا إلى الخروج خلفه
ص: 253
لكننا لم نشاهد أحدا! اطلنا البحث هناك دون جدوى، لقد اختفى السيد عن أبصارنا فجأة، فأدركنا عظمة الفرصة التي مرت علينا كمر السحاب ولم ننتفع منها، وأخذنا نتحسر بسبب عدم طلبنا شيئاً منه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، رغم انه قد توجه إلينا مرتين منتظراً أن نطلب منه شيئاً ولكن دون جدوى.
17-(حدث الشيخ الفاضل العالم الثقة الشيخ باقر الكاظمي (1)، المجاور في النجف الأشرف آل الشيخ طالب، نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمي قال: كان في النجف الأشرف رجل مؤمن، يسمى الشيخ محمد
ص: 254
حسن السريرة، وكان في سلك أهل العلم ذا نية صادقة. وكان معه مرض السعال، إذا سعل يخرج من صدره مع الأخلاط دم، وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج، لا يملك قوت يومه.. وكان يخرج في أغلب أوقاته إلى البادية، إلى الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف، ليحصل له قوت ولو شعير، وما كان يتيسر ذلك على وجهٍ يكفيه، مع شدة رجائه.. وكان مع ذلك قد تعلق قلبه بتزويج امرأة من أهل النجف، وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك، لقلة ذات يده.. وكان في هم وغم شديد من جهة ابتلائه بذلك.. فلما اشتد به الفقر والمرض، وأيس من تزويج البنت، عزم على ما هو معروف عند أهل النجف، من أنه من أصابه أمر فواظب الرواح إلى مسجد السهلة أربعين ليلة أربعاء، فلا بد أن يرى صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) من حيث لا يعلم، ويقضي له مراده، والإنسان إذا زاد بلاؤه، ازداد انقطاعه، وتوجه إلى الله عز وجل.. وعادة الفرج لا يأتي إلا عند اشتداد الأزمات.. فإذا وقع المؤمن في بلية، فبدلا من فوات أزمة الأمور، وبدلا من التشبث
ص: 255
بكل ضعيف وحقير، وبدلا من غلبة الكآبة واليأس، وبعض الأمراض النفسية -لا سمح الله- عليه أن يذهب إلى باب الله عز وجل، فإن الله تعالى يسمع استغاثة الملهوف.. فالقلب إذا رقّ وانكسر فإن صاحبه في معرض العناية الإلهية. فواظبت على ذلك أربعين ليلة أربعاء، فلما كانت الليلة الأخيرة، وكانت ليلة شتاء مظلمة، وقد هبت ريح عاصفة فيها قليل من المطر، وأنا جالس في الدكة التي هي داخل في باب المسجد...وكانت الدكة الشرقية المقابلة للباب الأول، تكون على الطرف الأيسر عند دخول المسجد، ولا أتمكن الدخول في المسجد من جهة سعال الدم، ولا يمكن قذفه في المسجد، وليس معي شيء أتقي فيه عن البرد.. وقد ضاق صدري واشتد علي همي وغمي، وضاقت الدنيا في عيني، وأفكر أن الليالي قد انقضت وهذه آخرها، وما رأيت أحدا ولا ظهر لي شيء.. أي هكذا أملت نفسي بأنني سوف أحظى برعايته (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، وأنا صاحب الهموم الكبرى: مرض وفقر ومشكلة...وقد تعبت هذا التعب العظيم وتحملت المشاق، والخوف في أربعين ليلة أجيء فيها من
ص: 256
النجف إلى مسجد السهلة، ويكون لي الإياس من ذلك.. فبينما أنا أفكر في ذلك -وليس في المسجد أحد أبدا- وقد أوقدت نارا لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف؛ لا أتمكن من تركها لتعودي بها وكانت قليلة جدا إذا بشخص من جهة الباب الأول متوجها إلي.. فلما نظرته من بعيد تكدرت وقلت في نفسي: هذا أعرابي من أطراف المسجد قد جاء إلي ليشرب من القهوة، وأبقى بلا قهوة في هذا الليل المظلم، ويزيد علي همي وغمي.. فبينما أنا أُفكر إذا به قد وصل إلي وسلم علي باسمي.. عادة في مثل هذه المواطن، يسأل الإنسان الطرف المقابل: أنت من أي قبيلة؟.. ومن أي عائلة؟.. فلعله يتعرف عليه.، وجلس في مقابلي، فتعجبت من معرفته اسمي، وظننته من الذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف.. فصرت أسأله من أي العرب يكون؟.. قال: من بعض العرب، فصرت أذكر له الطوائف التي في أطراف النجف، فيقول: لا..لا، وكلما ذكرت له طائفة قال: لا، لست منها.. فأغضبني وقلت له لفظا بلا معنى فتبسم من قولي ذلك، وقال: لا عليك من أينما كنت، ما الذي
ص: 257
جاء بك إلى هنا؟.. فقلت: وأنت ما عليك السؤال عن هذه الأمور؟.. فقال: ما ضرك لو أخبرتني؟.. فتعجبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقه، فمال قلبي إليه. وصار كلما تكلّم ازداد حبي له، وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته، فأخذه وشرب شيئا قليلا منه، ثم ناولني الباقي وقال: أنت اشربه!.. فأخذته وشربته، ولم ألتفت إلى عدم شربه تمام الفنجان، ولكن يزداد حبي له آنا فآنا.. فقلت له: يا أخي!.. أنت قد أرسلك الله إلي في هذه الليلة تأنسني، أفلا تروح معي إلى أن نجلس في حضرة مسلم علیه السلام ونتحدث؟.. فقال: أروح معك، فحدث حديثك!.. فقلت له: أحكي لك الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة، مذ شعرت على نفسي.. ومع ذلك معي سعال أتنخع الدم، وأقذفه من صدري منذ سنين، ولا أعرف علاجه.. وما عندي زوجة، وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلتنا في النجف الأشرف، ومن جهة قلة ما في اليد ما تيسر لي أخذها.. وقد غرني هؤلاء الملائية وقالوا لي: اقصد في حوائجك صاحب الزمان، وبت أربعين ليلة أربعاء في مسجد السهلة، فإنك تراه
ص: 258
ويقضي لك حاجتك.. وهذه آخر ليلة من الأربعين، وما رأيت فيها شيئا، وقد تحملت هذه المشاق في هذه الليالي، فهذا الذي جاء بي هنا، وهذه حوائجي. فقال لي -وأنا غافل غير ملتفت-: أما صدرك، فقد برأ.. وأما الإمرأة، فتأخذها عن قريب.. وأما فقرك، فيبقى على حاله حتى تموت. وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبدا، فقلت: ألا تروح إلى حضرة مسلم؟.. قال: قم!.. فقمت وتوجه أمامي، فلما وردنا أرض المسجد، فقال: ألا تصلي صلاة تحية المسجد؟...فقلت: أفعل، فوقف هو قريبا من الشاخص الموضوع في المسجد، وأنا خلفه بفاصلة، فأحرمت الصلاة وصرت أقرأ الفاتحة.. فبينما أنا أقرأ، وإذا يقرأ الفاتحة قراءة ما سمعت أحدا يقرأ مثلها أبدا، فمن حسن قراءته قلت في نفسي: لعله هذا هو صاحب الزمان.. وذكرت بعض كلمات له تدل على ذلك، ثم نظرت إليه بعد ما خطر في قلبي ذلك -وهو في الصلاة- وإذا به قد أحاطه نور عظيم منعني من تشخيص شخصه الشريف، وهو مع ذلك يصلي وأنا اسمع قراءته وقد ارتعدت فرائصي، ولا أستطيع قطع الصلاة خوفا منه فأكملتها على أي وجه كان، وقد علا
ص: 259
النور من وجه الأرض، فصرت أندبه وأبكي وأتضجر وأعتذر من سوء أدبي معه في باب المسجد. وقلت له: أنت صادق الوعد وقد وعدتني الرواح معي إلى مسلم.. فبينما أنا أكلم النور وإذا بالنور قد توجه إلى جهة مسلم، فتبعته فدخل النور الحضرة وصار في جو القبة ولم يزل على ذلك، ولم أزل أندبه وأبكي، حتى إذا طلع الفجر عرج النور.. فلما كان الصباح التفت إلى قوله: أما صدرك فقد برأ، وإذا أنا صحيح الصدر وليس معي سعال أبدا.. وما مضى أسبوع إلا وسهل الله علي أخذ البنت من حيث لا أحتسب.. وبقي فقري على ما كان، كما أخبر صلی الله علیه و آله و سلم .
18-(حدثني العالم النبيل، والفاضل الجليل، الصالح الثقة العدل الذي قل له البديل، الحاج المولى محسن الاصفهاني المجاور لمشهد أبي عبد الله علیه السلام حيا وميتا وكان من أوثق أئمة الجماعة قال: حدثني السيد السند، والعالم المؤيد، التقي الصفي السيد محمد بن السيد مال
ص: 260
الله بن السيد معصوم القطيفي (1) رحمهم الله، قال: قصدت مسجد الكوفة في بعض ليالي الجمع، وكان في
ص: 261
زمان مخوف لا يتردد إلى المسجد أحد إلا مع عدة وتهيئة، لكثرة من كان في أطراف النجف الأشرف من القطاع واللصوص، وكان معي واحد من الطلاب. فلما دخلنا المسجد لم نجد فيه إلا رجلا واحدا من المشتغلين فأخذنا في آداب المسجد، فلما حان غروب الشمس، عمدنا إلى الباب فأغلقناه، وطرحنا خلفه من الأحجار والأخشاب والطوب والمدر إلى أن اطمئننا بعدم إمكان انفتاحه من الخارج عادة. ثمّ دخلنا المسجد، واشتغلنا بالصلاة والدعاء فلما فرغنا جلست أنا ورفيقي في دكة القضاء مستقبل القبلة، وذاك الرجل الصالح كان مشغولا بقراءة دعاء كميل في الدهليز القريب من باب الفيل بصوت عال شجي، وكانت ليلة قمراء صاحية وكنت متوجها إلى نحو السماء. فبينا نحن كذلك فإذا بطيب قد انتشر في الهواء، وملأ الفضاء أحسن من ريح نوافج المسك الأذفر، وأروح للقلب من النسيم إذا تسحر، ورأيت في خلال أشعة القمر إشعاعا كشعلة النار، قد غلب عليها، وانخمد في تلك الحال صوت ذلك الرجل الداعي، فالتفت فإذا أنا بشخص جليل، قد دخل المسجد من طرف ذلك الباب المنغلق في زي لباس
ص: 262
الحجاز، وعلى كتفه الشريف سجادة كما هو عادة أهل الحرمين إلى الآن، وكان يمشي في سكينة ووقار، وهيبة وجلال قاصدا باب المسلم ولم يبق لنا من الحواس إلا البصر الخاسر، واللب الطائر فلما صار بحذائنا من طرف القبلة، سلم علينا. قال رحمه الله: أما رفيقي فلم يبق له شعور أصلا، ولم يتمكن من الرد وأما أنا فاجتهدت كثيرا إلى أن رددت عليه في غاية الصعوبة والمشقة، فلما دخل باب المسجد وغاب عنا تراجعت القلوب إلى الصدور، فقلنا: من كان هذا ومن أين دخل؟ فمشينا نحو ذلك الرجل فرأيناه قد خرق ثوبه ويبكي بكاء الواله الحزين فسألناه عن حقيقة الحال ، فقال: واظبت هذا المسجد أربعين ليلة من ليالي الجمعة طلبا للتشرف بلقاء خليفة العصر، وناموس الدهر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وهذه الليلة تمام الأربعين ولم أتزود من لقائه ظاهرا، غير أني حيث رأيتموني كنت مشغولا بالدعاء فإذا به علیه السلام واقفا على رأسي فالتفت إليه علیه السلام فقال: ما تفعل؟ أو ما تقرأ؟ -والترديد من الفاضل المتقدم - ولم أتمكن من الجواب فمضى عني كما شاهدتموه، فذهبنا
ص: 263
إلى الباب فوجدناه على النحو الذي أغلقناه، فرجعنا شاكرين متحسرين) (1).
19-(قال المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري (2) في (الأنوار النعمانية) أخبرني أوثق مشايخي في العلم
ص: 264
والعمل وكان تلميذا لمولاي الأردبيلي (1) قال: كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة
ص: 265
بالغري واتفق لي ذات ليلة أن خرجت بعد أن فرغت من المطالعة وكان قد ذهب كثير من الليل فبينا أنا أجول في الصحن رأيت شخصاً مقبلاً نحو الروضة
ص: 266
المقدسة فتساءلت إن كان الرجل من لصوص القناديل فأقبلت نحنو فلما قربت منه عرفت أنه أستاذنا الفاضل العالم التقي الزكي مولانا أحمد الأردبيلي (قدس الله روحه) فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان مقفلاً فانفتح له عند وصوله إليه وجرى مثل ذلك عند الباب الثاني والثالث حتى دخل الروضة المقدسة فسلم ورد علیه السلام صوت من جهة القبر الشريف وسمعته يحدث الإمام علیه السلام في مسألة علمية ثم خرج فمشيت خلفه حتى خلف الغري متوجهاً نحو مسجد الكوفة فكنت خلفه بحيث لا يراني حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين علیه السلام عنده فسمعته يتكلم مع أحدهم في المسألة نفسها ثم خرج من المسجد ورجع أدراجة ورجعت خلفه وهو لا يراني وعندما وصل إلى بوابة البلدة كان الصبح قد أسفر فأظهرت نفسي له وقلت يا مولانا لقد كنت معك حيث دخلت الروضة المقدسة إلى الآن وأقسم عليك ألا أخبرتني بما جرى عليك ومن هو الشخص الأول الذي كلمته ومن هو الثاني؟ فقال: أخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمت
ص: 267
حياً فلما توثق ذلك مني قال كنت أفكر في بعض المسائل وقد استغلقت علي فوقع في قلبي أن أتى أمير المؤمنين علیه السلام وأساله عن ذلك ولما فعلت أحالني علیه السلام إلى صاحب الزمان علیه السلام وقال: ائت مسجد الكوفة فالقائم هناك هذه الليلة وإنه إمام زمانك فسله مسألتك) (1).
20-(عن محمد بن أبي الرواد الرواسي أنه خرج مع محمد بن جعفر الدهان إلى مسجد السهلة في يوم من أيام رجب فقال: قال: مر بنا إلى مسجد صعصعة فهو مسجد مبارك وقد صلى به أمير المؤمنين علیه السلام ووطأه الحجج بأقدامهم. فملنا إليه فبينا نحن نصلي إذا برجل قد نزل عن ناقته وعقلها بالظلال ثم دخل وصلى ركعتين أطال فيهما ثم مد يديه فقال: اللهم يا ذا المنن السابغة إلى آخر... ثم قام إلى راحلته وركبها فقال لي إبن جعفر الدهان: الآن نقوم إليه فنسأله من هو؟ فقمنا إليه، فقلنا له ناشدناك الله من أنت؟فقال:
ص: 268
ناشدتكما الله من ترياني؟قال ابن جعفر الدهان: نظنك الخضر علیه السلام فقال: وأنت أيضاً فقلت: أظنك إياه فقال: والله لمن الخضر مفتقر إلى رؤيته انصرفا فأنا إمام زمانكما) (1).
21-روى آية الله السيد محمد صادق الشيرازي (2)، فقال:(كان شخص يسمى(الشيخ محمد الكوفي) يسكن
ص: 269
في مدينة النجف الأشرف، وبعد فترة سكن مدينة الكوفة واتخذ من إحدى غرف مسجد الكوفة سكنا له، وكان يذهب إلى زيارة مسجد السهلة. كان ذلك في عصر مرجع الشيعة الكبير سماحة السيد أبي الحسن الأصفهاني(رحمة الله عليه) (1) وكان السيد يعطي الطلاب دينارا
ص: 270
ص: 271
شهريا مع كمية من الخبز تكفي لشهر واحد حيث كان الطلاب يستلمونها من المخابز وكانت مبالغها تكتب على حساب السيد. وكان الشيخ محمد الكوفي يذهب إلى النجف الأشرف مرة كل أسبوع فيستلم مقدارا من الجبن واللبن والخبز، ويجففهما ليستطيع الاستفادة منها خلال أسبوع، كما كان خادم مسجد الكوفة يعطيه ما يزيد من طعامه. ذات يوم دخل الشيخ محمد على السيد أبي الحسن وبدأ يبكي شديداً، وبعد أن سأله السيد: مم بكاؤك؟ قال: كنت لسنين أبحث عن مولاي الحجة بن الحسن (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فرأيته ذات مرة ولكنني ما عرفته وعندما تعرفت عليه فقدته. فسأله السيد: وكيف حدث ذلك؟ قال: كنت ماشيا في الطريق الذي يربط بين مسجدي الكوفة والسهلة، فأحست أن خلفي شخصا، فقال لي: يا شيخ محمد من أين تأكل؟ فقلت: من دينار وخبز السيد أبي الحسن الأصفهاني الذي يعطيهما
ص: 272
مجانا للطلاب. فقال لي: قل للسيد أبي الحسن:(اجلس في الدهليز واقض حوائج الناس، نحن ننصرك)، فتناول السيد أبو الحسن على الفور ورقة وكتب فيها هذه الوصية. وقد نقلوا عن السيد رحمه الله أنه كان يقول: عندما كنت أحس بالتعب والضغط جراء الأعمال اليومية والمسؤوليات كنت أتناول هذه الورقة واقرأ ما أوصى به مولاي بقية الله الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فكان التعب يذهب عني ومعنوياتي تتجدد).
22-تحدث سماحة المرحوم السيد محمد رضا الشيرازي عن والده آية الله السيد محمد الشيرازي (1):(دأب الإمام الشيرازي على الذهاب إلى
ص: 273
مسجد السهلة كل ليلة أربعاء، في الصيف والشتاء، إلى أربعين ليلة، وفي أثناء هذه الفترة كان يقوم برياضة شديدة .. أما من الجهات الأخرى فقد واظب على الالتزام الكامل بالمستحبات والنوافل والأعمال
ص: 274
التي تقرب العبد إلى الله تعالى طوال هذه الفترة، وفي ليلة الأربعاء الأخيرة (ظاهرا أن الناقل لم يذكر لنا أي ليلة من ليالي الأربعاء بالضبط) تشرف السيد بلقاء الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة، وقد حثه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) على تأليف الكتب مع أنه لم يكن التأليف متداولا آنذاك ولا متعارفا عليه، فعاد السيد إلى كربلاء وكان عنده في اليوم الواحد سبعة أو ثمانية دروس إذ كان ركنا من أركان الحوزة تركها كلها ورغم الإلحاح الشديد من قبل أساتذة الحوزة وفضلائها للعدول عن هذا القرار إلا إنه أبى وعكف على تأليف الكتب وبشكل مكثف، ويمكن أن يكون هذا المقدار من تأليفات السيد من بركات كلمة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .
23-كتب خاتمة المحدثين المرحوم الحاج ميرزا حسين النوري (قدس سره) قائلا:كتب إلينا الحاج السيد احمد رحمة الله عليه:كنت في يوم الجمعة جالسا في إحدى غرف مسجد السهلة، وإذا سيد معمم قد دخل وعليه جبة فاخرة وعباءة حمراء واخذ يتطلع في زوايا الغرفة وكان فيها بساط و أواني وبعض الكتب. ثم قال:لقضاء
ص: 275
حوائج دنياك اقرأ صباح كل يوم زيارة عاشوراء بالنيابة عن إمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وخذ عني ما يكفيك شهرا كاملا كي لا تكون محتاجا إلى احد وأعطاني مقدارا من النقود وقال: هذا يكفيك شهرا .وبعد ذلك توجه نحو باب المسجد، وأما أنا فقد بقيت في مكاني لا اقدر على الحركة والتكلم حتى خرج وبعدها شعرت كان كل القيود الحديدية التي كانت علي انفتحت ووسع الله صدري فقمت من مكاني وخرجت من المسجد وعندما تفحصت المكان لم أجد إي اثر لذلك السيد.
24-نقل صاحب (أعلام الشيعة): أن الفاضل الجليل الشيخ محمد باقر البهبهاني (1) كانت له منامات صادقة،
ص: 276
وروي (أنه من الذين تشرفوا بلقاء حضرة إمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في مسجد السهلة وعرف الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وكان قد أراد أن يشتري بستانا حوالي المسجد مسجد السهلة وعندما تشرف بلقاء الحجة علیه السلام قال له: (أي فلان! اشتر بستانا على أن يكون نصفه لإمام الزمان) فلما رجع إلى النجف الأشرف، جاء إليه خادم العلامة الفقيه السيد أسد الله بن المرحوم حجة الإسلام الأصفهاني الرشتي (1)، وأعطاه كيساً من المال، وهو
ص: 277
مبلغ البستان الذي كان الإمام علیه السلام قد أمر بشرائه، وكان المبلغ بقدر قيمة ذلك البستان. فاشترى الشيخ محمد باقر البستان بذلك المبلغ، وكان بيده لسنوات طويلة، ثم انتقل إلى أولاده، ولما اطلع الناس على واقع الأمر، كانوا يذهبون إلى البستان ويأكلون من ثماره بقصد التبرك) (1).
ص: 278
25-تحدث المرحوم آية الله السيد القاضي (قدس سره) (1)عن مسجد السهلة المبارك فقال: (ومن المسلّم أن بعض
ص: 279
أفراد عصرنا قد أدركوا المحضر المبارك للإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) و تشرفوا بالمثول بين يديه.و كان أحد هؤلاء مشغولا بالدعاء و الذكر في مسجد السهلة في مقام الإمام، المعروف بمقام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) حين شاهده فجأة و هو يقترب منه وسط هالة من النور الساطع، و كانت أبهة و عظمة ذلك النور تغمره بحيث شارفت روحه أن تفارق بدنه، و انبهرت أنفاسه فكانت معدودة، و كان علی وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة حين أقسم علی الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بأسماء الله الجلالية أن لا يقترب منه
ص: 280
أكثر.ثم حصل بعد ذلك بإسبوعين أن هذا الشخص كان مشغولا بالذكر في مسجد الكوفة حين ظهر له الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فحصل علی مراده و تشرف بلقائه و كان هذا الشخص هو الشيخ محمد تقي الآملي (1)) .
ص: 281
26-كتب الشيخ الجليل محمد تقي المازندراني (1) قائلا:(كلما كنت أذهب في سنوات الشبيبة إلى النجف الأشرف للزيارة.. كنت أقصد مسجد السهلة أبيت فيه؛ إذ كنت أجد في هذا المسجد من الروحية العالية ومن الشفافية ما لا أجده في سواه من المساجد. وقد ألِفتُ أن اتخذ لي حجرة هناك للمبيت في الطابق العلوي محاذية للمقام المقدس للإمام بقية الله (روحي فداه).وفي إحدى السفرات... مضيت من النجف الأشرف إلى مسجد السهلة، ثم لما حل الليل وحان وقت نومي، خلدت إلى النوم. وحين بلغ الليل منتصفه.. استيقظت، ونظرت إلى الساعة. كان الوقت وقت التهجد والقيام لصلاة الليل. وفي هذه الأثناء سمعت في فضاء المسجد صوتاً يموج بمناجاة مذهلة توقظ الروح.. كانت جدران المسجد تتجاوب لها وتهتز. أصغيت جيداً لأعرف من أين تصدر هذه المناجاة الجليلة الرائعة، فأدركت أنها كانت تنبعث من مقام الإمام صاحب الزمان علیه السلام وتركت مكاني قاصداً المقام.. فرأيت هناك رجلا مهيبا ساجدا
ص: 282
لدى الجدار شرقي مقام إمام الزمان علیه السلام في وسط باحة المسجد.. وهو يناجي الله(جل جلاله). وارتعدت فرائصي بغتة لرؤياه ، وقعدت على الأرض استمع إلى ما كان يقول في مناجاته. لكني لم أتبين من مناجاته إلى بضع كلمات. كان يقول أحياناً: شيعتي! وإذ كنت أدركت من بعض الدلائل والأمارات بل أيقنت تماما أن هذا الرجل المهيب هو الامام بقية الله(روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء)، فاضطربت ووقعت على الأرض في إغماء. ثم لما فتحت عيني.. كانت الشمس على وشك الشروق. فقمت وتوضأت وصليت فريضة الصبح. وبعد سماعي تلكم المناجاة بقيت مدة أجد في داخلي حالة من البهجة ومن الإنشراح تستعصي على الوصف) (1) .
27-من الحكايات التي تناقلها عدة من الأخيار (2) عن العبد الصالح الشيخ محمد الكوفي قال: وفقني الله في سنة 1315 للهجرة لحج بيته الحرام برفقة والدي الجليل الشيخ محمد طاهر، وفي يوم الخامس عشر
ص: 283
من شهر ذي الحجة التحقنا بإحدى القوافل العائدة كانت تسمى (الطيادة) لسرعتها فأوصلتنا إلى منطقة حائل، وفيها التحقنا بقافلة أخرى تسمى (صليب) لكي تعود بنا إلى النجف الأشرف لكنها أوصلتنا إلى مدينة السماوة، فاستأجرت دابة لكي توصل والدي إلى النجف وركبت أنا جملاً لأحد الجنازين كان يحمل عليه جنازة ينقلها لدفنها في وادي السلام في جوار مرقد أمير المؤمنين علیه السلام .سرنا على هذه الحالة حتى وصلنا نهر (عامورة) وكان يومها عريضاً يصعب على الدواب عبوره، فأعانني الجناز على سحب الجمل لعبور النهر ولكن الحيوان لم يستطع الحركة، رغم كل ما بذلناه، فتحيرت وقد حف بنا الخطر في تلك البادية، وضاق صدري فتوجهت إلى القبلة مستغيثا ومتوسلاً إلى الله ببقيته المهدي (أرواحنا فداه) وناجيته قائلاً: يا فارس الحجاز، يا أبا صالح أدركني، أفلا تعيننا حتى نعلم أن لنا إماما يرانا ويغيثنا ، وإثر ذلك رأيت فجأة شخصين بالقرب منا أحدهما شاب والآخر شيخ، فسلمت على الشاب وأنا أتصوره بعض أهل النجف وسألته عن صاحبه فقال إنه
ص: 284
الخضر، ثم ابتسم وسألني عن سبب حزني فأخبرته فأقترب من الجمل فانتفض الحيوان قائماً فوضع يده عليه فهدأ ثم قال لي: أتريد شيئاً آخر؟ سيوصلك الجمل إلى منزلك. فسألته عن مقصده؟ أجاب: نحن ذاهبون إلى مقام الخضر، وكان ثمة مزار معروف بهذا الاسم يقع شرق السماوة، فسألته: أين يمكنني أن أراك يا سيدي؟ أجاب: حيثما شئت. قلت: أنا اسكن الكوفة. فقال: سأجيئ إلى مسجد السهلة ثم غابا عن ناظري.وتابع الشيخ محمد الكوفي مع والده ورفيقه مسيرهم بالدابة والبعير وعبروا بهما النهر بسلام فوصلا قبيل الغروب إلى خيام بعض أهل البادية فاستقبلنا شيخهم فسألنا عن مسيرنا فأخبرناه، فقال متعجباً: سبحان الله وكيف عبرتم النهر بهذه الدابة وهذا البعير في حين أن السفينة لو غرقت فيه لما بانت ساريتها!! ولذلك يسلك أهل السماوة طريقاً آخرا أبعد إلى النجف الأشرف. ثم وصلوا إلى المنزل بسلام، وبقي الشوق يتأجج في قلب الشيخ محمد أياما وأياما وهو يأمل في أن يرى تلك الطلعة الرشيدة مرة أخرى وهو يطيل التفكر في قوله علیه السلام سأجيئ
ص: 285
إلى مسجد السهلة. وذات ليلة كان الشيخ محمد مشغولاً بالتسبيحات في تعقيب صلاة العشاء، فشعر وكان هاتفاً يقول له ثلاث مرات: يا حاج محمد إن كنت تريد إن ترى صاحب الزمان فامض إلى السهلة الآن.ولم يفكر الحاج محمد الكوفي أن الذهاب في مثل هذا الوقت المتأخر كان يومذاك مجازفة خاصة وان باب المسجد تكون مغلقة في ذلك الوقت لم يفكر الشيخ الشاب بكل ذلك، فقد دفعه شوقه إلى الذهاب مسرعاً إلى مسجد السهلة في تلك الساعة المتأخرة ولما وصل وجد باب المسجد مغلقاً، فوقف متحيراً يفكر في الهتاف الذي سمعه أو شعر به فلم تمض إلا هنيئة حتى رأى قادماً يتجه نحوه من جهة مسجد زيد ولما التقاه تابعه فلما وصلا إلى الباب المقفل وضع يده عليه ونادى خضراً ففتح له الباب ودخل المسجد وتابعه الشيخ محمد فدخل المسجد وفاز ثانية بلقاء مولاه... ثم بقي في المسجد متهجداً شكراً لله على هذه النعمة وعندما جاء خادم المسجد في الصباح استغرب وجوده داخل المسجد الذي اقفل بنفسه في الليلة الماضية بابه ولم يكن الشيخ محمد الكوفي
ص: 286
داخله فسأل الشيخ عن الذي فتح له الباب... لكنه لم يستغرب هذه المرة انه لم يحصل من الشيخ الكوفي على الجواب الكافي.
27-ونقل آية الله السيد محمد حسين الحسيني الطهراني (قدس سره) (1) أن آية الله السيد علي القاضي
ص: 287
(قدس سره) كان يقول: إن لم تحصل علی مرادك في مسجد الكوفة فاذهب إلی مسجد السهلة، وإن لم تحصل علی مرادك في مسجد السهلة فاذهب إلی مسجد الكوفة ..يقول السيد محمد حسن نجل السيد علي القاضي عن والده (قدس سره):(أورد حادثة اتفقت له (قدس سره) سمعتها منه عدة مرات، حينما كان يؤكد على ضرورة حصول الرغبة الملحة الصادقة في الوصول إلى أي هدف سام وعلى الأخص في الأمور المعنوية والكمالات النفسية العالية، كان يقول:تعقدت في نفسي مشكلة ،واستعصت علي ولم يكشف لي النقاب عنها وطالما استفسرت واستعنت بمن كنت ملازما لهم سنين طويلة ليعينوني في حل معضلتي ، فما كان منهم إلا الأّمر بالصبر والتريث، وقولهم الكريم: إن الله تعالى هو الذي يقدر لعباده، ويفتح لهم الأبواب، وينير لهم
ص: 288
السبيل .ومن شدة قلقي لموضوعي واهتمامي به كنت أذهب في أكثر الأيام بعد العصر وقبيل الغروب إلى مسجد السهلة ماشيا لأداء الفريضة، ثم أتوجه إلى جامع الكوفة، فأبيت فيه أو أعود إلى النجف .
ودام الحال هكذا سنين حتى كاد اليأس يستحوذ على مجامع قلبي ،وذات ليلة شاتية عاتية خرجت إلى جامع السهلة وبعد أداء الفريضة وبسبب برودة الجو خرجت مسرعا قاصدا جامع الكوفة لأن وسائل المبيت في غرفتي هناك كانت متهيئة أكثر، وعندما خرجت من الجامع سمعت أحد مجاوري المسجد يناديني، غير أني لم أعره سمعي بسبب قلقي وانهماكي في تفكيري ، وواصلت السير في طريقي وأتذكر أن الطريق بين السهلة والكوفة أنذاك كان جادة بعرض مترين فقط، وعلى جانبي الطريق مقالع وحفر عميقة وكثيرة تكثر فيها الأفاعي والعقارب..يقول: وما أن بعدت عن الجامع قليلا حتى هبت عاصفة رملية هوجاء اضطرتني أن أدور حول نفسي عدة مرات مما سبب لي أن أفقد اتجاهي في الطريق والمسير ،وأظلمت الدنيا في عيني، فصرت أسير على غير هدى وتتقاذفني
ص: 289
الرياح يمنة ويسرة ثم رأيت أن أقف هنيئة وأمسح عيني وأتميز الطريق، لئلا أسقط في الخفر المنتشرة على جانبي الطريق، ونظرت أمامي فإذا أنا بشبح عظيم الجثة يقبل نحوي وبسرعة وفي لحظات – ولا أدري كيف – صممت أن أهجم عليه أنا الآخر ،ولعل ذلك كان من فرط الخوف والفزع ،وبدا لي أن الهجوم أولى من الجمود والوقوف أمام ذلك الشبح المخيف ، فرفعت عصاي إلى الأعلى وكان هززتها في الهواء كهيئة المهاجم وتقدمت عدة خطوات باتجاه ذلك الشبح المقبل علي ولم أدر بعد ذلك ما حدث .
غير أني وبعد لحظات وجدت نفسي في حفرة عميقة من تلكم الحفر التي كان يكثر أمثالها على جانبي الطريق وبعد لحظات أخرى وصل ذلك الشبح على فوهة الحفرة وغطاها تقريبا فمددت عصاي نحوه وتبينته فإذا هو مجموعة من الأدغال وحشائش الصحراء، جمعتها وكومتها الرياح بتلك الصورة واندفعت نحوي بفعل العواصف .
فمرت علي لحظات تمشت القشعريرة في جسمي، وأدركت جيدا الوضع السيء الذي انتهى إليه أمري،
ص: 290
إني في حفرة عميقة وفوق رأسي كومة من الأدغال بحال من الأحوال أن أنجو من هذا المأزق والمكث هنا غير ممكن لوجود الهوام السامة والضارة .
ولم تمر علّي إلا بضع دقائق حتى رأيت الهدوء والاستقرار أخذ يدب في جسمي ، فألقيت نفسي على التراب والتحفت بعباءتي واسترحت سويعة وكأنّي نائم في غرفتي الوثيرة ونسيت ما كنت أشعر به من الجوع والخوف والإرهاق واستقرت نفسي ونَفَسي ثم أخذت تتراءى لي وتتمثل أمام عيني مغاليق أبواب معضلاتي بوضوح ودون أي غموض أو إبهام وانكشف لي السر الذي كنت أحاول حل لغزه منذ سنين ،وبعد فترة من الاستراحة جلست وقمت بأداء أعمالي الليلة من التلاوة والصلوات ،ثم وضعت خدي على التراب، والتحفت بعباءتي ، واستسلمت إلى نومة هنيئة وما أفقت إلاّ على صوت قطرات المطر تتساقط على عباءتي فنهضت وخيوط فضية من القمر كانت تتراءى لي من خلال الغيوم، ونظرت إلى كومة الأدغال المجتمعة على حفرتي وتمعنت ما حولي وما يحيط بي وتأكد لدي – حينذاك – أن مكاني وبتلك الكيفية كان
ص: 291
أصلح مكان يمكن أن أقضي فيه ليلتي ، ولبعدي عن الطريق والحفر والأحجار المنتشرة حولي ، مما لا يدع مجالا للشك من أني ما كنت أهتدي إلى طريقي أبداً .
فأخذت أدفع الأدغال بعصاي عن فوهة الحفرة ،وأحاول جهدي الخروج ،وإذا بصوت الشيخ جواد السهلاوي يناديني، وقد كان يبحث عني في الصحراء، فرفعت صوتي واهتدى الشيخ إلى مكاني وساعدني على الخروج وقد قال: إني علمت بأن هذا مصيرك ،وما كنت أقدر أن أعمل أي شيء أنذاك وفي أول الليل لشدة العاصفة حتى هدأت قبيل الفجر، وها أنذا أبحث عنك منذ سويعة وقد وصلت إلى هذا المكان مرات ولكن لم يخطر ببالي أنك هنا حتى سمعت صوتك وحسبت أن بك أذى وإذا بك ضاحك مستبشر كأنك قضيت هنا ليلة طيبة، يقولها ساخرا، فسكت ولم أجبه بشيء، فقادني إلى الجامع وغسل ثيابي من الوحل .
28-(كان هناك شخص صالح ومتقي يدعي ب-(محمد طاهر النجفي) وكان خادماً في مسجد الكوفة لسنوات ويسكن هناك مع عياله ويعرفه أغلب أهل العلم في النجف الأشرف الذين يتشرفون إلى هناك وكان محمد
ص: 292
طاهر النجفي فاقد البصر ومبتلي بحاله وقد نقل ذلك العالم هذه القضية عنه في ذلك المسجد الشريف قال:
قبل سبع أو ثمان سنوات ولعدم مجيء الزوار وذلك للمعارك بين طائفتي الزكرت والشمرت في النجف مما سبب انقطاع مجيء أهل العلم إلى هناك فصارت حياتي مرة لأن معاشي كان منحصراً بين هاتين الطائفتين مع كثرة عيالي وتكفلي بعض الأيتام أيضاً ففي ليلة جمعة لم يكن شيء عندنا نقتات به وكان الأطفال يئنون من الجوع فضاق صدري جدا وكنت غالباً منشغلا ً ببعض الأوراد والختوم ولكن في تلك الليلة ولشدة سوء حالتي جلست مستقبلا القبلة بين محل السفينة وهو المكان المعروف بالتنور وبين دكة القضاء وشكوت حالي إلى القادر المتعال مظهرا رضاي بتلك الحالة من الفقر ومضطربا وقلت: ليس من الصعب أن تريني وجه سيدي ومولاي ولا أريد شيئاً فإذا أنا أرى نفسي واقفاً على قدمي وبيدي سجادة بيضاء ويدي الأخرى بيد شاب جليل القدر تلوح منه آثار الهيبة والجلال لابساً نفسياً يميل إلى السواد فتصورت في البداية أنه أحد السلاطين ولكن
ص: 293
كانت على رأسه المبارك عمامة وقريباً منه شخص آخر لابسا لباسا أبيض وفي ذلك الحال مشينا إلى جهة الدكة قريب المحراب فعندما وصلنا هناك قال ذلك الشخص الجليل الذي كانت يدي بيده: يا طاهر أفرش السجادة، ففرشتها، ورأيتها بيضاء تتلألأ ولم أعرف ماهيتها وقد كتب عليها بخط واضح وقد فرشتها باتجاه القبلة مع ملاحظة الانحراف الموجود في المسجد فقال: كيف فرشتها؟ فقدت الشعور لهيبته ودهشته وقلت بدون شعور: فرشتها بالطول والعرض، فقال: من أين أخذت هذه العبارة؟ قلت: أخذت هذا الكلام من الزيارة التي كنت أزور بها القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فتبسم في وجهي وقال: لك القليل من الفهم. فوقف على تلك السجادة وكبر تكبيرة الصلاة وإذا بنوره وبهائه يزداد من فوره فصار كالخيمة حوله بحيث لا يمكن النظر إلى وجهه المبارك! ووقف ذلك الشخص خلفه علیه السلام متأخراً عنه بأربعة أشبار فصلى الاثنان وكنت واقفاً أمامها فوقع في نفسي شيء من أمره وفهمت من ذلك أن هذين الشخصين ليسا كما
ص: 294
ظننت فلما فرغا من الصلاة لم أر ذلك الشخص الثاني ورأيته علیه السلام على كرسي مرتفعاً ارتفاع أربعة أذرع تقريباً له سقف وعليه من النور ما يخطف البصر فالتفت لي وقال: يا طاهر! أي سلطان من السلاطين كنت تظنني؟. قلت: يا مولاي أنت سلطان السلاطين وسيد العالم ولست أنت من أولئك. قال: يا طاهر قد وصلت إلى بغيتك فما تريد؟ ألم نكن نرعاك كل يوم ألم تعرض أعمالك علينا؟ وواعدني بحسن الحال والفرج عن ذلك الضيق فدخل في هذا الحال شخص إلى المسجد من طرف صحن مسلم أعرفه بشخصه واسمه وكانت له أعماله سيئة فظهرت أثار الغضب علیه السلام والتفت إليه بوجهه المبارك وظهر العرق الهاشمي في جبهته وقال: يا فلان! إلى أين تفر؟ لأرض لسنا فيها أم لسماء لسنا فيها؟! فأحكامنا تجري فيها ولا طريق لخلاصك من ذلك إلا أن تكون تحت أيدينا ثم التفت إلي وتبسم وقال: يا طاهر! وصلت إلى بغيتك فما تريد؟ فلم أقدر أن أتكلم لهيبته علیه السلام ولما اعتراني من الحيرة من جلاله وعظمته
ص: 295
فأعاد علي ذلك الكلام مرة أخرى واعتراني من شدة الحال ما لا يوصف فلم أقدر على الجواب والسؤال منه فلم يمض أكثر من طرفة عين حتى رأيت نفسي وحدي وسط المسجد ولا يوجد أحد معي فنظرت إلى جهة المشرق فرأيت الفجر قد طلع.
قال الشيخ طاهر: فمع أني كنت عدة سنوات أعمى وقد انسدت كثيراً من طرق المعاش على والتي كان أحدها خدمة العلماء والطلاب الذين يتشرفون هناك فقد توسع أمر معاشي من ذلك التاريخ حسب وعده علیه السلام ولحد الآن- والحمد لله- ولم أقع بصعوبة وضيق) (1)
29-(حدثني السيد الثقة التقي الصالح السيد مرتضى النجفي رحمه الله وقد أدرك الشيخ شيخ الفقهاء وعمادهم الشيخ جعفر النجفي وكان معروفا عند علماء العراق بالصلاح والسداد، وصاحبته سنين سفرا وحضرا فما وقفت منه على عثرة في الدين قال:
ص: 296
كنا في مسجد الكوفة مع جماعة فيهم أحد من العلماء المعروفين المبرزين في المشهد الغروي، وقد سألته عن اسمه غير مرة فما كشف عنه، لكونه محل هتك الستر، وإذاعة السر. قال: ولما حضرت وقت صلاة المغرب جلس الشيخ لدى المحراب للصلاة والجماعة في تهيئة الصلاة بين جالس عنده، ومؤذن ومتطهر، وكان في ذلك الوقت في داخل الموضع المعروف بالتنور ماء قليل من قناة خربة وقد رأينا مجراها عند عمارة مقبرة هانئ بن عروة، والدرج التي تنزل إليه ضيقة مخروبة، لا تسع غير واحد. فجئت إليه وأردت النزول، فرأيت شخصا جليلا على هيئة الأعراب قاعدا عند الماء يتوضأ وهو في غاية من السكينة والوقار والطمأنينة، وكنت مستعجلا لخوف عدم إدراك الجماعة فوقفت قليلا فرأيته كالجبل لا يحركه شيء فقلت: وقد أقيمت الصلاة ما معناه: لعلك لا تريد الصلاة مع الشيخ؟ أردت بذلك تعجيله فقال: لا.
قلت: ولم؟ قال: لأنه الشيخ الدخني، فما فهمت مراده، فوقفت حتّى أتم وضوءه، فصعد وذهب ونزلت وتوضأت وصليت، فلما قضيت الصلاة وانتشر الناس
ص: 297
وقد ملأ قلبي وعيني هيئته وسكونه وكلامه، فذكرت للشيخ ما رأيت وسمعت منه فتغيرت حاله وألوانه، وصار متفكرا مهموما فقال: قد أدركت الحجة علیه السلام وما عرفته، وقد أخبر عن شيء ما اطلع عليه إلا الله تعالى. اعلم أني زرعت الدخنة في هذه السنة في الرحبة وهي موضع في طرف الغربي من بحيرة الكوفة، محل خوف وخطر من جهة أعراب البادية المترددين إليه، فلما قمت إلى الصلاة ودخلت فيها ذهب فكري إلى زرع الدخنة وأهمني أمره، فصرت أتفكر فيه وفي آفاته. هذا خلاصة ما سمعته منه رحمه الله قبل هذا التاريخ بأزيد من عشرين سنة وأستغفر الله من الزيادة والنقصان في بعض كلماته) (1)
ص: 298
30-وممن نقلت الأحاديث عن مكوثه الطويل في مسجد السهلة المقدس الحجة الشيخ جعفر مجتهدي (قدس سره) (1)، فأقامَ واعتكفَ فيه لمدة ثمانية أعوام، وبعد
ص: 299
لقائه بالمرحوم الملا أقا جان الزنجاني (1) تركَ مسجد السهلة وقال: (لقد أجاز لي وليّ العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بالرحيل وأعطاني ما كنت أرغب فيه)
31-(ومن ذلك ما دل على أن المهدي علیه السلام يستصحب معه خاصته في أسفاره ويشركهم في أعماله ، كالخبر الذي أرويه عن سيدنا الأستاذ آية الله السيد محمد باقر الصدر (2) عن أستاذه وأستاذنا آية الله العظمى
ص: 300
ص: 301
ص: 302
ص: 303
السيد أبو القاسم الخوئي (1)، وهما من أعاظم علماء العصر ومحققيهم أدام الله ظلهما عن أحد المؤمنين
ص: 304
ص: 305
يسميه السيد الخوئي ويوثقه ويصفه بأنه من الإيمان والورع على حد عظيم وهو صاحب القصة، وحيث أنها غير موجودة في المصادر فيحسن في هذا الصدد إعطاء نبذة كافية عنها. كان هذا الرجل في أحد الأيام عصراً في مسجد الكوفة، وبينما هو يمشي محاذيا لغرفه المنتشرة في حائط سوره، رأى في إيوان كائن إمام أحد الغرف فراشاً مفروشاً وقد استلقى عليه شخص مهيب جليل، وجلس بإزائه رجل آخر. قال: فتعجبت من وجودهما وسألت الرجل الجالس عن هذا المستلقي فأجاب: سيد العالُم. قال: فاستهونت بجوابه وحسب أنه يريد كونه سيداً عالماً، لأن العامة هناك ينطقون العالم بفتح اللام، ثم أن هذا الرجل مضى للوضوء والاشتغال بصلاة المغرب والعشاء والتهجد في محراب أمير المؤمنين علیه السلام، حتى اجهده التعب والنعس، فاستلقى ونام. وحينما استيقظ وجد المسجد مضيئاً يقول: حتى أني أستطيع أن أقرأ الكتابة
ص: 306
القرآنية المنقوشة في الطرف الآخر من المسجد. فظننت أن الفجر قد بزغ، بل مضى بعد الفجر زمان غير قليل، وأني تأخرت في النوم زائداً عن المعتاد. فخرجت إلى الوضوء فوجدت في الدكة التي في وسط المسجد جماعة مقامة للصلاة، يؤمها (سيد العالم) ويأتم به أناس كثيرون بأزياء مختلفة وجنسيات فعجبت من وجود هؤلاء في المسجد على خلاف العادة. ثم أني أسبغت الوضوء والتحقت بالجماعة، وصليت الصبح معهم ركعتين، وحين انتهت الصلاة، قام ذلك الرجل المشار إليه وتقدم إلى أمام الجماعة: سيد العالم، وسأله عني قائلاً: هل نأخذ هذا الرجل معنا؟ فأجاب سيد العالم: كلا، فإن عليه تمحيصين لا بد أن يمر بهما. وفجأة، اختفى هذا الجمع، وساد المسجد ظلام الليل، وإذا بالفجر لم يبزغ بعد، بل بقي إليه زمان ليس بالقليل) (1)
ص: 307
تحدثت بعض الروايات عن مجتمع الكوفة من حيث كل الخصوصيات التغييرية وأنه سوف يصنع على عين الإمام وحركة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، ولذلك فإن أول شيء يقوم به علیه السلام هو الوصول إلى العراق، ليؤسس فيه هذه الدولة، وليكون مقرها الكوفة.
وتؤكد هذه الروايات أن تسلسل الأحداث سيمر كذلك، حتى أنها تحدثت عن الكوفة، وعن علاقة الكوفة بهذه القيادة، ومنها أن: (أسعد الناس به أهل الكوفة) (1) إشارة إلى العراق؛ فالروايات عندما تتحدث عن الكوفة فهي تعني العراق ككل، وعندما نقرأ أن عاصمة الإمام المهدي علیه السلام سوف تكون في العراق، وتكون في الكوفة، وعندما نقرأ أن مرحلة تحرك الإمام المهدي علیه السلام تكون من الكوفة، أو من العراق؛ فلا بدّ أن يكون
ص: 308
المجتمع في ذلك الموقع قد اجتاز كل الامتحانات ولم يسقط أمامها، وتحمل كل الهموم ولم يوهن أزاءها.
هذا المجتمع الذي لم يسقط، أو الذي خرج من الامتحان ناجحاً يكون مؤهلاً لقيادة البشرية وقيادة العالم، فلذلك ولأجل أن يكون هذا المجتمع القائد، والمجتمع الرائد الذي يقوم بمرحلة هداية البشرية، لا بدّ أن يكون قد مر بالامتحانات السابقة الصعبة وقد خرج منها ناجحاً.
فكان التأكيد الإلهي على العراق؛ لأن العراق دولة الإمام علیه السلام، ولأن العراق مجتمع الإمام علیه السلام، ولأن العراق محط قادة الإمام وجند الإمام علیه السلام، ولابد لهذا المجتمع أن يمر بالامتحان.
إذن هذا الامتحان وهذا العذاب وهذا التمحيص لم يكن سخطاً إلهياً على المجتمع كما يصوّره بعض الناس عندما يقرؤون حركة الإمام علیه السلام، وإنما هذه العلامات التي تظهر من أجل أن يوفر المجتمع كل خصوصيات
ص: 309
وكل صفات القيادة المؤهلة له لقيادة البشرية، وأن أهل هذا البلد سيكونون أكثر سعادة، لأنهم تحملوا الكثير من أجل الإمام علیه السلام، وتحملوا الكثير من أجل أهل البيت علیهم السلام، فيكونون حينئذٍ محل اقتطاف تلك الثمرة: أنهم مجتمع نواة دولة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في هذه الأرض بكل ما تحمله دولة العدل الإلهي من خصائص في جميع الجوانب الحضارية، والمدنية، والثقافية، والسياسية، والعسكرية، وكل الجوانب التي ترتبط بحياة الإنسان، والتي ستوفّر أرقى وأكمل نظام للحياة البشرية منذ عصر الخليقة، ولا شك – والحال هذه – أن يكون أهل الكوفة أسعد الناس بالإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، ولا شك أن الإنسان فيها سوف يتغير من حالة الهزيمة، والتعب، والمرارة، والعذاب، والشقاء، والخوف، والفقر إلى حالة الإنتصار، والراحة، والاطمئنان، والسعادة ورغادة العيش ،والأمن، والغنى والتطلع بوثوق إلى الفوز بما أعد الله سبحانه وتعالى لعباده المصطفين من خير الدنيا وحسن ثواب الآخرة، لأنه يعيش دولة العدل دولة الله تعالى، ودولة أهل البيت
ص: 310
علیهم السلام .. الدولة الكريمة، والدولة الشريفة، ودولة الحق، كما جاء تسميتها بها في الأحاديث المباركة. ففي حديث الامام الصادق علیه السلام: )فأين دولة الله ؟ أما هو قائم واحد) (1). وفي الحديث الآخر عنه علیه السلام: (ودولتنا في آخر الدهر تظهر) (2) . وفي دعاء الافتتاح الشريف كما في الحديث أيضاً: (اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة) (3). وفي الزيارة المباركة للإمام المهدي علیه السلام: (السلام عليك ايها المؤمّل لإحياء الدولة الشريفة) (4)، فأهل بيت النبوة علیهم السلام مجمعون على أن الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) سيملك العالم بعد وقت قصير من ظهوره، وستكون له دولة عالمية، تصبح كل أقاليم الكرة الأرضية ولايات لها، ويتحول كل سكان العالم آنذاك إلى رعايا ومواطنين في تلك الدولة، أما عمالها وأمراؤها وقادتها فهم أهل القوة والأمانة من رجال العالم ونسائه. وستكون المنظومة الحقوقية
ص: 311
الإلهية هي القانون النافذ في كل أرجاء العالم، ونقصد بالمنظومة الحقوقية الإلهية: كتاب الله عز وجل كما أنزل، وبيان النبي صلی الله علیه و آله و سلم لهذا الكتاب تماماً كما وعاه أهل بيت النبوة علیهم السلام، وتتكون موارد هذه الدولة المالية من إنتاج العالم كله، وموارده وإمكاناته الاقتصادية، ومن خلال إمامته وقيادته الراشدة، ومن خلال تطبيقه للمنظومة الحقوقية الإلهية، ومن خلال توزيعه العادل للموارد العالمية ينشر العدل والرخاء في الكرة الأرضية، ويبدو واضحاً من تتبع روايات أهل بيت النبوة وأخبارهم حول هذا الموضوع، بأن المهدي المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) سيملك أولاً العراق وباقي بلاد العرب وبلاد فارس، ومنها سينطلق إلى كافة أرجاء المعمورة، حيث ستدخل في طاعته حرباً أو سلماً.
وصحت وتواترت عندهم الأحاديث النبوية التي ذكرت بأن السماء ستعطي كل خيراتها، قطرها وبركاتها، وأن الأرض كل الأرض ستخرج كل نباتها وكنوزها ونفائسها في زمن المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وأنه لتكثر فيها
ص: 312
الخيرات والبركات حتى تمطر السماء فيها ذهباً، كما ورد في الحديث الصادقي: (وتمطر السماء بها جراداً من ذهب) (1) ، و( إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق فيكونون في أصحابه وأنصاره ويرد السواد إلى أهله، هم أهله، ويعطى الناس عطايا مرتين في السنة، ويرزقهم في الشهر رزقين، ويسوي بين الناس حتى لا ترى محتاجا إلى الزكاة ويجيء أصحاب الزكاة بزكاتهم إلى المحاويج من شيعته فلا يقبلونها، فيصرونها ويدورون في دورهم فيخرجون إليهم، فيقولون: لا حاجة لنا في دراهمكم .. ويجتمع إليه أموال أهل الدنيا كلها من بطن الأرض وظهرها، فيقال للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدم الحرام، وركبتم فيه المحارم، فيعطي عطاء لم يعطه أحد قبله) (2)، وسيصبح المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) أول إمام شرعي يمارس السيادة ومهام الحكم على العالم كله، ويطبق الشرع الإلهي على كافة سكانه، كما روي عن رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أنه لما عرج به
ص: 313
إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى، ومن السدرة إلى حجب النور ناداه جل جلاله ... (وَبِكَ، وَبِهِ، وَبِالأَئِمَةِ مِنْ وُلْدِهِ أَرْحَمُ عِبادِي وَإِمائِيْ، وَبِالقائِم مِنْكُمْ أُعَمِرُ أَرْضِيْ بِتَسْبِيْحِيْ وَتَهْلِيْلِيْ وَتَقْدِيْسِيْ وَتَكْبِيْرِيْ وَتَمْجِيْدِيْ، وَبِهِ أُطَهِرُ الأَرْضَ مِنْ أَعْدائِيْ وَأُوُرِثُها أَوْلِيائِيْ، وَبِهِ أَجْعَلُ كَلِمَةَ الَذْينَ كَفَرُوا هِيَ السُفْلىْ، وَكَلِمَتِيْ الْعُلْيا وَبِهِ أُحْيِي عِبَادِيْ وَبِلاْدِيْ بِعِلْمِيْ، وَبِهِ أُظْهِرُ الكُنُوْزَ وَالْذَخائِرَ بِمَشِيْئَتِيْ، وَإِياهُ أُظْهِرُ على الأَسْرارِ وَالْضَمائِرِ بِإِرادَتِيْ، وَأَمُدُهُ بِمَلاْئِكَتِيْ لِتُؤَيْدَهُ عَلى إِنْفاذِ أَمْرِيْ، وَإِعْلانِ دِيْنِيْ، ذَلِكَ وَلِيِيْ حَقَاً، وَمَهْدِيُ عِبَاْدِيْ صِدْقَاً) (1).
ص: 314
قال الشيخ المفيد (قدس سره): (قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي علیه السلام، وحوادث تكون أمام قيامه، وآيات ودلالات: فمنها خروج السفياني، وقتل الحسني، واختلاف بني العباس في الملك الدنياوي، وكسوف الشمس في النصف من رمضان، وخسوف القمر في آخره على خلاف العادات، وخسف بالبيداء، وخسف بالمغرب، وخسف بالمشرق، وركود الشمس من عند الزوال إلى أوسط أوقات العصر، وطلوعها من المغرب، وقتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام، وهدم حائط مسجد الكوفة، وإقبال رايات سود من قبل خراسان، وخروج اليماني، وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات، ونزول الترك الجزيرة، ونزول الروم الرملة، وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها،
ص: 315
ونار تظهر بالمشرق طويلاً وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد، وخروجها عن سلطان العجم، وقتل أهل مصر أميرهم، وخراب الشام، واختلاف ثلاث رايات فيه. ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر، ورايات كندة إلى خراسان، وورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها، وبثق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة، وخروج ستين كذاباً كلهم يدعي النبوة، وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه، وإحراق رجل عظيم القدر من بني العباس بين جلولاء وخانقين، وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة السلام، وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار، وزلزلة حتى ينخسف كثير منها، وخوف يشمل أهل العراق وبغداد، وموت ذريع فيه ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلات، وقلة ريع لما يزرعه الناس، واختلاف صنفين من العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم، وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليهم،
ص: 316
ومسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير، وغلبة العبيد على بلاد السادات، ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض، كل أهل لغة بلغتهم، ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس، وأموات ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون ويتزاورون.
ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة، تتصل فتحيا بها الأرض بعد موتها، وتعرف بركاتها، ويزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي علیه السلام، فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته، كما جاءت بذلك الأخبار) (1).
واذا تحدثنا عن الكوفة بما تمثله بالمفهوم الأعم وهو العراق، فإن الأحاديث الكثيرة الواردة حول أحداثه وأوضاعه في عصر الظهور تظهر أنه يكون ساحة صراع بين قوى متعددة، ويمكن أن تختزل أحداثها تلك بفترات تتداخل فيما بينها:
ص: 317
أ- فترة تسلط الطغاة، قبل الظهور المبارك، والتي تبدو طويلة، يعاني فيها أهل العراق من قتل ذريع مشبع بخوف مستشر بين الناس جراء سطوة الجبابرة فلا يقر لهم معه قرار.
ب- فترة صراع النفوذ، والتي يكون طرفاها محور الخير الممثل بأتباع أهل البيت علیهم السلام، ومحور الشر الممثل بأعدائهم والذي يلتف تحت راية السفياني حاكم بلاد الشام، فتحدث معارك الكر والفر، بانتصار هنا وخسارة هناك لكل من طرفي الصراع.
ج- فترة احتلال السفياني العراق وتنكيله بأهله، وهي فترة قاسية جدا على الأتباع الحقيقيين لأهل البيت علیهم السلام ، إذ يوغل السفياني في القتل ويلتذ بالجرائم التي لم يسبقه فيها أحدا من قبل .. ويقتل شيعة آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم .. حتى أن مناديه لينادي في الكوفة من جاء برأس من شيعة علي علیه السلام، فله ألف درهم.
ص: 318
د- فترة دخول جيش الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، والذي يخوض معارك طاحنة، تنتهي بهزيمة جيش السفياني وطرده من العراق.
ه- فترة دخول الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) العراق، ليتم على يديه المباركتين تطهيره من مؤيدي السفياني وفئات الخوارج، واتخاذه الكوفة مقراً له علیه السلام وعاصمةً لدولته.
وقد وردت روايات عن أحداث في العراق خلال هذه الفترات مثل: خروج الشيصباني المعادي للإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) قبل السفياني، وشهادة نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين، وخروج عوف السلمي من الجزيرة أو تكريت، ومنع أهل العراق من الحج ثلاث سنين، وخسف البصرة وخرابها قبيل الظهور، وخسف في بغداد والحلة، ودخول قوات غربية إلى العراق، وخروج أحد الصالحين في مجموعة قليلة لمقاومة جيش السفياني، وخروج عدة فئات من الخوارج على المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) من الشيعة
ص: 319
والسنة، لتكون آخر فئة تخرج منهم على الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) مجموعة خوارج (رميلة الدسكرة) (1)، فعن أبي بصير قال: (ثم لا يلبث إلا قليلاً حتى تخرج عليه مارقة الموالي برميلة الدسكرة، عشرة آلاف، شعارهم يا عثمان يا عثمان. فيدعو رجلاً من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لايبقى منهم أحد) (2).
ومن جملة ما تختص به الكوفة من تواريخ الأحداث التي تمر بها في عصر الظهور:
1-ذكرت الأحاديث الشريفة أنه علیه السلام يظهر في وتر من السنين الهجرية (3) أي من الأعوام الفردية، ويكون ظهوره في يوم الجمعة (4)، فيما ذكرت أحاديث أخرى أن خروجه يكون يوم السبت العاشر من محرم
ص: 320
الحرام (1)، ولعل الجمع بين التأريخين هو أن ظهوره يكون يوم الجمعة وفيها يخطب خطبته في المسجد الحرام فيما يكون خروجه منها يوم السبت باتجاه الكوفة، التي يتخذها منطلقاً لتحركه العسكري بعد إنهاء فتنة السفياني والخسف الذي يقع بجيشه في البيداء (2)، وينشر راية رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم المذخورة عنده في نجف الكوفة (3)، وتنصره الملائكة التي نصرت جده رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم في معركة بدر (4).
وتذكر الأحاديث الشريفة أنه يواجه وأصحابه وجيشه
ص: 321
صعوبات شديدة وتعباً في بداية تحركه العسكري (1) وحروبه التي تستمر ثمانية أشهر لتصفية الجبهة الداخلية فيما تستمر ملاحمه عشرين عاماً (2) .
2-يلاحظ هنا أن المسير الذي يختاره علیه السلام هو المسير الذي اختاره جده الإمام الحسين علیه السلام في نهضته الإستشهادية من مكة الى الكوفة، التي مُنع سيد الشهداء عن الوصول اليها فيصل سليله المهدي علیه السلام إليها ويحقق الأهداف الإصلاحية في الاُمة المحمدية التي سعى لها جده سيد الشهداء علیه السلام ، وإضافة إلى فكرة استكمال الرسالة الحسينية المتوجة بشهادة أبي الأحرار الإمام الحسين علیه السلام ، فإن تطابق مسير الرحلة يحمل الإيحاء الكبير بما يعتلج في صدر الولي الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) من تاثيرات فاجعة كربلاء؛ كونه هو المعد للإنتقام من الظالمين ذلك الإعداد الإلهي الذي شاءت إرادة السماء تتويجه باليوم المبارك للظهور
ص: 322
على يد صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وكما روي عن الإمام الباقر علیه السلام قوله: ( ... لما قتل الحسين ضجت عليه الملائکة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا: إلهنا وسيدنا، أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك، وخيرتك من خلقك)، فأوحى الله عز وجل اليهم: (قِرُّوُا مَلَاْئِكَتِيْ فَوَعِزَّتِيْ وَجَلاْلِيْ لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْهُمْ وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ ثُمَّ كَشَفَ اللهُ عَنْ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ لِلْمَلاْئِكَةِ، فَسُرَّتْ الْمَلَاْئِكَةُ بِذَلِكَ، فَإِذاْ أَحَدُهُمْ قَاْئِمٌ يُصَلِّيْ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: بِذَلِكَ الْقَائِمُ أَنْتَقِمُ مِنْهُمْ ) (1).
3-تصف بعض الروايات دخول الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الى العراق جواً بمدد رباني إعجازي عبر عنه الإمام الباقر علیه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ﴾ (2)، (قال: ينزل القائم يوم الرجفة بسبع قباب من نور لايعلم في أيها
ص: 323
هو، حتى ينزل ظهر الكوفة) (1)،أي أنه لا يأتي الكوفة ابتداء ، بل يختار مكانا أكثر أمنا ، ثم يأتيها.
4-وردت روايات في خيل المغرب التي تنزل في فناء الحيرة، أي تستقر قرب الكوفة، وأن هذا الحدث يكون في أيام السفياني أو قربه. ولكن الملفت في نص المفيد رحمه الله قوله: (وورود خيل من قبل الغرب حتى تربط بفناء الحيرة)، فيحتمل أن تكون هذه القوات غربية تدخل العراق لمعاونة السفياني، أو تكون قبل السفياني.
5-توحي بعض الروايات بتردي الوضع الإقتصادي للكوفة إبان فترة تسلط الطغاة، وفترة الصراع اللتين يمر بهما العراق، وأبرز ما في أحاديثها شدة البلاء على أهل العراق من حكامه الجبابرة، واختلاف هؤلاء الحكام مع أصحاب الرايات السود، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ( يوشك أهل العراق أن لايجبى إليهم قفيز (2) ولادرهم.. قلنا: من
ص: 324
أين ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذلك) (1) ، وفي رواية عن جابر الجعفي قال: (سألت أبا جعفر محمد بن علي علیهما السلام عن قول الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ (2)، فقال: يا جابر ذلك خاص وعام. فأما الخاص من الجوع فبالكوفة يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم.. وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم قط.. أما الجوع فقبل قيام القائم، وأما الخوف فبعد قيام القائم) (3).
6-بثق الفرات وفيضانه في الكوفة، فقد ورد في الأحاديث أنه يكون في سنة الظهور، فعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (عام -أو سنة- الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل أزقة الكوفة) (4) .
7-يفهم من بعض الروايات استمرار حكم الجبابرة في
ص: 325
العراق إلى ظهور المهدي علیه السلام، فعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (إذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك القوم (بني فلان) وعند زواله خروج القائم علیه السلام ) (1) وفي رواية: (أما إن هادمه لا يبنيه ) (2) ، يعني أن هادمه يقتل أو يذهب قبل أن يعيد بناءه.
8-رواية (تحرك الحسني) الذي توجد قرائن على أنه يكون في العراق، والذي قد يكون قتله بعد حكمه.
9-ورد ذكر (الشيصباني) في الكوفة فعن جابر بن يزيد الجعفي قال: (سألت أبا جعفر علیه السلام عن السفياني فقال: (وأنى لكم بالسفياني حتى يخرج قبله الشيصباني يخرج بأرض كوفان، ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم، فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم علیه السلام ) (3)، والشيصباني وصف يعبر به الأئمة علیهم السلام عن الطواغيت والأشرار؛ لأنه
ص: 326
بالأصل اسم للشيطان، كما في شرح القاموس، وأنه يخرج في العراق الذي هو أرض كوفان، ويحتمل أن يكون في مدينة الكوفة، ويكون خروجه أي ثورته أو حكمه فجأة بنحو غير متوقع (ينبع كما ينبع الماء) وأنه يكون طاغية سفاكاً يقتل المؤمنين.
10-ما يفعله جيش السفياني (1) في المجتمع
ص: 327
الإسلامي من جرائم وقتل وتدمير كبيرة جدا، حيث ينطلق من الشام (دمشق)، عندما تكون الشام يومئذ ساحة حرب بين ثلاث فئات هي الأبقع والأصهب والسفياني .. وهذه الفئات الثلاثة المنحرفة عن الحق كلها تريد الحكم لنفسها، فتتقاتل فيما بينها فينتصر السفياني في النهاية .. وهذا مصداق لقول الله تعالى: ﴿فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
ص: 328
كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (1).. فيسيطر السفياني ويملك الشام ويتبعه أهلها إلا قليل منهم، ويحكم الكور الخمس في ستة أشهر، أي انه يملك الكور الخمس بعد هذا القتال المستمر لستة أشهر، وبعدها يغزو العراق ويسير إلى الكوفة، فيبدأ بالقتل والجرائم التي لم يسبقه فيها أحدا من قبل .. ويقتل شيعة آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم .. ثم ينادي مناديه في الكوفة من جاء برأس من شيعة علي علیه السلام، فله ألف درهم، فيثب الجار على جاره، فيضرب عنقه، ويسلم رأسه إلى سلطات السفياني، فيأخذ منها ألف درهم، فعن أبي عبد الله علیه السلام قال: (كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني، قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم، يثب الجار على جاره، ويقول: هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم، أما إن إمارتكم يومئذ لا يكون إلا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع، قلت: ومن صاحب البرقع؟ فقال
ص: 329
: رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه، فيغمز بكم رجلا رجلا أما إنه لا يكون إلا ابن بغي) (1).
11-تذكر الروايات انتخاء جيش الخراساني لدفع أذى السفياني عن الكوفة، وأن السفياني بعد معركة قرقيسيا (2) يوجه جيشه الى العراق، فعن الإمام الباقر قال: (ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً)و(لابد لبني فلان أن يملكوا،
ص: 330
فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم وتشتت أمرهم حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان: هذا من هنا، وهذا من هنا، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحداً ) (1).
12-ذكرت بعض الأحاديث أن الحركات المضادة له علیه السلام تكون كثيرة سواء من جماعات الخوارج، أو جماعات السفياني وغيرهم، وأنه علیه السلام يستعمل سياسة الشدة والقتل لمن يقف في وجهه، تنفيذاً للعهد المعهود إليه من جده رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فعن الإمام الباقر علیه السلام قال: (إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلاف أنفس يدعون البترية (2) عليهم السلاح، فيقولون له:
ص: 331
إرجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم، ثم يدخل الكوفة فيقتل كل منافق مرتاب، ويقتل مقاتليها حتى يرضى الله عز وعلا ) (1) .
13-دلت أحدى الروايات على بقاء أنصار للسفياني في العراق رغم آية الخسف التي تظهر في جيشه بالحجاز، ورغم هزيمته في العراق، فعن الإمام زين العابدين علیه السلام قال:(ثم يسير حتى ينتهي إلى القادسية، وقد اجتمع الناس بالكوفة وبايعوا السفياني) (2) ، وعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (ثم يتوجه إلى الكوفة فينزل بها، ويبهرج دماء سبعين قبيلة من قبائل العرب) (3)، أي يهدر دماء من التحق من هذه القبائل بأعدائه والخوارج عليه.
ص: 332
14-وتشير رواية الى محاربته لفئة من الخوارج قرب الكوفة، فعن الإمام الباقر علیه السلام قال: (بينا صاحب هذا الأمر قد حكم ببعض الأحكام وتكلم ببعض السنة، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول لأصحابه: إنطلقوا، فيلحقونهم بالتمّارين (1) فيأتون بهم أسرى، فيأمر بهم فيذبحون، وهي آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم ) (2) .
15-تؤكد الروايات تنامي مساحة الكوفة، بحكم توجه وتوافد المؤمنين إليها من كل مكان، فعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكوات البيض (3) من الغريين.. والله لا يبقى مؤمن إلا كان بها أو
ص: 333
حواليها (وفي رواية أو يجئ إليها، وفي رواية أخرى أو يحن إليها وهو الصحيح) ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلاً، ولتجاورن قصورها قصور كربلاء، وليصيرن الله كربلاء، معقلاً ومقاماً تختلف إليه الملائكة والمؤمنون، وليكونن لها شأن من الشأن ) (1)، وعن الإمام الصادق علیه السلام قال: (يبني في ظهر الكوفة مسجداً له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء والحيرة، حتى يخرج الرجل على بغلة سفواء (2) يريد الجمعة فلا يدركها ) (3) .
ص: 334
حث علماؤنا الأعلام على مواظبة الزيارة للمسجدين المعظمين وأداء الصلاة فيهما تأسيا بما ورد عن الأئمة الأطهار علیهم السلام في الحث على ذلك- كما مر من أحاديث- ،واطمئنانا إلى ارتباط هذين المسجدين الكريمين بولي العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وعصر ظهوره الميمون ، حتى أن بعض الأحاديث نقلت بركة الحظوة بكرامة الولي الأعظم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لهم ، ضمن قصص شقت أستار الكتمان.
ففي أوقات مختلفة زار المسجد الشريف العديد من الآيات العظام وأصحاب السماحة والفضيلة ومنهم – لا على سبيل الحصر- ممن قرأنا عنه أو أخبرنا به أو شاهدناه- وبحسب ولاداتهم الشريفة قدس الله أسرار الماضين منهم، وأدام ظل الباقين-: شيخ الطائفة الأعظم الشيخ الطوسي (1) ...
ص: 335
ص: 336
المقدس السيد إبن طاووس (1)...
ص: 337
الشيخ زين الدين العاملي الشهير ب-(الشهيد الثاني) (1)
ص: 338
ص: 339
الحجة الشهيد السيد نصر الله الحائري (1) ...
ص: 341
آية الله العظمى المقدس السيد محمد مهدي بحر العلوم (1)، آية الله العظمى الشيخ جعفر كاشف الغطاء (2)...
ص: 342
آية الله العظمى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر (1)،
ص: 343
الآية العظمى الشيخ مرتضى الأنصاري (1)...
ص: 344
السيد محمد بن السيد مال الله بن السيد معصوم القطيفي (1)، الفقيه الجليل الحاج ميرزا حسين الخليلي (2)...
ص: 345
آية الله العارف الكبير الشيخ حسين قلي الهمداني (1)...
ص: 346
العارف الكبيرآية الله السيد أحمد الكربلائي (1)...
ص: 347
حجة الإسلام السيد محمد السيد هاشم الهندي (1)...
ص: 348
الحجة السيد باقر القزويني (1)...
ص: 349
آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي (1)...
ص: 350
آية الله العظمى الشيخ محمد طه نجف (1)...
ص: 351
الآية العظمى الشيخ الأخوند محمد كاظم الخراساني صاحب (كفاية الأصول) (1)...
ص: 352
آية الله الشيخ عبد الله المازندراني (1) ...
ص: 353
الحجة السيد محمود المرعشي (1)...
ص: 354
آية الله الشيخ محمد تقي الأصفهاني (1)، الحجة الشيخ الجليل محمد تقي المازندراني (2)، آية الله المحدث النوري (3)...
ص: 355
ص: 356
ص: 358
الحجة الشيخ حسن علي الأصفهاني (1)
ص: 359
آية الله الشيخ محمد حرز الدين (1)...
ص: 360
الحجة السيد محمد السيد أحمد الكاظمي (1)، العارف الكبير آية الله السيد علي القاضي (2)، آية الله العظمى السيد محسن الأمين (3)...
ص: 361
آية الله السيد جمال الدين الكلبايكاني (1)...
ص: 363
آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (1)...
ص: 364
آية الله الميرزا مهدي الأصفهاني (1)، الحجة الشيخ جعفر مجتهدي (2)، آية الله الشيخ محمد تقي الآملي (3)، آية الله العظمى السيد محسن الحكيم (4)...
ص: 365
ص: 366
آية الله العظمى الشيخ حسين الحلي (1)...
ص: 367
آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين (1)...
ص: 368
آية الله الشيخ علي محمد النجف آبادي (1)...
ص: 369
آية الله الشيخ أقا بزرك الطهراني (1)...
ص: 371
آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي (1)، آية الله العظمى السيد عبد الكريم علي خان (2) ...
ص: 372
العارف الكبير السيد هاشم الحداد (1)...
ص: 373
آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري (1)...
ص: 374
آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي (1)...
ص: 375
آية الله الشيخ محمد صادق القاموسي (1)
ص: 376
آية الله السيد محمد علي الحكيم (1)...
ص: 377
آية الله السيد محمد جمال الهاشمي (1)...
ص: 378
آية الله الحاج عباس القوجاني (1)...
ص: 379
آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (1) ...
ص: 380
آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني (1)...
ص: 381
آية الله السيد محمد مهدي الخرسان (1)...
ص: 384
آية الله السيد حسين بحر العلوم (1)...
ص: 385
آية الله الشهيد السيد عز الدين بحر العلوم (1)...
ص: 389
ص: 390
آية الله السيد محمد رضا الخرسان (1)...
ص: 391
آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر (1) ،آية الله العظمى المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (2)...
ص: 392
ص: 393
آية الله الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (1)...
ص: 394
ص: 395
آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الحكيم (1)...
ص: 396
ص: 397
آية الله السيد محمد حسين السيد محمد صادق الحكيم (1)...
ص: 398
آية الله السيد عبد الكريم القزويني (1)...
ص: 399
آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر (1)...
ص: 400
ص: 401
آية الله العظمى السيد محمد صادق الشيرازي (1)...
ص: 402
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (1)...
ص: 403
الأستاذ الدكتور السيد محمد التيجاني (1)...
ص: 404
ص: 405
آية الله السيد هادي المدرسي (1)...
ص: 406
ص: 407
آية الله السيد محمد علي نجل آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي (1)...
ص: 408
وغيرهم الكثير – ممن لم نوفق لتوثيق زيارتهم- .
ص: 409
أشارت الأحاديث الشريفة عن الإمام جعفر الصادق علیه السلام إلى تخيير المسافر في صلاته الرباعية بين القصر والتمام في أربعة مواضع،هي مكة، والمدينة، والكوفة، وحائر الحسين، ( وأن ذلك من مخزون علم الله ، ومن الأمر المذخور – كما في رواية أخرى- ) ، فقد ورد:
1-بالإسناد عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله علیه السلام قال:(من مخزون علم الله الإتمام في أربعة مواطن: حرم الله، وحرم رسوله، وحرم أمير المؤمنين، وحرم الحسين بن علي ) (1)
2- بالإسناد إلى إسماعيل بن جابر عن عبد الحميد خادم إسماعيل بن جعفر عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (تتم الصلاة في أربعة مواطن:في المسجد الحرام، ومسجد
ص: 410
الرسول، ومسجد الكوفة، وحرم الحسين علیه السلام ) (1)
3- بالإسناد إلى أبي محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق علیه السلام: (من الأمر المذخور إتمام الصلاة في أربعة مواطن:مكة والمدينة والكوفة وحائر الحسين علیه السلام ) (2)
وأجمع فقهاؤنا على ما يتعلق بهذه الأحاديث الشريفة بخصوص مسجد الكوفة المقدس، وجواز التخيير في صلاة المسافر الرباعية فيه، فيما أفتى بعض الفقهاء بجواز ذلك بالنسبة إلى مسجد السهلة المعظم؛ لأن المراد بالتخيير- طبق فتاواهم - في الأحاديث الواردة عن الإمام الصادق علیه السلام هو مدينة الكوفة المقدسة.
ومن تلك الفتاوى: فتوى سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله (3)، وسماحة آية
ص: 411
ص: 412
الله العظمى المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله، كما أفتى آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني دام ظله بالتخيير ، فقال: ( يتخير المسافر بين القصر والتمام في الأماكن الأربعة الشريفة، وهي المسجد الحرام، ومسجد النبي صلی الله علیه و آله و سلم، ومسجد الكوفة وحرم الحسين علیه السلام، والتمام أفضل، والقصر أحوط، والظاهر إلحاق تمام بلدتي مكة والمدينة القديمتين )
ص: 413
بالمسجدين دون الكوفة والأظهر ثبوت التخيير فيها ) وكربلاء، وفي تحديد الحرم الشريف إشكال، والظاهر جواز الإتمام في تمام الروضة المقدسة دون الرواق والصحن) (1).
ص: 414
ص: 415
ص: 416
القرآن الكريم
1-إقبال الأعمال- السيد رضي الدين ابن طاووس/ مكتب الإعلام الإسلامي/ ط1 / قم 1414ه-
2-الإحتجاج- الشيخ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي/مطبعة النعمان/ النجف الأشرف/1386
3-الإختصاص- الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي/ تحقيق علي الغفاري/ منشورات جماعة المدرسين/ قم
4-الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد – الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي/ تحقيق مؤسسة آل البيت (ع) لتحقيق التراث / طبع دار المفيد للطباعة والنشر 1413 ه- .
5-الإقبال بالآمال - السيد علي بن طاووس/ قم 1323ه-
6-الأمالى- الشيخ محمد بن الحسن الطوسي /مطبعة النعمان/النجف الأشرف 1323ه-
7-الأمالي – الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي /مؤسسة البعثة /ط1/ قم 1417ه-
8-البرهان في علامات مهدي آخر الزمان-علي بن حسام الدين المتقي الهندي الحنفي/تحقيق أحمد علي سليمان/ط1 /دار الغد الجديد المنصورة 1424 ه-
9-التهذيب- الشيخ محمد بن الحسن الطوسي/ مطبعة النعمان / النجف
ص: 417
الأشرف 1378ه-
10-الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة-الشيخ يوسف البحراني/ج ج1/مؤسسة النشر الإسلامي/قم1377ه-
11-الخرائج والجرائح – قطب الدين الراوندي/ نشر مؤسسة الإمام
المهدي (ع) /قم
12-الخصال – الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي/تصحيح علي الغفاري/ نشر جماعة المدرسين في الحوزة العلمية/ قم 1403 ه- .
13-الخلاصة(خلاصة الأقوال في معرفة الرجال) – العلامة الحلي (الحسن بن يوسف بن المطهر الاسدي)/ تحقيق: الشيخ جواد القيومي/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم 1417ه-
14-الدمعة الساكبة في المصيبة الراتبة-الشيخ محمد باقر البهبهاني الغروي/ط2/بيروت1408ه-
15-الذكرى(ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة)- الشهيد الأول محمد بن جمال الدين مكي العاملي / مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث / قم 1419
16-السنن الكبرى- أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي/ مجلس دائرة المعارف النظامية/ط1/حيدر أباد، الهند 1344 ه-
17-الصراط المستقيم-الشيخ علي بن يونس العاملي/ تحقيق محمد الباقر البهبودي / مطبعة الحيدري
18-العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان – الشيخ علي اكبر النهاوندي/مطبوعات مسجد جامكران/قم
ص: 418
19-الغدير في الكتاب والسنة والأدب – الشيخ عبد الحسين الأميني / دار الكتب الإسلاميّة/ط2 /طهران 1408 ه-
20-الغيبة - الشيخ محمد بن الحسن الطوسي/ مؤسسة المعارف الإسلامية /ط1 /قم 1411 ه- .
21-الغيبة – الشيخ محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني/ ط1/منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت 1403ه-
22- الفاطمة المعصومة قبس من أشعة الزهراء- محمد علي المعلم / دار الهادي/ط1/ بيروت/لبنان 1421ه-
23-الفرات الأوسط – الوا موسيل/ ترجمة د. صدقي حمدي وعبد المطلب عبد الرحمن/مطبوعات المجمع العلمي العراقي/بغداد1952
24-الفهرست - الشيخ محمد بن الحسن الطوسي/ المطبعة الحيدرية / النجف 1381ه-
25-الفوائد الرجالية – السيد محمد مهدي بحر العلوم/ مكتبة الصادق/ طهران1363
26-الكافي– الشيخ محمد بن يعقوب الكليني/ تحقيق علي الغفاري / منشورات دار الكتب الإسلامية /طهران 1389 ه- .
27-المزار- الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي// تحقيق: السيد محمد باقر الأبطحي/ دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت – لبنان/ط2/ 1414
28-المزار الكبير- الشيخ محمد بن جعفرالمشهدي/ تحقيق: جواد القيومي الاصفهاني/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم 1419
ص: 419
29-المعجم الصغير - سليمان بن أحمد الطبراني/ دار الحرمين/ القاهرة 1415
30-الهداية الكبرى -الحسين بن حمدان الخصيبي/ مؤسسة البلاغ / ط4 /لبنان بيروت1411 ه-
31-إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات – الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي/قدم له: السيد شهاب الدين المرعشي النجفي/الطبعة: الاولى المحققة /مؤسسة الاعلمي للمطبوعات/بيروت2004
32-إرشاد أهل القبلة – السيد الكاشاني /مطبعة النعمان/ النجف الأشرف 1967
33-إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب- الشيخ علي اليزدي الحائري/ مطبعة النعمان/ النجف الأشرف 1971 م .
34-أروع القصص في من رأى المهدي في غيبته الكبرى- ماجد ناصر الزبيدي/ دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع /2005
35-أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين العاملي/ دار التعارف للمطبوعات / بيروت - لبنان 1406
36-أمل الآمل في علماء جبل عامل - الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي/تحقيق السيد أحمد الحسيني/ مكتبة السيد المرعشي /قم1406
37-أنساب الأشراف- أحمد بن يحيى البلاذري/ تحقيق الدكتور محمد حميد الدين/الطبعة الثانية - القاهرة 1987م
ص: 420
38-أيام العرب في الاسلام - أحمد بن محمد بن إبراهيم الميداني/تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد /الطبعة الاولى/ دار المعرفة– بيروت1927
39-بحار الأنوار – الشيخ محمد باقر المجلسي/ط2 المصححة /مؤسسة الوفاء / بيروت 1403 ه- .
40-تاج العروس من جواهر القاموس-مرتضى الزبيدي/ دار إحياء التراث العربي/بيروت1984
41-تاريخ آل زرارة – أحمد بن محمد الزراري/ السيد محمد على الموحد الابطحي/ مطبعة رباني1399
42-تأريخ بغداد –أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي/دار الكتب العلمية - بيروت
43-تأريخ مدينة دمشق-علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله الشافعي المعروف بابن عساكر/دراسة وتحقيق: علي شيري/دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
44-تأريخ الغيبة الكبرى– السيد محمد الصدر/ دار التعارف للمطبوعات / بيروت 1992 م .
45-تأريخ الكوفة– السيد حسين البراقي/ /تحقيق ماجد أحمد العطية/ انتشارات المكتبة الحيدرية 1424ه-
46-تذكرة الفقهاء - العلامة الحلي(الحسن بن يوسف بن المطهر الاسدي)/ تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت(ع)/ ط1/قم 1414ه-
47-تفسير العياشي–محمد بن مسعود العياشي/تحقيق: السيد هاشم
ص: 421
الرسولي المحلاتي/المكتبة العلمية الإسلامية/طهران1414ه-
48-تهذيب الأحكام– الشيخ محمد بن الطوسي/ تحقيق وتعليق: السيد حسن الموسوي الخرسان/ط4/دار الكتب الإسلامية/طهران 1365
49-تهذيب التهذيب– أحمد بن علي بن حجر العسقلاني/دار الفكر – بيروت1404ه-
50-تهذيب الكمال– يوسف بن الزكي عبدالرحمن المزي/تحقيق: د. بشار عواد معروف/مؤسسة الرسالة/ط1/بيروت 1400ه-
51-تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال– السيد محمد على الأبطحي /ط2/قم 1417ه-
52-توضيح المسائل- الشيخ محمد تقي بهجت/انتشارات شفق /ط2/قم1377
53-ثواب الأعمال- الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي/ تحقيق: السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان/ط2/منشورات الشريف الرضي/قم1368ه-
54-جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة (ع) – الحاج الميرزا حسين النوري/ مؤسسة أهل البيت / بيروت / لبنان 1990 م .
55-خواطر عن الإمام السيد محمد الشيرازي– السيد محمد رضا الشيرازي /ط1/دار العلقمي/مطبعة النجف الأشرف1429ه-
56-دلائل الإمامة - محمد بن جرير بن رستم الطبري/ مؤسسة البعثة / ط1 /قم 1413 ه- .
57-دليل مسجد السهلة المعظم- السيد مضر علي خان المدني/ط2
ص: 422
/دار المتقين/ بيروت 1433ه-
58-رجال الطوسي- الشيخ محمد بن الطوسي/ تحقيق: جواد القيومي الإصفهاني/ط1/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم1415ه-
59-رجال المامقاني(تنقيح المقال في أحوال الرجال)-الشيخ عبد الله المامقاني/المطبعة المرتضوية/ النجف1352ه-
60-رجال النجاشي- احمد بن على بن احمد بن العباس النجاشي الاسدي الكوفى/ تحقيق: موسى الشبيرى الزنجانى/ط5/ مؤسسة النشر الإسلامي/قم1416ه-
61-رحلة ابن جبير- محمد بن أحمد بن جبير الكناني/سلسلة ذاكرة الكتابة/الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية/1978
62-رحلة إبن بطوطه(تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار-)- محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي/تحقيق: طلال محمود حرب/ط4 / دار الكتب العلمية/القاهرة 2007م
63-روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات- الميرزا محمد باقر الموسوي الاصبهاني الخوانساري/ مؤسسة إسماعيليان/ قم 1389
64-روضة الكافي-الشيخ محمد بن يعقوب الكليني/ دار الكتب الإسلامية/ /ط3/طهران 1388ه-
65-روضة الواعظين وبصيرة المتعظين- محمد بن أحمد بن على الفتال النيسابوري/ تحقيق:السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان/ منشورات الشريف الرضي /قم1414 ه-
66-رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين(ع) - السيد
ص: 423
علي خان المدني /تحقيق السيد محسن الحسيني الأميني/مؤسسة النشر الإسلامي/ط4/قم 1415ه-
67-سفينة البحارومدينة الحكم والاثار- الشيخ عباس القمي/ط2/دار الاسوة للطباعة والنشر1412ه-
68-سنن ابن ماجة-إبن ماجة محمد بن يزيد القزويني/ تحقيق: الشيخ خليل مأمؤن شيحا/ ط1/ دار المعرفة بيروت 1416ه-
69-سنن الترمذي-محمد بن عيسى بن سورة الترمذي/ مطبعة دار السلام /الرياض 1420ه-
70-سنن النسائي-أحمد بن شعيب بن علي النسائي/مكتب تحقيق التراث /ط5/ دار المعرفة /بيروت 1420 ه-
71-سنن أبي داود- أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق السجستاني/ تحقيق: عزت عبيد الدعاس/ ط1/حمص 1388ه-
72-سيرة الأئمة الاثني عشر- السيد هاشم معروف الحسني / دار التعارف للمطبوعات/ بيروت 1411ﻫ -
73-شجرة طوبى – الشيخ محمد مهدي الحائري / منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها /ط5 /1385ه-
74-صحيح البخاري- محمد بن إسماعيل البخاري/طبعة ليدن- الهند 1862م
75-صحيح مسلم - مسلم بن الحجاج بن مسلم/المطبعة العامرة /إسطنبول 1334 ه-
76-طرائف المقال – السيد علي البروجردي/تحقيق السيد مهدي
ص: 424
الرجائي / ط1 / مطبعة بهمن / قم 1410ه-
77-عصر الظهور -الشيخ علي الكوراني العاملي/ مكتب الإعلام الإسلامي / ط1 /قم 1406 ه-
78-علل الشرائع– الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي/ منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها / ط 1 / النجف 1385 ه-
79-فتوح البلدان – أحمد بن يحيى البلاذري/ طبعة لوكدوني - الهند 1866م.
80-فرحة الغري ﻓﻲ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﻗﺒﺮ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲ(ع) –ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻦ ﻃﺎﻭﻭﺱ ﺍﻟﺤﺴﻨﻲ/ ﺗﺤﻘﻴﻖ:ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﺁﻝ ﺷﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻱ/ ط1/ 1419 ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻐﺪﻳﺮ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ 1419ه-
81-فضل الكوفة وفضل أهلها- محمد بن علي بن الحسن العلوي
الحسني الشجري/تحقيق د. محمد سعيد الطريحي /مؤسسة أهل البيت - بيروت 1988م.
82-فضل الكوفة ومساجدها- الشيخ محمد بن جعفر المشهدي/تحقيق د. محمد سعيد الطريحي /دار المرتضى/ بيروت 1980 م.
83-قرب الإسناد –الشيخ عبد الله بن جعفر الحميري القمي / مؤسسة آل البيت (ع)/ ط1 / قم 1413 ه-
84-كامل الزيارات – الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي/تحقيق نشر الفقاهة/ط1 /1418 ه-
85-كشف الغمة في معرفة الأئمة – علي بن عيسى بن ابي الفتح الأربلي /دار الاضواء للطباعة والنشر والتوزيع /ط2/ بيروت
ص: 425
1985م.
86-كلمة الامام المهدي(ع)- الشهيد السيد حسن الشيرازي/ الناشر: هيئة محمد الأمين (ص)/بيروت 2001م.
87-كمال الدين وتمام النعمة – الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي/ تحقيق علي الغفاري / مؤسسة النشر الإسلامي/ قم 1405 ه-
88-لسان الميزان - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني / مكتب المطبوعات الإسلامية/ط1/1423 ه-
89-ماضي النجف وحاضرها- الشيخ جعفرباقر آل محبوبه/ط2 / دار الأضواء/ بيروت 1406 ه-
90-مجمع البيان في تفسير القرآن– الشيخ الفضل بن الحسن بن الفضل ا الطبرسي/ مؤسسة الأعلمي للمطبوعات /بيروت 1415 ه-
91-مختصر كتاب البلدان -إبن الفقيه أحمد بن محمد الهمذاني/ طبع مدينة ليدن 1302ه-
92-مدينة المعاجز(مدينة معاجزالأئمة الأثني عشر ودلائل الحجج على البشر) – السيد هاشم بن سليمان البحراني/نشر مؤسسة المعارف الإسلامية/ط1/ قم 1413 ه-
93-مراقد المعارف –الشيخ محمد حرز الدين/ مطبعة الآداب/ النجف الأشرف 1389 ه-
94-مروج الذهب ومعادن الجوهر-علي بن الحسين المسعودي / تحقيق: محمد هشام النعسان وعبد المجيد طعمة حلبي/ط1 / دار المعرفة للطباعة والنشر 2005
95-مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل- الشيخ الميرزا حسين النوري/
ص: 426
تحقيق مؤسسة آل البيت (ع)/ط 1 /بيروت 1408 ه-
96-مستدرك سفينة البحار- الشيخ علي النمازي الشاهرودي/مؤسسة النشر الإسلامي/تحقيق وتصحيح الشيخ حسن بن علي النمازي/قم 1419 ه-
97-مستدركات علم رجال الحديث – االشيخ علي النمازي الشاهرودي/ ط1 / مطبعة حيدري/ طهران 1415 ه-
98-مسند أحمد- أحمد بن حنبل /ط 1/ مؤسسة الرسالة/1421 ه-
99-مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف- البحاثة كاظم عبود الفتلاوي/إصدارات مكتبة الروضة الحيدرية/ النجف 1427 ه-
100-معجم أحاديث الإمام المهدي- الشيخ علي الكوراني العاملي/ مؤسسة المعارف الإسلامية/ ط1/قم 1411 ه- .
101-معجم رجال الحديث – السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي//مركز نشر الثقافة الإسلامية/ط5/ 1413 ه-
102-مفاتيح الجنان - الشيخ عباس القمي/ ط2/ إصدار مؤسسة مسجد السهلة المعظم/مطبعة دار المتقين/بيروت 1433ه-
103-مقالة للشهيد د. عباس كاظم مراد/ موقع أمانة مسجد الكوفة المعظم
104-مقتضب الأثر في النص على الائمة الاثني عشر (ع) – أحمد بن محمد بن عبيداللّه بن الحسن بن عياش الجوهري/طباعة دار الاضواء في بيروت بالاوفسيت على طبعة النجف الاشرف
ص: 427
الاولى 1346 ه-
105-مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم(ع) -الشيخ الميرزا محمد تقي الأصفهاني/ط4/مؤسسة الامام المهدي (ع) /قم 1422ه-
106-منتهى المطلب في تحقيق المذهب - العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر/ط1/مجمع البحوث/ مشهد 1412ه-
107-منهاج الصالحين - السيد محمد سعيد الحكيم/ط1 / دار الصفوة/ بيروت 1415 ه-
108-موسوعة الإمام أمير المؤمنين علي(ع)- الشيخ باقر شريف القرشي/ ط1/دار الحسنين 2002
109-نهاية الدراية في شرح الكفاية-السيد حسن الصدر/ تحقيق ماجد الغريباوي/ مطبعة اعتماد/ قم 1341 ه-
110-وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة- الشيخ محمد بن الحسن بن علي الحر العاملي/ ﺗﺤﻘﻴﻖ: ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ع) ﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ/ ط2/ 1414 ه-
ص: 428
ص: 429
﴿-الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (سورة الفاتحة:7)... ص98
-﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ﴾
(سورة الطور:21) ... ص 5
﴿-الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا
وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) ﴾سورة العنكبوت:1و2 )... ص190
﴿-الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا
وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ (سورة العنكبوت:1و2)... ص156
﴿-إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾
(سورة التوبة:18) ... ص8
﴿-إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾
(سورةالأحزاب:33) ... ص7
﴿-إنّ الذين آمَنُوا وعَمِلوا الصالحاتِ أُولئكَهُم خيرُ البَريّة﴾
ص: 430
(سورة البينة:7) ... ص63
﴿-أنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَأنا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾
(سورة الحجر: 9) ... ص 3
﴿-رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً﴾
(سورة نوح:28) ... ص70
﴿-رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾
(سورة هود:73)... ص7
﴿-فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ (سورة مريم:37)... ص312
﴿-فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً﴾ (سورة الكهف:65)... ص132
﴿-في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِيَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ (سورة النور:36 و 37)... ص5
ص: 431
﴿-قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (سورة الحجرات:14).. ص173
﴿-لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾
(سورة التوبة:108)... ص6
﴿-وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عَلِيّاً﴾ (سورة مريم:56 و 57)... ص131
﴿-وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ* وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ﴾
(سورة التين:1 ، 2 ، 3)... ص69
﴿-وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ﴾
(سورة الجن:18)... ص5
﴿-وَآوَيْنَاهُمَا إلى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾
(سورة المؤمنون:50)... ص69
﴿-وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابا﴾ (سورة النبأ:29)... ص151
ص: 432
﴿-وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾
(سورة يس:12)... ص151
﴿-وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً﴾
(سورة الرعد: 38)...ص89
-﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾
(سورة البقرة: 155)...ص323
﴿-وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾
(سورة الأنعام:84).. ص196
﴿-يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلا بِسُلْطَانٍ﴾
(سورة الرحمن:33)... ص322
ص: 433
-{ قِرُّوُا مَلَاْئِكَتِيْ فَوَعِزَّتِيْ وَجَلاْلِيْ لَأَنْتَقِمَنَّ مِنْهُمْ وَلَوْ بَعْدَ حِيْنٍ ثُمَّ كَشَفَ اللهُ عَنْ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ لِلْمَلاْئِكَةِ، فَسُرَّتْ الْمَلَاْئِكَةُ بِذَلِكَ، فَإِذاْ أَحَدُهُمْ قَاْئِمٌ يُصَلِّيْ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: بِذَلِكَ الْقَائِمُ أَنْتَقِمُ مِنْهُمْ }
... ص 323
-{ لَوْلا الذِيْنَ يَتَحابُّوُنَ فِيَّ وَيَعْمُرُوْنَ مَسَاجِدِيْ وَيَسْتَغْفِرُونَ بِالأَسْحَارِ لَوْلاهُمْ لَأَنْزَلْتُ عَذَابِيْ }
... ص 14
-{ وَبِكَ، وَبِهِ، وَبِالأَئِمَةِ مِنْ وُلْدِهِ أَرْحَمُ عِبادِي وَإِمائِيْ، وَبِالقائِم مِنْكُمْ أُعَمِرُ أَرْضِيْ بِتَسْبِيْحِيْ وَتَهْلِيْلِيْ وَتَقْدِيْسِيْ وَتَكْبِيْرِيْ وَتَمْجِيْدِيْ، وَبِهِ أُطَهِرُ الأَرْضَ مِنْ أَعْدائِيْ وَأُوُرِثُها أَوْلِيائِيْ، وَبِهِ أَجْعَلُ كَلِمَةَ الَذْينَ كَفَرُوا هِيَ السُفْلىْ، وَكَلِمَتِيْ الْعُلْيا وَبِهِ أُحْيِي عِبَادِيْ وَبِلاْدِيْ بِعِلْمِيْ، وَبِهِ أُظْهِرُ الكُنُوْزَ وَالْذَخائِرَ بِمَشِيْئَتِيْ، وَإِياهُ أُظْهِرُ على الأَسْرارِ وَالْضَمائِرِ بِإِرادَتِيْ، وَأَمُدُهُ بِمَلاْئِكَتِيْ لِتُؤَيْدَهُ عَلى إِنْفاذِ أَمْرِيْ، وَإِعْلانِ دِيْنِيْ، ذَلِكَ وَلِيِيْ حَقَاً، وَمَهْدِيُ عِبَاْدِيْ صِدْقَاً }
...ص314
ص: 434
-[إِبْنُ سُمَيَّةَ لَمْ يُخَيّرْ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطْ إِلّاْ إخْتَارَ أَرْشَدَهُمَا]
...ص112
-[ألْحَقُّ مَعَ عَمّارَ يَدُوُرُ مَعَهُ حَيْثُما دَاْرَ]
... ص112
-[الْحَمْدُ لِلهِ الذِيْ وَفَّقَ رَسُولَ اللهِ لِما يُرْضِيْ رَسُولَ اللهِ]
... ص74
-[الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللهِ فِيْ الْأَرْضِ وَهِيَ تُضِئُ لِأَهْلِ السَمَاءِ كَما تُضِئُ النُجُومُ لِأَهْلِ الأَرْضِ]
...ص6
-[إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ مِنْ خَلْقِهِ الأَصْفِياءَ الأَتْقِياءَ، الشَعِثَةَ رُؤُوسُهُمْ، المُغْبَرَةَ وُجُوهُهُمْ، الْخَمِصَةَ بُطُوْنُهُمْ مِنْ كَسْبِ الْحَلالِ، الْذِيْنَ إِذْا اسْتَأْذَنُوْا عَلىْ الأُمراءِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهَمْ، وَإِنْ خَطَبُوْا المُتَنَعِّمَاتِ لَمْ يُنْكَحُوْا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا قالوا: يا رسول الله، كيف لنا برجل منهم؟
قال:ذاك أويس القرني، قالوا: وما أويس القرني؟ قال: أشهل ذو صهوبة، بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام ببصره إلى موضع سجوده، واضع شماله، يتلو القرآن، يبكى على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له، متزر بإزار صوف، ورداء تحت منكبه لمعة بيضاء، ألا وإنّه إذاكان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنّة، ويُقال لأويس: قف لتشفع، فيشفّعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر]
ص: 435
... ص172
-[ إِنَّ اللهَ اخْتَارَ مِنَ البُلْدانَ أَرْبَعَةً، فالتينُ: المَدِيْنَةُ، والزَيْتونَ: بَيْتُ المَقْدِسِ، وَطُوْرُ سِنينَ: الكُوفةُ، وَهذا البَلدُ الأمِينُ : مَكَّة] ...ص 70
-[إنّ عمّاراً مُلئ إيماناً من قَرنه إلى قدمه، واختلط الإيمانُ بلحمهِ ودمهِ ]
... ص111
-[إنَّ الجنّةَ لتشتاقُ إليك - مُخاطباً عَليّاً- وإلى عمّارَ وسَلمانَ وأبيْ ذرَّ والمقداد]
... ص112
-[إنَّ الصلاةَ المفروضةَ فيهِ تَعدلُ حِجَّةً مَبرورةً وَالنافلةَ تعدلُ عمرةً مبرورةً]
... ص75
- [إِنَّ المَهْدِيَّ مِنْ وُلْدِيْ يَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ مُوْسىْ عِنْدَ خُرُوْجِهِ مِنَ مَكَّةَ إِلىْ الكُوْفَةِ..] ... 191
-[أَحَبُّ الْبِلادِ إلى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَسَاجِدُهَا]
... ص5
-[أفضلُ أعمالِ أُمتيْ انتظارُ الفرجِ]
... ص9
-[إنَّ تَرهُّبَ أمتي القعودُ فيْ المساجدِ وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ]
... ص12
-[دمُ عمّارَ وَلحمُهُ حرامٌ على النّارِ أنْ تأكلَهُ أوْ تمسّهُ]
... ص111
ص: 436
-[سَلمانُ مِنّي، وَمنْ جَفاهُ فقدْ جفاني، ومنْ آذاهُ فقدْ آذاني]
... ص15
-[سُدُوا الْأَبْوابَ كُلَهَا إلاّْ بابَ عَلِيّ]
...204
>>>
-[صبراً آل ياسرَ، فإنّ موعدكمْ الجنّةَ]
... ص111
-[عُرجَ بيْ إلى السماءِ وإنيْ هَبطتُ الأرضَ فأهبطتُ إلى مسجدِ أبي نوحَ وأبي إبراهيمَ وهوُ مسجدُ الكوفةِ فصليتُ فيهِ رُكعتين]
... ص75
-[فِي التَوراةِ مَكْتُوبٌ أَن بِيُوتِي في الأَرْضِ المَساجِدُ فَطُوبى لِعَبْدٍ تَطَهَرَ فِي بيْتِهِ ثُمَ زارَنِي فِيْ بَيْتِيْ.. أَلا إِنَ على المَزُورِ كَرامةَ الزائرِ.. ألا بَشِرْ المَشائِيْنَ فِيْ الظُلُماتِ إِلى المَساجِدِ بِالنُورِ الساطِعِ يَوْمَ القِيامَةِ]
... ص11
-[لا تغلّطنَّ فيْ سَلمانَ، فإنَّ اللهَ تباركَ وتعالىْ أمرنيْ أنْ أطلعهَ على علمِ البلايا والمنايا والأنسابِ، وفصلِ الخطابِ]
... ص15
-[لكأنَيْ بمسجدِ كُوفانَ يأتيْ يومَ القيامةِ محرماً في مَلاءتينِ يشهدُ لمنْ صلّىْ فيهِ رُكعتينِ]
... ص74
-[لمّا أُسْريَ بيْ إلى السماءِ الدنيا أرانيْ مسجدَ كُوفانَ فقلتُ: يا جبرئيلُ ما هذا ؟ قالَ: مسجدٌ مُباركٌ كثيرُ الخيرِ عظيمُ البركةِ اختارَ اللهُ لأهلهِ وهوُ يشفعُ لهمْ يومَ القيامةِ]
... ص73
ص: 437
-[لمّاْ أُسريَ بيْ مررتُ بموضعِ مسجدِ الكوفةِ وأنا على البُراقِ ومعيْ جبرائيلُ، فقال: يا محمدُ، هذهِ كُوفانُ وهذا مسجدُها إنزلْ فصلِّ في هذا المكانِ]
... ص68
-[لَوْ كانَ الدينُ عِندَ الثُريّا لَنا لَهَ سَلمانُ]
... ص15
-[مَنْ بَنَى مَسْجِدًا، يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ]
... ص8
-[مَنْ عادى عمّاراً عاداه الله، ومَن أبغض عمّاراً أبغضه الله]
... ص112
>>
-[مَنْ بَنى لله مَسجداً قَدَرَ مِفْحصِ قَطاةٍ بَنىْ اللهُ لهُ بيتاً فيْ الجنّةِ]
... ص8
-[مَنْ سَرّهُ أنْ ينظرَ إلىْ مَنْ يسبقهُ عُضوٌ منهُ إلى الجنّةِ فلينظرْ إلىْ زيدَ بنِ صوحانَ]
... ص170
-[يا عليْ إنّ اللهَ عزَّ اسمهُ عرضَ ولايتكَ علىْ السماواتِ فسبقتْ إليها السماءُ السابعةُ فزيّنها بالعرشِ، ثُمَّ سبقتْ إليها السماءُبالكواكبِ، ثُمَّ عرضها على الأرضينَ فسبقتْ إليها مَكّةُ فزينها بالكعبةِ، ثُمَّ سبقتْ إليها المدينةُ فزينها بي، ثم سبقتْ إليها الكوفةُ فزينها بكَ، ثم سبقت إليها قُمْ فزينها بالعربِ وفتح لها باباً منْ أبوابِ الجنّةِ]
... ص181
-[يا علي عليك بصلاة الليل]
... ص9
ص: 438
-[يا عمّار تقتلك الفئة الباغية و آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن]
... ص112
ص: 439
الأبطحي63/64/290/333
الأربلي 194/324
الأردبيلي، أحمد 211/256/258/324
الأصبغ بن نباتة77/81/204/205/
الأعمش 103/125
الأميني 51//32/232
الأنصاري، مرتضى 216/228/268/
الباقر(الإمام)(ع) 88/89/95/101/103/204/314/315/316
البحراني،يوسف 321/324/10/29/62/254/
البخاري 324/8/50/135/307/
البراقي،حسين 322/61/181/
البرقي 78/103/104/105/139/160/
البلاذري 25/26/324
البيهقي 40/321/
الترمذي323/50/75/307/
التميمي، عبد الرحمن بن أبي نجران 110/111/
الثمالي،أبو حمزة 84/85/86/87/88/140/204/101/
الحاكم النيسابوري 50/
الحجاج 55/115/125/195/
الحر العاملي 69/71/77/78/90/92/93/307/308/
الحسن العسكري(الإمام)(ع) 67/68/84/145/190/8/9/
الحسن المثنى 159/29/
الحسن بن علي الوشاء 123/
الحسن بن محبوب 104/138/158/
الحسن(الإمام)(ع) 115/116/117/123/159/21/22/29/
ص: 440
الحسين بن حمدان الخصيبي 153/154/188/189/
الحسين بن روح 67/8/
الحسين(الإمام)(ع) 55/56/104/107/116/123/289/290/22/24
/49/
الحميري القمي 128/
الخراساني 314/
الخضر(النبي)(ع) 36/37/80/128/131/133/134/135/137/140
/142/163/186/240/259/275/197/296/
الخوارج 22/315/316/
الخوئي 294/296/225/325/89/110/269/278/291/
الراوندي 321/159/190/202/205/
الرضا(الإمام)(ع) 71/109/110/123/157/189/240/9/30/68/85/95
/96/105/106/110/111/139/156/159/202/278/
الزبيدي 322/129/162/
الزهراء(ع)= فاطمة 332/2/241/242/17/113/114/315/132/1
43/144/15/17/114/
السفياني 304/307/309/310/311/312/313/314/315/316/1
82/184
السكوني 8/156/
الشافعي 119/24/125/126/
الشبلنجي 119/126/
الشعبي 125/160/
الشيصباني 291/310/
الصادق(الإمام)(ع)= أبو عبدالله= جعفر بن محمد 108/109/122
/124/128/132/133/134/137/138/143/95/97/99/
100/106/264/314/ 300/309/316/318/36/37/49/63
/64/69/90/93
148/149/152/156/166/180/185/187/188/194
197/234/317/9/71/76/78/88/91/96/98/101/102/
103/104/105/107/119/125/139/140/160/162/202
ص: 441
الصدوق= إبن قولويه 320/321/324/8/67/77/8/41/49/70
/76/81/87/89/106/193/203/206/254/303/
الطبراني 321/8/
الطبرسي 320/324/7/70/82/159/208/
الطبري323/26/55/206/307/
الطوسي 320/321/323/239/240/31/71/77/82/84/99
/101/102/105/116/133/136/141/157/159/186/194/197
العلاء بن رزين 138
العلوي الخراساني 386
العياشي322/182/308
الفتال النيسابوري 323/204
الفضل بن شاذان84/
القاسم بن الوليد الهمداني79
القرامطة81/192
القلانسي، خالد بن زياد 101/102/
القمي، عباس323/325/330/240/18/72/84/107/166/
الكاشاني321/57/
الكاظم(الإمام)(ع)62/70/84/94/102/104/105/106/138/
156/172/201/259
الكشي83/104/159/314
الكفعمي97
الكليني320/189/87/144/190/191/201/313/
الكوراني، علي323/324/330/179
المجلسي321/57/110/35/45/69/71/80/81/82/83/192/253/254/
المختار الثقفي44/45/46/47/51/60/61/48/54/
المدائني100
المسعودي324/96/52/
المسيح(النبي عيسى ع)153/188/183/
المشهدي، محمد بن جعفر320/323/73/74/91/128/
ص: 442
133/141/147/161/170/186
المغيرة بن شعبة 17/18/22/168/163
المفضل، بن عمر الجعفي94/96/98/103/147/148/151/152
/186/187/192/90/95
المفيد319/320/303/308/42/91/135/136/137/236/
المقداد172/197/198/82/113
المهدي( الإمام)(ع)=صاحب الزمان=ولي العصر189/259/271/
292/310/311/8/30/48/64/66/9/66/273/292/
الميرزا القمي30
النائيني، محمّد حسين الغروي 224/260/294/236/
النجاشي323/81/84/97/98/99/101/103/104/105/
111/138/333/160
النضر بن سعيد101
النعماني321/196/202/204/299/308/314
النمازي الشاهرودي325/61/138/225
النوري، حسين265/323/325/81/97/144/209/237/251/
الهيثم بن عبد الله الناقد142
الهيثمي136
الوحيد البهبهاني29/229
اليزدي الحائري 185/322
اليماني182/304
إبراهيم الأمين296
إبراهيم الغمر29/31
إبراهيم القطيفي210
إبراهيم الكرباسي 353
إبراهيم المجاب 325/347
إبراهيم بن أبي سمال 160/
إبراهيم بن هاشم الكوفي239/
إبراهيم(النبي)(ع)27/36/69/76/79/80/98/99/101/50/
103/131/132/133/135/137/140/142/146/186/196
ص: 443
إبن الخازن50/
إبن الزبير = عبد الله بن الزبير55/74/115/
إبن الصبّاغ119/
إبن الفقيه324/128/
إبن أبي الحديد 118/
إبن أبي عمير106/93/
إبن بطوطة28/52/
إبن جبير23/26/27/323/
إبن جعفر الدهان258/259/
إبن جماعة51/
إبن حبان 136
إبن حجر 109/119/126/191/
إبن زياد= عبيد الله بن زياد43/46/47/48/53/54/55/56/57
/61/62/63/19/
إبن طاووس100/320/324
إبن طحال المقدادي82
إبن عباس = عبد الله بن عباس1/40/41/83/113/120/
163/165/176/177/204/74/114/117/164/200/
إبن عساكر322/196
إبن معية50
إبن ملجم29/166
إبن مهران156
إدريس الحسيني المغربي331
إدريس(النبي)(ع) 79/130/132/134/136/137/139/
140/141/155/156/187/
إسحاق بن يزداد 92/
إسماعيل الصدر291/353/371
إسماعيل بن جابر106
إسماعيل بن علي بن اخ دعبل 109
ص: 444
أَبو رافع74
أبان بن تغلب197/203
أبو سعد الخراساني71
أبو الأسود الدؤلي116/118/121
أبو الجارود196
أبو الحسن الأصفهاني351/391/260/261/354/356/358/
أبو الحسن الصيمري 191
أبو الحسن جلوه الزواري 336/354
أبو الحسن علي ِ بن إسماعيل أبي بشر118
أبو الفضل العباس(ع)167/405/
أبو الفضل النجفي الخونساري295/
أبو القاسم الكوكبي295
أبو إسحق السبيعي163
أبو أسامة99/102/
أبو بصير100/108/141/157/186/194/197/202/
أبو بكر الحضرمي89/136
أبو تراب الخونساري 356
أبو حمزة الثمالي84/85/86/87/88/140/204/101/
أبو حنيفة119/124/
أبو داود75
أبو دجانة الأنصاري198
أبو ذر الغفاري21/175/
أبو ذر أحمد بن أبي سورة 240
أبو رزين الأسدي 85
أبو سعيد الاسكافي 70
أبو سعيد الخدري 75/76
أبو طالب(عم النبي ص) 40/45/305/114/356
أبو عبد الله الحسيني الكوفي 398/82
أبو عبيدة،الحذاء 87
ص: 445
أبو علي الجبائي 118
أبو محمد المحمدي 109
أبو هاشم عبد الله بن محمد 118
أبو هريرة 74/164
أبو القاسم الأصفهاني 331
أحمد الأشكوري 368
أحمد الخوانساري 372
أحمد الصدتوماني 211
أحمد الكربلائي 225/330/331/345/347/
أحمد المستنبط 297
أحمد أمين الكاظمي 357
أحمد بن حمد بن عيسى 122
أحمد بن حنبل 400/12/49/308
أحمد بن طولون 24
أحمد بن عُقدة 121
أحمد بن علي الرازي 242
أحمد بن عياش الجوهري 400
أسد الدين الصائغ الجزيني 49
أسد الله التستري 327
أسد الله الحرشي 380
أقا بزرك الطهراني 279/336/337/340/356/386
أقا جان الأصفهاني 371
أقا جان الزنجاني 292/372/371
ألواموسيل 33
أم سلمة 128/176/164
أمين الخلخالي 378
أنس بن مالك 182/124/
أويس القرني 173/174/
آدم(النبي)(ع) 36/71/79/95/105/147/179/207/
آمنة حيدر الصدر =بنت الهدى 295
ص: 446
باقر الشخص 293/354/366
باقر القاموسي 331
باقر القزويني 216/333
باقر الكاظمي 246/
باقر شريف القرشي366/401/116
بشار المكاري 141
بشير النجفي 297/383
بني أسد 60/22/174
تاج الدين الجزائري 323
تقي القمي 297
جابر بن حيان 124
جابر بن عبد الله الأنصاري 84/329/331
جابر بن يزيد الجعفي 311
جاسم بن محمد جميل البصير 378
جبرائيل(الأمين)(ع)= جبريل 36/68/76/95/96/128
جعفر الرشتي 386/390
جعفر السبحاني 352
جعفر الشيرازي 386
جعفر المرعشي 360
جعفر بن بشير البجلي 160
جعفر مجتهدي 291/349
جمال الدين الكلبايكاني 347/279/372
جواد التبريزي 297
جواد الجواهري 362
جواد السهلاوي 284
جواد العاملي 327
حبة العرني 77/194
حبيب الله الرشتي 338
حبيب بن مظاهر 21
حجر بن عدي 21/54/112
ص: 447
حذيفة بن اليمان 15/16/113/323/
حسان بن أسماء بن خارجة 53
حسان بن مهران 77/155
حسن الإشتياني 354
حسن الأعلمي 390
حسن البجنوردي 362
حسن الحكيم 362
حسن الحلو 357
حسن الخوجه 353
حسن الشيرازي400/205/208/261/387/391
حسن الصافي الصفهاني 347
حسن الصدر 401/122/325
حسن الظالمي 408
حسن الكوهكمري 325/332
حسن النوري 380
حسن سعيد 352
حسن شحاده 380
حسن صدر الدين العاملي 331
حسن علمي 386
حسن علي الأصفهاني 342/343
حسن علي نجابت الشيرازي 347
حسين البادكوبي 296/360/365
حسين البروجردي 364
حسين الترك 332
حسين الحلي 279/376
حسين الحمامي 356
حسين الخليلي 354/356
حسين الخوئي 336
حسين الشيرازي 386
حسين الطباطبائي البروجردي 372/396
حسين الفدائي 386
حسين النوري الطبرسي 355
ص: 448
حسين بحر العلوم 369
حسين بن بكر 136
حسين بن عبد الصمد العاملي 323
حسين زاير دهام 371
حسين علي محفوظ 385
حسين فرج العمران القطيفي 378
حسين قلي الهمداني 331/332/342
حسين مغنية 335
حسين نور الدين 324
حسين وحيد الخراساني 297
حفص 80
حفص بن البختري 92
حماد بن زيد الحارثي 97
حماد بن عبد الله بن أسيد الهروي 99
حماد بن عيسى 104
حمزة بن حبيب الزيات 120
حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني 161
حميد البغدادي 406
حنان بن سدير 87
حيدر الحسني العاملي 378
حيدر الكاظمي 218
حيدر علي المحقق 348
خالد بن عرعرة 134/135
خالد بن ماد القلانسي 101/100
خديجة بنت الإمام علي (ع) 57
خضر الدجيلي 353
داود بن علي ِ الظاهري 124
داود(النبي)(ع) 130/136/139/197
راضي التبريزي 368
ص: 449
راضي النجفي 334
ربيعة الرأي 118
رشيد الهجري 19/61/153
رضا التبريزي 331
رضا الكلباسي 372
رضا الهمداني 338/ 345
رضا الهندي 335/362
رضا بهاء الديني 279
رضي الدين بن طاووس 212
زياد بن أبيه 22/21/
زيد بن صوحان 147/171/173/174/175/177/235/
زيد بن علي(ع) 138/122/
زين الدين العاملي( الشهيد الثاني) 322/324/
زين العابدين(الإمام)(ع) 37/47/50/83/85/86/133/317
/405/84/233/367
زين العابدين الكاشاني 372
سعد بن مسعود 45
سعد بن معاذ 73
سعدون البعاج 357/373
سعيد بن الوليد الهجري 197
سفيان الثوري 123/124
سفيان بن عينية 124
سلمان المحمدي 15/81/172/16/83/113/173/323
سليمان مولى طربال102
سليمان(النبي)(ع) 78/185/197
سهيل 126/127/128/136/139/220
سيحان بن صوحان 166
سيف بن عميرة 88
شاكر الأنصاري 386
شجاعت علي اللكهنوي الموسوي الرضوي 332
ص: 450
شريح القاضي 54
شريف العلماء المازندراني 328
شهاب الدين المرعشي233/355
صاحب الجواهر، محمد حسن 328/246/270/327/329/330/333/336
صادق القاموسي 382
صالح الحلي 335
صالح بن أبي الأسود 137/187
صالح(النبي)(ع) 31
صباح الحذاء 103
صباح شبر 386
صدر الدين العاملي 327
صدر الدين القبانجي 380
صدر الدين شرف الدين 357
صدرا البادكوبي 293/385/368
صدقي حمدي 34
صعصعة بن صوحان 163/165/166/167/168/170/176/177
صفوان الجمال 105/148/149/150/151/188/106/
ضياء الدين العراقي 233/296/349/350/352/353/357/359/363/364/392
طالب الرفاعي 384
طراد العاملي 384
طغرل بك السلجوقي 320
عادل العلوي 233
عاصم بن أبي النجود الأسدي 120
عامر بن واثلة 80
عائشة 75/164
عباس الحسيني الكاشاني 347
عباس الرميثي 293/362
عباس القمي 347/399/405/84/106/
ص: 451
عباس القوجاني 364/279
عباس المدرسي 386
عباس الموسوي 380
عباس كاشف الغطاء 338
عباس كاظم مراد 58/400/57
عبد الأعلى السبزواري 359/368/386
عبد الأمير السلمان 378
عبد الجواد سدهاي 279
عبد الحسين الحلي 362
عبد الحسين الرشتي 368
عبد الحسين الطيب 371
عبد الحسين القزويني 357
عبد الحسين آل صادق العاملي 378
عبد الحسين شرف الدين 335
عبد الحسين محي الدين 355
عبد الحميد خادم اسماعيل بن جعفر 105
عبد الرحمن السلمي 120
عبد الرحمن بن سعيد الخزاز 136/137
عبد الرحمن بن كثير 139
عبد الرزاق الحكيم 378/382
عبد الرزاق المقرم 352/385
عبد الرسول الجواهري 356
عبد الرسول علي خان 370/384
عبد الزهره فخر الدين 171
عبد الصاحب الحكيم 297
عبد الكريم الحائري 386
عبد الكريم القزويني 384
عبد الكريم الكشميري 367
عبد الكريم اللاهيجي 355
عبد الكريم الموسوي القمي 324
عبد الكريم على خان 293/357/402/361/362/366/369/378
ص: 452
عبد الله الجزائري 324
عبد الله المازندراني 337/330
عبد الله بن الوليد 89
عبد الله بن أبان 138
عبد الله بن بريدة 164
عبد الله بن جعفر 40/101
عبد الله بن عمر 46/196
عبد الله بن محمد الأسدي 99
عبد الله بن مسعود 73/130/310/113/164
عبد المطلب عبد الرحمن 397/34
عبد المطلب(جد النبي ص) 39/41
عبد المنعم الحكيم 378
عبد المنعم الفرطوسي 357/373
عبد المهدي مطر 383/385
عبد النبي العراقي 372
عبد الهادي الشيرازي 356/363/368/372
عبد الهادي الفضلي 378/358/384
عبد الوهاب الحكيم 377/382
عبد الوهاب الشيخ راضي 353
عبد الغفار المازندراني 331
عبد الله الشيرازي 396
عبدالله بن طاهر 83/
عثمان 165/175/17/114/196/200
عدنان البحراني 335
عدنان زلعوط 380
عز الدين الحكيم 378
عز الدين بحر العلوم 373
عطاء الله الحسيني الموسوي 323
عقبة بن علقمة أبي الجنوب 108
عقيل بن أبي طالب 37/39/40/165
ص: 453
عكرمة 118/119
علاء الدين بحر العلوم 370/
علي ِ بن حمزة الكسائي 130
علي باقر الجواهري 335
علي اكبر النهاوندي 396/275
علي الإيرواني 356
علي البروجردي 399/233
علي البغدادي 212
علي البهشتي 297
علي التاروتي357
علي التستري 336
علي الخليلي 332
علي السيستاني 178/297/353
علي الشرع 335
علي الشيرازي 372
علي الطهراني 329
علي الغروي 353/297
علي الفلسفي 297
علي القاضي 279/280/272/273/358
علي الهمداني 297/331
علي الهندي 332
علي أكبر بن هاشم الخوئي 296
علي بحر العلوم 376
علي بزي العاملي 357
علي بن الحسين الحسيني العاملي 323
علي بن الحسين الخيقاني 331
علي بن السري 159
علي بن السيد محمود 345
علي بن المعلى 91
علي بن إبراهيم 143/162/138/144
علي بن حسان 154
ص: 454
علي بن طاووس 396/261
علي بن عبد الله البجلي 100
علي بن يونس العاملي 396/206
علي ثامر 371
علي خان المدني 399/402/144
علي زين الدين 352/373
علي شبر 366
علي كاشف الغطاء 365/366
علي محمد البروجردي 368
علي محمد النجف آبادي 352/354/355
علي محمد حسين الحكيم 406
علي نوري الإيلكاني 355
علي(ع)= أمير المؤمنين= الأمير2/18/19/27/36/46/52/53/57
/59/60/61/63/76/77/80/81/82/83/100/101
102/104/108/109/116/117/121/126/127/129/130
/147/150/167/172/176/193/194/195
276/314/2/17/18/22/27/37/39/40/41/42/46/50/52
/57/59/60/69/70/76/77/79/80/82/86
175/182/188/197/203
عمار بن ياسر 112/200/201/203
عمر بن الخطاب 17/164/195
عمر بن عبد العزيز 133
عمران بن حصين 73
عمران بن ميثم 61
عمرو بن الحجاج 53/54
عمرو بن الحمق 173
عمرو بن حريث 60/61/79
عمرو بن عثمان 89
غلام رضا الوفائي 386
فاضل الصفار 386
فتاح التبريزي 356
ص: 455
فتح الله الأصفهاني 261/295/353/355
فضل الله الراوندي 157/190
فيض الخراساني 368
قاسم محي الدين 354/327
قطب الدين الرازي البويهي 48
كاشف الغطاء ،جعفر336/245/262/328/333/
كاظم الفتلاوي 399/402/269/357/362/369/373/384/391
كامل سلمان الجبوري 402
كميل 113/253/114/343
لطفي علي 58
ليث بن البختري 98
ماجد ناصر الزبيدي 396/259/287
ماركليوث 24
مالك الأشتر 200/201/202
مالك بن أنس 117/124
مالك بن ضمرة 152
مجتبى اللنكراني 368
مجيد الحكيم 382
محسن الاصفهاني 251
محسن الأمين 345/396/242/331/334/335
محسن الحكيم 170/349/63/262/349/356/360/361
/362/366/371/372/377/381/384
محسن النوري 406/407
محسن خنفر 332
محمّد جواد البلاغي 295
محمد التيجاني 388
محمد الداماد 278
محمد الروحاني296
محمد السيد احمد الكاظمي 343
ص: 456
محمد السيد هاشم الهندي 332
محمد الشاهرودي 348/386/391
محمد الشريعة 371
محمد الشيرازي 264/269/297/260/385/390
محمد القزويني 357
محمد الكاشي الحائري 335
محمد الكلباسي 386/391
محمد الكوفي 260/263/274/276/277
محمد المجاهد 328
محمد المحقق الداماد 372
محمد النوري 384
محمد إبراهيم القزويني 386
محمد إسحاق الفياض 296
محمد أمين زين الدين 360/372
محمد آصف المحسني 296
محمد باقر الأبطحي 371
محمد باقر الأصفهاني 334
محمد باقر البهبهاني 267/345/395/268/326
محمد باقر الحكيم 379/376/382
محمد باقر الصدر 291/374/296/353/377/379/384
محمد باقر الفالي 386
محمد باقر المهري 380
محمد باقر النجم أبادي 331/345
محمد بحر العلوم 383
محمد باقر الهزارجريبي 28
محمد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر 192
محمد بن الحسن الشيباني 117
محمد بن الحسين العاملي 323
محمد بن الحنفية 39/116/47/113
محمد بن السيد مال الله بن السيد معصوم القطيفي 252/329
محمد بن أبي الرواد الرواسي 259
ص: 457
محمد بن أبي بكر 173
محمد بن أحمد بن حيدر الحسني 218
محمد بن جمال الدين(الشهيد الأول) 48/395/186
محمد بن حسن يوسف بن المطهر الحلي 48
محمد بن سنان 108/150/
محمد بن سوقة 79
محمد بن علي العودي الجزيني 323
محمد بن محمد البهاري 331
محمد بن معروف الهلالي 122
محمد بن يعقوب 161/137/190
محمد تقي الإيرواني 360/371/382/384
محمد تقي الأصفهاني 228/338/399/190/210
محمد تقي الآملي 272/262
محمد تقي الجعفري 347
محمد تقي الحكيم 360/362/383/384/385
محمد تقي الدورقي 28
محمد تقي الشيرازي 340/354/356
محمد تقي الكلبايكاني 332
محمد تقي المازندراني 338/273
محمد تقي المدرسي386/390
محمد تقي بحر العلوم 353/362/366
محمد تقي بهجت 363/397/14/133/296
محمد تقي صاحب حاشية المعالم 327
محمد جعفر الأبادئي 334
محمد جعفر الحكيم 378
محمد جمال الهاشمي 362/353/357/371
محمد جواد البلاغي 335
محمد جواد الجزائري 366
محمد جواد الشيخ راضي 353/360
محمد جواد عطيه جبوري 177
محمد حرز الدين 343/399/31/50/63
ص: 458
محمد حسن الأصفهاني 364
محمد حسن البغدادي 362
محمد حسن المظفر 362
محمد حسين الأصفهاني 356
محمد حسين الحسيني الطهراني278/366
محمد حسين الخراساني 355
محمد حسين محمد سعيد الحكيم 378
محمد حسين محمد صادق الحكيم 381
محمد حسين الطباطبائي 359/278/360/371
محمد حسين الكاظمي 335/342
محمد حسين الكلباسي 347
محمد حسين الكمباني 363
محمد حسين المازندراني 386/391
محمد حسين المظفر 362
محمد حسين كاشف الغطاء 327
محمد رشاد مرزة 63
محمد رضا الأصفهاني 386
محمد رضا الحكيم 378
محمد رضا الخرسان 373
محمد رضا الخلخالي 296
محمد رضا الشيرازي 264/397/260/386
محمد رضا العامري 371
محمد رضا المظفر 353/361/371/378/383
محمد رضا الموسوي الكلبايكاني 372
محمد رضا آل ياسين 292/356/384
محمد رضا بحر العلوم 378
محمد رضا شرف الدين 357
محمد سعيد الحبوبي 341/330/335/349
محمد سعيد الحكيم 374/400/403/10/11/13/296/
352/361/376/382
محمد سعيد الصدتوماني 212
ص: 459
محمد سعيد الطريحي 79 /398
محمد صادق الحكيم 378
محمد صادق الشيرازي 260/385
محمد صادق الصدر 357/384
محمد صادق القاموسي 360/361/375
محمد صالح الجوهرجي 404
محمد طاهر الشيخ راضي 292/362/367/376/378
محمد طاهر الشيرازي 396
محمد طبيب زاده 371
محمد طه نجف 334/341/345/355
محمد عبد المنعم الخاقاني 378
محمد علي الأبطحي 369
محمد علي التبريزي 371
محمد علي التوحيدي 348
محمد علي الجمالي الكاظمي 356
محمد علي الحكيم 361/360/383
محمد علي الشيرازي 391
محمد علي القارئ 214
محمد علي المعلم 395/243
محمد علي النجف أبادي 347
محمد علي احمديان النجف أبادي 348
محمد علي شرف الدين 357
محمد فاضل افيرواني 338
محمد كاظم الشيرازي 364/368
محمد كاظم المدرسي 391
محمد كاظم اليزدي334/338/349
محمد محمد صادق الصدر 384/397/294/298/385
محمد مهدي الخراساني 325
محمد مهدي الخرسان 368
محمد مهدي الفتوني 324/231/
محمد مهدي بحر العلوم 29/32/51/210/212/233/239
ص: 460
/327/231/325/327/328/334/358
محمد مهدي شمس الدين 383
محمد هادي الميلاني 386
محمد هادي الجهارسوقي الأصفهاني 354
محمد هاشم الكيلاني الأشكوري 354
محمد(النبي)(ص)= الرسول 2/36/68/73/95/100/101
/119/144/145/147/180/209/230/318/16/21
محمد رضا العامري 369
محمود الحكيم 362/371
محمود الشاهرودي 349/279/372
محمود الغريفي 382
محمود القمي 355
محمود المرعشي 243/244/337/366
محي الدين العاملي 323
مرتضى البروجردي 297
مرتضى الحائري 279
مرتضى الحسيني الفيروزأبادي 348
مرتضى الشيرازي 386
مرتضى الطالقاني 356/367
مرتضى الكشميري 343/347/356
مرتضى آل ياسين 352/293/354/380
مرتضى كاشف الغطاء 335
مروان، الأموي 89/165
مريم(السيدة)(ع) 153/185/190/132
مسلم الجابري 382
مسلم الملكوتي 348
مسلم(بن عقيل)(ع) 27/33/36/39/40/41/42/43/44
/51/52/53/55/56/60/250/251/252/287/54/64
مشكور الحولاوي 332
مصعب بن الزبير 47
مضر السيد علي خان المدني 4/398/402/406/407/1
معاذ بن جبل 74
ص: 461
معاوية 19/56/165/169/21/22/115/196/202/203
معاوية بن إسحاق الأنصاري 138
مكي جمال الدين 49
مهدي الأصفهاني 226/349/29
مهدي الجعفري 334
مهدي الحكيم 331/353
مهدي الزريجاوي 215
مهدي العبايجي النجفي 244
مهدي الغريفي 335
مهدي المازندراني 296
مهدي كاشف الغطاء 338
موسى الخمايسي 332
موسى الخوانساري 339/341
موسى بحر العلوم 353/360
موسى بن بكر الواسطي 70
موسى شرارة 331
موسى كاشف الغطاء 328
موسى(النبي)(ع) 78/87/132/149/150/153/185/190
/197/198/207/199
مولى البعاج 366
ميثم التمار 19/46/59/60/61/62/63/115/173/64/174/344
ميثم الكناني 77
ميرزا حسين الخليلي 330
نادر شاه 326
ناصر الدين شاه 326
ناصر السلمان 357
نجم الدين ،المحقق الحلي 122
نصر الله الحائري 336
نصر الله المستنبط 297
نصير الدين محمد الطوسي 122
نعمة الدامغاني 356
ص: 462
نعمة الله الجزائري 256
نوح(النبي)(ع) 24/29/32/37/68/71/75/78/79/81
/96/98/107/147/206
نور الدين الجزائري 357
نور الدين الكركي 323
نور الدين الموسوي العاملي 323
نور الدين بن علي العاملي 323
نور الدين شرف الدين 357
هادي الطهراني 338
هادي الكاظمي 246
هادي المدرسي 391
هادي الميلاني 356
هادي آل راضي 378
هادي شريف القرشي 366
هارون الرشيد 106
هارون بن خارجة 90
هاشم الحداد 358/359
هاشم بن مير شجاعت علي 214
هاني الثامر 381
هانئ بن عروة 289/54
هبة الله الهرندي 371
هلال الصفّار 109
هود(النبي)(ص) 3/31
واصل بن عطاء 117
ورام بن ابي فراس 321
يحيى بن أبي القاسم 99
يعقوب بن ميثم التمار 63
يعقوب بن يزيد 122
يوسف البحراني396/10/29
يوسف الحكيم 357/361/376
يوسف الخراساني 386
ص: 463
يوسف بن الحارث 99
يوسف عمرو 378
يوشع بن نون198/199
ص: 464
تبريز 177/291/360/
اقريطش 23
الْمَسْجِدُ الأَقْصَى 12/
الإسكندرية 23/24/390/
الأخيضر 33
الأسطوانة الخامسة 78
البادية 234/247/276/277/290/
البحرين 169/170/28/391/392/
البصرة 177/203/420/421/22/96/104/114/116/123/256
/378/
البقيع 75/201/
البيت الحرام 66/82/153/190/198/
التمَّارين 318
الحجاز 82/183/185/195/255/276/317/28/114/124/164/312
/
الحلة 49/122/322/3323/
الحيرة 25/108/123/181/186/194/288/306/310/319/9/
67/359/
الدينور16
الذكوات البيض 82/150/151/152/186/188/189/318/
الربوة 69/150/153/190/
الرحبة 290/
الري 121/149/230/241/282/16/49/58/112/191/192/
271/293/296/324/331
السبيع 152/163/189/
السفينة 24/32/37/87/99/285/
ص: 465
السماوة 276/277
الشام 160/175/185/197/306/313/16/24/28/96/164/
202/373/
الطائف 45/171/228/
العراق 82/92/126/181/184/185/193/219/239/288/
300/303/306/310/311/314/315/317/8/16/
العراق17/24/25/28/58/66/106/115/124/164/196/201
/312/321/322/323/326/330/336/338/
الغريين 150/151/152/186/188/189/318/82/150/
الفرات 206/306/310/414/32/69/34/115/270/315/
الفرات الأوسط 414/34/
القادسية 317/107/196/373/
القاهرة 13/23/24/378/390/
القدس 184/185/49/164/
القيروان 13/
الكعبة 182/80/194/
المدائن 100/172/15/16/17/196/
المدينة المنورة 39/49/201/351/
المسجد الأقصى 12/13/72/149/
المسجد البري126/127
المسجد الحرام 12/13/14/66/105/426/134/308/
النجف الأشرف 4/13/126/219/222/230/234/244/246/
247/249/250/254/262/264/269/274/276/277
الهاشمية 23
الهند 26/28/96/
اليمن 139/183/185/28/54/74/114/201/
إيران 185/29/257/262/265/266/271/296/329/330/359
/364/368/384/388/392/
أوال 169/170
ص: 466
باب الثعبان 35/
بابل 87/96/
بغداد 12/23/126/306/420/421/15/25/49/58/59/70/96
/118/124/192/295/321/322/
بلاد الجزيرة 16
بيت الإمام(ع) 38/
بيت الطشت 32/36/37/
بيت الله الحرام 143/149/239/30/389/
بيت المقدس 70/72/78/82/109/49/
بيت نوح (ع) 37/32/71/79/81/
بيت إدريس (ع) 79/136/137/139/140/155/
بيت آدم (ع) 79/
تل اليسار33
جامع البصرة 116/
جامع الشيخ الطوسي 31/
جبل الخندق 154/
جبل عامل 49/323/346/
جزيرة الطريف 23
جزين 49
حائر الحسين (ع) 92/105/224/253/
خراسان 208/305/306/24/29/164/
خرائب السحالة 33
دانية 23
دكة القضاء 37/254/285/
دمشق 13/185/313/415/49/50/58/96/164/173/197/312/346
دومة الجندل 160
دير الزور 315
رامهرمز 15
ص: 467
سبته 23
سردانية 23
شراف وواقصة 54
صفين27/41/21/76/77/113/174/201/203/
صقلية 23
طُور سينين 17/
طنجة 27
طهران 191/253/273/279/337/356/372/
طور سيناء 149/
طيبة 82/160
ظهر الكوفة 80/82/184/186/198/305/319/
ظهر النجف 205
عامورة 276
عسكر 170/
عيذاب 24
غرناطة 23
فالنسيا 23
قرقيسيا 314
قس الناطف 45
قصر الإمارة 24/38/55/
قم المقدسة /66/67/190/191/231/232/233/260/262/264/265/278/346/359/360/361/363/364/365ق240/242/9
كربلاء المقدسة385/386/387/390/391/392 /
كردستان 24
محراب الإمام علي (ع) 35
مرج عذراء 21
مرقد السيد إبراهيم الغمر 31
ص: 468
مرقد السيدة خديجة بنت الإمام علي(ع) 57
مرقد المختار الثقفي 44
مرقد مسلم بن عقيل(ع) 36/39/43/64/
مرقد ميثم التمار 59/
مرقد هاني بن عروة 43/51
مسجد السهلة 3/14/126/127/128/129/131/134/135/
136/137/138/139/140/142/144/147/150/151/
152/154/155/156/158/159/161/163/170/175/
177/186/187/188/189/191/208/210/213/214
215/216/217/218/219/220/223/224/228/230/232
/233/234/235/236/240/242/243/244/247
م 249/250/260/262/266/267/269/271/272/274/
277/278/280/281/291/292/318/416/431/
مسجد القرى 126/127/
مسجد الكوفة =مسجد كوفان=جامع الكوفة 3/13/14/24/25/27/35
/43/51/56/57/63/66/68/69/71/72/73/75/76
78/79/80/81/84/85/86/87/88/90/92/94/96/98/99/
100/103/105/109/110/111/121/122/126/134
158/191/193/195/198/206/207/210/215/216/220/
221/222/224/231/253/259/260/262/264/273
280/284/289/298/305/310/424/30/80/86/90/194/257
/258/323/344/386/73/74/87/90/91/59/117
121/281/
مسجد النبي (ع) 13/14/66/134/
مسجد بني ظفر 126/128/135/
مسجد بيت المقدس 109
مسجد زيد 147/171/177/235/242/278/
مسجد سهيل 126/127/128/136/139/220/
مسجد صعصعة 163/260/
مسجد عبد القيس 126/127/
ص: 469
مسجد غني 57
مسيل السهلة 208/مصر197/305/306/24/27/49/96/164/201/202/203/
مقام النبي إدريس(ع) 132/
مقام الإمام الصادق(ع) 36/131/236/
مقام الإمام زين العابدين(ع) 37/123/
مقام الإمام صاحب الزمان(ع)= مقام المهدي=مقام الحجة 133/274/134/31/64/217/
مقام الخضر(ع) 35/36/277/
مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين(ع) 133/145/
مقام النبي (ص) 32/35/36
مقام النبي إبراهيم(ع) 131/35/
مقام النبي آدم (ع) 36/
مقام النبي نوح (ع) 37/
مقام أمير المؤمنين(ع) 37/
مقام جبرائيل (ع) 36
مقام دكة القضاء 37/
مكة المكرمة 13/49/112/113/
مناخ الخضر(ع) 127/
منورقة 23
ميورقة 23
نجف الكوفة 198/204/
نصيبين 16
نهر الخابور 315
همذان 16
هيت 115
وادي السلام 208/276/31
ص: 470
1-الإهداء ...4
2-المقدمة...6
3-المساجد... 9
4-مدينة الكوفة ومسجدها الأعظم... 19
5-مقامات مسجد الكوفة المبارك...39
6-مقام النبي إبراهيم علیه السلام ... 39
7-مقام الخضر علیه السلام ...39
8-مقام بيت الطشت...40
9-مقام النبي الأعظم محمد صلی الله علیه و آله و سلم ... 40
10-مقام النبي آدم علیه السلام ... 40
11-مقام الإمام الصادق علیه السلام ...40
12-مقام جبرائيل علیه السلام ...40
13-بيت النبي نوح علیه السلام ...41
14-مقام النبي نوح علیه السلام ...41
15-مقام الإمام زين العابدين علیه السلام ...41
16-مقام دكة القضاء... 41
17-مقام أمير المؤمنين علیه السلام ...41
ص: 471
18-مراقد مجاورة... 43
19-مرقد مسلم بن عقيل علیه السلام ...43
20-مرقد المختار الثقفي رضی الله عنه ...48
21-مرقد هاني بن عروة رضی الله عنه ... 55
22-مرقد السيدة خديجة ...61
23-مرقد ميثم التمار رضی الله عنه ... 63
24-فضل مسجد الكوفة المشرف...70
25-الآيات الكريمة الواردة...73
26-الأحاديث الشريفة الواردة... 76
27-أحاديث النبي محمد صلی الله علیه و آله و سلم ... 77
28-أحاديث أمير المؤمنين علیه السلام ... 80
29-أحاديث الإمام الحسن علیه السلام ... 86
30-أحاديث الإمام زين العابدين علیه السلام ...87
31-أحاديث الإمام محمد الباقر علیه السلام ...90
32-أحاديث الإمام جعفرالصادق علیه السلام ...93
33-دور مسجد الكوفة العلمي... 114
34-مسجد السهلة المعظم... 129
ص: 472
35-مقامات مسجد السهلة المعظم... 134
36-مقام الإمام الصادق علیه السلام ... 134
37-مقام النبي إبراهيم علیه السلام ... 134
38-مقام النبي إدريس علیه السلام ... 135
39-مقام الخضر علیه السلام ...135
40-مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين علیهم السلام ...136
41-مقام الإمام زين العابدين علیه السلام ... 136
42-مقام الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ...137
43-فضيلة مسجد السهلة المعظم...139
44-الحركة الثقافية في المسجد المعظم...164
45-مساجد مجاورة... 168
46-مسجد صعصعة بن صوحان رضی الله عنه ...168
47-مسجد زيد بن صوحان رضی الله عنه ... 176
48-الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في رحاب الكوفة ومسجديها المقدسين...185
49-كرامات في المسجدين... 217
50-الكوفة في عصر الظهور... 308
ص: 473
51-تواريخ وأحداث... 315
52-علماء وفضلاء في المسجدين... 335
53-صلاة المسافر في المسجدين... 410
54-المصادر...417
55- الفهارس ... 429
56-فهرست الآيات الكريمة...430
57-فهرست الأحاديث القدسية الكريمة ...434
58-فهرست الأحاديث الشريفة...435
59-فهرست الأعلام... 440
60-فهرست البقاع والأمكنة... 465
61- فهرست المواضيع... 474
ص: 474
المؤلف في سطور
مضر السيد عبد الهادي محسن علي خان المدني
ولد بمدينة النجف الأشرف يوم الثلاثاء 25 ربيع الثاني سنة 1379 لأسرة دينية ارتبط اسمها بالسيد علي خان المدني ، من أعلام القرن الحادي عشر الهجري ، صاحب (السلافة) ، و (أنوار الربيع )، و (الدرجات الرفيعة ) ، و(شرح الصحيفة السجادية )، و غيرها.
والتي نبغ منها أعلام في الحوزة العلمية منهم جده الحجة السيد محسن، و جده لأمه آية الله العظمى السيد عبد الكريم، وعمه آية الله السيد عبد الرسول، وغيرهم.
تدرج في مراحل الدراسة، و حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة الموصل عام 1982 م.
رعى أساتذته في إعدادية النجف موهبته الأدبية، فكتب القصة والقصيدة، وشارك في العديد من الأماسي و
ص: 475
المهرجانات الشعرية في مدينة النجف الأشرف، و منها مهرجانات الإعدادية السنوية، وأمسيات دور الثقافة ونشاطات جمعية الرابطة الأدبية، وحصل على المرتبة الأولى في مسابقة الجمعية للأدباء الناشئين.
كما شارك في بعض المهرجانات الشعرية في الجامعة، و سمي (شاعر كلية الهندسة)، و حصلت أحدى قصائده في الثمانينات على المرتبة الأولى في مهرجان القصيدة القطري، ورشحت للمشاركة في مهرجان الخليج الدولي، ومهرجان القصيدة العربية في الدار البيضاء.
كما دعي لإلقاء قصائده في العديد من الاحتفاليات الخاصة والعامة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وبغداد والبصرة والديوانية والموصل، ووجهت له الدعوات للمشاركة في مهرجان المربد الشعري.
نشرت له عدة مجلات وجرائد عراقية مختارات من قصائده وكتاباته الأدبية التي كان ينشر بعضها باسم مستعار هو (النجفي العراقي)، ومنها جريدة العدل ، ومجلة الرابطة ، ومجلة الجامعة.
ص: 476
ترجم له صاحب (المستدرك على شعراء الغري:3/285)المرحوم الأستاذ كاظم الفتلاوي، ونشر في كتابه بعض نتاجاته الشعرية، كما ترجم له د. كامل سلمان الجبوري في كتابه (معجم الشعراء:5/408-409)، وفي مجلة آفاق نجفية بعددها الخاص(الإمام الحسين علیه السلام في الشعر النجفي المعاصر:156-164) ونشر عدة قصائد له، وترجم له أيضا أ. د. صباح نوري المرزوك في كتابه (التحف من تراجم أعلام وعلماء الكوفة والنجف)
وفي مجال العمل المهني، وبعد تخرجه، تولى الأشراف على العديد من المشاريع الرئيسة في بغداد والبصرة وصلاح الدين والثرثار والنجف الأشرف.
تعرض للإعتقال في فترة دراسته الجامعية بمدينة الموصل ، ضمن الحملة التي استهدفت طلبة الجامعات في الثمانينيات ، وعاد للدراسة بعد أن خسر سنة من حياته الدراسية. كما أعتقل إبان الإنتفاضة الشعبانية المباركة في النجف الأشرف؛ ليلاقي مع آلاف المعتقلين صنوف التعذيب، ولهو سياط الجلادين في
ص: 477
معتقلات الحارثية والرضوانية، وشاءت إرادة الله أن يطلق سراحه.. بدعوة مستجابة لأب مؤمن وزوجة صابرة.
تشرف بالإشراف على إعادة بناء (مسجد السهلة المعظم ) في الكوفة المقدسة بتوجيه مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله الذي رعى حملة الإعمار الكبرى للمكان المقدس.
و أخيرا تشرف بتوجيه مكتب السيد الحكيم دام ظله بتولي أمانة مسجد السهلة المعظم يوم الأحد المصادف 1 من شهر رمضان المبارك سنة 1426 ه-.
من مؤلفاته: مسجد السهلة ،تأريخه وأعماله، تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل، مفكرة السهلة، دليل مسجد السهلة المعظم، الدليل المصور لمسجد السهلة المعظم، الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بين مسجدين، يا ابنتي هذا هو الدين، حقائق تنهض من بين الأقبية، الصورة الشعرية في القرآن الكريم، آداب التلاوة، ديوان شعر.
ص: 478
مطبوعات صدرت عن مؤسسة مسجد السهلة المعظم:
*( تم التشرف بعدة طبعات لكتاب الله المجيد: القرآن المجزء، القرآن المعطر، القرآن الكفي، القرآن الوزيري، القرآن الجوامعي)
1)نهج البلاغة لأمير المؤمنين علیه السلام
2)الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين علیه السلام
3)مفاتيح الجنان: الشيخ عباس القمي
4)مفاتيح الجنان (الكفي): الشيخ عباس القمي
5)ضياء الصالحين: الحاج محمد صالح الجوهرجي
6)ضياءالصالحين(الكفي):الحاج محمد صالح الجوهرجي
7)مفاتيح الجنان و ضياء الصالحين (المزدوج)
8)مفاتيح الجنان (المصور)
9)أعمال مسجد السهلة المعظم:إعداد المؤسسة
10)أعمال ليالي الجمع:إعداد المؤسسة
11) مسجد السهلة تأريخه وأعماله: السيد مضر السيد علي خان المدني
ص: 479
12) سفراء ونواب الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف):الشيخ حميد البغدادي
13) الشعائر الحسينية:السيد علي محمد حسين الحكيم
14)تأثير العقيدة في بناء شخصية الطفل:السيد مضر السيد علي خان المدني
15) مسجد السهلة ملاذ الأولياء: السيد أحمد نوري الحكيم
16)خطب خالدة:السيد علي محمد حسين الحكيم
17) مفكرة السهلة: السيد مضر السيد علي خان المدني
18) دليل مسجد السهلة المعظم: السيد مضر السيد علي خان المدني
19) نشرة السهلة: إعداد قسم الإعلام في أمانة المسجد
20) الخلافة المغتصبة: الأستاذ إدريس الحسيني المغربي.
21)سيد بغداد الإمام موسى بن جعفر علیهما السلام:الشيخ علي الكوراني
22)أسباب الغيبة ونتائجها: السيد محمد حسين الحكيم
23)دليل العتبات المقدسة: إعداد المؤسسة
24)أعمال مسجد الكوفة المبارك:إعداد المؤسسة
25)زيارة الإمام الحسين علیه السلام: إعداد المؤسسة
ص: 480
26)زيارة السيدة زينب علیها السلام:إعداد المؤسسة
27)زيارة أبي الفضل العباس علیه السلام:إعداد المؤسسة
28)أعمال الأشهر(رجب،شعبان،رمضان): إعداد المؤسسة
29)الوصية الشرعية:إعداد المؤسسة
30)دليل مسجد السهلة المعظم (فارسي):السيد مضر السيد علي خان المدني
31)دليل مسجد السهلة المعظم(إنكليزي):السيد مضر السيد علي خان المدني
32)وصال يار (زيارة العتبات/عربي، فارسي): سيد أمير
33)المدرسة الأخلاقية: السيد محسن النوري
34)قصة وسيرة ساقي عطاشى كربلاء علیه السلام:السيد محسن النوري
35)سيرة وأدعية وزيارة الإمام الحسين علیه السلام:السيد محسن النوري
36)حياة الإمام الحسين علیه السلام وأيام عاشوراء: السيد محسن النوري
37)في رحاب القائم المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف): السيد محسن النوري
ص: 481
38)مدرسة الفتاة المؤمنة في رحاب الزهراء علیها السلام: السيد محسن النوري
39)الكتاب التعليمي المتطور للفتى والفتاة: السيد محسن النوري
40)قصة وسيرة السيدة الطاهرة أم البنين علیها السلام: السيد محسن النوري
41)قد قامت الصلاة: السيد محسن النوري
42)علموا أولادكم من علمنا: السيد محسن النوري
43)الآداب الإجتماعية: السيد محسن النوري
44) سفك الدم: السيد محمد حسين الحكيم
45)أطلس السيرة العلوية: الحاج حسن الظالمي
ص: 482
ص: 483