أحكام الترتيل والتلاوة القرآنية

هویة الکتاب

مضر السيد علي خان المدني

أحكام الترتيل والتلاوة القرآنية

(برواية حفص عن عاصم)

إصدار مؤسسة مسجد السهلة المعظم

الطبعة الثانية

1436ﻫ

حقوق الطبع محفوظة للمؤسسة

ص:1

اشارة

ص:2

الإهداء

إلى الثرى الطاهر المكتنز عبقاً رسالياً يضمّخ كل من يلثمه...

إلى الأرض التي تشرفت بكل نبيٍّ آثر أن يتخذها موطناً لخلواته وهو يتلذذ بعذب المناجاة..

إلى البقعة الشريفة التي حجَّ إليها أئمة الهدى، وهم يلهجون بلهفة ترقد على حرِّ الدعاء..

إلى موضع الإستجارة وكشف الكربات الذي أمَّه الأتقياء، فأجارهم الله فيه و كشف عن كرباتهم..

إلى المكان الذي منَّ الربُّ الكريم عليَّ لأكون خادمه الأول..

إلى مسجد السهلة المعظم .. أهدي هذا الجهد المتواضع سائلاً العزيز الجليل لي وللعاملين فيه ولزائريه حسن العاقبة..

ص:3

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

منَّ الله تعالى على العاملين في مسجد السهلة المعظم بافتتاح الدورة المباركة لتعليم التلاوة القرآنية في رحاب المسجد المشرف.

وكان من لطفه جلَّ شأنه أن يتوفق أحد المؤمنين المخلصين لتولي هذا الجهد الكبير، فابتدأ بإلقاء المحاضرات اليومية على نخبة من منتسبي المسجد الشريف يوم الجمعة المبارك الموافق للأول من شهر ربيع الأول لسنة 1430ﻫ.

وقد اعتمد في منهجه أسلوب الشرح المفصل للأحكام، مع التطبيق الصوتي لها وفق الآيات القرآنية الكريمة، ثم الانتقال إلى تلاوة السور الشريفة، وتقسيم تلك التلاوة على المشاركين، ليتمَّ من خلال ذلك التنبيه إلى الأخطاء التي ترافقها، من خلال تطبيق الأحكام التي يتمُّ شرحها.

وكان لجهده الواضح والذي لم يأمل منه سوى جزيل الأجر وعالي المثوبة، أن يتوفق المشاركون إلى الأخذ بالصحيح، فتنامت القدرات واضحة، تمسكاً بكتاب الله العزيز.

ص:4

وقد هداني الله العزيز الحكيم – وأنا أحد تلاميذ هذه الدورة - أن أعدَّ هذا الجهد المتعلق بأحكام التلاوة؛ رغبة في أن يكون منهجاً للمشاركين في الدورة، وما يليها من دورات تأمل أمانة المسجد المبارك أن توفق إلى افتتاحها ؛ ولتكون باكورة لرغبة في نفسي بافتتاح مدرسة القرآن الكريم في مسجد السهلة المعظم.

وقد عرضت هذا الكتاب على أستاذنا المكرم، فبوّبه وأضاف بعض الملاحظات له، وأهّله للطباعة بما يرتجى منه إتمام الفائدة المتوخاة عند قراءته وقد نفذت الطبعة الأولى منه، وهذا هو الكتاب بطبعته الثانية المزيدة المنقحة.

نسأله جلَّ وعلا أن نكون ممّن ارتضى.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مضر السيد علي خان المدني

النجف الأشرف 1 جمادى الآخرة 1430ﻫ

النجف الأشرف 17 ربيع الأول 1436ﻫ

ص:5

فضل تلاوة الكتاب العزيز

في الآيات القرآنية المباركة

- قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ القرآن عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (1) .

-وقال عزَّ من قائل: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (2).

-وقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ (3).


1- سورة المزمل: 20
2- سورة البقرة: 121
3- سورة فاطر: 29

ص:6

-وقال جلَّ شأنه: ﴿لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ﴾ (1).

-وقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ القرآن جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً﴾ (2).

-وقال جلَّ جلاله: ﴿أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلاً﴾ (3).

في أحاديث النبيّ الأكرمصلی الله علیه و آله

- قال رسولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: ﴿إقْرَؤُا القرآن فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ﴾ (4).

- وقالَ صلی الله علیه و آله: ﴿خَيرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القرآن وَعلَّمهُ﴾ (5).

- وقالَ صلی الله علیه و آله: ﴿أدّبُوا أولادَكمْ على ثلاثِ خصالٍ: حُبّ نبيِّكمْ، وحبّ أهلِ بيتِهِ، وعلى


1- سورة آل عمران: 113
2- سورة الإسراء: 45
3- سورة المزمل: 4
4- شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للمنذري/ باب: في قراءة القرآن وسورة البقرة وآل عمران/ح 2096
5- وسائل الشيعة – الشيخ الحر العاملي: ج2/825

ص:7

قراءةِ القرآن والحديثِ﴾ (1).

- وقال صلی الله علیه و آله: ﴿نوّرُوا بُيوتَكمْ بتلاوةِ القرآن ولا تتّخذوها قبوراً كما فعلتْ اليهودُ والنَصارى، صلّوا في الكنائسِ والبِيَعِ وعطّلوا بيوتَهم، فإنَّ البيتَ إذا كثرَ فيه تلاوةُ القرآن كثرَ خيرُهُ واتّسعَ أهلُهُ وأضاءَ لأهلِ السماءِ كما تُضيءُ نجومُ السماءِ لأهلِ الدُنيا﴾ (2).

-وقالَ صلی الله علیه و آله: ﴿إنَّ هذهِ القلوبَ تصدأُ كما يفسدُ الحديدُ﴾، قالوا: يا رسول الله ممَّ جلاؤها؟ قال: ﴿تلاوةُ القرآن﴾ (3).

-وقالَ صلی الله علیه و آله: ﴿مَنْ قرأَ عَشرَ آياتٍ في ليلةٍ لمْ يُكتبْ منَ الغافلينَ، ومَنْ قرأَ خمسينَ آيةٍ كُتبَ منَ الذاكرينَ، ومنْ قرأَ مائةَ آيةٍ كُتبَ منَ القانتينَ، ومنْ قرأَ مائتي آيةٍ كُتبَ مِنَ


1- ذكره السيوطي في (احياء الميت: ص4 ح46). وذكره السيوطي أيضاً في (الجامع الصغير: ج1 ص42) عن طريق أبي نصر وابن النجار عن علي، وفي (إحقاق الحق ج18: 74 / 497 وج9: ص445) عن مصادر عديدة للعامة. وذكره القندوزي في (ينابيع المودة ص271 ط اسلامبول). ورواه الحمويني في (فرائد السمطين: ج2 ص304 ح559 ط بيروت) ولفظه: ﴿أدِّبوا أولادكم على ثلاث خصال: على حبِّ نبيّكم، وأهل بيته، وعلى قراءة القرآن، حملة القرآن في ظلِّ اللّه يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه مع أنبيائه وأصفيائه﴾.
2- الكافي- الشيخ الكليني: 2 / 446.
3- ميزان الحكمة- الشيخ محمد الريشهري: 3/ 2524.

ص:8

-الخاشعينَ، ومنْ قرأَ ثلاثمائةَ آيةٍ كُتبَ منَ الفائزينَ، ومنْ قرأَ خمسمائةَ آيةٍ كُتبَ منَ المجتهدينَ، ومنْ قرأَ ألفَ آيةٍ كُتبَ لهُ قِنطارٌ منْ تبرٍ﴾ (1).

-وقال صلی الله علیه و آله: ﴿منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا، لا أَقول: الم حَرفٌ، وَلكِن: أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ، ومِيَمٌ حرْفٌ﴾ (2).

-وقال صلی الله علیه و آله: ﴿إنَّ الَّذي لَيسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القرآن كالبيتِ الخَرِبِ﴾ (3).

-وقال صلی الله علیه و آله: ﴿إنَّ للهِ تعالى أهلينَ منَ النّاسِ﴾، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: ﴿هُمْ أهلُ القرآن، أهلُ اللهِ وخاصّتُهُ﴾ (4).

-وقال صلی الله علیه و آله: ﴿إجعلوا لبيوتكِمْ نصيباً منَ القرآن، فإِنَّ البيتَ إِذا قُرئَ فيهِ القرآن يَتّسعُ على أَهلِهِ وكثرَ خيرُهُ، وكانَ سُكانهُ في زيادةٍ، وإِذا لمْ يُقرأْ فيهِ القرآن ضُيِّق على أَهلِهِ، وقلَّ خيرُهُ، وكانَ سُكّانُهُ في نقصانٍ﴾ (5).


1- عن الإمام الباقر علیه السلام ، ينظر: البيان في تفسير القرآن- السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي.
2- سنن الترمذي: كتاب فضائل القرآن/ باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ماله من الأجر/ 2910
3- تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي – المباركفوري: كتاب فضائل القرآن / باب ما جاء فيمن قرأ حرفا من القرآن ماله من الأجر.
4- رواه ابن ماجة (215) وأحمد (11870) عَنْ أنس بن مالك.
5- عدة الداعي- الشيخ ابن فهد الحلي: 212.

ص:9

- وقال صلی الله علیه و آله: ﴿يُقالُ لصاحبِ القرآن اقرأْ وارتقِ ورتّلْ كما كُنتَ تُرتّلُ في الدنيا فإنَّ منزلَتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تَقرؤها﴾ (1).

-وقال صلی الله علیه و آله : ﴿يجيءُ صاحبُ القرآن يومَ القيامةِ، فيقولُ: يا ربِّ حلّه، فيُلبسُ تاجَ الكرامةِ، ثم يقولُ: يا ربِّ زدْهُ فيلبسُ حُلّةَ الكرامةِ، ثمَّ يقولُ: يا ربِّ ارضَ عنهُ، فيقالُ: اقرأْ وارقَ، ويُزادُ بكلِّ آيةٍ حسنةً﴾ (2).

-وقال صلی الله علیه و آله : ﴿مثلُ المؤمنِ الذي يقرأُ القرآن كمثلِ الأتَرجةِ، ريحُها طيّبٌ وطعمها طيّبٌ، ومثلُ المؤمنِ الذي لا يقرأُ القرآن كمَثلِ التمرةِ، لا ريحَ لها وطعمُها حلوٌ، ومَثَلُ المنافقِ الذي يقرأُ القرآن مثل الريحانةِ، ريحُها طيّبٌ وطعمُها مرٌّ، ومثلُ المنافقِ الذي لا يقرأُ القرآن كمثلِ الحنظلةِ، ليسَ لها ريحٌ وطعمُها مُرٌّ﴾ (3).

-وقال صلی الله علیه و آله : ﴿مَنْ قرأَ القرآن وعملَ بما فيه ألبسَ اللهُ والديهِ تاجاً يومَ القيامةِ ضوؤهُ أحسنُ منْ ضوءِ الشمسِ في بيوتِ الدُنيا فما ظنُّكمْ بالذيْ عملَ بِهذا﴾ (4).


1- رواه الترمذي رقم (2915) في ثواب القرآن، باب رقم (17)، وأبو داود رقم (1464) في الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة، ورواه أيضاً أحمد في المسند: 2 / 192
2- رواه الترمذي رقم (2916) في ثواب القرآن/ باب رقم (18)
3- أصول الكافي- الشيخ الكليني: 2/ 578/ عن الإمام الصادق علیه السلام .
4- المستدرك على الصحيحين - النيسابوري: كتاب فضائل القرآن / ذكر فضائل سور وآيٍّ متفرقة/ مسألة: 865

ص:10

-وقال صلی الله علیه و آله : ﴿إقرؤوا القرآن فإنَّ اللهَ تعالى لا يُعذّبُ قَلباً وعى القرآن وإنَّ هذا القرآن مأدبةُ اللهِ فمنْ دَخَلَ فيهِ فهوَ آمنٌ ومنْ أحبَّ القرآن فليبشرْ﴾ (1).

-وقال صلی الله علیه و آله : ﴿إنْ أردتمْ عيشَ السُعداءِ وموتَ الشهداءِ والنجاةَ يومَ الحَسرةِ والظلَّ يومَ الحَرورِ والهُدَى يومَ الضَلالةِ فادرسوا القرآن، فإنّهُ كلامُ الرَحمنِ وحِرزٌ منَ الشيطانِ ورَجَحانٌ في الميزانِ﴾ (2).

-وقال صلی الله علیه و آله : ﴿أنا أولُ وافدٍ على العزيزِ الجبّارِ يومَ القيامةِ، وكتابُه وأهلُ بَيتيْ، ثمَّ أُمّتي، ثمَّ أسألُهم: وما فعلتمْ بكتابِ اللهِ وأهلِ بيتي؟﴾ (3).

-وقال صلی الله علیه و آله : ﴿إنَّ أهلَ القرآن في أعلى درجةٍ منَ الآدميينَ ما خلا النبيينَ والمرسلينَ فلا تستضعفوا أهلَ القرآن حقوقَهُم فإنَّ لهم منَ اللهِ العزيزِ الجبارِ لمكاناً عليّاً﴾ (4).

-وقال صلی الله علیه و آله : ﴿إذا أحبَّ أحدُكم أنْ يُحدِّث ربَّه فليقرأْ القرآن﴾ (5)

في أحاديث أهل البيت علیهم السلام


1- فيض المعين على جمع الأربعين في فضل القرآن المبين – الملا علي القاري: ح 35.
2- بحار الأنوار-الشيخ المجلسي: 92 / 19 / 18.
3- وسائل الشيعة-الشيخ الحر العاملي: 6/ 170/ ح2/ باب 2 من أبواب قراءة القرآن.
4- أصول الكافي- الشيخ الكليني: 2/ 577.
5- ميزان الحكمة- الشيخ محمد الريشهري: 3/ 2524.

ص:11

- قال الإمام عليٌّ أمير المؤمنين علیه السلام : ﴿ذَلِكَ القرآن فَاسْتَنْطِقُوهُ، ولَنْ يَنْطِقَ، ولَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ: أَلا إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتِي، والْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي، ودَوَاءَ دَائِكُمْ، ونَظْمَ مَا بَيْنَكم ﴿ (1).

-وقال علیه السلام : ﴿واعْلَمُوا أَنَّ هَذَا القرآن هُو النَّاصِحُ الَّذِي لا يَغُشُّ، والْهَادِي الَّذِي لا يُضِلُّ، فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ، فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ، وهُو: الْكُفْرُ والنِّفَاقُ والْغَيُّ والضَّلالُ، واعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، واسْتَدِلُّوهُ عَلَى رَبِّكُمْ، واسْتَنْصِحُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ، واتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ﴾ (2).

-وقال علیه السلام : ﴿تعلّموا القرآن فإنّهُ أَحسنُ الحديثِ، وتفقّهوا فيهِ فإنّهُ رَبيعُ القلوبِ، واستشفوا بنورِهِ فإنّهُ شفاءُ الصدورِ، وأحسنوا تلاوتَهُ فإنّهُ أنفعُ القَصصِ﴾ (3).

-قال الإمام عليٌّ أمير المؤمنين علیه السلام في صفين: ﴿ألا إنّكمْ مُلاقو القومِ غَداً فأطيلوا الليلةَ قيامَكمْ وصلاتَكم وأكثروا تلاوةَ القرآن، وسَلوا اللهَ الصبرَ والعفوَ والعافيةَ﴾ (4).


1- نهج البلاغة: الخطبة 156
2- م. ن. الخطبة 174
3- نهج البلاغة: الخطبة 110
4- الأخبار الطوال-الدينوري: 1/ 179

ص:12

-وعنه علیه السلام لمّا سمع ضجة أصحابه في المسجد وهم يقرأون القرآن قال: ﴿طُوبى لهؤلاءِ كانوا أحبَّ الناسِ إلى رسولِ الله صلی الله علیه و آله ﴾ (1).

- قالت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء علیها السلام: ﴿دخلَ عليَّ رسولُ الله صلی الله علیه و آله ،وقدْ افترشتُ فِراشيَ للنومِ فقالَ ليْ: يا فاطمةُ لا تنامي إلاّ وقدْ عملتِ أربعةً: خَتمتِ القرآن، وجعلتِ الأنبياءَ شُفعاءَكَ، وأرضيتِ المؤمنينَ عنْ نفسِكِ، وحَجَجْتِ واعتمرتِ.. قالَ هذا وأخذَ في الصلاةِ، فصَبرتُ حتّى أتمَّ صلاتَهُ قُلتُ: يا رسولَ اللهِ أَمرتَ بأربعةٍ لا أقدرُ عليها فيْ هذا الحالِ، فتبسم وقالَ صلی الله علیه و آله : إذا قرأتِ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ ثلاثَ مراتٍ، فكأنّكِ ختمتِ القرآن، وإذا صلّيتِ عليَّ وعلى الأنبياءِ قبلي كُنّا شفعاءَكَ يومَ القِيامةِ، وإذا استغفرتِ للمؤمنينَ رَضُوا كلّهم عنكِ، وإذا قُلتِ: سُبحانَ اللهِ والحَمْدُ للهِ ولا إلهَ إلّا اللهُ واللهُ أكبرُ فقدْ حَججتِ واعتمرتِ﴾ (2).

-وروي أنها علیها السلام لما احتضرت أوصت عليّاً علیه السلام فقالت: ﴿إذا أنا مِتُّ فَتولَّ أنتَ غُسليْ﴾ -إلى أن قالت علیها السلام: ﴿واجلسْ عِنْدَ رَأسيْ قبالةَ وَجْهيْ فأكثرْ منْ تِلاوةِ القرآن والدُعاءِ، فإنّها ساعةٌ يحتاجُ الميّتُ فِيها إلى أُنسِ الأَحياءِ﴾ (3).


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 92 / /185 /ب 20
2- صحيفة الزهراء- علیها السلام الشيخ جواد القيومي: 165-166 /دعاؤها علیها السلام قبل النوم.
3- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: ج79 /27 /ضمن ح13

ص:13

-وعنها علیها السلام أيضاً: ﴿حُبّبَ إليَّ منْ دُنياكمْ ثلاث: تلاوةُ كتابِ اللهِ، والنظرُ فيْ وَجْهِ رسولِ اللهِ، والإِنفاقُ فيْ سبيلِ اللهِ﴾ (1).

-قال الإمام الحسن المجتبى علیه السلام : ﴿مَنْ قَرَأَ القرآن كانتْ لهُ دعوةٌ مجابةٌ: إمّا مُعجّلةٌ وإمّا مُؤجّلةٌ﴾ (2).

-قال الإمام الحسين سيد الشهداء علیه السلام : ﴿كتابُ اللهِ عزَّ وجلَّ على أربعةِ أشياءٍ: على العِبارةِ، والإشارةِ، واللطائفِ، والحقائقِ، فالعبارةُ للعَوامِ، والإشارةُ للخواصِّ، واللطائفُ للأولياءِ، والحقائقُ للأَنبياءِ﴾ (3).

-وفي حديث آخر يروى عنه وعن أبيه أمير المؤمنين علیهما السلام: ﴿القرآن ظاهرُهُ أَنيقٌ، وباطنُهُ عَميقٌ﴾ (4).

-وعن الإمام زين العابدين علیه السلام : ﴿لوْ ماتَ مَنْ بين المشرقِ والمغربِ لما استوحشتُ بعدَ أنَ يكونَ القرآن مَعيْ﴾ (5).


1- نهج الحياة- مجموعة من العلماء: 1 /271
2- مستدرك وسائل الشيعة-الشيخ الحر العاملي-الميرزا النوري: 4 /260 / ب10/ح4642 83، ودعوات الراوندي- الراوندي: 204
3- جامع الأخبار-الشيخ محمد السبزواري:41 فصل 22، وبحار الانوار-الشيخ المجلسي: 92 / 20 / ح18
4- المصدر السابق: 41 فصل 22، و بحار الأنوار-الشيخ المجلسي: 92 / 20 /ح18.
5- الكافي-الشيخ الكليني: ج2، ص 602

ص:14

-وقال الإمام زين العابدين علیه السلام : ﴿عَليكَ بالقرآن، فإنَّ اللهَ خلقَ الجنّة بيدِهِ لَبنةً منْ ذهبٍ ولبنةً منْ فضةٍ، وجَعلَ مِلاطَها المسكَ وتُرابَها الزعفرانَ وحَصبائَها اللؤلؤَ، وجَعلَ درجاتِها على قدرِ آياتِ القرآن، فمنْ قرأَ القرآن قالَ له: اقرأْ وارقَ، ومنْ دخلَ منهمْ الجنّة لم يكنْ في الجنّة أعلى درجةٍ منهُ ما خلا النبيّونَ والصديقونَ﴾ (1).

-قال الإمام الباقر علیه السلام : ﴿لِكلِّ شيءٍ ربيعٌ وربيعُ القرآن شهرُ رَمَضانَ﴾ (2).

-وقال علیه السلام : ﴿منْ قرأَ القرآن قائِماً في صلاتِهِ كتبَ اللهُ لهُ بكلِّ حرْفٍ مائةَ حَسَنةٍ، ومَنْ قرَأَهُ في صلاتِهِ جالساً كَتبَ اللهُ لهُ بكلِّ حرفٍ خمسينَ حَسَنةٍ، ومَنْ قَرأهُ في غيرِ صلاتهِ كتبَ اللهُ لهُ بِكلِّ حرفٍ عَشرَ حَسناتٍ﴾ (3).

- قال الإمام الصادق علیه السلام : ﴿يجئُ القرآن يومَ القيامةِ في أحسنِ منظورٍ إليهِ صورةً، فَيمرُّ بالمسلمينَ، فيقولونَ: هذا الرجلُ منّا، فيجاوزُهمْ إلى النبيّينَ، فيقولونَ: هوَ منّا، فيجاوزُهم إلى الملائكةِ المقرّبينَ، فيقولونَ: هوَ مِنّا، حتّى يَنتهيَ إلى ربِّ العزّةِ عزَّ وجلَّ فيقول: يا ربِّ فلانٌ ابنُ فلانٍ أظمأتُ هواجرَهُ، وأسهرتُ ليلَهُ في دارِ الدُنيا، وفلانٌ ابنُ فلانٍ لمْ أُظمئْ هواجرَهَ، ولم أُسهرْ ليلَهُ، فيقولُ تباركَ وتعالى: أَدخلهمْ الجنّة على


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 8 /133 / ب 23 /ح 39 84
2- وسائل الشيعة- الشيخ الحر العاملي: 6 /كتاب الصلاة /أبواب القرآن /باب استحباب ختم القرآن بمكة.
3- عدة الداعي- الشيخ ابن فهد الحلي: 212.

ص:15

-منازلِهمْ فيقوم فيتبعونهُ فيقولُ للمؤمنِ: إقرأْ وارقَه، قال: فيقرأُ ويرقى حتّى يَبلغَ كلُّ رجلٍ منهمْ منزلتَهُ التي هيَ لهُ فينزلَها﴾ (1).

-قال الإمام الصادق علیه السلام : ﴿القرآن عهدُ اللهِ إلى خَلقِهِ، فقدْ ينبغيْ للمَرءِ المسلمِ أنْ ينظرَ في عهدِهِ، وأنْ يَقرأَ منهُ في كلِّ يومٍ خمسينَ آيةٍ﴾ (2).

-وقال علیه السلام : ﴿منْ ماتَ منْ أوليائِنا وشيعتِنا ولمْ يُحسنْ القرآن عُلِّمَ في قبرِهِ ليرفعَ اللهُ فيهِ درجتَهُ، فإنَّ درجاتِ الجنّة على قدرِ عددِ آياتِ القرآن فيقالُ لقارئِ القرآن: اقرأْ وارقَ﴾ (3).

-وعنه علیه السلام : ﴿منْ قرأَ القرآن وهوَ شابٌ مؤمنٌ اختلطَ القرآن بلحمِهِ ودمِهِ، وجعلَهُ اللهُ معَ السَفَرَةِ الكرامِ البررةِ، وكانَ القرآن حَجيزاً عنهُ يومَ القيامةِ ويقولُ: يا ربِّ إنَّ كلَّ عاملٍ قدْ أصابَ أجرَ عملِهِ غيرَ عامليْ فبلّغْ بهِ كريمَ عطاياكَ، فيكسوهُ اللهُ عزَّ وجلَّ حلتينَ منْ حللِ الجنّة، ويوضعُ على رأسِهِ تاجَ الكَرامةِ، ثمَّ يُقالُ: هلْ أرضيناكَ فِيهِ؟ فيقولُ القرآن: يا ربِّ قدْ كُنتُ أرغبُ لهُ فيما هوَ أفضلُ مِنْ هذا، قالَ: فَيُعطى الأمنَ بيمينِهِ والخُلدَ بيسارِهِ، ثمَّ يَدخلُ الجنّة فيقالُ لهُ: إقرأْ آيةٍ واصعدْ درجةً، ثمَّ يُقالُ لهُ:


1- الكافي-الشيخ الكليني: 2/ 601/ ب2/ كتاب فضل القرآن /ح 1
2- المصدر نفسه:2 /609 /ح1 101
3- المصدر السابق نفسه: 2/ 601/ كتاب فضل القرآن/ ب2/ ح 10

ص:16

-بلغنا بِهِ وأرضيناكَ فيهِ؟ فيقول: اللهمَّ نَعمْ، قالَ: ومنْ قرأَهَ كثيراً وتَعاهدَهُ (بمشقّةٍ) من شدّةِ حِفظِهِ أعطاهُ اللهُ أجرَ هذا مرّتينِ﴾ (1).

-وعنه علیه السلام أيضاً: ﴿منْ قرأَ مائةَ آيةٍ يُصلّي بِها في ليلةٍ كتبَ اللهُ لهُ بها قُنوتَ ليلةٍ، ومَنْ قرأَ مائتيْ آيةٍ في ليلةٍ منْ غيرِ صلاةِ الليلِ كتبَ اللهُ لهُ في اللوحِ قِنطاراً منَ الحسناتِ، والقِنطارُ ألفٌ ومائتا أُوقيةٍ، والأُوقيةُ أعظمُ منْ جبلِ أُحُدٍ﴾ (2).

-وقال علیه السلام : ﴿مَنْ قرأَ القرآن فهوَ غنيٌّ ولا فَقرَ بعدَهُ وإلّا ما بِهِ غِنى﴾ (3).

-وقال علیه السلام : ﴿الحافِظُ للقرآنِ العاملُ بهِ معَ السَفَرةِ الكرامِ البَررةِ﴾ (4).

-وفي روايةٍ عنه علیه السلام في تفسير وبيان قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ﴾، قال: ﴿يرتّلونَ آياتِهِ، ويتفهَّمونَ معانيَهُ، ويعملونَ بأحكامِهِ، ويرجونَ وَعدَهُ، ويخشوْنَ عذابَهُ، ويتمثَّلونَ قِصَصه، ويعتبرونَ أمثالَهُ، ويأتونَ أوامرَهُ، ويجتنبونَ نواهيَهُ، ما هوَ واللهِ بحفظِ آياتِهِ وسردِ حروفِهِ، وتلاوةِ سُوَرهِ ودرسِ أعشارِهِ وأَخماسِهِ،


1- أصول الكافي- الشيخ الكليني: 2/578، وثواب الأعمال- الشيخ الصدوق: 100 /فصل ثواب من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن، وبحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 7 /305 /ب 15 /ح 78 86
2- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 89/ 200
3- المصدر نفسه: 2/579
4- المصدر السابق نفسه: 2/577

ص:17

-حفَظَوا حروفَهُ وأضاعوا حدودَهُ، وإنّما هوَ تدبّرُ آياتِه، يقولُ اللهُ تعالى ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾ (1) (2).

-وقال علیه السلام : ﴿أفضلُ العبادةِ قراءةُ القرآن﴾ (3).

-وقال علیه السلام : ﴿مَنْ قَرأَ القرآن حتّى يستظهرَهُ ويحفظَهُ، أَدخلهُ اللهُ الجنّة وشفّعهُ في عشرةٍ منْ أهلِ بيتِهِ كلّهم قدْ وَجبتْ لهمْ النّارُ﴾ (4).

-وقال علیه السلام : ﴿إنَّ البيتَ إذا كانَ فيهِ المسلمُ يتلوْ القرآن يتراءاهُ لأهلِ السماءِ كما يَتَراءى لأهلِ الدُنيا الكَوكبُ الدُريُّ في السَماءِ﴾ (5).

-وقال علیه السلام : ﴿مَنْ قرأَ القرآن في المُصحفِ مُتّعَ بِبصرِهِ، وخُفّفَ عنْ والديهِ وإنْ كانا كافرينِ﴾ (6).


1- ورة ص:29
2- ميزان الحكمة- الشيخ محمد الريشهري: 3/2526
3- وسائل الشيعة- الشيخ الحر العاملي: 4 /825 /ب1/ح،10، وتفسير مجمع البيان- الشيخ الطبرسي: 1 /15 87
4- المصدر السابق: 4/826 /ب1/ح14، وتفسير مجمع البيان- الشيخ الطبرسي: 1 /16 88
5- عدة الداعي- الشيخ ابن فهد الحلي: 287 / ب6/ في تلاوة القرآن، والكافي- الشيخ الكليني: 2 /610 /ح2 91
6- وسائل الشيعة- الشيخ الحر العاملي: 4 /853 /ب19/ح1، والكافي- الشيخ الكليني: 2 /613 /ح1، وثواب الأعمال- الشيخ الصدوق:102/ فصل ثواب من قرأ القرآن نظراً 93

ص:18

-وقال علیه السلام : ﴿واللهِ ما منْ عبدٍ منْ شيعتِنا يتلوْ القرآن في صلاتِهِ قائماً إلاّ وَلهُ بكلِّ حرفٍ مائةُ حَسَنةٍ، ولا قرأَ في صلاتِهِ جالساً إلاّ ولهُ بكلِّ حرفٍ خمسونَ حسنةٍ، ولا في غيرِ صلاةٍ إلاّ ولهُ بكلِّ حرفٍ عشرُ حسناتٍ﴾ (1).

-وروى الإمام الرضا علیه السلام عن جدّه صلی الله علیه و آله : ﴿إجعلوا لبيوتكِم نصيباً منَ القرآن، فإنَّ البيتَ إذا قُرأَ فيهِ القرآن تيسَرَ على أهلِهِ، وكثرُ خيرُهُ، وكانَ سكانهُ في زيادةٍ، وإذا لمْ يُقرأْ فيهِ القرآن ضُيّقَ على أهلِهِ، وقلَّ خيرُهُ، وكانَ سكانهُ في نقصانٍ﴾ (2).

-وعنه علیه السلام : ﴿يَنبغيْ للرجلِ إذا أصبحَ أنْ يقرأَ بعدَ التعقيبِ خمسينَ آيةٍ﴾ (3).

-وقال الإمام الحسن العسكري علیه السلام : ﴿إنَّ فاتحةَ الكتابِ أشرفُ ما في كنوزِ العرشِ﴾، إلى أن قال: ﴿ألا فمنْ قرأَها معتقداً لموالاةِ محمّدٍ وآلهِ أعطاهُ اللهُ بكلِّ حرفٍ منها حسنةً، كلُّ واحدةٍ منها أفضلُ لهُ منَ الدُنيا وما فِيها منْ أصنافِ أموالِها وخيراتِها، ومنْ استمعَ إلى قارئٍ يقرؤها كانَ لهُ قدرَ ما للقارئِ، فليستكثرْ أحدُكم منْ هذا…﴾ (4).


1- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 65 /81 /ب 15 / ح142 97
2- عدة الداعي- الشيخ ابن فهد الحلي: 278/ ب 6 في تلاوة القرآن، ووسائل الشيعة- الشيخ الحر العاملي: 4 /850 /ب16 /ح5 102
3- التهذيب- الشيخ الطوسي: 2 /138 /ب23 /ح305، ووسائل الشيعة- الشيخ الحر العاملي: 4 /849 /ب15 /ح3 103
4- عيون أخبار الرضا-الشيخ الصدوق: 1 /302 /ح60، وشبهه في تفسير الإمام الحسن العسكري: علیه السلام 29 /فصل فاتحة الكتاب

ص:19

آداب وسنن تلاوة القرآن الكريم

. إخلاص النية لله وحده والبعد عن الرياء والسمعة؛ لأن تلاوة القرآن من العبادات الجليلة، وقد قال الله تعالى: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ (1).

. الطهارة من الحدثين: لأن هذا من تعظيم كلام الله عزّ وجلّ، ولا يقرأ الجنب القرآن حتى يغتسل إن قدر على الماء، أو يتيمم إن كان عاجزاً عن استعمال الماء لمرض أو عدم.

. طهارة ونظافة المكان والبدن والثياب.

. تنظيف الفم بالسواك: فعن رسول الله صلی الله علیه و آله : ﴿نظّفُوا طَريقَ القرآن﴾، قيل: يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال: ﴿أَفواهُكمْ﴾، قيل: بماذا؟ قال: ﴿بِالسواكِ﴾ (2)، وعنه صلی الله علیه و آله : ﴿إنَّ أفواهَكُمْ طُرُقُ القرآن فطيّبُوها بالسواكِ﴾ (3)، وعنه صلی الله علیه و آله أيضاً: ﴿طَيّبُوا أفواهَكُم، فإنَّ أفواهَكُم طريقُ القرآن﴾ (4).


1- سورة غافر: 14
2- بحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 92 / 213 / 11
3- كنز العمال- المتقي الهندي: 2751، 2752
4- المصدر نفسه: 2751، 2752

ص:20

. يستحب استقبال القبلة وتجوز القراءة ماشياً ومضطجعاً وواقفاً، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ (1).

. الاستعاذة من الشيطان الرجيم: ويُراد بذلك رفع موانع التلاوة، لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ (2)، وعن الإمام الصادق علیه السلام : ﴿أغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية﴾ (3)، وعنه علیه السلام لما سُئل عن التعوّذ عند افتتاح كل سورة: ﴿نعم، فتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم﴾، وذكر أن الرجيم أخبث الشياطين (4).

. القراءة بخشوع قلب وسكون جوارح مع استشعار عظمة من يقرأ كلامه لقوله تعالى: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القرآن عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (5)، وقوله: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً﴾ (6).


1- سورة آل عمران: 191
2- سورة النحل: 98
3- ميزان الحكمة- الشيخ محمد الريشهري: 3/ 2527، وبحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 92 / 216 / 24
4- المصدر نفسه: 3/ 2527، وتفسير العياشي: 2 / 270 / 68
5- سورة الحشر: 21.
6- سورة الإسراء: 109

ص:21

. التدبّر والتفكّر في معاني الآيات التي تُقرأ؛ لقوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القرآن أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ (1)، وقوله: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ (2)، وعن الإمام عليٍّ علیه السلام : ﴿ألا لا خيرَ في قراءةٍ ليسَ فِيها تَدبّرٌ، ألا لا خَيرَ في عبادةٍ لا فِقهَ فِيها﴾ (3)، وعن الإمام عليّ الرضا علیه السلام أنه كان يختم القرآن في كلّ ثلاث ويقول: ﴿لوْ أردتُ أنْ أختمَهُ في أقلَّ منْ ثلاثٍ لختمتُهُ، ولكنْ ما مررتُ بآيةٍ قطّ إلاّ فَكّرتُ فيها وفي أيِّ شيءٍ أُنزلتْ، وفي أيِّ وقتٍ، فلذلكَ صِرتُ أختمُ ثلاثةَ أيّامٍ﴾ (4).

. ترتيل القرآن ترتيلاً؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلاً﴾ (5)، وعن رسول الله صلی الله علیه و آله في قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلًا﴾﴾: بيّنهُ تِبياناً، ولا تَنثرهُ نَثرَ البَقلِ، ولا تَهذّه هذَّ الشِعرِ، قِفوا عندَ عَجائِبِهِ، حرِّكوا بهِ القلوبَ، ولا يَكنْ هَمُّ أَحدِكمْ آخرَ السُورةِ﴿ (6)،


1- سورة محمد: 24
2- سورة ص:29
3- الكافي- الشيخ الكليني: 1/ 63، وبحار الأنوار- الشيخ المجلسي: 92 / 211 / 4 و216 / 22.
4- عيون أخبار الرضا علیه السلام - الشيخ الصدوق: 2/180، والأمالي- الشيخ الصدوق: 392
5- سورة المزمل: 4
6- ميزان الحكمة- الشيخ محمد الريشهري: 3/ 2527، ونوادر الراوندي- الراوندي: 30

ص:22

وعن عليٍّ علیه السلام في صفات المتقين: ﴿أمّا الليلَ فَصافّونَ أَقدامَهمْ، تالينَ لأَجزاءِ القرآنِ، يُرتِّلونها تَرتيلاً، يُحزّنون بهِ أَنفسَهم، ويَستثيرونَ بهِ دواءَ دائِهمْ﴾ (1).

. سؤال الله من رحمته عند المرور بآيات الرحمة والتعوذ من عذابه عند المرور بآيات العذاب، فعن سيد الأوصياء علیه السلام : ﴿تّدبّروا آياتِ القرآنِ واعتبروا بِه،ِ فإنّهُ أبلغُ العِبَرِ﴾ (2)، وفي الرواية كان الإمام الرضا علیه السلام في طريق خراسان يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرَّ بآية فيها ذكر جنّة أو نار بكى وسأل الله الجنّة وتعوذ به من النار (3).

. تحسين الصوت عند القراءة: فقد كان الإمام أمير المؤمنين عليّ علیه السلام والأئمّة الطّاهرون علیهم السلام وخاصّة الإمام السّجّاد زين العابدين وابنه الإمام الباقر علیهما السلام يتلون القرآن ويرتّلونه بأصوات حسنة ونغمات شجيّة، فكان لهذه الأصوات والنّغمات الملكوتيّة التي لا مثيل لها تأثير عظيم في نفوس المؤمنين وأصحابهم النّجباء، فعن أبي عبد الله


1- نهج البلاغة: 2/ 161.
2- ميزان الحكمة- الشيخ محمد الريشهري: 3/ 2528.
3- مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي: 8/ 467

ص:23

الصّادق علیه السلام : ﴿كانَ عليُّ بنُ الحسينِ علیه السلام أحسنَ النّاسِ صوتًا بالقرآنِ، وكان السّقّاؤونَ يمرّونَ فيقفونَ ببابِهِ يستمعونَ قِراءتَهُ﴾ (1).

. قطع القراءة آية آية: فيستحب لقارئ القرآن أن يقف عند نهاية كل آية عموماً، لأنها الصفة التي كان النبي صلی الله علیه و آله يقرأ بها.

. العمل بالقرآن والائتمار بأوامره واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده، وفي سيرة الإمام الحسن بن عليٍّ علیهما السلام أنّه كان كلّما مرّ بآيةٍ فيها أمر، قال: ﴿لبّيكَ اللهمَّ لبّيكَ﴾.

. الاستماع والإنصات إلى قراءة غيره وعدم الإنشغال عنها؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ القرآن فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (2).

. عدم قطع القراءة إلا لضرورة.

. وجوب السجود عند تلاوة أو سماع آيات السجدات الواجبة، واستحباب ذلك في آيات السجود المستحبة، وآيات السجدات الواجبة أربع: سورة (ألم السجدة)، وموضع السجود منها الآية الخامسة عشرة. وسورة (حم السجدة) وهي سورة فصّلت، وموضع


1- وسائل الشّيعة- الشيخ الحر العاملي: 4/ 859/ ب 24/ح3، وأيضاً في الكافي- الشيخ الكليني: 2/ 267.
2- سورة الأعراف: 204

ص:24

السجود منها الآية السابعة والثلاثون، وسورتا (النجم والعلق)، وموضع السجود منهما الآية الاخيرة، فيجب السجود لقراءة الآيات المذكورة من سور العزائم الأربع ولو في غير الصلاة على القارئ والمستمع، بل السامع من دون استماع على الأحوط وجوباً، إلّا أن يكون مصلّياً فلا يجب عليه السجود، بل الأحوط وجوباً له الإيماء برأسه بدلاً عنه (1).

ويستحب السجود في كل موضع من القرآن يشتمل على سجدة، ومنها المواضع المعروفة المسجلة في المصاحف المطبوعة، حيث ذكر العلماء استحباب السجود فيها بالخصوص، ومنها سجدة سورة (ص) وإن لم تشتمل على السجود بل اشتملت على الركوع (2).


1- منهاج الصالحين- السيد محمد سعيد الحكيم: مسألة 185و 186
2- المصدر نفسه/ مسألة 188.

ص:25

علم القراءات

اشارة

رواية حفص عن عاصم

الأحرف السبعة

عن ابن عباس (1) أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال: ﴿أَقرأنيْ جبريلُ على حرفٍ، فلمْ أزلْ أستزيدُهُ ويزيدُنيْ حتّى انتهى إلى سبعةِ أَحرفٍ﴾.

وعن أبي بن كعب (2) أن جبريل علیه السلام أتى النبيّ صلی الله علیه و آله فقال: ﴿إنَّ اللهَ يأمرُكَ أنْ تقرأَ أمّتَكَ القرآنَ على حرفٍ فقال: أَسألُ اللهَ معافاته ومغفرتَهُ وإنَّ أُمّتي لا تطيقُ ذلكَ ثم أتاه الثانية فقال: إنَّ اللهَ يأمرُكَ أنْ تُقرأَ أُمّتَك القرآنَ على حرفينِ فقال: أسألُ اللهَ معافاتَهُ ومغفرتَهُ وإنَّ أمّتي لا تطيقُ ذلكَ ثم جاءه الثالثة


1- عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، (3 ق ﻫ -68 ﻫ): حبر الأمة، الصحابي الجليل ولد بمكة، ونشأ في بدء عصر النبوة، فلازم رسول الله صلی الله علیه و آله وروى عنه الأحاديث الصحيحة، وأخذ جل علومه عن أمير المؤمنين علي علیه السلام وشهد معه الجمل وصفين، كفّ بصره في آخر عمره، فسكن الطائف، وتوفي بها. له في الصحيحين وغيرهما 1660 حديثا. وكان كثيرا ما يجعل أيامه يوماً للفقه، ويوماً للتأويل، ويوماً للمغازي، ويوماً للشعر، ويوماً لوقائع العرب، وينسب إليه كتاب في (تفسير القرآن) جمعه بعض أهل العلم من مرويات المفسرين عنه في كل آية فجاء تفسيراً حسناً (عبد الله بن عباس – السيد محمد تقي الحكيم).
2- أُبَي بن كعب بن قيس الأنصاري الخزرجي، لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلّا أنّه من أعلام القرن الأوّل الهجري، من أصحاب النبي صلی الله علیه و آله ، وممّن بايعه في بيعة العقبة الثانية، كان سيّد القرّاء في زمانه، روي أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال لأُبي: ﴿إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك، فقال: يا رسول الله، بأبي وأُمّي أنت، وقد ذكرتُ هناك؟ قال صلی الله علیه و آله : نعم باسمك ونسبك، فأرعد أُبي، فالتزمه رسول الله حتّى سكن وقال: ﴿قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾، وكان من الاثني عشر رجلاً الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبي صلی الله علیه و آله ، حينما رقى أبو بكر المنبر في أوّل جمعة له، فوعظوه وخوّفوه من الله سبحانه وتعالى، ودافعوا عن أحقّية الإمام علي علیه السلام بالخلافة، تُوفّي رضی الله عنه ما بين عام 19ﻫ إلى32ﻫ بالمدينة المنوّرة، ودُفن بها. (الدرجات الرفيعة: 324-السيد علي خان المدني).

ص:26

فقال: إنَّ اللهَ يأمرُكَ أنْ تُقرأَ أُمّتَك القرآنَ على ثلاثةِ أحرفٍ فقال: أسألُ اللهَ معافاتَهُ ومغفرتَهُ وإنَّ أمّتي لا تطيقُ ذلكَ ثم جاءه الرابعة فقال: إنَّ اللهَ يأمرُكَ أنْ تُقرأَ أُمّتَك القرآنَ على سَبعةِ أحرفٍ فأيّما حرفٍ قرأوا عليهِ فقدْ أصَابوا﴾.

وأشهر أقوال العلماء في تحديد معنى الأحرف السبع أن الأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات قبائل العرب الفصيحة كلغة قريش ولغة هذيل ولغة هوازن وغيرها؛ وذلك مراعاةً لما بين هذه اللغات من الفوارق.

وتجدر الإشارة الى أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات السبع المتواترة اليوم. وهذا الإلتباس سببه اتحاد العدد بين الأحرف والقراءات. ولم تُعرف القراءات السبع إلا في القرن الرابع على يد المقرئ ابن مجاهد الذي جمع قراءات بعض الأئمة القراء، فاتفق أن كان عددها موافقا لعدد الأحرف.

علم القراءات

ص:27

كان الصحابة يتلون القرآن كما سمعوه من النبي صلی الله علیه و آله أثناء صحبتهم له، ومن المشتهرين بإقراء القرآن الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام ، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت (1)1)، وأبو الدرداء (2)، وابن مسعود (3)،

وابن عباس وعبد الله بن السائب (4).


1- 1) زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي: من أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله ، وقد قدم صلی الله علیه و آله المدينة وهو ابن إحدى عشر سنة؛ فلذلك لم يشهد بدر الصغرى ولا أحداً، وأول مشاهده الخندق، كان من الذين يكتبون الوحي، وكان مورد وثوق تام لأبي بكر وعمر، وكان على قضاء عثمان وعلى بيت المال والديوان له، وهو من الأربعة الذين نصروا عثمان، ولم ينصر عثمان أحد من الصحابة غيرهم، وقد بلغ ثراء زيد أن خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار (الغدير 8: 284 و 336 عن مروج الذهب 1: 434 والصحيح من السيرة 5: 32 عنه).
2- عُوَيمر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك الخزرجي الأنصاري (ت 32 ﻫ / 652م)، من أصحاب رسول صلی الله علیه و آله وجَمَعَة القرآن. كان أبو الدرداء من المعدودين الذين ساهموا في جمع القرآن، وقد قدم إلى الشام وأقام بدمشق لتعليم القرآن، حتّى إنه كان يحضر حلقات قراءته ما يربو على ألف شخص. رافق أبو الدرداء الجيش الإسلامي لفتح الشام، وكان على إحدى مَسلحتَي المسلمين في تلك المنطقة. كما تولى قضاء العسكر الإسلامي في معركة اليرموك (13 ﻫ). أورد نصر بن مزاحم أنه اعتزل مع أبي أمامة الباهليّ حرب صفّين بعد احتجاجه على معاوية وتحدّثه مع الإمام عليّ علیه السلام . توفي بدمشق.
3- عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي: أسلم قبل دخول رسول الله صلی الله علیه و آله دار الأرقم. أخرجه أحمد في المسند 1/ 379، 462، وابن سعد 3/ 1/ 106، وابن أبي شيبة 7/ 51، 11/ 510، وابن عساكر 2/ 249، وذكره الهيثمي في الزوائد 6/ 20هاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وأُحدا، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد، وذكره الهندي في كنز العمال- المتقي الهندي حديث رقم 3081، 33685، 36127وقال ابن عباس: آخى صلی الله علیه و آله بين أنس وابن مسعود. روى عبد الله عن النبي صلی الله علیه و آله أحاديث كثيرة، وروى عنه من الصحابة: العبادلة، وعمر، وسعد بن معاذ، وأَبو موسى، وعمران بن حصين، وابن الزبير، وجابر، وأَنس، وأَبو سعيد، وأَبو هريرة، وأَبو رافع، وغيرهم. توفي عبد الله بن مسعود وهو ابن بضعٍ وستين سنة.
4- ابن أبي السائب، صيفي بن عابد بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة، مقرئ مكة. وله صحبة ورواية، قرأ القرآن على أبي بن كعب، وحدث عنه أيضا، قيل: مات ابن السائب في إمارة ابن الزبير.

ص:28

وعن هؤلاء الصحابة وأمثالهم رواه بقراءاته التابعون ونصب أعينهم المصحف الذي خطّه أمير المؤمنين الإمام عليّ علیه السلام ، وتقيدوا بما تلقوه شفاهة من الصحابة حرفاً حرفاً وحركة وسكوناً، واشتهر منهم في كل مصر من الأمصار جماعة كانوا يقرئون الناس ويأخذون القراءة عنهم عرضاً كل آية وكل كلمة وكل حركة، في مكة وفي المدينة وفي الكوفة وفي البصرة وفي الشام.

وتكاثر في كل مصر من هذه الأمصار خلفاء الجيل الأول من التابعين؛ ليعتنوا بضبط القراءة عناية تامة، ويجعلوها علماً يرتحل إليهم الطلاب لتعلم القرآن وقراءاته، حيث كانت كل جماعة منهم تقرأ القرآن حسبما تلقته من الأسلاف، وتستقر على الوجه الذي تعلمته لا تكاد تتعداه، فاختلفت القراءات حسب التلقّي ولكن ضمن لغة قريش التي كتب بها المصحف الشريف.

وفي هذه الفترة، أي منذ القرن الثاني الهجري نهض علماء القراءات يؤلفون كتباً في القراءات المختلفة، محاولين ضبطها وتمييزها بجميع خصائصها عن غيرها من حيث الإدغام والإمالة والتسهيل والإظهار والإخفاء وغيرها من مصطلحات علم القراءات.

ص:29

وبمرور الوقت تكاثر عدد حملة القراءات القرآنية، وتعددت طرق القراءة، حتى وصلت إلى نحو خمسين قراءة، وأوشك أن يكون ذلك باباً لدخول شيء من الاضطراب على ألسنة القراء، وكان فيهم المتقن المجيد، وكان فيهم غير المتقن الذي قد يعتريه النسيان.

وكان هذا الاختلاف مدعاة إلى اختيار سبعة من أئمة القراءات اتبعت طريقتهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي.

القراءات المشهورة

م - أئمة القراءات - رواة القراءات

القراءات السبع المتواترة

ص:30

1- نافع المدني (1) = قالون (2)

ورش (3)

2- إبن كثير المكي (4) = البَزي (5) = قُنْبل (6)


1- نافع بن عبد الرحمن بن أبي نُعيم الليثي الكناني أحد القراء العشرة في المدينة، ولد في حدود 70 ه- في خلافة عبد الملك بن مروان ويقال سنة بضع وسبعين. جوّد كتاب الله وقرأه على عدة من التابعين وحمل هؤلاء عن أصحاب أبي بن كعب وزيد بن ثابت كما ذكر في طبقات القراء توفي في المدنية عام 169 ه-.
2- عيسى بن مينا بن وردان، قارئ المدينة، يقال إنه ربيب نافع - ابن زوجته - وقد لازم نافعاً كثيراً، وهو الذي لقبه بقالون، لجودة قراءته، ولد قالون سنة عشرين ومائة في أيام هشام بن عبد الملك، وقرأ على نافع سنة خمسين ومائة في أيام المنصور. توفي سنة عشرين ومائتين في عهد الخليفة المأمون (النجوم الزاهرة:2/235، الأعلام للزركلى:5/297).
3- = ورش (110 ه- -197 ھ-) هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله يُعدُّ ورش شيخ القراء المحققين وانتهت إليه في زمانه رئاسة الإقراء في الأراضي المصرية. كان حسن الصوت، جيد القراءة وإذا قرأ يهمز ويمد ويبيّن القراءة فلا يملّه سامعوه، وكان إلى ذلك من الثقات في القراءة وممن يحتج بهم في ذلك. ولد في مصر وفيها توفي ودفن.
4- عبد الله بن كثير بن عمرو قارئ أهل مكة، وهو من التابعين. ولد بمكة سنة 45 ه- وتوفي بها سنة 120 ه-. قرأ القرآن على عبدالله بن السائب المخزومي وعلى مجاهد و درباس مولى ابن عباس.
5- أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام ولد سنة (170 ه-). توفي سنة (205 ه-) بمكة.
6- اللقب الذي عُرف به محمد بن عبد الرحمن بن خالد(195 ه- - 291 ه-)، وهو من أئمة قراءة القرآن. انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ورحل الناس إليه من الأقطار. وكان من أجل رواة ابن كثير وأوثقهم.

ص:31

3- أبو عمرو بن علاء (1) = الدوري (2) = السوسي (3)

4- ابن عامر الدمشقي (4) = هشام (5) = ابن ذكوان (6)


1- أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان بن عبد الله بن الحصين المازني التميمي البصري (68 أو 70-154 ه-) أحد القراء السبعة. قرأ القرآن على سعيد بن جبير ومجاهد، والحسن البصري وعاصم بن أبي النجود وعبد الله بن كثير المكي وغيرهم.
2- الدوري (150ه- -246ه-): حفص بن عمر بن عبد العزيز الأزدي البغدادي النحوي المقرئ الضرير راوي الإمامين أبي عمرو والكسائي. كنيته: أبو عمر. لقبه: الدوري، نسب إلى الدور، موضع ببغداد، ومحله بالجانب الشرقي منها. مولده: سنة 150 في الدور أيام المنصور. وفاته: سنة 246. أول من جمع القراءات وصنف فيها. قال الأهوازي: إنه رحل في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف متواترها وصحيحها وشاذها وسمع من ذلك شيئاً كثيراً.
3- صالح بن زياد بن عبد الله الرستبي السوسي الرقي مقرئ ضابط محرر ثقة. شيوخه: أخذ قراءة أبي عمرو عرضاً وسماعاً، توفي أول سنة 261.
4- عبد الله بن عامر الدمشقي اليحصبي الدمشقي الذي انتهت إليه مشيخة القراء في الشام، أخذ القراءة عرضاً عن أبي الدرداء، توفي بدمشق سنة 118.
5- هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة أبو الوليد الدمشقي (153–245ه-)، عربي النسب. ثقة في الحديث، لكنه تلقن عند الكبر، فضعفوا حديثه المتأخر. وهذا لا يضره في القراءة. كان إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم، مع الثقة والضبط والعدالة. وكان فصيحا علامة واسع الرواية.
6- عبد الله بن أحمد بن بشير ويقال: ابن ذكوان بن عمرو بن حسان القرشي الفهري الدمشقي، ولد في يوم عاشوراء سنة 173 ه-، راوي ثقة وشيخ الاقراء بالشام وإمام جامع دمشق، أخذ القراءة عرضا عن أيوب بن تميم وهو الذي خلقه في القيام بالقراءة بدمشق.

ص:32

5- عاصم بن أبي النجود الكوفي = شعبة (1) = حفص

6- حمزة بن حبيب الزيات الكوفي (2) = خَلَف (3) = خلاّد (4)

7- الكسائي الكوفي (5) = أبو الحارث (6) = حفص الدوري


1- أبو بكر (شعبة) بن عياش بن سالم الأسدي النهشلي الكوفي (95–193ه-): جيد في الحديث، إذا حدّث من كتابه فهو ثقة، وإن حدث من حفظه فهو كثير الخطأ. عرض القرآن على عاصم ثلاث مرات، وما تعلم غير قراءته.
2- حمزة بن حبيب بن عمارة الفارسي الأصل (80–156ه-). جيد في الحديث، لا يرتاب أحد في صدقه وصلاح دينه. ويكفي حمزة شهادة الثوري له، فإنه قال: ﴿ما قرأ حمزة حرفاً إلا بأثر﴾.
3- خلف بن هشام بن ثعلب (150–229ه-): ثقة في رواية الحديث، وهو عربي النسب. قال أبو عمرو الداني: ﴿قرأ القرآن عن سليم (عن حمزة). وأخذ حرف نافع عن إسحاق المسيبي، وحرف عاصم عن يحيى بن آدم. وهو إمامٌ في القراءات، وله اختيار حمل عنه. متقدمٌ في رواية الحديث، صاحب سنة ثقة مأمون﴾.
4- خلاد بن خالد الكوفي (130–220ه-). جيد في رواية الحديث، إمام في القراء. أخذ القراءة عرضا عن سليم، وهو من أضبط أصحابه وأجلهم.
5- علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي (119-189ه-). من كبار النحويين، أخذ القراءة عرضا عن حمزة أربع مرات، وعليه اعتماده. وعن عيسى بن عمر الهمداني الذي قرأ على عاصم والأعمش. وقيل أنّه قرأ أيضاً على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب. وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش عن عاصم.
6- الليث بن خالد أبو الحارث البغدادي (ت240ه-). حاذق ضابط للقراءة محقق لها. قال أبو عمرو الداني: ﴿كان من جلة أصحاب الكسائي﴾.

ص:33

القراءات الثلاث المتممة للعشر

8- أبو جعفر المدني (1) = ابن وردان (2) = ابن جُمَّاز (3)

9- يعقوب البصري (4) = رُوَيس (5) = رَوح (6)

10- خلف بن هشام البزار = إسحق (7)


1- زيد بن القعقاع أبو جعفر (ت130): فقيه مقرئ، كان إمام أهل المدينة في القراءة، فسمي القارئ بذلك.
2- عيسى بن وردان الحذاء، أبو الحارث المدني القارئ (ت160ه-). قرأ على أبي جعفر القارئ وشيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع بن أبي نعيم. وروى عنه القراءة عرضاً إسماعيل بن جعفر المدني وقالون والواقدي وغيرهم.
3- أبو الربيع سليمان بن مسلم بن جماز المدني (ت170ه-).
4- يعقوب بن إسحاق مولى الحضرميين (117-205ه-): قارئ أهل البصرة في عصره، ثقة في القراءة.
5- محمد بن المتوكل رويس (أبو عبد الله اللؤلؤي، ت238ه-)، ممن قرأ على يعقوب بن إسحق الحضرمي.
6- روح بن عبد المؤمن (أبو الحسن البصري، ت234ه-)، ممن قرأ على يعقوب بن إسحق الحضرمي.
7- إسحاق الوراق عن خلف البزار أحد قراء القرآن الكريم، أبو يعقوب إسحق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله المروزي (ت: 286 ه-)، عن أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي البغدادي البزاز (150 ه- - 229 ه-)، وتشترك مع رواية ادريس الحداد عن خلف البزار في أنهما مرويتان عن خلف البزار.

ص:34

= إدريس (1)

وكل ما نُسب لأحد هؤلاء العشرة، يسمى (قراءة) وكل ما نُسب إليهم يسمى (رواية) فقيل مثلاً: قراءة عاصم براوية حفص، وقراءة نافع برواية ورش، وهكذا.

والقراءات التي يُقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع براوية قالون، في تونس، ومصر، وليبيا، وبرواية ورش في تونس، ومصر، والسودان، والجزائر، والمغرب الأقصى، وقراءة عاصم براوية حفص عنه في جميع المشرق، ومعظم مصر، والهند، وباكستان، وتركيا، وإيران، وأفغانستان، كما تقرأ قراءة أبي عمرو البصري في السودان.

القراءات الصحيحة والقراءات الشاذة

قسَّم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: القراءة الصحيحة، والقراءة الشاذة.

أما القراءة الصحيحة فهي القراءة التي توافرت فيها الأركان الثلاثة التالية:


1- ادريس الحداد عن خلف البزار أحد روايات القرآن الكريم، أبو الحسن إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي (ت: 292 ه-)، عن أبي محمد خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي البغدادي البزاز (150 ه- - 229 ه-)، وتشترك مع رواية إسحاق الوراق عن خلف البزار في أنهما مرويتان عن خلف البزار.

ص:35

-أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية.

-أن توافق القراءة رسم المصحف المسمى بمصحف عثمان.

-أن تُنقل نقلاً متواتراً، أو بسند صحيح مشهور.

فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة، كانت قراءة قرآنية، تصح القراءة بها في الصلاة، ويُتعبَّد بتلاوتها، وهذا هو قول عامة أهل العلم، أمّا القراءة الشاذة فهي كل قراءة اختل فيها ركن من الأركان الآنفة.

وقد اتفقت كلمة أهل العلم على أن ما وراء القراءات العشر التي جمعها القراء، شاذ غير متواتر، لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولا تصحّ الصلاة به، والتعبد بتلاوته، إلّا أنهم قالوا: يجوز تعلُّمها وتعليمها وتدوينها، وبيان وجهها من جهة اللغة والإعراب.

ويلاحظ أن جميع القراءات التي وصلت إلينا بطريق صحيح، متواتر أو مشهور، منزلة من عند الله تعالى، وموحىً بها إلى النبي صلی الله علیه و آله ، لذلك وجدنا أهل العلم يحذرون من تلقي القرآن من غير طريق التلقي والسماع والمشافهة.

ص:36

رواية حفص عن عاصم

سنتناول هنا دراسة رواية حفص عن عاصم فقط، وهي أكثر الروايات انتشاراً في العالم الإسلامي اليوم.

حفص:هو أبو عمرو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزّاز ولد سنة 90 ﻫ. أخذ القراءة عن عاصم بن بهدلة أبي النَّجُود، وكان ربيبه (1)، وتوفي حفص سنة 180 ﻫ.

عاصم: هو عاصم بن بهدلة أبي النَّجُود أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي الحناط (ت128)، شيخ الإقراء بالكوفة، وأحد القراء السبعة، ويقال أبو النجود اسم أبيه وبهدلة اسم أمه، وقيل اسم أبيه.. تابعي جليل جيد في الحديث، وهو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة، بعد أبي عبد الرحمن السلمي (الذي قيل أن عثمان أرسله بالمصحف الكوفي)، جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن، وتوفي سنة 127 ﻫ.


1- ابن زوجته.

ص:37

وقد أخذ حفص بن سليمان بن المغيرة القراءة عن عاصم بن بهدلة بن أبي النجود عرضاً وتلقيناً، وقد قرأ عليه القرآن مراراً، وكان حفص كما أفاد ابن الخطيب البغدادي (1) يُعد في المتقدمين عند الحفظ فوق أبي بكر بن عياش الراوي الآخر لقراءة عاصم، وأفاد أن الأولين كانوا يرونه كذلك أي أكثر ضبطاً وحفظاً من أبي بكر بن عياش، لذلك أعتبر الكثير من العلماء أنَّ الرواية الصحيحة التي رُويت عن عاصم هي رواية حفص بن سليمان، وأما منشأ ترجيح رواية حفص عن عاصم فلأنَّ عاصم أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام (2).

لذلك رُوِيَ عن حفص انَّه قال: قلتُ لعاصم: إنَّ أبا بكر بن شعبة يخالفني في القراءة فقال: أقرأتُك بما أقرأني أبو عبد الرحمن السلمي عن عليٍّ علیه السلام وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زر بن حبيش (3) عن عبد الله بن مسعود رضی الله عنه (4)، وعن روايته عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: ﴿لم أخالف عليّاً في شيء من قراءته﴾.


1- تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي: 8 /182، تهذيب الكمال- المزي: 7 /11.
2- تاريخ الإسلام – الذهبي: 8/139، وسير أعلام النبلاء-الذهبي: 4 /267، والكنى والألقاب-الشيخ عباس القمي: 1 /115
3- زِرّ بن حُبَيش بن حباشة الأسدي، من رجال أمير المؤمنين علیه السلام وكان فاضلاً (الخلاصة: 76 / 1) عاش مائة وعشرين سنة، وحدّث عن عمر وأبي وعبد الله وعلي وحذيفة، وعنه عاصم، وقرأ عليه وأثنى عليه وقال: كان زر من أعرب الناس، وكان ابن مسعود يسأله عن العربية (تذكرة الحفّاظ 1: 57 / 40).
4- تاريخ الإسلام – الذهبي: 8/139، والبيان في تفسير القرآن-السيد الخوئي:130، وسير أعلام النبلاء-الذهبي: 5 / 259.

ص:38

فسند قراءة حفص يتصل بعليِّ بن أبي طالب علیه السلام حيث يرويها حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب علیه السلام ، وكان أبو عبد الرحمن السلمي تابعياً ثقة يقرئ القرآن بالكوفة أربعين سنة من خلافة عثمان إلى إمرة الحجاج، وزرّ بن حبيش ثقة مخضرم من أعرب الناس، وكان عالماً بالقرآن، قارئاً فاضلاً، وهو من أثبت الناس في عبد الله بن مسعود.

ص:39

مخارج الحروف

اشارة

تعريف المخرج

المخرج: هو محل خروج الحرف الذي ينقطع عنده الصوت فيتميز به عن غيره، سواءً كان الصوت معتمداً على مخرج محقق أو مخرج مقدر.

ص:40

المخرج المحقق: هو الذي يعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين.

المخرج المقدر: هو الذي ليس له حيز معين وهو مخرج حروف المدّ الثلاثة.

كيفية إيجاد المخرج.

يمكنك معرفة مخرج الحرف بالنطق به ساكناً أو مشدداً مع إدخال همزة الوصل عليه والبدء بها محركة بأي حركة (الفتح أو الكسر أو الضم)، فحيثما ينقطع صوت النطق بالحرف فثمّ مخرجه.

إذا قلت مثلا (أبْ) فستجد مخرج حرف الباء من الشفتين.

وإذا قلت مثلا (أَنْ) فستجد أن مخرج حرف النون من طرف اللسان من جهة ظهره مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا.

عدد المخرج.

اختلف علماء التجويد في تحديد عدد مخارج الحروف التفصيلية على ثلاثة آراء وأكثرها إجماعاً أنها: سبعة عشر مخرجاً.

ص:41

وسيتم تفصيل هذه المخارج في الأبواب التالية وفق هذا الرأي.

تفصيل المخارج

اشارة

فهرس حسب ترتيب الأحرف الهجائية

ء ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط

ظ ع غ ف ق ك ل م ن ﻫ و ي -َا -ُو تِي الغنّة

يمكن تقسيم المخارج التفصيلية السبعة عشر إلى خمسة مخارج رئيسية:

1. الجوف (مخرج واحد)

2. الحلق (ثلاثة مخارج)

3. اللسان (عشرة مخارج)

4. الشفتان (مخرجان)

5. الخيشوم (مخرج واحد)

المخرج الأول: الجوف

ص:42

الجوف هو الخلاء أو الفراغ الممتد مما وراء الحلق إلى الفم.

وهو مخرج حروف المدّ الثلاثة:

- الألف الساكنة المفتوح ما قبلها (-َا)

- الواو الساكنة المضموم ما قبلها (-ُو)

- الياء الساكنة المكسور ما قبلها (-ِي)

وهذه الحروف الثلاثة مجموعة في كلمة نُوحِيهَا في قوله تعالى: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الغَيبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ﴾ (1).

وهذا المخرج تقديري حيث لا يمكن تحديد حيز معين تخرج منه هذه الحروف، بل تخرج من الجوف وتنتهي بانتهاء الصوت في الهواء تقديراً.

المخرج الثاني: الحلق

في الحلق أو الحلقوم ثلاثة مخارج لستة حروف:


1- سورة هود: 49.

ص:43

1. أقصى الحلق: مما يلي الصدر وهو الأبعد عن الفم: ويخرج منه الهمزة والهاء (ء - ﻫ)، ومخرج الهمزة أبعد من مخرج الهاء.

2. وسط الحلق: ويخرج منه حرفي العين والحاء (ع - ح)، ومخرج العين أبعد من الحاء.

3. أدنى الحلق: وهو أقربه إلى الفم ومنه يخرج حرفي الغين والخاء (غ - خ) ومخرج الخاء أقرب إلى الفم من مخرج الغين.

المخرج الثالث: اللسان

في اللسان عشرة مخارج لثمانية عشر حرفاً، وهي:

1. أقصى اللسان (أبعده مما يلي الحلق) مع ما يقابله من الحنك العلوي: ويخرج منه حرف القاف (ق).

2. أقصى اللسان قبل مخرج حرف القاف قليلاً مع ما يقابله من الحنك العلوي: ويخرج منه حرف الكاف (ك) ومخرج الكاف أقرب إلى الفم من مخرج القاف.

3. وسط اللسان مع ما يحاذيه من اللثة العليا: ويخرج منه ثلاثة حروف وهي الجيم والشين والياء غير المدية. (ج – ش - ي).

ص:44

والياء غير المديّة هي الياء المتحركة أو الياء الساكنة التي لا يسبقها كسر.

ويكون مخرج الجيم بإلصاق وسط اللسان باللثة العليا إلصاقاً معتدلاً، أمّا الياء والشين فيكون بتجافٍ.

4. إحدى حافتي اللسان مع ما يحاذيها من الأضراس العليا: ومنه يخرج أدق حروف العربية نطقاً وهو حرف الضاد (ض)، وخروج الضاد من حافة اللسان اليسرى أسهل وأكثر استعمالاً من الحافة اليمنى.

5. إحدى حافتي اللسان (أو كلتاهما) مع ما يحاذيها من لثة الأسنان العليا (لثة الضاحكين والنابين والرباعيتين والثنيتين): ويخرج منه حرف اللام (ل).

6. طرف اللسان مع ما يقابله من لثة الأسنان العليا: ويخرج منه حرف النون (ن).

7. طرف اللسان مع شيء من ظهره وما يحاذيه من لثة الأسنان العليا: يخرج منه حرف الراء (ر)، ومخرج الراء قريب من خرج النون إلا أنه أدخل إلى ظهر اللسان.

8. طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا: ومنه مخرج الطاء والدال والتاء (ط – د – ت). ومخرج الطاء أبعدها ثم تحتها الدال ثم التاء.

ص:45

9. طرف اللسان وفوق الثنايا السفلى (مع إبقاء حيز ضيق بين سطح اللسان والحنك الأعلى لمرور الهواء هارباً): ويخرج منه السين والصاد والزاي (س – ص – ز).

10. طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا: ومنه يخرج الثاء والذال والظاء (ث – ذ - ظ).

المخرج الرابع: الشفتان

وفيهما مخرجان تفصيليان لأربعة حروف:

1. ما بين الشفتين: ويخرج منهما:

- الباء والميم (ب - م) بانطباق الشفتين، والباء أقوى انطباقاً.

- الواو غير المدية (و) بانفتاح الشفتين، والواو غير المديّة هي الواو المتحركة والواو اللينة.

2. بطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا: ويخرج منه حرف الفاء (ف).

المخرج الخامس: الخيشوم

الخيشوم هو الفتحة المتصلة من أعلى الأنف إلى الحلق، وتخرج منه الغنّة.

ص:46

والغنّة صوت رخيم يرافق حرفي الميم (م) والنون (ن)، والنون أغنُّ من الميم.

وللغنّة خمس مراتب:

1.أن تكون الميم والنون مشددتين نحو (وأنّا) و(لمّا) و(آمَنَّا) في قوله تعالى: ﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً﴾ (1).

2.أن تكون النون مدغمة بغنّة نحو (فَمَن يُؤْمِن) في الآية السابقة.

3.أن تكون الميم والنون مخفاة نحو (كُنتُمْ بِهِ) في قوله تعالى: ﴿هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ (2).

4.أن تكونا ساكنتين مظهرتين.

5.أن تكونا متحركتين.

والغنّة صفة ذاتية لازمة للنون والميم إلا أنّها لا تكون ظاهرة في المرتبتين الأخريين، أمّا في المراتب الثلاث الأولى فيجب إظهارها بمدّها مقدار حركتين كما نبين ذلك في باب المدود.


1- سورة الجن: 13
2- سورة الصّافات: 21

ص:47

ولم يذكر الخيشوم مع مخارج الحروف إذا أن الذي يخرج منه صفة (الغنّة) وليس حرفاً؛ لأن الغنّة هي الصفة الوحيدة من ضمن صفات الحروف التي تنفرد بمخرج مستقل عن مخرج الحرف الذي ترافقه، فبقية الصفات تخرج مع الحرف من مخرجه، أما الغنّة فتخرج من الخيشوم لا من اللسان (مخرج النون) ولا من الشفتين (مخرج الميم).

ويرى بعض علماء التجويد أن الغنّة إذا كانت ظاهرة في الميم والنون (حال التشديد والإدغام بغنّة) انتقل مخرجاهما إلى الخيشوم، وبهذا يكون الخيشوم مخرجاً للغنّة ولحرفي الميم والنون إذا ما ظهرت هذه الصفة فيهما.

ص:48

ألقاب الحروف

-َا -ُو -ِي | ء ﻫ ع ح غ خ | ك ق | ج ش ض ي

ل ن ر | ط ت د | ص ز س | ظ ذ ث | ف و ب م

للحروف ألقاب لقبت بها حسب المواضع التي تخرج منها أو ما يقاربها، وأول من وضع هذه الألقاب الخليل بن أحمد (1) في كتابه العين.


1- الخليل بن أحمد الفراهيدي، نسبةً إلى (فراهيد) بطن من قبيلة الأَزْد العُمانيّةِ أو اليمانيّة (لسان العرب لابن منظور 335:3، المزهر للسيوطي 379:2)، أو هي محلّة في البصرة (ثقات ابن حِبّان 229:8)، وقال المرزباني (نور القبس:20): كان من أهل عُمان، من قريةٍ من قراها، ثمّ انتقل إلى البصرة، وكان من أزهد الناس وأعلاهم نفساً. قال يونس: قلت للخليل: ما بالُ أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله كأنّهم بنو أمٍّ واحدة، وعليّ بن أبي طالب كأنّه ابن عَلّة ؟! فقال: من أين لك هذا السؤال؟ قلت: أريد أن تجيبني، فقال: على أن تكتم علَيّ ما دمتُ حيّاً! قلت: أجَل، فقال: تَقدَّمهم إسلاماً، وبَذّهم شرفاً، وفاقهم عِلماً، ورجحهم حِلماً، وكاثَرَهم زهداً، وأنجدهم شجاعةً، فحسدوه! والناس إلى أمثالهم وأشكالهم أمْيَلُ منهم إلى مَن فاقهم وكثرهم ورجحهم! ومن هذا يتّضح أنّ الخليل كان شيعيَّ المذهب ولكنّه كان يكتم تشيّعه، وكان يروي عن: أيّوب السختياني، وسفيان الثوري، وهما من أصحاب الإمام جعفر الصادق علیه السلام وتلاميذه، حديثَ علل الحجّ وأحكامه. روى ابن شهرآشوب (مناقب آل أبي طالب 326:1)عن البلاذري في أنساب الأشراف أنّ علم العروض خرج من دار الإمام عليٍّ علیه السلام ، قال: رُويَ أنّ الخليل بن أحمد أخذ رسم العروض عن رجلٍ من أصحاب محمّد الباقر، أو عليّ بن الحسين علیهم السلام، فوضع لذلك أصولاً (رواه المرعشي في ملحقات إحقاق الحقّ 169:12 - عن الحافظ أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي في كتابه: الزينة في الكلمات الإسلامية العربية:80 - طبعة القاهرة)، ومدحه العلاّمة الحلّي فقال: كان الخليل أفضلَ الناس في الأدب، وقوله حجّةٌ منه، وقد اخترع علم العروض، وفضله أشهر من أن يُذكَر، وكان إماميَّ المذهب (خلاصة الأقوال:140)، ونقل الشيخ الطوسي عنه قوله: أَحثُّ كلمةٍ على طلب العلم قول عليّ بن أبي طالب علیه السلام : ﴿قَدْرُ كلِّ امرئٍ ما يُحسِن﴾ (أمالي الطوسي:494)، وفي تاريخ وفاته: كتب الخزرجي نقلاً عن ابن حِبّان: وُلد سنة 100 ﻫ ومات سنة 170 أو 175 ﻫ (خلاصة تذهيب تهذيب الكمال:106).

ص:49

1. الحروف الجوفية الهوائية المدية: وهي حروف المد الثلاثة (-َا -ُو -ِي) ولقبت بالجوفية لخروجها من الجوف كما هو مبين في باب المخرج الأول، وتلقب بالهوائية لخروج الهواء معها حال النطق بها، وتسمى أيضاً في علم الصرف بحروف العلة.

2. الحروف الحلقية: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء: (ء ﻫ ع ح غ خ)

3. الحروف اللَّهَوية: وهي الكاف والقاف (ك ق) وسميت كذلك نسبة إلى اللهاة، وهي اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم.

4. الحروف الشَّجْرِية: نسبة إلى شجر الفم وهو منفتح ما بين اللحيين، واختُلف في الحروف الشجرية فقيل: الجيم والشين والياء غير المدية (ج ش ي) وقيل: الجيم والشين والضاد (ج ش ض) وقيل: الجيم والشين والضاد والياء غير المدية (ج ش ض ي). ولعل القول الأخير أقرب الأقوال إلى الصواب.

5. الحروف الذَّلْقِية: وهي اللام والنون والراء (ل ن ر). ولقبت بذلك نسبة إلى ذَلْق اللسان أي طرفه ولخفتها وسرعة النطق بها.

ص:50

6. الحروف النِّطْعية: وهي الطاء والتاء والدال (ط ت د) ولقبت كذلك لأنها تخرج من نطع الحنك أي سقفه وهو ما ظهر في داخل الفم من الغار الأعلى.

7. الحروف الأَسَلِيَّة: وهي الصاد والزاي والسين (ص ز س)، ولقبت بذلك لخروجها من أسَلَة اللسان أي ما دق منه، وهذه الحروف الثلاثة تشترك في صفة الصفير وتخرج من طرف اللسان الدقيق.

8. الحروف اللِّثَوية: وهي الظاء والذال والثاء (ظ ذ ث)، وتخرج من قرب اللِّثة (بكسر اللام) واللثة ما حول الأسنان من اللحم.

9. الحروف الشفوية: وهي الفاء والواو غير المدية والباء والميم (ف و ب م)، وسميت كذلك لخروجها من الشفتين أو من باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا (الفاء).

ص:51

صفات الحروف وأقسامها

تعريف الصفة

الصفة هي الكيفية التي تعطى للحرف عند النطق به بحيث تميزه عن غيره.

فوائد معرفة صفات الحروف

- تمييز الحروف المشتركة في نفس المخرج بعضها عن بعض حال تأديتها. فمثلا الثاء والذال والظاء تخرج كلّها من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا ولا يُميز بينها إلا بإعطاء كل حرف حقه من الصفات.

- تحسين النطق بالحروف وذلك بإعطاء كل حرف حقّه ومستحقّه مخرجاً وصفة.

- معرفة الحروف القوية والضعيفة من حيث الصفات وما يترتب عن ذلك من معرفة ما يجوز إدغامه وما لا يجوز وما يدغم إدغاماً كاملاً وما يدغم إدغاماً ناقصاً.

الصفات اللازمة والصفات العارضة

اشارة

تنقسم الصفات إلى قسمين:

ص:52

1. الصفات اللازمة: وهي الصفات التي من ذات الحرف لا تنفك عنه مطلقاً، كالاستعلاء والهمس وسائر الصفات التي سنتعرض إليها في الأبواب التالية.

2. الصفات العارضة: هي صفات مكملة للحرف تعرض له في أحوال معينة ولا تؤثر في ذاته إذا انفكت عنه، كالتفخيم والترقيق والإدغام والمدّ والإخفاء وغير ذلك، ونفصل هذه الصفات العارضة في مباحث منفصلة.

عدد الصفات اللازمة

اختلف العلماء في عددها وأشهر الأقوال أنّها سبعة عشر صفة لازمة.

أقسام الصفات اللازمة

تنقسم الصفات اللازمة إلى قسمين:

1. الصفات المتضادة: وهي خمس مجموعات في كل مجموعة صفتان متضادتان، فإذا وجدت صفة منهما في حرف امتنع عليه ضدها، ولا بد للحرف من أن يتصف بأحدهما، وهذه الصفات هي:

- الهمس، وضده الجهر.

ص:53

- الشدة، وضدها الرخاوة، وبينهما التوسط أو البينية.

- الاستعلاء، وضده الإستفال.

- الإطباق، وضده الإنفتاح.

- الإصمات، وضده الإذلاق.

2. الصفات التي لا ضدَّ لها: وهي سبع صفات:

- القلقلة.

- الصفير.

- الانحراف.

- التفشي.

- الاستطالة.

- التكرير.

وأضاف بعض العلماء صفتين أخريين لا ضدَّ لهما وهما: الخفاء والغنّة.

ص:54

ولاستخراج صفات حرف ما، نقوم أولاً باستعراض مجموعات الصفات المتعارضة، فنثبت للحرف أحد الصفتين، وبناءً على هذا ينبغي أن يتصف كل حرف بخمس صفات من ذوات الأضداد.

ثم بعد ذلك نقوم بعرضه على بقية الصفات التي لا ضدَّ لها، فإن كان متصفاً بأحدها أثبتنا له هذه الصفة وأضفناها إلى الخمس المتقدمة.

هذا ولا يتصف الحرف بأقل من خمس صفات (المتضادة) ولا أكثر من سبع (الخمس المتضادة مع صفتين أخريين).

الصفات القوية والضعيفة والمتوسطة

يمكن تقسيم الصفات اللازمة إلى صفات قوية، وأخرى ضعيفة، وأخرى متوسطة.

1. الصفات القوية: وهي الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والقلقلة والصفير والانحراف والتفشّي.

2. الصفات الضعيفة: وهي الهمس والرخاوة والاستفال والانفتاح واللين والخفاء.

3. الصفات المتوسطة: التوسط (بين الشدة والرخاوة) والإصمات والذلاقة.

ص:55

والبعض يقسم الصفات إلى قوي وضعيف بجعل التوسط والذلاقة من الصفات الضعيفة والإصمات من الصفات القوية.

الصفات اللازمة المتضادة

1. الهمس

لغة: الخفاء.

اصطلاحاً: جريان النفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج.

حروفه: عشرة حروف مجموعة في قول: فحثه شخص سكت.

2.الجهر

لغة: الإعلان.

اصطلاحاً: انحباس جريان النفس جزئياً عند النطق بالحرف لقوة الاعتماد على المخرج.

ص:56

حروفه: باقي حروف الهجاء التسعة عشر (عدا حروف الهمس) وهي مجموعة في قول: عَظمَ وَزْنُ قَارِي ذِي غَضِّ جِدِّ طَلَب (أي رجح ميزان قارئ ذي غض للبصر واجتهاد في طلب العلم).

3. الشدة

لغة: القوة.

اصطلاحاً: عدم جريان الصوت وانحباسه عند النطق بالحرف لكمال الاعتماد على المخرج.

حروفه: ثمانية حروف مجموعة في قول: أجد قط بكت.

4. الرخاوة

لغة: اللين.

اصطلاحاً: جريان الصوت عند النطق بالحرف.

حروفه: ستة عشر حرفاً ما عدا حروف الشدة والتوسط وهي: ث ح خ ذ ز س ش ص ض ظ غ ف ﻫ و ي ا (الألف).

ص:57

5.التوسط أو البينية

اصطلاحاً: اعتدال الصوت عند النطق بالحرف، وهي صفة بين الشدة والرخاوة بحيث لا ينحبس معها الصوت انحباسه مع حروف الشدة ولا يجري معها جريانه مع حروف الرخاوة.

حروفه: خمسة حروف يجمعها قول: عن رمل

الفرق بين الشدة والجهر:

في الشدة كمال اعتماد على المخرج وفي الجهر قوة اعتماد على المخرج.

في الشدة ينحبس الصوت وفي الجهر ينحبس النفس.

الحروف تجمع بين الشدة والجهر ستة وهي قطب جد، والهمزة، ويحتبس عند النطق بها الصوت والنفس.

6. الاستعلاء

لغة: الارتفاع.

ص:58

اصطلاحاً: ارتفاع أقصى اللسان عند النطق بالحرف إلى الحنك الأعلى.

حروفه: سبعة حروف مجموعة في قول: خُصَّ ضَغطٍ قِظ.

7. الاستفال

لغة: الانخفاض.

اصطلاحاً: انخفاض أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.

حروفه: اثنان وعشرون حرفا وهي باقي الحروف الهجائية التي لا تتصف بالاستعلاء:

ء ب ت ث ج ح د ذ ر ز س ش ع ف ك ل م ن ه و ي ا

8. الإطباق

لغة: الالتصاق

اصطلاحاً: إلصاق أكثر اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف.

حروفه: أربعة حروف: الصاد والضاد والطاء والظاء ص ض ط ظ

حروف الإطباق أقوى الحروف وأشدها تفخيماً.

ص:59

والإطباق أخص من الاستعلاء حيث يلزم من الإطباق الاستعلاء ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق. فكل حروف الإطباق تتصف بالاستعلاء وليس كل حرف مستعل يتصف بالإطباق.

9. الانفتاح

لغة: الافتراق.

اصطلاحاً: تجافي اللسان أو معظمه عن الحنك الأعلى عند النطق بالحرف.

حروفه: خمس وعشرون حرفا أي باقي حروف الهجاء وهي مجموعة في قول: من أخذ وجد سعة فزكا حق له شرب غيث

10. الإذلاق

لغة: السرعة والخفة والطرف وذلاقة اللسان أي حدته وطلاقته وفصاحته.

اصطلاحاً: سرعة النطق بالحرف لخروجه من طرف اللسان أو من الشفتين.

حروفه: ستة حروف: بعضها يخرج من طرف اللسان وهي اللام والنون والراء (ل – ن – ر) وبعضها يخرج من طرف الشفتين وهي الفاء والميم والباء (ف – م – ب).

ص:60

وهذه الحروف الستة يجمعها قول: فرّ من لُبِّ.

ونظراً لخفتها فعلى القارئ الانتباه إلى هذه الحروف أثناء التلاوة.

11. الإصمات

لغة: المنع

اصطلاحاً: ثقل النطق بالحرف.

حروفه: ثلاثة وعشرون حرفا: ويجمعها قول: جز غش ساخط صيد ثقة إذ وعظه يحضك. (أي: ابتعد عن غش ساخط للحق وابحث عن ثقة فإن وعظه يحثك على الخير).

وسميت هذه الحروف بالحروف المصمتة لامتناع انفرادها بالكلمات الرباعية الأصل أو الخماسية، فلا بد من وجود حرف (أو أكثر) من الحروف المتصفة بالذلاقة في هذه الكلمات يعادل بخفته ثقل المصمت. فإن لم تجد ذلك فلك أن تحكم بأن الكلمة أعجمية دخيلة على كلام العرب، ومثال ذلك كلمة (عسجد)، وهي فارسية معربة.

الصفات التي لا ضدَّ لها

اشارة

ص:61

1. الصفير

لغة: حدة الصوت، صوت الطائر.

اصطلاحاً: صوت يشبه صوت الطائر يصحب النطق بالحرف.

حروفه: ثلاثة حروف وهي الصاد والزاي والسين (ص – ز – س). ويكون الصفير أقوى عند السكون مثل: يوسْوس في قوله تعالى: ﴿الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾ (1).

2. القلقلة

لغة: الحركة

اصطلاحاً: اضطراب في المخرج عند النطق بالحرف، وتظهر واضحة إذا كان الحرف ساكنا حتى تُسمع له نبرة قوية.

حروفه: خمسة حروف مجموعة في قول: قطب جد.

وجميع هذه الحروف تتصف بالشدة والجهر. وحيث أن الجهر يمنع جريان النفس والشدة تمنع جريان الصوت كان لزاماً قلقلة المخرج حتى يظهر صوت الحرف.


1- سورة الناس: 5

ص:62

والقلقلة من الصفات اللازمة لحروف قطب جد سواء كانت هذه الحروف متحركة أو ساكنة، إلا أن هذه الصفة تكون واضحة أكثر عند سكون الحرف.

كيفية أدائها:

القلقلة في الحرف الساكن صوت مستقل ليس بالفتحة ولا بالضمة ولا بالكسرة ولا يتأثر بالحركة التي قبله. وهذه الأحوال الثلاثة مجموعة في قوله تعالى: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾ (1).

ويتمّ أداء هذه الصفة بسرعة فصل اللسان أو الشفتين عن مخرج الحرف.

أقسامها:

1. قلقلة كبرى: إذا كان حرف القلقلة مشددا في آخر الكلمة الموقوف عليها. نحو الحجّ في قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ (2)، والحقّ في قوله تعالى: ﴿قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ﴾ (3).


1- سورة القمر: 55
2- سورة البقرة: 189
3- سورة البقرة: 71

ص:63

2. قلقلة وسطى: إذا كان حرف القلقة ساكنا في آخر الكلمة الموقوف عليها ولم يكن مشددا. نحو: الفلقْ في قوله تعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ (1)، ونحو قريبْ، أحدْ، محيطْ.

3. قلقلة صغرى: إذا كان حرف القلقلة ساكناً في وسط الكلمة أو في آخر كلمة غير موقوف عليها، نحو أفتطْمعون وصدْق ومقْتدر في قوله تعالى: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ﴾ (2)، وكذلك مثل فاستجبْنا، ويدْعوننا، أستجبْ لكم.

3. اللين

لغة: السهولة

اصطلاحاً: خروج الحرف من مخرجه بسهولة ويسر.

حروفه: حرفان وهما الواو والياء الساكنتين (غير المديتين) المفتوح ما قبلهما، نحو خوْف، هيْت، بيْت.


1- سورة الفلق: 1
2- سورة القمر: 55

ص:64

وزاد بعض العلماء الألف وذلك لأن الألف لا تكون إلّا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلّا مفتوحاً.

4. الانحراف

لغة: الميل.

اصطلاحاً: ميل الحرف وانحرافه عن مخرجه حتى يقرب من مخرج غيره.

حروفه: حرفان وهما اللام والراء: ل - ر.

فاللام فيها انحراف إلى مخرج اللسان والراء فيها انحراف إلى ظهر اللسان وميل قليل إلى مخرج اللام.

5. التفشي

لغة: الانتشار.

اصطلاحاً: انتشار الهواء في الفم عند النطق بالحرف.

حروفه: حرف واحد وهو حرف الشين (ش).

ص:65

6. التكرير

لغة: الإعادة والتكرار.

اصطلاحاً: ارتعاد طرف اللسان عند النطق بالحرف.

حروفه: حرف واحد وهو حرف الراء (ر).

المراد من ذكر هذه الصفة اجتنابها لا فعلها وخاصة إذا كانت الراء مشددة، مثل قول الله سبحانه وتعالى: ﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ (1).

ووصف الراء بالتكرير يعني أنها قابلة له، فكلما ارتعد اللسان مرة خرجت راء، لذا يجب على القارئ عند النطق بالراء، عدم السماح بأكثر من ارتعادة واحدة.

وطريقة إخفاء التكرير تكون بإلصاق ظهر اللسان بما يحاذيه من الحنك الأعلى لصقاً محكماً مرة واحدة بحيث لا يرتعد.

تدرب جيداً على المثال السادس وذلك بتسجيل صوتك ثم الاستماع إليه ومقارنة أدائك لمخرج الراء بتلاوة الأستاذ.


1- سورة الفاتحة: 3

ص:66

7. الاستطالة

لغة: الامتداد.

اصطلاحاً: طول المخرج وامتداده من أول حافة اللسان إلى آخره بحيث يستوعب الحنك كله.

حروفه: حرف واحد وهو حرف الضاد (ض).

ومثال ذلك (المغضوب) و(الضَّالين) في قوله تعالى: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ

المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ (1).

وأيضاً قوله تعالى: ﴿وَالضُّحَى﴾ (2).


1- سورة الفاتحة: 7
2- سورة الضحى: 1

ص:67

علم التجويد

تعريفه

لغة: التحسين والإتقان.

اصطلاحاً: هو العلم الذي يبين الأحكام والقواعد التي يجب الالتزام بها عند تلاوة القرآن طبقا لما تلقاه المسلمون عن رسول الله صلی الله علیه و آله وذلك بإعطاء كل حرف حقه مخرجا وصفة وحركة، من غير تكلف ولا تعسف.

فائدته

صون اللسان عن الخطأ واللحن في كلام الله سبحانه وتعالى.

طريقة أخذ علم التجويد

1. أن يستمع المتعلم لقراءة معلمه، وهذه طريقة المتقدمين.

2. أن يقرأ الطالب أمام معلمه وهو يصحح له.

والأفضل الجمع بين الطريقتين.

ص:68

وإن هذا العلم لا يُتعلم من الكتب لوحدها، بل لا بد من الرجوع إلى المتقنين من علماء التجويد، فثمة دقائق وأحكام لا تُدرك إلا بالسماع المباشر والمشافهة.

كما أن على طالب هذا العلم أن يُكثر من الاستماع إلى أشرطة المتقنين من القرّاء المعروفين.

ص:69

مراتب القراءة

(1) التحقيق

تلاوة القرآن بتؤدة واطمئنان مع تدبر المعاني ومراعاة مختلف أحكام التجويد وإعطاء كل حرف حقّه ومستحقّه مخرجاً وصفة.

(2) الحدر

الإسراع في القراءة مع مراعاة أحكام التجويد.

(3) التدوير

التوسّط بين التحقيق والحدر.

وهذه الأساليب الثلاثة جائزة وتدخل كلها في صفة الترتيل الواردة في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلاً﴾ (1).


1- سورة المزمل: 4

ص:70

اللحن في القراءة

تعريفه

هو الخطأ والميل عن الصواب في القراءة، وينقسم إلى قسمين: لحنٌ جليٌّ، ولحنٌ خفيٌّ.

اللحن الجليُّ

وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بمعاني القرآن إخلالا ظاهراً، وسمي جليّاً لوضوحه وظهوره للقراء والمستمعين، وعلى هذا فإن هذا النوع من اللحن لا يجوز شرعاً.

قد يكون اللحن الجليّ بإبدال حرف مكان آخر كإبدال الطاء دالاً، أو نطق الذال زاياً، أو الثاء سيناً.

ص:71

وقد يكون بتغيير حركات الحروف، كأن يبدل الفتحة كسرة أو السكون حركة، وربما أدى هذا التبديل إلى تغيير معنى الآية، كضم تاء (لست) في قوله تعالى: ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ (1)، (وهذا خطأ فادح؛ لتغير معنى الآية تماماً).

اللحن الخفيُّ

وهو خطأ يطرأ على قواعد التجويد وكمال النطق دون الإخلال بالمعنى أو الإعراب، وسمي خفيّاً لأنّه يخفى على عامة الناس ولا يدركه إلّا القراء.

ومثله ترك الغنّة والإخلال بأحكام المدود، وتفخيم ما يجب ترقيقه وترقيق ما يجب تفخيمه إلى غير ذلك من الأخطاء التي تخالف عرف القراءة الصحيحة.


1- سورة الغاشية: 22

ص:72

الاستعاذة والبسملة

الاستعاذة

معناها: الالتجاء إلى الله والتحصن به من شر الشيطان الرجيم ووساوسه وهمزه ونفخه ونفثه.

صيغتها: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

فقد كان رسول الله صلی الله علیه و آله يقول قبل القراءة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لقوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ (1).

محلها: تكون الإستعاذة قبل القراءة، وليست من القرآن.

الجهر والإسرار بها:

يجهر بالاستعاذة إذا كان يقرأ جهراً وهناك من يسمعه، أو في بداية الدرس، ويسرّ بها إذا كان يتدارس القرآن في جماعة ولم يكن المبتدئ بالقراءة.


1- سورة النحل: 98

ص:73

البسملة

معناها: مصدر فعل بسمل أي قال (بسم الله) وتسمى أيضا التسمية من فعل (سمى).

صيغها: صيغة واحدة: ﴿بسْمِ الله الرَّحمْنِ الرَّحِيمِ﴾.

محلها: قبل الشروع في القراءة.

ولا بد من البسملة قبل كل سورة لأنها آية في كل سورة عدا سورة التوبة.

والبسملة جزء من الآية 30 من سورة النمل: ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.

ولا يجوز وصل آخر السورة الأولى بالبسملة ثم قطع البسملة عن السورة اللاحقة لأن محل البسملة أوائل السور وليس آخرها.

أما البسملة بين سورتي الأنفال والتوبة، فلها ثلاثة أوجه:

1. وصل آخر الأنفال بأول التوبة.

2. الوقف على آخر الأنفال ثم البدء بأول التوبة (دون بسملة).

ص:74

3. السكت (الوقف دون تنفس) على آخر سورة الأنفال ثم البدء بالتوبة.

ص:75

الإدغام

تعريف الإدغام

لغة: الإدخال.

اصطلاحاً: اللفظ بحرفين حرفاً واحداً مشدداً من جنس الثاني، أو التلفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد.

أسباب الإدغام

للإدغام ثلاثة أسباب هي:

-التماثل: أن يتحد الحرفان اسما ورسما ومخرجا وصفة كالفاء مع الفاء في قوله تعالى: ﴿فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً﴾ (1)، أو الباء مع الباء في قوله تعالى: ﴿وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ﴾ (2).


1- سورة الإسراء: 33
2- سورة البقرة: 60

ص:76

-التقارب: أن يتقارب الحرفان في المخرج والصفة، كالنون مع اللام في قوله تعالى: ﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ﴾ (1)، أو يتقاربان في المخرج فقط كالقاف مع الكاف مثل قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ﴾ (2)، أو يتقاربان في الصفة فقط كاللام مع الراء ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ (3).

-التجانس: أن يتحد الحرفان في المخرج ويختلفا في الصفة كالتاء مع الدال في قوله تعالى: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا﴾ (4).

ملاحظة: الصفة الرابعة التي تربط الحروف هي التباعد وتعني الاختلاف في المخرج والصفة. والتباعد، عكس التماثل والتقارب والتجانس، يمنع الإدغام ويوجب الإظهار، كاللام مع الهاء في قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (5).

أقسام الإدغام

اشارة


1- سورة البقرة: 12
2- سورة المرسلات: 20
3- سورة طه: 114
4- سورة يونس: 89
5- سورة الإخلاص:1

ص:77

الإدغام قسمان:

الإدغام الكبير

هو التقاء حرف متحرك بآخر متحرك بحيث يصيران حرفاً مشدداً.

ليس في رواية حفص عن عاصم من هذا النوع إلّا كلمات معدودة في المتماثل، مثل:

-كلمة تَأْمَنَّا في قوله سبحانه وتعالى: ﴿قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ (1)، والأصل هو تأمنُنَا ولكن أُدغم حرف النون المرفوع إعراباً في النون الذي بعده فأصبحت تَأْمَنَّا.

ويتم نطق هذا الإدغام مع الإشمام أو الاختلاس وهو الإتيان ببعض الحركة بضم الشفتين كمن يريد النطق بضمة، إشارة إلى أنّ الحركة المحذوفة هي ضمة النون الأول

- كلمة أَتُحَاجُّونِّي في قوله تعالى: ﴿قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ﴾ (2)، إذ الأصل في كلمة أَتُحَاجُّونِّي: أتحاجونَنِي.

- كلمة ﴿مَا مَكَّنِّي﴾ (3)، الأصل فيها ما مكنَنِي.


1- سورة يوسف: 11
2- سورة الأنعام: 80
3- سورة الكهف: 95

ص:78

ولا يوجد في رواية حفص أمثلة من الإدغام الكبير في المتجانس أو المتقارب.

الإدغام الصغير

هو التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني، مثل إدغام التاء في التاء في قوله تعالى: ﴿فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾ (1).

وهذا النوع هو الذي نتناوله في الأبواب التالية بأنواعه الثلاثة: المتماثل والمتقارب والمتجانس.

الإدغام الكامل والإدغام الناقص

الإدغام الكامل: هو إدغام الحرف فيما بعده ذاتا وصفة بحيث يسقط الحرف المدغم تماما فلا يبقى له أثر في اللفظ.

ومثال ذلك: ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا﴾ (2)، حيث سقطت التاء من اللفظ ذاتاً وصفة.


1- سورة البقرة: 16
2- سورة يونس: 89

ص:79

مثال آخر: ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ﴾ (1) أدغمت النون هنا في الراء إدغاماً كاملاً ذاتاً وصفة.

ملاحظة: يشار إلى الإدغام الكامل في رسم المصاحف بتعرية الحرف المدغم من السكون وتشديد الحرف المدغم فيه.

الإدغام الناقص:هو إدغام الحرف فيما بعده ذاتاً لا صفة بحيث يسقط الحرف المدغم مع بقاء شيء من صفاته وذلك في أربع حالات:

- النون عند الواو نحو ﴿وَمَا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِن وَاقٍ﴾ (2)، حين أدغمت النون في الواو بقيت غنتها وتقرأ مِ-- ن --وَاق.

-النون عند الياء مثل ﴿مَن يَقُولُ﴾ (3)، تقرأ م- ن --يَقُول.


1- سورة آل عمران: 69
2- سورة الرعد: 34
3- سورة البقرة: 8

ص:80

-الطاء عند التاء مثل ﴿لَئِن بَسَطتَ﴾ (1)، حين أدغمت الطاء في التاء بقي إطباقها واستعلاؤها، ويلاحظ هنا أن الطاء سقطت فلا تقلقل.

-القاف عند الكاف مثل ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ﴾ (2)، لاحظ هنا أيضا أن القاف لا تقلقل.

إدغام المتماثلين

الإدغام الصغير ثلاثة أنواع: إدغام المتماثلين والمتقاربين والمتجانسين، وهو التقاء حرف ساكن بآخر متحرك بحيث يصيران حرفاً واحداً مشدداً من جنس الثاني.

فبالنسبة لإدغام المتماثلين فإن حفصا أدغم كل مثلين التقيا وكان أولهما ساكنا، نحو:

-التاء عند التاء: ﴿فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ﴾ (3)، وتقرأ فما رَبِحَتِّجَارَتُهُم.

-الدال عند الدال: ﴿وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ﴾ (4)، وتقرأ وَقَدَّخَلُوا.


1- سورة المائدة: 28
2- سورة المرسلات: 20
3- سورة البقرة: 16
4- سورة المائدة: 61

ص:81

- الذال عند الذال: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً﴾ (1)، وتقرأ إِذَّهَبَ.

-الكاف عند الكاف: ﴿أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ﴾ (2)، وتقرأ يُدْرِكُّم.

-اللام عند اللام: ﴿قُل لاَّ أَشْهَدُ﴾ (3).

-الفاء عند الفاء: ﴿فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً﴾ (4).

-الباء عند الباء: ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا﴾ (5).

-الميم عند الميم: ﴿قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ (6).

-النون عند النون: ﴿لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ﴾ (7).


1- سورة الأنبياء: 87
2- سورة النساء: 78
3- سورة الأنعام: 19
4- سورة الإسراء: 33
5- سورة النمل: 28
6- سورة يونس: 57
7- سورة البقرة: 61

ص:82

-الواو الساكنة المفتوح ما قبلها عند الواو: ﴿حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ﴾ (1).

ولا إدغام إذا كان أول الحرفين حرف مدٍّ مثل:

- ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾ (2).

- ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً﴾ (3).

ولحفص في قوله تعالى: ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ﴾ (4) وجهان عند الوصل: السكت مع الإظهار أو الإدغام.

إدغام المتقاربين

المتقاربان هو تقارب الحرفين مخرجا وصفة، وقد أدغم حفص وجوبا في الحالات التالية:

1. اللام الساكنة في الراء: ومثال ذلك:


1- سورة الأعراف: 95
2- سورة الرعد: 29
3- سورة الرعد: 12
4- سورة الحاقة: 28، 29

ص:83

- ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ (1).

-﴿ بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ﴾ (2).

ولا يُستثنى من ذلك إلا قوله تعالى: ﴿كَلَّا بَلْس رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (3) بسبب السكت الواجب على لام بل، وهذا السكت يمنع الإدغام.

2.النون الساكنة والتنوين في الواو والياء والراء والميم واللام وهي أحرف (ويرمل):

- التنوين مع الواو: ﴿وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً﴾ (4).

-النون الساكنة مع الياء: ﴿فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ (5).

-النون الساكنة مع الراء: ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ﴾ (6) تقرأ مِرَّبّهم.


1- سورة طه: 114
2- سورة النساء: 158
3- سورة المطففين: 14
4- سورة النساء: 123
5- سورة الذاريات: 60
6- سورة البقرة: 5

ص:84

-النون الساكنة مع الميم: ﴿وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ﴾ (1).

-النون الساكنة مع اللام: ﴿وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً﴾ (2).

ولا يستثنى من هذا إلا قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ مَنْس رَاقٍ﴾ (3) بسبب السكت الواجب على نون (من).

ملاحظة: اختلف القراء في هجاء (طسم) (الشعراء والقصص) (طا سين ميم) بين مظهر لنون (سين) ومدغم لها في الميم، والمتفق عليه عن حفص هو الإدغام.

3. القاف الساكنة في الكاف: ﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ﴾ (4).

4. لام التعريف في الحروف الشمسية: ط ث ص ر ت ض ذ ن د س ظ ز ش ل

وهذه الحروف هي التي في أوائل كلمات البيت التالي:

طِب ثمّ صل رحما تفز ضِف ذا نعم


1- سورة ابراهيم: 16
2- سورة النساء: 40
3- سورة القيامة: 27
4- سورة المرسلات: 20

ص:85

دع سوء ظن زر شريفا للكرم

وأمثلة هذا الإدغام: الطور، الثمرات، الصراط، الرحمن، التناد، الضالين، الذئب، الناس، الدين، السماء، الظالمين، الزّكاة، الشجرة، اللمم.

﴿إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ (1).

﴿فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً﴾ (2).

إدغام المتجانسين

المتجانسان هو اتحاد الحرفين مخرجاً واختلافهما صفة، ويكون إدغام المتجانسين في:

-الأحرف النطعية: التاء في الطاء والطاء في التاء والتاء في الدال والدال في التاء.

-الأحرف اللثوية: الثاء في الذال والذال في الظاء.

-الأحرف الشفوية: الباء في الميم.


1- سورة الفاتحة: 6
2- سورة الصافات: 2

ص:86

وقد أوجب حفص الإدغام في كل مواضع التقاء المتجانسين في القرآن الكريم ما عدا موضعين أجاز فيهما الإدغام والإظهار.

الإدغام الواجب في المتجانسين عند حفص

1. تاء التأنيث الساكنة في الطاء: ومثال ذلك:

- ﴿وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ﴾ (1) وتُقرأ ودطّائفة، وهذا من الإدغام الكامل كما رأينا.

- ﴿إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ﴾ (2).

2. الطاء الساكنة في التاء نحو:

- ﴿لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي﴾ (3) وتقرأ بس- ط -ت وهذا من الإدغام الناقص حيث سقطت الطاء وبقي استعلاؤها وإطباقها.


1- سورة آل عمران: 69
2- سورة آل عمران: 122
3- سورة المائدة: 28

ص:87

- ﴿وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُف﴾ (1).

- ﴿فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ (2).

3. تاء التأنيث الساكنة في الدال نحو:

- ﴿فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا﴾ (3) تقرأ فلما أَثقَلَدَّعَوا من الإدغام الكامل.

- ﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا﴾ (4).

4. الدال الساكنة في التاء نحو:

- ﴿قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ (5) تقرأ قتّبيّن.

- ﴿وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ﴾ (6).


1- سورة يوسف: 80
2- سورة النمل: 22
3- سورة الأعراف: 189
4- سورة يونس: 89
5- سورة البقرة: 256
6- سورة المائدة: 89

ص:88

5. الذال الساكنة في الظاء وقد وقعت في موضعين:

- ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ﴾ (1) تقرأ إظّلمتم.

- ﴿وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ (2).

الإدغام الجائز في المتجانسين عند حفص

6.الثاء في الذال في قوله تعالى: ﴿يَلْهَث ذَّلِكَ﴾ (3).

7.الباء في الميم في قوله تعالى: ﴿يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا﴾ (4).

ففي هذين الموضعين يجوز عند حفص الإدغام والإظهار.


1- سورة الزخرف: 39
2- سورة النساء: 64
3- سورة الأعراف: 176
4- سورة هود: 42

ص:89

أحكام النون الساكنة والتنوين

اشارة

النون الساكنة: هي النون غير المتحركة التي تثبت لفظاً ووقفاً وتكون في الأسماء والأفعال والحروف وفي وسط الكلمة وآخرها.

التنوين: هو نون ساكنة زائدة تتبع آخر الاسم لفظاً في الوصل وتفارقه خطاً ووقفاً. ولا تكون في الأفعال والحروف. ويعبر عن التنوين خطا بضمتين أو فتحتين أو كسرتين.

أحكام النون الساكنة والتنوين: لها أربعة أحكام: الإظهار، الإدغام، الإقلاب، الإخفاء.

وهذه الأحكام الأربعة هي صفات حرف النون العارضة التي يتصف بها حال سكونه (ويدخل في ذلك التنوين).

ص:90

تنبيه: قد يحرك النون منعا من التقاء ساكنين وفي هذه الحالة لا تنطبق عليه أحكام هذا الفصل. مثل قوله تعالى: ﴿مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ (1).

وقد يُكسر التنوين عند التقاء ساكنين مثل:

- ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي﴾ (2) وتقرأ (عَدْنِنِلَّتي).

- ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ (3) عند وصل الآيتين وتقرأ (أحَدُنِلَّه).

- ﴿جَزَاءً الْحُسْنَى﴾ (4) وتُقرأ (جزاءَنِلْحُسْنى).

- ﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا﴾ (5) وتقرأ (ورهبانيّتَنِبْتَدعوها).


1- سورة البقرة: 212
2- سورة مريم: 61
3- سورة الإخلاص:1-2
4- سورة الكهف: 88
5- سورة الحديد: 27

ص:91

وفي هذه الحالة أيضا لا يتصف النون بشيء من الصفات العارضة التي ذكرنا والتي يسميها علماء التجويد بأحكام النون الساكنة.

الإظهار

لغة: البيان.

اصطلاحاً: إخراج كل حرف من مخرجه من غير زيادة في غنّة الحرف المُظهَر، وعلى هذا يجب فصل النون الساكنة أو التنوين عن الحرف الذي بعدها من غير سكت عليه.

حروفه: تظهر النون الساكنة أو التنوين إذا وقع بعدها حرف من حروف الحلق الستة: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء (ء ﻫ ع ح غ خ) وهذه الحروف مجموعة في أوائل هذه الكلمات: أخي هاك علماً حازه غير خاسر.

ويكون إظهار النون الساكنة في الكلمة الواحدة وفي الكلمتين، أما إظهار التنوين فلا يقع حتما إلا في كلمتين.

ص:92

أمثلة:

- النون الساكنة مع الهمزة

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي﴾ (1).

-التنوين مع الهمزة

﴿وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً﴾ (2).

-النون الساكنة مع الهاء

﴿وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ﴾ (3).


1- سورة طه: 124
2- سورة النبأ: 16
3- سورة الأعراف: 168

ص:93

﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ﴾ (1) في هذا المثال التقاء نون ساكنة مع الهاء في كلمة يَنْهَوْنَ والتقاء أخرى مع همزة في كلمة وَيَنْأَوْنَ، وفي الحالتين يجب إظهار النون.

-التنوين مع الهاء

﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ (2).

- النون الساكنة مع العين

﴿مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ﴾ (3).

-التنوين مع العين

﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (4).


1- سورة الأنعام 26
2- سورة الرعد: 7
3- سورة يونس: 27
4- سورة البقرة: 29

ص:94

-النون الساكنة مع الحاء

﴿وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ﴾ (1).

-التنوين مع الحاء

﴿إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (2).

-النون الساكنة مع الغين

﴿وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ﴾ (3).

-التنوين مع الغين


1- سورة الحجر: 82
2- سورة البقرة: 220
3- سورة الحاقة: 36

ص:95

﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً﴾ (1).

-النون الساكنة مع الخاء

﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ﴾ (2).

-التنوين مع الخاء

﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ﴾ (3).

ضبط النون الساكنة والتنوين عند الإظهار

-توضع علامة السكون على النون المظهرة مثل: أَنْعَمْتَ.


1- سورة النساء: 43
2- سورة البقرة: 74
3- سورة الزلزلة: 7

ص:96

-يتم ضبط التنوين المُظهر عن طريق تركيب حركتين (ضمّتين أو فتحتين أو كسرتين): ٌ----

أحكام الإدغام

اشارة

تعريفه: تقدم تعريف الإدغام في الفصل السابق.

حروفه: تُدغم النون الساكنة والتنوين في ستة حروف مجموعة في كلمة (يرملون).

أقسامه: قسمان إدغام بغنّة وإدغام بلا غنّة.

إدغام بغنّة

يكون الإدغام بغنّة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد حروف كلمة (ينمو).

وهو على قسمين: إدغام كامل بغنّة وإدغام ناقص بغنّة.

ص:97

إدغام كامل بغنّة: له حرفان الميم والنون، والغنّة الباقية عند إدغام النون الساكنة أو التنوين في هذين الحرفين تكون للحرف المدغم فيه ولهذا كان الإدغام كاملاً، ومثال ذلك:

-النون الساكنة مع النون.

﴿وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا﴾ (1).

-التنوين مع النون.

﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ﴾ (2).

-النون الساكنة مع الميم.

﴿وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ﴾ (3).


1- سورة البقرة: 219
2- سورة الغاشية: 8
3- سورة إبراهيم: 16

ص:98

-التنوين مع الميم.

﴿وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ﴾ (1)، وهذه نون التوكيد وليست تنويناً، ولكنها تأخذ حكم التنوين من حيث الإدغام.

ملاحظة: عند الإدغام بغنّة يجب مدها مقدار حركتين كما هو مبين في مبحث المدود.

إدغام ناقص بغنّة: له حرفان الواو والياء، والإدغام ناقص هنا لأن الغنّة الباقية صفة للحرف المدغم، ومثال ذلك:

-النون الساكنة والتنوين مع الواو.

﴿وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ﴾ (2) في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الواو في ﴿مِن وَلِيٍّ﴾، وإدغام للتنوين في الواو ﴿وَلِيٍّ وَلاَ﴾.


1- سورة يوسف: 32
2- سورة البقرة: 107

ص:99

-النون الساكنة والتنوين مع الياء.

﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ﴾ (1) في هذا المثال إدغام للنون الساكنة في الياء في كلمة ﴿فَمَن يَعْمَلْ﴾ وإدغام للتنوين في الياء ﴿خَيْراً يَرَهُ﴾.

إدغام بلا غنّة

يكون الإدغام بلا غنّة إذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين لام أو راء، وإدغام النون الساكنة والتنوين في هذين الحرفين إدغام كامل.

-النون الساكنة مع اللام

﴿وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً﴾ (2).

-التنوين مع اللام.


1- سورة الزلزلة: 7
2- سورة النساء: 40

ص:100

﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (1).

-النون الساكنة مع الراء.

﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ﴾ (2).

-التنوين مع الراء.

﴿إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (3).

استثناءات

1. يُشترط في الإدغام أن يكون الحرف المدغم والحرف المدغم فيه في كلمتين مختلفتين، فإذا التقيا في كلمة واحدة وجب الإظهار ويسمى إظهاراً مطلقاً، وفي القرآن أربع


1- سورة البقرة: 2
2- سورة البقرة: 5
3- سورة البقرة: 173

ص:101

مواضع التقت فيها النون الساكنة بأحد حروف الإدغام في وسط الكلمة، وهي: دنيا، صنوان، قنوان، بنيان.

2. يُستثنى من قواعد إدغام النون الساكنة والتنوين:

- قوله تعالى: ﴿يس * وَالقرآن الْحَكِيمِ﴾ (1) عند الوصل.

- وقوله ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ (2) عند الوصل.

وفي هذين الموضعين أظهر حفص النون في هجاء حرفي السين (من يس) والنون.

3. سبق الكلام في مبحث الإدغام حول هجاء فواتح سورتي الشعراء والقصص ﴿طسم﴾ ورأينا أن حفصاً أدغم نون السين في الميم.


1- سورة يس: 1-2
2- سورة القلم: 1

ص:102

4. يستثنى أيضا من هذا - كما رأينا في باب إدغام المتقاربين - قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ مَنْس رَاقٍ﴾ (1) بسبب السكت الواجب على نون (من).

5.عند الوقف على الميم والنون بالسكون يجب إظهارهما إظهاراً مطلقاً.

الإقلاب

لغة: تحويل الشيء عن وجهه.

اصطلاحاً: تحويل النون الساكنة أو التنوين ميماً مخفاةً بغنّة إذا وقع بعدها حرف الباء.

ويتم إخفاء الميم المنقلبة عن النون بترك فرجة خفيفة بين الشفتين وعدم الشد عليهما، كما يجب مد الغنّة بعد الإقلاب مقدار حركتين.

أمثلة: قد يكون الإقلاب في كلمة واحدة وقد يكون في كلمتين.


1- سورة القيامة: 27

ص:103

- ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى﴾ (1).

- ﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ﴾ (2).

- ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ﴾ (3).

- ﴿وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ (4).

- ﴿وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ (5).

- ﴿كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ﴾ (6) وهذه نون التوكيد وليست تنويناً ولكنها تأخذ حكم التنوين في الإقلاب.


1- سورة البقرة: 246
2- سورة البقرة: 261
3- سورة آل عمران: 44
4- سورة آل عمران: 15
5- سورة البقرة: 246
6- سورة العلق: 15

ص:104

ضبط الإقلاب في المصاحف

يُشار إلى الإقلاب في رسم المصاحف بوضع ميم صغيرة فوق النون الساكنة التي بعدها باء إشارة إلى قلبها ميما نحو: (مِنْ بَعْدِ مُوسَى)

أما بالنسبة للتنوين فترسم حركة واحدة من الحركتين متبوعة بميم صغيرة نحو: (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)

الإخفاء

لغة: الستر.

اصطلاحاً: النطق بالنون الساكنة أو التنوين على صفة بين الإظهار والإدغام مع مراعاة بقاء الغنّة في الحرف المخفي.

حروفه: خمسة عشر حرفاً مجموعة في أوائل كلمات البيت التالي:

ص:105

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما

دم طيبا زد في تقى ضع ظالما

أداء الإخفاء: عند إخفاء النون الساكنة أو التنوين يتحول مخرج النون من طرف اللسان (مع لثة الأسنان العليا) إلى قرب مخرج حرف الإخفاء، أي أن القارئ يجعل طرف لسانه مبتعدا قليلا عن لثة الأسنان العليا.

كما يُراعى أيضا مد الغنّة مقدار حركتين، وتفخيمها –أي الغنّة - إذا كان حرف الإخفاء مفخّماً نحو ﴿إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً﴾ (1)، وترقيقها إذا كان حرف الإخفاء مرققاً مثل ﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً﴾ (2).

هذا ويجب الاحتراز من تحويل الغنّة إلى حرف مدّ كنطق كلمة (كنتم)هكذا: (كونتم) وهذا خطأ.


1- سورة الإسراء: 33
2- سورة المزمل: 12

ص:106

أمثلة: قد تجتمع النون الساكنة مع حرف الإخفاء في كلمة واحدة وقد يكونان في كلمتين مختلفتين.

-﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ﴾ (1).

-﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً﴾ (2).

-﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإنسان مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ﴾ (3).

-﴿وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ﴾ (4).

-﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ﴾ (5).


1- سورة الحاقة: 6
2- سورة البقرة: 245
3- سورة هود: 9
4- سورة الأنعام: 8
5- سورة المرسلات: 35

ص:107

-﴿فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (1).

-﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ (2).

-﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ﴾ (3).

-﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (4).

- ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً﴾ (5).

ضبط الإخفاء في المصاحف


1- سورة البقرة: 22
2- سورة آل عمران: 144
3- سورة البقرة: 50
4- سورة آل عمران: 92
5- سورة الروم: 54

ص:108

يراعى في ضبط المصاحف تعرية الحرف المخفي من علامة السكون بالنسبة للنون الساكنة وتتابع الحركتين بالنسبة للتنوين.

ملخّص

^image108.jpg

تطبيق

ص:109

مثال: بيان أحكام النون الساكنة والتنوين في قوله تعالى: ﴿فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ (1).

- فَمَن يَكْفُرْ: إدغام النون الساكنة في ياء (يكفر) إدغاما ناقصا بغنّة.

- وَيُؤْمِن بِاللّهِ: إقلاب النون الساكنة ميما مخفاة بغنّة عند حرف الباء.

-انفِصَامَ: إخفاء للنون الساكنة عند حرف الفاء.

-سَمِيعٌ عَلِيمٌ: إظهار تنوين (سميعٌ) عند حرف العين وهو من حروف الإظهار.

﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾ (2).

﴿جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾ (3).

﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ (4).


1- سورة البقرة: 256
2- سورة الزلزلة: 7-8
3- سورة البينة: 8
4- سورة الأنعام: 26

ص:110

﴿وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً﴾ (1).

﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً﴾ (2).

﴿أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (3).

﴿الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ﴾ (4).

﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (5).

﴿إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾ (6).

﴿قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ (7).


1- سورة الكهف: 43
2- سورة الكهف: 65
3- سورة القصص:61
4- سورة البقرة: 27
5- سورة لقمان: 27
6- سورة يس: 53
7- سورة الزمر: 28

ص:111

﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ (1).

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ﴾ (2).


1- سورة فصلت: 52
2- سورة البقرة: 114

ص:112

أحكام الميم

اشارة

الميم (م) حرف من الحروف الهجائية:

لقبه: حرف شفوي.

مخرجه: ما بين الشفتين بانطباقهما.

صفاته اللازمة: الجهر والبينية والاستفال والانفتاح والإذلاق وتصحبه غنّة مخرجها من الخيشوم.

صفاته العارضة عند سكونه: عند سكون الميم تعرض له ثلاث صفات: الإدغام الشفوي والإخفاء الشفوي والإظهار الشفوي.

وسميت هذه الصفات بالشفوية لخروج الميم من الشفتين، واصطلح العلماء على تسميتها بأحكام الميم الساكنة.

وقد تقدم تعريف الإدغام والإخفاء والإظهار.

الإدغام الشفوي

ص:113

حروفه: حرف واحد وهو حرف الميم (م).

تدغم الميم الساكنة في مثلها فقط أي في حرف الميم فتصيران (الميم المدغمة والميم المدغم فيها) ميماً واحدة مشددة بغنّة، ويسمى هذا بإدغام المتماثلين.

وهذا الإدغام ناقص حيث تبقى الغنّة صفةً للحرف المدغم.

أمثلة:

﴿الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ (1).

﴿إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ﴾ (2).

﴿وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ﴾ (3).

﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ﴾ (4).


1- سورة قريش: 4
2- سورة الهمزة: 8
3- سورة البروج: 20
4- سورة المطففين: 4

ص:114

﴿أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ﴾ (1)، الميم المشددة الثانية (في كلمة ماء) تدخل في باب إدغام النون الساكنة (نون من) في الميم، والميم المشددة الثالثة (مهين) ناتجة عن إدغام تنوين كلمة (ماء) في الميم. فقط الميم المشددة في كلمة (من) تتعلق بحكم إدغام الميم الساكنة الذي نحن بصدده.

﴿فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً﴾ (2).

﴿وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً﴾ (3).

﴿يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً﴾ (4).

﴿وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ﴾ (5).

﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ﴾ (6) إدغام الميم الساكنة ورد في موضع واحد في هذا المثال وهو (فَهُم مِّن)، أمّا الميم المشددة الثانية (مِّن مَّغْرَمٍ) فتدخل في باب إدغام النون


1- سورة المرسلات: 20
2- سورة نوح: 25
3- سورة نوح: 17
4- سورة نوح: 11
5- سورة المعارج: 27
6- سورة القلم: 46

ص:115

الساكنة في الميم، والميم المشددة الثالثة (مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ) فتدخل في باب إدغام التنوين في الميم.

الإخفاء الشفوي

حروفه: حرف واحد وهو حرف الباء (ب).

فإذا وقع بعد الميم الساكنة حرف الباء جاز إخفاء الميم مع مراعاة الغنّة.

ويلاحظ عند الإخفاء الشفوي تلاصق الشفتين ببعضهما تلاصقًا رقيقاً (أي عدم الضغط عليهما ضغطا قويا) دون انفراجهما حيث أن كلّاً من الميم والباء يخرجان بانطباق الشفتين.

ملاحظة: إذا وقع بعد الميم الساكنة باء جاز الإخفاء والإظهار وكلاهما صحيح ومأخوذ به، والإخفاء أرجح القولين وهو الذي نختاره.

أمثلة:

ص:116

﴿سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ﴾ (1).

﴿فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ﴾ (2).

﴿وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ﴾ (3).

﴿ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ (4).

﴿فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (5).

﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ (6).

﴿فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ (7).


1- سورة القلم: 40
2- سورة النازعات: 14
3- سورة التكوير: 22
4- سورة المطففين: 17
5- سورة الإنشقاق: 24
6- سورة الغاشية: 22
7- سورة الشمس: 14

ص:117

﴿أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ (1).

﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ﴾ (2).

﴿تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ﴾ (3).

ضبط الإخفاء في المصاحف:

يراعى في ضبط المصاحف تعرية الميم الساكنة المخفية من علامة السكون.

الإظهار الشفوي

حروفه: كل حروف الهجاء عدا الميم والباء.

إذا وقع بعد الميم الساكنة أحد الحروف عدا الميم والباء وجب إظهارها.


1- سورة العلق: 14
2- سورة العاديات: 11
3- سورة الفيل: 4

ص:118

ويكون الإظهار أشد عند الفاء (ف) والواو (و) نظرا لتقارب هذه الحروف من حيث المخرج (الشفتين)، وذلك لتمييز الحروف بعضها عن بعض وخوفا من عدم وضوح الحرف المظهر (الميم).

أمثلة:

﴿أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ﴾ (1).

﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ (2).

﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً﴾ (3).

﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (4).

﴿وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾ (5)


1- سورة الفيل: 2
2- سورة الكافرون: 6
3- سورة الإنسان: 9
4- سورة الفاتحة: 2
5- سورة البقرة: 14

ص:119

﴿اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ (1).

﴿خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ﴾ (2).

﴿مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء﴾ (3).

﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾ (4).

﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً﴾ (5).

﴿نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً﴾ (6).

ضبط الإخفاء في المصاحف:

يراعى في ضبط المصاحف عند إظهار الميم الساكنة وضع رأس خاء صغيرة بدون نقطة مثل (وَالشَّمْسِ).


1- سورة البقرة: 15
2- سورة البقرة: 7
3- سورة إبراهيم: 43
4- سورة القلم: 43
5- سورة الإنسان: 21
6- سورة الإنسان: 28

ص:120

ملخّص

تطبيق

مثال: بيان أحكام الميم الساكنة في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا﴾ (1).

- عَلَيْكُمْ إِذْ: إظهار الميم الساكنة عند الهمزة.

- كُنتُمْ أَعْدَاء: إظهار الميم الساكنة عند الهمزة.


1- سورة آل عمران: 103

ص:121

- قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم: إظهار الميم الساكنة عند الفاء.

- فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ: إخفاء الميم الساكنة عند الباء.

- وَكُنتُمْ عَلَى: إظهار الميم الساكنة عند العين.

- فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا: إدغام الميم الساكنة في ميم (منها) وهو إدغام متماثلين بغنّة.

أمثلة

﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ (1).

﴿بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ﴾ (2).

﴿وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ﴾ (3).


1- سورة آل عمران: 106
2- سورة آل عمران: 125
3- سورة آل عمران: 126

ص:122

﴿لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (1).

﴿وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾ (2).

﴿وَإِن فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِّنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُم مِّثْلَ مَا أَنفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ﴾ (3).

﴿إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً﴾ (4).

﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً﴾ (5).

﴿أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ﴾ (6).

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ (7).


1- سورة آل عمران: 188
2- سورة نوح: 12
3- سورة الممتحنة: 11
4- سورة الإنسان: 22
5- سورة نوح: 25
6- سورة الملك: 17
7- سورة الملك: 12

ص:123

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (1).

﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ﴾ (2).


1- سورة التغابن: 2
2- سورة المنافقون: 5

ص:124

المدود وأنواعها وأقسامها

تعريف المدّ

لغة: الزيادة.

اصطلاحاً: إطالة الصوت بحرف من حروف المدّ أو بأحد حرفي اللين.

حروف المد: الألف الساكنة المفتوح ما قبلها.

الياء الساكنة المكسور ما قبلها.

الواو الساكنة المضموم ما قبلها.

حروف اللين: الواو الساكنة بعد فتح نحو: خوْف

الياء الساكنة بعد فتح نحو: صيْف

تعريف القصر

لغة: ضدّه الطول، وقَصَر الشيء على أمر، أي لم يجاوزه إلى غيره.

ص:125

اصطلاحاً: له معنيان:

-إثبات المدّ حركتين فقط عند الحديث عن مقدار المدّ، كقولك: يقصر البدل عند حفص أي يمدّ حركتين فقط.

- عدم المدّ أصلاً عند الحديث عن وجود المدّ وعدمه، كأن تقول ألف (أناْ) تمدّ وقفاً وتقصر وصلاً.

أقسام المدّ

المدّ قسمان: مدٌّ أصلي (وهو الطبيعي) ومدٌّ فرعي.

1. المدّ الأصلي:

وهو المدّ الذي لا تقوم ذات الحرف إلّا به ولا يوجد سبب خارجي له، ويمكن تعريفه أيضاً على أنّه المدّ الذي ليس بعده همز ولا سكون ومقدار مدّه حركتان.

ويسمى المدّ الطبيعي لأنّ صاحب الطبيعة السليمة يمدّه مقدار حركتين لا تزيد ولا تنقص، كما يسمى مدّاً أصلياً لأنّه أصل جميع المدود، ولأن حرف المدّ لا يتميز عن الحركة إلّا به.

ص:126

وقدّر بعضهم مقدار الحركتين بالزمن الذي يستغرقه النطق بحرفين متتاليين قَ قَ.

ويمكن تقسيم المدّ الأصلي إلى عدة أقسام:

أ-المدّ الطبيعي الثابت وصلاً ووقفاً.

ب-المدّ الطبيعي الثابت في الوقف دون الوصل.

ت-المدّ الطبيعي الثابت في الوصل دون الوقف.

ث-المدّ الطبيعي الحرفي في هجاء فواتح بعض السور.

2. المدّ الفرعي:

وهو المدّ الذي يتوقف على سبب خارجي لإطالته، وتقوم ذوات الحروف بدونه،

وينقسم المدّ الفرعي إلى قسمين:

أ-المدّ الفرعي بسبب الهمزة، وهو ثلاثة أنواع:

- مدّ البدل.

ص:127

-المدّ الواجب المتصل.

-المدّ الجائز المنفصل.

ب-المدّ الفرعي بسب السكون، وهو نوعان:

-المدّ اللازم (مدٌّ سكونه أصلي ثابت لا يتغير).

-المدّ العارض للسكون (مدٌّ سكونه عارض أي يثبت وقفاً ويزول وصلاً).

ويأتي بيان كل قسم في الأبواب التالية.

ملاحظة: الهمز والسكون سببان لفظيان للمدّ الفرعي، ويوجد سبب آخر معنوي للمدّ ولكنه غير موجود في رواية حفص عن عاصم، والسبب المعنوي هو قصد المبالغة في النفي، ومنه مدّ التعظيم كما في ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ ومدّ التبرئة نحو ﴿لاَ رَيْبَ فِيهِ﴾.

المد الطبيعي الثابت وقفاً ووصلاً

إذا كان الحرف الذي يلي حرف المدّ متحركاً دائماً، وصلاً ووقفاً، ولم يكن همزاً (تعريف المدّ الطبيعي)، وجب إثبات المدّ مقدار حركتين حال الوقف وحال الوصل، مثل:

ص:128

-﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ (1) فحرف الكاف من كلمة (أَلْهَاكُمُ) مضموم دائماً؛ لذا يجب مد الألف التي تسبقه مدّاً طبيعياً مقدار حركتين وصلاً ووقفاً، وكذلك ثاء كلمة (التَّكَاثُرُ) مضمومة وصلاً ووقفاً؛ لذا يجب مدّ الألف قبلها مدّاً طبيعياً في كل الأحوال.

- ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً﴾ (2)؛ لذا يجب مدّ الواو المديّة الأولى من كلمة (يُوفُونَ) مدّاً طبيعياً (مقدار حركتين)؛ لأن الفاء التي بعدها متحركة دائماً.

أمّا الواو المديّة الثانية من نفس الكلمة فلا تدخل في هذا النوع من المدّ الذي نحن بصدده (الثابت وقفاً ووصلاً)، وذلك لأن النون التي بعدها متحركة حال الوصل وساكنة عند الوقف على الكلمة.

في كلمة (وَيَخَافُونَ): يجب مدّ الألف التي تسبق حرف الفاء حركتين أمّا الواو المديّة في الكلمة فمدّها الطبيعي لا يثبت إلّا وصلاً.


1- سورة التكاثر: 1
2- سورة الإنسان: 7

ص:129

وبالنسبة لكلمة (مُسْتَطِيراً) تمدّ الياء المديّة حركتين لأن الراء التي بعدها مفتوحة دائماً.

-﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾ (1) تمدّ ياء (فِيهَا) حركتين وصلاً ووقفاً.

-﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ (2).

-﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً﴾ (3).

المدُّ الطبيعي الثابت حال الوقف فقط

يثبت المدّ الطبيعي حال الوقف دون الوصل في الحالات التالية:

1. أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن في كلمة أخرى، نحو:

- ﴿ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ﴾ (4)، الواو المدية في آخر كلمة (لَصَالُوا) لا تمدّ إلّا عند الوقف عليها، أمّا عند الوصل فتُحذف لالتقاء ساكنين.


1- سورة البينة: 3
2- سورة القارعة: 6-7
3- سورة العاديات: 1-3
4- سورة المطففين: 16

ص:130

- ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ (1)، ياء (ذِي) تمدّ عند الوقف على الكلمة أمّا عند الوصل فيُحذف المدّ لالتقائه بساكن في الكلمة التالية.

- ﴿فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ﴾ (2)، تمدّ الألف المديّة في آخر (كَانَتَا) و(فَلَهُمَا) عند الوقف على الكلمة، أمّا حال الوصل فتُحذف.

2. أن يكون حرف المدّ ألفاً مبدّلة من تنوين فتح في اسم مقصور، نحو:

- (هُدًى) في قوله تعالى: ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (3)، وقوله تعالى: ﴿هَذَا هُدًى﴾ (4) لا تمد الألف المديّة من كلمة (هُدًى) إلّا حال الوقف، ومثله (ضُحًى) (5)، (قُرًى) (6)، (طوًى) (7).

3. أن يكون حرف المدّ ألفاً في اسم منصوب، ويسمى مدّ العِوَض، نحو:


1- سورة الفجر: 10
2- سورة النساء: 176
3- سورة البقرة: 2
4- سورة الجاثية: 11
5- سورة الأعراف: 98
6- سورة الحشر: 14
7- سورة النازعات: 16

ص:131

-(عَلِيماً) و (حَكِيماً) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً﴾ (1) تمدّ الألف المدية في (عَلِيماً) و(حَكِيماً) عند الوقف على الكلمة فقط، فإذا تلوت الآية ووقفت على آخرها وجب مدّ ألف (حَكِيماً) مدّاً طبيعياً مقدار حركتين وعدم مدّ ألف (عَلِيماً) لوصلها.

4. إذا كان حرف المدّ في الأصل نوناً رسمت تنويناً، نحو:

- (لَنَسْفَعاً) في قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ﴾ (2).

5. إذا كان حرف المدّ ألفاً متطرفة في الكلمات السبع التالية، نحو:

- (أَنَاْ) كما في قوله تعالى: ﴿وَلَا أَنَاْ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ﴾ (3).

- (لَّكِنَّا) في قوله تعالى: ﴿لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً﴾ (4).

- (الظُّنُونَا) في قوله تعالى: ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ (5).


1- سورة الإنسان: 30
2- سورة العلق: 15
3- سورة الكافرون: 4
4- سورة الكهف: 38
5- سورة الأحزاب: 10

ص:132

-(الرَّسُولَا) في قوله تعالى: ﴿يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا﴾ (1).

-(السَّبِيلَا) في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ (2).

-(قَوَارِيرَا) في قوله تعالى: ﴿وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا﴾ (3)، كلمة (قَوَارِيرَا) المقصودة هنا هي التي في آخر الآية 15 من سورة الإنسان، أمّا كلمة (قوارير) الواردة في الآية 44 من سورة النمل، والآية 16 من سورة الإنسان، فليس في آخرها ألف مديّة لا وصلاً ولا وقفاً.

- (سَلَاسِلَاْ) من قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَاْ وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً﴾ (4) عند الوقف على كلمة (سَلَاسِلَاْ) يجوز إثبات الألف ومدّها مقدار حركتين ويجوز أيضا حذفها والوقف على اللام، أمّا عند الوصل فتحذف الألف المديّة آخر الكلمة.


1- سورة الأحزاب: 66
2- سورة الأحزاب: 67
3- سورة الإنسان: 15
4- سورة الإنسان: 4

ص:133

يوضع صفر مستطيل قائم فوق الألف المديّة في هذه الكلمات السبع، عند ضبط المصاحف، للدلالة على زيادتها وصلاً لا وقفاً.

المدّ الطبيعي الثابت حال الوصل فقط

يثبت المدّ الطبيعي حال الوصل دون الوقف في الحالات التالية:

1. مدّ الصلة الصغرى: إذا كانت هاء الضمير (وهي الهاء التي يكنّى بها عن المفرد الغائب المذكر) متحركة بين متحركين، ولم يكن بعدها همز، وُصلت الهاء بحرف مدّ يناسب حركتها.

فإذا كانت الهاء مضمومة وُصلت بواو مديّة تُمد، حال الوصل، مدّاً طبيعياً مقداره حركتان، وإذا كانت الهاء مكسورة وصلت بياء مديّة مقدارها أيضاً حركتان، وذلك عند وصلها فقط، أما في حالة الوقف فتكون الهاء ساكنة لا مدّ فيها، وهذه بعض الأمثلة:

ص:134

-﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُو كُفُواً أَحَدٌ﴾ (1) تُقرأ (لهو كفواً)، إذ لا بد من صلة هاء (له) بواو مدية مقدارها حركتان، وذلك عند وصل (لَّهُ) ب-(كُفُواً).

-﴿فَأَثَرْنَ بِهِي نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِي جَمْعاً﴾ (2) تقرأ (بهي نقعا) (بهي جمعا) يتم وصل هاء (به) في الموضعين بياء مديّة مقدارها حركتان.

-﴿إِنَّهُو كَانَ فِي أَهْلِهِي مَسْرُوراً﴾ (3) في حالة الوصل يجب صلة هاء (إِنَّهُو) بواو مديّة مقدارها حركتان، وهاء (أَهْلِهِي) بياء مديّة مقدارها أيضاً حركتان.

2. إذا كان حرف المدّ قبل الحرف الأخير في الكلمة، ففيه مدّ طبيعي عند الوصل، أمّا عند الوقف فإنه يصبح مدّاً فرعياً عارضاً للسكون، مثل:

-﴿إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾ (4) عند وصل (خَبِيرٌ) والوقف على (بَصِيرٌ) تمد الياء المدية في (خَبِيرٌ) مدّاً طبيعياً، في حين يُعد مدُّ الياء في (بَصِيرٌ) مدّاً عارضاً


1- سورة الإخلاص:4
2- سورة العاديات: 4-5
3- سورة الانشقاق: 13
4- سورة الشورى: 27

ص:135

للسكون لا يدخل في هذا الباب، أمّا إذا وصلت كلمة (بَصِيرٌ) بما بعدها أصبح مدّ الياء فيها مدّاً أصلياً.

- ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ (1) عند وصل (صَبَّارٍ) تمد الألف المديّة مدّاً طبيعياً أمّا حال الوقف فيصبح مدّاً عارضاً للسكون، وكذلك بالنسبة ل-(شَكُورٍ) يكون المدّ طبيعياً فقط حال الوصل، فإذا وصلنا (صَبَّارٍ) ووقفنا على (شَكُورٍ) كان مدّ (صَبَّارٍ) أصلياً مقداره حركتان، وكان مدّ (شَكُورٍ) مدّاً عارضاً للسكون.

المدّ الطبيعي الحرفي في فواتح السور

الحروف التي وردت في فواتح السور أربعة عشر حرفاً يجمعها قولك: (صراط عليٍّ حقٌّ نُمسكه)، ويمكن تقسيمها إلى عدة أقسام:

1. الحروف التي يكون هجاؤها على حرفين وهي خمسة أحرف مجموعة في (حيّ طهر) وتهجى هكذا: حا، يا، طا، ها، را.


1- سورة إبراهيم: 5

ص:136

2. الحروف التي يكون هجاؤها على ثلاثة أحرف أوسطها حرف مدّ، وهي مجموعة في قولك (سنقص لكم): سين، نون، قاف، صاد، لام، كاف، ميم.

3. ما يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف أوسطها حرف لين، وهو حرف واحد (ع) ويُهجى: عَيْن.

4. ما يكون هجاؤه على ثلاثة أحرف ليس أوسطها حرف مدّ ولا لين، وهو حرف الألف فقط.

أما حروف القسم الأول (حيّ طهر) فتمد مدّاً طبيعياً مقدار حركتين ويسمى المدّ الطبيعي الحرفي أو مدّ الألفات، نحو:

-﴿حم﴾ تمدّ الحاء عند هجائها مدّاً طبيعياً.

-﴿كهيعص﴾ (1) تمدّ الهاء والياء مقدار حركتين.

- ﴿طه﴾ (2) تمدّ الطاء والهاء مقدار حركتين.

-﴿الر﴾ تمدّ الراء مدّاً طبيعياً مقداره حركتان.


1- سورة مريم: 1
2- سورة طه: 1

ص:137

وأمّا حروف القسمين الثاني والثالث فلا يدخلان في باب المدّ الطبيعي وإنّما في باب المدّ الفرعي، كما سيأتي بيانه.

وليس في القسم الرابع (الألف) مدّ، وذلك كما في ﴿الر﴾.

مدّ البدل

اشارة

مدّ البدل يندرج ضمن المدّ الفرعي الذي سببه الهمزة، وينقسم إلى:

مدّ البدل الأصلي

إذا اجتمعت همزتا قطع أولاهما متحركة والثانية ساكنة في كلمة واحدة، أبدلت الهمزة الثانية الساكنة حرف مدّ يناسب حركة الهمزة الأولى.

فإذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفاً، وإذا كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واواً مديّة، وإذا كانت الأولى مكسورة أبدلت الهمزة الثانية ياءً مديّة.

ومقدار حرف المدّ المبدل عن همزة القطع الثانية حركتان عند حفص ويكون الإبدال ثابتا في الرسم، والوصل والوقف والإبتداء.

ص:138

-﴿فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾ (1) أصل (آسَى) (أَأْسى) حيث أبدلت الهمزة الساكنة ألفاً؛ لأنّ الهمزة الأولى مفتوحة، ومثلها (آدم) أصلها (أأدم)، و(آتى) أصلها (أأتى).

-﴿قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ﴾ (2)، (آمَنُكُمْ) أصلها (أأْمنكم) أبدلت الهمزة الساكنة ألفاً مديّة.

-﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى﴾ (3)، أصل كلمة (وَإِيتَاء) إئْتاء ولكن للالتقاء همزتي قطع أبدلت الثانية ياء مديّة لتتناسب مع كسر الهمزة الأولى، وتمدّ هذه الياء المديّة مقدار حركتين، ومثلها (إيمان) أصلها (إئمان) و(لِإِيلَافِ) أصلها (لإئلاف).

-﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾ (4).


1- سورة الأعراف: 93
2- سورة يوسف: 64
3- سورة النحل: 90
4- سورة قريش: 1

ص:139

-﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ (1) أصل (أُوتُوا) أؤتوا، بدلت الهمزة القطعية الثانية الساكنة واواً مديّة مقدارها حركتين لأن الهمزة الأولى مضمومة، ومثلها (أُوذِينَا) أصلها (أؤذينا) و(أوتوا) أصلها (أؤتوا).

-﴿قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ (2).

المدّ الشبيه بالبدل أو الملحق بالبدل

ألحق العلماء بمدّ البدل كل حرف مدّ وقع بعد همز، ولم يكن بدلاً لهمزة قطع، ويمكن تقسيمه إلى عدة أقسام:

- ما يثبت وصلاً ووقفاً: نحو (نَبِّؤُونِي) من قوله تعالى: ﴿نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (3) فحرف المدّ هنا أصلي جاء بعد همز فألحق بمدّ البدل، ومقداره حركتان وصلاً ووقفاً.


1- سورة البينة: 4
2- سورة الأعراف: 129
3- سورة الأنعام: 143

ص:140

- ما يثبت في الوصل فقط: نحو (تَشَاؤُونَ) من قوله تعالى: ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (1) حرف المدّ في (تَشَاؤُونَ) أصلي جاء بعد همز لذا وجب مدّه، عند الوصل، مقدار حركتين باعتباره مدّاً شبيهاً بالبدل. أمّا حال الوقف فله حكم المدّ العارض للسكون، ومثله (مَآبٍ)، (يُرَاؤُونَ)، (لَيَؤُوسٌ).

- ما يثبت في الابتداء فقط: مثل (اِئْتُونِي) من قوله تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا﴾ (2) عند الوصل تقرأ (السماواتئتوني) بدون مد أما عند الوقف على (السَّمَاوَاتِ) والابتداء ب-(اِئْتُونِي) فتقرأ (إيتوني)، وتأخذ الياء المديّة حينئذ حكم مدّ البدل فتُمدّ مقدار حركتين عند حفص.

ومثال ذلك أيضا (ائْذَن) من قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي﴾ (3) تقرأ عند الابتداء بها (إيذن لي)، ولا تمدّ عند وصلها بما قبلها.


1- سورة التكوير 29
2- سورة الأحقاف 4
3- سورة التوبة: 49

ص:141

ومثله (ائْتِنَا) في قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا﴾ (1) تقرأ عند الابتداء بكلمة (ائْتِنَا) (إيتنا)، أما عند الوصل فليس هناك مدّ.

ومثله أيضاً ﴿الَّذِي اؤْتُمِنَ﴾ تُقرأ عند الابتداء بكلمة (اؤْتُمِنَ) (أوتمن).

المدّ الواجب المتصل

نوعه: المدّ الواجب المتصل مدٌّ فرعي سببه الهمز.

تعريفه: وهو أن يأتي حرف المدّ وبعده همزة في كلمة واحدة.

سبب تسميته بالواجب المتصل: سمي واجباً لإجماع القرّاء على مدّه أكثر من حركتين، وسمي متصلاً لوجود المدّ والهمزة في كلمة واحدة.

مقدار مدّه: أربع أو خمس حركات عند حفص من طريق الشاطبية (2)، والمدّ أربع حركات هو الأشهر.


1- سورة الأعراف: 77
2- متن الشاطبية المسمى حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع هي منظومة للقاسم بن فيرة بن خلف الشاطبي الرعيني، واسمها الأصلي هو حرز الأماني ووجه التهاني ولكنها اشتهرت بالشاطبية نسبة لناظمها. بلغ عدد أبياتها 1173 بيتاً، نظم فيها الشاطبي القراءات السبع المتواترة عن أصحاب القراءات: نافع وابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي.

ص:142

الوقف على المدّ الواجب المتصل المتطرف: إذا كانت الهمزة التي تلي حرف المدّ متطرفة موقوفا عليها، جاز مدّه (أي حرف المدّ) أربع أو خمس أو ست حركات.

أمثلة:

-﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ (1).

-﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ﴾ (2) عند الوقف على الهمزة المتطرفة في (يَشَاءُ) يجوز مد الألف المدية قبلها مقدار أربع أو خمس أو ست حركات.

-﴿إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ (3).

-﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ (4).

-﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ (5).


1- سورة البينة: 4
2- سورة الجمعة: 4
3- سورة الممتحنة: 2
4- سورة الفجر: 23
5- سورة التوبة: 37

ص:143

- ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ﴾ (1) مثال آخر من أمثلة المدّ الواجب المتصل المتطرف الموقوف عليه.

-﴿وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ (2).

-﴿إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ﴾ (3).

-﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ﴾ (4).

المدُّ الجائز المنفصل

نوعه: المد الجائز المنفصل مد فرعي سببه الهمز.

تعريفه: وهو أن يأتي حرف المدّ في آخر الكلمة وتليه الهمزة في أول الكلمة التالية.


1- سورة غافر: 58
2- سورة هود: 77
3- سورة هود: 54، سورة الفجر: 23
4- سورة محمد: 14

ص:144

سبب تسميته بالجائز المنفصل: سمي بالجائز لجواز قصره ومده عند القراء، فيجوز الاقتصار فيه على المدّ الطبيعي (حركتين)، ويجوز مدّه أكثر من ذلك (أربع أو ست حركات).

وسمي منفصلاً لأن حرف المدّ في كلمة وحرف الهمز منفصل عنه في كلمة أخرى.

مقدار مدّه: أربع أو خمس حركات عند حفص، والمدّ أربعاً هو الأشهر، ويجوز الاقتصار فيه على حركتين.

والمدّ الجائز المنفصل يكون عند الوصل فقط أمّا عند الوقف على الكلمة الأولى فإن سبب المدّ (الهمزة) يزول، فيعود المدّ مدّاً طبيعياً.

تنبيه: إذا كان المدّ الجائز المنفصل في كلمتين متصلتين رسماً نحو (هَاأَنتُمْ) أو (هَؤُلاء) أو (يَأَيُّهَا) فإنه لا يجوز الوقف على الكلمة الأولى، فلا يجوز الوقف على (ها) في (هَؤُلاء) و(هَا أَنتُمْ) أو (يا) في (يَأَيُّهَا).

ملاحظة: عند القراءة في المجلس الواحد يجب التسوية بين مختلف مواضع المدّ الجائز المنفصل، فيمدّها كلها أربع حركات أو يمدّها كلها خمس حركات أو يقتصر فيها كلها على حركتين.

أمثلة:

ص:145

-﴿وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾ (1).

-﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ (2).

-﴿وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ﴾ (3).

-﴿انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ (4).

-﴿الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ (5).

مدُّ الصلة الكبرى: يُلحق بالمدّ الجائز المنفصل مدّ الصلة الكبرى، وهو أن تكون هاء الضمير متحركة بين متحركين وبعدها همز في أول الكلمة التالية، نحو:


1- سورة الكافرون: 5
2- سورة الكافرون: 1
3- سورة المطففين: 31
4- سورة المرسلات: 29
5- سورة قريش: 4

ص:146

-﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُو إِذَا تَرَدَّى﴾ (1) توصل هاء (مَالُهُو) بواو مدية فتقرأ (مالهو إذا) وتأخذ حكم المد الجائز المنفصل فتمد أربع أو ست حركات، ويجوز مدها حركتين.

-﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُو أَحَدٌ﴾ (2).

-﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِى إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ (3) توصل هاء به المكسورة بياء مديّة فتقرأ (بهي إلا) وتأخذ حكم المدّ الجائز المنفصل.

المدّ اللازم

نوعه: المدّ اللازم مدّ فرعي سببه سكون أصلي ثابت لا يتغير.

تعريفه: هو أن يأتي بعد حرف المدّ حرف ساكن سكوناً أصلياً أو حرف مشدد في كلمة واحدة؛ (لأن الحرف المشدد أصله حرفان متماثلان أوّلهما ساكن والآخر متحرك).

مقدار مدّه: أجمع القراء على إشباع مدّه إلى ست حركات.


1- سورة الليل: 11
2- سورة البلد: 7
3- سورة المطففين: 12

ص:147

سبب تسميته باللازم: سمي هذا المدّ لازماً للزوم سببه أو للزوم مدّه ست حركات بالإجماع.

أقسامه: ينقسم المدّ اللازم إلى قسمين: كلِمي وحرفي.

1. المدّ اللازم الكلمي: إذا كان المدّ اللازم في كلمة فهم كلمي، ويكون:

* مثقلاً: إذا أتى بعد حرف المدّ في الكلمة حرف مشدد، نحو:

-﴿وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ (1) وقعت اللام المشددة بعد حرف المدّ.

-﴿الْحَاقَّةُ﴾ (2).

-﴿قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾ (3).

-﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْن﴾ (4).

*مخففاً: إذا أتى بعد حرف المد حرف ساكن سكونا أصليا وكان غير مشدد. ومثال ذلك ﴿ءالئن﴾ في موضعين من سورة يونس، وليس لها نظير في القرآن:


1- سورة الفاتحة: 7
2- سورة الحاقة: 1
3- سورة يونس: 59
4- سورة الأنعام: 143

ص:148

-﴿آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ (1) وقع بعد الألف المديّة حرف ساكن أصلي غير مشدد.

-﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (2).

ملاحظة: يُطلق على المد اللازم الكلمي الذي سببه همزة استفهام اسم (مد الفرق)، ويكون ذلك في الكلمات التالية: ﴿ءالئن﴾، ﴿ءالله﴾ و ﴿ءالذكرين﴾، ويسمى كذلك لأننا نفرق بين هذه الكلمات الاستفهامية ونظائرها الخبرية بالمدّ، فالفرق مثلاً بين (ءالئن) الاستفهامية التي وردت مرتين في سورة يونس وكلمة (الآن) الخبرية هو المدّ.

2. المدّ اللازم الحرفي: إذا كان المدّ اللازم في حرف من حروف الفواتح فهو حرفي، ويكون في الحروف التي يكون هجاؤها ثلاثة أحرف أوسطها حرف مدّ أو لين وهي (نقص عسلكم)، ويكون المدّ اللازم الحرفي:

*مثقلاً: إذا أتى بعد حرف المد حرف مدغم في ما بعده، نحو:


1- سورة يونس: 51
2- سورة يونس: 91

ص:149

-﴿الم﴾ (1) أتى بعد الألف المدية في هجاء حرف ال-(لام) حرف (م) أدغم في الميم التي بعده فكان المدّ مثقلاً.

-﴿طسم﴾ (2) أدغمت النون التي تلي الياء المديّة في حرف (السين) في الميم التي بعدها فكان مدّ الياء مثقلاً.

*مخففاً: إذا أتى بعد حرف المدّ حرف ساكن غير مدغم بما بعده، نحو:

-﴿ق وَالقرآن الْمَجِيدِ﴾ (3) وقع بعد الألف المدية في حرف (قاف) حرف (ف) ساكن غير مدغم بما بعده فكان مد الألف مخففا.

- ﴿ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ﴾ (4).

-﴿المر﴾ تمد ألف (لام) مدا مثقلا لإدغام حرف الميم من (لام) في أول حرفي الميم من هجاء (ميم)، أما الياء المديّة في حرف ال(ميم) فتمدّ مدّاً مخففاً لوجود حرف ساكن غير مدغم بعدها (الميم الثانية من (ميم﴾.


1- سورة البقرة 1
2- سورة الشعراء: 1
3- سورة ق: 1
4- سورة ص:1

ص:150

تنبيه: تمد حروف الفواتح المجموعة في قولك (سنقص لكم) ست حركات، أما المدّ في هجاء حرف العين في فاتحة سورة مريم ﴿كهيعص﴾ وفاتحة سورة الشورى ﴿عسق﴾ فيجوز فيه (أربع حركات على أنه ملحق بمدّ اللين) والإشباع (ست حركات على أنه مدّ لازم)، ومدّه ست حركات أولى.

ملاحظة: إذا وصلت فاتحة سورة آل عمران ﴿ألم﴾ بما بعدها فُتحت الميم، ويجوز حينئذ مدّ الياء عند هجائها (ميم) حركتين أو ست حركات، أمّا حال الوقف فتمدّ ست حركات ولا يجوز قصرها.

المدّ العارض للسكون

نوعه: مدٌّ فرعي سببه سكون عارض.

تعريفه: وهو أن يأتي بعد حرف المدّ حرف ساكن سكوناً عارضاً بسبب الوقف.

أقسامه ومقدار مدّه: يقسم المدّ العارض للسكون من حيث أصل حرف المدّ إلى عدة أقسام:

ص:151

1. المد العارض للسكون الذي أصله مدّ طبيعي: يجوز في مدّه القصر (حركتان) والتوسط (أربع حركات) والطول (ست حركات) (2-4-6)، كالوقف على:

- (الْأَوْتَادِ) في قوله تعالى: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ (1) عند الوقف على (الْأَوْتَادِ) تمدّ الألف التي تسبق حرف الدال الساكن وقفاً حركتين أو أربع أو ست حركات.

- (بِالدِّينِ) في قوله تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ﴾ (2) تمدّ الياء المديّة في كلمة (بِالدِّينِ) حال الوقف عليها حركتين أو أربع أو ست حركات.

- (تَفْعَلُونَ) في قوله تعالى: ﴿يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ (3).

2. المد العارض للسكون الذي أصله اللين (مدّ اللين): ويجوز مده أيضا حركتين أو أربع أو ست حركات (2-4-6)، ومن أمثلة ذلك الوقف على:


1- سورة الفجر: 10
2- سورة الإنفطار: 9
3- سورة الإنفطار: 12

ص:152

- (وَالصَّيْفِ) في قوله تعالى: ﴿إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ﴾ (1) عند الوقف على كلمة (وَالصَّيْفِ) تمدّ الياء الساكنة التي تسبق الحرف الساكن الموقوف عليه (ف) مقدار حركتين أو أربع أوست حركات، وهذا مدّ عارض للسكون أصله مدٌّ لين.

- (الْبَيْتِ) في قوله تعالى: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ﴾ (2).

- (خَوْفٍ) في قوله تعالى: ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ (3).

3. المدّ العارض للسكون الذي أصله مدّ البدل: ويجوز مدّه حال الوقف حركتان أو أربع أو ست حركات (2-4-6)، ومن أمثلته الوقف على:

-(الْمَآبِ) في قوله تعالى: ﴿وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ (4).


1- سورة قريش: 2
2- سورة قريش: 3
3- سورة قريش: 4
4- سورة آل عمران: 14

ص:153

-(خَاطِئِينَ) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ (1).

-(يُرَاؤُونَ) في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ﴾ (2).

4. المدّ العارض للسكون الذي أصله المدّ الواجب المتصل إذا تطرفت همزته: ويجوز مده حال الوقف أربع أو خمس أو ست حركات (4-5-6)، أما حال الوصل فلا يمد إلا أربع أو خمس حركات كما هو مبين في باب المد الواجب المتصل. ومن أمثلته الوقف على:

- (يَشَاءُ) في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ﴾ (3).

- (بِالسُّوءِ) في قوله تعالى: ﴿إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ﴾ (4).

-(الْمُسِيءُ) في قوله تعالى: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا


1- سورة القصص:8
2- سورة الماعون: 6
3- سورة الجمعة: 4
4- سورة الممتحنة: 2

ص:154

الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ﴾ (1).

ملاحظة: يفضل بالنسبة للمد العارض للسكون التوسط والطول (أربع أو ست حركات).

مدّ الصلة

هاء الكناية: هي هاء الضمير التي يكنّى بها عن المفرد الغائب المذكر، مثل: عنده، كمثله، بعده.

حكم مدّها: لهاء الكناية حالتان من حيث المدّ:

1.القصر (عدم المدّ أصلاً): لا تُمدّ هاء الكناية ويُكتفى بتحريكها في الحالات التالية:

* أن تقع بين ساكنين، وذلك نحو:

-﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ (2).

-﴿وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ﴾ (3).


1- سورة غافر: 58
2- سورة البلد: 10
3- سورة البقرة: 197

ص:155

* أن يكون قبلها متحرك وبعدها ساكن، نحو:

-﴿فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ﴾ (1).

* أن يكون قبلها ساكن وما بعدها متحرك، مثل:

-﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (2)

استثناء: تقصر هاء الضمير ولا تمدّ في جميع المواضع إذا كان ما قبلها ساكن وما بعدها متحرك، باستثناء موضع واحد: ﴿وَيَخْلُدْ فِيهِي مُهَاناً﴾ (3) حيث توصل هاء (فِيهِي) بياء مديّة تمدّ مقدار حركتين فتقرأ عند حفص (فيهي مهانا).

2. مد الصلة: إذا وقعت الهاء بين متحركين وصلت الهاء بحرف مدٍّ يناسب حركتها، فإذا كانت مضمومة وصلت بواو مديّة، وإذا كانت مكسورة وصلت بياء مديّة. وينقسم مدّ الصلة إلى قسمين حسب الحرف الذي يلي هاء الكناية، فيُسمى:


1- سورة الغاشية: 24
2- سورة القدر: 1
3- سورة الفرقان: 69

ص:156

* مدّ الصلة الصغرى: إذا وقع بعد هاء الكناية حرف غير الهمزة ويمد مدّاً طبيعياً مقدار حركتين، نحو:

-﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُو كُفُواً أَحَدٌ﴾ (1).

*مد الصلة الكبرى: إذا كان بعد هاء الكناية همزة. وفي هذه الحالة يلحق بالمد الجائز المنفصل فيمد أربع أو خمس حركات (4-5)، نحو:

-﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِي إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ (2).

استثناء: يستثنى من هذه القاعدة ثلاث كلمات:

-﴿وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ (3) تقرأ (يَرْضَهُ) بضم الهاء دون وصلها بواو مديّة بالرغم من وقوعها بين متحركين، ويسمّى هذا الحكم (قصر الصلة الصغرى(.


1- سورة الإخلاص:4
2- سورة المطففين: 12
3- سورة الزمر: 7

ص:157

- ﴿اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ﴾ (1) قرأ حفص كلمة (فَأَلْقِهْ) بتسكين الهاء.

- ﴿قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ﴾ (2) قرأ حفص كلمة (أَرْجِهْ) بتسكين الهاء.

هاء (هذه): يُلحق بأحكام هاء الكناية هاء اسم الإشارة (هذه)، نحو:

- ﴿إِنَّ هَذِهِي تَذْكِرَةٌ﴾ (3) توصل هاء اسم الإشارة (هَذِهِي) بياء مديّة، والمدّ هنا مدّ صلة صغرى مقداره حركتان لأن الحرف الذي يلي الهاء ليس بهمز.

- ﴿وَإِنَّ هَذِهِي أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ (4) المدّ في هذا المثال مدّ صلة كبرى مقداره أربع أو خمس حركات.

- ﴿هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾ (5) في هذا المثال لا توصل هاء (هذه) بحرف مدّ لأن ما بعدها ساكن.


1- سورة النمل: 28
2- سورة الأعراف: 111، والشعراء: 36
3- سورة الإنسان: 29
4- سورة المؤمنون: 52
5- سورة الطور: 14

ص:158

ضبط المصاحف: يُراعى عند ضبط المصاحف إلحاق واوٍ صغيرة عند صلة هاء الضمير بواو مديّة، وياء صغيرة عند صلتها بياء مديّة. (إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)

وكان علماء الضبط يلحقون هذه الأحرف حمراء بحجم حروف الكتابة الأصلية، ولكن تعسّر ذلك في المطابع فتمّ تصغيرها للدلالة على المقصود.

المدُّ الطبيعي

مقداره: حركتان

أمثلة: أَلْهَاكُمُ، يُوفُونَ

ملخص وتطبيق

ص:159

درجات المدود

كلما كان عدد حركات المدّ في الوصل والوقف أكثر كلما كان المدّ أقوى، وعلى هذا فإن أقوى المدود هو اللازم لأنّه لا يجوز مدّه أقلّ من ست حركات وصلاً ووقفاً، وأضعف المدود البدل لأنه لا يمدّ أكثر من حركتين.

وترتيب المدود من الأقوى إلى الأضعف مبين في البيت التالي:

أقوى المدودِ لازمٌ فما اتصلْ فعارضٌ فذو انفصالٍ فبدلْ

1-المدّ اللازم.

2 -المدّ الواجب المتصل.

3-المدّ عارض للسكون.

4-المدّ الجائز المنفصل.

5-مدّ البدل.

ص:160

فإذا اجتمع سببان من أسباب المدّ في حرف واحد فإن السبب الأقوى يستقل بالمدّ فيُعمل به، ومثال ذلك:

-(آمِّينَ) في قوله تعالى: ﴿وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً﴾ (1) اجتمع سببان للمدّ: الأول مد البدل لأن الألف المديّة جاءت بعد همزة، والثاني مدّ لازمٌ كلمي لأن بعدها حرف مشدد، وحيث أن المدّ اللازم أقوى من البدل فإنه يُعمل بالمدّ اللازم فيُمد ست حركات.

مثال: بيان أحكام المدّ في قوله تعالى: ﴿إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ (2).

-(يَثْقَفُوكُمْ) (يَكُونُوا) (وَوَدُّوا): مدّ طبيعي مقداره حركتان في كل هذه المواضع.

-أَعْدَاء: مدّ واجب متصل همزته متطرفة، يُمد حال الوصل أربع أو خمس حركات، أمّا حال الوقف على الكلمة فيصبح المدّ عارضاً للسكون فيمدّ أربع أو خمس أو ست حركات.


1- سورة المائدة: 2
2- سورة الممتحنة: 2

ص:161

- وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ: مدّ جائز منفصل يُمدّ أربع أو خمس حركات ويجوز مدّه حركتين.

- بِالسُّوءِ: مدّ واجب متصل يمدّ حال الوصل أربع أو خمس حركات، وعند الوقف على (بِالسُّوءِ) يصبح المدّ عارضاً للسكون فيمدّ أربع أو خمس أو ست حركات.

-تَكْفُرُونَ: مدّ عارض للسكون (حال الوقف على الآية) أصله مدّ طبيعي، لذا فإنّه يُمد حركتين أو أربع أو ست حركات.

أمثلة للتطبيق

﴿أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ﴾ (1).

﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (2).

﴿قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً * قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً﴾ (3).


1- سورة محمد: 14
2- سورة النحل: 28
3- سورة الجن: 20-21

ص:162

﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ (1).

﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً﴾ (2).

﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ (3).

﴿وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً﴾ (4).

﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً﴾ (5).


1- سورة قريش: 1-4
2- سورة الإنسان: 29-30
3- سورة المؤمنون: 52
4- سورة الأنعام: 80
5- سورة الكهف: 39

ص:163

التفخيم والترقيق

التفخيم

لغة: التعظيم أو التسمين.

اصطلاحاً: سمن يدخل على صوت الحرف حتى يمتلئ الفم بصداه.

الترقيق

لغة: التنحيف وهو ضد التفخيم.

اصطلاحاً: نحول يدخل على صوت الحرف فلا يمتلئ الفم بصداه .

الأحرف الهجائية بين التفخيم والترقيق

تنقسم الحروف الهجائية من حيث التفخيم والترقيق إلى ثلاثة أقسام:

1. حروف تفخم دائماً: وهي حروف الاستعلاء: خص ضغط قظ.

2. حروف تفخم تارة وترقق أخرى: الألف، الراء، لام لفظ الجلالة، غنّة الإخفاء.

ص:164

3. حروف مرققة دائماً: وهي باقي الحروف الهجائية.

الأحرف المفخمة دائماً

الحروف المفخمة دائماً هي الحروف التي تتصف بصفة الاستعلاء.

وحروف الاستعلاء، كما هو موضح في مبحث المخارج والصفات، سبعة يجمعها قولك: خص ضغط قظ.

وتختص حروف الإطباق الأربعة بتفخيم أقوى: وهي الصاد، والضاد، والطاء، والظاء.

تتفاوت درجات التفخيم في هذه الحروف حسب حركة الحرف أو حركة ما قبله.

وهي أربع درجات (من الأقوى إلى الأدنى تفخيماً):

الدرجة الأولى: إذا كان حرف التفخيم مفتوحاً بعده ألف، نحو:

﴿وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ (1).

﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ (2).


1- سورة الفاتحة: 7
2- سورة التكاثر: 2

ص:165

﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ﴾ (1).

الدرجة الثانية: إذا كان حرف التفخيم مفتوحاً ليس بعده ألف، نحو:

﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ (2).

﴿ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ (3).

الدرجة الثالثة: إذا كان حرف التفخيم مضموماً، نحو:

﴿غُلِبَتِ الرُّومُ﴾ (4).

﴿فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ (5).

الدرجة الرابعة: إذا كان حرف التفخيم مكسوراً، نحو:


1- سورة الطارق: 2
2- سورة الإخلاص:2
3- سورة الفلق: 2
4- سورة الروم: 2
5- سورة المنافقون: 3

ص:166

﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ﴾ (1).

﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ (2).

وإذا كان حرف التفخيم ساكناً كانت درجة تفخيمه بحسب حركة الحرف الذي قبله، فإذا كان ما قبله مفتوحاً كان في الدرجة الثانية، مثل:

﴿يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ﴾ (3).

وإذا كان مضموماً كان في الدرجة الثالثة، نحو:

﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ (4).

وإذا كان مكسوراً كان في الدرجة الرابعة، نحو:

﴿وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجا﴾ (5).


1- سورة المرسلات: 41
2- سورة الفاتحة: 6
3- سورة البلد: 15
4- سورة الفجر: 27
5- سورة نوح: 18

ص:167

الأحرف المرققة دائماً

وهي باقي الأحرف الهجائية عدا أحرف الاستعلاء (خص ضغط قظ) والأحرف التي تفخم تارة وترقق أخرى (الراء واللام والألف).

وهذه الأحرف ترقق دائماً مهما كانت حركتها أو حركة ما قبلها أو الحرف الذي بعدها: ء ب ت ث ج ح د ذ ز س ش ع ف ك م ن ﻫ و ي.

حالات تفخيم الراء

1. إذا كانت الراء مفتوحة، نحو: (تَرَ) و(رَبُّكَ) في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ (1).

2. إذا كانت الراء مضمومة، نحو (رُزِقُواْ) و(رُزِقْنَا) في قوله تعالى: ﴿كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً﴾ (2).

3. إذا كانت الراء ساكنة بعد فتح أو ضم. نحو:


1- سورة الفيل: 1
2- سورة البقرة: 25

ص:168

-(وَالْمُرْسَلَاتِ) و (عُرْفاً) و (فَرْقاً) في قوله تعالى: ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً﴾ (1).

-(مَّرْفُوعَةٌ) في قوله تعالى: ﴿فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ﴾ (2).

4. إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء في نفس الكلمة، نحو:

-(لَبِالْمِرْصَادِ) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ (3).

-(قِرْطَاسٍ) في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ (4).

5. إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر عارض نحو:

- (لِمَنِ ارْتَضَى) في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ (5).


1- سورة المرسلات: 1-4
2- سورة الغاشية: 13
3- سورة الفجر: 14
4- سورة الأنعام: 7
5- سورة الأنبياء: 28

ص:169

-(أَمِ ارْتَابُوا) في قوله تعالى: ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا﴾ (1).

-(ارْجِعِي) في قوله تعالى: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ (2).

6. إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت حال الوقف عليها وكان قبلها حرف ساكن غير الياء، وقبل الساكن فتح أو ضم، ومثال ذلك:

- (وَالْفَجْرِ) و(عَشْرٍ) و(وَالْوَتْرِ) في قوله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ (3).

حالات ترقيق الراء

1. إذا كانت الراء مكسورة. نحو:

-(رِحْلَةَ) في قوله تعالى: ﴿إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ﴾ (4).


1- سورة النور: 50
2- سورة الفجر 28
3- سورة الفجر: 1-4
4- سورة قريش: 2

ص:170

- ﴿الْقَارِعَةُ﴾ (1).

2. إذا كانت الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي في كلمة واحدة وليس بعدها حرف استعلاء، نحو:

-(فِرْعَوْنَ) في قوله تعالى: ﴿فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ﴾ (2).

-(شِرْعَةً) في قوله تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً﴾ (3).

-(مِرْيَةٍ) في قوله تعالى: ﴿أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ﴾ (4).

3. إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت وقفاً وكان قبلها ياء ساكنة، سواء كانت ياء مديّة، مثل:

-(بَصِيرٌ) في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ (5).


1- سورة القارعة: 1
2- سورة البروج: 18
3- سورة المائدة: 48
4- سورة فصلت: 54
5- سورة التغابن: 2

ص:171

-(لَّخَبِيرٌ) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ﴾ (1).

أم كانت ياء لينة (غير مديّة)، نحو:

-(السَّيْرَ) في قوله تعالى: ﴿وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ﴾ (2).

-(الْخَيْرِ) في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ﴾ (3).

4. إذا كانت الراء في آخر الكلمة وسكنت وقفاً، وكان قبلها حرف ساكن من أحرف الاستفال (غير أحرف الاستعلاء) وقبل الساكن كسر في نفس الكلمة، نحو:

-(السِّحْرِ) في قوله تعالى: ﴿إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ﴾ (4).

-(الذِّكْرِ) في قوله تعالى: ﴿ص وَالقرآن ذِي الذِّكْرِ﴾ (5).


1- سورة العاديات: 11
2- سورة سبأ: 18
3- سورة الأحزاب: 19
4- سورة طه: 73
5- سورة ص:1

ص:172

5. إذا كان بعد الراء حرف ممال، ووردت في موضع واحد من القرآن:

-(مَجْرَاهَا) في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ (1).

الحالات التي يجوز فيها ترقيق الراء وتفخيمها

1.إذا كانت الراء ساكنة وكان قبلها كسر أصلي وبعدها حرف استعلاء مكسور، نحو

(فِرْقٍ) في قوله تعالى: ﴿فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ (2) ويجوز في هذه الكلمة التفخيم والترقيق في حالتي الوصل والوقف والترقيق أرجح، وقيل: الترقيق أولى حال الوصل والتفخيم أولى حال الوقف.

2. إذا سكنت الراء في حالة الوقف عليها وكان قبلها حرف استعلاء ساكن قبله كسر، نحو:

-(مِصْرَ) في قوله تعالى: ﴿ادْخُلُواْ مِصْرَ﴾ (3) يجوز التفخيم في راء (مصر) عند الوقف عليها لوجود حرف استعلاء قبله، ويجوز الترقيق لوجود كسر قبل


1- سورة هود: 41
2- سورة الشعراء: 63
3- سورة يوسف: 99

ص:173

حرف الاستعلاء الساكن، وتفخيمها أولى لأنها في حالة الوصل مفخمة (مفتوحة).

-(الْقِطْرِ) في قوله تعالى: ﴿وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ﴾ (1) من اعتد بحرف الاستعلاء (الطاء) فخّم راء (القطر) ومن أخذ بكسر القاف رققها، والترقيق هنا أولى لأنها في حالة الوصل مرققة.

-(وَنُذُرِ) في عدة مواضع من سورة القمر منها قوله تعالى: ﴿فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ (2) يجوز ترقيق راء (ونذر) نظراً للياء المحذوفة في آخر الكلمة وذلك لأن الأصل (ونذري)، ويجوز تفخيمها نظراً للضمة التي تسبق الراء، والترقيق هنا أولى لأن الراء مكسورة، وبالتالي مرققة، عند الوصل.

- (يَسْرِ) في قوله تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ (3) يجوز تفخيم راء (يسر) للفتحة التي تسبق حرف السين الساكن، ويجوز ترقيقها للياء المحذوفة من آخر الكلمة


1- سورة سبأ: 12
2- سورة القمر: 16
3- سورة الفجر: 4

ص:174

حيث أن أصل الكلمة (يسرِي)، والترقيق هنا أولى لأن الراء مرققة عند الوصل (مكسورة).

-﴿فَأَسْرِ﴾ و﴿أَنْ أَسْرِ﴾ يجوز في هذه الكلمات التفخيم والترقيق حال الوقف عليها، والترقيق أولى لأنها مكسورة عند الوصل.

ملاحظة: تفخيم الراء وترقيقها حال الوقف عليها بالروم:

الراء المتطرفة الموقوف عليها بالروم (راجع أحكام الوقف) لها حكم الراء المتحركة. فإذا كانت مكسورة وصلا رققت حال الوقف عليها بالروم، وإذا كانت مضمومة فخمت.

أحكام تفخيم اللام

لحرف اللام حكمان: التفخيم والترقيق.

حالات تفخيم اللام

1. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها فتح أو كان مبدوء بها، مثل:

ص:175

- ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (1).

- ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ (2)، فينتبه إلى ترقيق الهمزة في لفظ الجلالة (اللَّهُ) عند البدء بها

2. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ضم، مثل:

- ﴿نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ﴾ (3).

3. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله فتح، مثل:

- ﴿وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً﴾ (4).

4. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله ضم، مثل:

- ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ﴾ (5).

حالات ترقيق اللام


1- سورة الإخلاص:1
2- سورة الإخلاص:2
3- سورة الهمزة: 6
4- سورة الجن: 4
5- سورة نوح: 3

ص:176

1. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر أصلي، مثل:

- ﴿قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (1).

- ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ﴾ (2).

2. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها كسر عارض. مثل:

- ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ﴾ (3) وتقرأ (قَوْماً اللّهُ): (قَوْمَنِ الله)

3. لام لفظ الجلالة إذا تقدمها ساكن قبله كسر، مثل:

- ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ﴾ (4).

4. سائر الكلام (إذ أن حرف اللام حرف استفال)، مثل:


1- سورة الزمر: 46
2- سورة الأنفال: 10
3- سورة الأعراف: 164
4- سورة الزمر: 61

ص:177

- ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ (1).

- ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (2).

أحكام تفخيم الألف وغنّة الإخفاء

تفخيم الألف وترقيقها

يتبع الألف ما قبله تفخيما وترقيقا، فإن كان الحرف الذي قبله مفخماً فُخم نحو:

- ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ (3).

- ﴿وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ﴾ (4).

- ﴿وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ (5).


1- سورة العنكبوت: 46
2- سورة الملك: 15
3- سورة القارعة: 3
4- سورة البروج: 20
5- سورة الفاتحة: 7

ص:178

وإن كان الحرف الذي قبله مرققا رُقق، نحو:

- ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ (1).

- ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً﴾ (2).

- ﴿وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ﴾ (3).

تفخيم غنّة الإخفاء وترقيقها:غنّة الإخفاء تتبع ما بعدها تفخيماً وترقيقاً.

فإذا أخفي النون أو التنوين عند أحد أحرف الإخفاء المستعلية (ص ض ط ظ ق)، فخمت الغنّة:

- ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ﴾ (4).

- ﴿هَذَا يَوْمُ لَا يَنطِقُونَ﴾ (5).


1- سورة التكاثر: 1
2- سورة النبأ: 7
3- سورة الكافرون: 4
4- سورة الشرح: 7
5- سورة المرسلات: 35

ص:179

- ﴿وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ﴾ (1).

وإن كان حرف الإخفاء من حروف الاستفال، رققت الغنّة:

- ﴿وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ﴾ (2).

- ﴿إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا﴾ (3).

- ﴿إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ﴾ (4).

تنبيهات حول أحكام التفخيم والترقيق

يجب على القارئ مراعاة أحكام التفخيم والترقيق أثناء التلاوة فيفخم ما يجب تفخيمه ويرقق ما يجب ترقيقه وخاصة إذا اجتمع حرفان أحدهما مفخم والآخر مرقق.

وهذه بعض المواضع والكلمات التي يجب الانتباه لها والاهتمام بها:


1- سورة المطففين: 31
2- سورة الشرح: 2
3- سورة النازعات: 45
4- سورة العصر: 2

ص:180

- ترقيق الهمزة في لفظ الجلالة (الله) عند البدء بها نحو ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ (1).

- ترقيق اللام إذا كان بعدها حرف مفخم نحو:

* ﴿وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ (2).

*﴿وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً﴾ (3).

*﴿وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ (4).

- ترقيق الميم في مثل هذه المواضع:

*(مَخْمَصَةٍ) في قوله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (5).

*(مَّرَضٌ) في قوله تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً﴾ (6).


1- سورة الإخلاص:2
2- سورة الفاتحة: 7
3- سورة الكهف: 19
4- سورة آل عمران: 122
5- سورة المائدة: 3
6- سورة البقرة: 10

ص:181

*(مَرْيَمُ) في قوله تعالى: ﴿يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ (1).

- ترقيق الباء في مثل هذه الكلمات:

*(الْبَرْقُ) في قوله تعالى: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾ (2).

*(بِالْبَاطِلِ) في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (3).

- ترقيق الحاء إذا وردت قبل حرف استعلاء ومثال ذلك:

*(حَصْحَصَ) في قوله تعالى: ﴿قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾ (4).


1- سورة آل عمران: 43
2- سورة البقرة: 20
3- سورة البقرة: 4
4- سورة يوسف: 51

ص:182

*(أَحَطتُ) في قوله تعالى: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ﴾ (1).

- ترقيق السين في الكلمات التالية وما شابهها:

*(المُستَقِيمَ) في قوله تعالى: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ (2).

*(يَسْطُرُونَ) في قوله تعالى: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ (3).


1- سورة النمل: 22
2- سورة الفاتحة: 6
3- سورة القلم: 1

ص:183

ملخّص

أمثلة

ص:184

﴿وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (1).

﴿وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ * وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ * هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ﴾ (2).

﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ (3).

﴿فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ (4).

﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ (5).

﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ (6).


1- سورة هود: 34
2- سورة الفجر: 1-5
3- سورة القمر: 22
4- سورة القمر: 24
5- سورة فاطر: 11
6- سورة الكوثر: 1-3

ص:185

﴿انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ (1).

﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (2).

﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾ (3).

﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ (4).

﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ (5).


1- سورة المرسلات: 30-33
2- سورة يونس: 10
3- سورة الشرح: 1-6
4- سورة الفتح: 29
5- سورة النور: 31

ص:186

﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (1).


1- سورة غافر: 29

ص:187

البدء بهمزة الوصل

اشارة

همزة الوصل: هي همزة زائدة أول الكلمة تثبت عند الابتداء وتسقط درجاً حال وصلها مع ما قبلها، وعلامة همزة الوصل في المصاحف صادٌ صغيرة على الألف.

همزة القطع: هي الهمزة التي تثبت حالتي الإبتداء والوصل.

همزة الوصل في لام التعريف (ال)

تًقرأ لام المعرفة (ال) بإثبات الهمزة مفتوحة ابتداء وإسقاطها عند وصلها بما قبلها، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ﴾ (1) تثبت الهمزة في لام التعريف عند الابتداء ب-(التَّائِبُونَ) وتسقط في سائر الكلمات وصلاً.

ملاحظة: إذا دخلت همزة الاستفهام على ألف لام التعريف بدلت همزة الوصل ألفاً مثل (آللّهُ) في قوله تعالى: ﴿قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾ (2) أو سهلت مثل


1- سورة التوبة: 112
2- سورة يونس: 59

ص:188

(أَأَعْجَمِيٌّ) في قوله تعالى: ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ (1).

تنبيه: عند البدء بكلمة (الاِسْمُ) في قوله تعالى: ﴿بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ﴾ (2) يجوز الابتداء بالهمزة فتقرأ (أَلِسْمُ) ويجوز الابتداء باللام فتُقرأ (لِسْمُ).

همزة الوصل في الأسماء السماعية المحفوظة العشرة

ورد منها في القرآن سبعة أسماء وكلها يُبدأ بها بهمزة مكسورة وتسقط حال وصلها بما قبلها. وهذه الأسماء هي: ابن، ابنة، امرؤ، امرأة، اسم، اثنان (اثنين)، اثنتان (اثنتين، اثنتا). ومثال ذلك:

- ﴿ابْنَ مَرْيَمَ﴾ (3)، ﴿ابْنَتَ عِمْرَانَ﴾ (4)، ﴿امْرُؤٌ هَلَكَ﴾ (5)، ﴿امْرَأَةُ الْعَزِيزِ﴾ (6)، ﴿اسْمَ رَبِّكَ﴾ (7)،


1- سورة فصلت: 44
2- سورة الحجرات: 11
3- سورة البقرة: 87
4- سورة التحريم: 12
5- سورة النساء: 176
6- سورة يوسف: 30
7- سورة الأعلى: 1

ص:189

﴿اثْنَيْنِ﴾ (1)، ﴿اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً﴾ (2).

همزة الوصل في ماضي الأفعال وأمرها ومصدرها

* الأفعال الثلاثية:

الأمر: اضرب، افتح، ادخل.

* الأفعال الخماسية:

الماضي: فانتقمنا، اختلف، اسودت.

الأمر: اقترب، واصطبر.

المصدر: اختلاق، انبعاثهم.

* الأفعال السداسية:

الماضي: استكبر، واستفتحوا.


1- سورة الأنعام: 144
2- سورة البقرة: 60

ص:190

الأمر: استغفر، استعينوا.

المصدر: استكبارا، استغفار.

ولا تأتي همزة الوصل في الأفعال الرباعية.

حركة همزة الوصل

- تكون همزة الوصل مفتوحة في لام التعريف حال الابتداء بها.

- تكون الهمزة مكسورة في الأسماء السماعية العشر (منها السبع الواردة في القرآن)

- تكون الهمزة في الأفعال (الماضي أو الأمر أو المصدر) مكسورة عند البدء بها إذا كان ثالث الفعل مكسوراً كسراً أصلياً أو مفتوحاً، نحو (اهدِنَا) في قوله تعالى: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ (1)، و(اسْتَغْفِرْ) في قوله تعالى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ (2).


1- سورة الفاتحة: 6
2- سورة التوبة: 80

ص:191

- وتكون مضمومة إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضمّاً أصلياً، نحو (ادْخُلُواْ) في قوله تعالى: ﴿ادْخُلُواْ الجنّة لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ (1).

- أما إذا كانت الضمة عارضة، فيرجع فيها إلى الأصل. وقد وردت في خمس كلمات: امشوا، اقضوا، ابنوا، امضوا، ائتوا، وأصل حركة الحرف الثالث في هذه الأفعال الكسرة، لذا تكسر همزة الوصل فيها حال الابتداء.

تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل

يحرك الحرف الساكن بالفتح أو الضم أو الكسر إذا وقع قبل همزة الوصل، وذلك على النحو التالي:

- إذا سبق التنوين همزة الوصل فإن نونه تحرك بالكسر. مثل (عَدْنٍ الَّتِي) في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ﴾ (2)، وقوله تعالى: ﴿فَلَهُ جَزَاءٍ الْحُسْنَى﴾ (3).


1- سورة الأعراف: 49
2- سورة غافر: 8
3- سورة الكهف: 88

ص:192

- إذا سبقت (مِنَ) همزة الوصل يحرك النون بالفتح مثل ﴿مِنَ الجنّة وَالنَّاسِ﴾ (1)، أصلها (مِنْ الجنّة) حركت النون الساكنة بالفتح لوقوعها قبل همزة الوصل.

- إذا سبقت ميم الجمع همزة الوصل حُركت بالضم نحو ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ (2) أصلها (ألهاكمْ التكاثر) حركت الميم الساكنة بالضم لوقوعها قبل همزة وصل، ومثل ذلك ﴿عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ (3) و﴿رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (4).

- في غير الحالتين السابقتين يحرك الحرف الساكن الذي يسبق همزة الوصل بالكسر نحو (أَنِ امْشُوا) في قوله تعالى: ﴿وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ﴾ (5)، ومثل ذلك ﴿أَنِ اضْرِب﴾ (6)، و﴿أَنِ اصْنَعِ﴾ (7)، و﴿وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ﴾ (8).


1- سورة الناس: 6
2- سورة التكاثر: 1
3- سورة البقرة: 183
4- سورة النازعات: 24
5- سورة ص:6
6- سورة الأعراف: 160
7- سورة المؤمنون: 27
8- سورة يوسف: 31

ص:193

همزة الوصل مع همزة الإستفهام

إذا اجتمعت همزة الإستفهام مع همزة الوصل في كلمة فلها حالتان:

الحالة الأولى:

إبقاء همزة الإستفهام وحذف همزة الوصل، وقد وقع هذا في سبعة أفعال فقط في القرآن الكريم، وهي كما يلي:

ت - أصلها قبل حذف همزة الوصل - الكلمات السبعة بعد الحذف وموضع كل منها في القرآن الكريم

1- أإتَّخذتم - ﴿ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ﴾ (1)

2- أإفترى - ﴿ أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ﴾ (2)

3- أإطلعَ - ﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً﴾ (3)

4- أإصطفى - ﴿أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ﴾ (4)


1- سورة البقرة: 80
2- سورة سبأ: 8
3- سورة مريم: 78
4- سورة الصافات: 153

ص:194

5- أإستغفرت - ﴿ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾ (1)

6- أإتَّخذناهم - ﴿ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ﴾ (2)

7- أإستكبرت - ﴿ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ (3)

الحالة الثانية:

تبقى همزة الإستفام وهمزة الوصل معا بشرط إلا تنطق همزة الوصل محققة وفيها وجهان:

أ-تسهيلها بين بين: أي بين الهمزة والألف بدون مد، كما في ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء﴾ (4).

ب-إبدالها حرف مد مع الإشباع ستة حركات بشرط أن تقع بعد همزة الوصل(لام)، وقد وقعت الهمزتان معاً في ثلاث كلمات في القرآن الكريم، وهي:

* آلذَّكَرَيْنِ: وقعت في موضعين من القرآن الكريم:


1- سورة المنافقون: 6
2- سورة ص:63
3- سورة ص:75
4- سورة فصلت: 44

ص:195

﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ﴾ (1)

* آلآنَ: وقعت في موضعين من القرآن الكريم:

﴿آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ (2)

﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (3)

* آللّهُ: وقعت في موضعين من القرآن الكريم:

﴿ قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾ (4)

﴿ آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (5)

ملاحظة:


1- سورة الأنعام: 143، 144
2- سورة يونس: 51
3- سورة يونس: 91
4- سورة يونس: 59
5- سورة النمل: 59

ص:196

لا تجمع العرب بين همزتين ثانيتهما ساكنة، فتتحول الثانية (الساكنة)إلى حرف من جنس حركة ما قبلها، مثل (إيتوا)، (أُو تمِن) عند البدء بها.

ص:197

أحكام الوقف والإبتداء

اشارة

تعتبر أحكام الوقف والابتداء من أهم المباحث في علم التجويد التي ينبغي على القارئ الاهتمام بها وإتقانها.

فبمعرفتها وتطبيقها تكون معاني الآيات واضحة بينة للقارئ والسامع.

قال الإمام عليّ علیه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلاً﴾ (1): هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف.

ومن المباحث التي تدخل في أحكام الوقف والابتداء والتي نتناولها في هذا الفصل:

- معرفة مواضع السكت في القرآن الكريم

- تقسيمات الوقف وأنواعه

- معرفة متى يجوز الوقف ومتى لا يجوز

- معرفة كيفية الوقف الصحيح


1- سورة المزمل: 4

ص:198

- متى يجوز البدء ومتى لا يجوز

- كيفية البدء الصحيح

- الابتداء بهمزة الوصل

السكت

تعريفه

لغة: السكت خلاف النطق.

اصطلاحاً: قطع الصوت زمناً ما دون الوقف من غير تنفس بنية متابعة القراءة.

مواضع السكت في القرآن

في رواية حفص عن عاصم أربعة مواضع للسكت متفق عليها، وموضعان مختلف فيهما.

المواضع المتفق عليها:

ص:199

1. السكت بين كلمتي (عِوَجَا) و(قَيِّماً) في قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا * قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (1)، فعلى القارئ أن يسكت على كلمة (عِوَجَا) سكتة خفيفة بدون تنفس إذا أراد وصلها بما بعدها، ويكون السكت على الألف من غير تنوين، ومن السنة الوقف عليها وقفا كاملا مع التنفس لأنها رأس آية.

2. السكت بين كلمتي (مَّرْقَدِنَا) و(هَذَا) في قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ (2) لا توصل كلمة (مَّرْقَدِنَا) بما بعدها إلّا بسكتة خفيفة، كما يجوز أيضاً الوقف التام عليها.

3. السكت بين كلمتي (مَنْ) و(رَاقٍ) في قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ﴾ (3) لا يجوز الوقف على كلمة (مَنْ) لأنها ليست موضع وقف، إنما يجب وصلها بما بعدها مع السكت، دون إدغام للنون الساكنة في الراء.


1- سورة الكهف: 1-2
2- سورة يس: 52
3- سورة القيامة: 27

ص:200

4. السكت بين كلمتي (بَلْ) و(رَانَ) في قوله تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (1) لا يجوز أيضا الوقف على كلمة (بَلْ) وقفا تاما، بل يجب السكت عليها مع إظهارها من غير إدغام.

الموضعان المختلف فيهما:

1. ما بين سورتي الأنفال والتوبة: ﴿إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (2) يجوز الوقف والسكت على آخر سورة الأنفال كما يجوز وصلها بدون سكت بأول سورة التوبة مع إقلاب التنوين في (عَلِيمٌ)، والوقف التام على رأس الآية مقدم في الأداء.

2. ما بين كلمتي (مَالِيهْ) و(هَلَكَ) في قوله تعالى: ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ﴾ (3) يجوز في حالة وصل الآيتين السكت على حرف الهاء من كلمة (مَالِيهْ) ثم الابتداء ب-(هَلَكَ) مع إظهار حرفي الهاء، ويجوز أيضا عدم السكت وإدغام الهائين


1- سورة المطففين: 14
2- سورة الأنفال: 75 – التوبة: 1
3- سورة الحاقة: 28-29

ص:201

إدغام متماثلين فيصبحان هاءً واحدة مشددة، والسكت مقدم في الأداء حال الوصل، ويسنّ الوقف التام على (مَالِيهْ) لأنها رأس آية.

وقد وُضع- في المواضع التي لا خلاف فيها- حرف سين صغير فوق الحرف الأخير من الكلمة دلالة على السكت على ذلك الحرف حال الوصل:

ووضعت سين صغيرة على هاء (مَالِيهْ) بسورة الحاقة لأن السكت حال الوصل أرجح.

ولم توضع السين فوق ميم (عَلِيمٌ) آخر سورة الأنفال.

الوقف وتقسيماته

تعريف الوقف

لغة: الكف والحبس.

اصطلاحاً: قطع الصوت والسكوت على آخر الكلمة زمناً يتنفس فيه القارئ عادة بنية استئناف القراءة.

تعريف القطع

ص:202

لغة: إبانة بعض أجزاء الجرم من بعض فصلاً.

اصطلاحاً: قطع القراءة بنية الإنتهاء.

تقسيمات الوقف

يمكن تقسيم الوقف إلى قسمين:

1. وقف اضطراري: وهو أن يقف القارئ مضطرّاً من غير إرادة لسبب عارض، كالعطاس وضيق النفس والسعال والنسيان وغير ذلك.

2. وقف اختياري: وهو أن يقف القارئ باختياره وإرادته، وينقسم إلى قسمين:

-الوقف الاختياري الجائز: وهو الوقف على ما تم معناه، وينقسم إلى:

-الوقف الاختياري الممنوع أو غير الجائز أو القبيح: وهو الوقف على ما لم يتم معناه.

ويمكن إضافة نوعين آخرين وهما:

ص:203

3. الوقف الانتظاري: وهو الوقف الذي يكون حال القراءة بأكثر من رواية، حيث يقف القارئ على كلمة للإتيان بباقي أوجه القراءة التي يريد قراءتها قبل الاستمرار في التلاوة، وهذا الوقف جائز عند تعلم قراءات مختلفة.

4. الوقف الاختباري: وهو أن يقف الطالب بطلب من معلمه لامتحانه واختبار معرفته بكيفية الوقف.

الوقف الاضطراري

تعريفه

وهو أن يقف القارئ مضطرّاً من غير إرادة لسبب عارض، كالعطاس أو ضيق النفس أو السعال أو النسيان أو غير ذلك.

حكمه

يجوز مطلقاً، ويفضل تخير الكلمة المناسبة للوقف ما استطاع إلى ذلك سبيلاً مع مراعاة شروط الوقف الصحيح وضوابطه.

الابتداء بعد وقف اضطراري

ص:204

إن كان الابتداء بالكلمة التي تلي موضع الوقف الاضطراري حسن، استأنف القارئ تلاوته منها.

وإن لم يكن كذلك أعاد ما يراه مناسب من الآية حتى يتصل اللفظ ولا يختل المعنى.

وفي ما يلي بيان كيفية الوقف على بعض الكلمات في القرآن.

الوقف على تاء التأنيث

إذا رسمت تاء التأنيث مبسوطة وقف عليها بالتاء، وإذا رسمت مربوطة كان الوقف عليها بالهاء، وفي ما يلي بيان كيفية الوقف على بعض الكلمات.

*رحمت: رسمت التاء مبسوطة في سبعة مواضع:

- ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (1)


1- سورة البقرة: 218

ص:205

- ﴿وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ (1)

- ﴿قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ﴾ (2)

- ﴿ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا﴾ (3)

- ﴿فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (4)

- ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ (5)


1- سورة الأعراف: 56
2- سورة هود: 73
3- سورة مريم: 2
4- سورة الروم: 50
5- سورة الزخرف: 32

ص:206

يوقف على كلمة (رَحْمَت) في جميع هذه المواضع بالتاء الساكنة (رَحْمَتْ)، وما سواها من كلمة (رحمة) حيث رسمت التاء مربوطة فيوقف عليه بالهاء، نحو:

- ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ (1)

* نعمت: رسمت التاء مبسوطة في أحد عشر موضعاً:

- ﴿وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ﴾ (2)

- ﴿وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ﴾ (3)

- ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ﴾ (4)

- ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَتَ اللّهِ كُفْراً﴾ (5)

- ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا﴾ (6)


1- سورة البقرة: 157
2- سورة البقرة: 231
3- سورة آل عمران: 103
4- سورة المائدة: 11
5- سورة إبراهيم: 28
6- سورة إبراهيم: 34

ص:207

- ﴿أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ (1)

- ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾ (2)

- ﴿وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (3)

- ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ﴾ (4)

- ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ (5)

- ﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ﴾ (6)

يوقف على كلمة (نعمت) في هذه المواضع بالتاء (نِعْمَتْ)، وما سواها من كلمة (نعمة)، حيث رسمت التاء مربوطة، فيوقف عليه بالهاء مثل:


1- سورة النحل: 72
2- سورة النحل: 83
3- سورة النحل: 114
4- سورة لقمان: 31
5- سورة فاطر: 3
6- سورة الطور: 29

ص:208

- ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (1)

*امرأت: رسمت التاء مبسوطة حيثما وردت مضافة إلى زوج، وذلك في المواضع التالية (سبعة):

- ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (2)

- ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ﴾ (3)

- ﴿قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ (4)

- ﴿وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ﴾ (5)

- ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَاِمْرَأَتَ لُوطٍ﴾ (6)


1- سورة الضحى: 11
2- سورة آل عمران 35
3- سورة يوسف 30
4- سورة يوسف 51
5- سورة القصص 9
6- سورة التحريم 10

ص:209

- ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَتَ فِرْعَوْنَ﴾ (1)

يوقف على هذه المواضع بالتاء (امرأتْ)، وفي المواضع الأخرى حيث رسمت بالتاء المربوطة (امرأة) فيكون الوقف عليها بالهاء، نحو:

- ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً﴾ (2)

*كَلِمَت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:

- ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (3)

- ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ﴾ (4)

- ﴿كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ (5)

- ﴿إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ (6)


1- سورة التحريم 11
2- سورة النساء 128
3- سورة الأنعام 115
4- سورة الأعراف: 137
5- سورة يونس 33
6- سورة يونس 96

ص:210

- ﴿وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ (1)

يوقف على هذه الكلمات التي رسمت بالتاء المبسوطة بالتاء (كَلِمَتْ)، ويوقف عليها بالهاء الساكنة (كَلِمَهْ) في المواضع التي رسمت فيها بالتاء المربوطة مثل قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء﴾ (2).

*سُنَّت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:

- ﴿وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينِ﴾ (3)

- ﴿اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً﴾ (4)

- ﴿سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ﴾ (5)

يوقف على هذه المواضع بالتاء وما سواها بالهاء


1- سورة غافر 6
2- سورة إبراهيم 24
3- سورة الأنفال 38
4- سورة فاطر 43
5- سورة غافر: 85

ص:211

*لعنت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:

- ﴿ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ (1)

- ﴿وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ (2)

يكون الوقف على (لعنت) في هذين الموضعين بالتاء الساكنة وما سواهما بالهاء، نحو:

-﴿فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (3)

معصيت: رسمت التاء مبسوطة في المواضع التالية:

- ﴿وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ﴾ (4)

- ﴿فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ﴾ (5)


1- سورة آل عمران: 61
2- سورة النور: 7
3- سورة البقرة: 89
4- سورة المجادلة: 8
5- سورة المجادلة: 9

ص:212

يوقف على (معصيت) بالتاء في هذين الموضعين ولم ترد هذه الكلمة بالتاء المربوطة في القرآن.

غيابة رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى:

- ﴿وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ (1)

- ﴿وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ﴾ (2)

* بَقِيَّت: رسمت التاء مبسوطة في قوله تعالى: ﴿بَقِيَّتُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (3) يوقف عليها بالتاء، وما سواها من كلمة (بقيّتْ) فيوقف عليه بالهاء الساكنة (بقيهْ)، نحو ﴿أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ﴾ (4).

*قرّت: رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ﴾ (5)


1- سورة يوسف: 10
2- سورة يوسف: 15
3- سورة هود: 86
4- سورة هود: 116
5- سورة القصص:9

ص:213

*فطرت: رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ (1)

*جَنَّت رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى: ﴿فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾ (2)

*ابنت رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى: ﴿وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا﴾ (3)

*بَيِّنَتٍ رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى: ﴿أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِّنْهُ﴾ (4)

*جمالت: رسمت بالتاء المبسوطة في قوله تعالى: ﴿كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ﴾ (5)

*شجرت: رسمت بالتاء المبسوطة في موضع واحد: ﴿إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ﴾ (6)

المقطوع والموصول


1- سورة الروم: 30
2- سورة الواقعة: 89
3- سورة التحريم: 12
4- سورة فاطر: 40
5- سورة المرسلات 33
6- سورة الدخان: 43

ص:214

من أهم قواعد الوقف الصحيح أنه لا يجوز الوقف على متحرك بحركة كاملة بل يكون بسكون محض أو روم أو إشمام، كما أنه لا يجوز أيضاً الوقف في وسط الكلمة المتصلة رسما مهما كان سبب الوقف اختيارياً أو اضطرارياً، لذا اهتم العلماء ببيان الكلمات الموصولة والمقطوعة حتى يكون وقف القارئ صحيحاً.

*إذا رسمت كلمتان متصلتان وجب الوقف على الثانية منهما ولا يجوز الوقف على الأولى. نحو:

- (وَأَلَّوِ) في قوله تعالى: ﴿وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً﴾ (1) أصلها (وأن لو).

-(بِئْسَمَا) في قوله تعالى: ﴿قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ﴾ (2) أصلها (بئس ما).

- (لِئَلاَّ) في قوله تعالى: ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ (3) أصلها (لأن لا).


1- سورة الجن: 16
2- سورة البقرة: 90، 93
3- سورة النساء: 165

ص:215

*إذا رسمت كلمتان منفصلتان يوقف على أي منهما حسب الاضطرار، نحو:

- (وَإِن مَّا) في قوله تعالى: ﴿وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ﴾ (1)

-(مِن مَّا) في قوله تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم﴾ (2)

-(أَن لَّا) في قوله تعالى: ﴿أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ﴾ (3)

ومثلها: (أن لم) (أم من) (وحيث ما) (في ما) (أن لو).

-إذا رسمت كلمة مجزّأة وقف على الجزء الأخير منها دون الأول. وذلك في الموضع الوحيد في القرآن في قوله تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ (4) فلا يجوز الوقف (إِلْ) بل يجب الوقف على (إِلْ يَاسِينَ).

الوقف على (أيّه)

يوقف على (أَيُّهَ) بتسكين الهاء من غير ألف في ثلاثة مواضع:


1- سورة الرعد: 40
2- سورة المنافقون: 10
3- سورة القلم: 24
4- سورة الصافات: 130

ص:216

- ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (1)

- ﴿وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ﴾ (2)

- ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾ (3)

وما عدا هذه المواضع فيوقف عليها بالألف، نحو:

- ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ (4)

- ﴿يَا أَيُّهَا الإنسان إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ﴾ (5)

الوقف على اللام المنفصلة عن الاسم المجرور

يمكن الوقف على اللام إذا انفصلت عن الاسم المجرور في المواضع الأربعة التالية:


1- سورة النور: 31
2- سورة الزخرف: 49
3- سورة الرحمن: 31
4- سورة الكافرون: 1
5- سورة الانشقاق: 6

ص:217

- ﴿فَمَالِ هَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً﴾ (1)

- ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا﴾ (2)

- ﴿وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ﴾ (3)

- ﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ﴾ (4)

الوقف الاختياري الجائز

تعريفه

وهو أن يقف القارئ باختياره على ما تم معناه.

حكمه

وهو ما يجب الحرص عليه حتى تكون معاني الآيات واضحة بينة للقارئ والمستمع.

أقسامه


1- سورة النساء: 78
2- سورة الكهف: 49
3- سورة الفرقان: 7
4- سورة المعارج: 36

ص:218

ينقسم الوقف الجائز إلى ثلاثة أقسام:

- الوقف التام

- الوقف الكافي

- الوقف الحسن

الوقف التام

تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه ولم يتعلق بما بعده لا لفظا ولا معنى. كالوقف أواخر السور أو عند نهاية القصص أو أواخر صفات المؤمنين أو الكافرين أو عند الانتهاء من ذكر الجنّة أو النار أو غير ذلك من المواضع التي ينتهي عندها موضوع ما ويبتدئ آخر.

حكمه: يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده

أمثلة:

- الوقف على كلمة (الْمُفْلِحُونَ) في قوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ

ص:219

يُؤْمِنُونَ﴾ (1) حيث انتهى الحديث عن صفات المتقين وابتدأ بعدها الحديث عن صفات الكافرين.

- الوقف عل (لِلْكَافِرِينَ) في قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ﴾ (2) حيث تم الحديث عن النار ويبتدئ الحديث بعدها عن الجنّة.

- الوقف على (الثَّوَابِ) في قوله تعالى: ﴿وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ * لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ﴾ (3) هذا الوقف تامٌّ لأن ما بعد الوقف لا يتعلق بما قبله لا معنى ولا إعراباً.

وقف البيان أو الوقف اللازم: وقف البيان من أنواع الوقف التام ويسمى أيضاً بالوقف اللازم، وهو الوقف على كلمة لإيضاح المعنى إذا كان الوصل يسبب التباساً في المعنى في ذهن السامع وعدم إدراك للمراد من كلام الله.

ويشار إلى الوقف اللازم في رسم المصاحف بحرف ميم صغير:


1- سورة البقرة: 5-6
2- سورة البقرة: 24
3- سورة آل عمران: 195-196

ص:220

ومثال ذلك:

- الوقف اللازم على كلمة (قَوْلُهُمْ) في قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ م- إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (1) فعدم الوقف قد يفهم منه أن قولهم بأن العزة جميعاً هو مدعاة الحزن.

- الوقف على كلمة (عَنْهُمْ) في قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَتَوَلَّ عَنْهُمْ م- يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ﴾ (2) إذا عدم الوقف قد يفهم منه أن التولي مأمور به (يوم يدع الداع إلى شيء نكر) فكان لزاماً الوقف على (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) حتى يتضح المَراد ويعلم أن معنى الجزء الأول من الآية انتهى وأن المعنى الثاني بدأ.

الوقف الكافي

تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه ويتعلق بما بعده معنى لا لفظا.

حكمه: يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده.


1- سورة يونس: 65
2- سورة القمر: 6

ص:221

أمثلة: الوقف على (الْبَيْتِ) في قوله تعالى: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ (1) لأن ما بعدها متعلق بما قبلها من حيث المعنى ولكنه غير متصل به من حيث اللفظ والإعراب.

الوقف الحسن

تعريفه: هو الوقف على ما تم معناه ويتعلق بما بعده معنى ولفظاً، والمراد بالتعلق اللفظي التعلق من جهة الإعراب.

حكمه: يحسن الوقف عليه لإفادته المعنى ولا يحسن الابتداء بما بعده، بل لا بدَّ من إعادة الكلمة الموقوف عليها أو كلمة أو كلمتين قبلها حتى يتم المعنى، إلّا إذا كان الوقف على رأس آية فإنه يجوز الوقف عليها والبدء بأول الآية التالية مطلقاً وإن كان هناك تعلق لفظي ومعنوي، فقد ثبت عن النبيِّ صلی الله علیه و آله أنه كان يقف على رؤوس الآيات.

أمثلة:


1- سورة قريش: 3-4

ص:222

- الوقف على (الرُّومُ) ثم على (سَيَغْلِبُونَ) في قوله تعالى: ﴿غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ﴾ (1) يجوز الوقف على رؤوس هذه الآيات وإن كان هناك ارتباط في اللفظ والمعنى لسُنّية ذلك.

- يجوز الوقف على (الْحَمْدُ للّهِ) في قوله سبحانه وتعالى: ﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (2) ولكن لا بد من إعادتها ووصلها بما بعدها.

- الوقف على كلمة (الرَّسُولَ) حسن في قوله تعالى: ﴿يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ﴾ (3)، أمّا الابتداء بما بعدها (وَإِيَّاكُمْ) فقبيح ولا يجوز.

الوقف الاختياري الممنوع (غير الجائز)

تعريفه

وهو أن يقف القارئ باختياره على ما لم يتم معناه، وذلك لتعلقه بما بعده في اللفظ والمعنى.


1- سورة الروم: 2-4
2- سورة الفاتحة: 2
3- سورة الممتحنة: 1

ص:223

حكمه

لا يجوز الوقف عليه إلا لضرورة كالسعال أو العطاس أو التثاؤب أو انقطاع النفس، فإذا وقف اضطراراً وجب عليه أن يعود إلى ما قبله ليتمَّ المعنى.

درجاته

تتفاوت درجات الوقف الممنوع قبحاً:

فمنه ما يجعل النص المقروء بلا معنى ولا فائدة ويترك السامع دون إدراك للمراد من النص المقروء، كالوقف على الفعل دون الفاعل، أو المبتدأ دون الخبر، أو الشرط دون الجواب، أو على الناصب دون المنصوب، أو الجار دون المجرور، ومثال ذلك:

-الوقف على (وَهَلْ أَتَاكَ) في قوله تعالى: ﴿وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى﴾ (1).

-الوقف على (اسْمَ) في قوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾ (2).

وأشد من هذا قبحا الوقف على ما يوهم معنى خلاف المراد، ومثال ذلك:


1- سورة طه: 9
2- سورة الأعلى: 1

ص:224

- الوقف على (وَالْمَوْتَى) في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ م- وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ﴾ (1)، والصحيح هنا الوقف اللازم على (يَسْمَعُونَ) حتى لا يتوهم السامع أن الواو بعدها للعطف وأن الموتى مع الذين يسمعون هم الذين يستجيبون.

- الوقف على (الصَّلاَةَ) في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ﴾ (2).

وأشد كل هذا قبحا ما يوهم معنى مخالفاً للعقيدة أو وصفاً لا يليق بالله عزّ وجلّ، نحو:

- الوقف على (يَهْدِي) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (3)

-الوقف على (يَسْتَحْيِي) في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ (4).

كيفية الوقف الصحيح

اشارة

للوقف الصحيح ثلاث كيفيات وهي:


1- سورة الأنعام: 36
2- سورة النساء: 43
3- سورة المنافقون: 6
4- سورة الأحزاب: 53

ص:225

الروم

الإشمام

السكون المحض

***

الروم

تعريفه وأحكامه:

هو الإتيان ببعض الحركة بصوت يسمعه القريب دون البعيد، وقدر الباقي من الحركة بالثلث.

ولا يكون الروم إلّا في الكسرة أو الضمة سواء كان الحرف مشددًا أو مخففاً، أو كان منوّناً أو غير منون، ولا يكون في الفتحة، مثل ﴿أَهَكَذَا عَرْشُكِ﴾ (1).

ولا بدّ حين الوقف بالروم من حذف التنوين من المنون، مثل قوله تعالى: ﴿لَفِي خُسْرٍ﴾ (2).


1- سورة النمل: 42
2- سورة العصر: 2

ص:226

أحكام المد حال الوقف بالروم:

حكم المد مع الروم هو حكمه مع الوصل، أي يمد مقدار ما يمد في حالة الوصل.

- فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة وكان قبله حرف مدّ فإنّه يمدّ حينئذ مدّاً طبيعياً (حركتين)، نحو

*﴿الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ (1)

*﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (2)

- وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز وكان قبله حرف مدّ فإنّه يمدّ حينئذ أربع أو خمس حركات كما في حالة المدّ الواجب المتصل، ولا يمدّ ست حركات، ومثال ذلك:

*﴿مِّنَ السَّمَاءِ﴾ (3)

الإشمام

1- سورة الفاتحة: 3
2- سورة الفاتحة: 5
3- سورة النساء: 153

ص:227

تعريفه وأحكامه:

هو ضم الشفتين من غير صوت بُعيد الوقف على الحرف الأخير من الكلمة ساكناً إشارة إلى الضم، بحيث يدركه المبصر دون الأعمى.

ولا يكو ن الإشمام إلّا على الحرف المرفوع أو المضموم ولا يكون في الحرف المفتوح أو المكسور.

أحكام المدّ حال الوقف بالإشمام:

حكم المدّ مع الإشمام هو حكمه مع الوقف على سكون محض، أي يمدّ مقدار ما يمدّ في حالة الوقف على السكون.

- فإذا كان الحرف الموقوف عليه بالإشمام غير الهمزة وكان قبله حرف مدّ فإنّه يعامل معاملة المدّ العارض للسكون الذي أصله مدّ طبيعي أو مدّ لين أو مدّ بدل فيمدّ حركتين أو أربع أو ست حركات، نحو قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (1).


1- سورة الفاتحة: 5

ص:228

- وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز وكان قبله حرف مدّ فإنّه يعامل حينئذ معاملة المدّ المتصل العارض للسكون فيمدّ أربع أو خمس أو ست حركات، ومثال ذلك الوقف على (مَا يَشَاءُ) في قوله تعالى: ﴿كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ﴾ (1).

والإشمام يدرك بالبصر ولا يُسمع.

الإشمام في كلمة (تأمنا):

أصل كلمة (تَأْمَنَّا) في قوله تعالى: ﴿قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ (2) (تأمنُنَا) وقد سكنت النون الأولى للإدغام.

وعند لفظ هذه كلمة (تَأْمَنَّا) بالإشمام، تًضمّ الشفتين بعد إسكان النون الأولى، كمن يريد النطق بضمّة دون أن يظهر لذلك أثر في النطق، إشارة إلى أن الحركة المحذوفة ضمّة، فالإشمام هنا كالإشمام في الوقف على المرفوع.

السكون

1- سورة آل عمران: 47
2- سورة يوسف: 11

ص:229

تعريفه وأحكامه:

هو السكون الخالص أو المحض الذي ليس فيه حركة ولا بعض حركة.

ويكون الوقف بالسكون على الفتحة والضمّة والكسرة.

أحكام المدّ حال الوقف بالسكون المحض:

قد تم بيان أحكام الوقف على السكون المحض في مبحث المدود باب المدّ العارض للسكون.

فإذا كان الحرف الموقوف عليه غير الهمزة وكان قبله حرف مدّ فإنّه يمدّ حركتين أو أربع أو ست حركات

وإذا كان الحرف الموقوف عليه حرف همز وكان قبله حرف مدّ فإنه يمدّ أربع أو خمس أو ست حركات

ص:230

علامات الوقف في ضبط المصاحف

م: علامة الوقف اللازم وتوضع حيث يكون المعنى قد تمّ ولا يتضح إلّا بالوقف، وقد يؤدي عدم الوقف في هذه المواضع إلى التباس المعنى في ذهن السامع.

لا: علامة الوقف الممنوع على الكلمة والابتداء بما بعدها، وتكون في وسط الآية ولا يُعتد بها إذا كانت على رأس آية لسنيّة الوقف عليها مهما كان تعلق الكلام بما بعده لفظاً ومعنى.

صلى: علامة الوقف الجائز مع أولوية الوصل.

قلى: علامة الوقف الجائز مع أولوية الوقف.

ج: علامة الوقف الجائز دون أولوية للوصل أو الوقف.

ص:231

" ": علامة تعانق الوقف بحيث إذا وقف على أحد الموضعين لا يقف على الثاني، ويجوز عدم الوقف على أي الموضعين، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ" فِيهِ" هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ (1).


1- سورة البقرة: 2

ص:232

ملاحظات هامة

هذه بعض الملاحظات الهامة التي يجب مراعاتها عند القراءة برواية حفص عن عاصم.

السين والصاد

قرأ حفص بالسين كلمة:

-(وَيَبْسُطُ) في قوله تعالى: ﴿وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ (1).

- (بصطة) في قوله تعالى: ﴿وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً﴾ (2).

-(بسطة) في قوله تعالى: ﴿قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ (3).

وقرأ بالصاد كلمة:


1- سورة البقرة: 245
2- سورة الأعراف: 69
3- سورة البقرة: 247

ص:233

- (بمصيطر) في قوله تعالى: ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ (1).

- وقرأ بالصاد والسين كلمة (المصيطرون) في قوله تعالى: ﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ﴾ (2)، والنطق بالصاد أشهر.

كلمة (ضعف)

قرأ حفص كلمة (ضعف) و(ضعفاً) في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً﴾ (3) بوجهين: فتح الضاد وضم الضاد، وفتح الضاد هو المقدم في الأداء.

كلمة (ءأعجمي)

تُقرأ كلمة (أَأَعْجَمِيٌّ) في قوله تعالى: ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ (4) بتسهيل الهمزة الثانية، أي بنطقها بين الهمزة والألف.


1- سورة الغاشية: 22
2- سورة الطور: 37
3- سورة الروم: 54
4- سورة فصلت: 44

ص:234

كلمة (مجراها)

تُقرأ كلمة (مَجْرَاهَا) في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا﴾ (1) بإمالة الألف بعد الراء، ويقتضي هذا ترقيق الراء، والإمالة صوت بين الألف والياء.

كلمة (تأمنّا)

تُقرأ كلمة (تَأْمَنَّا) في قوله تعالى: ﴿قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ (2) بوجهين:

-الإشمام: وهو إشارة بالفم إلى جهة الضم حال النطق بالنون المشددة.

-الاختلاس: وهو اختلاس حركة الضم عند النطق بالنون بحيث يبقى ثلثا الحركة ويذهب ثلثها.

وتقرأ بهذين الوجهين لبيان أن أصل النون المشددة نون مضمومة وأخرى مفتوحة.

كلمة (ءاتنيَ)


1- سورة هود: 41
2- سورة يوسف: 11

ص:235

كلمة (ءاتنيَ) في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءاتنيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ﴾ (1) تُقرأ حال الوصل بإثبات الياء مفتوحة، أمّا حال الوقف فيجوز فيها وجهان:

-إثبات الياء ساكنة

-حذف الياء والوقف على النون ساكنة أو الوقف بالروم.

وإثبات الياء أولى.

أول سورة آل عمران

ثلاثة طرق لتلاوة أول سورة عمران: ﴿الم * اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ (2):

1. الوقف على (الم) ثم البدء ب-كلمة (اللّهُ)، وفي هذه الحالة تمد ياء الميم مدّاً لازماً.


1- سورة النمل: 36
2- سورة آل عمران: 1-2

ص:236

2. الوصل، وفي هذه الحالة يلتقي ساكنان وهما الميم ولام لفظ الجلالة، فتحرك الميم بالفتح، وعندئذ تمد ياء الميم مدّاً طبيعياً لزوال سبب المدّ اللازم وهو السكون، وهذا قول من اعتدّ بالحركة العارضة.

3. الوصل مع فتح الميم ومدّ الياء مدّاً لازماً مقداره ست حركات، وهذا قول من لم يعتد بالحركة العارضة.

فاتحة سورتي يس والقلم

عند وصل (يس) و(ن) بما بعدهما في قوله تعالى: ﴿يس * وَالقرآن الْحَكِيمِ﴾ (1)، وقوله جلّ شأنه: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ (2) لا تدغم النون في الواو بل يجب إظهارها في الموضعين.

وصل سورة الأنفال بسورة براءة

هناك ثلاثة أوجه لوصل سورة الأنفال بسورة براءة:

1. الوقف على نهاية الأنفال ثم البدء بأول براءة دون بسملة.


1- سورة يس: 1-2
2- سورة القلم: 1

ص:237

2. الوصل بين (عليم) و(براءة) مع الإقلاب.

3. السكت بين (عليم) و(براءة).

ملاحظات أخرى في قراءة حفص عن عاصم

1. قصر المدّ المنفصل مثل قوله تعالى: ﴿لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ﴾ (1) والمدّ أربع هو الأشهر.

2. توسط المدّ المتصل مقدار أربع حركات.

3. قراءة (يبصط) في البقرة، (بصطة) في الأعراف، و(بمصيطر) في الغاشية بالصاد.

4. قراءة (المصيطرون) في الطور بالسين.

5. قراءة (ءالله) و(ءآلذكرين) و(آلآن) بالإبدال فقط.

6. هجاء حرف العين في فاتحة الشورى ومريم بالتوسط أربع حركات فقط. (يجوز التوسط أربع حركات والإشباع ست حركات والأخير أولى).

7. الوقف على (ءاتني) في قوله تعالى: (ءاتني الله) من سورة النمل بحذف الياء.


1- سورة الكافرون: 2

ص:238

8. الوقف على (سلاسلا) في سورة الإنسان بالقصر.

9. قراءة (ضعف) و(ضعفا) في الروم بالفتح فقط.

10. قراءة (فرق) في الشعراء بتفخيم الراء فقط.

11. قراءة (تأمنا) في يوسف بالإشمام.

12. جواز التكبير وعدمه من آخر سورة الضحى.

ص:239

أخطاء شائعة في القراءة

قصر المدّ المنفصل

1. عدم التسوية بين مواضع المدّ المنفصل، فترى البعض يقصره أحياناً ويمدّه أحياناً أخرى في نفس المجلس، وفي هذا خلط بين طريقين مختلفين.

2. بعض الذين يقصرون المنفصل لا يلتزمون بباقي الأحكام الواردة عن رواة القصر والتي ذكرناها آنفا كقراءة (بصطة) بالصاد و(فرق) بتفخيم الراء وغير ذلك.

3. يقصر البعض ألف (هاؤم) في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾ (1) ظنّاً منهم أنّها مثل (هؤلاء) و(هأنتم) من قبيل المدّ المنفصل، وهذا غير صحيح حيث أنها كلمة واحدة والمدّ فيها مدّ متصل يجب مدّه.

مخارج الحروف

1. الظاء والضاد:


1- سورة الحاقة: 19

ص:240

يخلط كثير من الناس بين حرفي الضاد والظاء لتشابه صفاتهما.

والصحيح أن الضاد تتميز من حيث صفاتها عن الظاء وعن باقي الحروف بصفة الاستطالة وهي - كما رأينا في مبحث المخارج - طول المخرج وامتداده من أول حافة اللسان إلى آخره بحيث يستوعب الحنك كله.

أما من حيث المخرج والصوت فلا تشابه بينهما البتة، فمخرج الضاد يكون من إحدى حافتي اللسان أو كلتاهما مع ما يحاذيها من الأضراس العليا، أمّا مخرج الضاد فيكون من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.

ونطق الضاد ظاء أو الظاء ضاداً يؤدي إلى تحريف المعنى، فكلمة (ضلّ) بالضاد تختلف من حيث المعنى عن كلمة (ظلّ) بالظاء، وكلمة (ناظرة) تختلف عن كلمة (ناضرة).

2. إذا التقى حرفا الضاد والظاء وجب إظهارهما وتحقيق مخرج كل منهما وتمييز صفة الاستطالة في الضاد كما في قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً﴾ (1) أو قوله تعالى: ﴿الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ﴾ (2).


1- سورة الفرقان: 27
2- سورة الشرح: 3

ص:241

3. يجب الانتباه أيضا إلى إظهار الضاد الساكنة عند الطاء نحو (اضْطُرَّ) في قوله تعالى: ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ (1) وعند التاء نحو (أَفَضْتُم) في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾ (2).

كما يجب الانتباه إلى إظهار الظاء عند التاء نحو (أَوَعَظْتَ) في قوله تعالى: ﴿قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ﴾ (3).

4. في قوله تعالى: ﴿قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ (4) ينطق بعض الناس حرف الصاد في كلمة (يُصْدِرَ) قريبا من حرف الزاي فيقرؤها (يُزْدِرَ)، ومثل ذلك كلمة (الصِّرَاطَ) في قوله تعالى: ﴿اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ (5) ونحو ذلك، وهذا غير وارد في رواية حفص.

5. يجد بعض الناس وخاصة الأعاجم منهم صعوبة في نطق بعض الحروف كالقاف ينطقها بعضهم قريبة من الكاف، وكالجيم ينطقها البعض قريبة من الياء أو من الشين.


1- سورة البقرة: 173
2- سورة البقرة: 198
3- سورة الشعراء: 136
4- سورة القصص:23
5- سورة الفاتحة: 6

ص:242

التفخيم والترقيق 1

1. تفخيم غنّة الإخفاء وترقيقها: الغنّة تتبع ما بعدها تفخيماً وترقيقاً، والخطأ الأكثر شيوعاً في ذلك ترقيق الغنّة إذا كان ما بعدها حرف مفخّم نحو (وَمَن قَالَ) في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ﴾ (1)، أو (مَن طَغَى) في قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَن طَغَى﴾ (2)، فالواجب في مثل هذه المواضع تفخيم الغنّة عند إخفاء النون الساكنة في (من).

2. تفخيم الحرف المرقق إذا تلاه حرف مفخّم، ومثال ذلك:

* تفخيم البعض للتاء في كلمة (ترى) من قوله تعالى: ﴿فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ﴾ (3)، والصحيح ترقيقها.

*تفخيم النون في (نصر) في قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ (4) والصواب أن حرف النون يرقق دائماً.


1- سورة الأنعام: 93
2- سورة النازعات: 37
3- سورة الحاقة: 8
4- سورة النصر: 1

ص:243

*تفخيم الواو في (والله) كما في قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ﴾ (1)، وكلمة (وصية) من قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ (2)، وهذا خطأٌ لأن الواو من الحروف المرققة دائماً.

*تفخيم الفاء في كلمة (فقال) كما في قوله تعالى: ﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ (3)، ومثله تفخيم الفاء في كلمة (فَوْقَكُمْ) من قوله تعالى: ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً﴾ (4)، وكلمة (فَضْلاً) من قوله تعالى: ﴿فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (5)، والصحيح أن حرف الفاء يرقق في جميع الأحوال.

*تفخيم الميم في (مَرْيَمَ) كما في قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً﴾ (6)، وفي كلمة (الْمَصِيرُ) من قوله تعالى: ﴿وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (7)، والصواب ترقيق الميم.


1- سورة البروج: 20
2- سورة البقرة: 240
3- سورة الشمس: 13
4- سورة النبأ: 12
5- سورة الحجرات: 8
6- سورة مريم: 16
7- سورة الملك: 6

ص:244

*تفخيم الألف الأولى في لفظ الجلالة (الله) عند الابتداء به نحو قوله تعالى: ﴿اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ (1)، وهذا من أكثر الأخطاء شيوعاً لذا يجب الانتباه إلى ترقيق الألف عند الابتداء بلفظ الجلالة.

التفخيم والترقيق 2

1. يفخّم البعض التاء من كلمة (مَّسْتُوراً) في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ القرآن جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً﴾ (2) فتصبح مسطوراً فيختل المعنى.

2. يرقق البعض الطاء في (مَسْطُوراً) في قوله تعالى: ﴿كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً﴾ (3) فتصبح مستوراً، ويفخم البعض الآخر السين فتصبح مصطوراً، وفي كلتا الحالتين يختل المعنى.

3. يفخم البعض الذال من كلمة (مَحْذُوراً) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً﴾ (4) فتصبح محظورا فيختل المعنى.


1- سورة آل عمران: 2
2- سورة الإسراء: 45
3- سورة الإسراء: 58
4- سورة الإسراء: 57

ص:245

4. يفخم كثير من الناس السين والألف بعدها في كلمة (أَسَاطِيرُ) في قوله تعالى: ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ (1) فتخرج قريبة من (أصاطير)، ويبالغ البعض الآخر في ترقيقهما حتى تصير الألف ياء أو في مرحلة بين الألف والياء.

5. يبالغ البعض في ترقيق الألف المدية فتخرج ممالة نحو ألف (الْبَاطِلُ) في قوله تعالى: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ (2)، أو (أَصْحَابُ) في قوله تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الجنّة أَصْحَابُ الجنّة هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ (3)، أو يبالغ في تفخيمها فتخرج قريبة من الواو كألف (مِثْقَالَ) في قوله تعالى: ﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾ (4).

أو (الطَّامَّةُ) في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى﴾ (5)، وكلّ هذا خطأ، ولنطق الألف مرققة أو مفخمة على الوجه الصحيح يجب المباعدة بين الفكين عند المد وعدم التقريب بينهما كثيراً.


1- سورة المطففين: 13
2- سورة فصلت: 42
3- سورة الحشر: 20
4- سورة الزلزلة: 8
5- سورة النازعات: 34

ص:246

6. يفخم كثير من الناس بعض الحروف المرققة، أو يرقق بعض الحروف المفخمة تأثّراً باللهجة العامية، كتفخيم الميم والفاء والباء، أو ترقيق الصاد والراء في غير مواضع الترقيق.

أخطاء شائعة في قراءة بعض السور

1. يقرأ بعض الناس كلمة (مَالِكِ) في قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ (1) بتسكين الكاف والصواب كسرها، وفي الفاتحة أيضا يسكن البعض الدال في كلمة (نَعْبُدُ) في قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (2) مكتفياً بالواو بعدها والصحيح ضمّها.

2. تُقرأ كلمة (عَشْرَةَ) في قوله تعالى: ﴿فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً﴾ (3) بتسكين الشين وليس بفتحها، ومثلها في الآية 160 من سورة الأعراف تُقرأ أيضاً بتسكين الشين، أمّا في الآية 196 من سورة البقرة والآية 89 من المائدة فتقرأ بفتح الشين.


1- سورة الفاتحة: 4
2- سورة الفاتحة: 5
3- سورة البقرة: 60

ص:247

3. يقرأ البعض كلمة (تَعْثَوْاْ) في قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ (1) بضم الثاء ومدها (تعثُوا)، وهذا خطأ، والصواب قراءتها بفتح الثاء وتسكين الواو (تَعْثَوْاْ).

4. يقرأ بعض الناس كلمة (يُجَادِلُ) في قوله تعالى: ﴿هَا أَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (2) بكسر اللام والصواب أنها مضمومة.

5. تُقرأ كلمة (السَّبُعُ) في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ﴾ (3) بضم حرف الباء وليس بتسكينه كما يقرأ البعض.

6. يقرأ البعض كلمة (الْجِنَّ) في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ﴾ (4) بكسر النون والصواب أنها مفتوحة.

7. تُقرأ كلمة (حَمُولَةً) في قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً﴾ (5) بفتح الحاء وليس بضمّها.


1- سورة البقرة: 60
2- سورة النساء: 109
3- سورة المائدة: 3
4- سورة الأنعام: 100
5- سورة الأنعام: 142

ص:248

8. في قوله تعالى: ﴿ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ﴾ (1) تُقرأ كلمة (الْمَعْزِ) بتسكين العين وليس بكسرها.

9. في قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إبراهيم حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (2) تُقرأ (قِيَماً) بكسر القاف وفتح الياء بدون تشديد.

10.كلمة (مَذْؤُوماً) في قوله تعالى: ﴿قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً﴾ (3) يقرؤها البعض (مَذْمُوماً) بالميم، وكلمة (مذموماً) (4).

11.في قوله تعالى: ﴿تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً﴾ (5) يزيد بعض الناس كلمة (من) قبل كلمة (الْجِبَالَ) فيقرؤها (وتنحتون من الجبال بيوتاً، وكلمة (من) لم ترد في هذه الآية من سورة الأعراف وإنما وردت في الآية 82 من سورة الحجر والآية 68 من سورة النحل والآية 149 من سورة الشعراء.


1- سورة الأنعام: 143
2- سورة الأنعام: 161
3- سورة الأعراف: 18
4- سورة الإسراء: 18 و22
5- سورة الأعراف 74

ص:249

12.في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ (1) تُقرأ كلمة (يُمَسَّكُونَ) بضم الياء وفتح الميم وكسر وتشديد السين.

13.بعض الناس يضم الواو أو العين من كلمة (دَّعَوَا) في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ (2)، والصحيح أن الحرفين مفتوحان.

14. تقرأ كلمة (مُدَّخَلاً) في قوله تعالى: ﴿لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ﴾ (3) بضم الميم وفتح وتشديد الدال.

15. يزيد بعض الناس (من) قبل كلمة (تَحْتَهَا) في قوله تعالى: ﴿رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً﴾ (4)، وهذا غير صحيح عند حفص.

16. كلمة (يَهِدِّي) (الثانية) في قوله تعالى: ﴿أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى﴾ (5) قرأها حفص (أَمَّن لاَّ يَهِدِّي) بفتح الياء وكسر النون وتشديد الدال،


1- سورة الأعراف 170
2- سورة الأعراف 189
3- سورة التوبة 57
4- سورة التوبة 100
5- سورة يونس: 35

ص:250

والأصل في الكلمة (يهتدي)، أدغمت التاء في الدال فالتقى ساكنان فكسرت الهاء لذلك.

17. وردت كلمة (لَيَقُولَنَّ) بفتح اللام الثانية في الآيتين: ﴿وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ (1)، و﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي﴾ (2)، ووردت بضم اللام الثانية (لَّيَقُولُنَّ) في الآية ﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ﴾ (3).

18. تُقرأ كلمة (بِجَهَازِهِمْ) في قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ﴾ (4) بفتح الجيم وليس بكسرها كما يقرؤها بعض الناس خطأ.

19. قرأ حفص كلمة (الْمَثُلاَتُ) في قوله تعالى: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ﴾ (5) بفتح الميم وضم الثاء.


1- سورة هود: 7
2- سورة هود: 10
3- سورة هود: 8
4- سورة يوسف: 59
5- سورة الرعد: 6

ص:251

20. قراءة كلمة (رُبَمَا) في قوله تعالى: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ﴾ (1) بتشديد الباء والصحيح أن حرف الباء مفتوح غير مشدد.

21. قراءة كلمة (تُؤْمَرُ) في قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ (2) بتسكين الراء عند الوصل والصحيح أنها مضمومة.

22. تقرأ كلمة (وَرَجِلِكَ) في قوله تعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ﴾ (3) بفتح الراء وكسر الجيم واللام.

23. قراءة كلمة (نهراً) في قوله تعالى: ﴿وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً﴾ (4) بسكون الهاء، والصواب أن حرفي النون والهاء مفتوحين، ومثل هذا كلمة (بِنَهَرٍ) في الآية 249 من سورة البقرة، وكلمة (وَنَهَرٍ) في الآية 54 من سورة القمر تُقرأ كلها بفتح النون والهاء.


1- سورة الحجر: 2
2- سورة الحجر: 94
3- سورة الإسراء: 64
4- سورة الكهف: 33

ص:252

24.يقرأ البعض كلمتي (لَنَفِدَ) و(تَنفَدَ) في قوله تعالى: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً﴾ (1) بالذال، وهذا خطأ، والصحيح أن الكلمتين تُقرآن بالدال.

25. تُقرأ كلمة (الْوَلَايَةُ) في قوله تعالى: ﴿هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً﴾ (2) بفتح الواو.

26.في قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً﴾ (3) تقرأ كلمة (تَسْطِع) بتاء واحدة.

27.تُقرأ كلمة (اسْطَاعُوا) في قوله تعالى: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً﴾ (4) بدون تاء.

28. يقرأ بعض الناس كلمة (الْأَيْمَنَ) في قوله تعالى: ﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ


1- سورة الكهف: 109
2- سورة الكهف: 44
3- سورة الكهف: 82
4- سورة الكهف: 97

ص:253

وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾ (1) بكسر النون والصواب أنها مفتوحة.

29.تُقرأ كلمة (بِمَلْكِنَا) في قوله تعالى: ﴿قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا﴾ (2) بفتح الميم وليس بكسرها.

30. يقرأ بعض الناس (لْيَقْضُوا)، (وَلْيُوفُوا) و(وَلْيَطَّوَّفُوا) في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ (3) بكسر حرف اللام والصواب أن حرف اللام ساكن في الكلمات الثلاث.

31. قرأ حفص كلمة (وَيَتَّقْهِ) في قوله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ (4) بإسكان القاف وكسر الهاء بدون صلة.


1- سورة طه: 80
2- سورة طه: 87
3- سورة الحج: 29
4- سورة النور: 52

ص:254

32. في قوله تعالى: ﴿يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً﴾ (1) تُقرأ كملة (فِيهِ) بمد هاء الصلة مقدار حركتين خلافا للقاعدة (هاء الكناية لا تُمدّ إذا كان ما قبلها ساكن ويستثنى من ذلك هذا الموضع من هذه الآية).

33. تُقرأ كلمة (ضَيْقٍ) في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ﴾ (2) بفتح الضاد وتسكين الياء.

34.في قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾ (3) كلمة (العالمين) جمعٌ ل-(عالِم) لذا تقرأ بكسر اللام الأخيرة (لِّلْعَالِمِينَ)، ويخطأ البعض فيقرؤها (العالَمين) بفتح اللام كما في بقية المواضع.

35.كلمة (يَخِصِّمُونَ) في قوله تعالى: ﴿مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ (4) قرأها حفص (يَخِصِّمُونَ) بكسر الخاء وتشديد الصاد، وأصل الكلمة (يختصمون)، أُدغمت التاء في الصاد فالتقى ساكنان فكسرت الصاد.


1- سورة الفرقان: 69
2- سورة النمل: 70
3- سورة الروم: 22
4- سورة يس: 49

ص:255

36.تُقرأ كلمة (يَسَّمَّعُونَ) في قوله تعالى: ﴿لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ﴾ (1) بتشديد السين والميم.

37.تقرأ كلمة (بِذِبْحٍ) في قوله تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ (2) بكسر الذال.

38. تُقرأ كلمة (الْمُصْطَفَيْنَ) في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ﴾ (3) بفتح الفاء وتسكين الياء.

39. تقرأ كلمة (الَّذَيْنِ) في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ﴾ (4) بفتح الذال وتسكين الياء للتثنية.

40. يقرأ بعض الناس كلمة (يَصِدُّونَ) في قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ﴾ (5) بضم الصاد، والصواب أنّها عند حفص بالكسر.


1- سورة الصافات 8
2- سورة الصافات: 107
3- سورة ص:47
4- سورة فصلت: 29
5- سورة الزخرف: 57

ص:256

41. تُقرأ كلمة (وَنَعْمَةٍ) في قوله تعالى: ﴿وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ﴾ (1) بفتح العين.

42.من الأخطاء الشائعة قراءة كلمة (يَعْيَ) في قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ (2) بكسر العين، والصواب قراءتها بالسكون (يَعْيَ).

43.تُقرأ كلمة (مَحِلَّهُ) في قوله تعالى: ﴿وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ﴾ (3) بكسر الحاء.

44. في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾ (4) قرأ حفص (عَلَيْهُ) بضم الهاء رجوعاً إلى الأصل، حيث نقول (عملهُ) للمذكر، وقرأ البعض (عليهِ) بالكسر لمجاورة الهاء الياء.

45. يقرأ البعض كلمة (نَّتَّبِعُهُ) في قوله تعالى: ﴿فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ﴾ (5) بتسكين العين، والصحيح أنها مضمومة (نَّتَّبِعُهُ).


1- سورة الدخان: 27
2- سورة الأحقاف: 33
3- سورة الفتح: 25
4- سورة الفتح: 10
5- سورة القمر: 24

ص:257

46. قرأ حفص كلمة (وَهُوَ) في قوله تعالى: ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (1) بضم الهاء دائماً، ويخطأ كثير من الناس فيقرؤونها بسكون الهاء.

47.قرأ حفص كلمة (يومئذ) في قوله تعالى: ﴿يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ﴾ (2) بكسر الميم (يَوْمِئِذٍ)، أمّا في سائر الآيات فتُقرأ بفتح الميم (يَوْمَئِذٍ).

48.تُقرأ كلمة (النَّعْمَةِ) في قوله تعالى: ﴿وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً﴾ (3) بفتح النون وتشديدها.

49.يقرأ بعض الناس كلمة (الْمَجِيدُ) في قوله تعالى: ﴿ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ (4) بكسر الدال عند وصل الآية بما بعدها، وهذه ليست قراءة حفص وإنما قراءة حمزة والكسائي وخلف. وتُقرأ عند حفص بضم الدال (الْمَجِيدُ).

50.في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ (5) يمد البعض لام التوكيد في أول (لَتُسْأَلُنَّ) (وغيرها من المواضع المشابهة) فتصير لاما نافية (لا تسألن) فيختل المعنى ويصبح


1- سورة الجمعة: 3
2- سورة المعارج: 11
3- سورة المزمل: 11
4- سورة البروج: 15
5- سورة التكاثر: 8

ص:258

عكس المراد، والصواب تحريك اللام حركة دون مدٍّ، ومثل ذلك ﴿لَيُنبَذَنَّ﴾، ﴿لَتَرَوُنَّهَا﴾، ﴿لَيَطْغَى﴾، ﴿لَنَسْفَعاً﴾ ...

أخطاء بسبب الرسم

كثيراً ما يقع القرّاء (وخاصة الذي يحفظون كتاب الله من المصحف) في أخطاء بسبب رسم بعض الكلمات، كرسم الألف المدية فوق الواو أو بعدها وغير ذلك؛ لذا لا بدّ من التنبيه على أهمية التلقي والسماع من أفواه المهرة من القرّاء.

وهذه بعض الأخطاء الشائعة:

1.إذا رسمت إشارة المد فوق الواو قرأت هذه الواو ألف مد في نحو﴿ٱلصَّلَوٰةَ﴾ ﴿ٱلزَّكَوٰةَ﴾﴿ ٱلحيَوٰةُ﴾﴿ٱلرِّبَوٰٱ﴾ ﴿أَصَلَوٰتُکَ﴾ وغيرها.

ومثال ذلك قوله تعالى:

(وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ) (1)


1- سورة البقرة: 43

ص:259

2. وإذا رسمت الألف المدية بعد الواو قرأت بمد الواو مثل كلمة﴿صَلَوَٰاتٌ﴾ في قوله تعالى:

(أُولَٰٓیِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌۖ) (1)

لاحظ الفرق بين رسم﴿ٱلصَّلَوٰةَ﴾ في المثال السابق ورسم﴿صَلَوَٰاتٌ﴾ في هذا المثال.

3. ﴿یَلْوُنَ﴾ (2): تقرأ بمد الواو (يَلْوُونَ) وقد لا يظهر ذلك لصغر الواو المديّة.

4. ﴿تَلْوُءٓٱ﴾ (3): تُقرأ (تَلْوُوا).

5. ﴿أَکَٰبِرَ﴾ (4): تقرأ (أََكَابِرَ) بمد الكاف.

6. ﴿وُورِيَ﴾ (5): تقرأ (وُورِيَ) رسمت الواو المدية واواً صغيرة.

7. ﴿ وَمَلَإِیْهِۧ﴾ (6): تُقرأ (ومَلَئِهِ).


1- سورة البقرة: 157
2- سورة آل عمران: 78
3- سورة النساء: 135
4- سورة الأنعام: 123
5- سورة الأعراف: 20
6- سورة الأعراف: 103

ص:260

8. ﴿إِنَّ وَلِّۧیَ ٱللَّهُ﴾ (1): تقرأ (إِنَّ وَلِيِّيَ الله).

9. ﴿لَأَمَنَ﴾ (2): رسمت الهمزة قبل الألف المدية فتقرأ ألفا ممدودة (لآمَنَ).

10. ﴿نُۨجِی﴾ (3): لاحظ رسم النون الصغيرة في كلمة (نُنجِي)، تقرأ ننجي بإخفاء النون الثانية.

11. ﴿لَأَتَوْهَا﴾ (4): تقرأ (لآتَوْهَا) بمد الألف وليس (لأتَوهَا)، لاحظ رسم الهمزة قبل الألف المديّة وليس عليها.

12. ﴿وَجِٱیٓءَ﴾ (5): تقرأ (وَجِيءَ).

13. ﴿بِأَیٗیْدٍ﴾ (6): تقرأ (بِأَيْدٍ)، الياء الثانية ذات الصفر المستطيل في كلمة ﴿بِأَیٗیْدٍ﴾ لا تلفظ.


1- سورة الأعراف: 196
2- سورة يونس: 99
3- سورة الأنبياء: 88
4- سورة الأحزاب: 14
5- سورة الزمر: 69
6- سورة الذاريات: 47

ص:261

ختم القرآن

ختم القرآن من الأعمال الجليلة التي يثاب عليها العبد وينال بها الدرجات العلى فيستحب للمسلم أن يختم القرآن مرة بعد مرة ويواظب على ذلك قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ (1).

ويستحب للمسلم الحرص على الختمة في الأزمان الفاضلة والأماكن المشرفة واغتنام مواسم الخيرات بذلك لأن العمل يتفاضل وتلاوة القرآن من أجل الأعمال وقد كان أهل البيت علیهم السلام يحرصون على ذلك إذا نزلوا مكة والمدينة.

وتلاوة القرآن فيها خير الفضائل وكريم المزايا كما ورد في النصوص من شفاعة في الآخرة وكثرة الحسنات ورفعة الدرجات وزيادة اليقين وانشراح الصدر وشفاء من الأسقام واطمئنان الروح وجلاء الهموم والأحزان في الدنيا وبصيرة في الدين وفرقان في المشتبهات ورفعة في العلم وغير ذلك من الشمائل التي لا يحصيها القلم ولا يحدها الوصف.

روى الصدوق (2)في الخصال...


1- سورة فاطر: 29
2- الشيخ علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الصدوق القمي ولد في القرن الثالث الهجري بمدينة قم، عاصر الإمام الحسن العسكري علیه السلام ، والتقى بالسفير الثالث للإمام المهدي(عج)، الحسين بن روح رضی الله عنه في العراق، ومن وصية الإمام الحسن العسكري علیه السلام له : ﴿أما بعد : أوصيك يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن علي بن الحسين القمي، وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته، بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ... وعليك بصلاة الليل، فإن النبي صلی الله علیه و آله أوصى علياً علیه السلام فقال : يا علي عليك بصلاة الليل، ثلاث مرات، ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر جميع شيعتي حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي صلی الله علیه و آله قال : أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلی الله علیه و آله أنه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، فاصبر يا شيخي وأمر جميع شيعتي بالصبر، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا، ورحمة الله وبركاته﴾ ... توفي عام 329 ﻫ، ودفن في مدينة قم.

ص:262

بسنده إلى نوف البكالي (1) قال: بت عند أمير المؤمنين عليٍّ علیه السلام فكان يصلي الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة فينتظر إلى السماء، ويتلو القرآن.

وعن زر بن حبيش ؛ قال : قرأْت القرآن كله في المسجد الجامع بالكوفة على أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب علیه السلام ، فلما بلغت الحَوَامِيمَ (2) ؛ قال : ﴿يا زِرُّ، قَدْ بَلَغْتَ عَرَائِسَ القرآن﴾، فلما بلغت رأْس العشرين من : (حم عسق) ﴿وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ﴾ (3)، بكى حتى ارتفع نحيبه، ثمّ رفع رأسه إِلى السماء ؛ وقال : ﴿يَا زِرُّ، أَمِّنْ عَلَى دُعَائِي﴾،: ﴿اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِخْبَاتَ


1- قال الجوهري: نوف البكالي كان حاجب علي رضوان الله عليه، قال تغلب: هو منسوب إلى بكالة قبيلة، وقيل: هو بالكسر منسوب إلى بكالة قرية باليمن (بحار الأنوار: 65 / 196).
2- سبع سور من القرآن الكريم تبدأ كلها بالحرفين (حم)، وهي سور: غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، عن أبي عبد الله علیه السلام قال: ﴿الحواميم رياحين القرآن، فإذا قرأتموها فاحمدوا الله واشكروه كثيرا، لحفظها وتلاوتها، إن العبد ليقوم ويقرأ الحواميم، فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر والعنبر، وإن الله عز وجل ليرحم تاليها أو قارئها ويرحم جيرانه وأصدقاءه ومعارفه وكل حميم وقريب له، وإنه في القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون﴾. (ثواب الأعمال-الشيخ الصدوق: 103)
3- سورة الشورى: 22

ص:263

المُخْبِتِينَ، وَإِخْلاَصَ المُؤْمِنِينَ، وَمُرَافَقَةَ الأَبْرَارِ، وَاسْتِحْقَاقَ حَقَائقِ الإِيمَان ِ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثمٍ، وَوُجُوبَ رَحْمَتِكَ، وَالفَوْزَ بِالجنّة، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ﴾، ثم قال: ﴿يَا زِرُّ، إِذَا خَتَمْتَ فَادْعُ بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ؛ فَإِنَّ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَمَرَنِي أَنْ أَدْعُوَ بِهِنَّ عِنْدَ خَتْمِ القرآن﴾ (1).

وكتب ابن كثير (2) في تاريخه: كان الإمام الحسن بن عليٍّ علیهما السلام لا يمر بآية تشتمل على نداء المؤمنين إلّا قال: اللهم لبيك، اللهم لبيك، وكان يقرأ في كل ليلة سورة الكهف.

وكتب محمد بن طلحة الشافعي (3) في عبادات الحسن علیه السلام يقول: كان كأبيه في الجهاد بنفسه وبماله وفي العبادة والصلاة والصيام وتلاوة القرآن.


1- ذكره ابن الجزري في (التمهيد في علم التجويد: 223) عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، وعزاه السيوطي في (الدر المنثور :7/344 / 345)، و(جمع الجوامع كما في كنز العمال-المتقي الهندي:2/469 رقم :4221) للمتقي الهندي لابن النجار في تاريخه.
2- عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير فقيه، ومحدث، وحافظ، ومفسر، ومؤرخ، وعالم بالرجال، ولد في سوريا سنة 700 ﻫ. توفي عام 774 ﻫ في دمشق عن 74 سنة.
3- محمّد بن طلحة بن محمّد القرشي العدوي الشافعي المتوفّى سنة 652، ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء 23/293 ووصفه بالعلاّمة الأوحد، برع في المذهب واصوله وشارك في فنون، ولكنّه دخل في هذيان علم الحروف، وتزهّد، وقد ترسّل عن الملوك وولي وزارة دمشق يومين وتركها، وكان ذا جلالة وحشمة ... وتوجد ترجمته كذلك في كثير من كتب التاريخ والرجال

ص:264

وروى الطبري (1) فيمن روى أحداث واقعة كربلاء، أنّه عندما أراد الجيش الأموي بدء القتال ومهاجمة المعسكر الحسيني، قال الإمام الحسين علیه السلام لأخيه العباس بن عليّ علیهما السلام: (إذهب إليهم استمهلهم هذه العشية إلى غد لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار)، فهو علیه السلام يطلب تأخير القتال ليلة واحدة حتى يتمكن من تلاوة القرآن في تلك الليلة العصيبة.

وجاء في الكافي عن حفص حول الإمام موسى بن جعفر علیهما السلام أنّه قال: ما رأيت أحد أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر علیهما السلام ولا أرجى للناس منه، وكانت قراءته -أي للقرآن - حزناً، فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً.

وقال ابن شهر آشوب (2) عنه علیه السلام أيضاً: كان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتاً بالقرآن، فكان إذا قرأ تحزن وبكى، وبكى السامعون لتلاوته.

قال أمير المؤمنين عليّ علیه السلام في خطبته حول وصف المتقين:


1- محمد بن جرير بن يزيد الشهير بالطبري، (224 ﻫ - 310 ﻫ ) : مؤرخ ومُفسر وفقيه صاحب كتاب (تاريخ الرسل والملوك)، وتفسير الطبري(جامع البيان عن تأويل آي القرآن). دفن في داره الكائنة برحبة يعقوب ببغداد.
2- محمّد بن عليّ بن شهرآشوب المازندرانيّ الملقّب برشيد الدّين، وعزّ الدّين، المفسّر، المحدّث، الأديب، الفقيه الإمامي، أدرك درس أساتذة كثيرين منهم: احمد الغزالي، والزمخشري، والطبري، والبيهقي، والخطيب الخوارزمي، والراوندي. من تلامذته ورواته: ابن إدريس الحلّيّ، وابن البطريق الحلّيّ، وابن أبي طيّ الحلبيّ، وابن زهرة الحلبيّ. ومن خلال آثاره الباقية يستبين بوضوح تبحّره في علوم القرآن، والحديث، والرجال، وافاه الأجل في حلب، ودُفن قريباً من الموضع المشهور بمشهد الحسين علیه السلام .

ص:265

﴿أما الليل فصافّون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلاً، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به دواء دائهم فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلّعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنوا أنها نصب أعينهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف، أصْغَوا إليها مسامع قلوبهم وظنّوا أن زفيرها وشهيقها في أصول آذانهم﴾.. فلنطالع قوله علیه السلام : (يستثيرون به دواء دائهم) لنفْهم كيف أن الذين سموا في مدارج التّقى وارتفعوا في سماء النهى غاروا وتوغّلوا في عالم القرآن فاستنطقوه أسرار الحياة واستوهبوه دواء معضلاتهم الكبرى، وكيف أنهم طالعوا القرآن لا ككلمات يمرون بها ويلقون نظرة عابرة عليها وإنما نظروا إلى القرآن كمشاهد ماثلة أمامهم وعوالم متجسّدة فيما حولهم، فنار القرآن ليست نار الكلمة وإنما هي نار الزفير والشهيق، وجنّة القرآن ليست هي جنّة العبادة وإنما هي جنّة الأشواق التي تطير إليها نفوس المتقين وتحلّق في أجوائها أرواح المؤمنين.

وتتجسّد صورة رائعة أخرى لهذا التفاعل في كلام الإمام زين العابدين علیه السلام في المأثور عنه في ختم القرآن:

دعاء ختم القرآن للإمام زين العابدين علیه السلام .

﴿أَللّهُمَّ إِنَّكَ أَعَنْتَني عَلى خَتْمِ كِتابِكَ الَّذي أَنْزَلْتَهُ نُوراً، وَجَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلى كُلِّ كِتاب أَنَزَلْتَهُ، وَفَضَّلْتَهُ عَلى كُلِّ حَديث قَصَصْتَهُ، وَفُرْقاناً فَرَقْتَ بِهِ بَيْنَ حَلالِكَ وَحَرامِكَ، وَقُرْآناً أَعْرَبْتَ بِهِ

ص:266

عَنْ شَرائِعِ أَحْكامِكَ، وَكِتاباً فَصَّلْتَهُ لِعِبادِكَ تَفْصيلاً، وَوَحْياً أَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ تَنْزيلاً، وَجَعَلْتَهُ نُوراً نَهْتَدي مِنْ ظُلَمِ الضَّلالَةِ وَالْجَهالَةِ بِاتِّباعِهِ، وَشِفاءً لِمَنْ أَنْصَتَ بِفَهْمِ التَّصْديقِ إِلَى اسْتِماعِهِ، وَمِيزانَ قِسْط لا يَحيفُ عَنِ الْحَقِّ لِسانُهُ، وَنُورَ هُدىً لا يَطْفَأُ عَنِ الشَّاهِدينَ بُرْهانُهُ، وَعَلَمَ نَجاة لا يَضِلُّ مَنْ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ، وَلا تَنالُ أَيْدِي الْهَلَكاتِ مَنْ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ.

أَللّهُمَّ فَإِذْ أَفَدْتَنَا الْمَعُونَةَ عَلى تِلاوَتِهِ، وَسَهَّلْتَ جَواسِىَ أَلْسِنَتِنا بِحُسْنِ عِبارَتِهِ، فَاجْعَلْنا مِمَّنَ يَرْعاهُ حَقَّ رِعايَتِهِ، وَيَدينُ لَكَ بِاعْتِقادِ التَّسْليمِ لِمُحْكَمِ آياتِهِ، وَيَفْزَعُ إِلَى الاْقْرارِ بَمُتَشابِهِهِ وَمُوضَحاتِ بَيِّناتِهِ.

أَللّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّد صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُجْمَلاً، وَأَلْهَمْتَهُ عِلْمَ عَجائِبِهِ مُكَمَّلاً، وَوَرَّثْتَنا عِلْمَهُ مُفَسَّراً، وَفَضَّلْتَنا عَلى مَنْ جَهِلَ عِلْمَهُ، وَقَوَّيْتَنا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ.

أَللّهُمَّ فَكَما جَعَلْتَ قُلُوبَنا لَهُ حَمَلَةً، وَعَرَّفْتَنا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ وَفَضْلَهُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد الْخَطيبِ بِهِ، وَعَلى آلِهِ الْخُزّانِ لَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ مِنْ عِنْدِكَ، حَتّى لا يُعارِضَنا الشَّكُّ في تَصْديقِهِ، وَلا يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَريقِهِ.

ص:267

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ، وَيَأْوي مِنَ الْمُتَشابِهاتِ إِلى حِرْزِ مَعْقِلِهِ، وَيَسْكُنُ في ظِلِّ جَناحِهِ، وَيَهْتَدي بِضَوْءِ صَباحِهِ، وَيَقْتَدي بِتَبَلُّجِ إِسْفارِهِ، وَيَسْتَصْبِحُ بِمِصْباحِهِ، وَلا يَلْتَمِسُ الْهُدى في غَيْرِهِ.

أَللّهُمَّ وَكَما نَصَبْتَ بِهِ مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلالَةِ عَلَيْكَ، وَأَنْهَجْتَ بِآلِهِ سُبُلَ الرِّضا إِلَيْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلِ القرآن وَسيلَةً لَنا إِلى أَشْرَفِ مَنازِلِ الْكَرامَةِ، وَسُلَّماً نَعْرُجُ فيهِ إِلى مَحَلِّ السَّلامةِ، وَسَبَباً نُجْزى بِهِ النَّجاةَ في عَرْصَةِ الْقِيامَةِ، وَذَريعَةً نَقْدُمُ بِها عَلى نَعيمِ دارِ الْمُقامَةِ.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاحْطُطْ بِالقرآن عَنّا ثِقْلَ الاْوْزارِ، وَهَبْ لَنا حُسْنَ شَمائِلِ الاْبْرارِ، وَاقْفُ بِنا آثارَ الَّذينَ قامُوا لَكَ بِهِ آناءَ اللَّيْلِ وَأَطْرافَ النَّهارِ، حَتّى تُطَهِّرَنا مِنْ كُلِّ دَنْس بِتَطْهيرِهِ، وَتَقْفُوَ بِنا آثارَ الَّذينَ اسْتَضاءُوا بِنُورِهِ، وَلَمْ يُلْهِهِمُ الاْمَلُ عَنِ الْعَمَلِ فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلِ القرآن لَنا في ظُلَمِ اللَّيالي مُونِساً، وَمِنْ نَزَغاتِ الشَّيْطانِ وَخَطَراتِ الْوَساوِسِ حارِساً، وَلاِقْدامِنا عَنْ نَقْلِها إِلَى الْمَعاصي حابِساً، وَلألْسِنَتِنا عَنِ الْخَوْضِ فِي الْباطِلِ مِنْ غَيْرِ ما آفَة مُخْرِساً، وَلِجَوارِحِنا عَنِ اقْتِرافِ الآثامِ زاجِراً، وَلِما طَوَتِ الْغَفْلَةُ عَنّا مِنْ تَصَفُّحِ الاْعْتِبارِ ناشِراً، حَتّى تُوصِلَ إِلى قُلُوبِنا فَهْمَ عَجائِبِهِ، وَزَواجِرَ أَمْثالِهِ الَّتي ضَعُفَتِ الْجِبالُ الرَّواسي عَلى صَلابَتِها عَنِ احْتِمالِهِ.

ص:268

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَدِمْ بِالقرآن صَلاحَ ظاهِرِنا، وَاحْجُبْ بِهِ خَطَراتِ الْوَساوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمائِرِنا، وَاغْسِلْ بِهِ دَرَنَ قُلُوبِنا، وَعَلائِقَ أَوْزارِنا، وَاجْمَعْ بِهِ مُنْتَشَرَ أُمورِنا، وَارْوِ بِهِ في مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَأَ هَواجِرِنا، وَاكْسُنا بِهِ حُلَلَ الأمانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الاْكْبَرِ في نُشُورِنا.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْبُرْ بِالقرآن خَلَّتَنا مِنْ عَدَمِ الإمْلاقِ، وَسُقْ إِلَيْنا بِهِ رَغَدَ الْعَيْشِ وَخِصْبَ سَعَةِ الأرْزاقِ، وَجَنِّبْنا بِهِ الضَّرائِبَ الْمَذْمُومَةَ وَمَدانِىَ الأخْلاقِ، وَاعْصِمْنا بِهِ مِنْ هُوَّةِ الْكُفْرِ وَدَواعِي النِّفاقِ، حَتّى يَكُونَ لَنا فِي الْقِيامَةِ إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ قائِداً، وَلَنا فِي الدُّنْيا عَنْ سُخْطِكَ وَتَعَدّي حُدُودِكَ ذائِداً، وَلِما عِنْدَكَ بِتَحْليلِ حَلالِهِ وَتَحْريمِ حَرامِهِ شاهِداً.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَهَوِّنْ بِالقرآن عِنْدَ الْمَوْتِ عَلى أَنْفُسِنا كَرْبَ السِّياقِ، وَجَهْدَ الاأنينِ، وَتَرادُفَ الْحَشارِجِ (إِذا بَلَغَتِ -النُّفُوسُ- التَّراقِىَ وَقيلَ مَنْ رَاق) وَتَجَلّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِها مِنْ حُجُبِ الْغُيوبِ، وَرَماها عَن قَوْسِ الْمَنايا بِأَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِراقِ، وَدافَ لَها مِنْ ذُعافِ الْمَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ الْمَذاقِ، وَدَنا مِنّا إِلَى الاْخِرَةِ رَحيلٌ وَانْطِلاقٌ، وَصارَتِ الأعْمالُ قَلائِدَ فِي الأعْناقِ، وَكانَتِ الْقُبورُ هِىَ الْمَأَوى إِلى ميقاتِ يَوْمِ التَّلاقِ.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَبارِكْ لَنا في حُلُولِ دارِ الْبِلى، وَطُولِ الْمُقامَةِ بَيْنَ أَطْباقِ الثَّرى، وَاجْعَلِ الْقُبورَ بَعْدَ فِراقِ الدُّنْيا خَيْرَ مَنازِلِنا، وَافْسَحْ لَنا بِرَحْمَتِكَ في ضيقِ مَلاحِدِنا، وَلا

ص:269

تَفْضَحْنا في حاضِرِ الْقِيامَةِ بِمُوبِقاتِ آثامِنا، وَارْحَمْ بِالقرآن في مَوْقِفِ الْعرَضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقامِنا، وَثَبِّتْ بِهِ عِنْدَ اضْطِرابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْمَجازِ عَلَيْها زَلَلَ أَقْدامِنا، وَنَوِّرْ بِهِ قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورِنا، وَنَجِّنا بِهِ مِنْ كُلِّ كَرْب يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَشَدائِدِ أَهْوالِ يَوْمِ الطّامَّةِ، وَبَيِّضْ وُجُوهَنا يَوْمَ تَسْوَدُّ وَجوُهُ الظَّلَمَةِ في يَوْمِ الْحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ، وَاجْعَلْ لَنا في صُدُورِ الْمُؤْمِنينَ وُدّاً، وَلا تَجْعَلِ الْحَياةَ عَلَيْنا نَكَداً.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَما بَلَّغَ رِسالَتَكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَنَصَحَ لِعِبادِكَ.

أَللّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَقْرَبَ النَّبِيِّينَ مِنْكَ مَجْلِساً، وَأَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفاعَةً، وَأَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْرَاً، وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جاهاً.

أَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، وَشرِّفْ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَثَقِّلْ مِيزانَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ، وَقَرِّبْ وَسيلَتَهُ، وَبَيّضْ وَجْهَهُ، وَأَتِمَّ نُورَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَحْيِنا عَلى سُنَّتِهِ، وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ، وَخُذْ بِنا مِنْهاجَهُ، وَاسْلُكَ بِنا سَبيلَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَهْلِ طاعَتِهِ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ، وَأَوْرِدْنا حَوْضَهُ، وَاسْقِنا بِكَأْسِهِ.

وَصَلِّ اللّهُمَّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، صَلاةً تُبَلِّغُهُ بِها أَفْضَلَ ما يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَفَضْلِكَ وَكَرامَتِكَ، إِنَّكَ ذُو رَحْمَة واسِعة وَفَضْل كَريم.

ص:270

أَللّهُمَّ اجْزِهِ بِما بَلَّغَ مِنْ رِسالاتِكَ، وَأَدّى مِنْ آياتِكَ، وَنَصَح لِعِبادِكَ، وَجاهَدَ في سَبيلِكَ، أَفْضَلَ ما جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ الْمُصْطَفَيْنَ، والسَّلامُ عَلَيْه وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ﴾ (1).


1- الدعاء الثاني والأربعون من أدعية الصحيفة السجادية الكاملة.

ص:271

السور والآيات

عدد سور القرآن

اتفق العلماء على أن عدد سور القرآن أربع عشرة ومائة سورة أولها في ترتيب المصحف سورة الفاتحة وآخرها سورة الناس.

تقسيم سور القرآن

قسم العلماء سور القرآن إلى أربع أقسام وهي:

السبع الطوال: وهي البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنعام، الأعراف والتوبة، وقيل: السابعة الأنفال والتوبة معاً لعدم الفصل بينهما بالبسملة.

المئين: وهي السور التي يزيد عدد آياتها على المائة أو يقاربها، وقيل: المئين من سورة يونس إلى الشعراء.

المثاني: وهي التي تلي المئين في عدد الآيات، وسميت كذلك لأن القارئ يثنيها في الصلاة أكثر من الطوال والمئين.

ص:272

المفصل: وهي التي يكثر الفصل بينها بالبسملة لقصرها، واختلف العلماء في أول سور المفصل فقيل من أول الحجرات وقيل من أول سورة قاف (ق) وقيل غير ذلك، وينقسم المفصل إلى:

- طوال المفصل: حتى سورة المرسلات.

- أواسط المفصل: من سورة النبأ إلى سورة الليل.

- قصار المفصل: من الضحى حتى سورة الناس.

ملاحظات

•ورد أن سورة الفاتحة نزلت بمكة المكرمة والمدينة المنورة.

•يقسم القرآن الكريم على (30) جزءً.

•يقسم القرآن الكريم على (60) حزباً.

•يضمُ القرآن الكريم (114) سورة.

•يضمُ القرآن الكريم (6236) آية.

•يبلغ عدد السور المكية – عدا سورة الفاتحة-(85) سورة.

•يبلغ عدد السور المدنية-عدا سورة الفاتحة - (28) سورة.

ص:273

•مجموع السور= 85 مكية +28 مدنية+1 الفاتحة = 114

واعتمدنا في هذا العرض على عدة روايات متفق عليها وثق بها أكثر العلماء، وعمدتها رواية ابن عباس بطرق وأسانيد اعترف بها أئمّة الفنّ (1).

قال بدر الدين الزركشي (2): وعلى هذا الترتيب استقرت الرواية من الثقات (3)، وقد أخذناها الأصل الأول في هذا العرض، وأكملنا ما سقط منها على رواية جابر بن زيد (4) وغيره، وكذا نصوص تاريخيّة معتمدة (5)، نعم كان بينها بعض الاختلاف إمّا للاختلاف في تحديد المكيّ والمدنيّ، أو في عدد المكيّات من المدنيّات، ومن ثم جاء اختلافهم في نيف وثلاثين سورة: أنّها مكيات أم مدنيّات.


1- مجمع البيان: 10 /405-406. والإتقان: 1 /10-11 و25
2- بدر الدين، محمد بن بن بهادر بن عبد الله الزركشي المصري فقيه ومحدث وله مشاركة في علوم كثيرة. وُلد في القاهرة سنة 745 ﻫ، وتُوفي سنة 794ﻫ رحل إلى حلب وأخذ عن الشيخ شهاب الدين الأذرعي وأخذ عن علماء حلب وسافر إلى دمشق وسمع الحديث من شيوخها. ترك العديد من المؤلفات ومنها كتابه (البرهان في علوم القرآن).
3- البرهان: 1 /193-194.
4- جابر بن زيد الزهراني الأزدي محدث وفقيه، وإمام في التفسير والحديث وهو من أخص تلاميذ ابن عباس، وممن روى الحديث عن أم المؤمنين عائشة، وعدد كبير من الصحابة ممن شهد بدراً يرجع إليه، حسب أتباعه وبعض المؤرخين، المذهب الإباضي، ولد عام 21 ﻫ في نزوى عاصمة المحافظة الداخلية في عمان، وقد توفي سنة 93 ﻫ.
5- الفهرست: 28، وتاريخ اليعقوبي: 2 /28.

ص:274

والنظر في هذا العرض كان الى مفتتح السور، فالسورة إذا نزلت من أوّلها بضع آيات، ثم نزلت أُخرى، وبعدها اكتملت الأُولى، كانت الأُولى متقدّمة على الثانية في ترتيب النزول حسب هذا المصطلح.

وهذه قائمة السور المكيّة، وعددها: ست وثمانون سورة، متقدّمة على السور المدنيّة، وعددها: ثمان وعشرون سورة، مع غضّ النظر عن سور مختلف فيها.

جدول بالسور المكية حسب ترتيب نزولها

ترتيب النزول - السورة - ترتيب المصحف

1 - العلق96

2 - القلم68

3 - المزمّل73

4 - المدّثر74

5 - الفاتحة (1) - 1


1- سقطت الفاتحة من رواية ابن عباس، فأثبتناها على رواية جابر بن زيد: الإتقان: 1 /25 وعلى نصّ تاريخ اليعقوبي: 2 /26.

ص:275

6 - المسد - 111

7 - التكوير - 81

8 - الأعلى - 87

9 - الليل - 92

10 - الفجر - 89

11 - الضحى - 93

12 - الشرح - 94

13 - العصر - 103

14 - العاديات - 100

15 - الكوثر - 108

16 - التكاثر - 102

17 - الماعون - 107

18 - الكافرون - 109

19 - الفيل - 105

20 - الفلق - 113

ص:276

21 - الناس - 114

22 - التوحيد - 112

23 - النجم - 53

24عبس80

25 - القدر - 97

26 - الشمس - 91

27 - البروج - 85

28 - التين - 95

29قريش106

30 - القارعة - 101

31 - القيامة - 75

32 - الهمزة - 104

33 - المرسلات - 77

34 - ق - 50

35 - البلد - 90

ص:277

36 - الطارق - 86

37 - القمر - 54

38ص38

39 - الأعراف - 7

40 - الجن - 72

41 - يس - 36

42 - الفرقان - 25

43 - فاطر - 35

44 - مريم - 19

45 - طه - 20

46 - الواقعة - 56

47 - الشعراء - 26

48 - النمل - 27

49 - القصص - 28

50 - الإسراء - 10

ص:278

51 - يونس - 10

52 - هود - 11

53 - يوسف - 12

54 - الحجر - 15

55 - الأنعام - 6

56 - الصافّات - 37

57 - لقمان - 31

58 - سبأ - 34

59 - الزمر - 39

60 - غافر - 40

61 - فصّلت - 41

62 - الشورى - 42

63 - الزخرف - 43

64 - الدخان - 44

65 - الجاثية - 45

ص:279

66 - الأحقاف - 46

67 - الذاريات - 51

68 - الغاشية - 88

69 - الكهف - 18

70 - النحل - 16

71 - نوح - 71

72 - إبراهيم - 14

73 - الأنبياء - 21

74 - المؤمنون - 23

75 - السجدة - 32

76 - الطور - 52

77 - الملك - 67

78 - الحاقّة - 69

79 - المعارج - 70

80 - النبأ - 78

ص:280

81 - النازعات - 79

82 - الانفطار - 82

83 - الانشقاق - 84

84 - الروم - 30

85 - العنكبوت - 29

86 - المطففين - 83

جدول بالسور المدنيّة حسب ترتيب نزولها

ترتيب النزول - السورة - ترتيب المصحف

87 - البقرة - 2

88 - الأنفال - 8

89 - آل عمران - 3

ص:281

90 - الأحزاب - 33

91 - الممتحنة - 60

92 - النساء - 4

93 - الزلزال - 99

94 - الحديد - 57

95 - محمد - 47

96 - الرعد - 13

97 - الرحمن - 55

98 - الإنسان - 76

99 - الطلاق - 65

100 - البيّنة - 98

101 - الحشر - 59

102 - النصر - 110

103 - النور - 24

104 - الحج - 22

ص:282

105 - المنافقون - 63

106 - المجادلة - 58

107 - الحجرات - 49

108 - التحريم - 66

109 - الجمعة - 62

110 - التغابن - 64

111 - الصف (1) - 61

112 - الفتح - 48

113 - المائدة (2) - 5

114 - براءة - 9


1- جعل الزركشي في البرهان سورة الصف بعد التحريم وقبل الجمعة.
2- قدّم الزركشي في البرهان البراءة على المائدة، وجعل هذه الأخيرة آخر السور.

ص:283

الخاتمة

آثرنا في خاتمة هذا العرض لآداب التلاوة القرآنية أن نتحدث بإيجاز عن أحد أهم الخطوط التي رسم بها المصحف الشريف وهو الخط الكوفي.

فالكوفيّ خط عربي قديم نشأ في بدايات ظهور الإسلام في مدينة الكوفة العلوية المقدسة، وقد استخدم في الكتابة عموماً، وفي كتابة المصحف الشريف خصوصاً.

فجميع المصاحف التي نسخت قبل القرن الرابع الهجري كتبت به، ثم انتشر في العراق كله، كما استخدم في النقش على جدران المساجد والقصور وغيرها من خوالد فن العمارة الإسلامية.

يقوم هذا الخط المصحفي - وهو خطّ غير منقط - على إمالة في الألفات و اللامات نحو اليمين قليلاً.

وفي النصف الأول من القرن الهجري الأول ظهر منه (خط المَشق)، وفيه امتداد واضح لحروف الدال والصاد والطاء والكاف والياء الراجعة.

ص:284

وفي هذا الخط صنعة وإبداع وتجويد واستمر حتى القرن الثاني، وبه نسخت أكثر المصاحف التي تعود إلى ذلك العهد.

وتلا ذلك (الخط المحقَق)، وهو كوفي مصحفي تكامل فيه التجويد والتنسيق، وأصبحت الحروف فيه متشابهة والمدًات متنامية، وزيًن بالتنقيط والتشكيل، وتساوت فيه المسافات بين السطور.

يكتب الكوفي بقصبة ذات قَطة موحدة، وأنواعه: مائل، مزهر، معقد، مورق، منحصر، معشَق، مضفّر، موشَح، وليس لهذه الأنواع من الكوفي الحديث ليست لها قاعدة ثابتة كالكوفي الذي كتبت به المصاحف، إذ تدخل فيه زخارف هندسية ونباتية تختلط مع الخط الذي يشمل أكثر من ثلاثين نوعاً.

إن أجمل ما كتب بهذا الخط في صدر الإسلام هو كتابة أمير المؤمنين الإمام عليّ علیه السلام ، فالإمام علیه السلام هو مبدع الخط الكوفي وموجده، وله الفضل في ترتيب وتركيب الأحرف، وفي الفصل والوصل بينها، فأضفى عمله علیه السلام على الخط الكوفي لطافة ومتانة.

ص:285

ومن نماذج الخط الكوفي الذي يعود لأمير المؤمنين علیه السلام المصحف الكريم الذي كتبه(عليه السلام) والموجود في مكتبة متحف(قصر طوب قابي) في تركيا، والمسجل برقم Nr 1411.

ص:286

المصادر

القرآن الكريم

1-الأخبار الطوال/ أحمد بن داوُد الدينوري / تحقيق: عبد المنعم عامر / مراجعة: الدكتور جمال الدين الشيال /الطبعة: الأولى /سنة الطبع: 1960 / منشورات الشريف الرضي / إيران

2-الأعلام/ خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي/ دار العلم للملايين/ ط15 / 2002 م

3-الأمالي/ (أمالي الصدوق) / الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي(ت:381 ﻫ) /مؤسسة البعثة /ط1/ قم 1417ﻫ

4-الإتقان في علوم القرآن/ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي/ تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم/ الهيئة المصرية العامة للكتاب/ 1494ﻫ.

5-البيان في تفسير القرآن/ السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي/ دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع/ بيروت – لبنان/ الطبعة الرابعة / 1395 - 1975 م

ص:287

6-البرهان في علوم القرآن/ بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي(745-794ﻫ)/ تحقيق: د.يوسف عبد الرحمن المرعشلي والشيخ جمال حمدي الذهبي والشيخ إبراهيم عبد الله الكردي/ ط1/ دار المعرفة/ بيروت/ 1410ﻫ.

7-التهذيب / الشيخ محمد بن الحسن الطوسي/ مطبعة النعمان / النجف الأشرف 1378ﻫ

8-الدرجات الرفيعة/ السيد علي خان المدني(ت:1120ﻫ) /تحقيق، تقديم: السيد محمد صادق بحر العلوم/ ط2/ 1397/ الناشر: منشورات مكتبة بصيرتي / قم المقدسة/ ايران

9-الصحيفة السجادية الكاملة/ الإمام علي بن الحسين علیهما السلام / اصدار أمانة مسجد السهلة المعظم /دار المتقين للثقافة والعلوم والطباعة والنشر/ ط1 /1433ﻫ

10-الغدير في الكتاب والسنة والأدب / الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني (ت:1392ﻫ) / دار الكتب الإسلاميّة/ط2 /طهران 1408 ﻫ

11-الكافي (الأصول والفروع)– الشيخ محمد بن يعقوب الكليني(ت:329ﻫ)/ تحقيق علي الغفاري / منشورات دار الكتب الإسلامية/ط3 /طهران/ 1388 ﻫ .

12-الكنى والألقاب/ الشيخ عباس بن محمد رضا القمّي(ت:1359ﻫ) / المطبعة الحيدرية/ النجف الأشرف/ ط3 / 1406 ﻫ.

ص:288

13-المستدرك على الصحيحين/ محمد بن عبد الله النيسابوري، المعروف بالحاكم(ت:405ﻫ)/ دار الكتب العلمية /ببيروت/ 1411ﻫ

14-أصول الكافي/ الشيخ محمد بن يعقوب الكليني(ت:329ﻫ)/ دار المرتضى للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت لبنان الطبعة: الاولى 2005

15-بحار الأنوار/ الشيخ محمد باقر المجلسي(ت:1111 ﻫ)/ط2 المصححة/مؤسسة الوفاء / بيروت 1403 ﻫ .

16-تاريخ الإسلام/ الذهبي / دار الكتاب العربي /بيروت /تحقيق عمر تدمري/ الطبعة الثانية 1411 ه

17-تاريخ بغداد/ أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي/تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا /دار الكتب العلمية / ط1/بيروت/1417ﻫ

18-تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي/ محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا/ دار الكتب العلمية / بيروت/ عدد الأجزاء :10

ص:289

19-تفسير الإمام العسكري/ التفسير المنسوب إلى الامام ابي محمد الحسن بن علي العسكري عليهم السلام/ تحقيق ونشر: مدرسة الامام المهدي - قم المقدسة

20-ثواب الأعمال و عقاب الأعمال/ الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي(ت:381 ﻫ)/ تقديم: السيّد محمّد مهدي الخرسان/ الناشر: منشورات الرضي / قمّ المقدّسة/ لطبعة: الثانية - سنة 1984م.

21-جامع الأخبار(معارج اليقين في أصول الدين)/ الشيخ محمد بن محمد السبزواري/ تحقيق علاء آل جعفر/ مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث

22-دعوات الراوندي(سلوة الحزين وتحفة العليل)/ قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي ( ت 573 ﻫ )/ تحقيق: عبدالحليم عوض الحلّي/ نشر دليلنا - قمّ المقدّسة، برعاية مكتبة العلاّمة المجلسي/ من سلسلة مصادر بحار الأنوار / الرقم 6/ الطبعة: الأولى / 1427 ﻫ.

23-سنن الترمذي/ محمد بن عيسى الترمذي(ت 279 ﻫ)/ تحقيق شعيب الأرناؤوط، وعبد اللطيف حرز الله/ الناشر: الرسالة العالمية/ ط 1/ 1430 ﻫ

24-سير أعلام النبلاء/ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي(ت:748ﻫ)/مؤسسة الرسالة / بيروت/ 1406ﻫ وط سنة 1413ﻫ

ص:290

25-صحيفة الزهراء/ الشيخ جواد القيومي (الطبعة الأولى مؤسسة النشر الإسلامي سنة 1373ﻫ.

26-صحيح البخاري/ محمد بن إسماعيل البخاري/طبعة ليدن/ الهند 1862م

27-صحيح مسلم / مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري/ تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي/ تعليق محمد فؤاد عبد الباقي/دار إحياء التراث العربي / بيروت

28-عبد الله بن عباس/ السيد محمد تقي الحكيم/ط1 / دار الفكر المعاصر/ بيروت / 2001 م

29-عدة الداعي ونجاح الساعي/ الشيخ أحمد بن فهد الحلي /مكتبة وجداني / قم/1373 ﻫ

30-عيون أخبار الرضا/ الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي(ت:381ﻫ) /تصحيح وتذييل: السيد مهدي الحسيني اللاجوردي/ نشر رضا المشهدي/ مكتبة قم

31-فرائد السمطين / إبراهيم بن محمّد بن المؤيد الجويني (ت: 722 ﻫ)/تقديم وتحقيق: الشيخ محمد باقر المحمودي/المطبعة : مؤسّسة المحمودي للطباعة

ص:291

32-فيض المعين على جمع الأربعين في فضل القرآن المبين/ الملا علي القاري، علي بن سلطان محمد/ مكتبة المنار/ الزرقاء/ الأردن/ تحقيق: د. محمد شكور بن محمود الحاجي المياديني

33-كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال -علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي/ مؤسسة الرسالة / بيروت/ 1409ﻫ.

34-مجمع البيان في تفسير القرآن/ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي/ نشر دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع/ ط 1/ 2005

35-مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل -الشيخ حسين النوري الطبرسي(ت:1320ﻫ)/ تحقيق مؤسسة آل البيت (ع)/ط 1 /بيروت/ 1408 ﻫ

36-مستدرك سفينة البحار/ الشيخ علي النمازي الشاهرودي/مؤسسة النشر الإسلامي/تحقيق وتصحيح الشيخ حسن بن علي النمازي/قم 1419 ﻫ

37-منهاج الصالحين/ السيد محمد سعيد الحكيم (معاصر)/ مطبعة دار الهلال/ بيروت/ الطبعة الثالثة/ 2004م .

38-ميزان الحكمة/ محمدي الريشهري /الطبعة الأولى/ دار الحديث/نشر مكتب الإعلام الإسلامي /إيران / 1404ﻫ.

ص:292

39-نهج البلاغة/ خطب الإمام علي ت (40ﻫ)/ شرح الشيخ محمد عبده/ مطبعة النهضة/ قم المقدسة/ الطبعة الأولى: 1412ﻫ .

40-نهج الحياة/ مجموعة بحوث ومقالات حول نهج البلاغة/ عدة من العلماء والفضلاء/ مؤسسة نهج البلاغة/ طهران/ ط1 / لم تذكر سنة الطبع.

41-نوادر الراوندي/ فضل الله بن علي الحسيني الراوندي/الطبعة الأولى/ نشر مؤسسة دار الحديث الثقافية / قم.

42-وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة -الشيخ محمد بن الحسن بن علي الحر العاملي/ ﺗﺤﻘﻴﻖ: ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺁﻝ ﺍﻟﺒﻴﺖ (ع) ﻹﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ/ ط2/ 1414 ﻫ

43-ينابيع المودة/ القندوزي الحنفي /ط إسلامبول / تركيا / 1301ﻫ.

ص:293

الفهرس

الموضوع - الصفحة

الإهداء2

المقدمة3

فضل تلاوة الكتاب العزيز5

في الآيات القرآنية المباركة5

في أحاديث النبيّ الأكرم صلی الله علیه و آله 6

في أحاديث أهل البيت علیهم السلام10

آداب وسنن التلاوة19

علم القراءات25

الأحرف السبعة25

القراءات المشهورة29

القراءات الصحيحة والشاذة34

رواية حفص عن عاصم36

ص:294

مخارج الحروف39

تفصيل المخارج41

فهرس المخارج41

ألقاب الحروف48

صفات الحروف وأقسامها51

الصفات اللازمة والعارضة51

الصفات القوية والضعيفة والمتوسطة54

الصفات اللازمة المتضادة55

الصفات التي لا ضد لها60

علم التجويد67

مراتب القراءة69

اللحن في القراءة70

الإستعاذة والبسملة72

الإدغام75

أقسام الإدغام76

ص:295

الإدغام الكبير77

الإدغام الصغير 78

الإدغام الكامل والإدغام الناقص78

إدغام المتماثلين80

إدغام المتقاربين82

إدغام المتجانسين85

أحكام النون الساكنة والتنوين89

الإظهار91

الإقلاب102

الإخفاء104

أحكام الميم112

الإدغام الشفوي112

الإخفاء الشفوي115

الإظهار الشفوي117

المدود وأنواعها وأقسامها124

ص:296

المد الواجب المتصل141

المد الجائز المنفصل143

المد اللازم146

المد العارض للسكون150

مد الصلة154

درجات المدود159

التفخيم والترقيق163

البدء بهمزة الوصل187

أحكام الوقف والابتداء197

السكت198

الوقف وتقسيماته201

الوقف الاضطراري203

المقطوع والموصول213

الوقف الاختياري الجائز217

الوقف الاختياري الممنوع222

ص:297

الروم225

الإشمام226

السكون228

علامة الوقف في ضبط المصاحف230

ملاحظات هامة232

ملاحظات أخرى في قراءة حفص237

اخطاء شائعة في القراءة239

أخطاء شائعة في قراءة بعض السور246

أخطاء بسبب الرسم258

ختم القرآن261

دعاء ختم القرآن للإمام السجاد علیه السلام 265

السور والآيات271

جدول بالسور المكية حسب النزول274

جدول بالسور المدنية حسب النزول280

الخاتمة283

ص:298

الخط الكوفي283

المصادر286

الفهرس293

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.