قراءة تحليلية في حياة

علي بن الامام محمد الباقر

ص: 2

ملحمة أردهال

قراءة تحليلية في حياة

علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام)

تأليف: مجید زجاجي الكاشاني

ترجمة: ماجد الخاقاني

مؤسّسة المعارف الاسلاميّة

ص: 3

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 5

ص: 6

هذا الأثر المتعلّق بحياة واحد من اُولئك الأبطال، والذي استشهد مظلوماً من أجل احیاء دین جدّه صلوات اللّٰه عليه،حيث قامت بترجمة هذا الأثر إلى العربية بعد أن نشر باللغة الفارسية بعنوان «حماسه تاریخی مشهد اردهال»، وذلك بسبب افتقاد المكتبة العربية لوقائع هذه الملحمة الخالدة .

وأخيراً لا يسعنا إلّا أن نقدّم خالص الشكر والتقدير للأخ الدكتور«مجید زجاجي مجرّد کاشاني» مؤلّف هذا الكتاب القيم، وكذلك الأخ الفاضل ماجد الخاقاني الذي قام بتعريب هذا الكتاب، وكذلك تشكر كلّ من ساهم مادياً ومعنوياً بانجاز هذا المشروع .

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

مؤسّسة المعارف الاسلاميّة

ص: 8

ومقارنتها مع سائر الأحداث.

وخلاصة القول : أن غايتي من هذا الكتاب هي تعريف هذا السيد الجليل ابن الائمة (علیهم السلام) لمريديه ومحبيه وذلك عن طريق هذه الدراسة التي هي بين ايديكم، إذ ان من اهم السبل وافضلها لمواجهة الاستكبار العالمي والغزو الثقافي هو التمسك باهل البيت (علیهم السلام) واتّباعهم، وكلّما ترسخت محبة الاسلام العزيز واهل البيت (علیهم السلام) في ضمير الناس لاسيما الشبيبة منهم سنعيش في مأمنٍ من الغزو الثقافي الذي يشنه الاعداء علينا.

2- حكيمة خاتون زوجة اسماعيل.

3- عبداللّٰه بن اسماعیل بن اسحاق بن الكاظم(علیه السلام) .

4- عبدالوهاب بن اسماعیل بن اسحاق بن الكاظم(علیه السلام) .

5- قاسم بن اسماعیل بن اسحاق بن الكاظم(علیه السلام) .

وجاء في موضع آخر من کتاب مزارات العلويين : ان من المدفونين الى جوار السيد علي، الامير كمال الدين بن الامير شمس الدين الذي ينتهي نسبه إلىٰ عليّ المذكور(1).

ماذا حصل في عام 145ه؟ : ان اوّل من شيَّد القبة والبناء علىٰ ضریح السلطان علي هو طاهر بن محمد بن حسین بن بهروز ويعود ذلك إلىٰ شهر صفر من عام 145 ه.

وعليه فاذا افترضنا ان شهادة السلطان علي كانت في عام 116 ه فذلك يعني أن اوّل قبة شيّدت له كانت بعد ست وعشرين سنة، ويستند هذا القول علىٰ ما نقله کتاب تبويب الامالي لغياث الدین جمشید بن مهدي بن اسماعیل بن مهدي بن فخر الدين بن شمس الدين محمد الحسيني الطوسي الدليجاني، وقد كتبه باسم الشاه طهماسب بهادر خان الصفوي وانتهىٰ منه عام 951 ه، وورد فيه : كتب في ظهر النسخة الخطية المكتوبة عام 529 ه في مشهد قرية باركرز: «هذا قبر ولد من اولاد رسول اللّٰه (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم)«أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (علیه السلام) وعمارة القبّة بأمر الجار الجنب العبد المذنب طاهر بن محمد بن حسین بن بهروز بتاریخ صفر من عام 145 ه » وكتب خلف هذه العبارة :«كل نفس ذائقة الموت»(2).

ص: 13

الشهيد القاضي نور اللّٰه الشوشتري في كتاب مجالس المؤمنين ، المرحوم الميرزا محمد خان الشيرازي في كتاب رياض الانساب، الشيخ الجليل ملا هاشم الخراساني في منتخب التواریخ، وغيرهم.

واما كلمة أردهال ، فنظراً إلىٰ أنها جاءت علىٰ لسان امیرالمؤمنين(علیه السلام)والامام علي بن موسىٰ الرضا فمن المناسب استخدامها وعدم تركها.

وإنني أوصي أتباع علي بن الباقر (علیه السلام) لا سيما اهالي منطقة أردهال والقرىٰ والنواحي المحيطة بها وكذلك المسؤولين والقائمين علىٰ مرقده الطاهر، استخدام كلمة «مشهد أردهال» في مخاطباتهم وكتبهم، وان كان لكل محلة وقرية اسمها الخاص ولا مانع عقلي من استخدامه بل محبذ جداً، ولكن لا مانع في اضافة كلمة مشهد أردهال بعد ایراد اسم المنطقة الخاصة. وعليه فانني ارىٰ احياء اسم مشهد أردهال علىٰ شكل «مشهد أردهال المقدسة» يعتبر عملاً حسناً وعملاً بالآية الكريمة «وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ».

قم(1). بيد أن مجرد وجود كلمة أردهال في خطبة الملاحم المنسوبة لامير المؤمنين(علیه السلام)يفتح الطريق امام المحققين للاهتمام بكلمة أردهال ومنطقتها.

4- حالة التيه التي يعيشها الناس ولجوؤهم الىٰ جبل أردهال .

5- نظراً لبعد جبل أردهال عن عاصمة الحكم الاسلامي آنذاك ، فان امتلاك اصحاب الامام الرضا(علیه السلام) لمزرعة في أردهال يعتبر دلياً واضحاً علىٰ ازدهار منطقة أردهال ونموها في عصر الامام الرضا(علیه السلام).

6- يحظىٰ جبل ورأردهال بأهمية ومنزلة خاصة لدى ائمة الشيعة (علیهم السلام) .

7- ان اللّٰه جعل مدينة قم وضواحيها وأردهال مكان أمنٍ للمؤمنين .

8- ان عبارة الامام «الزمه وتمسك به» تحثنا علىٰ معرفة منزلة هذا المكان ومكانته.

9- ان الامام (علیه السلام)كرر ثلاثاً «نعم الموضع ورأردهال» وهذا ما لا يدع مجالاً للشك والشبهة ، وذلك لتصريح الامام (علیه السلام)بجودة أردهال.

10- للقارىء الكريم أن يتأمل هذه الملاحظة وهي لماذا كرر الامام هذه العبارة ثلاث مرات ولم يكررها مرتين او اربع ؟

أما ما هو السبب في أن يحظىٰ جبل او قرية أردهال بأهمية متميزة مع عدم وجود مسجدٍ أو بقعة مقدسة حسب الظاهر؟

نقول في الاجابة : بالرغم من عدم الاشارة الىٰ ذلك في الروايات أو جرت الاشارة ولكن لا نعلم بذلك، فإن ما يبدو في الوهلة الاولى أن أهميته تكمن في صحّة مدفن ابن رسول اللّٰه(صلی اللّٰه علیه وآله وسلم)ابي الحسن علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) ومجموعة من اصحاب واحفاد الامام الكاظم (علیه السلام)وهو موضع اریقت فيه دماء الشهداء الذين استشهدوا مع ذلك السيد الجليل . واللّٰه اعلم بالصواب.

الوادي ونیل جذبة الحق يستلزم جهداً متواصلاً وانعتاقاً من هوىٰ النفس والتحرر من قيود الدنيا والتوسل بآل اللّٰه والذوبان في حقيقة اولئك السادة، وكل انسان عليه أن يعرف كيفية الحديث مع معشوقه، بأي لفظ وأي عمل ؟

علىٰ سبيل المثال : كان الفيلسوف الشهير ملا صدرا يوماً يمر بأزقة كاشان فشاهد عاشقاً يكلّم معشوقته باُسلوب بسيط. ماذا يقول ذلك الشاب لزوجة المستقبل؟

أخذ ذلك العارف بالبكاء فسأله صهره العلامة الفيض الكاشاني عن سبب بكائه، فأجابه : لقد شاهدت هذا الشاب يحدث معشوقته بیسر وراحة لكنني لم أستطع لحدّ الآن التحدث مع ربي بهذه البساطة والراحة.

نعم، فقد يتحقق هذا الوصول عن طريق شعر أو رسم فیریٰ الشاعر او الرسام نفسه يحلّق في قمة العشق.

وفي مشهد أردهال تشاهد ازهاراً تذهل من يراها، اذ يریٰ وجه أبي الحسن علي بن الباقر(علیه السلام)، ووجوه زمرة من احفاد الامام الكاظم (علیه السلام)والشهداء، وبنظرة اخرىٰ يشاهد فراسة الشعر والرسم وحذاقته ، ثم يلقي بنظرته الىٰ اسفل الثريا فیشاهد صخرة القبر قد نقش عليها:

به سراغ من اگر می آیید***نرم و آهسته بیایید مبادا که ترک بر دارد

چینی نازک تنهایی من.

انها صخرة قبر الشاعر والرسام الشهير المعاصر سهراب سپهري رحمه اللّٰه .

كثير البركات فيه السيد الجليل السلطان علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) صاحب الكرامات(1).

وجاء في «فرهنگ معین»: ان مشهد أردهال إحدى قری کاشان طيبة الماء والهواء وعدد سكانها 1950 نسمة (2).

وجاء في كتاب تاریخ کاشان : آن مشهد أردهال من توابع قم وعلىٰ سبعة فراسخ منها و تتصل بکاشان (3).

وتضم مشهد اردهال حالياً قریٰ غیاث آباد بالا، غیاث آباد پائین، لاران،ریجان، جوشق، بارکرز، بهار أردهال، علوي، علي آباد، حسنا رود، کلجار

(مهدي آباد) ، سینقان، خاوة وجاسب ، وبعض هذه القرى يتبع کاشان والبعض الآخر يتبع مدينة دليجان، بيد انها جميعاً ترتبط مع بعضها ولا يمكن التفكيك بينها ،وانني اعتقد بأننا كلما استطعنا زيادة التلاحم بين اهالي المنطقة كان ذلك يصب في منفعة المزار اجتماعياً واقتصادياً.

ويقع مشهد اردهال بين ثلاث مدن هي: کاشان وقم و دلیجان ، وتتمتع بماء لذيذ ومناخٍ لطيف، واهلها يتميزون بحسن الخلق ومودة اهل البيت (علیهم السلام) وارتفاع مستواهم الاجتماعي والثقافي، والانسجام والتضامن فيما بينهم، وهي تتميز بمستوى اقتصادي جيد نسبياً، وفيها طاقات شابة جديرة بالاهتمام، وشبابها يتميزون بالولاء لأهل البيت (علیهم السلام)لاسيما وانها قدمت الشهداء في طريق الثورة الاسلامية والنظام الاسلامي . وكل هذه البرکات انما جاءت بسبب وجود هذا السيد الجليل.

ص: 19

وفي خاتمة هذا البحث، من الجدير بالذكر أن هذه المنطقة تتبع من الناحية الادارية لمدينة كاشان. وان مسؤولي البلد - كلُ حسب قدرته - كان له دورٌ بنّاء في بناء مشهد أردهال.

تفكيك كلمة أردهال :

كلمة أردهال هي في الأصل «ورأردهال» مرکب غير معرب ولها وجهان :

1- «ورأردهال» بكسر الراء، وهي كلمة فارسية تعني قرية أردهال.

2- «وراردهار» تخفيف لكلمة «ورا اردهار» وهو اسم جبل يقع في منطقة اردهار وهذا اختلاف لفظي لا معنوي. ولاستعمالها وجهان هي: 1- أردهال 2-اردهار، وهو اسم قرية ذكرت في الكتب بعناوین مختلفة ، مثل : أردهال ، اردهار ، بارکرس، بارکر سب ، بارکرسف، بارکوسب ، باركرز و پشت مشهد (1) .

ايضاً وقد استشهد علىٰ ايدي اولئك الذين قتلوا السيد علي(علیه السلام) (1).

ورد في كتاب بغية الحائر أن السيد محمود بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) مدفون في قرية علوي (2). علماً انني لم اعثر في الكتب المعتبرة علىٰ اسم السيد محمود علىٰ انه ابن للامام الباقر(علیه السلام) واللّٰه العالم.

وفي فصل آخر أشرنا بالتفصيل الىٰ الآثار التاريخية في مزار السيد محمود .

3- السيد نور الهدىٰ، من ابناء الائمة ، مدفون في الطريق ما بین کاشان و مشهد أردهال قبالة قرية علوي، وطبقاً لما تناقلته الصدور والمشهور بين الناس انه (علیه السلام)اختفىٰ او استشهد علىٰ ايدي الاعداء عند ما كان هارباً منهم.

خلال السنوات الأخيرة قدَّم أحد الخيرين يُدعىٰ عباس قلي زادة معونات كبيرة لإعمار ضريحه بحيث ان كل قادم الى الضريح ويشاهد تلك الخدمات يدعو له بالمغفرة ، وقد توفي هذا العبد ودفن الىٰ جانب الضريح.

واستناداً الىٰ اقوال البعض فان نسب هذا السيد الذي يدعىٰ أبو القاسم يعود الىٰ الامام الكاظم(علیه السلام) ،فيما يقول البعض أن نسب السيد نور الهدىٰ كما يلي : قاضي قضاة قزوين شمس السيادة نور الهدىٰ بن حیدر بن عبد اللّٰه بن محمد القاضي بن محمد بن ابي هاشم بن داعي بن احمد بن حسن بن علي بن زید بن علي سید بن عبدالرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زید بن الامام الحسن المجتبی(علیهم السلام) .

وابناء نور الهدىٰ كما يلي : نور الهدىٰ، مرتضی صدر الشريعة، وحسين(3) .

ولم اعثر في كتب التاريخ علىٰ ما يدل أن السيد نور الهدىٰ مدفون في مشهد أردهال، لذلك فقد أوردت ما قاله صاحب كتاب مشهد أردهال کنقلٍ لقولٍ لا انه نسب السيد ، واللّٰه اعلم

ص: 21

12- جداول واراضي مزرعة جوشق مع ممتلكاتها .

13 - الأرض المحيطة بالمرقد.

16- جداول سفید آب في منطقة فين.

10- دکان صناعة الأحذية في سوق القيصرية بكاشان .

16 - ثلاث قنوات من مزرعة غياث آباد في مشهد اردهال خاصة للشرب،حمّام و باحة الروضة والدور المجاورة لها.

ان القائمة اعلاه مذكورة في الوثائق الرسمية ولا تدل علىٰ عدم وجود اوقاف اخرىٰ، بل يحتمل وجودها دون أن تسجّل.

طريقته في اقامة مراسيم اصحاب الأبسطة والمحافظة علىٰ الآثار التاريخية والاجتماعية للروضة الشريفة.

وحمل أهالي منطقة أردهال - بارکرسف، بهار أردهال، غیاث آباد بالا وغیاث آباد پائین، سینقان أردهال. لاران ،جوشق، ریجان، مهدي آباد، علوي،علي آباد و حسنا رود و نشلج - وسام ضيافتهم لزوار هذا السيد الجليل ،فكلّ منهم يقدّم الخدمة للزائرين سواءً بالكلمة او المال علىٰ مدار السنة، وهذه الخصلة

توفرت فيهم منذ سنوات متمادية ويعود تاريخها إلىٰ القرن الثاني الهجري، الا ان الاهم من كل ذلك ان المناطق الثلاث - کاشان ، فین ، خاوة - كان لها الدور الفاعل في خدمة هذا السيد الجليل، من هنا فاننا نتطرق فيما يلي الىٰ الوضع التاريخي والاجتماعي والديني لهذه المناطق الثلاث.

کاشان: تقع كاشان في محافظة اصفهان ، بید انها اكثر قرباً الىٰ محافظة قم،ويعود تاريخها إلىٰ مرحلة ما قبل الميلاد، وبعد دخول الاسلام الىٰ ایران استقبلت

الاسلام واشتهرت بتشبعها منذ البداية ولم تخرج عن هذا المسير ابداً.

و تمیز اهل کاشان باتباعهم للقرآن والعترة(علیهم السلام)وقد عبّروا عن ولائهم لآل الرسول(صلی اللّٰه علیه وآله وسلم)علىٰ مدىٰ القرون المختلفة وبأشكال شتیٰ حتىٰ اشتهرت کاشان به «دار المؤمنين»، وتعتبر کاشان مدينة علم وفقاهة وفيها العديد من الحوزات العلمية ،وقد اشار الشيخ الجليل عبد الجليل القزويني الرازي في كتاب النقض الىٰ اسماء الحوزات العلمية في كاشان، وقد انجبت علماء وفقهاء عديدين كلّ منهم يعتبر من أساطین عالم التشيع؛ كالمحدث الجليل محمد بن مرتضىٰ الملقب ب «الفيض الكاشاني» واساتذة الأخلاق والتفسير الملا احمد النراقي والملا مهدي النراقي،آية اللّٰه الملا حبیب اللّٰه شريف الكاشاني، المفسر الكبير الملا فتح اللّٰه الكاشاني ،المرحوم آیة اللّٰه السيد فخر الدين امامت، آية اللّٰه السيد محمد العلوي البروجردي ،

ص: 24

آية اللّٰه العظمی رضا المدني، المرحوم آیة اللّٰه السيد محمد حسین الرضوي، العالم الزاهد المرحوم الشيخ مرتضىٰ العامري، المجتهد الكبير والاصولي المدقق

المرحوم آیة اللّٰه العظمى المير السيد علي اليثربي، العالم الكبير مفسر القرآن الشيخ علي آقا نجفي، آية اللّٰه العظمی عبدالغفور شیخ العلماء، المرحوم آیة اللّٰه السيد محمد رضا اليثربي، والعالم الجليل السيد محمد تقي پشت مشهدي، المرحوم آية اللّٰه السيد عباس اعتمادي، المرحوم آية اللّٰه السيد مهدي مكي، وغيرهم من اکابر هذه المنطقة الذين قدموا خدمات و منافع مهمة.

وكما صنع اجدادنا في دعوة السيد علي بن الامام محمد الباقر (علیه السلام) لغرض التبليغ والارشاد واستقبلوه استقبالاً منقطع النظير ووازروه لمدة ثلاث سنوات، فعلينا الآن أن لانتركه وحيداً وأن نقدم ما تجود به ایدینا مادياً ومعنوياً.

تاریخ بعيد ويتميز اهلها بالولاء والتمسك بأحكام الاسلام وإحياء الشعائر الدينية ،بحيث تزداد فيها المساجد والحسينيات بالرغم من صغر مساحتها وذلك مشهود لاسیما في شهري رمضان ومحرم حيث تقام فيها مجالس الوعظ والعزاء على أحسن وجه.

ويحمل اهالي فين ثلاثة أوسمة هي:

1- ان أجدادهم وجهوا الدعوة للسلطان علي(علیه السلام)وهذا بحد ذاته يُنبیء عن المودة الفائقة لآل البيت (علیهم السلام).

2- لما وصلهم خبر استنجاد السلطان علي ومن ثم شهادته هبوا جميعاً بأسلحتهم المتعارفة - العصي- لكنهم وصلوا متأخرين فقتلوا جميع قتلته ودفنوا الشهداء .

3- إجراءهم لمراسيم أصحاب الأبسطة وهذا يعد فخراً لأهل فين وشبابها.أن مسؤولية هذا المثلث تتضاعف في تقديم الدعم للروضة الشريفة، فمن الواجب

عليهم إخراج هذا السيد العلوي الجليل من حالة الغربة ، وهذا لا يختص بأهالي کاشان وفين وخاوة، بل علىٰ الآخرين القدوم لزيارته علىٰ مدار السنة وتنظيم

برنامج جذاب لا ينحصر في فصل الصيف بل على مدار السنة وتوفير المستلزمات ليتوجه الناس الىٰ منطقة أردهال لغرض السياحة والزيارة.

والجدير بالذكر ان أهالي نشلج خصصوا الاسبوع الذي يلي الجمعة التي تشهد مراسيم أصحاب الأبسطة لغرض إقامة مجالس العزاء ولشباب هذه القرية

دور هام في احياء مجالس العزاء التي اصبحت حديث الخاص والعام.

ص: 26

الباقر(علیه السلام)بلا فصل واُمه ام ولد.

باعتباره أحد اولاده ويقول: «علي لا عقب له»(1).

المعروف به «ابن فندق» وهو من أعلام اهل السنة في القرن الخامس الهجري عدَّ اولاد الامام الباقر فذكر اسم علي من بينهم، ويستفاد من مضمون الكتاب المذكور ان السلطان علي من أولاد الامام الباقر(علیه السلام) بلافصل (1).

بأنهم اخوة لاُم واحدة، وان علياً ابن الامام(علیه السلام) بلا فصل (1).

مرقد السيد علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) يقع في قرية باركرز ...»(1).

فيصرح هذا العالم الجليل بأن السلطان علي من اولاد الامام الباقر(علیه السلام) بلافصل.

المحلاتي في کتاب کشف الكواكب: «من المسلم به أنه سید جلیل وابن الامام الباقر(علیه السلام)بلا فصل، وهو مدفون في هذا المقام - أردهال - »(1).

وجهت اليه وقدومه وشهادته : أن السيد أبا الحسن علي (علیه السلام)من أولاد الامام الباقر (علیه السلام) بلا فصل (1).

الباقر(علیه السلام) المكنىٰ بأبي الحسن، والملقّب بالطاهر» (1).

ويرى المؤلف المحترم للكتاب أعلاه انّ انّ السلطان علي هو الأخ الأكبر للامام الصادق عليه السلام وأبو زوجة الامام السابع عليه السلام.

الصالحين الىٰ ان السلطان علي من اولاد الامام الباقر (علیه السلام) بلا فصل ويصّرح بأن هذا السيد الجلیل قتل علىٰ أيدي المروانيين قبل اكثر من 1200 سنة (1).

ذكر انّ علياً وزينب من أولاد الامام(علیه السلام) بلا فصل، واُمهما اُم ولد(1).

أفاضل الحاملين للروايات المولود في عام 415 ه- اسم علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) وفضائله و مرقده في أربعة موارد من دیوانه (1).

من هنا يستفاد من اشعار هذا العالم الشيعي الكبير أن أبا الحسن السلطان علي من اولاد الامام محمد الباقر(علیه السلام) بلا فصل.

لقد اشار السيد أبو الرضا الراوندي الكاشاني إلى اسم أبي الحسن علي بن الامام محمد الباقر (علیه السلام)وفضائله في أربعة مواضع من دیوانه وحيث أن «صاحب البيت اعرف وادریٰ بما في البيت» فان ما قاله بشأن السلطان علي مقدَّم على غيره لأنه من أهل تلك الديار. يقول المحدث الجليل الشيخ عباس القمي (رحمةاللّٰه) في كتاب «الكنىٰ والالقاب ص396» بشأن السيد ابي الرضا الراوندي : «علامة الدهر واستاذ ائمة العصر،استاذ ابن شهر آشوب والشيخ محمد بن حسن الطوسي والد الخواجة نصير ، واولاد السيد ابي الرضا الراوندي جميعهم من العلماء، فأحدهم العالم الفاضل قاضي بلدة کاشان السيد أبو المحاسن أحمد بن فضل اللّٰه ، والآخر الفقيه والاديب والشاعر لقدير السيد عز الدين ابو الحسن علي بن فضل اللّٰه

وقال العلامة الخوانساري في کتاب روضات الجنات ج 2/ 311 : «السيد أبو الرضا الراوندي الكاشاني بالاضافة الىٰ نسبه العالي فهو من اجلّة السادة واعاظم مشایخ الاجازات وافاضل الحاملين للروايات.

وامها ام ولد».

ويواصل السيد الأمين قائلاً: «قيل ان زینب هي ام سلمة ، وهذا ما ذكر في اعلام الورىٰ».

بذلك يرى صاحب کتاب اعیان الشيعة - نقلاً عن الارشاد والمناقب واعلام الوریٰ - ان السلطان علي من اولاد الامام الباقر (علیه السلام) بلا فصل (1).

ص: 44

علي من الامام الباقر(علیه السلام) بلا فصل.

بناءً علىٰ ذلك فقد بزغ نور الهدىٰ الى الابد بالنسبة لعشاق علي بن الاما محمد الباقر(علیه السلام) لا ليقتبسوا من نوره، لأنه بضعة من الرسول الاكرم (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم)، وقد دفن في هذه المنطقة مخضباً بدمائه الطاهرة معطراً ما حوله بأزكىٰ العطور.

نقلاً عن تاج الدين بن زهرة الحسيني في كتاب غاية الاختصار : كانت السلطان علي بنت اسمها فاطمة تزوجها الامام موسیٰ بن جعفر (علیه السلام).

المنزلة الرفيعة ، بيد اننا نستطيع القول أن السلطان علي قد ظفر بالنيابة الخاصة والشهادة في سبيل اللّٰه . نسألكم الدعاء.

رضا المدنی

وبعثوا به الىٰ قزوین.

ان حادثة استشهاد السلطان علي تعد من المشهورات والمسلّمات ولا ينتابها شك أو شبهة لديٰ اعلام الدين وكذلك لدى اتباع هذا السيد .

ان فيض الشهادة لا يناله أيّاً كان، وانه لفخر أن يبلغ المرء هذا الفيض العظيم ويصبح مصداقاً للآية الكريمة «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا»(1).

أن قضية الشهيد والشهادة ليست بالأمر الذي نستطيع الكتابة عنه بسهولة، بيد أن التأمل في كلمات المعصومين (علیهم السلام) يلقي بظلاله علىٰ المرء بحيث يندفع في الطلب من اللّٰه القدير أن يظفر بهذا الفوز العظيم . فعلىٰ سبيل المثال ؛ ينقل المفسر الكبير الطبرسي (رحمةاللّٰه) في تفسير مجمع البيان في ذيل الآية الكريمة «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا ...» رواية تصف عظمة مقام الشهيد بحيث ان التعمق فيها يُقرّب المتفحص من اللّٰه سبحانه و من بلوغ هذا المقام الرفيع. اذن أيُّ منزلة ومقام يحتله عند اللّٰه وبين الشهداء مُنْ عانىٰ من كل تلك المصاعب والاغتراب ومن تحلّی بالخصال العالية من قبيل كونه ابناً أو أخاً أو عماً لامام ثم اقتدي بجده سید الشهداء فنال الشهادة وبدنه مليء بضربات السهام والسيوف وأخيراً فُصل رأسه عن بدنه ؟ من البديهي ان مثل هذا له المقامات العليا، والمراتب الرفيعة، والكرامات الوفيرة، ممّا حدا بعلمائنا التصريح بكراماته في كتبهم.

بيد أن ما يحظىٰ بالأهمية هو انه كان يقيم صلاة الجمعة في المسجد الجامع بكاشان وكان الناس يقدمون من هنا وهناك ليحضروا الصلاة و ينهلوا من الخطبتين اللتين يلقيهما (علیه السلام).

ان علىٰ خطيب الجمعة واجبات أحدها توعية الناس فيما يخص الشؤون الاجتماعية والسياسية في عصرهم، والمسلَّم به ان هذا السيد الجليل كان يوضح للمصلّين الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية السائدة في ذلك الزمان بلسان فصیح و بلیغ ، ومن الادلة التي تعمق هذا الرأي مبادرة اهالي فين للدفاع عنه حينما سمعوا بوقوعه في أيدي الظلمة. فقد هبّوا للتزود بما لديهم من اسلحة للدفاع عنه غير أنهم وصلوا متأخرين. فهذا الوعي والفطنة السياسية التي تحلىٰ بها أهل ذلك الزمان تنبیء عن ادارته السليمة وتبليغه لتعاليم الاسلام السياسية في أوساط اهل ذلك الزمان.

مرادي .

نعم، أن كراماته من الوفرة ما لا يمكن حصرها ولم تدع مجالاً للشك والريب بین مریدیه ، بل ان علماء الإسلام قد صرحوا في كتبهم بكثرة كراماته، من بينهم ركن الاسلام وسلطان العلماء ملك الوعاظ نصير الدين ابي الرشيد عبد الجليل القزويني الرازي حيث يقول في الصفحة 643 من كتابه النقض وهو من مصنفات سنة 560 ه: «زیارة علي بن محمد الباقر(علیه السلام) المدفون في بارکرس ظاهرة بالحجج والبراهين».

فتأمل أيها القارىء الكريم لتشاهد ظهور هذا السيد بالحجة والبرهان قبل ما يقرب من 900 سنة ما دفع هذا العالم الجليل للتصريح به.

كما قال العالم الكبير الميرزا عبد اللّٰه الافندي في کتاب ریاض العلماء : «ذکر جماعة من علمائنا منزلة السلطان علي وفضائله وكراماته».

لم يقل صاحب کتاب ریاض العلماء أن عالماً ذكر فضائله (علیه السلام)، بل يقول :«جماعة من علمائنا»، حيث يستفاد من هذه العبارة شيوع کراماته بين الناس واعلام الدين.

المرعشي (قُدِّسَ سِرُّه): «إن السيد علي معلوم النسب»(1).

من هنا يستفاد من عبارته (رحمةاللّٰه) أن السيد علي من السادة المعلوم نسبهم.

2 - السيد الجليل احمد بن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (علیهم السلام) ، والدليل التاريخي علىٰ وجوده ما قال به کل من : العالم التقي الميرزا عبد اللّٰه الافندي الأصفهاني في کتاب ریاض العلماء، والميرزا محمد خان الشيرازي في كتاب رياض الانساب، والسيد الخوانساري في روضات الجنات ،والشيخ عباس القمي في منتهىٰ الآمال. وكلهم اثبتوا ان السيد احمد ابنُ السلطان علي.

ويقع مرقده في محلة باغات إلىٰ جانب شارع خواجوي في اصفهان، وقد کتب علىٰ الباب المؤدي الىٰ مرقده بتاريخ 563 ه وبالخط الكوفي: «بسم اللّٰه الرحمن الرحيم . كل نفسٍ بما كسبت رهينة، هذا قبر احمد بن علي بن محمد الباقر (علیه السلام)»(1).

يقول ابو نعیم الاصفهاني في كتاب أخبار اصفهان : صاحب هذا المرقد الواقع في محلة باغات إلى جانب شارع خواجوي هو السيد ابو طاهر أحمد بن عیسی بن زید بن علي بن الحسين (علیه السلام)، لكنني واستناداً الىٰ المستفاد من اقوال صاحب کتاب روضات الجنات، وصاحب کتاب ریاض العلماء، وصاحب کتاب میزان الانساب، و من کتاب آثار اصفهان، أعتقد أن صاحب هذا المرقد الطاهر هو السيد احمد بن علي بن محمد الباقر(علیه السلام) . واللّٰه اعلم

3- السيد ناصر الدين في طهران، السيد قاسم في ضواحي کُجور و چالوس، السيد علاء الدين، السيد شرف الدين محمد في «اورازان» طالقان، السيد قاضي سیّد آباد حستجون طالقان . هؤلاء جميعاً ينتسبون للسيد علي، كما أن السادة المعروفين ب« بيداري» الذين يقطن بعضهم اورازان طالقان وانتشروا في بقاع اخرىٰ

ص: 55

من العالم، ينتسبون للسيد علي ايضاً(1).

الاسلام لايران ومضي مدة وجيزة عبّروا عن بالغ محبتهم لآل الرسول (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) لاسيما امیرالمؤمنین (علیه السلام) واولاده ، وابرز دليل علىٰ ذلك تشكيل ذلك الاجتماع وارسال سفير الىٰ الامام الباقر (علیه السلام) وطلبهم منه إرسال مبعوث اليهم لغرض الارشاد والتبليغ،وهذا ما حصل أواخر القرن الأول ومطلع القرن الثاني الهجري، ويستنتج من ارسال هذا المبعوث من قبل الامام الباقر (علیه السلام) ما يلي:

1- تشيع أهالي كاشان وضواحيها في العهدين الأموي والعباسي.

2 - الشعور بالحاجة للقيادة في المنطقة لقيادة الناس وارشادهم.

3 - ارتفاع الشعور الديني والسياسي لدىٰ أهل ذلك الزمان.

4- عدم الاكتراث بالحكم ومواجهة ظلم بني اُمية وبني العباس وجورهم.

5- اتحاد الناس وانسجامهم في معالجة مشاكلهم الدينية والاجتماعية.

6- الانفاق في سبيل الجوانب الدينية والتبليغة (وابرز دليل على ذلك إرسال ممثل عنهم والوفد المرافق له و تأمین نفقاتهم).

7- بسالة أهالي كاشان وضواحيها وشجاعتهم (وذلك لأن اتخاذ القرار الحاسم آنذاك كان يعد ضرباً من الشجاعة).

8- الاستقبال المنقطع النظير لمبعوث الامام الباقر(علیه السلام) والذي شارك فيه ما يقرب من ستة آلاف شخص.

ويفهم مما ورد في تذكرة السلطان علي أن عامر بن ناصر لم يتوجه لوحده نحو المدينة، بل رافقه عدد من الأشخاص، وهذا ما استفاده العالم الجليل ذبیح اللّٰه المحلاتي في کتاب کشف الكواكب ص 362.

كما يستفاد من القرائن العقلية ان إرسال شخصٍ واحدٍ لاداء هذه المهمة الكبرىٰ والهامة مقترناً بحمل كتاب وتحف وهدايا وبعد المسافة ووجود الحكم الجائر آنذاك يعدّ امراً يفتقد للصواب، من هنا فقد كانت الظروف تستدعي أن يرسلوا مجموعة من الأفراد الىٰ الامام الباقر (علیه السلام) .

يستفاد مما ورد في التذكرة العناية الخاصة التي أولاها رسول اللّٰه(صلی اللّٰه علیه وآله وسلم)لأهل کاشان وضواحيها بحيث انه (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) قال : «ابعث اليهم قرة عيني علياً» وهذا بحد ذاته يعتبر افضل دليل علىٰ ذلك. مما يضاعف مسؤولية اهالي كاشان وضواحيها فعليهم ان يكونوا سباقين في تطبيق احكام الاسلام واقامة شعائره.

فاستعد اهل قرية جاسب رجالاً ونساءً لاستقباله وخرجوا مسافة فرسخ حتىٰ وصلوا اليه فحط رحاله فيها لمدة بضعة أيام (1).

ان قدوم مبعوث الامام(علیه السلام) الىٰ منطقة جاسب والاستقبال المنقطع النظير الذي جرىٰ له من قبل اهلها وتوقفه فيها يعتبر بحد ذاته دليلاً علىٰ ولاء اهل هذه المنطقة ،من هنا يتعين علىٰ اهل هذه البقعة أن لا يتركوا السلطان علي وحيداً وعليهم - كما سبق - تجشم العناء لزيارته والمحافظة على بهائه معنوياً ومادياً.

(1)ولما اصبح الصباح استعد المستقبلون للتوجه نحو قرية خاوة كي يصلوا الىٰ السلطان علي، فكان الازدحام من الشدة بحيث ان اهالي تلك القرية اصيبوا بالرعب والذعر، لكنهم عندما وقعت عيونهم علىٰ سعيد بن قوام الدين ومحمد طاهر بهروز أحسّوا بعدم وجود خطر يتهددهم فاستقبلوا تلك الحشود بكل حفاوة وشكروا اللّٰه لما تفضل به عليهم(2).

من المسلَّم به ان حشوداً غفيرة توجهت لاستقبال أبي الحسن السلطان علي بن محمد الباقر(علیه السلام) ، غير ان اصحاب البصيرة لا يركّزون علىٰ عدد المستقبلين، بل يتأملون في ماهية العمل وقیمته.

واذا ذكرنا هذا العدد فاننا لم نخالف العقل، لأن اهل کاشان وفين كانوا يعيشون حالة انتظار وصول مبعوث الامام (علیه السلام)منذ مدة حيث غادر سفيرهم الىٰ الامام (علیه السلام) وهذا العشق المكنون لدىٰ اهالي المنطقة انما هو حقيقةً لا يمكن انکارها.

(1)ويحضر الناس عنده جماعات جماعات وينهلون من علمه (2).

كتبها اليه أخوه الامام جعفر الصادق (علیه السلام)(1) .

فاستحوذ عليه الحزن والأسىٰ وأخذ يذرف الدمع علىٰ ما عانی أبوه من المظلومية ثم استشهاده.

ورد في تذكرة السلطان علي: كتب الامام جعفر الصادق(علیه السلام) الىٰ اخيه يعلمه بوفاة ابيه ، وقال له : «سمعت ان امور خاوة آلت اليك طواعية فأوصل خراجها الىٰ المستحقين واهل العلم وابناء السبيل ولا تَدَع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»(2).

قال صاحب کشف الكواكب : «تضمنت الرسالة التي بعثها الامام الصادق(علیه السلام) لأخيه مواعظ وتعاليم دينية»(3).

ويستفاد من هذه الرسالة عدة امور هي:

اولاً : ان السلطان علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) لم يستشهد في عهد والده .

ثانياً : اطلاع الامام الصادق(علیه السلام) حول أوضاع المنطقة واحوالها.

ثالثاً : تجديد مسؤولية السلطان علي في منطقة كاشان وضواحيها واتساع رقعة النشاط السياسي للامام الصادق(علیه السلام) وانه (علیه السلام) كان يبعث الوكلاء الىٰ مختلف الامصار كما فعل ابوه الامام الباقر(علیه السلام) حين ارسل ولده علي وكيلاً في منطقة كاشان وضواحيها.

يقول صاحب كتاب «سیره پیشوایان»: «لقد كان الامام يبعث الوكلاء الىٰ مختلف الامصار للترويج لأصل الامامة»(4).

ص: 65

ص: 66

اتخبرني الآن وابن الباقر كان قد دخل المنطقة منذ ثلاث سنوات ؟!

ومع ذلك فقد كتب والي قزوين وجعل الارقم الشامي علىٰ رأس جیش من ستمائة شخص ، ومن جانب آخر بعث بكتاب الىٰ والي نراق ليعين الارقم الشامي، واخبر زرّین نعل والي أردهال بالقرار وبالتالي اصدر الاوامر بقتل علي بن محمد الباقر(علیه السلام)(1).

إمرته ليلاً وسراً الىٰ منطقة أردهال، واخفیٰ الحارث الملقب بزرین نعل الازرق الشامي في بيت أحد ثقاته لاتخاذ القرار الحاسم في الوقت المناسب، فيما حاصرافراد الجيش المنطقة واخذوا يراقبون الاوضاع عن كثب ، وطبقاً لما ورد في تذكرة السلطان علي كانت تلك الليلة ليلة الجمعة.

ولما حلَّ يوم الجمعة وتوجه الناس الىٰ أردهال لاقامة صلاة الجمعة ، وكانت الخطة المرسومة تقضي بمحاصرة السيد وقتله بعد أداء صلاة الجمعة وانصراف الناس الىٰ بيوتهم، غير ان الخطة احبطت علىٰ يدي السيد.

ناحية اخریٰ أرسل خادمه عبدالكريم باركرزي الىٰ قرية خاوة لإطلاع شيعة اهل البيت (علیه السلام) علىٰ الأوضاع (1).

وعشرين سنة علىٰ رأس هذه القوة وتوجهوا لنصرة السلطان علي (1).

ولما وصل مقاتلو خاوة كان السلطان علي في وادي يؤدي الى قرية رهق وحراس الوادي قد اغلقوه.

يبدو ان كتاب السلطان علي وصل الىٰ اهالي كاشان وفين في وقت کان(علیه السلام) قد استشهد وللأسف لم يستطع شيعة اهل البيت (علیهم السلام)من اغاثة حفيد الزهراء(علیهما السلام).

معينة هو وجود الماء الذي يحتاج اليه كل انسان لغرض مواصلة حياته لاسيما في ساحة الحرب. فالمقاتل وهو يحمل مستلزمات الحرب والجهود المضنية التي يبذلها وقد تصيبه الجروح تزداد حاجته لهذه المادة الحيوية.

ويروىٰ ان علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) قد غلبه العطش في تلك المعركةكما انه احتاج للماء من اجل الوضوء، لذا فقد توجه نحو اعلىٰ الجبل وحرك صخرةعن مكانها فانبعث الماء من تحتها بأمر اللّٰه وقضىٰ أصحابه حاجاتهم منه و توضؤوا لصلاة الظهر.

وهذه لم تكن الكرامة الوحيدة لهذا السيد الجليل، بل طالما تكرر منه ذلك في مواطن عديدة.

كانت أطراف الوادي تخضع لحراسة مشدّدة كي لا يتغلغل الاعداء .

وكان (علیه السلام)قد افترش سجادته في ذلك الوادي وانهمك في العبادة(1). ان الربانيين من الرجال يسخّرون كل وجودهم لمعشوقهم، وأينما حلّوا فهم يذكرون اللّٰه ويمرّغون جباههم عند أعتابه القدسية ويرون انفسهم صائرة اليه.

الاستنجاد بمن حولهم، وتولىٰ زرین نعل القضية بنفسه فنجح بتجنيد مجموعة من الناس وللاسف فقد بادر البعض لمساندة هذا الحاكم الظالم ضد السلطان علي وقواته (1).

الجدير بالذكر أن المستفاد من تذكرة السلطان علي هو ان الخواجة نصير وقواته استطاعوا إهلاك ثلاثمائة من جيش الاعداء خلال المعركتين الاولىٰ والثانية وألحقوهم بجهنم (2)

يمرّغ ناصيته بدمه ويصهل صهيلاً عالياً (1).

ولما سقط السلطان علي من جواده ازدادت جرأة الاعداء فهجموا بأجمعهم علىٰ الوادي حيث مركز قيادة جيش الايمان، هذا في وقت كان ابن فاطمة قد هوىٰ على الأرض وأسند ظهره الىٰ صخرة كبيرة والدماء تسيل من جبهته على وجهه وأحياناً يزيل الدماء عن عينيه بردائه .

ماذا سيصيب المرء حينما يتمثل هذه المشاهد امام عينه ؟ من المسلّم به ان عينيه ستذرف بدل الدموع دماً .

في تلك الاثناء فتح السلطان علي عينيه فوجد رأسه في حجر الخواجة ملك شاه (2).

الاوفياء، وهو من اهالي خاوة وكبّار تلك الديار، وكان عمره حين استشهاده ثمانین سنة ، ولقد استطاع بنداءاته في أزقة القرىٰ من تعبئة ما لا يقل عن مائتي مقاتل في رکاب ابن رسول اللّٰه(صلی اللّٰه علیه وآله وسلم).

ولما هجم الأرقم الشامي بجيشه ودخل الوادي واقترب من السلطان علي قاصداً قتله نهض الخواجة ملك شاه من مكانه وقال له : ما تريد أيها الكلب

المسعور؟ أما تستحي من اللّٰه ورسوله ؟ فغضب الأرقم وضرب ملك شاه بسيفه فارداه قتيلا، فجرّه السلطان علي اليه إلا أنّ الخواجة سلّم روحه لبارئها من تلك اللحظة (1).

وسهم أصاب جبهته ، وأعياه نزف الدم، والعطش أخذ منه مأخذاً، وهو يرى الآن جیش الضلال زاحفاً عليه بتلك العدة ، ما الذي يريدونه؟

أَوَ ما علموا أنه ثمرة فؤاد باقر العلوم (علیه السلام) وبضعة من فاطمة وعلي (علیهما السلام)؟ انهم يعلمون، لكن قسوة الأرقم الشامي وشقاءه لم تدع عنده فرصة للتفكير واستحوذت عليه الدنيا والدماء أعمت عيونه ، فأخذ سيفه يريد جرح قلب فاطمة (علیه السلام) ، بید ان السرور لفّ بضعة الزهراء وعلي (علیه السلام) لأنه وبعد لحظات سيذهب للقاء ربه مقتدياً بجدّه الغريب سيد الشهداء ويقف عند رسول اللّٰه (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) ويعلن انه قد عمل بتكليفه ولن تبقى للناس حجة عليه.

أن أسمى ما يتمناه الصالحون علىٰ وجه الأرض هو أن ينالوا الشهادة . نعم، أن هذه الجريمة ليست الأولىٰ التي تقع ، والتاريخ يحتوي الكثير مثل هذه المظالم،فيوماً فرقوا بسيف الظلم رأس اميرالمؤمنين علي(علیه السلام) ، وبعدها بنفس تلك الاحقاد والضغائن قتلوا السبط الاكبر الحسن المجتبی (علیه السلام) ، ويوماً آخر قتل الظالمون واذناب یزید الحسين واثنين وسبعين من أنصاره وحملوا رأس الحسين المقدس علىٰ الرمح وسبوا حرمه، ويوماً دسوا السّم الىٰ رجل الهدىٰ والعبادة سيد الساجدين(علیه السلام) ، وبعده قتلوا خامس کوکب في سماء الولاية والامامة الامام محمد الباقر (علیه السلام).

آه....آه، يا لها من لحظة اليمة يعجز القلم عن تصویرها! والعين تذرف بدل الدموع دماً، حيث امسك الارقم اللعين ضفائر السلطان علي بيده وامضیٰ الخنجر في عنقه وقطع الرأس الشريف. فثارت صاعقة في السماء وفي عالم الملكوت (1).

وأصبحت الشهادة في مرأىً منه، يبادر الىٰ الوصية كي يذکّر الأجيال القادمة ببعض الأمور، وقد وردت في تذكرة السلطان علي بعض وصاياه وهي كما يلي:

1- لما صعد المنبر يوم الجمعة وأخبر الناس بشهادته قال : أيها الناس عليكم بالثبات علىٰ دين محمد(صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) وعلي(علیه السلام) .

2- لا تغفلوا عن زيارة قبري.

3- اجعلوا من خيمتي مدفناً لي.

4- اوصیٰ محمد طاهر بن حسین بهروز ببناء قبة على مرقده .

5- خذوا أخي ونور عيني محمود - المختبيء في دار عبد الكريم باركرزي -الىٰ چهل حصاران وفين لئلا يمسه أذى - انه (علیه السلام)لم يكن علىٰ علم بشهادةعبدالکریم-.

6- اكتبوا الىٰ اخي جعفر الصادق(علیه السلام) بما جرىٰ عليَّ في غربتي.

7- أبلغوا أهل فين وكاشان عني السلام وليجعلوا قبري في تلك البقعة التي حددتها ولا يتخلفوا عن ذلك (1).

يحق لأهل کاشان وفين أن يحلِّقوا بوجودهم في عنان السماء لما أولاهم مبعوث الامام من عناية خاصة، بل أنه أبلغهم سلامه في آخر لحظات حياته، ولفت انتباههم الىٰ عدة اُمور هامة هي:

اولاً : أن يتولوا دفن جسده ، وفي ذلك فخر لا يضاهیٰ .

ثانياً : انه يعظهم أن لا ينفصلوا عن دین جده (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) .

ثالثاً : أن لا يغفلوا عن زيارته .

إذا أرادت الامة سلوك طريق السعادة فعليها أن لا تبتعد عن امیرالمؤمنین علي (علیه السلام) واولاده ، بل التقرب منهم، إذا ما وجد مرقد لواحد من اولاد علي (علیه السلام)في

ص: 83

منطقة فلا يهملوه ، فما بالك بوجود من هو ابن امام، وأخو امام، ومبعوث خاص من إمام، وأبو زوجة امام، وعالم وشهید ؟ بناءً على ذلك فإن واجب اهالي كاشان وضواحيها وبالذات أهالي فين يتمثل في المواظبة علىٰ التواجد المادي والمعنوي وإعمار المرقد الطاهر لعلي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام)

وولده وعامر بن ناصر والخواجة ملك شاه وولده وبابا ظهير وعبد الكريم و آخرین من الموالين وعشرين من المجاهدين الذين قدموا من أزناوة، في الوادي كما دفنوا بعض الشهداء الىٰ جوار السلطان علي (علیه السلام)(1).

في ضوء ما نقلناه ونظراً للموقع الجغرافي لمنطقة أردهال، واستناداً للأدلة العقلية هنالك عدة احتمالات في الموضوع هي:

أولاً : قولنا ان الذين استشهدوا في الوادي والمنطقة المقابلة له قد دفنوا فيه لأن نقل أبدان الشهداء في ذلك الزمان لا سيما وان عددهم زاد على المائة يعد أمراً صعباً، وعليه فإن مدفنهم في الوادي.

ثانياً : قولنا أن بعض الشهداء وهم الذين قدموا من قرية خاوة لم يدفنوا في الوادي وان اهل القرية المذكورة نقلوا أجساد شهدائهم ودفنوها على مقربة من قريتهم. فلقد ورد في التذكرة ايضاً أن بعض الشهداء دفنوا قرب قرية خاوة.

والشهداء من القرية المقابلة للوادي دفنوا في الوادي من قبل ذويهم واقربائهم لقربهم من القرية ولما ورد في التذكرة، وقولنا أن الشهداء ممن كانوا انصاراً مقربین من السلطان علي قد دفنوا معه في مدفنه الحالي - وهو السرداب.

ثالثاً : قولنا أن الشهداء بأجمعهم أو غالبيتهم قد دفنوا الىٰ جوار مرقده الطاهر وهذا ليس بالامر العسير في ذلك الزمان. لأن دفن الشهداء الىٰ جواره(علیه السلام) يعد فضيلة ویأبیٰ اهل ذلك الزمان الذين كانوا يضمرون المودة للسلطان علي ان يحرموا شهداء هم من هذه الفضيلة . هذا اولاً ، اما ثانياً : فلم يكن عدد المشيعين قليلاً بحيث يعجزون عن نقل جثث الشهداء، بل ان حشداً غفيراً قدموا من کاشان وفين والقرىٰ المجاورة لدفن الشهداء.

نظراً إلىٰ أن كتب التاريخ المعتبرة لم تورد معلومات بهذا الصدد فاننا ايضاً لم نستطع إبداء رأي قاطع، الا اننا نرىٰ ان الاحتمال الثالث - وهو ان مدفن الشهداء

ص: 85

الى جانب مرقده الطاهر - هو الأقوىٰ، والعالم الجليل ذبیح اللّٰه المحلاتي يریٰ ذلك ايضاً في كتاب کشف الكواكب ص365، واللّٰه اعلم بالصواب .

وخرجت مهرولة من بيتها تولول لمظلومية ذلك الغريب، فبادرها خالد باركرزي -وهو من أذناب زرین نعل - بعمود علىٰ رأسها فأرداها قتيلة، وقبرها الآن يقع ما بين قرية باركرز والمرقد الطاهر للسلطان علي(علیه السلام) (1).

ينبغي للزائرين الكرام أن لا يغفلوا زيارة مرقد هذه السيدة الوفية فتطويها ذاكرة النسيان رويداً رويداً، ففي زيارة قبر تلك الزوجة الصالحة كسب للثواب

الاخروي ان شاء اللّٰه بالاضافة الىٰ تکریم مقام المرأة في المجتمع ايضاً.

1- كتب علىٰ باب القبلة : صُنع هذا الباب من قبلة الاستاذ قنبر علي عام1077 ه. «جدير ذكره ان «الصفر» في هذا التاريخ قد سقط ، وقال السيد خادم پور نقلاً عن السلف بأن الصفر، قد زال بمرور الزمن». .

2- کتب على مدخل الضريح المصنوع من الخشب المشبّك دعاء «ناد علياً» وذلك في عام 1282 ه

3- علىٰ المنبر صندوق خشبي كبير خُطّت عليه اسماء المعصومين الأربعة عشر(علیه السلام) بخط جميل، وجاء في خاتمتها : صُنع هذا الصندوق والبناء والعمارة من قبل الخواجة شهاب الدين في عام 952 ه.

4- عند الدخول للزيارة ثمة قبر يقع الى الجانب الايسر كتب شعر وفق التاريخ وبالحروف الأبجدية (1271 ه).

دست تقدير قضا از جسم ما جان می برد***جان ز بزم ما برفت و سوی جانان می برد

آهوی وحشم به چنگال اجل شد پایبند***غالب اندر خاک جان در باغ رضوان می برد

سرو ومادر باغ رضوان می خرامد با وقار***پای صبر اندر جنان از حور وغلمان می برد

گشت با اجداد خود مشهور در عین شباب***جان به کف بگرفته و رو سوی خوبان می برد

ابن المسعود الحسيني نام او سید تقي***و صیت فضلش را صبا زیران به توران می برد

تاسع شهر ربيع الثاني ويوم الاحد***غارت روحش نمود اما به حرمان می برد

سال فوتش را خود پرسید گفتم غیر کام***غیر کام آخر چرا از وصل جانان می برد

ص: 88

ه- دفن الشهداء الذين استشهدوا مع السلطان محمود.

وبذلك فقد نالوا نصيبهم من الفخر ودفنوا ابن رسول اللّٰه في المكان الحالى (1)

من المسلم به والمشهور ان شهادة السلطان علي وقعت في هذا الوادي المذكور ولاريب في ذلك اطلاقاً، لذا فقد توجه اهالي كاشان وفين وبعض اهالي أردهال إلى الوادي وقاموا بتشييع جثمانه الطاهر حتى مكانه الحالي ودفنوه فيه .

له : اقتل أبن الباقر، ومنزلتك عندي انما بقتلك لاولاد ابي تراب .

وكان الأمر هكذا في ملحمة عاشوراء، فقد كان جيش عمر بن سعد من عبید الدنيا ويضمرون عداءً عجيباً لآل النبي (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) لاسيما اميرالمؤمنين(علیه السلام) ، ولقد قالوها مراراً : يوماً بيوم بدر ثأراً لقتلانا علىٰ يد علي بيوم بدر.

رابعاً :التنبؤ بالشهادة : لقد اعتلى علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام)منبر صلاة الجمعة وذكر ما كان قد رآه في المنام مؤكداً : ان زمرة من الظالمين تقتلني وتخضب الحيتي بدم رأسي.

وفي ليلة العاشر من المحرم 61 ه جمع سید الشهداء(علیه السلام)اهله واصحابه وقال : انني مقتول غداً وان القوم يقصدونني. واول من اعلن الوفاء اذ ذاك هو مظهر الوفاء والادب قمر بني هاشم (علیه السلام).

خامساً : إخلاص الأصحاب: لم ولن يشهد التاريخ اصحاباً اوفیٰ من اصحاب سيد الشهداء(علیه السلام) ، الذين دافعوا عنه حتىٰ النفس الاخير الىٰ ان ضحّوا بأنفسهم من اجله، والمجاهدون من قرية خاوة الذين استشهدوا في رکاب السلطان علي انما اقتدوا بشهداء کربلاء حتىٰ بلغ بهم الأمر أن يتعلق احدهم بفرسه وينادي :السلام عليك يابن رسول اللّٰه (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) : ائذن لي بالبراز؟

سادساً :الوعظ والنصيحة: لقد بالغ عزیز فاطمة (علیها السلام) يوم عاشوراء ببذل النصح لأولئك القوم غير ان ذلك لم يجد معهم نفعاً لتراكم حجب الضلالة علىٰ قلوبهم وكأنه كان يقول : لقد جئت لأعلمكم درساً في الحرية وازيل الاعوجاج والبدع وآمر بالمعروف وأنهی عن المنكر.

والسلطان علي بدوره اقتدیٰ بجده سید الشهداء وبالغ في النصيحة لعسكر الضلال ولكن دون جدوىٰ حتٰى قتلوه مظلوماً واحتزوا رأسه.

سابعاً :نهاية دامية للسفراء : وصل مسلم بن عقیل سفيراً من الحسين(علیه السلام)

ص: 91

ليأخذ البيعة من أهل الكوفة وقد استقبله الناس في الوهلة الاولى غير انهم تركوه وحيدة في النهاية وقتلوه مظلوماً وفصلوا رأسه عن جسده.

والسلطان علي عندما وجد نفسه بين مخالب الظالمين أمر بكتابة رسالة إلى اهالي فين وكاشان لاطلاعهم حول مجريات الامور وأرسلها بيد أحد اصحابه الا انه تعرض للاعتقال والتفتيش في الطريق فقتل واحتز رأسه.

ثامناً :عين الماء: في واقعة عاشوراء برزت كرامة للامام الحسين(علیه السلام) حيث نبعت عين ماء فاستقىٰ منها اصحابه و توضؤوا منها.

وطبقاً لما ورد في تذكرة السلطان علي فقد روي ايضاً انه (علیه السلام) لما استولی عليه العطش واراد الوضوء صعد الى اعلىٰ الجبل ورفع صخرة عن مكانها فنبع الماء من تحتها باذن اللّٰه فکانت منه كرامة.

تاسعاً :صلاة الجماعة : ان الدماء التي اريقت علی بطحاء كربلاء انما للمحافظة على الصلاة وما يلفت الانتباه في جميع كتب التاريخ التي تناولت ملحمة عاشوراء، هو ان الامام الحسين(علیه السلام) اقام صلاة الظهر عند اولها بالرغم من استشهاد بعض اصحابه والسهام المتوالية التي يرميها العدو.

وهكذا الأمر في ملحمة أردهال فبعد الانتصار الذي حققه المجاهدون في الجولة الاولى أمر السلطان علي بايقاف المعركة لأداء صلاة الظهر .

فالواجب إنجاز الشؤون الاخروية ومن ثم المبادرة للشؤون الدنيوية. ثمة مسألة شهدتها واقعة أردهال وهي العناية بالصلاة، فكل ما في هذه الملحمة من

جهاد ومقارعة للظلم انما كان لاحياء دین رسول اللّٰه (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) ، ولقد ورد في الحديث :«الصلاة عمود الدين»، وهذه الملحمة تعد بلاغاً للزائرين ولمحبي علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) ونداءً جلياً : ايها المؤمن لا تقل للصلاة : عندي عمل ، بل قل للعمل :قد حان وقت الصلاة.

ص: 92

عاشراً :قطع اليد اليمنیٰ: لقد اعطىٰ الامام الحسين (علیه السلام) الراية يوم عاشوراء الىٰ اخيه قمر بني هاشم وأوكل اليه مهمة الدفاع عن خيام العيال حتىٰ قطعت يمينه.

وفي ملحمة أردهال حمل الخواجة نصير بن الخواجة جلال الدين كالليث الهصور علىٰ صفوف الأعداء فكمن له منافق فضربه بالسيف علىٰ يده اليمنىٰ فقطعها.

حادي عشر :قطع الرؤوس : من افضع الجرائم التي شهدها التاريخ البشري هي ادعاء قوم انهم اتباع شريعة رسول اللّٰه (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) لكنهم قتلوا حبيبه في كربلاء واحتزوا رأسه بقسوة ورفعوه علىٰ الرمح وطافوا به اربعین منزلاً وسبوا اهله وعياله اشتروا بذلك اللعن الأبدي ...ألا لعنة اللّٰه على القوم الظالمين.

وفي ملحمة أردهال مدَّ یزیدیو عصرهم يد الكفر والشقاء ليقتلوا ابن باقر العلوم (علیه السلام) غريباً مظلوماً ثم قطعوا رأسه وبعثوا به الىٰ قزوین.

ثاني عشر :اهداء الرأس الشريف: بعد أن قتلوا الحسين (علیه السلام) واحتزوا رأسه رفعوا الرأس علىٰ الرمح واخذوه الى دمشق لينالوا الجائزة.

ولما قطعوا رأس علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام)عن الجسد سار به الأرقم الشامي الىٰ قزوين ليتقرب به الى الازرق الابرج، ولكن حرَّ قلبي لأبي عبداللّٰه الحسين(علیه السلام) الذي تحمّل كل ذلك الظلم ثم يوضع رأسه في طست أمام يزيد اللعين فاخذ ينكت شفته و ثناياه بقضيب الخيزران ، تلك الشفاه والثنايا التي طالما قبّلها رسول اللّٰه(صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) وعلي المرتضىٰ وفاطمة الزهراء (علیهما السلام) .

ثالث عشر:وصول الانصار : بعد ثلاثة أيام وليلتين حيث بقيت جثث شهداء کربلاء على وجه الصعيد تحرقها الشمس الملتهبة حضر الامام

ص: 93

زین العابدين الى كربلاء لدفن ابيه الحسين(علیه السلام) وسائر الشهداء(1) يساعده في ذلك بنو أسد.

وبعد البسالة التي قلّ نظيرها في ملحمة أردهال واستشهاد مجموعة من المجاهدين في ركب السلطان علي أسرع اولئك الذين وجهوا اليه الدعوة لنصره لكنهم لم يصلوا بالوقت المناسب وبالذات اهالي فين وكاشان، غير انهم نالوا فخر دفن بدنه المضرّج بالدماء في مكانه الحالي وبادروا الى دفن سائر الشهداء في الوادي، أو خاوة - علىٰ قول -، أو الىٰ جانب السلطان علي، - علىٰ قول آخر -.

ووفقاً لما جاء في تذكرة السلطان علي ان رأسه المقدس ألحق ببدنه من قبل أحد العاملين مع الازرق الابرح حيث كان يضمر مودة علي بن الامام محمدالباقر(علیه السلام).

رابع عشر :بعد فترة وجيزة لواقعة كربلاء وقعت عدة ثورات أولها ثورة التوابين بزعامة سليمان بن صرد الخزاعي ثم ثورة المختار بن ابي عبيدة الثقفي حيث اذاقوا قتلة الحسين وشهداء كربلاء الجزاء الدنيوي.

ولما وصل اهالي فين وضواحيها إلىٰ أردهال كان كل شيء قد انتهىٰ واستشهد ابن رسول اللّٰه(صلی اللّٰه علیه وآله وسلم)، فلم تستطع اية قوة التصدي للناس الذين اقتصوا من اغلب القتلة لا سيما رأس الفتنة زرّین نعل.

عام 1313 ه من المسؤولين أن يزور السرداب الذي دفن فيه السلطان علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) فأدخلوه الیه فشاهد الابدان الطاهرة وهي مقطعة ارباً ارباً فرقَّت نفسه لها(1).

والمرة الثانية : أن فقیه اهل البيت (علیه السلام)آیة اللّٰه العظمىٰ السيد المرعشي النجفي اعلىٰ اللّٰه مقامه قام عام 1341 ه بزيارة المرقد وأمر بفتح باب السرداب وارسل عدة اشخاص ثم استمع لما شاهدوه(2)

وخلال التحقيقات التي قمت بها لم اعثر على اكثر من ذينك الموردين ،ويحتمل أن باب السرداب قد فتحت في العهود السالفة لدفن الأموات أو إيداعهم هناك لأن البعض كانوا يوصون بدفنهم في العتبات المقدسة ولتعذر نقلهم كانت اجسادهم تدفن مؤقتاً في مكان مقدس لنقلها الىٰ العتبات المقدسة في الوقت المناسب.

البيت(علیهم السلام) آية اللّٰه السيد المرعشي النجفي(رحمةاللّٰه)حيث دخل عدة اشخاص ثم شرحوا له ما شاهدوه داخل السرداب.

قال : كان رأس أحدهم مفصول عن الجسد .

سألته : وما مقدار ذلك؟

قال : بمقدار أربعة أصابع ، وشاهدت احدهم يناهز الاثني عشر عاماً .

يقول مشهدي مسيب : عندما توجهت الىٰ مؤخرة السرداب شاهدت يداً خارجة من التابوت فأدخلتها فيه ولما أردت الرجوع رأيتها عادت الىٰ وضعها

السابق.

سألته عن حالة تلك اليد فقال : كان ساعدها بحجم فخذي - كان مشهدي مسیب شیخاً طاعناً في السن يبلغ عمره 85 عاماً وضعيف البنية -.

ولما سألته عن عدد التوابيت في السرداب ، قال : لم أستطع عدّها لكنني اعتقد بوجود ما بين سبعين الىٰ مائة تابوت(1).

في رسالة بعثها لي أحد المؤمنين يقول : أثناء دفن أحد معارفي كنت واقفاً في بداية ايوان الصفا في اعلىٰ القبر و بيدي مصباح وكان السيد ... داخل القبر، وكان يقول : إن في مؤخرة القبر فتحة تؤدي الى سرداب تهب منه رائحة عطر - ويقول صاحب الرسالة : لقد شممت رائحة ذلك العطر ايضاً - ومددت يدي الیٰ داخل السرداب لأرى هل تلمس شيئاً ام لا؟ فشعرت انها لامست بدناً سليماً، فضغطت بيدي فشعرت أن ذلك العضو عاد الىٰ حالته السابقة.

من المسلّم به وجود أجساد داخل السرداب ولكن هل هي أبدان الشهداء الذين استشهدوا مع السلطان علي عام 116 ه أم لا؟ من غير الممكن إبداء

وجهة نظر قطعية ، الّا أن استنتاجي من الشواهد والوثائق المذكورة هو أن أهالي

ص: 97

فين لما قاموا بدفن جسد السلطان علي من غير الممكن انهم اهملوا ابدان الشهداء ، بل هنالك احتمال قوي بأنهم دفنوها الىٰ جواره. أو ان نقول : إن ابدان بعض الشهداء دفنت في الوادي - مكان المعركة - من قبل ذويهم، وبعضها دفنت علىٰ مقربة من قرية خاوة من قبل اهالي القرية، ودفن البعض الآخر الىٰ جانبه من قبل المناصرين.

والجدير ذكره أن بدن السلطان علي لا يقع في هذا السرداب، بل في السرداب الذي يليه ولا تعرف حالة السرداب الخاص به، واللّٰه أعلم بالصواب.

ص: 98

السُنَّة المهمة والدينية، الّا ان ما يبدو للعيان انها بدأت منذ عام 116 ه واستمرت الى الآن. لآن اولئك الذين كانوا يكنّون الولاء لأهل البيت (علیهم السلام)هبّوا لمناصرة السيد علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) بتلك الحشود الغفيرة ونالوا شرف دفنه لم يتركوا ابداً هذه السنّة التي تعتبر في واقعها نوعاً من مراسم التعازي.

واستناداً للمشاهدات وما ورد في الكتب الآنفة الذكر فان هذه السنّة التاريخية مختصة بأهالي فين العليا و السفلىٰ ولا قدرة للآخرين علىٰ إجرائها، وذلك باعتقادي حق شرعی و قانوني منحصر بهم، وذلك لأن آباءهم وأجدادهم هم الذين وجهوا الدعوة الى السلطان علي وهبّوا لنصرته ومن ثم مواراة جثمانه الثرىٰ. اذن ، كل من يحاول سلب هذا الحق منهم يعد ظالماً وجائراً بحقهم.

لقد أقام هؤلاء القوم هذه السنة منذ اكثر من ثلاثة عشر قرناً. وشاركوا جميعاً رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً ، شیباً وشباناً فيها وفي مجالس العزاء التي تقام في ذكرى شهادته وبذلوا جهودهم في تطوير مرقده ، وعلىٰ الآخرين مشاركتهم في إجراء هذه السنّة، اذ بمقدور كل موال لعلي واولاده المشاركة في مجالس التعزية ،كما هو الملموس حالياً حيث يتوجه الناس من أرجاء بلدنا الاسلامي لزيارة السيد علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) والمشاركة في هذه المراسم لا سيما : اهالي كاشان وضواحيها، طهران، قم، اصفهان، ساوة ، خمین، گلپایگان، جاسب، نراق، خاوة ، نشلج ، سینقان، والقرىٰ المجاورة، وينادي الجميع الىٰ جانب اهالي فين بصرخات :یا حسین یا حسین.

كما يلاحظ أن أهالي قرية خاوة - الذين استضاف أجدادهم السيد علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) وقدموا الشهداء معه ايضاً - يشاركون سنوياً في المراسم مشاركة فعالة ويواسون أهالي فين متوسلین بهذا السيد الجليل. ومن القرى الاخرى التي تساهم في احياء مجالس عزاء ابن فاطمة (علیها السلام) هي قرية نشلج التي

ص: 100

يتميز اهلها بالولاء للاسلام واهل البيت (علیهم السلام) حيث يتوجهون لزيارته يوم الجمعة الذي يلي المراسم ويقيمون عنده مجالس العزاء بكل أبهة.

وفي ليلة الجمعة حيث تقام المراسم تقام مجالس العزاء ويقدم الناس للمشاركة فيها ويقضون تلك الليلة هناك ، ومن المجالس البهية، المجلس الذي تقيمه هيئة ابي الفضل العباس في المسجد الجامع بكاشان. وحيث إنه(علیه السلام)كان قد أقام الجمعة في هذا المسجد لمدة ثلاث سنوات فإن هذا مما يضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق أعضاء هذه الهيئة، وهم يشاركون في تلك الليلة في مجالس العزاء التي تقام في تلك الليلة . وكانت لي علىٰ مدىٰ سنوات محاضرات في مجالس التعزية باردهال سائلاً المولىٰ القدير أن يتقبل منا هذا القليل.

لا بد من تلبية الجوانب المالية والاقتصادية للناس والزوار اثناء اقامة المراسم، فمن الواضح الأهمية التي تحظىٰ بها مسألة العرض والطلب من بين القضايا المهمة الأخرىٰ عند توافد الآلاف من الناس الىٰ المنطقة. ومن المسلَّم به ان اُموراً من قبيل العرض والطلب ، تحديد متطلبات الناس، طرح نماذج صحيحة للاستهلاك، الدعاية للسلع والتسويق، البيع باثمان مناسبة وغيرها ستشهدها المنطقة، وبالتالي تتبلور ساحة عريضة ينتفع بها الاقتصاد الاسلامي.

انتصار الثورة الاسلامية علىٰ يد سليل الزهراء(علیها السلام) الامام الخميني(قُدِّسَ سِرُّه)عام 1979 امكانية إزاحة النظام البهلوي الجائر المدعوم من قبل الاستعمار من صفحات

التاريخ عن طريق الوحدة والاتحاد، ولقد قال قائد الثورة الاسلامية الكبير فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية: لو اتحد مسلمو العالم وسكب كل منهم سطلاً من الماء علىٰ اسرائيل لأغرقوها وزالت من الوجود.

وفي واقع الأمر فإن هذه المراسم التي تجري في ثاني جمعة من شهر مهر ويشترك فيها الآلاف من الموالين تعتبر بحد ذاتها مظهراً للوحدة والتضامن.

بقليل من التفكير والتأمل من قبل القارىء الكريم في كيفية اجتماع هذه الحشود من مختلف الأرجاء وباختلاف ثقافاتهم المحلية إلىٰ جانب بعضهم البعض سيتضح الجواب بأن الذين ينضوون تحت لواء الاسلام ویوالون آل الرسول (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) ، يَدَعُون أعمالهم اليومية، وما قد يطرأ فيما بينهم من ضغائن واختلافات جانباً وتنتفي جميع العوائق التي تقف بوجه اتحادهم وتألفهم.

حول الضريح وتصور قلة المسافة التي تفصل الزائر عن البدن المخضب بالدماء يُحدث حالة من الانقلاب عند الانسان وتجعله يقرب من اللّٰه سبحانه، وان مشاهدة حشود الزوار وشعاراتهم الحماسية تثير الدهشة عند كل من يشاهدها وتوقد في ذاته شعلة الولاء لفاطمة (علیها السلام)وعلي (علیه السلام)وأولادهما. حتى تجعله يهيل الدموع على وجنتيه.

جنازته.

لقد حلّ اليوم الموعود ولم يبق أحد في داره أو خيمته، ومواكب العزاء توجهت نحو المرقد أفواجاً أفواجاً، والناس تعد الدقائق لترفع السجادة التي تحمل رمز انطلاق العزاء وتشييع الجنازة ، وامسك اهالي فين بهراواتهم وأخذوا يحركونها بحماس تعبيراً عن مجيء أهل فين بأسلحتهم في ذلك الزمان لنصرة السلطان علي ، وحين رفع السجادة وفق مراسم خاصة يرفع المعزون أسلحتهم وينادون بحماس : یا حسین یا حسین.

ما السر في هذه المراسم الذي يدفع الناس جميعاً لاستذکار واقعة كربلاء وذرف الدموع علىٰ مظلومية سيد الشهداء واصحابه ؟

لقد خاطب السلطان علي(علیه السلام)الارقم الشامي قائلاً: لا تعيدوا واقعة كربلاء، فلقد لحق العذاب الاليم أولئك الذين تسببوا بوقوعها.

ان السلطان علي ابن امام، وقد واصل مسيرة جدّه الغريب ابي عبد اللّٰه الحسین(علیه السلام) ، واصحابه الذين استشهدوا معه انما اقتدوا بأصحاب الحسين (علیه السلام) ويعتقد الشيعة الذين رفعوا راية الاسلام الاصيل منذ الأيام الأولى وساروا علىٰ هدي الائمة المعصومین (علیهم السلام) ، ان الامام الحجة بن الحسن العسكري عجّل اللّٰه فرجه وهذا بحد ذاته يعتبر افضل العبادة وهذا ما نقله الشيخ الصدوق عن الامام الباقر(علیه السلام) ، عن رسول اللّٰه (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) (1).

في يوم المراسم يجتمع الموالون فيرتفع نداء : «یا حسین» و «يا علي بن محمد الباقرعلیه السلام» في سماء المنطقة ويرفعون ايديهم بالدعاء لتعجيل فرج امام الزمان عجّل اللّٰه فرجه ويقولون : أين انت ايها المنتقم لدماء الشهداء، یا بن علي والزهراء(علیهما السلام) ؟ ايها المهدی ! إقدم الينا وكحِّل عيوننا بنورك، فلقد كسر فراقك

ص: 105

اظهرنا، واسبَلَ عيوننا، یا ابن فاطمة ! نقسم عليك بضلع امك المكسور، برأس علي، بكبد الحسن، بكفّي العباس القطيعين ، بنحر عبد اللّٰه الذبيح، برأس جدّك سيد الشهداء، وسبي عمتك زینب عقيلة بني هاشم، ان تدعو اللّٰه بتعجیل فرجك لتنقذنا من الظالمين .

قالت: لقد رأيت السيد في الرؤيا وأعطاني قليلاً من المال فأضعته وقال السيد علي : هذا المبلغ بدل القرآن الذي أهديتيه ، ثم قال لي: اذهبي الىٰ بيت أحد خدام المرقد علىٰ يمين الروضة - هو السيد حسين الماجدي - حيث يصنعون طعاماً ، فكُلي منه قليلاً.

شفيت المرأة علىٰ يدي السلطان علي وخرجت من المرقد الشريف وتوجّهت نحو بيت الخادم فرأت انهم قد صنعوا طعاماً فتناولت منه بعد أن قصّت الامر علىٰ الحاضرين الذين استحوذت عليهم الدهشة.

والجدير بالاهتمام أن هذه المرأة الأفغانية لما جاءت الىٰ إيران كان من بين ممتلكاتها نسخة من المصحف الكريم ولئلا يتعرض للانتقاص قامت بإهدائه عند الحدود، وفي عالم الرؤيا لم يدع السيد علي ذلك دون ردٍّ، والقضية الاُخرىٰ ان أحداً لم يكن يعلم بأن أهل ذلك البيت يصنعون طعاماً (1)

الرائحة الطيبة تلفّ الأجواء لعدة ايام.

ركبت سيارة قال لي صاحبها انه يريد التوجه الى شیراز ، وبعد سردي لما جرىٰ قال لي السائق بأن أذهب الىٰ « شاه چراغ» في شيراز وأتوسل به ، وذهبت وبعد مدة من المكوث لم احصل علىٰ الشفاء.

واخيراً توجهت الىٰ قم للتوسل بالسيدة فاطمة بنت الامام موسی بعد جعفر(علیه السلام) ، فجاءتني في عالم الرؤيا وقالت لي: شفاؤك في مشهد اردهال اذهب و توسل بالسيد علي. لذلك فقد جئت الىٰ هنا.

يقول الراوي الذي شاهد هذه الكرامة بنفسه : لقد رأيت ذلك الشاب المشلول بعيني قد شفي علىٰ يدي ابن الرسول (صلی اللّٰه علیه وآله وسلم) السيد علي بن الامام الباقر(علیه السلام)(1)

لاشك في صدور کرامات كثيرة من قبل ابي الحسن علي بن الامام الباقر(علیه السلام) يؤيدها احد كبار العلماء حيث يقول : ان السلطان علي صاحب کرامات عديدة ،وصحة روايتها تقع على عاتق ناقليها غير انني اعتقد بأن المعضلات الكبرىٰ لا تحل علىٰ ايدي العاديين من الناس، لكنها تحل بلطف اللّٰه والتوسل بأهل البيت والسيد علي(علیه السلام) .

المومى اليه في رسالة بعثها إلي بتاریخ 1377/3/13 : لقد كنت شاهداً علىٰ العبارة التي أدلىٰ اليكم بها قائد الثورة الاسلامية سماحة آية اللّٰه السيد علي لخامنئي دام ظله العالي: «أنني اُكن الحب لجميع اولاد الائمة، أما علي بن الامام محمد الباقر(علیه السلام) فله مكانة خاصة».

الصورة:

الموقع الجغرافي لمشهد اردهال بالنسبة إلى المناطق المجاورة

ص: 114

الصورة:

ص: 115

الصورة:

ص: 116

الصورة:

ص: 117

الصورة:

ص: 118

الصورة:

ص: 119

الصورة:

ص: 120