ظواهر أسلوبية في عهد الامام علي (علیه السلام) الى مالك الاشتر (رضی الله عنه)

هوية الکتاب

ظواهر أسلوبية في عهد الامام علي (علیه السلام) الى مالك الاشتر (رضی الله عنه)

سلسلة دراسات في عهد الإمام

على (علیه السلام) لمالك الأشتر(رضی الله عنه) (27)

وحدة الدراسات اللغوية

ظواهر أسلوبية

في عهد الامام علي (علیه السلام) الى مالك الاشتر (رضی الله عنه )

تأليف

م. د. موفق مجيد ليلو

اِصْدَارْ

موسسه علوم نهج البلاغه

فِی العَتَبَةِ الحُسَیْنیَةِ الْمُقَدَسَةُ

ص: 1

اشارة

رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق العراقية 4207 لسنة 2017

ص: 2

سلسلة دراسات في عهد الإمام

على (علیه السلام) لمالك الأشتر(رضی الله عنه) (27)

وحدة الدراسات اللغوية

ظواهر أسلوبية

في عهد الامام علي (علیه السلام) الى مالك الاشتر (رضی الله عنه )

تأليف

م. د. موفق مجيد ليلو

اِصْدَارْ

موسسه علوم نهج البلاغه

فِی العَتَبَةِ الحُسَیْنیَةِ الْمُقَدَسَةُ

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة

العتبة الحسينية المقدسة

الطبعة الأولى

1438ه - 2017م

العراق - كربلاء المقدسة شارع السدرة مجاور مقام علي الأكبر

مؤسسة علوم نهج البلاغة

هاتف: 07728243600 - 07815016633

الموقع الألكتروني: www.inahj.org

الإيميل: Inahj.org@gmail.com

إن الأفکار والآراء المذکورۃ فی هدا الکتاب تعبر عن وجهة نظر کاتبها،و لا

تعبر بالضرورۃ عن وجهة نظر العتبة الحسینیة المقدسة

ص: 4

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

مقدمة المؤسسة:

الحمد لله على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بیا قدم من عموم نعمٍ ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها و الصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين محمد و آله الطاهرين

أما بعد:

فإن من أبرز الحقائق التي ارتبطت بالعترة

النبوية هي حقيقة الملازمة بين النص القرآني

ص: 5

والنص النبوي ونصوص الأئمة المعصومين (علیهم السلام).

وإنّ خير ما يُرجع إليه في المصادیق لَحديث الثقلين «كِتَابَ اَللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي» هو صلاحية النص القرآني لكل الأزمنة متلازماً مع صلاحيّة النصوص الشريفة للعترة النبوية لكل الأزمنة.

وما كتاب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام) لمالك الأشتر (رضی الله عنه ) إلا أنموذجٌ واحدٌ من بين المئات التي زخرت بها المكتبة الإسلامية التي اكتنزت في متونها الكثير من الحقول المعرفية مظهرة بذلك احتياج الإنسان إلى نصوص الثقلين في كل الأزمنة.

من هنا:

ارتأت مؤسسة علوم نهج البلاغة أن تخصص حقلاً معرفياً ضمن نتاجها المعرفي التخصصي في حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (علیه السلام)

ص: 6

وفكره، متّخذة من عهده الشريف إلى مالك الأشتر ( رحمه الله ) مادة خصبة للعلوم الإنسانية التي هي أشرف العلوم ومدار بناء الإنسان وإصلاح متعلقاته الحياتية وذلك ضمن سلسلة بحثية علمية والموسومة ب(سلسلة دراسات في عهد الإمام علي (علیه السلام) لمالك الأشتر (رحمه الله )، التي يتم إصدارها بإذن الله تباعاً، حرصاً منها على إثراء المكتبة الإسلامية والمكتبة الإنسانية بتلك الدراسات العلمية التي تهدف إلى بيان أثر هذه النصوص في بناء الإنسان والمجتمع والدولة متلازمة مع هدف القرآن الكريم في إقامة نظام الحياة الآمنة المفعمة بالخير والعطاء والعيش بحرية وكرامة.

والبحث الموسوم ب(ظواهر أسلوبية في عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر (رضوان الله عليه) يبين الظواهر الأسلوبية التي حفل بها هذا

ص: 7

العهد وما لها من أثر في سبك نصوصه التي هي من أعظم النصوص وأدقها تعبيراً وبلاغةً.

فجزى الله الباحث كل خير فقد بذل جهده

وعلى الله أجره والحمد لله رب العالمين .

السيد نبيل الحسني الكربلائي

رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 8

مقدمة

كثيرا ما دأبت البحوث والدراسات الأسلوبية على تسويد الصفحات بجوانب تنظيرية تتعلق بمعنى الأسلوب والأسلوبية ومناهجها وعلاقتها بالعلوم الأخرى، والحديث عن ركائزها الثلاثة، ولذا فقد نأت هذه القراءة عن الجوانب التنظيرية لهذه المقدمات، بل انصبت الدراسة على الظواهر الثلاثة (اسلوبي الأمر والنهي، تكثيف صيغة التفضيل، البنى الاستعارية)، بشيء من التفصيل فيما يتعلق بالدلالة وتطبيق ذلك على نصوص العهد العلوي.

ويرى الباحثون في الدراسة الأسلوبية أنها (نوع

من الحوار الدائم بين القارئ والكاتب من خلال نص معين. ويتم هذا الحوار على مستويات أربعة: النص

ص: 9

والجملة واللفظة والصوت) (1)، ومع الاختلاف في تعريف الاسلوب الا أن بعض الدراسين يحدده بأنه

الأسلوب مجموعة التكرارات والمفارقات الخاصة

بنص من النصوص)(2)، في الوقت الذي تختلف فيه تعريفات الأسلوبية من باحث إلى آخر، في ضوء ركائزها الثلاث (المنشئ، والنص، والمتلقي)، فانه يمكن ان تلخص بأنها (تحلیل لغوي موضوعه الأسلوب وشرطه الموضوعية وركيزته الالسنية)(3).

أما النص فقد مثّل کتاب الامام علي (علیه السلام) الى الاشتر دستورا متكاملا لولاة العهد في ادارة البلاد والعباد، بحيث يقنن لقواعد الادارة والسياسة، وما يلفت الانتباه فيه هو التدرج والتكامل في هذا العهد بحيث يتناول كل زوايا المجتمع وطبقاته، ولو طبق هذا العهد من قبل الساسة لسار بهم إلى الهدی وحملهم على الصراط المستقیم.

ص: 10


1- دليل الدراسات الاسلوبية: 7
2- دليل الدراسات الاسلوبية: 37
3- دليل الدراسات الاسلوبية: 37- 38

ولما كانت الأسلوبية تؤكد على ان الاستخدام اللغوي المهيمن هو الحدث الأسلوبي(1)، فإننا سنركز على الاستخدام اللغوي المهيمن الذي يطبع النص، وتتركز وظيفة الأسلوبية في تحقيق عناصر الامتاع والاقناع والاثارة والتأثير.

وستحاول هذه القراءة الموجزة في عهد الاشتر آن نسلط الضوء على بعض الظواهر الأسلوبية المهيمنة على النص، وهي: أساليب الطلب وصيغة التفضيل والبنية الاستعارية.

رصدت هذه القراءة لعهد أمير المؤمنين (علیه السلام) إلى مالك الاشتر (رضی الله عنه) أهم الظواهر الأسلوبية، التي تمثلت في أسلوبي الطلب في المبحث الأول: الأمر والنهي بتلويناتها المختلفة من خلال الاحصاء التكرار هذه الصيغ ودلالاتها في النص، واذا كانت الاحصاءات باتفاق الباحثين (غير كافية للإحاطة

ص: 11


1- الحجاج في القران من خلال اهم خصائصه الأسلوبية: 48، دار الفارابي بيروت ط 2 أ2007:

بأسلوب كاتب ما)(1)، وذلك لأننا لا نستطيع تشييد أسلوبية صرفة على الاحصاءات الألسنية)(2)، الا انها يمكن أن تقدم - بشكل تقريبي - صورة عن التحليل الاسلوبي. ومن ثم البحث في صور اسم التفضيل وانواعه الأربع وتكرار كل نوع ودلالة ذلك واثره في المتلقي في المبحث الثاني، واخيرا تطرقت الدراسة إلى البنية الاستعارية مع توطئة مفصلة لمفهوم الاستعارة عند القدماء والمحدثين وتحليل نماذج استعارية لبيان مواطن الاثارة والتأثير في المبحث الثالث، ثم خاتمة بأهم نتائج البحث.

ص: 12


1- دليل الدراسات الاسلوبية: 55
2- دليل الدراسات الاسلوبية: 56

المبحث الأول: أسلوبية الطلب

کتاب الاشتر عبارة عن وصية طويلة، وادب الوصايا بشكل عام تهيمن عليه الأوامر والنواهي، وهذا ما لا تخلو منه الوصية، فلا غرو أن يمتلأ هذا النص بأساليب الطلب المختلفة التي تمثل بؤرة النص وهي تتوزع بين الأمر بصوره المختلفة والنهي والنداء.

واذا كانت الاحصاءات باتفاق الباحثين (غير كافية للإحاطة بأسلوب کاتب ما)(1)، وذلك لأننا

لا نستطيع تشييد أسلوبية صرفة على الاحصاءات الألسنية)(2)، الا انها يمكن أن تقدم - بشكل تقريبي

ص: 13


1- دليل الدراسات الاسلوبية: 55
2- دليل الدراسات الاسلوبية: 56

- صورة عن التحليل الاسلوبي.

الصيغة:الأمر- التکرار:89- الصيغة:النهى- التکرار:44- الصيغة:النداء- التکرار:1

أ- اسلوب الامر

الأمر لغة: الأمر في اللغة هو نقيض النهي)(1) وأمره:كلفه شيئ(2)لان الأمر طلب الإيقاع الفعل، والنهي طلب لترك إيقاعه، اما في الاصطلاح عند النحويين، فلم يعرفه سيبويه ولا المبرد على الرغم من أن الأول قد خصص بابا للأمر والنهي(3)، فهو (طلب إيجاد الفعل)(4) او

قول القائل لمن دونه: افعل)(5).

يعرفه ابن یعیش: (الامر معناه: طلب الفعل

ص: 14


1- لسان العرب، مادة (امر): 26/4 وينظر مقاییس اللغة: 1/ 137.
2- المعجم الوسيط: 1/ 26.
3- ينظر الكتاب: 1/ 137.
4- البحر المحيط: 1/ 181.
5- التعريفات: 38.

(1)، وقال الرضي: (وهو صيغة يطلب بها الفعل من الفاعل المخاطب بحذف حرف المضارع)(2) وعند الحيدرة اليمني وهو: (قولك لمن تخاطب): (افعل)، اذا كان حاضراً و (ليفعل فلان) اذا كان غائباً) (3).

اما اللغويون، فقد عرفه ابن فارس بقوله:

الأمر عند العرب ما اذا لم يفعله المأمور به سمي المأمور به عاصيا)(4). وقال السيوطي: (هو طلب فعل غیر کفّ، وصيغته (أفعلْ) و( ليفعلْ)(5).

وأما البلاغيون فقد عرفوا الأمر بأنه: (صيغة تستدعي، او قول ينبئ عن استدعاء الفعل من جهة الغير على جهة الاستعلاء، فقولنا: (صيغة تستدعي، او قول ينبئ) ولم نقل:( (افعلْ) و

ص: 15


1- شرح المفصل: 7/ 58.
2- شرح الكافية: 2/ 267.
3- کشف المشكل في النحو: 141.
4- الصاحبي: 187.
5- الإتقان: 3/ 243

لتفعلْ) کا يقول المتكلمون والأصوليون لتدخل جميع الأقوال الدالة على استدعاء الفعل نحو قولنا: (نزالِ و (صه) فانها دالان على الاستدعاء من غير صيغة (افعل) )(1). او هو: (طلب فعل غیر کف على جهة الاستعلاء(2)، وحدده د. احمد مطلوب بانه (طلب الفعل على وجه الاستعلاء والالزام)(3) . وصيغ الأمر هي: فعل الأمر، المضارع المسبوق بلام الأمر، اسم فعل الأمر، المصدر النائب مناب فعله. فالأمر: هو طلب حصول الفعل من المخاطب على وجه الاستعلاء أو (هو صيغة تستدعي الفعل، أو قول ينبئ عن استدعاء الفعل من جهة الغير على جهة الاستعلاء، بحيث إذا لم يفعله المأمور به سمي المأمور به عاصياً)(4).

وقد تكرر اسلوب الامر بالفعل في (77)

ص: 16


1- الطراز : 3/ 282.
2- شروح التلخيص، شرح السعد: 2/ 308 - 309.
3- معجم المصطلحات البلاغية وتطورها: 1/ 313
4- ينظر : الصاحبي:298، بلاغة التراكيب :209.

موضعا، وهو الذي غلب على اسلوب الامر، في حين ورد المضارع المسبوق بلام الأمر في (12) موضعا، ولم يرد القسان الأخيران في النص.

الصيغة: الأمربالفعل -التكرار:77- الصيغة:الأمر باللام- التكرار:12- الصيغة: الأمربالمصدر- التكرار:-- الصيغة: الأمرباسم الفعل- التكرار:-

وفعل الأمر هو الصيغة الأكثر ورودا، وهي صيغة تقتضي وجود متلق او مخاطب في اكثر الاحيان، وهو ما يوافق طبيعة الرسائل، کما نلحظ التدرج الهرمي الذي يقتضيه الأمر من العالي إلى الداني، وما في ذلك من اشعار بالوجوب او الالتزام. وثمة امر ينبغي الالتفات اليه وهو تكرار الفعل (أمر) مدخل الرسالة في اربعة مواضع تنبيها لما سيأتي من أوامر وتأكيدا على عظم المسؤولية الملقاة على عاتق المتلقي ( وهذا لا يعني الاشتر فقط )، ولا سيما أن الدراسة الأسلوبية تعنى بالمتلقي بشكل كبير وذلك في قوله:

ص: 17

( هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبْدُ اللهِ عَلِيٌّ أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَ مَالِكَ بْنَ الْحَارِثِ الْأَشْتَرَ فِي عَهْدِهِ إِلَيْهِ حِينَ وَلَّاهُ مِصْرَ جِبَايَةَ خَرَاجِهَا وَ جِهَادَ عَدُوِّهَا وَ اسْتِصْلَاحَ أَهْلِهَا وَ عِمَارَةَ بِلَادِهَا؛ أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ إِيْثَارِ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَ سُنَنِهِ الَّتِي لَا يَسْعَدُ أَحَدٌ إِلَّا بِاتِّبَاعِهَا وَ لَا يَشْقَى إِلَّا مَعَ جُحُودِهَا وَ إِضَاعَتِهَا، وَ أَنْ يَنْصُرَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بِقَلْبِهِ وَ يَدِهِ وَ لِسَانِهِ، فَإِنَّهُ جَلَّ اسْمُهُ قَدْ تَكَفَّلَ بِنَصْرِ مَنْ نَصَرَهُ وَ إِعْزَازِ مَنْ أَعَزَّهُ. وَ أَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ يَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ، فَإِنَّ النَّفْسَ أَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ اللَّهُ)(1).

تشير فاتحة النص إلى أهمية العبء الذي اوکل بالأشتر، وبكل من يتولى شأنا من شؤون ادارة العباد والبلاد، والتكرار هذا اللفظ (أمر) يرسخ الفكرة في الذهن ويجعلها تدق کالجرس في اذن المتلقي؛ لأن التكرار في حد ذاته من أشد اساليب التوكيد وقعا

ص: 18


1- نهج البلاغة: 544

على المتلقي. فالتكرار (هو الوسيلة الوحيدة التي لا خلاف حولها لاكتشاف واقعة لغوية وتحديدها في البرغماتية الادبية)(1).

ومن خلال الجدول الاحصائي السابق يتضح هيمنة فعل الأمر على الصيغ الاخرى، ويليه المضارع المقترن بلام الأمر، وهو في الأعم الأغلب فعل الكينونة( یکن) وهو ابلغ من التعبير المباشر بالفعل، كما أن لام الأمر تضفي على الكينونة زيادة في التوكيد لما يحتمله فعل الكينونة من العموم في اثبات الفكرة.

ومن امثلته قوله:

«فَلْیکنْ أَحَبَّ اَلذَّخَائِرِ إِلَیك ذَخِیرَةُ اَلْعَمَلِ

اَلصَّالِحِ »(2)

«فَلْيَکُنْ صِغْوُكَ لَهُمْ، وَمَيْلُكَ مَعَهُمْ»(3)

ص: 19


1- الأسلوبية: جورج مولينيه :183
2- نهج البلاغة: 545
3- نهج البلاغة: 547

«وَلْيَکُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ وَأَشْنَأَهُمْ»(1)

«لْيَکُنْ آثَرُهُمْ عِنْدَكَ أَقْوَلَهُمْ بِمُرِّ الْحَقِّ لَكَ»(2)

«فَلْيَکُنْ مِنْكَ فِي ذَلِكَ أَمْرٌ يَجْتَمِعُ لَكَ بِهِ حُسْنُ الظَّنِّ»(3)

«وَلْيَکُنْ آثَرُ رُءُوسِ جُنْدِكَ عِنْدَكَ مَنْ وَاسَاهُمْ فِي مَعُونَتِهِ، وَأَفْضَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ جِدَتِهِ»(4)

«وَلْيَکُنْ نَظَرُكَ فِي عِمَارَةِ الاْرْضِ أَبْلَغَ مِنْ نَظَرِكَ فِي اسْتِجْلاَبِ الْخَرَاجِ»(5)

«وَلْيَکُنِ الْبَيْعُ بَيْعاً سَمْحاً بِمَوَازِينِ عَدْل وَأَسْعَار، لاَ تُجْحِفُ بِالْفَرِيقَيْنِ مِنَ الْبَائِعِ وَالْمُبْتَاعِ»(6)

«وَلْيَکُنْ فِي خَاصَّةِ مَا تُخْلِصُ بِهِ لِلَّهِ دِينَكَ إِقَامَةُ

ص: 20


1- نهج البلاغة:548
2- نهج البلاغة: 549
3- نهج البلاغة:550
4- نهج البلاغة:552
5- نهج البلاغة: 556
6- نهج البلاغة:558

فَرَائِضِهِ الَّتِي هِيَ لَهُ خَاصَّةً»(1)

أن التعبير ب (لیکن) اشد وقعا واقدر على التأثير في ذهن المتلقي، فالتأكيد على كون الأمر، يراد منه الكون على تلك الصفة، وهو لا شك ابلغ من الاتصاف بها، وهذا الأمر يسري في الأمر والنهي، وقد ورد في القران الكريم في قوله تعالى : «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ »(2)

ب- النهي

ضد الأمر، وهو قول القائل لمن دونه: لا تفعل(3). فهو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء، وله صيغة واحدة هي لا الناهية مع الفعل المضارع، وهو يجري مجرى الأمر في أن يكون للطلب إذا كان على وجه الاستعلاء، والدعاء إذا كان

ص: 21


1- نهج البلاغة: 561
2- آل عمران: 104
3- التعريفات: 199.

مع الأعلى، والالتماس إذا كان مع النظير، ويستعمل في حق المستأذن ويسمى إباحة وإذا استعمل في مقام تسخيط الترك، سمي تهديداً (1). فغرض النهي

الكف والمنع)، ولكنه يخرج إلى معان أخَر مستفادة

من السياق وقرائن الأحوال كالدعاء والالتماس والإرشاد والدوام وبيان العاقبة والتيئيس والتهديد والتوبيخ والكراهة والاستئناس والتحقير والتمني وغيرها(2)

صيغة النهي:بالفعل المؤكد- التكرار:33- صيغة النهي:بالفعل غير المؤكد- التكرار:5- صيغة النهي:بالتحذير ب ( إياك)- التكرار:6

من خلال النظرة السريعة في الاستعمال وكثافته في النص تجدر الاشارة الى هيمنة الفعل المضارع المؤكد المسبوق بلا الناهية، وهو ما يشعر بعظمة المؤكد عليه من الوصايا وثقل المسؤولية المناطة بالأشتر. فالتوكيد سمة غالبة على الفعل المضارع في

ص: 22


1- ينظر : مفتاح العلوم: 429.
2- ينظر : بلاغة التراكيب: 212 - 213.

النهي وهو ما يزيد التوكيد فيه.

تتحدد الأناط الأسلوبية في ثلاثة أنماط :

1- لا الناهية + الفعل المضارع + نون التوكيد

الثقيلة.

1- لا الناهية + الفعل المضارع.

2- إياك + و + اسم معرفة.

لما كان العهد عبارة عن جملة من الأوامر

والنواهي التي تتناسب مع المرسل في مقامه الاعلى والمتلقي وهو الوالي، فقد كان النمط المهيمن على النص هو الأول والذي يتسم بالتوكيد، ويأتي بعده اسلوب التحذير ب(إياك)، والذي يتضمن النهي، ثم النهي بدون توكيد، وهو الاقل حضورا في النص ويقترب من سابقه من حيث التكرار.

وتتصدر صيغة النهي المؤكد، وهي الاكثر استعمالا في مواضع التشديد والاهتمام، مع انها من التوكيد الجائز لا الواجب الذي يشترط فيه ان

ص: 23

يكون الفعل واقعا في جواب قسم ومثبتا ومستقبلا وغير مفصول عن اللام بفاصل، ولكن أهمية هذه الوصايا والنواهي حتم أن تأتي في اغلب مواضعها مؤكدة بالنون الثقيلة في النهي. وأما نهي فعل الكينونة فهو کایری بعض اللغويين ابلغ من النهي عن الشيء نفسه، اذ يقول: (والنهي عن كونه منهم أبلغ من النهي عن نفس الفعل. فقولك: لا تكن ظالماً، أبلغ من قولك: لا تظلم، لأن لا تظلم نهي عن الالتباس بالظلم. وقولك: لا تكن ظالم نهي عن الكون بهذه الصفة. والنهي عن الكون على صفة، أبلغ من النهي عن تلك الصفة، إذ النهي عن الكون على صفة يدل بالوضع على عموم الأكوان المستقبلة على تلك الصفة، ويلزم من ذلك عموم تلك الصفة. والنهي عن الصفة يدل بالوضع على عموم تلك الصفة. وفرق بين ما يدل على عموم، ويستلزم عموماً، وبين ما يدل على عموم فقط، فلذلك كان أبلغ، ولذلك كثر النهي عن الكون)(1).

(1)

ص: 24


1- البحر المحيط: 1/ 439 - 337

وأما النمط الثاني فقد تكرر (6) مرات وذلك

في المواضع

«إ إِيَّاكَ وَ مُسَامَاةَ اللهِ فِي عَظَمَتِهه »(1).

«إِيَّاكَ وَالدِّمَاءَ وَسَفْکَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا(2)

«وَإِيَّاكَ وَالاْعْجَابَ بِنَفْسِك»(3)

«يَّاكَ وَالْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ بِإِحْسَانِك»(4)

«إِيَّاكَ وَالْعَجَلَةَ بِالاْمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا»(5)

«إِيَّاكَ وَالاِسْتِئْثَارَ بِمَا النَّاسُ فِيهِ أُسْوَةٌ»(6)

ثمة رابط واضح لمن يتدبر هذه النصوص، اذ يرى أهمية الأمور التي حذر الامام (علیه السلام) منها

ص: 25


1- نهج البلاغة: 546
2- نهج البلاغة: 567
3- نهج البلاغة: 567
4- نهج البلاغة: 568
5- نهج البلاغة: 568
6- نهج البلاغة: 568

مالکا، فالتجبر ومساماة الحق سبحانه، كذلك الاعجاب النفس وسفك الدماء، من عظائم الكبائر، ومثلها في التحذير (المن والعجلة والاستئثار) وهي من مساوئ الأخلاق، وقد ورد التحذير منها في

الروايات.

وزبدة المخض أن هذا الاسلوب استعمل في المنهيات الكبرى التي تتفرع منها باقي الاخلاق، فانت ترى على سبيل المثال أن التجبر سبب الطغيان الذي يدفع إلى الفساد والافساد.

ص: 26

المبحث الثاني :أفعل التفضيل

المبحث الثاني :أفعل التفضيل(1)

يدل اسم المفضل مشاركة المفضل في المعنى غالبا، وهذه المشاركة على نوعين: حقيقية كقوله تعالى: «لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ

ص: 27


1- التفضيل في اللغة: مصدر قل يفضل بالتضعيف، يقال: فضله على غيره تفضيلا، أي حكمت له بذلك وصيرته كذلك، وجعلته أفضل منه، وأفضل عليه: زاد، فهو يدل على زيادة في شيء، ومن ذلك الفضل: الزيادة، يقال: «فضل الشيء يفشل، وربما قالوا: فضل يفشل وهي . لسان العرب: 2/ 1105.

عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ »(1)

على اعتقاد أن في مسجد الضرار حقاً (2). وهذا ما يؤكده السيوطي في الجمع قائلا: «والمراد بقولنا: ولو تقدير مشاركته بوجه ما، كقولهم في البغيضين: هذا أحسن من هذا، وفي الشريرين: هذا خير من هذا، وفي الصعبين: هذا أهون من هذا، وفي القبيحين: هذا أحسن من هذا، وفي التنزيل «قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ»(3) وتأويل ذلك: هذا أقل بغضاً، وأقل شراً، وأهون صعوبةً، وأقل قبحاً(4).

وقد يستعمل اسم التّفضيل متضمنا معنى اسم الفاعل، كقوله تعالى:«رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ» (5) أي: عالم بکم، أو معنى الصفة المشبهة كقوله تعالى«وَهُوَ

ص: 28


1- التوبة : 108.
2- ينظر: الجامع لأحكام القرآن: القرطبي: 8/ 166.
3- يوسف: 33.
4- همع الهوامع شرح جمع الجوامع: السيوطي: 104/2
5- الإسراء: 54.

الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ »(1)

أي: وهو عليه هيّن، لأنّه لا يقال: شيء أهون

عليه من شيء.(2)

وربما ارید به (تجاوز صاحبه وتباعده عن غير في الفعل، لا بمعنى تفضيله بالنسبة إليه بعد المشاركة في أصل الفعل، بل بمعنى أن صاحبه متباعد في اصل الفعل، متزايد إلى کاله فيه على وجه الاختصار، فيحصل كال التّفضيل) (3) كقوله تعالى: « وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »(4)فهنا لم يقصد التّفضيل على شيء معين، بل المراد من كل ذلك الزيادة في الحسن، (ولا يمتنع تقدير مفضل عليه كأن تقول: وجادلهم

ص: 29


1- الروم: 27.
2- ينظر: اسم التفضيل في القران الكريم: دراسة دلالية، ریاض یونس خلف الجبوري، رسالة ماجستير، كلية التربية - جامعة الموصل 1426ه- 2005م
3- الكليات:96.
4- النحل:125.

بالتي هي أحسن من غيرها ونحو ذلك)(1). قال الكفوي: (وقد يستعمل أفعل لبيان الكال والزيادة في وصفه الخاص، وإن لم یکن الوصف الذي هو الأصل مشتركاً وعليه قولهم: الصيف أحر من الشتاء، أي: الصيف أكمل في حرارته من الشتاء في برودته)(2).

وتبدو صيغة أفعل هي الاكثر ظهورا في النص، والتفضيل كما هو معلوم يرتقي بالكلام إلى درجة اكمل واعلى، ولهذا يستعمل في المقارنة بين شيئين اشتركا في صفة وزاد احدهما على الاخر فيها، فهو عدول عن صيغة الوصف الى صيغة اعمق واشد اثرا في التوكيد وترسيخ الفكرة، وهذا يظهر بشكل واضح من خلال الأمثلة فقولك:

زید.......... شجاع (وصف زید بالشجاعة). التفضيل في الدرجات حسب القوة

ص: 30


1- معاني النحو: فاضل صالح السامرائي: 4/ 685.
2- الكليات: 96.

4.......... أشجع من عمرو (تفضيل لزيد من حيث الشجاعة على عمرو فقط دون غيره).

3.......... أشجع رجل (الاضافة الى النكرة لا

تفيد تخصيصا ولا تعريفا).

2.......... أشجع الرجال (الاضافة الى المعرفة

تفيد التعريف والتخصيص).

1.......... الأشجع (تفضيل على نحو الاطلاق

أي هو اشجع الجميع).

من هنا تكتسب صيغة التفضيل اهميتها في النص موضع الدراسة، فقد تكرر اسم التفضيل بأحواله المختلفة في (60) موضعا من العهد، توزع القسم الأكبر منها على النكرة والمضاف إلى المعرفة، واكثر ما جاء من المضاف إلى معرفة إضافته إلى الضمير (هم)، فقد جاء في (18) موضعا، و (11) موضعا مضافا إلى اسم معرفة.

ونجد اكثر هذه المواضع جاءت للتفضيل

ص: 31

احوال اسم التفضيل: نكرة- التكرار:27- احوال اسم التفضيل:معرفة- التكرار:3- احوال اسم التفضيل:مضاف الى معرفة- التكرارک29- احوال اسم التفضيل:مضاف الى نكرة- التكرار:1- احوال اسم التفضيل: المجموع- التكرار:60

من خلال معرفة درجة التفضيل والاهتمام التي تتحدد من خلال اسم التفضيل المضاف إلى المعرفة والذي يكون اكثر تكرارا من غيره هنا، اذ نرى في قوله مثلا:

«فَلْيَكُنْ أحَبُّ الذَّخائرِ إلَيكَ ذَخيرَةَ العَمَلِ الصالِحِ»(1)فليس شيء احب اليك من العمل الصالح لذلك جاء بالتعبير ب (لیکن) مع اسم التفضيل، فيوحي بالاتصاف بتفضيل ذخيرة العمل الصالح على الذخائر كلها ؛ لأنه من يدفن مع المرء في قبره فقط، فحقيق ان يكون افضلها؛ لأن الذخائر كلها تفنى ويبقى العمل الصالح.

ص: 32


1- نهج البلاغة:545

ومن صور التفضيل بالنكرة قوله:

«وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الرَّعِيَّةِ أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَؤُونَةً فِي الرَّخَاءِ، وَأَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلاَءِ، وَأَکْرَهَ لِلاِْنْصَافِ، وَأَسْأَلَ بِالاِْلْحَافِ، وَأَقَلَّ شُکْراً عِنْدَ الاْعْطَاءِ، وَأَبْطَأَ عُذْراً عِنْدَ الْمَنْعِ، وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ مِنْ أَهْلِ الْخَاصَّةِ»(1)تتميز الجمل الاتية أن التفضيل قد قُيد بالتمييز،

وحُدد بالجهة الزمنية، كما سنرى:

أَثْقَلَ عَلَى الْوَالِي مَؤُونَةً فِي الرَّخَاِء،

وَأَقَلَّ مَعُونَةً لَهُ فِي الْبَلَاءِ،

وأَکْرَهَ لِلْإْنصَافِ،

وأَسْأَلَ بِالْألْحَافِ

وَأَقَلَّ شُكْراً عِنْدَ الْأعْطَاءِ،

وَأَبْطَٲَ عُذْراً عِنْدَ المَنْعِ،

وَأَضْعَفَ صَبْراً عِنْدَ مُلِمَّاتِ الدَّهْرِ

ص: 33


1- نهج البلاغة :547

فالملاحظ تقييد هذه المفاضلة بأوقات وظروف وسياقات محدودة، دون أن يكون مطلقا، إذ كل اسم للتفضيل جاء مقيدا بجهة من الجهات أو السياقات الاجتماعية. مما يجعله اكثر تحديدا وأضيق مساحة وأشد تركيزان

اما الاضافة الى النكرة، وهي - كما يرى النحاة - لا تفيد تعريفا ولا تخصيصا، فانها لم ترد الا في قوله:

«وَلاَ یَکْتَفِی بأَدْنَی فَهْم دُونَ أَقْصَاهُ»(1)، ويلمح فيها الاشعار بقلة الفهم وضعفه، وهو الذي يرفضه الامام (علیه السلام) في الحاكم، بل لابد ان يكون لديه اقصى الفهم وغايته، واولئك قليل کما یعبر (علیه السلام) . فالإضافة للنكرة، ومجيء (فهم) نكرة يشعر المتلقي بالتحقير والسذاجة.

في حين ترد صيغة التفضيل المعرفة ب(ال) في ثلاثة مواضع للدلالة على الاطلاق في الوصف، وهي ( السفلى، الاقصى، الادنی) في قوله:

ص: 34


1- نهج البلاغة: 554

«ثُمَّ اللهَ اللهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لاَ حِيلَةَ لَهُمْ»(1)

«فَإِنَّ لِلاْقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِلاْدْنَى»(2)

ص: 35


1- نهج البلاغة: 560
2- نهج البلاغة: 561

ص: 36

المبحث الثالث :البنية الاستعارية

نالت الصورة الاستعارية الحظ الأوفر لدى الدارسين، بل شکلت بؤرة العمل الإبداعي، وهي کا یعبر ابن رشيق: (أفضل المجاز، وأول أبواب البديع، وليس في حلي الشعر أعجب منها، وهي من محاسن الكلام إذا وضعت موضعها)(1)، وفضّلها عبد القاهر على التشبيه قائلاً: (ان للاستعارة مزيةً وفضلاً)(2)، وهي تتكئ على التشبيه، وترتبط به ارتباطاً ملحوظاً، يمكن أن نلمسه في أولى تعريفات البلاغيين، كقولهم: (اذا تريد تشبيه الشيء بالشيء، فتدع أن تفصح بالتشبيه وتظهره، وتجيء إلى اسم

ص: 37


1- العمدة: 1: 225.
2- دلائل الإعجاز: 55، ينظر : أسرار البلاغة: 28.

المشبه به فتعيره المشبه و تجریه عليه)(1). فيما یری السكاكي، والذي كان أكثر دقة في تحديد نوعيها حيث يصرح قائلاً: (هي أن تذكر أحد طرفي التشبيه، وتريد به الطرف الآخر، مدعيا دخول المشبه في جنس المشبه به، دالا على ذلك بإثباتك للمشبه ما يخص المشبه به)(2). بينما أطلق ابن الأثير مصطلح التشبيه المحذوف على الاستعارة وهو ذکر المشبه دون المشبه به (3).

ويكفي في فضل الاستعارة وجمالها (أنها تبرز هذا البيان أبدا في صورة مستجدة تزيد قدرة ونبلاً، وتوجب له بعد الفضل فضلاً، وانك لتجد اللفظة الواحدة قد اكتسبت فيها فوائد حتى تراها مكررة في مواضع، ولها في كل واحد من تلك المواضع شأن مفرد، وشرف منفرد، وفضيلة مرموقة، وخلابة مرموقة، ومن خصائصها التي تذكر بها،

ص: 38


1- دلائل الإعجاز : 67، ينظر : أسرار البلاغة: 398 - 372.
2- مفتاح العلوم: 477.
3- المثل السائر: 344:1

وهي عنوان مناقبها، أنها تعطيك الكثير من المعاني باليسير من اللفظ، حتى تخرج من الصدفة الواحدة عدد من الدرر، و تجني من الغصن الواحد أنواع من الثمر)(1). إذ هي (تفعل في نفس السامع مالا تفعل الحقيقة)(2).

ويتحدد مستوى الاستعارة وفقا لطبيعة (الصلة بين اللغة المطابقة واللغة الإيحائية، فإذا ما كانت هذه الصلة ضعيفة، فسينعدم تحقق التوسع في اللغة ويتراجع الأثر الدلالي وتضعف التصويرية)(3) . ويرى بعض البلاغيين أن حسن الاستعارة وقبحها موقوف على قوة التناسب بين المستعار منه والمستعار له أو بعده، فملاکها (بقرب التشبيه ومناسبة المستعار للمستعار له، وامتزاج اللفظ بالمعنی حتی لا يوجد بينها منافرة، ولا يتبين في احدهما إعراض عن الآخر... وقال قوم آخرون... خير الاستعارة

ص: 39


1- أسرار البلاغة: 49 -50.
2- الصناعتين:240-241
3- التصوير المجازي في مشاهد القيامة: 55.

ما بعد، وعلم في أول وصلته أنه مستعار فلم يدخله البس... الا أنه لا يجب للشاعر أن يبعد الاستعارة حتى ينافر ولا أن يقربها كثيراً حتى يحقَّق، ولكن خير

الأمور أوساطها )(1). والاستعارة اذا توالت في النص مع غموض المعاني وبعد التناسب بين الطرفين، قد تؤدي إلى اللبس، والتنافر في الكلام ولذلك نعی الآمدي على أبي تمام فحش استعاراته وغرابتها وتراكبها وجعلها سببا من أسباب المعاظلة(2). الا أننا نجد القران الكريم والنصوص الشعرية أحياناً تجمع بين عدة استعارات في نص واحد، دون أن تخل بالمعنى أو تسقطه، بل تزيده شرفاً ورونقاً، ولذا فان عبد القاهر الجرجاني يرى أن مما هو أصل في شرف الاستعارة، أن ترى الشاعر قد جمع بين عدة استعارات، قصدا إلى أن يلحق الشكل بالشكل، وان يتم المعنى والشبه فيما یرید)(3).

ص: 40


1- العمدة: 1: 227.
2- ينظر : الموازنة : 195.
3- دلائل الإعجاز: 79.

وتتعدد الاعتبارات التي تقسم في ضوئها الاستعارة، فتقسم باعتبار ذاتها على: حقيقية وخيالية وباعتبار لازمهاعلى: مجردة ومرشحة، وباعتبار حكمها على: حسنه وقبيحة، وباعتبار كيفية استعمالها على استعارة محسوس المحسوس، أو معقول المعقول، وتصريحية و مكنية باعتبار الطرفين، إلى غير ذلك من أنواع التقسیمات(1).

ولأهمية الاستعارة في الدرس البلاغي والأسلوبي تعددت النظريات التي درستها، ومن تلك النظريات الإبداعية والتفاعلية والعلاقية)، وهي نظريات حاولت تجاوز الحدود المنطقية والقيود التي كانت في الدراسات القديمة في مرحلة التأسيس، حيث كان الاهتمام منصباً على ضبط الحدود والتقسيمات وتأكيد هوية البلاغة وفنونها، دون النظر إلى قيمتها الأدبية - هذا اذا استثنينا دراسة الجرجاني والقرطاجني. على

ص: 41


1- ينظر: ينظر مفتاح العلوم: 523، المثل السائر :1: 351، الطراز : 110

أن بعض الدارسين حاول الخروج من بوتقة النظرية الواحدة، والدمج بين النظريات في نظرية متكاملة تحاول استثمار النظريات والاستفادة من تقنياتها(1). فالاستعارة تمثل (الشكل البلاغي الأم التي تتفرع عنه وتقاس عليه بقية الأشكال حتى أطلق بعضهم على الاتجاه البنيوي في التحليل البلاغي للخطاب اسم البلاغة المقتصرة) لترکیزها واقتصارها على الاستعارة باعتبارها بؤرة المجاز)(2). فالشعر کا یری جان کوهن: (استعارة معمقة (رأسياً) معمّمة (أفقياً)، بل ان الكوميديا الإلهية بمفهوم اليوت عبارة عن استعارة ضخمة)(3). والاستعارة هي الصورة المركزية لكل البلاغة)(4).

إن العلاقة بين عناصر الاستعارة ارتباط من صنع الخيال تذوب فيه هذه العناصر لتخلق

ص: 42


1- تحليل الخطاب الشعري (استراتيجية التناص): 81 وما بعدها .
2- بلاغة الخطاب وعلم النص: 159.
3- بناء لغة الشعر: 135 .
4- بلاغة الخطاب وعلم النص: 181.

صورة جديدة، ولعل تلك هي مهمة الفنان التي تتجلى في محاربة هذا الروتين الآلي بنزع الأشياء من إطارها المألوف وتجميع العناصر المختلفة على غير انتظار ولذلك فان الشاعر يعمد إلى كسر القوالب الاكلشيهات اللغوية ليجبرنا على تجديد تلقينا للأشياء من خلال التحول المجازي (الظاهرة الانزياحية) وهذه هي عملية التشويه الخلاقة التي تعيد لنا حدة التصور بعد ان تثلمها العادة ونكتشف كثافة العالم المحيط بنا بعد ان يفرغه الروتين)(1).

وليس المجاز المعروف وصور الكلام على أي حال أكثر من (أساء للانحرافات عن المعنى الحرفي والممارسة التقليدية التي ظهرت دائما في اللغة الشعرية)(2)، والاستعارة تأتي لكي تقلل من سعة المجاوزة الناتجة عن عدم الملاءمة، والعمليتان متكاملتان؛ لأنها بالتحديد لا تتوان على نفس

ص: 43


1- نظريه البنائية في النقد الأدبي : 82.
2- بلاغة الخطاب وعلم النص: 227.

المستوى، فعدم الملائمة انتهاك لقانون الكلام، وهو إذن مصنف في المستوى التركيبي، والاستعارة انتهاك لقانون اللغة، وهو إذن مصنف في المستوى التصويري)(1). ففي الاستعارة تتباهى العناصر وتمتزج في خليط متجانس، مع احتفاظ كل عنصر بشكله؛ وهي لا تقتصر على الهدف الجالي والقصد الشخصي، ولكنها أيضا ذات قيمة عاطفية ووصفية ومعرفية، أو بتعبير شامل: نحيا بها)(2).

ولذا فقد كان أ. آ. ريتشارد شديد الاحتجاج على معاملة الاستعارة على أنها انحراف عن الممارسة اللغوية المألوفة بدلا من النظر إليها كمصدر مميز ولا غني عنه لتلك الممارسة، ويشير إلى ضرورة التمييز بين الاستعارة بوصفها مبدأ الوجود الشامل للغة، والاستعارة الشعرية النوعية، فالأولى من اختصاص النحويين، والثانية من اختصاص البلاغيين،

ص: 44


1- بناء لغة الشعر : 136.
2- تحليل الخطاب الشعري: 84.

فالنحوي يقدم الكلمات بحسب اشتقاقها، والبلاغي بحسب ما إذا كان لها مفعول على السامع به(1).

والاستعارة تأتي لأغراض كثيرة، کشرح المعنى والإبانة عنه، أو تأكيده والمبالغة فيه، أو الإشارة إليه بالقليل من اللفظ، أو تحسين المعرض الذي يبرز فيه... كما أن لها الفضل على التصريح بالحقيقة. والاستعارة ليست استعمالاً للألفاظ في غير مواضعها حسب، وإنما هي (تفاعل بين السياقات المختلفة، على أساس أن النغمة الواحدة في أية قطعة موسيقية لا تستمد شخصيتها ولا خاصيتها المميزة لها الا من النغمات المجاورة لها... كذلك الحال في الألفاظ، فمعنى أية كلمة لا يمكن أن يتحدد الا على أساس علاقتها بما يجاورها من الألفاظ)(2).

وهي فوق كل ذلك تمثل (وسيلة لتنظيم محیط الإنسان للعيش فيه والعمل عليه والتفاعل معه

ص: 45


1- ينظر : نظرية الأدب: 253.
2- بلاغة الخطاب وعلم النص: 150 - 151.

والتواصل بنجاح فيه، وهي أداة لإلحاق شيء بشيء أحيانا، وأداة لخلق واقع جديد أحياناً أخرى)(1).

ويربط بعض الباحثين بين الاستعارة وتداعي المعاني، فيجعل التصريحية منها تتضمن عمليتين عقليتين: الأولى: متمشية مع الحقيقة والواقع، قائمة على قاعدة تداعي المعاني وهي إدراك ما بين المشبه والمشبه به من تشابه، ولأن التشبيه هو أساس الاستعارة فأنها يشتركان في هذه العملية. والثانية: تتحقق في الاستعارة دون التشبيه وتميزها منه وهي عملية خيالية غير واقعية تلك هي ادعاء أن المشبه والمشبه به متحدان في الحقيقة فها شخص واحد لا شخصان. أما المكنية: فنجد ثلاث عمليات عقلية هي: العمليتان السابقتان مضاف إليها عملية ثالثة متصلة هي تخيل اتصاف المشبه بما هو من خصائص المشبه به)(2).

ص: 46


1- تحليل الخطاب الشعري: 84.
2- فنون بلاغية:191 نقلا عن: دراسات في علم النفس الادبي: حامد عبد القادر القاهرة 1949: 43 - 44.

ويبدو أن الأجدى في دراسة الاستعارة تقسيمها إلى تصريحية ومكنية- كما يرى الدكتور احمد مطلوب؛ لأن ذلك عمدتها ما دامت الاستعارة تقوم على التشبيه(1)، تخلص من تلك التقسيمات المنطقية العقيمة التي ذهبت بروح البلاغة، و أفقدتها بريقها، فأحالتها على خاضعا لقواعد صارمة ومعجم خاص لا يحق للأديب أن يخالفه، بعد ان كانت فنایعتمد الذائقة لاستكناه مواطن الجمال وأسراره في النص .

ومن صور الاستعارة في النص العلوي: قوله: «وَ أَمَرَهُ أَنْ يَكْسِرَ نَفْسَهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ وَ يَزَعَهَا عِنْدَ الْجَمَحَاتِ»(2).

من خلال اختيار الفعل (یکسر) الذي يتلاءم مع المادة وتوظيفه ببراعة لمعنى امتناع النفس عن الشهوات والكف عنها، تتجلى ابداع الاستعارة التي تتضمن انزياحا عن المعيار، فالعبارة لو كانت

ص: 47


1- ينظر : فنون بلاغية: 145.
2- نهج البلاغة: 544

بلغة معيارية مباشرة مثل: أن يكف او ان يمتنع عن الشهوات او الابتعاد والحذر، فان ذلك لا يحقق الرسالة؛ لأنها لغة متداولة ومستعملة، الا ان الفجوة / مسافة التوتر - على حد تعبير ابو ديب - تحققت من هذا التركيب: یکسر + نفسه، حيث ينقدح في ذهن المتلقي صورة الانكسار او اللاعودة إلى الشهوات في مفارقة لطيفة يخلقها التركيب، فيثير في المتلقي روح الاجتهاد والدافعية نحو الفعل لما يحمله التركيب من شحنة تحفيزية كبيرة.

ومنه أيضا قوله: «وَ لَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ لَا يَدَ لَكَ بِنِقْمَتِهِ وَ لَا غِنَى بِكَ عَنْ عَفْوِهِ وَ رَحْمَتِهِ»(1).

يقال انه ( نلاحظ أحيانا وجود کناية ما وراء الصورة

الاستعارية)(2).

وعند التأمل في النص السابق نرى أن اليد وهي التي تحيل الى اكثر من معنى في مرجعياتها

ص: 48


1- نهج البلاغة: 545
2- دليل الدراسات الاسلوبية: 76

السياقية، فاليد الكرم والفضل والقدرة والهيمنة والجارحة والصنيع، والذي يتضح من خلال السياق أن اليد تعني القدرة والطاقة على التعرض الغضب الرب سبحانه، والذي يزيد الصورة الاستعارية توكيدا انها جاءت مسبوقة بلا النافية للجنس بحيث تنفي كل لوازم القدرة عن المتلقي في الوقت الذي تسبقه جملة: (َ لَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّهِ). والذي يبدو جليا هنا أن اليد تمتلك خزینا عاَليا من الثراء على مستوى الكناية، وتستبطن الاستعارة فيها معاني كنائية مر ذكرها.

ومن لطائف الاستعارة قوله: «فَالْجُنُودُ بِإِذْنِ اللهِ حُصُونُ الرَّعِيَّةِ، وَ زَيْنُ الْوُلاَةِ، وَعِزُّ الدِّينِ، وَسُبُلُ الاَْمْنِ وَلَيْسَ تَقُومُ الرَّعِيَّةُ إِلاَّ بِهِمْ»(1).

يشير البحراني في استعارة لفظ الحصون (باعتبار حفظهم للرعية وحياطتهم لهم كالحصن،... استعار لفظ الأمن لهم باعتبار لزوم الأمن الوجود الجند في

ص: 49


1- نهج البلاغة: 550 - 551

الطرق ونحوها)(1).

تنبني الاستعارة السابقة في حصون الرعية وسبل الامن)، على صور حسية قريبة تنتمي إلى بيئة المتلقي، وينفعل بمجرد سماعها، فتبعث في نفسه الشعور بأهمية هذه الطبقة من الشعب، ودورها الفاعل في حفظ کیان الامة والدفاع عنها، وتحفز المتلقي / الوالي إلى العناية والتركيز على تلبية

حاجاتهم لما يبذلونه من نفيس في سبيل الحفاظ على

النواميس المقدسة.

ص: 50


1- شرح نهج البلاغة للبحراني : 148/5

خاتمة

من خلال هذه القراءة السريعة لنص العهد

الشريف لامير المؤمنين (علیه السلام) إلى مالك الأشتر يمكن أن ندون بعض النتائج في نهاية المطاف:|

مثّل عهد الامام علي وثيقة متكاملة ودستورا شاملا في القيادة والادارة لكل من يتولى شأنا من شؤون العباد والبلاد.

لما كان الكتاب عبارة عن وصية طويلة، فان الغالب عليها هو صيغ الطلب المختلفة وخاصة، اسلوب الأمر والنهي. اذ ورد الامر في (89) موضعان والنهي في (44) مرة، ولم يرد النداء الا مرة واحدة لأن المتلقي ملتفت جيدا إلى ما يقوله الإمام (علیه السلام) كيف لا؟ وهو مالك الاشتر (رضی الله عنه )، فلم يحتج النص الى تكرار النداء الذي غايته الأولى والاسمی

ص: 51

هي التنبيه.

تکرر اسلوب الامر بالفعل في (77) موضعا، وهو الذي غلب على اسلوب الامر، في حين ورد المضارع المسبوق بلام الامر في (12) موضعا، ولم يرد القسان الأخيران في النص.

تکرر اسلوب النهي في صور مختلفة فتارة بالفعل المؤكد بالنون الثقيلة في (33) موضعا، وغير المؤكد في (5) مواضع، وجاء التحذير، وهو يقترب من معنى النهي ايضا في (6) مواضع ب (إياك).

فقد تكرر اسم التفضيل بأحواله المختلفة في (60) موضعا من العهد، توزع القسم الأكبر منها على النكرة والمضاف إلى المعرفة، وأكثر ما جاء من المضاف إلى معرفة إضافته إلى الضمير (هم)، فقد جاء في (18) موضعا، و(11) موضعا مضافا إلى اسم معرفة.

تميزت الاستعارة في النص العلوي بتوظيف فكرتي الاختيار والتوزيع التي تستوعب الدراسة

ص: 52

الأسلوبية فمن خلال اختيار الفعل (یکسر) الذي يتلاءم مع المادة وتوظيفه ببراعة لمعنى امتناع النفس عن الشهوات والكف عنها، تتجلى ابداع الاستعارة التي تتضمن انزياحا عن المعيار، والتأثير في المتلقي.

ص: 53

ص: 54

المصادر والمراجع

الإتقان في علوم القران: جلال الدين السيوطي (ت911ه)، تحقيق: محمد سالم هاشم، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 2007م.

أسرار البلاغة: عبد القاهر الجرجاني (ت 471ه)، تحقيق : احمد مصطفى المراغي، مطبعة الاستقامة، القاهرة، (د.ت).

الأسلوبية: جورج مولينيه: ترجمة وتقديم: د. بسام بركة، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ط 2، 2006م.

اسم التفضيل في القران الكريم: دراسة دلالية ریاض يونس خلف الجبوري، رسالة ماجستير، كلية التربية - جامعة الموصل 1426ه - 2005م

الايضاح: الإيضاح في علوم البلاغة: أبو عبد

ص: 55

محمد بن سعد الدين بن عمر القزويني (ت 739ه) تحقيق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بیروت، ط1، 1424 ه - 2003م.

البحر المحيط البحر المحيط: أبو حيان محمد بن يوسف الاندلسي (745)، تح: عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان، ط1، 2002م.

بلاغة التراكيب دراسة في علم المعاني : د. توفيق

الفيل، مكتبة الآداب، القاهرة، 1991م.

بلاغة الخطاب وعلم النص: د.صلاح فضل، سلسلة كتب عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1992م.

بناء لغة الشعر: جان کوهن، ترجمة: د. أحمد

درویش، دار المعارف، مصر، ط1993،3

م. البيان في ضوء أساليب القران: د. عبد الفتاح الاشين، دار الفكر العربي، مصر، ط 2، 1418 ه -

1998م.

ص: 56

تحليل الخطاب الشعري (إستراتيجية التناص): د. محمد مفتاح، المركز الثقافي العربي الدار البيضاء، المغرب، ط4، 2005م.

التصوير المجازي أنماطه ودلالاته في مشاهد القيامة في القران الكريم: د. اياد عبد الودود، دار الشؤون الثقافية، بغداد، ط4

1،200 م.

التعريفات: الشريف علي بن محمد الجرجاني (ت 816ه)، مؤسسة التاريخ الإسلامي، بیروت، ط1، 1424 ه- 2003م.

الجامع لأحكام القرآن: محمد بن أحمد بن أبي بکر بن فرح القرطبي أبو عبد الله ( 671)، تح:عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة، بیروت ط1، 2006م.

الحجاج في القران من خلال اهم خصائصه الأسلوبية:48، دار الفارابي بيروت ط 2 أ2007:

دلائل الإعجاز: عبد القاهر الجرجاني (ت 471ه) قرأه وعلق عليه: أبو فهر محمود محمد شاكر،

ص: 57

دار المدني بجدة، المؤسسة السعودية بمصر مطبعة المدني، ط3، 1413ه- 1992م.

دليل الدراسات الاسلوبية: جوزيف ميشال شریم، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، ط 2، 1987م

شرح الكافية: شرح الكافية: محمد بن الحسن

الرضي الاسترابادي (ت 686ه)، تحقيق: يوسف حسن عمر، مؤسسة الصادق، طهران، 1380 ه.

شرح المفصل: يعيش بن علي بن يعيش موفق

الدين (643)، ادارة الطباعة المنيرية بمصر.

شرح نهج البلاغة: كمال الدين میثم بن علي البحراني (679)، منشورات دار الثقلين بيروت - لبنان، ط1، 1999م.

شروح التلخيص، وهي مختصر المعني للتفتازاني، ومواهب الفتاح للمغربي، وعروس الافراح للسبكي، وبهامشه الايضاح للقزويني وحاشية الدسوقي) دار الكتب العلمية بيروت.

ص: 58

الصاحبي: الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها: أبو الحسن محمد بن فارس بن زکریا (395ه)، تحقيق: السيد احمد صقر، دار ومكتبة إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1977م.

الصناعتين: أبو هلال العسكري (ت 395ه)، تحقيق : علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بیروت، 2006م.

الطراز المتضمن الأسرار البلاغة ودلائل الإعجاز: يحيى بن حمزة العلوي (ت 749ه)، مراجعة وضبط: محمد عبد السلام شاهين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415 ه- 1995م.

. العمدة في نقد الشعر وتمحيصه: ابن رشيق القيرواني (ت 463 ه) شرح وضبط: د. عفيف نايف حاطوم، دار صادر، بیروت، ط 2، 2006م.

و فنون بلاغية: د. احمد مطلوب، دار البحوث

العلمية، الكويت، ط1، 1395 ه - 1975م.

. القاموس المحيط: مجد الدين محمد بن

ص: 59

يعقوب الفيروزآبادي (ت 817ه)، إعداد وتقديم: محمد بن عبد الرحمن المرعشلي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط 2002،2

م. کتاب سيبويه: أبو بشر عمر بن عثمان بن قنبر (ت 180 ه)، تحقيق: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 2، 1402 ه - 1982م.

الكليات - معجم في المصطلحات والفروق اللغوية: لأبي البقاء أيوب بن موسی الحسيني القريمي الكفوي (ت 1094)، تح: د. عدنان درویش ومحمد المصري، منشورات ذوي القربی - قم، ط1،

.1433

لسان العرب: جمال الدين محمد بن مکرم ابن منظور الأفريقي المصري (ت 711ه)، دار صادر،

بیروت، طا.

المثل السائر : أبو الفتح ضياء الدين بن الأثير الموصلي (ت637ه)، تحقيق: کامل محمد محمد

ص: 60

عويضة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1998م.

معاني النحو: د. فاضل السامرائي، مؤسسة التاريخ الإسلامي، دار إحياء التراث العربي، بیروت، ط1، 1428ه-2007م.

معجم المصطلحات البلاغية وتطورها: د. احمد مطلوب، منشورات المجمع العلمي العراقي - بغداد، مطبعة المجمع العلمي، 1983.

مفتاح العلوم: أبو يعقوب يوسف بن محمد بن علي السكاكي (ت 626 ه)، تحقيق: د. عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2000م.

مقاییس اللغة: أبو الحسن محمد بن فارس بن

زکریا (395ه)، مصر، ط 2، 1969م.

الموازنة بين أبي تمام والبحتري: أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي (ت370ه)، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت،

ط1، 2006م.

ص: 61

نظرية الأدب: رينيه ويليك واوستن وارین، ترجمة: محي الدين صبحي، مراجعة: د. حسام الخطيب، المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، مط. الطرابيشي، 1972م.

نظرية البنائية في النقد الأدبي : د. صلاح فضل،

دار الشؤون الثقافية، بغداد، ط3، 1987م.

نهج البلاغة: ضبط نصه وعلق وابتكر فهارسه: د. صبحي الصالح، انوار الهدى، قم- إيران مط: وفا، ط4،، 1431 ه.

همع الهوامع شرح جمع الجوامع: جلال الين السيوطي (911ه): تح: احمد شمس الدين ، دار الكتب العلمية - بيروت، ط1، 1998م.

ص: 62

المحتويات

مقدمة المؤسسة: ... 5

مقدمة ... 9

المبحث الأول: أسلوبية الطلب ... 13

المبحث الثاني: أفعل التفضيل ... 27

المبحث الثالث: البنية الاستعارية ... 37

خاتمة ... 51

المصادر والمراجع ... 55

ص: 63

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.