من وحي الغدیر

هویة الکتاب

من وحي الغدیر

الكاتب: آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي

محشی:خلیفة جابر، علي

لسان: العربية

الناشر: الرافد

سنة النشر: 1435 هجري قمري|2013 میلادي

قانون الكونجرس:BP 223/5 /ی6 م8041

ص: 1

اشارة

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 3

من وحي الغدیر

ص: 4

واقعة الغدير

ص: 5

ص: 6

اجمع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الخروج إلى الحج في سنة عشر من مهاجره وأذن في الناس بذلك فقدم المدينة خلق كثير يأتمون به في حجته تلك التي يقال عليها حجة الوداع وحجة الاسلام وحجة البلاغ وحجة الكمال وحجة التمام ولم يحج غيرها منذ هاجر إلى ان توفاه الله، فخرج صلى الله عليه و آله و سلم من المدينة مغتسلاً متدهناً مترجلاً متجرداً في ثوبين صحاريين ازار ورداء، وذلك يوم السبت لخمس ليال أو ست بقين من ذي القعدة وأخرج معه نساؤه كلهن في الهوادج وسار معه أهل بيته وعامة المهاجرين والانصار ومن شاء من قبائل العرب وافناء الناس، وعند خروجه صلى الله عليه و آله و سلم اصاب الناس بالمدينة جدري أو حصبة منعت كثيراً من الناس من الحج معه صلى الله عليه و آله و سلم ومع ذلك كان معه جموع لا يعلمها الا الله تعالى، وقد يقال: خرج معه تسعون الف، ويقال مائة الف واربعة عشر الفا، وقيل مائة الف وعشرون الفاً، وقيل مائة واربعة وعشرون الفا، ويقال اكثر من ذلك وهذه عدة من خرج معه، واما الذين حجوا معه فاكثر من ذلك كالمقيمين بمكة والذين اتوا من اليمن مع علي (امير المؤمنين) وابي موسى.

اصبح صلى الله عليه و آله و سلم يوم الأحد بيلملم، ثم راح فتعشى بشرف السيالة، وصلى هنالك المغرب والعشاء، ثم صلى الصبح بعرق الظبية، ثم نزل الروحاء، ثم سار من الروحاء فصلى العصر بالمنصرف، وصلى المغرب والعشاء بالمتعشى وتعشى به، وصلى الصبح بالاثابة، واصبح يوم الثلاثاء بالعرج واحتجم بلحى جمل (وهو عقبة الجحفة) ونزل السقياء يوم الاربعاء واصبح بالابواء وصلى هناك ثم راح من الابواء ونزل يوم الجمعة الجحفة ومنها إلى قديد وسبت فيه، وكان يوم

ص: 7

الاحد بعسفان ثم سار فلما كان بالغميم اعترض المشاة فصفوا صفوفا فشكوا اليه المشي فقال: استعينوا بالسلان (مشي سريع دون العدو) ففعلوا فوجدوا بذلك راحة وكان يوم الاثنين بمر الظهران فلم يبرح حتى امسى وغربت له الشمس بسرف فلم يصل المغرب حتى دخل مكة، ولما انتهى إلى الثنيتين بات بينهما فدخل مكة نهار الثلاثاء.

فلما قضى مناسكه وانصرف راجعاً إلى المدينة ومعه من كان من الجموع المذكورات وصل إلى غدير خم من الجحفة التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة نزل اليه جبرائيل الامين عن الله بقوله (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ...) وامره ان يقيم علياً علماً للناس ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية وفرض الطاعة على كل أحد وكان اوائل القوم قريباً من الجحفة فامر رسول الله ان يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ونهى عن سمرات خمس متقاربات دوحات عظام ان لا ينزل تحتهن أحد حتى اذا اخذ القوم منازلهم فقمّ ما تحتهن حتى اذا نودي بالصلاة صلاة الظهر عمد اليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض رداءه على رأسه وبعضه تحت قدميه من شدة الرمضاء، وظلل للرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس، فلما انصرف صلى الله عليه و آله و سلم من صلاته قام خطيباً وسط القوم على اقتاب الابل واسمع الجميع رافعاً عقيرته فقال:

الحمد لله ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن وسيئات اعمالنا الذي لا هادي لمن ضل ولا مضل لمن هدى واشهد ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله.

اما بعد:

ص: 8

ايها الناس قد نبأني اللطيف الخبير انه لم يعمر نبي الا مثل نصف عمر الذي قبله واني اوشك ان ادعى فاجيب واني مسؤول وانتم مسؤولون فماذا انتم قائلون؟ قالوا: نشهد انك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً، قال: الستم تشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان جنته حق وناره حق وان الموت حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: ايها الناس الا تسمعون؟ قالو: نعم، قال: فاني فرط على الحوض وانتم واردون عليّ الحوض، وان عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه اقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين، فنادى منادي: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الأكبر كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بايديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر الاصغر عترتي، وان اللطيف الخبير نبأني انهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ثم اخذ بيد علي فرفعها حتى رأوا اباطهما وعرفه القوم اجمعون، فقال: ايها الناس من اولى الناس بالمؤمنين من انفسهم، قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: ان الله مولاي وانا مولى المؤمنين وانا اولى بهم من انفسهم فمن كنت مولاه فعلي مولاه، يقولها ثلاث مرات، وفي لفظ احمد امام الحنابلة اربع مرات، ثم قال: اللهم والي من والاه وعادي من عاداه واحب من احبه وابغض من ابغضه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيث دار الا فليبلغ الشاهد الغائب، ثم لم يتفرقوا حتى نزل امين وحي الله بقوله (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي... الآية)، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الله اكبر على اتمام الدين واتمام النعمة ورضى الرب برسالتي

ص: 9

والولاية لعلي من بعدي، ثم طفق القوم يهنئون امير المؤمنين صلوات الله عليه وممن هنئه في مقدم الصحابة الشيخان ابو بكر وعمر كلٍ يقول بخٍ بخٍ لك يا بن ابي طالب اصبحت وامسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال بن عباس وجبت والله في اعناق القوم، فقال حسان ائذن لي يا رسول الله ان اقول في علي ابيات تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان وقال: يا معشر مشيخة قريش اتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضياً ثم قال:

يناديهم يوم الغدير نبيهم *** بخمٍ واسمع بالرسول مناديا

يقول فمن مولاكم ووليكم فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا

الهك مولانا وانت ولينا ولم ترمنا في الولاية عاصيا

فقال له قم يا علي فانني رضيتك من بعدي اماماً وهاديا

فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له اتباع صدق مواليا

هناك دعا اللهم وال وليه وكن للذي عادا علياً معاديا

وقد ذكر هذه الابيات المنسوبة لحسان بن ثابت عدة من العلماء منهم:

1 - الحافظ ابو عبد الله المرزباني محمد بن عمران الخرساني، المتوفى 378، أخرج في (مرقاة الشعر) عن محمد بن الحسين عن حفص عن محمد بن هارون عن قاسم بن الحسن عن يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الربيع عن ابي هارون العبدي عن ابي سعيد الخدري قال: لما كان من غدير خم امر رسول الله منادياً فنادى الصلاة جامعة فاخذ بيد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله، أقول في علي شعراً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: افعل، فقال: يناديهم يوم الغدير نبيهم.... (الابيات).

2 - الحافظ الخركوشي ابو سعد المتوفى 406، أخرجه في كتابه (شرف

ص: 10

المصطفى).

3 - الحافظ بن مردويه الاصفهاني المتوفى 410، اخرج باسناده عن ابي سعيد الخدري حديث الغدير وفيه: فقال حسان بن ثابت: يا رسول الله أتأذن لي ان اقول ابياتاً؟ فقال: قل على بركة الله، فقال: يناديهم يوم الغدير... الابيات.

ورواه عن ابن عباس.

4 - الحافظ ابو نعيم الاصبهاني المتوفى 430، اخرجه في كتابه (ما نزل من القرآن في علي) وفيه: فقال حسان: إئذن لي يا رسول الله ان اقول في علي ابيات تسمعهن، فقال: قل على بركة الله، فقام حسان فقال: يا معشر مشخية قريش اتبعها قولي بشهادة من رسول الله في الولاية ماضية... الخ.

5 - الحافظ ابو سعيد السجستاني المتوفى 477، اخرجه في كتاب الولاية.

6 - اخطب الخطباء الخوارزمي المالكي، المتوفى 568، رواه في (مقتل الامام السبط الشهيد) و (المناقب ص 80).

7 - الحافظ ابو الفتح النطنزي، رواه في (الخصايص العلوية على ساير البرية) عن الحسن بن احمد المهري عن احمد بن عبد الله بن احمد عن محمد بن احمد بن علي عن ابن ابي شيبة محمد بن عثمان عن الحِمّاني عن ابن الربيع عن ابي هارون العبدي عن ابي سعيد الخدري، وذكر من الابيات اربعة من اولها.

8 - ابو المظفر سبط الحافظ بن الجوزي الحنفي المتوفى 654، رواه في (تذكرة خواص الامة ص 20).

9 - صدر الحفاظ الكنجي الشافعي المتوفى 658، ذكره في (كفاية الطالب ص 17).

10 - شيخ الاسلام صدر الدين الحمويي، المتوفى 722، رواه في (فرايد

ص: 11

السمطين) في الباب الثاني عشر عن الشيخ تاج الدين ابي طالب علي بن الحب بن عثمان الخازن عن برهان الدين ناصر بن ابي المكارم المطرزي عن اخطب خوارزم.

11 - الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي شمس الدين الحنفي المتوفى (بضع و 750).

12 - الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى 911 ذكره في رسالته (الازدهار في ما عقده الشعراء من الاشعار) نقلاً عن تذكرة الشيخ تاج الدين بن مكتوم الحنفي، المتوفى 749.

ص: 12

كيف خطط رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم للخلافة من بعده

اشارة

كيف خطط رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم للخلافة من بعده(1)

ص: 13


1- محاضرتان القاهما الشيخ محمد اليعقوبي على طلبة الحوزة العلمية، في النجف الاشرف بمناسبة عيد الغدير يومي 16، 17 ذي الحجة 1421 وقد اضاف اليهما بعض الزيادات الضرورية.

ص: 14

بسم الله الرحمن الرحيم

ان الامامة وولاية امر الناس ضرورة اجتماعية لا يختلف فيها اثنان وقد اطبق عليها جميع العقلاء ولا يمكن لحياة المجتمع ونظام معاشه ان يستقيم بدون امام ورئيس يدير شؤون الامة ويدبر امورها. وقد اجمع علماء الاسلام على ضرورة وجود امام(1) واذا كان بينهم خلاف ففي الصغرى اي في التفاصيل والتطبيق لا في اصل احتياج الامة فابناء العامة يقولون بالشورى(2) او ان الامر لمن غلب حتى لو قهر الأمة بالسيف(3) وتقمّص امامتها قهراً ونحن نقول انها بالنص(4) وانها حق جعله الله تبارك وتعالى لمن اجتمعت فيهله

ص: 15


1- الاسكافي المعتزلي في (المعيار والموازنة ص 81) وابن قتيبة في (عيون الاخبار ص 7) و (تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 200) و (العقد الفريد لابن عبد ربه ج 1 ص 265) و (قوت القلوب في معاملة المحبوب لابي طالب المكي ج 1 ص 227) و (البيهقي في المحاسن والمساوئ ص 400) و (تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص 192) و (فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج 1 ص 274، ج 6 ص 27)، نقلاً عن مدخل إلى الامامة كمال الحيدري. الشافي في شرح اصول الكافي/كتاب الحجة/باب الاضطرار إلى الحجة.
2- البخاري/باب رجم الحبلى 120/4 عن معالم المدرستين، المراجعات المراجعة 80.
3- الاحكام السلطانية ص 7-11 لقاضي القضاة ابو يعلي الفراء الحنبلي - عن معالم المدرستين - اقوال مدرسة الخلفاء ص 558
4- ما ذكر في (ينابيع المودة) عن كتاب (فرائد السمطين) بسندة عن مجاهد عن ابن عباس قال: قدم يهودي يقال له نعثل، فقال: يا محمد اسألك عن اشياء تلجلج في صدري منذ حين فان اجبتني عنها اسلمت على يديك، قال: سل يا ابا عمارة،... إلى ان قال السائل فاخبرني عن وصيّك؟ فما من نبي الا وله وصي وان نبينا موسى بن عمران اوصى إلى يوشع بن نون، فقال: صلى الله عليه واله: (ان وصيّي علي بن ابي طالب وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة من صلب الحسين)، قال: يا محمد فسمّهم لي، قال: (اذا مضى الحسين فابنه علي، فاذا مضى علي فابنه محمد فاذا مضى محمد فابنه جعفر فاذا مضى جعفر فابنه موسى فاذا مضى موسى فابنه علي، فاذا مضى علي فابنه محمد فاذا مضى محمد فابنه علي فاذا مضى علي فابنه الحسن فاذا مضى الحسن فابنه محمد الحجة محمد المهدي). وعن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت جابر بن عبد الله الانصاري يقول: (لما انزل الله عز وجل على نبيه محمد صلى الله عليه و آله و سلم (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء: من الآية 59) قلت يا رسول الله عرفنا الله ورسوله فمن أولي الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال صلى الله عليه و آله و سلم: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن ابي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف (في التوراة) بالباقر وستدركه يا جابر فاذا لقيته فاقرئه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميّ وكنيّ حجة الله في ارضه وبقيته في عباده، ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله (تعالى ذكره) على يديه مشارق الرض ومغاربها... إلى آخر الرواية). (اعلام الورى باعلام الهدى امين الاسلام ابو علي الفضل بن الحسن الطبرسي، تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة تأليف المفسر الكبير السيد شرف الدين علي الحسين الاسترابادي الغروي، هذا وقد احصى الصافي الكلبايكاني في كتابه (منتخب الأثر) أكثر من خمسين رواية في هذا المجال، وقال بعد ذلك النصوص الواردة في ساداتنا الائمة الاثنى عشر بلغت في الكثرة حداً لا يسعه مثل هذا الكتاب وكتب اصحابنا في الامامة وغيرها مشحون بها واستقصاؤها صعب جداً (منتخب الأثر ص 145 والرواية الاولى منتخب الأثر ص 97 باب 8 فيما يدل على الأئمة الاثني عشر باسمائهم (نقلا عن مدخل إلى الامامة).

شروطها، سواء سمحت له الظروف بالقيام فعلاً بالامر او صودرت حريته ومُنِع من ممارسة دوره كاملاً كما في الحديث الشريف

(الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا)(1) اي قاما بالامر او قعدا عنه لاي سبب من الاسباب.

وقد اهتم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بهذا الامر بدقة فكان لا يُخرج سرية الا عليها امير07

ص: 16


1- البحار ج 16 باب 11 ص 307

مهما قلّ افرادها بل في الحديث اذا خرج اثنان للسفر فليؤمرا احدهما(1) ، وكان صلى الله عليه و آله و سلم اذا خرج لغزوة لا يترك المدينة بدون خليفة له(2) بل روي فيلى

ص: 17


1- كتاب المحجة ج 4 آداب السفر عن ابو داود ج 2 ص 34 عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قوله (اذا كنتم ثلاثة في سفر فامروا احدكم).
2- أذن لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالقتال في صفر من السنة الثانية فغزا بالمهاجرين يعترض عيراً لقريش فبلغ ودّان والابواء فاستخلف: 1 - سعد بن عباده سيد الخزرج من الانصار خمس عشرة ليلة مدة غيبته عن المدينة. 2 - استخلف في غزوة بواط سعد بن معاذ من سادة الاوس من الانصار في ربيع الاول. 3 - زيد بن حارثة في غزوة لطلب كرز بن جابر الفهري - وكان اغار على سرح المدينة. 4 - استخلف ابا سلمة المخزومي في غزوة ذي العشيرة حيث ذهب في جمادي الاولى أو الثانية يعترض عيراً لقريش ذاهبة إلى الشام ففاتته وكان القتال ببدر في رجوعها من الشام. 5 - ابن ام مكتوم العزير في غزوة بدر الكبرى وغاب عن المدينة تسعة عشر يوماً. 6 - ابا لبابة الانصاري الاوسي في غزوة بني قنيقاع. 7 - ابا لبابة الانصاري في غزوة السويق وكان خروجه صلى الله عليه و آله و سلم في طلب ابي سفيان. في السنة الثالثة: 8 - استخلف ابن ام مكتوم في غزوة قَسر قَسرة الكُدر، وسار صلى الله عليه و آله و سلم للنصف من محرم يريد سليم وغطفان - قبيلتين من قيس عيلان - فانجفلوا وغنم من اموالهم ورجع ولم يلق كيداً. 9 - ابن ام مكتوم في غزوة فران، وغاب عن المدينة عشرة ايام من جمادي الاخرة، فتفرقوا ولم يلق كيداً. 10 - عثمان بن عفان في غزوة ذي امر بنجد، سار صلى الله عليه و آله و سلم يريد غطفان فانجفلوا من بين يديه ولم يلق كيداً وغاب فيها عن المدينة عشرة ايام. 11 - استخلف ابن ام مكتوم في غزوة احد وقاتل المشركين في سفح جبل احد - على بعد ميل من المدينة - غاب فيها عن المدينة يوماً واحداً. 12 - استخلف ابن ام مكتوم في غزوة حمراء الاسد - على بعد عشرة اميال من المدينة - سار في طلب ابي سفيان حين بلغه انه يريد الكّر على المدينة، ففاته ابو سفيان ومن معه، فأقام فيها ثلاثة ايام، ثم عاد إلى المدينة. في السنة الرابعة: 13 - استخلف ابن ام مكتوم في غزوة بني النضير بناحية الغرس، حصرهم خمسة عشر يوماً، ثم اجلاهم عنها. 14 - استخلف عبد الله بن رواحة الانصاري في غزوة بدر الثالثة ستة عشر يوماً، واقام فيها ثمانية ايام لموعد ابي سفيان اياهم في احد انه سيقاتلهم العام القادم في بدر، وخرج ابو سفيان من مكة إلى عساف، ثم عاد منها إلى مكة. في السنة الخامسة: 15 - استخلف في غزوة ذات الرقاع عثمان بن عفان خمس عشر ليلة وخرج لعشر خلون من المحرم، فاجفلت العرب من بين يديه ولحقوا برؤوس الجبال وبطون الاودية. 16 - استخلف ابن ام مكتوم في غزوة الجندل حين سار إلى اكيدر بن عبد الملك النصراني - وكان يعترض سفر المدينة وتجارتهم - فهرب وتفّرق اهلها فلم يجد بها احد، فاقام اياماً وعاد إلى المدينة وهي اول غزواته إلى الروم. 17 - استخلف مولاه زيد بن حارثة في غزوة بني المطلق على ماء المُرسيع ثمانية عشر يوماً، خرج فيها لليلتين خليتا من شعبان. 18 - استخلف في غزوة الخندق ابن ام مكتوم وهو يقاتل الاحزاب دون الخندق من داخل المدينة في شهر شوال أو ذي القعدة. 19 - استخلف ابا رهم (كلثوم بن الحصين) الغفاري في غزوة بني قريضة، وهم على بعض يوم من المدينة، حصرهم خمسة عشر يوماً أو اكثر، بدأهم بسبعٍ بقين من ذي القعدة. في السنة السادسة: 20 - استخلف في غزوة بني لحيان من هذيل بالقرب من عفان ابن ام مكتوم، اربع عشرة ليلة ورجع ولم يلق كيداً. 21 - استخلف ابن ام مكتوم، خمس ليال في غزوة ذي مرد على ليلتين من المدينة. 22 - استخلف ابن ام مكتوم في غزوة الحديبية. في السنة السابعة: 23 - استخلف سباع بن عُرقطة في غزوة خيبر، وهي على بعد ثمانية برد من المدينة، وبعد فتح قلاعها عنوة وصلحاً سار إلى وادي القرى فحصرهم اياماً حتى افتتحها، ثم صالح اهل تيماء وهي على ثمانية مراحل من الشام، ووادي القرى بينها وبين المدينة. 24 - استخلف ايضاً سباع بن عرقطة في عمرة القضاء. في السنة الثامنة: 25 - استخلف على المدينة ابا رهم الغفاري في غزوة مكة. 26 - سار بعد غزوة مكة إلى هوزان لغزو حنين، وحنين وادٍ إلى جانب ذي المجاز يبعد ثلاث ليال عن مكة، وبقي - ايضاً - ابو رهم والياً على المدينة في هذه الغزوة. 27 - استخلف علي بن ابي طالب في غزوة تبوك على بعد تسعين فرسخاً من المدينة وهي آخر غزواته. وكانت زواته ثمانياً وعشرين غزوة ان اعتبرنا خيبر ووادي القرى غزوتين والا فهي سبع وعشرين غزوة. هكذا لم يغب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في غزواته عن المدينة اياماً معدودات دون ان يستخلف عليهم من يرجعون اليه مدة غيابه عن المدينة، بل لم يغب يوماً عن المدينة أو بعض يوم دون ان يستخلف عليهم من يرجعون اليه، كما كان الشأن في غزوة احد، وكان جبل احد على بعد ميل من المدينة، فانه صلى الله عليه و آله و سلم قد عين خليفته عليهم مدة غيابه عنهم، بل وفي غزوة الخندق ايضاً حيث كان يقاتل في المدينة واستقر دون الخندق، عيّن لاهل المدينة المرجع لانشغاله عنهم بالحرب. (معالم المدرستين/ج 1 /ذكر من استخلف الرسول صلى الله عليه و آله و سلم على المدينة في غزواته).

ص: 18

حديث (امام فاسق خير من عدم امام) لانه به تحفظ الثغور وتقوم مصالح العباد وجوزّوا دفع الزكاة والخراج اليه وجعلوها مبرئة للذمة كأنها واصلة اليهم(1).

لذا كان من مسؤوليات حامل الرسالة ووظائفه بل اهمها على الاطلاق تعيين الخليفة والامام البديل لعدة مصالح مهمة:0.

ص: 19


1- الوسائل: كتاب الزكاة: باب 20.

1 - ديمومة الرسالة واستمراريتها في اداء دورها فان اية رسالة مهما كانت تمتلك من نقاط قوة - كرسالة الاسلام - تموت بموت صاحبها فانه من المقطوع به ارتباط الرسالات والدعوات بحامليها المقيمين عليها المدافعين عنها المستوعبين لاسرارها لذلك فانها تنتهي بنهاية صاحبها الا ان يواصل الطريق من هو جدير بحملها وانت ترى الرسالات السماوية - وهي اكمل الدعوات - حُرِّفت وشُوِّهت بعد فترة يسيرة من غياب اصحابها(1).

2 - قطع الطريق امام غير المؤهلين لهذا المنصب الالهي فان الامرة والزعامة خصوصاً الزعامة الدينية بما لها من قدسية وهيبة وجاه من اهم ما تنزع اليه النفس الامارة بالسوء ففي الحديث

(آخر ما ينزع من قلوب الصديقين حب الجاه)(2) اذن سيكون المتربصون بها كثيرين والحالمون بها والساعون الى تحصيلها اكثر. وقد اعترفوا انه ما عانت الامة من شيء كما عانت من مسألة الامامة والخلافة وهذا واضح تاريخياً.

3 - صيانة الامة من التشتت وحمايتها من التمزق فان من شأن تعدد المتصدين لهذا المنصب ان تتعدد الاحزاب والفرق الموالية لهم وكل يجرُّ النار الى قرصه فيتمزق امر الامة وتصبح طرائق قددا وها هي الاجيال بعد الاجيال تدفع ثمن التيه والضياع وآل امرها الى الانحلال لذا قال تعالى (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا)(3) (فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ)(4) وحبل الله الممدود 4

ص: 20


1- كمثال على ذلك المسيحية بمجرد ان رفع عيسى عليه السلام اصبح الانجيل الذي هو حاوي على كل ما يتعلق بالرسالة عدة اناجيل مزورة وموضوعة كانجيل متي ويوحنا ولوقا ومرقس فلم يبق من الدين المسيحي الا الاسم.
2- المحجة البيضاء ج 6 /فصل حب الجاه ص 107
3- آل عمران: 103
4- الانفال: 4

الى الخلق هما الثقلان كتاب الله واهل بيت نبيه صلوات الله عليهم اجمعين كما دلت عليه النصوص الشريفة(1). وقد اشارت الزهراء سلام الله عليها الى هذه الفكرة المهمة في خطبتها فقالت:

(وجعل امامتنا نظاماً للملة)(2) اي بها تنتظم امورهم وتستقر.

4 - ان حامل الرسالة لا يستطيع ان يستمر بمشروعه حتى النهاية ويقدم كل ما عنده قبل ان يطمئن الى وجود البديل لانه قبل ذلك يخشى على مستقبل الرسالة فاذا احرز اجتماع الشروط في الشخص البديل استطاع ان يتقدم بلا تردد او خوف على مستقبل الرسالة، هذا الخوف الذي اشار اليه نبي الله موسى عليه السلام لذا كان اول دعاء له (وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)(3) وفي كلمات امير المؤمنين عليه السلام:

(لم يُوجِس موسى عليه السلام خيفة على نفسه بل اشفق من غَلَبَة الجُهال ودِوَلِ الضلال)(4).

هذه امور يدركها كل عاقل ويزداد الامر وضوحاً كلما ازدادت اهمية الرسالة كدين الاسلام الذي جاء رحمة للعالمين وخالداً الى يوم القيامة فهو - اي الاسلام - بهذه السعة والشمول طولاً وعرضاً، وكلما تعاظم منصب الشخص الراحل والغائب عن الساحة ازدادت المسؤولية والأخطار حول المنصب واشرف موقع هو امامة المسلمين وولاية امورهم وخلافة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم التي قدّر لها ان تشمل شرق الارض وغربها كما بشر بذلك رسولف)

ص: 21


1- راجع كتاب (شكوى القرآن). (المصنف)
2- البحار ج 6 باب 23 ص 315
3- طه: 29، 30، 31، 32
4- نهج البلاغة، خطبة 4 ص 39. (المصنف)

الله صلى الله عليه و آله و سلم عندما كان يحفر مع المسلمين في الخندق وضرب على صخرتين فاضاءتا له(1) ولهم واكدها القرآن (وَعَدَكُمُ اللّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً)(2) (وَ أُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللّهِ وَ فَتْحٌ قَرِيبٌ) /(3) فكيف لا تتناوشه المطامع وتتجاذبه الاهواء، أفمثل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يجهل هذه الامور الواضحة وهو المتصل بسبب الى الله تبارك وتعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وهو القائل:

(من مات ولم يوص مات ميتة جاهلية)(4) فهل يكون هو صلى الله عليه و آله و سلم اول من يخرج عن ربقة الاسلام ويموت على الجاهلية (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ)(5) ام يقال ان هذا الحديث وارد في الوصية بالمال ونحوه للورثة وغيرهم فهل هذه الامور اهم من الوصية بالامة وحفظ كيانها من الضياع؟!

ام يقال انه صلى الله عليه و آله و سلم فوجئ باجله قبل ان يفكر بمستقبل الامة وقبل ان يستعد للتخطيط للبديل مهما كان شكله وصيغته وهو الذي نعى نفسه مراراً وصرح بقرب وفاته في حجة الوداع وحينما قال:

(ان جبرائيل كان يعارضني بالقرآن في السنة مرة وعارضني في هذه السنة مرتين وما ذلك الا لدنو اجلي)(6).

ام يقال انه صلى الله عليه و آله و سلم لم يكن حريصاً على الامة ولا مهتماً بأمرها فلتواجه قدرها بنفسها ولو آل امرها الى الفناء ولتذهب اتعابه سدى (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْه.

ص: 22


1- سيرة الأئمة الاثنى عشر لهاشم معروف الحسني ج 1 ص 290.
2- الفتح: 20.
3- الصف: 13
4- مناقب آل ابي طالب بن شهر آشوب ج 1 ص 217
5- الكهف: 5
6- صحيح البخاري باب عرض جبرائيل القرآن على النبي صلى الله عليه و آله.

بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً)(1) وهذا لا يصدر من ابسط الناس فالراعي لا يترك غنمه اذا خرج لحاجة او سفر حتى يعين لها راعياً ولم يفعلها الخلفاء من بعده فالاول نص على الثاني وهو يقول اني اخشى ان القى الله وقد تركت امة محمد صلى الله عليه و آله و سلم دون ان اولي عليها احداً(2) وجعل الثاني الأمر شورى بين ستة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم(3) وقد ارسلت اليه ام المؤمنين عائشة بعدما طُعِن: ان اوصِ منبد

ص: 23


1- النحل: 92
2- شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ص 164-165 في شرحه للخطبة الشقشقية.
3- عن معالم المدرستين ج 1 ص 544: (لما طعن عمر قيل له: لو استخلفت، قال: لو كان سالم حياً لاستخلفته ولو كان ابو عبيدة حياً لاستخلفته، ثم قال: لاجعلنها شورى بين ستة، وعينهم من قريش وولى ابا طلحة زيد بن سهل الخزرجي على خمسين من الانصار، وامر صهيباً ان يصلي بالناس ثلاثة ايام فاذا انتهت الايام الثلاثة واتفقوا على واحد فليضرب ابو طلحة عنق الذي يخالف، وان اجتمع ثلاثة على رجل وثلاثة على رجل كانوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، وان صفق عبد الرحمن باحدى يديه على الآخر عليهم ان يتبعوه ومن ابى ضربوا عنقه، فلما توفي الخليفة قال عبد الرحمن اني اخرج نفسي منها وسعداً على ان اختار احدكم فأجابوا الا علياً فانه ابى من ذلك ولما اصروا عليه ان يقبل أحلف عبد الرحمن ان لا يميل إلى هوىً وأن يؤثر الحق وان لا يحابي ذا قرابة فاحلف له، فقال: اختر مسدداً، ثم اجتمعوا في مسجد الرسول فمد يده إلى علي وقال: أمدد يدك ابايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين، فقال: أسير فيكم بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعت، ثم مد يده إلى عثمان فوافق على ذلك، ثم مد يده إلى علي فقال مثل مقالته الأولى فاجابه مثل الجواب الأول، ثم قال لعثمان مثل المقالة الأولى فاجابه مثل ما كان اجابه ثم اتجه إلى علي فقال له مثل المقالة الأولى، فقال الامام علي: ان كتاب الله وسنة نبيه لا يحتاج معها إلى طريقة أحد، انت مجتهد ان تزوي هذا الأمر عني، فاتجه عبد الرحمن إلى عثمان واعاد عليه القول فاجابه مثل الجواب الأول، فصفق على يده وبايعه، فقال الامام لعبد الرحمن: حبوته حبوة دهر، ليس هذا اول يوم تظاهرتم فيه علينا، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، والله ما وليت عثمان الا ليرد الأمر، اليك والله كل يوم في شأن، وبايع اصحاب الشورى عثمان وكان علياً قائماً فخرج مغضباً، فقال له عبد الرحمن بايع والا ضربت عنقك، ولم يكن يومئذ سيف مع أحد، ولحقه اصحاب الشورى فقالوا: بايع والا جاهدناك، فأقبل معهم حتى بايع عثمان.

يخلفك ولا تترك امة محمد بعدك هملاً وبدون راع.

فكيف برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اكمل العقلاء وسيد الحكماء وهو يرى بعينه الاخطار المحدقة بالامة من الداخل والخارج ففي الداخل كان المنافقون والمرجفون في المدينة - على تعبير القرآن - والقائلون: (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ)(1) وقد ازدادت شوكتهم بعد الفتح حيث استسلم الكثير ممن يتربص بالاسلام وبنبيه السوء رضوخاً للأمر الواقع ولم يسلموا ولم يقتنعوا بالاسلام و (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَ لَمّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ)(2) وكانوا يعارضون تصرفات رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم علناً وينتقدونه ويشككون في صحة افعاله والشواهد على ذلك كثيرة كما في صلح الحديبية(3) حينما منعوا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلمبه

ص: 24


1- المنافقون: 8
2- الحجرات: 14
3- صلح الحديبية: الحديبية هي بئر وشجرة أو قرية على بعد تسعة أميال من مكة أكثر ارضها في الحرم، جاءها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مع الف واربعمائة رجل فيهم مئتا فارس وذلك في السنة السادسة للهجرة وهدفه صلى الله عليه و آله و سلم العمرة فساق معه الهدي سبعين بدنه ولم يخرج بسلاح الا سلاح المسافر - السيوف في القرب - فلما كان بذي الحليفة قلد الهدي وأحرم هو اصحابه منها ليأمن الناس حربه ولما وصل جيشه إلى قرب جيش خالد بن الوليد أمر خيله بالوقوف ازاء جيش خالد وشاهد المسلمون غلظة وخشونة من قبل المشركين فأبدوا لهم مثل ذلك كما قال الله سبحانه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفّارِ وَ لْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) (التوبة: من الآية 123) وقال صلى الله عليه و آله و سلم: يا ويح قريش نهكتهم الحرب فماذا عليهم لو خلوا بيني وبين العرب، فان هم اصابوني كان الذي ارادوا، وان اظهرني الله عليهم، دخلوا في الاسلام وافرين، وان ابوا قاتلوني وبهم قوة، فما تظن قريش؟ فو الله الذي لا اله الا هو، لا ازال اجاهد على الذي بعثني به ربي حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة (وهي صفحة العنق كناية على قتله). وقال صلى الله عليه و آله و سلم والذي نفس محمد بيده لا تدعوني اليوم قريش إلى خطة يسألوني فيها صلة رحم الا اعطيتها اياهم...، ولما كان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يحمل راية الصلح والسلام في يد ويحمل السيف في اليد الأخرى تخويفاً وتهديداً لقريش، نراه جمع اصحابه للبيعة تحت الشجرة فكانت بيعة الرضوان...، وعلى اثر ذلك ازداد الرعب في صفوف المشركين وانخلعت افئدتهم خوفاً من جيش المسلمين الرابض على ابواب مكة، ومثلما تعهد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بالصلح مع قريش فقد وافق على شروطهم للسلام لحكمة الهية ولاجل اعتقاد المسلمين بنبوة محمد صلى الله عليه و آله و سلم وحكمته وافعاله المسددة من الله تعالى فقد سكتوا ورضوا بشروط الهدنه، جاء في تفسير عبد الرحمن السيوطي في تفسير سورة الفتح. فقال عمر بن الخطاب: ما شككت منذ اسلمت الا يومئذ، فاتيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقلت: الست نبي الله؟ قال بلى، فقلت: السنا على الحق، وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا اذن. (نظريات الخليفتين ج 1)

من التوقيع على وثيقة الصلح وعندما عارضوا الاحلال من الاحرام في متعة الحج(1) وحينما منعوه من كتابة كتاب لا يضلون بعده ابداً في رزية يوم الخميس(2) وحينما كانوا يصلّون نوافل رمضان جماعة في المسجد وقدل:

ص: 25


1- عن معالم المدرستين ج 2 - كيف تلقى الصحابة حكم التمتع بالعمرة - ننقل لكم حديثاً واحداً من عدة احاديث (في رواية الصحابي البراء بن عازب بسنن بن ماجة ومسند أحمد ومحمد الزوائد - واللفظ للأول - قال: خرج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم واصحابه فاحرمنا بالحج فلما قدمنا مكة، قال: (اجعلوا بحكم عمرة) فقال الناس: يا رسول الله قد احرمنا بالحج فكيف نجعلها عمرة؟ قال: (انظروا ما امركم به فافعلوه) فردوا عليه القول، فغضب فانطلق ثم دخل على عائشة غضبان فرأت الغضب في وجهه، فقالت: من اغضبك أغضبه الله، قال: (مالي لا اغضب وانا امر امراً فلا اتبع).
2- رزية يوم الخميس: ما اخرجه البخاري بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس، قال: لما حضر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، فقال عمر: ان النبي قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما اكثروا اللغوا والاختلاف عند النبي قال لهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تحوموا عني، فكان بن عباس يقول: ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم. (وقد تم التصرف في الحديث اذ نقلوا المعنى فقط لان اللفظ الثابت هو ان النبي يهجر ولكنهم حرفوه تهذيباً للعبارة ودفاعاً عن عمر). (المراجعات: المراجعة 86).

نهاهم صلى الله عليه و آله و سلم عن ذلك مراراً(1) وحينما تخلفوا عن جيش اسامة رغم لعنه صلى الله عليه و آله و سلم للمتخلفين عنه(2).

مضافاً الى ان الانتشار السريع للاسلام وقصر فترته بالنسبة لعظمة الوظيفة التي جاء من أجلها وهي نقل امة كاملة من حضيض الجاهلية وظلماتها الى نور الاسلام وسعادته ادّى الى وجود قاعدة عريضة في المجتمع لم تصل الى درجة كافية من فهم الرسالة واستيعابها والتفاعل مع تفاصيلها وهم معرضون للانهيار والهزيمة مع اول امتحان يواجههم في حالة غيابه صلى الله عليه و آله و سلم وقد اخبره بذلك القرآن الكريم (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ)(3) وهو ما وقع فعلاً حين ارتدت الجزيرة ولم يبق على الاسلام الا تلك الثلة القليلة في المدينة المنورة التي عركتها التجارب وصلبت عودها الامتحانات المتتالية مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم(4) وقد اشارت ام المؤمنين عائشة الى هذا الانحراف الذي حصل في مسيرة المسلمين عندما كانت تحرّض على الثورة ضد الخليفة الثالث عثمان، يروي الطبري(5) كانت السيدةف)

ص: 26


1- الوسائل: كتاب الصلاة باب عدم جواز الجماعة في صلاة النوافل في شهر رمضان، الحديث الأول.
2- راجع في استقصاء هذه الموارد كتاب (النص والاجتهاد) للسيد شرف الدين. (المصنف).
3- آل عمران: 144
4- وقد اشار الله تبارك وتعالى إلى ذلك في سورة المائدة آية 54 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ).
5- تاريخ الطبري 477/3 وقد نقلناه عن كتاب (بنور فاطمة اهتديت) / 190. (المصنف)

عائشة من اشد الناس على عثمان حتى انها اخرجت ثوباً من ثياب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فنصبته في منزلها وكانت تقول للداخلين اليها: هذا ثوب رسول الله لم يبل وقد ابلى عثمان سنته وقالوا انها كانت اول من سمى عثمان نعثلاً (اسم احد اليهود بالمدينة) وكانت تقول: (اقتلوا نعثلا! قتل الله نعثلاً) هذا ولم يمر على وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اكثر من عقدين من الزمان.

وكان في الداخل اليهود الذين لا ينسون لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وللاسلام القضاء عليهم وتهجيرهم من ديارهم وقتل رجالهم وسبي نساءهم وزوال دولتهم ونفوذهم في المدينة لذلك كانت هجمة التشكيكات التي بثّوها في الامة بعد وفاته صلى الله عليه و آله و سلم واسئلتهم المتنوعة الكثيرة التي كانت تعجز خليفة المسلمين واصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فأصيب المسلمون بالاحباط والضعف والهزيمة امامهم وكانت حملة منظمة وليست اعتباطية ظهرت فجأة بعد غياب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم واقصاء الخليفة الحق الذي كان لهم بالمرصاد رغم ابعاده عن القيادة الدنيوية لكنه كان يرى مصلحة الدين واعلاء كلمة التوحيد فوق كل شيء حتى اشتهرت كلمة الخليفة الثاني (لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن)(1) وما علمنا انه احتاج الى احد سواه(2).

ومن الخارج كان هناك المتربصون بالاسلام شراً الذين اعيتهم الحيل في القضاء عليه حيث بدأوا بتعذيب اصحابه صلى الله عليه و آله و سلم وقتلهم ثم حاصروه ومن معه فيف)

ص: 27


1- اخرجه سبط بن الجوزي، اسد الغابة 22/4، الاصابة القسم 270/1، تهذيب التهذيب 327/7، عن نظريات الخليفتين لنجاح الطائي.
2- جعل الخليل بن احمد الفراهيدي ذلك دليلاً على امامته حينما سئل ما الدليل على امامة امير المؤمنين وخلافته لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: احتياج الكل اليه وعدم احتياجه للكل. (المصنف)

شعب ابي طالب اقتصادياً واجتماعياً ثم تآمروا على قتله فهاجر الى المدينة(1) وبات علي في فراشه(2) ثم جهزوا الجيوش لقتاله واستئصال امره فلم يفلحوا في القضاء عليه صلى الله عليه و آله و سلم(3) ولم يبق امامهم الا نهاية حياته لتموت دعوته بموته صلى الله عليه و آله و سلم بل حاول بعضهم فعلاً اغتياله اكثر من مرة كمحاولة رؤساء بني عامر والمحاولة التي جرت اثناء مسيره الى تبوك حيث حاول بعض المتآمرين تنفير ناقته صلى الله عليه و آله و سلم ليلقوه من السفح وتتقطع اوصاله وقد اعلم صلى الله عليه و آله و سلم الصحابي حذيفة بن اليمان باسمائهم حتى سمي صاحب سر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وكان الخليفة الثاني لا يصلي على احد حتى يصلي حذيفة ليعلم انه ليس من المنافقين(4).).

ص: 28


1- حياة محمد صلى الله عليه و آله و سلم نهاية الفصل السادس والفصل السابع لمحمد حسين هيكل.
2- حياة محمد صلى الله عليه و آله و سلم الفصل العاشر لمحمد حسين هيكل.
3- حياة محمد صلى الله عليه و آله و سلم الفصل الثالث عشر لمحمد حسين هيكل.
4- غزوة تبوك: في السنة التاسعة للهجرة أي بعد انتصار المسلمين على المشركين وسيطرتهم على جزيرة العرب فوجد المنافقون بان ملك المسلمين اصبح عظيماً وبلادهم واسعة فسعوا لقتل النبي صلى الله عليه و آله و سلم للسيطرة على خلافته وقد جمع فيها الروم جمعاً كثيراً. عن الحسين بن علي عليه السلام قال: (يوم اوقفوا الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في العقبة ليستنفروا ناقته كانوا اثنى عشر رجلاً منهم ابو سفيان)، وجاء ايضاً: (لدى العودة تامر اثنا عشر منافقاً ثمانية منهم من قريش والباقي من اهل المدينة لاغتيال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في اثناء الطريق وذلك بتنفير ناقته صلى الله عليه و آله و سلم في عقبة بين المدينة والشام ليطرحوه في وادٍ كان هناك، وعندما وصل جيش الاسلام إلى بداية تلك المنطقة، قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: من شاء منكم ان يأخذ بطن الوادي فانه اوسع لكم، فأخذ الناس بطن الوادي ولكن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اخذ بطريق العقبة فيما يسوق حذيفة بن اليمان ناقة النبي صلى الله عليه و آله و سلم ويقودها عمار بن ياسر فبينما هم يسيرون اذ التفت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلى حذيفة فراى في ضوء ليلة مقمرة فرساناً متلثمين لحقوا به من وراءه لينفّروا به ناقته وهم يتخافتون فغضب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وصاح بهم وأمر حذيفة ان يضرب وجوه رواحلهم قائلاً اضرب وجوه رواحلهم، فارعبهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بصياحه بهم ارعاباً شديداً وعرفوا بانه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم علم بمكرهم ومؤامرتهم فاسرعوا تاركين العقبة حتى خالطوا الناس، يقول حذيفة فعرفتهم برواحلهم وذكرتهم لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وقلت: يا رسول الله تبعث اليهم لتقتلهم، فاجابه رسول الله في لحن ملؤه الحنان والعاطفة: ان الله امرني ان اعرض عنهم واكره ان يقول الناس، انه دعا اناساً من قومه واصحابه إلى دينه فاستجابوا له، فقاتل بهم، حتى ظهر على عدوه ثم اقبل فقتلهم، ولكن دعهم يا حذيفة فان الله لهم بالمرصاد. (المحلى بن حزم الاندلسي، شرح النهج لابن ابي الحديد عن نظريات الخليفتين، محاولة اغتيال النبي).

وفي الخارج كانت ايضاً الدولتان الرومية والفارسية اللتان بدأتا تفكران جدياً في امره صلى الله عليه و آله و سلم بعد ان غطى نوره الجزيرة كلها من اليمن جنوباً الى تخوم الشام والعراق شمالاً بل انه صلى الله عليه و آله و سلم بدأ التحرش بالدولة الرومية في معركة مؤتة(1) وغزوة تبوك وارسل الرسائل اليهم يدعوهم الى الاسلام بلهجة الواثق بالنصر والمستعلي عليهم (أسلم تسلم).

كل هذه المصاعب والتحديات التي تواجه الامة بعد وفاته صلى الله عليه و آله و سلم كانت نصب عينه صلى الله عليه و آله و سلم وهو صاحب القلب الرحيم الذي نذر حياته لله تبارك وتعالى ولاصلاح الانسانية وانقاذها من الظلمات الى النور وقد وصفه القرآن الكريم (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ).

ص: 29


1- معركة مؤتة: كانت في جمادي الأول سنة ثمان وكان السبب في هذه الغزوة ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بعث من اصحابه الحرث بن عمير الازدي إلى ملك بصرى بكتاب يدعوه فيه إلى الله تعالى ورسوله وطاعتهما ليكون من المسلمين له مالهم وعليه ما عليهم، فعرض له شرحبيل بن عمرو فقال له: اين تريد؟ فقال: الشام، قال: لعلك من رسل محمد، قال: نعم، فامر به فأوثق رباطاً ثم قدمه فضرب عنقه، ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم رسول غيره، فبلغ رسول الله ذلك فبعث هذا البعث وأمر عليه الامراء الثلاثة ورتبهم الأول جعفر بن ابي طالب فان اصيب فزيد بن حارثة فان اصيب فعبد الله بن رواحه. (النص والاجتهاد/المورد 3).

رَحِيمٌ)(1) فكيف يترك امر الامة سدى؟! (فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(2) و (فَأَنّى تُؤْفَكُونَ)(3) فهذا الاحتمال مرفوض قطعاً.

بقي احتمالان آخران تبنّت كل واحدٍ منهما طائفة من المسلمين.

الاول: وهو الذي التزم به العامة - ايكال الامر الى الامة نفسها فهي تختار من تشاء وهو مرفوض ايضاً لعدة وجوه: -

1 - قصور الأمة عن تحمل مثل هذه المسؤولية وقد عجزت عن اقل من هذا الامر عندما واجهت التحديات بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى بعد ان نالت تربية اضافية خلال عقود من السنين ففي خلافة امير المؤمنين عندما بدأ اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يتقاتلون بينهم لم يعرفوا حكم هذه الحالة وقد نسب الى ابي حنيفة قوله (انه لولا قتال علي للبغاة من المسلمين لما عرفنا حكم قتالهم الى يوم القيامة) وبعد ذلك بعقود مرّت الدولة الاسلامية بازمة مع الدولة الرومية عندما ارادت ان تسك عملة فيها شتم نبي الاسلام وتتداول في بلاد المسلمين فانقذ الموقف الامام الباقر عليه السلام(4) وهكذا ظلّت الامة عاجزة عن حل مشكلاتها لولا وجود الأئمة عليهم السلام(5) حتى اكتملت التربية بعد (260) عاماً بوفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام فدخلت الأمة مرحلة (وسطية) بين الوجوده.

ص: 30


1- التوبة: 128
2- يونس: 30
3- فاطر: 3
4- رواى الدميري في حياة الحيوان عن المحاسن والمساوئ للبيهيقي ورواه بهذا المضمون عن شذرات العقود للمقريزي عن سيرة الأئمة الاثنى عشر/القسم الثاني/الامام الخامس محمد الباقر عليه السلام لهاشم معروف الحسني.
5- الغيبة الصغرى والكبرى للسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره.

الفعلي للإمام والغيبة التامة فكانت الغيبة الصغرى التي استمرت (70) عاماً لتبدأ الغيبة الكبرى بعد ان رسم الائمة عليهم السلام كل المعالم الرئيسية والخطوط العامة لمسيرة الأمة وقبل هذه المراحل المتتابعة من التربية كانت الأمة عاجزة وكان هذا العجز واضحاً في الصدر الاول للاسلام لقرب عهدهم بالجاهلية الهمجية وقلة فترة الرسالة وانشغالهم عن استيعاب تفاصيلها كما عبّر الخليفة الثاني حينما سئل عن قلة استفادته من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: (الهانا الصفق بالاسواق)(1) ويقول بعضهم كنّا نغتنم فرصة مجيء الاعرابي يسأل من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لنتعلم احكام ديننا فمع عجزهم عن هذه الامور الجزئية كيف يوكل اليهم أمر الامامة التي بها قوام الامة.

2 - لو كان لهذا الامر وجود لبين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تفاصيله الى الامة فيوضح صيغة الاختيار ومن الذين لهم هذا الحق وما هي شروط المرشحين للامامة وضوابط الاختيار ومن هو الحاكم فيها عند الاختلاف وهكذا ونحن نعلم ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لن يغفل عن ابسط تفاصيل الشريعة كآداب المائدة واحكام التخلي فكيف يغفل عن مسالة الامامة وهي اصل الشريعة وأساسها؟!.

3 - عدم التزام نفس الخلفاء الذين اعقبوه بمبدأ الاختيار فالاول نص على الثاني(2) والثاني جعله بين ستة من المهاجرين فهل تراهم اول مخالفين لسنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم(3) بل ان الخليفة الثاني يقر ويعترف (ان بيعة ابي بكر فلتة (اول.

ص: 31


1- صحيح مسلم 2 ص 234 في كتاب الآداب، صحيح البخاري 3 ص 837، مسند أحمد 3 ص 19، سنن الدارمي 2 ص 274، سنن ابن داود 2 ص 320، مشكل الاثار ج 1 ص 499. (عن كتاب الغدير ج 6 ص 158).
2- شرح النهج لابن ابي الحديد/ج 1 شرح الخطبة الشقشقية.
3- شرح النهج لابن ابي الحديد/ج 1 شرح الخطبة الشقشقية، سيرة الأئمة ج 1، راجع هامش (4) (ص 54) ففيه التفصيل.

فتنة) وقى الله شرها فمن عاد الى مثلها فاقتلوه كائناً من كان)(1).

4 - ان هذا المنصب العظيم له مؤهلاته الدقيقة التي لا يعلمها الا المطلع على الاسرار ومن لا تخفى عليه خافية في السماوات ولا في الارض واولها العصمة لاشمئزاز الناس من الاخذ ممن يتورط في الذنوب وكما يظهر من الآية الشريفة (وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ)(2) انها مرتبة فوق النبوة والرسالة ولا يبلغها الرسول الا بعد اجتيازه لامتحانات عسيرة وقد ورد في تفسيرها ان الله اتخذ ابراهيم عبداً خالص العبودية اي معصوماً قبل ان يتخذه نبياً واتخذه نبياً قبل ان يتخذه رسولاً واتخذه رسولاً قبل ان يتخذه خليلا ثم ابتلاه ربه بكلمات فاتمهن ونجح في تلك الاختبارات فاستحق التكريم الالهي (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً)(3).

وانت لو استقرأت الآيات الشريفة وجدتها تنسب الامامة الى الجعل الالهي كالآية المتقدمة وقوله تعالى (وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ)(4) وقوله تعالى (وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)(5) وقوله تعالى (وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا 5

ص: 32


1- شرح النهج ج 2 ص 23، المراجعات/المراجعة 80، مسند أحمد 55/1، البخاري 111/4، تاريخ الطبري 44/2 (عن نظريات الخليفتين)
2- البقرة: 124
3- سورة البقرة: 124، راجع تفسير الميزان واصول الكافي/كتاب الحجة. (المصنف).
4- الانبياء: 73
5- القصص: 5

لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ)(1) لذا قال تعالى:(وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)(2) (لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) /(3) وقد اشتهر استشهادهم بالآية الشريفة و (اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(4) عند كل من يطلع عن كثب على سيرة اهل البيت عليهم السلام فكأنه مرتكز في اذهانهم جميعاً ان حمل الرسالة امر مجعول من قبل الله تبارك وتعالى وليس لاحد ان يتدخل فيه.

5 - ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نفسه لم يعط لنفسه الحق في تنصيب من يلي الامة وانما اوكل الامر الى الاختيار الالهي ففي سيرة ابن هشام(5) لما دعا الرسول بني عامر للاسلام وقد جاءوا في موسم الحج الى مكة قال رئيسهم: أرأيت ان نحن بايعناك على امرك ثم اظهرك الله على من خالفك ايكون لنا الأمر من بعدك؟ قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم:

(الامر لله يضعه حيث يشاء). اذا كان الامر كذلك فكيف يُدعى ايكاله الى الامة.

الثاني: ولم يبق الا الاحتمال الآخر وقد تبنته مدرسة اهل البيت عليهم السلام وارسى قواعده رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم واستوعبه الصفوة من اصحابه ودافعوا عنه وصرحوا به رغم الوعيد والتهديد ومضوا عليه شهوداً وشهداء وهي بعد ذلك سنة الله التي جرت في انبيائه ورسله حيث كان لهم جميعاً اوصياء(6) فلماذا لا83

ص: 33


1- السجدة: 24 (المصنف)
2- القصص: 68
3- الاحزاب: 36
4- الانعام: 124
5- السيرة النبوية 424/2. (المصنف).
6- راجع هامش (1) (ص 46)، (قد سلسل المسعودي اتصال الحجج واوصياء الانبياء من لدن آدم حتى خاتم النبيين - صلوات الله عليهم اجمعين - وأوصياءه، فقد ذكر - مثلاً - ان وصي آدم كان هبة الله وهو شيت بالعبرانية وان وصي ابراهيم كان اسماعيل وان وصي يعقوب كان يوسف عليه السلام وان وصي موسى كان يوشع بن نون بن افرائيم بن يوسف عليه السلام وخرجت عليه صفورا زوجة موسى عليه السلام وان وصي عيسى كان شمعون عليه السلام وان وصي خاتم الانبياء محمد صلى الله عليه و آله و سلم كان علي بن ابي طالب عليه السلام ثم الأحد عشر من ولده عليهم السلام) عن معالم المدرستين ج 1 ص 283

يكون لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وصي (قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ)(1) (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّهِ تَبْدِيلاً وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللّهِ تَحْوِيلاً)(2) وقد الفت كتب عديدة في هذا المجال بعنوان (اثبات الوصية) وأشهرها للمسعودي(3) وهذا المسلك يقتضي تهيئة الشخص البديل واعداده ليكون مؤهلاً لمواصلة وظائف ومسؤوليات الامام والخلافة والقيادة النائبة بشكل تام وكامل وفاعل.

وهذا الاحتمال يبدو منسجماً مع النتائج التي تمخضت عن التحليل السابق وفي ضوء القابليات والمؤهلات التي اجتمعت في امير المؤمنين(4) الذي قيل في كثرة فضائله: (لقد اخفى اولياؤه فضائله خوفاً واخفاها اعداؤه حسداً).

ص: 34


1- الاحقاف: 9.
2- فاطر: 43
3- المسعودي هو: ابو الحسن علي بن الحسين المسعودي ينتهي نسبه إلى الصحابي عبد الله بن مسعود توفي سنة 346 ه -، وفي ترجمته بطبقات الشافعية 307/2 قيل كان معتزلي العقيدة، واشار إلى هذا الكتاب الكتبي في فوات الوفيات 45/2، وياقوت الحموي في معجم الادباء 94/13 وقالا: له كتاب البيان في اسماء الأئمة، وفي الميزان لابن حجر 224/4: له كتاب تعيين الخليفة، سماه في الذريعة وغيرها: اثبات الوصية. (معالم المدرستين ج 2).
4- وانا الى هنا اتكلم بشكل موضوعي ووفق الظروف المنظورة بعيداً عن النصوص واقيم سلوك رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كمؤسس امة ومنشئ مجتمع مدني جديد وقائد ناجح حكيم. (المصنف).

وحقداً وظهر ما بين ذلك ما ملأ الخافقين)(1) وعن احمد بن حنبل: (ما جاء لأحد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من الفضائل ما جاء لعلي بن ابي طالب)(2) وكان تميزه واضحاً عن بقية اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بكل صفات الكمال وكان التفاف الواعين المخلصين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حوله معروفاً في حياة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وبعد وفاته صلى الله عليه و آله و سلم كسلمان(3) وابي ذر(4) والمقداد(5) وعمار(6)).

ص: 35


1- سيرة الأئمة الاثنى عشر ج 1 علي وبيت المال ص 319... القول للحسن البصري في جواب من سأله عما يحدّث الناس عنه.
2- مستدرك الحاكم 107/3 بحسب كتاب (بنور فاطمة اهتديت) / 13 (المصنف)
3- سلمان: روزبة بن جشبوذان، وسمي في الاسلام سلمان الفارسي، وسماه الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم سلمان المحمدي، حيث قال له في الحديث المروي: سلمان منا أهل البيت، وكنيته ابا عبد الله، ابوه كان رجلاً غنياً وكان دهقان (تاجر) ارضه، كان أكثر اصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام علماً وحكمة وهو الذي اشار على الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بحفر الخندق، وكان والياً على المدائن في زمن الخليفة عمر بن الخطاب، توفي في المدائن التي كان والياً عليها في آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين وقيل اول سنة ست وثلاثين وغسله ودفنه أمير المؤمنين عليه السلام، كان عمره حين وفاته مائتين وخمسون سنة، وفي رواية ثلاثمائة وخمسون سنة، يعرف قبره الآن (سلمان باك). (مجلة الهدى العدد السادس).
4- ابو ذر: جندب أو بريد بن جنادة أو عبد الله أو المسكن أو غير ذلك، تقدم اسلامه وتأخرت هجرته، فشهد ما بعد بدر من غزوات رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، توفي منفياً بالربذة سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة. (معالم المدرستين ج 1).
5- المقداد ابن الاسود الكندي: هو بن عمرو بن ثعلبه بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني، اصاب دماً في قومه فلحق بحضرموت فحالف كنده وتزوج امرأة فولدة له المقداد، فلما كبر المقداد وقع بينه وبين ابي شمر بن حجر الكندي، فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري فتباه الأسود فصار يقال له: المقداد بن الاسود الكندي، فلما نزلت (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) (الأحزاب: من الآية 5) قيل له: المقداد بن عمرو، وقال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم: (ان الله عز وجل أمرني بحب اربعة من اصحابي واخبرني انه يحبهم، فقيل: من هم؟ فقال: علي والمقداد وسلمان وابو ذر).. توفي سنة 33 هجرية. (الاستيعاب بهامش الاصابة 451/3، والاصابة 433/3-434 عن معالم المدرستين ج 1).
6- عمار بن ياسر: ابو اليقظان العنسي وهو بطن من مراد، اسلم هو وابوه وامه واسلم قديماً بعد بضعة وثلاثين رجلاً وكان ياسر حليفاً لبني مخزوم، فكانوا يخرجون عماراً واباه وامه إلى الابطح اذا حميت الرمضاء يعذبونهم فمر بهم النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقال (صبراً آل ياسر فان موعدكم الجنة)، فمات ياسر في العذاب وطعنت امه في قبلها بحربة ابي جهل، شهد عمار المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وقتل بصفين مع علي عليه السلام وقد جاوز التسعين قيل بثلاث وقيل باربع سنين. (الكامل لابن الاثير - ذكر تعذيب المستضعفين من المسلمين).

وعزّز ذلك الرعاية الخاصة والاعداد المركز الذي كان يحيطه به صلى الله عليه و آله و سلم منذ نعومة اظفاره والتي وصفها امير المؤمنين نفسه بقوله: (وقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة. وضعني في حجره وانا ولد يضمني الى صدره ويكنفني الى فراشه ويمسني جسده ويُشمُّني عَرفه. وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبةً في قول ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به صلى الله عليه وآله من لدن ان كان فطيماً اعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن اخلاق العالم ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل اثر أمه يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وانا ثالثهما ارى نور الوحي والرسالة واشم ريح النبوة.

وقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله فقلت يارسول الله ما هذه الرنة! فقال هذا الشيطان أيس من عبادته. انك تسمع ما اسمع

ص: 36

وترى ما ارى الا انك لست بنبي ولكنك وزير وانك لعلى خير)(1) وهكذا هو منه صلى الله عليه و آله و سلم حتى فارقت روحه الدنيا يقول امير المؤمنين عليه السلام:

(ولقد علم المستحفظون من اصحاب محمد صلى الله عليه وآله اني لم أرد على الله ولا على رسوله ساعةً قط. ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الابطال وتتأخر فيها الاقدام نجدة اكرمني الله بها. ولقد قُبض رسول الله صلى الله عليه وآله وان راسه لعلى صدري ولقد سالت نفسه في كفيّ فأمررتها على وجهي. ولقد وليت غُسله صلى الله عليه وآله والملائكة اعواني، فضّجت الدار والافنية ملأ يهبط وملأ يعرج وما فارقت سمعي هينمة(2) 2) منهم يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه. فمن ذا أحقُ به مني حياً وميتاً؟)(3).

ولقد ادى عليه السلام دوره بنجاح بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وحفظ الاسلام من الضياع وكان وجوده والأئمة من بنيه بحق اماناً للامة من الانحراف بحيث يستغيث الخليفة الثاني ويتعوذ بالله من معضلة ليس لها ابو الحسن(4) فكانت خلافة امير المؤمنين لمقام رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وامامة الخلق من بعده نتيجة طبيعية ومنطقية لتسلسل التفكير اعلاه لا يسع أي منصف ان يحيد عنها، ولم يكن النص الذي سنشير اليه - وهو حديث الغدير - هو الذي جعل من علي عليه السلام اماماً وخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حتى يناقشوا في دلالته والمراد منه لا لشيء الا لتصحيح الواقع الذي حصل بأي ثمن كان وبأية طريقة ولو بانكار وجود الشمس في رابعة النهار. فعلي عليه السلام هو الإمام بما حمله من صفات الكمال قبلف)

ص: 37


1- نهج البلاغة بشرح الشيخ محمد عبده، ج 2 ص 157 (المصنف)
2- الهينمة: الصوت الخفي. (المصنف)
3- نهج البلاغة بشرح الشيخ محمد عبده، ج 2 ص 171-171 (المصنف)
4- اشار الى كلمته المشهورة (لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن). (المصنف)

النص وانما جاء النص للاشارة اليه ولتعريفه ولقطع العذر واتمام الحجة على المخالفين ولحسم الموقف ووضع النقاط على الحروف - كما يقولون -.

ولعظمة هذه المسألة وأهميتها فقد كان التخطيط والتمهيد لها يؤرق عين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ويقضّ مضجعه فانه يخشى ردود الفعل من هذه الامة وهو خوف محمود كخوف موسى عليه السلام الذي ذكره القرآن واشرنا اليه ليس شخصياً وانما على مستقبل الامة التي هي جديدة عهد بالاسلام ومازالت رواسب الجاهلية لم تنمحِ من ذاكرتها ومازال التعصب يتحكم فيها(1) فكيف يستطيع ان).

ص: 38


1- لاحظ كشاهد على ذلك كيف ان بشير بن سعد واسيد بن خضير بادرا الى بيعة ابي بكر خشية ان يفوز بها سعد بن عبادة. (المصنف) عن النص والاجتهاد المورد الأول يوم السقيفة ص 80.. واجتماع اكثر الانصار في السقيفة يرشحون سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، لكن ابن عمه بشير بن سعد بن ثعلبه الخزرجي واسيد بن الخضير سيد الأوس كانا ينافسانه في السيادة، فحسداه على هذا الترشيح وخافا ان يتم له الأمر فاضمرا له الحبكة مجمعين على صرف الأمر عنه بكل ما لديهما من وسيلة وصافقهما على ذلك وعويم بن ساعده الأوس، ومعن بن عدي حليف الانصار.. وكان مع ذلك ذوي بغض وشحناء لسعد بن ابي عبادة... سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن ابي خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الانصاري، شهد العقبة ومغازي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عدا بدر فانه اختلف في انه هل شهدها ام لم يشهدها، كان جواداً سخياً وكانت راية الانصار بيده يوم الفتح، ولما نادا: (اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة) نزع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اللواء منه واعطاه لابنه قيس، ولم يبايع ابا بكر حتى قتل بسهمين في الشام سنة 15 هجرية ودفن بحوارين. (معالم المدرستين ج 1). اسيد بن خضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرؤ القيس بن زيد بن عبد الاشهل بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الانصاري الاشهلي، شهد العقبة الثانية وكان ممن ثبت في أحد وشهد جميع مشاهد النبي صلى الله عليه و آله و سلم وكان ابو بكر لا يقدم احداً من الانصار عليه، توفي سنة 20 أو 21 فحمل عمر نعشه بنفسه. بشير بن سعد بن ثعلبه الخزرجي، يقال اول من بايع ابو بكر وكان حاسداً لسعد بن عباده، وقتل يوم عين التمر مع خالد. (معالم المدرستين ج 1).

يضمن ولاءها لهذا القرار الهام الذي يصعب على النفوس الحالمة بالخلافة والقلوب المملوءة حسداً وحقداً على علي عليه السلام ان تنصاع اليه كذاك الفهري الذي ما ان سمع بحديث الغدير وتنصيب علي عليه السلام خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ومبايعة المسلمين له حتى جاء الى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فقال له هذا الامر منك ام من الله فقال صلى الله عليه و آله و سلم انه من الله فقال: ان كان هذا من الله فأمطر علينا حجارة من السماء او أئتنا بعذاب اليم فما خرج منه صلى الله عليه و آله و سلم حتى نزلت عليه صاعقة من السماء وقد ورد انه سبب نزول قوله تعالى: (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ * لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ)(1) .).

ص: 39


1- المعارج: 1 - [قوله تعالى: (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ * لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ) روى الثعلبي الذي هو من قدوة مفسري المخالفين في شأن نزولها - انظر هامش ج 8 تفسير الرازي لابي مسعود ص 292 والسيرة الحلبية ج 3 ص 302 ونور الابصار ص 69 - انه لما كان النبي صلى الله عليه و آله و سلم بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا فاخذ بيد علي عليه السلام فقال من كنت مولاه فعلي مولاه فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ الحارث بن النعمان الفهري فاتى نحو النبي صلى الله عليه و آله و سلم على ناقته حتى اتى الابطع فنزل عن ناقته فاناخها وعقلها ثم اتى النبي صلى الله عليه و آله و سلم وهو في ملأ من اصحابه، فقال: يا محمد امرتنا من الله ان نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله ففعلناه وامرتنا ان نصلي خمساً فقبلنا وامرتنا ان نصوم شهر رمضان فقبلناه وامرتنا ان نحج البيت فقبلناه ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك وفضلته علينا وقلت من كنت مولاه فعلي مولاه وهذا شيء منك ام من الله، فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم: والذي لا اله الا هو من الله، فولى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم ان كان ما يقول محمد حقاً فامطر علينا حجارة من السماء واتنا بعذاب اليم، فما وصل اليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله وانزل الله تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ * لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ * مِنَ اللّهِ ذِي الْمَعارِجِ)، (حق اليقين في معرفة أصول الدين ج 1 /الآية الثالثة الدالة على ان الامام بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم هو علي عليه السلام).

وبالمقابل كان صلى الله عليه و آله و سلم لا يستطيع السكوت عن انقاذ هذا الامر وهو يرى نهايته تقترب والاعداء يتربصون بدينه الدوائر فكيف يهدأ له بال ويقرّ له قرار قبل ان تنعقد البيعة لعلي عليه السلام.

حتى اذن الله تبارك وتعالى له بالتبليغ بل امره به وطمأنه من مخاوفه هذه بانه سيعصمه من الناس وبين اهمية هذا الامر بانه وحده في كفة وباقي الرسالة كلها في كفة فقال عز من قال (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ)(1) .

فليس غريباً ان تدرج هذه الآية المباركة وآية الولاية التي سبقتها (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ)(2) في سورة المائدة التي يستشف المتأمل فيها ان غرضها تأسيس المجتمع المسلم وبيان مميزاته الرئيسية ومقوماته واسس كيانه وعرض نقاط الفرق بين المجتمع الذي يقوم على اساس الاسلام والمجتمع الذي ليس كذلك كائنا ما كان وان سمى نفسه مسلماً فانه في مفهوم القرآن (مجتمع جاهلي) فالبينونة بين المجتمعين كاملة في الاحكام (كآيات اوفوا بالعقود وحرمة الكلب والخنزير وغيرها) وفي من له حق الولاية (فقد تكررت كثيراً آيات ولاية المؤمنين والبراءة من الكافرين) وفي الشريعة التي تنظم الحياة (أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ، وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ، هُمُ الظّالِمُونَ، هُمُ الْفاسِقُونَ) /(3) وتمامها وعقد نظامها آية التبليغ وآية الولاية.

ثم جعل يوم الحسم هذا اعظم عيد في الاسلام ففيه كمل الدين وتمتة.

ص: 40


1- المائدة: 67
2- المائدة: 55
3- الآيات 44، 45، 47، 50 من سورة المائدة.

النعمة بعقد البيعة والولاية لامير المؤمنين وامتنَّ الله تبارك وتعالى على عباده بذلك فقال عز من قائل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)(1) وجلس رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يتقبل التهاني بهذا الانجاز العظيم ويقول لاصحابه هنئوني هنئوني بابن عمي امير المؤمنين وافرد له خباءاً ليسلموا عليه ويبايعوا علياً خليفة من بعده وأميراً للمؤمنين واستأذنه شاعره حسان بن ثابت(2) ان يقول شعراً في المناسبة فاذن له فأنشأ:

يناديهم يوم الغدير نبيهم *** بخم فاسمع بالرسول مناديا

وفيها يقول:يا

ص: 41


1- المائدة:
2- حسان بن ثابت: المكنى بابي الوليد، ولد قبل مولد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بثمان سنين، قال فيه الرسول الاعظم صلى الله عليه و آله و سلم: لا تزال يا حسن مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك، وروى الحاكم عن المصعب انه قال: عاش حسان ستين سنة في الجاهلية وستين في الاسلام، وذهب بصره وتوفى على قول سنة 55 اعمى البصر والبصيرة كما نص عليه الصحابي الكبير سيد الخزرج قيس بن سعد بن عباده لما عزله امير المؤمنين عليه السلام من ولاية مصر ورجع إلى المدينة فانه حين ما قدمها جاءه حسان شامتاً به وكان عثمانياً بعد ما كان علوياً فقال له: نزعك عليُ بن ابي طالب وقد قتلت عثمان بقي عليك الأثم ولم يحسن لك الشكر، فزجره قيس وقال: يا اعمى القلب واعمى البصر، والله لولا ان القي بين رهطي ورهطك حرباً لضربت عنقك ثم اخرجه من عنده. (تاريخ الطبري، شرح النهج لابن ابي الحديد نقلاً عن الغدير المجلد الثاني). والابيات التي قالها حول الغدير وعلي عليه السلام هي: يناديهم يوم الغدير نبيهمبخمٍ واسمع بالرسول مناديا يقول فمن مولاكم ووليكمفقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا الهك مولانا وانت وليناولم ترمنا في الولاية عاصيا فقال له قم يا علي فاننيرضيتك من بعدي اماماً وهاديا فمن كنت مولاه فهذا وليهفكونوا له اتباع صدق مواليا هناك دعا اللهم وال وليهوكن للذي عادا علياً معاديا

فقال له: قم يا علي فانني *** رضيتك من بعدي اماماً وهادياً

واول من سلم عليه الشيخان وهما يقولان له: بخٍ بخٍ لك يابن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة(1) وقد نظم هذه الحقيقة التاريخية الدامغة اجيال من الشعراء جيلاً بعد جيل(2) ومنهم عمرو بن العاص(3) الخصم الالد لعلي بن ابي طالب في قصيدته الجلجلية(4) التي بعثها الى معاوية يذكره17

ص: 42


1- اخرج الامام الواحدي في تفسير (يا ايها الرسول بلغ...) من طريقين معتبرين عن عطيه عن ابي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية يوم غدير خم بعلي بن ابي طالب، فلما بلغ الرسالة بنصه صلى الله عليه و آله و سلم على علي عليه السلام بالامام وعهد اليه بالخلافة انزل الله عز وجل (اليوم اكملت لكم...) واول من هنأ علي عليه السلام في يوم الغدير هما: ابو بكر وعمر بقولهما: امسيت يا بن ابي طالب مولا كل مؤمن ومؤمنة. (اخرجه الدار قطني - الفصل الخامس من الباب الأول من صواعق بن حجر ص 26 واحمد نحو هذا القول عن عمر من حديث البراء بن عازب ص 281 ج 4 من مسنده). (المراجعات 54 وما بعدها).
2- راجع الموسوعة الفريدة (الغدير) للشيخ الاميني (قده). (المصنف)
3- عمرو بن العاص بن وائل احد دهاة العرب الخمسة، منه بدأت الفتن واليه تعود ابوه الأبتر بنص الذكر الحميد (ان شانئك هو الأبتر) وعليه أكثر المفسرين، واما امه فهي ليلى اشهر بغي في مكة وارخصهن اجرة، ولما وضعته ادعاها خمسة كلهم اتوها غير ان ليلى الحقته بالعاص لكونه أقرب شبهاً به واكثراً نفقةً عليها، توفي سنة 43 هجرية. (الغدير ج 2 ص 120).
4- سميت بالجلجلية لما في آخرها: وفي عنقي علق الجلجل، كتبها إلى معاوية بن ابي سفيان في جواب كتاب اليه يطلب خراج مصر ويعاتبه على امتناعه، فلما سمع معاوية هذه الابيات لم يتعرض له بعد ذلك، والقصيده هي: معاوية الحال لا تجهلوعن سبل الحق لا تعدل نسيت احتيالي في جلقعلى أهلها يوم لبس الحلي؟ وقد اقبلوا زمراً يهرعونمهاليع كالبقر الجفّل وقولي لهم ان فرض الصلاةبغير جودك لم تقبل فولوا ولم يعبأوا بالصلاةورمت النفار إلى القسطل ولما عصيت امام الهدىوفي جيشه كل مستفحل ابا البقر البكم اهل الشأملاهل التقى والحجى ابتلي فقلت: نعم، قم فاني ارىقتال المفضّل بالأفضل فبي حاربوا سيد الاوصياءبقولي: دمٌ طلَّ من نعثل وكدت لهم ان اقاموا الرماحعليها المصاحف في القسطل وعلمتهم كشف سوءاتهملردِّ الغضنفرة المقبل فقام البغاة على حيدرٍوكفّوا عن المشعل المصطلي نسيت محاورة الاشعريونحن على دومة الجندل؟ الين فيطمع في جانبيوسهمي قد خاض في المقتل خلعت الخلافة من حيدرٍكخلع النعال من الارجل والبستها فيك بعد الأياسكلبس الخواتيم بالانمل ورقيتك المنبر المشمخرّبلا حد سيف ولا منصل ولو لم تكن انت من اهلهوربِّ المقام ولم تكمل وسيرت جيش نفاق العراقكسير الجنوب مع الشمأل وسيرت ذكرك في الخافقينكسير الحمير مع المحمل وجهلك بي يا بن آكلة ال - - كبود لاعظم ما ابتلي فلولا موازرتي لم تطعولولا وجودي لم تقبل ولو لايّ كنت كمثل النساءتعاف الخروج من المنزل نصرناك من جهلنا يا بن هندعلى النبأ الأعظم الأفضل وحيث رفعناك فوق الرؤوسنزلنا إلى أسفل الأسفل وكم قد سمعنا من المصطفىوصايا مخصصة في علي؟ وفي يوم (خم) رقى منبراًيبلغ والركب لم يرحل * ** وفي كفه كفه معلناًينادي بامر العزيز العلي الست بكم منكم في النفوسباولى؟ فقالوا: بلى فافعل فانحله امرة المؤمنينمن الله مستخلف المنحل وقال: فمن كنت مولى لهفهذا له اليوم نعم الولي فوال مواليه يا ذا الجلال وعاد معادي اخ المرسل ولا تنقضوا العهد من عترتيفقاطعهم بي لم يوصل فبخبخ شيخك لما رأىعرى عقد حيدر لم تحلل فقال: وليكم فاحفظوهفمدخله فيكم مدخلي وانا وما كان من فعلنالفي النار في الدرك الأسفل وما دم عثمان منجٍ لنامن الله في الموقف المخجل وان علياً غداً خصمناويعتزُّ بالله والمرسل يحاسبنا عن أمورٍ جرتونحن عن الحق في معزل فما عذرنا يوم كشف الغطا؟ لك الويل منه غداً ثم لي الا يا بن هند ابعت الجنانبعهد عهدت ولم توف لي واخسرت اخراك كيما تناليسير الحطام من الاجزل واصبحت بالناس حتى استقاملك الملك من ملك محول وكنت كمقتنص في الشراكتذود الظماء عن المنهل كأنك انسيت ليل الهريربصفين مع هولها المهول وقد بتَّ تذرق ذرق النعامحذاراً من البطل المقبل وحين ازاح جيوش الضلال وافاك كالأسد المبسل وقد ضاق منك عليك الخناقوصار بك الرحب كالفلفل وقولك: يا عمرو؟ اين المفرمن الفارس القسور المسبل؟ عسى حيلة منك عن ثنيهفان فؤادي في عسعل وشاطرتني كلما يستقيممن الملك دهرك لم يكمل فقمت على عجلتي رافعاًواكشف عن سوأتي اذيلي فستر عن وجهه وانثنىحياءً وروعك لم يعقل وانت لخوفك من بأسههناك ملأت من الافكل * ** ولما ملكت حماة الانامونالت عصاك يد الأول منحت لغيري وزن الجبالولم تعطني زنة الخردل وانحلت مصراً لعبد الملكوانت عن الغي لم تعدل وان كنت تطمع فيها فقدتخلى القطا من يد الأجدل وان لم تسامح إلى ردهافاني لحوبكم مصطلي بخيل جياد وشمِّ الأنوفوبالمرهفات وبالذبل وأكشف عنك حجاب الغروروايقظ نائمة الأثكل فانك من أمرة المؤمنينودعوى الخلافة في معزل وما لك فيها ولا ذرةولا لجدودك بالأول فان كان بينكما نسبةفاين الحسام من المنجل؟ واين الحصا من نجوم السما؟ واين معاوية من علي؟ فان كنت فيها بلغت المنىففي عنقي علق الجلجل الغدير ج 2 ص 117

ص: 43

ص: 44

ببعض الحقائق التي تناساها ومما جاء فيها:

وكم قد سمعنا من المصطفى *** وصايا مخصصة في علي

فانحله امرة المؤمنين من الله مستخلف المنحل

وقال فمن كنت مولى له فهذا له اليوم نعم الولي

ص: 45

فبخبخ شيخك لما رأى *** عُرى عقد حيدر لم تحلل

فقال: وليكم فاحفظوه فمدخله فيكم مدخلي

(راجع كتاب الغدير في ترجمة عمرو بن العاص).

وقد جاء هذا البيان - خطبة الغدير - منه صلى الله عليه و آله و سلم متوّجاً لبيانات سابقة لا تقل عنه وضوحاً:

(ان علياً مني بمنزلة هرون من موسى الا انه لا نبي بعدي)(1) وان:

(علي مع الحق والحق مع علي)(2) وانه عليه السلام وأهل بيته كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك(3) وانهم والقرآن صنوان لا يفترقان وثقلان ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ابدا(4) وغيرها كثير.0.

ص: 46


1- حديث المنزلة: عن الامام أحمد في الجزء الأول من مسنده في آخر صفحة 330 والامام النسائي في خصائصه العلوية ص 6 والحاكم في ج 3 من صحيحه المستدرك ص 123 والذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته عن عمرو بن ميمون، قال: اني لجالس عند ابن عباس اذ اتاه تسعة رهط فقالوا:... إلى ان قال ابن عباس: وخرج رسول الله في غزوة تبوك وخرج الناس معه، فقال له علي: أأخرج معك؟ فقال صلى الله عليه و آله و سلم: اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدي نبي، انه لا ينبغي ان اذهب الا وانت خليفتي، وانت تعلم ان اظهر المنازل التي كانت لهارون من موسى وزارته له وشد ازره به واشتراكه معه في امره وخلافته عنه، وفرض طاعته على جميع امته بدليل قوله تعالى:(وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) وقوله تعالى: (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) وقوله عز وعلا: (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) فعلي بحجم هذا النص خليفة رسول الله في قومه ووزيره في اهله وشريكه في امره - على سبيل الخلافة عنه لا على سبيل النبوة - وافضل امته واولاهم به حياً وميتاً وله عليهم من فرض الطاعة زمن النبي - بوزارة له - مثل الذي كان لهارون على امة موسى ومن موسى. (المراجعات: 26).
2- البحار ج 10 باب 26 ص 432
3- الوسائل: كتاب القضاء، صفاة القاضي، باب 5، حديث 10.
4- الامام أحمد والترمذي بعدة طرق والفاظ مختلفة تجدها في المراجعات: المراجعة 80.

ان عظمة هذا اليوم لها مناشئ عديدة فهو:

1 - يوم الطمأنينة على بقاء الرسالة واستمراريتها بعد ان انتقل ارتباطها من شخص رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فيمكن ان تموت بموته الى نوع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اي الى كل من تتجمع فيه صفات وشروط الامامة فلم يعد وجودها منوطاً بشخصه صلى الله عليه و آله و سلم.

2 - وهو يوم الانتصار النهائي على مكائد الاعداء الذين لم يبق في جعبتهم من سلاح الا موت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لتنتهي دعوته.

3 - وهو يوم حماية الامة من التشتت ومن الضياع بتعيين الحبل الذي ان اعتصموا به بقي ريحهم وكيانهم وانتشر امرهم وعلت كلمتهم.

4 - وهو يوم صيانتها من الانحراف بعد ان نصب لهم العلم والمحور الذي يلتفون حوله.

5 - وهو يوم أمان الارض ومن عليها من الفناء لما ورد في الحديث:

(ان الارض لا تخلو من حجة ظاهر او مستور ولولاه لساخت الارض باهلها)(1).

6 - وهو يوم الهداية الى الدين ووضوح الحق بمعرفة الحجة كما في الدعاء:

(اللهم عرفني نفسك فانك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف رسولك، اللهم عرفني نبيك فانك ان لم تعرفني نبيك لم اعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فانك ان لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني)(2).

7 - وهو يوم الامامة التي هي اس الاسلام وسنامه فهو لا يقل اهمية عن يوم البعثة النبوية الذي انبثق فيه نور الاسلام.

لأجل هذا كله كان يوم الغدير اعظم عيد في الاسلام كما نطقت به الروايات

ص: 47


1- البحار ج 36، باب 41، ص 315
2- مفاتيح الجنان: الفصل السادس، دعاء زمن الغيبة.

الشريفة وفي ذلك اليوم تبلورت فكرة (التشيع) ونضجت ثمارها واينعت بعد ان كان قد زرع بذورها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في مناسبات عديدة ابتداءاً من يوم الدار وانذار عشيرته الاقربين في اوائل البعثة الشريفة(1) ولهج رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بهذا الاسم المحبب له ولأهل بيته (صلوات الله عليهم اجمعين) في مناسبات عديدة انقل بعضها من كتب العامة ليكون الخطاب ابلغ في الحجة:

1 - في الدر المنثور للسيوطي ج 8 /ص 589: روى بسنده عن جابر بن عبد الله الانصاري قال كنّا عند النبي صلى الله عليه و آله و سلم فاقبل علي عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه و آله و سلم:

(والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة) فنزل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(2) .

2 - ابن حجر في الصواعق المحرقة الباب (11) الفصل الاول: الآية الحادية عشرة:

عن ابن عباس قال: لما انزل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام: (هم انت وشيعتك تأتون 7

ص: 48


1- حياة محمد: الفصل الخامس، ص 142، لمحمد حسين هيكل، المراجعات: مراجعة 20 قال فيها حين انزل الله تعالى على الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) فدعاهم إلى دار عمه ابي طالب وهم يومئذ اربعون رجلاً يزيد رجلاً أو ينقصونه، وفيهم اعمامه ابو طالب وحمزة والعباس وابو لهب، والحديث في ذلك من صحاح السنة المؤثورة، وفي آخره قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: يا بني عبد المطلب اني والله ما اعلم شاباً في العرب جاء قومه بافضل مما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمني الله ان ادعوكم اليه، فايكم يؤازرني على امري هذا على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ فاحجم القوم عنها غير علي - وكان اصغرهم - اذ قام فقال: انا يا نبي الله اكون وزيرك عليه، فاخذ رسول الله برقبته وقال: ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له واطيعوا، فقام القوم يضحكون، ويقولون لابي طالب: قد امرك ان تسمع لابنك وتطيع.
2- البينة: 7

يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوك غضاباً مقمحين).

3 - القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ج 2 ص 61.

عن ام سلمة (رض) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:

(علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) ومن المصادر التي ذكرت هذه الرواية في تفسير الآية الشريفة: تفسير الطبري وروح المعاني وكفاية الكنجي الشافعي وغيرها(1).

لقد كان تخطيط رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لهذا الأمر أي تعيين الخليفة والامتداد له على ثلاثة اشكال:

الأول: النص المباشر والواضح عليه وعدم ترك الأمر مجملاً تتقاذفه التأويلات والتفسيرات، وقد تقدم فيما مضى فكرة عنه وانصح بقراءة كتاب (المراجعات) للسيد شرف الدين(2) للاطلاع على المزيد من الادلة والنصوص ببيان قوي وحجة دامغة مما لو دخلت فيه سأخرج عن الاتجاه العام الذي رسمته لهذا البحث.

الثاني: الاشادة بالاشخاص المخلصين الواعين الذين يعلم صلى الله عليه و آله و سلم منهم انهم ثابتون عليالخط وواعون للهدف وراسخون في المبدأ ولا تأخذهم في الله لومة لائم ويقولون كلمة الحق مهما كان الثمن كسلمان والمقداد وابي ذر وعمار وذي الشهادتين وبلال الحبشي وأم ايمن وأم سلمة فكان صلى الله عليه و آله و سلم يردد:ة.

ص: 49


1- هذه الموارد نقلتها بواسطة كتاب (بنور فاطمة اهتديت) للكاتب والمحامي السوداني عبد المنعم حسن/ص 49. (المصنف).
2- السيد عبد الحسين بن السيد يوسف بن السيد جواد بن السيد اسماعيل بن محمد جد الاسرتين آل الصدر وآل شرف الدين بن السيد ابراهيم (الملقب بشرف الدين) ولد في الكاظمية سنة 1290 هجرية، كتابه المراجعات: هو مجموعة مراجعات جرت بينه وبين المرحوم علامة مصر الشيخ سليم البشري شيخ الازهر، توفي السيد في 8 جماد الثانية 1377 هجرية.

(سلمان منّا أهل البيت) (1)

(ان الجنة لتشتاق الى أربعة: سلمان والمقداد وأبي ذر وعمار) (2)

(ما اظلّت الخضراء ولا اقلّت الغبراء ذا لهجة أصدق من أبي ذر) (3)

(مليء عمار إيماناً من قرنه الياخمص قدميه)(4) و

(أم ايمن(5) امرأة من أهل الجنة)(6) و

(بلال(7) من أهل الجنة)(8) وقال

لام سلمة (9)

(لستِ من أهل).

ص: 50


1- البحار ج 1، باب 8، ص 123
2- الوسائل ج 22، باب 10، ص 324
3- الوسائل ج 10، باب 2، ص 23، سنن ابن ماجه المقدمة باب 11، وسنن الترمذي كتاب المناقب، مناقب ابي ذر، ومسند أحمد، وطبقات ابن سعد. (عن معالم المدرستين).
4- الوسائل: ج 19، باب 6، ص 35
5- أم أيمن: بركة الحبشية مولاة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وحاضنته، اعتقها رسول الله واسلمت قديماً، وهاجرت إلى الحبشة والمدينة، تزوجها عبيد الحبشي ومن بعده زيد بن حارثة، توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بخمسة اشهر أو ستة أو في خلافة عثمان. (عن معالم المدرستين ج 2).
6- البحار: ج 17، باب 4، ص 378
7- بلال بن رباح الحبشي مولى ابي بكر، كان ابوه من سبي الحبشة، وامه حمامة سبية ايضاً، كنيته ابو عبد الله، فصار بلال لامية بن خلف الجمحي، رآه ابو بكر يعذب فقال لامية بن خلف الجمحي: الا تتقي الله في هذا المسكين؟ فقال: انت افسدته فابعدته، فقال: عندي غلام على دينك اسود اجلد أجلد من هذا اعطيكه به، قال: قبلت، فاعطاه ابو بكر غلامه وأخذ بلالاً فاعتقه، فهاجر وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. (الكامل لابن الأثير، ذكر تعذيب المستضعفين من المسلمين).
8- البحار: ج 22، باب 37، ص 142
9- ام سلمة: هند ابن ابي أمية ابن المغيرة القرشي المخزومي، كانت قبل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عند ابي سلمه بن عبد الأسد المخزومي، اسلم قديماً وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، ولما جرح ابو سلمة في احد وتوفي سنة ثلاث من الهجرة تزوجها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وكانت مصبية، وتوفيت بعد قتل الحسين عليه السلام سنة احدى وستين. (عن معالم المدرستين ج 1).

البيت لكنك على خير)(1) فكانت هذه الاوسمة تخطيطاً منه صلى الله عليه و آله و سلم للمستقبل اذا انقلبت الأمة على الأعقاب وتاهت بها السبل في بحر الظلمات فسيكون هؤلاء أعمدة نور تضيء لطلاب الحقيقة الدرب وتدلّهم على شاطئ الايمان وقد أدّوا دورهم وقالوا كلمة الحق فثبتوها في لوح التاريخ(2) لو كان هناك من يسمع بينما لم نسمع منه صلى الله عليه و آله و سلم كلمة واحدة في اولئك الذين انحرفوا عن علي عليه السلام وخذلوه رغم ان منهم من كان له مواقف مشهورة كالزبير بن العوام(3) وسعد بن ابي وقاص(4).).

ص: 51


1- في الدر المنثور اخرج الطبراني عن ام سلمة: ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال لفاطمة: اتيني بزوجك وابنيه، فجاءت بهم، فالقى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عليهم كساءاً فدكياً، ثم وضع يده عليهم، ثم قال: اللهم ان هؤلاء أهل محمد - وفي لفظ آل محمد - فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل ابراهيم انك حميد مجيد، قال ام سلمة: فرفعت الكساء لادخل معهم، فجذبه من يدي وقال: انك على خير، ورواه في غاية المرام عن عبد الله ابن أحمد بن حنبل عن ابيه باسناده عن ام سلمة وفيه أخرج بن مردويه عن ام سلمة قالت: نزلت هذه الآية في النبي (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وفي البيت سبعة: جبريئيل، وميكائيل، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، وانا على باب البيت، قلت: يا رسول الله الست من أهل البيت؟ قال: انك على خير انك من ازواج النبي. (الميزان: ج 22، تفسير سورة الاحزاب، الآية 82-35).
2- راجع كتاب الاحتجاج للطبرسي. (المصنف)
3- الزبير ابن العوام: هو ابو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصي، امه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عمة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. (معالم المدرستين ج 1).
4- سعد بن ابي وقاص: ابو اسحاق سعد بن ابي وقاص، واسم ابي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهره بن كلاب القرشي، وكان سابع سبعة سبقوا إلى الاسلام، شهد بدر وما بعدها وهو أول من رمى بسهم في الاسلام، وكان رأس من فتح الطرق وكوّف الكوفة، ووليها لعمر وعينه في الستة اصحاب الشورى واعتزل الناس بعد مقتل عثمان، مات بمسكنه في العقيق في زمن معاوية وحمل إلى المدينة ودفن في البقيع. (عن معالم المدرستين ج 1).

الثالث: وضع ضوابط يُعرف بها المستحقون لهذا الامر وتمييزهم عمّن هم ليسوا اهلاً له والذين يستخدمون اساليب لم يقم عليها دليل شرعي من اجلها تثبيت استحقاقهم او تشويه صورة اهل الحق وازالتهم عن موقعهم كما كانوا يقولون (ان قريش نظرت فاختارت وانها أبت ان تجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم)(1) و (ان فلان - وهو الاول - اسنّ من عليّ)(2) و (ان علياً فيه دعابة)(3) والله تبارك وتعالى يخاطبهم (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(4) ويقول تعالى (وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(5) وقال تعالى (وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)(6) (لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)(7) فما قيمة رأي احد واختياره كائناً من كان بعد قضاء الله تبارك وتعالى واختياره (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللّهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَ لِلْكافِرِينَ عَذابٌ مُهِينٌ)(8) .

فبهذه المعايير والضوابط التي سنذكرها ان شاء الله تعالى تستطيع الامة ان تفرز هؤلاء المتطفلين مهما مارسوا من اساليب الخداع والتضليل، المتقمصين0.

ص: 52


1- ابن ابي الحديد: ص 107 من المجلد الثالث في شرح النهج، ابن الأثير: ص 24 ج 3 من كامله. (عن المراجعات: مراجعة 84). سيرة الأئمة: ج 1 ص 332 هاشم معروف الحسني.
2- الغدير: ج 2 ص 128
3- شرح النهج: ج 1 لابن ابي الحديد عن شيخه ابو عثمان في كتابه السفيانية، سيرة الأئمة: ج 1 ص 338
4- النساء: 65
5- الحشر: 7
6- القصص: 68
7- الاحزاب: 36
8- البقرة: 90.

لأمرها بغير حق، (فمنها) قوله تعالى (لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ)(1) والعهد هو الامامة لانها جاءت جواباً على سؤال ابراهيم عليه السلام بعد جعله اماماً قال:(وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي) وقد فُسّرت في الروايات الشريفة بمن سجد لصنم يوماً(2) ما فان من فعل ذلك سفيه ولا يكون السفيه امام التقي كما في الحديث(3) ويشهد له قوله تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(4) .

(ومنها) قوله تعالى (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا)(5) .

(ومنها) قوله صلى الله عليه و آله و سلم:

(لا يلي امر هذه الامة طليق).

(ومنها) قوله صلى الله عليه و آله و سلم:

(فاطمة بضعة مني يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها)(6).

وقال صلى الله عليه و آله و سلم:

(يا عمار تقتلك الفئة الباغية)(7).

(ومنها) حشده صلى الله عليه و آله و سلم المعادين لخط الامامة وفيهم شيوخ قريش في جيش اسامة ذي السبعة عشر ربيعاً ولعنه من تخلف عن جيش اسامة وامر بانفاذه 7

ص: 53


1- البقرة: 124
2- روى الفقيه ابن المغازي الشافعي مسنداً عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: انتهت الدعوة الي والى علي عليه السلام ولم يسجد احدنا لصنم فاتخذني نبياً واتخذ علي وصياً. (حق اليقين في معرفة أصول الدين - الحادي عشر من الآيات الدالة على امامة علي عليه السلام).
3- الكافي: كتاب الحجة، حديث 438، المجلد الثاني.
4- لقمان: 109.
5- الحديد: 10.
6- الامامة والسياسة لابن قتيبة: 14/1، اعلام النساء: 31/3 (عن نظريات الخليفتين ج 1).
7- الوسائل: ج 13، باب 13، ص 7

فوراً(1) وكان ذلك منه صلى الله عليه و آله و سلم لاخلاء الساحة من الذين لا ينصاعون لامامة امير المؤمنين عليه السلام وبملاحظة هذه المعايير والضوابط تكتشف كيف خطط رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لحصر الامر بعلي عليه السلام فبعض المتصدين ممن اغضب فاطمة عليها السلام وماتت وهي واجدة عليهم كما اشهدتهم صلوات الله عليها على ذلك فنالوا بذلك غضب الله تبارك وتعالى وهل يلي امر الامة احد من المغضوب عليهم ثم هم من الظالمين الذين سجدوا للاصنام ردحاً طويلاً من الزمن فلا ينالهم عهد الله تعالى فكيف يكون احدهم اماماً لمن كرم الله وجهه عن ذلك - كما يعترفون - وهم ايضاً ممن تخلفوا عن جيش اسامة فينالهم حكمه.

وبعضهم لم يقاتلوا لا قبل الفتح ولا بعده وهزائمهم في الحروب معروفة ومنهم من ولّى منهزماً في معركة احد لا يلوي على شيء ثلاثة ايام حتى بلغ تخوم الشام فقيل له ان الامر لا يستحق ذلك وقد عاد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم سالماً الى المدينة.

ومعاوية ومروان ممن اسلموا بل استسلموا بعد الفتح فلا يستوون مع من آمن وانفق من قبل الفتح وقاتل وهم من الطلقاء(2) فلا يحق لهم ولاية امر الامة. وهم من البغاة لانهم قتلوا عماراً في صفين فكيف يلي امر الامة باغٍ اثيم(3).

فلو كانت الامة واعية لتلمست طريقها بوضوح حيث لم يترك لها رسولم.

ص: 54


1- الشهرستاني في المقدمة الرابعة من كتاب الملل والنحل. (المراجعات: مراجعة 90، النص والاجتهاد - سرية جيش اسامة).
2- مستدرك نهج البلاغة: الباب الثاني، كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية وقوله... واعلم يا معاوية انك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا تعقد معهم الامامة...).
3- البحار: ج 36، باب 41، ص 327، النص والاجتهاد: المورد 95 حرب معاوية لعلي عليه السلام.

الله صلى الله عليه و آله و سلم عذراً فهل كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم عاطفياً وبدافع الحب لابنته حين قال هذا الكلام وهل سمعت باحد غيور يرتقي المنبر ويثني على مزايا ابنته؟! لا طبعاً خصوصاً في مثل رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الذي يصفه القرآن (وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى)(1) . وانما المسألة ابعد من ذلك انه يريد ان ينصب لهم ميزاناً يعرفون به الحق والباطل لو اختلطا عليهم وان كان الامر واضحاً لكن قلبه الكبير ورحمته ورأفته بالامة أبت الا ان يوالي الحجج على هذه الامة وينصب لها العلامات تلو العلامات حتى وهو على فراش المرض في رزية الخميس كما يسميها ابن عباس(2).

ولانه صلى الله عليه و آله و سلم كان يعلم ان اساليب التضليل كثيرة ووسائل الضغط قوية وشرسة، فالنص - وهو الشكل الاول من التخطيط - يُؤوَّل ويُحرَّف وهذه الثلة المخلصة - وهو الشكل الثاني - يُضيَّق عليها وتحبس انفاسها فابو ذر ينفى الى الربذة حتى يموت غريباً(3) وعمار وعبد الله بن مسعود(4) يداس بطنه وتوجئ عنقه وام ايمن امراة اعجمية لا تقبل لها شهادة(5) والحسن والحسين طفلاني.

ص: 55


1- النجم: 3-4
2- المراجعات: المراجعة 86
3- الوسائل: ج 22 باب 12 ص 395، معالم المدرستين ج 1 ص 459.
4- ابن مسعود: هو ابو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي، وامه ام عبد بنت عبد الهذلي، كان ابوه حليف بني زهره، اسلم عبد الله قديماً واجهر قديماً في مكة فضربوه حتى ادموه وهاجر إلى الحبشة والمدينة، شهد بدراً وما بعدها، وقطع عثمان عطاؤه سنتين لانكاره على الوليد ما ارتكبه زمان ولايته على الكوفة ومات سنة اثنتين وثلاثين. (اسد الغابة: 256/3-260، مستدرك الحاكم: 315/3، 320 وراجع احاديث عائشة 62-65) وابو مسعود الانصاري عقبة بن عمر البدري، اختلف في وفاته. (عن معالم المدرستين ج 2)، وحول مقتله راجع للتفصيل سيرة الأئمة ج 1 ص 370 وكذلك ضرب عمار بن ياسر.
5- البحار: ج 28، باب 4، ص 302، سيرة الأئمة: القسم الأول ص 118 لهاشم معروف الحسني.

صغيران(1) وعليّ يجر النار الى قرصه فلا تقبل له ولا لولديه

شهادة(2) ، والزهراء عليها السلام تتجرع الآلام غصة بعد غصة حتى لحقت بأبيها بعد ايام(3) وهكذا...، لذا كان الشكل الثالث من التخطيط ضرورياً ليكون شاهد عدل مدى الاجيال، تملأ افواه مزوري الحقائق بالتراب.

ولعلك تعجب مع وضوح هذا التخطيط وقوة الحجج المتوالية التي لم تنقطع حتى وفاته صلى الله عليه و آله و سلم واذا بالامر يزول عن مستقره ويتقمص الخلافة غير علي عليه السلام وهو يعلم ان محل ابن ابي طالب منها محل القطب من الرحى ينحدر منه السيل ولا يرقى اليه الطير(4).

وانه لعجيب فعلاً ولو لم يكن حقيقة ثابتة اجمع عليها المؤرخون لما صدّقنا به وقد اوجدت في عين امير المؤمنين قذى وفي الحلق شجى وفي القلوب جمرة لا تطفأ الى يوم القيامة حتى ينتصف المظلوم من الظالم، ونعم الحكم الله والخصم محمد صلى الله عليه و آله و سلم(5) ، يقول الامام الصادق عليه السلام بهذا الصدد:

(ان حقوق الناس تثبت بشهادة شخصين وقد انكر حق جدي امير المؤمنين وعليه سبعون الف0.

ص: 56


1- سيرة الأئمة: القسم الأول ص 119.
2- الوسائل: ج 28، باب 4، ص 302 - سيرة الأئمة: القسم الأول، ص 118
3- قال ابو الفرج الاصفهاني في مقاتل الطالبين ص 19: كان وفاة فاطمة الزهراء بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله و سلم بمدة يختلف في مبلغها، فالمكثر يقول ستة اشهر والمقل يقول اربعين يوماً الا ان الثابت في ذلك ما روي عن الامام ابي جعفر محمد بن علي الباقر انها توفيت بعده بثلاثة شهور. (نظريات الخليفتين، وفاة فاطمة ص 178).
4- من كلمات لأمير المؤمنين عليه السلام الخطبة الشقشقية في نهج البلاغة. (المصنف)
5- من خطبة الزهراء التي احتجت بها على الصحابة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم. (المصنف). راجع شرح النهج لابن ابي الحديد: ج 16 ص 210.

شاهد كانوا مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في غدير خم)(1).

وعلى اية حال فليست هذه الحالة فريدة في التاريخ بل هي تتكرر كلما تكررت ظروفها الموضوعية وما دامت النفس الامارة بالسوء الميالة لاتباع الهوى واشباع الشهوات والنزوع الى التسلط وحب الجاه وقد عشنا مثلها فالى الله المشتكى.

والذي اريده من هذا البيان ليس فقط ترسيخ هذه العقيدة والدفاع عنها وان كان هذا مطلباً مهما لكني بالاضافة اليه اقول ان العلماء وعلى رأسهم المرجعية الشريفة هم ورثة الانبياء(2) ليس فقط في الحقوق والامتيازات وانما في الوظائف والمسؤوليات والواجبات خصوصاً وقد امرنا بالتأسي برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بقوله تعالى (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً) /(3) .

ومن تمام التأسي والوراثة اعداد البديل بغض النظر عن كونه واحداً او اكثر وتربيته وتأهيله لهذا المنصب الالهي الشريف واي تقصير فيه غير مغتفر لا عند الله سبحانه ولا عند رسوله صلى الله عليه و آله و سلم ولا اوليائه العظام ولا عند المجتمع وبعد ان يطمأن الى اكمال اعداد البديل علمياً وفكرياً واخلاقياً وعقائدياً - وهي المقومات الاربعة لشخصية العالم الديني بل كل مسلم واعٍ مخلص - يجب ان يشير اليه صريحاً وهذا هو الشكل الاول من التخطيط.

واما الشكل الثاني فيؤدى بالاشادة بمجموعة من الفضلاء الورعين المخلصين من أهل الخبرة الذين يطمأن الى استقامتهم على الطريقة وانصافهم21

ص: 57


1- البحار: ج 37 باب 52 ص 158
2- الوسائل: ج 1 باب 1 القضاء صفات القاضي.
3- الاحزاب: 21

الحق ونزاهتهم في بيانه وبصيرتهم في الامور حتى يرشدوا المجتمع باخلاص وبلا لبس واجمال وغموض الى المرجع البديل.

واما الشكل الثالث ففيه صنفان من الضوابط والمعايير والشروط فمنها شروط ثابتة وهي الاجتهاد والعدالة وغيرها من المذكورات في الرسائل العلمية ومنها شروط متحركة بحسب الزمان والمكان والظروف الموضوعية التي تعيشها المرجعية الشريفة وهذه يجب طرحها بحسب الحاجة وفي وقتها المناسب. وهذا الكلام كله على نحو الاشارة والاجمال وللتفصيل محله المناسب.

هذا بالنسبة لتكليف المرجعية وفي مقابله توجد مسؤولية على الامة يجب ان تعيها وتؤديها وهي مطالبة المرجع بتعيين البديل فاذا عينه كان من واجبهم الالتفاف حوله والاشادة به ودلالة المجتمع عليه وقد تكاملت هذه التربية عند اصحاب الائمة عليهم السلام فكانوا يسألونهم (مَنْ الحجة بعدك)(1) و (الى من المفزع اذا حدث حادث)(2) وهكذا واذا ذهب امام فلم يكونوا يصدّقون كل من يدعي الامامة بل يجرون له الامتحانات التي لا ينجح فيها أي امام(3) كامتحانهم لجعفر اخ الامام العسكري عليه السلام الذي ادعى الامامة بعد اخيه عليه السلام.ف)

ص: 58


1- أصول الكافي: كتاب الحجة باب الاشارة والنص على الأئمة.
2- أصول الكافي: كتاب الحجة باب الاشارة والنص على الأئمة.
3- راجع كتاب اصول الكافي/كتاب الحجة. (المصنف)

ماذا خسرت الامة حينما ولت امرها من لا يستحق

ماذا خسرت الامة حينما ولت امرها من لا يستحق(1)

ص: 59


1- محاضرة القاها سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على حشد من فضلاء وطلبة الحوزة العلمية يوم 25 صفر 1423 هجرية في مسجد الرأس الشريف مجاور الصحن الحيدري المطهر.

ص: 60

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا ان هدانا الله، لقد جاءت رسل ربنا بالحق والحمد لله الذي جعلنا من الموفين بعهده وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة امره والقوّام بقسطه ولم يجعلنا من الجاحدين المكذبين بيوم الدين، وصلى الله على رسوله والائمة الميامين من آله وسلم تسليماً كثيراً.

كانت وفاة النبي صلى الله عليه و آله و سلم يوم الاثنين الثامن والعشرين من صفر على ما هو المشهور(1) فتكون رزية يوم الخميس كما سماه عبد الله بن عباس(2) يوم الرابع والعشرين من صفر أي في مثل يوم امس وكانت رزية حقاً اذا انقطع في ذلك اليوم آخر أمل لتمسك الامة بوصية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في الامام والخليفة من بعده واعلنوا معارضتهم الصريحة والواضحة لهذا التعيين لذلك قال صلى الله عليه و آله و سلم لاهل بيته:

(انتم المستضعفون بعدي)(3) واوصى امته بهم خيراً ولو كان يعلم ان الامر يؤول اليهم لما احتاج الى الوصية بهم وفي حديث للإمام الصادق عليه السلام يعبر فيه عن المه العميق من تضييع الأمة لبيعة يوم الغدير ولحق أمير المؤمنين فيقول:

(ان حق الرجل يثبت بشاهدين وقد أضيع حق جدي أمير المؤمنين وعليه05

ص: 61


1- منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل للشيخ عباس القمي ج 1 الفصل السابع، تاريخ الطبري المجلد الثاني ص 197، سيرة بن هشام ج 4 /اليوم الذي قبض الله تعالى فيه نبيه الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم.
2- راجع هامش رقم (2) ص 57، تاريخ الطبري المجلد الثاني السنة الحادية عشر.
3- منتهى الآمال ج 1 ص 205

سبعون ألف شاهد)(1) ، ولا أريد ان أناقش أسباب هذا التضييع وإهمال الأمة لهذا الحق الذي أخذه الله على كل المؤمنين فلهذه المناقشة محل آخر لكنني اعتقد ان أحد هذه الاسباب والذي لا زال في ذهن الناس مما يقلّل من خطورة هذا التضييع هو القصور في فهم النزاع فقد فهموه على انه نزاع بين شخصين هما علي بن ابي طالب عليه السلام ومن نازعه الامر فهم لا ينكرون فضل علي عليه السلام وسابقته وجهاده وعلمه وقربه من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وشجاعته وفنائه في الله لكنهم يرون ان المقابل ايضاً من السابقين إلى الاسلام وثاني اثنين اذ هما في الغار وصهر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وبدري واحدي بل حاولوا تلفيق بعض المناقب ليساووه بامير المؤمنين أو يقتربوا منه عليه السلام وازاء هذه المقارنة لم يجدوا المسألة مهمة بهذه الدرجة ولا تستحق ان ينشق المسلمون الى طائفتين عظيمتين ولا جدوى في البحث فيها فقد اكل عليها الدهر وشرب.

ولو فهموها بصورتها الصحيحة لغيروا عقيدتهم ولما وجدوا أي تردد في قبول المذهب الحق لان الخلاف ليس بين شخصين وانما بين مبدأين وخطين كان علي عليه السلام رمز الاول ومنافسه رمز الثاني:

الأول: مبدأ وخط رسمه الله تبارك وتعالى خالق السموات والارض العالم بخفيات الامور وبواطن النفوس وبما كان وسيكون واختاره للامة لتصل الى كمالها المنشود وبلّغه رسوله الكريم صلى الله عليه و آله و سلم في يوم الغدير يقف في اول الخط علي بن ابي طالب عليه السلام ومن بعده الحسنان سبطا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ومن بعده الائمة الطاهرون الذين اطبقت الامة على نزاهتهم وعلمهم وتمثيلهم الكامل للشريعة الالهية ومن بعدهم العلماء العارفون الاتقياء الصالحون حتى يرث الله58

ص: 62


1- البحار ج 37 باب 52 ص 158

الارض ومن عليها.

الثاني: خط يصنعه البشر باهوائهم واساليبهم الشيطانية من قهر واذلال أو اغراء بالمال أو ظلم وتعسف أو تضليل وتمويه وادعاءات باطلة وكان الآخر راس هذا الخط فقد اختارته قريش - كما يقول الخليفة الثاني - وليس الله الذي اختاره ويتتابع على هذا الخط معاوية الذي يقول: والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولتزكوا وانما لاتأمّر عليكم(1) ، ومن بعده يزيد شارب الخمر على منابر المسلمين والذي احرق الكعبة بالمنجنيق وقتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم(2) ومن بعده الاخرون الذين سفكوا الدماء وهتكوا الاعراض ونشروا الفساد وضلّوا واضلّوا (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها) /(3) وعندما تعرض المقارنة بهذا الشكل ولو استوعبها الصحابة والاجيال جميعاً بهذا الشكل لما ترددوا في الايمان بصحة الخط الاول على انهم غير معذورين من اول الامر لان القرآن صريح (وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ مَنْ يَعْصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)(4) وقال تعالى:(وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللّهِ وَ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ)(5) بل ان رسول68

ص: 63


1- منتهى الآمال: الفصل الثالث ص 435 عن البحار ج 44 ص 49.
2- تاريخ الطبري المجلد الثالث، سيرة الأئمة لهاشم معروف الحسني ج 2 منهى الآمال ج 1 الباب الخامس، معالم المدرستين ج 5 /يزيد في افعاله واقواله (روى صاحب الاغاني: ان يزيد بن معاوية اول من سن الملاهي في الاسلام من الخلفاء وآوى المغنين واضهر الفتك وشرب الخمر وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه...).
3- الأعراف: 38
4- الاحزاب: 36
5- القصص: 68

الله صلى الله عليه و آله و سلم نفسه لم يكن له هذا الحق حينما عرض عليه بنو عامر ان يسلموا مقابل ان يجعل لهم الامر من بعده فقال صلى الله عليه و آله و سلم:

(ليس الامر لي وانما هو بيد الله يختار له من يشاء)(1).

ومحل الشاهد اني اعتقد ان طرح الموضوع بهذا الشكل يكون اجدى واوضح ولكي نزيده وضوحاً نطرح سؤالاً وهو ماذا خسرت الامة بتضييعها وصية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في الخليفة من بعده؟ وماذا ترتب على هذا الاهمال من نتائج سلبية؟ وحينما اتناول هذا البحث فاني لا اريد فقط ان اناقشها كقضية تاريخية وان كانت من الاهمية بمكان لابتناء اصل من اصول الدين وهو اصل الامامة عليها ولكن الذي اريده هي الاستفادة من هذا الدرس واستخلاص العبرة لان الامامة بالحمل الاولي وان كانت مختصة بالاسماء المعينة الا انها بالحمل الشايع اعني النيابة العامة عن الامام وولاية امر المسلمين المتمثلة بالمرجعية الشريفة مستمرة الى ان يرث الارض ومن عليها الامام المنتظر عليه السلام فاذن يبقى باب هذه النتائج السلبية التي سنتعرض لها باذن الله تعالى مفتوحاً لها كلها أو بعضها كلما ولت الامة امرها الى من لا يستحق فيكون من الضروري الالتفات اليها فنعود الى اصل السؤال وهو ماذا خسرت الامة عندما ولت امرها غير صاحب الحق الشرعي وماذا ترتب على ذلك من نتائج سلبية:

النتيجة الأولى: تصدي اناس غير مؤهلين لامامة الامة فمن المعلوم ان اية رسالة واية ايديولوجية - بتعبير اليوم - لا بد ان يكون حاملها مستوعباً لها بشكل كامل فهماً وتطبيقاً بحيث تكون هذه العقيدة هي الموجهة له في كل سلوكه وتصرفاته وافكاره وعلاقاته ولم يكن القوم كذلك وانما هم اناسر.

ص: 64


1- السيرة النبوية: ج 2 /عرض الرسول نفسه على بني عامر.

عاديون كبقية افراد المجتمع ويوجد كثير غيرهم ممن استوعب الرسالة وجسدها في حياته خيراً منهم وقد كانوا يعترضون على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في حياته ويتمردون على اوامره(1)السيرة النبوية لابن هشام: ج 4 /امر الرسول بايفاد بعث اسامة.(2) حتى آخر حياته بتخلفهم عن جيش اسامة(2) وعدم تلبية امره صلى الله عليه و آله و سلم حينما طلب قرطاساً في رزية يوم الخميس(3). وكانت الجاهلية تعيش في نفوسهم حيث قضوا اكثر عمرهم فيها وقد كشف عن عدم اهليتهم جهلهم وتخبّطهم في الامور ويصف امير المؤمنين امرتهم المنحرفة في الخطبة الشقشقية (فواعجباً!! بينما هو يستقيلها في حياته اذ عقدها لآخر بعد وفاته - لشدَّ ما تشطر ضرعيها - فصيّرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها - أي تجرح جرحاً عظيماً - ويخشُنُ مسُّها ويكثر العثار فيها والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة ان اشنق لها خَرَم وان اسلس لها تقحَّم، فمني الناس لعمر الله بخَبَطٍ وشماس - وهو اباء الفرس عن ركوب ظهره - وتلون واعتراض - أي سير غير مستقيم)(4). حتى قال الثاني (كل الناس افقه من عمر حتى ربات الحجال)(5) بعد ان نهى عن زيادة المهر عن حد معين فاجابته امرأة: اما سمعت قوله تعالى (وَ آتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَ تَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً)(6) وقد أشكلت عليهم الكثير من المسائل حتى الاعتيادية منها التي كانت تكرر في حياة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كالصلاة على الجنائز ولما سئل الثاني0.

ص: 65


1- راجع هامش
2- ص 56، هامش (1) ص 57، هامش (1) ص 58
3- راجع هامش (2) ص 57
4- شرح النهج لابن ابي الحديد: ج 1 شرح الخطبة الشقشقية.
5- الغدير: المجلد الأول ص 182 والمجلد السادس ص 98
6- النساء: 20.

عن سبب قلة استفادتهم من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: الهانا الصفق بالاسواق(1)تاريخ الطبري: المجلد الثاني ج 3 السنة الحادية عشر، سيرة الأئمة الاثنى عشر: القسم الأول/مع النبي في ساعة الوداع.(2) ، وكانوا يشككون حتى بنبوة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وعصمته فيقول له احدهم وجهاً لوجه: (انت الذي تزعم انك رسول الله) أو يقولون عنه (ان الرجل ليهجر)(2).

في مقابل ذلك كان هناك شخص يعدّه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اعداداً خاصاً لكي يتسلم هذا الموقع ذاك هو علي بن ابي طالب عليه السلام فاستمع اليه يتحدث عن هذه التربية الخاصة (ولقد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وانا ولد يضمني الى صدره ويكنفني الى فراشه ويمسّني جسده ويشمُّني عَرفه وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلةً في فعل) الى ان قال عليه السلام

(ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به، ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فاراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وخديجة وانا ثالثهما ارى نور الوحي والرسالة واشم ريح النبوة، وقد سمعتُ رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه و آله و سلم فقلت يا رسول الله ما هذه الرنّة فقال: هذا الشيطان أيس من عبادته، انك تسمع ما اسمع وترى ما ارى الا انك لست بنبي ولكنك وزير وانك لعلى خير)(3) وفي نهاية خطبة مماثلة اخرى يسأل عليه السلام مستنكراً:

(فمن ذا احق به مني حياً وميتاً)(4).72

ص: 66


1- راجع هامش
2- ص 64
3- نهج البلاغة: شرح الشيخ محمد عبده ج 2 ص 157
4- نهج البلاغة: شرح الشيخ محمد عبده ج 2 ص 171-172

هكذا كان يتم تهيئة الامامة البديلة اما هؤلاء فلم يتلقوا شيئاً من ذلك لذا فقد افرز تصدي هؤلاء غير المؤهلين عدة آثار خطيرة:

1 - تشوّه صورة الاسلام نفسه لان كثير من الامم والشعوب دخلت الاسلام بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فهي لم تأخذه من مصدره وانما نقل لها عبر كلام وسلوك اصحابه ولما كان هؤلاء غير مؤهلين لتمثيل الاسلام بصورته النقية الكاملة ولم يعرف المسلمون الجدد غير هذه الصورة المعروضة امامهم فَتَبنّوها على انها الاسلام الحقيقي وتزايد هذا البعد عن الاسلام بمرور الزمن حتى صرت ترى اقواماً لا تفقه من الاسلام شيئاً غير الاسم وبعض الشكليات.

2 - تجرّي اعداء الاسلام خصوصاً اليهود عليه وما كانوا يستطيعون ان يظهروا شيئاً منه في عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لعدم وجود ثغرة يمكن ان يدخلوا منها اما وقد تصدى لهذا الموقع العظيم ناس غير مؤهلين لهذا الموقع ويمكن التغلب عليهم واحراجهم فمن السهولة اذن هز ثقة المسلمين بدينهم بتكرر الفشل من قادتهم وبالنتيجة تخليهم عن هذا الدين فلم يكن من الغريب حصول هذه الهجمة العنيفة من الامتحانات العسيرة والمتنوعة التي احرج بها اليهود الخليفة الاول والثاني وتزعزعت ثقة المسلمين وشعروا بالاحباط وكادوا يرتدون لولا وجود امير المؤمنين عليه السلام بالمرصاد الذي كان يجيبهم على كل اسئلتهم ويرد كيدهم الى نحورهم(1).

3 - انفتاح باب الطمع بهذا المنصب الشريف لكلّ محبي الرئاسات والجاه واتباع الهوى بعد ان اصبح نيله ليس بالاستحقاق وفق معايير الرسالة وانما هو لمن غلب وقهر ولو بالسيف حتى اصبح مستساغاً ان يولي معاوية ابنه يزيد9.

ص: 67


1- الغدير: المجلد السابع ص 177-179.

الفسق والفجور على رقاب المسلمين.

النتيجة الثانية: فتح باب الاجتهاد مقابل النص أي الحكم والتشريع بالاراء الشخصية خلافاً للنص الالهي الحكيم وهو يعني ان الانسان ينصب نفسه مشرعاً والهاً يطاع في مقابل الوهية الله تبارك وتعالى الذي هو وحده له حق التشريع والحاكمية وهو ما رفضه الله تبارك وتعالى رفضاً قاطعاً وجعل كل حكم وتشريع ليس مستنداً الى الشريعة المقدسة جاهلية فقال تعالى:(وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) وفي آية اخرى الظَّالِمُونَ وفي ثالثة الْفَاسِقُونَ)(1) وكان من شروط الايمان الكامل: التسليم والاذعان لحكم الله تعالى (فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(2) لكن القوم فتحوا باب الاجتهاد واسعاً ولم يكترثوا كثيراً للنص الشرعي لعدة اسباب:

1 - جهلهم وعدم اطلاعهم الكامل على احكام الشريعة فراحوا يستنبطون من انفسهم ما يسد نقصهم.

2 - لاجل المحافظة على الاغراض والمصالح التي ارادوها فلا بد من تعطيل النصوص التي تتعارض مع المنهج الذي اختطوه وتبرير الافعال المخالفة بصراحة لحكم الله تبارك وتعالى.

3 - تغييب الممثل الحقيقي واللسان الناطق بالشريعة.

وقد عطل هذا الاجتهاد الكثير من التشريعات التي كانت مصدر خير للامة وعلى رأسها الزواج المؤقت الذي قال عنه امير المؤمنين عليه السلام:

(لولا نهي فلان65

ص: 68


1- سورة المائدة: 44، 45، 47
2- النساء: 65

عن المتعة ما زنى إلا شقي)(1) وبالمقابل برّر هذا الاجتهاد أشنع المنكرات فمثل مالك بن نويرة(2) الذي شهد له رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالجنة يُقتل ويدخل خالد بزوجته في نفس الليلة ويأتي جواب الخلافة ببرود: تأول خالد فأخطأ(3). ويخرجون لقتال إمام زمانهم بكل المقاييس التي عندهم في معارك طاحنة في الجمل(4) وصفين(5) وكله اجتهاد يؤجرون عليه وان أخطأوا فلهم اجر واحد.

وقد تأصل هذا الاجتهاد فيما بعد وتعمق ووضعوا له اصول وقوانيين وأصبحت مذاهب في مقابل مذهب الحق.

النتيجة الثالثة: عرقلة تربية الأمة وتكاملها فقد شاءت الإرادة الالهية ان ينقذ البشرية بهذه الرسالة المباركة من حضيض الجاهلية التعبة إلى سمو التوحيد وطهارة الايمان وسعادة الدارين وقد قدر لهذه المسيرة ان تتكامل لتنشأ امة متكاملة على يد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم والائمة المعصومين من آله لكن ابعاد الائمة عليهم السلام عن موقع قيادة المجتمع ادى إلى عرقلة هذه المسيرة وبطئها من عدة جهات:در

ص: 69


1- معالم المدرستين: ج 2 /نكاح المتعة في السنة ص 327
2- مالك بن نويرة الحنفي اليربوعي من ارادف الملوك ومن شجعان عصره وفصحائهم وكان من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ومن خلص اصحاب امير المؤمنين عليه السلام.
3- لما رجع خالد بن الوليد دخل المسجد وعليه ثياب قد صديت من الحديد وفي عمامته ثلاثة اسهم، فلما رآه عمر قال: ارياءاً يا عدو الله عدوت على رجل من المسلمين ونكحت امرأته اما والله لو امكنني الله منك لارجمنك، ثم تناول الاسهم من عمامته فكسرها وخالد ساكت لا يرد عليه ضناً ان ذلك من امر ابي بكر، فلما دخل على ابي بكر وحدثه صدقه فيما حكاه وقبل عذره، فكان عمر يحرض ابي بكر على خالد ويشير اليه بان يقتص منه بدم مالك، فقال ابو بكر ايهاً يا عمر ما هو اول خطأ خالد فارفع لسانك عنه.
4- تاريخ الطبري المجلد الثالث الجزء الخامس. تاريخ الطبري المجلد الثالث الجزء الخامس.
5- نفس المصدر

1 - ان من العناصر المهمة في التربية هو القدوة والاسوة الحسنة على تعبير القرآن لانه يمثل التطبيق للافكار التربوية فاذا غاب القدوة أو كان القدوة منحرفاً فلا ينفع الكلام مهما كثر ويبقى مجرد حبر على ورق والقوم لم يكونوا يمثلون قدوة حسنة ولم يستطيعوا عكس صورة نقية للسلوك الاسلامي بل انه على مرور الايام كان النموذج المعروض مناقضاً تماماً لتعاليم الاسلام فكيف نتوقع منه ان يربي الامة ويقودها نحو التكامل ففي حين يبقى في اخلاق الاسلام (لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى) يجد في التعامل تفضيل العرب على غيرهم الذي يسمونهم الموالي ويعتبرونهم مواطنين من الدرجة الثانية وبينما يقرأ في القرآن (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(1) يجد الخلافة تتبع اهل بيت النبي صلى الله عليه و آله و سلم تحت كل حجر ومدر قتلاً وتشريداً وسجناً، وبينما يقرأ حرمة شرب الخمر في القرآن يجد الخليفة يشربه على منابر المسلمين ويتقيأه في محاربهم.

2 - فرص الانحراف الكثيرة التي توفرت للناس في ظل الخلافة المنحرفة والنفس بطبيعتها ميالة للشهوات مع غياب الرادع الذي يحصّن الامة من الانحراف وهم الذين عناهم الله تعالى:(وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(2) وقد بدأت هذه النفوس الامارة بالسوء تظهر في ايام الخلافة الاولى في وقت مبكر وبدأت الدنيا تنمو في قلوبهم واصبحت هذه الامتيازات والمصالح واقعاً ثابتاً لا يرضون بتغييره بحيث ان عبد الرحمن بن عوف الذي جُعل حكماً في امر تعيين الخليفة من04

ص: 70


1- الشورى: 23
2- آل عمران: 104

بين الستة اهل الشورى يشترط على علي عليه السلام ان يبايعه بشرط ان يعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه و آله و سلم وسيرة الشيخين(1) ، فما هي سيرة الشيخين التي يضمها عبد الرحمن إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم؟ انها هذه الامتيازات الطبقية وهذه الدنيا المحضة التي وفرتها لهم الخلافة الاولى بحيث ان عبد الرحمن هذا وامثاله تركوا من الذهب ما يُكسر بالفؤوس - حسب ما ينقل التاريخ - ولم يكن امير المؤمنين عليه السلام ليوافق على هذا الشرط فيكون منه امضاءاً واعترافاً بهذه السيرة لان هذه السيرة ان كانت موافقة للكتاب والسنة فلا داعي لذكرها وان كانت مخالفة فارم بها عرض الجدار، فما الوجه لضمها إلى اصلي التشريع.

3 - الصورة المشوهة للشريعة التي كانت معروضة للامة من خلال العلماء والرواة المتزلفين للخلفاء والطامعين بما في ايديهم فكيف نتوقع من شخص لم يشاهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ولم يطلع على مواقف علي عليه السلام مباشرة ان يوالي علياً ويتبعه وهو يسمع صحابياً يروي ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: ان الاية الشريفة:(وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ يُشْهِدُ اللّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ وَ إِذا تَوَلّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ) نزلت في علي بن ابي طالب.

فلا نتوقع من اغلب المسلمين في الارض الا ان يحملوا هذه الصورة المشوهة للاسلام لانهم لم يسمعوا غيرها ولم يشاهدوا غيرها فكان طبيعياً ان يعتقدوا جازمين ان هذا هو الاسلام.

ومن هنا اقتضت الحكمة الالهية ان تغيب الامام الثاني عشر عليه السلام هذه المدة54

ص: 71


1- راجع هامش (4) ص 54

الطويلة إلى ان يأذن الله تعالى له بالظهور كل ذلك لتستمر تربية الامة مدة اطول ولتمر بتجارب وابتلاءات وتمحيصات اكثر حتى تصل إلى مستوى النضج والكمال المطلوب الذي يؤهلها لمواصلة مسيرة الكمال مع الامام المهدي عليه السلام بينما لو قدر لهذه الامة ان تتربى في احضان الائمة المعصومين عليهم السلام لوصلت إلى درجة الكمال قبل هذا التاريخ بكثير.

النتيجة الرابعة: تمزق الامة وتشتتها وتفرقها شيعاً واحزاب (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(1) وهذه نتيجة طبيعية للابتعاد عن الامامة الحقيقية لان سر تشريع الامامة هو تحصين الامة من التمزق والانحراف كما قالت الزهراء عليها السلام في خطبتها الشهيرة بعد وفاة ابيها صلى الله عليه و آله و سلم:

(وجعل امامتنا نظاماً للملة)(2) أي تنتظم بها امورهم وتستقر وقال تعالى:(وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) (فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ)(3) وحبل الله الممدود من السماء إلى الارض هما الثقلان كتاب الله وعترة رسوله صلى الله عليه و آله و سلم - كما بينت في شكوى القرآن(4) - مضافاً إلى ان هذا الموقع بعد ان خرج عن مستقره وابعد عنه اهله اصبح مطمعاً لكل حالم به وشهوة التسلط اقوى الشهوات وفيها استجابة للانانية واستكبار النفس فمن الطبيعي ايضاً ان تكثر الصراعات حول هذا المنصب وتداس في خضم هذا الصراع كل القيم والاخلاق وتكفي وقفة تأمل واستطلاع بسيط للتاريخ لنقرأ بكل اسف والم يفتت القلوب الماسي التي جرها التنازع على السلطان والخسائر الفادحة في الانفس والاعراض والاموال التي هدرت في هذا14

ص: 72


1- المؤمنون: 53، الروم: 23
2- البحار: ج 6 باب 23 ص 315
3- آل عمران: 103، الانفال: 46
4- شكوى القرآن: ص 14

الصراع فمن الذي يتحمل هذه المسؤولية ومن الذي فتح هذا الباب على المسلمين وماذا يجني من يحدث هذا الفتق في امة الاسلام وخير معبر عن هذه الالام وهذه الخسائر احد الادعية الواردة في لعن اعداء آل محمد صلى الله عليه و آله و سلم والبراءة منهم إلى ان يقول:

(اللهم العنهم بعدد كل منكر آتوه وحق اخفوه ومنبر علوه ومؤمن ارجوه ومنافق ولّوه وولي آذوه وطريد آووه وصادق طردوه وكافر نصروه وامام قهروه وفرض غيروه واثر انكروه وشر آثروه ودم اراقوه وخير بدلوه وكفر نصبوه وارث غصبوه وفيئ اقتطعوه وسحت اكلوه وخمس استحلوه وباطل اسسوه وجور بسطوه ونفاق اسروه وغدر اضمروه وظلم نشروه ووعد اخلفوه وامان خانوه وعهد نقضوه وحلال حرموه وحرام احلوه وبطن فتقوه وجنين اسقطوه وضلع دقوه وصك مزقوه وشمل بددوه وعزيز اذلوه وذليل اعزوه وحق منعوه وكذب دلسوه وحكم قلبوه، اللهم العنهم بكل آية حرفوها وفريضة تركوها وسنة غيروها ورسوم منعوها واحكام عطلوها وبيعة نكثوها ودعوة ابطلوها وبينةٍ انكروها وحيلة احدثوها وخيانة اوردوها وعقبة ارتقوها وشهادات كتموها ووصية صنعوها)(1).

ولو شئنا لذكرنا أمثلة وشواهد على كل فقرة لكنها مما لا تخفى على المطلع على التاريخ فأي قلب لا يذوب أسىً على ما سببه ذلك التضييع للحق الصريح.

النتيجة الخامسة: عزل الدين عن إدارة الحياة بكل أبعادها وتفاصيلها واقتصاره على الطقوس التعبدية والشؤون الفردية فقط فان القوم وان استطاعوا بالترغيب والترهيب ان يسلبوا السلطة الدنيوية من الامام عليه السلام الا انهم لا61

ص: 73


1- البحار: ج 82 ص 261

يستطيعون باي حال من الاحوال ان يسلبوا مكانته من القلوب وهيبته في النفوس ورجوع الناس اليه في شؤونهم الدينية هذا الانفصال الذي عبر عنه هرون الرشيد - كما يسمونه - لولده المأمون حينما استغرب من تكريمه للامام الكاظم عليه السلام بما لا نظير له فقال: (ويلك هذا امام القلوب وانا إمام الأبدان)(1) والإمام وان سكت عن المطالبة بحقه في السلطة الدنيوية من اجل حفظ الاسلام وكيان المسلمين الا انه لا يمكنه باي حال من الاحوال التنازل لهم عن الامامة الدينية أو الاعتراف بهم وامضاؤهم كممثلين لهذه السلطة فان في ذلك خيانة لله ولرسوله وللاسلام على ان هذا الحق لا يتصور التنازل عنه فانه ليس امتيازاً أو موقعاً حتى يتخلى عنه، بل قدرة وقابلية على تلبية احتياجات الامة فكل من كان قادراً على ذلك ووجدت الامة حاجتها وآمالها وطموحاتها عنده اصبح اماماً وهكذا كان علي عليه السلام فما سمعنا انه احتاج إلى احد في شيء بل على العكس كانوا يرجعون اليهم في مسائلهم ومشاكلهم وقراراتهم حتى اشتهر قول الثاني: (لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها ابو الحسن)(2). ولذا استدل بعضهم على امامة امير المؤمنين باحتياج الناس اليه واستغنائه عن الناس(3).

وهذا الفصل بين السلطتين ترسخ وتعمق وانعكس على الدين نفسه فاصبح مرتكزاً في الاذهان ان ادارة شؤون الحياة ليس من شؤون الامامة الدينية وان دورها يقتصر على العبادات وبعض الاحكام الشخصية والتقوا بذلك مع نظرة الجاهلية (ما لله لله وما لقيصر لقيصر) وهذا هو الشرك بعينه فان الملك كله لله0.

ص: 74


1- سيرة الأئمة الاثني عشر القسم الثاني: ص 390.
2- سيرة الأئمة الاثنى عشر: القسم الأول ص 304
3- راجع هامش (2) ص 60.

وحده والحكم كله لله وحده وما من واقعة الا ولله فيها حكم، اترى ان الشريعة التي لم تغفل عن تنظيم ابسط التصرفات الحياتية كالتخلي والنوم والاكل والجماع ووضعت لها احكاماً وآداب فهل تغفل عن وضع انظمة وقوانين تنظم حياة المجتمع من جميع الجهات؟ وهذه حقيقة دامغة لا تقبل الشك الا انهم لا يذعنون لها لعدة امور:

1 - ان الشريعة لا تنسجم مع اهوائهم وانانيتهم وحبهم للاستئثار بالفيء وسائر الامتيازات وتتعامل مع الجميع على حد سواء.

2 - ان تحكيم الشريعة فيه اظهار لجهلهم وقصورهم وتقصيرهم وهو ما تأباه نفوسهم الامارة بالسوء.

3 - ان ذلك ايضاً يعني احتياجهم للامامة الدينية وبالتالي يعني تفوق اولئك عليهم واستحقاقهم لهذا الموقع بدلاً عنهم.

النتيجة السادسة: حدوث الانفصال بين الامة والخلافة لان الامر لم يعد في نظر المتصدين امر اصلاح وهداية وتكميل النفوس ونيل رضا الله تبارك وتعالى حتى تتعلق بهم الامة وتهفوا اليهم القلوب، بل زعامة وملك ومصالح واستئثار واستعلاء وقد عبر عنه القوم من اول يوم وهم بعد في السقيفة فكان لسانهم: انما السلطان سلطان قريش فلا ينازعنا فيه احد(1) وكانت المسألة اوضح بالنسبة للاقوام الاخرى التي دخلت الاسلام وقد اشعروهم بان الخلافة ملك للعرب فاذا كان ملكاً عضوضاً وهم المستفيدون منه فما الذي يشد الامة اليهم وما الذي يحثهم عن الدفاع عنهم وما هي العلقة التي تربطهم بهم؟ بل على العكس سادت روح الكراهية والحقد والانتقام كما حصل لابي لؤلؤة الفارسية.

ص: 75


1- سيرة الأئمة: القسم الأول، السقيفة.

غلام المغيرة بن شعبة الذي سأم من كثرة التعيير لقومه الفرس والاستهزاء بهم فثار لعنصريته ولعصبيته الجاهلية(1).

وبالمقابل كان هناك علي عليه السلام وبنوه الذين ملكوا القلوب فاستجاب الله تعالى بهم دعوة جدهم ابراهيم (فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم)(2) والذي لم تستطيع الخلافة بكل جبروتها ان تنتزعه منهم، وقضية هشام بن عبد الملك واضحة في اذهانكم عندما عجز عن الوصول إلى الحجر لازدحام الناس فتنحى إلى زاوية في البيت الحرام وما ان قدم الامام السجاد عليه السلام حتى انفرج عنه الناس سماطين فمشى بكل وقار وهيبة حتى وصل إلى الحجر الاسود وهشام ينظر(3) 1). وكان امير المؤمنين عليه السلام رغم تواضعه بين اصحابه حتى

ص: 76


1- تاريخ الطبري المجلد الثالث الجزء الخامس.
2- ابراهيم: 37
3- جاء في رواية السبكي في طبقات الشافعية ان هشام بن عبد الملك حج في بعض السنين فطاف حول البيت وحاول ان يلمس الحجر الأسود فلم يجد لذلك سبيلا من كثرة الزحام فوضع له من كان معه كرسياً في ناحية من نواحي الحرم وجلس عليه ينتظر ان يخف الزحام عن الحجر ليلمسه ووقف حوله أهل الشام، وفي ما هو ينظر إلى الناس اذ اقبل الامام زين العبادين وكان من احسن الناس وجهاً واطيبهم ارجا على حد تعبير الراوي فطاف في البيت فلما بلغ الحجر انفرج له الناس عنه ووقفوا له اجلالاً وتعظيماً حتى اذا استلم الحجر وقبله والناس وقف ينظرون اليه وكأنما على رؤوسهم الطير فلما مضى عنه عادوا إلى طوافهم، هذا وهشام بن عبد الملك ومن معه من أهل الشام يرون كل ذلك ونفس هشام يعبث فيها الحقد والحسد، اما من كان معه من وجه الشام فكانوا لا يعرفون الرجل الذي هابه الناس وافرجوا له عن الحجر، والخليفة حاول هو وجنده ان يجدوا ممراً إلى الحجر فلم تجدهم المحاولة، فالتفت احدهم إلى هشام بن عبد الملك وسأله: من هذا الذي هابه الناس هذه المهابة؟ فقال: لا اعرفه. مخافة ان يرغب فيه أهل الشام، وكان الفرزدق الشاعر حاضراً فقال: انا اعرفه، فقال الشامي: من هو يا ابا فراس؟ فقال الفرزدق: هذا علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، ومضى على البديهة في وسط تلك الجموع المحتشدة يقول: هذا الذي تعرف البطحاء وطأتهوالبيت يعرفه والحل والحرم هذا بن خير عباد الله كلهمهذا التقي النقي الطاهر العلم هذا ابن فاطمة ان كنت جاهلهبجده انبياء الله قد ختموا من جده دان فضل الانبياء لهوفضل امته دانت له الامم فليس قولك من هذا بضائرهالعرب تعرف من انكرت والعجم الله شرفه قدماً وفضلهجرى بذلك له في لوحه القلم مشتقة من رسول الله نبعتهطابت عناصره والخيم والشيم ينشق ثوب الدجى عن نور غرّتهكالشمس ينجاب عن اشراقها القتم اذا رأته قريش قال قائلهاإلى مكارم هذا ينتهي الكرم يغضي حياءاً ويغضى من مهابتهفما يكلم الا حين يبتسم يكاد يمسكه عرفان راحتهركن الحطيم اذا ما جاء يستلم كلتا يديه غياث عم نفعهمايستو كفان ولا يعروهما العدم سهل الخليقة لا تخشى بوادرهيزينه اثنان حسن الخلق والكرم حمال اثقال اقوام اذا فدحواحلو الشمائل تحلو عنده نعم لا يخلف الوعد ميمون نقيبتهرحب الفناء اريب حين يعتزم عم البرية بالاحسان فانقشعتعنها الغيابة والاملاق والعدم ينمى إلى ذروة العز التي قصرتعن نيلها عرب الاسلام والعجم من معشر حبهم دين وبغضهمكفر وقربهم منجى ومعتصم ان عد اهل التقى كانوا ائمتهمأو قيل من خير اهل الارض قيل هم لا يستطيع جواد بعد غايتهمولا يدانيهم قوم وان كرموا هم الغيوث اذا ما ازمت ازمتوالاسد اسد الشرى والبأس محتدم لا يقبض العسر بسطاً من اكفهمسيان ذلك ان اثروا وان عدموا يستدفع السوء والبلوى بحبهمويسترّب به الاحسان والنعم مقدم بعد ذكر الله ذكرهمفي كل بدء ومختوم به الكلم يأبى لهم ان يحل الذم ساحتهمخيم كريم وايد بالندى هضم أي الخلائق ليست في رقابهمللأولية هذا اوله نعم من يعرف الله يعرف اولية ذافالدين من بيت هذا ناله الأمم

ص: 77

كأنه احدهم الا ان له هيبة عظيمة في نفوسهم كما وصفه ضرار بن حمزة لمعاوية(1). وذاب اصحابهم في حبهم قربة إلى تعالى ووفاء لجدهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم وعرفاناً لحقهم عليهم وتحملوا في سبيل ذلك ما تقشعر منه الابدان فهذا ميثم بن يحيى التمار تقطع يداه ورجلاه ويصلب على جذع نخلة فيطلب من الناس الاجتماع حتى يحدثهم بفضائل امير المؤمنين عليه السلام فلم يمهله الفسقة حتى قطعوا لسانه(2) ، وهذا حجر بن عدي يؤخذ مقيداً إلى الشام ويحفر لهم.

ص: 78


1- نقل الرواة عن ضرار بن حمزة انه دخل على معاوية يوماً فقال له يا ضرار صف لي علياً، فقال له: اعفني يا معاوية، فقال له: لا اعفيك، فقال له ضرار: اما اذا كان لا بد من ذلك، فقد كان والله بعيد المدى شديد القوى... إلى ان قال... ونحن والله مع قربه منا ودنوه الينا لا نكلمه هيبة له ولا نبتدئه لعظمه في نفوسنا...
2- لما فرغ ميثم التمار من الحج توجه إلى الكوفة وكان يقول لعريف الكوفة قبل خروجه إلى مكة: يا فلان كأني بك وقد دعاك دعيّ بني امية ابن دعيها فيطلبني منك اياماً، فاذا قدمت عليك ذهبت بي اليه حتى يقتلني على باب عمرو بن حريث، فلما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة ارسل إلى العريف وسأله عن احوال ميثم، قال له: قد ذهب إلى الحج، فقال له: والله لئن لم تاتني به قتلتك، فاجله اجلاً وخرج العريف إلى القادسية ينتظر قدومه، فلما قدم اخذه إلى بن زياد فقيل له: هذا كان من آثر الناس عند علي عليه السلام، قال: ويحكم هذا الاعجمي؟ قيل له: نعم، قال له عبيد الله: اين ربك؟ قال: بالمرصاد لكل ظالم وانت احد الظلمة، فقال له بن زياد: اتجرأ ان تتكلم هكذا؟ تبرأ من ابي تراب، قال: لا اعرف ابا تراب، قال: تبرأ من علي بن ابي طالب، فقال له: فان انا لم افعل؟ قال: اذاً والله لاقتلك، قال: لقد اخبرني مولاي انك ستقتلني مع تسعة اخر على باب عمرو بن حريث، قال ابن زياد: لنخالفنه كي يظهر كذبه، قال ميثم: كيف تخالفه، فو الله ما اخبر الا عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن جبرئيل عن الله تعالى، فكيف تخالف هؤلاء؟ ولقد عرفت الموضع الذي اصلب فيه واين هو من الكوفة وانا اول خلق الله الجم في الاسلام، فحبسه وحبس المختار معه، فقال له ميثم: انك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السلام فتقتل هذا الذي يقتلنا، فلما دعى عبيد الله بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد يأمره بتخلية سبيله فخلاه وأمر بميثم ان يصلب، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث، قال عمرو: قد كان والله يقول اني مجاورك، فأمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشه وتجميره، فجعل ميثم يحدث بفضائل أهل البيت عليهم السلام ومثالب بني أمية وما سيصيبهم من القتل والانقراض، فقيل لابن زياد قد فضحكم هذا العبد، فقال: الجموه، فالجموه كي لا يتكلم فجاءه في اليوم الثالث لعين بيده حربتين وهو يقول: اما والله لقد كنت ما علمتك الا قواماً صواماً، ثم طعنه في خاصرته فاجافه ثم انبعث منخراه دماً في آخر النهار فخضب لحيته بالدماء وذهب طائر روحه إلى رياض الجنة وقد استشهد قبل قدوم الامام الحسين عليه السلام إلى العراق بعشرة ايام.

القبر ويفرش له النطع ويؤمر بسب امير المؤمنين والا فالقتل ومعه ابنه فيختار ولاية امير المؤمنين عليه السلام ويقدم ابنه ليحتسبه عند الله تبارك وتعالى ولئلا يعظم على الابن قتل ابيه فيتراجع ثم قدم فقتل صابراً محتسباً(1) ، وهذا عمار بن ياسر(2) يقاتل في صفين على كبر سنه ويقول: (والله لو ضربونا باسيافهم حتى ابلغونا سعفات هجر لعلمنا اننا على الحق وانهم على الباطل)(3) ، وأصحاب47

ص: 79


1- حجر بن عدي الكندي الكوفي من اصحاب امير المؤمنين ومن الابدال كان اميراً على بني كنده من قبل امير المؤمنين عليه السلام في معركة صفين وكان أمير الجيش يوم النهروان، قال الحسن بن داود: حجر بن عدي من عظماء اصحابه امره محمد بن يوسف - احد امراء معاوية - ان يلعن علياً عليه السلام فقال: ان الأمير قد امرني ان العن علياً فالعنه لعنه الله، وقد استشهد حجر وجمع من اصحابه بسعاية زياد بن ابيه وبحكم معاوية بن ابي سفيان سنة احدى وخمسين للهجرة.
2- راجع هامش (1) ص 70.
3- لما تقدم أمير المؤمنين عليه السلام ومعه من بقيّ حياً من المهاجرين والانصار يتقدمهم عمار بن ياسر وصحابة الرسول الابرار نحو أهل الشام وعمار ينادي بصوت يسمعه أهل الشام: (والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا اننا على الحق وانهم على الباطل)، ومضى يستقبل الطعن والضرب بصدره ونحره، ثم يقف بين الصفين ويرفع كلتا يديه ويقول: (اللهم لا اعلم عملاً ارضا اليك من جهاد هؤلاء القوم، ولو كنت اعلم عملاً احب اليك من جهادهم لفعلته). سيرة الأئمة: القسم الأول ص 47

الحسين عليه السلام وما ادراك ما اصحاب الحسين عليه السلام الذين لم ير لهم نظير في الولاء والصدق والاخلاص والتضحية يقدم احدهم على الموت وهو مبتسم فيقال له ما عهدناك هازلاً قبل اليوم؛ قال: وكيف لا ابتسم وما بيني وبين معانقة الحور العين الا ان يميل عليَّ هؤلاء باسيافهم فالتحق بالاحبة محمد وصحبه(1).

النتيجة السابعة: تأخر ركب الحضارة الانسانية بحيث احتجنا إلى اربعة عشر قرناً لكي نصنع الطائرة والكومبيوتر ونغزو الفضاء وكان يمكن لهذه الامور وغيرها مما لم يصل اليه العقل الانساني إلى الان ان تتحقق قبل مدة طويلة لان اليد الالهية واضحة التأثير في قيادة ركب الحضارة البشرية بفضل ما بثه الانبياء والائمة عليهم السلام من علوم أو من خلال الالهام والايحاء ولولا الرعاية الالهية لما استطاع الانسان ان يهتدي إلى ابسط الامور حتى دفن موتاه في التراب لا يعرفه حتى بعث الله له غراباً يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوأة اخيه(2) وان القرآن الكريم ليضم اسرار ومفاتيح العلوم كلها فيه (تِبْياناً-3

ص: 80


1- برير بن خضير الهمداني كان زاهداً عابداً سيد القراء ومن اشراف الكوفة. منتهى الآمال: ج 1 /ليلة العاشر من محرم. ونفس الموقف لحبيب بن مظاهر رحمة الله عليه.
2- اشارة إلى قصة ابني آدم عليه السلام هابيل وقابيل، وذلك عندما قتل قابيل هابيل ولم يكن يعرف عملية الدفن لولا ان بعث الله غراباً يبحث في الأرض فعرف قابيل ذلك. (وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَ إِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النّارِ وَ ذلِكَ جَزاءُ الظّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قالَ يا وَيْلَتى أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النّادِمِينَ) صدق الله العلي العظيم المائدة: 27-3

لِكُلِّ شَيْءٍ)(1) فيشير إلى غزو الفضاء بالوسائل العلمية (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطانٍ)(2) وهو سلطان العلم والتكنولوجيا كل هذه الاسرار ومفاتيح العلوم كانت عند امير المؤمنين عليه السلام علمه اياه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم

(علمني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الف باب من العلم ينفتح لي من كل باب الف باب من العلم)(3) وان شئت الاطلاع على ما كان يمكن ان يقدمه على وبنوه عليهم السلام ليقدموا ركب الحضارة الانسانية وليوفروا لها السعادة والحياة الطيبة فراجع عدة كتب الفت في هذا المجال ولم يكن يحتاج إلى تطبيق معادلات وقوانين احتمالية أو يخوض تجارب طويلة حتى يصل الحقيقة بل كانت الحقائق العلمية كلها حاضرة في ذهنه يراها بالبصيرة والوجدان رأي العين فحفر الكثير من الابار والعيون واوقفها للمسلمين في وقت كان الاخرون يعجزون عن التعرف على مواقع وجود الماء فاين علم الجولوجيا من هذه المعرفة الدقيقة بطبقات الارض وما تحتها من كنوز ومعادن وكان يقول: (لو شئت لاتخذت لكم من هذا الماء نوراً) يقصد توليدم.

ص: 81


1- النحل: 89.
2- الرحمن: 33
3- منتهى الآمال: ج 1 في علم أمير المؤمنين عليه السلام. في تفسير الرازي وكنز العمال قال علي عليه السلام: علمني رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الف باب من العلم وتشعب لي من كل باب الف باب، الرازي في تفسير الآية (إِنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ...) وكنز العمال 39/6 عن معالم المدرستين: ج 1 ص 506 /حامل علوم الرسول صلى الله عليه و آله و سلم.

الطاقة الكهربائية من شلالات الماء، وغيرها الكثير في مختلف حقول العلم والمعرفة ثم جاء اولاده من بعده ليبثوا ما تسمح به الحال من علوم الكمياء والرياضيات والفلك والفيزياء والنبات والحيوان وغيرها.

فان قلت: اذن ما الذي حبسهم عن اعطاء هذه العلوم التي يحملونها إلى البشرية وهي مسألة لا تتعلق بتسلمهم موقع القيادة والامامة وعدمها.

قلت: ان التقدم المادي مرتبط تماماً بالتكامل الروحي من خلال البناء الصحيح للعقيدة ولا بد ان يتقدما معاً وان الاول بدون الثاني يصبح وبالاً على البشرية ويقودها نحو الدمار كالذي نشاهده اليوم ممن يسمون انفسهم بالقوى العظمى والدول الكبرى ولما كانت البشرية قد تخلفت وتدنت في الجانب الثاني وهو العقائدي والاخلاقي فلا يمكن اعطاءها من الجانب الاول الا بالمقدار الذي لا يكون خطراً عليها هكذا اقتضت الارادة الالهية ان يلهم الانسان بعض الافكار التي طورت حضارة البشر ودلته على اكتشافات وحقائق علمية مهمة في اوقاتها المناسبة وبالشكل الذي يحفظ توازن المجتمع الانساني (إِنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ)(1) ولو كانت مستحقة للمزيد بالتزامها بخط الخلافة الالهية لما بخل عليها الله تبارك وتعالى بالعطاء فلا يغتر الانسان ويظن انه هو الذي يحقق ذلك بل هو من الهام الله تبارك وتعالى وايحائه وللعلماء والمكتشفين كلمات تدل على ذلك ولو خليّ إلى نفسه لما عرف كيف يتخلص من موتاه بالدفن حتى علمه الغراب - كما ذكرنا -.

هذه بعض النتائج التي افرزها عدم التزام الامة بحديث الغدير واذا كانت الامور تعرف باضدادها كما قالوا فيمكن ان نعرف سمو المعاني والاثار التي9.

ص: 82


1- القمر: 49.

نالها الملتزمون بولاية امير المؤمنين عليه السلام فحق لهم ان يحتفلوا بهذا العيد الاغر اعظم عيد في الاسلام،

سئل الامام الصادق عليه السلام: هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والاضحى والفطر؟ قال: نعم، اعظمها حرمة، قال الراوي واي عيد هو؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم امير المؤمنين عليه السلام وقال: من كنت من مولاه فعلي مولاه)(1) وفي حديث ابي نصر عن الرضا (صلوات الله عليه) قال:

(يا ابن ابي نصر اينما كنت فاحضر يوم الغدير عند امير المؤمنين عليه السلام فان الله تبارك وتعالى يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما اعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر، ولدرهم فيه بالف درهم لاخوانك العارفين. وافضل على اخوانك في هذا اليوم، وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات)(2).

ونحن كما تعودنا في مثل هذه الكلمات لا نستهدف فقط تثبيت العقيدة وترسيخها والدفاع عنها وان كان هذا في نفسه نفيساً الا انه مما لا يقل عنه اهمية اخذ الدروس والعبر منه وهنا تكمن روح العلم والمعرفة فالعلم بلا عمل وبلا استفادة منه في الحياة لا قيمة له ونحن اذ توسعنا في فهم هذا الموضوع فسنطبق هذه التجربة على كل رسالة اصلاحية تعمل على هداية الناس وتكميل نفوسهم كالمرجعية الشريفة وهي لها شكلان:

الأول: المرجعية الفردية التي يقتصر عملها على استنباط الحكم الشرعي من دون العمل على تطبيقه ودفع المجتمع إلى امتثاله والامر راجع إلى المكلف انر.

ص: 83


1- مفاتيح الجنان: الشيخ عباس القمي/اعمال يوم الغدير.
2- مفاتيح الجنان: الشيخ عباس القمي/اعمال يوم الغدير.

شاء طبق أو لا ولا تتدخل الا في حدود الشؤون الفردية وما يبرئ ذمم المكلفين كافراد وهو عمل ليس بالهين وقد قاموا بجهود مضنية حفظت لنا فقه آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين لكن هذا الشكل خارج عن موضوعنا لانحسار دورها عن الامامة الاجتماعية اصلاً.

الثاني: المرجعية الاجتماعية التي لا تكتفي بمستوى النظرية أي مجرد التقنين والتشريع وانما تعمل على تهيئة كل الفرص واتخاذ مختلف الاساليب لاقناع الناس بتطبيق الشريعة في كل تفاصيل حياتهم واذا لم تنفع وسيلة جربت اخرى، وقد شبهت الاولى بالام التي تهيئ الطعام لولدها المريض وتترك الباقي عليه ان شاء اكل وان شاء لم يأكل وقد لا يعرف مصلحته فيموت جوعاً. والثانية تشبه الام التي لا تكتفي باعداد الطعام بل تطيبه وتعمل كل المرغبات والمحفزات لولدها كي يأكل ويحفظ حياته ويستعيد عافيته ولا شك ان الثانية ارحم وأرأف واكرم واصبر من الاولى أو قل انها اكثر اتصافاً بالاسماء الحسنى التي ورد الحث على التخلّق بها.

وهذه المرجعية الثانية هي الاكثر التصاقاً بالناس واعمق تأثيراً فيهم والاكثر تعلقاً بهم وهي الاجدر بتمثيل دور المعصومين عليهم السلام فلا غرو ان تكون عرضة لطمع المتنافسين فاذا تصدى لها غير المؤهل لها وصنع (سقيفة) ثانية لابعاد مستحقيها ترتبت كل أو بعض الاثار التي ذكرناها ولا بد ان نستفيد من تلك التجربة لنكون واعين وحذرين من تكرارها وقد ذكرنا في محاضرتين بمناسبة عيد الغدير عام 1421 - وطبعت كمقدمة لكتاب اصل الشيعة واصولها للشيخ كاشف الغطاء - الاشكال الثلاثة التي خطط بها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم للخليفة من بعده وكيفية تأسي المرجعية به صلى الله عليه و آله و سلم في هذا المجال ومسؤولية الامة في صيانة هذا الموقع الشريف والتمسك بأهله فيكون هذا البحث مكملاً له ومما

ص: 84

ذكرنا هناك ان لهذا الموقع شروطاً صنفتها إلى ثابتة ومتحركة والاولى هي التي دأبت على ذكرها الرسائل العملية اما المتحركة فتتغير تبعاً للظروف الموضوعية التي تعيشها المرجعية.

اللهم انا نشهدك انا ندين بما دان به محمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم

وقولنا ما قالوا وديننا ما دانوا به، ما قالوا به قلنا وما دانوا به دنا وما انكروا انكرنا ومن والوا والينا ومن عادوا عادينا ومن لعنوا لعنا ومن تبرأوا منه تبرأنا منه ومن ترحموا عليه ترحمنا عليه

آمنا وسلمنا ورضينا واتبعنا موالينا صلوات الله عليهم،

اللهم فتمم لنا ذلك ولا تسلبناه واجعله مستقراً ثابتاً عندنا ولا تجعله مستعاراً وأحينا ما احييتنا عليه وامتنا اذا أمتنا عليه،

آل محمد أئمتنا فبهم نأتم واياهم نوالي وعدوهم وعدو الله نعادي فاجعلنا معهم في الدنيا والآخرة ومن المقربين فانا بذلك راضون يا ارحم الراحمين

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

ص: 85

ص: 86

دور الأئمة عليهم السلام في مواجهة الانحراف

اشارة

ص: 87

ص: 88

بسم الله الرحمن الرحيم (وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ * إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ)

التاريخ عموماً حافل بالاحداث المفرحة والمحزنة التي تتفاوت فيما بينها من حيث الاهمية ودرجة تأثيرها المباشر أو غير المباشر في مسيرة الأمم نحو التكامل، وهذا الكلام لا يختص بامة دون أخرى بل هو شامل للجميع وعلى مر الازمان لان لكل امة تاريخ تعتز به وتحافظ عليه رغم ما يتخلله من احداث محزنة اثرت سلباً في المسير نحو الرقي والتكامل بخلاف الاحداث المفرحة والمثمرة التي يكون تأثيرها ايجابياً في ذلك، وهذه الاحداث والوقائع تكون على شكلين:

الشكل الأول: احداث ووقائع يكون تأثيرها آنياً ينتهي بانتهائها أو بتحقق الهدف المنشود منها في حينه، ولا يترتب عليها أثر مثمر أو غير مثمر مستقبلاً وان كانت لنا نحن ابناء اليوم عبرة نستخلص منها ما ينفعنا في زماننا لكنها مع ذلك لا تأثير لها على ما نحن عليه الآن واغلب الاحداث والوقائع هي كذلك.

الشكل الثاني: احداث ووقائع يكون تأثيرها آنياً ومستقبلياً، وهي وان حدثت في الماضي الا ان تأثيرها استمر إلى ما بعد زمان وقوعها وقد يكون إلى زماننا الحاضر أو إلى ما شاء الله، فهي احداث قابلة للجري والانطباق على مرور الاجيال كبعثة الانبياء والرسل.

وهذا النوع الثاني يمتاز عن نظيره الأول بان له ما يسمى بعداً اجتماعياً

ص: 89

يعتمد اعتماداً كلياً على افراد المجتمع - سواء اكان في زمان وقوع الحدث ام بعده - من حيث ايمانهم به أو عدم ايمانهم، فان كان خيراً فالايمان به هو الخير كله وان كان شراً فرفضه هو الخير كله.

ومن هنا يبرز لدينا اتجاهان متضادان في المجتمع كل له افكاره ورؤاه حول هكذا نوع من الاحداث وكلاهما يؤثر في مسيرة الأمة الا ان احدهما يؤثر ايجاباً والآخر سلباً وهكذا هو الحال منذ ان اختط هذا التضاد ابنا سيدنا آدم عليه السلام - هابيل وقابيل - حيث قال قابيل لهابيل (لاقتلنك)... واستمر الحال هكذا إلى يومنا الحاضر وسيستمر إلى يوم ظهور امامنا الحجة عجل الله تعالى فرجه فينتصر ارواحنا له الفداء إلى اهل الحق ويدحض اهل الباطل.

ومن هذه الاحداث التي لها بعداً اجتماعياً يوم الغدير أو عيد الغدير أو بيعة الغدير أو يوم اكمال الدين واتمام النعمة..، فهذا الحدث كان ولا زال اهم عيد للمسلمين بل للبشرية جمعاء بشرط وعيهم لاهميته وما يتحصل منه ان التزموا به، ويكفي دليل على اهميته ان مخططه هو العادل الحكيم جل وعلا وان منفذه هو الرسول المصطفى الصادق الامين وان محوره هو الوصي لخاتم الانبياء وافضل الخلق بعده امير المؤمنين عليه السلام، فهل بعد هذا شك في أهميته وما سنناله من الرقي والتكامل لو التزم اولئك القوم به؟

لماذا لم يلتزم الاصحاب ببيعة الغدير؟

لكي نعرف مدى اهمية وخطورة الالتزام وعدم الالتزام بما جاء في يوم الغدير يحسن بنا ان نعرف اولاً: انه هل يوجد ضد - ان صح التعبير - للغدير ام لا، ثم بعد ذلك سيتضح الجواب والاهمية في نفس الوقت، ومعرفة الضد شيء مهم لان من تمايز الاشياء معرفة الضد ومن هنا يمكننا ان نقول على سبيل

ص: 90

الاطروحة ان السقيفة وما جرى فيها هي ضد للغدير بل هي من اوضح الاضداد فشتان ما بين الاثنين وما بين نتائجهما وما بين المخطط والمنفذ والمحور لهما!

ان اغلبية المجتمع لم يكن يخطر على بالهم ان الامور ستجري على خلاف ما خططت له العناية الالهية الا ان هناك من كان يضمر السوء بل ويعلنه احياناً حتى امام الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و سلم، فالمعارضة السرية والعلنية له صلى الله عليه و آله و سلم في حياته اوضح دليل على ذلك وما جرى من الاعتراض على قرار الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في صلح الحديبية أو في طلبه صلى الله عليه و آله و سلم بان يكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده غير خافية وكلها افعال تدل على عدم حسن النية ومدى الجرأة التي وصلوا اليها في حياته صلى الله عليه و آله و سلم فكيف اذا كانت بعد وفاته صلى الله عليه و آله و سلم.

اذن هل كان الاصحاب غافلين عن اهمية الغدير وتنصيب الخليفة الشرعي من قبل الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم؟

للاجابة على هذا السؤال نقول: انه كان من الممكن الدفاع عن الاصحاب وما فعلوه في السقيفة بان يقال انهم لم يكن لديهم الوعي الكافي لفهم اهمية بيعة الغدير وما جرى فيه فلا يتوجه لهم اللوم بتركهم وصية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بالسير خلف الولي من بعده..

لكن الواقع خلاف هذا القول، فحديث التهنئة شاهد على علمهم وتقديرهم لاهمية بيعة الغدير حيث امر رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم كل من كان حاضراً في حينه ومن بينهم الشيخان وباقي مشائخ قريش ووجوه الانصار وباقي القبائل وامهات المؤمنين بالدخول على امير المؤمنين عليه السلام وتهنئته على تلك المنزلة الرفيعة الا وهي الولاية.

فقد اخرج الامام الطبري محمد بن جرير في كتاب (الولاية في طرق

ص: 91

حديث الغدير) حديثاً باسناده عن زيد بن ارقم انه قال لما نزل النبي صلى الله عليه و آله و سلم بغدير خم في رجوعه من حجة الوداع وكان في وقت الضحى وحر شديد امر بالدوحات ونادى الصلاة فاجتمعنا فخطب خطبة بالغة ثم قال:

(ان الله تعالى انزل اليّ: بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، وقد امرني جبرائيل عن ربي ان اقول في هذا المشهد واعلم كل ابيض واسود: ان علي بن ابي طالب اخي ووصيّي وخليفتي والامام بعدي... إلى ان قال

: معاشر الناس قولوا اعطيناك على ذلك عهدا عن انفسنا وميثاقاً بالسنتنا وصفقة بايدينا نؤدِّ به إلى اولادنا واهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وانت شهيد علينا وكفا بالله شهيداً، قولوا ما قلت لكم، وسلموا على علي بامرة المؤمنين، وقولوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله، فان الله يعلم كل صوت وخائنة وكل نفس فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن اوفى بما عاهد عليه الله فسيأتيه اجراً عظيماً، قولوا ما يرضي الله عنكم فان تكفروا فان الله غني عنكم).

قال زيد بن ارقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا واطعنا على امر الله ورسوله بقلوبنا، وكان اول من صافق النبي صلى الله عليه و آله و سلم وعلياً: ابو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس إلى ان صلى الظهرين في وقت واحد وامتد ذلك إلى ان صلى العشائين في وقت واحد...

وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفى 903 في (روضة الصفا في ج 2 ص 173) بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته: ثم جلس رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في خيمة تخص به وامر امير المؤمنين علياً عليه السلام ان يجلس في خيمة اخرى وامر اطباق الناس بان يهنّوا علياً في خيمته، ولما فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله امهات المؤمنين بان يسرون اليه ويهنئنه ففعلن، وممن هنئه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا بن ابي طالب، اصبحت مولاي ومولاي جميع المؤمنين والمؤمنات.

ص: 92

وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من ائمة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنة كثير لا يستهان بعدتهم بين راوٍ مرسل له ارسال المسلم وبين راوٍ اياه بمسانيد صحاح لرجال ثقاة تنتهي إلى غير واحد من الصحابة كابن عباس وابي هريرة والبراء بن عازب وزيد بن ارقم وغيرهم.

افبعد كل هذا يقال ان الصحابة لم يفهموا أو يقدروا اهمية بيعة الغدير أو انهم لم يعلموا به والخليفة الاول والثاني يقولون له صراحة وعلناً في حينه: بخٍ بخٍ يا بن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

ولنعد إلى سؤالنا ونقول: لم لم يلتزم الاصحاب ببيعة الغدير وهم قد اعطوا العهد امام الرسول صلى الله عليه و آله و سلم بولاية امير المؤمنين عليه السلام وان يكونوا تابعين لا متبوعين، وعهدهم هذا حجة عليهم فلماذا خالفوه؟

الذي يبحث في التاريخ يجد الجواب سريعاً وان كان مخفياً بين السطور، انه نزاع الجاهلية، جاهلية قريش وعصبيتها، فان القوم لم تزل فيهم تلك النعرة وقد صرحوا بذلك علناً قائلين: لا تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد، وان قريش نظرت فاختارت، وقد تنبأ الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و سلم بذلك حيث قال لامير المؤمنين عليه السلام:

(... فاصبر لظلم قريش اياك وتظاهرهم عليك...).

وصدق العباس بن عبد المطلب حين انشد:

ما كنت احسب هذا الأمر منحرفاً *** عن هاشمٍ ثم منهم عن ابي حسنٍ

اليس اول من صلى لقبلتكم واعلم الناس بالاثار والسنن

واقرب الناس عهداً بالنبي ومن جبريل عون له في الغسل والكفن

من فيه ما في جميع الناس كلهم وليس في الناس ما فيه من الحسن

من الذي ردكم عنه فنعرفه ها ان بيعتكم من اول الفتن

نعم فان جاهلية قريش واحقادها وما لا قته من سيف علي عليه السلام كانت

ص: 93

حاضرة في السقيفة حتى ان الخليفة الثاني قال: ان بيعة ابي بكر كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها.

ولم تنفعهم الحجج والمرويات الموضوعة لتبرير فعلهم، فعندما حاججهم امير المؤمنين عليه السلام قائلاً:

يا معشر المسلمين والمهاجرين والانصار: انشدكم الله اسمعتم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول يوم غدير خم كذا وكذا وفي غزوة تبوك كذا وكذا؟ فلم يدع عليه السلام شيئاً قاله فيه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم علانية للعامة الا ذكّرهم اياه، قالوا: اللهم نعم.

عندها تخوف مشائخ السقيفة ان ينصره الناس، فقال الأول: كلما قلت حق قد سمعناه بآذانينا وعرفناه ووعته قلوبنا ولكن قد سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول بعد هذا: انا اهل بيت اصطفانا الله واكرمنا واختار لنا الآخرة على الدنيا وان الله لم يكن ليجمع لنا اهل البيت النبوة والخلافة.

فقال علي عليه السلام: هل احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم شهد هذا معك؟

فقال اصحاب السقيفة - وهم عمر وابو عبيدة وسالم مولى ابي حذيفة ومعاذ بن جبل -: صدق قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم...

فبمثل هذه الموضعات والمختلقات برروا اعمالهم، وما احسن ما قالته لهم ام ايمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حين قالت:

يا ابا بكر، ما اسرع ما ابديتم حسدكم ونفاقكم...

أو الذي قاله سلمان رضي الله عنه حين قال:

تباً لكم سائر الدهر! أو تدرون ما صنعتم بانفسكم؟ اصبتم واخطأتم، اصبتم سنة من كان قبلكم من الفرقة والاختلاف، واخطأتم سنة نبيكم حتى اخرجتموها من معدنها واهلها.

وقال رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول:

(لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة، شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع، حتى لو

ص: 94

دخلوا جحراً لدخلوا فيه معهم، ان التوراة والقرآن كتبه ملك واحد في رق واحد بقلم واحد، وجرت الامثال والسنن سواء).

والمطلع على التاريخ بوعي وانصاف يجد ان المؤامرة ابتدأت منذ اول معارضة لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم مروراً برزية يوم الخميس إلى عرقلة جيش اسامة...، وقد عمد اصحاب السقيفة إلى استغلال حديث الخلفاء من بعدي كلهم من قريش ليخرجوا الانصار مضافاً إلى تأجيج الخلافات القديمة لدى الانصار فاستطاعوا كسب افراد مثل بشير بن سعد من الخزرج ومعاذ بن جبل واسيد بن خضير من الأوس فلم يبق الا بني هاشم وبعض الصحابة من قريش وهؤلاء كانوا مشغولين بمراسم دفن النبي صلى الله عليه و آله و سلم فدبرت السقيفة في هذا الظرف المؤلم والمحزن لآل بيت النبي عليهم السلام واصحابه المنتجبين الاخيار...

وبعد كل هذا لم يكن امام امير المؤمنين عليه السلام ثم من بعده الحسنان فباقي الأئمة عليهم السلام الا احد طريقين من اجل محاولة ارجاع الأمة إلى طريقها الصحيح:

الأول: التصدي للانحراف الذي حصل لمسار الأمة وذلك عن طريق اعداد طويل المدى وتهيئة الظروف الموضوعية الملائمة لممارسة ذلك التصدي.

الثاني: ويكون في حالة عدم تهيئة الظروف الموضوعية للطريق الأول، وهنا يقوم المعصوم عليه السلام بالعمل على ترسيخ عقيدة الاسلام لدى ابناء الأئمة ورد الشبهات المنحرفة وما إلى ذلك من الامور.

فمتى ما تحققت الظروف الملائمة لاحد الطريقين مارسه الأئمة عليهم السلام ولم يقفوا مكتوفي الأيدي حيال ذلك الانحراف عن المسار الالهي، والاحتجاجات التي احتج بها امير المؤمنين وباقي الأئمة عليهم السلام خير دليل على هذا التصدي للانحراف، فمنها:

ص: 95

مناشدة امير المؤمنينعليه السلام يوم الرحبة سنة 35 هجرية

ان أمير المؤمنين عليه السلام لما بلغه اتهام الناس له فيما كان يرويه من تقديم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اياه على غيره، ونزوع في خلافته حضر في مجتمع الناس بالرحبة في الكوفة واستنشدهم بحديث الغدير، رداً على من نازعه فيها حيث روى ابن الأثير في اسد الغابة/ج 3 ص 307، ج 5 ص 205 عن الحافظ بن عقدة عن محمد بن اسماعيل بن اسحاق الراشدي، حدثنا محمد بن خلف النميري حدثنا علي بن الحسن العبدي عن الاصبغ قال: نشد علي الناس في الرحبة،

من سمع النبي صلى الله عليه و آله و سلم يوم غدير خم ما قال الا قام؟ ولا يقوم الا من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول، فقام بضعة عشر رجلاً فيهم ابو ايوب الانصاري، وابو عمرة بن عمرو بن محصن، وابو زينب (ابو عوف الانصاري) وسهل بن حنيف وخزيمة بن ثابت وعبد الله بن ثابت الانصاري وحبشي بن جنادة الصلولي وعبيد بن عازب الانصاري والنعمان بن عجلان الانصاري وثابت بن وديعة الانصاري وابو فضالة الانصاري وعبد الرحمن بن عبد رب الانصاري، فقالوا: نشهد انا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول:

(الا من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاده، واحب من احبه وابغض من ابغضه واعن من اعانه).

وفي اسد الغابة عن الاصبغ بن نباته ايضاً قال: نشد علي الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول يوم غدير خم ما قال الا قام؟ فقام بضعة عشر فيهم ابو ايوب الانصاري وابو زينب فقالوا: نشهد انا سمعنا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم واخذ بيدك يوم غدير خم فرفعها فقال: الستم تشهدون اني بلغت ونصحت؟ قال: الا ان الله عز وجل وليي وانا ولي المؤمنين فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واحب من احبه، واعن من اعانه، وابغض من ابغضه.

وغير ذلك من الاحاديث، واما اعلام الشهود لامير المؤمنين عليه السلام يوم الرحبة

ص: 96

بحديث الغدير فهم:

1 - ابو زينب بن عوف الانصاري.

2 - ابو عمرة بن عمرو بن محصن الانصاري.

3 - ابو فضالة الانصاري، استشهد بصفين مع امير المؤمنين عليه السلام (بدري).

4 - ابو قدامة الانصاري، الشهيد بصفين مع امير المؤمنين عليه السلام.

5 - ابو ليلى الانصاري.

6 - ابو هريرة الدوسي.

7 - ابو الهيثم بن التيهان، الشهيد بصفين (بدري).

8 - ثابت بن وديعة الانصاري الخزرجي المدني.

9 - حبشي بن جنادة السلولي، شهد مع علي عليه السلام مشاهده.

10 - ابو ايوب خالد الانصاري، المستشهد غازياً بالروم (بدري).

11 - خزيمة بن ثابت الانصاري، ذو الشهادتين، الشهيد بصفين (بدري).

12 - ابو شريح خويلد بن عمرو الخزاعي، المتوفى 68.

13 - زيد أو يزيد بن شراحيل الانصاري.

14 - سهل بن حنيف الانصاري الاوسي، المتوفى 38 (بدري).

15 - ابو سعيد سعد بن مالك الخدري الانصاري.

16 - ابو العباس سهل بن سعد الانصاري، المتوفى 91.

17 - عامر بن ليلى الغفاري.

18 - عبد الرحمن بن عبد رب الانصاري.

19 - عبد الله بن ثابت الانصاري، خادم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

20 - عبيد بن عازب الانصاري.

21 - ابو طريف عدي بن حاتم الطائي، المتوفى 68، عن 100 عاماً.

ص: 97

22 - عقبة بن عامر الجهني.

23 - ناجية بن عمرو الخزاعي.

24 - نعمان بن عجلان الانصاري، لسان الانصار وشاعرهم.

وقد نص الامام احمد على ان عدة الشهود في ذلك اليوم كان ثلاثين، واخرجه الحافظ الهيثمي في مجمعه، وتجده في تذكرة سبط بن الجوزي، وتاريخ الخلفاء للسيوطي، والسيرة الحلبية....

مناشدة الإمام الحسينعليه السلام

ذكر التابعي الكبير ابو صادق سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن ما لاقاه شيعة امير المؤمنين عليه السلام من معاوية، ثم قال: فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر، فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم رجالهم ونسائهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم ومن لم يحج ومن الانصار ممن يعرف الحسين واهل بيته عليهم السلام ثم لم يترك احداً حج ذلك العام من اصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ومن التابعين المعروفين بالصلاح والنسك الا جمعهم فاجتمع عليه بمنى اكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقة عامتهم من التابعين ونحو مائتي رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقام فيهم فحمد الله واثنى عليه ثم قال:

اما بعد، فان هذا الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما علمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم واني اريد ان اسألكم عن شيئٍ فان صدقت فصدقوني وان كذبت فكذبوني واسمعوا مقالتي، واكتبوا قولي، ثم ارجعوا إلى امصاركم وقبائلكم ومن ائتمنتموه من الناس ووثقتم به فادعوه إلى ما تعلمون من حقنا فاني اخاف ان يندرس هذا الحق ويذهب، والله متم نوره ولو كره الكافرون.

ص: 98

فما ترك الحسين عليه السلام شيئاً مما انزل الله جل وعلا في القرآن فيهم الا تلاه وفسره ولا شيئاً مما قاله رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم في ابيه وامه ونفسه واهل بيته الا رواه، وكل ذلك يقول الصحابة: اللهم نعم قد سمعنا وشهدنا، ويقول التابعون: اللهم نعم قد حدثني به من اصدقه وائتمنه من الصحابة... إلى ان قال عليه السلام:

انشدكم الله اتعلمون ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نصبه يوم غدير خم فنادى له بالولاية وقال: ليبلغ الشاهد الغائب؟ قالوا: اللهم نعم....

حادثة الإمام الباقرعليه السلام مع سالم

روي ان سالماً دخل على ابي جعفر عليه السلام فقال:

جئتك اكلمك في امر هذا الرجل.

قال عليه السلام: ايما رجل؟

قال: علي بن ابي طالب عليه السلام.

قال عليه السلام: في أي اموره؟

قال: في احداثه.

قال ابو جعفر عليه السلام: انظر ما استقر عندك مما جاءت به الرواة عن آبائهم.

قال: ثم نسبهم.

ثم قال عليه السلام: يا سالم: ابلغك ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بعث سعد بن عبادة براية الانصار إلى خيبر، فرجع منهزماً، ثم بعث عمر بن الخطاب براية المهاجرين والانصار، فاتى سعد جريحاً وجاء عمر يجبن اصحابه ويجبنونه، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: (هكذا يفعل المهاجرون والانصار) حتى قالها ثلاثاً، ثم قال صلى الله عليه و آله و سلم:

(لاعطين الراية غداً رجلاً كرار ليس بفرار، يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله).

ص: 99

قال: نعم، قال القوم جميعاً ايضاً.

فقال ابو جعفر عليه السلام: يا سالم: ان قلت: ان الله عز وجل احبه وهو لا يعلم ما هو صانع فقد كفرت، وان قلت ان الله عز وجل احبه وهو يعلم ما هو صانع فاي حدث ترى له.

فقال: اعد عليّ.

فاعاد عليه السلام: عليه.

فقال سالم: عبدت الله على ضلالة سبعين سنة.

فهذه الاحتجاجات وغيرها كانت افضل وسيلة في حينه لاستنهاض الأمة وفضح رموز الانحراف على مر الاجيال، ولتسمع وتعي اجيال الحاضر والمستقبل ماذا خسرت الأمة بعد التزامها بالتخطيط الالهي ولتطبقه على واقعها المعاش، واقع المرجعية ليظهر الحق جلياً امام اعينهم...!

فلم يكن هدفهم سلام الله عليهم - وهدف علمائنا العاملين - الجاه والسلطان وانما اقامة حدود الله، كما قال امير المؤمنين عليه السلام:

(اللهم انك تعلم انه لم يكن الذين كان منا منافسة في سلطان، ولا التماس شيء من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك، ونظهر الاصلاح في بلادك، فيأمن المضلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك...).

اذن، كان الدور الرئيسي لهم سلام الله عليهم الحفاظ على الاسلام والمسلمين وان غُيّر المسار، فنرى امير المؤمنين عليه السلام تعامل مع الخلافة حسب ما تحكم به المصلحة الاسلامية حفاظاً على الاسلام والمسلمين، فنراه يقول:

(فامسكت يدي حتى رأيت راجِعة الناس قد رجعت عن الاسلام يدعون إلى محق دين محمد صلى الله عليه و آله و سلم، فخشيت ان لم انصر الاسلام واهله ان ارى فيه ثلما أو هدما تكون المصيبة به عليّ اعظم من فوت ولايتكم التي انما هي متاع ايامٍ قلائل

ص: 100

يزول منها ما كان كما يزول السراب أو كما ينقشع السحاب...).

فعجباً لقوم حرفوا الرسالة وسلبوا الحق - يقول عز وجل (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ) وقال جل وعلا في آية اخرى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) وفي آية اخرى:(وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).

ويقول اصحاب السقيفة ان قريش نظرت فاختارت.

ويقول الرسول المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم:

(من سره ان يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي، وليوال وليه، وليقتدي بالأئمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي زقوا فهماً وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من امتي القاطعين فيهم صلتي، لا انالهم الله شفاعتي).

ويقول اصحاب السقيفة ان علي فيه دعابة، والحسن والحسين صغيران - وهم يعلمون ان امامهم الحساب والعقاب وخصمهم يوم القيامة من خُلق الكون لاجلهم رسولنا المصطفى وآله الاطهار عليهم السلام.

فلا عجب بعد كل هذا ان ينال مقام المرجعية الشريفة في وقتنا الحاضر شيئا من هذا القبيل فتتسابق الايدي تبعاً للاهواء لنيل هذا المقام الشريف ولكن انى لهم ذلك وخاصة اذا كانت الامة قد وعت العبرة من بيعة الغدير والسقيفة!

بسم الله الرحمن الرحيم

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمّا ما يَنْفَعُ النّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) صدق الله العلي العظيم.

ص: 101

ص: 102

العناية بحديث الغدير

اشارة

ص: 103

ص: 104

كان للمولى سبحانه وتعالى مزيد عناية لاشهار هذا الحديث لتتداوله الالسن وتلوكه اشداق الرواة حتى يكون حجة قائمة لحامية دينه الامام المقتدى صلوات الله عليه ولذلك انجز الأمر بالتبليغ في حين مزدحم الجماهير عند منصرف نبيه صلى الله عليه و آله و سلم من الحج الأكبر فنهض بالدعوة وكراديس الناس وزرافاتهم من مختلف الديار محتفة به، فرد المتقدم وجعجع بالمتأخر واسمع الجميع وامر بتبليغ الشاهد الغايب ليكونوا كلهم رواة هذا الحديث وهم يربون على مأة الف ولم يكتف سبحانه بذلك كله حتى انزل في امره الآيات الكريمة تتلى مع مر الجديدين بكراً وعشيا ليكون المسلمون على ذكر من هذه القضية في كل حين وليعرفوا رشدهم والمرجع الذي يجد عليهم ان يأخذوا عنه معالم دينهم.

ولم يزل مثل هذه العناية لنبينا الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم حيث استنفر امم الناس للحج في سنته تلك فالتحقوا به ثبا ثبا وكراديس كراديس، وهو صلى الله عليه و آله و سلم يعلم انه سوف يبلغهم في منتهى سفره نبأ عظيم يقام به صرح الدين ويشاد علاليه وتسود به امته الامم ويدب ملكها بين المشرق والمغرب لو عقلت صالحها وابصرت طريق رشدها ولكن...

ولهذه الغاية بعينها لم يبرح ائمة الدين سلام الله عليهم يهتفون بهذه الواقعة ويحتجون بها لامامة سلفهم الطاهر، كما لم يفتأ امير المؤمنين (صلوات الله عليه) بنفسه يحتج بها طيلة حياته الكريمة ويستنشد السامعين لها من الصحابة الحضور في حجة الوداع في المنتديات ومجتمعات لفائف الناس، كل ذلك لتبقى غضة طرية بالرغم من تعاور الحقب والاعوام ولذلك امروا شيعتهم

ص: 105

بالتعيد في يوم الغدير والاجتماع وتبادل التهاني والتباشر اعادة لجدة هاتيك الواقعة العظيمة.

واما كتب الامامية في الحديث والتفسير والتاريخ وعلم الكلام فضع يدك على أي منها تجده مفعماً باثبات قصة الغدير والاحتجاج بمؤداها، فمن مسانيد عنعنتها الرواة إلى منبثق انوار النبوة ومراسيل ارسلها المؤلفون ارسال المسلم حذفوا اسانيدها لتسالم فرق المسلمين عليها.

ولا احسب ان ابناء العامة يتأخرون بكثير من الامامية في اثبات هذا الحديث والبخوع بصحته والركون اليه والتصحيح له والاذعان بتواتره، اللهم الا شذاذ تنكبت عن الطريقة وحدت بها العصبية العمياء إلى رمي القول على عواهنه وهؤلاء لا يمثلون من جامعة العلماء الا انفسهم فان المثبتين المحققين للشأن المتولعين في الفن لا تخالجهم اية شبهة في اعتبار اسانيدهم التي انهوها متعاضدة متظافرة بل متواترة إلى جماهير من الصحابة والتابعين، واليك اسماءهم:

رواة حديث الغدير من الصحابة

1 - ابو هريرة الدوسي المتوفى 57، 58، 59 وهو بن ثمان وسبعين عاماً، يوجد حديثه مسنداً في تاريخ الخطيب البغدادي ج 8 ص 290، وتهذيب الكمال في اسماء الرجال لابي الحجاج المزي، وتهذيب التهذيب ج 7 ص 327، ومناقب الخوارزمي ص 130 في كتابه مقتل الامام السبط الشهيد سلام الله عليه ممن روى حديث الغدير من الصحابة، والجزري في اسنى المطالب ص 3، والدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 259، وتاريخ الخلفاء ص 114، وفرائد السمطين للحمويني، وكنز العمال للمتقي الهندي ج 6 ص 154 والاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 473، والبداية والنهاية لابن كثير الدمشقي ج 5 ص 214، وحديث الولاية لابن عقدة، ونخب المناقب لابي بكر الجعابي، ونزل الابرار ص 20.

ص: 106

2 - ابو ليلى الانصاري يقال: انه قتل بصفين سنة 37، يوجد لفظه مسنداً في مناقب الخوازمي ص 35، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114، والسمهودي في جواهر العقدين.

3 - ابو زينب بن عوف الانصاري يوجد لفظه في اسد الغابة ج 3 ص 307 - ج 5 ص 205، الاصابة ج 3 ص 408 - ج 4 ص 80.

4 - ابو فضالة الانصاري من اهل بدر قتل بصفين مع علي عليه السلام، ممن شهد لعلي عليه السلام بحديث الغدير يوم الرحبة وعده القاضي في تاريخ آل محمد من رواة حديث الغدير.

5 - ابو قدامة الانصاري احد المستنشدين يوم الرحبة كما في اسد الغابة ج 5 ص 276، حديث الولاية لابن عقدة، جواهر العقدين للسمهودي، الاصابة ج 4 ص 159.

6 - ابو عمرة بن عمرو بن محصن الانصاري روى بن الاثير في اسد الغابة ج 3 ص 307 حديث المناشدة وشهادته لعلي عليه السلام في الكوفة بحديث الغدير ورواه بن عقدة في حديث الولاية.

7 - ابو الهيثم بن التيهان قتل بصفين سنة 37 يوجد حديثه في حديث الولاية لابن عقدة، نخب المناقب للجعابي، مقتل الخوارزمي، جواهر العقدين للسمهودي.

8 - ابو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم روى حديثه بن عقدة في حديث الولاية، ابو بكر الجعابي في نخبه، عده الخوارزمي في مقتله ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

9 - ابو ذويب خويلد (أو خالد) بن خالد بن محرث الهذلي الشاعر الجاهلي الاسلامي المتوفى في خلافة عثمان روى الحديث عنه ابن عقدة في حديث الولاية، الخطيب الخوارزمي في الفصل الرابع من مقتل الامام السبط سلام الله

ص: 107

عليه.

10 - ابو بكرة بن ابي قحافة التيمي المتوفى 13 روى عنه حديث الغدير ابن عقده باسناده في حديث الولاية، ابو بكر الجعابي في النخب، المنصور الرازي في كتابه في حديث الغدير، عده شمس الدين الجزري الشافعي في اسنى المطالب (ص 3) ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

11 - اسامة بن زيد بن حارثة الكلبي المتوفى 54 وهو ابن 75 يوجد حديثه في حديث الولاية ونخب المناقب.

12 - ابي بن كعب الانصاري الخزرجي سيد القراء المتوفى 30-32 وقيل غير ذلك، روى عنه الحديث ابو بكر الجعابي باسناده في نخب المناقب.

13 - اسعد بن زرارة الانصاري، ذكره ابن عقدة في حديث الولاية، ابو بكر الجعابي في النخب، ابو سعيد مسعود السجستاني في كتاب الولاية، وعده شمس الدين الجزري في اسنى المطالب ص 4 ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

14 - اسماء بنت عميس الخثعمية، روى عنها ابن عقده بالاسناد في كتاب الولاية.

15 - ام سلمة زوجة النبي الطاهر صلى الله عليه و آله و سلم ذكر حديثها ابن عقدة، ورواه عنها السمهودي الشافعي في جواهر العقدين كما في ينابيع المودة ص 40، الشيخ احمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعي في وسيلة المآل.

16 - ام هاني بنت ابي طالب سلام الله عليهما، اخرجه عنها البزاز في مسنده، السمهودي الشافعي، القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 40، ابن عقدة في كتاب حديث الولاية.

17 - ابو حمزة انس بن مالك الانصاري الخزرجي خادم النبي صلى الله عليه و آله و سلم المتوفى 93، بروي الحديث عنه الخطيب البغدادي في تاريخه ج 7 ص 377، ابن قتيبة

ص: 108

الدينوري في المعارف ص 291، ابن عقدة في حديث الولاية، ابو بكر الجعابي في نخبه، الخطيب الخوارزمي في المقتل، السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114، المتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 154 و 403، والبدخشي في نزل الابرار ص 20، وعُدّ من رواة حديث الغدير في اسنى المطالب للجزري ص 4.

18 - براء بن عازب الانصاري الاوسي نزيل الكوفة المتوفى 72، يوجد الحديث بلفظه في مسند احمد ج 4 ص 281 وسنن بن ماجة ج 1 ص 28-29، خصائص النسائي ص 16، تاريخ الخطيب البغدادي ص 236، تفسير الطبري ج 3 ص 428، تهذيب الكمال في اسماء الرجال، الكشف والبيان للثعلبي، استيعاب ابن عبد البر ج 2 ص 473، والرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج 2 ص 169، مناقب الخطيب الخوارزمي ص 94، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 25، ذخاير العقبى للمحب الطبري ص 67، كفاية الطالب للحافظ الكنجي الشافعي ص 14، تفسير الفخر الرازي ج 3 ص 636، تفسير النيسابوري ج 6 ص 194، نظم درر السبطين لجمال الدين الزرندي، الجامع الصغير ج 2 ص 555، مشكاة المصابيح ص 557، شرح ديوان امير المؤمنين عليه السلام للميبدي، فرايد السمطين، كنز العمال ج 6 ص 152 و 397، البداية والنهاية لابن كثير ج 5 ص 209.

19 - بريدة بن الحصيب ابو سهل الاسلمي المتوفى 63، يوجد حديثه في مستدرك الحاكم ج 3 ص 110 وفي حلية الاولياء ج 4 ص 23 وفي الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 473، وعده في مقتل الخوارزمي واسنى المطالب للجزري الشافعي ص 3 ممن روى حديث الغدير من الصحابة، تاريخ الخلفاء ص 114، الجامع الصغير ج 2 ص 555، كنز العمال ج 6 ص 397، مفتاح النجاة ونزل الابرار ص 20، تفسير المنار ج 6 ص 464.

20 - ابو سعيد ثابت بن وديعة الانصاري الخزرجي المدني، ممن شهد لعلي عليه السلام بحديث الغدير كما يأتي في حديث المناشدة في رواية بن عقدة في

ص: 109

حديث الولاية وبن الاثير في اسد الغابة ج 3 ص 307، ج 5 ص 205، وعد في تاريخ آل محمد ص 67 ممن روى حديث الغدير.

21 - جابر بن سمرة بن جنادة ابو سليمان السوائي نزيل الكوفة والمتوفى بها بعد سنة 70 وفي الإصابة انه توفي سنة 74، روى الحديث بلفظه ابن عقده في حديث الولاية والخوارزمي في الفصل الرابع من مقتله عده ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

22 - جابر بن عبد الله الانصاري، المتوفى بالمدية 73-74-87 وهو بن 94 عاماً، حديث الولاية للحافظ الكبير ابن عقده، ابو بكر الجعابي في نخبه، ابن عبد البر في الاستيعاب ج 2 ص 473، اسماء الرجال لابي الحجاج، تهذيب التهذيب ج 7 ص 337، كفاية الطالب ص 16، الحافظ الحمويني في فرايد السمطين السمط الأول الباب التاسع، ابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 209، المتقي في كنز العمال ج 6 ص 398، السمهودي في جواهر العقدين، القندوزي الحنفي في ينابيعه ص 41، وعده الخوارزمي في مقتله والجزري في اسنى المطالب ص 3 والقاضي في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.

23 - جبلة بن عمر الانصاري، رواه عنه بن عقده باسناده في حديث الولاية.

24 - جبير بن مطعم بن عدي القرشي النوفلي، عده القاضي بهلول بهجت في تاريخ آل محمد ممن روى حديث الغدير، ورى الهمداني في مودة القربة عنه شطراً من الحديث وذكره الحنفي في الينابيع.

25 - جرير بن عبد الله بن جابر البجلي المتوفى 51-54، توجد روايته في مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي ج 9 ص 106 نقلاً عن المعجم الكبير للطبراني، ورواه عنه السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114، وابن كثير في البداية والنهاية ج 7 ص 349، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 154 وص 399، والوصابي في كتاب

ص: 110

الاكتفاء، والبدخشي في مفتاح النجا، وعده الخوارزمي في مقتله من رواة الحديث من الصحابة.

26 - ابو ذر جندب بن جنادة الغفاري، المتوفى 31، يروى حديث في حديث الولاية لابن عقدة ونخب المناقب للجعابي وفرايد السمطين في الباب الثامن والخمسين، وعده الخطيب الخوارزمي في مقتله ممن روى حديث الغدير وكذلك شمس الدين الجزري الشافعي في اسنى المطالب ص 4.

27 - ابو جنيده جندع بن عمرو بن مازن الانصاري، ابن الاثير في اسد الغابة ج 1 ص 308، الشيخ محمد صدر العالم في معارج العلى، وعُدّ في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.

28 - حبّة بن جوين ابو قدامة العرني البجلي، المتوفى 76-77، ابن عقدة في حديث الولاية، والدولابي في الكنى والاسماء ج 2 ص 88، الحافظ بن المغازلي في المناقب، والخطيب الخوارزمي عده في مقتله ممن روى حديث الغدير من الصحابة وقال ابن الاثير في اسد الغابة ج 1 ص 367، وابن حجر في الاصابة ج 1 ص 372، والقندوزي في ينابيع المودة ص 34.

29 - حبشي بن جنادة السلولي، نزيل الكوفة، ممن شهد لعلي عليه السلام يوم المناشدة كما في حديث اصبغ، ابن عقدة في حديث الولاية، وابن الاثير في اسد الغابة ج 3 ص 307 وج 5 ص 205، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 169، السيوطي في جمع الجوامع، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 154، وابن كثير الشامي في البداية والنهاية ج 5 ص 211، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 106، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114، والبدخشي في نزل الابرار ص 20 ومفتاح النجا، والشيخ ابراهيم الوصابي الشافعي في الاكتفاء في فضل الاربعة الخلفاء، وعده الجزري في اسنى المطالب ص 4 من رواة الحديث.

ص: 111

30 - حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي، روى الحديث عنه ابن عقدة في حديث الولاية، وابن الأثير في اسد الغابة ج 1 ص 368، ورواه ابن حجر ملخصاً في الاصابة ج 1 ص 304.

31 - حذيفة بن اسيد ابو سريحة الخفاري من اصحاب الشجرة، روى عنه حديث الغدير بن عقدة في كتاب حديث الموالاة، والترمذي في صحيحه ج 2 ص 298، والحمويني في فرايد السمطين، وابن الاثير في أُسد الغابة، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 25، وابن عساكر في تاريخه، وابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 209 وج 7 ص 348.

32 - حذيفة بن اليمان اليماني، المتوفى 36 روى الحديث بلفظه بن عقدة في حديث الولاية وابو بكر الجعابي في نخبه والحاكم الحسكاني في كتابه (دعاة الهداة إلى اداء حق الموالاة) وقال بعد ذكر حديثه: قرأت حديثه على ابي بكر محمد بن محمد الصيدلاني فاقر به، وعده الجزري في اسنى المطالب من رواة حديث الغدير من الصحابة.

33 - حسان بن ثابت، احد شعراء الغدير في القرن الأول.

34 - الامام المجتبى الحسن السبط (صلوات الله عليه)، روى حديثه بن عقدة باسناده في حديث الولاية والجعابي في النخب وعده الخوارزمي من رواة حديث الغدير.

35 - الامام السبط الحسين الشهيد (سلام الله عليه)، رواه عنه ابن عقدة باسناده في حديث الولاية، والجعابي في النخب، وعده الخطيب الخوارزمي في مقتله ممن روى حديث الغدير، وروى الحافظ العاصمي في زين الفتي، ورواه الحافظ ابن المغازلي في المناقب، والحافظ ابو نعيم في حلية الاولياء ج 9 ص 64.

36 - ابو ايوب خالد بن زيد الانصاري، استشهد غازياً بالروم سنة

ص: 112

50-51-52، روى حديثه ابن عقدة في حديث الولاية، والجعابي في نخب المناقب، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 169، وابن الاثير في اسد الغابة ج 5 ص 6 وج 3 ص 307 وج 5 ص 205، وابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 209، والسيوطي في جمع الجوامع، تاريخ الخلفاء ص 114، والمتقي الهندي في كنز العمال، والطبراني في المعجم الكبير، وابن حجر العسقلاني في الاصابة ج 7 ص 780 وج 6 ص 223 وج 2 من الطبعة الأولى ص 408، والسمهودي في جواهر العقدين عن ابي الطفيل، والبدخشي في نزل الابرار ص 20، وعده الجزري في اسنى المطالب ص 4 من رواة حديث الغدير من الصحابة.

37 - ابو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، المتوفى 21-22 اخرج الجعابي حديثه باسناده في النخب.

38 - خزيمة بن ثابت الانصاري ذو الشهادتين، المقتول بصفين سنة 37، روى حديثه ابن عقدة في حديث الولاية، والجعابي في نخب المناقب، والسمهودي في جواهر العقدين، وابن الأثير في اسد الغابة ج 3 ص 307، وعده الجزري في اسنى المطالب ص 4، والقاضي في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة الحديث من الصحابة.

39 - ابو شريح خويلد - على الاشهر - بن عمرو الخزاعي، نزيل المدينة المتوفى 68، احد الشهود لامير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير يوم المناشدة.

40 - رفاعة بن عبد المنذر الانصاري، توجد روايته في حديث الولاية باسناد ابن عقدة، ونخب المناقب للجعابي، وكتاب الغدير لمنصور الرازي.

41 - الزبير بن العوام القرشي، المقتول سنة 36، روى الحديث عنه ابن عقدة في كتاب الولاية، والجعابي في نخبه، والمنصور الرازي في كتاب الغدير، عده الحافظ ابن المغازلي من رواة الغدير، وعده الجزري الشافعي من رواة حديث الغدير في اسنى المطالب ص 3.

ص: 113

42 - زيد بن ارقم الانصاري الخزرجي، المتوفى 66-68، ذكره احمد بن حنبل في مسنده ج 4 ص 368 وص 372، والنسائي في الخصايص ص 15 وص 16، والدولابي في الكنى والاسماء ج 2 ص 61، ومسلم في صحيحه ج 2 ص 325 طبعة سنة 1327، والحافظ البغوي في مصابيح السنة ج 2 ص 199، والترمذي في صحيحه ج 2 ص 298، والحاكم في المستدرك ج 3 ص 109، واحمد في المسند ج 1 ص 118، وصاحب فرايد السمطين في الباب الثامن والخمسين، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 169، والذهبي في تلخيصه ج 3 ص 533.

43 - ابو سعيد زيد بن ثابت، المتوفى 45-48، وقيل بعد الخمسين، رواه عنه ابن عقدة في حديث الولاية، وابو بكر الجعابي في نخبه، وعده الجزري الشافعي في اسنى المطالب ص 4 ممن روى حديث الغدير.

44 - زيد، يزيد بن شراحيل الانصاري، احد الشهود لامير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير يوم المناشدة، روى حديث شهادته الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية ونقله عنه ابن الأثير في اسد الغابة ج 2 ص 233، وابن حجر في الاصابة ج 1 ص 567، وعد في مقتل الخوارزمي، وتاريخ آل محمد ص 67 ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

45 - زيد بن عبد الله الانصاري، اخرج حديث بن عقدة باسناده في حديث الولاية.

46 - ابو اسحاق سعد بن ابي وقاص، ذكره الحافظ النسائي في خصائصه ص 3 وص 4 وص 18، ورواه عبد الله بن احمد بن حنبل كما في العمدة ص 48، والحافظ الكبير محمد بن ماجه ج 1 ص 30، والحافظ الحاكم في المستدرك ج 3 ص 116، والحافظ ابو نعيم في حلية الأولياء ج 4 ص 356، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب ص 16، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 107، وابن كثير الشامي في البداية والنهاية ج 5 ص 212، وجمال الدين السيوطي في جمع

ص: 114

الجوامع، وتاريخ الخلفاء ص 114 عن الطبراني، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 154 وص 405، والوصابي في الاكتفاء في فضايل الأربعة الخلفاء، والبدخشاني في نزل الأبرار ص 20.

47 - سعد بن جنادة العوفي والد عطيه العوفي، رواه عنه ابن عقدة في حديث الولاية، والقاضي ابو بكر الجعابي في النخب، وعده الخوارزمي في مقتله من رواة حديث الغدير من الصحابة.

48 - سعد بن عبادة الانصاري الخزرجي، المتوفى 14-15، احد النقباء الاثني عشر، روى الحديث عنه ابو بكر الجعابي في نخب المناقب.

49 - ابو سعيد سعد بن مالك الانصاري الخدري، المتوفى 63-64-65، 74، والمدفون في البقيع، رواه الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية، والحافظ ابو بكر بن مردويه، والحافظ ابو نعيم في كتابه ما نزل من القرآن، والحافظ ابو الفتح محمد بن علي النطنزي في الخصائص العلوية، والنيسابوري في تفسيره ج 6 ص 194، والحمويني في فرايد السمطين، والخوارزمي في المناقب ص 80، وابن كثير في تفسيره ج 2 ص 14، والسيوطي في جمع الجوامع وتاريخ الخلفاء ص 114 والدر المنثور ج 2 ص 259، والمتقي الهندي ج 6 ص 390، وعده الجزري في اسنى المطالب ص 3 من رواة الحديث.

50 - سعيد بن زيد القرشي العدوي، المتوفى 50-51، عده الحافظ ابن المغازلي في مناقبه من المائة الرواة لحديث الغدير.

51 - سعيد بن سعد بن عبادة الانصاري، روى عنه الحافظ ابن عقدة في كتاب الولاية.

52 - ابو عبد الله سلمان المحمدي، المتوفى 36-37 عن عمر يقدر بثلثمائة سنة، اخرج الحديث بطريقه الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية، والجعابي في نخبه، والحمويني الشافعي في الباب الثامن والخمسين من فرايد السمطين،

ص: 115

وعده شمس الدين الجزري الشافعي في اسنى المطالب ص 4 من رواة حديث الغدير من الصحابة.

53 - ابو مسلم سلمى بن عمرو بن الاكوع الاسلمي، المتوفى 74، يروي عنه ابن عقدة باسناده في حديث الولاية.

54 - ابو سليمان سمرة بن جندب الفزاري، حليف الانصار، المتوفى في البصرة سنة 58-59-60، هو احد رواة حديث الغدير في حديث الولاية لابن عقدة، ونخب المناقب للجعابي، وعده شمس الدين الجزري الشافعي من رواة حديث الغدير من الصحابة في اسنى المطالب ص 4.

55 - سهل بن حنيف الانصاري الاوسي، المتوفى 38، اخرجه بطريقه الحافظ ابن عقدة، والجعابي، وعده ابن الأثير في أُسد الغابة ج 3 ص 307 ممن شهد لعلي عليه السلام يوم الرحبة في حديث اصبغ بن نباتة، وعده الجزري الشافعي في اسنى المطالب ص 4 من رواة حديث الغدير من الصحابة.

56 - ابو العباس سهل بن سعد الانصاري الخزرجي الساعدي، المتوفى 91 عن مأة سنة، ممن شهد لعلي (صلوات الله عليه) بحديث الغدير في حديث المناشدة بطريق ابي الطفيل، ورواه السمهودي عنه في جواهر العقدين من طريق ابن عقدة، والقندوزي الحنفي عن السمهودي في ينابيع المودة ص 38، وعده في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.

57 - ابو امامة الصدي بن عجلان الباهلي، نزيل الشام والمتوفى بها سنة 86، عُدّ ممن اخرج عنه حديث الغدير من الصحابة ابن عقدة في حديث الولاية.

58 - ضميرة الاسدي، يروى لفظه في حديث الولاية، وفي كتاب الغدير لمنصور الرازي، وذُكر اسمه هناك ضمرة بن الحديد واحسبه ضميرة بن جندب أو ابن حبيب.

ص: 116

59 - طلحة بن عبيد الله التميمي، المقتول يوم الجمل سنة 36، وهو بن 63 عاماً، شهد لامير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل بحديث الغدير، ورواه المسعودي في مروج الذهب ج 2 ص 11، والحاكم في المستدرك ج 3 ص 171، والخوارزمي في المناقب ص 112، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 107، والسيوطي في جمع الجوامع، وابن حجر في تهذيب التهذيب ج 1 ص 391 نقلاً عن الحافظ النسائي، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 83 نقلاً عن الحافظ ابن عساكر، وابن كثير في البداية والنهاية ج 7 ص 349، وعده الجزري الشافعي في اسنى المطالب ص 3 ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

60 - عامر بن عمير النميري، اخرج الحديث عنه ابن عقدة في حديث الولاية، وروى عنه ابن حجر في الاصابة ج 2 ص 255 عن موسى بن اكتل بن عمير النميري عن عمه عامر.

61 - عامر بن ليلى بن ضمرة، أخرج الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية باسناده عنه، وابن الاثير في اسد الغابة ج 3 ص 92، وابن حجر في الاصابة ج 2 ص 257.

62 - عامر بن ليلى الغفاري، افرده ابن حجر بالذكر بعد عامر السابق في الاصابة ج 2 ص 257.

63 - ابو الطفيل عامر بن وائل الليثي، ذكره امام الحنابله احمد بن حنبل في مسنده ج 1 ص 118، والنسائي في الخصائص ص 15 وص 17، والترمذي في صحيحه ج 2 ص 298، والحاكم في المستدرك ج 3 ص 109 وص 110 وص 533، وابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 211 وج 7 ص 246 وص 348، وابن حجر في الاصابة ج 2 ص 252 وج 4 ص 159، والمتقي في كنز العمال ج 6 ص 390، والسمهودي في جواهر العقدين نقله عنه القندوزي الحنفي في ينابيعه ص 38.

64 - عائشة بنت ابي بكر بن ابي قحافة، زوجة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، اخرج الحديث عنها ابن عقدة في حديث الولاية.

ص: 117

65 - عباس بن عبد المطلب بن هاشم، عم النبي صلى الله عليه و آله و سلم توفي 32، اخرج الحديث بطريقه ابن عقدة، وعده الجزري في اسنى المطالب ص 3 من رواته.

66 - عبد الرحمن بن عبد رب الانصاري، احد الشهود لعلي عليه السلام بحديث الغدير يوم الرحبة، رواه عنه الحافظ ابن عقدة، وذكر عنه ابن الأثير في اسد الغابة ج 3 ص 307 وج 5 ص 205، وابن حجر في الاصابة ج 2 ص 408، وعده القاضي في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.

67 - ابو محمد عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري، المتوفى 31-32، رواه عنه باسناده ابن عقدة في حديث الولاية، والمنصور الرازي في كتاب الغدير، وعده الجزري في اسنى المطالب ص 3 ممن روى حديث الغدير.

68 - عبد الرحمن بن يعمر الديلي، نزيل الكوفة، رواه عنه ابن عقدة في حديث الولاية، وفي مقتل الخوارزمي عُد ممن رواه.

69 - عبد الله بن ابي عبد الاسد المخزومي، رواه عنه ابن عقدة.

70 - عبد الله بن بديل بن ورقاء، سيد خزاعة المقتول بصفين، احد الشهود لامير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير يوم الركبان.

71 - عبد الله بن بشير المازني، عُد ممن رواه عنه ابن عقدة.

72 - عبد الله بن ثابت الانصاري، شهد لعلي بحديث الغدير، يوم مناشدته بالرحبة في لفظ الاصبغ، وعد في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.

73 - عبد الله بن جعفر بن ابي طالب الهاشمي، المتوفى 80، اخرج الحديث عنه ابن عقدة.

74 - عبد الله بن حنطب القرشي المخزومي، حكى السيوطي في احياء الميت عن الحافظ الطبراني انه اخرج باسناده عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابيه خطبة النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الجحفة.

ص: 118

75 - عبد الله بن ربيعة، عده الخوارزمي في مقتله ممن رواه.

76 - عبد الله بن عباس، المتوفى 68، ذكره الحافظ النسائي في الخصايص ص 7، وامام الحنابلة في مسندة ج 1 ص 331، والحافظ الحاكم في المستدرك ج 3 ص 132، والخطيب الخوارزمي في المناقب ص 75، ومحب الدين الطبري في الرياض ج 2 ص 203، وابن كثير الشامي في البداية والنهاية ج 7 ص 337.

77 - عبد الله بن ابي اوفي علقمة الاسلمي، المتوفى 86-87، اخرج الحديث بطريقه الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية.

78 - ابو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي، المتوفى 72-73، اخرج الحديث الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 106، والحافظ ابن ابي شيبة في سننه ونقله عنه الوصابي الشافعي في الاكتفاء، ورواه السيوطي في جمع الجوامع وتاريخ الخلفاء ص 114 نقلاً عن الطبراني، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 154، وعده الخطيب الخوارزمي من الصحابة الراوين لحديث الغدير في الفصل الرابع من مقتله وكذلك الجزري في اسنى المطالب ص 4.

79 - ابو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي، المتوفى 32-33، والمدفون بالبقيع، اخرج الحافظ ابن مردويه باسناده عنه نزول آية التبليغ في علي عليه السلام يوم الغدير، ورواه عنه السيوطي في الدر المنثور ج 2 ص 298، والقاضي الشوكاني في تفسيره ج 2 ص 57، والآلوسي البغدي عن السيوطي عن بن مردويه في روح المعاني ج 2 ص 348، وعده الخوارزمي وشمس الدين الجزري في اسنى المطالب ص 4 من رواة حديث الغدير من الصحابة.

80 - عبد الله بن ياميل، اخرج الحديث الحافظ ابن عقدة في كتابه المفرد في الحديث، ورواه عنه ابن الأثير في اسد الغابة ج 3 ص 274، وابن حجر في الاصابة ج 2 ص 382، والقندوزي الحنفي في الينابيع ص 34.

ص: 119

81 - عثمان بن عفان، المتوفى 35، أخرج الحديث عنه الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية والمنصور الرازي في كتاب الغدير، وعده المغازلي من المأة الرواة لحديث الغدير.

82 - عبيد بن عازب الانصاري، اخو البراء بن عازب، هو ممن شهد لعلي عليه السلام بحديث الغدير يوم المناشدة بالرحبة.

83 - ابو طريف عدي بن حاتم، المتوفى 68 وهو بن مأة سنة من الذين شهدوا لعلي عليه السلام بحديث الغدير يوم مناشدته بالرحبة، في حديث اخرجه الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية، وذكره السيد نور الدين السمهودي في جواهر العقدين، وعنه القندوزي في ينابيع المودة ص 38، والشيخ احمد بن مكي الشافعي في وسيلة المآل في مناقب آل، وعد في تاريخ آل محمد ص 67 ممن روى حديث الغدير.

84 - عطية بن بسر المازني، اخرج الحديث عنه ابن عقدة في حديث الولاية.

85 - عقبة بن عامر الجهني، ولي أمر مصر لمعاوية ثلاث سنين، مات في قرب الستين، روى الحافظ ابن عقدة شهادة لعلي عليه السلام بحديث الغدير يوم الرحبة، وعده القاضي في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.

86 - امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه، شعره عليه السلام في الغدير مشهور رواه الثقاة، اخرج حديثه امام الحنابلة احمد بن احمد في مسنده ج 1 ص 152، ورواه عنه ابن كثير في البداية والنهاية ج 2 ص 348، ورواه الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 107، وذكره السيوطي في جمع الجوامع وتاريخ الخلفاء ص 114، وابن حجر في تهذيب التهذيب ج 7 ص 337، والبدخشاني في نزل الابرار ص 20 ومفتاح النجا، والحافظ الطحاوي في مشكل الآثار ج 2 ص 307، والذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 303، والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 154 وص 397

ص: 120

وص 399 وص 406، وفي حلية الاولياء لابي نعيم الاصبهاني ج 9 ص 64.

87 - ابو اليقظان عمار بن ياسر العنسي الشهيد بصفين سنة 37، اخرج الحديث عنه الحمويني باسناده في فرايد السمطين في الباب الأربعين والثامن والخمسين، وعده الخوارزمي وشمس الدين الجزري في اسنى المطالب ص 4 ممن روى حديث الغدير من الصحابة، وهو من الركبان الشهود لعلي عليه السلام بحديث الغدير.

88 - عمارة الخزرجي الانصاري، المقتول يوم اليمامة، روى الحديث عنه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 107، ونقله السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 65، والبدخشاني في مفتاح النجا ونزل الابرار.

89 - عمر بن ابي سلمة بن عبد الاسد المخزومي، ربيب النبي صلى الله عليه و آله و سلم امه ام سلمة زوج النبي توفي 83، أخرج الحديث عنه الحافظ ابن عقدة باسناده.

90 - عمر بن الخطاب المتوفى 23، أخرج عنه الحافظ ابن المغازلي في المناقب، ورواه السمعاني في فضايل الصحابة باسناده عن ابي هريرة عنه، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج 2 ص 161، وابن كثير الشامي في البداية والنهاية ج 7 ص 349، والخطيب الخوارزمي في مقتله، وشمس الدين الجزري في اسنى المطالب ص 3، وفي مودة القربى لشهاب الدين الهمداني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال نصب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم علياً علماً فقال: من كنت مولاه فعلياً مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، اللهم انت شهيدي عليهم. قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله؟ وكان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح، قال لي: يا عمر لقد عقد رسول الله عقداً لا يحله الا منافق، فأخذ رسول الله بيدي فقال: يا عمر انه ليس من ولد آدم لكنه جبرائيل اراد ان يؤكد عليكم ما قلته في علي، ورواه عنه الشيخ القندوزي الحنفي في ينابيعه ص 249.

ص: 121

91 - ابو نجيد عمران بن حصين الخزاعي، المتوفى 52 في البصرة، أخرج الحديث عنه ابن عقده في حديث الولاية، والمولوي محمد سالم البخاري نقلاً عن الحافظ الترمذي، وعده الخطيب الخوارزمي وشمس الدين الجزري في اسنى المطالب ص 4 ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

92 - عمرو بن الحمق الخزاعي الكوفي، المتوفى 50، رواه عنه ابن عقدة، وعده الخوارزمي من رواة حديث الغدير من الصحابة في مقتله.

93 - عمرو بن شراحيل، عده الخوارزمي في مقتله من رواته من الصحابة.

94 - عمرو بن العاص، احد شعراء الغدير، أخرج الحديث عنه ابن قتيبة في الامامة والسياسة ص 93، وله كتاب إلى معاوية وفيه حديث الغدير ذكره الخوارزمي بالاسناد في المناقب ص 126.

95 - عمرو بن مرة الجهني ابو طلحة أو ابو مريم، اخرج احمد بن حنبل والطبراني بالمعجم الكبير باسنادهما عن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال بغدير خم: من كنت مولاه...، ونقله عن الطبراني صاحب كنز العمال ج 6 ص 154، والشيخ ابراهيم الوصابي الشافعي في الاكتفاء، ومحمد صدر العالم في معارج العلى، ونقله البدخشاني في مفتاح النجى ونزل الابرار عن أحمد ومعجم الطبراني.

96 - الصديقة فاطمة بنت النبي الاعظم صلى الله عليه و آله و سلم، رواه ابن عقدة في حديث الولاية، والمنصور الرازي في كتاب الغدير، وروى شهاب الدين الهمداني في مودة القربى عنها سلام الله عليها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من كنت وليه فعلي وليه، ومن كنت امامه فعلي امامه.

97 - فاطمة بن حمزة بن عبد المطلب، روى الحديث عنها ابن عقدة والمنصور الرازي في كتاب الغدير.

98 - قيس بن ثابت بن شماس الانصاري، احد الركبان الشهود لامير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير، اخرجه الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية، وابن

ص: 122

الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 368، وابن حجر في الاصابة ج 1 ص 305، والشيخ محمد صدر العالم في معارج العلى.

99 - قيس بن سعد بن عبادة الانصاري الخزرجي، احد شعراء الغدير في القرن الاول كما انه احد الشهود لعلي عليه السلام بحديث الغدير في حديث الركبان، وله احتجاج على معاوية ابن ابي سفيان بحديث الغدير.

100 - ابو محمد كعب بن عجرة الانصاري المدني، المتوفى 51، رواه عنه ابن عقدة.

101 - ابو سليمان مالك بن الحويرث الليثي، المتوفى 74، أخرج امام الحنابلة احمد بن حنبل في المناقب والحافظ ابن عقدة في حديث الولاية باسنادهما عن مالك بن الحسين بن مالك بن الحويرث عن ابيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 108، وجلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114، والبدخشاني في مفتاح النجى، وفي نزل الابرار ص 20، والشيخ محمد صدر العالم في معارج العلى، والوصابي الشافعي في الاكتفاء، وعده الخوارزمي في مقتله ممن روى حديث الغدير.

102 - المقداد بن عمرو الكندي الزهري، المتوفى 33 وهو بن سبعين عاماً، اخرج الحديث عنه ابن عقدة في حديث الولاية، والحافظ الحمويني في فرايده.

103 - ناجية بن عمرو الخزاعي، ممن شهد لعلي عليه السلام بحديث الغدير يوم مناشدته بالكوفة، اخرجه الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية، ورواه ابن الأثير في اسد الغابة ج 5 ص 6، وابن حجر في الاصابة ج 3 ص 542، وعده الخوارزمي ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

104 - ابو برزة فضلة بن عتبة الاسلمي، المتوفى بخرسان سنة 65، اخرج

ص: 123

الحديث عنه ابن عقدة في حديث الولاية.

105 - نعمان بن عجلان الانصاري، له شهادة لعلي عليه السلام بحديث الغدير يوم المناشدة بطريق اصبغ بن نباتة، وعده القاضي في تاريخ آل محمد ص 67 من رواة حديث الغدير.

106 - هاشم المرقال بن عتبة بن ابي وقاص الزهري المدني، المقتول بصفين سنة 37، ذكره الحافظ ابن عقدة في حديث الولاية، ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ج 1 ص 368، ورواه ابن حجر في الاصابة ج 1 ص 305.

108 - ابو وسمة وحشي بن حرب الحبشي الحمصي، اخرج ابن عقدة الحديث بلفظه في حديث الولاية، وعده الخطيب الخوارزمي في مقتله من رواة حديث الغدير من الصحابة.

108 - وهب بن حمزة، عده الخوارزمي في الفصل الرابع من مقتله ممن روى حديث الغدير من الصحابة.

109 - ابو جحيفة وهب بن عبد الله السوائي، يقال له وهب الخير، المتوفى 74، أخرج الحديث ابن عقدة في حديث الولاية.

110 - ابو مرازم يعلي بن مرة بن وهب الثقفي، اخرج الحديث عنه الحفاظ: ابن عقدة، وابو موسى، وابو نعيم بطرقهم، نقله عنهم ابن الأثير في أُسد الغابة ج 2 ص 233 وج 3 ص 93 وج 5 ص 6، وابن حجر في الاصابة ج 3 ص 542.

رواة حديث الغدير من التابعين

1 - ابو راشد الحبراني الشامي (اسمه خضر، نعمان)، وثقه العجلي وقال لم يكن بدمشق في زمانه افضل منه، ووثقه ابن حجر في التقريب ص 419.

2 - ابو سلمة (اسمه عبد الله وقيل اسماعيل) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، في خلاصة الخزرجي ص 380 عن ابن سعد كان ثقة فقيهاً

ص: 124

كثير الحديث، وفي التقريب ص 422 ثقة مكثر مات 94، تنتهي الطرق اليه إلى جابر الانصاري.

3 - ابو سليمان المؤذن، في التقريب (ابو سلمان) من كبار التابعين مقبول، له حديث المناشدة في الرحبة.

4 - ابو صالح السمان ذكوان المدني، مولى جويرية الغطفانية، قال الذهبي في تذكرته ج 1 ص 78: ذكره احمد فقال: ثقة من اجل الناس واوفقهم، توفي سنة 101.

5 - ابو عنفوان المازني.

6 - ابو عبد الرحيم الكندي.

7 - ابو القاسم اصبغ بن نباتة التميمي الكوفي، تابعي ثقة، قاله العجلي وابن معين.

8 - ابو ليلى الكندي، في التقريب ثقة من كبار التابعين، روى احمد بن حنبل في المناقب عن علي بن الحسين قال: حدثنا ابراهيم بن اسماعيل عن ابيه عن سلمى بن كهيل عن ابي ليلى الكندي انه حدثه قال: سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة فسأله رجل من القوم فقال: يا ابا عامر اسمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يوم غدير خم يقول لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: نعم، قال ابو ليلى: فقلت لزيد: قالها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم؟ قال: نعم، قالها أربع مرات.

9 - اياس بن نذير، ذكره ابن حبان في الثقات.

10 - جميل بن عمارة، ذكره ابن كثير من طريق ابن جرير الطبري.

11 - حارث بن نصر، له حديث المناشدة بالرحبة.

12 - حبيب بن ابي ثابت الاسدي الكوفي، قال الذهبي انه فقيه الكوفة من ثقاة التابعين، توفي 117-119، وترجمه في تذكرته ج 1 ص 103، وحكى ابن حجر توثيقه عن غير واحد في تهذيب التهذيب ج 1 ص 178.

ص: 125

13 - الحرث بن مالك.

14 - الحسين بن مالك بن الحويرث.

15 - حكم بن عتيبة الكوفي الكندي، ثقة ثبت فقيه صاحب سنة واتباع، ترجمه الذهبي في تذكرته ج 1 ص 104، توفى 114-115.

16 - حميد بن عمارة الخزرجي الانصاري.

17 - حميد الطويل ابو عبيدة ابن ابي حميد البصري المتوفى 143، قال الذهبي في تذكرته ج 1 ص 136: حميد الحافظ المحدث الثقة احد مشيخة الأثر.

18 - خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي، حكى ابن حجر في التهذيب ج 3 ص 179 عن ابن معين والنسائي والعجلي ثقة مات بعد سنة 80، وأرخه ابن قانع بالثمانين.

19 - ربيعة الجرشي، المقتول سنة 60-61-74، مختلف في صحبته، في التقريب ص 123: كان فقيهاً وثقه الدار قطني وغيره.

20 - ابو المثنى رياح بن الحارث النخعي الكوفي، وثقه ابن حجر في التقريب وعده من كبار التابعين، وحى ثقته عن العجلي وابن حبان في التهذيب ج 3 ص 299.

21 - ابو عمرو زاذان بن عمر الكندي البزاز الكوفي، في ميزان الاعتدال من كبار التابعين، وحكى ابن حجر ثقته عن غير واحد في التهذيب ج 3 ص 303، توفي 82.

22 - ابو مريم زِرّ بن حبيش الاسدي، من كبار التابعين، توفي 81-82-83، قال الذهبي في تذكرته ج 1 ص 40: انه الامام القدوة، وفي التقريب ثقة جليل مخضرم، وثقه غير واحد كما في التهذيب ج 3 ص 322، وعقد له ابو نعيم في الحلية ج 4 ص 181-191 ترجمة ضافية.

23 - زياد بن ابي زياد، وثقه الحافظ الهيثمي في مجمعه وابن حجر في

ص: 126

التقريب.

24 - زيد بن يُثيع الهمداني الكوفي، في التقريب ص 136 ثقة مخضرم من كبار التابعين.

25 - سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني، ترجمه الذهبي في تذكرته ج 1 ص 77، واخرج البخاري في تاريخه ج 1 ق 1 ص 375 من طريق عبيد عن يونس بن بكير عن اسماعيل بن نشيط العامري عن جميل ابن عامر ان سالماً حدثه سمع من سمع النبي صلى الله عليه و آله و سلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه.

26 - سعيد بن جبير الأسدي الكوفي، قتله الحجاج سنة 95 ولم يكمل الخمسين، ترجمه الذهبي في تذكرته ج 1 ص 65، وبالغ في الثناء عليه، وفي خلاصة الخزرجي ص 116 ثقة امام حجة، وفي التقريب ص 133 ثقة ثبت فقيه، وفي تهذيب التهذيب ج 4 ص 13 عن الطبري انه ثقة حجة على المسلمين.

27 - سعيد بن ابي حدان الكوفي، له حديث مناشدة الرحبة، وثقه ابن حبان.

28 - سعيد بن المسيب القرشي المخزومي صهر ابي هريرة توفى 94، قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 1 ص 47: قال احمد بن حنبل وغيره: مرسلات سعيد صحاح، وقال ابن المدني: لا اعلم في التابعين اوسع علماً منه هو عندي اجل التابعين.

29 - سعيد بن وهب الهمداني الكوفي، روى بطريقه جمع كثير من أئمة الحديث حديث مناشدة الرحبة، في خلاصة تهذيب الكمال ص 122 وثقه ابن معين مات سنة 76.

30 - ابو يحيى سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي المتوفى 121، وثقه أحمد والعجلي كما في خلاصة التهذيب ص 136 والتقريب 154.

ص: 127

31 - ابو صادق سليم بن قيس الهلالي، المتوفى 90 وهو ممن يحتج به وبكتابه عند الفريقين، روى حديث الغدير في غير موضع واحد من كتابه.

32 - ابو محمد سليمان بن مهران الاعمش، وثقه الذهبي، وكان يسمى المصحف من صدقه، ترجمه الذهبي في تذكرته ج 1 ص 138، توفى 147-148، ومولده 61.

33 - سهم بن الحصين الاسدي.

34 - شهر بن حوشب.

35 - الضحاك بن مزاحم الهلالي ابو القاسم، المتوفى 105، وثقه احمد وابن معين وابو زراعة، وروى الحافظ الحمويني في فرايد السمطين في الباب العاشر نقلاً عن ابي القاسم بن أحمد الطبراني عن الحسين النيري عن يوسف بن محمد بن سابق عن ابي ملك الحسن عن جوهر عن ضحاك عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يوم غدير خم: اللهم اعنه واعن به، وارحمه وارحم به، وانصره وانصر به، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وروي هذا اللفظ باسناد آخر عن عمرو ذي مر عن أمير المؤمنين عليه السلام.

36 - طاووس بن كيسان اليماني الجندي، المتوفى 106، عده ابو نعيم من أولياء وترجمه في حليته ج 4 ص 20-23 وقال في ص 23: حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا العباس بن علي النسائي، حدثنا محمد بن علي بن خلف، ثنا حسين الأشقر ثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاووس عن بريدة عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.

37 - طلحة بن المصرف الايامي الكوفي، قال ابن حجر ثقة قارئ فاضل، توفي 112 أو بعدها، له طرق في حديث مناشدة الرحبة.

38 - عامر بن سعد بن ابي وقاص المدني، في التقريب ص 185 ثقة مات 104.

ص: 128

39 - عايشة بنت سعد، توفيت 117، وثقها ابن حجر في تقريبه ص 473.

40 - عبد الحميد بن المنذر بن الجارود العبدي، وثقه النسائي وابن حجر في التقريب ص 224، له عن ابي الطفيل حديث مناشدة الرحبة بطريق رجاله كلهم ثقات.

41 - ابو عمارة عبد خير بن يزيد الهمداني الكوفي المخضرمي، وثقه ابن معين والعجلي كما في الخلاصة ص 269، ووثقه ابن حجر في تقريبه ص 225 وعده من كبار التابعين، له طريق في حديث المناشدة بالرحبة بلفظ سعيد.

42 - عبد الرحمن بن ابي ليلى، اثنى عليه في التذكرة بالفقه ووثقه بالتقريب، له حديث مناشدة الرحبة بطرق كثيرة.

43 - عبد الرحمن بن سابط، وثقه ابن حجر في التقريب وعده من الطبقة الوسطى من التابعين، توفى 118.

44 - عبد الله بن اسعد بن زرارة، ذكر الحديث عن ابيه الصحابي اسعد بن زرارة الانصاري عن ابن عقدة في حديث الولاية.

45 - ابو مريم عبد الله بن زياد الاسدي الكوفي، وثقه ابن حبان كما في خلاصة الخزرجي ص 168، ووثقه ابن حجر في التقريب ص 130.

46 - عبد الله بن شريك العامري الكوفي، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما كما في ميزان الذهبي ج 2 ص 46.

47 - ابو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الهاشمي المدني، المتوفى بعد الأربعين والمائة، في البداية والنهاية ج 5 ص 213 عن ابن جرير الطبري قال: قال المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل سمع جابر ابن عبد الله يقول: كنا بالجحفة بغدير خم فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم من خباء أو فسطاط فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن، وقد رواه ابن لهيعة.

ص: 129

48 - عبد الله بن يعلى بن مرة، له طرق في حديث المناشدة مر بعضها عند ذكرنا للصحابة.

49 - عدي بن ثابت الانصاري الكوفي الخطمي، المتوفى 116، قال الذهبي في ميزانه ج 2 ص 193: عالم الشيعة وصادقهم وقاصهم وامام مسجدهم، وثقه أحمد والعجلي والنسائي، له طرق عديدة.

50 - ابو الحسن عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي التابعي المشهور المتوفى 111، ضربه الحجاج اربع مائة سوط على ان يشتم علياً عليه السلام فلم يشتم، وثقه سبط ابن الجوزي في تذكرته ص 25، والحافظ الهيثمي في مجمعه ص 109 نقلاً عن ابن معين، مرت الطرق اليه في حديث زيد بن أرقم الأنصاري الصحابي.

51 - علي بن زيد بن جدعان البصري، المتوفى 129-131، أخرج الخطيب في تاريخه ج 7 ص 377 قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المعدل: حدثنا محمد بن عمر التميمي الحافظ: حدثنا الحسن بن علي بن سهل العاقولي: حدثنا حمدان بن المختار: حدثنا حفص بن عبيد الله بن عمر عن سفيان الثوري عن علي بن زيد عن أنس قال: سمعت النبي صلى الله عليه و آله و سلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

52 - ابو هارون عمارة بن جوين العبدي، المتوفى 134.

53 - عمر بن عبد العزيز، الخليفة الأموي، المتوفى 101.

54 - عمر بن عبد الغفار.

55 - عمر بن علي امير المؤمنين، في التقريب ص 218 ثقة مات في زمن الوليد وقيل قبل ذلك، ذكره الحافظ الطحاوي في مشكل الآثار ج 2 ص 307، وابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 211.

56 - عمرو بن جعدة بن هبيرة، أخرجه ابن عقدة ورواه السمهودي الشافعي

ص: 130

في جواهر العقدين كما في ينابيع المودة ص 40.

57 - عمرو بن مرة ابو عبد الله الكوفي الهمداني، المتوفى 116، في تهذيب التهذيب ج 8 تابعي ثقة وترجمه الذهبي ج 1 ص 108 واثنى عليه بالثقة والثبت والامامة، ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 303.

58 - ابو اسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الهمداني، قال الذهبي في ميزانه من أئمة التابعين في الكوفة واثباتهم، وفي التقريب مكثر ثقة عابد، توفى 127.

59 - ابو عبد الله عمرو بن ميمون الاودي، ذكره الذهبي في التذكرة ج 1 ص 56 بالامامة والثقة، ذكر حديثه الحافظ النسائي في الخصايص ص 7، وامام الحنابلة أحمد في مسنده ج 1 ص 331.

60 - عميرة بن سعد الهمداني الكوفي، وثقه ابن حبان، وفي التقريب ص 291: مقبول، تأتي طرق الحفاظ اليه وهي كثيرة في المناشدة بالرحبة.

61 - عميرة بنت سعد بن مالك المدنية، اخت سهل ام رفاعة بن مبشر، لها طريق في حديث مناشدة أمير المؤمنين في الرحبة.

62 - عيسى بن طلحة بن عبيد الله التميمي ابو محمد المدني، احد العلماء وثقه ابن معين، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز كذا في ترجمة الخزرجي في خلاصته ص 257، ذكره الحافظ العاصمي في زين الفتى في شرح سورة هل أتى.

63 - ابو بكر فطر بن خليفة المخزومي، ثقة صدوق وثقه أحمد وبن معين العجلي وابن سعد توفي 150 أو 153، اخرجه النسائي في الخصايص ص 15، وابو محمد العاصمي في زين الفتى.

64 - قبيصة بن ذؤيب، ترجمه الذهبي في تذكرته ج 1 ص 152 واثنى عليه، ووثقه ابن حبان كما في الخلاصة ص 268، مات 86.

65 - ابو مريم قيس الثقفي المدايني، وثقه النسائي كما في خلاصة

ص: 131

الخزرجي ص 395، اخرج حديثه امام الحنابلة في مسنده ج 1 ص 152.

66 - محمد بن عمر بن علي امير المؤمنين، توفى في خلافة عمر بن عبد العزيز ويقال سنة 100، اخرج حديثه الحافظ الطحاوي في مشكل الآثار ج 2 ص 307، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 211.

67 - ابو الضحى مسلم بن صبيح الهمداني الكوفي العطار، وثقه ابو معين، وابو زرعة كما في خلاصة التهذيب ص 421، والتقريب ص 422.

68 - مسلم الملائي، روى حديثه الحافظ الحاكم في المستدرك ج 3 ص 116.

69 - ابو زرارة مصعب بن سعد بن ابي وقاص الزهري المدني، في التقريب ثقة، توفى سنة 103، اخرج حديثه الحافظ الطحاوي الحنفي في مشكل الآثار ج 2 ص 309.

70 - مطلب بن عبد الله القرشي المخزومي المدني، وثقه ابو زرعة، والدار قطني، ذكر حديثه السيوطي في احياء الميت عن الحافظ الطبراني.

71 - مطر الوراق، له حديث في صوم الغدير وآية اكمال الدين وحديث التهنئة.

72 - معروف بن خربوذ، وثقه بن حبان، ذكر حديثه ابن كثير في البداية والنهاية ج 5 ص 209 وج 7 ص 348.

73 - منصور بن ربعي، له حديث في آية (سأل سائل).

74 - مهاجر بن مسمار الزهري المدني، وثقه ابن حبان، اخرج حديثه الحافظ النسائي في خصايصه ص 3، عن عايشة بنت سعد قالت: سمعت ابي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يوم الجحفة أخذ بيد علي فخطب فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس اني وليكم؟ قالوا: صدقت يا رسول الله، ثم اخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا وليي ويؤدي عني ديني، وانا موالي من والاه، ومعاد من عاداه.

ص: 132

75 - موسى بن اكتل بن عمير النميري، روى الحديث عنه ابن حجر في الاصابة ج 2 ص 255.

76 - ابو عبد الله ميمون البصري، مولى عبد الرحمن بن سمرة، وثقه بن حبان كما في مجمع الزوايد ج 9 ص 111، اخرج حديثه احمد بن حنبل في مسنده ج 4 ص 372، والخصايص للنسائي ص 16، والحافظ الترمذي في صحيحه.

77 - نذير الضبي الكوفي، من كبار التابعين، له حديث مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل.

78 - هاني بن هاني الهمداني الكوفي، نفى البأس عنه النسائي كما في التقريب، له حديث في مناشدة الرحبة.

79 - ابو بلج يحيى بن سليم الفزاري الواسطي، وثقه ابن معين، والنسائي، والدار قطني كما

ص: 133

في خلاصة الخزرجي، اخرج حديثه الحافظ النسائي في الخصايص ص 7، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوايد ج 9 ص 109 عن أحمد والطبراني.

80 - يحيى بن جعدة بن هبيرة المخزومي، في التقريب ص 389 ثقة، ذكر حديثه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 533.

81 - يزيد بن ابي زياد الكوفي، احد ائمة الكوفة، توفى 136 وله تسعون عاماً أو دونها بقليل، له حديث في مناشدة الرحبة.

82 - يزيد بن حيان التيمي الكوفي، وثقه العاصمي في زين الفتى، والنسائي، وابن حجر، واخرج الحافظ العاصمي في زين الفتى باسناده عن ابي حيان يحيى بن سعيد التيمي الثقة عن يزيد بن حيان الكوفي الثقة قام رسول الله بغدير خم فوعظ وذكر ثم قال: اما بعد: ايها الناس؟ فانما انا بشر مثلكم يوشك ان يأتيني رسول ربي فاجيب....

83 - ابو داود يزيد بن عبد الرحمن بن الاودي الكوفي، وثقه ابن حبان كما في خلاصة الخزرجي ص 372، ذكر حديثه في البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي ج 5 ص 214 نقلاً عن الحافظين ابي يعلى وابن جرير.

84 - ابو نجيح يسار الثقفي المتوفى 109، وثقه ابن معين كما في خلاصة الخزرجي ص 384، روى حديثه عبد الله بن احمد بن حنبل كما في العمدة ص 48 بالاسناد عن عبد الله بن الصخر.

ملاحظة:

اهملنا ذكر بعض المصادر التي ذكرت التابعين لانها قد ذكرت في الصحابة الذين ذكروا حديث الغدير.

ص: 134

الفهرس

واقعة الغدير 5

كيف خطط رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم للخلافة من بعده 13

عظمت يوم الغدير 86

ماذا خسرت الأمة حينما ولت امرها من لا يستحق

دور الأئمة عليهم السلام في مواجهة الانحراف 87

لماذا لم يلتزم الاصحاب ببيعة الغدير 90

مناشدة امير المؤمنين عليه السلام يوم الرحبة 35 هجرية 96

مناشدة الامام الحسين عليه السلام. 98

حادثة الامام الباقر عليه السلام مع سالم. 99

العناية بحديث الغدير 103

رواة حديث الغدير من الصحابة. 106

رواة حديث الغدير من التابعين 124

الفهرس 135

ص: 135

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.