الرياضة المهذَّبة في الإسلام

هوية الكتاب

الرياضة المهذَّبة في الإسلام

من خطب واستفتاءات سماحة المرجع الديني

الكاتب: آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)

الناشر: دار الصادقين - النجف اشرف - العراق

ص: 1

اشارة

دار الصادقين

للطباعة والنشر والتوزيع

النجف الاشرف / شارع الرسول صلى الله عليه و آله

07808289364

الطبعة الأولى

1434 ه - 2013 م

ص: 2

ص: 3

ص: 4

المقدمة موعظة عن الرياضة

ص: 5

ص: 6

موعظة عن الرياضة(1):

الحمد لله وحده، والحمد حقه كما يستحقه حمداً كثيراً، وأعوذ به من شر نفسي إن النفس لأمّارة بالسوء إلا ما رحم ربي.

والصلاة والسلام على أشرف خلق الله تبارك وتعالى وأحبِّهم إليه وأكرمهم عليه أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين.

قال الله تبارك وتعالى: «وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ اَلزّادِ اَلتَّقْوى وَ اِتَّقُونِ يا أُولِي اَلْأَلْبابِ» (البقرة: 197) وقد كان شهر رمضان محطة مباركة للتزود بخير الزاد ليوم المعاد وهي التقوى، بل أن تحصيل التقوى هي الحكمةه.

ص: 7


1- مقتبس من الخطبة الأولى لصلاة عيد الفطر السعيد عام 1429 المصادف 2008/10/1. وقد دأب سماحته على إقامتها في داره حيث يحتشد المئات وتمتد صفوفهم إلى الشارع والساحة المتصلة به.

من تشريع الصوم؛ قال تبارك وتعالى: «يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة: 183) نسأل الله تبارك وتعالى أن يكون ما أمدّنا به من الزاد كافياً لاستقامتنا على الحق في مستقبل أيامنا.

وردت أحاديث كثيرة(1) في فضل انتظار الفرج منها ما روي عن النبي صلى الله عليه و آله:

«أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج» وروي عنه صلى الله عليه و آله:

«أفضل العبادة انتظار الفرج» وعن أمير المؤمنين عليه السلام:

«انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج ما دام عليه العبد المؤمن، والمنتظر لأمرنا كالمتشحّط بدمه في سبيل الله».ا.

ص: 8


1- جُمعت من مصادرها في كتاب المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، الفصل 15، صفحة 413 وما بعدها.

وقد فهم الكثيرون من هذه الأحاديث معنىً سلبياً هو الانكماش والعزلة وعدم التحرك لإزالة الظلم والانحراف وتذرّعوا لذلك بفهم غير ناضج لبعض المفاهيم كالتقية ولبعض الأحاديث الشريفة كروايات

«كل راية قبل ظهور القائم فهي راية ضلالة»، فعطّلوا فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مما أوجب اتهام الشيعة بالخنوع والاستسلام والركون للظلم والذل، مع أن واقع مدرسة أهل البيت عليهم السلام على عكس ذلك تماماً فهي التي تتصف بالحركية والنطق بالحق والتفاعل مع قضايا الأمة ابتداءً من زمن المعصومين عليهم السلام حتى عصرنا الحاضر ولم تتخلف عن ذلك إلا فترات بسيطة لسبب أو لآخر. بينما كان الآخرون منساقين وراء رغبات الحكّام سائرين في ركابهم حتى بدأ عندهم الوعي الإسلامي منذ أقل من قرنين من الزمان وسمّوه بالصحوة

ص: 9

الإسلامية، ولا يخلو التعبير بالصحوة من إشارة إلى حالة سابقة من الخمول والركود.

إن الانتظار حالة إيجابية وهو يستبطن عملياً معنى الاستعداد ولو لم يكن كذلك لما حظي بالمنزلة الرفيعة في الأحاديث المتقدمة. ولنأخذ أمثلة من حياتنا على هذا المعنى.

فحينما نقول أننا ننتظر الامتحانات العامة فإن هذا يعني أن يكون الطلبة في ذروة الاستعداد لها فيجدّون ويجتهدون ويوفّر لهم ذووهم كل الظروف التي تساعدهم على تحقيق أفضل النتائج، وتنهمك إدارات المدارس في إعداد القاعات والأسئلة والمشرفين وغيرها، وهكذا تجد كل من له علاقة بالموضوع منهمكاً في أداء عمله وما تقتضيه وظيفته.

وحينما تنتظر دولة إقامة فعالية ضخمة كدورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت قبل

ص: 10

أسابيع في الصين فتجد الدولة كلها مستنفرة في الاستعداد لإقامتها بأحسن حال وتنفق الحكومة المليارات في بناء الملاعب والفنادق وتهيئة المدن وغيرها، وهذا كله مع أن كثيراً من هذه الألعاب عبارة عن سراب يحسبه الظمآن ماءً أو أوهام صنعها الإنسان ليخدع بها نفسه وتتضمن كثيراً من المعاصي زيّنها لهم الشيطان: «وَ إِذْ زَيَّنَ لَهُمُ اَلشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَ قالَ لا غالِبَ لَكُمُ اَلْيَوْمَ مِنَ اَلنّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ..» (الأنفال: 48) «وَ قالَ اَلشَّيْطانُ لَمّا قُضِيَ اَلْأَمْرُ إِنَّ اَللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ اَلْحَقِّ وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَ ما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ اَلظّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» (إبراهيم: 22).

أقول: إذا كانت الأوهام الباطلة تستحق

ص: 11

كل هذا الاستعداد وتحشيد الطاقات وإنفاق الأموال الطائلة، فماذا يعني انتظار اليوم الموعود وأمل الإنسانية الذي لا يعني فقط انتظار إمام عظيم هو بقية الله في أرضه وحجته على عباده - وهذا بحد ذاته يتطلب استعدادات ضخمة -، بل يعني إضافة إلى ذلك انتظار مشروع عظيم مبارك يتوّج جهود الأنبياء والرسل والأئمة والصالحين ويحقق الوعد الإلهي بإقامة دولة الحق والعدل ومحق الفساد والانحراف والظلم.

لا شك أن استقبال قائد عظيم كالإمام (أرواحنا له الفداء) ومشروع خالد كدولته المباركة يستحق منا شيعته التوّاقين لرؤية طلعته المباركة ونصرته والكون في طليعة جنده أن نستعد بحسب ما تقتضيه وظيفتنا وموقعنا.

ص: 12

الفصل الأول الرياضة والشباب قوة للأمة

اشارة

الفصل الأول الرياضة والشباب قوة للأمة(1)

ص: 13


1- نشر على الصفحة الأولى من صحيفة الصادقين في عددها ال - (20) الصادر بتأريخ 5 ربيع الأول 1426 الموافق 14 نيسان 2005.

ص: 14

الرياضة والشباب قوة للأمة

الشباب قدوة:

الرياضة والشباب قوة للأمة(1)

الشباب قدوة:

إن نقاء الشاب وصفاء نفسه لقرب عهده بالفطرة وعدم رسوخ الكدورات على قلبه مما يؤهله إلى الارتقاء في مدارج الكمال بسرعة، فعليه أن لا يفوت هذه الفرصة؛ لأن العمر كلما تقدم يصبح من الصعب تهذيب

ص: 15


1- استقبل سماحة الشيخ (دامت تأييداته) يوم الثلاثاء 25 صفر وفداً ضم عدداً من أعضاء فرق المصارعة لمختلف الفئات وفيهم أبطال على الصعيد المحلي والعربي والعالمي في محافظة واسط يتقدمهم عدد من أساتذة جامعة الصدر الدينية فرع الكوت، وعزَّاهم سماحته في بداية حديثه بذكرى وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله، ثم شرح موقف الإسلام من الرياضة لتصحيح تصور إن الإسلام ينهى عن الرياضة وان ممارستها والمشاركة في ألعابها محرمة.

النفوس والعودة إلى الفطرة السليمة، وفي ضوء هذا الاستعداد الإيجابي لدى الشباب تجد إن الرسالات الإصلاحية عبر التأريخ كرسالة الإسلام على يد النبي صلى الله عليه و آله إلى حركة سيدنا الأستاذ الشهيد الصدر قدس سره تجد المبادرين لاعتناقها والتأثر بها والتفاعل معها هم الشباب.

ليكونوا قدوة في كل شيء ولبناء أنفسهم فكرياً وعلمياً ولتطوير بلدهم وإعلاء شأن أمتهم خصوصاً في هذه المرحلة، حيث يراد تأسيس عراق حر كريم مزدهر هذا على الصعيد الآني، أما الهدف الاستراتيجي فهو إعداد القواعد الكفوءة المخلصة الموالية التي تملأ كل ميادين العمل تمهيداً لإقامة دولة العدل المباركة على يد صاحب الأمر (أرواحنا له الفداء).

ص: 16

نحو تهذيب الرياضة:

إن بعض أنواع الرياضة قد ورد الحث الأكيد على ممارستها والإجادة فيها كالرماية وركوب الخيل والسباحة، وهذا لا يعني إن هذه فقط مستحبة من وجهة نظر الإسلام بل يتعدى الأمر إلى كل رياضة تعود بالنفع على الفرد و الأمة، وهذا ما يسمى لدى الفقهاء ب - (التجريد عن الخصوصية).

إن الإسلام يريد أن يهذب المجتمع الرياضي ويخلق فيه ثقافة صحيحة تنظم عمله وتوجهه بالاتجاه السليم، فللجمهور الرياضي ثقافة ولحكام الرياضة ثقافة، وللاعبين ثقافة، فنقول للجمهور: ينبغي تجنب التعصب والهوس واللهو الباطل وتبادل الألفاظ البذيئة والأفعال السيئة التي تحصل على مدرجات الملعب.

ونذكّر الحكام إن اثنين عرضا نموذجين للخط على الإمام الحسين عليه السلام ليختار

ص: 17

الأجود فقال له أبوه أمير المؤمنين عليه السلام: احذر يا بني فإن هذا حكم والله يسألك عنه، فإذا كانت المسألة تتطلب هذه الدقة والموضوعية والإنصاف والعدالة في هذه الفعالية البسيطة فما رأيك بمباراة تتأثر بها أعداد كبيرة.

أما ثقافة اللاعبين فنقول لهم: تجنبوا الرياضات غير العقلائية كالملاكمة للمحترفين والمصارعة غير المقيدة وتجنبوا الألبسة المنافية للحياء والأخلاق كالتي يرتديها متسابقو كمال الأجسام واعملوا لما ينفع بلدكم وأمتكم.

فوائد الرياضة:

إن في الرياضة عدة فوائد:

منها: تقوية البدن وإعداده إعداداً سليماً فهو مشمول بقوله تعالى: «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ» الأنفال 60، وفي الأحاديث الشريفة:

(المؤمن القوى خير

ص: 18

وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)(1).

ومنها: الترويح عن النفس وخلق أجواء نفسية هادئة ومرتاحة.

ومنها: إفشاء روح التآلف والتعاون والمودة واللقاء بين الناس حيث ساعدت المباريات الرياضية في التقريب بين الأفراد والدول حتى صارت (الروح الرياضية) رمزاً لكل علاقة إنسانية شفافة.

ومنها: التدريب على العمل الجماعي المنظم وتوزيع المسؤوليات والمهام لينطلق من الفعالية الرياضية إلى الفعاليات الاجتماعية والدينية وحتى السياسية.

ومنها: التنفيس عن طاقات الشباب واستثمارها في ما هو نافع وهي طاقات عظيمة ومتحمسة ومتفجرة فإذا لم تُستوعَب وتُوظَف في الاتجاه الصحيح فإنها ستكون خطراً على الأمة لأن المفسدين والمخربين5.

ص: 19


1- كنز العمال: ج 1 ص 115.

سيستثمرونها.

ومنها: إن الرياضة أصبحت اليوم سفيراً للشعوب يوصل همومها وقضاياها ومواقفها إلى كل دول العالم بأقصر طريق، لذا تجد الدول الكبرى تجند تفوقها الرياضي لتحقيق هيمنتها على الآخرين بإعداد أولئك نفسياً أولاً لقبول تسلطها.

ص: 20

الفصل الثاني الرياضة المهذبة في الإسلام

اشارة

الفصل الثاني الرياضة المهذبة في الإسلام(1)

ص: 21


1- تقرير بتصرف لكلمة سماحة الشيخ اليعقوبي مع مجموعة من رياضيي مدينة الصدر ببغداد زاروا سماحته يوم 13 /ذي الحجة/ 1428 ه - المصادف 2007/12/24 م

ص: 22

موقف الشريعة من الرياضة:

يتصور البعض أن موقف الشارع المقدس من الرياضة سلبي مطلقاً، وهذا التصور خاطئ ولعل منشأه سوء فهم هذا الموقف من الألعاب الرياضية وقد قلنا مراراً أن جوهر الكثير من مشاكلنا هو ثقافي أي في فهم الأفكار والمعاني بالشكل الصحيح، فإذا خُلطت الأوراق وحُرِّفت الكلمات عن معانيها الحقيقية حصلت الشبهات والفتن والضلالات وسيق الناس للوقوع فيها، كالعنف والإرهاب الذي يساق إليه الجهلة والغوغاء والمتحجرون بتحريف كلمات القرآن وأحكام الشريعة عن معانيها.

فالشارع المقدس هذّب حالة الرياضة ونقّاها من الممارسات المنافية لمبادئه العامة وهذا لا يعني رفض الحالة كلياً، كما انه هذّب حالة تناول الطعام أو العلاقة

ص: 23

الزوجية أو حالة التخلي فجعل لها محرمات و مكروهات وهذا لا يعني إلغاءها بالمرّة وهي حاجات حياتية وإنما هو تهذيب للحالة وتنظيمها لتقع في طريق التكامل وتنتج السعادة والفلاح للإنسان في الدنيا والآخرة.

حدود الرياضة في الإسلام:

وهكذا فقد وُضعِت في الإسلام حدودٌ للرياضة المنتجة والمثمرة ومنها:

1. أن تكون عقلائية أي تساهم في تحقيق الأهداف الإنسانية التي تطلب من ممارسة الرياضة ولذا تحرم رياضة الملاكمة الضّارة بالإنسان وقيادة السيارات الموجبة للهلاك ومصارعة الثيران ونحوها وإن مجرد تحقيق الإثارة للمشاهدين لا يُعدُّ مبرراً كافياً لممارستها.

2. أن لا تتضمن محرمات مخالفة لأحكام الشريعة كظهور النساء بوضع غير

ص: 24

محتشم أو مثير للفتنة.

3. أن لا تؤدي إلى تفويت الواجبات سواء كانت فردية كالصلاة أو اجتماعية كأعمار البلاد و إصلاح الفساد وإقامة العدل وإنصاف المظلومين، فلا يصح أن تنشغل الشعوب بأهداف كرة القدم عن أهدافها الحقيقية، وقد سمعنا في حينها أن سبب نكسة حزيران عام 1967 كانت انشغال الشعب المصري بكرة القدم وأم كلثوم.

4. أن لا تسبب في إحداث أمور نهى الشارع المقدس عنها كإزهاق الأرواح وهدر الأموال وحصول التفرقة والتناحر بين أبناء المجتمع بسبب التعنصر لهذا الفريق أو ذاك والوقوع في محرمات كالغيبة والمهاترات الكلامية وغيرها.

ص: 25

لنتذكر الهدف من خلقنا:

وإنما جعلت هذه الضوابط لأن الله تبارك وتعالى كرّم الإنسان وفضلّه على كثير ممن خلق وجعله خليفته في الأرض وطلب منه إعمار الحياة لذا فإن الله تبارك وتعالى يريد أن ينزّه الإنسان عن كل ما لا يناسب هذا التكريم فضلاً عمّا يؤدي إلى عرقلة حركته نحو الكمال، قال تعالى: «وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ حَمَلْناهُمْ فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ اَلطَّيِّباتِ وَ فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً» (الإسراء: 70)، وقال تعالى «وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً» (البقرة: 30)، وقال تعالى: «هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ وَ اِسْتَعْمَرَكُمْ فِيها فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ» (هود: 61).

ص: 26

من فوائد ممارسة الرياضة:

أما إذا كانت ممارسة الألعاب الرياضية ضمن الأطر العامة التي وضعها الشارع المقدس فلا بأس بها بل حثّ على جملة منها كالسباحة وركوب الخيل والعدو والرماية باعتبارها أنواعاً متداولة يومئذٍ ويشمل الاستحباب كل أنواع الألعاب التي تساعد على بناء جسم صحيح الذي يكون خير معين على طاعة الله تبارك وتعالى والسعي لمرضاته كما ورد في الدعاء «اللهم أجعل قوتي في طاعتك، ونشاطي في عبادتك» ومن طرق تحصيل القوة والنشاط ممارسة الألعاب الرياضية النافعة.

هذا إضافة إلى ما توفره الألعاب الرياضية من فوائد روحية واجتماعية وتدريب على العمل الجماعي وتحقيق الانسجام والوحدة والتكاتف وتذويب الخلافات والشفافية في التعامل حتى

ص: 27

ضرب المثل لمن يكون شفافاً وعلاقته طيبه مع الآخرين أنه يمتلك روحا رياضيه.

الوجه الصحيح لممارسة الرياضة:

إننا نفهم أن المنهمكين في الحياة المادية والساعين وراء إشباع شهواتهم ونزواتهم والنهمين في جمع المال يتفننون في ابتكار رياضات وفعاليات أخرى لا قيمة لها سوى شد الناس وجذبهم للاستمرار في استدرار أموالهم فما إن يأفل نجم رياضة ويعزف عنها الناس حتى يبتكروا غيرها وربما كان بعضها يشبه أفعال المجانين لا العقلاء.

وتوجد خلفهم مؤسسات تخدم مصالح استكبارية تريد للشعوب أن تبقى غافلة لاهية مشغولة عن قضاياها المصيرية وأهدافها الحقيقية ولا يلتفتون إلى مكائد المستكبرين ونهبهم لثروات الشعوب فعلى هذه الشعوب أن لا تنخدع بهم.

ص: 28

وعلى أي حال فعليكم أن توجهوا ممارسة الألعاب الرياضة في الاتجاه الصحيح وتستثمروها لتحقيق الفوائد التي ذكرناها، وقد جعلت المرجعية جزءاً من مشروعها لدعم هذا الاتجاه، لان فيه إضافة إلى ما ذكرنا احتضانا للشباب وتصريفا لطاقاتهم الكامنة الوثّابة التي يجب أن يفكّر المسؤولون والمربّون في إيجاد المنافذ المفيدة لاستيعابها.

ص: 29

ص: 30

الفصل الثالث نصائح وتوجيهات إلى متابعي دورة كأس العالم لكرة القدم

اشارة

ص: 31

ص: 32

تبدأ في شهر حزيران القادم/ 2006 بطولة كأس العالم لكرة القدم وستنقل مبارياتها مباشرة إلى شعوب العالم، ومن المعروف أن هذه البطولة تجتذب ملايين الناس ومن بينهم حشد كبير من شبابنا المسلم في العراق وغيره، ونحن إذ نتفهم الحاجة لوجود هوايات محلله ومنافذ مقبولة للترفيه والتسلية يقضي معها الإنسان وقتاً للترويح عن النفس والتخفيف من أوزار الحياة ومتاعبها وان الراحة والاستجمام تساعد على استعادة النشاط والحيوية ومنها هذه الفعالية المعروفة.

إلا أننا وانطلاقاً من مسؤوليتنا في تهذيب السلوك وتصحيح أفعال الإنسان وفق الضوابط الأخلاقية والإنسانية والدينية نود إلفات نظر أبنائنا إلى جملة من النقاط:

1. أن الهدف من وجود الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو التكامل والسمو و نيل

ص: 33

رضا الله تبارك وتعالى «وَ ما خَلَقْتُ اَلْجِنَّ وَ اَلْإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ» (الذاريات: 56) فلا بد أن يكون هذا الهدف محور سلوك الإنسان فيحاول تكريس حياته لتحقيق هذا الهدف أو ما يعينه عليه، لذا ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله:

«على العاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عز وجل، وساعة يحاسب نفسه، وساعة يتفكر فيما صنع الله عز وجل إليه، وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب، و توزيع لها»(1)، ومع إخلاص النية فإن الجميع تكون لله تبارك وتعالى، وما عدا ذلك فهو لهو وعبث ولا مجال للهو والعبث في حياة المسلم، وعليه أن يفرق بدقة بين ما يحتاجه للترفيه والراحة والاستجمام5.

ص: 34


1- الخصال: ص 525.

واستعادة النشاط والترويح عن النفس (كالحاجة إلى النوم)، وبين ما هو أزيد من ذلك فيدخل في حيز اللهو ومضيعة العمر الذي هو رأس مال الإنسان في تجارته مع الله تبارك وتعالى فلا ينشغل بالأهداف الوهمية عن الأهداف الحقيقية.

2. أن يسيطر الإنسان على انفعالاته ويضبطها فلا يعقل أن تكون كرة جلدية سببا لغضبه أو رضاه، وفي الدعاء «وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ لَذَّةٍ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ راحَةٍ بِغَيْرِ أُنْسِكَ وَمِنْ كُلِّ سُرُورٍ بِغَيْرِ قُرْبِكَ وَمِنْ كُلِّ شُغْلٍ بِغَيْرِ طاعَتِكَ»(1) فضلا عن تأديتها إلى نزاع بين الإخوة أو تنافر أو تسابب وشتم، كما حدث قبل أسابيع تقريبا في ملعب النجف حين حصل عراك وإطلاق نار بعد انتهاء مباراة بين فريقي3.

ص: 35


1- مفاتيح الجنان: ص 223.

المدينتين المقدستين النجف وكربلاء(1). اللتين يوحدهما حب الله تعالى والولاء لأهل بيته والهموم المشتركة ودافعت الواحدة عن الأخرى عبر التأريخ خصوصا في الانتفاضة الشعبانية وقدمتا قرابين كثيرة ثم تفرقهما كرة جلدية فيا للهول!

3. أن لا تؤثر متابعته لهذه الفعالية وأمثالها على التزاماته أمام الله تبارك وتعالى وأمام مجتمعه وأسرته فيحافظ على الصلاة في أوقاتها، فعن الصادق عليه السلام:

«امتحنوا شيعتنا... عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها»(2)، وعلى الحضور في المساجد وصلوات الجمعة والجماعة والشعائر الدينية ما وجد إلى ذلك سبيلا3.

ص: 36


1- حدث ذلك يوم الجمعة 22 ع 1 1427 المصادف 2006/4/21 وفاز النجفيون 1/3 واندلعت أعمال عنف وأطلق فيها الرصاص وحدثت فوضى عارمة.
2- الخصال: ص 103.

ولا يقصر في حقوق أهله وإخوانه والعلاقات الاجتماعية.

4. الامتناع عن بذل أي مال ولو قل للاحتفال بمثل هذه الفعاليات كتزيين الشوارع والسيارات بأعلام الدول التي يحبها وإقامة الاحتفالات الصاخبة عند فوز فريق ما.

5. اجتناب المحرمات كالمراهنة على بعض الأمور أو الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة المناظر المحرمة ونحوها.

لماذا ابتدعوا هذه الكرة الجلدية؟

إن العالم البعيد عن الله تعالى حينما يبتدع مثل هذه الألعاب فلأنها تخدم أهدافه ومصالحه من إلهاء الشعوب وتحقيق مصالحه وخططه وخلق أصنام جديدة يحبها الناس ويلتفون حولها وينشغلون بحمدها والثناء عليها وينفقون أوقاتهم وأموالهم عليها بدلا من أن يفكروا

ص: 37

فيما يصلح حالهم.

ولو أن مليارات الدولارات المخصصة لإقامة هذه المباريات تنفق على مشاريع الخير و التقدم وإنقاذ البشر من جوعهم وفقرهم وجهلهم وتخلفهم ومرضهم لكانت خيراً و أبقى، ولو تحول هذا الاهتمام المركّز والضجيج والصخب والهوس الذي تناله هذه الفعاليات إلى جهد مبارك يبذل لإعمار الحياة الإنسانية ماديا ومعنويا وتوعيتها ومعالجة القضايا التي تهمّها وتقلقها وتهدد مستقبلها لكان أجدى، ولله في خلقه شؤون.

نكتفي بهذا القدر من البيان تاركين التفاصيل إلى أكثر من كتاب ونشرة صدرت منا أو بإشرافنا عن هذا الموضوع يحسن الإطلاع عليها والاستفادة منها وهي (الرياضة المعاصرة والفكر المعادي للإسلام) و (نظره فكرية وفقهية في الألعاب الرياضية) و (الحوزة العلمية تحذر من

ص: 38

الوقوع في فخ الرياضة) وكلها صدرت أبان الحكم الصدامي المقبور الذي تبنى مشروعا إفساديا وتخريبيا على كل الأصعدة.

ص: 39

ص: 40

الفصل الرابع الحوزة الشريفة تحذر من الوقوع في فخ الرياضة

اشارة

الفصل الرابع الحوزة الشريفة تحذر من الوقوع في فخ الرياضة(1)

ص: 41


1- بيان كتبه أحد فضلاء الحوزة بالاستفادة من توجيهات سماحة الشيخ اليعقوبي دام ظله وبعض ما ورد في كلمات وخطب السيد الشهيد الصدر الثاني قدس سره، وقد نُشر البيان صيف عام 2002 بمناسبة قرب إقامة بطولة كأس العالم بكرة القدم.

ص: 42

الحوزة الشريفة تحذر من الوقوع في فخ الرياضة(1)

انطلاقاً من حرص الحوزة الدينية على مجتمعنا الحبيب من الوقوع في شباك الغرب الكافر الذي كان وما يزال يجدّ ويجتهد لاستنباط الحيل والمكائد من أجل صرف المجتمع عن الصراط المستقيم فيوهم المجتمع المسكين بعناوين مضللة ظاهرها الإثارة والمتعة وباطنها الخسة والدناءة والإلحاد, فالحوزة المجاهدة الناطقة وبعد علمها بحلول موسم مباريات كأس العالم كما هو دأبها برصد سلبياتم.

ص: 43


1- بيان كتبه أحد فضلاء الحوزة بالاستفادة من توجيهات سماحة الشيخ اليعقوبي دام ظله وبعض ما ورد في كلمات وخطب السيد الشهيد الصدر الثاني قدس سره، وقد نُشر البيان صيف عام 2002 بمناسبة قرب إقامة بطولة كأس العالم بكرة القدم.

المجتمع، وأخص بالذكر في هذا المجال سماحة الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله شرعت ببيان هذه النقاط المهمة عن مشكلة اجتماعية ألا وهي الرياضة (معبودة الجماهير) هذا الصنم الذي سلب من الناس قلوبهم وعقولهم.

أسباب تمسك الغرب بالرياضة :

أسباب تمسك الغرب بالرياضة(1):

1. إنهم فارغون من الوازع الأخلاقي والديني ومن الاعتقاد بالآخرة، وهم يودون قضاء وقت الفراغ بما هو مفرح ومؤنس، في حين أن الدين والأخلاق لا يوجد فراغ في الوقت للمؤمن أصلاً، ولا وقت إلا وفيه طاعة لله سبحانه وتعالى, إلا إذا كان الفرد من الغافلين.

2. الأرباح التي يحصلون عليها منها،

ص: 44


1- مستل من الخطبة الثانية للجمعة الثالثة عشرة للشهيد محمد الصدر قدس سره.

وهم يحرصون أن يصل إليهم الدينار والدرهم بأي شكل وإن كان فيها دمار غيرهم، ونجدهم يعملون على أي ربح كالسرقة, فكثير من طبقات مجتمعهم تسرق, وشركات السرقة في أمريكا وإيطاليا كالنار على المنار.

3. إلهاء شعوبهم عن مشاكلهم ومظالمهم، لتلافي المظاهرات والاحتجاجات، وذلك بتكثير الملاهي والحانات والسينمات وأنواع الرياضة واللعب.

مضار الرياضة:

1. إلهاء المسلمين: عن واقعهم المعاش ومشاكلهم وترك الاحتجاج والمناقشة وخاصة التغافل عن البلاء الوارد علينا من جانب الغرب نفسه.

2. صدّ المسلمين عن دينهم: فإنها سبب لترك الصلاة والصيام واجتماع الجنسين

ص: 45

بشكل غير مشروع، وإبراز الأعضاء وهكذا.. وهذا كله مما لا ترضاه الشريعة.

3. إسقاط أهمية الدين وأهدافه في نظرنا: وتحويله إلى هدف كرة قدم خزياً لنا وعاراً.

4. منع التكامل لأفراد المجتمع: لأن الفرد عندئذٍ يقضي الوقت كله أو أغلبه في لعب الرياضة أو التفرج عليها أو سماع أخبارها أو الذهاب إلى الملاعب أو السفر إليها، وبقي الوقت الباقي لديه يقضيه في ضرورات حياته وأسرته ولا يبقي له وقتاً آخر ليقضيه في تكامله العلمي والعقلي والديني والروحي، وبهذا يخطط الغرب الكافر أن يكون الجهل والتدني هو الصفة العامة في العالم كله ليكونوا لقمة سائغة له ولأطماعه وأرباحه ولكبريائه.

5. السفهية: إن الرياضة غير منتجة لا لبناء ولا للباس ولا لمصلحة اجتماعية ولا لأي شيء آخر.

ص: 46

6. تأييد للاستعمار والظلم: وإنها تأييد بخلاف المصلحة العامة، وإن الاستكبار إنما بذر بيننا هذه الأمور لأجل إبعاد الناس عن المصالح العامة وعن واقعهم ومشاكلهم حتى (يلهون ويستأنسون)(1).

7. لهو ولغو: الإسلام يرفض وسائل اللهو، ويحرم الكثير منها؛ لأنها تشغل القلب وتهدر الوقت الذي هو رأس مال الإنسان وقيمته، فبهذا الوقت يكتسب الصديقون مكان الصديقين، قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«إنما أنت عدد أيام، فكل يوم مضي عليك يمضي ببعضك، فخفض في الطلب وأجمل في المكتسب»(2)، فانظروا أيها المؤمنون كم تهدر الرياضة من لوقت، وكم حرمنا من صلاة الفجر بسبب السهر على المباريات، فأي كارثة أشد من4.

ص: 47


1- المصدر السابق.
2- غرر الحكم: 3874.

هذه؟ وينبغي التفريق هنا بين اللهو المرفوض والتسلية والترويح عن النفس الذي هو أمر عقلائي وضروري للنفس لكي تستعيد نشاطها.

8. شغل القلب: القلب يتشبع بما يوضع فيه، والرياضة منهاج مرسوم ومخطط يشغل القلب عن كل أمر مهم، فبدل أن يخشع ويبكي من خشية الله يرتجف ويتحرك للعبة كرة القدم ويبقى مشغولاً بها لساعات من الزمن. ومن المؤسف أن ترى فريقاً لدولة مسلمة يذرف الدموع لأنه خسر مباراة لكرة القدم ولا تخرج من عينه دمعة واحدة ألماً وأسفاً على ما يصيب الإسلام والمسلمين من مخاطر وكوارث، فتحولت عواطفنا بعيدة عن الله تعالى.

9. العنصرية: لا تزال هذه الحلبة السياسية الماكرة التي تلعب بهؤلاء الكرات وبأذهان الجماهير من ورائها، حيث تقسم الفرق حسب القارات لخلق العنصرية

ص: 48

والتفرقة، ويعطون لقارة أوربا أضعاف ما لقارة آسيا وأفريقيا لمبرر ولآخر، ويخفون وراء ذلك مقصودهم الأساسي، وهو تركيز تفوق جنسهم على سائر الشعوب، وإشعار تلك الشعوب بالنقص وعقدة الحقارة تجاههم.

10. الإثارة الجنسية: كما في المشاهد الخليعة التي تعرض وخاصة في رياضة الجمباز والسباحة وحتى في كرة القدم، فإنهم يحولون توجيه الكاميرات نحو المجموعة التي تضم الجنسين من المتفرجين لتحفيز شبابنا على مثل هذا وتهوينه في نظرهم، وكذلك في حلبات الملاكمة فبين الجولتين يعرضون فتاة خليعة تدور في الحلبة حاملة رقم الجولة وهكذا..

11. إثارة المشاكل: فكثيراً ما تحدث النزاعات والخصومات بين الناس لأن النفس الأمارة بالسوء تريد الفوز ولو بأي

ص: 49

ثمن وبأي أسلوب، وقد تصل إلى القتل والحروب كما حصل ذلك بين (السلفادور والهندوراس)، أضف إلى النزاعات التي تحدث داخل الأسرة، فالأب يريد الرياضة وباقي الأفراد يريدون غيرها، أو أن أحد الأولاد يميل إلى فريق والآخر إلى فريق آخر، مما يؤدي إلى حصول البغض والقطيعة بينهم وهذا مما يريده الغرب لنا.

حلول ممكنة:

1. الاستغناء عنها بجلسات عائلية ناجحة تستثمر توطيد العلاقة بين أفراد الأسرة، خصوصاً أن الانقطاع إلى الرياضة بدلا من الانقطاع إلى الله عامل أساس في تفكيك الروابط الأسرية، فكثرة متابعة الرياضة جعلت الفرد على معرفة دقيقة بأخبار الرياضيين تفوق بكثير معرفته بأخبار أسرته.

2. الاستعاضة عنها بقضاء الوقت بأمور مفيدة، كقراءة القرآن والكتب الاجتماعية

ص: 50

النافعة من إصدارات الحوزة التي تعالج مشاكل المجتمع وتسعى إلى إصلاحه وتكامله، وسماع المحاضرات والأخبار والتزاور مع المؤمنين واللقاءات المثمرة النافعة.

3. الاستغناء عنها بعمل مسابقات علمية أو دينية بين أفراد الأسرة أو بين أفراد المجتمع في المساجد وغيرها، مما يؤدي إلى تحفز أفراد الأسرة والمجتمع عموماً على الاستزادة بالمعلومات للإجابة على الأسئلة من ناحية، ومن ناحية أخرى إيصال المعلومات إليهم بأسلوب شيق وممتع.

4. حصر الرياضة في أنواع الرياضة التي نحتاجها بحياتنا، فما هي فائدة سباق السيارات والملاكمة ونحوها من التوافه؟ لماذا لا نستبدل هذه الأنواع بأنواع نافعة؟ لماذا لا تدخل رياضة القتال للدفاع عن الأوطان وعن النفس في النوادي والهيئات الرياضية؟ لماذا لا تدخل رياضة التصنيع

ص: 51

مثلاً بتعطيل المكائن الصناعية ومحاولة المهندسين إعادة تشغيلها في أوقات قصيرة وللعمال بكميات الإنتاج ونوعياته في مختلف الظروف.

5. لماذا تنحصر الحركة الرياضية بشعار (الرياضة للرياضة أو للتسلية) ولا يرفع شعار (الرياضة للعمل أو الرياضة للنهوض بالشعوب)، فتشكل فرق رياضية عالمية من المهندسين والمهنيين والعمال، وتقام مبارياتها في دولة نامية لتنتج لها في شهر عشر أو خمس مشاريع تكون عاملاً للنهوض بها؟

6. رفع السبب الأساس الذي عن طريقه يتم إيصال سمومهم لنا ألا وهو التلفزيون (الشيطان).

7. ابتكار أساليب للترفيه والتسلية وهي نافعة بنفس الوقت، مثلاً بدل لعبة (الحية

ص: 52

والدرج) المتعارفة نصنع(1) رقعة مثلها وننشر على بعض مربعاتها أسماء الخصال الحميدة والذميمة، فكل من يصل إلى مربع من القسم الأول يصعد؛ لأنها تؤدي إلى تكامله، ومن يصل إلى مربع من القسم الثاني ينزل، ويكون مقدار الصعود والنزول بحسب أهمية الخصلة، فالولاء لأهل البيت يصعد كثيراً، والرياء ينزل كثيراً وهكذا...

8. ممارسة الرياضة المفيدة لتربية البدن وللترفيه بانتظام ومن دون تجاوز على الحقوق والواجبات.

النصائح:

1. النصيحة الأكيدة لشبابنا الناهض الواعي أن يلتفت إلى مصالح نفسه ومجتمعه، ويسقط أهمية الرياضة

ص: 53


1- قدّم بعض الإخوة تصاميم لهذا المقترح لكن بعض الموانع حالت دون الطبع والنشر، ولا زالت الفكرة قائمة.

والرياضيين عن نظر الاعتبار، ويخافوا الله تعالى؛ فإن هذه الدعايات والعنايات إنما هي مصيدة له لإدخاله في فخ الشيطان، ويكون حب الرياضة إنما هو حب للمخططات الاستكبارية من حيث تعلم أو لا تعلم، ونكون قد أعنا الاستكبار الظالم الغاشم على أنفسنا ومكناه في بلادنا.

2. اتقوا الله حق تقاته بالالتزام بطاعة الله والاهتمام بالأهداف الحقيقية للمجتمع وتربية النفس والآخرين تربية صالحة، وترك كل ما يرتبط بالشيطان والكفر والكافرين والابتعاد عنهم ابتعادنا عن الأجرب، فإنه يصد عن ذكر الله والآخرة: «فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ» (المائدة: 91).

3. إن الحكم الشرعي لها هو الحرمة لما تتضمنه من نصرة وتأييد للباطل، والذي يقترفها أو يعين عليها فهو آثم بأي شكل من الأشكال.

4. لن أجيز الرياضة إلى أن أدخل

ص: 54

التراب؛ لأنها على الإطلاق أوهام وخيالات فاسدة وسفيهة ليست أكثر من ذلك، حبيبي سلام الله على الأنعام التي لا تؤذي أحداً، وسلام الله على الوحوش التي تأكل الناس لجوعها، أما هم فيأكلون الناس بعد شبعهم لأجل ثرائهم ومصالحهم العجيبة الغريبة الباطلة(1).

5. كلنا عندما نسأل عن ما هو مذهبنا؟ نجيب وبكل ثقة جعفرية، وجعفر الصادق عليه السلام نفسه يقول:

«إنما شيعة علي من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر»(2)، فهل أطعناهم وعملنا عملهم بمشاهدة الرياضة وترك المجتمع غارقاً بالظلم والفساد لكي نسمي أنفسنا شيعة؟ وفي الحديث3.

ص: 55


1- مستل من الخطبة الثانية للجمعة الثالثة عشرة للشهيد محمد الصدر (قدس سره).
2- الكافي: ج 2 ص 233.

عنهم عليهم السلام:

«كونوا زيناً ولا تكونوا شيناً»(1)، فهل نحن زين لهم ونحن غارقون في هذه الغفلة التي أدت بنا إلى هذا الحال من عدم الشعور بالمسؤولية والخضوع لأعدائنا وعدم الوقوف بوجوههم بمقاطعتهم في كل شيء؟.

6. اعلم أن الرياضة مؤامرة لإلهاء الجماهير كما جاء في (بروتوكولات حكماء صهيون) البروتوكول 13: (الفن والرياضة وما إليهما هذه المتع الجديدة ستلهي ذهن الشعب عن المسائل التي سوف نختلف فيها معهم)، وأنت بموافقتك عليها ستكون شريكاً معهم في إنجاحها، فبادر بمقاطعتها ومحاربتها قبل الندم.

7. الكثير من المؤمنين كان يسمع الغناء، وانشداده له كانشداده للرياضة أو أكثر، ولكن بعدما علم بمفاسده قاطعه وحاربه،8.

ص: 56


1- البحار: ج 75 ص 348.

وها نحن علمنا مفاسد الرياضة التي أحياناً تفوق مفاسد الغناء، فليس بإمكان الكل أن يكونوا مطربين، ولكن بإمكانهم أن يلتهوا بالرياضة لتعدد أنواعها ومناسبتها للصغير والكبير، فلماذا لا نتركها؟ وعليك بقراءة (الرياضة المعاصرة والفكر المعادي للإسلام) لتعرف هذه المفاسد.

8. إن الأعم الأغلب من سمومهم تبث لنا من خلال جهاز الشيطان (التلفزيون) الذي سلب من الناس غيرتهم وشرفهم وعزتهم، فوا أسفاه ثم وا أسفاه على المسلمين وبالأخص شيعة الإمام المهدي (عجل الله فرجه) كم هم ضعفاء بحيث لم يستطيعوا أن يستغنوا عن هذا الجهاز اللعين - ولا أقول كلهم لأن بعضهم استيقظ من نوم الغفلة وتخلص منه جزاه الله خيراً - الذي دمر أسرهم ومجتمعهم، ألا يعلمون أنه سيف مشهور بوجه الإمام (عجل الله فرجه) - كما نقل ذلك سماحة الشيخ

ص: 57

محمد اليعقوبي دام ظله في أحد كتبه عمن اتصل بالحجة - إنه (عجل الله فرجه) يقول: (التلفزيون سيف مشهور في وجهي)، فهل ترضى الشيعة أن يكون في بيتها سيف مشهور بوجه الحجة (عجل الله فرجه)؟ فالراضي أقول له: إنك بفعلك هذا مسؤول عن تأخير الإمام (عجل الله فرجه) عن الظهور وكفانا نفاقاً، فكل يوم ندعو أن نكون من أنصاره وأعوانه ونحن بدرجة كبيرة من الضعف أمام أنفسنا وأهلينا مترددين لا نستطيع أن نتخذ قراراً حاسماً، أبهذا الضعف والخنوع نعين الإمام (عجل الله فرجه)؟ أم بخضوعنا للغرب الكافر ننصر الإمام (عجل الله فرجه)؟

فها أنا ذا أعلنها صرخة ويتفطر قلبي ألماً وحزناً:

(أعينوا إمامكم يرحمكم الله، لا تؤخروا ظهور إمامكم يرحمكم الله، فإمامكم ينادي: أما من ناصر ينصرني، فانصروا إمامكم

ص: 58

يرحمكم الله، وحطموا السيوف المشهورة في وجهه، ولا تضعفوا ولا تستكينوا مهما كلف الأمر، وسارعوا إلى إنقاذ أنفسكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ندم).

اللهم إني قد بلغت

اللهم إني قد بلغت..

ص: 59

ص: 60

الفصل الخامس مدرب الفريق الذي يقود لاعبيه نحو الضلال

ص: 61

ص: 62

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله..

كما عودتنا الحوزة الشريفة دائماً بالرد على كل ما هو باطل وتصحيح كل ما هو منحرف عن جادة الشريعة المقدسة. وهذه صورة من صور الانحراف بأجلى صورة.

ففي إحدى المناطق القريبة من منطقتنا يوجد شخص قد جمع حوله عدد كبير من الشباب (غير الواعين طبعاً) واتخذ منهم فريقاً لكرة القدم وأخذ يغذيهم بأفكاره المسمومة التي ما أنزل الله بها من سلطان ففيها نزعة إلحادية، وصلت إلى إنكار وجود الله سبحانه وتعالى. وسأعرض عليك جملة من هذه الأفكار المسمومة التي تقبلها منه ضعاف الدين والإيمان:

أولاً: الحث على ارتكاب المعاصي.

ص: 63

ثانياً: يحرم ويحلل بحسب فهمه؛ علماً

أنه ليس من الدين في شيء.

ثالثا: استخدام المال في كسب عناصر جديدة إلى هذه المجموعة الضالة، مستغلاً بذلك قلة توفر فرص العمل لدى الشباب.

رابعا: أمر أتباعه بترك الصلاة والصيام.

خامسا: عدم إعطاء الحق الشرعي للعلماء (دام عزهم).

سادسا: التحريض على عدم حضور مجالس الحسين عليه السلام.

سابعا: أمرهم بدخول مجال اللهو والطرب والصالات التي تعرض فيها الأفلام الخليعة.

ثامنا: تقليد الغرب الكافر؛ وذلك بارتداء الملابس الرياضية وكذلك إطلاق (إطالة) شعر الرأس. علماً أنه يعيش في وسط ريفي، وغالباً ما يقوم أبناء الريف والجنوب خصوصاً بارتداء الزي العربي الأصيل (الدشداشة والعقال) فهو حتى هذه أمرهم

ص: 64

بتركها.

تاسعاً: يقوم بسب أفراد الفريق؛ علماً أنه هو المدرب لهذا الفريق، فيعتبرونه بمثابة الأب الروحي حتى وإن أهانهم ومرغ أنوفهم بالتراب. وتصل النوبة إلى الضرب أحياناً.

عاشراً: تحليل لعب الطاولي والشطرنج وآلات القمار عموماً.

حادي عشر: يجب على الرجل أن ينعزل بعيداً عن عائلته. أي يجعل له مكاناً في البيت ولا يختلط بأهله.

ثاني عشر: إن مفهوم الحرية عندهم ضرب القيم والإسلام عرض الجدار.

ثالث عشر: يوجه غيره لدعوة ترك الحجاب وهذا يكون انطلاقاً من عائلته فصاعداً.

هذا وما خفي كان أعظم. علماً أنه لم يتصدَّ أحد إلى أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر أو رفع الأمر إلى الحوزة الشريفة.

ص: 65

علماً أن هذه الأمور المكتوبة في الورقة أعلاه قد نقلها لي أحد الأفراد الذين لعبوا معه في الفريق لفترة من الفترات، فما حكم هذا الشخص ودعوته وأتباعه المنحرفين؟

نريد جواباً هادياً لهؤلاء بالحكمة والموعظة الحسنة، وكما عودنا الشيخ اليعقوبي دامت بركاته.

ولدكم

بسمه تعالى:

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي وآله وسلم تسليماً كثيراً.

إن هذه الظاهرة متوقعة وليست الأولى ولا الأخيرة سواء من المدرب أو الفريق، أما إنه متوقع من المدرب، فلأنه واحد من أعداء الدين أو ممن سخرهم أولئك فاتبعهم رغباً في دنيا زائلة، وهم لا يتركون فرصة الا استغلوها ولا باباً إلا ولجوه لإبعاد الناس عن الصراط المستقيم وإيقاعهم في هوّة الانحراف ليسهل قيادهم وخضوعهم

ص: 66

ويصيروا عبيداً أذلاء.

وكلما فشلت وسيلة أتوا بغيرها؛ فمنهم من استعبدوه بالمال والجنس أو التسلط والاستعلاء، ومن لا ينخدع بتلك الأساليب أو يمتنع عنها لأنه متدين أو من أوساط ملتزمة محافظة فإنهم يأتونه من جهة أخرى محللة بحسب الظاهر، إلا إنها تخفي السمّ الزعاف في طياتها، وما يزالون ينتقلون بفريستهم من معصية إلى أكبر حتى يصبح شيطاناً مثلهم وليسودَّ قلبه فلا يبقى فيه أمل للتوبة والعودة إلى الله تعالى فيكون من أشد الناس حسرة يوم القيامة؛ لأنه ممن باع آخرته لدينا غيره كما أفاد الحديث الشريف.

وأما إنه متوقع من أعضاء الفريق؛ فلأن الكثير من شبابنا غير متفقهين في أمور دينهم وغير واعين وساذجون تنطلي عليهم الشبهات ويقعون في الفتن ببساطة، وهي مشكلة ليست جديدة، فها هو الإمام جعفر

ص: 67

الصادق عليه السلام الذي إليه ننتسب يقول:

«ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام»(1)، وعنه عليه السلام قال:

«قال رسول الله صلى الله عليه و آله: أُفٍّ لرجل لا يفرغ نفسه في كل جمعة لأمر دينه فيتعاهده ويسأل عن دينه»(2)، فإلى متى نوم الغفلة؟ والى متى تتلاقفهم أيدي الفتن بأدنى شبهة وبأقل إشارة أو دعوة من الشيطان وأوليائه، حتى أن إبليس نفسه يستغرب من سهولة انقيادهم له وسرعة استجابتهم لدعوته رغم أنه لا يملك أي سلطة عليهم، ويتركون داعي الله تبارك وتعالى.

فاستمع إلى هذا المشهد من مشاهد القيامة التي تنجلي فيها الحقائق وأعجب من الواقع المؤلم الذي يعيشه المجتمع «وَ قالَ اَلشَّيْطانُ لَمّا قُضِيَ اَلْأَمْرُ إِنَّ اَللّهَ 0.

ص: 68


1- البحار: ج 1 ص 213.
2- الكافي: ج 1 ص 40.

وَعَدَكُمْ وَعْدَ اَلْحَقِّ وَ وَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَ ما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَ لُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَ ما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ اَلظّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» (إبراهيم: 22).

بينما المؤمنون الواعون الذين مضوا على بصيرة واتبعوا علماءهم ورجعوا إلى الحوزة الشريفة ولم يخرجوا عن تعاليمها تصفهم الآية التالية «وَ أُدْخِلَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّالِحاتِ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ» (إبراهيم: 23).

وإنما مثل مدرب الفريق هذا وأمثاله كالذئاب التي لا تستطيع أن تأخذ الشاة السائرة مع القطيع وبحراسة راعيها، وإنما تقنص الساذجة التائهة عن اتباعه، فمتى نجد مجتمعاً - خصوصا الشباب - وقد حصنوا أنفسهم بالعقائد الحقة والأفكار

ص: 69

السليمة ولازموا علماءهم الأبرار الذين لم يقصروا في رعايتهم وحفظهم من الضلال والانحراف.

وإلا فإن هؤلاء الأعضاء في الفريق هل سأل أحدهم مدربه ما علاقة الرياضة بهذه التصرفات المشينة التي كلها تمرد وعصيان على الله تبارك وتعالى وإساءة لرسول الله صلى الله عليه و آله ولولي الله الأعظم؟ وكيف أصبح مدرب الرياضة مشرّعاً وحاكماً يحرّم ويحلل كما يحلو لنفسه الأمّارة بالسوء ويرسم له أسياده من الشياطين الإنس والجن؟ ولماذا هذا التدمير للأخلاق الفاضلة والسقوط في وحل الجريمة والانحراف والفساد والضلال؟!

ألم يلتفت أحد بعد كل هذه الفضائح إلى نية الشيطان ومبتغاه؟! وكيف لم تتحرك غيرة أعضاء الفريق على دينهم وشرفهم وأخلاقهم فيوقفوا هذا الضالّ المضلّ عند حده؟ وهل هانت أنفسهم

ص: 70

عندهم حتى باعوها إلى الشيطان بأبخس الأثمان؟ كل هذه تساؤلات تستوقف هؤلاء وغيرهم أمام كل فتنة وكل ضلالة ليتأملوا طويلاً في تحديد أجوبتها قبل أن تزل أقدامهم عن الصراط المستقيم فيقعوا في جهنم «وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ» (ص: 3) «وَ اَلْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» (الأعراف: 128).

ص: 71

الفهرس

المقدمة موعظة عن الرياضة 5

الفصل الأول الرياضة والشباب قوة للأمة 13

الرياضة والشباب قوة للأمة 15

الشباب قدوة: 15

نحو تهذيب الرياضة: 17

فوائد الرياضة: 18

الفصل الثاني الرياضة المهذبة في الإسلام 21

موقف الشريعة من الرياضة: 23

حدود الرياضة في الإسلام: 24

لنتذكر الهدف من خلقنا: 26

من فوائد ممارسة الرياضة: 27

الوجه الصحيح لممارسة الرياضة: 28

الفصل الثالث نصائح وتوجيهات إلى متابعي دورة كأس العالم لكرة القدم 31

لماذا ابتدعوا هذه الكرة الجلدية؟ 37

الفصل الرابع الحوزة الشريفة تحذر من الوقوع في فخ الرياضة 41

مضار الرياضة: 45

حلول ممكنة: 50

النصائح: 53

الفصل الخامس مدرب الفريق الذي يقود لاعبيه نحو الضلال 61

ص: 72

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.