بطاقة تعريف: صفائي بوشهري ، غلامعلي ، - 1338
عنوان واسم المنتج: بدایة النحو/ مؤلف: غلامعلي صفائي بوشهري
مواصفات النشر: قم : حوزة العلمیة قم ، لجنة الإدارة ، 1384.
مواصفات المظهر: 584 ص .الجدول ، الرسم التخطيطي.
ISBN : 964-6918-79-430000 ریال :
حالة الفهرسة: الفهرسة المسبقة
ملاحظة: العربية
ملحوظة: الفهرسة على أساس المعلومات فیپا
ملحوظة: غطاء الرسالة: ص . [581] - 584؛ أيضا كعنوان فرعي
عنوان: اللغة العربية - النحو
المعرف المضاف: مركز الإدارة حوزة العلمیة قم
ترتيب الكونجرس: PJ6151 /ص 7ب 4
تصنيف ديوي: 492 /75
رقم الببليوغرافيا الوطنية: م 84-20004
معلومات التسجيلة الببليوغرافية:فیپا
ص: 1
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحيم
ص: 3
بداءَةُ النَّحو
الصفائي البوشهري
ص: 4
قال الصادق عليه السلام: «تَعَلّمُوا العَرَبِيّةَ فَإنّهَا كَلَامُ اللهِ الُذِي تَكَلّمَ بِهِ خَلقَهُ».
(وسائل الشيعة، ج 5، ص 84)
الحمد للَّه كما هو أهله، الّذي أودع البيان في ضمير الإنسان، ليعبّر عمّا يدركه من الحقائق ببديع الكلام، و قد صاغ كلامه - الّذي أنزله على خاتم الرسل (ص) - بلسان عربيّ مبين؛ ليكون مناراً وقّاداً يهدي الناس إلى صراط العزيز الحميد.
و ببركة كلام الله تعالى ذاع للغة العرب صيت و صار لها شأن رفيع.
لا شك في أنّ فهم كلام الله تعالى والمعارف السامية للدين الحقّ لا يمكن إلّا بالرجوع إلى مصادرها الأصيلة، و أنّ الوصول إلى دُرّ حقيقتها لا يتيسّر إلّا من
خلال فهم أسرار اللغة العربيّة الرائعة. ومن هذا المنطلق ركّزت الحوزات العلميّة في مختلف القرون - بحكم رسالتها العلميّة و مسؤوليّتها الدينيّة في إدراك الدين في مختلف الأبعاد و إبلاغه - همّتها على تعلّم هذه اللغة وتعليمها وبذلت قصارى جهدها لتوجيه طلّاب العلوم الدينيّة إلى منبع العلم. و كانت حصيلة تلك الجهود إعداد أُدباء مختصّين و تأليف كتب علميّة و تعليميّة قيّمة و أهمّيّة للتعليم و التحقيق في إطار اللغة العربيّة و توسيع مباحثها المختلفة. و لا بدّ من الإذعان بأنّ الحوزات العلميّة هي إحدى أركان نموّ اللغة العربيّة. و كلّ واحد من النصوص الّتي دوّنت في هذا المجال تتحلّى بامتيازات خاصّة، كانت هي السبب وراء خلوده و بقائه.
و في ضوء ما نلاحظه اليوم من تطوّر في العلوم المرتبطة بتعليم اللغة و اعتبار علم اللغة علماً مستقلّاً في المراكز العالميّة للتعليم العالي و وضع معايير علميّة معيّنة لتعليم اللغة، ندرك أنّ إعادة النظر في كتب تعليم اللّغة العربيّة و مناهجها في الحوزات العلميّة يمكن أن تسهم في تطويرها و فاعليّتها أكثر فأكثر في أوساط الطلّاب و روّاد العلوم الدينيّة و تفتح أمامهم آفاقاً جديدة.
ص: 5
لقد كان و ما زال من جملة الهموم الّتي يحملها المتصدّون و أصحاب الرأي في الحوزات العلميّة، إصلاح المناهج الدراسيّة و رفع النواقص و التعقيدات في المحتوى العلمي و الاستفادة من الأُصول و الفنون و المهارات التعليميّة في تأليف الكتب الدراسيّة، و كذلك تلا فيما فيها من نواقص، حتّى يتسنّى لطلّاب و دارسي العلوم الدينيّة - من خلال تدوين كتب تعليميّه عصريّة و منهجيّة - الاطلّاع على الأبعاد و الحيثيّات الكامنة في هذه الكتب بصورة أسهل و أسرع، لكي يقفوا على ما فيها من عمق و سعة و شمول.
و الكتاب الّذي نقدّمه للطلّاب الأعزّاء هي حصيلة جهود دامت عدّة سنوات بذلها
المؤلّف الموقّر مراعياً فيه ما يتبنّاه مكتب تدوين الكتب الدراسيّة في الحوزة العلميّة من السياسات و الأولويّات و متحمّلًا جهوداً كبيرة؛ و ذلك بالنظر ثمّ الاستفادة من برامج التدريس في الجامعات و المراكز المهمّة لتعليم اللغة العربيّة في إيران و سائر البلاد الإسلاميّة، و من خلال التأمّل و التدقيق في الكتب المتعارفة في الدراسة الحوزويّة، فمع أخذ جميع ذلك بنظر الاعتبار تمّ تدوين الكتاب على أساس خطّة خاصّة.
و يمكن بيان ما يمتاز به هذا المنهج من خصائص، مضافاً إلى ما ذكره المؤلّف المحترم في مقدّمته للكتاب:
1. السعي لاعتماد البيان اللطيف و السلس و تحاشي التعابير التخصّصيّة المعقّدة.
2. الاستفادة من الشواهد النحويّة ذات المحتوى الثرّ، من الآيات الكريمة و روايات المعصومين عليهم السلام و فقرات الأدعية و المناجاة لخلق جوّ تربويّ و معنويّ يسود قاعات التدريس و للتعريف بالمضامين السّامية للتعاليم الدينيّة.
3. الاستفادة من الجداول و الخطوط البيانيّة، و حريّ بالذكر أنّ هذه الجداول و الخطوط البيانية على الرغم من كونها قد زادت من الحجم الظاهري للكتاب، لكن بمجموعها تعدّ خطوة مناسبة لتوضيح المطالب بصورة أكبر و أوسع و الفهم المبرمج للمحتوى التعليمي
ص: 6
للكتاب و تنظيم المعلومات للطلّاب.
4. عرض خلاصة لمطالب كلّ باب نهاية كل درس لتسهيل عملية التعليم.
5. الإفادة من بعض الفصول بعنوان «للمطالعة و التحقيق» لزيادة المعلومات و لإيجاد المجال للدراسات التكميليّة الاختياريّة للدارسين.
6. تحاشي الطرح المتناثر و السعي لعرض المواضيع في إطار منطقي و مراعاة المنهج التعليمي في ترتيب الأقسام و الفصول.
لقد قمنا بتدريس الكتاب بعد تدوينه بصورة تجريبيّة في بعض المدارس، ثمّ على ضوء ما وردنا من آراء الطلّاب و الأساتذة المحترمين تمّ إجراء الإصلاحات اللازمة و ذلك بمساعدة بعض الخبراء و أهل النظر و بإشراف المؤلّف المحترم. و الآن نقدّمه بين يدي الرّاغبين الأعزّاء كمنهج للتدريس.
و يأمل مكتبنا من أهل النظر و المفكّرين الكرام في الأدب العربي أن يولّوا اهتمامهم بهذا الكتاب، و يعتبر ملاحظاتهم الإصلاحيّة و التكميليّة غنيمة، ستزيد من إتقان مضمون و منهج هذه المجموعة.
و في الختام نقدّم أسمى آيات الشّكر و التقدير للجهود الدؤوبة للمؤلّف المحترم سماحة الأُستاذ الكريم الصفائي البوشهري و الخبراء المحترمين و كافّة المساهمين في إعداد هذه المجموعة و تنظيمها، و نسأل اللّه الواحد الأحد أن يزيد في توفيقاتهم.
المديريّة العامّة للحوزة العلميّة في قم المقدّسة
تدوين النصوص الدّراسية
ص: 7
الصورة
ص: 8
الصورة
ص: 9
الصورة
ص: 10
الصورة
ص: 11
ص: 12
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدللّه الّذي لا يبلغ مِدحته القائلون و لا يُحصي نَعْماءَه العادّون و لا يُؤدّي حقّه المجتهدون، و الّذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين و عجزت عن نعته أوهام الواصفين؛ و فطر الخلائق بقدرته و نشر الرياح برحمته و شرع الإسلام فجعله هدىً لمن تبعه، و سِلْماً لمن دخله و نوراً لمن استضاء به و برهاناً لمن تكلّم به، و ثقة لمن توكّل و نجاة لمن صدّق و حصناً لمن آمن؛ والّذي أنزل قرآناً عربيّاً بياناً للناس و تبياناً و ربيعاً للقلوب و شفاء و هدى و موعظة للمتّقين الّذين يحبّهم اللّه و هو معهم و جعل العاقبة في الدنيا و الآخرة لهم؛ فإنّ التقوى مفتاح السّداد و وصيّة أهل الرشاد و ذخيرة العباد و خير الزاد.
و الصّلاة و السّلام على سيّد المرسلين و خاتم النّبيّين و النذير للعالمين و البشير للعابدين و الأُسوة للمسلمين و الرحمة للمؤمنين محمّد صلي الله عليه و آله مصباح الظلمة و مفتاح الحكمة، سراج لمع ضوءه، و شهاب سطع نوره، الّذي يصلّي عليه من له الخلق و الأمر و ملائكته أجمعين.
و على آله الطيّبين الطاهرين الّذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيراً، شجرة النّبوّة و محطّ الرّسالة و مختلف الملائكة و معدن العلم و ينابيع الحكمة؛ والذين مثلهم في ظلمة الدنيا كمثل النجوم في السماء، و في طغيان بحر الهوى كسفينة النجاة، طريقتهم صراط العُلى و التمسّك بهم العروة الوثقى و مودّتهم أجر رسالة المصطفى و مَحبَّتهم سعادة الدار العقبى و بغضهم شقاوة الآخرة و الدنيا؛ سيّما أمير المؤمنين وصىّ رسول ربّ العالمين، إمام المتقين و حبل اللّه المتين و صراطه المستقيم، وقسيم الجنّة و النار يوم الحسرة و منار الهدى عند الحيرة، والّذى ولايته مذكورة في الكتاب بالبيّنة و شيعته موعودة بالفوز و الجنّة، الإمام عليّ ابن أبي طالب عليه السلام أمير البيان و القرين بالقرآن و سيّد الأنام و واضع علم النحو لحفظ الكلام.
و السّلام على خاتم الأوصياء المعصومين عليهم السلام، و بقيّة اللّه في الأرضين، و الموعود في كتب
ص: 13
النَّبِيّين، و البشارة للمنتظرين و النجاة للمستضعفين و القائم لآل محمّد الطاهرين و الجامع لصفات الأنبياء من الأوّلين و الآخرين، الّذي يملأ الأرض عدلاً و قسطاً كما ملئت ظلماً و جوراً، و به يدفع اللّه البلاء، و هو أمان لأهل الأرض و السّماء، والّذى يبلغ سلطانه المشرق و المغرب بإذنه و تشرق الأرض بنوره، عجّل اللّه في فرجه و جَعَلَنا من خير أصحابه و أعوانه. و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدّين.
<اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لاٰ أَنْ هَدٰانَا اللّٰهُ> (الأعراف: 43).
و أمّا بعد فاللغة العربيّة هي لغة القرآن و المعارف الإسلاميّة و منابعها، كما قال اللّه تعالى:
<إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ> (يوسف: 2).
و لهذا أُمر بتعلّمها في كلام الأَئِمّة الهداة عليهم السلام؛ كما قال الإمام الصادق عليه السلام:
«تَعَلَّمُوا العَرَبِيّةَ فَإِنَّهَا كَلَامُ اللّهِ الَّذِي تَكَلَّمُ بِهِ خَلقَهُ».(1)
و العلوم العربيّة مجموعة من العلوم الأدبية، كاللغة و الصرف و النحو و البلاغة(2) و لكنّ لعلم النحو فيها قيمة غالية و منزلة عالية لأنّه الأساس و القاعدة
لإحداث بناء الكلام العربيّ الصحيح، كما أنّ الصرف و اللغة بمنزلة أجزاءه و موادّه و البلاغة بمنزلة حليّه و زخارفه، و لذا ارتقت مباحثه و مسائله كمّاً و كيفاً، و وقعت المناظرات و المحاولات العلميّة حول مسائله و أُلِّفَ كثير من الكتب فيه و أسّست مذاهب شتّى حوله و لم يقع في سائر العلوم العربيّة ما وقع فيه من كثرة المباحث و تعريض المطالب و تعميق الاستدلالات و توليد المسائل الجديدة موقف علم النحو في إطار اللغة العربيّة.ء.
ص: 14
إنّ الكتب العربيّة التعليميّة في الحوزات و الجامعات مع مالها من المميّزات و القوّة و نحن آخذون من مؤلّفيها المطالب و القواعد و لهم كثير حقّ علينا،
«و هو بسبق حائز تفضيلا *** مستوجب ثنائي الجميلا».
لكنّها لا تخلو من الضعف إمّا في القالب الهندسي لها و إمّا في المحتوى العلمي مع أنّ كثيراً منها لم يؤلف بالنظر الدارسي للتحصيل بل كتب تحقيقيّة في النحو، مضافاً إلى نقص المسائل و المطالب و غموض البيان.
فبعد النظر إلى الكتب العلميّة السابقة و الكتب الدراسيّة المعاصرة و التحقيق حول كمّيّة المباحث للطالب و كيفيّة إرائتها المناسبة و المنهج المنتج للتسلّط العلمي و ملاحظة أكثر البرامج التحصيلي للجوامع لتعليم اللغة العربيّة في أوطان مختلفة و الاستقراء حول عوامل القوّة و الضعف فيها أيضاً كتب هذا الجامع بأسلوب خاص مطابق للمنهج الصحيح و مجرّب لتعليم النحو العربيّ و هو أسلوب نظريّ - عمليّ؛ لأنّ العلوم العمليّة يحصل القدرة عليها بمرحلتين و هذا الكتاب يشتمل عليهما و هما:
1. مرحلة التحصيل النظريّة للقواعد:
و هي مرحلة تعليم القواعد من الساذج إلى القويّ.
2. مرحلة التحصيل العمليّة للقواعد:
و هي مرحلة لتعليم القواعد عملاً و القدرة على تطبيق القوانين للتسلّط على إجراءها، و هذه المرحلة تكون من أهمّ مراحل تحصيل النحو و هذه تكون في المعمل العلمي و التمارين في الكتاب.
و في الختام نشكر اللّه الرّحمن من التوفيقات و المعصومين عليهم السلام من التعليمات و جميع الأفاضل الكرام الّذين أرشدونا الأمور العلميّة و الفنّيّة، سيّما الإخوة الأعزّة حجج الإسلام الدكتور السيّد حميد الجزايرى مدير قسم تدوين كتب الحوزة و مرتضى الخاكسار و ابراهيم الكفيل أيّدهم اللّه تعالى.
ص: 15
و نسأل اللّه التوفيق لما يحبّ و يرضى و تعالي الإيمان و التقوى و الخدمة. إنّه مجيب الدعوات و آخر دعوانا أن الحمد للّه ربّ العالمين.
ذي القعده 1437 - قم المقدّسة
الصفائي البوشهري
ص: 16
1. معرفة علم النحو
2. معرفة الكلمة و أنواعها
فصل في الاسم
فصل في الفعل
فصل في الحرف
3. الجملة و أقسامها
4. الإعراب و البناء
ص: 17
النحو:(1) هي قواعد تعرف بها كيفيّة تأليف الجمل العربيّة من الألفاظ، و أحوالها
من حيث الإعراب و البناء(2).
فالنحو يشتمل على نوعين من القواعد:
الأوّل) القواعد التأليفيّة:(3) و هي القواعد الّتي تبيّن كيفيّة صوغ الجملة(4) و خصوصيّات أجزائها، كالعامليّة و المعموليّة(5) و وجوب التعريف و التنكير و التقديم و التأخير و الذكر و الحذف أو جوازها.(6)
ص: 18
الثّاني) القواعد الإعرابيّة: و هي القواعد الّتي تبيّن كيفيّة إعراب الألفاظ(1) الموجودة في الجملة كإعراب الرفع للفاعل، و النصب للمفعول، و الجرّ للمضاف إليه.
2. الموضوع(2)
و موضوعه الكلمة و الجملة؛(3) لأنّه يبحث عن قواعد الكلمة إعراباً و عن الجملة تأليفاً و إعراباً.
أ) القدرة على صوغ الجمل العربيّة الصحيحة، و الاحتراز عن الخطإ فيها؛
ب) القدرة على فهمها الصحيح.
فالخطأ في تأليف الجملة، كذكر الفعل بلا فاعله و المبتدإ بلا خبره أصلاً(4) يوجب
عدم فائدتها، و الخطأ في إعراب أجزاء الجملة قد يوجب عكس المعنى المراد، كإعراب الجرّ ل - «رَسوله» في قوله تعالى: <أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ> (التوبة: 3).
ص: 19
علامته: جواز دخول «أل» التعريفيّة عليه و لحوق التنوين و إعراب الجرّ به، و وقوعه منادى و مسنداً إليه و مضافاً و مثنّى و مجموعاً و موصوفاً و مصغّراً و مرجعاً للضمير.(1) و قد اجتمعت كلّها في قوله تعالى: <قٰالَ يٰا بُنَيَّ لاٰ تَقْصُصْ رُؤْيٰاكَ عَلىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطٰانَ لِلْإِنْسٰانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَ كَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَ يُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحٰادِيثِ وَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ عَلىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمٰا أَتَمَّهٰا عَلىٰ أَبَوَيْكَ> (يوسف: 5 و 6).
والفعل: كلمة تدلّ على معنى في نفسها مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة.
علامته: صلاحيّة(2) دخول «قد» و «لم» و «السّين» و «سوف» عليه، و لحوق «نوني التأكيد» و «تاء التأنيث الساكنة» و «ضمير الفاعل» به.(3)
والحرف: كلمة مبنيّة تدلّ على معنى في غيرها، ك -: «مِن» و «إلى» اللّتين تدلّان على معنى الابتداء و الانتهاء في مجرورهما، كقوله تعالى:
<سُبْحٰانَ الَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى> (الإسراء: 1)
علامته: عدم قبوله علامة من علامات الاسم أو الفعل، و عدم استقلال معناه.ً.
ص: 21
الجملة: هي ما تركّب من المسند و المسند إليه بإسناد تامّ.(1)
نحو قوله تعالى: <رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولٰئِكَ حِزْبُ اللّٰهِ> (المجادلة: 22).
و هي باعتبار ابتدائها على قسمين: «الفعليّة» و «الاسميّة».
الجملة الفعليّة: هي الجملة الّتي يقع فعل في أوّلها أصالة،(2) كقوله تعالى:
<وَ أَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهٰا وَ وُضِعَ الْكِتٰابُ> (الزمر: 69).
و أركانها هو الفعل(3) و الفاعل أو نائبه.
والجملة الاسميّة: هي الجملة الّتي يقع اسم في أوّلها أصالة،(4) كقوله تعالى:
<هُوَ اللّٰهُ الْخٰالِقُ الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ> (الحشر: 24).
ص: 22
و أركانها المبتدأ و الخبر.(1)
1. النحو: هي القواعد الّتي تعرف بها كيفيّة تأليف الجمل العربيّة من الألفاظ، و أحوالها من حيث الإعراب و البناء.
2. موضوعه: الكلمة و الجملة.
3. فائدته:
أ. إيجاد القدرة على صوغ الجمل العربيّة الصحيحة و الاحتراز عن الخطإ فيها.
ب. القدرة على فهمها الصحيح.
4. الكلمة: لفظ موضوع مفرد و تنقسم إلى ثلاثة أنواع: اسم و فعل و حرف.
5. الاسم: كلمة تدلّ على معنى في نفسها غير مقترن بأحد الأزمنة
الثلاثة.
6. الفعل: كلمة تدلّ على معنى في نفسها مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة.
7. والحرف: كلمة مبنيّة تدلّ على معنى في غيره.
8. الجملة: هي ما تركّب من المسند و المسند إليه بإسناد تامّ و هي على قسمين «الفعليّة» و «الاسميّة».
9. الجملة الفعليّة: هي الجملة الّتي يقع فعل في أوّلها أصالة.
10. الجملة الاسميّة: هي الجملة الّتي يقع اسم في أوّلها أصالة.
ص: 23
تاريخ تأسيس علم النحو و منابعه و مذاهبه
1 - تاريخ التأسيس
اللغة العربيّة سماعيّة لم تكن مدوّنة ذات قواعد مكتوبة حتّى العصر الإسلاميّ. ثمّ بعد ظهور الإسلام و نزول كلام اللّه بلسان عربيّ و لزوم حفظه عن الخطإ و اللحن بدت الحاجة إلى تدوين قواعد مضبوطة توجب مراعاتها الصيانة فى هذا المنبع الرئيسي الدينيّ العظيم و لذا اهتمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله و أصحابه بقراءته الصحيحة. و بعد انتشار الإسلام في الأقطار المختلفة و بين الأقوام غير العرب صارت اللغة العربيّة لغة رسميّة في تعليم المعارف الإسلامية و تعلّمها فتداول بينهم حتّى أثّرت في لغات تلك الأقطار كما أنّ لغاتهم أثّرت فيها أيضاً.
فاشتدّت الحاجة إلى تدوين قواعد اللغة العربية فأسّس أميرالمؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام أساس «علم النحو» و بداية نشأته العلميّة حين سأله أبوالأسود الدُئلي عنه حيث أجاب: «الكلمة كلّه اسم و فعل و حرف؛ الاسم ما أنبأ عن المسمّى و الفعل ما أنبئ به و الحرف ما أفاد معنىً. ثمّ قال: و الرفع للفاعل و النصب للمفعول و الجرّ للمجرور».(1)
تبع أبو الأسود كلامه عليه السلام و بسط هذه القواعد و دوّنها في القرن الأوّل الإسلامي و رقى و وسّعه تلامذة أبي الأسود فتكامل مرحلة بعد اخرى. و بها أنّ أبا الأسود رجل بصري بدأ علم النحو في البصرة أوّلاً ثمّ في الكوفة و بعد مدّة في البغداد و المغرب و الأُندلس. تطوّر علم النحو فيها و بسطت مباحثه و صنّف مطالبه ثمّ بدأت المذاهب النحويّة و هي خمسة: «البصريّة و الكوفيّة و البغداديّة و المغربيّة و الأندلسيّة».
ص: 24
و لا يخفى أنّ المذهب البصريّ و الكوفي هما المهمّان و الأساسان في الأداء النحويّة و المذاهب الاُخرى أخذت منهما. و المدرسة البصريّة قد ذهبت إلى استنباط القواعد من الروايات المطّردة و التمسّك بالقياس و المدرسة الكوفية ذهبت إلى التمسّك بالأشعار و الأقوال حتّى الشاذّة في فصحاء العرب.
2 - المنابع و المناهج
واعلم أنّ العلوم الاستنباطيّة كالفقه لها منابع للاستدلال على قواعدها كالقرآن و السنّة و العقل و الإجماع و لها مناهج و أصول في التمسّك بها عليها كالسيرة الأخباريّة و الاُصوليّة فى الأُسلوب الفقهي. و لعلم النحو أيضاً منابع خاصّة يرجع النحوي إليها في استنباط القواعد و اختلف
في عددها فذهب المشهور إلى أنّها أربعة: السماع و الإجماع و القياس و الاستصحاب. و لا يخفى أنّ المهمّ هو السماع ممّن وقع في زمن الجاهليّة و المُخَضْرَمِيَّة و المقدّميّة و في المكان الّذي لم يخالطهم العجم ك - «مكّة» و ما حولها و وضع «علم أُصول النحو» أيضاً لتعليم كيفيّة الاستدلال على الاستنباط من المنابع.
و ألّفت كتب قيّمة فيه ك -: «الخصائص» لابن جني و «لمع الأدلّة» لابن الأنباري و «الاقتراح» للسيوطي.
ص: 25
الصورة
ص: 26
3 - الكتب النحويّة تاريخاً و تطوّراً
منذ بداية تأسيس النحو العربيّ شرع التأليف فيه، فكتب أبو الأسود مختصراً في النحو ثمّ مع تكامل النحو كمّلت التأليفات فيه.
فالمراحل التأليفيّة للكتب النحويّة أربعة:
1. مرحلة التأليف التأسيسيّة، ك -: «مكتوبات» لأبي الأسود و «الجامع» لعيسى بن عمرو.
2. مرحلة التأليف التكميليّة، ك -: «الكتاب» لسيبويه.
3. مرحلة التأليف الاستدلاليّة، ك -: «مغني اللبيب» لابن هشام و «الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصرة و الكوفة» لابن الأنباري.
4. مرحلة التأليف التعليميّة، ك -: «النحو الواضح» لمصطفى أمين - الجازم، و «المبادي العربيّة» للشرتوني.
فحينما ينظر إلى سير تطوّر كتب النحو العربيّ يشاهد المراحل التكامليّة له و من الكتب المشهورة فيه: «الألفيّة» لابن مالك و شروحها، ك -: «البهجة المرضيّة» و «شرح ابن عقيل» و «أوضح المسالك» و «شرح التصريح على التوضيح» و «شرح الأُشموني» و «حاشية الصبّان» و «همع الهوامع» و «الكافية» لابن حاجب و شروحها، ك -: «شرح الكافية» للمحقق الرضي و «الفوائد الضيائية» للجامي، و «الحدائق النديّة» لسيّد على خان الحسينيّ و «النحو الوافي» لعباس حسن.
ثمّ انشئت حوله علوم و ألّفت فيه كتب نذكرها:
ففي أصول النحو: «الخصائص» لابن جني، و «علم أُصول النحو» لسعيد الأفغاني، و «الاقتراح» للسيوطي و «لمع الأدلّة» لابن الأنباري.
و في موسوعته: «موسوعة النحو و الصرف و الإعراب» لأميل بديع يعقوب و «معجم القواعد في النحو» لعبد الغني الدقر.
ص: 27
و في إعراب القرآن: «البيان في غريب إعراب القرآن» لابن الأنباري و «إملاء ما منّ به الرحمن» لأبي البقاء و «مشكل إعراب القرآن» لمكي بن أبي طالب و «معاني القرآن» للفرّاء و «إعراب ثلاثين سورة» لابن خالويه و «الجدول في إعراب القرآن» لمحمود الصافي و «إعراب القرآن و بيانه» لمصطفى درويش.
و في الشواهد الشعريّة: «الخزانة» و «شرح أبيات مغني اللبيب» للبغدادي و «شرح شواهد المغني» للسيوطي و «المعجم المفصّل في شواهد النحو الشعريّة» لأميل بديع يعقوب و «جامع الشواهد» للأردكاني بالفارسيّة.
ص: 28
قد تقدّم أنّ الاسم كلمة تدلّ على معنى في نفسها غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة.
ينقسم الاسم فى النحو باعتبارات مختلفة.(1)
ينقسم الاسم باعتبار العمل و عدمه إلى قسمين:
أ) العامل: اسم يعمل عمل الفعل، و هو اسما الفاعل و المفعول، و الصفة المشبّهة،
و اسم المبالغة، و اسم التفضيل، و اسم الفعل، و المصدر.
ب) المهمل: اسم لا يعمل عملاً، و ذلك غير الأسماء المذكورة في قسيمه.
الصورة
ص: 29
إنّ الاسم باعتبار قبوله الإعراب و عدمه ينقسم إلى قسمين:
أ) المعرب: اسم يتغيّر آخره باختلاف العوامل.
ب) المبني: اسم لا يتغيّر آخره باختلاف العوامل.
و سيأتي البحث عنهما تفصيلاً في الإعراب و البناء.
ينقسم الاسم باعتبار تعيّن مدلوله إلى المعرفة و النكرة.
النكرة: اسم يدلّ على غير معيّن من جنسه. و علامتها أن تقبل نفسها أو ما في معناها «أل»(1) الّتي تفيد التعريف.(2) نحو: «رجل» في قوله تعالى: <وَ جٰاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعىٰ> (يس: 20).
النكرة على قسمين:
أ) النكرة المحضة: و هي النكرة الّتي يمكن أن تنطبق على كلّ فرد من أفراد جنسها، و ذلك إذا لم توصف و لم تضف.
ص: 30
ب) النكرة غير المحضة: و هي النكرة الّتي تنطبق على بعض أفراد جنسها، و ذلك فيما إذا وصفت أو أضيفت إلى نكرة. و قد اجتمع القسمان في قوله تعالى:
<إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنّٰاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ> (القمر: 54 و 55).
النكرة تصير معرفة إذا أضيفت إلى معرفة أو دخلت عليها «أل» التعريفيّة، كقوله تعالى:
<هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدىٰ وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ> (التوبة: 33).
الأوّل: النكرة إذا وقعت في حيّز النفي تفيد العموم، كقوله تعالى:
<رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ> (النور: 37).
الثّاني: بعض النكرات توغّل في التنكير و لا تصير معرفة أبداً و إن دخلت عليها «أل» أو أضيفت إلى المعرفة، نحو: «مثل، أحد، ديّار، شبه، نظير، غير(1)».
ص: 31
المعرفة: اسم يدلّ على معيّن.
المعارف ستّة أقسام، هي:(1)
1. الضمير
2. اسم الإشارة
3. الاسم الموصول
4. العلم
5. ذو اللّام
6. المضاف إلى أحدها.
و قد اجتمعت في قوله تعالى:
<إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ مٰاتُوا وَ هُمْ كُفّٰارٌ أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّٰهِ وَ الْمَلاٰئِكَةِ وَ النّٰاسِ أَجْمَعِينَ> .
(البقرة: 161).
ص: 32
1. الضمير(1)
الضمير: اسم مبنيّ وضع ليدلّ على متكلّم أو مخاطب أو غائب، نحو: «أنا و إيّاكما و هم».
الضمير على قسمين:
أ) المنفصل: ضمير يمكن أن يستعمل وحده و يبتدأ به الكلام و يقع بعد «إلّا» و نحوها، و قديقدّم على عامله، و ذلك على نوعين: «مرفوع» و «منصوب»(2).
الصورة
ص: 33
الصورة
ب) المتّصل: ضمير لا يمكن أن يستعمل وحده و لا يبتدأ به الكلام و لا يقع بعد «إلّا» و نحوها و هو كالجزء من الكلمة السابقة و لا يتقدّم على عامله، و ذلك على نوعين:
1. البارز: ضمير متّصل له صورة في اللفظ و الكتابة و هو على ثلاثة أقسام:
«مرفوع»(1) و ذلك في الفعل الماضي، كالضمائر في نحو: «عَلِمَا و عَلِمُوا و عَلِمْنَ و عَلِمْتُ (- ِ -- َ) و عَلِمْتُما و عَلِمْتُم و عَلِمْتُنّ و عَلِمْنَا» و في بعض الأفعال المضارع و الأمر، كالضمائر في نحو: «يَعْلَمَانِ و يَعْلَمُونَ و تَعْلَمَانِ و يَعْلَمْنَ و تَعْلَمُون و تَعْلَمِيْنَ و تَعْلَمْنَ» و «اعْلَمَا و اعْلَمُوا و اعْلَمي و اعْلَمْنَ» و «منصوب» كالضمائر الأخيرة في نحو: «رَأَيْتُهُ و رَأَيْتُهُمَا و رَأَيْتُهُم و رَأَيْتُهَا و رَأَيْتُهُنَّ و رَأَيْتُكِ و رَأَيْتُكُمَا و رَأَيْتُكُمْ و رَأَيْتُكُنَّ و رَأَيْتُنِي و رَأَيْتُنَا» و «مجرور» كالضمائر في نحو: «بِهِ و بِهِمَا و بِهمْ و بِهَا و بِهِنَّ و بِكَ و...».
و اعلم أنّ للمنصوب و المجرور منها صورة واحدة. و قد اجتمعت في قوله تعالى:
<رَبَّنٰا لاٰ تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا> (البقرة: 286).
2. المستتر: ضمير متّصل لا توجد له صورة في اللفظ و الكتابة، بل يكون مكنوناً في لفظ و هو منحصر في المرفوع، و ذلك على ضربين:ط.
ص: 34
أ) مستتر وجوباً: و هو ضمير مستتر لا تجوز نيابة اسم ظاهر عنه، و ذلك في مواضع منها: الفعل المضارع للمتكلّم وحده، ك -: «أعلمُ» أي: أنا، و مع الغير، ك -: «نعلمُ» أي: نحن، و للمخاطب المفرد المذكّر، ك -: «تعلمُ» أي: أنتَ، و فعل الأمر المخاطب المذكّر، ك -: «اعلمْ»، أي: أنت(1).
ب) مستترجوازاً: و هو ضمير مستتر تجوز نيابة اسم ظاهر عنه، كالضمير الّذي يقع فاعلاً في الفعل المفرد للغائب و الغائبة، ك -: «نصر» و «ينصر»، أي: هو، و «نصرت» و «تنصر»، أي: هي، و المشتقات الاسميّة، ك -: «عليّ عالمٌ»، أي: هو، و «فاطمةُ عالمة»، أي: هي.
الصورة
ص: 35
الصورة
و قد يستتر الضمير في المشتقّات الاسميّة أيضاً؛ فيستتر في نحو: «قائم»، «هو أو أنت أو أنا» ك -: «عليّ قائم» و «أنت قائم» و «أنا قائم» و في نحو: «قائمة»، «هي أو أنتِ أو أنا» ك -: «فاطمة قائمة» و «أنتِ قائمة» و «أنا قائمة» و في نحو:
«قائمان» و «قائمتان»، «هما أو أنتما أو نحن» ك -: «العليّان قائمان» و «الفاطمتان قائمتان» و «أنتما قائمان» و «أنتما قائمتان» و «نحن قائمان» و «نحن قائمتان» و في نحو: «قائمون»، «هم أو أنتم أو نحن» ك -: «هم
ص: 36
قائمون» و «أنتم قائمون» و «نحن قائمون» و في نحو: «قائمات»، «هنّ أو أنْتُنّ أو نحن» ك -: «هنّ قائمات» و «أنتنّ قائمات» و «نحن قائمات».
لا بدّ لكلّ ضمير من مرجع يبيّن المراد منه؛ فالمرجع لضمير المتكلّم و المخاطب هو الحاضر في مقام التكلّم و الخطاب. و المرجع لضمير الغائب هو ما تقدّم على الضمير. و ذلك التقدّم على أربعة أقسام:
الأوّل: التقدّم اللّفظيّ، كقوله تعالى:
<شَهْرُ رَمَضٰانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ> (البقرة: 185) و <وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ> (البقرة: 124).
الثاني: التقدّم الرتبيّ، و جعل منه قوله تعالى: <فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسىٰ> (طه: 67).
الثّالث: التقدّم المعنويّ،(1) كقوله تعالى: <اِعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوىٰ> (المائدة: 8).
الرّابع: التقدّم الحكميّ،(2) كقوله تعالى: <قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ> (الإخلاص: 1) و <إِنْ هِيَ إِلاّٰ حَيٰاتُنَا الدُّنْيٰا> (الأنعام: 29).
الأصل في الضمير مطابقته مع المرجع عدداً و تذكيراً أو تأنيثاً و ذلك واجب في المفرد و المثنّى وجمع المذكّر السالم و جمع المؤنّث للعاقل - سواء كان سالماً أو مكسّراً - كقوله تعالى:
<وَ وَصَّيْنَا الْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ حُسْناً وَ إِنْ جٰاهَدٰاكَ لِتُشْرِكَ بِي مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاٰ تُطِعْهُمٰا
ص: 37
إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصّٰالِحِينَ> (العنكبوت: 8 و 9) و <وَ الْوٰالِدٰاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كٰامِلَيْنِ> (البقرة: 233).
و أمّا في غيرها فتجوز مطابقة الضمير و إفراده مؤنّثاً، إذا كان المرجع جمع تكسير لمذكّر عاقل و اذا كان جمع تكسير لمذكّر غير عاقل يجب إفراد الضمير مؤنثاً كقوله تعالى:
<وَ إِذَا الْكَوٰاكِبُ انْتَثَرَتْ> (الانفطار: 2)
كقوله تعالى:
<رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ> (النور: 37) و <وَ إِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ> (المرسلات: 11).
استعمال الضمير على ثلاثة أقسام:
الأوّل: واجب الاتّصال: و هو الأصل فيه فلا يجوز المنفصل إذا أمكن المجيء بالمتّصل، ففي نحو: «أكرمتك» لا يجوز «أكرمت إيّاك».
الثّاني: واجب الانفصال: و ذلك فيما إذا لم يمكن المتّصل و هذا في مواضع منها:
1. عند إرادة الحصر، كقوله تعالى: <أَمَرَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ> (يوسف: 40).
2. أن يكون مقدّماً على عامله، كقوله تعالى: <إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ> (الفاتحة: 5).
3. أن يكون عامله معنويّاً، كقوله تعالى:
<هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ> (الحديد: 3).
4. أن يكون عامله محذوفاً، نحو قول النبيّ صلى الله عليه و آله: «إيّاك و الكذب» (تحف العقول، ص 14).
5. أن يكون عامله حرف نفي، كقوله تعالى: <مٰا هُنَّ أُمَّهٰاتِهِمْ> (المجادلة: 2).
6. أن يفصل عن عامله، كقوله تعالى: <يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَ إِيّٰاكُمْ> (الممتحنة: 1).
الثّالث: جائز الوجهين: و ذلك كما إذا نصب العامل ضميرين على المفعوليّة أوّلهما أعرف من الثّاني نحو: «الكتاب أعطيتُكَه» أو «الكتاب أعطيتُكَ إيّاه».
ص: 38
نون الوقاية: حرف مبنيّ على الكسرة، تأتي بعد بعض الكلمات إذا لحقت بها ياء المتكلّم لإزالة اللبس(1). و استعمالها على وجهين:
1. واجب: و ذلك فيما إذا لحقت ياء المتكلّم فعلاً أو اسم فعل أو «ليت»(2) أو «من» أو «عن» أو «لدن» أو «قد» أو «قط»، كقوله تعالى: <وَ إِذْ قٰالَ مُوسىٰ لِقَوْمِهِ يٰا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي> (الصفّ: 5) و <يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مٰا قَدَّمَتْ يَدٰاهُ وَ يَقُولُ الْكٰافِرُ يٰا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرٰاباً> (النبأ: 40).
2. جائز: و ذلك إذا سبقتها «إنّ» أو «أنّ» أو «لكنّ» أو «كأنّ» أو «لعلّ»،(3) كقوله تعالى:
<إِنَّنِي أَنَا اللّٰهُ> (طه: 14) و <إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاٰقٍ حِسٰابِيَهْ> (الحاقّة: 20).
تنبيه:
و اعلم أنّ نون الوقاية إذا اجتمعت مع نون النسوة أو التأكيد، يجب ثبوتهما بغير إدغام،
كقوله تعالى: <قٰالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمّٰا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ> (يوسف: 33) و <حَتّٰى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللّٰهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ> (يوسف: 66).
و إذا اجتمعت مع نون الرفع في الأفعال الخمسة، جاز الإدغام و الانفكاك أو حذف إحداهما، كقوله تعالى: <إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كٰادُوا يَقْتُلُونَنِي> (الأعراف: 150) و <قُلْ أَ فَغَيْرَ اللّٰهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجٰاهِلُونَ> (الزمر: 64) بتشديد النون و تخفيفها.(4)
ص: 39
ضمير الشأن و القصّة: ضمير مفرد غائب مفسَّر بالجملة الّتي بعده، و يدلّ على تفخيمها و تعظيمها.(1)
و إذا كان المسند إليه في الجملة الّتي بعده مذكّراً، يأتي مذكّراً، و يقال له ضمير الشأن، كقوله تعالى: <قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ> (الإخلاص: 1) و إذا كان مؤنّثاً يأتي مؤنّثاً و يقال له ضمير القصّة، كقوله تعالى: <فَإِذٰا هِيَ شٰاخِصَةٌ أَبْصٰارُ الَّذِينَ كَفَرُوا> (الأنبياء: 97).
و له خمس خصوصيّات:
1. مفرد دائماً فلا يثنّى و لا يجمع.
2. يفسّر بالجملة فقط.
3. لا يتبع بتابع.
4. مرجعه مضمون جملة تذكر بعده.
5. لا يستعمل إلّا مبتدأً غير منسوخ أو منسوخاً.
6. ضمير الفصل(2)
ضمير الفصل: ضمير منفصل مرفوع مطابق لما قبله، يقع بين المبتدإ و الخبر المعرفتين أو بين ما أصله المبتدأ و الخبر كذلك، و يفيد تأكيد الكلام و اختصاص الخبر بالمبتدإ و إزالة لبس الخبر بالتابع، كقوله تعالى: <وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ> (البقرة: 5) و <كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ> (المائدة: 117).
ص: 40
1. الضمير: هو اسم مبنيّ وضع ليدلّ على متكلّم أو مخاطب أو غائب.
2. الضمير على قسمين: متّصل و منفصل، و الأوّل على نوعين: «بارز» و «مستتر».
3. المرجع لضمير المتكلّم و المخاطب هو الحاضر في مقام التكلّم، و
المرجع لضمير الغائب هو ما تقدّم على الضمير لفظاً أو رتبةً أو معنىً أو حكماً.
4. الضمير المتّصل يقع مجروراً و مرفوعاً و منصوباً و المنفصل لا يقع مجروراً.
5. الأصل في الضمير مطابقته للمرجع عدداً و تذكيراً أوتأنيثاً و ذلك واجب في المفرد و المثنّى و جمع المذكّر السالم و جمع المؤنّث العاقل. و أمّا في غيرها فيجوز الوجهان: فإذا كان المرجع جمعاً مكسّراً لمذكّر عاقل، فيجوز عود ضمير الجمع المذكّر و ضمير المفرد المؤنّث إليه. و إذا كان لغير عاقل - مذكّراً كان أو مؤنّثاً - فيعود إليه ضمير المفرد المؤنّث و الجمع المؤنّث.
6. الأصل في الضمير استعماله متّصلاً إلّا إذا وجد مانع في الاتصال كوقوعه قبل العامل أو ابتداء الكلام أو بعد أداة الاستثناء.
7. نون الوقاية: حرف مبنيّ على الكسر، تأتي بعد بعض العوامل إذا لحقت بها ياء المتكلّم لإزالة اللبس بين الكلمات. و استعمالها على وجهين: «واجب» و «جائز».
8. ضمير الشأن و القصّة: هو ضمير مفرد غائب مفسَّر بالجملة الّتي بعده، و يدلّ على تفخيم مضمون الجملة و تعظيمها.
فإن كان المسند إليه في الجملة الّتي بعده مذكّراً فيأتي الضمير مذكّراً، و يقال له ضمير الشأن و إن كان مؤنّثاً يأتي مؤنّثاً، و يقال له ضمير القصّة.
9. ضمير الفصل: هو ضمير منفصل مرفوع يقع بين المبتدإ و الخبر المعرفتين أو بين معمولي نواسخهما كذلك، و يفيد تأكيد الكلام و اختصاص الخبر بالمبتدإ و إزالة لبس الخبر بالتابع.
ص: 41
1. اذكر الضمائر المذكورة من الآية الكريمة و عيّن نوعها:
<قٰالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمٰا سُلْطٰاناً فَلاٰ يَصِلُونَ إِلَيْكُمٰا بِآيٰاتِنٰا أَنْتُمٰا وَ مَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغٰالِبُونَ> (القصص: 35).
2. عيّن الضمائر و نوعها من الآية الكريمة:
<وَ قٰالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰاخِرِينَ> (غافر: 60).
3. أعرِب ما يلي:
<وَ هُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَ يَنْأَوْنَ عَنْهُ وَ إِنْ يُهْلِكُونَ إِلاّٰ أَنْفُسَهُمْ وَ مٰا يَشْعُرُونَ> (الأنعام: 26).
ص: 42
اسم الإشارة: اسم مبنيّ وضع ليشار به إلى شيءٍ.(1)
اسم الإشارة على قسمين:
الأوّل: العامّ: و هو اسم إشارة يشار به إلى المكان و غيره.
الصورة
(2). تستعمل «ذان» و «تان» في حالة الرفع و «ذَيْنِ» و «تَيْنِ» في حالة النصب و الجرّ، و إن كانت أسماء الإشارة مبنيّة مطلقاً.
(3) و اعلم أنّ أسماء الإشارة للجمع تشترك للمؤنّث و المذكّر.
ص: 43
الثّاني: الخاصّ: اسم إشارة يشار به إلى المكان فقط، و هي «هنا»(1) و «ثَمَّ».(2)
و اعلم أنّ المشار إليه إمّا قريب من المتكلّم أو متوسّط منه أو بعيد عنه.
فللقريب تستعمل أسماء الإشارة المذكورة إلّا «ثَمَّ» فإنّها للبعيد خاصّة، و قد تدخل «ها» التنبيه عليها حينئذٍ؛(3) فيقال:
«هذا و هذانِ - هذينِ و هذه - هذي و هاتانِ - هاتين و هؤُلاءِ - هأُولى» و «هاهنا»، كقوله تعالى: <رَبِّ اجْعَلْ هٰذٰا بَلَداً آمِناً> (البقرة: 126) و <هٰاهُنٰا قٰاعِدُونَ> (المائدة: 24).
وللمتوسّط تلحق بأواخرها(4) كاف الخطاب، فيقال: «ذاك، و ذانِك و ذينِك، و ذِيك و
تيكَ و تاك، و تَانِك و تَيْنِك، و أولئك و أولك» و «هناك»، كقوله تعالى: <فَذٰانِكَ بُرْهٰانٰانِ مِنْ رَبِّكَ> (القصص: 32).
وللبعيد تلحق بها اللام أيضاً قبل كاف الخطاب إلّا المثنّى و «أُولاء» بالمدّ، فيقال: «ذلك و...» و «هنالك»، كقوله تعالى: <ذٰلِكَ الْكِتٰابُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ> (البقرة: 2).
و أمّا المثنّى فيلحق به الكاف و تشدّد نونه فيقال: «ذانّك» و أمّا «أُولاء» فتستعمل للبعيد كما تستعمل للمتوسّط. و «هنا» قد تشدّد نونها للبعيد فيقال: «هُنّا و هِنّا و هَنّا».
الأوّل: قد يذكر المشار إليه بعد اسم الإشارة، كقوله تعالى:
<ذٰلِكَ الْكِتٰابُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ> (البقرة: 2).
و يعرب على التابعيّة لاسم الإشارة، فإن كان جامداً فهو إمّا عطف بيان و إمّا بدل، و إن كان مشتقّاً فهو صفة.
و قد يحذف للقرينة، كقوله تعالى: <فَلَمّٰا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأىٰ كَوْكَباً قٰالَ هٰذٰا رَبِّي>
ص: 44
(الأنعام: 76) أي: هذا الكوكب.
الثّاني: تجب مطابقة اسم الإشارة مع المشار إليه تعريفاً و تعداداً و تذكيراً أو تأنيثاً، كقوله تعالى: <لاٰ أُقْسِمُ بِهٰذَا الْبَلَدِ وَ أَنْتَ حِلٌّ بِهٰذَا الْبَلَدِ> (البلد: 1 و 2) و قوله تعالى: <أُولٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ> (البقرة: 177).
نعم إذا كان جمعاً مكسّراً، فيجوز فيه الإفراد و التأنيث أيضاً، كقوله تعالى: <وَ تِلْكَ الْأَيّٰامُ نُدٰاوِلُهٰا بَيْنَ النّٰاسِ> (آل عمران: 140).
و قول جرير بن عطية:
1. «ذُمَّ المنازل بعدَ مَنزِلَةِ اللِّوَى *** و العيشَ بعدَ أُولئكَ الأيّامِ»(1).
الثّالث: تعرب أسماء الإشارة العامّة محلّاً حسب موقعها في الكلام، فقد يكون محلّها رفعاً، كقوله تعالى: <كٰانَ ذٰلِكَ عَلَى اللّٰهِ يَسِيراً> (النساء: 30) و نحو قول الفرزدق في الإمام عليّ بن الحسين عليهم السلام:
2. «هذا ابنُ خيرِ عبادِ اللّه كلّهم *** هذا التقىّ النقىّ الطاهرُ العَلَمُ»(2).
و قد يكون نصباً، كقوله تعالى: <رَبِّ اجْعَلْ هٰذٰا بَلَداً آمِناً> (البقرة: 126) و <إِنَّ هٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ> (الإسراء: 9).
و قد يكون جرّاً، كقوله تعالى: <إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ> (الروم: 21).
و قول الفرزدق في الإمام السجاد عليه السلام:
3. «مَن يَعْرِفِ اللّهَ يَعرِفْ أَوّلِيّةَ ذا *** الدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذا نَالَهُ الأُمَمُ»(3).
و قد يكون تابعاً لما قبلها، كقوله تعالى: <أَ أَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبٰادِي هٰؤُلاٰءِ> (الفرقان: 17).
و أمّا الخاصّة فمنصوبة محلّاً على الظرفيّة دائماً، كقوله تعالى:
<هُنٰالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزٰالاً شَدِيداً> (الأحزاب: 11).8.
ص: 45
الرّابع: الكاف الملحقة بأسماء الإشارة العامّة حرف للخطاب، تدلّ - مع دلالتها على التوسّط - على عدد المخاطب و تذكيراً أو تأنيثاً، فتتصرّف تصرّف ضمير الخطاب، فيقال في المخاطب المفرد المذكّر: «ذاكَ و ذانكَ و أُولئك و تلك و...» و في المخاطب المفرد المؤنّث «ذاكِ و ذانكِ و أُولئكِ و تِلكِ و...»، و في المثنّى: «ذاكما و ذانكما و أُولئكما و تلكما و...» و هكذا، كما في الآيات التالية: <كَذٰلِكِ قٰالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ> (مريم: 21) و <فَذٰانِكَ بُرْهٰانٰانِ مِنْ رَبِّكَ> (القصص: 32) و <ذٰلِكُمٰا مِمّٰا عَلَّمَنِي رَبِّي> (يوسف: 37) و <ذٰلِكُمْ أَزْكىٰ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ> (البقرة: 232) و <فَذٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ> (يوسف: 32) و ذلك على الأصل و الأكثر، و لكن قد تخالف كاف الخطاب المخاطبَ، كقوله تعالى: <ذٰلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ> (المجادلة: 12).
الصورة
ص: 46
الصورة
ص: 47
1. اسم الإشارة: اسم مبنيّ وضع ليشار به إلى شيء.
2. أسماء الإشارة على قسمين:
أ) العامّة: هي الّتي تستعمل في المكان و غيره.
ب) الخاصّة: هي الّتي تستعمل في المكان فقط.
3. اسم الإشارة العامّة و الخاصّة حسب ما يشار إليه على ثلاثة أقسام: «القريب» و «المتوسّط» و «البعيد».
4. قد تدخل «ها» التنبيه على أسماء الإشارة القريبة، و قد تلحق الكاف للمتوسّط، و اللام و الكاف في غير المثنّى، و «أولاء» للبعيد بلا «ها».
5. المشار إليه المذكور بعد اسم الإشارة يعرب على التابعيّة لها، فإن كان جامداً فهو إمّا عطف بيان أو بدل، و إن كان مشتقّاً فهو صفة.
6. تجب مطابقة المشار إليه تعريفاً و تعداداً و تذكيراً أو تأنيثاً مع اسم الإشارة، إلّا الجمع المكسّر، فيجوز فيه الإفراد و التأنيث.
7. أسماء الإشارة العامّة تعرب محلّاً حسب موقعها في الكلام، و أمّا الخاصّة فمنصوبة على الظرفيّة مطلقاً.
8. الكاف الملحقة بأسماء الإشارة العامّة، حرف خطاب تدلّ - مع دلالتها على التوسّط - على عدد المخاطب و تذكيراً أو تأنيثاً، فتتصرّف تصرّف ضمير الخطاب.
ص: 48
1. عيّن أسماء الإشارة و نوعها في الآيتين الكريمتين:
<وَ كَذٰلِكَ نَجْزِي الظّٰالِمِينَ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لاٰ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهٰا خٰالِدُونَ> (الأعراف: 41 و 42).
<فَإِذٰا جٰاءَ أَمْرُ اللّٰهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَ خَسِرَ هُنٰالِكَ الْمُبْطِلُونَ> (غافر: 78).
2. اذكر أسماء الإشارة المناسبة في الجدول:
الصورة
3. أعرِب ما يلي:
<هُنٰالِكَ دَعٰا زَكَرِيّٰا رَبَّهُ> (آل عمران: 38).
ص: 49
3. الاسم الموصول(1)
الاسم الموصول: هو اسم مبهم وضع ليدلّ على شيء معيّن بواسطة جملة أو شبهها(2) تسمّى بالصلة و تذكر بعده مشتملة على ضمير يعود إليه يسمّى بالعائد.
الصورة
الموصول على قسمين:
المختصّ: و هو الموصول الّذي وضع لكلّ من مفرده و مثنّاه و مجموعه مذكّراً أو مؤنّثاً منه لفظ خاصّ و هو: الّذي، اللَّذان - الّذَينِ، الّذِينَ - الأُلي، الّتي، اللتانِ - اللتَيْنِ، اللائي و اللّاتي و اللّات.
الصورة
(3). الزمر: 74.
ص: 50
و اعلم أنّ الموصولات الاسميّة المختصّة كلّها مبنيّة، ففي جميع الحالات لها صورة واحدة إلّا المثنّى منها، ففي حالة الرفع يستعمل بصورة «اللّذانِ» و «اللّتانِ»، و في حالتي النصب و الجرّ يستعمل بصورة «اللّذينِ» و «اللَتينِ» و كلّها يستعمل للعاقل و غيره إلّا «الّذِين» فإنّه للعاقل فقط.
المشترك: هو الموصول الّذي وضع لجميع أفراده لفظ واحد، فيعيّن المراد منه بالقرائن(1) و هو ستّة ألفاظ:
«مَن» و «ما» و «ذا» و «ذوالطائيّة» و «أىُّ» و «أل»
1. مَنْ: أكثر استعمالها للعاقل، كقوله تعالى:
<وَ مَنْ كٰانَ فِي هٰذِهِ أَعْمىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمىٰ وَ أَضَلُّ سَبِيلاً> (الإسراء: 72).
و قد تستعمل لغيره، كقوله تعالى: <وَ اللّٰهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مٰاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلىٰ بَطْنِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلىٰ رِجْلَيْنِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ إِنَّ اللّٰهَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ> (النور: 45).
2. ما: أكثر استعمالها لغير العاقل، كقوله تعالى: <قٰالَ أَ تَعْبُدُونَ مٰا تَنْحِتُونَ> (الصافّات: 95) و قد تكون للعاقل، كقوله تعالى: <رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي> (آل عمران: 35).
3. ذا: تستعمل للعاقل و غيره، و تكون موصولة إذا وقعت بعد «مَنْ» أو «ما» الاستفهاميّتين و لم تركّب معهما فتكون اسماً استفهاماً مركّباً، كقوله تعالى:
<وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ مٰا ذٰا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قٰالُوا أَسٰاطِيرُ الْأَوَّلِينَ> (النحل: 24).
4. ذو: تستعمل للعاقل و غيره في لغة طىّ ء فقط، نحو قول سنان الطائيّ:
4. «فإنّ الماء ماء أبي و جدّي *** و بئري ذو حفرت و ذو طويت»(2).4.
ص: 51
5. أيّ: تستعمل للعاقل و غيره، و تنفرد عن سائر الموصولات بأنّها تعرب دائماً إلّا إذا أُضيفت وحذف الضمير الواقع في صدر صلتها، فتبنى على الضمّ، كما في قوله تعالى: <ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمٰنِ عِتِيًّا> (مريم: 69) أي: أيّهم هو أشدّ. و في غيرها معربة.
6. أل: تستعمل للعاقل و غيره، و تنفرد عن سائر الموصولات بأنّ صلتها تأتي اسمي الفاعل و المفعول كثيراً(1) و يظهر إعرابها عليها، كقوله تعالى: <وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ> (آل عمران: 104).
الموصولات الاسميّة تحتاج إلى صلة ليتمّ معناها و لصلتها شرائط و أقسام.
أمّا شرائط صلتها فأربعة:
1. وجوب تأخّرها عن الموصول،
2. كون معناها معهوداً للمخاطب،
3. كونها رافعة لإبهام الموصول،
4. كونها مشتملة على ضمير الموصول يسمّى بالعائد.
و أمّا أقسامها فثلاثة:
أ) الجملة الخبريّة: سواءً كانت اسميّة أم فعليّة، كقوله تعالى:
<وَ الَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذٰابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ> (المعارج: 26 و 27).
ب) الظرف و الجارّ و المجرور: و يجب أن يكونا متعلّقين بأفعال العموم(2) المحذوفة، كقوله تعالى: <وَ لَهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَنْ عِنْدَهُ لاٰ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِهِ> (الأنبياء: 19).
ص: 52
ج) الصفة الصريحة:(1) و تلك إذا كان الموصول «أل»، كقوله تعالى: <وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللّٰهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ> (البقرة: 194).
الأوّل: ذكر صلة الموصول لكنّها قد تحذف قليلاً للعلم بها، نحو قول عبيد بن الأبرص:(2)
5. «نحن الأُلى فَاجْمَعْ جُمُو *** عَكَ ثُ - مّ وَجِّهْهُ - مْ إل - ينا» 2.
أي: نحن الأُلي عُرِفوا بالشجاعة.
الثّاني: اشتمال صلته على العائد إليه، كقوله تعالى:
<قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * اَلَّذِينَ هُمْ فِي صَلاٰتِهِمْ خٰاشِعُونَ> (المؤمنون: 1 و 2).
و لكنّه قد يحذف، و ذلك في المنصوب كثير، كقوله تعالى: <ذَرْنِي وَ مَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً> (المدّثّر: 11) أي: مَن خلقتُهُ، و دون ذلك في غيره، كقوله تعالى: <وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّمٰاءِ إِلٰهٌ> (الزخرف: 84) أي: هو الّذي هو إلهُ في السماء. و <مٰا هٰذٰا إِلاّٰ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمّٰا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَ يَشْرَبُ مِمّٰا تَشْرَبُونَ> (المؤمنون: 33) أي: تَشرَبُونَ منه.
الثّالث: مطابقة العائد عدداً و تذكيراً أو تأنيثاً مع الموصول المختصّ، كقوله تعالى: <وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ الْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَ قُولُوا آمَنّٰا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنٰا وَ أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ> (العنكبوت: 46) و أمّا الموصول المشترك فيجوز في عائده وجهان:
أ) مراعاة اللفظ، فيكون مفرداً مذكّراً.
ب) مراعاة المعنى،
كقوله تعالى: <وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ مٰا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ> (البقرة: 8).
ص: 53
إلّا إذا كان الموصول «أل»، فتجب مراعاة المعنى فقط، كقوله تعالى: <وَ يُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّٰالِحٰاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً> (الكهف: 2).
1. الموصول: هو اسم مبهم وضع ليدلّ على شيءٍ معيّن بواسطة صلته.
2. الموصول على قسمين:
أ) المختصّ: و هو «الّذي و اللَّذانِ - اللَّذَيْنِ و الَّذِينَ - الأُلي و الّتي و اللَّتانِ - اللَّتَيْنِ و اللَّاتي - اللَّائي - اللَّاتِ».
ب) المشترك: و هو «مَن و ما و أل و ذو و ذا و أىّ».
3. الصلة في الموصولات جملة تبيّن المراد منها و يجب أن تكون - في غير «أل» - جملة خبريّة أو ظرفاً أو جارّاً و مجروراً متعلّقين بأفعال العموم المقدّرة، و أمّا «أل» فصلتها صفة صريحة غالباً.
ص: 54
1. ضع الموصول المناسب في الفراغ.
و...... يأتيانهما منكم فأذوهما فإن تابا و أصلحا فأعرضوا عنهما.
...... جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا.
هو...... أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع أيمانهم.
إنّ هذا القرآن يهدى ل -...... هي أقوم.
وعد اللّه...... آمنوا و عملوا...... صالحاتِ منهم مغفرة و أجراً عظيماً.
ألم يأنِ ل -...... آمَنوا...... تخشعَ قلوبهم لذكر اللّه و...... نزل من الحقّ و لايكونوا ك
...... أُوتُوا الكتاب.
2. عيّن الموصول و الصلة و العائد في الآيَاتِ الكريمة:
<يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ وَ الْكِتٰابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلىٰ رَسُولِهِ وَ الْكِتٰابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ> (النساء: 136).
<أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ مٰا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحٰاكَمُوا إِلَى الطّٰاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَ يُرِيدُ الشَّيْطٰانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاٰلاً بَعِيداً وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ تَعٰالَوْا إِلىٰ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ وَ إِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنٰافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً> (النساء: 60 و 61).
3. أعرِب ما يلي:
<إِنَّ اللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً>
(الأحزاب: 56).
ص: 55
العلم: اسم وضع ليدلّ على معيّن بلا حاجة إلى قرينة،(1) نحو: «عليّ» و «مكّة».
العلم ينقسم باعتبارات مختلفة:
ينقسم العلم باعتبار معناه إلى قسمين:
1. علم الشخص: هو العلم الّذي وضع ليدلّ على شيء معيّن جزئي خارجي(2) غير قابل للانطباق على غيره، نحو: «عليّ»، «مكّة»، «جبرائيل» و «قريش».
2. علم الجنس: هو العلم الّذي وضع ليدلّ على الماهيّة المعيّنة في الذّهن الّتي يمكن
أن تنطبق على كلّ فردٍ من أفرادها،(3) ك -: «أُسامة» لماهيّة الأسد.
ينقسم العلم باعتبار كمّيّة أجزاءه إلى قسمين:
ص: 56
الأوّل: البسيط (المفرد): هو اسم لم يركّب من كلمتين فأكثر، نحو: «عليّ» و «فاطمة».
الثّاني: المركّب: و هو اسم ركّب من أكثر من كلمة فصارت كلمة واحدة، و هو على ثلاثة أنواع:
1. المركّب الإسنادي: و هو اسم مركّب أُسندت إحدى كلماته في الأصل إلى الأُخرى، نحو: «رامَ اللّهُ».
2. المركّب الإضافي: و هو اسم مركّب أُضيفت بعض كلماته إلى أُخرى في الأصل، نحو: «عبد اللّه».
3. المركّب المزجي: و هو اسم مركّب لم يكن التركيب بين كلماته في الأصل إسنادياً أو إضافياً، نحو: «بعلبك» و «سيبويه».
الصورة
ينقسم العلم باعتبار كيفيّة وضعه إلى ثلاثة أقسام:
1. المرتجل: هو ما وضع من أوّل أمره علماً و لم يستعمل قبل العلميّة في غيرها، ك -: «أُدَد» و «فَقْعَس».(1)
2. المنقول: هو ما وضع أوّلاً لشيءٍ ثمّ نقل إلى معنى معيّن آخر.(2) و هو ينقل من ألفاظ، منها:
أ) اسم جامد، سواءً كان مصدراً، ك -: «فضل» أو غير مصدر، ك -: «أسد».
ص: 57
ب) وصف، ك -: «صالح» و «محمد».
ج) فعل، ك -: «شمّر» و «تغلب».
د) جملة، ك -: «ما شاء اللّه» و «تأبّط شرّاً».
ه) حرف، ك -: «رُبّ» إذا كان علماً لشخص.
و) علم آخر، ك -: «أُسامة».
3. العلم بالغلبة: هو ما وضع أوّلاً لمعنى كلّي ثمّ غلب استعماله في أحد أفراده،
فصارت علماً فيه،(1) ك -: «المدينة» و «المصحف» و «ابن عباس».
ينقسم العلم باعتبار دلالته إلى ثلاثة أقسام:
أ) الاسم: هو اسم علم يدلّ على ذات معيّنة من دون زيادة غرض آخر من مدح أو ذمٍّ أو غيرهما، نحو: «عليّ».
ب) الكنية: هو العلم المركّب الإضافي الّذي يصدّر ب - «أمّ و أب و ابن و بنت و ابنة و أخ و أُخت و عمّ و عمّة و خال و خالة»، و يراد بها المدح كثيراً، نحو: «أبي الحسن» و الذمّ قليلاً، نحو: «أبي لهب».
ج) اللقب: هو العلم الّذي يدلّ على ذاتٍ معيّنة و يراد به حسب معناه اللغوي مدح مسمّاه أو ذمّه، نحو: «أمير المؤمنين» و «الصادق» و «الكذّاب».
إذا اجتمع الاسم و اللقب في كلامٍ يقدّم الاسم و يؤخّر اللقب غالباً، ك -: «عليّ عليه السلام فاروق الحق» إلّا إذا اشتهر اللقب فيجوز تقديمه، ك -: «أمير المؤمنين عليّ عليه السلام».
و أمّا الكنية فلا ترتيب لها معهما، فيجوز تقديمهما عليها و تأخيرهما عنها.
و في الجميع يعرب الثاني على التابعية، نحو: «جاء عليّ زين العابدين» إلّا إذا اجتمع الاسم و اللقب معاً و كانا مفردين فتجوز إضافة الأوّل إلى الثاني، نحو: «جاء عليّ سعيد».
ص: 58
1. العلم: اسم وضع ليدلّ على معيّن بلا حاجة إلى قرينة خارجة عن ذات لفظه.
2. العلم ينقسم باعتبار معناه إلى قسمين:
أ) علم الشخص: هو العلم الّذي وضع ليدلّ على شيءٍ معيّن جزئي خارجي غير قابل للانطباق على غيره.
ب) علم الجنس: هو العلم الّذي وضع ليدلّ على الماهيّة المعيّنة في الذّهن الّتي يمكن انطباقها على كلّ فردٍ من أفرادها.
3. العلم ينقسم باعتبار لفظه إلى «مفرد» و «مركّب». و المركّب ينقسم إلى «الإضافي» و «الإسنادي» و «المزجي».
4. العلم ينقسم باعتبار كيفيّة وضعه إلى «المرتجل» و «المنقول» و «بالغلبة».
5. العلم ينقسم باعتبار دلالته إلى «الاسم» و «الكنية» و «اللقب».
1. عيّن العلم و نوعه فى العبارات التالية المباركة:
<لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَلىٰ لِسٰانِ دٰاوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذٰلِكَ بِمٰا عَصَوْا وَ كٰانُوا يَعْتَدُونَ> (المائدة: 78).
<وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْرٰاهِيمُ الْقَوٰاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْمٰاعِيلُ> (البقرة: 127).
«هذا ما عهد عبداللَّه علىّ أميرالمؤمنين إلى محمّد بن أبي بكر حين ولّاه مصر أمره بتقوى اللَّه والطاعة له في السّرّ والعلانيّة»(1).
2. أعرِب ما يلي: «السَّلَامُ عَلَى أَبِينَا آدَمَ وَ أُمِّنَا حَوَّاء»(2)
ص: 59
المعرّف ب - «أل»: اسم دخلت عليه «أل» الحرفيّة الأصليّة فأفادتْه التعريف، نحو: «الرجل».
تنقسم «أل» هذه إلى قسمين:
هي الّتي تدخل على النكرة و تدلّ على أنّ مدخولها فردٌ معيّنٌ. و هي على ثلاثة أصناف:
أ) العهد الذكري: هي الّتي تدلّ على تعيين مدخولها بأنّه هو المذكور سابقاً، كقوله
تعالى:
<كَمٰا أَرْسَلْنٰا إِلىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصىٰ فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ> (المزّمّل: 15 و 16).
ب) العهد الحضوري: هي الّتي تدلّ على تعيين مدخولها بأنّه هو الحاضر عند المتكلّم، كقوله تعالى: <اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي> (المائدة: 3).
ج) العهد الذهني: هي الّتي تدلّ على تعيين مدخولها بأنّه معهود في ذهن المتكلّم و المخاطب فينصرف إليه بمجرد النطق به، كقوله تعالى:
<لَقَدْ رَضِيَ اللّٰهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبٰايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ> (الفتح: 18).
هي الّتي تدخل على النكرة و تدلّ إمّا على إرادة ماهيّة مدخولها أو استغراق جميع أفراده أو خصائصه.
ص: 60
فهي على ثلاثة أقسام:
أ) الماهيّة: هي الّتي تدخل على أسماء الأجناس، و تدلّ على إرادة نفس الماهيّة المعيّنة منها لا أفرادها، ولذلك لا يصحّ حلول «كلّ» محلّها، كقوله تعالى: <وَ جَعَلْنٰا مِنَ الْمٰاءِ كُلَّ شَيْ ءٍ حَيٍّ> (الأنبياء: 30).
ب) الاستغراقيّة الأفراديّة: و هي الّتي تدلّ على إرادة جميع أفراد مدخولها و علامتها صحة حلول «كلّ» محلّها حقيقة، و صحّة الاستثناء من مدخولها، كقوله تعالى:
<وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ وَ تَوٰاصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَوٰاصَوْا بِالصَّبْرِ> (العصر: 1-3).
ج) الاستغراقيّة الصفاتيّة: و هي الّتي تدلّ على إرادة اجتماع جميع صفات أفراد جنس مدخولها فيه. و علامتها صحة حلول «كلّ» محلّها مجازاً، نحو: «أنت الرجل»، أي: أنت كلّ رجل صفة.
قد تكون «أل» حرفيّة زائدة لازمة كما في الموصولات، ك -: «الذي - الّتي» و غيرلازمة، ك -: «الفضل» و قد تكون موصولة اسمية أيضاً كما تقدم.
ص: 61
1. المعرّف ب - «أل»: هو اسم دخلت عليه «أل» الحرفيّة الأصليّة فأفادتْه التعريف.
2. أقسام «أل»:
الصورة
ص: 62
المضاف إلى معرفة: اسم نكرة أُضيف إلى معرفة فيكسب منها التعريف، كقوله تعالى:
<أُولٰئِكَ حِزْبُ اللّٰهِ أَلاٰ إِنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ> (المجادلة: 22).
إنّ المضاف يعرب حسب موقعه في الكلام و المضاف إليه مجرور دائماً،(1) كقوله تعالى:
<وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ ءٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ ذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمْ> (الأنعام: 101 و 102).
الصورة
ص: 63
1. اذكر موارد الإضافة و نوع «أل» في البيتين للفرزدق في مدح الإمام السجاد عليه السلام:
«هذا الّذي أحمدالمختار والده *** صلّى عليه إلهي ماجرى القلم
من يعرف اللّه يعرف أوّليّة ذا فالدِّينُ من بيت هذا ناله الأُمَمُ»(1)
2. عيّن في سورة البيّنة المباركة، المعارف و نوعها.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
<لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتّٰى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللّٰهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً فِيهٰا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ وَ مٰا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتٰابَ إِلاّٰ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا اللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفٰاءَ وَ يُقِيمُوا الصَّلاٰةَ وَ يُؤْتُوا الزَّكٰاةَ وَ ذٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نٰارِ جَهَنَّمَ خٰالِدِينَ فِيهٰا أُولٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزٰاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّٰاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا أَبَداً رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ ذٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ>
3. أعرب ما يلى:
«عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مِنَ الدُّنْيَا مَا يَكْفِيكَ، فَإِنَّ أَيْسَرَ مَا فِيهَا يَكْفِيك»(2).
ص: 64
الصورة
ص: 65
الصورة
ص: 66
الصورة
ص: 67
الصورة
ص: 68
الصورة
ص: 69
قد تقدّم أنّ الفعل كلمة تدلّ على معنى في نفسها مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة.
ينقسم الفعل باعتبارات مختلفة إلى أقسام:
ينقسم الفعل باعتبار زمان وقوعه إلى ثلاثة أقسام:
1. الماضي: هو الفعل الّذي وضع ليدلّ على تحقّق شيءٍ قبل زمن التكلّم به،(1) و علاماته:
صيغته الخاصّة و صلاحيّة لحوق تاء التأنيث الساكنة، أو تاء الضمير به، نحو: «عَلِمَتْ و عَلِمْتِ وعلمتُما و علمتُم و عَلمتُنَّ».
2. المضارع: هو الفعل الّذي وضع ليدلّ على تحقّق شيءٍ في زمن الحال أو الاستقبال، و علاماته: معناه و وزنه و صلاحيّة دخول «السين» أو «سوف» أو «لم» عليه و قبوله الجزم و النصب، نحو: «يَعْلَمُ و سَيَعْلَمُ» و «لم تَعْلَمْ و أَنْ نَعْلَمَ».
و اعلم أنّ دخول «السين» و «سوف» على المضارع قرينة على أنّ المراد به الاستقبال، و دخول «اللام المفتوحة» عليه قرينة على أنّ المراد به الحال.
ص: 70
3. الأمر: هو الفعل الّذي وضع ليطلب به وقوع شيءٍ في المستقبل، و علاماته: معناه و وزنه و صلاحيّة لحوق نوني التوكيد به مطلقاً،(1) نحو: «اعْلَمْ و اعْلَمَنَّ».
و قد اجتمعت الأفعال الثلاثة في قوله تعالى: <يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ مٰا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ خَبِيرٌ بِمٰا تَعْمَلُونَ> (الحشر: 18).
ينقسم الفعل باعتبار التعدّي و اللزوم إلى أربعة أقسام:
1. اللازم: هو فعل يكتفي في إفادة معناه بفاعله و لا يحتاج إلى المفعول به، كقوله تعالى:
<وَ يَتُوبُ اللّٰهُ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ> (التوبة: 15).
2. المتعدّي(2): هو فعل لا يكتفي في إفادة معناه بفاعله بل يحتاج إلى المفعول به أيضاً، وقد يكون متعدّياً إلى مفعول واحد و قد يكون إلى اثنين، كقوله تعالى: <إِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثىٰ وَ جَعَلْنٰاكُمْ شُعُوباً وَ قَبٰائِلَ لِتَعٰارَفُوا> (الحجرات: 13) و قد يكون إلى ثلاثة، كقوله تعالى:
<إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّٰهُ فِي مَنٰامِكَ قَلِيلاً وَ لَوْ أَرٰاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ> (الأنفال: 43).
ص: 71
3. اللازم و المتعدّي: هو الفعل الّذي قد يستعمل لازماً و قد يستعمل متعدّياً، نحو «شكر» في قوله تعالى: <وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ> (النحل: 114) و <أَنِ اشْكُرْ لِي وَ لِوٰالِدَيْكَ> (لقمان: 14).
4. ما ليس بلازم و لا متعدٍّ: هو الفعل الّذي لا شأن له باللزوم و التعدّي كالأفعال الناقصة و أفعال المقاربة.
الصورة
ينقسم الفعل باعتبار ذكر فاعله إلى قسمين:
1. المعلوم: هو فعل ذكر فاعله و لم تتغيّر حركات صيغته.
2. المجهول: هو فعل(1) حذف فاعله و ناب عنه لفظ آخر و تتغيّر حركات صيغته بكسر ماقبل آخره و ضمّ كلّ متحرك قبله في الماضي، و فتح ما قبل آخره و ضمّ أوّله في المضارع، كقوله تعالى: <يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعٰامِ إِلاّٰ مٰا يُتْلىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّٰهَ يَحْكُمُ مٰا يُرِيدُ> (المائدة: 1).
إنّ الفعل باعتبار قبوله الإعراب ينقسم إلى المعرب و المبني و سيأتي بحثه مفصلاً في الإعراب و البناء إن شاء اللّه تعالى.
ص: 72
1. الفعل: هي كلمة تدلّ على معنى في نفسها مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة.
2. علاماته: صلاحيّة دخول «قد» و «لم» و «السين» و «سوف» عليه و لحوق نوني التوكيد و تاء التأنيث الساكنة و ضمير الفاعل به.
3. ينقسم الفعل باعتبارات مختلفة إلى «الماضي و المضارع و الأمر»؛ و «اللازم و المتعدّي و ذي الوجهين و لا لازم و لا متعدٍّ»؛ و «المعلوم و المجهول» و «المعرب و المبني».
ينقسم أيضاً الفعل باعتبار تصرّفه إلى قسمين:
الأوّل: المتصرّف: و هو فعل لا يلازم صيغة واحدة، و ذلك على نوعين:
1. المتصرّف التامّ: هو فعل يأتي منه جميع الصيغ و الأقسام منه و له المصدر، ك -: «علم» و «شرف».
2. المتصرّف الناقص: هو فعل لا يأتي منه بعض صيغ الأفعال أو المشتقّات، ك -: «كاد» و «ما انفكّ» و «أوشك» الّتي لا أمر لها.
الثّاني: غير المتصرّف: هو فعل يلازم صيغة واحدة، ك -: «عسى» و ذلك على ثلاثة أنواع: الملازم للماضى، ك -: «نِعْمَ» و «بِئْسَ»، و الملازم للمضارع، ك -: «يَهِيْطُ»، و الملازم للأمر، ك -: «هَبْ» و «تَعَلَّمْ».
ص: 73
1. عَيّنْ خصوصيّة الأفعال في الجدول.
الصورة
2. أعرِب ما يلي:
<وَ لاٰ تَبْخَسُوا النّٰاسَ أَشْيٰاءَهُمْ وَ لاٰ تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ> (الشعراء: 183).
<وَ لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ> (الأنعام: 34).
ص: 74
قد تقدّم أنّ الحرف كلمة مبنيّة تدلّ على معنى فى غيرها.
تنقسم الحروف باعتبارين.
تنقسم الحروف باعتبار وقوعها في الكلام إلى قسمين:
1. المشتركة: هي حروف تدخل على الاسم و الفعل، كالهمزة و «هل» الاستفهاميّتين.
2. المختصّة: هي حروف تدخل على أحدهما خاصّة و تلك على نوعين:
الأوّل: المختصّة بالاسم، كالحروف الجارّة.
الثّاني: المختصّة بالفعل، كالحروف الجازمة و الناصبة للفعل.
تنقسم الحروف باعتبار العمل إلى قسمين:
1. العاملة: هي حروف تعمل في غيرها، كالحروف الجازمة و الجارّة و الناصبة و الرافعة.
2. المهملة: هي حروف لا عمل لها، كحروف الجواب و التنبيه و الاستفهام.
و قد اجتمعت الأقسام في قوله تعالى:
<أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰا بَنِي آدَمَ أَنْ لاٰ تَعْبُدُوا الشَّيْطٰانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ> (يس: 60).
ص: 75
الصورة
ص: 76
الصورة
ص: 77
الصورة
1. تعريف الحرف: هي كلمة مبنيّة تدلّ على معنى في غيرها.
2. علامتها: عدم قبولها خواصّ الاسم أو الفعل.
3. أقسامها: تَنقسم باعتبارين إلى «المشتركة و المختصّة»؛ و «العاملة و المهملة».
ص: 78
1. عيّن نوع الحروف في الجدول:
الصورة
ص: 79
2. عيّن نوع الكلمات و خصوصيّتها في سورة الإنشراح المباركة حسب ما في الجدول:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
<أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَ وَضَعْنٰا عَنْكَ وِزْرَكَ اَلَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَ رَفَعْنٰا لَكَ ذِكْرَكَ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً فَإِذٰا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَ إِلىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ>
3. أعرِب ما يلي:
«رُبَّ عَالِمٍ قَدْ قَتَلَهُ جَهْلُهُ وَ عِلْمُهُ مَعَهُ لَا يَنْفَعُهُ»(1).
الصورة
ص: 80
الإعراب(1)
الإعراب: هو تغيّر أواخر الكلمات لفظاً أو تقديراً(2) بعلائم توجدها العوامل، نحو: «جاء عليّ» و «رأيتُ عليّاً» و «مررتُ بعليّ»، «لم يَذْهَبْ عَلِيّ» و «جاء موسى» و «رأيتُ موسى» و «مررتُ بموسى».
هو تبيين العنوان الّذي يعرض على الكلمة في الجملة، كالفاعليّة و المفعوليّة؛ لأنّ علائم الإعراب رموز اعتبرت لتدلّ عليه و تظهر المعنى المراد و لولاها لاختلطت المعاني و التبست، كقوله تعالى: <إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ> (فاطر: 28).
ص: 81
إنّ للإعراب ثلاثة أركان:
1. العامل: هو ما يؤثّر في اللفظ و يوجِد التغييرات الإعرابيّة في آخره.
2. المعمول: هو اللفظ الّذي تؤثّر فيه العوامل.
3. العلامة: هي أمارة(1) تقع في آخر الكلمة و تدلّ على نوع إعرابها، كالضمّة و الفتحة و الكسرة و السكون.
و العوامل على قسمين:
1. العوامل اللفظيّة: هي العوامل الّتي تظهر في النطق و الكتابة،(2) ك -: «أَتَى» و «عَلَى» و «مِن» و «لم» و «يكن» في قوله تعالى:
<هَلْ أَتىٰ عَلَى الْإِنْسٰانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً> (الإنسان: 1).
2. العوامل المعنويّة: هي العوامل الّتي لا تظهر في النطق و الكتابة أبداً، بل هي موجودة معنىً و بالاعتبار، كالابتدائيّة الّتي ترفع المبتدأ، و تجرّد المضارع عن
عوامل النصب و الجزم الّذي يسبّب رفعه، كقوله تعالى: <وَ اللّٰهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ> (البقرة: 216).
ص: 82
الصورة
الكلمة إمّا معربة و هي ما يتغيّر آخره باختلاف العوامل و إمّا مبنيّة و هي بخلافها.(1)
و المعربة إمّا فعلٌ أو اسمٌ:
1. الفعل: و هو ينحصر في الفعل المضارع(2) الّذي لم تتّصل بآخره نون التوكيد المباشرة أو نون الإناث، نحو: «يَكْتُبُ»، و إلّا فهو في الأوّل يبنى على الفتح و في الثّاني يبنى على السكون، نحو: «لَتَكْتُبَنَّ» و «تَكْتُبْنَ».
(1). و المراد من «الذاتيّة» ما تعمل بذاتها، و من «العرضيّة» ما تعمل بعنوانها العارض عليها؛ ف - «زيد» في «زيد قائم أبوه» يرفع «قائم» و لكن لا بذاته بل من حيث أنّه مبتدأ، بخلاف «قائم» فإنّه يرفع «أبو» بذاته.
ص: 83
2. الاسم: و هو على قسمين:
أ) منصرف: و هو اسم يقبل التنوين و الكسرة و يُسمّى ب - «الأمكن» أيضاً، فهذا معرب تامّ، كقوله تعالى: <وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ اَلَّذِي جَمَعَ مٰالاً وَ عَدَّدَهُ> (الهمزة: 1 و 2).
ب) غير منصرف: و هو اسم لا يقبل التنوين و الكسرة فيجرّ بالفتحة نيابة عنها و يُسمّى ب - «غير الأمكن» أيضاً، فهذا معرب غير تامّ، ك - «إبراهيم» في قوله تعالى:
<وَ اتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرٰاهِيمَ حَنِيفاً وَ اتَّخَذَ اللّٰهُ إِبْرٰاهِيمَ خَلِيلاً> (النساء: 125).
و الأسماء غير المنصرفة على ضربين:(1)
أ) غير مشروطة و هي:
1. اسم المؤنّث المقصور، ك -: «ذكرى» و «جَرْحَى».
2. اسم المؤنّث الممدود، ك -: «حمراء» و «أصدقاء».
3. كلّ اسم على صيغة منتهى الجموع، ك -: «مساجد» و «مصابيح» و «هوازن».
ب) مشروطة و هي:
1. الوصف(2) بشرط اقترانه بأحد هذه الأُمور:
أ) الألف و النون الزائدتان إذا كان تأنيثه بغير التاء، ك -: «سكران».(3)
ب) وزن الفعل، ك -: «أحْسَن».
ج) العدل(4)، و هو كلّ اسم على صيغة «فُعال و مَفْعَل و فُعَل»، ك -: «ثُلاث و مَثْلَث و أُخَر».».
ص: 84
2. العلم بشرط اقترانه بأحد هذه الأُمور:
أ) الألف و النون الزائدتان بشرط وقوع أكثر من حرفين قبلهما، ك -: «رمضان».
ب) التأنيث، ك -: «فاطمة» و «حمزة» و «زينب».
ج) وزن الفعل، ك -: «أحمد».
د) العدل، ك -: «زُحَل».
ه -) العجمة بشرط زيادتها على ثلاثة أحرف، ك -: «إبراهيم» و إلّا فمنصرف ك -: «نوح».
و) التركيب المزجي بشرط اختتامه بغير «ويه»، ك -: «بعلبك» و إلّا فمبنيّ، ك -: «سيبويه».(1)
و اعلم أنّ الأسماء غير المنصرفة إذا دخلت عليها «أل» أو أُضيفت، تنصرف فتكسر في حالة الجرّ، ك -: «مساجد» و «أحسن» في قوله تعالى:
<وَ أَنْتُمْ عٰاكِفُونَ فِي الْمَسٰاجِدِ> (البقرة: 187) و <لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسٰانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ> (التين: 4).».
ص: 85
الصورة
ص: 86
1. عيّن غيرالمنصرف و المنصرف من الكلمات الّتي ذكرت في الجدول و
اذكر سبب عدم انصرافها:
الصورة
ص: 87
الإعراب على أربعة أنواع: «رفع» و «نصب» و «جرّ» و «جزم»، و الأوّلان مشتركان بين الاسم و الفعل؛ و الثّالث مختصّ بالاسم. و الرّابع مختصّ بالفعل؛ لأنّ عوامل الجرّ تدخل على الاسم خاصّة و عوامل الجزم تدخل على الفعل فقط.
الصورة
و فَم(1) و ذو(2)» - إذا كانت مفردة غير مصغّرة مضافة إلى اسم غير ياء المتكلّم.
4. النون: في الأفعال الخمسة.
الصورة
علامات النصب خمس:
الصورة
1. الفتحة: في الاسم المفرد، و الجمع المكسّر، و الفعل المضارع غير الأفعال الخمسة.
ص: 89
2. الكسرة: في جمع المؤنّث السالم و ملحقاته.
3. الألف: في الأسماء الستّة مع شرائطها السابقة.
4. الياء: في المثنّى و جمع المذكّر السالم و ملحقاتهما.
5. حذف النون: في الأفعال الخمسة.
الصورة
علامات الجرّ ثلاث:
الصورة
1. الكسرة: في الاسم المفرد المنصرف و الجمع المكسّر المنصرف و جمع المؤنّث السالم و ملحقاته.
2. الياء: في المثنّى و جمع المذكّر السالم و ملحقاتهما و الأسماء الستّة مع شرائطها.
3. الفتحة: في الاسم غير المنصرف.
ص: 90
الصورة
علامة الجزم اثنتان:
الصورة
1. السكون: في الفعل المضارع الصحيح غير الأفعال الخمسة.
2. الحذف: و ذلك على قسمين:
أ) حذف النون: في الأفعال الخمسة.
ب) حذف لام الفعل: في المضارع الناقص.
الصورة
ص: 91
الأوّل: قد يلحق التنوين(1) بعلائم إعراب الاسم إذا لم يكن الاسم ذا لامٍ أو مضافاً أو غير
منصرف، كقوله تعالى: <وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ اَلَّذِي جَمَعَ مٰالاً وَ عَدَّدَهُ> (الهمزة: 1 و 2) و <وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا نُوحاً وَ إِبْرٰاهِيمَ وَ جَعَلْنٰا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتٰابَ> (الحديد: 26).
الثّاني: علائم الإعراب أصليّة و نيابيّة.
إنّ علامات الإعراب خمس عشرة علامة، أربع منها أُصول و هي: الضمّة للرفع، و الفتحة للنصب، و الكسرة للجرّ، و السكون للجزم.
و أحد عشر منها فروع نائبة عن هذه الأصول:
فثلاث منها تنوب عن الضمّة، و هي الألف و الواو و النون.
و أربع منها تنوب عن الفتحة، و هي الياء و الألف و الكسرة و حذف النون.
و اثنتان منها تنوب عن الكسرة، و هما الفتحة و الياء.
و اثنتان منها تنوب عن السكون، و هما حذف حرف العلّة و النون.
و ممّا تقدم يعلم أنّ النيابة عن تلك الأصول تقع في سبعة مواضع:
1. الأسماء غير المنصرفة.
2. المثنّى و ملحقاته.
3. جمع المذكّر السالم و ملحقاته.
4. جمع المؤنّث السالم و ملحقاته.
5. الأسماء الستّة.
6. المضارع المعتلّ الآخر.
7. الأفعال الخمسة.
ص: 92
الصورة
ص: 93
و اعلم أنّ الإعراب على ثلاثة أشكال:
أ) الإعراب اللفظي: و هو الّذي تظهر علامته في آخر الكلمة المعربة.
ب) الإعراب التقديري: و هو الّذي لا تظهر علامته في آخر الكلمة المعربة، بل تقدّر فيه، و ذلك في ثمانية مواضع:(1)
الصورة
ص: 94
ج) الإعراب المحلّي: و هو الّذي يحصل بسبب العوامل في موضع المبنيّات - غير الحروف و فعل الأمر(1) - كالأسماء المبنيّة، و الفعل الماضي، و الفعل المضارع المتّصل بنون التوكيد المباشرة أو ضمير الجمع المؤنّث، و الجمل الّتي لها محلّ من الإعراب و هي سبعة.
و قد اجتمعت أنواع الإعراب الثلاثة في قوله تعالى:
<إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَخْفىٰ عَلَيْهِ شَيْ ءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لاٰ فِي السَّمٰاءِ> (آل عمران: 5).
تنبيه
الفرق بين «الإعراب التقديري» و «الإعراب المحلّي» أنّ علّة عدم إظهار علامة الإعراب في الأوّل الحرف الآخر أو حركة الحرف الآخر من الكلمة المعربة، ك -: «موسى» و «تَأَبَّطَ شَرّاً»(2) و في الثّاني كلّ الكلمة أو الجملة، نحو: «هذه الّتي قالتْها».ل.
ص: 95
1. الإعراب: هو تغيّر أواخر الكلمات لفظاً أو تقديراً بعلائم توجدها العوامل.
2. العامل: هو ما يؤثّر في اللفظ و يوجب التغييرات الإعرابيّة في آخره، و هو على قسمين:
المعنوي و هو الذى لا يكون موجوداً في اللفظ و لا في التقدير بل هو اعتبار محض. و اللفظي و هو الّذي يكون موجوداً في اللفظ أو التقدير.
3. المعمول: هو اللفظ الّذي تؤثّر فيه العوامل.
4. علامة الإعراب: هي الأثر الّذي تحدثه العوامل في آخر الكلمات
المعربة و قد يقال لها إعراب أيضاً.
5. الكلمات المعربة: هي كلمات يتغيّر آخرها باختلاف العوامل.
6. الكلمات المبنيّة: هي كلمات لا يتغيّر آخرها باختلاف العوامل.
7. الاسم المعرب على قسمين: «منصرف» و «غير منصرف».
8. الأسماء غير المنصرفة على قسمين:
الأول: غير مشروطة: و هى ما في آخره الألف المقصورة أو الممدودة الزائدتان و صيغ منتهى الجموع.
الثّاني: مشروطة: و هى على ضربين:
أ) الأوصاف بشرط مقارنتها بالألف و النون الزائدتين أو وزن الفعل أو العدل.
ب) الأعلام بشرط مقارنتها بالألف و النون الزائدتين، أو التأنيث، أو وزن الفعل، أو العدل، أو التركيب المزجي أو العجمة مع زيادتها على ثلاثة أحرف.
9. الحالات الإعرابية أربع أنواع: «رفع» و «نصب» و «جرّ» و «جزم». و الأوّلان مشتركان بين الاسم و الفعل. و الثّالث مختصّ بالاسم. و الرّابع مختصّ بالفعل.
10. علائم الرفع أربع: «الضمّة» و هي الأصل و «الألف» و «الواو» و «النون».
ص: 96
11. علائم النصب خمس: «الفتحة» و هي الأصل و «الكسرة» و «الألف» و «الياء» و «حذف النون».
12. علائم الجرّ ثلاث: «الكسرة» و هي الأصل و «الياء» و «الفتحة».
13. علامة الجزم إثنتان: «السكون» و هي الأصل و «حذف النون أو لام الفعل».
14. الاسم المعرب إذا كان منصرفاً غير مقترنٍ باللام و لا يكون مضافاً قد يلحق بإعرابه التنوين.
15. علائم الإعراب الأصليّة هي «الضمّة» رفعاً، و «الفتحة» نصباً، و «الكسرة» جراً، و «السكون» جزماً، و سائر العلائم نيابيّ.
16. الإعراب على ثلاثة أشكال: «لفظي» و «تقديري» و «محلّي».
1. بيّن مواضع الإعراب التقديري:
2. بيّن مواضع الإعراب المحلّي:
3. عيّن مواضع الإعراب التقديري و المحلّي في سورة البيّنة المباركة.
4. أعرِب ما يلي:
«ألا وَقَد أَمَرَنىَ اللهُ بِقِتالِ أَهلِ الْبَغي»(1).
ص: 97
البناء: هو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة و عدم تغيّرها لفظاً أو تقديراً باختلاف العوامل الداخلة عليها؛ و تُسمّى الكلمة حينئذٍ «مبنيّة».
إنّ البناء على قسمين:
1. الأصلي: هو في الكلمات المبنيّة بالوضع، كالفعل الماضي و الأمر و المضارع المتصل بنون الإناث و الحروف و بعض الأسماء كالضمائر و أسماء الإشارة و الموصول.(1)
2. العرضي: هو في الكلمات المعربة الّتي عرض عليها البناء في الكلام، كاسم العلم إذا وقع بعد حرف النداء، و الفعل المضارع إذا لحقت به نون التأكيد المباشرة.
و هي ستّةٌ:
1. السكون: في الكلم الثلاث(2)، نحو: «عَلِمْنَ» و «يَعْلَمْنَ» و «اعْلَمْ» و «كَمْ» و «هَلْ».
2. الفتحة: في الكلم الثلاث، نحو: «اعْلَمَنَّ» و «قامَ» و «أيْنَ» و «سَوْفَ».
3. الضمّة: في الكلم الثلاث، نحو: «عَلِمُوا» و «حَيْثُ» و «مُنْذُ».
4. الكسرة: في الاسم و الحرف، نحو: «أمْسِ» و باء الجرّ.
5. حذف لام الفعل: في الأمر المعتلّ فقط، نحو: «ارمِ».
6. حذف النون: في الأمر المخاطب من الأفعال الخمسة، نحو: «اعلما و اعلموا و اعلمي».
ص: 98
الصورة
ص: 99
1. البناء: هو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة و عدم تغيّرها لفظاً أو تقديراً باختلاف العوامل الداخلة عليها.
2. المبنيّات: هي الحروف و الفعل الماضي و الأمر الحاضر و المضارع المتّصل بنون التأكيد المباشرة أو نون الإناث، و بعض الأسماء.
3. الكلمات المبنيّة على قسمين:
أ) الذاتية: و هي الّتي وضعت مبنيّة، كالفعل الماضي و الأمر الحاضر و المضارع المتصل بنون الإناث و الحروف و بعض الأسماء.
ب) العرضية: و هي الكلمات المعربة الّتي عرض عليها البناء، كاسم العلم إذا وقع بعد حروف النداء و الفعل المضارع إذا لحقت به نون التاكيد المباشرة.
4. علائم البناء: ستّة: السكون و الفتحة و الضمة و الكسرة و حذف لام الفعل و حذف النون.
ص: 100
1. عيّن خصوصيات الكلمة حسب ما في الجدول.
الصورة
2. عيّن المعربات و المبنيّات و علائم الاعراب و البناء فى سورة الأعلى المباركة.
3. أعرِب ما يلي:
<أَ نُلْزِمُكُمُوهٰا وَ أَنْتُمْ لَهٰا كٰارِهُونَ> (هود: 28).
ص: 101
ص: 102
1 - الفاعل
2 - نائب الفاعل
3 - المبتدا
4 - الخبر
5-9. أحد معمولي النواسخ
ص: 103
المرفوعات
و هي على قسمين: فعل و اسم.
الفعل المرفوع: و هو الفعل المضارع المجرّد عن النواصب و الجوازم، كقوله تعالى:
<وَ مٰا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاّٰ ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لاٰ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّٰهَ عَلِيمٌ بِمٰا يَفْعَلُونَ> (يونس: 36).
و الاسم و هو:
1. الفاعل
2. نائب الفاعل
3. المبتدأ
4. الخبر
9-5. أحد معمولي بعض النواسخ و هو:
- اسم الأفعال الناقصة
- اسم أفعال المقاربة
- اسم الحروف المشبّهة ب - «ليس» - خبر الحروف المشبّهة بالفعل
- خبر «لا» النافية للجنس
فنبحث عنه في النواسخ إن شاء اللّه تعالى.
ص: 104
قد مرّ أنَّ الجملة الفعليّة هي الجملة الّتي يقع فعلٌ أوّلها أصالة. و أركانها هو الفعل و الفاعل أو نائبه.
يستعمل الفاعل في الكلام على أشكال:
1. الاسم الظاهر الصريح، كقوله تعالى: <وَعَدَ اللّٰهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ جَنّٰاتٍ> (التوبة: 72) و <تَبٰارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَ هُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ> (الملك: 1).
2. الاسم الظاهر المؤوّل، كقوله تعالى: <قٰالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ> (يوسف: 13).
3. الضمير المتّصل المستتر، كقوله تعالى: <فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لاٰ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً> (الإنسان: 24).
4. الضمير المتّصل البارز، كقوله تعالى:
<اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاٰمَ دِيناً>
(المائدة: 3).
5. الضمير المنفصل، كقوله تعالى: <وَ مٰا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّٰ هُوَ> (المدّثّر: 31).
الأوّل: الفاعل مرفوع بفعله أو شبهه كما تقدّم.
و قد يجرّ الفاعل لفظاً ب - «مِن» أو الباء الزائدتين، فهو حينئذٍ مرفوع محلّا. و يشترط في دخول «مِن» عليه كون الجملة مبدوّة بنفي أو نهي أو استفهام، و الفاعل نكرة، كقوله تعالى: <وَ مٰا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّٰ يَعْلَمُهٰا> (الأنعام: 59) و في دخول الباء عليه أن يكون فعله «كفى» اللازم أو من التعجب على صيغة «أفْعِل بِه»، كقوله تعالى: <وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً> (النساء: 79) و <أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ> (مريم: 38).
ص: 106
الثّاني: الفاعل إذا كان اسماً ظاهراً مثنّى أو مجموعاً لا تلحق بعامله علامتا التثنية و الجمع،(1) كقوله تعالى: <إِذْ هَمَّتْ طٰائِفَتٰانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلاٰ وَ اللّٰهُ وَلِيُّهُمٰا وَ عَلَى
اَللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ> (آل عمران: 122)
الثّالث: للفعل الّذي يعمل في الفاعل ثلاث حالات: وجوب التذكير و وجوب التأنيث و جواز الأمرين.
أمّا وجوب تذكيره ففي مواضع:
1. أن يكون الفاعل مذكّراً ظاهراً مطلقاً(2)، كقوله تعالى: <قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ> (المؤمنون: 1) إلّا إذا كان جمع تكسير فيجوز فيه الوجهان، كقوله تعالى: <قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا> (الحجرات: 14) و <وَ لاٰ تَنْكِحُوا مٰا نَكَحَ آبٰاؤُكُمْ مِنَ النِّسٰاءِ> (النساء: 22).
2. أن يكون الفاعل مؤنّثاً ظاهراً مفصولًا عنه ب - «إلّا»(3)، نحو: «ما جاء إلّا أُمُّك».
3. أن يكون الفاعل ضميراً متصلًا راجعاً الى مذكّر مطلقاً، كقوله تعالى: <إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا> (الصف: 4) إلّا إذا كان المرجع جمع تكسير لمذكر عاقل فيجوز الوجهان، نحو: «الرجال قاموا، الرجال قامت» أو غير عاقل فيجب التأنيث كما سيأتي.
و أمّا وجوب تأنيثه ففي موضعين:
1. أن يكون الفاعل مؤنثاً حقيقيّاً ظاهراً متّصلًا بعامله مطلقاً، كقوله تعالى:
<إِذْ قٰالَتِ امْرَأَتُ عِمْرٰانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مٰا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فَلَمّٰا وَضَعَتْهٰا قٰالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهٰا أُنْثىٰ> (آل عمران: 35 و 36).).
ص: 107
2. أن يكون الفاعل ضميراً متّصلًا يعود إلى مؤنّث حقيقي أو مجازي مطلقاً،(1) او جمع تكسير لمذكّر غير عاقل كما في الآية الأخيرة و قوله تعالى: <إِذَا السَّمٰاءُ انْفَطَرَتْ وَ إِذَا الْكَوٰاكِبُ انْتَثَرَتْ> (الانفطار: 1 و 2).
و في غير تلك المواضع يجوز تأنيث الفعل و تذكيره، كقوله تعالى:
<يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ قَدْ جٰاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفٰاءٌ لِمٰا فِي الصُّدُورِ> (يونس: 57)
و <فَمَنْ جٰاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهىٰ فَلَهُ مٰا سَلَفَ> (البقرة: 275).
الأوّل: تأخّر الفاعل عن عامله، كقوله تعالى: <لَقَدْ مَنَّ اللّٰهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ> (آل عمران: 164).
الثّاني: تقدّم الفاعل على المفعول و اتصاله بعامله، كقوله تعالى: <وَ وَرِثَ سُلَيْمٰانُ دٰاوُدَ> (النمل: 16).
و يجب مراعاته فيما إذا كان الفاعل ضميراً متّصلاً بالفعل نحو: «قرأت الكتاب» أو المفعول محصوراً فيه ب - «إلّا» أو «إنّما»، نحو: «ما بلّغ الرسول الأعظم إلّا القرآن» أو خفي إعرابهما و خيف اللبس، نحو: «ضرب عيسى موسى».
و قد يعكس و ذلك على قسمين:
1. واجب(2): و هو في ثلاثة مواضع:
أ) إذا اتّصل بالفاعل ضمير المفعول، كقوله تعالى: <وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ> (البقرة: 124).
ب) إذا اتّصل بالفعل ضمير المفعول و لم يكن الفاعل ضميراً متّصلًا، كقوله تعالى:
<فَنٰادَتْهُ الْمَلاٰئِكَةُ وَ هُوَ قٰائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرٰابِ أَنَّ اللّٰهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيىٰ> (آل عمران: 39).
ص: 108
ج) إذا كان الفاعل محصوراً فيه ب - «إلّا» أو «إنّما»، كقوله تعالى: <وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّٰهُ> (آل عمران: 7) و <إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ> (فاطر: 28).
2. جائز: و ذلك فيما إذا دلّت قرينة معنويّة أو لفظيّة على الفاعل و لم يكن تقديمه أو تأخيره واجباً(1)، كقوله تعالى: <لَقَدْ جٰاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ> (القمر: 41) وقولك: «أكرمت زيداً هند» بخلاف نحو: «أكرم موسى عيسى».
الثّالث: ذكر عامل الفاعل و لكنّه قد يحذف، و ذلك على وجهين:
واجب: و ذلك فيما إذا وقع الفاعل بعد أداة لا تدخل إلّا على الجملة الفعليّة كأداة الشرط و فسَّر الفعل المحذوف فعل مذكور بعد الفاعل، كقوله تعالى: <وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجٰارَكَ فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ> (التوبة: 6) ف - «أحد» فاعل لفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور و هو «استجار».
جائز: و ذلك فيما إذا دلّت قرينة عليه، كقوله تعالى:
<وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّٰهُ> (الزخرف: 87) أي: خلقنا اللّه.(2)).
ص: 109
1. الفاعل: هو الاسم المسند إليه فعل تامّ معلوم مقدّم أو شبهه.
2. الفاعل قد يُحدِث الفعل و قد يقوم به الفعل.
3. الفاعل يستعمل بأشكال مختلفة في الجمل كما ترى:
الصورة
4. العامل في رفع الفاعل هو الفعل أو المسند الّذي أسند إليه.
5. الفاعل لا يتقدّم على عامله و إذا كان اسماً ظاهراً وجب أن يكون عامله مفرداً.
6. الفعل قد يجب تذكيره و قد يجب تأنيثه و قد يجوز الوجهان.
7. الأصل تقدّم الفاعل على المفعول و ذلك واجب في ثلاثة مواضع و ممتنع في ثلاثة مواضع أيضاً و جائز في غيرهما.
8. الأصل ذكر عامل الفاعل في الجملة و قد يحذف وجوباً أو جوازاً.
ص: 110
1. عيّن الفاعل و خصوصياته في الآيات الكريمة ثمّ ترجمها:
<وَ قُلْ جٰاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْبٰاطِلُ> (الإسراء: 81).
<اِقْتَرَبَتِ السّٰاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ> (القمر: 1).
<وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ مٰا قَدَّمَتْ لِغَدٍ> (الحشر: 18).
<وَ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاٰ يَسْتَطِيعُونَ خٰاشِعَةً أَبْصٰارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ> (القلم: 42 و 43).
<إِنّٰا أَنْذَرْنٰاكُمْ عَذٰاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مٰا قَدَّمَتْ يَدٰاهُ وَ يَقُولُ الْكٰافِرُ يٰا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرٰاباً> (النبأ: 40).
2. اذكر أربعة موارد من وجوب مطابقة الفعل أو شبهه مع فاعله جنساً و جوازه ثمّ اذكر لها الآيات الكريمة الّتي من موارده و لم تذكر في الكتاب:
3. اذكر أربعة مواضع من وجوب تقدّم المفعول على الفاعل و جوازه ثمّ اذكر لها الآيات الكريمة الّتي من موارده و لم تذكر في الكتاب:
4. أعرِب ما يلي:
<فَادْخُلِي فِي عِبٰادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي> (الفجر: 29 و 30).
ص: 111
2.نائب الفاعل(1)
نائب الفاعل: هو الّذي يسند إليه فعل مجهول مقدّم تامّ متصرّف(2) أو شبهه(3) و يحلّ محلّ الفاعل.(4)
الصورة
(5). الحج: 73 و تمامها: <يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ>
(6). التوبة: 60 و صدرها: <إِنَّمَا الصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ الْمَسٰاكِينِ وَ الْعٰامِلِينَ عَلَيْهٰا>
ص: 112
نائب الفاعل ينوب عن الفاعل في جميع أحكامه من رفعه و عدم جواز تقديمه على عامله و عدم إلحاق علامتي التثنية و الجمع بعامله إذا كان اسماً ظاهراً، كقوله تعالى:
<قُتِلَ الْخَرّٰاصُونَ> (الذاريات: 10) و وجوب مطابقة العامل و عدمه معه تذكيراً أو تأنيثاً، كقوله تعالى:
<وَ أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ> (الشعراء: 90) و كونه ضميراً مستتراً أو بارزاً، كقوله تعالى:
<وَ هُوَ يُطْعِمُ وَ لاٰ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ> (الأنعام: 14).
ينوب عن الفاعل أربعة أشياء:
1. المفعول به: و هو مقدّم(1) على غيره في النيابة عن الفاعل، كقوله تعالى:
<وَ لاٰ يُقْبَلُ مِنْهٰا شَفٰاعَةٌ وَ لاٰ يُؤْخَذُ مِنْهٰا عَدْلٌ> (البقرة: 48). و الأصل: لا يقبل اللّه منها شفاعةً و لا يأخذ اللّه منها عدلًا.
فائدة: إذا تعدّى الفعل إلى أكثر من مفعول ناب المفعول الأوّل عن الفاعل فيرفع و يبقى غيره على نصبه، كقوله تعالى: <وَ قٰالَ يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ عُلِّمْنٰا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينٰا مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ> (النمل: 16).
و إذا تعدّى إلى الجملة - كما في مادة القول - نابت الجملة عن الفاعل، كقوله تعالى:
<قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قٰالَ يٰا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ> (يس: 26).
2. المصدر (المفعول المطلق)، كما في قوله تعالى:
<فَإِذٰا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وٰاحِدَةٌ> (الحاقة: 13).
3. الجار و المجرور، كما في قوله تعالى: <فَإِذٰا نُقِرَ فِي النّٰاقُورِ فَذٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ> (المدّثّر: 8 و 9).
ص: 113
و اعلم أنّ نائب الفاعل المجرور إذا كان مؤنّثاً فلا تلحق بفعله علامة التأنيث بل يجب أن يبقى مذكّراً، نحو: «ذُهِبَ بفاطمة» و «ذُهِبَ بها».
4. الظرف (المفعول فيه)،(1) كما في قول الإمام الصادق عليه السلام: «إنّما يصام يوم الشكّ من شعبان».(2)
إنّ اسم المفعول يشبه الفعل المجهول في رفع نائب الفاعل(3)، كقوله تعالى:
<ذٰلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّٰاسُ> (هود: 103).
1. نائب الفاعل هو الّذي يسند إليه فعل مجهول مقدّم تام متصرّف أو شبهه و يحلّ محلّ الفاعل.
2. نائب الفاعل كالفاعل في جميع أحكامه من عدم جواز تقدّمه على عامله و عدم إلحاق علامتى التثنية و الجمع بعامله إذا كان اسماً ظاهراً و وجوب مطابقة العامل معه تذكيراً أو تأنيثاً، و امتناعها فى بعض المواضع و جوازها في بعض المواضع الاُخرى.
3. ينوب عن الفاعل أشياء و هي: المفعول به، و المفعول المطلق، و الظرف، و الجارّ و المجرور.
ص: 114
1. عيّن نائب الفاعل و خصوصيّاته في الآيات الكريمة:
<يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمٰاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوٰاصِي وَ الْأَقْدٰامِ> (الرحمن: 41).
<وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتّٰى إِذٰا جٰاؤُهٰا وَ فُتِحَتْ أَبْوٰابُهٰا> (الزمر: 73).
<فَأَمّٰا مَنْ أُوتِيَ كِتٰابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحٰاسَبُ حِسٰاباً يَسِيراً> (الانشقاق: 7 و 8).
2. أعرِب ما يلي:
<فَإِذٰا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وٰاحِدَةٌ وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبٰالُ فَدُكَّتٰا دَكَّةً وٰاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوٰاقِعَةُ> (الحاقّة: 13-15).
ص: 115
الجملة الاسميّة هي الجملة التي يقع اسم في أوّلها أصالةً. و أركانها المبتدأ و الخبر.
المبتدأ: هو الاسم المسند إليه المجرّد من العوامل اللفظيّة الأصليّة(1) و يقع في أوّل الجملة على الأصل، ك -: «اللّه» في قوله تعالى: <وَ اللّٰهُ يُضٰاعِفُ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ اللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ> (البقرة: 261).
و اعلم أنّ المبتدأ مرفوع بالعامل المعنوي و هو الابتدائية.
الصورة
ص: 116
و للمبتدإ أشكال و هي:
1. العلم، كقوله تعالى: <وَ اللّٰهُ قَدِيرٌ وَ اللّٰهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ> (الممتحنة: 7).
2. الضمير المرفوع المنفصل، كقوله تعالى: <وَ هُوَ الْقٰاهِرُ فَوْقَ عِبٰادِهِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ> (الأنعام: 18).
3. ذو اللام، كقوله تعالى: <اَلنَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ> (الأحزاب: 6).
4. الاسم الموصول، كقوله تعالى: <اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذٰابٌ شَدِيدٌ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ> (فاطر: 7).
5. اسم الإشارة، كقوله تعالى: <هٰذٰا صِرٰاطٌ مُسْتَقِيمٌ> (يس: 61).
6. المضاف إلى أحد المعارف، كقوله تعالى: <رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمٰا فِي نُفُوسِكُمْ> (الإسراء: 25).
7. النكرة المسوّغة(1)، كقوله تعالى: <وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ> (المطفّفين: 1).
8. الاسم المؤوّل، كقوله تعالى: <وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ> (البقرة: 184).
الصورة
ص: 117
الخبر: هو ما يسند إلى المبتدإ، كقوله تعالى: <وَ اللّٰهُ يُضٰاعِفُ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ اللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ> (البقرة: 261).
و اعلم أنّ الخبر مرفوع بالعامل اللفظي و هو المبتدأ على المشهور.(1)
إنّ الخبر على ثلاثة أشكال: «مفرد»(2) و «جملة» و «شبه جملة(3)».
أ) المفرد: و هو نوعان: «مشتقّ»(4) و «جامد»(5)؛ فالمشتقّ إذا تضمّن ضميراً عائداً إلى المبتدإ، وجبت مطابقته للمبتدإ في التذكير أو التأنيث و العدد(6)، كقوله تعالى: <وَ اللّٰهُ الْغَنِيُّ وَ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ> (محمّد صلى الله عليه و آله: 38) و إلّا فهو كالفعل، نحو: «فاطمة عليها السلام قائم ولدها في آخر الزمان».
و أمّا الجامد فيجوز الوجهان، كقوله تعالى: <اَلْمٰالُ وَ الْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا> (الكهف: 46)
و <هٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ> (الرحمن: 43).
ص: 118
ب) الجملة: و هي نوعان: «اسميّة» و «فعليّة»، و محلّها الرفع، كقوله تعالى:
<قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ> (الإخلاص: 1) و <نَحْنُ خَلَقْنٰاكُمْ> (الواقعة: 57).
ج) شبه الجملة: و هو أيضاً نوعان: «ظرف» و «جارّ و مجرور»، و هما في محلّ الرفع على الخبريّة و لا بدّ لهما من متعلّق(1) و هو في الحقيقة خبر؛ و يجب أن
يكون عامّاً(2) مقدّراً، و يسمّيان «ظرفاً مستقرّاً» لاستقرار ضمير المتعلّق فيهما، كقوله تعالى:
<اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ> (الفاتحة: 2) و <يَدُ اللّٰهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ> (الفتح: 10).
و إن كان المتعلّق خاصّاً سواء كان مذكوراً أم مقدّراً، فهما «ظرف لغو» لعدم استقرار الضمير فيهما و لا يكونان خبراً بل متعلّقهما هو الخبر و هما في محل النصب به، و يجوز تقديره إن دلّ دليل عليه، كقوله تعالى: <كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصٰاصُ فِي الْقَتْلىٰ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَ الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ> (البقرة: 178)، أي: الحرّ يقتل بالحرّ و العبد يقتل بالعبد. كما يجوز ذكره، كقوله تعالى: <اَلَّذِينَ آمَنُوا يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطّٰاغُوتِ> (النساء: 76).
الصورة
ص: 119
الأوّل: يجب في الخبر غير الجامد وجود رابط يربطه بالمبتدإ؛ فإذا كان الخبر
مفرداً مشتقاً أو ظرفاً أو جاراً و مجروراً فالرابط هو الضمير الذي يعود إلى المبتدإ و إذا كان جملة فالرابط أمور، منها:
1. الضمير المذكور أو المقدّر، كقوله تعالى: <أُولٰئِكَ مَأْوٰاهُمُ النّٰارُ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ> (يونس: 8) و <وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ> (الأحزاب: 4) و <وَ لَمَنْ صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنَّ ذٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ> (الشورى: 43) أي: إنّ ذلك منه لَمِن عزم الأُمور.
2. إعادة المبتدإ بلفظه، كقوله تعالى: <اَلْقٰارِعَةُ مَا الْقٰارِعَةُ> (القارعة: 1 و 2).
3. اسم الإشارة إليه، كقوله تعالى: <وَ لِبٰاسُ التَّقْوىٰ ذٰلِكَ خَيْرٌ> (الأعراف: 26).
4. وجود لفظ عام في الخبر يشمل المبتدأ و غيره، كقوله تعالى:
<وَ الَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتٰابِ وَ أَقٰامُوا الصَّلاٰةَ إِنّٰا لاٰ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ> (الأعراف: 170).
الثّاني: يجوز اقتران الخبر بالفاء إذا كان المبتدأ سبباً لتحقّق مضمونه فيشبه الخبر بالجواب حينئذٍ فتدخل الفاء عليه، كقوله تعالى:
<وَ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمٰالَهُمْ> (محمد صلي الله عليه و آله: 4).
ص: 120
1. المبتدأ اسم مرفوع مجرّد من العوامل اللفظيّة الأصليّة يقع في أوّل الجملة الاسميّة ليحكم عليه بأمر.
2. الخبر هو ما يسند إلى المبتدإ و تتمّ الفائدة به.
3. العامل في المبتدإ معنوي و هو الابتدائيّة و في الخبر لفظي و هو المبتدإ على المشهور.
4. الخبر على ثلاثة أشكال: «مفرد» و «جملة» و «شبه الجملة».
5. تجب مطابقة الخبر للمبتدإ في العدد و التذكير و التأنيث و ذلك فيما إذا كان الخبر اسماً مشتقّاً متحمّلًا لضمير المبتدإ.
6. يجب في الخبر غير الاسم الجامد أن يكون مشتملاً على رابط يربطه بالمبتدإ فإنْ كان مفرداً مشتقّاً أو ظرفاً أو جارّاً و مجروراً فالرابط ضمير فقط و إن كان جملة فالرابط إمّا ضمير و إمّا إعادة لفظ المبتدإ بلفظه و إمّا اسم إشارة إليه و إمّا وجود لفظ عامّ في الخبر يشمل المبتدإ أيضاً و إمّا اتّحاد الخبر و المبتدإ معناً.
7. الخبر إذا كان ظرفاً أو جارّاً و مجروراً يتعلّق بالفعل العامّ أو شبهه و يكون ظرفاً مستقرّاً.
8. يجوز اقتران الخبر بالفاء إذا كان المبتدأ سبباً لتحقق مضمون الخبر لشبه الخبر بالجواب حينئذٍ.
ص: 121
1. صُغ جملاً اسميّة مطابقة للعناوين المذكورة.
الصورة
2. أعرِب ما يلي:
<وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ> (البقرة: 184).
ص: 122
الأوّل: أن يكون المبتدأ معرفة، لأنّ الإخبار عن المجهول لا يفيد غالباً، كقوله تعالى:
<اَللّٰهُ خٰالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ وَ هُوَ الْوٰاحِدُ الْقَهّٰارُ> (الرعد: 16).
و الأصل في الخبر أن يكون نكرة إلّا إذا كان المبتدأ معرفة(1)، فيجوز تعريفه، كالآية السابقة.
و اعلم أنّه إذا أفاد الإخبار عن النكرة جاز وقوعها مبتدأ، و ذلك غالباً فيما إذا كانت النكرة مخصّصة(2) أو عامّة تستغرق جميع أفرادها(3) أو كان ثبوت الخبر لها من خوارق العادة فيزول الإبهام الشديد عنها، كقوله تعالى: <وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ> (البقرة: 221) و <أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهٰادَةً> (الأنعام: 19) و <وَ مَنْ يَكْفُرْ بِآيٰاتِ
اَللّٰهِ فَإِنَّ اللّٰهَ سَرِيعُ الْحِسٰابِ> (آل عمران: 19) و «شجرةٌ سَجَدَتْ» بخلاف النكرة المحضة، نحو: «رجل قائم».
و إذا كان المبتدأ و الخبر معرفتين أو نكرتين صالحتين للابتداء بهما، فالمشهور أنّ المقدّم مبتدأ، كقوله تعالى: <اَللّٰهُ رَبُّنٰا> (الشورى: 15) و نحو: «أفضل منك أفضل منّي».
و إن كانا مختلفين، فالمعرفة مبتدأ، نحو:
<وَ اللّٰهُ رَؤُفٌ بِالْعِبٰادِ> (آل عمران: 30) و <قٰالَ فَمَنْ رَبُّكُمٰا يٰا مُوسىٰ> (طه: 49).
ص: 123
الثّاني: تقدّم المبتدأ على الخبر، لأنّه موضوع و محكوم عليه في الجملة الاسميّة و تأخّر الخبر، لأنّه محمول و محكوم به، و رتبة الموضوع مقدّم، لأنّ المحمول متفرّع عليه و متأخّر عنه، فتجب رعاية هذا الأصل لكنّه قد يعرض ما يوجب أو يجيز العدول عنه و إليك التفصيل:
1. كون المبتدإ ممّا له الصدر أصالة، كأسماء الاستفهام(1) و الشرط، كقوله تعالى: <وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرىٰ عَلَى اللّٰهِ كَذِباً> (الأنعام: 21) أو عَرَضاً، كالمبتدأ المقرون بلام التأكيد، كقوله تعالى: <وَ لَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولىٰ> (الضحى: 4).
2. كون المبتدإ محصوراً في الخبر ب - «إلّا» أو «إنّما»، كقوله تعالى:
<وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلاّٰ رَسُولٌ> (آل عمران: 144) و <فَذَكِّرْ إِنَّمٰا أَنْتَ مُذَكِّرٌ> (الغاشية: 21).
3. كون المبتدإ مفصولًا عن الخبر بضمير الفصل، كقوله تعالى: <وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ> (البقرة: 5).
4. كون المبتدإ مخبراً عنه بجملة طلبيّة، كقوله تعالى:
<وَ السّٰارِقُ وَ السّٰارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمٰا> (المائدة: 38).
5. كون المبتدإ مخبراً عنه بجملة غير طلبيّة يرفع فعلها ضميراً مستتراً(2) يعود إلى المبتدإ، نحو قول حسّان في أمير المؤمنين عليه السلام:
6. «يُحِبُّ الإلهَ و الإلهُ يحُبَُّه *** بِهِ يَفْتَحُ اللّهُ الحُصُونَ الْأَوابِيا»(3).
6. كون المبتدإ و الخبر متساويين فى التعريف و التنكير بحيث يصلح كلّ منهما أن يكون
ص: 124
مبتدأً فيوجب تأخيرُ المبتدإ اللبسَ، نحو: «صديقي صاحبي» و «زيدٌ صديقك» و «أعلم من زيدٍ أعلم من بكرٍ».
و تلك على قسمين:
1. إذا كان الخبر ظرفاً و المبتدأ نكرة، كقوله تعالى:
<فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزٰادَهُمُ اللّٰهُ مَرَضاً> (البقرة: 10) و <وَ لَدَيْنٰا مَزِيدٌ> (ق: 35).
2. إذا كان الخبر من الأسماء الّتى لها الصدارة، كقوله تعالى:
<يَقُولُ الْإِنْسٰانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ> (القيامة: 10).
3. إذا كان الخبر محصوراً ب - «إلّا» أو «إنّما» في المبتدإ، كقوله تعالى: <مٰا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاٰغُ> (المائدة: 99) و <فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمٰا عَلىٰ رَسُولِنَا الْبَلاٰغُ الْمُبِينُ> (التغابن: 12).
4. إذا كان المبتدأ مشتملاً على ضمير يعود على جزء من الخبر، كقوله تعالى:
<أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىٰ قُلُوبٍ أَقْفٰالُهٰا> (محمد صلى الله عليه و آله: 24).
يجوز تقديم الخبر على المبتدإ كلّما استقام المعنى و ترتَّبتْ عليه فائدة معنويّة أو لفظيّة،(1) كقوله تعالى: <لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَ هُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ> (التغابن: 1).
ص: 125
1. الأصل في المبتدإ التعريف و في الخبر التنكير إلّا إذا كان الإخبار عن المبتدإ النكرة مفيداً.
2. إذا كان المبتدأ و الخبر معرفتين أو نكرتين صالحتين للإبتداء بهما فالمتقدم مبتدأ و إذا كانا مختلفتين فالمعرفة مبتدأ.
3. الأصل في المبتدإ التقديم و في الخبر التأخير، فتجب مراعاة ذلك الأصل، و قد يجوز تأخير المبتدإ في صور و قد يمتنع التقديم.
1. عيّن المبتدأ و الخبر في العبارات التالية:
<اَللّٰهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشٰاءُ> (الرعد: 26).
<وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ الْغَيْبِ> (الأنعام: 59).
<يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرٰاءُ إِلَى اللّٰهِ وَ اللّٰهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ> (فاطر: 15).
<اَللّٰهُ خٰالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ وَ هُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ وَكِيلٌ لَهُ مَقٰالِيدُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ> (الزمر: 62 و 63).
<وَ الْعٰاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ> (الأعراف: 128).
<وَ أَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوىٰ> (البقرة: 237).
<وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ أَصْحٰابُ الْجَنَّةِ> (البقرة: 82).
«أهلُ الصلاةِ قتلناهم ببغيهِمُ *** والمشركون قتلناهم بما جحدوا»(1).
2. أعرِب ما يلي:
«المؤمنُ بِشْرُهُ فِى وَجْهِه و حُزْنُه فِي قَلبِه»(2).
ص: 126
الثّالث(1): الأصل في المبتدإ و الخبر أن يُذكرا لأنّ الإفادة متفرعة على ذلك و قد يحذف أحدهما وجوباً أو جوازاً كما أنّه قد يحذفان معاً و إليك التفصيل:
تلك على قسمين:
أشهر المواضع الوجوبية:
1. إذا كان الخبر مصدراً نائباً عن فعله(2)، و جعل منه قوله تعالى: <فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللّٰهُ الْمُسْتَعٰانُ> (يوسف: 18) أي: فصبري صبر جميل.
2. إذا كان الخبر قَسَماً صريحاً، نحو: «أيمن اللّه لأفعلنّ»، أي: يميني أيمن اللّه لأفعلنّ.
3. إذا كان الخبر نعتاً مقطوعاً عن النعتيّة، نحو: «الحمد للّه الحميدُ» أي: هو الحميدُ.
المواضع الجوازيّة:
يجوز حذف المبتدإ إذا دلّت قرينة عليه كما في الجواب عن الاستفهام، كقوله تعالى:
<قٰالَ فِرْعَوْنُ وَ مٰا رَبُّ الْعٰالَمِينَ قٰالَ رَبُّ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمَا> (الشعراء: 23 و 24) أي: هو ربّ السموات و الأرض. و <قُلْ لِمَنْ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ قُلْ لِلّٰهِ> (الأنعام: 12) أي: هو للّه.
ص: 127
و تلك على قسمين:
المواضع الوجوبية:
1. بعد «لولا» الامتناعية إذا كان الخبر كوناً مطلقاً،(1) كقول النبي الأعظم صلى الله عليه و آله: «لو لا أنت يا عليّ لم يعرف المؤمنون بعدي» أي: «لولا أنت موجود...»(2).
2. إذا كان لفظ المبتدإ نصّاً في اليمين،(3) كقوله تعالى: <لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ> (الحجر: 72) أي: لعمرك قسمي.
3. بعد واو المصاحبة،(4) نحو: «الطالب و الاجتهاد»، أي: متلازمان.
المواضع الجوازيّة:
يجوز حذف الخبر إذا دلّت قرينة عليه، كقوله تعالى: <مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ أُكُلُهٰا دٰائِمٌ وَ ظِلُّهٰا> (الرعد: 35) أي: و ظلّها دائم.
و قول الفرزدق في الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام:
7. «و ليس قولك: منْ هذا؟ بضائره *** العرْب تعْرف من أنكرت و العجم»(5).
أي: العجم تعرفه.
ص: 128
يجوز حذف المبتدإ و الخبر معاً إذا دلّت قرينة عليهما كما هو الغالب بعد أداة الجواب، كقوله تعالى: <وَ جٰاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قٰالُوا إِنَّ لَنٰا لَأَجْراً إِنْ كُنّٰا نَحْنُ الْغٰالِبِينَ قٰالَ نَعَمْ> (الأعراف: 113 و 114) أي: نعم لكم أجر.
الأوّل: قد يتوسّط ضمير الفصل بين المبتدإ و الخبر(1) و ذلك إذا كانا معرفتين، فيفيد حصر الخبر في المبتدإ و تأكيده و دفع شبهة تابعيّته للمبتدإ. و هذا الضمير مطابق للمبتدإ مطلقاً، كقوله تعالى:
<وَ كَلِمَةُ اللّٰهِ هِيَ الْعُلْيٰا وَ اللّٰهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ> (التوبة: 40) و <أُولٰئِكَ عَلىٰ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ> (البقرة: 5).
الثاني: يجوز تعدّد الخبر عن المبتدإ الواحد، كقوله تعالى:
<وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعّٰالٌ لِمٰا يُرِيدُ> (البروج: 14-16).
الثالث: قد يقع الوصف(2) مبتدأ، فيقال له المبتدأ الوصفي(3) و يشترط فيه:
1. تقدّم نفي أو استفهام عليه،
2. رفع اسم ظاهر أو ضمير منفصل به،
3. إفراده.
ص: 129
و هذا المبتدأ لا يحتاج إلى الخبر و يكتفي بمرفوعه في الإفادة و صحّة السكوت عليه، و هذا القسم من المبتدإ قليل،(1) نحو: «ما قائمٌ الزيدان» و قيل منه قوله تعالى:
<أَ رٰاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يٰا إِبْرٰاهِيمُ> (مريم: 46).
1. الأصل في المبتدإ و الخبر أن يُذكرا، و قد يحذف أحدهما وجوباً أو جوازاً و قد يحذفان معاً.
2. قد يتوسّط بين المبتدإ و الخبر المعرفتين ضمير الفصل، فيفيد التأكيد
و الاختصاص و دفع توهّم تابعيّة الخبر للمبتدإ.
3. يجوز الإخبار عن مبتدإ واحد بأخبار متعددة.
4. المبتدأ على قسمين: «اسمي» و «وصفي». و الوصفي اسم مشتقّ يكتفى في الإفادة بمرفوعه، و يشترط تقدّم نفي أو استفهام عليه و رفع اسم ظاهر أو ضمير منفصل و يكون مفرداً دائماً، و هو قليل الاستعمال.
ص: 130
1. عيّن المبتدأ و الخبر محذوفاً و مذكوراً:
<مَنْ عَمِلَ صٰالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَسٰاءَ فَعَلَيْهٰا> (فصّلت: 46).
<وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ> (آل عمران: 104).
قال الفرزدق في مدح الإمام عليّ بن الحسين عليهم السلام:
«إنْ عُدّ أهْلُ التُّقَى كَانُوا أَئِمَّتَهُمْ - أَوْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ؟ قِيلَ: هُمُ»(1)
قال أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام:
«فَلَعَمْرِي لَقَدْ فَوَّقَ لَكُمْ سَهْمَ الْوَعِيدِ وَ أَغْرَقَ لَكُمْ بِالنَّزْعِ الشَّدِيدِ»(2)
قال الإمام الحسين عليه السلام:
«لولَا ثَلاثَةٌ مَا وَضَعَ ابنُ آدَمَ رَأْسَهُ لِشَيءٍ: الْفَقْرُ وَ الْمَرَضُ وَ الْمَوْتُ»(3)
2. عيّن المرفوعات في سورة البلد المباركة.
3. أعرِب ما يلي:
«الإسلام يَعْلُو و لا يُعْلى عليه»(4).
ص: 131
وجوه الاشتراك و الافتراق بين المبتدإ الاسمي و الوصفي:
وجوه الاشتراك:
1. عاملهما معنوي.
2. إعرابهما رفع.
3. هما اسمان مبتدءان في الجملة الاسميّة.
وجوه الافتراق:
1. المبتدأ الاسمي يحتاج إلى الخبر، بخلاف الوصفي الّذي يكتفى بمرفوعه.
2. المبتدأ الاسمي قد يكون اسماً مؤوّلًا أو ضميراً أو غير مشتقّ، بخلاف الوصفي فإنّه مشتقّ دائماً.
3. المبتدأ الوصفي رافع لاسم بعده دائماً، بخلاف الاسمي.
4. المبتدأ الوصفي مفرد دائماً، بخلاف الاسمي.
5. المبتدأ الوصفي مسبوق بالنفي أو الاستفهام دائماً، بخلاف الاسمي.
6. المبتدأ الوصفي مسند به و الاسمي مسند إليه.
7. المبتدأ الوصفي نكرة دائماً، بخلاف الاسمي.
ص: 132
و هو اسم الأفعال الناقصة، و اسم أفعال المقاربة، و اسم الحروف المشبّهة ب - «ليس»، و خبر الحروف المشبّهة بالفعل، و خبر «لا» النافية للجنس. و يبحث عنه في ضمن البحث عن النواسخ.
ص: 133
النّواسخ: كلمات تدخل على الجملة الاسميّة و تنسخ إعراب ركنيها و تحدث معنىً جديداً فيها. فللنواسخ عملان:
الأوّل: لفظي: و هو نسخ إعراب المبتدإ و الخبر، و إيجاد إعراب جديد لهما و تبديل الجملة الاسميّة بالفعليّة إذا كان الناسخ فعلاً.
الثّاني: معنوي: و هو إحداث معنى جديد في الجملة الاسميّة.
و النواسخ على نوعين: «الفعليّة» و «الحرفيّة».
فالفعليّة: هي الأفعال الناقصة و أفعال المقاربة و أفعال القلوب.
و الحرفيّة: هي الحروف المشبّهة ب - «ليس» و الحروف المشبّهة بالفعل و «لا» النافية للجنس.
الصورة
ص: 134
الأفعال الناقصة: أفعال تدخل على الجملة الاسميّة و ترفع المبتدأ على أنّه اسمها، و تنصب الخبر على أنّه خبرها و لا يتمّ معناها إلّا بذكر منصوبها، بخلاف الأفعال التامّة.(1)
الصورة
أمّا العدد فهي ثلاثة عشر فعلاً:
«كان» و «صار» و «أصبح» و «أضحى» و «أمسى» و «ظلّ» و «بات» و «ليس» و «مادام» و «مازال» و «مابرح» و «ماانفكّ» و «مافتئ»
و أمّا المعنى فهو:
1 . «كان - يكون»: معناها ثبوت الخبر لاسمها في زمانها، كقوله تعالى:
<وَ مَنْ أَرٰادَ الْآخِرَةَ وَ سَعىٰ لَهٰا سَعْيَهٰا وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولٰئِكَ كٰانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً> (الإسراء: 19) و
ص: 135
قد تستعمل للاستمرار، كقوله تعالى:
<وَ لِلّٰهِ جُنُودُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ كٰانَ اللّٰهُ عَلِيماً حَكِيماً> (الفتح: 4).
2. «صار - يصير»: معناها تحوّل الاسم بمضمون الخبر، كقول الإمام علي بن الحسين عليهما السلام: «وَ صَارَتِ الأعْمالُ قَلَائِد في الْأعْناق».(1)
3 و 4 و 5. «أصْبح - يصبح» و «أضحى - يضحي» و «أمسى - يمسي»: معناها اتّصاف اسمها بمعنى خبرها في الصباح و الضحى و المساء، كقول النبىّ الأعظم صلى الله عليه و آله: «ستكون تنٌ يصْبح الرَّجل فيها مؤْمناً و يمْسي كافراً إلَّا منْ أحْياه اللّه بالْعلْم»(2).
6 و 7. «ظلّ - يظلُّ» و «بات - يبيت»: معناهما اتّصاف اسمهما بمعنى خبرهما وقت النهار في الأوّل و مدّة الليل في الثّاني، كقوله تعالى: <وَ الَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَ قِيٰاماً> (الفرقان: 64).
8. «ليْس»: معناها نفي خبرها عن اسمها في الحال، كقول مالك الأشتر:
8. «أرْجو إلهي و أخاف ذنبي *** و ليْس شيْ ءٌ مثْلَ عفْوِ ربِّي»(3).
و قد تجيئ للنفي المطلق، كقوله تعالى: <وَ أَنَّ اللّٰهَ لَيْسَ بِظَلاّٰمٍ لِلْعَبِيدِ> (الأنفال: 51).
9. «دام»: يشترط في استعمالها ناقصة دخول «ما» المصدريّة التوقيتيّة عليها، و معناها توقيت فعلٍ مدّة دوام حصول الخبر لاسمها، فيلزم ذكر جملة قبلها، كقوله تعالى: <وَ أَوْصٰانِي بِالصَّلاٰةِ وَ الزَّكٰاةِ مٰا دُمْتُ حَيًّا> (مريم: 31)، أي: «أوصاني بهما مدّة حياتي».
10 و 11 و 12 و 13. «زال - يزال» و «برح - يبْرح» و «انْفكَّ - ينْفكُّ» و «فتئ - يفْتؤ»: يشترط في استعمالها ناقصة دخول أداة النفي عليها، و معناها حينئذٍ استمرار الخبر لاسمها، كقوله تعالى: <لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عٰاكِفِينَ حَتّٰى يَرْجِعَ إِلَيْنٰا مُوسىٰ> (طه: 91).9.
ص: 136
و أمّا قوله تعالى: <قٰالُوا تَاللّٰهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ> (يوسف: 85) فالنفي فيه مقدّر،
أي: «لا تفْتؤ».
الأوّل: تقدّم الاسم(1) على الخبر في هذه الأفعال، و لكنّه قد يتقدّم خبرها على اسمها، و ذلك على قسمين:
1. واجب: و ذلك في موارد وجوب تقدّم الخبر على المبتدإ كما إذا كان الاسم مضافاً إلى ضمير يعود إلى الخبر، كقولك: «كان في الدار صاحبها».
2. جائز: و ذلك في غير موارد وجوب تقدّم الخبر أو الاسم، كقوله تعالى:
<وَ كٰانَ حَقًّا عَلَيْنٰا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ> (الروم: 47)
و <لَقَدْ كٰانَ فِي يُوسُفَ وَ إِخْوَتِهِ آيٰاتٌ لِلسّٰائِلِينَ> (يوسف: 7).
الثّاني: عدم تقدّم الخبر على الأفعال الناقصة، و لكنّه قد يتقدّم الخبر عليها إلّا على «ليس»(2) و الأفعال الناقصة الّتي وقعت في أوّلها أداة النفي أو المصدريّة، و ذلك على قسمين أيضاً:
1. واجب: كما إذا كان الخبر ممّا له الصدر، كقوله تعالى:
<فَانْظُرْ كَيْفَ كٰانَ عٰاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ> (النمل: 14).
2. جائز: و ذلك في غير مورد وجوب التقدّم، كقول أمير المؤمنين عليّ عليه السلام:
«اعْرف الْحقَّ لمنْ عرفه لك رفيْعاً كان أوْ وضيعاً»(3) و كما يجوز تقديم الخبر على هذه الأفعال فكذلك يجوز تقديم معمول الخبر عليها، كقوله تعالى: <وَ أَنْفُسَهُمْ كٰانُوا يَظْلِمُونَ> (الأعراف: 177).
ص: 137
الأوّل: تختصّ «كان»(1) من دون أخواتها بأمور:
1. جواز حذف نون مضارعها المجزوم للتخفيف(2) بشروط:
أ) أن تكون مجزوماً بالسكون.
ب) أن لا يليها ساكن.
ج) أن لا يليها ضمير متّصل منصوب، كقوله تعالى: <فِي جَنّٰاتٍ يَتَسٰاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قٰالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ> (المدّثر: 40-43) بخلاف قوله تعالى: <لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ وَ الْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ> (البيّنة: 1) و قول النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله: «إنْ يكنْه فلن تسلِّط عليْه و إن لم يكنْه فلا خير لك في قتله».(3)
2. جواز زيادتها،(4) فلا يكون لها اسم و لا خبر، و تكثر بعد «ما» التعجّبية،(5) كقول الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام: «السَّلام عليك ما كان أمحاك للذُّنوب و أسْترك لأنواع العيوب».(6)
3. جواز حذفها مع اسمها و بقاء خبرها، و ذلك كثير بعد «إن» و «لو» الشرطيّتين، كقوله:
9. «لا يأْمن الدَّهْر ذو بغي و لو ملكا *** جنوده ضاق عنْها السَّهْل و الْجبل»(7).
أي: و لو كان ذو البغي ملكاً.
ص: 138
الثّاني: تجوز زيادة الباء في خبر «ليس»، كقوله تعالى: <أَ لَيْسَ اللّٰهُ بِأَحْكَمِ الْحٰاكِمِينَ>
(التين: 8).
و قد تزاد في خبر «كان» إذا وقعت بعد نفي أو نهي، كقول الشنفري:
10. «و إنْ مدَّت الأيدي إلى الزَّاد لمْ أكنْ *** بأعجلهم إذْ أجْشع القوْم أعْجل»(1).
الثّالث: قد تكون هذه الأفعال غير «ليس» و «مافتئ» و «مازال» تامّة فتستغني عن الخبر و تكتفى بمرفوعها في إفادة المعنى على أنّه فاعل لها، و حينئذٍ تكون «كان» بمعنى «حصل» و «ظلّ» بمعنى «استمرّ» و «بات» بمعنى «نزل ليلًا» و «أمسى» بمعنى «دخل في المساء» و «أصبح» بمعنى «دخل في الصباح» و «أضحى» بمعنى «دخل في الضحى» و «صار» بمعنى «انتقل» و «انفكّ» بمعنى «انفصل» و «برح» بمعنى «ذهب» و «دام» بمعنى «بقي»، كما في الآيات التالية:
<وَ إِنْ كٰانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلىٰ مَيْسَرَةٍ> (البقرة: 280) و <فَسُبْحٰانَ اللّٰهِ حِينَ تُمْسُونَ وَ حِينَ تُصْبِحُونَ> (الروم: 17) و <خٰالِدِينَ فِيهٰا مٰا دٰامَتِ السَّمٰاوٰاتُ وَ الْأَرْضُ> (هود: 107) و <إِلَى اللّٰهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ> (الشورى: 53).
الرابع: الأفعال الناقصة على ثلاثة أقسام:
1. ما يتصرّف تصرّفاً تامّاً(2) و هو: «كان» و «أصبح» و «أضحى» و «أمسى» و «ظلّ» و «بات» و «صار».
2. ما يتصرّف تصرّفاً ناقصاً، و يأتي ماضياً و مضارعاً و اسم فاعل فقط(3) و هو: «مازال» و «ماانفكّ» و «ما برح» و «مافتئ».
3. ما لا يتصرّف و يأتي ماضياً فقط و هو: «مادام» و «ليس».).
ص: 139
الصورة
ص: 140
1. عيّن الفعل الناقص و معناه و معموليه:
<وَ أَصْبَحَ فُؤٰادُ أُمِّ مُوسىٰ فٰارِغاً> (قصص: 10).
<أَ لَمْ تَكُنْ آيٰاتِي تُتْلىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهٰا تُكَذِّبُونَ> (المؤمنون: 105).
<أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ> (هود: 81).
«فمن كُنت مولاه فهذا وليّه *** فكونوا له أنصار صدق مواليا»(1).
«أَلَا يَا رَسُولَ اللَّهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا وَ كُنْتَ بِنَا بِرّاً وَ لَمْ تَكُ جَافِيا»(2).
2. صحّح الأخطاء في العبارات التالية:
«أ وَ ليس لكم في آثار الأولين مزدجراً و في آبائكم الماضين تبصرةً و معتبراً إن كنتم يعقلون».
«لَئن كانت ذنبي حبُّ آلَمحمّد فذلك ذنب لستُ عنه نتوب».
«يزال العبدُ المؤمنِ تكتب محسناً مادام ساكتٌ فإذا تكلّم كتبت محسناً و مسيئاً».
3. أعرِب ما يلي:
<وَ قٰالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصٰارىٰ عَلىٰ شَيْ ءٍ وَ قٰالَتِ النَّصٰارىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلىٰ شَيْ ءٍ وَ هُمْ يَتْلُونَ الْكِتٰابَ> (البقرة: 113).
ص: 141
أفعال المقاربة: هي أفعال تدخل على الجملة الاسميّة و ترفع المبتدأ و يسمّى اسمها و تنصب الخبر و يسمّى خبرها، و تدلّ على قرب حصول الخبر للاسم أو رجاءه له أو شروعه له فلهذه الأفعال عملان: «لفظي» و «معنوي».
الصورة
أفعال المقاربة على ثلاثة أقسام:
الأوّل: الأفعال(1) الّتي تدلّ على قرب وقوع الخبر للاسم و هي:
«كاد» و «أَوْشَكَ» و «كَرَب»
كقوله تعالى: <يَكٰادُ زَيْتُهٰا يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نٰارٌ> (النور: 35).
الثّاني: الأفعال الّتي تدلّ على رجاء وقوع الخبر للاسم و هي:
«عسى(2)» و «حرى» و «اخْلَوْلَقَ»
كقوله تعالى: <عَسىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ> (التحريم: 8).
(1). البقرة: 20.
ص: 142
الثّالث: الأفعال الّتي تدلّ على شروع الخبر للاسم و هي:
«شَرَعَ» و «أَنْشَأَ» و «عَلِقَ» و «طَفِقَ» و «أَخَذَ» و «هَبَّ» و «بَدَأَ» و «جَعَلَ» و «قَامَ» و «اِنْبَرَى»
كقوله تعالى: <وَ طَفِقٰا يَخْصِفٰانِ عَلَيْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ> (الأعراف: 22).
الأوّل: كلّ هذه الأفعال جامدة ملازمة لصيغة الماضي إلّا أربعة منها فلها المضارع أيضاً، و هي «أَوْشَكَ» و «كادَ» و «طَفِقَ» و «جَعَلَ»،(1) كقوله تعالى: <يَكٰادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصٰارَهُمْ> (البقرة: 20).
الثّاني: الغالب في هذه الأفعال أن يكون خبرها جملة فعليّة فعلها مضارع رافع لضمير يعود إلى اسمها كما تقدّم.(2)
الثّالث: خبر هذه الأفعال من حيث الاقتران ب - «أن» المصدرية على ثلاثة أقسام:
1. واجب الاقتران، و هو خبر «حَرَى» و «أخْلَوْلَقَ»، نحو: «اخلولقت السماء أن تمطر».
2. ممنوع الاقتران، و هو خبر جميع أفعال الشروع، كقوله تعالى:
<وَ طَفِقٰا يَخْصِفٰانِ عَلَيْهِمٰا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ> (الأعراف: 22).
3. جائز الاقتران، و هو خبر أفعال القرب و «عسى» غير أنّ الغالب في «عسى» و «أوشك» اقتران خبرهما بها، و في «كاد» و «كرب» تجرّد خبرهما منها، كقوله تعالى:
<عَسىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ> (الإسراء: 8) و <تَكٰادُ السَّمٰاوٰاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ> (مريم: 90) و قول هدبة بن خشرم العذري:
11. «عسى الكربُ الّذي أمسيتُ فيه *** يكونُ وراءَه فَرَجٌ قَرِيبٌ»(3).
ص: 143
قد تكون «عسى» و «أوشك» و «اخلولق» تامّة مسندة إلى المصدر المؤوّل من «أن» و الفعل المضارع فترفع محلّه على أنّه فاعل لها،(1) كقوله تعالى: <وَ عَسىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ> (البقرة: 216) و قول أمير المؤمنين عليه السلام: «فَبَادِرُوا المَعَادَ وَ سَابِقُوا الآجَالَ فَإِنَّ النَّاسَ يُوشِكُ أنْ يَنقطِعَ بِهِمُ الأَمَلُ و
يَرْهَقَهُمُ الأَجَلُ و يُسَدَّ عَنهُم بَابُ التَّوبَةِ»(2)
الصورة
ص: 144
1. عيّن فعل القرب و معموليه في الآيات الكريمة و أعربها ثم ترجمها:
<لاٰ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ> (الحجرات: 11).
<عَسىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ> (التحريم: 8).
<فَأُولٰئِكَ عَسَى اللّٰهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ> (النساء: 99).
<لاٰ يَكٰادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً> (النساء: 78).
2. أعرِب ما يلي:
<يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّٰهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ جَنّٰاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ يَوْمَ لاٰ يُخْزِي اللّٰهُ النَّبِيَّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ> (التحريم: 8).
ص: 145
الحروف المشبّهة ب - «ليس»: هي حروف تشبه «ليس» في معناها و عملها فترفع الاسم و تنصب الخبر.
الصورة
و هي:
ما و لا و لات و إنْ
3. عدم زيادة «إن» بعدها،(1)
4. عدم انتقاض نفي خبرها ب - «إلّا».
فتعمل في نحو قوله تعالى:
<مٰا هٰذٰا بَشَراً> (يوسف: 31) بخلاف نحو قوله تعالى: <وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلاّٰ رَسُولٌ قَدْ
خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ> (آل عمران: 144).
و اعلم أنّ الباء الزائدة تقع كثيراً في خبرها، كقوله تعالى: <وَ مٰا رَبُّكَ بِظَلاّٰمٍ لِلْعَبِيدِ>
(فصّلت: 46).
«لا»: يشترط في عملها ما يكون شرطاً في عمل «ما» و تنكير اسمها و خبرها أيضاً،(2) كقول الشاعر:
12. «تَعَزَّ فلا شيءٌ على الأرض باقياً *** و لا وَزَرٌ ممّا قضى اللّه واقياً»(3).
«لات»:(4) يشترط في عملها شروط عمل «لا» و أن يكون اسمها و خبرها من أسماء الزمان.
و اعلم أنّ أحد معموليها محذوف كثيراً و الغالب اسمها، كقوله تعالى: <وَ لاٰتَ حِينَ مَنٰاصٍ> (ص: 3) أي: لات حين حينَ مناص.
«إن»: تعمل بالشرائط المذكورة في عمل «ما»، كقول الشاعر:
13. «إن المرءُ مَيْتاً بانقضاءِ حياتِهِ *** و لكن بأنْ يُبغى عليهِ فَيُخْذَلا»(5).
و الغالب في استعمالها اقتران خبرها ب - «إلّا» فتكون مهملة، كقوله تعالى:
<إِنْ هٰذٰا إِلاّٰ مَلَكٌ كَرِيمٌ> (يوسف: 31) و <إِنْ أَرَدْنٰا إِلاَّ الْحُسْنىٰ> (التوبة: 107)5.
ص: 147
1. عيّن الحرف المشبَّهة ب - «ليس» و معموليها في العبارات التالية الكريمة و أعربها ثمّ ترجمها:
<إِنْ هِيَ إِلاّٰ حَيٰاتُنَا الدُّنْيٰا وَ مٰا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ> (الأنعام: 29)
«ما أنا بأعصى مَن عصاك فغفرت له و ما أنا بألوم مَنْ اعتذر إليك فقبلت منه».(1)
2. أعرِب ما يلي:
«مَا شَرٌّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ بِشَرٍّ وَ لَا خَيْرٌ بَعْدَهُ النَّارُ بِخَيْرٍ وَ كُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ مَحْقُورٌ وَ كُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَة»(2)
ص: 148
4.الحروف المشبّهة بالفعل(1)
الحروف المشبّهة بالفعل: هي حروف تدخل على الجملة الاسميّة فتنصب المبتدأ و ترفع الخبر على أنّهما اسمٌ و خبرٌ لها.
الصورة
و هي ستّة:
«إنّ» و «أنّ» و «كَأنَّ» و «لكِنَّ» و «لَعَلَّ» و «لَيْتَ»
و معنى «إنّ» و «أنّ»: توكيد وقوع الخبر لاسمها، كقوله تعالى:
<قٰالَ يٰا بُنَيَّ إِنِّي أَرىٰ فِي الْمَنٰامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ> (الصافّات: 102).
و معنى «كأَنّ»: تشبيه الاسم بالخبر، كقوله تعالى: <اَلزُّجٰاجَةُ كَأَنَّهٰا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبٰارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ> (النور: 35) و معنى «لكنّ»: الاستدراك - و هو رفع ما يخطر بالبال من الكلام السابق - كقول أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام: «لَيْسَ الخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَ وَلَدُكَ وَ لكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ...»(2).
ص: 149
و معنى «لعلّ»: ترجّي وقوع مضمون الخبر للاسم أو الإشفاق من وقوعه، كقوله تعالى:
<كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ اللّٰهُ آيٰاتِهِ لِلنّٰاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ> (البقرة: 187) و <فَلَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ عَلىٰ آثٰارِهِمْ> (الكهف: 6).
و معنى «ليت»: تمنّي وقوعه له، كقوله تعالى: <يٰا وَيْلَتىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاٰناً خَلِيلاً> (الفرقان: 28).
الأوّل: تأخّر خبرها عن اسمها إلّا إذا كان الخبر ظرفاً أو جارّاً و مجروراً فيجوز تقديمه عليه إن كان الاسم معرفة، كقوله تعالى: <إِنَّ إِلَيْنٰا إِيٰابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنٰا حِسٰابَهُمْ> (الغاشية: 25 و 26).
و يجب تقديمه إن كان الاسم نكرة لا مسوّغ لها، كقوله تعالى: <إِنَّ لَدَيْنٰا أَنْكٰالاً وَ جَحِيماً> (المزّمّل: 12) و <إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفٰازاً> (النبأ: 31) أو مدخولًا للام الابتداء، كقوله تعالى: <إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشىٰ> (النازعات: 26) و <إِنَّ عَلَيْنٰا لَلْهُدىٰ وَ إِنَّ لَنٰا لَلْآخِرَةَ وَ الْأُولىٰ> (الليل: 12 و 13) أو مشتملًا على ضمير يعود إلى الخبر، نحو: «إنّ في الدار صاحبها».
الثّاني: بقاء هذه الحروف على أصلها و لكنها قد تخفّف إلّا «لعلّ» فيقال: «إنْ، أنْ، كَأَنْ، لكنْ». و لها أحكام خاصّة؛ أمّا «إنْ» فالغالب فيها الإهمال لزوال اختصاصها بالاسم و حينئذٍ يلزم دخول اللام الفارقة(1) على خبرها عند خوف التباسها بالنافية، كقوله تعالى:
<إِنْ كُلُّ ذٰلِكَ لَمّٰا مَتٰاعُ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا> (2) (الزخرف: 35) و <وَ إِنْ يَكٰادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصٰارِهِمْ لَمّٰا سَمِعُوا الذِّكْرَ> (القلم: 51).
أمّا «أنْ» و «كَأنْ» فلا يبطل عملهما و الغالب أنّ اسم «أن» ضمير شأن مقدّر و خبرها جملة بعدها، كقوله تعالى: <وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسٰانِ إِلاّٰ مٰا سَعىٰ> (النجم: 39)، أي: أنّه ليس للإنسان إلّا ما سعى.
ص: 150
و اسم «كأنْ» ضمير شأن محذوف كثيراً، و خبرها جملة، كقوله تعالى: <وَ إِذٰا تُتْلىٰ عَلَيْهِ آيٰاتُنٰا وَلّٰى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهٰا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذٰابٍ أَلِيمٍ> (لقمان: 7).
و أمّا «لكنْ» فيبطل عملها وجوباً و لا تدخل إلّا على الجملة، و الأكثر اقترانها بالواو، كقوله تعالى: <وَ مٰا ظَلَمْنٰاهُمْ وَ لٰكِنْ كٰانُوا هُمُ الظّٰالِمِينَ> (الزخرف: 76).
الثّالث: الأصل في خبر هذه الحروف الذكر، و لكن يجوز حذفه مع القرينة، كقول الأعشى:
14. «إنّ مَحَلّا و إنّ مُرْتَحِلًا *** و إنّ في السَّفْر إذ مَضَوا مَهَلًا»(1).
أي: إنّ لنا محلًا و إنّ لنا مرتحلًا.
الأوّل: يجوز دخول لام الابتداء المفيدة للتأكيد على خبر «إنّ» بشرط أن يكون مؤخّراً مثبتاً غير ماضٍ، كقوله تعالى: <وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّٰاسِ عَلىٰ ظُلْمِهِمْ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقٰابِ> (الرعد: 6) و <وَ إِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ> (النحل: 124) و <وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ> (القلم: 4) و على اسمها بشرط تأخيره عن الخبر،
كقوله تعالى: <إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً> (النازعات: 26).
الثّاني: قد تلحق بهذه الحروف نون الوقاية إذا كان اسمها ياء المتكلّم، كقوله تعالى:
<يٰا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً> (النساء: 73) و قول حسّان في غدير خم:
15. «فقال له قم يا علىّ فإنّني *** رضيتكَ من بعدي إماماً و هادياً»(2).
الثّالث: قد يقع بين اسمها و خبرها ضمير الفصل، كما يقع بين المبتدإ و الخبر، كقوله تعالى:
<أَلاٰ إِنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ> (المجادلة: 22).
ص: 151
الرّابع: قد تلحق بهذه الحروف «ما» الزائدة فتكفّها عن العمل و تزيل اختصاصها بالجملة الاسميّة إلّا «ليت» فيجوز فيها الإعمال و الإهمال و لا يزول اختصاصها بالجملة الاسميّة، كقوله تعالى: <قُلْ إِنَّمٰا يُوحىٰ إِلَيَّ أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ> (الأنبياء: 108) و <يُجٰادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مٰا تَبَيَّنَ كَأَنَّمٰا يُسٰاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَ هُمْ يَنْظُرُونَ> (الأنفال: 6).
و قد روي بالوجهين قول النابغة الذبياني:
16. «قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا *** إلى حمامتنا أو نصفه فقد»(1).
و اعلم أنّ هذا الإلحاق لا يحدث معنىً جديداً في هذه الحروف إلّا في «إنّ» و «أنّ» فيحدث فيهما معنى الحصر، أي: حصر المقدّم في المؤخّر، كقوله تعالى:
<إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ> (الحجرات: 10) و <إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ> (فاطر: 28).
الخامس: يجب كسر همزة «انّ» إذا حلّت مع معموليها محلّ الجملة كما إذا كانت فى ابتداء الكلام، كقوله تعالى: <إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ> (القدر: 1) أو بعد القول، كقوله تعالى: <قٰالَ إِنِّي عَبْدُ اللّٰهِ> (مريم: 30).
و يجب فتحها حيث حلّت مع معموليها محلّ المفرد كما إذا وقعت فاعلاً، كقوله تعالى:
<أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنّٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْكِتٰابَ> (العنكبوت: 51).
أو مبتدأً، كقوله تعالى: <وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خٰاشِعَةً> (فصّلت: 39).
و يجوز الوجهان في غيرهما حيث يصحّ فيه وقوع المفرد و الجملة موقع «انّ» و معموليها، كقوله تعالى: <وَ مٰا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّٰهَ بِهِ عَلِيمٌ> (البقرة: 215) و <مَنْ يُحٰادِدِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نٰارَ جَهَنَّمَ خٰالِداً فِيهٰا> (التوبة: 63).6.
ص: 152
1. صحّح الأخطاء في البيت و أعربه صحيحاً و ترجمه:
«لَيْسَ الجمالَ بأثوابٌ تُزَيّنُنَا -- إنَّ الجمالُ جمالَ العلمِ و الأدبَ».
2. بيّن مواضع وجوب كسر همزة «انّ» و فتحها و جوازها مع ذكر السبب في العبارات التالية.
<أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللّٰهَ يَرىٰ> (العلق: 14).
<اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كٰانَ غَفّٰاراً> (نوح: 10).
<إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنىٰ مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ> (المزّمّل: 20).
<إِنَّ السّٰاعَةَ آتِيَةٌ أَكٰادُ أُخْفِيهٰا> (طه: 15).
<إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ> (الصّف: 4).
<قٰالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّٰهَ وَ اشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ> (هود: 54).
«ألا انّ مثل آل محمّد كمثل نجوم في السماء»(1).
«فو الّذى لا إله إلّا هو انّي لعلى جادّة الحقّ و انّهم لعلى مزلّة»(2)
«أما لو أُذن لهم في الكلام لأخبروكم انّ خير الزاد التقوى»(3)
«فمِن علامة أحدهم انّك ترى له قوّة في دين و حزماً في لين و إيماناً في يقين»(4)
3. أعرِب ما يلي:
<اُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لاٰ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ> (الأعراف: 55).
ص: 153
5.«لا» النافية للجنس(1)
«لا» النافيّة للجنس: هي حرف تدخل على الجملة الاسميّة و تنصب المبتدأ و ترفع الخبر على أنّهما اسمٌ و خبرٌ لها، و تدلّ على نفي الخبر عن جميع أفراد الجنس الواقع بعدها على سبيل التنصيص.(2)
الصورة
أ) شرائط عملها
«لا» هذه تعمل بثلاثة شروط:
1. تنكير معموليها،
2. تقدّم اسمها على خبرها،
3. عدم دخول حرف جرّ عليها(3).
ص: 154
و إن لم توجد الشروط أو بعضها لم تعمل و مع فقدان أحد من الأوّلين وجب تكرارها، كقوله تعالى: <لاٰ فِيهٰا غَوْلٌ وَ لاٰ هُمْ عَنْهٰا يُنْزَفُونَ> (الصافّات: 47).
ب) حالات اسمها
و لاسمها ثلاث حالات:
1. مضاف، فينصب لفظاً، نحو: «لا طالب علمٍ كسول».
2. شبيه بالمضاف،(1) فينصب لفظاً أيضاً، نحو: «لا قارئاً قرآناً مغبون».
3. مفرد،(2) فيبنى(3) على ما ينصب به، كقوله تعالى:
<قٰالُوا سُبْحٰانَكَ لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِلاّٰ مٰا عَلَّمْتَنٰا> (البقرة: 32).
حذف خبر «لا» النافية للجنس مع القرينة كثير، كقوله تعالى: <قٰالُوا لاٰ ضَيْرَ إِنّٰا إِلىٰ رَبِّنٰا مُنْقَلِبُونَ> (الشعراء: 50) أي: لا ضير لنا. و بدونها ممتنع، كقول أمير المؤمنين عليه السلام: «لَا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الإسْلَامِ، وَ لَا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى»(4) و حذف اسمها نادر، نحو: «لا عليك»، أي: «لا بأس عليك».
ص: 155
1. أعرب الجمل التالية:
<قٰالُوا لاٰ عِلْمَ لَنٰا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّٰمُ الْغُيُوبِ> (المائدة: 109).
«الحمدللّه الأوّل فلا شيء قبله و الأخر فلا شيء بعده و الظاهر فلا شيء فوقه»(1)
2. عيّن المرفوعات فى سورة الإنسان المباركة.
ص: 156
أفعال القلوب: هي أفعال تدخل على الجملة الاسميّة بعد استيفاءها الفاعل و تنصب المبتدأ و الخبر على المفعوليّة و تدلّ على علم أو ظنّ.(1)
الصورة
الصورة
(2). إذا كان بمعنى «اعْلَمْ» و هي غير صيغة الأمر من «تَعَلَّمَ - يَتَعَلَّمُ»؛ لأنّ «تعلّم» هذه هي فعل أمر جامد ليس لها ماض و لا مضارع.
(3). معناه «قَدّر» أو «افترض» أو «ظُنَّ».
(4). و اعلم أنّ بعض أفعال القلوب مشترك بينها و بين غيرها، ف - «جعل» بمعنى «خلق» و بمعنى أفعال القرب ليس من أفعال القلوب، و كذا «حجى» بمعنى: «غلب في المحاجاة» أو «قصد» أو «أقام» أو «بخل» و كذا «عَدَّ» إذا كان معناه: «حسب مقداره» و كذا «عَلِمَ» بمعنى: «عرف» و هكذا «ظَنَّ» بمعنى: «اتَّهَمَ» و كذا «رأى» البصريّة.
(5). و مضارعه: «يخال»، لا «يخول»، فإنّه بمعنى: «يتعهّد» أو «يتكبّر».
ص: 157
كقوله تعالى: <إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبٰاءَهُمْ ضٰالِّينَ> (الصّافّات: 69) و <وَ جَعَلُوا الْمَلاٰئِكَةَ
اَلَّذِينَ هُمْ عِبٰادُ الرَّحْمٰنِ إِنٰاثاً> (الزخرف: 19) و <فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنٰاتٍ فَلاٰ تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفّٰارِ> (الممتحنة: 10) و <وَ لاٰ تَحْسَبَنَّ اللّٰهَ غٰافِلاً عَمّٰا يَعْمَلُ الظّٰالِمُونَ> (إبراهيم: 42).
الأوّل: جواز الإلغاء - و هو إبطال عمل أفعال القلوب لفظاً و محلّاً - و ذلك عند توسّطها بين المفعولين أو تأخّرها عنهما، تقول: «عليّ إمامٌ علمت» و «عليّ علمت إمام» بالإهمال فهما مرفوعان على أصلهما، و «عليّاً إماماً علمت» و «عليّاً علمت إماماً» بالإعمال.
الثّاني: وجوب التعليق - و هو إبطال عملها لفظاً لا محلّا - بأن تقع ألفاظ(1) لها الصدارة بعدها، نحو: «علمت هل عليّ قائم» و منه قوله تعالى:
<لَقَدْ عَلِمْتَ مٰا هٰؤُلاٰءِ يَنْطِقُونَ> (الأنبياء: 65) و <لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصىٰ لِمٰا لَبِثُوا أَمَداً> (الكهف: 12).
و اعلم أنّ الإلغاء و التعليق لا يجريان في «هَبْ» و «تَعَلَّمْ» لأنّهما لا يتوسّطان بين معموليهما و لا تقع ألفاظ التعليق بعدهما.
الثّالث: جواز حذف مفعوليها أو أحدهما لدليل،(2) كقوله تعالى: <وَ لاٰ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمٰا آتٰاهُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ> (آل عمران: 180)، أي: لا يحسبنّ الذين
يبخلون... البخل خيراً لهم. و قول الكميت:
17. «بأيّ كتابٍ أم بأيّة سُنّةٍ *** ترى حُبَّهم عاراً عليّ و تَحْسِبُ»(3).
أي: تحسب حُبَّهم عاراً.
ص: 158
الرّابع: جواز وقوع «أن» و «أنّ» و صلتهما موقع مفعولي هذه الأفعال،
كقوله تعالى: <أَ يَحْسَبُ الْإِنْسٰانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً> (القيامة: 36) و <وَ اتَّقُوا اللّٰهَ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ> (البقرة: 203).
الأوّل: أفعال القلوب كلّها تتصرّف تصرّفاً تامّاً غير «هَبْ» و «تَعَلَّمْ» فيلازمان الأمر، و يعمل ما يشتقّ منها عمل أصله، كقوله تعالى: <وَ مٰا نَرىٰ لَكُمْ عَلَيْنٰا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كٰاذِبِينَ> (هود: 27).
الثّاني: تختصّ أفعال القلوب(1) غير «هَبْ» و «تَعَلَّمْ» بجواز كون فاعلها و مفعولها الأوّل ضميرين متّصلين صاحبهما واحد، نحو: «علمتُني فانياً» و «ظَنَنْتَكَ باقياً».(2)
بخلاف سائر الأفعال، فلا يقال: «ظلمتُني» بل تضاف إلى المفعول كلمة «نفس»، كقوله تعالى: <قٰالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَ أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمٰانَ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ> (النمل: 44).
الثّالث: قد تدخل على المبتدإ و الخبر أفعال اخرى تسمّى ب - «أفعال التصيير»(3) و تعمل عمل أفعال القلوب و هي:
«جَعَلَ» و «رَدَّ» و «تَرَك» و «اتَّخَذَ» و «صَيّر» و «وَهَبَ» و «تَخِذَ» و «أصَارَ»
كقوله تعالى: <وَ لَوْ شٰاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّٰاسَ أُمَّةً وٰاحِدَةً> (هود: 118) و <إِنَّ الشَّيْطٰانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا> (فاطر: 6).
ص: 159
1. عيّن أفعال القلوب و معموليها في العبارات التالية و ميّز موارد الإلغاء و التعليق من غيرها و اذكر سببهما.
<وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ> (الأنبياء: 111).
<زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا> (التغابن: 7).
<إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَرٰاهُ قَرِيباً> (المعارج: 6 و 7).
<وَ إِنْ أَدْرِي أَ قَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مٰا تُوعَدُونَ> (الأنبياء: 109).
<أَيْنَ شُرَكٰاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ> (الانعام: 22).
«لولا حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناظر...... لألقيت حبلها على غاربها...... و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عطفة عَنْز»(1).
«أَيْ بُنَيّ لمّا رأيتُني قد بلغت سناً و رأيتني أزداد وهناً بادرت بوصيتي إليك»(2).
«رأيت اللّه أكبر كلّ شيء *** محاولة و أكثرهم جنوداً»(3).
2. أعرِب ما يلي:
<وَ تَرَى الْجِبٰالَ تَحْسَبُهٰا جٰامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحٰابِ> (النمل: 88).
ص: 160
الأوّل: قد تقدّم أنّ الأفعال من حيث اللزوم و التعدّي على أربعة أقسام:
1. لازم، ك -: «ذهب».
2. متعدٍّ، و هو على ثلاثة أوجه:
أ) متعدٍّ إلى مفعول، ك -: «قتل» نحو: <وَ قَتَلَ دٰاوُدُ جٰالُوتَ> (البقرة:
251).
ب) متعدٍّ إلى مفعولين و هو على قسمين:
ناسخ و هي أفعال القلوب و ما يلحق بها من أفعال التصيير.
و غير ناسخ، ك -: «أعطى، منح، سأل، كسى، ألبس، آتى، علّم»، كقوله تعالى:
<يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتٰابَ> (الجمعة: 2).
ج) متعدٍّ إلى ثلاثة مفاعيل، و هي: «أرى، أعْلَمَ، أنْبَأَ، نَبَّأَ، أخْبَرَ، خَبَّرَ، حَدِّث»، كقوله تعالى: <إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّٰهُ فِي مَنٰامِكَ قَلِيلاً> (الأنفال: 43).
3. ما ليس بلازم و لا متعدٍّ، كالأفعال الناقصة و أفعال القرب.
4. لازم و متعدٍّ، و ذلك في بعض الأفعال، نحو: «شكر» فإنّها متعدّية و لازمة تتعدّى بحرف الجرّ، كقوله تعالى:
<وَ اشْكُرُوا نِعْمَتَ اللّٰهِ> (النحل: 114) و <يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبٰاتِ مٰا رَزَقْنٰاكُمْ وَ اشْكُرُوا لِلّٰهِ> (البقرة: 172).
الثّاني: قد تقدّم أنّ من خصائص أفعال القلوب «التعليق» و قد قيل(1) أنّه يلحق بها في التعليق أفعال غيرها، كقوله تعالى:
ص: 161
<فَلْيَنْظُرْ أَيُّهٰا أَزْكىٰ طَعٰاماً> (الكهف: 19) و <أَ وَ لَمْ يَتَفَكَّرُوا مٰا بِصٰاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ> (الأعراف: 184) و <يَسْئَلُ أَيّٰانَ يَوْمُ الْقِيٰامَةِ> (القيامة: 6) و <وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ> (يونس: 53).
الصورة
ص: 162
الصورة
ص: 163
ص: 164
1. الفعليّة
2. الاسميّة
- المفعول به
- المفعول المطلق
- المفعول معه
- المفعول فيه
- الحال
- التمييز
- المنادى
- المستثنى - المنصوبات بالنواسخ
ص: 165
المنصوبات
و هي على قسمين: فعليّة و اسميّة.
الفعليّة: هي الفعل المضارع المقرون بإحدى نواصبه و هي «أَنْ» و «لَنْ» و «كَىْ»(1) و «إذَنْ»،(2) كقولك: «إذَن أُكرمَك» في جواب من قال: «آتيك».
الاسميّة: و هي المفاعيل الخمسة و الحال و التمييز و المنادى و المستثنى و بعض معمولات النواسخ(3) و قد تقدّم الكلام عنه؛ فيقع البحث في غيره.ب.
ص: 166
المفعول به: هو ما وقع عليه فعل الفاعل، كقوله تعالى:
<إِنَّمٰا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّٰهِ لاٰ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزٰاءً وَ لاٰ شُكُوراً> (الإنسان: 9)
و هو منصوب و العامل فيه هو الفعل و شبهه(1)، كقوله تعالى: <إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخٰاذِكُمُ الْعِجْلَ> (البقرة: 54) و <لَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ> (الشعراء: 3).
الصورة
1. الاسم الظاهر الصريح، كما مرّ.
2. الاسم الظاهر المؤوّل، كقوله تعالى:
<أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ> (الحجرات: 12).
(2). النحل: 75.
(3). الشعراء: 3.
ص: 167
3. الضمير،(1) كقوله تعالى:
<إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ> (الفاتحة: 5 و 6).
4. الجملة،(2) كقوله تعالى: <قٰالَ إِنِّي عَبْدُ اللّٰهِ> (مريم: 30).
5. الجار و المجرور، و ذلك في الأفعال الّتي تتعدّى بحرف الجرّ و يُسمّى المجرور حينئذٍ «المفعول بالواسطة» كما يُسمّى غيره «المفعول بلا واسطة» و
يكون في محلّ النصب، كقوله تعالى: <فَلَمّٰا أَضٰاءَتْ مٰا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ> (البقرة: 17).
الأوّل: تأخّر المفعول عن الفاعل كما تقدّم و لكن قد يتقدّم عليه في مواضع و ذلك على قسمين:
1. وجوبي: و هو في ثلاث مواضع:
أ) المفعول به يكون ضميراً متّصلًا و الفاعل اسماً ظاهراً، كقوله تعالى:
<فَنٰادَتْهُ الْمَلاٰئِكَةُ وَ هُوَ قٰائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرٰابِ> (آل عمران: 39).
ب) المفعول به يكون مرجعاً لضمير متّصل بالفاعل، كقوله تعالى:
<وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ> (البقرة: 124).
ج) الفاعل يكون محصوراً فيه ب - «إلّا» أو «إنّما»، كقوله تعالى:
<وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ الْغَيْبِ لاٰ يَعْلَمُهٰا إِلاّٰ هُوَ> (الأنعام: 59).
و <إِنَّمٰا يَخْشَى اللّٰهَ مِنْ عِبٰادِهِ الْعُلَمٰاءُ> (فاطر: 28).
2. جوازي: و ذلك فيما إذا دلّت قرينة عليه(3) و لم يكن تقديمه واجباً، كقوله تعالى:
<وَ إِذٰا مَسَّ الْإِنْسٰانَ ضُرٌّ دَعٰا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ> (الزمر: 8).
ص: 168
الثّاني: تأخّر المفعول به عن عامله أيضاً و قد يتقدّم عليه و ذلك على قسمين:
1. وجوبي: و ذلك في مواضع منها:
أ) كون المفعول به ممّا له الصدارة، كقوله تعالى: <فَأَيَّ آيٰاتِ اللّٰهِ تُنْكِرُونَ>
(غافر: 81).
ب) كونه مفعولًا لجواب «أمّا» الشرطيّة و لم يفصل بينها و بين جوابها غيره، كقوله تعالى:
<فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاٰ تَقْهَرْ وَ أَمَّا السّٰائِلَ فَلاٰ تَنْهَرْ> (الضحى: 9 و 10).
2. جوازي: و ذلك في غير الموارد الوجوبيّة إذا دلّت قرينة عليه، كقوله تعالى:
<كُلَّمٰا جٰاءَهُمْ رَسُولٌ بِمٰا لاٰ تَهْوىٰ أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَ فَرِيقاً يَقْتُلُونَ> (المائدة: 70).
الثّالث: ذكر المفعول و قد يحذف جوازاً فيما إذا دلّت عليه قرينة، كقوله تعالى: <وَ لِلّٰهِ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشٰاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشٰاءُ> (آل عمران: 129) أي: يغفر الذنوب لمن يشاء.
الرّابع: الأصل في عامل المفعول به الذكر و قد يحذف و هو على قسمين:
1. جوازي: و ذلك فيما إذا دلّت قرينة عليه و الأكثر في جواب الاستفهام، كقوله تعالى:
<وَ يَسْئَلُونَكَ مٰا ذٰا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ> (البقرة: 219) أي: يُنفِقُون العفو.
2. وجوبي: و ذلك على ضربين:
أ. سماعي، كما في الأمثال(1)، كقولهم: «الكلابَ على البقر»، أي: أرسل الكلابَ على البقر. و شبهها، كقوله تعالى: <اِنْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ> (النساء: 171) أي: «انتهوا و ائتوا خيراً لكم».
ب. قياسي، كما في الاختصاص و التحذير و الإغراء و الاشتغال.(2) و سيأتي البحث عنها في فصول.ا.
ص: 169
1. المفعول به: هو ما وقع عليه فعل الفاعل و هو منصوب و العامل فيه هو الفعل و شبهه.
2. المفعول به على خمسة أشكال: الاسم الظاهر الصريح، الاسم المؤوّل، الضمير، الجملة، الجارّ و المجرور.
3. الأصل في المفعول به أن يكون مؤخّراً عن الفاعل و لكن قد يتقدّم وجوباً أو جوازاً، و أن يكون مؤخّراً عن الفعل و لكن قد يتقدّم وجوباً أو جوازاً، و أن يكون مذكوراً و قد يحذف جوازاً، و أن يكون عامله مذكوراً و قد يحذف جوازاً كما في الأمثال و شبهها، و وجوباً كما في الاختصاص و الإغراء و التحذير والاشتغال.
ص: 170
1. أعرب الآيتين الكريمتين و عيّن المفعول به فيهما ثمّ ترجمهما:
<أَ تَأْمُرُونَ النّٰاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتٰابَ> (البقرة: 44).
<وَ اللّٰهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَ يُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوٰاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً> (النساء: 27).
2. عيّن الفاعل و المفعول في الآيات التالية و بيّن موارد تقديم المفعول على الفاعل أو عامله وجوباً أو جوازاً و موارد حذف المفعول فيها حيث وُجد.
<أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ وَ وَجَدَكَ ضٰالاًّ فَهَدىٰ وَ وَجَدَكَ عٰائِلاً فَأَغْنىٰ> (الضحى: 6-8).
<أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللّٰهِ فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّٰهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخٰاسِرُونَ> (الأعراف: 99).
<وَ لاٰ تَشْتَرُوا بِآيٰاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَ إِيّٰايَ فَاتَّقُونِ> (البقرة: 41).
<مٰا يَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاٰ مُمْسِكَ لَهٰا> (فاطر: 2).
<كَذٰلِكَ يُرِيهِمُ اللّٰهُ أَعْمٰالَهُمْ حَسَرٰاتٍ عَلَيْهِمْ> (البقرة: 167).
<وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىٰ> (الضحى: 5).
<لاٰ يَنْفَعُ الظّٰالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ> (غافر: 52).
<هَلْ أَتٰاكَ حَدِيثُ الْغٰاشِيَةِ> (الغاشية: 1).
<تَغْشىٰ وُجُوهَهُمُ النّٰارُ> (إبراهيم: 50).
<أَ فَغَيْرَ اللّٰهِ أَبْتَغِي حَكَماً> (الأنعام: 114).
3. أعرِب ما يلي:
<وَ هُوَ الْقٰاهِرُ فَوْقَ عِبٰادِهِ وَ يُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتّٰى إِذٰا جٰاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنٰا وَ هُمْ لاٰ يُفَرِّطُونَ> (الأنعام: 61).
ص: 171
الاختصاص: هو تخصيص حكم مذكور لضمير حاضر(1) باسم ظاهر معرفة بعده.(2) و ذلك الاسم منصوب على المفعوليّة(3) بفعل محذوف، ك -: «أخصّ»(4) وجوباً، كقوله تعالى:
<إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً> (الأحزاب: 33) أي: أخصّ أهل البيت.
و المختصُّ على أشكال منها:
1. المعرّف ب - «أل» أو المضاف إلى المعرّف بها، نحو: «نحن - المسلمين - ننصر المظلوم» و «نحن - أبناء الإسلام - ننصر المظلوم»، أي: أخصّ المسلمين و أعني أبناء الإسلام.
2. العلم أو الاسم المضاف إليه، نحو: «أنا عليّاً أنصر المظلوم» و «أنا ابن أبي طالب أنصر المظلوم».
ص: 172
الإغراء: هو تنبيه المخاطب على أمر محبوب ليفعله. و ذلك الأمر المحبوب منصوب على المفعوليّة لفعل أمر محذوف(1) وجوباً، ك -: «الزم»(2) نحو قول أمير المؤمنين الإمام عليّبن أبي طالب عليه السلام: «الفَرَائِضَ الفَرَائِضَ أَدُّوهَا إلى اللّهِ تُؤَدِّكُم إلَى الجَنَّةِ»(3) أي: الْزموا الفَرَائِضَ.
2. أشكال الاسم المُغْرَى به(4)
و هي ثلاثة:
أ) المكرّر، نحو: «الصلاة الصلاة».
ب) المعطوف، نحو: «الصلاة و الصوم».
ج) غيرالمكرّر و المعطوف، نحو: «الصلاة».
ص: 173
التحذير: هو تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه. و ذلك الأمر المكروه منصوب على المفعوليّة بفعل أمر محذوف(1) وجوباً، ك -: «احذَر»(2)، كقوله تعالى:
<نٰاقَةَ اللّٰهِ وَ سُقْيٰاهٰا> (الشمس: 13) أي: احذروا ناقة اللّه و سقياها.
2. أشكال التحذير(3)
و هي ثلاثة:
1. ذكر المحذَّر منه فقط وحده أو مكرّراً أو معطوفاً، نحو: «الغيبة» و «الغيبة الغيبة» و «الغيبة و النميمة».(4)
2. ذكر المحذَّر فقط كذلك، نحو: «رأسك» و «رأسك رأسك» و «رأسك و يدك».
3. ذكر المحذَّر و المحذَّر منه معاً، نحو: «إيّاك و الغيبة»(5) و «نفسك و النار».
و اعلم أنّ الفعل عند عدم التكرار و العطف يجوز ذكره فحينئذٍ يخرج الكلام عن كونه تحذيراً اصطلاحاً.
ص: 174
1. الاختصاص: هو تخصيص حكم مذكور لضمير حاضر باسم ظاهر
معرفة بعده منصوب على المفعوليّة بفعل محذوف، ك -: «أخصُّ» وجوباً.
2. الاسم المختصّ على أشكال، منها: المعرّف ب - «أل» أو المضاف إلى المعرّف بها، و العلم أو المضاف إليه.
3. الإغراء: هو تنبيه المخاطب على أمر محبوب ليفعله و ذلك الأمر المحبوب منصوب على المفعوليّة لفعل محذوف، ك -: «الزم» وجوباً.
4. الاسم المغرى به على ثلاثة أشكال: المكرّر، المعطوف، و غيرهما و الفعل في الأوّل و الثّاني يجب حذفه و في الثّالث يجوز ذكره.
5. التحذير: هو تنبيه المخاطب على أمر مكروه ليجتنبه و يحصل إمّا بذكر المحذَّر منه أو المحذَّر أو كليهما منصوباً على المفعوليّة لفعل محذوف، ك -: «احذر» وجوباً.
6. التحذير على ثلاثة أشكال: 1. ذكر المحذَّر منه فقط وحده أو مكرّراً أو معطوفاً. 2. ذكر المحذَّر فقط كذلك. 3. ذكر المحذَّر منه و المحذّر معاً.
ص: 175
1. عيّن الاسم المختصّ في قول أميرالمؤمنين عليه السلام:
«عندنا أهل البيت أبوابُ الحكم و ضياءُ الأمر»(1)
2. عيّن الاسم المختصّ و عامله في الآية الكريمة:
<وَ امْرَأَتُهُ حَمّٰالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهٰا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ> (المسد: 4 و 5).
3. عيّن موارد الإغراء و التحذير و نوعها في العبارات التالية ثم ترجمها:
«العملَ العملَ ثمّ النهايةَ النهايةَ»(2)
«ثُمّ إيّاكم و تهزيعَ الأخلاق و تصريفَها»(3)
«ما قدّمتَ اليوم تَقْدَمُ عليه غداً فَامْهَد لِقَدَمِك وَ قَدِّمْ لِيَوْمِكَ فَالْحَذَرَ الحَذرَ أَيُّهَا المستمع و الجدَّ الجدَّ أيّها الغافل»(4)
«اللَّهَ اللَّهَ في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم»(5)
«فإيّاك إيّاك المراءَ فإنّه *** إلى الشرّ دعّاء و للشرّ جالب».(6)
ص: 176
الاشتغال: هو أن يُشغَل عامل(1) عن العمل في اسم متقدّم عليه بالعمل في ضميره أو المضاف إلى ضميره(2) بحيث لو فرغ منه لعمل النصب في ذلك الاسم.
ففيه ثلاثة أركان:
1. المشغول عنه، و هو الاسم المقدّم.
2. المشغول، و هو العامل.
3. المشغول به، و هو الضمير أو ما يضاف إليه الّذي عمل فيه العامل و اشتغل به.
الصورة
كقوله تعالى: <خَلَقَ الْإِنْسٰانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذٰا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ وَ الْأَنْعٰامَ خَلَقَهٰا> (النحل: 4 و 5).
و لذلك الاسم خمس حالات:
1. وجوب النصب: و ذلك فيما إذا وقع بعد ما يختصّ بالأفعال كأداة الشرط(3) فينصب على المفعوليّة للعامل المحذوف الّذي يفسّره المذكور، نحو «إذا عليّاً رأيته فأكرمه».
ص: 177
2. وجوب الرفع: و ذلك فيما إذا وقع بعد ما يختصّ بالأسماء ك -: «إذا» الفجائيّة أو قبل ألفاظ لها صدر الكلام(1) فيرفع على الابتدائيّة، نحو: «خرجت فإذا زيدٌ لقيته» و «عليّ هل أكرمته؟».
3. رجحان النصب: و ذلك فيما إذا وقع بعد أداة يغلب دخولها على الفعل كهمزة الاستفهام،(2) نحو قوله تعالى: <أَ بَشَراً مِنّٰا وٰاحِداً نَتَّبِعُهُ> (القمر: 24) أو قبل فعل طلبي، نحو: «عليّاً أكْرِمْه».
4. تساوي الوجهين: و ذلك فيما إذا كان الاسم المشغول عنه مع الفعل المذكور
معطوفاً على جملة ذات وجهين،(3) نحو: «عليّ قام و الحسين أكرمته معه».
5. رجحان الرفع: و ذلك في غير تلك الموارد لأنّ إعراب النصب يحتاج إلى التقدير و عدمه أولى منه، نحو قوله تعالى: <جَنّٰاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهٰا> (فاطر: 33). و قُرِئَ بالنصب أيضاً.ى.
ص: 178
1. الاشتغال: هو أن يشغل عامل عن العمل في اسم متقدّم عليه بالعمل في ضميره أو المضاف إلى ضميره.
2. الاشتغال له ثلاثة أركان: المشغول عنه، المشغول، المشغول به.
3. للاسم المشغول عنه خمس حالات: وجوب النصب، وجوب الرفع، رجحان النصب، رجحان الرفع و تساوي الوجهين.
1. عيّن موارد الاشتغال و أركانه و العامل في المشغول عنه في الآيات التالية و اذكرها في الجدول.
<وَ الْقَمَرَ قَدَّرْنٰاهُ مَنٰازِلَ حَتّٰى عٰادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ> (يس: 39).
<وَ الْأَرْضَ وَضَعَهٰا لِلْأَنٰامِ> (الرحمن: 10).
<يُدْخِلُ مَنْ يَشٰاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَ الظّٰالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذٰاباً أَلِيماً> (الإنسان: 31).
<وَ كُلَّ شَيْ ءٍ فَصَّلْنٰاهُ تَفْصِيلاً وَ كُلَّ إِنسٰانٍ أَلْزَمْنٰاهُ طٰائِرَهُ فِي عُنُقِهِ> (الإسراء: 12 و 13).
2. أعرِب ما يلي:
<يٰا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لاٰ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاٰ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ> (الأعراف: 31).
ص: 179
هو على ثلاثة أقسام:
1. التأكيدي: و هو المصدر الّذي يؤكّد عامله، و يكون مفرداً مجرّداً عن الإضافة و الوصف و «أل» و لا يكون من أوزان المرّة و الهيأة، كقوله تعالى: <وَ نَزَّلْنٰاهُ تَنْزِيلاً> (الإسراء: 106).
2. النوعي: و هو المصدر الّذي يبيّن نوع عامله و كَيفيّتة، و يكون مضافاً أو موصوفاً أو على صيغة اسم الهيأة أو مدخولًا ل - «أل» الحرفيّة التعريفيّة، كقوله تعالى:
<يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّٰهِ تَوْبَةً نَصُوحاً> (التحريم: 8).
3. العددي: و هو المصدر الّذي يعيّن كميّة عامله، و يكون على صيغة المرّة(2) أو يثنّى أو يجمع، كقوله تعالى: <وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبٰالُ فَدُكَّتٰا دَكَّةً وٰاحِدَةً> (الحاقة: 14) و قولك: «ذهبت إليه ذهابين» و «ذهبت إليه ذهاباتٍ».
(2). النساء: 164.
ص: 180
العامل في المفعول المطلق قد يكون فعلاً و يشترط فيه أن يكون تامّاً متصرّفاً(1) غير ملغى من العمل كما مثّلنا و قد يكون بعض مشتقّاته(2) كقوله تعالى: <وَ الصَّافّٰاتِ صَفًّا فَالزّٰاجِرٰاتِ زَجْراً> (الصافّات: 1 و 2) و قد يكون مصدراً، كقوله تعالى: <قٰالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزٰاؤُكُمْ جَزٰاءً مَوْفُوراً> (الإسراء: 63).
الأوّل: الأصل في استعماله أن يؤتى بمصدر من لفظ عامله و ذلك على أنحاءٍ:
1. مجرّد عن «أل» و الإضافة، سواء كان موصوفاً أم لا، كقوله تعالى:
<وَ كَلَّمَ اللّٰهُ مُوسىٰ تَكْلِيماً> (النساء: 164) و <إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً> (الفتح: 1).
2. معرّف ب - «أل»، كقوله تعالى: <فَيُعَذِّبُهُ اللّٰهُ الْعَذٰابَ الْأَكْبَرَ> (الغاشية: 24).
3. مضاف، كقوله تعالى: <وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَ عِنْدَ اللّٰهِ مَكْرُهُمْ> (إبراهيم: 46).
و قد تنوب عنه ألفاظ أخرى منها:
1. المصدر المرادف لمصدر العامل، كقول أمير المؤمنين الإمام عليّ بن
أبي طالب عليه السلام:
«وَ اعْلَمْ يَقَيِناً أَنَّكَ لَن تَبْلُغَ أَمَلَكَ وَ لَنْ تَعْدُوَ أَجَلَكَ»(3).
2. «كلّ» و «بعض» و «حقّ» المضافات إلى مصدر العامل، كقوله تعالى:
<فَلاٰ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ> (النساء: 129) و <اَلَّذِينَ آتَيْنٰاهُمُ الْكِتٰابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاٰوَتِهِ أُولٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ> (البقرة: 121).
ص: 181
3. العدد المميّز بمصدر العامل أو المضاف إليه، كقوله تعالى:
<فَاجْلِدُوهُمْ ثَمٰانِينَ جَلْدَةً> (النور: 4) و <وَ يَدْرَؤُا عَنْهَا الْعَذٰابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهٰادٰاتٍ> (النور: 8).
الثّاني: ذكر العامل و قد يحذف وجوباً في مواضع منها:
1. المفعول المطلق الّذي يكون بدلاً من فعله، كقوله تعالى: <وَ اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَ قِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظّٰالِمِينَ> (هود: 44) و الأصل: أبعد اللّه بُعداً للقوم الظالمين، و منه المصادر الّتي لم تسمع من العرب استعمالها مقترناً بأفعالها، نحو: «سبحان اللّه»، و «لبيك» و «سعديك».
2. المفعول المطلق الّذي يكون مُؤيّداً و مُؤكِّداً لمضمون الجملة، كقوله تعالى:
<وَ الَّذِينَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا> (الأنفال: 74) و منه «حتماً، قطعاً، يقيناً، البتّة».
3. المفعول المطلق الّذي يكون مفصِّلًا لإجمال ما قبله، كقوله تعالى:
<فَشُدُّوا الْوَثٰاقَ فَإِمّٰا مَنًّا بَعْدُ وَ إِمّٰا فِدٰاءً> (محمّد صلى الله عليه و آله: 4) أي: إمّا أنْ تمنّوا منّاً و إمّا أنْ تَفَادوا فداءً.
و يجوز حذف عامل المفعول المطلق غير المؤكِّد قياساً(1) إذا دلّ عليه دليل، كقولك: «ضرباً شديداً» في جواب: «هل ضربتَ؟». أي: ضربتُ ضرباً شديداً.
الثّالث: التأخير عن عامله كما مُرَّ و قد يجب تقديمه إذا أُضيف إليه ألفاظ لها الصدارة، كقوله تعالى: <سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ> (الشعراء: 227).ل.
ص: 182
1. المفعول المطلق هو مصدر منصوب يؤتى به لتأكيد عامله أو بيان نوعه أو عدده.
2. المفعول المطلق على ثلاثة أقسام: النوعي، العددي و التأكيدي.
3. المفعول المطلق النوعي: يبيّن نوع عامله و كيفيّته و يكون مضافاً
أو موصوفاً أو على صيغة اسم الهيأة أو مدخولاً ل - «أل» التعريفيّة.
4. المفعول المطلق العددي: يعيّن كميّة عامله و يكون على صيغة المرّة أو عدداً مضافاً إلى مصدر عامله أو مثنّى أو مجموعاً.
5. المفعول المطلق التأكيدي: يوَكِّد معنى عامله و يكون على خلاف كيفيّة قسيميه.
6. العامل في المفعول المطلق ثلاثة ألفاظ: الفعل التامّ المتصرّف، الوصف غير اسم التفضيل و المصدر.
7. المفعول المطلق على سبعة أشكال: المصدر من لفظ عامله - مجرّداً عن «أل» و الإضافة أو معرّفاً ب - «أل» أو مضافاً - و المصدر المرادف لمصدر العامل، و اسم مصدر العامل أو المصدر من غير بابه، و «كلّ و بعض و حقّ و أيّ» المضافات إلى مصدر العامل، و العدد المميّز بمصدر العامل، و صفة المفعول المطلق المحذوف، و الضمير العائد إلى مصدر العامل.
8. الأصل في عامل المفعول المطلق الذكر و قد يحذف وجوباً أو جوازاً.
9. الأصل في المفعول المطلق التأخير عن عامله و قد يتقدّم.
ص: 183
1. عيّن المفعول المطلق و نوعه و عامله في الآيات التالية:
<إِذٰا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَ بُسَّتِ الْجِبٰالُ بَسًّا> (الواقعة: 4 و 5).
<إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً> (الفتح: 1).
<لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّٰهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذٰاباً شَدِيداً> (الأعراف: 146).
<وَ لاٰ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجٰاهِلِيَّةِ الْأُولىٰ> (الأحزاب: 33).
<وَ حُمِلَتِ الْأَرْضُ وَ الْجِبٰالُ فَدُكَّتٰا دَكَّةً وٰاحِدَةً> (الحاقّة: 14).
<أَنّٰا صَبَبْنَا الْمٰاءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا> (عبس: 25 و 26).
<وَ لاٰ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلىٰ عُنُقِكَ وَ لاٰ تَبْسُطْهٰا كُلَّ الْبَسْطِ> (الإسراء: 29).
<وَ اذْكُرُوا اللّٰهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ> (الجمعة: 10).
<سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ> (الشعراء: 227).
<وَ يُعَذِّبَ الْمُنٰافِقِينَ وَ الْمُنٰافِقٰاتِ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُشْرِكٰاتِ الظّٰانِّينَ بِاللّٰهِ ظَنَّ السَّوْءِ> (الفتح: 6).
2. أعرب العبارتين المذكورتين و عيّن المفعول المطلق فيهما و نوعه و عامله:
«مَن ماتَ وَ لَم يَعرِفْ إمامَ زَمانِه ماتَ ميتةً جاهليةً»(1)
<قٰالَ مَعٰاذَ اللّٰهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوٰايَ إِنَّهُ لاٰ يُفْلِحُ الظّٰالِمُونَ> (يوسف: 23).
3. أعرِب ما يلي:
<فَلاٰ تُطِعِ الْكٰافِرِينَ وَ جٰاهِدْهُمْ بِهِ جِهٰاداً كَبِيراً> (الفرقان: 52).
ص: 184
1. و اعلم أنّ في اللغة العربيّة كلمات تعرب على أنّها مفعول مطلق دائماً، منها:
حقّاً، قطعاً، سمعاً، طاعة، عجباً، شكراً، هنيئاً، يقيناً، بتّة، البتّة، سبحان، معاذ، تبّاً، بُعداً، سقياً، رعياً، حتماً، عرفاً، جِدّاً، أيضاً.
2. و قد تعرب ألفاظ غير مصدر إعراب المفعول المطلق، مثل «أتمَّ، أفضل، أحسن، تمام، أجود» إذا أُضيفت إلى المصدر الأصليّ للعامل، ك -: «كلّ» و «بعض» إذا كانا كذلك.
ص: 185
المفعول له: هو مصدر منصوب يبيّن علّة وقوع عامله.
الصورة
ينصب المفعول له بالفعل أو شبهه بثلاثة شروط:
1. أن يكون مصدراً يبيّن العلّة،
2. اتّحاده مع العامل في الفاعل،
3. اتّحاده مع العامل في الزمان.(1)
كقوله تعالى: <وَ مِنَ النّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ> (البقرة: 207) و يجوز جرّه(2) أيضاً بإحدى حروف الجرّ الّتي تفيد التعليل،(3) كقوله تعالى: <وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ> (الإسراء: 24).
و إذا فقد شرط منها يجب جرّه بإحدى هذه الحروف، كقوله تعالى:
<وَ الْأَرْضَ وَضَعَهٰا لِلْأَنٰامِ> (الرحمن: 10) و <فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هٰادُوا حَرَّمْنٰا عَلَيْهِمْ طَيِّبٰاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ> (النساء: 160) و <فَأَهْلَكْنٰاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ> (الأنعام: 6).
ص: 186
إنّ المفعول له على قسمين:
1. المفعول لأجله(1): و هو ما يقع الفعل لتحصيله، كقوله تعالى: <وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ وَ تَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصٰابَهٰا وٰابِلٌ> (البقرة: 265).
2. المفعول من أجله(2): و هو ما يقع الفعل لحصوله، كقوله تعالى:
<تَتَجٰافىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَ طَمَعاً> (السجدة: 16).
1. المقرون ب - «أل»: و هو مجرور غالباً، كقوله تعالى:
<وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ> (الإسرا: 24) و قد ينصب، كقول قريط بن أنيف:
18. «فليت لي بهم قوماً إذا ركبوا *** شنّوا الإغارةَ فرساناً و ركباناً»(3).
2. المضاف: و يجوز فيه الأمران، كقوله تعالى: <وَ لاٰ تَقْتُلُوا أَوْلاٰدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاٰقٍ> (الإسراء: 31) و <لَوْ أَنْزَلْنٰا هٰذَا الْقُرْآنَ عَلىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خٰاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللّٰهِ>
(الحشر: 21).
3. المجرّد منهما: - و هو الشائع - و الأكثر فيه النصب،(4) كما منَّ.
الأوّل: التأخير عن عامله كما مرّ، و قد يقدّم عليه جوازاً، كقول الكميت:
19. «طربت و ما شوقاً إلى البيض أطرب *** و لا لعباً منّي و ذو الشيب يلعب»(5).
ص: 187
و قد يمتنع التقديم كما إذا كان محصوراً فيه، كقوله تعالى:
<وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ> (الأنبياء: 107).
الثّاني: ذكر عامله و قد يحذف إذا دلّت قرينة عليه، كقول المجيب: «هدىً للناس» في جواب السائل: «لماذا أُنزل القرآن؟».
الثّالث: ذكر المفعول له و قد يجوز حذفه مع القرينة و يغلب قبل المصدر المؤوّل ب - «أن»،(1) كقوله تعالى: <يُبَيِّنُ اللّٰهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا> (النساء: 176) أي: كراهة أن تضلّوا.
1. المفعول له: هو مصدر منصوب يبيّن علّة وقوع الفعل.
2. العامل فيه هو الفعل أو شبهه المعلّل به فينصبه بثلاثة شروط: و هي أن يكون مصدراً يبيّن العلّة و متّحداً مع العامل في الفاعل و الزمان. و يجوز جرّه أيضاً بإحدى حروف الجرّ الّتي تفيد التعليل. و مع فقد بعضها يجب جرّه بها.
3. المفعول له على قسمين: المفعول لأجله و المفعول من أجله.
4. المفعول له على أشكال: المقرون ب - «أل» و المضاف و المجرد منهما. ففي الأوّل مجرور غالباً و في الثّالث منصوب غالباً و في الثّاني يجوز الأمران.
5. الأصل في المفعول له تأخيره عن العامل، و ذكره و لكنّه قد يتقدّم و قد يحذف كما أنّ الاصل في عامله الذكر و قد يحذف.
ص: 188
1. عيّن المفعول له في الآيات الكريمة التاليه:
<وَ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمُ ابْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اللّٰهِ> (البقرة: 265).
<وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ> (الأعراف: 56).
<يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ> (الحجرات: 6).
2. أعرب الحكمة التالية من أمير البيان الإمام عليّ بن أبي طالب عليهما السلام:
«إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ رَغْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ التُّجَّارِ وَ إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ رَهْبَةً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْعَبِيدِ وَ إِنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ شُكْراً فَتِلْكَ عِبَادَةُ الْأَحْرَارِ»(1)
3. أعرِب ما يلي:
<وَ لاٰ تَقْتُلُوا أَوْلاٰدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاٰقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَ إِيّٰاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كٰانَ خِطْأً كَبِيراً> (الإسراء: 31).
ص: 189
المفعول فيه:(1) اسم يدلّ على زمان الحدث أو مكانه على تقدير معنى «في»(2) قبله. و ينصب بالفعل الواقع فيه أو شبهه.
الصورة
المفعول فيه (الظرف) على قسمين:
1. مكاني، كقوله تعالى: <وَ لَقَدْ خَلَقْنٰا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرٰائِقَ> (المؤمنون: 17).
2. زماني، كقوله تعالى: <وَ لاٰ تَقُولَنَّ لِشَيْ ءٍ إِنِّي فٰاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً إِلاّٰ أَنْ يَشٰاءَ اللّٰهُ> (الكهف: 23 و 24).
و كلّ منهما على قسمين:
أ) مختصّ: و هو ما يدلّ على قدر معيّن من الزمان أو المكان، ك -: «يوم» و «دار».
ب) مبهم: و هو ما لا يدلّ على قدر معيّن منهما، ك -: «حين» و الجهات الست.
(3). الأحزاب: 42.
ص: 190
و اعلم أنّ الظروف كلّها قابلة للنصب على الظرفيّة إلّا الظرف المكاني المختصّ أو المشتقّ من الفعل إذا لم يكن عامله من لفظه فإنّه يجرّ ب - «في» أو ما في معناها، كقوله تعالى: <رَبَّنٰا آتِنٰا فِي الدُّنْيٰا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً> (البقرة: 201) و <وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ بِبَدْرٍ> (آل عمران: 123) و <إِذٰا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجٰالِسِ فَافْسَحُوا> (المجادلة: 11) و <وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى> (البقرة: 125) بخلاف قوله تعالى: <فَآخَرٰانِ يَقُومٰانِ مَقٰامَهُمٰا> (المائدة: 107).
الأوّل: تأخّره عن عامله و قد يقدّم:
إمّا جوازاً، كقوله تعالى: <اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي> (المائدة: 3).
و إمّا وجوباً، كما إذا كان الظرف ممّا له الصدارة، كقوله تعالى: <فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ> (التكوير: 26).
و قد يمتنع التقديم كما إذا كان محصوراً فيه، كقوله تعالى:
<وَ قٰالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النّٰارُ إِلاّٰ أَيّٰاماً مَعْدُودَةً> (البقرة: 80).
الثّاني: ذكر عامله و قد يجوز حذفه مع القرينة كقولك: «يوم القيامة» في جواب من قال: «متى يجازى الناس؟» و كقوله تعالى: <آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ> (يونس: 91) أى: أآمنت الان؟
و قد يجب حذفه كما إذا كان العامل من أفعال العموم أو شبهها و كان الظرف خبراً أو صفة أو حالًا أو صلة،(1) كقوله تعالى: <وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ> (الأنفال: 42) أي:
الركب يكون أسفلَ منكم. و <مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مٰا عِنْدَ اللّٰهِ بٰاقٍ> (النحل: 96) و في هذه الصورة يسمّى ب - «الظرف المستقرّ».
ص: 191
الأوّل: الظروف باعتبار الإعراب و البناء على قسمين:
1. المعرب، ك -: «يوم» و «عند»، كقوله تعالى:
<إِذٰا نُودِيَ لِلصَّلاٰةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ> (الجمعة: 9) و <وَ إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ> (النساء: 78).
2. المبنّي و هو على نوعين:
أ) مبني وضعاً، ك -: «قطّ» و «أين»، كقول الفرزدق في الإمام السجّاد عليه السلام:
20. «ما قال «لا» قَطُّ إلّا في تشهّده *** لولا التشهّد كانت لاءه نعم»(1).
ب) مبني استعمالًا، ك -: «قبل» و «بعد» إذا حذف المضاف إليه و نوى معناه، كقوله تعالى:
<لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ> (الروم: 4).
الثّاني: الظروف باعتبار دوام وقوعها مفعولًا فيه و عدمه على قسمين:
1. المتصرّف: و هو ما يستعمل ظرفاً و غير ظرف، نحو: «يوم» و «يمين»،
كقوله تعالى:
<قٰالَ اللّٰهُ هٰذٰا يَوْمُ يَنْفَعُ الصّٰادِقِينَ صِدْقُهُمْ> (المائدة: 119). و <كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاّٰ أَصْحٰابَ الْيَمِينِ> (المدّثِّر: 38 و 39).
2. غير المتصرّف: و هو ما لا يخرج عن الظرفيّة أبداً و ذلك على نوعين:
أ) غير المتصرّف التامّ: و هو ظرف غير متصرّف لا يجرّ أصلًا، ك -: «قطّ».
ب) غير المتصرّف الناقص: و هو ظرف غير متصرّف قد يجرّ أحياناً ب - «من» و «في»، نحو: «عند»، كقوله تعالى:
<وَ لاٰ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ> (آل عمران: 169) و <وَ مَا النَّصْرُ إِلاّٰ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ> (الأنفال: 10).
ص: 192
الثّالث: قد ينوب عن المفعول فيه ألفاظ منها:
1. الاسم المضاف(1) إلى الظرف، كقوله تعالى:
<تُؤْتِي أُكُلَهٰا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهٰا> (إبراهيم: 25).
2. الصفة للظرف المحذوف، كقوله تعالى: <وَ مَهِّلْهُمْ قَلِيلاً> (المزّمّل: 11) أي: زمناً قليلًا.
3. العدد الّذي تمييزه ظرف، كقوله تعالى: <وَ وٰاعَدْنٰا مُوسىٰ ثَلاٰثِينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْنٰاهٰا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقٰاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً> (الأعراف: 142) و <سَخَّرَهٰا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيٰالٍ وَ ثَمٰانِيَةَ أَيّٰامٍ> (الحاقّة: 7).3)
ص: 193
الصورة
ص: 194
الصورة
ص: 195
الصورة
ص: 196
الصورة
1. المفعول فيه: هو اسم منصوب يدلّ على زمان الحدث أو مكانه على تقدير معنى «في» قبله.
2. العامل فيه هو الفعل الواقع فيه أو شبهه.
3. المفعول فيه على قسمين: المكاني و الزماني و كلّ منهما على نحوين: المختصّ و المبهم.
4. الظروف كلّها صالحة للنصب الّا الظرف المكاني المختصّ فإنّه يجرّ ب - «في» أو ما في معناها و أسماء الزمان أو المكان ألّتي تشتقّ من الفعل منصوبة بشرط أن يكون عاملها من لفظها.
5. الأصل في المفعول فيه تأخّره عن عامله و ذكره و قد يتقدّم و قد يحذف.
6. الظروف باعتبار الإعراب و البناء على قسمين: معرب و مبنّي و باعتبار دوام وقوعها مفعولًا فيه و عدمه على قسمين: متصرّف و غير متصرّف.
(1). هذه الأسماء تصلح أن تكون زمانيّاً و مكانيّاً و تعيّن لأحدهما بحسب ما أُضيفت إليه أو سياق الكلام.
ص: 197
1. عيّن المفعول فيه و عامله في الآيات الكريمة التالية:
<يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللّٰهَ ذِكْراً كَثِيراً وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً> (الأحزاب: 41 و 42).
<وَ لاٰ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ> (آل عمران: 169).
<أَنّٰى يُحْيِي هٰذِهِ اللّٰهُ بَعْدَ مَوْتِهٰا> (البقرة: 259).
<وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَنّٰاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا أَبَداً> (التوبة: 100).
<فَاصْبِرْ عَلىٰ مٰا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهٰا وَ مِنْ آنٰاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرٰافَ النَّهٰارِ لَعَلَّكَ تَرْضىٰ> (طه: 130).
<ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ تُبْعَثُونَ وَ لَقَدْ خَلَقْنٰا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرٰائِقَ> (المؤمنون: 16 و 17).
<آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهٰارِ وَ اكْفُرُوا آخِرَهُ> (آل عمران: 72).
<قٰالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَ أَنْ يُحْشَرَ النّٰاسُ ضُحًى> (طه: 59).
<وَ أَنّٰا كُنّٰا نَقْعُدُ مِنْهٰا مَقٰاعِدَ لِلسَّمْعِ> (الجن: 9).
<فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ> (التوبة: 5).
2. أعرب الآية الكريمة ثمّ ترجمها:
<قٰالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَ نَهٰاراً> (نوح: 5).
ص: 198
المفعول معه: هو اسم منصوب فضلة(1) يقع بعد واو بمعنى «مع» ليدلّ على مصاحبته لمعمول عامله في وقوعه. و عامله هو ما تقدّمه من فعل أو شبهه.
الصورة
الأوّل: الأصل في الواو العطف، فمتى يمكن أن تكون عاطفة كان العطف أولى و إذا امتنع العطف تعيّن النصب على المفعول معه و ذلك في موضعين:
1. امتناع العطف من جهة المعنى، نحو: «مشى التلميذ و الطريقَ».
2. امتناع العطف من جهة اللفظ، نحو: «جئت و زيداً».(1)
بخلاف نحو: «تشارك زيدٌ و عمروٌ» و «كنتُ أنا و زيد كالأخوين».
الثّاني: قد يكون المفعول معه منصوباً بفعل من أفعال العموم مضمر وجوباً، و ذلك إذا وقع بعد «ما» و «كيف» الاستفهاميّتين، نحو: «ما أنت و صديقَكَ» و «كيف أنت و الدرسَ» و التقدير:
«ما تكون و صديقكَ» و «كيف تكون و الدرسَ».
الثالث: انّه لايجوز أن يتقدّم المفعول معه على عامله و لا على مصاحبه.
1. المفعول معه: اسم منصوب فضلة يقع بعد واو بمعنى «مع» ليدلّ على مصاحبته لمعمول عامله في وقوعه.
2. العامل فيه: هو ما تقدّمه من فعل أو شبهه.
3. يشترط في وجوب نصبه ثلاثة أمور: أن يكون فضلة، و ما قبله فعلًا أو اسماً يشبه الفعل، و الواو نصّاً في المعيّة.
4. الأصل في الواو العطف، فمتى يمكن أن تكون عاطفة فالعطف أَولى.
ص: 200
1 - عيّن المفعول معه و عامله في قول أميرالمؤمنين عليه السلام:
«مَا أَنْتَ وَ هَذا الْكَلَامَ»(1)
2 - عيّن المفعول معه في البيت ثمّ ترجمها:
«فكونوا أنتم و بني أبيكم *** مكانَ الكليتين من الطحال».(2)
3 - أعرِب ما يلي:
<فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَ شُرَكٰاءَكُمْ ثُمَّ لاٰ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً> (يونس: 71).
ص: 201
الحال: لفظ(1) فضلة(2) تبيّن هيئة صاحبها (ذي الحال)، و هي منصوبة بعامله.
الصورة
و ذو الحال لا يكون إلّا فاعلًا(3) أو مفعولًا أو مجروراً(4) أو خبراً(5)، كقوله تعالى:
<وَ لَمّٰا رَجَعَ مُوسىٰ إِلىٰ قَوْمِهِ غَضْبٰانَ أَسِفاً> (الأعراف: 150) و <وَ آتَيْنٰاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا> (مريم: 12) و <ثُمَّ أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰاهِيمَ حَنِيفاً> (النحل: 123) و <وَ أَنَّ هٰذٰا صِرٰاطِي مُسْتَقِيماً> (الأنعام: 153).
(3). النساء: 28.
ص: 202
الحال تأتي على ثلاثة أشكال:
1. مفردة: و هي مشتقّة غالباً كما مثّلنا و قد تأتي جامدة، كقوله تعالى:
<إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا> (يوسف: 2).
2. جملة: و يشترط فيها أن تكون خبريّة، كقوله تعالى:
<وَ إِذْ قُلْتُمْ يٰا مُوسىٰ لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتّٰى نَرَى اللّٰهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصّٰاعِقَةُ وَ أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ> (البقرة: 55).
3. شبه جملة (الظرف و الجارّ و المجرور): و يجب أن يكون مستقرّاً، كقوله تعالى:
<فَخَرَجَ عَلىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ> (القصص: 79).
و اعلم أنّ الحال إذا لم تكن مفردة جامدة، تحتاج إلى رابط و الرابط أحد هذه الأمور:
الأوّل: الضمير، و هو الأكثر وَ ذلك في مواضع، منها:
1. المفردة المشتقة، كقوله تعالى: <وَ لاٰ تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ> (البقرة: 60).
2. شبه الجملة، كقوله تعالى: <فَخَرَجَ عَلىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ> (القصص: 79).
3. الجملة الفعليّة الّتي فعلها مضارع مثبت خالٍ من «قد»، كقوله تعالى:
<وَ جٰاؤُ أَبٰاهُمْ عِشٰاءً يَبْكُونَ> (يوسف: 16) أو منفي ب - «لا» أو «ما»، كقوله تعالى:
<مٰا لِيَ لاٰ أَرَى الْهُدْهُدَ> (النمل: 20).
4. الجملة الفعليّة الّتي فعلها ماضٍ واقع بعد «إلّا»، كقوله تعالى:
<يٰا حَسْرَةً عَلَى الْعِبٰادِ مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ كٰانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ> (يس: 30).
الثّاني: الواو، و هي في الجملة الفاقدة لضمير ذي الحال، كقوله تعالى:
<قٰالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ إِنّٰا إِذاً لَخٰاسِرُونَ> (يوسف: 14).
ص: 203
الثّالث: الواو و الضمير معاً، و ذلك في الجملة الفعليّة الّتي فعلها مضارع مقرون ب - «قد» و الجملة الاسميّة الّتي تصدّرت بضمير ذي الحال، كقوله تعالى:
<لِمَ تُؤْذُونَنِي وَ قَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللّٰهِ إِلَيْكُمْ> (الصف: 5) و <أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيٰارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ> (البقرة: 243).
و في غير تلك الموارد الثلاثة(1) يصحّ أن يكون الرابط أحد الأمور المذكورة مطلقاً.
1. تنكير الحال و تعريف ذيها، كقوله تعالى: <وَ خُلِقَ الْإِنْسٰانُ ضَعِيفاً> (النساء: 28).
فإن جاءت بلفظ المعرفة وجب تأويلها بالنكرة، كقوله تعالى: <وَ إِذٰا ذُكِرَ اللّٰهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ> (الزمر: 45) أي: منفرداً.
و يجوز أن يكون ذوالحال نكرة غير محضة، كقوله تعالى:
<وَ قَدَّرَ فِيهٰا أَقْوٰاتَهٰا فِي أَرْبَعَةِ أَيّٰامٍ سَوٰاءً لِلسّٰائِلِينَ> (2) (فصّلت: 10).
2. الذكر كما أن الأصل فى ذى الحال، والعامل. كذلك و قد يحذفان منفرداً أو مجتمعاً، كقوله تعالى:
<أَ هٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللّٰهُ رَسُولاً> (الفرقان: 41) أي: بعثه اللّه رسولًا. و <أَ يَحْسَبُ الْإِنْسٰانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظٰامَهُ * بَلىٰ قٰادِرِينَ عَلىٰ أَنْ نُسَوِّيَ بَنٰانَهُ> (القيامة: 3 و 4) أي: بلى نجمعها قادرين.
ص: 204
3. التأخّر عن ذي الحال و العامل، و لكن يجوز تقدّمها على ذي الحال، كقوله تعالى:
<وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ كَافَّةً لِلنّٰاسِ> (1) (سبأ: 28) و قول الشاعر:
21. «تَسَلَّيْتُ طُرّاً عَنْكُمُ بُعْدَ بَيْنِكُمْ *** بِذِكْرَاكُمُ حَتَّى كَأَنَّكُمُ عِنْدِي»(2).
و قد يمتنع كما إذا كانت محصورة فيها، نحو قوله تعالى:
<وَ مٰا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاّٰ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ> (الأنعام: 48).
و قد يجب كما إذا كانت الحال من أداة لها الصدارة، كقوله تعالى:
<كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ وَ كُنْتُمْ أَمْوٰاتاً> (البقرة: 28).
و يجوز أيضاً تقدّمها عليهما،(3) في نحو: «راكباً جاء زيدٌ».
الأوّل: قد تكون الحال متعدّدة، كقوله تعالى: <ثُمَّ جَعَلْنٰا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاٰهٰا مَذْمُوماً مَدْحُوراً> (الإسراء: 18) و كذلك صاحبها، كقوله تعالى: <وَ سَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ دٰائِبَيْنِ> (إبراهيم: 33).
الثانى: الحال إمّا حقيقيّة و هي الّتي تبيّن هيئة ذي الحال فتطابقه عدداً و تذكيراً أو تأنيثاً، كقوله تعالى: <إِنّٰا أَرْسَلْنٰاكَ شٰاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً> (الفتح: 8) و إمّا سببيّة و هي الّتي تبيّن هيئة ما يرتبط بذي الحال، فهي في الاستعمال كالفعل، نحو: «مررت بالدار قائماً سكّانُها».
ص: 205
1. الحال: لفظ فضلة تبيّن هيئة صاحبها منصوبة بعامله.
2. ذو الحال لا يكون إلّا فاعلًا أو مفعولًا أو مجروراً أو خبراً.
3. الحال تأتي على ثلاثة أشكال: مفردة، جملة، شبه جملة.
4. الحال إذا كانت غير جامدة تحتاج إلى رابط و الرابط في الحال هي واو الحالية أو الضمير أو هما معاً.
5. الرابط في الحال و بعض مواضعه
الصورة
6. الأصل في الحال أن تكون نكرة مؤخّرة و في ذي الحال أن تكون معرفة متقدّمة مذكورة.
7. الحال قد تكون متعدّدة.
8. الحال قد تقع حقيقيّة و قد تقع سببيّة.
ص: 206
1. عيّن الحال و صاحبها و عاملها و نوعها من الآيات التالية:
<وَ قٰالَ لَهُمْ خَزَنَتُهٰا سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهٰا خٰالِدِينَ> (الزمر: 73).
<وَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتٰابَ مُفَصَّلاً> (الأنعام: 114).
<أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلىٰ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خٰاوِيَةٌ عَلىٰ عُرُوشِهٰا> (البقرة: 259).
<أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً> (الحجرات: 12).
<وَ أَرْسَلْنٰاكَ لِلنّٰاسِ رَسُولاً> (النساء: 79).
<فَخَرَجَ مِنْهٰا خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ> (القصص: 21).
<وَ إِذْ قٰالَ لُقْمٰانُ لاِبْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يٰا بُنَيَّ لاٰ تُشْرِكْ بِاللّٰهِ> (لقمان: 13).
<وَ جٰاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ> (الحجر: 67).
<وَ يُطْعِمُونَ الطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً> (الإنسان: 8).
2. أعرِب ما يلي:
<سِيرُوا فِيهٰا لَيٰالِيَ وَ أَيّٰاماً آمِنِينَ> (سبأ: 18).
ص: 207
التمييز: هو اسم نكرة منصوب فضلة يزيل إبهام ما قبله من ذات أو نسبة.
الصورة
التمييز على قسمين:
1. تمييز الذات: و هو ما يرفع الإبهام عن الذات و هي العاملة فيه، كقوله تعالى:
<فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتٰا عَشْرَةَ عَيْناً> (1) (البقرة: 60).
2. تمييز النسبة: و هو ما يرفع الإبهام عن النسبة في الكلام و العامل فيه هو
الفعل المتقدّم أو شبهه، كقوله تعالى: <وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً> (الأنعام: 115).
إنّ التمييز يأتي عن الذات في خمسة مواضع:
1. العدد و هو أحد عشر إلى تسعة و تسعين،(2) كقوله تعالى:
<إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّٰهِ اثْنٰا عَشَرَ شَهْراً> (التوبة: 36).
(1). يوسف: 4.
ص: 208
2. المقدار،(1) نحو: «عندي قفيز بُرّاً و منوان عسلًا» و «لي جريب أرضاً».
3. مشابه المقدار،(2) كقوله تعالى: <إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَ مٰاتُوا وَ هُمْ كُفّٰارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْ ءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَ لَوِ افْتَدىٰ بِهِ> (آل عمران: 91).
4. ما كان فرعاً(3)للتمييز، نحو: «هذا خاتم فضةً».
5. بعض الكنايات،(4) نحو: «كم كتاباً اشتريت؟».
إنّ المقادير و ما يشابهها و ما كان فرعاً للتمييز يصحّ إضافتها إلى تمييزها إن لم تضف(5) إلى غيره، نحو: «عندي قفيز بُرّ».
و هو على نوعين:
الأوّل: محوّل:(6) و ذلك على ثلاثة أقسام:
1. محوّل عن الفاعل، كقوله تعالى: <وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً> (مريم: 4).
2. محوّل عن المفعول، كقوله تعالى: <وَ فَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً> (القمر: 12). --
3. محوّل عن المبتدإ المضاف، كقوله تعالى: <أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مٰالاً وَ أَعَزُّ نَفَراً> (الكهف: 34).
ص: 209
الثّاني: غير محوّل:(1) كقوله تعالى: <وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً> (النساء: 79).
الأوّل: الذكر و لكنّه قد يحذف للعلم به، كقوله تعالى: <وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا سَقَرُ لاٰ تُبْقِي وَ لاٰ تَذَرُ لَوّٰاحَةٌ لِلْبَشَرِ عَلَيْهٰا تِسْعَةَ عَشَرَ> (المدّثّر: 27-30) أي: تِسْعَةَ عَشَرَ مَلَكاً.
الثّاني: تأخّره عن مميَّزه و عامله كما ترى في الأمثلة. و قد يقدّم تمييز النسبة نادراً على عامله إذا كان متصرّفاً، كقول الشاعر:
22. «أَنَفْساً تَطِيبُ بِنَيْلِ الْمُنَى *** وَ دَاعِي الْمَنُونِ يُنَادِي جِهَاراً»(2).
الثّالث: الجمود و قد يأتى مشتقّاً، كقوله تعالى: <فَاللّٰهُ خَيْرٌ حٰافِظاً> (يوسف: 64).
ص: 210
1. التمييز: اسم نكرة منصوب فضلة تزيل إبهام ما قبله من ذات أو نسبة.
2. التمييز على قسمين: تمييز الذات و تمييز النسبة.
3. تمييز الذات في خمسة مواضع: العدد - من أحد عشر إلى تسعة و تسعين - المقدار، مشابه المقدار، ما كان فرعاً للتمييز و بعض الكنايات.
4. تمييز النسبة على نوعين: محوّل و غير محوّل.
5. الأصل في التمييز أن يكون نكرة مذكوراً متأخّراً عن مميّزه و عامله و قد يخالف.
1. عيّن التمييز و نوعه و المميّز و عامله في الآيات الكريمة:
<وَ اخْتٰارَ مُوسىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقٰاتِنٰا> (الأعراف: 155).
<وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْ ءٍ عِلْماً> (الأنعام: 80).
<فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ> (الزلزلة: 7 و 8).
2. أعرِب ما يلي:
<وَ اللّٰهُ أَشَدُّ بَأْساً وَ أَشَدُّ تَنْكِيلاً> (النساء: 84).
ص: 211
الأوّل. تمييز الأعداد
إنّ الأعداد ألفاظ مبهمة تفسّر إمّا بالتمييز و إمّا بالمضاف إليه فَإن كانت أعداداً مركّبة أو معطوفة أو من ألفاظ العقود تُفسَّر بالتمييز المفرد المنصوب،(1) كقوله تعالى:
<وَ بَعَثْنٰا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً> (المائدة: 12) و <إِنَّ هٰذٰا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَ لِيَ نَعْجَةٌ> (ص: 23) و <وَ وٰاعَدْنٰا مُوسىٰ ثَلاٰثِينَ لَيْلَةً وَ أَتْمَمْنٰاهٰا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقٰاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً> (الأعراف: 142).
و إن كانت مفردة تُفسَّر بالمضاف إليه، كقوله تعالى: <مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوٰالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنٰابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ> (البقرة: 261).
الثّاني. الفرق بين الحال و التمييز
1. التمييز جامد غالباً بخلاف الحال.
2. التمييز لا يكون جملة و لا ظرفاً بخلافها.
3. التمييز مبيّن للذات و النسبة، و الحال مبيّنة للهيئة.
4. التمييز مفرد دائماً و الحال قد تكون متعدّدةً.
5. التمييز لا يتقدّم على عامله إلّا نادراً و الحال قد يتقدّم، كقوله تعالى: <خُشَّعاً أَبْصٰارُهُمْ يَخْرُجُونَ> (القمر: 7).
6. التمييز لا يكون مؤكّداً و الحال قد تؤكّد عاملها، كقوله تعالى: <فَتَبَسَّمَ ضٰاحِكاً> (النمل: 19).
7. التمييز لا يتوقّف معنى الكلام عليه بخلاف الحال فإنّها قد يتوقف معنى الكلام عليها، كقوله تعالى: <وَ لاٰ تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً> (الإسراء: 37).
8. التمييز متضمّن لمعنى «من» و الحال لمعنى «في».
ص: 212
المنادى: هو الاسم الواقع بعد أداة النداء(1) طلباً لتوجّهه إلى المتكلّم.
و هي:
«أ» و «آ» و «يا» و «أيا» و «هيا» و «أي» و «آي»
و هي باعتبار مناداها على قسمين:(2)
1. أداة نداء القريب: و هي «أ، أي».
2. أداة نداء البعيد: و هي «آ، أيا، آي، هيا».
و أمّا «يا» فمشتركة بينهما.
الصورة
ص: 213
1. المفرد:(1) و هو على قسمين:
الأوّل: المفرد المعرفة: و هو إن كان معرباً يبنى على ما يرفع به قبل النداء و إن كان مبنيّاً يبقى على حاله، و محلّه مطلقاً نصب على المفعوليّة لحرف النداء النائبة عن «أدعو»، كقوله تعالى: <قٰالُوا يٰا نُوحُ قَدْ جٰادَلْتَنٰا> (هود: 32).
الثّاني: المفرد النكرة: و هو على نحوين:
أ) المقصودة(2)، و هي كالأوّل، كقوله تعالى:
<وَ قِيلَ يٰا أَرْضُ ابْلَعِي مٰاءَكِ وَ يٰا سَمٰاءُ أَقْلِعِي> (هود: 44).
ب) غير المقصودة، و هي منصوب، نحو قول عبديغوث بن وقاص الحارثي:
23. «أيا راكباً إمّا عرضتَ فَبَلّغَنْ *** نداماى من نجران أن لا تلاقيا»(3).
2. المضاف: و هو منصوب، كقوله تعالى:
<يٰا قَوْمَنٰا أَجِيبُوا دٰاعِيَ اللّٰهِ وَ آمِنُوا بِهِ> (الأحقاف: 31).
3. شبه المضاف(4): و هو منصوب أيضاً، كقول الإمام السجّاد عليه السلام: «يا مبتدءاً بالنّعم قبلَ استحقاقها»(5).
ص: 214
1. اختلف النحاة في عامل المنادى فذهب بعضهم ك - «سيبويه» إلى أنّه هو
الفعل المحذوف نحو «أدعو» و بعضهم كالمحقّق الرضي و المبرّد إلى أنّه حروف النداء.(1)
2. لا يدخل حرف النداء على الاسم المحلّى ب - «أل» فإذا أُريد أن ينادى، يتوسّط بينه و بين أداة النداء «أيّها» في المذكّر و «أيّتها» في المؤنّث مطلقاً(2) إلّا إذا كان المنادى لفظة «اللّه»(3) أو جملة صارت أسماً،(4) كقوله تعالى: <يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ> (البقرة: 21) و
<يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اِرْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً مَرْضِيَّةً> (الفجر: 27 و 28) و <يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّٰهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّٰادِقِينَ> (التوبة: 119).
و حينئذٍ يكون المنادى ظاهراً «أيّ» أو «أيّة» و يبنى على الضمّ لأنّه نكرة مقصودة و «ها» للتنبيه و الاسم ذو اللام عطف بيان له إن كان جامداً و نعتاً إن كان مشتقّاً.
3. قد يحذف حرف النداء،(5) و ذلك إذا كان المنادى عَلَماً أو مضافاً أو «أيّ»، كقوله تعالى:
<يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هٰذٰا> (يوسف: 29) و <رَبَّنٰا لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا> (آل عمران: 8) و <سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلاٰنِ> (الرحمن: 31).
و قد يحذف المنادى(6) خاصّة، كقوله تعالى: <يٰا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً> (النساء: 73) أي: يا قومي.
ص: 215
4. قد تحذف حرف أو حرفان من آخر المنادى تخفيفاً و يقال له «المنادى المرخّم» و ذلك في موضعين:
أ) المنادى المختوم بتاء التأنيث مطلقاً، كقول هند بنت أُثاثة:
24. «أ فاطمُ فاصبري فلقد أصابت *** رزيئتك التهائم و النجودا»(1).
أي: أ فاطمةُ.
ب) المنادى غير المختوم بالتاء إذا كان علماً زائداً على ثلاثة أحرف و لم يكن مركّباً إضافياً سواءً كان مذكّراً أم مؤنّثاً، كقول الفرزدق:
25. «يا مرو إنّ مطيّتي محبوسة *** ترجوا الحباءَ و ربُّها لم ييأس»(2).
أي: يا مروان
فيجوز فيها لغتان: إبقاء حركة الحرف الآخر الموجود على حالها، فيقال: «يا فاطمَ» أو إجراء حكم المنادى المستقلّ، فيقال: «يا فاطمُ».
أ. توابع «أيُّهَا» و «أيَّتُهَا» و اسم الإشارة مرفوعة، نحو: «يا هذا الرجلُ» و «يا أيُّها الرجلُ».
ب. توابع المنادى المعرب منصوبة إلّا البدل و عطف النسق المجرد من «أل» فهما كالمنادى المستقل، نحو: «يا عبد اللّه العالم» و نحو: «يا عبد اللّه عليُّ» و «يا عبد اللّه و زيد».
ج. توابع المنادى المبني يصحّ(3) نصبها إلّا البدل و عطف النسق المجرد من «أل»
فهما كالمنادى المستقل أيضاً، نحو: «يا زيد العالمَ» و نحو: «يا زيد عليُّ» و «يا زيد و أخا عمرو».
ص: 216
1. النداء: هو طلب المتكلّم توجّه المخاطب إليه بأداة النداء.
2. أداة النداء هي: أ، آ، يا، أيا، هيا، أي، آي.
3. «يا» للقريب و البعيد و «أ» و «أي» للقريب و غيرها للبعيد.
4. المنادى المفرد المعرفة و النكرة المقصودة يبنيان على ما يرفعان به، و غير المقصودة و المضاف و شبه المضاف منصوبات.
5. إذا أريد أن ينادى اسم مقرون ب - «أل» يتوسّط بينه و بين أداة النداء ب - «أيّها» في المذكر و «أيّتها» في المؤنث مطلقاً.
6. قد يرخّم المنادى بحذف حرف أو حرفين من آخره.
1. عيّن أداة النداء و أعرِب المنادى و توابعه - إن وجدت - في الآيات التالية:
<يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرٰاهِيمَ> (آل عمران: 65).
<يٰا أَيُّهَا الْإِنْسٰانُ مٰا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ> (الانفطار: 6).
<قُلْ يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ> (الزمر: 53).
<قُلِ اللّٰهُمَّ فٰاطِرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ> (الزمر: 46).
<رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ> (الأعراف: 143).
<قُلْنٰا يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً> (الأنبياء: 69).
<يٰا حَسْرَةً عَلَى الْعِبٰادِ مٰا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ كٰانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ> (يس: 30).
2. أعرِب ما يلي:
<يٰا مَرْيَمُ إِنَّ اللّٰهَ اصْطَفٰاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفٰاكِ عَلىٰ نِسٰاءِ الْعٰالَمِينَ> (آل عمران: 42).
ص: 217
الاستغاثة: هي نداء مَن يطلب منه إعانة غيره، و لها ثلاثة أركان:
أ) المستغاث به: و هو الّذي يطلب منه الإعانة و يقع بعد «يا».
ب) المستغاث له أو منه: و هو الّذي يقع بعد المستغاث به فإن يطلب له الإعانة فهو المستغاث له، ك «يا لَلمسلمين لِلمستضعفين»(1) و إن يطلب من شرّه الإعانة فهو المستغاث منه، ك «يا لَلمسلمين لِلمستكبرين».
ج) أداة الاستغاثة: و هي «يا» فقط و لا يجوز حذفها.
للمستغاث به ثلاث صور:
أ) استعماله مجروراً بلام مفتوحة و هو الغالب، نحو: «يا لَلمسلمينَ» إلّا إذا كان ضمير المتكلّم وحده أو تكرّر المستغاث غير مقترن ب - «يا» فتكسر، نحو: «يا لَلكهول و لِلشباب».
ب) استعماله مختوماً بالألف بلا دخول لام عليه، نحو: «يا قوما».(2)
ص: 218
ج) استعماله بدونهما فيعرب إعراب المنادى، نحو: «يا عليُّ للمستضعفين» و «يا أميرَ المؤمنين للمنافقين».
و المستغاث له مجرور بلام مكسورة مع الاسم الظاهر و ياء المتكلّم و إلّا فمفتوحة، والمستغاث منه مجرور باللام أو «مِن»، نحو: «يا لَلمسلمين لِلمستكبرين أو من المستكبرين».
الأوّل: قد يحذف المستغاث به عند وجود قرينة، نحو: «يا لِلمستضعفين»، و كذا المستغاث له أو منه، نحو: «يا لَ - لّهِ».
الثّاني: قد تستعمل الاستغاثة في التعجّب، و ذلك إذا وقع بعد أداة الاستغاثة ما لا يصلح لأن يكون مستغاثاً، فيجوز حينئذٍ استعمال المنادى مع لام الجرّ مفتوحة أو مكسورة و بدونها مع الألف، نحو: «يا لَلعَجب» و «يا لِلعَجَب» و «يا عجبا».
الندبة: هي نداء مَن يتفجّع عليه أو يتوجّع منه أو له.
و لها ركنان:
أ) أداة الندبة: و هي «وا» كثيراً و «يا» قليلًا(1) و لا يجوز حذفها.
ب) المندوب: و هو اللفظ الّذي يقع بعد أداة الندبة و يتفجّع النادب عليه، نحو: «وا حسينا» أو يتوجّع منه، نحو: «وا مصيبتا» أو يتوجّع له، نحو: «وا يدا».
ص: 219
للمندوب ثلاث صور:
أ) إلحاق الألف بآخره، نحو: «وا حسينا».(1)
ب) إلحاق الألف مع هاء السكت بآخره و ذلك عند الوقف عليه، نحو: «وا حسيناه».(2)
ج) خلوّه عنهما و حكمه كالمنادى غير المندوب، نحو: «وا حسينُ».
إذا كان الاسم المندوب مركّباً تلحق الألف و الهاء بآخر جزءه الأخير فيقال «وا أمير المؤمنيناه» و كذلك الموصول فتلحقان بآخر صلته، نحو: «وا من قلع باب خيبراه».
يشترط في الاسم المندوب أن يكون علماً، نحو: «وا حسينا» أو مضافاً إلى المعرفة، نحو:
«واعبد اللّه» أو موصولًا مشتركاً - غير «أل» - إذا كانت صلته مشهورة،(3) نحو: «وا من حفر بئر زمزماه» إلّا أن يكون المندوب متوجّعاً منه فيجوز تنكيره، نحو: «وا مصيبتاه». و لا يجوز حذف المندوب.
قد تستعمل «وا» في التعجّب، كقول أمير المؤمنين الامام عليّبن أبي طالب عليه السلام:
«وَا عَجَبَاه أَتَكُونُ الْخِلَافَةُ بِالصَّحَابَةِ وَ لا تَكُونُ بِالصَّحَابَةِ وَ الْقَرَابةِ»(4).
ص: 220
1. الاستغاثة: هي نداء من يطلب منه إعانة غيره.
2. للمستغاث به ثلاثة أشكال: «جرّه بلام مفتوحة»، «الحاق الألف به بلا دخول لام عليه» و «خلوّه منهما».
3. الندبة: هي نداء من يتفجّع عليه أو يتوجّع منه أو له.
4. للمندوب ثلاث صور: «إلحاق الألف بآخره»، «إلحاق الألف مع هاء السكت بآخره» و «خلوّه منهما».
5. يشترط في الاسم المندوب أن يكون علماً أو مضافاً إلى المعرفة أو موصولًا مشتركاً غير «أل».
ص: 221
1. عيِّن المنادى و ملحقاته في العبارات التالية:
<وَ يٰا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ> (الأعراف: 19).
<قٰالَ يٰا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ> (يس: 26).
«عبادَاللَّه، اتّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ».(1)
2. أعرِب ما يلي:
«قَالَ يَا هَمَّامُ اتَّقِ اللَّهَ وَ أَحْسِن».(2)
«وَا عَجَبَا! لِطَلْحَةَ أَلَّبَ النَّاسَ عَلَى ابْنِ عَفَّانَ حَتَّى إِذَا قُتِلَ أَعْطَانِي صَفْقَتَهُ بِيَمِينِهِ طَائِعاً ثُمَّ نَكَثَ بَيْعَتِي».(3)
«أفاطمُ قومي يا ابنة الخير فاندبي *** نجوم سمواتٍ بأرض فلات».(4)
«يا لَقَومِي وَ يَا لَأمْثَالِ قَوْمِي لأُناس عُتُوُّهُمْ فِي ازدياد».(5)
ص: 222
المستثنى: هو الواقع بعد أداة الاستثناء المخرج من حكم ما قبلها و هو منصوب غالباً، كقوله تعالى: <فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاّٰ قَلِيلاً مِنْهُمْ> (البقرة: 249).
و معرفة موارد نصبه و تمييزُها عن غيرها تتوقّفان على معرفة الاستثناء و أداته و أقسامه.
الاستثناء: هو إخراج ما وقع(1) بعد «إلّا» أو إحدى أخواتها من حكم ما قبلها.
فللاستثناء أربعة أركان:
1. الحكم: و هو الّذي ثبت لما قبل «إلّا» و أخواتها،(2) كالشرب في الآية السابقة.
2. أداة الاستثناء: و هي الأداة الّتي يستثنى بها، ك -: «إلّا» في الآية.
3. المستثنى: ك -: «قليلًا» في الآية.
4. المستثنى منه: و هو الاسم الّذي يخرج من حكمه المستثنى كضمير الجمع في «شربوا».
الصورة
ص: 223
أداة الاستثناء ثلاثة أنواع:
1. الحرفية: و هي «إلّا، خلا، عدا، حاشا،(1) لمّا(2)».
2. الاسمية: و هي «غير، سوى، بَيْدَ».
3. الفعلية: و هي «ليس، لا يكون، خلا، عدا، حاشا»(3) و كلّها جامدة لا تثنّى و لا تجمع.
و الأصل فيها هو «إلّا»، لكثرة استعمالها.
الاستثناء ينقسم باعتبارات مختلفة:
فهو باعتبار اتّحاد المستثنى و المستثنى منه في الجنس و عدمه على قسمين:
1. متّصل: و هو ما كان المستثنى من جنس المستثنى منه، كقوله تعالى:
<قٰالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاّٰ عِبٰادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ> (ص: 82 و 83).
2. منقطع: و هو ما كان المستثنى من غير جنس المستثنى منه، كقوله تعالى:
<لاٰ يَسْمَعُونَ فِيهٰا لَغْواً إِلاّٰ سَلاٰماً> (مريم: 62).
و باعتبار ذكر المستثنى منه في الجملة و عدمه على قسمين:
1. تامّ: و هو ما كان المستثنى منه مذكوراً، كما.
ص: 224
2. مفرّغ: و هو ما كان المستثنى منه محذوفاً و الأكثر استعماله في الجملة غير الموجبة، كقوله تعالى: <لاٰ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ> (الواقعة: 79).
و باعتبار كيفيّة الجملة الاستثنائيّة على قسمين أيضاً:
1. موجب: و هو ما كانت الجملة الاستثنائيّة مثبتة كما مرّ.
2. غير موجب(1): و هو ما كانت الجملة الاستثنائيّة غير مثبتة كما تقدّم.
إعراب المستثنى ب - «إلّا» على ثلاثة أقسام:
الأوّل: النصب و هو في ثلاثة مواضع:
1. الاستثناء التامّ المتّصل الموجب، كقوله تعالى: <فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاّٰ قَلِيلاً مِنْهُمْ> (البقرة: 249).
2. الاستثناء التامّ المنقطع مطلقاً، كقوله تعالى: <فَسَجَدَ الْمَلاٰئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاّٰ إِبْلِيسَ> (الحجر: 30 و 31) و قوله تعالى: <مٰا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبٰاعَ الظَّنِّ> (النساء: 157).
3. الاستثناء المتّصل و المنقطع إذا تقدّم المستثنى على المستثنى منه، نحو قول الكميت:
26. «و ما لي إلّا آلَ أحمد شيعة *** و ما لي إلّا مذهب الحقّ مذهب»(2).
اختلف في عامل نصب المستثنى ب - «إلّا» فذهب سيبويه و المبرّد و ابن مالك و ابن هشام إلى أنّه «إلّا» و السيرافي و الفارسي إلى أنّه هو العامل في المستثنى منه بوساطة «إلّا» و ابن خروف إلى أنّه هو بلاواسطة و الزجاج إلى أنّه «أستثني» مقدّراً.
ص: 225
الثّاني: حسب ما يقتضيه العامل الّذي قبل «إلّا» و ذلك في الاستثناء المفرّغ فحينئذٍ
قد يكون المستثنى فاعلًا، كقوله تعالى: <وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّٰهُ> (آل عمران: 7).
أو نائباً عن الفاعل، كقوله تعالى: <فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفٰاسِقُونَ> (الأحقاف: 35).
أو مبتدأ أو خبراً،(1) كقوله تعالى:
<وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسٰانِ إِلاّٰ مٰا سَعىٰ> (النجم: 39) و <وَ مٰا مُحَمَّدٌ إِلاّٰ رَسُولٌ> (آل عمران: 144) أو مفعولًا به، كقوله تعالى: <وَ لاٰ تَقُولُوا عَلَى اللّٰهِ إِلاَّ الْحَقَّ> (النساء: 171).
أو مفعولًا فيه، كقوله تعالى: <لَمْ يَلْبَثُوا إِلاّٰ سٰاعَةً مِنْ نَهٰارٍ> (الأحقاف: 35).
أو مفعولًا مطلقاً، كقوله تعالى: <مٰا نَدْرِي مَا السّٰاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلاّٰ ظَنًّا> (الجاثية: 32).
أو مفعولًا له، كقوله تعالى: <وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ> (الأنبياء: 107).
أو الحال، كقوله تعالى: <وَ مٰا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاّٰ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ> (الأنعام: 48).
الثّالث: جواز الأمرين: النصب و البدلية من المستثنى منه مع رجحانها على النصب و ذلك في الاستثناء التامّ المتّصل غير الموجب(2)، كقوله تعالى:
<مٰا فَعَلُوهُ إِلاّٰ قَلِيلٌ مِنْهُمْ> (النساء: 66) و <فَلاٰ يُؤْمِنُونَ إِلاّٰ قَلِيلاً> (النساء: 46).
و أمّا المستثنى بغير «إلّا» فأربعة أقسام:
1. ما يخفض دائماً و هو المستثنى ب - «غير» و «سوى» و «بيد».
2. ما ينصب دائماً و هو المستثنى ب - «ليس» و «لا يكون»، فإنّه خبرٌ لهما.ه.
ص: 226
3. ما يخفض و ينصب و هو المستثنى ب - «حاشا»، «خلا» و «عدا».(1)
4. ما يعرب بحسب العوامل و هو المستثنى ب - «لمّا».
1. قد تكون «إلّا» غير استثنائيّة و ذلك إذا وقعت وصفاً بمعنى «غير». و يقال لها «إلّا» الوصفيّة فهي اسم مبني(2) تنقل حركتها إلى اسم بعدها، كقوله تعالى:
<لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اللّٰهُ لَفَسَدَتٰا> (الأنبياء: 22).
2. تعرب «غير» في الاستثناء إعراب المستثنى ب - «إلّا»، نحو: «جاء القوم
غيرَ زيدٍ» و «ما جائنى غيرُ زيدٍ».
3. يكثر وقوع الجملة بعد «إلّا» الاستثنائيّة و يغلب ذلك في الاستثناء المفرّغ فتعرب حسب موقعها في الكلام.
فقد تكون صفة، كقوله تعالى: <وَ مٰا أَهْلَكْنٰا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّٰ لَهٰا مُنْذِرُونَ> (الشعراء: 208)
أو حالًا، كقوله تعالى: <وَ لاٰ يَأْتُونَ الصَّلاٰةَ إِلاّٰ وَ هُمْ كُسٰالىٰ وَ لاٰ يُنْفِقُونَ إِلاّٰ وَ هُمْ كٰارِهُونَ> (التوبة: 54)
أو غيرهما، كقوله تعالى: <وَ إِنْ هُمْ إِلاّٰ يَظُنُّونَ> (البقرة: 78).
ص: 227
الصورة
ص: 228
1. المستثنى: هو الواقع بعد أداة الاستثناء المخرج من حكم ما قبلها.
2. المستثنى منصوب غالباً إلّا في موارد.
3. الاستثناء: هو إخراج ما يقع بعد أداة الاستثناء من حكم ما قبلها.
4. للاستثناء أربعة أركان: الحكم، المستثنى منه، أداة الاستثناء، المستثنى.
5. أداة الاستثناء على ثلاثة أنواع: حرفيّة، اسميّة و فعليّة.
6. الاستثناء باعتبار اتحاد المستثنى و المستثنى منه في الجنس على قسمين: متصل و منقطع. و باعتبار ذكر المستثنى منه في الجملة و حذفه على قسمين أيضاً: تامّ و مفرّغ.
و باعتبار كيفية الجملة الاستثنائية إمّا موجب أو غير موجب.
7. إعراب المستثنى ب - «إلّا» نصب إلّا في الاستثناء المفرّغ فهو حسب ما يقتضيه العامل الّذي قبلها، و في الاستثناء التامّ المتصل غير الموجب فبدليّة المستثنى أرجح من نصبه.
8. المستثنى ب - «غير» و «سوى» مجرور دائماً، و ب - «ليس» و «لا يكون» منصوب كذلك، و ب - «حاشا»، «خلا» و «عدا» جائز الوجهين، و ب - «لمّا» بحسب العوامل.
9. قد تقع الجملة بعد «إلّا» الاستثنائيّة و ذلك يغلب في الاستثناء المفرّغ فتعرب حسب موقعها في الكلام.
ص: 229
1. عيّن أداة الاستثناء و المستثنى و المستثنى منه و نوع الاستثناء و إعراب المستثنى في العبارات التالية:
<وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاّٰ عِبٰادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ> (الحجر: 39 و 40).
<فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاّٰ خَمْسِينَ عٰاماً> (العنكبوت: 14).
<وَ إِذْ قُلْنٰا لِلْمَلاٰئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاّٰ إِبْلِيسَ كٰانَ مِنَ الْجِنِّ> (الكهف: 50).
<وَ مٰا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاّٰ قَلِيلاً> (الإسراء: 85).
<وَ مَا الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا إِلاّٰ مَتٰاعُ الْغُرُورِ> (آل عمران: 185).
<إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ> (يونس: 66).
<وَ لاٰ تُجٰادِلُوا أَهْلَ الْكِتٰابِ إِلاّٰ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ> (العنكبوت: 46).
«كُلُّ دِينٍ يوم القيامة عند اللّ - *** -- ه إلّا دين الحنيفة بور».(1)
«ليس لحاجتى مطلب سواك و لالذنبي غافر غيرك حاشاك و لاأخاف على نفسي إلّا إيّاك».(2)
2. أعرب الآيتين الكريمتين:
<قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبىٰ> (الشورى: 23).
<كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاّٰ أَصْحٰابَ الْيَمِينِ> (المدّثّر: 38 و 39).
ص: 230
1. المجرور في الإضافة
2. المجرور بالحرف
ص: 231
المجرورات
و هي منحصرة في الاسم(1) و تلك على قسمين:
1. المجرور في الإضافة: و يسمّى ب - «المضاف إليه» و هو ما جُرَّ بدخول اسم عليه.
2. المجرور بالحرف: و هو اسم دخلت عليه إحدى حروف الجرّ.
و نستوفي البحث عن كلّ منهما في ضمن البحث عن الإضافة و حروف الجرّ.ل.
ص: 232
الإضافة: هي نسبة تقييديّة بين اسم و لفظ آخر توجب لثانيهما الجرّ دائماً.
للإضافة ركنان:
الأوّل: المضاف
و هو الاسم المقدّم الّذي يُضَمُّ إلى اللفظ الآخر بعده و يعرب حسب دوره في الكلام، نحو: «يوم» في قوله تعالى: <وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ ذٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ> (ق: 20).
الثّاني: المضاف إليه
و هو ما يُضَمُّ إليه المضاف و يؤخّر عنه و يجرّ دائماً و له صورتان:
1. اسم، نحو: «يوم الوعيد».
2. جملة، كقوله تعالى: <يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ> (الأنعام: 73).
و قد اجتمعا في قوله تعالى: <هٰذٰا يَوْمُ يَنْفَعُ الصّٰادِقِينَ صِدْقُهُمْ> (المائدة: 119).
و العامل في المضاف إليه هو المضاف على المشهور.(1)
ص: 233
الإضافة على قسمين:
الأوّل: معنويّة(1)
و هي الإضافة الّتي تفيد تعريف المضاف إن كان المضاف إليه معرفة(2) و تخصيصه إن كان نكرة و ذلك في صورتين:
1. إذا كان المضاف اسماً غير مشتقّ، نحو: «يوم» في «يوم الوعيد» و «يوم
عيد».
2. إذا كان المضاف اسماً مشتقّاً(3) مضافاً إلى غير معموله، نحو: «كاتب» في «جاء كاتب القاضي» و «جاء كاتب قاضٍ».
الثّاني: لفظيّة(4)
و هي الإضافة الّتي تفيد تخفيف المضاف في اللفظ فقط بحذف التنوين أو نوني التثنية و الجمع منه و هي عند إضافة الاسم المشتقّ(5) إلى معموله، كقوله تعالى: <إِنّٰا مُرْسِلُوا النّٰاقَةِ فِتْنَةً> (القمر: 27).
و اعلم أنّ الإضافة المعنويّة على ثلاثة أقسام:
1. الإضافة الظرفيّة: و ذلك فيما إذا كان المضاف إليه ظرفاً للمضاف، و يعرف بجواز تقدير «في» بينهما، كقوله تعالى: <بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ> (سبأ: 33).
ص: 234
2. الإضافة البيانيّة: و ذلك فيما إذا كان المضاف إليه جنساً للمضاف، و يعرف بجواز تقدير «من» كذلك، كقوله تعالى: <سَخَّرَهٰا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيٰالٍ وَ ثَمٰانِيَةَ أَيّٰامٍ> (الحاقّة: 7).
3. الإضافة الاختصاصيّة: و ذلك فيما إذا لم يكن المضاف إليه ظرفاً أو جنساً
للمضاف بل كان بينهما نسبة اختصاصيّة،(1) و يعرف بجواز تقدير اللام بينهما، ك -: «بيت اللّه» و «جناح الطير» و «صاحب الدار» و قوله تعالى: <وَ كَفىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبٰادِهِ خَبِيراً بَصِيراً> (الإسراء: 17).
1. يجب أن يكون المضاف نكرة(2) مجرّداً من التنوين و نوني التثنية و الجمع مطلقاً و أن يجرّد من «أل» إذا كانت الإضافة معنويّة و أمّا إذا كانت لفظيّة فيجوز دخولها على المضاف بشرط أن يكون مثنّى أو جمع مذكّر سالماً أو مضافاً إلى ما فيه «أل» أو إلى اسم مضاف إلى ما فيه «أل»، و يعرب حسب موقعه في الكلام، كقوله تعالى:
<اَلَّذِينَ إِذٰا ذُكِرَ اللّٰهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصّٰابِرِينَ عَلىٰ مٰا أَصٰابَهُمْ وَ الْمُقِيمِي الصَّلاٰةِ> (الحجّ: 35).
2. المضاف إليه مجرور مطلقاً سواء كان مفرداً أم جملة كما تقدّم.
3. لا يجوز الفصل بين المضاف و المضاف إليه.
الأسماء بهذا الاعتبار تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأوّل: جائز الإضافة
و هو أغلب الأسماء النكرة، كقوله تعالى:
<فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذٰابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كٰانَ عَذٰابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ> (الشعراء: 189).
ص: 235
الثّاني: ممتنع الإضافة
و هو المعارف(1) و أسماء الشرط و الاستفهام غير «أيّ» في الثلاثة و أسماء الأفعال.
الثّالث: واجب الإضافة
و ذلك على قسمين:
1. واجب الإضافة إلى المفرد، و ذلك على ضربين:
أ) ما لا يجوز قطعه عن الإضافة، نحو «عند» و «مثل».
ب) ما يجوز قطعه عن الإضافة ظاهراً، نحو «قبل» و «كلّ» فحينئذٍ إن كان المضاف نحو لفظة «كلّ»، «بعض»، «جميع»، «مع»، «أيّ» عوّض عن المضاف إليه تنوين(2) و تعرب منوّنة،
كقوله تعالى: <ثُمَّ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً> (العنكبوت: 25).
و إن كان المضاف نحو «قبل» و «دون» و «بعد» و الجهات الستّ(3) فتعرب
منوّنة إن كان المضاف إليه لم يلحظ مطلقاً(4) و تبنى على الضمّ إن يلحظ معنى، كقوله تعالى: <لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ> (الروم: 4).(5) و تعرب بلا تنوين إن يلحظ لفظاً، نحو: «سأكرمك و أكرم حسناً و لكن سأكرمك قبل»، أي: قبل إكرام حسنٍ.ه.
ص: 236
2. واجب الإضافة إلى الجملة الخبريّة و هي: «إذ»، «إذا»، «حيث»، «لمّا»،(1) و «مُذ، منذ» إذا كانتا اسمين، كقوله تعالى: <وَ إِذْ قٰالَ رَبُّكَ لِلْمَلاٰئِكَةِ إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً> (البقرة: 30) و <فَإِذٰا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاٰ أَنْسٰابَ بَيْنَهُمْ> (المؤمنون: 101) و <مَنْ يَتَّقِ اللّٰهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاٰ يَحْتَسِبُ> (الطلاق: 2 و 3) و <فَلَمّٰا نَجّٰاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ> (الإسراء: 67) و قول الأعشى:
27. «وَ مَا زلت أبغي المالَ مُذْ أنا يافع *** وليداً و كهلًا حين شبت و أمرداً»(2).
و قد تحذف الجملة المضافة إليها «إذ» فيعوّض عنها التنوين و تكسر الذال دفعاً لالتقاء الساكنين فيقال «إذٍ»، كقوله تعالى: <يَوْمَ لاٰ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَ الْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلّٰهِ> (الانفطار: 19).
الأوّل: قد يحذف المضاف و يخلفه المضاف إليه فيعرب بإعرابه، كقوله تعالى:
<وَ أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ> (البقرة: 93) أي: حبَّ العجل.
الثّاني: قد يحذف المضاف إليه سواء كان مفرداً أو جملة، كقوله تعالى:
<لِلّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ وَ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ> (الروم: 4) و قد تقدّم بحثه.
ص: 237
1. الإضافة: هي نسبة تقييديّة بين اسمٍ و لفظ آخر توجب لثانيهما الجرّ دائماً.
2. للإضافة ركنان: المضاف و هو الاسم المقدّم، و المضاف إليه و هو ما يضمّ إليه المضاف و قد يكون اسماً و قد يكون جملة.
3. العامل في المضاف إليه هو المضاف في المشهور.
4. الإضافة على قسمين: لفظيّة و هي إضافة المشتقّ إلى معموله، و معنويّة و هي بخلافها.
5. الإضافة المعنويّة على ثلاثة أقسام: «الاختصاصيّة»، «البيانيّة»، «الظرفيّة».
6. حكم المضاف هو التجرّد من التنوين و نوني التثنية و الجمع مطلقاً و أن يجرّد أيضاً من «أل» في الإضافة المعنويّة و أمّا اللفظيّة فيجوز دخولها على المضاف بشرط أن يكون مثنّى أو جمع مذكّر سالماً أو مضافاً إلى ما فيه «أل» أو إلى اسم مضاف إلى ما فيه «أل» و يعرب حسب موقعه في الكلام. و حكم المضاف إليه هو الجرّ دائماً.
7. الأسماء باعتبار الإضافة إلى ثلاثة أقسام:
أ) جائز الإضافة.
ب) ممتنع الإضافة.
ج) واجب الإضافة و ذلك على ضربين: «واجب الإضافة إلى المفرد» و «واجب الإضافة إلى الجملة الخبرية».
8. قد يحذف المضاف و يخلفه المضاف إليه فيعرب بإعرابه، و قد يحذف المضاف إليه.
ص: 238
1. أعرب الآيات الكريمة ثمّ ترجمها:
<إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعٰامُ الْأَثِيمِ> (الدخان: 43 و 44).
<كُلُّ نَفْسٍ ذٰائِقَةُ الْمَوْتِ> (آل عمران: 185).
<وَ اصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنٰا وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ> (الطور: 48).
<إِنّٰا مُهْلِكُوا أَهْلِ هٰذِهِ الْقَرْيَةِ> (العنكبوت: 31).
ص: 239
الصورة
(1). معنى «لبّى» هو «أُلبِّي طلبك تلبية بعد تلبيةً»، أي: أُجيبك.
(2). معنى «سعديك» هو «أسعدك اللّه إسعاداً بعد إسعادٍ».
(3). معنى «حنانيك» هو «أُحَنِّنك تحنّناً بعد تحنُّنٍ».
(4). معنى «دواليك» هو «أُداولك مداولة بعد مداولة».
(5). إذا كان ظرفاً بمعنى «بين» و أمّا إذا كان بمعنى «معتدل» فلا يلزم الإضافة.
(6). معنى «هذاذيك» هو حنانيك.
(7). معنى «حجازيك» هو «أحجزك حجزاً بعد حجز».
(8). معنى «حذاريك» هو «أُحَذِّرُك حذراً بعد حذر».
(9). إنّ «عمر» إذا وقع في القسم يضاف دائماً و تبدل ضمته فتحةً.
(10). معنى «قصارى» هو «الغاية».
(11). معنى «حمادى» هو «النهاية».
ص: 240
الصورة
ص: 241
حروف الجرّ: حروف تدخل على الأسم(1) و تجرّه و هي:
«إلى» و الباء و التاء و «حاشا» و «خلا» و «عدا» و «حتى» و «رُبّ» و «على» و «عن» و «في» و «الكاف» و «اللام» و «مُذ» و «مُنْذُ» و «مِنْ» و «الواو»(2)
أ: حروف الجرّ باعتبار معانيها على ثلاثة أقسام:
الأوّل: حروف الجرّ الأصليّة: و هي حروف جرّ تفيد معاني غير تأكيديّة و ترفع الإبهام عن متعلّقها(3) بإيجاد الربط بينه و بين مجرورها.
فلها خصوصيّتان:
أ) الدلاليّة: و هي معانيها الّتي توجدها في الكلام، كالظرفيّة و السببيّة و غيرهما.
ب) الارتباطيّة: و هي إيجاد الربط بين المتعلّق و مجرورها.
و بهاتين الخصوصيّتين ترفع عن متعلّقها الإبهام الفرعي(4).
ص: 242
الثّاني: حروف الجرّ الزائدة: و هي حروف جرّ ليس لها الخصوصيّتان اللتان في الأصليّة، و تفيد معنى التأكيد فقط و ليس لها متعلّق.(1)
الثّالث: حروف الجرّ شبه الزائدة: و هي حروف جرّ توجد معنى جديداً في الكلام و لم يكن لها متعلّق ك - «رُبّ» فهي من هذه الجهة شبيه بحروف الجرّ الزائدة.(2)
الصورة
ب: حروف الجرّ باعتبار كيفيّة مجرورها على قسمين:
1. العامّة: و هي الّتي تدخل على الاسم الظاهر و المضمر و هي: «إلى، الباء، حاشا، خلا، عدا، على، عن، في، اللام، من، رُبّ»، كقوله تعالى:
<رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوٰالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ> (نوح: 28).
2. الخاصّة: و هي الّتي تدخل على الاسم الظاهر فقط و هي: «التاء، حتى، الكاف، مذ، منذ، الواو»،(3) كقوله تعالى: <وَ تَاللّٰهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنٰامَكُمْ> (الأنبياء: 57).ء.
ص: 243
إنّ حروف الجرّ الأصليّة لا بُدّ لها من متعلّق؛ لأنّها تستعمل في الكلام لرفع إبهامه الفرعيّ، فالمتعلّق هو اللفظ الّذي يرفع بها إبهامه.(1)
و المتعلّق إمّا فعل و إمّا شبهه من «المصدر و اسمي الفاعل و المفعول و الصفة المشبّهة و صيغة المبالغة و اسم التفضيل و اسم الفعل». و هو الّذي يعمل في محل المجرور.(2)
و الجارّ و المجرور إذا كان متعلّقه عامّاً و محذوفاً فهو ظرف مستقرّ و إلّا فلغو(3) و يجب أن يكون الجار و المجرور مستقرّاً في أربعة مواضع:
1. الخبر، كقوله تعالى: <وَ لِلّٰهِ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ> (الأعراف: 180).
2. الصفة، كقوله تعالى: <قٰالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ> (يوسف: 59).
3. الحال، كقوله تعالى: <فَخَرَجَ عَلىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ> (القصص: 79).
4. الصلة، كقوله تعالى: <وَ لَهُ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ> (الأنبياء: 19).
ص: 244
4. معاني حروف الجرّ(1)
إلى:
لها معانٍ، منها:
1. انتهاء الغاية المكانيّة و الزمانيّة(2): و هو الغالب، كقوله تعالى: <ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيٰامَ إِلَى اللَّيْلِ> (البقرة: 187) و <سُبْحٰانَ الَّذِي أَسْرىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى> (الإسراء: 1).
و اعلم أنّ ما بعد «إلى» لا تدخل في حكم ما قبلها ما لم توجد قرينة تدلّ على دخوله، نحو:
«قرأت القرآن إلى سورة البراءة» و «قرأت القرآن من أوّله إلى آخره»، بخلاف «حتّى».
2. المصاحبة(3): كقوله تعالى: <مَنْ أَنْصٰارِي إِلَى اللّٰهِ> (آل عمران: 52)، أي: مع اللّه.
3. الاختصاص: كقوله تعالى: <وَ الْأَمْرُ إِلَيْكِ> (النمل: 33)، أي: لَك.
4. الظرفيّة: كقوله تعالى: <لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلىٰ يَوْمِ الْقِيٰامَةِ> (النساء: 87)، أي: في يوم القيامة.
لها معان، منها:
1. الإلصاق(4): و هو على قسمين: حقيقي، كقوله تعالى:
<وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللّٰهُ بِضُرٍّ فَلاٰ كٰاشِفَ لَهُ إِلاّٰ هُوَ> (الأنعام: 17) و مجازي، كقوله تعالى:
<وَ إِذٰا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغٰامَزُونَ> (المطفّفين: 30).
ص: 245
2. الاستعانة: و هي الداخلة على آلة الفعل، كقوله تعالى:
<فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتٰابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هٰذٰا مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ> (البقرة: 79).
3. السببيّة: و هي الدالّة على أنّ ما بعدها سبب و علّة لما قبلها، كقوله تعالى:
<إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخٰاذِكُمُ الْعِجْلَ> (البقرة: 54)، أي: بسبب اتّخاذكم العجل.
4. المصاحبة: كقوله تعالى: <اِهْبِطْ بِسَلاٰمٍ> (هود: 48)، أي: مع سلامٍ.
5. الظرفيّة الزمانيّة و المكانيّة: كقوله تعالى: <نَجَّيْنٰاهُمْ بِسَحَرٍ> (القمر: 34) و <وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ بِبَدْرٍ> (آل عمران: 123)، أي: فيهما.
6. المقابلة: و هي الداخلة على الأعواض، كقوله تعالى: <اُدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمٰا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ> (النحل: 32)
7. القَسَم: و هي أصل أحرفه(1) و لذلك خصّت بأحكام منها: جواز ذكر فعل القسم معها،
كقوله تعالى: <لاٰ أُقْسِمُ بِهٰذَا الْبَلَدِ> (البلد: 1) و دخولها على الظاهر و المضمر، نحو: «بك لَأَفْعَلَنَّ».
8. التعدية: و هي الباء الّتي تعدّى الفعل اللازم و تجعل فاعله مفعولًا و لذا تسمّى بباء النقل أيضاً، كقوله تعالى: <ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ> (البقرة: 17).
9. التوكيد: و هي فيما إذا كانت زائدة، كقوله تعالى: <وَ مَا اللّٰهُ بِغٰافِلٍ عَمّٰا تَعْمَلُونَ> (البقرة: 74).
و <كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً> (الرعد: 43).
قد مرّ أنّ الحروف الجارّة الزائدة و شبهها ليس لهما متعلّق بخلاف غيرهما.
معناها القسم مع التعجّب و لا تدخل إلّا على لفظة «اللّه» و «ربّي» و «ربّ الكعبة» و «الرحمن»
ص: 246
و يحذف فعل القسم معها وجوباً، كقوله تعالى: <وَ تَاللّٰهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنٰامَكُمْ> (الأنبياء: 57).
معناها الاستثناء، أي: إخراج مجرورها عن حكم ما قبلها، نحو قول الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام: «لَا أَسْتَجِيرُ بِتَهَجُّدِي لَيلًا وَ لَا تُثنِي عَلَيَّ بِإِحيائِها سُنَّةٌ حَاشَا فُرُوضِكَ الَّتِي مَن ضَيَّعَهَا هَلَكَ».(1)
معناها انتهاء الغاية، كقوله تعالى: <سَلاٰمٌ هِيَ حَتّٰى مَطْلَعِ الْفَجْرِ> (القدر: 5).
و قد تدخل على الفعل المضارع المنصوب ب - «أن» المقدّرة فحينئذٍ لها ثلاثة معانٍ:
1. انتهاء الغاية: كقوله تعالى: <قٰالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عٰاكِفِينَ حَتّٰى يَرْجِعَ إِلَيْنٰا مُوسىٰ> (طه: 91)،
أي: إلى أن يَرجِعَ.
2. التعليل: كقوله تعالى:
<هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاٰ تُنْفِقُوا عَلىٰ مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللّٰهِ حَتّٰى يَنْفَضُّوا> (المنافقون: 7)،
أي: لينفضّوا.
3. الاستثناء: كقوله تعالى: <وَ مٰا يُعَلِّمٰانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّٰى يَقُولاٰ إِنَّمٰا نَحْنُ فِتْنَةٌ> (البقرة: 102)، أي: إلّا أن يقولا.
و لها أحكام:
1. وجوب تصديرها في جملتها فلا يجوز أن يتقدّم عليها شيء منها.(1)
2. وجوب تنكير مجرورها و توصيفه(2) إن كان اسماً ظاهراً، نحو: «رُبَّ رجلٍ صالح لقيته».
3. وجوب إفراد مجرورها و تذكيره و تمييزه بما يطابق المراد منه إن كان ضميراً،(3) نحو:
«ربّه رجلين لقيتهما.»
4. عدم افتقارها إلى متعلّق لأنّها حرف جرّ شبه زائدة.
5. جواز حذفها و بقاء عملها و ذلك بعد الواو أكثر و بعد الفاء كثير و بعد «بل» قليل، نحو قول امرئ القيس:
29. «و ليلٍ كموج البحر أَرْخَى سُدُولَهُ *** عليّ بأنواع الهُمُوم ليبتلي»(4).
30. «رُبّما الجاملُ المؤبَّل فيهم *** و عناجيج بينهنّ المهار».
لها معانٍ، منها:
1. الاستعلاء: و هو نوعان:
حقيقيّ و هو إمّا «حسّيّ»، كقوله تعالى: <وَ عَلَيْهٰا وَ عَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ> (المؤمنون: 22) أو «معنويّ»، كقوله تعالى: <تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ> (البقرة: 253).
و مجازيّ، كقوله تعالى: <أَوْ أَجِدُ عَلَى النّٰارِ هُدىً> (طه: 10).
2. المصاحبة: كقوله تعالى: <وَ يُطْعِمُونَ الطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً> (الإنسان: 8)، أي: مع حبّه.
3. الظرفيّة: كقوله تعالى: <وَ دَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهٰا> (القصص: 15)، أي: في حين غفلةٍ.
4. مرادفة «من»: كقوله تعالى: <اَلَّذِينَ إِذَا اكْتٰالُوا عَلَى النّٰاسِ يَسْتَوْفُونَ> (المطفّفين: 2)، أي: من النّاس.
لها معانٍ، منها:
1. المجاوزة:(1) نحو: «رميت السهم عن القوس» و كقوله تعالى:
<تَتَجٰافىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضٰاجِعِ> (السجدة: 16) و <رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ> (البيّنة: 8).
2. البدل: كقوله تعالى: <وَ اتَّقُوا يَوْماً لاٰ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً> (البقرة: 48) أي: بدل نفسٍ.
3. مرادفة «بعد»: كقوله تعالى: <لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ> (الانشقاق: 19) أي: بعد طبقٍ.
ص: 249
لها معانٍ، منها:
1. الظرفيّة المكانيّة و الزمانيّة:(1) و هو الأكثر، كقوله تعالى:
<الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ>
(الروم: 1-4) و <وَ كُلَّ إِنسٰانٍ أَلْزَمْنٰاهُ طٰائِرَهُ فِي عُنُقِهِ> (الإسراء: 13).
2. المصاحبة: كقوله تعالى: <فَخَرَجَ عَلىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ> (القصص: 79)، أي: مع زينته.
3. الاستعلاء: كقوله تعالى: <لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ> (طه: 71)، أي: على جذوع النخل.
لها معانٍ، منها:
1. التشبيه: و هو الغالب، كقوله تعالى: <وَ مٰا أَمْرُنٰا إِلاّٰ وٰاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ> (القمر: 50)
2. التعليل: كقوله تعالى: <وَ اذْكُرُوهُ كَمٰا هَدٰاكُمْ> (البقرة: 198)، أي: بسبب هدايته إيّاكم.
3. الاستعلاء: كقولك: «كخير» في جواب: «كيف حالك؟»، أي: على خير.
4. التأكيد: و هي زائدة،(2) كقوله تعالى: <لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ> (الشورى: 11).
لها معان، منها:
1. الاختصاص: و هذا أكثر في الاستعمال، كقوله تعالى:
<اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ> (الفاتحة: 2) و <لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ> (البقرة: 255).
2. التمليك و شبهه:(3) نحو: «وهبت لزيدٍ ديناراً» و كقوله تعالى:
ص: 250
<جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوٰاجاً> (النحل: 72).
3. التعليل: كقول أبي طالب عليه السلام في النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السلام:(1)
31. «قد بذلناك و البلاء شديد *** لفداء الحبيب و ابن الحبيب».
4. الصيرورة و العاقبة:(2) كقوله تعالى: <فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَ حَزَناً> (القصص: 8)
5. التبليغ:(3) و ذلك بعد القول و نحوه، كقول حسّان بن ثابت في الغدير:(4)
32. «فقال له قُمْ يا علي، فإنّني *** رضيتك من بعدي إماماً و هادياً».
6. المجاوزة: كقوله تعالى: <وَ قٰالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كٰانَ خَيْراً مٰا سَبَقُونٰا إِلَيْهِ> (الأحقاف: 11)، أي: عن الّذين.
7. القسم(5): و تختصّ باسم اللّه تعالى، كقول ساعدة بن جوية:(6)
33. «للّه يبقى علي الأيّام ذو حِيَدٍ *** أدفى صَلودٌ من الأوعال ذو خدم».ى.
ص: 251
8. التوكيد: و ذلك عند زيادتها، و أكثر ما زيدت، بين الفعل و مفعوله، نحو قول ابن ميّادة:
34. «و ملكت ما بين العراق و يثرب *** مُلكاً أجار لمسلم و معاهدٍ»(1).
و قد تأتي لتقوية عامل ضعيف(2) إمّا لتأخّره عن معموله، كقوله تعالى: <وَ فِي نُسْخَتِهٰا هُدىً وَ رَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ> (الأعراف: 154) و إمّا لفرعيّته في العمل، كقوله تعالى: <وَ آمِنُوا بِمٰا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمٰا مَعَكُمْ> (البقرة: 41) و قد اجتمعتا في قول أبي الشعثاء:
35. «يا ربّ إنّي للحسين ناصر *** و لابن سعد تارك و هاجر».(3)
الأوّل: قد تؤكّد اللام النفي الواقع في الكلام فتسمّى لام الجحود و ذلك فيما إذا دخلت على الفعل الّذي هو خبر ل - «ما كان» أو «لم يكن» الناقصة الّتي يتّحد اسمها مع فاعل الفعل الّذي كان خبرها، كقوله تعالى: <لَمْ يَكُنِ اللّٰهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ> (النساء: 137).
الثّاني: إنّ اللام تكسر مع الاسم الظاهر و ياء المتكلّم و تفتح مع غير ياء المتكلّم من الضمائر و مع المستغاث المباشر ل - «يا»، كقوله تعالى: <لَكُمْ دِينُكُمْ وَ لِيَ دِينِ> (الكافرون: 6) و نحو «يا لَ - لّه».
تختصّان بأسماء الزمان الماضية و الحاضرة و معناهما:
1. ابتداء الزمان: إن كان المجرور معرفة و زمانه ماضياً، نحو: «ما رأيته مذ
يوم الجمعة».
2. الظرفيّة: إن كان المجرور معرفة و زمانه حالًا، نحو: «ما رأيته مذ يومنا».
3. مرادفة «من» و «إلى» معاً: إن كان المجرور نكرة معدودة، نحو: «ما رأيته مذ ثلاثة أيّام».
ص: 252
لها معانٍ، منها:
1. ابتداء الغاية المكانيّة و الزمانيّة: و هذا هو الغالب، كقوله تعالى:
<لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ> (التوبة: 108).
و قول الفرزدق في الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام:
36. «مَنْ يعرفِ اللّه يعرفْ أوليّةَ ذا *** فالدِّين من بيت هذا نَالَه الأُممُ»(1).
2. التبعيض: و علامتها جواز وقوع «بعض» في مكانها و عدم تغيّر المعنى حينئذٍ، كقوله تعالى: <لَنْ تَنٰالُوا الْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ> (آل عمران: 92)، أي: بعض ما تحبّون.
3. بيان الجنس:(2) كقوله تعالى:
<مٰا يَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاٰ مُمْسِكَ لَهٰا> (فاطر: 2) و <يُحَلَّوْنَ فِيهٰا مِنْ أَسٰاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ> (3)(الكهف: 31).
4. التعليل: كقوله تعالى: <مِمّٰا خَطِيئٰاتِهِمْ أُغْرِقُوا> (نوح: 25)، أي: لما.
5. البدل: كقوله تعالى: <أَ رَضِيتُمْ بِالْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا مِنَ الْآخِرَةِ> (التوبة: 38)، أي: بدل الآخرة.
6. الظرفيّة: كقوله تعالى: <إِذٰا نُودِيَ لِلصَّلاٰةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ> (الجمعة: 9)، أي: في يوم الجمعة.
7. المجاوزة(4): كقوله تعالى: <فَوَيْلٌ لِلْقٰاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللّٰهِ> (الزمر: 22)، أي: عن ذكر اللّه.
8. التأكيد: و هي زائدة و يشترط فيها تقدّم نفي أو نهي أو استفهام ب - «هل»، و تنكير مجرورها و كونه فاعلًا، كقوله تعالى: <مٰا جٰاءَنٰا مِنْ بَشِيرٍ> (المائدة: 19) أو مفعولًا، كقوله تعالى:
<مٰا تَرىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمٰنِ مِنْ تَفٰاوُتٍ> (الملك: 3)
ص: 253
أو مبتداً، كقوله تعالى: <هَلْ مِنْ خٰالِقٍ غَيْرُ اللّٰهِ> (فاطر: 3).
معناها القسم و لا تدخل إلّا على الاسم الظاهر و لا تتعلّق إلّا ب - «أُقسم» محذوفاً و نحوه، كقوله تعالى: <وَ الْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسٰانَ لَفِي خُسْرٍ> (العصر: 1 و 2).
قد تحذف حرف الجرّ و ينصب الاسم بعده و يسمّى ب - «المنصوب بنزع الخافض» و هو قياسيّ مع «أن» و «أنّ»، كقوله تعالى: <أَ وَ عَجِبْتُمْ أَنْ جٰاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ> (الأعراف: 63)، أي: من أن جاءكم. و سماعي في غير ذلك، كقوله تعالى:
<وَ اخْتٰارَ مُوسىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقٰاتِنٰا> (الأعراف: 155)، أي: من قومه.
1. حروف الجرّ: حروف تدخل على الأسماء فقط و تجرّها و هي: إلى، الباء، التّاء، حاشا، خلا، عدا، حتى، رُبّ، على، عن، في، الكاف، اللام، مُذ، مُنْذُ، مِنْ، الواو.
2. تنقسم باعتبار معناها إلى ثلاثة أقسام: «الأصليّة»، «الزائدة» و «شبه الزائدة».
3. و هي باعتبار كيفيّة مجرورها على قسمين: عامّة و هي: إلى، الباء، حاشا، خلا، عدا، على، عن، في، اللام، من و ربّ. و خاصّة و هي: التاء، حتّى، الكاف، مذ، منذ و الواو. و العامّة تدخل على الظاهر و المضمر بخلاف الخاصّة فإنّها تدخل على الظاهر فقط.
4. إنّ حروف الجرّ الأصليّة لا بدّ لها من متعلّق ترفع إبهامه بخلاف الزائدة و شبه الزائدة.
5. المتعلّق إن كان عامّاً محذوفاً فالجارّ و المجرور مستقرّ و إلّا فلغو.
و هذا الحكم يجري في الظروف أيضاً.
ص: 254
الصورة
ص: 255
الصورة
ص: 256
1. عيّن معاني حروف الجر و خصوصياتها و متعلقاتها في الآيات الكريمة التالية:
<وَ لِلّٰهِ خَزٰائِنُ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ> (المنافقون: 7).
<أَ لَيْسَ اللّٰهُ بِأَحْكَمِ الْحٰاكِمِينَ> (التين: 8).
<لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ> (القدر: 3).
<هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنٰاكِبِهٰا وَ كُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَ إِلَيْهِ النُّشُورُ> (الملك: 15).
<فَوَ رَبِّ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مٰا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ> (الذاريات: 23).
<فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمٰا يَنْكُثُ عَلىٰ نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفىٰ بِمٰا عٰاهَدَ عَلَيْهُ اللّٰهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً> (الفتح: 10).
<ثُمَّ بَدٰا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مٰا رَأَوُا الْآيٰاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتّٰى حِينٍ> (يوسف: 35).
<أَ فَغَيْرَ دِينِ اللّٰهِ يَبْغُونَ وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ طَوْعاً وَ كَرْهاً وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ> (آل عمران: 83).
<فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ اَلَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاٰتِهِمْ سٰاهُونَ> (الماعون: 4 و 5).
2. أعرِب ما يلي:
<مٰا يَفْتَحِ اللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاٰ مُمْسِكَ لَهٰا وَ مٰا يُمْسِكْ فَلاٰ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ> (فاطر: 2).
ص: 257
ص: 258
الفعل المضارع المجزوم
ص: 259
المجزومات
و هي منحصرة في الفعل المضارع.(1) و جازمه على قسمين:
الأوّل: ما يجزم فعلًا واحداً و هي لام الأمر و «لا» النهي و «لم» و «لمّا»(2) و الأوّل تدخل على صيغ الغائب و المتكلّم من المعلوم و على الجميع من المجهول، و غيره تدخل على الجميع مطلقاً، كقوله تعالى: <وَ لْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كٰاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَ لاٰ يَأْبَ كٰاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ> (البقرة: 282) و <قٰالَتِ الْأَعْرٰابُ آمَنّٰا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنٰا وَ لَمّٰا يَدْخُلِ الْإِيمٰانُ فِي قُلُوبِكُمْ> (الحجرات: 14)
الثّاني: ما يجزم فعلين و هي أداة الشرط الجازمة،(3) كقوله تعالى:
<يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللّٰهَ يَنْصُرْكُمْ> (محمّد صلي الله عليه و آله: 7).ً.
ص: 260
الصورة
ص: 261
1. أعرب الآيات الكريمة و عيّن عوامل الجزم منها:
<وَ إِلاّٰ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَ أَكُنْ مِنَ الْجٰاهِلِينَ> (يوسف: 33).
<وَ لاٰ تَجَسَّسُوا وَ لاٰ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً> (الحجرات: 12).
<فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً> (الكهف: 110).
2. أعرِب ما يلي:
<وَ مَنْ يُهٰاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّٰهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرٰاغَماً كَثِيراً وَ سَعَةً> (النساء: 100).
ص: 262
1. النعت
2. البدل
3. عطف البيان
4. التوكيد
5. عطف النسق
ص: 263
التوابع
النعت:(1) هو التابع الّذي يكمّل متبوعه ببيان صفة من صفات متبوعه أو صفة من صفات متعلّق(2) متبوعه الّذي يذكر بعدها.
و يسمّى الأوّل «النعت الحقيقي»، نحو: «جاء زيد العالم» و الثّاني «النعت السببي»، نحو:
«جاء زيد القائم أبوه».
الصورة
للنعت فوائد:
أ. التوضيح:(3) إذا كان المنعوت معرفة و لكنّه لم يتعيّن عند المخاطب، كقوله تعالى:
<فَآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ> (الأعراف: 158).
ب. التخصيص:(4) إذا كان المنعوت نكرة و قصد تقليل إبهامه، كقوله تعالى:
<لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ> (الأحزاب: 21).
ص: 265
ج. المدح أو الذمّ أو الترحّم: إذا كان في لفظ النعت ما يدلّ على إحديها و المنعوت معيّن عند المخاطب، كقوله تعالى: <هُوَ اللّٰهُ الَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاٰمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّٰارُ الْمُتَكَبِّرُ> (الحشر: 23) و <فَإِذٰا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ مِنَ الشَّيْطٰانِ الرَّجِيمِ> (النحل: 98) و قول الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام: «فَإِنّى عَبْدُكَ المسْكينُ الْمُسْتَكِينُ الضَّعيِفُ الضَّرِيرُ الْحَقِيرُ الْمَهِينُ الْفَقِيرُ الْخَائِفُ الْمُسْتَجِيرُ».(1)
د. التوكيد: إذا كان المنعوت مشتملًا على معنى النعت، كقوله تعالى:
<لاٰ تَتَّخِذُوا إِلٰهَيْنِ اثْنَيْنِ> (النحل: 51).
النعت باعتبار لفظه على ثلاثة أشكال:
أ) مفرد
و يشترط فيه أن يكون مشتقّاً(2) أو مؤوّلًا به،(3) كقوله تعالى: <اَلَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَ لَعِباً وَ غَرَّتْهُمُ الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا فَالْيَوْمَ نَنْسٰاهُمْ كَمٰا نَسُوا لِقٰاءَ يَوْمِهِمْ هٰذٰا> (الأعراف: 51).
ب) جملة
و ينعت بها النكرة و يشترط فيها أن تكون:
1. خبريّة.
2. مشتملة على ضمير مذكور أو مقدّر يعود إلى المنعوت.
ص: 266
كقوله تعالى: <وَ اتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّٰهِ> (البقرة: 281) و <وَ اتَّقُوا يَوْماً لاٰ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً> (البقرة: 48)، أي: لا تجزي فيه.
ج) شبه جملة (الظرف و الجار و المجرور)
ينعت بها النكرة أيضاً و يشترط فيها أن تكون مستقرّاً مشتملًا على ضمير المنعوت(1)، كقوله تعالى: <أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ> (البقرة: 157) أي: صلوات كائنات من ربّهم.
و قد اجتمعت الثلاثة في قوله تعالى: <وَ قٰالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمٰانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللّٰهُ> (غافر: 28).
أ) النعت المفرد
فالحقيقي منه يتبع المنعوت في الإعراب و التعريف و التنكير مطلقاً و يطابقه في التعداد و التذكير أو التأنيث و يرفع ضميراً عائداً إلى المنعوت إن كان مشتقّاً، كقوله تعالى: <هُوَ اللّٰهُ الْخٰالِقُ الْبٰارِئُ الْمُصَوِّرُ> (الحشر: 24).
و السببي منه إن رفع ضميراً مستتراً عائداً إلى المنعوت فهو كالنعت الحقيقي، نحو:
«جائتني امرأة كريمة الأب» و «جائني رجلان كريما الأب». و إن رفع اسماً ظاهراً أو ضميراً منفصلًا يتبع متبوعه في الإعراب و التعريف و التنكير فقط و يراعى ما بعده في التذكير أو التأنيث و يلزم الإفراد كالفعل مع فاعله. و يشتمل على
ضمير المنعوت، كقوله تعالى: <رَبَّنٰا أَخْرِجْنٰا مِنْ هٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظّٰالِمِ أَهْلُهٰا> (النساء: 75).
ب و ج) النعت الجملة و شبه الجملة
و هما تتبعان المنعوت في اعرابها المحلّي، و تشتملان على ضميره كما تقدّم.
ص: 267
1. النعت على قسمين:
أ) النعت الحقيقي: هو نعت يبيّن صفة من صفات متبوعه.
ب) النعت السببي: هو نعت يبيّن صفة من صفات متعلّق متبوعه.
2. فوائد النعت:
أ) التوضيح، إذا كان المنعوت معرفة،
ب) التخصيص، إذا كان المنعوت نكرة،
ج) التوكيد، إذا كان المنعوت مشتملًا على معنى النعت،
د) المدح و الذمّ و الترحّم، إذا كان لفظ النعت دالًّا عليها.
3. أشكال النعت: «مفرد»، «جملة»، «شبه جملة».
4. أحكام النعت:
أ) أحكام النعت الحقيقي: يتبع المنعوت في الإعراب و التعريف و التنكير مطلقاً و يطابقه في التعداد و التذكير أو التأنيث و يرفع ضميراً يعود إلى المنعوت إن كان مشتقاً.
ب) أحكام النعت السببي: هو كالنعت الحقيقي في الإعراب و التعريف و التنكير مطلقاً - سواء رفع ضميراً مستتراً أو اسماً ظاهراً - و أمّا في التذكير أو التأنيث و التعداد فكالفعل إن رفع اسماً ظاهراً أو ضميراً منفصلًا، و يشتمل على ضمير المنعوت.
الصورة
ص: 268
1. عيّن النعت و منعوته و نوعه في الآيات التالية:
<سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى> (الأعلى: 1)
<فَإِذٰا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وٰاحِدَةٌ> (الحاقة: 13)
<فِيهِمٰا عَيْنٰانِ نَضّٰاخَتٰانِ> (الرحمن: 66)
<اَلْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ> (البقرة: 197)
<فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقىٰ> (البقرة: 256)
<قٰالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هٰذٰا> (الأنبياء: 63)
<قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّٰهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبٰادِهِ> (الأعراف: 32) --
<فَبَعَثَ اللّٰهُ غُرٰاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ> (المائدة: 31)
<فِي جَنَّةٍ عٰالِيَةٍ قُطُوفُهٰا دٰانِيَةٌ> (الحاقّة: 22 و 23)
<أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ> (البقرة: 157)
<يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهٰا شَرٰابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوٰانُهُ> (النحل: 69)
<اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ زِدْنٰاهُمْ عَذٰاباً فَوْقَ الْعَذٰابِ> (النحل: 88)
<قٰالَتْ رُسُلُهُمْ أَ فِي اللّٰهِ شَكٌّ فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ> (ابراهيم: 10)
2. أعرِب ما يلي:
<لَيْسُوا سَوٰاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ أُمَّةٌ قٰائِمَةٌ يَتْلُونَ آيٰاتِ اللّٰهِ آنٰاءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ> (آل عمران: 113).
ص: 269
البدل: التابع المقصود بالحكم(1) بلاواسطة، و يسمّى المتبوع «المبدل منه» و التابع «البدل».
الصورة
و هو على أربعة أقسام:
1. بدل الكلّ من الكلّ: و هو البدل المطابق للمبدل منه في المصداق و إن خالفه مفهوماً،
كقوله تعالى: <اِهْدِنَا الصِّرٰاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرٰاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ> (الفاتحة: 6 و 7).
2. بدل البعض من الكلّ: و هو البدل الّذى كان جزءً من أجزاء المبدل منه أو فرداً من أفراده، كقوله تعالى: <وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً> (آل عمران: 97).
3. بدل الاشتمال: و هو البدل الّذى يدلّ على معنى يشمله المبدل منه، كقوله تعالى:
<يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرٰامِ قِتٰالٍ فِيهِ> (البقرة: 217).
4. بدل المبائن: و هو البدل الّذى كان مغايراً للمبدل منه و ذلك على ثلاثة أنحاءٍ:
أ) بدل الغلط: و هو البدل الّذي ذكر لرفع الخطأ الحاصل من ذكر المبدل منه غلطاً مع عدم قصده، نحو: «جاء زيد عمرو».
ص: 270
ب) بدل النسيان(1): و هو البدل الّذي ذكر لرفع الخطأ الحاصل من ذكر المبدل منه سهواً و غفلةً مع قصده، نحو: «جاء أبي أخي».
ج) بدل الإضراب(2): و هو البدل الّذي ذكر لتغيير رأي و اعتقاد، نحو: «حبيبي قمر شمس».
1. إنّ بدل البعض و الاشتمال(3)، يلازمان ضميراً يربطهما بالمبدل منه مذكوراً، كقوله تعالى:
<ثُمَّ عَمُوا وَ صَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ> (المائدة: 71) و <يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرٰامِ قِتٰالٍ فِيهِ> -- (البقرة: 217). أو مقدّراً، كقوله تعالى: <وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً> (آل عمران: 97)، أي: منهم. و <قُتِلَ أَصْحٰابُ الْأُخْدُودِ اَلنّٰارِ ذٰاتِ الْوَقُودِ> (البروج: 4 و 5)، أي: النّار فيه.
2. لا تشترط مطابقة البدل للمبدل منه في التعريف و التنكير، فتبدل المعرفة من النكرة،
كقوله تعالى: <وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرٰاطِ اللّٰهِ> (الشورى: 52 و 53).
و النكرة من المعرفة بشرط أن تكون النكرة موصوفة، كقوله تعالى:
<كَلاّٰ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنّٰاصِيَةِ نٰاصِيَةٍ كٰاذِبَةٍ خٰاطِئَةٍ> (العلق: 15 و 16).
و أمّا المطابقة في التعداد و التذكير أو التأنيث فتشترط في بدل الكلّ من الكلّ، دون غيره من أنواع البدل.
3. لا يبدل الضمير من الضمير و لا الضمير من الظاهر و لكن يجوز العكس، فيبدل الظاهر من الضمير، كقوله تعالى:
<وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا> (الأنبياء: 3) و كقوله تعالى: <تَكُونُ لَنٰا عِيداً لِأَوَّلِنٰا
وَ آخِرِنٰا> (4) (المائدة: 114).
ص: 271
4. إذا كان المبدل منه اسم شرط أو استفهام دخلت أداة الشرط و الاستفهام على البدل، نحو: «متى قمت إن ليلًا أو نهاراً أقُمْ» و «كيف أنت أ صحيح أم سقيم» و كقول الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام: «فَمَا نَدْرِي مَا نَشْكُرُ أَ جَمِيلَ مَا تَنْشُرُ أَمْ قَبِيحَ مَا تَسْتُرُ».(1)
1. بدل الاسم من الاسم، سواءً كانا نكرتين، كقوله تعالى:
<إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفٰازاً حَدٰائِقَ وَ أَعْنٰاباً> (النبأ: 31 و 32).
أم معرفتين أم مختلفين كما في الأمثلة المتقدّمة.
2. بدل الفعل من الفعل، كقوله تعالى:
<وَ مَنْ يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثٰاماً يُضٰاعَفْ لَهُ الْعَذٰابُ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ> (الفرقان: 68 و 69).
3. بدل الجملة من الجملة، كقوله تعالى: <أَمَدَّكُمْ بِمٰا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعٰامٍ وَ بَنِينَ> (الشعراء: 132 و 133). و قول الشاعر:
37. «أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا *** و إلّا فكن في السرّ و الجهر مسلماً».(2)
4. بدل الجملة من المفرد، كقوله تعالى:
<أَ فَلاٰ يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَ إِلَى السَّمٰاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ> (الغاشية: 17 و 18).
5. بدل المفرد من الجملة، كقوله تعالى:
<اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلىٰ عَبْدِهِ الْكِتٰابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً> (3) (الكهف: 1 و 2).
ص: 272
1. البدل: هو التابع المقصود بالحكم بلاواسطة و يسمّى المتبوع «المبدل منه» و التابع «البدل».
2. الأقسام:
الصورة
3. انواع البدل و شرائطه
الصورة
4. أحكام البدل:
أ. إنّ بدل البعض و الاشتمال يلازمان ضميراً يربطهما بالمبدل منه مذكوراً أو مقدراً.
ب. و لا تشترط مطابقة البدل للمبدل منه فيبدل النكرة من المعرفة بشرط أن تكون النكرة موصوفة. و تشترط المطابقة في التعداد و الجنس في بدل الكل من الكل فقط.
ج. و لا يبدل الضمير من الضمير و لا الضمير من الظاهر و يجوز العكس.
د. إذا كان المبدل منه اسم شرط أو استفهام دخلت أداة الشرط و الاستفهام على البدل.
5. أشكال البدل و هي خمسة: الاسم من الاسم، الفعل من الفعل، الجملة من الجملة، الجملة من المفرد، المفرد من الجملة.
ص: 273
1. عيّن البدل و المبدل منه و نوعه من الآيات التالية ثمّ ترجمها:
<فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوٰادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً> (طه: 12)
<جَعَلَ اللّٰهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرٰامَ قِيٰاماً لِلنّٰاسِ> (المائده: 97) <وَ عَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعٰامُ مِسْكِينٍ> (البقرة: 184)
<إِلىٰ صِرٰاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اَللّٰهِ الَّذِي لَهُ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي الْأَرْضِ> (ابراهيم: 1 و 2)
<وَ إِذْ نَجَّيْنٰاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذٰابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ يَسْتَحْيُونَ نِسٰاءَكُمْ> (البقرة: 49)
<قُمِ اللَّيْلَ إِلاّٰ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً> (المزمل: 2 و 3)
<فِيهِ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ مَقٰامُ إِبْرٰاهِيمَ> (آل عمران: 97)
<وَ حٰاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذٰابِ اَلنّٰارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهٰا> (غافر: 45 و 46)
<وَ اللّٰهُ لاٰ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتٰالٍ فَخُورٍ اَلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَ يَأْمُرُونَ النّٰاسَ بِالْبُخْلِ> (الحديد: 23 و 24)
<قُتِلَ أَصْحٰابُ الْأُخْدُودِ اَلنّٰارِ ذٰاتِ الْوَقُودِ> (البروج: 4 و 5)
ص: 274
و هي:
أ) توضيح المتبوع إن كان معرفة، كقوله تعالى:
<إِنَّ اللّٰهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ> (آل عمران: 45).
ب) تخصيصه إن كان نكرة، كقوله تعالى: <أَوْ كَفّٰارَةٌ طَعٰامُ مَسٰاكِينَ> (المائدة: 95).
و هي تبعيّة المتبوع في الإعراب و مطابقته في التعداد و التذكير أو التأنيث و التعريف او التنكير كالنعت.(2)
ص: 275
و الغالب منها:
أ) الاسم بعد الكنية، نحو: «قام ابن أبي طالب عليّ عليه السلام».
ب) الاسم بعد اللقب، نحو: «قام خيرُ البَرِيَّةِ عليّ عليه السلام».
ج) الاسم الظاهر الجامد بعد أسماء الإشارة، كقوله تعالى: <ذٰلِكَ الْكِتٰابُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ> (البقرة: 2).
د) المفسِّر المفرد بعد «أي» التفسيريّة، نحو: «جاء عليّ أي أمير المؤمنين».
ه) الموصوف بعد الصفة، نحو: «جاء الشجاع عليّ» و قوله تعالى: <إِنَّكَ بِالْوٰادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً> (طه: 12).
و اعلم أنّ عطف البيان لا يكون ضميراً و لا تابعاً لضمير و لا فعلًا و لا تابعاً لفعل و لا جملة و لا تابعاً لجملة و لا يكون أيضاً بلفظ متبوعه، لأنّ الشيء لا يوضّح نفسه و لا يخصّصه.
1. عطف البيان: هو التابع الجامد الّذي يقصد به إيضاح المتبوع و الأغلب أن يكون أشهر من متبوعه.
2. فوائده:
أ) توضيح المتبوع إن كان معرفة. -- ب) تخصيصه إن كان نكرة.
3. حكمه: التبعية للمتبوع في الإعراب و المطابقة له في التعداد و التذكير و التأنيث و التعريف و التنكير كالنعت.
4. الأشكال: الغالب منها: الاسم بعد اللقب أو الكنية، و الاسم الظاهر الجامد بعد أسماء الإشارة، و المفسَّر بعد المفسَّر، الموصوف بعد الصفة.
5. عطف البيان لا يكون ضميراً و لا تابعاً لضمير و لا فعلًا و لا تابعاً لفعل و لا جملة و لا تابعاً لجملة و لا يكون بلفظ متبوعه.
ص: 276
1. عيّن العطف البيان في الآيات التالية ثمّ ترجمها:
<إِذْ قٰالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَ لاٰ تَتَّقُونَ> (الشعراء: 106)
<وَ يُسْقىٰ مِنْ مٰاءٍ صَدِيدٍ> (ابراهيم: 16)
<ثُمَّ أَرْسَلْنٰا مُوسىٰ وَ أَخٰاهُ هٰارُونَ> (المومنون: 45)
<يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبٰارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ> (النور: 35)
<إِنَّ هٰذٰا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولىٰ صُحُفِ إِبْرٰاهِيمَ وَ مُوسىٰ> (الأعلى: 18 و 19)
يفارق بدل كلّ من كلّ عطف البيان من ستّة وجوه:
1. عطف البيان لا يخالف متبوعه في التعريف و التنكير، بخلاف البدل.
2. عطف البيان لا يكون جملة و لا تابعاً لجملة، بخلاف البدل.
3. عطف البيان لا يكون فعلًا و لا تابعاً لفعل، بخلاف البدل.
4. عطف البيان لا يكون تابعاً لضمير، بخلاف البدل.
5. عطف البيان لا يكون بلفظ متبوعه، بخلاف البدل فيجوز أن يكون بلفظ متبوعه إذا كان معه زيادة.
6. عطف البيان ليس على نيّة إحلاله محلّ متبوعه، بخلاف البدل.
ص: 277
و هو نوعان: لفظي و معنوي.
و هو تكرير اللفظ الأوّل بعينه(2) لتقرير المؤكَّد و إزالة شبهة التجوّز عنه.
و يقع في الاسم، كقوله تعالى: <هَيْهٰاتَ هَيْهٰاتَ لِمٰا تُوعَدُونَ> (المؤمنون: 36) و الفعل، نحو: «قام قام زيدٌ» و الحرف، نحو: «نعم، نعم» و الأغلب فيه - غير أحرف الجواب - أن يعاد مع ما
ص: 278
يتّصل به، كقول قيس بن سعد:
38. «إنَّنا إنَّنا الذين إذا الفت - ح *** شهدنا و خيبراً و حنيناً»(1).
و الجملة،(2) كقوله تعالى:
<وَ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مٰا أَدْرٰاكَ مٰا يَوْمُ الدِّينِ> (الإنفطار: 17 و 18).
<فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً> (الإنشراح: 5 و 6).
و هو توكيد المتبوع بألفاظ مخصوصة و هي:
«نفس» و «عين» و «كلّ» و «كِلا» و «كِلتا» و «جميع» و «عامّة»
ثمّ التوكيد المعنوي على قسمين:
و هو ما يكون لتقرير المؤكَّد و إزالة شبهة التجوّز عنه و له لفظان: «نفس» و «عين» و حكمهما الإفراد مع المؤكَّد المفرد، و الجمع مع المثنّى و المجموع و الإضافة إلى ضمير المؤكَّد، نحو: «جاء عليّ نفسه»، «جاء العليّان أنفسهما»،(3) «جاء العليّون أنفسهم»، «جاءت فاطمة نفسها»، «جاءت الفاطمتان أنفسهما» و «جاءت الفاطمات أنفسهنّ».
و قد تدخل عليهما الباء الزائدة الجارّة، نحو: «جاء عليّ بعينه».
ص: 279
و هو ما يكون لرفع توهّم عدم إرادة الشمول عن المؤكَّد و ذلك على ضربين:
أ) التوكيد المعنوي الشمولي للمجموع أو المفرد ذي الأجزاء.
و ألفاظه: «كلّ» و «جميع» و «عامّة».
و حكمها وجوب الإضافة إلى ضمير المؤكَّد، كقوله تعالى:
<فَسَجَدَ الْمَلاٰئِكَةُ كُلُّهُمْ> (الحجر: 30) <قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلّٰهِ> (آل عمران: 154).
ب) التوكيد المعنوي الشمولي للمثنّى.
و ألفاظه: «كلا» للمذكّر و «كلتا» للمؤنّث.
و حكمهما وجوب الإضافة إلى ضمير المؤكَّد، نحو: «جاء العليّان كلاهما» و «جاءت الفاطمتان كلتاهما».
قال حسّان:
39. «لساني و سيفي صارمان كلاهما *** و يبلغ ما لا يبلغ السيف مذودي»(1).
1. إذا أريد تقوية التوكيد ب - «كلّ» يؤتى بعد «كلّه» ب - «أجمع» و «كلّها» ب -
«جمعاء» و «كلّهم» ب - «أجمعين» و «كلّهنّ» ب - «جُمَعْ»،(2) كقوله تعالى: <فَسَجَدَ الْمَلاٰئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ> (الحجر: 30).
و إذأ أُريد شدّة تقوية التوكيد يؤتى بعد «أجمع» و فروعه ب - «أكتع» و «أبصع» و «أبتع»،
نحو: «جاء القوم كلّهم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون» و لا يلحق بها ضمير المؤكَّد.
ص: 280
2. إذا أريد توكيد الضمير المرفوع المتّصل ب - «نفس» و «عين» وجب أوّلاً توكيده بالضمير المنفصل المرفوع، نحو: «قوموا أنتم أنفسكم».
و أمّا توكيد ضميري النصب و الجرّ بهما أو بغيرهما من ألفاظ التوكيد المعنوي، فلا يلزم فيه ذلك، نحو: «رأيتك نفسك» و «مررت بك عينك»، قال عزّ و جلّ:
<فَلَوْ شٰاءَ لَهَدٰاكُمْ أَجْمَعِينَ> (الأنعام: 149) <لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ> (الأعراف: 18).
و إذا أريد توكيد الضمير لفظاً، فيجوز مطلقاً و يجب حينئذٍ إعادة ما يتّصل بالمؤكَّد في صورة نصبه و جرّه، نحو: «إنّك إنّك...» و «مررت بك بك...».
3. يجوز تأكيد جميع ضمائر المتّصلة بالضمير المرفوع المنفصل، كقوله
تعالى:
<وَ قُلْنٰا يٰا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ> (البقرة: 35) و نحو: «أكرمتك أنت» و «مررت بك أنت».
4. لا يجوز حذف المؤكَّد(1)، لأنّ الغرض من التوكيد التقويةُ، و الحذف ينافيها.ً.
ص: 281
1. التوكيد: التابع الّذي يدلّ على تقرير المتبوع على معناه الظاهر.
2. أقسام التوكيد: «لفظي» و «معنوي»، فاللفظي هو تكرير اللفظ الأوّل بعينه لتقرير الموكَّد و إزالة شبهة التجوّز عنه.
و المعنوي هو توكيد المتبوع بألفاظ مخصوصة و هي على قسمين:
1. التوكيد المعنوي التقريري: هو ما يكون لتقرير الموكَّد و إزالة شبهه التجوّز عنه و له لفظان: «عين» و «نفس».
2. التوكيد المعنوي الشمولي: هو ما يكون لرفع لتوهّم عدم إرادة الشمول عن الموكَّد و قد يكون للمجموع و ما نزّل منزلته و له ألفاظ، ك -: «كلّ»، «عامّة» و «جميع». و قد يكون للمثنّى و له لفظان: «كلا» و «كلتا».
3. أحكام التوكيد: يتبع الموكّد الموكّد في الإعراب و يجب إضافة الموكّد إلى ضمير الموكّد في التوكيد المعنوي. و تستعمل «نفس» و «عين» في
توكيد المفرد مفردتين و في توكيد المثنّى و المجموع مجموعتين. و إذا أريد تقوية التوكيد ب - «كلّ» يؤتى بعده ب - «أجمع» و فروعه و إذا أريد شدّة تقوية التوكيد يؤتى بعد «أجمع» ب - «أبصع»، «أبتع» و «أكتع». و إذا أريد توكيد الضمير المرفوع المتصل ب - «نفس» و «عين» وجب توكيده أوّلًا بالضمير المرفوع المنفصل.
الصورة
ص: 282
1. عيّن المؤكِّد و المؤكَّد و نوعه و إعرابهما من العبارات التالية.
<وَ عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمٰاءَ كُلَّهٰا> (البقرة: 31).
<أَوْلىٰ لَكَ فَأَوْلىٰ ثُمَّ أَوْلىٰ لَكَ فَأَوْلىٰ> (القيامة: 34 و 35).
<إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوٰادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً> (طه: 12).
<كَلاّٰ سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاّٰ سَيَعْلَمُونَ> (النبأ: 4 و 5).
<وَ أَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خٰالِدِينَ فِيهٰا> (هود: 108).
<يٰا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ> (البقرة: 35).
<كَذَّبُوا بِآيٰاتِنٰا كُلِّهٰا> (القمر: 42).
<وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ> (الحجر: 43).
«وَ مَنْ نَظَرَ فِى عُيُوبِ النَّاسِ فَأَنْكَرَهَا ثُمَّ رَضِيَها لِنَفْسِهِ فَذَلك الْأَحمَقُ بِعَيْنِهِ»(1).
«هذا ابن خير عِباد اللَّه كلّهم *** هذا التقي النقي الطاهر العَلَمُ».(2)
2. أعرِب ما يلي:
<قٰالَ اخْرُجْ مِنْهٰا مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ>
(الأعراف: 18).
ص: 283
عطف النسق:(1) هو التابع الّذي يتوسّط بينه و بين متبوعه أحد أحرف العطف. و يسمّى المتبوع، «معطوفاً عليه» و التابع، «معطوفاً».
الصورة
و حروف العطف هي:
«الواو» و «الفاء» و «ثمَّ» و «حتّى» و «أو» و «أم» و «إمّا» و «بل» و «لا» و «لكن»
معناها مطلق الجمع(2) بين المعطوف و المعطوف عليه، كقوله تعالى: <وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا نُوحاً وَ إِبْرٰاهِيمَ> (الحديد: 26) و <كَذٰلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللّٰهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ> (الشورى: 3) و <فَأَنْجَيْنٰاهُ وَ أَصْحٰابَ السَّفِينَةِ> (العنكبوت: 15).
ص: 284
معناها الجمع الترتيبي بين المعطوف و المعطوف عليه بلا مهلة،(1)
كقوله تعالى: <اَلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوّٰاكَ فَعَدَلَكَ> (الانفطار: 7).
و قد تقتضي مع ذلك معنى السببيّة(2) و ذلك غالب فيما إذا كان المعطوف جملة أو صفة، كقوله تعالى: <فَوَكَزَهُ مُوسىٰ فَقَضىٰ عَلَيْهِ> (القصص: 15) و <لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمٰالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ فَشٰارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ> (الواقعة: 52-54).
معناها الجمع الترتيبي بمهلة، كقوله تعالى:
<فَإِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ> (الحج: 5).
معناها الجمع الغائي(3)، نحو قول النبيّ صلى الله عليه و آله: «إنّ طالب العلم ليستغفر له كلّ شىء حتّى حيتان البحر»(4)
و لمعطوفها ثلاث خصوصيات:
أحدها: أنّه يكون ظاهراً لا مضمراً و لا جملة.
ثانيها: أنّه يكون بعضاً من المعطوف عليه أو جزءاً أو كالجزء منه.
ثالثها: أنّه يكون غاية لما قبلها في الزيادة أو النقص. كقول الشاعر:
40. «قهرناكم حتّى الكماة فأنتم *** تهابوننا حتّى بنينا الأصاغرا»(5).
ص: 285
معناها تعلّق الحكم بأحد المتعاطفين أو المتعاطفات، نحو: «جاء زيد أو عمرو».
و تستعمل في موارد، منها:
1. الشكّ، إذا كان المتكلّم شاكّاً في تعلّق الحكم بأحد المتعاطفين، كقوله تعالى: <لَبِثْنٰا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ> (المؤمنون: 113).
2. الإبهام، إذا كان المتكلّم عالماً بكيفيّة تعلّق الحكم و لكن أراد إبهامه على السامع، كقوله تعالى: <وَ إِنّٰا أَوْ إِيّٰاكُمْ لَعَلىٰ هُدىً> (سبأ: 24).
3. التخيير، إذا أراد المتكلّم أن يختار المخاطب أحد المتعاطفين فقط مع عدم جواز الجمع بينهما عرفاً أو شرعاً أو عقلًا، كقوله تعالى: <فَكَفّٰارَتُهُ إِطْعٰامُ عَشَرَةِ مَسٰاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مٰا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ> (المائدة: 89) و قولك: «أقم عندنا أو سافر».
4. الإباحة، إذا أراد المتكلّم أن يختار المخاطب أحد المتعاطفين مع جواز الجمع بينهما، كقوله تعالى: <فَهِيَ كَالْحِجٰارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً> (البقرة: 74).
5. التقسيم، إذا أراد المتكلّم تقسيم لفظٍ عامٍّ مذكور قبل المعطوف عليه،
كقوله تعالى: <إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً> (النساء: 135)، أي: إن يكن المشهود عليه غنيّاً أو فقيراً.
6. انتهاء الغاية، إذا أراد المتكلّم بيان غاية الحكم و حينئذٍ ينصب فعل المضارع بعدها ب - «أن» الناصبة المقدّرة حملًا لها على «إلى»، كقول الشاعر:
41. «لَأستسهلنّ الصعب أو أُدرك المنى *** فما انقادت الآمال إلّا لصابر»(1).
ص: 286
و هي على قسمين: متّصلة و منقطعة:
أمّا المتّصلة(1) فهي تستعمل في موضعين:
1. بعد همزة التسوية،(2) و معناها حينئذٍ معنى الواو و تعطف الجملة على الجملة، كقوله تعالى: <سَوٰاءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاٰ يُؤْمِنُونَ> (البقرة: 6).
2. بعد همزة الاستفهام الّتي يطلب بها و ب - «أم» التعيينُ و معناها حينئذٍ معنى «أو» و تعطف الجملة على الجملة، كقوله تعالى: <أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخٰالِقُونَ> (الواقعة: 59) و المفرد على المفرد، كقوله تعالى: <أَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّٰهُ> (البقرة: 140).
و أمّا المنقطعة(3) فمعناها الإضراب و كثيراً ما تتضمّن مع ذلك استفهاماً. و تعطف الجملة على الجملة، كقوله تعالى: <قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمىٰ وَ الْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمٰاتُ وَ النُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلّٰهِ شُرَكٰاءَ> (4)(الرعد: 16).
معناها تعلّق شيءٍ بأحد المتعاطفين أو المتعاطفات و تستعمل في موارد، كالشكّ و الإبهام و الإباحة و التفصيل و التخيير و يشترط فيها ذكر الواو قبلها و تقدّم «إمّا» الأخرى(5) عليها قبل المعطوف عليه و تعطف المفرد على المفرد، كقوله تعالى: <إِنّٰا هَدَيْنٰاهُ السَّبِيلَ إِمّٰا شٰاكِراً وَ إِمّٰا كَفُوراً> (الإنسان: 3) و الجملة على الجملة، كقوله تعالى: <وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّٰهِ إِمّٰا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمّٰا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ> (التوبة: 106).
ص: 287
معناها تقرير الحكم لما قبلها و عدمه لما بعدها و يشترط فيها أن يتقدّمها إيجاب و ألّا تقترن بعاطف و أن يتعاند متعاطفاها و أن يكون معطوفها مفرداً، نحو: «قام عليّ لا عمروٌ».
معناها الإضراب و الصرف إن تقدّمها إيجاب و تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه، فلا تحكم عليه بشيءٍ و تصرف الحكم إلى ما بعدها، نحو: «قام عمرو بل عليّ».
و تقرير الحكم للسابق و تثبيت ضدّه للّاحق إن تقدّمها نهي أو نفي، نحو: «لا يقم عمرو بل عليّ» و «ما قام عمرو بل عليّ».
و تعطف المفرد على المفرد فقط.(1)
أ) عطف الاسم على الاسم مطلقاً،(1) كقوله تعالى: <إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا> (المائدة: 55).
و اعلم أنّه إذا عطف الاسم الظاهر على الضمير المتّصل المرفوع يجب أن يفصل بين المعطوف و المعطوف عليه بفاصلٍ أو يؤكّد الضمير بضمير منفصل مرفوع مطابق، كقوله تعالى: <اُسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ> (البقرة: 35) و <سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ مٰا أَشْرَكْنٰا وَ لاٰ آبٰاؤُنٰا> (الأنعام: 148).
و إذا عطف اسم ظاهر على الضمير المجرور تكثر فيه إعادة الجار(2)، كقوله تعالى: <رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ لِوٰالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنٰاتِ> (نوح: 28) و <قٰالُوا نَعْبُدُ إِلٰهَكَ وَ إِلٰهَ آبٰائِكَ> (البقرة: 133). و يجوز نحو قوله تعالى: <وَ صَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ وَ كُفْرٌ بِهِ وَ الْمَسْجِدِ الْحَرٰامِ> (البقره: 217) بالإعادة أيضاً و إذا عطف عليه ضمير وجبت إعادته، كقولك: «مررتُ بك و به».
ب) عطف الاسم على الفعل و بالعكس، و شرطه مشابهة الاسم للفعل،(3) كقوله تعالى:
<يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ مُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ> (الأنعام: 95) و <فَالْمُغِيرٰاتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً> (العاديات: 3 و 4).
ج) عطف الفعل على الفعل،(4) و شرطه اتّحادهما في الزمان و إذا كانا مضارعين يجب أن يكونا متّحدين في الإعراب و النفي و الإثبات أيضاً، كقوله تعالى: <وَ إِنْ تُؤْمِنُوا وَ تَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ> (محمد صلي الله عليه و آله: 36).ه.
ص: 289
د) عطف الجملة على الجملة، و يشترط فيه على المشهور اتّفاقهما في الخبريّة و الإنشائيّة(1)،
كقوله تعالى: <اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ هٰاجَرُوا وَ جٰاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللّٰهِ> (التوبة: 20) و <وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لاٰ تُسْرِفُوا> (الأعراف: 31)
ه) عطف المفرد على شبه الجملة و بالعكس، كقوله تعالى:
<وَ إِذٰا مَسَّ الْإِنْسٰانَ الضُّرُّ دَعٰانٰا لِجَنْبِهِ أَوْ قٰاعِداً أَوْ قٰائِماً> (2) (يونس: 12) و <إِنَّ اللّٰهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيٰا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ> (3)(آل عمران: 45).
و ينقسم العطف باعتبار كيفيّة التابعيّة للمعطوف عليه على ثلاثة أقسام:
1. العطف على اللفظ: و هو اتّباع المعطوف من المعطوف عليه في إعرابه اللفظي و شرطه إمكان توجّه العامل إلى المعطوف أيضاً، نحو: «ليس عليّ بقاعدٍ و ضعيفٍ»، بخلاف «ما جائني من امرأة و زيد»، لأنّ «مِن» الزائدة الّتي هي عامل في المعطوف عليه هنا لا يصحّ دخولها على «زيد»، لأنّه معرفة و «من» الزائدة تدخل على النكرات فقط.
2. العطف على المحلّ: و هو اتّباع المعطوف للمعطوف عليه في إعرابه المحلّي، نحو:
«ليس عليّ بقاعدٍ و ضعيفاً». قال اللّه تعالى: <وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ> (المائدة: 6).
3. العطف على التوهّم: و هو اتّباع المعطوف للمعطوف عليه في إعرابه التوهّمي و الفرضي، و شرطه صحّة دخول ذلك العامل المتوهّم على المعطوف عليه في الكلام، نحو:
«ليس عليّ قاعداً و ضعيفٍ».(4)
ص: 290
إذا اجتمعت التوابع في الكلام يجب تقديم النعت فعطف البيان فالتوكيد فالبدل فالعطف بالحرف، نحو: «أقبل الرجل العالم سعيد نفسه صاحبك و أخوه».
1. عطف النسق: هو التابع الّذي يتوسّط بينه و بين متبوعه أحد أحرف العطف، و يسمّي المتبوع «معطوفاً عليه» و التابع «معطوفاً».
2. أداة عطف النسق: هي الواو، الفاء، ثمّ، حتّى، أو، أم، إمّا، بل، لا، لكن.
3. أشكال العطف: و هي خمسة: «عطف الاسم على الاسم مطلقاً»، «عطف الاسم على الفعل و بالعكس» و شرطه مشابهة الاسم للفعل، «عطف الفعل على الفعل» و شرطه اتّحادهما في الزمان، «عطف الجملة على الجملة»، و شرطه اتفاقهما في الخبريّة و الإنشائيّة، «عطف المفرد على شبه الجملة و بالعكس».
4. أقسام العطف: «العطف على اللفظ»، «العطف على المحلّ»، «العطف على التوهّم».
ص: 291
الصورة
ص: 292
1. عيّن حروف العطف و خصوصياتها في العبارات التالية واذكر معناها في الجدول:
<قُلْ لاٰ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَ الطَّيِّبُ> (المائدة: 100).
<إِذٰا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزٰالَهٰا وَ أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقٰالَهٰا> (الزلزلة: 1 و 2).
<يٰا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ> (البقرة: 35).
<اَلَّذِي خَلَقَ فَسَوّٰى وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدىٰ> (الأعلى: 2 و 3).
<فَإِنّٰا خَلَقْنٰاكُمْ مِنْ تُرٰابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ> (الحج: 5).
<لَبِثْنٰا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ> (الكهف: 19).
<أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمٰاءُ بَنٰاهٰا> (النازعات: 27).
<مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ وَ خٰاتَمَ النَّبِيِّينَ> (الأحزاب: 40).
2. أعرِب ما يلي:
الرسول الاكرم صلي الله عليه و آله: «الْفَقْرُ فَقْرَانِ فَقْرُ الدُّنْيَا وَ فَقْرُ الْآخِرَة»(1).
ص: 293
ص: 294
1. المصدر
2. اسم الفاعل
3. اسم المبالغة
4. اسم المفعول
5. الصفة المشبّهة
6. اسم التفضيل
7. اسم الفعل
- فصل في تنازع العوامل
ص: 295
المصدر: اسم يدلّ على حدث مجرّد عن الزمان متضمّن على أحرف فعله.
2. العمل و شرائطه(1)
المصدر يعمل عمل فعله بشرط أن يكون:
أ) مفرداً،
ب) مكبّراً،
ج) مقدّماً على معموله،(2)
د) غير مفصول عنه بأجنبي،
ه) غير مفعول مطلق تأكيديّ إلّا إذا كان نائباً عن فعله،
و) غير مختوم بتاء الوحدة.
كقوله تعالى: <فَإِذٰا قَضَيْتُمْ مَنٰاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللّٰهَ كَذِكْرِكُمْ آبٰاءَكُمْ> (البقرة: 200).
ص: 296
و هي ثلاثة:
أ) المضاف، و الأكثر إضافة المصدر إلى فاعله(1) ثمّ ذكر منصوبه إن كان متعدّياً كما ترى في الآية السابقة. و كثيراً ما يكتفى بذكر أحدهما، كقوله تعالى: <وَ مٰا كٰانَ اسْتِغْفٰارُ إِبْرٰاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاّٰ عَنْ مَوْعِدَةٍ> (التوبة: 114) أي: استغفار إبراهيم ربَّه، و <لاٰ يَسْأَمُ الْإِنْسٰانُ مِنْ دُعٰاءِ الْخَيْرِ> (فصّلت: 49) أي: دعائه الخير.
ب) المنوّن، كقوله تعالى: <أَوْ إِطْعٰامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذٰا مَقْرَبَةٍ> (البلد: 14 و 15).
ج) المقرون ب - «أل» و عمله حينئذٍ ضعيف،(2) كقول الشاعر:
42. «ضعيف النكاية أعداءَه *** يخال الفرار يراخِي الأجل»(3).
تنبيه
الأسماء العاملة ضعيفة في العمل فقد تدخل على معمولها اللام الّتي تُسمّى ب - «لام التّقوية»، ليعمل العامل في محلّ مجرورها، كقول الإمام السجّاد عليه السلام: «وَ اجْعَلْ طَاعَتِي لِوَالِدَيَّ وَ بِرّي بِهِمَا أَقَرَّ لِعَيْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْوَسْنَانِ».(4)
ص: 297
المصدر الصريح و المؤوّل و الفرق بينهما
المصدر إمّا صريح أو مؤوّل.
فالمصدر الصريح هو اسم يدلّ على معناه المصدري بلا تأويل، ك - «علم» و «إعلام» و المصدر المؤوّل هو ما يتركّب من الأداة المصدريّة مع الفعل، أو الجملة الاسميّة، كقوله تعالى: <وَ مٰا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقٰاتُهُمْ إِلاّٰ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللّٰهِ وَ بِرَسُولِهِ> (التوبة: 54).
و يفترقان في مواضع منها:
1. إنّ المصدر المؤوّل يصحّ أن يقع مسنداً، نحو قوله تعالى: <عَسىٰ رَبُّنٰا أَنْ يُبْدِلَنٰا خَيْراً مِنْهٰا> (القلم: 32) و مسنداً إليه، نحو قوله تعالى: <وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ> (البقرة: 184) بخلاف المصدر الصريح، فإنّه يقع مسنداً إليه خاصّة، نحو قوله تعالى: <كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيٰامُ> (البقرة: 183).
2. المصدر المؤوّل يدلّ على الزمان بخلاف المصدر الصريح.
3. المصدر المؤوّل له معنى خاصّ مستفاد من أداته كمعنى الاستقبال المستفاد من «أن» و التمنّي المستفاد من «لو» بخلاف الصريح.
4. المصدر المؤوّل يصاغ من الأفعال الجامدة أيضاً بخلاف الصريح.
5. في المصدر المؤوّل صراحة بالفاعل و غيره بخلاف الصريح.
6. المصدر الصريح يصحّ وصفه بخلاف المؤوّل، كقوله تعالى:
<فَإِذٰا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وٰاحِدَةٌ> (الحاقّة: 13).
7. المصدر الصريح ينوب عن فعله بخلاف المؤوّل، كقوله تعالى:
<قُلْ سُبْحٰانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاّٰ بَشَراً رَسُولاً> (الإسراء: 93).
8. المصدر الصريح يجوز أن يؤكّد فعله و يبيّن نوعه و عدده، بخلاف المؤوّل.
ص: 298
9. المصدر الصريح يصغّر و يثنّى و يجمع بخلاف المؤوّل.
10. معنى المصدر المؤوّل مصدري صرف دون لحاظ آية خصوصيّة كالكثرة أو القلّة، و المصدر الصريح يصحّ أن يلحظها فإذا قيل: «أعجبني أن تأكل»، فمعناه:
إعجابك بمجرّد أكله لذاته لا لاعتبار شيء آخر، ككثرته أو قلّته، بطئه أو سرعته و لو قلت:
«أعجبني أكلك» كان محتملًا لبعض تلك الحالات.
ص: 299
اسم الفاعل: هو اسم مشتق يدلّ على ما يوجد عنه الفعل على معنى الحدوث.
اسم الفاعل يعمل عمل فعله و هو على شكلين:
أ) المقترن ب - «أل» الموصولة، فلا يشترط في عمله شيء، كقوله تعالى: <فَوَيْلٌ لِلْقٰاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللّٰهِ> (الزمر: 22) و <وَ الذّٰاكِرِينَ اللّٰهَ كَثِيراً> (الأحزاب: 35).
ب) غير المقترن ب - «أل» الموصولة، فيشترط في رفعه الفاعل الظاهر(1) أمور:
1. أن يكون مبتدأ معتمداً على النفي أو الاستفهام أو خبراً(2) أو صفة أو حالًا.
2. عدم كونه مصغّراً.
3. عدم فصله من معموله بأجنبي،(3) نحو: «أقائم الزيدان».
و يشترط في نصبه المفعولَ مضافاً إلى الشرائط المذكورة كونه بمعنى الحال أو الاستقبال(4)،
كقوله تعالى: <إِنِّي جٰاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً> (البقرة: 30).
ص: 300
الأوّل: لا تجوز إضافة اسم الفاعل إلى فاعله - بخلاف المصدر - و تجوز إضافته إلى مفعوله و إذا أُضيف إلى غيره من معموله فإضافته «لفظيّة»، كقوله تعالى: <هَدْياً بٰالِغَ الْكَعْبَةِ> (المائده: 95). و إلّا ف - «معنويّة»، كقوله تعالى: <اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ جٰاعِلِ الْمَلاٰئِكَةِ رُسُلاً> (فاطر: 1).
الثّاني: يجوز جرّ مفعول اسم الفاعل بلام التقوية، كقوله تعالى:
<وَ أَنْزَلْنٰا إِلَيْكَ الْكِتٰابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمٰا بَيْنَ يَدَيْهِ> (المائدة: 48).
الثّالث: المثنّى و المجموع من اسم الفاعل يعملان - مع الشرائط المذكورة - بخلاف المصدر
فإنّه لا يعمل إذا يثنّى أو يجمع، كقوله تعالى:
<فَادْعُوا اللّٰهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَ لَوْ كَرِهَ الْكٰافِرُونَ> (غافر: 14).
ص: 301
اسم المبالغة: هو اسم مشتقّ بمعنى اسم الفاعل مع دلالته على كثرة اتصاف صاحبه بالحدث.(1)
و اعلم أنّ صيغة المبالغة(2) في العمل كاسم الفاعل بجميع الشرائط السابقة، كقوله تعالى:
<إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ وَ هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ> (البروج: 13 و 14).
و <وَ لاٰ تُطِعْ كُلَّ حَلاّٰفٍ مَهِينٍ هَمّٰازٍ مَشّٰاءٍ بِنَمِيمٍ مَنّٰاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ> (القلم: 10 إلى 12).
ص: 302
و يعمل عمل فعله المجهول بالشرائط المذكورة في عمل اسم الفاعل، كقوله تعالى:
<وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنّٰاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوٰابُ> (ص: 49 و 50).
ص: 303
الصفة المشبّهة: هى اسم مشتقّ يدلّ على ذات متّصف بحدث على معنى الثبوت(1).
الصفة المشبّهة تعمل عمل فعلها اللازم، نحو: «جاء رجلٌ حسنٌ خلقه».
و قد تعمل عمل المتعدّي لواحدٍ و إن كان فعلها لازماً و يُسمّى منصوبها «الشبيه بالمفعول»(2)إن كان معرفة، نحو: «جاء رجل حسنٌ خلقَه» و «التمييز» إن كان نكرة، نحو: «جاء رجل حسنٌ خلقاً».
و يشترط في عملها ما يشترط في عمل اسم الفاعل سواء كانت مقرونة ب - «أل» أم لم تكن، نعم لايشترط في عملها الدلالة على الحال و الاستقبال.
و لا يجوز تقديم معمولها عليها(3) إلّا إذا كان جارّاً و مجروراً أو ظرفاً، نحو: «زيد في الحرب حسن عملُه» و تجوز إضافتها إلى معمولها مطلقاً إذا كانت مجردة من «أل»، نحو: «عليّ حَسنُ خلقِهِ» و أمّا إذا كانت مقرونة ب - «أل» فلا تجوز إضافتها إلّا إذا كان المعمول أو ما يضاف إليه المعمول مقروناً بها، فيقال: «جاء عليّ الحسنُ الخُلْقِ» و «جاء عليّ الحسنُ خُلقِ الأب» و لا يقال: «جاء عليّ الحسن خلقٍ» و «جاء عليّ الحسن خلق أبٍ».
ص: 304
اسم التفضيل: هو اسم مشتقّ(1) على صيغة «أفْعَل» للمذكّر و «فُعْلى» للمؤنّث
للدلالة على أنّ لمرفوعه زيادة على غيره(2) في شيء اشتركا في أصله.
اسم التفضيل يرفع فاعله، و الغالب أن يكون ضميراً مستتراً، فلا يشترط فيه شرط من شروط عمل أخواته،(3) كقوله تعالى: <لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلىٰ أَبِينٰا مِنّٰا> (يوسف: 8).
و قد ينصب نكرة على التمييز، و يعمل في الظرف و الجارّ و المجرور و في المفعول له و الحال،(4) كقوله تعالى: <أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مٰالاً وَ أَعَزُّ نَفَراً> (الكهف: 34).
ص: 305
لاسم التفضيل ثلاثة أشكال:
و يلزم فيه الإفراد و التذكير و دخول «من» على المفضّل عليه، نحو: «هو أفضل من غيره» و «هما أفضل من غيرهما» و «هم أفضل من غيرهم» و «هي أفضل من غيرها» و كقوله تعالى: <لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلىٰ أَبِينٰا مِنّٰا> (يوسف: 8)
و قد تحذف «من» و المفضّل عليه معاً، كقوله تعالى: <وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقىٰ> (الأعلى: 17)
و لا يجوز الفصل بينهما و بين اسم التفضيل إلّا بمعموله،(1) كقوله تعالى:
<اَلنَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ> (الأحزاب: 6).
و يلزم مطابقته لما قبله إفراداً و تثنيةً و جمعاً، تذكيراً و تأنيثاً و عدم مجىء «مِنْ» بعده لأنّ المفضّل عليه لا يذكر في هذا القسم، نحو: «هو الأفضل، هما الأفضلان، هم الأفضلون»، «هي الفضلى، هما الفضليان، هنّ الفضليات». و كقوله تعالى:
<اِقْرَأْ وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ> (العلق: 3) و <وَ لاٰ تَهِنُوا وَ لاٰ تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ> (آل عمران: 139) و <إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوىٰ وَ الرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ> (الأنفال: 42).
و يشترط فيه أن يكون المفضّل بعضاً من المضاف إليه و لا يذكر بعده «من» و مجرورها، فله صورتان:
الأولى: أن يكون مضافاً إلى النكرة فيلازم الإفراد و التذكير في جميع الحالات و يطابق
ص: 306
المضاف إليه لما قبله، نحو: «هذا أتقى رجل، هذان أتقى رجلين، هؤلاء أتقى رجال»، «هذه أتقى امرأة، هاتان أتقى امرأتين، هؤلاء أتقى نسوة.»
الثّانية: أن يكون مضافاً إلى المعرفة فتجب المطابقة تذكيراً أو تأنيثاً و يجوز المطابقة عدداً، نحو: «هذا أفضل الناس» و «هذان أفضل الناس، و أفضلا الناس» و «هؤلاء أفضل الناس، و أفضلوا الناس». «هذه فضلى الناس» و «هاتان فضلى الناس و فضليا الناس» و «هؤلاء فضلى الناس، و فضليات الناس» و كقوله تعالى: <وَ لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النّٰاسِ عَلىٰ حَيٰاةٍ> (البقرة: 96).
الأوّل: قد يراد من اسم التفضيل معنى اسم الفاعل أو الصفة المشبّهة،(1)
كقوله تعالى: <اَللّٰهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسٰالَتَهُ> (الأنعام: 124)، أي: اللّه عالم.
و <وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ> (الروم: 27)، أي: هو هيّن عليه.
الثّاني: تحذف همزة «أفعل» في ثلاثة ألفاظ كثيراً و هي: «خير، شَرّ، حَبّ»، كقوله تعالى:
<إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتٰابِ وَ الْمُشْرِكِينَ فِي نٰارِ جَهَنَّمَ خٰالِدِينَ فِيهٰا أُولٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ> (البيّنة: 6 و 7).
ص: 307
اسم الفعل: هو اسم مبني يدلّ(1) على معنى الفعل و يعمل عمله من غير أن يقبل علامته. و فائدته المبالغة(2) و الاختصار.(3)
الأوّل: سماعي و هو على ضربين:
1. مرتجل: و هو ما وضع من أوّل أمره اسم فعل، ك - «هيهات» و «آمين» و «شتّان».
2. منقول: و هو ما وضع من أوّل أمره لمعنى غير اسم فعل ثمّ نقل إليه، و هو على ثلاثة أنواع:
أ. منقول من جارّ و مجرور، نحو: «عليك» و «إليك» و فروعهما.
ب. منقول من ظرف مكان، نحو: «أمامك» و «عندك» و فروعهما.
ج. منقول من مصدر، نحو: «رُوَيد» و «بَلْهَ».
الثّاني: قياسي و هو منحصر في «فَعالِ» و معناه معنى فعل الأمر من مصدره، ك -: «نَزالِ» بمعنى «انْزِل» و «حَذارِ» بمعنى «احذَرْ» و يصاغ من كلّ فعل ثلاثي(4) تامّ متصرّف.
ص: 308
1. اسم فعل الأمر: و هو ما يدلّ على معنى فعل أمرٍ و فاعله ضمير مستتر وجوباً، نحو:
«عليكم»، أي: الزموا، كقوله تعالى: <يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ> (المائدة: 105).
2. اسم الفعل الماضي: و هو ما يدلّ على معنى فعل ماضٍ، نحو: «هيهات»، أي: بَعُدَ، كقول الامام الحسين بن علي عليهما السلام: «هَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلةُ»(1).
3. اسم الفعل المضارع: و هو ما يدلّ على معنى فعل مضارع، نحو: «أُفّ»، أي: أَتَضَجَّرُ، كقوله تعالى: <فَلاٰ تَقُلْ لَهُمٰا أُفٍّ> (الأسراء: 23).
الأوّل: إنّ اسم الفعل يعمل عمل فعله كما مرّ إلّا «آمين» و «إيه» فإنّهما لا ينصبان المفعول و إن كان فعلهما متعدّياً.
الثّاني: فاعل اسم الفعل في اسم الفعل الماضي يكون ظاهراً أو ضميراً غائباً مستتراً جوازاً و في اسم الفعل المضارع و الأمر يكون ضميراً حاضراً مستتراً وجوباً إلّا في «بجل» و «قد» و «قطّ» فإنّ الضمير فيها غائب.
الثّالث: إنّ أسماء الأفعال باعتبار التعريف و التنكير على ثلاثة أقسام:
1. ما يكون نكرة دائماً و هو ما يلزم فيه التنوين، نحو: «واهاً» و «إيهاً».
2. ما يكون معرفة دائماً و هو ما يمتنع فيه التنوين، نحو: «آمين».
3. ما يكون ذا وجهين و هو ما يستعمل مع التنوين نكرة و بدونه معرفة، نحو: «مه» و «صه».(2)
ص: 309
الرابع: يجوز أن تلحق كاف الخطاب ب - «ها» الّتي بمعنى «خُذْ» و حينئذٍ يتصرّف حسب
المخاطب فيقال: «هاكَ، هاكما، هاكم، هاكِ، هاكُنّ» كما يجوز أن يبدّل الكاف بالهمزة فيتصرّف أيضاً فيقال: «هاء، هاءما، هاؤم، هاءِ، هاءُنّ»، كقوله تعالى: <هٰاؤُمُ اقْرَؤُا كِتٰابِيَهْ> (الحاقّة: 19).
الخامس: إنّ أسماء الأفعال كلّها مبنيّة و ليس لها محلّ إعرابي مع أنّها أسماء و لكنّها مع فاعلها بمنزلة الجملة الفعليّة فلها جميع أحكامها كوقوعها خبراً أو صفةً أو صلةً أو حالًا.
الصورة
(1). «إليك»، إن تعدّى بنفسه فهو بمعنى «خُذ» و إن تعدّى ب - «عن» فهو بمعنى «ابتعد».
(2). «حَيَّهَل»، إن تعدّى بنفسه فهو بمعنى «ائته» و إن تعدّى ب - «على» فهو بمعنى «أقبل».
ص: 310
الصورة
ص: 311
إنّ الأسماء العاملة سبعة: المصدر، اسم الفاعل، اسم المبالغة، اسم المفعول، الصفة المشبّهة، اسم التفضيل، اسم الفعل.
1. المصدر:
أ. المصدر يعمل عمل فعله و يشترط فيه عدم كونه مصغّراً أو مثنّى أو مجموعاً و عدم كونه مؤخّراً عن معموله و عدم كونه مفصولًا عن معموله بأجنبي و عدم كونه مفعولًا مطلقاً تأكيديّاً إلّا إذا كان نائباً عن فعله و عدم كونه مختوماً بتاء الوحدة.
ب. المصدر يضاف إلى فاعله كثيراً و يحذف مرفوعه أو منصوبه أيضاً.
ج. المصدر على ثلاثة أشكالٍ: مضاف، منوّن، مقرون ب - «أل»، و عمله في الصورة الثّالثة قليل.
2. اسم الفاعل:
أ. اسم الفاعل على شكلين: مقرون ب - «أل» الموصولة، و غير مقرون بها، فالأوّل لا يشترط في عمله شرط، و الثّاني يشترط في نصب مفعوله و رفع فاعله الظاهر و الضمير البارز أن يكون مبتدأ معتمداً على النفي أو الاستفهام أو أن يقع خبراً أو صفةً أو حالًا، و زمانه حال أو استقبال و عدم كونه مصغّراً و عدم فصله عن معموله بأجنبي.
ب. إضافة اسم الفاعل إلى معموله لفظيّة و إلى غيره معنويّة.
3 و 4. اسم المبالغة و اسم المفعول
اسم المبالغة يعمل عمل اسم الفاعل، و اسم المفعول يعمل عمل فعله المجهول و يشترط في عملهما ما يشترط في عمل اسم الفاعل.
5. الصفة المشبّهة:
أ. تعمل عمل فعلها غالباً و قد تعمل عمل الفعل المتعدّي و إن كان فعلها لازماً و يسمّى منصوبها «الشبيه بالمفعول» إن كان معرفة و «التمييز» إن كان نكرة.
ص: 312
ب. يشترط في عملها ما يشترط في عمل اسم الفاعل إلّا اشتراط الدلالة على الحال أو الاستقبال.
ج. لا يجوز تقديم معمولها عليها إلّا إذا كان جارّاً و مجروراً أو ظرفاً، و يجوز إضافتها إلى معمولها إلّا اذا كانت مقرونة ب - «أل» و لم يكن المعمول أو ما أضيف إليه مقترناً بها.
6. اسم التفضيل:
أ. يرفع فاعله و الغالب أن يكون ضميراً مستتراً و لا يشترط فيه شيء من شروط عمل أخواتها و قد ينصب نكرة على التمييز و يعمل في الظرف و المفعول له و الحال.
ب. لاسم التفضيل ثلاثة أشكال: التجرّد من «أل» و الإضافة، فيلزم الإفراد و التذكير و دخول «مِن» على المفضّل عليه، و قد تحذفان. و الاقتران ب - «أل»، فيلزم المطابقة لما قبله و عدم مجيء «من» بعده و الإضافة، فيشترط فيه أن يكون بعضاً من المضاف إليه و لا يذكر بعده «مِن» و إن أضيف إلى نكرة يلازم الإفراد و التذكير، و إن أضيف إلى معرفة يجوز فيه الوجهان: المطابقة و عدمه.
7. اسم الفعل:
أ. ينقسم اسم الفعل باعتبار صوغه إلى قسمين: سماعي: و هو على نوعين: مرتجل و منقول و ذلك إمّا منقول من الجارّ و المجرور و إمّا من ظرف المكان و إمّا من المصدر.
و قياسي: و هو على صيغة «فَعالِ» أمراً من ثلاثي متصرّف تامّ.
و ينقسم أيضاً باعتبار معناه إلى ثلاثة أقسام: «اسم فعل الأمر»، «اسم الفعل الماضي» و «اسم الفعل المضارع».
ب. اسم الفعل يعمل عمل فعله إلّا «آمين» و «إيه»، فإنّهما لا ينصبان المفعول و إن كان فعلهما متعدّيا.
ج. فاعل اسم الفعل قد يكون ظاهراً أو ضميراً غائباً مستتراً جوازاً - هذا في اسم الفعل الماضي - و قد يكون ضميراً حاضرا مستتراً وجوباً - هذا هو الأغلب في اسم الفعل المضارع و الأمر -.
ص: 313
1. عيّن اسم العامل و معموله فى العبارات التالية:
<وَ مٰا مِنْ إِلٰهٍ إِلاَّ اللّٰهُ الْوٰاحِدُ الْقَهّٰارُ رَبُّ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفّٰارُ> (ص: 65 و 66).
<كِتٰابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ> (المطفّفين: 20 و 21).
<وَ الْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ مٰا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ الْمُقِيمِينَ الصَّلاٰةَ وَ الْمُؤْتُونَ الزَّكٰاةَ> (النساء: 162).
<تَخٰافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ> (الروم: 28).
<وَ كَذٰلِكَ جَعَلْنٰا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكٰابِرَ مُجْرِمِيهٰا لِيَمْكُرُوا فِيهٰا> (الأنعام: 123).
<وَ لاٰ تَهِنُوا وَ لاٰ تَحْزَنُوا وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ> (آل عمران: 139).
<هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمٰانِ> (آل عمران: 167).
<وَ لَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النّٰاسِ عَلىٰ حَيٰاةٍ> (البقرة: 96).
<هَيْهٰاتَ هَيْهٰاتَ لِمٰا تُوعَدُونَ> (المؤمنون: 36).
<قُلْ هَلُمَّ شُهَدٰاءَكُمُ> (الأنعام: 150).
«إلَيْكَ عَنِّي يَا دُنْيَا فَحَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ»(1).
«شَتَّانَ مَا بَيْنَ عَمَلَيْنِ: عَمَلٍ تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَ تَبْقَى تَبِعَتُهُ وَ عَمَلٍ تَذْهَبُ مَؤُونَتُهُ وَ يَبْقَى أَجْرُهُ»(2).
2. أعرِب ما يلي:
<وَ هُوَ الْقٰاهِرُ فَوْقَ عِبٰادِهِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ> (الأنعام: 18)
ص: 314
التنازع: هو توجّه عاملين(1) أو أكثر(2) إلى معمول واحد متأخّر عنهما.
الصورة
كقوله تعالى: <آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً> (3)(الكهف: 96)
لا يجوز إعمال عاملين أو أكثر في معمول واحد و فاختلفوا في العامل في المتنازع فيه فذهب الكوفيّون إلى أولويّة إعمال الأوّل لسبقه و البصريّون إلى أولويّة الثّاني لقربه. و على كلّ منهما يعمل المهمل في ضمير مطابق للمتنازع فيه، نحو: «نجحا فأكرمت المعلّمين» و «نجح فأكرمتهما المعلّمان».
ثمّ إن كان ذلك الضمير مرفوعاً لم يجز حذفه مطلقاً و إن كان غيره يحذف عند إهمال الأوّل و أمن اللبس، نحو: «أكرمت فَسُرَّ المجتهدان».
ص: 315
الأوّل: قد يتّفق العاملان في طلب الفاعل، نحو: «ذهب و فرح الزيدان» فعلى قول البصريّين يقال: «ذهبا و فرح الزيدان» و على قول الكوفيّين: «ذهب و فرحا الزيدان».
أو المفعول، نحو: «أكرمت و فرّحت زيداً» فعلى قول البصريّين يقال: «أكرمته و فرّحت زيداً» و على قول الكوفيّين: «أكرمت و فرّحته زيداً».
و قد يختلفان فيطلب أحدهما فاعلًا و الآخر مفعولًا، نحو: «أكرمني ففرّحت زيد» فعلى مبنى البصريّين يقال: «أكرمني ففرّحت زيداً» و على مبنى الكوفيّين:
«أكرمني ففرّحته زيدٌ».
الثّاني: يقع التنازع بين:
1. فعلين متصرّفين(1) كما تقدّم.
2. اسمين مشتقّين، نحو: «عليّ مكرّم و مفرّح زيداً».
3. فعل متصرّف و اسم يشبهه، كقوله تعالى: <هٰاؤُمُ اقْرَؤُا كِتٰابِيَهْ> (الحاقّة: 19)
و لا يقع بين حرفين و لا بين حرف و غيره.
الثّالث: قد يتنازع عاملان أو أكثر في أكثر من معمول واحدٍ، نحو: «علمتُ و ظننتُ زيداً عالماً».
ص: 316
1. التنازع: هو توجّه عاملين أو أكثر إلى معمول واحد متأخّر عنهما.
2. البصريّون ذهبوا إلى أولويّة إعمال الثّاني و الكوفيّون إلى أولويّة الأوّل و على كلّ منهما يعمل المهمل في ضمير مطابق للمتنازع فيه ثمّ إن كان ذلك الضمير مرفوعاً لم يجز حذفه و إن كان غيره يحذف عند إهمال الأوّل و أمن اللبس.
1. عيّن المتنازعين و المتنازع فيه في الآيتين و العامل ثمّ ترجمهما:
<وَ أَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمٰا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللّٰهُ أَحَداً> (الجنّ: 7).
<يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّٰهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاٰلَةِ> (النساء: 176).
2. أعرِب ما يلي:
<تَبْصِرَةً وَ ذِكْرىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ> (ق: 8).
ص: 317
ص: 318
1. أفعال المدح و الذمّ
2. فعل التعجّب
ص: 319
الأفعال الإنشائيّة غير الطلبيّة
الأفعال إمّا إخباريّة كالفعل الماضي و المضارع و إمّا إنشائيّة.
و الإنشائيّة على قسمين:
طلبيّة كفعل الأمر و النهي، كقوله تعالى:
<فَاسْتَقِمْ كَمٰا أُمِرْتَ وَ مَنْ تٰابَ مَعَكَ وَ لاٰ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمٰا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ> (هود: 112).
و غير طلبيّة كأفعال المدح و الذمّ و التعجّب.
و يبحث عن الأفعال الإخبارية و الإنشائيّة الطلبيّة في الصرف، و غير الطلبيّة في النحو لوجود المباحث النحويّة فيها.
ص: 320
أفعال المدح و الذمّ: هي أفعال جامدة وضعت لإنشاء المدح أو الذمّ.
و هي:
الصورة
تتألّف جملة المدح أو الذمّ من ثلاثة أركان:
أ) فعل المدح أو الذمّ،
ب) الفاعل،
ج) المخصوص بالمدح أو الذمّ.
الصورة
(1). و هذا الفعل يستعمل في المدح إلّا إذا دخلت عليه «لا» النافية فيتحوّل إلى معنى الذمّ.
ص: 321
إنّ هذه الأفعال جامدة مفردة مذكّر دائماً و يجوز أن تلحقها تاء التأنيث إذا كان فاعلها أو مخصوصها اسماً ظاهراً مؤنّثاً، ك - «نعمت البنت فاطمة».
و قول الشاعر:
43. «نعمت جزاء المتّقين الجنّة *** دار الأمان و المنى و المنّة»(1).
و الفاعل معرفة دائماً و المخصوص يجب أن يكون معرفة أو نكرة مختصّة و قد
يحذف في الكلام إذا عُلِمَ، كقوله تعالى: <وَ قٰالُوا حَسْبُنَا اللّٰهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ> (آل عمران: 173)، أي: نعم الوكيل اللّهُ.
و اختلفوا في إعراب المخصوص، فذهب بعض إلى أنّه مبتدأ مؤخّر و الجملة السابقة خبره المقدّم(2). و آخرون إلى أنّه خبر مبتدءٍ محذوف يكون ضميراً عائداً إلى الفاعل؛ فعلى الأوّل يصير المجموع جملة واحدة اسميّة و على الثّاني جملتين: فعليّة و اسميّة.
فاعل هذه الأفعال - غير حبّ - على شكلين:
1. الاسم الظاهر و ذلك على أقسام:
أ) المعرّف ب - «أل» الجنسيّة، كقوله تعالى: <إِنّٰا وَجَدْنٰاهُ صٰابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ> (ص: 44).
ب) المضاف إلى المعرّف ب - «أل»، كقوله تعالى: <بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيٰاتِ اللّٰهِ> (الجمعة: 5).
ص: 322
ج) المضاف إلى المضاف إلى المعرّف ب - «أل»، كقول أبي طالب رحمه اللّه:
44. «فنعم ابن أخت القوم غير مكذَّب *** زهير حساماً مفرداً من حمائل»(1).
2. الضمير المستتر المفرد المذكّر الّذي يعود إلى اسم منصوب بعده على التمييز مطابقاً
للمخصوص تذكيراً أو تأنيثاً و عدداً، كقوله تعالى: <بِئْسَ لِلظّٰالِمِينَ بَدَلاً> (الكهف: 50).
و قول الشاعر:
45. «نعم امر أين حاتم و كعب *** كلاهما غيث و سيف عضب»(2).
و أمّا فاعل «حبّ» فهو «ذا» الّذي يذكر بعده متّصلًا دائماً في جميع الصور(3)، كقول أمير المؤمنين عليه السلام: «حَبَّذا نَومُ الْأَكياسِ و إِفْطَارُهُمْ»(4) و قول النبي صلى الله عليه و آله: «حبّذا المتخلّلون من أمّتي».(5)
قد تستعمل صيغة «فَعُلَ»(6) في المدح أو الذم و حينئذٍ يجري فيها جميع ما يجري فيه إلّا أنّه يجوز تجرّد فاعلها من «أل»، كقوله تعالى:
<وَ حَسُنَ أُولٰئِكَ رَفِيقاً> (النساء: 69) و <كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوٰاهِهِمْ> (الكهف: 5).
ص: 323
1. أفعال المدح و الذمّ: أفعال جامدة وضعت لإنشاء المدح و الذمّ.
2. جملة المدح أو الذمّ لها ثلاثة أركان: فعل المدح أو الذمّ، الفاعل، المخصوص بهما.
3. إنّ هذه الأفعال جامدة مفردة مذكّر دائماً و يجوز إلحاق تاء التأنيث بها إذا كان فاعلها أو مخصوصها اسماً ظاهراً مؤنّثاً.
4. الاسم الأوّل بعدها فاعل لها و الثّاني المخصوص بالمدح أو الذمّ و هو إمّا مبتدء، و الجملة قبله خبره المتقدّم و إمّا خبر لمبتدءٍ محذوف.
5. الفاعل فيها - غير «حبّ» - على شكلين: الاسم الظاهر المعرفة و الضمير المستتر المفرد المذكّر و أمّا فاعل «حبّ»، فهو «ذا» بعده.
6. قد تستعمل صيغة «فَعُلَ» في المدح أو الذمّ.
فعل التعجّب: فعل جامد وضع لإنشاء تعجّب المتكلّم من شيء.
2. صيغة فعل التعجّب(1) وإعراب الجملة التعجبيّة
لفعل التعجّب صيغتان:
أ) «ما أَفْعَلَهُ»، كقوله تعالى: <أُولٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاٰلَةَ بِالْهُدىٰ وَ الْعَذٰابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمٰا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النّٰارِ> (البقرة: 175) ف - «ما» نكرة بمعنى «شيء» مبتدء - على المشهور - و جملة «أفعله» خبره تشتمل على الفعل و فاعله - و هو ضمير مستتر فيه يعود إلى «ما» - و مفعوله - و هو الاسم المنصوب بعده -.
ب) «أفْعِلْ به»، كقول حسّان:
46. «يناديهم يوم الغدير نبيّهم *** بِخُمٍّ و أسمع بالرسول منادياً»(2).
و «أفْعل» فعل جامد و الاسم المجرور بعده في محلّ الرفع على الفاعليّة و الباء زائدة.
ص: 325
فعل التعجّب كاسم التفضيل يصاغ من فعل ثلاثي مثبت متصرّف معلوم تامّ قابل للتفاوت و غير مصوغة منه الصفة المشبّهة على صيغة «أفْعَل(1)»، و يتوصّل في الفاقد ب - «أشَدَّ» و «أشْدِد» و نحوهما(2) و ينصب مصدر ذلك الفاقد بعد «أشدّ» و نحوه مفعولًا و يجرّ بعد «أشْدِد» و نحوه بالباء الزائدة فاعلًا، نحو: «ما أشدّ زلزلةً» و «أشْدِد بزلزلةٍ».
و هي أربعة:
1. لزوم كون المتعجّب منه معرفة أو نكرة مختصّة، كقول السبط الشهيد الإمام حسين بن عليّ عليهما السلام حين رأى القبور: «مَا أَحْسَنَ ظَواهِرَها وَ إنَّما الدَّواهِي فِي بُطُونِهَا».(3)
2. عدم جواز الفصل بين «ما» و فعل التعجّب، نعم قد تزاد «كان» بينهما فتفيد المبالغة و الماضويّة، كقول الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام: «السّلام عليك ما
كان أمحاك للذّنوب و أسترك لأنواع العيوب، السّلام عليك ما كان أطولك على المجرمين و أهيبك فى صدور المؤمنين(4)».
3. الذكر في الفاعل المجرور بالباء بعد «أفْعِلْ» و لكن قد يحذف للعلم به، كقوله تعالى:
<أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ> (مريم: 38).
4. عدم جواز تقدّم معمول فعل التعجّب عليه و إن كان ظرفاً.
ص: 326
1. فعل التعجّب هو فعل جامد وضع لإنشاء التعجّب.
2. لفعل التعجّب صيغتان: «مَا أفعَلَهُ» و «أفْعِل بِهِ» و «ما» مبتدء و الجملة المشتملة على الفعلِ و الفاعلِ المستترِ و المفعولِ خبرُهُ، و «أفْعِلْ» فعل و الباء زائدة و المجرور في محلّ الرفع فاعل له.
3. فعل التعجّب كاسم التفضيل يصاغ من فعل ثلاثي مثبت متصرّف معلوم تامّ قابل للتفاوت و لم تكن الصفة المشبهة منه على صيغة «أَفْعَل» و يتوصّل في الفاقد ب - «أَشَدَّ» و «أَشْدِدْ» و نحوهما و ينصب مصدر ذلك الفاقد بعد «أشدّ» و نحوه مفعولًا و يجرّ بعد «أَشْدِدْ» و نحوه بالباء فاعلًا.
4. الأصل لزوم كون المتعجّب منه معرفة أو نكرة مختصّة.
5. الأصل في باب التعجّب عدم الفصل بين «ما» و فعل التعجّب.
6. الأصل في الفاعل المجرور بالباء بعد «أَفْعِلْ» الذكر و لكن قد يحذف.
7. الأصل عدم جواز تقدّم معمول فعل التعجّب عليه.
ص: 327
1. أعرب الجمل التالية و عيّن فعل التعجب و معموله ثمّ ترجمها:
«سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَ أَقْهَرَ سُلْطَانَكَ وَ أَشَدَّ قُوَّتَكَ وَ أَنْفَدَ أَمْرَكَ»(1).
«مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وَ أَقَلَّ الْاِعْتِبَارَ»(2).
<أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ> (الكهف: 26).
«يناديهم يومَ الغدير نبيُّهم بِخُمّ و أسْمِعْ بالرسول منادياً»(3).
2. أعرِب ما يلي:
«مَا أَبْعَدَ الْخَيْرَ مِمَّنْ هِمَّتُهُ بَطْنُهُ وَ فَرْجُه»(4).
ص: 328
1. الشرط
2. الاستفهام
3. الجواب
4. التنبيه (الاستفتاح)
5. العرض و التحضيض و التوبيخ
6. التفسير
7. المصدريّة (الموصول الحرفي)
8. الاستقبال (حروف التنفيس و التوسّع)
9. المفاجاة
10. الزيادة
11. الاستئناف (الابتداء)
12. القسم
13. الردع و الزجر
14. النفي
ص: 329
أداة الشرط: كلمات تدخل على جملتين لتعليق وقوع الجملة الثانية على تحقّق الجملة الأولى.
و تُسمّى الجملة الأُولى «جملة الشرط» و الثانية «جملة الجواب»، و المجموع منهما «الجملة الشرطيّة»، و كثيراً ما تدخل على الجواب أداة الربط.
و هي أربعة:
1. أداة الشرط: و هي على نوعين: اسميّة و حرفيّة:
الصورة
2. جملة الشرط: و تشترط فيها أن تكون جملة فعليّة(1) فعلها خبري متصرّف غير مقرون ب -- «قد»، «لن»، «ما»، «سين» و «سوف».
3. أداة الربط بين الجواب و الشرط: و هي الفاء و «إذا» الفجائيّة و اللام.
ص: 330
4. جملة الجواب:
الصورة
و هي أمور:
أ) كلّها مبنيّة إلّا «أيّ» و «كلَّما».
ب) لها حقّ الصدارة في الجملة فلا يعمل في الاسميّة(1) منها ما قبلها إلّا حرف الجرّ و المضاف، و يصحّ إعمال ما بعدها فيها.
ج) إنّ أداة الشرط بعضها جازمة تجزم فعلين على الشرط و الجواب فيقال لها «أداة الشرط الجازمة» و بعضها غير جازمة فيقال لها «أداة الشرط غير الجازمة».
الصورة
(1). آل عمران: 85.
ص: 331
1 و 2. «إن» و «إذما»: لمجرّد تعليق الجواب بالشرط، كقوله تعالى:
<إِنْ تَنْصُرُوا اللّٰهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدٰامَكُمْ> (محمّد صلى الله عليه و آله: 7).
3 و 4 و 5. «أيْنَ - أيْنَما»، «أنَّى» و «حَيْثُمَا»:(1) للتعليق المكاني، كقوله تعالى:
<أَيْنَمٰا يُوَجِّهْهُ لاٰ يَأْتِ بِخَيْرٍ> (النحل: 76).
6 و 7 و 8 و 9 و 10. «إِذا»، «مَتَى»، «أَيّان»، «لَمَّا» و «كُلَّما»: للتعليق الزماني، كقول
الفرزدق في الإمام السجاد عليه السلام:
47. «إذا رأته قريش قال قائلُها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم»(2).
و اعلم أنّ محلّ هذه الثّمانية الأخيرة منصوبة على الظرفيّة(3) إلّا «كلّما» فإنّ «كلّ» فيها منصوب لفظاً على الظرفيّة و «ما» مصدريّة توقيتيّة.
11. «من»: لتعليق الجواب على شيءٍ و هو للعاقل غالباً، كقوله تعالى:
<مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ> (النساء: 123).
12 و 13. «ما» و «مهما»: لتعليق الجواب على تحقّق شيء و هما لغير العاقل غالباً، كقوله تعالى: <وَ مٰا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّٰهُ> (البقرة: 197).
و محلّ هذه الأسماء الأخيرة تعرب حسب موقعها في الكلام.(4)
ص: 332
14 و 15 . «كيف» و «كيفما»: لتعليق الجواب على كيفيّة الشرط و يشترط فيهما أن يكون فعل الشرط و جوابه متّفقين لفظاً و معنىً، نحو: «كيف تعملُ أعمْلُ».
و هما مبنيّتان على الفتح و في محلّ النصب على الحاليّة لما بعدهما غالباً(1) و «كيفما» جازمة بخلاف «كيف»، و «ما» فيها زائدة، نحو: «كيفما تعمل أعمل».
16 . «أيّ»: لتعليق الجواب على تحقّق الشرط حسب ما تضاف إليه و قد تلحق بها «ما» الزائدة و يقال: «أيّما»، كقوله تعالى: <أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاٰ عُدْوٰانَ عَلَيَّ> (القصص: 28).
و قد يحذف ما تضاف إليه، كقوله تعالى:
<قُلِ ادْعُوا اللّٰهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمٰاءُ الْحُسْنىٰ> (الإسراء: 110).
17. «لو»: لتعليق الجواب على شرطها في المضي و تدلّ على انتفاء الشرط، فالجواب أيضاً من جهة عدم وقوع الشرط منتفٍ، كقوله تعالى: <لَوْ أَنْزَلْنٰا هٰذَا الْقُرْآنَ عَلىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خٰاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللّٰهِ> (الحشر: 21). و قد تكون للتعليق في الاستقبال، ك - «إن»، كقوله تعالى: <وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعٰافاً خٰافُوا عَلَيْهِمْ> (النساء: 9).
18. «أمّا»: لتحقّق الجواب موكَّداً على كلّ حالٍ،(2) كقوله تعالى:
<فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاٰ تَقْهَرْ وَ أَمَّا السّٰائِلَ فَلاٰ تَنْهَرْ> (الضحى: 9 و 10).
تذنيب
قد ذكروا أنّ «لولا» و «لوما» تفيدان معنى الشرط و تدلّان على امتناع شيءٍ لوجود غيره. ولايشترط فيهما ما يشترط في أداة الشرط من فعليّة جملة الشرط بل يلزمان الجملة الاسميّة ويغلب فيهما حذف الخبر، كقوله تعالى: <لَوْ لاٰ رَهْطُكَ لَرَجَمْنٰاكَ> (هود: 91)، أي: لولا رهطك موجود لرجمناك.ب.
ص: 333
قد تقدّم أنّ أداة الربط ثلاثة: الفاء، إذا و اللام، و الأصل فيها هي الفاء لكثرة استعمالها، فتدخل الفاء الرابطة على جملة الجواب الّتي لا يصحّ أن تقع شرطاً(1) في الكلام. وهي عشرة:(2)
1. الجملة الاسميّة، كقوله تعالى: <وَ إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ>
(الأنعام: 17).
2. الفعليّة الطلبيّة،(3) كقوله تعالى: <إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِي> (آل عمران: 31).
3. الفعليّة الّتي فعلها جامد، كقوله تعالى: <وَ مَنْ لاٰ يُجِبْ دٰاعِيَ اللّٰهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ> (الأحقاف: 32).
4. الفعليّة المقرونة ب - «ما» النافية، كقوله تعالى:
<وَ مٰا أَفٰاءَ اللّٰهُ عَلىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمٰا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَ لاٰ رِكٰابٍ> (الحشر: 6).
5. الفعليّة المقرونة ب - «لن»، كقوله تعالى: <وَ مٰا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ> (آل عمران: 115).
6. الفعليّة المقرونة ب - «قد»، كقوله تعالى: <وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً> (البقرة: 269).
7. الفعليّة المقرونة بالسين أو «سوف»، كقوله تعالى: <فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّٰهِ وَ اعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ> (النساء: 175) و <وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ> (التوبة: 28)
8. الجملة المركّبة من شرط و جواب، كقوله تعالى: <وَ إِنْ كٰانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرٰاضُهُمْ فَإِنِ
ص: 334
اِسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمٰاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ> (الأنعام: 35).
9. الجملة الداخلة عليها «كأنّما»، كقوله تعالى:
<وَ مَنْ أَحْيٰاهٰا فَكَأَنَّمٰا أَحْيَا النّٰاسَ جَمِيعاً> (المائدة: 32).
10. الجملة الداخلة عليها «ربّما»، نحو: «إن أحسنتم فَرُبَّما ترون ثمرته في الدنيا».
الأوّل: قد تدخل الفاء على الجواب في غير هذه المواضع جوازاً، كقوله تعالى:
<وَ مَنْ عٰادَ فَيَنْتَقِمُ اللّٰهُ مِنْهُ> (المائدة: 95).
و قد تكون أداة الربط «إذا» الفجائيّة إذا كان الجواب جملة اسميّة، كقوله تعالى: <وَ إِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهٰا إِذٰا هُمْ يَسْخَطُونَ> (التوبة: 58). أو اللام إذا كانت أداة الشرط «لو» أو «لو لا»، كقوله تعالى: <لَوْ أَنْزَلْنٰا هٰذَا الْقُرْآنَ عَلىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خٰاشِعاً> (الحشر: 21) و <لَوْ لاٰ أَنْتُمْ لَكُنّٰا مُؤْمِنِينَ> (سبأ: 31).
الثّاني: أداة الشرط الجازمة تجزم الفعلين مضارعين، كقوله تعالى:
<إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مٰا قَدْ سَلَفَ> (الأنفال: 38).
و قد تدخل على ماضيين، كقوله تعالى: <وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنٰا> (الإسراء: 8)، فلا تعمل في ألفاظهما.
و قد يكون فعل الشرط ماضياً و الجواب مضارعاً، كقوله تعالى:
<وَ إِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ> (التوبة: 28)، فيجوز في الجزاء الجزم و عدمه.
و قد يكون فعل الشرط مضارعاً و الجواب ماضياً، كقوله تعالى:
<إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ> (يوسف: 77)، فيجزم فعل الشرط دون الجزاء.
ص: 335
أ) قد يحذف فعل الشرط مع وجود القرينة و ذلك بعد «إن» و «إذا» كثير، كقوله تعالى:
<وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجٰارَكَ فَأَجِرْهُ> (التوبة: 6)، أي: إن استجارك أحد <إِذَا السَّمٰاءُ انْشَقَّتْ> (الانشقاق: 1)، أي: إذا انشقّت السماء. و قد تحذف جملة الشرط كذلك و يكثر بعد «إن» مع «لا» النافية، نحو قول الإمام محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام: «تَفَقَّهُوا و إِلّا فأَنتم أعرابٌ».(1) أي: و إن لا تفقهوا.
ب) قد يحذف جواب الشرط مع وجود القرينة، كقوله تعالى: <بَقِيَّتُ اللّٰهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ> (هود: 86)، أي: إن كنتم مؤمنين فبقيّة اللّه خير لكم و <وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مٰا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَ مٰا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ> (يس: 45)، أي: أعرضوا.
ج) قد تحذف الفاء الرابطة و ذلك خاص بالشعر، كقول عبد الرحمن بن حسّان:(2)
48. «مَن يفعل الحسنات اللّه يشكرها *** الشرُّ بالشرّ عند اللّه مثلان» 2.
د) قد تحذف جملتا الشرط و الجواب معاً، كقوله صلى الله عليه و آله: «الناس مجزيّون بأعمالهم إن خيراً فخيرٌ و إنْ شرّاً فَشَرٌ»(3)، أي: إن كان عملهم خيراً فجزاؤهم خير و إن كان عملهم شرّاً فجزاؤهم شرّ.
قد يجزم فعل المضارع جواباً للشرط المقدّر بعد الطلب(4) و ذلك فيما إذا كان فعل المضارع جزاءً للطلب و مسبّباً عنه و لم يكن مقروناً بالفاء(5)، كقوله تعالى:
<وَ قٰالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ> (غافر: 60)، أي: إنْ تدعوني أستجب لكم.
و ذلك من المواضع الّتي يجب حذف الشرط فيها وجوباً.
ص: 336
أداة الاستفهام: هي ألفاظ مخصوصة يطلب بها الفهم.
و هي على نوعين: اسميّة و حرفيّة، و الاسميّة إمّا معربة أو مبنيّة.
أداة الاستفهام
الصورة
لمطلق الاستفهام سواء كان الاستفهام تصوريّاً أم تصديقيّاً،(1) فتدخل على الجملتين
سواءً كانتا مثبتتين أم منفيّتين، كقوله تعالى: <أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمٰاءُ بَنٰاهٰا> (النازعات: 27) و
ص: 337
<أَ لَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ> (الانشراح: 1). و هي أصل أدواة الاستفهام.
و قد تحذف للقرينة، كقوله تعالى:
<قٰالُوا إِنَّ لَنٰا لَأَجْراً إِنْ كُنّٰا نَحْنُ الْغٰالِبِينَ قٰالَ نَعَمْ وَ إِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ> (الأعراف: 113 و 114)، أي: أ إنّ لنا لأجراً.
و قد تستعمل مجازاً في غير الاستفهام كالإنكار الإبطالي أو التوبيخي، كقوله تعالى:
<أَ فَأَصْفٰاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَ اتَّخَذَ مِنَ الْمَلاٰئِكَةِ إِنٰاثاً> (الإسراء: 40) و <أَ تَعْبُدُونَ مٰا تَنْحِتُونَ> (الصافّات: 95).
و إذا دخلت همزة الإنكار الإبطالي على النفي يستلزم الإثبات، كقوله تعالى: <أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ> (الأعراف: 172).
للاستفهام عن النسبة فتختصّ بالاستفهام التصديقي، و هي تدخل على الجملة المثبتة، كقوله تعالى: <فَهَلْ وَجَدْتُمْ مٰا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قٰالُوا نَعَمْ> (الأعراف: 44) و قد تستعمل مجازاً في غير الاستفهام كالنفي، كقوله تعالى:
<هَلْ جَزٰاءُ الْإِحْسٰانِ إِلاَّ الْإِحْسٰانُ> (الرحمن: 60).
للاستفهام عن العاقل أو ما نزّل منزلته، كقوله تعالى: <قٰالَ فَمَنْ رَبُّكُمٰا يٰا مُوسىٰ> (طه: 49)
و قول حسان:
49. «من كان بات على فراش محمّدٍ *** و محمّدٌ أسرى يؤمّ الغارا»(1).
و قد تستعمل مجازاً في غير الاستفهام كالنفي، كقوله تعالى: <وَ مَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّٰهُ> (آل عمران: 135).
ص: 338
للاستفهام عن غير العاقل بمعنى «أيّ شيءٍ»، كقوله تعالى:
<مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ> (المدّثّر: 42) و <وَ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مٰا ذٰا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قٰالُوا خَيْراً> (النحل: 30).
و تحذف ألف «ما» وجوباً إذا دخل عليها حرف جرّ، كقوله تعالى:
<لِمَ تَقُولُونَ مٰا لاٰ تَفْعَلُونَ> (الصفّ: 2).
للاستفهام عن المكان، كقوله تعالى: <فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ> (التكوير: 26).
للاستفهام عن الزمان، كقوله تعالى: <مَتىٰ نَصْرُ اللّٰهِ> (البقرة: 214) و <أَيّٰانَ يَوْمُ الْقِيٰامَةِ>
(القيامة: 6).
«كم»:(1)
للاستفهام عن المقدار بمعنى «أيّ عددٍ»، كقوله تعالى:
<كَمْ لَبِثْتَ قٰالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ> (البقرة: 259).
للاستفهام عن حالة الشيء، كقوله تعالى: <كَيْفَ يَهْدِي اللّٰهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمٰانِهِمْ> (آل عمران: 86)
و قد تستعمل مجازاً في غير الاستفهام كالتعجّب و التوبيخ، كقوله تعالى:
<كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ> (البقرة: 28) و <وَ كَيْفَ تَكْفُرُونَ وَ أَنْتُمْ تُتْلىٰ عَلَيْكُمْ آيٰاتُ اللّٰهِ وَ فِيكُمْ رَسُولُهُ> (آل عمران: 101).
ص: 339
للاستفهام عن الأحوال ك -: «كيف»، و المكان بمعنى «مِنْ أَيْنَ» و الزمان ك -: «متى»، كقوله تعالى:
<قٰالَ أَنّٰى يُحْيِي هٰذِهِ اللّٰهُ بَعْدَ مَوْتِهٰا> (البقرة: 259) و <قٰالَ يٰا مَرْيَمُ أَنّٰى لَكِ هٰذٰا قٰالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللّٰهِ> (آل عمران: 37).
و قد تخرج عن الاستفهام و تستعمل ظرفاً غير متضمّن معنى الاستفهام، كقوله تعالى:
<نِسٰاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰى شِئْتُمْ> (البقرة: 223).
للاستفهام عمّا تضاف إليه في الكلام، كقوله تعالى:
<أَيُّكُمْ زٰادَتْهُ هٰذِهِ إِيمٰاناً> (التوبة: 124) و <فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ> (الأعراف: 185).
لأداة الاستفهام حقّ الصدارة في الجملة الّتي هي فيها.
أ) الجرّ: إذا دخل عليها حرف جرّ أو مضاف، فإن كانت مبنيّة فمحلّها مجرور، و إن كانت معربة فلفظها مجرور، كقوله تعالى:
<عَمَّ يَتَسٰاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ> (النبأ: 1 و 2).
و <فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ> (الرحمن: 13).
ص: 340
ب) النّصب: إذا كانت ظرف زمان أو مكان أو مفعولًا مطلقاً(1) أو حالًا أو
مفعولًا(2) أو خبراً للأفعال الناقصة، كقوله تعالى: <أَيّٰانَ يُبْعَثُونَ> (النمل: 65) و <فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ> (التكوير: 26) و <وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ> (الشعراء: 227) و <كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللّٰهِ> (البقرة: 28) و <فَأَيَّ آيٰاتِ اللّٰهِ تُنْكِرُونَ> (غافر: 81) و <كَيْفَ كٰانَ عٰاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ> (الزخرف: 25).
ج) الرفع: إذا كانت مبتدأ أو خبراً، فإن كانت مع نكرة أو فعل لازم أو متعدٍّ استوفي مفعوله و لم تكن منصوبة أو مجرورة فهي مبتدأ، كقوله تعالى: <قُلْ أَيُّ شَيْ ءٍ أَكْبَرُ شَهٰادَةً> (الأنعام: 19) و <مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ> (المدّثّر: 42). و إن كانت مع معرفة فهي خبر، كقوله تعالى: <أَيّٰانَ مُرْسٰاهٰا> (الأعراف: 187). و <فَمَنْ رَبُّكُمٰا> (طه: 49).ه.
ص: 341
أداة الجواب: حروف تدلّ على تأييد كلام سابق عليها أو نفيه.
و هي على قسمين:
1. أداة الجواب التأييديّة
و هي تصديق للمخبر إن وقع بعد خبر، نحو «نعم» بعد «قام عليّ» و وعدٌ للطالب إن وقع بعد طلب، نحو «نعم» بعد «قم يا عليّ» و إعلام للمستفهم إن وقع بعد استفهام، نحو «نعم» بعد «هل قام عليّ؟».
و هي:
«نَعَم» و «أَجَل» و «جَيرِ» و «جَلَلْ» و «إنَّ» و «بَجَل» و «إِىْ»
و اعلم أنّ «إي» لا تستعمل إلّا مع القسم بعدها، كقوله تعالى:
<وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ أَ حَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَ رَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ> (يونس: 53).
ص: 342
2. أداة الجواب النافية
و هي حرفان للنفي و هي:
«لا» و «بَلَى»
و لا يخفى أنّ «بلى» لا تستعمل إلّا بعد النفي فتفيد إبطاله و إثبات نقيضه، كقوله تعالى:
<زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلىٰ وَ رَبِّي لَتُبْعَثُنَّ> (التغابن: 7).
و «لا» لا تأتى إلّا بعد الإيجاب فتفيد إبطاله؛ فإذا قيل: «ما قام زيد» فتصديقه «نعم» و تكذيبه «بلى» و يمنع دخول «لا» لأنّها لنفي الإثبات لا لنفي النفي.
تحذف الجمل بعدها كثيراً، كقوله تعالى: <فَهَلْ وَجَدْتُمْ مٰا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قٰالُوا نَعَمْ>
(الأعراف: 44) أي: نَعَم وجدنا ما وعد ربّنا حقّاً.
أداة الجواب
الصورة
ص: 343
أداة التنبيه:(1) هي حروف وضعت لتنبيه المخاطب على أهمّيّة ما بعدها و تحقّقه لئلّا يفوته.
و هي:
«ألا» و «أما» و «ها»(2)
«ألا» تدخل على الجملتين، كقوله تعالى:
<أَلاٰ إِنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ> (المجادلة: 22) و <أَلاٰ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ> (هود: 8).
«أما» تدخل على الجملتين و تكثر قبل القسم، كقول أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «أَمَا وَ اللّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا ابْنُ أَِي قُحَافَةَ»(3) و «أَمَا لَوْ أُذِنَ لهم في الْكَلَامِ لَأَخْبَرُوكُم أَنَّ خَيرَ الزَّادِ التَّقْوَى»(4)
ص: 344
«ها» تدخل على أربعة ألفاظ:
1. اسم الإشارة غير المختصّ بالبعيد، نحو «هذا».
2. ضمير الرفع إذا كان مبتدأ، كقوله تعالى: <هٰا أَنْتُمْ أُولاٰءِ> (آل عمران: 119) و قول أمير المؤمنين عليه السلام: «هَا هُمْ رَهَائِنُ القُبورِ»(1).
3. الاسم المرفوع بعد «أيّ» و «أيّة» في النداء، كقوله تعالى:
<يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ> (البقرة: 21)
و <يٰا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ اِرْجِعِي إِلىٰ رَبِّكِ رٰاضِيَةً مَرْضِيَّةً> (الفجر: 27 و 28)
4. اسم «اللّه» تعالى في القسم عند حذف حرف القسم، نحو: «ها اللّهِ».
الصورة
ص: 345
أداة العرض و التحضيض و التوبيخ: هي حروف تدلّ على الطلب بِلينٍ أو شدّة أو التوبيخ على ترك الفعل.(1)
وهي:
«أَلَا» و «أَلَّا» و «هَلَّا» و «لَو لَا» و «لَومَا» و «لَو»
«ألا»، «لولا» و «لوما»: للعرض أو التحضيض إن دخلت على المضارع، كقوله تعالى:
<أَ لاٰ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَكُمْ> (النور: 22) و <أَ لاٰ تُقٰاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمٰانَهُمْ> (التوبة: 13) و <لَوْ مٰا تَأْتِينٰا بِالْمَلاٰئِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصّٰادِقِينَ> (الحجر: 7).
و للتوبيخ و التنديم إن دخلت على الماضي، كقوله تعالى: <لَوْ لاٰ جٰاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدٰاءَ> (النور: 13)
ص: 346
«ألّا» و «هلّا»: للتحضيض و التوبيخ فقط، كقول النبي الأعظم صلى الله عليه و آله لرجل قبّل أحد ولده و لم يقبّل الآخر: «فهلّا واسيتَ بينهما»(1).
«لو»: للعرض فقط، نحو: «لو تنزلُ عندنا فتُصِيبَ خيراً».
أداة العرض و التحضیض و التوبیخ
الصورة
ص: 347
أداة التفسير: هي ما توضع لبيان المراد ممّا قبلها بما بعدها.
و هي حرفان:
«أنْ» و «أيْ»
للتفسير ثلاثة أركان:
الأوّل. المفسَّر: و هو اللفظ المبهم الّذي يقع قبل أداة التفسير و يوضحه ما بعدها.
الثّاني. أداة التفسير: و هي الواقعة بين المفسَّر و المفسَّر و هي: «أي» و «أن».
الثّالث. المفسِّر: و هو اللفظ الّذي يقع بعد أداة التفسير و يوضح ما قبلها.
«أي»:
و هي لتفسير المفرد بالمفرد و الجملة بالجملة، نحو: «هذا عسجَدٌ»، أي: ذَهَبٌ. و «أريق رفده»، أي: مات.
ص: 348
«أن»:
و هي لتفسير الجملة بالجملة فقط و لها شرائط:
1. الوقوع بين الجملتين،
2. وجود معنى القول في الجملة السابقة،
3. عدم وجود أحرف القول في الجملة السابقة،(1)
4. عدم دخول الجارّ عليها.(2)
كقوله تعالى: <فَأَوْحَيْنٰا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ> (المؤمنون: 27)
و <وَ نُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ> (الأعراف: 43)ة.
ص: 349
الأداة المصدريّة: حروف تدخل على الجملة و تؤوّلها بالمصدر.
و هي:
«أن» و «ما» و «لو» و «كَيْ» و «أنّ»
و يقال لها موصولات حرفيّة أيضاً.
هذه الحروف باعتبار العمل على قسمين:
أ) عاملة: و هي: «أن» و «كي» تنصبان الفعل و «أنّ» و هي المشبّهة بالفعل.
ب) مهملة: و هي: «ما» و «لو».(1)
و باعتبار صلتها على قسمين:
أ) الداخلة على الجملة الفعليّة: و هي: «أن، ما، لو و كي» و الأخيرة تدخل على الجملة المضارعيّة فقط و البواقي تدخل على الماضويّة و المضارعيّة.
و كيفيّة تأويل المصدر بها هو أن يؤوّل الفعل بمصدره و يضاف إلى مرفوعه، كقوله تعالى:
<وَ أَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ> (النساء: 25)، أي: صبركم خير لكم.
ص: 350
ب) الداخلة على الجملة الاسميّة: و هي: «أنّ».
و كيفيّة تأويل المصدر بها هو أن يؤوّل الخبر بمصدره المضاف إلى اسمها، كقوله تعالى: <أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللّٰهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً> (الحجّ: 63)، أي: ألم تَرَ إنزال اللّهِ من السماء ماءً.
الصورة
هذه الأسماء تعرب محلّاً حسب موضعها في الكلام فقد تكون مرفوعة، كقوله تعالى:
(1). البقرة: 184.
(2). الحديد: 23.
(3). التوبة: 118.
(4). مريم: 31.
(5). البقرة: 96.
(6). العنكبوت: 51.
ص: 351
<وَ أَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ> (النساء: 25) و <أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّٰهِ> (الحديد: 16) و <أَ وَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنّٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ الْكِتٰابَ> (العنكبوت: 51).
و قد تكون منصوبة، كقوله تعالى:
<يَقُولُونَ نَخْشىٰ أَنْ تُصِيبَنٰا دٰائِرَةٌ> (المائدة: 52) و <وَ مٰا كٰانَ هٰذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرىٰ> (يونس: 37) و <وَ لاٰ تَخٰافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللّٰهِ> (الأنعام: 81).
و قد تكون مجرورة، كقوله تعالى:
<مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ> (المنافقون: 10) و <لِكَيْلاٰ تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ وَ لاٰ تَفْرَحُوا بِمٰا آتٰاكُمْ> (الحديد: 23).
قد تقدّر «أن» إمّاجوازاً فذلك بعد لام التعليل إذا دخلت على المضارع، كقوله تعالى:
<وَ أُمِرْنٰا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ> (الأنعام: 71)(1) و قوله تعالى: <وَ أُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ> (الزمر: 12) و إمّا وجوباً و هى بعد ألفاظ، منها:
1. «حتّى»، كقوله تعالى: <قٰالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عٰاكِفِينَ حَتّٰى يَرْجِعَ إِلَيْنٰا مُوسىٰ> (طه: 91).
2. لام الجحود، كقوله تعالى: <لَمْ يَكُنِ اللّٰهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ> (النساء: 137).
3. «أو» الّتي بمعنى «إلى» أو «إلّا». كقول الشاعر:
50. «لَأستسهلنّ الصعب أو أُدركَ المنى *** فما انقادت الآمال إلّا لصابر»(2).
4. الفاء السببيّة،(3) كقوله تعالى: <كُلُوا مِنْ طَيِّبٰاتِ مٰا رَزَقْنٰاكُمْ وَ لاٰ تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي> (طه: 81).
ص: 352
أداة الاستقبال: حرفان مهملتان تدخلان على المضارع و تخلّصانه للاستقبال(1) و تُسمّيان بحرفي التنفيس و التوسّع أيضاً.
و هما:
«السين» و «سوف»
و هما تدخلان على المضارع المثبت و لا تعملان فيه و تختصّ «سوف» بجواز دخول اللام عليها و جواز الفصل بينها و بين فعلها بفعل آخر، كقوله تعالى:
<أُولٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّٰهُ إِنَّ اللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ> (التوبة: 71) و <أُولٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً> (النساء: 152) و <وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىٰ> (الضحى: 5).
ص: 353
و قول زهير بن أبي سلمى:
51. «و ما أدري و سوف إخال أدري *** أ قوم آل حصن أم نساء»(1).
أي: إخال سوف أدري.
إنّ «لَن» و «كَي» و بعض أداة الشرط تخلص الفعل للاستقبال أيضاً و لكنّها لا تسمّى بحروف الاستقبال.
ف - «لن» تدخل على المضارع المثبت فتنصبه و تنفيه و تحوّله بالاستقبال، كقوله تعالى:
<إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا> (مريم: 26).
و «كي» حرف مصدرية تنصب المضارع و الغالب أن تسبقه لام الجرّ المفيدة للتعليل، كقوله تعالى: <لِكَيْلاٰ تَأْسَوْا عَلىٰ مٰا فٰاتَكُمْ> (الحديد: 23).
و بعض أداة الشرط ك - «إنْ» تدخل على الماضي و المضارع و تبدلهما بالاستقبال، كقوله تعالى: <وَ إِنْ عُدْتُمْ عُدْنٰا> (الإسراء: 8) و <إِنْ تَنْصُرُوا اللّٰهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدٰامَكُمْ> (محمد صلي الله عليه و آله: 7)
ص: 354
أداة المفاجاة: ما تدلّ على وقوع ما بعدها بغتةً عند وقوع ما قبلها.
و هي اثنتان:
«إذ» و «إذا»
«إذ»:
تقع بعد «بينا» أو «بينما»(1) و تدخل على الجملة الفعليّة الّتي فعلها ماضٍ. كقول أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام: «إِنَّ أَهْلَ الدُّنيَا كَرَكْبٍ بَيْنَا هُم حَلُّوا إذْ صَاحَ بِهِم سائقُهُم فَارتَحَلُوا»(2) و قول الشاعر:
52. «فاستقدر اللّه خيراً و ارضينَّ به *** فبينما العسرُ إذ دارتْ مياسير»(3).
«إذا»:
تدخل على الجملة الاسميّة، كقوله تعالى: <فَأَلْقٰاهٰا فَإِذٰا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعىٰ> (طه: 20).
و قد تقع رابطة للجواب بالشرط كالفاء، كقوله تعالى:
<ثُمَّ إِذٰا دَعٰاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذٰا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ> (الروم: 25).
قد اختلف النحاة في نوعيّة «إذ» و «إذا» الفجائيّتين فقيل إنّهما حرفان و قيل إنّهما ظرفان.(4)
ص: 355
أداة الزيادة(1): حروف لا تدلّ على معنى زائد على المعنى الأصلي و إنّما تزاد لتأكيد المعنى الأصلي.
و هي:
«الباء» و «مِن» و «الكاف» و «أنْ» و «إنْ» و «اللام» و «لا» و «ما» و «أل»
«الباء»:
هي حرف جرّ، و مواضع زيادتها كثيرة، منها:
1. المبتدأ، نحو: «بحسبك درهم».
2. الفاعل، كقوله تعالى: <وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ شَهِيداً> (الفتح: 28) و <أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ> (مريم: 38).
3. المفعول به، كقوله تعالى: <وَ هُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ> (مريم: 25). و قول أمير المؤمنين عليه السلام: «وَ عَلَيْكُم بالتَّواصُلِ و التَّبَادُل»(2)
4. خبر «ليس» و «ما» المشبّهة بها، كقوله تعالى:
<قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ> (الأنعام: 66) و <وَ مَا اللّٰهُ بِغٰافِلٍ عَمّٰا تَعْمَلُونَ> (البقرة: 149).
ص: 356
5. بعض ألفاظ التوكيد المعنوي و هي «نفس» و «عين»، كقولك: «جاء عليّ بنفسه».
«من»:
هي حرف جرّ تزاد في الجملة غير الموجبة و الاستفهاميّة ب - «هل» و تفيد التأكيد. و أكثر مواضع زيادتها هو:
1. المبتدأ النكرة، كقوله تعالى: <هَلْ مِنْ خٰالِقٍ غَيْرُ اللّٰهِ يَرْزُقُكُمْ> (فاطر: 3).
2. الفاعل النكرة، كقوله تعالى: <مٰا جٰاءَنٰا مِنْ بَشِيرٍ> (المائدة: 19).
3. المفعول النكرة، كقوله تعالى: <مٰا تَرىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمٰنِ مِنْ تَفٰاوُتٍ> (الملك: 3).
«الكاف»:
هي حرف جرّ و تزاد قليلًا، و جعل منها قوله تعالى: <لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ> (1)(الشورى: 11).
«أن»:
هي حرف مهملة تزاد كثيراً(2) بعد «لمّا» التوقيتيّة، كقوله تعالى:
<وَ لَمّٰا أَنْ جٰاءَتْ رُسُلُنٰا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ> (العنكبوت: 33).
«إن»:
هي حرف مهملة تزاد كثيراً بعد «ما» النافية، كقول فروة بن مسيك:
53. «فما إنْ طبُّنا جبن و لكن *** منايانا و دَولةُ آخرينا»(3).
«اللام»:
هي على قسمين: غير عاملة و جارّة، و أكثر مواضع زيادة غير العاملة على المبتدإ، كقول الإمام عليّ بن الحسين عليهما السلام: «لَمَغْفِرَتُكَ وَ رَحْمَتُكَ أَوسَعُ مِنْ ذُنُوبي»،