عنوان واسم المؤلف: موسوعة الامام الخمیني قدس سرة الشریف المجلد 42 شرح دعاء السحر/ [روح الله الامام الخمیني قدس سرة].
مواصفات النشر : طهران : موسسة تنظیم و نشر آثارالامام الخمیني قدس سرة، 1401.
مواصفات المظهر: 413ص.
الصقيع: موسوعة الامام الخمیني قدس سرة
ISBN: 9789642123568
حالة القائمة: الفيفا
ملاحظة: الببليوغرافيا مترجمة.
عنوان : الخميني، روح الله، قائد الثورة ومؤسس جمهورية إيران الإسلامية، 1279 - 1368.
عنوان : الفقه والأحكام
المعرف المضاف: معهد الإمام الخميني للتحرير والنشر (س)
ترتيب الكونجرس: BP183/9/خ8الف47 1396
تصنيف ديوي : 297/3422
رقم الببليوغرافيا الوطنية : 3421059
عنوان الإنترنت للمؤسسة: https://www.icpikw.ir
جمعية خيرية رقمية: مركز خدمة مدرسة إصفهان
محرّر: حسن حاج هاديان
ص: 1
ص: 2
بسم الله الرحمن الرحیم
ص: 3
ص: 4
بسم اللّه الرحمن الرحيم .
الحمد للّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين .
في أوساط التعليم والتعلّم في المجتمع الإسلامي وعبر القرون المتتالية، كان تعلّم العلوم المختلفة بمنزلة شطّ جارٍ يبعث الحيويّة والنشاط في حياة المسلمين اليومية. تنقسم هذه العلوم بعامّتها إلى العلوم النقلية والعقلية حسب التسمية المتّفق عليها. وانحاز كلّ من طلاّب هذه العلوم في بداية الأمر والعلماء في نهاية المطاف إلى كلّ من هذين القسمين حسب ذوقهم ورغبتهم أو الدوافع والبواعث التربويّة أو البيئيّة وصاروا ممحّضين في قسم منهما دون الآخر، إلاّ القليل ممّن له اهتمام وجهد في كلا القسمين ويسمّى بالجامع للمنقول والمعقول.
في فترة إحياء وتأسيس الحوزة العلميّة في قم المقدّسة وباهتمام من سماحة آية اللّه العظمى الشيخ عبدالكريم الحائري اليزدي - أعلى اللّه مقامه - كان هناك أساتذة متميّزون في الساحتين العقلية والنقلية قاموا بتعليم الطلاّب والراغبين في العلوم الإسلامية. كان الاُستاذ البارز في العلوم النقلية والفقه والاجتهاد سماحة آية اللّه المؤسّس نفسه، وكان بجانبه كبار من العلماء آخرون، إمّا مقيمون في
ص: 5
مدينة قم، وإمّا مهاجرون إليها كحرم لأهل البيت علیهم السلام واشتغلوا بتعليم الطلاّب وتربيتهم الفقهية.
وفي العلوم العقلية اهتمّ كبار من أهلها كالآيات: الحكمي اليزدي، والملكي التبريزي، والرفيعي القزويني، والشاه آبادي - قدّس اللّه أسرارهم - بتعليم المباحث الفلسفية والعرفانية لطلاّب العلم ومبتغي الكمال.
كان الإمام الخميني(س) من القلّة القليلة من بين الطلاّب في الحوزة العلميّة والذي نجح أن يحصل على أعلى مستوى في العلوم النقلية والعقلية واستفاد كثيراً من أساتذته في هاتين الساحتين خلال خمسة عشر عاماً من بداية تأسيس الحوزة العلميّة بحيث نستطيع أن نقول دون أيّ مبالغة إنّه فريد دهره ووحيد عصره في الجمع بين المعقول والمنقول؛ وخير دليل على هذا القول، مؤلّفاته العديدة والمتنوّعة في الموضوعين.
«شرح دعاء السحر» أوّل كتاب نجح الإمام الخميني(س) في تأليفه حينما كان له من العمر سبعة وعشرون عاماً.
هذا الكتاب الشريف واللطيف كان من جملة الآثار العرفانية للإمام الخميني(س) وقد نوّه فيه باسم اُستاذه آية اللّه الشيخ محمّد علي الشاه آبادي - طاب ثراه - مراراً وجاء بأنظاره كراراً؛ ونظراً إلى أنّ سماحة الإمام(س) نال مصاحبة آية اللّه الشاه آبادي عام 1307 ش وكان قد بدأ بتأليف الكتاب قبل ذلك الوقت، وكان فى منتصف تأليفه تقريباً، فلذلك نشاهد أنّه يأتي بأنظار اُستاذه من الصفحة 105 فما بعد في المتن وقبله في الهامش.
يقدّم سماحة الإمام(س) في هذا الكتاب جمال الكتابة من حيث الألفاظ
ص: 6
والتراكيب بجوار المعاني والمفاهيم السامية إلى طالبي العرفان ومشتاقيه وفي الحال نفسها يمزج المعاني السامية العرفانية بأحاديث المعصومين علیهم السلام والأدعية المأثورة عنهم علیهم السلام .
وقد يترائى الذوق الأدبي والعرفاني لسماحته في تزيين عباراته بالأشعار الفارسية والعربية في مواضع عديدة من الكتاب. يرى سماحته عرفانه الحقيقي في التوافق والانسجام بين علم الظاهر وعلم الباطن، ويعتقد أنّ الأحكام الشرعية الإلهية هي الحكمة العملية التي تهدي الإنسان إلى الأسرار الربوبية والأنوار الغيبية.
يشرح الإمام في هذا السفر الشريف فقرات هذا الدعاء ويطرح بالمناسبة أبحاثاً حول الأسماء الإلهيّة، والدعاء، واعتبارات الوجود، والكتاب، والإنسان الكامل، ومراتب السلوك وغيرها، ويدرس وينقد آراء الحكماء والعرفاء كالسيّد الداماد، وصدر المتألّهين، والفيض الكاشاني، والمحقّق السبزواري، وابن عربي، والقونوي، وعبدالرزّاق الكاشاني، والقيصري، والفناري، والقمشه اي، والملكي التبريزي، وغيره من الأعاظم كما يتعرّض لآراء اُستاذه المرحوم الشاه آبادي.
اسم الكتاب وبالعناية إلى مخطوط سماحة الإمام هو «مختصر في شرح الدعاء المتعلّق بالسحور» وفي بعض الاستنساخات والطبعات ذكر «بالأسحار» ولكنّه لمّا اشتهر الكتاب ب«شرح دعاء السحر» فلذلك اختارت مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني(س) هذا الاسم.
نشر هذا الكتاب مرّة بعنوان «تفسير دعاء سحر» في عام 1359 ش مقترناً بالترجمة الفارسية مع حواشٍ إيضاحية ومقدّمة من المرحوم آية اللّه السيّد أحمد
ص: 7
الفهري من قبل دار نشر «نهضت زنان مسلمان» وكان مبتنياً على المتن المستنسخ من الأصل.
ثمّ بعد ذلك طبع المتن العربي للكتاب بعنوان «شرح دعاء السحر» مع تعريب المقدّمة والهوامش للسيّد المرحوم الفهري في بيروت وعلى يدي مؤسّسة الوفاء ونشرت نفس هذه الطبعة بواسطة مركز النشر العلمي والثقافي في طهران في عام 1362 ش.
مرّة اُخرى وفي عام 1363 ش قامت دار الكتاب في قم بنشر المتن العربي للكتاب مع ترجمته وهوامشه ومقدّمته بعنوان «تفسير دعاء السحر» مع نضد جديد للحروف إلى أن احتجّ الإمام في عام 1364 ش على الأخطاء المطبعية الواقعة في الكتاب وقال مخاطباً السيّد الفهري: «هناك أخطاءٌ كثيرة في كتاب شرح دعاء السحر» ولهذا السبب صحّحه المرحوم السيّد الفهري من جديد وقدّم طبعةً جديدة منه في عام 1366 ش على يدي دار «اطّلاعات» للنشر.
ثمّ انتهى الأمر إلى مؤسّسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني(س) حيث قامت بتصحيح المتن والمقابلة مع نسختين مستنسختين من الكتاب ونشرته عام 1374 ش مع مقدّمة التحقيق والهوامش الضرورية في إرجاع الآيات والروايات والأقوال وضمّ الفهارس الفنّية إليه. ثمّ نشرت دار «فيض كاشاني» للنشر تصحيحاً آخر من قبل السيّد الفهري وبتحرير من حسين اُستاد ولي عام 1376 ش. كما نشرت مؤسّسة تنظيم ونشر آثار الإمام(س) ترجمة منه عام 1386 ش.
الآن ولأوّل مرّة وضمن «موسوعة الإمام الخميني(س)» ينشر كتاب «شرح
ص: 8
دعاء السحر» على أساس مخطوط سماحة الإمام(س) ولذلك قد صحّت الأخطاء الواقعة في الطبعات السابقة.
تمّ في طبع هذا الكتاب عدّة اُمور:
1 - تصحيح المتن على مخطوط الإمام الأصلي.
2 - تحرير المتن دون أيّ تصرّف في المفردات والجملات، بل باستخدام علامات التحرير واستبدال رسم الخطّ بما هو المتّبع اليوم.
3 - وضع العناوين لتسهيل الوصول للمحقّقين؛ وليعلم أنّ الكتاب كان في الأصل شرحاً مزجيّاً للدعاء يشتمل متنه على الدعاء نفسه لكن في بعض الطبعات صارت فقرات الدعاء كالعنوان للشرح فصحّحنا المتن من هذه الجهة أيضاً ووضعنا عناوين اُخر في [ ].
4 - الاستخراج الجديد للمصادر من الآيات والروايات والأقوال حسب ما هو المعتاد اليوم ووفقاً للكتب المنشورة حديثاً.
5 - وضع الفهارس الفنّية في آخر الكتاب.
وفي الختام نسأل اللّه تعالى مزيداً من التوفيق للمحقّقين الذين بذلوا جهدهم في طبع ونشر هذا الكتاب الشريف كما نأمل أن يحظى بإقبال من المحقّقين وأصحاب الآراء بالشرح عليه والتحشية له حتّى يستفيد المشتاقون من مطالبه الثمينة أكثر فأكثر.
مؤسّسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني قدّس سرّه .
فرع قم المقدّسة
ص: 9
ص: 10
ص: 1
ص: 2
بسم اللّه الرحمن الرحيم .
الحمد للّه الباسط ببهائه على سكّان الملك والملكوت ، والساطع بسنائه على قطّان الجبروت واللاهوت . تجلّى من غيب الهويّة بجماله الأجمل ، ولا حجاب له إلاّ جلاله ؛ واختفى في ظهوره الأظهر ، ولا ظهور لشيء إلاّ جماله . ظهر بذاته من عين الجمع في مجالي صفاته ، وبصفاته من الكنزية المختفية في ملابس آياته ؛ وعنده مفاتح غيب الأرواح ، وشهود الأشباح . فسبحان من إله صعد إلى السماء العليا وهبط إلى الأرض السفلى ؛ (وَهُوَ الّذِى فِى السَّمَآءِ إلهٌ وَفِى الأَرْضِ إِلهٌ)(1) ؛ و«لو دلّيتم إلى الأرض السفلى لهبطتم على اللّه»(2).
والصلاة والسلام على مفتاح الوجود ، والرابط بين الشاهد والمشهود ؛ باب الأبواب لغيب الهويّة ، المتردّي برداء العمائية ، الحافظ للحضرات الخمس الإلهية ؛ الذي تدلّى وافتقر ، واستقام بأمره كما اُمر ؛ مفتاح الدائرة ومختمها ،
ص: 3
ومؤخّر السلسلة ومقدّمها ، محمّد صلّى اللّه عليه وعلى آله المصطفين من اللّه ، الذين بهم فتح اللّه ، وبمعرفتهم عرف اللّه ؛ الأسبابِ المتّصلة بين سماء الإلهية وأراضي الخلقية ؛ الظاهرِ فيهم الولاية ، والباطن فيهم النبوّة(1) والرسالة ؛ الهادين بالهداية التكوينية سرّاً والتشريعية جهراً ؛ الآيات التامّات والأنوار الباهرات .
ص: 4
واللعن على أعدائهم ، مظاهر الشيطان والبهائم على هيكل الإنسان ؛ سيّما أصل الشجرة الخبيثة إلى يوم يحشرون على صور تحسن عندها القردة جزاءً بما كانوا يعملون .
أمّا بعد ، فيقول المفتقر إلى الربّ العظيم ، والمفتخر بالانتساب إلى الرسول الكريم ، السيّد روح اللّه بن السيّد مصطفى الخميني الهندي ، عفي عنهما :
لمّا كان من أعظم النعم على العباد والرحمة الواسعة في البلاد ، الأدعية المأثورة من خزّان الوحي والشريعة وحملة العلم والحكمة ؛ لأنّها الرابطة المعنوية بين الخالق والمخلوق ، والحبل المتّصل بين العاشق والمعشوق ، والوسيلة للدخول بحصنه الحصين ، والتمسّك بالعروة الوثقى والحبل المتين ؛ ومن المستبين عدم إمكان الوصول بهذا الغرض الأقصى والمقصد الأعلى ، إلاّ مع التوجّه بقدر الاستطاعة إلى معناها وبمقدار القدرة إلى سرّها ومغزاها ؛ ورأيت أنّ الدعاء المشهور الموسوم بالمباهلة(1) ، المأثور من الأئمّة الأطهار ؛ للتوسّل به في الأسحار إلى نور الأنوار ، من أجلّ الأدعية قدراً وأرفعها منزلةً ؛ لاشتماله على الصفات الحسنى الإلهية والأمثال العليا الربوبية ، وفيه الاسم الأعظم والتجلّي الأتمّ الأقدم ، فأردت أن أشرحه من بعض الوجوه بمقدار الاستعداد ، مع قلّة الباع وقصور الاطّلاع . فيا له من حرباء أراد أن يصف البيضاء ، وخفّاش قصد أن ينظر إلى إشراق الضياء . ولكن أقول وبالحقّ أقول :
جاءت سليمانَ يومَ العيد قبّرةٌ أتتْ بفخذِ جرادٍ كان في فيها
ص: 5
ترنّمتْ بفصيحِ القول واعتذرتْ *** إنّ الهدايا على مقدارِ مُهديها(1).
فها أنا أشرع في المقصود مع الاستيفاق من الربّ الودود ، والاستمداد من الأرواح المطهّرة والأنفاس الطاهرة ، من الأنبياء العظام والأولياء الكرام علیهم السلام .
ص: 6
[«اللّهمّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ بَهائِكَ بِأَبهاهُ، وَكلُّ بَهائِكَ بَهيّ. اللّهمّ إِنِّي أَسأَلكَ بِبَهائِك كُلِّهِ».] قول الداعي: «اللّهمَّ» - أصله «يا اللّه» .
واعلم أنّ الإنسان هو الكون الجامع لجميع المراتب الغيبية والمثالية والحسّية ، منطوٍ فيه العوالم الغيبية والشهادتية وما فيهما ؛ كما قال اللّه تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا)(1) .
وقال مولانا ومولى الموحّدين عليه السلام :
وتزعم أ نّك جرمٌ صغير *** وفيك انطوى العالَمُ الأكبر(2).
فهو مع الملك ملك ، ومع الملكوت ملكوت ، ومع الجبروت جبروت .
وروي عنه عليه السلام وعن الصادق عليه السلام : «اعلم أنّ الصورة
ص: 7
الإنسانية هي أكبر حجج اللّه على خلقه، وهي الكتاب الذي كتبه بيده، وهي الهيكل الذي بناه بحكمته، وهي مجموع صورة العالمين، وهي المختصر من اللوح المحفوظ، وهي الشاهد على كلّ غائب، وهي الطريق المستقيم إلى كلّ خير، والصراط الممدود بين الجنّة والنار»(1) ، انتهى .
فهو خليفة اللّه على خلقه ، مخلوق على صورته ، متصرّف في بلاده ، مخلّع بخلع أسمائه وصفاته ، نافذ في خزائن ملكه وملكوته ، منفوخ فيه الروح من الحضرة الإلهية ، ظاهره نسخة الملك والملكوت وباطنه خزائن الحيّ الذي لا يموت . ولمّا كان جامعاً لجميع الصور الكونية والإلهية ، كان مربّى بالاسم الأعظم المحيط لجميع الأسماء والصفات ، الحاكم على جميع الرسوم والتعيّنات .
فالحضرة الإلهية ربّ الإنسان الجامع الكامل ؛ فينبغي له أن يدعو ربّه بالاسم المناسب لمقامه والحافظ له من منافراته . ولهذا اُستعيذ باللّه من الشيطان الرجيم دون سائر الأسماء ، وصار مأموراً بالاستعاذة بربّ الناس في قوله تعالى: )قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ((2) من شرّ الذي ينافر مرتبتَه وكمالاته ، وهو الوسوسة في صدره من الموسوس القاطع لطريقه في سلوك المعرفة .
قال العارف الكامل كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني(3) في «تأويلاته» :
ص: 8
«الإنسان هو الكون الجامع الحاصر لجميع مراتب الوجود ، فربُّه الذي أوجده وأفاض عليه كماله هو الذات باعتبار جميع الأسماء بحسب البداية ، المعبّر عنه باللّه ؛ ولهذا قال تعالى : (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ)(1) بالمتقابلين من اللطف والقهر والجمال والجلال الشاملين لجميعها»(2) انتهى بعين ألفاظه .
فالمتكفّل لعوده من أسفل السافلين ، واسترجاعه من الهاوية المظلمة إلى دار كرامته وأمانه ، وإخراجه من الظلمات إلى النور ، وحفظه من قطّاع طريقه في السلوك ، هو اللّه ؛ كما قال تعالى : (اللّه ُ وَلِىُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)(3) .
فالسالك في سلوكه بقدم المعرفة إلى اللّه ، بمنزلة مسافر يسافر في الطريق الموحش المظلم إلى حبيبه ، والشيطان قاطع الطريق في هذا المسلك ، واللّه تعالى هو الحافظ باسمه الجامع المحيط ، فلابدّ للداعي والسالك من التوسّل
ص: 9
والتضرّع إلى حافظه ومربّيه بقوله «اللهمّ» أو «يا اللّه» . وهذا سرّ تصدّر أكثر الأدعية به ، وإن كان التمسّك بسائر الأسماء الإلهية أيضاً حسناً بنظر آخر ، وهو استهلاك التعيّنات الأسمائية والصفاتية في أحدية الجمع ؛ على ما سيجيء في سرّ الرجوع عن إثبات الأفضلية في فقرات الدعاء إلى قوله : «وكلّ بهائك بهيّ» إلى غير ذلك .
[قوله]: «إنّي» - لم يكن هذا في الحقيقة إثبات الأنانية ؛ لأنّ الأنانية تنافي السؤال ، والداعي يقول : «إنّي أسألُكَ» ، وهذا نظير قوله تعالى : (أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللّه ِ)(1) ، مع أنّ الأنتمية السوائية مدار الاستغناء لا الفقر ، فما كان منافياً لمقام السالك إلى اللّه تعالى إثبات الاستقلال والاستغناء ، كتسمية «أنتم» في قوله تعالى :(إِنْ هِىَ إِلاَّ أسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ)(2) . وأمّا إثبات الأنانية في مقام التذلّل ، وإظهار الفقر فليس مذموماً ، بل ليس من إثبات الأنانية ، نظير «أنتم» في قوله : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللّه ِ)(3) بل حفظ مقام العبودية والتوجّه إلى الفقر والفاقة ، إن كان في الصحو الثاني فهو من أتمّ مراتب الإنسانية ؛ المشار - إليه بقوله - صلّى اللّه عليه وآله - على ما حكي : «كان أخي موسى عينه اليمنى عمياء، وأخي عيسى عينه اليسرى عمياء، وأنا ذو العينين»(4) فحفظ مقام الكثرة في الوحدة ، والوحدة في الكثرة ، لم يتيسّر لأحد من الأنبياء والمرسلين ، إلاّ
ص: 10
لخاتمهم بالأصالة وأوصيائه بالتبعية ، وصلّى اللّه عليه وعليهم أجمعين .
[قوله]: «أسْألُكَ»(1) - السؤال بلسان الاستعداد غير مردود ، والدعاء به مقبول مستجاب ؛ لأنّ الفاعل تامّ وفوق التمام ، والفيض كامل وفوق الكمال . وعدم ظهور الفيض وإفاضته من قبل نقصان الاستعداد ، فإذا استعدّ القابل لقبوله ، فيفيض عليه من الخزائن التي لاتبيد ولاتنفد ، ومن المعادن التي لاتنتهي ولا تنقص ، فينبغي للداعي أن يبالغ في تنزيه باطنه وتخلية قلبه من الأرجاس والملكات الرذيلة ، حتّى يسري دعاء قاله إلى حاله ، وحاله إلى استعداده ، وعلنه إلى سرّه ، ليستجاب دعاه ويصل إلى مناه .
فاجتهد لأن يكون سرّك داعياً وباطنك طالباً ، حتّى ينفتح على قلبك أبواب الملكوت ، وينكشف على سرّك أسرار الجبروت ، ويجري فلك عقلك في بحار
ص: 11
الخير والبركات ؛ حتّى يصل إلى ساحل النجاة ، ونجا من ورطة الهلكات ، ويطير بجناحيه إلى عالم الأنوار ، عن هذه القرية الظلمانية ودار البوار . وإيّاك وأن تجعل الغاية لهذه الصفات الحسنى والأمثال العليا - التي بها تقوم السماوات والأرضون ، وبنورها تنوّرت العالمون - الشهوات الدنيّة ، واللذّات الداثرة البالية ، والأغراض الحيوانية ، والكمالات البهيمية والسبعية .
وعليك بطلب الكرامات الإلهية والأنوار العقلية ، والكمالات اللائقة بالإنسان بما هو إنسان ، والجنّات التي عرضها كعرض السماوات والأرضين . هذه أيضاً في بدء السلوك والسير ، وإلاّ فحسنات الأبرار سيّئات المقرّبين .
فالعارف الكامل من جعل قلبه هيولى لكلّ صورة أورد عليه المحبوب - فلا يطلب صورة وفعلية - وتجاوز عن الكونين وارتفع عن النشأتين ؛ كما قال العارف الشيرازي(1) :
در ضمير ما نمى گنجد به غير از دوست كس *** هر دو عالم را به دشمن ده كه ما را دوست بس(2) .
و[قال] في موضع آخر :
ص: 12
نيست در لوح دلم جز الف قامت دوست *** چه كنم حرف دگر ياد نداد استادم(1) .
وهذا هو حقيقة الإخلاص الذي أشار إليه في الأخبار بقوله : «من أخلص للّه أربعين صباحاً، جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه»(2) .
وفي «الكافي» عن أبي الحسن الرضا علیه السلام : «إنّ أمير المؤمنين - صلوات اللّه عليه - كان يقول: طوبى لمن أخلص للّه العبادة والدعاء، ولم يشغل قلبه بما تراه عيناه، ولم ينس ذكر اللّه بما تسمع اُذناه، ولم يحزن صدره بما اُعطي غيره»(3) .
هذا ، فتبّاً لعبد يدّعي العبودية ، ثمّ دعى سيّده ومولاه بالأسماء والصفات التي قامت بها سماوات الأرواح وأراضي الأشباح ، وكان مسؤوله الشهوات النفسانية والرذائل الحيوانية ، والظلمات التي بعضها فوق بعض ، والرئاسات الباطلة ، وبسط اليد في البلاد والتسلّط على العباد .
تو را ز كنگره عرش مى زنند صفير *** ندانمت كه در اين دامگه چه افتاده است(4).
وطوبى لعبد عبد الربّ له وأخلص للّه ولم ينظر إلاّ إليه ولا يكون مشترياً للشهوات الدنيوية أو للمقامات الاُخروية .
ص: 13
غلام همت آنم كه زير چرخ كبود *** ز هر چه رنگ تعلق پذيرد آزاد است(1).
[قوله]: «من بهائك(2) بأبهاه، وكلّ بهائك بهيّ. اللهمّ إنّي أسألك ببهائك كلّه». «من بهائك» متعلّق ب «أبهاه» ، وهو متعلّق ب «أسألك» ، أي : أسألك بأبهى من بهائك . وكذلك سائر الفقرات .
واعلم أنّ السالك بقدم المعرفة إلى اللّه لا يصل إلى الغاية القصوى ، ولا يستهلك في أحدية الجمع ، ولا يشاهد ربّه المطلق إلاّ بعد تدرّجه في السير إلى منازل ومدارج ومراحل ومعارج من الخلق إلى الحقّ المقيّد . ويزيل القيد يسيراً يسيراً ، وينتقل من نشأة إلى نشأة ومن منزل إلى منزل ، حتّى ينتهي إلى الحقّ المطلق ، كما هو المشار إليه في الكتاب الإلهي لطريقة شيخ الأنبياء - عليه وعليهم الصلاة والسلام - بقوله تعالى : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هذا رَبِّى) ، إلى قوله : )وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذى فَطَرَ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً
ص: 14
وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكينَ((1) فتدرّج من ظلمات عالم الطبيعة ، مرتقياً إلى طلوع ربوبية النفس ، متجلّية بصورة الزهرة ، فارتقى عنها فرأى الاُفول والغروب لها ، فانتقل من هذا المنزل إلى منزل القلب الطالع ، قمرُ القلب من اُفق وجوده ، فرأى ربوبيته ، فتدرّج عن هذا المقام إلى طلوع شمس الروح ؛ فرأى غروب قمر القلب ، فنفى الربوبية عنه ، فأثبت الربوبية ثالثة لشمس الروح ، فلمّا أفلت بسطوع نور الحقّ وطلوع الشمس الحقيقي نفى الربوبية عنها وتوجّه إلى فاطرها ، فخلص عن كلّ اسم ورسم وتعيّن ووسم ، وأناخ راحلته عند الربّ المطلق .
فالعبور عن منازل الحواسّ والتخيّلات والتعقّلات ، والتجاوز عن دار الغرور إلى غاية الغايات ، والتحقّق بنفي الصفات والرسوم والجهات ، عيناً وعلماً ، لا يمكن إلاّ بعد التدرّج في الأوساط من البرازخ السافلة والعالية إلى عالم الآخرة ، ومنها إلى عالم الأسماء والصفات ، من التي كانت أقلّ حيطة إلى أكثر حيطة ، إلى الإلهية المطلقة ، إلى أحدية عين الجمع ، المستهلك فيها كلُّ التجلّيات الخلقية والأسمائية والصفاتية ، الفانية فيها التعيّنات العلمية والعينية .
وأشار المولوي(2) إلى هذا التدرّج بقوله :
ص: 15
از جمادى مردم و نامى شدم *** وزنما مردم ز حيوان سر زدم .
إلى قوله :
پس عدم گردم عدم چون ارغنون *** گويدم كانّا إليه راجعون(1).
وهذا هو الظلومية(2) المشار إليها بقوله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)(3)
ص: 16
على بعض الاحتمالات .
وهذا مقام (أَو أَدنَى)(1) أخيرة مقامات الإنسان(2) بل لم يكن هناك مقام ولا صاحب مقام .
وهذا مقام الهيمان المشار إليه بقوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ(3))(4) على بعض الاحتمالات .
فإذا بلغ السالك إلى الحضرة الإلهية ، ورأى بعين البصيرة الحضرة الواحدية ، وتجلّى له ربّه بالتجلّيات الأسمائية والصفاتية ، وتوجّه إلى محيطية بعض الصفات والأسماء ومحاطية بعضها ، وفضيلة بعضها وأفضلية الاُخرى ، يسأل ربّه باللسان المناسب لنشأته ، ويدعوه بالدعاء اللائق بحضرته ، بأبهى الصفات وأجملها وأشرف الآيات وأكملها ، فيسري من لسان حاله إلى قاله ، ومن سرّه إلى مقاله ، فيقول : «أسألك من بهائك بأبهاه» إلى غير ذلك .
والسؤال في الحضرة الإلهية بطور يخالف طور السؤال في الحضرة الغيب
ص: 17
المقيّد ، وهو غير السؤال في الشهادة ، ومسؤولاتها أيضاً متفاوتة بمناسبة النشئات ؛ كما سيجيء في قوله عليه السلام : «اللهمّ إنّي أسألك من مسائلك بأحبّها إليك» .
هذا ، وإذا تجاوز عن الحضرة الإلهية إلى الحضرة الأحدية الجمعية ، المستهلكة فيها الحضرات ، الفانية فيها التعيّنات والتكثّرات ، وتجلّى عليه بالمالكية المطلقة - كما قال : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْم) ، وحيث لم يكن في هذا اليوم خلق وأمر ، ولا اسم ورسم ، ورد أ نّ لا يجيبه إلاّ نفسه(1) ، فقال : )لِلّه الْواحِدِ الْقَهَّارِ((2) - ففي هذا المقام لم يكن سؤال ولا مسؤول ولا سائل . وهو السكر الذي هيمان ودهشة واضطراب لمشاهدة جمال المحبوب فجأة ، فإذا أفاق بتوفيقات محبوبه عن هذا الهيمان والدهش ، وصحى عن المحو ، وأمكنه التميّز والتفرقة ؛ لتمكّن الشهود فيه واستقامته واستقراره وحفظه الحضرات الخمس ، يرى أنّ الصفات التي [كان ]يراها في الصحو الأوّل بعضها أبهى وبعضها بهيّ وبعضها أكمل وبعضها كامل ، كلّها من تجلّيات ذات أحدي محض ، ولمعات جمال نور حقيقي بحت . فلا يرى في هذا المقام أفضلية وأشرفية ، بل يرى كلّها شرفاً وبهاءً وجمالاً وضياءً ، فيقول : كلّ بهائك بهيّ وكلّ شرفك شريف ، لم يكن أشرفية في البين ، لكون الكلّ أمواج بحر وجودك ، ولمعات نور ذاتك ؛ وكلّها متّحدة مع الكلّ والكلّ مع الذات . فإثبات التفضيل في الصحو الأوّل ، ونفيها في
ص: 18
الصحو بعد المحو ، مع إرجاع الكثرات إليه .
هذا إذا كان النظر إلى التجلّيات الصفاتية والأسمائية . وأمّا إذا كان المنظور التجلّيات الخلقية والمظاهر الحسنى الفعلية ، فالعروج إلى مقام التحقّق بالمشيئة المطلقة المستهلكة فيها التعيّنات الفعلية ، لا يمكن إلاّ بعد التدرّج في مراتب التعيّنات : فمن عالم الطبيعة يعرج إلى عالم المثال والملكوت متدرّجاً في مراتبهما ، ومنهما إلى عالم الأرواح المقدّسة بمراتبها ، ومنه إلى مقام المشيئة التي استهلك في عينها جميع الوجودات الخاصّة والتعيّنات الفعلية . وهذا هو مقام التدلّي في قوله تعالى : (دَنَا فَتَدَلَّى)(1) فالمتدلّي بذاته لم تكن له حيثية إلاّ التدلّي ، ولم يكن ذاتاً يعرض لها التدلّي .
والفقر الذي هو الفخر المطلق(2) ، هو المشيئة المطلقة المعبّر عنها بالفيض المقدّس ، والرحمة الواسعة ، والاسم الأعظم ، والولاية المطلقة المحمّدية ، والمقام العلوي . وهو اللواء الذي آدم ومن دونه تحته(3) ، والمشار إليه بقوله «كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطين»(4) أو «بين الروح والجسد»(5) أي : لا روح ولا جسد . وهو العروة الوثقى والحبل الممدود بين سماء الإلهية وأراضي الخلقية ، وفي دعاء الندبة : «أين باب اللّه الذي منه يؤتى، أين وجه اللّه الذي
ص: 19
إليه يتوجّه الأولياء، أين السبب المتّصل بين الأرض والسماء»(1) .
وفي «الكافي» عن المفضّل ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : كيف كنتم حيث كنتم في الأظلّة؟ فقال : «يا مفضّل، كنّا عند ربّنا، ليس عنده أحد غيرنا، في ظلّة خضراء، نسبّحه ونقدّسه ونهلّله ونمجّده. وما من ملك مقرّب ولا ذي روح غيرنا، حتّى بدا له في خلق الأشياء، فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثمّ أنهى علم ذلك إلينا»(2) .
والأخبار من طريق أهل البيت عليهم السلام ، بهذا المضمون كثيرة(3) .
فشهود هذا المقام أو التحقّق به ، لايتيسّر إلاّ بعد التدرّج في مراقي التعيّنات . فقبل الوصول إلى هذا المقام ، يرى السالك بعض الأسماء الإلهية أبهى من بعض ، كالعقول المجرّدة والملائكة المهيّمة ، فيسأل بأبهى وأجمل وأكمل .
فإذا وصل إلى مقام القرب المطلق وشهد الرحمة الواسعة والوجود المطلق والظلّ المنبسط والوجه الباقي ، الفاني فيه كلّ الوجودات ، والمستهلك فيه كلّ العوالم من الأجساد المظلمة والأرواح المنوّرة ، يرى أنّ نسبة المشيئة إلى كلّها على السواء ، فهي مع كلّ شيء : (فأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه ِ)(4) ، (وَهُوَ مَعَكُمْ)(5) ،(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْه مِنْكُم)(6) ، )وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ
ص: 20
الوَرِيدِ((1) فعند ذلك ينفي الفضيلة ويقول : «وكلّ بهائك بهيّ . وكلّ جمالك جميل» .
وما ذكرنا مشترك بين جميع الفقرات ، وإن كان بعضها بالمقام الأوّل أنسب وبعضها بالثاني أليق .
وأمّا ما اختصّت به هذه الفقرة ، فالبهاء هو الحسن ، والحسن هو الوجود ، فكلّ خير وبهاء وحسن وسناء فهو من بركات الوجود وأظلاله ، حتّى قالوا : مسألة أنّ الوجود خير وبهاء بديهية(2) .
فالوجود كلّه حسن وبهاء ونور وضياء . وكلّما كان الوجود أقوى كان البهاء أتمّ وأبهى .
فالهيولى لخسّة وجودها ونقصان فعليتها دار الوحشة والظلمة ، ومركز الشرور ومنبع الدنائة(3) ، ويدور عليها رحى الذميمة والكدورة ، فهي لنقصان وجودها وضعف نوريتها ، كالمرأة الذميمة المشفقة عن استعلان قبحها ؛ كما قال الشيخ(4) .
ص: 21
والدنيا لوقوعها في نعال الوجود وأخيرة تنزّلاته يدعى بأسفل السافلين وإن كانت بنظر أهلها بهيّة حسناء لذيذة ؛ لأنّ (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(1) . فإذا ظهر سلطان الآخرة ، وانكشف الحقيقة بارتفاع الحجاب عن بصيرة القلب ، وتنبّهت الأعين عن نوم الغفلة ، وبعثت الأنفس من مراقد الجهالة عرفت حالها ومرجعها ومآلها ، وانكشفت ذميمتها وقباحتها وظلمتها ووحشتها .
روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله : «يُحشَر بعضُ الناس على صورة تحسن عندها القِرَدَةُ والخنازير»(2) .
وهذا الكمال الحيواني والخير البهيمي والسبعي أيضاً من بركات الوجود وخيراته ونوره وبهائه .
فكلّما خلص الوجود من شوب الأعدام والفقدانات ، واختلاط الجهل والظلمات ، يصير بمقدار خلوصه بهيّاً حسناً ، فالعالم المثال أبهى من ظلمات الطبيعة ، وعالم الروحانيات والمقرّبين من المجرّدات أبهى منهما ، والعالم الربوبي أبهى من الكلّ ؛ لخلوصه عن شوب النقص ، وتقدّسه عن اختلاط الأعدام ، وتنزّهه عن الماهية ولواحقها ؛ بل لا بهاء إلاّ منه ، ولا حسن و [لا] ضياء إلاّ لديه ، وهو كلّ البهاء وكلّه البهاء .
قال السيّد المحقّق الداماد قدّس سرّه(3) في «التقديسات» - على ما صحّ
ص: 22
عنه(1) - : «وهو تعالى كلّ الوجود وكلّه الوجود ، وكلّ البهاء والكمال وهو كلّه البهاء والكمال ، وما سواه على الإطلاق لمعات نوره ورشحات وجوده وظلال ذاته»(2) انتهى .
فهو تعالى بهاء بلا شوب الظلمة ، كمال بلا غبار النقيصة ، سناء بلا اختلاط الكدورة ؛ لكونه وجوداً بلا عدم وإنّيّة بلا مهيّة .
والعالم باعتبار كونه علامة له ومنتسباً إليه ، وظلّه المنبسط على الهياكل الظلمانية ، والرحمة الواسعة على الأراضي الهيولانية ، بهاء ونور وإشراق وظهور : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ علَى شاكِلَتِهِ)(3) ، وظلّ النور نور : (أَلَمْ تَرَ إلَى ربِّك كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ)(4) ، وباعتبار نفسه هلاك وظلمة ووحشة ونفرة : (كُلُّ شَىْ ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ)(5) ، فالوجه الباقي بعد استهلاك التعيّنات وفناء المهيّات ، هو جهة الوجوب المتدلّية إليه ، التي لم تكن مستقلّة بالتقوّم والتحقّق ، ولا
ص: 23
حكم لها بحيالها ، فهي بهذا النظر هو .
وروي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله : «لو دُلّيتم إلى الأرض السفلى بحبل لهبطتم على اللّه»(1) . فهو هو المطلق والبهاء التامّ ، لا هوية و [لا] بهاء لغيره . والعالم بجهة السوائية لم يكن له البهاء والهويّة ولا الوجود والحقيقة ؛ فهو خيال في خيال ، والكلّي الطبيعي غير موجود ، فإذا لم يكن موجوداً فكيف [يكون] له البهاء والنور والشرف والظهور ، بل هو النقصان والقصور والهلاك والدثور .
إنّ من الصفات الإلهية ما لها الحيطة التامّة على سائر الصفات ، كالأئمّة السبعة ؛ ومنها ما لم تكن كذلك ، وإن كانت لها المحيطية والمحاطية أيضاً . وبهذا يمكن تحصيل الفرق بين صفة البهاء والجمال ؛ فإنّ البهاء هو الضياء المأخوذ فيه الظهور والبروز ، دون الجمال ، فالصفات الثبوتية كلّها جمال وبعضها بهاء . والبهيّ من أسماءِ الذات باعتبار ومن أسماء الصفات بالآخر ، ومن أسماء الأفعال باعتبار ثالث ؛ وإن كان بأسماءِ الصفات والأفعال أشبه . والجميل من أسماءِ الذات بوجه ومن أسماءِ الصفات بوجه ، دون أسماءِ الأفعال ؛ وإن كان بأسماءِ الصفات أشبه وأنسب . وسيأتي - إن شاء اللّه - في شرح قوله عليه السلام : «اللهمّ إنّي أسألك من قولك بأرضاه» ما يفيدك في هذا المقام أيضاً(2) .
ص: 24
قال بعض أعاظم المشايخ من أهل السير والمعرفة رضوان اللّه عليه(1) في كتابه - الموسوم ب «أسرار الصلاة» - في تفسير (بِسْمِ اللّه ِ الرّحمنِ الرّحيِم) بحسب أسرار الحروف - بعد ذكر أخبار ، منها ما روي في «الكافي» و«التوحيد» و«المعاني» عن العيّاشي عن أبي عبداللّه عليه السلام : «الباء بهاء اللّه والسين سناء اللّه والميم مجد اللّه»(2) . والقمّي عن الباقر والصادق والرضا - عليهم السلام - مثله ، ولكن بدل «مجد اللّه» «ملك اللّه»(3) - بهذه العبارة :
«يعرف من هذه الأخبار وغيرها ، ممّا روي في الأبواب المختلفة ، أنّ عالم الحروف عالم في قبال العوالم كلّها ، وترتيبها أيضاً مطابق مع ترتيبها ، فالألف كأنّه يدلّ على واجب الوجود ، والباء على المخلوق الأوّل ، وهو العقل الأوّل والنور الأوّل ، وهو بعينه نور نبيّنا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . ولذا عبّر عنه ببهاءِ
ص: 25
اللّه ، لأنّ البهاء بمعنى الحسن والجمال . والمخلوق الأوّل إنّما هو ظهور جمال الحقّ ، بل التدقيق في معنى البهاء أ نّه عبارة عن النور مع هيبة ووقار ، فهو المساوق الجامع للجمال والجلال»(1) انتهى ما أردناه من كلامه ، زيد في علوّ مقامه .
أقول : إنّ الصفات المتقابلة لاجتماعها في عين الوجود بنحو البساطة والتنزّه عن الكثرة ، الكلّ منطوٍ في الكلّ ، وفي كلّ صفة جمالٍ جلال ، وفي كلّ جلال جمال ، إلاّ أنّ بعض الصفات ظهور الجمال وبطون الجلال وبعضها بالعكس ، فكلّ صفة كان الجمال فيها الظاهر فهي صفة الجمال ، وكلّ ما كان الجلال فيه الظاهر فهو صفة الجلال . والبهاء وإن كان النور مع هيبة ووقار - وهو جامع للجمال والجلال - إلاّ أنّ الهيبة فيه بمرتبة البطون ، والنور بمرتبة الظهور ؛ فهو من صفات الجمال الباطن فيه الجلال ، ولمّا كان الجمال ما تعلّق باللطف بلا اعتبار الظهور وعدمه فيه ، كان البهاء محاطاً به وهو محيط به .
وما ذكر جارٍ في مرتبة الفعل والتجلّي العيني حذواً بالحذو ، فالبهاء ظهور جمال الحقّ والجلال مختفٍ فيه ، والعقل ظهور جمال الحقّ ، والشيطان ظهور جلاله ، والجنّة ومقاماتها ظهور الجمال وبطون الجلال ؛ والنار ودركاتها بالعكس .
إن قلت : أليس قد ورد في بعض الأخبار من طريق أهل البيت الأطهار - صلوات اللّه عليهم - : «بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تحت الباء تميّز العابد عن
ص: 26
المعبود»(1) ، وظهور الوجود بالمشيئة فإنّها ألحق المخلوق به ، وفي بعض الأخبار : «خلق اللّه الأشياء بالمشيئة وخلق المشيئة بنفسها»(2) ، فما وجه جعل باء «البهاء» عالم العقل؟ قلت : هذا أيضاً صحيح بوجه ؛ فإنّ العقل بوجه مقام المشيئة ؛ لكونه ظهورها ومقام إجمال العوالم ، كما حقّق في محلّه أنّ شيئية الشيء بصورة تمامه وكماله(3) .
ص: 27
ص: 28
«اللّهمّ إِنّي أَسأَلكَ مِنْ جَمالِكَ بِأَجْملِه، وَكُلُّ جَمالِكَ جَميلٌ. اللّهمّ إِنِّي أَسأَلكَ بِجَمالِكَ كلِّهِ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ جَلالِكَ بأَجَلِّه، وَكُلُّ جَلالِكَ جَليلٌ. اللّهمّ إِنِّي أَسألكَ بِجَلالِكَ كُلِّهِ».
واعلم أنّ الوجود كلّما كان أبسط وبالوحدة أقرب كان اشتماله على الكثرات أكثر ، وحيطته على المتضادّات أتمّ . والمتفرّقات في عالم الزمان مجتمعات في عالم الدهر ؛ والمتضادّات في وعاء الخارج ملائمات في وعاء الذهن ؛ والمختلفات في النشأة الاُولى متّفقات في النشأة الآخرة . كلّ ذلك لأوسعية الأوعية وقربها من عالم الوحدة والبساطة .
سمعت من أحد المشايخ من أرباب المعرفة - رضوان اللّه عليه - يقول : إنّ في الجنّة شربة من الماء فيها كلّ اللذّات ، من المسموعات بفنونها من أنواع الموسيقي والألحان المختلفة ؛ ومن المبصرات بأجمعها من أقسام لذّات الأوجه الحسان وسائرها ، من الأشكال والألوان ؛ ومن سائر الحواسّ على ذاك القياس ،
ص: 29
حتّى الوقاعات وسائر الشهوات ، كلّ يمتاز عن الآخر ، لحكومة نشأة الخيال وبروز سلطنتها .
وسمعت من أحد أهل النظر - رحمه اللّه - يقول : إنّ مقتضى تجسّم الملكات وبروزها في النشأة الآخرة أنّ بعض الناس يحشر على صور مختلفة ، فيكون خنزيراً وفأرة وكلباً إلى غير ذلك في آنٍ واحد . ومعلوم أنّ ذلك لسعة الوعاء وقربها من عالم الوحدة والتجرّد ، وتنزّهها عن تزاحم عالم الطبيعة والهيولى .
فحقيقة الوجود المجرّدة عن كافّة التعلّقات الستّة(1) ، المنزّهة عن تعلّق الخلق وتجرّد الأمر ، لمّا كانت بسيطة الحقيقة وعين الوحدة وصرف النورية ، بلا شوب ظلمة العدم وكدورة النقص ، فهي كلّ الأشياء وليست بشيء منها .
فالصفات المتقابلة موجودة في حضرتها بوجود واحد مقدّس عن الكثرة العينية والعلمية ، منزّه عن التعيّن الخارجي والذهني ، فهي في ظهورها بطون وفي بطونها ظهور ، في رحمتها غضب وفي غضبها رحمة ، فهي اللطيفة القاهرة الضارّة النافعة .
وعن أمير المؤمنين - عليه الصلاة والسلام - : «سبحان من اتّسعت رحمته لأوليائه في شدّة نقمته، واشتدّت نقمته لأعدائه في سعة رحمته»(2) .
فهو تعالى بحسب مقام الإلهية مستجمع للصفات المتقابلة ، كالرحمة
ص: 30
والغضب ، والبطون والظهور ، والأوّلية والآخرية ، والسخط والرضا . وخليفته لقربه إليه ودنوّه بعالم الوحدة والبساطة مخلوق بيديه اللطف والقهر ، وهو مستجمع للصفات المتقابلة كحضرة المستخلف عنه ، ولهذا اعترض على إبليس بقوله تعالى : (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ)(1) أي : مع أ نّك مخلوق بيد واحدة .
فكلّ صفة متعلّقة باللطف فهي صفة الجمال ، وكلّ ما يتعلّق بالقهر فهو من صفة الجلال . فظهور العالم ونورانيته وبهائه من الجمال ، وانقهاره تحت سطوع نوره وسلطة كبريائه من الجلال . وظهور الجلال بالجمال ، واختفاء الجمال بالجلال :
جمالك في كلِّ الحقائق سائر *** وليس له إلاّ جلالك ساترُ(2).
وكلّ اُنس وخلوة وصحبة من الجمال ، وكلّ دهش وهيبة ووحشة من الجلال .
فإذا تجلّى على قلب السالك باللطف والمؤانسة تذكّر الجمال ويقول : «اللهمّ إنّي أسألك من جمالك بأجمله» إلى آخره . وإذا تجلّى عليه بالقهر والعظمة والكبرياء والسلطنة تذكّر الجلال بقوله : «اللهمّ إنّي أسألك من جلالك بأجلّه» ، إلى آخره .
فللأولياء السالكين إلى اللّه والمهاجرين إليه ، والمطيفين حول حريم كبريائه أحوال وأوقات وواردات ومشاهدات وخطورات واتّصالات ، ومن محبوبهم
ص: 31
ومعشوقهم تجلّيات وظهورات وألطاف وكرامات وإشارات وجذبات وجذوات ، وفي كلّ وقت وحال يتجلّى عليهم محبوبهم بمناسبة حالهم . وقد تكون التجلّيات على خلاف الترتيب والتنسيق : اللطف أوّلاً والقهر ثانياً واللطف ثالثاً .
ولهذا وقعت الفقرات في الأدعية على خلاف الترتيب ؛ فإنّ الظاهر عنوان الباطن ، والدنيا مربوطة بالآخرة .
إنّ قلوب الأولياء والسالكين مرآة تجلّيات الحقّ ومحلّ ظهوره ، كما قال تعالى : «يا موسى لا تسعني أرضي وسمائي، ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن»(1) . إلاّ أنّ القلوب مختلفة في بروز التجلّيات فيها ، فرُبَّ قلب عشقي ذوقي تجلّى عليه ربّه بالجمال والحسن والبهاء ، وقلب خوفي تجلّى عليه بالجلال والعظمة والكبرياء والهيبة ، وقلب ذي وجهتين تجلّى عليه بالجمال والجلال والصفات المتقابلة ، أو تجلّى عليه بالاسم الأعظم الجامع ، وهذا المقام مختصّ بخاتم الأنبياء وأوصيائه عليهم السلام ، ولهذا خصّ الشيخ الأعرابي(2)
ص: 32
حكمته بالفردية(1) ؛ لانفراده بمقام الجمعية الإلهية دون سائر الأولياء ؛ فإنّ كلّ واحد منهم تجلّى عليه ربّه باسم مناسب لحاله :
إمّا بصفة الجلال كشيخ الأنبياء والمرسلين صلوات اللّه عليه وعليهم أجمعين ؛ فإنّه عليه السلام لاستغراقه في بحر عشقه تعالى وهيمانه في نور جماله ، تجلّى عليه ربّه بالجمال من وراء الجلال ؛ ولهذا اختصّ بالخلّة وصارت حكمته مهيّمية(2) . وكيحيى عليه السلام؛ فإنّ قلبه كان خاضعاً خاشعاً منقبضاً ؛ فتجلّى عليه ربّه بصفة الجلال من العظمة والكبرياء والقهر والسلطنة ؛ ولهذا خصّت حكمته بالجلالية(3) .
وإمّا تجلّى عليه ربّه بالجمال كعيسى عليه السلام ، ولهذا قال في جواب يحيى عليه السلام - حين اعترض عليه معاتباً [ إيّاه] حين رآه يضحك فقال : «كأنّك قد أمنت مكر اللّه وعذابه!» - بقوله عليه السلام : «كأنّك قد آيست من فضل اللّه ورحمته!» فأوحى إليهما : «أحبّكما إليّ أحسنكما ظنّاً بي»(4) فيحيى عليه السلام بمناسبة قلبه ونشأته تجلّى عليه ربّه بالقهر والسلطنة ، فاعترض بما
ص: 33
اعترض ؛ وعيسى عليه السلام بمقتضى نشأته ومقامه تجلّى له باللطف والرحمة ، فأجاب بما أجاب . ووحيه تعالى بأنّ أحبّكما إليّ أحسنكما ظنّاً بي بمناسبة سبق الرحمة على الغضب وظهور المحبّة الإلهية في مظاهر الجمال أوّلاً ؛ كما ورد : «يا من سبقت رحمته غضبه»(1) .
ص: 34
«اللّهمّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بأَعْظَمِها، وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظيمَةٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِعَظَمتِكَ كُلِّها».
ألم ينكشف على سرّ قلبك وبصيرة عقلك أنّ الموجودات بجملتها - من سماوات عوالم العقول والأرواح وأراضي سكنة الأجساد والأشباح - من حضرة الرحموت التي وسعت كلّ شيء ، وأضاءت بظلّها ظلمات عالم المهيّات ، وأنارت ببسط نورها غواسق هياكل القابلات؟! ولا طاقة لواحد من عوالم العقول المجرّدة والأنوار الإسفهبدية والمُثُل النورية والطبيعة السافلة ، أن يشاهد نور العظمة والجلال ، وأن ينظر إلى الحضرة الكبرياء المتعال .
فإن تجلّى القهّار عليها بنور العظمة والهيبة ، لاندكّت إنّيّات الكلّ في نور عظمته وقهره جلّ وعلا ، وتزلزلت أركان السماوات العلى ، وخرّت الموجودات لعظمته صعقاً .
ص: 35
ويوم تجلّى نور العظمة لَيهلك الكلّ في سطوع نور عظمته ، وذلك يوم الرجوع التامّ وبروز الأحدية والمالكية المطلقة ؛ فيقول : (لِمَنِ المُلْكُ الْيَوْمَ)(1) فلم يكن من مجيب يجيبه ؛ لسطوع نور الجلال وظهور السلطنة المطلقة ، فأجاب نفسه بقوله: (للّه ِِ الْوَاحِدِ القَهَّارِ)(2) . والتوصيف بالوحدانية والقهّارية دون الرحمانية والرحيمية ؛ لأنّ ذلك اليوم يوم حكومتهما وسلطنتهما ، فيوم الرحمة يوم بسط الوجود وإفاضته ، ولهذا وصف اللّه نفسه عند انفتاح الباب وفاتحة الكتاب بالرحمن الرحيم ، ويوم العظمة والقهّارية يوم قبضه ونزعه فوصفها بالوحدانية والقهّارية ، وبالمالكية في خاتمة الدفتر ، فقال : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(3) .
ولابدّ من يوم يتجلّى الربّ بالعظمة والمالكية وبلغت دولتهما ؛ فإنّ لكلّ اسم دولة لابدّ من ظهورها ، وظهور دولة المعيد والمالك وأمثالهما من الأسماء يوم الرجوع التامّ والنزع المطلق ، ولا يختصّ هذا بالعوالم النازلة ، بل جارٍ في عوالم المجرّدات من العقول المقدّسة والملائكة المقرّبين . ولهذا ورد أنّ عزرائيل بعد قبض أرواح جميع الموجودات ، صار مقبوضاً بيده تعالى(4) . وقال تعالى : (يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)(5) ، وقال تعالى : )يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ
ص: 36
المُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعى إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً((1) ، وقال تعالى : )كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ((2) إلى غير ذلك .
والعظمة من صفات الجلال ؛ وقد ذكرنا أنّ لكلّ صفة جلال جمالاً ، ولولا أنّ العظمة والقهر مختفٍ فيهما اللطف والرحمة لما أفاق موسى - عليه السلام - من غشوته ، ولما يتمكّن قلب سالك [من] شهودهما ولا عين عارف [من] النظر إليهما ، ولكنّ الرحمة وسعت كلّ شيء ، ففي كلّ عظمة رحمة وفي كلّ رحمة عظمة ؛ كما في دعاء كميل بن زياد(3) عن سيّد الموحّدين وقطب الأقطاب في العالمين أمير المؤمنين - صلوات اللّه وسلامه عليه - : «اللهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء... وبعظمتك التي ملأت كلّ شيء»(4) .
والعظيم من الأسماء الذاتية باعتبار علوّه وكبريائه ، ومعلوم أن لا نسبة للموجودات بالنسبة إلى عظمة قدره ، بل لا شبيه له في عظمته ، وتواضع لعظمته
ص: 37
العظماء ، وعظمة كلّ عظيم من عظمته ؛ ومن الأسماء الصفتية باعتبار قهره وسلطنته على ملكوت الأشياء ، وكون مفاتيح الغيب والشهادة بيده .
فهو تعالى عظيم ذاتاً ، عظيم صفةً ، عظيم فعلاً . ومن عظمة فعله يعلم عظمة الاسم المربّي له ، ومن عظمته يعلم عظمة الذات التي هو من تجلّياته ، بقدر الاستطاعة .
وكفى في عظمة فعله أ نّه من المقرّر(1) أنّ عوالم الأشباح والأجساد بما فيها بالنسبة إلى الملكوت ، كالآن في قبال الزمان ؛ وما ثبت إلى الآن من النظام الشمسي يبلغ أربعة عشر مليوناً ، كلٌّ كنظام شمسنا بأفلاكها وكراتها السيّارة حولها وأقمارها التابعة لها أو أعظم بكثير . حتّى أنّ نظامنا الشمسي سيّارة حول واحد منها ، مع أنّ كرة نبتون - [وهي] أبعد السيّارات عن شمسنا حسب ما استكشف - يبلغ بُعدها : 27465 مليون ميلاً حسب الآراء الحديثة ، ولعلّ ما لم يستكشف أكثر بكثير ممّا استكشف إلى الآن .
قال السيّد الكبير هبة الدين الشهرستاني(2) - دام عمره وتوفيقه - في كتاب
ص: 38
«الهيئة والإسلام» في المسألة الرابعة عشر ، في تعدّد العوالم والنظامات : «وأمّا حكماء الهيئة العصرية فقد ثبت لديهم أنّ سيّارات شمسنا وأقمارها تكتسب الأنوار طرّاً من شمسنا ، وأنّ سعة عالم شمسنا المحدود بمدار نبتون ألف وخمس مائة مليون فرسخاً ؛ فترى شمسنا العظيمة عند نبتون كنجمة صغيرة . ومقتضى ذلك اضمحلال نورها فيما بعد نبتون . وعلى هذا يستحيل أن تكتسب الكواكب الثابتة أنوارها من شمسنا ، إذ هي في منتهى البعد البعيد عن نبتون ، ألا ترى أنّ بعض المذنَّبات يبتعد عن شمسنا أكثر من بعد نبتون باثنى عشر مرّة ، وهو مع ذلك مجذوب لشمسنا لا تغلب عليه جاذبية كوكب آخر ، لكثرة ما بقي من البعد بينه وبين الكواكب الآخر . وحسبك أنّ النظّارات التي تكبّر الزحل مع بعده البعيد في منظرنا أضعاف مايبصر بألف مرّة ، ولا تتمكّن من تكبير الثوابت عمّا ترى بالبصر ، غاية الأمر تجليها وتظهر خافيها لكثرة البعد .
قال فانديك في «إرواء الظمّاء» : «إنّ أقرب الثوابت إلى نظام شمسنا بعيد عنّا أكثر من بعدنا عن شمسنا بتسع مائة ألف مرّة» .
وفي مجلّة الهلال المصرية ، صفحة 478 ، من سنة 1909 : «إنّ أقرب الثوابت إلى أرضنا دلفا ، وهي بعد الدقّة الأكيدة تتّخذ فرقاً في موقعها باختلاف المنظر السنوي بمقدار الثانية . فعلم أنّ بعدها عنّا 20/000/000/000/000 ميلاً ؛ أي : عشرين مليون مليون ميلاً ؛ وتُوصِل نورها إلينا في ثلاث سنين . والنور يسير في الثانية مائة وتسعين ألف ميل ، انتهى . فما تقول في ثابتة يصل نورها إلينا في مائة سنة أو ألف سنة أو أكثر؟ ففي «إرواء الظمّاء» : «إنّ النجم من القدر السادس عشر لا يكون بعده عنّا
ص: 39
أقلّ من ثلاث مائة وثلاثة وستّين مثل بعد الشعرى ، فينتهي نوره إلينا في خمسة آلاف سنة» انتهى .
«أقول : فما ظنّك بالنجم من القدر الثامن عشر»(1) انتهى كلام السيّد بطوله .
وإيراده مع طوله لجلب توجّه الداعي إلى عظم ملك اللّه وكلماته : (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً)(2) ، فإذا كان أسفل العوالم وأضيقها كذلك ، فكيف الحال في العوالم المتّسعة العظيمة التي لم تكن العوالم الأجساد وما فيها بالنسبة إليها إلاّ كالقطرة بالنسبة إلى البحر المحيط ، بل لا نسبة بينهما ؛ وليست هذه العوالم في جنبها شيئاً مذكوراً؟
ص: 40
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْورهِ، وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِنُورِكَ كلِّهِ».
واعلم أنّ من أجلّ ما يرد على السالك بقدم المعرفة إلى اللّه من عالم الملكوت ، وأعظم ما يفاض على المهاجر عن القرية الظالم أهلها من حضرة الجبروت ، وأكرم خلعة اُلبست عليه بعد خلع نعل الناسوت من ناحية الوادي المقدّس والبقعة المباركة ، وأحلى مايذوقه من الشجرة المباركة في جنّة الفردوس بعد قلع الشجرة الملعونة من عالم الطبيعة : انشراح صدره لأرواح المعاني وبطونها وسرّ الحقائق وكمونها ، وانفتاح قلبه على تجريدها عن قشور التعيّنات وبعثها عن قبور الهيئات المظلمات ، ورفضها عن غبار عالم الطبيعة وإرجاعها من الدنيا إلى الآخرة ، وخلاصها عن ظلمة التعيّن إلى نورانية الإرسال ، ومن دركات النقص إلى درجات الكمال .
ومن هذه الشجرة المباركة والعين الصافية انفتاح أبواب التأويل على قلوب
ص: 41
السالكين والدخول في مدينة العلماء الراسخين ، والسفر من طريق الحسّ إلى منازل الكتاب الإلهي ؛ فإنّ للقرآن منازل ومراحل وظواهر وبواطن ، أدناها مايكون في قشور الألفاظ وقبور التعيّنات . كما ورد : «إنّ للقرآن ظهراً وبطناً وحدّاً ومطلعاً»(1) .
وهذا المنزل الأدنى رزق المسجونين في ظلمات عالم الطبيعة ؛ ولا يمسّ سائر مراتبه إلاّ المطهّرون عن أرجاس عالم الطبيعة وحدثه ، والمتوضّؤون بماء الحياة من العيون الصافية ، والمتوسّلون بأذيال أهل بيت العصمة والطهارة ، والمتّصلون بالشجرة المباركة الميمونة ، والمتمسّكون بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، والحبل المتين الذي لا نقض له ، حتّى لا يكون تأويله أو تفسيره بالرأي ومن قبل نفسه ؛ فإنّه لا يعلم تأويله إلاّ اللّه والراسخون في العلم .
فإذا انشرح صدره للإسلام وصار على هدىً ونور من ربّه ، علم أنّ النور لم يكن محصوراً في هذه المصاديق العرفية : من الأعراض التي لا يظهر بها إلاّ سطوح الأجسام الكثيفة ، ولا تظهرها إلاّ على العضو البصري - مع الشرائط المقرّرة(2) - دون سائر المدارك ، ولم يبق نفسه في آ نَين ؛ بل يظهر له أنّ العلم أيضاً نور يقذفه اللّه في قلب من يشاء من عباده ؛ وحقيقة النور التي هي الظهور بذاتها والإظهار لغيرها متجلّية فيه بالطريق الأتمّ والسبيل الأوضح الأقوم . فنور العلم متجلٍّ من مجالي جميع المدارك ، بل من المرائي التي فوق المدارك ، من
ص: 42
النفوس الكلّية الإلهية والعقول المجرّدة القدسية والملائكة المنزّهة المقدّسة . ويظهر به بواطن الأشياء كظواهرها ؛ وينفذ على تخوم الأرض وثخن السماء ، ويبقى نفسه مرّ الليالي والأيّام .
بل يحيط بعض مراتبه على الزمان والزمانيات وينطوي لديه المكان والمكانيات ، بل بعض مراتبه واجب به وعمّت الأراضي والسماوات وهو أحاط بكلّ شيء علماً .
وعند ذلك قد ينكشف على قلب السالك ، بفضل اللّه وموهبته ، أنّ النور هو الوجود ، وليس في الدار غيره نور وظهور ، وإليه يرجع كلّ نور وظهور : «يا منوّر النور»(1) ، «يا جاعل الظلمات والنور»(2) ، (اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ والأَرْضِ)(3) .
ونورانية الأنوار العرضية والعلوم بمراتبها منه ؛ وإلاّ فماهيّاتها ظلمات بعضها فوق بعض ، وكدورات متراكمة بعضها في بعض .
فنورانية عوالم الملك والملكوت وظهور سرادقات القدس والجبروت بنوره ، وهو النور المطلق والظهور الصرف بلا شوب ظلمة وكدورة ، وسائر مراتب الأنوار من نوره .
وفي دعاء كميل : «وبنور وجهك الذي أضاء له كلّ شيء»(4) .
وفي «الكافي» عنه ؛ أي القمّي عن الحسين بن عبداللّه الصغير ، عن محمّد بن
ص: 43
إبراهيم الجعفري ، عن أحمد بن علي بن محمّد بن عبداللّه بن عمر بن علي بن أبي طالب ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : «إنّ اللّه كان إذ لا كان، فخلق الكان والمكان، وخلق الأنوار وخلق نور الأنوار الذي نوّرت منه الأنوار، وأجرى فيه من نوره الذي نوّرت منه الأنوار، وهو النور الذي خلق منه محمّداً وعليّاً، فلم يزالا نورين أوّلين؛ إذ لا شيء كوّن قبلهما، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهّرين في الأصلاب الطاهرة حتّى افترقا في أطهر طاهِرَينِ، في عبداللّه وأبي طالب»(1) .
والوجود»(1) للمحقّق العارف محمّد بن إسحاق القونوي(2) في شرحيهما إلى الشيخ الكبير محيي الدين العربي الأندلسي(3) أنّ «النور» من أسماء الذات ؛ وقد جعل الاسم الذي دلالته على الذات أظهر ، من أسماء الذات ، والذي دلالته على الصفات أو الأفعال أظهر ، منهما .
قال ابن الفناري : «قلت : الشيخ الكبير بعد ما ضبطها بهذا الجدول (ثمّ كتب الجدول وذكر في الأسماء الذات «النور») قال : وهذه الأسماء الحسنى منها ما يدلّ على ذاته - جلّ جلاله - وقد يدلّ مع ذلك على صفاته أو أفعاله أو معاً ، فما
ص: 45
كان دلالته على الذات أظهر جعلناه من الأسماء الذات ، وهكذا فعلناه في أسماء الصفات وأسماء الأفعال من جهة الأظهر ؛ لا أ نّه ليس له مدخل في غير جدولها كالربّ ، فإنّ معناه «الثابت» فهو للذات ، و«المصلح» فهو من أسماء الأفعال ، وبمعنى «المالك» فهو من أسماء الصفات .
وقال فيه أيضاً: واعلم أ نّا ما قصدنا بها (أي : بالأسماء المذكورة في الجدول) حصر الأسماء، ولا أ نّه ليس ثمّة غيرها، بل سقنا هذا الترتيب تنبيهاً . فمتى رأيت اسماً من أسمائه الحسنى فألحقه بالأظهر فيه» ؛(1) انتهى ما نسب إلى الشيخ .
أقول : كون النور من أسماء الصفات بل من أسماء الأفعال أظهر ؛ لأنّه في مفهومه مأخوذ مظهرية الغير ، فإذا اعتبر بالغير الأسماء والصفات في الحضرة الإلهية كان من أسماء الصفات ، وإذا اعتبر به مراتب الظهورات العينية كان من أسماء الأفعال ، كما في قوله تعالى : (اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ والأَرْضِ)(2) ، وقوله (يَهْدى اللّه ُ لِنُورِه مَنْ يَشَاءُ)(3) ؛ وقول سيّد الموحّدين أمير المؤمنين - عليه السلام - في دعاء كميل : «وبنور وجهك الذي أضاء له كلّ شيء»(4) ، وكما في دعاء سمات : «وبنور وجهك الذي تجلّيت به للجبل فجعلته دكّاً وخرّ موسى صعقاً»(5) ، فهو تحت اسم الظاهر ربّ الشهادة المطلقة أو الشهادة المقيّدة .
ص: 46
وكذلك الربّ الذي عيّن الشيخ أ نّه من أسماء الذات ، فهو بأسماء الأفعال أشبه .
ولأمثال هذه المقامات زيادة إيضاح وبيان لا يناسب وضع هذه الأوراق والصفحات ، مع ضيق المجال والأوقات ، وكثرة تهاجم البلايا وتراكم النقمات .
اللهمّ أصلح العاقبة واقلع شجرة الظلمة .
ص: 47
ص: 48
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ رَحمَتِكَ بأَوْسَعِها، وَكُلُّ رَحْمَتكَ واسِعةٌ. اللّهمّ إِنِّي أَسأَلكَ بِرحْمَتِكَ كلِّهَا».
الرحمة الرحمانية مقام بسط الوجود ، والرحمة الرحيمية مقام بسط كمال الوجود . وبالرحمة الرحيمية يصل كلّ موجود إلى كماله المعنوي وهدايته الباطنية ، ولهذا ورد : «يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة»(1) و«الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصّة»(2) . فبحقيقة الرحمانية أفاض الوجود على الماهية المعدومة والهياكل الهالكة ؛ وبحقيقة الرحيمية هدى كلاًّ صراطه المستقيم ، وكان بروز سلطنة الرحيمية وطلوع دولتها في النشأة الآخرة أكثر .
وفي بعض الآثار : «يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما»(3) . وذلك باعتبار
ص: 49
إيجاد العشق الطبيعي في كلّ موجود وإيكاله عليه للسير إلى كماله في التدرّج إلى مقامه في النشأة الدنياوية وفي النشأة الآخرة وبروز يوم الحصاد ، وإيصال كلٍّ إلى فعليته وكماله : أمّا النفوس الطاهرة الزكيّة فإلى مقامات القرب والكرامات ، والجنّات التي عرضها كعرض السماوات ؛ وأمّا النفوس المنكوسة السبعيّة والبهيمية والشيطانية فإلى النيران ودركاتها وعقاربها وحيّاتها ، كلٌّ بحسب زرعه ؛ فإنّ الوصول إلى هذه المراتب كمال بالنسبة إلى النفوس المنكوسة الشيطانية وغيرها ، وإن كان نقصاً بالنسبة إلى النفوس الزكيّة المستقيمة الإنسانية .
هذا ، وعلى طريقة الشيخ محيي الدين الأعرابي فالأمر في رحيميته في الدارين واضح ؛ فإنّ أرحم الراحمين يشفع عند المنتقم ، ويصير الدولة دولته والمنتقم تحت سلطنته وحكمه(1) .
والرحمانية والرحيمية إمّا ذاتية أو فعلية :
فهو تعالى ذو الرحمة الرحمانية والرحيمية الذاتيتين ؛ وهي تجلّي الذات على ذاته وظهور صفاته وأسمائه ولوازمهما من الأعيان الثابتة ، بالظهور العلمي والكشف التفصيلي في عين العلم الإجمالي في الحضرة الواحدية .
كما أ نّه تعالى ، ذو الرحمة الرحمانية والرحيمية الفعليتين ؛ وهي تجلّي الذات في ملابس الأفعال ببسط الفيض وكماله على الأعيان ، وإظهارها عيناً طبقاً
ص: 50
للعناية الكاملة والنظام الأتمّ . وهذا أحد الوجوه في تكرار (الرّحمن) و(الرّحِيم) في فاتحة الكتاب التدويني ؛ للتطابق بينه وبين الكتاب التكويني ؛ فإنّ الظاهر عنوان الباطن ، واللفظ والعبارة عبارة عن تجلّي المعنى والحقيقة في ملابس الأشكال والأصوات ، واكتسائه كسوة القشور والهيئات .
فإن جعل (الرّحمن) و(الرّحيم) في (بِسْمِ اللّه) صفة للفظ الجلالة كانا إشارة إلى الرحمانية والرحيمية الذاتيتين ؛ وكان اللذان بعدهما إشارة إلى الفعلي منهما .
و«اللّه» في (الْحَمْدُ للّه ِ) هو الاُلوهية الفعلية وجمع تفصيل الرحمن والرحيم الفعليين ، و«الحمد» عوالم المجرّدات والنفوس الإسفهبدية التي لم تكن لها حيثية إلاّ الحمد وإظهار كمال المنعم ، ولم يكن في سلسلة الوجود ما كان حمداً بتمامه بلا حيثية كفران إلاّ تلك العوالم النورانية ؛ فإنّها إنّيّات صرفة لا ماهية لها عند أهل الذوق والعرفان ، و«العالمون» هي ما دون تلك العوالم .
فيصير المعنى : بسم اللّه الذي هو ذو الرحمة الرحمانية والرحيمية الذاتيتين ، انفتح عوالم الحمد كلّه ، التي هي تعيّن الإلهية المطلقة في مقام الفعل ، وهي ذات الربوبية والتربية لسائر مراتب الموجودات النازلة عن مقام المقدّسين من الملائكة الروحانيّين والصافّات صفّاً والمدبّرات أمراً ، وذات الرحمة الرحمانية والرحيمية الفعليتين - أي : مقام بسط الوجود وبسط كماله عيناً في الحضرة الشهادة - وذات المالكية والقابضية في يوم رجوع الكلّ إليها ، والرجوع إليها رجوع إلى اللّه ؛ إذ ظهور الشيء ليس يباينه بل هو هو .
ص: 51
وإن جعل «الرحمن الرحيم» صفة بسم في التسمية يصير الأمر بالعكس ، وصار المعنى : بمشيئة اللّه التي لها الرحمانية والرحيمية الفعليتان .
و«اللّه» في (الْحَمْدُ للّه) هو الاُلوهية الذاتية ، و(الرّحمن الرّحِيم) من صفاته الذاتية وكذا الربّ والمالك .
وسيأتي(1) إشارة إلى تفسير الاسم حسب ما يستفاد من طريق أهل بيت العصمة والطهارة ومهابط الوحي والملائكة عند قوله : «اللهمّ إنّي أسألك من أسمائك . . .» إلى آخره .
قال القيصري في مقدّمات «شرح الفصوص» : وإذا اُخذت (أي : حقيقة الوجود) بشرط كلّيات الأشياء فقط ، فهي مرتبة الاسم «الرحمن» ربّ العقل الأوّل المسمّى ب «لوح القضاء» و«اُمّ الكتاب» و«القلم الأعلى» . وإذا اُخذت بشرط أن يكون الكلّيات فيها جزئيات مفصّلة ثابتة من غير احتجابها عن كلّياتها ، فهي مرتبة الاسم «الرحيم» ربّ النفس الكلّية المسمّاة ب «لوح القدر» وهو «اللوح المحفوظ» و«الكتاب المبين»(2) . انتهى بعين ألفاظه .
أقول : هذا وإن كان صحيحاً بوجه إلاّ أنّ الأنسب جعل مرتبة الاسم «الرحمن» مرتبة بسط الوجود على جميع العوالم ، كلّياتها وجزئياتها ، ومرتبة الاسم «الرحيم» [مرتبة] بسط كماله كذلك ؛ فإنّ الرحمة الرحمانية والرحيمية
ص: 52
وسعت كلّ شيء وأحاطت بكلّ العوالم ؛ فهما تعيّن المشيئة ، والعقل والنفس تعيّن في تعيّن ، فالأولى أن يقال : و إذا اُخذت بشرط بسط أصل الوجود فهي مرتبة الاسم «الرحمن» ، وإذا اُخذت بشرط بسط كمال الوجود فهي مرتبة الاسم «الرحيم» ولهذا ورد في الأدعية : «اللهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء»(1) . وعن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «إنّ للّه تعالى مائة رحمة، أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسّمها بين خلقه، فبها يتعاطفون ويتراحمون؛ وأخّر تسعاً وتسعين يرحم بها عباده يوم القيامة»(2) .
قال بعض المشايخ من أصحاب السلوك والمعرفة - رضي اللّه تعالى عنه - في «أسرار الصلاة» في تفسير سورة الفاتحة بعد ذكر هذا النبويّ المتقدّم ذكره بهذه العبارة : «فإطلاق «الرحمن» و «الرحيم» للّه تعالى باعتبار خلقه الرحمة الرحمانية والرحيمية وباعتبار قيامها به قيام صدور لا قيام حلول . فرحمة الرحمانية إفاضة الوجود المنبسط في جميع المخلوقات ، فإيجاده رحمانيته ، والموجودون رحمته . ورحمته الرحيمية إفاضة الهداية والكمال لعباده المؤمنين في الدنيا ، ومنُّه بالجزاء والثواب في الآخرة . فإيجاده عامّ للبرّ والفاجر . إلى أن قال : فمن نظر إلى العالم من حيث قيامه بإيجاد الحقّ تعالى ، فكأنّه نظر إلى رحمانيته ، وكأنّه لم ير في الخارج إلاّ الرحمن ورحمته ؛ ومن نظر إليه باعتبار
ص: 53
إيجاده فكأنّه لم ينظر إلاّ إلى الرحمن»(1) انتهى كلامه ، رفع في الخلد مقامه .
أقول : إن أراد من الوجود المنبسط ما شاع بين أهل المعرفة(2) ، وهو مقام المشيئة والإلهية المطلقة ومقام الولاية المحمّدية ، إلى غير ذلك من الألقاب بحسب الأنظار والمقامات ، فهو غير مناسب لمقام الرحمانية المذكورة في (بِسْمِ اللّه ِ الرّحمنِ الرّحيِم) ؛ فإنّهما تابعان للاسم اللّه ومن تعيّناته ، والظلّ المنبسط ظلّ اللّه لا ظلّ الرحمن ؛ فإنّ حقيقته حقيقة الإنسان الكامل ، وربّ الإنسان الكامل والكون الجامع هو الاسم الأعظم الإلهي وهو محيط بالرحمن الرحيم ؛ ولهذا جعلا في فاتحة الكتاب الإلهي أيضاً تابعين ، وإن أراد منه مقام بسط الوجود فهو مناسب للمقام وموافق للتدوين والتكوين ، ولكنّه مخالف لظاهر كلامه .
وما ذكره أيضاً صحيح باعتبار فناء المظهر في الظاهر ، فمقام الرحمانية هو مقام الإلهية بهذا النظر ، كما قال اللّه تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللّه َ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أيّاًمَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى)(3) ، وقال تعالى : (الرَّحْمنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الاْءِنْسانَ)(4) ، وقال تعالى : (هُوَ اللّه ُ الَّذِى لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ... الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ)(5) .
ص: 54
اعلم أنّ تجلّيه تعالى بالتجلّي الرحماني الذاتي في عالم الأسماء والصفات وإن كان أبهى وأجلى ، ورحمته في ذلك المقام الشامخ أوسع - فإنّ العالم الربوبي فسيح جدّاً - إلاّ أنّ الظاهر من فقرة الدعاء هو الرحمة الفعلية والفيض الناشئ من مقام الرحمانية الذاتية على المرحومات ، والغيث النازل من سماء الإلهية على الأَراضي القاعة .
وليعلم أنّ كلّ مرتبة من التعيّنات وكلّ موجود من الموجودات له وجهة إلى عالم الغيب والنور ووجهة إلى عالم الظلمة والقصور من أنفسها المكدّرة وماهياتها المظلمة . فباعتبار الوجهة النورية إلى عالم الرحمة والمغفرة يكون مرتبة من مراتب الرحمة الإلهية ، وباعتبار الوجهة المنتكسة إلى نفسه يكون مرحوماً .
فكما أنّ للمرحومات تكثّراً عَرْضياً بالذات وطولياً بالعَرَض ، كذلك للرحمة تكثّر عَرْضي بالعَرَض وطولي بالذات ، بعضها وسيع وبعضها أوسع ، وبعضها محيط وبعضها محاط ، على ما تقرّر في «الحكمة المتعالية»(1) .
ومعلوم أنّ المناسب لحال الداعي أن يسأل اللّه بالجهات المنتسبة إليه تعالى ، وهي جهات الرحمة والظلّ النوراني الباقي ؛ فالمرحوم الفقير يسأل الرحيم الغنيّ بالرحمة الواسعة الإلهية .
ص: 55
ص: 56
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ كَلِماتِكَ بأَتَمِّها، وَكُلُّ كَلِماتِكَ تامَّةٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِكلِماتِكَ كلِّهَا».
لعلّك بعد انفتاح بصيرة قلبك وخروجك عن سجن طبعك ، والرجوع إلى ما سبق من الكلام ، في غنىً عن كشف حقيقة الكلمة والكلام ، وفهم روحهما ، وعلى بيّنة من ربّك في تخريج لباب المعاني عن قشورها ، وبعثها عن قبورها .
وقد تفطّنت ممّا تلي على أُذُن قلبك وأُملي على روحك وعقلك ، أنّ عوالم الوجود وإقليم الكون من الغيب والشهود ، كتاب وآيات(1) وكلام وكلمات ، وله
ص: 57
أبواب مبوّبة وفصول مفصّلة ومفاتيح يفتتح بها الأبواب ومخاتيم يختتم بها الكتاب ، ولكلّ مفتاح أبواب ، ولكلّ باب فصول ، ولكلّ فصل آيات ، ولكلّ آية كلمات ، ولكلّ كلمة حروف ، ولكلّ حرف زبر وبيّنات .
ففاتحة الكتاب التكويني الإلهي الذي صنّفه - تعالى جدّه - بيد قدرته الكاملة ، التي(1) فيها كلّ الكتاب بالوجود الجمعي الإلهي ، المنزّه عن الكثرة ، المقدّس عن الشين والكدورة ، بوجه هو عالم العقول المجرّدة والروحانيّين من الملائكة والتعيّن الأوّل للمشيئة ، وبوجه عبارة عن نفس المشيئة ، فإنّها مفتاح غيب الوجود ؛ وفي الزيارة الجامعة : «بِكُم فتحَ اللّه»(2) لتوافق اُفقهم عليهم السلام لاُفق المشيئة ؛ كما قال اللّه تعالى حكاية عن هذا المعنى : (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أوْ أَدْنَى)(3) . وهم علیهم السلام ، من جهة الولاية متّحدون : «أوّلنا محمّد، أوسطنا محمّد، آخرنا محمّد، كلّنا محمّد، كلّنا من نور واحد»(4) .
ولكون فاتحة الكتاب فيها كلّ الكتاب ، والفاتحة باعتبار الوجود الجمعي في
ص: 58
(بِسْمِ اللّه ِ الرّحمن الرّحيِم) وهو في باء «بسم اللّه» وهو في نقطة تحت الباء ؛ قال علي - عليه السلام - على ما نسب إليه : «أنا النقطة»(1) . وورد : «بالباء ظَهَر الوجودُ وبالنقطة تميَّز العابدُ عن المعبود»(2) .
وخاتمة الكتاب الإلهي والتصنيف الربّاني عالم الطبيعة وسجلّ الكون بحسب قوس النزول ، وإلاّ فالختم والفتح واحد ؛ فإنّ ما تنزّل من سماء الإلهية عرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة ممّا تعدّون(3) . وهذا وجه خاتمية النبيّ المكرّم والرسول الهاشمي المعظّم الذي هو أوّل الوجود ، كما ورد : «نحن السابقون الآخرون»(4) .
وبين فاتحة الكتاب وخاتمته سور وأبواب وآيات وفصول .
فإن اعتبر الوجود المطلق والتصنيف الإلهي المنسق بمراتبه ومنازله كتاباً واحداً ، يكون كلّ عالم من العوالم الكلّية باباً وجزءاً من أبوابه وجزواته ، وكلّ عالم من العوالم الجزئية سورة وفصلاً ، وكلّ مرتبة من مراتب كلّ عالم أو كلّ جزء من أجزائه آية وكلمة . وكأنّ قوله تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) إلى آخر الآيات(5) ، راجع إلى هذا الاعتبار .
ص: 59
وإن اعتبرت سلسلة الوجود كتباً متعدّدة وتصانيف متكثّرة ، يكون كلّ عالم كتاباً مستقلاًّ له أبواب وآيات وكلمات ، باعتبار المراتب والأنواع والأفراد .
وكأنّ قوله تعالى: (وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُبِينٍ)(1) بحسب هذا الاعتبار .
وإن جمعنا بين الاعتبارين يكون الوجود المطلق كتاباً له مجلّدات ، كلّ جلد كتاب له أبواب وفصول وآيات وبيّنات .
يجب عليك أن تعلم أنّ تمامية كلّ شيء بحسبه ، فتمامية العلم بأن يكون انكشافه للحقائق تامّاً لا يخلطه الجهل والسترة والحجاب ؛ وتمامية النور بأن لا يخلطه الظلمة والكدورة ، وبعبارة اُخرى خلوصه عمّا يقابله ومحوضته في حيثيات نفسه وكمالاته .
وبذاك القياس يمكن لك أن تعرف تمامية الكلام والكلمة وأتمّيتهما ، وأنّ التمامية فيهما باعتبار وضوح الدلالة وعدم الإجمال والتشابه ، وبالأخرة خلوصهما عمّا عدا جنس الكلام والكلمة .
فهذا الكتاب الإلهي بعض كلماته تامّ وبعضها أتمّ وبعضها ناقص وبعضها أنقص ؛ والنقص والتمام فيه باعتبار المرآتية لعالم الغيب الإلهي والسرّ المكنون والكنز المخفيّ .
فكلّ ما كان تجلّي الحقّ في مرآة ذاته أتمّ كان على العالم الغيب أدلّ .
ص: 60
فعالم العقول المجرّدة والنفوس الإسفهبدية لتنزّهها عن ظلمة المادّة وتقدّسها عن كدورة الهيولى وخلوصها عن غبار تعيّن الماهية ، كلمات تامّات إلهية ، ولكن لكون كلّ واحد منها مرآة صفة واحدة أو اسم فارد إلهي ، ناقص ؛ كما قال : «فمنهم ركّع لا يسجدون ومنهم سجّد لا يركعون»(1) .
والإنسان الكامل لكونه كوناً جامعاً ومرآةً تامّاً لجميع الأسماء والصفات الإلهية أتمُّ الكلمات الإلهية ، بل هو الكتاب الإلهي الذي فيه كلّ الكتب الإلهية ؛ كما قال مولانا أمير المؤمنين وسيّد الموحّدين - صلوات اللّه وسلامه عليه - :
وتزعم أ نّك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبر .
وأنت الكتاب المبين الذي *** بأحرفه يظهر المضمر(2).
وقال اللّه تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلينَ)(3) . وهذا بحسب القوس النزولي ؛ ويدلّ على الكينونة السابقة قبل عالم الطبيعة ، كما هو المحقّق عندهم(4) .
والردّ من أعلى علّيين إلى أسفل السافلين لا يمكن إلاّ بالعبور على المنازل المتوسّطة ، فمن الحضرة الواحدية والعين الثابت في العلم الإلهي تنزّل إلى عالم المشيئة ، ومنه إلى عالم العقول والروحانيين من الملائكة المقرّبين ، ومنه إلى
ص: 61
عالم الملكوت العليا من النفوس الكلّية ، ومنه إلى البرازخ وعالم المثال ، ومنها إلى عالم الطبيعة بمراتبه ، إلى أسفل السافلين الذي هو عالم الهيولى وهو الأرض الاُولى ؛ وباعتبار هو الأرض السابعة والطبقة النازلة ، وهذا غاية نزول الإنسان ، ثمّ تدرّج في السير من الهيولى التي هي مقبض القوس إلى أن (دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)(1) .
فالإنسان الكامل جميع سلسلة الوجود وبه يتمّ الدائرة ؛ و(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)(2) وهو الكتاب الكلّي الإلهي ، والاعتبارات الثلاثة تأتي فيه أيضاً ؛ فإن اعتبر كتاباً واحداً كان سرّه وروحه وعقله ونفسه وخياله وطبعه أبواباً وسوراً ومراتب ، كلّ واحد منها آيات وكلمات إلهية ؛ وإن اعتبر كتباً متعدّدة كان كلّ واحد منها كتاباً مستقلاًّ له أبواب وفصول ؛ وإن جمع بين الاعتبارين كان كتاباً ذا مجلّدات وقرآناً ذا سور وآيات ، فهو بالوجود التفريقي وباعتبار التكثّر «فرقان» ، كما ورد أنّ عليّاً - عليه السلام - فيصل بين الحقّ والباطل(3) ، وباعتبار الوجود الجمعي «قرآن» .
اعلم أنّ الإنسان الكامل هو مثل اللّه الأعلى وآيته الكبرى ، وكتابه المستبين
ص: 62
والنبأ العظيم ، وهو مخلوق على صورته ومنشأ بيدي قدرته وخليفة اللّه على خليقته ومفتاح باب معرفته ، من عرفه فقد عرف اللّه وهو بكلّ صفة من صفاته وتجلٍّ من تجلّياته آية من آيات اللّه ، ومن الأمثال العليا على معرفة بارئه معرفة كلامه .
فليعلم أنّ الكلام عبارة عن تعيّن الهواء الخارج من باطن الإنسان بالسير إلى منازل المخارج والعبور عن مراحل السرّ إلى الخارج والظهور من عالم الغيب إلى الشهادة ، الكاشف عمّا في ضمير المتكلّم وسرّه وعن بطون مقصده وأمره ، فإنشاء المتكلّم للكلام وإيجاده له وإنزاله من عالم الغيب إلى الشهادة ومن سماء السرّ إلى العلن لتعلّق الحبّ الذاتي على إبراز كمالاته الباطنة وإظهار ملكاته الكامنة ، فقبل التكلّم والإنشاء كانت كمالاته في مرتبة الخفاء ، فأحبّ إظهارها وعشق إعلانها ، فاُوجد وأنشأ لكي يعرف قدره وشأنه .
وأنت إذا كنت ذا قلب متنوّر بالأنوار الإلهية وذا روح مستضيء بالأشعّة الروحانية ، وأضاء زيت قلبك ولو لم تمسسه نار التعاليم الخارجية ، وكنت مستكفياً بالنور الباطني الذي يسعى بين يديك لانكشف لك سرّ الكتاب الإلهي ، بشرط الطهارة اللازمة في مسّ الكتاب الإلهي ، ولعرفت في مرآة المثل الأعلى والآية الكبرى حقيقة الكلام الإلهي وغاية تكلّمه تعالى ، وأنّ مراتب الوجود وعوالم الغيب والشهود كلام إلهي خارج بالهواء الذي هو المرتبة العمائية عن مرتبة الهويّة الغيبية ، نازل عن السماء الإلهية ، للحبّ الذاتي على إظهار كماله والتجلّي بأسمائه وصفاته لكي يعرف شأنه . كما في الحديث القدسي : «كنت
ص: 63
كنزاً مخفيّاً، فأحببت أن اُعرف، فخلقت الخلق لكي اُعرف»(1) .
وعن علي عليه الصلاة والسلام : «لقد تجلّى اللّه لعباده في كلامه، ولكن لا يبصرون»(2).
وعنه عليه السلام : «إنّما يقول لما أراد كونه: كن، فيكون؛ لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع، وإنّما كلامه سبحانه فعله»(3) .
وقال أهل المعرفة : تكلّمه عبارة عن تجلّي الحقّ الحاصل من تعلّقي الإرادة والقدرة لإظهار ما في الغيب وإيجاده(4) .
قال صدر الحكماء المتألّهين وشيخ العرفاء الكاملين قدّس سرّه(5) في
ص: 64
«اعلم أيّها المسكين ، أنّ هذا القرآن اُنزل من الحقّ إلى الخلق مع ألف حجاب ، لأجل ضعفاء عيون القلوب وأخافيش أبصار البصائر ، فلو فرض أنّ باء «بسم اللّه» مع عظمته التي كانت له في اللوح نزل إلى العرش لذاب واضمحل ، فكيف إلى السماء الدنيا ، وفي قوله تعالى : (لَوْ أَنْزَلْنَا هذَا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللّه ِ)(1) إشارة إلى هذا المعنى»(2) انتهى ما أردنا من كلامه ، رفع اللّه علوّ مقامه .
وهذا كلام صادر عن معدن العلم والمعرفة مأخوذ عن مشكاة الوحي والنبوّة .
وأنا أقول : إنّ الكتاب التكويني الإلهي والقرآن الناطق الربّاني أيضاً نازل من عالم الغيب والخزينة المكنونة الإلهية مع سبعين ألف حجاب لحمل هذا الكتاب التدويني الإلهي ، وخلاص النفوس المنكوسة المسجونة ، عن سجن الطبيعة وجِهِنّامها ، وهداية غرباء هذه الديار الموحشة ، إلى أوطانها ، وإلاّ فإن تجلّى هذا
ص: 65
الكتاب المقدّس والمكتوب السبحاني الأقدس بإشارة من إشاراته وتغمّز من غمزاته برفع بعض الحجب النورية على السماوات والأرضين لاحترقت أركانها أو على ملائكة المقرّبين لاندكّت إنّيّاتها ، ونعم ما قيل :
احمد ار بگشايد آن پرّ جليل *** تا ابد مدهوش ماند جبرئيل(1) فهذا الكتاب التكويني الإلهي وأوليائه الذين كلّهم كتب سماوية ، نازلون من لدن حكيم عليم وحاملون للقرآن التدويني ، ولم يكن أحد حاملاً له بظاهره وباطنه إلاّ هؤلاء الأولياء المرضيّين ، كما ورد من طريقهم عليهم السلام :
فمن طريق «الكافي» عن أبي جعفر - عليه السلام - أ نّه قال : «ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلِّه ظاهره وباطنه، غير الأوصياء عليهم السلام»(2) .
ومن طريق «الكافي» أيضاً عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «ما ادّعى أحد من الناس أ نّه جمع القرآن كلَّه كما اُنزل إلاّ كذّاب، وما جمعه وحفظه كما نزّله اللّه تعالى إلاّ علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمّة من بعده عليهم السلام»(3).
ومنه أيضاً عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، أ نّه قال : «وعندنا - واللّه - علم الكتاب كلِّه»(4).
ص: 66
اعلم أ نّه كما أنّ للكتاب التدويني الإلهي بطوناً سبعة باعتبار وسبعين بطناً بوجه لا يعلمها إلاّ اللّه والراسخون في العلم ، ولا يمسّها إلاّ المطهّرون من الأحداث المعنوية والأخلاق الرذيلة السيّئة والمتحلّون بالفضائل العلمية والعملية ، وكلّ من تنزّهه وتقدّسه أكثر يكون تجلّي القرآن عليه أكثر وحظّه من حقائقه أوفر ، كذلك الكتب التكوينية الإلهية الأنفسية والآفاقية حذواً بالحذو ونعلاً بالنعل ، فإنّ لها بطوناً سبعة أو سبعين لا يعلم تأويلها وتفسيرها إلاّ المتنزّهون عن أرجاس عالم الطبع وأحداثها ، ولا يمسّها إلاّ المطهّرون ؛ فإنّها نازلة من الربّ الرحيم .
فجاهد أيّها المسكين في سبيل ربّك وطهّر قلبك واخرج عن حيطة الشيطان ، وارقَ واقرأ كتاب ربّك ورتّله ترتيلاً ولا تقف على قشره ، ولا تتوهّمن أنّ الكتاب السماوي والقرآن النازل الربّاني لا يكون إلاّ هذا القشر والصورة ، فإنّ الوقوف على الصورة والعكوف على عالم الطبيعة وعدم التجاوز إلى اللبّ والباطن اخترام وهلاك وأصل اُصول الجهالات واُسّ أساس إنكار النبوّات والولايات .
فإنّ أوّل من وقف على الظاهر وعمي قلبه عن حظّ الباطن هو الشيطان اللعين ؛ حيث نظر إلى ظاهر آدم عليه السلام فاشتبه عليه الأمر وقال : (خَلَقْتَنِى مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طَينٍ)(1) و (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ)(2) فإنّ النار خير من الطين ،
ص: 67
ولم يتفطّن بباطن آدم علیه السلام . والنظر إلى ظاهره فحسب بلا نظر إلى مقام نورانيته وروحانيته خروج عن مذهب البرهان ، ويجعل قياسه مغالطيّاً عليلاً ، كما ورد في أخبار أهل البيت عليهم السلام .
فمن طريق «الكافي» عن عيسى بن عبداللّه القرشي قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبداللّه عليه السلام فقال له : «يا أبا حنيفة، بلغني أ نّك تقيس؟» قال : نعم . قال : «لا تقس، فإنّ أوّل من قاس إبليس، حين قال: (خَلَقْتَنِى مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) ، فقاس ما بين النار والطين؛ ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين وصفاء أحدهما على الآخر»(1) .
ومن هذا الخطاء والغلط والنظر إلى الظاهر وسدّ أبواب البواطن إنكار الناس للأنبياء والمرسلين بملاحظة أ نّهم - عليهم السلام - [كانوا ]يمشون في الأسواق ويأكلون ويشربون مثلهم(2) ، كما قال تعالى حكاية عنهم : (قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَىْ ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ)(3) .
ص: 68
لا يذهبنَّ بنور عقلك الشيطان ولا يلتبس عليك الأمر حتّى تقع في الخذلان ، فإنّ الشيطان يوسوس في صدور الناس باختلاط الحقّ بالباطل والصحيح بالسقيم العاطل ، فربما يخرجك من الطريق المستقيم بظاهر صحيح وباطن سقيم فيقول : إنّ العلوم الظاهرية والأخذ بظاهر الكتب السماوية ليس بشيء وخروج عن الحقّ ؛ والعبارات القالبية والمناسك الصورية مجعولة للعوامّ كالأنعام وأهل الصورة وأصحاب القشور ، وأمّا أصحاب القلوب والمعارف وأهل الأسرار والعوارف فليس لهم إلاّ الأذكار القلبية والخواطر السرّية التي هي بواطن المناسك ونهايتها وروح العبادات وغايتها ؛ وربما ينشد لك ويقول :
علم رسمى سر به سر قيل است و قال *** نه از او كيفيتى حاصل نه حال .
علم نبود غير علم عاشقى *** مابقى تلبيس ابليس شقى(1).
إلى غير ذلك من التلبيسات والتسويلات . فاستعذ باللّه منه وقل له : أيّها اللعين ، هذه كلمة حقّ تريد بها الباطل ؛ فإنّ الظاهر المطعون هو الظاهر المنفصل عن الباطن والصورة المنعزلة عن المعنى ؛ فإنّه ليس بكتاب ولا قرآن . وأمّا الصورة المربوطة بالمعنى ، والعلن الموصول بالسرّ ، فهو المتّبع على لسان اللّه
ص: 69
ورسوله وأوليائه عليهم السلام ؛ كيف وعلم ظواهر الكتاب والسنّة من أجلّ العلوم قدراً وأرفعها منزلة ، وهو أساس الأعمال الظاهرية والتكاليف الإلهية والنواميس الشرعية والشرائع الإلهية والحكمة العملية ، التي هي الطريق المستقيم إلى الأسرار الربوبية والأنوار الغيبية والتجلّيات الإلهية ؛ ولولا الظاهر لما وصل سالك إلى كماله ولا مجاهد إلى مآله .
فالعارف الكامل : من حفظ المراتب ويكون ذا العينين وصاحب المقامين والنشأتين ، وأعطى كلّ ذي حقّ حقّه ، وقرأ ظاهر الكتاب وباطنه وتدبّر في صورته ومعناه وتفسيره وتأويله ؛ فإنّ الظاهر بلا باطن والصورة بلا معنىً كالجسد بلا روح والدنيا بلا آخرة ، كما أنّ الباطن لا يمكن تحصيله إلاّ عن طريق الظاهر ؛ فإنّ «الدنيا مزرعة الآخرة»(1) ، فمن تمسّك بالظاهر ووقف على بابه قصر وعطل ، ويردّه الآيات(2) والروايات(3) المتكاثرة الدالّة على تحسين التدبّر في آيات اللّه والتفكّر في كتبه ، والتعريض والاعتراض بالواقف على قشرهما . ومن سلك طريق الباطن بلا نظر إلى الظاهر ضلّ وأضلّ عن الطريق المستقيم ؛ ومن أخذ بالظاهر وتمسّك به للوصول إلى الحقائق ونظر في المرآة لرؤية جمال المحبوب فقد هدي إلى الصراط المستقيم وتلا الكتاب حقّ تلاوته ، وليس ممّن أعرض عن ذكر ربّه . واللّه العالم بحقيقة كتابه وعنده علم الكتاب .
ص: 70
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ كَمالِكَ بِأَكْمَله، وَكُلُّ كَمالِكَ كاملٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلك بكَمالِكَ كلِّهِ».
كمال الشيء ما به تمامه وانجبر به نقصانه ؛ فالصورة كمال الهيولى ، والفصل كمال الجنس ، ولهذا عرّفت النفس بأنّها كمال أوّل لجسم طبيعي آلي(1) ؛ إذ هي كمال الهيولى باعتبار وكمال الجنس باعتبار .
ولهذا كانت الولاية العلوية - أدامنا اللّه عليها - كمال الدين وتمام النعمة(2) ؛
ص: 71
لقوله : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى)(1) . وقال أبو جعفر عليه السلام في ضمن الرواية المفصّلة في «الكافي» : «ثمّ نزلت الولاية، وإنّما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل اللّه تعالى: (اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى)؛ وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام»(2) انتهى .
فسائر العبادات بل العقائد والملكات بمنزلة الهيولى، والولاية صورتها، وبمنزلة الظاهر وهي باطنها ، ولهذا من مات ولم يكن له إمام ميتته ميتة الجاهلية ، وميتة كفر ونفاق وضلال، كما في رواية «الكافي»(3) ؛ فإنّ المادّة والهيولى لا وجود لهما إلاّ بالصورة والفعلية ، بل لا وجود لهما في النشأة الآخرة أصلاً ؛ (وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوانُ)(4) . وهي دار الحصاد ؛ «والدنيا مزرعة الآخرة» .
واعلم أنّ الأسماء والصفات الإلهية كلّها كاملة بل نفس الكمال ؛ لعدم النقص هناك حتّى يجبر ؛ وكلّ كمال ظهور كمال الأسماء الإلهية وتجلّياتها . وأكمل الأسماء هو الاسم الجامع لكلّ الكمالات ؛ ومظهره الإنسان الكامل المستجمع لجميع الصفات والأسماء الإلهية ومظهر جميع تجلّياته . ففي الأسماء الإلهية اسم اللّه أكملها وفي المظاهر الإنسان الكامل أكملها . وفي الشرائع شريعته أكملها ،
ص: 72
وكمال شريعته بالولاية ، ونسبة شريعته إلى سائر الشرائع كنسبته إلى صاحب الشرائع ، وكنسبة الاسم الجامع إلى سائر الأسماء ؛ فشريعته واقعة تحت دولة اسم اللّه الذي كان حكمه أزليّاً وأبديّاً ، فسائر الشرائع أيضاً مظاهر شريعته(1) ،
ص: 73
وشريعته كمال سائر الشرائع .
ولهذا كان - عليه وعلى آله الصلاة والسلام - نبيّاً وآدم بين الماء والطين(1) ، بل لا ماء ولا طين ؛ وكان مع آدم ونوح وغيرهما من الأنبياء عليهم السلام .
ويظهر من المحقّق الحكيم السبزواري(2) في «شرح الأسماء» أنّ الكمال قدر الجامع بين الجمال والجلال(3) . وهذا وإن كان صحيحاً بناءً على ما عرفت(4) من أنّ كلّ صفة جمال مختفٍ فيها الجلال وكلّ جلال مختفٍ فيه الجمال، إلاّ أنّ الاسم تابع للظاهر منهما ، والكمال من صفات الجمال المنطوي فيه الجلال ؛ فإنّ الكمال هو الصورة التمامية للشيء ، وهي من الصفات الثبوتية وإن تلازمها صفة سلبية .
ص: 74
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَكبَرِهَا، وَكُلُّ أَسْمائِكَ كَبِيرةٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بأَسْمائِكَ كلِّها».
اعلم يا حبيبي ، وفّقك اللّه لمعرفة أسمائه وصفاته وجعلك من المتدبّرين في أسرار آياته ، أنّ الأسماء الحسنى الإلهية والصفات العليا الربوبية حجب نورية(1)
ص: 75
ص: 76
للذات الأحدية ، المستهلك فيها جميع التعيّنات الأسمائية ، المستجنّ في حضرتها كلّ التجلّيات الصفاتية . فإنّ غيب الهويّة والذات الأحدية لا يظهر لأحد إلاّ في حجاب التعيّن الاسمي ؛ ولا يتجلّى في عالم إلاّ في نقاب التجلّي الصفتي ، ولا اسم له ولا رسم بحسب هذه المرتبة ، وإذ لا تعيّن له ولا حدّ لحقيقته المقدّسة - والاسم والرسم حدّ وتعيّن - فلا اسم ولا رسم له ، لا بحسب المفهوم والمهية ولا بحسب الحقيقة والهويّة ، لا علماً ولا عيناً ، وليس ورائه شيء حتّى يكون اسمه ورسمه ؛ سبحان من تنزّه عن التحديد الاسمي وتقدّس عن التعيّن الرسمي . والعالم خيال في خيال ، وذاته المقدّسة حقيقة قائمة بنفسها ؛ ولا تنكشف الحقيقة بالخيال ، كما هو قول الأحرار من الرجال ، فالمفاهيم الأسمائية كلّها والحقائق العينية بمراتبها تكشفان عن مقام ظهوره وتجلّيه أو إطلاقه وانبساطه ، فالوجود المنبسط ومفهومه العامّ لا يكشفان إلاّ عن مقام إطلاقه .
قال الشيخ صدر الدين القونوي في «مفتاح الغيب والشهود» : «فللوجود اعتباران ، أحدهما نفس كونه وجوداً فحسب ، وهو الحقّ ، وأ نّه من هذا الوجه
ص: 77
- كما سبقت الإشارة إليه - لا كثرة فيه ولا تركيب ولا صفة ولا نعت ، ولا اسم ولا رسم ولا نسبة ولا حكم ، بل وجود بحت . وقولنا «وجود» للتفهيم ، لا أنّ ذلك اسم حقيقي له ؛ بل اسمه عين صفته وصفته عين ذاته»(1) انتهى ما أردنا .
وقال العارف الجليل آقا محمّد رضا القمشه اي قدّس سرّه (2) في حاشية منسوبة إليه على مقدّمات «شرح الفصوص للقيصري» ، في جواب سؤال أورده على نفسه ، وهو أ نّه إذا انقسم الاسم إلى أسماء الذات وأسماء الصفات ، فلم لا يكون له تعالى في المرتبة الأحدية الذاتية اسم ولا رسم ، والذات في هذه المرتبة حاصلة وإن [لم] تتّصف بالصفات؟ بهذه العبارة : «إنّ اسم الشيء ما يميّزه ويكشفه ، فيجب أن يطابقه ليكشفه ، والذات الإلهية لا تظهر ولا تكشف بمفهوم من المفاهيم ليكون اسماً له تعالي ، فارجع إلى وجدانك هل تجد مفهوماً من المفاهيم يكون ذلك المفهوم عينَ مفهوم آخر فضلاً عن المفاهيم الغير المتناهية
ص: 78
التي بإزاء كمالاته تعالى؟ كيف ، والمفهوم محدود وذاته تعالى غير محدود ، فلا اسم للذات الأحدية أصلاً ، تقدّست ذاته عن أن يحدّه حادّ ويحيط به شيء من الأشياء الغيبية كالمفاهيم أو العينية كالوجودات . فالوجود المنبسط العامّ ومفهومه العامّ الاعتباري يكشفان عن إطلاقه لا عن ذاته الأقدس الأرفع الأعلى . أما سمعت كلام الأحرار : إنّ العالم كلّه خيال في خيال؟ وذاته تعالى حقيقة قائمة بنفس ذاتها وينحصر الوجود فيها»(1) انتهى .
وهذا ، وإن كان في بعض فقراته نظر واضح بل خارج من طور الكلام والمقصود ، وتنزّل عن مرتبة إلى مرتبة اُخرى من الوجود إلاّ أنّ في أخيرته شهادة لما ادّعيت ، بل هو برهان ساطع عليه .
هذا ، فإن عثرت(2) على إطلاق الاسم في بعض الأحيان على هذه المرتبة التي هي في عماء وغيب ، كما هو أحد الاحتمالات في الاسم المستأثر في علم غيبه ، كما ورد في الأخبار(3) وأشار إليه في الآثار ، الذي يختصّ بعلمه اللّه ؛ وهو الحرف الثالث والسبعون من حروف الاسم الأعظم المختصّ علمه به تعالى - كما سيأتي روايته(4) إن شاء اللّه - فهو من باب أنّ الذات علامة للذات بالذات ؛ فإنّه عالم بذاته لذاته .
ص: 79
فإذا علمت ما تلونا عليك حقّ التلاوة وقرأناه حقّ القراءة ، فاعلم أنّ الاسم عبارة عن الذات مع صفة معيّنة من صفاته ، وتجلّ من تجلّياته ؛ فإنّ الرحمان ذات متجلّية بالرحمة المنبسطة ؛ والرحيم ذات متجلّية بالتجلّي بالرحمة التي هي بسط الكمال ؛ والمنتقم ذات متعيّنة بالانتقام . وهذا أوّل تكثّر وقع في دار الوجود ، وهذا التكثّر في الحقيقة تكثّر علمي ، وشهود ذاته في مرآة الصفات والأسماء ، والكشف التفصيلي في عين العلم الإجمالي .
وبهذا التجلّي الأسمائي والصفاتي انفتح أبواب الوجود وارتبط الغيب بالشهود ، وانبسطت الرحمة على العباد والنعمة في البلاد . ولولا التجلّي الأسمائي كان العالم في ظلمة العدم ، وكدورة الخفاء ووحشة الاختفاء ، لعدم إمكان التجلّي الذاتي لأحد من العالمين ، ولا لقلب سالك من السالكين إلاّ في حجاب اسم من الأسماء وصفة من الصفات .
وبهذا التجلّي شهد الكمّل الأسماء والصفات ولوازمهما ولوازم لوازمهما إلى أخيرة مراتب الوجود ؛ ورأوا عين الثابت من كلّ حقيقة وهوية .
وكان التجلّي ببعض الأسماء مقدّماً على بعض ، فكلّ اسم محيط ، وقع التجلّي ابتداءً له وفي حجابه للاسم المحاط ، فاسم «اللّه» و«الرحمن» لإحاطتهما يكون التجلّي لسائر الأسماء بتوسّطهما ؛ وهذا من أسرار سبق الرحمة على الغضب ، ويكون التجلّي باسم «اللّه» للأسماء الاُخر أوّلاً ، وبتوسّطها للأعيان الثابتة من كلّ حقيقة ثانياً - إلاّ العين الثابت للإنسان الكامل ، فإنّ التجلّي وقع له ابتداءً بلا توسّط شيء - وعلى الأعيان الخارجية ثالثاً .
وفي التجلّي العيني أيضاً كان التجلّي على الإنسان الكامل باسم اللّه
ص: 80
بلا واسطة صفة من الصفات أو اسم من الأسماء ، وعلى سائر الموجودات بتوسّط الأسماء . وهذا من أسرار أمر اللّه بسجود الملائكة على آدم عليه السلام ، وإن جهل بحقيقة هذا ، الشيطانُ اللعين ، لقصوره .
ولولا تجلّي اللّه باسمه المحيط على آدم عليه السلام لما يتمكّن من تعلّم الأسماء كلّها . ولو كان الشيطان مربوب اسم اللّه لما وقع الخطاب على سجدته ؛ ولما قصر عن روحانية آدم عليه السلام . وكون آدم مظهر اسم اللّه الأعظم اقتضى خلافته عن اللّه في العالمين .
ولعلّك بعد التدبّر في روح الاسم والتفكّر في حقيقته ، ومطالعة دفتر سلسلة الوجود وقراءة أسطره ، ينكشف لك - بإذن اللّه وحسن توفيقه - أنّ سلسلة الوجود ومراتبها ودائرة الشهود ومدارجها ودرجاتها كلّها أسماء إلهية ؛ فإنّ الاسم هو العلامة ، وكلّ ما دخل في الوجود من حضرة الغيب ، علامة بارئه ومظهر من مظاهر ربّه .
فالحقائق الكلّية من اُمّهات الأسماء الإلهية ، والأصناف والأفراد من الأسماء المحاطة ، ولا إحصاء لأسمائه تعالى .
وكلّ من الأسماء العينية مربوب اسم من الأسماء في مقام الإِلهية والواحدية ومظهر من مظاهره . كما في رواية «الكافي» بإسناده عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه تعالى: (وَ للّه ِِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)(1) ، قال : «نحن - وَاللّه ِ -
ص: 81
الأَسماءُ الحُسنى»(1) . وفي رواية اُخرى تأتي بطولها : «إنّ اللّه خلق أسماء بالحروف غير متصوّت...»(2) إلى آخره . والأخبار في أنّ للّه أسماء عينية كثيرة .
قال العارف الكامل كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني في «تأويلاته» : «اسم الشيء ما يعرف به . فأسماء اللّه تعالى هي الصور النوعية التي تدلّ بخصائصها وهوياتها على صفات اللّه وذاته ، وبوجودها على وجهه ، وبتعيّنها على وحدته ؛ إذ هي ظواهره التي بها يعرف» انتهى كلامه(3) .
واعلم - هداك اللّه إلى الاسم الأعظم وعلّمك ما لم تكن تعلم - أنّ للّه تبارك وتعالى اسماً أعظم إذا دعي به على مغالق أبواب السماء للفتح بالرحمة انفتحت ، وإذا دعي به على مضايق أبواب الأرض للفرج انفرجت(4) ، وله حقيقة بحسب المقام الاُلوهية، وحقيقة بحسب المقام المألوهية، وحقيقة بحسب اللفظ والعبارة.
وأمّا الاسم الأعظم بحسب الحقيقة الغيبية التي لا يعلمها إلاّ هو ولا استثناء
ص: 82
فيه ، فبالاعتبار الذي سبق ذكره(1) ، وهو الحرف الثالث والسبعون المستأثر لنفسه في علم غيبه ، كما في رواية «الكافي» في باب «ما اُعطوا ؛ أي الأئمّة عليهم السلام من اسم اللّه الأعظم» بإسناده عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : «إنّ اسم اللّه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً، وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به وخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس، حتّى تناول السرير بيده؛ ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً؛ وحرف عند اللّه تعالى استأثر به في علم الغيب عنده. ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم»(2) . ومثلها رواية اُخرى(3) .
وفيه أيضاً عن أبي عبداللّه - عليه السلام - يقول : «إنّ عيسى بن مريم اُعطي حرفين كان يعمل بهما؛ واُعطي موسى أربعة أحرف؛ واُعطي إبراهيم ثمانية أحرف؛ واُعطي نوح خمسة عشر حرفاً؛ واُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً؛ وإنّ اللّه تعالى جمع ذلك كلّه لمحمّد صلّى اللّه عليه وآله. وإنّ اسم اللّه الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً اُعطي محمّد صلّى اللّه عليه وآله اثنين وسبعين حرفاً وحُجب عنه حرف واحد»(4) انتهى .
وأمّا الاسم الأعظم بحسب مقام الاُلوهية والواحدية هو الاسم الجامع لجميع
ص: 83
الأسماء الإلهية ، جامعية مبدء الأشياء وأصلها لها ، والنواة للأشجار من الفروع والأغصان والأوراق ، أو اشتمال الجملة لأجزائها كالعسكر للأفواج والأفراد .
وهذا الاسم بالاعتبار الأوّل بل بالاعتبار الثاني أيضاً حاكم على جميع الأسماء ، وجميعها مظهره ، ومقدّم بالذات على مراتب الإلهية . ولا يتجلّى هذا الاسم بحسب الحقيقة تامّاً إلاّ لنفسه ، ولمن ارتضى من عباده وهو مظهره التامّ ؛ أي صورة الحقيقة الإنسانية التي هي صورة جميع العوالم ؛ وهي مربوب هذا الاسم . وليس في النوع الإنساني أحد يتجلّى له هذا الاسم على ما هو عليه إلاّ الحقيقة المحمّدية صلّى اللّه عليه وآله وأوليائه الذين يتّحدون معه في الروحانية ؛ وذلك هو الغيب الذي استثنى منه من ارتضى من عباده(1) ؛ وفي رواية «الكافي» : «واللّه لمحمّدٌ صلّى اللّه عليه وآله ممّن ارتضى من عباده»(2) .
وأمّا الاسم الأعظم بحسب الحقيقة العينية فهو الإنسان الكامل خليفة اللّه في العالمين ، وهو الحقيقة المحمّدية صلّى اللّه عليه وآله ، التي بعينها الثابت متّحدة مع الاسم الأعظم في مقام الإلهية ، وسائر الأعيان الثابتة بل الأسماء الإلهية من تجلّيات هذه الحقيقة ؛ لأنّ الأعيان الثابتة تعيّنات الأسماء الإلهية ، والتعيّن عين المتعيّن في العين ، غيره في العقل ، فالأعيان الثابتة عين الأسماء الإلهية .
ص: 84
فعين الثابت من الحقيقة المحمّدية عين الاسم اللّه الأعظم ، وسائر الأسماء والصفات والأعيان من مظاهره وفروعه ، أو أجزائه باعتبار آخر .
فالحقيقة المحمّدية هي التي تجلّت في العوالم من العقل إلى الهيولى ؛ والعالم ظهورها وتجلّيها ؛ وكلّ ذرّة من مراتب الوجود تفصيل هذه الصورة ، وهذه هي الاسم الأعظم ، وبحقيقتها الخارجية عبارة عن ظهور المشيئة التي لا تعيّن فيها ، وبها حقيقة كلّ ذي حقيقة وتعيّنت(1) مع كلّ متعيّن ؛ «خلق اللّه الأشياء بالمشيئة والمشيئة بنفسها»(2) . وهذه البنية المسمّاة بمحمّد بن عبداللّه - صلّى اللّه عليه وآله - النازل من عالم العلم الإِلهي إلى عالم الملك ؛ لخلاص المسجونين في سجن عالم الطبيعة ، مجمل تلك الحقيقة الكلّية ؛ وانطوى فيه جميع المراتب انطواء العقل التفصيلي في العقل البسيط الإجمالي .
وفي بعض خطب أمير المؤمنين ومولى الموحّدين سيّدنا ومولانا علي بن أبي طالب - صلوات اللّه وسلامه عليه - : «أنا اللوح، أنا القلم، أنا العرش، أنا الكرسي، أنا السماوات السبع، أنا نقطة باء بسم اللّه»(3) . وهو - سلام اللّه عليه - بحسب مقام الروحانية متّحد مع النبي صلّى اللّه عليه وآله كما قال صلّى اللّه عليه وآله : «أنا وعلي من شجرة واحدة»(4) . وقال : «أنا وعلي من نور واحد»(5) إلى
ص: 85
غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالّة على اتّحاد نورهما عليهما السلام وعلى آلهما(1) .
ويدلّ على أكثر ما ذكرنا الرواية المفصّلة في «الكافي» ، نذكرها مع طولها تيمّناً وتبرّكاً بأنفاسهم الشريفة :
باب حدوث الأسماء - علي بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن الحسين بن يزيد ، عن ابن أبي حمزة ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال : «إنّ اللّه تعالى خلق اسماً بالحروف غير متصوِّت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسّد، وبالتشبيه غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفيّ عنه الأقطار، مبعّد عنه الحدود، محجوب عنه حسّ كلّ متوهّم، مستتر غير مُسَتَّر(2)، فجعله كلمة تامّة على أربعة أجزاء معاً ليس منها واحد قبل الآخر، فأظهر منها ثلاثة أشياء لفاقة الخلق إليها وحجب واحداً منها؛ وهو الاسم المكنون المخزون؛ فهذه الأسماء(3) التي ظهرت، فالظاهر هو اللّه تعالى؛ وسخّر
ص: 86
سبحانه لكلّ اسم من هذه الأسماء أربعة أركان، فذلك اثنا عشر ركناً؛ ثمّ خلق لكلّ ركن منها ثلاثين اسماً فعلاً منسوباً إليها؛ فهو الرحمن، الرحيم، الملك، القدّوس، الخالق، البارئ، المصوّر، الحيّ، القيّوم، لاتأخذه سنة ولا نوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبّار، المتكبّر، العليّ، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، البارئ، المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق، المحيي، المميت، الباعث، الوارث. فهذه الأسماء وما كان من الأسماء الحسنى، حتّى يتمّ ثلاث مائة وستّين اسماً، فهي نسبة لهذه الأسماء الثلاثة؛ وهذه الأسماء الثلاثة أركان، وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة؛ وذلك قوله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللّه َ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)»(1) انتهى الخبر الشريف .
ولو تأمّلت في هذه الرواية الشريفة لانكشف لك أسرار العلم والمعرفة وانفتح عليك أبواب خفايا الأسماء الإلهية ، كيف ، وهي صادرة عن معدن الوحي
ص: 87
والنبوّة ، نازلة عن سماء العلم ومحالّ المعرفة .
قال العارف الربّاني مولانا ملاّ محسن الكاشاني - أنار اللّه برهانه - في شرح الحديث الشريف : «وكأنّ الاسم الموصوف بالصفات المذكورة إشارة إلى أوّل ما خلق اللّه الذي مرّ ذكره في باب العقل ، أعني النور المحمّدي والروح الأحمدي والعقل الكلّي ، وأجزائه الأربعة إشارة إلى جهته الإِلهية والعوالم الثلاثة التي يشتمل عليها ؛ أعني عالم العقول المجرّدة عن الموادّ والصور ، وعالم الخيال المجرّد عن الموادّ دون الصور ، وعالم الأجسام المقارنة للموادّ ؛ وبعبارة اُخرى إلى الحسّ والخيال والعقل والسرّ ؛ وبثالثة إلى الشهادة والغيب وغيب الغيب وغيب الغيوب ؛ وبرابعة إلى الملك والملكوت والجبروت واللاهوت . ومعيّة الأجزاء عبارة عن لزوم كلّ منها الآخر وتوقّفه عليه في تمامية الكلمة . وجزؤه المكنون السرّ الإِلهي والغيب اللاهوتي إلى أن قال : «فالظاهر هو اللّه» يعني أنّ الظاهر بهذه الأسماء الثلاثة هو اللّه ؛ فإنّ المسمّى يظهر بالاسم ويعرف به . والأركان الأربعة الحياةُ والموت والرزق والعلم ، التي وُكِّل بها أربعة أملاك هي إسرافيل وعزرائيل وميكائيل وجبرائيل»(1) انتهى ما أردنا من كلامه ، زاد اللّه في مقامه .
وهذا التحقيق الرشيق في كمال الصحّة والمتانة ببعض الأنظار والاعتبارات ؛ ولكن الأنسب بالاعتبار أن يكون الاسم الموصوف بهذه الصفات مقام إطلاق الحقيقة المحمّدية ؛ أي مقام المشيئة التي مبعّد عنها الحدود حتّى حدّ المهية .
ص: 88
«مستتر غير مُستَّر» أي : خفاؤه لشدّة ظهوره ؛ وكذا سائر الصفات مناسب لهذا المقام الذي لا حدّ له ولا رسم .
وقوله : «فجعله أربعة أجزاء» أيضاً لا يناسب إلاّ هذا المقام ؛ فإنّ العقل لم يجعل أربعة أجزاء إلاّ على وجوه بعيدة عن الصواب .
وأمّا مقام المشيئة فهو مقام الإِطلاق ، ومع العقل عقل ، ومع النفس نفس ، ومع المثال مثال ومع الطبع طبع .
والمراد ب «أربعة أجزاء» هو عالم العقل والنفس والمثال والطبع ، أي : عالم المقارن بالصورة والمادّة ، وعالم المجرّد عن المادّة دون الصورة ، وعالم المجرّد عن المادّة والصورة دون التعلّق بالمادّة ، وعالم المجرّد عنها دون المهيّة(1) .
وبما ذكرنا يعلم معنى قوله : «ليس منها واحد قبل الآخر» ؛ فإنّ العوالم الأربعة باعتبار وجهتها إلى المشيئة المطلقة وجنبة «يلي الربّي» في عرض واحد ، لم يكن أحدها قبل الآخر ؛ كما حقّقنا في أوائل هذه الأوراق(2) عند قوله : «اللهمّ إنّي أسألك من بهائك...» إلى آخره .
و«الثلاثة» التي أظهرها هي عالم النفس والخيال والطبع ؛ فإنّ في هذه الثلاثة غبار عالم الخلق ، فتكون فاقة الخلق بما هو خلق إليها . وأمّا العقل فلم يكن من الخلق في شيء ، بل هو من عالم الأمر الإلهي ؛ لتنزّهه عن كدورات عالم الهيولى وظلمات عالم المادّة . والخلق لم يتوجّه إليه ولم يكن محتاجاً إليه ، نحو عدم
ص: 89
احتياج الماهية إلى الجاعل والممتنع إلى الواجب . فما كان الخلق مفتاقاً إليه هو العوالم الثلاثة ؛ فإذا بلغ إلى المقام الرابع لم يكن من عالم الخلق . وهذه النقطة العقلية هو الجزء الرابع المخزون عند اللّه : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ)(1) ، والمحجوب عن مدارك الخلق ؛ لأنّ حكم الإِلهية هنالك غالب ، ولهذا كانت العقول سرادقات جماله وجلاله ، باقيات ببقاء اللّه لا بإبقاء اللّه .
وقوله : «والظاهر هو اللّه» أي : بهذه الأسماء اللّه ؛ فإن اللّه هو الظاهر في ملابس الأسماء والصفات : (هُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِى الأَرْضِ إِلهٌ)(2) ؛ (اللّه ُ نُورُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ)(3) ؛ و(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)(4) ؛ و«لو دُلّيتم إلى الأرضِ السُّفلى لَهَبَطتم على اللّه»(5) ، فكيف بالأراضي العليا والسماوات العلى (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه ِ)(6) ، أو المراد أنّ الظاهر هو الجهة الاُلوهية المحجوبة في الأسماء الثلاثة ، فبهذه الأسماء الثلاثة حجب الاسم الرابع - أي عالم العقل الذي هو الجهة الاُلوهية - وظهر .
فإن كان المراد ما ذكر كان فيه إشارة لطيفة إلى ما ذكره أهل المعرفة بأنّ اللّه تعالى ظاهر في حجبٍ خلقيّة ، والخلق مع كونه ظهورَه حجابُه ؛ كالصور
ص: 90
المرآتية التي هي ظهور المرآة وحجابها . وتحت هذا أسرار لا يؤذن إبرازها(1) .
و«الأركان الأربعة» إمّا الموت والحياة والرزق والعلم التي وكّل بها أربعة أملاك أو نفس أربعة أملاك ؛ وعند التحقيق يرجع إلى أمر واحد .
و«اثنا عشر ركناً» باعتبار المقامات التي كانت لهذه الأملاك في العوالم الثلاثة ؛ فإنّ الحقيقة العزرائيلية مثلاً لها مقام وشأن في عالم الطبع ، ولها مظاهر فيه ، ومقام وشأن في عالم المثال ، ولها مظاهر فيه ؛ وكذا في عالم النفوس الكلّية . والمقامات الثلاثة مسخّرة تحت المقام الرابع ، فالانتقالات والاستحالات من صورة إلى صورة في عالم الطبيعة تكون بتوسّط [مظاهر] هذا الملك المقرّب الإِلهي ؛ فإنّ مباشرة هذه الاُمور الدنيّة الخسيسة لاتكون بل لاتمكن بيد عزرائيل - عليه السلام - بلا توسّط جيوشه ، وفي الحقيقة كانت هذه الاُمور بيده ، لاتّحاد الظاهر والمظهر . والانتقال من عالم الطبع ونشأة المادّة ونزع الأرواح منها إلى عالم المثال والبرزخ كان بتوسّط مظاهره في عالم المثال ، والملائكة الموكّلة لنزع الأرواح عن الأجساد والانتقال من عالم البرزخ والمثال إلى عالم النفوس ، ومنه إلى عالم العقل ، ويكون هذا النزع غاية النزوع التي كانت بتوسّط عزرائيل ، بلا واسطة في بعض العوالم كعالم النفوس ، ومع الواسطة في العوالم النازلة . ولو كان للموجود العقلي نزع فيكون بمعنى آخر غير الثلاثة ؛ وليس بعض مراتبه بتوسّط عزرائيل - عليه السلام - بل بتوسّط بعض الأسماء كاسم القاهر والمالك ، ربّ الحقيقة العزرائيلية ، ويكون نزع عزرائيل [أيضاً]
ص: 91
بتوسّطهما . وكذلك حقيقة إسرافيل وجبرائيل وميكائيل - عليهم السلام - فإنّ لكلّ منهم بروزات ومقامات بحسب العوالم ، وكان في كلّ عالم ظهور سلطنتهم غير العالم الآخر وجوداً وحدّاً وشدّةً وضعفاً .
أما سمعت أنّ جبرائيل - عليه السلام - كان يظهر في هذا العالم بصورة دحية الكلبي(1) ؛ وظهر مرّتين بقالبه المثالي لرسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - ورآه قد ملأ الشرق والغرب(2) . وعرج مع رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - في ليلة المعراج إلى العالم العقلي ومقامه الأصلي ، حتّى عرج الرسول الهاشمي عن مقام جبرائيل إلى مقامات اُخرى إلى ما شاء اللّه ، وقال معذرةً عن عدم المصاحبة : «لو دنوت أنملة لاحترقت»(3) .
وبالجملة كلّ فعل من الأفعال في كلّ عالم من العوالم ، كان من فعل اللّه بتوسّط الملائكة ، بلا واسطة أو مع أعوانهم وجنودهم .
قال صدر الحكماء المتألّهين وشيخ العرفاء السالكين - رضي اللّه تعالى عنه - في «الأسفار الأربعة» بهذه العبارة : «ولا شكّ لمن له قدم راسخ في العلم الإلهي والحكمة التي هي فوق العلوم الطبيعية ، أنّ الموجودات كلّها من فعل اللّه بلا زمان ولا مكان ، ولكن بتسخير القوى والنفوس والطبايع ، وهو المحيي والمميت والرزّاق والهادي والمضلّ ؛ ولكنّ المباشر للإِحياء ملك اسمه إسرافيل ، وللإِماتة
ص: 92
ملك اسمه عزرائيل ، يقبض الأرواح من الأبدان والأبدان من الأغذية ، والأغذية من التراب ، وللأرزاق ملك اسمه ميكائيل ، يعلم مقادير الأغذية ومكائيلها ؛ وللهداية ملك اسمه جبرائيل ، وللإضلال دون الملائكة جوهر شيطاني اسمه عزازيل ، ولكلٍّ من هذه الملائكة أعوان وجنود من القوى المسخّرة لأوامر اللّه ؛ وكذا في سائر أفعال اللّه سبحانه . ولو كان هو المباشر لكلّ فعل دنيّ لكان إيجاده للوسائط النازلة بأمره إلى خلقه عبثاً وهباءً ، تعالى اللّه أن يخلق في ملكه عبثاً أو معطّلاً ، وذلك ظنّ الذين كفروا»(1) انتهى كلامه ، رفع مقامه .
والأسماء المخلوقة لكلّ ركن - وهي ثلاثون اسماً - بحسب اُمّهات الأسماء وكلّياتها ، وإلاّ فبحسب جزئياتها غير محصورة ولا متناهية ؛ فكان من نقطة العقل التي هي النقطة الإِلهية ، نزولاً إلى الهيولى وصعوداً إلى نقطة العقل ، بمنزلة دائرة لها اثنا عشر برجاً أو شهراً ، ولكلّ برج أو شهر ثلاثون درجة أو يوماً ، حتّى بلغ ثلاث مائة وستّين درجة أو يوماً .
هذا تمام الكلام في الاسم الأعظم بحسب مقام الخلق العيني .
وأمّا حقيقته بحسب اللفظ والعبارة فعلمه عند الأولياء المرضيّين والعلماء الراسخين ومختفية عن سائر الخلق . وما ذكر من حروف الاسم الأعظم أو كلماته في كتب القوم من العرفاء والمشايخ ، إمّا من الآثار النبوية ، أو من أثر الكشف والرياضة عند الخلوص عن دار الوحشة والظلمة ؛ كما نقل عن الشيخ
ص: 93
مؤيّد الدين الجندي(1) - أحد شرّاح «الفصوص» - : «أنّ من أسماء هذا الاسم هو اللّه المحيط والقدير والحيّ والقيّوم ، ومن حروفه ا ، د ، ذ ، ر ، ز ، و»(2) . قال : ذكره الشيخ الكبير(3) في سؤال الحكيم الترمذي(4) .
وقال الشيخ الكبير في «الفتوحات» :(5) الألف هو النفس الرحماني الذي هو
ص: 94
الوجود المنبسط ؛ والدال حقيقة الجسم الكلّي ؛ والذال المتغذّي ؛ والراء هو الحسّاس المتحرّك ؛ والزاء الناطق ؛ والواو لحقيقة المرتبة الإِنسانية . وانحصرت حقائق عالم الملك والشهادة - المسمّى بعالم الكون والفساد - في هذه الحروف»(1) انتهى كلامه .
وقال الشيخ المحدّث الجليل الحاج الشيخ عبّاس القمّي(2) - سلّمه اللّه تعالى - في كتاب «مفاتيح الجنان» بهذه العبارة : «در ذكر بعض آيات ودعاهاى نافعه مختصره كه انتخاب كردم از كتب معتبره ؛ اوّل : سيّد اجل سيّد على خان شيرازى(3) - رضوان اللّه عليه - در كتاب «كلم طيّب» نقل فرموده كه اسم اعظم
ص: 95
خداى تعالى آن است كه افتتاح او «اللّه» واختتام او «هو» است ؛ وحروفش نقطه ندارد ؛ ولا يتغيّر قراءته اُعرب أم لم يعرب . و اين در قرآن مجيد در پنج آيه مباركه از پنج سوره است : بقره و آل عمران و نساء و طه و تغابن . شيخ مغربى در كتاب خود گفته : هر كه اين پنج آيه مباركه را ورد خود قرار دهد و هر روز يازده مرتبه بخواند هر آينه آسان شود براى او هر مهمى از كلى و جزئى بزودى إن شاء اللّه تعالى . و آن پنج آيه اين است : 1 - (اللّه ُ لاَ إِلهَ إلاَّ هُوَ الْحَىُّ القَيُّومُ) تا آخر آية الكرسى(1) ؛ 2 - (اللّه ُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ القَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْريةَ وَالإِنْجيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الفُرْقَانَ)(2) ؛ 3 - (اللّه ُ لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فيه وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّه ِ حَديثاً)(3) ؛ 4 - (اللّه ُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْماءُ الْحُسْنَى)(4) ؛ 5 - (اللّه ُ لاَ إِلهَ إلاَّ هُوَ وَعَلَى اللّه ِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(5)» انتهى(6) .
ص: 96
لعلّك في هدىً وصراط مستقيم من أسماء ربّك وآيات بارئك ؛ وأنّ سلسلة الوجود وعوالم الغيب والشهود من الملائكة المقرّبين وأصحاب اليمين ، والصافّات صفّاً ، والمدبّرات أمراً ، والزاجرات زجراً ، ومن كلّيات العوالم من الأنواع العاليات والسافلات وجزئياتها ، إلى أن انتهى الأمر إلى الغواسق الظلمانية والنشأة الهيولانية ، كلّها أسماء إلهية .
ولتعلم الآن بتوفيق الملك المنّان ، بشرط التدبّر في أسمائه والتفكّر في آياته ، والخلاص عن سجن الطبيعة وفتح مغالق أبواب الإنسانية أنّ لحقيقة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» مراتب من الوجود ومراحل من النزول والصعود ، بل لها حقائق متكثّرة بحسب العوالم والنشئات ؛ ولها تجلّيات في قلوب السالكين بمناسبة مقاماتهم وحالاتهم ؛ وأنّ التسمية المذكورة في أوّل كلّ سورة من السور القرآنية غيرها في سورة اُخرى بحسب الحقيقة ؛ وأنّ بعضها عظيم وبعضها أعظم ، وبعضها محيط وبعضها محاط ؛ وحقيقتها في كلّ سورة تعرف من التدبّر في حقيقة السورة التي ذكرت التسمية فيها لافتتاحها ، فالتي ذكرت لافتتاح أصل الوجود ومراتبها غير التي ذكرت لافتتاح مرتبة من مراتبه ؛ وإنّما يعرف ذلك الراسخون في العلم من أهل بيت الوحي .
ولهذا روي عن أمير المؤمنين وسيّد الموحّدين صلوات اللّه وسلامه عليه : «أنّ كلّ ما في القرآن في الفاتحة، وكلّ ما في الفاتحة في بسم اللّه الرحمن الرحيم، وكلّ ما فيه في الباء، وكلّ ما في الباء في النقطة، وأنا نقطة تحت
ص: 97
الباء»(1) . وهذه الخصوصية لم تكن لسائر التسميات ؛ فإنّ فاتحة الكتاب مشتملة على جميع سلسلة الوجود وقوسي النزول والصعود ، من فواتيحه وخواتيمه ، من (الحَمْدُ للّه) إلى (يَومِ الدِّين) بطريق التفصيل ؛ وجميع حالات العبد ومقاماته منطوية في قوله (إيّاك نَعْبُدُ) إلى آخر السورة المباركة ؛ وتمام الدائرة الموجودة في الفاتحة بطريق التفصيل موجود في (الرّحمَنِ الرّحِيمِ) بطريق الجمع ، وفي الاسم بطريق جمع الجمع ، وفي الباء المختفي فيها ألف الذات بطريق أحدية جمع الجمع ، وفي النقطة التي تحت الباء السارية فيها بطريق أحدية سرّ جمع الجمع . وهذه الإحاطة والإطلاق لم تكن إلاّ في فاتحة فاتحة الكتاب الإلهي ، التي بها فتح الوجود وارتبط العابد بالمعبود .
فحقيقة هذه التسمية جمعاً وتفصيلاً عبارة عن الفيض المقدّس الإطلاقي والحقّ المخلوق به ، وهو أعظم الأسماء الإلهية وأكبرها ، والخليفة التي تربّي سلسلة الوجود من الغيب والشهود في قوسي النزول والصعود . وسائر التسميات من تعيّنات هذا الاسم الشريف ومراتبه ؛ بل كلّ تسمية ذُكرت لفتح فعل من الأفعال كالأكل والشرب والوقاع وغيرها يكون تعيّناً من تعيّنات هذا الاسم المطلق ، كلٌّ بحسب حدّه ومقامه . ولا يكون الاسم المذكور فيها ، هذا الاسم الأعظم ، وهو أجلّ من أن يتعلّق بهذه الأفعال الخسيسة بمقام إطلاقه وسريانه . فالاسم في مقام الأكل والشرب مثلاً عبارة عن تعيّن الاسم الأعظم بتعيّن الآكل
ص: 98
والشارب أو إرادتهما أو ميلهما ؛ فإنّ جميعها من تعيّناته ؛ والمعيّنات وإن كانت متّحدة مع المطلق لكن المطلق لم يكن مع التعيّن(1) بإطلاقه وسريانه .
قال بعض المشايخ من أرباب السير والسلوك - رضوان اللّه عليه - في كتاب «أسرار الصلاة» بهذه العبارة : «ولا بأس للإشارة بردّ بعض ما حدث بين أهل العلم من الإشكال في قراءة بسملة السور من دون تعيين السورة ، وقراءتها بقصد سورة اُخرى غير السورة المقروّة ؛ بلحاظ أنّ البسملة في كلّ سورة آية منها غيرُ البسملة في السورة الاُخرى ، لما ثبت أ نّها نزلت في أوّل كلّ سورة إلاّ سورة براءة ، فتعيّن قرآنية هذه الألفاظ إنّما هو بقصد حكاية ما قرأه جبرئيل - عليه السلام - على رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وآله - وإلاّ فلا حقيقة لها غير ذلك .
وعلى ذلك يلزم في قرآنية الآيات أن يقصد منها ما قرأه جبرئيل - عليه السلام - وما قرأ جبرئيل - عليه السلام - في «الفاتحة» حقيقةً بسملة «الفاتحة» ، وهكذا بسملة كلّ سورة لا تكون آية منها إلاّ بقصد بسملة هذه السورة . فإذا لم يقصد التعيّن ، فلا تكون آية من هذه السورة بل ولا تكون قرآناً .
والجواب عن ذلك كلّه أنّ للقرآن كلّه حقائق في العوالم ، ولها تأثيرات مخصوصة ؛ وليست حقيقتها مجرّد مقروّيتها من جبرئيل - عليه السلام - بل المقروّية لجبرئيل لا ربط لها بالماهية . والبسملة أيضاً آية واحدة نزلت في أوّل كلّ سورة ؛ فلا تختلف بنزولها مع كلّ سورة حقيقتها . وليست بسملة «الحمد»
ص: 99
مثلاً إلاّ بسملة «الإخلاص» ، ولا يلزم أن يقصد في كلّ سورة خصوص بسملتها بمجرّد نزولها مرّات ؛ وإلاّ يجب أن يقصد في «الفاتحة» أيضاً تعيّن ما نزل أوّلاً أو ثانياً ؛ لأنّها أيضاً نزلت مرّتين ، فلا ضير أن لا يقصد بالبسملة خصوصية السورة ؛ بل لا يضرّ قصد سورة ، وقراءة البسملة بهذا القصد ثمّ قراءة سورة اُخرى ، وليس هذا الاختلاف إلاّ كاختلاف القصد الخارج عن تعيّن الماهيات»(1) انتهى ما أردناه .
وهذا الكلام منه - قدّس اللّه نفسه الزكيّة - غريب ؛ فإنّ كلام القائل المذكور - أنّ تكرّر النزول موجب لاختلاف حقيقة التسمية ، أو يلزم قصد ما قرأ جبرئيل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله - . وإن كان غير صحيح ولكن بالنظر إلى ما مرّ ذكره ، والتدبّر فيما علا أمره وانكشف سرّه يتّضح لك حقيقة الأمر بقدر الاستعداد ، وينكشف لك أنّ حقيقة البسملة مختلفة في أوائل السور ، بل التسمية تختلف باختلاف الأشخاص ، وفي شخص واحد باختلاف الواردات والحالات والمقامات ، وتختلف باختلاف المتعلّقات . والحمد للّه أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً .
وقد خرج الكلام عن طور الاختصار وتعدّى الكلام عن تحت الاختيار ؛ ولكن عشق الأسماء الإلهية والنعوت الربّانية جرّني إلى هذا المقام من الكلام .
ص: 100
وبينما عزمت على ختم الكلام وطيّ الدفتر عن بسط المقام والمعذرة عن الإخوان العظام ، فانفسخ العزم العازم - وعرفت اللّه بفسخ العزائم(1) - واتّفق الحضور في محضر أحد العلماء الكرام - دام ظلّه واستدام - فأورد أحد الحضّار إيراداً وأجاب كلّ حزب بمذهبه وكلّ أحد سلك بمسلكه ، فإنّ ( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(2) ، فأجبته بأوّل الجوابين الآتيين .
وأصل الشبهة : أنّ الأسماء الإلهية والصفات الربوبية غير محصورة ولا متناهية ؛ وما لم يكن الشيء متناهياً لم يكن له حدّ من الكلّ أو البعض ؛ فما معنى قوله : «وكلّ أسمائك كبيرة» وقوله : «أسألك بأسمائك كلّها»؟ وقد أجبت عنه بأنّ السائل يسأل بالأسماء المتجلّية له بحسب حالاته ومقاماته ووارداته ؛ وما يتجلّى من الأسماء في كلّ مقام محصور بحسب التجلّي في قلب السالك .
والآن أقول : إنّ الأسماء الإِلهية وإن لم تكن بحسب المناكحات والموالدات محصورة ، ولكنّها بحسب الاُمّهات محصورة ، يجمعها باعتبار : الأوّلُ والآخر والظاهر والباطن : (هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)(3) ، وباعتبار : اللّه
ص: 101
والرحمن : (قُلِ ادْعُوا اللّه َ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ...) الآية(1) ، وباعتبار : اللّه والرحمن والرحيم ؛ كما أنّ مظاهر الأسماء [ الإلهية] بالاعتبار الأوّل غير محصورة : (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّه ِ لاَ تُحْصُوهَا)(2) ، (قُلْ لَوْ كَانَ البَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى)(3) ؛ وبالاعتبار الثاني محصورة بالعوالم الثلاثة أو الخمسة . وقيل : «ظهر الوجود ببسم اللّه الرحمن الرحيم»(4) .
وكذلك الاعتباران في الصفات ، فإنّها بالاعتبار الأوّل غير محصورة وبالاعتبار الثاني محصورة في الأئمّة السبعة أو صفات الجلال والجمال : (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِى الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ)(5) .
ص: 102
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ عِزَّتكَ بِأَعَزِّها، وَكُلُّ عِزَّتِكَ عَزيزَةٌ. اللّهمّ إِنِّي أَسأَلكَ بِعزَّتِكَ كُلِّهَا».
العزيز هو الغالب أو القويّ أو الفرد الذي لا معادل له ، وهو تعالى عزيز بالمعنى الأوّل ، كيف وهو غالب على كلّ الأشياء، قاهر عليها ؛ وجميع سلسلة الوجود مسخّر بأمره : (مَا مِنْ دَابَّةٍ إلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها)(1) ؛ مقهور تحت قهّاريته بلا عصيان ، مخذول تحت قدرته بلا طغيان ؛ وله السلطنة المطلقة والمالكية التامّة والغلبة على الأمر والخلق ؛ وحركة كلّ دابّة بتسخيره ، وفعل كلّ فاعل بأمره وتدبيره .
وهو تعالى عزيز بالمعنى الثاني ؛ فإنّ واجب الوجود فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى قوّة . وليس في دائرة الوجود قويّ إلاّ هو ؛ وقوّة كلّ ذي قوّة ظلّ قوّته ومن درجات قدرته . والموجودات بالجهة الفانية فيه والمتدلّية إليه وجنبة «يلي
ص: 103
الربّي» أقوياء ، وبالجهات المنتسبة إلى أنفسها وجنبة «يلي الخلقي» ضعفاء : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللّه ِ وَاللّه ُ هُوَ الغَنِىُّ الحَميدُ)(1) ، و(إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللّه ُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ)(2) .
هذا إذا كانت القوّة في مقابل الضعف ، وإن كانت بمعنى مبدئية الآثار فهو تعالى مبدء آثار غير متناهية ؛ وليس في الدار غيره وغير صفاته وآثاره ديّار ، ولا مؤثّر في الوجود إلاّ اللّه ؛ وكلّ مؤثّر أو مبدء آثار فهو من مظاهر قوّته وفعله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم .
وهو تعالى مؤثّر في مظاهره الخلقية ؛ بل هو السميع والبصير بعين سمعنا وبصرنا ، على ما يعرفه الراسخون في العلم والمعرفة . قال شيخنا العارف الكامل الشاه آبادي - أدام اللّه ظلّه على رؤوس مريديه - : «إنّ السمع والبصر ليسا من اُمّهات الأسماء ، ويرجعان إلى علمه في مقام الذات ، ولا يفترقان منه إلاّ إذا وقعا للمخلوقين والمظاهر ، فيتحقّق السمع والبصر في حقّه تعالى بعين السمع والبصر الواقعين للمظاهر» انتهى(3) .
فجميع دائرة الوجود ومبادئ التأثير في الغيب والشهود مظاهر قوّته وقدرته ، وهو الظاهر والباطن والأوّل والآخر .
قال الشيخ الكبير محيي الدين في «فصوصه» : «واعلم أنّ العلوم الإِلهية الذوقية الحاصلة لأهل اللّه مختلفة باختلاف القوى الحاصلة منها ، مع كونها
ص: 104
ترجع إلى عين واحدة ؛ فإن اللّه تعالى يقول : «كنتُ سمعَه الذي يسمع به وبصرَه الذي يبصر به ويدَه التي يبطش بها ورجلَه التي يسعى بها»(1) . فذكر أنّ هويته عين الجوارح التي هي عين العبد ، فالهويّة واحدة والجوارح مختلفة» انتهى(2) .
وهذا حقيقة الأمر بين الأمرين الذي حقّقه السلف الصالح من أولياء الحكمة ومنابع التحقيق كمولانا الفيلسوف صدرالحكماء والمتألّهين - رضوان اللّه عليه - وتبعه غيره من المحقّقين(3) .
وهو تعالى عزيز بالمعنى الثالث ؛ لأنّ الصرف لا يتثنّى ولا يتكرّر ، وكلّ ما فرضته ثانياً له فهو هو ، كما هو المحقّق في مقامه(4) ، وليس في هذا المختصر موضع ذكره .
والعزيز من أسماء الذات على ما جعل الشيخ الكبير في «إنشاء الدوائر»(5) على ما نسب إليه(6) ، ولكنّ التحقيق أ نّه من أسماء الذات إن كان بالمعنى الثالث ، ومن أسماء الصفات إن كان بالمعنى الثاني ، ومن أسماء الأفعال إن كان بالمعنى الأوّل .
وقال شيخنا العارف - دام ظلّه - : «إنّ ما كان من الأسماء على زنة «فعول»
ص: 105
و«فعيل» فمن أسماء الذات ؛ لدلالتها على معدنية الذات»(1) . وكان اصطلاحه فيها «الصيغ المعدنية» ، وعلى هذا كان كثير من الأسماء الصفتية والأفعالية في تحقيق الشيخ الكبير من الأسماء الذاتية في نظره دام ظلّه .
ولعلّ المراد من العزّة في الفقرة المذكورة الصفاتُ التي لها القوّة والغلبة ، كالقهّارية ، والمالكية ، والواحدية ، والأحدية ، والمعيدية ، إلى غير ذلك . والأعزّ من بينها ما كان ظهور الغلبة والقهر فيه أتمّ ، كالواحد القهّار ؛ لقوله : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ للّه ِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ)(2) ، أو المالك ؛ لقوله : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(3) . ويوم الرجوع التامّ يوم السلطنة المطلقة ودولة اسم الواحد القهّار ، بإرجاع سلسلة الوجود إليه واستهلاكها في قهره حتّى تصير معدومة ، ثمّ تنشأ النشأة الاُخرى ، كما أشار إليه المثنوي بقوله :
پس عدم گردم عدم چون ارغنون *** گويدم كإنّا إليه راجعون(4).
ص: 106
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ مَشيئَتكَ بِأَمضاهَا، وَكُلُّ مَشيئَتِكَ ماضِيةٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِمشيئَتكَ كُلِّهَا» .
لا أراك ممّن يحتاج إلى مزيد توضيح أو كثرة تشريح أو تلويح وتصريح لمقام المشيئة ، بعد الرجوع إلى ما سبق والتدبّر فيما مرّ بما استحقّ ؛ ولكنّ البيان لا يغني من العيان ؛ لقصور العبارة وفتور الإشارة ، وكَلّ البيان ولَكَن اللسان ، ولا يمكن الوصول بهذه الحقائق إلاّ مع العبور على ملابس الرقائق ؛ ولا يتيسّر إلاّ بسلب العلائق الدنيوية وشدّ الرحال إلى باب أبواب الإنسانية ، والخروج عن جميع مراتب الأنانية وترك الشهوات النفسانية ؛ فإنّ شهود مقام الإطلاق لا يمكن إلاّ بترك القيود ، والوصول إلى باب الإِرسال لا يتيسّر إلاّ بإلقاء الحدود .
فاجتهد يا حبيبي لأن تكون شهيداً لمقامك ؛ فإنّ الشهيد يكون سعيداً ، وتعشّق وجه حبيبك ؛ فإنّ من مات من العشق فقد مات شهيداً(1) .
ص: 107
فهل يمكن الوصول إلى طور القرب إلاّ بخلع نعلي الشهوة والغضب ، وترك الهوى والانقطاع إلى حضرة المولى ؛ فإنّه الوادي المقدّس والمقام الشامخ الأقدس ؛ والمتلبّس بالألبسة الجسمانية والمتردّي برداء الهيولى الظلمانية لا يمكنه شهود مقام المشيئة الإِلهية وكيفية سريانها ومضيّها وبسطها وإطلاقها .
فليعلم - بتوفيق اللّه - أنّ سلسلة الوجود من عوالم الغيب والشهود ، من تعيّنات المشيئة ومظاهرها ، ونسبتها إلى جميعها نسبة واحدة ، وإن كانت نسبة المتعيّنات إليها مختلفة . وهي أوّل الصوادر على طريقة العرفاء الشامخين رضوان اللّه عليهم(1) ، وسائر المراتب موجودة بتوسّطها ؛ كما في رواية «الكافي» عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : «خلق اللّه المشيئة بنفسها ثمّ خلق الأشياء بالمشيئة»(2) .
بل التدقيق في مضمون الرواية الشريفة والتحقيق عند أصحاب السرّ والحقيقة وأرباب السلوك والطريقة [هو] أن لا موجود في المراتب الخلقية إلاّ المشيئة المطلقة الإِلهية . وهي الموجودة بالذات والمجرّدة عن كلّ التعيّنات والتعلّقات ، ولها الوحدة الحقّة الظلّية ظلُّ الوحدة الحقّة الحقيقية . وأمّا التعيّنات فلم تستشمّ رائحة الوجود ، بل (كَسَرَابٍ بَقيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظّمْئانُ مَاءً)(3) ، (إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللّه ُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ)(4)
ص: 108
و(كُلُّ شَىْ ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ)(1) .
فهذا القرطاس الذي أكتب عليه ، والقلم الذي أسطر معه ، والعضلة المسخّرة لهما ، والقوّة المنبثّة فيها ، والإرادة المنبعثة عن الشوق المنبعث عن العلم القائم بالنفس ، كلُّها من شؤون المشيئة الإِلهية وظهوراتها ؛ والتعيّنات اعتبارية خيالية ؛ كما قال الشيخ الكبير : «العالم خيال في خيال»(2) فلا ظهور إلاّ ظهورها ولا شأن إلاّ شأنها .
وهذا معنى شمول المشيئة وسريان الوجود وإطلاق الهويّة الإلهية وبسط الرحمة ومقام الإلهية .
وإذ تحقّق لك أنّ الموجودات على مراتبها العالية والسافلة وتخالفها في الشرف والخسّة ، وتغايرها في الأفعال والذوات وتباينها في الآثار والصفات ، يجمعها حقيقة واحدة إلهية هي المشيئة المطلقة الإِلهية ، والموجودات بدرجاتها المختلفة وطبقاتها المتفاوتة مستهلكة في عين المشيئة ، وهي مع غاية بساطتها وكمال وحدتها وأحديتها كلّ الأشياء ، وبالتكثّر الاعتباري لا ينثلم وحدتها بل يؤكّدها ، وينفذ نورها في الأرضين السفلى والسماوات العليا ، ولا شأن لحقيقة من الحقائق إلاّ شأنها ولا طور إلاّ طورها ؛ وتحقّق لك أن لا عصيان في الأمر التكويني ، وإن من شيء إلاّ
ص: 109
وهو مسخّر تحت كبريائه ، وإذا أراد اللّه لشيء (أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(1) بلا تأبٍّ عن الوجود وقدرة على التخطّي والعصيان ، وكلّ الماهيات مؤتمرات بأمره ، مخذولات تحت سلطنته : (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا)(2) ؛ وتدبّرت في خلق السماوات والأرض وآمنت بصنوف الملائكة السماوية والأرضية وصفوفها وطوائف جيوش اللّه - كلّ ذلك بشرط الخلوص التامّ عن الأنانية ، وكسر أصنام كعبة القلب بتجلّي الولاية العلوية ، وخرق الحجب الظلمانية : «تو خود حجاب خودى حافظ از ميان برخيز»(3) ، ينكشف لك حقيقة نفوذ المشيئة الإلهية ومضيّها وبسطها وإحاطتها ، ويتحقّق لك حقيقة خلق اللّه الأشياء بالمشيئة ، وأنْ لا واسطة بين المخلوقات وخالقها ، وأنّ فعلَه مشيئتُه وقولَه وقدرته وإرادته إيجادُه ، وبالمشيئة ظهر الوجود ، وهي اسم اللّه الأعظم ؛ كما قال محيي الدين : «ظهر الوجود ببسم اللّه الرحمن الرحيم»(4) ، وهي الحبل المتين بين السماء الإِلهية والأراضي الخلقية ، والعروة الوثقى المتدلّية من سماء الواحدية . والمتحقّق بمقامها والذي اُفقه اُفقها ، هو السبب المتّصل بين السماء والأرض وبه فتح اللّه وبه يختم ، وهو الحقيقة المحمّدية والعلوية - صلوات اللّه عليهما - وهي خليفة اللّه على أعيان المهيات ، ومقام الولاية المطلقة والإضافة الإشراقية التي بها شروق الأراضي المظلمة ، والفيض المقدّس
ص: 110
الذي به الإفاضة على المستعدّات الغاسقة ، وماء الحياة الساري : (وَجَعَلْنَا مِن الْمَاءِ كُلَّ شَىْ ءٍ حَىٍّ)(1) ، والماء الطهور الذي لا ينجّسه شيء من الأرجاس الطبيعية والأنجاس الظلمانية والقذارات الإمكانية . وهو نور السماوات والأرض : (اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ والأَرْضِ)(2) ؛ ولها المقام الإِلهية : (وَهُوَ الَّذِى فِى السَّماءِ إِلهٌ وَفِى الأَرْضِ إِلهٌ)(3) ؛ وهي الهيولى الاُولى ومع السماء سماء ومع الأرض أرض ؛ وهي المقام القيّومية المطلقة على الأشياء : (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا)(4) ؛ ونفس الرحماني : (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِى)(5) ؛ والفيض المنبسط ، والوجود المطلق ، ومقام قاب قوسين ومقام التدلّي ، والاُفق الأعلى ، والتجلّي الساري ، والنور المرشوش ، والرقّ المنشور ، والكلام المذكور ، والكتاب المسطور ، وكلمة «كن» الوجودي ، ووجه اللّه الباقي : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ والاْءِكْرَامِ)(6) ؛ إلى غير ذلك من الألقاب والإشارات :
عباراتنا شتّى وحسنك واحد *** وكلٌّ إلى ذاك الجمال يشير(7).
ونعم ما قيل :
ص: 111
ألا إنّ ثوباً خيط من نسجِ تسعة *** وعشرين حرفاً من مَعاليه قاصر(1).
واعلم ، هداك اللّه إلى الطريق المستقيم وجعلك من المؤمنين والموقنين ، أنّ المشيئة وإن كانت مقام ظهور حقيقة الوجود وهي مشهودة لكلّ عين وبصيرة بل لكلّ مدرك من المدارك ، ولا مدرك ومشهود إلاّ هي ولا ظهور إلاّ ظهورها ، فهي مع ذلك محجوبة في ملابس التعيّنات ، مجهول كنهها مخفيّة حقيقتها ، حتّى أنّ ظهور الحقائق العلمية في مدارك العلماء بها ؛ وهي نفسها غير معلومة لهم ، ولا منكشفة عندهم بحسب الحقيقة والكنه ؛ وإن كانت مشهودة بحسب الهويّة والوجود ، ولم تكن مشهودة لكلّ أحد بإطلاقها وسريانها وبسطها وفيضانها ، بل الشهود بقدر الوجود ، والمعرفة بقدر مقام العارف .
فما لم يخرج السالك عن حبّ الشهوات الدنيوية وسجن الطبيعة الموحشة الهيولانية ، ولم يطهّر قلبه بماء الحياة من العلوم الروحانية ، و[كان] لنفسه بقيّة من الأنانية ، لم يمكنه شهود جمال المحبوب بلا حجاب وعلى حدّ الإطلاق .
فالقاطنون في هذا المنزل الأدنى والدرك الأسفل والأرض السفلى ، والساكنون في هذه القرية الظالم أهلها والبلد الميّت سكّانها لا يتجلّى لهم الحقّ إلاّ من وراء ألف ألف حجاب من الظلمة والنور، متراكمة بعضها فوق بعض؛ «فإنّ اللّه تعالى خلق ألف ألف عالم وألف ألف آدم وأنتم في آخر العوالم وأسفلها»(2)؛
ص: 112
وأنّ له سبعين ألف حجاب من نور ، وسبعين ألف حجاب من ظلمة(1) .
والمستخلصون عن هذه السجون وقيودها والطبيعة وحدودها ، والمتنزّهون عن قذارة الهيولى الجسمانية وهيئاتها ، وظلمة عالم المادّة وطبقاتها ، الواصلون إلى عالم الملكوت يشاهدون من وجهه وجماله وبهائه أكثر من هؤلاء ألف ألف مرّة ؛ ولكنّهم أيضاً في حجب نورانية وظلمانية .
والمتجرّدون عن هيئات عالم الملكوت وتعلّقاته وضيق عوالم المثال والخيال ، والقاطنون في البلد الطيّب ومقام القدس والطهارة ، يشاهدون من البهاء والجمال والوجه الباقي لذي الجلال ما لا عين رأت ولا اُذُن سمعت ، ولا وهم أحاط به ، ولا فكر حام حوله ، ولا عقل بلغ إليه ، من الأسرار والأنوار والتجلّيات والكرامات ، ولكنّهم أيضاً في حجب التعيّنات والمهيّات .
والواصل إلى باب الأبواب والمشاهد لجمال المحبوب بلا حجاب ، والمتحقّق بمقام الولاية المطلقة هم الذين خرجوا عن الدنيا والآخرة وتجرّدوا عن الغيب والشهادة ، ولم يخلطوا العمل الصالح بالسّيّء .
چون دم وحدت زنى «حافظ» شوريده حال *** خامه توحيد كش بر ورق انس و جان(2).
بيني وبينك إنّي ينازعني*** فارفع بلطفك إنّي من البين(3).
ص: 113
وهو مقام استهلاك جهة الخلقي في وجه الربّي ، وخلع نعلي الإمكان والتعيّن . ولا مقام فوق هذا إلاّ مقام الاستقرار والتمكين والرجوع إلى الكثرة مع حفظ الوحدة ؛ فإنّه أخيرة منازل الإنسانية ، و«ليس وراء عبّادان قرية»(1) . وللإشارة إلى هذا المقام ورد : «أنّ لنا مع اللّه حالات هو نحن ونحن هو وهو هو ونحن نحن»(2) . فالوحدة في عين الكثرة والكثرة في عين الوحدة . ونسب إلى النبي - صلّى اللّه عليه وآله - أ نّه قال : «كان أخي موسى عينه اليمنى عمياء؛ وكان أخي عيسى عينه اليسرى عمياء؛ وأنا ذو العينين»(3).
فإذا بلغ السالك إلى اللّه والمجاهد في سبيله إلى ذاك المقام ، وتجلّى عليه الحقّ في مظاهر الخلق مع عدم الاحتجاب عن الحقّ والخلق ؛ بل بنحو الوحدة في ملابس الكثرة والكثرة في عين الوحدة ، ينفتح عليه أبواب من المعرفة والعلوم والأسرار الإلهية من وراء الرسوم ؛ منها حقيقة الأمر بين الأمرين التي وردت من لدن حكيم عليم على لسان الرسول الكريم وأهل بيته - عليهم السلام - من الربّ الرحيم ، فإنّ فَهمَ هذه الحقيقة ودَرك سرّها وحقيقتها لا يتيسّر إلاّ (لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)(4) ، فإنّه يرى بعين البصيرة
ص: 114
والتحقيق ، بلا غشاوة التقليد وحجاب العصبية ، أنّ كلّ موجود من الموجودات بذواتها وقواها الظاهرية والباطنية من شؤون الحقّ وأطواره وظهوراته وتجلّياته .
وهو - تعالى وتقدّس - مع علوّ شأنه وتقدّسه عن مجانسة مخلوقاته وتنزّهه عن ملابسة التعيّنات ، وأ نّه في المظاهر الخلقية ظاهر في مرآة العباد و(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ)(1) كذلك الأفعال والحركات والتأثيرات كلّها منه في مظاهر الخلق ، فالحقّ فاعل بفعل العبد، وقوّةُ العبد ظهور قوّة الحقّ : (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّه َ رَمَى)(2) ، فجميع الذوات والصفات والمشيئات والإرادات والآثار والحركات من شؤون ذاته وصفته وظلُّ مشيئته وإرادته وبروزُ نوره وتجلّيه ؛ وكلٌّ جنوده ودرجات قدرته ؛ والحقّ حقّ والخلق خلق ؛ وهو تعالى ظاهر فيها وهي مرتبة ظهوره .
ظهور تو ، به من است و وجود من ، از تو *** ولستَ تَظهر لولاي ، لم أكن لولاك(3).
فمن نسب الفعل إلى الخلق وعزل الحقّ عنه(4) بزعم التنزيه والتقديس ، فهو قاصر وظالم لنفسه وحقّه ، محجوب عن الحقّ، مطرود عن الربّ ؛ تنزيهه وتقديسه تقصير وتحديد وتقييد ؛ فهو داخل في قوله : (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) عاكف في الكثرات بلا توحيد .
ص: 115
ومن نسبه إلى الحقّ مع عدم حفظ الكثرة(1) فهو ضالّ بتجاوزه عن الاعتدال ، داخل في [قوله]: (الضَّالِّين) .
والصراط المستقيم والطريق المستبين ، الخروج عن التعطيل والتشبيه ، وحفظُ مقام التوحيد والتكثير وإعطاء حقّ الحقّ والعبد .
فعند ذلك ينكشف للعبد أنّ ما أصابه من حسنة فمن اللّه ، وما أصابه من سيّئة فمن نفسه(2) ؛ فإنّ السيّئة من سوء الاستعداد ونقصان الوجود وهما قسط العبد . والحسنة من الخيرات والجهات الوجودية ، وهي قسط الربّ . وينفتح له سرّ قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّه ِ)(3) ؛ فإنّ القابل من التجلّي الغيبي ؛ كما قال محيي الدين : «والقابل لا يكون إلاّ من فيضه الأقدس»(4) . ويصير على بصيرة من الأخبار المتكاثرة في الباب(5) .
وليس في هذا المختصر مقام الشرح والتفصيل ؛ ومن أراد أن يتّضح له الأمر على تفصيله فعليه بالرجوع إلى مسفورات أساطين الحكمة وأولياء المعرفة ، سيّما السيّد المحقّق البارع الداماد وتلميذه العظيم صدر الحكماء المتألّهين ، رضوان اللّه عليهما .
ص: 116
قد تحقّق ممّا سلف أنّ المشيئة هي مقام ظهور حقيقة الوجود وإطلاقها وسريانها وبسط نورها وسعة رحمتها ؛ وهي بعينها إرادتها في مقام الظهور والتجلّي . كما قد تحقّق أنّ مراتب التعيّنات من العقول المقدّسين والملائكة المقرّبين إلى القوى الطبيعية والملائكة الأرضية المدبّرة كلَّها من مراتب المشيئة وحدود الإرادة في مقام التجلّي والفعل .
وهذا لا ينافي لأن تكون للّه تعالى إرادة هي عين ذاته المقدّسة وهي صفة قديمة ؛ والإرادة في مقام الفعل باعتبار التعيّنات حادثة زائلة ؛ وإن كانت بمقام إطلاقها أيضاً قديمة ، لاتّحاد الظاهر والمظهر . وبهذا تنحلّ العقدة عمّا روي عن أئمّتنا المعصومين - عليهم صلوات اللّه ربّ العالمين - من أنّ الإرادة حادثة ومن صفات الفعل لا من صفات الذات .
فمن طريق الشيخ الأجلّ محمّد بن يعقوب الكليني(1) في «الكافي» بإسناده عن عاصم بن حميد عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : قلت : لم يزل اللّه تعالى
ص: 117
مريداً؟ قال : «إنّ المريد لا يكون إلاّ المراد معه. لم يزل اللّه تعالى عالماً قادراً ثمّ أراد»(1) . وفيه أيضاً عن أبي عبداللّه علیه السلام قال : «المشيئة محدثة»(2) .
ومن المستبين أنّ المراد بهذه الإرادة والمشيئة هي الإرادة في مقام الظهور والفعل ؛ كما يشهد به قوله في رواية اُخرى : «خلق اللّه المشيئة بنفسها ثمّ خلق الأشياء بالمشيئة»(3) .
وفي اُخرى عن أبي الحسن عليه السلام : «الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل . وأمّا من اللّه فإرادته إحداثه»(4) .
فكما أنّ العلم له مراتب : منها مفهوم مصدري ، ومنها عرض ، ومنها جوهر ، ومنها واجب قائم بذاته موجود لذاته ، كذلك الإرادة .
وأمّا تخصيص المشيئة بأنّها محدثة ومن صفات الفعل ، والعلم والقدرة بأنّهما قديمتان ومن صفات الذات ، مع أ نّها من وادٍ واحد ، بعض المراتب منها محدثة وبعضها قديمة ، فباعتبار فهم السائل والمخاطب ؛ فإنّ السؤال في العلم والقدرة عن الصفة الذاتية ؛ لتوجّه الأذهان إليها فيهما بخلاف الإرادة ؛ فإنّ السؤال عن المشيئة المتعلّقة بالأشياء الخارجية ، والجواب على مقدار فهم المخاطب ومقام عرفانه .
ص: 118
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ قُدرتِكَ بِالقُدرَةِ الَّتي استطَلْتَ بِها عَلَى كُلِّ شَيءٍ، وَكُلُّ قُدرَتِكَ مستَطيلَةٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِقُدرتِكَ كلّهَا».
القدرة من اُمّهات الصفات الإلهية ؛ ومن الأئمّة السبعة التي هي الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والتكلّم . ولها الحيطة التامّة والشمول الكلّي ؛ وإن كانت محتاجة في التحقّق إلى الحياة والعلم . وهذا أحد مراتب الاستطالة وسعة القدرة ، إن كان المراد بالشيء شيئيةَ التعيّنات الصفاتية والأسمائية ؛ أي الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية .
وهي على لسان الحكيم كون الفاعل في ذاته بحيث إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل(1) . والمشيئة المأخوذة في القدرة الإِلهية هي التي بحسب الحقيقة عين الذات المقدّسة ؛ ولا ينافيها تأحّد المشيئة في الحضرة الربوبية ، لعقد الشرطية من الواجبتين والممتنعتين والممكنتين : )أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ
ص: 119
شَاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً((1) . وهو تعالى شاء بالمشيئة الأزلية الذاتية الواجبة الممتنعةِ العدم أن يمدّ ظلّ الوجود ويبسط الرحمة في الغيب والشهود ؛ لأنّ واجب الوجود بالذات واجب الوجود من جميع الجهات والحيثيات(2) ؛ ولو شاء أن يجعل الفيض مقبوضاً وظلّ الوجود ساكناً لجعله ساكناً مقبوضاً ، لكنّه لم يشأ ويمتنع أن يشاء .
وعلى لسان المتكلّم صحّة الفعل والترك(3) ؛ لتوهّم لزوم الموجبية في حقّه تعالى وهو منزّه منها . وهذا التنزيه تشبيه والتقديس تنقيص ، للزوم التركيب في ذاته والإمكان في صفته الذاتية ، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً . ولم يتفطّنوا أنّ الفاعل الموجب من كان فعله بغير علم وإرادة أو كون الفعل منافراً لذاته ، وهو تعالى علمه وقدرته وإرادته عين ذاته ، أحديّ الذات والصفات ، ومجعولاته ملائمات لذاته . فإذا كان الفعل الصادر عن الفاعل الممكن ، مع علمه الناقص الممكن الزائل ، والإرادة المسخّرة للدواعي الزائدة الخارجية ، والأغراض الغير الحاصلة لذاته يكون عن اختياره ، فكيف بالفاعل الواجب بالذات والصفات! أترى أنّ وجوب الذات وتمامية الصفات وبساطة الحقيقة وشدّة الإحاطة والعلم السرمدي والإرادة الأزلية توجب الموجبية ؛ أم الإمكان واللاشيئية والزوال وبطلان الحقيقة ودثور الذات والصفات والحدوث والتجدّد والتصرّم والتغيّر من شرائط الاختيار ؛ أو إمكان أن لا يفعل المؤدّي إلى الجهل ، بل
ص: 120
الإمكان في ذات الفاعل من محقّقات حقيقة الاختيار؟ فانتبه يا حبيبي من نومتك ، وانظر بعين الحقيقة والبصيرة إلى ربّك ، ولا تكن من الجاهلين .
واعلم ، هداك اللّه إلى طرق سمائه وتجلّى على قلبك بصفاته وأسمائه ، أنّ الأعيان الموجودة الخارجية ظلّ الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية ؛ وهي ظلّ الأسماء الإِلهية الحاصلة بالحبّ الذاتي من حضرة الجمع ، وطلب ظهور مفاتيح الغيب بالفيض الأقدس في الحضرة العلمية ، وبالفيض المقدّس في النشأة العينية . والفيض الأقدس أشمل من الفيض المقدّس ؛ لتعلّقه بالممكنات والممتنعات ؛ فإنّ الأعيان منها ممكن ومنها ممتنع ؛ والممتنع ، منه فرضي و[باطل] كشريك الباري واجتماع النقيضين ، ومنه حقيقي كصور الأسماء المستأثرة لنفسه ؛ كما قال الشيخ في «الفتوحات» : «وأمّا الأسماء الخارجة عن الخلق والنسب فلا يعلمها إلاّ هو لأنّه لا تعلّق لها بالأكوان»(1) انتهى كلامه .
فما كان قابلاً في الحضرة العلمية للوجود الخارجي تعلّق به الفيض المقدّس ؛ وما لا يكون قابلاً لم يتعلّق به ، إمّا لعلوّ الممتنع وعدم الدخول تحت الاسم الظاهر ، وإمّا لقصوره وبطلان ذاته وعدم قابليته . فإنّ القابل من حضرة الجمع ؛ فعدم تعلّق القدرة بالممتنعات الفرضية والذوات الباطلة من جهة عدم قابليتها ، لا عدم القدرة عليها وعجز الفاعل عن إيجادها ، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً .
ص: 121
قال السيّد المحقّق الداماد والسند الممجّد الاُستاذ ذو الرئاستين العقلية والنقلية و ذو السعادتين العلمية والعملية اُستاذ الكلّ في الكلّ - رضي اللّه عنه وجزاه اللّه عن أولياء الحكمة والمعرفة أفضل الجزاء - في «القبسات» :
«إنّما مصحّح المقدورية ومناط صحّة الوقوع تحت سلطان تعلّق القدرة الربوبية الوجوبية هو طباع الإِمكان الذاتي ، فكلّ ممكن بالذات فإنّه في سلسلة الاستناد ، منتهٍ إلى الباري القيّوم الواجب بالذات - جلّ سلطانه - ومستند هو وجميع ما يتوقّف وجوده عليه من الممكنات في السلسلة الطولية إليه سبحانه» .
ثمّ قال : «وهو الخلاّق على الإطلاق لكلّ ذي سبب ، بقاطبة علله وأسبابه ؛ إذ لا يخرج شيء ممّا يُعوِزُه في سلسلة الفاقة الإِمكانية عن علمه وإرادته وصنعه وقدرته - تعالى كبريائه - فإذن قد بان واستبان أنّ عدم تعلّق القدرة الحقّة الوجوبية بالممتنعات(1) الذاتية من جهة المفروض مقدوراً عليه ، إذ لا حقيقة ولا شيئية له بوجه من الوجوه أصلاً ، لا من جهة نقصان القدرة وعجزها . وهذا سرّ ما تسمعهم يقولون: الإمكان مصحّح المقدورية، لا مصحّح القادرية، فالمحال غير مقدور عليه بحسب نفسه الباطلة ، لا أ نّه معجوز عنه بالنسبة إلى القدرة الحقّة ، فإنّ بين التعبيرين بل بين المفهومين المعبّر عنهما بالعبارتين فرقاناً ما مستبيناً ومباينة ما بائنة» انتهى كلامه بألفاظه ، نَوَّر اللّه مضجعه وأسكنه اللّه جنّته(2) .
ص: 122
وقد بلغ كمال النصاب في التحقيق وأتى بغاية الصواب والتوفيق ، كيف ، وهو إمام الفلسفة وابن بُجدَتها وشيخ أصحاب المعرفة وسيّد سادتها .
واعلم أيّها المسكين ، أنّ السالك إلى اللّه بقدم المعرفة قد ينكشف له في بعض حالاته أنّ سلسلة الوجود ومنازل الغيب ومراحل الشهود من تجلّيات قدرته تعالى ودرجات بسط سلطنته ومالكيته ، ولا ظهور لمقدرة إلاّ مقدرته ، ولا إرادة إلاّ إرادته ؛ بل لا وجود إلاّ وجوده ، فالعالم كما أ نّه ظلّ وجوده ورشحة جوده ظلّ كمال وجوده ؛ فقدرته وسعت كلّ شيء وقهرت على كلّ شيء . والموجودات بجهات أنفسها لا شيئية لها ولا وجود ، فضلاً عن كمالات الوجود من العلم والقدرة . وبالجهات المنتسبة إلى بارئها القيّوم كلُّها درجات قدرته وحيثيات كمال ذاته وظهور أسمائه وصفاته .
ومن ذلك ينكشف [وجه] قوله : «بالقدرة التي استطلت بها على كلّ شيء» ؛ فإنّ الاستطالة هي سعة القدرة وبسط السلطنة عليها ، وهو تعالى بظهور قدرته وسع كلّ شيء : (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا)(1) . وله تعالى الاستطالة وبسط القدرة بالفيض المقدّس على الأعيان الموجودة والمهيّات المحقّقة في عوالم الشهادة المضافة والمطلقة ؛ وله الاستطالة بالفيض الأقدس على الأعيان الثابتة والمهيّات المقدَّرة في الحضرة العلمية الجمعية .
ثمّ إنّ القدير من الأسماء الذاتية على [ما] مرّ من تحقيق شيخنا العارف
ص: 123
الكامل(1) - أدام اللّه تأييداته - والقادر من أسماء الصفات على ما عيّن الشيخ الكبير في «إنشاء الدوائر»(2) . والمقتدر بأسماء الأفعال أشبه ، وإن جعله الشيخ من أسماء الصفات(3) ، واللّه العالم .
ص: 124
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ عِلمِكَ بأَنْفَذِهِ، وَكُلُّ عِلْمِكَ نافِذٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ».
في تحقيق العلم قد اختلفت(1) كلمة أصحاب السلوك والعرفان ومشايخ المعرفة وأرباب الإيقان في أنّ حقيقة الواجب - جلّ سلطانه وبهر برهانه - هل هي الوجود بشرط عدم الأشياء معه ، المعبّر عنه بالوجود بشرط لا والمرتبة الأحدية والتعيّن الأوّل والهويّة الغيبية ، ومرتبة العماء على قول؟ أو الوجود المأخوذ لا بشرط شيء ، أي الطبيعة من حيث هي هي المعبّر عنها بالوجود المطلق ؛ كما قال المثنوي :
ما عدمهاييم هستيها نما *** تو وجود مطلق و هستى ما (2)
ص: 125
والهويّة السارية في الغيب والشهود وعنقاء المُغْرِب الذي لا يصطاده أوهام الحكماء؟ كما قيل :
عنقا شكار كس نشود دام باز گير *** كانجا هميشه باد بدست است دام را(1).
بعد الاتّفاق في أنّ الفيض الأقدس والتجلّي في مقام الواحدية وإظهار ما في غيب الغيوب في الغيب ، من الأعيان الثابتة والأسماء الإِلهية ؛ والفيض المقدّس وطلب ظهور مفاتح الغيب من الحضرة العلمية في العين ومن الغيب في الشهادة ، ظلاّن لذلك الوجود ؛ وظلّ الشيء هو هو باعتبار وغيره باعتبار ؛ وبعد الاتّفاق في وحدة حقيقة الوجود بل الموجود الحقيقي .
وقد استقرّ رأي الفحل المطابق للبرهان والموافق للعيان على الثاني ، وأنّ حقيقة الواجب هو الوجود لا بشرط شيء وتعيّن وحيثية تعليلية أو تقييدية ؛ فإنّ حقيقته هو الوجود الصرف والخير المحض والنور الخالص ، بلا شوب عدم واختلاط شرّية وغبار ظلمة .
وليس لعدم شيء في انتزاع مفهوم الوجود عنه مدخل ؛ فإنّه المصداق بالذات للوجود . وقد ثبت عند أرباب التحقيق وأصحاب التدقيق أنّ المصداق الذاتي للشيء ما لا يكون لانتزاع مفهومه عنه محتاجاً إلى دخل حيثية تعليلية أو تقييدية ؛ بل مع عزل النظر عن كلّ شيء وحيثية ينتزع منه ؛ وإلاّ لم يكن المصداق مصداقاً بالذات .
ص: 126
والفيض المنبسط على الأشياء المجامع مع كلّ شيء ظلّ الوجود اللا بشرط ، لا بشرط لا ، فليتدبّر في قوله : (هُوَ الَّذِى فِى السَّمَاءِ إِلهٌ وَفِى الْأَرْضِ إِلهٌ)(1) ، و(هُوَ مَعَكُمْ)(2) ، و(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ)(3) ، و(ألاَ إنَّهُ بِكُلِّ شَىْ ءٍ مُحِيطٌ)(4) .
فإذا تحقّق لك ذلك : ينكشف على بصيرتك بشرط السلامة ورفض غبار العصبية ، أ نّه كلّ الأشياء باعتبار سريان الهويّة وإطلاق السلطنة ، وليس بشيء منها باعتبار الحدّ والتعيّن والنقص المعانق لهما . فليتأمّل في قول مولى الموحّدين وسلطان العارفين وأمير المؤمنين عليه السلام : «داخل في الأشياء لا بالممازجة وخارج عنها لا بالمزايلة»(5) ؛ وقوله : «وحكمُ البينونة [بينونةُ] صفة لا بينونة عزلة»(6) .
فإذا أحطت بما ذكرنا مع إعمال لطف القريحة وسلامة الذوق ، والسؤال من الحضرة العلمية بأبلغ اللسانين وأفصح المنطقين وأحسن القولين وأكرم الكلامين ؛ أعني لسان الاستعداد ومنطق الفؤاد وذكر الباطن ودعاء القلب ،
ص: 127
بأن يفيض عليك من أبحار علومه قطرة ويتجلّى على قلبك بالتجلّيات العلمية جلوة ، حتّى تعرف بإذنه وانكشف لك باستيفاق منه وتوفيقه كيفيةُ نيلِ الأشياء من ذاته لذاته بلا حيثية وحيثية ، و انكشافِ الأشياء لديه بتعقّل ذاته بذاته . وانفتح لك مغزى قولهم : «علمه تعالى بالأشياء هو الكشف التفصيلي في عين العلم البسيط الإجمالي»(1) . وحقيقة قول مولانا أبي عبداللّه عليه السلام في حديث «الكافي» حيث يقول : «لم يزل اللّه تعالى ربَّنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصَر، والقدرة ذاته ولا مقدور، فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم، وقع العلم منه على المعلوم، والسمع على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور...»(2) إلى آخره . وقول مولانا أبي جعفر - عليه السلام - في رواية «الكافي» حيث يقول : «كان اللّه ولا شيء غيره. ولم يزل عالماً بما يكون؛ فعلمُه به قبل كونه كعلمِه به بعد كونه»(3) .
وأيضاً أنّ الأسماء والصفات ولوازمهما من الأعيان الثابتة ، ولوازمها ولوازم لوازمها إلى آخرها ، بل الفيض المقدّس والظلّ المنبسط بوجه ، حاضرة لديه بحضور ذاته لذاته ، ومنكشفة لديه بانكشاف ذاته لذاته بلا تكثّر وتعيّن ؛ فإنّ الاسم عين المسمّى ، وصورة الأسماء - أي الأعيان - عين الاسم والمسمّى ، والظلّ المنبسط عين الحقيقة الإلهية ومستهلك فيها ، لا حكم له أصلاً ولا
ص: 128
استقلال . والتعبير باللازم والاسم والمفهوم ، إلى غير ذلك من الألفاظ والعبارات ، لمقام التعليم والتعلّم . والمكاشفات والبراهين تخالفه ، والمشاهدات وعلوم الأذواق تعانده :
ألا إنّ ثوباً خيط من نسج تسعة *** وعشرين حرفاً من معاليه قاصر(1).
بل ليس فهم هذه الحقائق ميسوراً بالبراهين المشّائية والقياسات الفلسفية والمجادلات الكلامية :
پاى استدلاليان چوبين بود *** پاى چوبين سخت بى تمكين بود(2).
ونعم ما قال العارف الشيرازي قدّس سرّه :
مدعى خواست كه آيد به تماشاگه راز *** دست غيب آمد و بر سينه نامحرم زد .
عقل مى خواست كزآن شعله چراغ افروزد *** برق غيرت بدرخشيد و جهان برهم زد(3).
وهذا العلم مختصّ بأصحاب القلوب ، من المشايخ المستفيدين من مشكاة النبوّة ومصباح الولاية بالرياضات والمجاهدات . هيهات! نحن وأمثالنا لا نعرف من العلم إلاّ مفهومه ، ولا من مرموزات الأنبياء والأولياء ورواياتهم إلاّ سوادها وقشرها ؛ لتعلّقنا بظلمة عالم الطبيعة وقصر النظر إليها ، وتشبّثنا بمنسوجات عناكب المادّة ووقف همّنا عليها ، مع أ نّها أوهن من بيت العنكبوت : )وَإنَّ
ص: 129
أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ((1) . وليس لنا بهذه العيون العمياء والمناطق الخرساء مشاهدةُ أنوار علومه وتجلّيات ذاته وصفاته وأسمائه والتكلّم فيها ؛ فإنّ من لم يجعل اللّه له نوراً فما له من نور ، ولا يدرك النور إلاّ النور ولا العلم إلاّ العالم .
فإن خرجنا عن هذه القرية المظلمة الظالم أهلها ، وفارقنا هذه الدور الموحشة الداثرة ، مهاجراً إلى اللّه ورسوله ؛ وشملتنا العناية الإلهية الأزلية بدرك الموت والفناء في ذاته وصفاته وأسمائه فقد وقع أجرنا على اللّه وشهدنا جماله وبهائه وسنائه ؛ ثمّ أحيانا بالحياة الثانية وأبقانا ببقائه . ويحصل لنا العلم الشهودي والكشف الحقيقي بأنّ علمه بذاته هو العلم بكمالات ذاته ولوازمِ أسمائه وصفاته ، لا بعلم متأخّر أو علم آخر ، بل بالعلم المتعلّق بالذات في الحضرة الذات . ولولا هذا العلم البسيط في الحضرة الذات لم يتحقّق الحضرة الواحدية الأسمائية والصفاتية ، ولا الأعيان [الثابتة] المتحقّقة في الحضرة العلمية بالمحبّة الذاتية ، ولا الأعيان الموجودة .
قال صدر الحكماء والمتألّهين وشيخ العرفاء الشامخين - رضوان اللّه عليه - في «الأسفار» في تقرير منهج الصوفية بهذه العبارة :
«لمّا كان علمه تعالى بذاته هو نفس وجوده ، وكانت تلك الأعيان موجودة بوجود ذاته ، فكانت هي أيضاً معقولة بعقل واحد هو عقل الذات ، فهي مع كثرتها معقولة بعقل واحد ؛ كما أ نّها مع كثرتها موجودة بوجود واحد ؛ إذ العقل والوجود
ص: 130
هناك واحد . فإذن قد ثبت علمه تعالى بالأشياء كلّها في مرتبة ذاته قبل وجودها»(1) انتهى ما أردنا من كلامه .
واعلم يا حبيبي أنّ العوالم الكلّية الخمسة ظلُّ لحضرات الخمس الإلهية(2) :
فتجلّى اللّه تعالى باسمه الجامع للحضرات ، فظهر في مرآة الإِنسان : «فإنّ اللّه خلق آدم على صورته»(3) .
نظرى كرد كه بيند به جهان صورت خويش *** خيمه در آب و گل مزرعه آدم زد(4).
وهو الاسم الأعظم والظلّ الأرفع وخليفة اللّه في العالمين .
وتجلّى بفيضه الأقدس وظلّه الأرفع ، فظهر في ملابس الأعيان الثابتة من الغيب المطلق والحضرة العمائية .
ثمّ تجلّى بالفيض المقدّس والرحمة الواسعة والنفس الرحماني من الغيب المضاف والكنز المخفيّ والمرتبة العمائية ، على طريقة شيخنا العارف - مدّ ظلّه - في مظاهر الأرواح الجبروتية والملكوتية ؛ أي عالم العقول المجرّدة
ص: 131
والنفوس الكلّية ، ثمّ في مرائي عالم المثال والخيال المطلق ؛ أي عالم المثل المعلّقة ، ثمّ في عالم الشهادة المطلقة ؛ أي عالم الملك والطبيعة .
فالإنسان الجامع لجميع العوالم وما فيها ظلّ الحضرة الجامعة الإلهية ، وعالم الأعيان ظلّ الحضرة الغيب المطلق ، وعالم العقول والنفوس ظلّ الحضرة الغيب المضاف الأقرب إلى المطلق ، وعالم الخيال والمثال المطلق ظلّ الحضرة الغيب المضاف الأقرب إلى الشهادة ؛ وعالم الملك ظلّ الحضرة الشهادة المطلقة )أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ((1) في الحضرة الأسمائية والأعيان الثابتة بالظلّ الأقدس ، وفي الحضرة الشهادة وعالم الملك والملكوت والجبروت بالظلّ المقدّس .
بل نقول : إنّ الوجودات بمراتبها السافلة والعالية كلّها مرتبطة بالوجه الخاصّ مع اللّه تعالى بلا توسّط شيء ؛ فإنّ المقيّد مربوط بباطنه وسرّه مع المطلق ؛ بل هو عين المطلق ، بوجه يعرفه الراسخون في المعرفة .
وكان شيخنا العارف الكامل - أدام اللّه ظلّه على رؤوس مريديه - يقول : إنّ المقيّد بباطنه هو الاسم المستأثر لنفسه ؛ وهو الغيب الذي لا يعلمه إلاّ هو ؛ لأنّ باطنه المطلق ، وبتعيّنه ظهر لا بحقيقته ، فالكلّ حاضر عند اللّه بلا توسّط شيء .
ومن ذلك يعرف نفوذ علمه وسريان شهوده تعالى للأشياء ؛ فيرى بواطنها كظواهرها وعالَم الملك كالملكوت وعالم الأسفل كالأعلى ، بلا توسّط شيء كما يقول المحجوبون .
ص: 132
ولا تفاوت شدّة وضعفاً في الظهور والحضور عنده . كما قال أمير المؤمنين علیه السلام على ما في «الوافي» : «علمه بالأموات الماضين كعلمه بالأحياء الباقين؛ وعلمه بما في السماوات العلى كعلمه بما في الأرضين السفلى»(1) .
فليتدبّر في قوله تعالى : (نَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْكُمْ)(2) ، و(نَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)(3) ، و(ألاَ إِنَّه بِكُلِّ شَىْ ءٍ مُحيطٌ)(4) ، بل لا وجود لشيء على الحقيقة ؛ ولا هوية على الإطلاق لموجود من الموجودات ، فهو هو المطلق والقيّوم التامّ ، فانتبه من نوم الغفلة وكن من المؤمنين والموحّدين .
ص: 133
ص: 134
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ قُولِكَ بأَرضاه، وَكُلُّ قَولِكَ رَضِيٌّ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِقَولِكَ كلِّهِ» .
قد انكشف على بصيرة قلبك وانفتح لباطن سرّك وسريرة عقلك - فيما قد مرّ عليك مروراً وظهر عليك ظهوراً - أنّ السؤال بالأسماء الإلهية والتوجّهَ إلى الصفات الجلالية والجمالية لا يحصل بحقيقته للسالك إلاّ بعد ما تجلّى عليه ربُّه باسمه وصفته ؛ ورأى بعين البصيرة والمكاشفة القلبية ربّه في مرآة اسمه وصفته ؛ فيتوجّه إليه ويخضع لديه ، ويسأله بذلك الاسم أو تلك الصفة .
كما قد تحقّق فيما سبق وبلغ التحقيق بما استحقّ أنّ حالات السالك ومقاماته في سيره وسلوكه مختلفة ؛ فإنّ الإِنسان مظهر اسم (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ)(1) ، ففي كلّ حال وشأن يظهر له محبوبه باسم ويتجلّى عليه معشوقه ومطلوبه بتجلٍّ ، من اللطف والقهر والجلال والجمال . وقد يتجلّى باسم واحد بنحوين من التجلّي
ص: 135
وطورين من الظهور : جلوة بنحو الكثرة في الوحدة ؛ وجلوة بنحو الوحدة في الكثرة . فإن تجلّى عليه على النحو الأوّل يغلب على قلبه سلطان الوحدة ويجري على لسانه كلام يناسب حاله ، فيترنّم بما يدلّ على الوحدة ويقول : «اللهمّ إنّي أسألك من قولك .. .» بلفظ المفرد . وإن تجلّى عليه على النحو الثاني يغلب على قلبه سلطان الكثرة ، فيترنّم بكلام يناسب حاله ويدلّ على الكثرة ، فيقول : «اللهمّ إنّي أسألك من كلماتك بأتمّها» بلفظ الجمع . وهذا أحد الأسرار في ذكر «القول» و«الكلمات» والتوجّه إليهما في الدعاء الشريف .
لا يقال : إنّ التجلّي بنحو الكثرة في الوحدة ينافي قوله : «بأرضاه» ، وكذا قوله : «وكلّ قولك رضيّ» ؛ فإنّه يقال : إنّ تغيّر الحالات آنيّ ؛ فيمكن أن يتجلّى الحقّ على عبده باسم [في آن] فيتجلّى عليه باسم آخر في آنٍ آخر ، أو يتجلّى عليه باسم بنحوين في آنين . على أنّ الدعاء صادر عن صاحب مقام الجمع الأحدي الأحمدي والقلب الباقري المحمّدي ، صلّى اللّه عليهم أجمعين ؛ ولا غرو في الجمع بين الكثرة والوحدة في آنٍ واحد . وهذا أيضاً لا ينافي اختلاف حالاتهم بغلبة الوحدة أو الكثرة عليهم . هذا ما عندي .
وسألت شيخي العارف الكامل - أدام اللّه ظلّه - عن وجه ذلك ، فأجاب بما حاصله أنّ حالات السالك مختلفة ؛ فقد يتجلّى عليه ربّه باسم بحسب حال من حالاته ، ثمّ يتجلّى عليه باسم آخر بحسب حال آخر ، ثمّ يتجلّى عليه بالاسم الأوّل بعود الحال الأوّل ؛ فيصير السؤال في الحال الأوّل والثالث متّحداً .
وسألت عن بعض أهل النظر فأجاب بما لا يناسب ذكره .
ثمّ إنّ قول اللّه تعالى رضيّ كلّه ، لا يدخل فيه السخط . فإنّه بقوله التكويني
ص: 136
هدى الماهيات إلى طريقها المستقيم ، من الوجود وكمالات الوجود ؛ وبقوله التشريعي هدى النفوس المستعدّة لخروجها من القوّة إلى الفعل في جانب العلم والعمل . فمن هدي بالهداية التكوينية أو التشريعية فمن متابعة قول اللّه التكويني وإطاعة أمر «كن» وقوله التشريعي وإطاعة أوامره التكليفية ؛ ومن لم يهتد فلعدم استعداده ومخالفة أمره التكويني وشقاوته وعدم إطاعة أمره التكليفي .
وأرضى الأقوال في التكوين هو القول الذاتي الذي ظهر به الأسماء الإلهية في الحضرة العلمية ، وقرع به أسماع الأعيان الثابتة المستجنّة في غيب الواحدية ؛ وفي التشريع هو علم التوحيد الذي أفاض على عباده بواسطة ملائكته ورسله ثمّ علم تهذيب النفس الذي به سعادتها . وأرضى من الكلّ هو التوحيد المحمّدي النازل في ليلة مباركة محمّدية بالكلام الجمعي الأحدي القرآني .
ص: 137
ص: 138
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ مَسائلِكَ بِأَحَبِّها، وَكُلُّ (وَكُلّها خ.ل) مَسائِلكَ إِليكَ حَبِيبةٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِمَسائِلِكَ كُلِّهَا».
اعلم - جعلك اللّه تعالى من أصحاب الأدعية المستجابة وأرباب الأسئلة المحبوبة - أنّ السؤال هو استدعاء السائل عن المسؤول عنه بالتوجّه إليه ؛ لحصول ما يحتاج إليه من الوجود أو كمالات الوجود ، توجّهاً ذاتياً أو حالياً ، باطنياً أو ظاهرياً ، بلسان الاستعداد أو الحال أو المقال . وسلسلة الموجودات وقبيلة الممكنات المفتاقات ، لفقرها واحتياجها ذاتاً وصفة ، تتوجّه إلى القيّوم المطلق والمفيض الحقّ ؛ وبلسان استعدادها تطلب الوجود وكمالاته من حضرته . ولولا هذا الاستدعاء لما اُفيض عليها الفيض ؛ وإن كان هذا الاستدعاء أيضاً من غيب الجمع ؛ كما قال الشيخ الأعرابي : «والقابل [لايكون إلاّ(1)] من فيضه الأقدس»(2) .
ص: 139
وأوّل استدعاء وسؤال وقع في دار الوجود هو استدعاء الأسماء والصفات الإِلهية - بلسان مناسب لمقامها - وطلب الظهور في الحضرة الواحدية من حضرة الغيب المطلق ، فأجابها بإفاضة الفيض الأقدس الأرفع والظلِّ الأبسط الأعلى في الحضرة الجمعية ؛ فظهرت الأسماء والصفات . والأوّل من الأوّل هو الاسم الجامع ربّ الإنسان الجامع الحاكم على الأسماء والصفات الإلهية والظاهر بظهورها ؛ ثمّ بتوسّطه سائر الأسماء على ترتيبها من الحيطة والشمول .
وبعد ذلك سؤال الأعيان الثابتة وصور الأسماء الإِلهية . والأوّل من بينها هو صورة اسم الجامع والعين الثابت الإنساني ؛ ثمّ سائر الأعيان بتوسّطه ؛ لأنّها من فروعه وتوابعه في الوجود وكمالات الوجود في سلسلتي النزول والصعود . وهو الشجرة المباركة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء والأرض .
ثمّ استدعاء الأعيان الثابتة الممكنة بل الأسماء الإلهية في الحضرة العلمية لظهورها في العين والشهادة ؛ فأجابها بالفيض المقدّس والظلّ المنبسط على ترتيبها وتنسيقها من الإنسان الكامل أوّلاً ، وسائر المراتب على ترتيبها بتوسّطه .
وهذه الأدعية من الدعوات المستجابة والأسئلة الغير المردودة ؛ لأنّ الدعاء بلسان الذات والاستعداد مقبول غير مردود ؛ والفيض بمقدار الاستحقاق يفاض ولا يمسك . والدعاء بلسان القال إذا كان مطابقاً له بلسان الاستعداد ، ولم يكن منطق اللسان على خلاف منطق القلب ولا المقال مبايناً للحال ، يكون مستجاباً وإذا لم يصر الدعاء مستجاباً فهو لعدم صدوره عن لسان الاستعداد أو مخالفته للنظام الأتمّ . وربما كان عدم الإجابة لعدم حصول الشرائط والمتمّمات ؛ ولغير ذلك من الأسباب الكثيرة .
ص: 140
واعلم أنّ الإنسان لكونه كوناً جامعاً وله بحسب المراتب النزولية والصعودية نشئات وظهورات وعوالم ومقامات ، فله بحسب كلّ نشأة وعالم لسان يناسب مقامه .
ففي مقام إطلاقه وسريانه لسان يسأل ربّه الذي يربيه . وللّه تعالى بحسب هذا اللسان نسبة خاصّة يتعيّن حكمها بالإجابة ، ويعبّر عنها بالاسم الخاصّ بتلك النشأة والربّ لذلك المربوب ؛ فمن يجيبه ويكشف السوء عنه ويرفع الاضطرار عنه ، هو اسم «الرحمن» ربُّ الهويّة المبسوطة الإطلاقية .
وفي مقام التعيّن الروحي والنشأة التجريدية والكينونة العقلانية السابقة ، له لسان يسأل ربّه ويجيبه باسمه «العليم» ربّ النشأة التجرّدية .
وفي مقام قلبه يستدعي بلسان آخر ويجاب باسم مناسب لنشأته .
وفي مقام الجامع بين النشئات والحافظ للحضرات يستدعي بلسان يناسبه من الحضرة الجمعية ، فيجيبه باسمه الجامع والتجلّي الأتمّ ؛ وهو الاسم الأعظم .
وهذا هو الكامل الذي أشار إليه المحقّق القونوي في «مفتاح الغيب والشهود» بقوله : «فإذا كمل - أي الإنسان - فله في الدعاء وغيره ميزان يختصّ به واُمور ينفرد بها دون مشارك»(1) . وفي «النصوص» بقوله : «وأمّا الكُمّل والأفراد فإنّ توجّههم إلى الحقّ تابع للتجلّي الذاتي الحاصل لهم ؛ والموقوف تحقّقهم بمقام
ص: 141
الكمال على الفوز به . وأ نّه يثمر لهم معرفة تامّة جامعة لحيثيات جميع الأسماء والصفات والمراتب والاعتبارات ؛ مع صحّة [تصوّر] الحقّ من حيث التجلّي الذاتي الحاصل لهم بالشهود الأتمّ ؛ فلهذا لا تتأخّر عنهم الإجابة»(1) انتهى .
وهذا الإنسان الجامع تكون سؤالاته بلسان القال أيضاً مستجابة ؛ لعدم الاستدعاء إلاّ عمّا هو المقدّر ؛ لعلمه بمقامات الوجود وعوالم الغيب والشهود والحضرة العلمية . ولهذا كان أكثر أدعية الكُمَّل مستجاباً ؛ اللهمّ إلاّ من كان دعائه على سبيل الامتثال لأمر المولى ، فإنّه ليس بداعٍ لحصول المطلوب ؛ كما قال الشيخ الأعرابي في «الفصوص»(2) ، وأشار(3) إليه في روايات أهل بيت الطهارة سلام اللّه عليهم .
اعلم أنّ المحبّة الإلهية التي بها ظهر الوجود - وهي النسبة الخاصّة بين ربّ الأرباب ، الباعثة للإظهار بنحو التأثير والإفاضة ، وبين المربوبين بنحو التأثّر والاستفاضة - يختلف حكمها وظهورها بحسب النشئات والقوابل . ففي بعض المراتب يكون حكمها أتمّ وظهورها أكثر ، كعالم الأسماء والصفات ، وعالم صور الأسماء والأعيان الثابتة في النشأة العلمية . وفي بعضها دون ذلك ، إلى أن ينتهي
ص: 142
إلى أخيرة المراتب وكمال النزول وغاية الهبوط .
فالحبّ الذاتي تعلّق بظهوره في الحضرة الأسمائية والعوالم الغيبية والشهادتية لقوله : «كنت كنزاً مخفيّاً، فأحببت أن اُعرف، فخلقت الخلق لكي اُعرف»(1) ، فالحبّ الذاتي منشأ ظهور الموجودات .
وأحبّ المسائل إليه تعالى هو السؤال الواقع في الحضرة العلمية الجمعية من الأسماء الإلهية ؛ لكونها مفتاح الظهور والمعرفة . والأحبّ من الأحبّ هو سؤال ربّ الإنسان الجامع الكامل الحاكم على الأسماء والصفات والشؤون والاعتبارات . هذا بحسب مقام التكثير ؛ وأمّا بحسب مقام التوحيد والارتباط الخاصّ بين كلّ موجود مع ربّه بلا توسّط واسطة ، فكلّ المسائل إليه حبيبة ؛ كما قد سبق التحقيق فيه .
ص: 143
ص: 144
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرفِهِ، وَكُلُّ شرفِكَ شَريفٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِشرفِكَ كُلِّهِ».
في أنّ الوجود خير وممّا اتّضح أمره وشاع ذكره عند الإلهيين ، من أصحاب الحكمة المتعالية والفلسفة العالية ، والسالكين من أرباب الذوق وذوي قلوب صافية وعيون بصيرة غير رامدة ، على اختلاف مسلكهم وتفاوت مشربهم بالسلوك العلمي والطريق البرهاني ، أو بالسير العرفاني والكشف المعنوي الوجداني العياني عقيب الخلوات والتجهيز عن الدنيا إلى الآخرة ومن حدود بقعة الإمكان المظلمة إلى فضاء عالم القدس : أنّ الوجود خير وشريف وبهاء وسناء ، وأنّ العدم شرّ وخسيس وظلمة وكدورة ؛ فهو الخير المحض والشرافة الصرفة التي يشتاق إليه كلّ الأشياء ويخضع عنده كلّ متكبّر جبّار ، ويطلبه كلّ الموجودات ويعشقه كلّ الكائنات ، ويدور عليه مدار كلّ خير وشرافة ويتوجّه إليه كلّ سالك ، واُنيخ إلى
ص: 145
جنابه كلّ الراوية وحلّ إلى فنائه كلّ الراحلة ؛ إن ذُكر الخير كان أوّله وآخره وظاهره وباطنه وأصله ومعدنه . لكن كلّ ذلك لا بمعناه المصدري والمفهوم الانتزاعي الاعتباري ؛ بل بما أ نّه حقيقة الوقوع في الخارج ، وعين الأعيان الخارجية ومتن الحقائق النفس الأمرية ، وأصل التحقّقات ومذوّت الذوات ، ومجوهر الجواهر ومحقّق الأعراض .
فكلّ خير وشرف وحقيقة ونور مرجعه الوجود . وهو الأصل الثابت والشجرة الطيّبة ؛ وفروعه ملأت السماوات والأرض والأرواح والأشباح . وكلّ شرّ وخسّة وبطلان وظلمة مرجعه العدم . وهو الشجرة الخبيثة المظلمة المنكوسة ؛ وما لهذه الشجرة من قرار .
والمهية من حيث ذاتها لا تتّصف بالخيرية والشرّية ؛ لأنّها ليست إلاّ هي ؛ ومع ذلك بحسب اللااقتضائي الذاتي والإمكان المهيّتي كانت هالكة زائلة باطلة . وإذا خرجت من حدود بقعة العدم ودار الوحشة والهلاكة إلى باب أبواب الوجود ، وشربت من عينه الصافية تصير شريفة خيّرة بالعرض والمجاز .
وكلّما كان الوجود أتمّ وأكمل كان الخير والشرافة فيه أكثر ؛ إلى أن ينتهي إلى وجود لا عدم فيه وكمال لا نقصان فيه ، فهو شرف لا خسّة فيه وخير لا شرّيّة فيه ؛ وكلّ الخيرات والشرافات من إفاضاته وإشراقاته وتجلّياته وأطواره وتطوّراته . ولا خير وكمال حقيقي ذاتي إلاّ له وبه ومنه وفيه وعليه . وسائر المراتب لها خيرات باعتبار الانتساب إليه ومظهريته له ؛ وباعتبار الانتساب إلى أنفسها فلا كمال لها ولا خيرية ولا حقيقة ولا شيئية ، كما قال تعالى : )كُلُّ شَىْ ءٍ
ص: 146
هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ((1) ، وقال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالاْءِكْرَامِ)(2) .
وقال سيّد الأنبياء وسند الأصفياء صلوات اللّه وسلامه عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين : «فمن وجد خيراً فليحمد اللّه؛ ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلاّ نفسه»(3) . فالخير لكونه منه لا بدّ من حمده تعالى عليه ؛ والشرُّ لكونه من جهة النفس حيثية الخلقي فلا لوم [به] إلاّ لها .
وقال تعالى حكاية عن خليله عليه السلام : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)(4) ؛ [فانظر] كيف انتسب المرض إلى نفسه ونقصان استعداده والشفاء إلى ربّه، فالفيض والخير والشرافة منه ، والشرّ والنقصان والخسّة منّا : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه ِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ)(5) ؛ وإن كان الكلّ من عند اللّه بوجه .
وكتب القوم(6) لا سيّما كتب الفيلسوف الفارسي صدر الحكماء المتألّهين - رضوان اللّه عليه - مشحونة تلويحاً وتصريحاً وبرهاناً على هذه المسألة(7) .
ص: 147
ويبتني عليها كثير من المسائل الإلهية والاُصول الاعتقادية والأسرار القدرية ممّا لا مجال لذكرها ولا رخصة لكشف سرّها .
ولنختم الكلام بذكر كلام من هذا الاُستاد المتألّه ؛ قال في كتابه الكبير :
«والحاصل أنّ النقائص والذمائم في وجودات الممكنات ترجع إلى خصوصيات المحالّ والقوابل ، لا إلى الوجود بما هو وجود . وبذلك يندفع شبهة الثنوية ويرتفع توهّم التناقض بين آيتين كريمتين من كتاب اللّه العزيز ؛ إحداهما قوله تعالى : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه ِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ)(1) ، والاُخرى قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّه ِ)(2) . وما أحسن ما وقع متّصلاً بهذه الآية إيماءً بلطافة هذه المسألة من قوله: (فَمَالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً)(3)»(4) انتهى ما أردنا من كلامه .
ومن اشتهى أن يتّضح له الحال فعليه بكتبه ، لا سيّما كتابه الكبير .
ص: 148
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ سلطانِكَ بِأَدْوَمِهِ، وَكُلُّ سُلطانِكَ دائِمٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِسُلطانك كُلِّهِ».
وله السلطنة المطلقة في الحضرة الغيب بالفيض الأقدس على الأسماء والصفات الإلهية وصور الأسماء - أي الأعيان الثابتة - وفي الحضرة الشهادة بالفيض المقدّس على الماهيات الكلّية والهويّات الجزئية ؛ إلاّ أنّ بروز السلطنة التامّة عند رجوع الكلّ إليه بتوسّط الإنسان الكامل والوليّ المطلق في القيامة الكبرى : (لِمَنِ المُلْكُ الْيَوْمَ للّه ِ الواحِدِ القَهَّارِ)(1) . والأشياء الممكنة بما هي منتسبة إلى أنفسها لا سلطان لها : (إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللّه ُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ)(2) ؛ وباعتبار الانتساب إليه تُعدّ من مراتب سلطنته .
ص: 149
وبهذا يعرف سرّ دوام سلطنته في قوله : «وكلّ سلطانك دائم» ؛ فالسلطنة دائمة والمسلَّط عليه زائل هالك ؛ كما أنّ الفيض قديم أزلي والمستفيض حادث(1) .
واللّه العالم .
ص: 150
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ مُلكِكَ بأَفخرِهِ، وَكُلُّ مُلكِكَ فاخِرٌ. اللّهمّ إِنِّي أَسأَلكَ بِمُلكِكَ كُلِّهِ».
إن كان الملك بمعنى المملكة كما في قوله تعالى : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَآءُ)(1) ، ففاخرية ملكه وعظمته وجيّديته باعتبار ما ثبت في الحكمة المتعالية بالدليل اللمّى [من] أنّ هذا النظام الموجود أتمّ النظامات المتصوّرة وأحسنها ؛ كيف وهو ظلّ النظام العلمي الربّاني التابع لجمال الجميل المطلق(2) . والأفخرية باعتبار مراتبه الغيبية المجرّدة والنظام العقلي والنشأة التجرّدية .
وإن كان بمعنى المالكية كما في قوله تعالى: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)(3) فعظمته
ص: 151
وفاخريته باعتبار التجلّيات الأسمائية في الحضرة العلمية ، والأفخرية باعتبار التجلّيات بالأسماء المحيطة الشاملة ، فله ملك السماوات والأرض وملكوتهما . ولا يمكن الفرار من حكومته والخروج من مملكته ؛ لانبساطها على كلّ الموجودات ، حتّى على أعيان الممتنعات والأعدام . وكذلك سلطنته مبسوطة على كلّ مراتب الوجود ؛ وما من شيء إلاّ [و] هو(1) تحت سلطنته ومالكيته : «يا موسى أنا بُدُّك اللازم»(2) ، وله الغلبة التامّة على الأشياء ؛ وكلّ غلبة وسلطان من ظهور غلبته وسلطانه ؛ و(مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِهَا)(3) كما هو المبيّن من المباحث السالفة .
ص: 152
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ عُلُوِّكَ بِأَعلاه، وَكُلُّ عُلُوِّكَ عالٍ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِعُلُوِّكَ كُلِّهِ».
فهو العالي في دنوّه والداني في علوّه . وله العلوّ المطلق وسائر المراتب الوجودية دونه . ولا علوّ على الإطلاق لشيء إلاّ له ؛ بل علوّ كلّ شيء ظلّ علوّه .
والعليّ من الأسماء الذاتية على تحقيق شيخنا العارف الكامل دام مجده(1) .
ويستفاد من الرواية المرويّة من طريق شيخ المحدّثين محمّد بن يعقوب الكليني - رضوان اللّه عليه - في «الكافي» عن ابن سنان قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام : هل كان اللّه تعالى عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال : «نعم». قلت : يراها ويسمعها؟ قال : «ما كان محتاجاً إلى ذلك؛ لأنّه لم يكن يسألها ولا يطلب منها؛ هو نفسه ونفسه هو. قدرته نافذة، فليس يحتاج أن يسمّي نفسه؛ ولكنّه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها؛ لأنّه إذا لم يُدْعَ باسمه
ص: 153
لم يُعرف، فأوّل ما اختار لنفسه العليّ العظيم؛ لأنّه أعلى الأشياء كلّها، فمعناه: اللّه - واسمه العليّ العظيم هو أوّل أسمائه - علا على كلّ شيء»(1).
فمن الرواية الشريفة يظهر أ نّه من الأسماء الذاتية التي اختار لنفسه قبل أن يخلق الخلق ؛ وباعتبار آخر من الأسماء الصفتية ، كما يظهر من آخر الرواية حيث قال : «علا على كلّ شيء» .
قال العارف الكامل المحدّث الكاشاني قدّس سرّه في شرح الحديث الشريف بهذه العبارة : «للّه سبحانه العلوّ الحقيقي ، كما أنّ له العلوّ الإضافي ؛ والأوّل من خواصّه سبحانه لا يشاركه فيه غيره ؛ ولهذا قال : «اختار لنفسه العليّ العظيم»(2) انتهى .
أقول : ولا يشاركه غيره في حقيقة العلوّ أصلاً ؛ فإنّ الموجودات بالجهات النفسية لم يكن لها علوّ أصلاً ؛ وبالجهات الحقّية فانية فيه ، لا حكم لها و[لا] حيثية ؛ بل كلّها مستهلكات في ذاته .
ص: 154
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ مَنِّكَ بأَقدمِهِ، وَكُلُّ مَنِّكَ قَديمٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ».
وهذا أصرح شاهد على ما عليه أئمّة الحكمة المتعالية وأصحاب القلوب من أهل المعرفة ، من قِدَم الفيض(1) ؛ فإنّه تعالى منّ على الموجودات بالوجود المفاض عليها ؛ بل منُّه هو الوجود المنبسط على هياكل الممكنات ، فهو باعتبار كونه ظلاًّ للقديم قديم بقدمه لا حكم لذاته أصلاً ؛ بل لا ذات له ؛ وإن كان من جهة «يلي الخلقي» حادثاً بحدوثها ، فالحدوث والتغيّر والزوال والدثور والهلاك من طباع الماهيات وجبلّة الممكنات ، وقرية المادّة الظالمة وشجرة الهيولى المظلمة الخبيثة ؛ والثبات والقدم والاستقلال والتمامية والغنى والوجوب من عالم القضاء الإلهي والظلّ النوراني الربّاني ، لا يدخل فيه تغيّر ودثور ولا زوال
ص: 155
ولا اضمحلال . والإيمان بهذه الحقائق لا يمكن بالتسويلات الكلامية ولا بالبراهين الفلسفية ؛ بل يحتاج إلى لطف قريحة وصقالة قلب وصفاء باطن بالرياضات والخلوات .
والأقدمية في مراتب الوجود باعتبار شدّة الاتّصال بالقديم الذاتي والقرب ببابه ، فكلّما كان الوجود من مبدئه قريباً ، كان حكم القدم فيه أشدّ ظهوراً ؛ وإلاّ فباعتبار الرابطة الخاصّة التي بين كلّ موجود مع ربّه كلّها قديم ؛ ولذا قال : «وكلّ منّك قديم» .
ص: 156
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ آياتِكَ بِأَكرمِها، وَكُلُّ آياتِكَ كريمَةٌ. اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِآياتِكَ كُلّهَا».
قد انكشف لك في بعض المباحث السالفة(1) ، وانفتح على بصيرة قلبك في شرح بعض الفقرات السابقة أنّ سلسلة الوجود من عنصرياتها وفلكياتها وأشباحها وأرواحها وغيبها وشهودها ونزولها وصعودها كتبٌ إلهية ، وصحف مكرّمة ربوبية ، وزبر نازلة من سماء الأحدية .
وكلّ مرتبة من مراتبها ودرجة من درجاتها ، من سلسلتي الطولية والعرضية آيات مقروّة على آذان قلوب الموقنين الذين خلصت قلوبهم عن كدورة عالم الهيولى وغبارها ، وانتبهوا عن نومتها ؛ متلوّة على الذين انبعثوا عن قبر عالم الطبع وتخلّصوا عن سجن المادّة الظلمانية وقيودها ؛ ولم يجعلوا غاية هممهم الدنيا الدنيّة وزخرفها وزبرجها ؛ ولم يخلدوا على الأرض ، غير قاطنين فيها ؛
ص: 157
وكان دخولهم فيها للزرع لا للحصاد ؛ فإنّ الدنيا مزرعة الآخرة ، وورودهم فيها لأجل الحركة الانعطافية التي بها يصير الإِنسان إنساناً ، ومنها الرجوع إلى الوطن الأصلي مقرّ أبينا آدم عليه السلام ؛ وإليه الإشارة في كلام المولوي :
بشنو از نى چون حكايت مى كند *** از جداييها شكايت مى كند .
إلى أن قال :
هر كسى كو باز ماند از اصل خويش *** باز جويد روزگار وصل خويش(1).
إلى آخر ما قال ؛ دون الحركة الاستقامية التي كان أبونا آدم - عليه السلام - يريدها ، على ما أفاد شيخنا العارف دام ظلّه(2) . وهم في الدنيا كالراحل المريد للتجهيز والمهيّأ للمسافرة . ولم يكن نظرهم إليها إلاّ بما أ نّها مثال لما في عالم الغيب ؛ كما قال الصادق - عليه السلام - على ما روي : «ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت اللّه قبله ومعه وبعده»(3) .
فالسالك البالغ إلى هذا المقام رأى كلّ شيء آية لما في الغيب ؛ فإنّ كلّ موجود حتّى الجماد والنبات كتاب إلهي ، يقرء السالك إلى اللّه والمجاهد في سبيله ، منه الأسماء والصفات الإِلهية بمقدار الوعاء الوجودي له :
ص: 158
وفي كلّ شيء له آيةٌ *** تدلّ على أ نّه واحد(1) بل عند استهلاكه في غيب الهويّة ومقام جمع الأحدية كان كوناً جامعاً لجميع مراتب الأسماء والصفات ، وعالماً مستقلاًّ فيه كلّ الأشياء . وفي آثار الرضا عليه السلام : «قد علم اُولوا الألباب كلّ ما هناك لا يعلم إلاّ بما هاهنا»(2).
ثمّ اعلم إنّ الإنسان الكامل لكونه كوناً جامعاً وخليفة اللّه في الأرضين وآية اللّه على العالمين كان أكرم آيات اللّه وأكبر حججه ؛ كما عن مولانا وسيّدنا أمير المؤمنين ، أو عن سيّدنا الصادق عليهما الصلاة والسلام : «إنّ الصورة الإنسانية أكبر حجج اللّه على خلقه؛ وهي الكتاب الذي كتبه بيده؛ وهي مجموع صورة العالمين...»(3) إلى آخر الكلام على قائله الصلاة والسلام .
فهو بوحدته واجد لجميع مراتب الغيب والشهادة ، وببساطة ذاته جامع لكلّ الكتب الإلهية ؛ كما في الآثار العلوية ، صلوات اللّه عليه :
وتزعَم أ نّك جرم صغير *** وفيك انطوى العالَمُ الأكبر(4).
وقال الشيخ الكبير محيي الدين العربي الأندُلسي :
أَنا القرآنُ والسَّبع المثاني*** وروحُ الروح لا روحُ الأداني(5).
ص: 159
وانتبه يا أخا الحقيقة عن نوم الغفلة ، وافتح عين قلبك ، وبصر فؤادك ، واقرأ كتاب نفسك كفى بها شهيداً . قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)(1) . وقيل :
ليس مِن اللّه بمستنكَر *** أن يجمع العالَم في واحد(2).
وما دام تكون في غشوة عالم الطبع وسُكر خمر الهيولى لا يمكنك شهودُ نفسك ونفسيتك ، وقراءةُ كتاب ذاتك وزبور حقيقة وجودك ، فاخرج عن هذه القرية الظالمة المظلمة والدار الموحشة المستوحشة والنشأة الكدرة الضيّقة واقرء وارقَ .
تو را ز كنگره چرخ مى زنند صفير *** ندانمت كه در اين دامگه چه افتاده است(3).
واخرق حجاب الطبع والطبيعة ؛ فإنّك من عالم القدس والطهارة ودار النور والكرامة ؛ كما قال العارف الشيرازي قدّس سرّه :
چاك خواهم زدن اين دلق ريايى چه كنم *** روح را صحبت ناجنس عذابى است اليم(4).
فإذا خرقت الحجب الظلمانية ترى ظهور الحقّ في كلّ الأشياء ، وإحاطتَه عليها ، وأ نّها آياته وبيّناته الدالّة بكمالاتها على كمال منشئها وبارئها .
ص: 160
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِما أَنتَ فيه مِنَ الشَّأنِ وَالجَبَروتِ؛ وَأَسأَلكَ بِكُلِّ شَأنٍ وَحدَه وَجَبَرُوتٍ وَحدَها».
اعلم أيّها السالك الطالب : أنّ للّه تعالى بمقتضى اسم (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ)(1) في كلّ آنٍ شأناً ؛ ولا يمكن التجلّي بجميع شؤوناته إلاّ للإنسان الكامل ؛ فإنّ كلّ موجود من الموجودات من عوالم العقول المجرّدة والملائكة المهيّمة والصافّات صفّاً ، إلى النفوس الكلّية الإلهية والملائكة المدبّرة والمدبّرات أمراً وسكّان الملكوت العليا ، وسائر مراتبها من الملائكة الأرضية ، مظهرُ اسم خاصّ ، يتجلّى له ربّه بذلك الاسم . ولكلّ منها مقام معلوم «منهم ركّع لا يسجدون ومنهم سجّد لا يركعون»(2) لا يمكن لهم التجاوز عن مقامه
ص: 161
والتخطّي عن محلّه ؛ ولهذا قال جبرئيل - عليه السلام - حين سأله النبيّ - صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - عن علّة عدم المصاحبة : «لو دنوت أنملة لاحترقت»(1) .
وأمّا أهل يثرب(2) الإنسانية ومدينة النبوّة فلا مقام لهم(3) ؛ ولهذا صار حامل(4) الولاية المطلقة العلوية التي هي كلّ الشؤون الإلهية ؛ وصار مستحقّاً للخلافة التامّة الكبرى ؛ وصار صاحب مقام الظلومية التي - كما قيل(5) - هي التجاوز عن جميع المقامات وكسر أصنام الأنانيات والإنّيات ، والجهوليةِ التي هي الفناء عن الفناء ومرتبةُ الجهل المطلق والعدم المحض .
فالسالك إذا تجلّى عليه ربّه بكلّ اسم اسم وتحقّق بمقام كلّ اسم خاصّ صار قلبه قابلاً للتجلّي بالاسم الجامع الذي فيه كلّ الشؤونات وتمام الجبروت والسلطان بالوحدة الجمعية والكثرة في الوحدة أوّلاً ، وبالكثرة التفصيلية والبقاء بعد الفناء والوحدة في الكثرة ثانياً ؛ فسأل ربّه بما هو فيه من الشأن والجبروت في الحضرة الجمعيّة بطريق الوحدة ، وبكلّ شأن وحده وجبروت وحدها في الحضرة الواحدية والتجلّي الأسمائي والصفاتي والأفعالي بطريق البسط والتفصيل .
وبهذه المرتبة تمّت المراتب . وهذه أخيرة مراتب السير إلى اللّه ؛ والسفر الرابع
ص: 162
الذي هو البقاء بعد الفناء بعد استهلاكه التامّ ؛ فإنّ حفظ الحضرات والتمكّن في مقام الجمع والتفصيل والوحدة والكثرة من أعلى مراتب الإنسانية(1) وأتمّ مراحل السير والسلوك . ولم يتّفق لأحد من أهل السلوك وأصحاب المعرفة بحقيقته إلاّ لنبيّنا الأكرم ورسولنا المكرّم صلّى اللّه عليه وآله ولأوليائه الذين اقتبسوا العلم والمعرفة من مشكاته ، والسلوك والطريقة من مصباح ذاته وصفاته .
ص: 163
ص: 164
«اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِما تُجِيبُني حينَ أَسأَلكَ؛ فَأَجِبْني يا اللّه ُ».
ولمّا كان الأسماء الإلهية كلّها من مظاهر الاسم الأعظم المحيط عليها ، المستجمع لجميعها بنحو الوحدة والبساطة ، الحاكم عليها ، وله الغلبة والسلطنة على كلّها ؛ وانكشف ذلك على قلب السالك المتحقّق بمقام الاسم الأعظم الفعلي ، رأى أنّ مجيبه في الحقيقة هو الاسم الأعظم بمظاهره ابتداءً وبنفسه في آخر السلوك . فقال : «اللهمّ إنّي أسألك بما تجيبني حين أسألك» من الأسماء الإلهية التي ترجع كلّها إلى الاسم الأعظم ؛ ولذا عقّبه بقوله : «فأجبني يا اللّه» . فطلب الإجابة من اسم اللّه الأعظم ؛ فإنّه مجيبه وحافظ مراتبه ومربّيه والمانعُ من قطّاع طريقه والموسوس في صدره .
وللإشارة إلى أنّ الاسم الأعظم الإلهي محيط على كلّ الأسماء وهو المجيب في الأوّل والآخر وهو الظاهر والباطن افتتح كلامه بذكره فقال : «اللهمّ» ، واختتم به أيضاً وقال : «فأجبني يا اللّه» .
ص: 165
هذا آخر ما أردناه . والحمد للّه أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً ، وصلّى اللّه على محمّد وآله الطاهرين .
وقد وقع الفراغ بيد شارحه الفقير المذنب البطّال العاصي الذي غرّته الدنيا الدنيّة وزخرفها وزبرجها وأهلكته كثرة المعاصي وخدعته الشهوات النفسانية ؛ ولولا عظمة فضله تعالى وسعة رحمته وسبقها على غضبه لآيس من النجاة والفلاح ؛ في السبع والأربعين وثلاث مئة بعد الألف من الهجرة .
ص: 166
1 - الآيات الكريمة
2 - الأحاديث الشريفة
3 - أسماء المعصومين علیهم السلام
4 - الأعلام
5 - الكتب الواردة في المتن
6 - الأشعار
7 - التعابير والمصطلحات
8 - مصادر التحقيق
9 - الموضوعات
ص: 167
ص: 168
الآية رقمها الصفحة
الفاتحة (1)
(بِسْمِ اللّه ِ الرّحمنِ الرّحِيم) 1 25، 51، 54، 59
(الحَمْدُ للّه) 2 52، 53، 98
(الرّحمنِ الرّحِيم) 3 52، 98
(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) 4 36، 98، 106
(إِيّاكَ نَعْبُدُ) 5 98
(المَغْضُوبِ عَلَيْهِم) 7 115
(الضَّالِّين) 7 116
البقرة (2)
(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا) 31 7
(فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّه ِ) 115 20، 90
(اللّه ُ لاَ إِلهَ إلاَّ هُوَ الْحَىُّ القَيُّومُ) 255 96
(اللّه ُ وَلِىُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) 257 9
آل عمران (3)
(اللّه ُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ القَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ
ص: 169
الآية رقمها الصفحة
الْكِتَابَ بِالْحقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْريةَ وَالإِنْجيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الفُرْقَانَ) 2 - 4 96
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَنْ تَشَآءُ) 26 151
النساء (4)
(فَمَالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) 78 148
(قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللّه ِ) 78 116، 148
(مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه ِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) 79 147، 148
(اللّه ُ لاَ إلهَ إلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فيه وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّه ِ حَديثاً) 87 96
المائدة (5)
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى) 3 72
الأنعام (6)
(وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ) 59 90
(وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِى كِتَابٍ مُبِينٍ) 59 60
(فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ الَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هذا رَبِّى) 76 14
(وَجَّهْتُ وَجْهِىَ لِلَّذِى فَطَرَ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكينَ) 79 14
ص: 170
الآية رقمها الصفحة
الأعراف (7)
(خَلَقْتَنِى مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طَينٍ) 12 67، 68
(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) 29 37
(وَ للّه ِِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِهَا) 180 81
الأنفال (8)
(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّه َ رَمَى) 17 115
هود (11)
(مَا مِنْ دَابَّةٍ إلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِها) 56 103، 110، 111، 123، 152
(فَاسْتَقِمْ كَمَا اُمِرْتَ) 112 163
إبراهيم (14)
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّه ِ لاَ تُحْصُوهَا) 34 102
الحجر (15)
(وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِى) 29 111
الإسراء (17)
(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ علَى شاكِلَتِهِ) 84 23
(قُلِ ادْعُوا اللّه َ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أيّاًمَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنى) 110 54، 87، 102
ص: 171
الآية رقمها الصفحة
الكهف (18)
(قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) 109 40، 102
طه (20)
(اللّه ُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْماءُ الْحُسْنَى) 8 96
الأنبياء (21)
(وَجَعَلْنَا مِن الْمَاءِ كُلَّ شَىْ ءٍ حَىٍّ) 30 111
(يَوْمَ نَطْوِى السَّمَاءَ كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) 104 36
المؤمنون (23)
(كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) 53 22، 101
النور (24)
(اللّه ُ نُورُ السَّموَاتِ والأَرْضِ) 35 43، 46، 90، 111
(يَهْدِى اللّه ُ لِنُورِه مَنْ يَشَاءُ) 35 46
(كَسَرَابٍ بَقيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظّمْئانُ مَاءً) 39 108
الفرقان (25)
(أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً) 45 23، 119، 132
ص: 172
الآية رقمها الصفحة
الشعراء (26)
(وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) 80 147
القصص (28)
(كُلُّ شَىْ ءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) 88 23، 109، 147
العنكبوت (29)
(وَإنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) 41 130
(وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الْحَيَوانُ) 64 72
الروم (30)
(وَمِنْ آيَاتِهِ أنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ) 20 59
(كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) 32 22، 101
الأحزاب (33)
(يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ) 13 16، 162
(إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) 72 16
فاطر (35)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللّه ِ) 15 10، 104
ص: 173
الآية رقمها الصفحة
يس (36)
(قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَىْ ءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ) 15 68
(إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) 82 57، 110
الصافات (37)
(مَا مِنَّا إلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ) 164 16
ص (38)
(مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ) 75 9، 31
(أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) 76 67
غافر (40)
(لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ للّه ِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) 16 18، 36، 106، 149، 151
فصّلت (41)
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) 53 160
(ألاَ إنَّهُ بِكُلِّ شَىْ ءٍ مُحِيطٌ) 54 127، 133
الزخرف (43)
(وَهُوَ الَّذِى فِى السَّماءِ إِلهٌ وَفِى الأَرْضِ إِلهٌ) 84 3، 90، 111، 127
ص: 174
الآية رقمها الصفحة
ق (50)
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ) 16 20، 133
(لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) 37 114
النجم (53)
(ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أوْ أَدْنَى) 8 - 9 17، 19، 58، 62
(إِنْ هِىَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللّه ُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ) 23 10، 104، 108، 149
الرحمن (55)
(الرَّحْمنُ * عَلَّمَ القُرْآنَ * خَلَقَ الاْءِنْسانَ) 1 - 3 54
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ والاْءِكْرَامِ) 26 - 27 111، 147
(كُلَ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ) 29 16، 135، 161
(تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِى الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ) 78 102
الواقعة (56)
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إلَيْهِ مِنْكُم) 85 20، 133
الحديد (57)
(هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ) 3 62، 90، 101، 115، 127
(وَهُوَ مَعَكُمْ) 4 20، 127
ص: 175
الآية رقمها الصفحة
الحشر (59)
(لَوْ أَنْزَلْنَا هذَا القُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللّه ِ) 21 65
(هُوَ اللّه ُ الَّذِى لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ... الرَّحْمنُ الرَّحِيم) 22 54
التغابن (64)
(اللّه ُ لاَ إِلهَ إلاَّ هُوَ وَعَلَى اللّه ِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) 13 96
القلم (68)
(ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ) 1 17
الفجر (89)
(يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعى إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) 27 37
التين (95)
(لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلينَ) 4 - 5 61
الناس (114)
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) 1 8
ص: 176
أحبّكما إليّ أحسنكما ظنّاً بي 33
الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل... 118
اعلم أنّ الصورة الإنسانية هي أكبر حجج اللّه على خلقه، وهي الكتاب 7، 159
الذي بكلمته قامت السماوات السبع وقرّت الأرضون السبع، وثبتت الجبال... 57
اللهمّ إنّي أسألك برحمتك التي وسعت كلّ شيء... وبعظمتك التي... 37، 53
إنّ اسم اللّه الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً، وإنّما كان عند آصف منها... 83
إنّ اللّه خلق أسماء بالحروف غير متصوّت... 82، 86
إنّ اللّه كان إذ لا كان، فخلق الكان والمكان، وخلق الأنوار وخلق نور... 44
إنّ أمير المؤمنين كان يقول: طوبى لمن أخلص للّه العبادة والدعاء، ولم يشغل ... 13
إنّ عيسى بن مريم اُعطي حرفين كان يعمل بهما؛ واُعطي موسى أربعة... 83
أنّ كلّ ما في القرآن في الفاتحة، وكلّ ما في الفاتحة في بسم اللّه الرحمن الرحيم... 97
إنّ للقرآن ظهراً وبطناً وحدّاً ومطلعاً 42
إنّ للّه تعالى مائة رحمة، أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسّمها بين خلقه يتعاطفون... 53
أنّ لنا مع اللّه حالات هو نحن ونحن هو وهو هو ونحن نحن 114
أنا اللوح، أنا القلم، أنا العرش، أنا الكرسي، أنا السماوات السبع، أنا نقطة باء... 85
إنّ المريد لا يكون إلاّ المراد معه. لم يزل اللّه تعالى عالماً قادراً ثمّ أراد 118
أنا وعلي من شجرة واحدة 85
ص: 177
أنا وعلي من نور واحد 85
إنّما يقول لما أراد كونه: كن، فيكون؛ لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع، وإنّما كلامه... 64
أوّلنا محمّد، أوسطنا محمّد، آخرنا محمّد، كلّنا محمّد، كلّنا من نور واحد 58
أين باب اللّه الذي منه يؤتى، أين وجه اللّه الذي إليه يتوجّه الأولياء... 19، 20
الباء بهاء اللّه والسين سناء اللّه والميم مجد اللّه 25
بالباء ظهر الوجود وبالنقطة تحت الباء تميّز العابد عن المعبود 27، 59
بِكُم فتحَ اللّه 58
بني الإسلام على خمس ومنها الولاية 71
بين الروح والجسد 19
ثمّ نزلت الولاية، وإنّما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل اللّه تعالى... 72
خلق اللّه الأشياء بالمشيئة وخلق المشيئة بنفسها 27، 85
خلق اللّه المشيئة بنفسها ثمّ خلق الأشياء بالمشيئة 108، 118
داخل في الأشياء لا بالممازجة وخارج عنها لا بالمزايلة 127
الدنيا مزرعة الآخرة 70، 72
الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصّة 49
سبحان من اتّسعت رحمته لأوليائه في شدّة نقمته، واشتدّت نقمته لأعدائه... 30
شيّبتني سورة هود 163
علماء اُمّتي كأنبياء بني إسرائيل 73
علمه بالأموات الماضين كعلمه بالأحياء الباقين؛ وعلمه بما في السماوات العلى... 133
فإنّ اللّه تعالى خلق ألف ألف عالم وألف ألف آدم وأنتم في... 112
فإنّ اللّه خلق آدم على صورته 131
فمن وجد خيراً فليحمد اللّه؛ ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلاّ نفسه... 147
قد علم اُولوا الألباب كلّ ما هناك لا يعلم إلاّ بما هاهنا 159
كان أخي موسى عينه اليمنى عمياء، وأخي عيسى عينه اليسرى عمياء... 10، 114
ص: 178
كان اللّه ولا شيء غيره. ولم يزل عالماً بما يكون؛ فعلمُه به قبل كونه كعلمِه... 128
كأنّك قد أمنت مكر اللّه وعذابه 33
كأنّك قد آيست من فضل اللّه ورحمته 33
كنتُ سمعَه الذي يسمع به وبصرَه الذي يبصر به ويدَه التي يبطش بها... 105
كنت كنزاً مخفيّاً، فأحببت أن اُعرف، فخلقت الخلق لكي اُعرف... 64، 143
كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطين 19، 70، 71
كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، ألغيرك من الظهور ما... 75
لقد تجلّى اللّه لعباده في كلامه، ولكن لا يبصرون 64
لم يزل اللّه تعالى ربَّنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع... 128
لو دُلّيتم إلى الأرضِ السُّفلى لَهَبَطتم على اللّه 3، 24، 90
لو دنوت أنملة لاحترقت 92، 162
ما ادّعى أحد من الناس أ نّه جمع القرآن كلَّه كما اُنزل إلاّ كذّاب... 66
ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت اللّه قبله ومعه وبعده 158
ما كان محتاجاً إلى ذلك؛ لأنّه لم يكن يسألها ولا يطلب منها... 153
ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلِّه ظاهره وباطنه، غير... 66
المشيئة محدثة 118
من أخلص للّه أربعين صباحاً، جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه 13
منهم ركّع لا يسجدون ومنهم سجّد لا يركعون 16، 61، 161
نحن الآخرون السابقون 73
نحن السابقون الآخرون 59
نحن - وَاللّه ِ - الأَسماءُ الحُسنى 82
واللّه لمحمّدٌ صلّى اللّه عليه وآله ممّن ارتضى من عباده 84
وبنور وجهك الذي أضاء له كلّ شيء 43، 46
وبنور وجهك الذي تجلّيت به للجبل فجعلته دكاً وخرّ موسى صعقاً 46
ص: 179
وحكمُ البينونة بينونةُ صفة لا بينونة عزلة 127
وعندنا - واللّه - علم الكتاب كلِّه 66
يا أبا حنيفة، بلغني أ نّك تقيس ؟68
يا جاعل الظلمات والنور 43
يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما 49
يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة 49
يا مفضّل، كنّا عند ربّنا، ليس عنده أحد غيرنا، في ظلّة خضراء... 20
يا من سبقت رحمته غضبه 34
يا منوّر النور 43
يا موسى أنا بُدُّك اللازم 152
يا موسى لا تسعني أرضي وسمائي، ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن 32
يُحشَر بعضُ الناس على صورة تحسن عندها القِرَدَةُ والخنازير 22
ص: 180
النبي، محمّد، رسول اللّه=محمّد بن عبداللّه صلی الله علیه و آله وسلم ، نبي الإسلام محمّد بن عبداللّه صلی الله علیه و آله وسلم ، نبي الإسلام 4، 22، 24، 53، 58، 59، 73، 83، 84، 85، 86، 88، 92، 99، 100، 114، 162، 163
أمير المؤمنين، مولى الموحّدين علیه السلام = علي بن أبي طالب علیه السلام ، الإمام الأوّل علي بن أبي طالب علیه السلام ، الإمام الأوّل 4، 7، 13، 14، 30، 37، 44، 57، 61، 66، 72، 85، 97، 127، 135، 159
الباقر، أبو جعفر علیه السلام =محمّد بن علي علیه السلام ، الإمام الخامس محمّد بن علي علیه السلام ، الإمام الخامس 25، 66، 67، 72، 83، 128، 136
الصادق، أبو عبداللّه علیه السلام =جعفر بن محمّد علیه السلام ، الإمام السادس جعفر بن محمّد علیه السلام ، الإمام السادس علیه السلام 7، 20، 25، 44، 68، 81، 83، 108، 117، 118، 128، 158، 159
الرضا، أبو الحسن الرضا علیه السلام =علي بن موسى الرضا علیه السلام ، الإمام الثامن علي بن موسى الرضا علیه السلام ، الإمام الثامن 13، 25، 118، 153، 159 آدم 7، 19، 67، 68، 73، 74، 81، 83، 112، 131، 158
نوح، النبي 74، 83
خليل اللّه إبراهيم علیه السلام =إبراهيم، النبي إبراهيم، النبي 83، 147
عيسى، المسيح 10، 33، 34، 83، 114
موسى، نبي اليهود 10، 32، 37، 46، 83، 114، 152
يحيى، النبي 33، 34
ص: 181
ص: 182
آصف=آصف بن برخيا آصف بن برخيا 83
إبراهيم بن عمر=اليماني، إبراهيم بن عمر
الإبليس=الشيطان
ابن أبي حمزة=البطائني، الحسن بن
علي بن أبي حمزة
ابن العربي، محيي الدين محمّد بن علي 32، 44، 45، 46، 47، 50، 94 ، 104، 105، 106، 109، 121، 124، 139، 142، 159
ابن الفارض=ابن الفارض، عمر بن علي
ابن الفناري=الفناري، محمّد بن حمزة
ابن بابويه، محمّد بن علي 86
ابن سنان=محمّد بن سنان
ابن الفارض، عمر بن علي 73
أبو حنيفة، نعمان بن ثابت 68
أبو حنيفة=أبو حنيفة، نعمان بن ثابت
أبو طالب بن عبدالمطلب 44
أبو طالب=أبو طالب بن عبدالمطلب
الحافظ، شمس الدين محمّد 12، 129، 160
أحمد بن علي بن محمّد بن عبداللّه بن
عمر بن علي بن أبي طالب 44 إسرافيل 88 ، 92
الشيطان 4، 8، 9، 26، 67، 69، 81
القيصري، داود بن محمود 44، 52، 78
البطائني، الحسن بن علي بن أبي حمزة 86
بعض أعاظم المشايخ=الملكي
التبريزي، جواد بن شفيع
بلقيس 83
التبريزي، جواد بن شفيع 25، 53، 99
الترمذي=الحكيم الترمذي، محمّد بن علي
ص: 183
جابر=الجعفي، جابر بن يزيد جبرئيل 66، 88، 92، 93، 99، 100، 162
الجعفري، محمّد بن إبراهيم 44
الجعفي، جابر بن يزيد 66
الجندي، مؤيّد الدين، محمود 94
الحسين بن عبداللّه الصغير=القمّي،
الحسين بن عبيداللّه بن سهل
الحسين بن يزيد=النوفلي، الحسين بن يزيد
الحكيم الترمذي، محمّد بن علي 94
الحكيم السبزواري=السبزواري،
هادي بن مهدي
دحية الكلبي 93
السبزواري، هادي بن مهدي 74
سيّد علي خان الشيرازي=المدني، علي خان بن أحمد
الشاه آبادي، محمّد علي 4، 11، 71، 104، 105، 123، 131، 132، 153، 158، 163
الشمس المغربي، محمّد شيرين 96
الشهرستاني، هبة الدين 38
الشيخ، الشيخ الأعرابي، الشيخ الكبير=
ابن العربي، محيى الدين محمّد بن علي
الشيخ المغربي=الشمس المغربي، محمّد شيرين
الشيخ عبّاس القمّي=القمّي، عبّاس
شيخنا العارف الشاه آبادي=الشاه آبادي، محمّد علي
صاحب الفتوحات=ابن العربي، محيي
الدين محمّد بن علي
صالح بن أبي حمّاد 86
صدرالدين القونيوي، محمد بن إسحاق 45، 77، 141
صدر الدين شيرازي، محمّد بن إبراهيم 16، 64، 105، 116، 130، 147
الصدوق=ابن بابويه، محمّد بن علي
العارف الشيرازي=الحافظ، شمس الدين محمّد
عاصم بن حميد 117
عبدالرزّاق الكاشى، عبدالرزّاق بن جلال
الدين 8 ، 73، 76، 82، 86
عبداللّه=عبداللّه بن عبدالمطّلب
عبداللّه بن عبدالمطّلب 44
عزرائيل 36، 88 ، 91، 93
علاّن الكليني، على بن محمّد 86
علي بن محمّد=علاّن الكليني، على بن محمّد
العياشي، محمّد بن مسعود 25
ص: 184
عيسى بن عبداللّه القرشي=القرشي،
عيسى بن عبداللّه
فانديك، كرنليوس 39
الفناري، محمّد بن حمزة 44، 45
الفيض الكاشاني، محمّد بن شاه مرتضى 77، 86، 88، 154
القاضي سعيد القمّي=القاضي سعيد
القمّي، محمّد سعيد بن محمّد مفيد
القاضي سعيد القمّي، محمّد سعيد بن محمّد مفيد 76
القرشي، عيسى بن عبداللّه 68
القمشه اي، محمّد رضا 78
القمّي، الحسين بن عبيداللّه بن سهل 43
القمّي، عبّاس 95
القمّي، علي بن إبراهيم 25
القونوي=صدرالدين القونيوي، محمد بن إسحاق
الكليني، محمّد بن يعقوب 117، 153
كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني=عبدالرزّاق الكاشى، عبدالرزّاق بن جلال الدين
كميل بن زياد 14، 37، 43، 46
المحدّث الكاشاني=الفيض الكاشاني، محمّد بن شاه مرتضى
المحقّق الداماد=المير الداماد، محمّد باقر بن محمّد
محمّد بن إبراهيم الجعفري=الجعفري، محمّد بن إبراهيم
محمّد بن سنان 153
محيي الدين بن عربي=ابن العربي،
محيي الدين محمّد بن علي
المدني، علي خان بن أحمد 95
المفضّل=المفضّل بن عمر
المفضّل بن عمر 19
الملاّ محسن الكاشاني=الفيض
الكاشاني، محمّد بن شاه مرتضى
الملكي=التبريزي، جواد بن شفيع
المولوي=المولوي، جلال الدين محمّد بن محمّد
المولوي، جلال الدين محمّد بن محمّد 15، 158
الميرالداماد، محمّد باقر بن محمّد 22، 116، 122
ميكائيل 88 ، 92، 93
النوفلي، الحسين بن يزيد 86
اليماني، إبراهيم بن عمر 86
ص: 185
ص: 186
إرواء الظمّاء 39
أسرار الصلاة 25، 53، 99
الأسفار الأربعة=الحكمة المتعالية
إنشاء الدوائر 105، 124
تأويلات القرآن 82
تعليقة القمشه اي على مقدّمات شرح
الفصوص=شرح الفصوص للقيصري
تعليقة القمشه اي على مقدّمات شرح
الفصوص=مجموعه آثار حكيم صهبا
التقديسات=مصنّفات ميرداماد
التوحيد للصدوق 25، 86
الحكمة المتعالية 55، 65، 92 ، 130
شرح الأسماء 74
شرح الفصوص للقيصري 78
شرح تائية ابن الفارض=كشف الوجوه
الغرّ لمعاني نثر الدرّ
شرح حديث رأس الجالوت 76
شرح فصوص الحكم للقيصري 44، 52، 78
شرح مفتاح غيب الجمع والوجود= مصباح الاُنس في شرح مفتاح الغيب والشهود في الجمع والوجود
الفتوحات=الفتوحات المكّية
الفتوحات المكّية 76، 94، 121
فصوص الحكم 44، 104، 141، 142
القبسات 122
الكافي 13، 20، 25، 43، 66، 68، 72، 81، 83، 84، 86، 108، 117، 128، 153
كشف الوجوه الغرّ لمعاني نثر الدرّ 73
الكلم الطيّب 95
المثنوي=مثنوى معنوى
ص: 187
مثنوى معنوى 106، 125
مصباح الاُنس في شرح مفتاح الغيب
الجمع والوجود 44
مصنّفات ميرداماد 22
معاني الأخبار 25
المعاني=معاني الأخبار
مفاتيح الجنان 95
مفتاح الغيب والشهود في الجمع والوجود
44، 77، 141
الوافي 86، 133
الهيئة والإسلام 39
ص: 188
عنقا شكار كس نشود دام بازگير *** كانجا هميشه باد بدست است دام را - 126
ما عدمهاييم هستيها نما *** تو وجود مطلق و هستى ما- 125
جاءت سليمان يوم العيد قبرة - أتت بفخذ جراد كان في فيها 5-6
ترنمت بفصيح القول و اعتذرت *** إنّ الهدايا على مقدار مُهديها
غلام همت آنم كه زير چرخ كبود *** ز هر چه رنگ تعلق پذيرد آزاد است 14
تو را ز كنگرؤ عرش مى زنند صفير *** ندانمت كه در اين دامگه چه افتاده است 13، 160
وفي كلّ شيء له آية *** تدلّ على أنّه واحد 159
ليس من اللّه بمستنكر *** أن يجمع العالم في واحد 160
نظرى كرد كه بيند به جهان صورت خويش *** خيمه در آب و گل مزرعؤ آدم زد 131 129
مدعى خواست كه آيد به تماشاگه راز *** دست غيب آمد و بر سينؤ نامحرم زد
عقل مى خواست كز آن شعله چراغ افروزد *** برق غيرت بدرخشيد و جهان برهم زد 68
جمله عالم زين سبب گمراه شد *** كم كسى ز ابدال حق آگاه شد
همسرى با انبيا برداشتند *** اوليا را همچو خود پنداشتند
گفته اينك ما بشر ايشان بشر *** ما و ايشان بستؤ خوابيم و خور
اين ندانستند ايشان از عمى *** هست فرقى در ميان بى منتها 158
بشنو از نى چون حكايت مى كند *** از جداييها شكايت مى كند
ص: 189
هر كسى كو بازماند از اصل خويش *** بازجويد روزگار وصل خويش
پاى استدلاليان چوبين بود *** پاى چوبين سخت بى تمكين بود 129
وتزعم أنّك جرم صغير *** و فيك انطوى العالم الأكبر - 7، 61، 159
جمالك في كل الحقائق سائر *** و ليس له إلا جلالك ساتر - 31
ألا إنّ ثوباً خيط من نسج تسعة *** و عشرين حرفاً عن معاليه قاصر - 112، 129
و أنت الكتاب المبين الذي *** بأحرفه يظهر المضمر - 61
عباراتنا شتى و حسنك واحد *** و كلّ إلى ذاك الجمال يشير - 111
ميان عاشق و معشوق هيچ حايل نيست *** تو خود حجاب خودى حافظ از ميان برخيز - 110
در ضمير ما نمى گنجد به غير از دوست كس *** هر دو عالم را به دشمن ده كه مارا دوست بس - 12
ظهور تو به من است و وجود من از تو *** و لست تظهر لولاى لم أكن لولاك - 115 -69
علم رسمى سر به سر قيل است و قال *** نه از او كيفيتى حاصل نه حال
علم نبود غير علم عاشقى *** ما بقى تلبيس ابليس شقى
احمد ار بگشايد آن پرّ جليل *** تا ابد مدهوش ماند جبرئيل - 66
نيست در لوح دلم جز الف قامت دوست *** چه كنم حرف دگر ياد نداد استادم - 13
از جمادى مردم و نامى شدم *** وز نما مردم ز حيوان سر زدم - 16
پس عدم گردم عدم چون ارغنون*** گويدم كانّا اليه راجعون - 16، 106
چاك خواهم زدن اين دلق ريايى چه كنم *** روح را صحبت ناجنس عذابى است اليم - 160
چون دم وحدت زنى حافظ شوريده حال *** خامؤ توحيد كش بر ورق انس و جان - 113
بيني وبينك إنّي ينازعني *** فارفع بلطفك إنّي من البين - 113
وما منهم الا وقد كان داعياً*** به قومه للحق عن تبعيته - 73
أنا القرآن والسبع المثاني *** وروح الروح لا روح الأداني - 159
ص: 190
«ا»
الآثار 75، 104، 109، 115
الآخر 62، 75، 90، 100، 101، 104، 115، 127، 146، 165،
الآخرية 31، 76
آيات اللّه 57، 59، 62، 63، 75، 95، 159، 160
الآيات التامّات 4
آية اللّه 159
الآية الكبرى 62، 63
أئمة الحكمة المتعالية 155
الأئمة السبعة 24، 102، 119
أبصار البصائر 65
إبقاء اللّه 90
أبواب الإنسانية 97، 107
أبواب البواطن 68
أبواب التأويل 41
أبواب الرحمة 21
أبواب الملكوت 11
أبواب الوجود 80، 146
الاتّحاد 76
اتّحاد الظاهر والمظهر 91 ، 117
الاتّصال 156
الاتّصالات 31
إثبات الأنانية 10
اجتماع النقيضين 121
الأجساد المظلمة 20
الأجسام الكثيفة 42
الإحاطة 98، 120، 160
الاحتجاب 52، 114
الأحداث المعنوية 67
إحديّ الذات والصفات 120
الأحدية 18، 36، 77، 78، 79، 106، 125، 157، 159
أحدية الجمع 10، 14
أحدية جمع الجمع 98
ص: 191
الأحدية الجمعية 18
أحدية سرّ جمع الجمع 98
أحدية عين الجمع 15
الأحرار 77، 79
الأحوال 31
الاختيار 100، 120، 121
الإخلاص 13
الأخلاق الرذيلة 67
الأذكار القلبية 69
الإرادات 115
الإرادة 64، 109، 117، 118، 119، 120
الإرادة الأزلية 120
أراضي الأشباح 13
الأراضي الخلقية 4، 18، 110
الأراضي العليا 90
الأراضي القاعة 55
الأراضي المظلمة 110
الأراضي الهيولانية 23
أرباب الأسئلة المحبوبة 139
أرباب الإيقان 125
أرباب التحقيق 127
أرباب الذوق 145
أرباب السلوك 108
أرباب السير والسلوك 99
أرباب الطريقة 108
أرباب المعرفة 29
ارتباط العابد بالمعبود 98
ارتباط الغيب بالشهود 80
الأرض السفلى 3، 24، 90، 112
الأرضين السفلى 109، 133
الأرواح 13، 91، 93، 131، 146
الأرواح المطهرة 6
أرواح المعاني 41
الأرواح المنورة 20
الأسباب 140
الاستحقاق 140
الاستدعاء 139، 142
الاستعداد 5، 11، 100، 116، 127،
139، 140
الاستفاضة 142
الاستقلال 10، 155
الاستهلاك 106، 114، 159، 163
استهلاك التعيّنات 10، 23
الأسرار 69، 136
أسرار آيات 75
الأسرار الإلهية 114
أسرار الجبروت 11
أسرار الحروف 25
الأسرار الربوبية 70
أسرار العلم والمعرفة 87
ص: 192
الأسرار القدرية 148
أسفل السافلين 9، 61، 62
الاسم 38، 45، 52، 74، 77، 78، 79، 80، 81، 84، 74، 75، 78، 80، 81، 82، 84، 88، 94، 98، 121، 128، 129، 135، 161
الاسم الأعظم 5، 19، 79، 82، 83، 85، 93، 98، 131، 141
الاسم الأعظم الإلهي 54، 165
الاسم الأعظم الجامع 32
اسم اللّه 72، 73، 83
اسم اللّه الأعظم 81، 110، 165
اسم اللّه الجامع 120
الاسم الجامع 72، 73، 83، 140
الاسم الجامع المحيط 9
الاسم الرحمن 52، 53، 141
الاسم الظاهر 121
الاسم العلي العظيم 153، 154
الاسم العليم 141
الاسم المحاط 80
الاسم المحيط 80، 81، 94، 152
الاسم المربّي له 38
الاسم المستأثر 79، 83، 132
الاسم المطلق 98
الاسم المكنون المخزون 86، 87
الأسماء 8 ، 11، 17، 36، 45، 46، 72، 73، 75، 77، 79، 81، 84، 86، 87، 90، 93، 94، 97، 101، 104، 130، 140، 153، 165
أسماء الأفعال 24، 46، 47، 105، 124
الأسماء الأفعالية 106
أسماء اللّه 82، 90
الأسماء الإلهية 10، 11، 20، 72، 81، 84، 85، 87، 98، 100، 101، 102، 121، 126، 135، 137، 140، 143، 165
الأسماء الحسنى 45، 81، 82، 96
الأسماء الحسنى الإلهية 75
الأسماء الخارجة 121
أسماء الذات 24، 45، 46، 47، 78، 105، 106
الأسماء الذاتية 37، 106، 123، 153، 154
أسماء الصفات 24، 46، 78، 105، 124
الأسماء الصفتية 38، 106، 154
الأسماء العينية 81
الأسماء المحاطة 81
الأسماء المحيطة 152
الأسماء المخلوقة 93
الأسماء المستأثرة 121
ص: 193
الأسماء والصفات 8، 13، 15، 46، 55،
73، 80، 85، 90، 128، 141، 143، 159
الأسماء والصفات الإلهية 61، 72، 140، 149، 158
الإشارات 32
الأشباح 146
الإشراقات 146
الأشياء العينية 79
الأشياء الغيبية 79
الأشياء الممكنة 149
أصحاب الأدعية المستجابة 139
أصحاب الحقيقة 108
أصحاب الحكمة المتعالية 145
أصحاب السرّ 108
أصحاب السلوك 53، 126
أصحاب العرفان 125
أصحاب القلوب 69، 129، 155
أصحاب المعارف 69
أصحاب المعرفة 123، 163
أصحاب مقام الظلومية 162
أصحاب النشور 69
أصحاب اليمين 97
أصل التحقّقات 146
الأصل الثابت 146
الإضافة الإشراقية 110
الاضطرار 141
الإطلاق 23، 89، 98، 107، 112، 122، 133، 158
إطلاق الاسم 79
إطلاق السلطنة 127
إطلاق الهوية الإلهية 109
الأطوار 146
أطوار الحقّ 115
الأظلّة 20
الاعتبارات 62، 88، 142، 143
اعتبار الكثرة في الوحدة 57
اعتبار الوحدة في الكثرة 57
الأعدام 22، 152
الأعراض 42، 146
أعلى عليين 61
الأعمال الظاهرية 70
الأعيان 51، 85، 121، 123، 128، 130، 132، 140
الأعيان الثابتة 50، 84، 85، 129، 121، 123، 126، 128، 130، 131، 132، 139، 142، 149
الأعيان الثابتة المستجنة 137
الأعيان الثابتة الممكنة 140
الأعيان الخارجية 80، 146
ص: 194
أعيان الممتنعات 152
الأعيان الموجودة 123، 130
الأعيان الموجودة الخارجية 121
أعيان المهيات 110
الإفاضات 146
الإفاضة 11، 36، 53، 110، 140، 142
الأفراد 60، 61، 81، 84، 141
الأفعال 45، 92، 93، 98، 104، 115
الاُفق الأعلى 111
الأقدمية 156
إقليم الكون 57
الأكوان 121
الألطاف 32
إلقاء الحدود 107
الألوهية 51، 90
الإلهية المطلقة 15، 51، 54
اُمّ الكتاب 52
الأمثال العليا 12، 63
الأمثال العليا الربوبية 5
الأمر 18، 30، 75، 103
الأمر بين الأمرين 105، 114
الأمر التكويني 109، 137
الإمكان 80، 117، 120، 122
الإمكان المظلمة 145
الإمكان المهيتي 146
اُمّهات الأسماء 93، 101، 104
اُمّهات الأسماء الإلهية 81
اُمّهات الصفات الإلهية 119
الأنانيات 162
الأنانية 10، 107، 112
الانبساط 77، 152
الانتمية السوائية 10
الإنسان 7، 8، 12، 17، 135، 141، 158
الإنسان الجامع 135، 142
الإنسان الكامل 54، 61، 62، 63، 72،
80، 84، 140، 149، 158، 161
الأنفاس الطاهرة 6
الانقطاع 108
الأنوار 5، 43، 113
الأنوار الإلهية 63
ص: 195
الأنوار الباهرات 4
الأنوار الاسفهبدية 35
الأنوار الطاهرة 21
الأنوار العرضية 43
الأنوار العقلية 12
الأنوار الغيبية 70
الإنّيات 51، 66، 162
الإنّية 23
الأوامر التكليفية 137
الأوقات 31
الأوّل 62، 75، 90، 100، 101، 104،
115، 127، 146، 154، 165
أوّل الوجود 59
أولى الصوادر 108
الأولياء السالكين 31
الأوّلية 31، 76
أهل الأسرار والعوارف 69
أهل الذوق 51
أهل السلوك 163
أهل السير 25
أهل الصورة 69
أهل العرفان 51
أهل العلم 99
أهل مدينة النبوة 162
أهل المراقبة 30
أهل المعرفة 25، 54، 64، 90، 155
أهل النظر 30
أهل يثرب الإنسانية 162
الإيمان الحقيقي 76
الإيمان الخالص 75
«ب»
باب الأبواب 3، 113
باب الإرسال 107
باب اللّه 19
الباري القيوم 122
الباطن 4، 11، 26، 32، 51، 65، 67، 69،
72، 75، 76، 90، 100، 101، 104،
115، 127، 132، 139، 156، 165
باطن السّر 135
الباطن المطلق 132
البرازخ 66
البرازخ السافلة 15
البرازخ العالية 15
البساطة 26، 109، 165
بساطة الحقيقة 120
بساطة الذات 159
بسط الرحمة 110
بسط الفيض 51
ص: 196
بسط الكمال 80
بسط كمال الوجود 49
بسط الوجود 36، 49
البسيط الإجمالي 128
بسيطة الحقيقة 30
بصر الفؤاد 160
بصيرة القلب 22، 135، 157
البطون 26، 30، 31، 63، 67، 75، 76
بطون الجلال 26
بقاء اللّه 90
البقاء بعد الفناء 162
البقاء بعد الفناء بالحقّ 17
البواطن 42
بواطن الأشياء 43
البهاء 18، 21، 22، 24، 26، 26، 31، 32، 113
البهاء التامّ 24
«ت»
التأثير 142
التأويل 41
التجدد 120
التجرد 30
تجسم الملكات 30
التجلّي 32، 33، 35، 50، 63، 65، 67، 73، 77، 80، 84، 101، 112، 115، 126، 131، 135، 136، 161، 162
التجلّي الأتم 11، 141
التجلّي الأتم الأقدم 5
التجلّي الأسمائي 80
التجلّي الأسمائي والصفاتي 80، 162
التجلّي الأفعالي 162
التجلّي بالأسماء والصفات 63
تجلّي الحقّ 60، 64
تجلّي الذات 50
التجلّي الذاتي 80، 141
التجلّي الرحماني الذاتي 55
التجلّي الساري 111
التجلّي الصفاتي 162
التجلّي الصفتي 77
التجلّي العيني 26، 80
التجلّي الغيني 116
تجلّي الولاية العلوية 110
التجلّيات 11، 17، 18، 32، 63، 72، 80، 84، 113، 123، 146، 152
التجلّيات الأسمائية 15، 17، 19، 130، 152
التجلّيات الإلهية 70
التجلّيات البهائية 11
ص: 197
تجلّيات الحقّ 114
التجلّيات الخلقية 15، 19
تجلّيات الذات 127، 130
التجلّيات الصفاتية 15، 17، 19، 77، 130
التجلّيات العلمية 128
التحديد الاسمي 77
التحقّق 119، 162
التدبّر 70
التدوين 54
ترك القيود 107
ترك الهوى 108
التركيب 120
التسويلات 69، 156
التشبيه 116، 120
التشريع 4، 137
التصرّم 120
التطورات 146
التعطيل 116
التعقل 128
التعلق 30، 64، 122
التعلقات 108
التعيّن 15، 41، 51، 53، 77، 62، 84،
85، 98، 114، 126، 127، 128، 132
تعيّن الاسم الأعظم 98
تعيّن الإلهية المطلقة 51
التعيّن الأوّل 58، 125
التعيّن الخارجي 30
التعيّن الذهني 30
التعيّن الرسمي 77
تعيّن الماهيات 100
تعيّن الماهية 61
التعيّنات 8 ، 18، 23، 55، 98، 108، 117
تعيّنات الأسماء الإلهية 84
التعيّنات الأسمائية 77، 119
التعيّنات الأسمائية والصفاتية 10
التعيّنات الصفاتية 119
التعيّنات العلمية 15
التعيّنات العينية 15
التعيّنات الفعلية 19
تعيّنات المشيئة 108
التفكّر 70، 97
التقديس 120
التكاليف الإلهية 70
التكثر 80، 109، 128
التكثر العلمي 80
التكثرات 18
التكوين 54، 137
ص: 198
التكلم 64
التلبيسات 69
التلوين 163
التمامية 60، 74، 155
التمكّن 163
التنزيه 120
التوحيد المحمّدي 137
التوسل 9
«ث»
الثبات 155
الثنوية 148
«ج»
الجاعل 90
جانب العلم والعمل 137
الجبروت 7، 11، 88 ، 162
جبلّة الممكنات 155
الجذبات 32
الجذوات 32
الجسم الطبيعي 71
الجسم الكلّي 95
الجلال 3، 9، 17، 26، 31، 32، 33، 37، 74، 102، 113، 135
الجلوة 136
الجمال 3، 9، 18، 24، 26، 31، 32، 33، 37، 74، 102، 113، 130، 135
جمال الجميل المطلق 151
جمال الحقّ 26
جمال المحبوب 18، 70، 112، 113
الجمع 98
الجمع بين الكثرة والوحدة 136
جمع الجمع 98
الجميل 24
الجنبة يلي الخلقي 104
الجنبة يلي الربّي 89 ، 103
الجنس 71
الجوهر 118
الجهات 15
الجهات الحقّية 154
جهات الرحمة 55
الجهات النفسية 154
الجهات الوجودية 116
الجهة الألوهية 90
الجهة يلي الخلقي 155
الجهولية 162
«ح»
الحادث 150
الحافظ للحضرات 141
الحال 11، 32، 135، 139، 140
ص: 199
الحالات 97، 98، 100، 101
حالات السالك 135
الحبّ الذاتي 63، 121، 143
الحبل المتصل 5
الحبل المتين 5، 42، 110
الحبل الممدود 19
الحجاب 3، 22، 60، 65، 75، 76، 80، 91، 112، 113
حجاب التعيّن الاسمي 77
حجاب الطبع 160
حجاب الطبيعة 160
حجاب العصبية 115
حجب التعيّنات 113
الحجب الخلقية 90
الحجب الظلمانية 113، 160
حجب المهيات 113
الحجب النورانية 113
الحجب النورية 66، 75
الحدّ 77، 89 ، 92، 127
الحدوث 120، 155
الحركة الاستقامية 158
الحصن الحصين 5
الحضرات 18، 131، 141
الحضرات الخمس 18
الحضرات الخمس الإلهية 3، 131
الحضرة الأحدية الجمعية 18
الحضرة الأسمائية 132، 143
الحضرة الإلهية 8 ، 17، 46
الحضرة الجامعة الإلهية 132
حضرة الجبروت 41
حضرة الجمع 121
حضرة الجمع الأحدية 159
الحضرة الجمعية 140، 141، 162
حضرة الذات 130
الحضرة الربوبية 119
حضرة الرحموت 35
حضرة الشهادة 51، 132، 149
حضرة الشهادة المطلقة 132
الحضرة العلمية 119، 121، 126، 127،
130، 137، 140، 142، 152
الحضرة العلمية الجمعية 123، 143
الحضرة العمائية 131،
حضرة الغيب 81، 149
حضرة الغيب المضاف 132
حضرة الغيب المطلق 132، 140
حضرة الغيب المقيد 17
الحضرة الواحدية 17، 50، 61، 140، 162
ص: 200
الحضرة الواحدية الأسمائية والصفاتية 130
الحضور 133
حفظ الحضرات 163
الحقّ 114، 115، 116، 136
الحقّ المخلوق به 27، 98
الحقّ المطلق 14
الحقّ المقيد 14
الحقائق 21، 41، 70، 95، 97، 99، 107، 109، 129، 156
الحقائق العلمية 112
الحقائق العينية 77
الحقائق الكلّية 81
الحقائق الوجودية 21
الحقيقة في كثير من الصفحات
الحقيقة الإلهية 128
الحقيقة الإنسانية 84
الحقيقة الجسم الكلّي 95
الحقيقة الرحمانية 49
الحقيقة الرحيمية 49
الحقيقة العزرائيلية 91
الحقيقة العلوية 110
الحقيقة العينية 84
الحقيقة الغيبية 82
الحقيقة الكلّية 85
الحقيقة المحمّدية 84، 110
حقيقة الوجود 52، 126
الحكمة 8، 13، 33، 92
الحكمة البالغة 4
الحكمة العملية 70
الحكمة المتعالية 151
الحكمة المهيمية 33
الحلول 53، 76
حملة العلم والحكمة 5
الحيثيات 123، 142
الحيثية 128، 154
الحيثية التعليلية 126
الحيثية التقييدية 126
الحيطة 140
الحيطة التامّة 24، 119
«خ»
الخالق 5، 110
خالق الخلق 76
الخرق 160
خرق الحجب الظلمانية 110
خزائن الملك والملكوت 8
خزّان الوحي 5
الخزينة المكنونة الإلهية 65
ص: 201
الخطورات 31
الخلافة التامّة الكبرى 162
الخلاّق 122
الخلّة 33
الخلق 14، 18، 30، 75، 89، 90، 103،
115، 116، 121
الخلوات 145، 156
الخلوص التامّ 110
خليفة اللّه 8 ، 63، 84، 110، 131، 156
الخواطر السرّية 69
الخيال 77، 79، 88، 109
الخير المحض 126، 145
الخيرات 116، 146
«د»
دائرة الشهود 81
دار الظلمة 21، 93
دار الغرور 15
دار النور والكرامة 160
دار الوجود 80، 140
دار الوحشة 21، 93، 146
الداعي 10، 11، 14، 55
الدرجات 81، 123، 157
دعاء القلب 127
دولة الاسم الواحد القهار 106
«ذ»
الذات 38، 45، 51، 73، 77، 78، 79،
82، 115، 117، 120، 130، 139
الذات الأحدي 18
الذات الأحدية 77، 79
الذات الإلهية 78
الذات الأقدس 79
الذات المقدّسة 77
ذكر الباطن 127
الذوات 109، 115
الذوات الباطلة 122
«ر»
الرابط 3
الرابطة الخاصّة 156
الرابطة المعنوية 5
الراسخون في العلم 67، 97، 132
الربّ 46، 47، 52، 97، 115، 141
ربّ الأرباب 142
ربّ الإنسان الجامع 140
ربّ الإنسان الجامع الكامل 8 ، 143
ربّ الإنسان الكامل 54
ربّ الحقيقة العزرائيلة 91
الربّ الرحيم 67
ربّ الشهادة المطلقة 46
ص: 202
ربّ العقل الأوّل 52
الربّ المطلق 14، 15
ربّ النشأة التجريدية 141
ربّ النفس الكلّية 52
الربّ الودود 6
ربّ الهوية المبسوطة الإطلاقية 141
الربوبية 15، 51
ربوبية النفس 15
الرجوع إلى الوطن الأصلي 158
رجوع الكلّ إلى اللّه 141
الرجوع من الكثرة إلى الوحدة 11
الرحمانية 36، 50، 51، 52، 53
الرحمة الرحمانية 49، 50، 51، 52، 57
الرحمة الرحيمية 49، 50، 51، 52، 53
الرحمة الفعلية 55
الرحمة المنبسطة 80
الرحمة الواسعة 5، 19، 23، 131
الرحمة الواسعة الإلهية 55
الرحيم الغني 55
الرحيمية 36، 50، 51، 52
رداء العمائية 3
الرذائل الحيوانية 13
الرسالة 4
الرسم 15، 18، 77، 78، 89
الرسوم 8 ، 15
الرقّ المنشور 111
الروح الأحمدي 88
روح الاسم 81
الروح الأعظم 73
الرياضات 129، 156
الرياضة 93
«ز»
الزوال 120
«س»
السالك 4، 9، 14، 17، 20، 41، 70، 76، 112، 114، 124، 135، 136، 158، 162، 162
السالكون 31، 32، 42، 80، 92، 93، 145
سجن الطبيعة 97، 112، 157
السرّ 11، 41، 63، 88، 108
السرّ الإلهي 88
سرّ الكتاب الإلهي 63
السرّ المكنون 60
سرادقات الجمال والجلال 90
سرادقات القدس والجبروت 43
السريان 98، 99، 108، 113، 117، 127، 132، 141
ص: 203
سريان الوجود 109
سريرة العقل 135
السفر الثالث 4
السفر الرابع 163
سكان الملك 3
سكان الملكوت 3
سكان الملكوت العليا 161
السكر 160
السلسلة الطولية 122، 157
السلسلة العرضية 157
سلسلة الفاقة الإمكانية 122
سلسلة الموجودات 139
سلسلة الوجود 51، 57، 60، 62، 81، 78، 97، 98، 103، 106، 108، 123، 157
سلسلتي النزول والصعود 141
السلطان 149، 163
سلطان الآخرة 22
سلطان الكثرة 136
سلطان الوحدة 136
السلطنة التامّة 150
السلطنة الرحيمية 49
السلطنة المطلقة 103، 106، 150
السلوك 9، 12، 145، 163، 165
السلوك العلمي 145
سلوك المعرفة 8
سماء الإلهية 4، 19، 56، 59، 63، 110
السماء الدنيا 65
سماء السرّ 63
سماء العلم 88
السماء العليا 3
سماء الواحدية 1010
سماوات الأرواح 13
السماوات العلى 35، 90، 109، 134
السناء 22، 23، 25، 145
السير 11، 14، 50، 63، 99، 136، 145
السير العرفاني 145
«ش»
الشاهد 3، 8
الشؤون 143
الشؤون الإلهية 162
شؤون الحقّ 115
الشؤونات 161، 162
الشجرة الخبيثة 5، 146
الشجرة الطيبة 146
شجرة الهيولى 155
الشرائط 140
الشرافات 146
الشرافة الصرفة 145
ص: 204
الشرائع 70، 73، 74
الشرائع الإلهية 70
الشرك الخفي 76
الشريعة 4، 5
شريك الباري 121
الشمس الحقيقي 15
شمس الروح 15
الشمول 140
الشمول الكلّي 119
الشهادة 18، 88 ، 113، 123، 126، 140، 149
الشهادة المقيدة 46
الشهوات الدنيوية 13، 112
الشهوات النفسانية 13، 107، 166
الشهود 18، 57، 63، 97، 14، 107، 108، 121، 126، 132
الشهود الأتم 142
شهود الأشباح 3
شهود الذات 81
شهود النفس 160
«ص»
صاحب مقام الجمع 136
صحة الفعل والترك 120
الصحو 18
الصحو الأوّل 18
الصحو الثاني 10
الصدور 53
الصراط الممدود 8
الصراط المستقيم 50، 70، 97، 116
صرف النورية 30
الصعق 36
الصعود 97
الصفات 3، 8 ، 13، 14، 15، 18، 24، 64، 55، 77، 78، 85، 102، 105، 109، 115، 120، 124، 128، 130، 140، 142، 159
صفات اللّه 82
الصفات الإلهية 24، 61، 72، 119، 140، 150، 158
الصفات الثبوتية 73
صفات الجلال 26، 37، 109
الصفات الجلالية 135
صفات الجمال 26، 74، 102
الصفات الجمالية 135
الصفات الحُسنى 12
الصفات الحسنى الإلهية 5
صفات الذات 117، 118
الصفات الذاتية 53
ص: 205
الصفات الربوبية 101
الصفات العليا الربوبية 75
صفات الفعل 117، 118
صفة الجلال 31، 33
صفات المتقابلة 26، 30، 31، 32
الصفة 24، 26، 31، 33، 37، 51، 74، 78، 80، 81، 118، 135
صفة الجمال 26، 31
الصفة الذاتية 118
الصفة السلبية 74
صور الأسماء 140، 142، 149
صور الأسماء الإلهية 140
صور الأسماء المستأثرة 121
الصور الإلهية 8
الصور الكونية 8
الصور النوعية 82
الصورة 12، 67، 69، 71، 72، 73، 87
صورة الاسم الجامع 140
صورة الأسماء 121، 128
الصورة الإنسانية 7
الصورة التمامية 73، 159
صورة الحقيقة الإنسانية 84
صورة جميع العوام 84
الصيغ المعدنية 106
«ط»
طباع الإمكان الذاتي 123
طباع الماهيات 155
الطبع 67، 89
الطبيعة السافلة 35
الطريق الأتمّ 42
طريق الباطن 70
الطريق البرهاني 145
طريق البسط والتفصيل 98، 162
الطريق المستقيم 8، 69، 71، 112، 137
طريق الوحدة 162
الطريقة 163
طور السؤال 17
طور القرب 108
«ظ»
الظاهر 4، 26، 32، 46، 51، 54، 62، 67، 68، 69، 70، 72، 88 ، 90، 91، 92، 101، 104، 115، 117، 121، 140، 164
الظل الأبسط الأعلى 140
الظلّ الأقدس 132
ظلّ اللّه 54
ظلّ الرحمن 54
ص: 206
الظل المقدّس 132
الظل المنبسط 20، 54، 128، 140
الظل النوراني الباقي 55
الظل النوراني الرباني 155
ظل الوجود 120، 127
الظلومية 16
الظواهر 43، 83، 132
ظواهر الأشياء 43
الظهور في كثير من الصفحات
ظهور الأسماء 50
ظهور أسماء اللّه 123
ظهور الجلال 26، 31
ظهور الجمال 26
ظهور الحقّ 141
ظهور السلطنة المطلقة 36
ظهور الصفات 50
ظهور صفات اللّه 123
ظهور العالم 31
الظهور العلمي 50
ظهور الفيض 11
ظهور المشيئة 85
ظهور الموجودات 141
الظهورات 32، 141
ظهورات الحقّ 115
«ع»
العابد 26، 59
العارف 76
العارف الحقيقي 75
العارف الكامل 12، 70
العاشق 5
العالم 41، 53، 59، 76، 77، 79، 89،
109، 112، 123، 141، 159
عالم الأجساد 40
عالم الأجسام 888
عالم الآخرة 15
عالم الأرواح 19
العالم الأسفل 132
عالم الأسماء والصفات 15، 55، 142
العالم الأعلى 132
عالم الأعيان 121
عالم الأمر الإلهي 89
عالم الأنوار 12
عالم البرزخ 91
عالم البساطة 29، 31
عالم التجرّد 30
عالم الجبروت 132
عالم الحروف 25
عالم الخلق 89
ص: 207
عالم الخيال 88، 89، 132
عالم الخيال المطلق 132
عالم الدهر 29
العالم الربوبي 22، 55
عالم الربوبية 15
عالم الرحمة 55
عالم الروحانيات 23
عالم الروحانيين 58، 62
عالم الزمان 19
عالم الشهادة 64
عالم الشهادة المطلقة 132
عالم صور الأسماء 142
عالم الطبع 67، 89، 92، 157، 160
عالم الطبيعة 15، 16، 19، 30، 41، 42،
59، 61، 62، 67، 85، 91، 129، 132
عالم الظاهر 67
عالم الظلمة والقصور 55
عالم العقل 86، 89، 90، 91
العالم العقلي 92
عالم العقول 35، 37، 58، 61، 88، 131، 132، 133
عالم العلم الإلهي 85
عالم الغيب 55، 60، 63، 65، 83، 97، 158
عالم القدس 165
عالم القدس والطهارة 160
عالم القضاء الإلهي 155
عالم الكون والفساد 95
عالم المادّة 89، 113، 132
عالم المثال 19، 22، 62، 89، 91، 114، 132
عالم المثل المطلقة 132
عالم المشيئة 61
عالم المقرّبين 22
عالم الملك 85، 132
عالم الملك والشهادة 95
عالم الملك والطبيعة 132
عالم الملكوت 19، 41، 43، 88، 113، 132
عالم الملكوت العليا 62
عالم المهيّات 35
عالم النفس 89
عالم النفوس 91، 131
عالم النفوس الكلّية 91، 131، 132
عالم النور 55
عالم الوحدة 29، 30، 31
عالم الهيولى 62، 85، 89، 157
العبادات 69، 72
ص: 208
العدم 23، 30، 80، 145، 146، 162
العرش 65، 85
العَرَض 118
العروة الوثقى 5، 19، 42، 110
العشق الطبيعي 50
العقائد 72
العقل 11، 26، 35، 53، 57، 85، 88، 89، 113
العقل الأوّل 25، 52
العقل البسيط الإجمالي 85
العقل التفصيلي 85
عقل الذات 130
العقل الكلّي 88
العقول 90
العقول المجرّدة 20
العقول المجرّدة القدسية 43
العقول المقدّسة 36
العقول المقدّسون 117
العلائق الدنيوية 107
العلل 122
العلم الإجمالي 80، 128
العلم الإلهي 66، 92
العلم البسيط 128، 130
علم التوحيد 137
علم تهذيب النفس 137
العلم السرمدي 120
العلم الشهودي 130
علم الغيب 83
علم الكتاب 66، 70
العلن 11، 63، 69
العلوّ الإضافي 154
العلوّ الحقيقي 154
العلوّ المطلق 153
العلوم الإلهية الذوقية 104
العلوم الروحانية 112
العلوم الظاهرية 69
العماء 72، 79، 125
عنقاء مغرب 126
العوالم 20، 26، 28، 39، 40، 51، 52، 53، 84، 85، 89، 90، 91، 92، 97، 99، 102، 112، 132
عوالم الأرواح 19، 20، 35
عوالم الأشباح والأجساد 40
العوالم الجزئية 59
عوالم الحمد 51
عوالم الشهادة المضافة والمطلقة 124
العوالم الشهادتية 7
عوالم العقول 35، 58، 161
ص: 209
عوالم الغيب والشهود 64، 97، 108، 143
العوالم الغيبية 7
العوالم الغيبية والشهادتية 7، 143
العوالم الكلّية 59
العوالم الكلّية الخمسة 131
عوالم المثال والخيال 113
عوالم المجرّدات 36، 51
عوالم الملك والملكوت 43
العوالم النازلة 36، 91
العوالم النورانية 51
عوالم الوجود 57
العين 80، 85، 126، 141
عين البصيرة 4، 17، 114، 121
العين الثابت 61، 80، 85
العين الثابت الإنساني 140
العين الثابت المحمّدي 80، 85
عين الجمع 3، 15
عين الحقيقة 121
عين القلب 160
عين المطلق 133
العين الواحدة 105
عين الوجود 27
عين الوحدة 30، 114
العيون الباصرة 145
العيون الصافية 42
عيون القلوب 65
«غ»
غاية الغايات 15
الغاية القصوى 14
الغرض الأقصى 5
الغني 156
الغيب 56، 57، 64، 66، 78، 88، 89، 126، 159
غيب الجمع 139
غيب الغيب 88
غيب الغيوب 88، 126
الغيب اللاهوتي 88
الغيب المضاف 127
الغيب المطلق 127، 140
غيب الواحدية 127
الغيب والشهود 57، 63، 97، 98، 104، 120، 126، 142
غيب الهوية 3، 77، 159
«ف»
الفاعل 12، 119، 120
الفاعل الممكن 120
الفاعل الموجب 120
الفخر المطلق 20
ص: 210
الفصل 71
الفضائل العلمية 67
الفعل 39، 93، 98، 110
فعل اللّه 93
الفعلية 72
الفقر 9، 20
الفناء عن الفناء 162
فناء المظهر في الظاهر 55
الفناء في الأسماء 131
الفناء في الحقّ 21
الفناء في الذات 130
الفناء في الصفات 130
فناء المهيات 23
الفيض 11، 121، 139، 140، 149
الفيض الأقدس 112، 123، 126، 140، 149
العين الثابت الإنساني 140
الفيض القديم 150، 155
الفيض المقدّس 20، 99، 110، 112، 123، 126، 128، 131، 140، 149
الفيض المقدّس الإطلاقي 98
الفيض المنبسط 111، 127
«ق»
القابل 115، 121، 139
القادر 122، 124
القالب المثالي 92
قبور التعيّنات 42
القدرة 119
القدرة الإلهية 119
القدرة الحقّة الوجوبية 122
القدرة الربوبية الوجوبية 122
القدم 155
قدم الفيض 155
قدم المعرفة 5، 10، 14، 41، 123
القدير 123
قديم أزلي 150
القديم الذاتي 156
القرآن التدويني 65
القرآن الناطق الربّاني 65
القرب 156
قشور التعيّنات 41
القصور 24
قطان الجبروت 3
قطان اللاهوت 3
القلب في كثير من الصفحات
القلب الباقري المحمّدي 136
القلب الخوفي 32
القلب الذوقي 32
ص: 211
قلب السالك 32، 37، 43، 80، 101، 129
القلب العشقي 32
القلم الأعلى 52
قلوب السالكين 42، 97
القلوب الصافية 145
قمر القلب 15
القوابل 142، 148
قوس الصعود 17
قوس النزول 59، 61
قوسي النزول والصعود 98
القول التشريعي 137
القول التكويني 137
القول الذاتي 137
القوّة 137
قوّة الحقّ 115
قوّة العبد 115
القوى الطبيعية 117
القهّارية 36، 106
القهر 9، 31، 33، 37، 106، 135
القيامة الكبرى 149
القيد 14
القيود 107، 157
القيّوم التامّ 133
القيّوم المطلق 139
القيّومية المطلقة 111
«ك»
الكائنات 145
الكامل 141
الكتاب الإلهي 42، 55، 59، 98
الكتاب التدويني 51
الكتاب التدويني الإلهي 65، 67
الكتاب التكويني 51
الكتاب التكويني الإلهي 58، 65
كتاب الذات 160
الكتاب الكلّي الإلهي 62
الكتاب المبين 53
الكتاب المسطور 112
كتاب النفس 160
الكتب الإلهية 159
الكثرة 58، 114، 116، 136، 162
الكثرة التفصيلية 162
الكثرة العلمية 30
الكثرة العينية 30
الكثرة في الوحدة 10، 114، 116، 136، 163
الكثرة في عين الواحدة 114
الكثرات 19، 29، 115
الكرامات 32، 51، 113
ص: 212
الكرامات الإلهية 12
الكشف 93
الكشف التفصيلي 50، 80، 128
الكشف الحقيقي 130
الكشف المعنوي الوجداني 145
كعبة القلب 110
الكلام الجمعي الأحدي القرآني 137
الكلام المذكور 111
الكلمات 57، 60، 62، 136
الكلمات الإلهية 61، 62
الكلمات التامّات 61
الكلمة التامّة 86
كلمة كن الوجودي 57، 111
الكلّيات 52
الكلّي الطبيعي 24
الكمال 21، 22، 41، 49، 53، 72، 74،
149، 146، 160
كمال الإخلاص 76
كمال المعرفة 76
كمال الوحدة 109
كمالات الوجود 132، 137، 139، 140
الكمّل 80، 141، 142
الكنز المخفي 60، 131
الكنزية المختفية 3
الكون الجامع 7، 9، 54، 141، 159
الكينونة العقلائية السابقة 141
«ل»
اللا اقتضائي الذاتي 146
اللازم 129
اللا شيئية 120، 122، 123، 146
اللاهوت 88
لسان الاستعداد 11، 127، 139، 140
لسان الحال 139
لسان الذات 140
لسان القال 11، 139، 140
لسان المقال 139
اللطف 9، 26، 31، 32، 34، 37، 135
لوازم الأسماء 50، 80، 128
لوازم الصفات 50، 80، 128
اللوح 65، 85
لوح القدر 52
لوح القضاء 52
اللوح المحفوظ 8، 52
الليلة المباركة المحمّدية 137
«م»
ماء الحياة 42، 111، 112
المادّة 72
المادّة الظلمانية 157
ص: 213
المالكية 51، 106، 151
المالكية التامّة 103
المالكية المطلقة 18، 36
الماهيات 100، 120، 137
الماهيات الكلّية 149
الماهيات المعدومة 49
الماهية 16، 22، 51، 55، 77، 89 ، 99، 146
المتضادات 29
المتعلقات 100
المتعيّن 84، 85
المتعيّنات 108
متن الحقائق 146
المثال 89
المثل الأعلى 63
المثل النورية 35
مجالي الصفات 3
المجامع 127
المجاهد في سبيل اللّه 114، 158
المجاهدات 129
المجردات 22
مجوهر الجواهر 146
المحال 122، 148
محال الظهور 32
محال المعرفة 88
المحبّة الإلهية 34، 142
المحبّة الذاتية 130
المحبوب 12، 139
المحجوب 90، 112، 115
المحجوبون 132
محقّق الأعراض 146
المحو 18، 19
المخلوق 5، 8، 31، 63، 98
المخلوق الأوّل 25، 26
المدارج 14، 81
المدارك 42، 112
مدارك الخلق 90
مذوّت الذوات 146
مذهب البرهان 68
مرآة اسم اللّه 135
مرآة الإنسان 131
المرآة التامّ 61
مرآة الصفات والأسماء 80
مرآة صفة اللّه 135
مرآة العباد 115
المراتب 19، 59، 76، 108، 109، 118، 140، 142، 143، 146، 157، 161، 163
ص: 214
مراتب الاستطالة 119
مراتب الأسماء والصفات 159
المراتب الإلهية 84
مراتب الأنانية 107
مراتب الإنسانية 10، 163
مراتب الأنوار 43
مراتب التعيّنات 19، 117
مراتب الحسية 7
مراتب الرحمة الإلهية 55
مراتب السير إلى اللّه 163
مراتب الشرك 76
مراتب الظهورات العينية 46
المراتب العقلية 7
مراتب الغيب والشهادة 159
المراتب الغيبية المجردة 151
المراتب المثالية 7
مراتب المشيئة 117
مراتب الموجودات 4، 51
المراتب النزولية والصعودية 141
مراتب الوجود 9، 16، 21، 63، 80، 85، 152، 156
المراتب الوجودية 153
المراحل 14، 42، 97
مراحل السير والسلوك 163
مراحل الشهود 123
مراقي التعيّنات 20
المربوب 141
المربوبون 142
المرتبة الأحدية 125
مرتبة الأحدية الذاتية 78
مرتبة الاسم الرحمن 52، 53
مرتبة الاسم الرحيم 52، 53
مرتبة بسط الوجود 52
مرتبة الجهل المطلق 162
مرتبة الخفاء 63
مرتبة الظهور 26
مرتبة العدم المحض 162
مرتبة العماء 125
المرتبة العمائية 63، 131
مرتبة الفعل 26
مرتبة الهوية الغيبية 63
المسائل الإلهية 148
المستفيض 150
المستهلك 15، 20، 77، 128
المستهلكات 154
المشاهدات 32، 129
المشاهدة 18
مشايخ المعرفة 125
ص: 215
المشهود 3
المشيئات 115
المشيئة 19، 20، 27، 53، 54، 89، 107، 108، 109، 112، 117، 118، 119
المشيئة الأزلية الذاتية 120
مشيئة اللّه 52
المشيئة الإلهية 108، 109، 110
المشيئة المطلقة 19، 89، 108، 109
المطلق 24، 99، 132، 139
المطلوب 142
المظاهر 72، 73، 91، 114، 115، 165
مظاهر الأرواح الجبروتية 131
مظاهر الأرواح الملكوتية 131
مظاهر الاسم الأعظم 165
مظاهر الجمال 34
المظاهر الحسنى الفعلية 19
مظاهر الخلق 114، 115
المظاهر الخلقية 115
مظاهر الشيطان 5
مظاهر المشيئة 108
المظهر 16، 72، 73، 75، 81، 84، 135
مظهر اسم اللّه الأعظم 81
المظهر التامّ 84
المظهر المحمّدي 73
المعارج 14
المعرفة 25، 29، 53، 65، 87، 104، 112، 114، 132، 143
المعشوق 5، 135
المعنى 69
مفاتح غيب الأرواح 3
مفاتيح الغيب 38، 121، 126
المفاهيم 78
المفاهيم الأسمائية 77
مفتاح الظهور والمعرفة 143
مفتاح الغيب والشهادة 38
مفتاح غيب الوجود 58
مفتاح الوجود 3
المفهوم 77، 78، 79، 129
المفهوم الانتزاعي الاعتباري 146
المفهوم العامّ 77
المفهوم المصدري 118
المفيض الحقّ 139
المقال 139، 140
المقام 17، 20، 55، 114، 162
مقام إجمال العوالم 27
المقام الأحدي الأحمدي 136
مقام الاستقامة 11
مقام الاستقرار 114
ص: 216
مقام استهلاك جهة الخلق في وجه الربّ 114
مقام الاسم الأعظم الفعلي 165
مقام الإطلاق 89 ، 107
مقام إطلاق الحقيقة المحمّدية 88
مقام إطلاق الوجود 117
مقام الاُلوهية 82، 83
مقام الإلهية 30، 54، 81، 84، 109، 111
مقام أو أدنى 17
مقام بسط كمال الوجود 49، 53
مقام بسط الوجود 49، 51، 54
مقام التجلّى 117
مقام التدلي 19، 111
مقام التذلّل 10
مقام التفصيل 116، 163
مقام التعيّن الروحي 141
مقام التكثير 116، 143
مقام التمكين 114
مقام التوحيد 116، 143
المقام الجامع بين النشئات 141
مقام الجبرائيل 92
مقام الجمع 163
مقام الجمع بين الوحدة والكثرة 17
مقام الجمعية الإلهية 33
مقام خلع نعلي الإمكان والتعيّن 114
مقام الخلق العيني 93
مقام الذات 104
مقام الرجوع إلى الكثرة مع حفظ الوحدة 114
مقام الرحمانية 54
مقام الرحمانية الذاتية 55
مقام الروحانية 85
مقام السالك 10
مقام سريان الوجود 112
مقام الظلومية 162
مقام الظهور 112
مقام ظهور حقيقة الوجود 113، 117
مقام العارف 112
مقام العبودية 10
المقام العلوي 19
مقام الفعل 51، 117
مقام قاب قوسين 111
مقام القدس 113
مقام القرب المطلق 20
مقام القيومية المطلقة 111
مقام الكثرة 150
مقام الكثرة في الوحدة 10
مقام الكمال 141
ص: 217
مقام المألوهية 82
مقام المشيئة 19، 27، 54، 88، 89، 107، 108
المقام المعلوم 161
مقام الواحدية 81، 83، 126
مقام الوحدة 163
مقام الوحدة في الكثرة 10
مقام الولاية المحمّدية 54
مقام الولاية المطلقة 110، 113
مقام الهيمان 17
المقامات 54، 91، 92، 97، 98، 100، 101، 135، 141، 162
المقامات الاُخروية 13
المقامات الإنسانية 17
مقامات السالكين 75
مقامات القرب 50
مقامات الوجود 142
المقرّبون 22، 69
المقصد الأعلى 5
المقيّد 132
المكاشفات 129
المكاشفة القلبية 135
المكتوب السبحاني الأقدس 66
الملائكة الأرضية 117، 161
الملائكة المدبّرة 161
الملائكة المقرّبون 36، 61، 97، 117
الملائكة المنزّهة المقدّسة 43
الملائكة المهيمنة 20، 161
ملابس الآيات 3
ملابس الأسماء والصفات 90
ملابس الأشكال 51
ملابس الأعيان الثابتة 131
ملابس الأفعال 51
ملابس التعيّنات 112
ملابس الرقائق 107
ملابس الكثرات 114
الملك 7، 88 ، 151
الملكات 63، 72
الملكوت 7، 38، 88 ، 132، 152
ملكوت الأشياء 38
الممتنع 90، 121
الممتنعات 121، 122، 152
الممكن 121، 122
الممكنات 111، 122، 139، 148
المنازل 15، 42
منازل الإنسانية 114
منازل الغيب 123
منازل الكتاب الإلهي 42
ص: 218
المنازل المتوسّطة 61
المناسك 69
المناسك الصورية 69
المناكحات 101
المنتقم 50، 80
المنزل 15
المنزل الأدنى 42، 112
منزل القلب 15
منطق الفؤاد 127
منطق القلب 140
منطق اللسان 140
الموجبية 120
الموجود الحقيقي 126
الموجود العقلي 91
الموجودات 145، 152، 155، 161
المهيات 113
المهيات المحقّقة 123
المهيات المقدرة 123
«ن»
النبوّات 67
النبوّة 4، 65
نبوّة الروح الأعظم 73
نبوّة الظاهرة 73
النزول 97 ، 140
النسب 121
نسخة الملك والملكوت 8
النشئات 18، 97 ، 141، 142
النشأة 14، 97، 141، 160
النشأة الآخرة 29، 30، 49، 50، 72
النشأة الاُخرى 106
النشأة الاُولى 29
النشأة التجرّدية 141، 151
النشأة التجريدية 141
نشأة الخيال 30
النشأة الدنياوية 50
النشأة العلمية 142
النشأة العينية 121
النشأة الهيولانية 97
النظام 38، 151
النظام الأتمّ 51، 140
النظام العقلي 151
النظام العلمي الرباني 151
النظامات 39، 151
نعال الوجود 22، 23
نعل الناسوت 41
النعوت 11
النعوت الربانية 100
النعوت الربوبية 14
ص: 219
النفس 15، 53، 71، 89، 94
النفس الأمرية 146
النفس الرحماني 94، 131
النفس الناطقة 16
النفوس الاسفهبدية 51، 61
النفوس الزكية 50
النفوس الطاهرة الزكية 50
النفوس الكلّية 62
النفوس الكلّية الإلهية 43، 161
النفوس المستعدّة 137
النفوس المنكوسة 50، 65
النقص 30، 41، 127
النقطة الإلهية 93
نقطة العقل 93
النواميس الشرعية 70
نور الأنوار 5، 44
النور الأوّل 25
النور الباطني 63
نور الجلال 36
نور الجمال 33
النور الخالص 126
نور العظمة 35، 36
نور العلم 42
النور المحمّدي 88
النور المرشوش 111
النور المطلق 43
نور الهيبة 35
«و»
الواجب 90، 122، 125، 127
الواجب بالذات والصفات 120
واجب الوجود 25، 103، 120
الواحدية 36، 106
الواردات 31، 100، 102
الوجوب 23، 155
وجوب الذات 120
الوجود البحت 78
الوجود بشرط لا 125
الوجود التفريقي 62
الوجود الجمعي الإلهي 58
الوجود الخارجي 121
الوجود الصرف 126
الوجود لا بشرط 125
الوجود المطلق 20، 59، 60، 111، 125
الوجود المنبسط 53، 54، 77، 89، 95، 155
الوجودات 20، 79، 132
وجودات الممكنات 148
وجه اللّه 19، 20، 90
ص: 220
وجه اللّه الباقي 111
الوجه الباقي 20، 23، 113
الوحدة 29، 109، 114، 136، 165
الوحدة الجمعية 162
الوحدة الحقّة الحقيقية 108
الوحدة الحقّة الظلّية 108
الوحدة في عين الكثرة 114
الوحدة في الكثرة 57، 135، 162
الوصول 5، 107، 108
الوطن الأصلي 158
الوعاء الوجودي 158
الوقت 32
الولايات 67
الولاية 4، 71، 72
الولاية العلوية 71، 110
الولاية المطلقة 110، 113
الولاية المطلقة العلوية 162
الولاية المطلقة المحمّدية 19
وليّ اللّه المطلق 75
الوليّ المطلق 149
«ه »
الهبوط 143
الهداية التشريعية 4، 137
الهداية التكوينية 4، 137
الهويات 92
الهويات الجزئية 149
الهوية 24، 77، 80، 105، 112، 127، 133
الهوية الإلهية 109
الهوية الجمعية 4
الهوية السارية 126
الهوية الغيبية 125
الهياكل 35، 49
الهياكل الظلمانية 23
هياكل الممكنات 155
هيكل الإنسان 5
الهيمان 18، 33
الهيولى 12، 61، 62، 63، 71، 72، 85،
89، 93، 108، 155، 157، 160
الهيولى الاُولى 111
الهيولى الجسمانية 113
«ى»
يوم بروز الأحدية 36
يوم الرجوع التامّ 36، 106
يوم رجوع الكلّ 51
يوم السلطنة المطلقة 106
يوم العظمة 36
ص: 221
ص: 222
«القرآن الكريم» .
«أ»
1 - الاحتجاج . أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي (القرن السادس) ، تحقيق إبراهيم البهادري ومحمّد هادي به ، الطبعة الاُولى ، مجلّدان ، قم ، منشورات اُسوة ، 1413 ق .
2 - إحياء علوم الدين . أبو حامد محمّد بن محمّد الغزالي (م 505) ، الطبعة المحقّقة الاُولى ، 5 مجلّدات + الفهارس ، بيروت ، دار الهادي ، 1412 ق / 1992 م .
3 - أسرار الشريعة وأطوار الطريقة وأنوار الحقيقة. السيّد حيدر الآملي، تهران، مؤسّسه مطالعات و تحقيقات فرهنگى، 1362 ش.
4 - الإسراء إلى مقام الأسرى. ضمن رسائل ابن عربي. محيي الدين بن عربي (م 638)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1361 ق.
5 - أسرار الآيات. صدر المتأ لّهين محمّد بن إبراهيم الشيرازي (م 1050)، بيروت، دار الوفاق، 1420 ق.
6 - أسرار الصلاة. الحاجّ ميرزا جواد الملكي التبريزي (م 1343)، تحقيق محسن بيدارفر، قم، منشورات بيدار، 1382 ش.
ص: 223
7 - الإشارات والتنبيهات. مع الشرح للمحقّق نصير الدين الطوسي وشرح الشرح للعلاّمة قطب الدين الرازي. شيخ الرئيس أبوعلي حسين بن عبداللّه بن سينا (370 - 427)، الطبعة الثانية، 3 مجلدات، طهران، دفتر نشر كتاب، 1403 ق.
8 - الإصابة في تمييز الصحابة، أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني (م 852)، بيروت، دار صادر، 1328.
9 - اصطلاحات الصوفية. كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني (م 736)، تحقيق وتعليق محمّد كمال إبراهيم جعفر، قم، منشورات بيدار، الطبعة الثانية، 1370 ش.
10 - الأعلام. خير الدين الزركلي، بيروت، دار العلم للملايين، 1989 م.
11 - أعيان الشيعة. السيّد محسن بن عبدالكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي (1284 - 1371)، إعداد السيّد حسن الأمين، الطبعة الخامسة، 10 مجلّدات + الفهرس، بيروت، دار التعارف، 1403 ق.
12 - إقبال الأعمال. السيّد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس (589 - 664)، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1417 ق. دار الكتب الاسلامية، طهران، 1349 ش.
13 - إنشاء الدوائر. محيي الدين بن العربي (م 638)، ليدن، 1336 ق.
«ب»
14 - بحار الأنوار الجامعة لدُرر أخبار الأئمّة الأطهار. العلاّمة محمّد باقر بن محمّدتقيّ المجلسي (1037 - 1110) ، الطبعة الثانية ، إعداد عدّة من العلماء ، 110 مجلدٍ (إلاّ 6 مجلّدات ، من المجلّد 29 - 34) + المدخل ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، 1403 ق / 1983 م .
15 - البرهان في تفسير القرآن . السيّد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبدالجواد الحسيني البحراني (م 1107) ، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية ، مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، 10 مجلّدات ، بيروت ، مؤسّسة البعثة ، 1419 ق / 1999 م .
16 - بصائر الدرجات . أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار (م 290) ، تصحيح الميرزا محسن كوچه باغي ، قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1404 ق .
ص: 224
17 - البلد الأمين. تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمّد بن صالح بن إسماعيل الحارثي العاملي الكفعمي (840 - 900)، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1425 ق.
18 - بيان السعادة في مقامات العبادة . سلطان محمّد الجنابذي الملقّب ب «سلطان عليشاه» (1251 - 1327) ، الطبعة الثانية ، 4 مجلّدات ، طهران ، مطبعة دانشگاه ، 1385 ق / 1344 ش .
«ت»
19 - تاريخ بغداد. الخطيب بغدادي (م 463)، تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا، الطبعة الاُولى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417 ق.
20 - التعليقة على الفوائد الرضويه. الإمام الخميني قدّس سرّه =ضمن موسوعة الإمام الخميني قدّس سرّه .
21 - تفسير الصافي . محمّد بن مرتضى المولى محسن الفيض الكاشاني (1007 - 1091) ، الطبعة الاُولى ، 5 مجلّدات ، مشهد ، دار المرتضى للنشر ، 1402 ق .
22 - تفسير العياشي. أبو النضر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السمرقندي (أواخر قرن الثالث) ، تصحيح السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، مجلّدان ، طهران ، المكتبة العلمية الإسلامية .
23 - تفسير القمي. أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي (من أعلام قرني 3 و 4 ) مطبعة النجف ، النجف الأشرف ، 1387 .
24 - تفسير القرآن الكريم. محيي الدين بن عربي (م 638)، تحقيق مصطفى غالب، تهران، انتشارات ناصر خسرو، 1368 ش. (وهو تأويلات القرآن لعبدالرزّاق الكاشاني.) دار اليقظة العربية، 1387 ق.
25 - التوحيد . أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، الشيخ الصدوق (م 381) ، تحقيق السيّد هاشم الحسيني الطهراني ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1398 ق .
ص: 225
«ج»
26 - جامع الأسرار ومنبع الأنوار. الشيخ حيدر الآملي، تهران، انتشارات علمى و فرهنگى، 1368 ش.
27 - جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات عن الطرق والأسناد . محمّد بن علي الأردبيلي (م 1101) ، الطبعة الاُولى ، قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1403 ق .
«ح»
28 - الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة . صدر المتأ لّهين محمّد بن إبراهيم الشيرازي (م 1050) ، الطبعة الثانية ، 9 مجلّدات ، قم ، مكتبة المصطفوي، 1387 ق .
«خ»
29 - خزائن. ملاّ احمد نراقي (م 1245 ق)، تصحيح، پاورقى و تعليق حسن حسن زاده آملى، قم، انتشارات قيام، 1378 ش.
«د»
30 - دائرة المعارف الإسلامية. بيروت، دار المعرفة.
31 - دائرة المعارف فارسى. به سرپرستى غلامحسين مصاحب، تهران، مؤسسه انتشارات فرانكلين، 1345 ش.
32 - ديوان أبي العتاهية. تحقيق الدكتور شكري فيصل، دمشق، مكتبة دار الملاح.
33 - ديوان أبي نواس. أبو نواس، تحقيق فوزي عطوي، بيروت، دار صعب، 1987 م.
34 - ديوان حافظ. خواجه حافظ شيرازى، تصحيح انجوى شيرازى، تهران، انتشارات جاويدان، 1373 ش.
35 - ديوان حلاّج. حسين بن منصور حلاّج، تهران، كتابخانه سنائى، 1367 ش.
36 - ديوان اشعار منسوب به حضرت أمير المؤمنين علي علیه السلام . ترجمه منظوم از مولانا شوقى، (قرن نهم)، تصحيح و تعليق سيده مريم روضاتيان. تهران، انجمن آثار مفاخر فرهنگى، 1383 ش.
ص: 226
«ذ»
37 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة . الشيخ محمّد محسن آقا بزرگ الطهراني (1293 - 1389) ، 25 جزءاً في 28 مجلّداً (الجزء 9 في 4 مجلّدات) ، قم ، مؤسّسة إسماعيليان.
«ر»
38 - رسائل ابن سينا . الشيخ الرئيس أبو علي حسين بن عبداللّه بن سينا (370 - 427) ، قم ،
39 - رشحات البحار. ميرزا محمّد على شاه آبادى، تصحيح زاهد ويسى، تهران، پژوهشگاه فرهنگ و انديشه اسلامى، 1386 ش.
40 - روضات الجنّات. الميرزا محمّد باقر الموسوي الخوانساري، قم، مؤسّسة إسماعيليان، 1390 ق.
«س»
41 - سنن الترمذي . أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذي (209 - 279) ، تحقيق عبدالوهّاب عبداللطيف ، الطبعة الثانية ، 5 مجلّدات ، بيروت ، دار الفكر للطباعة والنشر ، 1403 ق .
«ش»
42 - شرح الأسماء. المولى هادي بن مهدي السبزواري (1212 - 1289)، تحقيق نجفقلى حبيبي، تهران، مؤسسه انتشارات و چاپ دانشگاه تهران، 1373 ش.
43 - شرح توحيد الصدوق. القاضي سعيد محمّد بن محمّد مفيد القمي (1049 - 1107)، صحّحه وعلّق عليه نجفقلي حبيبي، الطبعة الاُولى، تهران، مؤسّسة الطباعة والنشر وزارة والإرشاد الإسلامي، 1415.
44 - شرح فصوص الحكم. مؤيّد الدين الجندي، تصحيح جلال الدين الآشتياني، منشورات جامعة المشهد، 1361 ش.
45 - شرح فصوص الحكم. محمّد داود قيصري رومي (م 751)، بإهتمام سيّد جلال الدين آشتياني، تهران، شركت انتشارات علمى و فرهنگى، 1375 ش.
ص: 227
46 - شرح فصوص الحكم. كمال الدين عبدالرزّاق الكاشاني (م 736)، قم، منشورات بيدار، 1370 ش.
47 - شرح المقاصد . مسعود بن عمر بن عبداللّه المعروف ب «سعد الدين التفتازاني» (712 - 793) ، تحقيق عبدالرحمن عميرة ، الطبعة الاُولى ، 5 أجزاء في 4 مجلّدات ، قم ، منشورات شريف الرضيّ ، 1370 - 1371 ش .
48 - شرح المنظومة . المولى هادي بن مهديّ السبزواري (1212 - 1289) ، تصحيح وتعليق وتحقيق حسن حسن زاده الآملي و مسعود الطالبي ، الطبعة الاُولى ، 5 مجلّدات ، طهران ، نشر ناب ، 1369 - 1379 ش .
49 - شرح المواقف . السيّد الشريف علي بن محمّد الجرجاني (م 812) ، تصحيح السيّد محمّد بدرالدين النسعاني ، الطبعة الاُولى ، 8 أجزاء في 4 مجلّدات ، قم ، انتشارات الشريف الرضيّ ، 1412 ق / 1370 ش ، «بالاُفست عن طبعة مصر ، 1325» .
50 - شرح نهج البلاغة. عبدالحميد بن هبة اللّه بن محمّد بن محمّد بن الحسين المدائني، المعروف بابن أبي الحديد (586 - 655) مؤسّسة إسماعيليان، قم، بالاُفست عن الطبعة الاُولى بالقاهرة، 1378 .
51 - شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام . المولى عبد الرزّاق بن علي بن الحسين اللاهيجي الفيّاض (م 1051) ، تصحيح أكبر أسد عليزاده ، الطبعة الاُولى ، 5 مجلّدات ، قم ، مؤسّسة الإمام الصادق علیه السلام ، 1425 - 1430 ق .
52 - الشفاء . الشيخ الرئيس أبو علي حسين بن عبداللّه بن سينا (370 - 427) ، تحقيق عدّة من الأساتذة ، 10 مجلّداً ( الإلهيات + المنطق 4 مجلّدات + الطبيعيات 3 مجلّدات + الرياضيات مجلّدان) ، قم ، مكتبة آية اللّه المرعشي ، 1405 ق .
«ص»
53 - صحيح البخاري . أبو عبداللّه محمّد بن إسماعيل البخاري الجعفي (م 256) ، تحقيق وشرح الشيخ قاسم الشمّاعي الرفاعي ، الطبعة الاُولى ، 9 أجزاء في 4 مجلّدات ، بيروت ، دار القلم ، 1407 ق / 1987 م .
ص: 228
«ط»
54 - الطبقات الكبرى . أبو عبداللّه محمّد بن سعد بن منيع الزهري كاتب الواقدي (168 - 230) دار صادر ، بيروت ، الطبعة الاُولى ، 1418 .
«ع»
55 - علم اليقين. محمّد بن مرتضى مولى محسن فيض كاشانى (1006 - 1091) ، قم، انتشارات بيدار، 1385 ش.
56 - عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية . محمّد بن علي بن إبراهيم الأحسائي المعروف بابن أبي جمهور (م - أوائل القرن العاشر) ، تحقيق مجتبى العراقي ، الطبعة الاُولى ، قم ، مطبعة سيّدالشهداء ، 1403 ق .
57 - عيون أخبار الرضا علیه السلام . أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، الشيخ الصدوق (م 381) ، تصحيح السيّد مهدي الحسيني اللاجوردي ، الطبعة الثانية ، منشورات جهان .
«ف»
58 - الفتوحات المكّية. محيي الدين بن عربي (م 638)، بيروت، دار إحياء التراث العربي.
59 - فصوص الحكم. محيي الدين بن العربي (م 638)، التعليق أبو العلاء عفيفي، تهران، مكتبة الزهراء I، 1366 ش.
60 - الفقيه (من لا يحضره الفقيه) . أبو جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (م 381) ، إعداد السيّد حسن الموسوي الخرسان ، الطبعة الرابعة ، 4 مجلّدات ، النجف الأشرف ، دار الكتب الإسلامية ، 1377 ق / 1957 م .
«ق»
61 - القبسات . السيّد محمّد باقر بن شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي المعروف ب«الميرداماد» (م 1041) ، تحقيق الدكتور مهدي المحقّق ، الطبعة الثانية ، طهران ، انتشارات و چاپ دانشگاه طهران ، 1374 ش .
ص: 229
62 - قوت القلوب. محمّد بن علي بن عطية الحارثي (م 386)، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417 ق.
«ك»
63 - الكافي . ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (م 329) ، تحقيق علي أكبر الغفّاري ، الطبعة الخامسة ، 8 مجلّدات ، طهران ، دار الكتب الإسلامية ، 1363 ش .
64 - كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد . العلاّمة الحلّي جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر ، تحقيق الشيخ حسن حسن زاده الآملي ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1414 ق .
65 - كشف الوجوه الغرّ لمعاني نظم الدرّ. عبدالرزّاق الكاشاني (م 736)، تصحيح إسماعيل الجيلاني، الكاتب: أحمد بن محمّد الهزارجريبي، الطبعة الحجرية، 1319 ق.
66 - الكشكول. الشيخ محمّد بن حسين بن عبدالصمد بن محمّد بن علي بن الحسين بن محمّد بن صالح العاملي الجبعي، الحارثي، الهمداني، المشهور ب «الشيخ البهائي» (953 - 1030 ، 1031) مؤسّسة فراهاني، طهران.
67 - كلمات مكنونه. محمّد بن مرتضى مولى محسن فيض كاشاني (1006 - 1091) ، تصحيح و تعليق: عزيز اللّه عطاردى قوچانى، قم، انتشارات فراهانى، 1360 ش.
68 - كلّيات شيخ بهائى. شيخ محمّد حسين عاملى معروف به شيخ بهايى (953 - 1031)، قم، انتشارات فراهانى.
69 - كلّيات مفاتيح الجنان. شيخ عباس قمى، تهران، سازمان چاپ و انتشارات جاويدان.
70 - كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال . علاء الدين علي المتّقي بن حسام الدين الهندي (888 - 975) ، إعداد بكري حيّاني وصفوة السقا ، الطبعة الثالثة ، 16 مجلّداً + الفهرس ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، 1409 ق / 1989 م .
ص: 230
«ل»
71 - لقاء اللّه. ميرزا جواد آقا ملكى تبريزى (م 1343)، مصححّ صادق حسن زاده، قم، آل على علیه السلام ، 1385 ش.
«م»
72 - المبدأ والمعاد. صدر المتأ لّهين محمّد بن إبراهيم الشيرازي (م 1050)، تصحيح سيّد جلال الدين آشتياني، انتشارات انجمن فلسفه ايران، 1354 ش.
73 - مثنوى معنوى. جلال الدين مولوى، تصحيح نيكلسون، تهران، انتشارات پژوهش، چاپ پنجم، 1378 ش.
74 - مجمع الأمثال. أبو الفضل أحمد الميداني، تهران، الطبعة الحجرية، 1290 ق.
75 - مجمع البيان في تفسير القرآن . أبو علي أمين الإسلام الفضل بن الحسن الطبرسي (حوالي 470 - 548) ، تحقيق وتصحيح السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي والسيّد فضل اللّه اليزدي الطباطبائي ، الطبعة الاُولى ، 10 أجزاء في 5 مجلّدات ، بيروت ، دار المعرفة للطباعة والنشر .
76 - المجلي. لمرآة المنجي (مسلك الأفهام والنور المنجي من الظلام)، محمّد بن علي بن إبراهيم الأحسائي المعروف بابن أبي جمهور (م - أوائل القرن العاشر)، الطبع الحجري، تهران، 1329 ق.
77 - المحجّة البيضاء في تهذيب الإحياء . محمّد بن المرتضى المولى محسن المعروف بالفيض الكاشاني (1006 - 1091) ، تصحيح على أكبر الغفّاري ، الطبعة الرابعة ، 8 أجزاء في 4 مجلّدات ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1417 ق .
78 - مجموعه مصنفات شيخ إشراق. شهاب الدين يحيى سهروردى، تصحيح هنرى كربين، الطبعة الثانية، تهران، مؤسسة مطالعات و تحقيقات فرهنگى، 1372 ش.
79 - مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل . الحاجّ الميرزا حسين المحدّث النوري الطبرسي ، (1254 - 1320) ، تحقيق مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 25 مجلّداً ، قم ، مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث ، 1407 ق .
ص: 231
80 - المسند . أحمد بن محمّد بن حنبل (164 - 241) ، إعداد أحمد محمّد شاكر وحمزة أحمد الزين ، الطبعة الاُولى ، 20 مجلّداً ، القاهرة ، دار الحديث ، 1416 ق .
81 - مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين. الحافظ رجب البرسي (أعلام القرن الثامن)، تهران، دفتر نشر فرهنگ اهل بيت علیهم السلام .
82 - مشارق الدراري. شرح تائيه ابن فارض، سعيد بن محمّد فرغاني (م 691)، مقدّمه وتعليقات سيد جلال الدين آشتياني، قم، مركز انتشارات دفتر تبليغات اسلامى، 1379 ش.
83 - مصباح الاُنس مع شرح مفتاح الغيب. محمّد بن حمزة بن محمّد عثماني الفناري (م 834)، مع تعليقات الميرزا هاشم بن حسن بن محمّد علي گيلاني إشكوري والآية اللّه الخميني وسيّد محمّد القمّي وآقا محمّد رضا قمشه اي وحسن حسن زاده آملي، تصحيح محمّد خواجوي، تهران، انتشارات مولى، 1416 ق.
84 - مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد . أبو جعفر شيخ الطائفة محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (385 - 460) ، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات ، 1418 ق / 1998 م .
85 - مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية. الإمام خميني قدّس سرّه =ضمن موسوعة الإمام الخميني قدّس سرّه .
86 - مصنّفات ميرداماد. السيّد محمّد باقر بن شمس الدين محمّد الحسيني الأسترآبادي المعروف ب«الميرداماد» (م 1041)، تهران، انجمن آثار و مفاخر فرهنگى، 1381 ش.
87 - معاني الأخبار . أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي المعروف بالشيخ الصدوق (م 381) ، تصحيح علي أكبر الغفّاري ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1361 ش .
88 - معجم المؤلّفين. عمر رضا كحالة، بيروت، مكتبة المثنى ودار إحياء التراث العربي.
89 - مفتاح الغيب. المطبوع مع مصباح الاُنس. أبو المعالي صدر الدين محمّد بن إسحاق
ص: 232
القونوي (القونيوي) (607 - 673)، تصحيح محمّد خواجوي، تهران، انتشارات مولى، 1416 ق.
90 - مكارم الأخلاق . أبو نصر رضيّ الدين الحسن بن الفضل الطبرسي ( القرن السادس الهجري) ، تحقيق علاء آل جعفر ، مجلّدان ، الطبعة الاُولى ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، 1414 ق .
91 - مناقب آل أبي طالب . أبو جعفر رشيد الدين محمّد علي بن شهر آشوب السروي المازندراني (م 588) ، تصحيح السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي ، 4 مجلّدات ، قم ، مؤسّسه انتشارات علاّمه ، 1379 ق .
92 - موسوعة الإمام الخميني قدّس سرّه . تحقيق مؤسّسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخمينى قدّس سرّه ، الطبعة الاُولى، قم، مؤسّسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني قدّس سرّه ، 1434 ق / 1392 ش.
«ن»
93 - نجوم السماء في تراجم العلماء. الميرزا محمّد علي الكشميري، مكتبة بصيرتي، قم.
94 - النصوص. صدر الدين محمّد بن إسحاق القونوي (القونيوي) (607 - 673)، تصحيح سيد جلال الدين الآشتياني، تهران، مركز نشر دانشگاهى، 1371 ش.
95 - نقباء البشر. الشيخ محمّد محسن آقا بزرگ الطهراني (1293 - 1389) ، الطبعة الثانية، دار المرتضى، المشهد، 1404 ق.
96 - نور البراهين. السيّد نعمة اللّه الموسوي الجزائري (1050 - 1112)، قم، الطبعة الاُولى، مجلّدان، مؤسّسة النشر الإسلامي، 1417 ق.
97 - نهج البلاغة ، من كلام مولانا أمير المؤمنين علیه السلام . جمعة الشريف الرضي ، محمّد بن الحسين (359 - 406) ، إعداد الدكتور صبحي صالح ، انتشارات الهجرة ، قم ، 1395 ق «بالاُفست عن طبعة بيروت 1387 ق» .
«و»
98 - الوافي . محمّد بن المرتضى المولى محسن المعروف بالفيض الكاشاني (1006 -
ص: 233
1091) ، إعداد ضياء الدين الحسيني ، الطبعة الاُولى ، 26 مجلّداً ، أصفهان ، مكتبة الإمام أمير المؤمنين علیه السلام ، 1412 ق .
99 - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة. الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (1033 - 1104) ، تحقيق مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 30 مجلّداً ، قم ، مؤسّسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث ، 1409 ق .
«ه»
100 - هدية العارفين. إسماعيل باشا البغدادي، (ضمن مجموعة كشف الظنون، المجلدان 5 و 6) بيروت، دار الفكر، 1410 ق.
101 - الهيئة والإسلام. السيّد هبة الدين الشهرستاني، بغداد، مطبعة الآداب، 1328 ق.
«ي»
102 - ينابيع المودّة لذوي القربى. سليمان بن إبراهيم القندوزي، (1220 - 1294)، قم، دار الاُسوة، 1422 ق.
ص: 234
مقدّمة التحقيق ... ه
خطبة الكتاب ... 3
البهاء
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من بهائك...» ... 7
الإنسان هو الكون الجامع ... 7
سرّ تصدّر أكثر الأدعية ب«اللهمّ» ... 9
الأنانية تنافي السؤال ... 10
بحث في السؤال والمسؤول من فقرات الدعاء ... 11
التحذير من طلب الشهوات النفسانية والترغيب في طلب الكرامات الإلهية ... 12
الوسول إلى الغاية القصوى يحصل بعد التدرّج في السير ... 14
السؤال ذو أطوار مختلفة ... 17
تدرّج السالك في مراتب التعيّنات ... 19
الوجود كلّه حسن وبهاء ... 21
كلّما كان الوجود أشد خلوصاً كان أبهى وأحسن ... 22
إبانة: في الفرق بين البهاء والجمال ... 24
نقل وكشف: في ذكر كلام بعض المشايخ ... 25
ص: 235
المراد بصفات الجمال والجلال ... 26
الجمال والجلال
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من جمالك...» ... 29
الوجود الأشدّ بساطة الأكثر اشتمالاً على الكثرات ... 29
خليفة اللّه مستجمع للصفات المتقابلة ... 31
بيان الأوصاف الجمالية والجلالية ... 31
لمعة: في بيان اختلاف قلوب الأولياء في قبول التجلّي ... 32
العظمة
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من عظمتك...» ... 35
بحث في صفة العظمة ... 37
بيان عظمة فعل اللّه ... 38
نقل عبارات في تعدّد العوالم وسعة النظامات ... 38
النور
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من نورك...» ... 41
للكتاب الإلهي منازل ومراحل ... 42
بحث في حقيقة النور ... 42
نور: في نقل الكلام المنسوب إلى الشيخ محيي الدين ... 44
بحث في أنّ «النور» من أيّ الأسماء هو ... 44
الرحمة
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من رحمتك...» ... 49
الرحمة الرحمانية والرحيمية ... 49
ص: 236
الرحمانية والرحيمية الذاتيتان والفعليتان ... 50
في وجه تكرار الرحمن الرحيم في فاتحة الكتاب ... 50
تنبيه واعتراض: في نقل كلام القيصري ونقده ... 52
في ذكر كلام بعض المشايخ ... 53
تذكرة: بيان المراد من الرحمة في فقرة الدعاء ... 55
الكلمات
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من كلماتك...» ... 57
بحث في اعتبارات الوجود ... 57
تبيين وتوضيح: في الكلمات التامّات الإلهية ... 60
الإنسان الكامل أتمّ الكلمات الإلهية ... 61
تمثيل: حقيقة الكلام الإلهي وغاية تكلّمه ... 62
بشارة: في نقل كلام صدر المتألهين ... 64
بحث في نزول الكتاب التكويني الإلهي ... 65
الحاملون للكتاب بظاهره وباطنه ... 66
كلمة نورية: في الإشارة إلى تطبيق الكتابين ... 67
التحذير من الوقوف عند الظواهر ... 67
تتميم مقال لإيضاح حال: في الإشارة إلى الجمع بين الظاهر والباطن ... 69
ذكر تسويلات الشيطان ... 69
العارف الكامل صاحب نشأتين ... 70
الكمال
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من كمالك...» ... 71
الولاية العلوية كمال الدين وتمام النعمة ... 71
ص: 237
كلّ كمال ظهور كمال الأسماء الإلهية ... 72
بحث في حقيقة نبوّة النبي ... 73
الأسماء
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من أسمائك...» ... 75
الأسماء والصفات حجب نورية للذات الأحدية ... 75
بحث في اتّصافه جلّ وعلا بالظهور والبطون ... 76
لا اسم للذات الأحدية ولا رسم ... 77
بحث في التجلّي الأسمائي والصفاتي ... 80
نور: في أنّ سلسلة الوجود أسماء إلهية ... 81
لا إحصاء لأسماء اللّه ... 81
هداية: في تحقيق الاسم الأعظم ... 82
بيان الاسم الأعظم بحسب الحقيقة الغيبية ... 82
بيان الاسم الأعظم بحسب مقام الاُلوهية ... 83
بيان الاسم الأعظم بحسب الحقيقة العينية ... 84
حديث خلق اللّه الأسماء ... 86
شرح فقرات الحديث ... 89
بيان الاسم الأعظم بحسب اللفظ والعبارة ... 93
بحث في حروف الاسم الأعظم ... 94
تعقيب وتحصيل: تحقيق في التسمة ومراتبها ... 97
بحث في التسمية المذكورة في أوّل كلّ سورة ... 97
نقد وتتميم: نقل كلام مع نقله ... 99
رجع: تحقيق في الأسماء الإلهية ... 101
ص: 238
العزّة
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من عزتك...» ... 103
بحث في معاني «العزيز» ... 103
تذييل بيان المراد من العزّة في فقرة الدعاء ... 106
المشيئة
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من مشيئتك...» ... 107
المشيئة هي أوّل الصوادر ... 108
هداية: تحقيق في المشيئة الإلهية ... 109
المتحقق بمقام المشيئة هي الحقيقة المحمّدية والعلوية ... 110
نور مشرقي: المشيئة مشهودة الوجود مجهولة الحقيقة ... 112
مقام الواصلين إلى باب الأبواب ... 113
تحصيل إشراقي: في حقيقة الأمر بين الأمرين ... 114
كلّ الموجودات من ظهورات الحقّ وتجلّياته ... 115
تتميم وتنوير: في أنّ الإرادة منها محدثة ومنها قديمة ... 117
بحث في الإرادة ... 117
القدرة
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من قدرتك...» ... 119
معاني القدرة عند اصحاب المذاهب ... 119
تنبيه للمستبصرين وتيقيظ للراقدين: تحقيق في الأعيان ... 121
إشراق عرشي: في سرّ عرفاني ... 123
بيان «الاستطالة» في فقرة الدعاء ... 123
ص: 239
العلم
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من علمك...» ... 125
في تحقيق العلم ... 125
تنبيه بلسان أهل الذوق: في نفوذ علمه تعالى ... 131
بحث في تجليات اللّه ... 131
القول
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من قولك...» ... 135
الإنسان مظهر اسم «كلّ يوم هو في شأن» ... 135
في اختلاف تجلّيات الحقّ لعبده ... 136
المسائل
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من مسائلك...» ... 139
بيان معنى السؤال ... 139
ترتيب أسئلة وقعت في دار الوجود ... 140
الدعوات المستجابة وغير المستجابة ... 140
تنبيه: في اختلاف ألسنة الإنسان بحسب النشئات ... 141
لكلّ نشأة وعالم لسان يناسبه ... 141
تذنيب: في تحقيق أحبّ المسائل ... 142
في المحبّة الإلهيّة ... 142
الشرف
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من شرفك...» ... 145
في أنّ الوجود خير ... 145
ص: 240
الخيرات كلّها من الوجود والشرّ والنقصان من العدم ... 145
الماهية من حيث هي لاتتّصف بالخيرية والشرّية ... 146
السلطان
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من سلطانك بأدومه...» ... 149
في سلطنته تعالى ... 149
الملك
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من ملكك...» ... 151
بيان الفاخرية والأفخرية ... 152
العُلوّ
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من علوّك...» ... 153
في تحقيق معنى «العلو» ... 153
المَنّ
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من منّك...» ... 155
في أنّ الفيض والمستفيض حادث ... 155
بحث في قدم الفيض ... 155
الآيات
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك من آياتك...» ... 157
كلّ شيء آية لما في الغيب ... 159
الإنسان الكامل أكبر حجج الله ... 159
ص: 241
الشأن والجبروت
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك بما أنت فيه...» ... 161
في شؤون الإنسانية ... 161
كلّ موجود مظهر اسم خاصّ ... 161
في أخيرة مراتب السير الى اللّه ... 163
الإجابة
شرح قوله: «اللهمّ إنّي أسألك بما تجيبني...» ... 165
الفهارس العامّة
1 - فهرس الآيات الكريمة ... 169
2 - فهرس الأحاديث ... 177
3 - فهرس الأسماء المعصومين ... 181
4 - فهرس الأعلام ... 183
5 - فهرس الكتب الواردة في المتن ... 187
6 - فهرس الأشعار ... 189
7 - فهرس التعابير والمصطلحات ... 191
8 - فهرس المصادر التحقيق ... 223
ص: 242