ارشادات ونصائح للوالدين والمربين

هویة الکتاب

بطاقة تعريف:فرهادیان، رضا، - 1327

عنوان واسم المؤلف:للوالدین و المربین/ رضا فرهادیان؛ ترجمه ابراهیم الخزرجي

تفاصيل المنشور:قم: موسسة المعارف الاسلامیة، 1416ق. 1996م. = 1374.

مواصفات المظهر:102 ص.الطاولة

الصقيع:(ارشادات و نصایح 3)

(بنیاد معارف اسلامي 70)

ارشادات و نصائح؛ 3

ملاحظة:عربي

ملحوظة:ببليوغرافيا مع ترجمة

عنوان:الإسلام والتعليم

الآباء والمعلمين

المعرف المضاف:الخزرجي، ابراهیم، مترجم

شناسه افزوده:بنیاد معارف اسلامي

ترتيب الكونجرس:BP230/18/الف43 3.ج 1374

تصنيف ديوي:297/4837

رقم الببليوغرافيا الوطنية:م 76-248

جمعية خيرية رقمية: مركز خدمة مدرسة إصفهان

ویراستار: محمّد کاظم صادقي زفره

ص: 1

اشارة

ارشادات ونصائح

للوالدين والمربّين

ص: 2

رضا فرهادیان

ارشادات ونصائح

للوالدین و المربِّین

_3_

ترجمه : ابراهیم الخزرجی

ص: 3

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ص: 4

إن اقوى ما تلقيناه من القوىٰ العظمى من ضربات،هو ما وجهوه لشخصياتنا، إذ حاولوا ان يسرقوا منّا شخصياتنا، فبدؤا من المدارس التمهيدية للاطفال، حيث اعدّوا لذلك ارضية عبوديتهم وارتباطهم بالغير، ليتدرّجوا بهم إلى مراحل أعلى.

الامام الخميني (قدس سره)

***

... إن عليكم من الآن أن تعدّوا جيل المستقبل إعداداً صحيحاً، فإنّ ذهابهم الى الجامعة لا يكون إلّا بعد فوات الأوان .

الامام الخميني «قدس سره»

ص: 5

ص: 6

تربية الولد ومراحل تكامله

اشارة

قال تعالى: «یا ایها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة»(1) .

فعن أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير هذه الآية، إنّه قال:

«علّموا أنفسكم وأهليكم الخير، وادّبوهم»(2).

أنّ أهم ما يطرح اليوم في الأوساط العلمية والتربوية في العالم من المسائل، والتي طال فيها الكلام والمقال، هي مسألة: تربية وتعليم الانسان.

فالتربية من وجهة نظر الاسلام، عبارة عن مجموعة أساليب تتبع - منذ الولادة بل وقبلها - من أجل رقي وتكامل الطاقات الدفينة في الانسان،و هدایتها نحو الخير والكمال، إذ أنّ الاسلام ومن اجل تربية وبناء مجتمع نموذجي صالح، وضع قوانین واتبع أساليب في ذلك. حيث تُتّبع بعض هذه القوانين والاساليب التي تحمل عناوين الأحكام، قبل ولادة الطفل، بل وقبل مرحلة تأسيس البيت الزوجي، وبعضها يتّبع بعد الزواج و ولادة الطفل.

فان من جملة الأمور التي تخلّف آثاراً على سلوك الطفل وصفاته

ص: 7


1- التحریم: 6.
2- تفسير الميزان، ج 19 ص 361، نقلاً عن المدخل للبيهقي .

وطبائعه: اختيار الزوجة، كيفية تشكيل البيت العائلي، الحقوق المتبادلة بين الزوج والزوجة،شرائط وكيفية انعقاد النطفة، حالات الاُمّ وسلوكها في مرحلة الحمل، الاهتمام الكامل بالجنين في بطن اُمّه، تسمية الطفل، آداب الولادة في اسبوعها الاول، رعاية اُصول التغذية بالحليب (1)، فإن في كل ذلك آثاراً تنعكس على سلوك الطفل (2) .

وبشكل عام فانه يمكن تحليل مراحل التكامل والتربية من وجهة نظر الاسلام في خصوص مرحلتي ما قبل الولادة وبعدها الى:

1- مرحلة ما قبل الولادة، وتشتمل على اتخاذ المقدمات اللازمة عند اختيار الزوجة، - من حيث انتقال الصفات والخصال الحميدة الى الطفل - وعلى اتخاذ ما يلزم حين انعقاد النطفة، وفي مرحلتي الحمل والولادة.

2 - مرحلة ما بعد الولادة، ويمكن تقسيمها إلى مراحل أساسية خمس: الطفولة، الصبا، الشباب، الرجولة، الشيخوخة، حيث سنبحث المراحل الثلاث الاولى هنا فقط، وهي: الطفولة، والصبا، والشباب.

فقد قسم النبي صلى اللّٰه علیه و آله مراحل تكامل الانسان الأولى الى ثلاثة أقسام هامة، فقال:

«الولد سید سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين»(3).

ص: 8


1- نحيل القاريء لمراجعة القسم الأول من آخر الكتاب .
2- ان هناك سبباً ساري المفعول في جميع هذه الامور والآداب التربوية، ان لم يتحقق لم يكن لتلك الامور والآداب أثراً اصلاً، وهو عبارة عن : لقمة الحلال، فان كان ما يقتات به الانسان في حياته الشخصية عن طريق الحرام أو مشوباً به، كان مثل رعاية جميع هذه الامور في تربية ونمو الطفل، كمثل البذر في ارض مالحة، لم تأتِ بشيء من الثمر.
3- مکارم الاخلاق: ص 222.

فيمكننا أن نستلهم من هذا الحديث الشريف، ان مراحل تكامل الانسان- الى سن الواحد والعشرين - تنقسم الى هذه المراحل الثلاثة (السیادة،والطاعة، والوزارة) (1) ، حيث تنطبق هذه الثلاثة على مراحل الطفولة، والصباءوالشباب.

فلو أن الطفل طویٰ مرحلة السيادة بمعناها الواقعي، واستفاد من الحرية في تحقيق رغباته، سيدرك مرحلة الطاعة بسهولة تامة، ويكون دائماً مطيعاً لوالديه ولمن يتولى تعليمه، واذا طوى هذه المرحلة - الطاعة - أيضاً بشكل صحیح و معقول، سینال بذلك الوزارة، ويكون عوناً لوالديه في المنزل.

وعلى ضوء هذه المراحل الثلاث، فإن النبي صلى اللّٰه علیه و آله : وفي حديث آخر - حدّد الاُسس العامة للتربية وعيّن من خلالها وظائف ومسؤوليات كل من الوالدين والمعلّمين قبال الأطفال، فقال:

«دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدّب سبع سنين، والزمه نفسك سبع سنین»(2) .

السنوات السبع الاُولى من عمر الطفل

يكون الطفل في السنوات السبع الأولى من حياته ضعيف الذهن، هزيل القوى، ممّا يتعيّن على الأب والأم أن ينظرا اليه نظر رحمة ورأفة، وعليهما

ص: 9


1- مبانی تعلیم و تربیت: ص 77.
2- الوسائل: ج 5 ص 125.

تحقيق الكثير من رغباته، وأن يلبيّا حاجاته (1)، فإنه سيّد في السبع الاُولى من عمره، ولا بد أن يكون فيها حراً، يأمر ويلعب، فلا ينبغي عليهما تقييده أو تعليمه شيئاً لا يرغب في تعلّمه، انه يتأثر بالمحيط العائلي بصورة غير مباشرة، وهكذا يتأثر بالمجتمع ومن يحيط به من الاطفال فيتربى على ما يتعلّم .

أهم مرحلة

تعتبر السنوات الأولى من عمر كل انسان اهم وأخطر مراحل حياته، من دون ريب في ذلك، وهذه السنوات هي سنين تبلور شخصية الإنسان، فإن القدماء كانوا يتصورون ان الطفل يحتاج في السنين الاولى من عمره - الطفولة -الى العناية والرعاية الجسمية فقط، وأما التربية الذهنية والعاطفية، وكونه اجتماعياً، فلا يعتبروها من العوامل المؤثرة في مسألة تعليم وتربية الطفل،وكانوا يتصورون أيضاً، أن الطفل الذي لا يعاني من نقص في التغذية، واللباس،والصحة، والسكن، ووسائل الدراسة، ينبغي أن يكون متفوّقاً - في نموّه وتكامله وبلوغه الجسمي وفي تكامل طاقاته الدراسية - على الجميع.

ولكن التجربة أثبتت اليوم حقيقة اخرى، وهي: ان الطفل لا يحتاج فقط الى العناية الجسمية التامة، بل يحتاج احتياجاً شديداً الى رعاية قدراته المدرِكة والذهنية، والى تقوية حس الشعور والخيال لديه، وأيضاً الى رعاية استعداده في النطق و تکامله الجسمي وله حاجة ملّحة إلى العطف والحنان، والى الارشاد العلمي عن بيّنة وعلم.

ص: 10


1- مبانی تعلیم و تربیت: ص 77.

فان ما يعانيه الشاب من اضطراب في الشخصية والسلوك في مرحلة البلوغ، يرجع سببه الى النقص في رعايته والاهتمام به في مرحلة الطفولة الهامة والخطيرة، والى عدم وجود برنامج صحيح في تربيته، يسوقه نحو الكمال والتفتح الفكري والعقلي في هذه المرحلة . وعندما نريد التعرّف على اسباب الخلل الواقع في سلوك الشباب والكبار الاجتماعي، وندرس ذلك دراسة علمية تحليلية، يتضح لنا ان هؤلاء بسبب النقص في العناية والعطف والحب، وعدم الاهتمام في تربية الوالدين والمعلمين لهم في السنوات الاولى من حياتهم،اصيبوا فيما بعد بعدم الانسجام، والتمرّد على المحيط الذي فيه يعيشون، وصار ذلك سبباً في انحرافاتهم الخلقية والاجتماعية، وطغوا على أعراف المجتمع وقوانينه، ان أهم ما ينبغي رعايته في مرحلة السنوات السبع الاُولى، من أجل سلامة الطفل الجسمية، هو أمر حريته في التكامل، وحريته في تحصيل وكسب التجربة (1).

وحيث ان ذهن الطفل لم يتكامل بعد تکاملاً كافياً، لم يكن قادراً على تجزئة الاُمور وتحليلها تحليلاً عقلياً، فيعتمد في ادراك الاُمور على حواسه الخمس، التي لها الاثر البالغ في نشاطات وردود الفعل عند الطفل، فيلتجأ عند قيامه بالنشاطات التي تعتمد على الحس والادراك الى استعمال حواسه، فهويحب ان يركض، ويلعب (2)، ويتحرك، ويبحث ليكتشف اموراً جديدة في حياته ويجرّبها، ولذا فهو يحب أن يلمس كل ما يری مماحوله من الأشياء، ويتعرّف عليه بنفسه ويجرّبه.

ص: 11


1- قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ولدك ريحانتك سبعاً...» شرح ابن أبي الحديد: ج 20ص 343.
2- قال ابو عبداللّٰه الصادق عليه السلام: «الغلام يلعب سبع سنين ...» الكافي: ج 6 ص47.

والحرية هي نوع انتفاع و تحريك لتلك الحواس والعضلات، التي تساعد على إيجاد أرضية الابداع والتكامل والتطور للحس والعضلات عند الطفل، فلا ينبغي صدور ما يضر بسيادة الطفل في هذه المرحلة (1).

وعندما يكون الطفل مشغولاً باللعب، باذلاً في ذلك جهده وقواه، لا يصح أمره أو نهيه ، ولا يُمنع أو يُزجر عن تحركه ونشاطه.

فالموفقون من الآباء في تربية أطفالهم، هم الذين يخصّصون وقتاً لتربية أبناءهم، والبلد المتحضّر هو البلد الذي يوفّر لأطفال أبناءه وصغارهم جواً مناسباً، ووسائل رفاه أكثر، من أجل أن يقوموا بنشاطهم و تحركهم بنحو أفضل .فلو توفر للطفل الجو المناسب الذي يساعد على تكامله ونموّه، وتمكن من صرف طاقاته المتراكمة في وجوده في جهة صحيحة، وفي ظل ظروف مناسبة،سيكون حينئذٍ من ناحية سلامته النفسية في استقرار روحي وخلقي افضل.

لابد أن يتمتع الطفل بالحرية والراحة التامّتين، فلو خُدشت سيادته ولأيّ سبب كان وبأي مقدار، سیختل حینئذ توازنه الروحي والنفسي والاخلاقي بذلك، فان اكثر ما يواجهه الاطفال في المدارس من مشاكل نفسية هو بسبب عدم توفر ارضية تربيتهم فيما سبق،- في المحيط العائلي -.

فإن الطفل الذي يولد ويأتي الى الدنيا يجب أن يشعر بذلك الاطمئنان وتلك الحرية بالتجاءه الى أمه ليتحسس عاطفتها وحنانها، فيجب ان ينام بالوقت المناسب، ويستيقض بالوقت المناسب، ويعطىٰ الحليب، وتزال الخرق النجسة عنه، واذا بكى يحاول إسكاته، فلو كان رد فعل الأبوين وسلوكهما -خصوصاً في هذه المرحلة-بالنسبة للطفل بالمقدار الكافي والموقع المناسب،

ص: 12


1- قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه علیه و آله: «الولد سید سبع سنين...» مکارم الاخلاق: ص 222.

سيكون للطفل في المستقبل شخصية متّزنة نفسياً وأخلاقيلً ومنسجمة اكثر،وإلّا فسيشاهد عدم التوازن والاختلال الروحي والنفسي وعدم الانسجام في شخصية وسلوك الطفل فيما يأتي من مراحل مقبلة.

فإن الطفل في هذه المرحلة يحتاج الى ان يركض ويلعب ويلتذ بذلك، وان تروى روحه الشفافة من محبّة وتودد الآخرين له، فإن روحه في مرحلة الطفولة تكون ظريفة وشفافة وحساسة جداً، ولا يجوز أبداً إيذاءه، فإن هذه المرحلة هي مرحلة سيادة الطفل لا مرحلة اطاعته لغيره. ولكن بعض الآباء يعتقد أن على الطفل في هذه السنوات أن يكون مأتمراً منتهياً سامعاً ومطيعاً محضاً لهم، فإنهم يروا أن الطفل الجيد هو ذلك الطفل الذي يكون سامعاً لهم،الذي لا يفعل شيئاً، والذي لا يقوم أو يتحرك من مكانه، والذي لا يرغب في السؤال عن شيء، بل ينبغي أن يكون طفلاً هادئاً صامتاً لا يتكلم، ولا يزاحم الآخرين ايضاً، فإن هؤلاء قد غفلوا عن أن هذه المرحلة في نظر الاسلام والعلم هي مرحلة سيادة وحرية الطفل، فهذه المرحلة هي مرحلة إرادة كل شيء،مرحلة التحرك والنشاط، ومرحلة اللعب والنزهة والنشاطات الحرة، واخيراً فهي مرحلة الحرية والإنبهار بالنسبة للطفل.

فلا ينبغي صدّ الطفل ومنعه في هذه المرحلة من اللعب أو القيام بنشاطه الطبيعي، أو ایجاد سدًّ أمام طموحاته ورغباته، بل ينبغي أن يقضي الطفل هذه المرحلة بشكل طبيعي وبحرية تامة، وأن يتفرّه ويلتذ باللعب، ويسأل ويتعرف على الأشياء ليكتسب بذلك تجربة أكثر، وهذه الامور جميعاً هي من الأهداف المتوخّى تحقيقها في التربية.

ص: 13

فهذه المرحلة هي مرحلة سيادة الطفل، مرحلة أمر الطفل و نهیه لوالديه (1)،فإن الوالدين الذين يكون كلامهما مؤثراً ومسموعاً، هما اللذان يكونا في هذه المرحلة مطيعين لأبناءهم بنحوٍ أفضل وأكثر.

فإن الاب والام اللذان يقفان بوجه رغبات طفلهما وحاجاته النفسية والجسمية، سيفقدا تأثير ونفوذ کلامهما في نفس الطفل، وسيكونا - من جهة أخرى - سدّاً بوجه تکامل استعداداته وطاقاته الدفينة في وجوده .

ص: 14


1- قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه علیه و آله: «أولادنا أكبادنا، صغراؤهم امراؤنا»، بحار الانوار:ج104ص97.

آثار سيادة الطفل القیّمة في السنوات السبع الاُولى

1- تفجّر الطاقات الدفينة لدىٰ الطفل

ان الطفل الذي يعيش في جوٍ هادیء، ويشعر أنه حر، ويُهیَّيء له كل ما یرید،سیکون ذهنه مستعداً بشكل طبيعي لإبراز واظهار كل ما لديه بقوة، انه يريد ان تظهر طاقاته الدفينة، لأنه لا يرىٰ مانعاً يصدّه عن اظهار وجوده، و ابراز رغباته وطموحاته، وبذلك يحب أن تظهر تلك الطاقات الدفينة، فإن تلك التجارب ستكون - من جهة اخرى - بنفسها ممهدة لإدراك الامور اکثر، وأخيراً فهي تساعد على معرفته و ابداعه أكثر في المستقبل . وفي المقابل، فالطفل لو لم يكن حراً، ولم يكن مجال يتمكن فيه من تحقيق رغباته وطموحاته، أو يُصدعن تحقيق رغباته الطفولية، فهو لا يرى بعد ذلك، الظرف المناسب الذي يتمكّن فيه من کشف النقاب عن طموحاته و ابراز وجوده، وبذلك ستُقتل في نفسه الأغراض الباطنية، وليس من مجال يراه بعد ذلك، فيه يتكامل وينضج.

وعلى هذا الأساس، فلا يكون لأمثال هؤلاء الأطفال في المستقبل ما يظهروا به، ولا يرتجي منهم الإبداع أو الخلّاقية .

2-ثقة الطفل بأبويه

وفي مرحلة الطفولة التي يشعر فيها الطفل بأن أمه وأبيه يحقّقا له كل ما

ص: 15

يريد (1)، فهو يثق بأبويه ويراهما عوناً له، فيعدّهما ظهیرین له في الحياة، ويشعر بالأمان والحب في ظلّهما، وفي الوقت الذي يتشرف فيه بالبلوغ يرىٰ أن وجوده رهین محبتهما له، ويشعر أنه مرتبط بهما، يحاول أن يستمع لما يقولا، لينهل من ارشاداتهما ويستفيد من تجاربهما، وعندما يصل الى مرحلة الشباب،ويدخل عرصة المجتمع، يرىٰ أن أبواه كنفسه، يستشرهما في الامور التي تشكل عليه، والحوادث التي يواجهها، لما يعرف منهما الإخلاص في الدفاع عنه وحمايته، والشاب أو الشابة عندما يثقا بوالديهما، يقبلا منهما كل ما يقولا برحابة صدر، ويقلداهما في ذلك، فهما مقبولان لديهما على أي نحو كانا، وعلى جميع التقادير والأحوال.

إن أكثر مشاكل الشباب تعود أسبابها الى مرحلة الطفولة التي لم يكونوا فيها مورد ثقة آبائهم، حيث لا يُعتنی برغباتهم أو يُلتفت الى حاجاتهم الروحية والنفسية، مما يسلب ذلك ثقة الشباب بآبائهم.

فالاُم والأب اللذان فقدا طفلهما - بسبب الجهل - في أفضل وأهم مرحلة من عمره الذي تتكامل فيه شخصيته، بحيث كانت عجينة وجوده تحت اختيارهما تماماً، لا يتمكّنا بعد ذلك أن يؤثرا عليه أو يُخضعاه لهما، لابتعاده عنهما تدريجياً، بنحوٍ يشتد ذلك الابتعاد عنهما، والانزجار منهما في مرحلة الشباب التي تظهر وتتجلىٰ فيها اخلاق وطبائع الشاب اکثر - بسبب طبعه الحساس -، هذا ومن جهة اخرى يحاول أبناء الطرقات من المتسكّعين و منتهزي الفرص، الإحاطة بمثل ذلك الشاب - فيظهروا له محبّتهم التي ظاهرها

ص: 16


1- لما ورد عن النبي صلى اللّٰه علیه و آله أنه قال: «أولادنا أكبادنا، صغراؤهم امراؤنا...»بحار الانوار: ج 104 ص97.

خدعته - واغتنام ما يشعر به من نقص، فيسحبوه نحوهم، ويؤثروا على شخصيته .

وهؤلاء الأصدقاء - بحسب الظاهر - لو كانوا منحرفین سیعدّوا أرضية الهروب المناسبة للشاب من عائلته، أو يجرّوه الى الرذائل الخلقية والقبائح الإجتماعية، وما ذلك إلّا بسبب عدم تلبية رغباته وطموحاته الروحية والنفسية في الماضي، وعدم معاملته معاملة تتناسب مع عمره، والوقوف بوجه اکثر طلباته، ولذلك فطفل الماضي الذي صار اليوم شاباً،- ويشعر أنه قد صار مستقلاً- لا يبدي رغبة في إستماع نصائح والديه، ويحاول الابتعاد عنهما، ولایشاورهما فيما يواجه من مشکلات و مصاعب، لما يعتقد - بسبب تجاربه معهما في الماضي - من أنه لو شاورهما في ذلك سيمنعاه - وعلى عادتهما معه في السابق - ويزجراه ويصدّاه عن تحقيق رغباته .

3-تهيء الطفل لمرحلة الطاعة

لو استطاع الوالدين أن يجلبا ثقة الطفل بهما عن طريق محبّتهما و تودّدهما إليه، لصار الطفل متعلّقاً بهما، ولأهتم بما يرشداه اليه، ويأمراه به في المراحل المقبلة، كمرحلتي الصبا والشباب، ولاستمع لما يقولا، وأخذ بنصائحهما المعقولة ، وذلك لما يشعر من أن أبواه كما كانا يدرکاه في السابق، ويستقبلا منه دائماً كل ما يشتاق الى معرفته و تعلّمه برحابة صدر، فالآن وقد أعدّا له أرضية إكتساب العلم والتجارب الجديدة، يرغب في ذلك، ويحاول أن يوسع من تجاربه القليلة، وأن يعمل بإرشاداتهم وأوامرهم المفيدة.

انه يحاول ان يكتسب التجارب النافعة بنفسه، وأن يأخذ بتجارب الآخرين

ص: 17

أيضاً ويعمل بها ويختبرها، ويقبل كل علم أو إرشاد بصدر واسع.

فالطفل الذي يشعر بثقة وقبول واطمئان أبويه بالنسبة اليه، سيكون ذلك في المقابل موجباً لجلب ثقته وقبوله وشعوره بالاطمئنان عندما يكبر بالنسبة اليهما، وذلك يساعد على إعداد الطفل لقبول وإمتثال أوامر المعلمين و والديه في مرحلة الشباب، وسيكون أيضاً من الجانب الروحي والنفسي مستعداً لقبول أي موضوع أو تجربة تتناسب مع عمره، ويلتذ بتعلّمها.

انه بعد ذلك يستمع من معلميه وأبویه برحابة صدر ونشاط ما يقولاه له،ويطيعهم في ذلك، لأنهم أوجدوا بسلوكهم معه ما يطمئن اليه، حيث جلبوا بذلك ثقته . وللشاب من جهة اخرى، استعداد ذهني تام في هذه المرحلة من مراحل حياته، لإكتساب وتعلّم ما ينبغي تعلّمه من أولياءه ومعلميه.

4-اطمئنان الطفل الروحي والنفسي في المراحل المقبلة

ان الاساس الذي يستند علیه اطمئنان الطفل في المرالآحل الآتية من عمره، هو رهین ما حصل عليه من الحرية و تجارب في مرحلة السيادة، فالإطمئنان وتكامل الشخصية في الشباب هو رهين تلك النشاطات والتحركات التي قام بها في مرحلة الطفولة، فقد ورد عن النبي صلى اللّٰه عليه وآله أنه قال «يستحب عرامة الطفل في صغره ليكون حليماً في كبره»(1) .

5-ایجاد حسّ الثقة بالنفس وتربية شخصية مستقلة

ص: 18


1- الوسائل، ج 15 ص 198،والعام: الشراسة، ورجل هارم: أي شرير .

إن الذي يحفظ حسّ الثقة بالنفس عند الطفل ويجعله مثمراً هو الحرية واكتساب التجربة . فإن الطفل في هذه السنوات يحاول أن يكتسب التجربة بنفسه ويختبر صحتها، فيصل الى نتائج واقعية تكون بالنسبة اليه نتائج يقينية.

فكلما كان المحيط غنياً بالعطاء، يكون ذلك عاملاً مساعداً ومعداً أكثر في اكتساب التجارب والمعرفة وتقييمها، وبذلك يكون حس الثقة بالنفس والاستقلال فيه قوياً.

وفي مثل هذه الظروف تكون ارادته مستتبعة لقدرته على انجاز ما يريد،ويتبلور بعد ذلك لديه حس الثقة بالنفس، ويسير باتجاه تحقيق شخصية مستقلة لنفسة.

ص: 19

تنبيه يتعلق بمرحلة السيادة

اشارة

ان اكثر المشاكل والصعوبات التي يواجهها الوالدين في مرحلة سيادة الطفل، ترتبط الى حدًّ ما بالوالدين أنفسهم قبل ارتباطها بالطفل، لأنهم لا يريدون التفريط في وقتهم وصرفه في الإجابة عن أسئلة الطفل وتلبية رغباته، ولا يرغبون في إعطاء الفرصة للطفل، هذا ومن جهة اخرى فإن الوالدين يحاولا أن يضعا برنامجا مطابقاً لإرادتهم ورغباتهم، بحيث يكون بعض مراده مطابقةً لهوىٰ الاب والام، ومثل هذا الجو لا يساعد على قيام الطفل بنشاطاته بصورة حرّة، ويحجّم من ردود فعله الطبيعي تجاه الحوادث.

فالطفل في مثل هذا المحيط يكون مجبوراً على أن يعيش فيه، على رغم ارادته في تحقيق رغباته وسد حاجاته، فهو كلما يمد يده لينال شيئاً، أو يتحرك باتجاه مكان، يواجه صياح أبويه ومَن حوله، إفعل هذا ولا تفعل ذاك ؟ اذهب ولا تذهب ؟.

فمثل هذا المحيط المنافي لصحة وسلامة الطفل النفسية، يكون سداً بوجه تحقيق رغبات هذه الزهور المتفتحة وقتلها، ولا يبقى مجال بعد ذلك لإظهار طاقاتهم الدفينة فيهم . طبعاً لا بد من إبعاد الأمور الخطرة والضارة بسلامته قبل وصوله اليها، ولكن لا ينبغي نهيه عن إتلافه أو كسره لبعض الألعاب والاشياء الأخرى، الذي هو عبارة عن رد فعل طبيعي بالنسبة اليه . فعلى الوالدين ان يُعدا للطفل جواً مناسباً، بهيّئا فيه الحاجات اللازمة ويضعاها في محلها المناسب لها،وان يُبعدا عنه الاشياء الحادة والخطرة، من قبيل الادوية السامة، أو

ص: 20

المخطوطات المهمة، والاشياء القابلة للإنكسار .

فإذا اراد الوالدین ان يصلحا أو يفتحا أجهزة الكترونية دقيقة ولم يكن هناك محلاً منعزلاً في المنزل، يحاولا اصلاح ذلك في وقت مناسب يكون فيه الطفل نائماً، لكي لا يصابا بحالة الغضب وانهيار الأعصاب عندما يقترب الطفل منهما .

ولو كان لهما اطفال يذهبون الى المدرسة، لا بد أن يخفيا كتبهم وحاجياتهم عن اخوتهم الصغار، لكي لا يكون ذلك سبباً في ازعاجهم وسبباً في ألم الطفل، وعلى الامهات اللّاتي يشتغلن بالخياطة أن يعملن في الوقت الذي يكون فيه الطفل غير موجود، أو يكون فيه نائماً، ولا بد من إبعاد الإبرة وماكنة الخياطة عنه و...، فإن الطفل البريء لا ذنب له على كل حال، وما يكون فيه سبباً بعض الأحيان بحيث يجر الى وقوع الحوادث والأخطار، ليس له سبب إلّا غفلة الأبوين عنه.

فلو كنا نحب أن يكون لأطفالنا مستقبلاً تتكامل فيه طاقاتهم، لا بد أن نسعى دائماً في الحفاظ على شخصيتهم لكي لا تواجه سيادتهم ضربة مهلكة،ولا نضعهم أمام الأوامر والنواهي المفرطة التي نوجهها لهم يومياً، فلو أراد الطفل تحقيق أمر مستحيل، أو أمر يكون مضراً به، لا بد أن نلفت نظره بشكل من الاشكال نحو أمر آخر يمكن ان يحل محل ما یرید، بنحو لا يوجه ذلك ضربة لسيادته، ونبعد عنه ذلك الشيء الخطر، أو نبعده عن الخطر من حيث لا يشعر،فلو كانت بيد الطفل شفرة حادة، نحاول ان نأخذها من يده، من دون صياح بصوت عال، وذلك بلفت نظره نحو أكلة يحبّها، أو لعبة يرغب أن يلعب بها،وننزع السكينة من يده بكل هدوء .

والأفضل أن نكون نحن قبل حدوث شيء قد أعددنا جواً مناسباً، لكي لا

ص: 21

نكون فيه مجبرون دائماً على منع الطفل عمّا يريد، والوقوف بوجهه، بأخذ الاشياء التي يحبها من يده، وأخيراً سنكون قد فصلنا بينه وبين ما يريد، فإن هذه المرحلة هي مرحلة سيادته، مرحلة تبرّمه الشديد في معرفة الاُمور وتجربتها عن حس، فلا ينبغي لنا أن نقف وقفة لا شعورية بوجه اکتسابه للتجارب وتوقه الطبيعي في التعرف على الامور، وبوجه تحركه الذي يُعدّ ارضية نشاطاته وابداعه الذهني والعقلي في المستقبل عندما يكبر.

ان هذه المرحلة هي مرحلة ارتباط الطفل بالاُمور المحسوسة، اذ كلما تزداد تجارب الطفل الحسية، تقوى في المستقبل القوة المفكرة والعاقلة والابداع لديه، فإن كثرة التجارب الحسية يكون كمواد البناء في ايجاد الاساس للقوة المفكرة في المستقبل، وتكون محور النشاط الذهني والفكر النابع من صميم العقل في وجوده(1).

فلا بد ان يكون محور عمل المربّين والمتصدين لاُمور التربية، هو إيجاد جؤّ حرًّهادیء یکون توأماً مع كسب التجارب والألعاب والتحركات والنشاطات اللائقة بالطفل.

وعلى الأبوين والمتصدين للتربية أيضاً أن يسعوا جميعاً في تعيين الوقت والجو المناسبين للعب ونشاط الطفل، ليتمكن بشكل طبيعي وحرّ ممارسة تجاربه، فإنه لا بد من التوجه الدائم لطموحات ورغبات الأطفال، والابتعاد عن كل ما يقلل وينقص ويحقّر ويسقط شخصيته ، ومن هنا يتعين على المؤسسات التعليمية والتربوية القيام بدورها الحساس والبنّاء، من أجل ترقّي جيل

ص: 22


1- فعن النبي صلى اللّٰه عليه و آله انه قال: «عرامة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره»بحار الانوار، ج 4 ص 378.

المستقبل وتعاليه، وبذل قصارى جهودهم في ذلك - خاصة للطبقة المحرومة والمستضعفة التي لا تتمكن عادة من ایجاد جوًّ مناسب للعب الاطفال - وعليهم أن يمدّوا يد العون لهؤلاء الأطفال بإيجادهم لأماكن النزهة والحدائق وأماكن اللعب وتوسعتها، في ظل ظروف تُراعى فيها القيم الاسلامية، بنحو يضمن سلامة الطفل الروحية والنفسية ويحافظ على شخصيته من جميع الجهات، ليتكامل ابناء هذه البلاد ويتعرفوا بنحوٍيناسبهم على الثقافة الاسلامية الأصيلة، لتتكامل طاقاتهم الدفينة، التي هي بحق رأس مال وذخيرة هذه البقعة، في طريق تحقيق الأهداف السامية للنظام الاسلامی.

السنوات السبع الثانية

وفي السنوات السبع الثانية يشهد جسم وعقل الطفل تحوّلاً ملحوظاً، يكون فيه جسم الطفل قوياً نسبياً، ويتكامل فيه عقله وادراکه وفهمه للامور،فيميز الى حدًّ ما بين الحسن والقبيح، ولذلك يكون الطفل محلاً التساؤل الأولياء والمتصدين، إلّا أن عقله لمّا لم يتکامل تماماً، لا يستطيع معرفة المصلحة والمفسدة ولا يشخصها بصورة صحيحة (1). ولذا يتعين على المعلمين والمتصدين للتربية في هذه المرحلة تعليم و تربية الأطفال وهدايتهم وبيان ما يلزم عليهم من الواجبات والوظائف.

فإن الصبي يكون عادة مطيعاً لأبويه ولمن يتولى تربيته، فإن هذه المرحلة هي مرحلة تأديبه، فيلزم على المتولين للتربية تربيته وتعليمه،

ص: 23


1- مباني تعلیم و تربیت، ص 77.

ويستعينوا به في تحقيق أهداف التربية والتعليم، فإن التعليم انما يبدأ من هذه المرحلة بصورة رسمية، إذ يبدأ الطفل في المدرسة باداء واجباته المدرسية التي تناط به، وهكذا تناط به مسؤوليات اخرى وان كانت محدودة . فلو قضى الطفل مرحلة السيادة بشكلٍ طبيعي وحرًّ في جوٍ مناسب وهادىء، سيكون له في مرحلة الطاعة نوعاً من التوازن الروحي والنفسي، ويتقبّل المسؤولية برحابة صدرٍ وروح بشّاشة، ويسمع كلام المعلمين والمتصدين ويطيعهم ، من أجل تکامله وکسبه لتجارب أكثر(1) .

ان الطفل بعد دخوله في مرحلة الصبا، يشعر انه قاصر عن إدراك جميع العلوم والمعارف التي تتعلق بما يحيط به من الاُمور، فهو يرى في نفسه الحاجة الى شخص يثق به ويطمئن اليه، ليتمكن من أن يطرح أسئلته عليه بسهولة فيحصل على أجوبتها منه.

ان ذهن الصبي قد تکامل فصارت رغباته وطموحاته أكثر عقلانية، فهو على استعداد وبلهفة شديدة يتلقى تجارب الآخرين، ويكتسب عن طريقهم المعلومات، لتزداد بذلك درجة معلوماته ومعارفه . انه يستطيع أن يتعلم (2)، فلا يمكن إرخاء عنان الحرية له في هذه المرحلة، بل لا بد أن تكون أعماله تحت النظر والرقابة، ويجب أن تكون برامجه منظّمة ليعتاد على النظام والالتزام(3)، ولا بد من أن يرغّب ويشوّق تدريجياً من أجل أن يمارس الاعمال العبادية (4).

ص: 24


1- قال النبي صلّى اللّٰه عليه آله: «... وعبد سبع سنين ...» مکارم الاخلاق: ص 15.
2- قال الصادق عليه السلام: «.... ويتعلم الكتاب سبع سنين...» الكافي: ج 6 ص 47.
3- قال الصادق عليه السلام: «... ويؤدب سبع سنين ...» الوسائل: ج 5 ص 125.
4- قال موسی بن جعفر عليهما السلام: «مروا صبيانكم بالصلاة اذا كانوا أبناء سبع سنين»،المستدرك ج 2 ص 558.

السنوات السبع الثانية أهم مرحلة في التربية والتعليم

والسنوات السبع الثانية تعتبر أهم مراحل التعليم، وذلك لما يتمتع به الصبي من قدرة ذهنية عالية، فإنه وخاصة في هذه المرحلة، لا بد أن يكون مؤدباً بآداب الإسلام (1)، تلك الآداب التي يأخذها عن المعلمين في المدرسة،وعن الأب والام في البيت، يجب أن يكون فيما بينها انسجاماً تاماً، اذ ستتخذ تلك الآداب تدريجياً في طول هذه السنوات السبعة محلاً لها في وجود وشخصية الصبي ممّا سيكون لذلك الاثر البالغ في بناء شخصيته مستقبلاً، فإن جميع ما يصدر من الإنسان في كبره من سلوك وأعمال، وكيفية تهذيبه لعواطفه ومشاعره هو رهين تلك التربية وذلك الأدب اللذان استلهمهما في صباه،و تجسداً في سلوكه في السنوات السبع الثانية، لأن هذه المرحلة من أفضل مراحل التكامل في تبلور الحافظة والذاكرة، وسرعة التعلم للصبي فيها قوي جداً.

يجب على المعلمين المحترمين بيان الآداب والأخلاق الإسلامية، التي وردت في الأحاديث الشريفة عن المعصومين عليهم السلام، بصياغتها على شكل قصص جذّابة ولطيفة، ليسهل عليهم تعلّمها والعمل بها، وكيفية تحفيظهم الأحاديث تكون بعد تعلمهم للحديث، وذلك بأن تناط قراءة ذلك الحديث كل

ص: 25


1- قال الامام الصادق علیه السلام: «... ويؤدب سبع سنين ...» الوسائل: ج 5 ص 125.

يوم عند دخول المعلم الى الصف الى أحد التلاميذ، وهذه الطريقة توجب حفظ الحديث في اسبوع أو اسبوعين، وسيكون ببالهم جميع ما ذكر في القصة المرتبطة بالحديث، مما سيكون ذلك مؤثراً في سلوكهم المستقبلي . ان لكلام أئمة الهدى المعصومین علیهم السلام تأثيراً خاصاً في أذهان هؤلاء الصبیان الخالية من أي نوع من الغل والدغش، وله نفوذ في أعماق أرواحهم وأنفسهم(1) ،مما يكون ذلك سبباً في رقيهم وتكاملهم .

والاستمرار في استعمال هذه الطريقة في جميع مراحل دراسة الصبي الاُولى يوجب تعرّفه على مقاطع هامة من الآداب الإسلامية في الحياة وبعض تلك الآداب الهامة - التي ينبغي على التلاميذ في هذه المرحلة من اعمارهم التعرف عليها في المدرسة وتعلمها بشكل جدي - عبارة عمّا يلي:

1 - السلام.

2 - مراعاة النظام.

3- الابتداء قبل كل عمل باسم اللّٰه تعالی .

4- آداب الأكل.

5 - آداب الشرب.

6- النظافة والطهارة .

7- احترام الاب والام والكبار .

8- آداب العشرة .

9- آداب الكلام.

ص: 26


1- قال الصادق عليه السلام: انه قال: «بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن يسبقكم اليهم المرجئة». الكافي: ج 6 ص 47.

10- آداب النوم.

11- مراعاة حق الآخرين في الأعمال.

12 - التعرف على كيفية الوضوء.

13 - التعرف على كيفية الغسل.

14 - التعرف على كيفية الصلاة والدعاء .

15 - التعرف على كيفية الصيام.

16 - آداب قراءة القرآن .

17- آداب السفر.

18 - التعرف على آداب الصداقة .

وفي عرض تعلّم هذه الآداب، لا بد من السعي الحثيث في تعلّم واكتساب الخصال الحميدة والفضائل الأخلاقية، والابتعاد عن الأعمال القبيحة والرذائل الأخلاقية، التي هي من الأهداف التربوية الاخرى المتوخّى تحقيقها في هذه المرحلة (1).

ومما ينبغي الالتفات اليه هو أن تعلّم الآداب والأخلاق الاسلامية يجب أن يكون منسجماً وفي الوقت نفسه يكون عملياً بنحوٍ يشاهد التلاميذ آثار ذلك على سلوك معلميهم و آباءهم ، وفي غير ذلك الحال سوف لا يكون لأمثال تلك الأمور الأثر المطلوب على شخصية الصبيان والتلاميذ.

ان لبعض الفضائل أو الرذائل الاخلاقية دور - في هذه المرحلة من حياة

ص: 27


1- قال الصادق علیه السلام: «عليك بالأحداث فانهم اسرع الى كل خير» روضة الكافي:ص 93.

الصبي- في تهذيب أو اصلاح السلوك، وهي عبارة عمّا يلي (1):

1- الصدق والإخلاص .

2- ترك الكذب.

3- ترك الحسد.

4 - ترك الغيبة

5 - القيام بأعمال الخير ومساعدة الآخرين .

6- ترك التهمة والنميمة .

7- التكلم بالموقع المناسب وترك الهذي .

8- ترك الظلم وأذى الآخرين.

9- ترك الإسراف.

10 - الاهتمام بالعهد والميثاق .

11- ترك الجدل ومعاداة الآخرين.

12 - السخاء والبذل والعطاء.

13 - العفو والصفح.

14 - المحاسبة الصحيحة لنفسه وللآخرين .

15 - موالاة المظلوم و معاداة الظالم.

16 - ذكر اللّٰه تعالى على كل حال.

فالشباب في هذ المرحلة من مراحل حياتهم يقعوا تحت تأثیر سلوك معلميهم بشدة، ويتخذوا منهم أسوة لهم، ممّا يلزم على الوالدين أن يسعوا دائماً في الحفاظ على حرمة وشخصية المعلمين والمتصدين لأمر التربية، لكونهم

ص: 28


1- اهداف تربیتی دورۀ دبستان .

اسوة، ولا يسمحوا ابداً بإنثلام وخدش شخصية المعلم أمامهم، وإلّا فستتوجه ضربة قاصمة الى مشاعر هؤلاء الشباب الطبيعية تجاه معلميهم، ولذلك آثاراً سلبية أخرى من قبيل: علاقة الشباب الباردة بمعلميهم، وعدم اهتمامهم بأمر التعليم والدراسة.

ولا بد من إلفات نظر المعلمين الى أن توفيقهم في التدريس يرتبط بمستوی مهارتهم في التدريس وعلمهم واطلاعهم بأمور التربية وعلم النفس، واذا تمكنوا من ترغيبهم ومن ایجاد علاقة قوية بهم، وتحكّموا بعواطفهم،وتمكّنوا أيضاً من اداء واجبهم بنحوٍ مطلوب - لكونهم اسوة للتلاميذ الجدد -سوف يتمكنوا وبدون اي صعوبة من اداء أمر التعليم على الوجه الصحيح، فإن الشباب يبحثون وبشكل طبيعي عن ادراك وفهم وتعلم المسائل المختلفة .

السنوات السبع الثالثة

والسنوات السبعة الثالثة من العمر تبدأ من السنة الخامسة عشر، التي هي مرحلة البلوغ والشباب، وللشاب في هذه المرحلة اهواء ورغبات متضادة ومختلفة بسبب ما يمرّ به من تحوّل بالبلوغ، فالشاب مع أنه - بما لديه من ترسبات طفولية - يرغب في ایجاد علاقات مع الأصدقاء، ويحب ان یکون معهم، إلّا أنه في الوقت نفسه يحب أن يكون وحيداً، منفرداً بنفسه، فذلك الطفل الذي كان بالأمس القريب كله حركة وحيوية ونشاط صار اليوم شاباً حساساً ،يتألم بسرعة وينفعل، حيث أثّرت تلك التغيرات السريعة الطارئة على روحه وحالاته النفسية تأثيراً كبيراً، فإنه بعد بروز الظاهرة الجنسية لديه يكون له

ص: 29

شعوراً خاصاً بالنسبة الى الجنس المخالف (1).

انه سيكون حساساً جداً، ويتألم بسرعة، ويبدي رد فعل سريع تجاه سلوك الآخرين، فهو تارة يكون غارقاً في أفكاره، واخرى يفكر بما يقوله الآخرون، يتخذ من أقرانه اسوة يقتدي بهم في سلوكهم، قد عرض على شخصيته في مرحلتها السابقة التي سبق أن كان لها نوع من الثبات والاستقرار النسبي - تحولاً طارئاً، فأخذ سلوكه يُظهر اهدافه الباطنية، كحب الظهور والتشخص، والاستقلال.

ان علاقاته الاجتماعية اصيبت بنوع من الاضطراب، حيث ترید الطاقات الدفينة في وجوده ان تظهر بنحو من الانحاء، فيكون له - بناءً على ذلك - نحو من «الأنا» في سلوكه، ويحب ان يكون مالكاً، يريد اظهار وجوده، ويحب أن يبرز علاقته بالجماعة، أنه يحب ان ينوّه بإسمه في الملأ عادة، وأن تناط به مسؤولية ما، حيث تكون شخصيته مضطربة وله حالات، متفاوتة،ويكون في بعض الأوقات فاقداً للثقة بالآخرين، قليل التحمّل لمشاق الأعمال،يحاول أن يواجه نواقصه ويسدّها بنفسه، فإن مرحلة الارتباط بالغير قد انتهت،انه يريد ان يبني لنفسه حياةً مستقلة.

فعلى الأبوين خاصة أن يدركا ما يمرّ به الشاب من مرحلة حساسة، وأن يكون سلوكهما معه سلوك حبٍ وودًّ خاصّين، فعن النبي الكريم صلوات اللّٰه عليه انه قال:

ص: 30


1- على الوالدين في هذه المرحلة الحساسة من البلوغ، ان يكونا على حذر من سلوكهم الذي قد يزيد في حساسية الشاب وإثارة غريزته الجنسية، فيحاولامثلاً اجتناب التردد والزيارات التي يتعرض فيها الشاب لمخالطة الجنس المخالف، وأيضاً يجتنبا التردد مع الأرحام والأقارب الغير ملتزمین.

«أوصيكم بالشبان خيراً فإنّهم أرق افئدة»(1) ، ولذا لا بد من غض النظر في بعض الأحيان عن أشتباهات وأخطاء الشاب، أنه لا بد ان يكون قريباً من نفسه، ويحاول ابواه قدر الامكان أن يكونا مع ابنهما بعض الوقت، فعن الصادق عليه السلام انه قال: «... وألزمه نفسك سبع سنين ...»(2) ، ويحاولا تلبية رغباته النفسية والروحية والعاطفية.

فإن الابوين بسلوكهما الصحيح يزيلا عن الشاب علامات وخصائص مرحلة الطفولة بالتدريج، ومن ثم يشاهدا على ولدهما علامات وخصائص الكبر والتكامل.

ان الشاب يجد في نفسه تکاملاً ذهنياً وعقلياً ملحوظاً، فهو من الناحية الذهنية قد وصل الى البلوغ العقلي، وهي المرحلة التي عبّر عنها النبي صلّى اللّٰه عليه وآله بقوله:

«... ووزير سبع سنين ..»(3) ، فالشاب قد قضى مرحلة الطاعة والاختبار، وسيقوم بدور الوزارة في عائلته (4). ان الصبي قبل بلوغه ليس له دور المسؤولية في المحيط العائلي، ولكنه بمحض بلوغه لا بد أن يقوم بالمسؤولية وان يحمل بعض الحمل الثقيل لعائلته على عاتقه، فهو بعبارة اخرى يجب ان يكون عوناً وعضداً لاُمه وأبيه، يشاوراه في اُمورهما، ويتبادلا معه النظر في تدبير اُمور معاشهما، وعليهما ان ينظر اليه نظرة إكبار وإجلال، ليكون ذلك سبباً في

ص: 31


1- عن کتاب قریش: ص 1.
2- الوسائل: ج 5 ص 135.
3- مکارم الاخلاق: ص 15.
4- مباني تعلیم و تربیت: ص 77.

إرضاء غريزة حب اظهار الشخصية والاستقلال لديه، مما لا يكون بعد ذلك حاجة اليهما.

وفي هذه المرحلة يكون للشاب میلاً شديداً نحو الدين، ولذا يجب تهيئة وإعداد الجو المناسب والظروف المساعدة له في هذا المجال، لكي يروي عطشه وينهل من الأحكام والعقائد تماماً، فعن الامام الصادق عليه السلام أنّه قال: «... ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين»(1) .

وبذلك يتضح نوع المسؤولية وخطورتها التي تقع على عاتق الأبوين بالنسبة لأبناءهم، لكن وقبل ذلك، ينبغي أن يُعلم أن الآباء مسؤولون في الدرجة الاُولى عن أنفسهم، اي ينبغي عليهم أن يصلحوا أنفسهم ويزکّوها من الرذائل والقبائح، قبل تزكيتهم لأبناءهم. فالمعلمين والمتصدين لاُمور التربية يمكن أن يكون لهم سلوكاً مناسباً مع من يتولون أمر تعليمه إذا كانوا يعتقدون ويعملون بالاصول والأسس التالية:

ص: 32


1- الكافي: ج 6 ص 47.

ثلاثة اُصول أساسية لنظام التربية في الإسلام

اشارة

1- الاصل الحاكم على نظرة الإنسان للكون «التوحید»، فمن أسس معتقداتنا واُمهاتها، هو أن ما يحكم النظرة الكونية وجميع الافكار، التوجه الى اللّٰه تعالى وذكره، فإنّه ينبغي لنا دائماً أن نعدّ الحق تعالی حاضراً وناظراً لأعمالنا، وعلينا ان نشعر بوجوده في كل مكان، وفي كل لحظة، في البيت، وفي المدرسة، ومحل العمل، وان نعتبره تعالى شأنه هو المؤثر في حياتنا، وان يكون محور جمیع مساعينا وسلوكنا وأقوالنا هو اللّٰه، عند ذلك لا يمكن صدور عمل قبیح منّا، ولا نرتكب بعده ذنباً .

فإن الإنسان بالغفلة يخرج عن جادة الصواب والطريق المستقيم، وبذکر اللّٰه تعالى يستطيع اصلاح جميع أغراضه وأفعاله.

2 - الاصل الحاكم على السلوك والافعال «التقوى»، فإن أعمال الانسان وسلوكه في النظرة الإسلامية يجب أن تكون قائمة على اساس التقوى، وذلك لأن اقرب الناس وأكرمهم عند اللّٰه أتقاهم.

والتقوى بمعنى الإمتناع عن فعل القبيح والمحرّم، والاستقامة، والخوف من اللّٰه في جميع الأعمال.

3 - الاصل الحاكم على نظرة الإنسان وتقييمه لما يرتبط بالعالم، «الابتلاء»: ان السر من خلق الإنسان في هذا العالم هو بلوغه مرتبة الكمال،وحياته في الدنيا ليست إلّا مراحل معدودة، وتمهيد لبناء النفس، وتفجير الطاقات التي تظهر ثمراتها في الآخرة. فإن جميع ما يشمل حال الإنسان من

ص: 33

نعم أو نقم، هو من اجل الامتحان، ولذا فلا ينبغي الاطمئنان والركون الى نعم الدنيا وزينتها، ولا الخوف أو القلق مما يصيبه من البلاء والعذاب، بل لا بد ان يعتبر الجميع سبباً و سُلّماً للرقي وطريقاً نحو الكمال.

ولا ينبغي فقدان الصبر والاستقامة عند مواجهة البلاء والحوادث المرّة، وهكذا لا ينبغي أن يغترّ الإنسان وتسكره كثرة النعم، ومثل هذا الإنسان الذي يمتلك هكذا نظرة، يكون دائماً ذو سلوك هادىء، ويكون حليماً صابراً مستقیماً .

فان الأبوين بمراعاتهما لهذه الاسس الثلاثة دائماً - التي تتحكم في سلوكهم في الحياة وتغيّر مجراها - سلوكاً إنسانياً الهياً، وحيث أنهم زكّوا وهذّبوا أنفسهم، سوف يتمكّنوا من تهذیب وتربية أبناءهم تربية صحيحة.

مسؤولية التربية

ان للأب والأم مسؤولية تقع على عاتقهما بالنسبة لتربية ابناءهم، فقد ورد عن النبي الكريم صلى اللّٰه عليه و آله انه قال: «أدّيوا أولادكم فانكم مسؤلون عنهم».

وعن الامام علي بن الحسين عليه السلام انه قال في حق الولد على أبويه: «وأما حقّ ولدك فان تعلم أنه منك، ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وانك مسؤول عمّا وليته من حسن الأدب، والدلالة على ربه عزّ وجل والعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان

ص: 34

إليه، معاقب على الاساءة اليه» (1).

وقال عليه السلام في دعاءه: «وأعني على تربيتهم وبرّهم» (2).

وقال النبي صلوات اللّٰه عليه: «الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»،وليس من اشتغل باصلاح نفسه فقط، ولا من صبر على الأذی کمن رفّه نفسه وأراحها، فمقاساة الاهل والولد بمنزلة الجهاد في سبيل اللّٰه، ويتضح من هذه الروايات جميعاً أن الوالدين لا ينبغي أن يكونا لا اُباليين بالنسبة الى ابناءهم في اداء حقوقهم، وان لا يغفلوا عن تربيتهم أبداً.

التنسيق بين البيت والمدرسة

ان مسؤولية تربية الابناء لا تقع فقط على عاتق الأب والاُم ولاعلى عاتق المدرسة فقط، بل هي مسؤولية مشتركة بينهما معاً، وتحقيق الاهداف السامية للتربية والتعليم من قبل الابناء، يتوقف على الإحساس بالمسؤولية والقيام بأداء الواجبات بشكل منسجم مع بعضه البعض بين البيت والمدرسة، و استعمال مناهج تربوية مشتركة في تحقيق الاهداف. فان لم يتحقق هذا الانسجام بين البيت والمدرسة، يصاب الطفل بالحيرة والضياع، فالمدرسة التي تكون موفقة في التربية هي المدرسة التي لا تستغني عن عون البيوتات في تحقيق هذا الانسجام، فإن تعاليم المدرسة على كونها في درجة رفيعة جداً، لا يكون لها أثراً بالتأكيد، من دون مساعدة و تأیید أهالي التلاميذ لها . وهذه العوائل

ص: 35


1- الوسائل: ج 3، ص 135.
2- الصحيفة السجادية: من دعاءه عليه السلام في حقّ ولده .

يمكنها ان تكون نماذج عملية مجسدة، لو كان لها سلوكاً منسجماً مع البرامج التعليمية التي تعدّها المدرسة، من أجل تكامل واستقامة ابناءهم، فان لم یکن هذا الانسجام والاتحاد في منهج التعليم مع المدرسة، بحيث يتخذ الآباء برنامجاً مخالفاً لبرامج المدرسة التربوية، سيكون ابناءهم في حيرة وضياع، لا يتمكنوا من تشخیص و انتخاب الطريق الصحيح، فالمعلم يطلب من التلميذ مثلاً ان يقصّر شعره، ولكن والدة التلميذ ترفض ذلك لكون شعر ولدها جميل، فالتلميذ يبقى بين الطلبين حيراناً، بحيث قد يلجأ إلى الكذب لو طلب منه المعلم ذلك مرة اخرى . فلو تمكّن هذين المحيطين من العمل المنسجم في رفع مشاكل التربية واُمور الدراسة بشكل مستمر، سيكونا موفقين في اصلاح السلوك المنحرف للتلميذ، وفي تقوية جذور الخصال الحميدة في نفسه، لتؤتي التربية والتعليم ثمارها في مثل هذه المؤسّسات، لان نجاح اي عمل تربوي تعليمي في المدارس منوط بالمتابعة الدائمة من جانب الآباء والمعلمين، ليصلا معاً الى نتيجة حتمية.

ان الوالدين لا بد أن يكونا على علمٍ دائمٍ ومستمر بكيفية التقدم الدراسي والالتزام الاخلاقي لأبناءهم في المدرسة، وهكذا على المعلمين والمتصدين أن يكونوا على بيّنة من سلوك التلميذ في المنزل وخارج المدرسة، فان اطلاعهم جميعاً - بمتابعة امور التلميذ فيما يتعلق بتقدمه العلمي والأخلاقي - يوجب السعي الحثيث في سبيل ازالة النقص، وفي اصلاح سلوك التلاميذ، نتيجة تعاون الآباء والمعلمين معاً. ومن أجل تحقيق هذا الهدف السامي، يمكن تهيئة ملفٍ فيه تقرير يطلّع الآباء والمعلمين على مضمونه بشكل مستمرٍ اسبوعياً أو شهرياً، ليكونوا على بيّنة من

ص: 36

أمر التلميذ و تقدمه العلمي أو عمّا يعيقه عن الدراسة، وعن فساده الخلقي،ويتضمن هذا التقرير أيضاً درجات الطالب التي ينالهاكل ثلاثة اشهر، على عادة الكثير من المدارس، والتي يمكن ان تكون شهرياً، ومن جهة اخرى، يمكن إعداد تقارير اخرى، تتضمن كيفية تأثير المناهج التربوية على التلميذ وسلوكه في البيت والمدرسة، وذلك بإعدادها اسبوعياً على طول السنة الدراسية، بشكل منظم و منسجم بين المدرسة والآباء، ليكونوا على بيّنة تامة من سلوك الأبناء في البيت والمدرسة، ومما ينبغي الالتفات اليه، هو أن هذه التقارير انّما تؤتي ثمارها، اذا كانت هناك متابعة مستمرة بين المدرسة واولياء التلميذ و تعاون دائم بينهما (1)، من أجل رفع واصلاح السلوك المعوج وغير المستقيم في الوقت المناسب، بوضع الحل المناسب، واليك نماذج من تقارير السلوك الاسبوعية للتلميذ:

ص: 37


1- الافضل ان تكون المتابعة والموعظة من جانب المعلمين، وفي الموارد المعضلة يناط الأمر الى المعلم المختص .

باسمه تعالی

(اُوصيكم بتقوى اللّٰه ونظم أمركم)

الاستمارة رقم 1 - ألف

تقرير عن سلوك التلميذ في المنزل

1 - انما تؤثر وصايا الوالدين في نفوس الاطفال، إذا وجدت كل واحدة منها نموذجاً عملياً بنّاءاً لها عندهم، فان تطبيعهم على اي نوع من العادات الحسنة حينئذٍ يكون أمراً میسّراً.

2- يرجى وضع علامة (+) ليليّاً عند أداء التكليف، وعلامة (-) عند انتفاءه.

3- یرجی أن تكون المدرجات واقعية، ولا تكون سبباً في تخويفه وارعابه.

4 - يرجىٰ ضبط ساعات الإبتداء والإنتهاء من اداء الواجب ليليّاً في دفتر الواجبات لولدكم.

الصورة

الملاحظات:

ص: 38

الاستمار-ب

الصورة

الملاحظات:

تنبیه:یرجی استلام الاستمارةشهریاً

ص: 39

باسمه تعالی

الاستمارة -ب

سلوك الطالب في المنزل

انما تؤثر وصايا الوالدين أثرها في نفوس الاطفال اذا وجدت كل واحدة منها مصداقاً عملياً بنّاءاً لها عندهم، فإن تطبيعهم على اي نوع من العادات الحسنة في مرحلة الطفولة يكون حينئيذٍ أمراً يسيراً.

الصورة

الاستمارة رقم 1، 2 التي يمليها الوالدين، ترسل إلى المدرسة يومياً.

ص: 40

باسمه تعالی

استمارة سلوك الطالب في المدرسة

ولي أمر التلميذ: التاريخ: //

نود اعلامكم عن وضع ولدكم بما يلي من الاُمور، راجين منكم مساعدتنا بدقة النظر وسعة الصدر، من اجل رفع مشاكله، ونرجو ارجاع الاستمارة بعد التوقيع.

الصورة

تعطى الاستارة رقم (2) بعد اكمالها بشكل منظم اسبوعياً الى أولياء التلاميذ من أجل اعلامهم عن وضع ابناءهم .

ص: 41

باسمه تعالی

استمارة سلوك التلميذ، خاصة بأرشيف المدرسة

الاسم: اللقب: الصف: الرقم التسلسلي للتلميذ:

للعام الدراسي //19

الصورة

الاستمارة رقم 3 تملى من قبل الاستاذ ومسؤولي المدرسة، فيما يتعلق بتقييم سلوك التلميذ في المدرسة، وهي خاصة بأرشيف المدرسة.

ثم إنّ هيئة المعلمين تتمكن من إعداد برنامج تعليمي وتربوي يرفع من سطح المعلومات الثقافية للأولياء، من خلال الجلسات المتعددة التي يحاول فيها تذكيرهم بخطورة المسؤولية التي على عواتقهم.

وهكذا تتمكن الهيئة - مستفيدة من التطور الثقافي - من تقييم التكامل والارتقاء العلمي لأولياء الأمور خصوصاً الامهات، حيث يمكن انتخاب الطالب في العام المقبل الجديد على اساس هذا التقييم، باعتباره معیاراً في ذلك الانتخاب، وقد جاء ذلك في ذيل استمارة التقييم الكلي للسلوك، بابتکار احدىٰ المدارس، آملين أن يشمل ذلك جميع مدارس التربية والتعليم الاخرى أيضاً.

ص: 42

باسمه تعالی

وأن ليس للانسان إلّا ما سعیٰ

استمارة تقييم سلوك الطالب السنوية

الاسم الثلاثي:الصف:

العام الدراسي 19 - 19 المرحلة:

الصورة

توضیح: قبول التلاميذ في هذه المدرسة للسنة القادمة مشروط ببلوغهم حد النصاب في التقييم السنوي العام .

الاستمارة رقم 4 تسلّم للأولياء من قبل المدرسة في نهاية كل ثلاثة اشهر .

ص: 43

ص: 44

الانسجام في المنزل قبل الانسجام في المدرسة

أثبتت نتائج التحقيقات التربوية، أن التوبيخ والاعتراض المستمر على أصغر الاُمور، وانتقاد الوالدين الشديد لبعضهما، له أثر سوءٍ في أنفس الاطفال،ولذا فإن الاطفال في أكثر الموارد ليسواهم المعقّدون، بل المعقّدون هم الوالدين دونهم.

أن الفجوة في علاقات الأبوين مع بعضهما، يمكن أن تكون سبباً في الاضطراب داخل المنزل والفوضىٰ، بحيث يتبدل الجو العائلي الدافيء الى ساحة حربٍ وصراع، وقد يحرك احد الابوين ابناءه على الآخر، وحيث ان الطفل عاجز عن معرفة الحقيقة، يتداخله الرعب والاضطراب، وقد يتملّق للآخرين، وقد تجرّ هذه الفوضى وعدم الانسجام الى انحراف الصبي وهروبه من المنزل.

أن الطفل يحتاج الى محبة الوالدين له، بحيث لو انهدم صرح هذا البيت الدافيء الذي يؤمّن للطفل جميع حاجاته العاطفية، سوف تتوجه ضربة قاصمة لنفسيّة الطفل، ومثل هؤلاء الأطفال لا يتمكنون في المستقبل من تشکیل بیتٍ زوجيٍ مشترك، واقامة علاقاتٍ موفقة مع أزواجهم، بل سيواجهون مشاكل ايضاً حتّى بعد قبولهم للمسؤولية في المستقبل، وعلى هذا الاساس فإن أهم أسباب تکامل الطفل، هو تعاون و انسجام ومحبة الام والأب بعضها مع البعض(1) .

ص: 45


1- يرجي من الآباء والمعلمين الأعزاء مراجعة القسم الاخير من هذا الكتاب، حيث يتضمن مجموعة من المواعظ والارشادات من القرآن الكريم ، وعن الائمة الطاهرين فيمايتعلق بحقوق المرأة والرجل والأبناء .

فلو كان الاختلاف و انعدام المحبّة وعدم التفاهم حاكماً على علاقات الوالدين، لا يمكن أن يتوقع الانسان من الأبناء أن يكونوا متحابّين أومتعاونين فيما بينهم.

فاذا كان الوالدين غير متفقين في بعض الامور ، لا ينبغي لهما التشاجر أمام أبناءهما، لأن تحمل تلك المشاجرة صعباً على الطفل، حيث يهدد اطمئنانه ويجعله في قلق واضطراب، ومن جهة اخرىٰ، فإن امثال تلك الأمور تضعّف من علاقة الوالدين بأبنائهم تدريجياً.

فإن الأب والاُم لو كانت علاقتهما مع بعضهما علاقة حب وود، سيتعلم الطفل منهما، كيف يحب الآخرين، ويكون له في جميع الامور معهم تفاهماً مشتركاً، وعند ذلك سيكون الانسجام والتعاون سهلاً عليه.

إن احترام الأب والام لبعضهما الآخر، يوجب احترام الابناء بعضهم لبعض، واحترامهم لأبويهم. إن على الآباء أن يكونوا اُذنا صاغيةً لأبناءهم، لانهم لا يمتلكون الفرصة الكافية التي يتمكنون بها من ابراز آرائهم واختراعاتهم، أو التعبير عن شعورهم وعواطفهم في المدرسة، فعلى الوالدين ان يتعاطفا تماماً مع ابناءهم في هذا المجال، بإحترامهما لشخصيتهم، ويفسحا المجال أمام تفجّر طاقاتهم، وتفتح اذهانهم، وإبراز احاسيسهم وعواطفهم.

ص: 46

نتائج الاختلاف بين الوالدين

ان عدم الانسجام بين الوالدين سيولّد اضطراباً في شخصية الأبناء حيث تظهر بعض علامات وذلك على وجودهم بالنحو التالي:

1- يكون للطفل حضوراً یکاد معدوماً في التجمّعات والمجالس الاجتماعية، لعدم سنوح الفرصة التي يتمكن بها من الإعراب عن وجوده .

2- يكون له غالباً هيئة الإنسان المنقبض والمنحصر (العزلة) في المدرسة .

3- لا يحضر الدرس والمدرسة بشوقٍ واندفاع، ويكون خائفاً من المستقبل الذي يرتقبه.

4 - يكون متخلّفاً في الدراسة نتيجة احساسه للنقص العاطفي في المنزل .

5 - يكون بسبب فقدانه للحنان في البيت، وعدم اشباعه بذلك، ملتجأ الى المنحرفين ومتلهياً بالخزعبلات.

6- يكون ذهنه وفكره منشغلاً في غالب الأوقات بما يشهده من صراعٍ بين والديه.

7- لا يكنّ احتراماً لوالديه، وينظر الى افراد المجتمع نظرة إزدراء ويسيء الظن بهم.

ص: 47

ما هو الحل؟

1- لا ينبغي للوالدين أن يتشاجرا، أو يوبّخ أحدهما الآخر أمام أطفالهما.

2- لا ينبغي للوالدين التطرّق في جلساتهم العائلية الى الاُمور التي يمكن أن تزرع في نفوس الأطفال روح الحرص والطمع أو استغابة الآخرين، أو قول الزور .

3- أن على الأبوين أن يجعلا رغباتهما مطابقة لمرضاة اللّٰه تعالى، لا مطابقة لأهوائهم النفسية .

4 - ينبغي أن يحسن احدهما الظن بالآخر، و أن ينظرا لبعضهما نظرة طيبة.

5- أن ينادي أحدهما الآخر بطيب الكلام وباحترام، وعليهما أن يحترزا عن الكلام القبيح والمشين.

6- أن يرضيا بقضاء اللّٰه تعالى، ولا يشكيا ما يصيبهما من نوائب الدهر، فإن ذلك في الغالب يعطي لأبناءهما نظرة سلبية.

7- أن يعيّنا يوماً في الاسبوع يبحثا فيه الامور، ويتشاورا فيما بينهما بمحضرٍمن الطفل.

ص: 48

منشأ وجود العادة عند الأطفال

أن الطفل يكتسب كيفية ردّ الفعل لما يحيط به من الآخرين، لانه لا يعرف في بادىء الامر ماذا ينبغي له أن يفعل، فهو ينتظر من الآخرين توجيهه وهدايته، ومن هنا يكون لتأیید و ترغیب، أو منع و تحذير الام والأ الاثر البالغ في توجيه سلوك الطفل، فإن كان مسير ذلك التوجيه نحو الفضائل الخلقية،كانت شخصية الطفل بذلك الاتجاه، وفي جهة تلك القيم تتكامل، وتتأصل في وجوده العادات الحسنة، وستكون ردود فعله وما يحكم به على الاشياء في ذلك الاتجاه ایضاً، ولذا كان التقليد والاقتداء بالآخرين من خصائص مرحلة الطفولة، فيكون كل ما يراه ويسمعه الطفل مبنياً على اساس التقليد، ويكون عمله مطابقاً لعملهم،من دون أن يميز بين صالح ذلك العمل و طالحه .

أن الطفل يحاول تقليد الأم والأب والآخرين في كثير من الآداب والعادات الاجتماعية، من قبيل: اكل الطعام، وارتداء الملابس، وكيفية الكلام، وطريقة معاملة الناس، ومواجهة الأحداث.

أن للطفل سمعاً وبصرا نافذاً، وذهناً كآلة التصوير تلتقط كل ما يسمع وينعكس فيها كل شيء، ولذلك يكون لسلوك الوالدين أثراً كبيراً على نفوس الاطفال، فلو كانت الام تخاف لا يمكن أن تربي طفلاً شجاعاً، ولو كان الاب بخيلاً يمكنه تربية طفل يكون سخياً. أن الاطفال لا يتمكنون من التمييز بين المصالح والمفاسد، وليس لهم أهدافاً صحيحة يتوخوها من أفعالهم، ولذا ترىٰ الطفل يلتجأ الى ابويه ومن حوله، فيرى منهم اعمالاً وحركات يحاول تقليدهم

ص: 49

فيها، ومن تلك الامور البارزة التي يقلد فيها الآخرين ويتعلمها هو اللغة، ولذا فإن كل ما يتمنّاه الأبوين لطفلهما في المستقبل، لا بد أن يكونا قد عملا به، ليعمل به الطفل أيضاً عن طريق تقليده لهما فيه، والتقليد وأن كان من غرائز مرحلة الطفولة، إلّا أن آثاره تبقى لا إرادياً الى آخر العمر، ولذا قد يكون في ذلك درساً خاطئاً للطفل ينهدم فيه مستقبله.

والذي يؤسف له أن بعض الآباء والأمهات يعملون ويقولون كل شيء امام أطفالهم، من غير التفات منهم الى أن الطفل يضع جميع سلوكهم وقولهم تحت الرقابة الشديدة، وأنه سيأتي يوم، يأتي الطفل فيه بنفس ذلك السلوك أو القول(1).

أن للتقليد في تربية وتعليم الطفل اثراً يفوق بمراتب على كونه عادة وطبعاً، ولذا فإن من اهم واجبات المعلمين هو أن يكونوا بأنفسهم نماذج عملية صالحة للقول والفعل، ليتمكنوا من زرع بذرة الخير في نفوس الأطفال، انهم بتجسيدهم للصفات الاخلاقية الحميدة يتمكنوا من غرسها في شخصية الطفل وتعويده عليها.

ولذا يحاول الطفل في جو الحب الهادىء أن يتشبّه بأبويه، وكلما كانت محبتهما له، ونفوذهما في نفسه شدیداً ، کان تقليده وتشبهه بهما أشد وأكثر .

ص: 50


1- وعليهما أن يحتاطا جداً عند ممارستهما للامور الزوجية الخاصة - كالجماع - فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام انه قال: «إياك والجماع حيث يراك صبي يُحسن أن يصف حالك الوسائل:ج14 ص95، وعن أبي عبداللّٰه الصادق عليه السلام انه قال: «لا يجامع الرجل امرأته ولا جاريته وفي البيت صبي فإن ذلك مما يورث الزنا» من لا يحضره الفقيه: ج3 ص 275، والوسائل: ج14 ص 94.

المناهج التربوية

1-الحبّ

اشارة

أن أهم ما يحتاج اليه الطفل، ويعوزه نفسياً هو كونه محبوباً، فإن الأطفال لا بد أن يشعروا بأن والديهم يحبوهم ولهم بهم علاقة شديدة، ويتعاونون معهم، لكي يشاوروا أبويهم فيما بعد بما يجري عليهم من امور، فإن الأطفال المحرومين من محبة الوالدين، يشعرون بعدم الاطمئنان ویکونوا ساخطين على حياتهم، معقّدين وخاملين، وهم على العكس من الاطفال الذين تملىء محبة أبويهم وجودهم، حيث يشعرون بالاطمئنان والهدوء اكثر، ويمتازون بروحبشّاشة، ولهم في أنفسهم ثقة تامّة.

أن الاطفال وقبل احتياجهم الى الطعام، الملابس، الالعاب، والهواء الطلق، يحتاجون الى توجه وعناية ومحبة الوالدين لهم، فإن بعض الآباء لهم علاقة باردة وغير صميمية مع ابناءهم، مما يسبب ذلك ابتلاء أطفالهم بنوع من الفقر والنقص العاطفي، ولذا فإن اهم عوامل سلامة نفس الطفل هو الحب والعاطفة؛ونقصهما يسبب الانهيار العاطفي والنفسي للاطفال، ويعدّ ارضية الاضطراب الروحي والتعقّد الاجتماعي للطفل في المستقبل.

وعلى اي حال فلمحبة الطفل الأثر البالغ في بناء شخصيته، اذ بالمحبة يتبدل المرّ حلواً، والصفر ذهباً، ولذلك قال النبي صلّى اللّٰه عليه وآله:

«أحبّوا الصبيان و ارحموهم»(1)

ص: 51


1- فروع الكافي: ج 6 ص 49.

ومن مصادیق حب الاطفال، المسح على الرأس، والقبلة، والإحتضان، وقال صلوات اللّٰه عليه وآله: «أكثروا من قبلة أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة»(1).

ولذلك فقد أكّد الإسلام كثيراً على ضرورة اظهار التودد والحب للأطفال اليتامی، فعن أمير المؤمنین علیه السلام انه قال:«من رعىٰ الأيتام رُعي في بنیه».

ويجب على الوالدين أن يعدلوا بين أبناءهم الأطفال، فعن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله انه قال:«اعدلوا بين اولادکم کہا تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف»(2) .

فإن الآباء غالباً يهتمون بأصغر أطفالهم سنّاً، فيعطوه نصيباً وافراً من الحب، وذلك يكدّر خواطر اخوته، ويوجب حسدهم لذلك الطفل المحبوب . ولا ينبغي الغفلة عن أن الإفراط في حب بعض الاطفال يوجب كونهم مغرورین بأنفسهم، وسيكون ذلك سبباً في انتكاسهم، وذلك لأنهم سيواجهون مشاکلاً عديدة في طول الحياة، سواء في المدرسة أو في المجتمع، حيث أن الآخرين لايعطوهم ذلك النصيب الوافر من الحب الذي كان يوليه لهم آباءهم. وایلاء الاطفال الحب له اثر في تربية روح و نفس الطفل، كأثر الطعام وضرورته في نمو الجسم، وكما أن للافراط أو التفريط في تناول الطعام عواقب وخيمة على الجسم، كذلك الافراط أو التفريط في حب الاطفال يوجب بروز عدم التوازن

ص: 52


1- المحجة البيضا: ج 2 ص 64.
2- المحجة البيضاء: ج 2 ص 46.

والاضطراب النفسي للأطفال، ولذلك فكما أن رعاية الحد الوسط في كل شيء أمر مطلوب وحسن، فهو ضروري ولازم في حب الاطفال ايضاً

عواقب عدم الاهتمام بالطفل

أن لعدم الاهتمام بالطفل آثاراً يمكن مشاهدتها، ببروز الاعراض التالية:

1- الامراض النفسية والجسمية المزدوجة، ولها آثار على الجسم، ولكن منشأها أُمور نفسية .

2- عروض الحمية وأمراض جلدية وضيق في التنفس .

3- العصبية والغضب .

4- التسليم والخضوع للآخرين من اجل كسب محبتهم .

5- شدة التخيّل والغرق في التفكير.

6- الانزواء، مص الاصابع، عضّ الاظافر...

ولعدم اهتمام وعناية الوالدين اسباب و عوامل مختلفة أيضاً:

1- فقدان الاب والام.

2- عدم الاهتمام من جهة الاب والام.

3- جهل بالامور التربوية ، وعدم الاهتمام في تلبية الرغبات النفسية للطفل.

4 - ولادة طفل جديد (خصوصاً لو كان الوليد ولداً، ومن قبله بنات أو بالعكس).

ص: 53

2- الاحترام

كان النبي الكريم صلوات اللّٰه علیه و آله يطيل السجود تارة بسبب ولديه الحسن والحسين عليهما السلام، واخرى يعجّل في صلاته من أجل بكاء اطفال بعض المصلين، وكان يحترم الأطفال، ويعلّم الناس درس التربية الشخصية لدىٰ الاطفال، فقد ورد عنه صلى اللّٰه عليه و آله أنه قال:«اکرموا أولادكم ،وأحسنوا آدابهم»(1) .

فإن ذکرتم اسم ولدكم فاکرموه، وأن دخل مجلسكم فافسحوا له، ولاتلقوه بعبس الوجوه(2) .

كيفية إعطاء الشخصية للأطفال

1-التصابي للطفل

أن اللعب بالنسبة للاطفال وسيلة من أجل التعرف على العالم الذي يعيشون فيه ، وهو طريق يتعرفون من خلاله على ما لديهم وما حولهم من اشياء، وبذلك سيكون للطفل تکاملاً في الشخصية ويكون صحيحاً ونشيطاً، وعن هذا الطريق يستطيع الطفل إفهام مقصوده عملياً، وبذلك يرتبط بمحيطه ومجتمعه،وللعب في حياة الطفل ور أساسي وضروري جداً، فعن الصادق عليه السلام أنه

ص: 54


1- حار الانوار: ج 23 ص 114.
2- قال رسول اللّٰه صلّى الله علیه و آله:«لا يرهقه ويخرق به»، لايرهقه: لا يسفه علیه ولا يظلمه، والخرق بالضم: الحمق والجهل، فروع الكافي: ج 6 ص 50.

قال:«الغلام يلعب سبع سنين ...»(1) .

أن الطفل يلتذ باللعب ويتكامل عن طريقه، وفي ضمن ذلك يجد لنفسه فرصاً مناسبة لبيان مشاعره وعواطفه، وفي هذا الوقت يتعلم الأطفال كيف يتمالكون مشاعرهم، وأيضاً يتكاملون عقلياً واجتماعياً حين اللعب وعند مواجهتهم لمختلف المصاعب، ولذا يحاولون بأنفسهم ایجاد طريق لحل تلك المشاكل، والعثور على سبل طبيعية لمواجهة مشاكل الحياة، فتتأصل في نفوسهم روح التعاون والمحبة، ولذا يمكن الوصول الى الاهداف التربوية والتعليمية المطلوبة وتحقيقها عن طريق الالعاب و الرياضة المستمرة، وذلك بطريق غير مباشر، و تثبيتها في شخصية الطفل.

ومع اخذ التربية غير المباشرة في هذه المرحلة بنظر الاعتبار، یکون للعب الطفل في نظرة الاسلام التربوية دوراً أساسياً بارزاً(2) ، خصوصاً في السنوات السبع الأولى.

وفي اثناء اللعب يحاول الطفل تجربة الامور بنفسه ليتعلم، ويحاول مراعاة حال الآخرين، یکتسب الفنون، يسعى ويعمل، يحاول أن يكون دقيقاً يريد الاطلاع على كل شيء، يريد أن يحب كيف يتكلم عند معاملته للآخرين،وكيف يمكنه أن يستفيد من حواسه في ذلك انه يتعلم أن يكون أليفاً، ويحاول ان يكون منظماً و منضبطاً في لعبه، ويتعلم كيفية مراعاة حق الآخرين، وهكذا يتعلم طريقة النظر، والاستماع الجيد، والمشي والركض، والعلاقات مع الآخرين و... وخلاصة الكلام، فهو عن طريق اللعب يتعلّم كيف يمكن أن يعيش، وذلك لأن

ص: 55


1- فروع الكافي: ج 6 ص 47.
2- قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله: «دع ابنك يلعب سبع سنين ...»، الوسائل: ج 5 ص 124.

محور رغبات الطفل يكون منطبقاً في هذه الحال على توجهه ومقصده، ولذا يكون تعلم الطفل لجميع ذلك بسهولة، وذلك يكفيه مؤونة تحمل مشاق الدرس،حيث أن للطفل في هذه المرحلة طاقات يصرفها في الحركة والنشاط والحيوية، ولا يستطيع أن يخضع في مدة طويلة للبقاء والمكث في مكان محدود، يتطلّب فيه جمع قواه الذهنية .

وبشكل عام فإن في لعب الأطفال الفوائد التالية:

1- التعرّف على البيئة.

2- کسب التجارب في الحياة .

3- تعلم الفنون .

4 - استعمال الحواس، و ایجاد الحركة والنشاط فيهم، من أجل التمهيد لحضورهم في الدروس التعليمية.

5- استعمال واغتنام ردود الفعل، واكتساب العواطف.

6 - اللهو والالتذاذ، ورفع التعب والكسل.

7- التعرف على كيفية ايجاد علاقات اجتماعية .

8- التعرّف على المسؤوليات الفردية والاجتماعية .

9- إفراغ الطاقات الجسمية والنفسية الزائدة .

10 - التعلّم عن طريق غير مباشر.

أن أحد المناهج التي يمكن عن طريقها تربية الشخصية في الاطفال، هومشاركة الكبار لهم في اللعب، وعندما يشارك الكبار لهم في اللعب، ويتصابون لهم ويساعدوهم في ألعابهم الطفولية، يفرح الطفل بذلك كثيراً، وكأنه يكاد أن يطير فرحاً، لانه يشعر أن لألعابه تلك الأهمية البالغة، التي تدعو والديه أن يكونا

ص: 56

معه ويساعداه فيها، وعن هذا الطريق يمكن تعويد الطفل على الامور المحمودة، لانه أيسر الطرق (1).

2 - التسليم على الطفل.

أن التسليم على الطفل هو أحد الطرق التي يمكن للانسان أن يعطي للطفل الشخصية بواسطتها، فعن رسول اللّٰه صلّى اللّه عليه و آله أنه قال: «خمس لست بتاركهن حتى الممات... وتسليمي على الصبيان لتكون سنّة من بعدي»(2) .

فإن التسليم على الطفل عبارة عن إكنان الاحترام له، ليصدّق لياقته لذلك،ويشعر بأن الآخرين يحترموه ويقدّروه.

3 - الوفاء بالعهد

عندما يعطى الأبوين أو المعلمين وعداً للطفل من أجل تشويقه وترغيبه في ذلك العمل، يتوقع منهم أن يفوا له بوعدهم، فإن لم يفوا بوعدهم، سيفقد الثقة بهم ولا يمكنه أن يعتمد عليهم، قال الامام الكاظم عليه السلام: «إذا وعدتم الصبيان ففوا لهم فانهم يرون انكم الذين ترزقونهم»(3).

4- الحلم والسماحة

أن تربية الاطفال ينبغي أن تكون مقرونة بالرحمة والرأفة والحب والعفو،

ص: 57


1- عن النبي صلى اللّٰه علیه و آله: «من كان عنده صبي فليتصاب له»، الفقيه: ج3 ح 4707.
2- الوسائل: ج 3 ص 209.
3- الكافي: ج6 ص50.

ومعاملتهم مقرونة بالستر عليهم واللطف بهم، ولا بد من مساعدتهم في كل شيء(1) ، والتعرف على حالاتهم وخصائصهم، والصبر على عرامتهم وان کان ذلك صعباً، فعن النبي صلّى اللّٰه عليه وآله أنه قال: «يستحب عرامة الغلام في صغره ليكون حليماً في كبره... ولا ينبغي إلّا أن يكون هكذا» (2).

وفي ذيل حديث آخر عنه صلى اللّٰه عليه و آله قوله: «فانه زيادة في عقله في الكبر».

أن عرامة الطفل أمر طبيعي ، فلا ينبغي على الأبوين مواجهة ذلك منه بشدة، باعتباره في نظرهم أمراً غير طبيعي، بل لا بد أن يبديا في قبال ذلك سلوكاً مناسباً وحليماً، فإنه لا ينبغي أن يُخرج سلوك الأطفال السيء، الآباء والمعلمين عن دائرة الحلم والصبر، قال تعالى في خطابه لرسوله الكريم صلّى اللّٰه عليه و آله:« ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ »(3).

ولا ينبغي أيضأ معاملة المعلمين للاطفال معاملة قاسية وخشنة، لانهم لا يتمكنون بالقساوة والخشونة من إصلاحهم، وفي ذلك قال تعالى مخاطباً نبيّه الكريم،«وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ»(4)

التأديب

اشارة

التأديب بالضرب لا يعدّ في الغالب عاملاً بنّاءاً، بل هو عامل رادع في

ص: 58


1- قال علي بن الحسين عليه السلام: «وحق الصغير رحمته في تعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له».
2- بحار الانوار: ج 14 ص 379، العرام: الشراسة، ورجل عارم: ای شریر .
3- فصلت: 34.
4- آل عمران: 159.

التربية، وقد يمتنع الطفل خوفاً من التأديب ظاهراً عن فعل القبيح أمام أبويه أو معلّميه، ولكن ذلك لا يقلع من نفسه غالباً العادة القبيحة ويزيلها.

آثار التأديب السلبية على البدن

قد يكون للتأديب البدني أضراراً لا يمكن التعويض عنها بشيء، ومن جملة تلك المضار:

1- أن الطفل يستسلم أمام منطق القوة ويكون له ذلك عادة مألوفة، ويستنتج من ذلك أن الظلم والقوة هما المنتصران، وانك كلما احتدً مزاجك وصرت عصبياً وغضبت اضرب ولا تبالي.

2- تقویٰ في نفسه نزعة الخوف، وتنثلم شخصيته، ويفقد توازنه النفسي، قال الامام الصادق عليه السلام فيما يتعلق بآثار التأديب السيئة لفعل الطفل القبيح: «لا حد على الاطفال ولكن يؤدّبون أدباً بليغاً» (1)، ويستعمل الكثير من الآباء والمتصدين لتربية الاطفال التأديب غير البدني، من قبيل: حبس الطفل في أماكن موحشة، توبيخه، إهانته، و.... ولهذا النوع من التأدیب اضراراً تقل عن تلك الاضرار، ولكن لا يخفى ما فيه من تهديم شخصية الطفل والتعليم السيء،أي أن الطفل يكون له سلوكاً وقولاً مشابهاً يألفه بالتدريج ويكون له عادة، هذا مضافاً الى أن توبيخ الطفل المستمر يوجب كون الطفل لجوجاً و معانداً أكثر، فعن أمير المؤمنین علی علیه السلام أنه قال:

«الافراط في الملامة يشب نيران اللجاج»(2)

ص: 59


1- المستدرك: ج 3 ص 222.
2- تحف العقول، ص 84.

وعنه ايضاً:

«لا تكثرن العتاب فانه يورث الضغينة ويدعو الى البغضاء»(1) .

أن الاسلام يعتبر منهج الطفل والرفق والرحمة والحب، المنهج الموفق والمؤثر في التربية، اكثر من سائر المناهج الأخرى، وأن كان في بعض الاحيان يدعو تصرف الطفل الى ابداء نوع من رد الفعل المناسب، وذلك لاّنه ان لم يواجه فعل الطفل القبيح برد فعل مناسب، قد يقلل ذلك من حدّة العمل في نظره، وقد يكون ذلك طبعاً و عادة في نفسه، ولذا يمكن القيام ببعض انواع التأديب غير البدني بشكل مدروس وصحیح: کالهجر للطفل، حرمانه من النزهة، منعه عن اللعب والامور التي يحبها، وهذا النوع من التأديب لو كان العمل به دقيقاً، وفي وقته المناسب له، سيكون مؤثراً جداً في تربية الأطفال .

جاء رجل الى الامام موسی بن جعفر عليهما السلام وكان قد شكا عرامة ولده للامام، فقال عليه السلام:

«لا تضربه واهجره ولا تطل»(2)

ولا يخفى ان التأديب في الغالب - وكما سبقت الاشارة اليه - سواء كان بدنياً أو غير بدني، ليس له اثراً ايجابياً، ولا يُوجد إصلاحاً في الطفل أيضاً.

ولعل الطفل يجتنب عن القيام بالقبيح والتظاهر به خوفاً من التأديب،ولكنه يقوم به خفية وسراً، وقد يلجأ نتيجة خوفه من التأديب الى الخدعة والكذب والرياء، ولكن التأديب لو كان متناسباً مع نوع القبيح وفي وقته المناسب يكون في بعض الموارد اثره ايجابياً وبنّاءاً، حيث يكون التأديب في

ص: 60


1- میزان الحكمة: ج 1 ص 76.
2- بحار الانوار: ج 23 ص 114.

هذه الحالة - مضافاً الى اصلاح فاعل القبيح - عبرة ودرساً للآخرين، وقد تُلزم فعال وقبائح الاطفال والصبيان بأن يكون التأديب علنياً، ليعتبر الآخرون بهم ويكون درساً لهم، ولا يتكرر منهم ذلك الفعل القبيح.

ملاحظات هامة حول التأديب

ولا بد من الالتفات الى امور خاصة بتأديب الاطفال، وهي

1- لا ينبغي أن يكون التأديب باللسان دائماً، فقد تكون نظرة العتاب أو الهجر وعدم الاهتمام به مؤثراً.

2 - ينبغي قبل التأديب البحث عن علة وسبب فعل القبيح، لكي لا يتكرر ذلك بعد معالجته.

3- أن يكون التأديب آخر ما يمكن استعماله في الردع، لأن التأديب أمر في غاية الحساسية، ولا بد أن يكون فيه الانسان دقيقاً جداً، خصوصاً في التأديب البدني، الذي من الافضل عدم القيام به مهما أمكن.

4 - أن لا يكون التأديب على مرأى الملأ، خصوصاً أمام أصدقاء وزملاء الطفل، لان ذلك يوجب عذابه النفسي، ويكون في النهاية سبباً في جرأته.

5 - لا بد من انتقاد والتقليل من شأن العمل القبيح الذي قام به الطفل، لا انتقاد و انتقاص الطفل نفسه، فلو ارتكب الطفل عملاً قبيحاً، ينبغي أن يقال له: ان عملك هذا كان قبيحاً، ولا يقال له: أنت انسان فاسد.

6- لا ينبغي للوالدين أن يكلا أمر التأديب الى الأخ الأكبر، فإن ذلك يوجب الشقة بينهما.

ص: 61

7- لا ينبغي الافراط في التأديب، لان ذلك يكون سبباً في عدم التأثير المطلوب.

8- لا يكون غالباً للحديث عن افعال الاطفال الآخرين الجيدة والحسنة أثراً مفيداً، بل يكون ذلك سبباً في حسد الطفل لهم.

9- يُحاول قدر الإمكان عدم التصريح بعيب الطفل وخطأه، بل يُكتفى بالتعريض والكناية.

10- لا بد أن يكون مورد التأديب معلوماً، ليكون الطفل على بيّنة من سبب ذلك، ويبتعد عن إتيان أو تكرار ذلك، وفي جميع هذه الموارد لا بد من ان يعلم الطفل سبب مؤآخذته وملامته؟ ولماذا أبويه أو المعلمين معرضين عنه؟

وماذا عليه أن يفعل ليجلب ثقتهم به مرة اخرى؟

11- أن كل اشتباه أو خطأ يرتكبه الطفل غير قابل للتأديب، فلو سقط من يده كأساً زجاجياً فانكسر، يلتفت حينئذٍ الى غفلته بنفسه، فلا بد من الصفح عنه، ويكتفىٰ بنصيحته بهدوء، ليكون فيما بعد اکثر حذراً.

12- لا بد من أخذ الاوضاع الجسمية والنفسية للطفل عند التأديب بنظر الاعتبار.

13 - لا ينبغي إرعاب الطفل بالاوهام والاشباح والخرافات، فلا يُخوّف بالغول والعنقاء وما شابه.

14- لا ينبغي أن يكون التأديب وسيلة لتشفّي الأبوين والمعلمين بالطفل،بل لا بد من السيطرة على مشاعرهم تماماً، بنحو لا يشعر الطفل أن أبويه والمعلمين منبسطين من تأديبه .

15 - لا ينبغي استخدام الحيلة في التأديب وان كان لها أثراً مؤقتاً، لكن

ص: 62

الطفل يفهم كونها لا واقعية لها بسرعة، مما يؤدي الى فقدان التأديب لأثره المطلوب.

16 - قد يتوسط في بعض الأحيان شخص، فيعتذر من جانب الطفل ويتعهد بعدم تكرار الطفل لذلك العمل مرة اخرى، ولكن لا ينبغي لهذا الشخص تخطئة المؤدب في تأدیبه.

17- لا ينبغي التساهل والمسامحة في التأديب الضروري، ولذا لا يصح التجاهل والتغاضي عن اخطاء الطفل مدة من الزمان، وبعد تجميعها عليه، یوآخذ بها ويؤدّب عليها.

18 - لو ندم الطفل على فعله القبيح، و تاب عن سلوه السابق، يجب احتضانه و العطف عليه، وينبغي تعليمه بأن كل انسان يشتبه ويخطأ، ولكن لا بد من أن يحاول تقليل أخطاءه واصلاح سلوكه .

الترغیب

اشارة

الترغيب بالقيام بأفعال الخير الحسنة أحد الأساليب المؤثرة جداً في تربية الطفل، فإن له أثراً - على جسم وروح الطفل - فائقاً للغاية، يشوّق لديه القيام بأفعال الخير الحميدة.

ومما لا ريب فيه أن كل انسان يحب ان يحترمه الآخرون ويمجّدوه، فإن شُوّق الطفل عند ممارسته لأفعال الخير، سيكون ذلك محبوباً لديه، وعلى العكس من ذلك، لو لم يمجّد ويعتنیٰ به سیکون اهتمامه بتلك الافعال ضعيفاً،قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

«لا یکوننّ المحسن والمسیء عندک بمنزله سواء، فإنّ فی ذلک تزهیداً لأهل

ص: 63

الإحسان في الإحسان و تدريباً لأهل الإسائة على الإسائة»(1) .

نعم، انه يمكن عن طريق الترغیب، اشتغال الطفل بالأعمال الحميدة، وانتهاءه عن ارتكاب الافعال القبيحة، فإن قليلاً من العطف على الطفل في بعض الاحيان يدعو الطفل للسعي أكثر، بحيث يلتذ عند قيامه بتلك الأفعال، ويكون له روح بشاشة ويمتنع عن ممارسة كل سوء وقبيح .

تنبيهات حول الترغيب

من أجل أن يكون الترغيب ذو أثر مفید و ايجابي، لا بد من مراعاة الاصول التربوية التالية:

1- أن تجلّل أفعاله الحسنة ذاتها، لا الطفل نفسه، ليعرف منزلة وقدر العمل الصالح.

2- أن كان فعل الطفل مستحق للتمجید حقیقة، فلا ينبغي أن يكون ترغيبه مجرد تشجيع مؤقت في ذلك العمل.

3- ان لا يتلبّس الترغيب بلباس الرشوة، فلا يقال للطفل مثلاً: ان لم تؤذِ أخاك اعطيك حلوىٰ، لان الطفل يتصور انه يتمكن من ايذاء أخيه إذا لم يعطوه الحلوى.

4- لا بد أن يكون سبب الترغيب معلوماً، ليعلم الطفل انه في مقابل اي عمل صالح استحق الترغيب.

5- يكون للترغيب في الملأ العام أثراً بالغاً، خصوصاً لو كان الطفل قد قام

ص: 64


1- نهج البلاغة، عهده عليه السلام لمالك الأشتر .

بالفعل الصالح بمشقة.

6- لا ينبغي ان يتجاوز الترغيب للحدّ المتعارف، لأن ذلك يجعل الطفل مبتلیٰ بالغرور والعجب.

7- لا ينبغي أن يكون الترغيب هدفاً وغاية، فلا بد من بيان المراد والغرض من تلك الترغيبات، بحيث لا تنقلب الوسيلة هدفاً (1).

التعامل المنطقي

قد يتخذ الآباء معايير على أساسها تقيّم أفعال الأطفال وسلوكهم، في الوقت الذي يختلف ملاك سلوك الكبار مع الملاك لسلوك الشباب.

ولا ينبغي للوالدين أن يرتجوا من أبناءهم سلوكاً موافقاً لمعاييرهم، فعليهم من تطبيق توقعاتهم على تكامل الصبي الجسمي والنفسي والعقلي والذهني، فإن الذي لا يلتفت الى تكامل الاطفال وقدراتهم وطاقاتهم ويتوقع منهم القيام بأفعال لا تتناسب مع كل ما لديهم، سيوجه ضربة شديدة لشخصياتهم والمعاملة المعقولة والمنطقية التي يعامل بها الطفل، تجاه أخطاءه وتجاه رغباته من أهم العوامل في ايجاد العلاقة الودية بين الطفل و أبويه، وتغاضيهما عن تلبية رغباته ونزعاته الطبيعية التي تتناسب مع سنّه، يعني التقليل من ذلك الود و عدم نفوذهما الى قلبه، بحيث يفقد الطفل بسببه الثقة بهما، ولا يكونا محرماً لسرّه،وبذلك ستتحقق أرضية لجوءه الى رفقاء السوء.

إن الطفل لابد من أن يشعر بالاطمئنان والأمن في المنزل، ويعتبر امه و أبيه من أقرب الناس وأحبّهم اليه، ولذا لا ينبغي أن يتأمل الانسان من الطفل

ص: 65


1- تعلیم و تربیت اسلامی (مبانی و روشها) مع تغيير و تلخیص، ص 160-176.

سلوكاً معقولاً وموزوناً قبل أوانه، أو معاملته في جميع الأعمال على أساس منطقي، أو التكلّم معه بكلام جاف، بل لا بد من إدراك شرائطه وظروفه ومعاملته طبقاً لذلك.

ان الطفل كالورد الذي لا بد له من المحيط المناسب لكي يتفتح ويزهر،...فلو تفتح بالقوة أو قبل أوانه، سيذبل بسرعة ويموت.

معلومات ضرورية قبل المدرسة

إن على الوالدين - الذين يحبون أبناءهم ولهم وعي كافٍ - أن يبذلا غاية جهدهما من أجل التعاون مع المدرسة، ليتكامل ابناءهم في طريق تحصیل وكسب العلم، حيث يتمكّن الآباء عن طريق ارتباطهم مع المدرسة من معرفة

الامور التي تتعلق بتعليم و تربية أبناءهم، حيث يكون لسنوات المرحلة الابتدائية دوراً هاماً في حياة الطفل من جهات عديدة، إذ يتعيّن على الأبوين أن يبذلا جهدهما من اجل أن يكون لطفلهما بداية حسنة في المدرسة، فإن الطفل الذي يكون قد قضىٰ المراحل الاولى من تكامله في ظل ظروف مناسبة،سيكون ببلوغه سبع سنوات على استعداد للتغيير النفسي بشكل مشهود، ومن خواص هذه المرحلة :

1- يكون تكامله الجسمي، والعضلانی، والعقلي الى درجة يتمكن بها من مواجهة الظروف الخارجية والرد عليها بشكل تام.

2- يكون الطفل قد اكتسب المعرفة الكافية عن طريق استعماله الصحيح لحواسه وعضلاته .

ص: 66

3- وجود الانسجام الكافي - بسبب قيامه بمختلف النشاطات - بین حواسه وعضلاته.

4- يكون بتعلّمه للكلام على استعداد للمشاركة في النشاطات الجماعية.

5- يكون الطفل ذو شخصية يتمكن بها من الركون الى ضرورة رعايةحقوق الآخرين .

6- تكون علاقاته العاطفية اكثر عقلانية .

7- تكون محاولته في التعرّف على الأشياء ذات هدف و غرض معيّن، اذ ان الصبيان يتوصلون عن طريق كثرة أسئلتهم ومحبة اطلاعهم على الامور الی نتائج و اکتشافات، واخيراً يصنعون ويبتكرون، حيث انهم يحصلون على معارف وعلوم عن هذا الطريق اکثر، لحصولهم عليها من المعلم في المدرسة، ولذا يجب إحياء حس التفحص والسؤال لديهم، ذلك الحس الذي يدعو الطفل

للتعرف على كل ما يجهله، ويحثه حثّاً شديداً، وإن لم يحصل على جواب لجميع تساؤلاته في هذه المرحلة، لانه صعب جداً، وتجاهل اسئلته وعدم الاجابة عنها ليس صحيحاً، خصوصاً لو كان يطرح اسئلة كثيرة ومختلفة حسب ما يفهم،حيث تكون اسئلته مملّة ومتعبة، فإن الاعتراض عليه نتيجة ذلك يضعّف في نفسه حس التطلع والمعرفة، وفي مثل هذه الموارد يستطيع الانسان إفهامه، انه كيف يتمكن من التوصل الى جواب عن طريق الفكر والنظر، لأنه يملك قوة التفكير فلا بد من تقوية التفكير لديه، ليستعمل طاقاته الدفينة، ويستفيد من فطنته وذكائه واستعداده من أجل الحياة في مستقبلٍ أفضل.

ص: 67

أول الأهداف التربوية في المدرسة

أن أول ما يُتوخى تعليمه للاطفال في الاتبدائية هو النظام والالتزام، لأن ذلك من أهم المسائل التي ينبغي على الوالدين والمعلمين تعليمها للأطفال، فان الطفل لا بد أن يتعلم مراعاة النظام في الامور والالتزام بذلك . كيف يتكلّم، ويعمل، وينام، ويأكل، ويلبس، ويتردد الى المدرسة، ويحافظ على لوازمه المدرسية . ولقد أوصى أمير المؤمنين عليه السلام بالنظم للأمر لأهميّته، فقال:

«أُوصيكم بتقوى اللّٰه ونظم أمركم»، ومن مسؤولية الآباء والمعلمين تعريف النظم والالتزام في الامور للأطفال، لكي يكونوا ملتزمين تدريجياً بذلك في جميع شؤون الحياة.

الإلتزام الواعي

ينبغي أن يكون الطفل ملتزماً ومنظّماً لا لمجرّد الخوف، ولا لصرف اطاعته للآخرين، بل لابد من أن يكون كذلك لأنه قد تعلم أن يكون منظماً ولابد من تفهیمه بأن الحياة الافضل لاتتيسّر إلّا في ظل رعاية الالتزام بالنظام،وكلما كان شديد الالتزام كلما كان اطمئنانه واستفادته من الحياة اكثر .

وقد ثبت الفرق بين ما يترتب على رعاية النظام وعلى عدم رعايته، وهكذا يظهر الفرق بين الاشخاص الملتزمين بالنظام وغير الملتزمين، ولذا فمن الضروري ان يكون الآباء أنفسهم ملتزمين بالنظام، وبما يقولوا عاملين، ليتعلّم

ص: 68

منهم الاطفال ذلك ويكون درساً لهم، إذ لو لم يكونوا كذلك فسوف لا تؤثر او امرهم للاطفال بالالتزام ومراعاة النظم في أمورهم، فإن اكثر ما يتعلمه الطفل انما هو عن طريق ما يراه من نماذج يقتدي بها، ومن أفضل وسائل التعليم للطفل هو الاستمرار في القيام بالأعمال الصالحة أمام الطفل(1) .

ويتعلم الطفل عندما يرىٰ أبويه مشتغلين بترتیب و تنظيم المنزل، ووضع كل شيء في موضعه، فإن في ترتيب الفراش ووضع الحقائب والملابس والأحذية في مواضعها، دروس عملية للطفل في هذا المجال.لا بد أن تكون ساعة النوم والأكل في المنزل معينة، وهكذا وقت النظافة واللعب والنزهة، واداء الواجبات والاستراحة، كل ذلك لا بد أن يكون القيام به منظماً، بحيث يشعر الطفل عند قيامه بذلك بأنه قد حصل على نتائج مثمرة، وهذامما يوجد في نفس الطفل العادة في ممارسة الأعمال الصالحة.

وينبغي أن يكون برنامج المنزل والمدرسة بنحوٍ لا يشعر الطفل فيه بالضجر والملل، وعلى هذا الاساس لا بد ان تكون برامج المنزل والمدرسة بشكل معقول، بعيدة عن التعارض فيما بينها.

طبعاً لا ينبغي إعمال الدقة في تطبيق ذلك، فمن اجل دقائق من التأخير يستيقظ فيها الطفل من النوم، لا ينبغي الصياح والتهريج عليه.

ومن أجل ان يكون الطفل منظماً يناط به ترتیب مواد مائدة الطعام والغرفة، وترغيبه و تمجیده سبب استمراره في ذلك، وينبغي تعويده على الالتزام بغسل يديه ووجهه بعد الرجوع من المدرسة وبعد اللعب وقبل الطعام،

ص: 69


1- قال أمير المؤمنین علیه السلام: «کونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم»، اصول الكافي: ج 3ص 124.

وتقليم أظفاره يوم الجمعة، والذهاب الى الحمام مرة في الاسبوع على الاقل،وخلع ملابسه بعد عودته من المدرسة، ومن أجل أن يتعوّد الطفل على ذلك ويكون له عادة، لا بد من المراقبة الدائمة والمستمرّة. وفي موارد تخلّفه عن ذلك يجب تذكيره وموعظته بلطفٍ ورفق، ومنعه من التسامح في ذلك.

الاستعانة بالعوامل المشجّعة

ويمكن الاستعانة بجملة من الامور المساعدة في ايجاد النظم عند الطفل، وهي: الألعاب، حكاية القصص، و... ،والتي من خلالها يمكن ایجاد الصفات الحسنة والفضائل الحميدة لديه، فيعطىٰ درساً في الشجاعة، وفي المساعدة والتعاون، وفي النظم والترتيب للاُمور، حيث يكون ذلك میسّراً في ظل تعليمه كيفية اقامة الجلسات الوديّة، وتنظيم العلاقات والمعاشرة.

وبعض الالعاب التي تخضع لضوابط خاصة، كالحركات الرياضية الخفيفة، يمكن ان تكون عاملاً مساعداً في الالتزام بالنظام(1) .

ومن العوامل ایضاً، الرفق والليونة والاغماض والعفو في هذا المجال .وهكذا الترغیب والثناء عليه واعطاء المزايا، بعنوان جوائز تقديرية، كل ذلك من العوامل المؤثرة كثيراً في النظم والالتزام.

ولا بدّ من مواجهة الوالدين لسلوك طفلهما القبيح، ولا ينبغي التجاوز عمّا يتخذاه من تصميم . ولا ينبغي أن تكون التوصية بالالتزام والنظام اكثر من الحد

ص: 70


1- نحيل القارىء الكريم الى مطالعة كتاب: «بازیهای پرورش لوزارة التربية والتعليم» في مؤسسات تربية معلم، ويتعلق الكتاب ببحث العاب الاطفال، فراجع.

اللازم، بحيث يجر الى الوسوسة، كما يفعله البعض، حيث يتصورون بأن الطفل كلما كان خاضعاً للالتزام بالنظم، سيكون ذلك افضل بالنسبة له، ولذا تراهم يفرطوا في أمره ونهيه، ويضعوا على عاتقه القيام باُمور صعبة.

ان الطفل الذي لا يتهيء له فرصة اللعب واللهو، سيكون آخر الأمر في ضياع، فإنه لا بد من غرس روح التعاون الجماعي في نفوس الأطفال الذين يبلغون من العمر سبع سنوات، ولابد ان يبدأ هذا التعليم من المنزل وبين افراد العائلة، بأن يكون في كل عائلة نوع من النشاط الجماعي، الذي يُقترح أن يكون لكل فرد من افراد العائلة دور في ذلك النشاط، وعن هذا الطريق يمكن تعليم الطفل الالتزام والنظم، ليجرّب ذلك عملياً، ويشعر عند التزامه بلذة ونشوة.

ومن وظائف المعلمين تنمية القوة الذهنية والفكرية لدىٰ الطفل، اذ لا بد للطفل من ان يكون له دقة ذهنية، بحيث يستطيع ترتيب الامور والمسائل و تنظيمها في حافظته الذهنية، ليعتاد النظم وتقوىٰ لديه القوة المفكرة، ولو لم تكن هذه الدقة الذهنية والنظم الفكري والقدرة على التفكير، سيكون الطفل اُلعوبة بيد الآداب والتقاليد الخاطئة والانحرافات الثقافية الاجنبية .

ولا بد أن يستمر تعليم الطفل القراءة من اجل درك المفاهيم بدقة، بنحوٍ يستمر ذلك التعليم منذ بداية السنة الدراسية وحتى نهايتها.

ولا بد ان يؤدي الطفل واجباته المدرسية بشكل منظم في دفتره، ويكون دقیقاً في حل مسائله، فإنه كلّما حاول الطفل الحصول على جوابها، كلّما ازدادات قدرته الفكرية والذهنية، بحيث يعتاد على التفكير المنظم والمستمر.

ولا بد من ترغيب الاطفال بالعمل عند العمل، وباللعب عند اللعب، ولا بد من قطع اتصالهم عند المطالعة عن كل ما يعيق مطالعتهم ويشغل فكرهم ،

ص: 71

کمشاهدة برامج التلفزيون، وحديث الآخرين، ولعب غيرهم من الاطفال،ولا بد من تعويدهم على ذلك، وبذل الجهد في ان يكونوا دقيقين، وعند فراغهم يشتغلوا باللعب والنزهة.

ص: 72

جملة من الامور الهامة والمؤثرة في التربية

1- انما يكون لوصايا ومواعظ الأبوين والمعلمين أثراً ايجابياً، فيما إذا كان كلٌ منهم نموذجاً واسوة عملية فيما يقول.

2- محاولة الاستماع للأطفال دائماً بدقة، مع شيء من الصبر والتحمّل،لیشاور الطفل أبويه دائماً في كل شيء.

3- الإجتناب عن التكذيب أو التحقير الصريحين للطفل، ومحاولة منعه عن العمل القبيح بشكل غير مباشر عن طريق القصص المعبّرة وذات المغزی .

4 - ان نعتبر اصدقاء طفلنا كضيوفنا، نعاملهم باحترام، فلا ينبغي أبداً معاتبته امامهم.

5 - اذا رأينا منه قبيحاً لا نبدي تجاهه رد الفعل بسرعة، لأن في الإجراءات العاجلة أضرار وعواقب وخيمة دائماً، بل لا بد أن نبدیی أمام الاطفال الصبر والتحمّل، ولا نفقد توازننا بسرعة.

6- أن نتجنّب ذكر الأخبار المخيفة، والكلام الحزين، وغير المناسب أمام الطفل، لان روح الطفل رقيقة وحساسة تتأثر بسرعة و تضطرب، ولا طاقة لها بتحمل مشاكل الكبار، بل لا بد ان يكون مطمئن البال، ليشتغل بدرسه ومناقشته ولعبه.

7- نحاول إيکال ما يخصّه من امور اليه، فلو واجه في ذلك مشكلة، لا نحاول رفعها له، بل نرشده ونهديه الى طريق ليستطيع حلّها بنفسه، ويستطيع في المستقبل أن يحمل عبأه .

ص: 73

8- أن لا نجعل بين أبناءنا فرقاً، فلو وبّخ الأب ابنه توبیخاً في غير محلّه،تحاول الام ان تنصحه بمعزل عن ابنها، ولا تقول شيئاً امام ولدها، لكي لا يشعر بالاختلاف بينهما.

9- نحاول أن نقلل الاهمية في كلامنا عن الامور المادية ونعطي للامور المعنوية قيمة أكبر، ونحاول أن نذكّره بنعم اللّٰه تعالى في كل شیء وفي كل وقت،بلسان بسيط ومحبوب، ونحيي ذكر اللّٰه تعالی دائماً في قلبه .

10 - ان نظهر امام اطفالنا بمظهر متین و مهیب، ونحاول اجتناب المزاح المضر والقبيح، والألفاظ البذيئة أمامهم، وهكذا الاجتناب عن الكلام الذي لاينبغي أن ينال للزوجة في محضر من الابناء.

11- على الآباء أن يفصلوا بين منام الأولاد ومنام البنات،واذا ناما معاً في محل واحد لا بد من مراقبتهما، وهكذا مراقبة اوقات فراغهم.

12- لا بد من مراقبة الابناء في ذهابهم ومجيئهم مراقبة عقلائية صحيحة فإن رفيق السوء يذهب بجميع اتعاب المعلمين المستمرة هدراً، خصوصاً ۔عليهما ان يراقبا الابناء - في أيام العطل وان يكونوا حذرين جداً، وعلى الابوين ان لا يدعا ابناءهما في وقت الظهيرة لوحدهم ويذهبا ليرقدا قليلاً، فان عدم وجود برنامج صحيح، فيه مضار ومفاسد عظيمة يبتلىٰ بها الاطفال.

13 - لا يظن الآباء بأن دورهم في تربية أطفالهم ينتهي بعد إيداعهم في المدارس، بل ان تکامل اطفالهم وتفوقهم الدراسي والخلقي رهین ارتباطهم المستمر مع المعلمين، وتبادل النظر معهم.

14 - يحاول الآباء أن يعطوا الأهمية والمشاركة فيما تعقده المدرسة في جلسات، يشارك فيها المعلمون.

ص: 74

15- يحاول الوالدين عدم مخالفة و تأييد الطفل اذا کان نظره في المعلمين والمدرسة مخالفاً، وعليهما أن لا يطعنا بالمعلمين امام الطفل،بل ينبغي عليهما وقبل كل شيء ، إذا خطر ببالهما شيئاً أن يذهبا الى المدرسة ويشاورا المعلمين فيه.

16- لا ينبغي أن يكون في ملاحظة أداء التلميذ لواجبه المدرسي نوعاً من التحقيق، بل ينبغي على الابوين التشاور معه وارشاده و معاونته، من دون ان يؤديا عنه تكليفه المدرسي.

17- يحاولا إقناع الطفل بالاجابة عن اسئلته، ولا يحقّراه أو يسخرا منه أبداً.

18- أن ما يبذله الأبوين من عناية وحنان على الطفل يساعداه كثيراً في أن يكون صالحاً، ولذلك أثراً يفوق اثر التأديب بكثير، فإنه لو شعر بالأمن والاطمئنان سيواجه المشاكل حينئذ بكل صبر وسعة صدر.

19- لو اردتم في كل شيء ان تكونوا منطقيين مع الطفل، لا يبعد ان ينجرّ بكم الأمر إلى طريق مسدود، فانه قد لا يفهم ما تستدلوا له به، فإن اردتم أن تستدلوا له في كل أمر، أو ترجو منه سلوكاً منطقياً، ستفقدوا بذلك طاقات لاتعوّض.

20- لا بد من احترام عواطف الطفل و مشاعره، وعدم التقليل من شأن أحساسيه في مقابل العواطف، ولا بد من أن يكون ما نرجوه منه مناسباً لمستواه من ناحية العمر والتكامل.

21- لا بد من ان تكونوا على علم انكم في الوقت الذي ينبغي ان تكونوا فيه قاطعين مع الطفل ينبغي ان تبدوا له الحنان والحب، فإن كونكم مصمّمين

ص: 75

على رأي واحد قاطعين فيه بالنسبة الى الطفل، سوف يساعده على الخروج من المخاوف والاضطرابات واعوجاج الخُلق والشعور بالحيرة.

22-لا تهددوهم بأمر ليس من قصدكم فعله، كقولكم: لو صرت طفلاً عرماً أخرجتك من المنزل.

23 -حاولوا أن تضعوا للطفل قدر الإمكان تعليمات قليلة، وحاولوا الالتزام بما تضعوه من تعليمات، ليعلم ولدكم تكليفه و أنه أي شيء له الأهمية في نظركم، فإن تذكيركم له الامور الجزئية دائماً، يجعل الأمر مشتبهاً عليه ولا يفهم أي الامور مهم.

24-حاولوا ان تقرنوا مستویٰ ولدكم بغيره من الاطفال، ولا توبّخوه من اجل درجته في الامتحان لكونها ضعيفة، فإن الاطفال يختلف مستواهم، ومقارنتكم لا تغيّر من سلوکه شيئاً، بل سيحرك ذلك الحسد لديه، ويكون سبباً

في غضبه، ويكون من جهة اخرى سبباً في كونه لا أبالياً بالنسبة لتكاليفه.

25-حاولوا الالتزام عملياً بالنظام بأن تضعوا كل شيء في موضعه الصحيح، وحاولوا ان تعطوا التعليمات الضرورية واللازمة في الحال الذي يكون فيه الطفل فرحاً وفي الأوقات المناسبة له، ليأخذ بها بكل رحابة صدر،

وحاولوا اجتناب اناطة التكاليف الشاقة اليه في حالة ضجره و ملالته.

26-ان انقضاء المراحل الصعبة للطفل لا يتيسّر إلّا باللعب واللهو، فان رأى منكم الطفل سعة الصدر في مواجهة الحوادث، سوف يتعلّم ذلك منکم،بحيث يواجهه المصاعب بأفضل سلوك يبديه في معالجتها.

27-لا تحكموا على سلوك الطفل حکماً سريعاً، فإن انكشف الواقع لديكم لا بد من أن تقفوا على قولكم، وأن أردتم تخويف وتهديد الطفل فلا بد

ص: 76

من أن يكون لكم استعداد تنفيذ ذلك، فلو اردتم أن ينتهي طفلكم مثلاً عن فعل ما، لا بد من متابعته ومراقبته حتى تجبروه على الترك، وهذا السلوك يعلّمه انكم لا تقولون شيئاً جزافاً، فإن ما يؤسف له ان بعض الآباء يربون اطفالهم على ان كلمة «لا» تدل على أن لا بأس، أفعل!

28-حاولوا التخفيف من الاوامر والنواهي للطفل ، فإن الكثير من الآباء والامهات يعلمون أنهم في طول اليوم قالوا: لا تلمس، لا تفعل، اسكت، لا...، فانه لا ينبغي ان تقطع افعال الطفل وألعابه الجميلة بإفعل ولا تفعل، لأن التدخّل غير المناسب يقلل من علاقته بالشيء ويجعله منزوياً، طبعاً يكون اغلب هذه الاوامر والنواهي متعلقاً بامور جزئية و بسيطة لا أهمية لها، فإن اردتم تنفيذ ما اردتم واقعاً سيكون عدد رغباتكم قليلاً، فانكم لو طلبتم من ابنكم ان لا يفعل امراً سیستمع لما تقولون افضل .

29-حاولوا ان تكونوا منطقيين فيما تريدون، وإلّا سيكون طفلكم في حيرة، حيث يمكن ان يفهم ان ما تريدوه منه لغوا، فتجيزون له مثلاً في يوم ان يفعل الفعل الكذائي، أو يذهب للمكان الفلاني، أو يدعو صديقه الى المنزل، وفي يوم آخر لا تجيزون له ذلك، فإنه سوف لا يعرف ذلك المنطق الذي تتحدثون معه على اساسه، ولذلك فإن ما يلزم اولاً فعله هو التفكير ثم الكلام، لكي يكون لكم رأياً ثابتاً لا يتغير، وهكذا لو لم يتفق الأبوين على أن أي فعل يجوز واي فعل لا يجوز، سيلجأ الطفل الى اختيار احدهما ضد الآخر، ولذا يجب على الوالدين أن يتخذا تصميماً واحداً في مقابل سلوك الطفل، وعليها ان يُصرّا على ما يريدا من اجل ان يعلم الطفل ماذا يريدان منه.

30-لو أن ولدكم قام بالفعل الذي طلبتموه منه، حاولوا أن تظهروا

ص: 77

رضاكم من ذلك، فإن تقديركم له و شکرکم لما قام به له أثراً بالغاً بالنسبة إليه،وعندما يمتنع عن فعل اردتم أن يمتنع عنه، أو يمتثل لما تطلبوا منه ويكون سامعاً ومطيعاً، حاولوا ان تعرفوا الفضل له بكلام مليء بالمحبة والتودد، بأنه طفل مطيع، فإن ذلك سيساعده في إختيار السلوك الصحيح.

31- من اجل ان تعينوا ولدكم على التحمل والصبر، حاولوا اغتنام الفرص المناسبة لذلك، وتعرّفوا على محور رغبته وعلاقته بالامور، لكي تدخلوا اليه عن ذلك الطريق، وترغبّوه في الصبر عليه، و تعليم الطفل الصغير لا

ينبغي ان يكون بقولكم له - إصبر دقيقة واحدة - لانه لا يعرف كم يصبر لعدم علمه بهذه الدقيقة كم هي من الوقت، والصحيح ان يقال له: اصبر حتى انظف هذه الطاولة، فانه يفهم ذلك حينئذٍ فيكم اكثر.

32 - حاولوا ان تعملوا بما تقولون دائماً، فانه يمكن أن يفقد الطفل علاقته فيما يريد تحقيقه، وعلى اي حال، حاولوا ان تثبتوا له انكم مصمّمون على ماتریدون، فإن كان جوابكم لما يريد «النهي بلا» قولوا «لا»، ولكن لا بمعنی حاول ان تنسى ذلك، بل بمعنی: اصبر قليلاً.

33 - نحن نعلم ان السلوك الذي ينبغي مواجهة الصبيان به ليس بالامر السهل، بل يحتاج الى معرفة الانسان لنفسه وتهذيبها، ولذا نطلب من اللّٰه تعالی وتبعاً لسيّد الساجدين عليه السلام في ادعيتنا، ونقول كما قال عليه السلام:

« ... وأعني على تربيتهم وبرّهم»(1) .

ص: 78


1- الصحيفة السجادية: من دعاءه عليه السلام لولده .

مقتبس من الأحاديث والروايات

فيما يتعلق بالمراحل الممّهدة لتربية الطفل

1- أ- قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه علیه و آله:

«من تزوج امرأة لا يتزوجها إلّا لجمالها لم يرَ فيها ما يحب، ومن تزوجها لمالها لا يتزوجها إلّا له، وكله اللّٰه اليه، فعليكم بذات الدين»(1).

ب- وعنه صلّى اللّٰه علیه و آله:

«أنه نهى ان ينكح الرجل المرأة لمالها أو لجمالها فقال:«مالها يطغيها وجمالها پردیها، فعليك بذات الدين»(2).

ج- قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه و آله:

«الشقي من شقي في بطن امه، والسعيد من سعد في بطن امه» (3).

د- قال أبو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

«أنا المرأة قلادة فانظر الى ما تقلّده»(4)

2-: أ: قال علي عليه السلام:

«من شرفت نفسه نزهها من دناءة المطالب»(5).

ب- قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه علیه و آله:

«أن خير نساءكم الولود الودود، العفيفة العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها،المتبرّجة مع زوجها، الحصان على غيره، التي تسمع قوله، و تطيع أمره،واذا خلا

ص: 79


1- الوسائل: ج 14 ب 14 ص 31.
2- المستدرك : ج 14ب 13 ص 175.
3- بحار الانوار: ج 3 ص 44.
4- الوسائل: ج 14 ص 28 .
5- غرر الحکم: ص327.

بها بذلت له ما يريد منها، الهيّنة الليّنة، المواتية التي اذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض حتى يرضىٰ، واذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته، الطيبة الريح، الطيبة الطبيخ، التي اذا أنفقت انفقت بمعروف، وان امسكت امسكت بمعروف، اذا رآها

سرّته، فتلك عامل من عمّال اللّٰه لا يخيب ولا يندم»(1) .

ج-ونقرأ في زيارة الحسين عليه السلام:

«أشهد انك كنت نوراً في الاصلاب الشامخة والارحام المطهرة».

3- أ- قال ابو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

«إياك والجماع حيث يراك صبي، يُحسن ان يصف حالك»(2)

ب- قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله:

تخيّروا لنطفكم، فإن العرق دسّاس»(3) .

ج- قال أبو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

«اذا دخلت بأهلك فخذ بناصيتها واستقبل القبلة، وقل: اللهم بأمانتك اخذتها، وبكلماتك استحللتها، فإن قضيت لي منها ولداً فاجعله مباركاً تقياً، ولاتجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً»(4)

4- قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله:

«ان أول ما ينحل احدكم ولده، الاسم الحسن، فليحسن أحدكم اسم ولده»(5) .

ص: 80


1- الوسائل: ج 14 ب 6
2- الوسائل: ج 14.
3- المستدرك: ج 2 ص 218.
4- الوسائل: ج14 ب55 ص 081
5- المستدرك: ج 15 ص 127 ، احکام الاولاد.

5- قال علي عليه السلام:

«من ولد له مولود فلليؤذّن في اذنه اليمنی،ويقيم في اليسرىٰ، فإن ذلك عصمة من الشيطان» (1).

6-: أ- عن ابی عبداللّٰه عليه السلام:

وقد نظر الى ام اسحاق وهي ترضع ولدها، فقال لها: يا ام اسحاق لا ترضعيه من ثدي واحد، وارضعيه من کليها، يكون احدهما طعاماً، والآخرشراباً»(2).

ب _قال امير المؤمنين عليه السلام:

«انظروا من يرضع اولادكم فإن الولد يشبّ عليه» (3).

ج - قال امير المؤمنین علیه السلام:

«تخيّروا للرضاع کا تخيّرون للنكاح، فإن اللبن يغيّر الطباع»(4)

ص: 81


1- المستدرك: ج 15ص 137، احکام الاولاد .
2- الوسائل: ج 15 ص176، احکام الاولاد.
3- الوسائل: ج 15 ص 188، احکام الاولاد .
4- الوسائل: ج 15 ص 188، احکام الاولاد.

وصايا هامة من القرآن والسنة فيمايتعلق بحقوق الزوجة وما يجب على الزوج

اشارة

قال تعالى:«وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً»(1) .

وقال أيضاً:«وعاشروهن بالمعروف»(2) .

3-قال الامام زین العابدین علیه السلام:

«وحق الزوجة ان تعلم ان اللّٰه عز وجل جعلها لك سكناً واُنساً، وتعلم ان ذلك نعمة من اللّٰه تعالى عليك، فتكرمها و ترفق بها،وان كان حقك عليها أوجب،فإن لها عليك ان ترحمها لأنها أسيرك وتطعمها، و تكسوها، فاذا جهلت عفوت عنها»(3).

4- قال أبو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

«رحم اللّٰه عبداً أحسن فيما بينه وبين زوجته،فإن اللّٰه عزّ وجلّ قد ملّکه ناصيتها، وجعله القيّم عليها»(4) .

5- قال اللّٰه تبارك وتعالى:

«الرجال قوامون على النساء بما فضّل بعضهم على بعض وبما انفقوامن اموالهم»(5)

ص: 82


1- النساء: 20.
2- النساء: 19.
3- شرح رسالة الحقوق: ج 1 ص 517.
4- مکارم الاخلاق، ص217.
5- النساء: 34.

6- قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه علیه و آله:

انما المرأة لعبة من اتخذها فلا يضيّعها)(1).

7- قال اللّٰه تعالی

« وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ»(2).

8- قال اللّٰه تعالى:

«قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ»(3).

9- قال اللّٰه تعالى:

«وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا»(4)

10- قال الامام السجاد عليه السلام:

«إن ارضاكم عند اللّٰه اسبغكم على عياله»(5)

11- قال اللّٰه تعالى:

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ»(6)

12- قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وآله:

«من صبر على سوء خلق إمرأته واحتسبه،اعطاه اللّٰه بكل مرة يصبر عليها

ص: 83


1- الكافي .
2- البقرة: 228.
3- الأحزاب: 50.
4- النساء: 19.
5- میزان الحکمة: ج4 ص 290.
6- التغابن:14.

من الثواب،ما أعطی ایوب عليه السلام على بلائه،وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة مثل رمل عاج»(1)

13- قال الامام ابو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

«ان المرء يحتاج في منزله وعياله الى ثلاث خلال، يتكفلها وان لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصّن»(2).

14- عن اسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبداللّٰه عليه السلام: .

«ما حقّ المرأة على زوجها، الذي اذا فعله كان محسناً؟ قال: يشبعهاويكسوها وان جهلت غفر لها،وقال عليه السلام:كانت امرأة عند أبي عليه السلام تؤذيه فيغفر لها»(3)

15- قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وآله:

«ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الأجر اعطاه اللّٰه ثواب الشاکرین»(4) .

16- قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه علیه و آله:

«خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»(5) .

17 - قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وآله:

«ملعون ملعون، من ضيّع من يعول»(6).

18 - قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله:

ص: 84


1- بحار الانوار: ج 76 ص367.
2- بحار الانوار: ج 74 ص 5.
3- الوسائل: ج14 ص 121.
4- الوسائل: ج 14 ص 124.
5- الوسائل: ج 14ب 88 ص 122.
6- الوسائل: ج 14ب 88 ص 122.

«خيركم خيركم لنساءکم وبناتكم»(1).

19- قال الامام ابي عبد اللّٰه الصادق عليه السلام:

«من سعادة الرجل ان يكون القيّم على عياله»(2)

20- قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله:

«من دخل السوق فاشترى تحفة، فحملها الى عياله،کان كحامل صدقة الى قوم محاویج، وليبدأ بالاناث قبل الذكور،فإن من فرّح ابنته، فكأنما اعتق رقبة من ولداسماعيل، ومن أقر عين ابن فكأنما بكى من خشية اللّٰه ، ومن بكى من خشية اللّٰه أدخله اللّٰه جنات النعيم»(3).

21- وعنه صلّى اللّٰه عليه و آله:

«أنه نهى ان يشبع الرجل ويجيع عياله» (4).

22 - قال ابو عبد اللّٰه الصادق عليه السلام:

«أن المؤمن يأخذ بآداب اللّٰه اذا وسّع اللّٰه عليه اتسع، واذا أمسك عنه أمسك»(5)

23 - قال رسول اللّٰه صلى اللّٰه علیه و آله:

ثلاثة من الجفاء: أن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته،وان يدعى الرجل الى طعامٍ فلا يجيب، وأن يجيب فلا يأكل،ومواقعة الرجل اهله قبل الملاعبة»(6)

ص: 85


1- مستدرك الوسائل: ج 14 ص 255.
2- مستدرك الوسائل: ج14 ص 251.
3- الوسائل: ج 15 ص 227، ب 3 من أبواب النفقات.
4- المستدرك: ج14 ب68 ص252 .
5- الوسائل: ج 15 ب 20 ص 249.
6- الوسائل: ج 14ب 57 ص 83.

24- قال رسول اللّٰه صلّی اللّٰه علیه وآله:

«أيضرب أحدكم المرأة ثم يظل معانقها»(1).

25- قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه علیه و آله:

«انما المرأة لعبة من اتخذها فلا يضيّعها» (2).

26- قال أمير المؤمنین علیه السلام:

«فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة»(3) .

27- قال أبو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

«ايما امرأة باتت، وزوجها عليها ساخط في حق، لم يتقبل منها صلاة حتى يرضىٰ عنها»(4)

28- قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله:

«من اتخذ زوجةً فليكرمها»(5).

29- قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله:

«ایما امرأة آذت زوجها بلسانها، لم يقبل اللّٰه منها صرفاً ولا عدلاً ولاحسنة من عملها،حتى ترضيه، وان صامت نهارها وقامت ليلها واعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل اللّٰه،وكانت أول من يرد النار وكذلك الرجل اذاكان لها ظالماً»(6).

ص: 86


1- الوسائل: ج 14 ب 86 ص 119.
2- الوسائل: ج 14 ب 86 ص 119.
3- الوسائل: ج 14ب 87 ص 120.
4- الوسائل: ج14ب 80 ص 113.
5- المستدرك: ج 14 ب 66 ص 250 .
6- بحار الانوار: ج 76ص 334.

30-قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه وآله:

من ظلم امرأة مهرها فهو عند اللّٰه زان، يقول اللّٰه عزّ وجل له يوم القيامة:عبدي زوجتك امتي على عهدي فلم توفِ بعهدي، وظلمت امتي، فيؤخذ من حسناته فيدفع اليها بقدر حقها، فاذا لم تبق له حسنة امر به إلى النار بنكثه للعهد

«ان العهد كان مسؤولاً»(1).

31-قال أمير المؤمنين لولده الحسن عليهما السلام:

«ولا تملّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها، فإن ذلك أنعم لحالها وأرخیٰ لبالها، وأدوم لجماها»(2).

31-قال أمير المؤمنين لولده الحسن عليهما السلام:

«واياك والتغاير في غير موضع غيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن الى السقم، وكن احكم امرهن فإن رأيت ذنباً فعاجل النكير على الكبير والصغير،واياك ان تعاقب فتعظّم الذنب»(3) .

32۔ قال تعالى:

«وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»(4) .

33 - قال امير المؤمنين عليه السلام لولده محمد بن الحنفية:

«فدارها على كل حال، وأحسن الصحبة، ليصفو عیشك»(5) .

36 - قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه علیه و آله:

ص: 87


1- بحار الأنوار: ج 76ص 333.
2- بحار الأنوار: ج77 ص 233.
3- بحار الأنوار: ج 77 ص 333.
4- البقرة: 83.
5- الوسائل: ج 14ب 87 ص 120.

«قول الرجل للمرأة إني أُحبك لا يذهب من قلبها» (1).

35- قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«خير نساءكم الخمس، قيل: وما الخمس؟ قال: الهيّنة اللينة المواتية» (2).

36- قال ابو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

«ولا تطيعوهن فيدعونكم الى المنكر»(3) .

37- قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«کل امرءٍ تديره إمرأة فهو ملعون»(4) .

38- سُئل الامام الصادق عليه السلام عن قوله تعالى:

«قوا أنفسكم وأهليكم ناراً» كيف نقيهن؟ قال عليه السلام: تأمروهن وتنهونهن، قيل له: إنّا نأمرهن و ننهاهن فلا يقبلن، فقال: اذا أمرتموهن و نهیتموهن فقد قضيتم ما عليكم»(5) .

39- قال الامام الكاظم عليه السلام:

«ان من اخلاق الانبياء التنظف، والتطيّب وحلق الشعر، وكثرة الطروقة»(6).

.4 . وقال العالم أيضاً عليه السلام:

«واعلم أن نفقتك على نفسك وعيالك صدقة، والكاد على عياله في حل،

ص: 88


1- الوسائل: ج14 ب 3 ص 10.
2- الوسائل: ج14 ب 6 ص 15.
3- الوسائل، ج14 ب 94 ص 12.
4- الوسائل: ج14 ب 96 ص 131.
5- الوسائل: ج 14 ب 92 ص 127.
6- الوسائل: ج 14 ب 140ص 181.

كالمجاهد في سبيل اللّٰه»(1).

41- قال ابو عبداللّٰه الصادق عليه السلام: قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه علیه و آله:

«ان في الجنة درجة لا يبلغها إلّا امام عادل،أو ذو رحم وصول، أو ذو عیال صبور»(2)

42- قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله:

«إذا أنفق المسلم على أهله وعياله وهو يحتسبها كانت له صدقة»(3) .

43- قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«لا تجعلن اكثر شغلك بأهلك وولدك، فإن يكن اهلك وولدك اولياء اللّٰه، فإن اللّٰه لا يضيّع اولياءه، وان يكونوا اعداء اللّٰه فما همّك و شغلك بأعداء اللّٰه»(4)

وصايا هامة

قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله: في خطبة حجة الوداع:

«أمّا بعد أيها الناس، فإن لكم على نساءکم حقاً، ولهنّ عليكم حقاً، ...واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عَوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وانكم انمااخذتموهن بأمانة اللّٰه، واستحللتم فروجهن بكلمات اللّٰه...».

السيرة النبوة: ج4 ص 251.

ص: 89


1- بحار الانوار: ج104 ص 72.
2- بحار الانوار: ج104 ص 70.
3- بحار الانوار: ج104 ص70.
4- بحار الانوار: ج104 ص 73.

وصايا من القرآن والسنّة فيما يتعلق بحقوق الزوج وما يجب على الزوجة

اشارة

1- قال اللّٰه تعالى:

«هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ »(1).

2- قال اللّٰه تعالى:

«فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ»(2).

قال الامام الكاظم عليه السلام:

«جهاد المرأة حسن التبعّل»(3).

4- قال الامام الباقر عليه السلام:«جاءت امرأة إلى النبي صلى اللّٰه عليه و آله فقالت: يا رسول اللّٰه، ما حق الزج على المرأة؟ فقال: لها أن تطيعه ولا

تعصية...»(4) .

5- قال النبي اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله:

«يا معشر النساء تصدّقن و أطعن أزواجكن...»(5).

6- عن علي عليه السلام قال: كنا عند رسول اللّٰه صلى اللّٰه علیه وآله

ص: 90


1- البقرة: 187.
2- النساء: 34.
3- الوسائل:ج14 ب81 ص 116.
4- الوسائل:ج14 ب79 ص 112.
5- الوسائل:ج14 ب91 ص 126.

فقال:

«اخبروني أي شيء خير للنساء؟ فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا، فرجعت الى فاطمة عليها السلام، فأخبرتها بالذي قال لنا رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله وأنه ليس منا علمه ولا عرفه، فقالت: ولكني أعرفه، خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال»(1).

7- قال النبي صلّى اللّٰه علیه و آله:

«أفضل نساء امتي أقلهن مهراً وأصبحهن وجهاً»(2).

8- قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله:

«أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة»(3)

«قال النبي صلّى اللّٰه علیه و آله:

«الا أخبركم بخير نساءكم من أهل الجنة؟ الولود الودود على زوجها، اذا آذت أو أُوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول: لاواللّٰه لا أذوق غمضاً حتى ترضیٰ»(4)

10- قال النبي صلّى اللّٰه علیه و آله:

«كل امرأة صالحة عبدت ربها، وادّت فرضها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة»(5).

11- عن النبي صلّى اللّٰه علیه و آله: ان امرأة سألته فقال: يا رسول اللّٰه، ما

ص: 91


1- الوسائل:ج14 ب24 ص43.
2- مستدرك الوسائل:ج14 ص 160.
3- مستدرك الوسائل:ج14 ص 162.
4- مستدرك الوسائل:ج14 ص 238.
5- مستدرك الوسائل: ج14 ب60 ص238 .

حق الزوج على الزوجة؟ قال: «لا تتصدق من بيته إلّا بإذنه، ولا تمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب، ولا تصوم يوماً تطوعاً إلّا باذنه، ولا تخرج من بيته الّا باذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماوات وملائكة الارض، وملائكة الرضا وملائكة الغضب»(1).

12- قال النبي صلّى اللّٰه علیه و آله للحولاء بعد ما غضب عليها زوجها:

«یا حولاء، ما من امرأة صلت صلاتها، ولزمت بیتها، واطاعت زوجها، إلّاغفر اللّٰه لها ذنوبها ما قدّمت وأخرّت»(2).

13 قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله:

«اذا عرفت المرأة ربها، وآمنت به وبرسوله، وعرفت فضل اهل بیت نبيها،وصلت خمساً، وصامت شهر رمضان، وأحصنت فرجها، واطاعت زوجها، دخلت من اي أبواب الجنة شاءت»(3).

14- قال النبي صلّى اللّٰه علیه و آله للحولاء:

«یا حولاء، لا يحل للمرأة ان تكلف زوجها فوق طاقته، ولا تشكوه الى احد من خلق اللّٰه عزوجل، لا قريب ولا بعيد... یا حولاء، والذي بعثني بالحقّ نبيّاً ورسولاً، ان للرجل على امرأته، اذا دعاها ترضيه، واذا أمرها لاتعصيه، ولا تجاوبه بالخلاف، ولا تخالفه»(4).

15- قال أبو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

«أيما امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق ، لم يتقبل منها صلاة حتى

ص: 92


1- مستدرك الوسائل: ج14 ب 60 ص237.
2- مستدرك الوسائل: ج14 ب 61 ص242.
3- مستدرك الوسائل: ج14 ب 60 ص237.
4- مستدرك الوسائل: ج14 ب 61 ص242 و 243.

يرضى عنها»(1).

16- قال رسول اللّٰه صلّى اللّٰه علیه وآله:

«اي امرأة تطيّبت وخرجت من بيتها، فهي تلعن حتى ترجع الى بيتها، متى ما رجعت»(2).

17- قال علي بن جعفر في كتابه عن اخيه موسی بن جعفر عليه السلام:

«سألته عن المرأة المغاضبة زوجها هل لها صلاة أو ما حالها؟ قال عليه السلام: لا تزال عاصية حتى يرضىٰ عنها»(3).

18- قال النبي صلى اللّٰه علیه وآله: في وصية لعلي عليه السلام:

«يا علي اربعة من قواصم الظهر:... وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه...»(4).

19- قال أبو عبداللّٰه عليه السلام:

«أغلب الاعداء للمؤمن زوجة السوء»(5).

20- قال النبي صلَّى اللّٰه علیه و آله:

«من كان له امرأة تؤذيه، لم يقبل اللّٰه صلاتها، ولا حسنة من عملها، حتى تعينه و ترضيه، وان صامت الدهر واعتقت الرقاب، وانفقت الاموال في سبيل اللّٰه، وكانت اول من ترد النار»(6).

ص: 93


1- الوسائل: ج14 ب 80 ص113.
2- الوسائل: ج14 ب 80 ص114.
3- الوسائل: ج14 ب 80 ص115.
4- بحار الأنوار : ج75 ص338.
5- الوسائل: ج14 ب94 ص129.
6- الوسائل: ج14 ب82 ص116.

21- قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله:

«الا وأيما امرأة لم ترفق بزووجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق،لم تقبل منها حسنة، وتلقىٰ اللّٰه وهو عليها غضبان»(1).

22- قال علي عليه السلام:

«انما الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»(2).

23- قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله:

«ما افاد رجل بعد الايمان خيراً من امرأة ذات دین و جمال تسرّه اذا نظراليها، و تطيعه اذا أمرها، وتحفظه في نفسها وماله اذا غار عنها، وأوحي الى موسى عليه السلام: اني اعطيت فلاناً خير الدنيا والآخرة، وهي امرأة صالحة»(3).

24- قال امير المؤمنین علیه السلام:

«شر الزوجات من لا تؤاتي»(4).

قال امير المؤمنین علیه السلام:

«الزوجة الموافقة احدى الراحتين»(5).

25- قال ابو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

تقاضي علي وفاطمة عليهما السلام الى رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله في الخدمة، فقضى على فاطمة عليه السلام بخدمتها ما دون الباب، وقضى على علي عليه السلام بما خلفه، قال: فقالت فاطمة: فلا يعلم ما دخلني من السرور إلّا اللّٰه،

ص: 94


1- بحار الانوار: ج76 ص 335.
2- مستدرك الوسائل: ج14 ب8 ص198.
3- مستدرك الوسائل: ج14 ب8 ص169.
4- مستدرك الوسائل: ج14 ب8 ص 172.
5- مستدرك الوسائل: ج14 ب8 ص 172.

بإكفائي رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله تحمّل أرقاب الرجال»(1).

26- قال ابو عبداللّٰه عليه السلام:

«الإمرأة الصالحة خير من الف رجل غير صالح، وأيما امرأة خدمت زوجها سبعة ايام اغلق اللّٰه عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية ابواب الجنة تدخل من أيها شاءت»(2).

27- قال ابو عبداللّٰه عليه السلام:

«ما من امرأة تسقي زوجها شربة من ماء، إلا كان خيراً لها من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها، ويبني اللّٰه لها بكل شربة تسقي زوجها، مدينة في الجنة وغفر لها ستين خطيئة»(3).

28- عن أبي جعفر الباقر عليه السلام :

«ان فاطمة عليها السلام ضمنت لعلي عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت، وضمن لها علي عليه السلام ما كان خلف الباب، نقل الحطب وأن يجيء بالطعام»(4).

29- قال النبي صلّى اللّٰه علیه و آله:

«من سعادة المرء الزوجة الصالحة»(5).

30- قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله: للحولاء:

«یا حولاء: والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، كل امرأة صبرت على زوجه في الشدة والرخاء، وكانت مطيعة له ولأمره، حشرها اللّٰه تعالى مع إمرأة

ص: 95


1- الوسائل: ج 14ب 89 ص 123.
2- الوسائل: ج14 ب89 ص 123.
3- الوسائل: ج14 ب89 ص 123.
4- مستدرك الوسائل: ج14 ب69 ص253.
5- الوسائل:ج14 ب9 ص23.

أيوب»(1).

31- قال ابو عبداللّٰه الصادق عليه السلام:

«ایما امرأة تطيبت لغير زجها لم يقبل اللّٰه منها صلاة، حتى تغتسل من طيبهاكغسلها من جنابتها»(2).

32- عن أبي عبداللّٰه عليه السلام قال:

«ان قوماً أتوا رسول اللّٰه صلّى اللّٰه عليه و آله فقالوا: يا رسول اللّٰه إنّا رأينا أناساً يسجد بعضهم لبعض، فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و آله: لو امرك أحداً ان يسجد لأحد، لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها»(3).

33- قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله:

«الرجل راعٍ على اهل بيته، وكل راعٍ مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على مال زوجها و مسؤولة عنه»(4).

34- قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله:

«لا تؤدي المرأة حق اللّٰه عزوجل حتى تؤدي حق زوجها»(5).

35- قال النبي صلّى اللّٰه علیه و آله:

«اربع من اعطيهن فقد اعطي خير الدنيا والاخرة، بدناً صابراً، ولساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة صالحة»(6).

ص: 96


1- مستدرك الوسائل: ج14 ب61 ص242.
2- الوسائل: ج14 ب80 ص113.
3- الوسائل: ج14 ب81 ص115.
4- مستدرك الوسائل: ج14 ب63 ص 248.
5- مستدرك الوسائل: ج14 ب70 ص 257.
6- مستدرك الوسائل: ج14 ب8 ص 168.

36- قال الصادق عليه السلام

«ثلاثة اشیاء في كل زمان عزيزة: الاخ في اللّٰه والزوجة الصالحة الأليفة في دین اللّٰه، والولد الرشید، و من اصاب احد الثلاثة فقد اصاب خير الدارين»(1).

37- قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله:

«إن من القسم الصلح للمرء المسلم،ان تكون له إمرأة اذا نظر اليها سرّته،وان غاب عنها حفظته، وان أمرها اطاعته»(2).

38- قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله للحولاء:

«یا حولاء والذي بعثني بالحق نبياً ورسولاً، لا ينبغي للمرأة ان تتصدق بشيء من بيت وزجها إلّا باذنه، فإن فعلت ذلك، كان له الأجر، وعليها الوزر»(3).

39. قال ابو عبد اللّٰه عليه السلام:

«ونهی صلّى اللّٰه عليه و آله: ان تتزين لغير زوجها»(4).

40- قال ابو جعفر الباقر عليه السلام:

«ولما ماتت فاطمة عليها السلام قام عليها امير المؤمنين عليه السلام وقال: اللهم اني راضٍ عن ابنة نبيّك، اللهم إنها قد أوحشت فآنسها...»(5).

41 - قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله للحولاء:

«یا حولاء، للرجل على المرأة أن تلزم بيته، وتودده وتحبه وتشفقه، وتجتنب سخطه و تتبع مرضاته، و توفي بعهده ووعده، و تتقي صولاته، ولا تشرك معه أحداً

ص: 97


1- بحار الانوار: ج74 ص282.
2- الوسائل: ج14 ب9 ص22.
3- الوسائل: ج14 ب61 ص241.
4- الوسائل: ج14 ب80 ص 115.
5- بحار الانوار: ج104 ص256.

في اولاده ولا تهينه ولا تشفيه، ولا تخوفه في مشهده، ولا في ماله، واذا حفظت غيبته حفظت مشهده، واستوت في بيتها، وتزيّنت لزوجها، وأقامت صلاتها،واغتسلت من جنابتهاو حيضها واستحاضتها، فاذا فعلت ذلك كانت يوم القيامة عذراء بوجهٍ منير، فإن كان زوجها مؤمناً صالحاً فهي زوجته، وان لم يكن مؤمناً تزوجها رجل من الشهداء ولا تطيبّي وزوجك غائب»(1).

حق الولد وما يجب على الآباء والمعلمين

1- قال علي بن الحسين عليهما السلام:

«وحق رعيتك بالسلطان، أن تعلم أنهم انما صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك، فيجب أن تعدل فيهم، وتكون لهم كالوالد الرحيم، وتغفر لهم جهلهم، ولاتعاجلهم بالعقوبة، و تشكر اللّٰه على ما آتاك من القوة عليهم»(2).

2- قال علي بن الحسين عليهما السلام:

«وأما حق رعيتك بالعلم، فإن تعلم ان اللّٰه قد جعلك لهم خازناً فيما آتاك من العلم وولاك من خزانة الحكمة، فإن احسنت فيما ولّاك اللّٰه من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده، الصابر المحتسب، الذي اذا رأى ذا حاجة أخرج له من الاموال التي في يديه، كنت راشداً، وكنت لذلك آملاً معتقداً، وإلّا كنت له خائناً، ولخلقه ظالماً، وكان حقاً على اللّٰه ان يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلّك»(3).

ص: 98


1- مستدرك الوسائل: ج 14 ص 60 ص 244.
2- شرح رسالة الحقوق: ج 1 ص 461.
3- شرح رسالة الحقوق: ج 1 ص 471.

3- قال علي بن الحسين عليهما السلام:

«وحق ولدك أن تعلم انه منك ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه عزّ وجل، والمعونة له على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم انه مثاب على الاحسان اليه،معاقب على الإساءة اليه»(1).

4- قال النبي صلّى اللّٰه عليه و آله:

«من حق الولد على والده، ثلاثة: يحسن اسمه ويعلّمه الكتابة، ويزوّجه اذا بلغ»(2).

5- قال علي عليه السلام:

«خير ما ورثه الأبناء حسن الأدب»(3).

6- قال علي بن الحسين عليهما السلام:

«وحق الصغير، رحمته في تعليمه، والعفو عنه، والستر عليه، والرفق به،والمعونة له، والستر على جرائر حداثته فإنه سبب للتوبة، والمدارات له، وترك مما حكته، فإن ذلك ادنى لرشده»(4).

ص: 99


1- شرح رسالة الحقوق: ج 1 ص 581.
2- مکارم الاخلاق: ص 220.
3- غرر الحكم.
4- شرح رسالة الحقوق: ج 2 ص 455.

ص: 100

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

تربية الولد و مراحل تکامله...7

السنوات السبع الاولى من عمر الطفل...9

أهم مرحلة...10

أثار سيادة الطفل القيمة في السنوات السبع الاُولى...15

تنبيه يتعلق بمرحلة السيادة...20

السنوات السبع الثانية...23

السنوات السبع أهم مرحلة في التربية والتعليم...25

السنوات السبع الثالثة...29

ثلاثة اصول أساسية لنظام التربية في الاسلام...33

مسؤولية التربية...34

التنسيق بين البيت والمدرسة...35

الانسجام في المنزل قبل الانسجام في المدرسة...45

نتائج الاختلاف بين الوالدين...47

ما هو الحل...48

منشأ وجود العادة عند الاطفال...49

المناهج التربوية...51

عواقب عدم الاهتمام بالطفل...53

كيفية إعطاء الشخصية للاطفال...54

التأديب...58

ص: 101

آثار التأديب السلبية على البدن...59

ملاحظات هامة حول التأديب...61

تنبيهات حول الترغيب...64

التعامل المنطقي...65

معلومات ضرورية قبل المدرسة...66

أوّل الأهداف التربوية في المدرسة...68

الالتزام الواعي...68

الاستعانة بالعوامل المشجعة...70

جملة من الامور الهامة والمؤثرة في التربية...73

مقتبس من الأحاديث والروايات فيما يتعلق بالمراحل الممهدة

التربية الطفل...79

وصايا هامة من القرآن والسنة فيما يتعلّق بحقوق الزوجة وما

يجب على الزوج...82

وصايا من القرآن والسنّة فيما يتعلق بحقوق الزوج وما يجب

على الزوجة...90

ص: 102

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.