الامل الموعود : حروف ادبیة و بحوث علمیة فی صاحب الزمان من أرض القطیف

هویة الکتاب

الامل الموعود

حروف ادبیة و بحوث علمیة فی صاحب الزمان من أرض القطیف

الجزء الاول

جمیع و ترتیب

لوی محمد شوقی ال سنبل

دار العصمة

الأعمال الخيرية الرقمية: جمعية الإمام زمان (عج) إصفهان المساعدة

ص: 1

المجلد 1

اشارة

جمیع الحقوقه محفوظة

الطبعة الأولى

1430ه/2009م

للتواصل:

yamahde@gmail.com

دارالعصمة/کتب - قرطاسیة - ترجمة - طباعة - خدمات أخری

مملکة البحرین - السنابس

00973/39214219 - 00973/17553156

daralesmah@hotmail.com

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ .

صَدَق اللهُ العَظیمُ

ص: 3

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

اللَّهُمَّ کُنْ لِوَلِیِّکَ الحُجَةِ بنِ الحَسَن صَلَواتُکَ علَیهِ و عَلی آبائِهِ فِی هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِی کُلِّ سَاعَةٍ وَلِیّاً وَ حَافِظاً وَ قَائِداً وَ نَاصِراً وَ دَلِیلًا وَ عَیْناً حَتَّى تُسْکِنَهُ أَرْضَکَ طَوْعاً وَ تُمَتعَهُ فِیهَا طَوِیلا"

ص: 4

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الإهداء ..

مدَدتُ يدي المملوءةَ بالخطايا ...

مملوءةً بالرجاءِ .. لساحةِ قدسِ مولانا ...

صاحبِ العصرِ والزمانِ ، أرواحُنا لترابِ مقدمهِ الفداءُ ...

تقدَّمُ لهُ مجهودَ المُقِلِّ المقصِّرِ ...

وكلي أملٌ أن يَقبلَ مجهودي المتواضع ...

الذي إن قبله مني.. فلا أبالي بعدها بما يكونُ ...

إليكَ أهديتُ عمري ، والزمانُ فدىً *** لطلعةٍ من سناها الكونُ يزدهرُ

فاقبل- فديتُكَ- يا مولايَ منحةَ مَن *** خاضَ الولا بحرَحبٍ منکَ ينفجرُ

واردد عليه أيامولايَ بُردَ شفا *** وانثرعلى الكونِ ورداً كلهُ عطر ُ

إني- وحقِّکَ - لا أنفکُّ ذا أملٍ *** لرؤية النورِيزهو، دونَه القمرُ

ص: 5

لرؤية النور محجوبأمدی عصرٍ *** عن عاشقين ، فكان الخوف والسهر

لرؤية الطلعة الغرا التي حجبت *** عن سائلين : متى يأتي لهم ظفر؟

لكنَّ ذا الأمل الأسني يلوح لنا *** بريق نورفيُنسى الهم والكدر

فلانخيبُ ولانشقى بمعرفةٍ *** ولن يغيّرنازيدٌ ولا عمرُ

وإننا نأمل الحسني التي وُعدت *** بها النفوس وذي الأزمان تعتكر(1)

عبدك الراجي رضاك .. لؤي

ص: 6


1- ضٌمّن هذا الإهداء حاجة عجزت الوسائل المادية عن حلها ، وطالت السنون دون قضائها ، وما أن ضمّنت هذا الإهداء حتى لاحت بوارق الفرج ، وأذن الله سبحانه بقضائها وإنجازها ، حيث هيّا اللّه أسبابها بعد شبه يأس وانقطاع رجاء ، فقضيت تلك الحاجة ببركة صاحب العصر و الزمان روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء، فسلام الله عليك يا سيدي ، وكذب وخاب من خامره فيك أدنى شك أو شبهة أو ريب .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تمهید

الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، و حبيب إله العالمين ، أبي القاسم محمد ، صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين .. سيما بقية الله في أرضه ، وحجته على عباده ، المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ،وسهل مخرجه، وجعلنا من خدامه و أنصاره وأعوانه .. وبعد .

تحتلّ قضية صاحب الزمان علیه السلام،مكانة عليا في الفكر الإنساني بشكل عام ، وفي الفكر الإسلامي بشكل خاص ، وفي الفكر الشيعي الاثني عشري بشكل أخص.

فإذا كان العالم كله ينتظر( المصلح المنتظر )،ويسميه ما يسميه من أسماء، ويعبر عنه بما شاء من ألقاب ، فإن الإسلام حدّد هذا المصلح وبينّه وعينّه ، ولم يترك أتباعه تائهين في مهب الأعاصير بحثاً عنه ، بل حدده بما ،لامزيد عليه من التحديد والبيان ، وجعله عَلَمَاً منصوباً ، فكان ( سفينة النجاة، وعلم الهدی ، ونور أبصار الوری ) اهتدى به من شاء الاهتداء ، وابتعد عنه «مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ»(1) ممَّن «خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ»(2)

فقد جاءت الآيات الشريفة ، والأحاديث المطهرة ، لتتحدث عنه وعن

ص: 7


1- الجاثية ، 23 .
2- البقرة ، 7.

خروجه ودولته ، وعن أتباعه وأنصاره ، وعن أعاديه وما يكيدون له..إلخ.

والاعتقاد بالإمام المهدي ، ربما يجمع عليه المسلمون قاطبة ، ولكنهم اختلفوا في تفصيلات وتفريعات .

فمن هو هذا المهدي ؟

وما اسمه ؟

ومتى يولد ؟

ومتى يخرج ؟ ...

إلى آخر تلك الأسئلة التي يبحث عن إجاباتها الجميع .

وأتباع أهل البيت علیهم السلام اعتقدوا جازمين بالمهدي المنتظر(محمدبن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ) صلى اللّه عليهم أجمعين .

اعتقدوا به إماماً معصوماً غائباً عن الأنظار،ينتظر إذن الله تعالى له بالخروج ، ليظهر ويطهر الأرض من الأدناس والأرجاس ، ويملأها قسطاً و عدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً ، ولهم على اعتقادهم هذا من الأدلة و البراهين ، ما لا تصمد أمامه كل الادعاءات والتهويلات ، التي يبثّها أعداؤهم ، ويحاولون الترويج لها بشكل أو بآخر.

والمجتمع القطيفي - وهو مجتمع شيعي من أول يوم دخل فيه الإسلام أرضه واستوطنها ، ولا زال على خطه الشيعي رغم كل المحاولات المبذولة من الآخرين لإطفاء هذا النور الرباني الذي شعَّ في القلوب وانعكست آثاره على جميع الجوارح - ليس بِدعاً من المجتمعات الشيعية الأخرى ، فهو كفيره من المجتمعات الموالية لأهل البيت علیهم السلام ، يُعنَى من أئمته بالنظرات الحانية التي لولاها لما ثبت له وجود ، سيما العنايات المهدية الخاصة التي تتجلى لنا بين الفينة والأخرى ، والتي ننعم ببركاتها ، فالإمام روحي فداه

ص: 8

هو الحجة الذي لا تبقى الأرض بدونه ، ولو بقيت الأرض بغيره لساخت(1).

فالقطيف مجتمع يعيش هموم الطائفة الشيعية ،ويتفاعل مع آمالها و آلامها ، ويشاركها في كل شؤونها ومن ذلك .. اهتمامه بهذه العقيدة و ترسيخها في النفوس ومواجهة أعدائها الواقفين لها بالمرصاد .

فهاهم العلماء يبذلون قصارى جهدهم في الذبّ عن حياض هذه العقيدة المقدسة ، ويفنّدون آراء المعادين لها ، ويوضحون ضلالة أصحاب هذه العقائد المنحرفة ، وضحالة أفكارهم الهدامة ، التي تحاول الاندساس إلى قلوب الشيعة لدفعهم عن خالص عقيدتهم ، ولكن شيعة أهل البيت علیهم السلام لا تؤثر فيهم أقاويل المرجفين من هنا أو هناك ، وهم قد محضوا الولاء محضأ،«فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءًوَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ»(2) .

وهاهم الشعراء أيضاً ، يحملون لواء الكلمة الصادقة ،موجهين لها نحو مبدأهم الخالد ، فيقفون صفاً واحداً مع حملة الأقلام ، مشاركين لهم في هذا الجهاد المقدس ، في ساحة الولاء الأصيل .

ونتج من هذا وذاك كم هائل ، ذو قيمة علمية وأدبية عالية ، من الكتب والمقالات والقصائد بمختلف أنواعها ،ما لو أراد مستقصٍ جمعه و استقصاءه لأعجزه المقام ، ولكننا أحببنا أن نجمع في هذا الكتاب شتات بعض هذه الكتابات الشعرية والنثرية ، فجاء هذا المجموع الذي نرجوله

ص: 9


1- في الكافي ، ج1 ص179 : الأحاديث (9، 10، 12 ) : قال أبو الحسن - الإمام الهادي - علیه السلام : (إنَّ الأَرضَ لا تَخلو مِن حُجَّةً ،وأنَا وَاللَّهِ ذلِكَ الحُجَّةُ) ، عن أبي حمزة قال : قلت لأبي عبد الله علیه السلام : ( أَتَبَقَّى اَلْأَرْضَ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟ قَالَ:لَوْ بَقِيَتِ اَلْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ لَساختَ ) . عن أبي جعفر علیه السلام قال : ( لَوْ أَنَّ اَلْإِمَامَ رُفِعَ مِنَ اَلْأَرْضِ سَاعَةً لَمَاجَتْ بِأَهْلِهَا كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ بِأهْله ).
2- الرعد ،17.

أن يكون ممثلاً للنتاج القطيفي .. العلمي منه والأدبي .

ولا يخفى أننا لو أردنا الاستقصاء لاحتجنا إلى زمن ليس بالقصير وإلى مجلدات ضخمة ، ولكن هذا العمل جاء بشكل سريع ، فما هو إلا حصيلة فترة زمنية قصيرة ، نسبة إلى الكم الهائل الموجود ، وإلى تشتت مظان هذه المواد ، ولذا فلابد أن يعتوره النقص ، ويفوته بعض النتاج ،سواء من المنشور أو غير المنشور .

وتجدر الإشارة هنا إلى أن ما في هذا المجموع ، لم ينظر فيه لزمن معين، ولا لنوع شعري خاص ، وإنما يجمع بينه أمران ، لا ثالث لهما :

1. تعلقه بصاحب الزمان علیه السلام .

2. كونه من النتاج القطيفي .

فاحتوى على ما كتب قبل عشرات السنين،كما اشتمل على نتاج اليوم والأمس القريب ، وشمل الشعر العربي الموزون والمقفى ، كما احتوى على الشعر العربي الحديث ، وعلى الموشحات والتخاميس ونحوها ، ولم يخلُ من الشعر الشعبي ، باللهجة الدارجة المحلية .

وإتماماً للفائدة فقد حاولنا عقد فصل خاص باللوحات الفنية والكتابات الجميلة ، إلا أن المشاركات في هذا الفصل كانت قليلة جداً، فنشرنا ما تحصلنا عليه منها.

ونرجو أن نوفق في مستقبل أيامنا إلى السير في هذا الخط نفسة ، وجمع

ما يستجد من نتاج ، ومما فاتنا مما هو موجود فعلا .

ولا يفوتنا أن نذكّر بأن الموضوعات النثرية التي احتواها الكتاب تعددت أسباب كتابتها ودوافعها ، مما كان له الأثر الواضح في طبيعة كتابتها ، فمنها ما هو بحث علمي مستقل ، ومنها ما كتب رداً على كتاب استهدف هذه العقيدة ، أو فكرة جاءت في مطاوي أفكار خاطئة أو مغلوطة ، كما أن منها ما كتب لينشر على صفحات بعض الصحف ،

ص: 10

أو ليقرأ على المنابر الحسينية ، وهذا سبب من أسباب اختلاف المادة العلمية المطروحة ، وأسلوب الطرح الذي جاء به المقال أو الكتاب .

ولقد اقتصرنا في بعض المقالات على محل الحاجة والغرض ، فاقتطفنا من بعض الموضوعات ما يخدمنا في مجالنا ، وتركنا باقي المقال أو الموضوع لأنه خارج عن موضع الحاجة ، وربما نشير إلى بعض هذا أثناء ذكر المقال المقتطف منه .

وفي الختام .. أزجي آيات الشكر والثناء إلى جميع من أعانني في إنجاز هذا المشروع ، وأخص منهم سماحة الفاضل الشيخ محسن المعلم حفظه اللّه، فهو لا يزال متابعاً لي فيما يوفقني الله سبحانه للسير فيه ، موجهاً وناصحاً ومقترحاً ومرشداً ، وكذا أخي فضيلة الشيخ نزار آل سنبل ، فقد أتاح لي الاستفادة من الملف الذي جمعه أثناء قيامه بتأليف كتابه ( اهل البيت عليهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر)،كما أنه لم يبخل عليّ بتوجيهاته وملاحظاته ، وأشكر كل من ساعدني في صف مادة الكتاب على جهاز الحاسب الآلي وإخراجه ، خصوصاً ابن أخي ( مجيد مصطفى آل سنبل)، ولا أنسى أن أشكر رفيقة دربي ( أم علي رضا ) فقد ساعدتني كثيراً في إخراج الكتاب ، وفي تهيئتها الجو المناسب للعمل فيه، وكذا أختها المصونة ( أم حسن ) ، حيث قامت بصف بعض مادة الكتاب ، وأشكر ابن العمة السيد جواد السادة ، حيث تفضل بتصميم غلاف الكتاب ، وبالمساعدة في إخراج بعض التصماميم الداخلية .

فلهم ولغيرهم ، ممن وفّرلي مادة أو زوّدني بمصدر أو تكرّم عليَّ بإنتاجه أو إنتاج غيره ، لهم جميعاً شكري وامتناني ، ودعائي بالتوفيق والقبول من صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه .

وندعو جميع الكتاب والشعراء إلى تزويدنا بما لديهم من نتاج حول

ص: 11

صاحب الزمان-أرواحنا لتراب مقدمه الفداء - أو إرشادنا إلى المصادر التي يطلعون عليها، ولهم منا خالص الشكر وعظيم الامتنانّ، وعلى اللّه سبحانه أجرهم .

وصلّ اللهم على محمد وآله الميامين،سيما إمام عصرنا وولينا أمرنا ، الحجة بن الحسن المهدي ، أرواحنا له الفداء ، ( اللهم فصلِّ عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين، وعلى شيعته المنتجبين، وبلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون، واجعل ذلك منا خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة ، حتى لا نريد به غيرك، ولا نطلب به إلا وجهك )،اللهمَّ( وهب لنا رأفته ورحمته وتعطفه وتحننه ، واجعلنا له سامعين مطيعين ، وفي رضاه ساعين، وإلى نصرته والمدافعة عنه مكنفين ، وإليك وإلى رسولك صلواتك اللهم عليه وآله بذلك متقربين ) اللهم ( وجدّد به ما امتحى من دينك ، وأصلح به ما بدِّل من حكمك ، وغُيِّر من سنتك ) ، ( اللهمَّ ولا تجعلني من خصماءِ آلِ محمدٍ علیهم السلام، ولا تجعلني من أعداءِ آل محمدٍ علیهم السلام ، ولا تجعلني من أهل الحَنَقِ والغيظِ على آلِ محمدٍ علیهم السلام، فإني أعوذُ بكَ من ذلكَ فأعذني، وأستجيرُ بكَ فأجرني . اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ، واجعلني بهم فائزاً عندَكَ في الدنيا والآخرةِ ومن المقربينَ )(1).

لؤي محمد شوقي آل سنبل

الجش بالقطيف

ص: 12


1- ما بين الأقواس مستقي من زياراته والدعاء له (عجل الله تعالی فرجه الشریف)،من( مفاتيح الجنان ) و الصحيفة المهدية المنتخبة ).

نبذة حول الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

نسبه الشريف:

هو :محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السلام .

أمه:

أوردت الروايات الشريفة لأمه - سلام الله عليها - أكثر من اسم :

1.مليكة بنت یشوعا بن قيصر ملك الروم .2. مريم بنت زيد العلوية . 3. نرجس . 4. صقيل . 5. صيقل. 6. ريحانة . 7. حكيمة . 8. سوسن.

9. خمط. 10. حديثة.

والرأي الأشهر أنها هي( مليكة بنت یشوعا )،وبقية الأسماء من قبيل الألقاب لها ، أولاختلاف تسميتها عند من باعها واشتراها ، حتى وصلت للإمام العسكري علیه السلام، وكنيتها ( أم محمد ) ، ووصفتها الروايات بأنها ( خيرة الإماء) و (سيدة الإماء ).

ولادته :

ولد به علیه السلام في مدينة( سامراء) فجر ليلة الجمعة النصف من شهر شعبان المبارك سنة 255ه أو سنة 256ه ، أيام المعتمد العباسي . وتوفي والده في 8 ربيع الأول سنة 260ه ، فتحمّل أعباء الإمامة وهو ابن خمس أو أربع سنين .

ومما جاء في خبرولادته، ما رواه الصدوق(1) : ( خرج عن أبي محمد علیه السلام حين قتل الزبيري: ( هذا جزاء من افترى على الله تبارك وتعالى في أوليائه، زعم أنه يقتلني وليس لي عقب، فكيف رأى قدرة الله عزوجل وولد له ولد وسماه " م ح م د " (2) سنة ست وخمسين ومائتين ) .

ص: 13


1- كمال الدين وتمام النعمة ، ص430
2- ورد الاسم الشريف بحروف مقطًعةً لوجود الخلاف بين العلماء في جواز ذكر اسمه المبارك حال الغيبة والمسألة محررة في مظانها وأشير لها ضمن موضوعات هذا الكتاب.

( ... عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسی بن جعفر عليهما السلام عن السياري قال:حدثتني نسيم ومارية قالتا : إنه لما سقط صاحب الزمان علیه السلام من بطن أمه جاثياً على ركبتيه، رافعاً سبابتيه إلى السماء، ثم عطس فقال: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد و آله، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، لو أذن لنا في الكلام لزال الشك.

قال إبراهيم بن محمد بن عبد الله:وحدثتني نسيم خادم أبي محمدعلیه السلام قالت: قال لي صاحب الزمان علیه السلام، وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة، فعطست عنده فقال لي : يرحمك الله، قالت: نسيم ففرحت بذلك ، فقال لي علیه السلام: ألا أبشرك في العطاس ؟ فقلت: بلى يا مولاي فقال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام ).

كناه وألقابه :

كني - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - بكُنى كثيرة ، منها : ( أبو القاسم )و( أبو صالح)و(أبو جعفر)و(أبو عبد الله)و(أبو إبراهيم) و (أبو الحسن) و ( أبو تراب ) . أما الألقاب التي عرف بها وعبّر عنه بها في الروايات الشريفة فكثيرة جداً، نذكر منها :

1. المهدي . 2. المنتظر. 3. الحجة . 4. القائم . 5. القائم المنتظر. 6. المنصور .7. الصاحب. 8. صاحب الزمان .9. صاحب الأمر. 10. الخاتم 11. الخلف. 12. الخلف المهدي.13. الخلف الصالح .14. ولي الله .15. بقية الله . 16. صاحب الدار. 17. برهان الله . 18. الباسط. 19. الثائر.20. بقية الأنبياء. 21. الحق. 22. خليفة الله . 23. المؤمل . 24. خاتم الأوصياء.

وكان الشيعة في زمان غيبته الصغرى يعبرون عنه بألقاب ، مثل :

25.الحضرة. 26. الناحية المقدسة. 27. السيد.

ص: 14

28. الرجل . 29. الغلام. 30.الغریم.

إلى غير ذلك من الألقاب الكثيرة(1) .

صفته:

صفته هي صفة الرسول صلی الله علیه وآله، كما تشير لذلك الروايات الشريفة ( نظر أمير المؤمنين علي علیه السلام إلى الحسين علیه السلام فقال : إن ابني هذا سيّد كما سماه

ص: 15


1- ذكر العلامة النوري في كتابه (النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجة الغائب (عجل الله تعالی فرجه الشریف) )(182) بین لقب وكنية واسم ،وقال في آخرها في ج1ص 268-266: ولا يخفى أنّ اكثر هذه الأسماء والألقاب والكنى التي ذكرت إنّما هي من الذات المقدسة للباري تعالى والأنبياء والأوصياء علیم السلام، وإنَّ جعلَ اللهِ تعالى وخلفائه اسماً لأحد ليس هو كالجعل للأسماء المتعارف بين الخلائق،حيث لم يراعوا معنى ذلك الاسم ولم يلاحظوا وجوده وعدم وجوده في ذلك الشخص ، وكثيراً ما يُسمّى وضيعو المنزلة والفطرة و مذمومو الخلقة والخصال بأسماء شريفة . ولكن الله تعالى وأولياءه لا يضعون اسماً ما لم يصدق معنى ذلك الاسم على مسمّاه، وتُلاحَظ معان وصفات متعددة في اسم شريف واحد ، ولذلك يمنح له ذلك الاسم، ولهذا السبب قد بیّنوا في الأخبار المكررة في مقام جواب السائل علةَ الأسماء والألقاب الشريفة للحجج علیهم السلام، وقد ذُكر لبعضها وجوه متعددة كما في وجه كنية (أبو القاسم) لرسول الله صلی الله علیه وآله .. قال : (لأنه كان له ابن يقال له قاسم فكنّي به ) وقال أيضاً: (.. إنّ رسول الله صلی الله علیه وآله أب لجميع أمته، وعليّ علیه السلام فيهم بمنزلته .. ) وهو ( قاسم الجنة والنار.. فقيل له أبو القاسم) ، وقال أيضاً لأنه يقسم الرحمة بين الخلق يوم القيامة ، وهكذا في سائر الأسماء والألقاب. ومن هنا يعلم انّ كثرة الأسماء والألقاب الالهية كاشفة عن كثرة الصفات والمقامات العالية، حيث يدل كلّ واحد منها على خلق وصفة وفضل و مقام ، بل إنّ بعضها تدل على جملة (مجموعة )منها . ومنها يترقى إلى تلك المقامات بمقدار ما يتحمله اللفظ ويوسعة الفهم،و قد ظهر أيضاً أنّ إدراك أدنى مقام من مقامات الإمام صاحب الزمان علیه السلام خارج عن قوة البشر .

رسول الله صلی الله علیه وآله سيداً ، وسيخرج الله من صلبه رجلاً باسم نبيكم ، يشبهه في الخَلق والخُلق ، يخرج على حين غفلة من الناس ،و إماتة للحق وإظهار للجور، لو لم يخرج لضربت عنقه ، يفرح بخروجه أهل السموات وسكانها، وهو رجل أجلى الجبين ، أقنى الأنف ، ضخم البطن ، أزيل الفخذين ،لفخذه اليمني شامة، أفلج الثنايا ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً )(1).

وعن أمير المؤمنين علیه السلام أيضا:(أنه شاب مربوع القامة حسن الوجة والشعر يسيل شعره على منكبيه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه، أجلى الجبين أقني الأنف ضخم البطن، بفخذه اليمني شامة أفلج الثنايا)(2).

وقد وصفه إبراهيم بن مهزيار حيث رآه فقال من حديث طويل:( ناصع اللون ، واضح الجبين، أبلج الحاجب ، مسنون الخدّين ، أقني الأنف، أشمّ أروع، كأنه غصن بان ، وكأن صفحة غرته كوكب دري، بخده الأيمن خال كأنه فتات مسك على بياض الفضة، وإذا برأسه وفرة سمحاء سبطة تطالع شحمة أذنه ، له سمت ما رأت العيون أقصد منه ، ولا أعرف حسناً و سكينة وحياء )(3).

إمامته والأحاديث حوله:

اشارة

الحديث عن إمامته علیه السلام هو الحديث عن الإمامة جوهراً وفكراً ودليلاً، وبحث ذلك مشبع في الكثير من الكتب الكلامية والعقائدية ، وقد استدل العلماء رضوان الله عليهم على إمامته بأدلة عقلية محكمة وبأدلة نقلية كثيرة منها ما هو مستد لآيات القرآن الكريم ، ومنها ما هو معتمد على الروايات المعصومية من النبي صلی الله علیه وآله حتى الإمام العسكري علیه السلام، فقد

ص: 16


1- البحار ، ج 1، ص 51ص39- 40ح19.
2- أعيان الشيعة ، المجلد 2ص44
3- كمال الدين وتمام النعمة ، ص409

أشير له في المرويات الشيعية والسنية بشكل كبير جداً .

ونتشرف بذكر شيء يسير من ذلك ، كما أورده السيد الأمين > في(أعيان الشيعة )(1):

القرآن الكريم:

عن الإمام الصادق علیه السلام في معنى قوله عزوجل:«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا»(2) قال: نزلت في القائم وأصحابه.

وعنه علیه السلام في قوله تعالى : «وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ»(3)قال:العذاب خروج القائم، والأمة المعدودة أهل بدر وأصحابه.

وعنه علیه السلام في قوله:« فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا»(4) قال:نزلت في القائم وأصحابه يجتمعون على غير ميعاد.

وعنه علیه السلام في قول الله عزوجل :«أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ»(5)قال: هي في القائم علیه السلام وأصحابه.

وعنه علیه السلام في قوله تعالى:«يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ»(6)قال: الله يعرفهم، ولكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطا .

ص: 17


1- المجلد 2 في الصفحات 54- 58
2- النور ،55.
3- هود ، 8.
4- البقرة ، 148.
5- الحج ،39 .
6- الرحمن ، 41 ،
النبي محمد صلی الله علیه وآله :

عن ابن عباس > عن النبي صلی الله علیه وآله : علي بن أبي طالب إمام أمتي وخليفتي عليهم بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر يملا الله عزوجل به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، والذي بعثني بالحق بشيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر.

فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ فقال : إي وربي وليمحصن الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين، يا جابر إن هذا الأمر من أمر الله وسر من سر الله مطوي عن عباده فإياك والشك في أمر الله فهو كفر.

الإمام علي علیه السلام :

عنه علیه السلام أنه قال للحسين علیه السلام: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل .قال الحسين علیه السلام : فقلت : يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن ؟ فقال: إي والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين ، الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه .

السيدة الزهراء علیها السلام:

عن جابر بن عبد الله الأنصاري > قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمة من ولدها ، فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم من ولد فاطمة، ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي .

الإمام الحسن علیه السلام :

لما صالح الإمام الحسن علیه السلام معاوية دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته، فقال علیه السلام : ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير

ص: 18

لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت ، ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم ؟ وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلی الله علیه وآله؟قالوا : بلى. قال : أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران علیه السلام إذ خفي عليه وجه الحكمة فيه وكان ذلك عند الله حكمة وصواباً ؟ أما علمتم أنّا ما منا أحد إلا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه ؟ فإن الله عزوجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة ، إذا خرج ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب ابن دون أربعين سنة ، ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير .

الإمام الحسين علیه السلام:

عنه علیه السلام:منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام وآخرهم التاسع من ولدي وهو الإمام القائم بالحق ، يحيي الله به الأرض بعد موتها ويظهر به دین الحق على الدين كله ولو كره المشركون،له غيبة يرتد فيها أقوام ويثبت فيها على الدين آخرون فيؤذون ، ويقال لهم متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ؟ أما أن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول صلی الله علیه وآله.

الإمام السجاد علیه السلام :

عنه علیه السلام: لتأتين فتن كقطع الليل المظلم لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة، كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان في ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل أمامه ، معه راية رسول الله صلی الله علیه وآله قد نشرها لا يهوي بها إلى قوم

ص: 19

إلا أهلكهم الله عزوجل.

الإمام الباقر علیه السلام :

عن أم هاني الثقفية عن الإمام الباقر علیه السلام في حديث قال : هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة ، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها أقوام ، فيا طوبى لك إن أدركته ويا طوبى لمن أدركه .

الإمام الصادق علیه السلام :

عن سدير عن الإمام الصادق علیه السلام: إن في القائم علیه السلام سنة من يوسف ، قلت: كأنك تريد حيرة أو غيبة ؟ قال لي وما تنكر من هذا ؟ إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه ، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه،حتى قال لهم أنا يوسف، فماتنكر هذه الأمة أن يكون الله عزوجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته ، لقدكان يوسف إليه ملك مصر، وقد كان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد الله عزوجل أن يعرف مكانه لقدر على ذلك، و الله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، وما تنكرهذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف ، أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه، حتى يأذن عزوجل أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حين : «قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ 89 قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي »(1).

الإمام الكاظم علیه السلام :

عنه علیه السلام: أنه قيل له : يا ابن رسول الله أنت القائم بالحق ؟ فقال أنا القائم بالحق ، ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله و يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ، هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه ، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون .

ص: 20


1- يوسف ، 89- 90.

ثم قال علیه السلام:طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا ، أولئك منا ونحن منهم ، قد رضوا بنا

أئمة ورضينا بهم شيعة، وطوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة.

الإمام الرضا علیه السلام:

عن الهروي قال سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي ابن موسى الرضا علیه السلام قصيدتي التي أولها :

مدارس آیات خلت من تلاوة *** ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت إلى قولي :

خروج إمام لا محالة قائم *** يقوم على اسم الله والبركات

يميّز فينا كل حق وباطل *** ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا علیه السلام بكاء شديدا ، ثم رفع رأسه إلي فقال لي : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الإمام ؟ ومتى يقوم ؟ فقلت : لا يا مولاي ، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم ، يطهر الأرض من الفساد ويملؤهاعدلاً كما ملئت جوراً .

فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً. وأما متى ؟ فإخبار عن الوقت، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي علیه السلام أن النبي صلی الله علیه وآله قيل له : يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال : مثله مثل الساعة «لَا جَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً»(1)

ص: 21


1- الأعراف ، 187.
الإمام الجواد علیه السلام:

عنه علیه السلام : الإمام بعدي ابني علي أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي ، وذكر ابنه الحسن مثل ذلك وسكت ، فقيل له : يا ابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن ؟ فبكى بكاء شديداً ، ثم قال إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر ، فقيل : ولم سمي القائم ؟ قال : لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته . قيل:ولم سمي المنتظر؟قال : إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون .

الإمام الهادي علیه السلام:

عنه علیه السلام: الخلف من بعدي ابني الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ، فقلت : ولم جعلني الله فداك ؟ فقال : لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه . قلت : فكيف نذكره قال قولوا الحجة من آل محمد .

الإمام العسكري علیه السلام:

عن محمد بن عثمان العمري عن أبيه قال:سئل أبو محمد الحسن بن علي علیهما السلام عن الخبر الذي روي عن آبائه علیهم السلام( أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) فقال علیه السلام: إن هذا حق كما أن النهار حق ، فقيل له يا ابن رسول الله فمن الحجة والإمام بعدك ؟ قال : ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون و يكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة .

ص: 22

شاعره:

قال السيد الأمين قدس سره : ( شاعره ابن الرومي (1))(2)، ومن شعره الذي يشير فيه لظهور الإمام المنتظر علیه السلام . مخاطبته لبني العباس بقوله :

اجنوا بني العباس من شنآنكم *** وأوكوا على ما في العياب وأشرجوا(3)

وخلوا ولاة السوء منكم وغيهم *** فأحر بهم أن يغرقوا حيث لججوا

نَظَارِ لكم أن يَرجع الحقَّ راجعٌ *** إلى أهله يوماً فتشجُوا كما شجوا

على حين لا عُذرَى لمُعتذريكُم *** ولا لكم من حجة الله مخرجٌ

فلا تلقحوا الآن الضغائن بينكم*** وبينهم إن اللواقح تنتجُ

غررتم لأن صدقتم أن حالة *** تدوم لكم والدهر لونان أخرج

لعل لهم في مُنطوِي الغيب ثائراً *** سيسمولكم والصبح في الليل مولجُ

بمَجرٍ تضيق الأرض من زفراته *** له زَجَلٌ ينفي الوحوشَ، وهَزمَجُ(4)

ص: 23


1- أعيان الشيعة ، ج 2 ص 44.
2- قال عنه الشيخ الأميني قدس سره في غديره ج3 ص 29-30: أبو الحسن علي بن عباس بن جريح مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر البغدادي الشهير بابن الرومي ، مفخرة من مفاخر الشيعة وعبقري من عباقرة الأمة، وشعره المذهبي الكثير الطافح برونق البلاغة قد أربى على سبائك التبرحسنا وبهاءً وعلى كثر النجوم عددا ونورا، برع في المديح و الهجاء والوصف والغزل من فنون الشعر، فقصر عن مداه الطامحون و شخصت إليه الأبصار فجلّ عن الندكما قصر عن مزاياه العد، وله في مودة ذوي القربي من آل الرسول صلوات الله عليه وعليهم أشواط بعيدة، و اختصاصه بهم ومدائحه لهم ودفاعه عنهم من أظهر الحقائق الجلية، وقد عده ابن الصباغ المالكي المتوفی 855 وفي فصوله المهمة ص 30 و الشبلنجي في نور الأبصار 166 من شعراء الإمام الحسن العسكري صلوات الله عليه .
3- أوكوا : أغلقوا ، العياب : الصدور ، أشرجوا : شدّوا .
4- هزمج : الهزمجة هي الكلام المتتابع أو المختلط .

إذا شيمَ بالأبصار أبرقَ بیضُه *** بوارقَ لا يسطيعهنّ المحمَّجُ(1)

تُوامضه شمسُ الضحى فكأنما *** يُرى البحرُ في أعراضه يتموجُ

له وقدة بين السماء وبينه *** تلم به الطيرالعوا في فتهرج

إذا كرفي أعراضه الطرف أعرضت *** حراج تحار العين فيها فتحرج

يؤيده ركنان ثبتان: رجلهٌ *** وخيلٌ كأَرسال الجراد وأَوثجُ(2)

عليها رجال كالليوث بسالةً *** بأمثالها یُثنَى الأبيُّ فَيُعنَجُ(3)

نقش خاتمه علیه السلام :

( أنا حجة الله وخاصته )(4).

غیبته:

اشارة

له عجل الله فرجه وسهل مخرجه غيبتان ( صفرى وكبرى ) ،والأحاديث في ذلك كثيرة ، منها : ( ... عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد علیه السلام يقول: للقائم غيبتان إحداهما طويلة والأخرى قصيرة ، فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيهاإلا خاصة موالية في دينه)(5).

الغيبة الصغرى( القصري):

هناك خلاف في بدء احتساب الغيبة الأولى والمسماة ب(الغيبة الصغرى)أو (القصری ) فهل بدأت بولادته عليه الصلاة والسلام أم بدأت باستشهاد

ص: 24


1- المحمّج : التحميج هو تغير الوجه من الغضب أو الخوف ، أو فتح العين وتحديد النظر كالمبهوت .
2- أرسال : جمع رسل وهو القطيع ، أوثج : الوثيج يعني الكثيف والقوي ، وهو هنا تعبير الكثرة والقوة .
3- يعنج : يجذب .
4- مصباح الكفعمي ، ج2 ص610
5- منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر علیه السلام، ص251

والده - سلام الله عليه - ، أما نهايتها فمتفق عليه بأنها انتهت بانقطاع السفارة بموت السفير الرابع في 15 شعبان عام 329ه . وعلى ذلك فتكون مدتها :

- (74) سنة أو ( 73) سنة : بناء على أن ولادته علیه السلام في 15 شعبان عام 255ه أو 256ه ، ووفاة السفير الرابع الشيخ علي بن محمد السمري في 15 شعبان عام 329ه.

- (69) سنة و (5) أشهر و (7) أيام : وذلك حيث أن استشهاد الإمام العسكري علیه السلام في 8ربيع الأول عام 260ه ، ووفاة السفير الرابع

الشيخ علي بن محمد السمري في15 شعبان عام 329ه .

الغيبة الكبرى ( الطولى):

بدأت بانقطاع السفارة بموت السفير الرابع في 15 شعبان عام 329ه وهي ممتدة حتى يأذن الله له بالخروج ، اللهمَّ عجّل فرجه وسهل مخرجه واشفِ به صدرو قوم مؤمنين .

سفراؤه :

كان له علیه السلام في غيبته الصغرى أربعة سفراء يقومون بدور الوساطة بينه وبين شيعته ، وهؤلاء السفراء هم(1) :

1. الشيخ أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري .

2. ولده الشيخ أبو جعفر محمد بن عثمان العمري المشهور بالخلاني .

3. الشيخ أبو القاسم حسين بن روح النوبختي .

4. الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري .

ص: 25


1- اقرأ التعريف بهم في الصفحات (183) و ( 323-326 ) من ج1 ، و ( 29-30) من ج3، من هذا الكتاب .

دعاء في غيبته علیه السلام:

حدثنا أبو محمد الحسين بن أحمد المكتب قال :حدثنا أبو علي بن همام بهذا الدعاء ، وذكر أن الشيخ العمري قدس الله روحه أملاه عليه وأمره أن يدعو به وهو الدعاء في غيبة القائم علیه السلام .

(اللّهُمَّ عَرِّفْنِی نَفْسَک فَإِنَّک إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی نَفْسَک لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَک(1). اللّهُمَّ عَرِّفْنِی رَسُولَک فَإِنَّک إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی رَسُولَک لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَک. اللّهُمَّ عَرِّفْنِی حُجَّتَک فَإِنَّک إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِی حُجَّتَک ضَلَلْتُ عَنْ دِینِی. اللّهُمَّ لَاتُمِتْنِی مِیتَةً جاهِلِیةً، وَلَا تُزِغْ قَلْبِی بَعْدَ إِذْ هَدَیتَنِی ، اللّهُمَّ فَکما هَدَیتَنِی لِوِلایةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَی طاعَتَهُ مِنْ وِلایةِ وُلاةِ أَمْرِک بَعْدَ رَسُولِک صَلَواتُک عَلَیهِ وَآلِهِ، حَتَّی والَیتُ وُلاةَ أَمْرِک أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِی بْنَ أَبِی طالِبٍ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَینَ وَعَلِیاً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسَی وَعَلِیاً وَمُحَمَّداً وَعَلِیاً وَالْحَسَنَ وَالْحُجَّةَ الْقائِمَ الْمَهْدِی صَلَواتُک عَلَیهِمْ أَجْمَعِینَ،اللّهُمَّ فَثَبِّتْنِی عَلَی دِینِک، وَاسْتَعْمِلْنِی بِطاعَتِک، وَلَینْ قَلْبِی لِوَلِی أَمْرِک؛ وَعافِنِی مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَک، وَثَبِّتْنِی عَلَی طاعَةِ وَلِی أَمْرِک الَّذِی سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِک، وَبِإِذْنِک غابَ عَنْ بَرِیتِک، وَأَمْرَک ینْتَظِرُ، وَأَنْتَ الْعالِمُ غَیرُ الْمُعَلَّمِ بِالْوَقْتِ الَّذِی فِیهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِیک فِی الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ، وَکشْفِ سِتْرِهِ، فَصَبِّرْنِی عَلَی ذلِک حَتَّی لَاأُحِبَّ تَعْجِیلَ مَا أَخَّرْتَ وَلَا تَأْخِیرَ مَا عَجَّلْتَ، وَلَا کشْفَ مَا سَتَرْتَ، وَلَا الْبَحْثَ عَمَّا کتَمْتَ، وَلَا أُنازِعَک فِی تَدْبِیرِک، وَلَا أَقُولَ لِمَ وَکیفَ وَما بالُ وَلِی الْأَمْرِ لَایظْهَرُ وَقَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ؟ وَأُفَوِّضُ أُمُورِی کلَّها إِلَیک.

اللّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُک أَنْ تُرِینِی وَلِی أَمْرِک ظاهِراً نافِذَ الْأَمْرِ، مَعَ عِلْمِی بِأَنَّ لَک السُّلْطانَ وَالْقُدْرَةَ وَالْبُرْهانَ وَالْحُجَّةَ وَالْمَشِیةَ وَالْحَوْلَ وَالْقُوَّةَ، فَافْعَلْ ذلِک بِی وَبِجَمِیعِ الْمُؤْمِنِینَ حَتَّی نَنْظُرَ إِلَی وَلِی أَمْرِک صَلَواتُک عَلَیهِ؛ ظاهِرَ الْمَقالَةِ، واضِحَ الدَّلالَةِ، هادِیاً مِنَ الضَّلالَةِ، شافِیاً مِنَ الْجَهالَةِ، أَبْرِزْ یا

ص: 26


1- في بعض النسخ ( رسولك ) وكذا ما يأتي .

رَبِّ مُشاهَدَتَهُ، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقَرُّ عَینُهُ بِرُؤْیتِهِ، وَأَقِمْنا بِخِدْمَتِهِ، وَتَوَفَّنا عَلَی مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنا فِی زُمْرَتِهِ.اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ مَا خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَینِ یدَیهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ یمِینِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِک الَّذِی لَایضِیعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فِیهِ رَسُولَک، وَوَصِی رَسُولِک عَلَیهِ وَآلِهِ السَّلامُ، اللّهُمَّ وَمُدَّ فِی عُمْرِهِ، وَزِدْ فِی أَجَلِهِ، وَأَعِنْهُ عَلَی مَا وَلَّیتَهُ وَاسْتَرْعَیتَهُ، وَزِدْ فِی کرامَتِک لَهُ فَإِنَّهُ الْهادِی الْمَهْدِی، وَالْقائِمُ الْمُهْتَدِی وَالطَّاهِرُ التَّقِی، الزَّکی النَّقِی، الرَّضِی الْمَرْضِی، الصَّابِرُالْمُجْتَهِدُالشَّکورُ .

اللّهُمَّ وَلَا تَسْلُبْنَا الْیقِینَ لِطُولِ الْأَمَدِ فِی غَیبَتِهِ وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنَّا، وَلَا تُنْسِنا ذِکرَهُ وَانْتِظارَهُ، وَالْإِیمانَ بِهِ، وَقُوَّةَ الْیقِینِ فِی ظُهُورِهِ، وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَیهِ، حَتَّی لَایقَنِّطَنا طُولُ غَیبَتِهِ مِنْ قِیامِهِ، وَیکونَ یقِینُنا فِی ذلِک کیقِینِنا فِی قِیامِ رَسُولِک صَلَواتُک عَلَیهِ وَآلِهِ، وَمَا جاءَ بِهِ مِنْ وَحْیک وَتَنْزِیلِک، فَقَوِّ قُلُوبَنا عَلَی الْإِیمانِ بِهِ، حَتَّی تَسْلُک بِنَا عَلَی یدَیهِ مِنْهاجَ الْهُدَی، وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمَی، وَالطَّرِیقَةَ الْوُسْطَی، وَقَوِّنا عَلَی طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلَی مُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا فِی حِزْبِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ وَالرَّاضِینَ بِفِعْلِهِ، وَلَا تَسْلُبْنا ذلِک فِی حَیاتِنا وَلَا عِنْدَ وَفاتِنا، حَتَّی تَتَوَفَّانا وَنَحْنُ عَلَی ذلِک، لَاشاکینَ وَلَا ناکثِینَ وَلَا مُرْتابِینَ وَلَا مُکذِّبِینَ.

اللّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَیدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِرِیهِ، وَاخْذُلْ خاذِلِیهِ، وَدَمْدِمْ عَلَی مَنْ نَصَبَ لَهُ وَکذَّبَ بِهِ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَک الْمُؤْمِنِینَ مِنَ الذُّلِّ، وَانْعَشْ بِهِ الْبِلادَ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْکفْرِ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارِینَ وَالْکافِرِینَ، وَأَبِرْ بِهِ الْمُنافِقِینَ وَالنَّاکثِینَ وَجَمِیعَ الُمخالِفِینَ وَالْمُلْحِدِینَ فِی مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتَّی لَاتَدَعَ مِنْهُمْ دَیاراً، وَلَا تُبْقِی

ص: 27

لَهُمْ آثاراً، طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَک، وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِک، وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحی مِنْ دِینِک؛وَأَصْلِحْ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ حُکمِک وَغُیرَ مِنْ سُنَّتِک، حَتَّی یعُودَ دِینُک بِهِ وَعَلَی یدَیهِ غَضّاً جَدِیداً صَحِیحاً لَاعِوَجَ فِیهِ، وَلَا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتَّی تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِیرانَ الْکافِرِینَ، فَإِنَّهُ عَبْدُک الَّذِی اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِک، وَارْتَضَیتَهُ لِنَصْرِ دِینِک، وَاصْطَفَیتَهُ بِعِلْمِک، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُیوبِ، وَأَطْلَعْتَهُ عَلَی الْغُیوبِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَیهِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَنَقَّیتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَیهِ وَعَلَی آبائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِینَ، وَعَلَی شِیعَتِهِ الْمُنْتَجَبِینَ، وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ مَا یأْمُلُونَ، وَاجْعَلْ ذلِک مِنَّا خالِصاً مِنْ کلِّ شَک وَشُبْهَةٍ وَرِیاءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتَّی لَانُرِیدَ بِهِ غَیرَک، وَلَا نَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَک؛

اللّهُمَّ إِنَّا نَشْکو إِلَیک فَقْدَ نَبِینا، وَغَیبَةَ إِمامِنا، وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَینا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الْأَعْداءِ عَلَینا، وَکثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا. اللّهُمَّ فَافْرُجْ ذلِک عَنَّا بِفَتْحٍ مِنْک تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْک تُعِزُّهُ، وَ إِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ، إِلهَ الْحَقِّ آمِینَ.

اللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُک أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِیک فِی إِظْهارِ عَدْلِک فِی عِبادِک، وَقَتْلِ أَعْدائِک فِی بِلادِک، حَتَّی لَا تَدَعَ لِلْجَوْرِ یا رَبِّ دِعامَةً إِلّا قَصَمْتَها، وَلَا بَقِیةً إِلّا أَفْنَیتَها، وَلَا قُوَّةً إِلّا أَوْهَنْتَها، وَلَا رُکناً إِلّا هَدَمْتَهُ، وَلَا حَدّاً إِلّا فَلَلْتَهُ، وَلَا سِلاحاً إِلّا أَکلَلْتَهُ، وَلَا رایةً إِلّا نَکسْتَها، وَلَا شُجاعاً إِلّا قَتَلْتَهُ، وَلَا جَیشاً إِلّا خَذَلْتَهُ، وَارْمِهِمْ یا رَبِّ بِحَجَرِک الدَّامِغِ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَیفِک الْقاطِعِ وَبَأْسِک الَّذِی لَاتَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِینَ، وَعَذِّبْ أَعْداءَک وَأَعْداءَ وَلِیک وَأَعْداءَ رَسُولِک صَلَواتُک عَلَیهِ وَآلِهِ بِیدِ وَلِیک وَأَیدِی عِبادِک الْمُؤْمِنِینَ؛

اللّهُمَّ اکفِ وَلِیک وَحُجَّتَک فِی أَرْضِک هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَکیدَ مَنْ أَرادَهُ، وَامْکرْ بِمَنْ مَکرَ بِهِ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوْءِ عَلَی مَنْ أَرادَ بِهِ سُوءاً، وَاقْطَعْ عَنْهُ مادَّتَهُمْ، وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ، وَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ، وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً،

ص: 28

وَشَدِّدْ عَلَیهِمْ عَذابَک، وَأَخْزِهِمْ فِی عِبادِک، وَالْعَنْهُمْ فِی بِلادِک، وَأَسْکنْهُمْ أَسْفَلَ نارِک، وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذابِک، وَأَصْلِهِمْ ناراً، وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتاهُمْ ناراً، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِک، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ، وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وَأَضَلُّوا عِبادَک، وَأَخْرَبُوا بِلادَک.

اللّهُمَّ وَأَحْی بِوَلِیک الْقُرْآنَ، وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً لَالَیلَ فِیهِ، وَأَحْی بِهِ الْقُلُوبَ الْمَیتَةَ؛ وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ، وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَی الْحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَ الْمُعَطَّلَةَ وَالْأَحْکامَ الْمُهْمَلَةَ، حَتَّی لَایبْقی حَقٌّ إِلّا ظَهَرَ، وَلَا عَدْلٌ إِلّا زَهَرَ، وَاجْعَلْنا یا رَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ، وَمُقَوِّیةِ سُلْطانِهِ، وَالْمُؤْتَمِرِینَ لِأَمْرِهِ، وَالرَّاضِینَ بِفِعْلِهِ، وَالْمُسَلِّمِینَ لِأَحْکامِهِ، وَمِمَّنْ لَاحاجَةَ بِهِ إِلَی التَّقِیةِ مِنْ خَلْقِک، وَأَنْتَ یا رَبِّ الَّذِی تَکشِفُ الضُّرَّ، وَتُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاک، وَتُنْجِی مِنَ الْکرْبِ الْعَظِیمِ، فَاکشِفْ الضُّرَّ عَنْ وَلِیک، وَاجْعَلْهُ خَلِیفَةً فِی أَرْضِک کما ضَمِنْتَ لَهُ.

اللّهُمَّ لَاتَجْعَلْنِی مِنْ خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلامُ، وَلَا تَجْعَلْنِی مِنْ أَعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلامُ، وَلَا تَجَعَلْنِی مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ وَالْغَیظِ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلامُ، فَإِنِّی أَعُوذُبِک مِنْ ذلِک فَأَعِذْنِی، وَأَسْتَجِیرُ بِک فَأَجِرْنِی. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِی بِهِمْ فائِزاً عِنْدَک فِی الدُّنْیا وَالْآخِرَةِ، وَمِنَ الْمُقَرَّبِینَ، آمِینَ رَبَّ الْعالَمِینَ(1).

زیارته (عجل الله تعالی فرجه الشریف):

السَّلاَمُ عَلَى الْحَقِّ الْجَدِيدِ وَ الْعَالِمِ الَّذِي عِلْمُهُ لاَ يَبِيدُالسَّلاَمُ عَلَى مُحْيِي الْمُؤْمِنِينَ وَ مُبِيرِ الْكَافِرِينَ السَّلاَمُ عَلَى مَهْدِيِّ الْأُمَمِ وَ جَامِعِ الْكَلِمِ السَّلاَمُ عَلَى خَلَفِ السَّلَفِ وَ صَاحِبِ الشَّرَفِ السَّلاَمُ عَلَى حُجَّةِ الْمَعْبُودِ وَ كَلِمَةِ الْمَحْمُودِ السَّلاَمُ عَلَى مُعِزِّ الْأَوْلِيَاءِ وَ مُذِلِّ الْأَعْدَاءِ السَّلاَمُ عَلَى وَارِثِ الْأَنْبِيَاءِ وَ خَاتِمِ الْأَوْصِيَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى الْقَائِمِ الْمُنْتَظَرِ وَ الْعَدْلِ الْمُشْتَهَرِ السَّلاَمُ عَلَى

ص: 29


1- كمال الدين وتمام النعمة ، ص 515.512

السَّيْفِ الشَّاهِرِ وَ الْقَمَرِ الزَّاهِرِوَ النُّورِ الْبَاهِرِ السَّلاَمُ عَلَى شَمْسِ الظَّلاَمِ وَ بَدْرِ الْبَدْرِ التَّمَامِ السَّلاَمُ عَلَى رَبِيعِ الْأَنَامِ وَ نَضْرَةِ فِطْرَةِ الْأَيَّامِ السَّلاَمُ عَلَى صَاحِبِ الصَّمْصَامِ وَ فَلاَّقِ الْهَامِ السَّلاَمُ عَلَى الدِّينِ الْمَأْثُورِ وَ الْكِتَابِ الْمَسْطُورِ السَّلاَمُ عَلَى بَقِيَّةِ اللَّهِ فِي بِلاَدِهِ وَ حُجَّتِهِ عَلَى عِبَادِهِ الْمُنْتَهِي إِلَيْهِ مَوَارِيثُ الْأَنْبِيَاءِ وَ لَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثَارُ الْأَصْفِيَاءِ السَّلاَمُ عَلَى الْمُؤْتَمَنِ عَلَى السِّرِّ وَ الْوَلِيِّ لِلْأَمْرِ السَّلاَمُ عَلَى الْمَهْدِيِّ الَّذِي وَعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الْأُمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ وَ يَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ وَ يَمْلَأَ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلاً وَ يُمَكِّنَ لَهُ وَ يُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ الْمُؤْمِنِينَ.

أَشْهَدُ يَا مَوْلاَيَ أَنَّكَ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ آبَائِكَ أَئِمَّتِي وَ مَوَالِيَّ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ أَسْأَلُكَ يَا مَوْلاَيَ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي صَلاَحِ شَأْنِي وَ قَضَاءِ حَوَائِجِي وَ غُفْرَانِ ذُنُوبِي وَ الْأَخْذِ بِيَدِي فِي دِينِي وَ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي لِي وَ لِإِخْوَانِي وَ أَخَوَاتِيَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ كَافَّةً إِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1).

الصلاة عليه علیه اسلام :

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلی وَلِیِّکَ وَ ابْنِ أَوْلِیآئِکَ الَّذِینَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَ أَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرْتَهُمْ تَطْهِیراً.اَللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَ انْتَصِرْ بِهِ لِدِینِکَ وَ انْصُرْ بِهِ أَوْلِیآئَکَ وَ أَوْلِیآئَهُ وَ شِیعَتَهُ وَ أَنْصارَهُ وَ اجْعَلْنا مِنْهُمْ.اَللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ کُلِّ طاغٍ وَ یاغٍ وَ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ خَلْقِکَ وَ احْقَظْهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ وَ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمالِهِ وَ احْرُسْهُ وَ امْنَعْهُ مِنْ أَنْ یُوصَلَ إِلَیْهِ بِسُوءٍ وَ احْفَظْ فِیهِ رَسُولَکَ وَ آلَ رَسُولِکَ وَ أَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَ أَیِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَ انْصُرْ ناصِرِیهِ وَ اخْذُلْ خاذِلِیهِ وَ اقْصِمْ بِهِ جَبابِرَهَ الکَفَرَهِ وَ اقْتُلْ بِهِ الکُفّارَ وَ المُنافِقِینَ وَ جَمِیعَ المُلْحِدِینَ حَیْثُ کانُوا مِنْ مَشارِقِ الأَرْضِ وَ مَغارِبِها وَ بَرِّها وَ بَحْرِها وَ سَهْلِها وَ جَبَلِها وَ امْلَأْ بِهِ الأَرْضَ عَدْلاً وَ أَظْهِرْ بِهِ دِینَ نَبِیِّکَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ السَّلامُ وَ اجْعَلْنِی اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَ أَعْوانِهِ وَ أَتْباعِهِ وَ شِیعَتِهِ وَ أَرِنِی فِی آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلامُ ما یَأْمُلُونَ وَ فِی عَدُوِّهِمْ

ص: 30


1- مفاتيح الجنان ، ص632

مَا یَحْذَرُونَ إِلهَ الحَقِّ رَبَّ العالَمِینَ آمِینَ(1).

ظهوره:

اشارة

عن أبي عبدالله علیه السلام قال : ( .. والجمعة للتنظف والتطيب ، وهو عيد المسلمين وهو أفضل من الفطر والأضحى ، ويوم الغدير أفضل الأعياد ، وهو ثامن عشر من ذي الحجة وكان يوم الجمعة ، ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة ، وتقوم القيامة يوم الجمعة ، وما من عمل يوم الجمعة أفضل من الصلاة على محمد وآله ) (2).

أما التوقيت فقد نهى عنه الأئمة علیه السلام وكذّبوا الموقتين ( من وقّت لك من الناس شيئاً فلا تهابنَّ أن تكذّبه ، فلسنا نوقت لأحد وقتاً )(3).

ویُری وقت خروجه في صورة الشباب( روى أبو الصلت الهروي قال : قلت للرضا علیه السلام: ما علامة القائم منكم إذا خرج؟ فقال: علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتى أن الناظر إليه يحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، وإن من علامته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي عليه حتى يأتي أجله )(4).

خطبة علیه السلام عند ظهوره :

أوردت الروايات نصوصاً لبعض الخطب التي سوف يلقيها (عجل الله تعالی فرجه الشریف)وقت خروجه، نذكر منها :

1. وفي حديث طويل يرويه جابر الجعفي عن الإمام الباقرعلیه السلام : ( ...والقائم يومئذ بمكة ، وقد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به ،

ص: 31


1- مفاتيح الجنان ، ص677-678
2- الخصال ، ج2ص 394
3- البحار، ج52، ص104
4- إعلام الوری بأعلام الهدی ، ص 465

ينادي :

يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس ، وإنا أهل بيت نبيكم محمد ، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد صلی الله علیه وآله .

فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ، ومن حاجني في محمد صلی الله علیه وآله فأنا أولى الناس بمحمد صلی الله علیه وآله، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين ، أليس الله يقول في محكم كتابه :«إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ 33 ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ34»(1).

فأنا بقية من آدم،وذخيرة من نوح،ومصطفى من إبراهيم،وصفوة من محمد صلی الله علیه وآله ، ألا ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله ، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله صلی الله علیه وآله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله صلی الله علیه وآله.

فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما بلغ الشاهد منكم الغائب .

وأسألكم بحق الله وحق رسوله صلی الله علیه وآله وبحقي ، فإن لي عليكم حقَّ القربي من رسول الله ، إلا أعنتمونا ومنعتمونا ممن يظلمنا، فقد أخفنا وظلمنا ، وطُردنا من ديارنا وأبنائنا ، وبغي علينا ، ودفعنا عن حقنا فأوتر(فافتری) أهل الباطل علينا،فالله الله فينا ، لا تخذلونا ، و انصرونا ينصركم الله تعالى )(2).

2. في رواية المفضل عن الإمام الصادق علیه السلام : (... وسيدنا القائم علیه السلام مسند ظهره إلى الكعبة ، ويقول : يا معشر الخلائق ألا ومن أراد أن ينظر إلى آدم وشيث ، فها أنا ذا آدم وشيث ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى نوح وولده

ص: 32


1- آل عمران ، 33 - 34.
2- البحار ، ج 52، ص 238-239

سام فها أنا ذا نوح وسام ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى إبراهيم وإسماعيل فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى موسى ويوشع ، فها أنا ذا موسى ويوشع ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى عيسى وشمعون فها أنا ذا عيسى وشمعون ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى محمد وأمير المؤمنين - صلوات الله عليهما - فها أنا ذا محمد صلی الله علیه وآله وأمير المؤمنين علیه السلام ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى الحسن والحسين عليهما السلام فها أنا ذا الحسن والحسين ، ألا ومن أراد أن ينظر إلى الأئمة من ولد الحسين علیهم السلام فها أنا ذا الائمة علیهم السلام ، أجيبوا إلى مسألتي ، فإني أنبئكم بما نبئتم به وما لم تنبئوا به.

ومن كان يقرأ الكتب والصحف فليسمع مني ، ثم يبتدئ بالصحف التي أنزلها الله على آدم وشيث علیهما السلام، ويقول أمة آدم وشيث هبة الله : هذه والله هي الصحف حقاً ، ولقد أرانا ما لم نكن نعلمه فيها ، وما كان خفي علينا، وما كان أسقط منها و بدّل وحرّف ، ثم يقرأ صحف نوح

وصحف إبراهيم والتوراة والإنجيل والزبور ، فيقول أهل التوراة والإنجيل والزبور : هذه والله صحف نوح وإبراهيم عليهما السلام حقا ، وما أسقط منها وبدل وحرف منها هذه والله التوراة الجامعة والزبور التام والإنجيل الكامل وإنها أضعاف ما قرأنا منها ، ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون : هذا والله القرآن حقاً الذي أنزله الله على محمد صلی الله علیه وآله...)(1) .

3. عن الإمام الباقر علیه السلام: ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله صلی الله علیه وآله وسيفه وعلامات ونور وبيان ، فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته ، يقول :( أذكركم الله أيّها الناس ومقامكم بين يدي ربّكم ، وقد أكّد المحجّة ، وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب ، يأمركم أن لا تشركوا به شيئاً ، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله صلی الله علیه واله، وأن

ص: 33


1- البحار ، ج53، ص 9-10

تُحيوا ما أحيا القرآن ، وتُميتوا ما أمات ، وتكونوا أعواناً على الهدی ، وَوَزراً على التقوى، فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها وآذنت بالوداع ، وإنّي أدعوكم إلى الله ، وإلى رسوله صلی الله علیه وآله، والعمل بكتابه ، وإماتة الباطل ، وإحياء السنة ...) (1).

بیعته:

يبايع بين الركن والمقام، ففي رواية جابر الجعفي عن الإمام الباقر علیه السلام:(.. قال : فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، و يجمعهم الله له على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف، وهي يا جابر الآية التي ذكرها الله في كتابه : «يْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»(2)فيبايعونه بين الركن والمقام ، ومعه عهد من رسول الله صلی الله علیه وآله قد توارثته الأبناء عن الآباء، والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر فلا يشكل عليهم ولادته من رسول الله صلی الله علیه وآله، ووراثته العلماء عالما بعد عالم ، فإن أشكل هذا كله عليهم ، فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وأمه )(3)

وأول من يبايعه ( جبرئيل علیه السلام) ( قال أبو عبد الله علیه السلام: إن أول من يبايع القائم علیه السلام جبرئيل علیه السلام، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ، ثم يضع رجلا على بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس ، ثم ينادي بصوت طلق ذلق تسمعه الخلائق : «أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ »(4))(5) .

ص: 34


1- منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر علیه السلام ، ص490
2- البقرة ، 148
3- البحار، ج52، ص238-239
4- النحل ، 1.
5- البحار ، ج 52، ص 285-286
شروط البيعة :

(عن أمير المؤمنين علیه السلام : أنه يأخذ البيعة عمن أصحابه على أن : لا يسرقوا - ولا يزنوا - ولا يسبوا مسلماً - ولا يقتلوا محرما - ولا يهتكواحريماً محرماً - ولا يهجموا منزلاً - ولا يضربوا أحدا إلا بالحق - ولا يكنزوا ذهباً ولا فضة ولا برّاً ولا شعيرا - ولا يأكلوا مال اليتيم - ولا يشهدوا بما لا يعلمون - ولا يخربوا مسجداً - ولا يشربوا مسكراً - ولا يلبسوا الخزولا الحرير- ولا يتمنطقوا بالذهب - ولا يقطعوا طريقاً - ولا يخيفوا سبيلاً - ولا يفسقوا بغلام - ولا يحبسون طعاماً من بر أو شعير- ويرضون بالقليل - ويشتمون على الطيب (1) - ويكرهون النجاسة - ويأمرون بالمعروف -وينهون عن المنكر- ويلبسون الخشن من الثياب - ويتوسدون التراب على الخدود -ويجاهدون في الله حق جهاده .

ويشترط على نفسه لهم : أن يمشي حيث يمشون - ويلبس كما يلبسون - و يركب كما يركبون - ويكون من حيث يريدون - ويرضى بالقليل - ويملأ الأرض بعون الله عدلاً كما ملئت جوراً - ويعبد الله حق عبادته - ولا يتخذ حاجباً ولا بواباً )(2) .

أصحابه وصفتهم:

عدد جيشه : عشرة آلاف، وسادتهم: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً،وهم خواص أصحابه وأصحاب الألوية ، وعماله فيما بعد على الأمصار ، ف (عن أبي بصير قال: سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله علیه السلام: كم يخرج مع القائم علیه السلام؟ فإنهم يقولون : إنه يخرج معه مثل عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة

ص: 35


1- بعض المصادر الأخرى ( يشمون الطيب ).
2- منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر علیه السلام،ص469

عشر رجلا ، قال : وما يخرج إلا في أولي قوة، وما تكون أولو القوة أقل من عشرة آلاف)(1) ، و (عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : كأني أنظر إلى القائم علیه السلام على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر ، وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه على خلقه ... )(2).

وأما صفتهم فعن أبي عبد الله علیه السلام قال: (له كنز بالطالقان ، ما هو بذهب ولا فضّة ، وراية لم تنشر منذ طويت ، ورجالٌ كأنّ قلوبهم زبر الحديد ، لا يشوبها شك في ذات الله، أشدّ من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلاّ خربوها، كأنّ على خيولهم العقبان، يتمسّحون بسرج الإمام علیه السلام يطلبون بذلك البركة، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد فيهم ، رجالٌ لا ينامون الليل، لهم دويُّ في صلاتهم كدوي النحل ، يبيتون قياماً على أطرافهم ويصبحون على خيولهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار ، هم أطوع له من الأمة لسيّدها ،كالمصابيح ، كأن قلوبهم القناديل ، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة ويتمنّون أن يقتلوا في سبيل الله ،شعارهم ( یالثارات الحسين ) ، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر ، يمشون إلى المولى إرسالاً، بهم ينصر الله إمام الحقّ)(3).

رايته :

ورد أن رايته مكتوب عليها : ( البيعة لله) أو ( الرفعة لله ) أو ( اسمعوا

وأطيعوا ).

ص: 36


1- كمال الدين وتمام النعمة ، ص604
2- كمال الدين وتمام النعمة ، ص612-673
3- البحار، ج52 ص307-308ح 82

وأما حاملها فهو (الفتى التميمي) في رواية و (شعيب بن صالح)(1) في رواية أخرى .

( وهي راية رسول الله صلی الله علیه وآله ، نزل بها جبرئيل يوم بدر .. ثم قال : يا أبا محمد ما هي والله من قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير، فقلت : فمن أي شيء هي؟ قال : من ورق الجنة، نشرها رسول الله صلی الله علیه وآله يوم بدر، ثم لفّها ودفعها إلى علي علیه السلام، فلم تزل عند علي علیه السلام ، حتى كان يوم البصرة ، فنشرها أمير المؤمنين علیه السلام ، ففتح الله عليه ثم لفها ، وهي عندنا هناك،لا ينشرها أحد ،حتى يقوم القائم علیه السلام ، فإذا قام نشرها ...)(2).

منزله وعاصمته :

منزله في مسجد السهلة بالكوفة، (عن أبي بصير عن أبي عبدالله - صلوات الله عليه - أنه قال : يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله ، قلت : يكون منزله ؟ قال نعم هو منزل إدريس علیه السلام وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلی الله علیه وآله وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه ، وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد يعبدون الله فيه يا أبا محمد أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه ، ثم إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين )(3).

(ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها فلا يترك عبداً مسلماً إلا اشتراه و أعتقه ، ولا غارماً إلا قضى دينه ، ولا مظلمة لأحد من الناس إلا

ص: 37


1- منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر علیه السلام ، ص 319
2- البحار ، ج 52 ص360-361
3- البحار، ج52 ص317

ردها ، ولا يُقتل منهم عبد إلا أدّى ثمنه دية مسلمة إلى أهلها ، ولا يُقتل قتيل إلا قضي عنه ديته وألحق عياله في العطاء ، حتى يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً . ويسكن هو وأهل بيته الرحبة ، و الرحبة إنما كانت مسكن نوح ،وهي أرض طيبة ، ولا يسكن الرجل من آل محمد إلا بأرض طيبة زاكية فهم الأوصياء الطيبون )(1).

دولته :

لكل أناس دولة يرقبونها *** ودولتنا في آخر الدهر تظهر

و ( هي دولة الله تعالى، ودولة أهل البيت علیهم السلام، والدولة الكريمة والدولة الشريفة، ودولة الحق، كما جاء تسميتها بها في الأحاديث المباركة ) (2).

ودولته علیه السلام تشمل العالم بأسره ، ( عن أمير المؤمنين علیه السلام : قال رسول الله صلی الله علیه وآله: الأئمة بعدي اثنا عشر ، أولهم أنت يا علي وآخرهم القائم الذي يفتح الله لك عزوجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها )(3).

وعن الإمام الباقر علیه السلام: ( ... ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلاث مئة والبضعة عشر رجلاً إلى الآفاق كلها ، فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم ، فلا يتعايون في قضاء ، ولا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمداً رسول الله، وهو قوله :«وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ»(4)، ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية ، كما قبلها رسول الله صلی الله علیه وآله ، وهو قول الله :

ص: 38


1- تفسیر العیاشی ،ج1، ص66
2- الإمام المنتظر علیه السلام من ولادته إلى دولته ، ص 366
3- كمال الدين وتمام النعمة ، ج 1 ص 282
4- آل عمران ، 83

«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»(1)

قال أبو جعفر علیه السلام: يقاتلون والله حتى يُوحَّد الله ولا يُشرك به شيئ ، وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها أحد ، ويُخرج الله من الأرض بذرها ويُنزل من السماء قطرها ، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدي علیه السلام ويوسع الله على شيعتنا ، ولولا ما يدركهم من السعادة لبغوا ...)(2) .

سنة ظهوره :

عن أبي عبد الله علیه السلام قال : ( لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين ، سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع)(3) .

زمنه:

زمن النعمة والرخاء : ( عن النبي صلی الله علیه وآله قال : تتنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم يتنعموا مثلها قط،يرسل الله السماء عليهم مدرارا ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلا أخرجته )(4).

حکمه:

يحكم ويقضي بعلمه ، عن الإمام الصادق علیه السلام : ( إذا قام قائم آل

ص: 39


1- الأنفال ، 39
2- البحار، ج52 ص 345، ضمن حديث طويل يصف كيفية خروجه وبعض أفعاله وقت ظهوره علیه السلام .
3- إعلام الوری باعلام الهدی، ص286
4- كشف الغمة في معرفة الأئمة ، ج3 ص473

محمد حكم بحكم داوود وسليمان،لا يسأل الناس البينة ) و( عن الحسن بن طريف قال كتبت إلى أبي محمد العسكري علیه السلام أسأله عن القائم إذا قام بم يقضي بين الناس ؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحمى الربع فأغفلت ذكر الحمى ، فجاء الجواب:(سألت عن الإمام فإذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود علیه السلام لا يسأل البينة ..)(1).

دعاؤه لشيعته:

( اللهم إن شيعتنا خلقوا من شعاع أنوارنا وبقية طينتنا، وقد فعلوا ذنوباً كثيرة اتكالاً على حبنا وولايتنا ، فإن كانت ذنوبهم بينك وبينهم فاصفح عنهم فقد رضينا وما كان منها فيما بينهم، فقاصِّ بها عن خمسنا، و أدخلهم الجنة وزحزحهم عن النار ، ولا تجمع بينهم وبين أعدائنا في سخطك )(2).

السلام عليه :

سأل رجل الإمام الصادق علیه السلام عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين ؟ قال: (لا. ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين علیه السلام ، لم يسم أحد قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر . قلت : جعلت فداك كيف يسلم عليه؟ قال يقولون السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ :«بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»(3))(4).

ص: 40


1- البحار، ج52، ص320
2- موسوعة الأدعية الجامعة ، ج 7 ص 339-340
3- هود ، 86.
4- الوسائل ، ج10 ص470

*من كلماته علیه السلام:(1)

نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين ، حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ، ولشيعتنا من المؤمنين في ذلك ، مادامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط علما بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم

..

إنا غير مهمِلِين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء ، فاتقوا الله جل جلاله...

...فيعمل كل امرئ منكم ما يقربه من محبتنا ، وليتجنب ما يدنيه من كراهيتا وسخطنا ، فإن أمرءاً يبغته فجاءة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه

من عقابنا ندم على حوبة ....

... كيف يتساقطون في الفتنة، ويترددون في الحيرة، ويأخذون يميناً وشمالا؟ فارقوا دينهم أم ارتابوا، أم عاندوا الحق ، أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة، والأخبار الصحيحة، أو علموا ذلك فتناسوا، أما يعلمون أن الأرض لا تخلو من حجة ، إما ظاهرا وإمّا مغموراً ...

إنه أنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمرهم ، فغمّنا ذلك لكم لا لنا ، وساءنا فيكم لا فينا ، لأن الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره ، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا ، ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا .

يا هؤلاء ، ما لكم في الريب تترددون، وفي الحيرة تنتكسون ؟ أو ما

ص: 41


1- اقتطفت هذه المكلمات المباركة من التوقيعات الشريفة التي صدرت منه علیه السلام لسفرائه ، وخاصته كالشيخ المفيد رضی الله عنه ، یراجع البحار ، ج53، ص 150-198

سمعتم الله يقول : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»(1) ؟ أو ما علمتم ما جاءت به الآثار مما يكون ويحدث في أئمتكم ؟ على الماضين والباقين منهم السلام . أو ما رأيتم كيف جعل لكم الله معاقل تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها من لدن آدم علیه السلام إلى أن ظهر الماضي علیه السلام؟ كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله ظننتم أن الله أبطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه كلاّ ما كان ذلك ولا يكون، حتى تقوم الساعة ويظهر أمر الله وهم كارهون.

وإن الماضي علیه السلام مضى سعيداً فقيداً على منهاج آبائه علیهم السلام (حذو النعل بالنعل) وفينا وصيته وعلمه، ومنه خلفه ومن يسدّ مسدّه، ولا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر ، ولولا أن أمر الله لا يغلب، وسرّه لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبهرمنه عقولكم ويزيل شكوككم، ولكن ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب، فاتقوا الله وسلموا لنا، وردوا الأمر إلينا، فعلينا الإصدار كما كان منّا الإيراد، ولا تحاولوا كشف ما غطّي عنكم، ولا تميلوا عن اليمين وتعدلوا إلى اليسار، و اجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنّة الواضحة ...

...سئل عن أهل الجنة هل يتوالدون إذا دخلوها أم لا ؟ فأجاب علیه السلام : إن الجنة لا حمل فيها للنساء ولا ولادة ولا طمث ولا نفاس ولا شقاء بالطفولية«وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُ»(2)كما قال سبحانه ، فإذا اشتهي المؤمن ولداً خلقه الله عزوجل بغير حمل ولا ولادة على الصورة التي يريد كما خلق آدم علیه السلام عبرة ...

ص: 42


1- النساء ، 59
2- الزخرف ،71

وسئل هل يجوز أن يسبّح الرجل بطين القبر(1)، وهل فيه فضل ؟ فأجاب علیه السلام يسبح به فما من شيء من التسبيح أفضل منه ، ومن فضله أن الرجل ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له التسبيح .

وسئل عن السجدة على لوح من طين القبر وهل فيه فضل ؟ فأجاب علیه السلام :يجوز ذلك و فيه الفضل .

وسئل عن الرجل يزور قبور الأئمة علیهم السلام هل يجوز أن يسجد على القبر أم لا ؟ وهل يجوز لمن صلى عند بعض قبورهم علیهم السلام أن يقوم وراء القبر و يجعل القبر قبلة أم يقوم عند رأسه أو رجلية ؟ وهل يجوز أن يتقدم القبر ويصلي ويجعل القبر خلفه أم لا ؟ فأجاب علیه السلام أما السجود على القبر فلا يجوز في نافلة ولا فريضة ولا زيارة، و الذي عليه العمل أن يضع خده الأيمن على القبر، وأما الصلاة فإنها خلفه ويجعل القبر أمامه ولا يجوز أن يصلي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره لأن الإمام علیه السلام لا يتقدم عليه ولايساوی .

الدين لمحمد والهداية لعلي أمير المؤمنين ، لأنها له وفي عقبه باقية إلى يوم القيامة ، فمن كان كذلك فهو من المهتدين ، ومن شك فلا دين له ، و نعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى.

... إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ولا أهملهم سدى،بل خلقهم بقدرته، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا والبابا، ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام مبشرين ومنذرين ، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته، و يعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقه ودينهم، وأنزل عليهم كتابا، وبعث إليهم ملائكة وباين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم، وما آتاهم من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة والآيات الغالبة .

ص: 43


1- قبر الإمام الحسين - عليه أفضل الصلاة والسلام -، الذي هو شفاء من كل داء .

وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله وكذب الوقّاتون ... وأما الحوادث الواقعة

فارجعوا فيها إلى رواة حديثا فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة الله عليهم.

...وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب ، وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فأغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم ، ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم ..

ص: 44

الفصل الاول الموضوعات

اشارة

ص: 45

ص: 46

الهداية في إثبات الإمامة والولاية الشيخ عبد الله بن فرج آل عمران قدس سره

*الهداية في إثبات الإمامة والولاية(1)

الفصل الثاني : في بيان أن الحجج في هذه الأمةبعد نبيها هم العترة الأطهاروهم الاثنا عشر المنصوص عليهم منه صلی الله علیه وآله :

اشارة

عدم خلوالأرض من حجة من أهل البيت علیهم السلام:

... إذا انتقش على صحيفة ذهنك ما تلوناه عليك ، ونظرت بعين الحقيقة فيما صح في الصحاحات الستة وغيرها مما اتفق عليه فحول أساطين علماء الإسلام ، وهو قوله صلی الله علیه وآله: ( إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق )(2).

وقوله صلی الله علیه وآله : ( إن أهل بيتي مثل بروج السماء ، كلما خبا نجم طلع

ص: 47


1- الفصلان الثانی و الثالث من کتاب (الهدایة في الإمامة و الولایة بکل حدیث صحیح وآیة) المطبوع مع کتابی المولف (تحفة الأبرار في معرفة الأقضیة والأقدار)و(إدخال السرور علی المومنین )، ص 169-246 ،و الکتاب مطبوع فی المطبعة الحیدریة بالنجف الأشرف سنة 1379 ه با هتمام العلامة المقدس الشیخ فرج العمران رضی الله عنه ،وحیث أنه محتاج لبعض الإخراج فقد قمت بعمل التالي: 1-ضبط الآیات الشریفة و ذکر السورة ورقم الآیة. 2-تخریج الأحادیث الشریفة. 3-وضع عناوین جانبیة للتهسیل علی القاری. 4-إضافة بعض التعلیقات. 5- الإرشارة إلی تعلیقات ثلاث للعلامة العمران، أثیتت کما هي في المطبوع ووضع بإزائها:( العلامة الشیخ فرج العمران رضی الله عنه). وأنبه علی أن الصلاة علی النبی صلی الله علیه وآله ،المنقولة من المصادر السینة، قد أضیف لها کلمة (وآله) وإن لم تکن في المصدر،التزاماً بقول النبی صلی الله علیه وآله:(لا تصلوا علیَّ الصلاة البتراء ، قیل :یا رسول الله ، و ما الصلاة البتراء؟ قال:(أن تصلوا عليَّ ولا تصلوا علی آلي).
2- المعجم الصغير للطبراني، ح 836 (عن أبي سعيد الخدري : ( سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله يقول : ( إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ).

نجم)(1)

وقوله صلی الله علیه وآله : ( مثل أهل بيتي كمثل باب حطة ، من دخله غفرت له ذنوبه)(2)

وقوله تعالى :«يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ»(3).

وقوله صلی الله علیه وآله: ( النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي، فإذا ذهب النجوم ذهب أهل السماء، وإذا ذهب أهل البيت ذهب أهل الأرض)(4) .

وقوله صلی الله علیه وآله : ( أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب الشيطان )(5).

وقوله صلی الله علیه وآله: (لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة ، و يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش )(6) .

وقوله صلی الله علیه وآله : ( في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ، ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين )(7).

وقوله صلی الله علیه وآله: ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات موتة جاهلية )(8)

وقوله صلی الله علیه وآله: (من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله تعالى ظاهر عادل اصبح ضالاً تائهاً وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق )(9)

ص: 48


1- غوالي اللئالي ، ج4 ص 85 ، بلفظ ( .. كلما خوی نجم .. ) .
2- انظر الحديث في التعليقة 2 من الصفحة السابقة .
3- الإسراء ،71
4- الصواعق المحرقة ، ص 283 الفصل 2 ح 12
5- الحاكم في المستدرك ، 149/3، ولكن فيه ( .. حزب إبليس).
6- صحيح مسلم ، كتاب الأمارة ، باب الناس تبع لقريش .
7- الصواعق المحرقة ، ص92
8- ورد الحديث بلفظ ( مات ميتة جاهلية ) في أكثر من مصدر ، كما في ( كمال الدين وتمام النعمة ) ص 409
9- أصول الكافي ، ج1، ص343، ح 8، والحديث بطوله : محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن بن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول: كل من دان الله عزوجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير والله شانئ لأعماله، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلما جنّها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها، فحنّت إليها واغترت بها ، فباتت معها في مريضها فلما أن ساق الراعي قطيعة أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها ، فبصرت بغنم مع راعيها فحنّت إليها و اغترت بها فصاح بها الراعي: الحقي براعيك وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة متحيرة تائهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها ، و كذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عزوجل ظاهر عادل أصبح ضالاً تائهاً، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق،واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها«كَرَمَادٍ اشْدَتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَيَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ وَ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَلُ الْبَعِيدُ».

وقوله صلی الله علیه وآله: ( لم تخلُ الأرض من قائم الله بحجة في عباده )(1) ، فيما أخرجه ابن عساكر عن خالد بن صفوان عنه صلی الله علیه وآله .

وقوله:(أيها الناس إني تركت فيكم خليفتين إن أخذتم بهما لن تضلوابعدي ، أحدهما أكبر من الأخر كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض و عترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) (2)

ص: 49


1- ورد بأكثر من لفظ ، مثل ما في ( كمال الدين وتمام النعمة ) ص 409 ( أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة ..)
2- الأحاديث بهذه المضامين كثيرة وإن اختلفت ألفاظها زيادة ونقصاً ، فمن ذلك:سنن الترمذي، كتاب المناقب عن رسول الله، باب مناقب أهل بيت النبي، ح (3788): ...عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضی الله عنه قالا :قال رسول الله صلی الله علیه وآله : (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) قال هذا حديث حسن غريب. مسند أحمد ، مسند أبي سعيد الخدري ح : (11167) :...عن أبي سعيد الخدري قال :قال رسول الله صلی الله علیه وآله : ( إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي ، الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ألا و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )

ظهر لك : أن هذه الأمة لا تخلو من حجة وخليفة له تعالى على العباد لئلا يكون للناس عليه الحجة ، وأن ذلك من العترة ، وأنه لا ينقطع متأهل منها للتمسك به إلى يوم القيامة كالكتاب العزيز ، وأن الدين يكون بذلك عزيزا قائماً قيماً إلى قيام الساعة ، وأنه معصوم من الخطأ والزلل في القول والعمل لأنه من عترته صلی الله علیه وآله وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً . وأنه ليس من بني أمية ولا من بني العباس ولا من غيرهم،لامتناع وصفهم بأنهم كسفينة نوح في النجاة ، و أنهم إذا ذهبوا ذهب أهل الأرض، وأن الدين بهم عزيزاً قائماً قيماً إلى قيام الساعة ، وأنهم من العترة ومن أهل البيت،وأنهم أمان الأمة من الاختلاف، لأنهم في نفس الأمر أصل وسبب في الاختلاف.

من هو المهدي ؟

وإنما حجج الله وخلفاؤه في هذه الأمة أئمة الإمامية الاثنا عشر المتصفون

بهذه الأوصاف ، وأن الثاني عشر وهو المعبر عنه في روايات المؤالف و المخالف بالتاسع من صلب الحسين علیه السلام، هو مهدي هذه الأمة الكاشف للغمة حجة الله في أرضه، الذي لابد أن يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، كما أخرجه أحمد والمارودي وغيره ، أنه قال : ( ابشروا بالمهدي رجل من قريش من عترتي يخرج في اختلاف من الناس وزلزال فيملا الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحا، فقال له رجل : وما صحاحاً؟قال:بالسوية بين الناس )(1).

ص: 50


1- مسند أحمد، مسند أبي سعيد الخدري ، ح (10933 ) : ... عن أبي سعيد الخدري قال : ( قال رسول الله صلی الله علیه وآله : أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس و زلازل ، فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض ، يقسم المال صحاحاً . فقال له رجل : ما صحاحاً ؟ قال : بالسوية بين الناس، قال : و يملأ الله قلوب أمة محمد صلی الله علیه وآله غنى ، ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فينادي فيقول : من له في مال حاجة ؟ فما يقوم من الناس إلا رجل ، فيقول : ائت السدان يعني الخازن فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً ، فيقول اله: احثُ حتى إذا جعله في حجره و أبرزه ندم فيقول:كنت أجشع أمة محمد نفساً، أو عجز عني ما وسعهم، قال : فيرده فلا يقبل منه ، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه ، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده ، أو قال : ثم لا خير في الحياة بعده ).

وقد أجمع جمهور الأمة على ذلك وتواترت به الأخبار عن النبي صلی الله علیه وآله المختار وأهل بيته الأطهار من طريقي الخاصة والعامة، وهي من الكثرة من كل الطريقين بحيث لا تكاد تحصى، ولم يخالف في ذلك إلا شرذمة قليلة وهم فرقتان فرقة أنكرت ذلك جملة ولم يلتفت إلى قولها أحد من العلماء .

وفرقة زعمت أن المهدي هو عيسى بن مريم علیه السلام لحديث رواه محمد بن خالد الجندي عن أبان ابن أبي عياش عن الحسن عن النبي صلی الله علیه وآله أنه قال : (لا مهدي إلا عيسى ابن مريم )(1)

قال المحدثون من علماء العامة : إنه حديث منكر ، وممن صرح بكونه منكراً الإمام أبو عبد الرحمن النسائي ، وحكى الحافظ أبو بكر البيهقي عن شيخه الحاكم النيسابوري أنه قال : إن الجندي مجهول وابن أبي عياش متروك، وهذا الحديث بهذا الإسناد منقطع انتهى .

أما الكريبة والكيسانية القائلون بأنه محمد ابن الحنفية فبطلان قولهم واضح ، وكفى شاهداً انقراضهم منذ العصر الأول،حتى أنه لم يبقَ في الدنيا من يقول بقولهم ، ولو كان حقاً لما جاز انقراضه .

ص: 51


1- سنن ابن ماجة ، كتاب الفتن ، باب شدة الزمان ، ح ( 4039).

واختلف الجمهور القائلون بأنه فاطمي فقالت الأشاعرة والمعتزلة أنه رجل من أولاد فاطمة سيوجد في آخر الزمان ، وأنه غير موجود الآن .

وقالت الإمامية الاثنا عشرية:أنه محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي

طالب علیهم السلام لما ثبت عنه صلی الله علیه وآله كما عرفت فيما سلف مما ذكرنا ولم يخلف أبوه ولداً ظاهراً ولا باطناً غيره ، وخلفه أبوه غائباً مستتراً .

مولده وبعض أخباره علیه السلام:

وكان مولده ليلة النصف من شعبان سنة 255ه خمس وخمسين ومائتين، وأمه أم ولد يقال لها (نرجس) وكان سنه عند وفاة أبيه خمس سنين آتاه الله الحكمة كما آتاها يحيى بن زكريا علیه السلام صبياً، وجعله إماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى بن مريم علیه السلام في المهد نبياً، والسرفي حكايته تعالى جعلهما نبيين للناس في حال الطفولية الظاهره هو أن لا يستنكر كون بعض خلفاء سيد المرسلين صبياً، ووقوع ذلك منه سبحانه إنما هو للإشعار ولرفع الاستبعاد والإنكار .

وأخبر رسول الله صلی الله علیه وآله بغيبته وبدولته قبل وجوده ، وأنه صاحب السيف من أئمة الهدى والقائم بالحق المنتظر لدولة الإيمان ، وله قبل قيامه غيبتان أحدهما أطول من الأخرى، كما جاءت بذلك الأخبار ، أما القصرى فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته، وأما الطولى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف، وانقطعت السفارة بموت أبي الحسن علي بن محمد السمري ، وكانت وفاته سنة تسعة وعشرين وقيل في النصف من شعبان سنةثمان وعشرين وثلاثمائة .

وقد وافق الإمامية الاثني عشرية من الأشاعرة على ذلك جماعة منهم(1):

ص: 52


1- ذكر العلامة النوري في(كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار ) ص19وما بعدها، في ذكر الخلاف بين أهل السنة والإمامية ( ... أنه ولد وغاب ثمّ يظهرفي وقت أراد الله تعالى إنفاذ أمره أو أنه ما ولد وسيولد من بعد ويظهر ويملأ .. ذهب إلى الأوّل كافة الإمامية وعينوا شخصه وأنه الحجة بن الحسن ... وقد وافقهم على هذا القول جماعة من أعيان علماء المذاهب الأربعة، بل رووا نصوصاً ومعاجز وتصدوا لدفع شبهات ربما تورد في المقام ...) ، فعدد أسماءهم وأقوالهم ومصادر تلك الأقوال ، وهم : 1. كمال الدين محمد بن طلحة . 2. أبو عبد الله الكنجي الشافعي . 3. ابن الصباغ المالكي . 4. سبط ابن الجوزي . 5. محي الدين ابن عربي . 6. عبد الوهاب الشعراني . 7. الشيخ حسن العراقي . 8. الشيخ علي الخواص . 9. نور الدين الجامي الحنفي . 10. الحافظ خواجه بارسا . 11. الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس . 12. عبد الحق الدهلوي البخاري . 13. السيد جمال الدين النيسابوري . 14. الحافظ أبو محمّد البلاذري . 15. ابن الخشاب الغدادي . 16. ملك العلماء الهندي . 17. الشيخ علي المتقي . 18. فضل بن روزبهان . 19. الناصر لدين الله العباسي . 20. الشيخ سليمان القندوزي . 21. الشيخ أحمد الجامي . 22. صلاح الدين الصفدي . 23. مصري من مشايخ العارف القادري . 24. الشيخ عبد الرحمن البسطامي . 25. المولوي علي أكبر المؤودي . 26. العارف عبد الرحمن. 27. القطب المدار. 28. القاضي جواد الساباطي . 29. الشيخ سعد الدين الحموي . 30. الشيخ عامر البصري . 31. الشيخ صدر الدين القونوي . 32. جلال الدين الرومي . 33. العارف الشيخ عطار . 34. شمس الدين التبريزي . 35. السيد نعمة الله الولي . 36. السيد النسيمي. 37. السيد علي بن شهاب الدين الهمداني. 38. عبد الله المطيري المدني . 39. شيخ سراج الدين الرفاعي الخزومي. 40. الشيخ محمد الصبان المصري ،ثم قال : ( قلت : ونسب بعض أصحابنا البارعين هذا القول إلى : 41. صاحب كتاب أنساب الطالبية . 42. وعماد الدين الحنفي . 43. وضياء الدين الخطيب الخوارزمي . 44. والمولي حسين الكاشفي . ولم أعثر على كلماتهم...ثم قال:...وبناء على هذا المسلك يمكن عد جماعة أخرى: 45. شيخ الإسلام الحموي . 46. الإمام أبو بكر البيهقي . 47. الشيخ عبد الملك العصامي. 48. المولى حسين الكاشفي . وقد ذكر الشيخ نجم الدين العسكري في كتابه (المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية ) ستة وستين عالماً من علماء أهل السنة ، وقال قبل ذكرهم (تعرّضنا لأربعين شخصاً من علماء أهل السنّة ، وذكر أسمائهم وأسماء كتبهم التي ذكروا فيها ولادة الإمام المهدي علیه السلام ، وبعض خصوصياته الأخرى . وفي هذه الصفحات نذكر أسماءهم على نحو الإجمال ، ونذكر بعضاً آخر من علماء أهل السنّة الذين اعترفوا بولادة الإمام المهدي علیه السلام ، ونحن لم نذكرهم بالتفصيل أمّا الذين ذكرناهم في الكتاب فهم جماعة ( ج 1 ص 220 وما بعدها ).

ص: 53

1.الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي وكان من أعيانهم و رؤسائهم .

2. والشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي .

3. والشيخ نور الدين علي بن محمد الصباغ المالكي .

ومن الصوفية :

1. الشيخ محيي الدينابن العربي .

2. والشيخ عبد الوهاب الشعراني .

النص عليه:

وقد نُصَّ عليه باسمه ونسبه المذكور كما هو المروي عن النبي صلی الله علیه وآله أنه قال : ( المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقاً وخلقاً يكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملا الأرض عدلاً كما ملئت جوراً)(1).

وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله : ( إن علي ابن ابي طالب علیه السلام إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي ، ومن ولده القائم المنتظر يملأ الأرض قسطاً

ص: 54


1- البحار ج51ص 71-72، باختلاف يسير جدا .

وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، والذي بعثني بالحق بشيراً إن الثابت على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر ، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال : إي وربي وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الله الكافرين ، يا جابر ان هذا الأمر أمر من أمر الله وسر من سر الله علته مطوية عن عباد الله فإياك والشك في الله فإن الشك في أمر الله عزوجل كفر)(1).

وعن الحسين علیه السلام قال : ( في القائم منا سنن من الأنبياء : سنة من نوح ، وسنة من إبراهيم ، وسنة من موسى ، وسنة من عيسى ، وسنة من أيوب ، وسنة من محمد صلی الله علیه وآله ، فأما من نوح فطول العمر ، وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس ، وأما من موسى علیه السلام فالخوف والغيبة ، وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه ، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى ، وأما من محمد صلی الله علیه وآله فالخروج بالسيف )(2).

وعن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي جعفر علیه السلام وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلی الله علیه وآله فقال مبتدئا : ( يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد صلی الله علیه وآله شبهاً من خمسة من الرسل يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلی الله علیه وآله ، فأما شبهه من يونس علیه السلام فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن ، وأما شبهه من يوسف علیه السلام فالغيبة عن خاصته وعامته واختفاؤه عنأخوته وأشكال أمره على أبيه يعقوب مع قرب المسافة بينهما ، وأما شبهه من موسى علیه السلام فهو دوام خوفه بطول غيبته وخفاءمولده وحيرة شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله في ظهوره وأيده الله على عدوه وأما شبهه من عيسى علیه السلام فاختلاف من اختلف فيه ،

ص: 55


1- إعلام الوری باعلام الهدی ، ص424 ، باختلاف يسير جدا .
2- في ( كمال الدين وتمام النعمة ) ص 322 ، عن علي بن الحسين لا عن أبيه علیهما السلام.

حتى قالت طائفة ما ولد وطائفة قالت مات وطائفة قالت صلب وأما شبهه من محمد صلی الله علیه وآله فتجريده السيف وقتله أعداءه و أعداء رسوله والجبارين والطواغيت، وأنه ينصر بالسيف والرعب وأنه لا ترد له راية ، وإن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومنادياً ينادي باسمه واسم أبيه )(1)

علة الغيبة:

هذا ولما ثبت من الأدلة العقلية والنقلية، أن الزمان لا يخلو من حجة، و أن الله تعالى لا يفعل قبيحاً ولا يُخِلُّ بواجب، وأن أفعاله تعالى معللة بالأغراض والمصالح وإن لا تعلم حقيقة ذلك الغرض والمصلحة، لأنه لا يجب علينا معرفة الأشياء على الاستفصال، لعجز القوة البشرية عن إدراك جميع ذلك ، جاز أن يكون غيبة حجة هذه الأمة منه سبحانه، والسبب فيها أمر خفي، ومصلحة استأثر بعلمها دوننا، وحينئذ فتكون غيبته علیه السلام أمراً من أمر الله ، وسراً من سر الله، وعلته مطوية عن عباد الله، كما ذكره صلی الله علیه وآله في جواب سؤال جابر بن عبد الله فيما رواه عن ابن عباس عن رسول الله صلی الله علیه وآله .

قال بعض المحققين من علمائنا المتأخرين إن السبب في غيبته علیه السلام استخلاص المؤمنين من أصلاب الكافرين ، محتجاً بأنه علیه السلام إنما يظهر بالقيام بالسيف وإظهار الدعوة وحينئذ لا يقبل إيمان نفس لم تكن آمنت من قبل ، لأن قيامه من أشراط الساعة وعلاماتها مستشهداً بقوله تعالى :

«يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا»(2)وقال إن تلك الآية هي الإمام ، وقال بعضهم لا يجوز نسبة ذلك إليه سبحانه لأن الإمام لطف وهو تعالى حكيم ولا يصح في الحكمة منع اللطف ، ولا يجوز نسبة ذلك إلى الإمام لأنه معصوم فلا يكون الإخلال بالقيام بها منه لعدم

ص: 56


1- كمال الدين وتمام النعمة ، ص327-328 باختلاف یسر جداً.
2- الأنعام ، 158

جواز إخلاله بالواجب ، فيكون السبب من الرعية فبكثرة عدوه منهم وقلة ناصره خاف على نفسه ودفع الضرر عن النفس واجب فاختفى عنهم ، فكان السبب في اختفائه ذلك .

فالحجة بعد إزاحة العلة وكشف الحقيقة لله تعالى على الخلق ،لأن الواجب عليه إيجاد الإمام وتعيينه وقد فعل ذلك ، والواجب على الإمام قبول الإمامة وتحمله بأعبائها وقد فعل ذلك أيضاً ، والواجب على الأمة متابعة الإمام والقبول لأوامره ونواهيه ، وطاعته ونصرته على أعدائه ، وهم لم يفعلوا ذلك فكانت الحجة عليهم قائمة لأنهم منعوا اللطف عن أنفسهم بإخافتهم إياه .

ألا ترى إلى ما صح نقله من أن المعتمد وقت الذي توفي فيه الحسن العسكري وكلّ بداره وجواريه ونسائه من يثق به للتفحص عن أمر ولده المنتظر ليظفربه فيقتله ، لأنه قد بلغه بأنه يقوم بالسيف ويملك الأرض شرقاً وغرباً ويملأها قسطاً وعدلا فأراد بذلك إزالة طمع الإمامية في ذلك فلم يتمكن من مراده ، كفرعون موسي علیه السلام لما علم أن ذهاب ملكه على يد موسى منع الرجال من نسائهم ، ووكل بذوات الأحمال منهن ليظفر به، وكذلك نمرود لما علم أن ملكه يزول على يد إبراهيم علیه السلام وكل بالحبالی من نساء قومه وفرق بين الرجال وأزواجهم ، فستر الله ولادة إبراهيم وموسى عليهماالسلام كما ستر ولادة القائم لما في ذلك من حسن التدبير.

الإجابة على بعض شبه المخالفين:

1.شبهة إقامة الحدود :

قال مخالفونا : ما حكم الحدود وقت الغيبة ؟

فإن قلتم سقط عن أهلها فقد صرحتم بنسخ الشريعة ، وإن كانت ثابتة

فمن يقيمها مع الاستتار؟

ص: 57

قلنا عدم التمكن من إقامتها لا يقتضي نسخها ، وإنما يكون ذلك كذلك لوسقط فرض إقامتها عنه علیه السلام مع تمكنه من ذلك وليس كذلك، بل إقامتها عليه باقية ، فإن ظهر ومستحقوها باقون أقامها عليهم بالبينة والإقرار ، وإن فات ذلك بموتهم كان الإثم في تفويت إقامتها على المسبب للاستتار والغيبة .

2.شبهة معرفة الحق:

قالوا : فالحق مع غيبته كيف يدرك ؟

قلنا : كإدراكه وقت غيبة غيره من الأنبياء ، كجده صلی الله علیه وآله وقت حصاره واستناره وما أجبتم فيه في توجيه ذلك فهو الجواب على أنه يدرك به كما أدرك بجده وآبائه علیه السلام ، لكن لا مطلقاً بل لبعض أوليائه الذين يأمن منهم وعليهم ، وذلك لتحقق ظهوره لهم.

وما ورد من الأخبار أن من ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفترفصحيح ، لكن الذي يراه إنما يراه بعد علمه علیه السلام منه أنه لا يدعي رؤيته ومشاهدته ، وأن الذي يدعيها لا يراه فهو كذاب مفتري، وكل لا يعرفإلا حال نفسه .

3.شبهة طول العمر:

قالوا : لا يمكن أن يكون في العالم إنسان له من السن ما تصفون لإمامكم هذا وهو مع ذلك كامل العقل صحيح الحس ؟ وأكثروا التعجب من ذلك وشنعوا علينا.

قلنا:إنكاركم إمكان تطاول العمر ظاهر البطلان،كيف وهو واقع كما حكاه سبحانه عن نوح بقوله : «فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا»(1)

وفي الخبر إن نوح عاش ألفي سنة وخمسمائة سنة وكذلك لقمان ابن عاديا

ص: 58


1- العنکبوت ،14

قال الأخباريون : كان ( لقمان بن عاديا بن لحين بن عاد بن عوض بن إرم بن نوح ) أطول الناس عمراً عاش ثلاثة آلاف سنة ، ويقال إنه عمّر عمر سبعة أنسر، وكان يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل فيعيش النسر ما شاء الله فإذا مات أخذ أخاه فرباه ، حتى كان السابع وكان أطولها عمراً فسماه لبد ، ولبد بلسانهم الدهر فلما انقضى عمر لبد رآه لقمان واقفاً فناداه انهض لبد فذهب لينهض فلم يستطع فسقط ومات لقمان معه ، فضرب به المثل فقيل ( طَالَ الأبَدُ عَلَى لُبَدٍ)(1).

وذكر الأصبهاني(2) وغيره أن ( عمرو بن عامر )الملقب بمزيقيا(3)وهو الذي ملك أرض سبأ عاش ثمانمائة سنة ، أربعمائة سوقة في حياة أبيه

ص: 59


1- راجع ( مجمع الأمثال ) وفيه : قال الأعشى : وَأَنتَ الَّذِي أَلهَيتَ قَيلاً بكأًسِهِ *** ولُقمَانَ إذ خَيّرتَ لُقمَانِ في العُمرِ لِنَفسِكَ أن تختار سَبعَةَ أَنسُرٍ *** إِذَا مَا مَضَى نَسرٌ خَلَوتَ إلى نَسرِ فَعُمِّرَحَتَّی خَالَ أنَّ نُسوُرَه *** خلُودٌ وَهَل تَبقَي النُّفُوسُ عَلَى الدَّهرِ فعاش لقمان - زعموا - ثلاثةَ آلافٍ وخمسمائة سنة، قال النابغة : أمست خلاءً وأمسى أهلهُا احتملوا *** أخنَى عليها الّذِي أَخنَى على لُبَدٍ وقال لبيد : ولقد جَرَى لُبَدٌ فأدرَكَ جَريَة *** رَيبُ الَمُنونِ وَكاَنَ غَيرَ مثقَّلِ لَمَّا رَأَی لُبَدِ النسورَ تَطَايَرَت *** رَفَعَ القَوَادِمَ كالفَقِيرِ الأغزَلِ مِن تَحتِهِ لُقمَانُ يَرجُونَهضَة *** وَلَقَد يَرَى لُقمَان أن لا يأتَلِي ... فقيل : طال الأبد على لبد ، وأتى أبَد على لُبَد .
2- ابوالحسن النسابة الأصفهاني .
3- ( مُزَيقِيَاء) : بضم الميم وفتح الزاء المعجمة فسكون المثناة التحتانية فكسرالقاف ففتح المثناة التحتانية فالألف الممدودة وتقصر للضرورة،قال: أنا ابن مزيقيا عمرو *** أبوه منذر ماء السماء ( العلامة الشيخ فرج العمران)

وأربعمائة سنة ملكاً، وكان في سني ملكه يلبس في كل يوم حلتين فإذا كان بالعشي مزّق الحلتين لئلا يلبسهما غيره فسمي مزيقيا.

وذكر بعض المحققين أن (عمرو بن لحي) وهو ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقيا عاش ثلاثمائة وخمساً وأربعين سنة، وهو الذي سن السائبة و الوصيلة والحام، ونقل هبلاً ومناة من الشام إلى مكة فوضعهما للعبادة ، وقدم بالنرد فهو أول من أدخلها مكة، فكان يلعبون في الكعبة غدوة و عشياً .

وفي كتب الأخبار : إن(شيثاً )وصي آدم عاش سبعمائة سنة واثني عشر سنة وقيل ألف سنة وأربعين سنة ، وإن (هوداً) النبي عاش ثمانمائة سنة وسبع سنين، وإن وصي داود وهو ابنه ( سليمان ) عاش سبعمائة سنة واثني عشر سنة ، وإن ( سلمان الفارسي) عاش ثلاثمائة وخمسين سنة ، وقال بعضهم بل عاش أكثر من أربعمائة سنة ، وقيل بل أدرك عيسى علیه السلام وتوفي سنة خمس وثلاثين من الهجرة .

وروي أن ( عوجاً بن عناق ) عاش ثلاثة آلاف سنة وستمائة سنة ، وكان في زمن نوح وبقي إلى أيام موسى فقتل لأنه كان جباراً عدواً لله وللإسلام، وله بسطة في الجسم والخلق ، وكان يضرب بيده ويأخذ الحوت من أسفل البحر ثم يرفعه إلى السماء ويشويه في حر الشمس فيأكله .

وأن عاداً الأولى والخضر وإلياس وشعيب وعيسى وإبليس والسامري و الدجال وغيرهم من السعداء والأشقياء ممن يطول المقام بذكرهم تفصيلا قد طالت أعمارهم ولم ينكر ذلك أحد من المسلمين ولا كثر التعجب منه.

على أنه لم يستنكر طول بقاء الدجال في بئر موثوق بأشد الوثاق مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد من غير أن يقوم به أحد كما هو مروي ، ويستنكر طول بقاء رجل من عترة رسول الله صلی الله علیه وآله مع أنه لطف للمكلفين ومقدور له تعالى ولا دخل لطول الزمان في رفع

ص: 60

قدرته تعالى .

واتفقت الأمة على أن أهل الجنة مع كونهم مخلدين لا يهرمون ولا يضعفون ولا يحدث لهم نقصان في الأنفس والحواس .

والعجب من مخالفينا يعترفون بوقوع غيبة بعض الأنبياء عن أممهم ، و بثبوت المعمرين ، وأن منهم من لا يعرف شخصه كالخضر وإلياس وغيرها، وينكرون ذلك في الحجة مع ثبوت وجوده بالدليل العقلي والنقلي كما عرفت إلى آخر الدهر وأنه لابد من ظهوره .

أحاديث في ظهوره علیه السلام:

وفي الخبر عنه صلی الله علیه وآله : أنه لا يكون ظهوره إلا في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أوتسع (1) . وفيه أيضا عنه صلی الله علیه وآله: أنه ينادی باسم القائم علیه السلام في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، ويقوم في يوم عاشوراء ، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين علیه السلام(2).

وفيه : ( لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائما بين الركن والمقام وجبريل بين يديه ينادي ( البيعة لله ) فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوى لهم طياً حتى يبايعوه فيملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(3) .

وعنه صلی الله علیه وآله أنه قال : ( يخرج المهدي علیه السلام وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه )(4) .

ص: 61


1- في ( إعلام الوری باعلام الهدی ) ، ط3 ص 459
2- ( الغيبة ) للشيخ الطوسي ، ص 452
3- إعلام الوری بأعلام الهدی ، ط3 ص459
4- كشف الغمة للأربلي ، ج 3 ص 288، بدون كلمة (فاتبعوه) ، نور الأبصار للشبلنجي ص188

وروي أنه تدور معه حيثما دار تقيه من الشمس ، وأن أعمال الخلائق

تعرض عليه في كل أسبوع فيعرف وليه من عدوه .

وفي الخبر عنه صلی الله علیه وآله أنه قال : ( إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وآمنت به السبل وأخرجت الأرض بركاتها وردّ كل حق إلى أهله ولم يبقَ أهل دين حتى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان ، أما سمعت الله تعالى يقول:«وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ»(1)وحكم في الناس بحكم داود علیه السلام وحكم محمد صلی الله علیه وآله ، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ، فلا يجد الرجل منكم يومئذ موضعاً لصدقته ولا لبره ، لشمول الغني جميع المؤمنين ) . ثم قال علیه السلام : ( إن دولتا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا (2)إذا سيرنا إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هولاء وهو قول الله عزوجل : «وَالعَقِبَةُ لِلمُتَّقِینَ»(3).

وفي حديث طويل أنه صلی الله علیه وآله قال :

( إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد،ولم يبق على وجه الأرض مسجد له شرفة إلا هدمها وجعلها جماً، ووسع الطريق الأعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق ، وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات، ولا يدع علیه السلام بدعة إلا أزالها ، ولا سنة إلا أقامها ، ويفتح الصين وقسطنطينية وجبال الديلم ، فيمكث على ذلك مقدار سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنينكم هذه ، ثم يفعل الله ما يشاء).

قال : قلت : جعلت فداك فكيف تطول السنون؟قال:بأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة ، فتطول الأيام لذلك والسنون قال : قلت له : إنهم يقولون : إن الفلك إذا تغيرفسد ، قال : ذلك قول الزنادقة فأما

ص: 62


1- آل عمران ، 83
2- هكذا وجد ولعل الصواب إذا رأوا سيرتنا.(العلامة الشيخ فرج العمران)
3- كشف الغمة للأريلي ، ج3 ص 264-265، عن علي بن عقبه عن أبي عبد الله علیه السلام.

المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك فقد شق الله القمر لنبيه صلی الله علیه وآله ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون ، وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كالف سنة مما تعدون)(1)

دولته :

وروي أن مدة دولته علیه السلام تسع عشر سنة تطول أيامها وشهورها كما عرفت، لكن الروايات المتضمنة للسبع أكثر والله أعلم بحقيقة الحال .

علامات خروجه علیه السلام :

*علامات خروجه علیه السلام (2)

وقد روي أن من علامات خروجه علیه السلام :

1. طلوع الشمس من مغربها .

2. وركود الشمس ما بين الزوال إلى وقت العصر.

3. وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، وذلك في

زمان السفياني وعنده يكون بواره وبوار قومه .

4 . وخروج الدجال .

5. وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره ، و كذلك في شهر شعبان .

6. وطلوع نجم بالمشرق يضيء كالقمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتوي

طرفاه.

7. وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها .

8. ونار تظهر في السماء .

9. وقتل غلام من آل محمد صلی الله علیه وآله بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية ، ومابين قتله وخروجه علیه السلام إلا خمسة عشر يوماً.

10. وخروج السفياني من الشام ، ومدة ملكه ثمانية أشهر فقط.

ص: 63


1- البحار ، ج52، ص339 ، باختلاف يسير.
2- وردت علامات ظهوره متفرقة ومجموعة في كثير من الأحاديث .

11. واليماني من اليمن .

12. والخراساني من خراسان .

13. في سنة واحدة في شهر واحد وهو شهر رجب ،وكل هؤلاء يدعو إلى الضلال إلا اليماني فإنه يدعو إلى الحق .

14. وروي أن من علاماته أيضاً:

15. خسفاً بالبيد أو خسفاً بالمغرب والمشرق .

16. وهدم حائط مسجد الكوفة .

17. وظهور المغربي وتملكه الشامات .

18. ونزول الترك الجزيرة .

19. ونزول الروم الرملة .

20. وخروج ستين كذاباً ، كل يدعي النبوة لنفسه .

21. وخروج اثني عشر رجلا من آل أبي طالب،كل يدعي الإمامة لنفسه .

22. ونداء في أول النهار من السماء يسمعه كل أحد ، على أن الحق مع

علي وشيعته.

23. ونداء في آخره من الأرض من إبليس ألا إن الحق مع عثمان وشيعته.

24. واختلاف كثير في كل أرض .

25. وخوف وجوع ونقص من الثمرات والأنفس .

26. وكسادالتجارات .

27. وذهاب البركات .

28. وخسف ببغداد وبالبصرة ، ودماء تسفك بها،وخراب دورها،وفناء يقع في أهلها .

29. وشمول أهل العراق خوف لا يكون معه قرار.

30. وجراد كثير كألوان الدم .

31. ومسخ قوم من أهل البدع .

ص: 64

32. وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال .

33. واكتفاء الرجال بالرجال والنساء بالنساء .

34. وركوب ذوات الفروج السروج .

35. وقبول شهادة الزنا ورد شهادة العدول .

36. واستخفاف الناس بالدماء والزنا واكل الربا .

37. واتقاء الأشرار مخافة ألسنتهم .

قیامه علیه السلام:

اشارة

وإذا آن قيامه علیه السلام : مطر جمادى الآخرة وعشرة من أيام رجب مطراً لم يرَ الخلائق مثله فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم .

وفي الخبر : ( فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم

من التراب ) (1).

فإذا خرج علیه السلام أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلثمائة وثلاثة

عشر رجلاً، وأول ما ينطق به هذه الآية :«بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»(2) ثم يقول: ( أنا بقية الله وخليفته وحجته عليكم ، فلا يسلم عليه مسلم إلا قال (السلام عليك يا بقية الله)، فإذا اجتمع عليه العقد عشرة آلاف رجل، فلا يبقى في الأرض معبود من دون الله من صنم إلا وقعت فيه نار واحترق.

ومتى خرج علیه السلام نادي مناد من السماء باسمه ، تسمعه جميع أهل الأرض يدعوهم إليه يقول : ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه، وفي الخبر أنه علیه السلام يكون في وقت خروجه كابن أربعين سنة،قوياً في بدنه حتى لو مدّ يده إلى أعظم شجرة في الأرض لقلعها ، ولو صاح

ص: 65


1- الصراط المستقيم لمستحقي التقديم ، ج2 ص 251
2- هود ، 86

بين الجبال لتدكدكت صخورها،وتكون معه عصا موسى وأنها خضراءكهيئتها حين انتزعت من شجرتها ، وأنها تنطق إذا استنطقت وتصنع ما تؤمر ، و أن معه خاتم سليمان ، وقميص يوسف ، وهي قميص جده إبراهيم علیه السلام التي نزل بها جبرائيل من الجنة لما ألقي في النار،ومعه حجر موسی بن عمران .

وفي الخبر : ( إذا خرج القائم علیه السلام من مكة ينادي مناديه ألا لا يحملن أحد طعاماً ولا شراباً وحمل معه حجر موسی بن عمران علیه السلام وهو وقر بعير،ولا ينزل منزلاً إلا انفجرت منه عيون،فمن كان جائعاً شبع ومن كان ظماناً روي ورويت دوابهم،حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة )(1).

هذا ولا ريب في نزول عيسى علیه السلام ، وأنه يصلي خلف المهدي ويجاهد بين يديه ويقتل الدجال ، وروى مسلم في صحيحه عنه صلی الله علیه وآله أنه قال : ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال فينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم تعال صل بنا فيقول الا أن بعضكم على بعض أمراء تكرمه من الله لهذه الأمة )(2) .

وروى الحافظ ابن عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في حديث صحيح طويل في نزول عيسى فمن ذلك : قالت أم شريك بنت أبي العكريا رسول الله فأين العرب يومئذ قال :(هم يومئذ قليل وجلهم في بيت المقدس وإمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذا نزل بهم عيسى علیه السلام فيرجع ذلك الإمام يمشي القهقرى ليتقدم عيسى ليصلي بالناس،فيضع عيسى علیه السلام يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم) (3) وفي خبر آخر يقول : ( تقدم فإنما أقيمت

ص: 66


1- كمال الدين وتمام النعمة ، ص 670-671
2- الحديث رقم ( 156 ) من صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب نزول عيسى بن مريم حأكما بشريعة نبينا محمد صلی الله علیه وآله .
3- سنن ابن ماجة ، كتاب الفتن 37، باب 33 فتنة الدجال وخروج عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج ، الحديث4215

الصلاة لك).

ومن المعلوم أن الروايات الدالة على ذلك كثيرة جداً، قد بلغت حد التواتر معني بين المؤالف والمخالف ، وكذلك الآيات الدالة على تمكنه واستخلافه وأمنه بعد خوفه ، كما قال عز من قائل :«وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5 وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ6»(1) ، وقد روي عن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال (هذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة)(2).

ومن كلام أمير المؤمنين علیه السلام في نهج البلاغة : ( لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها وتلا عقيب ذلك :«وَنُرِیدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ أستُضعِفُوا.. الآية»(3).

وروي عن سيد العابدين علي بن الحسين علیه السلام أنه قال : ( والذي بعث محمداً بالحق بشيراً ونذيراً إن الأبرار منا أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسی وشيعته وان عدونا وأشياعهم بمنزلة فرعون وأشياعه )(4).

وروى العياشي بالإسناد عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفر إلى أبي عبد الله علیه السلام ، فقال : ( هذا والله من الذين قال الله : (وَنُرِیدُ أَن نَّمُنَّ

ص: 67


1- القصص ،5-6
2- معاني الأخبار ، ص79
3- الكلمة (210) من ( المختار من حكمه علیه السلام ) ، قال الشيخ محمد عبده في شرحه ص 704: الشماس بالكسر: امتناع ظهر الفرس من الركوب ، والضَرُوس بفتح فضم : الناقة السيئة الخلق تعض حالبها ، أي أن الدنيا ستنقاد لنا بعد جموحها ، وتلين بعد خشونتها ، كما تنعطف الناقة على ولدها وإن أبت على الحالب .
4- البحار ج24، ص167

عَلَى الَّذِينَ استُضعِفُوا...الآية»(1).

قال أمين الإسلام العلامة الطبرسي قدس سره ورفع في الملأ الأعلى ذكره في تفسير قوله تعالى :«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا»(2)

( المروي عن أهل البيت علیهم السلام أنها في المهدي من آل محمد صلی الله علیه وآله ، وروی العياشي بإسناده عن علي بن الحسين علیه السلام أنه قرأ الآية وقال : هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل الله ذلك بهم على يدي رجل منا وهو مهدي هذه الأمة، وهو الذي قال فيه رسول الله صلی الله علیه وآله : لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما )، وروي مثل ذلك عن أبي جعفر علیه السلام ، وأبي عبدالله علیه السلام، فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات:النبي صلی الله علیه وآله وأهل بيته علیهم السلام صلوات الرحمن عليهم ، وتضمنت هذه الآية البشارة لهم بالاستخلاف والتمكن في البلاد وارتفاع الخوف عنهم عند قيام المهدي علیه السلام منهم ويكون المراد بقوله تعالى: «كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» هو أن جعل الصالح للخلافة خليفته مثل آدم وداود وسليمان علیهم السلام ، ويدل على ذلك قوله:«إِنّي جَاعِلّ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً» و«یَدَاوُدُ إِنَّا جَعَلّنَكَ خَلِيفَةً»وقوله :«وَءَاتَینَهُم مُلكًا عَظِيمًا»وعلى ذلك إجماع العترة الطاهرة، وإجماعهم حجة لقول النبي صلی الله علیه وآله : (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) ، وأيضا فإن التمكين في الأرض على الإطلاق لم

ص: 68


1- في أصول الكافي ج 1 ص306 : نظر أبو جعفر إلى أبي عبد الله يمشي فقال: تری هذا؟ من الذين قال الله عزوجل:« وَنُرِیدُ أنَّ فَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ أستُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوَرِثِينَ»
2- النور ،55

يتفق فيما مضى ، فهو منتظر لأن الله عزوجل لا يخلف وعده )(1).

قال سعيد بن جبير في تفسير قوله تعالى : «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»(2) المراد به المهدي علیه السلام من عترة فاطمة(3) .

وقال مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسرين في تفسيره:«وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ»(4)قال : هو المهدي علیه السلام يكون في آخر الزمان وبعد خروجه يكون قيام الساعة(5) .

وبالجملة .. فإن خروج المهدي من المحتوم كما رواه أبو سعيد الخدري عنه صلی الله علیه وآله أنه قال : (لابد من خروج المهدي في أمتي يبعثه الله عيانا للناس)(6)

وكذلك نزول عيسى علیه السلام من المحتوم وخروج الدجال من المحتوم.

وفي الخبر عنه صلی الله علیه وآله أنه قال:(إنه خارج فيكم الأعورالدجال وإن معه جبالاً من خبز تسير معه، وإنه يخرج من بلدة يقال لها اصفهان من قرية تعرف باليهودية، عينه اليمنى ممسوحة والعين الأخرى في جبهته تضيء كانها كوكب الصبح، فيها علقة حمراء كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب

ص: 69


1- مجمع البيان ، المجلد 4 الجزء 7 ص152-153
2- الصف ، 9
3- الدرّ المنثور ج 3ص231
4- الزخرف 61
5- كشف الغمة ، ج 3 ص280، ينابيع المودة ص 301
6- كشف الغمة، ج 3 ص 270 ، الحديث (15) من الأحاديث التي قال عنها : ( ووقع إلي أربعون حديثا جمعها الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله رضی الله عنه في أمر المهدي علیه السلام أوردتها سردا كما أوردها واقتصرت على ذكر الراوي عن النبي صلی الله علیه وآله ) : ( ... وبإسناده عن أبي سعيد الخدري > أن رسول الله صلی الله علیه وآله قال يخرج المهدي في أمتي يبعثه الله غياثا للناس تنعم الأمة وتعيش الماشية وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحا ) ، ونقله صاحب البحار عنه ج 51ص 81 ، ولكنه جاء بلفظ ( عياناً للناس ).

(كافر) يقرأه كل كاتب وأمي، يخوض البحار، بين يديه جبل من دخان و خلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام، يخرج حين يخرج في قحط شديد ، تحته حمار أحمر خطوة حماره میل تطوى له الأرض منهلاً منهلاً، لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة، ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس يقول: إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى أنا ربكم الأعلى، وكذب عدو الله إنه أعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق، وإن ربكم ليس بأعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، الا وان أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر)(1).

ص: 70


1- كمال الدين وتمام النعمة 525-528 : ( باب حديث الدجال وما يتصل به من أمر القائم علیه السلام : ( ... خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام فحمد الله عزوجل وأثنى عليه وصلى على محمد وآله ، ثم قال : سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني - ثلاثاً- فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال ؟ فقال له علي علیه السلام: اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت ، و الله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل ، وإن شئت أنبأتك بها ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين . فقال علیه السلام: احفظ فإن علامة ذلك : إذا أمات الناس الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا وأخذوا الرشا وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء وقطعوا الأرحام واتبعوا الأهواء واستخفوا بالدماء ، وكان الحلم ضعفا والظلم فخرا وكانت الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة والقراء فسقة وظهرت شهادة الزور واستعلن الفجور وقول البهتان والإثم والطغيان، وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنارات وأكرمت الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت القلوب ونقضتالعهود واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصاً على الدنيا ، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم واتقي الفاجر مخافة شره وصدق الكاذب وائتمن الخائن واتخذت القيان والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها وركب ذوات الفروج السروج وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد الشاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبرفعند ذلك الوحا الوحا ثم العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت المقدس وليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه . فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال : يا أمير المؤمنين من الدجال ؟ فقال : ألا إن الدجال صائد بن الصيد ، فالشقي من صدقه والسعيد من كذبه يخرج من بلدة يقال لها اصفهان من قرية تعرف باليهودية،عينه اليمنى ممسوحة والعين الأخرى في جبهته تضيء كأنها كوكب الصبح ، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل كاتب وأمي يخوض البحار وتسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان وخلفه جبل أبيض يري الناس أنه طعام يخرج حين يخرج في قحط شديد ، تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل تطوي له الأرض منهلا منهلا ، لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن و الإنس والشياطين يقول : إلي أوليائي (أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى، أنا ربكم الأعلى ) ، وكذب عدو الله، إنه أعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق ، وإن ربكم عزوجل ليس باعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . الا وإن أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر ، يقتله الله عزوجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق ، لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة ، على يد من يصلي المسيح عيسى بن مريم علیهما السلام خلفه الا إن بعد ذلك الطامة الكبرى. قلنا : وما ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : خروج دابة ( من ) الأرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان بن داود وعصي موسى علیهم السلام ، يضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه : هذا مؤمن حقا ، ويضعه على وجه كل كافر فينكتب هذا كافر حقا ، حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وددت أني اليوم كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما ، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها ، فعند ذلك ترفع التوبة ، فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع و (لَايَنفَعُ نَفسًا إيمَنُهَا لَم تَكُن ءامَنَت مِن قَبلُ اَوکَسَبَت فِي إِيمَنِهَا خَيرَاٌ قُلٍ انتَظِرُواُ إِنَّا مُنتَظِرُونَ» ثم قال علیه السلام: لا تسألوني عما يكون بعد هذا، فإنه عهد عهده إلي حبيبي رسول الله صلی الله علیه وآله أن لا أخبربه غير عترتي . قال النزال بن سبرة : فقلت لصعصعة بن صوحان : يا صعصعة ما عنى أمير المؤمنين علیه السلام بهذا ؟ فقال صعصعة:يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم علیه السلام هو الثاني عشر من العترة ، التاسع من ولد الحسين بن علي عليهماالسلام ، وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام فيطهر الأرض ، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحداً. فأخبر أمير المؤمنين علیه السلام أن حبيبة رسول الله صلی الله علیه وآله عهد إليه أن لا يخبربما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين .

ص: 71

وعنه صلی الله علیه وآله: ( وإنه يخرج على حمار عرض ما بين أذنيه ميل يخرج ومعه جنة ونار وجبل من خبز ونهر من ماء أكثر أتباعه اليهود و النساء والأعراب يدخل آفاق الأرض كلها إلا مكة وإلا بيتها والمدينة وإلا بيتها )(1).

والحكمة في الدجال مع أنه يدعي الربوبية ويفسد في البلاد والعباد ابتلاء منه تعالى للعباد ليظهر الطائع من العاصي والمحسن من المسيء والمصلح من المفسد .

والحكمة في بقاء عيسى علیه السلام ونزوله أن يؤمن أهل الكتاب به كما قال سبحانه : ( وَإِن مِن أَهلِ الكَتَبِ إِلَّا لَيُؤمِنَنَّ بِهِ قَبلَ مَوتِهِ»ولم يؤمن به أحد بعد نزول هذه الآية إلى يومنا هذا ، ومصدقا للنبي صلی الله علیه وآله بنزوله من السماء ، ويكون بياناً

ص: 72


1- المصدر السابق 528-530 : وفيه ( لابتيها )بدل( إلا بيتها ) ، وقال في الشرح (لابتا المدينة : حرتاه ، واللابة : الحرة وهي الأرض ذات الحجارة السود التي قد البستها لكثرتها ). وقال الشيخ الصدوق تعليقاً على الحديث :قال مصنف هذا الكتاب > : إن أهل العناد والجحود يصدقون بمثل هذا الخبر ويروونه في الدجال و غيبته وطول بقائه المدة الطويلة وخروجه في آخر الزمان، ولا يصدقون بأمر القائم علیه السلام وأنه يغيب مدة طويلة، ثم يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما مع نص النبي صلی الله علیه وآله والأئمة علیهم السلام بعده عليه باسمه وغيبته ونسبه ، وإخبارهم بطول غيبته ، إرادة لإطفاء نور الله عزوجل وإبطالا لأمر ولي الله ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون ...إلخ .

لدعوى الإمام عند أهل الإيمان ، ومصدقاً لما دعا إليه عند أهل الطغيان ، بدليل صلاته خلفه ونصرته إياه ودعائه إلى الملة المحمدية وتعبده بها ، لأنه لا نبي بعد نبينا ، لقوله صلی الله علیه وآله : ( لا نبي بعدي ) وقوله صلی الله علیه وآله : (الحلال ما أحل الله على لساني إلى يوم القيامة ، و الحرام ما حرم الله على لساني إلى يوم القيامة )(1).

السرداب:

واعلم إنما السرداب عندنا معشر الإمامية الاثني عشرية إلا كالغار الذي و ضع فيه إبراهيم ، والغار الذي استترفيه رسول الله صلی الله علیه وآله لما طلبه أعداؤه ، ولما طلب علیه السلام استتر فيه قطعاً لطمع طالبيه في التوصل إليه والتفحص عنه ، ولما علم منهم أنهم آيسوا من الاطلاع عليه خرج منه واستقر فيما لا خوف عليه .(2)

ص: 73


1- البحار، ج51، ص 101
2- جاء في كتاب (الكنى والألقاب ج3 ص 236) أثناء ترجمة (الناصر لدين الله ) : وهذا السرداب هو سرداب الدار التي سكنها ثلاثة من أئمة أهل البيت الطاهر، وهم: الإمام علي بن محمد الهادي ، وولده الإمام الحسن بن علي العسكري ، وولده الإمام المهدي عليه السلام، كما سكنوا أيضاً في ذلك السرداب وتشرف بسكناهم فيه ، وجرت لهم فيه الكرامات والمعجزات، وغاب المهدي عليه السلام بعدما سكنه . ولذلك تتبرك الشيعة وغيرها به، وتصلي لريها فيه ، وتدعوه وتطلب منه حوائجها ،طلباً لبركته بسكنى آل رسول الله فيه وتشريفهم له. وليس في الشيعة من يعتقد أن المهدي موجود في السرداب، أو غائب فيه كما يرميهم به من يريد التشنيع، وينسب إليهم في ذلك أموراً لا حقيقة لها ، مثل أنهم يجتمعون كل جمعة على باب السرداب بالسيوف والخيول ، وينادون اخرج إلينا يا مولانا، فإن هذا كذب وافتراء، حتى أن بعض من ذكر ذلك قال: إنه بالحلة، مع أن السرداب في سامراء لا في الحلة. وبالجملة .. فليس للسرداب مزية عند الشيعة ، إلا تشرقه بسكنى ثلاثة من أئمة أهل البيت علیهم السلام فيه، وهذا الأمر لا يختص بالشيعة في تبركهم بالأمكنة الشريفة ، فليتق الله المرجفون .

وفي الخبر عن آبائه علیه السلام: أنه يحضر الموسم في كل عام(1) وقد ورد عنهم علیهم السلام: ( أنه ما خرج أحد من ولد فاطمة على أحد من السلاطين قبل خروج السفياني إلا فهو مقتول )(2)ولعل هذا من الأسباب المقتضية لاستتاره،ويدل على ذلك ما روي أن الباقر علیه السلام أشار إلى زيد بن علي بترك الخروج وعرفه مصير أمره إن هو خرج كما رواه الحسن بن راشد قال : ذكرت زید بن علي فتنقصته عند أبي عبد الله علیه السلام فقال : ( لا تفعل رحم الله عمي زيدا أتى أبي فقال : إني أريد الخروج على هذا الطاغية ، فقال:لاتفعل یا زید،فإني أخاف أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة ، أما علمت يا زيد أنه لا يخرج أحد من ولد فاطمة على أحد من السلاطين قبل خروج السفياني إلا قتل ؟)ثم قال : ( يا حسن إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ، وفيهم نزل «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ»(3)، فالظالم لنفسه الذي لا يعرف الإمام،والمقتصد العارف بحق الإمام ، والسابق بالخيرات هو الإمام) ثم قال : ( يا حسن إنا أهل البيت لا نخرج من الدنيا حتى نعرف لكل فضل فضله )(4)، ووردت بذلك روايات أخرى .

منكر أحد الأئمة:

هذا ومن المعلوم ضرورة بين الإمامية الاثني عشرية أن من أنكر واحداً

ص: 74


1- وردت بهذا المضمون روايات عدة ، منها : ما في ( كمال الدين وتمام النعمة) ص46 : (يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه ).
2- لم أعثر على الحديث بلفظ ( مقتول ) ، وكل الذي عثرت عليه أتى بلفظ ( قتل) كما أورده في الحديث الذي يلي هذا الحديث.
3- فاطر 32
4- الخرائج والجرائح، في معجزات الإمام الباقر علیه السلام، ج1ص 281

من الاثني عشر من آل محمد صلی الله علیه وآله فكأنما أنكر محمداً صلی الله علیه وآله ومن أنكرمحمدا فلا ريب في كفره.

الفصل الثالث : في بيان الفرق الواضعين الغيبة في غير موضعها:

اشارة

اعلم شرح الله صدرك لمراشد دينه وثبتك على جادة إخلاصه ويقينه ، أنه لما صح وتواتر عن رسول الله أن أحد خلفائه لابد أن يكون له غيبةطويلة ، ويكون من ذلك حيرة تضل فيها الأمم ويكثر فيها الاختلاف والزلزال و الاضطراب ، لا جرم ضلجماعة من المسلمين في من له تلك الغيبة ، كما أخبر به رسول الله صلی الله علیه وآله،وافترقت كلمتهم وتعددت المذاهب والأقوال وتشعبوا فرقاً:

1.الكيسانية:

فمنها فرقة تدينت بأبي القاسم محمد بن علي أمير المؤمنين علیه السلام ابن خولة الحنفية ، وهؤلاء زعموا أنه المهدي الذي يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، وأنه حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر الحق ، وأنه الإمام بعد الحسن والحسين علیهما السلام.

وقالت فرقة منهم بل هو الإمام بعد أبيه علي أمير المؤمنين علیه السلام ، وليس الحسن والحسين بإمامين ، وإنما دعا الحسن في باطن الدعوة إلى أخيه محمد ، وان الحسين علیه السلام ظهر بالسيف بإذنه ، وهما كانا داعيين إليه وأميرين من قبله .

وذهبت فرقة إلى أن محمداً مات وحصلت الإمامة بعده في ولده ثم انتقلت من ولده إلى ولد العباس بن عبد المطلب ، وذهبت فرقة الى أن عبد الله بن محمد حي لم يمت ، وأنه القائم المهدي ، وذهبت فرقة إلى أن محمداً قد مات وأنه يقوم بعد الموت وهو المهدي وينكر موته .

ص: 75

فهؤلاء جملة فرقة الكيسانية وهم أصحاب المختار(1)وإنما سميت بهذا الاسم لأن المختار كان اسمه أولاً كيسان ، وقيل إنما سمي بهذا الاسم

ص: 76


1- المختار بن أبي عبيدة الثفي ، قال سيد الأساطين آية الله العظمي السيد الخوئي قدس سره في ج19 ص102-110(من معجم رجال الحديث ): .. والأخبار الواردة في حقه على قسمين:مادحة وذامة وأما المادحة فهي متضافرة، منها ما ذكره الكشي ... عن أبي عبد الله علیه السلام قال : ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين علیه السلام ) وهذه الرواية صحيحة ... وقال قدس سره في معرض نقاشه للروايات الذامة له :.. وهذه الروايات ضعيفة الإسناد جداً، على أن الثانية منهما فيها تهافت وتناقض،ولو صحت فهي لا تزيد على الروايات الذامة الواردة في حق زرارة ومحمد بن مسلم وبريد وأضرابهم ... بقي هنا أمور : الأول :...ويكفي في حسن حال المختار إدخال السرور في قلوب أهل البيت سلام الله عليهم بقتله قتلة الحسين علیه السلام ، وهذه خدمة عظيمة لأهل البيت علیهم السلام يستحق بها الجزاء من قبلهم، أفهل يحتمل أن رسول الله صلی الله علیه وآله وأهل البيت علیهم السلام يغضون النظر عن ذلك وهم معدن الكرم والإحسان ؟ وهذا محمد بن الحنفية بين ما هو جالس في نفر من الشيعة وهو يعتب على المختار ( في تأخير قتله عمر بن سعد) فما تمّ كلامه ، إلاوالراسان عنده فخر ساجداً، وبسط كفيه و قال: اللهم لا تنسَ هذا اليوم للمختار اجزه عن أهل بيت نبيك محمد خير الجزاء ، فو الله ما على المختار بعد هذا من عتب ... الأمر الثاني : أن خروج المختار وطلبه بثار الحسين علیه السلام، وقتلة لقتلة الحسين علیه السلام لا شك في أنه كان مرضيا عند الله، وعند رسوله والأئمة الطاهرين علیهم السلام .. الأمر الثالث:أنه نسب بعض العامة المختار إلى الكيسانية، وقد استشهد لذلك بما في الكشي من قوله : والمختار هو الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب ، ابن الحنفية، وسموا الكيسانية وهم المختارية، وكان بقية كيسان.. إلى آخر ما تقدم . وهذا القول باطل جزما، فإن محمد بن الحنفية لم يدّعِ الإمامة لنفسه حتى يدعو المختار الناس إليه، وقد قتل المختار ومحمد بن الحنفية حي ، وإنما حدثت الكيسانية بعد وفاة محمد بن الحنفية ، وأما أن لقب مختار هو كيسان ، فإن صح ذلك فمنشؤه ما تقدم في رواية الكشي من قول أمير المؤمنين علیه السلام له مرتين يا كيّس ، يا كيّس . فثني كلمة كيس وقيل كيسان .

لأن أباه حمله وهو صغير فوضعه بين يدي أمير المؤمنين علیه السلام ، قالوا فمسح يده على رأسه فقال كيس كيس ،فلزمه هذا الاسم .

وزعمت فرقة منهم أن محمد بن علي استعمل المختار على العراقيين بعد قتل الحسين علیه السلام وأمره بالطلب بثاراته ، وسماه كيسان لما عرف من قيامه ومذهبه، وهذه الحكايات في معنى اسمه عن الكياسة خاصة قال صاحب الملل والنحل فيه: (الكيسانية أصحاب كيسان مولى أمير المؤمنين علي علیه السلام وقيل تلميذ السيد محمد بن الحنفية > ، انتهى كلامه )(1).

وأول من شدَّ عن الحق من فرق الإمامية (الكيسانية) وهؤلاء قد تعلقوا في إمامة محمد بقول أمير المؤمنين يوم البصرة أنت ابني حقاً وهما يعني الحسن والحسين عليهما السلام أبناء رسول الله صلی الله علیه وآله ، وأنه كان صاحب رايته كما كان أمير المؤمنين صاحب راية رسول الله صلی الله علیه وآله، واحتجوا على أنه المهدي بقول النبي صلی الله علیه وآله (لن تقضي الأيام والليالي حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي اسمه اسمي و كنيته كنيتي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً) قالوا : ومن أسماء أمير المؤمنين عبد الله لقوله: (أنا عبد الله وأخو رسوله وانا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفترٍ(2))

وقالوا : إذا ثبتت إمامته وأنه القائم فقد بطل أن يكون الإمام غيره ،و ليس يجوز أن يموت قبل ظهوره فتخلو الأرض من حجة فلا بد أن يكون حياً.

وأنت خبير بأن الإمامة لا تثبت إلا بالنص أو ظهور المعجز بعد الدعوى، و لا نص ولا دعوى ولا معجز ولا دلالة في قوله(أنت ابني حقاً)على الإمامة

ص: 77


1- الملل والنحل ، ج1 ص147
2- کنز العمال للمتقي الهندي ص122 : ((36389) عن عباد بن عبد الله سمعت عليا يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفترٍ، ولقد صليت قبل الناس سبع سنين ) .

بوجه من الوجوه ، كما أنه لا دلالة في قوله (وهما ابنا رسول الله صلی الله علیه وآله ) على أنهما نبيان، ولو دلّ حمل الراية على الإمامة ، لكان كل من حمل الراية الرسول الله صلی الله علیه وآله منصوصاً عليه بالإمامة ، ولكان كل من حمل الراية لعلي علیه السلام مشاراً إليه بالخلافة ،وليس الأمر كذلك ضرورة .

وقد سئل(1)عن ظهور المختار وادعائه عليه أنه أمره بالخروج والطلب بثأر الحسين علیه السلام وأنه أمره أن يدعو الناس إلى إمامته عن ذلك و صحته ، فأنكره وقال لهم : والله ما أمرته بذلك لكنني لا أبالي أن يأخذ بثارنا كل أحد وما يسوؤني أن يكون المختار هو الذي يطلب بدمائنا.

ومن تصفح كتب الأخبار عرف ذلك ، وظهر له أنه لم يدّعِ قط الإمامة

لنفسه، ولا دعا أحداً إلى اعتقاد ذلك، وقد قام الدليل على أن المهدي علیه السلام من ولد فاطمة علیها السلام . وقد روي عن الباقر علیه السلام أنه قال : أنا دفنت عمي محمد بن الحنفية ونفضت يدي من تراب قبره .

ولم يبقَ أحد من الكيسانية إلا ما يحكى عنهم ، وقد انقرضوا جميعاً ولا بقية لهم ، وممن كان منهم أبو هاشم إسماعيل بن محمد الشاعرالحميري (2)، وله في مذاهبهم أشعار كثيرة ثم رجع عن القول بالكيسانية

ص: 78


1- يعني ( محمد ابن الحنفية ).
2- ولد بعمان سنة 105ه لأبوين أباضيين فكان خارجياً ،ثم صاركیسانياً ، وبعدها اهتدى لمذهب الحق مذهب آل محمد على يد الإمام الصادق علیه السلام ، لقبه الإمام الصادق ب (سيد الشعراء)، وعدّه علماء الرجال من أصحابه ولقي الإمام الكاظم علیه السلام، استخدم شعره في ذكر مناقب آل الله علیهم السلام ومثالب أعدائهم فأكثر من ذلك ، وقصائده أشهر من علم على رأسه نار ، ومن أشهرها عينيته : لأم عمرباللوى مریع *** طامسة أعلامه بلقع وذكرت ترجمته في كتب الرجال والتراجم والشعراء ، وترجم له صاحب الغدير ترجمة مفصلة ، وله ديوان مطبوع بأكثر من تحقيق،توفي في بغداد أو واسط ، واختلف في تاريخ وفاته بين (171) أو ( 173 ) أو ( 178 ) أو(179).

وبريء منه ودان بالحق ، لأن الصادق علیه السلام دعاه إلى إمامته وأظهر له الحق فتبعه وفارق ما كان عليه من الضلالة ، وله عند رجوعه إلى الحق قوله :

تجعفرت باسم الله والله أكبر *** وأيقنت أن الله يعفو ويغفر

ودنت بدين غيرما كنت دائناً *** به ونهاني سيد الناس جعفر

فقلت له هبني تهودت برهة *** وإلا فديني دین من يتصر

فلست بغال ما حييت وراجعاً *** إلى ماعليه كنت أخفي وأضمر

ولا قائلاً قولا لكيسان بعدها *** وإن عاب جهال مقالي وأكبروا

ولكنه مما مضى لسبيله *** على أحسن الحالات يقفى ويؤثر

وكان كثير عزة (1)كيسانياً ومات على ذلك وله في مذهب الكيسانية قوله :

ألا إن الأئمة من قريش *** ولاة الحق أربعة سواء

علي والثلاثة من بنيه *** هم الأسباط ليس به خفاء

فسبط سبط أيمان وبر *** وسيط غيبته كربلاء

وسبط لا يذوق الموت حتى *** يقود الخيل يقدمها اللواء

يغيب فلا يرى فيهم زماناً *** برضوى عنده عسل وماء

2.الناووسية :

ومنها فرقة تدعى بالناووسية وإنما سميت بذلك لأن رئيسهم في ذلك رجل من أهل البصرة يقال له ( عبد الله بن ناووس )،وهؤلاء زعموا أن أباعبد الله جعفر بن محمد الصادق علیه السلام حي لم يمت، ولا يموت حتى يظهر

ص: 79


1- كَثِير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة الخزاعي،ولد في عام 23ه بالحجاز وقد اختلف في تاريخ وفاته،والأرجح أنه توفي سنة105ه ، عشق ابنة عمه (عزة) فعرف بها وقيل ( كثير عزة ) وله فيها الكثير من الشعر ، وينسب له في آخر حياته قوله : برئت إلى الإله من ابن أروى *** ومن دین الخوارج أجمعينا ومن عمر برئت ومن عتيق *** غداة دعي أمير المؤمنينا

فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ،لأنه القائم المهدي .

واستدلوا على ذلك بما رواه عنه عيينة بن مصعب أنه علیه السلام قال : ( إن جاءكم من يخبركم عني بأنه غسلني وكفنني فلا تصدقوه)،ومن المعلوم أن الشك في موته بعد تواتره موجب للشك في موت آبائه بعد تواتر ذلك، ولا يعارض خبر الآحاد المتواتر من موته،ومع تسليم ثبوته لعله علیه السلام أراد بذلك تحذير أوليائه من قبول قول المرجفين فيه من أعدائه وقت توجهه إلى العراق، أو أراد إعلام أوليائه بأنه من ادعى تغسيله من سائر الناس فدعواه باطلة،لأنه لا يتولى أمر الإمام في غير الضرورة إلا إمام مثله .

وهذه الفرقة لم يبق منها إلا ما يحكى عنها وقد انقرضت ولا بقية لها.

3.الإسماعيلية :

ومنها فرقة زعمت أن الصادق جعفراً بن محمد علیه السلام قبل أن يموت نص على ابنه إسماعيل ، وادعوا أنه الإمام بعد أبيه وأنه المهدي المنتظر قيامه ، وأنكروا وفاة إسماعيل في حياة أبيه ، وقالوا إنه لم يمت.

ومنهم من قال إن الموت صحيح ، والنص لا يرجع القهقرى والفائدة في النص بقاءالإمامة في أولاد المنصوص عليه دون غيره،فالإمامة بعد إسماعيل في أولاده.

وهؤلاء هم( القرامطة )وهم ( المباركية ) ونسبتهم إلى القرامطة لأن الذي دعا الناس إلى مذهبهم (حمدان قرمط )وهي أحدى قرى واسط ونسبتهم إلى المباركية والمباركية سلفهم.

ثم منهم من وقف على محمد بن إسماعيل وقال برجعته بعد غيبته و منهم من ساق الإمامة في المستورين منهم ، لا في الظاهرين القائمين من بعدهم .

وقالت طائفة منهم:إن الذي نصّ على محمد بن إسماعيل،إنما هو الصادق علیه السلام دون إسماعيل .

وقالت طائفة منهم : إن الذي نص على محمد إنما هو أبوه إسماعيل ،

ص: 80

قبل وفاته، فهؤلاء الفرق تدعى ب( الإسماعيلية)،لادعائهم إمامة إسماعيل.

4.السبطية :

وقالت فرقة إن الصادق علیه السلام توفي وكان الإمام بعده محمد بن جعفر وهذه الفرقة تسمى ( السبطية ) لأن الذي دعا إليها يحي ابن أبي السبط .

5.الفطحية :

وقالت فرقة أخرى إن الإمام بعد أبي عبد الله ابنه عبد الله بن جعفر لأنه أكبر ولده وهذه تسمى ( الفطحية ) لأن رئيسها عبد الله بن أفطح وإنما سمي بذلك لأنه كان أفطح الرجلين ، ويقال بل كان أفطح الرأس، ويقال أن عبد الله المدعى له الإمامة هو الأفطح.

وليس لهؤلاء الفرق برهان يتمسكون به ، وذلك لأن إسماعيل ممن ثبت موته قبل أبيه فلا معنى للنص عليه ، ولو وقع ذلك لكان كذباً، لأن معنى النص أن النصوص عليه خليفة الماضي فيما كان يقوم به وذلك لا يتصور في حق من ثبت موته قبله .

وقد بسطنا الكلام في هذا المقام في رسالتنا المسماة ب ( تحفة الأبرار في معرفة الأقضية والأقدار)في بحث البدا فيما تعلقوا به مما ادعي روايته عن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال : ( ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل)(1) ، ومعنى ذلك مع تسليم صحته ما روي عن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال : ( إن الله عزوجل كتب القتل على ابني إسماعيل مرتين ، فسألته فيه فرقاً ، فما بدا له في شيء كما بدا في إسماعيل)(2)، يعني ماذكره من

ص: 81


1- كمال الدين وتمام النعمة ص69 ، بزيادة ( ابني ) في آخره .
2- الصراط المستقيم لمستحقي التقديم ، ج2 ص 273( إن الله كتب القتل على ابني إسماعيل مرتين فسالته فيه فعفى عنه، فما بدا له في شئ كما بدا له في إسماعيل ) .

القتل الذي صرفه عنه بمسألته علیه السلام إياه .

ولما ثبت أن إسماعيل لم يكن منصوصاً عليه فليس بإمام وإذا لم يكن إماما لم يكن ابنه محمد إماما وذلك لأن أباه ليس أهلاً للنص حتى يدعى عليه أنه وقع من النص عليه ممن هو أهل النص ، فلا إمامة له وكذا لا إمامة لمحمد بن جعفر لعدم النص عليه.

وأما ما ادعي روايته عن أبي عبد الله علیه السلام من أنه كان في داره جالساً فدخل عليه محمد وهو صبي صغير فعمد إليه فكبا في قميصه ووقع لوجهه فقام إليه أبو عبد الله علیه السلام فقبله ومسح التراب عن وجهه وضمه إلى صدره وقال:سمعت أبي يقول :( إذا ولد لك ولد يشبهني فسمه باسمي وهذا المولود شبيهي وشبيه رسول الله صلی الله علیه وآله ، وعلى سنته )(1) فليس بصحيح ، ولا دلالة في مسح التراب عن وجهه و ضمه إلى صدره وقوله : ( إن أبي أخبرني إلى آخره ) إلى أنه خليفة الله في أرضه.

وكفى شاهداً على بطلان هذه الدعوى انقراض متابعيه من النزر القليل

حتى لم يبقَ أحد يذهب إلى هذا المذهب.

وكذلك لا إمامة لعبدالله الأفطح لعدم قيام البرهان على ذلك ، والأكبرية مع الجهل وللتدين بدين المرجئة الذين يقعون في علي علیه السلام لا مدخل لها في الإمامة . وقد روي عن أبي عبد الله علیه السلام أن عبد الله هذا دخل عليه يوماً وهو يحدث أصحابه فلما رآه سكت حتى خرج،فسئل عن ذلك فقال : ( أو ما علمتم أنه من المرجئة )(2) ومن المعلوم أنه بعد أن ادعى الإمامة لنفسه سئل عن مسائل صغار فلم يجب فلا يكون أهلاً للإمامة .

6.الواقفية:

ومنها فرقة زعمت أن موسی بن جعفر هو المهدي المنتظر وأنه ما مات

ص: 82


1- الفصول المختارة للشيخ المفيد ، ص306، باختلاف يسير جداً .
2- الفصول المختارة للشيخ المفيد ، ص312

ولم يمت حتى يظهر الحق ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً كماملئت ظلماًوجوراً.

وقال بعضهم إنه قد مات وسيبعث وهو القائم بعده ، وهؤلاء يدعون بالواقفية لوقفهم على أبي الحسن موسی بن جعفر، واختلفوا في الرضا علیه السلام ومن قام من آل محمد بعد موسى فقال بعضهم ليسوا بأئمة وإنما أمراؤه وقضاته إلى أوان خروجه .

وقال الباقون إنما هم مخطئون ضالون،وقالوا في الرضا قولاً عظيماً فأطلقوا تكفيره وتكفير من قام بعده من ولده ، ولهم على كون المهدي هو موسى بن جعفر شبه ركيكة لا فائدة في إيرادها، إلا أن منها ما حكوا عن أبي عبد الله علیه السلام أنه لما ولد موسی بن جعفر علیه السلام دخل أبو عبدالله علیه السلام على حميدة البربرية أم موسى علیه السلام فقال لها يا حميدة بخ بخ حلّ الملك في بيتك .

وأنت خبير بأنه لا دلالة على مطلوبهم لأن المراد بالملك هنا الإمامة التي هي الرياسة العامة في أمور الدين والدنيا،كما قال سبحانه في آل إبراهيم : «وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا»(1) وما برهان هؤلاء في بقاء موسی بن جعفر علیه السلام وإنكار موته إلا كبرهان المحمدية على بقاء رسول الله صلی الله علیه وآله وإنكار موته، وكبرهان السبئية المنكرة لوفاة أمير المؤمنين علیه السلام، والمفوضة المدعية بقاء أبي عبد الله الحسين علیه السلام ، المنكرة لقتله والكيسانية المنكرة لوفاة محمد علیه السلام(2)، والناووسية المنكرة لوفاة جعفر بن محمد علیه السلام ، وما أجيب به عن ذلك فهو الجواب .

ص: 83


1- النساء ، 54
2- ورد في المطبوع ( والكيسانية المنكرة لوفاة محمد صلی الله علیه وآله) والظاهر أن المقصود محمد ابن الحنفية لا محمد رسول الله صلی الله علیه وآله.

وقد عدلت فرقة ممن كانت على الحق إلى القول بإنكار موت موسی ابن جعفر وحبسه ، وما وقع من ذلك فهو تخييل،وادعوا أنه حي غائب، وأنه هو المهدي ، وأنه أستخلف على الأمر وقت غيبته محمد بن بشر موسى بني أسد، وذهبوا إلى الغلو والقول بالإباحة ودانوا بالتناسخ .

وعدلت فرقة ممن دانت بإمامة علي الرضا إلى القول بأنه ليس بإمام وإنما هو وصي أبيه وإنما الإمام بعد أبيه هو أحمد بن موسى وقد دانوا بذلك بغير حجة ولا برهان .

وفرقة أخرى ممن دانت بإمامة الرضا أنكرت محمد بن علي الجواد لصغر سنه ، وذلك لأن له عند وفاة أبيه سبع سنين ، وارتدت إلى قول الواقفة وأنكرت إمامة أبيه علي الرضا علیه السلام أيضاً.

ومن المعلوم بأن ما تعلقوا به من صفر السن بعد ثبوت النص وظهور المعجز لا يجدي نفعاً لوقوع مثل ذلك في حججه تعالى السابقة كما حكاه سبحانه بقوله:« وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا»(1)أي آتيناه النبوة في حال صباه وهو ابن ثلاث سنين.

وعن علي بن أسباط قال : قدمت المدينة وأنا أريد مصر فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي الرضا علیه السلام وهو إذ ذاك خماسي ، فقلت أتأمله لأصفه إلى أصحابنا بمصر ، فنظر إلي وقال : ( يا علي إن الله أخذ في الإمامة كما أخذ في النبوة قال :«وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا»(2) قال :« وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا»فقد يجوز أن يؤتى الحكم ابن أربعين سنة ويجوز أن يعطيه (3) الصبي، وذلك كيحيى وعيسى الذي : «قَالَ إِنِّي عَبدُ اللَّهِ ءَاتَنِیَ الكِتَبَ وَجَعَلَنِي نَبِيَّا ) فخبر عن المسيح بالكلام في المهدوأنه نبي مبعوث للناس مكلفاً مدة

ص: 84


1- مريم ، 12
2- القصص ،14
3- الظاهر ويجوز أن يعطاه الصبي : ( العلامة الشيخ فرج العمران )

حياته .

ثم أن بعض القائلين بإمامة محمد الجواد دانوا بإمامة موسی بن محمد أخي علي الهادي دونه ولم يثبتواعلى هذا القول إلا وقتاً يسيراً ورجعوا إلى الحق ودانوا بإمامة علي الهادي علیه السلام وتركوا القول بإمامة موسی بن محمد.

7. ومنها فرقة زعمت : أن المهدي محمد بن علي ، أخو الحسن العسكري علیه السلام وأنه منصوص عليه من أبيه وهؤلاء أنكروا موته في حياة أبيه وادعوا غيبته وقالوا إنه حي لم يمت وهو الإمام المنتظر قيامه .

وقال جماعة منهم:إن الإمام بعد محمد بن علي أخوه جعفر بن علي وأنه القائم بعد أبيه لنصه عليه .

وبموت محمد بن علي في حياة أبيه وعدم النص على جعفر أخيه ظهرفساد دعوى كونهما إمامين وهؤلاء قد انقرضوا ولا بقية لهم .

8.ومنها فرقة :أنكرت المتواتر، من موت أبيمحمد الحسن العسكري علیه السلام وقالت أنه حي لم يمت وإنما غائب وهو المنتظر قيامه .

9. ومنها فرقة قالت:أن محمد بن الحسن المنتظر قد مات ويحيا بعد موته وهو القائم المهدي ،لما رووه من أن القائم إنما سمي بذلك لأنه يقوم بعد الموت، وليس هذا بصحيح لأن الأرض لا تخلو من حجة ساعة واحدة

كما قام على ذلك الدليل ، والمروي في السبب في التسمية بذلك إنما هو

لقيامه بدين قد اندرس وحق قد انطمس .

10. ومنها فرقة زعمت:أن الإمام بعد الحسن العسكري ابنه علي بن الحسن وهو المنتظر، وأنه غائب ولا بد من ظهوره فيملأ الأرض عدلاًو قسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، ولا ريب في أن الدليل مشعربأن اسم المهدي إنما هو محمد .

11. ومنها فرقة زعمت : أن المنتظر ولد بعد أبيه بثمانية أشهر وأكذبوا

ص: 85

من ادعى ولادته في حياة أبيه ، ويلزمهم مع عدم الدليل على ذلك خلو العالم من وجود إمام حي كامل ثمانية أشهر مع قيام البرهان على امتناع ذلك طرفة عين كما عرفت.

12. ومنها فرقة زعمت : أن الحسن مات من غير ولد ظاهر لكنه محمول به وهو القائم وما ولدته أمه بعد ، وأنه يجوز أن يبقى في بطن أمه مائة سنة فإذا ولد ظهرت ولادته ،وهذه الفرقة تشارك الفرقة السابقة في الإلزام وكلما لزم هذه لزم تلك ، على أن هذه قد ادعت بغير برهان ، ما لم يكن له نظير ولا جرت به العادة ولا جاء به أثر من أحد من سائر الأمم السابقة ، وليس كل مقدور الله بغير دليل واقعاً .

13. ومنها فرقة زعمت : أن الإمامة بعد الحسن قد ارتفعت من الأرض وليس فيها حجة من آل محمد ، وإنما الحجة الكتاب والأخبار الواردة عن محمد وآله لأنه سبحانه عاقب العباد بذلك غيظاً منه عليهم، لما روي عن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال : ( إن الله لا يخلي الأرض من حجة ، إلا أن يغضب على أهل الدنيا)وتعلقهم بذلك مما يدل على جهلهم وقلة سبرهم ، وذلك لأن المعنى أنه سبحانه لا يخلي الأرض من حجة ظاهرة لقيام البرهان على أنه سبحانه لا يخلي الأرض من حجة طرفة عين،ولو خلت بغير حجة طرفة عين لساخت بأهلها، كما روي ذلك عن أبي عبد الله علیه السلام وغيره كما عرفت .

14. ومنها طائفة توقفت وقالت : لا ريب في إمامة الحسن بن علي علیه السلام ، وبعده لا ندري أجعفر كان هو الإمام أم غيره والأمر ملتبس ، فالذي يجب علينا أن نقطع أنه لابد من إمام ولا نقدم على القول بإمامة أحد بعينه حتى يقوم الدليل على واحد بعينه ، فإذا قام الدليل على ذلك قدمنا على القول بإمامته ، ولا ريب في قيام الدليل على إمامة المنتظر من رسول الله صلی الله علیه وآله ومن أبيه ومن آبائه وذلك من المعلوم تواتره .

15. ومنها طائفة قالت : لا ريب في إمامة الحسن بن علي علیه السلام ، لكنه ما

ص: 86

قبض حتى نص على أخيه جعفربالإمامة،وهذا مما لا ريب في بطلانه وذلك لعلمه علیه السلام بحال أخيه جعفر من الجهل وارتكاب القبائح وتغلبه على ورثته بعده وعدم صلاحه للإمامة وعدم كونه أهلاً لها.

16. ومنها طائفة ذهبت إلى:إنكار إمامة الحسن بن علي العسكري علیه السلام ، وذلك لما زعموه من أنه لا عقب له والإمام لا يخرج من الدنيا حتى يكون له عقب.

وأنت خبير بأنما زعموه من أنه علیه السلام خرج من الدنيا ولا عقب له فاسد وذلك لتواتر وجود المنتظر وشياع رؤية شيعته له ، وثبوت جواب سؤالاتهم منه علیه السلام واستفتائهم إياه علیه السلام ، ونص أبيه عليه بعد وجوده، كما روي ذلك عن أحمد ابن إسحاق بن سعد الأشعري قال : دخلت على أبي محمد العسكري علیه السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف بعده ، فقال لي مبتدئاً :(يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يُخلِ الأرض منذ خلق آدم ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله تعالى على خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض وبه ينزل الغيث وبه تخرج بركات الأرض . قال : فقلت يا رسول الله : فمن الخليفة والإمام بعدك ؟ فنهض علیه السلام مسرعاً فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين وقال :

(يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك على الله وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا ، إنه سمي رسول الله صلی الله علیه وآله وكنيّه ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً ، يا أبا إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر علیه السلام ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبته الله على القول بإمامته ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه .

قال أحمد بن إسحاق : فقلت يا مولاي فهل من علامة يطمئن بها قلبي فنطق الغلام بلسان عربي فصيح فقال : ( انا بقية الله في أرضه ، والمنتقم

ص: 87

من أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق ) .

قال أحمد فخرجت مسروراً فرحاً فلما كان الغد عدت إليه فقلت يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به عليَّ ، فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين ؟

قال : (طول الغيبة يا أحمد بن إسحاق ) فقلت : يا ابن رسول الله أن غيبته لتطول ؟ قال : ( إي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين فلا يبقى إلامن أخذ الله عهده بولايتنا وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه.

يا أحمد بن إسحاق هذا الأمر من أمر الله وسر من سر الله وغيب من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا في عليين ) (1).

وبالجملة .. فالأخبار المستفيضة المتضمنة لوجوده والنص عليه منه علیه السلام ومن آبائه علیهم السلام لا حصر لها ، ولا اعتبار بمن لم يسلكوا سبيل الهداية وقادهم الشيطان بزمام الغواية فطبع على قلوبهم بما كانوا يكسبون ، وسيعلمون إلى أي منقلب ينقلبون .

الفرقة الناجية :

اشارة

واعلم أن ما عدا الفرقة الناجية من فرق المسلمين إنما هي من أمةالدعوة لا من أمة الإجابة ، وذلك لأن أمة النبي صلی الله علیه وآله نوعان :

1.أمة الإجابة :

وهم الذين أجابوا دعوته وصدقوا نبوته وآمنوا بجميع ما جاء به ، وهؤلاء هم الذين مدحهم في الكتاب والسنة كقوله تعالى :«وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً»(2)

ص: 88


1- كمال الدين وتمام النعمة ، ص384-385
2- البقرة ، 143

و«کُنتُم خَیرَ أُمَّةٍ»(1)و ( شفاعتي لأمتي ) و ( تأتي أمتي غراً محجلين )وغير ذلك .

2.وأمة الدعوة :

وهم الذين بعث إليهم النبي صلی الله علیه وآله من مسلم وكافر ومنه قوله صلی الله علیه وآله :(والذي نفس محمد بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)(2) .

وأنت خبير بأنه صلی الله علیه وآله أخبر عن أمته التي يتراءى لكل واحدة واحدة أنها مجيبة بأنها تفترق على ثلاث وسبعين فرقة والناجية منها واحدة .

ومن المعلوم ضرورة أن الهالك من الفرق إنما هو بعدالإيمان ببعض ما جاء به، لأنه لو آمن بجميع ما جاء به لم يكن هالكاً وحينئذ فلم يتحقق هلاك باقي الفرق إلا بسبب عدم الإيمان ببعض ما جاء به ، وإذا لم يؤمن ببعض ما جاء به صدق عليه أنه لم يؤمن بجميع ما جاء به ، وبما أرسل به وكل من لم يؤمن بما أرسل به فلا ريب في هلاكه وحينئذ فيجب الإيمان بكل ما جاء به صلی الله علیه وآله كوجوب التمسك بالثقلين المنصوص عليهما منه صلی الله علیه وآله بالخلافة ، وعدم التقدم على العترة ، والرجوع إليهم مع الاختلاف ، واعتقاد كونهما خليفتيه في هذه الأمة ، واعتقاد بقائهما إلى آخر الدهر لحفظ الدين والشريعة .

ص: 89


1- مريم ،12
2- صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد إلى جميع..، حدثني يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب قال وأخبرني عمرو إن أبا يونس حدثه عن أبي هريرة عن رسول الله صلی الله علیه وآله أنه قال : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار).

معنى الشريعة:

والمراد بها ما شرعه الله لعباده من الفرائض والسنن ،مأخوذة من الشريعة وهي مورد الناس للاستسقاء فسميت بذلك لوضوحها وظهورها ، يقال شرع الله لنا كذا ( أظهره وأوضحه ) ، والشريعة طريقة مخصوصة مشروعة مشتملة عل أصول وفروع وأخلاق وآداب،والشريعة والدين و الملة متحدة بالذات ومختلفة بالاعتبار،لأن تلك الطريقة من حيث الانقياد تسمى ديناً، ومن حيث أنها ظهرت منه تسمى شريعة،لأنه ظهر بمعنى شرع ومن حيث أنه علیه السلام منشئ لتلك الطريقة تسمى ملة لأنها من إملائه .

ص: 90

الشهب الثواقب في رجم شياطين النواصب الشيخ محمد بن عبد علي آل عبد الجبار قدس سره

اشارة

*الشهب الثواقب في رجم شياطين النواصب (1)

بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَنِ ٱلرَّحِيمِ

خاتمة:

*خاتمة(2)

ثمَّ لا ترجع ويغلب عليك كالوهم(3)الشيطاني،وتتوقف في قبول الحق مع إثباته من مذهبكم، وعليه اتفاق الكل، فلا مناص لك إن أنصفت .

وتقول: إذا كان أمر الإمام والحاجة إليه كما قلت، فما تقول في هذا الزمان من الغيبة بعد العسكري علیه السلام فلا إمام فيها يُعرف ويُرجع إليه، ولا هدى، ولا اهتدى به أكثر زمن [اللبثة ](4)فقد ضاع ما أصَّلتَ وأثبتَ في هذا الأزمنة المتطاولة، واختل ما بيَّنت وشیَّدت .

فنقول: سألتَ فاصغِ وافهم وتفهم وأنصف،سؤالُك هذا متنوع التعبير و يرجع لمضمون واحد.

فنقول: أما ثبوت وجوده، وأنه محمدُ بن الحسن برز في الوجود،وعرف بين الكل، وكان مرجعاً بعد فقد أبيه الحسن مدةً تقرب من سبعين سنة من وفاة أبيه عام الستين بعد المائتين، فمما لا شك فيه ولا شبهة، وقد أفردت الإماميةُ ذلك في مجلدات ألزموا بها من خالف فيه وكذب، أو أثبته كغيره، ونَقلُ ذلك هنا لا يسعة المقام، ومن بعض أحاديثهم السابقة والآي والأدلة العقلية توجب ثبوته، وأنه كآبائه المعصومين عليهم السلام وليس إلاّ ما تقوله الإمامية، لا عيسىّ [ولا بطرسي] ولا زيدي ولا فاطمي غيره، والبسط

ص: 91


1- هذا عنوان الكتاب ، المطبوع بتحقيق فضيلة الشيخ حلمي السنان حفظه الله .
2- اقتطفنا هنا خاتمة الكتاب ، ط2سنة 1425ه، أنوار الهداية ، ص 175.
3- الظاهرأن الكاف زائدة أو مشبه به مع حذف المشبه والتقدير:شيء.
4- في النسخة هكذا: «اليبئة»،والمعنى زمان الفترة والانتظار .

موكولٌ لغير هذا الموضع،وهو يبطل ما سوى ما تقوله الإمامية،وكذا ما دل على استمرار قائم بالحق، لا يفارق القرآن، وغير ذلك صريح الدلالة فيما نقول، فمن ادعى موته فهو افتراء، ولا دليل عليه، والأدلة تكذبه وكذا نَافِيهِ، ومنهم من أثبته كما تقوله الإمامية وإن لم[يقل]فيه بالعصمة و الصفات كما هو عند الامامية.

وبقي لهم شبهة استبعادية منشأها الشيطان لا تعارض قدرة الله تعالى ولا إرادته التي لا صارف لها، ولا يعجزه شيء، وليس هو من مستحيل الكون، بل وقع مثلها في الأمم، فليس هو بنُكرى(1)، ولا بدعي، بل ولو لم يقع مثله في الأمم لا منافاة فيه ولا استنكار، لكن ذلك أشدُّ لظهور الحجة عليهم،وكونهم أهل جحود عنادي كقولهم:

كيف يطول عمره زيادة على العمر الطبيعي؟

مع أن أهل الطب أكثرهم على عدم حصره بالطبيعي،وأنه قد يطول البعض المقتضيات السماوية، أو بحسب الإرادة، وطوله منتشر في الأمم وفي هذه الأمة وإن كان قليلاً،ومثله وقع في إبليس لعنه الله،وابن أم الدنيا، والدجال،وعيسى، والملائكة، والأرض والسماء، والحية، وغيرهم كثير، مع أنهم أنكروه قبل أن تمضي عليه مدة العمر الطبيعي ولا عُیِّنت المدة لهم أولاً.

وكقولهم: كيف يَرَى ولا يُرى وهو بين الخلق؟

قلنا: كذا إبليس، ويوسف مع أخوته عَرَفَهم وهم له منكرون، كما قال تعالى في إبليس:«نَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ»(2)، ويستعمله بعض أهل العلوم الخفية فيمشي في الأسواق، ويرى الخلق ولا يرونه.

ص: 92


1- نُكري: نسبة للنكرة من الأشياء وهي بالضم ثم السكون كسُخرَة أي الذي ينكر عليه ما تستنفر منه النفوس كثيراً.
2- الأعراف ، 27

وكيف يكون إماماً كما تقولون وتصفونه به ، وهو صغير لم يبلغ العشر؟ قلنا :هو معجزة ولا تعجبوا من ذلك، ووقع في النبوة وهو أعظم في عيسى علیه السلام وهو طفل كما نطق به القرآن المجيد،(1) فإن قلتم (معجزة)، قلنا: كذا هنا، وحديث حذو هذه الأمة حذو تلك الأمم كما سبق تحقيقه(2).

وليس حكمهم علیهم السلام في الطفوليّة كفيرهم، ولهذا نزل فيهم التطهير السابق، والحسنان معهم في الكساء وهم أطفال ، وكذا بهم خرج الرسول صلی الله علیه وآله للمباهلة كذلك.

وذكر إمامهم العسقلاني في شرح البخاري في كتاب الزكاة(3):إنه أتيَ للرسول صلی الله علیه وآله بزكاة، فأخذ الحسين تمرةً ووضعها في فيه، فقال له جده : (كخ كخ ) أما علمت يا بني أن الصدقة علينا حرام، وصوَّر إشكالاً: كيف يخاطبه بخطاب العالم وهو صبي، فأجاب بأن حكمهم في الطفولية ليس كفيرهم ، لأنهم ينظرون إلى اللوح المحفوظ، ويطلعون عليه .

ونحوها من[الشُّبَه]الواهية،وأعظمها عندهم دوراناً،وقد تدور في الفرقة(4)شبهتان:

الأولى : ما الحكمة في غَيبَتِهِ مع عموم الجور والظلم وظهوره؟

والثانية: ما وجه الانتفاع به والاهتداء مع أنه على زعمكم أنه لا غناء

ص: 93


1- مریم ، 29 ، «فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا»
2- سنن الترمذي : 5 / 26 .
3- صحيح البخاري:ج2 ص157،كتاب الزكاة،مسند أحمد:409/2 -444كتاب الزكاة .
4- أي أن هاتين الشبهتين قد تدوران عن بعض أهل الفرقة المحقة .

للعالم بغير معصوم لذلك ؟ قلنا:

أما عن الأولى فنقول:

وقع نحوه في الأمم في غيبات الأنبياء،وخفائهم عن الخلق،والحكمةالموجبة لها هناك [جارية]هنا، بل في الأمة الأخيرة هنا أقوى وأشد من تلك الملل، لقيام الدواعي من [أبخرة ]الحجب والموانع كلما قرب انقضاء دولة أهل النظرة، وظهور التمييز أشد منه فيما سبق، وهي في وقته أقوى وأشد من وقت آبائه علیهم السلام، لما ثبت عندهم عن رسول الله صلی الله علیه وآله من انقضاء دولتهم وإبادتها على يده، وأنه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، فلو ظهر قبل أن يأمر الله تعالى بحضور الوقت وزوال الموانع لزمه السكوت، أو يُقتلَ ويختل النظام، ولا يمكنه الجهاد لعدم استجماع شروطه، وعدم زوال الموانع فوقع نحوه من الرسول صلی الله علیه وآله وسائر الأنبياء، وآبائه علیهم السلام وقال تعالى: « لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا»(1).

ونحوه وقع من الرسول صلی الله علیه وآله عام الصلح مع أهل مكة مع ما هو عليه من القوة والعدِّة، والإشكال والدفع مشتركان،وهذا السبب والمُوجِبُ قائم بحسب الوقت والأناسي،ومجرد الشريعة المحمدية من استمام حكم التنزيل الموجب، ومجيء التأويل، وكمال توفية النظرة لإ بليس لعنه الله تتميماً للحجة عليه، وإعلاءٌ لها.

وهذا الوجه كفاية لمن عَقِلَ وفَهِمَ، فمنه يستبين إيجاد الوجود لها مع ما فيها من زيادة الصبر [والاختبار](2)والغريال لعباده،وجميع تكاليفه مشتملة على الاختبار، وَمَن ميز العالم وأوقاته وجد فيه ذلك ظاهراً بلا خفاء، وبما ذكرناه كفاية في هذه العجالة، وبيان بسطه ونقل مايدل عليه

ص: 94


1- الفتح ،25 .
2- في النسخة «الاحتيار»، فأبدلناها بالاختبار بقرينة السياق والعبارة اللاحقة لها .

من الكتاب والسُنَّة والعقل لا يسعة المقام مع ما أنا عليه من الاستعجال.

وأما عن الثانية فالجواب عنها من وجهين:

الأول: وهو كان بالنسبة إلى العامة، والثاني لهم وللخاصة.

أما الأول :

فنقول ما مِن الله ومِنه علیه السلام وقع، وبقي ثبات الأمر وما يرشد العباد به : وهذا يتوقف على قبولهم وادعائهم له، وهم قد أبوا ذلك و عارضوه، فعمَّ ظلم الظالم، وظلامة الناجي،والمقاتل له فقاموا بإثم الجميع، ولا قبح فيه على الله ولا على رسوله وخلفائه، ولا يجبر الله أحداً وقال تعالى: «وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ»(1)«وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ»(2) وما يرد هنا يرد نحوه في غيره غير حال غيبة الرسول صلی الله علیه وآله في الشعب وغيره من الأنبياء، والدفع مشترك.

وأما الثاني:

فنقول: الإمام الثاني عشر علیه السلام نسبته إلى العالم وما أقيم فيه نسبة أبيه ومَن قبله من الأئمة المعصومين، لم يُقصِّر في البيان وهداية العالم بل يجري فيه كما يجري به آباؤه من البيان بما يقتضيه المناسب من المكلَّف، وفاءً و[خِلاًناً]، ويكون أبقى لهم وأصلح حتى يبلغ الكتاب أجله، فيظهر حكم التأويل، وهو من شريعة جده التي بعث بها،والله أطلعه على ذلك، وجعله شاهداً على الخلق وهادياً، وما ينزل ليلة القدر وغيرها لم ينقطع، ولم يقصر في التبليغ.

ص: 95


1- الشوری ، 14.
2- الأعراف ،34.

والانتفاع حينئذ كالانتفاع بالشمس إذا جللها السحاب، وعدم رؤيتنا له لا يحجب ذلك عن القابل الواقف ببابه، ونسبة المستوضح حينئذ لتحصيل الحكم بالردِّ لهم نسبة القابل لا الفاعل، ويعرفه المستوضح بنوع إشارة ، ويلقيه له في نفسه وقت نظره وطلبه منهم، ويَعرِفُ الحق من غيره كما يعرف خطرة الرحمن من الشيطان بالسكينة والوقار،والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق ويوسوس، فكيف حُجَّةُ الله وآيته الذي لم يرفع يده عنه وإعانته وإمداده، فكذا هو بالنسبة إلى ما جعله حجةً وقوىً ظاهرة لغيره وسائر رعيَّتهِ.

ومن قصر عن الاستيضاح بنفسه والمشافهة فليلتجِ(1) إلى ركن وثيق، فرفع المشافهة وعدم إمكانها بالنسبة إلى الطالب لا يرفع البيان والإيصال من جهته، فلهُ طريقان ودفع الأول يوجب قوة الثاني كما هو ظاهر،وكذا تعطيل بعض الأحكام وسقوطها لتوقفها على شروط لم تحضر وعلى المشافهة، لا يوجبه في غيره .

والقول بمنع جريانه التقويم زمن الغيبة قولٌ ساقط [لا عبرة] به(2)، إلاّ أن يمنع تقريرهم مطلقاً أو عدماطلاعه علیه السلام ، وعدم إخبار اللّه به، ومتواتر العقل والنقل يبطله، ويلزم العامة الإقرار به ووجود مَظهَر له في الكونِ، والكلام فيما لم يسقط التكليف، ومعلوم عدم كفاية السواد و البياض في ذلك، وكذا أفكار العلماء،وأين هم وهذه المرتبة لولا التأييد و الإمداد لهم، والله لا يغفل عن خلقه كما قال الله تعالى: «وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ»(3)«أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى»(4)فلو لم يكن الحكم بالنسبة له علیه السلام زمن الغيبة

ص: 96


1- فليلتج: الالتجاء التحصن عن الشيء (الأذي) بحيث لا يصيبة ما يحذر.
2- مفاد هذا القول هو أن الأمة محتاجة لتقويمه إياها حال حضوره فقط، وأما حال الغيبة فلا يمكن حصول التقويم منه أصلا. وهو كما ذكر المؤلف غير تام.
3- المؤمنون ، 17
4- القيامة ،36

كذلك لزم حصول الغفلة بالنسبة له علیه السلام وحصول القبح فيه تعالى وتقدس.

واستمر حكم قول الله تعالى :«وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»(1) ولا ناسخ لها،بل قيامه في الزمن المتأخر خاتم النبوة وأكثر زمن البعثة أحق وأولى واجب(2)بمقتضى الحكمة، ولا مانع له إلّا من جهة القدرة لعمومها له وإحاطة علمه، ولا من جهة القابل بل هو به أتم وأكمل، بل لا غنى له عنه فيجب جريانه، ولولا القول فيه كذلك وهو المطابق للعقل والنقل لَقَبُحَ غيبته، بل لم يَجُز وقوعها وليس الأمر كذلك.

هذا وأثار ذلك ظاهرة لا ينكرها إلاّ المعاند الجاحد كالخطرات الخاصة للناظر الجامع، ولو قيل هذا بمَلَك مؤيِّد له مِن الله، فما المانع من القول بأنه بواسطته علیه السلام، والملائكة منخدامهم علیهم السلام وتحت أمرهم، وذكرت العامة أنه كان بعض الطلبة إذا أشكلت عليهم المسألة جلسوا إلى قبر أستاذهم فيحصل لهم إشراق نفساني يظهر لنفوسهم جوابها.

فكيف فيمن هو حيَّ والعالَمُ تحت يده،ويُقلِّبه بأمر الله أشدمن عزرائیل قابض الأرواح وما وُكَّل به وهو خادِمٌ من خدامه، بل تصرفه وإحاطته و تدبيره أقوى منه بكثير، وكثير لا يدرك ولا يحيط به إلاّ الله تعالى وتقدس، وكذا دفع كثير من الأعداء عن الفرقة الناجية مع ظهورهم وانتشارهم، ودفع كثير من المشكلات والضرورات الواقعة ببعض برجل لا يُعرَف وليس هو محله وأمثاله، فإن كان من السائحين في الأرض،والموكلين بالقفَار و البحَار فما المانع من إثبات الرئيس والقُطبِ، ونحو ذلك كثير مما يوجب إثباته وظهور تدبيره، وكذا من جهة حُجِّيَّة الإجماع وكشفه،أما على مذهب الإمامية فظاهر لأنه من جهة حصول

ص: 97


1- الرعد ، 7
2- خبر المبتدأ «قيامه» ، أو تكون كلمة أحق وأولى هي الخبر مضافة لكلمة واجب .

التقرير والرضى، ولا يتم القول بالكشف إلا بالانتهاء إلى ذلك، والقول كما أوضحناه في محله(1)، وأما على قول العامة فلقولهم بحجية الإجماع إذا حصل من الأمة، ولابد من وجود شخص وإلاّ فلا زيادة في الأمة بعدحصول اجتماعهم يوجب عصمتهم بديهية، فدلَّ على وجوده فيهم، وعليه تُنَزَّل الروايات الدالة على الحجِّيَّة مثل: ( لا تجتمع أمتي على الخطأ) و( يد الله على الجماعة ) ونحوها مما رووه، فإنا نقول بمضمونها لكن لا يتم إلّا على قولنا لا على قولهم، ويلزمهم الإقرار به وأنه كما نقول فتدبر وأنصف!

وليس ظهور التقرير منه علیه السلام لآخر ولا الإلقاء لهم بنوع عناية يتوقف على ظهوره عياناً والمشافهة حساً، وإن جادل فيه بعض الطلبة، فهذه الملائكة تتصرف في الإنسان وغيره ولا يُرَونَ، وكذا الجِنُّ وإبليس وجنوده وغيرهم من خلقه، فكيف حجة الله البالغة الجامعة الذي ولاه الله تدبيرَ خلقه، والواسطة لهم في كلِّ ما يحتاجون إليه.

ولو اخذنا في بسط ذلك من الكتاب والسنة لخرجنا عن موضع الرسالة، واحتاج إلى مجلدات، وفيما سبق كفاية الفطن المنصف غير المعاند، وإن أردت زيادة في ذلك فراجع شرحنا على أصول الكافي في كتاب الإمامة(2)ورسالة إبطال الظنون الخارجة(3) وسائر ما كتبناه في هذا المجري، وما كتبته الإماميّة،[والتأمل]في الكتاب والسنة المشهورة كاف للفطن المنصف.

كذا آثار الوجود فإنهم عليهم السلام آياته الدالة عليه، وآثارها والدلالة عليها كثيرة منتشرة عامة فتأمل !

ص: 98


1- في رسالة له مفردة أسماها ب ( الإجماعية ) ترجم لها في الذريعة.
2- هو ( هدي العقول في شرح أحاديث الأصول)تُرجم له مفصلا في مقدمة ( ثلاث رسائل )، ص26، وأنوار البدريين ص318، الأزهار الأرجية :102/11
3- ثم نعثر على ترجمة وافية لهذه الرسالة أصلا، ولعلها نفس رسالته في دليل الانسداد.

مشكاة الأنوار في إثبات رجعة محمد وآله الأطهار الشيخ محمد بن عبد علي آل عبد الجبار قدس سره

اشارة

*مشكاة الأنوار في إثبات رجعة محمد وآله الأطهار(1)

بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَنِ ٱلرَّحِيمِ

وبه نستعين .. الحمد لله الأحد الفرد الصمد ، وصلى الله على محمد و آله العمد .. وبعد فيقول محمد بن عبد علي بن محمد بن عبد الجبار :

قد سألني بعض الإخوان العارفين في كتابة رسالة في رجعة محمد وآله، كما ورد به النص عنهم علیهم السلام،مشفوعاً بالدليل العقلي على ذلك،وحيث لم أكن أهلاً لذلك لم يحسن لي الدخول في هذا المرام والولوج في هذا البحر الطمطام، ولكن لشدة إلزامه وتكرره أجبته بميسوري، ولا يسقط بالمعسور « وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ»«سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا»(2)

فاستعنت بأهل الحكم والحكم ومعدن العلم وهداة الأمم في البدء و الختم، وجعلتها تحفة لصاحب العصر والثاني عشر،عليه وعلى آبائه أفضل السلام ، وسميتها ب ( مشكاة الأنوار في إثبات رجعة محمد وآله الأطهار) (3).

ص: 99


1- صورة عن نسخة مخطوطة في ( مركز إحياء التراث الإسلامي - قم) ،و تاريخ نسخها27 رجب 1344ه ، وأخرى مصورة من مخطوطة ( آستان قدس رضوي - مشهد) وتاريخ نسخها 27 ربيع الآخر 1346ه ، زودني بهما ابن الخال فضيلة الشيخ ضياء آل سنبل حفظه الله .
2- الطلاق (7).
3- في مخطوطة ( آستان قدس رضوي - مشهد ):( وجعلتها تحفةلصاحب العصر والزمان ، عليه وعلى آبائه أفضل السلام ، وسميتها ب (تحفة أهل الإيمان لصاحب العصر والزمان) .

فأقول : اعلم أنا لم نتعرض لدولة القائم وبقائه وثبوت إمامته، اكتفاء بما كتبناه في ذلك وأوضحنا مناره ودفعنا شبهته في محل منفرد، لكن نذكر بعضاً من ذلك مما له التعلق بالرجعة في باب ، وقد تسمى دولته علیه السلام وظهوره بعد الخفاء بالرجعة وبالآخرة أيضاً ، وإن كانت الرجعة حيث تطلق في الأخبار وتراد منها، المراد بها ( الرجوع بعد الموت ) فليس ظهور الإمام الثاني عشر وعوده بعد موت خصوصاً إذا استندت لهم علیهم السلام، كقولهم في الزيارة (الجامعة الكبرى) وغيرها(ويكرفي رجعتكم ويملك في دولتكم ).

وعنهم علیهم السلام(ليس منا من لم يقر برجعتنا)والضمير يوجب التشريك ، ولا رجوع لهم في دولة القائم ، ولا يمكن إرادة حشرهم في الآخرة يوم القيامة كما لا يخفى من هذه النصوص وغيرها. ويقع ذكر ما نريد ذكره في أبواب :

الباب الأول : في قيام الأدلة على صحة الرجعة لبعض زمن القائم ،و ثبوته ودولته ، ودفع الشبه الواردة في ذلك من أهل التشبيه والعناد.
اشارة

ويقع التفصيل في مسائل :

الأولى : في ثبوت الإمام الثاني عشر في هذا الزمن وبقائه وظهوره إذا شاء الله وأذن له :
اشارة

والبحث هنا مع العامة العمياء ، فنقول :

الإمام الثاني عشر القيّم بالأمر في هذا الزمن بعد موت الحسن العسكري، عام الستين بعد المائتين من الهجرة النبوية على مهاجرها وآله ألف ألف سلام وتحية عدد ما في علم الله، هو:ابنه محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي بن موسى الرضا بن موسى الكاظم بن جعفرالصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين السجاد زین العابدين بن الحسين الشهيد أخي الحسن أبناء علي أمير

ص: 100

المؤمنين عليهم جميعاً السلام، بنص كل سابق على لاحقه نصاً متواتراً، ونص الرسول عليهم جميعا ونزول الوحي بتفضيلهم وتعين أسمائهم في الألواح والصحف وعلى لسان الملك .

وروت العامة تفصيل أسمائهم أيضاً في المعجم وغيره ، أوردنا جملة منه في نقض الزيدية وكتابنا في نقض كتاب لابن تيمية وغيرها من مصنفاتنا و مصنفات الإمامية ، وكذا أحاديثهم المجملة العامة ، وبظهور المعاجز على يد كل واحد منهم ، مع دعواه الدالة على صدق دعواه الإمامة والخلافة العامة .

وجمعت الإمامية مجلدات في إثبات معاجز كل واحد منهم علیهم السلام حتى الثاني عشر،وعرف باسمه وشخصه ودلّ على إمامته وأنه القائم بالأمر والخليفة في حياة أبيه وبعد موته ، لا تختلف الإمامية والشيعة الاثنا عشرية في ذلك ، وأبطلوا خلاف ذلك ، كقول :

1. أن العسكري عقيم . أو

2. أن أبنه مات في حياته . أو

3. مات عن حمل . أو

4. عن ابن ومات أو لا يعرف حاله . أو

5. أن الإمام بعد الحسن العسكري جعفر الكذاب ، أو

6. لم يمت الحسن .

ونحوها من الأقوال الباطلة الحادثة بعد موت العسكري علیه السلام بالسم ، فإن القائلين بإمامته وإمامة آبائه علیهم السلام اختلفوا بعده على أحد عشر قولاً، لم يعينوا في ملل الشهرستاني بأسماء،بل ذكرهم بعقائدهم ، وأكثرها موجودة في الروايات . وكذا ما قيل :

ص: 101

1. أن القائم المهدي الذي يرجع في الأرض ويملأها عدلاً(عيسى)،والذي صحّ عندهم أنه يصلي خلفه ، وأن اسمه اسم محمد صلی الله علیه وآله، وأنه الآن باقٍ في الدنيا، وخلاف ما نقلته السير والروايات . أو

2. أنه العباسي ، أو

3. زيد ، وأنه لم يمت .

وأمثالها من الأقوال المجتثة الساقطة ، وليس هنا موضع تفصيل ذكرها

مع ردها .

الروايات المثبتة وجوده وبقاءه علیه السلام :
اشارة

ولنذكر منها ما يناسب الاختصار مما رووه وأثبتوه في صحاحهم وسننهم وتفاسيرهم وسيرهم . منها :

حديث الثقلين :

عنه صلی الله علیه وآله أنه قال : ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي ، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض )،وهو مطابق لقوله : (واعتصموا بحبل من الله وحبل من الناس )، وقال تعالى : «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»(1)، وحبلهم حبل الله ولذا أفرد هنا، ويطابقه العقل أيضاً.

فحكم فيه بعدم التفرقة وغيّاه بورودهم عليه الحوض، فلابد من شخص من العترة كذلك، ويدخل هذا الزمن، ومن يكون كذلك لا يكون إلا معصوماً، وليس من ادعي فيه غير ما تقوله الاثنا عشرية كذلك، ولا يمكن نفيه وإبطال ما تواتر فيكذب به، والقرآن موجود مستمر فيستمر قرينه ولا يفارقه.

ولا ينافي ذلك ما في بعض الأحاديث (وسنتي) بدل (عتري)، إذ للعترة سنة ولا معنى للتمسك بهم إلا بعترتهم وسنتهم، وليس إلا الاثناعشر

ص: 102


1- آل عمران ، 103.

والزهراء عليهم السلام،وأفردت هذا الحديث في مجلد كبير أوضحت بعض ما اشتمل عليه من المسائل وما يبطل مذاهب أهل الضلال(1).

حدیث ( علي مع الحق ...):

ومنها : ما رووا عنه صلی الله علیه وآله : ( علي مع الحق والحق مع علي ، يدور معه حيثما دار ) وفي آخر (مع الحكمة)، ومن أسماء القرآن أيضا (الحق) و (الحكمة)(2). وإذا كان الحق معه علیه السلام فإذا مات لابد وأن يقوم بدل مثله معه ، وإلا ارتفع الحق بعد موته وهو محال، فهو ابنه الحسن، وهكذا ننقل الكلام إلى الحسن العسكري، والقائم المهدي بعده، وهكذا طول هذا الزمن حتى ينفخ في الصور .

حديث ( الأئمة اثنا عشر من قريش):

ومنها : ما اتفق عليه الكل عنه صلی الله علیه وآله: ( الأئمة اثنا عشر من قريش ) وفي آخر ( ما زال الدين عزيزاً أو ( قائماً ) ما وليهم اثنا عشر من قريش ) و بعض أحاديثهم( لا تزال طائفة من أمتي على الحق حتى تقوم الساعة ) وفي

ص: 103


1- ناقش العلماء رواية ( وسنتي )وأثبتوا ضعفها،ومن ذلك ما قاله العالم السني السيد حسن بن علي السقاف في كتابه (صحيح صفة صلاة النبي صلی الله علیه وآله ) : الحديث الثابت الصحيح هو بلفظ ( وأهل بيتي) والرواية التي فيها لفظ (سُنَّتي) باطلة من ناحية السند والمتن ... وبعد أن ناقش السند وأثبت عواره قال : ..فتبيَّن بوضوح أنَّ حديث(كتاب الله وعترتي)هو الصحيح الثابت في صحيح مسلم، وأنَّ لفظ ( كتاب الله وسنَّتي) باطل من جهة السند غير صحيح، فعلى خطباء المساجد والوعَّاظ والأئمَّة أن يتركوا اللفظ الذي لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه( وآله) وسلم وأن يذكروا للناس اللفظ الصحيح الثابت عنه عليه (وآله) الصلاة والسلام في صحيح مسلم (كتاب الله وأهل بيتي) أو (وعترتي) ..
2- فقل للعامة العنادية وقت انفرادعلي عنهم كما رروه بعد موت الرسول صلی الله علیه وآله : لابد أن يكون الحق مع علي لا معكم.

آخر ( حتى يقاتل آخرهم الدجال ) .

ومعلوم أن عز الدين وقوامه لا يكون إلا بأئمة الهدى، لا بأئمة الجور و الدعاة إلى النار، وكذا مطابق الحق ومن هو معه لا يصح أن يخالفه حتى سهواً وغلطاً، فلابد من شخص كذلك حتى تقوم الساعة أو يقاتل الدجال، وهو الثاني عشر.

حديث ( النجوم أمان لأهل السماء ... ):

ومنها: ما رواه غير واحد من علمائهم في كتب الفضائل وغيرها عن النبي صلی الله علیه وآله أنه قال : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ... إلخ).

والمراد بالأهل المعنى الخاص،كما دلّ عليه حديث الكساء وحديث الثقلين وغيرهما، وبدليل وصفه بالأمنيّة المقتضية لكونه الأعلم الأفضل المحيط بالقرآن ولا ادعى أحد من الخلق الإحاطة،ولابد من استمراره،ومتى ارتفع ارتفعت الأمنيّة ، فيفني العالم ، وليس كذلك ، فدلّ على بقاء شخص و استمراره .

حديث ( من مات ولم يعرف امام زمانه ...):

ومنها : ما رووه في الجمع بين صحيحيهم وغيرها عنه صلی الله علیه وآله : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) وفي آخر ( ميتة نفاق )ولا يمكن كونه القرآن ولا السنة ولا سلطان الجور،لوجوه كثيرةسبق بعضها، فتعين كونه كما نقوله، ونرجع معهم في تعيينه في هذا الزمن، و ينتهي التحقيق إلى ما تقوله الاثنا عشرية .

حديث ( ليلة أسري بي ...):

ومنها : ما رواه إمامهم الأعظم أخطب خوارزم موفق بن أحمد المكي في كتابه، قال: حدثا فخر القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين ابن محمد البغدادي، فيما كتب إليَّ من همدان، قال : أبلغنا الإمام

ص: 104

الشريف نور الهدى الحسن بن محمد الزيني،قال:أخبرنا إمام الأئمة محمد بن أحمد بن شاذان، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ، قال : حدثنا علي بن سنان الموصولي عن أحمد بن محمد بن صالح، عن زيد بن جابر عن سلامة، عن أبي سليمان راعي رسول الله صلی الله علیه وآله ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله يقول :

(ليلة أسري بي إلى السماء قال لي الجليل جل جلاله :«ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَیهِ مِن رَبِّهِ»فقلت:«وَألمُومِنُونَ»قال: صدقت يا محمد ، من خلّفت في أمتك؟ قلت: خيرها قال: علي بن أبي طالب علیه السلام ؟ قلت : نعم . قال : يا محمد إني اطلّعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها، وشققت لك اسماً من أسمائي فلا أذكَر في موضع إلا ذكرت معي ، فأنا المحمود وأنت محمد، ثم اطلعت الثانية فاخترت منها علياً وشققت له اسما من أسمائي فأنا الأعلى وهو علي،یا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نوري وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين ومن لم يقبلها كان من الكافرين، يا محمد .. لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع أو يكون كالشن البالي ثم أتاني بغير ولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم. يا محمد تحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب . فقال : التفت عن يمين العرش، فالتفت فإذا بعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ...و عددهم إلى محمد بن الحسن المهدي، في ضحضاح من نور قيام يصلون وهوفي وسطهم - يعني القائم المهدي - كأنه كوكب دري بينهم، فقال : يا محمد هؤلاء الحجج وهو الثائر من عترتك، وعزتي وجلالي إنه الحجة الواجبة لأوليائي والمنتقم من أعدائي . (1)

ص: 105


1- ينابيع المودة ،160/3 ، ط بيروت ، مع اختلاف يسير.
حدیث ( من أحب أن يتمسك ...):

وروى محمد بن إبراهيم الحمويني - من علمائهم - في كتاب (فرائد السمطين) قال: أنبأني الإمام السيد نسابة عهده ... ،إلى أن قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله: ( من أحبَّ أن يتمسَّك بديني، ويركب سفينة النجاة بعدي، فليقتدِ بعلي بن أبي طالب علیه السلام ولیُعادِ عدوَّه، وليوالِ وليَّه، فإنه وصیَّي وخليفتي على أمتيَّ، في حياتي وبعد وفاتي، وهو إمام كل مسلم، وأميركل مؤمن بعدي، قولُه قولي، وأمرُه أمري، ونهيُه نهيي، وتابعُه تابعي ...) ثم أخذ في نحو ذلك(1) إلى أن قال صلی الله علیه وآله : (والحسن والحسين إمامان بعد أبيهما وسيّدا شباب أهل الجنة، أمُّهما سيدة نساء العالمين، وأبوهما سيد الوصيَّين،ومن ولد الحسين تسعة أئمة،تاسعهم القائم من ولُده، طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي ... إلخ(2).(3)

حدیث ( قدم يهودي ...):

وروى الحموي قال أنبأني الإمام صدر الدين محمد بن أبي المكرم حتى انتهي في السند إلى ابن عباس، قال : قدم يهودي على رسول الله صلی الله علیه وآله فقال: إني أسألك عن أشياء في صدري إن أجبتني أسلمت . فقال : سل . إلى أن قال في سؤالاته: فأخبرني من وصيك ؟ فما من نبي إلا وله وصي ، وإن نبينا أوحى إلى يوشع .

ص: 106


1- ( .. وناصرُه ناصري، وخاذِلُه خاذِلي ثم قال صلی الله علیه وآله: مَن فارق علياً بعدي لم يرني ولم أرَه يوم القيامة، ومَن خَلَف عَلياً حرَّم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار ، ومَن خَذَل علياً خذلَه الله يوم يُعرض عليه، ومَن نصر علياً نصره الله يوم يلقاه، ولقِّنَه حجَّته عند المسألة..).
2- تمام الحديث في المصدر :(...إلى الله أشكو المنكرين لفَضلهم، و المضيِّعين لحُرمتهم بعدي ، كفى بالله ولياً وناصراً لعترتي وأئمة أمتي، ومنتقماً من الجاحدين حقّهم، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون).
3- فرائد السمطين ، ج1 باب5 ص42

ص: 107

إلى غيرها مما روته علماؤهم كالحموي والمغازلي وصاحب السنن و الكفاية وغيرهم ، أعرضنا عنه اختصاراً واستعجالاً.

تنبیه:

ولا يتحرك وهمك الشيطاني ويأخذك التعصب ، وتقول : كيف يروون هذه الأحاديث وغيرها ولا يعملون بها ؟ قلنا : بعدما أوقفناك عليها وعلى مواضعها ، لا مجال لك إلا التسليم والحكم عليهم بالعناد، وقد أخبر الله من قوم بقوله :«يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا»(1)«وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ» إلى قوله: «وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ»(2)«وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ»(3)«وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ»(4) وحجته غالبة حتى على لسان الجاحد، ومثله موجود على ألسن المنكرين،ودأبهم تغطية الحق بالشبهات والأباطيل .

وابن عربي من علمائهم في فتوحاته أثبت المهدي وظهوره ودولته ونزول عيسى، وهو من عظمائهم ، وكذا غيره ، وإذا أثبتوه وأنه سيأتي فما المانع من إثباته الآن؟! وإن كان مستوراً فالحاجة له موجودة ، وهو أتم للوجود ولا مانع منه مع ثبوت ولادته،وعرفناه كغيره في هذه الأزمان من الماضين، كالرسول وغيره بالنقل المتواتر ، وله زيادة أيضا فتدبر .

ص: 108


1- النحل ، 83
2- آل عمران ، 78
3- الأنعام ، 111
4- التوبة ، 32
خاتمة:
اشارة

*خاتمة(1)

لا يخفى على طالب الحق المنصف صراحة ما سبق ويأتي من الآي و الروايات المتفق عليها بين الفريقين، صراحتها في بطلان ما زعمته العامة من أن النبي صلی الله علیه وآله لم يوصِ إلى شخص بعينه، ولما يعين خليفة للأمة، بل تركهم واختيارهم، وما كانت سنة الله الجارية التي خلت في رسله کذلك، وما كان صلی الله علیه وآله يقول بما لا يعمل، ويأمر غيره بالوصية ويحثها على المال والأطفال ويعمل بخلافها في الأشد حاجة .و العالم إلى يوم القيامة يعلم بحالهم من البعثة ثلاثة وعشرون سنة ، عشر منها في مكة لم تظهر دعوته فيها وقال في كتابه الذي به أتي :«وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ»(2)، ولو كان ما كان إلا الفساد وفاتت الغاية من البعثة ، وأين الخلق وتحصيل هذا الشخص إنه لمن المحال، وبداهة النظر أغنت عن بسط المقال وبالله المستعان وعليه التكلان .

ثم لا يخفى صراحة هذه الأحاديث فيما نقول، ونحن وإياهم متفقون عليها، وكذا ما ماثلها، وموافقة للكتاب والاعتبار والاحتياط العقلي، ولا معارض لها إلا ما أدعوه من بيعة السقيفة واختيار الأمة، والله يقول :«مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ» (3) ، وقال :«وَلَوِ أتَّبَعَ ألحَقُّ أَهوَآءَ هُم... الآية »وغيره كثير فلم يبق إلا العناد المجرد ، وتبع الآباء فيما هو متضح المنار ، فتأمل واتبع الهدی .

الآيات المثبتة وجوده وبقاءه علیهم السلام :
اشارة

وأما الآيات الدالّة على ذلك فكثيرة من ظاهر القرآن وبطونه .

ص: 109


1- هذه الخاتمة ليست موجودة في مخطوطة(آستان قدس رضوي - مشهد ) .
2- هود ، 88
3- القصص ، 68
قوله تعالى :«وَإِذ قَالَ رَبُّكَ ...»؛

كقوله تعالى :«وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ..الآیات»(1)

فأخبر الله أنه يريد جعل خليفة في الأرض، فهي غاية الخلق، فهو قبله ومعه وبعده، وعبّر أيضاً بجاعل والخليفة تعمّ النبي ووصيه، فلابد وأن يكون في كل وقت خليفة له، وبيّن تعالی صفاته،فإنه معلم الأسماء، و سجدت له الملائكة، وأنه شخص من بني آدم.

قوله تعالى :«سُنَّةَ أللَّهّ فِي الَّذِینَ...»:

وكقوله تعالى :«سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا»(2)وسنته الجارية في خلقه : أنه متى مات رسول قام وصي بعده .. وهكذا حتى يظهر النبي الآخر،فيجب في خاتم الرسل كذلك، بل هو فيه بطريق أولى وأحق،فيجب استمرار الوصاية منه بما يسدمسده، حتى تقوم القيامة، ويكون بنص منهوغير ذلك، فإنه الخاتم .

قوله تعالى :«قُل فَلِلَّهِ ألحُجَّةُ...»:

وكقوله تعالى : «قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ»(3)و «رُسُلًا مّبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ لِئَلَّا یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةُ بَعدَ الرُّسُلِ»(4) و «لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا» (5).

ص: 110


1- البقرة ، 30
2- الأحزاب ، 62
3- الأنعام ، 149
4- النساء ، 65
5- طه ،134

ومعلوم أنه إذا مات الخاتم وأفضل الرسل، ولم تستمر الخلافة والحافظ للشريعة إلا إلى سنة الستين بعد المائتين،لزم علو حجة الخلق على الخالق، ولزم إضاعة من في الأصلاب (أكثر زمان البعثة بكثير)(1)، فالكتاب والسنة بغير ناطق معهما لا ينفعان مع تجدد الأحكام، وإلا كفيا قبل، وليس كذلك إجماعاً ونصاً. والحاجة إلى الإمام فيما هو أعظم وأعمّ من الأحكام الشرعية ، والقرآن أيضاً يحتمل وجوهاً، ولهذا تستدل به كل فرق على ما تهواه ، ولا يميز الحق من غيره ولا يدفع عنه الشبه والتحريف إلا الناطق بالحق.

قوله تعالى :«إِنَّا أَنزَلتَهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ ... »:

وكقوله تعالى : «إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ 1 وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ 2 لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ3 السورة»و قال تعالى : «فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ 4 أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا»(2)

وليست هذه بمنسوخة ، ولا يجوز أن تنزل الملائكة إلا على شخص من بني آدم في الأرض ، ولا يكون إلا معصوماً ،لأنه محل بيان الأحكام التي تتجد تلک السنة فیما یزلمه في نفسه وأمة، ولا کتاب بعد هذا الکتاب.

فلابد من وقوع مصدوق هذه الآي واستمراره ، ولم يدّع ذلك مدعٍ من الفرق فيشخص منهم وإنكار ليلة القدر واستمرار ما تضمنته يبطله العقل والنقل المتفق عليه، كما أوضحناه في شرحنا على أصول الكافي وغيره .

قوله تعالى :«إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ ...):

وكقوله تعالى : «إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»(3)

ص: 111


1-
2- الدخان ،4-5
3- الرعد، 7

حَكَم ظاهرها المحكم بأنه صلی الله علیه وآله المنذر وأن لكل قوم هادّ بعده صلی الله علیه وآله ، فلابد من وجود هادٍ لكل قوم، ومنهم أهل هذا الزمن، بل وجوب وجوده فيه بطريق أولى، ومعلوم أنه لا يمكن كونه القرآن لما عرفت ، ولدلالة ظاهر الآيةعلى تعدد الهادي ، وللدلالة على أنه ناطق والقرآن صامت .

ولا يمكن أيضاً كونه الموجود من السنة،وهو سواد في بياض يحتمل وجوها تنافي الدلالة بحسب السند والمتن ، ولا الإجماع بما تزعمه العامة وتريد منه ، وهو ظاهر من وجوه، وبمعناه عند الإمامية يوجب ثبوت معصوم في كل زمن ، مع أنه لم يوضح جميع ما تحتاج إليه الأمة ، مع عدم المسدد الناطق ، وكذا السنة والكتاب .

قوله تعالى :«... وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ»

وكقوله تعالى :«وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ»(1)وأمثالها في القرآن كثير .

والنذير يشمل الوصي بالمعنى الأعم ، فإنه نذير وهاي بالنبي التابع له ، القائم بشريعته ، وأمة الرسول صلی الله علیه وآله بعد الحسن العسكري أكثر مما مضى من أمة الدعوة زمن الظهور حتى يأتي بالفتح ، وإضاعتهم قبيح عقلاً ونقلاً، مكذب للكتاب والسنة المتفق عليها .

قوله تعالى :«...وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»

وكقوله تعالى :«وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ»(2)

أمر تعالى بالكون معهم، وليس إلا بمعنى الاقتداء بهم والتأسي في كل وقت، ولا ناسخ لهذه الآية بل مستمر حكمها، و (الصادقين) جمع(صادق) وهو المطابق للواقع في جميع اعتقاداته وأقواله وأفعاله وجميع حالاته، ولا يكون إلا شخصاً معصوماً حتى عن السهو والغلط، فهما غير مطابقين

ص: 112


1- فاطر،24
2- التوبة ،119

وواقعان عن قصد وعمد، وإن سقط إثمهما عن الأمة، وكثير من العامة كالرازي قال في الآية بدلالتها على استمرار معصوم ، لكن احتمل فيه كونه الإجماع،مع أنهم يقولون باختصاصه بالصدر الأول،وبعده ليس إلا المنقول، ولا يجري في الكل،وظاهرها أنها أناس معصومون،ولكون حكمهم وطينتهم واحدة جمعهم، فتدبّر لما طويناه اختصاراً.

قوله تعالى :«فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ ... »:

منها قوله تعالى :«فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا»(1)

وقوله «کُلِّ أُمَّةِ»عامٌ لكل وقت من زمن آدم إلى يوم القيامة، فلابد وأن يوجد في كل وقت شاهد على أهل وقته، ومنها هذه الأوقات، ومعلوم أن الشاهد لابد من حضوره واطّلاعه على الفعل والقول، ولا يصح كون ذلك في القيامة، فإنه يوم أداء وجزاء لا محل تحمل كما لا يخفى، ولا يصح أن يراد من قوله «وَجِئنَابِکَ» رجوع الضمير لمحمد صلی الله علیه وآله وأن المشهود عليهم جميع أمته، فقد مات صلی الله علیه وآله، فهو شاهد على الأمة وهم الشهداء، وإمام كل وقت شاهد على أمته، ولا يمكن القول بخلو الزمن من بعد العسكري وبعد الرسول من شاهد، فيلزم تكذيب الكتاب ولزوم الإهمال والعبث في الوجود ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

وبيان وجه الدلالة على المقصود من قوله تعالى :«يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ»(2)ظاهر من ذلك لا مرية فيه .

ص: 113


1- النساء ، 41
2- الإسراء ،71
قوله تعالى :«...وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ»:

*قوله تعالى :«...وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ»: (1)

ومنها قوله تعالى : «وَیَتلُوهُ»أي محمد صلی الله علیه وآله«شَاهِدٌ مِنَهُ» ، وهو علي بن أبي طالب علیه السلام ، فهو الأقرب إليه نسباً وعلماً وفضلاً ... إلى باقي الصفات من جميع الخلق طراً ، كما صحّ نقله عند الفريقين أنه قال صلی الله علیه وآله :( أنا مدينة العلم وعلي بابها )،فباب المدينة الأقرب، ولا يكون لها باب آخر وإلا بطل الحصر فيها ومدحه به ، نعم يكون له بالنسبة لغيره أبواب .

ونقول إذا كان هذا الحال بالنسبة إلى ما بعد الرسول ، ما ذاك إلا الشدة الحاجة وعدم الغناء عن البدل، فمتى مات علي قام بدل منه شاهدعلى الأمة كذلك وهكذا بعده (الحسن ثم)(2) الحسين ثم السجاد ثم الباقر ثم الصادق ثم الكاظم ثم الرضا ثم الجواد ثم الهادي ثم العسكري ثم محمد القائم المهدي، فلا يصحّ رفع العسكري وموته إلا بوجود شاهدبدله بعده يتلوه منه علیه السلام ، بل هو فيما يتأخر أولى وأوجب مما تقدم، لكثرة الخلاف وبُعد الزمن وكثرة الشبه.

ولا يمكن تحقق ما سمعت من الصفات التي تضمنتها الآي والنصوص في القيّم على الخلق خليفة الله وووليه على عباده غيرهم علیهم السلام وإلا لزم بطلانه، لعدم تحقق صفة منها في واحد من الثلاثة وسائر الأمويين و العباسيين وساير أولاد الحسن والحسين وأعقابهم، غير الأحد عشر علیهم السلام نسل علي علیه السلام ، فلو أخذنا في بيان ما فيهم من النقص المخرج لهم عن رتبة الإمامةخصوصاً الثلاثة لاحتجنا إلى مجلدات، فيما لا ينكره الخصم، ذكرنا بعضاً منه في مصنفاتنا متفرقاً .

ص: 114


1- هود ، 17
2- في النسختين : ( وهكذا بعده الحسين ثم السجاد ) ، والبيّن أن فيها سقطا من النساخ.
قوله تعالى :«وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا...»:

وكقوله تعالى :«وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا»(1) فنسب تعالي الجعل له كما قال فيما سمعت : «إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»(2)والرسول لا يدخل في الأمة لذكره بعد ، ولا يصحّ عموم الأمة لأمة الإجابة فأكثرهم فسّاق ، وقال صلی الله علیه وآله : ( تفترق أمتي على نیّف وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقي هالك ) وقال تعالى : «أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ»(3)وقال تعالى :«تِلکَ ألرُّسُلُ فَضَّلنَا بَعضَهُم عَلَی بَعضٍ»إلى أن قال « وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ»(4) وغيرها من السنة كثير اتفق الكل على نقله وصحته ، مما يدل على كفر كثير من أمته ونفاقهم، والفسق أكثر بكثير مع وصفهم بقوله ( وسَطَا ) والوَسَط العدل، ولم يقيد بالاعتقاد أو الفعل أو القول أو العمل، مع علم المتكلم بذلك، والمقام مقام تمدح فتعمّ العدالة جميع حالاتهم .

فالمراد بعض الأمة الموصوفون بهذه الصفة، بل هم كل الأمة وهم المعصومون كما نقول،فهذا معناها ، وكذا وصفهم بأنهم شهداء على الناس ، أي جميع الخلق ، لأنهم المرجع عوداً فكذا في البدء ، ويكون الرسول صلی الله علیه وآله الشاهد عليهم علیهم السلام أو على الكل بواسطتهم.

فإذاً في هذا الزمن معصوم منهم علیهم السلام حي موجود شاهد يراناويعرفنا،

ص: 115


1- البقرة ،143
2- البقرة ، 30
3- آل عمران ، 144
4- البقرة ، 253

وقد نراه ولا نعرفه ، وستعرف بيان وجه ذلك وبعض ما فيه من الحكم ، فتدبّر.

ولو أخذنا في نقل الآيات الدالة على وجوده علیه السلام في هذا الزمن من ظاهره وبطونه،وكذا رواياتهم المصرحة بذلك لاحتجنا إلى مجلد كبير ضخم ، ولا ناتي عليها، وفيما حصل كفاية للفطن المنصف ، والعاند لا يرجع ولو تأتيه بكل آية ، كما قال الله تعالى(1).

الأدلة العقلية:

وأما الأدلة العقلية الدالة على وجوب وجوده في هذا الزمن واستمراره و قيامه بما يأمره الله تعالى، فكثيرة بحسب الحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن ، وهي الطرق العقلية الدالة على المطلوب، والتي أمر الله نبيه في كتابه بالدعوة بها ، فقال تعالى : ولنذكر هنا جملة« ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»(2)وقال تعالى : «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ»(3) ولنذكر هنا جملة من ذلك كافية ...(4)

في الخاتمة:

*في الخاتمة:(5)

وعمدة ما استدل به المانع(6):ما في الإكمال عن أبي جعفر عن أمير المؤمنين علیه السلام : ( عهد إليَّ حبيبي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله وهو مما

ص: 116


1- إشارة إلى الآية 145 من سورة البقرة: «وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ»
2- النحل ،125
3- الحج ، 8
4- ثم أخذ الشيخ في ذكر الأدلة العقلية .
5- المانع : من تسميته الإمام المهدي علیه السلام باسمه ( محمد ) كما يتضح من الآتي .
6- من هنا خاتمة الكتاب

استودع رسوله صلی الله علیه وآله)، ومنه في آخر ( ولا يحل لكم تسميته ) وفي آخر (ولا يسميه باسمه إلاكافر) ومنه( ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله صلی الله علیه وآله وكنيته .. الخبر) وفي عيون أخبار الرضا علیه السلام ( لا يحل لكم اسمه، ولكن قولوا الحجة من آل محمد ) وفي الإكمال وغيبة الطوسي وكفاية الأثر مثله، وفي مختصر الشيخ حسن بن سليمان ( ولا يحل ذكره باسمه ).

فهذا دليل ، إلا أن دليل الجواز أكثر وموافق للاعتبار وللقرآن ، مثل قوله تعالى :«وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا»(1)ونحوها كثير ، وهم أسماؤه الحسني وأمثاله العليا ، كما وردت به النصوص وقام عليه صافي الاعتبار . وهذه الروايات محمولة على وقت الخوف ، فلا يعين اسمه وإلا وقع الطلب وخيف ولو على السائل، ولا محذور بقول سيظهر المهدي، فإن العامة تثبته، ولا يخص باسم.

والمانع ظاهره التخصيص باسم (م ح م د)،وليس فيما سمعت التخصيص، ويدل على هذا التخصيص وأنه من الخوف لا من الاستبعادات الوهمية والعلل المستنبطة كما قيل ، ما في الإكمال بسنده عن ابن عاصم الكوفي ، قال : خرج في توقيعات من صاحب الزمان علیه السلام( ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس ) ومنه : عن محمد بن عثمان العمري ، خرج توقيع بخطه أعرفه : ( من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله) وفي الكافي : علي بن محمد عن أبي عبد الله الصالحي قال سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد علیه السلام أن أسأل عن الاسم والمكان ، فخرج الجواب ( إن دللتهم على الاسم أذاعوه،وإن عرفوا المكان دلّوا عليه ) وفي الإكمال : عن العمري، إلى أن قال للسائل عن الاسم (إياك أن تبحث عنه

ص: 117


1- الأعراف ، 180

فإن عند القوم أن هذا النسل قد انقطع)وفي غيبة النعماني بسنده عن الباقر علیه السلام إلى أن قال : فماذا تريد يا أبا خالد ؟ قال : أريد أن تسميه لي حتى أعرفه،قال علیه السلام(سألتني عن سؤال مجهد،ولوحدثت به أحداً لحدثتك به ، ولقد سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة .

بیان :

لا خفاء في دلالة بعضها على أنه وقت الطلب والحرص عليه، وهو في الغيبة الصغرى بقرب موت أبيه أو في مجلس تقية كالمحافل ، وكثيرما يراد بالناس العامة،فيخص ما سبق بذلك وهو كذلك،ولا يخص بالغيبة الصغرى ،بل مداره حصول التقية ولو خوف السب،وإن كان هذا في الموطن السابق أشد والحكم يتوجه إلى القيد عقلاً ونقلاً وعليه العلماء .

هذا ما أراد الله رسمه ، في إثبات الرجعة لهم مع بعض اللواحق،ولا خفاء على الفطن المنصف أنها بما سمعت كانت من ضروري المذهب ، إن لم تكن من ضروري الدين ، وأنها في الوضوح كساير مسائل المعاد ، إن لم تكن أوضح، ولا توقف لسامع له فيها إذا لم يكن معانداً،و لا كالحيوان المعلّم كلاماً يفعل به ولا يعقله ، ولا جامد مقلد لكلام سمعه، ولا يقبل غيره ولو تأتيه بجميع الآيات .. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

ص: 118

إرشاد البشر في شرح الباب الحادي عشر الشيخ سليمان آل عبد الجبار قدس سره

اشارة

*إرشاد البشر في شرح الباب الحادي عشر(1)

بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَنِ ٱلرَّحِيمِ

معجزة :

*معجزة (2)

وأما الخلف الحجة القائم علیه السلام، فمعاجزه أكثر من أن تحصى ، وسأذكر معجزة منها ، وهي : أنه روي عن محمد بن هارون بن عمران الهمداني ، قال : كان للناحية عليَّ خمسمائة دينار ، فضقت بها ذرعاً ، فقلت في نفسي:لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة وثلاثين ديناراً، وقد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار، ولم أنطق بها، فكتب إلى محمد بن جعفر : ( اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بالخمسمائة دينار التي لنا عليه)(3).

إرشاد إلى هداية وإنقاذٌ من غواية:

أعلم أنه حيث أدّي بنا الكلام إلى هذا المقام فلا بأس لو أرخينا زمام الأقلام، وأوردنا ما يدلّ على إمامة الحجة علیه السلام؛ لافتقار الناس إليه في هذا الزمان.

ص: 119


1- نسخة حروفية قيد التحقيق ، لدى مؤسسة طيبة لإحياء التراث .
2- آخر بحث الإمامة،حيث كان كلامه حول الدليل السادس على إمامتهم علیهم السلام، وهو : أنهم ادّعوا الإمامة وظهر على يدهم المعجز، وكل من كان كذلك فهو صادق،أما دعواهم الإمامة فظاهر،وأما ...(ثم استطرد في ذكر معاجز كل إمام على نحو الاختصار )
3- الكافي 1، 28/524، وفي المخطوط زيادة : الحديث ، وهو مروي بتمامه .

فنقول - وبالله المستعان - : لنا على إثبات إمامة القائم علیه السلام ووجوده في هذا الزمان براهين ناطقة البيان ساطعة التبيان :

الأول:أنه لو لم يكن الإمام علیه السلام موجوداً إلى هذا الزمان لخلا الزمان من معصوم، ولكن التالي باطل، فالمقدم مثله.

أما بيان الملازمة؛ فلأن المعصوم حينئذٍ لو لم يكن هو لكان آباؤه، وقد مضوا إلى دار الرضوان، فلو لم يكن هو لزم خلّو الزمان من المعصوم، وهو محال .

وأما بطلان التالي؛فلأن الإمام لطف، واللطف واجب على الله تعالى كما تقدم .

الثاني : ما روی متواتراً عن النبي صلی الله علیه وآله أنه قال للحسين علیه السلام: ( ابني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة، تاسعهم قائمهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ) (1).

الثالث : ما روي عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سمّاه، قال: أتيت (سر من رأى)(2) ولزمت باب أبي محمد علیه السلام، فدعاني فدخلت عليه وسلمت، فقال:(ما الذي أقدمك ؟)قال:قلت:رقية في خدمتك. قال: فقال لي: (فالزم الدار).

قال فكنت في الدار مع الخدم، ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق، وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في (دار الرجال)(3).

قال: فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت، فناداني: (مكانك لا تبرح). فلم أجسر أن أدخل ولا أخرج، فخرجت عليَّ

ص: 120


1- مقتل الحسين ، الخوارزمي : 7/212، بحار الأنوار 3647/241:، وليس فيه : يملأ الأرض ... وجوراً ، مع اختلاف في باقي ألفاظه .
2- من المصدر ، وفي المخطوط : ( مسامراً ).
3- من المصدر ، وفي المخطوط : ( الدار رجال ) .

جارية معها شيء مغطّي، ثم ناداني:(ادخل)فدخلت،ونادي الجاريةفرجعت إليه، فقال: (اكشفي عمّا معك)، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه، وكشف عن بطنه فإذا شعر نابت من لُبّته إلى سرّته، أخصر ليس بأسود، فقال: (هذا صاحبكم). ثم أمرها فحملته، فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد علیه السلام(1).

وهذا الحيدث صريح في إمامته علیه السلام:

وقد حكي أن عمره وقت وفاة أبيه ثلاث سنين؛ولهذا اعترض الخصوم فقالوا :إذا كان عمرهثلاث سنين على ما تزعمون،فهو لا يقوم بأعباء الإمامة، فكيف يكون إماما؟

وما علموا أن عيسى بن مريم قام بالنبوة والرسلة وهو ابن ثلاث سنين(2)،و كان حجة على الناس وهو في المهد، وقام يحيى بن زكريا بالنبوة وهو ابن سبع سنين(3) . على أنا قدَّمنا في النص على أبي جعفر الجواد علیه السلام ما يكشف لك عن هذا الالتباس.

الرابع : ما روي من طريق العامة في حديث طويل عن النبي صلی الله علیه وآله ، قال فيه:(ومنّا سبطا هذ الأمة، وهما ولداك الحسن و الحسين، وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما - والذي بعثني بالحق-خير منهما، وإنّ منهما مهدي هذه الأمة )(4)والحديث طويل، اقتصرنا منه على موضع الحاجة.

ولعل قائلاً يقول: إن هذا مخالف لما عليه الشيعة الإمامية، فإنهم ذاهبون

ص: 121


1- الكافي ،514:1-2/515، الغيبة (الطوسي) : 202/233، بحار الأنوار52 : 26-21/27 ، باختلاف يسير فيها .
2- الكافي ،10/321:1
3- بحار الأنوار ، 16/179:14
4- ذخائر العقبي :136 ، ينابيع المودة 2: 608/210، باختلاف فيهما.

إلى أن القائم من ولد الحسين علیه السلام ، والحديث يدل على أنه من ولدهما.

فنقول: لا نسلم المخالفة، بل هو موافق لمذهبهم، وتوجيه كونه منهم: أن الباقر علیه السلامجده، وقد كانت أم الباقر(أم)عبد الله (بنت)(1) الحسن بن علي بن أبي طالب،فيكون الحسن جد الباقر،والباقر جد القائم، فيكون الحسن جد القائم علیه السلام، فيكون حينئذ منهما، ولا منافاة.

کشفٌ وحلُّ وبيانٌ لما يخفى على كثير من ذوي الأذهان :

اعلم أنه قد استعظم أقوام غيبة إمامنا القائم المهدي علیه السلام، حتى إنه منعهم ذلك عن إثبات وجوده في هذا الزمان، ولعلهم يقولون:

الإمام إذا كان لطفاً يجب عليه الظهور؛لتسديد الخطأ وإظهار الحق و غير ذلك، وهو لا يحصل إلا بظهوره(2).

وحينئذٍ فنقول لهم : التخلص من هذا ممكن؛ لوجوه:

أحدها:أنّا لمّا أثبتنا عصمته أغنانا ذلك عن التعليل،فإنّ أفعال المعصوم لا تُحمل إلا على الصحة.

الثاني : أن التسديد واقع بغيبته أيضاً؛ لأن المكلف يجوّز ظهوره فيرتدع

عن المعصية خوفاً من معاقبته له عليها.

الثالث : أن الإمامة لمّا كانت لطفاً،و اللطف واجب على الله تعالى ، فليس الواجب عليه إلا خلقه وتمكينه وقد فعل، وليس الواجب على الإمام إلا تحمل أعباء الإمامة وقد فعل،وقد بقي ما يجب على الناس- وهي نصرته - ولم يفعلوا، وإخلالهم بما (يجب)(3)عليهم ولا يستلزم شيئاً من

ص: 122


1- في المخطوط : ( بنت عبد الله بن ) بدل ( أم عبد الله بنت ) ، وما أثبتناه وفن المصدر .
2- شرح المقاصد ، 313:5
3- في المخطوط : ( يوجب ) .

الأولين، وهو في غاية الظهور.

إذا عرفت هذا، فاعلم أن السبب الموجب لغيبته علیه السلام هو الخوف على نفسهالزكية من القتل، كما روي عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله الحسين علیه السلام يقول: (إن للقائم غيبة قبل أن يقوم).قلت:ولِمَ؟قال: (إنه يخاف) و أومأ بيده على بطنه، يعني القتل(1).

وإنما لم يظهر في هذه الأزمنة لقلة الناصر وعدم المعين، فإنه لو حصل له ذلك لوجب عليه الظهور.

وليت شعري،ماذا ينكرون من حال الغيبة،وهي سنة قد جرت على الأنبياء والمرسلين قبله علیه السلام؟!

فقد غاب موسى مدة طويلة، حتى مر على قوم من بني إسرائيل وقد عدل عن مركب فرعون، فعرفه عالم فيهم فانكب على قدميه ورجليه يقبّلها، ففعل القوم به ذلك،فما زادهم على أن قال:(أرجو أن يعجل الله

فرجكم).

ثم غاب عنهم مدة، وخرج إلى مدين(حتى)(2) أذن له في الظهور(3) .

واختفى إبراهيم في زمن نمرود مدة خوفاً على نفسه من القتل،حتى أظهر الله كلمته(4)، وكذا يوسف(5) وصالح (6) وسائر الأنبياء(7) ،

ص: 123


1- الكافي، 9/388:1
2- في المخطوط : ( حين ) ، وما أبتناه وفق المصدر .
3- كمال الدين ، 145- 12/146، بحار الأنوار 7/36:13
4- كمال الدين 137-141 / 7-8
5- كمال الدين ،141-145 / 9-11
6- كمال الدين ،136- 6/137
7- كمال الدين ، 127-136 / 1-5و145-153 / 12-16

(فكما)(1) لا تقدح غيبتهم في نبوتهم، فكذا غيبة الإمام علیه السلام لا تقدح في إمامته .

ويا سبحان الله، كيف ينكرون غيبة القائم علیه السلام و رسول الله صلی الله علیه وآله قد أقام في مكة ثلاثة عشر سنة مختفياً حتى أظهر الله دينه، ودانت له العباد وفُتحت له أقطار البلاد؟! (فكما)(2)أن اختفاءه في تلك المدة لا يقدح في نبوته، فكذا الإمام القائم علیه السلام.

ومما يزيدك وضوحاً في أنه إنما لم يظهر لقلة الأعوان وكثرة الظلم والفساد ما روي عن أبي جعفر علیه السلام، أنه قال:

(إنما نحن كنجوم السماء، كلما غاب نجم طلع نجم،حتى إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بأعناقكم غيّب الله نجمكم، فاستوت بنو عبد المطلب، فلا يُدرى أيُّ من أيِّ، فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربّكم)(3) .

ولنختم هذا البحث ببيان أنه لا يجوز ذكر القائم المهدي باسمه علیه السلام كما تظافرت به الروايات، فروي عن أبي الحسن العسكري علیه السلام أنه كان يقول: (الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف بعد الخلف؟) فقلت: ولِمَ، جعلني الله فداك؟ فقال: (لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكرها(باسمه). فقلت: فكيف نذكره ؟ فقال: ( قولوا: الحجة من آل محمد صلی الله علیه وآله)(4).

وروي عن أبي عبد الله الصالحي، قال:سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد علیه السلام أن أسأل عن الاسم و المكان، فخرج الجواب: (إن دللتهم على

ص: 124


1- في المخطوط : ( فكذلك ).
2- في المخطوط : ( فكذلك ).
3- الكافي ،1: 8/338، الغيبة (النعماني):17/156، بحار الأنوار 51: 7/138، باختلاف يسير فيها .
4- الكافي،1: 332 - 1/333، بحار الأنوار51: 31- 2/32، باختلاف يسير فيها .

الاسم أذاعوه، وإن عرفوا المكان دلوا عليه)(1).

وفي رواية أخرى عن أبي الحسن الرضا علیه السلام وقد سئل عن القائم علیه السلام ، فقال: (لا يُرى جسمه ولا يسمى باسمه)(2). وكثير من الروايات(3)نص في هذا المعنى.

وقد وقع في نسخة المتن التي عندي ذكره باسمه، وأظنه إنما وقع من

النساخ لا من المصنف، فلذا لم أذكره كذلك.

وهذا آخر الكلام على هذا المقال،وأقصى ما غفت غافية الليالي والأيام، و إلا فميدان هذا البحث الجليل واسع طويل، ولئن يسر الله لنا فُرجةً أملينا كتاباً شافياً في الإمامة،واستقصينا فيه كل منقبة و كرامة، وبالله التوفيق .

ص: 125


1- الكافي ، 1: 2/333، بحار الأنوار 51 : 8/33
2- الكافي ، 1 : 3/333 بحار الأنوار51 : 12/33
3- الكافي ،1 : 322 - 1/333-4 ، بحار الأنوار51 :31- 12/33

ص: 126

مواليد المعصومين علیهم السلام ووفياتهم الشيخ أحمد آل طوق قدس سره

اشارة

*مواليد المعصومين علیهم السلام ووفياتهم(1)

بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَنِ ٱلرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على باب الجود ومطالع السعود محمد

وآله أمناء المعبود ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. وبعد ..

فيقول الأحقر أحمد بن صالح بن طوق:هذه أوراق قليلة من نفس عليلة، جعلتها هدية الإمام الزمان عجل الله فرجه،تشتمل على أربعة عشر فصلاً ، تكفل كل فصل بتاريخ مولد كل أصل من أفراد جود الله الجواد على جميع خلقه وتاريخ وفاته ، عدا خاتم الأئمة الحجة بن الحسن عجل الله فرجه ، وصبغ نفوسنا بفاضل نوره ، فإنه موجود سهل الله مخرجه .

كتبتها ليتحقق بتحقق موضوعوها للمؤمنين مشاركة السادات المنعمين في الأحزان والمسرات ، فإنه عنوان كمال الحب لامتناع تحققه إلا به ، فهو

البرهان والله المستعان .(2)

ص: 127


1- الرسالة التاسعة عشرة ( مواليد المعصومين علیهم السلام ووفياتهم ) من ( رسائل آل طوق القطيفي)، تحقيق ونشر شركة دار المصطفي صلی الله علیه وآله لإحياء التراث ، ج4 ص133-137
2- اقتصرنا على الفصل الخاص بموضوع الكتاب .

الفصل الرابع عشر : في مولد إمام الزمان الخلف الحجة محمد بن الحسن عجل الله فرجه وفرّج عنابه :

قال الكليني رحمة الله: ( ولد علیه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين)(1).

الحسين بن محمد الأشعري عن معلى عن أحمد بن محمد قال : خرج عن أبي محمد علیه السلام حين قتل الزبيري : ( هذا جزاء من افترى على الله في أوليائه ، زعم أنه يقتلني وليس لي عقب، فكيف رأى قدرة الله ؟) وولد له ولد سمّاه (م ح م د) سنة ست وخمسين ومائتين )(2).

وقال المجلسي في( حاشية أصول الكافي )بعد قول الكليني : ( ولد للنصف من شعبان ) : هذا هو المشهور بين الإمامية ، وروى الصدوق في (إكمال الدين ) بسنده عن غياث بن ( أسيد )(3)أنه علیه السلام ولد يوم الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين .(4)

وروى بإسناده عن عقيد أنه علیه السلام ولد ليلة الجمعة غرة شهر رمضان من سنة أربع وخمسين ومائتين .

وقال السيد المرتضى في (عيون المعجزات):(والرواية الصحيحة أن القائم علیه السلام ولد يوم الجمعة طلوع الفجر لأربع عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ).

وروي بأسانيد عن حكيمة رضی الله عنه- كما في المتن(5)- يعني أنه كان للنصف من شعبان ، قال : ( إلا أنها قالت : سنة ست وخمسين ، وروی

ص: 128


1- الكافي 1: 541
2- الكافي 1: 1/541
3- من المصدر ، وفي المخطوط ( أسد ) .
4- كمال الدين 2: 12/432
5- أي في قول الكليني المار ذكره .

الشيخ في (الغيبة) عنها سنة خمس وخمسين )(1).

وقال الشيخ : ( روی علان (2) بإسناده أن السيد علیه السلام ولد في سنة ست وخمسين ومائتين بعد مشي أبي الحسن-علیه سلام الله-بسنتين )(3).

وقال المفيد : (ولد علیه السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس و خمسين ومائتين ، وكان سنّه عند وفاة أبيه خمس سنين ...والأشهر أن اسم أمه (نرجس ) وقيل : ( صقيل ) ، وقيل ( سوسن )(4).

وقال في شرح حديث الزبير المذكور : ( وإنما أتي بالحروف المقطعة لتحريم التسمية ، وقوله ( سنة ست ) يخالف التاريخ المذكور في العنوان ، وقد يتكلف بجعله ظرفاً ل ( خرج )أو(قتل)،وقد يجمع بينهما بحمل أحدهما على الشمسية والأخرى على القمرية )(5) انتهى.

قلت : الظاهر أن كتابة الاسم العظيم حروفاً مقطعة إنما هو من تصرفات الكَتبة أو الرواة ، لاعتقادهم تحريم التسمية ، وإلا فلا دليل على جواز ذكر الاسم بحروف المقطعة دون المتصلة،بل الأدلة منحصرة في مجوّز للتسمية على الإطلاق،أو مانع على الإطلاق ، فالقول بجواز التسمية بذكر اسمه حروفاً مقطعة دون المتصلة تفصيل اجتهادي لا يدلّ عليه دليل أصلاً، لا من نص ولا إجماع ولا اعتبار عقلي ، على أن الحق جواز التسمية في الغيبة الكبرى ، والمنع من إظهارها لغير خواص شيعة آل

ص: 129


1- الغيبة : 204/234
2- علان : هو علي بن محمد بن إبراهيم ، وكان من أمره أنه استشار الإمام في الخروج إلى الحج فنهاه ، فخرج فقتل . انظر ( رجال النجاشي 1):260 - 682/261
3- الغيبة : 212/245
4- الإرشاد :ضمن (سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد ) 329:2/11
5- مرآة العقول 6: 170 - 171

محمد في الغيبة الصغرى، وعلى ذلك تلتئم الروايات ويرتفع تنافيها،وليس المقام مقام بيان المسألة .

رجع:

وقال أبو جعفر الطبري :( وكانت الليلة التي ولد علیه السلام فيها ليلة الجمعة لثماني ليالٍ خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين )(1).

وقال الشيخ في( المصباح ):( وفي هذه الليلة-يعني:ليلة النصف من شعبان - ولد الحجة الصالح صاحب الأمرعلیه السلام )(2)

وقال البهائي :(الخامس عشر من شعبان :فيه ولد الإمامأبو القاسم محمد المهدي صاحب الزمان علیه السلام ، وذلك ب ( سر من رأي ) سنة خمس وخمسين ومائتين ).

وقال بعض مؤرخي أصحابنا:(ولد ب(سر من رأى )ليلة النصف من شعبان قبل طلوع الفجر سنة خمس وخمسين ومائتين ).

ثم قال : ( ومقدار ما مضى من عمره مائتان وأربع وخمسون سنة ، لأنه ولد سنة خمس وخمسين مائتين،وتاريخ اليوم سنة تسع وخمسمائة ، كان منها مع أبيه أبي محمد علیه السلام خمس سنين ).

ثم قال :(وأما وقت وفاته فهو يكون قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الفرج ، وعلامته خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء ، ويغلق باب التوبة ، ويسقط التكليف ، فلا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل ).

قات: لعله أراد بالأربعين اليوم: أياماً غير (الأيام) المعهودة، أو لعله يرى أنه علیه السلام آخر من يرفع من أهل البيت بعد الرجعة ، فإن أراد الأول أمكن

ص: 130


1- دلائل الامأمة :501
2- مصباح المجتهد :773

تصحيحه بوجه، وإن أراد الثاني ففيه نظر ، والله العالم .

وقال الطبرسي في( إعلام الوری ) : (ولد ب (سر من رأي ) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ،روى ذلك محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد علیهما السلام ، وكان سنه عند وفاة أبيه خمس سنين)(1).

وقال المفيد في ( الإرشاد ) : ( كان مولده علیه السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وأمه أم ولد يقال لها نرجس)(2) .

وقال في(مسار الشيعة ):( وفي ليلة النصف منه -يعني:شعبان-سنة أربع وخمسين ومائتين كان مولد سيدنا صاحب الزمان علیه السلام)(3).

وقال الشهيد في( الدروس ):الإمام المهدي الحجة صاحب الزمان أبوالقاسم محمد ابن الإمام أبي محمد الحسن العسكري ، عجّل الله فرجه ولد ب ( سر من رأى ) يوم الجمعة ليلاً، وقيل : صبح (4)خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين مائتين ، أمه نرجس ، وقيل مريم بنت(زید العلوية )(5)) (6).

وقال الكفعمي : محمد أبو القاسم الخلف المهدي علیه السلام ، ولد ب (سر من رأی) في الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين مائتين ، في زمن

ص: 131


1- إعلام الوری بأعلام الهدی :293- 314
2- الإرشاد ضمن ( سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد )2/11 : 339
3- مسار الشيعة ( سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد ) : 61:7
4- في المصدر ( ضحی)
5- من المصدر ، وفي المخطوط بياض .
6- الدروس 16:2

المعتمد ، أمه نرجس أم ولد ، يموت يوم الجمعة بالمدينة )(1).

وقال الشيخ عبد الله بن صالح : ( الإمام القائم المهدي علیه السلام ولد ليلة النصف من شعبان ليلة الجمعة،وقيل:الضحى منه سنة خمس و خمسين مائتين،والأصح الأول ، فإن الرواية به مأثورة والأقوال به مشهورة ) انتهى.

وبالجملة:فالأظهر الأشهر أن عام مولده الذي عمّت بركته الخلائق إلى يوم الدين هو الخامس والخمسون بعد المائتين ، وروايات السادس والخمسين يمكن ردها إليه بنوع عناية ، وأنه ليلة النصف من شعبان قرب طلوع الفجر،بل لا يبعد تحقق الإجماع المشهوري على ذلك في كل زمان،و الظاهر تحقق الإجماع الآن عليه ، وأنه ليلة الجمعة .

وأما عام شهادته فالله أعلم به ، حيث بطل التوقيت لقيامه،إلا أن من المقطوع به بالنص والإجماع أنه كآبائه من محمد صلی الله علیه وآله يخرج على الشهادة،وإذا طلبت النصوص على ذلك عموماً وخصوصاً و جدتها غير عزيزة ،والاعتبار الصحيح أيضاً حاكمبأن مرتبة الشهادة ودرجة تلك السعادة لا يتخلف عنها أحد من الأربعة عشر-سلام الله عليهم -و عموم مثل(كل مؤمن لابد أن يموت ويقتل)(2)دال عليه وهو كثير ، وغيره مما لا يخفى على المتتبع ، والله العالم بحقيقة الحال .

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الغر الميامين .

ص: 132


1- المصبح : 692
2- وردت بهذا المعنى أحاديث كثيرة،انظر تفسير العياشي1:255 - 160/226، مختصر بدمائر الدرجات : 25، 21، 19 ، بحار الأنوار53 : 840 و 53 : 65 - 58/66

الرجعة ..الشيخ أحمد آل طوق قدس سره

اشارة

*الرجعة..(1)

المقدمة:

بسم الله الرحمن الرحيم،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،و صلى الله على محمد وآله الطيبين ، والحمد لله رب العالمين .. وبعد ..

فيقول أقل الوری بضاعة، وأكثرهم إضاعة،أحمد بن صالح بن طوق: إن من أنفس ما تصرف فيه الأعمار معرفة صفات الإمامة وخصائصها ، التي من جملتها : أن أهل البيت يرجعون إلى الدنيا بعد انصرافهم وانتقالهم بالموت عنها، وذلك بعد قيام القائم عجل الله فرجه .

فربّما اشتبه دليلها على شاذّ نادر،فأحببت أن أجمع بعض ما يمنّ به أرحم الراحمين من الأدلّة على رجعتهم ، على شدة استعجال وتراكم الهموم و البلبال،ونزور الاطّلاع مع كثرة ما ضاع ، فأقول-وعلى الله التكلان- : الدليل على رجعة أهل البيت له طريقان : الأخبار والاعتبار .

الأدلة النقلية:

أمّا الأخبار فكثيرة جداً بأنواع شتّى ، وطرق مختلفة :

فمنها : ما رواه الشيخ حسن بن سليمان الحلّي في كتاب(الرجعة) بسنده المتصل عن أبي بصير عن أبي عبد الله علیه السلام أن رسول الله صلی الله علیه وآله قال :

ص: 133


1- الرسالة الثالثة من ( رسائل آل طوق القطيفي ) ، تحقيق ونشرشركة دار المصطفى صلی الله علیه وآله لإحياء التراث ، ج 1 ص 162-79. وقد اقتطفنا منها ما له علاقة مباشرة بصاحب العصر والزمان عجل الله فرجه وسهل مخرجه وجعلنا من أنصاره وأعوانه، وأشرنا إلى وجود الحذف بوضع نقاط ثلاث (...)، آخر الفقرة المحذوف ما بعدها.

(ما من نبي ولا وصي إلا شهيد ) .(1)

فدلّ على أن القائم علیه السلام سيفوز بمكرمة الشهادة كما فاز بها آباؤه الذين جمعوا مراتب الكمال، إذ لو لم يكونوا بأجمعهم شهداء لسبقهم بعض رعاياهم إلى هذا العلا، وهو محال يأباه منصب الإمامة، فإذا ثبتت شهادته فلابدّ حينئذٍ من إمام يقوم بحجج الله، إذ لا تخلو الأرض من حجّة الله - بالنص المستفيض(2) من غير معارض، والإجماع والبرهان الذي تعرف العقول عدله - يلي أمر القائم علیه السلام إذا قتل، إذ لا يلي أمر الإمام إلا إمام بالنص المستفيض(3)والإجماع، وهذا كله غيرممكن إلا برجعة أحد آبائه...

ومنه :بسنده عن موسى الحنّاط قال:سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول :(أيام الله ثلاثة، يوم القائم علیه السلام،ويوم الكرة، ويوم القيامة) (4)...

ومنه: نقلاً من كتاب(الخرائج)(5)لسعد بن عبد الله الراوندي بسنده عن جابر عن أبي جعفر علیه السلام قال : ( قال الحسين علیه السلام لأصحابه قبل أن يقتل: والله(6) لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا صلی الله علیه وآله ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من تنشق الأرض عنه، فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين علیه السلام وقيام قائمنا علیه السلام وحياة رسول الله صلی الله علیه وآله ثم لينزلن عليَّ وفد من السماء من عند الله عزوجل لم ينزلوا إلى الأرض قط، لينزلن عليَّ جبرئيل

ص: 134


1- مختصر بصائر الدرجات :15 ، بحار الأنوار 17 : 25/405
2- كمال الدين 2/319 ، علل الشرائع :1 :21/234، الاحتجاج 152 :2، مختصر بصائر الدرجات :8
3- الكافي 1: 384- 385
4- مختصر بصائر الدرجات:18وفيه:( يوم يقوم القائم)، 41 وفيه : ( يوم قيام القائم ) بحار الأنوار 63 : 53/53، وفيه : ( يوم يقوم القائم ) .
5- الخرائج والجرائج2 : 848 - 63/849
6- في المصدر: ( فو الله ) .

وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ولينزلن محمد صلی الله علیه وآله وعلي علیه السلام وأنا وأخي علیه السلام وجميع من منّ الله عليه في حمولات من حمولات الربّ ، خيلٍ بلقٍ من نور لم يركبها مخلوق.

ثم ليهزن محمد صلی الله علیه وآله لواءه وليدفعنه إلى قائمنا علیه السلام مع سيفه، ثم إنا نمكث بعد ذلك ما شاء ، ثم الله إن الله يُخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن وعينا من لبن وعينا من ماء ، ثم إن أمير المؤمنين علیه السلام يدفع إلي سيف رسول الله صلی الله علیه وآله، فيبعثني إلى الشرق والغرب (1)فلا آتي على عدو لله(2)إلا هرقت(3)دمه، ولا أدع صنما إلا حرقته، حتى أفع إلى الهند وافتحها(4)وإن دانيال ويوشع علیهما السلام(5) يخرجان مع (6)أمير المؤمنين علیه السلام يقولان : صدق الله ورسوله ، ويبعث [الله](7)معهما[ إلى البصرة](8) سبعين رجلا فيقتلون [مقاتلتهم»(9) ، ويبعث إلى الروم فيفتح (10) الله لهم.

ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها،حتى لا يكون على وجه الأرض إلا [الطيب](11) ، وأعرض على اليهود والنصاری وسائر الملل ولأخيرنهم بين

ص: 135


1- في مختصر بصائر الدرجات : ( المشرق والمغرب ).
2- في الخرائج والجرائج: (على عدو) وفي المختصر بصائر الدرجات : (على عدو الله) .
3- في الخرائج والجرائح : ( أهرقت ) .
4- في المصدر: ( فأفتحها ).
5- في الخرائج والجرائح : ( ويونس ) .
6- في المصدر: ( إلى ).
7- من المصدر .
8- من الخرائج والجرائح .
9- من الخرائج والجرائح ، وفي المخطوط : ( مقاتلهم ) .
10- من الخرائج والجرائح : ( ويفتح ).
11- من المصدر وفي المخطوط: ( طيب ).

الإسلام والسيف،فمن أسلم مننت عليه ،ومن كره أراق الله دمه)(1)الخبر.

ومنه : بسنده عن السيد الجليل علي بن عبد الكريم ، بسنده عن أبي

جعفر علیه السلام مثله(2).

ومنه:بسنده عن الصدوق،بسنده عن مثنى الحنّاط قال:سمعت أبا جعفر علیه السلام يقول: (أيام الله ثلاثة : يوم قيام القائم علیه السلام، ويوم الكرة، ويوم القيامة)(3)....

ومنه : بسنده عن محمد بن يعقوب(4)، بسنده إلى أبي عبد الله علیه السلام في قوله عز اسمه :«وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ»قال :(قتل علي بن أبي طالب ، وطعن الحسن علیهما السلام ،«وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا»قال : قتل الحسين علیه السلام،«فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا» فإذا جاء نصر دم الحسين علیه السلام ، « بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ»، قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم ، فلا يدعون ( واترا )(5) لآل محمد إلا قتلوه ،«وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا»خروج القائم علیه السلام «ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ »(6)خروج الحسين علیه السلام، يخرج في سبعين من أصحابه عليهم البيض(7) المذهبة لكل بيضة وجهان

ص: 136


1- في المصدر: ( أهرق).
2- مختصر بصائر الدرجات: 50- 51
3- مختصر بصائر الدرجات: 50- 51، بحار الأنوار 53 : 53/63وفيهما (يوم يقوم القائم)
4- الكافي : 8: 250/175
5- في المخطوط ومختصر بصائر الدرجات وبحار الأنوار:(وتر) وما أثبتناه من الكافي .
6- الإسراء:4 - 6
7- البيض من السلاح : جمع بيضة ،وهي الخوذة،لسان العرب:522: 1-بيض

يؤذن (1)المؤذنون(2) إلى الناس: أن هذا الحسين علیه السلام قد خرج ، حتى لا يشك المؤمنون فيه ، وأنه ليس بدجال ولا شيطان ، والحجة علیه السلام بين أظهرهم ، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين علیه السلام جاء الحجة علیه السلام الموتُ، فيكون الذي يغسّله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي علیه السلام، ولا يلي الوصي إلا الوصي )(3)

ومنه : بسنده عن أحمد بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله علیه السلام : سئل عن الرجعة أهي حق؟ قال : (نعم). فقيل له: من أول من يخرج؟ قال :(الحسين علیه السلام يخرج على أثر القائم علیه السلام ) قلت : ومعه الناس كلهم ؟ قال :( لا. بل كما ذكر الله تعالى في كتابه :«يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا»(4) قوم بعد قوم(5).

ومنه بسنده عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفرعلیه السلام يقول : ( والله ليملكن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً ). قلت : متى يكون ذلك ؟ قال : ( بعد القائم علیه السلام ) قلت : وكم يقوم القائم في عالمه ؟ قال: (تسع عشرة سنة ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا، وهو الحسين بن علي علیه السلام فيطلب بدمه ودم أصحابه، فيقتل ويسبي حتى يخرج السّفاح ، وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام)(6)...

ومنه : نقلاً من كتاب ( السلطان المفرج عن أهل الإيمان) ، للسيد

ص: 137


1- لم يرد في بحار الأنوار والكافي : ( يؤذن )
2- في الكافي وبحار الأنوار: ( المؤدون )
3- مختصر بصائر الدرجات: 48، بحار الأنوار 53 :93- 103/94
4- النبأ: 18
5- مختصر بصائر الدرجات: 48، بحار الأنوار 53: 130/103
6- مختصر بصائر الدرجات:49، بحار الأنوار 53: 103 - 130/104

الجليل علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني بسنده عن ابن مهزیار في حديث طويل قال فيه كلام للحجة (عجل الله فرجه) : ( فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء، فأجيء إلى الكوفة فأهدم مسجدها وأبنية على بنائه الأول، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة ، وأحج بالناس حجة الإسلام، وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة وأخرج من بها وهما طريّان فآمر بهما باتجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الأولى، فينادي منادي الفتنة من السماء: يا سماء أبيدي(1) ويا أرض خذي ، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان ).

قلت : يا سيدي ما يكون بعد ذلك ؟ قال : ( الكرة الكرة الرجعة [الرجعة]) ثم تلا هذه الآية :«ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ»(2)إلى آخر الآية)(3).

ومنه : بسنده عن النعماني في غيبته(4) بسنده عن أبي عبد الله علیه السلام أنهقال: (يملك القائم علیه السلام تسع عشرة سنة وأشهراً )(5) .

وروي أيضاً أن الذي يغسّله جده الحسين علیه السلام(6) .

أقول كلما جاء فيه تقدير مدة ملك الحجة(عجل الله فرجه )على اختلاف ألفاظه يدل على وقوع الرجعة ؛ فإن الضرورة عقلاً ودينا قاضية بأنه لا تخلو الأرض من حجة الله ، إما ظاهر أو مستتر ، وأجمعت الفرقة

ص: 138


1- في المصدر ( انبذي ).
2- الإسراء 6
3- مختصر بصائر الدرجات: 176 - 177، بحار الأنوار 104: 131/53
4- الغيبة: 1/331
5- مختصر بصائر الدرجات: 193، بحار الأنوار52 : 59/298، وفيه (ملك) بدل (يملك).
6- مختصر بصائر الدرجات : 193

فتوى(1) ونصاً على أن الإمام لا يلي أمره إلا الإمام،فإذا مات القائم(عجل الله فرجه ) فلابد من أن يكون حينئذ أحد من آبائه الأئمة علیهم السلام موجوداً في الدنيا ليلي أمره ويقوم بحجج الله بعده .

وسيتلى عليك بعض أخبار مدة ملكه إن شاء الله الرحمن،فترقب إني و إياكم لرحمة ربي من المترقبين ..

ومنه:بسنده عن غيبة النعماني بسنده(2) عن الثماليّ قال:سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول : ( لوقد خرج قائم آل محمد لينصرنه الله بالملائكة المسوَّمين والمردفين والمنزلين والكروبيِّين،يكون جبرئيل علیه السلام أمامه و ميكائيل عن يمينه وأسرافيل عن يساره، والرعب مسيرة شهر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ، والملائكة المقربون خدّامه(3)، أول من (4) يبايعه محمد رسول الله صلی الله علیه وآله، وعلي - صلوات الله عليه - الثاني ، ومعه سیف مخترطة (5) ) (6)الخبر.

ومنه:بسنده عن غيبة النعماني(7)أيضا، بسنده عن جابر الجعفي قال:سمعت أبا جعفر محمد بن علي يقول:( ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً ).قال:قلت له : متى يكون ذلك ؟ قال : ( بعد موت القائم) فقلت : وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت ؟ قال : ( تسع

ص: 139


1- رجال الكشي 2 : 883/764، بحارالأنوار48: 29/270
2- الغيبة: 234 - 22/235
3- في المصدر (حذاءه) .
4- في مختصر بصائر الدرجات: (ما) بدل: (من) .
5- في الغيبة وبحار الأنوار ( مخترط ) اخترط السيف : سله من غمده لسان العرب 4 :65 خرط.
6- مختصر بصائر الدرجات : 212 - 213، بحار الأنوار 348 : 99/52
7- الغيبة: 331 - 3/332

عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته)(1).

ومنه:بسنده إلى ابن قولوية(2)في كتاب المزار،بسنده عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبدالله ( أو )(3) أبي جعفري علیهما السلام قال : قلت له : أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه وآله ؟ فقال : ( الكوفة - يا أبا بكر - الزكية الطاهرة ، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين ، والأوصياء والصديقين(4)، وفيها مسجد سهل (5)الذي لم يبعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه،ومنها يظهر عدل الله،وفيها يكون قائمه والقوّام من بعده، وهي منازل النبيين والأوصياء الصالحين (6)) (7).

قلت:لا يتم لهذا الخبر مصدوق إلا برجعة الأوصياء(وسكناهم)(8)فيها، الضرورة قاضية بأنه لم يسكنها بعد من الأوصياء إلا نزر قليل .

وأيضا دل هذا الخبر-وكلّ ما دلّ على موت القائم عجّل الله فرجه.على رجعة آبائه علیهم السلام إذ لا حجة بعدهم لله غيرهم ، فلا بد أن يكون منهم في الدنيا من يقوم بحجج الله وبيناته : «»(9).

ومنه : قال رحمة الله حدثني الصالح محمد بن إبراهيم بن محسن المطار آبادي أنه وجد بخط أبيه الصالح إبراهيم هذا الحديث، وأراني خطّه وكتبته

ص: 140


1- الغيبة (النعماني): 331 - 3/332 ، مختصر بصائر الدرجات:213 - 214، بحار الأنوار 52 : 398 - 61/299
2- كامل الزيارات: 12/76
3- من المصدر، وفي المخطوط: (و)
4- في المصدر: ( الصادقين)
5- في المصدر:( سهيل).
6- في المصدر: ( والصالحين)
7- مختصر بصائر الدرجات:178، بحار الأنوار97 : 17/44
8- في المخطوط: ( وسكونهم).
9- الأنعام: 149.

منه، وصورته : [الحسين ](1)بن حمدان عن محمد بن إسماعيل ، وعلي بن عبد الله عن أبي شعيب محمد بن نصر عن عمر بن الفرّاء عن محمد بن المفضّل قال:سألت سيّدي الصادق علیه السلام:هل للمأمول المنتظر المهدي علیه السلام من وقت موقت يعلمه الناس؟فقال:(حاشا لله)الخبر.

وهو طويل ذكر فيه صفة ظهور المهدي -عجل الله فرجه -وسيرته من

أول قيامه ، وصفة إخراجه للرجلين وسؤاله لهما وما يفعل بهما .

إلى أن قال : ثم يأمر ريحاً فتنسفهما في اليّم نسفاً )قال المفضل:يا سيّدي ، ذلك آخر عذابهما؟قال :( هيهات يا مفضَّل، والله ليردن وليحضرنَّ السيدُ الأكبر محمد رسول الله صلی الله علیه وآله والصديق الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة علیهم السلام إماماً إماما(2)، وكل من محض الإيمان محضاً، أو محض الكفر محضاً، وليقتصن (3)منهما بجميع [فعلهما](4)، وليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة،ويردّان إلى ما شاء الله) (5)الخبر.

إلى أن قال : قال المفضل: ثمّ ماذا يعمل المهديّ يا سيّدي ؟ قال علیه السلام:(يثوِّر سراياه إلى السفياني إلى دمشق،فيأخذونه ويذبحونه على الصخرة ، ثم يظهرالحسين بن علي عليهما السلام في أثني عشر ألف صدِّيق واثنين وسبعين رجلاً من الذين قتلوا معه يوم عاشوراء ، فيا لك عندها من كرّة زهراء ، ورجعة بيضاء !

ص: 141


1- من المصدر، وفي المخطوط: ( الحسن).
2- قوله: (إماماً إماما )ليس في المصدر .
3- في المصدر: ( وليقتص)
4- من المصدر، وفي المخطوط : ( المطالب )
5- في المصدر: ( ربهما ) بدل ( الله )

ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين علیه السلام،وتنصب له القبّةالبيضاء على النجف ، وتقام أركانها:ركن بالنجف وركن بهَجَر وركن بصنعاء اليمن وركن بأرض طيبة ، لكأني(1) أنظر إلى مصابيحها ، تشرق في السماء والأرض كأضوأ من الشمس والقمر، فعندها تُبلى السرائر و«تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ»(2)

قال المفضّل:يا مولاي ، فما العذاب الأدنى وما العذاب الأكبر؟قال الصادق علیه السلام : ( العذاب الأدني : عذاب الرجعة ،والعذاب الأكبر:عذاب يوم القيامة ، الذي فيه تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات ، وبرزوا لله الواحد القهار) الخبر.

إلى أن قال الصادق علیه السلام:(أحسنت يا مفضَّل ،فمن أين قلت برجعتا و مقصِّرة شيعتنا تقول : معنى الرجعة : أن يرد الله إلينا ملك الدنيا ، وأن يجعله للمهدي علیه السلام ويحهم متى سلبناالملك حتى يرد علينا؟)قال المفضِّل:لا والله ما سلبتموه ولا تسلبونه؛لأنه ملك النبوّة والرسالة والوصيِّة والإمامة.

قال الصادق علیه السلام:(يامفضِّل:لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوّا في فضلنا، أما سمعوا قول الله تعالى :«وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ 5 وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ»(3)؟ والله يا مفضل،إن تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا،وإن فرعون وهامان وجنودهما تيم وعدي )الخبر.

إلى أن قال الصادق علیه السلام : ( ثم يقوم جدِّي علي بن الحسين وأبي الباقر

ص: 142


1- في المصدر:(فکأنی)
2- الحج ، 2
3- القصص : 5 - 6

علیهما السلام فيشكوان إلى جدهما رسول الله صلی الله علیه وآله ما فُعل بهما ، ثم أقوم أنا فأشكو إلى جدي رسول الله صلی الله علیه وآله فعل المنصور بي ، ثم يقوم ابني موسى فيشكو إلى جدِّه رسول الله صلی الله علیه وآله ما فعل به الرشيد، ثم يقوم علي بن موسى فيشكو إلى جده رسول الله صلی الله علیه وآله ما فعله به المأمون، ثم يقوم محمد بن علي فيشكو إلى جده رسول الله صلی الله علیه وآله ما فعل به المتوكل، ثم يقوم علي بن محمد فيشكو إلى جده رسول الله صلی الله علیه وآله ما فعل به المستعين، ثم يقوم الحسن فيشكو إلى جده رسول الله صلی الله علیه وآله ما فعل به المعتز ، ثم يقوم المهدي سمي جدي رسول الله صلی الله علیه وآله وعليه قميص رسول الله صلی الله علیه وآله مضرجاً بدم رسول الله صلی الله علیه وآله يوم شُج جبينه وكسرت رباعيته، و الملائكة تحفه حتى يقف بين يدي رسول الله صلی الله علیه وآله ، فيقول :يا جداه)الخبر.وساق الشكاية مما ناله من الأذى والجحود له وغير ذلك .

إلى أن قال المفضل :

يا مولاي ، فقوله :«لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»(1)ماكان رسول الله صلی الله علیه وآله ظهر على الدين كله ؟ [قال : ( يا مفضل لو كان رسول الله صلی الله علیه وآله ظهر على الدين كله](2)ما كان مجوسية ولا يهودية ولا صابئة ولا نصرانية ولا فرقة ولا خلاف ولا شك ولا شرك ، ولا عبدت أصنام ولا أوثان ولا اللات والعزى، ولاعبدت الشمس ولا القمر ولا النجوم ولا الحجارة، وإنما قوله : «»في هذا اليوم وهذا المهدي وهذه الرجعة ، وهو قوله :«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ

ص: 143


1- التوبة :33
2- من بحار الأنوار وفي الهداية :(يا مفضل ، ظهر عليه علما ، ولم يظهر علمه عليه . ولو كان ظهر عليه ، ما كانت مجوسية .. )والعبارة ليست في المخطوط .

كُلُّهُ لِلَّهِ»(1)الخبر (2) .

وهو طويل جداً،أخذنا منه مواضع الدلالة ،على ثبوت رجعة أهل البيت- صلوات الله وسلامه عليهم-.

وقد وقفت عليه في أصل هداية الحضينّي هكذا :

قال الحسين بن حمدان:حدّثني محمد بن إسماعيل وعليّ بن عبد الله الحسنيّان عن أبي شعيب محمد بن نصر عن عمر بن الفرات عن محمد بن الفضّل عن المفضل بن عمر، وساق الحديث بتمامه(3).

وأكثر ما ذكرته أخذته من كتاب الحضيني نفسه؛لأنه ليس عندي حال الكتابة غيبة الشيخ حسن بن سليمان الحلي ، وإنما عندي منه قطع منقولة باختصار .

ومن هداية الحضيني أيضاً، بسنده عن سلمان الفارسي رضی الله عنه قال :دخلت على رسول الله صلی الله علیه وآل ، فلما نظر إلي قال:(يا سلمان ، إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبياً ولا رسولاً إلا جعل له اثني عشر نقيباً) قال :قلت:يا رسول الله،قد عرفت ذلك من أهل الكتابين:التوراةوالإنجيل.

قال:(يا سلمان ، فهل عرفت من نقبائي ، ومن الاثنا عشر الذين اختارهم الله للإمامة من بعدي ؟)

فقلت : الله ورسوله أعلم.

فقال صلی الله علیه وآله: ( يا سلمان خلقني الله من صفوة نوره فدعاني فأطعت ، وخلق من نوري عليّا فدعاه فأطاعه ،وخلق من نوري ونور علي فاطمة فدعاها فأطاعته ، وخلق منّي ومن عليِّ وفاطمة الحسن والحسين فدعاهما

ص: 144


1- الأنفال : 39
2- بحار الأنوار : 53 : 1-34، باختلاف في كثير من ألفاظه .
3- الهداية الكبرى:392 - 437 باختلاف في كثير من ألفاظه .

فأطاعاه، فسمانا أسماء من أسمائه ، الله المحمود وأنا محمد ، والله العلي وهذا عليّ ،والله الفاطر وهذه فاطمة،والله ذو الإحسان وهذا الحسن، و الله المحسن وهذا الحسين ، ثم خلق منا من صلب الحسين تسعة أئمة فدعاهم فأطاعوه،قبل أن يخلق الله سماء مبنية ولا أرضا مدحية ولا هواء ولا ماءولا مكاناً ولابشراً ، وكنا بعلمه نوراً نسبحه ونسمع ونطيع)الخبر.

إلى أن قال سلمان: قلت:يا رسول الله ، فأنى لي بهم ؟قد عرفت إلى الحسين علیه السلام،قال صلی الله علیه وآله:(ثم سيد العابدين ابنه علي بن الحسين، ثم محمد بن عليِّ باقر علم الأولين والآخرين من النبيِّين و المرسلين، ثم جعفر بن محمد لسان الله الصادق، ثم موسی بن جعفر الكاظم غيظه صبراً في الله عزوجل ، ثم علي بن موسى الرضا لأمر الله، ثم محمد بن علي المختارمن خلق الله، ثم علي بن محمد الهادي إلى الله، ثم الحسن بن عليِّ الصامت الأمين على سرالله، ثم محمد بن الحسن المهدي القائم الناطق بأمر الله)...

ومنه بسنده إلى عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله علیه السلام قال :(مازالت الأرض إلا ولله تعالى ذكره فيها حجة يعرف الحلال والحرام ، ويدعو إلى سبيل الله جل وعز ، ولا ينقطع - الحجة - من الأرض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة ، فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة ، ولا(1) ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجة، أولئك شرار خلق الله(2)، وهم الذين تقومعليهم القيامة)(3).ومن ( المحاسن ) (4)مثله .

ص: 145


1- في كمال الدين ( ولن ) وفي المحاسن : ( ولم ).
2- في المحاسن : ( شرار من خلق الله ).
3- كمال الدين 1 : 24/229
4- المحاسن 1 : 802/368

وعن محمد بن يعقوب(1)-عن محمد بن عبدالله-ومحمد بن يحيى جميعاً عن عبدالله بن جعفر الحميريّ قال : قلت لأبي عمر العمريّ : إني أريد أن أسألك عن شيء وما أنا بشاكّ فيما أريد أن أسألك عنه ، فإن اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل القيامة بأربعين يوماً، فإذا كان ذلك رفعت الحجة وأُغلق باب التوبة ، فلم يكن ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوكسبت في إيمانها خيراً، فأولئك شرار من خلق الله وهم الذين تقوم عليهم القيامة (2) .

أقول : الأخبار بأن الحجة يُرفع قبل القيامة بأربعين يوما كثيرة ، لا تطوّل بتتبعها.، فإذا ضممتها إلى ما دلّ على أن القائم . عجل الله فرجه.يُقتل ويموت ، وإلى ما دل على أن ملكه سبع سنين(3) أو تسع عشرة سنة أو ثلاثمائة وتسع عشرة سنة(4). وهي أكثر ما وقفت عليه في سنّي ملكه.و جدتها دالة ناطقة بلسان فصيح برجعة أهل البيت ، وإلا لزم:إما خلوّ الأرض من حجة منهم ،أو أن القيامة بعد قيام القائم بأربعين سنة ،بعدما ذكر من مدة ملكه ، وأنه يرفع ،لا يموت ولا يقتل، فيلزم طرح الآيات و الروايات المستفيضة بأن كل مؤمن له قتلة وموتة(5)بل الضرورة الحاكمة بما صرح به في الكتاب من أن «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ »(6) ، فإما أن

ص: 146


1- الكافي 1 : 329- 1/330.
2- بحار الأنوار 51: 347- 348
3- الإرشاد(ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد)2/11: 281،الغيبة (الطوسي): 497/474 إعلام الوری بأعلام الهدی: 432، بحار الأنوار 52: 337/291 ، 77/35 ، 202/286
4- الغيبة (النعماني):3331 - 3/332مختصر بصائر الدرجات:214، بحار الأنوار52 : 298 - 59/299 - 62.
5- مختصر بصائر الدرجات: 19، بحار الأنوار53: 55/64 و 58/65 و 59/66
6- آل عمران :185

نقول بالرجعة أو نطرح تلك الأدلة الصريحة عقلاً ونقلاً ، أو نقول بالمحال ، فتفطن، والإشارة تكفي الحرّ ، والاستعجال صدّ عن زيادة البيان...

ومنها : ما في ( الصافي ) نقلاً من (الكافي)(1) و (العياشي )(2)عن الصادق علیه السلام أنه فسر ( الإفسادين ) في الآية(3)( بقتل علي بن أبي طالب وطعن الحسن عليهماالسلام ) و ( العلوّ الكبير) ب ( قتل الحسين علیه السلام ) و( أولي البأس) ب ( قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم علیه السلام، فلا يدعون . [واتراً](4) لآل محمد إلا قتلوه ) و( وعد الله ) ب (خروج القائم علیه السلام ) وردّ الكرِّة عليهم ب( خروج الحسين علیه السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهبة )حين كان ( الحجة القائم علیه السلام بين أظهرهم ) .

قال(5) : وزاد العياشي:(ثم يملكهم الحسين علیه السلام حتى يقع حاجباه على عينيه(6)).

ومن (العياشي) عنه علیه السلام : (أول من يكرّ إلى الدنيا الحسين بن علي علیه السلام ويزيد بن معاوية وأصحابه، فيقتلهم حذو القذة بالقذة، ثم تلا هذه الآية: «ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا»(7))(8)

ص: 147


1- الكافي 8: 250/175
2- تفسير العياشي 2: 20/304.
3- الإسراء: 4- 5.
4- من المصدر، وفي المخطوط : ( وتر).
5- أي صاحب ( الصافي).
6- التفسير الصافي 3 : 179.
7- الإسراء: 6
8- تفسير العياشي 2 :23/305.

ومن (القمي) في قوله تعالى:«وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ»(1)أي أعلمناهم ثم انقطعت مخاطبة بني إسرائيل وخاطب الله أمة محمد صلی الله علیه وآله فقال : «لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ»يعني : فلان وفلان وأصحابهما ونقضهما العهد ،«وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا» يعني : ما ادعوه من الخلافة .

«فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا»، يعني: يوم الجمل « بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ»، يعني: أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - وأصحابه«فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ»أي طلبوكم وقتلوكم«وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا»يعني يتم ويكون

«ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ» يعني: لبني أمية على آل محمد - صلى الله عليهم - «وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا»من الحسن والحسين ابني علي - صلوات الله عليهم - وأصحابهما فقتلوا الحسين بن علي عليهماالسلام وسبوا نساء آل محمد صلی الله علیه وآله.

«فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ »يعني : القائم علیه السلام وأصحابه «لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ »يعني : يسوِّدون وجوههم «وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ»يعني : رسول الله وأصحابه وأمير المؤمنين،«وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا» يعني : يعلون عليكم فيقتلونكم.

ثم عطف على آل محمد - صلوات الله عليهم -فقال :«عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ»أي ينصركم على عدوكم ، ثم خاطب بني أمية فقال : «وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا»يعني : إن عدتم بالسفياني عدنا بالقائم من آل محمد صلى الله عليهم... الخبر(2)وقد ذكر .

ومنه : عن ( الغيبة ) عن أمير المؤمنين علیه السلام: ( آل محمد يبعث الله

ص: 148


1- الإسراء:4- 8
2- تفسیر القمی 2: 13- 14

مهديهم بعد جهدهم ، فيعزهم ويذل أعدائهم )(1).

وفي ( نهج البلاغة ) قال علیه السلام : ( لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ، وتلا : «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»(2))(3)

فهذان الخبران عبّر فيهما بالجمع ، والأصل الحقيقة، فلابد أن ينال كل واحد منهم ما ذكر حقيقة،والله أكرم من أن يبعث أحداً منهم يوم القيامة بغيظه لم ينتصر من عدوّه ،ولم تظهر له في الدنيا دولة عز يعبد الله فيها جهراً كما عبده سرّا ؛ لما فيه من شائبة نقص ؛ لعدم استكمال جميع رتب الكمال ، وهم أكرم على الله من ذلك .

ومنها : ما في ( الكافي) : أن أبا جعفر علیه السلام نظر إلى أبي عبد الله علیه السلام يمشي ، فقال : ( أترى(4) هذا ؟[هذا ]من الذين قال الله عزوجل :«وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»(5))(6) ...

وبسنده أيضاً قال : دخلت على علي بن أبي طالب علیه السلام ، فقال : (ألا أحدثك ؟) ثلاثاً ، قلت : بلى ، قال علیه السلام: ( أنا عبدالله ، وأنا دابة الأرض، ألا أخبرك بأنف المهدي وعينه ؟ ) قلت : بلى ، قال : فضرب بيده على صدره، فقال: ( أنا)(7)....

ص: 149


1- الغيبة ( الطوسي ) 143/184، وفيه : ( عدوهم ) .
2- القصص: 5
3- نهج البلاغة : 697/ الحكمة : 209
4- في المصدر: ( تری )
5- القصص :5
6- الكافي 1: 1/306
7- مختصر بصائر الدرجات: 207

وقال علي بن إبراهيم : الزبور فيه ملاحم وتحميد وتمجيد ودعاء ، وأخبار رسول الله صلی الله علیه وآله وأمير المؤمنين علیه السلام والأئمة- صلى الله عليهم أجمعين .من ذريتهما، وأخبار الرجعة ، وذكر القائم - سلام الله عليه-(1) ...

قال في ( المجمع ): وقد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد في أن الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي علیه السلام قوماً ممن تقدم موتهم من أوليائه وشيعته ؛ ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ،ويبتهجوا بظهور دولته،ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم،وينالوا بعض مايستحقونه من العقاب والقتل على أيدي شيعته ، أو الذل والخزي مما يشاهدون من علو كلمته .

ولا يشك عاقل أن هذا مقدور لله غيرمستحيل في نفسه، وقد فعل الله ذلك في الأمم الخالية، وقد نطق القرآن بذلك في عدة مواضع، مثل قصة عزير وغيره، وصح عن النبي صلی الله علیه وآله قوله : ( وسيكون في أمتي كل ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة(2)حتى إن أحدهم لو دخل جحر ضب لدخلتموه )(3) ...

وقال الشيخ قطب الدين الراوندي في(الخرائج والجرائح):(فصل في الرجعة :عن أبي سعيد سهل بن زياد قال:حدثنا الحسن بن محبوب عن ابن فضيل قال : حدثنا سعد الحلاب ، عن جابر عن أبي جعفر علیه السلام قال :(قال الحسين علیه السلام(4) لأصحابه قبل أن يقتل : إن رسول الله صلی الله علیه وآله قال لي(5):

ص: 150


1- تفسير القمي2 : 77، 127، باختلاف
2- القذة : واحدة ريش السهم، الصحاح2: 568-قذ، وهو مثل يضرب للمساواة بين شيئين كمساواة ريشة السهم المقطوعة لأختها،مجمع الأمثال 1: 347
3- مجمع البيان 7 : 304.
4- في المصدر: ( الحسين بن علی علیهما السلام)
5- ليست في المصدر

يا بني إنك ستساق إلى العراق،وهي أرض قد التقى فيها النبييون وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى ب ( عمورا ) ، وإنك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد، وتلا «قُلنَایَنَارُکُونِي بَردًاوَسَلَمًا عَلَى إِبرَهِيمَ»تكون الحرب عليك وعليهم برداً وسلاماً . فأبشروا، فوالله لئن قتلونا فإنا نرد إلى نبينا، ثم أمكث ما شاء الله، فأكون أول من تنشق الأرض عنه، فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين علیه السلام وقيام قائمنا علیه السلام .

ثم لينزلنَّ علي وفد من السماء من عند الله عزوجل لم ينزلوا إلى الأرض قط، ولينزلنَّ إليَّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ولينزلنَّ محمد وعلي وأنا وأخي وجميع من منّ الله عليه في حمولات من حمولات الربّ، جمال من نور لم يركبها مخلوق، ثم ليهزنَّ محمد صلی الله علیه وآله لواءه وليدفعنه إلى قائمنا علیه السلام مع سيفه ثم إنا نمكث بعد ذلك ما شاء الله.

قال:ثم إن الله يخرج من مسجد الكوفة عيناً من دهن وعيناً من ماءو عيناً من لبن ، ثم إن أمير المؤمنين علیه السلام يدفع إليَّ سيف رسول الله صلی الله علیه وآله، فيبعثني إلى المشرق والمغرب ، فلا آتي على عدو إلا هرقت دمه ، ولا أدع صنماً إلا أحرقته ، حتى أقع إلى الهند فأفتحها، وإن دانيال ويونس يخرجان إلى أمير المؤمنين علیه السلام، يقولان: صدق الله ورسوله، ويبعث معهما إلى البصرة سبعين رجلاً فيقتلون مقاتلهم،ويبعث بعثاً إلى الروم فيفتح الله له.

ثم لأقتلنَّ كل دابة حرم الله لحمها،حتى لا يكون على وجه الأرض إلاطيّب ، وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل وأخيرنهم بين الإسلام والسيف، فمن أسلم مننت عليه ، ومن كره الإسلام أهرق الله دمه ، ولا يبقى رجل من شيعتنا إلا أنزل الله ملكاً يمسح عن وجهة التراب ويعرفه أزواجه ومنزلته في الجن ،ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلا كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت، ولتنزلنَّ البركة من السماء

ص: 151

إلى الأرض )(1) تمّ الخبر وقد مرَّ بعضه .

ومن الخرائج أيضا عن الصادق علیه السلام أنه قال : ( إذا قام القائم أُتي المؤمن في قبره فيقال له : يا هذا، إنه قد ظهر صاحبكم(2) فإن تشأ تلحق به فالحق، وإن تشاء أن تقيم في كرامة ريك فأقم )(3)...

ومنها : ما رواه شيخ الطائفة في كتاب( الغيبة )بسنده عن المفضّل بن عمر قال: ذكرنا القائم علیه السلام ومن مات من أصحابنا ينتظره، فقال لنا أبو عبدالله علیه السلام : إذا قام القائم أتي المؤمن في قبره فيقال له : يا هذا إنه قد ظهر صاحبكم (4)، فإن تشأ أن تلتحق به فالحق ، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم )(5) .

أقول:ما ظنك يا أخي بمن بشر في قبره بظهور دولة الحق، ونصر الله للمؤمنين، وإذنه لهم في أن يعبدوه جهراً بعد أن عبدوه سراً، ماذا يختار؟ قل: أعلم أنه يختار الظهور واللحوق بصاحب الأمر.عجل الله فرجه -وأن يضرب بين يديه بالسيف هام أعدائه،وهل شيءٌ أشهى للمظلوم من الظفر بظالمه ؟ ..

ومنه : ما رواه عن الأصبغ عن أمير المؤمنين علیه السلام أنه قال في خطبة الافتخار: (من أنكر أن لي في الأرض كرَّة بعد كرَّة ودعوة بعد دعوة(6)وعودة(7) بعد رجعة، حديثاً كما كنت قديماً، فقد رد علينا ، و (8)من رد

ص: 152


1- الخرائج والجرائح2 : 848 - 849، باختلاف .
2- في المصدر: ( صاحبك)
3- الخرائج والجرائح3: 1166 / 64
4- في المصدر: صاحبك
5- الغيبة:458 - 470/459
6- قوله : ( ودعوة بعد دعوة ) ليس في المصدر .
7- في المصدر: ( عوداً ) بدل : ( عودة ) .
8- ليست في المصدر.

علينا فقد ردَّ على الله ، أنا صاحب الدعوات ، أنا صاحب الصلوات ).إلى أن قال علیه السلام فيها : ( أنا(1)أملؤها عدلاً كما ملئت جوراً(2) بسيفي هذا).

إلى أن قال علیه السلام:(أنا صاحب الرايات الصفر ، أنا صاحب الرايات الحمر، أنا الغائب المنتظر للأمر الأعظم )(3).

إلى أن قال علیه السلام:(ألا وإن للباطل [جولة](4)وللحق دولة، ألا (5)وإني ظاعن عن قريب ، فارتقبوا الفتنة الأموية ، والدولة الكسروية .

ثم تقبل دولة بني العباس بالفزع والبأس ، وتبني مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل الفرات ، ملعون من سكنها،منها تخرج طينة الجبارين تعلي فيها القصور وتسبل الستور،ويتعاطون (6)بالمكر والفجور ، فيتداولها بنو العباس اثنان وأربعون (42) ملكاً على عدد سني الملك .

ثم الفتنة [الغبراء](7)والقلادة الحمراء في عنقها قائم الحق ، ثم أسفر عن وجهي بين أجنحة الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب ، ألا وإن لخروجي علامات عشراً: أولها تخريق(8) الرايات في أزقة الكوفة ، وتعطيل المساجد ، وانقطاع الحاج،وخسف وقذف بخراسان ،وطلوع كوكب(9) المذنب، و اقتران النجوم ، وهرج ومرج ، وقتل ، ونهب ، فتلك

ص: 153


1- في المصدر: ( أنا الذي ).
2- في المصدر قبلها : ( ظلماً ).
3- في المصدر : ( العظيم).
4- من المصدر ، وفي المخطوط : ( دولة )
5- ليست في المصدر .
6- في المصدر : ( يتعلون ) .
7- من المصدر، وفي المخطوط : ( الغراء).
8- في المصدر : ( تحريف ).
9- في المصدر: ( الكوكب ).

علامات عشر، ومن العلامة إلى العلامة عجب،فإذا تمَّت العلامات قام قائمنا قائم الحق).

ثم قال : ( معاشر الناس ، نزهوا ربكم ولا تشيروا إليه ، فمن حدَّالخالق فقد كفر بالكتاب الناطق ... )(1)إلى آخر الخطبة ....

ومنها : ما رواه الشيخ أيضاً في (المصباح)(2) وابن طاووس في(الإقبال)(3) من دعاء اليوم الثالث من شعبان قال رحمه الله:

( في اليوم الثالث منه ولد الحسين بن علي عليهما السلام ، وخرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد علیه السلام أن مولانا الحسين علیه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، فصمه وادع بهذا الدعاء : ( اللهم إني أسألك بحق المولود في هذا اليوم، الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته ، بكته السماء ومن فيها ، والأرض ومن عليها ، ولما يطأ لابتيها ، قتيل العبرة ، وسيد الأسرة،الممدود بالنصرة يوم الكرة ،المعوّض من قتله أن الأئمة من نسله ، والشفاء في تربته ، والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته ،حتى يدركوا الأوتار ويثاروا الثأر ويرُضوا الجبّار، ويكونوا خير أنصار ، صلى الله عليه مع اختلاف الليل والنهار ) .

وقد وقفت على قطعة من كتاب لبعض أفاضل المتأخرين عن الشيخ ، قد عمله لإثبات رجعة أهل البيت عليهم السلام ، وقد استدّل فيه بأخبار كثيرة ، وكثير ممّا ذكرته في هذه الرسالة استدل به بإسناده هو ،..

ومنه:بسنده عن موسى الخياط (4)قال : سمعت أبا عبدالله علیه السلام يقول :(أيام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم علیه السلام ، ويوم الكرة، ويوم القيامة)(5)....

ص: 154


1- مشارق أنوار اليقين: 164- 166
2- مصباح المتهجد:758
3- الإقبال بالأعمال الحسنة: 3 : 303، باختلاف .
4- في المصدر : ( الحنّاط )
5- مختصر بصائر الدرجات : 18 ، 41، وفيه : ( يوم قيام القائم ) .

ومنه : بسنده عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله علیه السلام فقلت : إنا نتحدث أن عمر بن ذر لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمد ، وقال : ( إن مثل ابن ذر مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له عبد ربه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة ، فمات فكانوا يلوذون بقبره ويتحدثون عنده ؛ إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ، ويقول لهم : كيت وكيت )(1)...

ومنه : عن أحمد بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله علیه السلام أنه سئل عن الرجعة أحق هي ؟ قال : ( نعم) . فقيل له : من أول من يخرج ؟ قال : (الحسين علیه السلام، يخرج إثر القائم علیه السلام). قلت : ومعه الناس كلهم ؟ قال :(بل كما ذكر الله تعالى في كتابه :«يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا»(2)قوماً بعد قوم )(3).

وعنه علیه السلام : (يقبل الحسين علیه السلام في أصحابه الذين قتلوا معه، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران علی السلام ، فيدفع إليه القائم علیه السلام الخاتم، فيكون الحسين علیه السلام هو الذي غسّله وكفّنه ويحنطه ويلحده في حفرته)(4).

ومنه:بسنده عن علي بن مهزیار في حديث طويل قال فيه ثم قال - يعني القائم عليه سلام الله - : ( إذا فقد الصيني وتحرك المغربي وسار اليماني وبويع السفياني (5)یؤذن لولي الله ، فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء ، فأجيء إلى الكوفة فأهدم مسجدها وابنيه على بنائه

ص: 155


1- مختصر بصائر الدرجات : 21، وفيه : ( إذا ) بدل : ( إذ )
2- النبأ:18
3- مختصر بصائر الدرجات: 48.
4- مختصر بصائر الدرجات: 48 - 49، وفيه : ( فيكون الحسين علیه السلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواري به في حفرته ).
5- في المصدر : ( وبويع العباسي ) .

الأول ، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة،وأحج بالناس حجة الإسلام ، و أجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة وأخرج من فيها وهما طريان فآمر بهما تجاه البقيع، وأمر بخشبتين یصلبان عليهما ، فيورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشد من الأولى،فينادي منادي الفتنة من السماء:يا سماء أبيدي (1)ويا أرض خذي ، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان ).

قلت:يا سيدي ، ما يكون بعد ذلك ؟ قال:(الكرّة الكرّة والرجعة الرجعة) ثمّ تلا هذه الآية :«ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ»(2)الآية(3)...

ومنه : عنه أيضاً،بسنده عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله وأبي جعفر علیهما السلام قال: قلت له: أي بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلی الله علیه وآله ، فقال : ( يا أبا بكر، الكوفة الزاكية الطاهرة ، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأوصياء والصديقين(4)، وفيها مسجد سهلة الذي لم يبعث الله نبياً إلا وقد صلى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمة والقوّام من بعده ، وهي منازل النبيين والأوصياء الصالحين(5))(6)...

وقال الشيخ فخر الدين الطريحي في(مجمع البحرین):( الرَجعة ، بالفتح: هي الكرّة بعد الموت بعد ظهور المهدي علیه السلام ، وهي من ضروريات مذهب الإمامية، وعليها من الشواهد القرآنية وأحاديث أهل البيت عليهم السلام ما

ص: 156


1- في المصدر :(انبذي)
2- الإسراء :6
3- مختصر بصائر الدرجات:176 - 177، باختلاف .
4- في المصدر : ( الصادقين ) .
5- في المصدر : ( والصالحين ) .
6- مختصر بصائر الدرجات: 178 ، باختلاف .

هو أشهر من أن يذكر ، حتى إنه ورد عنهم -عليهم سلام الله -:(من لم يؤمن برجعتنا ، ولم يقرَّ بمتعتنا ، فليس منا )(1)...

وقد نقل مخالفونا أنه إذا خرج المهدي نزل عيسى بن مريم علیه السلام فصلّي خلفه ، ونزوله إلى الأرض رجوعه إلى الدنيا بعد موته ؛ لأن الله عزوجل قال : «إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ »(2)...

وقال الرئيس الشيخ أحمد بن زين الدين :(الرجعة تطلق على رجعة آل محمد صلی الله علیه وآله ، ومختصر القول في بيانها على ما كنت أفهم من الروايات : أن أول قائم منهم علیهم السلام بالحق هو القائم الحجة علیه السلام ، ومدة ملكه سبع سنين ، كل سنة عشر سنين ، فإذا مضى من حكمه تسع وخمسون سنة ، وبقي إحدى عشرة سنة ، خرج الحسين علیه السلام .

وفي الحديث :( أوّل من ينفض التراب عن رأسه الحسين علیه السلام)(3) ، وفي آخر : ( السفاح) وهو الحسين علیه السلام(4)، ويبقى إلى آخر حكم القائم علیه السلام إحدى عشرة سنة صامتاً .

فإذا قتل القائم، قيل: تقتله امرأة من بني تميم لها لحية واسمها سعيدة ، لعنها الله تعالى، يتجاوز علیه السلام في الطريق وهي فوق سطح، فترميه بجاون من صخر على أم رأسه فتقتله، فإذا مات غسّله الحسين علیه السلام وكفّنه وصلى عليه ودفنه، وقام بالأمر من بعده. فإذا مضى من حكم الحسين علیه السلام ثماني سنين، خرج علي علیه السلام في نصرة ابنه ، ثم يُقتل علي علیه السلام، وهو قوله علیه السلام:

ص: 157


1- مجمع البحرين: 4 :334 ، رجع .
2- آل عمران: 55 .
3- مختصر بصائرالدرجات: 49 ، 211، بحار الأنوار 53 :134/106.
4- مرّ في هذه الرسالة ص94 أن السفاح هو أمير المؤمنين علیه السلام . ( ص (137) من هذا الكتاب ).

أنا الذي أُقتل مرتين وأبعث مرتين،ولي الرجعة بعد الرجعة،الكرة بعدالكرة )(1) ....

وبالجملة فالأخبارالدالة على الرجعة أكثر من أن أحصيها،وما ذكرته فيه غنية لطالب الحق مع ما اشتمل عليه من الآيات الدالة على الرجعة .

الوجوه الاعتبارية :

وأما الاعتبار فمن طرق :

منها : أنه لا ريب في أن القرآن له تنزيل وتأويل،والتأويل في كثير من الآيات لا يتم إلا بالرجعة ، كما ظهر لك من الأخبار في آيات كثيرة، مثل «إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا »(2) الآية ، و«لَتُو مِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ»(3) ، وغيرهما مما لا يخفى على المتأمل في أخبار أهل البيت علیهم السلام.

ومنها : أن رسول الله صلی الله علیه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والعشرة الأئمة الذين مضوا - صلوات الله وتسليماته عليهم أجمعين - إنما عبدوا الله في الدنيا سراً في دولة الجهل وسلطان التقية حتى مضوا لم يعملوا في هذا العالم ، ولم يظهروا لهذا الخلق إلا حرفاً أو حرفين من ثمانية وعشرين حرفاً، ولابد أن يعمل كل واحد منهم في الخلق بثمانية وعشرين حرفاً ، لا يختص بذلك القائم علیه السلام ؛ فإنه يجري لأولهم كما يجري لآخرهم(4)، كما استفاض عنهم - صلوات الله عليهم - .

والقائم - سلام الله عليه - حال غيبته يعبد الله سراً ، كما مضى عليه

ص: 158


1- مختصر بصائر الدرجات:33، بحار الأنوار53 : 20/47، بتفاوت فيهما ، وانظرشرح الزيارة الجامعة 3: 60
2- غافر:51
3- آل عمران :83
4- انظر مثلاً الكافي 1 :3

آباؤه، ولابد أن يعبد الله جهراً كما وعده الله،وهذا غاية الشرف والكمال ، ومحال ألا يفوز رسول الله صلی الله علیه وآله وخلفاؤه الذين مضوا بهذا الشرف،ويختص به القائم علیه السلام ومن يكون في زمنه دون آبائه - صلوات الله عليهم - ، فإن الله تعالى بلطيف حكمته ورحمته أحب أن يعبد سراً وأن يعبد جهراً،فلا بد أن يعبده أول العابدين وخلفاؤه بالوجهين ؛ فإنهم معلمو الخلق العبادتين .

فمحال أن يكون نوع من العبادة لا يعبدونه بها،ولو كان كذلك لكان سائر من يوجد في زمن القائم وأنصاره الذين يقوم بهم نالوا درجة لم ينلها محمد صلی الله علیه وآله ، وخلفاؤه الماضون - صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين - وعبدوا الله بعبادة لم يعبدوه بها ، وحازوا عبادة السر والجهر دونهم ، وهذا محال ، وهذا كله لا يتمّ ويندفع عنه ما قلنا إلا بالرجعة ، فمن أنكرها أنكر فضل محمد وآله ، وأنكر قدرة الله تعالى، ونعوذ بالله من الجهل وجنوده .

ومنها : أن أحد الأمرين لازم ؛ إما القول بان صاحب الأمر عجل الله فرجه حي لا يموت ولا يذوق الموت ولا يقتل أو أن الأئمة يرجعون ،والأول باطل بالضرورة عقلاً ونقلاً وإجماعاً ، بل : «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ»(1)ولا يلي أمر الإمام إلا الإمام بالنص(2)والإجماع ، ولا تخلو الأرض من حجة لله بالبرهان المتضاعف عقلاً ونقلاً(3)، فثبت الثاني، ولا قائل برجوع واحد منهم دون آخر.

ومنها : أنه لابد أن ينال القائم ما ناله آباؤه الكرام من الدرجة التي لا

ص: 159


1- آل عمران : 185
2- الکافی :1: 384 - 385
3- الکافي 1: 178 - 1/179-13

تنال إلا بالشهادة،بل لابد له أن يقتل أولاً ويرجع ويموت كآبائه فإذا مات أو قتل لا يمكن أن تخلو الأرض من حجة لله على عباده ، وبه يحفظ الله الشريعة ، وبه تتم حجة الله على الخلق،وبه يمسك الله الأرض و السماوات، ولا ترتفع الحجة من الأرض إلا إذا لم يكن لله في عباده حاجة، وذلك قبل أن ينفخ في الصورة بأربعين يوما :« أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا»(1).

ومنها : مقتضى كمال المقابلة بين العقل والجهل وجنودهما في التضادّ، وذلك من وجوه :

أحدها : أن محمداً صلی الله علیه وآله مظهر العقل الكلي الذي هو أول ما خلق الله، فقال له : ( أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبرفأدبر )(2)، وخلق بخلقه ضده وهو الجهل، وقد ظهرت في هذه النشأه دولة الجهل الكاملة ، التي أوجبت استتار الإمام ، وعمل النبي والأئمة بعده-صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - بالتقية، فلابد أن تظهر دولة لمحمد صلی الله علیه وآله لكمال دولة العقل وجنوده، وذلك لا يكون إلا بالرجعة، لأن القائم علیه السلام يقتل، ولازم ظهور دولة العقل كمال الظهور أن تطهر الأرض من الكفر والشرك والنفاق، حتى لا يعبد إلا الله سراً وعلانية، وهذا لا يكون مع وجود من يقتل الإمام.

وثانيها : أن الله كما أحب أن يعبده العقل وجنوده وأول العابدين بكمال السر أحب أن يعبده بكمال العلانية،حتى يستكمل العابد وجنوده جميع مراتب العبادة ، فإن بها كمال وجود الخلق،لأن الله إنما خلق الخلق ليعبدوه،ولو أن المكلفين أطبقوا على ترك عبادة ولومستحبة حتى لا يوجد عامل بها غير الإمام لم يمهلوا.

وثالثها : أن مظهر الجهل له فعلية وتتحقق في هذه النشأة ، من كل وجه

ص: 160


1- آل عمران: 144
2- الکافي : 1:26/26

بها يتحقق امتلاء الأرض ظلماً وجوراً، فلابد من أن يكون لمظهر العقل - وهو محمد وخلفاؤه صلوات الله عليهم - تحقق وفعلية فيها كاملة من

كل وجه بها يكون الدين كله لله،ولا يتم هذا ويصدق إلا بالرجعة، و الوجوه كثيرة لا تخفى على العارف ، والاستعجال أوجب الاقتصار .

ومنها : ما ثبت بالبرهان المتضاعف من وجوب تطابق البداية والنهاية،و أن أول الفكر آخر العمل،وأن العلة الغائية هي علة فاعلية الفاعل ، فهي أول وآخر ، ووجوب تطابق قوسي دائرة المبدأ والمعاد .

إذا تعقلت هذا فاعلم أن محمدا صلی الله علیه وآله وخلفاءه الاثني عشر علیه السلام هم أول العابدين الداعين إلى الله ، الدالين عليه في مقام «أَلَستُ بِرَبِّكُم »(1) وقبله وبعده ،وفي كل مقام،فلابد أن يكونوا أجمعين آخر العابدين الدالين على الله ، الهادين إليه ، وأنهم أول الخلق ؛ فيجب أن يكونوا غاية الخلق ونهايته، وأنهم مبدأ الخلق فلابد أن يكونوا معاده ، كلذلك بالفعل من كل وجه في كل مقام من مقامات الوجود ،وهذا لا يتم إلا بالرجعة ، وإلا لكان ناقصاً جزئياً لا كاملاً تاماً كلياً .

ومنها : أن محمداً صلی الله علیه وآله لكمال شرفه كانت بعثته كأنها ابتداءً دورتان أو هي كذلك ،فقد جمع الله له جميع معاجز الأنبياء طرّاً وأعطاه كمالاتهم أجمع ، وهي المعبّر عنها بمواريث الأنبياء ، وقد ورثها منه خلفاؤه ، وجمع في أمته جميع ما كان في الأمم السالفة ، فكانت أمة محمد صلی الله علیه وآله مقابلة جميع الأمم ، وقد وقع في الأمم السالفة الرجعة بعد الموت، فلابد أن تقع على وجه أكمل في هذه الأمة .

ومنها : أن آدم فمن دونه تحت لواء محمد صلی الله علیه وآله بالفعل في بدء الخلق ويوم

ص: 161


1- الأعراف :(172)

القيامة،فلابد أن يكونوا في هذه النشأة كذلك بالفعل؛لوجوب تطابق العوالم ، وهذا لا يكون إلا بالرجعة .

ومنها : أن الموت الطبيعي استكمال تدريجي ولذة أخروية كذلك ، والقتل استكمال دفعي ولذة أخروية رفعية،فلابد أن ينالهما محمد وآله المعصومون ؛ لا يمكن أن يفوت أحدهم نوعٌ من الكمال ولا لذة من لذات الآخرة ، وهذا لا يكون إلا بالرجعة بالضرورة؛لأنهم غير صاحب الأمر قتلوا فلابد أن يموتوا ، ولا يكون إلا بالرجعة .

ومنها :أن عالم الدنيا المحض منتقل عائد إلى الآخرة،ولا يمكن انتقال النشأة الدنيا المحضة إلى النشأة الأخرى المحضة دفعة واحدة، لما بينهما من كمال المضادة إذا اعتبرت الحيثيثتان ، فلابد أن يكون بينهما حالة برزخية هي يوم الرجعة ، وقبله يوم قيام القائم ؛ لترتبط العوالم والنشآت .

عرف ذلك كل من عرف أنه لا فصل ولا وصل في الوجود،فلابد من ليل محض يعبد الله فيه بكمال السرّ، ونهار محض يعبد الله فيه بكمال الجهر،وحال بينهما هي الساعة الفجرية،فقيام القائم كأول الساعة الفجرية التي هي البرزخ بين الليل المحض والنهار المحض،والرجعة كآخرها قبل طلوع الشمس في الأفق المرئي،فلابد من يوم القائم ، ويوم الرجعة ، ويوم الدنيا واليوم الآخرة.

ومنها : أن الله أودع في قوى نفوس الأفلاك والكواكب تأثيرات وإمدادات لأجسام هذا العالم، بإبراز جميع القوى من المعدن والنبات والحيوان ، و كمالها بالفعل من كلّ وجه ،حتى إن الشجرة لتقصف بما عليها من الثمرة من عظم فعلية البركات ، وذلك لا يتم إلا بالرجعة، وإلا لزم أن ينزل على غير محمد وآله الماضين - صلوات الله عليهم أجمعين - من البرديات ما لم ينزل عليهم، وهذا محال.

ومنها : أن محمداً صلی الله علیه وآله وخلفاءه الاثني عشر والزهراء سلام الله عليهم

ص: 162

أجمعين مجتمعون في كل نشأة،وفي كل بدء الخلق،وفي الآخرة،وفي كل طبقة من الوجود لا على سبيل الاتفاق ، بل لحكمة إلهية وسر رباني لا يخفى على العارف أشعة نورة ، فلابد أن يحصل لهم ذلك الكمال والجمال والجلال في النشأة الدنيوية، ولا يكون ذلك إلا بالرجعة .

ومنها:أنه لا ريب أن زمن امتلاء الأرض قسطاً وعدلاً فيه من اللذة و البهجة والسرور في قلوب المؤمنين،ومن الغناء والنور والعلم ما لايستقصى، فكيف يحرم إدراك هذا الكمال والنعمة أنبياء الله ورسله وخلفاؤهم و أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ،خصوصاً محمداً وخلفاءه - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - ؟ ومحال أن يدركها من مات إلا بالرجعة .

ومنها:أن الله عزوجل يحب ان يعبد بتأويل القرآن وباطنه،كما أحب أن يعبد بتنزيله ، فقد عبد بالتنزيل ، ولا يمكن أن يعبد بالتأويل والباطن إلا بالرجعة،ولابد من ذلك كما يظهر على متدبر أخبار التأويل والباطن العارف بلحنها ، ومحال أن يختص واحد من أهل البيت بالتعبد والعمل بالتأويل والباطن دون غيره منهم ، بل النبي صلی الله علیه وآله وعلي - سلام الله عليه-أولى بالعمل والتعبد بذلك في كل نشأة ومقام،وكذا الحسنان من القائم - سلام الله عليه - ، وإلا لزم أنه أفضل من الكل ، بل من أفضل الكل في الكل مطلقاً، وهذا خلف محال .

وبالجملة..فالأخبار وطرق الاعتبار في إثبات الرجعة كثيرة جداً وهي أكثر من أن أحصيها ، وفيما حصل كفاية لطالب الحق.

وبالجملة..فإجماع أهل البيت صلى الله عليهم وسلم وأتباعهم قائم متحقق على ذلك في كل مكان ، بل من الأمر المشهور بين الأمة بأجمعها أن ذلك مذهب أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم ، حتى العامة بأجمعهم يعتقدون أن

ص: 163

هذا مذهب أهل البيت علیهم السلام وأتباعهم ، فكم أعاب علماء العامة على الشيعة القول بالرجعة، فالمعروف بين فرق الأمة أن القول بالرجعية مذهب الإمامية .

ولا يمكن أن يقال : إن قيام القائم علیه السلام يسمى رجعة .

فإن الرجعة إلى الدنيا أو إلى الشيء لا يكون إلا بعد الخروج منه و الانصراف عنه ؛ إذ لا يقال لمن هو في مكان إنه رجع إليه قبل أن يخرج منه ويعود إليه ، فإن تحصيل الحاصل محال، والقائم عجل الله فرجه وأزال عنا الحيرة به لم يخرج من الدنيا حتى يقال:إن قيامه يسمی رجعة.

يؤيد هذا بل يدل عليه، أن الأمة مطبقة على القول بقيام القائم ومنكرة للرجعة، إلا أهل البيت علیهم السلام وأتباعهم، فالقول بها من خواصّهم التي انفردوا بها وامتازوا عن جميع فرق الأُمة، والله العالم وهو الهادي والعاصم.

وهذا آخر ما أردت إملاءه في هذه العجالة ، وقد جعلتها هدية إلى حضرة صاحب الزمان صلى الله عليه وعجل فرجه،فإن قبلها فشأنه العفو و الرحمة والكرم والجود،وإن ردها فبجرائم مؤلفها الأقل المقصر القاصر أحمد بن صالح بن سالم بن طوق ، وأنا أسأله العفو ونظرة رحيمة كما عوّد ، والحمدلله اولاً وآخراً ، كما هو أهله وصلى الله على محمد وآله الأطهار وسلم.

اللهم أرجعني ومن نسخها أو استكتبها ووالدي وإخواني ومن عمل لي

إحسانا من المؤمنين في كرتهم يا أرحم الراحمين .

تمت بقلم المذنب العاصي زرع بن محمد علي بن حسين بن زرع، عفا الله عنهم أجمعين .

ص: 164

المهدي والمهدوية الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي قدس سره

اشارة

*المهدي والمهدوية(1)

المهدي وضرورة وجوده:

اشارة

الأصل :(وعقيدة الرافضة في هذا الإمام المدعي من أشنع المهازل والنقائض الفكرية ، فإن هذا الإمام الذي يدعون الإيمان به ويدعون أن من لم يؤمن به غير ناج من عقاب الله ليس هنالك دليل واحد على وجوده فضلاً عن عصمته وتبليغه الناس ، فإن أحداً لم يحسه بإحدى الحواس الخمس، أو يحس أثراً من آثاره أو تتصل به رواية عنه،لا عن الله ولا عن رسوله الكريم ولا عن أحد من الثقاة العدول، ولا اضطره إلى الإيمان به عقل ولا نظر ولا شيء من الأشياء التي يعدها الناس حججاً وأنصاف حجج وأشباه حجج) (2). للشيعة حول هذا مطالب:

1.استمرار وجود المعصوم:

قد دل على وجود معصوم مستمر حتى القيام،كل من العقل والنقل.

أما العقل:فلأنه -كما يحكم بوجوب بعث الرسل وعصمتهم ،حفظاً لأصل التبليغ عن عثرات الوهم والنسيان - يحكم بوجوب معصوم،حفظاً للحقائق المبلغة عن تلك العثرات .

ولا ينافي ذلك:عدم تمكن هذا المعصوم من القيام بوظيفته، لانتفاء شرط القيام أو لوجود المانع منه، كما صدر مثل ذلك في حق الأنبياء، فالنبي صلی الله علیه وآله لم يقم بالدعوى حتى بلغ أربعين سنة، مع أنه نبي و( آدم بين الماء

ص: 165


1- الدعوة الإسلامية إلى وحدة أهل السنة والإمامية ج2 ص 339 - 350، وهو كتاب يرد فيه على كتاب(الصراع بين الإسلام والوثنية ) لمؤلفه (عبدالله القصيمي ) ، وسوف نذكر إن شاء الله شيئاً من ترجمة القصيمي آخر هذا الرد .
2- ص136ج1

والطين ).

وأما النقل : فقد تقدم مكرراً:أنه حديث الثقلين ،القائل:(إني مخلف فيكم الثقلين،ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا:كتاب الله وعترتي أهل بيتي،لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ).

إلى غير ذلك من النصوص الصريحة دلالة ، القطعية الصدور سنداً.

وفي النقل ما في العقل من دلالة وزيادة ، وهي : كون هذا المعصوم من أهل بيته صلی الله علیه وآله ، وأهل بيته هم:أهل آية التطهير وأصحاب آية المباهلة .. إلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي أجمع عليها المفسرون سنة وشيعة ، من غير استلزام ذلك مسّاً لكرامة الخلفاء الثلاثة .

2.المهدوية وابن خلدون:

المهدوية هي : خروج رجل من بيت أهل النبوة، هادٍ مهدي يملأ الأرض

قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وقد أجمع على ذلك المسلمون .

نعم !نسب لابن خلدون -في مقدمته - إنكارها ، ولعمري إنه لجدير بذلك، لاعتدال سليقته واستقامة فكرته ! وأنور برهاناً على ذلك الاعتدال وتلك الاستقامة ، نسبة الابتداع -الذي هو الضلال- لأهل الهدى والرشاد! وتوصيفه عبد الملك بن مروان بالعدالة !وعبدالملك ممن اتخذ دين الله دخلاً ومال الله دولاً وعباده خولاً ، وذلك بنص رسول الله صلی الله علیه وآله.

فإن يكن المصنف مصادقاً على هذه الفكرة الشريفة فهنيئاً له ومريئاً!

3.وجود المهدی:

إن المهدي قد وجد، وهو من صلب الإمام الحسن العسكري علیه السلام الإمام الحادي عشر ، استناداً إلى الأخبار المتواترة عن الإمام العسكري علیه السلام من أنه يخرج إلى أصحابه غلاماً، ويقول لهم:هذا ابني محمد، وينص عليه بالإمامة، ويخبرهم بأن له غيبتين : صغرى وكبرى .

مضافاً إلى : الأخبار المتواترة عن الأئمة علیهم السلام، الذين قبل الإمام الحسن

ص: 166

العسكري علیه السلام، وفيها ما هو منسوب للرسول صلی الله علیه وآله صريحاً مفصلاً من أن الإمام المهدي علیه السلام اسمه ( محمد ) من صلب الإمام الحسن العسكري علیه السلام.

فالسنة القطعية عن النبي صلی الله علیه وآله يتوسط أهل بيته علیهم السلام هي : الدليل الذي اضطر الإمامية وألزمهم بالإقرار بوجود الإمام المهدي علیه السلام.

واعترف بوجود الإمام المهدي ثمانية وأربعون عالماً من علماء أهل السنة، ذكرهم المحدث الأعظم (ميرزا حسين نوري) في كتابه (كشف الأستار) وقد وقفت على ذلك لعالمين اثنين منهما وهما: ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ) والقرماني في ( أخبار الدول ).

والظاهر:أن اعتراف المؤرخين من هؤلاء العلماء،مستند لخبرة تاريخية بوجوده علیه السلام، إذ أن المؤرخ شأنه:ذكر ما صار تكويناً في الزمن، وإن ذكر أمراً شرعياً أو مستنداً لأمر شرعي فهو بالعرض .

وقد أشار الناظم البغدادي ، إلى أن الخلاف في وجود الإمام المهدي علیه السلام موجود بين المسلمين من غير خصوصية لقول الإمامية بوجوده، حيث قال :

أيا علماء العصريا من لهم خبر *** بكل دقيق حار من دونه الفكر

لقد حار مني الفكر بالقائم ال *** ذي تنازع فيه الناس واشتبه الأمر

فمن قائل : بالقشر لب وجوده *** ومن قائل : قد دب عن لبه القشر

فتراه : نسب النزاع إلى الناس. أي إلى المسلمين-من غير تخصيص القول بوجوده لفرقة خاصة ، وذلك لطول باعة في الفحص والتتبع،فعثر على موافق من أهل السنة للإمامية، على القول بوجود الإمام المهدي علیه السلام .

أما المصنف : فما كان في وسعه - وقت ألّف فيه كتابه - الفحص

ص: 167

والتتبع، إلا إلى ما يشين الشيعة ويشوه سمعتهم!غفلة عن أن ذلك مما يزين الشيعة ويحسن سمعتهم، فإن القارئ إذ عرف حقيقة الحال، كان عنده المصنف على إحدى حالتين:إما قصور الباع في الاطلاع، وإما الغش والتدليس في مقام المناظرة والجدال،وكل من الحالتين خلل في المصنف و التصنيف، وإن كانت الثانية أعظم خللاً.

ومن أعجب غفلات المصنف ، عدّه القول بوجود الإمام المهدي علیه السلام من أشنع المهازل والنقائص الفكرية !مع أن غاية جهده في المقت : نفي الحجج على وجوده وأنصاف الحجج وشبهها كما يقول .

أما هو نفسه فيتولى ويأتمّ بمن قد ذمه وأسقطه عن الاعتبار كل من الكتاب والسنة، وهم الملوك من بني مروان،والملوك من بني العباس ! أما بنو مروان : قد تقدم نقل ما ورد في ذمهم ، كتاباً وسنة قطعية الصدور عن الرسول صلی الله علیه وآله بأفانين شتى في الذم.وأما بنو العباس:فهم أصحاب الخمور والأغاني وآلات اللهو والطرب وارتكاب المحرمات بالضرورة الدينية.

فإن كان القول بالشيء مع عدم الدليل عليه، من أشنع المهازل والنقائض الفكرية،فالقول بالشيء مع وجود الدليل على نفيه أشد شناعة وأشد..و أشد...! وحينئذ يقال للمصنف :

فعظ النفس أولاً وعظ النا *** س أخيراً، من استقام أقاما

هذا كله.. مع تسليم عدم الدليل ، وإلا فقد تجلى لك الدليل .

وأعجب من غفلته تلك:ما سيأتي الكلام عليه.إن شاء الله-في الجزء الثاني من كتاب المصنف ، عند قوله يرجعان إتباع آثار بني العباس!

ولولا أننا ننزه المصنف لقلنا له : استعد للخمر بمعاصر وعصارين ؛ وللعود والمزهر والناي والطنبور بخشب ونجارين،واجمع شتات المغنيات والمغنين ، وعند ذلك يتمّ لك اتباع : تلك الأمور الشريفة !والاقتداء بتلك الأفعال الجميلة ! والأعمال الكريمة الله أبو المصنف !سامحه الله ، إنه

ص: 168

علی کل شیء قدیر(1).

خروج المهدي و... والسرداب:

اشارة

الأصل:(وإذا ما قيل لهؤلاء إذا ما كان هذا الإمام المعصوم المزعوم موجوداً بين أظهر الناس وأنتم تصفونه بأكمل الأوصاف من العصمة والقوة والعلم والعدل والرحمة بالخلق وحب الحق،فلماذا لا يظهر للناس أو لكم وحدكم ليقول الحق وينصره ويخذل الباطل ويكسره، وليدفع عن دين الله المهتضم، وليقضي بين الناس فيما اختلفوا فيه، بل وليقضي بين الشيعة أنفسهم في المسائل والاعتقادات التي اختلفوا فيها، أو إذا كان موجوداً كما تدعون فلماذا لا يخرج المصحف الصحيح الذي تدعونه،والأمر الجديد في الدين الذي تزعمونه، ولماذا يظل متخفياً هاربا بنفسه وأتباعه ومن به يؤمنون وإياه ينتظرون، بل وذرية علي وولده مظلومون مضطهدون كما تدعون، إذا ما قيل لهم لماذا لا يخرج لأجل هذه الأغراض الشريفة و المطالب العالية لم يجدوا جواباً غيرهروبهم إلى وصفه بالجبانة والمخافة والاختفاء خوف الأعداء ما أهونها من دعوى وأهونه من جواب!

ما آن للسرداب أن يلد الذي *** ثلثتموه بزعمكم ما أنا ؟

فعلى عقولكم العفاء فإنكم *** ثلثتم العنقاء والغيلانا)(2)

إن المصنف مسبوق على هذه المقالة الكريمة الوليدة لتلك الفكرة الشريفة ! والجواب يقع في مطالب :

ص: 169


1- ولعل هذه الكلمات من شيخنا أبي الحسن قدس سره استشراف لعالم الغيب واطلاع على المستقبل ، فإن القصيمي قد كفر في آخر عمره ، وارتدّ عن الإسلام - كما سنوافيك بكلمات أهل نحلته في هذا الجانب - وعاش في مصر إلى أن مات ، ولا يبعد أن غرق في الخمر وجمع شتات المغنيات في تلك الأوقات .
2- ص 1136 - 137 ج1.
1.لماذا لم يخرج المهدي ؟

إن الوجه في عدم خروج الإمام المهدي علیه السلام موكول إلى من أوجده تكويناً، ووظّفه تشريفاً هذا على جهة الإجمال .

وإما على جهة التفصيل،فهو:إما لفقد شرط للخروج ، أو لوجود مانع منه، وله في التكوين أشباه ونظائر ، فكثير من الأنبياء -إن لم يكن كلهم - لم يشرع الله لهم بثّ الدعوة، إلا بعد مضي مدة من أعمارهم الكريمة، و تفاوت المدة -طولاً و قصراً - غير ضائر،إذ أن الأمر دائر مدار وجود الشرط أو فقدان المانع ، فالمدة لا اعتبار بها طالت أو قصرت .

وأما دعوى:أن الإمامية تجيب عن ذلك:أن الإمام المهدي ممتنع من الخروج خوفاً من الأعداء، فهي من الخيالات المنامية، أو من المخيّلات والوهميات المثارة من الحدة حال الجدال .

2.صفة المهدي ووظيفته:

إن قوله ( وأنتم تصفونه بأكمل الأوصاف ) ... إلخ . يرد عليه:

إن الشيعة لم تختص بوصف الإمام المهدي علیه السلام بالأوصاف الحميدة والأخلاق الجميلة ، بل هذا قول المسلمين قاطبة، من قال منهم بوجوده ومن لم يقل،لكن المصنف تجره الغفلات إلى جحود الثابت وادعاء المنفي!

وأما قول المصنف:(فلماذا لا يخرج المصحف الصحيح الذي تدعونه والأمر الجديد ) ... إلخ . ففيه : إنك قد عرفت أن المصحف هو المصحف،ولا دين جديد غير دينه صلی الله علیه وآله، فحرامه صلی الله علیه وآله حرام إلى يوم القيامة، وحلاله حلال إلى يوم القيامة . ووظيفة الإمام المهدي علیه السلام هي:تطهير الأرض من جراثيم الظلم والضلال والفساد ، حتى تمتلئ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

3.شبه ألقيت حول غيبته:

ألقيت حول غيبة الإمام المهدي علیه السلام شبه .

ص: 170

منها:ما أشرنا إليه من طول المدة ،وقد ألقاها كثير من المخالفين في وجوده علیه السلام بل عدّوها من المنكرات . وليت شعري هل هي وحيدة في المعتقدات الإسلامية ؟ كلا . فإن المسلمين قاطبة يعتقدون وجود الخضر مغيباً، قبل وجود الإمام المهدي علیه السلام بمدة متطاولة، وهو باق إلى حيث يشاء الله.وقد أجمعوا على أن هذا الموجود الصالح المغيب،لم يدّخره الله تعالى لتجديد شرع أو لقلع جراثيم ظلم وعدوان لم يحدث بعد،وإنما اقتضت الحكمة التكوينية بقاءه .

واعطف على ذلك : وجود الدجال مستمراً إلى آخر الزمان ، مع أن وجوده سابق على وجود الإمام المهدي علیه السلام ، والدجال شرير وأيُّ شرير! فلا يعلم المصلحة التفصيلية في وجوده،فضلاً عن بقائه إلا موجده ومبقيه تبارك وتعالى . والعجيب : أنه مسجون مكتوف ، ملقى في قبة في جزيرة من جزر المعمورة .

وأعجب من ذلك : ما تداوله بعض المؤرخين من أهل السنة، ومنهم : كمال الدين الدميري ، فإنه ذكر في( حياة الحيوان الكبرى ) قصة (نضلة)، وذكر: أن رجلاً من أوصياء نبي الله عيسى علیه السلام قد سكن جوف الجبل،و الجبل منطبق عليه منذ أيام روح الله عيسى علیه السلام وهو باق حتى يخرج عيسى علیه السلام . فإذا كان مثل هذا في العقائد الإسلامية، فما الذي أوجب إقرار الاعتقاد بالخضر والدجال،والرجل المنكن في جوف الجبل، وأوجب إنكار اعتقاد وجود الإمام المهدي علیه السلام!؟بل جعله من الآراء السخيفة، والأفكار العفنة ، ولقد كان غيره أجدر بذلك منه!

ومنها: إن الوقت داع لوجوده،إذ الظلم والجور قد انتشرا في الأرض و عمّا البسيطة . ويرد عليه :

أولاً: إن ذلك إن كان قاضياً بخروجه ، فعدم خروجه دليل على عدم

ص: 171

وجوده، فليكن قاضياً بتولده،حتى لا تمضي مدة عشرين سنة أو أقل إلاو هو قابل للمحاماة عن الدين والذبّ عن الشرع .

والمعترض لا يقول بتولده قطعاً. ولازم ذلك : إما نفي المهدوية أصلاً ورأساً - ونفيها باطل بالبديهة الشرعية - أو كون عدم خروجه ليس دليلاً على عدم وجوده، لتوقفه على وجود شرط أو فقد مانع.

ثانياً: أن النصوص إنما دلّت على أنه يخرج عند امتلاء الأرض ظلماً وجوراً فهو يعمّ ابتداء الامتلاء وأثناء الامتلاء.

الإشكال إنما يتمّ لو كانت دلالتها على الخروج عند ابتداء الامتلاء.

ثالثاً: إن امتلاء الأرض ظلماً وجوراً بعد لم يتحقق ، لوضوح : إن الامتلاء الحقيقي لا يبقى فراغاً من الإناء ، ولا بقدر الشعرة ، والامتلاء العرفي لا يتحقق حتى لا يبقى من الفراغ إلا شيء ما.

ومن الواضح:أنه لا يتحقق امتلاء الأرض ظلماً وجوراً.وأخذ الامتلاءعرفياً-إلا إذا نبذت معالم الدين وانطمست أعلام الشرع إلا نزراً ما .

وهذا غير متحقق قطعاً، وذلك بحمد الله لقيام عمود الدين ...

4.السرداب:

لم أسمع من أحد من العلماء ولم أقف على قول واحد منهم،بأن الإمام

المهدي علیه السلام قاطن في ( السرداب ) في (سر من رأي ) ولا أنه غاب منه .

وإنما الموجود بأيدي العلماء:أن للسرداب أحكاماً شرعية استحبابية ،من ذكر ودعاء وشبه ذلك من الأمور الراجحة .

والسر التشريع على الظاهر،هو:أن السرداب محل لعبادة الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما وعلى آبائهما وأبنائهما السلام ، اختاراه لذلك لبعده عن العائلة وصخبها، ليكون القلب متوجهاً نحو العبادة بلا مانع . ولو بقي محل عبادة للرسول صلی الله علیه وآله أو لأحد الخلفاء الراشدين أو

ص: 172

واحد من الصحابة المعظمين - كالسرداب- لكان جديراً منه تعالى بتشريع أحكام استحبابية عبادية .

فما ينسب للشيعة من أن المهدي علیه السلام قاطن في السرداب أو أنه غاب منه، فإنه ناشئ من الأطياف المنامية الثائرة من التخم الغذائية .

ولا نقول:فعلى عقل صاحب هذه النسبة العفاء-وإن كان هو بذلك

الحقيق- لأنا لا نخرج عن سمت المناظرة .

المهدي والعصمة عند الفرقتين:

الأصل:(ومن ذا الذي لا يستطيع أن يدعي دعوى الشيعة في الإمام المنتظر المعصوم ، فيزعم مثلاً أن تمت معصوماً آخر منتظراً خروجه،يخالف معصوم الشيعة ويكذبه ويكذب قولهم فيه،ثم يزعم كما تزعم الشيعة أنه يتلقى من المعصوم المفروض وجوده عقائده وآرائه ومذاهبه وكل ما يتصل برأيه ودينه وصلته بالله وبالعالمين الدنيوي والأخروي ، ثم يزعم فيه كل ما تزعم الشيعة في منتظرها من العصمة والمعرفة والقوة والكمال وغيرذلك!)(1)

لله در المصنف!لا تحصي غفلانه!

لا شبهة في:أن أجماع المسلمين قد قام على أن لا معصوم في الأمة غير

النبي صلی الله علیه وآله وغير الأئمة : أمير المؤمنين علي علیه السلام والأحد عشر من ولده علیهم السلام.

فمدعي العصمة لغيرهؤلاء خارج عن سنن الإجماع الواجب الاتباع داخل

في مفهوم قوله عزوجل :«يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا»(2).

أما العصمة بالنسبة إلى الرسول صلی الله علیه وآله ، فمجمع على ثبوتها في حقه في

ص: 173


1- ص 137 ج 1
2- النساء ، 115 .

البلاغ . ولا عبرة بما نسبه ابن حزم إلى بعض الأشاعرة ، من عدم قوله بها

في البلاغ (1)فإنه اشتباه صرف من ابن حزم وخطأ محض، وقيل: إنه بهت -من ابن حزم - وزور وكذب ! ولكنا لا نتعدى عن السنن في المناظرة .

وأما بالنسبة لأمير المؤمنين علي علیه السلام والأحد عشرمن ولده علیهم السلام فقد أجمعت الإمامية على ثبوتها لهم عليهم السلام أجمع. وتوافقهم على العصمة الفرق الشيعية بالنسبةإلى من توافقهم على إمامته ، إلا الزيدية فإن رأيهم في عصمة أمير المؤمنين علي والحسنين علیهم السلام لم يعلم .

والحق : أن العصمة عصمة في الأحكام الشرعية الكلية والأحكام الشرعية الجزئية وغيرذلك ، لكون العصمة مخلوقة له تعالى، بخلق الذات، فهي من لوازم الذات ، والذاتي ليس مأخوذاً بالوجوه والاعتبار ، فلا يصح أن يقال: هو ثابت بالنسبة إلى كذا، منفي بالنسبة إلى كذا .

مضافاً إلى استلزامه فتح باب واسع للتكذيب بالعصمة،في البلاغ كقصة ذي اليدين معه صلی الله علیه وآله، وكون صلاته صلی الله علیه وآله معرضاً للنزاع والجدال بينه وبين ذي اليدين كصلاة سائر الناس .

واعطف على العصمة وجود إمام غائب،فإنه قد قام إجماع المسلمين على أن لا إمام موجود غائب غير ثلاثة ، وهم : الإمام المهدي علیه السلام ومحمد بن الحنفية وإسماعيل بن الإمام الصادق علیه السلام.

فمن ادعى وجود إمام غائب غيرهؤلاء الثلاثة فقد حادعن محجة إجماع

المسلمين ، وتنكب طريقة اتباع المؤمنين .

أما هؤلاء الثلاثة ، فقد قالت الإمامية بوجود الإمام المهدي علیه السلامو الكيسانية بوجود محمد بن الحنفية والإسماعيلية بوجود إسماعيل .

ص: 174


1- ذلك لأن ابن حزم نقل عن بعض الأشاعرة:جواز كذب الأنبياء في البلاغ، والكذب في البلاغ منافي للعصمة فيه ، وإن كان الكذب( خبرياً )لا(مخبرياً)، فإن عمم الكذب للمخبر ، لزم: جواز فسق الأنبياء حتى في البلاغ والعياذ بالله .

وأهل السنة قاطبة قد نفوا العصمة عن غير الرسول صلی الله علیه وآله، ومنعوا من وجود إمام غائب،سوى الثمانية والأربعين عالم المتقدمي الذكر، فإنهم قد اعترفوا بوجود الإمام المهدي علیه السلام .

فتلخص من ذلك بحسب رأي المسلمين : ثلاثة أقوال :

1. عصمة النبي صلی الله علیه وآله، وهي ثابتة في البلاغ بإجماع المسلمين .

2. وعصمة أمير المؤمنين علي علیه السلام وأولاده الأحد عشر علیهم السلام، وهي محل خلاف بين المسلمين ، فمنهم من أثبتها ومنهم من لم يثبتها .

3. وعصمة لغير رسول الله صلی الله علیه وآله ولغير أمير المؤمنين علي علیه السلام ولغير أبنائه الأحد عشر علیهم السلاموهي منفية بإجماع المسلمين .

ومن هذا يتجلى-تجلي الشمس في رائعة النهار - بطلان ادعاء العصمة الأحد من الناس غير من ذكر ، وادعاء وجود إمام غائب غير الثلاثة ، فلا موقع لقول المصنف: ( ومن ذا الذي ) ... إلخ .

المستند في وجود المهدي:

الأصل :( واعجباً لقوم يعترفون بالزعامة والرئاسة لمن لا يرىولا يحس ولا يسمع له قول أو يرى له أثر أو تشم له رائحة أو يدل على زعامته و رئاسته شيء من الأشياء المحسة أو المعقولة،والناس يعجبون ممن يزعّمون عليهم جاهلاً ضعيفاً عن القيام بفروض الزعامة وحقوقها ، فكيف بقوم يسلمون قيادة زعامتهم عن رضا وطواعية إلى ميت من مئات الأعوام بل إلى معدوم لم يوجد بالصفة المذكورة عند الشيعة .

وإذا ضلت البصائر يوماً *** فماذا تقوله النصحاء ؟)(1)

إنه قد تقدم : إن مستند الشيعة في هذا الوجود الشريف، هو النص

ص: 175


1- ص 137 -138 ج1

المتلقي عن النبي صلی الله علیه وآله بتوسط أهل بيته علیهم السلام إخباراً شرعياً تارة وإخباراً تاريخياً تارةأخرى، وصادقهم على ذلك ثمانية وأربعون عالماً من أهل السنة ومنهم مؤرخون ، ومن صدر عن أمر ورغب عنه خفي عليه ، وإن كان طوداً شامخاً أو بدراً تاماً أو نهاراً ناصعاً :

وليس يصحّ في الأفهام *** إذا احتاج النهار إلى دليل

ومن أعجب غفلات المصنف:استدلاله بالكبرى ، مع أن النزاع في الصغرى!، إذ أن من البديهي : أن النزاع بينه وبين الشيعة في : أن الإمام المهدي علیه السلام وجد أم لم يوجد ؟ فالشيعة : تقول بالوجود وهو ينكره .

فالاستدلال على نفي وجوده،بأن زعامة المعدوم من سفه الآراء وزلل

الأهواء هو: الحقيق بكونه من سفه الآراء وزلل الأهواء .

فإن الكبرى مسلمة ولا ريب ، وليست من محل النزاع في شيء .

والمصنف -سامحه الله - ليس بقاصر عن إدراك هذه السخافة والسقوط ولكنه أخذته الحدة على الشيعة ، فطفق يكتب ما جرى به القلم ، مما يراه شنآناً على الشيعة ! وغفل عن أن الشنآن هو : في التعدي عن القياس والنمط الأوسط ، عقلاً وعرفاً.

ص: 176

مؤلف كتاب ( الصراع بين الإسلام والوثنية):

*مؤلف كتاب ( الصراع بين الإسلام والوثنية)(1)

عبدالله بن علي الصعيدي ، ولد في عام1907م في خب الحلوة في مدينة (بريدة) في السعودية ، طلق أبوه أمه وتركه معها وهو صغير وسافر عنه إلى الشارقة، قال عنه الشيخ إبراهيم السويح النجدي:(هو الذي لقب نفسه بالقصيمي وإلا فلا يعرف له نسب من جهة أبيه في القصيم).

تلقى تعليمه السلفي في الرياض والشارقة والزبير والكاظمية ودمشق و القاهرة ، وفي سنة 1927م التحق بالأزهر ، إلى أن نشر العالم الأزهري الشيخ يوسف الدجوي مقالته ( التوسل وجهالة الوهابيين ) سنة1931 في مجلة (نور الإسلام )وهي من ضمن عدة مقالات ردّ فيها على الأفكار الوهابية ودافع فيها عن شعائر تكريم الأولياء ، فأصدر القصيمي كتابه ( البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية )، فقرر علماء الأزهر فصل القصيمي منه،فشنّ عليهم هجومه بكتبه(شيوخ الأزهر والزيادة في الإسلام ، الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم ، الثورة الوهابية ) .

كتب ( الصراع بين الإسلام والوثنية )رداً على الإمام السيد محسن الأمين العاملي قدس سره في كتابه(كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبدالوهاب )، فاستحسنه السلفيون وعظموه، ومدحوه بقصائد وكلمات،حتى قال عبد الله عبدالجبار في كتابه (التيارات الأدبية): أن أحد علماء نجد قال:إن القصيمي دفع مهر الجنة ولن يضيره ما يعمل بعد ذلك،ولا نجد رأساً يطاول رأسه إلا رأس ابن تيمية !!

تغير فكره فانقلب على التيار السلفي، أصدر (هذه هي الأغلال) فقوبل

ص: 177


1- ملخصاً من عدة مقالات منشورة على صفحات الأنترنت ، في المواقع ( إيلاف، صید الفوائد ، ويكيبيديا ( الموسوعة الحرة )) .

بالاستحسان من قبل البعض،فكتب الشيخ الأزهري الشيخ حسن القياتي مقالة في المقتطف،قال فيها(شكل ابن خلدون رائد الاشتراكيين طليعة معسكر الإصلاح في الشرق،وشكل الأفغاني وتلميذه محمد عبده والكواكبي جوانبه، أما القصيمي فهو قلبه) كما رأى أن هذا الكتاب يصلح لأن يكون برنامجاً للتعليم الوطني وخطة ناجحة للإصلاح،وكتب عنه العقاد في الصفحة الأولى من مجلة الرسالة، بينما اعتبره قومه السلفيون بدايةإلحاده وكفره وصنفوه متمردا على السلفية ، فأصدر الشيخ القصيمي عبدالرحمن بن سعدي كتابه(تنزيه الدين ورجاله مما افتراه القصيمي في أغلالهو أصدر عبدالله بن يابس وهو صديقه وصاحبه في سفره إلى القاهرة(الرد القويم على ملحد القصيم)،وتوالت علية الردود والهجمات من أصحابه،و ذكر عبدالله عبدالجبار في كتابه(التيارات الأدبية):أن أحد الوجهاء في السعودية قالبغضب:لن يغفر الله للقصيمي،أما تلامذته فقد يتوب عليهم لأنه مغرر بهم ! وحتى أنهم حاولوا اغتياله ،فبينما هو في مصر إذ وجد شاباً سعودياً جاء من السعودية خصيصاً لقتله، بحجة أن العلماء أفتوا هناك بجواز قتله لأنه خرج عن الإسلام في كتابه الأغلال.

ثم أعقبه بعدة كتب تخدم الغرض نفسه فتعلي منزلته ومكانته عند المتحررين، وتتسافل بمنزلته عند جماعته السلفيين ، مثل كتبه:(العالم ليس عقلاً، العرب ظاهرة صوتية ،الإنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات، يكذبون كي يروا الله جميلا ، هذا الكون ما ضميره ؟ ... وغيرها ).

وقد اجتمع بالأستاذ حسين أفندي يوسف،ونشر عنه مقالاً في مجلة النذير، جاء فيه : أنه حدثه أحد الثقات أنه لقي القصيمي فقال له :

من أين أقبلت ؟ فقال : من عند هدى الشعراوي!

فقلت له مستغرباً : هدى الشعراوي ؟ فقال : نعم .

ص: 178

فقلت :وماذا تصنع عندها؟فقال:تعلمت منها علماً لا يعرفه علماء الأزهر!

فقلت : وماذا تعلمت منها ؟ فقال : تعلمت منها كيف أحطم الأغلال! قلت : أي أغلال تعني ؟ قال : أعني هذا الحجاب .

وقع الخلاف بين فرقته في سبب إلحاده فقائل لأنه ارتشي بأموال طائلة،و قائل أنه كان شاكاً من بدء أمره،وثالث أنه ممن طبعه ركوب الموجة التي تخدمه، فحين رأى فرصته مع موجة السلفية ركبها إلى أن استنفذ فوائده منها، ثم اتجه إلى موجات القومية واليسارية والشيوعية وغيرها، إلى آخر يقول (لما ظهر أمره وسطعت شمسه وذاع صيته اغتر بنفسه وداخله الكبر والكبرياء،فكان عاقبة كبره وغروره أن خذلهالله وتركه ونفسه فآثر الخلود للدنيا فسقط مع الساقطين لما انقطع منه توفيق الله ) .

ولهلك تتعرف على سر انقلابه من قوله:( أنا لا أحب الحقيقة ولا كرهها ، وإنما أحب ما يلائمني وأكره ما سواه ، لست أحترم شيئاً أو أدافع عن شيء لأنه عدل أو حق ، ولكني لأني أهواه أو أستفد منه،أو أعيش فيه،أو أدافع عن نفسي وأثني عليها بالدفاع عنه والثناء عليه ، أو لأني عاجز نفسياً أو اجتماعياً عن الخروج عليه أو التلائم مع نقيضه )(1)

ومن هنا نعلم سوء نيته وخبث سريرته،فلو كان مراده طلب الحقيقة و بيانها لاهتدى إلى الرشد والصواب فالله سبحانه وتعالى يقول :«وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»(2)وحيث إنه لم يهتد إلى سبيل الله بل حاد عنه فهو لم يجاهد في سبيل الله.

ص: 179


1- العالم لیس عقلاً ، ص183.
2- العنکبوت ،69

فهو الذي(...يُعتبر من أكثر المفكرين العرب إثارة للجدل ،بسبب انقلابه من موقع النصير والمدافع عن الوهابية والأصولية السلفية إلى الإلحاد، كما بسبب مؤلفاته التي تهاجم الوجود العربي،وتقضه من أساسه،ومن أشهرها ( العرب ظاهرة صوتية ).

وهو الذي(یُصنف على أنه حامل لواء الليبراليين العرب،وقائدهم في معركة حامية الوطيس، كان طرفها الأول ).

ومع هذا فيبقى الثناء عليه وشكره على ما قدّمه هجوماً على الشيعة،فإن كان هو الملحد والكافر والمتكبر..و..(وثواب قتله الجنة )و( لن يغفر الله للقصيمي )،إلا أن لسان حالهم الشيخ(ابن عقيل الظاهري)يقول:( أرجوله في شخصه أن يهديه الله للإيمان قبل الغرغرة ،فتكون خاتمته حسنة إن شاء الله ، فإن هذا الرجل الذي ألف ( الصراع بين الإسلام والوثنية ) ممن يؤسف له على الكفر)،والظاهري هذا هو القائل:عن الأفكار التي تدور عليها كتب القصيمي :( ومدار هذا الغثيان على العناصر التالية :

إنكار الحقيقة الأزلية ، وما غيبه الله عن خلقه .

مهاجمة الأديان والأنبياء.

الاستخفاف بالموهبة العربية .

التحدي للقضايا العربية والإسلامية .

التغني بألام الإنسان وتعاسته ...(1)

وقد مات في 1996/1/9م في القاهرة ودفن بها،وأفكاره اليوم محل

احتفاء من قبل السنة المتحررين .

ص: 180


1- ليلة في جاردن سيتي وسويعات بعدها أو قبلها(حوار مع عبد الله القصيمي) ص14 - 15.

إمام العصر الشيخ فرج آل عمران قدس سره

اشارة

*إمام العصر(1)

في هذه الليلة المباركةالميمونة السعيدة يحتفل العالم الشيعي من أقصاه إلى أقصاه بذكرى ميلاد(إمام العصر)الحجة القائم المنتظر المهدي بن الإمام الحسن العسكري ابن الإمام علي الهادي ابن الإمام محمد الجواد ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب عليهم جميعاً أفضل الصلاة والسلام.

ميلاده:

ولد به علیه السلام في فجر ليلة الجمعة النصف من شهر شعبان المبارك سنة 255ه أو سنة 256ه.

وفاة والده :

وتوفي والده علیه السلام في سنة 260ه وهو ابن ست سنوات وذلك في خلافة المعتمد ابن المتوكل العباسي.

إلقاؤه في البئر المباركة:

ولما مات والده أمر الخليفة بتفتيش منزله ليقبض عليه فألقته أمه الحنون نرجس في بئر المنزل واثقة بأن الله سيحفظه كما فعلت أم موسى بموسى حيث ألقته في اليم ، ولما أمنت الطلب جاءت إليه وأخذته سالماً .

سمعت هذه الحكاية من العلامة الشيخ نجم الدين العسكري نزيل سامراء بالأمس ونزيل بغداد اليوم .

ص: 181


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ج10ص 266 - 275

فهذه البئر مباركة وميمونة لحصول جثمان الإمام فيها .

قال العلامة العسكري:وأما ما يقال من أنه وقعت فيها قطرة من حليب نرجس لا أصل له عندنا .

غيبته علیه السلام وسفراؤه :

وله علیه السلام غيبتان صغرى وكبرى ومدة الأولى سبعون سنة تقريباً،و مدة الثانية علمها عند الله ، وله في الأولى أربعة سفراء يتشرفون برؤيته ويأخذون منه معالم الدين ويبلغونها شيعته المساكين وقد ألقى الله عليه حجاب الغيبة وستر الخفاء وهو يتعبد في السرداب .

ذلك السرداب الذي هو محل تهجد والديه الإمامين الهمامين الهادي و العسكري،لحكمة يراها العزيز الحكيم اللطيف الخبيركما القى الله حجاب الغيبة على جده المصطفى ليلة الهجرة من مكة حيث خرج على قومه الذين يرصدونه ليقتلوه أخذ صلی الله علیه وآله حفنة من تراب فجعله على رؤوسهم وهو يتلوهذه الآيات من :«يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ»إلى قوله : «فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ»(1)ثم انصرف فلم يروه .

فإسدال حجاب الغيبة وستر الخفاء من فعل الله سبحانه القادر على كل

شيء لا من فعل الإمام.

وإنما قلنا إسدال حجاب الغيبة من فعل الله سبحانه لا من فعل الإمام لأن اعتقادنا معاشر الإمامية في الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين أنهم عباد مربوبون لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا

ص: 182


1- الآیات المبارکة :«يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ»

نشورا، وإنما هم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

وإذا كان الفعل من الله فلا كلام لمن سواه،وأما ما ينسب إلينا من القول بأنه غاب في السرداب فلا أصل له عندنا .

وقول الجاهل منا بذلك على تقديره،لا حجة فيه على أهل العلم و المعرفة، وأما سفراؤه الأربعة فإليك ذكرهم .

سفراؤه:

السفير الأول : هو عثمان بن سعيد العمري المتوفي 280/5/15ه ،وقبره في بغداد على جسر المعظم في شارع الميدان .

السفير الثاني:هو محمد بن عثمان بن سعيد العمري المشهور بالخلاني المتوفي آخر جمادى الأولى عام 305ه ،وقبره أيضاً في بغداد في شارع الخلاني .

السفير الثالث:هو أبو القاسم الشيخ حسين بن روح المتوفي 326/8/16 ه ، وقبره أيضاً في بغداد في سوق الشورجة .

السفير الرابع : هو علي بن محمد السمري المتوفي 329/8/15ه ، وقبره أيضاً في بغداد في سوق الحرج.

خروجه في آخر الزمان:

قد اتفق أكثر المسلمين على خروج رجل في آخر الزمان يقال له المهدي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وإنما اختلفوا في وجوده وفي نسبة:

فقيل إنه لم يوجد إلى الآن وإنه عباسي .

وقيل إنه لم يوجد إلى الآن وهو حسني .

وقيل إنه لم يوجد إلى الآن وإنه حسيني .

ص: 183

وقيل إنه موجود الآن وإنه حسيني .

وهذا الأخير هو قول الإمامية وقول جماعة كثيرة من المحققين من علماء السنة والجماعة .

وقد ذكر العلامة الميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320ه ، في كتابه القيم (كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار) ما يقرب من أربعين عالماً من علماء السنة والجماعة كلهم يقولون بوجود الإمام المهدي ابن الإمام الحسن العسكري كما تقوله الشيعة الإمامية ونذكر منهم ما يلي :

1. الحافظ أبو الفتح محمد ابن أبي الفوارس المتوفى سنة 412ه ، و ذكر ذلك في أربعينه .

2. الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي المتوفي سنة 638ه،وذكر ذلك ( الفتوحات المكية ).

3.أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 652ه ذكر ذلك في ( مطالب المسؤول ).

4. أبو عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658ه

ذكر ذلك في ( البيان في أخبار صاحب الزمان ).

5.الحاقظ محمد بن محمد المعروف بخواجه بارسا الحنفي المتوفى سنة 822ه ذكر ذلك في ( فصل الخطاب ).

6.الشيخ نور الدين علي بن محمد الصباغ المالكي المتوفى سنة 855ه ذكر ذلك في( الفصول المهمة ).

7. نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي الحنفي المتوفى سنة 898ه

ذكر ذلك في ( شواهد النبوة).

8. الشيخ العارف أبو المواهب عبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة 973ه

ذكر ذلك في ( المواقيت ).

ص: 184

9.الشيخ جمال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي المتوفى سنة 1000ه ، ذكر ذلك في ( روضة الأحباب ) .

10.الشيخ أبو المجد عبد الحق الدهلوي المتوفى سنة1052ه ،ذكر ذلك في ( المناقب).

وقد نظم هذا الكتاب المستطاب - أعني كشف الأستار - الإمام المغفور له الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء المتوفي يوم الاثنين 1373/11/1/8 ه.

وأما الإشكال على إمكانه فضلاً عن وقوعه بطول العمر ومجاوزته العمر الطبيعي المقدر عندهم بمائة وعشرين سنة أو ما يقرب من ذلك ، فمن العجيب والغريب أن يصدر مثل ذلك من إنسان يدعي الإيمان بالكتاب العزيز الذي نوه بتعمیر نوح المدة الطويلة وبقاء إبليس إلى يوم الوقت المعلوم .

ولا بأس بذكر ما يكسر سورة البعد عن إمكان ذلك لأن وقوع نظير الشيء أدل دليل على إمكان ذلك الشيء فنقول :

ذكر الشيخ أبو حاتم سهل بن عثمان السجستاني المتوفى سنة 250ه قبل ميلاد القائم بخمس سنوات أو ست سنوات في كتابه ( المعمرون والوصايا )عدة من المعمرين نذكر منهم ما يلي :

1.الخضر بن قابيل بن آدم أبي البشر علیه السلام:قال في الكتاب المذكور ص 3 ما نصه : ( ذكر أبو عبيدة وأبو اليقظان ومحمد بن سلام وغيرهم أن أطول بني آدم عمراً الخضر واسمه خضرون بن قابيل بن آدم علیه السلام ) وساق الكلام إلى أن ذكر ما نصه:( أن آدم قد دعا الله أن يطيل عمر الذي يدفنه إلى يوم القيامة فلم يزل جسد آدم حتى كان الخضر هو الذي تولى دفنه وأنجز الله له ما وعده فهو يحيى إلى ما شاء الله أن يحيى)انتهى.

أقول : وهذا الخضر غير الخضر الذي هو ابن خالة الإسكندر.

ص: 185

2. لقمان بن عاديا الكبير:قال في الكتاب المذكور ص 4 ما نصه :(قالوا وكان أطول الناس عمراً بعد الخضر لقمان بن عاديا الكبيرعاش خمسمائة سنة وخمسين سنة )وساق الكلام إلى أن ذكر ما نصه : ( فأما غير الحسين بن خالد فذكر أنه عاش ثلاثة آلاف سنة وخمسمائة ) انتهى .

أقول:وهذا هو الذي يناسب ما ذكره أولاً من أنه أطول الناس عمراً بعد الخضر يعني الخضر السابق الذكر.

3- نوح شيخ المرسلين علیهم السلام : قال في الكتاب المذكور ص 4 ما نصه :( وعاش نوح النبي ألفاً وأربعمائة وخمسين سنة ذكر ذلك إسماعيل بن أبي زياد عن ابن أبي عباسالعبدي عن أنس قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله لما بعث الله نوحاً إلى قومه وهو ابن خمسين ومائتي سنة فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً وبقي بعد الطوفان خمسين سنة ومائتي سنة،فلما أتاه ملك الموت قال يا نوح يا أبا أكبر الأنبياء ويا طويل العمر ومجاب الدعوة كيف رأيت الدنيا؟ قال: مثل رجل بنى له بيت له بابان فدخل من واحد وخرج من الآخر) انتهى .

4. سطيح : قال في الكتاب المذكور ص 5 ما نصه:( قالوا وكان بعده - أي بعد لقمان - سطيح ولد في زمان السيل العرم وعاش إلى ملك ذي نواس وذلك نحواً من ثلاثين قرناً ، وكان سكنه البحرين وزعمت عبد القيس أنه منهم وتزعم الأزد أنه منهم وأكثر المحدثين يقولون هومن الأزد ، ولا ندري ممن هو غير أن ولده يقولون أنهم من الأزد ).

أقول:والقرن مائة سنة على ما هو المعروف فعليهيكون مجموع عمره

ثلاثة آلاف سنة تقريباً والله أعلم بالواقع.

وذكر أبو العباس أحمد بن يوسف القرماني المتوفى سنة1019ه تاريخه ( أخبار الدول ) ( ص 44 ) ما نصه : ( وذكر المسعودي في كتابه ( أخبار الزمان ومن أباده الحدثان ) إن هذا الخضر بن خالة الإسكندر

ص: 186

وكان على مقدمة عسكرذي القرنين الأكبر الذي كان في أيام إبراهيم وبلغ معه نهر الحياة فشرب منه ولا يعلم به فخلد وهو حي إلى الآن وإلى يوم ينفخ في الصور ، فهو نبي معمر محجوب عن الأبصار .

وروى محمد بن المتوكل أن الخضر من أولاد فارس والياس من بني إسرائيل وهما حيان يلتقيان في كل عام بالموسم وأكلهما الكرفس والكمأة فإلياس في البر والخضر في البحر.

الدليل على وجوده:

اشارة

وأما الدليل على وجود صاحب الزمان فقد كفانا المحققون من علماء

السنة والجماعة القائلين بوجوده مؤونة الجواب فإنهم ساقوا الأدلة على ذلك في كتبهم التي ذكرنا بعضها آنفاً، من أراد الاطلاع فليراجعها ولنذكر

منها حديثين تيمناً وتبركاً:

الحديث الأول:

في الباب الرابع والتسعين من كتاب ينابيع المودة تأليف الشيخ سليمان ابن الشيخ إبراهيم القندوزي الحنفي المتوفي سنة 1239ه عن كتاب المناقب تأليف أبي المؤيد الموفق ابن أحمد الخوارزمي أخطب خطباء خوارزم المتوفي سنة 568ه بسنده عن سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي قال : ( دخلت على رسول الله صلی الله علیه وآله، وإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبّل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : انت سيد ابن سيد أخو سيد،أنت إمام ابن إمام أخو إمام،أنت حجة ابن حجة أخو حجة ، وأنت أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم ) انتهى .

الحديث الثاني:

في الباب المذكور من الكتاب المزبور عن الكتاب المسطور ، بسنده

ص: 187

عن جابر بن یزید الجعفي قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : قال رسول الله صلی الله علیه وآله:

( یا جابر إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر-ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام-ثم جعفر بن محمد ثم موسی بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم القائم ، اسمه اسمي وكنيته كنيتي محمد ابن الحسن بن علي ،ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان .

قال جابر:فقلت:يا رسول الله فهل للناس الانتفاع به في غيبته؟فقال صلی الله علیه وآله : إي والذي بعثني بالنبوة،إنهم يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان سترها سحاب ، هذا من مكنون سر الله

فاكتمه إلا عن أهله .

قال جابر الجعفي:إن جابر بن عبد الله الأنصاري دخل على علي بن الحسين علیهما السلام إذ خرج محمد بن علي من عند نسائه،فقال له جابر:يا مولاي إن جدك رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي : إذا لقيته فاقراه مني السلام ، وقد أخبرني أنكم الأئمة الهداة من أهل بيته،من بعده أحلم الناس صغاراً وأعلمهم كباراً، وقال صلی الله علیه وآله: لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، قال الباقر : ولقد أوتيت الحكم صبياً ذلك بفضل الله ورحمته علينا أهل البيت ) انتهى.

وختاماً أقول :

كل من نازعنا في إمكان مثل هذا الإنسان خصمناه بكتاب الله،ومن جادلنا في وجود صاحب الزمان رددناه بحديث رسول الله صلی الله علیه وآله، ومن لم يقبل منا ذلك فأمرنا وأمره إلى الله وحسبنا الله ونعم الوكيل .

ص: 188

مناقشة حصائل الفكر في أحوال الإمام المنتظر الشيخ فرج آل عمران قدس سره

اشارة

*مناقشة حصائل الفكر في أحوال الإمام المنتظر (1)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حصل لدي(حصائل الفكر في أحوال الإمام المنتظر عجل الله فرجه)لمؤلفه البحاثة الخطيب السيد محمد صالح بن العلامة السيد عدنان البحراني .

تمهيد :

كنت أسمع لهجة الناس بذكر هذا الكتاب القيّم حتى أهداني إياه الخطيب الملا سعيد ابن الشيخ علي أبي المكارم في أوائل شهر رجب من العام المؤرخ (2)فسرّحت بريد نظري في رياضة الزاهرة واقتطفت بيد فكري من ثماره اليانعة ودعوت لمؤلفه الكريم بدوام التوفيق لتأليف أمثاله من الكتب القيمة .

نعم بما أنه روضة ذات ثمار ولا تخلو الروضة من شوكة ما وما كل ثمرة بلغت النضج:عثرت على زهرات ذات أشواك وثمرات مقتطفة قبل النضج ، ولاعجب ولا بدع فإن الجواد قد يكبو والسيف قد ينبو ، وكما قيل ( من صنّف فقد استهدف ) والكمال لله وحده .

وقد دار في خلدي أن أتكلم على بعض تلك الفكر بما سنح لي من

ص: 189


1- الأزهار الأرجیة في الآثار الفرجیة ج 15 ص 175 - 188
2- عام 1393 ه.

خواطر ونظرات ولكن بعضها يحتاج إلى أفق أوسع من أفقي ومحيط أهدأ

من محيطي والألمعي يفهم ماذا أقول .

نعم هناك مطلبان لا أرى بأساً أن أعلق عليهما كلاماً لا يجرح العواطف خصوصاً وأن المؤلف الثبت من أصدقائي وأودّائي المريدين صداقة ومودة لله وفي الله تعالى ، ومن قرأ مسفوراتي ودرس مؤلفاتي ولاسيما رسالتي (الأ صوليون والأخباريون فرقة واحدة )عرف بوضوح أني لا أحب النقد وأكره الشغب ، والآن آن بيان المطلبين والتعليقين .(1)

المطلب الأول:

اشارة

قال المؤلف أيده الله في أثناء كلامه على الفكرة الثانية من الحصيلةالثالثة ص 25 ما يلي :

(وربما كانت دعوة علمائنا الإمامية لزيارة هذا السرداب والصلاة فيه و زيارته حيث أنه تشرف بسكنى الإمامين علیهما السلام وولادة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وغيبته فيه - سلام الله عليه -.

أما أنا فلا أرى وجهاً لزيارة هذا السرداب إلا أنه يفتح علينا أبواب السخرية والتهكم والاستهزاء من القوم المنكرين لوجود المهدي ،فإذا كنا نتيقن إن الإمام لا وجود له في السرداب حلولاً ولا اختفاء ولا مروراً، فما معنى تعظيم هذا السرداب وإنشاء الزيارات له والاستیذان لدخوله؟فليس يلام من يظن أننا نعتقد اختفاء الإمام فيه )(2).

ص: 190


1- اقتصرنا على المطلب الأول فقط ، لأن المطلب الثاني لا يتعلق بصاحب الزمان ، وإنما هو متعلق بمعلومة شخصية .
2- في يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1394ه وصلتني نسخة من حصائل الفكر الطبعة الثانية،هدية من مؤلفها الكريم ، فنظرت الفكرة الثانية من الحصيلة الثالثة فلم أجد هذا الكلام . فعليه يكون هذا التعليق بالنسبة إلى الطبعة الثانية لا مفعول له .
التعليق الأول :

قوله أيده الله تعالى :

( أما أنا فلا أرى وجهاً لزيارة هذا السرداب،إلا أنه يفتح علينا أبواب السخرية والتهكم والاستهزاء،من القوم المنكرين لوجود الإمام المهدي).

أقول :

هذا صحيح إذا كان الزائر يزعم أن الحجة منضم تحت أرض السرداب أو مستتر في إحدى زواياه فإن هذا الزعم أسطورة وشبيه بالأضحوكة.

أما إذا كان غرضه زيارة السرداب بمعنى:الحضور فيه لكونه من الأماكن المقدسة والمواضع المشرفة وأن يزور فيه ولي الله الحجة المنتظر علیه السلام لاستحباب زيارته في كل مكان شريف وزمان شريف ، كما صرح بذلك في (مصابيح الجنان ص 361) ، ألا ترى الزائر حين الزيارة يتوجه إلى القبلة لأنها أشرف الجهات ، ولو كان يعتقد أن الإمام علیه السلام متغيّب في السرداب لتوجه إلى محل الغيبة .

فلا ينبغي السخرية ولا التهكم ولا الاستهزاء ومن يسخر حينئذ فما أحراه بقوله تعالى : «إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ »(1)

قوله أيده الله:

( فإذا كنا نتيقن إن الإمام لا وجود له في السرداب حلولاً ولا اختفاء ولا

مروراً فما معنى تعظيم هذا السرداب ؟).

أقول :

إن تعظيم هذا السرداب كان لما ذكرهو من أنه تشرف بسكني

ص: 191


1- هود ،38

الإمامين وولادة القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وغيبته فيه .

أقول : ولأنه محل صلاة الإمامين وتهجدهما ومناجاتهما لربهما جلَّ وعلا ولاسيما في أوقات الأسحار ، ومحل صلاة الإمام المنتظر أيضاً ومحل تهجده ومناجاته ، كما أخبرني بذلك العلامة البحاثة الشيخ نجم الدين العسكري نزيل سامراء بالأمس وبغداد اليوم ،وبذلك صرَّح السيد الكاشاني في( مصابيح الجنان ص 350)، ولأنه يصدق عليه أنه من البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمة،ولا شك أنه حينئذ من بيوت الله المعظمة وكفى بهذا شرفاً باذخاً ومجداً شامخاً يوجب له التعظيم والتقدير و الاحترام والإجلال ، فلا عجب لوكان محفوفاً بالملائكة الكرام يستغفرون لزائريه والمتعبدين فيه .

نعم كونه موضع ولادة القائم علیه السلام يحتاج إلى مراجعة التاريخ فإذا صح ذلك زاده شرفاً إلى شرفه .

قوله أيده الله :

( وإنشاء الزيارات له )

أقول :

هذا غير واضح فأي زيارة أنشئت له وفي أي كتاب سجلت هذه الزيارة، فهذه كتب الأدعية والزيارات لا نجد فيها زيارة أصلا لخصوص هذا السرداب ، ولا سمع من أحد عالم أو غير عالم أنه دخل هذا السرداب يوماً ما وقال : السلام عليك أيها السرداب الشريف السلام عليك يا محل غيبة الإمام المنتظر .. وما شاكل ذلك .

نعم إن معنى زيارته هو الحضور فيه لا غير،لأنه مكان شريف وحيث أنه كذلك يستحب أن يزار فيه القائم علیه السلام كما تستحب زيارته علیه السلام في كل مكان وفي كل زمان ، ولاسيما الأماكن والأوقات الشريفة كما

تقدم آنفاً.

ص: 192

قوله أيده الله :

( والاستیذان لدخوله ).

أقول :

إن الاستیذان لدخوله ، لكونه ملكاً للقائم علیه السلام تبعاً لدار العسكريين علیهما السلام ، آئلاً إليه بالإرث الشرعي من أبيه الحسن العسكري علیه السلام فهو بيت له ، وإذا صحّ أنه بيت له صدق عليه أنه بيت لآبائه الطاهرين وبيت لجده رسول الله صلی الله علیه وآله ، بموجب قوله سبحانه وتعالى :«وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ»(1)، في التفسير المراد بها بيوت الأبناء . ونظراً لهذا ينبغي لمن أراد الدخول في هذا السرداب ، أن يستأذن من الله سبحانه أولا ، لأنه بيت من بيوته ، ثم من الرسول صلی الله علیه وآله والأئمة عليهم السلام ولاسيما الحجة علیه السلام ومن الملائكة ، كما هو محرر في كتب الأدعية والزيارات .

قوله أيده الله :

( فليس يلام من يظن أننا نعتقد اختفاء الإمام فيه ).

أقول :

إن كان الظان من العوام فلا أهمية لظنه ولا ملام ولا كلام ، وأما إن كان من خواص القوم فبعد اطلاعه على معتقد الشيعة ومع ذلك يظن خلاف معتقدهم فيه فعليه ألف لوم ولوم ، عصمنا الله جميعنا من الزلل في القول والعمل أنه أكرم الأكرمين .

لفت نظر:

ينبغي أن يعلم أن المراد من كون السرداب محل غيبة الإمام علیه السلام، هو

ص: 193


1- النور ،61

أن الله سبحانه وتعالى ألقى عليه حجاب الغيبة وأسدل عليه ستر الخفاء وهو يتعبد فيه ، لحكمة يراها العزيز الحكيم اللطيف الخبير.

كما ألقى حجاب الغيبة على جده رسول الله صلی الله علیه وآله ليلة الهجرة من مكة حين خرج على قومه الذين يرصدونه ليقتلوه ، أخذ صلی الله علیه وآله حفنة من تراب فجعلها على رؤوسهم وهو يتلو هذه الآيات : من أولسورة يس إلى قوله تعالى :«فَهُمٌ لَايَبصِرُونَ»ثم انصرف صلی الله علیه وآله فلم يروه ونجاه الله تعالى من القتل .

فإلقاء حجاب الغيبة وإسدال ستر الخفاء من فعل الله سبحانه وتعالى

القادر على كل شيء لا من فعل الإمام علیه السلام.

وإنما قلنا ذلك لأن اعتقادنا معاشر الإمامية في الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين أنهم فقراء مربوبون لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً.

نعم هم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ،وإذا كان الفعل من الله فلا كلام لمن سواه .

وقد ذكرنا هذا الكلام في الجزء العاشر من الأزهار ص 267 عند الكلام على إمام العصر علیه السلام فراجع إن شئت (1).

ص: 194


1- يشير الشيخ قدس سره إلى ما تقدم في ص 18 تحت عنوان ( إمام العصر).

الرجعة الشيخ فرج آل عمران قدس سره

*الرجعة (1)

س2: في كتاب ( فجر الإسلام ) لأحمد أمين ص276ط بيروت سنة 1969م:(فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة )فهل هذا صحيح؟

ج2:الضالة المنشودة لكل ذي وعي وشعور هو الحق،فأينما وجده الإنسان تمسك به ، وافقه أحد من الناس أم خالفه .

والرجعة هنا معناها : رجعة النبي صلی الله علیه وآله والأئمة المعصومین علیهم السلام ومن محض الإيمان محضاً ومن محض الشرك محضاً في هذه الدنيا في عهد الإمام القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لحكمة يراها العزيز الحكيم

ويقع الكلام هنا في مقامين : مقام الإمكان ومقام الوقوع .

أما الأول :

فلا إشكال فيه ، فإن العقل السليم لا يحيل ذلك على الله سبحانه،فإن الله سبحانه كما أنه قادر على إيجاد الشيء قبل أن يكون قادر على إيجاده بعد أن كان وهو أهون وأسهل .

وأما الثاني :

فكفى بالقرآن الكريم شاهداً على إحياء بعض الموتى في الدنيا،قال سبحانه وتعالى : «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُ»(2)

وهؤلاء هم أهل مدينة من مدائن الشام ، كانوا سبعين ألف بيت ماتوا

ص: 195


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ج15 ص 182 - 286. وهذا هو إجابة السؤال الثاني من( اجوبة المسائل الهاشمية )،المقدمة للعلامة العمران قدس سره من سبطه فضيلة السيد هاشم بن السيد عدنان الخباز حفظه الله .
2- سورة البقرة آية 243.

وصاروا رميماً ثم أحياهم الله بدعوة (حزقيل )النبي ، ثم عاشوا ما شاء الله ثم ماتوا بآجالهم.

وقال سبحانه وتعالى :«أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ»(1).

وهذا هو ( أرميا ) النبي أو ( عزير ) على الخلاف بين المفسرين .

إذا عرفت هذا فنقول :

هذه العقيدة ، وهي القول بالرجعة المذكورة ليست من ضروريات الدين ولا المذهب ، فإن فيها خلافاً بين الشيعة الإمامية ، فبعضهم يقول بثبوتها وبعضهم يقول بنفيها وبعضهم يقول بالتوقف ، ولكل قائل وجه .

فالقائل بثبوتها يتمسك بالأخبار الواردة عن أهل البيت علیهم السلام التي تزيد على ست مئة حديث كما قيل .

والقائل بالنفي يتمسك بأن هذه الأحاديث على كثرتها مختلفة مضطربة غير متفقة على معنى،فلا يصح الاعتماد عليها في الأمر الاعتقادي،فإن هذا الاختلاف أسقطها من درجة الاعتبار.

والقائل بالتوقف يقول : لا أقول بثبوتها لاحتمال عدم صحة الأخبار ، ولا أقول بنفيها لاحتمال صحتها ، بل أتدين بما هو الواقع عند الله سبحانه وتعالى .

أقول : وقد تطلق الرجعة ويراد بها رجعة النبي صلی الله علیه وآله أو أحد المعصومين الأحد عشر علیهم السلام في هذه الدنيا بعد موت القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف)أو قتله،لئلا تخلو الأرض من حجة من العترة الطاهرة ، كما ذكر ذلك العلامة الحجة الشيخ محمد الحسين المظفري قدس سره في كتابه( الثقلان الكتاب والعترة ) ص 76 ، والوجه في ذلك أن نقول :

ص: 196


1- البقرة ، 259

قال رسول الله صلی الله علیه وآله: ( أوشك أن أدعى فأجيب ، إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله جل جلاله وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وان اللطيف الخبير اخبرني : أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفونّي فيهما ).

أخرجه الإمام أحمد من حديث أبي سعيد الخدري من طريقين :

- أحدهما في آخر ص17

- والثاني في آخر ص 26 من الجزء الثالث من مسنده،وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن سعد من الرواة عن أبي سعيد وهو ( الحديث 945 ) من أحاديث الكنزص 47 من جزئه الأول (1)

ووجه الاستدلال على المطلوب بهذا الحديث أن نقول :

لا يخفى ما في هذا الحديث من النص على أن الكتاب والعترة لن يفترقا

حتى يردا على رسول الله صلی الله علیه وآله الحوض .

إذا عرفت هذا فنقول :

إنه إذا قام القائم المهدي عجل الله تعالی فرجه ، واستقام إلى ما شاء الله حتى تنتهي دولته العادلة ، وبما أنه بشر لابد له من الموت أو القتل ، فإذا مات أو قتل فإما أن تقوم القيامة وإما أن يبعث الله أحد المعصومين يقوم مقامه ، لئلا يفترق القرآن والعترة ، وإلا فالحديث غير صحيح ، وقد فرض أنه متفق على صحته من الفريقين،هذاخلف فتحصل أن هذه الرجعة جائزة الوقوع وجائزة اللاوقوع .

وقد تطلق الرجعة ويراد بها رجعة طائفة من المؤمنين بعد الموت في هذه الدنيا في عهد القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ومشاهدة دولته،

ص: 197


1- راجع : المراجعات لشرف الدین، ص50

وبرجعة قوم من أعدائه لينتقم منهم وليتأذوا بما يشاهدونه من ظهور الحق وعلو كلمة أهله ولا إشكال في إمكان ذلك وصحة وقوعه .

وأما تأويل رجعة أهل البيت عليهم السلام في أيام القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) برجعة الدولة والأمر والنهي دون رجعة الأشخاص فهو ناش عن قصور الباع والعجز عن الدفاع وضيق الحوصلة عن تحمل هذا المعنى السامي لأهل البيت عليهم السلام .

عصمنا الله وإياكم من الخطأ والزلل في القول والعمل .

وأما قول أحمد أمين في فجر الإسلام : ( فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة ) فلا قيمة له في ضوء المنطق ، بعد أن عرفت أن القرآن الكريم صرّح بثبوتها في الأمم الماضية ، فيلزم على قياس قوله:أن اليهودية ظهرت في القرآن .

ومجرد موافقة أمة لأمة أخرى في بعض الأحكام لا ضير فيه إذا كان حقاً، ألا ترى أن اليهود يختتنون والشيعة والسنة يختتنون ،وأن اليهود يحرمون لحم الخنزير والشيعة والسنة يحرمون لحم الخنزير،وهذا لا يوجب خدشاً فيالدين ولا في المذهب ، كما يراه أحمد أمين في فجر الإسلام (1).

ص: 198


1- راجع : أعیان الشیعة الجزء الأول ص 170 الطبعة الثالثة

أما أنه سيركب السحاب الشيخ فرج آل عمران قدس سره

*أما أنه سيركب السحاب(1)

المقالة الخامسة عشر :

في بصائر الدرجات ج8باب15 بعدة طرق مختلفة ، واختصاص المفيد،و إكمال الدين للصدوق ، ومنتخب الاختصاص بأربعة طرق ، والبحار بالأسانيد عن الإمام الخامس محمد بن علي الباقر علیه السلام ، في وصف الإمام المنتظر القائم من آل محمد علیهم السلام أنه قال فيما قال :

( أما أنه سيركب السحاب وسيرقى في الأسباب أسباب السماوات السبع والأرضيين السبع خمس عوامر وإثنتان خرباوان ).

أقول :

دلالة هذه الرواية على تعدد الأرضيين،واشتمالها على النوع البشري واضحة ، لحكمة علیه السلام بعمران خمس منها ، والعمران لا يكون إلا من أعمال الإنسان .

وأحتمل أن يكون قوله علیه السلام: ( واثنتان خرباوان ) إشارة إلى خلو أرض (عطارد) و (أورانوس) ، كما مرّ ، أو خلو أرض (فلكان) و (نبتون) ، فإن إفراط الحرفي (فلكان) من فرط قربه للشمس وكذا إفراط البرد في(نبتون) من فرط بعده عن الشمس ، مستوجب لعدم صلاحيتهما ونفي

قابليتهما لسكني الإنسان والحيوان ، كما سيأتي بيانه .

وأما قوله علیه السلام : ( ويرقى في الأسباب ) فأحتمل أن يكون إشارة إلى تكميل الأسباب السماوية الناقصة في عصرنا ، من مثل المناطيد

ص: 199


1- أجوبة المسائل الکویتیة ص 36 - 40

والطيارات وبقية المراكب الهوائية التي ترقي بالإنسان وتصعد به بمعونة البخار أو الأجنحة أو غيرها إلى السماء،فلربما تتكامل هذه الأسباب و المراكب إلى عصر المهدي القائم الموعود،بحيث تنزح بالركاب من كرتنا إلى باقي الكرات السامية.

ألا تذكر عجز الإنسان عن صعودهم إلى الهواء بمقدار باع بل ذراع ، حتى كانوا يمثلون للأمر المستحيل بالطيران في الهواء،ثم اقتدروا من ترقي العلوم وتربية الأفكار، إلى أن صعدوا في المراكب الهوائية أعالي الهواء، و رفعوا بها المدافع والأثقال،سائرة بهم فوق السحب والجبال بمئات الأميال.

وخاصة العصر الحاضر المليء بالكشفيات والصنائع الجديدة ، التي تحير العقول من عظمتها ومتانة صنعها ودقة تنظيمها ، هذه الصواريخ تبشرنا بقرب وصولنا إلى كرة القمر ، وهذه الصنائع الجديدة الهوائية تضع أمامنا الوسائل للصعود إلى الكواكب ، التي لم نصدق أن يأتي يوم نحلم بالصعود إليها.

أليست هذه الأقمار الصناعية مما يقرب إلينا ما نقرأه في هذا الحديث الشريف ، من الرقي في السماء وقطع المسافات البعيدة ، في هذا الفضاء الواسع الممتلئ بالعجائب والآيات ؟

فلا تستبعد حصول ما تظنه مستحيلا ، فلربما يأتي يوم تتهيأ لك آلة تعرج بك من كرتنا الهوائية ، فتجول في بيداء الفضاء بعد تكميل سائر المقدمات والمبادئ،وإزالة جملة الموانع العائقة في طريقك ،فتستعد حينذاك للمهاجرة إلى الكرات السامية ، والمعاشرة مع أهاليها وساكنيها، كما يحدثتا به القرآن الكريم :«وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ

ص: 200

فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ»(1)

ولهذا يمكن أن ترتقي العلوم عند س كنة هاتيك الكرات ، فينزلون إلينا بأسبابهم ، ونتعلم منهم الصعود إليهم ، والسفر إلى كراتهم .

فكل هذه الأشياء جائز مظنون ، وتحظى به النفوس القابلة ، ولو اشتريت الآن عمري بيوم من تلك الأيام السعيدة،لبعتك العمر كله رابحاً مستبشراً.

ولكن .. حدث عن الإعمار والهمم واستعداد قومنا وبلادنا ، فإنك لا تجد فيهم أو فيها حتى الآن مبادئ من آثار التمدن ، الذي كاد العالمون أن يبلغوا منتهاه.

وحسبك .. إنا نسمع بالتلسكوب والنظارات التي تريك جبال القمر ، و لم نرها في بلادنا قط .

وخلاصة ما قدمته :

أن ترقي الأسباب السماوية،بحيث تحمل المسافرين إلى الأراضي السيارة في الأزمنة الآتية أمر ظاهر مظنون ، فيجوز أن نحمل عليه قول علیه السلام في وصف القائم المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : ( أما أنه سيركب السحاب وسيرتقي في الأسباب أسباب السماوات السبع ).

أما ركوب السحب بمعنى السيرفوق ظهورها والعلو عليها ،ميسور بحمد الله تعالى في هذا العصر أيضاً، بواسطة الطيارات والمراكب الهوائية .

وقد يكون ارتقاء المهدي علیه السلام في الأسباب ، إشارة إلى دخول العالم في طور جديد من العمران والمدينة ، هي أرقي من عصر خطاب الإمام

ص: 201


1- الحجر ، 14

الباقر علیه السلام، بما لا يقاس ولا يحصر ولا يخطر على قلب بشر ، من التفنن في وسائل الحياة وتكامل الصنائع والحاجات ، كما أشار إلى ذلك أمير المؤمنين علي علیه السلام في إحدى خطب نهج البلاغة ، التي هي في صفة القائم من آل محمد علیهم السلام حيث يقول:( فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم الصنائع ، وأراكم ما كنتم تأملون ) يعني من ظهور القائم من آل محمد عليهم السلام باتفاق الشارحين.

فبفارغ الصبرنأمل قرب ظهور المصلح المنتظر المهدي الموعود ، عند تكامل الصنائع وارتقاء أسباب السماوات على ما مرَّ، وارتقاء أسباب الأرضيين ، من صنوف نواقل البرق والبخار والذرة وغيرها ، مما لا نعلم بها الآن ، كما كانت الصنائع الحالية غير معلومة لمن قبلنا ، بل كانت غير معقولة في صدر الإسلام وعند المسلمين الأولين .

كان الأولون من أسلافنا يتلون كتاب ربهم : «وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ »(1).

ثم لم يكن في علمهم وحسبانهم ما نحسه اليوم من الدوارج والبوارج، فعسى أن يحس أبناؤنا مالا نحسه اليوم،ولا نتفكر أبداً والمستقبل كشاف.

( والليل حبلى فما يدريك ما تلد )

ص: 202


1- النحل ، 7 -8

المهدي المنتظر الشيخ عبد الحميد الخطي قدس سره

*المهدي المنتظر(1)

يعتقد كثير من الناس - وبخاصة الشُداة في المعرفة ، وأصحاب النظرة الجانبية - أن فكرة المهدي المنتظر نبتت - أول ما نبتت - في تربة التشيع وتعهدها الشيعة بالسقاية والرعاية ، حتى نمت وقامت على سوقها .

وهذا قول من يتلطف منهم،وعنده أثرة من ذوق ولياقة،وهناك من يقول إنها خرافة من خرافات الشيعة ومن مبتدعات مذهبهم .

وما الذي حدا بالشيعة إلى ابتداع هذه الخرافة وتبنيها ؟

لأن الشيعة طائفة نكبت وهزمت سياسياً ولاقت في سبيل عقيدتها - من السلطات الحاكمة عبر القرون والأجيال - أنواع العذاب ، وأفانين الأذي و ضروب الاضطهاد، وحاق بها من الجور والظلم والعسف ما يشبه الأساطير : فقد شردت تحت كل كوكب ، وأعمل فيها السيف بدون رحمة ، وعلقت جثثها على المشانق ، وأنست برجالاتها أعماق السجون القاتمة ، ورفعت على جماجمها القصور ، ورويت الأرض من دمائها ،وأخذ بأكظامها، وضيق عليها الخناق ، وكمّت أفواهها ، وأحصيت عليها أنفاسها ودقات قلوبها ، وسلبت حقوق المواطن،فكان حصيلة النكبة والهزيمة والتعذيب والتنكيل، وما إلى ذلك أن راحت تعلل نفسها، وتنفس عن كبتها بالأماني الكواذب ، والأحلام الخوادع ، وفرّت من واقعها الأليم ومرارته إلى الخيال البهرج ، تبني على رمال شواطئه قصورا من الوهم ، وتحلم بدولة غيبية تحقق - في ظلها - أحلامها اللذيذة ، وتجسّد أمانيها المعسولة ، وترد كل ما فاتها من مجد وعزة ، وتضمّد جراحاتها الرغيبة،وتعيد اعتبارها السليب ، و تجمع فلولها ، وترصّ صفوفها

ص: 203


1- خاطرات الخطی، العلامة الشیخ عبد الحمید الخطی ص 11 -19.

المبعثرة، وتقيم كيانها المهزوز .. إلى آخرالمعزوفة .

وثالث يرد اعتناق الشيعة لفكرة المهدي إلى سبب غير الفشل السياسي و غيرالكبت،يرده إلى ما ورثته من الديانات القديمة التي انبثق منها التشيع.

والفرق الثلاث وإن اختلفت في الأسلوب والوسيلة فإنها تلتقي في الهدف

والغاية في اتهام الشيعة بابتداع فكرة المهدي المنتظر!!

وفات محدودي النظر والمعرفة الأغرار،كما فات المغرضين ذوي النيات السوداء،أن يردّوا فكرة المهدي المنتظر إلى أصلها الصحيح،ومنبعها الحقيقي، وعشت عيونُهم أن يبصروا نور الحقيقة الساطع.

إن فكرة المهدي المنتظر،لم تنبثق نتيجة لما حاق بالطائفة الشيعية من ضروب الظلم الصارخ وأنماط الأذى،وأشكال الاضطهاد ،ولا لهزيمتها سياسياً ، لم تنبثق من شيء من ذلك ، وإنما هي نتيجة حتمية وثمرة أصيلة لفكرة الإصلاح والأمر بالمعروف وإنكار المنكر،وفكرة الإصلاح هذه قديمة وموغلة في القدم ، ولم تكن من متفردات الإسلام ، ولا من مؤسسات نبي المسلمين صلی الله علیه وآله، لأنها وجدت في كل الأديان السماوية التي سبقت الإسلام في الظهور،وكل الأديان تبشر بفكرة المهدوية ، إنها-أي الأديان -لم تسمِّ ذلك المصلح المنتظر والفكرة المهدوية ، لأنه لكل أمة مصطلحاتها وعرفها الخاص بها ولغتها .

ووجدت فكرة المهدي المنتظر لا في الأديان السماوية فحسب ، بل وجدت في الديانة البرهمية وحتى في الزرادشتية،ويعترف ببعض ذلك حتىمن يتهم الشيعة بابتداع فكرة المهدي المنتظر،كابن خلدون وأحمد أمين ومن إليهما من مذكي أوار الطائفية ، ومشعلي نار الفتنة ، ممن جعلوا وكدهم محاربة الشيعة على جبهات متعددة،والافتئات على حقيقة التشيع، وتكدير صفاء جوهره النقي ، ومنهم من لم يقف عند الهجوم

ص: 204

على الشيعة فتجاوزهم إلى أئمتهم سلام الله وتحياته عليهم ، فتطاولوا على تلك القمم الباذخة ، وتناولوا بهُجرهم تلك الذوات المقدسية المطهرة ،و نسبوا إليهم ما ينزّه عنه سائر الناس،فابن خلدون اتهمهم بالابتداع و الشذوذ،وقرنهم بالخوارج المارقين من الدين مروق السهم من الرمية(1)،و أحمد أمين نسب إليهم اقتراف الإثم وارتكاب المحرم(2)!!

أقول حتى هؤلاء الغلاة في بعض الشيعة،اعترفوا بوجود فكرة المهدي المنتظر عند المسلمين كافةَّ ، وعلى مرَّ الأعصار ، وابن خلدون روی طائفة

كبيرة من أخبار المهدي بلغت حدَّ التواتر،ولا يقلل من شأن هاتيك الأخبار نقد ابن خلدون لها وذلك بطعنه في أسانيدها،لأن التواتر-كما هو معروف لدى علماء الحديث -لا يشترط في قبوله صحة السند ، فتقد ابن خلدون السند الأخبار المتواترة كلام فارغ ، وساقط من الاعتبار ، وإن دلَّ على شيء فعلى جهل أو على هوى في النفس .

ففكرة المهدي المنتظر كانت معروفة ومألوفة قبل انبثاق نور الإسلام الألق، وإن نبي الإسلام صلی الله علیه وآله أحد المبشرين بهذه الفكرة الإصلاحية المرتقبة، وقد يكون الرسول صلی الله علیه وآله أشدَّ المبشرين بهذه أثراً ، وأوثقهم بها صلة ، لأنها ثمرة لنواة غرسها ،ونتيجة كاملة لمقدماتها .

إذن ففكرة المهدي المنتظر ليست حصيلة ضغط الشيعة من السلطات الجائرة في العصور القاتمة ، وليست وليدة الانهزام السياسي،وليست بدعة شيعية كما يحلو لأعداء الشيعة أن يصفوها.

أحاديث المهدي المنتظر-عند فرق المسلمين -كثرت واستفاضت إلى حد

ص: 205


1- إشارة إلى قوله :(وشدَّ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها، وفقه انفردوا به وبنوه على مذهبهم ...)المقدمة :417 الفصل السابع .
2- أحمد أمين في كتابه ( المهدي والمهدوية ) .

التواتر ، ورواها أئمة المنقول وحفاظ السنة ، ودوّنها كثير منهم ، وأفردها بعضهم بالتأليف،وهذا ابن خلدون يقول في مقدمته-في الفصل الذي أداره على الفاطمي المنتظر- : ( اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لابد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت ) ،أليس في هذا القول اعتراف صريح،وشهادة قاطعة على شيوع فكرةالمهدي المنتظر بين المسلمين كافة،لا عند الشيعة خاصة؟وفيه وراء ذلك كله إيماء إلى تواتر أحاديث المهدي،وهل للتواتر معنى غير إخبار جماعة بشيء يمنع العقل تواطئهم على الكذب فيه ؟

فهل تواطأ المسلمون كافة على ممر الأعصار على اختلاق أحاديث المهدي ؟! لا نظن أن ابن خلدون يملك الجرأة فيرمي المسلمين أكتعين أبصعين بالافتراء .

ولعل من الخير أن نشير إشارة -كرَّفة الجفن -لمن دون وروى أحاديث المهدي - من غير الشيعة طبعاً- من علماء السنة الذين هم فوق متناول الغمز والطعن :

1.أربعون حديثاً خرّجها الحافظ( أبو نعيم )في كتاب (ذكر نعت المهدي ).

2. ثمانية وثلاثون حديثاً، ذكرها ( ابن خلدون )في( مقدمته ) ، ويظهر منه أنه لم يذكرها إلا لينقد أسانيدها ، وعلقنا- فيما سبق -على هذا النقد من الوجهة الفنية ولا نعيد .

3.سبعون حديثاً خرجها الحافظ محمد بن يوسف الكنجي في كتاب(البيان) .

4.مائة وعشرة أحاديث رواها صاحب كتاب(المخفي في مناقب المهدي ).

وأما العلماء الذين شهدوا لأحاديث المهدي بالتواترفاكثر من أن نأتي

ص: 206

على أسمائهم في هذه العجالة ، ونكتفي . الآن - بهذا العدد النزر من ذلك العدد الجم:

1. الحافظ محمد بن يوسف الكنجي في كتاب ( البيان).

2. أبو الحسين الآبري،كما نقله عنه ابن حجر الهيثمي ، في( الصواعق المحرقة ).

3. الشبلنجي في كتاب ( نور الأبصار ) ص 231 .

4. زيني دحلان في كتاب ( الفتوحات الإسلامية ) ص 322.

5. السيد جمال الدين عطاء الله بن السيد فضل الله الشيرازي.

6. أحمد بن محمد الصديق في رسالة ( إبراز الوهم المكنون ).

7. الإمام الشوكاني في كتاب(التوضيح في تواترما جاء في المنتظر و الدجال والمسيح).

والشيعة الاثنا عشرية لم تقم عقيدتها بوجود المهدي المنتظر على هذه الأحاديث وإن بلغت حدّ التواتر ، والتواتر من أقوى أسباب اليقين ، وإنما يقوم اعتقاد الشيعة هذا على أصول عقدية،وأدلة عقلية وسمعية ، مجال بحثها في غير هذه الكلمة العابرة .

إننا الشيعة- من صميم مذهبنا -نعتقد بوجود المهدي المنتظر ، وبضرورة بقائه، ونؤمن إيماناً جازماً بحتمية قيامه ،وبسط سيطرته على العالم كله، وملئه الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً .

إننا الشيعة نعتقد بوجود المهدي،وندين الله بضرورة بقائه،ونؤمن بحتمية خروجه ونترقب دولته، ونأمل أن نشرّف في ظلها ، ونؤمن أن المهدي هو محمد بن الحسن العسكري عليهما سلام الله الأسني ، وهو الإمام الثاني عشر من أئمة الهدى ومصابيح الدجي وأعلام التقى والعروة الوثقى ، ومن أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وكل من

ص: 207

لا يشاركنا هذا المعتقد على هذا المستوى الرفيع فليس منا ولا كرامة .

ولد الإمام الثاني عشر-عليه أفضل سلام وأزكى تحية-في هذه الليلة المباركة، السرية بمعاني الخير والحق والجلال ، ليلة النصف من شهر شعبان سنة 255ه ، وأمه الخفرة الطاهرة نرجس رضي الله تعالى عنها ، وحين وضعته تلقى الأرض بمساجده ، وهو نظيف منظّف ، وبمولده الكريم ختم الله تعالى الإمامة ، كما ختم بجده رضی الله عنه النبوة .

ويلذّ لي أن أنقل إليكم صورة رائعة ، واصفة ملامح الإمام المنتظر على لسان شاهد عيان ، فقد التقى هذا الواصف البارع بالإمام في مكة المكرمة ، فقال واصفاً له : ( ناصع اللون ، واضح الجبين ، أبلج الحاجب، مسنون الخدّ، أقنى الأنف ، أشمّ ، أروع ، كأنه غصن بان ، وكأن غرته كوكب دري ، في خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على بياضالفضة، وله وفرة سمحاء، تطالع شحمة أذنيه ، ما رأت العيون أقصد منه، ولا أكثر حسناً ، وسكينة وحياء).

ونختم كلمتنا بهذه الدرة اللامعة من كلماته الجامعة علیه السلام : ( إن الله لا يخلي الأرض من حجة يستعلى بها ، وإمام يؤتم به ، ويقتدى بسنته ، ومنهاج قصده ).

فأنت أنت .. يا سيدي حجة الله الكبرى الحقة التي يستعلى بها،نحن من ذلك على اليقين الذي لا يرقى إليه الريب،والثقة التي لا تزعزعهاالعواصف الهوج ، ولا النكبات السود .

هذه عقيدتنا نجهر بها غيرهيّابين،على رغم أنف المرجفين والمكذبين و المنافقين،ومن لم يرضَ فليضرب برأسه عرض الجدار،وليمت المبغض بغيظه ... والسلام عليكمورحمة الله وبركاته .

1383/8/14 ه

ص: 208

من أحاديث المهدي علیه السلام

*من أحاديث المهدي علیه السلام(1)

الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمة الله

اشارة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

قوله تعالى : «وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ»(2)

اللغة :

الزيور : الكتاب ، والزبور هو كتاب داود .

والذكر : ما تقدمه من الكتب السماوية ، كصحائف إبراهيم وتوراةموسی.

والمعنى:أن الحكم والسلطان في الأرض وإن كان الآن بأيدي الطغاة الفجرة فإن الله سينقله من أيديهم إلى الطيبين الأخيار لا محالة ، وعندها يعمّ الأمن والعدل الكرة الأرضية وينعم بخيراتها وبركاتها الناس كل الناس .

وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة وصحيحة ، منها ما رواه أبو داود في كتاب السنن وهو أحد الصحاح الستة : قال رسول الله صلی الله علیه وآله ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(3)

ص: 209


1- مناهل الأدباء وحديقة الخطباء ، ص303 - 315 ، وهو عبارة عن مجالس حسينية ، ولذا يلاحظ في الموضوع الأثر الخطابي واضحاً بيناً.
2- الأنبياء ،105
3- سنن أبي داود 2 : 460 كتاب المهدي، ومثله في ( الإمام المهدي عند أهل السنة )1 :81 ح 10222ونحوه ، ح 10219 ، وح10220، ح 10224

وقانون الحياة لا يأبى ذلك بل يقره ويؤكده .وإذا كانت القوة الآن بأيدي الوحوش الضارية المتسلطة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيره ، فإنه لا شيء يمنع أن تتحول القوة في يوم من الأيام من أيدي أهل البغي و الضلال إلى أيدي أهل الحق والعدالة ، بل إن غريزة حب البقاء والتحرر من الظلم والمبدأ القائل : كل ما على الأرض يتحرك تماماً كالأرض ، وإن دوام الحال من المحال ؛ كل ذلك وما إليه يحتم أن القوة في النهاية تكون (1) للأصلح الأكفأ وهذا شيء لا بد منه، إلا أنه لا يكون إلا بعد الاختبار والتصفية ليتميز المؤمن من المنافق ، وهو الاختبار من بعض أسرار غيبته وهذا الاختبار اختبار المؤمن من المنافق يجري في كل زمان .

في الكافي عن أبي عبد الله الصادق علیه السلام،قال:(لما أظهر الله تعالی نبوة نوح علیه السلام وأيقن الشيعة بالفرج اشتدت البلوى ووثب الكافرون من قومه إليه بالضرب المبرح،حتى مكث في بعض الأوقات مغشياً عليه ويجري الدم من أذنه ثم أفاق ، وذلك بعد ثلاثمائة سنة من مبعثه ، وهو في خلال ذلك يدعوهم ليل نهار فيهربون ، ويدعوهم سراً فلا يجيبون ، ويدعوهم علانية فيولون ، فهمّ بعد ثلاثمائة سنة بالدعاء عليهم ، وجلس بعد صلاة الفجر فهبط عليه وفد من السماء السادسة ،وهم ثلاثة أملاك فسلمواعليه ثم قالوا له : يا نبي الله حاجتنا أن تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة لله على الأرض ، فقال : وقد أخرت الدعاء عليهم ثلاثمائة سنة أخرى .

وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون،حتى إذا انقضت ثلاثمائة سنة جلس في وقت ضحى النهار للدعاء ، فهبط إليه وفد من السماء السابعة فسلموا عليه وسألوه مثل ماسأله الوفد الأول فأجابهم مثل ما أجاب أولئك .

ص: 210


1- التفسير الكاشف 5 :302 - 303 ، في تفسير سورة الأنبياء آية :105

ثم عاود قومه بالدعاء حتى انقضت ثلاثمائة سنة فتمت تسعمائة سنة ، فصارت إليه الشيعة وشكوا ما ينالهم من العامة والطواغيت وسألوه الدعاء بالفرج ، فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبريل وقال: إن الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة : يأكلوا التمر ويغرسوا النوى ويراعوه حتى يثمر ، فعرفهم ذلك واستبشروا ففعلوا ذلك وراعوه حتى أثمرثم سألوه أن ينجز لهم الوعد ، فسأل الله ذلك فأوحى إليه : قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا أثمر ، فرجت عنكم.

فلما ظنوا أن الخلف وقع عليهم ارتد منهم الثلث وبقي الثلثان ، فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى أثمر أتوا به نوحاً فسألوه أن ينجز لهم الوعد ، فسأل الله عزوجل عن ذلك فأوحى الله إليه كلوا التمر واغرسوا النوى ، فارتد الثلث الآخر وبقي الثلث ، فأكلو التمر وغرسوا النوى ، فلما أثمر أتوا به نوحاً فأخبروه وقالوا : لم يبقَ منا إلا القليل ، ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخر الفرج أن نهلك ، فصلی نوح علیه السلام وقال : يا رب إنه لم يبق من أصحابي إلا هذه العصابة ، وإني أخاف علهم الهلاك ، فأوحى الله إليه : قد أجيبت دعوتك ، فاصنع الفلك ، فكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة )(1).

وورد في سبب التأخير تصفية المؤمنين من الكفار المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويسترون الكفر،فالعوامل السابقة في ذلك الاختبار هي نفس العوامل في هذا الزمان ، أكثر الناس عادت إليهم جاهليتهم وتبدلت الأوضاع رأساً على عقب ، هذه الأغاني بدلت عوض الدعاء ، والسينما بدل المساجد .

ص: 211


1- كمال الدين 1 : 133 -134 ب (2) في ذكر ظهور نوح علیه السلام بالنبوة بعد ذلك ، ح2، وفي الكافي8 : 80 -81باختلاف، والنور المبين : 60 في أحوال نوح .

ويقول الحسن بن علي علیه السلام: ( لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرا بعضكم من بعض ، ويلعن بعضكم بعضاً ، ويتفل بعضكم في وجه بعض ، وحتي يشهد بعضكم بالكفر على بعض . قلت : ما في ذلك خير؟ قال : الخير كله في ذلك ، عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله )(1)

وروى الباقر في قوله تعالى :«وْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا »(2)هو الاختلاف في الدين وطعن بعضكم على بعض.

يقول المفيد بسنده عن الرضا علیه السلام:(لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل ) ثم قرأ :«الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ»(3) .

والظاهر أن المراد بذلك ارتداد الكثير عن الدين حتى لا يبقى إلا القليل

وهم خالصو الإيمان .

وروى الحارث بن حصيرة عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين علیه السلام أنه قال: (كونوا في الناس كالنحل في الطير ، ليس شيء من الطير إلا وهو يستضعفها ولو يعلم ما في أجوافها لم يفعل بها ما يفعل ، خالطوا الناس بأبدانكم وزائلوهم بقلوبكم وأعمالكم ، فإن لكل امرئ ما اكتسب من الإثم ، وهو يوم القيامة مع من أحب ، أما أنكم لن تروا ماتحبون وما تأملون يا معشر الشيعة حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتي يسمي بعضكم بعضاَ كذابين ، وحتى لا يبقى منكم على هذا الأمر، إلا كالكحل في العين والملح في الزاد )(4).

ص: 212


1- غيبة الطوسي 437 -438في علائم ظهور الحجة عجل الله فرجه ح429، وعنه بحار الأنوار52 : 211، ح58 وإثبات الهداة 3 :726، ح 48، والخرائج والجرائح 3 :1153، ح59
2- الأنعام ، 65
3- العنكبوت ،1 - 2
4- غيبة النعماني: 217، 17 ، وبحار الأنوار 2: 79، ح70

وسأضرب لكم مثلاً ، وهو مثل رجل كان له طعام نقّاه وطيّبه ثم أدخله بيتاً وتركه فيه ما شاء الله ، ثم عاد إليه فإذا هوقد أصابه طائفة من السوس فأخرجه ونقّاه وطيّبه وأعاده،ولم يزل كذلك حتى بقيت رزماً كرزمة الأندر ، يعني قليلاً، لا يضره السوس شيئاً وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئاً.

يعني يكون قوياً في دينه ومستحكماً في إيمانه وثابتاً على إمامة إمامه لا يعترضه الشك،هو كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف ، ويعبد الله حق عبادته ، وينتظر قيام حجته ، فإن أدرك الحجة فهنيئاً له وإن لم يدركه فهو كمن أدركه.

وروى البرقي عن أبي عبد الله علیه السلام ، قال : ( من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر،كمن هو مع القائم في فسطاطه ، قال : ثم مكث هنيئة ، ثم قال : لا ، بل كمن قارع بسيفه ، ثم قال : لا والله ، كمن استشهد مع رسول الله صلی الله علیه وآله )(1)

وهذه أكثر العلامات قد ظهرت، عن جعفر الصادق علیه السلام عن أبيه ، أن النبي صلی الله علیه وآله قال:(كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم تأمروا بمعروف ولم تنهوا عن منكر؟قيل أو يكون ذلك يا رسول الله ؟!قال : نعم، وشر من ذلك . كيف بكم إذا أتيتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ فقيل له : يا رسول الله ويكون ذلك ؟! قال : نعم ، وشرمن ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟ )(2)

روحي فداك يا رسول الله كلامك معجز ومنطبق على زماننا هذا .

روى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين علیه السلام قال : ( سمعته يقول : يظهر

ص: 213


1- بحار الانوار ، 25: 126، ح18 ، نقلا عن المحاسن.
2- بحار الانوار ، 97 :91 ، ح82 نقلاً عن مشکاة الانوار

في آخر الزمان واقتراب الساعة - وهو شر الأزمنة -نسوة كاشفات عاريات متبرجات من الدين ، داخلات في الفتن ، مائلات إلى الشهوات ، مسرعات إلى اللذات ، مستحلات للمحرمات في جهنم خالدات )(1)

ويقول صلی الله علیه وآله: ( سيأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه،ولا من الإسلام إلا اسمة،يسمون به وهم أبعد الناس عنه،مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى،فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، ومنهم خرجت الفتنة وإليهم تعود )(2)

وقال صلی الله علیه وآله:( إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويفشو الزنا ، وتقل الرجال وتكثر النساء ، حتى أن الخمسين امرأة فيهن واحد من الرجال )(3)

ويقول الإمام الصادق في حديث طويل : ( إذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه ووجّه على الأهواء، ورأيت الدين قد انكفا كما ينكفي الماء ، ورأيت أهل الباطل قد استعملوا على أهل الحق ، ورأيت الشر ظاهراً لا ينهى عنه ويعذر أصحابه، ورأيت الفسق ظهر، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء( اللواط و المساحقة ) ورأيت المومن صامتاً لا يقبل قوله ، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته ، ورأيت الصغير يستحقر الكبير، ورأيت الأرحام قد تقطعت ورايت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله ، ورأيت الغلام يعطي ما تعطى المرأة ، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهي ولا يؤخذ على يده ، ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد ، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع .. ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عزوجل، ورأيت الأمر

ص: 214


1- من لا يحضره الفقيه ، 3 : 281ب (111)المذموم من أخلاق النساء وصفاتهن، ح5
2- بحار الأنوار ،2 :109 ، ح 14 نقلا عن ثواب الأعمال.
3- روضة الواعظین ، 485، مجلس في ذكر أشراط الساعة .

بالمعروف ذليلاً... ورايت معيشة الرجل من دبره،ومعيشة المرأة من فرجها ،ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال ... ورايت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال ، ورأيت أكثر الناس وخيربيت من يساعد النساء على فسقهن ... ورايت البدع والزنا قد ظهر، ورأيت الناس يتسافدون كما تتساند البهائم(1)... ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله وتعطى لطلب الناس، ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ، ورایت اعلام الحق قد درست ، فكن على حذر واطلب من الله تعالى النجاة )(2)

وقال صلی الله علیه وآله :(إذا أتى على أمتي مائة وثمانون سنة بعد الألف فقد حلت لهم العزوبة والعزلة والترهب على رؤوس الجبال ، وذلك لأن الخلق في المائتين بعد الألف أهل الحرب والقتل،فتربية جرو خير من تربية ولد ، وأن تلد المرأة حية خير من أن تلد الولد )(3).

فيخرج الإمام على هذه الأوضاع الفاسدة فيعدلها وينصر المستضعفين و إليه الإشارة «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»(4) أراد الله ب«ألَّذِينَ أستُضعِفُوأ»هم المؤمنون الفقراء الصابرون ، يكونون في زمان المهدي فَیَمُنّ الله عليهم بالخير والرفاهية عند ظهور

ص: 215


1- السفاد : نزو الذكر على الأنثى .
2- الكافي ،8 :83 -32حديث أبي عبد الله مع المنصور في موكبه، ج7، وعنه بحار الأنوار 254 :52ح 147، سفينة النجاة : 313
3- روح البيان ،273:1في تفسير سورة البقرة، آية:35 وعنه عقائد الإمامية2 :322، وصدره في زبدة البيان :505 ، ومثله في مسند الشيعة13 :16 ، ومثله في تذكرة الموضوعات:223
4- القصص ، 5

المهدي علیه السلام ، بعد أن أضطهدهم الأغنياء الفاسقون المانعون عنهم حقوقهم، لأنه إذا ظهر علیه السلام يأخذ من الأغنياء حقوق الفقراء و يجعلهم في الحياة سواء لأن المهدي معناه يهدي الناس إلى أمر مضلول عنه.

وقد اتفق المسلمون المؤمنون أنه سيخرج في آخر الزمان رجل يسمى المهدي، يصلح الأمم الإنسانية بعد أن يظلم بعضهم بعضأ ويجور بعضهم على بعض،فيظهر المهدي فينصر الضعيف على القوي الظالم الجائر،فيبسط العدل ويمحق الجور ، وهو منصور مؤيد من الله ، يخرج على يديه كنوز الأرض ويكون أنصاره المؤمنين المخلصين وألوفاً من الملائكة المقربين .

وفيما ورد عن سيد المرسلين : أن أكثر أعدائه العلماء والفقهاء والمعلمين من المسلمين ( إشارة إلى علماء السوء ) .وقد اتفق المسلمون أن المهدي يكون من نسل علي وفاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله...(1)

أنصاره وأعوانه علیه السلام:

ويظهر المهدي على بعض المؤمنين ويرونه ويراهم ولكن لا يعرفونه ، وله

أنصار في الأرض معدود في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا(2).

يقول ابن بابويه: جاء رجل إلى الصادق علیه السلام فقال له : ( يا بن رسول الله كيف يكون قيام القائم ؟ وكيف حال الناس عند قيامه ؟ ومن أنصاره وأعوانه ؟

فقال الصادق علیه السلام : يقوم القائم إذا أضاع الناس الصلاة ، واتبعوا الشهوات، وأطاع المرء زوجته وعصى والديه ، وركبت الفروج السروج ، وتزيا

ص: 216


1- هاهنا صفحتان تقريباً حذفناهما اختصارا ، ولأنهما لا يؤثران على تسسل الموضوع .
2- كمال الدين ،2 :654ب (57) علامات خروج القسائم علیه السلام ، ح21 ، وبحار الأنوار52:286ح19.

الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وابتغوا الحرام وتركوا الحلال،وأكثرأنصاره بلاد في أعمال الشقيق من بيوت وربوع تفرق في سواحل البحروا وطئة الجبال .

قيل : يا بن رسول الله هؤلاء شيعتكم ومحبوكم ؟

و قال : نعم هؤلاء شيعتنا ومحبونا والمؤمنون لغريتا والحافظون لسرنا ،و اللينة قلوبهم لنا والقاسية قلوبهم على أعدائنا،وهم سكان السفينة في حال غيبتنا تمحل البلاد دون بلادهم،لا يصابون بالصواعق،يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، أولئك المرحومون المغفور لحيهم وميتهم ، وذكرهم وأنثاهم وأسودهم وأبيضهم،وإن فيهم رجالاً ينتظرون والله يحب المنتظرين)(1)، والانتظار هوانتظار المهدي .

يقول الصادق علیه السلام: ( فكأني بالمهدي ظهر يوم السبت عاشر محرم الذي قتل فيه جده الحسین علیه السلام، فإذا ظهر وضع سيفه على عاتقه وميكائيل عن يمينه وإسرافيل عن شماله،وجبريل ينادي بين السماء والأرض : ظهر الإمام المهدي من آل محمد، فيرتفع الظلم والجور من الأرض فيمر الذئب بين الشاة فلا تنفر منه،ويعرف عدوه من خاصته بالتوسم بالوجوه ، ويعرف صاحب الحق بلا بينة ، ويرد كل حق إلى صاحبه ، وتخرج الأرض كنوزها وتنزل السماء بركاتها،ولم يبق أهل دين حتى يظهر الإسلام و يعترفوا بالإيمان كما قال تعالى : «وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا»(2))(3)

ص: 217


1- لم يعثر عليه ولكن ورد مثله في مختصر البصائر:127 في أحاديث الرجعة، وإلزام الناصب2 132 139 ،137و علائم ظهور القاءم ، وفي الغيبة للطوسي :453، ح 459 بلفظ: كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت ... إلخ .
2- آل عمران ،83
3- لم أعثر عليه ولكن ورد مثله في غيبة النعماني :262 - 265، ح13، وبحار الأنوار285 :52ح17 ونحوه

وقال أبو جعفر علیه السلام: ( فتكون دولتا آخر الدول )(1)

لكل أناس دولة يرقبونها *** ودولتنا في آخر الدهر

وقال دعبل :

فيا نفس طيبي ثم يا نفس فابشري *** فغير بعيد كل ماهو آت

ولا تجزعي من مدة الجور إنني *** كأني بهاقد آذنت بشتاتِ

شفيت ولم أترك لنفسي ريبة *** ورويت منهم منصلي وقناتي

وروي أنه إذا قام المهدي يأتي أرض كربلاء فتجري دموع عينيه على خديه فيقول : ما هذه الأرض التي أحزنتني ؟ فيقال له : هذه أرض كربلاء التي قتل بها جدك الحسين علیه السلام ، فيقول : السلام عليك يا جداه ، فيخرج صوت من داخل الضريح :وعليك السلام يا ولداه ، إلى الآن تأخر ظهورك وقد كسرت الأعداء جناحي صدري : ثم يحفر المهدي بسيفه عند قبر الحسين علیه السلام فيستخرج طفلاً صغيراً مذبوحاً وهو جثة بلا رأس فيغضب ويقول: يا رب ما ذنب هذا الطفل؟فيضع سيفه على عاتقه ويضع أنصاره سيوفهم على عواتقهم ويقتلون أعداء الله.

شعارهم يا ثار آل محمد *** إذا أسرت نار الوطيس

وفي استنهاض المهدي أشعار كثيرة وقصائد طويلة قالها الشعراء أكثرها للسيد حيدر الحلي صاحب الحوليات ....إلخ .

ص: 218


1- بحار الأنوار ، 332:52 ، ح58 ، نقلاً عن غيبة الطوسي ولكنه ورد عن أبي جعفر علیه السلام ومثله في إلزام الناصب282: 2

بین المبدأ و التطبیق الشيخ عبد الله الخنيزي

*بین المبدأ و التطبیق(1)

موضوع المهدي والمهدوية في الإسلام،موضوع جذري بين المواضيع الإسلامية ،وحوله نقاشات علميةٌ مركزةٌ هادفةٌ ،تنفي عنه الشبه وتزيل اللبس و تكشف الغموض وتدحض التهم وتفضح الزيف ، مدعمةً بالحجج الدامغة والبرهنة القوية.

وموضوعٌ-كهذا-دار حوله النقاش حتى احتدم،لا يتيسر عرضٌ حوله بجلاءٍ من أجل توضيحٍ، في الدقائق المعدودات والوقت المحدد .

وهو -كما قلت -موضوع جذريُّ، لأنه مسلّمٌ به في الأصل ،من جميع المسلمين ، فالقول الكليُّ به ، يكاد يكون ضرورةً ؛ وما النقاش الذي أشرت إليه ، إلا في نواحي فرعيةٍ وجانبيةٍ ، بالنسبة للفكرة ذاتها، حيث ينحصر النقاش حول الموضوع في هذا البيت ، الذي حدد هذا الاختلاف :

فمن قائلٍ: بالقشر لب وجوده *** ومن قائلٍ: قد ذُبَّ عن لبه القشر

أي : إن النقاش محصورٌ في دائرة وجوده بالفعل أم بالقوة ؟هل وُجد أم سيوجد ؟

أما أصل الفكرة - فكرة المهدوية - وضرورة وجوده وخروجه،فشيءٌ متسالمٌ عليه ، مقَرُّبه ، بل إن هذه الفكرة والقول بها تكاد تتعدى المسلمين إلى غيرهم من الديانات السماوية ، التي سبقت الإسلام،خاتمة الرسالات العليا، ونهاية مطافها .

ص: 219


1- ضوء في الظل ، ص 207 -222، وكتب فضيلة الشيخ مقدمة لها: (كُتبت تلبيةً لطلب جماعةٍ، أقامت احتفالاً بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام المهدي علیه السلام، وألقاها كاتبها في ذلك الاحتفال المقام في ( الكويكب ) بالقطيف ، ليلة 1382/8/15 ه- 1963/12/31 م)

وليس يعني هذا أن لا يشذَّ أحدٌ عن القول به، لعاطفةٍ جامحةٍ وهوىَّ طاغٍ، أو رواسب من : زیغٍ وضلالٍ والحادٍ باطنٍ، يجد في الشك لذةً ، وفي الإنكار مرتكزاً لشهرةٍ، وفي الخلاف طريقاً لمعرفةٍ على حد قاعدة (خالف تُعرف ).

وبعد أن يتم التسليم بالأصل ، يكون النقاش العلمي في حدود الخلاف الموضوعي؛ وعندما يحتكم العقل للبرهنة ، ويقدم الأدلة المعتمدة في الموضوع، تتسلسل معنا النتائج واضحةً مقنعةً بينةً ظاهرةً ، يرتضيها كل

طالبٍ للحقيقة ، غير مواربٍ أو مداجٍ فيها .

وبعد أن ينحصر الخلاف بين القائلين بالفكرة ،وقد رأينا أن لا نعرض للأدلة القائمة على إثبات الفكرة في أساسها، لأنها من الوضوح بمكان، ولو شئنا ذلك لتضاعف الوقت وتطاولت السطور، لذلك اعتبرنا الأصل مسلماً به .

أما من كان منه على شك فنحيله على المصادر الإسلامية ، التي تثبت هذا الموضوع وتحكم به وتفرض القول به على كل من يرى في قول قائدنا محمد صلی الله علیه وآله وعمله ، منهجاً يجب عليه اتباعه والتصديق به والعمل عليه ، لا من يقول برسالته ، ويتيه - في ذات الوقت - وراء هذا المسلك العقدي المنحرف، أو ذاك الملتوي .

بعد انحصار الخلاف في هذه الدائرة،يتسلسل معنا النقاش فيها حول و جوده، أي : هل وُجد ؟ أم لا؟

وهنا تقوم البرهنة التأريخية ، التي تثبت أنه وُجد ، وأن اسمه كاسم جده وهو المجدد لدين جده، وهو المقيم للدولة الإسلامية، تخفق رايتها على أقطار المعمورة في نواحيها المتشعبة، حاملةً العدالة الإسلامية،و المثل و القيم، التي يحفل بها هذا النظام الباقي، وهذه الرسالة الخالدة، حيث تتجسد هذه الننلم، على المستری انتطبيقي الشامل .

ص: 220

وقد احتكم لهذه البرهنة التأريخية فآمن بها، أربعون عالماً، وافقوا الشيعة في قولها بوجوده، وأنه هو الذي تقول به الشيعة : المهديُّ محمدٌ بن العسكري الحسن بن الهادي عليِّ بن الجواد محمدٍ،مرتفعاً في هذا النسب الشامخ والجذر الواشجة،حتى يرتبط بعليِّ وفاطمة بضعة الرسول الأعظم، طبقاً لما نصت به الأحاديث، التي تشير إلى أن المهدي من ولد عليِّ و فاطمة .

وتعترض - بعد هذا - شبهاتٌ، يتشبثُ بها من يحاول الطعن في المعتقد، أومن يضيق عقله لاستيعاب أي اكتشافٍ علميِّ أو غزوٍ فضائيِّ، ينبثق عن فكر مخلوقٍ محددٍ أيضاً .

.. ويروح يؤمن ويكفر، ويصدق ويكذب، ويأخذ ويرد، ويعطي ويمنع، وإن كان ما أخذه أغرب مما رده، وما كفر به أقرب - حتى للذهن المحدود والفكر المنغلق -مما آمن به ؛ ولكنه مشدود التفكير، محدود الإدراك ؛ بل هو موجَّهٌ لا إرادة عنده ولا استقلال .

كيف يبقى إنسانٌ طيلة هذه المدة؟وينسى ماحفل به التأريخ من المعمرين الذين تتطاول بهم مدد الحياة دون ما غايةٍ،سوى العمرالطويل، أي : دون أن يكون هذا المعمَّر مذخوراً لغايةٍ ؟ بل وينسى حتى سيده إبليس-وهو من تلاميذه - وقد استجاب الله له، فأنظره إلى اليوم المعلوم.

ولسنا - هنا - في محاولة لنقض هذا الاعتراض، أو مناقشة هذا الرأي، بعد أن أشرنا -في صدر هذا الكلام - إلى النقاشات العلمية المركزة الهادفة،التي اجتثت هذه التهم، فتهافتت تحت ضوء التحليل العلمي وانتهت آثارها، لدي من يقنع بالدليل، غير متعنتٍ لرأيٍ، يراد منه الإيمان به،أو بثه للتضليل.

ولكن ما تجدر الإشارة إليه - وإن لم يكن مجال لتبسيطٍ - أن نفهم بأنَّ

ص: 221

القول بالمهدي-وهو حلقةُ النهاية من سلسلة الإمامة لدى الشيعة -يتصل اتصالاً وثيقاً؛ بل هو الضرورة، التي تأتي نتيجةً حتميَّةً من كون الإسلام دين الحياة، وأنه نظامٌ شاملٌ يهدف إلى تأسيس الدولة الإسلامية الكبرى،

حتى تُظلَّ كل شبرٍ في أرض الله الواسعة المدى .

فإذا كان الإسلام، هو النظام الشامل، والخالد الباقي حتى فناء الحياة الدنيا، والذي ينظم ويتدخل في شؤون الحياة كلها، ويواكب ركبها المغذَّ، وينظم لها السبل، ويرفع لها المنار، ويهديها سواء الصراط، دونما تعثرٍ أو إدلاجٍ.

إذا كان هذا - وإنه لهُوَ - فإن الضرورة تحتم ، أو إذا شئنا أن نتقيد بالتعبير المهذب، قلنا: إن اللطف الإلهي، يدعو لأن يقوم على هذا النظام الشامل الأصلح من يرعاه، ويجدده تجديداً صوره الحديث النبوي، بدفع الزيف عنه:

( في كل خلفٍ من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذاالدين تحريف الضالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين )(1).

أو كما أشار لذلك إمام المتقين علي علیه السلام في إحدى خطبه :

( ولم يخل الله سبحانه خلقه من نبيٍّ مرسلٍ،أو كتابٍ منزلٍ،أو حجةٍ لأظمةٍ، أو محجةٍ قائمةٍ )(2).

ذلك أن أدعياء الدين، والمزيفين لجوهره كثيرون ؛ حيث لا يُتخذ لديهم إلا وسيلةً، يلهم رغائبهم الواطئة ، وأمانيَّهُمُ الدُّون ؛ فهم - في ادعائهم الإسلام - يُضرونه أكثر من نفعهم له، لأنهم يُحرفونه عن واقعة، ويشوهون معالمه، ويعبثون بتعاليمه، ويعطلون قوانينه ..

ص: 222


1- الفصول المهمة :170 و کلمة حول الرویة :44
2- شرح النهج :113 :1

ومنهم من يدعيه وهو يطعنه ؛يَّدعيه وهو يُنكر عليه صلاحيَّته للزمن،و مسايرته للحياة ؛ يدَّعيه وهو يخنق فيه الروح ؛ يدعيه وهو يفصله عن الدولة؛ يدعيه وهو يقطع أوصاله ويفكك حلقاته،فيأخذ منه ويدع ؛يدعيه ويدعي الدفاع عنه، في هذه التجزئة، لكليَّته الشاملة وحقيقته الكبرى .

ولنعد إلى النقطة التي أردنا الإشارة لها، ولو بإيماءة بعيدة، رغم مايحتاجه الموضوع ، من بسطٍ وتوضيحٍ : تعترض الأنظمة التي تطبق في هذه الحياة عقبتان، عليها أن تجتازهما ، بما فيهما من : مخاوفَ ومشاكلَ :

الأولى :تنتابه في وضعه،في مواده الدستورية، وفقرات قانونه،وما يعترض ذلك من صلاحيةٍ وفسادٍ .

والثانية: في تطبيقه ، لئلا يختلف المبدأ لدى التطبيق .

ولكي نختصر الطريق والوقت معاً، نري: أن الإسلامٍ كنظامٍ شاملٍ،لم تعترضه العقبة الأولى،ولم يمر بها، ولا عرفها في دربه ؛ لأن الإسلام نظام إلهيٌّ، يرتفع عن الأنظمة الوضعية، ولا يتعرض لما تتعرض له تلك، من نقصٍ وقصورٍ ، هما ما يسميان بالتطور والرقي.

لأن واضع الإسلام عليمٌ بحاجيات الناس، غير جاهل بنهاية الشوط،الذي يصله تقدمهم ورقيهم وتطورهم وحضارتهم . فواضعه .جلّ علاه - نظر إلى ذلك ، بعلمه السرمدي ، الذي لا يجهل جزيء الذرة، وما في تركيبها من عناصر، وما تنتجه هذه العناصر، حين تتفاعل.

ثم هو يرتفع عما يتعرض له واضعو النظم الوضعية من: عواطف إنسانيةٍ، ونزعاتٍ نفسيةٍ ، وتأثيراتٍ تأتيه من جميع نواحيه ، ورواسب تعود به إلى بيئته أو معتقده ، وغيرهذا وذاك ، مما يتعرض له الإنسان في هذه الحياة، من أحداثٍ تختلف تأثيراتها عليه : قوةً وضعفاً، امتداداً وقصراً،

ص: 223

عمقاً وضحالةً...

ومن العبث:أن يُقاس نظامٌ تنزل من الفيض الأعلى،بنظامٍ انبثق من مستوى الفكر الإنساني المخلوق .. وهل لهما أن يُجمعا في قرنٍ ؟

فالنظام الوضعي، لو قدر لواضعه أن يدعه يحمل ما يحمل، من صفات: الكمال والصفاء والنقاء والرفعة والسمو، ويجمع كل الصفات الحميدة ، وأعطي الفكر الثاقب، الذي يستطيع به، أن تتعدى نظرته راهن حاضره، إلى مدىً من مستقبله، فإنه لا يتجاوز في نظرته - الكاشفة هذه - الجيل الذي يعيشه، لأكثر من الجيل الذي يرى نبتة أبنائه،في أماليدهم الضعاف.

ثم هو - إلى هذا - لا يستطيع أن يتجنب ما يحدث من أخطاء، ويكمل ما تبدو من نواقص، ويستمر هذا النظام في طوره التصاعدي - على قاعدة (

التطور والارتقاء )-فلا يصل إلى قمة كماله - لو سلمنا باستقامة ذلك - إلا بعد أن يمر هذا النظام الوضعي، بأدوارٍ تجريبيةٍ، لمعرفة ما يلائم ويوافق، واستبعاد ما ينفر ويختلف عن:الطباع البشرية،ونزعاتها النفسية،و حاجاتها الضرورية، وتصحيح هذه الأخطاء.

وهو مثل الدور التجريبي، الذي تمر به المكتشفات العلمية - على اختلاف أنواعها - حتى يأمن مكتشفها، ما فيها من أخطاء، يُجنبها الإنسان أقيم ما في الحياة، وأغلى ما وجد فيها.

فإذا جاز أن تمر تلك المكتشفات، بهذا الدور التجريبي،والضحايا فيه بعض الحيوانات والحشرات، التي يكافحها الإنسان، في سبيل إبادتها، أو بعض الحيوانات الأخرى، مما سخرها الله له، في خلقه إياها .

فهل يجوز أن يكون المجتمع الإنساني-في ظل النظام الوضعي-محل لتجرية، وحقلها التجريبي، ليطبق عليه هذا النظام أو ذاك، فتذهب الضحايا تلو الضحايا ؟

ص: 224

وقد رأينا من ذلك ما ينخلع له القلب الإنساني، ألماً ومرارةً، في رتلٍ من الضحايا، تكثر وتقل، بمقدار مدة الزمن، الذي يمر به المجتمع، في فترته التجريبية ، ثم ما على واضع هذا النظام، إلا أن يصرخ، متحدياً كرامة الإنسان وقيم الحياة :

إنه قد وقعت أخطاءٌ يجب تداركها، وأنه أصيب القائمون على تطبيق هذا النظام بنوبةٍ من غرور النصر، وأن على الأمة أن تغتفر هذه الأخطاء، و تتناسى تلك الضحايا، في سبيل التجرية، التي أشارت إلى نقاط الضعف، حيث ستقوى، وتُصلح الغلطات .

وعلى الأمة أن ترضى بالواقع المر، وتعاود التجربة، مرةً وأخرى، ومراتٍ و أكثر، ما دام ما يسمى ب ( النقد الذاتي )، على طرف اللسان في عذرٍ هو أقبح من فعل ... !

ولكن النظام الإسلامي القويم، وقد تجنب الدور التجريبي هذا ، وكفر بهذا الذي يُسمى ( تطوراً و ارتقاءً ) لأنه جاء ممن لا تخفى عليه خافيةً، ومِمَّنٌ طبع هذا الإنسان،في صورته التي خلقها في أحسن تقويم، كان أدنى إليه من حبل الوريد، وأعرف منه بنفسه، وأعلم منه بخفاياه وتركيبه،و أدرى منه بماضيهوحاضره ومستقبله، وكل ما يدور حوله في هذه الحياة، أو تحته أو فوقه .

إن هذا النظام ، وقد نجا من آثار هذه العقبة، ولم تعترض دريه، لأنه يمر بدربٍ ملتوٍ أو متعثرٍ، فإنه -في نفس الوقت- نجا من أي أثرٍ لتلك العقبة الأخرى، التي تعترض المبدأ حين التطبيق، مما يجعل التفاوت بين: المبدأ، والتطبيق ، والاختلاف بين : المحتوى والتجسيد ، والتباين بين : الفكرة ومعطاها ...

فهو . كنظام إلهيِّ - نجا في أصله من أي خطأ، ولم تكن له حاجةٌ لأن

ص: 225

يمر بدورٍ ، حتى يصل إلى الكمال ، ولم يسر في طريق الهبوط، حتى يسعى نحو الارتقاء، ولم يتقلب في أدوار متطورةٍ متباينةٍ.

ولم يأت نتيجة تناقضاتٍ، تأتي مناقضةً لشيءٍ سابقٍ، حتى تصل إلى مرتبةٍ تنتقض فيها القاعدة على نفسها ، في مماحكةٍ ممجوجةٍ تافهةٍ ، يسعى إلى تركيزها نظامٌ وضعيٌّ ، فشل لدى التطبيق ، فرجع على نفسه إلى الوراء - في رأيه - خطواتٍ ، كدور من أدوار التطور، المتناقض على بعضه، ليصل - في الأخير- إلى شيوعيةٍ شاملةٍ، تشاع فيها الأموال والأعراض، وما في الحياة من : لذةٍ وشهوةٍ، في غيبية - أستغفر الله !- في سدومٍ من دخان الحشيش، المتصاعد من : أدمغةٍ مأفونةٍ ، وطباعٍ ملتويةٍ ، وتربيةٍ منحطةٍ.

إن الإسلام - كنظام إلهيِّ - وقد نجا من هذه العقبة الأولى،لم يجعل للعقبة الثانية سبيلاً ، لأن تعترض نظامه ، متى جرى التجسيد الكامل المحتواه الشامل، ومتى أُفسح المجال لأن يُقدم عطاءه السخي ، في جميع مناحي الحياة .

إن المشكلة التي تعترض الأنظمة - لدى التطبيق - تكون نتيجةً سببين: أحدهما يرجع إلى النظام ذاته، والآخر يرجع إلى القائم على تطبيق النظام وتجسيد محتواه، وما تتعرض له النفس من انحرافٍ وتجنٍّ، وما تحفل به من (ظلمٍ) هو شيمة لها - إن صدَّقنا أبا الطيب في دعواه-ما لم تكن هناك علةٌ مانعةٌ . وحينئذٍ يتأرجح هذا النظام- في تطبيقه - في مسالك ، بعضها

يكون قريباً من العدل ، وبعضها يكون صورةً للظلم .

وتبدو-هنا-شهوة السيطرة والتحكم، والتشبث بالسلطة، في أبشع صورها، حتى تستبيح ما لا تستبيحه الوحوش الضارية في غاباتها، متى رأى أن الدَّست يميد تحته ، وأن كرسي الحكم تستل منه المسامير، التي جعلت منه الأريكة الوثيرة ، والحبيبة لديه .

ص: 226

وهنا ينسى العقديُّ عقيدته ، التي كان يرفع بها عقيرته، وينسى المتشدق شعاراته، التي كان يهتف بها، مدوياً مجلجلاً صارخاً، يصك الأسماع بنبراته المبحوحة ، ويتخلى المتفيهق عن مبادئه، التي يفلسفها ويصيغها في مرصوف الكلمات وبريق العبارات .

فلا يهمه الدم يراق أو يسفح...ولا يهمه أن ينقلب كل ما هتف به و نادی إلى ضده، فالمُلكُ عقيمٌ-كما قال ملكٌ عباسيُّ- ولو نازعه فيه الرسول ، الذي يحكم باسمه-مدعياً الخلافة عنه-لضرب خيشومه بالسيف!

والإسلام إذ ابتعد عن تلك العقبة، لم يكن ليجهن صعوبة هذه العقبة الأخرى، وما فيها من ضررٍ بالغٍ، لا ينقص عن تلك أذىً ومرارةً، فأحاط موضوع التطبيق بسياجٍ منيعٍ، وحصَّنه بقواه الجبارة، التي تكفل الحفاظ عليه، حتى تنسجم الفكرة مع المعطى، ولا يختلف المحتوى عن التجسيد

ولا يتبدل المبدأ لدى التطبيق .

اختار لحمل رسالة الإسلام أعظم شخصيةٍ، جبلتها يد الله الصَّناع، فكان المثل الكامل للمبدأ والرسالة، وكان التجسيد الواضح الصحيح لها .

ولكن الرسول الأعظم ، وإن ارتفع بمثله ومزاياه، وقيمة وخصائصه، التي تميزه عن سوه، إلا أنه لم يرتفع عن بشريته - وهي تتمة مزاياه - في تعرضها للأحداث الخارجية، من مرضٍ، ومن نهايةٍ محتومةٍ لكل إنسانٍ، و هي : الموت . فهل تبقى الرسالة، بدون قائمٍ عليها، وراعٍ حفيظٍ، وهي الرسالة الخالدة خلود الحياة ؟

إذن فلابد من إنسانٍ، يمثل الرسول، في خصائصه ومزاياه تلك، ليقوم بدر التمثيل عنه، في مهمته تلك التي تتعدي التبليغ للرسالة،إلى الحفاظ عليها، وتحويلها من فكرةٍ إلى واقعٍ مُعاشٍ .

ص: 227

ومن هنا كانت الإمامة - لدى الشيعة - أصلاً خامساً، يبتني عليها الإسلام، ويأتي دورها الترتيبي بعد النبوة، لأنها امتدادٌ لها، وخلافةٌ عنها .

وإنه بالرغم من النصوص،التي جاءت أصولاً ثابتةً لقاعدة الحكم في الإسلام ،التي تحرص على نظافة الحاكم لتجعل منه القدوة، ويشترط فيه كل الشروط القيادية، التي تؤهله لمسك الزمام، وإدارة الدفة، وتتشدد في تلك الشروط ، إلى حد القسوة، وتفرض عليه كل الفروض، التي ترتفع به إلى المستوى القيادي، بحيث يكون هذا الارتفاع، على المستوى الفكري و الأخلاقي، والتجسيدي للتعاليم ، لا أن يرتفع في مظهر ماديِّ،أو ما إلى ذلك ؛ بل عليه أن يكون- في هذه الناحية - مساوياً لأضعف ضعيفٍ، ليكون له القدوة والأسوة، التي بها يتأسى،فلا يمتاز عنه في:مظهرٍ أو ملبس أو مسكنٍ...

إنه بالرغم من النصوص هذه ، التي لا يسعنا أن نعرض لشيء منها ...

فإنه لم يكتف بهذا؛ إذ لا يمنع من يصل للحكم فينحرف به نصُّ،لا يتعدى - في نظر المنحرف - حروفه، ولا يتعدى نطاقه عن محتوى الكلمة وهو الذي لا يخشى حساباً، ولا يخاف عقاباً من الله - وليس يعني هذا انعدام من يصلح للحكم، فيطبق تلك الأنظمة في محتواها العام،ويُجسد حقيقتها الرائعة على الصعيد العملي، انعداماً يُلحقه بالمستحيل.

ولكن هذا لا يعني أن نأمن الانحراف ، وهوأكثر من الاعتدال ، مادامت النفس البشرية، بعواطفها الجياشة، ونزوتها المختلفة... وإنه لمما ينا في صلاح المجتمع واستقامته : أن يبقى تحت تأثير هذه العواطف وتلك النزوات .

وإذا كان الإسلام لم يرضَ لا جتمع أن يكون محطة تجارب للأنظمة من أجل الارتفاع بالنظام نفسه ، إلى الأحسن أو الأصلح، فوضع النظام الأصلح و الأكمل؛ منذ تأسيسه فهل يرضى أن تكون القيادة لمن ينحرف

ص: 228

بها ؟!

لذلك...فكما اختار الله لرسالته من رأى فيه الصلاحية،لحمل العبء و التبليغ والتطبيق - وهو ( أَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ رِسَالَتَهُ ) - فقد اختار لهذه الرسالة، من يواصل حملها، والحفاظ على معالمها، وتطبيقها، ونفي زيف المحرفين عنها، لتواكب الأزمنة، وتساير الأعصر...

وكان القادة من أهل البيت - الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً - هم قادة الموكب الزاحف، نحو الحق والعدل؛ وكانوا أئمة الهدى والرشاد، وكانوا التجسيد الرائع للنظام الأصلح، في اتحادٍ متماسكٍ، يشدهم بجدهم الأعظم، ويجعل منهم عدل القرآن، الذي تكفل الله بحفظه، كما ضمن استمرار وجودهم به، بعد أن جعل الرسول منهم ومنه: ثقلين لا يفترقان مدى الحياة؛ بل يرِدان- هُم والقرآن - عليه الحوض...

فكما أن القرآن باقٍ، فإن وجود واحدٍ منهم ممتدٌّ ببقائه، لا افتراق بينهما .. ولئن لم تقم لأهل البيت دولةٌ، تكون دولة الحق والعدل، وقد نُحُّوا عما ندبهم إليه الله سبحانه، فكان ذلك امتحاناً للعباد وتمحيصاً، وكان ذلك من سوء حظ المجتمع الإسلامي ونكسته، وسبيلاً لغزو المبادئ المنحرفة،و العقائد السوداء المضللة ...

إن كان ذلك في الماضي،فإن الله قد اذَّخر لدينه،من ينفي عنه زيف المحرفين ، وتضليل المنحرفين، وزيغ المبطلين، يوم تقوم دولةُ الحق، دولة الإسلام الكبرى، فتخفق رايةً كراية رسول الله،يحملها أحد أبنائه،من القادة الهداة، يطابق اسمُه اسمَه، وخُلُقُه خُلُقَه، وكنيتُه كنيتَه،وتشده إليه وشائج العقيدة، والتي تتجدد، فتعم الدنيا راية العدالة، ويملأ الدنيا حقاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً .

وها نحن نهتف - بهذه المناسبة الفضلى : مولد هذا القائد العظيم :

ص: 229

(اللهم إنا نرغب إليك في دولةٍ كريمةٍ تعز بها الإسلام وأهله،وتذل بهاالنفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى سبيلك، والقادة إلى دينك، وتبلغنا بها شرف الدنيا والآخرة ).

فعجِّل يا رب - وأنت خير مرجوٍّ- فرج وليك، ليكافح فينا هذا الانحراف، الذي غزانا في عقر دورنا، بعقائده المختلفة الشوهاء، وجعلنا تخبط في الديجور، ويعود بنا إلى صفاء دينك الأسمى ، والله هو المرجو الكل خيرٍ.

القطيف :1383/8/14 ه-1963/12/31 م

ص: 230

الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الشيخ محسن علي المعلم

اشارة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد واله الميامين الهداة

الإمام المهدي علیه السلام:

تحتل قضية ( الإمام المهدي ) حيزاً كبيراً في الفكر الإسلامي، وأهمية كبرى لدى المسلمين ، وقد أشبعَت بالبحث في كثير من شؤونها حتى أُلفت فيها كتب عديدة يقع بعضها في مجلدات .

ولست هنا في صدد عرض ما فرغ منه المؤلفون والباحثون وإنما القصد التركيز على جملة من الركائز والإلفات إلى بعض مواطن اللبس التي يقع فيها قسم ممن يتناول الموضوع جهلاً أو تجاهلاً.

فأقول ومن الله أستمد السداد والتوفيق للرشاد والإرشاد :

الإمامة والأمامية الاثنا عشر:

وقد اختلفت الأمة في قضية الإمامة مصدراً وشروطاً وصلاحيات ، والذي يعنيني بيان وجهة نظر ( الإمامية الاثني عشرية ) فهم القائلون : بأن الإمامة)منصب إلهي يتولى التعيين فيه الله جل جلاله ولا تناله يد الجعل، فلا شأن لاختيار غير الله - سبحانه - لا نصاً أو شوری او انتخاباً، ولهم على ذلك براهينهم العقلية والنقلية (كتاباً وسنة ).

الإمام المهدي آخر الأئمة:

فهو:محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن

ص: 231

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

وهذه سلسلة آبائه الكرام الذين تعتقد ( الشيعة الإمامية الاثني عشرية)

بإمامتهم مترتبين بدأ من الإمام الحسين مسبوقا بإمامة أخيه الإمام الحسن بعد أبيه الإمام أمير المؤمنين عليهم السلام.

ومن ثمّ فقضية( الإمام المهدي ) ليست منفصلة موضوعاً وحكماً عن موضوع الإمامة والأئمة بل هي جزء من كل وختام العقد ونهاية السلسلة ، ولابد في معالجة موضوعها من دراسة( الإمامة )بكل فصولها وحلقاتها .

الالتقاء والافتراق:

يقف الباحث حول(الإمام المهدي ) على إطباق المسلمين واتفاق رأيهم في ذات قضيته ، أما الشيعة الاثنا عشرية فمعلوم منهم وعنهم ضرورة ذلك وأنها معتقدهم في الصميم،وقد أفاضوا الحديث فيها قديماً وحديثاً و بمختلف مناهج البحث ومتعدد موضوعاته .

وأمّا السنة فتلك مقولة أعلامهم بل ومؤلفاتهم الكثيرة سابقاً ولاحقاً تجهر بالتواتر وتصرح بوفرة الروايات وصحة الأسانيد ، وشذّ من خالف منهم في ذلك حتى انبرى من تصدی منهم لرد مقولته .

نعم..يختلف الطرفان حول بعض شؤونه،فما هي مقومات الإمامة ؟ و شرائط الإمام ؟ وهل ولد أم لا ؟ ومن هو نسباً؟

فالإمامية الاثنا عشرية قاطبة قائلة بولادته في مدينة(سامراء )،والأعم

الأغلب من السنة على خلاف ذلك .

أجل .. إن أمة من أعلام السنة يذهبون مذهب الشيعة الإمامية ويتفقون معهم في الرأي، فقد أحصى الباحثون جمّاً غفيراً بلغوا أكثر من ( 65) ممن صرحوا بولادته ووجوده . وأرشد القارئ الكريم إلى مراجعة كتاب

ص: 232

(المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية )(1).

بل وادّعي بعضهم التشرف بلقائه والاجتماع بحضرته كما جاء في ترجمة بعضهم .

السرداب:

وهو كما قال أحد العلماء - سرداب الدار التي سكنها ثلاثة من أئمة أهل البيت الطاهر وهم : الإمام علي بن محمد الهادي ، وولده الإمام الحسن بن علي العسكري ،وولده الإمام المهدي عليهم السلام ، كما سكنوا أيضاً في ذلك السرداب وتشرف بسكناهم فيه وجرت لهم فيه الكرامات و المعجزات، وغاب المهدي علیه السلام بعدما سكنه ، ولذلك تتبرك الشيعة وغيرها به ، وتصلي لربها فيه وتدعوه ، وتطلب منه حوائجها طلباً لبركته بسكني آل رسول الله فيه وتشريفهم له.

وليس من الشيعة من يعتقد أن المهدي موجود في السرداب أو غائب فيه، كما يرميهم به من يريد التشنيع ، وينسب إليهم في ذلك أمورا لا حقيقة لها، مثل أنهم يجتمعون كل جمعة على باب السرداب بالسيوف والخيول وينادون : أخرج إلينا يا مولانا ، فإن هذا كذب وافتراء ، حتى أن بعض من ذكر ذلك قال: إنه ( بالحلة ) مع أن السرداب في سامراء لا في الحلة .

وبالجملة فليس للسرداب مزية عند الشيعة إلا تشرفه بسكنى ثلاثة من أئمة أهل البيت عليهم السلام فيه ،وهذا الأمر لا يختص بالشيعة في تبركهم بالأمكنة الشريفة فليتقٍ الله المرجفون . انتهى (2).

ص: 233


1- لمؤلفه الشيخ نجم الدين العسكري ، ج1 من ص181إلى ص226، الباب السادس عشر.
2- الكنى والألقاب ، 236/3

وبعد ..

ا.إن مسائل الفكر والاعتقاد يجب أن تدرس وتناقش بموضوعية ووقوف على الأدلة وأخذها من مصادرها المعتمدة عند أربابها .

ب. إن العقيدة أسمى وأقدس شيء لدى المؤمن،والكلمة أمانة مقدسة، فمن عدم اللياقة المبادرة إلى النبز بالغلو ، ومن الجهل التسرع بوصمة الخرافة دونما استيعاب أو فهم للأدلة لدى المتهمين فتُجرح العواطف الدينية تشهّیاً.

ج.إن من اللافت حقاً وفرة المشتركات الروائية بين الطرفين في شأن (المهدي) ، وهذه حقيقة جلية يقف عليها من جاس خلال الديار فتری :

1.الشيخ نجم الدين العسكري يعنون كتابه(المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية ) وكفى بعنوانه بياناً لمحتواه .

2.الشيخ لطف الله الصافي يصدر كتابه (منتخب الأثر في الإمام الثاني

عشر) بالمصادر المودعة فيها الروايات من مجاميع الأحاديث لدى الطرفين.

3.والشيخ مهدي الفقيه الإيماني يفرد كتابه(الإمام المهدي عند أهل السنة) فيجمع نصوص عدة مؤلفات وفصولاً ومقالات لأصناف من الرواة و المحدثين والمؤلفين يعرضها مصورة من أصولها ، وقد بلغ ما عرضه (67) نصاً جاءت في662 صفحة ، وختمها بخاتمة أورد فيها قائمة بمؤلفات أخرى في الموضوع لم يرد ذكرها في ثنايا كتابه ، وهو مجموع طريف.

4. الشيخ علي الكوراني، فقد كتب(موسوعة أحاديث المهدي )في خمسة مجلدات .

د) إنني لم أعرض لأدلة الإمامة ، وإثبات غيبة الإمام بعد ولادته فهي كما أسلفت أشبعت بحثاً ومناقشة وردّاً لما أثير حولها من شبهٍ ولبس ، وإنما عرضت أصول المسألة ومواطن الاتفاق والافتراق .

ه)وأنتهز هذه المناسبة الباعثة لهذا البحث فأدعو مخلصاً أرباب الفكر

ص: 234

وحملة الأقلام إلى معالجة الموضوعات العقدية والخلافية بما يليق بهم و بها،وبما يحبون لغيرهم أن يتحلوا به من أناة وعلم مستسقى من أهله (لا يؤخذ الشيء إلا من مصادره )وإخلاص في القصد ونزاهة في العرض ،فبذلك يسمو الفكر وتعمر سوق العلم والمعرفة .

والله أسأل أن ينير أفكارنا وبصائرنا بالحق والهدى ، ويعصمنا من الزلل والخطل في القول والعمل ، وأن يجمع كلمتنا على البر والتقوى ويوفقنا للتي هي أقوم وأهدی . والحمد لله حمداً يليق بآلائه ونعمائه ، والصلاة على صفوة الخلق سيدنا محمد وآله الهداة المهديين.

ص: 235

ص: 236

أحاديث شريفة الشيخ محسن علي المعلم

اشارة

*أحادیث شریفة(1)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

النص العاشر:

محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى جميعاً،عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: أجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو رحمة الله عند أحمد بن إسحاق ، فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف فقلت له: يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شيء،وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني أن الأرض لا تخلو من حجة ، إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوماً، فإذا كان ذلك رفعت الحجة(2)، وأغلق باب التوبة ، فلم يك «یَنفَعُ نَفساً إیمَنُهَا لَم تَکُن ءَامَنَت مِن قَبلُ أو کَسَبَت فِی إِیمَنِهَا خَیرًا» ، فأولئك أشرار من خلق الله عزوجل، وهم الذين تقوم عليهم القيامة ، ولكني أحببت أن أزداد يقيناً، وإن إبراهيم علیه السلام سأل ربه عزوجل أن يريه كيف يحيي الموتى«قَالَ أَوَلَم تُومِن قَالَ بَلَی وَلَکِن لِیَطمَئنَّ قَلبِی»

وقد أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق، عن أبي الحسن علیه السلام قال: سألته وقلت:من أعامل؟أو عمّن آخذ ؟وقول من أقبل ؟ فقال له: العمري ثقتي ، فما أدّى إليك عني فعني يؤدي ، وما قال لك عني فعني يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون، وأخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد علیه السلام عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك عني فعني يؤديان،وما قالا لك فعني يقولان،فاسمع لهما وأطعمها ، فإنهما القتان المأمونان، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك.

ص: 237


1- جزء من کتاب قید التألیف ، یحتوی علی شرح أحادیث شریفة .
2- في بعض النسخ (وقعت الحجة)

قال:فخرَّ أبو عمرو ساجداً وبكى ثم قال:سل حاجتك فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد علیه السلام ؟ فقال: إي والله ، ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده -فقلت له: فبقيت واحدة فقال لي: هات، قلت: فالاسم ؟ قال : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك،ولا أقول هذا من عندي،فليس لي أن أحلل ولا أحرم، ولكن عنه علیه السلام.

فإن الأمر عند السلطان، إن أبا محمد مضى ولم يخلف ولداً وقسم میراثه وأخذه من لا حقّ له فيه،وهو ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئاً، وإذا وقع الاسم وقع الطلب،فاتقوا الله و أمسكوا عن ذلك.

قال الكليني رحمة الله: وحدثني شيخ من أصحابنا - ذهب عني اسمه - أن أباعمرو سأل عن أحمد بن إسحاق عن مثل هذا فأجاب بمثل هذا )(1).

والحديث يتضمن حقائق جمة، ومعارف مهمة،نأتي عليها ضمن نقاط:

الأولى : طرافة الرواية ، وأجواؤها والفئة المجتمعة،الحميري والشيخ أبو عمرو العمري وأحمد بن إسحاق ، وعناية أحمد بالسؤال عن خلف الإمام العسكري علیه السلام ، فيغمز الحميري ليحركه على المسألة عن الموضوع الأهم.

الثانية:لباقة الحميري ولطف تمهيده لسؤاله،وتقديمه بياناً لمحض اعتقاده: إن الأرض لا تخلو من حجة ما بقي التكليف،وغاية ذلك قبل يوم القيامة بأربعين يوماً، وهي أمد التوبة ، وعندها يغلق بابها .

وذلك مدلول قول الحق عظمت حجته وجلت حكمته :«لَا یَنفَعُ نَفساً إیمَنُهَا لَم تَکُن ءامَنَت مِن قَبلُ أَو کَسَبَت فِی إِیمَنِهَا خَیرًا»(2)،وأولئك الذين أوصد باب التوبة في

ص: 238


1- الکافي ،ج1 ، ص 329 - 330، باب(في تسمیة من رآه علیه السلام)ح1
2- الأنعام ،158

وجوهمم،شرار خلق الله ، حيث لم يفيئوا إلى الحق بعد قيام الحجة ، و انقضاء المهلة ، وارتفاع التكليف.

الثالثة:إذن..فمن يملك تلكم المعرفة ويحوي ذلكم العلم فما باعث

سؤاله؟!

أجل..إنه زيادة اليقين ، وبلوغ الغاية منه،وله فيما حكاه القرآن عن خليل الرحمن خير مبرر وعاذر «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي»(1).

الرابعة:المسؤول المأمون والسفير المؤتمن، إنه الولي المخلص،والوكيل العدل ، والثقة المعتمد ، لدي حجج الله على خلقه وخلفائه في عباده .

فهذا أبو علي أحمد بن إسحاق يروي في جلالة قدره وعلو مقامه، عن الإمام أبي الحسن علیه السلام: سألته وقلت له : من أعامل ؟ وعمّن آخذ ؛ وقول من أقبل ؟ فقال له : العمري ثقتي،فما أدّى إليك فعني يؤدي ، وما قال لك عني ، فعني يقول ، فاسمع له وأطع ، فإنه الثقة المأمون .

وهذا الإمام أبو محمد عليهما السلام يجيبه عن مثل ذلك بقوله : العمري وابنه ثقتان ، فما أدّيا فعني يؤديان،وما قالا لك فعني يقولان ، فاسمع لهما وأطعهما ، فإنهم الثقتان المأمونان .

فهل بعد قول إمامين إلا الإحالة على المطّلع الخبير،الطبين بالأمرالواقف على السر ؟؟

فما كان من هذا الثقة الجليل إلا تجسد صفاته ، وتمثل كمالاته .

( فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى ، ثم قال : سل حاجتك ).

إنه الخضوع والخشوع ، والشكر على عظيم النعمة ، وبليغ المنّة ، وإنه

ص: 239


1- البقرة ،260

التواضع والبكاء عمّا تجيش به النفس من شؤون ازدحمت فرقّ لها القلب ، وانهملت لجلالها العين ، وأثمرت التوطئة ثمرها،وأن للحميري اقتطافها .

(أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد علیه السلام؟).

فقال العمري رحمة الله:إي والله ورقبته مثل ذا-وأومأ بيده-،إنه قول الخبير وشهادة البصير،يُصَدِّر قول بقسمه،ويؤكد خبره بالإشارة إلى المحسوس والملموس ، فيطمع ذلك الحميري ليسأل عمّا يعنيه ، ويردف بما يهمه .

( فبقيت واحدة فقال لي: هات، قلت: فالاسم ؟).

وتلك حكاية الفترة العصيبة، فالمأموم لا يقف على معرفة اسم إمامه، ويا لها من مصيبة ، وهنا مختبر الأمانة،وموطن الصيانة،واحتمال السر، وكتمان الأمر ، ويا له من موقف حرج مر.

( محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك )،( ولا أقول هذا من عندي ،فليس لي أن أحلل ولا أحرم ، ولكن عنه علیه السلام. ).

ولماذا كل هذا ؟

إنه الظرف العصيب،والمحنة القائمة ، والبلية النازلة بالبقية من حجج الله وال محمد علیهم السلام ، فقد عصفت بهم العواصف ،وعمّت بم الخطوب ، وشملهم البلاء.

( فإن الأمر عند السلطان، أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولداً وقسم میراثه وأخذه من لا حقّ له فيه ، وهو ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئاً).

فقد تبدد الشمل ، وانتهب الثقل ، وروّع الأهل،وفُتشت النساء والجواري وحبسن ، وقُطِع ما أمر الله به أن يُوصَل ، فلا محيص في مثل هذا المأزق الحرج، ولا مناص في مثل هذا البلاء الواسع المبرم ، إلا الصمت والإعراض ، والسكون والإغماض .

ص: 240

( وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك ).

هذا .. وللفقهاء آراء في هذه المسألة ، حكماً وموضوعاً، حفلت به بحوثهم المستوعبة .

عجلّ الله لوليه الفرج،وسهّل له المخرج،وأزال بظهوره البلاء،ورفع العناء، وأرانا الرخاء .

ومن حديث الإمام المهدي علیه السلام:

حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد > قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب قال :

قال أبو عبد الله علیه السلام : أول من يبايع القائم علیه السلام جبرئيل ، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعة ، ثم يضع رجلاً على بيت الله الحرام ، ورجلاً على بيت المقدس، ثم ينادي بصوت طلق تسمعه الخلائق « أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ»(1)(2)

وظهور الإمام بعد طول انتظار، وامتداد غيبة واحتجاب،حدث عالمي خطير، وأمر مفاجئ مثير ، فلا بد له من إعلام يماثله ، وتعريف يليق به.

فجرى لخاتم الأوصياء محمد المهدي سنن ما جرى لجده خاتم المرسلین محمد، من الإرهاصات والبشائر والنذر ، تأييداً للأمر الإلهي،وإقامة للحجة على الخلق .

ويتولى أمر البيعة الأمين على وحي الله الملك المقدس جبرائیل علیه السلام، فهو أول من يبايع .

ص: 241


1- النحل ، 1
2- كمال الدين وتمام النعمة ، ص671، باب ( في نوادر الكتاب ) ح18

وتحمل هذه الظاهرة النادرة توفر الأسباب لتحقيق الوعد الإلهي «لِیُظهِرَهُ عَلَی ألدِّینِ کُلِّهِ»(1)، بنحو خارق معجز، ولعل في تمثّل ( الملك الأمين) طيراً ومن الألوان بياضاً، رمزاً لاتساع وعمق النفوذ ، وسرعة انبثاثه .

ومنطلق قيام الإمام بأعباء الإمامة،هوذات منطلق قيام جده النبي بأعباء النبوة والرسالة.وكما أسري بالنبي المصطفى إلى المسجد الأقصى المبارك،هو وما حوله ، فها هو الأمين يحمل دعوة خليفة ذلكم المرسل ،وقيامه بما استخلف فيه .

ولعل ثَمَّت تناسباًمميزاً مضافاً إلى هذا اقتضى اخصاص (بیت المقدس) ألا وهو: أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، كان موطنه ومنطلق دعوته هناك،وهو من أولياء الإمام وأنصاره وداعي قومه إلى الإيمان بما يؤمن به.

ولما كانت إمامة الإمام الثاني عشر من آل محمد ، تمثل الحلقة الأخيرة من منظومة( الدين الإلهي )فالإسلام خاتمة الأديان،والإمام المهدي خاتمة الأوصياء القائمين بأمره،فلابد لها من إبلاغ كفءثقلها،ونسق مبتداها، فكما قال الأمين جبريل عن ربه تبارك وتعالى في شأن الرسالة والرسول«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»(2)و «إِنِّی رَسُولُ إللهِ إِلَیکُم جَمِیعٍا»(3).

فهو اليوم يملأ الآفاق صوته،ويسمع كل ذي سمع مقولته ، فالأمران إلهيان يلتقيان ، وبينهما وشيجة أوثق من لحمة في سداه ، فدين الإسلام افتتح بمحمد واختتم بمحمد(صلى الله على محمد وآل محمد وقائم آل محمد).

ص: 242


1- الأعراف ، 158
2- الأنبیاء ،107
3- التوبة ، 33

من هو إمام المسلمين في هذا العصر؟ الشيخ علي آل محسن

اشارة

*من هو إمام المسلمين في هذا العصر؟(1)

تمهيد:

إن مسألة معرفة إمام العصر من المسائل المهمة التي تترتب عليها أعظم المصالح الدينية والدنيوية، وتُؤدى بها أهم الوظائف الشرعية، وقد وردت فيها أحاديث صحيحة مشتملة على التحذير الشديد، ونصف من مات جاهلاً بها بأن ميتته جاهلية .

مضافاً إلى أن علماء أهل السنة أكدوا في مصنفاتهم على أن نصب الإمام في كل عصر واجب على المسلمين كافة، بل جعلوه من أعظم الواجبات الدينية التي لا يسع المسلمين تركها أو التهاون في المبادرة إليها.

قال الإيجي في المواقف : نصب الإمام عندنا واجب علينا سمعاً..

وقال : إنه تواتر إجماع المسلمين في الصدر الأول بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله على امتناع خلو الوقت عن إمام، حتى قال أبو بكر (رض) في خطبته :(ألا إن محمداً قد مات، ولا بد لهذا الدين ممن يقوم به )، فبادر الكل إلى قبوله، وتركوا له أهم الأشياء، وهو دفن رسول الله صلی الله علیه وآله ، ولم يزل على ذلك في كل عصر إلى زماننا هذا من نصب إمام متّبع في كل عصر ...(2)

وقال الماوردي:وعقدها-أي الإمامة لمن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع(3)،وقال ابن حجر:قال النووي:أجمعوا على أنه يجب نصب خليفة ، وعلى أن وجوبه بالشرع لا بالعقل(4)،وقال التفتازاني : نصب

ص: 243


1- مسائل خلافیة حار فیها أهل السنة ، ص 217 - 241
2- المواقف ، ص359 ، و الإیجی عاش بین سنة 700ه و سنة 756 ه
3- الأحکام السلطانیة ، ص29
4- فتح البادری ، 176/13

الإمام واجب على الخلق ، سمعاً عندنا وعند عامة المعتزلة(1)، وقال ابن حزم: إن رسول الله صلی الله علیه وآله نص على وجوب الإمامة، وأنه لا يحل بقاء ليلة دون بيعة(2)، وقال : لا يحل لمسلم أن يبيت ليلتين ليس فيعنقه لإمام بيعة(3)... إلى غير ذلك مما يطول ذكره(4) .

ومع كل ذلك فإن أهل السنة بعد عصر الخلافة عندهم أطبقوا على ترك هذا الواجب ، بل تركوا الخوض في هذه المسألة وتجنبوا البحث فيها من قريب أو بعيد،فلا نرى منهم اهتماماً بالبحث في هذا الأمر مع عظم أهميته، حتى تركه من تعرض لشرح تلك الأحاديث وقابله بالإعراض والإهمال الشديدين(5) . ولعل السبب في ذلك خشية علماء أهل السنة من سخط حكّام عصرهم إذا نفوا عنهم أهليتهم لإمامة المسلمين، وخوفهم من العامة، وحذرهم من تخطئة كل أهل السنة في ترك أمر مهم واجب لا ينبغي تركه .

والأحاديث المروية في هذه المسألة كثيرة ، وإليك بعضاً منها :

حديث من مات وليس في عنقه بيعة:

أخرج مسلم في صحيحه والبيهقي في السنن والهيثمي في مجمع الزوائد و التبريزي في مشكاة المصابيح والألباني في السلسلة الصحيحة وغيرهم ،

ص: 244


1- شرح المقاصد ،235/5
2- الفصل في الملل والأهواء والنحل ، 169/4
3- المحلى ، 420/8
4- راجع إن شئت كلام ابن حزم في الفصل في الملل 149/4، والبغدادي في الفرق بين الفرق، ص 349
5- خذ مثالاً على ذلك : الإمام النووي الذي شرح صحيح مسلم ، فإنه لم يعلّق بحرف واحد على حديث(من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ، راجع صحيح مسلم بشرح النووي 240/12، مع أن النووي توفي سنة 676ه بعد سقوط الخلافة العباسية وتشتت بلاد المسلمين إلى دويلات على كل دولة خليفة .

عن النبي صلی الله علیه وآله أنه قال:(من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )(1).

وأخرج أحمد في المسند والهيثمي في مجمع الزوائد وأبو داود الطيالسي في مسنده وابن حيان في صحيحه وأبو نعيم في حليته والمتقي الهندي في كنز العمال وغيرهم ، عنه صلی الله علیه وآله أنه قال: ( من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية )(2).

وفي رواية أخرجها الهيثمي وابن أبي عاصم ، أن النبي صلی الله علیه وآله قال : ( من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية )(3) .

وفي رواية أخرى : ( من مات وليست عليه طاعة مات ميتةجاهلية )(4).

تأملات في الحديث:

قوله صلی الله علیه وآله: من مات : فيه إشعار إلى أن بيعة أمام المسلمين الحق ينبغي المبادرة إليها وعدم إهمالها أو التهاون فيها خشية مباغتة الموت والوقوع في الهلاك.

قوله صلی الله علیه وآله : وليس في عنقه بيعة: أي ولم تكن بيعة ملازمة له لا تنفك

ص: 245


1- صحيح مسلم 1478/3 كتاب الإمارة باب13ح 58 ، السنن الكبرى 156/8 ،مجمع الزوائد 218/5، مشكاة المصابيح1088/2ح 3674، سلسلة الأحاديث الصحيحة715/2 ح 984.
2- مسند أحمد 96/4، مجمع الزوائد 218/5، مسند الطيالسي ص 259، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 49/7 ، حلية الأولياء 224/3، كنز العمال 103/1ح 464 ، 65/6 ح 14863.
3- مجمع الزوائد 224/5 ،225 ، كتاب السنة ص489 ح1057 ، قال الألباني :إسناده حسن ورجاله ثقات ...
4- مسند أحمد 446/3 ، كنز العمال 65/6ح 14861، كتاب السنة ص 490ح 1058، المطالب العالية 228/2

عنه، كما في قوله تعالى:«وَکُلَّ إِنسَنٍ أَلزَمنهُ طَئِرَهُ فِي عُنُقِهِ»، فلا يجوز نقض بيعة إمام الحق ولا النكث عنها ، ولأجل الدلالة على اللزوم لم يعبِّرب (من مات ولم يبايع إماماً...).

والبيعة:هي المعاقدة والمعاهدة على السمع والطاعة ، ولعلها مأخوذة من البيع، فكان من بايع الإمام قد باع نفسه للإمام ، وأعطاه طاعته وسمعه ونصرته .

وعليه فلا تقع البيعة إلا مع الإمام الحاضر الحي ،دون الإمام الغابر الميت، لأن الميت لا تتحقق معه المعاهدة ،واعتقاد إمامة الأئمة الماضين لا يستلزم تحقق البيعة لهم.

وقوله:الإمام:يدل على أنه لا يجوز مبايعة أكثر من إمام واحد في عصرواحد ، وهذا مما اتفقت عليه كلمة المسلمين ودلّت عليه الأحاديث الصحيحة عند الفريقين .

فمما ورد من طرق أهل السنة ما أخرجه مسلم في صحيحه وغيره عن أبي سعيد الخدري أنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله: ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما )(1) ، وعن أبي هريرة عن النبي صلی الله علیه وآله أنه قال: (... وستكون خلفاء فتكثر.قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فوا ببيعة الأول فالأول )(2).

قال النووي: في هذا الحديث معجزة ظاهرة لرسول الله صلی الله علیه وآله، ومعنى هذا الحديث: إذا بويع لخليفة بعد خليفة فبيعة الأول صحيحة يجب الوفاء بها، و وبيعة الثاني باطلة يحرم الوفاء بها، وسواء عقدوا للثاني عالمين بعقد الأول [أم] جاهلين، وسواء كانا في بلدين أو بلد، أو أحدهما في بلد الإمام المنفصل والآخرين غيره، هذا هو الصواب الذي عليه أصحابنا وجماهير العلماء ... واتفق العلماء على أنه لا يجوز أن يعقد لخليفتين في عصر واحد،

ص: 246


1- صحيح مسلم1480/3 كتاب الإمارة، باب 15 ح 61، السنن الكبرى 144/8
2- صحيح مسلم1471/3كتاب الإمارة، باب 10 ح 44

سواء اتسعت دار الإسلام أم لا(1).

وقال البغدادي : وقالوا - أي أهل السنة -: لا تصح الإمامة إلا لواحد يفي

جميع أرض الإسلام(2) .

ونص على ذلك أيضاً ابن حزم(3) والماوردي (4) والتفتازاني (5)وغيرهم .

مات ميتة جاهلية : ميتة على وزن فِعلة، وهو اسم هيئة، والمعنى : مات

كميتة أهل الجاهلية .

قال النووي : أي على صفة موتهم من حيث هي فوضى لا إمام لهم (6).

أقول:لعل تشبيه موت من ترك بيعة إمام الزمان بميتة أهل الجاهلية من حيث أن ترك تلك البيعة يستلزم ترك متابعة إمام الحق،ويؤدي إلى متابعة أئمة الجور،وهذا مسبب للوقوع في الضلال،فتكون حاله حال أهل الجاهلية الذين يموتون على ضلال .

مؤهلات إمام المسلمين وصفاته:

اشارة

إن إمام العصر لا بد أن تتوفر فيه عدة مزايا تؤهّله لأن يكون إماماً على سائر المسلمين دون غيره ، وقد ذكر علماء أهل السنة بعضاً من تلك المزايا التي ينبغي توفرها في إمام المسلمين ، ومع أنهم اختلفوا في بعض الصفات إلا أنهم يكادون يتفقون على بعض آخر منها . فمما اشترطوه :

ص: 247


1- صحيح مسلم بشرح النووي 231/12
2- الفرق بين الفرق ص 350
3- الفصل في الملل والأهواء والنحل 150/4 ، المحلي 422/8
4- الأحكام السلطانية ص37
5- شرح المقاصد 233/5
6- المصدر السابق 238/12
أولاً : أن يكون قرشياً:

فلا تصح إمامة غير القرشي كائناً من كان،وذلك لقول النبي صلی الله علیه وآله :(الأئمة من قريش )(1) .

قال المناوي:ذهب الجمهور إلى العمل بقضية هذا الحديث،فشرطوا كون الإمام قرشياً(2).

وقال:قال عياض :اشتراط كون الإمام قرشیاً مذهب كافة العلماء ،وقد عدوها من مسائل الإجماع، ولا اعتداد بقول الخوارج وبعض المعتزلة .

وقال أيضاً: به - أي بهذا الحديث - احتج الشيخان يوم السقيفة ، فقبله

الصحب وأجمعوا عليه(3) .

ونص أيضاً على اشتراط القرشية في الإمام:عبد القاهر البغدادي في الفرق بين الفرق(4) ، وابن حزم في الفصل والملل والأهواء والنحل(5)

ص: 248


1- أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده 4/3 ،183، 421/129، والطيالسي في مسنده ص284، 125 والحاكم في مستدركه501/4 و صححه ووافقه الذهبي وأخرجه السيوطي في الجامع الصغير480/1، أبو نعيم في حلية الأولياء5/1 ، 7/171 ، 123/242 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 192/5، والبيهقي في السنن الكبرى 4/3 ،76/121 ،و الطبراني في المعجم الصغير 152/1، والألباني في صحيح الجامع الصغير534/1، قال أبو نعيم في الحلية 171/3: هذا حديث مشهور ثابت من حديث أنس، وقال البيهقي في السنن 121/3: مشهور من حديث أنس، وعدّه من الأحاديث المتواترة السيوطي في قطف الأزهار المتناثرة ص 248، والكتاني في نظم المتاثر ص169وابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل 152/4وغيرهم،واستقصى الألباني طرق هذا الحديث وصححها في إرواء الغليل 298/2 - 301ونفى الشك في تواتر الحديث .
2- فيض القدير 189/3
3- المصدر السابق 190/3
4- الفرق بين الفرق ص 349
5- الفصل في الملل والأهواء والنحل 152/4

والمحلى(1) ، والتفتازاني في شرح المقاصد(2)، والماوردي في الأحكام السلطانية(3)، والغزالي في قواعد العقائد(4) وغيرهم.

ثانياً: أن يكون عالماً مجتهداً:

قال الإيجي:الجمهور على أن أهل الإمامة مجتهد في الأصول والفروع ،

ليقوم بأمور الدين(5).

وقال عبد القاهر البغدادي:وأوجبوا-أي أهل السنة-من العلم له مقدار ما يصير به من أهل الاجتهاد في الأحكام الشرعية(6) .

ونص أيضاً على لزوم كون إمام المسلمين مجتهداً في الأحكام الشرعية:الماوردي في الأحكام السلطانية(7)والتفتازاني (8)والباقلاني في التمهيد(9) وغيرهم .

ثالثاً: أن يكون عادلاً غير فاسق:

قال البغدادي بعد أن ذكر شرط العدالة في الإمام:وأوجبوا - أي أهل السنة - من عدالته أن يكون ممن يجوز حكم الحاكم بشهادته ،وذلك بأن يكون عدلاً في دينه ، مُصلحاً لماله وحاله ، غير مرتكب لكبيرة ولا

ص: 249


1- المحلي 420/8
2- شرح المقاصد 243/5
3- الأحكام السلطانية ص32
4- قواعد العقائد ص 230
5- المواقف ص 389
6- الفرق بين الفرق ص349
7- الأحكام السلطانية ص 31
8- شرح المقاصد233/5
9- التمهيد ص 181 عن كتاب الإلهيات 518/2

مُصر على صغيرة، ولا تارك للمروءة في جل أسبابه (1).

وقال الإيجي : يجب أن يكون عدلاً لئلا يجور.وذكر أنه شرط بالإجماع .(2)و نص على اشتراط العدالة في إمام المسلمين الماوردي(3)في الأحكام السلطانية والغزالي في قواعد العقائد (4)والتفتازاني في شرح المقاصد(5) وغيرهم.

إلى غيرها من الصفات التي ذكروها، وفيما ذكرناه كفاية .

حيرة أهل السنة في هذا العصر:

عندما نلقي نظرة على واقع أهل السنة في هذا العصر نجد أنهم لم يبايعوا إماماً واحداً لهم مع وجوبه عليهم ، بل مع كونه من أعظم الواجبات كما مر مفصلاً ، فلم يبايعوا واحداً من حكام المسلمين المعاصرين ولا غيرهم إماماً لهم، إما لأن الإمام يجب أن يكون قرشياً وجل حكام المسلمين اليوم ليسوا من قريش ، والقرشي منهم لم يقم دليل على إمامته العامة على كل المسلمين لا عند أهل السنة ولا عند غيرهم ، وإما لعدم توفر الصفات الأخرى فيه .

جواب الإشكال ورده:

اشارة

قد يقال:إن أهل السنة في بعض البلاد الإسلامية بايعوا حكامهم بيعةشرعية صحيحة، وبذلك يكونون قد أدّوا ما فرضه الله عليهم من مبايعة إمام لهم في هذا الزمان .

ص: 250


1- الفرق بين الفرق ص349
2- المواقف ص389
3- الأحكام السطانية ص 31
4- قواعد العقائد ص 230
5- شرح المقاصد 233/5

والجواب :

1. على فرض حصول بيعة ( شرعية ) الحاكم من حكام المسلمين في بلدما، فإن باقي أهل السنة في كل البلاد الأخرى لم يبايعوا ذلك الحاكم، فإما أن تكون بيعة المبايعين صحيحة فيجب على غيرهم متابعتهم فيها ، وحيث لم يفعلوا فقد تركوا أهم الواجبات عليهم ، وإما أن تكون تلك البيعة باطلة فلا اعتبار بها ، فوجودها كعدمها.

2. أن أولئك المبايعين إنما بايعوه على السمع والطاعة وعلى كونه حاكماً على بلادهم ، لا كونه خليفة أو إماماً لكل المسلمين ، ولذلك لم نرَ حاكماً معاصراً ادعى الخلافة أو الإمامة على كل المسلمين،والذي يتأذى به الفرض هو البيعة على النحو الثاني لا الأول.

3. أن الخليفة الحق لا تثبت خلافتة عندهم إلا بالنص من الله ورسوله،أو بنص إمام الحق الذي قبله ، أو بالشورى من المسلمين كافة ، أو بالقهر والغلبة على سائر بلاد الإسلام ، وشيء من ذلك كله لم يتم الحاكم معاصر كما هو واضح.

وتثبت الخلافة أيضاً ببيعة أهل الحل والعقد،وعليه فإن كان أولئك المبايعون هم أهل الحل والعقد(1)فبيعتهم صحيحة ، وإلا فلا ، ولا تكون مُلزِمة بغيرهم، وتكون مشمولة لقول عمر: فمن بايع رجلاً على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرّة أن يقتلا(2).

4. أن مبايعتهم لذلك الحاكم معارَضة بمبايعة غيرهم لحاكم آخرفي

ص: 251


1- أهل الحل والعقد : هم أصحاب الرأي والدين والمشورة في المسلمين ، الذي يلزم غيرهم متابعتهم عند أل السنة ، مثل الصحابة في المدينة بعد زمان النبي صلی الله علیه وآله .
2- صحيح البخاري 100/9كتاب الأحكام ، باب الاستخلاف وهو الحديث الذي تقدم تخريجه في حديثنا عن بيعة أبي بكر وأنها كانت فلتة في الفصل الثاني .

بلاد أخرى من بلاد المسلمين ، ولا يصح بيعة خليفتين في عصر واحد، ومع تحقق ذلك فإحدى البيعتين باطلة قطعاً .

ثم إن البيعة لا تصح إلا إذا كان الحاكم قرشياً عادلاً مجتهداً كما مرّ.

والحاصل : أن كل أهل السنة لم يبايعوا إماماً واحداً لهم من الحُكّام المعاصرين ولا من غيرهم ، وبذلك يكونون قد تركوا واجباً من أعظم الواجبات الشرعية ، وتخلوا عن وظيفة من أهم الوظائف الدينية .

جواب آخر ورده:

وقد يقال أيضاً: إن كل واحد من أهل السنة اتبع إماماً من أئمة المسلمين، ومن الواضح المعلوم أن أهل السنة منهم من يتبع أبا حنيفة النعمان، ومنهم منيتبع مالك بن أنس، ومنهم من يتبع محمد بن إدريس الشافعي، ومنهم من يتبع أحمد بن حنبل، فكل واحد منهم يموت وفي عنقه بيعة الإمام من هؤلاء الأئمة ، فلا إشكال عليهم حينئذ .

والجواب :

1.أن محل الكلام هو مبايعة الإمام الذي يتولى أمور المسلمين ويكون حاكماً له سلطة زمنية على الناس، وهذا هو الذي أوجبه علماء أهل السنة فيما تقدم من عباراتهم، ودلّت عليه الأحاديث السابقة،وليس محل البحث هو علماء الدين الذين يعمل الناس بفتاواهم، فإن هؤلاء لا تجب مبايعتهم بالاتفاق، بل يجب سؤالهم لمعرفة الأحكام الشرعية لا غير، كما قال جلَّ شأنه :«فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»(1).

2.لم يُفتِ أحد من أئمة المذاهب الأربعة بوجوب أخذ البيعة له أو لغيرة من فقهاء الأمصار، ولم ينقل أحد من أعلام أهل السنة أن البيعة أُخِذَت

ص: 252


1- سورة الأنبیاء ، الآیة 7

لهم، لا في عصورهم ولا في العصور المتأخرة عنهم،ولو كانت البيعة لهم واجبة لبينوا ذلك للناس وحثوهم عليها .

3.أنا قلنا فيما مر أن البيعة هي المعاهدة، وهي لا تتحقق إلا مع الإمام الحي الحاضر، وعليه فلا يمكن مبايعة واحد من الأئمة الماضين، لأنها مفاعلة بين طرفين ، والميت لا يعلم ببيعة الحي له ولا تقع منه معاهدة معه على شيء، وهو واضح لا يحتاج إلى زيادة تفصيل .

جواب ثالث ورده:

فإن أجابوا عن هذه المسألة بأن إمام المسلمين واحد من العلماء المعاصرين من أهل السنة .

فالجواب:

1. ما قلناه فيما تقدم يأتي هنا أيضاً، فإن محل الكلام في الإمام الذي يتولى أمور المسلمين ويكون حاكماً عليهم، وليس الكلام في أئمة العلم، فإن أئمة العلم لا تجب بيعتهم عند أهل السنة.

2. قلنا فيما تقدم أنه يشترط في الإمام أن يكون مجتهداً، وحيث أن أهل السنة قد أغلقوا باب الاجتهاد، وحصروا التقليد في أئمة المذاهب الأربعة، فلا يوجد في علماء هذا العصر إلا المقلدة، ومن يدعي الاجتهاد منهم لا يوافقونه على اجتهاده ولا يسلمون له به، فحينئذ لا يصلح واحد منهم لإمامة المسلمين .

3. لو سلمنا أن واحداً من العلماء المعاصرين فيه الأهلية للإمامة عندهم، إلا أنه لا يكون إماماً بمجرد كونه أهلاً للإمامة، وذلك لأن علماء أهل السنة أنفسهم اعتبروا أيضاً في إمام المسلمين أن يبايعه أهل الحل والعقد، أو يكون مبسوط اليد على بلاد المسلمين متسلطاً عليها ، ولأجل ذلك عدّوا معاوية مثلاً من الخلفاء الاثني عشر الذين بشربهم النبي صلی الله علیه وآله

ص: 253

كما مر مفصلاً، ولم يعدوا منهم من هو خير منه من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار المعاصرين له الذين لم تكن لهم إمرة، ولا غيرهم ممن وصفوهم بأنهم من المبشرين بالجنة ، كسعد بن أبي وقاص مثلاً ، كما لم يعدوا من الخلفاء الاثني عشر علماء الصحابة كابن عباس وابن مسعود وغيرهما .

جواب رابع ورده:

فإن قالوا :إنا نسلم أن أهل السنة تركوا القيام بهذا الفرض فلم يبايعوا إماماً في هذا العصر ولا في العصور المتقدمة التي تلت عصر الخلافة، لكن لا تلزم المعصية والضلالة والموت ميتةجاهلية، وذلك إنما يلزم لو تركوه عن قدرة واختيار لا عن عجز واضطرار(1) .

فالجواب:

1. أنا لا نسلّم أن أهل السنة عاجزون عن بيعة إمام لهم في هذا العصر، لأن البيعة هي نوع من إظهار الطاعة للحاكم، وهذا مقدور عليه، ويمكن لعلماء أهل السنة أن يرشدوا العوام في جميع البلاد إلى مبايعة من يرونه الأصلح للإمامة من حكام المسلمين أو من غيرهم .

وخوفهم من سخط حكام بلادهم لا يسوغ لهم ترك بيان فريضة من أهم الفرائض ووظيفة من أعظم الوظائف، لأن أهل السنة لايرون جواز التقية من الحاكم المسلم،ولهذا عدّوا من فضائل الإمام مالك بن أنس والإمام أحمد ابن حنبل وغيرهما الجهر ببيان المعتقد مع ما كان فيه من سخط الخلفاء والوقوع في المحنة.

هذا مع أن هناك منابر دولية يتمكن بها من بيان كل عقيدة وإيضاح كل وظيفة بلا أي محذور ولا خوف ولاضرر ، وهذا أمر مقدور للكل أو

ص: 254


1- هذا الجواب للتفتازاني في شرح المقاصد 239/5

للأغلب ، مع أنَّا لانرى أحداً من أهل السنة قام به.

2. مع الإغماض عن كل ذلك وتسليم أن أهل السنة عاجزون عن مبايعة إمام لهم ، فهذا يرفع الإثم والعقاب عنهم ، لأن الله جلَّ شأنه لا يكلف الناس بما لايطيقون ، أما أن ميتتهم لا تكون بسبب الاضطرار جاهلية فهذا لا نسلم به، فإن أهل الفترة - الذي عاشوا في الجاهلية وهم لا يعلمون بدين سماوي، وكانوا مستضعفين في الأرض، ولايفقهون من أمرهم إلا ما يتعلق بمعاشهم - فإن هؤلاء لا يعذبون ، عملاً بقوله جل شأنه:«وَمَا کُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّی نَبعَثَ رَسُولاً»، مع أنهم لا شك في كونهم ضلالا ، لأن كل

من لم يتبع الحق - وإن كان معذوراً - فهو ضال .

وما نحن فيه كذلك،فإن حديث مسلم نص على أن كل من لم تكن في عنقه بيعة لإمام فميتته جاهلية ، وبإطلاقه يشمل من كان معذوراً لجهل أو اضطرار أو عجز أو غير ذلك.

وعلى ضوء ما تقدم نقول : إن أهل السنة في جميع البلاد الإسلامية إما أن يكون فيهم من هو أهل للإمامة ومتصف بالصفات التي ذكروها ، فحينئذ يجب عليهم أن يبايعوه إماما لهم .

وإما أن لا يكون فيهم من يتصف بالصفات المزيوة،فالواجب عليهم حينئذ بيعة رجل منهم يكون إماماً على جميع المسلمين، ولا يجوز ترك المسلمين من دون إمام برأو فاجر، هذا ما نص عليه علماؤهم في مصنفاتهم.

وأهل السنة في جميع البلدان لم يبايعوا إماماً لهم،فهم بأجمعهم أوأكثرهم مخالفون لفتاوى علمائهم التي دلت على أنه يجب على المسلمين في كل عصر أن يبايعوا من يصلح منهم للإمامة،ومعرضون عن الأحاديث الصحيحة ، غير عاملين بمضمونها، وبذلك تكون ميتتهم جاهلية بنص

ص: 255

الأحاديث السابقة .

وأما الشيعة الإمامية فقد ذهبوا إلى أن إمام هذا العصر هو المهدي المنتظر الإمام محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام . فهو الإمام الحق على مسلك الشيعة وعلى مسلك أهل السنة أيضاً.

أما على مسلك الشيعة فيدل على ذلك أدلة كثيرة ، نكتفي ببعضها :

الدليل الأول : أن إمام المسلمين يجب أن يكون معصوماً:

ويدل على ذلك أمور:

1. أن غير المعصوم لا يوثق بصحة قوله،ويُشك في نفاذ أمره وحكمه، لاحتمال خطئه ونسيانه وغفلته وجهله وكذبة ، فلا يتوجه الأمر بطاعته مطلقاً في قوله تعالى :«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ »(1)

فإن الله سبحانه ساوى بين طاعته جلَّ وعلا وطاعة أولي الأمر- وهم

الأئمة - وذلك لانتفاء الخطأ في الكل .

2.أن غير المعصوم ظالم لنفسه،لوقوع المعاصي منه ، فكل من ارتكب معصية فقد ظلم نفسه على أقل تقدير، فلا يصلح حينئذ للإمامة، لقوله تعالى:« قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ»(2)فذكر الظالمين بصيغة العموم يشمل من ظلم نفسه ومن ظلم غيره، ومراده بالعهد في الآية هو الإمامة بدليل الكلام المتقدم فيها .

3.أن الإمامة العظمى التي يتوقف عليها بقاء الدين واستقامة أمور المسلمين لا يصلح أن توكل إلى إمام يخطئ ويصيب، لأن ذلك يترتب عليه انمحاق الدين وتبدّل الأحكام مع توالي الأئمة وتطاول الأزمنة ، ولهذا عصم الله سبحانه أنبياءه ورسله من كل ذلك ، لأنهم القائمون بتبليغ

ص: 256


1- سورة النساء ، الآیة 59.
2- سورة البقرة ، الآیة 124

الشرائع والأحكام ، حياطة للدين وحفظاً لأحكام شريعة سيد المرسلين .

إذا اتضح ذلك كله نقول:إن إمامة العصر متعينة في الإمام المهدي علیه السلام، وذلك لأن المهدي علیه السلام معصوم بنص النبي صلی الله علیه وآله، إذ قال : ( يملأها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً)(1)، وذلك لا يتم إلا بعصمته وتمام معرفته بأحكام الدين . قال البرزنجي : وأما عصمة المهدي ففي حكمه(2).

ثم قال : لا يحكم المهدي إلا بما يلقى إليه من عند الله ، الذي بعثه إليه يسدده، وذلك هو الشرع الحنيفي المحمدي، الذي لو كان محمد صلی الله علیه وآله حياً ورُفعت إليه تلك النازلة ، لم يحكم فيها إلا بحكم هذا الإمام .. ولذا قال صلی الله علیه وآله في صفته : ( يقفو أثري لا يخطئ ) فعرفنا أنه متبع لا مشرع وأنه معصوم ، ولا معنى للمعصوم في الحكم إلا أنه معصوم من الخطأ، فإن حكم الرسول لا ينسب إلى الخطأ،فإنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى(3).

وعليه .. فإن قلنا بعصمة الإمام المهدي علیه السلام ووجوده في هذا العصرتعينت إمامته، لأن الأمة أجمعت على أن غير المهدي في هذا الزمان ليس بمعصوم، وإلا خلا الزمان ممن يصلح للإمامة، وهذا باطل بالاتفاق .

ص: 257


1- أخرجه أبو داود في سننه 106/4، 107ح 4282، 4283، 428، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 807/3 ، 808ح3601، 3602، 3604، مشكاة المصابيح 1501/3 ح5454 ، 5452 . الجامع الصغير 438/2ح 7489 ، 7490 ورمزله بالصحة،صحيح الجامع الصغير 938/2ح5305 ، مسند أحمد بن حنبل 27/3 ،28 ، 36 ، 37 ، 52 ، 70
2- الإشاعة لأشراط الساعة، ص108
3- المصدر السابق، ص110

الدليل الثاني : أن إمام المسلمين يجب أن يكون منصوصاً عليه:

ويدل على ذلك :

1.أنه قد ثبت اشتراط العصمة في الإمام، والعصمة أمر نفساني لا يعلمه الناس، فلابد من نص العالم بخفايا النفوس وخبايا القلوب جلّ وعلا.

2.أن ترك التنصيص على الإمام يفتح باب الخلاف ويفضي إلى النزاع،کما وقع في سقيفة بني ساعدة، واستمر منها الخلاف في الخلافة إلى يومنا هذا، مع أن الله أمر بالأُلفة ونبذ الفرقة،حيث قال:«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»(1) وقال :«وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ»(2)، فلا يصح حينئذ بحال أن يفتح الله للمسلمين باباً واسعاً للفرقة والنزاع،فيوكل اختيار الخليفة إليهم يتنازعون فيه

3.أن غير النص-وهو الشوری-في أكثر الأحوال لا يفضي إلى تنصيب الأفضل، لأن اختيار الخليفة كثيراً ما يكون بداعي المصالح الشخصية والمنافع الفردية ، أو بباعث الميول النفسية واتباع العصبية ، والناس قد ينصرفون عن أفضل رجل في الأمة إذا كان حازماً في الحق،أو قليل المال والأعوان و العشيرة.هذا إذا عرف الناس من هو الأفضل،وربما لا يميزونه ولايشخصونه، ولا سيما إذا كان بعيداً عن دائرة الضوء وأماكن الأحداث.

وعليه..فلا يصح أن يوكل الله سبحانه أمر الإمامة العظمى إلى الناس الذين وصف أكثرهم في كتابه العزيز بأوصاف سيئة،ونعتهم بنعوت قبيحة

فقال :«وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّ»(3)«وَمَآ

ص: 258


1- سورة آل عمران ، الآیة 103
2- سورة الأنفال ، الآیة 46.
3- سورة الأنعام ، الآیة 116

أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ»(1)«وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ»(2) « وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ»(3) ... إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة .

فلا مناص حينئذ من النص على الإمام،لأنه سبحانه هو العالم بمصالح خلقه وبأولأهم بالإمامة وأجدرهم بالخلافة .

4.أن الإمامة خلافة لله ورسوله، والإمام خليفة لهما ، ولا تكون الخلافة عنهما إلا بقولهما .

5.أن آيات القرآن العزيزقد أوضحت بأجلى بيان أن جعل النبي والإمام والوزير والخليفة موكل إلى الله ، ولم نرَ في كتاب الله العزيز آية أشارت إلى أن شيئاً من ذلك موكل إلى الناس .

أما جعل الأنبياء فيدل عليه قوله جلّ وعلا :«اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ»(4)« وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا»(5)«وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ»(6)«اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ»(7)« إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ»(8).

وأما جعل الخليفة والإمام والوزير ، فيدل عليه قوله تعالى :«یَدَاوُدُ إِنَّا

ص: 259


1- سورة يوسف، الآية 103.
2- سورة الأعراف، الآية 187.
3- سورة المؤمنون ، الآية 70
4- سورة المائدة، الآية 20
5- سورة مريم، الآية 49.
6- سورة الحديد، الآية 26.
7- سورة الأنعام، الآية 124.
8- سورة القصص، الآية 7.

جَعَلنَکَ خَلِیفَةً فِی ألأَرضِ»(1)«وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»(2) وقوله سبحانه :«وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ»(3)«قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ»(4)«وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا»(5)«وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا »(6)وقوله جلّ من قائل: «وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي»(7) .

هذه هي سنة الله جلّ وعلا الجارية في خلقه والثابته في دينه«سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا»(8).

فإذا اتضح ذلك نقول : إن الإمام المهدي علیه السلام إما أن يكون هو ذلك الإمام المنصوص عليه في هذا الزمان، فيثبت المطلوب ، وإما إذا لم نقل بوجوده فضلاً عن النص عليه فقد خلا الزمان ممن يصلح للإمامة، لأن غير الإمام المهدي علیه السلام قد أجمعت الأمة على أنه غير منصوص عليه، و خلو الزمان من متأهل للإمامة باطل بإجماع المسلمين.

الدليل الثالث : حديث الثقلين:

الذي تقدم الكلام فيه مفصلاً، وهو قول النبي صلی الله علیه وآله: إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي : الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي،

ص: 260


1- سورة ص، الآية29.
2- سورة البقرة، الآية 30.
3- سورة الأنبياء، الآية 73.
4- سورة البقرة ، الآية 124.
5- سورة الفرقان، الآية 74.
6- سورة لسجدة، الآية 24.
7- سورة طه، الآيتان29- 30
8- سورة الفتح، الآية 23

ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

وهو يدل على لزوم التمسك بإمام صالح للإمامة من أهل بيت النبي صلی الله علیه وآله لا يفترق عن كتاب الله في قوله وفعله،ويفهم معاني الكتاب الظاهرة والباطنة، ويعرف الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والخاص والعام، والمطلق والمقيد ، والمجمل والمبيّن، وهو مع كل ذلك يعمل بما فيه في جميع شؤونه وكافة أحواله، لا يحيد عنه ولا يميل إلى سواه،كما مر ذلك مفصلاً.

وعليه .. فلا بد أن يكون الإمام المهدي علیه السلام موجوداً في هذا العصر، وهو المتعين للإمامة ، لأنه أهل للتمسك به ، وغيره قد أجمعت الأمة على أنه يفترق عن القرآن قولاً وعملاً، لعدم عصمته،وإلا فلا يوجد من يصلح للإمامة من أهل البيت النبوي وغيرهم في هذا الزمان وهو باطل بالاتفاق.

هذا كله على مسلك الشيعة الإمامية ، وأما على مسلك أهل السنة ، فأيضاً يكون إمام العصرهو : الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري علیه السلام ، وتقريب ذلك يتم بعده وجوه :

أنه من قريش لكونه من ذرية النبي صلی الله علیه وآله ، وعادل لقوله صلی الله علیه وآله : يملؤها قسطاً وعدلاً ،وهو أعلم من سائر المجتهدين، لأنه يحكم في كل واقعة بحكم رسول الله صلی الله علیه وآله، وغيره ليس كذلك كما مر.

فإذا سلم الخصم بأنه علیه السلام هو إمام العصر فقد ثبت المطلوب ، و إلا فقد خلا الزمان من صالح للإمامة ، لأن أهل السنة وغيرهم ليس فيهم صالح للإمامة قائم بها ، والشيعة لا يرون أحداً صالحاً للإمامة غير الإمام المهدي علیه السلام، وخلو الزمان من صالح للإمامة باطل كما تقدم.

لو لم يكن الإمام المهدي علیه السلام هو إمام هذا العصر لكان جميع المسلمين آمين بتركهم هذا الفرض، فتكون الأمة المرحومة قد اجتمعت

ص: 261

على خطأ وضلال، وهذا باطل، لقوله صلی الله علیه وآله:( لا تجتمع أمتي على ضلالة أو خطأ )(1).

شبهة وجوابها :

فإن قال قائل : إن الإمام المهدي ليس بمولود ولا موجود ، وإنما سيولد في

آخر الزمان، وليس هو محمد بن الحسن العسكري كما تزعم الشيعة .

والجواب :

1.أن جمعاً من علماء أهل السنة قد اعترفوا بأن المهدي الموعود هومحمد بن الحسن العسكري علیه السلام، وأنه باقٍ إلى الآن ، ومع أن هذا المعتقد مخالف لما عليه أكثر علماء أهل السنة إلا أن هؤلاء رأوه مذهباً حقاً يعتنقونه ويذبّون عنه ، فذكروه في مصنفاتهم التي صحت نسبتها إليهم .

ومن هؤلاء المذكورين :

1.محمد بن طلحة الشافعي(2)(582 - 652ه ):ذكر ذلك في كتابه (مطالب السؤول )في الباب الثاني عشر.

ص: 262


1- أخرجه الترمذي في سننه 4660/4ح2167بلفظ : إن الله لايجمع أمتي ... على ضلالة . وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير378/1، وأخرجه ابن ماجة في السنن 1303/2 ح3950، وابن عاصم في كتاب السنة بالفاظ مختلفة تؤدي هذا المعنى، حسن الألباني بعضها واستجود بعضها الآخر، وصحح الألباني الحديث بلفظ : ( لاتجتمع أمتي على ضلالة ) في تخريج مشكاة المصابيح 61/1 ، وضعيف سنن ابن ماجة ص318، وكتاب السنة 41/1، وأورده السخاوي في المقاصد الحسنة ص 460 ، وقال:وبالجملة فهو حديث مشهور المتن،ذو أسانيد كثيرة وشواهد متعددة ، وهي عين عبارة العلجوني في كشف الخفا 350/2 ، وعده الكتاني في نظم المتناثر ص172من الأحاديث المتواترة .
2- راجع ترجمته في كتاب العبري خبر من غبر للذهبي 296/3، وطبقات الشافعية للسبكي 63/8 ، شذرات الذهب 259/5 ، البداية والنهاية 198/13

2.محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي(1) (ت 658ه) : ذكر ذلك في كتابه ( البيان في أخبار صاحب الزمان ) في الباب الأخير منه ، في الدلالة على جواز بقاء المهدي علیه السلام منذ غيبته.

3. علي بن محمد ، المشهور بابن الصباغ المالكي (2)(784 - 855ه):ذكر ذلك في كتابه ( الفصول المهمة) في الفصل الثاني عشر منه(3) .

4.سبط ابن الجوزي(4)(581_654ه):ذكر ذلك في كتابه(تذكرة الخواص ) في الفصل المعقود للإمام المهدي علیه السلام(5).

5.عبد الوهاب الشعراني(6) (898 - 973): ذكر ذلك في الباب الخامس والستين من الجزء الثاني من كتابه(الیواقیت والجواهرفي عقائد الأكابر)و سنذكر قريباً عبارته بنصها (7).

6. محي الدين بن عربي(8) (560-63 ه) : ذكر ذلك في الباب السادس

ص: 263


1- راجع ترجمته في کتاب الوافي بالوفیات 254/5 ، و معجم المولفین 134/12، الأعلام 150/7.
2- راجع ترجمته في الأعلام للزركلي 8/5 ، معجم المؤلفين 178/7.
3- الفصول المهمة، ص287 ، 286.
4- ترجم له في شذرات الذهب 266/5، الأعلام 246/8،ميزان الاعتدال 471/4،وفيات الأعيان 142/3 ، البداية والنهاية 206/13.
5- تذکرة الخواص، ص325
6- ترجم له في شذرات الذهب 372/8 ، الأعلام 180/4معجم المؤلفين 218/6، جامع كرامات الأولياء 134/2
7- عن إسعاف الراغبين ص 154
8- ترجم له في ميزان الاعتدال 659/3 ، الوافي بالوفيات 173/4، فوات الوفيات 435/3، لسان الميزان 311/5،شدرات الذهب 190/5، جامع كرامات الأولياء 118/1 ، دائرة المعارف الإسلامية231/1، سير أعلام النبلاء 48/23 ، الأعلام 281/6

والستين وثلاثمائة من كتابه ( الفتوحات المكية ).

7. صلاح الدين الصفدي(1)(696 - 764ه) : ذكر ذلك في كتابه شرح

الدائرة (2).

8. محمد بن علي بن طولون(3)(880- 953ه): نص على ذلك في كتابه (

الأئمة الاثنا عشر) في أبيات ساقها فيه من نظمه، وهي :

عليك بالأئمة الاثني عشر *** من آل بيت المصطفى خير البشر

أبوتراب، حسنٌ، حسينُ *** وبغضُ زين العابدين شينُ

محمد الباقركم علم دری *** والصادق ادع جعفرا بين الوری

موسى هو الكاظم وابنه علي *** لقّبه بالرضا وقدره علي

محمد التقي قلبه معمور *** علي النقي دره منثور

والعسكري الحسن المطهر *** محمد المهدي سوف يظهر(4)

وقد ذكر الميرزا حسن النوري قدس الله نفسه في كتابه(كشف الأستار)أسماء أربعين من علماء أهل السنة الذين عثر على بعض كتبهم التي يعترفون فيها بأن الإمام محمد بن الحسن العسكري علیه السلام هو المهدي المنتظر، مع اعترافه قدس سره بقلة المصادر التي لديه وكثرة كتب علماء أهل السنة وتفرقها في البلدان، ولعل من وقف على أكثرها يجد أضعاف

ص: 264


1- له ترجمة في طبقات الشافعية الكبرى 5/10، شذرات الذهب 200/6 ،العبر خبر من غبر 203/4 ، البداية والنهاية 318/14، الأعلام 315/2، معجم المؤلفين 114/4 ، وذكر أن له ترجمة في الدرر الكامنة لابن حجر87/2، 88 والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي 19/11 -21 والبدر الطالع للشوكاني 243/1وغيرها .
2- عن ينابيع المودة، ص471
3- له ترجمة في شذرات الذهب 298/8، الكواكب السائرة 52/2، الأعلام291/6 ، معجم المؤلفين 51/11.
4- الأئمة الاثنا عشر، ص118

هذا العدد(1).

2. أن بعض علماء أهل السنة اعترف برؤية الإمام المهدي ولقائه .

قال عبد الوهاب الشعراني في كتابه ( الیواقیت والجواهر)بعد كلام طويل:

... إلى أن يصير الدين غريباً كما بدأ ، فهناك يترقب خروج المهدي علیه السلام، وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري علیه السلام ، ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين هجرية ، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم علیه السلام ... هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي (2)...عن الإمام المهدي حين اجتمع به، ووافقه على ذلك سيدي علي الخواص (3) ...

والنتيجة:أن الإمام المهدي علیه السلام هو إمام هذا العصر علي كلا المسلكين: مسلك الشيعة ومسلك أهل السنة.

وأما الإشكالات التي ذكروها في هذه المسألة المتعلقة بطول عمره علیه السلام ، وبالفائدة منه حال غيبته وغير ذلك،فقد أجاب عنها علماؤنا الأعلام في مصنفاتهم بما يقطع ألسن المخالفين ويخمد تشويش المشوشين.(4)

إذا اتضح كل ما تقدم نقول :

إن أهل السنة إما أن يردوا أقوال علمائهم،ويسقطوا اعتبار إجماعاتهم، ويطرحوا حديث :( من مات وليس في عنقه بيعة )المروي في صحيح مسلم وغيره ويرفضوه، فيلزمهم إعادة النظر في كل إجماعاتهم والتحقق من

ص: 265


1- كشف الأستار، ص89
2- ذكر قصة لقائه بالإمام المهدي علیه السلام في جامع كرامات الأولياء 400/1
3- عن إسعاف الراغبين، ص154
4- راجع إن شئت كتاب المهدي للسيد صدر الدين الصدر،كشف الأستار للميرزا حسين النوري، كتابنا دليل المتحيرين، ص 329 - 339 وغيرها .

صحة مستندها، كما يلزمهم القول بأن صحيح مسلم فيه أحاديث باطلة .

وإما أن يروا صحة إجماعاتهم وصحة أحاديث صحيح مسلم فيلزمهم

حينئذ أمران :

الأول:أن يبحثوا عن إمام زمانهم الذي ثبتت إمامته عندهم في هذا العصر على جميع المسلمين ويبايعوه، وإلا فهم مقصرون في القيام بأهم الوظائف الشرعية والواجبات الدينية .

والثاني:أن يعتقدوا أن كل من كان على مذهب أهل السنة في هذاالعصر وفي العصور المتأخرة التي لم يبايعوا فيها إماماً واحداً لهم،كلهم ماتوا ميتة جاهلية، وأنهم كانوا مخطئين بتركهم واجباً من أعظم الواجبات الدينية، و وظيفة من أهم الوظائف الشرعية

«وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ»(1)

ص: 266


1- سورة الأنعام ، الآیة 66

الغيبة الكبرى بحث في الحكمة والفوائد الشيخ علي الزواد

اشارة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين ، واللعن الدائم المؤبّد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ... وبعد ..

اتفق علماء الطائفة الحقّة أجمعون-وأيدهم الوجدان بالأدلة والبرهان- أن الأرض لا تخلو من حجة أو إمام ظاهر معلوم أو باطن مستور،من باب لطفه على العباد ، ولئلا يكون للناس على الله حجة،بل لله الحجة البالغة ، ولو خليت الأرض لساخت بأهلها،ولغارت غدرانها، ودرست أعلامها، و لأصبح أعاليها أسافلها. فصلاحها - من الله-بالإمام،ولو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة كما في الكثير من الأخبار.

ولابُدّ في كلِّ عصر من إمام شاهد، يُدعى الناس في المحشر بإمامهم و يكون عليهم شهيداً وحسيباً، فقال تعالى:«يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ »(1)«فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا»(2)

ولذلك انتجب الجليل بحكمته أوصياء لحبيبه المصطفى،وجعلهم أمناء على وحيه، وقواماً على خلقه، وشهداء يوم حشره أئمة هداة معصومين من كلِّ زلل، منزّهين عن كل نقص، مطهرين من كلِّ رجس .

عدّتهم اثنا عشر المنكر لأحدهم كمنكرهم جميعاً، ومن مات ولم

ص: 267


1- الإسراء : من الآیة 71
2- النساء :41

يعرفهم مات ميتة الكفر والضلال والجاهليّة،وآخر تلك السلسلة المحمدية والعروة الوثقى وبقيتهم ووارثهم ، الإمام الثاني عشر المنتظر، سميّ رسول الله صلی الله علیه وآله والحامل لكنيته ، ابن الإمام الحسن العسكري، الذي يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا ، ينتقم لله تعالى من أعدائه الكافرين المعاندين، وينصر أولياءه المؤمنين.

المولود في النصف من شعبان سنة 256ه ، الغائب غيبةً صغري ابتدأها باستشهاد والده علیه السلام سنة 260 ه، ودامت حتّى سنة329ه، بوفاة نائبه الرابع الأخير، وعندها بدأت غيبتهالكبرى التامّة وهي مستمرّة إلى أن يمُنّ الله تعالی ببزوغ فجر ظهوره، وطلوع تلك الشمس التي تنشر النور ويضمحلّ عندها ظلام الجهل والكفر والعصيان.

وطول غيبته لقد كثر نظائرها، وشاع وذاع أمثالها، فالخضر ونوح علیهما السلام وأصحاب الكهف وسلمان المحمدي وغيرهم الكثير الذين نطق القرآن بذكرهم أو بیِّنت الروايات أعمارهم، وتناقلت كتب السير طول بقائهم.

ولقد كثر المدّعون للباطل في هذا الزمان، وابتعد الناس عن الهدی و الصلاح، واتّكلت الناس على أنفسها، تاركة انتظار الفرج من المنتظر(عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فبين مُصرَّح بلسانه إنكارَه - صلوات الله عليه -،وبين مَن ينطق فعلُه بالإنكار، وإن لم يُفصح عن ذلك باللسان، فتعلّقت الآمال بغيره، وانتظر الناس الفرج من سواه، غافلين وناسين لمراعاته-صلوات الله عليه-لهذه الأمة، وكأنَّهم أحرص عليها منه .

ففي كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص 323:بسنده عن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السلام - في حديث عن الغيبة بقسميها -:(...وأما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوى يقينه وصحّت معرفته ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضينا، وسلم لنا أهل البيت ).

ص: 268

وفيه أيضاً ص326:

بسنده عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر علیهما السلام- في حديث -: ( إذا دارت الفلك، وقال الناس: مات القائم أو هلك، بأي واد سلك، وقال الطالب : أنّى يكون ذلك وقد بليت عظامه فعند ذلك فارجوه، فإذا سمعتم به فأتوه ولو حبواً على الثلج ).

نعم يُنكره أكثر القائلين به لطول غيبته، بل ويخرج عن هذا الدين أكثر القائلين به لأنهم أهل حداثة وتجديد في هذا الدين القويم، وكأنّه جاء ناقصا وينتظر أمثالهم كي يقوموا على إكماله وتهذيبه، فيُنازعوا ربّ العالمين في ملكه وملكوته، ويكونوا ممن أنكره - صلوات الله عليه - وأنكر هذا الدين المنزل على المصطفى الأمين - صلى الله عليه وآله الطاهرين-.

أحببت في هذا الكتِّيب أن أساهم في تثبيت المؤمنين المنتظرين، وأتواصى مع المحبين الموالين، وأقيم الحجّة على المعاندين، فسطّرت ما وفقني إليه ربّ العالمين، سائراً على هدي محمد وآله الطاهرين في بحث فوائد وجود الإمام علیه السلام وإن كان غائباً، فإنّ الفائدة من وجوده الشريف لا تنحصر بمقام ظهوره، كما أنّ لغيبته علّة لا نعلمها ولا نُحيط بها، وهي مما خفي علينا وصرّح أئمة الهدى بأنّ تلك العلّة من مكنون السرِّ لا تُعلم إلاّ بعد ظهوره - صلوات الله وسلامه عليه-.

ففي كمال الدين وتمام النعمة ، للشيخ الصدوق ص482:بسنده عن الإمام الصادق جعفر بن محمد علیهما السلام يقول : ( إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، لا بُدّ منها، يرتاب فيها كل مبطل، فقلت: ولِمَ جعلت فداك ؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم ؟ قلت : فما وجه الحكمة في غيبته ؟ قال: وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله

ص: 269

تعالى ذكره، إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر علیه السلام من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لموسى علیه السلام إلى وقت افتراقهما..).

نعم..وجه الحكمة من غيبته على النحو التام، بمعنى العلّة الحقيقيّة لا ينكشف إلاّ بعد ظهوره - صلوات الله عليه - ، أمّا معرفة بعض وجوه الحكمة فهذا مما نُدركه، وقد نص أهل البيت علهم السلام على بعضها، كما سنوافيك بها أثناء البحث بتوفيق الله تعالى وتسديده.

الأول: فائدة وجوده علیه السلام في غيبته:

اشارة

إنّ فائدة الإمام علیه السلام على الخلق عظيمة، لا يمكن لأحد من الكائنات أن يحويها، ولا يصحّ في العقول إدراكها، عظمة من عظمة الله تعالى، وجلال من جلال الله تعالى، وقدس من قدس الله تعالى، خليفة الله تعالى في أرضه وحجّته على عباده، وأمينه على وحيه، وعيبة علمه وخزانة أسراره. وأهل البيت - صلوات الله وسلامه عليهم - أدرى بمن فيه، وهم العارفون بأنفسهم الواصفون لها، والذين يُقدِّرونها حق تقديرها، فلنستمع إلى شيء مما قالوه:

في الكافي للشيخ الكليني ج 1 ص198: بسنده عن الإمام الرضا علیه السلام-في حديث طويل-يقول فيه:( إن الإمامة زمام الدين،ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، إن الإمامة أسّ الإسلام النامي، وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات(1)، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف.

الإمام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذبّ عن

ص: 270


1- توفير الفيء والصدقات: حفظها وادخارها لأهلها وصرفها في محلّها و عدم الإجحاف على مستحقيها .

دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجةالبالغة.

الإمام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار.

الإمام البدر المنير،والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز (1) البلدان والقفار، ولجج البحار.

الإمام الماء العذب على الظمأ، والدال على الهدى، والمنجي من الردی.

الإمام النار على اليفاع(2) ، الحارّ لمن اصطلى به(3)، والدليل في المهالك،من فارقه فهالك .

الإمام السحاب الماطر، والغيث الهاطل (4)، والشمس المضيئة، والسماء الظليلة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة.

الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والأم البرة بالولد

الصغير، ومفزع العباد في الداهية النآد(5) .

الإمام أمين الله في خلقه، وحجته على عباده، وخليفته في بلاده، و الداعي إلى الله، والذابّ عن حرم الله .

الإمام المطهر من الذنوب، والمبرأ عن العيوب، المخصوص بالعلم، المرسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين.

ص: 271


1- الغيهب:الظلمة وشدة السواد،وأجواز:جمع الجوز وهو من كل شيء وسطه .
2- اليفاع: ما ارتفع من الأرض.
3- الظاهر أن المراد من هذه العبارة: أن الإمام علیه السلام هو كالنار المحرقة لمن تعرّض له، في مقام إظهار شجاعته .
4- الهاطل: المطر المتتابع المتفرق العظيم القطر.
5- الداهية: الأمر العظيم . والناد: كسحاب بمعناها.

الإمام واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غيرطلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهّاب.

فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره(1)، هيهات هيهات، ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وخسئت العيون(2)، و تصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء،و حصرت الخطباء، وجهلت الألباء، وكلّت الشعراء،وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء، عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، وأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف بكله، أو ينعت بكنهه، أو يفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه ، لا كيف وأني ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين، ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا؟! أتظنون أن ذلك يوجد في غيرآل الرسول صلی الله علیه وآله .. الحديث).

ثُم لا تنحصر فائدة الإمام علیه السلام في حال ظهوره، بل الفائدة منه علیه السلام عظيمة ومتعددة حتّى في حال غيبته، فإنّ مجرّد وجوده في دار الدنيا حيّاً يكون سبباً لفوائد عميمة وجليلة،ومن هنا جاء تشبيهه علیه السلام بالشمس إذا سترتها الغيوم، فإنّ الشمس تصل فوائدها من دفئ ونور وإن كانت غائبة بين الغيوم، كما ورد عنهم علیهم السلام :

في أمالي الصدوق ص164بسنده عن سليمان الأعمش عن الإمام الصادق علیه السلام قال : (... لم تخلُ الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور، أو غائب مستور، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة الله

ص: 272


1- أي : إنّ الإمام علیه السلام لا يمكن للناس أن تختاره كما يقول المخالفون.
2- الحلوم كالالباب: العقول، وضلت وتاهت وحارت متقاربة المعاني، وخسئت أي کلّت.

فيها، ولولا ذلك لم يعبد الله، قال سليمان: فقلت للصادق علیه السلام: فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور ؟ قال: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب ).

وفي كمال الدين ج2 ص162: بسنده عن إسحاق بن يعقوب، أنه ورد عليه من الناحية المقدسة على يد محمد بن عثمان : وأما علةما وقع من الغيبة فإن الله عزوجل يقول:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ »(1)إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي، وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالا نتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، فأغلقوا أبواب السؤال عما لا يعنيكم ولا تتكلفوا على ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدی)(2)

والتشبيه بالشمس له دلالاته الكثيرة العظيمة، وسنتعرّض لهذا التشبيه في الخاتمة إن شاء الله تعالى،ويكفينا أن نذكر هنا بعض تلك الفوائد الجليلة من وجوده المقدّس (عجل الله تعالی فرجه الشریف) في زمن الغيبة الكبرى :

الفائدة الأولى: بقاء وجود العالم:

إنّ مجرّد وجوده(عجل الله تعالی فرجه الشریف) هو سبب لبقاء وجود البشر على الأرض حتى في حال غيبته، ولولا وجوده الشريف لساخت الأرض ومن عليها، لأنه العلّة الغائيّة من وجود هذا العالم الذي نعيشه، وعند انتفاء الغاية لا بُدّ أن ينتهي وينتفي المُغيّا عند الفاعل القادر الحكيم، ولبيان ذلك نقول :

ص: 273


1- المائدة : من الآیة 101
2- راجع الاحتجاج ص 263

إنّ الكون كما يحتاج إلى علّة في حدوثه،فكذلك يحتاج إلى علّة في بقائه،لأنّ الكون ممكن من الممكنات، والممكن ما تساوى فيه طرفا الوجود والعدم فحتّى يترجّح فيه الوجود يحتاج إلى ما يُرجّح وجوده على عدمه، لأنّ الوجود ليس ذاتيّاً له ، وإلاّ لو كان الوجود من ذاته لزم أن يكون واجبَ الوجود وهو خلف - أي لقد فرضناه ممكناً فكيف يكون واجباً بالذات- وكذلك الكون يحتاج إلى علّة لبقائه لنفس السبب الذي قلناه في احتياجه إلى علّة في حدوثه، لأنّه لم يخرج بحدوثه عن كونه ممكناً، وما دامت صفة الإمكان موجودة فالاحتياج إلى العلّة موجود.

والفاعل الحكيم لا يفعل إلاّ لمصلحة وغرض وغاية، فالكون كما يحتاج إلى غرض من حدوثه وابتداء وجوده فكذلك يحتاج إلى غرض وغاية في بقائه واستمرار وجوده، وعند انتفاء المصلحة والغاية والهدف من وجود الشيء فإنّ الفاعل الحكيم لا يفعله، فلا يصحّ وجود العالم ولا بقاؤه إلاّ لغاية و غرض، والفعل بلا غاية من العبث المنزّه عنه الحكيم تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. قال عزوجل:«وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ»(1).

والكون خلق من أجل الجن والإنس قال تعالى : «الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ»(2)«هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»(3)«أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ»(4)

ص: 274


1- الدخان : 38
2- البقرة :22
3- البقرة :29
4- لقمان : 20

والغاية من خلق الجن والإنس هي العبادة كما قال الله تعالى :«وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»(1) .

والعبادة تتوقّف على معرفة أمور محدودة ومنها معرفة العبادة والمعبود، وأمّا المعرفة التي لا غاية لنهايتها، ولا نهاية لأمدها، فمتوقفة على العبادة ، قال تعالى :«وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»(2)«وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»(3) .

وتقوى الله والجهاد فيه تعالى إنما يكون بالعبادة الخالصة له تعالى .

ومن حصلت له هذه المعرفة النورانيّة التي تم فيضها عليه من الباري تعالى ، فقد حظي بالخشية من الله تعالى: « إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ»(4)

ومن هنا وردت بعض الروايات في تعليل الخلق بالمعرفة :

ومنها : ما في الكافي للشيخ الكليني ج1 ص 141من خطبة أمير المؤمنين علیه السلام قال فيها :

(...ابتدا ما أراد ابتداءه،وأنشأ ما أراد إنشاءه على ما أراد من الثقلين الجن والإنس ، ليعرفوا بذلك ربوبيته وتمكن فيهم طاعته (5)... ).

ومنها:ما في علل الشرائع للشيخ الصدوق ج1ص9 ،بسنده عن أبي عبد الله علیه السلام قال: (خرج الحسين بن علي عليهماالسلام على أصحابه فقال : أيها

ص: 275


1- الذاریات :56
2- البقرة : من الآیة 282
3- العنکبوت :69
4- فاطر:من الآیة 28
5- في التوحید للشیخ الصدوق ص 33:طواعیته.

الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه،فإذا عرفوه عبدوه،فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال له رجل: يا ابن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله ؟ قال : معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته ).

ومنها: الحديث القدسي المشهور:(كنت كنزاً مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف ).

إلى هنا وصلنا إلى أنّ الكون خُلق من أجل الإنسان والجان، وهما قد خلقا من أجل العبادة وأصل العبادة والتوجّه إلى الله تعالى كما يتوقف على

معرفة المعبود فكذلك المعرفة المتنامية المتزايدة متوقفة على العبادة.

والمُحَقِّق لتلك العبادة على حقيقتها، والحاصل على المعرفة في غايتها، هو النبي محمد وآله الأطهار - صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين - ما بزغنجم وطلع نهار .

فحتى يبقى الكون لابُدّ أن يبقى الإمام علیه السلام، فهو المحقق للغاية من الوجود ، ولو خلت الأرض منه - صلوات الله وسلامه عليه - لساخت بأهلها، ومن هنا جاءت الروايات التي تؤكِّد هذه الحقيقة اليقينيّة.

فمنها:ما في كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص201بسنده عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله علیه السلام قال : قلت له : ( أتبقى الأرض بغير إمام؟ قال : لو بقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت ).

وفي نفس المصدر السابق بسنده عن محمد بن الفضيل،عن أبي الحسن الرضا علیه السلام قال : ( قلت له : أتبقى الأرض بغير إمام ؟ فقال : لا ، قلت : فإنا نروي عن أبي عبد الله علیه السلام : أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله على أهل الأرض أو على العباد،فقال:لا تبقى،إذاً لساخت).

وفي نفس المصدر السابق أيضاً بسنده عن الإمام أبي جعفر علیه السلام قال:(لو أن الإمام رُفِعَ من الأرض ساعة لَمَاجَت بأهلها كما يموج البحر بأهله ) .

ص: 276

قال الميرزا جواد التبريزي في صراط النجاة ج3ص 437:

( يصح القول أنهم علة غائية لخلق العباد، لا بمعنى أن الخالق يحتاج إلى الغاية،بل لأن إفاضة فيض الوجود بسبب ما سبق في علمه أنهم السابقون الكاملون في الغرض والغاية من الفيض ، والله العالم ).

ومن هنا أيضاً وردت الروايات المستفيضة الدالّة دلالة قطعية بأنّ الكون

إنّما خلق من أجل أهل البيت علیهم السلام ، ومن تلك الروايات :

حديث الكساء الصحيح المعروف المشهور الذي ورد فيه :

(...وعزتي وجلالي إني ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضاً مدحيّة،ولا قمراً منيراً، ولا شمساً مضيئة، ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلاّ لأجلكم و محبتكم ...).

ومنها : الحديث المروي عن رسول الله صلی الله علیه وآله الذي قال فيه : ( إنّ أبي آدم لما رأى اسمي واسم علي وابنتي فاطمة والحسن والحسين وأسماء أولادهم ، مكتوبة على ساق العرش بالنور،قال:إلهي وسيدي هل خلقت خلقاً هو أكرم عليك مني ؟ فقال : يا آدم .. لولا هذه الأسماء ، لما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحيّة، ولا ملَكاً مقرّباً، ولا نبيّاً مرسلاً، ولا خلقتك يا آدم ... )(1).

قال العلامة المجلسي رحمة الله في بحار الأنوار ج25 ص93:(ثبت بالأخبار المستفيضة أنهم العلل الغائية لإيجاد الخلق).

ولا يُحقق هذه الغاية بوجودها الحقيقي إلاّ الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فإنّ عباداتنا صوريّة، وليست عبادة حقيقيّة يمكن أن تُقاس بعبادته علیه السلام ، لأنّ العبادة

ص: 277


1- الروضة:17، وروضة الواعظين :72، وعنهم بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 53ص23

خضوع القلب والعقل والخيال والوهم وكلّ الجوارح، وهذا لا يتحقق منا، فبوجوده تتحقق العبادة الحقيقيّة، فتتحقق غاية الخلق، وكذلك معرفتنا لا تُحقق الغاية من الخلق، وعندما لا يوجد على الأرض مَن يُحقق هذه الغاية عندئذ يكون البقاء للكون عبثياً، والله سبحانه مُنزّه عنه تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيرا .

فائدة:

إنّ العلل المتوالية يصح التعليل بكلّ واحدة منها ؛ فعندما تقوم وتُسأل عن سبب قيامك فتقول: أودّ الخروج، وعندما تُسأل عن سبب خروجك تقول: أريد الذهاب للسوق، وعندما تُسأل عن الغرض من ذهابك إلى السوق فتقول: لأجل شراء الدواء الفلاني... وهكذا تتوالى الأسباب.

ويصحُّ منك من أول الأمر أن تُعلل قيامك بأي واحدة من تلك الأسباب المتوالية، فتقول: أريد القيام من أجل الذهاب إلى السوق، ويصحُّ أن تقول أريد القيام من أجل شراء الدواء.. وهكذا.

فكذلك بالنسبة لخلق الكون يصحّ أن يُعلل بأنّه من أجل الإنسان أو من أجل العبادة أو من أجل المعرفة أو من أجل أهل البيت -عليهم أفضل التحية والسلام-. ولا منافاة في ذلك كلّه، فافهم واغتنم .

الفائدة الثانية ، واسطة الفيض الإلهي:

إنّ فيض الله تعالى الخير على الناس هو ببركة الإمام، فإن الإمام علیه السلام به یُمطر الناس، وبه يرزقون، وبه تُخرِج الأرض بركتها لهم، وبه ينزل الله تعالى كل خير عليهم.

لأنّ الإمام علیه السلام هو الأهل لتلك النعم الجليلة، وليس هناك شخص في هذا الزمان أهل لها غيره، وهذه النعم العظيمة لا يستحقّها إلاّ مَن حقق الغاية من الوجود ، ولَم وَلَن يُحقق أحد الغاية في زماننا غيره -صلوات الله وسلامه عليه -.

ص: 278

ففي كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص202 بسنده عن الإمام

الرضا علیه السلام :

(نحن حجج الله في خلقه، وخلفاؤه في عباده، وأمناؤه على سره، ونحن كلمة التقوى، والعروة الوثقى، ونحن شهداء الله وأعلامه في بريته، بنا يمسك الله السموات والأرض أن تزولا،وبنا ينزل الغيث و ينشر الرحمة..).

وفي الأمالي للشيخ الصدوق ص 252 بسنده عن الإمام الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين علیهم السلام، قال :(نحن أئمة المسلمين، وحجج الله على العالمين، وسادة المؤمنين، وقادة الغر المحجلين، وموالي المؤمنين، ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها، وبنا ينزل الغيث، وبنا ينشر الرحمة، ويخرج بركات الأرض ...)(1).

الفائدة الثالثة: الأمان لأهل الأرض:

العذاب تستحقُّه الناس من خلال معاصيها وجرأتها على مخالفة أوامرربِّها ونواهيه، وتستحق العقاب في الدنيا قبل الآخرة بسبب بعدها وأعراضها عن أولياء الله تعالى وحججه، بل تستحقّه على عظيم جُرأتها على أصفياء الله تعالى وخُلفائه .

ولكن ببركة وجود الإمام علیه السلام يرفع الله تعالى العذاب عن الناس، قال تعالى : «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»(2).

وروي عن رسول الله صلی الله علیه وآله أنه قال : ( النجومأمان لأهل السماء، وأهل

ص: 279


1- ورواه في کمال الدین و تمام النعمة ص207
2- الإنفال ، 33

بيتي أمان لأمتي)(1).

وفي إكمال الدين ص118 بسنده عن الإمام أبي عبد الله علیه السلام: ( إن الكواكب جعلت في السماء أماناً لأهل السماء،فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون، وقال رسول الله صلی الله علیه وآله : جُعِلَ أهل بيتي أماناً لأمتي،فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون ).

فالإمام(عجل الله تعالی فرجه الشریف)أمان للأمّة من أن ينزل عليها العذاب كما نزل بالأمم السابقة، ولا يعني ذلك أن لا ينزل البلاء والامتحان والاختبار على الناس، قال الله تعالى : «أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ»(2)

بل لا بُدّ من نزول البلاء على الناس حتى يتميّز الخبيث من الطبيِّب و المؤمن من الكافر، قال تعالى : «لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»(3)

والبلاء رحمة بالعباد يُعرِّضهم لثواب الصابرين، لأن ثواب الصابرين لا يتأتى إلاّ بالصبر، والصبر لا يتأتى إلاّ بالبلاء، فترتفع درجات المؤمنين، وعلى قدر إيمان العبد يكون بلاؤه وامتحانه .

في الكافي للشيخ الكليني ج2 ص202 بسنده عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : ( ذكر عند أبي عبد الله علیه السلام البلاء وما يخص الله عزوجل به المؤمن، فقال : سئل رسول الله صلی الله علیهوآله من أشدّ الناس بلاءً في الدنيا ؟ فقال : النبيون ، ثم الأمثل فالأمثل ، ويبتلى المؤمن بعدُ على قدر إيمانه وحسن أعماله، فمن صحّ إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قلّ بلاؤه ).

ص: 280


1- أمالي ابن الشيخ: 163. وعيون أخبار الرضا: 197. ومثله في صحيفة الرضا:11، عنهم بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج72 ص308، والروايات في ذلك كثيرة .
2- العنكبوت ، 2
3- الأنفال ،37

كما أن البلاء عنوان للمحبّة فإن الله تعالى إذا أحب عبداً وأراد أن يرفع

درجته ابتلاه، فإذا ابتلاه وصبر واحتسب فعند ذلك ترتفع درجته .

ففي المصدر السابق بسنده عن أبي عبد الله علیه السلام قال: ( إن عظيم الأجرلمع عظيم البلاء ، وما أحب الله قوماً إلاّ ابتلاهم ).

وليس معنى ذلك أنّ كل مُبتلى هو محبوب لله تعالى، فإنّ البلاء قد يكون عقاباً وتنكيلا للكافر الفاجر، كما أنّ الله تعالى قد يبتلي الإنسان ، فيفشل العبد في البلاء والامتحان : «مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا»(1).

الفائدة الرابعة : إيصال الحق حال الغيبة:

الإمام علیه السلام مجعول من الله تعالى لهداية الناس وإيصالهم إلى رضوان الله تعالى وجنته، فبه تُعرف معالم الدين، وشريعة سيّد المرسلين، وبه صلاح الدين والدنيا، وغيبته علیه السلام لم تمنعه من ممارسة دوره في إيصال الحق الأهله، وهو - صلوات الله عليه - غير مهمل لمراعاة مصالح المؤمنين، وقد يلتقي مع بعض المؤمنين، ويقوم بتسديد بعض العلماء كما نقل عنه علیه السلام في توقيعه الشريف إلى الشيخ المفيد قدس سره:

( للأخ السديد والولي الرشيد، الشيخ المفيد،أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، أدام الله إعزازه ..

من مستودع العهد المأخوذ على العباد ...

بسم الله الرحمن الرحيم .. أمّا بعد ..

ص: 281


1- الکهف ، 5 -7

سلام عليك أيّها الولي (1) المخلص في الدين، المخصوصفينا باليقين، فإناّ نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا نبينا محمد وآله الطاهرين، ونعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحق، و أجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق - إنه قد أُذن لنا في تشريفك بالمكاتبة،وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك،أعزّهم الله تعالی بطاعته، وكفاهم المهم برعايته لهم، وحراسته، فقف - أَمَدَّك(2)الله بعونه على أعدائه، المارقين من دينه - على ما نذكره، وأعمل في تأديته إلى من تسكن إليه، بما نرسمه إن شاء الله .

نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين -حسب الذي أرانا(3) الله تعالى لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلك، ما دامت دولة الدنيا للفاسقين - فإنّا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذُّلّ الذي أصابكم، مذ جنح كثير منكم، إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً، ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم، كأنهم لا يعلمون إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء..)(4)

وفي بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 1 ص187، عن الخصال بسنده عن أمير المؤمنين علیه السلام - في حديث-:(اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة ظاهر، أو خافي (5)مغمور، لئلا تبطل حجج الله وبیَّناته ....).

ص: 282


1- المولى خ ل .
2- أيّدك خ ل .
3- أراناه خ ل .
4- تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي ج 1 ص37. واللأواء الشدّة.اصطلمكم استأصلكم.
5- وفي نسخة: أو خائف .

والأحاديث الدالّة على المطلوب كثيرة لا تخفى على من لديه أدنى تتبّع. كما أنّ من راجع كتب علمائنا الأعلام، واطّلع على ما سطّروه من لقاءات معه - صلوات الله عليه - فإنه يعلم علم اليقين أنّه (عجّل الله فرجه) قد أحاطت عنايته ورعايته هذه الأمّة.

بل كلّ مَن سلك معهم علیهم السلام سُبُل القربات، ووصلهم علیهم السلام بالزيارات، وأنس بهم في الظلمات، واستشعر وجودهم في الأرضين بعد السماوات، فإنّه لا شكّ يرى فضلهم عليه من الواضحات، ورعايتهم له من المسلّمات .

قال العلامة المجلسي في بحاره ج52، ص93: (ولقد جربنا مرارا لا نحصيها أن عند انغلاق الأمور، وإعضال المسائل، والبعد عن جناب الحق تعالى،و انسداد أبواب الفيض، لما استشفعنا بهم، وتوسلنا بأنوارهم، فبقدر ما يحصل الارتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت، تنكشف تلك الأمور الصعبة، وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الإيمان ).

فإذا كان- صلوات الله وسلامه عليه - مصدراً لتلك الرحمات والفيوضات علينا فاللازم أن نقوم بما يجب علينا تجاهه، وفعل ما ينبغي لنا فعله ابتغاءً لمرضاة الله تعالى وطلباً للقرب منه، فالله تعالى أنعم علينا به، و تفضّل علينا بوجوده، ودفع عنّا العذاب تكريماً له،وأنزل علينا الغيث و أنبتت الأرض وعاشت الكائنات بفضل نوره وجُودِه .

وما حجبه عنّا إلاّ سوء الفعال، ونقض العهد الذي أخذناه في أعناقنا على موالاته ونصرته وعدم التهاون في أمره، ففي خبر علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي المروي في إكمال الدين وغيبة الشيخ ومسند فاطمة علیها السلام لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، وفي لفظ الأخير أنه قال له الفتى الذي لقيه عند باب الكعبة، وأوصله إلى الإمام علیه السلام: ما الذي تريد يا أبا الحسن؟ قال : الإمام المحجوب عن العالم، قال:(ما هو محجوب عنكم

ص: 283

ولكن حجبه سوء أعمالكم.. الخبر) .

فعلينا أن نفي بالعهد حتى يُمنّ علينا بشرف لقائه، ففي التوقيع الشريف من الناحية المقدسة ، المروي في بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج53، ص177: (.... ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته، على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم، لماتأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا، على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه، ولا نؤثره منهم، والله المستعان وهو حسبنا و نعم الوكيل، وصلواته على سيدنا البشير النذير، محمد وآله الطاهرين وسلم...).

أمّا كيف نفي بالعهد، فأقلّ ما يمكن فعله هو أن لا ننساه في ليلنا ونهارنا، وتلهج بذكره وفضله، ونعمل العبادات هديّة منّا إليه، لا لِحاجة منه إلى شيء منّا، وإنّما هي عنوان مودّتنا ومحبّتنا وشكرنا له علیه السلام.

كما أنّ اللازم علينا أن لا نفعل ما يؤذيه ویُسخطه علينا، فنجتنب عن المُحرّمات ونلتزم بالواجبات، وكُلّ فعل أحسسنا أو احتملنا فيه أذاه نبتعد عنه ونجتنبه رعاية له، وبذلك نكون قد هيأنا أنفسنا لاستقباله، وكنّا في خندق الدفاع عنه، وساحة نصرته.

فلكي نكون مُهيَّئين لنصرته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) نحتاج إلى شحذ قوانا النفسيّة والجسديّة، فإنّ المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، سواء كان قويّاً في نفسه أو في جسده، والحاجة إلى تهذيب النفوس وتربيتها أهم بكثير من تقوية الأبدان وتنميتها، وتهذيب النفوس أصعب بكثير من القتال في ساحة النزال، فإنّ محاربة النفس وشهواتها وما يُمنِّيه الشيطان اللعين صعب مُستصعب، ففي ساحة القتال مع العدو تعرف أرض المعركة وعدوّك وقوّته وأوقاته، أمّا في الحرب على النفوس لا تعرف ساحة النزال، بل كلّ مكان هو ساحة قتال، وعدوّك هنا لا تعرفه ولا تعرف مدى قوّته ولا وقت القتال،

ص: 284

فكلّ الأوقات هي أوقات قتال وكلّ لحظة فيها صفّارة إنذار.

قال العلامة النوري في جنة المأوى:(إنّه قد علم من تضاعيف تلك الحكايات أن المداومة على العبادة، والمواظبة على التضرع والإنابة، في أربعين ليلة الأربعاء في مسجد السهلة، أو ليلة الجمعة فيها، أو في مسجد الكوفة ، أو الحائر الحسيني على مشرفه السلام ، أو أربعين ليلة من أي الليالي في أي محل ومكان - كما في قصة الرمان المنقولة في البحار - طريق إلى الفوز بلقائه علیه السلام ومشاهدة جماله، وهذا عمل شائع معروف في المشهدين الشريفين ، ولهم في ذلك حكايات كثيرة ، ولم نتعرض لذكر أكثرها لعدم وصول كلّ واحد منها إلينا بطريقيعتمد عليه، إلا أن الظاهر أن العمل من الأعمال المجربة، وعليه العلماء والصلحاء والأتقياء، ولم نعثر لهم على مستند خاص وخبر مخصوص،ولعلهم عثروا عليه أو استنبطوا ذلك من كثير من الأخبار التي يستظهر منها أن للمداومة على عمل مخصوص من دعاء أو صلاة أوقراءة أو ذكر أو أكل شيء مخصوص أو تركه في أربعين يوما تأثيراً في الانتقال والترقي من درجة إلى درجة، ومن حالة إلى حالة، بل في النزول كذلك، فيستظهر منها أن في المواظبة عليه في تلك الأيام تأثيراً لإنجاح كل مهم أراده) (1).

الثاني: وجوه الحكمة من غيبته علیه السلام:

اشارة

الغيبة تحققت لبعض الأنبياء علیهم السلام ، في أزمنتهم عن أممهم ، فلم تكن غيبته علیه السلام ليس لها سابقة، بل لها نظائر في الأمم السابقة .

ففي كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص480 ، بسنده عن حنان بن سدير عن أبيه، عن أبي عبد الله علیه السلام قال: إن للقائم منا غيبة

ص: 285


1- راجع بحار الأنوار للعلامة المجلسی ج53 ص325

يطول أمدها،فقلت له: يا ابن رسول الله ولم ذلك ؟ قال : لأن الله عزوجل أبي إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء علیهم السلام في غيباتهم ، وإنه لا بد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم، قال الله تعالى : «لَتَرکَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ»(1)أي سنن من كان قبلكم).

فمن الأنبياء الذين غابوا عن قومهم : إدريس، وصالح، وإبراهيم(2) .

ولا شكّ ولا ريب بأن غيبة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) هي بأمر الله تعالى، لكونه علیه السلام معصوماً، وهو علیه السلام ممن لا يسبقون الله تعالى بالقول فضلاً عن العمل، وبما أنّ غيبته علیه السلام بأمره تعالى، والله سبحانه وتعالى حكيم ، فلابُدّ أن تكون غيبة الإمام علیه السلام مشتملة على المصلحة والحكمة .

وهذا ما يجب أن ينعقد عليه قلب المؤمن، لاعتقاده في الله تعالى بأنّه

حكيم، ولا يصدر منه الفعل إلاّ إذا كان مشتملا على مصلحة .

ففي كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص482 : بسنده عن الإمام الصادق جعفر بن محمد علیهما السلام - في حديث - : ( إن هذا الأمر أمر من الله تعالى وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أنّه عزوجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف ).

ولكننا قد نُدرك شيئاً من تلك المصالح والفوائد،ولقد صرّحت بعض

الروايات بشيء منها، فنذكرها في فوائد :

الفائدة الأولى : الحفاظ على الإمام علیه السلام:

إن مقتضى اللطف الإلهي أن ينصب هادياً، وقد فعل، لأنّ الله تعالى خلق الخلق وأراد منهم الصلاح بالعبادة والمعرفة، فحتى يُحقق غرضه يبعث وينصّب الهادين للناس، وإلاّ كان مُخلاّ بغرضه.

ص: 286


1- الانشقاق :19
2- راجع كمال الدينوتمام النعمة للشيخ الصدوق ص127، فإنه تطرّق لهذه الغيبات.

ومقتضي لُطف الإمام علیه السلام أن يقوم بوظيفة الهداية والإرشاد للناس، وقد تصدّى لذلك، كما يجب على الناس الانقياد للمعصوم، ولكنّ الناس لم تعمل بواجبها، بل عملت على مخالفة الله وأوليائه، فلقد تكالب على أهل البيت علیهم السلام الأعداء، وقويت شوكة الباطل، وتعدّت المُعاداة حدوداً لا يمكن معها بقاء الإمام علیه السلام ظاهراً مشهوراً ، فلاحقهم الأعداء ولم يتركوا لهم فرصة في إيصال الهدى للناس، ولم يتركوا سبيلا للمؤمنين يصلون من خلاله إلى سادتهم ومواليهم، فعاش أهل البيت عليهم السلام في السجون، وبقي أتباعهم بين سجين وبين مُختفي عن الأنظار لا يمكنه أن يلقى إمامه.

وتطوّر العداء حتى أصبح بعض الطالبيين-فضلاً عن غيرهم- يكيدون بأهل البيت علیهم السلام ،فتعاون بعض الطالبيين مع غيرهم كي يقوموا بالقضاء على أهل البيت علیهم السلام، فهذا جعفر الكذاب أخو الإمام العسكري علیه السلام يكيد بأخيه ويحسده على ما أعطاه الله تعالى، فكان يقول علیه السلام : إنّ مثلي ومثله كقابيل وهابيل، وعندما استشهد الإمام العسكري علیه السلام أخذ جعفر هذا بنهب وبيع كلّ ما في بيت أخيه مع علمه بأنّه ليس الوارث وإنّما الوارث هو الحجة المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، بل تعدّى وتجرأ على بيع الصبايا ، فلقد كانت هناك صبية جعفرية في دار العسكري علیه السلام يربونها فباعها، حتّى ردّها بعض العلويين بواحد وأربعين ديناراً(1).

وإذا لم يرضَ بأخيه إماماً فكيف يرضى بابن أخيه ، ولذا كان يريد أن يفتك بابن أخيه حتی تخلو الساحة له، وكان على استعداد بأن يتعاون مع أي أحد في سبيل القضاء على الإمام علیه السلام، ولذا أخبر عنه أنّه في السرداب يتعبّد فجاؤوا لقتله بعد أن حاصروا السرداب، فخرج - صلوات الله وسلامه عليه - ولم يروه، كما خرج الرسول صلی الله علیه وآله عندما حاصره كفار

ص: 287


1- راجع الکافي للشیخ الکلینی ج1 ص 542.

قریش في داره (1).

ولقد آذى الشيعةَ في دعواه الإمامة وملاحقة مَن عنده حقوق شرعيّة كي يستولي عليها وبالخصوص تلك الأموال التي ترد من أماكن بعيدة، و استعان بالحُكّام الظلمة في سبيل سلب المؤمنين تلك الأموال(2) .

ففي كمال الدين وتمام النعمة ، للشيخ الصدوق ص319، بسنده عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين علیهما السلام - في حديث - قال : ( إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، فسموه الصادق، فإنّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر ، يدعي الإمامة اجتراءً على الله وكذباً عليه،فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله عزوجل، والمدعي لما ليس له بأهل، المخالف على أبيه والحاسد لأخيه، ذلك الذي يروم كشف ستر الله ، عند غيبة ولي الله عزوجل، ثم بكى علي بن الحسيني علیهما السلام بكاءَ شديداً، ثم قال : كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله، و المغيب في حفظ الله، والتوكيل بحرم أبي جهلاً منه بولادته، وحرصاً منه على قتله إن ظفربه، (و) طمعاً في ميراثه حتى يأخذه بغير حقه )(3) .

ولقد تعدد سؤال الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)في غيبته الصغرى عن جعفر الكذاب، فكانت أجوبته تنبئ عن مدى الأذى الذي لحق بالإمام علیه السلام من كثرة تمادي جعفر الكذاب في دعواه الباطلة وقيامه على الفسق والفجور.

ص: 288


1- راجع كمال الدين للشيخ الصدوق ج2ص442
2- راجع كمال الدين ج2 ص476
3- الاحتجاج للشيخ الطبرسي ، ج2 ص48. والخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي ج1 ص268، وعنه البحار: 230/46 ح 5، وج 9/47 ح 4، ورواه في علل الشرائع: 234 ج1، وأورده في مقصد الراغب : 156 ( مخطوط ) ، وبعضه في دلائل الإمامة المحمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 248، والهداية الكبرى: 248 ومناقب ابن شهرآشوب 272:4

في غيبة الطوسي: ص174 بسنده نقل التوقيع الصادر من الناحية المقدسة الذي يقول علیه السلام فيه: (وقد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه، فلا أدري بأية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه؟!!!

أبفقه في دين الله ؟!!! ورد فوالله ما يعرف حلالاً من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب.

أم بعلم ؟!!!فما يعلم حقاً من باطل،ولا محكماً من متشابه، ولا يعرف حد الصلاة ووقتها.

أم بورع ؟!!! روز فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوماً، يزعم

ذلك لطلب الشعوذة، ولعل خبره قد تأدّی(1) إليكم، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة، وآثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة.

أم بأية ؟!!! فليأت بها، أم بحجة؟!!! فليقمها، أم بدلالة ؟!!!فليذكرها.قال الله عزوجل في كتابه :«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم حم تَنْزِیلُ الْکِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْحَکِیمِ مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَیْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِینَ کَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ قُلْ أَرَأَیْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِی مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْکٌ فِی السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِی بِکِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ یَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا یَسْتَجِیبُ لَهُ إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ کَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَکَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ کَافِرِینَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَیْهِمْ آیَاتُنَا بَیِّنَاتٍ قَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِینٌ »(2) .

فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها، أو صلاة فريضة يبين حدودها، وما يجب

ص: 289


1- تادّی أي وصل
2- من سورة الأحقاف

فيها لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره ونقصانه، والله حسيبه ...)(1).

وهذا الوجه في غيبته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) - أي الحفاظ على نفسه - قد ذُكر في روايات

كثيرة باختلاف في ألفاظها ومواردها منها :

ما في كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص 361:

بسنده عن الإمام موسی بن جعفر علیهما السلام - في حديث - : ( القائم الذي يطّهر الأرض من أعداء الله عزوجل ، ويملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون ).

بقي شيء :

إنّ جعفر المعروف بالكذّاب قد قرأتَ اليسير من الروايات الشريفة و توقيعات الناحية المقدسة التي تذمّه،وما ذكرناه هو نزر يسير مما ورد فيه من انتهاكات لحدود الله تعالى، ولم أجد أحداً قد نفى عنه تلك الأفعال القبيحة، حتى الذين قالوا بتوبته في آخر عمره.

وقيل أنّ الذي يدلّ على توبته التوقيع المقدس الذي يرويه الشيخ في الغيبة عن الكليني ص188، والشيخ الطبرسي في الاحتجاج ص163 بسند الشيخ عن إسحاق بن يعقوب قال : سألت محمد بن عثمان العمري رحمة الله ، أن يوصل إليه علیه السلام كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي .

فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان علیه السلام ( أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك الله ، من أمر المنكرين من أهل بيتنا وبني عمنا؛ اعلم أنه ليس بين الله عزوجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح، وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف علیه السلام....).

ص: 290


1- راجع الاحتجاج :ج 2 ص 468، وإثبات الهداة :ج1 ص 550 ب9 ح 377، والبحار: ج25 ص 181 ب 4 ح4، وفي :ج50 ص 228 ب6 ح3 ، وفي ج53 ص 193 ب31 ح 21

وقد يستدلّ بما دلّ على أن ولد فاطمة علیها السلام لا تمسّهم النار، إلاّ أننا نقول إنه مُخصص بكثير من الروايات، وأمثال هذا التوقيع صريح في تخصيصها حيث يقول علیه السلام: (ليس بين الله عزوجل وبين أحد قرابة) فالخارج عن ولايتهم علیهم السلام خارج عنهم وليس منهم ، وان قربت لُحمته.

الفائدة الثانية: الحفاظ على الشيعة:

لابُدّ من رفع المعاناة التي يعانيها الشيعة في الحفاظ على الإمام وخوفهم

عليه وعلى أنفسهم، فالشيعة عاشت فترة ترى أئمّتها في السجون والاعتقال مع قلّة الناصر، وكثرة وتمكّن العدو، فيتعذر على الشيعة الوصول إلى أئمتهم علیهم السلام والاستفادة مباشرة من علومهم، وما دام الإمام علیه السلام ظاهراً فالشيعة مُلاحقة ومُطاردة ومُعذّبة، والسجون امتلأت من المؤمنين الشيعة.

ولمّا كانت الشيعة تعيش المعاناة لذا كانوا يسألونهم مَن الأفضل هم أم من يعيش في دولة القائم علیه السلام ؟ فيجيبونهم بأنّكم أفضل لأنّكم تصبحون وتمسون وأنتم خائفون على إمامكم وعلى أنفسكم . وهذا مما يدلّ على شدّة المعاناة التي يعيشها الشيعة فلا شكّ أنّ الشيعة آنذاك يسرّها أن يغيب إمامها عن الأنظار وهي مطمئنّة عليه وعلى سلامته وبالتالي تطمئن على نفسها، فيكون من اللطف هنا في مثل هذه الظروف حدوث الغيبة.

ففي الكافي للشيخ الكليني ج 1 ص 333 بسنده عن عمار الساباطي قال: (قلت لأبي عبد الله علیه السلام : أيما أفضل: العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحق ودولته، مع الإمام منكم الظاهر؟

فقال يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية ، وكذلك - والله - عبادتكم في السر ، مع إمامكم المستتر في دولة الباطل، وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممن

ص: 291

يعبد الله عزوجل ذكره في ظهور الحق ، مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق، واعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة، مستتراً بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستتراً بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله عزوجل بها له خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها، كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة، كتب الله عزوجل له بها عشرين حسنة ويضاعف الله عزوجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، ودان بالتقية على دينه وإمامه و نفسه، وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة ، إن الله عزوجل کریم.

قلت : جعلت فداك قد والله رغّبتني في العمل، وحثتني عليه، ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالاً من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ونحن على دين واحد ؟

فقال: إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عزوجل وإلى الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سراً من عدوكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له، صابرين معه، منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة، تنظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة، قد منعوكم ذلك، واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم و الخوف مع عدوكم، فبذلك ضاعف الله عزوجل لكم الأعمال، فهنيئا لكم.

قلت: جعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق و نحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق والعدل؟

ص: 292

فقال: سبحان الله ، أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد ، ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة، ولا يعصون الله عزوجل في أرضه، تقام حدوده في خلقه، ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر،حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر واحد فابشروا .

الفائدة الثالثة : تعريض المؤمنين إيمان أكبر:

إنّ في الغيبة تعريض المؤمنين الإيمان أكبر ويقين أعظم، فإنّ من يؤمن بالإمام ويصل إلى مرتبة يقينيّة مُعيّنة – من دون أن يراه - لمجرّد ورود الروايات عن أهل بيت العصمة لهو أعظم إيمانا ممن جَالس الإمام علیه السلام وشاهد معاجزه الباهرة وألطافه الظاهرة، ومع ذلك لم يتجاوز تلك المرتبة اليقينيّة .

ولذا ورد في ( من لا يحضره الفقيه ) للشيخ الصدوق ج4، ص366 ، عن رسول الله صلی الله علیه وآله : ( يا علي . أعجب الناس إيماناً، وأعظمهم يقيناً، قوم يكونون في آخر الزمان ، لم يلحقوا النبي، وحجب عنهم الحجة، فآمنوا بسواد على بياض )(1).

كما أنّ المؤمن في الغيبة يحظى بثواب عظيم، وإن مات على فراشه فهو كالمتشحِّط بدمه بين يدي الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)؛ لكونه منتظراً لإمامه، حبس نفسه على مولاه، لا تهزه العواصف، ولا تُحركه الفتن، ولا تُغريه الأماني، أشدّ من الجبال الرواسي .

ففي كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص 323 بسنده عن الإمام

ص: 293


1- کمال الدین و تمام النعمة للشیخ الصدوق ص 288. وعنهما و سائل الشیعة للحر العاملی ج72 ص92

علي بن الحسين سيد العابدین علیهما السلام : (مَن ثبت على موالاتنا (1) في غيبة قائمنا أعطاه الله عزوجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأحد ).

وفيه أيضاً ص 361: بسنده عن الإمام موسی بن جعفر علیهما السلام- في حديث -(طوبى لشيعتنا، المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة، و رضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم، ثم طوبى لهم، وهم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة).

وفي كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني ص200 بسنده عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد علیهما السلام أنه قال : (من مات منكم على هذا الأمر منتظراً كان كمن هو في الفسطاط الذي للقائم(2)).

وفي نفس المصدر السابق ، بسنده عن أبي بصير، عن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال ذات يوم :

( ألا أخبركم بما لا يقبل الله عزوجل من العباد عملاً إلاّ به ؟ فقلت : بلى ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده [ورسوله]، والإقرار بما أمر الله، والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا - يعني الأئمة خاصة - والتسليم لهم ، والورع والاجتهاد والطمأنينة، والانتظار للقائم علیه السلام، ثم قال: إن لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء. ثم قال: من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده ، كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا هنيئاً(3) لكم أيتها العصابةالمرحومة ) .

ص: 294


1- في بعض النسخ : (علی ولایتنا).
2- في النسخ (کان کمن في فسطاط القائم علیه السلام)
3- في بعض النسخ( فجدوا تعطوا ،هنیئا ، هنیئا).

الخاتمة:

هذا آخر ما أحببنا إيراده في هذه الرسالة،وإن كان الموضوع يمكن أن يكون موسّعاً، وهناك مصالح راجعة إلى شخص الإمام علیه السلام كاستيعاب جميع بلاءات الأنبياء على أشكالها وطولها، ومن ضمنها أن يجمع كلّ الأوقات التي غاب فيها الأنبياء فيأتي عليها كلّها كما يظهر من بعض الروايات ، كما في علل الشرائع ج1 ص234 بسنده عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد الله علیه السلام قال: إن القائم علیه السلام منا غيبة يطول أمدها، فقلت له: ولِمَ ذاك يا ابن رسول الله ؟ قال: إن الله عزوجل أبى إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء علیهم السلام في غيباتهم، وأنه لابد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم، قال الله عزوجل : «لَتَرکَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ»(1)أي سنناً على سنن من كان قبلكم).

كما أنّ العديد من الروايات دلّت على أنّه إنّما غاب علیه السلام لئلا يجبر على البيعة لأحد من الظالمين، كما في كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ص479 بسنده عن عن الإمام أبي عبد الله علیه السلام قال: صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على(هذا) الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذاخرج).

ولقد مرّ عليك في بداية هذا البحث تشبيهه في غيبته (عجل الله تعالی فرجه الشریف)بالشمس إذا سترها السحاب، وهذا التشبيه له دلالاته الكثيرة، حتى أنّ الشيخ المجلسي ذكر أنّه اهتدى إلى ستة عشر وجهاً، عدّ منها ثمانية، ولم يذكر الثمانية الأخرى، لأنّ بعض العقول أو النفوس لا يستوعب ذلك فقال:

(فقد فتحت لك من هذه الجَنة الروحانية ثمانية أبواب،ولقد فتح الله علي بفضله ثمانية أخرى تضيق العبارة عن ذكرها، عسى الله أن يفتح

ص: 295


1- الانشقاق:19

علينا وعليك في معرفتهم ألف باب، يفتح من كل باب ألف باب)(1) .

ونحن نذكر لك أيُها القارئ العزيز شيئاً من تلك الوجوه :

الأوّل : بالشمس - وإن سترها السحاب -تبقى الحياة، ولولا وجود الشمس لأصبحت الأرض غير صالحة للحياة، فتنخفض درجات الحرارة إلى حدّ لا يُمكن معه الحياة.

فكذلك الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فإنه وإن كان غائباً إلاّ أنّ الحياة من دونه لا تبقى، و قد مرّ عليك أنه لولا الإمام علیه السلام لساخت الأرض ومن عليها.

الثاني : الشمس المحجوبة وإن كانت نافعة إلاّ أنّ الناس ينتظرون ظهورها كي تتمّ الفائدة منها وتكمل، وبعض البلدان التي لا تظهر عندهم الشمس إلا نادراً نجدهم ينتظرون ظهورها، وعندما تبزغ عليهم ينتشرون و يتعرّضون لأشعّة الشمس طلباً للدفء والصحّة، لأنّ الجسم الإنساني بحاجة إلى أشعة الشمس.

وكذلك الإمام(عجل الله تعالی فرجه الشریف)فإنه وإن كانت فائدة وجوده عظيمة في حال غيبته إلاّ أنّ المؤمنين المخلصين ينتظرونه لتمام الفائدة وكمالها .

الثالث : إذا ستر السحاب الشمس لا تجد أحداً ينكر وجودها، لأنها وإن لم تُرَ إلاّ أن آثارها موجودة ظاهرة بيِّنة لكلِّ ذي حسِّ سليم، وإنّ منكر وجودها مُكابر معاند.

فكذلك وجوده المقدس(عجل الله تعالی فرجه الشریف)فإن إنكاره من المُكابرة والعناد مع ظهورآثاره وتجلِّي فيوضاته لمن كان سليم الحسِّ والشعور، وكان ذا بصيرة من ربِّه تعالی .

الرابع : إنّ الشمس في بعض الأحيان يحجبها السحاب الكثيف حتى يكون النهار كالليل في الظلمة، ويكون هذا الظلام نجاة ومصلحة لمن

ص: 296


1- بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج52، ص94

يلاحقه العدو الذي يريد الفتك به والنيل منه.

وكذلك الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فإنه بلغ الظلم بشيعته حدّا بحيث أصبحت المصلحة

لهم في غيبته .

الخامس:إذا ضعُفت أبصار الناس، فإنّها لا تقوى على نور الشمس فيضرها ظهورها ونورها لعدم احتمالهم لنورها الشديد.

وكذلك الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فإنّ ضعف بصائر الناس وقلّة دينهم يمنعانهم من الاستضاءة بنور الإمامة، لأنه يحملهم على المحجّة البيضاء، والحقّ الذي لا يُطيقون، ولولا غيبته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) لقلّ الشيعة في الأمصار، لعظيم بلائهم و امتحانهم وشدّة ضعفهم.

السادس : إنّ الشمس قد تظهر بين السحاب ويراها من كان مراقباً لها و منتظراً لبزوغها.

فكذلك الحجة المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فإن بعض المنتظرين له المشغوفين بحبّه قد يُمنُّ عليهم برؤيته والتشرُّف بلقائه، وهذا معلوم شائع عن بعض العلماء،و لقد عقد العلامة المجلسي باباً في ذكر من رآه - صلوات الله عليه - في أوّل الجزء 52، واستدرك العلاّمة الميرزا حسين النوري على البحار في جنّة المأوى وذكر تسعاً وخمسين حكاية في من تشرفوا بلقاء الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

السابع:إنّ الشمس نفعها عظيم،والذي لا ينتفع ببعض منافعها لأمر فيه، ولحجاب جعله بينه وبين الشمس.

فكذلك الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فإن نفعه عامّ ولكن بعض الناس عمي وأوجد الحجب بينه وبين الإمام فلم تصل المنفعة التامّة له بسوء فعله واختياره .

الثامن:إن الشمس منافعها تصل للناس بحسب ما هيأ كلَّ شخص من طرق وصول الفائدة إليه، وبقدر ما يرفع من الموانع

ص: 297

فكذك الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فإنّ عموم نفعه يصل إلى كلّ شخص،بحسب ما يهيء من سبل ويرفع من موانع وحجب.

التاسع : إنّ الناظر إلى الشمس والمنتظر لها عند تستّرها بالغيوم إنّما يكون نظره إلى العلو.

فكذلك علو مرتبة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وشرف مقامه الرفيع يقتضي من العبد أن ينظر بنور قلبه إلى المراتب العالية، والدرجات الرفيعة حتى ينتظر أو يرى الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف).

العاشر : ما هو ثابت علميّاً أن الكواكب كالأرض تدور حول الشمس وفي فلكها، ولا يختلف ذلك بين ظهور الشمس وغيابها بين السحاب .

فعلى المؤمنين الموالين المنتظرين أن يكون محور أفعالهم وأقوالهم رضي إمامهم، ويدوروا في فلك هداية مولاهم، لا يخرجون عنه أبداً، سواء كان

ظاهراً أو غائباً.

الحادي عشر:لو أنّ الكواكب خرجت من فلك الشمس لاختلّ نظام

الكون وفسد، ولا يفرق الحال بين ظهور الشمس وغيبتها بين السحاب.

وكذلك الناس إذا تمرّدوا على إمامهم وخرجوا من دائرته فإنهم يتيهون و يفسد عملهم واعتقادهم، سواء كان ظاهراً أو كان غائباً.

الثاني عشر: إن الشمس مصدر للضياء بخلاف القمر فإنّ نوره مستمد من نور الشمس،فنور القمر من نور الشمس وإن خفيت الشمس علينا بسبب الغيوم.

والإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) مصدر للضياء والنور وليس نوره مستمداً من غيره من الخلق، وإن الهدى الذي عليه بعض الناس مستمدّ من نوره وإن كان غائباً.

الثالث عشر : الشمس يعجز البشر عن الوصول إليها لبعدها وعلوها،ولا يفرّق الحال بين غيبتها وظهورها.

ص: 298

فكذلك الإمام يعجز البشر عن الوصول لمقامه الشريف، وإن كان غائبا عن الأنظار، ففي الزيارة الجامعة : ( فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين، و أعلى منازل المقربين، وأرفع درجات المرسلين،حيث لا يلحقه لاحق،ولايفوقه فايق، ولا يسبقه سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع).

الرابع عشر : إنّ الشمس لا يمكن الاقتراب منها لشدّة حرارتها.

فكذلك نور الإمامة لا يمكن لأحد أن يقترب منه، فإن العقول قاصرة عن إدراكهم، ولقد ورد عن النبي صلی الله علیه وآله أنّه قال:(يا علي،ما عرف الله إلاّ أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولا عرفك إلا الله وأنا )(1).

الخامس عشر:الشمس تضرّ من أطال النظر فيها،ويُكتفي في معرفةوجودها النظر الخاطف إليها، والتمعّن في آثارها.

وكذلك الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) فإنّ النظر والتفكر في عظيم ذاته لكونه فوق طاقة

البشر يجعل العبد يزيغ عن الحق، فيُكتفي بالنظرفي آثاره الشريفة.

السادس عشر : إنّما يتميّز الليل من النهار بالشمس وإن كانت محجوبة

بالسحاب.

فكذلك الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف)،فإن تميّز الهدى من الضلال ، والإيمان من الكفر به - صلوات الله وسلامه عليه - وإن كان غائباً.

السابع عشر:بظهور الشمس تنكشف الحقائق التي كانت مستورة بالليل.

ص: 299


1- شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة:221/1ح15، وعنه مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ج2ص439، وأورده البرسي في المشارق: 112، وأخرجه في مختصر البصائر:125وفي المحتضر: 38 و165 ومناقب ابن شهرآشوب: 267/3نحوه.

وكذلك الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بظهوره تنكشف الحقائق التي انسترت عنّا في ظلمة

غيابه - صلوات الله وسلامه عليه -.

ولقد اكتفينا بهذا المقدار المحقق للغرض، ونسأل الله تعالى قبول العمل،و الثبات على ولايتهم ومحبتهم، والتوفيق لطاعتهم واجتاب معصيتهم .

كما نسأله تعالى أن يجعلنا من عبيده المخلصين له الذابين عنه،والمحامين عن ساحة قدسة والمستشهدين بين يديه .

كما نسأله تعالى ، أن يوفقنا لنصرة أوليائنا - صلوات الله عليهم أجمعين - ، ويرزقنا شفاعتهم في الدنيا والآخرة، إنه سميع قدير، وبالإجابة جدير.

ص: 300

الإمام المهدي علیه السلام الشيخ عباس العنكي

اشارة

*الإمام المهدي علیه السلام(1)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

تمهید:

قضية الإمام المهدي من العقائد المهمة والتي تحتاج إلى سعة في البحث.أما أهميتها فتظهر في عدة نقاط :

إنها جزء من أصول الدين بحسب عقيدة الشيعة الإمامية وبإثباتها يدخل

الإنسان في فرقة الإمامية الاثني عشرية وبها يخرج من تلك الطائفة .

إن هذه العقيدة تؤثر على تماسك العقيدة العامة عند الإنسان بسبب أنها تحمل بعض الجوانب الغريبة فقد تسبب الشبه والشك في مجموع المبادئ الشيعية مما ينعكس سلباً على المؤمن في عقيدته .

ولهذا نجد بعض الناس يحاول أن يحارب المذهب الشيعي من خلال تسفيه الفكر الشيعي في قضية الإمام المهدي علیه السلام .

قال ابن القيم : ولقد أصبح هؤلاء عاراً على بني آدم وضحكة يسخر منهم كل عاقل(2) .

وأما حاجتها إلى سعة البحث فللأسباب التالية :

1.كثرة ما كتب حول هذه الفكرة ، من جمع للروايات والبحوث

ص: 301


1- هذا البحث عبارة عن دروس ألقيت في ( مجلس الزهراء علیها السلام) بالجارودية . ونشير هنا إلى أن هناك دروسا أخرى لفضيلة الشيخ مهدي العوازم في المجلس نفسه ، حول الإمام المهدي علیه السلام ، إلا أن عدم وجودها بين أيدينا لم يسمح لنا بنشرها .
2- أصول مذهب الشيعة ، د. ناصر القفاري ص 848

والدراسات ،وخلال إعدادي لهذا البحث استطعت أن أجمع ثلاثين بحثاً في القضية يبلغ البعض منها مجلدين .

واستطعت أن أقرأ - ضمن تتبع مجهد - أكثر من سبعة آلاف صفحة ، ولا شك أن استخلاص فكرة واضحة من هذا الكم الهائل من البحوث عمل مجهد .

إن هذه الفكرة تشتمل على مجموعة من الأفكار الصعبة ، مثل :

1. إمامة صبي صغير.

2. وإخفاء الحمل .

3. وطول الحياة .

1. والغيبة عن عموم الناس .

إلى غير ذلك من الأفكار التي لا يستجيب إليها كثير من الناس بسهولة و بساطة ، مما يعطل عملية البحث.

إن كثيراً من الباحثين وسائر الناس قد تناولوا هذه القضية بفكر مسبق و حكم بعدم القبول فدرسوها بسخرية أكثر من الواقعية ، فالحديث حول هذه الفكرة عند جماعة من الناس كالحديث عن الأساطير والخرافات،و هذا الجانب يصعب مهمة البحث عند الدارس والمرشد.وبعد التتبع و الدراسة المسهبة لهذه الفكرة رأيت أن أقسم البحث في ثلاثة أقسام : القسم الأول : نبحث فيه عن أصل العقيدة ، ويشمل :

1. موجز عقيدة الشيعة .

2. ما ذكر من مصادر لهذه الفكرة .

3. أدلة الشيعة .

القسم الثاني : نبحث فيه حياة المهدي ،ويشمل :

1.مولده .

2. الغيبة .

3. الظهور .

القسم الثالث : ونبحث فيه حول ظهور الإمام وحول شبهتين :

ص: 302

الأولى : شبهة التطبيق .

الثانية : شبهة الحكمة والفائدة .

القسم الأول : أصل العقيدة:

اشارة

فيه عدة بحوث :

البحث الأول : موجز عقيدة الشيعة الإمامية حول الإمام المهدي علیه السلام:

تعقد الشيعة بوجود الإمام الثاني عشر وهو محمد ابن الإمام الحسن العسكري،وأنه ولد في عام 255ه،وغاب بعد وفاة والده الحسن العسكري عام 260 ه ، وتنقسم الغيبة إلى قسمين :

الأولى : الغيبة الصغرى ، وتستمر من عام260ه إلى عام 327ه وفي هذه

الفترة كان له وكلاء نص عليهم بأشخاصهم.

الثانية : الغيبة الكبرى ، وتبدأ من عام 327ه إلى أن يأذن الله له بالخروج ، وأنه سوف يخرج ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن تمتلئ ظلماً وجوراً، ولا يوجد له في هذه المدة وكلاء نص عليهم بأشخاصهم ، ولكن وكلاءه الفقهاء العدول ، ولا يعلم أحد من الناس وقت ظهوره بالتحديد، ولا مانع من أن يراه أحد من الناس ، ولكن بدون أن يدعي الوكالة عنه .

هذه فكرة موجزة حول عقيدة الشيعة في الإمام المهدي عجل الله تعالى

فرجه الشريف.

البحث الثاني : ما ذكر من مصادر لهذه الفكرة:

قد اهتم جماعة من الكتاب بتحديد مصدر هذه الفكرة عند الشيعة و ذكر في هذه الناحية آراء نذكرها ونبين الحكم فيها :

فقد ذكروا أن فكرة الشيعة حول الإمام المهدي جاءت من ديانات أخرى غير الإسلام : قال ناصر القفاري :(إن مسألة المهدي والغيبة حسب الاعتقاد الشيعي لها جذورها في بعض الديانات والنحل، مما لا يستبعد معه

ص: 303

أن لأتباع تلك الديانات دوراً في تأسيس هذه الفكرة في أذهان الشيعة)(1)

ولشرح هذه النسبة تجد عدة اتجاهات :

أ- يميل بعضهم إلى أنها ذات أصل يهودي ولهذه عدة صور :

الصورة الأولى:لأن اليهود يعتقدون بأن (إيليا) رفع إلى السماء في الاختفاء آخر الزمان ، فهذا حسب رأيهم النموذج الأول لأئمة الشيعة في الاختفاء والغيبة .

الصورة الثانية:أن نظرية الغيبة ترجع في أصولها إلى(ابن سبأ)وهو حبر من أحبار اليهود .

الصورة الثالثة:أن فكرة المهدية مستمدة من أخبار(كعب الأحبار)الذي كان على دين اليهودية قبل إسلامه .

ب- يميل بعضهم إلى أنها ذات أصل مردد بين اليهودية والمسيحية ، لأنها تدخل تحت نطاق التنبؤ ببعض الأشخاص والحوادث المعينة وهو التنبؤ الذي أفاضت فيه كتب إسرائيلية لم تكن معروفة عند العرب في بادئ الأمر،وإنما وصلت إليهم عن طريق اليهود والمسحيين الذين اعتنقوا الإسلام.

ج- إن عقيدة الاثني عشرية في المهدية والغيبة ترجع إلى أصول مجوسية، فالشيعة أكثرهم من الفرس والفرس من أديانهم المجوسية والمجوس تدعي أن لهم منتظراً حياً باقياً مهدياً من ولد (شيتاسف بن بهراسف) يقال له (ابشاوثن) وأنه في حصن عظيم بين خراسان والصين .(2)

أقول في التعليق على هذه الآراء :

أولاً: إن أصحاب هذه الآراء لم يذكروا أدلة لدعواهم ، وإنما ذكروا

ص: 304


1- أصول مذهب الشيعة : د.ناصر القفاري ص832
2- أصول مذهب الشيعة ، د.ناصر القفاري ص832 - 833

مناسبات وظنوناً واحتمالات هوى لا تثبت حقيقة من حقائق التاريخ .

ثانياً: يكفي الشيعة في رد هذه الآراء ما سوف نعرضه من أدلة الشيعة ، و هي النصوص الدينية الإسلامية ، وأيضاً موافقة غير الشيعة للشيعة في هذه الفكرة.

ثالثاً:الاختلاف الحاصل عندهم فبعضهم نسب الفكرة لليهود وآخر للنصارى وآخر للمجوس.

بل اختلاف رأي الشخص الواحد وتناقضه في مقام واحد،فناصرالقفاري يقول: أولاً:كما نقلناه قبل قليل، أنها من وضع ابن سبأ اليهودي ثم أضافها إلى كعب الأحبار اليهودي ، ثم إلى المجوس ، فهذا يدل على تخبطه أشد التخبيط .

رابعاً:أن الدكتور ناصر نسب فكرة المهدي رأساً للمجوس،فمعناه أن المسلمين كلهم-حتى هو نفسه - قد أخذ الفكرة من المجوس ،فهذا طعن في نفسه وجميع المسلمين لا خصوص الشيعة .

خامساً: لو فرضنا أن الشيعة أخذت العقيدة من اليهود فذلك جائز، وقد ذكر الأصوليون بحثاً في علم أصول الفقه تحت عنوان شرع من قبلنا ولهم آراء منها :

أن ما قصّته علينا الله ورسوله من أحكام الشرائع السابقة ولم يرد في شرعنا ما يدل على أنه مكتوب علينا كما كتب عليهم أو أنه مرفوع أو منسوخ شرع لنا وعلينا اتباعه وتطبيقه ما دام قد قصّ علينا ولم يرد في شرعنا ما ينسخه،وقد حكي هذا القول عن جمهور الحنفية وبعض المالكية والشافعية(1).

ص: 305


1- الأصول العامة للفقه المقارن ، محمد تقي الحكيم ص 429 -430
البحث الثالث : أدلة الشیعة و هي ثلاثة اقسام:
القسم(1): القرآن الكريم:

1.قال تعالى : «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»(1).

في كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق روی عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول:إن رسول الله نظر إلى علي والحسن والحسين فبكى وقال : أنتم المستضعفون بعدي .

قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك؟ قال: معناه أنكم الأئمة من بعدي إن الله عزوجل يقول : «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ» فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة .(2)

2. قال تعالى : «وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ»(3). قال القمي : القائم وأصحابه .(4)

3.قال تعالى : «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»(5) .

ونكتفي في بيان الاستدلال بهذه الآية على فكرة الإمام المهدي بملخص تعليق في بيان الطباطبائي في كتاب الميزان في ذيل الآية الكريمة قال :

قيل إنها في المهدي الموعود الذي تواترت الأخبار على أنه سيظهر فيملا

ص: 306


1- سورة القصص ،5
2- المعانی ،97
3- سورة الإنبیاء ،105
4- التکمیل ،9
5- النور ،55

الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً،وإن المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات: النبي صلی الله علیه وآله والأئمة من أهل بيته .

ثم قال : والمتحصل من ذلك كله : أن الله سبحانه وتعالى يعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن سيجعل لهم مجتمعاً صالحاً خالصاً من وصمة الكفر والنفاق والفسق،يرث الأرض لا يمكن في عقائد أفراده عامة ولا أعمالهم إلا الدين الحق ، يعيشون آمنين من غير خوف من عدو داخل أو خارج ، أحراراً من كيد الكائدين وظلم الظالمين وحكم المتحكمين.

وهذا المجتمع الطيب الطاهر على ماله من صفات الفضيلة والقداسة لم يتحقق ولم ينعقد منذ بعث النبي إلى يومنا هذا ، وإن انطبق فلينطبق على زمن ظهور المهدي ، على ما ورد من صفته في الأخبار المتواترة عن النبي وأئمة أهل البيت .. ثم قال : فالحق أن الآية إن أعطيت حق معناها لم تنطبق إلا على المجتمع الموعود الذي سينعقد بظهور المهدي .

القسم (2) : الأحاديث
اشارة

ونستعرض ثلاثة أمور :

الأمر الأول : فهرس للأحاديث الواردة حول الإمام المهدي علیه السلام من طرق غير الشيعة :
اشارة

1.الروايات التي تبشر بظهوره :657رواية .

2. الروايات التي تصفه أنه من أهل بيت النبي الأكرم : 389رواية .

3. الروايات التي تدل على أنه من أولاد الإمام علي : 214 رواية .

4. الروايات التي تدل على أنه من أولاد فاطمة :192 رواية.

5.الروايات التي تدل على أنه التاسع من أولاد الحسين : 148 رواية .

6. أنه من أولاد زین العابدين :185رواية .

7. أنه من أولاد العسكري : 146 رواية .

ص: 307

8.التي تبين آباء الإمام العسكري :147رواية .

9.الروايات التي تدل على أنه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً:132رواية .

1010. إن للإمام المهدي غيبة طويلة : 91 رواية .

11. أنه يعمر عمراً طويلاً :318رواية .

12. إن الإسلام يعم العالم بع ظهوره : 47 رواية .

13. إنه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت :136 رواية .

14. الروايات الواردةحول ولادته : 214 رواية .

الأمر الثاني : كتب جمعت الأحاديث حول الإمام المهدي علیه السلام:
أولاً : كتب للشيعة :

1.إكمال الدين ، الشيخ الصدوق .

2. كتاب الغيبة ، النعماني .

3. كتاب الغيبة ، الشيخ الطوسي ،

4. إلزام الناصب ، المازندراني .

5. الغيبة الصغرى ، الصدر .

6. الغيبة الكبرى ، الصدر.

7. تأريخ ما بعد الظهور، الصدر .

8. المهدي الموعود المنتظر، العسكري

9. البحار ، المجلسي .... هذه كتب للشيعة وسواها عشرات .

ثانياً : كتب لغير الشيعة :

1. البيان في أخبار صاحب الزمان، الكنجي الشافعي .

2. صفة المهدي ، الأصفهاني .

3. البرهان ، المتقي

4. أخبار المهدي ، البراجني .

5. العرف الوردي، السيوطي.

6. القول المختصر، ابن حجر.

7. عقد الدرر ، الدمشقي .

ص: 308

وغيرها من عشرات البحوث والفصول ضمن الكتب،وفي هذه الكتب العدد الهائل من الروايات .

الأمر الثالث : لمحة لأحاديث حول المهدي:

وأكتفي بنقل حديثين من كتاب عقد الدرر :

1.عن أم سلمة رضی الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله يقول : ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة )(1).

2. عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله : ( لا تقوم الساعة حتى تملاً ظلماً وعدواناً ثم يخرج من عترتي أو من أهل بيتي من يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً(2).

القسم (3) : البحث العلمي:

قال الشيخ الطوسي : قد دللنا على وجوب الإمامة في كل حال بما تقدم من الأدلة ، ودللنا أيضاً على وجوب كونه معصوماً لا يجوز عليه الغلط على وجه القطع والثبات ، فإذا ثبت هذان الأصلان ثبتت إمامة صاحب الزمان الذي نذهب إلى إمامته (3).

القسم الثاني : حياة الإمام المهدي:

مولده:

تعتقد الشيعة أن الإمام المهدي ولد وهو حي يرزق وصرحت كلماتهم بذلك.

قال العلامة الطبرسي : ولد . الإمام الحجة . بسر من رأى ليلة النصف من

ص: 309


1- عقد الدرر ، 15
2- عقد الدرر ، 16
3- تلخيص الشافي 2 ، 209 ، وقريب منه في كتاب الغيبة ، 3 وإعلام الوری ، 398

شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة ، روى ذلك محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن محمد ، وكان سنه عند وفاة أبيه خمس سنين ، آتاه الله سبحانه الحكم صبياً كما أتاه يحيى ، وجعله في حال الطفولة إماماً

كما جعل عيسى نبياً في المهد صبياً(1).

والاعتقاد بولادة الإمام المهدي ليس خاصاً بالشيعة ، بل نجد جماعة كثيرة من العلماء غير الشيعة نصوا على ولادة الإمام المهدي من الحسن العسكري وللبيان نذكر جماعة منهم :

1. الشيخ كمال الدين بن طلحة الشافعي ، ت 652ه :

قال في كتاب مطالب السؤول:فأما مولده فبسر من رأى في ثالث و عشرين من رمضان سنة258ه ، وأما نسبه أباً وأماً فأبوه الحسن الخالص -من أسماء الإمام العسكري -وأما أمه أم ولد تسمى صيقل وحكيمة وقيل غير ذلك ، وأما اسمه محمد وكنيته أبو القاسم ولقبه الحجة والخلف الصالح وقيل المنتظر.

2. الحموي ، ت 626ه:

وهو من الخوارج قال في كتابه معجم البلدان في مادة عسكرسامراء: وقد نسب إليه جماعة من الأجلاء منهم علي بن محمد ... يكنى بالهادي .... وابنه الحسن بن علي...وقبورهما مشهورة هناك...ولولدهما المنتظر هناك مشاهد معروفة .

3. الشيخ محيي الدين بن العربي ، ت 638 ه :

قال في كتابه المشهور الفتوحات الباب 366 : اعلموا أنه لابد من خروج المهدي علیه السلام لكن لم يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً فيملؤها قسطاً وعدلاً ، ولو لم يكن في الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلي:

ص: 310


1- إعلام الوری ،36

ذلك الخليفة ، وهو من عترة رسول الله صلی الله علیه وآله من ولد فاطمة علیها السلام جده الحسين بن علي بن أبي طالب ووالده الحسن العسكري بن الإمام علي النقي ... يواطئ اسمه اسم رسول الله يبايع بين الركن والمقام.

4. الكنجي الشافعي ، ت658ه

قال في كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان باب 25:إن المهدي ولد

الحسن العسكري فهو حي موجود باق منذ غيبته إلى الآن.

وقال - بحسب نقل ينابيع المودة -: ولا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى وإلياس والخضر من أولياء الله ،وبقاء الدجال وإبليس الملعونين من أعداء الله تعالى ، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب والسنة وقد اتفق عليه .

أقول:قد وجدت أحاديث كثيرة تفيد أن عيسى يصلي خلف المهدي ، منها ما أخرجه البخاري في صحيحه ج13 ص قال : روى أبو هريرة قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم.

أقول : فهذا يدل على أحد أمرين :

1. بقاء عيسى بن مريم حياًعمراً طويلاً .

2. وفاة عيسى ثم حياته ورجعته إلى الدنيا .

وعلى الفرض الأول وهو الأصح يكون شاهداً لعمر المهدي .

وعلى الفرض الثاني يكون شاهداً لإمكان الرجعة في الدنيا .

5. ابن الصباغ المالكي ت 855ه:

في كتاب الفصول المهمة الباب 12 ذكر أحوال الإمام المهدي وذكر ولادته وتاريخها وقال : ولد أبو القاسم محمد الحجة بن الحسن الخالص بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة255ه.

هذه خمسة من العلماء وأضيف لهم خمسة أخرى بشكل مختصر:

ص: 311

1. اليافعي في مرآة الجنان .

2. سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص .

3. ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة .

4. الشبرواي الشافعي في كتاب الإتحاف بحب الأشراف .

5. الشعراني في اليواقيت والطبقات الكبرى .

وقد ذكر العلامة الشيخ نجم الدين العسكري في كتاب ( المهدي الموعود المنتظرج1 ) 66 عالماً ممن صرح بولادة الإمام المهدي وذكر40عالماً منهم بنحو التفصيل وبذكر كلماتهم فراجع المزيد من الفائدة .

أقول :

بل صرح علماء غير الشيعة بأنهم التقوا بالمهدي وسألوه عن عمره ، فقد ذكر الشعراني في كتاب لواقح الأنوار : ( أن الشيخ حسن العراقي في ضمن سياحته أجتمع مع الإمام المهدي الحجة وسأله عن عمره ).

وذكروا غيبة الإمام المهدي وقسموها إلى قسمين الصغرى والكبرى ، قال الشيخ عبد الله المطيري الشافعي في كتابه الرياض الزاهرة : وله قبل قيامة غيبتان،وقال بهلول بهجت أفندي في كتاب المحاكمة :( أن له غيبتين الأولى الصغرى والثانية الكبرى ).

وكانوا يذكرون المهدي بالحروف المقطعة م ح م د كما فعل الشيخ خواجا يارسا الحنفي النقشبندي في كتابه فصل الخطاب وقال:(به ختمت الخلافة والإمامة وهو الإمام من لدن مات أبوه - الإمام الحسن العسكري - إلى يوم القيامة ).

أقول : والشيعة إذاً تثبت ولادة الإمام المهدي بعدة طرق :

أولاً : النصوص الواردة على أن الإمام المهدي ابن الحسن العسكري ،ولما ثبت وفاة الإمام العسكري علم ولادة المهدي وقد ذكرنا أنه وردت بطرق غير الشيعة (146) رواية فضلاً عن روايات الشيعة .

ص: 312

ثانياً:شهادة التأريخ بولادته فقد وردت(147)رواية من طرق غير الشيعة تتحدث عن ولادته فضلاً عن روايات الشيعة .

ومعظم هذه الروايات تسند الخبر إلى حكيمة بنت الإمام الجواد وروت الحادثة الثقات من الشيعة وغيرهم ، وكذلك نسبوه إلى عقيد الخادم ،و نسيم ومارية جاريتين للإمام العسكري .

ثالثاً: تصریح جماعة من العلماء والمؤرخين بولادته ، وقد سبق أن ذكرنا أن العلامة العسكري ذكر( 66 )عالماً من غير الشيعة فضلاً عن علماء الشيعة كلهم صرحوا بولادته ، فإذا كانت الحادثة تثبت برواية مؤرخ واحد فكيف بهذا العدد ؟

بل أقول:إذا كانت قصة عبد الله بن سبأ بطولها وشهرتها-بناء على صدقها - تثبت براوٍ واحد هو عبد الله بن سبأ التميمي المنصوص على فسقه وزندقته وكذبه،فكيف لا تثبت ولادة المهدي برواية حكيمة التقية النقية.

رابعاً : الدليل على أن الزمان لا يخلو من إمام فإذا توفي العسكري فلابد من إمام بعده ، ولا أجد سوى المنتظر علیه السلام .

خامساً : الروايات التي تثبت أن جماعة شاهدوا الإمام المهدي ، سواء في عهد أبيه العسكري كما ذكر ذلك علماء الشيعة،كما في كتب الغيبة وعلماء غير الشيعة كالجامي في كتاب شواهد النبوة .

أو بعد ذلك كما ذكره علماء الشيعة في كتبهم وغيرهم كماسبق عن الشعراني.

أقول : وبهذا كله ظهر فساد ما ذكره ناصر القفاري حيث قال :(فمسألة المهدي وغيبته تسربت إلى الشيعة عن طريق حكيمة كما تقوله رواية شيخ الطائفة وما أدري كيف يقبل الشيعة قول امرأة واحدة غير

ص: 313

معصومة في أصل المذهب وهم الذين يردّون إجماع الأمة بأسرها إذا لم يكن المعصوم فيهم ولو في مسألة فرعية ).

ووجه الفساد:أن أصل فكرة الإمام الهدي لم تؤخذ من حكيمة وأما

ثبوت الولادة فلم يؤخذ من حكيمة فقط فهذه مغالطة .

حديث الولادة :

عن نسيم ومارية خادم الحسن بن علي قالا : لما سقط صاحب الزمان من

بطن أمه سقط جاثياً على ركبتيه رافعاً سبابتيه إلى السماء ثم عطس فقال: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله،زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك (1).

حديث الرؤية قبل الغيبة:

رآه كثيرون ويكفي ما رواه الشيخ الطوسي عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن جعفر بن مجمد بن مالك عن محمد بن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري ، قالوا : عرض علينا أبو محمد ابنه ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال : هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم فاتبعوه وأطيعوه ولا تتفرقوا فتهلكوا في أديانكم،أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا ،قالوا : فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد .

أقول:نفي الرؤية لعل المراد منه الرؤية العامة ، وإلا فالعمري من سفرائه الذين يرونه .

وهنا أنقل رواية حكيمة حول مولد المهدي،لأنها متكررة الذكر بين الفريقين ولأنها شهادة بالولادة والرؤية،ولأنها تحكي بعض الكرامات للإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف .

ص: 314


1- إعلام الوری ،395

( قالت حكيمة بنت الإمام الجواد علیه السلام :

بعث إليَّ أبو محمد الحسن بن علي علیه السلام، فقال : يا عمة اجعلي إفطارك الليلة عندنا ، فإنها ليلة النصف من شعبان، فإن الله تعالى سيظهر هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه .

فقلت له : ومن أمَّه ؟ قال : نرجس .

قلت له : جعلني الله فداك ، ما بها أثر ! فقال : هو ما أقول لك .

قالت:فجئت فلمّا سلَمت وجلست جاءت تتزع خفي وقالت لي:يا سيِّدتي كيف أمسيت؟

فقلت : بل أنت سيدتي وسيّدة أهلي .

قالت : فأنكرت قولي ، وقالت : ما هذا ؟!

فقلت لها : يا بنيّة ، إن الله تبارك وتعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيِداً في الدنيا والآخرة .

قالت : فخجلت واستحيت ، فلما أن فرغتُ من صلاة العشاء الآخرة أفطرتُ وأخذت مضجعي فرقدت ، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ، ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ، ثم جلستُ معقبة ثم اضطجعتُ ثم انتبهت فزعة وهي راقدة ، ثمّ قامت فصلّت ونامت .

قالت حكيمة:وخرجتُ أتفقد الفجر،فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة،قالت حكيمة:فدخلتني الشكوك فصاح بي أبو محمد من المجلس فقال : لا تعجلي يا عمّة ، فهاك الأمر قد قرب .

قالت : فجلست فقرأتُ( ألم السجدة )و( يس )فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبتُ إليها فقلت:اسم الله عليك ، ثمّ قلت لها:هل تحسّين شيئاً ؟

ص: 315

قالت : نعم .

فقلتُ لها : اجمعي نفسك ، واجمعي قلبك ، فهو ما قلت لك .

قالت حكيمة:ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة،فانتبهت بحس سيّدي، فكشفتُ الثوب عنه فإذا به علیه السلام ساجداً يتلقى الأرض بمساجده ، فضممته إلى فاذا أنا به نظيف منظّف ، فصاح بي أبو محمد علیه السلام : هلمّي إليَّ ابني يا عمّة . فجئت به إليه ، فوضع يديه تحت إليتيه وظهره ، ووضع قدميه على صدره،ثمّ أدلى لسانه في فيه،وأمرّيده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال : تكلّم يا بنيّ . فقال :أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أنّ محمداً رسول الله ، ثمّ صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة عليهم السلام إلى أن وقف على أبيه ثمَ أحجم.

ثم قال أبو محمد علیه السلام : يا عمّة اذهبي به إلى أمّه ليسلم عليها وائتني به ،فذهبت به فسلّم ورددته ووضعته في المجلس .

ثم قال علیه السلام : يا عمة إذا كان يوم السابع فائتينا .

قالت حكيمة : فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد علیه السلام وكشفت الستر لأتفقد سيّدي فلم أره ، فقلت له : جعلت فداك ما فعل سيّدي ؟

قال : ( يا عمة استودعناه الذي استودعت أم موسی موسى ).

قالت حكيمة : فلمّا كان يوم السابع جئت وسلمت وجلست .

فقال : هلمّي إليّ ابني ، فجئت بسيدي علیه السلام وهو في الخرقة ، ففعل به كفعلته الأولى ، ثم أدلى لس في فیه

ص: 316

«وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ»(1))(2) .

تاريخ الغيبة:

تعتقد الشيعة وغيرهم:أن للإمام المهدي غيبة طويلة تكون سبباً في إنكار كثير من الناس للإمام نفسه .

وقد نصت كلمات الشيعة وغيرهم على ذلك وطفحت بذلك الروايات و قسموا غيبة الإمام المهدي إلى قسمين : الغيبة الصغرى والكبرى .

وممن نصّ على ذلك من علماء غير الشيعة الشيخ عبد الله المطيري حيث قال: ( وله قبل قيامه غيبتان )(3)، والمحقق بهلول أفندي حيث قال : ( إن له غيبتين الأولى الصغرى والثانية الكبرى)(4)، وقال الكنجي الشافعي في كتابه البيان : ( إن المهدي ولد الحسن العسكري فهو حي موجود باق منذ غيبته إلى الآن )(5).

وقال الحمويني الشافعي في كتابه فرائد السمطين:(ثم الإمام منبعده ابنه محمد الحجة المهدي المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره )(6).

بل كل من ذكر أن المهدي ابن العسكري لا بد أن يعتقد بغيبته .

وأما نص علماء الشيعة على ذلك فهو موجود في كل كتبهم ، قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ص137:( إن صاحب الأمر لا بد له من غيبتين).

ص: 317


1- سورة القصص آیة 5 - 6
2- کمال الدین 424/1
3- الریاض الزاهرة ، 12
4- المحاکمة ،14
5- ینابیع المودة القسم الثالث ،138
6- ینابیع المودة القسم الثالث ،138

وقال أستاذه الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد ص346:(وله قبل قيامه غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى كما جاءت بذلك الأخبار ،فأما الصغرى منهما منذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة، وأما الطولى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف ).

وقد أخذ الشيعة فكرة الغيبة للإمام المهدي من الروايات الواردة عن أهل البيت ومن التأريخ.

أما الروايات فهي كثيرة نذكر بعضاً منها :

عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله علیه السلام قال سمعته يقول : في القائم سنة من موسى بن عمران قلت:فما سنة موسی بن عمران قال:إخفاء مولده وغيبته عن قومه(1).

عن سعيد بن جبير قال:سمعت سيد العابدين علي بن الحسين علیه السلام يقول: في القائم منا سنن من سنن الأنبياء، سنة من آدم وسنة من نوح وسنة من إبراهيم وسنة من موسى وسنة من أيوب و سنة من محمد صلی الله علیه وآله:فأما من آدم ومن نوح فطول العمر،وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس وأما من موسى فالخوف والغيبة وأما من عيسى فاختلاف الناس فيه وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى وأما من محمد فالخروج بالسيف (2).

عن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي جعفر علیه السلام(يريد الإمام الباقر) وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد صلی الله علیه وآله، فقال لي مبتدئاً: يا محمد بن مسلم : إن في القائم من آل محمد شبهاً من خمسة من الرسل : يونس بن متّى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد - صلوات الله عليهم-.

فأما شبهه من يونس فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن .

ص: 318


1- البحار 51 ، 216
2- البحار 51 ،217

وأما شبهه من يوسف بن يعقوب فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه من أخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وآله وشيعته

وأما شبهه من موسى فدوام خوفه وطول غيبته وخفاء ولادته وتعب شيعته من بعده بما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله عزوجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه .

وأما شبهه من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة منهم ما

ولد وقالت طائفة مات وقالت طائفة قتل وصلب .

وأما شبهه من جده المصطفى فخروجه بالسيف وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت وأنه ينصر بالسيف والرعب لا ترد له راية ، وإن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي باسمه واسم أبيه(1).

وسيأتي الحديث عن علامات الظهور،وقد وردت روايات تفيد حيرةالناس في التصديق بالإمام في الغيبة حتى ينكره الكثيرون .

عن الحسن بن صالح البزاز،قال : سمعت الحسن بن علي العسكري علیه السلام يقول : إن ابني هو القائم من بعدي وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد ولا يثبت على القول به إلا من كتب الله في قلبه الإيمان وأيده بروح منه(2).

أقسام الغيبة:
اشارة

نستطيع تقسيم الغيبة إلى ثلاثة أقسام :

ص: 319


1- البحار 512 ،218
2- البحار 51 ، 224

الأولى : من ولادته إلى وفاة أبيه العسكري .

الثانية : من وفاة أبيه وتوليه الإمامة إلى عم329ه وتسمى الصغرى و الشيخ المفيد جعل بداية الغيبة الصغرى من مولده لا من وفاة أبيه .

الثالثة : من عام 329ه إلى أن يأذن الله له بالخروج وتسمى الغيبة الكبري .

وسوف نعرض لهذه الفترات الثلاث بشيء من البيان .

الفترة الأولى:

تبدأ من ولادة الإمام في 15 شعبان عام 255ه وتستمر إلى وفاة والده الإمام العسكري في ربيع الأول عام 260ه وقد نصت الروايات على غيبة الإمام في هذه الفترة :

منها رواية حكيمة في صورة ولادة الإمام قالت:(فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمدعلیه السلام فكشفت الستر لأتفقد سيدي فلم أره فقلت له :جعلت فداك فما فعل سيدي ؟ فقال : يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى قالت حكيمة : فلما كان اليوم السابع جئت وسلمت وجلست ، فقال : هلمي إلي ابني فجئت بسيدي في خرقة )(1) .

فقد غاب عنها أسبوعاً.

قالت حكيمة:(فلما كان بعد ثلاث اشتقت إلى ولي الله فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها فلم أر أثراً ولا سمعت ذكراً فكرهت أن أسأل فدخلت على أبي محمد فاستحييت أن أبدأه بالسؤال فبدأني فقال : يا عمة في كنف الله وحرزه وستره وعينه حتى يأذن الله له، فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم وليكن عندك وعندهم مكتوماً ، فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه

ص: 320


1- البحار 51 ،3

ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد حتى يقدم له جبرئیل فرسه فيقضي الله أمراً كان مفعولاً)(1).

قالت حكيمة:(فلم أزل أرى ذلك الصبي كل أربعين يوماً إلى أن رأيته رجلاً قبل مضي أبي محمد بأيام قلائل فلم أعرفه،فقلت لأبي محمد من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟فقال :ابن نرجس وهو خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدونني فاسمعي له وأطيعي )(2).

الرواية التي سبقت:حديث الرؤية قبل الغيبة عن إعلام الوری ص 414.

فقد دلت هذه الروايات على أمور :

غيبة الإمام في حياة أبيه عن أكثر الناس .

رؤية جماعة من الثقات للإمام في حياة أبيه .

إخبار الإمام العسكري بإمامة المهدي فهذا نص عليه بالإمامة .

أمر من علم بالمهدي كحكيمة بإخبار الشيعة عند الاختلاف بعد وفاة

العسكري .

الفترة الثانية:

تبدأ من وفاة الإمام العسكري 8 ربيع الأولى إلى وفاة النائب الرابع 15

شعبان عام329ه .

البداية:

كانت بداية هذه الغيبة عند وفاة أبيه وصلاته عليه، روى أبو الأديان قال ضمن رواية طويلة :(فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي علیه السلام على نعشه مكفناً فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه فلما همّ

ص: 321


1- البحار 51 ،18 .
2- البحار 51 ،14.

بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط بأسنانه تفليج فجذب رداء جعفر بن علي وقال : تأخريا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي ، فتأخر جعفر وقد أربد وجهه فتقدم الصبي فصلى عليه ودُفن (العسكري) إلى جانب قبر أبيه (الهادي)(1).

السرداب:

نجد من ينسب للشيعة بأنها تعتقد أن الإمام غائب في سرداب دار أبيه في سامراء ولهذا قال ناصر القفاري:(قال ابن خلكان:والشيعة ينتظرون خروجه في آخر الزمان من السرداب بسر من رأي ، وذكر ابن الأثير أنهم يعتقدون أن المنتظر بسرداب سامراء )(2) .

أقول : هذه الفكرة تحمل جهة صحة وجهة فساد .

أما جهة الصحة:فهي أن بعض الروايات ذكرت بداية غيبة الإمام في بعض الأوقات من السرداب .

روی رشيق صاحب الماداراي يحكي إرسال العسكر لتفتيش بيت الإمام العسكري بعد وفاته : ثم بعثوا عسكراً أكثر فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة القرآن فاجتمعوا على بابه وجفظوه حتى لا يصعد ولا يخرج وأميرهم قائم حتى يصل العسكر كلهم فخرج-الإمام -من السكة التي على باب السرداب ومرَّ عليهم فلما غاب قال الأمير:أنزلوا إليه ، فقالوا : أليس هومرَّ عليك ، فقال : ما رأيت ؟ قال : لِمَ تركتموه ، قالوا:إنا حسبنا أنك تراه(3).

وأما جانب الفساد :فالقول ببقائه في السرداب لأن صريح الرواية أنه خرج منه .

ص: 322


1- البحار 50 ،332
2- أصول مذهب الشیعة 2 ،848
3- البحار 52 ،53
تعامله مع الشيعة :

کانت جماعة من الشيعة ترى الإمام علیه السلام وتحمل منه الرسائل إلى

الشيعة، وكذلك تحمل الرسائل من الشيعة إليه، وتأخذ منه الأحكام.

حكيمة :قالت:(فمضى أبو محمد بأيام قلائل وافترق الناس كما ترى و الله إني لأراه صباحاً ومساءً وإنه لينبؤني عما تسألوني فأخبركم ، والله إني لأريد أن أسأله الشيء فيبدأني به وإنه ليرد عليَّ الأمر فيخرج إلي منه جوابه من ساعته من غير مسألتي وقد أخبرني البارحة بمجيئك إليَّ وأمرني أن أخبرك بالحق )(1).

وللإمام في هذه الفترة وكلاء كثيرون منهم :

- بغداد : العمري وابنه وحاجز والبلالي

- الكوفة : العاصمي .

- الأهواز : محمد بن إبراهيم بن مهزیار

- قم : أحمد بن إسحاق .

- همدان : محمد بن صالح .

- الري (طهران ): البسامي والأسدي

- آذربيجان : القاسم بن العلاء .

- نيسابور : محمد بن شاذان .... كل هؤلاء وكلاء(2).

وأهم هؤلاء السفراء الوكلاء وأشهرهم أربعة :

الأول : أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري:

ويسمى السمّان من أهل سامراء وكان وكيلاً للإمام الهادي و العسكري والمهدي عليهم السلام.

ص: 323


1- البحار 51 ،14.
2- إعلام الوری ،425

قال:أحمد بن إسحاق القمي سألت الإمام الهادي : قول من نقبل وأمر من نمتثل ؟ فقال : أبو عمرو الثقة الأمين ، ما قال لكم فعني يقوله وما أدّاه إليكم فعني يؤديه.وقلت للعسكري مثل ذلك فقال : هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات ، فما قاله لكم فعني يقوله وما أدى إليكم فعني يؤديه(1). وقال الإمام العسكري : اشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن ابنه محمداً وكيل ابني مهديكم(2).وقبر عثمان في بغداد يزار(3).

الثاني : ابنه محمد بن عثمان:

عن أحمد بن إسحاق : سألت أبا الحسن الهادي علیه السلام : لمن أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟فقال:العمري وابنه ثقتاي فما أديّا إليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان(4) .

قال الشيخ الطوسي : كانت توقيعات صاحبالأمر تخرج على يدي عثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمد بن عثمان إلى شيعته وخواص أبيه أبي محمد علیه السلام بالأمر والنهي والأجوبة عمّا يُسأل عنه إذا احتاجت إلى السؤال فيه بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن علیه السلام ، فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما إلى أن توفي عثمان بن سعيد رحمة الله وغسله ابنه أبو جعفر وتولى القيام به وجعل الأمر كله مردوداً إليه ، والشيعة مجتمعة على عدالته وثقته وأمانته، لما تقدم له من النص عليه بالأمانة والعدالة والأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن علیه السلام وبعد موته في حياة أبيه عثمان رحمة الله(5).

ص: 324


1- الغیبة ،للطوسی 215
2- الغیبة 216
3- الغیبة ،217
4- الغیبة ، 218، 219
5- ألغیبة ،216

وتوفي محمد بن عثمان عام 304ه أو 305 ه.

الثالث : أبو القاسم الحسين بن الروح النوبختي :

نص على وكالته أبو جعفر العمري وأمر الشيعة بمراجعته،وذلك بأمر

الإمام المهدي علیه السلام .

قال أبو علي محمد بن همام : إن أبا جعفر محمد بن عثمان العمري جمعنا قبل موته وكنا وجوه الشيعة وشيوخها ، فقال لنا : إن حدث عليَّ حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسن بن روح النوبختي فقد أمرت أن أجعله بعدي فارجعوا إليه وعولوا في أموركم عليه(1).

قال الشيخ الطوسي عن المشائخ : فلما كان عند ذلك ووقع الاختيار على أبي القاسم سلموا ولم ينكروا وكانوا معه وبين يديه كما كانوا مع أبي جعفر .. فكل من طعن على أبي القاسم فقد طعن على أبي جعفر وطعن على الحجة(2) .

توفي الحسين بن روح شعبان سنة 326 ه ( الغيبة238).

الرابع : أبو الحسن علي بن محمد السمري :

وصلت إليه السفارة بوصية من أبي القاسم الحسين بن روح وتوفي في النصف من شعبان سنة 329ه ، ولم يوصِ إلى أحد معين بعده ، وبهذا تمّت الغيبة الصغرى وبدأت الغيبة الكبرى .

قال الشيخ الطوسي ضمن رواية له عن عتاب : وأوصى أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري فلما حضرت السمري الوفاة سئل أن يوصي فقال: ( لله أمرهو بالغه ) فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد

ص: 325


1- الغیبة ،226
2- الغیبة ،229

السمري(1) .

التوقيع:

اعتاد العلماء أن يعبروا عن الأجوبة والرسائل التي تصل من الإمام العسكري أو الإمام المهدي إلى الناس يعبرون عنها بالتوقيع والمراد مايكتبه الإمام من عند نفسه أو جواب سؤال .

وقد ذكر الشيخ محمد بن الحسن الطوسي(2) أكثر من عشرين مكاتبة ورسالة للإمام مع توقيعه عليها،كما ذكر قسماً منها الصدوق في كتاب إكمال الدين والطبرسي في الاحتجاج وغيرهم،نذكر بعضها نموذجاً:

قال الطوسي (3): ( وأخبرني جماعة عن جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب وغيرهما عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال : سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليَّ ، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الدار -دار أبيه بسامراء - : أما ما سألت عنه - أرشدك الله وثبتك-من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا ، فاعلم أنه ليس بين الله وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح ، وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل أخوة يوسف - على نبينا وآله وعليه السلام - ، وأما الفقاع فشربه حرام ... ، وأما أموالكم فما نقبلها إلا لتطهروا ، فمن شاء فليصلَّ ومن شاء فليقطع فما أتانا الله خير مما آتاكم ، وأما ظهور الفرج فإنه الله عزوجل، كذب الوقّاتون .

وأما قول من زعم أن الحسين علیه السلام لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال ،

ص: 326


1- الغیبة ،143
2- في کتاب الغیبة ص 172 - 199
3- الغیبة ،176

وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم ، وأما محمد بن عثمان العمري - رضي الله عنه وعن أبيه من قبل -فإنه ثقتي وكتابه كتابي... ، وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عزوجل يقول : «لَا تَسئَلُوا عَن أَشيَآءَ إِن تبُدَ لَكُم تَسُؤكُم » إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإني في غيبتي أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ، و أما وجه الانتفاع في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب ، وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ... وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدی

الغيبة الكبرى:

تبدأ الغبية الكبرى منذ وفاة السفير الرابع للإمام المهدي في 15 شعبان عام 329ه ، وتستمر إلى وقت ظهوره ولا يعلم أحد من الناس وقت ظهور الإمام ، ولا يجوز لأحد توقيت ذلك فلله أمر هو بالغه .

وكلاؤه :

لا يوجد له وكلاء معينون بأشخاصهم وأسمائهم من قبل الإمام نفسه .

وكلاؤه : الفقهاء بالشروط التي سوف نشرحها،ففي التوقيع(فأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم )

إن الإمام غائب عن عموم الناس لكن ليس معنى ذلك أنه لا يستطيع أن يراه أحد ، بل الثابت أنه بالإمكان رؤيته كما نصّ عليه علماء الشيعة

كالسيد المرتضى في المشافي والشيخ الطوسي في تلخيصه والسيد السيستاني في أجوبة بعض المسائل،بل الثابت أن جماعة من الناس قد رأوه كما ثبت عن السيد رضي الدين بن طاووس وغيره ، وقد ذكر الشيخ

ص: 327

حسين النوري جماعة كثيرة ممن تشرف بلقاء الحجة ضمن كتاب اسمه ( جنة المأوى )وقد طبع الكتاب بتمامه ضمن(بحار الأنوار )للعلامة المجلسي، وقد نقل جماعة ممن لقي الإمام بعض الأمور كالسيد ابن طاووس حيث نقل عن الإمام صيغة الاستخارة ، وكالشيخ محمد تقي المجلسي حيث التقى بالإمام في مشهد الإمام الرضا علیه السلام ونقل عنه الصحيفة للإمام السجاد علیه السلام ، فما هو متعارف عند الناس أن الإمام لا يرى في الغيبة الكبرى أصلاً غير صحيح،نعم الصحيح أن الإمام لا يرى بمعنى أن من يراه لا يحصل على وظيفة خاصة وولاية وسفارة ونحو ذلك .

كيف يعيش الإمام في هذا العصر؟ليس عندنا علم حول سكن الإمام ولا زواجه وأولاده ولا غير ذلك فكل ذلك مستور عن الناس .

أسباب الغياب عن الناس:

لذلك أسباب الله يعلمها وكل الذي وصلنا من الرواياتتفيد بعض الأسباب نذكر منها :

1. الخوف من القتل:ما أفادت ذلك الروايات التي تحدثت عن أخذ الإمام

بسنن الأنبياء ، وسبق الحديث حولها في البحث السابق .

وقد يرد سؤال : إن الأئمة السابقين كانوا يخافون القتل ومع ذلك ظهروا حتى قتلوا فلماذا لا يفعل الإمام ذلك ؟

الجواب :

أولاً:إن شدة الخوف عند الإمام المنتظر أعظم،لعلم الظالمين أنه على یده تزول دولهم .

ثانياً :إن الأئمة السابقين لو قتلوا فلهم من يخلفهم وأما المنتظر فليس له إمام يخلفه .

وقد يرد سؤال آخر : لماذا لا بظهر الإمام ويحفظه الله ؟

ص: 328

الجواب : إن الله تعهد حفظه بالطريقة التي يعلم أنها صحيحة .

2.حتى لا يكون لأحد بيعة في عنق الإمام المنتظر فلا يحتج أحد عليه عند خروجه بأنه نقض البيعة ، وقد ورد ذلك في التوقيع السابق .

الفقهاء ووظائفهم:
اشارة

قلنا إن سفراء الإمام ووكلاءه في عصر الغيبة الكبرى هم الفقهاء، ونريد أن نتحدث هنا حول وظائف الفقهاء وشروط ذلك .

معنى الفقيه:

هو الشخص المجتهد،وهو القادر على استنباط الأحكام الشرعية من

الأدلة الثابتة ، وهي : القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلی الله علیه وآله والأئمة الاثني عشر وفاطمة الزهراء علیهم السلام ، وكذلك من القواعد المستفادة من هذه المصادر، ومن القضايا العقلية القطعية .

وأما من يأخذ الأحكام من الطرق الأخرى،كالقوانين المدنية بطريق العلوم الفلسفية ، والأساليب الغريبة كالاستخارة ، كل هذه الأساليب لا يصح الاعتماد عليها في معرفة الحكم الشرعي ، ومن يأخذ الأحكام بهذه الطرق لا نسميه فقيهاً.

وظائف الفقي:

أ. الفتوى :

ومعناها:بيان الأحكام الشرعية للموضوعات وأفعال الناس من العبادات والمعاملات .

ويجب على الناس غير المجتهدين أن يعتمدوا على المجتهدين في أخذ

الأحكام، ونسمي عملية الرجوع ( التقليد ) ويشترط في المرجع أمور :

1. الاجتهاد .

2. الإيمان ( الاثني عشرية )

ص: 329

3.العدالة:وهي الاستقامة في خط الشريعة المقدسة بفعل الواجبات و ترك المحرمات .

4. العقل .

5. البلوغ .

6. طهارة المولد .

7. الذكورة .

8. الحياة : فلا يجوز تقليد الميت ابتداء .

9. الأعلمية : عند اختلاف الفقهاء في الفتوى .

وتثبت هذه الشرائط بأمور :

البينة : شاهدان عادلان .

شهادة شخص واحد من أهل الخبرة والعدالة .

العلم الحاصل للمكلف ولو بسبب الشياع أو بسبب المعاشرة والاختبار

الشخصي .

ب. القضاء :

وهو فصل الخصومة بين المتنازعين من المؤمنين إذا يستطيع من الرجوع إلى فتوى المجتهد فيجب عليهم الرجوع إلى القضاء ويشترط في القاضي :

1. الاجتهاد .

2. البلوغ.

3. الإيمان .

4. العدالة .

5. الذكورة .

6. العقل .

ولا يشترط أن يكون الأعلم مطلقاً،ولكن عند بعض الفقهاء يجب أن يكون أعلم أهل تلك المنطقة .

وإذا كانت منطقة ليس فيها مجتهد جاز لفاضل أن يتولى القضاء بوكالة مجتهد، ويحاول الملح ثم بعد العجز يقضي بحسب فتوى مرجعه.

ولا يجوز للناس الرجوع في القضاء إلى حكام غير الشيعة ما دام يمكن الرجوع إلى قاضي الشيعة .

وقضاء القاضي نافذ سواء على المجتهد الآخر أو العامي الذي لا يقلد هذا القاضي ، حتى لو خالف قضاء القاضي فتوى ذلك المجتهد أو مرجع

ص: 330

العامي.

ج. إجراء الحدود:

جعلت الشريعة حدوداً للجرائم كقطع يد السارق ، وجعلت قصاصاً كقتل القاتل ، وجعلت تعزيزات كضرب من يغتاب الناس ، فما هو مصير هذه الأمور في عصر الغيبة الكبرى ؟

يذهب بعض الفقهاء إلى أن هذه الأمور تتعطل إلى أن يظهر الإمام ، و السبب في ذلك هو جريمة الناس بإخافة الإمام حتى غاب ، ويذهب فقهاء آخرون إلى أنه يجوز للفقيه العادل أن يقوم بتنفيذ الحدود والقصاص والتعزير كل ذلك لقيامه مقام الإمام المعصوم .

د. القيام بالأمور الحسبية :

فهناك أمور لا يمكن تجاهلها ولا يرضي الشارع بتركها ولا يجوزلكل أحد القيام بها فيقوم بها الفقيه حسبة وقربه إلى الله تعالى .

ومن أمثلة ذلك:تنظيم أمور اليتامى الذين لم يوصِ أبوهم إلى أحد، و تنظيم أمور المجنون بعد البلوغ أو كبر السن أو المغمي عليه أو الميت الذي ليس له وارث أو الوقف الذي ليس له ناظر.

وقد جعلها بعضهم تشمل كل تصريف ينظم الأمور العامة للمجتمع المسلم فيشمل جميع وظائف الدولة .

ه. الولاية :

قد جعل جماعة من الفقهاء للفقيه حق الولاية ، وهي تسلطالفقيه على أمور الناس في أموالهم وأنفسهم وشؤون حياتهم،بحيث يكون له التصرف المستقل بحسب نظره في المصلحة يتقدم نظره على نظرهم .

وأنكر بعض آخر من الفقهاء ذلك وألغوا هذه الوظيفة .

ص: 331

والذين أثبتوا هذه الوظيفة في حدودها، وقد حددها السيد السيستاني

بأمور:

1الفقاهة .

2.العدالة.

3. التصدي للأمور العامة .

4. الانتخاب من قبل الفقهاء .

ولو تمّت الولاية لشخص وجب التنسيق بين مواقع ولايته ومواقع الالتزام

بفتوى الأعلم عند الاختلاف ، كما هو بين القاضي والمرجع الأعلم .

وقد طبق الكثير من الفقهاء هذه الوظيفة على أمرين :

ثبوت الهلال بحكم الحاكم.

لو طلب الفقيه الحق الشرعي في الأموال . كالزكاة بعنوان الحكم.

وجب التسليم إليه سواء من مقلدية وغيره والله العالم .

القسم الثالث : ظهور الإمام المهدي :

ظهور الإمام المهدي:

سبق القول بأنا لا نعلم وقت ظهور المهدي بالتحديد،وهنا نقول أنه وردت أحاديث تبين بعض العلامات التي تسبق ظهوره .

أ.من تلك العلامات(خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة في السماء في شهر رمضان ومنادي ينادي باسمه واسم أبية )(1) .

ب.عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : ( قبل قيام القائم خمس علامات محتومات : اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية وخسف بالبيداء )(2).

أقول :

ص: 332


1- البحار 51 ،218
2- البحار 51 ،204

أولاً : يفهم من الرواية الثانية تقسيم علامات ظهور المهدي إلى قسمين :

القسم الأول:العلامات الحتمية وهي التي لا بد من وقوعها قبل ظهور الحجة، وليس فيها بداء كالخمس المذكورة .

القسم الثاني:العلامات التي تسبق ظهور الحجة ولكن ليست حتمية

فيمكن دخول البداء فيها .

ثانياً : إن الروايات و إن ذكرت مواصفات كثيرة لعلامات الظهور ، كصفات السفياني لكن رغم ذلك لا يستطيع الشخص منا أن يتأكد تطبيق هذه الصفات على شخص معين،لأنه بالإمكان وجود شخص آخر بتلك الصفات .

ثالثاً:لو تحققت تلك العلامات فلا ندري متى يتحقق ظهور الحجة بعدها، فلعله قريب منها ولعله بعيد عنها ، وقد وردت روايات تمنع من التوقيت.

عن منذر الجواز عن أبي عبد الله علیه السلام قال : ( كذب الموقتون ما وقتنا لما مضى ولا نوقت فيما نستقبل )(1).

عن عبد الرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبد الله علیه السلام إذ دخل عليه مهزم الأسدي فقال : أخبرني جعلت فداك متي هذا الأمر الذي تنتظرونه فقد طال ؟ فقال:(يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المُسَلِّمُون وإلينا يصيرون )(2).

في التوقيع : ( أما ظهور الفرج فإنه إلى الله وكذب الوقاتون)(3).

ص: 333


1- البحار 52 ،103
2- البحار 52 ،103
3- البحار 52 ،111
صفة ظهوره ومكانه وصفة حكمه :

لا نريد الإطالة في هذا الموضوع لأنه ليس شديد الصلة بها لا في العقيدة

ولا العمل ولهذا نذكره مختصراً .

عن أبي عبد الله علیه السلام قال:( يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة )(1)

عن الحسن بن علي علیه السلام قال: ( يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب ذو أربعين سنة )(2).

عن أبي عبد الله علیه السلام في وصف الحجر والركن الذي وضع فيه قال: ( ومن ذلك الركن يهبط الطير على القائم ، فأول من يبايعه الطير وهو والله جبرئيل ، والى ذلك المقام يسند ظهره وهو الحجة والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافي ذلك )(3) .

وبهذه الرواية نفهم أن العلم بالحجة إذا ظهر واضح ودليله معه .

شبهة تطبيق الإمام المهدي:
أ. شبهة عيسي :

قال المقدسي الشافعي في أول كتاب عقد الدرر في أخبار المنتظر:(أما من ينكر هذا كله بالكلية فلا التفات إليه ؛ إذ لا يعلم له في ذلك مستند يرجع إليه .

وأما من زعم أنه لا مهدي إلا عيسى بن مريم وأصرَّ على صحة هذا الحديث وصمم فربما أوقعه في ذلك الحمية والالتباس وكثرة تداول هذا الحديث على ألسنة الناس .

ص: 334


1- البحار 52 ،279
2- البحا ر52 ،279 وتوجد الروایة في کمال الدین 315 ،1(شاب دون أربعین )بدل (شاب ذو أربیعین)
3- البحار 52، 279

وكيف يرتقي إلى درجة الصحيح وهو حديث منكر؟!أم كيف يحتج بمثله من أمعن النظر في إسناده وأفكر ...؟!).

ثم قال:(وقد نقل علماء الحديث في حق الإمام المهدي من الأحاديث ما لا يحصى كثرة،وكلها معرضة بذكره ومصرحة وفي ذلك أدلّ دليل على ترجيحها على هذا الحديث المنكر عند من كان له بهذا العلم خبرة وبعضها البعض مصححة(1) .

أقول : وفي هذا الكلام كفاية لرد الشبهة .

ب.شبهة الكيسانية والواقفة:

الكيسانية:تنسب إلى فرقة من المسلمين اسمها الكيسانية أنها تدعي أن الإمام المنتظر هو محمد بن علي بن أبي طالب المشهور بابن الحنفية .

وقد رد قولهم الشيخ الطوسي(2) بأمرين :

إن هذا ينافي أحاديث الرسول أن الأئمة اثنا عشر.

انقراض هذه الفرقة ولو كان الحق فيهم لما انتهوا كلهم لأن الحق لا یموت.

أقول وجواب ثالث :

وهو أن هذا مخالف للروايات الواردة بذكر نسب الإمام،وقد ذكرنا فهرساً لبعضها.

الواقفة : ذهبت جماعة من أصحاب الإمام الكاظم علیه السلام إلى أن الإمام الكاظم هو المنتظر ونقلوا أحاديث عنه في ذلك منها :

عن يزيد الصايغ قال : لما ولد لأبي عبد الله علیه السلام أبو الحسن علیه السلام عملت

ص: 335


1- عقد الدرر ، 7- 8
2- في الغیبة ، 17

له أوضاحاً(حلة من الفضة)وأهديتها إليه ، فلما أتيت أبا عبد الله بها قال لي يا يزيد : أهديتها والله لقائم آل محمد .

وناقشه الطوسي :

أولاً : خبر واحد.

ثانياً: رجاله مجهولون. ثالثا : معناه الإمام بعده(1) .

وأقول : يكفي في ردهم ما سبق في رد الكيسانية .

ج. شبهة الولادة وافتراق الشيعة:

وقد افترقت الشيعة بعد العسكري في ذلك ويكفي أن نلخص ما ذكره النوبختي في كتاب فرق الشيعة قال:فافترقت أصحابه بعده أربعة عشر فرقة :

1. أن الحسن بن علي لم يمت وإنما غاب هو القائم .

2. أن الحسن بن علي مات ثم عاش وأنه القائم .

3. أنه توفي والإمام بعده أخوه جعفر بوصية منه .

4. أنه توفي والإمام بعده أخوه جعفر بوصية من أبيه .

5. أن الإمام هو السيد محمد بن الهادي .

6. أن للحسن ولداً سماه محمد هو القائم .

7. أن للحسن ولد ولد بعده بثمانية أشهر هو القائم .

8. أن الحسن مات وله جارية حامل إذا ولدت فهو الإمام .

9. أن الحسن مات ولا ولد له وأن الزمان فترة .

10. أن الإمام محمد بن الهادي ثم خادم لأبيه اسمه نفيس لكن لا بمعنى

الإمامة بل بمعنى الوكالة عنه .

11. قالوا : لا ندري .

ص: 336


1- الغیبة ، 30

12. الإمامية قالت : ولد الإمام في حياة أبيه على نحو عقيدة الإمامية الآن.

13. أن الإمام بعد الحسن جعفر ثم الباقي من ولده .

14. أن الإمام بعد الحسن ابنه محمد وأنه مات(1).

أقول :

قد يسبب هذا الكلام والاختلاف الشبهة ولكن الجواب :

أولاً : اندثار كل هذه الفرق عدا الإمامية والحق لا يموت .

ثانياً : مخالفتهم للأخبار .

د. شبهة الادعاء في عصر الغيبة:

والجواب :

أولاً: لم يظهر أحد يملأ الأرض عدلاً وقسطاً.

ثانياً: عدم انطباق الصفات والنسب.

ه. شبهة الفائدة :

قد كثر الحديث حول موضوع فائدة الإمام الغائب،فيقال:أي فائدة في أن يجعل الله الإمامة في شخص غائب لا يستطيع الناس رؤيته ؟ وهل هذا إلا لغو مخالف للحكمة ونقض للغرض من الإمامة ؟

والجواب من جهات :

أولاً: أن الإمامة تتركب من ثلاثة عناصر :

الله : وهو الدلالة على الإمام ونصبه .

الإمام : وهو الاستعداد للقيام بمصالح العباد .

ص: 337


1- فرق الشیعة ، 96 وما بعدها.

الناس : وهو قبول الإمام وتمكينه لإجراء عمله .

وقد فعل الله الدلالة واستعد الإمام ولكن الناس منعوا من العمل،فعدم الفائدة من الناس وهو لا يضر بالإمامة .

ثانياً:أن الإمام يستطيع القيام بمصالح العباد ولا يشترط ذلك بالمباشرة فيصح بطريق الوكلاء.

وقد تم ذلك في الغيبة الصغرى بواسطة وكلاء معلومين يعينهم الإمام

بأسمائهم ، وفي الغيبة الكبرى بطريق الفقهاء .

ثالثاً:إن عدم علمنا بوجود الفوائد لا يدل على عدمها،فكثير من الأشياء الموجودة التي لا نعرفها .

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

ص: 338

نقاط حول المهدي المنتظر علیه السلام...الشيخ ضياء آل سنبل

اشارة

*نقاط حول المهدي المنتظر علیه السلام...(1)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

الحمد لله رب العالمين،وصلى الله على محمد وآله الطاهرين،لا سيما بقية الله في الأرضين، واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم الدين.

والسلام على القائم المنتظر والعدل المشتهر،السلام على السيف الشاهر و القمر الزاهر والنور الباهر، السلام على ربيع الأنام ونَضرَة الأيام.

قلبي إليك من الأشواق محترقٌ *** ودمعُ عيني من الأعماق مندفق

الشوقُ يحرقني والدمعُ يغرقني *** فهل رأيت غريقاً وهو محترق ؟!

السلام على الأخوة المؤمنين، ورحمة الله وبركاته.

في البدء .. أبارك لكم أيها المؤمنون میلاد منقذ البشرية الإمام محمد بن الحسن العسكري علیه السلام،سائلاً منه تعالى أن يمنّ علينا بطلعته البهية وأن يكحل نواظرنا بمقدمه المبارك.

إن عقد هذه المجالس والاحتفالات بهذه المناسبات الكريمة هو مورد توجه وعناية الأئمة الكرام عليهم السلام،إذ هو استجابةٌ للأمر الوارد عنهم(أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا )..جعلنا الله تعالى من القائمين على ذلك،و المخلصين في هذا العمل المبارك.

في هذه الليلة الميمونة من سنة 255ه بزغ فجر الإمامة والولاية، أمل المستضعفين وبقية الله في الأرضيين، وتألق نوره في أرض سامراء المقدسة،

ص: 339


1- كتب هذا المقال ليُلقى في احتفال أقيم بمناسبة مولد صاحب العصر والزمان علیه السلام في قم المقدسية .

ولذا كانت هذه الليلة من الليالي المباركة التي يقوم فيها المؤمنون بهذه الاحتفالات، وقد خصّت لشرفها بأعمال متعددة .

وأحاول في هذه المناسبة أن أختار بعض الجوانب حول(المهدي المنتظر) فإنه موضوعٌ متعدد الجانب، وقد طُرِحت حوله أسئلةٌ كثيرة، واستفهاماتٌ

متعددة.

فالخصومُ..بين من أنكر (المهدوية) مطلقاً، وقال بأنها من نسج الخيال ولا واقع لها في الأحاديث الصحيحة. وهذه فئة قليلة كفانا مؤونة الرد عليها نفسُ علمائهم -كما سيأتي بيانه-،وبين من أقرّ بوجودها،بل بتواتر النصوص الدالة عليها، لكن (المهدي) سيولد في آخر الزمان، لا أنه قد ولد .

ومن هنا نشأت إشكاليات متعددة، بعضُها من هؤلاء، كمسألة الولادة وكيف يبقى حياً مئات السنين ؟؟ وما هي الفائدة من إمامٍ غیر حاضر ؟؟وما إلى ذلك من الشُبَه الواهية التي قامت الأدلة والبراهين على دحضها.

أما بعض الإشكاليات فهي من الشيعة أنفسهم،حيث يطلب الشباب منهم معرفة بعض الحقائق في ذلك ليزداد يقينهم، ومن ذلك بيان الحكمة من الغيبة، وكيفية الاستفادة من ذلك، وما هي وظيفتنا في زمان الغيبة؟ وأين الإمام المنتظر؟ وما إلى ذلك من المسائل التي بحثها أعلامنا قديماً وحديثاً...

ولا يخفى أن هذه التساؤلات طرقت أفكار المؤمنين في الأزمنة السابقةعلى الإمام الحجة علیه السلام، فعندما كان يُخبر الأئمة علیهم السلام عن القائم - وعندنا روايات حول القائم من جميع الأئمة المعصومين علیهم السلام مضافاً للنبي صلی الله علیه وآله والسيدة الزهراء-كان يثار هناك تساؤلات حول ذلك، كما سيأتي .

وأحاول هذه الليلة،أن أتعرض إلى بعض النقاط،حول(المهدي المنتظر علیه السلام ).

ص: 340

النقطة الأولى : (المهدوية) فكرة إسلامية، ولا يختص بها الشيعة:

اشارة

إن الاعتقاد بالمهدي المنتظر علیه السلام ، وأنه يخرج في آخر الزمان،فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً،لا يختص بها الشيعة؛ بل هي قضية أساسية في عقيدة المسلمين جميعاً؛ولذلك إذا تتبعنا في كتب الصحاح والسنن والمسانيد مما ألفه علماء السنة نجد استفاضة الأحاديث الواردة في ذلك عندهم،وتعدد العلماء الذين خرّجوها من أئمتهم و حفّاظهم في جميع الطبقات، بما لا يدع مجالاً للشك فيها ،بل لا يبعد أن يكون مجموع الروايات الواردة عندهم حول المهدي المنتظر أكثر عدداً من الروايات التي نقلت في مصادرنا،حتى نقل عن بعض العلماء،أنه ألف كتاباً أحصى فيه اثني عشر ألف حديث عن الإمام المهدي علیه السلام من مصادر العامة.كما أن العلامة نجم الدين العسكري أحصى في كتابه(المهدي الموعود المنتظر )أكثر من أربعمائة حديث من كتب أهل السنة،كما أحصى الشيخ لطف الله الصافي - دامت بركاته - ستة آلاف حديث عن طريق الفريقين في كتباه النفيس( منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر (عج )).

ومما يدل على أن هذه الأحاديث محل قبول الجميع:أن أكابر الحفّاظ نقلوه في كتبهم؛ كأحمد بن حنبل والطبراني وأبي نعيم الأصفهاني والحاكم، وغيرهم.

وممن صرح بتواتره ابن حجر ، قال : وقال أبو الحسين الآبري: قد تواترت الأخبار واستفاضت لكثرة رواتها عن المصطفى صلی الله علیه وآله بخروج المهدي وأنه من أهل البيت عليهم السلام.(1)

وقال زيني دحلان:والأحاديث التي جاء فيها ذكر ظهور المهدي كثيرة متواترة ، فيها ما هو صحيح ، ومنها ما هو حسن ، وفيها ما هو

ص: 341


1- الصواعق المحرقة ، ص99

ضعيف - وهو الأكثر- لكنها لكثرتها وكثرة رواتها وكثرة مخرجيها يقوِّي بعضها بعضاً حتى صارت تفيد القطع .(1)

وقال ابن أبي الحديد:قد وقع اتفاق الفرق من المسلمين أجمعين على أن

الدنيا والتكليف لا ينقضي إلا عليه - أي: المهدي -.(2)

وهناك تصريحات كثيرة بتواتر الأحاديث الواردة في المهدي المنتظر؛حتى أن الشوكاني (ت 1250 م) ألّف رسالةً باسم (التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي والدجال والمسيح).

والعجيب في المسألة هنا:

أن بعض المسائل التي وقع فيها اتفاق أهل السنة لم يرد فيها بعض ما ورد في المهدي من طرقهم من الروايات لكنها مورد تسالمهم،مع أن بعض السنة ممن ليس له حظ من العلم والمعرفة حتى برواياتهم يحاولون إثبات ضعف هذه الروايات، فمن المتقدمين ابن خلدون ، ومن المتأخرين أحمد أمين في كتابه(المهدوية في الإسلام)وعداب محمود الحمش في كتابه(المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة).

ومن الكتب الجيدة في هذا المجال-مع غض الطرف عن ملاحظات متعددة عليه-كتاب(عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر)للشيخ عبدالمحسن العباد، وهو كتاب مطبوع في السعودية، فقد أثبت فيه أن المهدي حقيقة ثابتة بالنصوص التي لا يمكن ردها.

وقد نقل كلاماً جيداً عن المحقق المعروف أحمد شاكر،حول إنكار ابن خلدون لروايات المهدي،قال:(وأما ابن خلدون فقد قفا ما ليس له به علم، واقتحم قحماً لم يكن من رجالها، وأنه تهافت تهافتاً عجيباً في الفصل الذي عقده في مقدمته للمهدي، وغلط أغلاطاً واضحةً!).

ص: 342


1- ج2 من الفتوحات ، ص 322
2- شرح النهج ، ج10ص96

والنتيجة أن مسألة (المهدي المنتظر) ثابتة في عقيدة المسلمين، نعم.. هناك خلاف بين الشيعة وغيرهم في مسألة ولادته، فذهب الشيعة إلى أنه هو محمد بن الحسن العسكري علیه السلام المولود في سامراء سنة 255ه، وغيرهم يرى أنه سوف يولد في آخر الزمان .

حجة الشيعة على ولادته:

حجتنا على ولادته وهو حيٌّ لكنه غائب هي: ما ورثناه عبر الأجيال من الآباء والأجداد كابراً عن كابر؛ فإن جميع هذه الأجيال توارثت هذا الأمر إلى يومنا هذا، مما يورث لنا علماً قطعياً بولادته وغيبته.

ومع وضوح هذا الأمر لدى الشيعة فإن لديهم أدلة لإقناع الخصم-إن تجرد عن العصبية الجاهلية - فمن تلك الأدلة :

بعضُ النصوص القرآنية ، مع ملاحظة ما ورد في تفسيرها.و

1. الكثير من الروايات العامة ، كحديث الثقلين وغيره. و

2.الروايات الخاصة التي تحدثت عن المهدي وأنه ابن الحسن العسكري.

3.فإن النصوص العامة والخاصة تؤكد لنا بجلاء: أن ولادة الإمام المهدي و أنه الإمام الثاني عشر أمرٌ مفروغ عنه، فمن تلك النصوص(يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش).

بل الروايات الكثير الواردة عن النبي والأئمة الأحد عشر من بعده تشير إلى أنه الثاني عشر من ولد أمير المؤمنين وتنص عليه بالاسم. بل وهناك نصوص تعيّنه وتشخّصه مروية عن جميع الأئمة مضافاً للزهراء والنبي الأكرم صلی الله علیه وآله .

ومما يدل على ولادته علیه السلام : الإخبارات الكثيرة بذلك ، ومشاهدته أثناء

ص: 343

ولادته وبعد ولادته.

وهذه الشهادات لا تقتصر على الخاصة ، بل صدرت حتى من العامة؛ أما من طريقنا فهي كثيرة تتضح بمراجعة كتاب(الغيبة)وكتاب (إكمال الدين) وغيرهما، أما من العامة، فمنهم: البيهقي وابن الصبّان وابن خلّكان و القندوزي وياقوت الحموي،وغيرهم،ابتداءً من القرن الرابع الهجري وحتى يومنا، وللاستزادة في هذا الموضوع أنصح بمراجعة كتاب (دفاع عن الكافي) المجلد الأول، ص 535.

وأما مشاهدته عند الولادة فهي الرواية الصحيحة الواردة عن حكيمة بنت الإمام الجواد علیه السلام،وهي القابلة التي تولت أمر ولادة السيدةنرجس أم الإمام المهدي علیه السلام ، فقد نقلها الشيخ الصدوق في كتابه ( إكمال الدين) ص424وما بعدها، وهي رواية طويلة صرّحت فيها بولادته ورؤيته.

وهذه الشهادة لا يمكن ردّها من حيث إنها شهادة امرأة بولادة شخص،و ذلك لأن شهادة المرأة تقبل في مسألة الولادة وما شاكلها فيما تنحصر به أولا يطّلع عليه إلا النساء غالباً، وقد نقل الاتفاق على ذلك.

هذا مضافاً إلى شهادة والده الإمام العسكري علیه السلام وإخباره بذلك في روايات عديدة، وهي شهادة الأب، ولا ريب في قبولها، فإنها شهادةٌ أي بل شهادة معصوم. وكذلك شهادة (نسيم) خادم الإمام العسكري و (مارية) جارية أم المهدي،وكذلك شهادات الثقاة العدول ممن رآه في جميع مراحل حياته بدءاً من ولادته إلى غيبته الكبرى، مما يشكل عندنا تواتراً بالرؤية في جميع مراحل حياته، مما لا يدع مجالاً للإنكار والشك.

النقطة الثانية : الحكمة من الغيبة والفائدة من إمام غائب:

اشارة

وهنا تساؤل يثار كثيراً عندما يذكر المهدي علیه السلام وفق معتقد الإمامية وهو: ما فائدة إمامٍ غیرحاضر بيننا، إذ لا يستفاد منه شيء ؟!

ص: 344

وهذا خطأٌ ، فلنا في الجواب نقاش في معنى الغيبة أولاً،وأنها عدم الحضور أو عدم الظهور ؟ فإن الإمام المهدي علیه السلام حاضرٌ معنا ، غاية الأمر أنه غائب وليس بظاهر، فالغيبة مقابلها الظهور لا الحضور ؛ لأنا إذا قلنا أنه ليس بحاضر فهذا يعني أنه بعيدٌ عن الأمة وشؤونها،وليس العنصر الفعال في المجتمع،بينما إذا قلنا أنه غائبٌ ( أي غير ظاهر) فهذا يعني أنه حاضر معنا غايته أنه ليس بظاهر، فهو غائب عن معرفة الناس، إلا أنه حاضرٌ معهم يسمعهم ويشاركهم في حياتهم.

ولذا عندما نلاحظ النصوص نرى أنها تجعل المقابلة بين الغيبة والظهور، فعن أمير المؤمنين علیه السلام : (لا تخلو الأرض من قائم لله بحجةٍ ،إما ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً ، لئلا يبطل حجج الله وبیّناته)(1).

وفي رواية أخرى:(حتى إذا غاب المتغيب من ولدي عن عيون الناس، وماج الناس بفقده ... ) إلى أن يقول : ( حتى إذا بقيت الأمة حياري ، وتدلهت وأكثرت في قولها إن الحجة هالكة، والإمامة باطلة، فوربّ علي إن حجتها عليها قائمة،ماشية في طرقها، داخلة في دورها وقصورها،جوالة في شرق هذه الأرض وغربها ، تسمع الكلام،وتسلم على الجماعة،تَرى ولا تُرى،إلى الوقت والوعد، ونداء المنادي من السماء:ألا ذلك يوم فيه سرور ولد علي وشيعته)(2).

وفي التوقيع الشريف الصادر إلى علي بن محمد السَمُري:( فقد وقعت الغيبةُ التامة، فلا ظهور...)(3)فانظر إلى تفريع الإمام علیه السلام على الغيبة أنه لا ظهور ولم يقل (فلا حضور)، فجعل علیه السلام الغيبة في مقابل المشاهدة لا

ص: 345


1- عیون الحکم و المواعظ :541
2- الغیبة (النعمانی ):146
3- بحار الانوار : :5 :151

الحضور.

وكذا في حديث محمد بن عثمان العمري > ، قال: سمعته يقول (والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة فيرى الناس ويعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه)(1).

فمن هذه الروايات وأمثالها يتضح المراد من كونه علیه السلام غائباً حسب عقيدتنا، وأنه لا يُعرف بشخصه وعنوانه، ويؤيد هذا المعنى ما ورد في بعض الأخبار من أنه إذا ظهر، قال الناس: إنا قد رأينا من قبل هذا.

وبناءً على هذا، فالإمام علیه السلام حاضرٌ بيننا، ولذلك تترتب فوائد مهمة على وجوده الأقدس، ومنها لزوم معرفته لأنه إمام الزمان، ومن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية كما دلت عليه النصوص، ومن منافع وجوده المبارك أن وجوده موجب لطمأنينة القلوب واستقرارها، فوجوده مصدرٌ للقوة في قلوب المؤمنين،و به يحصل اطمئنان النفوس بأنهامحفوظة ومحاطة ببركة صاحب الزمان علیه السلام.

ولذا فلاحظ المؤمنين عندما تشتد بهم الأمور وتضيق عليهم السبل،يلجأون لإمام عصرهم، فتسكن قلوبهم وتطمئن نفوسهم،وان هذه المصائب والبلايا التي تمر على شيعته ومواليه في كل مكان،لا يسكّنها إلا ذكر صاحب الزمان علیه السلام، لعقيدتنا أنه باب الرحمة و به نحفظ، فهو الناظر إلينا غير المهمل لشؤوننا.

ولذا ورد عنه علیه السلام في التوقيع الصادر منه للشيخ المفيد عليه الرحمة:(فإنا نحيط علماً بأنبائكم،ولا يعزب عنا شيء من أخباركم،و معرفتنا بالذلّ الذي أصابكم ...)إلى أن يقول :(إنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسین لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء - أي الشدائد - واصطلمكم الأعداء..).

ص: 346


1- کمال الدین و تمام النعمة : 8/440

ويقول علیه السلام في توقيعه الآخر للشيخ المفيد رحمة الله ، بعد ذكر بعض الحوادث:(...لأننا من وراء حفظهم بالدعاء، الذي لا يُحجب من ملك الأرض والسماء ... فلتطمئن بذلك من أوليائنا القلوب، وليثبتوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب ).

فالإمام ببركات وجوده المقدس ودعائه لنا يفيض علينا الاستقرار النفسی.

هذا...

ومن عقيدتنا أنّ وجوده لطف، كما أن تصرفاته لطفٌ آخر، وقد نقلت لنا حكايات كثيرة تشهد على لطفه علیه السلام، وهذه الحكايات جرت في أزمنة وأمكنة متعددة،ونقلها الثقاة والعدول،وألفت حولها الكتب،فلاتجد كتاباً يتحدث عن الإمام المهدي علیه السلام إلا وتذكر فيه حكايات عن علماء ثقاة فازوا بلقاء الإمام علیه السلام، أو حصلوا ببركته على ما يأملون، ولا يستطيع الباحث أن يحصي عدد الذين نالوا لطف الإمام علیه السلام من المرضى وذوي الحاجات.

وهناك روايات تشبّه الفائدة من الإمام الغائب بالشمس إذا سترها السحاب، منها الرواية النبوية التي يقول فيها صلی الله علیه وآله بعد أن سُئل: كيف يُنتفع بالإمام في غيبته؟ فقال صلی الله علیه وآله : (والذي بعثني بالنبوة، إنهم ليستضيؤون بنوره، وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس، وإن تجللها سحاب)(1).

ولا يخفى أن للشمس فوائد كثيرة بلا فرق بين كونها مستورة بالسحاب أو عدم كونها كذلك، فكما أن فائدة الشمس محفوظة وإن

ص: 347


1- کمال الدین و تمام النعمة :253

جللها السحاب فكذلك الفائدة من الإمام وإن كان غائباً.

ولقد كشف العلم الحديث عن الفوائد العظيمة للشمس،من جملتها جاذبية الشمس، وأنه لولا الشمس وجاذبيتها لاختلت جميع حركات المنظومة الشمسية فكأن للشمس دور القائد في تنظيم حركة الكواكب؛ولا ريب أن للإمام كذلك دور القيادة في جميع الموجودات ولذا ورد أنّه:( لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها ).

وظيفتنا في زمان الغيبة:

وأما وظيفتنا في زمان الغيبة،فإن من أهم الوظائف هو انتظار الفرج؛ولذا ورد في مصادر الفريقين ( افضل العبادة انتظار الفرج ).

فعلينا أن نحقق المفهوم الصحيح لانتظار الفرج بأن نهيئ أنفسنا لذلك، فكما أنّ الشخص الذي ينتظر قدوم مسافر- مثلاً- فإنه يقوم بتهيئة السبل لمن ينتظر، فكذلك لابد أن نمهد السُبل لانتظاره، وذلك بأن نكون دائمي التفاعل معه،كما لا نغفل عن إمام زماننا بدفع الصدقة عنه السلامته و ندعو له .

كما أن الانتظار يعني العمل على تهيئة الأوضاع لظهوره علیه السلام، وذلك بأن نصلح أنفسنا أولاً، ثم نحاول إصلاح الآخرين ، وذلك بالتواصي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليس معنى الانتظار هو الخضوع و الابتعاد عن الوظائف الشرعية، فإن ذلك لا يرضي المنتظر.

اللهم أرض عنا صاحب زماننا،وأرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة،و اكحل نواظرنا برؤيته وعجل فرجه، ولا تحرمنا من بركات دعائه، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين .

قم المقدسة

ص: 348

أهل البيت علیهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر الشيخ نزار آل سنبل

اشارة

*أهل البيت علیهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر(1)

انتظار الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :

*انتظار الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) (2)

وهذا عامل قويّ لحركة العاطفة الشيعيّة، إذ كلّما تأزَّمت الظروف وتفاقم الأمر وضاق الخناق على الشيعة، وانتشر الفساد في أرجاء العالم، تمسّك المؤمنون بعقيدتهم وأصرّوا عليها في حالة انتظار حقيقي،فاشرأبّت أعناقهم إلى المنقذ وانطلقت الألسُن بالدعاء لتعجيل الفرج،وهاجت عواطف الشعراء هاتفة بالإمام المهديّ المنتظر الموعود ليطهر الدنيا من أدناس الكفر والإلحاد، وينشر لواء العدل خفّاقاً، ويقوّض دول الظلم والطغيان .وليست هذه فكرة مختصّة بالشيعة، بل هي أمل ومطمح يشاركهم فيها أهل السُّنة أيضاً ، بل إن فكرة وجود المصلح المنتظر في آخر الزمان فكرة عالميّة لا تخصّ المسلمين.

جاء في كتاب (سلسلة الدروس الدينيّة)(3): ( ففي كتاب (زند) من كتب الزرادشتيّين المعروفة،يرد ذكر الصراع الدائم بين أتباع الله وأتباع الشيطان) ثم يقول : ( بعد ذلك ينتصر الإلهيّون على الشياطين الذين ينقرضون .. وإنّ عالم الوجود ينال سعادته الأصلية ويجلس ابن آدم على

كرسيّ حسن الحظّ ...).

وفي كتاب (جاماسب نامة) لزرادشت تقرأ ما يلي : ( يخرج رجل من.

ص: 349


1- نقتبس من كتاب ( أهل البيت عليهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر) للأخ الفاضل الشيخ نزار آل سنبل ، ما له علاقة بموضوعنا.
2- ص 151 -158 ،وقد جعل المؤلف هذا الفصل : الدافع السابع من دوافع الشعر الولائي.
3- كتاب في أصول الدين الخمسة للشيخ ناصر مكارم الشيرازي.

أرض التازيين(العرب)،عظيم الرأس،عظيم الجسد ، عظيم الساق، على دین جدّه في جيش كثير... ويملأ الأرض عدلاً).

وجاء في كتاب(وشن جوك)من كتب الهنود الصينيّين:( وأخيراً ترجع الدنيا إلى رجل يحبّ الله وهو من عباده المخلصين ).

ونقرأ في كتاب للهنود اسمه( باسك ):( دور العالم ينتهي إلى ملك عادل في آخر الزمان، يكون رائداً للملائكة والجنّ وبني آدم،ويكون الحقّ معه،و يكون بيده كلّ كنوز البحار والأرضين والجبال، يخبر عمّا في السماء والأرضُ، ولا ترى الأرض رجلاً أعظم منه ).

وفي ( مزامير داوود من كتاب ( العهد القديم ) والتوراة وما أُلحق به، نقرأ :(يقطع دابر الأشرار، أما المتوكلون على الله فسوف يرثون الأرض...و الصدّيقون يرثون الأرض ويسكنونها دائماً ).

وهناك كلام يشبه هذا في كتاب( أشعيّا النبيّ )من كتب التوراة.

وفي الفصل 24 من إنجيل متّى نقرأ:( كالبرق يخرج من المشرق ويكون

ظاهراً حتى المغرب ، ابن الإنسان سيكون كذلك أيضاً ).

وفي الفصل 12 من إنجيل لوقا نقرأ:(شدّوا أحزمتكم، وأشعلوا مصابيحكم، وكونوا كمن ينتظرسيّده،حتى إذا ما جاء في أيّ وقت وطرق الباب تسرعون لفتحه )!(1)

هذه هي فكرة(المصلح العالمي)في كتب غير المسلمين، وأما كتب المسلمين فهي مليئة بالأحاديث المروية عن الرسول صلی الله علیه وآله ، ذات الدلالة الواضحة على ظهوره في آخر الزمان. وقبل أن نستعرض الأحاديث الموجودة في ذلك للتدليل على ما نقول، نذكر بعض الآيات التي فسِّرت بهذا الشأن:

1. قال تعالى : «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً

ص: 350


1- سلسلة الدروس الدینیة ، ص70

وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»(1)

2.«وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ»(2)

3.«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا»(3)

هذه بعض الآيات التي فسّرت بذلك حتى عند العامّة.وأمّا على صعيد

السّنّة النبوية فهناك زخم من الأحاديث تؤكّد هذه الفكرة، منها:

في مسند أحمد بن حنبل روی بسنده عن أبي سعيد الخدريّ قال:قال رسول الله: لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أجلى أقنى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله ظلماً يكون سبع سنين(4) .

وروی بسنده عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال نبيّ الله:ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشدّ منه حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة وحتى يملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عزوجل رجلاً من عترتي فيملأ الأرض قسطاًو عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً..)(5)

وهناك أحاديث كثيرة كلّها تدلّ على هذا المعنى لا حاجة لذكرها هنا، وما ينبغي الالتفات إليه أن المهدي الموعود هو الإمام الثاني عشر من

ص: 351


1- سورة القصص آیة (5)
2- سورة الأنبیاء آیة (105)
3- سورة النور آیة(55)
4- فضائل الخمسة من الصحاح الستّة ، عن مسند أحمد بن حنبل ج3 ص17
5- فضائل الخمسة من الصحاح الستّة ، ج3 ص 410 -411 عن المستدرک ج4 ص 465

أئمة الشيعة الإماميّة، وقد تقدّم الكلام في فصل سابق.

وعندما نرجع إلى هذا الدافع، نراه موجوداً عند شعراء الشيعة من القديم، فنلاحظه في شعر دعبل وشعر الكميت والسيّد المرتضى وغيرهم، ولكنّه ازداد وضوحاً وانتشاراً في الآونة الأخيرة، ولعلّ للبعد الزمني بين هذه الأيام وبداية الغَيبة، ولانتشار الظلم والفساد في شتّى الأقطار، وتتابع المحن والفتن تأثيراً شديداً في ذلك .

ومن أجلى مظاهر هذا الدافع شعر السيّد حيدر الحلي رحمة الله . بل قيل إنّه أوّل من فتح هذا الباب في الشعر الشيعيّ بأسلوبه الخاص المتميّز . وهذه صرخة من صرخاته المتأججة:

أقائمَ بيت الهدى الطاهرِ *** كم الصَّبرُفتَّ حَشا الصابرِ

وكم يتظلِّمُ دينُ الإله *** إليك من النَّفر الجائر

يمدُّ يداً يشتكي ضعفها *** لِطِبِّك في نبضها الغائرِ

نرى منك ناصرَهُ غائباً *** وشركُ العدا حاضرُ الناصر

ولابدَّ من أن نرى الظالمين *** بسيفكَ مقطوعة الدابرِ(1)

ومن مناجاته الطافحة بالحماس قوله:

أُعيذُ سيفكَ أن تصدا حديدتُهُ *** ولم تكُن فيه تُجلى هذه الغُمَمُ

قد آن أن يُمطر الدنيا وساكنها *** دماَ أغرَّ عليه النقعُ مُرتَكمُ

حرّانَ تدمغُ هامَ القومِ صاعقةٌ *** من كفِّهِ وَهِيَ السَّيفُ الذي علموا

نهضاً فَمَن بظَباكُم هامُه فلقَت *** ضرباً على الدين فيه اليوم يحتكمُ وتلك أنفالُكم في الغاصبين لَكُم *** مقسومةُ وبعينِ الله تُقتَسَمُ

جرائم آذنتكم أن تعاجِلَهُم *** بالانتقامِ فهلاّ أنت مُنتقِمُ(2)

ومن المظاهر الجليّة لهذا الدافع شعر السيّد جعفر الحليّ رحمة الله، فاسمع له

ص: 352


1- الدیوان ،ج1ص73
2- الروضة الندیّة ،ص271

وهو يخاطب أمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

أدرك تِراتِك أيُّها الموتُورُ *** فَلَكُم بكلِّ يدٍ دمٌ مهدورُ

عَذُبَت دماؤكُمُ لشاربِ عَلِّها *** وصَفت فلارَنَقٌ ولا تكديرُ

ولِسانُها بكَ يا بنَ أحمدَ هاتفٌ : *** أفهكذا تُغضي وأنت غَيورُ ؟

ماصارمٌ إلاّ وفي شَفراتِهِ *** نحرٌ لآلِ محمّدٍ منحورُ

وقال العلامة الكبير السيد ناصر الأحسائي قدس سره:

يا غائباً لم تغب عنّا عنايته *** كالشمس يسترها داج من السُّحبِ

حتامَ تقدم والإسلام قد نقضت *** عهوده بسيوف الشرك والنّصبِ

و يرتجيك القنا العسَّال تورده *** من العداء دماء فهو ذو سَغَبِ

والبيض تغمدها أعناق طائفة *** منهم مواليك نالوا أعظم العطبِ

فانهض فديتك ما في الصبرمن ظَفَرٍ *** فقد يفوت به المطلوب ذا الطلب (1)

وقال السيّد محمد بن مهدي القزويني الحلي مستنهضاً الإمام الحجة(عجل الله تعالی فرجه الشریف) :

أحلماً وكادت تموت السنن *** بطول انتظارك يا ابن الحسن

وأوشك دين أبيك النبيّ *** يُمحى ويرجع دين الوثن

وهذي رعاياك تشكو إلي *** ك ما نالها من عظيم المحن

تناديك معلنةً بالنحي *** ب إليك مبدية للشجن(2)

وللعالم المحقق العظيم الشيخ محمد حسين الأصفهاني استنهاض بعنوان (انهض على اسم الله ):

یا غائباً مثاله عيانُهُ *** انهض على اسم الله جلَّ شأنهُ

يا كعبة التوحيد من جور العدى *** تهدّمت والله أركان الهدی

يا صاحب البيت ومستجارَهُ *** ألا ترى قد هتكوا أستارَهُ

ص: 353


1- ریاض المدح و الرثاء ، ص 584
2- ریاض المدح و الرثاء ، ص14

ياشرف المشاعر العظامِ *** عطفاً على شعائرالإسلام

يا غاية الآمال يا أقصى المني *** نهضاً متى تحلُّ في وادي مني(1)

ولشعراء القطيف في هذا الميدان خيول جوّالة، منها أبيات العلامة الكبير الشيخ علي الجشي رحمة الله (2):

أتّغضُّ ياابن العسكري على القذى *** جفناً ومن علياك جُدَّ سَنامُها

عجباً لحلمك كيف تبقى عصبةٌ *** وَتَرَتكُم تطأُ الثرى أقدامها

حَرَصَت على أن ليس تُبقي واحداً *** منكم وفي يدك الأمور زمامها

أتراك تنسى يوم جّدَّت منكمُ *** في الطفِّ عرنين الفخار طغامها

يوم به الكفّ القطيعة طاولت *** علياكم ولها تطأطأ هامها

فاشحذ شبا عضب لومض فِرَئدِهِ *** جزعاً يحين من العداة حمامها(3)

ودعِ السوابق في بحار دمائها *** تجري وترسب تحتها أجسامها

واحرث ربوعهم فكم من مربع *** حرثوا لكم ودم أطلّ حسامها(4)

يقول الشاعر المعاصر(الحاج محمد سعيد الجشي)في قصيدته(أغرودة

الزمن):

انهض فدَيتُكَ يا أغرودةَ الزَّمنِ *** وَاشرِق بشمسكَ في داجٍ من المحنِ

وانشُر بنودكَ في الآفاق خافقة *** وازخف بجيشكَ وانقذ حرمة السُّننِ

وانشر على الليل أضواءً مُشعشِعةً *** من هَدِي(جَدِّكَ)واصلُب عابدَالوثنِ

عادَ الزَّمانُ إلى ما كان من ظُلمٍ *** في الجاهلية واشتدت عُرى الفِتَنِ

ص: 354


1- الأنوار القدسیة ص70
2- الشیخ علی الجشی (1296 - 1376 ه): أحد الفقهاء المجتهدین و الشعراء البارزین له شعر کثیر أغلبه في مدح ورثاء السادة الأطهار من أهل بیت علیهم السلام أعید طبع دیوانه موخراً تحت عنوان (دیوان العلامة الجشي) بتحقیق الفاضل الشیخ علی بن حبیب التارونی .
3- الفرند :السیف
4- دیوان العلامة الجشی ،ص131

ويقول الشاعر الشيخ الفاضل مهديّ المصلّي في قصيدته:(الخيال المحقّق):

والشيعة الأبرار فرّق شملهم *** لكن تكادُ نفوسُهُم أن تزهقا

شوقاً إليك فهل تُجيبُ يداءَهم؟ *** كلٌّ، غدا لِسُمُوِّ قَدرِكَ مُطرِقا

يا سَيِّدي !قد بالسَّلامِ الزَّورقا *** وأَزِل بطلعتكَ الظلامَ المحدِقا

وينبض العرق الهاشمي في جبين السيّد محسن الشبركة فيرسلها صرخة

مدّوية وآهة حزينة:

وما أرجولهذا الخطبِ إلاّ *** فتیُّ تَخِذَ الدَّمَ القاني وِشاحا

أطالَ غيابَهُ والمكثَ حتى *** إذا تضري فَمُنتِجها الفلاحا(1)

فقتلاً مثلما قَتَلوا وفتكاً *** وهم بدأوا بغيِّهِمُ جُناحا

أبا الدَّمِّ المؤمَّلَ للرزايا *** أثِر نَقعَ الوغي و ازجِ الكفاحا

فإنَّ الدمَّ خمرُ الأرض لمّا *** يعانقُهاسيُنتُها صلاحا

ونختم هذا الدافع بمقطوعة شعرية بعنوان(رسالة إلى الأمل) لمؤلف الكتاب:

اسقِنا وحيك الطريَّ دهاقا *** نشوةً تستشفُّنا إشراقا

وافترش واحة الفؤاد صلاةً *** وتسابيحَ تسحرُ العشاقا

وضياءً يهزُّ أخيلةَ النجم *** فتهفومن السماء احتراقا

كن على الدرب مثل ما أنت ترنو *** فتُحيلُ الظلامَ فجراً مراقا

جثمت ظلمة الحياة علينا *** فاشترينا ببؤسنا الإخفاقا

ونسينا أنّا نعيشُ علي الأرض *** ونخطو إلى السماء اشتياقا

ورضينا بما تأبّت حياةٌ *** حرةُ الرأي لا تطيق النِّفاقا

جرّعتا الهمومُ أدمُعَنا الحمرَ *** فخانت جذورُنا الأعراقا

ص: 355


1- في هذا البیت إقواء واضح .

الذراعُ السمراءُ رافقتِ السيفَ *** لتحيا ونمضي نمدُّها الأعناقا

والجراح الخرساء فاضت بحاراً *** فارتخينا الموجها إطراقا

فاصمتي تمتماتِ كلِّ جريحٍ *** ربّما أطلق الأسيرُ الوثاقا

سيدي والنهار لون مراياك *** فأشرِق على الضفاف ائتلاقا

فالعصافيرُ ملت الروضَ حزناً *** وغدت تُطلق الدموعَ الرِّقاقا

والأزاهير أسفرت عن ذبولٍ *** وتناست نميرَها الدَّفَّاقا

قد فرشنا العيون والأحداقا *** وهفا القلب صارخاً خفّاقا

ورأينا كما توسّمتِ الأملاكُ *** فيك المظفّرَ العملاقا

إبراز العقيدة والدفاع عنها:

*إبراز العقيدة والدفاع عنها:(1)

...وكانت ولازالت، قضية الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) منشأ للتساؤلات والإشكالات، ومبعثاً للسخرية والاستهزاء ممن لم يعرفوا من حقائق الإسلام إلاّ الألفاظ. وسوف نعقد لها عنواناً خاصّاٌ إلا أننا نذكر بعض الشواهد للدفاع عن هذه العقيدة الحقة، فقد خاطب الشاعر (عبد الكريم آل زرع)الإمام الحجّة(عجل الله تعالی فرجه الشریف) في قصيدته (يا أملاً) فقال فيها:

قد غبت غيبتك الكبرى وهاهي ذي *** تربو على ألف عام منذ منحاكا

وامتدت الألسن الحمقى وكان لها *** ثأر ببدر أرادوا فيه إقصاكا

فقائل تلك دعوی من به خبل *** وقائل إن في ذا الدين إشراكا

وقائل كيف يبقى إنه عجب *** فقلت إن الذي أنشاك أبقاكا

ذرهم يخوضوا فقد تاهت بصائرهم *** هيهات ما اتبع الناجون أفاكا

إن كان بالعقل فالجبار مقتدر *** وليس ممتعا في الخلق إبقاكا

أو كان بالنقل عيسى الروح حجته *** كذلك الخضر من سواه سواكا

ص: 356


1- ص244 -246، اقتبسنا من هذا العنوان الجزء الخاص بصاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وقد جعل المؤلف هذا الفصل النقطة الرابعة من أغراض الشعر الولائي في القطيف

والأرض لولاك ساخت أنت آيتها *** ولا استقامت حياة الدين لولاكا

وهذا الخطيب الكبير(عبد العظيم المرهون )يدافع عن بعض المزاعم التي يثيرها بعضهم فيقول :

قد قال بعض ولكنا نفنده *** هل يملكون على ما قيل برهانا

قالوا تغيب في السرداب قائمهم *** حكاية لفقت زورا وبهتانا

وكيف يخرج في عصر يكون به *** غزوالفضاء على الإنسان قد هانا

واستخدم العلم في أغراضه أبدا *** في الحرب والسلم أحيانا فأحيانا

كواكب وصواريخ موجهة *** والطائرات تدوي فوق أجوانا

والأرض تملأها القوات شاغرة *** فيها القنابل أشكالا وألوانا

فلا الصواريخ والأقمار مانعة *** من الخروج إذا ما الوقت قد حانا

إرادة الله أقوى من إرادتهم *** هو القدير وما قدشاءه كانا

لابد أن يتحدى من بقوته *** يحارب الله والقرآن إعلانا

سيملأ الأرض قسطا بعدما ملئت *** في طول غيبته ظلما وعدوانا

وأجاب(السيّد ناجي الطويلب)على من أنكر وجود الإمام المهدي(عجو استغرابه بقاءه هذه المدة الطويلة فقال:

فقلت: هَوِّن عليك، الأمرُ يدعَمهُ *** نورٌ من العقل بادر غيرُ مُحتجِبِ

لابدَّ للناسِ من ثَبتٍ يقوِّمُهُم *** ويُكملُ النقصَ هل في ذاك من رِيَبِ

وألفُ ألفِ دليل تنتهي سنداً *** إلى المطَّهرِ خيرِ الأنبياءِ نبي

لا ينقضي الدهرُ أو تدنو قيامتُكُم *** إلاّ بقائمنا بالقائم الذَّربِ

یُبدّدُ الجمعَ جمعَ الكفرِ مشتملاً *** بصارم الحدِّ في يمناه ذي شطبِ

وأمّا عن العُمُر فقال :

تسعاً وخمسين(1) لا يدري بسابقها *** قد عاش نوحُ يلاحي القومَ في النَّصَبِ

ص: 357


1- یقصد الشاعر(950) سنة کما نطقت بها الآیة الکریمة «فَلَبِثَ فِیهِم أَلفَ سَنَةٍ إلَّا خَمسِنَ عَامًا»

ثُمَّ ابن مریم روح الله ما برحت *** لكن رفعناه إذ راموه بالطلبِ

أتلكُمُ الحقُّ لكن هذهِ كذبٌ *** بئسَ التعصُّب خُلقُ الباحثِ الحدِبِ

قضيّة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف):

*قضيّة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف):(1)

إن قصائد(المصلح المنتظر)كثيراً ما تثير مواضيع أربعة حسّاسة هي كالتالي:

1.ظاهرة الانتظار والاستنهاض.

2. الدفاع عن عقيدة الشيعة فيه، ووجوده في عالمنا الآن، وأنه حيّ يرزق منذ ولادته سنة(254ه)وسيخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً ، كما جاء في الأحاديث النبويّة.

3.التعرّض لبعض المآسي الاجتماعية التي يعانيها المجتمع القطيفيّ خاصّة أو المجتمع الإنساني بصورة عامّة.

4.التعرّض للواقع السياسيّ المؤلم الذي يعيشه الإنسان المسلم.

وهذان الأخيران يدفعان بالشاعر لإعلان شكواه وإبراز ألمه.

وقد تعرضنا فيما سبق إلى الأمر الثاني، وسوف نتعرض للأمرين الثالث و الرابع فيما يأتي إن شاء الله، فنقصر الحديث الآن في شواهد الموضوع الأول، أعني ظاهرة الانتظار والاستنهاض.

ولنبدأ بأبيات الشاعر(المرحوم محمد سعيد الجشيّ)،فله من قصيدة(يا مطلعَ الفجر ):

يا مطلعَ الفجرِ خلِّ الفجرَ ينتشرُ *** على الرُّيى فلعلَّ الليلَ ينحسرُ

فَربَّما تُرسل الأطيار نَغمتَها *** وربَّما بَعدَ صمتٍ ينطِقُ الوَتَرُ

وربَّما اخضرَّ عود بعد ما يبست *** جذورُهُ فيضُوعُ العِطرُ والزَّهَرُ

ص: 358


1- ص 260 -269 وقد جعل المولف هذا الفصل : النقطة السادسة من أغراض الشعر الولأئي في القطیف.

فقد تعودُ إلى المرعى نَضارتُهُ *** فالقَطرُ يحُبَسُ أحيانا وينهمِرُ

وقد تعودُ إلى الأيامِ بهجتُها *** وربَّما بعد جَدبٍ يورقُ الشجر

غداً ستبزُغُ شمسُ الحقِّ ساطعةَ *** غداً سُترفَعُ عن أقمارِنا السُّتُرُ

ويخرجُ (القائم المهديُّ) في نفر *** كأنَّهم أنجمٌ في الأرض تنتشرُ

غداً ستخفق للإسلام رايتُهُ *** ويُنشرُ العدلُ والأوطان تزدهرُ

يا غائباً تُرتجي في الناس طلعَتُهُ *** متى القيامُ ؟ فإن الليلَ معتَكِرُ

متى النهوضُ فقد ضلَّت سفائنُنا *** بمائجٍ صاخبٍ ناءَت به العُصُرُ

كلُّ السَّفائنِ غرقى غيرَ واحدةٍ *** بها النجاةُ وفيها يأمنُ البَشرُ

سفينةٌ أنتَ رُبّانٌ لها وَسَناً *** فَقُد خُطاها، إليك الدَّهرُ مفتقِرُ

فَأَنتَ أَنتَ الّذي تعلو بيارقُهُ *** على الذُّرى وبكَ الإسلام ينتصرُ

يُلقى إليك زمامُ الكونِ أجمعُهُ *** فالشمسُ سائرة في الركب والقمَرُ

وله أيضاً تحت عنوان (يا أيّها المهديّ):

يا أيّها المهديُّ عجّل إنَّنا *** في غمرة البلوي نضجُّ ونجأرُ

فمتى ترفرفُ رايةٌ نبويةٌ *** في ظلّها شرعُ الإلهِ ينوّرُ

ونرى الإمامةَ في سرادقِ مجدها *** حكماً وعدلاً في المواطنِ يُنشرُ

وله أيضاً تحت عنوان (أغرودة الزمن):

انهض فدَيتُكَ يا أغرودةَ الزَّمنِ *** وَاشرِق بشمسكَ في داجٍ من المحنِ

وانشُر بنودكَ في الآفاق خافقةً *** وازحف بجيشكَ وانقذ حرمة السُّننِ

وانشر على الليلِ أضواءً مُشعشِعةً *** من هَديِ(جَدِّكَ)واصلُب عابدَالوثنِ

عادَ الزَّمانُ إلى ما كان من ظُلمٍ *** في الجاهليةِ واشتدت عرى الفِتَنِ

لا تَنسى في (كربلا) ثاراً لِطُهر دَمٍ *** إلى (الحسين )عَفيراً دونما كَفَنِ

جالَت عليهِ عوادي الخيل مُنجدلاً *** به عهودُ (رَسولِ الله) لم تُصَنِ

وللشاعر محمد الشماسيَّ في قصيدته (نفحة من الذكري):

ص: 359

واليومَ بالذكرى العظيمةِ خِلتُني *** لعظيمِ آتٍ زاهرٍ أتطلّعُ

لغد عظيم بالفتوحاتِ التي *** يحيا بها جذبٌ ويَخصَبُ بَلقَعُ

ولِدولةِ التوحيد يَخفقُ فوقَها *** عَلَمٌ بآلأءِ الرسالةِ يُرفَعُ

والنَّصر معقودُ اللواءِ وتحتهُ *** للزَّحفِ في غدِهِ المباركِ مهیَعُ

والحقُّ من حَولَیهِ نَبعُ حَضارةٍ *** والناسُ من عَطَشٍ إليه تُسرِعُ

فَلَعلَّها تروي الصدى من بعد ما *** كانت على شُطآنِ جورٍ تُجرَعُ

لِلهِ! دولتُکَ المنيعةُ إنَّها *** يَخضَلُ مُجدِبُها ويشفى المريَعُ

فيها مناهلُ ئَرَّةٌ وعطاؤها *** غمرٌ ولیس بغيرذلك نطمعُ

وللشاعرة (صديقة صالح) تحت عنوان (المنتظر):

حينما يقطُرُ دَمُّ الشُّهداء

حينما تُهتُك أستارُ النَّساء!

حِينما يُستَتجدُ العدلُ

ويعلو صوتُه حتّى السماء

وحينما يبيعُ دهرُنا.. في سُوقهِ

ضمائرَ البَشر.. وعُلَبَ الطعام

ولُعَبَ الأطفال،

وحينما يعودُ كلُّ شيء.. أخلاقُنا

كلامُنا.. تعود للوراء،

وحينما تختنِقُ الحروف،

تحترق الأشعار،

وحينما تلتهب الرِّمال،

وتلهب البطحاءُ أقدامَ الرَّجال،

ويملأ الدُّخانُ.. كلَّ شيءٍ ،

الأرضَ والسماء ،

وحينها . فقط . تخرج يا مهديّ!

ص: 360

تخرج روحاً أملاً...

يقتل كلَّ يأس.. يزرعُ كلَّ عدل.

وحينها . فقط . أراك يا مهديّ!

تُكفكِفُ الدمعَ.. تهدّيء القلوب،

وتزرعُ القمح والزهور..

وتمنحُ الحنان للأيتام،

وتُطعم الجياع.

وحينها فقط..

نعيشُ في سلام.. نموتُ في سلام!

وللعباديّ في (أبا الأمل المخبوء) قوله:

أبا الغد كم ذكرى حشدنا لها الرجا *** وجئناك والشكوى إليك تصعد

وكم تعب الحادي بيومك منشداً *** وكم بُحَّ صوتٌ في طلوعك ينشد

تناجيك والأعماق يعصرها الأسي *** وطرف الهدي مما يلاقيه أرمد

وجيد الهدى يستام جهراً وخلسةً *** وبأسك مأمونٌ وسيفك مغمد

فعجّل فقدطال انتظارك بيننا *** وأوشك ينبو في يديك مهند

وخاتلنا بغيٌ وضجَّ بنا أسىَّ *** وفارقنا بأسٌ وخان تجلد

ومن بديع الانتظار قول الشاعر (محمد الماجد):

يا لِذكراكَ التي طافت بنا *** ألفَ عامٍ عاشَها الدهرُشقيّا

رَقَدَ السُّمّارُ في أحضانها *** ورأوا فيها جلالاً عَلَويّا

كنتُ فيهم حينَ زارت كهفنا *** واستحتَّت قلبيَ البرَّ التقيّا

ووجدتُ الغَدَ في سيمائِها *** مَلحَميّ الفجرِ ريّانَ بَھیّا

ومنه أيضاً قول الشاعر (الجنبيّ):

ص: 361

فمالانتظاركَ لا ينقضي ؟ *** وهل ينتهي ذلكَ الابتداء؟

وهل يخرجُ الثائرُ المرتجي *** ليرفع عنا سيوف الجفاء ؟

و وهل يسمعُ الشيعةُ الأكرمون *** نداءَ الفضيلةِ و الانتماء؟

وهل ترتقي فوق هام السَّماء *** رؤوسٌ لنا بعد طولِ انحناء ؟

وهل يسمعُ الصَّرخاتِ التي *** تحطِّمُ فيناصُروحَ البغاء ؟

فَصِح: یالثاراتِ آل الرسول! *** يُلّبّي نداءَكَ جيلُ الفداء

فننسى هُمومأ ونسلو أسىّ *** دفنّاه في دُکّةِ الإنزواء

وتحيي نفوسٌ براها العذاب *** ويعلو على هامِها الإنتشاء

فَعَجِّل ظهورَك وامحُ الضَّلال *** وزَلزِل على المجرمينَ الخِباء

ودَمِّر قوى الشرِّ في وكرِها *** يقَدرِ المعاصي يكونُ الجزاء

ومن الانتظار الرمزي البديع أبيات الشاعر(عبد الله البيك)في خطابه لليلة الحياة، ليلة مولد الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :

عَشِقَتكِ الدُّنيا الكريمةُ عُمراً *** أبيضاً زاخرَ الرُّوی مَوّارا

أريحيَّ السَّنا بديعَ الحواشي *** سرمديّاً مُطرَّزاً نَوّارا

عانَقَتكِ الآمالُ في كُلِّ فجرٍ *** وَشَكَتكِ الآلامُ ليلَ نهارا

واحتفى المجد في عُلاكِ وأرخى *** طَرقَهُ مُطرِقاً وتاه وحارا

جعلتك الحياة فَجرَخلاص *** سَجَّرته على الدُّجى إعصارا

ورأَتکِ لكرامةُ البكرُ نبعاً *** من إباء فَسطَّرت أسفارا

ترسُمُ الدَّربَ لِلشُّعوبٍ جهاداً *** وتُرَبّي التُّوّارَ والأحرارا

فَيَضِجُّ الدَّم الجريحُ انتصارا *** ويُدوِّي على المدى هَدّارا

ومنه قول الشاعر الشيخ (قاسم آل قاسم):

حَنانيکَ ما أبقى الغرام لواجدر *** هدوءاً وقد أغريت خافَقَهُ وثبا

وقفتُ وكأسي فيك ظامئة الهوى *** ترشّف وجه الشمس تعتصر الجدبا

وحولي أقداح تملّت صبابةً *** وما برحت نعماك توسعُها سكبا

وقافيتي مات الحنين بها ظمىَّ *** فلا غروَ إن جاءتك مثقلةً عتبي

ص: 362

يقاسمني همّي رماد حروفها *** توهّجَ تهدي السالكين لك الدربا

لتبقى ويطوي غيرُها الأفق صاعداً *** إليك وإن كانت هي الأفقَ الرحبا

ومنه أيضاً قول الشاعر (جمال رسول) في قصيدته (رسالة من السماء): سَيِّدي أيُّها الإمامُ المُرَجّى ! *** ياشُعاعاً وألفَ عامٍ ظَنينِ

إنَّ لحناً مُهَفهِفَ الجَنبِ فينا *** يَستحِثُّ الضياءَ حِيناً بحين

فمتى يظهرُ الضِّياءُ ويبدو *** في وفود السَّماء غيرَ ضَنينِ ؟

ومتى تعرفُ الحقيقةَ نفسٌ *** في هُتاف من السماء مُبينِ ؟

ومتى تُبصِرُ العيونُ ضياءً *** لإِمامٍ مُهيمنٍ مَيمُونِ ؟

یَسكُبُ الشمسَ في لفيف نسيم *** وجمالاً ورقةً في الدُّجونِ(1)

فيسيلُ الوجود دِفئأ عميقاً *** ويفيضُ الغديرُ عَذبَ مَعينِ

وترِفُّ الظلالُ نسمةَ عطر ** ويَزينُ الفَضاءَ سحرُ الغُصونِ

وتمدّ الحياةُ كفّأ رؤوماً *** برفيفٍ من الشُّعورِ ولينِ

ومنه أيضاً ما للشاعر عبد الكريم آل زرع):

حُیِّيتَ يا مُنقِذَ الإسلام بُرهانا *** حُيِّيتَ يا حاملاً سيفاً وقرآنا

حُیِّيتَ تستمطرُ الآفاقَ ما حملتُ *** طيّائها من لهيبِ الجَورِ نیرانا

تُجَمِّعُ الآهَ في الظُبا لَهَباً *** تَصُبُّهُ فوقَ هامِ البغيٍ بُركانا

ناراً تدُكٌ صُروحَ البغي صاليةً *** تُذيبُ ما رصَّعوا عَرشاً وتيجانا

لِتُحرقَ الظُّلمَ في أوكارِ سَطوتِهِ *** فيصطلي بضرامِ الحقِّ خسرانا

وله من قصيدته الأخرى:

ياسيدي وإله العرش يشهد أن *** البين أدمي الحشا عجل بمسعاكا

من صادف الشوك كان الورد غايته *** فكيف نبصر بعد الشوك أشواكا

متى نرى الأرض خضراء الربی بكم *** وتملأ الرحب يا مولاي أصداكا

ص: 363


1- الدجون : الغیوم و الأمطار .

فاسطع على الأفق أنوارا يكللها *** تاج السلام وعين الله ترعاكا

فإننا لم نزل نرجو ونأمل ما *** وعدتنا أننا نحظى بمرآكا

لو أننا قد نسينا اليوم أنفسنا *** لا غرو في ذاك لكن ليس ننساكا

ومن ذلك أيضاً قول الفاضل الشيخ(مهدي المصلي)في قصيدته(يا باسطَ العدل):

يا منقذ الشرعة السمحاء من خطر *** هيهات يدركها في ظلك الخطر

ويا منفذ شرع الله يا عبقاً *** تضوع منه القرون الزهر والزهر

يا من يمنّ على الدنيا بطلعته *** فتتجلي صور إذ تمتحي صور

ويا معيد الرسالات التي نهضت *** ليرتوي من شذا ألطافهاالبشر

متى الظهور فكل الخلق منتظر *** يوماً يمتع في أنوارك البصر

ومنه قول الشاعر (عادل دهنيم):

إيه أبا صالح ما أنت تجهل من *** حال المحبين في البلوي وقد هضموا

إيه أبا صالح فالقلب في وله *** ومدمع العين بالخدين منصرم

فيا ابن فاطمة نادتك أعيننا *** فاعصف بشر وكن كالنار تلتهم

واقطع جذوراً لهم في الأرض نابتة *** فليس يرضى بلا إتمامه القسم

الحق أنت وللقرآن توأمه *** وأنت بين العروق الثائرات دم

فاسمع دعاءً لنا بالدَّمع نَقرَؤُهُ *** فأنت ركنّ إذا اشتدَّت بنا الإِزمُ

ومنه أيضاً أبيات الشاعر الخطيب (محمد عليّ آل ناصر):

فيا إماماً به مسك الختام وفي *** يديو يرتفعُ الإسلام في شمم

وتتجلي بسناهُ كُلُّ داجيةٍ *** ويَنصُرُ اللهُ فيهِ كُلَّ مهتضَمِ

تَفنى العُصورُ ويبقى شامخاً أبداً *** مُنزَّهاً عن غُبارِ الشَّيبِ والهرمِ

قم واملأ الأرضُ عدلاً والحياة هدىً *** واكشف بنورك عنا حالك الظلمِ

واشهرحُسامك عزماً إنهُ قبسٌ *** يسعى إلى نورهِ الوضّاء كلّ كمي(1)

ص: 364


1- لقاء في الغیب :ص55.

وأمّا الشاعر (عبد الوهاب حسن المهدي)رحمة الله فبعد أن ذكر حيرة آخر الزمان ووصف تِيهَ أهله،أدرك أن العالم بأجمعه مشرئب بعنقه للمنتظر فقال في قصيدته (المصلح المنتظر):

مَولدُ الانتظارِ في عالمٍ يز *** خَرُ بالموبقاتِ قيدَ انحلالِ

يتواری مدلهمَّ الأحاجي *** وَيَحُثُّ الخُطى لِلاضمحلالِ

ويجوبُ الظّلامَ لا يتعدّا *** هُ وَلا يُبصرُ الهُدى في المجالِ

سادِرٌ عن طلائع النور حَیرا *** نَ انطوى في دُجُنَّةِ الانعزالِ

يتحامي توَهُّجُ النُّورِ في عي *** نَيهِ كالهاربِ الَّشتيتِ البالِ

لَجَّ في غَيهَبٍ بعيدٍ عن الإد *** راك أعمى في زحمةِ الأهوالِ

ضارباً في مجاهلِ الفكرِ يرجو *** لَويري في الحياةِ دَربَ اتّصالِ

مُتناهي الرَّجاءِ يَرقَبُ فيما *** لَویری (مُنقِذاً على أيِّ حالِ

وَيَكادُ السُّؤالُ يُوهِنُ فيهِ *** عَزمةَ الاِنتظارِ فوقَ السُّؤالِ

أَجهَدَ النَّفسَ في التشوُّقِ للها *** دي وَشيكاً مُستنفِذَ الآمالِ

يتمنّى الخلاصَ مِن ظُلماتِ ال *** جَور والانغماس في الإِذلالِ

ليس يدري بحاله أعلى الأخ *** طار يمشي مُضَعضعَ الأوصالِ ؟

أم إلى مُبتغاهُ يدرُجُ في الأو *** هامِ مُستسلِماً إلى بَلبالِ!

وهو في الحالتين يدركه الخو *** ف مِنَ الانزلاقِ نحوَ الزِّوالِ

ذلك العالمُ الذي نحنُ فيهِ *** إذ يوافيهِ مُنقِدُ الأجيالِ

فإذا حُلكَةُ الدَّياجيرِ تَنجا *** ب انهزاماً في مُستطيرِ انذهال

وتباشيرُ فجرِ يومٍ جدیدٍ *** سَرمديِّ الضِّياء والإهلالّ(1)

ونختم هذا العنوان بأبيات الشاعر (حسن اليوسف):

مَصيرُنا دولةٌ إلعدل نرقُبُها *** وليس عن دَربها الأحداثُ تثنينا

ص: 365


1- القطیف و أضواء علی شعرها المعاصر ، ص 147

ومَن تحمّل آلامَ القُرونِ وَلم *** يَملِ لَهُ القَصدُ نالَ الفوزَ مقرُونا

مبادِراً أفضل الأعمالِ منتظراً *** لمُصلحٍ مظهر شَرعاً وَ تَبيينا

حَفَّت به مِن جُنودٍ اللهِ كَوكبةً *** بيضُ الوجوهِ شِدادٌ لا يَهابُونا

وقد أبى اللهُ إلاّ أن يُتِمَّ لَهُ *** نُورَ الهُدى رَغمَ آناف المُضِلِّينا(1)

ولنقف قليلاً عند هذا الغرض، لنعرف أن دوافع الانتظار والاستنهاض عند شعراء القطيف دوافع إسلامية بحتة، فإن الإمام المنتظر(عجل الله تعالی فرجه الشریف) هو المؤمّل النشر الإسلام في الأرض، وأن دولته العادلة المباركة، سوف تطبق أحكام الإسلام على وجه المعمورة، وتجتث مناجم الفساد في الأرض،وها هم يرون الفساد ينتشر في كل مكان، ويرون الإسلام لعبة في يد العابثين، وأن الظلم قد اجتاح البلاد والعباد، شرقاً وغرباً، فالمطالب التي يتقدم بها شعراء القطيف لاجل الاستنهاض هي :

1. إعادة نضارة الإسلام وبهجة القرآن الكريم

2. إقامة الأحكام الإسلامية.

3. إقامة العدل بين الناس.

4.إبادة الفساد.

5. قمع الظلم والظالمين .

6. إعلاء شأن الإنسان المؤمن.

ص: 366


1- لقاء في الغیب :ص91

معرفة الإمام وأسباب غيبته علیه السلام الشيخ عبد الله آل سنبل

اشارة

*معرفة الإمام وأسباب غيبته علیه السلام(1)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

عن رسول الله صلی الله علیه وآله : ( المهدي مني ، اسمه اسمي وكنيته كنيتي ، تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الأمم ثم يأتي كالشهاب يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً)(2).

الإمام المهدي..الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت المعصومين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً .

وجوب معرفة الإمام علیه السلام:

من جملة الأمور التي يجب الالتزام بها طلب معرفة الإمام علیه السلام والسعي لذلك، وقد حثّ أهل البيت علیهم السلام عليها حثّاً أكيداً، والإمام الصادق علیه السلام يوصي زرارة بقراءة الدعاء المعروف ب ( دعاء زمن الغيبة ) : (اللهمَّ عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك ...)(3)

ص: 367


1- من مجالس القراءة.
2- کمال الدین ، 1 :286
3- في الكافي ج 1 ص342 : (عن زرارة بن أعين قال: قال أبو عبد الله علیه السلام: لابد للغلام من غيبة، قلت: ولم ؟ قال: يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه - وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته، فمنهم من يقول: حمل، ومنهم من يقول: مات أبوه ولم يخلف ومنهم من يقول: ولد قبل موت أبيه بسنتين، قال زرارة : فقلت : وما تأمرني لو أدركت ذلك الزمان ؟ قال: ادعُ الله بهذا الدعاء:(اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرفك، اللهم عرفني نبيك، فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرفه قط، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) ، وللدعاء روايات أخرى مثل : ( اللهمَّ عرفني نفسك ، فإنك إن لم تعرفني نفسكَ لم أعرف نبيَّكَ، اللهمَّ عرفني نبيَّكَ فإنكَ إن لم تعرفني نبيكّ لم أعرف حجتكَ ، اللهمَّ عرفني حجتَكَ فإنك إن لم تعرفني حجتَكَ ضللتُ عن ديني ).

وكما تجب معرفة الأئمة - عليهم أفضل الصلاة والسلام - ، فيتحتم ويتعين معرفة خاتمتهم الإمام المهدي عجّل الله له الفرج.

ومعرفة الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام - ،معرفة ولادته ، معرفة وجوده ، معرفة إمامته ، معرفة غيبته ، الانتظار له ..

كل ذلك من صميم العقيدة التي نؤمن بها،فتعتقد بولادته ووجوده و غيبته ، وبالحكمة والسر في غيبته وفي طول عمره ، ونعتقد بأنه المعَدَّ لقطع دابر الظالمين وأنه المعَدّ لنشر الدين : «لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»(1)

فالإمام المهدي..الحجة ابن الحسن كما تجب طاعته تجب معرفته، «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»(2) فبما أن الطاعة واجبةفالمعرفة واجبة، لأننا لا يمكن أن نطيع شخصاً لا نعرفه ، وبما أن المطاع له مقام الإمامة،فلابد أن نعرف الإمامة،حتى نطبقها على هذا الشخص أو ذاك .

فكثير من الناس قد ادّعى(المهدوية)قبل ولادة الإمام وبعد ولادته ،فكيف يعرف كذبهم ؟ من جملة طرق معرفة كذبهم عدم انطابق صفات الإمام عليهم .

كبعض الحكام الذين تسمّوا ب (المهدي) و (القائم) وغيرها من الألقاب الخاصة به ، وذلك لتشويش الفكرة على الناس ، إلا أن هذا لم ينطل إلا على القليل من الناس ممن لا يعرف الإمامة.

وذلك لأن الإمام له من الصفات والمقام والكرامات والمعاجز ، مالا يمكن أن تكون عند هؤلاء المنتحلين والمدّعين ، فالمدعمي لا يمكنه أن

ص: 368


1- التوبة ،33
2- النساء ،59

يمتلك تلك الصفات والمعاجز ، وتلك التسديداتالسماوية ، التي يتحلى بها الإمام المهدي علیه السلام.

ولذا فإن خروج الإمام علیه السلام لا يكون خروجاً غير مألوف ، ولا يمكن أن تكون هناك شُبَه ، هل هذا هو الإمام ؟ أم لا ؟ لأنه يخرج مع تلك الكرامات التي أعدّها الله سبحانه وتعالى ، ومع نداء جبرئيل(1) من السماء بالبيعة للإمام المهدي عجل الله له الفرج ، ويخرج بصفاته التي وصفه بها النبي الأكرم صلی الله علیه وآله والأئمة علیهم السلام ، فيكون الإمام وقضيته كالشمس ، بل أجلى وأوضح من الشمس الضاحية .(2)

وقد أشار النبي صلی الله علیه وآله في كثير من الأحاديث للإمام المهدي علیه السلام، ومن ذلك ما رواه سلمان > :

ص: 369


1- الروايات في ذلك كثيرة منها : عن الإمام الباقر علیه السلام: (النا قور) هو النداء من السماء: (ألا إن وليكم فلان(بن فلان)القائم بالحق ) ينادي به جبرئيل في ثلاث ساعات من اليوم «فَذَلِكَ يَومَذِ يَومٌ عَسِیرٌ عَلَى الكَفِرِينَ غَیرُ يَسِیرٍ»يعني بالكافرين : المرجئة الذين كفروا بنعمة الله، وبولاية علي بن أبي طالب علیه السلام . ( معجم أحاديث الإمام المهدي علیه السلام ، ج5 ص469 -470ح1906)
2- البحار ج 51،ص147:عن المفضل بن عمر قال:كنت عند أبي عبدالله علیه السلام في مجلسه ومعي غيري فقال لنا : إياكم والتنويه - يعني باسم القائم علیه السلام- وكنت أراه يريد غيري ، فقال لي : يا أبا عبدالله إياكم والتنويه ، والله ليغيبنّ سنيناً من الدهر وليخملنَّ حتى يقال : مات هلك بأي واد سلك،ولتفيضن عليه أعين المؤمنين ، وليكنان كتكفؤ السفينة في أمواج البحر ، حتى لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه وأيده بروح منه ، ولترفعنَّ اثنا عشر راية مشتبهة ، لايعرف أي من أي ، قال : فبكيت فقال لي : ما يبكيك ؟ قلت : جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنا عشر راية مشتبهة لايعرف أي من أي ؟ قال : فنظر إلى كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال علیه السلام : أهذه الشمس مضيئة ؟ قلت : نعم، قال : والله لأمرنا أضوء منها .

(الأئمة بعدي اثنا عشر ، ثم قال : كلهم من قريش ، ثم يخرج قائمنا فيشفي صدور قوم مؤمنين ، ألا إنهم أعلم منكم فلا تعلموهم ، ألا إنهم عترتي ولحمي ودمي،ما بال أقوام يؤذونني فيهم،لا أنالهم الله شفاعتي)(1)

من أسرار معرفته علیه السلام:

اشارة

إن الله سبحانه وتعالى أودع في هذا الكون أسراراً كثيرة وخصّ أنبياءه و أولياءه بكثير من الأسرار ، التي ربما نجهل فائدتها وأسبابها ، مع أننا نؤمن بها إيماناً لا مجال للشك فيه ، فمن الأنبياء من رفعه الله إليه «وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا»(2)ومنهم من ظنّ الناس أنهم صلبوه وقتلوه ولكن«وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا»(3)، ومن الأولياء من أطال الله في أعمارهم،لإثبات حجته وإثبات أمره سبحانه وتعالى ، كالخضر علیه السلام، فبإجماع المسلمين أنه باقٍ ليوم الناس هذا.

فالتساؤلات التي تثار : كيف يكون الإمام موجوداً ولا يرى ؟ أو يرى ولا يعرف ؟ أو لماذا يغيب عن الناس ؟ ...

كل هذه التساؤلات ترد مع الخضرعلیه السلام ، فهل يسعُ مسلماً أن ينكر وجود الخضر ، وأنه غائب عن الأنظار ، وأنه ربما يرى ولا يعرف ؟؟!!

وقد اختصّ الله وليه الإمام المهدي عجّل الله له الفرج بعدة أسرار ، لأنه خاتم الأوصياء ولأنه الإمام المنتظر لإقامة دولة الحق ، وليظهر دينه على

الدين كله.

ص: 370


1- كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر ، ص 44
2- مريم ،56 -57
3- النساء ، 157

فإضافة إلى أن معرفته علیه السلام سبيل لطاعته ، فإن هناك أسباباً كثيرة

وأسراراً متعددة تحتم علينا معرفة الإمام المهدي علیه السلام، ونشير هنا إلى بعض هذه الأسباب والأسرار :

1.معرفته أمان من الضلال ومن الحيرة والتمسك به نجاة:

الهدف من الخليقة هو الوصول إلى الله ، والموصل إلى الله هو الإمام ، فمعرفته هي الهادي إلى الله سبحانه وتعالى ، وهي أمان الناس من الحيرة والضلالة ، وعن الإمام الكاظم علیه السلام: ( ما ترك الله عزوجل الأرض بغير إمام قط ، منذ قبض آدم علیه السلام، يهتدى به إلى الله عزوجل ، وهو الحجة على العباد ، من تركه ضل ومن لزمه نجا ، حقا على الله عزوجل )(1).

والأئمة هم سفينة النجاة:(مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوی).

ولاحظ الدعاء السابق:(..فإنك إن لم تعرّفني حجتَكَ ضللتُ عن ديني) فإذا كان في كل زمان حجة ، ومن لا يعرف الحجة ضالٌ ، وحجة زماننا هو الإمام المهدي عجّل الله له الفرج، فمن لا يعرف الإمام المهدي فهو ضالٌ.

فالإمام هو الذي يهدي إلى الدين وهو الذي يهدي إلى الله سبحانه و تعالى، فالابتعاد عنه علیه السلام ضلال ( من تركه ضلّ ).

2.شرط قبول الأعمال معرفة الإمام:

فلتجنب بطلان الأعمال ، تجب معرفته ، والتمسك به - صلوات الله عليه -،عن الإمام الباقرعلیه السلام :(بني الإسلام على خمسة أشياء:على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية .

قال زرارة : فقلت: وأي شيء من ذلك أفضل ؟ فقال : الولاية أفضل،

ص: 371


1- کمال الدین ،ص230

لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن ... )(1)

فالإمامة هي مفتاح الصلاة والصيام...والإمام هو الذي يدل على هذه العبادات .

وقال الإمام في آخر الحديث السابق :(أما لو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله عزوجل حق في ثوابه ، ولا كان من أهل الإيمان ).

ص: 372


1- الكافي ج2 ص18 -19، وتمام الحديث : ( ... قلت:ثم الذي يلي ذلك في الفضل ؟ فقال : الصلاة ، إن رسول الله صلی الله علیه وآله قال : الصلاة عمود دينكم، قال: قلت: ثم الذي يليها في الفضل؟ قال: الزكاة لأنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها وقال رسول الله صلی الله علیه وآله: الزكاة تذهب الذنوب. قلت: والذي يليها في الفضل؟ قال: الحج قال الله عزوجل :«وَلِلَّهِ عَلَى ألنَّاسِ حِجُّ ألبَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإنَّ أللَّهَ غَنِیٌ عَنِ ألعَلَمِینَ»وقال رسول الله صلی الله علیه وآله:لحجة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة ، ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه أسبوعه وأحسن ركعتيه غفر الله له،وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال،قلت: فماذا يتبعه؟قال: الصوم، قلت: وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟ قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله الصوم جنة من النار ،قال:ثم قال: إن أفضل الأشياء ما إذا فاتك لم تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه، إن الصلاة والزكاة والحج والولاية ليس يقع شيء مكانها دون أدائها ، وإن الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أديت مكانه أياماً غيرها وجزيت ذلك الذنب بصدقة ولا قضاء عليك وليس من تلك الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره. قال:ثم قال ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء و رضا الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته، إن الله عزوجل يقول: «مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطَاعَ اللَّهِ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرسَلنَکَ عَلَيهِم حَفِيظًا »، أما لو أن رجلاً قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ، ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله عزوجل حق في ثوابه ، ولا كان من أهل الإيمان ، ثم قال: أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته ).

فكل عبادة بدون معرفة الإمام غير مقبولة وليس للعبد حق في المطالبة

بثواب عليها :

لو أن عبداً أتي بالصالحات غدا *** وود كل نبي مرسل وولي

وصام ما صام صواما بلا ضجر *** وقام ما قام قواما بلا ملل

وحج ما حج من فرض ومن سنن *** وطاف ما طاف حاف غیرمنتعل

وطار في الجولا يأوي إلى أحد *** وغاص في البحر مأمونا من البلل

يكسو اليتامى من الدبياج كلهم *** ويطعم الجائعين البر بالعسل

وعاش في الناس آلافا مؤلفة *** عار من الذنب معصوما من الزلل

ما كان في الحشر عند الله منتفعا *** إلا بحب أمير المؤمنين علي(1)

3.السعادة:

شيعة علي علیه السلام هم السعداء في الدنيا والآخرة ، فمهما حدث فيهم من قتل وتشريد وظلم مستمر إلا أنهم هم السعداء ، لأنهم ينظرون إلى المستقبل وينظرون إلى فائدة الولاية في الدنيا قبل يوم الآخرة (شيعة علي هم الفائزون) ومكتوب على قصور الجنة ( يا علي أنت وشيعتك الفائزون ) و

ص: 373


1- تنسب الأبيات للناصر العباسي،وللشيخ نصير الدين الطوسي،مع اختلاف أيضا في بعض ألفاظها من مصدر لآخر.

(بشر شيعة علي بطيب المولد)(1)...

كل ذلك ببركة ولاية علي علیه السلام ، ثبتنا الله على ولايته وطاعته .

فالسعادة .. السعادة الحقيقية..سعادة الدنيا .. سعادة الآخرة .. السعادة الأبدية .. هي بولاية محمد وآل محمد صلی الله علیه وآله ، وبمعرفة الإمام - عليه أفضل الصلاة والسلام -.

عن رسول الله صلی الله علیه وآله : ( من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي، فليتولَّ علياً بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد

ص: 374


1- في كتاب المسلسلات ص 250 -251: ( ... حدّثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا علیهما السلام، قالت : حدّثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسی بن جعفر علیهما السلام قلن : حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد علیهما السلام قالت: حدّثتني فاطمةبنت محمد بن عليّ علیهما السلام، قالت: حدّثتني فاطمة بنت علي بن الحسين علیهما السلام ، قالت: حدّثتني فاطمة وسكينة ابننا الحسين بن عليّ علیهم السلام، عن أُم كلثوم بنت عليّ علیه السلام ، عن فاطمة بنت رسول الله صلی الله علیه وآله قالت : سمعت رسول الله صلی الله علیه وآله يقول : لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة، فإذا أنا بقصر من درة بيضاء مجوفة ، وعليها باب مكلل بالدر والياقوت ، وعلى الباب ستر، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب: (لا إله إلا الله، محمد صلی الله علیه وآله رسول الله، علي ولي القوم ) ، وإذا مكتوب على الستر:( بخٍ بخٍ من مثل شيعة علي ؟! ) فدخلته فإذا أنا بقصر من عقيق أحمر مجوَّف،وعليه باب من فضة مكلل بالزبرجد الأخضر، وإذا على الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب : ( محمد صلی الله علیه وآله رسول الله، علي وصي المصطفى ) ، وإذا على الستر مكتوب : ( بشرّ شيعة علي بطيب المولد ) ، فدخلته فإذا أنا بقصر من زمرّد أخضر مجوّف لم أر أحسن منه ، وعليه باب من ياقوت أحمر مكلّلة باللؤلؤ وعلى الباب ستر ، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر: (شيعة علي هم الفائزون ) ، فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذا ؟ فقال : يا محمد لابن عمك ووصيك علي بن أبي طالب علیه السلام ، يحشر الناس كلّهم يوم القيامة حفاة عراة إلا شيعة علي ،ويدعى الناس بأسماء أمهاتهم ما خلا شيعة علي علیه السلام، فإنهم يدعون بأسماء آبائهم ، فقلت : حبيبي جبرئيل وكيف ذاك؟ قال: لأنهم أحبوا علياً فطاب مولدهم.

بالأئمة من بعده، فإنهم عترتي،خلقهم اللّه من لحمي ودمي،وحباهم فهمي وعلمي، ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي )(1).

اللهم ثبتنا على ولايتهم وطاعتهم :

ولايتي لأمير النحل تكفيني *** عند الممات وفي غسلي وتكفيني

وطينتي عجنت من قبل تكويني *** بحب حيدر كيف النار تكويني

4.معرفة الإمام علیه السلام أمان من ميتة الجاهلية ومن ميتة السوء:

ورد الحديث بهذا المضمون بألفاظ متعددة وقد روته الشيعة والسنة، وروي عن النبي صلی الله علیه وآله كما روي عن الأئمة المعصومين علیهم السلام ، ومن الألفاظ التي ورد بها:

- ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)

- ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)

- ( من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية)

- ( من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ).

وفي الرواية عن الإمام العسكري علیه السلام:(...ابني محمد هو الإمام و الحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ...).

وهذا الحديث من الأحاديث التي حيّرت البعض في التعامل معها، فأين هو إمام الزمان ؟ ومن هو ؟ والحديث صريح في الدلالة على عدم خلو الزمان من إمام.

وللخلاص من الحيرة ، جعلوا أئمتهم الحكام والظلمة والفسقة وشرّاب

ص: 375


1- أمالي الشیخ الطوسي : ص578

الخمور ... ، حتى عدّوا ( يزيد بن معاوية ) إماماً ، وهو قاتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين علیه السلام ، ومرتكب الكبائر الكثيرة بنص التاريخ على ذلك،كما عدّوا(الوليد بن يزيد)وهو الفاسق المعروف ،والذي اشتهر عنه تمزيقه للقرآن الكريم ومخاطبته إياه بأبشع خطاب(1) .

وقالوا:(لابد للناس من إمام بر أو فاجر)كل ذلك للتخلص من هذه الحيرة، وليجدوا لهم في كل عصر إماماً يتخلصون به من تبعة الحديث ، فحتى لو تولى الكافر على رقاب المسلمين عند بعضهم تجب طاعته ، لأنه

ص: 376


1- جاء في كتاب ( البحار ) ج38 ص 193 - 194:(... وكان ذلك الاختيار سبب وصول الخلافة إلى سفهاء بني أمية، وإلى هرب بني هاشم منهم خوفاً على أنفسهم، وإلى قتل الصالحين والأخيار، وإلى إحياء سنن الجبابرة والأشرار،حتى وصل الأمر إلى خلافة الوليد بن يزيد الزنديق، الذي تفال يوماً من المصحف فخرج «وَأستَفتَحُوأ وَخَابَ کُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ »فرمى المصحف من يده ، وأمر أن يجعل هدفا ورماه بالنشاب! وأنشد : تهددني بجبار عنيد *** فها أنا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم حشر *** فقل يا رب مزقني الوليد ولو كان المسلمون قد قنعوا باختيار الله تعالى ورسوله لهم وما نصّ النبي صلی الله علیه وآله من تعيين الخلافة في عترته ، ما وقع هذا الخلل والاختلاف في أمته وشريعته . ويقول الشيخ السبحاني في(الأئمة الاثنا عشر)، ص 10 :(...وهل اعتزّالإسلام بعبد الملك الذي يكفي في ذكر مساوئه تنصيبه الحجّاج على العراق فقتل من الصحابة والتابعين ما لا يخفى ؟! وكيف أعتزّ الدين بالوليد بن يزيد بن عبد الملك المنتهك لحرمات الله، حاول أن يشرب الخمر فوق ظهر الكعبة ففتح المصحف فإذا بالآية الكريمة«وَأستَفتَحُوأ وَخَابَ کُلُّ جَبَّارٍ عَنِیدٍ» فألقاه ورماه بالسهام وأنشد : تهددني بجبار عنيد *** فها أنا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم حشر *** فقل يا رب مزقني الوليد ومن أراد أن يقف على جنايات الرجل وأقربائه وأجداده فليقرأ التاريخ الذي اسودّت صفحاته بأفعالهم الشنيعة التي لا يسترها شيء ولا يغفل عنها إلا السذج والبلهاء ) .

هو المنصب عليهم فلا تجوز مخالفته أو نقض بيعته !

هذا ما حصل للمسلمين بينما الواجب أن يكون الإمام حسب أوصافه (لله فيه رضا ) ، كما أشار النبي صلی الله علیه وآله في أئمته أن يكونوا عزة للدين(1)، فهل إمامة الفسّاق والظلام عزة للدين؟!أم عزة للفسق والفجور ؟!

فمعرفته أمان من ميتة السوء ومن ميتة الجاهلية ، وكما قال صلی الله علیه وآله : (من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته، فمات، فقد مات ميتة جاهلية )(2)

من أسباب الغيبة:

اشارة

للغيبة أسبابها وأسرارها الكثيرة التي ربما علم بعضها،ونجهل منها الكثير، ونشير إلى بعض هذه الأسباب :

1. تادیب العباد:

من جملة الأمور التي يؤدب بها الله سبحانه وتعالى عباده إذا ارتكبوا

الذنوب، رفع البركة من ظهرانيهم ، فوجود الإمام الظاهري بين الناس أكبر بركة وأعظم نعمة،يرتشف الناس من علمه،ويستفيدون من نوره- صلوات الله عليه-،وهذا لا يعني أن الفائدة لا تصل إلينا وهوغائب عنا، ففوائده متصلة مترادفة على الكون كله ، ولكن نفس الوجود الظاهري بركة أخرى تضاف إلى غيرها من الفوائد الكثيرة .

وقد ورد عن الإمام الباقرعلیه السلام : ( إن الله إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم )(3)، فنزع الحجة من هذه الأمة هو لكراهية الله له جوار

ص: 377


1- عنه صلی الله علیه وآله : ( ما زال الدين عزيزاً أو (قائماً) ما وليهم اثنا عشر من قريش ) ، والرواية بهذا المضمون متعددة الألفاظ والمصادر.
2- کمال الدین ،ب39 ح12
3- البحار ج52 ،ص90

هؤلاء القوم

2.لئلا تكون في عنقه بيعة لأحد:

نلحظ في سيرة الأئمة علیهم السلام أنهم يُكرهون ويجبرون على البيعة ، على القول بأن الإمام علي علیه السلام بايع مكرهاً ، وربما عزى البعض أسباب عدم قيام بعض الأئمة بالحرب لأنهم بايعوا،أما الإمام فقد أراد الله له أن لا تكون في عنقه بيعة لظالم ، لئلا تكون لأحد عليه حجة لا مؤمن ولا غيره، وقد وردت عنهم عليهم السلام روايات كثيرة بهذا المضمون ، فعن الإمام الحسن علیه السلام:(ما منّا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلا القائم الذي يصلي خلفه روح الله عيسى بن مريم)(1)و عنه (عجل الله تعالی فرجه الشریف) : (...إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ...)(2).

وهذه إحدى مختصاته علیه السلام ، ولا علاقة لها بعدم نقض البيعة ، فلا يظن أن سببها أنه لو كانت في عنقه بيعة حتى لو بالإكراه لا يحق له نقض هذه البيعة، لا وإنما هي خاصية اختص بها علیه السلام لسر من الأسرار .

3.خوف القتل:

محاولات أعداء أهل البيت في قتل الأئمة مستمرة ، وقد تتبعوا أمر الإمام وأرادوا قتله ، بل تتبعوا أمره حتى قبل ولادته ، كما تشير لذلك الروايات ، ففي رواية المولد عن حكيمة بنت الإمام الجواد علیه السلام:(...إذا كان الفجر ظهر لك بها الحبل لأن مثلها مثل أم موسى ، لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها ، لأن فرعون كان يشق بطون الحبال في طلب موسى علیه السلام ، وهذا نظير موسى علیه السلام ...)

وعن الإمام العسكري علیه السلام:

ص: 378


1- بحار الانوار 279/52
2- کمال الدین ج2 ص 162

( وضع بنو أمية وبنو العباس سيوفهم علينا لعلتين:إحداهما أنهم كانوا يعلمون أنه ليس لهم في الخلافة حق فيخافون من ادعائنا إياها وتستقر في مركزها .وثانيهما أنهم قد وقفوا من الأخبار المتواترة على أن زوال ملك الجبابرة والظلمة على يد القائم منا، وكانوا لايشكون أنهم من الجبابرة والظلمة فسعوا في قتل أهل بيت رسول الله وإبادة نسله ، طمعاً منهم في الوصول إلى منع تولد القائم أو قتله،فأبي الله أن يكشف أمره لواحدمنهم، إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) (1)

4.الغيبة امتحان وتمحيص :

الغيبة امتحان للبشر،لتهذيب النفوس ، وإكمال العقول ، عن الإمام الباقر علیه السلام :(يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم،فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان ...)(2).

وعن أمير المؤمنين علیه السلام قال له رسول الله صلی الله علیه وآله : يا علي واعلم أن أعجب الناس إيماناً وأعظمهم يقيناً قوم يكونون في آخر الزمان ، لم يلحقوا النبي، وحجبتهم الحجة ، فآمنوا بسواد على بياض )(3)

ومسألة الإمام والاعتقاد بغيبته تحتاج إلى نفس مؤمنة مطمئنة وإلى عقل كامل ، والروايات التي تشير إلى أنه لا يخرج حتى يُنكر تدل على أن إيمان كثير من الناس بالإمام إيمان ظاهري فقط(وإذا محصوا بالبلاء قل الديانون).

هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن الإمام علیه السلام يأتي بأمر جديد كما في الروايات ، فعن أبي عبد الله علیه السلام أنه قال : ( إذا قام القائم علیه السلام جاء بأمر

ص: 379


1- إثبات الهداة ، ج3 ص570
2- کمال الدین ج1 ص 330
3- کمال الدین ج1 ص 288

جديد كما دعا رسول الله صلی الله عل یه وآله في بدء الإسلام إلى أمر جديد )(1)

الأمر الجديد أو الدين الجديد أو الدعاء الجديد..كلها تشير إلى مشروع الإمام المهدي عجل الله له الفرج،وأن الأمر الذي يأتي به غيرما يكون عليه الناس ، ولذلك فإن هذا الأمر يحتاج إلى إنسان مؤمن بالإمام ومسلّم له تسليماً يعتقد معه بكل ما يأتي به ، فهذا هدف من الأهداف وهو الحاجة إلى أناس يومنون بالإمام إيماناً كاملاً ويعتقدون به عقيدة خالصة .

وقد ورد عن الإمام الباقر علیه السلام: ( إذا قام قائمنا علیه السلام وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت بها أحلامهم )(2)

وليس كل أحد يتحمل أمر الإمام ما لم يكن على جانب كبير من الاعتقاد واليقين، خصوصاً وأنه يحكم ين الناس ويقضي بينهم بعلمه، فعن الإمام الصادق علیه السلام:(إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داوود وسليمان ، لا يسأل الناس البينة ) وعن الإمام العسكري علیه السلام :

( ... سألت عن الإمام فإذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود علیه السلام لا يسأل البينة .. )(3).

بينما كان الحكم حتى على عهد النبي صلی الله علیه وآله بالبينة وليس بالعلم ، (إنما أقضي بينكم بالبينات والأيمان )(4)،على المدعي البينة وعلى المنكر اليمين ، وهذا ماعليه الحكم في هذا الزمن وما قبله،فالأئمة والقضاة يحكمون بحسب الظاهر ولذا فقد يأتي شخص ببينة تامة ويحكم له بينما في الحقيقة هو كاذب أو ظالم في ما أخذه وفيما حكم له به .

ص: 380


1- کشف الغمة للاربلي ،ج3 ص 264
2- کمال الدین 674
3- البحار ج52 ص320
4- الکافي ، ج2ص359

فالإمام يقضي بعلمه، ولذلك يسود العدل ،فلا يكون هناك ظلم لأحد أبداً، ولا يستطيع أحد أن يأخذ من أحد شيئاً، دون وجه حق بشهادة زور أو غيرها .

5.فشل جميع التجارب:

مرت على الدنيا دول متعددة وحكام مختلفون ، والجميع فشل في تحقيق العدالة والسعادة على هذه الأرض ، فالدولة الأموية استمرت عشرات السنين والدولة العباسية استمرت خمسة قرون ، وغيرها من الدول التي جاءت قبلها وبعدها ، والجميع لم يحقق للإنسانية السعادة المطلوبة ، ولم يحققوا دولة الله على الأرض .

فلما بيأس الناس من جميع الحكام وتفشل كل تجارب البشر ، يأتي دور دولة الإمام المهدي علیه السلام ، فعن الإمام الباقر علیه السلام : ( إن دولتا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هولاء وهو قول الله عزوجل:«وَ ألعَقِبَةُ لِلمُتَّقِینَ»)(1) .

وكان الإمام الصادق علیه السلام يقول :

لكل أناس دولة يرقبونها *** ودولتنا في آخر الدهر تظهر(2)

ويلاحظ أنه في زمان الإمام الحسن علیه السلام طلب بعضهم من الإمام أن يفسح المجال لمعاوية ليروا حكمه ، ومن قبله في زمن أبيه علیه السلام لما رفعت المصاحف في معركة صفين ، قال بعضهم هؤلاء يريدون حكم الله .

فسر من الأسرار أن لا تبقى لأحد حجة «قُل فَلِلَّهِ ألحُجَّةُ ألبَلِغَةُ»(3) ، فبعد

ص: 381


1- بحار الأنوار ج52 ص 332
2- بحار الأنوار ج51 ص 143
3- الأنعام ،149

فشل الجميع ويأسهم يأتي الحق والعدل ، تأتي دولة الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) (حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً وعدواناً )(1):

من يملأ الأرض عدلا بعدما ملئت *** جوراً ويوردنا تياره العذبا

متى نراه وقد حفَّت به زمر *** من آل هاشم والأملاك والنقبا(2)

ص: 382


1- تفسير العياشي ، ج 1 ، ص 66
2- للسيد مهدي القزويني رحمة الله.

هل غاب الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ليكتسب خبرة قيادية؟ السيد ضياء الخباز

اشارة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

المقدمة:

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين،واللعنة الدائمة المؤبدة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .

ونحن لا زلنا في رحاب العيد المهدوي الأكبر،أحببت أن لا تمر هذه المناسبة الكريمة من غير أن أجدد فيها عهداً الإمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بالمشاركة فيها، ورجائي أن تحظى هذه السطور العاثرة بنظرة منه كريمة ، فهو أكرم الأكرمين ، عليه وعلى آبائه صلوات المصلين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين أبد الآبدين .

علة الغيبة في أطروحة بعض المعاصرين:

ظاهرة (الغيبة)كظاهرة من الظواهر الدينية والتاريخية خضعت كغيرها من الظواهر للتحليل الفلسفي بالمعنى الأعم ، وتناولتها الأقلام من جميع أبعادها وجوانبها ، ولعل من أهم الجوانب التي شغلت حيزاً من البحث تفسير ظاهرة الغيبة من زاوية العلية والسببية .

وبين أيدينا الآن إحدى النظريات المطروحة لتعليل ظاهرة الغيبة و استكشاف ما وراءها من أسباب ودوافع ، ونحن بدورنا هنا سنقف عند هذه الأطروحة وقفة نقد وتأمل وتحقيق .

مفاد الأطروحة:

إن الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) عند ظهوره المبارك كما صرحت الأحاديث النبوية المتواترة سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وهذا يعني

ص: 383

بأن الإمام علیه السلام سيقوم بنهضة عالمية تغمر جميع أنحاء المعمورة ، وسيصبح هو القائد الإلهي العالمي من غير منازع ، وهذا الدور كما نرى دور قيادي يحتاج إلى كفاءة قيادية عالية ، تتصاغر عندها كل الكفاءات القيادية مهما كان مستواها .

ومن هنا يتسنى لنا أن نقف عند ظاهرة الغيبة لنعللها بأنها إنما كانت ليكتسب الإمام علیه السلام خبرة قيادية تتناسب مع الدور الذي سيقوم به وتتلاءم مع سعته وشموليته .

مؤسس الأطروحة:

قد تنسب هذه الأطروحة من قبل بعض من يتبناها إلى سماحة السيد الشهيد الصدر(طيّب الله ثراه )حتى في أقلام بعض تلامذته كالسيد كاظم الحائري حفظه الله في كتابه ( الإمامة وقيادة المجتمع )(1).

ولكن بعد الرجوع إلى كلماته قدس سرة والتأمل فيها يتضح بأن النسبة

ليست على ما ينبغي ، حيث يقول :

وبكلمة أخرى : ما هي فائدة هذه الغيبة الطويلة والمبرر لها ؟ وكثير من الناس يسألون هذا السؤال وهم لا يريدون أن يسمعوا جواباً غيبياً، فنحن نؤمن بأن الأئمة الاثني عشر مجموعة فريدة لا يمكن التعويض عن أي واحد منهم ، غير أن هؤلاء المتسائلين يطالبون بتفسير اجتماعي للموقف على ضوء الحقائق المحسوسة لعملية التغيير الكبرى نفسها والمتطلبات المفهومة لليوم الموعود ، وعلى ضوء هذا الأساس نقطع النظر مؤقتاً عن الخصائص التي نؤمن بتوفرها في هؤلاء الأئمة المعصومين .(2)

إلى هنا انتهى كلامه قدس سره على مستوى السؤال وكان جوابه - الذي

ص: 384


1- ص 140و142
2- بحث حول المهدي ،ص31

تضمن الأطروحة المذكورة - على ضوء هذا السؤالالذي نبّه فيه مكرراً بأن الإجابة ما هي إلا تفسير اجتماعي لفلسفة الغيبة بعيداً عن الخصائص التي ينبغي الإيمان والتسليم بها في شخصية المعصوم علیه السلام .

وبهذا يظهر:بأنه من الخطأ الفادح جداً نسبة هذه الأطروحة للسيد الشهيد قدس سره على إطلاقها مع تصريحه بأن هذه الفكرة لا تتحرك من منطلق الإيمان بخصائص الأئمة وكمالاتهم،وهو من هو في عقيدته وتسليمه بمقامات الأئمة وخصوصياتهم.

إن قلت : مادام قدس سره هو الذي قام بطرح الفكرة وبنائها فأي ضيرفي

نسبتها إليه ؟

قلت : بأنه إنما قام بطرح هذه الفكرة تنزلاً مع الطرف الآخر وتجاوزاً لما يعتقد به،وقد صرح بذلك غير مرة ، وعليه فمن الخطأ نسبة هذه الفكرة إليه بشكل مطلق.

نقد الأطروحة:

اشارة

وهذه الأطروحة التي قرأناها لا تخلو من بعض الشوائب الفكريةالمتهافتة فهي تعاني من وجود خلل عقائدي ومعرفي في تركيبتها الصناعية يكمن في عدم سلامة بعض مقدماتها ، وبالتالي فالمحصلة النهائية (النتيجة) ستكون تابعة لأخس المقدمات - كما يقول المناطقة - ومن هنا أحببنا أن نذكر ملاحظاتنا على هذه الأطروحة من خلال نقطتين :

النقطة الأولى:
اشارة

وهي نقطة كلامية فلسفية ترتبط بتحديد مفهوم الإمامة في إطار الفكر الشيعي، وخلاصة الكلام فيها :

إن مفهوم الإمامة عندنا كما تبناه أكثر علمائنا ومتكلمينا هو :

ص: 385

أن الإمامة : رئاسة عامة في أمور الدين والدنيا نيابة عن النبي الأعظم صلی الله علیه وآله(1) .

وللسيد الطباطبائي قدس سره في ميزانه الشريف تحديد أكثر دقة ومتانة المفهوم الإمامة حيث يحدده بقوله :

الإمامة هي : الخلافة الإلهية الكلية(2) .

ولا يهمنا الآن تصويب أي من التعريفين،بل المهم هنا هو الوقوف عند النقطة التي اتفق عليها كلا التحديدين وهي أن الإمام له الزعامة و الرئاسة العامة في المجالين السياسي والاجتماعي.

وهذا المعنى مستفاد ومستوحى من أخبار المعصومين عليهم السلام ،والتي منها قول الإمام الرضا علیه السلام : ( للإمام علامات : يكون أعلم الناس وأحكم الناس وأتقى الناس وأحلم الناس واشجع الناس ...)(3)

وعنه علیه السلام : ( إن الإمامة هي خلافة الله عزوجل وخلافة الرسول صلی الله علیه وآله)(4)

وعنه أيضاً علیه السلام : ( إن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين )(5).

وفي نفس الحديث عنه علیه السلام: ( الإمام واحد دهره ؟ لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ، ولا له مثل ولا نظير... تام العلم كامل الحلم، مضلع بالإمامة ، عالم بالسياسة ).

وعن أبي عبد الله الصادق عن أبيه علیه السلام : ( إن الإمامة لا تصلح إلا لرجل فيه ثلاث خصال : ورع يحجزه عن المحارم ، وحلم يملك به غضبه ، وحسن

ص: 386


1- النافع في یوم المحشر في شرح الباب الحادی عشر ،ص105
2- یتصید هذا التعریف من تفسیر المیزان ،ج1 ص 172 ، 173
3- بحار الأنوار،للعلامة المجلسي ، ج25 ص 116
4- بحار الأنوار،للعلامة المجلسي ، ج25 ص 122
5- بحار الأنوار،للعلامة المجلسي ، ج25 ص 122

الخلافة على من وُلِّي عليه )(1).

وعلى ضوء ما ذكرناه في تحديد مفهوم الإمامة تكون الأطروحة المذكورة واضحة الفساد ، لأنها من جانب تفرض الإمامة للإمام علیه السلام ومن جانب آخر تفرض احتياجه للخبرة القيادية ، وهذا ما لا يمكن المصير إليه، لأن منصب الإمامة بما يختزنه من الزعامة السياسية والرئاسة ، يساوي مفهوماً أعلى كفاءة قيادية متصورة - إن صح التعبير -وبالتالي فالإمامة لا تتمّ للإمام إلا بعد فرض الخبرة القيادية له على حدّ تعبير صاحب هذه الأطروحة .

وحينئذ فلا وجه لتعليل ظاهرة الغيبة باحتياج الإمام المنتظر(عجل الله تعالی فرجه الشریف) لا كتساب خبرة قيادية،والحال بأننا نسلّم بإمامته من قبل أن تتحقق غيبته الشريفة ، والإمامة كما أسلفنا - على ضوء مفهومها الكلامي المنتزع من النصوص المعصومية- تساوي الخبرة القيادية ولا تتخلف عنها .

شبهة ودفع :
الشبهة:

لقائلٍ أن يقول : التأمل في الروايات والنصوص لا يمنع من فلسفة الغيبة بتحصيل الخبرة القيادية واكتسابها،ولا منافاة بين هذا الاعتقاد وبين اعتقادنا بأن الإمامة هي الرئاسة العامة ، وذلك لورود مجموعة من النصوص التي تؤكد بأن الأئمة علیهم السلام يزدادون علماً في كل ليلة جمعة كما في بعضها، وفي بعضها الآخر في كل ليلة قدر عند تنزل الملائكة عليهم،بل وفي بعض النصوص الأخرى لولا أنهم يزدادون لنفد ماعندهم(2) ، وعليه فلا يرد محذور المنافاة الذي ذكر أعلاه .

ص: 387


1- بحار الانوار ، للعلامة المجلسی ، ج 25 ص 137
2- لا حظ في ذلک: الکافي للکلیني ، کتاب الحجة الأبواب :41 و 42 و 43.
دفع الشبهة :

والذي ينبغي أن يقال في مقام دفع هذه الشبهة :

بأن مقتضى الجمود على ظاهرهذه الروايات والتعامل معها تعاملاً حرفياً هو القول بأن المعصومين علیهم السلام كانوا يجهلون بما استجد عليهم في ليالي القدر والجمعة ، وهذا القول بين الفساد جداً لما يلزم منه من نسبة الجهل إلى حجج الله،والحال بأن الحجة حالة كونه حجة لا يمكن أن يكون عالماً بشيء وجاهلاً بشيء آخر كما هو صريح بعض الروايات،وإليك بعضها :

أ- عن الإمام الباقر علیه السلام : ( لا والله لا يكون عالم جاهلاً ابداً، عالماً بشيء جاهلاً بشيء،ثم قال:الله أجل وأعز وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه، ثم قال : لا يحجب ذلك عنه )(1).

ب- وعن الإمام الصادق علیه السلام: ( إن الله أجل وأعظم من أن يحتجّ بعبد من عباده ثم يخفي عنه شيئاً من أخبار السماء والأرض )(2).

ج- وعنه علیه السلام : ( من شك أن الله تعالى يحتج على عباده بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله )(3).

ومتى ما تم عدم إمكان كون الإمام جاهلاً في حال من الأحوال كما هو مفاد الروايات المذكورة لزم تأويل تلك الروايات وصرفها عن ظاهرها وإلا رُدَّ علمها إلى أهلها ، وهناك عدة محاولات للإجابة عنها :

1)الأولى:إن هذه الروايات مبتلاة بضعف الإسناد ، فلا يمكن الركون إليها والتعويل عليها .

والإنصاف بأن هذا الوجه ليس تامة لتمامية بعضها من الناحية السندية،

ص: 388


1- الکافي ، کتاب الحجة ، الباب 47، الحدیث 6.
2- بصائر الدرجات، لمحمد بن الحسن الصفار ، ص 146.
3- بصائر الدرجات ، ص143

كرواية محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ذريح المحاربي قال:قال لي أبوعبد الله علیه السلام : ( يا ذريح لولا أنا نزداد لأنفدنا )(1).

2)الثانية:ما سمعناه من بعض الأساتيذ أيّده الله من حمل هذه الأخبار على الترقي في مراتب اليقين.

والحق بأن هذا الوجه كسابقه في عدم التمامية،وذلك لما هو المستفاد من رواياتهم علیهم السلام من كونهم في أعلى درجات اليقين ومراتبه ، من قبيل الرواية المشهورة عن أمير المؤمنين علیه السلام : (لو كشف لي الغطاء ما ازددتُ يقينا ).

وقد أثبتنا في بعض أبحاثا حول أمير المؤمنين علیه السلام خطأ ما جاء في بعض النسخ : لو كشف لي الغطاء ما ازددتُ إلا يقينا ، بإضافة إلا ، إلا أن تحمل ( إلا ) على الزيادة كما هو أحد معانيها المذكورة في كتب اللغة .

3) الثالثة:ما أشار إليه العلامة المحدث غواص بحار الأنوار الشيخ المجلسي أعلى الله مقامه من حمل هذه الروايات على تفصيل المجمل من علمهم - صلوات الله وسلامه عليهم -.

قال قدس سره : لعل المراد أنه كان يعلم المعلوم على الوجه الكلي الذي يمكنه استنباط الجزئيات منه ، وإنما يأتيه تفصيل أفراد تلك الكليات

المزيد التوضيح(2).

4) الرابعة:ما أشار إليه العلامة المذكور أيضاً من حمل هذه الروايات على تعيين ما هو محتوم وما يقبل البداء حتى يتسنى لهم الإخبار عنه بعد تعيينه وتحديده ، إذ مع عدم التعيين لا يمكنهم التحديث به وإن كان

ص: 389


1- الکافي ،کتاب الحجة ، الباب 43، الحدیث 2.
2- مرآة العقول ،للعلامة المجلسي ، ج3 ص97

يعلمونه ، ولهذا ورد عن أمير المؤمنين علیه السلام: ( لولا آية في كتاب الله لأخبرت بما يكون إلى يوم القيامة ) ومقصوده علیه السلام من الآية قوله :«یَمحُوأ أللَّهُ مَا یَشَآءُ وَ یُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ألکِتَبِ»(1).

5) الخامسة : إن ما يفاض عليهم في ليالي القدر والجمعة إنما هو عبارة عن الأوامر الإلهية لهم بإظهار ما كان مكتوماً عن الناس،كان ذلك المكتوم من الأمور البدائية أم لم يكن .

وهذا الوجه يمكن استفادته من بعض الروايات،كالرواية الواردة عن الإمام الباقر علیه السلام ، والتي جاء فيها: ( بلى ولكنه إنما يأتي بالعلم من الله تعالى في ليالي القدر إلى النبي وإلى الأوصياء:افعل كذا وكذا،لأمرقد كانوا علموه ، أمروا كيف يعملون فيه )(2).

ولعل هذه المحاولة هي خير المحاولات المطروحة لتوجيه تلك الطائفة من الروايات ، ومع وجود هذه الوجوه المحتملة للروايات فلا وجه للتعامل الحرفي معها والجمود على ظاهرها مع معارضته للروايات المتقدمة الذكر.

النقطة الثانية:
اشارة

وهي نقطة حديثية روائية،سنخوضها من خلال دلالات نصوص المعصومين عليهم السلام.

وأول نص نقف عنده هنا الرواية الواردة عن الإمام الصادق علیه السلام من طريق عبد الله بن الفضل، قال : سمعت الإمام الصادق علیه السلام يقول:(إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها يرتاب فيها كل مبطل، فقلت : ولمَ جعلت فداك؟ قال:لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم . قلت : فما وجه الحكمة من غيبته؟ قال : وجه الحكمة في غيبته هو وجه الحكمة في من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره،إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره .

ص: 390


1- مرآة العقول ، ج3 ص 97.
2- ألکافي ، کتاب الحجة ، الباب 41، الحدیث 8.

ثم قال : إن هذا الأمر أمر من أمر الله ،وسرمن سر الله ، وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا إنه عزوجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة ، وإن

كان وجهها غير منكشف (1).

والرواية كما نرى واضحة المعنى،صريحة الدلالة ، في أن العلة من غيبة الإمام(عجل الله تعالی فرجه الشریف)من جملة الأسرار التي اختص الله بها محمداً وآل محمد علیهم السلام ولم يؤذن لهم علیهم السلام في كشفها والإفصاح عنها فاستأثروا بها وأسدلوا الستار عليها.

وعليه فالأطروحة السالفة والتي حاولت أن تفلسف ظاهرة الغيبة من خلال التعليل المذكور تصطدم وبقوة مع مدلول هذه الرواية الشريفة والتي أكدت على عدم إمكان التعرف على علة الغيبة .

مداخلة:

فإن قال قائل: إذن ماذا نصنع بالروايات التي أفصحت عن علة الغيبة و كشفت النقاب عنها؟من قبيل رواية زرارة عن الإمام الصادق علیه السلام ، قال : سمعته علیه السلام يقول : للقائم غيبة قبل قيامه . قلتُ : ولمَ ؟ قال : يخاف على نفسه الذبح (2).

حيث كشفت هذه الرواية الشريفة عن على غيبة الإمام علیه السلام وهي خوفه على نفسه من الذبح ، مع أن الرواية المتقدمة صريحة في كون علة الغيبة من العلم المكتوم ، وعليه فالروايتان متعارضتان بدواً، وبالتالي كيف سيتم التوفيق بينهما؟

التعليق :

جواب هذا الدخل أو الإشكال يتوقف على معرفة الفرق بين ( العلة )

ص: 391


1- کمال الدین وإتمام النعمة ، للشیخ الصدوق ، الباب 44(علی الغیبة )، الحدیث 11
2- کمال الدین وإتمام النعمة ، الباب 44، الحدیث 10

وبين ( الحكمة ) ولا بأس بإيضاحه وبيانه .

فنقول : العلة هي ما يدور المعلول مدارها وجوداً وعدما،فمتى ما وُجدت وُجد ومتى انتفت انتفى ، وأما الحكمة فهي المصلحة التي تترتب على وجود المعلول ، ولا يكون لها أثر على وجود المعلول وعدمه .

وللتقريب فلنأخذ مثالاً بسيطاً وهو( الإنجاب وتشكيل الأسرة ) بالنسبة للزواج حيث يقال بأنه من حكم الزواج ، وليس علة لتشريعه والدليل هو جواز الزواج من العقيم أو العقيمة ، فلو كان الإنجاب علةلجواز الزواج لما جاز التزويج بالعقيمة ، إذ كونه علة يعنی دوران الحكم مداره وجوداً وعدماً فمتى ما وجد الإنجاب وجد حكم بجواز الزواج ومتى انتفى الإنجاب انتفى الحكم بالجواز،والحال بأن الزواج بالمصاب بالعقم لا مانع منه،فنفهم بأن الإنجاب وتشكيل الأسرة ليس علة للزواج وإنما هو حكمة من حكمه .

وبعد بيان الفرق بين العلة وبين الحكمة،أعود مرة أخرى للروايتين المتقدمتين تنطبق عليهما ما أوَضحناه من الفرق بين العلة والحكمة، فنقول:بأن الرواية الأولى تتحدث عن(علة)الغيبة حيث صرحت بأنها من الأسرار ، والرواية الثانية تتحدث عن(حكمة)من حكم الغيبة وهي خوف الإمام علیه السلام على نفسه الذبح .

فالروايتان لا تعارض بينهما ، إذ الأولى في ما كتمته ناظرة إلى علةالغيبة، والثانية في ما كشفته ناظرة إلى حكمة الغيبة (1).

ص: 392


1- قد يقال تعليقاً على ما ذكرناه.كما أفاد ذلك بعض الأفاضل- إنَّ ما ورد في الجواب غير تام؛لأنَّ الظاهر من الرواية الأولى أنها نفت بيان العلة وبيان الحكمة ، فإنَّ السائل سأل أولاً عن العلة فقال : ( ولمَ جعلت فداك ) فأجاب الإمام علیه السلام:(لأمر لم يؤذن لنا ) ثم سأل السائل عن وجه الحكمة فقال : ( فما وجه الحكمة من غيبته)فأجاب الإمام علیه السلام: ( إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره ) . وجوابه : إن المراد من الحكمة التي طلب السائل معرفةوجهها من الإمام علیه السلام ليس الحكمة الاصطلاحية - بالمعنى المذكور في المتن - التي تطلق في قبال العلة ، لأنها من الاصطلاحات المستحدثة التي لم تكن معروفة في زمن النص ، بل المراد من الحكمة في استعمالات المتقدمين:معرفة الأسباب ، والذي يؤكد استعمالها بهذا المعنى في الرواية تنظيرها بحكمة تصرفات الخضر علیه السلام حيث جاء في الرواية ( إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره ، كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر علیه السلام من خرق السفينة ، وقتل الغلام، وإقامة الجدار ، لموسى علیه السلام إلا وقت افتراقهما). ومن الواضح أن الذي انكشف لموسى علیه السلام عند الافتراق ، هو أسباب وعلل تصرفات الخضر علیه السلام والتي عبرت عنها الرواية بوجه الحكمة ، مما يعني أن المراد من الحكمة في الرواية ما يساوق معنى العلة بحسب الاصطلاح ، وعلى ذلك فإنَّ ما ذكرناه من وجه ... ... الجمع بين الروايتين يبقى نقياً عن الإشكال . إن قلت : فيلزم من تفسير الحكمة بالمعنى المذكور تكرارالسؤال عن العلة مرتين ،وهو من الأمور المستهجنة. قلتُ: نعم يلزم التكرار ، ولكن لا يلزم الاستهجان ، وذلك لأن الغرض من التكرار في المقام هو الحصول على إجابة تفصيلية من قبل الإمام علیه السلام وقد التفت الإمام علیه السلام إلى ذلك ففصل ما أجمل وأوضح ما أبهم ، وهذا النحو من التكرار من الأمور المتعارفة جدة في المحاورات العرفية ، سيما عند السائلين الذين لا يكتفون بالإجابات الإجمالية.

وعلى ضوء الرواية الثانية تستطيع قياس بقية الروايات التي تحدثت

بصراحة ووضوح عن فلسفة الغيبة ودوافعها

إذن .. فتعليل غيبة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) باحتياجه إلى اكتساب خبرة قيادية ، على خلاف ما صرحت به النصوص ، من سرية العلة ، وعدم الإذن في كشفها والإفصاح عنها .

مداخلة أخرى:

اشارة

ولقائل أن يقول:

ص: 393

لعل صاحب هذه الأطروحة لم يرد التعليل ، وإنما أراد إزاحة الستار عن

وجه الحكمة فقط ، فما هو المحذور في ذلك ؟

التعليق:

بعد غض النظر عن كون صاحب الأطروحة في مقام التعليل وليس في مقام تصوير الحكمة ، وبالإضافة إلى ما قدمناه أعلاه من تنا في هذه الأطروحة مضموناً مع مفهوم الإمامة ، أقول :

إن غيبة المولى صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)من القضايا الغيبية ، والقضايا الغيبية لا يمكن الوصول إلى وجه الحكمة فيها إلا من خلال من أطلعهم الله على الغيب وهم محمد وآل محمد - صلوات الله عليهم أجمعين -.

وروايات المعصومين عليهم السلام التي بأيدينا لا توجد فيهارواية واحدة تفسر وجه الحكمة بما ذكره صاحب هذه الأطروحة .

والعقل البشري مهما بلغ يبقى قاصراً عن إدراك الما ورائيات والقضايا الميتا فيزيقية ، وبالتالي فلن تكون أطروحاته في ما يتعلق بهذه القضايا إلا تخرصاً ورجماً بالغيب .

الخاتمة:

هذا ما أردت بيانه وإيضاحه نقداً وتحليلاً للأطروحة المتقدمة سائلاً من المولى صاحب العصر(روحي وأرواح العالمين لتراب نعله الفداء)أن يشملني بلطفه ورحمته ودعائه،والسلام عليه وعلى آبائه جميعاً ورحمة الله و بركاته.

المدارس .. القطيف

صبح الثلاثاء 17 شعبان 1421ه

ص: 394

الإثبات التاريخي لوجود الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وولادته الشيخ عبد المهدي القطيفي

اشارة

*الشيخ عبد المهدي القطيفي(1)

الإثبات التاريخي لولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف):

اشارة

*الإثبات التاريخي لولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)(2)

البحث في وجود الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف ينبغي أن يكون

في جهتين :

الجهة الأولى: في الجانب الاعتقادي .

الجهة الثانية : في الإثبات التأريخي لولادته .

وبما أنا في صدد الجهة الثانية فسوف نشير إلى الجهة الأولى بصورة سريعة لتنضح الفكرة فنقول :

هناك أحاديث متعددة يكمل بعضها بعضا تدل على ضرورة وجود إمام

في كل زمان وهي :

حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين،وقد دل على وجود خليفتين للرسول صلی الله علیه وآله،وهما القرآن والعترة، وأنهما لن يفترقا إلى يوم القيامة، ومن الطبيعي أن عدم وجود الخليفة الذي هو من العترة وعدم ولادته معناه حصول الافتراق بين القرآن والعترة وقد نفاه النبي صلی الله علیه وآله ، فيثبت أن الإمام الذي هو من العترة والذي هوخليفة للرسول صلی الله علیه وآله موجود الآن وقد ولد .

حديث(من مات ولم يعرف إمام زمانه)وما ورد بهذا المضمون فهو يثبت وجود إمام في كل زمان يجب على الناس معرفته والاعتقاد به .

ص: 395


1- نشر هذا البحث على الأنترنيت في شبكة هجر الثقافية،وكان اسم الكاتب فيها (مؤمن الطاق)، وقد كتبه رداً على(أحمد الكاتب)ايام ظهوره في القناة المسماة ب (المستقلة) وإنكاره الإثبات التاريخي لولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .
2- ملاحظة:اعتمدت في هذه المعلومات على كتاب(المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي ) إصدار مركز الرسالة، وأما العناوين والتنظيم فهو مني .

حديث الخلفاء اثنا عشر وأنهم من قريش.

وهذه الأحاديث الثابتة عند الطرفين السنة والشيعة لا تنطبق إلا على

معتقد الشيعة .

وأما الجهة الثانية وهي الإثبات التأريخي ففيهاجهتان أيضا :

الجهة الأولى: الإثبات التاريخي لنسب الإمام المهدي ، ومن هو؟

الجهة الثانية : الإثبات التاريخي لولادته علیه السلام.

الجهة الأولى : الإثبات التاريخي لنسب الإمام المهدي ومن هو؟
اشارة

عندنا مجموعة من الروايات كلها تدل على أن الإمام المهدي المنتظر الموعود هو الإمام محمد بن الحسن العسكري،وإليك عناوين هذه النصوص مع ذكر بعضها :

الطائفة الأولى:المهدي هو التاسع من ولد الإمام الحسين علیه السلام:

1. روى الصدوق بسند في غاية الصحة ، قال : حدثنا أبي رضی الله عنه قال:حدثنا سعد بن عبد الله قال :حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبان بن تغلب ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن سلمان الفارسي رحمة الله قال : دخلت على النبي صلی الله علیه وآله واذا الحسين على فخذيه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : أنت سيد ابن سید ، أنت إمام ابن إمام أبو الأئمة ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم(1) .

2. وفي أصول الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر علیه السلام قال : يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم (2) .

ص: 396


1- کتاب الخصال 2 : 38/475 أبواب الاثني عشر، وکمال الدین 1 :9/262 باب 24
2- 533/151 :باب 126

ورواه الصدوق(1) عن أبيه عن علي بن إبراهيم كما في الكافي سندا ومتنا، وليس في واحد من رجال السند من يشك في جلالته أو يرتاب في نقله.وورد هذا المعنى من طرق أهل السنة أيضا منها :

1. ما في ينابيع المودة عن مناقب الخوارزمي : بسنده عن الحسين علیه السلام قال:دخلت على جدي رسول الله صلی الله علیه وآله فأجلسني على فخذه وقال لي : إن الله اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم ، وكلهم في الفضل والمنزلة عند الله سواء(2).

2.وفي الينابيع عن مناقب الخوارزمي أيضا،بسنده عن سلمان قال:دخلت على رسول الله صلی الله علیه وآله وإن الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه وهو يقول : أنت سيد ابن سيد أخو سيد، أنت إمام ابن إمام أخو إمام ، أنت حجة أبو حجة ، وأنت أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم .

3.وفي الينابيع عن فرائد السمطين للحمويني الجويني الشافعي :بسنده عن الأصبغ بن نباته عن ابن عباس عن النبي صلی الله علیه وآله:أنا و علي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون (3).

الطائفة الثانية:الروايات التي دلت على حصول الغيبة قبل وقوعها:

1. ما رواه الصدوق بسند صحيح ، عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن أيوب بن نوح قال : قلت للرضا علیه السلام: إنا لنرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يرده الله عزوجل إليك

ص: 397


1- الخصال 2 : 50/480 أبواب الاثني عشر
2- 3 : 167 - 168 / باب 94
3- 3 :162 باب 94 ، ورواه في 2 : 83 في المودة العاشرة ، تحت عنوان ( في عدد الأئمة وأن المهدي منهم (ع))

من غير سيف ، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك ، فقال علیه السلام : ما منا أحد اختلفت إليه الكتب وسئل عن المسائل وأشارت إليه الأصابع وحملت إليه الأموال ، إلا اغتيل أو مات على فراشه ، حتى يبعث الله عزوجل لهذا الأمر رجلا خفي المولد والمنشأ وغير خفي في نسبه(1).

وفي هذا الحديث إشارة إلى ما أحاط ولادة الإمام المهدي علیه السلام من أمور لا يعلمها إلا خاصة أبي محمد الحسن بن علي العسكري علیه السلام ،ولهذا جاء في الخبر الصحيح:إن المهدي هو من يقول الناس:لم يولد بعد!

فقد روى الصدوق بسند صحيح جدا قال : حدثنا أبي رضی الله عنه ، قال : حدثا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا الحسن بن موسى الخشاب ،عن العباس بن عامر القصباني، قال : سمعت أبا الحسن موسی بن جعفر علیهما السلام يقول : صاحب هذا الأمر من يقول الناس : لم يولد بعد(2) .

2. ما رواه الكليني بسند صحيح : عن علي بن إبراهيم عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن فضالة بن أيوب عن سدير الصيرفي قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف علیه السلام - إلى أن قال -فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله جل وعز بحجته كما فعل بيوسف ، أن يمشي في أسواقهم ، ويطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك كما أذن ليوسف ، قالوا : إنك لأنت يوسف ؟ قال : أنا يوسف(3).

3. وفي أصول الكافي بسند صحيح : عن علي بن إبراهيم عن الحسن ابن موسى الخشاب عن عبد الله بن موسى عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : إن للغلام غيبة قبل أن يقوم . قال : قلت : ولم ؟ قال : يخاف -وأومأ بيده إلى بطنه - ثم قال : يا زرارة وهو

ص: 398


1- کمال الدین 2 : 1/370 باب 35
2- کمال الدین 2 : 2/360 باب 34
3- أصول الکافي 1 : 4/336 باب 80

المنتظر الذي يشك في ولادته منهم من يقول:مات أبوه بلا خلف ، ومنهم من يقول : حمل ( أي مات أبوه وهو حمل في بطن أمه ) ، ومنهم من يقول أنه ولد قبل موت أبيه بسنتين ، وهو المنتظر غير أن الله عزوجل يحب أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة ... إلخ(1).

4. وفيه:عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين،عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة، والأخرى طويلة ، والغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته،والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه، وهذا الخبر لا ريب في صدوره عن الإمام الصادق علیه السلام لوثاقة رواته جميعا(2).

5. وفي كمال الدين بسند صحيح : حدثنا أبي رضی الله عنه ، حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة قال : قال أبو عبد الله علیه السلام : يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم،فقلت له: ما يصنع الناس في ذلك الزمان ؟ قال : يتمسكون بالأمر الذي همعليه حتى يتبين لهم(3).

6. وفي أصول الكافي : عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : إن بلغكم عن صاحب هذا الأمر غيبة فلا تنكروها (4).

أقول : لم يغب من الأئمة الاثني عشرعلیهم السلام سوى المهدي بالاتفاق ، وهو لم يكن مولودا في زمان صدور هذا الحديث ، ولهذا جاء التأكيد فيه

ص: 399


1- أصول الکافی 1 : 5/337 باب 80
2- أصول الکافي 1 : 19/340 باب 80
3- کمال الدین 2 : 44/350 باب 33
4- اصول الکافی 1: 10/238 باب 80

على غيبته بعد ولادته . وقد أخرجه الكليني بسندين معتبرين لا شائبة فيهما أصلا باتفاق علماء الشيعة أجمع،وأخرجه في نفس الباب من طريق صحيح عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن محمد بن مسلم (1).

7.وفي كمال الدين:حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما،قالا:حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري وأحمد بن إدريس، قالوا:حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عبد الجبار ، وعبد الله بن عامر بن سعد الأشعري عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن محمد بن المساور عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله علیه السلام قال:سمعته يقول : إياكم والتنويه،أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحصن حتى يقال:مات أو هلك بأي واد سلك،ولتدمعن عليه عيون المؤمنين،ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر ، ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه (2).

ورجال الحديث قبل محمد بن المساور كلهم من أجلاء الرواة وثقاتهم بلا خلاف ، وأما محمد بن مساور فقد مات سنة 183 ه ، وحاله غير معلوم ،وفي وثاقة المفضل كلام ، ولكن الحديث شاهد صدق على أمانتهما في نقله لما فيه من إخبار معجز تحقق بعد وفاة ابن المساور بسبعة وسبعين عاما لوقوع الغيبة فعلا في سنة ( 260 ه).

وقد أخرجه الكليني في أصول الكافي(3)بسند صحيح إلى محمد بن المساور عن المفضل أيضا، ومما يقطع بصدوره الأحاديث الكثيرة جدا عن

ص: 400


1- أصول الکافي 1 : 15/340
2- کمال الدین : 2 : 35/347 باب 33
3- 1 : 3/336 باب 80

أهل البيت بهذا المعنى : كصحيح عبد الله بن سنان الذي رواه الصدوق في كمال الدين (1) عن أبيه ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن الحسن بن محبوب عن حماد بن عيسى عن إسحاق بن جرير عن عبدالله بن سنان قال: دخلت أنا وأبي على أبي عبدالله علیه السلام فقال : فكيف انتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدي ولا علما يري .

8. وفي أصول الكافي : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه محمد بن عيسي عن ابن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول : إن للقائم غيبة قبل أن يقوم ، إنه يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه. يعني القتل(2).

والسند من أصح الأسانيد بلا خلاف،وأخرجه الصدوق بسند صحيح على الأصح من وثاقة محمد بن علي ماجيلويه(3).

وقد ورد أمر غيبة الإمام المهدي علیه السلام في كتب أهل السنة أيضا منها :

1. في عقد الدرر للمقدسي الشافعي(4): عن الإمام الحسين السبط الشهيد علیه السلام قال : لصاحب هذا الأمر . يعني الإمام المهدي علیه السلام - غيبتان ، إحداهما تطول حتى يقول بعضهم : مات وبعضهم:قتل وبعضهم : ذهب.

2. وهنا رواية دلت على زمن وقوع الغيبة قبل وقوعها وهي : في كمال الدين(5) : حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قال : حدثنا سعد

ص: 401


1- 2 : 40/348 باب 33
2- 1 : 18/340 باب 80
3- کمال الدین 2 : 10/418 باب 44
4- ص 178 باب 5
5- 1 : 324 / باب 32

ابن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري،قال : حدثنا أحمد بن الحسين ابن عمر بن يزيد عن الحسين بن الربيع المدائني قال : حدثنا محمد بن إسحاق عن أسيد بن ثعلبة عن أم هانئ قالت : لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، فسألته عن هذه الآية : ( فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس )؟فقال : إمام يخنس في زمانه عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين ، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل ، فإن أدركت ذلك قرت عينك .

ويلاحظ في سند الحديث:أن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد ثقة بالاتفاق ومن قبله كذلك ، وهو قد روي عن أبي عبد الله ، وأبي الحسن موسی بن جعفر علیهما السلام ، كما صرح بهذا النجاشي في ترجمته ، وأما من بعده فإن إثبات صدقهم في خصوص هذا الخبر، هو تقدم وفاتهم لما في الخبر من إعلام معجز تحقق بعد وفاتهم ، وورد بنقل الثقات عنهم ، فالخبر شاهد على صدقهم.

أورده في الكافي(1)(... عن أحمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني )والظاهر صحته،لعدم رواية سعد والحميري عن أحمد بن الحسین ابن عمر بن يزيد، بل روی سعد في مواضع كثيرة عن أحمد بن الحسن والمراد به ابن علي بن فضال الفطحي الثقة،وأما عن عمر بن يزيد فسواء كان هو الصيقل أو بياع السابري، فان وفاته قبل الغيبة بعشرات السنين .

الطائفة الثالثة : الروايات التي بينت أن المهدي هو ابن الإمام الحسن العسكري :

1. في كمال الدين (2)بسند صحيح ، قال : حدثنا محمد بن الحسن رضی الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد

ص: 402


1- 1 : 33/341 باب 80
2- 2 : 5/381 باب 37، وأخرجه في الکافي 3/3281 : باب 75

العلوي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال : سمعت أبا الحسن صاحب العسكر علیه السلام يقول : الخلف من بعدي ابني الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف ؟ فقلت : ولم جعلني الله فداك ؟ فقال : لأنكم لا ترون شخصه ، ولا يحل لكم ذكره باسمه ، قلت : فكيف نذكره ؟ قال: قولوا : الحجة من آل محمد صلی الله علیه وآله .

وهذا السند حجة لوثاقة رجاله،والعلوي الذي فيه هو من مشايخ الشيعة

الأجلاء كما يعلم من رجال النجاشي في ترجمة العمري البوفكي .

وجاء هذا المعنى في كتب أهل السنة أيضا :

1. ففي ينابيع المودة(1) : عن الإمام الرضا علیه السلام : الخلف الصالح من ولد الحسن بن علي العسكري هو صاحب الزمان وهو المهدي سلام الله عليهم. وقد صرح القندوزي في الينابيع بوجود هذا الحديث في كتاب الأربعين لأبي نعيم الأصبهاني.

2. وفيه : عن الإمام الرضا علیه السلام : إن الإمام من بعدي ابني محمد ، وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنة الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وأما متى يقوم ؟ فإخبار عن الوقت ، لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلی الله علیه وآله قال : مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة(2).

ويؤيد هذا : ما رواه المقدسي الشافعي في عقد الدرر ، ص 188 باب 6

عن الباقر علیه السلام: ( يكون هذا الأمر في أصغرنا سناً).

فإن فيه إشارة إلى الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري علیه السلام،

ص: 403


1- 3 : 166 باب 94
2- ینابیع المودة 3 : 115 - 116باب 80، مصرحاً بنقله عن فرائد السمطین للحمویني الشافعي.

ونكتفي بهذا القدر من الأحاديث مع التنبيه على أمرين :

الأمر الأول:

إن ما ذكرناه من النصوص لا يمثل في الواقع إلا جزءا يسيرا من مجموع النصوص الواردة في هذا الشأن ، ولم يخضع انتقاؤها لاعتبارات علمية ، بمعنى: إنا لم نبحث عن الأسانيد الصحيحة لترسيخ العقيدة ، إذ المفروض رسوخها قبل ذلك ، وإنما كوسيلة لإثبات المدعي ، وإلا فنحن لسنا بحاجة إلى الأسانيد أصلاً، لسببين :

أحدهما : توفر الدليل القاطع على استمرار وجود الإمام المهدي إلى آخر

الزمان ، وقد مر بيان ذلك مفصلا ، ومع هذا فأي حاجة تبقى للأسانيد ؟

الآخر : توفر الدليل على أن الأحاديث المروية في المهدي علیه السلام قد أخذت مباشرة من الكتب المؤلفة قبل ولادته علیه السلام بعشرات السنين ، وقد شهد الصدوق بذلك ، وعليه فالضعف الموجود في سند بعضها على الاصطلاح لا يقدح بصحتها لكون الأخبار فيها إعجازا تحقق بعد حين،وهو آية صدقها.

الأمر الثاني :

إن أحاديث المهدي المسندة إلى النبي صلی الله علیه وآله وإلى أهل البيت علیهم السلام كلها تعبر عن حقيقة واحدة اتفق عشرات الصادقين على الإخبار عنها،ولا فرق في إثبات تلك الحقيقة بين ما كان سنده صحيحاً أو ضعيفا ، بحيث لو أخبر الثقة بموت زيد، ثم أخبر غيره بموته أيضا ، لا نقول له : كذبت . ولو جاء ثالث ، ورابع ، وخامس ... وعاشر لا نقول لهم : كذبتم وإن لم نعرف درجة صدقهم ، بل سيكون كل خبرمن هذه الأخبار قرينة احتمالية تضاف إلى خبر الصادق حتى يصبح على درجة من اليقين كلما تراكمت القرائن بحيث يتضاءل احتمال نقيضها حتى يصل إلى درجة الصفر.

إن منطق قواعد حساب الاحتمال وقوانينه الرياضية في تحصيل اليقين

ص: 404

الموضوعي من تراكم الأخبار على محور واحد ، يستحيل معه أن لا يكون ذلك المحور صادقا ومنطبقا مع الواقع .

ومن هنا .. يعلم أن إثارة الشكوك حول أحاديث المهدي ، وسلب دلالتها على شخصه العظيم،كما يزعمه بعض المتطفلين على علم الحديث الشريف، متخطيا في ذلك جميع الاعتبارات العلمية ، وبخاصة بعد ثبوت انطباقها عليه علیه السلام ليس إلا التعبير عن هزيمة نكراء من الداخل ، وعن ضحالة التفكير في كيفية المساس بعقيدة ولو بالكذب والافتراء بعدم وجود الصحيح الثابت ، مع التستر بمزاعم التصحيح كما تخبرك محاولات تحويل العقائد إلى حرفة صحفية تنطلق من أجواء الغرب،وتستظل بفيئه ، وتحركها أصابعه ، وتمولها عملاؤه ، غافلة عن أن العقيدة ليست قشة في مهب الريح ، وتاركة ما رسمه النبي صلی الله علیه وآله وأهل بيته علیهم السلام من المسار الصحيح لمعرفة من هو الإمام المهدي باسمه ونسبه الكريم .

الجهة الثانية : الإثبات التاريخي لولادة الإمام المهدي علیه السلام:
مقدمة:

إن ولادة أي إنسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه،وشهادة القابلة،و إن لم يره أحد قط غيرهما ، فكيف لوشهد المئات برؤيته ، واعترف المؤرخون بولادته وصرح علماء الأنساب بنسبه ، وظهر على يديه ما عرفه المقربون إليه، وصدرت منه وصايا وتعليمات ونصائح وإرشادات ورسائل وتوجيهات وأدعية وصلوات وأقوال مشهورة وكلمات مأثورة ، وكان وكلاؤه معروفين وسفراؤه معلومين وأنصاره في كل عصر وجيل بالملايين.

ولعمري .. هل يريد من استغل تلك الملابسات،وأنكر ولادة الإمام المهدي علیه السلام أكثر من هذا لإثبات ولادته؟!أم تراه يقول بلسان الحال للمهدي، كما قال المشركون بلسان المقال لجده النبي صلی الله عل یه وآله :«وَقَالُوأ لَن

ص: 405

نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا»)(1).

وبعد هذا نقول : نستطيع أن نثبت ذلك بطرق متعددة :

الطريق الأول : اخبار الإمام العسكري بولادة ابنه المهدي علیهما السلام

ويدل عليه :

1. الخبر الصحيح (2)، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي هاشم الجعفري قال : قلت لأبي محمد علیه السلام: جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن أسألك؟فقال:سل.قلت : يا سيدي هل لك ولد ؟ فقال : نعم . فقلت : فإن حدث بك حدث فأين أسأل عنه ؟ قال : بالمدينة .

2.والخبر الصحيح عن علي بن محمد عن محمد بن علي بن بلال قال:خرج إلي من أبي محمد قبل مضية بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ، ثم خرج إلي من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده .

والمراد بعلي بن محمد هو الثقة الأديب الفاضل ابن بندار ، وأما عن محمد ابن علي بن بلال فانه من الوثاقة والجلالة أشهر من نار على علم بحيث كان يراجعه من مثل أبي القاسم الحسين بن روح رضی الله عنه ، كما هو معلوم عند أهل الرجال .

الطريق الثاني : شهادة القابلة بولادة الإمام المهدي علیه السلام

وهي السيدة العلوية الطاهرة حكيمة بنت الإمام الجواد وأخت الإمام

ص: 406


1- سورة الإسراء ، 90 -93
2- أصول الکافي 1 : 2/328 باب 76

الهادي وعمة الإمام العسكري علیهم السلام ، وهي التي تولت أمرنرجس أم الإمام المهدي علیه السلام في ساعة الولادة (1) وصرحت بمشاهدة الإمام الحجة بعدمولده(2) وقد ساعدتها بعض النسوة في عملية الولادة ، منهن جارية أبي علي الخيزراني التي أهداها إلى الإمام العسكري علیه السلام فيما صرح بذلك الثقة محمد بن يحيى(3) وساعدتها مارية ونسيم خادمة الإمام العسكري علیه السلام(4).

ولا يخفى أن ولادات المسلمين لا يطلع عليها غير النساء القوابل ، ومن ينكر هذا فعليه أن يثبت لنا مشاهدة غيرهن لأمه في مولده!هذا وقد أجرى الإمام العسكري علیه السلام السنة الشريفة بعد ولادة المهدي علیه السلام فعقّ عنه بعقيقة، كما يفعل الملتزمون بالسنة حينما يرزقهم الله من فضله مولوداً(5).

الطريق الثالث : من شهد برؤية المهدي من أصحاب الائمة علیهم السلام وغيرهم:

شهد برؤية الإمام المهدي في حياة أبيه العسكري علیهما السلام وبإذن منه عدد من أصحاب العسكري وأبيه الهادي علیهما السلام ، كما شهد آخرون منهم ومن غيرهم برؤية الإمام المهدي بعد وفاة أبية العسكري عليهما السلام وذلك في غيبته الصغرى التي ابتدأت من سنة ( 260 ه) إلى سنة ( 329 ه ) ، ولكثرة من شهد على نفسه بذلك سوف نقتصر على ما ذكره المشايخ المتقدمون وهم :

الكليني (ت 329 ه ) الذي أدرك الغيبة الصغرى بتمامها تقريبا .

الصدوق (ت 381 ه ) وقد أدرك من الغيبة الصغرى أكثر من عشرين عاما .

ص: 407


1- کمال الدین 2 : 1/424 و 2 باب 42 و کتاب الغیبة للشیخ الطوسي : ص234 ح 204
2- أصول الکافي 1 : 3/330 باب 77، وکمال الدین 2 : 14/433 باب 42
3- کمال الدین 2 : 7/431 باب 42
4- کمال الدین للصدوق 2 : 5/430 باب 42 ، والغیبة للشیخ الطوسي ص 211/344
5- کمال الدین 2 : 6/431 باب 42 و 10/432:2 باب 42

الشيخ المفيد (ت 413 ه ).

الشيخ الطوسي (ت 460ه).

ولا بأس بذكر اليسير جداً من رواياتهم الخاصة في تسمية من رآه علیه السلام ثم الاكتفاء ببيان أسماء المشاهدين للإمام المهدي علیه السلام مع تعيين موارد رواياتهم في كتب المشايخ الأربعة لأجل الاختصار . فمن تلك الروايات :

1. ما رواه الكليني(1) بسند صحيح : عن محمد بن عبد الله ومحمد ابن يحيى ، جميعا عن عبد الله بن جعفر الحميري،قال:اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو رحمة الله عند أحمد بن إسحاق،فغمزني أحمد بن إسحاق : أن أسأله عن الخلف ، فقلت له : يا أبا عمرو إني أريد أن أسألك عن شيء ، وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه - إلى أن قال بعد إطراء العمري وتوثيقه على لسان الأئمة عليهم السلام - : فخر أبو عمرو ساجدا وبكى ثم قال : سل حاجتك . فقلت له : أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد علیه السلام ؟ فقال: إي والله، ورقبته مثل ذا - وأومأ بيده - فقلت له : فبقيت واحدة ، فقال لي : هات . فقلت : فالاسم؟ قال : محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ، ولا أقول هذا من عندي ، فليس لي أن أحلل ولا أحرم ، ولكن عنه علیه السلام ، فإن الأمر عند السلطان : أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولدا وقسم ميراثه وأخذه من لا حق له فيه ، وهوذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئا ، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك .

ورواه الصدوق،بسند صحيح،عن أبيه ومحمد بن الحسن،عن عبدالله بن جعفر الحميري (2) .

ص: 408


1- في أصول الکافي 1 : 329 - 330 ،1باب 77
2- کمال الدین 2 : 14/441 باب 43

2. ما رواه في الكافي (1) بسند صحيح : عن علي بن محمد وهو ابن بندار الثقة ، عن مهران القلانسي الثقة قال :قلت للعمري : قد مضى أبو محمد؟ فقال لي : قد مضى ولكن خلف فيكم من رقبته مثل هذه ، وأشار بيده.

3.ما رواه الصدوق(2) بسند صحيح عن أجلاء المشايخ قال: حدثنا محمد بن الحسن رضی الله عنه ، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: قلت لمحمد بن عثمان العمري رضی الله عنه : إني أسألك سؤال إبراهيم ربه جل جلاله حين قال:«رَبِّ أَرِنِي كَيفَ تُحِي المَوتَى قَالَ أَوَلمَ تُؤمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِيَطمَئِنَّ قَلبِي »فأخبرني عن صاحب هذا الأمر هل رأيته ؟ قال : نعم ، وله رقبة مثل ذي وأشار بيده إلى عنقه .

4. ما رواه الصدوق (3). قال : وحدثنا أبو جعفر محمد ابن علي الأسود رضی الله عنه قال : سألني علي بن الحسين بن موسی بن بابویه رضی الله عنه بعد موت محمد بن عثمان العمري رضی الله عنه أن اسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان علیه السلام أن يدعو الله عزوجل أن يرزقه ولدا ذكرا قال : فسألته ، فأنهى ذلك، ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعى لعلي بن الحسين وأنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده أولاد .

ثم قال الصدوق بعد ذلك : قال مصنف هذا الكتاب رضی الله عنه : كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضی الله عنه كثيراً ما يقول لي - إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی الله عنه،وأرغب في كتب العلم وحفظه- ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم ، وأنت ولدت بدعاء الإمام علیه السلام .

ص: 409


1- 1 : 4/329 باب 76 و 1: 4/331 باب 77
2- کمال الدین 2 : 3/435 باب 43
3- کمال الدین کمال الدین 2 : 31/502 باب 45

5.ما رواه الشيخ الطوسي(1)عن أجلاء هذه الطائفة وشيوخها قال:و أخبرني محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله ، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الصواني قال:أوصى الشيخ أبو القاسم رضی الله عنه إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري رضی الله عنه فقام بما كان إلى أبي القاسم( السفير الثالث )فلما حضرته الوفاة،حضرت الشيعة عنده وسألته عن الموكل بعده ولمن يقوم مقامه، فلم يظهر شيئا من ذلك ، وذكر أنه لم يؤمر بأن يوصي إلى أحد بعده في هذا الشأن .

ولا يخفى أن مقام السمري مقام أبي القاسم الحسين بن روح في الوكالة عن الإمام تتطلب رؤيته في كل أمر يحتاج إليه فيه،ومن هنا تواتر ماخرج على يد السفراء الأربعة الذين ذكرناهم في هذه الروايات من وصايا و إرشادات وأوامر وكلمات الإمام المهدي علیه السلام . وقد جمعت هذه الأمور في ثلاثة مجلدات مطبوعة بعنوان(المختار من كلمات الإمام المهدي علیه السلام ) تأليف الشيخ محمد الغروي .

وهناك روايات أخرى كثيرة صريحة برؤية السفراء الأربعة كل في زمان و كالته للإمام المهدي وكثير منها بمحضر من الشيعة وها نحن نشير إلى أسماء من رآه علیه السلام. وهم :

1. إبراهيم بن إدريس أبو أحمد (2).

2. إبراهيم بن عبدة النيسابوري(3)

3. إبراهيم بن محمد التبريزي (4) .

ص: 410


1- کتاب الغیبة ، ص394
2- الکافي 1 : 8/331 باب 77 والارشاد الشیخ المفید 253:2 وکتاب الغیبة الشیخ الطوسي : 232/268 و 319/357
3- الکافي 1: 6/331باب 77 ، والإرشاد 352:2 ، والغیبة للطوسي 231/268
4- الغیبة للطوسي 256/226

4. إبراهيم بن مهزيار أبو إسحاق الأهوازي (1)

6-5.أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري(2)،ورآه مرة أخرى مع سعد بن

عبد الله بن أبي خلف الأشعري ( من مشايخ والد الصدوق والكليني )(3).

7. أحمد بن الحسين بن عبد الملك أبو جعفر الإزدي وقيل الأودي(4) .

47-8 .أحمد بن عبد الله الهاشمي من ولد العباس مع تمام تسعة و ثلاثين رجلاً(5)

48.أحمد بن محمد بن المطهر أبو علي،من أصحاب الهادي والعسكري علیهما السلام(6) .

88-49. أحمد بن هلال أبو جعفر العبرتائي الغال الملعون ، وكان معه جماعة منهم : علي بن بلال ، ومحمد بن معاوية بن حكيم ، والحسن بن

أيوب بن نوح ، وعثمان بن سعيد العمري رضي الله عنه إلى تمام أربعين رجلاً(7) .

89. إسماعيل بن علي النوبختي أبو سهل (8).

90. أبو عبد الله بن صالح (9).

91. أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي(10) .

ص: 411


1- کمال الدین ، 2: 19/445 باب 43.
2- کمال الدین ، 2 : 1/384 باب 38
3- کمال الدین ،2 : 21/456 باب 43
4- کمال الدین ، 2 : 18/444 باب 43 ، والغیبة :223/253
5- الغیبة : 226/258
6- الکافي 1 : 5/331 باب 77 ، والإرشاد 2 : 352 ، والغیبة :233/269
7- الغیبة ،357/319
8- الغیبة ،237/272
9- الکافي 1: 7/331 باب 77 والإرشاد 2 :352
10- کمال الدین 2 : 17/443 باب 43

92. أبو هارون من مشايخ محمد بن الحسن الكرخي(1).

93. جعفر الكذاب ، عمّ الإمام المهدي علیه السلام ، رأى الإمام المهدي علیه السلام مرتين(2) .

94.السيدة العلوية الطاهرة حكيمة بنت الإمام محمد بن علي الجواد علیهما السلام(3).

95. الزهري وقيل الزهراني ومعه العمري رضی الله عنه(4) .

96. رشيق صاحب المادراي (5).

97. أبو القاسم الروحي رضی الله عنه(6).

98. عبد الله السوري(7).

99. عمرو الأهوازي (8).

100. علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي(9).

101.علي بن محمد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني(10) .

ص: 412


1- کمال الدین 2 : 9/432 باب 43 ، و 2 : 1/434 باب 43
2- الکافي 1 : 9/331 باب 77، وکمال الدین 2 : 15/442 باب 43 ، والإرشاد 2 : 353 و الغیبة : 217/248
3- الکافي 1 : 3/331 باب 77، وکمال الدین 2 : 1/424 باب 42 و 2: 2/426 باب 42، والإرشاد 2 : 351 ،والغیبة :234/204 و : 205/237 و : 207/239
4- الغیبة : 236/271
5- الغیبة 248/218
6- کمال الدین 2 : 61/502 باب 45 ،والغیبة : 266/320 و 269/322
7- کمال الدین 2: 13/441 باب 43
8- الکافي 1 :3/328 باب 76 و 1: 12/332 باب 77 والإرشاد 2 : 353 و الغیبة :203/234
9- الغیبة : 228/263
10- کمال الدین 2: 14/491 باب 45

102. غانم أبو سعيد الهندي(1).

103. كامل بن إبراهيم المدني (2).

104. أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري رضی الله عنه(3).

105 - 134.محمد بن أحمد الأنصاري أبو نعيم الزيدي ، وكان معه في مشاهدة الإمام المهدي علیه السلام : أبو علي المحمودي وعلان الكليني وأبو الهيثم الديناري وأبو جعفر الأحول الهمداني،وكانوا زهاء ثلاثين رجلاً فيهم السيد محمد بن القاسم العلوي العقيقي(4) .

135. السيد الموسوي محمد بن إسماعيل بن الإمام موسى بن جعفر علیهما السلام وكان أسن شيخ في عصره من ولد رسول الله صلی الله علیه وآله(5).

136.محمد بن جعفر أبو العباس الحميري على رأس وفد من شيعة

مدينة قم(6).

137.محمد بن الحسن بن عبيد الله التميمي الزيدي المعروف بأبي سورة(7)

138 - 177. محمد بن عثمان العمري رضی الله عنه وكان قد رآه مع أربعين رجلا بإذن الإمام العسكري علیه السلام ، وكان من جملتهم : معاوية بن حكيم ،

ص: 413


1- الکافي 1 : 3/515 باب 125 ،وکمال الدین 2 : 437 بعد الحدیث 6 باب 43
2- الغیبة : 216/247
3- الکافي 1 : 1/329 باب 76 و10 : 4/329 باب 76 و 1 : 4/331 باب 77، و الإرشاد 2:351 ، والغیبة : 316/355
4- کمال الدین 2 :24/470 باب 73 ،والغیبة : 227/259
5- الکافي 1: 2/330 باب 77 ، والإرشاد 2 : 351 ، و الغیبة : 230/268
6- کمال الدین 2: 477 بعد الحدیث 6باب 43
7- الغیبة : 234/269 و : 235/270

ومحمد بن أيوب بن نوح،ويعقوب بن منقوش،ويعقوب بن يوسف الضراب الغساني، ويوسف بن أحمد الجعفري(1).

الطريق الرابع : شهادة وكلاء المهدي ومن وقف على معجزاته علیه السلام برؤيته:

لقد ذكر الصدوق (2): من وقف على معجزات الإمام المهدي ورآه من الوكلاء وغيرهم مع تسمية بلدانهم وقد أشرنا إلى بعضهم ، وقد بلغوا من الكثرة حداً يمتنع معه اتفاقهم على الكذب لاسيما وهم منبلدان شتى، وإليك بعضهم :

فمن بغداد : العمري ، وابنه ، وحاجز ، والبلالي ، والعطار .

ومن الكوفة : العاصمي .

ومن أهل الأهواز : محمد بن إبراهيم بن مهزیار

ومن أهل قم : أحمد بن إسحاق .

ومن أهل همدان : محمد بن صالح .

ومن أهل الري:البسامي،والأسدي(محمد بن أبي عبد الله الكوفي).

ومن أهل آذربيجان : القاسم بن العلاء .

ومن أهل نيسابور : محمد بن شاذان .

ومن غير الوكلاء :

من أهل بغداد:أبو القاسم بن أبي حليس وأبو عبد الله الكندي وأبو عبد الله الجنيدي وهارون القزاز والنيلي وأبو القاسم بن دبيس وأبو عبدالله

ص: 414


1- کمال الدین 2 : 13/433 باب 42 و 2 : 3/435 باب 43 و 2 : 9/440 باب 43 و 2 : 10/440 باب 43 و 2 : 14/441 باب 43، وکمال الدین 2 : 2/435 باب 43 و کمال الدین 2 : 5/437 باب 43 ، والغیبة : 238/273 ، والغیبة : 225/257
2- کمال الدین 2 : 442 - 16/443 باب 43

ابن فروخ ومسرور الطباخ مولى أبي الحسن علیه السلام وأحمد ومحمد ابنا الحسن وإسحاق الكاتب من بني نوبخت ...وغيرهم.

ومن همدان:محمد بن كشمرد ، وجعفر بن حمدان،ومحمد بن هارون بن عمران .

ومن الدينور : حسن بن هارون ، وأحمد بن أخية ، وأبوالحسن .

ومن أصفهان : أبن باشاذالة .

ومن الصيمرة : زيدان.

ومن قم:الحسن بن النضر،ومحمد بن محمد،وعلي بن محمد بن إسحاق ، وأبوه ، والحسن بن يعقوب .

ومن أهل الري : القاسم بن موسى،وابنه ،وأبو محمد بن هارون،وعلي بن محمد ، ومحمد بن محمد الكليني ، وأبو جعفر الرفاء .

ومن قزوين : مرداس ، وعلي بن أحمد .

ومن نيسابور : محمد بن شعيب بن صالح .

ومن اليمن:الفضل بن يزيد،والحسن بن الفضل بن يزيد،و الجعفري ، وابن الأعجمي ، وعلي بن محمد الشمشاطي .

ومن مصر : أبو رجاء ... وغيره .

ومن نصيبين : أبو محمد الحسن بن الوجناء النصيبي .

كما ذكر أيضا من رآه علیه السلام من أهل شهرزور ، والصيمرة ، وفارس

وقابس ، ومرو.

الطريق الخامس : شهادة الخدم والجواري والإماء برؤية المهدي علیه السلام:

كما شاهد الإمام المهدي علیه السلام من كان يخدم أباه العسكري علیه السلام في داره مع بعض الجواري والإماء .كطريف الخادم أبي نصر، وخادمة

ص: 415

إبراهيم بن عبدة النيسابوري التي شاهدت مع سيدها الإمام المهد علیه السلام، وأبي الأديان الخادم ، وأبي غانم الخادم الذي قال : ولد لأبي محمد علیه السلام ولد فسماه محمدا،فعرضه على أصحابه يوم الثالث،وقال:هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم ، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار،فإذا امتلأت الأرض جورا وظلما خرج فملاها قسطا وعدلا(1).

وشهد بذلك أيضا:عقيد الخادم،والعجوز الخادمة،وجارية أبي علي الخيزراني التي أهداها إلى الإمام العسكري علیه السلام .

ومن الجواري اللواتي شهدن برؤية الإمام المهدي علیه السلام: نسيم ومارية(2) .

وفي هذا المورد شاهدته علیه السلام نسيم مع مارية،كما شهد بذلك مسرور الطباخ مولى أبي الحسن علیه السلام(3).

الطريق السادس : تصرف السلطة دليل على ولادة الإمام المهدي علیه السلام:

ولد الإمام الحسن العسكري علیه السلام في شهر ربيع الآخر سنة 232 ه ، وقد عاصر ثلاثة من سلاطين بني العباس وهم :

1. المعتز (ت 255 ه).

2. المهتدي (ت 256 ه).

3. والمعتمد (ت 279 ه) .

ص: 416


1- الکافي 1 : 13/332 باب 77 ، وکمال الدین 2 : 12/441 باب 43، والإرشاد 2 : 354 ، والغیبة : 215/246 وفیه :(ظریف) بدلا عن ( طریف) .والکافي 1 : 6/331 باب 77، والإرشاد 2 : 352 ، و الغیبة : 231/268 ، وکمال الدین 2/475 بعد الحدیث 25 باب 43، وکمال الدین 2 : 8 431 باب 42
2- کمال الدین 2 : 474 بعد الحدیث 25 باب 43 ، والغیبة : 237/272 ،والغیبة 2: 273 - 238/276 ،وکمال الدین 2 : 7/431 باب 42، وکمال الدین 2 : 11/441 باب 43 ، وکمال الدین 2 : 5/430 باب 42
3- کمال الدین 2 : 16/442 باب 43

وقد كان المعتمد شديد التعصب والحقد على آل البيت علیهم السلام ، ومن تصفح كتب التاريخ المشهورة كالطبري وغيره ، واستقرأ ما في حوادث السنوات (257ه - 260 ه)، وهي السنوات الأولى من حكمه،علم مدى حقده على أئمة أهل البيت علیهم السلام .

ولقد عاقبه الله في حياته،إذ لم يكن في يده شيء من ملكه حتى أنه احتاج إلى ثلاثمائة دينار فلم ينلها ، ومات ميتة سوء إذ ضجر منه الأتراك فرموه في رصاص مذاب باتفاق المؤرخين .

ومن مواقفه الخسيسة أمره شرطته بعد وفاة الإمام الحسن العسكري علیه السلام مباشرة بتفتيش داره تفتيشا دقيقا والبحث عن الإمام المهدي علیه السلام والأمر بحبس جواري أبي محمد علیه السلام واعتقال حلائله يساعدهم بذلك جعفر الكذاب طمعا في أن ينال منزلة أخيه العسكري علیه السلام في نفوس شيعته ، حتى جرى بسبب ذلك - كما يقول الشيخ المفيد - على مخلفي أبي محمد علیه السلام كل عظيمة من اعتقال،وحبس ، وتهديد ، وتصغير ، واستخفاف ، وذل(1).

كل هذا والإمام المهدي في الخامسة من عمره الشريف ، ولا يهم المعتمد العباسي العمر بعد أن عرف أن هذا الصبي هو الإمام الذي سيهدّ عرش الطاغوت نظرا لما تواتر من الخبر بأن الثاني عشر من أهل البيت علیهم السلام سيملأ الدنيا قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا .

فكان موقفه من مهدي الأمة كموقف فرعون من نبي الله موسى علیه السلام الذي ألقته أمه - خوفا عليه - في اليم صبيا ، وبعض الشر أهون من بعض .

ولم يكن المعتمد العباسي قد عرف هذه الحقيقة وحده ، وإنما عرفها

ص: 417


1- الإرشاد 2 : 336

من كان قبله كالمعتز والمهدي، ولهذا كان الإمام الحسن العسكري علیه السلام حريصا على أن لا ينتشر خبر ولادة المهدي إلا بين الخلص من شيعته ومواليه علیه السلام ، مع أخذ التدابير اللازمة والاحتياطات الكافية لصيانة قادة التشيع من الاختلاف بعد وفاته علیه السلام ، إذ أوقفهم بنفسه على المهدي الموعود مرات عديدة وأمرهم بكتمان أمره لمعرفة الطواغيت بأنه ( الثاني عشر) الذي ينطبق عليه حديث جابر بن سمرة الذي رواه القوم وأدركوا تواتره .

وإلا فأي خطر يهدد كيان المعتمد في مولود يافع لم يتجاوز من العمر خمس سنين ؟! لو لم يدرك أنه هو المهدي المنتظر التي رسمت الأحاديث المتواترة دوره العظيم بكل وضوح ، وبينت موقفه من الجبابرة عند ظهوره.

ولو لم يكن الأمر على ما وصفناه فلماذا لم تقتنع السلطة بشهادة جعفر

الكذاب وزعمه بأن أخاه العسكري علیه السلام مات ولم يخلف ولدا ؟

أما كان بوسع السلطة أن تعطي جعفرا الكذاب میراث أخيه علیه السلام من غير ذلك التصرف الأحمق الذي يدل على ذعرها وخوفها من ابن الحسن عجل الله تعالی فرجه الشريف ؟!

قد يقال:بأن حرص السلطة على إعطاء كل ذي حق حقه هو الذي دفعها إلى التحري عن وجود الخلف لكي لا يستقل جعفر الكذاب بالميراث وحده بمجرد شهادته !

فنقول : ومع هذا ، فإنه ليس من شأن السلطة الحاكمة آنذاك أن تتحرى عن هذا الأمر بمثل هذا التصرف المريب،بل كان على السلطة أن تحيل دعوى جعفر الكذاب إلى أحد القضاة ، لاسيما وأن القضية من قضايا الميراث التي يحصل مثلها كل يوم مرات ، وعندها سيكون بوسع القاضي التحقيق واستدعاء الشهود ، كأم الإمام العسكري علیه السلام ونسائه وجواريه والمقربين إليه من بني هاشم ، ثم يستمع إلى أقوالهم ويثبت شهاداتهم ، ثم يصدر الحكم على ضوء ما بيديه من شهادات ، أما أن

ص: 418

تنفرد السلطة بنفسها ويصل الأمر إلى أعلى رجل فيها،وبهذه السرعة،ولما يدفن الإمام الحسن علیه السلام، وخروج القضية عن دائرة القضاء مع أنها من اختصاصاته،ومن ثم مداهمة الشرطة لمن في بيت الإمام العسكري علیه السلام بعد وفاته مباشرة ، كل ذلك يدل على تيقن السلطة من ولادة الإمام المهدي وإن لم تره ، لما سبق من علمهم بثاني عشر أهل البيت كما أشرنا إليه .

ولهذا جاءت للبحث عنه لا بعنوان إعطاء ميراث العسكري علیه السلام لمن يستحقه من بعده ، وإنما للقبض عليه والفتك به بعد أن لم يجدوا لذلك سبيلا في حياة أبيه العسكري علیه السلام.

ولهذا كان الخوف على حياته الشريفة من أسرار غيبته علیه السلام كما مر عليك في إخبار آبائه الكرام علیهم السلام عنها قبل وقوعها بعشرات السنين .

الطريق السابع: اعترافات علماء الأنساب بولادة الإمام المهدي علیه السلام:

إن مما لا شك فيه هو ضرورة الرجوع في كل فن إلى أصحابه ، ومانحن بصدده ، علماء الأنساب أولى به وإليكبعضهم :

1. النسابة الشهير أبو نصر(1): قال: وولد علي بن محمد التقي علیه السلام : الحسن ابن علي العسكري علیه السلام من أم ولد نوبية تدعي : ريحانة،وولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وقبض سنة ستين ومائتين بسامراء ، وهو ابن تسع وعشرين سنة..وولد علي بن محمد التقي العلي علیه السلام جعفرا وهو الذي تسمية الإمامية جعفر الكذاب ، وإنما تسميه الإمامية بذلك، لادعائه ميراث أخيه الحسن علیه السلام دون ابنه القائم الحجة علیه السلام . لا طعن في نسبه(2).

ص: 419


1- سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري من أعلام القرن الرابع الهجري ، كان حيا سنة 341 ه،وهو من أشهر علماء الأنساب المعاصرين لغيبة الإمام المهدي الصغرى التي انتهت سنة 329 ه
2- سر السلسلة العلوية ص39

2. السيد العمري النسابة المشهور من أعلام القرن الخامس الهجري قال ما نصه : ومات أبو محمد علیه السلام وولده من نرجس علیها السلام معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله،وسنذكر حال ولادته والأخبار التي سمعناها بذلك، وامتحن المؤمنون بل كافة الناس بغيبته، وشره جعفر بن علي إلى مال أخيه وحاله فدفع أن يكون له ولد ، وأعانه بعض الفراعنة على قبض جواري أخيه ..(1).

3. الفخر الرازي الشافعي (ت : 606ه)، قال تحت عنوان : أولاد الإمام العسكري علیه السلام ما هذا نصه : أما الحسن العسكري الإمام علیه السلام فله ابنان وبنتان: أما الابنان ، فأحدهما : صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف ، والثاني موسى ، درج في حياة أبيه.وأما البنتان : ففاطمة درجت في حياة أبيها، وأم موسی درجت أيضا(2).

4. المروزي الازورقاني (ت بعد سنة 614 ه )فقد وصف جعفر ابن الإمام الهادي في محاولته إنكار ولد أخيه بالكذاب،وفيه أعظم دليل على اعتقاده بولادة الإمام المهدي(3) .

5.السيد النسابة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عنبه (ت 828 ه ) قال : أما علي الهادي فيلقب العسكري لمقامه بسر من رأى ، وكانت تسمى العسكر، وأمه أم ولد ، وكان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوكل إلى سر من رأى فأقام بها إلى أن توفي ، وأعقب من رجلين هما : الإمام أبو محمد الحسن العسكري علیه السلام، وكان من الزهد والعلم على أمر عظيم، وهو والد الإمام محمد المهدي - صلوات الله عليه - ثاني عشر الأئمة عند الإمامية وهو القائم المنتظر عندهم من أم ولد

ص: 420


1- المجد في أنساب الطالبیین :130
2- الشجرة المبارکة في أنساب الطالیة ص 78 - 79
3- الفخري في أنساب الطالبین ص7

اسمها نرجس، واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقب بالكذاب ، لادعائه الإمامة بعد أخيه الحسن(1).

وقال : ما ترجمته : أبو محمد الحسن الذي يقال له العسكري ،و العسكر هوسامراء ، جلبة المتوكل وأباه إلى سامراء من المدينة ، واعتقلهما .وهو الحادي عشر من الأئمة الاثني عشر ، وهو والد محمد المهدي علیه السلام ، ثاني عشرهم(2).

6.النسابة الزيدي السيد أبو الحسن محمد الحسيني اليماني الصنعاني من أعيان القرن الحادي عشر . ذكر في المشجرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السلام : ( تحت اسم الإمام علي التقي المعروف بالهادي علیه السلام خمسة من البنين وهم : الإمام العسكري، الحسين، موسی، محمد، علي . وتحت اسم الإمام العسكري علیه السلام مباشرة كتب : ( محمد بن ) وبإزائه : ( منتظر الإمامية )(3) .

7. محمد أمين السويدي (ت 1246 ه )،قال:محمد المهدي : وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين ، وكان مربوع القامة ، حسن الوجه والشعر ، أقنى الأنف ، صبيح الجبهة(4) .

8. النسابة المعاصر محمد ويس الحيدري السوري قال في بيان أولاد الإمام الهادي علیه السلام : أعقب خمسة أولاد : محمد وجعفر والحسين والإمام الحسن العسكري وعائشة . فالحسن العسكري أعقب محمد المهدي

ص: 421


1- عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ص199
2- الفصول الفخرية ( في الأنساب مطبوع باللغة الفارسية )ص134 - 135
3- روضة الألباب لمعرفة الأنساب ص105
4- في سبائك الذهب في معرفة قبائل العربص346

صاحب السرداب .

ثم قال بعد ذلك مباشرة وتحت عنوان:(الإمامان محمد المهدي والحسن العسكري) : الإمام الحسن العسكري ولد بالمدينة سنة231ه وتوفي بسامراء سنة 260 ه. الإمام محمد المهدي : لم يذكر له ذرية ولا أولاد له أبدا (1).

ثم علق في هامش العبارة الأخيرة بما هذا نصه:ولد في النصف من شعبان سنة 200 ه ، وأمه نرجس .

وصف فقالوا عنه :

ناصع اللون ، واضح الجبين ، أبلج الحاجب ، مسنون الخد ، أقنى الأنف ، أشم ، أروع ، كأنه غصن بان ، وكأن غرته كوكب دري ، في خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على بياض الفضة ،وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أذنه، ما رأت العيون أقصد منه ولا أكثرحسنا وسكينة وحياء.

وبعد ...

فهذه هي أقوال علماء الأنساب في ولادة الإمام المهدي علیه السلام وفيهم السني والزيدي إلى جانب الشيعي ، وفي المثل : أهل مكة أعرف بشعابها .

الطريق الثامن: اعتراف علماء أهل السنة بولادة الإمام المهدي علیه السلام:

هناك اعترافات ضافية سجلها الكثير من أهل السنة بأقلامهم بولادة الإمام المهدي علیه السلام ، وقد قام البعض باستقراء هذه الاعترافات في بحوث خاصة ، فكانت متصلة الأزمان ، بحيث لا تتعذر معاصرة صاحب الاعتراف اللاحق لصاحب الاعتراف السابق بولادة المهدي علیه السلام، وذلك ابتداء من عصر الغيبة الصغرى للإمام المهدي ال 260ه - 329 ه وإلى

ص: 422


1- في الدرر البهية في الأنساب الحيدرية والاويسية ص73

الوقت الحاضر.

قال ثامر العميدي:(بلغت اعترافات الفقهاء والمحدثين والمفسرين و المؤرخين والمحققين والأدباء والكتاب من أهل السنة أكثر من مائة اعتراف صریح بولادة الإمام المهدي علیه السلام ، وقد صرح ما يزيد على نصفهم بأن الإمام محمد بن الحسن المهدي عجل الله تعالی فرجه الشريف ، هو الإمام الموعود بظهوره في آخر الزمان) (1).

وذكر (128) من مصنفي أهل السنة ممن ذكر الإمام المهدي بعنوان أنه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام، منهم من عاصر الميلاد والغيبة الصغرى، ولشهادات هؤلاء قيمتها التاريخية، ومن بينهم :

1. أبو بكر الروياني، محمد بن هارون (ت: 207 ه):في كتابه المسند.

2. أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي ، من تلاميذ بن جرير الطبري: (ت : 310).

3. محمد بن أحمد بن أبي الثلج، أبو بكر البغدادي (ت:322 ) :في (مواليد الأئمة ) وهو مطبوع من كتاب ( الفصول العشرة في الغيبة) للشيخ

المفيد، ومع كتاب ( نوادر الراوندي ).

4. الخوارزمي (ت: 387 ) في مفاتيح العلوم ص 32 - 33.

وسوف نقتصر على ذكر بعضهم،ومن أراد التوسع في ذلك فعليه مراجعة:

1. الإيمان الصحيح ، للسيد القزويني .

2. الإمام المهدي في نهج البلاغة ، للشيخ مهدي فقيه إيماني .

ص: 423


1- دفاع عن الکافي 568/1

3. من هو الإمام المهدي ، للتبريزي.

4. إلزام الناصب ، للشيخ علي اليزدي الحائري .

5. الإمام المهدي ، للأستاذ علي محمد دخيل .

6. دفاع عن الكافي ، للسيد ثامر العميدي .

وقد ذكر الكتاب الأخير مئة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنة من الذين اعترفوا بولادة الإمام المهدي علیه السلام مع ترتيبهم بحسب القرون ، فكان أولهم ( أبو بكر محمد بن هارون الروياني ت 307 ه ) في كتابة المسند (مخطوط ) وآخرهم الأستاذ المعاصريونس أحمد السامرائي في كتابه : سامراء في أدب القرن الثالث الهجري ، ساعدت جامعة بغداد على طبعه سنة 1968م(1) .فمن جملة علماء السنة القائلين بالولادة هم:

1. ابن الأثير الجزري عز الدين (ت 630ه )قال في حوادث سنة 260ه : وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري ، وهو أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية ، وهو والد محمد الذي يعتقدونة المنتظر ..(2)

2. ابن خلكان (ت681ه ) : أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله ، ثاني عشر الأئمة الاثني عشر على اعتقاد الإمامية المعروف بالحجة...كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين(3).

3. ثم نقل عن المؤرخ الرحالة ابن الأزرق الفارقي (ت 577 ه ) أنه قال في تاریخ میافارقين : إن الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين ، وهو الأصح.

ص: 424


1- دفاع عن الكافي1 : 568 - 592تحت عنوان : الدليل السادس : اعترافات أهل السنة.
2- الكامل في التاريخ ، ج 274:7
3- وفيات الأعيان 4 : 176/562

أقول : الصحيح في ولادته علیه السلام هو ما ذكره ابن خلكان أولاً، وهو يوم الجمعة منتصف شهر شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين، وعلى ذلك اتفق جمهور الشيعة وقد أخرجوا في ذلك روايات صحيحة في ذلك مع شهادة أعلامهم المتقدمين، وقد أطلق هذا التاريخ الشيخ الكليني المعاصر للغيبة الصغرى بكاملها تقريباً إطلاق المسلمات وقدمه على الروايات الواردة بخلافه ، فقال : ( ولد علیه السلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين)(1).

4. الذهبي (ت 748 ه ) اعترف بولادة المهدي علیه السلام في ثلاثة من كتبه، ولم نتتبع كتبه الأخرى : وفيها ( أي : في سنة 256 ه) ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني،أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة الخلف الحجة ، وتلقبه بالمهدي والمنتظر، وتلقبه بصاحب الزمان ، وهو خاتمة الاثني عشر(2).

وقال في ترجمة الإمام الحسن العسكري:الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا بن موسی بن جعفر الصادق ، أبو محمد الهاشمي الحسيني ، أحد أئمة الشيعة الذي تدعي الشيعة عصمتهم،ويقال له:الحسن العسكري ، لكونه سكن سامراء ، فإنها يقال لها العسكر، وهو والد منتظر الرافضة،توفي إلى رضوان الله بسامراء في ثامن ربيع الأول سنة ستين و مائتين وله تسع وعشرون سنة، ودفن إلى جانب والده .

وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة

ص: 425


1- الکافي 1 : 514 باب 125 باب مولد الصاحب علیه السلام
2- العبر في خبر من غبر 3 :31

فولد سنة ثمان وخمسين ، وقيل سنة ست وخمسين (1).

وقال : المنتظر الشريف أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري ابن علي الهادي ابن محمد الجواد ابن علي الرضی ابن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن زين العابدین ابن علي ابن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب ، العلوي ، الحسيني خاتمة الاثنيعشر سيدا(2)

أقول : ما يعنينا من رأي الذهبي في ولادة الإمام المهدي فقد بيناه ، وأما عن اعتقاده بالمهدي ، فهو كما في جميع أقواله الأخرى،كان ينتظر-كغيره - سرابا كما أوضحناه في من يعتقد بكون المهدي ( محمد بن عبدالله .

5. ابن الوردي (ت 749ه): قال في ذيل تتمة المختصر المعروف بتاريخ ابن الوردي:ولد محمد بن الحسن الخالص سنة خمس وخمسين ومائتين(3).

6. أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي (ت 974 ه ) قال ما هذا نصه : أبو محمد الحسن الخالص ، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري ، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ... مات بسر من رأىودفن عند أبيه وعمه وعمره ثمانية وعشرون سنة ، ويقال:إنه سم أيضا،ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة ، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن أتاه الله فيها الحكمة ويسمى القائم المنتظر ، قيل : لأنه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب انتهى(4) .

ص: 426


1- تاريخ دول الإسلام في الجزء الخاص بحوادث ووفيات ( 251 - 260ه).
2- سير أعلام النبلاء 119:13الترجمة رقم 60
3- نقله عنه مؤمن بن حسن الشبلنجي الشافعي في نور الأبصار ص186
4- الصواعق المحرقة ط1 ص 207، وط2ص 124، وط3 ص 313 - 314، في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر.

7. الشبراوي الشافعي (ت 1171 ه )صرح:بولادة الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري علیهما السلام في ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين من الهجرة (1) .

8. مؤمن بن حسن الشبلنجي (ت 1308 ه ) أعترف باسم الإمام المهدي، ونسبة الشريف الطاهر وكنيته وألقابه في كلام طويل إلى أن قال : وهو آخر الأئمة الاثني عشر على ما ذهب إليه الإمامية ثم نقل عن تاريخ ابن الوردي ما تقدم برقم (4) (2) .

إلى غير هذا من الاعترافات الكثيرة الأخرى التي لا يسعها البحث .

الطريق التاسع: اعتراف أهل السنة بان المهدي هو ابن العسكري علیه السلام:

هناك اعترافات أخرى من علماء أهل السنة بخصوص كون المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان إنما هو محمد بن الحسن العسكري علیهما السلام الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت علیهم السلام الذين هم أئمة للمسلمين جميعا لا للرافضة وحدهم كما يدعيه البعض مع الأسف الشديد، وكأن النبي صلی الله علیه وآله أوصي(الرافضة)وحدهم بالتمسك بالثقلين : كتاب الله وعترته أهل بيته علیهم السلام! وعلى أية حال فإننا سوف نذكر بعض من أنصف وصرح بالحقيقة وهم :

1. محيي الدين بن العربي (ت 638 ه ):صرح بهذه الحقيقة في الباب السادس والستين وثلاثمائة في المبحث الخامس من كتابه(الفتوحات المكية)على ما نقله عنه عبد الوهاب بن أحمد الشعراني الشافعي(ت 973ه ( في كتابه(الیواقیت والجواهر 143:2مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1378 ه) ، كما نقل قوله الحمزاوي في (مشارق

ص: 427


1- الإتحاف بحب الأشراف ،ص68
2- نور الأبصار ،ص186

الأنوار)، والصبان في (إسعاف الراغبين ).

ولكن من يدعي الحفاظ على التراث سولت له نفسه حذف هذا الاعتراف من طبعات الكتاب إذ لا يوجد في الباب المذكور - كما تتبعته بنفسي - ما نقله الشعراني عنه ، فقال : وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات : واعلموا أنه لابد من خروج المهدي علیه السلام، ولكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما ،فيملؤها قسطا وعدلا ، ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد ، طول الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة ، وهو من عترة رسول الله صلی الله علیه وآله، من ولد فاطمة علیها السلام ، وجده الحسين بن علي بن أبي طالب ، ووالده حسن العسكري ابن الإمام علي النقي ..

2. كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت 652 ه ) قال : أبي القاسم محمد بن الحسن الخالص بن علي المتوكل بن القانع بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب ، المهدي ، الحجة، الخلف الصالح، المنتظر علیهم السلام. ورحمة الله وبركاته(1)، ثم أنشد أبياتا ، مطلعها :

فهذا الخلف الحجة قد أيده الله *** هذا منهج الحق وآتاه سجاياه

3.سبط ابن الجوزي الحنبلي (ت 654 ه ( قال عن الإمام المهدي :هو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیهم السلام وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم ، وهو الخلف الحجة ، صاحب الزمان ،القائم والمنتظر والتالي وهو آخر الأئمة(2) .

ص: 428


1- مطالب السوول ،2 : 79 باب 12
2- تذکرة الخواص ، ص363

4. محمد بن يوسف أبو عبد الله الكنجي الشافعي ، (المقتول سنة 865ه ) قال عن الإمام الحسن العسكري علیه السلام ما نصه : مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر ، من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وقبض يوم الجمعةلثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين ، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه، وخلف ابنه وهو الإمام المنتظر -صلوات الله عليه - ، ونختم الكتاب ونذكره مفردا (1).

ثم أفرد لذكر الإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري علیه السلام كتابا أطلق عليه اسم (البيان في أخبار صاحب الزمان) وهو مطبوع في نهاية

كتابه الأول ( كفاية الطالب ) وكلاهما بغلاف واحد ، وقد تناول في البيان أموراً كثيرة ، كان آخرها إثبات كون المهدي علیه السلام حياً باقياً منذ غيبته إلى أن يملأ الدنيا بظهوره في آخر الزمان قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً(2) .

5.نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي(ت 855ه)عنون الفصل الثاني عشر من كتابه:(الفصول المهمة )بعنوان : في ذكر أبي القاسم الحجة الخلف الصالح ابن أبي محمد الحسن الخالص ، وهو الإمام الثاني عشر.

وقد احتج في هذا الفصل بقول الكنجي الشافعي:ومما يدل على كون المهدي حيا باقيا منذ غيبته إلى الآن ، وأنه لا امتناع في بقائه كبقاء عيسى ابن مريم والخضر وإلياس من أولياء الله،وبقاء الأعور الدجال و إبليس اللعين من أعداء الله ، هو الكتاب والسنة .

ص: 429


1- آخر صحیفة من کتابة کفایة الطالب.
2- راجع ص 521 باب 25

ثم أورد أدلته على ذلك من الكتاب والسنة،مفصلا تاريخ ولادة الإمام المهدي علیه السلام ، ودلائل إمامته ، وطرفا من أخباره ، وغيبته ، ومدة قيام دولته الكريمة ، وذكر كنيته ، ونسبه ، وغير ذلك مما يتصل بالإمام المهدي محمد بن الحسن العسكري علیهما السلام(1)

وأكتفي بهذا المقدار .

ملاحظات:

*ملاحظات(2)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

شكر الله سعي الأخ مؤمن الطاق على هذا الجهد وجعله في ميزان حسناته ، وأحب أن أسجل بعض الملاحظات لتتميم الفائدة .

الملاحظة الأولى:إن الروايات التي تدل على ولادته عجل الله فرجه الشريف تشكل تواترا يوجب اليقين بولادته،فلا يضر ضعف بعض أسانيدها ، فكيف والحال أن سند جملة كثيرة منها صحيح لا مطعن فيه.

الملاحظة الثانية:قد يعترض الكاتب على روايات النواب الأربعة بأن لهم منفعة مادية في الأخبار بوجوده ، والجواب عن ذلك بوجوه :

الوجه الأول : إن دعوى النيابة عنه ليست معبدة بالورد والرياحين ، بل إن من يكون له صلة به يكون معرضا للخطر والمحاكمة والمتابعة من قبل السلطات .

ص: 430


1- راجع ص 287 - 200
2- قدّمها لكاتب البحث (المفيد) وهو لقب أحد الفضلاء في منتديات الأنترنيت .

الوجه الثاني:لو كان هؤلاء النواب ينتفعون بالمال الذي يأخذونه من الشيعة، لظهر ذلك على حالتهم المادية ،ولبان للناس رفاه معيشتهم ، و علامات الترف لا تخفي ،ولو اختفت في حياتهم فسوف تظهر بعد مماتهم، وسيتنازع ورثتهم على تركتهم ، ودعوى أنهم كانوا يأخذون الأموال لكنزها ، سخيفة للغاية، إذ لوسلم كون أحدهم شحيحا لا هم له إلا جمع الأموال من غير أن يستمتع بها في حياته ، فلن يتفق ذلك في الجميع .

الوجه الثالث:هل الشيعة مستغنون عن أموالهم حتى يدفعوها إلى هؤلاء

النواب من غير أن يكون أمر وجود الإمام مسلما عندهم ؟

ولنفرض أن جمعا من الناس كان بسيطا يدفع أمواله بهذه الدعوى ، فلن ينطبق هذا على أهل الرأي والفكر منهم ، وكثيرما هم.

الوجه الرابع:إن الذين ناشدوا النواب ، إنما ناشدوهم عن ملاقاتهم للإمام، وهذا يعني أن أصل وجود المنوب عنه مفروغ عنه عند السائلين ، وإنما السؤال عن لقاء النائب بالمنوب .

الوجه الخامس:إن مجرد كون الدعوى محتملة النفع لا يمنع من قبول الخبر إذا كان المخبر إنسانا موثوقا به ،ولو رددنا كل رواية باحتمال انتفاع الراوي بها لضاعت السنن والآثار ، ولا أقل من أن نحتمل في حق الراوي أنه يريد أن يروي ليكون له مقام بين الناس و يرجع الخلق إليه ويجله الذين يروي لهم و يحترمونه ، وليس حرص الإنسان على المال بأكثر من حرصه على التقدير الاجتماعي .

فإذا كان احتمال كذب الراوي لأجل احتمال حصوله على المال بروايته مانعا من الأخذ بروايته وإن كان موثوق الحديث ، مأمونا، صادق اللهجة، معروفا بالصلاح ، فليكن احتمال كذبه للجاه مانعا من قبول روايته .

ص: 431

الملاحظة الثالثة:قد يعترض الكاتب على إثبات الذهبي وأمثاله لولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) بأن الذهبي لم يدرك ذلك العصر ولم يذكر دليل على

ذلك

والجواب:إن هذا خلط منه بين حكم الرأي وحكم الرواية،والرجوع إلى الذهبي في ما نحن فيه من باب الاعتماد على الخبير في رأيه ، وليس اعتمادا على المخبر في روايته . وهذا واضح لمن عرف .

الملاحظة الرابعة : إن مما لابد منه أن يبين أن الأدلة الأخرى التي أقامها

علماؤنا كفيلة أيضا بإثبات ولادة الإمام المهدي عجل الله فرجه ، وليس معنى قبولنا لتحدي الكاتب ، وإتياننا بما يسميه الكاتب خطأ بالدليل التاريخي أننا نوافق على ما يريد الكاتب أن يوحي به للقارئ والمشاهد منقصور بقية الأدلة.والكاتب في طرحه هذا يشبه من يأتي للشيعة فيتحداهم أن يثبتوا له إمامة أمير المؤمنين علیه السلام من حديث الدار يوم الإنذار، فإنه لوسلم عدم كفاية حديث الدار في إثبات إمامته علیه السلام فإن هذا لا يعني بوجه من الوجوه عدم وجود دليل على إمامة أمير المؤمنين علیه السلام.

ولهذا أقترح على الشيخ الكوراني أن يقرر دليل النوبختي الأول ،والذي ذكره في آخر كتاب التنبيه،وليطلب من أحمد الكاتب أن يناقش في دليله هذا ، إن كان للكاتب بضاعة يستطيع أن يتعامل بها في سوق العلم.

ص: 432

قطيفيات.. لؤي محمد شوقي آل سنبل

توطئة:

اشارة

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على أشرف خليقته محمد وآله الطاهرين ، واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين .. وبعد ..

نذكر في هذا الفصل ما عثرنا عليه من المؤلفات القطيفية حول صاحب الزمان - أرواحنا لتراب مقدمه الفداء - ، وبعض الأبيات التي لها قصة أو

حادثة تتعلق به علیه السلام، وكذا بعض الفوائد المختصرة التي لم تدرج ضمن الكتاب،وشيئاً من القصص الكثيرة التي يرويها الآباء والأجداد والتي سمعناها من المعاصرين أيضاً، قصص كرامات ومنامات صادقة تتعلق بصاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وحيث أن الكثير مما يتناقل مصدره(السماع)، وهو مصدر لا يعتمد عليه البعض،حتى وإن كان سماعاً من الثقات،فقد عدلنا عن رواية القصص المتكاثرة إلى رواية قليل مما أثبت، بتظافر المصادر على روايته ، أو لروايته في كتب تثبّت منها أصحابها، فجاءت هذه القصص كنموذج لغيرها الكثير.

أولاً: مؤلفات قطيفية:

1. الإتحاف في النص والاعتراف بالأئمة الأشراف:للخطيب كاظم بن العلامة الشيخ منصور المرهون ، الكتاب موزع على فصول لكل إمام فصل،فالفصل الأخير في الحجة المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، وهو مخطوط عند مؤلفه.

2. إحياء ليلة النصف من شعبان : الرسالة والمضمون ، للشيخ حسين

ص: 433

علي المصطفى، المطبوع سنة 1427ه في 189صفحة .

3. الإمام المهدي أمل الشعوب ، للشيخ حسن بن موسى بن الشيخ رضي

الصفار ، المطبوع سنة 1399ه في 88 صفحة(1).

4. الإمام المهدي وبشائر الأمل،للشيخ حسن بن موسى بن الشيخ رضي الصفار ، المطبوع سنة 1423ه في 47 صفحة(2).

5. ترانيم المحبين : مجموعة ( أدعية وزيارات ) ، للأستاذ الخطيب عارف عبد الرزاق آل سنبل،جمع فيه الأدعية والزيارات التي تقرأ لصاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، لا الأدعية المروية عنه.

6. ( جامعة البيان في رجعة صاحب الزمان )،منظومة للشيخ علي البلادي القديحي،هكذا جاء اسمها في ( أنوار البدرين ) وورد اسمها في مخطوطة الديوان (جامعة البيان في أحوال صاحب الزمان )(3).

7. الحجة المنتظر(عجل الله تعالی فرجه الشریف):للخطيب الحاج كاظم بن العلامة الشيخ منصور المرهون، وهو مخطوط عند مؤلفه .

8. حق الليلة ( ليلة النصف من شعبان ) ، لعلي بن إبراهيم بن سلمان

الدرورة ، مطبوع سنة 1423ه في 16 صفحة(4).

9. الذخيرة في المحشر والروض الفائح الأزهر في مولد الإمام الثاني عشر، للشيخ محمد بن عبد الله أبو عزيز الخطي والكتاب مطبوع متداول يقرأ فيه أيام المولد المبارك، وقد ذكر فيه المؤلف بعض شعره في المولد(5).

وإليه أشار الشيخ محمد آل عبد الجبار ، بقوله : (وفي تاريخ شيخ

ص: 434


1- معجم المؤلفات الشيعية في الجزيرة العربية ، ج1 ص 343
2- معجم المؤلفات الشيعية في الجزيرة العربية ، ج 2 ص288
3- سأوردها إن شاء الله في القسم الخاص بالأراجيز، ج2 ص8 -23
4- معجم المؤلفات الشيعية في الجزيرة العربية ، ج 2 ص 289
5- سوف أدرج هذا الشعر إن شاء الله ، في ج2 ص 378 - 379

محمد أبو عزيز الخطي : (قيل إن له أبنا) وهو ساقط لا عبرة به)(1).

10. سبيل اللقاء : ديوان للشاعر(علي جعفر إبراهيم)،مطبوع سنة1424ه قال عنه الشاعر:( في مديح مولاي حجة الله على العالمين.. صاحب الزمان عجل الله فرجه ، مجموع ما كتبته في(1414 - 1424ه) كما قال عنه : ( وقد أفردت لمديحه ديواناً خاصاً أسميته (سبيل اللقاء ) يحوي تسعاً وستين ما بين قصيدة ومقطوعة ، فيها أكثر من سبعمئة بيت ... )

وسيأتي خلال الكتاب بعض شعره ، وقد بدأ ديوانه بقوله :

ألم نتوسل به للمراد *** فكان المؤمل يدعو لنا

ألسنا ننادي : أبا صالح *** فيصلح من لطفه حالنا

وإنا على ندبنا ظالمون *** عصاة فينعش آمالنا

فمالي لا أحسن الظن فيه *** بأن يتقبل أعمالنا

11. صاحب الأمر: للشيخ نزار محمد شوقي آل سنبل : كتبه سنة 1403 تكلم فيه عن (نسب الإمام، ولادته، ألقابه، صفته ، المهدي في القرآن المهدي في السنة، الذين قالو بتواتر الأحاديث في المهدي، المهدي والعقل .. وبعض الموضوعات المتعلقة بالغيبة وما يتعلق بها ، كالفائدة منه وهو غائب، وبعض الشبه حول طول العمر...)وكتابته على سبيل الاختصار .

12.الفجر المقدس : المهدي علیه السلام ، إرهاصات اليوم الموعود و أحاديث سنة الظهور، للسيد مجتبی بن السيد علوي السادة المطبوع سنة 1421ه (2).

ص: 435


1- هدي العقول إلى أحاديث الأصول ج9 ص13، وعبارة الشيخ أبو عزيز في المطبوع :(وأما ما ذكر من حصول الأولاد له على حال غيبته فغير منكور ولا محصور وإن كان غير مشهور وما ينقل إنه في جزيرة تسمى جزيرة الحمراء وله بها أولاد كثيرة وأنهم يترقبون ظهوره في كل جمعة، بحيث يجتمع له عسكر عظيم وخيل عظيمة مسرجة وملجمة، فذلك من الخرافات والحكايات الكاذبة، لمنافاة تلك الغيبة وتصريح تلك الأخبار بأنه علیه السلام لا يرى شخصه ).
2- معجم المؤلفات الشيعية في الجزيرة العربية ، ج2 ص292

13. في رحاب الإمامين العسكري والحجة علیهما السلام، للشيخ فوزي آل

سيف، مطبوع سنة 1426ه.

14. قبس من الغيبة ، للأستاذ قيس عيسى مهدي آل مهنا ، مخطوط.

15.ماسكة الزمام في منع التوقيت للغائب(عجل الله تعالی فرجه الشریف)والرد على الموقتين، للشيخ جعفر بن محمد آل أبي المكارم (1).

16. المختصر في حياة الإمام المنتظر علیه السلام، للشيخ عبد الله الحسن ، طبع سنة 1426ه.

17. مسألة في حق الإمام في زمن الغيبة ، للشيخ محمد صالح بن الشيخ أحمد آل طعان البحراني القطيفي(2)،قال في مقدمتها : ( الحمد لله على نواله وصلى الله على محمد وآله ، وبعد .. فقد سألتني - أدام الله تأييدك - عن حال حق الإمام علیه السلام في زمن الغيبة .

فاعلم بأنه لا ينبغي الارتياب في عدم التحليل-كما هو قضية أصول المذهب وقواعده، من الاستصحاب وأصالة العدم وقاعدة اشتراك التكليف وعمومات الكتاب والسنة -من غير معارض ، لانحصاره فيما توهموا دلالته من أخبار التحليل الواردة عن سائر الأئمة التي هي بمعزل عن ذلك جداً، لا لأنه ليس لإمام أن يحلل إلا حقه لا حق. إمام متأخر ، فإنه ممنوع .

إذ الذي يظهر من النصوص أن الخمس كله لفاطمة ثم للأئمة من ولدها يرثه المتأخر منهم من المتقدم ، مع أنه قد يكون ما ورد منهم إخباراً عن وقوع التحليل من الحجة علیه السلام في عصره ، أو من الله تعالى أيضاً. بل لأنها دلت على وقوع التحليل من قبل من النبي صلی الله علیه وآله والأمير وفاطمة وسائر الأئمة عليهم السلام لتطيب ولادة الشيعة ، وهو منافٍ لما ندري ونعلمه بالقطع واليقين من الأخبار المتواترة .. إلخ .

ص: 436


1- معجم المولفات الشیعیة في الجزیرة العربیة ، ج1 ص 243
2- منشورة في مجله التراث المجلد 3 العدد 4 ص 75 - 83

18. مشكاة الأنوار في إثبات رجعة محمد و آله الأطهار، للشيخ محمد بن عبد علي آل عبد الجبار ، توجد منه نسخة مخطوطة بهذا الاسم في مركز إحياء التراث الإسلامي - قم) ، تقع في 230 صفحة ، بقلم حسن بن سلطان بن علي بن خليفة ، وتاريخ نسخها 27 رجب 1244ه، كما توجد نسخة أخرى من الكتاب باسم(تحفة أهل الإيمان لصاحب العصر والزمان) في ( آستان قدس رضوي - مشهد ) وتاريخ نسخها 27 ربيع الآخر 1346ه ، والنسختان الكتاب واحد ، فلا فرق بينهما إلا فروقات قليلة جدا كأنها من النسّاخ.

والكتاب(بحث كلامي في رجعة أهل البيت علیهم السلام ، كتبه استجابة لطلب بعض الإخوان، وقد رتّبه على أبواب :

الأول:في الأدلة على صحة الرجعة لبعض زمن القائم(عجل الله تعالی فرجه الشریف)وثبوته ودولته ودفع الشبه الواردة في ذلك ، وقد ضمنه عشر مسائل .

الثاني:في إثبات الرجعة نقلاً وعقلاً ودفع شبه المنكرين وذكر بعض أحكامها وخصائصها ، وقد ضمنه عشرة فصول .

الثالث : في نقل كيفية أحوال القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) والرجعة .

الأولى : في ذكر الكوفة .

والثانية : في غيبتي الإمام .

والثالثة : في ثواب انتظار الفرج.

والرابعة : في جواز تسمية الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف) باسمه زمن الغيبة )(1).

وكلا النسختين توجد صورتهما لدى (مؤسسة طيبة لإحياء التراث)(2). وقد تقدم شيء منه في ص99 - 118 من هذا الكتاب .

ص: 437


1- مذكرة فيها شيء من نشاط دار المصطفى صلی الله علیه وآله لإحياء التراث .
2- زودني ببعض فصول النسختين ابن الخال فضيلة الشيخ ضياء آل سنبل حفظه الله .

19. مطارحات فكرية:للأستاذ أبو أحمد،وهو عبارة عن حوار حول الإمام المهدي علیه السلام بينه وبين أحد الأكاديميين من أهل السنة ، وقد بدأ الحوار حول ادعاء(أن الشيعة يشابهون النصارى في موضوع العصمة)ثم دار الحوار حول ستة أقوال كان قد ادعاها المحاور السني ، وهي :

الأول : القول بأن فكرة المهدي داخلة في إطار الفكر الأسطوري .

الثاني : القول بأنه تم تحوير الكلام عن الرسول والأئمة .

الثالث:القول بأن فكرة المهدي من الأفكار والآراء التي تؤدي إلى تفرق المسلمين .

الرابع:القول بأنه تمّ الخلط بين الأدلة الصحيحة على ظهور المهدي وبقاء محمد بن حسن العسكري وأنه هو المهدي .

الخامس : القول بعدم وجود الترابط بين الاثنين إلا التكلف .

السادس:القول بعدم قبول أي مراجعة للفكرة الأولى للإمامة في صورتها الحالية .

بالإضافة إلى فوائد واستفسارات أخرى غير هذه المحاور الستة .

20. مناظرات في العقائد والأحكام ، للشيخ عبد الله الحسن ، حيث عقد أحد فصله باسم ( الإمام الحجة علیه السلام والحكمة من الغيبة ) ، ذكر فيه (10) مناظرات حول الموضوع،ومن جملتها:(مناظرة ابن طاووس مع بعضهم في غيبة الإمام المهدي علیه السلام ):( وقد كان سألني بعض من يذكر أنه معتقد لإمامته،فقال:قد عرضت لي شبهة في غيبته.فقلت: ما هي ؟ فقال : أما كان يمكن أن يلقى أحداً من شيعته ويزيل الخلاف عنهم في العقائد ، ويتعلق بدين جدّه محمد صلی الله علیه وآله وشريعته، واشترط عليَّ أن لا أجيبه بالأجوبة المسطورة في الكتب، وذكر أنه ما أزال الشبهة منه ما وقف عليه، ولا ما سمعه من الأعذار المذكورة . فقلت له: أيهما أقدر على إزالة الخلاف بين العباد،وأيما أعظم وأبلغ في الرحمة و العدل والإرفاد، أليس الله جل جلاله ؟ فقال : بلى ، فقلت له : فما منع الله جل جلاله أن يزيل الخلاف بين

ص: 438

الأُمم أجمعين، وهو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، وهو أقدر على تدبير ذلك بطرق لا يحيط بها علم الآدميين، أفليس أن ذلك لعذر يقتضيه عدله وفضله على اليقين ؟ فقال : بلى . فقلت له : فعذر نائبه علیه السلام هو عذره على التفصيل،لأنه ما يفعل فعلاً إلا ما يوافق رضاه على التمام.فوافق وزالت الشبهة، وعرف صدق ما أورده الله جل جلاله على لساني من الكلام ) .

21. منظومة في أحوال صاحب الزمان علیه السلام، للشيخ عبد الله ابن الشيخ ناصر نصر الله(1)

22.من هو خليفة المسلمين في هذا العصر؟للشيخ علي آل محسن،طبع سنة 1425ه .

23. موسوعة خاتم الأوصياء ، للحاج عبد القادر أبو المكارم .

يجمع فيها كل ما قيل في حق صاحب الزمان علیه السلام من الشعر الفصيح والشعبي ، وقد بدأ هذا المشروع ولا زال يعمل فيه ، وفقه الله لإتمامه .

24.نعمة المنان في إثبات وجود صاحب الزمان:للشيخ أحمد ابن الشيخ صالح ابن طوق (2).

25.هدى العقول إلى أحاديث الأصول : أغلب الجزء التاسع منه ، للشيخ

محمد بن عبد علي آل عبد الجبار شرحا لأصول الكاف(3).

وقد قدّم لشرح الأحاديث بمقدمات ، وهي :

المقدمة الأولى : أن الإمام العسكري لم يخلف إلا الإمام المهدي علیهما السلام .

المقدمة الثانية : في وجوب إمام لكل عصر.

المقدمة الثالثة : في ذكر طائفة من الدلالات الدالة على إمامة الإمام

ص: 439


1- أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ، ج2 ص254.
2- رسائل آل طوق القطيفي ج1 ص16.
3- الجزء (9) حسب ترتيب الطبعة الحديثة ، وحسب ترتيب المؤلف هو (13).

الثاني عشر وتشخصه .

المقدمة الرابعة : في نقل جملة من كلام العامة وإثبات القائم المهدي(عجل الله تعالی فرجه الشریف)

المقدمة الخامسة:في ذكر بعض ما ورد من طرقنا في صفته الظاهرة الدالة على كماله الغيبي وجمعه للكمالين ، وذكر اسمه .

المقدمة السادسة : في دفع شبه العامة .

المقدمة السابعة : مناقشة العامة في الإمام بعد الحادي عشر .

المقدمة الثامنة : إثباته من طرق العامة .

وقد استوعب الحديث في ذلك بالتفصيل والمناقشة ودفع جميع الشبه

التي يعترض بها المعترضون ، وأثبت كلامه بالحجج العقلية والنقلية .

26. وأشرقت الأرض .. ، للخطيب محمد علي آل ناصر، وهو كتاب معد للطبع ، يقع في حدود 400 صفحة ، كتب على غلافه تعريفاً به :(دراسة في سيرة الإمام المهدي علیه السلام منذ ولادته إلى أيام ظهوره )،تطرق فيه لموضوعات كثيرة مثل : (الإمام المهدي علیه السلام في القرآن - الإمام المهدي علیه السلام في الحديث- الإمام المهدي علیه السلام في الأدب- لماذا يشككون في الإمام المهدي ؟ الجزيرة الخضراء بين القبول والرفض - شهر مولده شعبان - لماذا يعظم الشيعة يوم التاسعمن ربيع الأول ؟ علامات الظهور . الإمام المهدي علیه السلام في عصر الظهور -الدعاء للإمام في عصر الغيبة الكبرى . بعض أشراط الساعة..) ، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بصاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف).

27. الوعد في شرح دعاء العهد:للأستاذ أبو حسين القطيفي ، شرح فيه هذا الدعاء العظيم وتطرق فيه لكثير من الموضوعات ، مثل : ( بحث في الأسماء الحسنى، آل محمد صلی الله علیه وآله هم الأسماء الحسنى، معرفة الإمام (عجل الله تعالی فرجه الشریف)، فوائد التعمق في صفاته علیه السلام، أبرز مدعي المهدوية عبر التاريخ، خصائص ومميزات عصره علیه السلام، الأجواء العامة لبيئة عصر الظهور ( المجال الديني، السياسي، الأخلاقي والسلوكي، الاجتماعي، الثقافي، الأقتصادي،

ص: 440

الآيات الكونية والطبيعية، الانتظار الواعي)وغيرها من الموضوعات .

28. ولادة الإمام المهدي(عجل الله تعالی فرجه الشریف)فوق الشبهات : للشيخ محمد بن عيسى بن سلمان البناي ، استعرض فيه ثمانية أدلة تثبت ولادته علیه السلام على مسلك السنة، وأحد عشر دليلاً على مسلك الشيعة ، وختم كتابه بدحض الشبهات التي أقامها المنكرون لولادته علیه السلام .

29. وَلَهُ العشاق : مجموعة أبحاث في شرح(دعاء الندبة)للأستاذ الخطيب عارف عبد الرزاق آل سنبل .

ثانياً : من قصص اللقاء
اشارة

*ثانياً : من قصص اللقاء (1)

1.الشيخ إبراهيم القطيفي رحمة الله :

*الشيخ إبراهيم القطيفي رحمة الله :(2)

قال الشيخ فرج العمران رحمة الله في أزهاره : ( .. وفي لؤلؤة البحرين ما لفظه:

ص: 441


1- هناك بعض القصص التي تسير في هذا الركاب ، إلا أن عدم القطع بالمرأي أو بُعد العهد بالقصة يمنع من إثباتها بالتفصيل ، خوفاً من الوقوع في بعض المحاذير ، فمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: - قصة لقاء مع العلامة المقدس الحجة الشيخ فرج العمران قدس سره ، يرويها الحاج أحمد المزين رحمة الله ، حيث كانوا في سفر للحج فضيعوا الطريق ، ثم جاءهم رجل ونزل له الشيخ فرج قدس سره وتكلم معه ودلهم على الطريق . - قصة لقاء الخطيب المرحومالسيد محمد آل إدريس رحمة الله برجل نوراني في الحرم النبوي الشريف ، يرويها عنه مباشرة الملا عبد الواحد آل سنبل .
2- الشيخ إبراهيم القطيفي هو:أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان القطيفي قدم إلى العراق أواخر جمادی الثانية سنة 913ه ، وأخذ يتنقل بين الحلة والنجف إلى أن توفي في النجف بعد سنة 951ه ، قال عنه الشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب : ( ... كان عالماً فاضلاً ورعاً صالحاً ، من كبار المجتهدين وأعلام الفقهاء والمحدثين،كان في غاية الفضل، معاصراً للشيخ نور الدين المحقق الكركي،ويروي عنه بالإجازة أيضاً، وكانت بينهما مناظرات)،وقد ترجمه العلامة الشيخ محسن المعلم ترجمة متوسطة طبعت مقدمة لبعض كتبه ونشرت في مجلة التراث المجلد1العدد1

وقد رأيت بخط بعض العلماء أنه حكي عن بعض أهل البحرين في حق الشيخ إبراهيم هذا ، أن هذا الشيخ قد دخل عليه الإمام الحجة علیه السلام في صورة رجل يعرفه الشيخ فسأله : أي الآيات من القرآن في الموعظة أعظم؟

فقال الشيخ : قوله تعالى :«إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ»(1) .

فقال علیه السلام : صدقت يا شيخ ، ثم خرج ، فسأل أهل البيت : هل خرج فلان ؟ فقالوا : ما رأينا أحداً داخلاً ولا خارجاً . انتهى .

أقول : ذكر هذه الحكاية كل من تعرض لترجمة الشيخ المذكور ، كصاحبي الروضات والأنوار والشيخ عباس القمي في الكنى والألقاب، وهي دالة على قربه من أهل بيت العصمة علیهم السلام واستحقاقه لزيارتهم علیهم السلام وكونه موفقاً للصواب في الجواب، بدليل التصديق من الإمام الحجة علیه السلام كما لا يخفى)(2)

2.السيد ابن معصوم القطيفي رحمة الله :

*السيد ابن معصوم القطيفي رحمة الله(3)

( الحكاية الحادية والثلاثون:حدثني العالم النبيل والفاضل الجليل الصالح الثقة العدل الذي قلّ له البديل، الحاج المولي محسن الأصفهاني المجاور لمشهد أبي عبد الله علیه السلام حيا وميتا ، وكان من أوثق أئمة الجماعة قال : حدثني السيد السند والعالم المؤيد التقي الصفي السيد محمد ابن السيد مال الله ابن السيد معصوم القطيفي رحمهم الله، قال :

قصدت مسجد الكوفة في بعض ليالي الجمع، وكان في زمان مخوف لا يتردد إلى المسجد أحد إلا مع عدة وتهيئة، لكثرة من كان في أطراف

ص: 442


1- فصلت ،40
2- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ج4 ص199
3- السيد محمد بن السيد مال الله الفلفل،(أبو الفلفل)،وستأتي ضمن هذا الجزء والذي يليه بعض القصائد والمقطوعات الشعرية له .

النجف الأشرف من القطاع واللصوص، وكان معي واحد من الطلاب ، فلما دخلنا المسجد لم نجد فيه إلا رجلاً واحداً من المشتغلين ، فأخذنا في آداب المسجد، فلما حان غروب الشمس،عمدنا إلى الباب فأغلقناه وطرحناخلفه من الأحجار والأخشاب والطوب والمدر إلى أن اطمئننّا بعدم إمكان انفتاحة من الخارج عادة،ثم دخلنا المسجد واشتغلنا بالصلاة والدعاء فلما فرغنا جلست أنا ورفيقي في دكة القضاء مستقبل القبلة، وذاك الرجل الصالح كان مشغولا بقراءة دعاء كميل في الدهليز القريب من باب الفيل بصوت عال شجي،وكانت ليلة قمراء صاحية،وكنت متوجها إلى نحو السماء.

فبينا نحن كذلك فإذا بطيب قد انتشر في الهواء، وملأ الفضاء أحسن من ريح نوافج المسك الأذفر، وأروح للقلب من النسيم إذا تسحر، ورأيت في خلال أشعة القمر إشعاعا كشعلة النار، قد غلب عليها، وانخمد في تلك الحال صوت ذلك الرجل الداعي، فالتفتُّ فإذا أنا بشخص جليل، قد دخل المسجد من طرف ذلك الباب المنغلق في زي لباس الحجاز، وعلى كتفه الشريف سجادة كما هو عادة أهل الحرمين إلى الآن، وكان يمشي في سكينة ووقار وهيبة وجلال، قاصدا باب مسلم ولم يبق لنا من الحواس إلا البصر الخاسر واللب الطائر فلما صار بحذائنا من طرف القبلة سلم علينا.

قال رحمة الله: أما رفيقي فلم يبقَ له شعور أصلا، ولم يتمكن من الرد ، وأما أنا فاجتهدت كثيرا إلى أن رددت عليه في غاية الصعوبة والمشقة، فلما دخل باب المسجد وغاب عنا تراجعت القلوب إلى الصدور،فقلنا:من كان هذا ومن أين دخل ؟ فمشينا نحو ذلك الرجل فرأيناه قد خرق ثوبه ويبكي بكاء الواله الحزين فسألناه عن حقيقة الحال ، فقال :

واظبت هذا المسجد أربعين ليلة من ليالي الجمعة طلبا للتشرف بلقاء خليفة العصر وناموس الدهر عجل الله تعالى فرجه، وهذه الليلة تمام

ص: 443

الأربعين ولم أتزود من لقائه ظاهراً،غير أني حيث رأيتموني ، كنت مشغولا بالدعاء ، فإذا به علیه السلام واقفا على رأسي فالتفت إليه علیه السلام فقال: ( چه میكني ) أو(چه میخواني) أي ما تفعل ؟ أو ما تقرأ ؟ والترديد من الفاضل المتقدم،ولم أتمكن من الجواب فمضى عني كما شاهدتموه، فذهبنا إلى الباب فوجدناه على النحو الذي أغلقناه،فرجعنا شاكرين متحسرين.

قلت : وهذا السيد كان عظيم الشان جليل القدر،وكان شيخنا الأستاذ العلامة الشيخ عبد الحسين الطهراني أعلى الله مقامه كثيرا ما يذكره بخير ويثني عليه ثناء بليغا ، قال : كان رحمة الله تقيا صالحا وشاعرا مجيدا وأديبا قارئا غريقا في بحار محبةأهل البيت علیهم السلام وأكثر ذكره وفكره فيهم ولهم، حتى أنا كثيرا ما نلقاه في الصحن الشريف، فنسأله عن مسألة أدبية فيجيبنا،ويستشهد في خلال كلامه بما أنشده هو وغيره في المراثي ، فتتغير حاله فيشرع في ذكر مصائبهم على أحسن ما ينبغي، و ينقلب مجلس الشعر والأدب إلى مجلس المصيبة والكرب ، وله رحمة الله قصائد رائقة في المراثي دائرة على ألسن القراء منها القصيدة التي أولها :

مالي إذا ما الليل جنّا *** أهفولمن غنّى وحنّا

وهي طويلة ، ومنها القصيدة التي أولها :

ألقت لي الأيام فضل قيادها *** فأردت غير مرامها ومرادها

... إلخ . ومنها القصيدة التي يقول فيها في مدح الشهداء :

وذوو المرؤَّة والوفا أنصاره *** لهم على الجيش اللهام زئير

طهرت نفوسهم بطيب أصولها *** فعناصر طابت لهم وحجور

عشقوا العنا للدفع لا عشقوا ال *** عنا للنفع لكن أمضي المقدور فتمثلت لهم القصور وما بهم *** لولا تمثلت القصور قصور

ما شاقهم للموت إلا وعدة ال *** رحمن لا ولدانها والحور

...إلخ(1)

ص: 444


1- جنة المأوى للشيخ ميرزا حسين النوري ، المطبوع في البحار ج53ص 263 - 265
3.اذكر له هذه العلامة :

نقل المرحوم الآخوند ملا علي الهمداني أن في عصر الميرزا الشيرازي الكبير خرج عدة من شيعة القطيف ) - في الجزيرة العربية - إلى زيارة الإمام الرضا علیه السلام في إيران،فسطا عليهم قطاع الطريق وسلبوهم كل ما كان لديهم من مال وزاد.

وكان بين هؤلاء الزوار سید من أهل القطيف يعتبر أمير القافلة وقد ضُرب ضرباً مبرحاً بسبب دفاعه عن أولئك الزوار،وبعد هروب السراق بينما كان ملقىً على الأرض ، التفت السيد فرأى رجلاً بجانبه يسميه باسمه ويقول: لماذا أنت قلق إلى هذه الدرجة يا فلان ؟

قال له السيد القطيفي : لقد نُهبت القافلة ، ولا زال طريقنا إلى مشهد الرضا علیه السلام بعيداً، والذي كان عندنا من زاد سلبوه ، وليس لدينا في هذه الصحراء مأوى ، فأخرج الرجل من جيبه مالاً وأعطاه للسيد وقال: إن هذا المال يوصلكم إلى سامراء(في العراق )، وهناك تذهبون عند نائبي الميرزا الشيرازي، وهو يعطيكم من المال ما يوصلكم إلى مشهد الرضا علیه السلام .

قال السيد القطيفي : إن الميرزا الشيرازي لا يعرفنا فكيف يصدقنا ؟

قال الرجل:قولوا نحن رسل (المهدي) واذكروا له هذه العلامة(وذكرها له)! وهكذا غادرت القافلة المنهوبة حتى وصلت إلى سامراء وتشرفت بلقاء الميرزا الشيرازي ، فلما أخبره الرجل القطيفي طلب منه الميرزا أن يذكر له تلك العلامة. فقال: إن الرجل واسمه مهدي ذكر:أنك والملا علي كني كنتما في حرم السيدة زينب علیهما السلام ، وكانت أرض الحرم تعلوها أوساخ بسبب كثرة الزوار وإهمالهم النظافة ، ففرشت أنت عباءتك وأخذت تجمع الأوساخ فيها وترميها خارج الحرم ، وكان ذلك الرجل ينظر إليك بفخر واعتزاز من حيث لا تراه.

ص: 445

يقول السيد القطيفي: ما إن نقلت للميرزا الشيرازي هذه الكلمات حتى أجهش بالبكاء. وقال : أيها السيد ذلك مولانا الإمام المهدي صاحب العصر والزمان! فقام الميرزا الشيرازي وأعطى السيد القطيفي مالاً يوصل قافلته إلى مشهد الرضا علیه السلام، وقال له: اذهب هناك إلى ملا علي كني وانقل له هذه القصة.يقول السيد القطيفي:جئنا إلى ملا علي كني في إيران ونقلنا له القصة ، فبكى بكاءً شديداً أكثر من بكاء الميرزا الشيرازي .

قلنا له : إنك بكيت أكثر من الميرزا ؟

قال : بكائي لأن الميرزا أقرب مني إلى مودة الإمام علیه السلام ولو كنت أقرب إليه لحولكم إلي ( فأنا محروم من لطف الإمام بهذه الدرجة )(1).

4.محاسنهد... مآثم:

كان العلامة الشيخ حسين القديحي رحمة الله في طهران فرأى رجالا ونساء سافرات يتضاحكن معهم فقال :

متى تستريح الأرض منكم وتنمحي *** محاسنكم منها وتشقون في غد؟

متى يظهر المهدي من آل أحمد؟ *** فيسحتكم والويل من آل أحمد

قال:(فبينا أنا في الطريق وقد كتبت البيتين وإذابرجل وضيء الوجه في غاية الوقار يطلب مني الاطلاع على الورقة ، وبعد أن اطلع قال : أحسنت يا شيخ، ولكن قل : ( تنمحي مآثمكم ) فليس لهم محاسن ، فقلت أردت الذات الدنيا وزخرفها فقال:(محاسنهم مآثم قاتلهم الله تعالى).ثم التفتٌّ فلم أره ، ولعله صاحب الأمر علیه السلام(2).

ص: 446


1- قصص وخواطر ص 334 - 335، نقلاً عن (صد و بيست حديث)، وذكرها باختلاف يسير فارس حسون في(قصص الأئمة علیهم السلام)ص 375 - 376 نقلاً عن (مراقد أهل البيت في الشام)لأحمد الفهري وهي هناك مروية عن الآخوند ملا علي الهمداني قدس سره عن أستاذه آية الله العظمى الشيخ ضياء الدين العراقي قدس سره، وفيها توسل الرجل بصاحب الزمان علیه السلام بعد أن سلبوا .
2- مخطوط فيه بعض أشعاره قدس سره ، وفي ( ذكرى أبي ) ج2 ص313 باختلاف يسير
5.الحاج أحمد العوی:

*الحاج أحمد العوی:(1)

في إحدى السنوات عزم الحاج أحمد العوي رحمة الله على التوجه إلى العراق ، الزيارة الأربعين ، فأخبر الجماعة الذين في مسجد الشيخ فرج العمران قدس سره بعزمه، وكان ذلك في يوم 16 من شهر صفر، وحيث كان هذا الرجل ممن يتحمل الأمانة وصاحب ثقة عند العلماء،فقد أعطاه جماعة المسجد حقوقاً وأمانات ليوصلها إلى مرجع الطائفة حينها السيد الإمام محسن الحكيم قدس سره، فاجتمعت لديه مبالغ طائلة.

وصل الحاج أحمد العوي مع رفقته للبصرة،ونزلوا في فندق(علي الحكاك) إلا أنه رفض المبيت في البصرة، وقال إني لا أنام هذه الليلة إلا عند الإمام الكاظم علیه السلام ، حاول جماعته ثنيه عن عزمه فلم يستجب لهم ،و استقل سيارة وتوجه إلى بغداد،ومنها صعد مع سائق ليوصله إلى الكاظمية .

وبعد أن صعد معه السيارة والتفت إلى ما معه من أغراض ومبالغ ،انحرف عن الطريق إلى طريق آخر،فقال له الحاج العوي:إنني ابن بغداد وأنا أريد التوجه إلى الكاظمية وليس هذا طريقها ، فإلى أين أنت قاصد؟! فأجابه إنني سأوصل لأبنائي عشاء ثم نواصل طريقنا إلى الكاظمية، فطلب منه الحاج العوى أن ينزله ، فرفض وأصر على إيصاله،وأثناء الطريق عرف أنه متوجه به إلى (حارة اليهود) ،فارتابت نفسه وتوجه إلى أهل البيت عليهم السلام متوسلاً مستغيثاً بهم،وعينه تدمع وهو متأثر خصوصاً للمبالغ التي لديه .

وبعد لحظات من التوجه والتوسل ، وإذا به يرى في الشارع بوابة وقوساً

ص: 447


1- يروي هذه القصة الحاج إبراهيم الجامع،وقد سمعتها منه في ( دكانه ) يوم الأربعاء 18 محرم الحرام1428ه ، أثابه الله وجزاه ألف خير.

من الأقواس التي توضع لاستقبال الملوك والوفود ، وعندها جنود واقفون ، وبمجرد أن توقفت السيارة فتح الباب وألقى بنفسه وكيس نقوده، فتفاجأ الجنود وسألوه عن أمره ، فأخبرهم بخبره ، فأمسكوا السائق وأنّبوه وقالوا له (إلى أين تريد الذهاب به ؟ إلى حارة اليهود) ، وأمروا الحاج بالدخول إلى غرفة أخبروه بأن فيها رئيسهم .

دخل عليه مستجيراً به شاكراً له ، فسأله الرئيس عن قصده وأخبره إني أريد الذهاب إلى الكاظمية ثم التوجه إلى النجف الأشرف ، فقال إني أعلم بذلك، ولكن يأخذك الآن السائق مع العسكري إلى الفندق الفلاني للتنام هذه الليلة،وغداً سأوقظك أنا لصلاة الفجر ثم تأتيك سيارة لتأخذك للنجف الأشرف، وأنا لي حاجة عندك ، وأبلغ السيد الحكيم السلام.

أخذوه للفندق ونام ليلته،ومع أذان الفجر وإذا بالتلفون يرن وصوت الرجل يناديه(ها حجي..جلست للصلاة )،جلس وصلى والسيارة تنتظره فأخذته إلى النجف الأشرف .

ما إن وصل إلى النجف الأشرف ونزل من سيارته ليتوجه إلى بيت(السيد جاسم الخرسان ) وإذا بالسيد الحكيم قدس سره ماشية فنظر إليه وابتسم في وجهه، فقال له الحاج :

- سيدنا .

- نعم .

- لقيت البارحة رجلا يسلم عليك .

- عليك وعليه السلام .

- رأيته ؟

- نعم .

ثم طلب منه السيد أن يكون غداؤه معه ، وبعد الغداء وأخذ الأمانات ، قال السيد الحكيم للحاج العوی :

- ها حاج أحمد ، رأيته ؟

- نعم.

- لماذا لم تعطه المبالغ ؟ هذا حقه.

- نعم ؟؟ .. لم يخبرني بذلك !!!

- أليس الرجل الجالس هو من من سلم عليَّ ؟

- بلى .

ص: 448

- هذا حقه ، هذا الإمام صاحب الزمان .

فأخذت الحاج الحسرة لأنه لم يعرفه،وهو يقول ماذا تقول سيدنا؟!!فأجابه السيد ( إذاً .. من يحضر لك في ذلك الوقت ؟ أنا أعرفه وقد وصل سلامه ، وأنت على خير).

ثالثاً : المنامات الصادقة:
1.الطيف اللطيف:

قال العلامة الشيخ فرج العمران رحمة الله :( وفي ليلة الأربعاء الخامسة والعشرين من الشهر المؤرخ (1) وهي ليلة وفاة الإمام زين العابدين علیه السلام بعد منصرفنا من المدينة المنورة وقد مضى ثلثا الطريق تقريباً، رأيت في المنام أناساً مجتمعين قياماً على الأقدام، فسألت عن سبب هذا الزحام فقيل : معهم الإمام الصادق علیه السلام ، فأتيت إليه وقبلت يده اليمنى وجبهته الغراءوسألته الشفاعة ثم التمست منه أن يمريده المباركة على فؤادي ليثبت قلبي على الدين القويم ففعل ذلك - سلام الله عليه - . ثم قلت له : ضع من ريقك في ريقي ، فسقاني من ريقه ماء غليظاً كالعسل ، ثم قلت : زدني سيدي فسقاني مرة ثانية ، فانتبهت من نومي وأنا ثلج الفؤاد .

أقول : الإمام الذي رأيته في المنام لعله لا ينطبق على الصادق علیه السلام ، فإنه شاب أمرد والصادق علیه السلام شيخ ذو شيبة ، وأظنه صاحب الزمان أرواحنا فداه، ولا غرو فكلهم صادقون ، ولعل الذي سألته في المنام قال لي : معهم الإمام الصاحب علیه السلام والاشتباه مني ، وكيف كان فأسأل الله تعالى أن يجعل ذلك الماء العذب نوراً وإيماناً وعلماً ويقيناً)(2).

ص: 449


1- شهر محرم الحرام سنة 1361 ه.
2- الأزهار الأرجیة في الآثار الفرجیة ج1 ص 108
2.رؤيا:

وقال العلامة العمران أيضاً:وفي عصر يوم الأحد الرابع عشر من الشهر المؤرخ (1)زرت العلامة الشيخ حسين ابن العلامة الشيخ علي القديحي، صاحب (أنوار البدرين) في منزله العامر في القديح فسررت بزيارته و ابتهجت بحديثه ومنطقه، وفي هذا المجلس قص علىَّ رؤيا رآها في المنام ، ملخصها :

أنه رأى صاحب الزمان عجل الله فرجه قائلاً له:اجلس .فجلس . فقال له: قل للمنهمكين في الدنيا المعرضين عن الأخرى الذي يحسبون أنهم يحسنون صنعاً . فقال : ما أقول لهم ؟ قال : قل لهم :

ابنوا البيوت وزخرفوا *** يوم القيامة تأسفوا

أموالنا راحت هبا *** ما نحن أصحاب العبا؟!(2)

3.توصية:

*توصية(3)

من عادة آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله ورعاه ، التوصية بالتعلق بصاحب الزمان - أرواحنا فداه - وإهداء الأعمال له ، ومن ذلك قراءة سورة الإخلاص يومياً وإهداؤها لأحد المعصومين علیهم السلام نيابة عن صاحب الزمان علیه السلام ، بحيث يبدأ أول يوم بالنبي صلی الله علیه وآله ثم الإمام علي علیه السلام ثم السيدة الزهراء علیها السلام .. هكذا حتى يقوم بالعمل لتمام المعصومين ، وأفاد حفظه الله بأن لهذا العمل أثرة روحية عظيماً(4) .

ص: 450


1- شهر شوال سنة 1387ه.
2- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ج12 ص 89 - 90
3- یوصی حفظه الله بقراءة سورة الإخلاص (11)مرة بعد صلاة الصبح و مثلها عند النوم، وإهدائها لأحد المعصومین علیهم السلام نیابة عن صاحب الزمان علیه السلام ، بالطریقة المکتوبة أعلاه و یقول إن من الافضل أن تقرأ (100)أو(200) مرة یومیاً، بأن یستغل المرء أوقات فراغه لیقرأها، وإذا لم یتمکن من هذا فلا أقل من ( 3) مرات یومیاً.
4- لا يخفى أن لإهداء ثواب قراءة القرآن للإمام ثوابه الكبير ، في وسائل الشيعة ج6 ص218( باب استحباب إهداء ثواب القراءة إلى النبي والأئمة علیهم السلام وإلى المؤمنين من الأحياء والأموات:(محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن عليّ بن المُغيرة عن أبي الحسن علیه السلام، قال: قلتُ له : إن أبي سأل جدّك عن خَتم القرآن في كلّ ليلة، فقال له جدّك: في كلّ ليلة ؟ فقال له: في شهر رمضان ؟ فقال له جدّك: في شهر رمضان؟فقال له أبي:نعم،ما استطعت. فكان أبي يختمه أربعين ختمة في شهر رمضان، ثم ختمتُه بعد أبي، فربّما زدتُ وربّما نَقصت،على قدر فراغي وشُغلي ونشاطي وكَسَلي، فإذا كان في يوم الفِطر جعلتُ لرسول الله صلی الله علیه وآله خَتَمةً، ولعليّ علیهم السلام أخرى، ولفاطمة علیها السلام أخرى، ثمّ للأئمة علیهم السلام ، حتّى انتهيتُ إليكَ فصيّرتُ لكَ واحدة، منذ صرتُ في هذه الحال، فأيّ شيء لي بذلك؟ قال علیه السلام : لك بذلك أن تكون معهم يوم القيامة . قلت: الله أكبر، لي بذلك ؟! قال: نعم. ثلاث مرّات )

وقد قام أحد طلبة العلم القطيفيين بقراءة هذه السورة (100) مرة يومياً ، وبعد تمام (14) يوماً، رأى في عالم الرؤيا كأن صاحب الزمان علیه السلام راكباً سيارة متوجهاً للحرب ، وكأن السيارة مما تستخدمه الجيوش وقت القتال ، فجاء مسلماً على الإمام ، فأمره الإمام بأن يصعد في السيارة التي تلي سيارته ، إلا أنه رغب في أن يصعد معه في سيارته ، وفعلاً أركب في السيارة نفسها ،ومشت بهم السيارة حتى وقفت عند(سد عميق، فطلب منه الإمام أن يلقي بنفسه فيه ، فقال للإمام إني أرغب أن أموت معك ، فقال له الإمام أرم بنفسك في هذا السد ، فهاب من الغرق أولاً ، ثم قال بما أنه أمر الإمام فإني أستجيب ، وفعلاً ألقى بنفسه في ذلك السد موقناً بالموت ، ولكنه بمجرد أن وصل إلى السد تبين له أنه يجيد السباحة فيه ولا خوف عليه من الموت ، والتفت فرأى أناساً معه، ومن بينهم رجل كان يعدّه غير ملتزم ، فتعجب وقال (حتى أنت معنا؟!) .. وأفاق من نومه (1).

4.لا تتكاسل ..:

قال الأستاذ ( أبو أحمد )في مقدمة كتابه ( مطارحات فكرية ):

ص: 451


1- يروي هذه الرؤيا الخطيب عارف آل سنبل عن صاحبها مباشرة .

(... ولقد شغلتني بعض الظروف عن المسارعة في الرد على بقية النقاط بتوسع، كما فعلت في موضوع العصمة، فأرجأت الرد إلى حيث يتسع الوقت.

غير أني رأيت في عالم الرؤيا من يأمرني بشدة وصرامة بالرد على نقطة (الاتهام بأسطورية الإمام المهدي علیه السلام) ، فعلمت أن ذلك تذكيراً لي بضرورة التوسع في هذه النقطة ، وقد أعطيت نفسي فرصة يوم قبل الرد ، لأقوم ببعض المهام الوظيفية ثم أتفرغ للرد.إلا أنني في ذلك اليوم الفاصل لم أفلح في أي عمل، بل كان يوماً عصيباً متعباً شاقاً ، لا أتذكر أنه مرَّ عليَّ يوم مثله!!فعلمت أن الرد لا يحتمل التأخير،وأن ما حصل إنما هومؤكدات لما حصل في عالم الرؤيا ، فتوكلت على الله وابتدأت مناقشة ما ذكره الدكتور ...).

رابعاً: فوائد علمية وتاريخية :
1.تسمية الإمام المهدي علیه السلام:

إحدى المسائل الموجهة من السيد محمد الصنديد الخطي إلى الشيخ عبد الله ابن الشيخ علي بن أحمد البلادي البحراني من مشائخ (صاحب الحدائق) :

الثانية عشرة : هل يحرم تسمية المهدي علیه السلام باسمه وكنيته ولقبه في زمن غيبته أم لا ؟ ولنختم الكلام بالسؤال عن هذا الإمام علیه السلام ، لأنه لعدد الأئمة الختام، كما أن هذه المسألة لعدد المسائل هي التمام ..

الإجابة : وأما عن الثانية عشرة : فهو أن الأقرب القول بكراهة التسمية، إلا مع الخوف والتقية فيحرم ،جمعاً بين الأخبار وما ورد في بعض الدعوات من تسميته صلوات الله عليه(1)

ص: 452


1- أنوار البدرین ص 336 و ما بعدها
2. فوائد وأحاديث
اشارة

2.فوائد وأحاديث (1)، للشيخ حسين آل عمران قدس سره(2):

الاستخارة بالكتاب العزيز:

قال بعض الأفاضل في بعض فوائده:نقلت من خط الشيخ يوسف بن

حسین بن أبي القطيفي ، ما هذه صورته :

نقلت من خط الشيخ العلامة جمال الدين الحسن بن المطهر:

روي عن الإمام الصادق علیه السلام: إذا أردت الاستخارة بالكتاب العزيز فقل بعد (البسملة ):(اللهم إن كان في قضائك وقدرك أن تمنّ على شيعة آل محمد صلی الله علیه وآله بفرج وليك وحجتك على خلقك فأخرج إلينا آية من كتابك نستدل بها على ذلك)ثم تفتح المصحف وتعدّ ست ورقات ومن السابعة ستة أسطار وتنظر ما فيه .

الاستخارة بالسبحة:

الاستخارة بالسبحة على ما رواه الآخوند محمد باقر المجلسي في رسالته في الاستخارة ، عن أبيه محمد تقي عن الشيخ بهاء الدين عن مشائخه إلي صاحب الأمر علیه السلام ، وهي : أن تصلي على محمد وآله ثلاثاً وتقبض السبحة

ص: 453


1- تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران ، ص31 - 36 ، وقال الشيخ فرج عن هذه الفوائد: (.. هذه الفوائد المهمة الأربع عشرة عدداً ميموناً ، منها اثنتا عشرة فائدة قد نقلتها من خط صاحب الترجمة على ظهر كتاب بخطه ، وتاريخ كتابته 20ج2 سنة1147ه، وخطه ك والفوائد المنقولة هنا هي : (9 ، 10 ، 11 ، 12). أما الفائدتان الأخيرتان فمن (مستدرك تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران ، ص56-57 ، وهما الفائدتان (6 ، 5) ثم تذييل الشيخ فرج عليهما .
2- الشيخ حسين بن محمد بن يحيى بن عبد الله آل عمران ، أحد أعلام أسرة آل عمران العلمية كان موجوداً سنة1147 - 1186ه ، حسبما رئي من كتابات بخطه ، وله بعض القصائد المطولة،ونقلت عنه بعض الحواشي والفوائد بخطه .

وتعدّها اثنين اثنين ، فإن بقي اثنان فهو نهي ، وإن بقي واحد فهو أمر.

وصية الإمام العسكري علیه السلام:

بسم الله الرحمن الرحيم ، نقل من خط الإمام الهمام صاحب الرفرف و حسان البعقري أبي محمدالحسن بن علي العسكري علیه السلام إلى الشيخ السعيد العالم أبي الحسن علي بن الحسين ابن بابويه القمي ، ما صورته :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والجنة للموحدين والنار للملحدين ولا عدوان إلا على الظالمين ولا إله إلا الله أحسن الخالقين ، والصلاة على خير خلقه محمد وعترة الطاهرين..

أما بعد..أوصيك يا شيخي ومعتمدي وفقيهي،أبا الحسن علي بن الحسين ابن بابويه القمي ، وفقك الله لمرضاته وجعل من صلبك أولاداً صالحين برحمته .

أوصيك بتقوى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة،فإنه لا تقبل الصلاة ممن منع الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب وكظم الغيظ وصلة الرحم،ومواساة الإخوان والسعي في حوائجهم في العسر واليسر،والحلم عند الجهل،و التفقه في الدين، والتثبت في الأمور،والتعاهد للقرآن، وحسن الخلق،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الله عز وجل قال:«لَّا خَیرَ فِی کَثِیرٍ مِن نَّجوَهُم إِلَّا مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعرُوفٍ أَو إِصلَح بَینَ ألنَّاسِ» واجتناب الفواحش كلها ، وعليك بصلاة الليل فإن النبي صلی الله علیه وآله أوصى علياً علیه السلام فقال له:(يا علي .. عليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل )ومن استخف بصلاة الليل فليس منا. فاعمل بوصيتي ، وأمر جميع شيعتي يعملون بها ، وعليك بالصبر وانتظار الفرج ، فإن النبي صلی الله علیه وآله قال : ( أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج ).

ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلی الله علیه وآله حيث قال:(إنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).

ص: 454

فاصبريا شيخي أبا الحسن علي وأمر جميع شيعتي بالصبر ، فإن الأرض لله يورثها من يشاء عباده والعاقبة للمتقين،والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير ، والسلام على المؤمنين...حرره الأقل حسين بن محمد بن يحيى بن عمران .

رسالة الإمام علیه السلام إلى الشيخ المفيد قدس سره:

بسم الله الرحمن الرحيم ، منقول من كتب الخزانة المشرفة الغروية على مشرفها أفضل الصلاة وأتمّ السلام ، رسالة الإمام المعصوم المفترض الطاعة ( م ح م د) ابن الحسن - عليه أفضل الصلاة والسلام - إلى الشيخ المفيد - قدّس الله روحه ونوّر ضريحه-:أما بعد أيها الشيخ المفيد والشيخ السديد ، اعلم أنا قد أمرنا بتشريفك ومخاطبتك،وإن كنا نائین عن مواطن الظالمين غيرخافٍ علينا ما يكون من أفعالكم ، ولولا أن نمدّكم بالدعاء الذي لا يحجب عن عنان السماء لاصطلمتكم الأعداء وتحكّم فيكم الأذى ، فأعينونا بورع واجتهاد وعفّة وسداد ، فنحن نزول بوادي اليمن بأرض يقال لها ( شمروخ) و (شميرخ ) والحمد لله رب العالمين .

التفاضل بين المعصومين علیهم السلام:

وفي شرح الصحيفة للسيد نعمة الله :

وأما التفاضل بينهم - صلوات الله عليهم - فقد صحّ في الأخبار عنهم علیهم السلام أن أمير المؤمنين والحسنين علیهما السلام أفضل من باقي الأئمة علیهم السلام، والوجه فيه ظاهر سيما بالنظر إلى أمير المؤمنين ، فإن بسيفه انتظام الدين ، ولو لم يكن إلا ضربته ابن ود التي عادلت، عبادة الثقلين إلى يوم القيامة لكفى شرفاً وأفضليته على سائر الخق سوى ابن عمه صلی الله علیه وآله ، وأما الحسنان فقد نص النبي صلی الله علیه وآله على إمامتهما مشافهة ، وكانا يشاهدان الوحي في بيتهما ،

ص: 455

وخصّهما جدهما صلی الله علیه وآله من الفضائل والكرامات بما لم يشاركهما أحد.

بقي الكلام في التسعة الأطهار ، فالوارد في بعض الأخبار تسعة أيمة هم في الفضل سواء ، وفي بعضها تسعة أفضلهم قائمهم ، ولعل الوجه في أفضلية القائم، أنه حصل له في عصره من الجهاد والتعب مثل جده أمير المؤمنين علیه السلام في زمانه . انتهى ملخصاً ح م .

التفاضل بين المعصومين علیهم السلام:

فأفضل خلق الله محمد صلی الله علیه وآله وبعده علي بن أبي طالب علیه السلام لقوله تعالى :«وَأَنفُسَنَا وَ أَنفُسَکُم »فيكون أفضل من أولي العزم لمساواته له، وبعده الحسن علیه السلام ثم الحسين علیه السلام حتى بلغ درجة الشهادة فَفُضِّل على الحسن ، وبعده كل سابق من الأئمة أفضل من لاحقه ، والمهدي أفضل التسعة ، وهم أفضل من الأنبياء غير أولي العزم . كذا في رسالة لبعض أصحابنا ، ذكر بعض المعاصرين أنه وجد منها نسخة في آخرها وكتب مؤلفها ماجد بن الحسيني من خط المقدس الشيخ أحمد الفاضل . ح م

تذييل ( للشيخ فرج العمران ):

أقول: والحق في المسألة ما عليه المحققون من أن أفضل الخلق محمد صلی الله علیه وآله وبعده علي فالحسن فالحسین فالقائم فالسجاد فالباقر فالصادق فالکاظم فالرضا فالجواد فالهادي فالعسكري ففاطمة فأولو العزم من الرسل.

إضافة:

ويناسب أن نذكرهنا كلام الشيخ فرج العمران قدس سره ، في جوابه على سؤال (هل أن الإمام الحسن علیه السلام أفضل من الإمام الحسين علیه السلام ؟ أم هما متساويان ؟)، حيث قال :

لا ريب ولا إشكال أن الأمور الاعتقادية تفتقر إلى الدليل العقلي أو النقلي المتواتر، ولا يصح التدين والاعتقاد بما ليس عليه دليل إلا خير الآحاد ومن الأمور الاعتقادية فضل محمد وآله صلى الله عليه وعليهم وسلم ،

ص: 456

وبيان ترتيب أفضليتهم فهذه المسألة من مهمات المسائل ، وتحتاج إلى فحص دقيق واختبار عميق.

ولكن الذي أعرفه في المسألة بل الذي أدين به هو ما كتبه آية الله الإمام الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي المتوفی 1363/11/21 ه في رسالته الوجيزة القيمة ( مقدمة في أصول الدين ) المطبوعة في المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف سنة 1370ه ص 125 ، قال أعلى الله مقامه :

فما ثبت بالعلم تُدیَّن به واعتُقد، مثل كونهم عليهم السلام أفضل الخلق لكونهم أول صادر من المبدأ الأعلى، وإن تفاوتت مراتبهم علیهم السلام، فأفضلهم محمد صلی الله علیه وآله ، وهو الأول الحقيقي في الصدور ، ثم من بعده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب علیه السلام ، ومن بعده الحسن الزكي علیه السلام ، ثم الحسين الشهيد علیه السلام، ثم الأئمة التسعة من ذرية الحسين علیه السلام على الترتيب، إلا تاسعهم صاحب الزمان فإنه أفضل التسعة ، ثم من بعدهم الصديقة فاطمة عليها السلام)

هذا نص عبارته ، وهي صريحة في أن الإمام الحسن علیه السلام أفضل من الإمام الحسين علیه السلام .

وإني جدّ متعجب من هذا السؤال ، لأنه بعد أدنى نظر إلى أن الإمام الحسن علیه السلام كان إماماً للحسين علیه السلام ومن تجب طاعته عليه مدة حياته ، يعرف أن الحسن علیه السلام أفضل من الحسين علیه السلام بلا كلام.

وأما الخواص والمزايا وما ورد في ثواب الزيارة والبكاء والتباكي وإنشاد الشعر وفضل التربة ونحو ذلك ، فلا دلالة له على الأفضلية بوجه أصلاً، و الله الهادي إلى صوب الهدى (1).

ص: 457


1- الأزهار الأرجیة في الآثار الفرجیة ج11 ص 245 - 246
3.زيارة الإمام المهدي علیه السلام، من کشکول الشيخ إبراهيم آل عرفات:

السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَالِمِ بِالْفُرُوضِ والسُّنَنِ السَّلامُ عَلَى كاشِفِ الضُّرِّ وَالمِحنِ السَّلامُ عَلَى إمامِ الزَّمانِ اَلسَّلاَمُ عَلَى قَوِيِّ اَلْبُرْهَانِ اَلسَّلاَمُ عَلَى خَاتَمِ اَلْأَوْصِيَاءِ اَلسَّلاَمُ عَلَى زَيْنِ الأَتْقِيَاءِ اَلسَّلاَمُ عَلَى أَفْضَلِ الأَوْلِياءِ اَلسَّلاَمُ عَلَى الإِمامِ الْمَهْدِيِّ اَلسَّلاَمُ عَلَى النُّورِ الْأَحَدِيِّ السَّلامُ عَلَى آخِذِ اَلثَّارِ مِنَ اَلْفُجَّارِ السَّلامُ عَلَى ابْنِ الأئِمة اَلْأَطْهَارِ اَلسَّلاَمُ عَلَى إِمَامِ اَلْهَدْيِ اَلسَّلاَمُ عَلَى كَاشِفِ الرَّدى اَلسَّلاَمُ عَلَى حُجَّةِ اَللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ اَلسَّلاَمُ عَلَى نُورِ اَللَّهِ فِي أَرْضِهِ اَلسَّلاَمُ عَلَى ابْنِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَى ابنِ سَيِّد الْوَصِيِّينَ اَلسَّلامُ عَلى الخلف الْحُجَّةِ اَلسَّلاَمُ عَلَى واضِحِ اَلْمَحَجَّةِ اَلسَّلاَمُ عَلَى وَارِثِ الْعُلُومِ السَّلامُ عَلَى نَاصِرِ الْمَظْلُومِ السَّلامُ عَلَى مُعِزِّ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلسَّلاَمُ عَلَى مُذِلِّ اَلْكَافِرِينَ اَلسَّلاَمُ عَلَى اَلْإِمَامِ السَّلامُ عَلَى اَلْقَمَرِ اَلْأَزْهَرِ السَّلامُ عَلَى حُجَّةِ اَللَّهِ عَلَى اَلْبَشَرِ اَلسَّلاَمُ عَلَى الْإِمَامِ الْمَعْصُومِ اَلسَّلاَمُ عَلَى الْإِمَامِ الْقَائِمِ اَلسَّلاَمُ عَلَى الْإِمَامِ الْعَالِمِ اَلسَّلاَمُ عَلَى الْإِمَامِ الْحَاكِمِ اَلسَّلاَمُ عَلَى اَلْإِمَامِ اَلْغَائِبِ اَلسَّلاَمُ عَلَى كاشف النَّوائبِ اَلسَّلاَمُ عَلَى بَقِيَّةِ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَى لُطْفِ اَللَّه.

اَلسَّلاَمُ عَلَى اَلْأَيِّمَةِ اَلْهَادِينَ اَلسَّلاَمُ عَلَى أصحابِ المُعجِزاتِ وَالبَراهينِ السَّلامُ عَلى الأيِّمَةِ الْخاشِعِينَ السَّلامُ عَلَى الطَّاهِرينَ المُطَهَّرينَ وَرَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ أَشْهَدُ لَكُمْ يَا مَوَالِيَّ بِالْوَفَاءِ وَالنَّصيحَةِ وَالبَلاغِ والأَدَاءِ والقِيَامِ بِسُنَنِ اللَّهِ صَابِرِينَ فِي ذَاتِ اَللَّهِ طالبين مَا عِنْدَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْكُمْ مَا حَنَّتْ أَنْفُسُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَيْكُمْ أَتَيْتُكُمْ زَائِراً لَكُمْ مُتَشَفِّعاً بِحَقِّكُم عِندَ اللَّهِ في فَكَاكِ رَقَبَتِي وأرْقابِ والِدَيَّ مِنَ النَّارِ فَأَسْأَلُ اَللَّهَ بِالشَّأْنِ اَلَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ لاَ يرُدَّنِي خائِباً بَل يَجعَلُني مُفلِحاً مُنجِحاً وَأَنْ يَجعَلَنِي مِن مَواليكُم ومُحِبِّيكُمْ وَأنْ يَرْزُقَنِي شَفَاعَتَكُمْ وَيَسقِيَني مِن حَوْضِكُمْ وَأَنْ يَرُدَّنِي فَائِزاً مَغفُوراً لِي وأَنْ يُعَرِّفَنِي الإجابَةَ في دُعائي بِحَقِّ عَلِيٍ أميرِ المُؤمِنينَ مَولاي

ص: 458

اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِاللَّهِ الدَّائِمِ فِي مُلْكِهِ الْقائِمُ فِي عِزِّهِ اَلْمُطَاعُ فِي سُلْطَانِهِ الْمُتَفَرِّدُ فِي بُرْهانِهِ الْمُتَوَحِّدُ فِي دَيمومِيَّةِ بَقائِهِ العادِلِ فِي حُكْمِهِ وَقَضَائِهِ اَلْعَالِمُ بِفَصْلِ قَضِيَّتِهِ الكَريمِ في تَأخيرِ عُقوبَتِهِ فَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأسأَلُكَ مِنَ النِّعْمَةِ تَمامَها وَمِنَ العِصْمَةِ دَوامُها ومِنَ الرَّحْمَةِ شُمولَها وَمِنَ العَافِيَةِ حُصُولُها ومِنَ الْعُمُرِ أسْعَدَهُ ومِنَ الْعَيْشِ أرْغَدَهُ ومِنَ اللُّطْفِ أَطْيَبُه.

اللَّهُمَّ كُنْ لَنا وَلا تَكُن عَلَينا اللّهُمَّ مَتِّع بِالسَّعادَةِ آجَالَنَا واقْتَرَنْ بِالْعَافِيَةِ غُدَوُّنا وَأَصالَنا واغفِزْ بِعَفوِكَ ذُنوبَنا وَمُنَّ عَلَينا بِصَلاحِ عُيوبِنا وَبَصِّرْنا بِتَوْفِيقِكَ طُرُقَ السَّلامَةِ وأعِذْنا مِن مُوبِقاتِ العَمَلِ وَاكفِنَا الحَسْرَةَ والنَّدامَةَ اللّهُمَّ احْطُطْ عَنَّا ثِقْلَ الأَوْزارِ وَاكْفِنَا شَرَّ الأشرارِ وَكَيدَ الْفُجَّارِ ونِجْنَاً مِن طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَاعْتِقْ رِقَابَنا مِنَ النَّارِ يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ .

اَللَّهُمَّ قَدْ جِئْتُكَ حَامِلاً ذُنُوبِي عَلَى ظَهْرِي تَائِباً إِلَيْكَ مِنْهَا نَادِماً عَلَى مَا اِرْتَكَبْتَ مِنْهَا فَانْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً لاَ تَسْخَطُ عَلَيَّ بَعْدَهَا أَبَداً بِرَحْمَتِكَ يَا اَللَّهُ يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ.(1)

4.معرفة الإمام ، آية الله الشيخ عبد الله المعتوق قدس سره:

جاء في إجازة آية الله الشيخ عبد الله المعتوق قدس سره للعلامة الميرزا موسي الحائري رحمة الله ، المؤرخة ب ( يوم السبت 1333/6/6ه):

(.. أما بعد .. فلا يخفى أن أهم المطالب وأجلها ، وأتمّ المآرب وأكلمها، وأنفع المقاصد وأصلحها ، وأرجحها وأنجحها،هو التفقه في العلوم الدينية، وإحكام أحكامها الكلية والجزئية، العقلية والنقلية، الأصولية والفروعية، وأجل ذلك وأقدمه وأعلاه، وأهمه وأولاه، وأفضله وأسناه، ما يوصل منها إلى معرفة الله وصفاته، لا بطمع الوصول إلى حقيقة ذاته ، إذ لا يمكن أن تحيط به الأوهام ...

ص: 459


1- الکشکول ، ص 502 - 503

ويتلوما ذكرنا في الأهمية والفضل والأتميّة، معرفة النبي صلی الله علیه وآله والولي علیه السلام الذي هو إمام الزمان المنصوب منقبله ونائبه المبلغ عنه ، وخليفته في أمته ، وذلك في كل زمان وأوان، إذ لا تخلو الأرض من عامل عليها ، يقوم بأمر الله عزوجل ويدعو إلى الله ، يقوم وجود العالم بوجوده ، ويستقيم بفضله وجوده،ولولاه لفسدت السماوات و الأرض ، وهلك من في الطول والعرض ، ففي الزيارة الجامعة ( وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماوات أن تقع على الأرض إلا بإذنه ).

وهو الحافظ لدين الله،ينفي عنه تحريف الضالين وانتحال المبطلين،ويزيح شبه الملحدين ، ويبطل تأويل الجاهلين ، كما وردت بذلك الأخبار عن السادة الأطهار ، فلا يعذر أحد بجهله ، ولا يسعه إنكار فضله ، بل لابد من معرفته واتباع سيرته ، والطريق إلى ذلك كالطريق إلى الله تعالى، من النظرفي بينات آياتهوبراهين معجزاته ، وأعلى من ذلك وأعلى ، معرفته بالنورانية يصل إليها من سبقت له العناية الإلهية ، باستعداد القابلية وإخلاص النية ، جعلنا الله تعالى من الفائزين بهذه المرتبة والحائزين لهذه المنقبة ، ببركة نبيه ووليه ...)(1).

5.حديث الولادة ، الحجة الشيخ فرج العمرانقدس سره:

جاء في إجازة العلامة الحجة الشيخ فرج العمران رحمة الله للعلامة الشيخ منصور البيات رحمة الله، المؤرخة ب ( يوم الثلاثاء 19 محرم 1373ه):

(..وحيث إن إمامنا وحجتنا وولي أمرنا اليوم هو المنتظر عجل الله فرجه، أجعل السند متصلاً بحديث السيدة الجليلة حكيمة بنت الإمام الجواد لذكره الشرف المشتمل على بيان تولدهوالاحتجاج على إمامته وهو حديث طويل مذكور في كتاب إكمال الدين للشيخ الصدوق ( صفحة37

ص: 460


1- الأزهار الأرجیة في الآثار الفرجیة ج2 ص 178 - 182 ، ونشرتها مجلة التراث المجد 2 العدد6

طبع إيران ) ، ولا بأس بذكره للتيمن والتبرك به فنقول :

حدثنا إجازة سيدنا المولى المحسن السيد محسن الحكيم مدّ ظله عن شيخه وأستاذه آية الله العلامة الحكيم الفيلسوف المتكلم الفقيه الأصولي الميرزا محمد الحسين النائيني، عن شيخه ثقة الإسلام الميرزا حسين النوري عن سلطان أهل التحقيق الشيخ مرتضى الأنصاري،عن الفقيه المعتمد صاحب المستند الشيخ النراقي، عن والده المبرز في علم الأخلاق الشيخ مهدي، عن أستاذ الكل الشيخ الآقا محمد باقر البهبهاني، عن أبيه الشيخ محمد أكمل،عن صاحب البحار،عن أبيه، عن الشيخ البهائي عن أبيه، عن الشهيد الثاني، عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي ، عن المحقق الشيخ علي الكركي،عن الشيخ علي بن هلال الجزائري،عن الشيخ أحمد بن محمد بن فهد الحلي، عن الشيخ علي بن الخازن، عن الشهيد الأول، عن فخر المحققين محمد بن العلامة على الإطلاق ، عن أبيه ، عن خاله المحقق نجم الدين،عن السيد فخار بن معد بن فخار،عن شاذان بن جبرئيل القمي، عن العالم المؤرخ الثقة محمد بن جرير الطبري، عن الشيخ أبي علي، عن أبيه شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ المفيد ، عن الشيخ الصدوق،قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس قال:حدثني محمد بن إبراهيم الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن عبدالله الطهوي، قال:

قصدت حكيمة بنت الإمام محمد الجواد علیه السلام بعد مضي أبي محمد علیه السلام أسألها عن الحجة علیه السلام وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هم فيها ، فقالت لي:اجلس ، فجلست ، ثم قالت لي:يا محمد إن الله تعالى لا يخلي الأرض من حجة ناطقة أو صامتة، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين علیهما السلام تفضيلا للحسنين وتمييزاً لهما أن يكون في الأرض

ص: 461

عديلهما، إلا أن الله تبارك وتعالى خصّ ولد الحسين بالفضل على ولد الحسن، كما خصّ ولد هارون بالفضل على ولد موسی علیهما السلام، وإن كان موسى حجة على هارون فالفضل لولده إلى يوم القيامة ، ولابد للأمة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ، ويخلص فيها المحقون لئلا يكون للخلق على الله حجة بعد الرسل ، وإن الحيرة لابد واقعة بعد مضي أبي محمد الحسن .

فقلت : يا مولاتي هل كان للحسن عقب ؟ فتبسمت،ثم قالت:إذا لم يكن للحسن عقب فمن الحجة من بعده؟وقد أخبرتك أن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين علیهما السلام.

فقلت لها يا سيدتي حدثيني بولادة مولاي علیه السلام وغيبته .

قالت : نعم كانت لي جارية يقال لها نرجس ، فزارني ابن أخي وأقبل يحدّ النظر إليها فقلت له : يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك ؟ فقال لا يا عمة، لكني أتعجب منها ، فقلت: وما أعجبك منها ؟ فقال علیه السلام سيخرج منها ولد كريم على الله تعالى الذي يملا الله به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.قلت:فأرسلها إليك يا سيدي فقال لي:استأذني في ذلك أبي علیه السلام . قالت : فلبست ثيابي وأتيت إلى منزل أبي الحسن الهادي علیه السلام،فسلمت عليه وجلست فبدأني وقال لي:حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمد علیه السلام فقلت له : يا سيدي لهذا قصدتك أن أستأذنك في ذلك ، فقال لي: يا مباركة إن الله تعالى أحب أن يشركك في الأجر ويجعل لك في الخير نصيباً قالت حكيمة عليها السلام: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزينتها ووهبتها لأبي محمد علیه السلام وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أياماً ثم مضى إلى والده علیهماالسلام ووجهت بها معه .

قالت حكيمة علیها السلام فمضى أبو الحسن علیه السلام وجلس ابنه أبو محمد مكانه وكنت أزوره كما أزور والده، فجاءتني نرجس يوماً تخلع خفي وتقول لي:يا مولاتي ناوليني خفك، فقلت لها:بل أنت سيدتي ومولاتي والله

ص: 462

ما دفعت خفي اليك لتخلعيه ولا خدمتني بل أخدمك على بصري فسمع أبو محمد علیه السلام ذلك ، فقال لي : جزاك الله خيراً يا عمة، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس فصحت بالجارية وقلت لها : ناوليني ثيابي لأنصرف.

فقال لي: يا عمة بيتي عندنا هذه الليلة فإنه سيولد المولود الكريم على الله عزوجل ، الذي يحيي الله به الأرض بعد موتها،قلت : ممن يا سيدي ؟ قال:من نرجس لا من غيرها،ولست أرى بنرجس شيئاً من الحمل.فوثبت إليها وقلّبتها ظهراً لبطن فلم أرَ بها أثراً من الحمل، فعدت إليه فأخبرته بما فعلت فتبسم علیه السلام وقال لي: إذا كان الفجر ظهرلك بها الحبل لأن مثلها مثل أم موسى، لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها، لأن فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى علیه السلام، وهذا نظير موسي علیه السلام.

قالت حكيمة : فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة أمامي لا تقلب جنباً عن جنب ،حتى إذا كان آخر الليل عند طلوع الفجر، وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها فصاح بي ابو محمد علیه السلام وقال : اقرأي عليها «إِنَّآ أَنزَلنَهُ فِی لَیلَةِ ألقَدرِ» فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها ما حالك؟ فقالت لي : قد ظهر الأمر الذي أخبرك به أبو محمدعلیه السلام وصرت أقرأ عليها كما أمرني ، فأجابني الجنين من جوفها يقرأ كما أقرأ وسلم عليَّ ففزعت فناداني أبو محمد علیه السلام: يا عمة لا تعجبي من أمر الله عزَّ وجلّ فإن الله تعالى ينطقنا بالحكمة صغاراً ويجعلنا حججاً كباراً، ولم يستتم الكلام حتى غيبت عنا نرجس فلم أرَها كأنه ضرب بيني وبينها حجاب .

فعدوت نحو أبي محمد صارخة فقال لي:ارجعي يا عمة فإنك ستجدينها في مكانها، قالت : فرجعت فلم ألبث إلى أن كشف الحجاب الذي كان بيني وبينها، وإذا أنا بها وعليها من النور ما أعشی بصري،وإذا أنا بالصبي ساجداً لوجهه جاثياً على ركبتيه رافعاً سبابته إلى السماء وهو يقول: أشهد

ص: 463

أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن جدي رسول الله صلی الله علیه وآله وأن أبي أمير المؤمنين علیه السلام، ثم عدّ إماماً إماماً إلى أن بلغ إلى نفسه فقال: اللهم أنجزلي ما وعدتني وأتمم لي أمري ، وثبت وطأتي واملأ بي الأرض قسطاً و عدلاً .

فصاح أبو محمد الحسن علیه السلام وقال:يا عمة تناوليه وهاتيه فتناولته

وأتيت به إليه ، فلما أتيت به إليه سلّم عليه فتناوله مني والطيور ترفرف على رأسه،وناوله لسانه فشرب منه ثم قال:امضي به إلى أمه لترضعه ورديه إلي قالت: فتناولته أمه فأرضعته، فرددته إلى أبي محمد علیه السلام ، والطير ترفرف على رأسه، فصاح بطائر منها وقال له:(احمله واحفظه وردّه إلينا في كل أربعين يوماً مرة)فتناوله الطائر وطار به في جو السماء واتبعه جملة الطيور ، وسمعت أبا محمد علیه السلام يقول: (أستودعك الذي استودعته أم موسی ) فبكت نرجس ،فقال لها:اسكتي ، فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك ، وسيعاد إليك كما ردّ موسى إلى أمه قال تعالى :«فَرَدَنَهُ إِلَی أُمِّهِ کَی تَقَرَّ عَینُهَا وَلَا تَحزَنَ»، قالت حكيمة : قلت له فما هذا الطائر ؟ قال هذا روح القدس الموكل بالائمة علیهم السلام يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم.

قالت حكيمة : فلما أن كان بعد الأربعين يوماً ردّ الغلام ووجه إليّ ابن أخي علیه السلام فدعاني فدخلت عليه فإذا أنا بالصبي يتحرك ويمشي بين يديه، فقلت له يا سيدي هذا ابن سنتين فتبسم علیه السلام وقال: إن أولاد الأنبياء والأوصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشأ غيرهم، وإن الصبي منا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه عام، وإن الصبي منا ليتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه عزوجل، وعند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحاً ومساءً.

قالت حكيمة علیهاالسلام : فلم أزل أرى ذلك الصبي أربعين صباحاً إلى أن رأيته رجلاً قبل مضي أبي محمد علیه السلام بأيام قلائل فلم أعرفه ، فقلت لابن أخي علیه السلام من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه ؟ قال : هو ابن نرجس

ص: 464

وهو خليفتي من بعدي، وعن قليل تفقدونني فاسمعي له وأطيعي .

قالت حكيمة : فمضى أبو محمد علیه السلام بعد أيام قلائل وافترق الناس كما ترى، والله إني لأراه صباحاً ومساءً وإنه لينبئني عمّا تسألون عنه فأخبركم به، والله إني أريد أن أسأله عن الشيء فيبدأني به وإنه ليرد عليَّ الأمر فيخرج إليَّ منه جوابه من ساعته من غير مسألة،وقد أخبرني البارحة بمجيئك إليَّ وأمرني أن أخبرك بالحق. قال محمد بن عبد الله فوالله لقد أخبرتني حكيمة بأشياء لم يطلع عليها إلا الله عزوجل ، فعلمت أن ذلك صدق وعدل من الله تعالى وأن الله قد أطلعه على ما لم يطلع عليه أحد من خلقه(1).

6.الدعاء بتعجيل الفرج:

وجّه العلامة الشيخ فرج العمران للعلامة الشيخ ميرزا علي ابن العلامة

میرزا موسى الأسكوئي الحائري - رحمهم الله - أربع مسائل ، ومن بينها :

المسألة الرابعة: قوله علیه السلام : (اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل لوليك الفرج والعافية والنصر، ولا تسوءني في نفسي ولا في أحد من أحبتي ، إنك على كل شيء قدير... إلخ) ما النكتة في إقحام طلب تعجيل الفرج بين الصلاة على محمد وآله وطلب عدم المساءة ؟ وما معنى المساءة هنا أيضاً؟

فأجابه رحمة الله : يستحب في طلب الحاجة تقديم الصلاة على محمد وآله كما في هذا الدعاء بل توسيط الحاجة بين صلاتين في أول الدعاء و آخره، لأن الدعاء في حقهم لا يرد ، حكمة لكمال الاستعداد والقابلية فيهم وعدم البخل في المبدأ الفيّاض ، وإذا عطفت على الصلاة عليهم الحاجة أو توسطت بين صلاتين فالكريم الذي نهى عن تبعيض الصفقة أجل وأكرم

ص: 465


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ج5 ص54-60 ، وفي المصدر باختلاف يسير.

من أن يبعّض جملة الدعاء، فيقبل بعضاً ويردّ بعضاً، بل يقبل الجميع ببركة الصلاة عليهم ، لكرمه الذي لا يحدّ وجوده الذي ليس له ساحل .

وأما تعقيب الصلاة عليهم بطلب تعجيل الفرح في هذا الدعاء مقدماً على حاجته ، فلأن شأن العبد ووظيفته إذا طلب حاجته من رب الأرباب أن لا ينسى أولياء نعمه ، ويقدّم الدعاء لهم ، وحيث إن ولي النعم في هذا العصر هو الحجة المنتظر (عج )وأهم الدعوات له هو طلب تعجيل الفرج والنصر والعافية ، قدم الدعاء بذلك على حاجته وطلبته، أداء الوظيفة العبودية وتبركاً وتيمناً بتقديمه للوصول إلى مأربه .

ووجهٌ آخر :

إن الإمام الغائب علیه السلام لما كان هو السبب الأعظم والصراط الأقوم ، كما هو نص الزيارة الجامعة وغيرها ، فهو صراط الله تعالى إلى الخلق في جميع ما ينزل من الفيض ، وصراط الخلق إلى الله تعالى في قبول أعمالهم وقضاء حوائجهم ، التي هذه الحاجة بعض منها ، كان حقاً تقديم الدعاء له على طلب حاجته ، لأنه الواسطة بين الله تعالى وبين العبد ، وهو مبدأ الفيض ومجمع الحوائج ، فمقتضى الأدب وحق الشكر أن يدعو له ثم يدعو لنفسه .

مثلاً: من أتي خدمة السلطان الحوائجه ، وعلم قطعاً أن حاجته تجری على يد الوزير الذي عنده على أي حال ، فعند نشر كفّ السؤال لطلب حاجته لا يمكنه الغفلة والإعراض عن هذه الواسطة بل الالتفات إليه بالدعاء له ، مضافاً إلى أنه نوع تأدب وإكرام وأداء لحق الشكر،يكون تذكيراً له بالشفاعة ، وأدخل في قضاء الحاجة أو سرعته كما لا يخفى .

ووجهٌ ثالث:

إن طلب تعجيل الفرج لما كان أهم المطالب وأكبر المقاصد، إذ بالفرج يفرّج عن كل مؤمن كل شدّة ، ويكشف كل كرب ويوسع عامة

ص: 466

الضيق،كان تقديمه أهم وأولى من حاجته التي هي جزء من تلك الشدائد، وبعض من جملة الكرب والمحن . وفي التقديم تعليم للمؤمنين أن لا يتركوا هذا الأمر المهم في دعواتهم وحوائجهم،ولا يرون في أعينهم ولا في نفوسهم حاجة ولا أمراً أكبر وأهمّ من هذه المسألة . كما أنه يستفاد من بعض الأخبار ، أن لا عبادة ولا طاعة أفضل من انتظار الفرج ، وترصد ظهور دولة الحق .. فافهم(1).

7.الدعاء لصاحب العصر علیه السلام ليلة القدر، سماحة العلامة الشيخ فرج العمران قدس سره:

ذكر العلامة العمران رحمة الله في أعمال ليلة القدر:

ومن ذلك : الدعاء بالتأييد والنصر لإمامنا الحجة صاحب العصر عجّل الله فرجة وسهّل مخرجه ، ففي مصباح الكفعمي عنهم علیهم السلام : كرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعلى كل حال، وفي الشهر كله وكيف أمكنك ومتي حضرك من دهرك ، تقول بعد تمجيده تعالى والصلاة على نبيه وآله :

(اَللّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ المَهدِيِّ في هَذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ وَلِيّاً وحَافِظاً وَقَائِداً وَنَاصِراً وَدَّالاً ودَلِيلاً وَعَيناً حَتّى تُسكِنَهُ أرضَكَ طَوعاً وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً).

أقول:لا يخفى على الفطن اللبيب والألمعي الأريب ،ما في صدر هذا الكلام من الحث العجيب والتأكيد الغريب على تكرار الدعاء بالتأييد والنصر لمولانا صاحب العصر عجّل الله له الفرج وسهّل له المخرج ، في كل وقت وعلى كل حال ومهما أمكن ، سيما في ليلة القدر .

ولعل الوجه في ذلك هو أن الحجة صاحب العصر والزمان هو الواسطة الكبرى بين العباد ورب الأرباب ، ببقائه تبقى الدنيا وبيمنه يرزق الوری ،

ص: 467


1- الرحلة النجفیة ، ص 313 - 327

وهو مصدر الفيض على العباد وينبوع الرحمة للبلاد ، ولا ريب أن الدعاء لمثل هذه الواسطة الذي هو سرّ البقاء وسرّ العطاء من أهم الأمور عند أهل الولاء ، فينبغي الاهتمام به على كل حال .

وأما تخصيص ليلة القدر بمزيد الاعتناء بأمر هذا الدعاء ، فلعله لمزيد فضلها وشرفها وتأهلها لاستجابة الدعاء وتضاعف الأجر والجزاء ، كما لا يخفى على أهل الوفاء وإخوان الصفاء ، وفي المقام حكم وأسرار لا يوافقها الإيجاز والاختصار ، وما كتبناه كفاية لأهل المعرفة والدراية .

نعم هنا أمر واحد يستأنس به أهل الإيمان ويستحسنه ذوو العرفان، ينبغي بيانه جداً وإن أوجب طول الكلام والخروج عن مقتضى المقام،وهو أنه قد ثبت أن ليلة القدر هي ليلة التقدير والتدبير والإبرام والإحكام، لجميع الحوادث التي تصدر في مجموع العام ، وقد ثبت أيضاً كما ورد في عدة أخبار أن الملائكة والروح تنزل في ليلة القدر على ولي الأمر،وهو إمام الزمان بجميع ما يكون في السنة من الحوادث والأكوان ، وإمام زماننا اليوم هو الحجة المنتظر ابن الإمام العسكري علیهما السلام، فلعل السر والحكمة في تأكد الدعاء له بالتأييد والنصر في ليلة القدر بل في عموم ليالي الشهر،هو أن يكون الدعاء وسيلة للداعي عند ولي التقدير أن يقدر له ما هو الخير والصلاح والسعادة والنجاح ، ببركة ولي الأمر ومزيد العناية به ، ولو لإدخال السرور عليه ، فإن ولي الأمر إذا علم أن الله تعالى قد اعتنى بمن يدعو له بالتأييد والنصر فقدر له ما فيه سعادة الدارين، دخل عليه من السرور والفرح والابتهاج ما لا يبلغ وصفه الواصفون .

وإليك مثلاً ظريفاً لطيفاً يكسر عنك سورة البُعد ويوضح لك هذاالمعنى السامي ، وهو أنه لو أن ملكاً من ملوك الدنيا عيّن له ليلة واحدة في السنة يكتب فيها جميع ما يفرضه على أفراد رعيته ، من خير أو شر في تلك السنة ، وكان له وزير مقرَّب وحبيب مصطفى، يطلعه في تلك الليلة على

ص: 468

جميع ما يقضيه ويحتمه ويبرمه ويحكمه، وقد علم ذلك الملك بأن فرداً من تلك الرعية لا يزال يثني على ذلك الوزير المحبوب ويمدحه ويطريه ويسأله له علو الرتبة وارتفاع الشأن ومزيد القرب والزلفي وينجز له ما وعده من بلوغ المني، أترى أن ذلك الملك لو كتب ذلك الفرد الداعي للوزير المحبوب في ديوان السعداء من الرعية ومحاه من ديوان الأشقياء ، ووقاه جميع محاذير تلك السنة،لمكان ذلك المدح والثناء والإطراء والدعاء لذلك الوزير المحبوب، واطّلع ذلك الوزير على ذلك ألا يتداخله من السرور والبهجة والفرح والأنس الشيء الكثار نعم يتداخله ذلك قطعاً كما لا يخفى جداً.(1)

8.فوائد ، العلامة الشيخ حسين العمران حفظه الله:
اشارة

كثيرة هي الفوائد التي يذكرها العلامة الشيخ حسين العمران حفظه الله في بحث الصلاة(2)، ونتشرف بصياغة بعضها وكتابته مما له علاقة بموضوعنا،ونرجو أن نوفق لأن تكون صياغتنا لهذه الفوائد صياغةصحيحة خالية من الغلط والخطأ:

سورة القدر:

*سورة القدر(3)

(سورة القدر ) من سور ( آل محمد ) ، وقد ورد في بعض الروايات أن نحتج بها على كل،ووجه الاحتجاج هو:تنزل الملائكة في ليلة القدر ، فتنزل الملائكة مرة واحدة فقط في عمر الدنيا، أم أن التزل يكون في ليلة القدر من كل سنة؟ وأنها في زمن النبي صلی الله علیه وآله وانتهى الأمر؟ أم أنها مستمرة حتى يطوي الله الدنيا وتأتي الآخرة؟

ص: 469


1- ليلة القدر ، ص26 - 29
2- يلقي الشيخ حفظه الله بحثاً بعد صلاة الظهرين من يوم الجمعة وبعد صلاتي المغرب والعشاء ليلياً ما عدا ليلة الجمعة ، والبحث فقهي غالباً ولا يخلو من المسائل العقائدية وتفسير الآيات ونحوها من المعارف المهمة، فجزاه الله خير جزاء المحسنين .
3- بحث يوم الجمعة 1424/8/21 ه

بإجماع المفسرين أن الملائكة تتنزل كل سنة ليلة القدر،كانت تتنزل في أيام النبي عليه صلی الله علیه وآله،تتنزل عليه بكل أمر..الآجال والأرزاق والسعادة والشقاء والمرض والصحة والعافية والأولاد وكل شيء .. من هذه الليلة إلى الليلة المقبلة في العام المقبل، ويبقى لله الأمر والإرادة «يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ »(1) . تتنزل الملائكة على رسول الله صلی الله علیه وآله في عهده ، ثم من بعده على من تتنزل؟ لابد أن تنزل على خليفته ، والنبي صلی الله علیه وآله يؤكد على أن هذا النوع من التنزل مستمر في الرواية المجمع عليها بين الخاصة والعامة ( إني مخلف فيكم الثقلين ) (لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض )(2)، وإذا انقطعت الإمامة افترقا ، إذاً لا بد أن يكون الإمام

ص: 470


1- الرعد ، 39
2- حديث الثقلين،قال السيد علي الميلاني في كتابه(حديث الثقلين):اعلم أن الحديث المعروف ب (حديث الثقلين) قد رواه القوم بألفاظ مختلفة ... قال ابن حجر الهيتمي المكي في كتابه الذي أسماه بالصواعق المحرقة : ثم اعلم أنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرةَ وردت عن نيف وعشرين صحابیاً، ومرّ له طرق مبسوطةُ في حادي عشر الشّبه ، وفي بعض تلك الطّرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى : أنه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه، وفي أُخرى : أنه قال ذلك بغدير خم ، وفي آخر أنه قال لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف كما مرّ، ولا تنافي ، إذ لا مانع من أنه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها ، اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة ، وفي رواية - عند الطبراني - عن ابن عمر : إنّ آخر ما تكلّم به النبي - صلّى الله عليه [وآله] وسلّم. : أُخلفوني في أهل بيتي، وفي أخرى - عندالطبراني وأبي الشيخ- :إن الله عزوجل ثلاث حرمات فمن حفظهن حفظ الله دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهنّ لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته . قلت : ما هنّ ؟ قال : حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي . ...لقد أخرج حديث الثقلين في غير واحدٍ من الصحاح السّتة والصحاح الأخرى ، ومن الكتب الملتزم فيها بالصحة ، كما نصَّ على صحته كثير من الحفّاظ .. لكنّ الحق أنّ هذا الحديث متواتر بالنظر إلى رواته في القرون المختلفة ...

موجوداً حتى تتنزل عليه الملائكة ، ولا يوجد من ادعي له هذا غير خاتم أئمتنا - صلوات الله عليهم أجمعين -.

تتنزل الملائكة على رسول الله صلی الله علیه وآله وعندها الأمر بأن لا تمضي أمراً إلا بإرادته صلی الله علیه وآله ، والأوامر المتنزلة في هذه الليلة لا تخص البشر وحدهم،بل تشمل كل شيء فالملائكة في السموات و المخلوقات في قعر البحار والطيورفي السماء والهوام على سطح الأرض وفي باطنها و .. و .. ، كلها مشمولة بذلك ، وهذا عطاء الله سبحانه ( آتاكم الله ما لم يؤت أحداً من العالمين).

لطف الله سبحانه

*لطف الله سبحانه(1):

ولطف الله سبحانه على العباد،يترك للناس الخيار حتى يجربوا مآسي الدنيا ويجربوا الأحكام الوضعية ويجربوا جميع الشرائع ، ثم يضجوا إلى الله:ربنا ما صنعه الناس ما زادنا إلا شقاء وبعداً عن الله ، وبالفعل فكلما صنع الناس شيئاً لمصلحة البشر انقلب عليهم،وصارت الدنيا تعجّ بالويلات والمآسي، ولو كان زمام الدنيا الآن تحت يد المعصوم لما رأيت حالة من المآسي قط، ولرأيت جميع الناس يعيشون في خير وسعادة، مخزون الأرض يكفي العالم ويزيد ، ولد

أمور جانبية أو ثانوية لو أنفق على فقراء العالم لما بقي فقير في الدنيا ، فهذه دول فقيرة وبها نوادر رياضية تصرف عليها المليارات من الأموال ، فهل أغنتهم هذه النوادي الرياضية أو هل جلبت لهم سعادة أو أزالت عنهم الأمراض ، فلو وجهت هذه المبالغ الطائلة للفقراء،ألم تغنهم؟! و تريحهم من كثير من الأمراض والبلايا ؟! وتقربهم من السعادة والهناء!؟

هذا بالنسبة لجانب واحد ، أما إذا ذكرت المسارح والسينما والليالي الحمر و .. و .. فدع هذا الحديث ، وهذه صالات القمار وكم يذهب فيها

ص: 471


1- بحث یوم الجمعة 1424/8/21ه

من الأموال .. فلو كان الحاكم الشرعي مبسوط اليد ، فهل يتركهم يلعبون بمقدرات الشعوب هكذا ؟(1)

ثلاثة آلاف رواية:

لقد أحصيت3000آلاف رواية في صاحب الزمان علیه السلام ، ولا يوجد شيء من أمور الشرع الشريف جاء فيه مثل هذا العدد ، لا صلاة ولا صوم ولا حج ولا زكاة ولا غيرها ، وهذه الروايات صادرة من المعصومين، من النبي صلی الله علیه وآله... حتى الإمام العسكري علیه السلام، كلها للتذكير لأنهم يعلمون بالغيبة الكبرى،التي سيكثر فيها المشككون والباثّون للشبهات ، فهم جميعاً قد بشروا بصاحب الزمان علیه السلام قبل أن يولد ، وبعد أن جاء دور الإمام العسكري علیه السلام وولد صاحب الزمان علیه السلام جاءت الروايات أيضا بكثرة .

ليلة النصف:

*ليلة النصف(2)

ليلة النصف من شعبان صنو ليلة القدر ، ليلة جليلة بالغة الشرف ، ليلة العبادة وليلة مناجاة قاضي الحاجات تقدست أسماؤه وجلت صفاته، فينبغي للإنسان ويتأكد في حقه أن يتفرغ فيها للعبادة أكثر من غيرها من الليال .

وما أدراك ما ليلة النصف من شعبان !ليلة يقدّر الله فيها أرزاق العباد وآجالهم وشقاءهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة ، ويمضيها ويحتمها في ليلة القدر ،فهي ليلة بالغة الشرف ،ويا خسران من قضاها في غفلة عن ذلك .

على المؤمن أن يحظى بحضور مجالس الذكر،المجالس التي يقام فيها مواليد الأئمة علیهم السلام ، يسمع من كراماتهم ومظاهرهم ومناقبهم وما منَّ الله به عليهم على العباد،هذه هي أفضل العبادات.أما إذا قضاها في مجالس خالية من ذكر آل محمد صلی الله علیه وآله ، فهذه مجالس خسارة .

ص: 472


1- حتى لو قال أحدهم بأن هذه أموالي وأنا متصرف به ، يرد عليه بأن المالك الحقيقي هو الله سبحانه وتعالى وهوالمتصرف( المال مالي ، والخلق عيالي ) وإذا كان المال لله فيحتاج إلى إذنه في التصرف فيه .
2- بحث يوم الجمعة 1425/8/17 ه
هل عمر الإمام طبيعي؟

*هل عمر الإمام طبيعي؟(1)

يقول البعض في معرض مناقشة عقيدة الإمام المهدي : أن عمر الإمام ليس طبيعياً ، وللرد على هؤلاء نقول ، إن الله سبحانه وتعالى يقول : «وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا»(2) يعني أن الأعمار بيد الله سبحانه،ولا ينطبق عليها(طبيعي)أو(غيرطبيعي) ، فمن هو الذي يحدد هذا العمر ؟ هل حدّد الله الأعمار بعمر معين حتى يكون ما عداها غير طبيعي ؟! فقولهم أن عمره غير طبيعي ما هي إلا خيالات لتشويش الأذهان فقط ، وليس لها قيمة علمية.

وإنما هناك أمر آخر، فالإنسان الذي قد لاحظ أن الناس تموت عند سن متقارب،بني على هذه الظاهرة نظرته،فتكون حسب(المألوف)، فالمألوف عندنا أن الأعمار في حدود ( 60 ) أو (70) أو (80) سنة أو نحوها ، وهذه الظاهرة حدثت ، لأن جميع هؤلاء يجتمعون في أكل واحد وشرب واحد وهواء واحد .. فمصير الجميع واحد . ومع ذلك فلا ترتب على هذا المألوف حكماً ،بل تبقى الآية «كِتَبَاً مُّؤَجَّلًا »،فإن الله كتب في سابق علمه أن الناس في هذه الحقبة المعينة الذين يأكلون هذا الأكل المعين و يتنفسون بهذا الهواء الملوث ... تكون أعمارهم في هذه الحدود .

وقد قال الله سبحانه:«فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ»(3)،فهو (أجل) وهذا من الملاحظ في حياة الناس فكم رجل معافي ويموت وهو في كامل قوته ونشاطه ، وكم مريض مبتلى بأنواع المرض ويبقى .

ثم إن القائل بمثل هذا القول يلزمه أن ينكر أموراً كثيرة ، فالمرأة

ص: 473


1- بحث یوم الجمعة 1428/8/17 ه
2- آل عمران ،145
3- النحل،61

تيأس في سن معين ، والمروي من طرق العامة أن ( حواء ) ولدت بخمس مئة بطن ، فلو كانت خمس مئة توأم لاحتاجت إلى أكثر من (200) سنة ، فهل هذا من الطبيعي حسب تعبيركم ؟

وأما المروي عن زرارة فإنها (70) بطناً، ونفس الأمر يأتي هنا، وكذلك النبي زكريا «قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا»(1) فهو كبير السن ، وامرأته ( عاقر ) والعاقرهي المرأة التي مرت عليها سنون كثيرة ولم تلد، فهي كبيرة في السن ، وهذا خلاف المألوف ، ومثلها قضية النبي إبراهيم :«وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ»(2)، مثلها الكثير من القضايا . ورحم الله الشيخ الوالد :

فكم من مؤمن أو فاجر *** عمّر في الدهر

كعيسى وكإبليس *** وكالدجال والخضر

حكمة الله ..:

*حكمة الله ..(3)

أبقى الله سبحانه وتعالى(إبليس )في هذه الدنيا، وهو متسلط على بني آدم، يريد غوايتهم «لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ»(4)، مع الأمور الأخرى التي تساعد على ذلك:

إبليس والدنيا ونفسي والهوى *** كيف الخلاص وكلهم أعدائي

والله .. اللطيف ، الرحيم ، الحكيم ، هل يترك الإنسان هكذا ؟

فإبليس قد توعد بني آدم والله يعلم أن نفس الإنسان تحب الدنيا ،

ص: 474


1- مریم ، 4 - 5
2- هود ، 71 - 72
3- بحث یوم الجمعة 1428/8/24 ه
4- الإسراء ، 62

والهوى يزين لها ذلك ، فهل يترك الله الإنسان بمفرده ؟ لا . وإنما أعطاه :

من الداخل : أعطاه عقلا ، يدفع به وساوس الشيطان .

في الخارج : إماماً معصوماً ، يدفع عنه كل شبهة أو ضلالة .

إبليس عالم، فيستطيع أن يأتي بالشُبَه على بني آدم، لكن من هو الذي یرده؟ یرده من هو أعلم وأقدر وأقوى منه ، وهو المعصوم ، أما من سوى المعصوم فيستطيع إبليس أن يخدعه وأن يتمكن منه كل بحسب مستواه ، فوجود إبليس يستلزم وجود المعصوم، وهنا تأتي ضرورة وجود الإمام ولولا وجود المعصوم لكان هناك ظلم للعباد، وحاشا الله أن يظلم عباده .

فحكمة الله تقتضي وجود المعصوم في كل وقت،فزمان النبي صلی الله علیه وآله هو الموجود، وبعده أمير المؤمنين علیه السلام ، ثم تتسلسل الأئمة حتى زمان الإمام العسكري علیه السلام ، ثم .. من هو المعصوم ؟ لابد من وجود الإمام وهو صاحب العصر والزمان علیه السلام.وبركاته و تستديداته تصلنا وإن لم نعلم بها أو لم نشعر أنها منه ، فإذا فتح إبليس باب فساد ، ثم توجهت إلى سد هذا الباب فهذا من توفيقات الإمام وتسديداته .

9.فضيلة الشيخ محسن المعلم حفظه الله :
عيسى يصلي خلف المهدي علیه السلام:

( فقد جاء عن الإمام المجتبى علیه السلام: (ما منّا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه، إلا القائم ، الذي يصلي خلفه روح الله عيسى بن مريم)(1).

فصاحب الزمان-أرواحنا فداه-إمام للخلق بما فيهم نبي الله عيسى علیه السلام)(2) . (3)

ص: 475


1- بحار الأنوار 279/52
2- العقائد من نهج البلاغة ، ص 143
3- ولا يخفى أن نزول النبي عيسى علیه السلام وصلاته خلف الإمام المهدي علیه السلام ، وارد عندالفريقين ، شيعة وسنة ، بألفاظ وطرق متعددة ، ومنها عند أهل السنة ما في كفاية الطالب ص 497باب7 : بسنده عن سفيان الثوري عن منصور ، عن ربعي ، عن حذيفة قال : قال رسول صلی الله علیه وآله: ( فيلتفت المهدي وقد نزل عيسى عليه السلام كأنّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي : تقدّم صلِّ بالناس ، فيقول عيسي: إنّما أقيمت الصلاة لك ، فيصلّي عيسى خلف رجل من ولدي،فإذا صُلّيت يقوم عيسى حتى يجلس في المقام فيبايعه ، فيمكث أربعين سنة ) . وورد هذا الحديث في(البيان للكنجي الشافعي ، و وعقد الدرر ، والصواعق المحرقة لابن حجر . وقد قال ابن كثيرفي رسالته(الاجتهاد في طلب الجهاد )( وأما السنة، فقد ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث النواس بن سمعان وغيره رضی الله عنه في نزول عیسی بن مریم علیه السلام في آخر الزمان من السماء على المنارة الشرقية بدمشق وهي محاصرة بجيوش الدجال وقت صلاة الفجر وقد أقيمت الصلاة فيقول له إمام المسلمين(تقدم يا روح الله) فيقول(لا، إنما أقيمت الصلاة لك) فيصلي وراء إمام المسلمين، تكرمة الله هذه الأمة).
النصوص الخاصة على الأئمة في نهج البلاغة:

( وفيما ذكره حول الإمام المهدي عليهماالسلام قوله : ( يعطف الهوى على الهدی إذا عطفوا الهدى على الهوى ،ويعطف الرأيَ على القرآن إذا عطفوا القرآنَ على الرأي .. وتخرج له الأرض أفالية كبدها ، وتلقي إليه سِلماً مقاليدها، فيريكم كيف عدلُ السيرة . ويحيي ميت الكتاب والسنة)(1).

وهذا النص من أخبار الملاحم،وهي قضايا من عالم الغيب،يخبر بها الإمام قبل وقوعها فتقع بعد حين كما أخبر بها،وهو يشير هنا إلى تبدل مقاييس الناس، فحينما يريدون أن يكون الهدی تابعاً للهوى يأتي من يجعل الهوى والميل إلى الهدى، وحينما يريدون أن يجعلوا القرآن حسب آرائهم يأتي من يجعل آراءهم حسب القرآن، وتخرج له الأرض خيراتها فيري الناس العدل العظيم، ويحيي ما اندثر من تعاليم الكتاب والسنة وأضاعه الناس.

وتحدث عن بعض بركات الإمام المهدي علیه السلام قائلا:(لتعطفنَّ الدنيا علينا بعد شِماسِها ، عطفَ الضروسِ على ولدها ،وتلا - عقيب ذلك- قوله

ص: 476


1- خ 138 ، ص195

تعالى :«وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ»(1). والآية التي تلاها الإمام فسرت في المهدي علیهما السلام، فإن الدنيا منعت أهل البيت من خيرها ، وظلمهم أهلها واستضعفوهم ولم يتغير هذا الظلم بعد ، فهي إشارة إلى رجوع الحق إلى أهله بظهور المهدي علیه السلام ، الذي يرث الأرض وتهب له خيراتها فيتحقق نصر المستضعفين وسعادتهم.

وقال علیه السلام:(قد لبس للحكمة جنتها .. فهو مغترب إذا اغترب الإسلام وضرب بعسيب ذنبه وألصق الأرض بجِرَانِه ، بقيةٌ من بقايا حجته ، خليفةٌ من خلائف أنبيائه)(2).فهذه إشارة إلى ما يؤول إليه أمر الدين من ضعف وهوان وغربة ، حتى يأتي من يعيد له قوته وعزته ، وهو البقية والحجة المهدي علیه السلام . وقد لاحظت في الشروح كشرح ابن أبي الحديد أنه يفسر هذه النصوص بأنها تعني المهدي علیه السلام ، ويقول أن مقالة الإمامية تعني إماماً حاضراً ، ومقالتهم تعني إماماً سيولد بعد ذلك، فالجميع إذن متفق أن هذه النصوص تشير إلى قضية المهدي علیه السلام مع اختلاف المنهجين .

وقد عدّت أحاديث الإمامة بشكل عام والصادرة عن رسول الله صلی الله علیه وآله بأنها من الإنباء بالغيب،لأنه تحدث عن أئمة بأسمائهم و تسلسلهم، قبل أن يولدوا بعد وقد دونت هذه الأحاديث عند الجميع قبل ميلاد جملة من الأئمة وكان الناس على علم بها، ثم تتحقق الأحاديث كما تحدث بها الرسول ، فيولد الأئمة ويتصدون للإمامة ، ويكون لهم ذلك الوجود البارز، والامتياز الخاص على أهل زمانهم« وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا»(3))(4)

ص: 477


1- القصص ،5
2- خ 182 ، ص 263
3- النساء ، 82
4- العقائد من نهج البلاغة ، ص 281 - 282
خامساً: في عالم الشعر:
أ.الشعر الفصيح:
1.مقطوعات:

للسيد محمد الفلفل رحمة الله عدة مقطوعات يناسب ذكرها هنا،منها:

منتهى الآمال عجّل فلقد *** فدح الخطب فحتّامَ الوني

ذهب الحق طغى الجور بنا *** صرّح الشر وأردانا الردی

أدرك الأعداء فينا سؤلهم *** أعضل الداء وأعيانا الدوا

شنّها شعواء في أهل الجفا *** وخذ الثارات من أهل القلى

وعليكم ما بكاكم وامق *** صلوات الله صبحاً ومسا (1)

ومنها :

أسادة سامرا نحتكم ركائبي *** وصحبي معي نطوي القفار السباسبا

نعدّ حرارات الهجير لشوقنا *** إليكم مياهاً نورد البرد شاربا

نؤمل منكم ياكرام مطالبا *** وشأن كرام الناس تولي المطالبا

فلا ترجعوا وفداً نحاكم بخيبة *** وحاشاكم أن ترجعوا الوفد خائبا

ويا صاحب الأمر اشهر السيف جامعاً ***جنودا على أهل الخلاف محاربا

أغثا فقد جف الوفا وتملأت *** ضروع الجفا والدهر ما زال حاليا

متى أمهات البؤس تُجهض حملها *** بصولة مولى يسبق الخير طالبا

ص: 478


1- دیوان السید الخطي ، ص 33 - 24.

عليه سلام الله ما انهلّ فضله *** على من رجا جدواه باللطف ساكبا(1)

ومنها(2):

أمهدي عيل الصبر من نجل جعفر*** محمدكم حتى ملاصدره الحرج

وقد سُدّ من كل الجهات عليه ما *** يعيش به فافتح له الباب بالفرج

فقد ظن بي خيراً ولست بأهله *** وظني بك الحسنى فأصلح لنا العوج

2. ما آن للسرداب؟!

للسيد محمد بن مال الله الفلفل رحمة الله:

( وقال متعه الله ببلوغ الآمال راداً على الرجس ابن حجر حيث قال :

ما آن للسرداب أن يلد الذي *** صيرتموه بزعمكم إنسانا(3)

فعلى عقولكم العفاء فإنكم *** ثلثتم العنقاء والغيلانا

فقال السيد ، نعم ما قال :

ما في العنيد المعتدي من حيلة *** ولو اجتلی شمس الضحی برهانا

زعم اليهود بأن عيسى لم يكن *** زعم النصارى أحمد ما كانا

والرجس ثلّثهم وقال له العفا : *** ( ثلثتم العنقاء والغيلانا)

ما كان في خضر وفي دجالها *** من حجة أم لم يرَ التبيانا(4)

3.ما آن للسرداب؟!

(... ومنه قوله رحمة الله (الشيخ فرج بن محمد آل عمران المعروف بالمادح) في جواب بعض النواصب في الرد على الشيعة الإمامية في انتظار صاحب

ص: 479


1- ديوان السيد الخطي ، ص89.
2- دیوان السيد الخطي ، ص107.
3- یروی عجز البيت بأكثر من رواية،فمنها ما جاءأعلاه ومنها:(أودعتموه بزعمكم ما آنا،ثلثتموه بزعمكم ما آنا،أودعتموه بجهلكم ما آنا،سميتموه بزعمكم إنسانا).
4- ديوان السيد الخطي ، ص 414

العصر والزمان عجل الله فرجه وسهل مخرجه،وقد قابله بمثل كلامه الفاسد وجوابه البارد :

ما آن للسرداب أن يلد الذي *** أودعتموه بجهلكم ما آنا

فعلى عقولكم العفاء لأنكم *** ثلثتم العنقاء والغيلانا

فأجابه شيخنا الشيخ فرج بقوله :

تستعجلونا بالعذاب وربنا *** لن يخلف الوعد الذي قد كانا

فعلى دياركم العفاء بثالث *** للخضرثان للمسيح زمانا )(1)

وقد ذكر هذا الرد العلامة العمران وأعقبه بقوله:( تذييل: رأيت في كتاب صحيفة الأبرار ، تأليف العلامة الشيخ محمد تقي شريف أعلى الله مقامه ص 385 من القسم الثاني من قسمي الكتاب نسخة ثانية لهذين البيتين الآنفين باختلاف يسير، ونسبهما لابن حجر العسقلاني، وقد أجابه بجواب لطيف أجاد فيه وأحسن وإليك ذكر الجميع:

البيتان :

ما آن للسرداب أن يلد الذي *** سميتموه بزعمكم إنسانا

فعلى عقولكم العفاء فإنكم *** ثلثتم العنقاء والغيلانا

الجواب :

آمنت بالدجال يا ابن سلقلق *** وعبدت طول حياتك الشيطانا

وأجزت في حقِّ المسيح نظيره *** إن كنت ممن صدّق القرآنا

وأحلته في حقِّ من لولاه ما *** ثبت الوجود ولم يكن ما كانا

فاخسأ خزيت فقد أتيت بمنكر *** أضحكت منه لعقلك الصبيانا

وسل القوابل عنأبيك فإنه *** قد ثلّث العنقاء والغيلانا(2)

4.صلبنا لكم زيداً:

قال شاعر بني أمية الحكم بن وائل :

صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة *** ولم نر مهديا على الجذع يصلب

ص: 480


1- أنوار البدرين ، ج2 ص 80
2- مستدرك تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران ص122

وقستم بعثمان عليا سفاهة *** وعثمان أزكى من علي وأطيب(1)

فأجابه ( الشيخ فرج بن محمد آل عمران المعروف بالمادح ):

ألا إنكم في صلب زيد كأنكم *** يهود على صلب المسيح تألبوا

ومن قاس مولانا علياً أخا الهدى *** بضلّيلكم عثمان فهو المكذّب(2)

5.مطالع قصائد:

أورد الشيخ فرج آل عمران رحمة الله للشيخ فرج بن محمد آل عمران رحمة الله المعروف بالمادح مطالع بعض قصائده ، ومنها :

1.في مدح صاحب الزمان وسماها ب ( الحسني ) (67بيتا ):

جرى ذكرأحبابي على قلبي المضني فشاهدهم حكماً ولاحظهم معنى

2.ومدحه أيضاً ( 28بيتاً):

يا راكباً يطوي القفار بحسرة *** هلا مررت على ديار أحبتي

3.في مدحه أيضاً( 36 بیتاً):

سل فتاة الحي ما هذا القلا *** الذي أشوى فؤادي وقلا(3)

6.مجاراة:

لآية الله الشيخ أحمد آل طعان قدس سرة قصيدة في صاحب والزمان علیه السلام (وقد تلفت في زمانه،وهي عجيبة جداً، وقد جاري بها شيخنا البهائي والشيخ جعفر الخطي رحمة الله ، مطلعها :

ص: 481


1- قالهما بعد مقتل زيد بن علي الشهيد،فبلغ قوله هذا الإمام الصادق علیه السلام فرفع يديه إلى السماء وهما ترتعشان فقال: (اللهم إن كان عبدك كاذباً فسلط عليه كلبك)،فبعثه بنو أمية إلى الكوفة فافترسه الأسد، واتصل خبره بالإمام الصادق فخرَّ ساجداً وقال:( الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا ) ..
2- مستدرك تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران ص120
3- مستدرك تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران ص115

سقى عارض الأنوا بوطفاء مدرار *** معاهد يهدی من شذا طيبها الساري

ولا برحت أيدي اللواقح غضة *** توشّي بروداً من رباها بأزهار

ولا أحفظ من أولها إلا هذين البيتين ومنها قوله في صاحب الزمان علیه السلام :

فقم بلغ السيل الزبى وعلا الربى *** وهاد وقاد الأرنب الأسد الضاري

قفوت بها إثر البهائي وجعفر *** وكل بمقدار اقتدار له جاري

7.مجاراة:

(وله (آية الله الشيخ أحمد آل طعان قدس سره) أيضاً جاراة لميمية أبي فراس الحمداني ، ويقول فيها :

يا حبذا عترة بدء الوجود بهم *** وهكذا بهم ينهي ويختتم

من مثلهم؟ ورسول الله فاتحهم *** وسبطه العقد والمهدي ختمهم

فمن تولى سواهم أنهم ندموا *** إذ في الممات على ما قدّموا(1)

8.رثاء الشيخ مرتضى الأنصاري:

لآية الله الشيخ أحمد آل طعان قدس سره :

فلقد نعى جبريل في أفق السما *** قد خرنجم الأوليا والدين

اليوم نأتي الأرض ننقصها وقد *** باء الأنام بصفقة المغبون

الله أكبر ما أتاح يد القضا *** من فادح قدح الهدی بشجون

لولا بقية آل بيت محمد *** (القائم)الموعود بالتمكين

ساخت بنا الأرض البسيطة بعده *** إذ كان حصنا من أشد حصون(2)

9.لله درّك من كتاب:

للعلامة الشيخ علي البلادي قدس سره ( في مدح الكتاب الجليل المسمى ب (كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأنظار )في أحوال الحجة عجل الله فرجه وسهل مخرجه، للفاضل المعاصر الميرزا حسين النوري الطبرسي قدس سره،

ص: 482


1- أنوار البدرین ص 260 - 261
2- أنوار البدرین ص 260 - 261

رداً على قصيدة لبعض العامة من معاصريه(1) ، وتصدّى لدفع شبهات

ص: 483


1- قال آية الله العظمى الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء تلفظ قدس سره : ( ... وردت قصيدة من بغداد في التشكيك أو الاحتجاج على عدم تولد الحجة سلام الله عليه ، قيل أنها لشكري أفندي وقيل للرصافي ، أولها : أيا عُلَماءَ العَصرِيا مَن لَهُم خُبرُ *** بكُلِّ دَقِيقٍ حارَ من دونهِ الفِكرُ لقد حار مني الفكر في الغائب الذي *** تنازع فيه الناس والتبس الأمر فمن قائل في القشر لُبّ وجوده *** ومن قائل قد ذبَّ عن لُبِّه القشر ثم أخذ بترجيح الأول على الثاني في عدة أبيات ، فصار لها دوي في محافل النجف ، وكانت طافحة بالعلماء والأدباء أكثر مما هي اليوم(كان هذا سنة 1317ه). فرفعت القصيدة إلى أستاذي في الحديث الحاج میرزا حسين النوري الطبرسي رحمة الله ، وقد كان الّف في هذا الموضوع قبلاً جملة رسائل وكتب وطبع جملة منها، ولكن كتب رسالة مستقلة في جواب تلك الأبيات سمّاها (كشف الأستار عن الحجة الغائب عن الأنظار)ذكر فيها النص على وجوده وولادته من أربعين عالماً من أكابر علماء السنة.ونظمت تلك الرسالة بقصيدة في أكثر من ثلاثمئة بيت أولها : بنفسي بعيد الدار قرّبة الفكر *** وأدناه من عشاقه الشوق والذكر وممن ردّعلى الشاعر شعراً العلامة الشيخ محمدجواد البلاغي بقصيدته : أطعت الهوى فيهم وعاصاني الصبر *** فها أنا مالي فيه نهي ولا أمر ويقول فيها : و في خَبَرِ الثَّقلَينِ هاد إلى الّذي *** تَنازَعَ فيهِ الناسُ وَالتَبَسَ الأمرُ إذا قال خَیرُ الرُّسلِ: لَن يَتَفَرَّقا *** فَكَيفَ إذاً يَخلُو مِنَ العِترَةِ العَصرُ؟! وما إن تَمَسَّكتُم بِتَينِكَ إنّهُم *** هُم السادَة الهادُونَ والقادَةُ الغُرُّ وقد ذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمة الله طائفة ممن رد على هذه القصيدة كتابة وشعراُ،في(الذريعة إلى تصانيف الشيعة(ج10ص218 - 219) تحت عنوان ( الرد على القصيدة البغدادية )فمن الكتابة( الشيخ محمد باقر الهمداني البهاري ) ومن الشعر: الشيخ رشيد الزيني العاملي، والسيّد رضا الهندي،والشيخ عبد الهادي ابن الحاج جواد البغدادي المعروف بالهمداني، السيّد علي محمود الأمين العاملي، والسيّد محسن الأمين العاملي قصيدة مع شرحها ( البرهان على وجود صاحب الزمان ).

المخالفين ، قلت وكتبته على ظهره ) :

لله درّك من كتاب *** يهدي إلى نهج الصواب

فالحق فيه واضح *** من غيرشك وارتياب

فاز الذين تمسّكوا *** بهداه من نهج الصواب

وشقي الذين تعلّقوا *** بسواه من زيغ الخطاب

فإلى مؤلفه المقد *** س خير أجر مع ثواب

وعلى النبي وآله الص *** لوات حتى في المآب(1)

10ما آن للسرداب ؟!
اشارة

للعلامة الشيخ علي البلادي رحمة الله في جواب البيتين(2):

ما آن للسرداب أن يلد الذي *** أودعتموه بزعمكم ما آنا

فعلى عقولكم العفاء فإنكم *** ثلثتم العنقاء والغيلانا

-الجواب الأول:

قل للنواصب جئتم بهتانا *** وكسبتم الآثام والنيرانا

مما نسبتم في هدير كلامكم *** لأولي النهى والحق كذباً بانا

ما آن للسرداب أن يلد الذي *** أودعتموه بزعمكم ما آنا

تربت أكفكم وهل من قائل *** منهم بما فهتم بة إعلانا

ما كتبهم ومصنفات ثقاتهم *** قد عطّرت بأريجها الأكوانا

ما صرّحت إلا بغيبة قائم *** لله من آل الرسول بيانا

من نسل فاطمة البتول ونج *** لها سبط الرسول قتيلهم عدوانا وليخرجنَّ برغم كل منافق *** من كعبة البيت الحرام عيانا

بعد امتلاء الأرض ظلماً قائماً *** وليبدلنَّ بعدله ماكانا

لا ذكر للسرداب فيما صنّفوا *** من كتب أولانا ولا أخرانا

لكن دينكم ورائج سوقكم *** كذب وبهتان عليهم بانا

ص: 484


1- مخطوطة دیوانه (جنات تجری من تحتها الأنهار)
2- مخطوطة دیوانه (جنات تجری من تحتها الأنهار)

فعلى عقولكم العفاء فإنكم *** شر الوری كذباً وزوراً كانا

- الجواب الثاني:

كذب النواصب وهو ديدن دينهم *** فيما لنانسبوا ضلالاً بانا

ما آن للسرداب أن يلد الذي *** أودعتموه بزعمكم ما آنا

ضلّت عقولكم فهل من قائل *** منا بقريتكم بذاك علانا

هذي أصحتنا وتحقيقاتنا *** قد ضوّعت بأريجها الأكوانا

هل ضمّنت إلا قيام خليفة *** لله من نسل الشهيد عيانا

من نور غيبتهليملأ أرضه *** من بعد ملء الظلم عدلاً كانا

وخروجه من مكة لا غيرها *** في يوم مقتل جده عطشانا

وليأخذنَّ بثأر آل محمد *** منكم ومن بالظلم فيهم بانا

لكن دينكم هواء نفوسكم *** سوّغتموه الكذب والبهتانا

فعلى عقولكم العفاء فإنكم *** شر البرية في الضلال مكانا

11.متى نرى؟

قالها ( العلامة الشيخ حسين القديحي رحمة الله )على أثر سماعه بيتين

سمعهما من أحد الذين يثق بهم ، تروي للإمام عجل الله فرجه .

فمتى نرى ذاك الجمال وقد بدا *** والخيل تضبح والقتام يثور

ومتى نرى الأعلام يخفق فوقها *** نصر الإله فجندكم منصور

ومتى نرى ذاك الحسام مجرداً *** والروس تنثر والكفوف تطير(1)

12.تخميس أبيات الحجة القائم علیه السلام في تأبين الشيخ المفيدقدس سره:

*تخميس أبيات الحجة القائم علیه السلام في تأبين الشيخ المفيدقدس سره:(2)

للعلامة الحجة الشيخ فرج العمران قدس سره :

أمفيدنا ، المهدي ندبك سنّه *** وأسى فراقك في الفؤاد أجنّه

وعلى ضريحك خط ما قد كنّه *** لا صوّت الناعي بفقدك إنه

يوم علي آل الرسول عظيم

ص: 485


1- مخطوط فیه بعض أشهاره رحمة الله
2- الأزهار الأرجیة في الآثار الفرجیة ، ج 15 ص 52 - 53

قد كنت للإرشاد بدراً مزهرا *** وإلى الهداية فيلسوفاً أكبرا

حي ومنك العلم شعّ إلى الورى *** إن كنت قد غيّبت في جدث الثرى

فالعدل والتوحيد فيك مقيم

كم شدت للإسلام ركناً أعظما *** وبنيت مجداً قطّ لن يتهدما

وتركت للأبرار درساً محكما *** والقائم المهدي يفرح كلما

تليت عليك من الدروس علوم

13.قصائد متفرقة:

هناك أشعار كثيرة كان حظها النسيان والضياع،وذلك بسبب عدم تدوينها أو تدوينها في مخطوط واحد يحتكره البعض ويضنّ به عن الآخرين، ومن ذلك أشعار ( الملا عبد الله الخباز ) فهو من الشعراء المكثرين في الفصيح والشعبي ، إلا أن شعره قد ضاع فيما ضاع من التراث القطيفي الضخم ، ولم يبقَ منه إلا ما يحفظه بعض الخطباء القدامى ، ومن ذلك قصائده في الإمام الحجة علیه السلام ، التي منها موشحتاه:

1. أصبحت سر من رأى في سعود ... و

2.هنيئاً لشعبان بمولد من بقي ...(1)

وكذلك قصائد الملا مهدي العبكري ، ومنها :

يا ابن طه قم إلى الثار البدار *** فإلامَ الصبرطال الانتظار

فهلم بالراية العظمى وقم *** صارخاً حيَّ على الموت نزار

قم فقد جارت علينا عصبة *** تركت شملاً لكم يمنى يسار

ويلها من عصبة قد نقضت *** بيعة للمرتضى كانت أزار

ما كفاهم غصبه حتى أتوا *** بيته والطهر من غير خمار

دخلوا من غير إذن دارها *** وعليها أضرموا في البيت نار

فمن العصر الذي قد نالها *** مالت الأرض لها والعرش مار(2)

ص: 486


1- سنوردهما في ص 66 - 68 من الجزء الثالث من هذا الکتاب.
2- من محفوظات الملا عبد الله بن حسن الصبایغ
14.مدائن أبناء صاحب العصرعلیه السلام:

قصيدة للشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمة الله في ذكر مدائن أبناء صاحب العصر ، كما في الحديث المذكور في كتاب الكشكول للشيخ يوسف البحراني عليه الرحمة .(1)

( عناطيس ) تزهو أرضها برجالها *** وسلطانها نجل المعظم (هاشم)

هو ابن ولي الأمر شبل محمد *** إمام الوری نيطت عليه التمائم

و ( عبد الرحمن ) بإدغام لامه *** ومن قبله ألف تتم النعائم

لأرض ( ظلوم )نورت بكماله *** وهذ ابن من لاحت إليه العلائم

و( صافية ) فيها جمال وسؤدد *** وبرأسها (إبراهيم) فية العظائم

هوابن سمي المصطفى صاحب اللوا *** إمام الهدی قد غيبته المظالم

و (رائقة) سلطانها (قاسم) الذي *** الأنوار دين الحق قد صار قاسم

حفيد الإمام العسكري ومن به *** علا شرفا ترتاح منه العوالم

و (زاهرة) أيضاً ب (طاهر) قدست *** (مباركة )فرع إليها مداعم

له مركز فيها وشيخ معظم *** سجاياه قد لاحت عليها المكارم

وطاهر حياه الإله تحية *** مبجلة تندك منها الأراقم

أبوه ولي العصر بدر سما الورى *** عليه صلاة الله ماحام حائم(2)

15. إهداء ديوان ( سلوة الولهان في رثاء سادات الزمان)

15.إهداء ديوان ( سلوة الولهان في رثاء سادات الزمان)(3):

للملا عيسى آل عبد النبي رحمة الله ، فقد قال في مقدمته :

هذه أبيات شعر قلتها *** في رثا أهل العبا أنشأتها

قد سهرت الليل في تأليفها *** وإلى الحجة قد أهديتها

صاحب الأمر الذي يظهر في *** بلد تجني له خيراتها

ص: 487


1- الكشكول ج 1 ص132 - 137 ، تحت عنوان ( جزر أولاد صاحب الزمان) .
2- النفثات الصدرية في رثاء العترة النبوية ص26 - 27
3- ديوان ( سلوة الولهان في رثاء سادات الزمان ) ، ص 11 - 12

راجياً يقبل مني سيدي *** كل مجهودي وقد سميتها

(سلوة الولهان ) في من حبهم *** في الورى فرض وهم ساداتها

أهل بيت المصطفى يوصي بهم *** تدفع البلوى وهم قاداتها

أسأل الله بهم مغفرة *** لذنوب كنت قد قارفتها

16.أيها المصطفى :

لفضيلة الشيخ محسن المعلم حفظه الله قصيدة في النبي صلی الله علیه وآله ، مطلعها :

أتيتك والآمال يحدو بها الركبُ *** وقلبي بموفور الندى ولِهٌ صبُّ

وفي ختامها يقول :

سيشرق وجه الدهر يوماً بطلعة *** بهدي سناها ينجلي الهمُّ والكرب ويعمرفي الآفاق دينٌ ودولةٌ *** تقوم بإذن الله إذ زالت الحجب

وقاد جيوشَ الله صاحبُ أمرنا *** وأعوانه جبريل والصفوة الصحب

فيا ربِّ سدّد بالنبي وآله *** خطانا فدرب الحق حقاً هو الدرب

ب -لشعر الشعبي :
1.توسل:

من قصيدة للملا علي بن ناصر آل توفيق رحمة الله ، يشير فيها إلى إحدى السنوات العجاف التي مرت بالمنطقة،وقال مقدِّما لها:(...ولنختم هذا المجموع بأبيات خطرت ببالي ونطق بها لساني عند الصدمة وهي هذه :

من يوم حسادي في الشهر صار المنيع *** لا أحد منكم يشتري ( قلّه )(1) ولا يبيع

ويقول في ختامها :

واحد نظر لي اوقال دفرج أبا شوف *** العيش ماشوفه عليه اصطفت اصفوف

ص: 488


1- وعاء کبیر یصنع من الخصوص لحفظ التمر.

چنه المحشر والخلايق كلهم اوقوف *** والأمر إلى الله هالخلايق راحت اجميع

اونرفع أمرنا للخلف حجة العلام *** يمته نرى الرايات تخفق ويّا لعلام

او تنصر لدين المصطفى لا يضيع لسلام *** خادمكم الجاني علي توفيق لا يضيع(1)

2.تبدل الزمان:

من قصيدة للسيد شبر الحواج التاروتي رحمة الله ، يتحدث فيها عن أوضاع الزمان، قال في مطلعها :

اتبدلت أوضاعنا اهذا الزمان *** ليل أو نهار كله في امتحان

ويقول في ختامها :

الملتجي إلى الله والصاحب هالزمن *** صرنا غريبين في الباس اوسكن

چنا من ليهود لو نعبد وثن *** واخمور ابكل محله وكل مكان

والهضم والذل عن الشيعه يزول *** يصير قانون العدل حسب الأصول

الحكم بالقرآن وبشرع الرسول *** غير دين المصطفى ماكو أديان

يظهر امکه يوم عاشور الغريب *** والمنادي من السما هل من مجيب

حجة الله ظهر حي هالمجيب *** ايخلي شاة أو ذيب يرعون امكان (2)

3.نخوة إلى صاحب الزمان

* 3.نخوة إلى صاحب الزمان(3):

للسيد شبر الحواج التاروتي رحمة الله ، حول الموضوع نفسه :

طالت علينا غيبتك يا ابن الميامين *** يا فرج الله بالعجل قوم اظهر الدین

ص: 489


1- مجموع قديم بخطه رحمة الله ، من مقتنيات الملاية (عائشة سعيد آل سنبل) عائد لها من جدتها المرحومة الملاية (سلمى الحاج حسن آل سنبل)، والمشتهرة بكنيتها (أم سعيد) .
2- الدموع الشبرية ص25
3- الدموع الشبرية ص26

الجور زايد ولغدر عم كل لمصار *** والفقرهذا أزيد أو مصيبه و کشف استار

أسس له بيبان الزنا وفضوا به أبكار *** وأما الربا اوما شاكله بيع المسلمين

4.رثاء آية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره:

*رثاء آية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره:(1)

آخر قصيدة الملا حسن قاسم آل مدن الجارودي رحمة الله ، في رثاء آية الله العظمى زعيم الحوزة العلمية السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره :

استرحت امن الهضيمه والهوان *** اوزفّت الأملاك روحك للجنان

متي يظهر صاحب العصر والزمان *** ياخذ ابثارك اوتار السيده

سيدي چن ما دريت إما جرى *** اضلوع أمك على الباب أمكسره

اوبالحبل قادوا الجدك حيدره *** يسحبوه يا ويل قلي المسجده

ص: 490


1- دیوان (جمرات القلوب )ص 141

مصادر الجزء الأول من الكتاب

1.القرآن الكريم .

2.أجوبة المسائل الكويتية ، العلامة الشيخ فرج آل عمران قدس سره .

3. إرشاد البشر في شرح الباب الحادي عشر،الشيخ سليمان آل عبدالجبار قدس سره،نسخة حروفية قيد التحقيق،لدى مؤسسة طيبة لإحياء التراث.

4. الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، الشيخ فرج آل عمران قدس سره.

5. أساس البلاغة ، جار الله الزمخشري .

6. إعلام الوری باعلام الهدي ، الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي قدس سره .

7. أعيان الشيعة،المجلد 2،آية الله العظمى السيد محسن الأمين العاملي قدسره .

8. الإمام المنتظر علیه السلام من ولادته إلى دولته ، السيد علي الصدر.

9.انوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ،الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي البحراني ، تحقيق عبد الكريم الشيخ البلادي .

10. أهل البيت علیهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر ، للشيخ نزار آل سنبل .

11. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، الأجزاء ( 24 ، 51، 52، 53 )، العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي قدس سره .

12. تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران ، الشيخ فرج آل عمران قدس سره .

13. تفسير العياشي ، ج1 ، المحدث الجليل أبو النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي ، المعروف بالعياشي .

14. الجنة الواقية والجنة الباقية ، المعروف ب ( المصباح)، ج2، الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي قدس سره.

15. جنة المأوى ، في ذكر من فاز بلقاء الحجة عليه السلام أو معجزته في الغيبة الكبرى ،العلامة الشيخ ميرزا حسين النوري قدس سره .

16. حديث الثقلين ، العلامة السيد علي الميلاني.

17. خاطرات الخطي ، العلامة الشيخ عبد الحميد الخطي قدس سره.

18. الخرائج والجرائح، ج1، الشيخ قطب الدين الراوندي .

19. الخصال ، الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه القمي قدس سره.

20. الدرّ المنثور ، ج3، الشيخ جلال الدين السيوطي .

21.الدعوة الإسلامية إلى وحدة أهل السنة والإمامية ج2،آية الله العظمى الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي قدس سره .

ص: 491

22. دیوان (جمرات القلوب ) ، الملا حسن قاسم آل مدن الجارودي رحمة الله .

23. ديوان(جنات تجري من تحتها الأنهار)مخطوط ، العلامة الشيخ علي البلادي البحراني القديحي قدس سره.

24. دیوان ( الدموع الشبرية ) ، للسيد شبر الحواج التاروتي رحمة الله.

25.ديوان(سلوة الولهان في رثاء سادات الزمان)،ملا عيسى آل عبد النبي رحمة الله.

26. ذكرى أبي، ج2، علي بن الشيخ حسين القديحي رحمة الله ، تحقيق الشيخ محمدالشيخ .

27. الرحلة النجفية ، العلامة الشيخ فرج آل عمران قدس سره.

28. رسائل آل طوق القطيفي ، الجزآن (1، 4)، العلامة الشيخ أحمد آل طوق ، تحقيق ونشر دار المصطفى صلی الله علیه وآله لإحياء التراث .

29. سبيل اللقاء، دیوان شعر للشاعر : علي جعفر إبراهيم .

30.سنن ابن ماجة،أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القزويني .

31. سنن الترمذي، أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي .

32.شرح نهج البلاغة ، الشيخ محمد عبده .

33. الشهب الثواقب في رجم شياطين النواصب،الشيخ محمد بن عبدعلي آل عبدالجبار قدس سره ، تحقيق الشيخ حلمي السنان .

34. صحيح صفة صلاة النبي صلی الله علیه واله ، السيد حسن بن علي السقاف .

35. صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري.

36. الصحيفة المهدية المنتخبة، السيد مرتضى المجتهدي السيستاني قدس سره .

37. ضوء في الظل ، الشيخ عبد الله الخنيزي .

38. الصراط المستقيم لمستحقي التقديم،الشيخ زين الدين أبو محمد علي بن يونس العاملي النباطي .

39. الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة ، أحمد بن حجر الهيتمي المکي.

40. العالم ليس عقلاً ، عبد الله القصيمي .

41. العقائد من نهج البلاغة ، الشيخ محسن المعلم .

42. غوالي اللئالي ، ج4 ، الشيخ محمد ابن جمهور الأحسائي قدس سره . 43. العين ، الخليل بن أحمد الفراهيدي .

44. الغدير ، ج3، العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني قدس سره .

45. الغيبة ، شيخ الطائفة الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي .

ص: 492

46.فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين،الشيخ إبراهيم بن محمّد ابن المؤيّد الجُوَينيّ الشافعيّ.

47.الفصول المختارة،عبدالله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب ب ( الشيخ المفيد ) قدس سره .

48. قصص وخواطر ، الشيخ عبد العظيم المهتدي .

49. الكافي ج1 ، ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني قدس سره .

50. كشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار، العلامة الشيخ ميرزا حسين النوري قدس سره.

51. كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج3، الشيخ أبو الحسن علي بن عيسى

الأربلي قدس سره .

52. الكشكول ، الشيخ إبراهيم آل عرفات قدس سره .

53. كفاية الأثر في النصّ على الأئمة الاثني عشر، الشيخ علي بن محمد بن علي الخزاز القمي قدسس ره.

54.كمال الدين وتمام النعمة ، الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه القمي قدس سره.

55. الكنى والألقاب ج3، الشيخ عباس القمي قدس سره.

56.كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال،علي بن حسام الدين المتقي الهندي .

57. لسان العرب ، جمال الدين ابن منظور .

58. ليلة القدر ، العلامة الشيخ فرج آل عمران قدس سره .

59. ليلة في جاردن سيتي وسويعات بعدها أو قبلها(حوار مع عبد الله القصيمي) ، أبو عبد الرحمن ابن عقيل الظاهري .

60. مجلة التراث ، إصدار ( دار المصطفى صلی الله علیه وآله لإحياء التراث ).

61. مجمع الأمثال ، أبو الفضل الميداني.

62. مجمع البيان ، المجلد 4 الجزء 7، الشيخ أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسينابن الفضل الطبرسي قدس سره .

63. مجموع مخطوط بقلم ملا علي آل توفيق رحمة الله، من مقتنيات الملاية ( عائشة سعيدآل سنبل ) وهو عائد لها من جدتها المرحومة الملاية ( سلمى الحاج حسن آل سنبل ) .

64. مسائل خلافية حار فيها أهل السنة ، الشيخ علي آل محسن.

65. المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيسابوري .

ص: 493

66. مسند أحمد ، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل .

67.مشكاة الأنوار في إثبات رجعة محمد وآله الأطهار أو(تحفة أهل الإيمانلصاحب العصر والزمان )،الشيخ محمد بن عبد علي آل عبد الجبار قدس سره ، مخطوط توجد نسخة منه لدى مؤسسة طيبة لإحياء التراث.

68. معاني الأخبار، الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه القمي قدس سره .

69. معجم رجال الحديث ، ج19 ، آية الله العظمي السيد الخوئي قدس سره .

70. المعجم الصغير ، أبو القاسم الطبراني .

71. معجم المؤلفات الشيعية في الجزيرة العربية ، الشيخ حبيب آل جميع .

72. الملل والنحل ، محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني ، تحقيق: محمد سيد كيلاني ، ج1

73. مفاتيح الجنان ، الشيخ عباس القمي قدس سره .

74. مناهل الأدباء وحديقة الخطباء ، الخطيب السيد محمد آل إدريس

رحمة الله.

75. منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر علیه السلام ، آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني .

76. موسوعة الأدعية الجامعة ، ج 7 ، السيد محمد باقر الموحد الأبطحي الأصفهاني .

77. النجم الثاقب في أحوال الإمام الحجةالغائب(عجل الله تعالی فرجه الشریف)،العلامة الشيخ ميرزا حسين النوري قدس سره.

78. النفثات الصدرية في رثاء العترة النبوية ، للشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمة الله .

79. الهداية في إثبات الإمامة والولاية بكل حديث صحيح وآية ، الشيخ عبد الله بن فرج آل عمران قدس سره.

80. هدي العقول إلى أحاديث الأصول ، ج9 ، الشيخ محمد آل عبدالجبار ، تحقيق :الشيخ مصطفى المرهون .

81. وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، الجزآن ( 6، 10)، الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي .

82. ينابيع المودة لذوي القربي ، الشيخ سليمان ابن الشيخ إبراهيم القندوزي الحنفي .

ص: 494

المحتویات

ص: 495

ص: 496

المحتويات

الإهداء.. ...5

...7

نبذة حول الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ...13

نسبه الشريف :...13

أمه:...13

كناه وألقابه:...14

صفته : ...15

إمامته والأحاديث حوله :...16

القرآن الكريم :...17

النبي محمد صلی الله علیه وآله :...18

الإمام علي علیه السلام :...18

السيدة الزهراء علیهاالسلام : ...18

الإمام الحسن علیه السلام :...18

الإمام الحسين علیه السلام :...19

الإمام السجاد علیه السلام:...19

الإمام الباقر علیه السلام :...20

الإمام الصادق علیه السلام :...92

الإمام الكاظم علیه السلام:...20

الإمام الرضا علیه السلام :...21

الإمام الجواد علیه السلام :...22

الإمام الهادي علیه السلام :...22

ص: 497

الإمام العسكري علیه السلام :...22

شاعره :...23

نقش خاتمه علیه السلام :...24

غيبته :...24

الغيبة الصغرى ( القصري ) :...24

الغيبة الكبرى ( الطولى ):...25

سفراوه :...25

دعاء في غيبته علیه السلام :...26

زيارته (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :...29

الصلاة عليه علیه السلام :...30

ظهوره :...31

خطبه علیه السلام عند ظهوره :...31

بيعته :...34

شروط البيعة :...35

أصحابه وصفتهم :...35

رايته :...36

منزله وعاصمته :...37

دولته :...38

سنة ظهوره :...39

زمنه :...39

حكمه :...39

دعاؤه لشيعته :...40

السلام علية :...40

من كلماته علیه السلام :...41

ص: 498

الفصل الأول .. الموضوعات .. .. .. .. .. 45

الهداية في إثبات الإمامة والولاية

الشيخ عبد الله آل عمران قدس سره...... 47

الفصل الثاني:في بيان أن الحججفي هذه الأمة بعد نبيها هم العترة الأطهار وهم الاثنا عشر المنصوص عليهم منه صلی الله علیه وآله :...47

عدم خلو الأرض من حجة من أهل البيت علیهم السلام:...47

من هو المهدي ؟...50

مولده وبعض أخباره علیه السلام :...52

النص عليه :...54

علّة الغيبة:...56

الإجابة على بعض شبه المخالفين :...57

1.شبهة إقامة الحدود:...57

2.شبهة معرفة الحق :...58

3. شبهة طول العمر:...58

أحاديث في ظهوره علیه السلام :...61

دولته :...63

علامات خروجة علیه السلام :...63

قيامه علیه السلام:...65

السرداب :...73

منكر أحد الأئمة :...74

الفصل الثالث : في بيان الفرق الواضعين الغيبة في غير موضعها :...75

1. الكيسانية :...75

2. الناووسية :79

3. الإسماعيلية :...80

ص: 499

4.السبطية :...81

5. الفطحية :...81

6. الواقفية :...82

الفرقة الناجية:...88

معنى الشريعة :90

الشهب الثواقب في رجم شياطين النواصب الشيخ محمد بن عبد علي آل عبد الجبارقدس سره...... 91

خاتمة :...91

أما عن الأولى فنقول:...94

وأما عن الثانية فالجواب عنها من وجهين:...95

أما الأول :...95

وأما الثاني:...95

مشكاة الأنوار في إثبات رجعة محمد وآله الأطهار الشيخ محمد بن عبد علي آل عبد الجبارقدس سره .... 99

الباب الأول:في قيام الأدلة على صحة الرجعة لبعض زمن القائم ، وثبوته ودولته ، ودفع الشبه الواردة في ذلك من أهل التشبيه والعناد ...100

الأولى : في ثبوت الإمام الثاني عشر في هذا الزمن وبقائه وظهوره إذا شاء الله وأذن له:...100

الروايات المثبتة وجوده وبقاءه علیه السلام :...102

حديث الثقلين:...102

حديث ( علي مع الحق ...):...103

حديث ( الأئمة اثنا عشر من قريش ):...103

حديث ( النجوم أمان لأهل السماء ...):104

حديث ( من مات ولم يعرف إمام زمانه ... ):...104

حدیث ( ليلة أسري بي ... ):...104

ص: 500

حديث ( من أحب أن يتمسك ... ):...106

حديث ( قدم يهودي ... ):...106

تنبيه :...108

خاتمة :...109

الآيات المثبتة وجوده وبقاءه علیه السلام :...109

قوله تعالى :«وَ إذقَالَ رَبُّكَ...»...110

قوله تعالى :«سُنَّةَ أللهِ فِي ألَّذِینَ...»...110

قوله تعالى : «قُل فَلِلهِ ألحُجَّةُ...»...110

قوله تعالى : «إِنَّا أَنزَلنهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ ...»...111

قوله تعالى : «إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ...»...111

قوله تعالى :«...وَ إِن مِن أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِیهَا نَذِیرٌ»...112

قوله تعالى :«...وَکُونُوا مَعَ ألصَّدِقِینَ»...112

قوله تعالى :«... فَکَیفَ إِذَا جِئَنَا مِن کُلِّ أُمَّةِ...»...113

قوله تعالى :«...وَیَتلُوهُ شَاهِدٌ مِنهُ»...114

قوله تعالى :«وَکَذَلِکَ جَعَلنَکُم أُمَّةً وَسَطَا...»...115

الأدلة العقلية :...116

في الخاتمة :...116

بيان :...118

إرشاد البشر في شرح الباب الحادي عشر الشيخ سليمان آل عبدالجبار قدس سره....... 119

معجزة :...119

إرشاد إلى هداية وإنقاذٌ من غواية :...119

كشفٌ وحلُّ وبيانٌ لما يخفى على كثير من ذوي الأذهان :...122

ص: 501

مواليد المعصومين علیهم السلام ووفياتهم

الشيخ أحمد آل طوق قدس سره...... 127

الفصل الرابع عشر:في مولدإمام الزمان الخلف الحجة محمد بن الحسن عجل الله فرجه وفرّج عنا به :...128

رجع:...130

الرجعة .. الشيخ أحمد آل طوق قدس سره ........133

المقدمة :...133

الأدلة النقلية :...133

الوجوه الاعتبارية :...158

المهدي والمهدوية

الشيخ علي أبو الحسن الخنيزي قدس سره ...... 165

المهدي وضرورة وجوده:...165

1. استمرار وجود المعصوم :...165

2. المهدوية وابن خلدون :...166

3. وجود المهدي :...166

خروج المهدي و ... والسرداب:...169

1. لماذا لم يخرج المهدي ؟...170

2.صفة المهدي ووظيفته :...170

3. شبه القيت حول غيبته :...170

4. السرداب :...172

المهدي والعصمة عند الفرقتين :...173

المستند في وجود المهدي :...175

مؤلف كتاب ( الصراع بين الإسلام والوثنية ):...177

ص: 502

إمام العصر.. الشيخ فرج آل عمران قدس سره.......181

ميلاده :...181

وفاة والده :...181

إلقاؤه في البئر المباركة :...181

غيبته علیه السلام وسفراؤه :...182

سفراؤه :...183

خروجه في آخر الزمان :...183

الدليل على وجوده :...187

الحديث الأول :...187

الحديث الثاني :...187

مناقشة حصائل الفكر في أحوال الإمام المنتظرالشيخ فرج آل عمران قدس سره .......189

تمهيد :...189

المطلب الأول :...190

التعليق الأول :...191

لفت نظر:...193

الرجعة .. الشيخ فرج آل عمران قدس سره ...... 195

أما أنه سيركب السحاب .. الشيخ فرج آل عمران قدس سره ..199

المهدي المنتظر .. الشيخ عبد الحميد الخطي قدس سره ......203

و من أحاديث المهدي علیه السلام..الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمة الله ......209

ص: 503

أنصاره وأعوانه علیه السلام:...216

بين المبدأ والتطبيق .. الشيخ عبد الله الخنيزي ....... 219

الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشيخ محسن علي المعلم ...... 231

الإمام المهدي علیه السلام:...231

الإمامة والإمامية الاثنا عشر :...231

الإمام المهدي آخر الأئمة :...231

الالتقاء والافتراق :...232

السرداب :...233

أحاديث شريفة .. الشيخ محسن علي المعلم ..... 237

النص العاشر:...237

ومن حديث الإمام المهدي علیه السلام:...241

من هو إمام المسلمين في هذا العصر؟الشيخ علي آل محسن .....243

تمهید:...243

حديث من مات وليس في عنقه بيعة:...244

تأملات في الحديث :...245

مؤهلات إمام المسلمين وصفاته :...247

أولاً: أن يكون قرشياً :...248

ثانياً: أن يكون عالماً مجتهداً :...249

ثالثاً: أن يكون عادلاً غير فاسق :...249

حيرة أهل السنة في هذا العصر :...250

جواب الإشكال ورده :...250

جواب آخر ورده :...252

ص: 504

جواب ثالث ورده :...253

جواب رابع ورده :...254

الدليل الأول : أن إمام المسلمين يجب أن يكون معصوماً :...256

الدليل الثاني : أن إمام المسلمين يجب أن يكون منصوصاً عليه :...258

الدليل الثالث :حديث الثقلين :...260

شبهة وجوابها :...262

الغيبة الكبرى بحث في الحكمة والفوائدالشيخ علي الزواد ...... 267

مقدمة :...267

الأوّل: فائدة وجوده علیه السلام في غيبته :...270

الفائدة الأولى: بقاء وجود العالم:...273

فائدة :...278

الفائدة الثانية : واسطة الفيض الإلهي:...278

الفائدة الثالثة: الأمان لأهل الأرض:...279

الفائدة الرابعة: إيصال الحق حال الغيبة:...281

الثاني: وجوه الحكمة من غيبته علیه السلام:...285

الفائدة الأولى: الحفاظ على الإمام علیه السلام :...286

الفائدة الثانية : الحفاظ على الشيعة:...291

الفائدة الثالثة : تعريض المؤمنين الإيمان أكبر:...293

الخاتمة:...295

الإمام المهدي علیه السلام.. الشيخ عباس العنكي ......301

تمهيد :...301

القسم الأول : أصل العقيدة :...303

ص: 505

البحث الأول : موجز عقيدة الشيعة الإمامية حول الإمام المهدي علیه السلام :...303

البحث الثاني : ما ذكر من مصادر لهذه الفكرة :...303

البحث الثالث : أدلة الشيعة وهي ثلاثة أقسام:...306

القسم (1) : القرآن الكريم :...306

القسم (2) : الأحاديث :...307

الأمر الأول : فهرس للأحاديث الواردة حول الإمام المهدي من طرق غير الشيعة : ...307

الأمر الثاني : كتب جمعت الأحاديث حول الإمام المهدي علیه السلام :...308

الأمر الثالث : لمحة لأحاديث حول المهدي :...309

القسم (3) : البحث العلمي :...309

القسم الثاني : حياة الإمام المهدي :...309

مولده :...309

حديث الولادة :...314

حديث الرؤية قبل الغيبة:...314

تاريخ الغيبة :...317

أقسام الغيبة :...319

الفترة الأولى :...320

الفترة الثانية :...321

تعامله مع الشيعة :...323

التوقيع :...326

الغيبة الكبرى :...327

أسباب الغياب عن الناس :...328

الفقهاء ووظائفهم :...329

معني الفقيه :...329

وظائف الفقيه :...329

القسم الثالث : ظهور الإمام المهدي:...332

ظهور الإمام المهدي :...332

صفة ظهوره ومكانه وصفة حكمه :...334

شبهة تطبيق الإمام المهدي :...334

ص: 506

أ. شبهة عيسى :...334

ب. شبهة الكيسانية والواقفة :...335

ج. شبهة الولادة وافتراق الشيعة :...336

د. شبهة الادعاء في عصر الغيبة :...337

ه. شبهة الفائدة :...337

نقاط حول المهدي المنتظر علیه السلام .. الشيخ ضياء آل سنبل...339

النقطة الأولى: (المهدوية) فكرة إسلامية، ولا يختص بها الشيعة:...341

حجة الشيعة على ولادته:...343

النقطة الثانية : الحكمة من الغيبة والفائدة من إمامٍ غائب :...344

وظيفتنا في زمان الغيبة:...348

أهل البيت عليهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر الشيخ نزار آل سنبل ....... 349

انتظار الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :...349

إبراز العقيدة والدفاع عنها :...356

قضية الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :...358

معرفة الإمام وأسباب غيبته علیه السلام الشيخ عبد الله آل سنبل ...... 367

وجوب معرفة الإمام علیه السلام :...367

من أسرار معرفته علیه السلام :...370

1.معرفته أمان من الضلال ومن الحيرة والتمسك به نجاة :...371

2.شرط قبول الأعمال معرفة الإمام :...371

3.السعادة :...373

ص: 507

4- معرفة الإمام علیه السلام أمان من ميتة الجاهلية ومن ميتة السوء:...375

من أسباب الغيبة :...377

1. تأديب العباد :...377

2.لئلا تكون في عنقه بيعة لأحد :...378

3.خوف القتل :...378

4.الغيبة امتحان وتمحيص:...379

5- فشل جميع التجارب :...381

هل غاب الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ليكتسب خبرة قيادية ؟السيد ضياء الخباز .......383

المقدمة :...383

علة الغيبة في أطروحة بعض المعاصرين :...383

مفاد الأطروحة :...383

مؤسس الأطروحة :...384

نقد الأطروحة :...385

النقطة الأولى :...385

شبهة ودفع :387

الشبهة :...387

دفع الشبهة :...388

النقطة الثانية :...390

مداخلة :...391

التعليق :...391

مداخلة أخرى :...393

التعلیق:...394

الخاتمة:...394

ص: 508

الإثبات التأريخي لوجود الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وولادته الشيخ عبدالمهدي القطيفي .....395

الإثبات التأريخي لولادة الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف) :...395

الجهة الأولى: الإثبات التاريخي لنسب الإمام المهدي ومن هو ؟...396

الطائفة الأولى : المهدي هو التاسع من ولد الإمام الحسين علیه السلام:...396

الطائفة الثانية : الروايات التي دلت على حصول الغيبة قبل وقوعها:...394

الطائفة الثالثة : الروايات التي بينت أن المهدي هو ابن الإمام العسكري :...402

الجهة الثانية : الإثبات التأريخي لولادة الإمام المهدي علیه السلام :...405

مقدمة :...405

الطريق الأول : إخبار الإمام العسكري بولادة ابنه المهدي علیهما السلام :...406

الطريق الثاني : شهادة القابلة بولادة الإمام المهدي علیه السلام:...406

الطريق الثالث: من شهد برؤية المهدي من أصحاب الأئمة علیهم السلام وغيرهم:...407

الطريق الرابع : شهادة وكلاء المهدي ومن وقف على معجزاته علیه السلام برؤيته:...414

الطريق الخامس : شهادة الخدم والجواري والإماء برؤية المهدي علیه السلام:...416

الطريق السادس: تصرف السلطة دليل على ولادة الإمام المهدي علیه السلام:...416

الطريق السابع: اعترافات علماء الأنساب بولادة الإمام المهدي علیه السلام :...419

الطريق الثامن: اعتراف علماء أهل السنة بولادة الإمام المهدي علیه السلام :...422

الطريق التاسع: اعتراف أهل السنة بأن المهدي هو ابن العسكري علیه السلام ...427

ملاحظات :...430

قطيفيات .. لؤي محمد شوقي آل سنبل...433

توطئة :...433

أولاً: مؤلفات قطيفية :...433

ثانياً: من قصص اللقاء :...441

1.الشيخ إبراهيم القطيفي رحمة الله :...441

ص: 509

2.السيد ابن معصوم القطيفي رحمة الله :...442

3. اذكر له هذه العلامة:...445

4.محاسنهم ... مآثم :...446

5- الحاج أحمد العوي :...447

ثالثاً: المنامات الصادقة :...449

1.الطيف اللطيف :...449

2.رؤيا :...450

توصية :...450

4.لا تتكاسل .. :...451

رابعاً: فوائد علمية وتاريخية :...452

1.تسمية الإمام المهدي علیه السلام:...452

فوائد وأحاديث ، للشيخ حسين آل عمران قدس سره:...453

الاستخارة بالكتاب العزيز :...453

الاستخارة بالسبحة :...453

وصية الإمام العسكري علیه السلام:...454

رسالة الإمام علیه السلام إلى الشيخ المفيد قدس سره :...455

التفاضل بين المعصومين علیهم السلام :...455

التفاضل بين المعصومين علیهم السلام :...456

تذييل ( للشيخ فرج العمران ):...456

إضافة :...456

3.زيارة الإمام المهدي علیه السلام ، من كشكول الشيخ إبراهيم آل عرفات :...458

4.معرفة الإمام ، آية الله الشيخ عبد الله المعتوق قدس سره :...459

5.حديث الولادة ، الحجة الشيخ فرج العمران قدس سره :...460

6.الدعاء بتعجيل الفرج :...465

7.الدعاء لصاحب العصر علیه السلام ليلة القدر، العلامة الشيخ فرج العمران...467

8.فوائد ، العلامة الشيخ حسين العمران حفظه الله :...469

سورة القدر:...469

لطف الله سبحانه :...471

ص: 510

ثلاثة آلاف رواية :...472

ليلة النصف :472

هل عمر الإمام طبيعي ؟...473

حكمة الله .. :...474

9.فضيلة الشيخ محسن المعلم حفظه الله :...475

عيسى يصلي خلف المهدي علیه السلام :...475

النصوص الخاصة على الأئمة في نهج البلاغة:...476

خامساً: في عالم الشعر :...478

أ- الشعر الفصيح :...478

1.مقطوعات :...478

2.ما آن للسرداب ؟!...479

ما آن للسرداب ؟!...479

4.صلبنا لكم زيداً:...480

5.مطالع قصائد :...481

6.مجاراة :...481

7.مجاراة :...481

8.رثاء الشيخ مرتضى الأنصاري :...482

9.لله درك من كتاب :...482

10.ما آن للسرداب ؟!...484

-الجواب الأول:...484

-الجواب الثاني :...485

11.متي نرى ؟...485

12.تخميس أبيات الحجة القائم علیه السلام في تأبين الشيخ المفيد قدس سره...485

13.قصائد متفرقة :...486

14- مدائن أبناء صاحب العصر علیه السلام:...487

15.إهداء ديوان ( سلوة الولهان في رثاء سادات الزمان ) :...487

ص: 511

أيها المصطفى :...488

ب - الشعر الشعبي :...488

1.توسل :...488

2.تبدل الزمان :...489

2.نخوة إلى صاحب الزمان ...489

4- رثاء آية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره:...490

مصادر الجزءالأول...491

المحتویات...495

ص: 512

المجلد 2

هوية الکتاب

الاَمَل الموعُود حُرُوفُ ادبیة وَ یُحُوث عِلمیَّة فی صَاحِبِ الزَّمَانِ عَجَّ اللَّهِ تعالی فَرْجَهُ الشریف مِنْ ارْضِ القَطِیفِ

الجزءُ الثَّانی

جَمعُ وَ تَرتِیب

لؤی محمد شوقی ال سنبل

دار العصمة

الامل الموعود

الأعمال الخيرية الرقمية: جمعية الإمام زمان (عج) إصفهان المساعدة

ص: 1

ص: 1

اشارة

جمیع الحقوقه محفوظة

الطبعة الأولى 1430ھ/2009 م

للتواصل :

yamahde@gmail.com

دار العصمة كتب - قرطاسية - ترجمة . طباعة - خدمات أخرى مملكة البحرين - السنابس

00973/17553156 -00973/39214219 - daralesmah@hotmail.com

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیم

الحمد لأهل الحمد وأهل العطاء والمجد .. والصلاة والسلام على أشرف المخلوقات وأعظم الموجودات محمد وآله الهداة .. سيما بقية الله في أرضه وحجته على عباده ، الحجة محمد بن الحسن المهدي ،أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ..

وبعد ..

فهذا هو الجزء الثاني من كتاب ( الأمل الموعود ) ، وقد اشتمل على الفصول التالية :

الفصل الثاني : الشعر العمودي المقفّى .

الفصل الثالث : الشعر المتعدد القافية .

الفصل الرابع : شعر في القصائد الأخرى .

وتجدر بنا الإشارة - ونحن نستقبل هذا الجزء والذي يليه ، اللذين احتويا على الشعر بمختلف أنواعه - إلى نقطة مهمة ، وهي :

إن الشعر الذي احتوى عليه هذا الكتاب ، لم يكن الهدف منه الانتقاء والاختيار بقدر ما هو محاولة لرصد كل أو أغلب ما قيل في صاحب الزمان عَجَّ اللَّهِ تعالی فَرْجَهُ الشریف .

ص: 3

ولذا فقد جاء شعراً مختلف المستوى ، ومختلف النوع ، حيث إن ما بين دفتي الكتاب ، شعر لشعراء فحول، ممن كان لهم في الشعر القدح المعلّى ، وبلغوا فيه إلى أعلى المراتب وأرقاها ، وبعضه لآخرين ممن لم يكن الشعر دأبهم ولاعاداتهم، وإنما هو حبهم لآل محمد گغ قد حملهم على نظم الشعر في آل محمد گغ ، فلهم على الله أجرهم وعليه جزاؤهم .

ثم إن الشعر المدرَج في هذا الكتاب ، كما هو مختلف المستوى ، فهو مختلف النوع ، فسوف تطلّع - قارئي الكريم - على الشعر التقليدي والشعر الحديث ، الشعر العمودي والشعر الحر ، الشعر الفصيح والشعر الشعبي ... إلخ.

راجين التوفيق للقبول والرضا ، والغضّ عن الأخطاء والهفوات ،وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

ص: 4

الفَصلُ الثَّاني: الشعر العمودي المقفَّى

اشارة

ص: 5

ص: 6

الهمزة والألف المقصورة

اشارة

ص: 7

ص: 8

يوم الميلاد

**يوم الميلاد(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

أي يوم فيه تهنى العلاء*** يوم طالت على السما البوغاء

ليلة قد أتت نرجس الفخر*** بما لم تجئ به حواء

ولدت قائماً لآل علي *** قد نمته لآدم الأصفياء

من كريم له المكارم تنهى *** عن كریم به اقتدى الكرماء

سيد يملأ البسيطة عدلاً *** لبساط الفساد فيه انطواء

ويعيد الإسلام غضاً طرياً *** بعدما قد أحاط فيه البلاء

فكأني بجبرئيل وقد وافا*** ه إذ حان للهدى إحياء

عجباً للأولى ادّعوا أنه فيه*** محال بأن يطول البقاء

جهل القوم قدرة الله حتى *** قيل جهلاً بأننا أغبياء

ليت شعري هل ينكرون بقاء ال *** خضر وعيسى أم قولهم إغراء

والبقا ثابت لإبليس والدّ *** جال منهم وليس فيه مراء

فإذا حكمة قضت ببقا القو *** م فلم لا يكون فيه اقتضاء

كيف لا وهو خاتم الحجج ال *** فرّ ولولاه لاستحال البقاء

أو هل جاز في العقول انتظام ال *** ملك آناً ولم تكن أمراء

أو شياه سيقت بوادي سباع *** الحكيم وليس فيه رعاء

وبتشريفه الوجود أقرّت *** عصبة منهم بها الاعتناء

من أولي النقل أولي الكشف *** منهم ولهم في لقائه أنباء

ص: 9


1- ديوان العلامة الجشي ، ج 2 ص 86-87.
وجاء النور المنتظر

**وجاء النور المنتظر (1)

الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله

ليلة النصف ليلةُ غراء *** عطر الكون من شذاها شذاء

حيث في فجرها تفجر نور *** فانجلت من ضيائه الظلماء

إنها ليلة تسود الليالي *** شرفٌ باذخٌ لها وعلاء

إنها ليلة طوت كل بؤسٍ *** وبدت في رحابها السراء

إنها ليلة حوت كل فخر *** قصرت عن مقامها الجوزاء

إنها ليلة من الله فيها *** تتلقى أرزاقها الأحياء

حيث جاء الحديث: ربك يقضي *** ليلة النصف للورى مايشاء

فاقضِ ربي لنا بها كل خيرٍ *** فإذا نحن ربنا سعداء

فاستجب يا كريم فيها إلينا *** إنها يستجاب فيها الدعاء

هب لنا صحةً.. غنيً ورخاءً *** وأماناً يكون فيه البقاء

إنها ليلة بها للموالين *** سرورٌ وللعدى ضراء

إنها ليلة تولد فيها *** من بماضيه كانت الأشياء

إنها ليلة تولد فيها *** من بماضيه تهطل الأنواء

إنها ليلة تولد فيها *** من بماضيه دانت الأولياء

إنها ليلة تولد فيها *** من بماضيه يستمد القضاء

إنها ليلة تولد فيها *** من به الأرض تستوي والسماء

إنها ليلة تولد فيها *** من به ينشر الهدى والنقاء

إنها ليلة لأحمد فيها *** والوصيين غبطةٌ وهناء

حيث فيها ختامهم قد تجلّى *** فانجلت عنهم به الغماء

حيث فيها أتاهم مدرك الثأ *** ربه عنهم يزول العناء

من به يدخل السرور عليهم *** وبأعدائهم يحل الوباء

ص: 10


1- ديوان ( نبضات الولاء)، ص115-117 .

يتقاضى من كل رجس عليهم *** سلّ سيفاً به أريقت دماء

لا يبقي في الأرض نافخ نارٍ *** كان في صدره عليهم عداء

سيما في حقوقهم سلبوها *** دفعتهم لسلبها الشحناء

فأضلوا الطريق والله ِوالل *** هِ عليهم يوم المعاد الجزاء

أسسوا كل محنةّ وبلاء *** وبذاك الأساس كان البناء

والسميع البصير يكفيه رمزاً *** حيث يدري من أين جاء الداء

ويلهم حيث حاربوا شفعاهم *** إنهم في غدٍ لهم خصماء

يوم يأتي الملا إلى الله أفواجاً **** ومامن سواهم شفعاء

فتراهم على الأنامل غيظاً *** يعضون من فعلهم ندماء

إننا من عداهم لبراءُ *** إننا للعدى لهم أعداء

يوم لا تنفع الندامة شيئاً *** لا ولا يوم ذاك يغني الفداء

ليس إلا القصاص من كل علجٍ *** غلب الغي عقله والشقاء

فبنار الجحيم تصلى عداهم *** ولهم يستطيل فيها البقاء

نسأل الله أن يكونوا لنا باباً *** غداً منه يستمد العطاء

نسأل الله أن نموت بودً *** فلمن ودهم هم شفعاء

فهلموا نهنهم بوليدٍ *** انجبته لشبلهم عذراء

اسمها (نرجسّ) كما جاء عنهم *** درةٌ زانها التقى والحياء

حضرتها حكيمةٌ ليلة النصف *** دعاها من زودتة السماء

بعلوم الغيوب كماً وكيفاً *** فغدا عنده لها إحصاء

قال قيمي (النرجس ) تقبليها *** سوف تأتيك ليلة عصماء(1)

ص: 11


1- تقبليها : فعل مضارع من قبلت القابلة وهي : المرأة التي تأخذ الولد عند الولادة . والضميرفي ( تقبليها ) يعود لحكيمة. وهي : حكيمة بنت الإمام الجواد پچ عمة الإمام العسكري پچ ، كانت مكانتها في زمن الإمام العسكري كزينب الكبرى علیها السلام في زمانها، روت بعض الأخبار والوقائع ، كواقعة ولادة الإمام المهدي (عج) وبعض ملابساتها. لم يعلم تاريخ ولادتها ولا وفاتها. مدفونة بسامراء مع أم الإمام المهدي (نرجس) مع العسكريين علیهما السلام.

يتجلى ظلامهاعن وليد ٍ*** ليس عن مثله تقوم النساء

إنه حجة على الخلق طراً*** منذ أن جا حتى يكون النهاء

فأقامت حتى إذا طلع الفجر*** وعنها تولت القتماء

وإذا (نرجس) يفاجئها الطلق*** فألقت وليدها العذراء

فتجلي نور الإمام فنارت *** ساحة الكون واستمد الضياء

ص: 12

إمام العصر والزمان

**إمام العصر والزمان(1)

الحاج حسین الزایر

سطع البدر مشرقة بالضياء *** واكتسى الكون بهجة بالبهاء

وتجلى بدر الهداية فيه*** لجميع الورى ومن بالسماء

ليلة أزهرت بنور سناه *** بضياء يسمو على الجوزاء

هوسرّ من الإله تجلی *** هوسرّ وحكمةٌ في البقاء

هو للعصر والزمان إمام *** خالد الذكر آخر الأولياء

هوللدین قائم وأمان *** لجميع الأنام والضعفاء

يملأ الأرض بالعدالة قسطاً *** ويسود الأمان في الأرجاء

هو للخافقين نورٌ وهديٌ *** ومنير الطريق للصلحاء

حجة الله في الوجود وغيث *** لجميع الأنام في البلواء

شهر شعبان والبشائر عمّت *** ليلة النصف منه بالأنباء

نبأيبهج القلوب اللواتي *** تتوالى في الحب للأصفياء

ولقد بشر النبي بوقت *** قبل ميلاد نجمه الوضاء

يوم ميلاده المبارك قرت *** عين طه والبضعة الزهراء

ویَلي البشر للأئمة يوماً *** فيه ميلاد آخر الأولياء

تزدهي بالسماء أملاك قدس *** بسرور به وصدق ولاء

وغدا الكون مزهراً بسناه *** بشذا طيب خاتم الأنبياء

يا إمام الوجود نورك أضحى *** كوكب الأرض يزدهي بالبهاء

تتباهي بك الملائك فخراً *** هوفخر لكل من بالثراء

آیة الله في الأنام تخفي *** وهو حمل في عالم الإخفاء

أمه نرجس العفيفة أضحت *** من حواري ابن مريم العذراء

وأبوه محمد بن علي *** نبعة من سلالة الأذكياء

اسمه وفق فعله مستطاب*** حسن محسن جزيل العطاء

ص: 13


1- ديوان الزائريات ، ص 39-40.

ولقد غيب الإمام المرجي *** عن عيون الأعداء والبغضاء

عمره يوم ذاك خمس سنين *** وهو طفلٌ بعالم الأحياء

هذه ليلة تضيء ببدر *** يتلالا بأنجم زهراء

وترى الشمس أزهرت بسرور *** وتلاها البدر السسني بالوفاء

وإمام الأنام بعد أبيه *** قدوة العارفين والحكماء

خصته الله بالإمامة لطفاً *** ومنار العلوم للفقهاء

وأبوه الذي سما في المعالي *** سُرَّ فيه وسر أهل الولاء

يهتدي في مناره المتوالي *** ويرى الحق واضحاً بجلاء

فصلاة الإله تهدی لطه *** أفضل الخلق خاتم الأنبياء

1411 ه

ص: 14

إمام المهدي

**إمام المهدي(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

حلَّقت في سمائك الشعراءُ *** فإذا الأرض روضةً خضراءُ

نوّرت أفقها نجوم القوافي *** وسقي روضها الأغنَّ العطاءُ

كلماهبّ في سماها نسيم *** طيبتُ رُحبَ أفقها الأشذاءُ

بلبل الشعري في خمائلها يشدو *** فتشدو رياضها الخضراء

رَنَّ في مسمعِ الزمان مدیحُ *** رقَّ فيه النشيدُ والإنشاءُ

وبه الأرضُ فرحة تتغنى *** مثلماغنّت المديح السماءُ

يوم ميلادك المبارك يوم *** للموالين نفحة وعطاء

شهر شعبان منه شهر مسرات *** فله ش هرك المعطاء

يا أمام المهدي المغيب عنا *** غمر الأرض نورك الوضاء

ودعانا للمدح نثراً وشعراً *** لك . يا بن المطهرين . الولاء

زينة العرش أنتم ليس إلا *** إنّ أسماءكم هي الأسماءُ

كل شعر في غيركم حيثما *** كان رفيعاً يأتي عليه الفناءُ

وإذا قيل فيكم صدّقتهُ *** ووعته الأفكارُ والآراءُ

خالدُ لا يموتُ قد شعّ في الأفق *** اسناهُ كماتشعُّ دكاءُ

وإذا شاعر قال فيكم مديحاً *** قيل : حقاً صدقتَ قُل ما تشاءُ

كم لآل النبي من مكرمات *** قد أقرت بفضلها الأعداءُ

ليس في وسعهم بأن يجحدوها *** أو يخفي شمس النهار غطاءُ ؟

فهنيئاً لكم بهم يا محبون *** فهم في القيامة الشفعاءُ

وتجلى منه على صفحات ال *** فكرنورُ، ومنبرُ، ووفاءُ

فإذا ليلنا بمدحك فجرُ *** مشرق لم تكن به ظلماءُ

خاتم الصفوة الميامين في*** مولدك اليوم فرحةُ وهناءُ

أنتم آل بيت " أحمد " حقاً *** لكم الفضل أولُ وانتهاءُ

ص: 15


1- دیوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

أنتم علة الوجود وأنتم *** أوصياء النبي والخلفاءُ

بكم قد نجت سفينة "نوح" *** بسلامٍ ولم يخفها الماءُ

وبأسمائكم دعا" آدم " الله *** فحاز المانی وزال العناءُ

أي داع بكم دعا الله ما *** أعطى مُناهُ أو خاب منه الرجاءُ ؟

ص: 16

ساعة الخلاص

** ساعة الخلاص(1)

الشاعر سعيد الشبيب

العذاب الطويل والإعياء *** والليالي قد لفّهن العناء

از والحيارى في كل صبح حيارى *** بشجون حتى يحين المساء

في دروب بها الجحيم تلظى *** والخطي نالها بقيد بطاء

فبلوغ الذرى على الشوك صعب *** بجراح تفيض منها الدماء

يرقبون الفجر المضيء وفيهم *** أنة واستكانة وبكاء

بعيون تصارع الدمع فيها *** تتراخى وما بها إغفاء

فإذا الأمنيات تفترش الأرض *** الحافا وما بها إغراء

نسجت فوقها العناكب بيتا *** واهنا فانبرى إليها الفناء

زاحفا بالحراب مفترقات *** ولها ساعة الممات التقاء

تتغذى على بقايا جراح *** نازفات لكنها خرساء

فمتى تخجل الدماء سياطا *** أومأ للسياط بعد ارتواء

مزقي ساعة الخلاص حجابا *** ليس يجدي نفعا عليك الرداء

أدركي فالزمان كشرّ نابا *** اقيم مزقت وقل الحياء

ساعة الوعد أنقذينا فهذا *** دمنا يستحم فيه البلاء

فوق أشلائنا تغنى السكارى *** سكبت في نحورنا الصهباء

صاحب العصر رحمة بالحيارى *** أنت نجم وبالنجوم اهتداء

فإذا شام نورك اليوم قوم *** صَيّبُ فيه للعطاشی رواء

فاسقهم من سنا الكرامة كأسا *** فيه نصر وعزة ورخاء

لم نزل نرقب الطلوع المرجّی *** له في زحمة الظلام جلاء

وننادي آملين فهلا *** رجعت بالإجابة الأصداء

كم تفتت بك الشفاه وماست *** لك من خلفها القلوب الظماء

تسكب اللحن في جداول يأس *** مترعات معينها الظلماء

ص: 17


1- زهرة الفردوس ، ص 47-48.

فتحيل الجحيم فيها نعيما *** مشرقا عبَّ من سناه الضياء

مرحبا باسمك المرجب فينا *** فيه أمن ورحمة واحتماء

بعدت شقة وطال التائي *** مالدينا إلى علاك ارتقاء

لم تعد بعدك الحياة سرور *** طالها الخسف أم رماها القضاء

صعرت خدها لكل موال *** ليس فيها لمتعب إرساء

فإذا مدّ طرفه مستغيثا *** قيدته سلاسل رعناء

واعترى ثغره المكمم خوف *** وارتجاف وبسمة صفراء

فتلطف يا ابن النبي علينا *** فمتى يستجاب هذا الدعاء

أم الحمام - شعبان 1416ه

ص: 18

زهت الربا..

الشاعر علي حسن المقيلي

زهت الربا بربوعها الخضراء *** وبدت بأجمل حلة وبهاء

وتعانق الزهر الجميل بغصنه *** وأريجه قد فاح في الأجواء

والطيرغرد صائفاً أنشودة *** فوق الغصون بنغمة وغناء

والبدر حلق باسماً بضيائه *** لمابدا في طلعة شماء

وامتد في أفق السماء معانقاً *** للفجر فاكتست السما بضياء

فجر أطل فأشرقت أنواره *** في بسمة ميمونة غراء

في ليلة حل السعود وأدبرت *** عنها نجوم النحس والبغضاء

في فجرها الزاهي تعطر جانباً *** من نهر دجلة منهل العلماء

هذي حكيمة فاستمع لحديثها *** تحكي إليك مفصل الأنباء

طلب الإمام العسكري مبيتها *** في بيته مع نرجس الحوراء

حتى تلي من نرجس وتسرها *** وتمد كفأ ضارعا بدعاء

فبدت تقلب نرجساً بعناية *** وتضمّها طوراً إلى الأحشاء

حتى إذا شكّت بذاك أجابها *** صوت الإمام موضح بجلاء

إن الوليد شبيه موسى فاعلمي *** لا يدخلنك الشك في الإخفاء

وترقبيه فقد دنا ميلاده ** عند اندلاع الفجر بالأضواء

فرأت حكيمة نور نرجس قد *** سما وتشعشعت أنوارها بسناء

غلبت عليها غفوة فاستيقظت *** وإذا بنرجس في سما العلياء

ولد الإمام فأشرقت من نوره *** كل البقاع ببهجة وصفاء

ولد الإمام فأحدقت برحابه *** من ذي الجلال سوابغ النعماء

ولد الإمام فياله من طاهر *** بدأ الحياة بسجدة عصماء

حل السرور ببقعة ميمونة *** شهدت ولادة منقذ الضعفاء

وعلت بذاك البيت فرحة سيد *** من أشرف السادات والعظماء

هيانبارك للرسول وآلة *** بحلول مولد خاتم الأمناء

وعلى شذا الميلاد نرفع عالياً *** ذكر الصلاة بفرحة وهناء

إن الصلاة على النبي وآله *** رمزلنا في حبهم بولاء

ص: 19

ياء أبجدية العصمة

في إشراقة المهدي المنتظر (عج الله تعالی فرجه الشریف)

الأستاذ حسين آل جامع

دُرٍّ فَجَرَ مَلَأَ الدُّنْيَا ضِيَاءٍ *** فانتشت بِالنُّورِ آفَاقِ السَّمَاء

لوليد مِنْ بَنِي فَاطِمَةَ *** صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ مِنْ كُلِّ النِّسَاء

خَاتَمِ هَادٍ إِمَامٍ ځجة *** جَاءَ فِي سِلْسِلَةِ الْعِصْمَةِ ( يَاء )

قَائِمُ قَدْ بَشَّرَ الْهَادِي بِهِ *** وَ عَلِيُّ وَ بَنُوهُ الْأُمَنَاء

جَدِّهِ السِّبْطِ حُسَيْنٍ وَ كَفَى *** فَهُوَ مِنْ خَطِّ لَنَا دَرْبِ الْفِدَاء

طِبْتَ يَا شَعْبَانُ ياشهر الْهُدَى *** يامني اخْتُصَّ بشمس الْأَنْبِيَاء

فُزْتُ بالتشريف لِمَا بَزَغَتِ *** فی سَمّاً مَجْدِكَ أَنْوَارِ السَّمَاء

زَيْنَبَ الْكُبْرى ، حُسَيْنُ ذُو الْعُلَا *** وَ ابْنُهُ السَّجَّادِ مِشْكَاةِ الدُّعَاء

وَ أَبُو الْفَضْلُ الَّذِي قَدْ شَهِدَتِ *** بتفانيه مغاني كَرْبَلَاء

وَ حبَانَا اللَّهُ مِنْ أَلْطَافِهِ *** لَيْلَةَ النِّصْفِ نصيرالضعفاء

خَمْسَةَ تُقْضَى بِهِمْ حاجاتنا *** وَ بِهِمْ يَكْشِفُ كَرْبٍ وَ بَلَاء

نَفَحَاتِ مِنْ عبير الْمُصْطَفَى *** ومضات مِنْ سِنّاً آلِ الْكِسَاء

هَذِهِ اللَّيْلَةِ عید فاخر *** فلنجدد فِيهِ للال وَلَاء

أعلنوها بِيعَتْ صَادِقَةُ *** لِلْإِمَامِ الْقَائِمُ بَيْنَ النُّجَبَاء

إِيهِ يَا خَطِّ لَقَدْ طَالَ الْكِرَى *** وادلهم الْخُطَبِ وَ اسْتُفْحِلَ دَاء

وَ تَغْشَانَا ظَلَامِ دامس *** فتقدمنا وَ لَكِنْ للوراء

وَ تَرَكْنا منهجا خَطِّ لَنَا *** وَ مَضَيْنَا فِي طَرِيقِ الْجَهْلَاء

رَبِّ رحماك فماعاد لَنَا *** غَيْرُ مَنْ يَكْشِفُ عَنَّا البرحاء

هَلْ لَنَا يَا صَحِبَ مِنْ الفاتة *** لِحَيَاةِ أَصْبَحْتَ سَفَرٍ شَقَاء

ص: 20

أَمَةً كُنَّا، وَعَدَنَا فُرِّقَا *** قُوَّةَ کنا فَصِرْنَا ضُعَفَاء

وتناحرناوَ کنا إِخْوَةً *** وتباغضنا وَ كُنَّا سُعَدَاء

كَمْ عَصَيْنا..كَمْ تعدينا.وَ كَمْ *** شَكَتِ الْأَرْضِ عَلَيْنَا وَ السَّمَاء

قَدْ صرعنا الْحَقِّ فِي أَنْفُسِنَا *** وأجدنا مسرحيات الرِّيَاء

شَغَلَنَا غَيْبَةَ مِنْ خَلْفَهُمْ *** صَاحِبُ الْغَيْبَةِ فِينَا خُلَفَاء

ذَاكَ مبطان ، وَ هَذَا فَاسِقُ *** وَ فُلَانُ سَاقِطُ فِي الْعُلَمَاء

وَ فُلَانٍ لَمْ يَزَلْ ذَا رِشْوَةً *** وَ فُلَانُ فی عِدَادِ الجبناء

لَمْ نَعُدْ نَعْقِلُ ما نسمعه *** فتساوينا إِذْنِ والببغاء

لَيْتَ شِعْرِي لِمَا الَّذِي أَذْكُرَهُ *** مِنْ رزايانا الَّتِي أضحت وَبَاء

أَ ضِيَاءُ النشء فِي معمعة *** أَذْهَبْتَ طاقاته رَهَنَ هَبَاء

أَمْ عَلَى الْبِنْتُ الَّتِي مَا بَرِحْتُ *** تتغاضى عَنْ حِجَابٍ وَ حَيَاء

تَرَكَتْ مَا اخْتَارَهُ اللَّهُ لَهَا *** وَ مَضَتِ تلهث خَلْفَ الْغُرَبَاء

فَمَتَى تَظْهَرُ يَا مؤلى الوری *** رَافِعاً لِلْحَقِّ بِالنَّصْرِ لِوَاء

فيعم الْعَدْلِ فِي الْأَرْضِ ہه *** وَ يَعِيشُ النَّاسُ أَمْناً وَ رَخَاء

قَدْ لَمَسْنَا الجذب فِي آمالنا *** فدعوناك بآهات الرَّجَاء

وَ عَلَيْكُمْ يابني فَاطِمَةَ *** صَلَوَاتُ اللَّهِ صُبْحاً وَ مَسَاء

الثلاثاء 14 شعبان المعظم 1409ه

ص: 21

حينما غاب الضمير

الأستاذ عبد الخالق الجنبي

سري في عروقك حبُّ البقاء *** وأودي على صدرك الكبرياء

وإحساسك المرهف المستنير *** أتيح له - رغم ذاك - العناء

وبالرغم مني نصبتُ الحداد *** على جسدي إذ علاه الفناء

وماتت على شفتي بسمتي *** وفارق نفسي شروق الصفاء

وصرت أزور حقول القطيف *** وأرقب فيها صباح مساء

أعود زهور الأسى الذابلات *** الأرشف منها رحيق الولاء

وأرنو إلى الفجر في لهفة *** لأحزن لما يلوح الضياء

إذا أشرق الصبح لاح الردى *** وإن أظلم الليل ضجّ البلاء

تقضّى ربيعي وجاء الخريف *** وعما قريب يجيء الشتاء

متى يشرق النور في طيبة ؟ *** ففيها ضيائي لا في ذكاء

متى يركع الظلم مستسلماً ؟ *** ويخفق للحق ذاك اللواء ؟

متى يخرج العدل من كهفه؟ *** متى يغمر الأرض وحي السماء ؟

وبي ظمأة من سراب الهوان *** فياشبل طه متى الارتواء ؟

إلي إلي ضياء الهدى *** أنزلي طريقي وحقق رجاء

وأطفئ ظماي إلى شربة *** يعود بها للفؤاد الرخاء

أيا شمس شيعة آل الرسول *** متى تشرفين بأرض اللقاء ؟

وحتى متى يستسيغ الهوان *** إمام الهدی؟ وهو قطب الإباء

ليالي التشيع تبكي دماً *** وتغرق أيامها في شقاء

لقد طفح الكيل من همنا *** وساء انتظار وفاض الإناء

لم الانتظار وجيش الهدى *** تحاصر أركانه الأدعياء

فذاك ابن سعد وشمر الضلال *** وهذا حسين وذي كربلاء

وتلك جيوش بني الأشقياء *** تحاصر جيش بني الأصفياء

ص: 22

وفيها يزيد على تخته *** يقهقه من نشوة الاحتساء

ولا زال ذاك النداء الرهيب *** يدوي سماها بقلب النداء

نداء الحسين على مسمع ال *** دهر لا زال يهتف دون انتهاء

وفارت دماء على نحرنا *** قرونا ولم ترتو الأشقياء

فداء لإدراك ثأر الشهيد *** فناء النفوس ونزف الدماء

فما الانتظارك لا ينقضي *** وهل ينتهي ذلك الابتداء ؟

وهل يخرج الثائر المرتجي *** ليرفع عنا سيوف الجفاء ؟

وهل يسمع الشيعة الأكرمون *** نداء الفضيلة والانتماء ؟

وهل ترتقي فوق هام السماء *** رؤوس لنا بعد طول انحناء

وهل نسمع الصرخات التي *** تحطم فيناصروح البغاء ؟

فصخ يالثارات آل الرسول *** يلبِّ نداءك جيل الفداء

فننسى هموماً ونسلو أسىً *** دفناه في دكة الانزواء

وتحيانفوس براها العذاب *** ويعلو على هامها الانتشاء

فعجل ظهورك وامح الضلال *** وزلزل على المجرمين الخباء

ودمرقوى الشر في وكرها *** بقدر المعاصي يكون الجزاء

ودستورك الأحمدي القويم *** يكون الأساس لرفع البناء

هناك نكون هداة الشعوب *** هناك يحق لنا الارتقاء

لنرقى ذرى المجد في قوة *** ونسمو على هامة الاتقاء

ونعلو ويعلولنا مجدنا *** ويجري على مانشاء القضاء

فعجل إلينا وإلا فقد *** سري في عروقك حب البقاء

18/18/ 1411 ه

ص: 23

كعبة القرآن

الأستاذ جعفر آل شبيب

هجمت بكوثرها على الصحراء *** ذكرى بزوغ س حابة الآلاء

فتحضرت فينا قبائل عشقنا *** واستيقظت من ظلمة الإغفاء

وتجمهرت أحلامنا في ظله *** من بعدما تعبت من الإعياء

يا سيد الإشراق حسب بيانا *** لك تمتطيه فوارس البلفياء

ميلادك الميمون شع كأنه *** وحي السماء على خدود الماء

ونمت بمبسمه الصلاة قصيدةٌ *** بزت لسان فصاحة الشعراء

وتنرجست أعماقنا في لحظةِ *** سكبت جنانك روضة العلياء

فإذا جلالك بسمةٌ ممتدةٌ *** في كل أرض رحبة وسماء

يفشی بساتين القلوب ضياؤها *** ويضوع منها الكون بالأشذاء

يا قائماً قامت عروش قلوبنا *** لملاك في وجدان س امراء

في حين أحييت احتفال صبابةٍ *** وطلعت سفاك دم الظلماء

وطلعت في كفيك ألف هدايةٍ *** جبريل وزعها على الأرجاء

وطلعت في عينيك ألف بحيرةٍ *** من أنبياء مدامع الزهراء

* * * * *

من أجل هذا حين تعرف روحنا *** ذكراك يطغى السكر الأعضاء

ويثور مظلوم الفرام محطماً *** منفاه في طامورة الأحشاء

فالأبجدية جنةٌ مطعونةٌ *** في صدره بحناجرٍ خرساء

أقبل عليها يا مسيح بمسحةٍ *** تحيي رميم القلب والأشلاء

يا وارث البركات من ذرية *** صنعوا الشموخ إلى بني حواء

لومررت كفاك حول ضمائر *** قحطت تعود كواحة خضراء

يا كعبة القرآن دارت حولها ال *** آیات حجاجاً مدى الآناء

أنت اخترت إلى الشموع وميضها *** أنت الدليل لرحلة الفرياء

ص: 24

أنت الذي قطعت خيول غرامة *** مضمار صفو معادن الأشياء

* * * * *

مذهولة ناغتك كل خليةٍ *** وقعت فريسة ذئبة الأرزاء

ما خلت صبرك لا يموت وكم ترى *** جسد العراق مقطع الأعضاء

وعلى ربوع الجسر يودع مأتمٌ *** بجريمة ملعونةٍ نكراء(1)

يا بن الحسين من الحسين جراحنا *** جاءتك في راياتها السوداء

أحنن عليها بالوصال فلم تعد *** تتحمل الأعباء كالحوراء

وارحم تضرعها إليك بنظرةٍ *** يا رحمة الأبوين للأبناء

جاءتك من رحم الشجون وليدةً *** مرضوعة بعواصف رعناء

يا أيها المخلوق من أنواره *** وجه الحياة وعالم الأضواء

حيتك نخلات القطيف تحية *** معها تجدر في الرمال ولائي

سقطت شهيدة قبلةٍ عذريٍة *** سحرت بصيرة أعين العرفاء

فهي التي غزلت نسيج هيامها *** حورية تمشي على استحياء

والبحر ما أحلاه لحن غنوةً *** للقاك في أمواجه الزرقاء

فمتى تقوم بثورةٍ موعودةٍ *** منصورة بالرعب والشهداء

فمدار هذا الكون ضاق بأعينٍ *** من دمعها قد صيغ كل رثاء

1425 ه

ص: 25


1- يشير الشاعر إلى حادثة ( جسر الأئمة ) وهو جسر يصل بين ( الكاظمية ) و (الأعظمية ) وقد وقع الحادث الأليم أثناء توجه الزوار إلى الكاظمية لإحياء مراسم الزيارة يوم استشهاد الإمام الكاظم علیه السلام من العام 1426ه ، حيث وقع انفجار فكان التدافع القوي ، مما أدّى إلى سقوط أجزاء من الجسر ، وكان القتلى والجرحى بالمئات ، وهذه إحدى الحوادث الكثيرة التي قام بها الإرهابيون ضد الشيعة الأبرار في أرض العراق الجريح .
ولسوف ينهض للحوق مخلص

**ولسوف ينهض للحوق مخلص(1)

الشاعر حبيب الخويلدي

سرالوجود وكاشف الأرزاء *** لاتسلمن لكريةٍ وعناء

إن الأمور بكف مقتدر فلا *** يغترسفاحون بالإملاء

فالظلم موقوت المدته فلا *** يعدو المقدر مدة الإحياء

ولسوف ينهض للحقوق مخلّص *** صعب المراس متوج بعلاء

ويمكّنُ الحق السليبُ ويفتدي ال *** مَلِكَ المُطاع على ثرى الأرجاء

لقيام مختار لكلّ عظيمة *** أعيت جحاجح طيلة الأناء

سيف الإله على الضلالة سلّه *** فغدا الضلال موزّع الأشلاء

قد كان مغمودا فطاول حده *** سيف العداة سفاهة لعلاء

بل كان مدخراً ليوم قادم *** فيه الهدی شمس على الأرجاء

فالدين دين الله ليس يشوبه *** ماس من حقد ومن جهلاء

نور الإله على البسيطة بعدما *** أضحت ظلاما موحش الأنحاء

ضج الأنام إلى الإله وأصبح ال *** أموات مغتبطين بالأحياء

تبكي على الأرض السماء لرزئها *** ماجره جهل ومن أهواء

والناس في هذي البسيطة حالهم *** حال الفريق بكرية وشقاء

لا منقذاً مما يكون كما ترى *** إلا س ليل أكابر نجباء

هو رحمة الله العريضة فاعتمد *** فلسوف تشمل غبطة برخاء

فاحمل إلى الهادي النّبي بشارة *** فلقد تحقق وعده بجالاء

لبست به الدنيا حُلي أثوابها *** وتجلببت منه بكل سناء

والعدل طبق في الدنا فبه الد *** نا من عدله أضحت بأي كساء

زهرت بطلعته شريعة جده *** وعدا شريعته لكل فناء

ص: 26


1- نفحات الولاء ص103- 105.

سارت له الأقدار طوع بنانه *** وعلت محلته على الجوزاء

وعنت لسطوته العتاة جميعهم *** فالحق يحكمهم بلا استشاء

قُهرت لسطوته جميع جهاتها *** هذي الدُنا من هيبةٍ وعلاء

وله الملائكة الكرام عساكرُ *** حطت لنصرته على الأعداء

وترفّ رايات الهدی خفّاقةً *** بيمين كلّ مؤید مضاء

تطفى به النيران كان أوارها *** ذكي بمفسدة الوری زعماء

كحلت به عين رأته وعانقت *** قلب المحب سعادةٌ بناء

قطعت يد الشرك التي قد طالما *** عاثت المفسدةٍ بلا استحياء

ص: 27

أبا الثأر .. ( المقصورة المهدية)

الأستاذ حسين آل جامع

.. وتمضي القوافلُ تطوي الطريقَ *** تفت إلى حيث نيل المنى

تغدُّ إلى مرفأٍ واعِد *** تنال لديه جميل الرؤی

برغمِ الصِعابِ ورغمِ الضَنا *** وبُعد المزار وشوق اللقا

ورَغمِ تزاحُمِ هُوجِ الرياحٍ *** وقد عصفت في جبين السرى

ورغمِ الرحيل بليلِ دَجِي *** أناخ بأستاره وارتمى

ودَربٍ يَمورُ پشوک القتاد *** تأوه في جانبيه الخطی

تَساوَى المسيرُ بهِ قَسوةً *** نأى عند سالكه أم دنا

ونَزفِ الجِراحِ التي لا تزالُ *** ترشّ السماء بلون السنا

وترسُمُ في اُفُقِ الواهبينَ *** سطراً بماء الحياة ارتوى :

بكحل الوريد شفاء القذى *** وفي رحلة العشق يحلو الردی

وما فاح من مجمر التضحيات *** بحقل الفدا من عبير الدما

يوقّع في رئة الناهضين *** بحبر الكرامة معنى الإبا

لتشرق أنت على دربها *** مناراً يشعّ لكلّ الوری

فترنو إليك .. وتجثولديك *** وبين يديك يذوب العنا

تؤمل فيك ربيع الندى *** يطيب المقام به والقرى

كأن النفوس وقد أدركتك *** تناهت إلى س درة المنتهى

فأنت الرجاء وأنت الرخاء وأنت المؤمّل والمرتجى

وفيک تناغم نبض الوجود *** ومنك تشمّ الصباحَ الدنا

وأنت تسيّر ركب الزمان *** إلى أن يحسين بك الملتقى

وملء حشاك حنين السماء *** ليوم العروج إلى كربلا

بك الله يدرك ثأر الحسين *** وغصب البتولة والمرتضى

فسيفك غضبة ربّ العباد *** يمور على من بغى وافتری

وحين تلملم إرث الهداة *** بك الدين يهتف : أنت الفتى

ص: 28

أَبَا الثَّأْرِ : ثأرك نَهْبِ الْعِدَى *** فَهَلْ ذَاقَ طَرْفُكَ طَعْمَ الْكِرَى ؟

وَ شَرَعَ النَّبِيِّ يقاسي الْهَوَانِ *** وَفِي كُلَّ يَوْمٍ هُوَ الْمُبْتَلَى

يجرعه الْكُفْرِ مرالخطوب *** بِسْمِ اليراع وَقَتْكَ الظبا

يَرُوحُ وَ يَغْدُو كَلِيمِ الحشا *** يَطُوفَ عَلَى مِثْلِ جَمْرٍ القضا

وَ أَرْبَابِهِ فِي مَهَبِّ الرِّيَاحَ *** فَرِيسَةُ كُلِّ زَنِيمٍ طَفَا

أَغَارَ فكشر عَنْ نَابَهُ *** وَ كَانَ عَلَيْهِمُ شَدِيدَالْقُوَى

فَمَا بَيْنَ مخضيب بالدما *** وَ بَيْنَ شرید يُقَلِّبُ العَرا

وَ طِفْلٍ كَأَطْفَالِ يَوْمَ الطُّفُوفِ *** رَضَاعَهُ مِنْ ثَدْيِ الْقَنَا

بِعَيْنِكَ مالقي الناهضون **** وَ مَا يَرِقُّونَ وَ مَا لَا يُرِي

وَ بِاسْمِكَ تَهْتِفُ أَرْوَاحَهُمْ *** ظماء ؛ فَهَلَّا أَجَبْتُ الندا ؟

أَخاً الْغَيْبِ : ذكراك وَ الرجا *** وَ إِنْ طَالَ بالعاشقين الْمَدَى

وَ يَوْمَ بَزَغَتِ بِهِ فرقدا *** بعمرالحياة هُوَ المنحنى

وَعِيدِكَ عِيدِ الْهُدَى وَ النَّدَى *** عَلَى شاطئيه تلوح الْمُنَى

سطعت فَكَمْ لَكَ مِنْ فَرْحَةِ *** بِعَيْنِ السَّمَاوَاتِ قَبْلَ الدُنا

فهاهي آفَاقِهَا تزدهي *** بِيُمْنٍ قدومك يَا ابْنَ الْعُلَا

تشاركنا الْأُنْسَ فِي لَيْلَةٍ *** تَبارَكَ فِيهَا بَنِي الْمُصْطَفَى

وَقَدْ فَتَحَ اللَّهُ أَبْوَابِهَا *** يُصِبِ الْعَطَاءِ عَلَى مَنْ دَنَا

وَ يُقْبَلُ مِنْ لُطْفِهِ مَنْ أَنابَ *** وَ يَنْظُرُ فِيهَا بِعَيْنِ الرِّضَا

وَ جِبْرِيلُ يَقْرَأُ فِي ناظريك *** طيوف اللِّقَاءِ بِأُمِّ القرى

غداة تَقُومُ بزاهي اللوا *** وَ جِبْرِيلُ يَبْلُغَ عَنْكَ الندا

وَ أَنْتَ تناغي الصِّرَاطِ القويم *** وَ تَمْسَحُ عَنْهُ غُبَارُ البلَي

فيقسيم لَوْلَاكَ يَا ابْنِ النَّبِيِّ *** لماكان لِي مِنْ كيان يُرَى

وَ سَرَحَ - فِدَاكَ الْوَرَى - مقلتيك *** تَرَى الْأُنْسَ يَغْمُرَ أَهْلِ الولا

ص: 29

وَ كَيْفَ يَكُونُ هتاف الصِّغَارِ * " بناصفة " لحنها يَشْتَهِى

وَ كَيْفَ تُزَانُ ربوع الْبِلَادِ * * * بنفح الطيوب ، وَ لَمَعَ السَّنَا

وَ بِاسْمِكَ يَا أَمَلِ الْآمِلِينَ * * * يُقَامُ وَ يَنْعَقِدُ المُنتَدَى

بکم طَهَّرَ اللَّهُ أعراقنا * * * وَ فِيكُمْ تَعَلَّقَ حَبَلُ الْهَوَى

14 شعبان المعظم 1422ه

ص: 30

حرف الباء

اشارة

ص: 31

ص: 32

یا ناصر الدين

**یا ناصر الدين(1)

آية الله الشيخ عبد الله المعتوق رحمة الله

يا سيد الكون يا أعلى الوری *** نسبا ياخير منتجب من خيرة النجبا

يا من سما في سماء العلياء مرتقياً *** حتى علا نوره الأنوار والحجبا

وفاخر الأنبياء المرسلين بما *** قد خص مما له الله الكريم حبا

كفاه فخراً بأن كان النبي له *** جداً وفاطم أماً والوصي أبا

فما ترى شرفاً في كل منتسب *** منهم إلى شرف إلا له نسبا

عليهم فرض الباري ولايته *** فمن تقرب منهم بالولا قربا

وقد أبى الله أن يفشی برحمته *** من كان في الخلق طراً للولاء أبي

فما من الماء والأثمار مرّفمن *** بغض وبالحب بعض طاب أو عذبا

وليس يوجد من خلق بعالمه *** إلا وقد كان في إيجاده سببا

فمن تولاه يلقي خير منقلب *** ومن قلاه هوى في النار منقلبا

ومن أراد مناجاة الإله ولم *** يمدد به سبباً لم يستطع طلبا

* * * * *

يا سيداً كان في عرش الجليل له*** نور كسا النيرين النور والشهبا

يا آية الحق حقا يا أمانته *** والباب والوجه والسر الذي حجبا

يا عروة الله والحبل المتين ومن *** هو الكتاب الذي في غيبة كتبا

وهو الذي نزل القرآن فيه فسل *** حم يس عمّ المرسلات سبا

* * * * *

يا خاتم الأوصياء الغريا خلفاً *** به الخلافة قامت لا ترى عقبا

یا ناصر الدين يا غوث الصريخ ويا *** مجيب دعوة من ناداه منتدبا

أنت الذي وعد الله العباد به *** في آخر الدهر يجلو عنهم الكربا

وأنت من تملأ الدنيا عدالته *** كما من الجور قدماً نالت النوبا

ص: 33


1- ديوان ابن معتوق ، ص 64.62.

وليس عندي شك في حياتك بل *** لولا وجودك في ذا الكون لانقلبا

* * * * *

فالغوث من عصبة ضلت وقدتخذت *** من بغيها وشقاها دينكم لعبا

وألبستا بما نالت وما ابتدعت *** ثوب الأسى وعلينا الذل قد ضربا

وقد أبت أن ترى من نسلكم أحداً *** إلا أنالته منطغيانها العطبا

وإن نسيت فلا أنسى وحلمك من *** بكفه أمك الزهراء قد ضربا

وألصق الباب أحشاها وأضغطها *** ظلماً وأسقطها يا عظم ما ارتكبا

ومن على ما حباها الله نازعها *** وإرثها من أبيها المصطفى غصبا

وردّ شاهدها العدل الذي هو في *** أم الكتاب علي وافترى كذب

ومن دنا نحو بيت الوحي مجترئاً *** وقد أتى بجموع جمّعت حطبا

ليضرم النار فيه وهو يعلم من *** فيه ليبلغ من مأموله إربا

يريد إطفاء نور كان متقداً *** والله عما يريد الظالمون أبي

وليتهم قنعوا منها بما ارتكبوا *** وإن يكن جلّش في الإسلام ما ارتكبا

ولم يقودوا علياً في حمائله *** قود البعير بعين الله مكتئبا

ملبباً برداء الصبر مشتملاً *** مسلِّماً أمره لله محتسباً

يدعى إلى بيعة كان الأحق بها *** من الأولى عبدوا الأوثان والصلبا

وأشربوا العجل حباً في قلوبهم *** وقلبه غيرحب الله ماشربا

وخالفوا أحمد المختار حيث نهى *** عن التخلف عنه أينما ذهبا

ص: 34

المنتظر وقتل جده المرتضی علیه السلام

**المنتظر وقتل جده المرتضی علیه السلام(1)

ملا محمد آل انتيف رحمة الله

متى عن فؤاد الصب يكشف للكرب *** فقد ضاق ذرعا بالبلا واسع الرحب

تعاطت مع الست الجهات يد البلا *** علينا فلا يوم حلا طيب الشرب

فحتامَ من عمري التعجل والوحا *** يدومان والحزن المقيم فري قلبي

عفتنا الرزايا والقلوب تقطعت *** فقم واغتنم أشلاءنا من يد الكرب

شخصنا بأبصار إليك تكحلت *** بأميال كرب من نياح ومن ندب

أما آن من أغمادها البيض تنتضی *** وتغمد ضريا في نحور بني حرب

أما آن يدعو جبرئيل مبشراً *** بقائمنا والشمس تبدو من الغرب

أقائم أهل البيت يا من باسمه *** نجا يوسف لما استغاث من الجب

أتفضي رعاك الله والدين صارخ *** قواعده هدت من الطعن والضرب

أتفضي وهل يخفى عليك الذي جرى *** بابائك الغر الكرام من الخطب

نضت عصبة من حقدها سيف فتنة *** الحيدرة من غاب أحمد في الترب

بها قيد مأسورة وفاطم ضلعها *** من العصر مكسور مورمة الجنب

وألقت من الضرب الشديد جنينها *** إلى أن قضتتشكو الظلامة للرب

أبالله مثل المرتضى تلد النسا ؟ *** هو النور لما لاح من جانب الغرب

فسل عنه بدرة كم فری حد سيفه *** وفي أحد من شد بالطعن والضرب

ومن زلزل السبع الحصون بهزة *** فماجت وخرت أخت مرحب في الترب

ومن لزم الباب الثقيل بكفه *** وعبرجیش الطهر للحصن للنهب

وما الجيش ؟ فالدنيا فلو عروة لها *** بأنملة منه ثقل بلانصب

همام إذا تخبو الوغى مسعر لها *** بعزم به الهامات تمطر كالسحب

يجول فيدعو يمنة الحرب يسرة *** بغيرشعور والجناح على القلب

ص: 35


1- ديوان عبرة المؤمنين ، ص 33.36.

ولم يلهه حال متى جاء ورده *** بسلم ولا من خيفة السمر والقضب

يقوم يصلي والسهام كوابل *** تمر عليه وهو في حومة الحرب

كأن أمانيه الحمام تعلقت *** بحب لقاء الله بالموقف الصعب

يحب يرى في هامه ألف ضربة *** ولا موتة دون الشهادة في الصحب

فتي كان ينهي وهو في بطن أمه *** عن اللات والعزى ويسجد للرب (1)

وذلل طوعا من عليها ومن بها *** بماض متى استل استدار رحى الضرب

صحيب المنايا ما ارتدى بعد غمده *** سوى النحر دثراً والمنية بالجنب

فما المرتضى لولا القضا وابن ملجم *** متى الليث تلقاه عفيراً من الكلب

ص: 36


1- لا شك عندنا ولا ريب في أن السيدة الجليلة فاطمة بنت أسد عليهاالسلام أم الإمام علي عليه السلام من المؤمنات الموحدات قبل بعثة النبي صلی الله و علیه و آله وسلم ، وقد جاء في علل الشرائع : ج1 ص135- 136 ح3 ، في حديث ولادة أمير المؤمنين علیه السلام : (... قال يزيد بن قعنب كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبد العزى بإزاء البيت الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنین علیه السلام ، وكانت حاملة به تسعة أشهر، وقد أخذها الطلق ، فقالت : رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل، علیه السلام ، وإنه بني البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت ، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي ....إلخ ولذا .. فإذا نرفض قول من يرى بأننا إلا إذا أرادت السجود للأصنام - وهي حامل بأميرالمؤمنین علیه السلام - ينهاها عن ذلك ويمنع من السجود . ولعل الشاعر يشير إلى معنى آخر غير هذا المتبادر للأذهان .
مولد الإمام الحجة علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

وطّدي مجدك بين الشهب *** واستفيقي يا شعوب العرب

فهو المُشرق في أمجاده *** مطلع النور بمر الحقب

كلماعمَّ ظلام دامس *** أطلع الحقَّ به فجرُ نبي

فبعيسى وجد الأعمى شِفا *** وبطه نوَّر العقل الغبي

ومشى التأريخ موفور السني *** بمنار مرشد أو كوكب

حقب مرت ودالت دول *** وبها الحق غدا في السلب

غير أن الله في قدرته *** ينصر الدين بهدي الكتب

فيقوم القائم المهديُّ في *** أمم الأرض المحو الريب

* * * * *

ياشعوباً رزحت فی قيدها *** وتهاوت تحت عضّ النُوب

لا تهابي سطوة الدهر فقد *** بزغ النور فلا تكتئبي

ولد القائم من أهل الكسا *** فاستيري يا معالي واطربي

وارفعي أنشودة الحق إلى *** قبة الخلد بأبهى موكب

بشرّي ( طه ) و ( آلاً ) اُنزلوا *** من سماء المجد أعلى الرتب

آخذ الثأرانبری منتقماً *** من ( أمي ) و ( زیاد ) الذنب

ونهار الحق قد شعَّ على *** كل مخدوع النهى مضطرب

هو عيد للورى يشدو به *** وتَرُالشعر بلحن مطرب

قد زها المنبر فی أفراحه *** وشفى الدين به من وصب

سوف يغدو الحق رفّاف السنَّي *** ويوارى كل زور كذب

ويلوح النصر خفّاق اللوا *** جائلاً في مشرق و مغرب

يهتف الدین به مستنصراً *** فيلبيه بجيش لجب

سوف يحميه ويعليه على *** باطل الغي بأسمى منصب

سوف يمحو الظلم من دنيا ال *** ورى بسنى الحق وحد القضب

ص: 37

( دعبل )نادی به مستنهضاً *** بقصيدٍ درةٍ في الأدب

سوف تُجلى غمّة الدنيا به *** وارث الرسل الإمام العربي

نوّه التاريخ عنه منقذا *** وإماماً قائماً عن كثب

إيه يا دنيا المعالي احتشدي *** النهار نیِّر مرتقب

* * * * *

أيها المنقذ يا شمس الهدي *** مرحباً بالثائر المرتقب

مُرّ بالتأريخ رفّاف السني *** وتألق في الظلام الغيهب

وأقم للعدل فينا دولة *** ترفع الذل عن العاني الأبي

علّم الأجيال سامي نهجها *** إنها من ليلها في نصب

خيّمَ الليل بها وانطمست *** شرعة قامت إلى خيرنبي

فأتلق دنيا معالي وهدى جدو *** جدولاً من سلسل منسكب

وارسل النور فقد ساد الدجي *** وأطلب الثأر الذي لم يُطلب

وانطلق في الأرض خفّاق اللوا *** بمضاء هاشمي صلب

يالثارات ضحايا ذهبت *** واستغاثاتٍ علت لم تُجَب

وحسين عافر في كربلاء *** والنساء الطهر فوق القتب

فزهور الروض تهديك الشذى *** والنجوم الزهرنشوى طرب

يا منار الدين والدنيا معاً *** قم وعجل إننا فی نوب

* * * * *

أيها التأريخ سجل سيراً *** من معاني الحق طي الكتب

إن أهل البيت أعلام الوری *** ما خبانورهم في مأرب

وسلام أيها المنقذ من *** أمة منهوكة في حُرب

انشر البند فهذا الليل قد *** طال والأزمان رهن العطب

ص: 38

متى نرى الطلعة الغراء

**متى نرى الطلعة الغراء(1)

الحاج حسين الزاير

اسطع بنورك يا من كان يُرتقبُ *** بذا الزمان يسود اللهو واللعبُ

قد مال أهلوه للدنيا وزخرفها *** والكل في غمرة ألهاهم الطرب

متى نرى طلعةً بالحق ناصعةً *** ويملأ الأرض قسطاً ذلك الأرب

يومٌ علا صوت جبريل بطلعته *** هذا الإمام الذي بالحق يرتقب

شمر ذراعيك يا بن العسكري فمن *** في الكائنات علاها الخوف والرعب

فابدأ بثار رسول الله جدكم *** ثم الوصي الذي للهدي منتخب

وأمك البضعة الزهراء فاطمةٌ *** قد أُسقطت بعدما الأعدا لها ضربوا

والمجتبى قد تقيَّا قلبه قِطعاً *** بالسم ظلماً سقوه وهو محتسب

أما الحسين فقد جلت مصيبته *** على جميع الورى كل بها نُكبوا

الرأس منه على العسّال منتصبٌ *** وفي الثرى جسمه بالنجع مختضب

لولا خليفته السجاد لاضطريت *** وما استقرت وكاد الكون ينقلب

يعز عليك الأمر لو نظرت *** عيناك زینب قد أودت بها الكُربُ

ماذا التصبر عن فعل الطغاة وهمٍ *** بكم شفوا غلة بالحقد تلتهب

وكلهم قد قضوا سماً فوا عجباً *** تعطي اصطباراً لذي الطغيان ما يجب

لكنها حكمة الجبار خصكم *** بآية الصبر والعدوان يُجتنب

لا تنس زجراً وضرب السوط ألمهم *** وما رُعي لهم بالمصطفى نسب

وذا يزيد بشرب الخمرمتصفٌ *** يرقى منابر طه فاسقٌ كذب

فانهض لهم نهضة ترضي ضمائرنا *** نحن المحبين لا مَن إرثكم نهبوا

متى نرى الطلعة الغراء صار لها *** وقتٌ طويلٌ له الأنظار ترتقب

هذا مقالي إني غيرمعترض *** عليكم إن شعري كله عتب

فيا إلهي وخلاقي ومعتمديٍ *** أنت العليم بمافي الغيب يحتجب

أرجو الشفاعة ثم العفو مرتجياً *** تصفو بمدحة ساداتي لي القرب

صلى عليهم إله العرش ما طاست *** شمس النهار وبانت في الدجي الشهبُ

ص: 39


1- ديوان الزائريات ، ص 47- 48.
طال ليل الانتظار

**طال ليل الانتظار(1)

الحاج حسين الزاير

یا صاحب العصر ما للعصر يضطرب *** وقلبه من جوى الويلات يلتهبُ

يا صاحب العدل والإنصاف طال بنا *** هذا الغياب متى لقياك نرتقب

يا صاحب الأمر في الدنيا ستملأها *** بالقسط والعدل والإيمان يصطحب

يا حجة الله في الدنيا فأنت لها *** حصن منيع وفيك العدل يرتقب

يا كاشفاً لقناع الجور يومئذ *** بالعدل لا هزلٌ فيه ولا لعب

يا حجة الله من في الكون منتظرٌ *** يوماُ يراك وذاك السيف يلتهب

يا طلعة ضاعت الدنيا بطلعتها *** والخلق في بهجةٍ طوعاً له تجب

یا قائماً أنت تدري ما طرا وجرى *** على أبيك الوصي بالبند ينسحبُ

يا غائباً طال ليل الانتظار أما *** تدري عداك مقام المرتضى غصبوا

يا صرخة بالضبا هزت عوالمها *** للكائنات وكل الجور ينسحب

إلى متى تنشر الرايات خافقةً *** من أرض مكة والأنصار ترتقبُ

فانهض بطلعتك الغراء منتصراً *** للدين والعدل في الآفاق ينتصب

يا نكبة وقعت بالكون يوم قضى *** أبوك حيدر بالمحراب يختضب

یا وقعة وقعت بالكون يوم قضى *** أبوك حيدر والإسلام يضطرب

وجبرئيل ينادي اليوم وا لَهَفي *** والدين راح له يبكي وينتحب

وجدك السبط بالبوغاء منجدلُ *** وقلبه بسهام البني يلتهب

والفاطميات قدرت بُزّت براقعها *** وروَّعت والعدى أبرادهاسلبوا

فلوا تراها وقدفرّت مروَّعةٌ *** وفي مخيمها النيران تلتهب

فانهض . فديتك . خذ بالثأر منتقماً *** من آل حرب فهم دوماً لكم حربُ

لم تُبق أسيافهم منكم على ابن تقيّ *** فلا تبق عليهم إنهم نكبوا

1408 ه

ص: 40


1- ديوان الزائريات ، ص 49- 50.
طال انتظارک

طال انتظارک(1)

السيد عدنان السيد أمين السادة

طال انتظارك يا ابن السادة النجبا

يرجوك أهل الولا أن تدرك الطلبا

قم طهر الأرض من رجس العدا فلقد

زادوا ضلالاً وطغياناً ومنقلبا

تفضُ عينك عن قوم همُ سفكوا

دماء جدك يا الله وا عجبا

تنسى الحسين على الرمضاء منجدلاً

ظامي الفؤاد فلا والله ماشربا

ملقيً ثلاثاً بلاغسل ولا كفن

ورأسه فوق رمح يخجل الشهبا

ص: 41


1- الجذوة من شعر ام الحمام ، ص345.
مولاي..

**مولاي(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

نشر الهدى علم السرور مُرحَّبا *** في ليلة أفضالها لن تحسبا

الشعر لا يأتي على أوصافها *** أفهل تراهُ يطيعني أن أكتبا؟

تتأى القصائد هيبةً وجلالةً *** منها، ويدعوها الولاءُ لتقربا

وسواءً أختصر المدائح شاعرٌ *** أو في مدائحه أطال وأسهبا

لا يستطيع بأن يحلّق عالياً *** فيها ولونال الكواكب مركبا

إني حلفتُ لها بأن لا أنثني *** حتى أزف لها القريض مهذبا

أسعى إليها راغباً متعطشاً *** وأعودُ عنها خائفاً متهيبا

أشتاقها معطاءة في فرحةٍ *** وأهيمُ إكباراً بها وتعجبا

وأعيشُ في ساحاتها مستمطراً *** من فيضها غيثاً هطولاً صیِّبا

وأظلّ أسأل والوفودُ كثيرةٌ *** كلُّ يوملُ من عطاها مطلبا

وأعودُ والآمالُ ملء مشاعري *** فكأنني لم أقض منها مأربا

جادت بموفورِ الهباتِ ولم يزل *** روضُ القوافي من عطاها مخصبا

نفحت بشائرها فعطرت الوری *** طيباً يفوق شذا أزاهيرِ الرُّيا

وأنار بدر الحق أفق سمائها *** كالشمسِ ساطع نورها لن يحجبا

ويهزني حُبي إلى مولودها *** والحبّ ما بلغ الشغاف وأطربا

فعساي أسمعكم وأسمع منكُم *** فيه مديحاً بحرهُ لن ينضبا

عذراً بني الزهراء جئتُ مشاركاً *** كمجيء غيري بالقصائدر معربا

فالمدح أنتم أهلهُ وسواكُم *** أجد المديح لهم . وإن شرفوا . هبا

أفهل أخيبُ إذا قصدتُ إليكم؟ *** ماجاءكم أحد فعاد مخيبا؛

لكم ولستُ لغيركم . يا سادتي. *** قلتُ المدائح راجياً متقریا

فوحقكم لا أبتغي لي مذهباً *** إلا ولاءكم المبارك مذهبا

یاسادتي نورتم الدنيا هدىً *** وبكم تذوقتُ الكرامةَ والإبا

ص: 42


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط.

ص: 43

أنشودة الخلود

الشاعر سعيد العصفور رحمة الله

تجلببي برداء الطهر وانتدبي *** دلائل الحب شوقا غاية الطلب

تمتعي يانجوم الليل واغتنمي *** صفو الوداد وطلي من سني اللهب

وهللي يا قوافي الشعر عابقة *** بأنفس العطررياناً من السحب

واستلهمي الشعر فيضاً نابعاً ونديً *** يغري النفوس بألوان من العجب

وقلدي مقلة الإشعاع مفتخراً *** وجددي فرحة الأعوام والحقب

وغردي يا طيور الأيك ناشرة *** أصداء لحنك صداحاً بذي طرب

وعلميني ارتحال الشعر مبتدعاً *** يجل في ناظريه محفل الخطب

فنحن في ليلة أمست أهلتها *** تضيء أركان هذا الكون بالشهب

یا صاحب العصر والذكرى تعجّ بنا *** ورائد الحب يسمون ذرى الحسب

يا رائد الحق يا مولاي إن لنا *** في شخصك الفذ نهجاً راسخ السبب

هذي المحافل تستهويك روعتها *** وتستمد ارتواءاً من سنىً عذب

في يوم مولدك الشريف تسابقت *** أنوار مجدك تضوی حالك الحجب

في يوم مولدك الشريف تجددت *** في صدر كل محب شعلة الغضب

ترنوليومك بالإكبار حاملة *** مبادئ الطهر والإيمان في أدب

ترجو مواصلة القربی بكم أبداً *** حتى ظهورك يا ابن السادة النجب

قد أكدت محتوى الإخلاص يبعدها *** عن كل غوغاء تزجي شائك العطب

قد استطابت إلى العلياء رفعتها *** في ليلة قد حوت نوارة الذهب

في ليلة النصف من شعبان قد بزغت *** أهلة السعد تهدي كل مقترب

وتجتلي نعمة دانت لها شرفاً *** كل العوالم من عجم ومن عرب

وتختفي بحضور دائمٍ رغدٍ *** وترتوي من زلال بارد رطب

یا حجة الله هذي بعض ما جبلت *** عليه أخلاقنا منعاسر الأرب

وهذه درة من ناقص عملا *** يود لونال يوماً غاية الطلب

وهذه يقظة الإحساس نلزمها هدي النفوس ولو ضلت على الجنب

ص: 44

فأشفع لنا يوم يأتي الناس كلهم *** من محسن يبتغي فضلاً ومجتب

فإننا داعبت أحلامناشططاً *** أهواء منهكة من غير ماسبب

ونحن يا سيدي نحظى بمؤتلف *** ونحن ياسيدي في مرتع خصب

في دوحة المجد حيث الشمس طالعة *** وفي جوارك يا ابن العسكري الرحب

15 شعبان 1410 ه

ص: 45

حتى متى ؟

الشاعر عبد الهادي البقيعي

حتى متى وإلام نرتقب

وإلى متى تنتابناالنوب

من ذا نؤم إذا ما عاصف لردىّ

قدأمُ في ساحنا أم كيف تحتجب

وقد ألمت بنا أرزاء عاصفة

عن مثلها لم تحدثا بها الكتب

يوم الطفوف وما أدراك حادثه

في وقعه ضاق صدر واسع رحب

يا ابن البتول ويا ابن الطهر حيدرة

ما الانتظار وقد أوهی بنا العطب

وكيف لي في بقاء القلب ملتهباً

ممزقاً وعليه رزؤكم صعب

من عصبة مزقت أحشاء فاطمة

يوم الطفوف وما أدراك ما احتطبو

لقد أراقت لكم يوم الطفوف دماً

محرم سفكه بل حفظه يجب

فكيف والعصر عصر النور عصر هدى

عصر السماحة عصر زانة الأدب

ترى التخبط كالعشواء من نفر

ساموكم الخسف في الإسلام واحتربوا

من أمة سامها الشيطان باعثها

الطغيان حافزها الآثام والكذب

جرائماً لم تكن في ما مضى ارتكبت

في الجاهلية أو ما ضمّت الحقب

ص: 46

غياب

الشيخ قاسم آل قاسم

تأني إذا غنيت وامتزجي حبا *** يرق كما رق الجمال بما خبا

ورفقا بأرواح المحبين إنها *** تذوب إذا مسّت شغاف الهوى الرطبا

فإنك نهرمن تغاريد حلّقت *** عليه طيور الحب تلتقط الحبا

يعيش على رجع الصدى مترنما *** إذا راح سرب أمطرته السما سربا

على شاطئيه أغنيات تبرعمت *** متى جفّ موال الهوى اغترفت نخبا

تمر بها الأعوام وهي طروبة *** ونهر حكاياها يرق لها شربا

تغنّي كما غنّيت يا ولها شبّا *** فأغرقني وحيا وغالبني جذبا

وسمّر أقدامي على شاطىء المنى *** كما صلب الحلاج فاستعذب الصلبا

وأصحرني فردين كأسي والهوى *** وان كان كأسي والهوي اتحدا قلبا

تغني فما أحلى الربيع ينثّ من *** شفاهك وردا كلما نفحت هبّا

يضوع كأن المسك روح محمد *** تقطّر الورد المودة في القربى

وترعى الليالي الحالمات بوعدها ال *** مخبأ خلف الشمس مرتقبا صبّا

تطوف به دنيا القصائد أحرمت *** لديه كأن الحج كان له لبّا

وما طاف بالبيت الحرام وإنما *** يطوف بة البيت الحرام ومن لبّا

حنانيك ما أبقى الغرام لواجد *** هدوء وقد أغريت خافقه وثبا

وقفت وكأسي فيك ظامئة الهوى *** ترشّف وجه الشمس تعتصر الجذبا

وحولي أقداح تملّت صبابة *** وما برحت نعماك توسعها سكبا

وقافيتي مات الحنين بها ظمی *** فلا غرو إن جاءتك مثقلة عتبا

يقاسمني همّي رماد حروفها *** توهّج تهدي السالكين لك الدربا

لتبقى ويطوي غيرها الأفق صاعداً *** إليك وإن كانت هي الأفق الرحبا

فديتك كم أنشدت فيكم مدائحاً *** أحالت أجاج الشعر مرتشفا عذبا

تهجّيت وحي الغيب أستمطر العلي *** وقافيتي في القلب تفترش القلبا

ص: 47

حول الإمام المهدي بن الحسن علیه السلام

الشاعر بدر الشبيب

يا لائمي في الهوى إن الهوى تعب *** يعمي القلوب فلا يرقى لها العتب

كل يغني على ليلاه ليلته *** وقد عشقت وما استهواني الطرب

أحببت لا لعباً مني ولا عبثاً *** وكيف يلعب من في قلبه لهب

أحببت من فرض الباري محبتهم *** خير الوری بهم تستمطر السحب

أحببت آل رسول الله كلهم *** أحببت من بهواهم تفرج الكرب

أئمة حملوا الإسلام في زمن *** ساد الضلال به واستولت الريب

فدافعوا دونه ماهادنوا أبداً *** ما بدلوا سنة يوماً وما انقلبوا

ما استسلموا لرياح الكفر عاتيةً *** وما استطانوا وما ذلوا وما اضطربوا

وقدموا في سبيل الله أنفسهم *** يا خير ما فعلوا يا خير ما وهبوا

حتى قضوا بين مسموم ومن دمه *** قد عانقته تلال الأرض واليبب

فاخضرت الأرض نشوى من عبيرهم ***وفاخرت شرفة من زهوها الترب

يا حجة الله إن الوعد يقترب *** يا حجة الله والآمال ترتقب

يا حجة الله والأشواق تنتحب *** یا مدرك الثار جرح الثار ملتهب

یا صاحب العصر عجل فالنوى صعب *** وأنت تعلم أن الكون مضطرب

فغربة شرقه والشرق مغترب *** نهاره قلق والليل مكتئب

وقد طفا زبد من فوقه زبد *** من تحنه زید فالنور محتجب

ضاعت مبادئناشاع الفساد بنا *** والكل في لهوه قد شده اللعب

وكلنا مغمض عينيه منشغل *** كل يقول بأن الآخر السبب

ص: 48

ص: 49

غیبة

السيد حسن الخليفة

عليك قصرت الشعر وهو شرابي *** وخمرة عشقي وانتشاء لبابي

عليك فأنت الحب والسر كله *** مراياك يا عدل الكتاب كتابي

وما كنت ممن يرقب الليل ناضداً*** فراقده في زينب ورباب

ولكن بأهل البيت بيتي مصرع *** وربّ غناء من جوى وعذاب

توشل صبري فاستفز صوابي *** بما تنطوي نفسي عليه ومابي

من الوجع الموروث تبلى مراحل *** من العمر لا يبلى جناح غرابي

ترصد طرفي مارنا، مل نكسه *** لتنقضّ أظلاف على أهدابي

وقفت أناجي الله وقفة يونس *** يخيط ظلام اللجتين ثيابي

أليل اكتمال البدر أعشو يلومني *** توهّج شوقي واشتعال حرابي

أبا أملي لم يبق إلآك أرتجي *** فراتاً، فقد أنضبت كلّ قرابي

وأشفق تجفوني يفاعة صهوتي *** فأكبر، وليل العاشقين مُرابي

وإن كنت أبكي ما أنا فيه من جوى *** فما أنت فيه فاق كلّ نصاب

تحملت من دنياك يا الصبر كلّه *** تصاحب دهراً وهو صحاب

لقد جئت أدري أنني غير حاضر *** وأنّ نشيدي لهو محض سراب

ص: 50

التاء والجيم والحاء

اشارة

ص: 51

ص: 52

مولد الإمام صاحب العصر والزمان علیه السلام

الدكتور إبراهيم الدبوس

وتزینت أَرْضٍ القطيف بِزِينَةٍ *** بَانَتْ عَلَيْهَا حُسْنِ تِلْكَ الزِّينَةِ

وَ النَّاسُ فِيهَا قَدْ علتهم فَرْحَةِ *** وَ كَأَنَّهُمْ يُحْيُونَ وَسَطِ الجنة

يتناشرون بِمَوْلِدِ المهدی مِنْ *** سيزيل عَنْهُمْ مَا بِهِمْ مِنَ محنة

یتناشدون ببهجة مَا بینهم *** طریاً بهذي الفرحة الْمَيْمُونَةِ

ویکررون الشُّكْرِ لِلَّهِ الَّذِي *** قَدْ مَنَّ بِالْهَدْيِ أَفْضَلُ مِنَّةً

ويؤكدون وَلَّاهُمْ لِمُحَمَّدِ *** ولآله الْأَطْهَارُ أَهْلِ السُّنَّةِ

أَعْنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وفاطما *** وَ الْمُجْتَبَى مِنْ إنسيها والجنة

وحسيننا وَ التِّسْعَةِ الْأَطْهَارُ مِنْ *** أَبْنَائِهِ سَادَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ

ویردون دُعَاءً تَعْجِيلِ اللقا *** لِيَرَوْا شُعَاعُ الْغُرَّةَ الميمونة

قبنور غَرَّتْهُ الشِّفَاءَ مِنْ البلا *** وَ بِهِ شِفَاءُ الْأَنْفُسِ المحزونة

وبه انْتِشَارَ الْعَدْلِ فِي المعمورة *** مِنْ بَعْدَ ظُلْمِ الْزُّمَرَّةِ الْمَلْعُونَةُ

وبه تَكُونُ الكائنات جَمِيعُهَا *** فِي عِيشَةٍ مأنوستة مَأْمُونَةً

هَدَفَ الرِّسَالَةِ قَدْ تَحَقَّقَ مُذْ أُتِيَ *** مُحِيَ الشَّرِيعَةِ بَعْدَ طَمَسَ السُّنَّةِ

22/ 10/ 1425 ه

ص: 53

مهدي أدركني

الشاعر محمد الحمادي

يا ليلةَ النصفِ التي بهلالها *** ضجَّ الفؤادُ ، وأشرقت كلماتي

يا ليلةَ النصفِ التي بهلالها *** أمست تدمر غفوتي وسباتي

يا ليلةَ النصفِ التي بهلالها *** رفعت على كفو المنى راياتي

يا ليلةَ النصفِ التي بهلالها *** مهديُ شمسٌ بددت ظُلُماتي

ماذا أقول بوصفهِ ؟ وقصائدي *** تحكي على نغم اللظى زلاتي

كم قد صرختُ بعمق صوت *** وصدى الهوى ينسابُ من أبياتي

(مهديُ أدركني) لتنتفضَ المنى *** مهديُ فامسح بالحنان حياتي

شعبانكَ الوضاء مزدهياً بدا *** وضياءُ نوركَ عمَّ كل فلاتِ

والحبُ في وجهِ الجميع مدوياً *** (الله أكبر) فانطقي صفحاتي

وجهُ البراءة في الصفار أهابني *** فأتيتُ أنثرُوردها باقاتي

متسائلاً في حيرة ، وتردد *** رغم السعادة تشتكي مأساتي

هل يصبحُ الحبُ الجميل كنغمةٍ *** علويةٍ تشدو بها نبضاتي ؟

هل يصبحُ الحبُ الجميل برقةٍ *** من دون قهر أو لظي آهاتِ

فأجيبُ في حُزنِ وجرح غائرٌ *** فلتقرأ الدمعات من عبراتي

حتماً سنعرفُ أنه لا يرتقي .. *** ( الحبُ ) دونّ قساوةٍ النكبات ِ

ماذا أقولُ ؟ وكل شبرِ في الجوى *** متوجة لله بالدعواتِ

يا سيدي طهّر بنوركَ خاطري *** أنت الدعاءُ ، وبلسمي ، وصلاتي

إن صرتُ في دنيا الهموم مكبلاً *** فينوِر حبكَ تزدهي أوقاتي

مهديُ فادركني بعمقِ مشاعري *** دوى الغرامُ ، ألا استمع صرخاتي

أهواكمُ يا آلَ طهَ والمنى *** في حبكم نبويةُ النفحاتِ

إن كانَ قلبي بالذنوب محمل *** فبحبكم حتما تكونُ نجاتي

ما قد عرفتُ الحبَ إلا منكم *** لا لم ترعني بالهوى..غاداتي

فالحبُ يا آل النبي معذبي *** مهما ابتعدتُ فنحوكم وجهاتي

دقاتُ قلبي قد رقت بحنانكم *** وتمكنت لفةُ الغرام بذاتي

صلوا على الآلي الهداة فحبهم *** يسمو بطهر الروح بالصلواتِ

ص: 54

نبض وحياة ..

الشاعر فريد النمر

ارسموها ذكرياتي بدموع الحسرات

وأعلنوا عني حنيني للرياح السابقات

إنني عشت غريبا بين أحياء الحياة

لم أجد للحب دفء عند كل الكائنات

بُعثر الوجد بقلبي وتهاوت أمنياتي

أفرغوا مني الأماني عبرواد النغمات

وأحالوني جمادا تائها في الظلمات

يقذف المسوت شعوري ثم يلقي برفاتي

كم تردى مني شدو وانتهت بي أغنياتي

وغدا الموطن قبرا مدلهم الجنبات

راح بالبؤس ينادي بلهيب الزفرات

إن أقسى العيش عيش تنتفي في العيش ذاتي

ها أنا أمسي غريبا بين أهلي وبناتي

وسجينا في دياري جردت مني صفاتي

أفرغوا حتى حنيني بقلوب قاسيات

فتعريت بثوب من ثياب الشهوات

وتمثل جنانا خاويا بالمفردات

شرحوا بالبغض روحي وتمادوا بالعداة

قلبوا النفس بزيف نسجوا للشائعات

حيث أغروني بعجل منرللصلوات

وأقاموا من صلاتي معبدا للغانيات

وتباهوا حين سحقي بمداد الصرخات

كلما مُضّ زمان بالخطوب العاتيات

لعب المكُرُ بفني بفنون المنكرات

لمعوا التاريخ حولي بدهاء الداهيات

ص: 55

ورموا الفتة حتى غرقت في العتمات

ثم غطوها بذكر ملؤه صوت الأنات

بين ما كان حقيق من بحور الكلمات

وأكاذيب ضلال نخرت بالمكرمات

أين من يزكوبقلب يرنو من وحي الهداة

أين من يرقي بروح ملؤها روح الثبات

فتسلقت يقيني رغم كل الموبقات

وبحبل الله بتُّ ممسكا بالطاهرات

بنبي قرشي خيركل الكائنات

أحمد والحمد منه خافق بالصلوات

وعلي حيدري اسمه سرُّ النجاة

وبزهراء بتول حبها طهر الحياة

وزكي الفرع نهج مجتبی بالدعوات

ممسكا حبل حسين بنشيج الخلجات

فغدا النور أنيسي عن جميع الشبهات

وبسجاد عباد فاق قرب الخطرات

وبمشكاة علوم باقر بالقبسات

وبمنهال عطاء ص ادح بالسبحات

جعفر والآي منه بالكتاب المحكمات

ملكوت من حديث أرسى كل الواضحات

وكذا الكاظم حصن لم يزل نهج الثبات

وسياج ليس إلا من بروج المغفرات

ونجاتي ببن موسى وافر بالقريات

موطن الأمن المعلى كالأشم الراسيات

وجواد من جواد ورحاب الطاهرات

يغمر الروح صلاة مثل قدس التلبيات

أيها الهادي سلامي يا إمام الرحمات

ص: 56

بك يا مولاي عهدي زاح كل الكربات

ضارعا ارفع كفي في مقام الدعوات

بزكي عسكري بحر جود النفحات

مقصد النساك نور خالص بالبركات

فاق كل الخلق طرا بالمعان الشامخات

فأنا الصب وشوقي قد بدا من قسماتي

الإمام العدل يسموفوق ارض التضحيات

حجة الله المنادي يالثار الطاهرات

انه المهدي هذا الجامع بعد الشتات

قائم الدین المفدى رافع للكربات

من له باب السلام في الجنان الخالدات

من له كل الشعاب والهضاب الواقفات

من به العدل سيمسي نهج كل الكائنات

من به الله تعالى يمطر بالرحمات

من به الدين يعلى فوق كل الشاهقات

من به الكفرسيهوي في جحيم الظلمات

صل يا ربي عليهم في مساء الأمسيات

كلما الفجرتوالى فوق نور الصفحات

فهموا الفرقان فيناكالنجوم الساهرات

هكذا يطفويقيني رغم كل النبرات

قبس في القلب يحيى في دمي في نبضاتي

وكيان يبقي ذاتي ملؤه بالخافقات

شرفت بالحب روحي وهو أسمى الخصلات

ارسموا عني ولائي واعلنوا حين وفاتي

كان بالأل اعتصامي في جميع الوجهات

وهموا كانوا حياتي وهموا عند وفاتي

فاقبل اللهم ثوبي واسكن النور رفاتي

ص: 57

أبا القاسم المهدي ..

السيد محمد الفلفل رحمة الله(1)

أبا القاسم المهدي حتامَ نحتسي

كؤوس الأذى والقلب ظمآن للفرج ؟

وحتامَ تعلوناعداكم بجورها؟

وحتامَ يفشوي مواليكم الهرج ؟

وحتامَ لا تقضى ديون مجاورة

وحتامَ لا تعلولمادحكم دُرج ؟

وحتامَ فرعون الزمان يسومنا

بكل زمان منه مغلقة الرتج ؟

يحاول محو الحق في كل ساعة

أما أنت موساه الذي يصلح العوج

فأغرقه في بحر العذاب معَّجلاً

عليه فقد ذابت من الفرقة المهج

فكم شنَّ في الإسلام غارات بفيه

إلى حيث ألقى الدين في منتهى الحرج

فقم غيرمأمور بإصلاح أمرنا

وإلا أقم مقدار ما يرفع العرج

ص: 58


1- ديوان السيد الخطي ، ص 106- 107.
ذكرى ميلاد الحجة المنتظر (عج الله تعالی فرجه الشریف )

الشاعر عبد الهادي البقيعي

أنت للكون إن تغشاه داج *** من ينير الأرجاء مثل السراج

ياهلالاً متوجاً هالة المدح *** ومشكاة نورها الوهاج

لك في غرة الزمان جبين *** قد تجلّى كالبدر بين الدياجي

قد ملأت الأقطار بشراً عظيماً *** تتهادى به جميع الفجاج

فستبقى كذاك نوراً مضيئاً ***آية في الفخار ذات انبلاج

ليلة النصف مذ تتزلت فيها *** أشرقت في إنارة وابتهاج

فحوت نرجس بوضعك شأناً *** شقّ شأواً على عُلا الأبراج

أنت أنت الهدى والقائم المهدي *** بل أنت للهدی خیرتاج

حيث لولاكم لما خلق الله ال *** برايا على اختلاف النتاج

ولما كون الإله خفايا ال *** كون طراً ، فلم يكن ذا احتياج

إنما الحفل للكرام شعار *** فيه تهدى مواهب الإنتاج

ثم أنت المحجوب من عالم ال *** غيب المواسي بل أنت خير العلاج

فاحملوا ما بقيتم يا رفاقي *** كل عام وأنتم في ابتهاج

فسلام الإله يهدى إليه *** ما دعاه الداعي وناجي المناجي

ص: 59

استنهاض الحجة (عج الله تعالی فرجه الشریف)

**استنهاض الحجة (عج)(1)

الشيخ المحروس رحمة الله

فمتى يا صاحب العصر أعي *** صوت جبريل ينادينا صباحا

ونرى راية عدل نشرت *** لانرى إلا فلاحاً ونجاحا

وسيوف مثل برق لمعت *** وخيول تملأ الأرض صياحا

فبهم ياسيدي قم عجلاً *** فحرام تأخذ النوم استراحا

أو تدري القوم ماذا صنعوا *** آل حرب حرموا الماء المباحا

قتلوا جدّك ظلماً جهرة *** كيف ما أثر في القلب جراحا

قطعوا رأساً إليه ويلهم *** صيروا جسمه قصداً رماحا

كم له من آية رتلها *** يعظ القوم وقد أبدى فصاحا

جسمه عار على وجه الثرى *** هشمت أضلاعه الخيل الصحاحا

أو تدري رحله قد هجموا *** فرأوا ما فيه شيئا مستباحا

زينب الحورا أتدري هتكوا *** لم تجد مأوى لها إلا البطاحا

أخذوها ويلهم ذلة *** زعزعت في سيرها البرصياحا

ص: 60


1- مجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي حفظه الله ، وقد كتب قبل القصيدة : ( قصيدة العالم الفاضل المرحوم شيخ علي بن محروس ) ، ولعله اشتباه من الناسخ ، فالموجود من آل المحروس هما : الشيخ رضيوالشيخ حسن علي ، وحسب كلام السيد جعفر الخضراوي أنها للشيخ رضي ، وهو الأقرب للصواب ، فهو معروف بالشعر، وله قصائد أخرى في هذا الكتاب أيضاً. وهذه القصيدة كتبت بخط المرحوم ملا مهدي الدرويش في 10/ 4/ 1359 ه ، وحيث أن الكتابة قديمة والخط غير واضح بشكل جيد ، فربما وقع اشتباه منا في نقل بعض الكلمات .

ص: 61

والجسم منه رضضته العدى *** بالخيل تعلوه ذهاباً رواح

والرأس منه فوق سمر القنا *** يتلو لآيات الكتاب الصحاح

ونجله السجاد خيرالوری *** مصفداً بالقيد والغل راح

يصيح وا ذلاه أين الذي *** يروون في يوم النزال الصفاح

أين الأسود الغلب من غالب *** وأين جدي حيدر ذو السماح

يرونني صرت أسير العدي *** وزينباً حسرى تقيم المناح

إذا بكت وجداً علي قومها *** يوكز منها جنبها بالرماح

قد آلموا بالضرب أكتافها *** فتبدي الدمع وتخفي الصياح

آه لهاحسرى على ناقة *** يسترها الليل عن الالتماح

وإن بدا صبح بدا وجهها *** لناظريها وبدا الافتضاح

وأدخلوا الحرات مثل الإما *** تساق ذلاً ليزيد صباح

لما رآها في السبا حسراً *** نادى وقد صفق راحاً براح

شفيت قلبي بعدما قد غدا *** ملآن بالغل ولأواه راح

وقدموا رأس الحسين له *** في وسط طشت وبه النور لاح

فظل يعلو منه أسنانه *** بخيزران وله الدين ناح

ويشتم الأطهار بين العدى *** وكلماقد حرموه أباح

عليه لعن الله مستمطراً *** ما اظلم ليل وضاصباح

وثم صلى الله ربي على *** آل الهدی ماضاء نجم ولاح

ص: 62

قصيدة البشري

**قصيدة البشري(1)

الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله

دولةُ الحق فجرها قد لاحا *** وترى كل مؤمن مرتاحا

قد أطلت بوادر الخير في الدن *** يا على أهلها مساء صباحا

دولة في انتظارها من سنين *** وشذاها كأنه قد فاحا

دولة والزعيم فيها إمام *** تحمل الخير للوری والفلاحا

ينشر العدل يختفي الظلم فيها *** لا ترى فاتكا ولا سفاحا

وترى الشاة وهي ترعى مع الذئ *** ب بلا خشية غدواً رواحا

ليس فيها خبائث وحرام *** لم يكن غير ما أحلَّ مباحا

يفرح المؤمنون فيها بنصر الله *** والقلب يستنيرانشراحا

وليوم اللقاء حنّوا اشتياقا *** وتمنوا لو يملكون جناحا

يوم جبريل فيه يدعو هلموا *** بايعوا للإمام تلقوا نجاحا

بايعوه فإنه ابن رسول الله *** هيا فهاتف الخير صاحا

بجانب الركن والمقام ينادي *** يملأ الجو صوته والبطاحا

تجدوه صفاته كأبيه *** كرما هيبة وحلما سماحا

ليس تجدي قنابل وصواري *** مضى عهدها فولّى وراحا

وتجلت حكومة الله في الأر *** ض وكان الإيمان فيها سلاحا

خسر الجاحدون - من قد تجروا - *** سنة الله ، فلينالوا اجتياحا

إن تكن غيبة الإمام صلاحا *** فليكن في خروجه إصلاحا

شيعة المصطفى لك اليوم بشرى *** وهنيئا فلتشري الأفراحا

ص: 63


1- حروف وقوافي ، ص 37 .
شمس خلف السحاب

الأستاذ مكي آل ناس

أيا نبعة السلف الصالح *** ين وياخيرة الخلف الأصلح

ويا قطب دائرة الكائنا *** ت وركن المحصَّب والأبطحِ

وياعين نشأتها والحيا *** ةُ بغیر وجودك لم تصلحِ

وشمساً بغيرسناها الوجو *** دُ يظلُ بظاهرَ مستقبحِ

وأُنشودة فوق ثغر الزما *** ن بغير شائك لم يصدحِ

ويا أملاً طالعته النفو *** سُ بمنعطفٍ مشرقٍ مصبحِ

لينزح عنها ركام الهموم ***وبحراً من الهم لم ينزحِ

فهذي الليالي على طولها *** لتحلم بالمنقذ المصلح

دعتك وتعلمُ ساعاتها *** بفجر طلوعك أن تنمحي

لقد بسطت كفها بالدعا *** و تنازعُ بالألم المُبرحِ

أجبها وأبدل دجاها الضياء*** ءووجه القباحة بالأملح

ووجه البسيطة من جدبها *** بأمر معشوشب أفيحِ

و جُرَّالأمان على السارجا *** تِ لتسرح في مرتعي أفسح

وأحي الخليقة في عدلها *** لتنعم بالمسلك الأنجح

هناك الحياة تُعد الحيا *** ةُ وبالغها بات في مريح

هناك الحياة تنادي النفو *** س بمُنتجعي حلّقي واسرحي

بملك إمامٍ أشمِّ البها *** ءِ رحيم سخيِّ الندي أسجحِ

أمانٌ وعدلٌ وظل الكرا *** مِ لعَمرُك ذا غايةٌ المطمحِ

* * * * *

فيا ملتقى أمل المرسل *** ين تلاقت بمنهجك الأوضحِ

ص: 64

لتُوضح ما اشتبهته العقو *** لُ على ذي العقول ولم يُوضحِ

فمن آدمِ لك اشراقةٌ *** إلى أحمدَ النير الأصبحِ

إلى مُستقرك نرجسٍ *** بحمل لغايةَ لم يُلمع

تُصان بأروع مذخورةٍ *** من الحسب الأنجب الأصرح

تتقلُ في مدرجات الكما *** ل فمن أريحي إلى أريحي

تخيرك الله من خيرةٍ *** بمثلهمُ الدهر لم يسمح

تعالى ظهورك من غائبِ *** وحاضر لم تخف عن مسرحِ

تصون مواليك عن ضيّقِ *** من العيش للأفسح الأروح

وتمنع عنهم عوادي الزما *** ن بلطفٍ يدقُّ على الموضحِ

فكم لك في حل ما استش *** كلت أمورٌ على العالم الأفيح

وكم لك من غُرر التوصيا *** ت بَدَت للمفيد على الأرجحِ

فها نحن ياأمل الآمل*** ين بمنتظر الدرب لم نبرحِ

نمدُ إليك عيون الرجا *** وبأجفانَ مكلومةٍ قُرَّحِ

وأرواحَ كادت من اللا *** ذعات تفيضُ مع النفس الملفحِ

رسمنا بفجرك آمالنا *** على الأفق من دمنا المسفحِ

وبتنا على جنبات البلا *** ءِ بقلبٍ ينزُّ الرجا مُجرحِ

* * * * *

فيا منتهى رغبة الطامح *** ين حنانيك إنا لفي مترجِ

نُراغ بموارة الحادثا *** ت مُشرح كالقد بالشرحِ

ونُسحق جهراً بمرأى الزما *** ن ونُدفعُ كالنيب للمذبحِ

ونُصلب فوق جذوع الهوا *** ن لنجمع عنكم فلم نجمحِ

فقل للمريدين إغواءنا *** عن الحق والمذهب الأنجحِ

ومن جاء يبذر فينا الضلا *** ل تول فبذرك لم يلقحِ

ص: 65

فنحن عبيدُ بني المصطفى *** وفينا الأحابيل لم تنجح

كتبنا على القلب أسماءهم *** بخطٍ مدى الدهر لا ينمحي

* * * * *

أغثنا رعتك عيون السما *** ء كفانا اصطباراً على الأجرُحِ

كفانا التطلعُ للانبلا *** جِ بعينٍ لغيرلكِ لم تشبح

فيا صيحة الحق رُجيَّ الفضا *** ءَ وشقي السماء به واقلحي

ويا أرضُ خليَّ عن الناصر *** ين وسوّي لهم حزن الأبطحِ

وأخلي الدروب لراياتهم *** لتخفق وضاءة الأجنحِ

وخوضي بهم لهوات الطعا *** نِ خفافاً على الضُمَّر الضُبَّحِ

وذُري علينا مثار المها *** رنثاراً لمقدمه المفرحِ

15/ 8/ 1423 ه

ص: 66

ولي قلب تفرّی

إلى رحاب الفارس المؤمل

السيد محسن الشبركة

و عيون السهد تستجدي الصباحا *** وقلب الصب كم شام المراحا

تملكه هوى مذ كان غِراً *** فيمم نحو أربعة وساحا

وشبّ و قرارته أمان *** منىَّ عذراء تسأله الكفاحا

وما لاقى سوى صدٍ وهجر *** فشلَّ الهم للسلوى جناحا

فيالله ؟ هل يسلوه دمع؟ *** وهل يستعذب الماء القراحا؟

وكابر أن يعذبه غرامٌ *** وكيف لكبره أن يستباحا ؟

فغالب نفسه .. فغفا قليلا ً*** وأدماه الجوى فبكى وناحا

تقلب بيت إعراضٍ وسَيرٍ *** وشاهد بسمة ورأى نواحا

فداخله على بلواه - ظن *** أكان بذا سراحاً أو رواحا ؟

لا خل يشاطره هموماً *** تناءی خله عنه .. وراحا

لكم غذاه ري القلب حباً - بلامنَّ - وأسكره صداحا

أيأسى : أن تجنبه رفيق ؟ *** ويأسي : أن هواه غدا جراحا؟

أينتظر التأسي من بلاه *** مسامرة وفلاشهد ارتياحا

وما كان الذي يسلو صديقاً *** ولا ممن ينفره اجتراحا

فعبّ الكبرمن بلواه عباً *** ومن نفس تكابرت امتياحا

يروم - برغم عاصفة البلايا *** ورغم الجرح - أن يرقى النجاحا

إباءُ .. لا يدانيه إباءُ *** طماحاً للعلي يعلو الطماحا

وجاء بلاده .. والنفس ولهي *** وبعض الحب يُردي أو يباحا

أيا وطناً.. تعشقه طويلا *** وأدمن حبه غصصا وراحا

فهذي الأرض قلبُ من ترابٍ *** يحس به فتى عشق البطاحا

بني وطني .. ولي قلبٌ تفرى *** عذاب البين صوحه فصاحا

ص: 67

أيبلی بین غمديه حسامٌ ؟ *** وكم من عرش جبار أطاحا ؟

ویسمن بين أهليه جواد ؟ *** وخيلكم تعودت الجماحا

وما هانت .. ولا سُبقت غلاباً *** أتكبو خيلكم عُرُباً قحاحا ؟

وقد بلغت أعالي المجد عزاً.. ** وذل لها فأنهكت الرياحا

ولما أن أراد لها هواناً *** أرادت صرحه فهوى وطاحا

بني وطني .. وأنتم في هوانٍ*** تخاذلتم .. فأثخنتم جراحا

فقدسكم يدنسها يهود *** وأقصاكم حرامٌ أن يباحا

وفي أقصى البقاع لكم عروض *** وأدناها تجاذبت الصياحا

فيا للقوم ؛ ذلوا ثم ذلوا *** ولا انتفضوا. ولا شهروا سلاحا

أيا وطني .. لقد سطرت شيئا *** أباح فؤادي الجاني فباحا

جنته أناملي بالرغم عني *** فإن كذبت فلا كانت صحاحا

وما أرجولهذا الخطب إلا *** فتى تخذ الدم القاني وشاحا

أطال غيابه والمكث حتى *** إذا تضرى فمنتجها الفلاحا

فقتلاً مثلما قتلوا.. وفتكاً.. *** وهم بدؤوا بغيهم جناحا

أبا الدم المؤمل للرزايا *** أثرنقع الوغى وأزج الكفاحا

فإن الدم خمر الأرض لما *** يعانقها سينبتها صلاحا

ص: 68

قافية : الدال

اشارة

ص: 69

ص: 70

متى يبل غليل الوجد واجده ؟

**متى يبل غليل الوجد واجده ؟(1)

الشيخ فرج آل عمران ( المادح) رحمة الله

متى يبل غليل الوجد واجده *** ويشتفي من زمان عض ناجده

وتسترد حقوق بعدما غصبت *** فيه فيعلو سنام المجد ماجده

ويستبين لخلق الله قاطبة *** طاغوتهم ومواليه وعابده

ودين آل رسول الله منتظم *** بأهله ولهم تشی وسائده

ويبدل الله خوف الأولياء لهم *** أمناً فيفلح من تصفو عقائده

والنغل فرعون مصلوب وصاحبه *** عجل الخوار على جذع نشاهده

والنار تخرج من جوفيهما وهما *** في لاهب من لظى يشتد واقده

هذا إذا ظهر المهدي وقام له *** داع إلى منهل تحلو موارده

والشمس تطلع من غرب لخجلتها *** من نوره مشرقة والنصر عاضده

ويرجع الدين دين المؤمنين إلى *** مسالك قعدت فيه قواعده

والسيف يصطاد أرواح اللثام على *** أيدي الكرام فلا تخطو مصائده

والعدل والأمن والإيمان منتشر *** على البسيطة بل يزداد زائده

إياه لا الجاه مقصور على رجل *** تأبى سوى طلب الدنيا مقاصده

ولا المحقق في الشرع الشريف له *** ما يشتهي منه والباقي يعانده

ولا يضيع حق الله في حيل *** مستهجنات كما يرويه جاحده

لكن عفاف وإيمان ومعرفة *** في دولة الحق لما قام قاعده

والشمل مجتمع والحق متبع *** والرزق متسع مدت موائده

فذلك الوقت سعد المؤمنين إذا *** استقام دين الهدى واشتد ساعده

فانهض إمام الهدى فالدين منقطع *** يبدي شكايته والله شاهده

وأنت أولى به ياسيدي وبمن *** ينقاد في حكمه بل أنت واحده

فمن لنا بإمام العصر ينقذنا *** من حادث الدهر حتى لا نكائده

ص: 71


1- الكشكول للشيخ يوسف البحراني ، ج2 ص226-227 ، مستدرك تحفة أهل الإيمان فی تراجم علماء آل عمران ، ص 99 .

ولا نعد من المستضعفين ولا *** يقودنا للبلا والسوء قائده

ولا تذل رجال الله في يد من *** زنت به أمه الشوها ووالده

آه على الجبر بعد الكسر في زمن *** يؤمنا فيه من عمت محامده

ذاك الغني والهنا والأمن من زلل *** والمستفاد الذي جلت فوائده

أكرم برجعة أهل البيت من وطر *** لم يقضه غيرمن طابت موالده

ومن نعيم مقيم لا نفاد له *** يبكي عليه بكا الثكلاء فاقده

یا رب عجل بذاك الفتح وأعط به *** الراجي أبا الفتح ما يزداد زائده

سمعة أولي الأمر والدين المشار له *** من مادح حسنت فيكم قصائده

يقرب الله منكم من يقربه *** ويبعد الله منكم من يباعده

ثم السلام عليكم سادتي أبداً *** من خالق الخلق مبديه وعائده

ص: 72

استنهاض الحجة المنتظر علیه السلام

**استنهاض الحجة المنتظر علیه السلام(1)

الشيخ محسن فرج النجفي رحمة الله

يا غيرة الله وابن السادة الصيد *** ما آن للوعد أن يقضي لموعود

دین بتشييده بعتم نفوسكم *** ولم يكن بيعها يوما بمعهود

غبتم فأقوى وهدت بعد غيبتكم *** منه يد الجور ركنا غير مهدود

وشيعة أخلصتك الود كنت بها *** أبرمن والدبر بمولود

منمودة العضب عمن راح يظلمها *** وصارم الجور عنها غير مغمود

شاء وما حال شاء غاب حافظها *** عنها عشاء فأمست في يدي سيد

إنا إلى الله نشكو جور عادية *** ما أن يرى جورها عنا بمردود

لم يرقبوا ذمة فينا ولا رقبوا *** إلأ كأن لم نكن أصحاب توحيد

فكيف يا ابن رسول الله تتركنا *** في حيرة بين أرجاس مناكيد

مهما نكن فلنا حق الولاء لكم *** وأنت بالحق أوفى كل موجود

يا ليت شعري متى قل لي نغادرها *** نهب السيوف وأطراف القنا الميد

حيث الخضاب دماها والعجاج لها *** طيب وبيض المواضي حلية الجيد

يوم به یالثارات ابن فاطمة *** شعار كل كمي طيب العود

لا تبصر العين فيه غير خافقة *** الرايات ثمة تحكي قلب رعديد

كلا ولا يقرع الأسماع فيه سوى *** قرع الصوارم هامات الصنادید

یا نصرة الملك الرحمن عودي على *** آل النبي بما قد فاتهم عودي

وغيرة الله إن هنا عليك فما *** بالدين هون ولا بالسادة الصيد

فالمم به شعشا اللهم منتصراً *** بنا له يا عظيم المن والجود

ص: 73


1- مستدرك تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران ، ص 126- 127 ، ذكره الشيخ فرج العمران محتملاً أنه من آل عمران ، فذكرناه هنا بناء على احتماله رحمة الله .
مولد الحجة المنتظر علیه السلام

**مولد الحجة المنتظر علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي ولد

یا لبشرى كست الأكوان سعدا *** واكتسى الدين لها بالبشر بردا

يالها بشرى سما الدين بها *** والهدى بين الورى حلا وعقدا

أشرقت أنوارها من طلعة *** .. .. .. .. .. .. .. ..(2)

مولد المهدي من آل النبي *** من له في عمره الرحمن مدا

قائم الحق الحسام المنتضي *** ناشر العدل إذا ما الجور بدا

الإمام الحق من أيّده *** ربه بالنصر والأملاك حشدا

نور قدس محق الله به *** ظلمة الغي عن الإسلام عقدا

فهو لطف الله في كل الوری *** حيث قد أظهره الله وأبدى

قم فهني المصطفى خير الورى *** والوصي المرتضى أبا وجدا

والبتول الطهرخاتون النسا *** والكرام الآل أعلى الناس مجدا

وذوي الإيمان من أهل الولا *** والهدي إذ بابه المفتوح سدا

ياله من مولد قد أشرقت *** من سسنا طلعته الأنوار رشدا

فهو كالشمس إذا جللها *** غيمها فالنفع باق لن يسدا

وأمان الأرض مادام بها *** من هلاك وعذاب قد أعدا

وإلى أن يظهر الله به *** دینه باق وان عمّر خلدا

فمتى يا صاحب الأمرنرى *** من سنا طلعتك الغراء سعدا

قم بلا أمر فهذا دينكم *** قد وهى منه القوى وانهار هدا

والفول والكفر معقود اللوا *** قد غشانا منهما الجور وعدا

وانشر العدل ورايات الهدی *** فالهدى أوشك أن يسكن لحدا

فمتى منانفوس أحرقت *** بالجوی تشفي من الأعداء حقدا

ص: 74


1- مخطوطة ديوانه ( جنات تجري من تحتها الأنهار).
2- مكان الشطر الثاني بياض في المخطوطة.

فالغياث الغوث قد آن بأن *** نتوارى في الثرى خوفاً وصدا

عجل الله لنا طلعته *** وأرانا منه تأييداً ورشدا

وخذ الثارات من أهل الغوى *** وأولي الكفر فقد كانوا الألدا

ربنا عجّل إليه فرجاً *** منك والتأييد والنصر المعدا

والصلاة الغرتفشى المصطفى *** والكرام الآل آباءَ وولدا

ص: 75

لنا الأنوار

**لنا الأنوار(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

تبدت لنا الأنوار من حضرة القدس

بمولد خير الخلق والجوهر الفرد

وبشر جبريل الملائك فانثنت

بتسبيحها لله والشكر والحمد

ولولاه لم تشكر ولم تدر ما الثنا

ولكنه الهادي إلى الخلق والمهدي

إمام براه الله من قبل آدم

إلى الحق يهدي من به كان يستهدي

هو ابن أمين الله في ملكوته

على مستسر السر في البدء والعود

بأنفاست سه قلعطر الكون كله

بريح الهدی لا ريح مسك ولاند

ص: 76


1- ديوان العلامة الجشي، ج2 ص 84.
يوم المولد

**يوم المولد(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

بقية آل الله من أحمد *** لقد أشرقت أنواره بالتولد

أبى الله إخلا أرضه من خليفة *** إلى الخلق هاد وهوبالله مهتدي

قضى الله أن يحيي الهدی بظهوره *** عقيب استتار بالحسام المهند

وينشر رايات الهدی بعد طيّها *** وتطوى به الرايات من كل معتدي

ويملأها قسطاً كما ملأ العدى *** فضا الأرض جوراً من قضا كل ملحد

تورث آثار النبي وآله *** وحاز علاخير البرايا محمد

يقوم على اسم الله في خيرعصبة *** وجند من الجند السماوي مجند

إذا سار سار الرعب شهراً أمامه *** فيخضع جبار ويقصر معتدي

هو السر في ابقا الوجود ومدّه *** من الله بالخيرات في كل مورد

لئن غاب عن أبصارنا فقلوبنا *** بإرشاده الساري إلى الحق نهتدي

فهنّوا رسول الله خاتم رسله *** بمولد داع للرشاد مسدّد

وهنوا الوصي المرتضى بابنه الذي *** سيبني على تأسيسه دين أحمد

وهنوا البتول الطهر فاطم بابنها *** أبي القاسم المهدي أفضل مرشد

وهنوا ولاة الأمر بالقائم الذي *** لهم يتقاضى الثار من كل معتدي

ص: 77


1- ديوان العلامة الجشي ج2 ص 92-93.
استنهاض

**استنهاض(1)

الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله

أمدرك أوتار الهدى من أولي الحقد *** إلامَ وحتامَ حسامك في الغمد

فثرمستفزاً للوغى كل أصيد *** لتدرك ثارات لكم في بنى هند

فقد هدموا للدين أقوى قواعد *** وهدوا بناء شاده الله بالسعد

متى أيها الموتور تنهض للهدی *** وتملأها بالقسط والعدل والرشد

متى تشتفي منا قلوب تقطعت *** بوجد المني أعظم بذلك من وجد

متى نسمع الداعي الأمين مبشراً *** ينادي ألا بشرى فقد ظهر المهدی

نسيت الذي قد حل في يوم كربلا *** على أهل بيت الوحي من فاجر وغد

أطلَّ دم السبط الشهيد على الثرى *** وراحت عليه الخيل ناعلة تعدي

ودار سنان في السنان برأسه *** وتسبي نساه يا لجور ذوي الحقد

إذا دخلت في مجلس الرجس زينب *** فما صبركم عن آل سفيان بالمجدي

أقيمت لديه والنساء حواسر *** وزین عباد الله يرفل في القيد

بشتم علي والحسين يزيدها *** على ذلها ذلا فيالبني الحمد

ص: 78


1- ذكرى أبي ، ج 2 ص 195- 196.
هوالمرتجى

**هوالمرتجى(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

تنفس صبح المجد عن خير مولود *** من السادة الغر الفطارفة الصيد

وأشرق أفق الفضل عن وجه ماجد *** نمته المعالي للكرام الأماجيد

لدى النصف من شعبان مهدينا أتى *** فبورك من شهر به خير مولود

إمام هدى فيه شمائل أحمد *** وأخلاقه والطيب ينمي إلى العود

هو المرتجى بحر الندى علم الهدی *** وغوث الوری بل منتهى كل مقصود

وذخر وكنزياله من ذخيرة *** وكنز ثمين بالعناية مرصود

له الراية العظمى التي عند نشرها *** تحف بتوفيق ونصر وتأييد

ومن تحتها الأبطال من كل أشوس *** على كل عداء من الخيل غريد

وتقفوه أملاك السما طوع أمره *** فتهزم من أعدائه كل صنديد

يطهر أرض الله من دنس العدا *** ويملؤهاعدلاً ببسط وتمهيد

يفرج كرب المؤمنين بسيفه *** ويشفي فؤادة منهم أي مكمود

يجدد دين الله بعد اندراسه *** بأيدي الطغاة الجاحدين المناكيد

وتبدي إليه الأرض كل كنوزها *** وترخي السما في عصره سحب الجود

يقيم حدود الله من غير شاهد *** بعلم من الباري وفقه وتسديد

ويأخذ حق الله من كل ظالم *** ومن كل فرعون ومن كل نمرود

يمتع بالعيش الرغيد وبالهنا *** ويحظى بملك لم ينله ابن داوود

ص: 79


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ج 11 ص 96- 97.
في ميلاد حجة الزمن

**في ميلاد حجة الزمن(1)

السيد هاشم المير رحمة الله

تعطرت الدنيا باكرم سيد *** فأكرم بة يومابه خير مولد

فيا حفلة بالحيدرية أنشئت *** لميلاد هاد للأنام ومرشد

في شهر شعبان الا افخر لأن في *** لياليك مولودين من نسل أحمد

ففي ثالث منه حفيد محمد *** وفي النصف مهدي به الخلق تهتدي

فقل لحمام الأيك بالله فاصدحي *** ويا أخت أخت بالغرام فغردي

إمام به جاء النبي مبشرا *** فطوبى لمن في هديه اليوم يهتدي

فها نوره قدشع شرقا ومغربا *** ولا بدع فهو القطب من خیرسید

فهذا الذي يمحو الضلال بسيفه *** وهذا الذي يطفي حرارة أكبد

وهذا الذي بالعدل يملأ أرضها *** كما ملئت بالجور من كل أنكد

وهذا الذي بالقسط يأتي فلا ترى *** ظلوما فلا تلقي كفورا ومعتدي

يحرر كل الخلق من كل جائر *** وينقذ وَفِيَ الحق بالسيف في غد

إمام الهدى تفديك روحي ومهجتي *** ومن كان يمشي في البسيط ويفتدي

متى يا بن طه ننظر العدل قائما *** متى تجتلي من النواظر سيدي

أتصبر والدين الحنيف تهدمت *** قواعده فانجده يا خيرمنجد

أتصبر والإسلام جذّت يمينه *** فليس له من قوة وتجلد

غزتنا بلاد الغرب في عقر دورنا *** وكادت بأن تقضي على شرع أحمد

غزتنا فهبت زعزع في بلادنا *** فوا لهفتالو تجدي لهفة مكمد

غزتنا فدبت في قلوب شبابنا *** عقائد سوء لا تزال بمرصد

فأنكر بعض صومه وصلاته *** وبعضهم حتى كتاب محمد

وبعضهم تلقاه يمشي وعرسه *** إلى جنبه في السوق مشية اليد

يطوف بها والصدر بايدٍ ووجهها *** بغيرقناع لا ترى منه مفند

وبعضهم قد أنكر البعث لا يرى *** سوى هذه الدنيا ولاحشر في غد

ص: 80


1- مخطوط فيه بعض أشعاره .

يقول لمن قد كان لله طائعاً *** فإنك رجعي وبالوهم تقتدي

وبعضا تراه رافضا لزواجه *** كأن لم يكن في أمة الطهر أحمد

سوى أن بالأحساء من خير فتية *** شبابا لهم فضل وأشرف سؤدد

جزى الله بالإحسان خير شبابكم *** ووفقهم في كل خير ومقصد

فقد كان منكم فتية لم يدنسوا *** وساروا على منهاج دین محمد

وما برحوا في صومهم وصلاتهم *** ولوضربت أعناقهم بمهند

وحجوا وزاروا باعتقاد ونية *** وما برحوا في كل خير بمشهد

1383ه

ص: 81

يا ليلة النصف

**يا ليلة النصف (1)

السيد هاشم المير رحمة الله

يا ليلة النصف ميسي وافخري أبدا *** بسيد عند فجر منك قد ولدا

يا ليلة النصف أضحت كل مكرمة *** فيك لأن إمام العالمين بدا

بدا سمي رسول الله والده *** محمد وهو المهدي فهوهدى

بدا الذي كان غوثاً للذي ظلموا *** بدا الذي كان غيثاً ممرعاً وندی

ها نحن فيك أحتفلنا يا ابن بهجتها *** وطائر البشر بالتغريد قد نشدا

إلى متى يا ابن خير الخلق تنقذنا *** فشرع جدك أضحى في الوری بددا

فلا صلاة ولا صوم ولا نسك *** ولا زكاة كأن الله ما عبدا

تقهقرالدين فالإسلام في جرف *** هارفيا ليت شعري لا ترى أحدا

فالخمر والسكر أضحى بيننا علناً *** وأكثر الخلق في التوحيد قد لحدا

أما القمار فقد شيدت قواعده *** على الأساس وكل فوقها قعدا

وأصبح الحق في ضعف فلا أحد *** يذود عنه ولا من يعتق رشدا

هبّوا بني بلدتي فيما يقربكم *** من يعمل اليوم خيراً يجتنيه غدا

ما الاحتفال سوی رمز يذكرنا *** أخلاق آل رسول الله والسعدا

هذا هو الهدف الأسمى الذي اجتمعت *** من أجله من رجال الفضل أهل هدى

هبّوا بني بلدي في كل مكرمة *** فلا أرى واهنا عزما ولا جلدا

هبّوا لنيل المعالي واكتسوا أدباً *** والدين الدين لا تجفونه أبدا

یا صاحب العصر أنت الغوث قم عجلاً *** النصره حيث كنت العز والعمدا

ص: 82


1- مخطوط فيه بعض أشعاره .
ولد الحق

**ولد الحق(1)

الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله

طلع البدر فاستشار الوادي *** هنئوا العسكري نجل الهادي

ولد الحق فاتركوا زيف قولٍ *** ما أتى بعد .. ذاك قول عناد

سمعوا المصطفى يقول مراراً *** من بنيني يأتي إمامٌ هادي

(اسمه) ظاهراً يواطيء (اسمي ) *** ينشر الحق قبل يوم التناد

نقلوها لكن بقول عنادٍ *** (لم يجيء) أخطأوا طريق الرشاد

بعد أن شاع ذكر مولده الف *** ذ رآه أهل الولا والوداد

كيف أخفوه إنه لعنادٌ *** ناشيءُ عن طريقة الحساد

حيث لم يقبلوا لأحمد فضلاً *** لا ولا من أبنائه الأمجاد

فغدوا يجحدون والله فيهم *** يظهر الفضل رغم كل معادي

سوف يجلو جلاله الحق فيهم *** إذ بناديه عن قريب منادي

يا إمام الهدى أذنتك فاخرج *** طهر الأرض من ذوي الإلحاد

واسحق الجور واملأ الأرض قسطاً *** لاتدع ملجأ لأهل الفساد

فبعيني أرعاك يا مظهر الح *** ق بأرضي يا حجتي في عبادي

عندها ينشر اللواء ويبدو *** طالباً ثاره من الأوغاد

يا إلهي عجل إليه ظهوراً *** ذوب الانتظاركل فؤاد

ص: 83


1- ديوان ( نبضات الولاء)، ص 118.
غنّت إليك

الشاعر حسن الخواهر

غنت اليك شوارد المفوود *** لحناً يردد في صباح العيد

هذا البيان إليك تهديه المني *** وعلى اللسان براعة الترديد

ما كان للخود الحسان بيانُهُ *** يوماً ولا مَثلت إليه عُهودي

من كلّ شقراءِ أثاب لها الصبا *** عين الجادر نلتها بصدوددٍ

يبدو القوام كنصن بانٍ مائسٍ *** قد طوحت ريح الصبا بالعود

تختال طيفا من ظرافة حُسنها *** والحسن يكمن في قوام الغيد

أيام كان العود أملدناظراً *** يا حسنه من ناظرٍ أملودٍ

أيام كان ودادهن حبائلاً *** تنصبن في درب الفتى المودود

أيام لا طيش الفتوة خاملٌ*** لكنما أنا قد لزمت حدودي

* * * * *

لما قصدتك فالرجاء أثابني *** فتحاً قريباً ماثلاً بنشيدي

يا ابن الهداة الراشدين ويا *** إمام العصر رغم مكابر وعنود

جحدوا أناس أن شخصك ماثلٌ *** ماظنهم بإرادة المعبود

من عهد آدم للأنام شواهد *** وكذا بأهل الكهف خيرشهود

* * * * *

إيه إمام العصر قد شامت بنا *** سبل الحياة بطوقها المعقود

ثار الصهاينة اللئام وجمعهم *** لعنوا وجمعهم وكل يهودي

مثلت جحافلهم تهبّ عصابةٌ *** تستل سيف الحقد للمزؤود

ترمي حمى الإسلام من علو السما *** بقنابل وقذائف العنقود

دار السلام سلمت من شر العدا *** ولتهنئي من بعده برغيد

لا بد من يوم يثور عجاجه *** وتعود كل طريدة وطريدو

عجل فإنا اليوم نستبق الرؤي *** ببشائر الذكرى الخير عقيد

ص: 84

عجل إمام العصر ترتقب الدنی *** عدل الحياة السيد ومسود

إنا هنا في الدرب نقبس همةٌ *** هي في الزمان عقيدةٌ المحمود

سيظل ينصرك الولاء إذا انطوت *** أجسادنا في القبر تحت صعيد

* * * * *

مولاي أنت موزاري في ثورة *** هي آذنت للحرف كل فريد

جاءت كمثل البرق أومض لامعاً *** وأنا الذي قد أوهنتني قصيدي

ما كان لي أمل تصاغ قصيدة *** لو لم تكن بنوالك الممدود

أخبرت أصحابي بأني قاصر *** وطلبت من رب السما تأييدي

* * * * *

الآن هدهدت القوافي وانتشث *** في ليلة الذكرى الخير وليد

ورأيتني أستاف من قبساتها *** نورا يحيط براعتي وجهودي

مولاي لطفاًأبتغيه بجاهكم *** رد الشرور وكيد كل حسود

من كل قرن يفقدون براعتي *** ويشينهم مانمّ عن تسديد

أأنا الذي قد كنت أغلب مُجهداً *** واليوم أغلبها بلا مجهود

* * * * *

مثلت حروف القافيات ووزنها *** طوع العنان بماتشاء زنودي

ستكون في صحف الزمان قصيدة *** لتثيب للجنبات كل جديد

فحفظتها مثل الجمان كريمة *** وكذا أصون من الضياع عقودي

ولأنها صیفت عقود لآلئ *** هي نجلة المشغوف للمولود

ولأنها من قدس أحمد سطرت *** تدعو لدين العدل والتوحيد

ولأنها نهج الكتاب تضمنت *** لا قابل للنفي والتفنيد

هي ثورة الحرف الذي لا ينثني *** هي ثورتي هي في الفناء وجودي

13/ 8/ 1422 ه

ص: 85

ناصر الحق

**ناصر الحق (1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

شوقاً لذكركَ أيُها المولودُ *** رفَّ الثرى وتفجَّرَ الجلمودُ

وتباشر الإسلام وابتسم الهدى *** والعدل والقرآن والتوحيدُ

يا ليلة الميلاد إن زماننا *** بك والمحافل والقريض سعيدُ

في كل دارٍ حفلة وتباشرٌ *** وبكل ثغر بسمةُ وقصيدُ

وبكلّ حقلٍ للزهورِ تفتحٌ *** وبكل جيدٍ لؤلؤ منضودُ

وبكلِّ قلبٍ فرحةً قدسيةٌ *** وبكل حفلٍ للإمام نشيدُ

وبكل قطرنشوة وتباشرٌ *** وبكل درب سرت فيه ورود

وبكل رابية مشاعر شاعرٍ *** وبكل غصنٍ بلبل ٌغريدُ

فكأنما الدنيا الجنان نضارةٌ *** وكأن غابرَ ما احتوتهُ جديدُ

يا ناصرَ الحق المبينِ متى نرى *** عناستجابُ الليالي السودُ ؟

یا نرجس الفضل التي ما حالفت *** إلا التقى وعلى يديها الجودُ

طُلتِ السماءَ وكنت أعلى رتبة *** منها وقدري في الحياة يزيدُ

طلت السماءَ بسييدٍ أعطى الهدى *** والدين فضلاً ما عليه مزيدُ

الأم انعم الأم أنت لماجدٍ *** لله آباء له وجُدودُ

يا ابن الإمام العسكري تحيةٍ *** من عاشقٍ يشدو بها ويشيدُ

ما زال يرتقب اللقاء لدولةٍ *** تأتي بها يا أيها الموعودُ

بك أيها الخلفُ المؤملُ ليلُنا *** نورٌ يشعُّ على المدى ممدودُ

وزماننا بك والمدائحُ فرحة *** إذ أن مولدك الأغر العيدُ؟

لا ، بل أجل نضارة وبشاشة *** أفراحه تبقي وليس تبيدُ؟

ص: 86


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .
يا ليلة النصف من شعبان

الأستاذ مكي آل ناس

يا ليلة النصف من شعبان إن بنا *** شوقاً للقياك شوق العقد للجيد

از يا ليلة شرفت في الكون قاطبة *** إن رُمتِ شدواً فذا لحني وترديدي

حيَّیت من ليلة للآل مكرمةٌ *** وللمحبين إيفاءُ المواعيد

هذي محافلناقد لفها طربٌ *** وليلة العيد من ذكراك في عيد

يا ابن الزكي فدتك النفس ترجمةٌ *** و رمز الولاء فهذا كل موجودي

فالصبح لولاك لم نرقب مطالعه *** ولا استطاب لنا في الدهر من عيد

يا خير محتجب یا خیرمرتقب *** یا خیرمن رُزقَت أُّم بمولود

إن المدامع ملّتها معاصرها *** وآن للنوح أن يُمحى بتفريد

وآن لليل أن يطوي سوادله *** فالسرج أمنيتي والسيف مقصودي

يا حبذا طلعة طالت تراودنا *** فالصبُّ لم يشفه ضرب المواعيد

وللسيوف صليل ضاق مغمدها *** وللرعال صهيل ذاع في البيد

فالذكر مغترب والركن مضطرب *** هلا أغثتهما يا أصيد الصيد

والجرح مفتغر والصبر منبترُ *** ونائبات الليالي أعجمت عودي

هذي لواعج أحقاب أبثكها *** فالنار ترمي شرارا من أخاديدي

إنا على العهد لم تشلل سواعدنا *** ولن يزعزعناعصف المراويد

ولم تبطئ بناقود وإن عجزت *** جئناك حبواً بثلجٍ أم بجلمود

15/ 8/ 1410 ه

ص: 87

أمل الحياة

الشاعر إبراهيم أبوزيد

ذكراك فاح أريجها ياسيدي *** وسری بدنيانا عبير المولد

واستافت الأزهار من أنفاسه *** وغدت تميس بعطرها المتجدد

لبست بيومك حلة جذابة *** شعّت بنور هداك مثل الفرقد

لولاك ما الأزهار ؟ ما ريح الصبا ؟***ما الورد ؟ ما عبق العبير المسعد ؟

أمل الحياة وللحياة تفاؤل *** بقدوم جابر كسرها المتعدد

ذكراك خالدة ونورك مشرق *** يسمو على وهج السراج الموقد

كل المحاسن للفناء مصيرها *** تبلی و یبلی حسن کل مورد

لكن محاسنك الجميلة غضة *** يشدو بها في الأفق كل مفرد

تعنو لها كل الجباه جلالة *** ويشيعها في الكون شعر المنشد

وتردد الأجيال آية فنها *** أعظم بفن في الزمان مردد

ها نحن ننتظر اللقاء بمهجة *** حرى وحرهجيرها لم يبرد

وقلوبنا تغلي كما يغلي الصفا *** في يوم قيظ صائف متوقد

يا قائم اليوم المجيد تحية *** في يومك الميمون يوم المولد

لك من فؤاد المدنفين بحبكم *** لا يرتضون سواكم من سيد

والآبق السكران من خمر الهوى *** ثمل يودّ لقاءكم في الموعد

لكنه خجل لأن ذنوبه *** عظمت ولما لم يجد من منجد

لجأت إليكم نفسه وكيانه *** وتعثرت قدماه في الزمن الردي

أفلا أخذتم سيدي بيدله *** لتخلصوه من الجحيم الموصد

إن كان في ماضي السنين معذباً *** فرجاؤه الأمل المفرح في الغد

كي لا يكون مغللاً فی دينه *** دنيا وآخرة إذا لم يهتد

كثرت مساوئه وأبلت وجهه *** يده جنت تبا لهاتيك اليد

فتقبلوها منه سناعة قالها *** واستنقذوه بحق دين محمد

ليعود ينشدها وينشد غيرها ***ذكرى يفوح أريجها من أحم

ص: 88

لوعدك نستحثُّ غدا

الشاعر بدر الشبيب

لوعدك نستحثُّ غدا *** ونرقب فجره الفردا

الوعدك جرحنا المص *** لوب في آهاته صمدا

وسطرخير ملحمة *** وصيِّر نزفه مددا

ومزِّق كل خارطة *** تحرّف دربه الجددا

وأسفر عن تجذّره *** فأوغر صدر من جلدا

وقاوم سوط عاقره *** فأوهى السوط من جلدا

وغنى في علانية *** لوعدك نستحثُّ غدا

* * * * *

الوعدك شوقنا المس *** دود فوق النطع ما بردا

تحدى السيف حين هوى *** وكل جنوده حشدا

وخاطبه بلا وجل *** أجهل مطبق أبدا ؟

تظن بأنني جسدٌ *** ولم أكُ لحظة جسدا

ولكن زبدة الأح *** لام للإنسان مذ وُجدا

ولي وعد يحققني *** فسبحان الذي وعدا

فعد للغمد منكسراً *** ومت بالغيظ متّقدا

* * * * *

أيا وعداً نؤمله *** ليصلح واقعاً فسدا

وياثاراً يثير الذ *** عرفي أشلاء من جحدا

ويا غيثاً يحيل الر *** مل في رمضائنا بردا

ويامن يمنع الأشياء *** جوهرها الذي فُقدا

لوعدك جفننا المش *** دود نحو الغيب ما رقدا

وفي بحر من القصص ال *** ممضة نركب الجلدا

وندفع عاتيات ال *** موج بالقلب الذي جهدا

نفذّ السير ولو *** ونلمح شاطئاً بُعدا

ص: 89

فنهتف يا مخلَّصنا *** مددنا للخلاص یدا

سئمنا العيش في لججٍ *** تُمزّق شملنا بددا

نحارب بعضنا سفهاً *** كأن الدين ما وُلدا

ونهدم ما يقرینا *** ونبني بيننا عقدا

ونصفي للذي يسعى *** يريد الشرَّ والنكدا

له من حولنا رصد *** وننهك بعضنا رصدا

نسينا آية ( اعتصموا )*** كأن لم لنتلها أبدا

فعفوك يا موحدنا *** أضعنا دريك الرشدا

وضیّعنا ملامحنا *** فتاه الخطو وابتعدا

وغلّقنانوافذنا *** خشينا النور أن يفدا

وعشنا في نعيم الجه*** ل نحسب أننا سعدا

أغشا إن هذا الن *** زف ما أبقي بنا كبدا

وأنت البلسم المأمو *** ل مما قلبنا وجدا

وأنت الجوهر المذخو *** رفانهض واسحق الزبدا

16/ 8/ 1413 ه

ص: 90

يا ليلة الميلاد

**يا ليلة الميلاد(1)

الشاعر شفيق العبادي

أشرقت فالدنيا بنورك تهتدي *** ياخير مولود وأكرم سيد

يا خير مولود کسا أفق المدى *** بسنا المكارم والعلا والسؤدد

يا خير أغنية على شفة المنى *** مؤارة الجنبات بالنغم الشدي

غنّى بها المجد الأصيل وقوّضت *** للجهل دنيا صرحها لم يشدد

وتبددت خيل الظلام حيالها *** مزقا على وجه الصعيد الأجرد

وسمت بها دنيا السمو وأشرقت *** شمس الفضيلة حلوة لم تخمد

من ألف عام لم يزل لبريقها *** ألق يسيربه الزمان ويفتدي

قدسية النفحات زاخرة السنا *** علوية الآفاق مشرقة الغد

طاف الجلال على مرابع قدسها *** ومشى الجمال بحسنها المتوقد

وتسمرت قدم الزمان إزاءها *** فخيوله حيري بدرب موصد

يا ليلة الميلاد يا القاً على *** وجه الحياة يضوع بالعطر الندي

يا قبلة الإيمان يا عقداً على *** جيد الخلود بغيره لم يخلد

يا قبلة الإيمان حسبك من *** آلاء فضلك نستزيد ونهتدی

وعلى مداك الرحب نرفع شرعاً *** آمالنا ترنو لفجر أو غد

فلأنت أفضل ما تجود به ید *** للدهر بعد تعنت وتمرد

فبكم ستشرق للرجاء عوالم *** تهنا الحياة بها بأعذب مورد

وسيبعث الأمل الشريد كأنه *** نجم يبدد حلكة الزمن الردي

يا باعث الأمل الشريد تحية *** من شاعر باللطف منك مؤيد

لولاك لمينبس لريشته فم *** ولهاته مما بها لم تنشد

أثريت بالنغم الشدي مشاعري *** وأسلت آيات البيان على يدي

ص: 91


1- أجنحة الولاء .

وعرجت بي أفق الخيال أصوغه *** شعراً يزفُ إلى علاك الأوحد

يا من طلعت على الحياة حقيقة *** بالمجد تزخر والمكارم ترتدي

نقشت على أفق الخلود مقالة *** عصماء لم تصدأ ولم تتعدد

ما ارتاب فيها عاقل ومفكر *** إلا حثالة معشر لم ترشد

فمتى ستلجم كل يوم ناعق *** ومتى ستطلع للورى كالفرقد

ومتى سيشرق للرجاء وليله *** فجرليعصف بالأسى المتلبد

ففم الحياة يضجّ نحوك بالشجا *** وبمهجة حرى وقلب مكمد

يلهو بها كف الحياة وبؤسه *** ويريبها عسف الزمان الأنكد

فلكم رمت طياتها عبر المدى *** والطرف بين مسمر ومسهد

ترنو إلى الأمل الشريد وفي الحشا *** للحزن ألف قصيدة لم تولد

خرساء إلا في تأوه ثاكل *** قعدت بها البلوى فلم تتمرد

ويشدها التجوال في سبل الأسى *** مابین زفرة فاقد وتنهد

فارهف لها سمعة ومد لها يدا *** واطلع بها فجرة بهي المولد

تزهو به الدنيا وتأتلق المني *** ويصوغ زهر الحلم والأمل الندي

وترف مجدبة الحياة ويرتوي *** ثغرالزمان وظامى المجد الصدي

15/ 8/ 1410 ه

ص: 92

أبا الأمل المخبوء

بمناسبة ميلاد أمل الشعوب الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف

الشاعر شفيق العبادي

سقى الله يوماً فيه ذكراك تعقد *** ولا برحت أصداه لحناً يردد

ولا برحت أصداه في كل ثنية *** وفي كل حين محفلاً يتجدد

مواكب نور تستهل على المدى *** بها الحق يشدو والزمان يفرد

پرتله في غفوة الليل سامرٌ *** وينشده في يقظة الصبح منشد

وتحمله الدنيا معيناً لدربها *** تسير على الطاف وتتزود

ولا برحت ذكراك في خاطر المنى*** رؤى ثرة الإبداع يزهو بها الغد

ويوماً أعدته السماء لنهجها *** يهش له وعدٌ ويحدوه موعد

وصبحاً إلى دنيا الخلاص ستنتشي *** به أمهُ أضنى سُراها التشرد

ولا برحت ذكراك ترشد تائهاً *** إليها ويخزي في علاها مفند

وترسم للأجيال هدي رسالة *** أضاء بها الدنيا النبي محمد

أطالت لعمر الدهر شوطاً ولم يكن *** يؤمل لولاها تُمد له ید

أبا الأمل المخبوء في أفق الرؤي *** ويا قبساً نمشي عليه ونرشد

ويا واهب الدنيا بغمرة يأسها *** شعاعاً به فجر الحقيقة يولد

أنار لها في موحش الدرب نهجها *** فلاح لمرآها الطريق المعبد

وسارت على أصداه مسرعة الخطى *** تغني الأماني ما عراها التردد

ولا عاقها في زحمة السيرشائب *** ولا شطها مسرىّ ولا زلّ مقصد

أراها برغم النوء يزهر كوكبٌ *** ويبدع رغم الكبت (فكر مصفد)

وترفع رغم اليأس أشرعة المنى *** وينطق رغم القيد ( جرح مضمد )

وينهض رغم البؤس عزمٌ مجردٌ *** ويفتك رغم القهر (بأسٌ مقيد)

لكم في ضمير الغيب يومٌ سينجلي *** بطلعته ليل من البني أسود

ص: 93

أناخ على صدر الحياة بثقله *** فهيض لها فكرٌوغلت لها يد

وجلي على الدنيا وملء إهابه *** ظلامٌ تلاشى فيه نجمٌ وفرقد

إذا ما مشت نحو التحرر وثبةٌ *** ففرج مغبونٌ وآب مشرد

ولاحت على الآفاق أثار نهضةٍ *** تقوم لها الدنيا جلالا وتقعد

أبا الغد يا أهزوجة الحق في الوری *** واشراقة الأحلام ترنوفتسعد

ويا رافع الحرية البكر معلماً *** ويا من به شمس العقيدة توقد

ويا صيحةٍ للنصر شامخة الذری *** تطالعها البشري ويرقبها الغد

ويا أملاً تحيا عليه نفوسنا *** بتذكاره طيف الأسى يتبدد

ويا غاية تهفو إليها قلوبنا *** أبي العزم إلا أن يراها تجسد

ستجمعنا فيها حياةٌ كريمة *** ويغمرنا فجر من العيش أرغد

ويا باعث الأجيال من حمأة الردى *** ومنقذها بالحق إذ عز منقذ

وواهبها روح الكفاح رسالةً *** ليندك صرح بالضلال يشيد

وتأتلق الدنيا قباب اًومنبراً *** ويزهو محراب ويختال مسجد

ويُرفع صرح الحق فوق ذرى المدى *** منيفا على أعتابه الدهر يسجد

أبا الغد كم ذكرى حشدنا لها الرجا *** وجئناك والشكوى إليك تصعد

وكم تعب الحادي بيومك منشداً *** وكم بح صوت في طلوعك ينشد

تناجيك والأعماق يعصرها الأسى *** وطرف الهدي مما يلاقيه أرمد

وجيد الهدی بستام جهراً وخلسةً *** وبأسك مأمون وسيفك مغمد

فعجل فقد طال انتظارك بيننا *** وأوشك ينبو في يديك مهند

وخاتلنا بغي وضج بنا أسى *** وفارقنا بأمن وخان تجلد

تاروت 1411 ه

ص: 94

رعيا لصبحك

الأستاذ حسين آل جامع

مناجاة:

مَا لِي وَقَفْتَ ، وَ أَنْتَ قِبْلَةً حَاجَتِي *** يرنولقدس عَلَاكَ ضَعُفَ بياني

أهفو ، فَتَستَعصِي عَلِيِّ یراعتي *** وَ يَدَايَ بالدعوات تختلجان

أَ تُرَاكَ تَحْرِمْنِي النَّوَالِ وَقَدْ جَثَا *** بِفِنَاءِ جُودِكَ مرقمي وَ لِسَانِي

أَنِّي أضأتك فِي غَيَاهِبِ حيرتي *** فانساب يُشْرِقُ بِالْوَلَاءِ جِنَانِي

وَ عُقْدَةَ فِي حَبْلِ الْوَلَايَةِ نِيَّتِي *** أَنَّ الْإِمَامَ بِعِينَةٍ يَرْعَانِي

یا قَائِمُ الْأَطْهَارُ أَقْعَدَنِي الضنى *** فَاكْشِفْ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أضناني

وَ الطِّفْلُ وَجَدَ وَ اعْطِفْ عَلَى مُتَوَسِّلُ *** يانور سُبْحَةً سُورَةَ الْإِنْسَانِ

القصيدة :

رَعَيَا ليصبح هَذَا الواعد الْفَرْدِ *** تهفو لمقدمه الدُّنْيَا وتحتشد

تهفو لمقدمه الدنیا التی اتقدت *** بالموبقات ، وَ مَا تنفک تتقدُ

جالت عَلَى صَدْرِهَا الْأَمْوَاجُ عاتِيَةٍ *** وَ رَاحَ يُنْحَتُ فِي أعضادها الزُّبْدُ

وأوهنتها الدياجي ، كُلَّمَا طَفِقْتُ *** تُحِلُّ مَنْ عَقَدَ الظَّلْمَاءِ . . تنعقدُ

طالت بأحشاء هَذَا اللَّيْلِ رحلتها *** واغتال أَحْدَاقِهَا الإرهاق وَ السهدُ

وَ بَيْنَ أَ حِضَانُهَا الأرزاء تُرْضِعْهَا *** حَتَّى إِذا فُطِمَتْ أشبالها . . تلدُ

ما إِنْ تُفِيقُ مِنْ المأساة فِي بَلَدٍ *** إِلاَّ أَعَانَ عَلَى ضَرَّائِهَا بَلَدُ

فراوحت تَقْرَأُ الْأَيَّامِ أَسْئِلَةِ : *** أَمَّا لِهَذَا الْهَوَانِ المستميت غَدٍ ؟

أَمَّا لِهَذَا الْحَصَادِ المرمن أَمَدَ ؟ *** أَمْ أَنَّهُ السَّيْلُ يستشري وَ يُطْرَدَ ؟

فَتِلْكَ أَيَّامِي الْحُبْلَى الَّتِي شغفت *** بالنائبات ، عَلَى كُلِّ الْمَنِيِّ رصدُ

ليل يمور وأنواء وَ عَاصِفَةٍ *** تَظَلُّ مِنْ هَوْلِهَا الْآمَالِ تَرْتَعِدُ

تخبو فَأَجْمَعَ أشلائي الَّتِي انْتَشَرَتْ *** فَوْقَ الضَّرَاوَةِ مِنْ ماتُوا وَ مَنْ فَقَدُوا

أَ كُلَّمَا قُلْتُ هَذَا البريا سفني *** رَاحَةً عَنْ المرفأ الْمَأْمُونِ تبتعدُ ؟

وَ كُلَّمَا شع فِي عَيْنِي بَصِيصِ سِنّاً *** مِنْ كَوَّةِ الْفَجْرِ . . حَالَةُ دُونَهُ لِبْدُ ؟

ص: 95

متى ألملم أحلامي فأرسمها *** مشارقاً بالغد الوضاء تنفردُ ؟

متى أشم عبير النور في رئتي *** ويرحل الوهم من عيني و الرمد؟

متى أحس انهمار الغيث يغمرني *** لطفا ، ويمسح عني كلما أج؟

متى تمد إلى قيدر وهيت له *** يد النجاة .. وكم تثري الوجود يد

إنا وعدنا بأن الصبح منبلج *** ضياؤه بسنا المهدي ينعقد

بدولة من خيوط الوحي قد نسجت *** ثوب الحياة ، فلا زيغ ولا صد

وقائم سرج الآفاق طلعته *** وطوع إمرته الأنحاء والأمد

يقوم بين يديه العدل ملحمة *** وجند منهجه الإيمان و الرشد

وحين ينفخ في أصوار دعوته *** إلى الخلاص فمن الأمها تفد

هي الظماء إلى محرابه ازدلفت : *** القلب والروح والأنفاس والجسد

وراح ينصب من میزاب رحمته *** ري روي هنيء سائغ برد

والحق قد مد مما ناله رهقا *** كلتا يديه من الألطاف يبترد

يهنيك ياهذه الدنيا فإن له *** ذكرى على هامة الأيام تنعقد

حجت لكبتها الأرواح مذ علمت *** أن المآب إليها هانئ رغد

وأنها البحر بالخيرات عامرة *** شطآنه ، أينما يمته ترد

وأنها زمزم الأثداء مشرعة *** ما رد -إن جاءها مسترفداً أحد

بوركت يا هذه الدنيا بمشرق من *** فداه أنفسنا والمال والولد

يا أيها )القائم المهدي ) إن بنا *** شوقا إليك بعمر العمر يطرد

عشناك عشقاً صمودة رفعة وهدى *** برغم من كابروا بغيا ومن حسدوا

وعاش أسلافنا معناك في دمهم *** حتى ورثناه مذخوراً لمن ولدوا

فأنت أكبر من آمالنا أملا *** ونصب عينك مانلقى وما نجد

جئنا نجدد عهدا .. بيعة .. ثقة *** فكل أيامنا في حبكم جدد

الخميس 13 شعبان المعظم 1421 ه

ص: 96

یا سیّدنا الدنیا

الشاعر أحمد نصر آل حمود

المقدمة:

الشعر حلّق في سماك مغردا *** جذلان يستهويه لحنك في المدى

نشوان أسكره رواء ولادة *** تتولد الدنيا به يوم الندا

قد هالة مغناك يعبق روضة *** وهداه نورك في القلوب وأرشدا

فعناك كيما تستطيب جراحه *** ورجاك كيما ترتضيه مضمّدا

فكأنما قد كان قبلك يائساً *** واليوم عاوده الوثوب فجددا

القصيدة :

أتيت إلى ذكراك أشدوك مولدا ***وأرشف منها ما يبل به الصدی

أتيتك أستجليك صوتاً مدوياً *** وإن غاب عنا سمعه وتبددا

أتيتك والآمال ترنو نجومها *** بريقاً لأن تلقی شعاعك فرقدا

فأنت وميض الغيب والأمل الذي *** تهيم له الأجيال وعداً وموعدا

وأنت رجاء العالمين بشيرهم *** ومجدهم إذ ليس غيرك منجدا

وأنت كمال الدين تعلوك همة *** يرسخ منها الدين روحاً مجسدا

وإنك في الدنيا تصون كيانها *** وأرجاؤها لولاك ساخت تمردا

وإنك في الأعماق نبض قلوبنا *** ونحن بذا لولاك عاجلنا الردا

وإنك في الأحداق ترسم دربنا *** وتبدو على رغم الصعوبات مرشدا

وإنك في الأحلام منية حالم *** أهاض مناه القيد يبغي التجردا

* * * * *

أحييك عزماً باعثاً همم الرجا *** لتحيي بنا الآمال في حالك الردی

أحييك صبحاً قد أطل على الدني *** بنور أزاح الليل عن كاهل المدى

وإن زوال الليل لابد واقع *** وإن بزوغ الفجربات مؤكدا

وإن عطاء الأنبياء عقيدة *** وحقا على الأجال أن تتعبدا

ص: 97

وإن مداد الخالدين رواؤه *** سيبقى بمدّ الدهر نبأ وموردا

وإن دماء الناهضين رسالة *** وقد خطّها سيف الجهاد وأغمدا

ليوم به الأحرار ينفكّ قيدهم *** وتشدو به الثوار نصرا مؤكدا

اليوم يوم العدل يملأ أرضنا *** كما ملئت ظلماً مدى الدهر أسودا

ليوم به التاريخ يبيض وجهه *** ويختال مزهوة ويرقص منشدا

فتزهو به بين الملاحم قصة *** الملحمة أفضالها تخجل الندى

تبدت بأسنى ما يخط حروفها *** فلاحت ترى في لجة الغمر عسجدا

* * * * *

فيا سيد الدنيا رجوناك سيدا *** عبيدك لا يرجون إلاك سيدا

دعوناك والدنيا تمور ُبدرینا *** وصرخاتُنا بالوجدِ أوهت تصلّدا

رجوناك والآهاتُ فتّت قلوبنا *** وصوَّبها سهمُ الضلالِ وسَّددا

فأدمى جراحات الإباء ونزّها *** ومزَّقَ أحشاءَ الكفاحِ وبددا

ومال إلى الأذهان يُخمد عزمها *** فأودى بعزمات الرجال والحدا

خصالّ بعمرِ الدهرِ تزري نضوجَه *** وتخزي لها الأيامُ ذكراً ومشهدا

* * * * *

نناديكَ والبلوى ألمت بساحِنا *** وحدَّ لنا الأعداءُ سيفاً مهنّدا

نناجيك يا مولاي عجّل لقاءنا *** فقد أوشكت طاقاتنا أن تخمدا

وأدرك بقايا العمرقبل ذبوله *** فإن حسام الموت بات مهددا

فحتّامَ نرجو أن تقوم بنهضة *** لتحيي بها الآمال عزماً وسؤددا

فيا سيد الدنيا وأنت رجاؤنا *** أغشا فإن الكون ينشد منجدا

ص: 98

في مدح الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

الشيخ نزارآل سنبل

حلق بسناك على الدنيا

واطفئ نيران الأحقاد

واشرق كالشمس تواری

عنا ظلمات الإلحاد

وانشر عدلك في الآفاق

ليعبق بالأرج الوادي

قد تاهت في البحر سفائننا

وارتاع السائق والحادي

واجتاح الظلم عوالمنا

فاشتاقت للنور الهادي

ص: 99

عشقي

الملا عبد الله أحمد آل حسين

رسمتك فوق أوسمة الخلود ** * شعار الثائرين على الجحود

شعار الثائرين غداة هبّوا *** كليث الغاب يزأر كالرعود

نقشتك بالنجيع على نواصٍ *** تصيح الثار نبراس الخلود

أثار الله عجل نحن جندٌ *** عشقنا الموت من ماضٍ عهيد

عشقنا دربك الوضاء صدقاً *** وسرنا فيه رشداً من رشيد

مزجنا دمنا بولاك عشقاً *** فصار العشق عنوان العهود

تعاهدنا بأن نبقى سيوفاً *** المحق الظالمين بلا حدود

نقارع كل جبار عنيد *** ونحصد روحه شر الحصيد لنا

ولا نخشى الطغاة وإن أرادوا *** لنا التبديد في يوم عتيد

سنمضي والحسين لنا لواء *** أبي الإذلال للكفر العنيد

سنمضي خلف رايات شداد *** ونهتف بالجميل من النشيد

ونلقي في قلوب الكفر رعباً *** يبدد شملهم يوم الورود

جنود لا نهاب الموت حصناً *** منيعاً من أشاوس أو أسود

فنار الشوق تضرم في حشانا *** بأن نلقاك بالعزم الأكيد

ص: 100

المهدي علیه السلام

الشاعر فوزي الصايغ

يفتخر الشعر على النثر بأن تُنظم لآلئه في المهدي المنتظر، لماذا لا يكون كذلك وهو علیه السلام الذي هدى الشعراء إلى نظم الشعر فيه وفي طلعته الغراء وفي غيبته الكبرى ونهضته النوراء.

ماذا تعدُّ من الأشعار في المهدي *** يفنى الزمانُ ولم تفرغ من العدَّ

يفني الزمان وهذا الشعر منتصب *** يقول من ذا يقول الشعر في المهدي

فينبري كلُّ من يقوى لمنتظم *** من الكلام ويبدي منه ما يبدي

حتى ترى كم بحور الشعر جاريةً *** من أعذب القول لا من مالح الوِرد

وكلُّ ما قيل من شعرٍ بدا حدثاً *** وصاحب العصر فوق الشعر بالمجد

فصاحب العصر أسمى كلما نظموا *** أهلُ القريض بلا حصرٍ ولا حد

إنَّ القصيد يباهي النثر مفتخراً *** عليه وهو محقُّ دونما نقد

يبقى القصيد من الأوزان في طربٍ *** والنثر مضطربٌ قد حاد عن قصد

هذا القصيد إلى المهدي أرفعهُ *** هديةً من فؤار فاز بالرفد

رفعت شعري إلى المهدي معترفاً *** له الولاء بقلب مفعم الود

یا صاحب العصر هذا الشعر ملتمس *** منك القبول لمن ينظمه بالعمد

خذه ولا تحرمن نفساً مطالبةٌ *** منك الحنان فمنك العطف للعبد

أنت الذي تأنس الدنيا بطلعته *** ويزهر الكون من إشراقه المُجدي

متى تقوم بأمر الله من بلدٍ *** هو الحرام متى يا أيها المهدي

من مكة الفضل تدعو للجهاد وقد *** حانت هنالك فيها ساعة الوعد

تدعو فتأتي لك الأنصارُ في عجلٍ *** وما لهم بعد داعي الحقِّ من بد

وقد أجابت نداء الله طائعةً *** نفوسُ صدقٍ وقد مالت عن الجحد

تعدادهم مثل من جاءوا وقد حضروا *** بدرة مع المصطفى حرباً على اللد

بين المقام وبين الركن في ثقةٍ *** قد بايعوك وهم منخيرة الجند

ص: 101

فبارك الله كفاً قد بسطت لهم *** وبوركت ثلةُ مدت لك الأيدي

بهم تقوم لتقويم الذي خريت *** أهل العناد بظلم الدين والعبد

تقتص من كل ملعونٍ ومجترئٍ *** علي الحنيف بتحريفٍ وبالنقد

وتأخذ الثأر من كل الألى ظلموا *** أهل الصلاح وأهل الفضل والمجد

أعني بهم صفوة الرحمن قاطبة *** وخيرة الخلق من قبل ومن بعد

محمد المصطفى عن كل شائبة *** وآله الغرمن جلوا عن الند

إذا رأيت ظلوما أو سمعت به *** دكدكت منخره بالصارم الهندي

وكل نفس بجور في الوری عملت *** تذيقها كأسها من مرهف الحد

تمضي على اسم إله الكون متكلا *** في كل ناحية في الغور والنجد

مستأصلا شأفة من كل غاشمة *** الله أنت فتى من باذل الجهد

ولا تنام قرير العين عن طلب *** لأمك الطهر والآباء والجد

ولا يصير لديك الوهن في عضد *** لأخذ ثأرك أو ضعف على الزند

ولا تمل كفاحا أنت قائده *** وهل يمل كفاحا قائد الجند

لتجعل الأمن في الأقطار منبسطا *** وتأخذ الحق من فرد إلى فرد

ويرتع الناس في فضل و سلم *** يسوسها العدل من مهد إلى لحد

ويرجع الدين غضا مثل مبدئه *** وينتهي الناس من فقر إلى رغد

وتأكل السشاة والذؤبان جانبها *** ولا تخاف المها من وثبة الأسد

في دولة العدل كل الخلق آمنة *** والخيريشملهم في دولة المهدي

شعبان 1422 ه

ص: 102

هجران

**هجران(1)

السيد حسن الخليفة

سيان إن عتبت عليَّ البيدُ *** أو إن عتبتُ مغرَّب مفرودُ

متوحّد والأفق أخلف هالة *** في نخلتيَّ وحاصلي مبلود

أمسؤم في الساجدين ولم يثب *** وعلى فتيت فؤاده مسجود

ومخلد في ما النّوى أبوابه *** مغلوقة في قعره مخلود

حتى إذا حفّت بطائف خانه *** قدماه وهو بطائف محشود

فكأنَّه الموجود إلا أنَّه *** كالميت من حركاته مجرود

هل أخلع الأرض التي في تربها *** منزول مَن مِن تربها مصعود

فاهيم لا حدُّ يهين مسافتي *** طلقاً.. وكيف تحرّر محدود

أم أكل الصبرين أكلة صائم *** عيديه عقب صومه مردود

عجلان ما ذبل الهلال وغائل *** كالدهر ليس كمثله مشهود...

ص: 103


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 307 .
من أمير المؤمنين إلى ولده المهدي علیه السلام

**من أمير المؤمنين إلى ولده المهدي علیه السلام(1)

أبيات بعدد السنين التي عاشتها فاطمة علیها السلام

وسری بجنح الليل يسترها فما*** معنى الأسى ما لوعة الفقد

وجنازة صمتَ الوجود وراءها *** قاسي أليم الرزء والجهد

لايسمع التكبير حتي هامساً *** به فاقد وحسشاه في فقد

وتطيعه الأملاك تستر نوحها *** والأفق دمع شجونه يبدي

واري الشهيدة كيف يوصف مشهد *** صدع الوجود بخطه الفرد

وحنا على القبر الشريف مؤبناً *** والحزن جاوز غاية الحد

وبقي يخط على التراب وصية *** اللغائب المحجوب في البعد

أبني أمك والأسسی جم بها *** يأبى على التبيان والعد

أبني زرقبر البتول فإنها *** لغريبة مقطوعة الوفد

أبني أما إن سمعت أنينها *** فلعله من لطمة الخد

ولعل ذا ألم الضلوع تكسرت *** قهراً بعصرة زمرة الحقد

ولعله المسمار مزّق صدرها *** بيدي لئيم الأصل مرتد

أبني أوحش خالياً محرابها *** وغدا أسير الهم والوجد

كانت تقوم به فيزهرنورها *** في الكون حتى جنة الخلد

أبني إن قلت : السلام عليك يا *** أماه ياجرحي الذي يردي

فقل : السلام على المعفَّر محسن *** شجن الزمان ومأتم المجد

قتلوه لم ينطق ولم يبسم ولا *** نظر الحياة وغاب في اللحد

ولدي .. ظلامة فاطم حمّلتها *** إياك يا موعود يا مهدي

12/ 8/ 1425 ه

ص: 104


1- لشاعر شاب قطيفي يخفي اسمه ، حيث يكتب قصائده ويرسلها بطريقة ما لبعض الخطباء دون أن يعرفوه ، فأثابه الله وجزاه خيراً .

قافية :الراء

اشارة

ص: 105

ص: 106

مَغشيُّ الرواقين

**مَغشيُّ الرواقين(1)

الشيخ جعفر الخطي رحمة الله

حين اتصل الشيخ جعفر الخطي رحمة الله بالشيخ البهائي رحمة الله في ( اصفهان ) وعرض عليه أدبه ، اقترح عليه الشيخ البهائي إجازة قصيدته ( روح الجنان في مدح صاحب الزمان علیه السلام) والتي مطلعها :

سَرَّى الْبَرْقِ مِنْ نَجِدُ قهیج تذكاري *** عُهُوداً بحزؤى وَ الْعُذَيْبَ وَذْيٍ قَارٍ

فقال أبو البحر رحمة الله :

فِي الدَّارِ تستسقيك مدمعك الْجَارِي *** فسقيا فأجدى الدَّمْعِ مَا كَانَ للدار

فلا تستضع دمعا تريق مَصُونَهُ *** لِعِزَّتِهِ مابين نوي وَ أَحْجَارٍ فَأَنْتَ امْرُؤُ قَدْ كُنْتُ بِالْأَمْسِ جَارَهَا *** وَ لِلْجَارِ حَقُّ قَدْ عَلِمْتُ عَلَى الْجَارِ

عَشْوَةُ إِلَى اللَّذَّاتِ فِيهَا عَلَى سِنّاً *** شُمُوسُ وجوو مَا يغین وأقمارِ

فَأَصْبَحَتْ قَدْ أَنْفَقْتَ أَطْيَبِ مَا مَضَى *** مِنَ الْعُمُرِ فِيهَا بَيْنَ عَوْنُ وَ أَبْكَارٍ

نواصيع بَيْضَ لَوْ أفضن عَلَى الدُّجَى **** سناهن لَاسْتَغْنَى عَنْ الأنجم السَّاري

حرائر ينصرن الْأُصُولِ بأوجه *** تَقُصُّ أمواه النَّضَارَةِ أَحْرَارُ

معاطير لَمْ تغمس يَدِ فِي لطيمة *** لَهُنَّ وَ لَا استعبقن جونة عَطّارِ

أبحنك مَمْنُوعُ الْوِصَالِ نوازلاً *** عَلَى حُكْمِ نَاهٍ كَيْفَ شَاءَ وأمارِ

إِذَا بَتَّ تستسقي الثُّغُورِ مدامة *** أَتَتْكَ قحيتك الْخُدُودَ بأزهارِ

اموسم لذاتي وَ سُوقِ مآربي *** ومجني لباناتي ومنهب أوطاري

سقتك بِرَغْمِ الْمُحِلِّ أَخْلَافُ مُزْنَةُ *** تَلِفَ متی جَاشَتْ سهولا بأوعار

وَ فَجٍّ كَمَا شَاءَ الْمَجَالُ حشوتة *** بعزمة عؤاد عَلَى الْهَوْلِ كرار

تُمْرَسَ بالأسفار حَتَّى تركنه * لدقيه كالقدح أرهقه الْبَارِي

إِلَى ماجدر يُعَزَّى إِذَا انْتَسَبَ الْوَرَى * إِلَى مَعْشَرَ بَيْضَ أَ مَاجِدُ أَخْيَارٍ

وَ مُضْطَلِعُ بِالْفَضْلِ زِرَّ قَمِيصِهِ * عَلَى كَنْزٍ آثَارَ وَ عَيْبَةِ أَسْرَارِ

ص: 107


1- ديوان أبي البحر الخطي ، تحقيق عدنان السيد محمد العوامي ، ج 1 ص 215.207 .

سَمِيُّ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى وَ أَمِينُهُ *** عَلَى الديني فِي إِيرَادِ حُكْمُ وَ إِصْدَارِ

بِهِ قَامَ بَعْدَ الْمِيلَ وانتصبت بِهِ *** دَعَائِمُ قَدْ كَانَتْ عَلَى جُرُفٍ هَارٍ

فَلَمَّا أَنَاخَتْ بِي عَلَى بَابِ دَارَهُ *** مطاياي لِمَ أَ ذِمَمِ مفبة أَسْفَارِي

نَزَلَتْ بمفشي الرواقين دَارَهُ *** مثابه طراق وَ كُبَّهُ زُوَّارِ

فَكَانَ نزولي إِذْ نَزَلَتْ بمفدف *** عَلَى الْمَجْدِ فَضْلِ الْبَرْدِ عَارُ مِنْ العار

أساغ عَلَى رَغْمِ الْحَوَادِثِ مشربي *** وَ أَعْذَبُ وَرَدَ الْعَيْشِ لِي بَعْدَ إمرار

وأنقذني مِنْ قَبْضَةً الدَّهْرِ بعدما *** أَلَحَّ بأنياب عَلِيٍّ وَ أَظْفَارٍ

جَهِلَتْ عَلَى مروف فَضْلِي فَلَمْ يَكُنْ *** سِوَاهُ مِنَ الْأَقْوَامِ يَعْرِفُ مقداري

عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِيمَا أَظُنُّهُ *** مِنَ الْأَرْضِ شِبْرٍ لَمْ تطبقه أخباري

وَ لَا غَرْوَ فالإكسير أَكْبَرُ شُهْرَةُ *** وَ مَا زَالَ مَنْ جَهِلَ بِهِ تَحْتَ أَسْتَارِ

متی بَلْ بِي كفأ فَلَيْسَ بأسف *** عَلَى دِرْهَمٍ إِنْ لَمْ يَنَلْهُ وَ دِينَارُ

فَيَا ابْنِ الألي أَثْنَى الْوَصِيُّ عَلَيْهِمْ *** بِمَا لَيْسَ تُثْنِي وَجْهَهُ يَدِ إِنْكَارِ بِصِفِّينَ إِنْ لَمْ يُلَفُّ مِنْ أَوْلِيَائِهِ *** وَقَدْ عَضَّ نَابٍ للوغى غَيْرَ فَرَّارٍ

وَ أَبْصِرْ مِنْهُمْ جَنَّ حَرْبٍ تهافثوا *** عَلَى الْمَوْتِ إِسْرَاعُ الْفِرَاشِ إِلَى النار

سراعا إِلَى دَاعِيَ الْحُرُوبِ يَرَوْنَها *** عَلَى شُرْبِهَا الْأَعْمَارِ مَوْرِدَ عَمَّارٍ أَ طَارُوا غمود الْبَيْضِ وَ اتَّكَلُوا عَلَى *** مُفَارِقٍ قَوْمٍ فَارَقُوا الْحَقِّ فُجَّارُ

وأرسوا وَقَدْ لاثوا عَلَى الرُّكَبِ الحبى *** بروكا كهدي أبركوه لجزار

فَقَالَ وَقَدْ طَابَتْ هُنَالِكَ نَفْسِهِ *** رِضًا وَ أَقَرُّوا عَيْنُهُ أَيُّ إِقْرَارٍ

( فَلَوْ كُنْتُ بَوَّاباً عَلَى بَابُ جُنَّةُ )(1) *** كَمَا أفصحت عَنْهُ صحيحات آثَارَ لأثقلت ظَهْرِي بالصنيع فَلَمْ أَكَّدَ *** أَ نَوْءُ بأعباء ثقلن وأوقار

وَ رَوْضَةِ فِكْرِي بعدما صَاحَ نَبْتِهِ *** بمنبعق مِنْ مَاءٍ فَضْلِكَ مِدْرَارٍ

وَ كَلَّفْتَنِي جِرِّيّاً وراءک بعدما *** بَلَغَتْ مَكَاناً دُونَهُ يَقِفُ الْجَارِي

ص: 108


1- علّق الغنوي عليه بقوله : ( هذا تضمين لقول علي علیه السلام فيهم ) يريد همدان :فلو كنت بواباً على باب جنة *** لقلت لهمدان ادخلوا بسلام.

فجشمتنيها خُطَّةٍ لَا يَنَالُهَا *** توتب مستوفي الْجَنَاحَيْنِ طيار

وَ أَيْنَ مُجَارَاةِ الکميت مجليا *** تَنَاوَلَ شأو السَّبْقِ فِي كُلِّ مِضْمَارٍ

وألزمتني مَدَحَ امْرِئٍ لَوْ مِدْحَتَهُ *** بِشَعْرِ بَنِي حَوَّاءَ دَعْ عَنْكَ أَ شِعَارِيَ

لَقَصُرَتْ عَنْ إِدْرَاكِ مَا يَسْتَحِقُّهُ *** عَلَاهُ فإقلالي سَوَاءُ وإكثاري

إِمَامُ هدی طُهْرٍ يَفِي ءَ إِذَا انْتَمَى *** إِلَى سَادَةُ غرالشمائل أطهار

وبر لبر مانسبت فَصَاعِداً *** إِلَى آدَمَ لَمْ ينمه غیر أَبْرَارُ

وَ مُنْتَظِرُ مَا أَخَّرَ اللَّهُ وَقَّتَهُ *** لِشَيْ ءٍ سِوَى إِبْرَازِ حَقُّ وَ إِظْهَارِ

لَهُ عَزَمْتُ تُثْنِي الْقَضَاءِ وَهَمْتُ *** تؤلف بَيْنَ الشَّاةِ وَ الْأَسَدُ الضَّارِي

وَ غَضِبَ أغبتة الغمود وينتضى *** الْإِدْرَاكُ ئارات سَبَقَ وأوتار

أَبَا الْقَاسِمِ انْهَضْ وَ اشْفِ غُلُّ عِصَابَةُ *** قَضَى وَطَراً مِنْ ظُلِمَهَا كُلَّ كَفَّارِ

الْأُمِّ ؟ وحتام الْمَنِيِّ ؟ وانتظارنا *** سحائب قَدْ أظللننا دُونَ أَمْطَارُ ؟

ذوت نَضْرَةً الصَّبْرُ الْجَمِيلُ واذنت *** بيبس لإمهال تَمَادَى وانظار

أَبِحْ حَرَّمَ الْجَوْرِ الْمَنِيعِ جَنَابَهُ *** بَجَرَ خَمِيسٍ يَمْلَأُ الْأَرْضَ جِرَارٍ

بِهِ كُلَّ مسنجور الْعَزِيمَةِ مَظْهَرٍ *** - عَلَى خَشْيَةِ الْجَبَّارِ - هیبة جَبَّارٍ

إِذَا انحطم الرُّمْحُ انْتَضَى السَّيْفِ مَعْمَلًا *** لأسمر عسال وَ أَبْيَضُ بَتَّار

أَ زُرْتُكَ منزور التناء فَلَا يَكُنْ *** جزاي عَلَى مِقْدَارِ شَعْرِي ومقداري فدونکها عَذْرَاءَ لَمْ تُجِلَّ مِثْلِهَا *** عَلَى أَ حَدْرُ إلآك أَسْتَارِ أفكاري

وَ لَا زَالَ تَسْلِيمِ الْمُهَيْمِنُ وَاصِلًا *** إِلَيْكَ بِهِ سَيْراً عشي أَبْكَارٍ

قال ( الحسن بن محمد الغنوي الهذلي قدس سره(1) : كنتُ قد توليتُ إنشاد هذه القصيدة على الشيخ المشار إليه بداره المحروسة بإصفهان في شهر رجب للسنة السادسة عشرة بعد الألف ، للالتماس الصادر عن أبي البحر قدس سره فاستحسنها واستجادها ، وكتب له رقعة بيده المباركة ما هذا لفظه : ( أيها الأخ الأعز الفاضل الألمعي ، بدر سماء أدباء الأعصار ، وغرّة سيما بلغاء الأمصار، وأيم الله إني كلما سرَّحتُ بريد نظري في رياض قصيدتك الغراء ، ورؤيت رائد

ص: 109


1- راوية الخطي ومنشد شعره .

فكري من حياض خريدتك العذراء ، زاد بها ولوعي وغرامي ، واشتدّ بها ولهي وأوامي ، فكأنما عناها من قال :

قصيدتُکَ الْغِرَاءُ يَا فَرْدُ دَهْرِهِ * * * تَنُوبُ عَنِ الْمَاءَ الزُّلَالَ لِمَنْ يظما

فنروَى مَتَى نَرْوِي بَدَائِعِ لَفْظِهَا * * * وَ نَظْماً إِذَا لَمْ تُرْوَ يَوْماً لَهَا نَظْماً

ولعمري لا أراك إلا آخذاً فيها بأزمة أوابد اللَّسَن تقودها حيث أردتَ ، وتوردها أنَّى شئت وارتدتَ ، حتى كأن الألفاظ تتحاسد على التسابق إلى لسانك، والمعاني تتغاير في الانثيال على جَنانك ، والسلام .

وكتب عنوانها ما هذا لفظه :

( محبّك الإخلاصي بهاء الدين محمد العاملي ).

ص: 110

أثرنقعها

**أثرنقعها(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

متى ياابن خير الخلق ينشرح الصدر *** بطلعتك الغرا وينكشف الضر

وترجع هاتيك الليال التي بها *** سعدنا وفيها بالهدى أشرق البدر

أثرنقعها وانهض بعزم وهمة *** يضيق على الأعدا بها البر والبحر

بكل هزبر من ذؤابة هاشم *** وآساد غيلٍ شأنها المجد والفخر

نهوضاً فقد طالت حبال عواتق *** فلا صبر يابن المصطفى نفذ الصبر

أتفضي كأن لم تدرِ ما صنع العدا *** ومامنهم لاقاه آباؤك الفر

أبادوهم سماً وقتلاً وغيلةً *** وما الضيم إلا أن يرى دمكم هدر

تبصرت في شرق البلاد وغربها *** فما بقعة إلا وفيها لكم قبر

فما بين مسموم وبين مشردٍ *** وبين قتيل وزعت لحمة البتر

وما بين مطروح على وهج الثرى *** ومن دمه تروي الأسنة والسمر

وإن أنسَ لا أنسى حبيب محمد *** غداة على علياه قد صعد الشمر

وداس على صدر العلوم بنعله *** فلله من كسر وليس له جبر

وبات على حر الصعيد معفراً *** ثلاثاً بلاغسل وليس له قبر

ومن حوله أبنا ابيه وصحبه *** عرايا وكل لا يشق له قبر

على كل فرد منهم تنسج الصبا *** وتكسوه من اوداجه حلل حمر

اخيله كالشمس في أفق السما *** هوت وبها قد حفّت الأنجم الزهر

علي وعباس وعون وقاسم *** أسود إليهم ينتمي المجد والفخر

وأقمارتم من لوي وغالب *** رجال إذا صالوا بهم يحصل النصر

وإن أنسَ لا أنسى فرار نسائكم *** عشية بالنيران قد أضرم الخدر

فهاجت ببيداء الطفوف كانها *** حمام على الأوكار حام بها الصقر

تحوم على أجساد فتية قومها *** وليس لهاحام وليس لها ستر

تناديهم قوموا فهذي نساؤكم *** يسلّبها شمر ويحدو بها زجر

يعز عليكم لو تروها حواسراً *** وقد سلبت منها المقانع والإزر

أليس بكم لما سرت مرظعنها *** وعجّت عجيجاً منه ينصدع الصخر

ص: 111


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص 35-37.
یوم حاطت بحسین عصبة

**یوم حاطت بحسین عصبة(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

ياابن طه طال منا الانتظار *** واصطلينا من لهيب الوجد نار

قم فديناك فقد أمسى الهدی *** مستجيراً بك يا حامي الجوار

فمتى نسمع في أفق السما *** صارخ الحق ينادي البدار

ومتى تخفق أعلامك في *** فئة من آل فهرونزار

أوما تعلم ما حل بكم *** بعد طه من عظيم الانكسار

أي فرد بايعوه بعده *** أي باب أحرقوه أي دار

بنت من بضعة من زوجة من؟ *** أم من قد عصروها بالجدار ؟

متن من آلمه السوط ؟ ومن *** يدها صار لها السوط سوار ؟

حمل من قد أسقطوه؟ طفل من *** قتلوه و دم من راح جبار ؟

ضلع من قد كسروه علناً؟ *** قلب من ألم ذاك الإنكسار ؟

خد من قد لطموه ؟ عين من؟ *** كف من أثر فيها الاحمرار ؟

بيت من قد فتشوه ؟ رأس من *** نظروها وهي من غير خمار ؟

عنق من طوقوه الحبل ؟ ومن *** أخرجوه يسحبوه بالصغار

أخرجوه ضارعاً لهفي له *** وعليه ضابح الجمع استدار

وإذا ماهزَّ أضلاعك ما *** فصّل الواله أو فيه اعتذار

فاستمع يا ابن علي المرتضى *** نبأ الطف وما في الطف صار

يوم حاطت بحسين عصبة *** من أميّ ملأت وسع القفار

ودعوه أن يبايع صاغراً *** أو يذوق الموت من بيض الشفار

فأبى إلا المعالي أو على *** أرفع الخط محياه يدار

فسطا فيهم بعزم ثابت *** منه قلب الموت بالرعب استطار

وتوطأهم بعضب لو به *** ضرب الأقوى من الشم لمار

ص: 112


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص 50-52 .

لفّ يسرى الجمع باليمنى كما *** لفّ قلب الجمع لفاً باليسار

بطل فرد هزبر يحمي عن *** حوزة الدين كما تحمى الديار

صال فيهم شبل خواض الوغى *** فغدا كل ينادي بالفرار

لم يزل يحمي إلى أن خرَّ من *** صهوة السابح فاظلمَّ النهار

وبقي منجدلاً فوق الثرى *** وعلى رحل نساه الجمع دار

هجموا القوم جميعاً في الخبا *** وعليهم أضرموا في الخدر نار

فتفارون بنات المصطفي *** حسراً بين الأعادي بانذعار

ص: 113

مجاراة الشيخ البهائي

**مجاراة الشيخ البهائي(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

مطالع أقمار ومشرف أنوار *** منازل أحبابي ومالف سمّاري

معاهد لاعبّ الحياء عراصها *** بمنهمر يحيي ثراهنّ مدرار

فكم ثمّ فيها من علاً لم تجد به *** سوی ماجد ينميه برّ لأبرار

لهم غرر تجلى بها ظلم الدجی *** ولولا القرى لم تلف في الحي من نار

أطائب إن تعبق بأنفاسها الصبا *** تضوّع ما أزرى بمسك وأزهار

لهم بيض أحساب لهم زهر أوجه *** لهم صدق أقوال لهم حسن آثار

فيا طالما فيها الليالي قد انطوت *** بنشر المعالي لا بعود ومزمار

خليلي ماللدهر أبلي جديدها *** وشتت أهليها بسهل وأوعار

تعالت عن الدنيا همومي فلم أكن *** أسرّ بإقبال وآسي بإدبار

فنفسي بأفاق المعالي محلها *** وان يك مني الجسم في هذه الدار

ولي همة لسو شمّر الدهر ذيله *** وجمّع ما يسطيع في خفض مقداري

لقابلته ثبت الجنان ولم ألن *** له جانباً في بطشة الأسد الضاري

وأضحك للأيام إن ضحكت وإن *** تمدّ يداً بالسوء جرّدت بتاري

وعن خطة العيش الذميم يطيربي *** جناح إباء عن سجية أحرار

وكيف يريع الدهر معتصماً بمن *** تدير يداه الكون والقدر الجاري

هو القائم المهدي من آل أحمد *** وخاتم آل الله من حجج الباري

فما لأناس أنكروه تعللا *** بأن ليس يبقى المرء عدة أعصار

فكيف بقاء الروح والخضر جوّزوا *** وإبليس والدجال من دون إنكار

وهيهات نور الله جل جلاله *** بأفواههم يطفي ويخفي بأستار

وكم آية أجلى من الشمس عند ذي *** حجي لم تدنسه شوائب أفكار

وما غاب عن طرف البصائر نوره *** وإن لم نشاهده برؤية أبصار

ويكفي بقاء الكون للمرء آية *** أيبقى ولا من حجة فيه للباري

ص: 114


1- ديوان العلامة الجشي ، ج 2 ص 88-92.

فيا سيداً قام الوجود بسره *** إليك بدت فيه عجائب آثار

ومن نورك الأسنى استمدت ضياءها *** المنيرات من شمس وشهب وأقمار

فأعظم به نوراً تنزّل داعياً *** من العالم الأعلى إلى هذه الدار

لقد حملته برّة قد تقمّصت *** بثوب نقي حرة بنت أحرار

قد اختارها الجبار علماً بأنها *** مطهرة من كل عيب ومن عار

وأوحى إليها في المنام كرامة *** إليها بما أجرى بسابق أقدار

وقد كان روح الله عيسى وليَّها *** وخاطبُها منه الحبيب إلى الباري

وكانت بعين الله في السبي لم تكن *** تمسّ بكف أو تراءت لنظّار

فأودعها نوراً تقدس لم يزل *** بطاهر أرحام وأصلاب أطهار

فأشرقت الدنيا بل الكون كله *** سماء وأرضا إذ بدا نوره الساري

فأكرم بمولود بيمن وجوده *** الوري رزقوا من مؤمنين وكفار

وبورك فجر لاح نجم هداية *** به للوری يهدي إذا أمّة الساري

تكوّن من نور به خص أحمداً *** وعترته دون الورى المنشئ الباري

له العالم الأعلى الذي كل عالم *** كنقطة باء إن نسبت لدوار

فهل في فضاهن اتساع إحاطة *** بما فيه من فضل وعلم وأسرار

لو البحر ممدوداً بسبعة أبحر *** مداداً وتفني ما وفين بمعشار

عليم بما في الكون علم إحاطة *** بها وتجلٍ لم يكن علم أخبار

تصرّف يمناه القضا كيفما يشا *** بإمداد رب مالك الملك جبار

فلن تستطيع الخلق طراً خلاف ما *** يشاء وهل تسطيع نقض قضا الباري

إليه على كل البرية إمرة *** ولم يسك من ناه سواه وأمّار

فيا بن الوصي المرتضى من لأحمد *** يضاهيه في وصف وذات وآثار

شقيق النبي المصطفى ومن اغتدى *** قريناً له حتى بعالم أنوار

وأشركه الجبار في كل رتبة *** أقيم بهاطه وفي كل مضمار

وفي ( قل تعالوا ) آیة لاقترانه *** بطه بأدوار هناك وأكوار

معاني صفات الله إذ جمعت به *** وأسماؤه الحسنى اغتدى سره الساري

وآثار لاهوت بدت منه حيّرت *** من الملأ الأعلى دقائق أفكار

ص: 115

كرام سجايا الرسل والأوصيا بها *** تحلى وكم فضل به خصّه الباري

وتلك السجايا فيهم منه والسنا *** من الشمس إن أبدى عجائب آثار

لديه علوم الغيب أضحت وإن تكن *** عن الرسل قد حجبن من دون أستار

وإن بحاراً من ظواهر علمه *** لحظّهم منها كغمسة منقار

ومن فيه دين المصطفى عزّ جانباً *** تحامي حماه هيبة كل جبار

ببابك قام الدين مستصرخاً فقد *** تلاعب فيه بعده كل كفار

فيالزمان إن يقم فيه يستوي *** نهار وليل من تلألئ أنوار

فكل منير في الوجود شعاعه *** يفيض على كل إفاضة مختار

له الأمر الأكوان طرا فما قضى *** جرى والقضا في الكون عن أمره جاري

تحف به الأملاك والنصر طائر *** على رأسه والرعب حيث سرى ساري

وأنصار صدق حيث يدعوهم إلى *** لقاء الأعادي لم تجد غيركرار

ترى أرخص الأشياء في نصرة الهدی *** إذا بذلت فيه غوالي أعمار

فيا وارثا أسرار آبائه الأولى *** قد استخلفوا عن أحمد خير مختار

أحاطوا بما يوحى وإن هبطت به *** الملائك إذ هم أقرب الخلق للباري

وقد كان عن إملائهم كلما جرى *** على اللوح من علم ومحتوم أقدار

متى نسمع الروح الأمین منوهاً *** بذكر اسمك العالي بسهل وأوعار

وتبدو هناك الشمس للناس آية *** من الغرب إرشاداً وقطعا لأعذار

فدونك ياسر الوجود قصيدة *** بذكراك أمست في جلابيب أنوار

نحتك بمضمار السباق فخلفت *** مدائح قد أمتك قبل بأعصار

عليكم سلام الله يجري بلا انتها *** كما لم يزل في الكون فضلكم جاري

ص: 116

ليلة الميلاد

**ليلة الميلاد(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

كست الدنيا ابتهاجاً وفخارا *** ليلةٌ في فجرها الكون استنارا

ليلةٌ في فجرها حامي الهدى *** بسناه قمر الرشد استدارا

إذ تجلی نور زين الأرض بل *** والسماوات وقدعم انتشارا

رحمة الله التي قد وسعت *** كل شيء لو بها الكل استجارا

ويد الله التي عمّت ندى *** كل شيء فتعالت أن تجاری

صاحب العصر الذي قام به *** كل شيء و به الأطلس دارا

جمعت فيه صفات الرسل من *** آدم وامتاز ع زا وفخارا

مصدرالعلم فما في اللوح عن *** قلم الوحي من الرشح استمارا

ورث العلم من الرسل وما *** كان إلا عنه بدئاً واستدارا

من يهنّي نرجساً إذ حملت *** سيداً أشرف من جاء وسارا

اُودعت نور الهدى الهادي إلى *** سبل الحق لمن أم انتشارا

طالما مدت له الأعين من *** كل مظلوم به يرجو انتصارا

بشر الله به الرسل وقد *** بشرت كل امرئ يطلب ثارا

فمتى يهتف ما بين الوری *** جبرئيل باسمه السامي جهارا

ومتى تشرق منه غرة *** ألفت خوفاً من الأعدا السرارا

ومتى ينشر نصر الهدى *** راية طاف بها النصر ودارا

رايةٌ قد قرن النصر بها *** حيث ما سارت وراها النصر سارا

ومتى ينتقم الله به *** للهدی ممن عليه قد أغارا

عجباً من جاحد مولده *** إذ رأى طول البقا منه فحارا

ليت شعري أبقا إبليس للو *** قت مقبول وفي هذا يماری

أترى الجبار يخلي الأرض من *** حجة ولا يترك الخلق حيارى

فهو الحجة من قد ختمت *** حجج الله به لكن تواری

ص: 117


1- ديوان العلامة الجشي ، ج2 ص 84-86.

لا تخل غيبته تمنع من *** فعله ما شاء في الكون اقتدارا

الإبليس نفوذ نحوما *** شاءه في أنفس الخلق سرارا

وولي االله عماشاءه *** تمنع الغيبة بل ماشاء صارا

فمتى عيسى يصلي خلفه؟ *** وله يدعو إذا قام انتصارا

ونراه نافذاً سلطانه *** وملوك الأرض تنقاد صغارا

إن يسرحفت به الأملاك من *** كل وجه والقضا يبدي ائتمارا

لم يسر بالجيش إلا وسرى *** قبله الرعب لمن أمّ فحارا

كل جبار عنيد إن يطأ *** أرضه أورثه الرعب انكسارا

لا ترى حصناً منيعاً دونه *** مانعاً ما أمّه إلا ومارا

هو أمر الله هل من عاصم *** دونه يلفى وإن جل اقتدارا

فانتقم يافرج الله فلا *** نرتجي ممن سواك الانتصارا

طالت الغيبة حتى سفّهت *** سفهاء الناس آرانا احتقارا

ورمونابسهام البغي إذ *** أمنوا أن نتقاضى بك ثارا

ص: 118

صاحب العصر

**صاحب العصر(1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

یا صاحب العصر لك الأمر انتهى

من مالك الأمر المليك المقتدر

قد جئت ضيفاً لاجئاً مسترفداً

فامنن برفد وأضفني وأجر

أنست كريم خلف لمعشر

فضلهم على البرايا منتشر

ص: 119


1- ديوان العلامة الجشي ، ص 83-84
استنهاض

**استنهاض(1)

الشيخ حسين البلادي القديحي

يا حجة الله متى الانتظار؟ *** أما آن لنا الانتصار؟

ما آن للعدل يعمّ الوری ؟ *** بالنصر فالجور على الدين جار

بك استغشا يا مغيث الوری *** فالغوث الغوث الام السرار ؟

فانشرلواء العدل واطوِ العدي *** بمرهف للعدل فيه انتشار

ساد الخنا حتى تغشى بنا *** كما على الزند يحيط السوار

فجرّد السيف ففي حده *** تأخذ من أعداك ثاراً بثار

يا فرج الله أغث معشراً *** سامتهم الأعداء ذلِّ الصِّغار

إنا استثرناك فديناك هل *** مثلك في أمثالهايستثار ؟

وكيف تنسى معشراً قتلوا *** ظلما على النهر صغاراً كبار

أم كيف تنسى لكم نسوة *** بهنَّ للشامات أسرى يُسار

مربقات بحبال العدا *** يمني بيمنى وبيسرى يَسار

حتى إذا أدخلن في مجلس *** عزَّ عليهن به الاستتار

تبسم الرجس بها شامتاً *** ونالها بالشتم والاحتقار

وجدك السجاد أسروا به *** تنوء كفاه بحمل الإزار

يهتف بالأسرة من هاشم *** أين أباة الضيم حامي الذمار ؟

أين علي المرتضى كي يرى *** زينب حسرى ما عليها خمار

يرضى بأن تستروجهاً لها *** قد صين بالكف عقيب الخمار

يرضى بأن تقتاد مثل الإما *** ربائب الحجب بنات الفخار

يرضى بأن تقرع بالسوط إن *** أضعفها السيروطي القفار

ياحسرة مثل بنات الهدی *** حسرى وهند في جميل الستار

ثم صلاة الله تهدى إلى *** محمد والآل ليلا نهار

ص: 120


1- ذكرى أبي ، ج 2 ص 196-197.
استنهاض

**استنهاض (1)

الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله

متى أيها الموتور ننظر طلعة؟

تروي قلوباً قد أذيبت من الجمر

متى أيها الموتور تنهض طالبة ؟

دماء أريقت بالمهندة البتر

متى أيها الموتور تنهض طالباً؟

رؤوساً أداروها بدائرة السمر

متى أيها الموتور تنهض طالباً؟

فرار نساكم حاسرات من الخدر

متى أيها الموتور تنهض طالباً؟

سبايا مشت للشام في ذلة الأسر

ص: 121


1- مخطوط فيه بعض أشعاره رحمة الله .
أقيموا حفلة الميلاد

**أقيموا حفلة الميلاد(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

أقيموا نادي الذكر *** لمولد صاحب العصر

أقيموا حفلة الميلاد *** بالبهجة والبشر

وزفوا للنبي المصطفى *** والسادة الغر

أناشيد تهانيكم *** من الشعر أو النثر

يجود الكل فالميسور *** لا يسقط بالعسر

لمن تدخرون المدح *** هذا أعظم الذخر

هذا مفخرالشيعة *** ما أسماه من فخر

هذا حجة الباري *** على الفاجر والبر

هذا ناصر الإيمان *** والقاضي على الكفر

هذا القمر الزاهر *** هذا الكوكب الدري

والمنتظر الغائب *** لاندري عن السر

قد غيبه العالم *** بالسر وبالجهر

قد غيبه العالم *** شخص مثل ذا العمر

فقولوا للذي قابلكم *** بالرد وبالنكر

تريث لا تلج في لجة *** الجهل ولا تدري

فكم من مؤمن أو فاجر *** عمّر في الدهر

كعيسى وكإبليس *** وكالدجال والخضر

أهل يعجز أمر الله *** إبقا صاحب الأمر

متى تبزغ يابدر *** لنا بوركت من بدر

متى تدعو بأمر الله *** للإحسان والبر

متى ينتشر المعروف *** في البروفي البحر

متى تبتهج الشيعة *** بالعز وبالنصر

ص: 122


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج6 ص123-125.
نور..

**نور(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

أشمس تجلت من سماها على الورى *** أم البدر من برج الجلال تحدرا

أم العلم الداعي إلى الحق والهدى *** تبدّي وجند الشرك قسراً تأخرا

هو الحجة المهدي قائم عصرنا *** إمام البرايا أكرم الخلق عنصرا

أطل على الأكوان من أفق العلا *** فهلل من في الكون طراً وكبرا

وأزهرت الدنيا بنور جبينه *** وزان به وجه الزمان وأسفرا

بديع المعاني واحد في صفاته *** كريم السجايا راق خلقاً ومنظراً

هو السبب الغائي لولا وجوده *** لما ثبتت هذي البسيطة بالوری

ولولاه ماتم النظام ولا بدا *** نهار ولا ليل ولا البدر أزهرا

ولم تبد في الآفاق شمس مضيئة *** ولا دارت الأفلاك والبحر ما جرى

ولا خلق الباري سماء أقامها *** ولا دحيت أرض ولا بشريرى

ولم يقبل الرحمن توبة آدم *** ولم ينج نوح بل ولا فلكه سری

هو الجوهر الفرد الذي في صفاته *** فم الدهر يفدو الكنا متعثرا

متى يأذن الباري بطلعته التي *** بها الحق يسمو والضلال تقهقرا

ص: 123


1- دیوان ( وحي الشعور ) ، ص 144.
استنهاض

**استنهاض(1)

الملا حسن آل جامع

أيا حجة الإسلام طال التصبر *** متى علم الإسلام بالعزَّ يُنشرُ

فقم عجلاً يا حجة الله في الوری *** فذا الدين يا مولاي قدكاد يُنكرُ

وقم رافعاً للدين راية نصره *** وفي زمر الأعداء سيفك يُشهر

أتصبر والإسلام يدعوك صارخاً *** أغثني فمن لي غيرك اليوم ينصر

فما لبنائي اليوم غيرك حافظً *** يزيل الأذى عني وكسري يجبر

أجب يا ولي الله واستأصيل العدي *** بسيف به دين المهيمن يظهر

وأعل بنا الإسلام بعد انخفاضه *** ليوم به الإيمان والعدل يُنشر

فهب أننا هنا لعظم فعالنا *** فلم أنت عن ثاراتكم صرت تصبر

فهذا النبي المصطفى مات ساخطاً *** على قومه إذ قيل قد ظلَّ يهجر

وجدَّتك الزهراء من بعد أحمد *** ُاُضيمت ومنها الضلع بالباب يكسر

وقد قتل الكرار في الفرض ساجداً *** بمحرابه قد خرَّ لله يشكر

أما كابد السبط الزكي مصائباً *** تكاد لهاصمَّ الجلاميد تفطر

أما جرعته السم جعدة في رضى *** لعین بعهد الله لا زال يغدر

ومن عظم ذاك السم خال كأنما *** بحد المواسي قلبه كان يبتر

فمات وناح الدین حزنا لفقده *** وراحت له عينُ المكارم تقطرُ

أما قتل السبط الشهيد بكربلا *** خميص الحشا ظمآن بالسيف يُنحرُ

أما ژض منه الصدر من بعد قتله *** وخلّي ثلاثاً بالعرا ليس يقبر

ومن حوله أنصار دین محمد *** ضحايا بحد السيف في الطف جُرِّوا

أما رفعوا تلك الرؤوس على القنا *** ورأس حسين في دجى الليل يزهر

فهب أنهم قد قاتلوا ثم قتلوا *** فما ذنب عبد الله بالسهم يُنحر

أما سلبوا آل النبي وروعوا *** عيالاته إذ بالخبر النار أسعروا

أما برزوا تلك النساء حواسراً *** حيارى وفي الأذيال تكبو وتعثر

ص: 124


1- دیوان مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراثي اللوادع ، ص74-75.

یُنادين : يا أهل الإبا حرق الخبا *** فلم تلق من يحنو عليها وينصر

أما قيدوا زين العباد وغلوا *** يديه وبعد العزَّ للشام سیروا

ومن خلفه تلك الفواطم حسراً *** وعن أعين النظار بالكف تستر

فقم يا إمام العصر وادرك تراثكم *** فأنت لأخذ الثار ترجى وتدخر

فإن رزاياناتهون ورزؤكم *** عظيم ليوم الحشريتلي ويذكر

ص: 125

إمامة الحق من مجموعة البشر

**إمامة الحق من مجموعة البشر(1)

الملا عبد المحسن آل نصر

يا ليلة النصف من شعبان فافتخري *** بما حبيتي من الإفضال وازدهري

يا ليلة خصها الباري بمكرمة *** كادت تفوق ليالي القدر في الأثر

بما أتيح بها للناس من شرف *** بمولد القائم المهدي من مضر

ذاك الإمام الذي فيه قد اختتمت *** إمامة الحق من مجموعة البشر

هو الذي يملأ الدنيا بطلعته *** رشداً وأمناً وعدلاً غير مستتر

هو المرجّی لشمل الدين يجمعه *** بغيرخوف من الأعدا ولا حذر

وتفتدي راية الإسلام خافقة *** ويلبس الدین تاج النصر والظفر

ويخضع الكفر للإسلام قاطبة *** ويصبح الناس في أمن من الخطر

يا من يشكك في المهدي طلعته *** لقد شككت بطه سيد البشر

إذ مصدر القول في المهدي عنه أتى *** وأثبتته ذوو الأخبار والسير

سل ابن صباغ والأبصار كم ذكروا *** من الأحاديث والإتحاف والطبري

كذا ابن إدريس والمسعود كم نثروا *** في كتبهم وكذا الجوزي في الأثر

كذاابن هيثم فانظر في صواعقه *** كم قال فيه عن المختار من خبر

وكلهم بقيام القائم اعتقدوا *** من نسل فاطمة ذكرى لمدكر

أم كان شكك في الباري وقدرته *** فكم أراك من الآيات والعبر

ألم يكن نوح آلاف السنين بقي *** كذاك لقمان ثم إلياس والخضر

وغيرهم من ملوك عمروا حقباً *** مثل ابن زيد كذا فرعون في الزير

إذا سيخرج س يف الله منصلتاً *** على الطغاة فلم يبقي ولم يذر

والمؤمنون يكون الأمن حظهم *** والكافرون عليهم نقمة القدر

فانهض أبا صالح فالكفر منتشر *** والدين في قلق والحق في ضجر

وانشرلوا الدين واكسح كل حالكة *** بنور عدلك يا ابن السادة الغرر

ألا ترى اليوم حال المسلمين وقد *** غزاهم الغرب غزو الفاتح الظفر

ص: 126


1- ديوانه المخطوط ( ذكريات ومناسبات ) ، ص 52- 85.

من حيث سمّم أفكار الشباب بما *** قد بثه فيهم من خلقه القذر

وقلّدوه ومنهم نال بغيته *** من التفسخ والتضليل والخور

حكوه في كل ما يزري بأنفسهم *** ولم يحاكوه في التصنيع والفكر

من اكتشاف العلم في منافعنا *** أو اختراع جهاز يانع الثمر

لا ذا ولا ذاك بل في كل منقصة *** حكوه فيما بعد بالغم والضرر

كذاك تاريخنا فيما يمجدنا *** فقد تركناه ترك الحاقد الوغر

بلی نمجّد تاريخ المسيح ولم *** نحفل بتاريخ طه سيد البشر

وقد يعاب على من في رسالته *** ميلاد أحمد أو تاريخه الهجري

كذا الشهور التي الرحمن عيّنها *** لضبط أوقاتنا في الصوم والفطر

وفي الطلاق وتسجيلات أنظمة ال *** معاملات ووقت الحج والنذر

هذي المواقيت والقرآن بينها *** ليست بكانون بل في شهرنا القمري

نيسان كانون أيلول وغسطسة *** شهور رومية في سالف العصر

فمالناقد تركنا خلف أظهرنا *** تلك الشهور التي جاءت على قدر

واستبدلت بشهور الأعجمين لنا *** في كل حال وذا لم يأت في السور

فمالنا وشهور الروم نقبلها *** مكان أشهرنا ما كان ذا بحري

فكيف ساغ لنا استبدال شرعتنا *** شريعة الحق بالأهواء والنكر

فيا بني الدين هبّوا من سباتكم *** وطبّقوا الشرع بالأفعال والأثر

وليغرب الغرب عنا لا طلوع له *** ولا رضوخ لخدّاع ولا أشر

فديننا الحق فيه كل مكرمة *** لنا وسيرته من أحسن السير

ص: 127

یا مطلع الفجر

**الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

يا مُطلعَ الفجر خلَّ الفجرَ ينتشر *** على الربى فلعل الليل ينحسرُ

فربما ترسل الأطيار نغمتها *** وربما بعد صمت ينطق الوترُ

وربما اخضر عود بعدما يبست *** جذوره فيضوع العطر والزهرُ

فقد تعود إلى المرعى نضارته *** فالقطر يحبس أحيانا وينهمرُ

وقد تعود إلى الأيام بهجتها *** وربما بعد جدي يورق الشجر

غدا ستبزغ شمسُ الحق ساطعة *** غداًسُترفَعُ عن أقمارنا السترُ

غداً ستخفق للإسلام رايته *** وينشر العدل والأوطان تزدهرُ

ويخرجُ ( القائم المهديُّ ) في نفر *** كأنهم أنجم في الأرض تنتشرُ

یا غائباً تُرتجي في الناس طلعته *** متى القيام ؟ فإن الليل معتکرُ

متى النهوضُ ؟ فقد ضلت سفائننُا *** بمائج صاخب ناءت به العُصر ُ

كل السَّفائنِ غرقى غير واحدةٍ *** بها النجاة وفيها يأمن البشرُ

سفينة أنت رُبّانٌ لها وَسَنيَّ *** فقد خطاها، إليك الدَّهرُ مفتقِرُ

فأنت أنت الذي تعلو بيارقه *** على الذرى وبكَ الإسلام ينتصر

وأنت أنت الذي القرآنَ تنقذه *** حتى تضيء بنا الآيات والسور

يلقي إليك زمامُ الكونِ أجمعه *** فالشمس سائرة في الركب والقَمرُ

يا مولداً رفّ فيه للهدى علم *** كالشمس مشرقة فالكون مزدهر

ويا رؤى لفتوحات وألوية *** تفر منها قوى الباغي وتتدحر

تعلي الشرائع في الآفاق نيرة *** في ظلها العدل فيها العز والظفر

تمشي على هديها الأجيال هانئة *** في نعمة الله يغدو الكل ينغمر

يا كوكباً تشرق الدنيا بطلعته *** فينمحي حالك الأيام والعسر

ما عيبنا أن ثوم ذكراك مشرقة *** بل عيبنا إن تزغ في ذاتنا الفكر

فالحق حق وقد جاء الرسول به *** لذا فإنا إلى ( المهدي ننتظر)

ص: 128

يا أيها المهدي

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

ذكراك من نفح الأزاهر أعطرُ

والدهر مهما طال فاسمك أكبرُ

إن عطَرت نيسانَ أزهارُ الربی

فبذكرك السامي الدهور تُعطر

إن تحتجب أنوار شخصك لم تغب

عن هذه الدنيا أيادٍ تغمر

يا أيها المهديُّ عجل إننّا

في غمرة البلوى نضجُّ ونجارُ

فمتى ترفرفُ رايةٌ نبويةٌ

في ظلّها شرعُ الإلهِ ينورُ؟

وترى الإمامة في سُرادقِ مجدها

حكماً وعدلاً في المواطنِ يُنشرُ

لا جائرٌ عات ولا مستضعف

والمؤمن العاني يُعزّ ويُنصر

ص: 129

میلاد الهدى

**میلاد الهدى (1)

الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله

مولد الحجة نورٌ وسرور *** وهولا زال مدى الدهر ينور

ليلة الميلاد سعدٌ لم يزل *** كلما دارت رحى الدهر يدور

كل عامٍ نرتأي ميلاده *** يوم عيدٍ وهناء وسرور

فترانا نحتفي حيث نرى *** يوم ميلاد الهدى الدنيا تنور

نور الدنيا وجلی غمها *** وغدت تشدو على الأيك الطيور

حبذا يومٌ به ميلاده *** حبذا شهرٌ به تزهو الشهور

أمه (نرجس ) طهرٌ ووفا *** وأبوه العسكري نورٌ فنور

حجةٌ من حجج قد سلفوا *** وسيبقى حجة مر العصور

عمد الأرض وأسباب البقا *** حيث لولاه خشينا أن تمور

قرت الأرض يقيناً ورست *** قول حقَّ ليس بهتاناً وزور

إنه من أسرة لولاهم *** لاسما قامت ولا أرضٌ تدور

غيب الله تعالى شخصه *** وهو أدرى وله تهي الأمور

غاب لكن لم يفتا نفعه *** فهو شمسٌ لا تغطيها الستور

كم لنا من مشكلاتٍ حلها *** كم لنا حزنٌ به عاد سرور

ولكم شافي مريضاً ولكم *** خائفٍ أمنه الحر الغيور

غاب عن أعيننا لكننا *** نرتأي غيبته مثل الحضور

فذه الأحكام عنه في صدورٍ *** وعليه فلك الدين يدور

سفراه بلغوا عنه لنا *** بيناتٍ وبها تشفي الصدور

خلفٌ عن سلفٍ كلهم *** غارفٌ من بحر علم لا يغور

غيبتين قد قضى الله له *** غيبة صغري سنيناً وشهور

فانقضت بالسفرا لما قضوا *** ثم غاب الغيبة الكبرى الصبور

هذه الغيبة لا يعلمها *** في البراياغيرعلام الأمور

ص: 130


1- ديوان ( نبضات، الون ) عمر 120 -121.

فهو كالساعة لا ندري متى *** يأذن الله إليه بالظهور

يملأ الدنيا به عدلا كماً *** ملئت من قبله ظلماً وجور

فمتى يبدو لنا من أفقه *** ذاك يومٌ يملأ الدنيا سرور

فعليه الله صلى كلما *** طلعت شمسٌ وما فاضت بحور

ص: 131

یا منقذ الدين

**یا منقذ الدين(1)

الحاج عمران الشيخ فرج آل عمران

یا شهر شعبان فيك الحق قد ظهراً *** وفيك عنا جلا رب العلي الكدرا

بمولد القائم الطهر المغيب من *** قد ساد كل الوری شأناً ومفتخرا

قد شعّ نور الهدى في يوم مولده *** وأصبح الكفر هذا اليوم منكسرا

الحق منتشر والجو مزدهر *** والجور منصرم بل شمله انتشرا

والعدل أصبح في أمن بمولده *** والظلم أصبح مقهوراً ومنذعرا

لقد تعجل محتوم القضاء له *** والمجرم اليوم أمسى يلمس الضررا

إنا نبشر طه اليوم في ولد *** لولاه دین رسول الله ما ظهرا

نبشر المرتضى الكرار حيدرة *** من حارب الشرك والإسلام قدنصرا

نبشر السادة الأطهار قاطبة *** والعسكري أباه الحادي العشرا

نبشر الكل في ميلاد قائمهم *** من يقتل الكفر حتى يحرز الظفرا

إن الملائك في الأفلاك قد عقدت *** حفظ كريماً وقرت عين من حضرا

إن الموالين في أنس و فرح *** ومن يعاديه أمسى يرقب الخطرا

وفي النوادي أقامت ذكر مولده *** إلى الصباح وفيها تكرم الفقرا

يا منقذ الدين من أيدي العدو وقد *** طغى الفساد على الإيمان وانتشرا

عجل فقد ضاقت الدنيا بما رحبت *** والحق أصبح تحت الأرض مستترا

وأصبح الأمر بالمعروف منكتما *** والمنكر اليوم في أوطانا اشتهرا

فقم بإذن من المولى الكريم فقد *** ضاعت حقوقكم والحق قد سترا

متى نراك وخيل الله مسرجة *** والحق يهتف أن الحق قد ظهرا

متى نراك وأملاك السما خدم *** والنصر رفرف مسرورا ومزدهرا

متى نراك وعيسى من ورائك قد *** صلى وفي كل أمر يقتفي الأثرا

الاثنين 10 رمضان 1387ه

ص: 132


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج 1 ص 74-75.
مولد صاحب الزمان علیه السلام.

الخطيب أحمد آل خميس

طرب الحي بابتهاج وسرور *** وتفتت أطياره بالوكور

وشدى الطيري جنان بصوت *** يبعث الشوق في الفؤاد الكسير

وتهادت وسط الجنان نساء *** حاكيات توقيع لحن الطيور

يتغتين في الجنان بألحان *** عذاب كنغمة الشحرور

حين وافی بدر الهدى وأنارت *** بمحياه ظلمة الديجور

ولد المجد من سلالة أمجاد *** أب صادق وجد نذير

يا إمام الزمان في كل عام *** ننشئ الحفل مثل وراد صير

عسعس الليل عن صباح نهار *** قد أشعت أضواؤه بالنور

يا حليف الزمان ذكرك نور *** وشفاء لعلة المصدور

أنت در مستخرج من بحور *** أنت نور مولد من نور

ص: 133

في استنهاض صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

**في استنهاض صاحب الزمان (عج)(1)

الخطيب عبد الكريم آل حمود

حتى متى وإلى متى نتصبر *** والحق ضاع وساد فينا المنكر

وتحكم الأشرار قهراً في الوری *** حتى استطالوا عنوة وتجبروا

عزلوا الوصي عداوة إذ أعلنوا *** حرباً عليه وأظهروا ما أضمروا

غصبوا حبيبته البتولة إرثها *** أوصى لها فيه النبي الأطهر

وكذلك القرآن في آياته *** نصاً رواه مؤرخ ومفسر

لعنوا الوصي على المنابر جهرة *** وأميت معروف وأحيي منكر

وعدوا على الحسن الزكي تقربا *** لبني أمية وهوظلم أكبر

قتلوا حسينا وهوسبط نبيهم *** وحبيبه وهو الإمام الأطهر

وسبوا بنات محمد ما بينهم *** أسرى حواسر بالأكف تستر

قدسيروها في البلاد أذلة *** يرنو إليها حاسرات مبصر

وعدوا على آل النبي محمد *** إما قتيل أو سجين مؤسر

* * * * *

طال انتظارك يا إمام الحق *** فلكم بكل يدر دماء تهدر

الله قلبك كم تجرع غصةً *** فإلى متى يا ابن الأطائب تصبرُ

أنسيت أمك فاطما إذأجهضت *** بالباب لهفي وهي حبلى تعصر

أنسيت قود المرتضى بنجاده *** قود الذليل متعتعاً يتعثر

أم قتله بالسيف في محرابه *** وقت الصلاة لربه يستغفر

قتلوا حسيناً عكس قول نبيهم *** إذ خالفوا أقواله وتجبروا

فمتى رعاك الله تطلب ثأرهم *** إنالمرآك الجميل نحضر

فانهض فديتك ثائراً ومطالباً *** بالحق إن الحق نهج يؤثر

ص: 134


1- ديوان دمعة حزين في رثاء آل یاسین ، ص79-84.

فالظلم أصبح ظاهرة متميزاً *** حتى متى يا ابن الأطائب تظهر

* * * * *

يا غائباً ماغاب عنا ذكره *** طال الغياب وساد فينا المنكرُ

والناس إما جاهل متطرفٌ *** أو ماجن قد ساء منه المخبر

يا أيها المحجوب عنا شخصه *** الدين أمسى ضایعاً يستنصرُ

لم يبق إلا أسمه أو رسمه *** فلذا نأى عنه الكثير وأدبروا

فمتى نرى لك طلعة ميمونة *** تحيي بها الشرع الشريف وتنشر

ويعود للإسلام سابق عهده *** وعلوه والحق فيه يظهر

فالظلم قد عمَّ البلاد جميعها *** والعرف مات وساد فيها المنكر

فمتى نرى لك طلعة علويةً *** ينزاح فيها الظالم المستكبر

عجّل فإنا في ظلام دامس *** من فتنة يحتار فيها المبصر

من ذا سواك لنا فيكشف ضرنا *** أو ينقذ الحق المضاع وينصر

فانهض فدتك النفس إنك ناصر *** دين الإله وللشريعة مُظهِر

والحق في كل البلاد مضيع *** والعرف بين الناس عرف منكر

يا حجة الباري وناصردینه *** ولشرعة الهادي المطهر مَظهَر

طال انتظارك يا إمام الحق قم *** فالحق باسمك هاتف يستنصر

ص: 135

في استنهاض صاحب الزمان (عج)

**في استنهاض صاحب الزمان (عج)(1)

الخطيب عبد الكريم آل حمود

إمام العصر طال الانتظار *** وليس لنا على الهجر اصطبار

تصبرنا فمل الصبرمنا *** وليس لنا على الصبر اقتدار

أغثنا يا رعاك الله إنا *** لفي ظُلَم ولا يرجى انحسار

تحكم عصبة الشيطان فينا *** أذلونا وقد حكموا وجاروا

طواغيت الأنام استعبدونا *** ونحن لا يقرلنا قرار

وقد عم الظلام على البرايا *** وأوبقها فأظلمت الديار

وطبقت الممالك منكرات *** وعمَّ البغي فيها والشنار

وأن الناس أغلبهم ذئاب *** وقادتهم شياطين كبار

قد اصطلحوا على حب الدنايا *** ففعل الخير منقصة وعار

وأضحى الحق بينهم غريبا *** وسادالبطل وانتشر العهار

لقد غرتهم دنياغرور *** وقد هاموا بها ولهم سعار

فما لهم بأخراهم نصيب *** سوى النيران وهي لهم قرار

متى يبدو لنافرج قريب *** فينعشنا كما يبدو النهار

* * * * *

فعجّل في الخروج لنا فإنا *** لفي حرج وأنت المستجار

أهل تنسى رجالا قد أبيدوا *** بعرصة كربلا دمهم جبارُ

أهل تنسى حرائركم أسارى *** إلى الطلقاء ضرّ بها الأسار

يطاف بهن من بلد لأخرى *** حواسر ليس يسترها خمار

مآسي أهل بيت الوحي جرت *** ماسي مالنا فيها خيار

فحب الآل عند القوم شرك *** وإن ولاءهم خزي وعار

وبعض في فجاج الأرض صرعى *** تضمهم الفيافي والقفار

ص: 136


1- ديوان دمعة حزين في رثاء آل ياسين ، ص 84-91.

دماء بالطفوف لكم أريقت *** ولم يطلب من الأعداء ثار

فيا ابن الطاهرين كم انتظرنا *** لكم فرجاً وطال الانتظار

أتنسى تلك الأطهار أضحوا *** شتاتا قد نأت بهم الديار

فبعض في السجون قضوا وبعض *** شريد ماله في الأرض دار

متى تبدو بعزمة هاشمي *** وثارات الحسين لك الشعار

متى ينسلّ سيفك مشرفياً *** فتشفى فيه أفئدة حرار

متى يبدو لنافرج قريب *** فيبعثنا كما يأتي النهار

فليس سواك قطّ لنا مجيرٌ *** يخلصنا فأنت المستجارُ

فقد ساد الفساد وصانعوه *** وإن الناس أني سار ساروا

أذل الظالمون خيار قومٍ *** فسادهم أخِسّاء شرار

نفوهم في البلاد وشردوهم *** فتاهوا لا يقرّ لهم قرار

وفيؤكم بأيدي القوم تهباً *** وحقكم مباح مستعار

وقد سفكت دماء زاكيات *** أراقتها مهندة شفار

فيا ابن العسكري كم انتظرنا *** إلى أن مل منا الانتظار

أغثنا يا رعاك الله إنا *** لكالغرياء شطّ بنا المزار

فنحن المستهدفون من الأعادي *** ولم يبدو لشيعتك انتصار

حملنا الذل والضرّاء حتى *** سئمنا وطال بنا السّرار

فأدركنا عداك اللوم وانهض *** فكم لكم مع الأعداء ثار

فيا ابن الأكرمين كم انتظرنا *** لكم فرجاً وطال الانتظار

ص: 137

ميلاد الإمام المنتظر علیه السلام

الخطيب حسن آل باقر

أطل على الدنيا بطلعته الفرا *** فألقهانوراً ونمقها عطرا

فأطيارها غنت وأزهارها زهت *** وأشجارها أهتزت ومربعها اخضرا

فمهما تجل فيه ترى البشر والهنا *** ومهما تسر فيهتر النور والسرا

أطل فحيته الملائك خشعاً *** تقبله حباً وتحمله فخرا

وتهبط أفواج من الله تارة *** وتصعد أفواج له تارة أخرى

وشاركت الأرض السماء بعيدها *** فأبدت لها الأقمار والأنجم الزهرا

وأشرقت الأفلاك من نور وجهه *** وعانقت الشمس الكواكب والبدرا

فلم تشهد الأجيال يوما كيومه *** سعيداً وقد وافت بشائره تترى

أتدري لمن هذي البشائرهلهلت *** على الأفق فالخضراء تزهر والغبرا

أتدري لمن هذي البلابل غردت *** تقدم للناس التهاني والبشرا

أتدري لمن هذي الملائك سبحت *** فسلها عن المولود فهي به أدري

تجبك بأن الله أظهرنوره *** إلى الناس يهديهم لملته الغرا

يسير بهم نحو الخلود وإنه *** لأقدسهم نفسا وأرفعهم قدراً

وأغزرهم علما وأنداهم يداً *** وأعظمهم حلماً وأرحبهم صدرا

وأطهرهم قلبا وأرجحهم حجي *** وأطولهم باعاً وأطلعهم ثغرا

سليل رسول الله باعث دینه *** نمته إلى العلياء فاطمة الزهرا

ووارث علم الأنبياء ومن مضى *** ومستودع الأسرار والحجة الكبرى

به قد أتم الله حجته على *** جميع الورى فاستوجب الحمد والشكرا

إمام يعز المؤمنون بعصره *** فلا يجدون الفقرحالاً ولا العسرا

به وعد الأبرار عزة ونصرة *** وها هي في أقطارها تطلب النصرا

فليس لها راع سواه يقودها *** إلى حيث لا تلقى هوانا ولا دحرا

ومنه بنو الإيمان تصبح حرة *** ولا خير في عيش لمن لم يكن حرا

ص: 138

ويرفع فيها راية الحق بضة *** عليها جلال الله قد عقد البشري

ويمحق أهل الكفر والنصب محقة *** تبيدهم أصلا وتمحوهم ذكرا

ويجمع شمل المؤمنين تعمّهم *** من الله أنواع السعادة والسرا

وتخرج هذي الأرض من بركاتها *** وخيراتها ما تملأ البر والبحرا

فيملأها عدلاً ويغمرهاندی *** ويوسعها قسطاً ويشملها يسرا

امام حباه الله من فيض علمه *** فألبسه عزاً وتوجه فخرا

وقرية واختاره من عباده *** وأخفاه عنهم حين همّوا به غدرا

ولابد من أن يجعل الله حجة *** على الناس حتى يعرفوا الخير والشرا

ولم يخلُ عصرمن إمام وحجة *** وإلا لساخت من معاصي الورى الغبرا

ولكنه أخفاه سراً وحكمة *** منافعه للناس لم تحتجب سرا

فخوّله عبر الوجود سيادة *** وحتى حضور الوعد مڈ له عمرا

فمن قال طول العمر يعسر فهمه *** نقول له سل من قضى في الورى دهرا

فكم رجل ممن مضى طال عمره *** وأطول من هذا فسل نوح والخضرا

فلا عجب أن يبقي الله واحداً *** يتاح له الإصلاح كي يعمر العصرا

ص: 139

إشراقة فجر

الشاعر محمد سعيد البريكي

غفوت وقد لاح وجه القمر *** سطوعاً يشع بنورٍ أغر

ورفت على الكون روح السكون *** وطاف الرقاد بعين البشر

وطوَّفت في عالم الذكريات *** ومرت أمامي شتى الصور

ونبهني حلم هزني *** وذكرني بالليالي الأخر

ليالي بتُّ بها أحتسي *** كؤوس الهنا بين صحب السمر

فأطلقت شوقاً لفكري العنان *** وطافت برأسي شتى الفكر

وعللت نفسي علَّ الصباح *** يطل فيمحو ضيق السهر

وخاطبت نفسي في حيرة *** وران علي الأسى والضجر

أما آن لليل أن ينجلي *** وتشرق شمس النهار الأغر؟

وأشرفت أرقب وجه الصباح *** وصعّدت في الكائنات النظر

فصافحني النور ملء الفضاء *** وقد طال حتى سماوازدهر

ومس سناه جبين السماء *** فأخجل أنجمها والقمر

وطافت على مسمعي نغمة *** وزغردةٌ من نواحٍ اُخر

وتكبيرةٌ من وراء الضياء *** ورجعٌ يزيد جلال السحر

وساءلت نفسي في حيرة *** وأخبرني القلب لمَّا شعر

بأن السماء وروض الجنان *** وولدانها والجمال النضر

وطهر الملائك في قدسها *** على القرب قد أقبلت في زمر

تُهنئُ بيت الهدى والصلاح *** بمولد قائمة المنتظر

تهنئُهُ بالوليد الذي *** تسريل من مجده وائتزر

* * * * *

بدا وعلى وجهه مسحةٌ *** مباركةٌ من إله البشر

ونور الإمامة يُضفي عليه *** جلالاً وقدساً عظيم الأثر

ص: 140

تحدر من دوحة الأكرمين *** فجلَّ الغراس وجلَّ الثمر

سقاها محمد فیض العلوم *** وجلالها بالمعاني الغرر

تسير المكارم في كنفه *** ويصحبه الهدي أني عبر

جوادٌ إذا سح أحيا الصخور *** بإرخاء وابله المنهمر

* * * * *

أيا شعلة من ضیاء الإله *** أنار العوالم لما ظهر

ويا غائباً أخطأته العيون *** وحجَّبه الغيب حتى استتر

قلوب الهوالك ترنو إليك *** فأنت لها الأمل المدخر

ترجّيك في صبحها والمساء *** وترقب إشراق يوم أغر

لتُشعلها لافحات اللهيب *** ترمي صواعقها بالشرر

بصرخة حقٍ تُفيق الرقود *** تلعلع من جيشك المنتصر

وتعصف بالظالمين الطغاة *** وتحيي من العدل ماقد قبر

وتحيي بذاك القلوب الظماء *** ويمحوسناك ظلام العُصُر

قلوبٌ ترجيك للنائبات *** وتدعوك للحق يا منتظر

ص: 141

يوم الفرج

الشاعر معتوق العلي

شئ يوم في الكون بالأنوار *** يوم ميلاد حجة الجبار

طلعة للوليد في أرض سامر *** اءأبهى من طلعة الأقمار

شعر الناس بالسعادة فيه *** فأرشين الدروب بالأزهار

يا رجالاً في قرية ( الديه ) أحيوا *** حفل يوم كالنور في الأبصار

أنتُم المؤمنون حقاً وأنتم *** خيرة الطيبين والأخيار

من أقاصي القطيف جئنا إليكم *** نستقي منكم نمير الجوار

مثلما الأرض تستقي بالينا *** بيع فتسقى براعم الجلنار

حيث إنا وأنتم في طريق *** هدف واحد ورمز انتصار

أيها القائمون بالحفل هذا *** يوم سعدٍ مميز معطار

فلنهني به النبيين والعا *** لم طراً بأروع الأشعار

صاحب العصر والإمام المرجي *** يوم يأتي مجللاً بالفخار

يملأ الكائنات قسطاً وعدلاً *** ويعم الأمان في الأقطار

تشرق الأرض والسماوات بالأن *** وار والأرض تزدهي باخضرار

وترى الحمل يرتعي جانب الذ *** ئب وفي مأمن من الأخطار

عجل الله للإمام سريعاً *** فرجاً بعد غيبة وانتظار

الملاحة - القطيف 15/ 8/ 1425 ه

ص: 142

يوم الميلاد

الشاعر معتوق العلي

اليوم ميلاد الإمام المنتظر *** أنوار طلعته كأنوار القمر

فزهت به كل البسيطة وارتدت *** حللا ومن بركاته الخيرانهمر

جبريل في أفق السموات العلى *** يلقي البشائر عاطرات للبشر

ولد الإمام بأرض سامراء في *** يوم عظيم بالسعادة مزدهر

وتغنت الأطيار فوق الباسقا *** ت الشاهقات وفوق أغصان الشجر

تحي النفوس بلحنها فكأنها *** ألحان فاتتة على عزف الوتر

هذا إمام العصر يملأ أرضنا *** قسطاً وعدلا مثلما ملئت بشر

الله أكبريا لها من فرحة *** فلفائيبها أجرها ولمن حضر

فإلى جميع المسلمين أزفها *** بشرى فيوم مجيئه يوم أغر

يوم بنور قدومه قد أشرقت *** أرض العراق وفاض بالماء النهر

فاخضرت الصحراء بعد محولها *** فكأنما أحيا منابتها المطر

فبكل شيء من معاجزه يد *** وبكل أرض من فضائله أثر

هذا إمام المسلمين وحجة ال *** باري ومن هو للأنام المدَّخر

أو ما ترون الكائنات تزينت *** فرحاً وفوق سمائها المطرانتشر

أو ما ترون الناس ترقص بهجة *** والليل أصبح كالنهار إذا ظهر

طوبى لسامراء حيث تتوجت *** بالفخر حيث بنجل طه تفتخر

كانت مجرد بقعة مهجورة *** واليوم مأوى للبداة وللحضر

فترى جميع الناس تزحف نحوها *** من كل حدب مثل أمواج البحر

هذا يقدم للمغيب وردة *** وهدية الشعراء أبيات الشعر

فالله نسأل أن يثبتنا على *** حب النبي وآله خير البشر

الأربعاء13/ 9/ 1425 ه

ص: 143

في مولد الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

الخطيب علي آل محسن

في ليلة النصف أنداء وأنوار *** وطيب نشر كسا الدنيا وأزهار

ويوم عيد أضاء المشرقين به *** والمفربين إله الناس جبار

أعياد أنس عليناهلّ طالعها *** بالخير واليمن فالأفتاء نوار

حدائق وجنينات منظمة *** والجدول العذب بالأمجاد فوار

رقراقة الحب حب الآل صافية *** تجلى بها من عمى الغاوين أبصار

ما العيد إلا وميض من أشعتها *** ومن ضياها سمت بالنور أنوار

يا درة الدهر أنت للزمان يد *** وللخليقةإسباغ وإيثار

كم قد أطلت ولكن ما بمقدرتي *** أن أستمر فما تحويك أشعار

میلاد خاتم آل الله فيك فما *** يحويك شعر ففيك الفضل مدرار

صلى الإله عليه ما تدعدعت الص *** با وأم لبيت الله زوار

ذاك المؤمل للإسلام ينشره *** ويبسط العدل والأملاك أنصار

جاءت به نرجس للسالكين هدى *** والمؤمنون على ضوء الهدی ساروا

قالت حكيمة فيما قال ناقلها *** رواية كلها فضل وإكبار

قالت دعاني زكي النفس من *** سمقت فوق الكواكب من عليائه دار

قال اجعلي الليلة الإفطار في *** كنفي فللوصي المرجی حان إظهار

قالت وجئت وجاءت نرجس وبها *** قد أودعت من لدن ذي العرش أسرار

قالت وقمت لأورادي وسيدتي *** في نومها لم تبن للوضع آثار

وبعد ذاك تجلى نور غرة من *** يجلو الظلام فيمحى الظلم والعار

فاستبشر الدين والدنيا بمقدمه *** و فی البسيطة منه لاح إشعار

أهلا بمولد حاوي كل مكرمة *** راحت تدك به للظلم أسوار

عم الهناء بلاد الله قاطبة *** واستشعر الأنس أنجاد وأغوار

هيا نبارك عيدا لابن فاطمة *** من قد نمته بكل الفخر أطهار

ولنعطف السيرحول العتب نوقظه *** ألا يضيع لآل المصطفى ثار

ص: 144

يبنون في كل صقع مسجدا ولنا *** لم يشوا عطفا فهم بحر وبحار

وإن أردت شعوب الأرض فهي على *** جهل تموج فأفاك وكفار

هذا يروج في النادي بضاعته *** من الدعاية والأوباش تجار

وآخر يدعي علما وجعبته *** خلو من العلم لم يدركه معشار

وأنت تعلم بالباقي فأمتنا *** يجتاحها بعدما قد غبت إعصار

وفي الختام صلاة الله ما طلعت *** شمس وما هتفت في الدوح أطيار

عليكم آل طه ماست نجب *** بالبيت أو شع نور أو ذكت نار

ص: 145

غربة الروح

السید حسن ابو الرحي

لمن تنشد الأشعار يا قلب ثائرا *** أما زلت في أحلام ماضيك سادرا

تذكر أياماً تولّت عزيزة *** وتندب أمجاداً بها ومآثرا

مضى زمن فيه الشعور مقدس *** وأقبل عصر بالخلاعة سافرا

فلا قيم يسمو به الفرد في الورى *** ولا خلق يدعو إلى الحق جاهرا

تمد إلينا المغريات حبائلاً *** فيا عجباً لم تلق منا أظافرا

ويا عجباً إنا اتخذنا من الهوى *** بديلاً ولم نلفت إلى الدين ناظرا

كأن رسول الله ما جاء بالهدى ** وما كان للوحي السماوي ناشرا

ولا أشرقت في الكون أنوار وجهه *** مبددة جيشا من الجهل كافرا

لماذا نعيش اليوم في أسر غرية *** تقطع أوصالاً لنا وأواصرا

وتُبعدنا عن منهل الروح مورداً *** نفوس أبت إلا الرذيلة آمرا

فترجع ظمأي في أسى وتحسر *** وقد بلغت منا القلوب الحناجرا

أما آن أن نحيا كراماً أعزة *** على الكفر لا نرجو سوى الله ناصرا

لماذا لغير الله نحني رؤوسنا *** وقد أيقظ الإسلام منا الضمائرا

ألسنا بتبليغ الهدى خير أمة *** فكيف رضينا أن نكون الأواخرا

وكيف رضينا كالنعاج تقودنا *** ضباع أماكنا أسوداً كواسرا

إذا المرء لم تزجره آلام شعبه *** فليس له إلا المنية زاجرا

ألا أمل في دولة وحودوية *** فيالقُها تحيي من المجد غابرا

يحطم أحلام الأعادي صمودها *** ويهوى لها عرش الطواغيت صاغرا

ويرهبها المستعمرون ومن مشى *** على دربهم مستكبرة أو مناصرا

يقوم على العدل الإلهي هديها *** ويشدو بها داعي المحبة ذاكرا

الاثین 10/ 5/ 1385 ه

ص: 146

ذكرتك فاهتزت شعور

**ذكرتك فاهتزت شعور(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

اُجلك مولى لا يحيطُ بك الفكرُ *** فماذا يقول الشعر عنك أو النثرُ

وُلدتَ فطيب الحياة وأهلها *** فلم يبق شبرلا يضمخه عطرُ

ذكرتك فاهتزت شعوري فرحة *** وغنّى ابتهاجاً يوم مولدك الشعر

وكبرمشتاق وهلَّلَ مؤمنٌ *** ورئل بشراً يوم مولدك الذكرُ

فلم أر مكروباً ولم ألف عابساً *** أرى كل ثغر بالبشاشة يفترُ

فذكرك يا مولاي أحلى قصيدة *** تباهي بها سمع وغنى بها ثغرُ

تقدستَ نفساً شرف الله ذاتها *** مكارمها جلى وأفضالها ثرُّ

تجلّت على الدنيا مطالع نورها *** ففي كل أفق من مطالعها بدرُ

تدور رحى الدنيا على قطب فض *** لها فلولاهُ ما دارت وقرَّ لها أمرُ

ونادت جميع العارفين بوحيها *** ففي كل عقل من معارفها سفرُ

لقد أمطرت دنيا الوری بعلومها *** فأزهر واديها وسال به القطرُ

وأعطت وما ملت وغدت وأغدقت *** فلله نفس لا يمر بها فقر

أجلك - يا مولاي - فضلاً وحكمةً *** وعلماً تناهى أن يقاس به البحرُ

أعرني بياناً إن شعري لقاصرٌ *** وفضلك لا يرقى إلى وصفه شعرُ

أجلك لا يأتي الزمان بواحدٍ *** سواك به كل الخلائق تسترُّ

أطلَّ علينا فالزمان بجوره *** سقانا كؤوساً طعمها علقم مرَّ

صبرنا على أن لا مجال لصبرنا *** فما حالنا من بعد ما نفد الصبرُ

وهل يشتفي المكروب مما ينالهُ *** إذا لم يُداويه طبيب له خبرُ

وأنت الطبيب المرتجي لعلاجنا *** فحتى متى يا سيدي يكشف الضر

نردّد يا مولاي في كل لحظةٍ *** متى ليلنا الداجي يبدده الفجرُ؟

متى أنت فيما بيننا تنشر اللوا؟ *** متى ينمحي في عهد دولتك الكفر

متى تشهد الآفاق أوسع دولة؟ *** يحفُّ بها جندُ سيوفهم بُترُ

ص: 147


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

أناجيك مولوداً وأدعوك ناشئاً *** وآتيك مشتاقاً يطيرُ بي البشرُ

لأنك مذخور لتحقيق دولةٍ *** بها أخبر القرآن والسادةُ الغرُّ

فأنت بدنيانا أمانٌ ورحمةٌ *** وأنت لنا في العالم الآخر الذخرُ

أجرنا فدتك النفس من قسوة الع *** معدي فأعداؤنا أدني مواقفها القسرُ

نُصارعها والموتُ ملء عيوننا *** مصارعة العصفور مزقه الصقرُ

وما الذنبُ إلا أننالك شيعة *** وليس لهذا الذنب عفو ولا عذرُ

اُناجيك - يا مولاي - فارحم مُدلها *** يؤرقه هم ويحرقه جمر

ألا نظرةٌ ياسيدي أشتفي بها *** فميلادك المعطاء خيراته كثرُ

أجبنا فصوثتُ القدسُ صرخة ثائر *** تنادي .. أما للقدس منتقم حرُّ

عليها بنو صهيون " ألقت بثقلها *** فلم ينهها ردعُ ولم يثها زجرُ

وأنت لها يا صاحب العصر منجدٌ *** وحصن حصينٌ لا يهدمه الدهرُ

فيا أيها البدر المنير تحية *** إليكَ ونور البدرِ ليس له سترُ

بوجهك وجهُ الكون جذلان ضاحكا *** وترقص أفراحاً بك الأنجم الزهرُ

يحييك فينا الطفل والشيخ والفتى *** تحييك في الأرض المناهل والزهرُ

يحييك مثوى أحمد ووصيه *** وبضعه الزهراء والبيت والحجرُ

يحيي يوم للحسين بكربلا *** مرابعه خضر وأيامه حمرُ

وكل شهيد قبّل السيفُ نحرهُ *** فسيرته عطروتاريخه فخرُ

أبا صالح شعري ونثري ومدحتي *** فعذراً أيها الواهبُ الطهرُ

عطاؤك - يا مولاي - ليس تحدّهُ *** حدودُ وشعري ناضبٌ بحرهُ جزرُ

مدحتك تعبيراً عن الحبَّ خالصاً *** ولم يفرني تبرُّ بمدحك أو قصرُ

ومنك - إمام العصر - أرجو قبولهُ *** لي الأجر فيه سيدي ولك الشكرُ

ص: 148

في الإمام المهدي (عج)

**في الإمام المهدي(عج)(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

بعد عامين فيهما جفّ شعري *** عدت أسقيه من ينابيع فكري

وبأفق الحفل الذي لم أحلق *** فيه عامين عاد يشرق بدري

لا تظنوايا لجنة الحفل أني *** لست أهواكم وإن طال هجري

فمجيئي لكم دليلٌ جلي *** أنكم أخوتي وموضع سري

ولقائي بكم وسام رفيع *** أتباهى بوضعه فوق صدري

جمع الله بيننا في احتفال *** الإمام بمدحه ازدان شعري

رتلوا المدح فيه فالمدح فيه *** الوعدلناه باللئالئ يزري

كلمارفّ في المسامع منه *** بيت شعر جلا بلابل صدري

حبة الأنس في حياتي وذخري *** عند موتي ويوم بعثي لحشري

لست أرضى لغير آل رسول الله *** مدحاً فمدحهم خير ذخرِ

كيف أستبدل المعزة بالذل *** وأستبدل التراب بتبري

سيظل الزمان ينشد أشعاري ** فخوراً وآل أحمد فخري

إن شعري من منهل الحب *** أسقيه فيروي ومن عطاياه يثري

يا إمام الزمان يا حجة الله ويا *** فخركل جيل وعصر

ما مديحي إلا دليل ولائي *** وبه يرتقي لدى الله قدري

جئت أشكوا إليك ما أنت يا *** مولاي مني بكل ما فيه تدري

فرق الخلف جمعنا فترانا *** نقتل الوقت بين كروفر

ديننا دين أحمد وكتاب *** الله دستورنا لنهي وأمر

فلماذا الخلاف والخلف سيف *** إن تجرده للعقيدة يبري

فمتى سيدي نرى لك يوماً *** لانُرى فيه غيرخيروبر

هل لنا نظرة لطلعتك الغراء *** يجلى لنا بها ألف بدر

سيدي قد علمت أنك معطاء *** فجد لي بها ولو بعض عمري

يا وليداً في النصف من شعبان *** ولكن نداه كالنهر يجري

فجر ميلادك المبارك فجر *** فاق ياسيدي على كل فجر

ص: 149


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .
أمل العصر..

الشاعر علي عبد الله التاروتي

كيف لم لا متى لماذا حيارى *** فيك يامن أخرت للآل ثارا

أوّ صبراً ؟ وما اصطبارك عذرٌ *** هاهو الصبر لا يطيق أصطبارا

أوَ صبراً يغري أمية فيكم *** كلما غبت زادها استكبارا

أوَ صبراً وذا المحرم حشرّ *** لا ترى الناس فيه إلا سكاری

هم سكارى وماهم بسكارى *** إنما عاشرالمآسي أغارا

بجيوش الأحزان قد عاد غضّاً *** وكما كان للحشاشات نارا

صارخاً نادباً لجدك يحكي *** لك يا سيدي الذي فيه صارا

لك يوري أبا الترات فؤاداً *** ثم يجري منك الدم المدرارا

وينادي بمفجعات تدّوي *** عاصفات تستنفر استنفارا

الغياث الغياث بالله عجَّل *** الوحاء الوحاء البسدار البدارا

فاتك الثأر سيدي أو فحربٌ *** لا تبقي لحربكم ديارا

إن تذرهم لن ينسلوا اليوم إلا *** كيزيد أو فاجراً كفارا

فالقصاص القصاص فالثأر يغلي *** مارد ملَّ سيدي الانتظارا

لم يعد بعد غيبة الدهر إلا *** كالبراكين كلماهاج ثارا

* * * * *

أمل العصر أنت بالخطب أدري *** فلماذا لا تقتضي البتارا

وتذيق الألى أذاقوك غيضاً *** وأبادوكم صغاراً كبارا

و وعلى الدين أشعلوها حروباً *** وتفانوا ليطفئوا الأنوارا

هل تناسيت سيدي ؟ ألف حاشا *** لست تنسی باب الهدى والجدارا

يوم لاذت بالباب أمك ترجو *** أن يراعي ذاك الجفاء الجوارا

لم يكن يحسن الجوار ولكن *** كسِّر الضلع أنبت المسمارا

لطم العين أشبع المتن ضرباً *** أسقط النور أضرم البيت نارا

هتك الخدر أظهر الغل جهراً *** مرِّق الوحي كذَّب المختارا

أسس الظلم أتخم الدهر جوراً *** سلب الحق لبَّبَ الكرارا

ص: 150

و لقتل الحسين مهد حرباً *** فيزيد لولاه ما كان صارا

من يزيد ومن هو ابن زیاد ؟! *** أو لم يولدا بنادي السكارى ؟

* * * * *

سيدي صاحب العَزا أنت أدرى *** وبما أحدثا وماقد أثارا

غير أني أستنهض اليوم قلباً *** فيك لوهاج أدرك الانتصارا

غير أني في حيرة لست أدري *** أو ذا اليوم تحمد الاصطبارا

فلماذا لا تُستثار بيوم *** فيه خطب للكائنات استثارا

هيّج العالمين إلاك ؟ كلا *** يا ابن من لم يزل يخوض الغمارا

يا ابن من قاد نهضة لا توارى *** يا أبن من في انتصاره لا يباری

يا ابن فتح الفتوح یا ابن حسين *** مَن إلى الآن يخلق الأحرارا

يا ابن من للإسلام خلّد نصراً *** وشموخاً وعزة وازدهارا

يا ابن من للأجيال ألّف سفراً *** بمداد الإبا وحبر الغيارى

يا ابن من خلّد الخلود بيوم *** ملك الدهر طوَّعَ الأقدارا

يا ابن من.. يا ابن من ولو قلت دهراً *** يا ابن من لم أرتل المعشارا

فأغثنا يا ابن الكفاح وعجّل *** سيدي وارفع الحسين شعارا

أذِّن اليوم يا لِثارحسينٍ *** لنغني لبيك لبيك ثارا

ص: 151

ميلاد الإمام المهدي

الدكتور إبراهيم الدبوس

أئمتي اثناعشر ***أوصى بهم خير البشر

وهم ولاة أمرنا *** رغم على من قد نكر

أسماؤهم تشع في *** قلوبنا مثل القمر

بهم نناجي ربنا *** نهارنا وفي السحر

أولهم حيدرةٌ *** ومن به الدين انتصر

وبعده الزكي مَن *** بصلحه الدين استقر

ثم الحسين من إلى *** دين النبي قد جبر

وبعده السجاد من *** لدين جسده نصر

فباقر العلم الذي *** لدين أحمدٍ نشر

وبعده الصادق من *** لولاه ماصح خبر

وكاظم الغيظ الذي *** لولاه ديننا انحسر

وبعده الرضا الذي *** زاح عن الدين الضرر

ثم الجواد من به *** دينُ الإله قد ظهر

وبعده الهادي من *** بهديه الدین ظفر

والعسكري بعده *** ومن به الدين انجبر

وبعده محمدٌ *** إمامنا الثاني عشر

ملاذُنا في عصرنا *** إذا دهانا أيُّ شر

خليفةُ للمصطفى *** وحجةُ على البشر

وهو على غيبته *** يحفظنا من الخطر

ونوره قدشع ما *** بين البرايا كالقمر

فحقَّ أن نعلن می *** لاد الإمام المنتظر

ونعلن الأفراح في *** أسفارنا وفي الحضر

ونمزج الفرحة ب *** الولاء من دون كدر

ص: 152

مجددین بیعة الك *** رار في اليوم الأغر

مهنئين المصطفى *** وآله خير البشر

یا صاحب العصر متى *** يرى محياك البصر

وقد حففنا بك في *** خير عتادٍ ونفر

وقد قطعت دابرال *** كفار من غیرحذر

وقد رأينا بركا ***ت مابه العين تقر

حتى نقول الحمد لل *** ه فأمر الله قر

11/ 8/ 1425 ه

ص: 153

انتداب الحجة (عج)

الدكتور إبراهيم الدبوس

متى أرى مولاي ما بيننا

يشع مثل القمر الأنور

ينشر دين الله في أرضه

ويرفع العسر عن المعسر

يأمر بالمعروف ما بيننا

كالمصطفى وجده حيدر

يقضي على الرجس وأشياعه

ويظهر الحق إلى المبصر

فنحمد الله على هذه الن

عمة من ربُ الورى الأكبر

يا ربنا بحق ساداتنا

فرج عن المهموم والمقتر

واغفر لنا ذنوبنا كلها

و إذا بعثت الكل في المحشر

وصيار على أحمد

وآله ذي الشرف الأظهر

27/ 4/ 1426 ه

ص: 154

الإمام صاحب العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

الدكتور إبراهيم الدبوس

إمامي صاحب العصر

جميل الذكر مصدری

إذا ما ضاقت الدنيا

بعيني من بني دهري

تدفق حجة الباري

كنهرفي دمي يجري

نزال الهم من قلبي

وصار اليسر أمري

* * * * *

فلاتنسَ إمام ال

و عصر في العسر وفي اليسر

يراعينا طوال ال

وقت عن بلوى وعن عسر

يواسينا مع الإخ

وان في الأتراح والضر

ويزهر سيد الأك

وان في الأفراح كالبدر

ويدعو الله للأت

باع في السر وفي الجهر

27/ 4/ 1425 ه

ص: 155

من وحي الخلود

الشاعر جمال رسول

هذا هو اسمها والدليل الذي هداني إلى عنوانها ، فالخلود هو طموح الإنسانية الكبير وغايتها اللازمة، إذ أنها لم تخلق للفناء ، فهي منذ ساعاتها الأول، منذ يومها الأول، يوم كان الإنسان فرداً على وجه هذه الأرض الجميلة، يقبل مباسمها يرتشف من رضابها ويهمس في آذانها ، وحتى تفرعت منه أغصان السلالة البشرية في أقطارها تسن نظم البقاء لحياتها، وبعد أن عبرت في مسيرتها الزمنية عوالم التاريخ ، ونقبت أرجاءه واستكشفت عوامل التغير فيه ، ومنذ أن حطت عليها رسالات السماء وانتخبتها بين الوجودات لتكون ممثلتها في عمق هذا الكون، وهي (أعني الإنسانية ) هي لم تزل حالمةً بذلك العالم الجديد، لم تزل حالمة بذلك اليوم المشرق السعيد حيث ترسل الشمس أشعتها الذهبية في خطوط النور الذائبة في نفحات حب الوجود، وحيث تضع قبلاتها الدافئة الشقراء على وجنات الحياة، متوهجةً شوقاً في أحضان الطبيعة، ورافعةً شعار الحب حيث أسمى معاني الإنسانية ، وإذا الوجود يهتز كله طرياً ويميس فرحاً الينتظم عقداً على عنق الحياة في جواهر العشق الثمينة، ويبعث إيحاءاته بالخلود ، فمن وحية وحي الخلود ومن وحي الخلود : تطوف بخلدي فنون الصور .

تطوف بخلدي فنون الصور *** وأحلام حب جميل الذكر

ونشوة فكري تضيء كما *** تضيء النجوم بوقت السحر

وتبصر عيني جمال الوجود *** ومجد السماء وراء القمر

وأبسط كفي فوق الربی *** لتهتز في شرفات الشجر

وأهتف بالطيرفي وكرها *** فتسمع صوتي كلحن الوتر

وتنهض معلنةُ شدوها *** وتلثم جهراً ثغور الزهر

وتجمع في الظل بين الرؤی *** طيوف السعادة بين البشر

وتقطرمن نغمات اللقاء *** طلائع فجر بلحن المطر

وتسقط في بسمة في الندى *** علائم حب شهي الثمر

وتشرق يوم تعود الحياة *** بأحلام ورد شفاء درر

ص: 156

تعانق أشواق عطر الزهور *** تغني علي خفقات الوتر

وفي رقةٍ مثل همس النسيم *** تناجي الخلود بسر القدر

وتبعث بالرسل في فترةٍ *** ترنم فيها بنغم الفكر

تبشر جهراً بسرٍ قديمٍ *** ألحّ به النور حتى ظهر

أباحت به ذكريات السنين *** وجوداً على الكون لم يستتر

تؤمله عالماً للخلود *** جديد المرايا جميل الصور

هو الكون أضحت به الأمنيات *** سمات الحياة بعهدونضر

ففتحت الأرض أجفانها *** وماست لعالمها المنتظر

وحفّت عليها زواهي النجوم *** تهنئها بابتسامِ القدر

ولفَّ لها ماسةً من سنّي *** تألق فيها ضياء القمر

وتمشي على خطرات الزمان *** مجدا يؤرخ فوق العُصر

وتضحك آمالها في المدى *** وتنمو عليها أمانٍ كُبر

وفاح الربيع بعطر الزهور *** وردد أنفامه في البشر

ورددت الكائنات النشيد ال *** مقدس في العالم المزدهر

يباركها سمع حب الحياة *** وروح الكفاح الطموح الحذر

أردنا الحياة ، أردنا البقاء *** أردنا الخلود بوقع السور

أردناك ياسيدي بيننا *** أردنا العدالة أن تنتشر

تحلق فوق رؤوس الجبال *** وتهبط في الأرض بين الشجر

وتخفق في الناس خفق الرعود *** وتعصف بالجور بين الحفر

فيا أملاً بكيان الوجود *** وقلب الزمان ربيع النظر

ويا أفقاً لاح للناظرين *** بسر بھاء بديع الصور

لتعلن في الكون أن الحياة *** يرف عليها جمالّ أغر

شعبان 1411ه

ص: 157

فرح يذكرني بحزن

الشيخ عبد الكريم آل زرع

سری ولهيبُ الشوق في قلبهِ جمرُ *** يغذُّ بهِ الوجه المبرحُ و الصبر

سرى والنوى أضناهُ وابيضّ رأسُهُ *** وأيُّ فتىُ لم يبرِأحشاءَه الهجرُ

سری مثقلاً يطوي القفارَ مجرحاً *** بسيرُولكن لا يطاوعهُ السيرُ

وفي كلِّ جرحٍ قصةٌ مُدلهمةٌ *** وحادثةٌ يخزي على وقعها الدهرُ

سری مُدجياً والشمعُ ذابَ جميعهُ *** وداجي الجوى ما لاح في اُفقه بدرُ

كأنَّ دجى الأحزانِ أشباحُ غابةٍ *** تمرّشس في أنيابها الحمُرِ السُعرُ

إذا صفرت فيها الرياحُ يخالُها *** فحيحَ أفاعٍ صالَ في جوفها الذعرُ

سری حاملاً في كفهِ قلبَ أمةٍ *** تناهبهُ الظلمُ المقنَّعُ والجورُ

وفي عينهِ التاريخُ يصرخُ معولاً *** ولكنما نيطت على ثغره الخُمرُ

ويصرخُ فيه الهمُ والضيمُ والأسى *** ويصرخُ فيه الصبرُ والثارُ والمرُ

وتعرفُ فيه الحادثاتُ مكانها *** ويسكنُ في دنيا وداعتِهِ الضرُ

يلاحقهُ شرُّ الزمان بناره *** فيالك من خيرٍ تعَشَّقه شرُ

أسرَّ حديثاً للفؤادِ ونفسهِ *** وفوجىء بالله أن لطمَ الثغر

وليس حديثُ النفس في الشرع جائزاً *** ولو أنه في الواقع المستوي سر

ولا الفكرُ مسموحٌ وحين تشلهُ *** مهابةُ سيفٍ قد يموتُ بها الفكر

وسار فريداً لا يلوذُ بمرفأ *** وأنَّي إليه والسرى مهمةٌ قفر

تصرمهُ الأيامُ وهو يخدُّها *** وقد يرتمي في كفَّ صاحبهِ العمر

إلى أن أتی أرضَ العراقِ كئيبةَ *** وقد شخبت من قلبها دورها الحمر

تلفت يستجلي حقيقة أمرها *** وقد يتجلى من ظواهري الأمر

فشاهدَ أطلالاً تدُك كأنها *** أعاصير ما أبقى على أهلها العصر

فشد لسامراءَ وهو مُحمُّلٌ *** شكاياتِ لا يقوى على حملها الظهر

ص: 158

وما أن وطت رجلاهُ قُدس تُرابها *** تسامت له روحٌ وشام له قدرُ

ولاح لهُ مرماهُ في حالك الرؤى *** كطيف خيالِ لا جليُّ ولا غمرُ

رأى نفسهُ في الأفق تخفقُ بهجةً *** كما صفقت في روضها بهجةً طير

ومن لمحت عيناهُ أنوارَ مشهدٍ *** على كل جنبٍ فيه يشتعلُ التبر

كأن سنا الآمالِ في ومضاتهِ *** تاهت له ذكرى وحان لهُ فجر

ولامسَ كفاهُ الضريحَ وقلبُهُ *** يفورُ جوي أودى بسودائهِ الحر

وبادلهُ عند العناقِ صبابةً *** رماها هجيراً من حرارتهِ الهجر

يلحُّ عليه اللثمُ حتى كأنهُ *** ترشَّفَ منه ما يعادلُهُ البحر

فبَّردَ ثغراً والفوادُ مضرَّم *** فلا ذاب ثلجُ الثغرِ أو طُفِئَ الجمرُ

تناسى بتلك الحالِ كلَّ همومهِ *** وهل بعد سُكرِالملتقى في الهوى سكر

راه كما لو كان شفَّ جمالهُ *** وأفته من نوره الحسنُ والسحر

وكم من حبيب لا يرى وخيالُهُ *** كفيء إذا ما ضمهُ الكوخُ والقصر

فإن دُسَ في جوفِ الترابِ أراكة *** بكلِّ صفاتِ الحسن في حقه القبر

فعاود لثم القبرِ يستافُ عِطره *** وعطرُ حبيب القلب ما مثلهُ عطر

وحدِّق في جوفِ الثرى بفؤاده *** وللقلب عينُ يستشفُّ بها الدَّر

فشاهد ما يستنفذ الحبرَ وصفُهُ *** ولو أن ماء البحرِ في رحبهِ حبر

حدائقَ غناءَ تمورُ كأنها *** حقولُ أمانٍ تاه في كُنهها الفكر

ومن تحتهانهرُ من الشهدِ سائغُ *** ومن خمرِها يجري بجانبه نهر

وفيها من الغيد الحسانِ كواعبُ *** عليهنَّ سحرُ العين استبرقٌ خضرُ

يرف لها طيرُ يميسُ لها زهرُ *** يطيبُ لها ثغرٌ ويحلوبه خمر

تمنى وملءُ القلب شوقٌ وحرقةٌ *** إذا كان ذا حظي فلا طال لي عمر

إمامي ومولاي العظيم ومنجدي *** إذا راعني في طوق أهواله الحشر

أتيتك يا ابن الطاهرين مهنئاً *** ومُلؤُاهابي من سعادته بشر

أتيتك في ذكرا أستبق الخطى *** مغذاً وجوفُ الليل مسلكي ستر

ص: 159

وقلبي دليلي للحبيب بخفقهِ *** كأنَّ فؤادي وهو في عجل طير

أتيتك مسروراً بمقدمك الذي *** توجّسَ من أنوار طلعتهِ الكفر

أتيت أهني والعوالمُ كلُّها *** تهني وكل الكون في بهجةٍ غمرُ

سرور له الدنيا تميس سعادة *** ويشدو بها طيرويزهو بها زهر

إليك أبا المهدي دوت حناجرٌ *** وقد بات مألوفا على مثلها الحَجر

إليك لقد ملَّ المدى من صراخنا *** وصُبَّ بأذان المدى والدُني وقر

لكم نترجَّي غصنك الفذ والذي *** ينامُ على كفيهِ صارمهُ الحر

وترقبه كلُّ الدني أملاً لها *** إذا ماقسى دهرومزقها عصر

إذا نابها من قسوة الظلم نائبُ *** وشاك لها في سيرها مسلك وعر

اُنتيكَ أن الدهرَ جارَ وأنهُ *** تمادى فلا برُ يجيرُ ولا بحر

انَبيك أن الظلمَ أرخى سدوله *** وصال على الهامات في الظلمةِ القسر

أنبيك أن الآهَ ضجَّ بها المدى *** وأن الأسى لم يبقَ في كاسهِ قطر

أنبيك أنّ الأرض نهبُ مضيع *** وليس لنا فيها ذراع ولا شبر

متى تشرع الرايات يسري بها الهدى *** ويبسم في إخفاق رونقها النصر

9 ربيع الآخر 1414ه

ص: 160

لإیثار

الشيخ عبد الكريم آل زرع

غيث السما في معاني الحب مدرار *** بكل قلب محب هاج تذكارُ

يا بهجة نسجت فينا سعادتها *** ينساب فيها هوى كالشهد يشتارُ

إشراقة الأمل الأسمى الذي رسمت *** في كفه حين خط اللوح أقدارُ

بطلعة شخصت بشراً لها مقل *** تحار فيها أسارير وأوطارُ

وهيبة تتوارى في شمائلها *** كواكبُ وقناديلٌ وأقمارُ

لما أطل تجلت ألف معجزة *** في وصف أيسرها الأقلام تحتارُ

أطل نوراً ولكن لا يحاط به *** شطّت به عن عقول الناس أسرارُ

إنا لنقصر عن إدراك أنفسنا *** فكيف فيمن همُ بالعرش أنوارُ

كم رتلت أحرف المهدي في فمنا *** تذوب فيها تسابيح وأذكارُ

نجوى ترتلها ياسيدي مهج *** تأتمُّ ولهی بها دوحٌ وأنهارُ

تجوب نجواك من جوف الدجی سحراً *** لها خيوطُ شعاع النجم أوتارُ

أنبيك عن سَحَرٍ أنَّا نجلجله *** دويَّ عشقٍ ترامت فيه سُمَّارُ

إنا سحبناه حتى استوقفته لها *** ساعات فجرٍ وكاد الليل ينهارُ

فريثما يتولى ذو الفقار *** يحياه فجر كما يحيی به جارُ

أعاقنا السحر الممتد عن غده *** متى ببسمتها تبديه أسحارُ

إيثارنا في كثير من رغائبنا *** إلا لرؤيتكم لم يبق إيثارُ

سار الأنام بما يهوون من لعب *** مآلها أنها تربٌ وأطمارُ

أمَّا الموالون ماسكت قلوبهم *** إلا بحبك إن حلّسوا وإن ساروا

إياك يا مزجي العُتبى على عتبٍ *** نهوى أيكفي المحبَّ الصبّ إصرارُ

لك الولاء حملناه بأفئدة *** وكم تضيق به في الأرض أقطارُ

ما صدنا الظلم عن نور الولاء وما *** أمالنا إننا في الحب أحرارُ

ص: 161

ليرسم الحب في معناك آيته *** تتيه فيها خيالات وأفكار

أمشهد ركعت كل الشموس به *** لنوركم وانحنت بالخلد أشجارُ

وبالشقائق حبات الندى سجدت *** ومائسات بها وردُ وأزهارُ

كما تصلي بها شمُّ الجبال كذا *** صلت بها بزلال الماء أنهارُ

أم لوحة كل لون فيه من زخم *** مالا توفيه أنباء وأخبار

يا سيدي كونتالونمنمته يدي *** كون على الشاطئ المحمر موارُ

به من الوجد من آهاتنا حمم *** به دماءُ به دمعُ به نارُ

به صبابة وجد الانتظار أسى *** يزيد من لفحة العاتي تذكارُ

كون تمازج في أحشائه همم *** يموت في وجهها لفح وإعصارُ

كون تشرب يا مولاي من مهج *** خطته من لونها بالقلب أشعارُ

للانتظار بنایاسيدي ألم *** صبابة ولة بوح وإضمار

وهم اثاقلت ساعاته ألماً *** كأنه لرزايا الدهر مضمارُ

به دماءُ زكت ما راعها خذم *** على شباه صليل الرعب سيار

ومدمع حارق ريا النجيع به *** لزورق العشق في رياه إبحارُ

لو شئتُ يا سيدي أوریت نار حشا *** لا زال في الصدر منها اليوم آثارُ

لقلت ياسيدي والقلب ملتهبُ *** قولاً تسطره في بابها الدارُ

من مفردات لها اهتز الوجود وقد *** أوهت نجوم السما من فحها النار

أزيزهايا ولي العصر ذو شعب *** أني التفت لها ويل و أخطار

أكلمة هاكها مني على مضض *** تحشرج الصدر منها وهي "مسمار"

إن الذين هم رهبان ليلهم *** وبالنهار ليوث الرعب أنصار

ما ألهب البين فينا غير عشقك هل *** إلاك في الروح آمال وآثارُ

نصف شعبان 1424ه

ص: 162

وللحب موعد

الشاعر بدر الشبيب

ليل وسور وأفق مابه قمرُ *** ونحن في لهفة العشاق ننتظرُ

ما اجتاحنا اليأس والأزمان تصلبنا *** وما تمدد في أعصابنا الخورُ

نخبى الوعد في أعماقنا قدراً *** في كفه الفجر والزيتون والمطر

وإن ألم بنا الإعصار كان لنا *** كهفأ على بابه الإعصار ينتحر

يا موعد الحق يا ميلاد أمتنا *** متى يرفرف فيأجوائنا الظفر؟

متى تجيء ؟ فإن الجور منتفس *** والعدل منكمش والغبن منتشر

والصب في البعد لا صبريهدهده *** يكاد من فرط ما يعدوه يحتضر

ويعجبون إذا قلنابنا ظماً *** كأنه الشرك ذنب ليس يغتفر

ويسخرون لحب في ضمائرنا *** وما ابتدعناه بل جاءت به السور

ونحن باقون ما انهارت عزائمنا *** نلملم القلب إذ بالحزن ينشطر

ونغرس الحب أوتاداً وأعمدة *** وتحت خيمتها نسمو وننصهر

نشتاق يوماً له الآمال مسرجة *** تهفو إليه وفي أحداقها العبر

* * * * *

يا من يحاول أن يجتثَّ من دمنا *** عشقاً بمصرعه الإسلام يندثر

فتش عن الحب في التاريخ تلقَ بنا *** بكل سطر شهيداً غاله أشر

هذا رشيد وهذا ميثم ذبحا *** في ساحة العشق والأشواق تستعر

وذاك حجرله في كل جارحة *** فم يردد أن الحقد مندحر

فم يؤكد أن الحبَّ تضحية *** لا يعرف الحب من صدره حجر

* * * * *

يا من يحاول أن يجتث من دمنا *** هذا الولاء تريَّث فالهوى قدر

ما ذنبنا أننا من قبل مولدنا *** نهتزَّ شوقاً لذي القربى إذا ذكروا

من عالم الذر هذا الحب يحضننا *** ونحن في حضنه نغفو وننصهر

أتسأل البحر أن يغتال زرقته ؟؟ *** إن الذي تبتغي في عرفناهذر

إذا انتزعت احمرار اللون من أفق *** فخذهوى من فؤاد شفه السهر

ص: 163

یا باسط العدل

الشيخ مهدي المصلي

فجراً يشق ظلام الليل ننتظر *** في مولد بجلال الله مزدهر

يعود فيه لآل الله حقهم *** ويستجيب لربان الهدى القدر

وتنضوي تحته الرايات مشرقة *** يزفها الحب والإخلاص والطهر

ضمیرها الأبیض الوضاح یدفعها *** إلى الجهاد في سعي نحوها الظفر

نصر من الله للساعین یغمرهم *** وكل ساع إلى العلياء منتصر

جاء النبيون والآيات تلهمهم *** أن الهدی برسول الله منتشر

وجاء أحمد والقرآن في يده *** يتلوعن الله ما جاءت به النذر

وقال إن هدى القرآن سوف يرى *** نوراً على الأرض يخشى بطشه الخطر

ستملأ الأرض قسطا بعدما ملئت *** ظلماً وضراً فيُمحى الظلم والضرر

وحينما يشرق البدر الذي استترت *** أنواره فظلام الليل يستتر

إن الظلام زهوق من طبيعته *** فكيف يبقى إذا ما أشرق القمر

ياسيدي هذه أرواحنا ملئت *** شوقاً إليك وقلب الحب مستعر

إنا نؤمل يوماً أنت قائده *** فيجتني من جنان الأنبيا الثمر

إنا نؤمل يوماً كل عالمنا *** عليه من حكم آل المصطفى أثر

فيه الإمام وشرع الله منهجه *** قد اقتدى بعلي حكمه العطر

فيه السلام على الآفاق ساطعة *** أنواره وطيوف الحزن تندثر

فيه نورد غصن للهدی نضر *** وكل غصن رأى أنواركم نضر

متى الظهور فإن الأرض قد خرجن *** خيراتها فمشى في قفرها الشجر

وأخرجن من حشاها نور عالمها *** لكن به عم في أرجائها الخطر

متى الظهور فإن السحب ناظرة *** أن تحيي الأرض إذ لم يحييها المطر

ص: 164

متى الظهور فأنت الورد والصدر *** وأنت تعلم ما لا يعلم البشر

يا منقذ الشرعة السمحاء من خطر *** هيهات يدركها في ظلك الخطر

ويا منفذ شرع الله يا عبقاً *** تضوع منه القرون الزهر والزهر

يا من يمن على الدنيا بطلعته *** فتجلي صور إذ تمتحي صور

ويا معيد الرسالات التي نهضت *** ليرتوي من شذا ألطافها البشر

ويا مضيئاً دروب الحق يا وهجاً *** إشعاعه رتلته الآي والسور

یا باسط العدل يا ينبوع رافده *** یا من به العدل والإنصاف يفتخر

متى الظهور فكل الخلق منتظر *** يوما يمتع في أنوارك البصر

جزيرة تاروت 21/ 8/ 1411 ه

ص: 165

الحائرة

**الحائرة(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

هل من خليل أنس بتشوقي *** لمطالع المهدي ذي الأنوار

لنصاحب البيد القفار نرومه *** في المشمسات ولجة الأمطار

ولنُسمعن فؤاده رغم النوى *** ألفا تحية مضرم الأقدار

وأقول: يا ابن الطيبين أجب أجب *** فلقد أتيتك هاجراً لدياري

فورب وعدك ما رأيت الناري *** شبهاً يذيب جلامد الأفكار

ما زلت أبحث في الورى عمن له *** شفف بقربك دائم الإسعار

من لا يمل من الحديث إذا غدا *** قلب يذيع نفائس الإضمار

من ذاكروك؟ بأي شيء فليكن *** مهما يهيج بما يقال أواري

اليوم ماذاكان يصنع سيدي ؟ *** متنفلاً متقرباً للباري

بصلاة جعفر؟ أم بفضل صلاته؟ *** أم كان يدعو الله بالأسرار

اليوم أي البينات تلا؟ وهل *** سأل الرحيم ليومه المعطار ؟

اليوم أين أقام ممتثلاً إلى *** أمر تلقاه من الجبار؟

مابين ينبع والمدينة مشيةُ؟ *** ويسير من قفر إلى إقفار؟

أم في البقيع يزور من دون الملا *** قبراً معالمه بلا آثار ؟

أم في (جزيرته) البعيدة لا ترى ؟ *** ولَرصدُها عسير على ( الأقمار)

أم لم يزل في كربلاء وكوفة؟ *** يبكي أباه بدمعه المدرار

أم قاطن بين الكهوف تزوره *** سحب الهموم نواهك الأعمار

يأتيه صوت المستغيث بشأنه *** فيغيثه ب شمائل المغوار

ويعود حيث يقيم بين جباله *** من دونه حجب على الأنظار

تأتيه من كتب الحوائج عدة *** في كل معتمة وكل نهار

يمضي عليها بالدعاء لأهلها *** والناس عن لقياه في إدبار

مولاي يا بن الأكرمين ومن هم *** سفن النجاة دعائم الأخيار

ص: 166


1- من بيوتي في الجنة ، ص105. 113.

أقبلت يا روحي فداك تحيتي ؟ *** فأزيد في ولعي وفي أشعاري

إن كان تؤذيك المدائح من فمي *** من سوء قبح جرائمي وشناري

طوعاً لحبك سوف أرجعها إلى *** صدري لتحرقهالواعجُ ناري

أو كنت تكره أن تمر بخاطري *** حيناً وحبك في عروقي جاري

فسل الإله لكي يريق دمي فلا *** تؤذيك بعد فنائه أفكاري

ياسيدي الجبل الرؤوف المبتلى *** أخشى أذاك بضجتي وصغاري

لكنه مامن سفيرظاهر *** أهمي عليه بحرقة وأوار

الأولون لهم ، وليس لنا سوى *** طيب القلوب وطهر ماءجاري (1)

ولقد تهيج مساعري فيثور من *** كتبي بألوان الجنون غباري

فأقول : أطعمني بشيء سيدي *** أوليس فيكم آية الإيثار ؟

كي أستثير من الكريم شمائلا *** هي من طهور أصوله الأطهار

والله يعلم ما أريد ولم يكن *** أخفي عليك مطامعي ومداري

غيرت من خَلَدي وفكري كُلّه *** بزُلالِ حب مَعينك الغوّار

فوهبت لي بدل الخيال حقيقةً *** فوق الخيال عجيبة الأطوار

ثقُلت على غمر الصدور فرفرفت *** حول العقول وملمح الأبصار

يا من جبينك إن عرقت فأمطرت *** للعاشقين بلؤلؤٍ ونضار

من ليس يعلم عن عطائك نائم *** بين النجوم مدثّر بخسار

حسبي تبسُّم ثغرك اللألاء من *** هذيان شوقي في جوى الأشعار

1425 ه

ص: 167


1- كانت الغيبة الصغرى مدة 69 عاماً ، يمكن للناس فيها مكاتبة الإمام ( فداه روحي ) عن طريق السفير، أما نحن - أهل الغيبة الكبرى - فليس لنا إلا كتابة رقعة الحاجة ، المروية عنه علیه السلام حيث تلقي في ماء جار أو ضربح أحد المعصومين ، ورغم كونها مجرية في الإجابة بتدخل الإمام في الشأن المطلوب إلا أن كثيراً من الناس لا يعلمون عنها، وهي من أقوى الإجابات ، جربناها وجربها عدد من المؤمنين فوجدناها . والله - مناً عظيماً.
مها تحب إمامها

**مها تحب إمامها(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

أتساءل : يامولاي .. يا صاحب الزمان .. عليك صلوات الله .. ترى أيكبرون صغارنا فيدركون سني دولتكم الكريمة أم يلقون ما نلقاه من الحنين والشوق؟ حين يقرؤون ويتخيلون قيامها .. فداك روحي لا أزال أشتاق إلى يوم ظهورك ، وأراه حتى في بكاء هذه الصغيرة إذا دمعت عيناها :

لأنك في كل صفوٍ تری *** ومن طُهرِ معناك لون الصفا

* * * * *

قالت مها : يا خال تدري أنني *** أهوى فيضحك لي بروعته القمر؟

لم أدرِ .. قالت والسماءُ تجيبُني *** ما أن أتوق ويستريح لي المطر

والصبح يكتب لي سناه بدفتري *** حلمي ويحفظني بأدعية السحر

قولي (مها) فحديثُك أنفاسُهُ *** عطُرت لدي وطعم غايته نَهَر

قالت : عرفتك تشرب الأخبار إن *** لمح الفؤاد خفاءموعدها الأغر

الديك حلم؟ بل سرور هواك في *** ما تشتهيه ، فإنما عندي خبر

قولي. وتخدمك القصائد كلها *** قالت: بصُرتُ هناك (كفاً للقمر)

ورأيت في الشمس الضحوكة سيداً ***أملاً يروم سناء مطلعِهِ البشر

من تقصدين ؟ فأعرضت في رقةٍ *** عنّي وتسخرُ من سؤالي بالنظر

خالي .. كأنك لا تحب ولا ترى *** عجبا أتسأل: ما الحبيب المنتظر؟

فعرفت أن لها انتظار حبيبها *** زمناً تنشقه الورود إذا انتصر

وترى (علامات الظهور)(2) فصيحةً *** صدقت مها والحُبُّ أقسمَ والشجرَ

1421 ه

ص: 168


1- ديوان من بيوتي في الجنة ، ص 217.215.
2- الكف التي تظهر في القمر والوجه الذي يرى في عين الشمس من علامات ظهور الإمام المهدي علیه السلام .
یالَثارات فاطمة:

الأستاذ حسين آل جامع

(أدرك تُراتك) أيها البدرُ *** فقد استجار بيومك الثأرُ

مالانتظارك يا ابن فاطمة *** أو ما أتاك بخطبها خبر؟

لهفي على روح النبي فقد *** أودى بها الإذلال والقهر

ماذا أعدد من مصائبها ؟ *** ولمن تُراق الأدمع الحمر؟

الِهتكِ حرمةِ بابها حنقاً؟ *** وشهوده النيران والجمر

أم للسياط على أناملها؟ *** لماتأبَّط شرَّه الشرُّ

أم حمرة العين التي انتقمت *** في الطمها الأحقاد والغدر ؟

أم عصرها بالباب مثقلَة ؟ *** ليضجَّ من مسماره الصدر

أم كسر ضلعيها اللذينِ هما *** من سرطه المصطفی سرُّ؟

أم للجنين وقد تعفّر في *** حجر التراب وماله حجر؟

وا فطماه .. لمن رزیتها *** نشرت رزايا مالها حصر

* * * * *

تلك الخطوب بكربلا انطبعت *** النار والأضلاع والخدر

باب البتول وخدر بضعتها *** ستران يكمن فيهما الذُعر

وعن (الحسين) ورضَّ أضلعه *** شجن يطول وذكره مرُّ

يالَلرضيع وسهم منحره *** الله .. كيف تحمَّل النحر؟

وهل السياط على المتون سوی *** آثار سوط سلَّه الجور؟

بين المدينة والطفوف دجى *** ليل من الأرزاء يزور

ومشاهد نُسخت لها صور *** ليرفَّ بين فصولها النصر

والنصر بين يديك منتظَر *** فأغث قلوباً مضّها الصبر

28 محرم الحرام 1427 ه

ص: 169

صَلَواتُ الشُمُوس

الأستاذ حسين آل جامع

تَطَاوَلَ مُدُّ اللَّيْلِ أَمْ بَعْدُ السُّرَى *** سنتوك فِي إبحار أَ مَالِنَا فَجَرَا ونتلوك للشطآن أَ لَحَّانُ عاشق *** يهيم بِهَا نهام أَرْوَاحُنَا خَمْراً

ونحياك مَا عشنا فَضَاءٍ ممطرزا *** يشع الدراري الزَّهَرِ وَ الشَّمْسِ والبدرا

ونهواك ، خَلْفَ الْغَيْبِ لُطْفاً وَ رَحْمَةُ *** نُشِدَ بِكَ الْأَحْدَاقِ وَ الْفِكْرُ والعمرا

وندعوک فِي أَ سَحَّارٍ آهاتنا الَّتِي *** تناجيك فِي محراب أَكْبَادُنَا الحری

وَ أَنْتَ بِعَيْنِ اللَّهِ تستقری الدنا *** وَ تَرْقُبْ يَوْماً فِي حَيَاةِ الوری وَتْراً

* * * * *

أَخاً الْغَيْبِ يَا تَسْبِيحَةِ الْعَرْشِ إِنَّمَا *** براك إِلَهَ القرش مَنْ سَرَّهُ سرا

تباركت مَوْلُوداً تَجَلَّى دَلَالَةُ *** وَ نُوراً وَ بُرْهَاناً فَتَمَّتْ بِكَ الْبُشْرَى

وهَشت لَكَ الدُّنْيَا وَقَدْ شفها الجوي *** إِلَى وَجْهِكَ الْوُضَّاءِ يَا قبسة الزهرا

وشامتک ربانا خَبِيراً مُظَفَّراً *** سيعبر بالتاريخ للضفة الْأُخْرَى

فمدت لَكَ الْأَيَّامِ وَعْداً مُجَّنِّحاً *** نهایته إِشْرَاقِ طُلِّقَتِ الْغَرَا

وَ جِئْنَاكَ نستجليك وحياوموعدا *** وغيتا وَ إِلْهَاماً عَلَى مَسْرَحَ الذِّكْرَى

نَذِلَّ بِكَ الْأَنْوَاءِ فِي لُجَّةِ الدجي *** ليمزق مِنْهَا الصُّبْحِ أسمالها الحمرا

ورثنا تبات النَّخْلِ فِي خطنا الَّتِي *** أَفَاضَ عَلَيْهَا اللَّهِ ألطافکم غُمِرَا

وَ رَشَّ عَلَيْهَا الْمُرْتَضَى غَيْثَ عِلْمِهِ *** فلقبها الْمَاضُونَ بِالنَّجَفِ الصغری

نبتنا ، وَ مَا زِلْنَا أَبَا بِحُبِّكُمْ *** نجذر فِي الأجيال غيبتك الْكُبْرَى

وَ لَوْ مُدَّةً الأنحاء جَمْراً عَلَى الْمَدَى *** لهان عَلَيْنَا فيک أَنْ نَطَأُ الجمرا

فنمضي وتروينا الشَّمُوسُ حِكَايَةً *** إِلَى كُلِّ نَفْسٍ ما أَحَاطَتْ بِنَا خُبْراً

إِلَى كُلِّ نَفْسِي شَدَّهَا الْوَهْنِ للثرى * * * وَ أَرْخَتْ عَلَيْهَا مِنْ مواريثها سِتْراً

تَجُرُّ إِلَى علياك رَجُلًا كسيحة * * * تصفدها الْأَوْهَامُ وَ الْخَوْفِ بِالْأُخْرَى

وترفل فِي الْجُمُودُ ، وَ لَمْ تَشَأْ * * * ليصيح يَوْماً فِي صَحَائِفِكُمْ سَطْراً

ص: 170

وَ نَاهِيكَ عَمَّنْ أَوْهَنَ الشَّيْبِ رَأْيَهُ * * * وَ خَطُّ أَوِ الْأَرْوَاحِ فِي دريه قَبرَا

تعصى وَ لَمْ يَقْلَعُ عَنِ الْهَجْرِ فَكَرِهَ * * * إِذَا عَدَّ مَا تمليه أوهامه فِكرا

فأشعل ، لؤيدري ، فَتِيلاً مُؤَقَّتاً * مِنَ الْفِرْقَةِ الرَّعناءِ یَنسِيفُ مَا اخضَرَا

* * * * *

أَخاً الْغَيْبِ يَا شَمْساً تِهَامَةَ مشارقاً ***فَأَسْرَجْتُ التَّأْيِيدِ وَ الْفَتْحُ والنصرا تُضِي ءُ بوهج العشق أَرْوَاحُنَا الَّتِي ***يُلِحُّ عَلَيْهَا الوجد ، يعصرها عَصْراً

وتغمر جَذَبَ الْعُمُرِ مزنا مُبارَكاً *** يحیل قِفَارٍ البيد أَوْدِيَةُ خُضْراً

وَ يَا أَيُّهَا الرَّيَّانِ بَا وَ رَأْفَةٍ *** تجود بِهَا طَوْراً ، وَ تَدْعُو بِهَا طَوْراً

تدقق بِأَرْضِ الرافدين منابعا *** مِنَ النَّصْرُ ، كى يزدهي وَطَناً طَوْراً

فَقَدْ ضَاقَ بالإرهاب ذَرْعاً وأنشبت *** ضباع الرَّدَى فِي قَلْبِهِ النَّابِ والظفرا

ومزقه الشذاد نَهْباً وَ فِتْنَةٍ *** فَمَنْ غَاصِبُ شطرا وَ مَنْ حاقد شطرا

رفاق وَ مَأْجُورُونَ مِنْ كُلِّ مِلَّةٍ *** تَبْنُوا لَهُمْ فِي كُلِّ مزيلة وَكْراً

وَ مَنْ خَلْفِهِمْ أید تلظت عَدَاوَةً *** فَكَمْ دمرت جسراوكم فَجَرَتْ بئرا

فهم كالدمى الشوهاء فِي كَفِّ أهوج *** يبرمجها حِقْداً ، وَ يَنْسِفُها غَدْراً

أَنَاخَتْ عَلَى قَطْرِ تَشَظَّى نوائبا *** وَصَبٍ عَلَيْهِ الشَّرِّ طُغْيَانِهِ قطرا

له اللَّهِ مؤؤدا مِنَ الْبَعْثِ أَمْسِهِ *** وَ تَابُوتِهِ نَهْباً ، وَ أَوْدَاجُهُ تُفْرَى

فصبرا عِرَاقُ الرافدين ، وَ إِنْ دجت *** لياليك ، إِنَّ الصُّبْحِ غذلك السيرا

إِلَى نَجَفُ زاه بأكناف حَيْدَرِ *** تَسَنُّمٍ هَامُ الْمَجْدِ واحتضن ( الصدرا )

حَنَانَيْكَ الَّا تُقَنِّطَ . . فَيَا رَبِّ رَحْمَةُ *** تُرَفُّ عَلَى عُسْرٍ ، فتنسخه يُسْراً

* * * * *

وسرخ بَرَّاقٍ الطرفي إِلْقَاءِ جُنَّةُ *** أَفَاضَ عَلَيْهَا اللَّهِ مَا يُشْبِهُ السحرا

جنوبية الأشذاء ، هَامَّةٍ بِسَيِّدِ *** فَأَمْهَرَهَا الْقُرْآنِ وَ الرَّايَةُ الصفرا

وخاصرها عشقا بِلَوْنِ انْتِفَاضَةٍ *** ونبلا ، فَلَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ دوئها سِتْراً

رَآهُمْ حسينین باسا وَ عَزَمْتُ *** وَ أَهْدَى لَهَا عَقْداً سواعده السمرا

عَلَى نَهْجِ ( عَبَّاسُ ) تَبَارُّوا مشاعلا *** وَ مَنْ صبرموسى الصَّدْرِ قَدْ قُهِرُوا الصبرا

فماست بِهِمْ زَهْواً وَقَدْ أَحْدَقُوا بِهَا *** يَصُدُّونَ بِالْأَرْوَاحِ عَنْ خِدْرِهَا الشرا

ص: 171

وخاض بهم هؤلا أقل اسوداده * بأن تضرم الأحداق من فزع جمرا

يواجه بالفتيان سيلا مدججا * تنمر، والشيطان يدعمه جهرا

ولكنه الإيمان والعزم والنهي *ووهج إمام العصر في حالك المسرى

فلقنهم درسا، مدى الدهر، خالدا* وزف إلى الأحرار في العالم النصرا

وأرغم عرنين الطواغيت ذلة * وحلق حزب الله، فوق التى نسترا

* * * * *

لَكَ الْعَارُ إِسْرَائِيلَ وَ الْخِزْيَ وَ الرَّدِيَّ *** لَقَدْ عِدَّةٍ مِنْ لُبْنَانٍ مُثْقِلَةٍ دعرا

ويا دَوْلَةِ الأصفار شِعْباً وَ قَادَةَ *** خَسِرْتَ رِهَانَ الْحَرْبِ فاحتضني القهرا

فها أَنْتَ تستجدين مَنْ سَيِّدُ الْوَغَى *** وَ خَلَّفَ كواليس ، مبادلة الأسري

وَ هَا هُمْ جراء الْحَرْبِ إتر انهزامهم *** يَظُنُّونَ أَنَّ الْحِزْبِ يمتهن السحرا

وجيشك مَسْكُونٍ بَذَلَ الكساره *** وَ إِنْ أَغْلَقَ الْأَجْوَاءِ والبروالبحرا

وقلت : مُلْكِنَا النَّهَرِ قَهْراً ووعنوة *** وَ أَنْتَ بِرَغْمِ القصف لَمْ تطئي الْمَجْرَى

وَ قَالَ الْأَمِينِ الْحُرِّ قَوْلًا وَجَدْتُهُ *** يَقِيناً ، تخط الْوَعْدِ أخرفه الحمرا

سنخلق مِنْ ( قانا ) انتصارا مؤزرا *** وَ نَجْعَلُ دباباتكم عِبْرَةً قبرا

وإن دَنَّسْتَ ( شُعَباً ) بأقدام بَغْيُكُمْ *** فَسَوْفَ ترويها طلائعنا طُهرا

وإن عُدْتُمْ عُدْنا ، ليونا ، نردكم *** خَزَايَا ، عَلى أَعْقابِكُمْ مَرَّةً أُخْرَى

فجر يوم الثلاثاء 11/ 8/ 1427 ه

ص: 172

ألا يا أحبتنا أقبلوا

الخطيب محمد قاسم السويكت

ألا يا أحبتنا أقبلوا *** لنأنس في ليلة تزدهر

بذكر النبي وأولاده *** بني فاطم الأتقياء الغُرو

ووالدهم حيدر فافخروا *** فليس بغيرهم المفتخر

فأني بمثلهم للورى *** وهم علة لوجود البشر

لهم خلق الله هذي السماء *** وشمسا تسير وهذا القمر

هنيئا لمن زاده حبهم *** فللأتقياء يكون الظفر

وأفٍ وتعساً لأعدائهم *** ومن كان فيهم مريباً كفر

بيوم الحساب تطير النهي *** ترى الناس سكرى ولا من سكر

بعض العدو على كفه *** وفي ظلهم لا ترى من خطر

وتفرح في الخلد أشياعهم *** ففاطم شمس بها تزدهر

وإن الجنان بهم تكتفي *** وهل من مزيد تنادي سقر

فحب الهداة نعيم هنا *** اليوم القيام لنا يستمر

قلوب الأنام على أضرب *** فقلب يلين وقلب حجر

وقلب ظلام لدى مبغض *** وتعمى القلوب وليس البصر

وقلب منازلدی مؤمن *** بغيرهدايتهم لم يُنر

هم النور لله في أرضه *** وفي كل شيء إليهم أثر

فخذ ما أتى عنهم واكتف *** وفی كنههم لا تجل للفكر

فكيف يحيط بهم غيرهم *** ومن كفهم سار فيه القدر

قشور لدى الخلق من قدرهم *** ولا يقربون لباب الثمر

فلم يعرف الله إلا هم *** وكنه الهداة به منحصر

فيا سادتي أنتم الأعظمون *** وإني حقير قليل الأثر

ألا فاقبلوني لكم خادماً *** وهذا مقام عظيم الخطر

فجبريل كان لكم خادماً *** بخدمتكم رضعا يفتخر

ويارب حقق لنا سؤلنا *** بحق بقيتك المنتظر

ص: 173

متى يا إلهي يجيء النداء *** بأن إمام الهدى قد ظهر

ويأخذ ثار بني أحمد *** فهذا قتيل وهذا قُهر

وهذا سميم وذا خده *** بشمس الهجير بقى ينصهر

وتجري دماه على وجهه *** كجنة عدن عليها نَهَر

فأي الضمائر لم تتكسر *** وهذا جبين حسين كسر

وفجر سهم الردى قلبه *** فأي المحاجر لا تنفجر

ويقعد شمر على صدره *** وتقعد يابن الهداة الطهر

ويقطع سيف العدى نحره *** وسيفك في الغمد لا ينشهر

بسيف عدي وتيم قضى *** وحقك ما ذاك سيف الشمر

وإن غال سهم الردي طفله *** فمن قبله محسن يعتفر

وإن أحرق القوم فسطاطه *** فمن باب فاطمة يستعر

وإن رضضت خيلهم صدره *** فمن ضلع فاطمة ينكسر

وإن سيق بالسوط نسوانه *** فما جرّا القوم إلا زفر

وقطع الأراكة عن فاطم *** أقام السبايا بشمس وحر

وبالحبل إن جُرَّر المرتضى *** ففي الشام منه عليُّ يُجَر

وقوف العقائل في مجلس *** وقوف ابنة المصطفى تزدجر

تدافع عن حق كراراها *** فلم تر القوم من مدّكر

فماتت وفي قلبها حسرة *** وفي العين وا لهف نفسي أثر

ووا لهف نفسي على المرتضى *** بيوم رآهابه تحتضر

وماتت وحق لها ضائع *** وقلب الوصي لها يعتصر

وما زال يسمع منها الأنين *** إلى الآن سيدنا المنتظر

فيارب عجل له يومه *** بسيف الوصي لها ينتصر

تئن وتبكي على من قضوا *** لدى الطف عطشي بجنب النهر

وتجري الدموع على سيد *** ثلاثا ثوى عاريأ ماقبر

ص: 174

دنيا الخلود

الأستاذ سعيد آل عبيدان

ذكرتك والأشواق في خاطري تترى *** تشاركني الأفراح في عالم الذكرى

وتغرف من بحر المديح قصائداً *** تهني بها المختار والآل والذكرا

وترفع آیات الهناء تباشراً *** وتعزف أنغاماً تزف بها البشرى

وتُسمع آذان القلوب روائعاً *** من الشعرألواناً وبحراً يلي بحرا

وتسكب للعشاق في أكؤس الهوى *** نشيداً يريح القلب بل يثلج الصدرا

وتهدي إلى القلب المتيم رشفة *** لتشفي لهيباً حيث في نبضة قرا

وتبعث في دنيا الخلود مشاعلاً *** من الهدي كي تحيي بأضوائها الفكرا

وتنشر في الآفاق لحناً مدوياً *** تراتيله راحت تحيل الدني سُكري

فأغفت هنا روح الصبابة ساعة *** وأرخت على أجفانٍ أنفاسها السترا

وراحت تطيل النوم حيث تلألأت *** نجوم الدجی سحراً وقد عانق البدرا

فغنت حماماتٌ وطابت ضمائرً *** وهبّ شذا الأزهار يهدي لها العطرا

وبثّ سواد الليل في الكون ظلمة *** أضاء بها المهدي فانبلجت فجرا

فأوحى لها من هدية الحب بلسماً *** يسير مسار النبض يستأصل الذعرا

وقلدها روح الوفاء كرامة *** ويممها عطفاً فروّت به الثغرا

فكان لها كالأم تدني وليدها *** فتلثم منه الصدر والخد والنحرا

فيا واهب الأحرار كل عزيمة *** تريد بها فوزاً وترقی به قدرا

ويا كعبة الوفاد يا خير قبلةٍ *** تخرُ لها الأزمان تلتمس الأجرا

ولدت سلاماً للوجود وهادياً *** وجئت لنا نوراً يضيء لنا المسرى

فطابت هنا للمؤمنين قرائح *** فراحت تصب الشعر روعة الذكرى

وسودُ طيوف الحزن ولت كيئية *** وخطت لها الأيام من وجدها قبرا

وها نحن يا مولاي نرقب طلعة *** ونرقب رايات لكم تطلب الثأرا

وتحصد كل الظالمين ومن بغى *** فتردي بهم طوعاً وتردي بهم قسرا

وترفع عن كل الموالين لوعة *** أمضت بهم ظلما وبت لهم ضرا

ص: 175

وتخمد نار الخزي عن عز أمة *** أعد له الشيطان في فكره وكرا

ونحن على آثار هديك نفتدي *** ونأبي بساح الموت أن ننثني قهرا

ونمضي على درب البطولات والإبا *** نسيرولا نخشى به المسلك الوعرا

وهبنا لك الأرواح تحمل فوقها *** بيارق تبغي النصر في الثورة الكبرى

فإنا أبينا أن نعيش أذلة *** ويحلولنا بالعز أن نرتدي الفخرا

فحطّم عروش الكافرين بأسرها *** وأرسل شهاب العدل يفنيهم طُرا

ومزّق جيوش الشرك حيث ترعرعت *** طلائعه عبرالمدى تنشر الذعرا

فينبلج الإسلام من بعد ظلمة *** ويظهر نور الحق يهدي لنا النصرا

فنحيا حياة من نعيم وعزة *** وتلتذ بالدنيا وتحلولنا الأُخرى

فلولاك يا مولاي ما شاع فرقد *** على مفرق الأزمان يستنطق الدهرا

وأفضل ما يهواه قلبي ويبتغي *** صلاة على الأطهار أصداؤها تترى

17/ 7/ 1418 ه

ص: 176

میلاد بحجم العرش

الشاعر علي مكي الشيخ

لوعدك أضحى الجرح جرحاً مطهرا *** وأغرى قيود الأسر أن تتحررا

وأهديت أقداح النبوة سكرها *** فرقصت في أسمائها الوعد أدهرا

وكنت لكحل الغيب صوتاً مموسقا *** على رئة الأيام وحيك أثرا

نثرت صلاة الله في سدرة الهوى *** فكرسي عرش الله باسمك أسكرا

رأى الله أن يهديالوجود جلاله *** وهيبته .. كنت المثال المصورا

نزلت كتاباً يحمل الكون سره *** فلولاه هذا الكون تاه تبعثرا

تلوت على الدنيا فم الغيب فاستحت *** رأت ذاتها عن ذات كنهك أقصرا

طلعت على جفن النبوة أحمداً *** وصغت له ( يا مال ) هديا تحيدرا

فكنت بأحداق البتول عروجه *** إذا شاءك المختار .. قبل منحرا

يشمك في نحر البتول وصدرهاً *** لأنک فیها الوحی حرفاً مهجرا

و کنت علی ثغر البتولة رقصةً *** تبتل فيها الوحي حرفاً مهجرا

فتحكي وياماكان تحكي لك الهوى *** أقاصيص آمال تذيبك مجمرا

وكنت لعينيها زوارق رحلةٍ *** وميناؤها صبع لمعناك أسفرا

ستبني لها ضلعاً تكسر رحمةً *** وعيناً كجرح الشمس ما زال أحمرا

فما زلت للزهراء .. ثورة نزفها *** فمن فدك ذاك النشيج تفجرا

وما زلت لوناً من نسيج محمدٍ *** تطرزه الزهراء وجهاً تكوثرا

طلعت على الدنيا شعارك حيدرٌ *** ومن يعشق الآمال يهواك حيدرا

تحيدرت الأشواق فيك نشيدةٌ *** يرددها الأحرار في دمعة السُّری

طلعت لها فالكون سبحة ثائر *** رآك بروح الله عزماً تحدرا

فأحرمت الذكرى لكعبتك التي *** يطوف بها الثوار تحياك مشعرا

تصلي كما صلت عليك ملائك *** فلبت ومحراب البطولة كبرا

حنانيك إن الله أهداك وجههٌ *** تعاليت جل الله فيك تمظهرا

شربناك كأساً من يقين وعزة *** وليس غريباً لوشربناك أكثرا

شربناك كأساً قد توحم طيننا *** فمن قبل خلق الماء .. ماءٌ تفجرا

ص: 177

قرأناك في أم الكتاب روايةٌ *** تثور هوىً .. تسمو بيانأً مسطرا

نداماك .. إنا في الهوى نسرق الهوى *** تذوب بأعضاء التشيع سكرا

هجرنا لك الأرواح إن هي أجهدت *** فأجمل ما في العشق أن تتهجرا

ولاءُ قطيفيُّ رضعنا مزاجه *** فكل قطيفي إليك تجعفرا

سمعت له صوتاً يناجيك وحيه *** أعرت له أذني .. ودونت أسطرا

رحيلك أقدامي .. وذكرك مرقمي *** غيابك يا ( مهدي ) بطيني تسورا

فلو فتشوا قلبي .. رأوك صلاته *** ولو أولوا نبضي لكنت المفسرا

فتحناك ميلاداً من الغيب همسه *** تخمّر فی طين الولاء تخمرا

نسافر كي نأتي محار شواطئ *** فما أروع الأيام أن تتكررا

ولفظُ ( يا مهديُّ ) شريان دربنا *** تهز سماء المجد تستنهض الثرى

وتفتض منا الوجد وجداً مؤلهاً *** تخيبر فينا العزم عزماً تخيبرا

وأرّخت في أمشاجنا الغيب نطفةٌ *** تطهر رحمٍ وصلبٍ تطهرا

تعال ودوخ عاشقيك فإنه *** تسمر فيها الانتظارتسمرا

تعال وراودها ( جنوباً ) محرراً *** ونصراً بنصر الله بالله جررا

أعدت لها في مسرح الطف مسرحاً *** وفي سيد الأحرار أحييت حيدرا

فكلِّ دمٍ حرَّاريق فإنه *** رأى الله في استشهاد عينيه أكبرا

فألقمت ( صهيوناً ) هزائم ذلةٍ *** تمسرجت ذكرت ( اليهود ) بخيبرا

تعال وزرر للبطولات ثوبها *** فأحلى.. بك الأثواب أن تتزررا

هنا يا وضوء الوعد أشعلت ناینا *** صهيلاً، تعالى، جلَّ، ثار، تزمجرا

وأبدعت فيناصرخة مهدويةٌ *** تعيد بقايا الوحي إرثاً تبعثرا

وجدناك باسم الله لم نخطئ الهوى *** وهل يخطئ العشاق سكراً مقدرا

فيا سورة التوحيد أنت ختامها *** ومحشر أيامٍ .. يناغيك محشرا

ففي دمنا المهدي يسكن موطناً *** من الحب أسمی بل من الكون أكبرا

القطيف ... التوبي شعبان 1423ه

ص: 178

شمس الهدى للسالكين تنيرُ

**شمس الهدى للسالكين تنير(1)

الشاعر حبيب الخويلدي

شمس الهدى للسالكين تنيرُ *** درباً على مر العصور يجير

هي حكمة الله التي قدأدحضت *** يوم القيامة ما يفوه كفور

إن قال في يوم القيامة ربنا *** هلا أتانا من لدنك نذیر

فالأنبياءُ أتت تبلغ دعوة *** وأئمة تهدي الأنام صبور

ختمت بقائم آل بيت محمدٍ *** سر المهيمن مابذلك زور

حلوُّ الشمائل من شمائل جده *** فالكل فيه من الكمال سطور

والكل جاء لكي يحقق شرعة *** غراء ما لنهارها دیجور

فالمصطفي سنَّ الشريعة وهو من *** بعد النبي سياجها والسور

وهو المؤمل أن يدمر ما *** شاد الطغاة فيستريح أسير

ويعمّ نور الوحي كل جهاتها *** هذي الحياة فراحة وسرور

وسليل أحمد لامراء بأنه *** كفءٌ لكل عظيمة وجدير

في وجهه نور وفي قسماته *** قسمات من هو للعلا سيصير

قسماً برب الراقصات يلفها *** نفح الهجير بسيرها التشمير

للبيت ماضية بكل موحدٍ *** لبّى المهيمن سعيه مشكور

سيصير كل الناس في أيامه *** أكفاء لا مستعبد وفقير

وبذا يحقق ما صبت وتطلعت *** رسل الإله وكل ماهو خير

وامام حقٍ للولي مناصر *** وإلى الطغاة المجرمين مبير

قد صاغه الله القدير وخصه *** بالعقل فهو بفضله مشهور

ص: 179


1- ديوان نفحات الولاء ، ص 113-111.
أين الغياث ؟

**أين الغياث ؟(1)

الشاعر حبيب الخويلدي

هل بعد ليل الظلم من فجر *** غاب الرعاةُ بمهمه قفر

وغدا القطيع يموج في فزع *** لا يهتدي سُبُلاً ولا يدري

تسطو الذئاب عليه عادية *** من كل ناحية ومن ثغرِ

أين الغياث فقد غدا لعباً *** دين الإله بأمة الكفرِ

ومن الذي يُحيي بقوته *** ماقد أُميت بعصبة الغدرِ

ويحطم الأصنام ممتشقاً *** سيف القضاء بكفه يفري

ويُقيم ميل الدهر لا عوجاً *** يبقى له أبداً ومن صعر

ويقوم الميزان معتدلاً *** للعدل بعد مهازل الدهر

فلقد غدا الطغيان محتكما *** والرشد في أسرو عسر

وممالكالإسلام مجملها *** للكفر ميدان الذي وتر

حقد وتشتيت يحكمها *** في كل ناحية و قطر

لا منقذا للخلق حيث ترى *** إلا إمام العدل والنصر

يأتي فيُظهر كل مختبئ *** والجور يطمسه بذي بَترِ

تعنوله الأسباب طيَّعةٌ *** والكون في كف له يسري

جبريل حاميه وحارسه *** نعم النصيرله من الضر

وبقوة الجبار منتهضاً *** حتى يحطم كل ذي وكر

وبأمر رب العرش نهضته *** قدشاءه للحسم والجبر

تعنو له الهامات لا سلمت *** هام الطغاة به من البتر

ويجيء دهر الطيش منخلعاً *** قلباً على الأعتاب في ذعر

وتشع شمس الحق طالعة *** في أفقها تبدو بلا ستر

ودجى الضلال غدا بمطلعها *** في غاية الأغوار والدثر

ص: 180


1- دیوان نفحات الولاء، ص 125- 128.

ويطهرالدنيا بأجمعها *** مما طغى دنسا ومن نكر

ويزيل من دنيا الورى ألماً *** مض القلوب على مدى العمر

مما جنته يد العدی سفهاً *** أهل الفسوق وحاملي الوزر

يسري كضوء الفجر أعقبه *** تمزيق ليل الزيغ والكبر

أضحت به الدنيا متوجة *** أنوار مهدي من الغرَّ

مولى سما مجداً فدان له *** عالي الوری ذللاً وبالقهر

أملٌ به أضحت مؤملةٌ *** أمم السوري من أعصر غُبرِ

يا من به الثارات مُدركةٌ *** والظلم محمول إلى القبر

ثارات من سفكت دماؤهم *** ظلماً بكف الزور والعهر

أعطاك رب العرش من رتب *** وحباك من تحف ومن فخر

فمتى تجيء فتزدهي ألقاً *** هذي الدنا بجمالك النضر

فالقلب في شوق وفي وله *** والدمع في وجناتنا يجري

ص: 181

الزمان كلبٌ عقور

**الزمان كلبٌ عقور(1)

الشاعر حبيب الخويلدي

أنعش القلب من شذاك عبير *** وسما في سماك وهو يطير

أصبحت في فؤادنا منك ذكرى *** تتجلى إماتضيق الصدور

وسرت منه في الجوانح بشرى *** هان فيها ما قد أعدَّ كفور

وكذا طمأن الفؤاد بأن لا ***يضمحل الهدی سناه المنير

أنت إن أوشكت ينابيعه العذ *** بي عن الورد في ثراه تyور

وتراءت أشجاره وهي خلو *** ليس فيها أوراقها والزهور

أنت في كل ذاك نبع ثراه *** وشعاع إن لفَّه دیجور

طاف في القلب من جلالك ذكرى *** ما بها اهتز قالب وشعور

في سبات والنفس في كف مولی *** ماله لو أراد شيئا مشير

فتراءت لي العوالم تهتز *** من الهيبة قد عراها فتور

حين جبريل حان منه هبوط *** خطفة والفؤاد كاد يطير

فتراءى الإمام يمشي ومني *** القلب قد هاله جلال كبير

نبعة من محمدقد تبدت *** فتجلى من الكمال سفور

وصحبت الإمام يمشي وعيني *** عن محياه لا تكاد تصير

ولروض البقيع جئنا ومنا *** مدمع العين في البقيع غزير

يجهش القلب بالبكاء إلى أن*** غاب عني ذاك الإمام النصير

ص اغه الله للرشاد حياة ***حين يخبوضياؤه أو يغور

وشهاب من الإلهه تجلی *** فيه موت العمى وأمر خطير

فهو لطف من المهيمن فيه *** جلل الكون بهجة وسرور

فيه قد عانق القلوب سرور *** ولقد كان يعتريها فتور

أشرقت منه للعوالم شمس *** سوف يغدوضياؤه يستطير

حين يأتي وكل شيء حوال *** يه بطوفان غه مغمور

ص: 182


1- دیوان نفحات الولاء ، ص.

فيعيد الأمور حتما رشاداً *** ما بها دون ما يريد قصور

ويبان المخفي منها لديه *** ليس تخفى عليه منها أمور

فلعمري ماشيب بالحق يوماً *** باطل عنده به مستور

أو يغطي وجه الحقيقة غي *** فيضيع الحقوق غي وزور

يحسم الأمر والحقوق لديه *** ليس فيها هنالكم تأخير

مهدت دونه المواطن أمناً *** بهبوط الأمين أني يصير

كيف يدنوله هنالك كيد *** من عداه أم كيف تدنوشرور

فتصان الحقوق حتما لديه *** ليس فيهاغي ولا تزوير

يلبس الأرض من سنا العدل وشياً *** بهداه مُنَمنماً يستنير

فتعيش الأنام إذ ذاك سكرى *** في نعيم ماشابه تعكير

أغدقتهم سحائب الفضل منه *** ووقوا في دعائه مايضير

جلَّ قدراً فقد تنزه مما *** فيه نقص به ومافيه عور

فهو من كل ما يشوب مصفى *** وارتقى ماله بذاك نظير

طيب طاهر همام حسام *** بشباه سيف العدى مكسور

وبه الحق يعتلي وله في *** كل أرض لواؤه منشور

ولواء الضلال يطوى ويلفى *** ساقطاً ماله هناك نصير

ليس في الأرض عند ذلك حكم *** غير حكم الإله ما فيه غير

بإمام قد جاء في الذكر قبلاً *** يكمل النور بل وتمحى الشرور

فيه نوه الأوائل قبلاً *** أن به يكشف البلاء العسير

وبه تسعد البرية لما *** يأتها والسرور جد كبير

يدرك الثأر ما أضيع لكل *** من تقي دم له مهدور

موعد للإله ليس بخلف *** فيه كلا وليس يدنوه زور

أن سيأتي ويملأ الأرض قسطاً *** بعدما قدعلا هنالك جور

سيدي يا متى ظهورك إنا *** قد عراناهم ورزء كبير

وسلاح العدو سل علينا *** وعلتساقوى له تستثير

سنة المصطفى أميتت وحلت *** بدع مالها الزمان مبير

فمن الغوث غيركم إن ألمت *** نوب والزمان كلب عقور

ص: 183

إيه يا ليلة الحياة

الشاعر عبد الله سعيد البيك

فتُقي من بهائك الأنوارا *** وانثري من رياضك الأزهارا

واسعدينا ما شئت أن تسعدينا *** وذرينا من السرور سكاری

وأضيئي لنا دروب الأماني *** مشرقاتٍ وأسعدي الأنظارا

وأرينا مما ملكت من الحسد ن صفاءٌ ورقةً وفخارا

وابعثينا مشاعراً رائعاتٍ *** ثم شقّي دروبها أنهارا

علّها تدرك الجمال فتغدو *** طائراً شفّه السرور فطارا

علّها تعرف الحياة قليلاً *** وتناغيك في حياء العذاری

إيه يا ليلة الحياة أغمرينا *** بعبيرٍ وعطري الأفكارا

علمينا الإيمان إنا حياري *** وامنحينا الأمان إنا أساری

نحن في لجة الزمان عُطاشى *** وعلى منحر المآسي حيارى

خذلتنا أحلامنا فاستكنا *** وسكرنا فما ملكنا قرارا

قد عشقناك لا بصدق ولكن ** مثلما تعشق الفراشات نارا

نحن عشنا في الخيال سراباً *** ونحتناك هيكلاً ثرثارا

مجمر العزم فاض، فاض رماداً *** لانرى فيه جذوةً أو شرارا

فاشحذي العزم واستحثي خطانا *** فسرانا في ظلمة لا تواری

وامنحينا تدفقاً وانطلاقاً *** وهبينا تألقاً وازدهارا

فشموس الهدى أشد بريقاً *** عندما يهتك الظلام النهارا

أنتِ ما أنت ؟ أنتِ أفق المعالي *** يتهادي على الضفاف منارا

أنتِ كون من بهجةٍ وسرورٍ *** وبهاء مضمخٍ أسرارا

ماست الشهب في سويعاتك الغ *** روزفت ألحانها أشعارا

وتغنت فشاركتها الثريا *** فحباها نسيمها قيثارا

ذابت الشمس في خمائلك ال *** خضر وساقت للفتة الأقمارا

وتناجت والبدرنشوى غرامٍ *** وغدا الكون مزهراً معطارا

حسبتك النجوم فجراً مضيئاً *** فتلاشی بريقها وتواری

ص: 184

أنت أم الليال فيك الأماني *** تتسامی وترقب الأثمارا

ذاب فيك الجمال فافترسكراً *** وهواك الكمال حتى استارا

عشقتك الدنيا الكريمة عمراً *** أبيضة زاخر الرؤی موارا

أريحي السني بديع الحواشي *** سرمدياً مطرزاً نوَّارا

عانقتك الآمال في كل فجرٍ *** وشكتك الآلام ليل نهارا

واحتفى المجد في علاك وأرخى *** طرفه مطرقاً وتاه وحارا

جعلتك الحياة فجر خلاصٍ *** سجرته على الدجى إعصارا

ورأتك الكرامة البكرنبعاً *** من إباء فسطرت أسفارا

ترسم الدرب للشعوب جهاداً *** وتربي الثوار والأحرارا

فيضج الدم الجريح انتصاراً *** ويذوي على المدى هدارا

ليلة النصف ليلة النصر للحق *** وناهيك حلة وشعارا

يا ربيع الآمال حسبك فخراً *** أن تكوني للعالمين منارا

فيك دكت للظالمين عروش *** وهوى حلمها المضرج عارا

فيك رفت للنصر أعلام قدسٍ *** فسقاك من السنا تيارا

فيك زفت إلى المعالي حياة *** ثرة غضة المنى لا تجاری

فيك خير الآلاء عم البرايا *** وهمي صافي الندى مدرارا

شعّ في فجرك الإمام المرجي *** فاخشعي باسمه وموجي نضارا

واخشعي يا قلوب هذا وليد *** جاء يعليك رفعةٌ وفخارا

جاء يبني مجداً ويرفع ظلماً *** جاء يحيي عدلاً ويدرك ثارا

كيف لا تخشع القلوب لنورٍ *** وهي لولاه لم تنل أوتارا

كيف لا يخشع الوجود لفيضٍ *** وهولولاه ما نما واستدارا

أيُ عيدٍ هذا ؟ وماذا أغني ؟ *** أنشيداً أتلوه أم أشعارا؟

أيُ عيدٍ هذا ؟ وكيف أغني ؟ *** أإباء أحكيه أم إصرارا؟

آه ما أروع الحياة جهاداً *** وشموخاً وعزةً وانتصارا

ص: 185

عتاب

السيد محمد الخباز

مناسبة القصيدة : في حاجة وقفت الدنيا أمامي لكي لا تقضى ، لمدة سنة كاملة كنت أعيش العذاب بسببها ، وما إن ألقيتُ هذه الخاطرة حتى انقضت حاجتي بين ليلة وضحاها.

أيها الحاضر الذي قيل عنه *** أنه غاب عن محيط النواظر

كذبوا ، إنها الحياة التي يز *** رعها الله في جديب الضمائر

فسواء اختبأت في جعبة الس *** رداب أم في جلد الغمام المسافر

نحن يا سيدي نراك ، ولكن *** بعيون القلوب لا بالمحاجر

سيدي أيها الأمان لنا فی *** كل رزء من كل وغد و غادر

يا من الناس عند باب عطايا *** ه وقوف ، كل رجاءك ذاخر

المساكين والعصاة كقلبي *** والمساجين في بطون المقابر

بل وحتى السماء مدت يديها *** لك تستمطر العطاء الوافر

ويعودون كلهم سعداء *** بعطاياك يا رجاء الضمائر

وأنا ابنك الذي بدموعي *** أغسل الأرض لوعة يوم عاشر

أطرق الباب كالفقيرذليلاً *** وتردونني کسيرالخاطر

أين أمضي وداركم نبذتني *** ولمن أشتكي عظيم الفواقر

والفضاء الترحيب ضاق على نف *** سي تماماً كالقيد في كف ثائر

ألذنب ؟ نعم أناعاص *** سوَّدَ الله سحنتي بالكبائر

لستُ كفؤاً لكي أكون لكم *** عبداً أجيراً أو شاعراً أو مناصر

غير أني وإن كفرت بربي *** فيقيني ما زال أنك غافر

15/ 8/ 1425 ه

ص: 186

مجمر عند بوابة الأمل

الأستاذ باسم البحراني

جمرة تلطخ دربي أيها الساري *** والقلب فاض بآلام الشجي الضاري

بالله قل لي افي ألواحنا كتبت *** الامنا.. حزننا.. بل كل أقدار

وهل عجنا بطين البؤس أم قرنت *** أقدارنا بالردى في المسلك العاري

وهل حرمنا من الأشواق ترسلها *** كالطيف تحلم نشوى بين أزهار

يا صاح مهلا ففي أعماقنا شحذت *** كل السيوف لقتل المنبع الجاري

خذ جمرة وامتشق سيف الفداء فما *** يحلو لنا الدرب إن لم تستل أشفاري

وخذ جمار اللظى من قلبنا هبة *** كباقة الورد إذ لفت بأشعار

خذها وخذنا وخذ عبء السنين فما *** نسطيع حملاQ لأعباء وأوزار

خذها وحلق ففي التحليق نشوتنا *** وفي حنايا اللظى حلمي وأوطاري

هدية ضدت بالورد وانتزعت *** من قلبنا.. جرحنا.. من عمق أغواري

هدية للذي فقت صوارمنا *** ولم يزل لم يجب صدعي وإنذاري

هذي الجراح حملناها مكفنة *** قد هدها العبء من شوك وجزار

رحماك يا فارس الساحات إن لنا *** شوق سكبناه دمعاً فتَّ أحجاري

رحماك رحماك يا ميلاد أمتنا *** وعد السنين، وميض المطمح الناري

خطب السنين ألم وفي أحشائنا حشدت *** كل الجراح فعجل آخذ الثار

نسائم النصر هبت حينما برزت *** فيالق الفجر فيها كل بتار

يهللون وذي أرواحهم حملت *** على الأكف وداسوا مجمر النار

فأنت يا سيدي للنصر بغيتهم *** في ساعة عدمت من كل أحرار

رايات نصرك في الساحات خافقة *** فاقدم فديتك نفسي كالندى الساري

كفكف مدامعنا واقض حوائجنا *** یا صاحب العصر يا حصني وأوطاري

8/ 8/ 1418 ه

ص: 187

کشف الانتظار

**کشف الانتظار(1)

السيد حسين الخليفة

رأيتك أجلى والمدى موحش قفر *** تضاحك فيه الشوك والحنظل المر

ففي ساحة لم ينجبوك كأنما *** سيخبرهم جبريل ما اليوم والشهر

وفي جهة لم ينكروك وإنما *** بتسويفهم إياك أن تظهر النكر

كأن لم يرد أن الظهور مباغت *** ليسترجع التمهيد ما أفسد الدهر

كأن ، وما للمرجئين سوى الدني *** وقد رجموا الغيب، الولادة فاغتروا

ومثلهم من سوفوا، جرم كلهم *** بأن قتلوا التحفيز، مولاهم الكفر

أرادوها دنيا ما انتظار إمامهم *** بمستعذب والدين ما شعشع التبر

أرادوا ولكن المريدين عدلكم *** قليلون عداً في مودتكم كثر

توزع في الآفاق لكن هديكم *** يوحد والفرقان ما جمع الشر

يعدون ما اسطاعوا للقياكم به *** وقد يكشف الإعداد ما خب الستر

ص: 188


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 313.
كَتمتُکَ أصداءَ..

الشاعر حسين آل محسن

تحتن.. فلن أغريك بالدمع والدما *** ولن أتقصى الضيم جرحا لك انتمى

ولا حالنا في حال فقدر نبینا *** وغيبتك الكبرى وليا ومعلما

ولا جفوة كالس قامت منيعة *** تفرقنا، والليل أطبق مظلما

ولا العيش مرا بین باغ وناصب *** لك الحقد سام الشيعة الخسف ظالما

وإن ضاقت الأرض التي اتسعت لهم، *** وإن منعتادون أعدائك السما

فلو كنت فري كانت الطف مغرية *** وصدر حسین بات شلواً محطما

القصيدة :

كتمتك أصداء، وصفتک لي سرا *** وشئث إيحاء، فشا لي هنا شعرا

وهمسك فري والطريق طويلة *** إليك تنزى فوقها العي واستشرى

أحب قوم، قبل هذا، قصيدة *** بكائية تستمطر الغوث والنصرا

ونصاإلهيا بديعاً، وأوشكوا *** بأن يسكروا وحياً وأن يكتبوا خمرا

وألهمتهم فصحى القوافي غوالياً *** لأجلك جاءت ثبوغ السور البكرا

وقد ألفوا استنهاضک الدهر كله *** فأغروا بك السيف المؤمل والثارا

ألحوا ولم تأت، ونادوا ولم تجب *** وبتوك أوجاعاً، وأوجفتهم صبرا

وأرهقت حتى الشعر ندباً، وقد سرى *** إليك، فضل الدر واستوحش المسرى

ولا قال سيف للمنايا تأهبي *** بدارا ولم تدرك، كما أملوا، وترا

وجئنا فما كنا سوى الرجع والصدى *** نعيدك آمالاً، ونسترجع الذكرى

ويمخضنا ضيم الزمان فنشتكي *** لديك هوات الدين، والهم، والضرا

ونأتيك، يا مولاي، باعثنا الهوى، *** وشوقك يحدونا لطلعتك النورا

ويومک نستقصيه عيداً وموداً *** ومسرى قداسات ومرتقبة نضرا

ص: 189

إلى حيث دنيا الغيب لا شاهد بها *** يشير لنا بالقرب أو يحمل البشرى

وسيك لم يؤمن به غير متقب *** أذاب له قلب، وأندى له ظهرا

وأصبح لما للمساكين طبيعا *** متى ما أرادوا ، لا يجاب ولا سترا

ونوه في كل الليالي مسجعا *** دعاء عليه كل فاصلة حيرى

وجرحا تسرى في القلوب توجعا *** فنوسعه وصلاً، ويوسعنا هجرا

وندبته: أين المعد، وسيد، *** وأي سبيل الله، والآية الكبرى

وأين مبير الظالمين، فوتره *** لديهم غدا في كل جارحة هدرا

وناحية قدسية بيتك الذي *** نرود ونستسقيه، من فيضك، الغمرا

وشرطك صعب لا المنى كافل له *** ولست، بدعوى النصر تمنحنا النصرا

جنودك.. اهل نحن المراد، وهل لنا *** أشيربكف الله: كونوا له ذخرا

ولسنا كما تهوى، وأنت تريدهم *** قوالب إيمان لهم صفة أخرى

حياء.. وإني الذنب، والذئب بعض ما *** لدي، وفوق الذنب لا أملك العذرا

ولولا المنى، شأن الخيالات، واسع *** وحقك لم أفريك مدحة ولا فخرا

ولكنني، والشعر سمح، أعيذه *** بأن يتقيي غيردوحتك الغرا

وأهديك وردة بذكراك عابقا *** تقبله مني إن تشأ واهياً أجرا

وفي ليلة النصفو الولائية، التي *** نُحب ونهوى، أنت فرحتنا الكبرى

سلام، وحتى مطلع الفجر روحها *** وراحک يهدينا المطالع والفجرا

16 شعبان 1420 ه

ص: 190

صاحب الثارات

الشاعر فوزي الصايغ

لملم جراحك أيها الموتورُ *** وانهض فأنت السيدُ المنصورُ

یا قائم الآل الكرام وصاحب ال *** عصر الذي فيه الهدی محصور

انهض فما هذا القعود وحقكم *** عن كل آل محمدٍ مبتور

كيف الركون إلى الخفاء وار *** ثكم في قبضةٍ للظالمين يدور

أفهل يطيب لك الرقاد أسيدي *** والمستخفُّ بقدركم مسرور

أم هل يلذ العيش عندك ساعة *** ونجيعكم بظبى العدى مهدور

أم تستريح وضلع أمك فاطم *** بيد الشقا في بابها مكسور

نهبوا الحقوق وأعلنوا عدوانهم *** وبدا على المختارقول زور

من بعدما رموا النبيَّ محمداً *** بالهجر والهذيان قومٌ بور

أتوا البتولة دارهايا ويلهم *** حتى يقر إليهم المبرور

فاستقبلتهم فاطمّ بضيائها *** ترجو الهداية صوبهم وتشير

واستقبلوها ضاربين جبينها *** شلت يمين المعتدي وتبور

وببابها عُصرت وأسسقط حملها *** ویصدرها المسمار راح يضير

فهوت بجنب الباب من فوق الثرى *** مغمى عليها والدماء تفور

وعدوا على المولى علي المرتضى *** وهو الإمام عليهم وأمير

قادوه مكتوفاً ومكشوفاً وما *** راعوا ولي الله كيف يسير

قالوا وسيف الحقد يرقب رأسه *** إن لم تبايع ياعليُّ يطير

لولا تدارك فاطمٍ من خلفهم *** قُتل الوصيُّ الطاهر المبرور

لكنهم غصبوا الخلافة جاحدي *** ن مقامه وهو الإمام النور

واستنزلوا قدر الوصي وطالما *** أوصى به المحمود والمشكور

يا حجة الله القوي على الورى *** ماذا نقول وأنت جد خبير

كم حرةٍ صرخت أسى في كربلا *** والدمع فوق خدودها منثور

أدمت سياط الظالمين متونها *** والسب يقذفه بها الشرير

ص: 191

أمست سبايا المجرمين وقد مضى *** حامي حماها السيد المحبور

قتلوا الحسين عمادها ووليها *** فغدت تجر الذيل وهي سفور

یرنو إليها الحاقدون شماتة *** بئس الأنام أولئك الجمهور

نظر الغريب إلى النجيبة جاعل *** قلب النجيب كأنه مفطور

لا بل تقطع في الحشا تلك الرؤى *** عند النجيب إذا سما المنظور

وسط المجالس زینب قد أدخلو *** ها ما عليها یا غيور ستور

أيزيد ينظر للعقيلة معلنا *** أي الفسوق وعقله مخمور

أتكون واقفة بنات محمد *** في مجلس الأرذال ذاك خطير

أتخاطب الطهر العقيلة زينبٌ *** رجسا يزيد الفسق وهو حقير

الله أكبر يا ولي الأمر من *** فعل الطغاة ويصعب التصوير

أنت العليم بما جنت أيدي الخنا *** في الطاهرين وبعد أنت بصير

ما الانتظار وقد سبرت فعالهم *** في آلك الأفذاذ يامستور

بادر إليهم بالصقيل مقتلاً *** ومن الإله النصر والتدبير

أولم يحن وقت الخروج لنهضةٍ *** فيها بلوغ الثأر والتحرير

إن الأعادي قد تمادوا سطوةً *** فمتی تصول عليهم وتثور

طال انتظارك والشريعة ترتجي *** منك الظهور ليحصل التنوير

ويعم في الآفاق دين محمدٍ *** والعدل يُنشر والطغام تمور

وتقوم دولتكم ونحن رعيةٌ *** فيها وتشفى حيث ذاك صدور

جمادى الآخرة 1423 ه

ص: 192

سورة الفجر

الشاعر عبد الرؤوف المرهون

فَجَّرَ الْوُجُودِ وَ آيَةَ السِّرِّ *** تزدان بِاسْمِكَ ( سُورَةَ الْفَجْرِ )

فِيهَا ( اللَّيَالِي الْعُشْرِ ) دَاجٍ حُزْنُهُمْ *** آبَاؤُكَ الْمَاضُونَ بِالْقَهْرِ

( وَ الشَّفْعِ ) فِيها الْمُصْطَفَى وَ وَصِيِّهِ *** روحان للملکوت فِي الدَّهْرِ

( والوثر ) مَا هِيَ ؟ لَيْسَ يَعْلَمُ شَأْنِهَا *** فَهِيَ الْبَتُولِ وَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ

فَجَرَ الرِّسَالَاتِ الَّتِي يحدو بِهَا *** أَلَمُ وَ آمَالَ بهاتدري

لا زَالَ ذَاكَ الرَّكْبُ یرقب صُبَّ *** حُكْمَ فَبِهِ یجاب دُعَاءً مُضْطَرُّ

ظميء السَّحَابَ وِجَاءُ مَحْمُولًا عَلَى *** كَفَّ الْحُسَيْنِ بِمَشْهَدِ النَّحْرِ

وَالِدَيْنِ مق جِسْمِهِ كقتيلكم *** عَارُ عليو څيولهم تَجْرِي

وَ الْأَرْضِ طَارَ فؤادها كمصونة *** رَأَتِ الْوَدْيُ وَ النَّارِ فِي الخدر

والعدل فِي قير تَلَظَّى وانزوى *** كأسيركم فِي قَبْضَةِ الْكُفْرِ

وَ الْجَوْرَ قَدْ مَلَأَ الْبِلَادِ بِعَدْلِهِ *** فِي الْقَتْلِ والتجويع وَ الْأَسْرِ

جذلان يَزَلْ فِي النَّعِيمِ تَجَبُّراً *** هُوَ مِنْ دَمِ الأجيال فِي سكر

مولاي هَذَا الْكَوْنِ مِنْ شَوْقِ غَداً *** لَكَ نَدَبْتَ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ

فالشمس كَمْ شَرْقِ سِوَى كَيْ تَلٍّ *** تَقِي بِكَ بَعْدَ طُولِ الْبُعْدِ والهجر

والسحب تَأَمَّلَ حِينَ أجدهبا النَّوَى *** أَنَّ سَوْفَ تَسْقِيهَا مِنَ الْقَطْرِ

وَ الْكَعْبَةُ الْغِرَاءُ كَمْ عَلَقَةً بِهَا *** كَفَاكَ تَدْعُو اللَّهَ سَتَرَ

كَمْ صَدْرُكَ المحزون عَانَقَ بَابِهَا *** بَابُ الْمُهَيْمِنُ مَالِكِ الْأَمْرِ

فَمَتَى ستسند ظهرموعود لَدَى *** جُدْرَانِهَا فِي سَاعَةِ الثَّأْرِ ؟

فِي يَوْمِ مولدك الْعَظِيمِ تزاحمت *** نَحْوَ الْحُسَيْنِ قوافل الصَّبْرِ

يَمْشُونَ فِي دَرْبِ الْوُرُودِ بعشقهم *** وَ قُلُوبُهُمْ تَمْشِي عَلَى الجمر

إن تَرَنِ أَعْيُنِهِمْ ستقرأ وَسَطِهَا *** قِصَصِ الْأَسَى وَ السِّجْنِ والقبر

جاؤوك بِالْحُبِّ الْمُصَفَّى لَمْ يَشُبْ *** إلأ بِحُزْنٍ مُجْهِدٍ غَمَرٍ

ص: 193

كَمْ مَسَّتْهُمْ ضُرٍّ وَ أَهْلِيهِمْ مَعاً * * * يامن نَدَاهُ كَاشِفَ الضُّرِّ

عَمِيَتْ عُيُونُ لَا تَرَاكَ ، أَمَّا رَأَتِ * تكلي ؟ فَأَنْتَ بدمعها تسري

لَوْ أَبْصَرُوا عَيْنِ الْيَتِيمِ رَأَوْا بِهَا * لَكَ صُورَةِ الْمَأْمُولُ فِي الْعُسْرِ

وَ عَلَى شِفَاءُ الْخَلْقِ أخرقك الَّتِي * هِيَ طلسم التَّحْرِيرِ كالسحر

وعلى البيارق صُورَةِ لِ فَارِساً * آتٍ تَقُودُ جحافل النَّصْرُ

كربلاء المقدسة - الزيارة الشعبانية ومولد الفجر

ص: 194

مرفا العشاق

الشاعر ميثم آل سنبل

قد عرفنا فيك ما يهوى النظر *** وعشقناك أيا كحل البصر

وبك الروح تسامت للعلا *** وبك القلب الولائي انجبر

ومن الوجد الذي قد حل بي *** من نوى هجرك والبينُ أَمَر

يا تراتيلي ومحرابي الذي *** بالدما دمعي لذكراه انهمر

وحنيني لك يا غوث الوری *** ألم حلو .. وشوق يستعر

(صاحب العصر الإمام المنتظر *** من بما يأباه لا يجري القدر )(1)

أيها القبلة للكون ويا *** مرفأ العشاق في كل العصر

نبضاتي لك تحياسيدي *** ولأجل الوعد دوماً تنتظر

أمطر اللطف علينا ساعة *** ألطفُ الساعات لوزخّ المطر

* * * * *

زعم الوصّاف من كل الملا *** قدرة منهم وفن مبتكر

نظرة نحو زوايا الجسم وال *** روح والدمج و تركيب الصور

كلما قد قام فيهم واحد *** عاد مذهولاً بصمت منكسر

كلما زادت تواصيف الذي *** قام منهم فحديث مختصر

كلما قد زيد في الوصف أرى *** من كريات دمي زال الكدر

كلهم من بعد وصف سكتوا *** ثم عادوا بلسان معتذر

فتفكرت وكلي عجب *** هل صحيح منهم حارت فكر

أجمال منك يطغى هكذا ؟ *** ملأ الدنيا وسمعي والبصر

قمر: كلا . أما أنت الذي *** شع للشمس فشعت للقمر؟

عجزوا عن وصف مولانا الذي *** أخبر القرآن عنه وذكر

بزغ المهدي نوراً في السما *** ثم في الأرض وذا اليومَ ظهر

ص: 195


1- هذا البيت هو مطلع القصيدة الرباعية للشيخ البهائي قدس سره الشريف .

أيها المهدي يا شمساً علت *** في سمانا وبها الكون ازدهر

مكرمات لك فينا قد بدت *** وبها كل محب قد سكر

إننا جئناك نسعى سيدي *** نبتغي من دوحة الفضل ثمر

وتوسلنا بأن تلقي لنا *** نظرةً حانيةً فيها الظفر

وبأن نلقاك في يوم غدٍ *** شافعاً للكل ياخير البشر

* * * * *

وختاماً لقصيدي أبتغي *** بعد مدحي للإمام المنتظر

بعد أن حلّقت الروح إلى *** عالم يعلو على سطح القمر

أسمعونا وثلاثاً كرروا *** صلوات منكم يا من حضر

الجمعة 13 شعبان 1429 ه

ص: 196

السين والضادوالعين

اشارة

ص: 197

ص: 198

أفضل الشعر

الشاعر فوزي الصايغ

ما أروع الشعر وما أبدعه ! لكن أفضله ذاك الذي يُكتب في أهل بيت الرحمة فإنه يتلألأ بين طيات الورق ، وما أعظم الشمس حين تبث ضيائها إلى الأرض حتى ولو حُجبت بالغيم ، وما أجل شمس الهدى التي تغمر بأشعتها الحقة جميع أطراف الكون ؛مع عناد الظالمين وغطرسة المتكبرين ، تلك الأشعة إنها أشعة المهدي المنتظر علیه السلام الي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

الشعر أي من الآيات مأنوس *** والشاعر الفذُّ من فيه الأحاسيسُ

ويفضل الشعر من ذكر الكرام به *** فذاك شعر علا ما فيه تطليس

إني كتبت من الأشعار أفضلها *** في آل طه وهذا الشعر ملموس

إذا تصفحت أوراقي سواسيةٌ *** تلألأ الشعرفيهم فهو فانوس

وغيره ذاك شعرغيرمكتنس *** لكنه عند أولى الشعر منكوس

شعري إذا قلت في الأطهارمعتقد *** فهو الرئيس ومايعدوه مرؤوس

والشعر في المصطفى طه وعترته *** أقوله صادقاً ما فيه تدليس

فيض من الحس في قلبي حيالهم *** فقلت ما قلت فيهم وهو محسوس

هذا الشعور إليهم غير منكفئ *** بل إنه ثابت في القلب محروس

وكيف لا أكتب الشعر الجميل بهم *** وأنهم علة الأكوان والشوس

وأنهم أهل جوي سابق هتن *** تحط في بابهم الخيل والعيس

وأنهم خيرة الخلق الذين لهم *** مقاعد الصدق ما ضلوا وما قيسوا

وأنهم موطن الأخلاق إن نزلوا *** كما إذا رحلوا فالحال مأنوس

وأنهم أطهر الأطهار من قدم *** وما اعتری بردهم رجس وتنجيس

ماذا أعدد في الأطهار من ميز *** والذكر هذا لهم كم فيه تقديس

ماذا أعدد في أرباب مفخرة *** وأحمد فخرهم أص وتأسيس

حووا من الفضل ما لم يلقه بشر *** ولا ملائك أو جن وقديس

أعلام دين الهدى في كل ناحية *** لم يخش غيرهم في الناس إبليس

ص: 199

وقائم الآل منهم ظاهرٌ علمٌ *** وإن خفا إنه كالشمس محسوس

انظر إلى الشمس ما معنى إضائتها *** والغيم يحجبها والنور ملموس

وشمس مهدينا أقوى أشعتها *** من شمس دنياً لها في الليل تنكيس

فإن شمس الهدى في الليل ضاحية *** كما النهار سواء ما بها بوس

والشمس ما ضرها غيم يطاردها *** ليحبس النور إن الغيم محبوس

وصاحب الأمر موجود ومستتر *** عن الأعادي بعين الله محروس

ما ضره أنه في غيبة قمر *** تعمدت حجب أضواء الأباليس

ما ضر مهدينا إن كان مختفياً *** فإن هذا بأمر الله مدروس

أخفاه عن أعين الأشرار خالقه *** فهو المؤمل للتوحيد والليس

هذا أبو صالح للأمر منتظر *** وساعة الإذن حانت يا أباليس

هذا الذي ينتضي سيفة فيرسله *** من فوقكم جاهدة وانبانت الروس

فما يرى ظالماً إلا ويلق لظى *** من سيفه دفعةً فالظلم مفروس

ليملأ الأرض قسطا بعد أن ملئت *** جوراً فحال ربيب الجور معكوس

مُنكس العرش رب الجور في أمم *** بسيف مهدينا والكفر مركوس

انهض أبا صالح إذ أنت قائدنا *** واسترجع الثأر إن الثأر مبخوس

الملاحة .. أوائل شعبان 1421 ه

ص: 200

لهجة الانتظار

**لهجة الانتظار(1)

السيد حسين الخليفة

أيها الناس هل تلومون صدقي *** وصريحي مشعشعاً في الأماسي

ما أنا البغي طائفاً حول عجل *** لا ولا السامري أخشى مساسي

لهجتي لهجة النسيم عليلاً *** ولساني ينم عن إحساسي

وانتظاري يصح في نبذي النب *** ذعلى النهج لا بنبت أقاسي

لأرى الأرض أخصبت بعد جدب *** تشرب الغيث نشوة كالنواسي

فمقامي بأن أكون شهيداً *** أتزكى من دسّة الأحلاس

أنا جزء الطباق في الطرف الأع *** لى وثوبي مطهرمن جناس

لا أماري ولا أداهن خوفاً *** مدهن الناس مثقل الوسواس

لحظة الحب حين تصدق تأبی *** أن تلظى أسيرة الخناس

كل ّصمت بُعيد أن يلحظ الح *** ق مهيماً كنظرة الاختلاس

والذي يرزق المعين من الما *** ء فترتيب غسله ارتماسی

لا يجوز القياس في لغة الفق *** ه وفي العشق مذهب للقياس

قد تحمست للهدی مهدوياً *** لست أهوى التلون الدبلماسي

ص: 201


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 309 .
يا أخ العشق

الأستاذ رائد أنيس الجشي

يا أخ العشق خافقي اليوم كأس *** فاشرب النخب تثمل النفس النفس

واسقني من هواك خمر براء *** يكشف السر من يغذيه قدس

دع حروفي بنبضك الحر تحيا *** باتحاد يطيب حرث وغرس

إن ترياق حزنك المرَّ ذكر *** ودوائي به ومعناه بأس

كان في حضرة الغياب مدارا *** نرجسا بسدرة وفي الأصل شمس

مُنزل كالكتاب آية مجد *** للكتاب الذي بنيه يجُّسُّ

وحده والدعاء نسج يديه *** ينزع القدر ملء لوح ويكسو

والنهايات تزدهي لحن حبر *** رغم أن الزمان يطغى ويقسو

هولولاه في العراق نشید *** مانما في العراق والله جنس

حيث أن الشهيد باقات زهر *** شد أحلامها وكفيه قوس

ورماها للطفه حلم مرمى *** فأحتواها وخاصم العطر نحس

والتراب الذي تشرب دما *** قد تمناه - خاسئ الطرفي - ورس

هوثار الشهيد فلسفة العدل *** وحلم بنبضه الخلق تحسو

نحن نهواه مذ رضعناه وحيا *** فأثار الهوى وأحياه أنس

كالصغير اليطوف حلوى اشتهاء *** بالبيوت .. الولاء كنَّا نُدسُ

ونفني على هواه قصيداً *** يوم ميلاده فيختال عرسُ

كل قلب بمركب التيه غاف *** فوق جوديه بالكرامات يرسو

موطن العاشقين ما غاب يوماً *** رغم غيب .. فدته جن و إنسُ

ص: 202

استنهاض

**استنهاض(1)

الحاج منصور الجشي رحمة الله

الله ياحامي الشر *** يعة بالحسام المنتضى

يا آية الله التي *** في فصلها طي القضا

بح المنادي والقر *** ار على الأذى لا يرتضي

علياك جذسنامها *** وحماك أضحى معرضا

لم لا أهاجك ما جرى *** أو ما لقلبك أمرضا

أو ما حشاك بكت دما *** أو ما لظهرك انقضا

الله أيّة فجعة *** مضّت فؤاد المرتضى

قسماً بجدك لم أقل *** إن السكوت من الرضا

أفهل دهتك رزية *** كالطف فيما قد مضى

أفهل أتى الدهر المشوم *** بمثلها وتعرضا

رزء أذاب الجامدات *** و في فنائك ریّضا

يا من أزمة كونه *** بيديه مهماشاقضى

يا مجري الأفلاك في *** ملكوتهاقم فانهضا

قم فالحسين بكربلا *** ظام بغصته قضي

تركته آل أمية *** فوق الصعيد مرضضا

ضاحٍ تظلله الطيور *** وجفنه لن يغمضا

قل للجبال تدكدكي *** عمد البسيطة قوّضا

قل للبحار الا انضبي *** بحر الهدایة غيضا

الا سرقلب فالمصاب *** مطبق رحب الفضا

ياهيكل التوحيد *** والسر المصون المغمضا

يا مالك الدنيا ويا *** من تحت قبضته القضا

ص: 203


1- شعراء القطيف من الماضين ص 229-221 ، ومجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي .

ها رأس جدك في القنا *** لأعذر ألا تنهضا

هاتيك أشلاه غدت *** نهب الأسنة معرضا

الله أكبر صيروا *** صدر الإمامة مركضا

الله أكبرهشموا *** منه الجوانح والعضا

قم مغضباً عزَّ التصبر *** يا خليفة من مضى

كيف التصبر والحرائر *** تِهنَ في رحب الفضا

وقد استباحوا هتكها *** في الطف ساعة فوضا

وارحمتاه لحالها *** في الركب ساعة فيضا

كل تلوذ بجثة *** جزعاً لئلا تقبضا

حسرى تئن كان من *** زفراتها جمر الغضا

ربات خدر ما تعو *** دت السرى فيما مضى

حملت على النهيب الهزال *** برغمكم لا بالرضى

حملت سوافر لم تطق *** مما بها أن تنهضا

يا آل بيت محمد *** بمحمد والمرتضى

صلى الإله عليكم *** مانور علمكم أضا

ص: 204

استنهاض

**استنهاض (1)

الشيخ علي الجشي رحمة الله

ضاق على الإسلام رحب الفضا

فان للقائم أن ينهضا

أبرمتم أمراً وقد حاولوا

بكفرهم بالله أن ينقضا

فأدرك الإسلام في رحمة

بالصفح عنهم سيدي بالرضا

فليس إلاك له موئل

وعنك يا مولاي يجري القضا

وأهلك الكفار في نقمة

تلحق للباقي بمن قد مضى

ص: 205


1- ديوان العلامة الجشي ج2 ص 83.
استنهاض

**استنهاض(1)

الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله

يا ابن الوصي المرتضى *** لم لا حسامك ينتضى ؟

طال انتظارك سيدي *** نهضاً فقد ضاق الفضا

حاشاك لست أقول عن *** ثارات جدك معرضا

ما الصبر يا ابن المصطفى ؟ *** في القلب نارمن غضى

يا حجة الله الذي *** في طوعه أمر القضا

ماذا التصبروال *** حسين بكربلا ظام قضى

قد ظلَّ عار في الثرى *** والجسم منه رضضا

والرأس منه بالقنا *** كالبدر لما أن أضا

وعليله بقيوده *** والغل أضحى مبهضا

وبنات فاطمة بها *** ظعن الأعادي قوّضا

تستاق ضرباً بالس *** ياط متى دعت بالمرتضى

ص: 206


1- ریاض المدح والرثاء ، ص 489.
استنهاض

**استنهاض(1)

الشيخ رضي المحروس رحمة الله

الله ياحامي الشريعة) *** هذي قواعدها الرفيعه

قد هدمتها آل حرب *** يا لها دهيا فضيعه

ما جاءك العلم المشوم *** ألم تكن أذناً سمعيه

تخفى عليك مصيبة *** أحنت على الهادي ضلوعه

وكذاك جدك حيدر *** من عينه أجرت دموعه

وكذاك فاطم قد بكت *** لعويلها السبع الرفيعه

أبكت ملائكة السما *** والجن أسبلت النجيعه

( أترى تجيء فجيعة *** بأمض من تلك الفجيعة)

ماذا يهيجك والحسين *** بكربلا ذبحوا رضيعه

ماذا يهيجك والخيول *** بنعلها طحنت ضلوعة

من بعدما قطعواالكريم *** فأيتموا تلك الرضيعة

ماذا يهيجك والعليل *** مقيداً أبدى خضوعه

من بعد ما هتكوا الخيام *** بنارهم حرقوا ربوعه

فانهض على خيل *** مسومة سريعه

مع فتية أنصار صدق *** فانهضن في خيرشيعه

في كل طاهر مولد *** قد أوعد الباري طلوعه

ودعوا خيولكم تسد *** ثرى الأرض الوسيعه

وخذوا بثأر رئيسكم *** فأمية شريت نجيعه

يسري بها الحادي على *** عطش مكشفة مروعه

أعلمت قد حملوا حرائركم *** على هزل ضليعه

ص: 207


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص222-223.
تحية

**تحية(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

الكون من ألق الإمامة يسطع *** والدهر أذن للروائع تسمعُ

يا حجة المعبود أي قصيدة *** مهما تكن عن شأو مجدك تضلعُ

غنَّى بها وترُ البيان مفرداً *** فله بها ذاك المقامُ الأرفعُ

يا ابن الإمام العسكري تحيةً *** يشدو بها صب بحبك مولع

اطلع على الدنيا بعدلٍ مشرقٍ *** هذا الظلام إلى متى يتقشع؟

طال المقام ، ومرت الأعوام وال *** ظُلامُ كأس سمومها نتجرعُ

فمتى نرى أنوار وجهك بيننا *** ومتى نرى رايات نصركَ تُرفعُ

عجل فإن النصر والفرج الذي *** كل إلى أيامه يتطلعُ

هو في حسامك ، في جهادكَ ، في *** هُدى من نورِ طلعتكَ البهيةِ يلمعُ

واهزم جيوشَ الكفرِ شر هزيمةٍ *** واجمع فلولاً لاتزال توزعُ

وامسح بكفكَ دمعةً رقراقةً *** واكحل عيوناً بالسهادِ تروعُ

عجل فإن القدسَ صرخة ثائرٍ *** دوّت فضاقَ بها الفضاء الأوسعُ

عاث العدو بها فهل من منقذ؟ *** مولاي عندك مايردُ ويمنعُ

ومن الغرائب إننا في حالةٍ *** شعبٌ يُذلُّ ، وطغمةٌ تترفعُ

وجحيمُ آلام تأججَ نارها *** قلبٌ يذوبٌ ومهجةٌ تتقطعٌ

يا أيها الخلفُ المؤمل من لَنا *** إن نابنا خطبٌ عظيمٌ مفجعَ ؟

إلا الإلهُ و خروجكَ فرحةٌ *** بشر متى جرس النهاية يُقرعُ

19/ 4/ 1412 ه

ص: 208


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .
نفحة من الذكرى

الأستاذ محمد رضي الشماسي

من نورك الدنيا تضيءُ وتلمعُ؟ *** أم من سنا نهج الشريعة تسطعُ؟

من نورك الأيام تشرق شمسها *** ويعود فجر للرسالة أروع

مولاي ذكراك الحبيبة معرضٌ *** للذكريات وللفضيلة منبع

والمهرجان ونحن في آفاقه *** تسمو العقيدة في ذراه وتبدع

فاضت عليه من جلالك نفحةٌ *** فغدا بنفحك كالشذا يتضوع

وصحت بذكراك المشاعر فالهوى *** عذب على نغمات ذكرك ممرع

فلتحي ذكراك الشذية إنني *** بندي ذكراك الشذية مولع

تاهت على شاطي الولاء قصائدي *** وجثت على عتبات بابك تخشع

وتمنعت بالأمس حيث أردتها *** واليوم في ذكراك لا تتمنع

فتجسدت فکراً وحسبي أنها *** من وحي عالمك المقدس تتبع

وتمثلت صوراً وحسبي أنني *** في مهرجان بالحقيقة أصدع

فأنا بوحي عقيدتي لك شاعر ٌ*** لا بالخيال لأن شأنك أرفع

فتنزلت طوعاً بناتُ قصائدي *** من أفقها السامي وأنت المبدع

ولأنت فيها ملهمي وعقيدتي *** بك ذلك السحر الجميل المودع

بل أنت شاعرها العظيم وما أنا *** إلا صدى عبر الزمان مرجع

دنياك دنيا الفاتحين فمرحباً *** بك في الجهاد غدا لأنك مفزع

واليوم بالذكرى العظيمة خلتني *** لعظيم آت زاهر أتطلع

لغدٍ عظيمٍ بالفتوحات التي *** يحيا بها جدب ويخصب بلقع

ولدولة التوحيد يخفق فوقها *** علم بآلاء الرسالة يرفع

والنصر معقود اللواء وتحته *** للزحف في غده المبارك مهيع

الحق من حوليه نبعُ حضارةٍ *** والناس من عطشٍ إليه تسرع

ص: 209

فلعلها تروي الصدى من بعد ما *** كانت على شطآن جورٍ تجرع

وحقيقة ترويه غير منازعٍ *** وإلى عطاك غداً يكون المنزع

وعلى شواطئ بحره تلقاهُمُو ** يتزاحمون وكلهم لك يهرع

حيث الفضيلة والعدالة والهدى *** غيثٌ ومسراه الربيع الممرع

لله دولتك المنيعة إنها *** يخضلَّ مجدبها ويشفي المربع

فيها مناهل ثرة وعطاؤها *** غمرُ وليس بغيرذلك نطمع

يا خاتم الأبرار أنت على المدى *** قبسٌ بدربٍ السائرين مشعشع

بل أنت في ليل السراة منارُها *** لولاك لانقطع المسير وضيعوا

وجدوك هدياً والدليل إليهم *** فطريقهم بسواك داجٍ أسفع

وعلى صعيدك للهداية منبرٌ *** نرنو له وبعزةٍ نتطلع

وهناك حيث الحق فيض هدايةٍ *** راحت على فيض الهداية تزرع

رقصت على شاطي الولاء قصائد *** أنت الختام بها وأنت المطلع

1386 ه

ص: 210

جمعت هم سنيني

**جمعت هم سنيني(1)

الشاعر سعيد الشبيب

في خضم هذه الحياة ونحن بين مشرق ومغرب ، ننهل من مشارب شتى (أصلها واحد) ثابت وفرعها في السماء ، تجرنا الأهواء والنزعات إلى عمليات إقصاء لبعضنا البعض بغية الحصول على المراتب الأولى جماهيريا ، فعندما تبرز للسطح خلافات بين الأطياف والتيارات في المجتمع الواحد وتجره لعمليات من التسفيه و(التسقيط) لا يملك الفرد العاقل إلا الوقوف وعلامات الحيرة والذهول ترتسم على وجهه ، هنا يقف ( سعيد الشاعر) وليس (أنا المتكلم) في لحظة من لحظات الوعي ليتساءل عن كنه هذه الفرقة في وقت كنا فيه بأمس الحاجة الوحدة الكلمة ، كان ذلك في العام1409ه.

جمعت هم سنيني بين من جمعوا *** وجئت رغم انقطاع الغيث أنتجع

لا يستدل بمشيي أنني يقظ *** ولست أعرف نوماً حين اضطجع

آتيه في زحمة الأفكار منهمكاً *** فأضرب الراح أخماساً وبي فزع

أسائل الدهر عن نفسي وعن قلقي *** وعن عميق جراح ملؤها وجع

وعن سهام أتت من كل ناحية *** تصيبني أيها يا دهر أنتزع

سهماً به الحقد أم سهماً به شرر *** سهماً به الخبث أم سهماً به قذع

انظر فقد ضاق صدري ليس بي جلد *** على المصائب إذ يحدو بها الطمع

أراك تعزف أوتاراً على ألمي *** ومن أنيني أما ينتابك الهلع؟

دعني أبعثر أحزاني على ورقي *** دعني أدون شعري أيها الجشع

لن تحبس الدمع يا غدار في مقلي *** لن تحبس الصوت رناناً سيندفع

نار من الهم أدمت كل جارحة *** وكل جرح لجرح قادم يسع

أقول في مضض عشنا وما برحت *** دوائر السوء تترى بل بناتقعُ

حتى غدونا رفاتاهل لهيكلنا *** ترابط لحمنا من حوله قطع

ص: 211


1- دیوان زهرة الفردوس ، ص35-36.

وهل لنا من خلاص بعد محنتنا؟ *** وهل لنا من طريق فيه نجتمع ؟

إن البشائر قد لاحت مكللةً *** الوعي ريحانها والحب ذا شَمَع

تفتح الزهر فانتساب الرحيق به *** رقراق عذباً لنا من طعمه جرع

من ذاقه اليوم يروي القلب من ظمأ *** حيث انطوى زمن والوجه ممتقع

يا حجة الله هذا الجمع منتظر *** يوم الخلاص وأنت القائد الورع

يبدون أحزانهم والدمع منهمر *** والشوق ذو حرقة والغيث منقطع

الفسق منتشر والعدل منعدم *** والناس في ضنك إن يسألوا مُنعوا

فانهض بثورتك الكبرى يؤججها *** أنصار الفر والأحرار والشيع

لهم قلوب وحب الآل أورثها *** حلماً وعلماً كمالا ، لست أبتد

أنتم سفينة نوح من رست قدم *** له على متنها حقا سينتفع

ونحن يا حجة الباري بمركبكم *** ننجو وما ضرنا قوم إذا نزعوا

قالوا جننا، فقلنا في محبتكم *** ما مسنا طائفٌ لكنه الولعُ

نهواكم والهوى فجر يعانقنا *** وفي الشرايين من إشراقه دفعُ

والسر أنا خلقنا من بقيتكم *** فهل سوانا على هذا الهوى طبعوا ؟

1409 ه

ص: 212

تنصيب الإمام المهدي عجل الله فرجه

الدكتور إبراهيم الدبوس

لَيْلَةُ التَّاسِعِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ *** نَصَبَ اللَّهُ لَنَا الْحِصْنُ الْمَنِيعِ

وَ بِهَا تَمَّتْ لَنَا فِي فَرْحَةِ *** بَيْعُهُ الْمُنْتَظَرُ الْمَهْدِيِّ الشَّفِيعُ

فاستضاء الْكَوْنِ مِنْ أَنْوَارِهِ *** وَ انْجَلَى عَنْ دَارِنَا كُلِّ وضيع

نصب الْقَائِمِ مؤلى للوری *** فَجَمِيعُ الْخَلْقِ للمؤلى مُطِيعُ

حُجَّةُ اللَّهِ وَ لَوْلَاهُ لِمَا *** كَانَ الْحَقُّ عَلَى الْأَرْضِ مُذِيعُ

بَلْ وَ لَوْلَاهُ لَسَاخَتْ أَرْضُنَا *** وَ أُصِيبَ الْخَلْقِ بِالْأَمْرِ الْفَظِيعِ

إِنَّهُ الْغَائِبِ عَنْ أَعْيُنُنَا *** وَ يَلْطُفُ اللَّهَ قَدْ عَمٍّ الجميع

حاضر فی کل امربیننا *** يَحِضْنَ الْمُحْتَاجِ بِالْقَلْبِ الوسيع

إِنْ رَأَى أَتْبَاعِهِ فِي فَرْحَةِ *** شَكَرَ اللَّهُ عَلَى حُسْنِ الصَّنِيعُ

9/ 3/ 1428 ه

ص: 213

هداية الإمام (عج)

الخطيب محمد قاسم السويكت

أيحار فيك وفيض نورك يلمع *** ملأ السما والأرض إذ يتشعشع

عميت عيون لاتراك بقلبها *** فالقلب يعمي والجوارح تقرع

أنى تراك قلوب أعداء الهدي *** ولدي الغدير بذورها لا تزرع

أني تشير إليك كف بايعت *** كفاً لجزل النار هبت تجمع

شتان بين موحد متنعم *** بولائكم ومعاند لا يرجع

* * * * *

تلك القرون مضت وأنت تديرها *** والنبت لا يفنى وشمس تطلع

من نورك الفياض هذا منهج *** يسمو وهذا مؤمن يتشيع

هذا التشيع كلما مرت به الأ *** يام رغما للعدا يتوسع

* * * * *

وهذي القلوب إليك شدت رحلها *** والنفس لهفي والمحاجر تدمع

في النصف من شعبان ترجو أن ترى *** من ليلة التقدير بدراً يطلع

لظهوره جبريل يعلن في الملا *** سبط الهدى بالحق جهراً يصدع

يمحو الضلال ينكس الأبطال لا *** يخشى جيوش الكفر يوم تجمعوا

* * * * *

وترى قصور اللهو منه تطايرت *** والتاج عن رأس الضلالة تنزع

وسيوف أنصار الحسين تجردت *** وقلوب أعداء الحسين تصدع

وترى جميع ولاته قد رددوا : *** يا أمة التمهيد هذا المفزع

والحق لا يخفى إذا ظهر الهدى *** والشمل با بن المصطفى يتجمع

شعبان 1416ه

ص: 214

الفاء والقاف والكاف

اشارة

ص: 215

ص: 216

المهدي .. رؤى ..

علي المطاوعة

تقاطر المجد في مسراك يصطفٌ *** وطأطأ الرأس في عليائك الحرف

بهش جمر الليالي حين يكنسه *** تلعثم الوقت بالآهات يلتف

تورقت رئة الأيام معلنةً *** بأن تاريخها في خطوكم صف

تهيكلته تسابيحٌ ، يرفٌ على *** أطيافها برؤى تغريدهاالعزف

وفي يديك يضيء الصبح مبتسماً *** يمازج النور في إشراقه كف

تضيء في صدرك الفياض فاطمة *** فيزهر الكون في طياته اللطف

وشع نورك أنواراً به اجتمعت *** بشمس وجهك حتى هالني الوصف

فكل آبائك الأطهار طلعتهم *** على محياك آيات ستصطف

وراحتيك غياث الله أسرجها *** إلى البرايا ، فكلّ نحوها يهفو

شواطئ الله إيمانٌ يرضعها *** ندى الهداية في خلجانها قطف

كف سواحلها خيژيفيض على *** وجه البسيطة من إشراقها يصفو

11 شوال 1423ه

ص: 217

خلاص

**خلاص (1)

السيد حسن الخليفة

إلى الحاضر بين الغائبين إمامنا المهدي علیه السلام

أحاشي شبلَ غطريفي الطفوف *** ومن عند الوغى أسد الوقوف

أحاشیه وآباءٌ إباءٌ *** تورث منهم ضرب السيوف

أيصدأُ سيفه ؟ كلّا ، ولكن *** قلوب في الصدور لدى الألوف

أحقاً نحن . شيعتك . اختلفنا *** وخُلفنا عن الرأي الحصيف

وما اختلف الألى نصروا حسيناً *** وما هانوا وهم شم الأنوف

وصنّفنا إلى شيع ، ومنّا *** مُصنّفنا وذو الهدف المخيف

فما غاب الإمام، ونحن غبنا *** وغيبتنا شتات في الصفوف

وغيبتناحضور في فساد *** تفشّي ، بل وإغراء العفيف

وغيبتا سفاسف جمّعتنا *** لنيل من مهاب أو شريف

وغيبتا صراع ليس إلا *** على لقب يحاك من الحروف

وغيبتنا مفاخرة بمال *** وقصر رائع فخم منيف

وغيبتا تقيّتا قويّاً *** وفتك بالفقير وبالضعيف

ص: 218


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 299 .
يا عروس الدهور

**يا عروس الدهور(1)

الشاعر حسن الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

أشرق البدر أيما إشراق أشرق *** بسناء أضاء أرض العراق

البدر ليلة النصف من *** شعبان بالنور والسنا البراق

شع بالنور في سماء المعالي *** بدر تم ینير فی الآفاق

ليلة النصف ياملاك الليالي *** ياعروساض تزف بالأشواق

ليلة النصف سابقي ليلة ال *** قدر وفوزي بجائزات السباق

يا عروس الدهور تيهي دلالاً *** وجلالاً يا منية العشاق

شهر شعبان كلّ عن وصف ما *** فيك لساني وضاق عنه نطاقي

أنا لا أستطيع ياشهر إلا *** باحترام أطيل في إطراق

فيك سبط النبي طه وليد *** وابنه التاسع الإمام الباقي

صفوة الله منبع العلم والحكمة *** والحلم والندى الدفاق

الإمام المهدي رب المعالي *** من عليه عقدت حبل وثاقي

مصلح الدين حيث أفسده الجهل *** وعاثت به أكف النفاق

مظهر الحق حيث أخفته أيدي الظ *** لم أيدي الطغيان أيدي الشقاق

خاتم الأوصياء قطب رحى ال *** كون إمام الورى على الإطلاق

ناصر الدين والعدالة والحق *** عدو الشقاق داعي الوفاق

سائس العالمين إنس وجن *** سيد الخلق حجة الخلاق

أنت يا واحد الزمان ويا أكرم *** فرع لأكرم الأعراق

أشرقت من شروق نور محياك *** وضاعت أرجاء وادي العراق

يا حبيب الفؤاد يا فرج الله *** وياسر بهجة الإشراق

حبكم آل أحمد قد تمشي *** في عروقي وغاص في أعماقي

حبكم في الفؤاد يا خيرة الله *** مكين حتى القيامة باقي

يوم فيه النبي يحمي الموالين *** لكم والكرار فيه الساقي

ص: 219


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج 15 ص150- 125.

فالموالي يوم المعاد غني *** والمعادي في غاية الإملاق

حب آل الرسول خمر حلال *** فاسقنيها كأس الولا ياساقي

اسقنيها كأس الولاء رحيقاً *** سلسبيلاً عذباً لذيذ المذاق

جددوا ياشباب ذكرى إمام *** الحق إمثولة الزمان الراقي

راية المجد في البلاد ارفعوها *** واطرحوا جانباً لواء الشقاق

وأطيعوا الكتاب واعتصموا بالله *** واخشوا شر الذميم الفراق

علموا الشعب هذبوا أرشدوه *** ثقفوه يا معشري يا رفاقي

واربأوا بالنفوس عن فکرة لخل *** ف وصونوا الخطا عن الانزلاق

لا تشحوا عليه بالعلم إن ال *** علم كنزيزداد بالإنفاق

حرروه من الجهالة فالجهل *** أحاط الشعوب بالأطواق

لا تناموا يا فتية الشعب فالش *** عب يعاني مذلة الإرهاقو

ص: 220

الخيال المحقّق

الشيخ مهدي المصلي

في شهر شعبان ازدهي وتألقا *** نجم به أفق الرسالة أشرقا

خشعت لمولده الحياة فألبست *** تاج الكرامة والطهارة والتقى

وتيقن الإسلام أن نظامه *** سيوشح الدنيا كساءُ مونقا

سنرى رياض الخلد نصب عيوننا *** عطر العفاف يفوح منها والنقا

من تحتها الأنهار يجرى ماؤها *** عذباً فراتاً سائغاً لمن استقى

والحور في وجه الزهور إذا ثنت *** من تحتها الأغصان خصر أشيقا

والأرض تخرج خيرها ومن السما *** البركات تزل يا لحسن الملتقى

والاخضرار كسا البسيطة حلة *** منها الجلالة والجمال تدفقا

حُزناً بها أسس السعادة خضرة *** والماء والوجه الجميل المشرقا

سنعيش في هذي الدنا لكنها *** فيها الأمان على العوالم حلقا

وسيعلم التاريخ أن خيالنا *** ستراه عين الخافقين محققا

بشرى التشيع والرسول زعيمه *** وهو الضمين له السلامة والبقا

وهو الذي نصب الهداة أئمة *** وختامهم يمحي بطلعته الشقا

سأظل أفخرما حييت بحبهم *** ولو اعتبرت منفراً ومفرقا

فحبائل الألفاظ لا تصطادني *** وهواي بالآل الكرام تعلقا

مولاي يا بن الأصفياء متى نرى *** صرح الظلام قد استكان وأطرقا

ويشّ نورك في هدوء باهر *** فيحوّل الدنيا ربيعاً مورقا

هذي الحضارة جربت ما عندها *** لا رأي إلا بعد جهد طبقا

حرية سادت فساد بها الشقا *** والاشتراك عرى الأخوة مزّقا

والمسلمون تباغضوا وتناحروا *** والجمع بينهم ذري لا ترتقي

والشيعة الأبرار فرّق شملهم *** لكن تكاد نفوسهم أن تزهقا

شوقاً إليك فهل تجيب نداءهم *** كل غدا لسمو قدرك مطرقا

يا سيدي قُد بالسلام الزورقا *** وأزل بطلعتك الظلام المحدقا

ص: 221

نجوى مع الأمل

الشيخ نزارآل سنبل

اسقِنا وحيك الطريَّ دهاقا *** نشوةً تستشفنا إشراقا

وافترش واحة الفؤاد صلاةً *** وتسابيحَ تسحرُ العشاقا

وضياءً يهزُّ أخيلةَ النجم *** فتهفو من السماء احتراقا

كن على الدرب مثل ما أنت ترنو *** فتُحيلُ الظلامَ فجراً مراقا

جثمت ظلمة الحياة علينا *** فاشترينا ببؤسنا الإخفاقا

ونسينا أنا نعيشُ على الأرض *** ونخطو إلى السماء اشتياقا

ورضينا بما تأبّت حياةٌ ***حرةُ الرأي لا تطيق النفاقا

جرعتنا الهموم أدمَعُنا الحمرَ *** فخانت جذورُنا الأعراقا

الذراعُ السمراءُ رافقت السيفَ *** لتحيي ونمضي نمدُّها الأعناقا

والجراح الخرساء فاضت بحاراً *** فارتخينا الموجها إطراقا

فاصمتي تمتمات كل جريح *** ربما أطلق الأسيرُ الوثافا

سيدي والنهار لون مراياك *** فأشرِق على الضفاف ائتلافا

فالعصافيرُ ملّت الروضَ حزنةاً *** وغدت تُطلق الدموعَ الرقاقا

والأزاهير أسفرت عن ذبولٍ *** وتناست نميرَها الدَّفَّاقا

قد فرشنا العيون والأحداقا *** وهفا القلب صارخاً خفّاقا

ورأينا كما توسّمتِ الأملاکُ *** فيك المظفرَ العملاقا

شعبان 1416ه

ص: 222

یا من أناجيه ..

الشاعر علي عبد الله التاروتی

متى ؟ أما المتى فجرٌ ولا فلقُ *** كاد الحنين إلى لقياك يختنقُ

يانسمةً رئة الدنيا تضج لها *** وبسمة شاحبُ من دونها الألق

ويا بصيصاً له الأحداق شاخصةٌ *** عجل فدتك نفوس ملؤها رهق

قد أتخم البؤس دنيانا وهاجمنا *** يأس ونحن إلى دنياك نحترق

وخمرة الصبر من حاناتنا نفذت *** فلا صبوحٌ لنا فيها ولا غبق

ولم تعد نغمة القيثار تطربنا *** كلا ولا وتر الألحان يسترق

ماتت أحاسيسنا عن كل أغنيةِ *** والسمع عن أجمل الألحان منغلق

لا يرهف السمع إلا وقع صاعقةِ *** تدكدك الظلم والطغيان ينصعق

وتنجلي ليلةٌ دهرٌ إقامتها *** وبطنها من دواهي الجور مندحق

ورأسها ما الأفاعي مثله حملت *** نحن الضحايا ونحن الخائف القلق

* * * * *

يامن أناجيه والأهوال ماثلةٌ *** أمامه وهو قلبٌ كله حرق

يرى بعينيه ما في الغاب من شرس *** إلا على الناب من نحر الهدى لعق

ويسمع الحق وا غوثاه صرخته *** من باطلٍ ماردٍ للزيف مختلق

ودين آبائه شكوه منتهكاً *** ويندب الجد والقرآن والخُلُقُ

فانهض أبا الغيبة الكبرى كفى ولعاً *** بالصبر فالصبر لم يبقَ به رمق

يكفيك هضماً لماذا أنت مرتقبٌ *** حوشيت والله أن ينتابك الفرق

وفي يمينك عزرائيل تغمده *** وشيعة الحق تحت النعل قد سحقوا

فلن تثيرك بعد الآن حادثةٌ *** إذ لا نرى أملاً يفضي به الأفق

عذرة كما يُعذر المجنون من سفهِ *** لإن تجاوزت حد حداً الغرق

أنّى لي العقل والأحداث باركةٌ *** إذا انجلى فادحٌ عنا أتت فرق

ولا تلمني أبا الثارات ملتهباً *** وهل يقول صواباً من به حرق

لقد غدونا مرامي كل صائبةِ *** من أين ماطارنبل نحن مرتشق

أنت الخبير أبا يوم القصاص ولا *** مثلي يزيدك خُبراً أيها الحذق

ص: 223

لكنها نفثة المصدور قد صدرت *** إليك تنشد لحناً صفوه علق

* * * * *

فيا أبا طلعةٍ غراء نرقبها *** لعلنا لخُطي نَعليك نعتنق

أنت المؤمل من نرجوه غيرك في *** كشف الغياهب عمَن نصركم عشقوا

من أثبتوا لجميع الجاحدين لكم *** بأن خطكم للحق منطلق

وما سوی دربكم زيفٌ ومضيعةٌ *** للعمر ثم هلاكٌ خطه الخرق

وبرهنوا أنك الشمس المضيء هدىٌ *** رغم احتجابك منك النور ينبثق

إن يجحدوك فإشعاع الضحى جحدوا *** أو ينكروك فهم من للعمى طُرق

إنا نراك على رغم الجحود فقم *** ليعلموا كيف ضلوا عنك ثم شقوا

بحق ليلة نورٍ قد بزغت بها *** عجِّل بكشف الدياجي أيها الفلق

ص: 224

شمس وراء السحاب

الشاعر فريد النمر

يمم الحب وانطلق يا براق *** كيف تنسى قلوبَنا الأشواق

يوم الحب فالسباق المرجي *** في عتاق الصباح فيه انطلاق

والشعور الذي يعانق منتهى *** البوح لا يفت عزمه الإطراق

فالأماني التي تراود الروح *** تستقيها مع الندى الأماق

هي أزكى من القداسة غصنا *** هي أسمى ما تعرف العشاق

نبتت بين روحنا فارتوينا *** من ضفاف لها لدينا استباق

فاغترفتا منابع الحب حتی *** لا بديل بلذُ فيه مذاق

فانتشي خاطريعاود للش ***وق تغذي سماءه الأحداق

أريحي الجنان ما رفّ إلا *** هدرت فوق بوحسه أعماق

مرحبا: هذه بداية الحب *** تعالوا.. فكلناعشاق

مرحبا قد بلفتم قمة الصدق *** واكتشاف الطريق حقا سباق

فهنيئا لنا السباق المعنى *** له في كل مقلة إشراق

شبّ فيها طيف اللقاء فذابت *** بين كفيه دمعها الرقراق

وانتظرنا وكلنا بانتظار *** رافداه الولاء والأخلاق

ثم ذبنا مع الولاء بقلب *** جال في كل نبضة ميثاق

غرقت في فم البيان بحرف *** وبليغ المعاني منه استباق

وعلى أفقنا إلى الطلعة الس *** محاء شوق بوده خفاق

لم يزل في الذرى دليل الحياري *** كل درب اليه فيه إئتلاق

أيها القائم المعد إلى النصر *** جدير يكون ذاك العناق

أيها القائم المعد إلى النصر *** حري بالانتظار العتاق

إن يوما ولدت فيه سيصحو *** منه فجريقوده الإشراق

إن يوما ولدت فيه ليوم *** لم يعد فيه للقيود انطباق

ص: 225

أيها القائم المعد إلى العدل *** هناكأس محنة مهراق

إذ بلينا بمنتهى السخف حتى *** ظن جهالهاغرورانساق

ورمينا بما ينافي الغيارى *** في عتاب طفى به الاختلاق

قد شبعنا من النعوت وضعنا *** في رماد بهش فيه النفاق

عبوا الجو بالضلال وقالوا: *** ذا كلام عفو عليه الشقاق

ودعونا إلى مساحته الحری *** عليها من جونا إشفاق

نتخطى بها جناية تاريخ *** ذوت في متونه الأوراق

إذ تلوّت على رواية الألفاظ *** متونُ المزاج وهي اشتقاق

كيفُ يخفى أميرهذا الزمان *** بالسراديب طال . صاح . الفراق

اتركوا هذه الأباطيل وجدا *** لتطيب الرؤى ويصحو العناق

وتناسوا بأننا من رعيل *** لفصيح القرآن فيه انطلاق

وحديث الكتاب من آل طه *** لشفيع الحق نبعه الخلاق

ونسوا أننا لنا الحجة الكبرى *** وما كان غوره إخفاق

أيها الفاقدون نور المعاني *** لجزاف ما تنعق الأبواق

لسنا ممن تهزنا الوحدة الخرسا *** ولو شدنا بها الميثاق

دعوة القرب لا تلوك اليقين *** الحق مهما تقادم الإرباق

إنماندعي حقيق بيان *** ودليل البيان فيه انطباق

ولنا في الكتاب موروثة الأرض *** وإن ظن أهلها الإطلاق

فسيأتي يوم به ينطق الحق *** بليغا ويخرس الإملاق

وخريف يودع الزهر يوما *** تحيا في جذوره الإعراق

لجدير تخضر منة *** الأغصان وتورق الأوراق

وصترتد كل شامخة خجلى *** وقريب نميره الدفاق

إن، فلبا بنبته العز والطهر *** محال يعوقة الإرهاق

ما دعاه الأنام للخطب إلا *** كان قلبا لمن دعاه يطاق

يا غياث الأنام كل صباح *** يمتطي الكون قلبه تواق

ص: 226

حُمد الندب في نداك مناخا *** لبني الدهر ما يغيث فضاقوا

ألف الحلم واصطفاك هديرا *** هدّأت وهج مهجتيه الرفاق

يا أبا الباقيات كم من صريخ *** في هواك الميمم العملاق

باسطا بالندي بنان إباء *** ليس يخشى مدى الزمان الخناق

كم تعاصي عليه مد طريق *** ومعيد الرواء فيه احتراق

رقّ بشراً إلى لقاك محقا *** فلماذا الجفاء والإطراق

أم خفاء لمقتني السبق حتى *** تنتهي عند كفه الأوراق

ضرب الله حاجزا في مداه *** يختبي خلفه المدى المشتاق

فأقم في علايرى كل آن *** مقصدا للهدى عليه انطلاق

وبه نهج أحمد منك باق *** ليس ينفك طيبه العباق

كلما غيب الشذا فاح عطرا *** هونشر لأحمد دفاق

يا أمان الزمان عزما وحزما *** ومنى المجد ترجه الأعماق

منك قد أسكت اللسان حديث ** بين كفيك دائمأ تواق

وانتظار لنابه ألف ظل *** لغدا يستظل فيه البراق

فوراء السحاب شمس ستأتي *** يرهب الليل ضوؤها السباق

شعبان 1426ه

ص: 227

ألم ينته وقت الغياب

الأستاذ عدنان أبو المكارم

أقول وقد ضاق الفؤادُ من الجوي : *** متى يظهر البدرُ المنيرُ وِیُشرقُ؟

متى ينجلي الهم الذي ذؤب الحشا *** وشابَ لما بي منه فؤة ومَفرقُ ؟

متى يملأ اللهُ القلوبَ محبةً *** ويغسلها من كل حقدٍ يمزُق؟

ويُرسلُ في أفق السماء سحابةً *** تجودُ بما في الرحم منها وتغدقُ

فتطهرُ أرض دنستها بنو الخنا *** ويخضرُ عودُ الطهرِ دوماً ويُورُق

ألا ضرية نجلاء من كف ضيغم *** تدكُ عروشَ الكفرِ طراً وتحرقُ

وتُرجعُ أرض القدس تزهو بطهرها *** فنحيا بعيدٍ دائمٍ ونصفقُ

متى رايةُ الإسلام تعلو بأهلها *** ويسقطُ شيطانُ الورى المتشدقُ

متى نسمعُ الصوت المجلجل هاتفاً: *** لقد ظهر المولى فقوموا تحققُوا

لقد ظهر المهدي نجلُ محمدٍ *** باعلام نصرٍ في البرية تخفق

فنهفو إلى لقياك بالبشرخُشقاً *** وَيُجلَى الأسى عنَّا وفيك نحدقُ

متى أيها المهدي يا بن محمدٍ *** تری ذي الأماني النور فالقلب يخفقُ

* * * * *

أتنسى حسيناً عاريَ الجسم بالعرا *** تسامره الآساد وهو ممزقُ

أتنسى صعودَ الشمرِ بالنعل صدره *** بسيف سقيم للوريدِ يمزقُ

أمثلُ مصابِ السبطِ يُنسَى على المدى *** ويبردُ فيه الثأرُ مَن ذا يصدقُ؟

مصابٌ وأيمُ اللهِ أبكى السما دماً *** ودمع الهدي من أجله يترقرقُ

* * * * *

أبا صَالحِ إلا على العهدِ لم نزل *** ليومك مهما طالَ في الدهر نَرمقُ

تناديك بالدمع الغزير على المای *** متى يظهرُ البدرُ المنيرُ ويشرقُ

ألم ينته وقت الغياب؟ ألم يَحِن *** ظهورُك فيمن شايعوك فمُزقُوا

وأقصوا عن الأوطانِ شرقاً ومغياً *** فلما استقاموا عُذِّبوا ثم أُحرقوا.

ص: 228

وباتوا على شوكِ الهوى دون مِنةٍ *** وحولك رغمَ الشانئين تحلقوا

تحدَّوا جميعَ الحاقدين الألى ادَّعوا *** بأنك في السردابِ للحشرِ موثقُ

أو انك قد شئتَ الظهورَ وخفت أن *** يَقِدَّكَ صاروخَ لسيفكَ يسبقُ

* * * * *

فيا سيدي واللهِ ليس يضيرُنا *** كلامُ حقودٍ في الظلام ينقنقُ

وإنك مهماغبتَ عنا فإننا *** على ثقةٍ أنَّ الضياءَ سيشرقُ

فذي الشمس مهما تكتنفها سحابةٌ *** تثورُ ليبدو نورُها وتحلقُ

وذي الأرضُ إن شبَّ الضرامُ بقلبها *** تنهدُ بركاناً عن الغيظ ينطقُ

فجرد حُسامَ الثأريا أملَ الوری *** وقُدنا فإنا للكرامةِ نعشقُ

ومُرنَا تجدنا طوع أمرِك سيدي *** فلسنا كمن راموا العُلا وتفرقوا

حنانك إنالا نخون عهودنا *** وطبعُ الوفا فينا مدى الدهر يَعبَقُ

إذا ما نهضنا اهتزت الأرضُ خيفةً *** وحفَّ بنا النصرُ العظيمُ المحققُ

شهر محرم الحرام عام 1412 ه

ص: 229

کون من النعماء

الأستاذ رائد أنيس الجشي

سرب الطفولة في تغريده انطلقا *** بين البيوت يثير البسمة الألقا

يغدو يروح ونبض الحب في طرب *** ترنيمة من صفاء الروح قد عبقاً

كي يجمع السعد والحلوى بجعبته *** وحوله شيعة الكرار غسيم نقا

يا للجمال وياللطهريفي بلد *** تلألأت ساحلا وازینت طرقَا

كنا بها نرقب الأفاق في أمل *** تفكرا في نجوم تجذب العنقَا

إذا بفيضك في الأعماق خالطنا *** ونور قدسك بالأفاق قد برقَا

أنزلت من عين عرش الله معجزة *** طفلا من النرجس القدسي قد خُلِقَا

وبت كمية من تاهوا ومن تعبوا *** فالحق أنت ووعد الحق قد صدقَا

وغَسَّلَ الدمعُ ما بالروح من ألم *** وكَسَّرَ القلبُ قيدَ الرين وانعتَقا

إليك سار مع العشاق فی وله *** يريد وصلك لا جهلاً ولا نسقَا

يريد وصلك إيماناً ومعرفةً *** لولاك كنَّا أمتطينا دربنا الزلقَا

لولاك لم تثمر الأشجار مكرمة *** لولاك لم تغسل الأمطار بؤس شقا

لولاك لا شيء في الدنيا بلا عوجٍ *** لولاك رب العلا للخلق ما خَلَقَا

لولاك لولاك انا لي أعددها *** وأنت كون من النعماء قد دفقَا

ومبغضوك تلووا في مضاجعهم *** كم عادل غصَّ هذا اليوم واختنقا

قد كان يشعل بالأحقاد مجمره *** وحينماشئتَ في نيرانه احترقَا

وعاشقوك دعاء الغيب يحفظهم *** والصبريسندهم إن طارق طرقَا

كم بالعراق وفي لبنان من وصب *** يزول إن صادح بالمدح قد نطقَا

كأنما ليلة الذكرى تهدهدهم *** فتمسح الهمَّ والأحزان والقلقَا

یا صاحب الأمر هذا الكون في يدكم *** وحكمة الله فيكم جسَّدت خُلُقَا

فأمر بما شئت تلقانا على ثقة *** ننفذ الأمر إذعانا ومعتنقا

اذهب وربك إنا خلفكم معكم *** نحارب الجور والإلحاد والنزقا

یا صاحب الأمر هذا عهد شيعتكم *** خفق العمر بات العمر مذ خفقا

ص: 230

ولا نزال على عقد الولاء معا *** نحيي به رمقاً يُحيي بنارمقا

حتى تعود من التغييب مشتملا *** غنائم الثأر تدعونا ليوم لقا

یا صاحب الأمر خذها بيعة نقشت *** على الصدور عليها نبضنا التصقَا

وفي محفل الخير بارك حولنا وبنا *** دعنا نسودَّ في أيامك الورقَا

ص: 231

اصدح بعشقي

الشاعر ياسر السنان

اضْمُمْ جَنَاحَيْنِ مَنْ وَ جُدُرٍ وأشواق *** واقرا تراتيل بِي بَيْنَ أوراقي

وَ هَزَّ جَذَعَةُ مِنِ الْأَفْكَارِ فِي شُغِفَ *** یسقط جِنِّيٍّ هيامي دُونَ إِمْلاقٍ

وَ اصْعَدْ بَرَّاقٍ خيال تَرِقَّ مَرْتَبَةِ *** مِنَ الْمَعَانِي وَ أَسْرِجِ كُلِّ آفَاقِ

تُرْجَمُ لُغَاتِ حنيني إِنَّنِي وَلَّتْ *** واصدح يعشقي إِنْ العشق مِيثَاقِي

وَ اخْلَعْ بشعبان حُزْناً وَ اشْتَعَلَ طربا *** فقیه نُورٍ بلانار وَ إِحْرَاقُ

* * * * *

يا نَهَرٍ فُضِّلَ بِهِ الْأَرْوَاحِ هائمة * * * سَعَادَةِ الرُّوحُ أَنْ تها بإغراق

یا سُورَةَ البوح یا شَعْبَانَ كَمْ سطعت *** شمسن بشهرك كَمْ يَجُمُّ بِهِ راق

شعبان أَنْتَ لِحُبِّي خیر تَرْجَمَةِ *** نَفَحَاتِ قَدَّسَ ثروي كُلِّ تؤاق

کم فيک للآل أفراح مُجَدَّدَةُ *** مِنْ مَطْلَعِ السِّبْطِ مِنْ إشراقة الساقي

زَيْنُ الْعِبَادِ تَجَلَّى فِي الْوَرَى وَلَهٍ *** خرالملائك صَعِقاً عِنْدَ إِشْرَاقِ

* * * * *

يا لَيْلَةَ الصِّنْفُ يَا تَسْبِيحَةٍ نَزَلَتْ *** شَهِدَا لقلبي لَا مَعاً لأحداقي

لا ضَيْرَ فِيكَ وَ لَا حَزَنٍ وَ لَا سُقْمٍ *** وَ لَا بُكَاءً وَ لَا آهات آماق

الطَّيْرِ يصدح فِي مفاي مُبْتَهِجاً *** وَ الْأَرْضَ بالخسرت رُدَّتْ كُلِّ أفاق

والمسك وَ الْعُودِ وَ الرَّيْحَانِ فِيكَ زَهَا *** وَ الْوَرْدِ حاكى بإزهارٍ واورَاقِ

فيکِ الصَّلَاةِ عَلَى الْأَطْهَارُ مُشْرِقَةُ *** وَ اللَّهُ أَهْدَى جِنَاناً کل سَباقِ

* * * * *

یا قِصَّةِ النَّصْرَ يَا أنشودة تملت *** مِنْهَا الدُّهُورُ وَ غَنَّتْ لَحْنِ عشاق

مهدی يَا مَطْلَعِ الْأَنْوَارِ يَا قَبَساً *** يستلهم الْمَجْدِ مِنْهُ نَهْجِ مصداق

يا وَحْيِ عشقك يَا ترنيم نغمته *** يا مِسْكُ حُبُّكَ يَا سِرّاً لإعتاقي

كم آيَةَ ميثك فِي الْآفاقِ ساطعة *** تَجْلُو الظَّلَامِ وَ ثَدْيٍ كُلِّ إِشْرَاقِ

ص: 232

مِنْ آيَةِ الشَّوْقِ صغنا كُلِّ قَافِيَةِ *** سكري بِحُبِّكَ تَحُكِّي قَلْبِ مُشْتَاقُ

مَا ضَرَّ شَمْسٍ لَوْ نادی عمیهم *** أَنْ لَيْسَ یبصرها مِنْ تَحْتِ أَنِفَاقُ

وَ أَنْتَ أَ نَطَقَتْ صُمِ الصَّخْرِ فانبثقت *** تَرْوِي الظمي يُعَذِّبُ مِنْكَ رقراق

تَنَفَّسَ الصُّبْحِ مِنَ النُّورِ منبلجاً *** لِيَعْلَمَ الْكَوْنِ عَنْ إشراقه الْبَاقِي

فَیُقْسِمِ الدَّهْرِ : أَنْ لَنْ ينقضيي أَبَداً *** حَتَّى تَمُدُّ لَهُ كَفّاً لإعتاق

12/ 8/ 1425 ه

ص: 233

يا مليك الزمان

**يا مليك الزمان(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

ومضات الوجود من آلائك وضيا النيرين من لألائك

قطرة من نداك غمرت الكون فقطر السحاب دون سخائك

قبسة من سناك شعشعت العالم نوراً فالنورمن أضوائك

قد ملأت الزمان في ليلة الميلاد بشراً وبهجة من بهائك

قد كسوت الزمان برداً قشيباً ليس يبلى قد حيك من سيمائك

يوم ميلادك المبارك عيد فيه سرّت أبناء سامرائك

فيه سرّت أهل العراق وإيران وأهل الحجاز من أوليائك

فيه سرّت كل الشعوب ولا غرو فقد عمّها عميم عطائك

فترى الأرض كلها حفل أنس ضم أهل الولا إلى إطرائك

بل حوى كل ذي شعور ووعي ووفاء من هؤلا وأولئك

ولكل الحضور في ذلك النادي أعدّت أسرة وأرائك

وأديرت في الحفل أكواب أنس ملئت بالحلال من صهبائك

سكبتها يد العفاف سلافاً صفيت في رواق صفو ولائك

ومن المهرجان صفّريال بشراً جلجل الحق هاتفاً بثنائك

يا مليك الزمان أنت المرجي قم فأوضح لناهدی آبائك

فمتى ننظر ابن مريم عيسى يابن طه مصلياً من ورائك

ومتى تنشر اللواء ونلقاك وقد رفرف النصرفوق لوائك

ومتى تملأ البسيطة عدلا وتفك الإسلام من أعدائك

قم فأنت المنصور ينصرك الله ومن بعض ناصريك الملائك

قم ونوّر قلوبنا بتعاليمك واسق الأفكار من آرائك

ص: 234


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج9 ص203- 204.
یا أملاَ ..

الشيخ عبد الكريم آل زرع

بزغت فالشمس خجلي من محياكا

یا صاحب العصر بل جذلى بلقياكا

لا الشمس في أوجها تحكيك قد صغرت

ممابري نورها من نور مرآكا

لقد أنرت ذُكاءً فاستُضيء بها

أطعت رب السما روحا فأعطاكا

بكم أنارت وكل الكون في يدكم

عبد مطیع ورب الكون أولاكا

واستبشر الكون مسرورا بطلعتكم

وماست الأرض من أشذاء رياكا

للأرض فخر على كل الكواكب أن

داست على خدها المبسوط رجلاكا

وأزهرت أرض س امرا مفاخرة

كل المدائن إذ شعّت بمغناكا

واستبشرت شيعة عبت محبتكم

وحبكم ذاتنا نهواك نهواكا

لما بدا يا حمى الإسلام نوركم

صحنا نجلجل يا إسلام بشراكا

بشرى تزف إلى الزهراء فاطمة

وسادة الكون والأطهار آباکا

الأحمد المصطفى والمرتضى وهما

نفس من النور في جسمين جداكا

وللزكيين خير الخلق بعدهما

و منهدما لصروح الكفر أشراكا

ص: 235

وللثمانية الأنوار من بهم

نرجو الشفاعة في الأخرى أحباكا

هذا الفخار لعمري طاب من حسب

سام ومن نسب بالمجد أسماكا

ياخير آل وخير الخلق كلهم

إنسا وجنا وولدانا وأملاكا

قد كنتم للنهي والعلم مملكة

وللعلي والإبا والمجد ملاكا

لولاكم لم تزل في ذهننا سنة

بكم تحول جهل الناس إدراكا

بوركت يانور يا قلب الحياة ويا

سر الوجود فكنه الكون مغناكا

بزغت في زمن الفرعون معتمد

ذي الغانيات الذي ما انفك سفاكا

قد رام فتلك بذلاً كل طاقته

لكنما الله عن عينيه أخفاكا

وما رأينا جنينا مرعبا ملكا

غير الكليم النبي إلاك الاكا

راموا بأن يطفئوا نور الإله ول

كن رام ريك في إتمام أضواكا

هذي حكيمة لم تلمحك عن كثب

فكيف عين العدی جلت سجاياكا

وليلة النصف من شعبان عادتنا

عيد عظيم بها من طيب ذكراكا

طوبی لنرجس أن جاءت بمعجزة

وتلك والله بعض من مزاياكا

فلم تكن لسواها مثلها حدثت

أن أخفي الحمل عن هذا وعن ذاكا

ص: 236

طوبى فما بعدها أنثى أتت بفتي

في الصبر أوفي كمال النفس حاكاكا

وأحمد اختارها عرسا لوارثها

للعسكري وما أوصاه أوصاكا

من المسيح الذي يأتي و طلعتكم

عيسى بيمناك والخضر بيسراكا

وأنت بينهما كالشمس كالأسد ال

ضاري وومض سنا الماضي بيمناكا

وحولكم صفوة حفت بكم نُجُماً

زهرا غطارفة بيضا ونساكا

في كل كف لهم صمصامة خذم

يا فاتك الظلم لا تستبق فتاكا

ياسيدي وإله العرش يشهد أن

البين أدمى الحشا عجل بمسعاكا

من صادف الشوك كان الورد غايته

فكيف نبصر بعد الشوك أشواكا

متى نرى الأرض خضراء الربی بكم

وتملأ الرحب يامولاي أصداكا

فاسطع على الأفق أنوارا يكللها

تاج السلام وعين الله ترعاكا

واصرخ علی سدم الأكوان منتصراً

فصرخة الحق رهن في ثناياكا

فإننا لم نزل نرجو ونأمل ما

وعدنا أننا نحظى بمرآكا

لو أنناقد نسينا اليوم أنفسنا

لا غرو في ذاك لكن ليس ننساكا

قد غبت غيبتك الكبرى وهاهي ذي

تربو على ألف عام منذ منحاكا

ص: 237

وامتدت الألسن الحمقى وكان لها

ثأر ببدر أرادوا فيه إقصاكا

فقائل تلك دعوى مسن به خبل

وقائل إن في ذا الدين إشراكا

وقائل كيف يبقى إنه عجب

فقلت إن الذي أنشاك أبقاكا

ذرهم يخوضوا فقد تاهت بصائرهم

هيهات ما اتبع الناجون أفاكا

إن كان بالعقل فالجبار مقتدر

وليس ممتعا في الخلق إبقاكا

أو كان بالنقل عيسى الروح حجته

كذلك الخضر من سواه سواكا

والأرض لولاك ساخت انت آيتها

ولا استقامت حياة الدين لولاكا

يا سيدي أنت في العينين في الدم بل

في القلب والله يا مولاي سكناكا

مرادنا الحق لا نبغي به بدلاً

فكان لما أردناه أردناكا

رأيتك الحق لما أن عملت به

أو اقتنيت رأيت الحق إياكا

لورمت أرواحنا لبتك مسرعة

فإن أمرت بهاياسيدي هاكا

قل نصغ واطلب ننفذوادع نأت ومر

نلب واسرنسر طرا بمسراكا

عليك منا سلام الله يا أملاً

يوما ولدت وما تلقي ومحياكا

ص: 238

يا أجمل الشيء

**يا أجمل الشيء(1)

الأستاذ عبدالله علي الأقزم

إلى الدخول معي في الشعر أدعوكا

يا أجملَ الشيء أخلاقاً بدت فيكا

ما فاض كونُ الهدى في كلِّ ملحمةٍ

إلا و أعذبُ ما فيهِ أعاليكا

وما تفتحتِ الأنوارُ عن قمر

إلا إذا الفتحُ آتٍ مِن أياديكا

شريتُ حبكَ يا مهديُّ فانفجرت

أحلى القصائد في أحلى معانيكا

16/ 8/ 1422 ه

ص: 239


1- ديوان ( الطريق إلى الجنة ).
أحلى

**أحلی(1)

الأستاذ عبدالله علي الأقزم

أحلى من الحب أن أدعى للقياكا *** وأن أضم إلى أحلى بقاياكا

وأن نعيش معا في كل ثانيةَ *** وأن يطابق في معناي معناكا

و أن أفوح هنا أو ها هناك صدىً *** كأول الغيث آت من حكاياكا

عالجت أرضي حين الأرض قد قرأت *** مسعاي بالقرب من أنوار مسعاكا

أزهار قلبي لم تفتح مطالعها *** إلا إذا صرخت في الفتح أهواكا

بحر من الشوق لم تخرج لألئُهُ *** إلا وعمق لها في الحب ناداكا

أنى رحلت فهذا الحب يجمعُنا *** ممشاي جاور في الترحال ممشاكا

أجدفت نحوك والمجداف فوق يدي *** عشقي و راية أحلامي و كفاكا

خذني إلى حضنك الريان مبتحراً *** حتى أفوز بشيء من هداياكا

قصائدي بدؤها دنيا واختُتمت *** أمواجها وهي في أحضان أخراكا

هيهات أبصر لو يوما تقاطعُني *** وكل ما في بالأزهار لاقاكا

دربي هو الحب في أقوى حرارتهِ *** عينايَ دربُهما في الحب عيناكا

11/ 8/ 1426 ه

ص: 240


1- ديوان ( الطريق إلى الجنة ).
(يائي ) وَ ( کافك)

السيد محمد الخباز

دخول..

(مائي ) تَسَرَّبَ من شُقوقِ ( وعائِك )

لكن طينتي التي اختلطت به - يا للفظاعة - أذهبت بنقائك

ولادة..

(حائي) لخطبتها الحروفُ تَقَدَّمَت *** لكنها ترجو الزواجَ ب ( بائك )

وقريحتي حُبلَى ولم يدنُ لها *** بَشَرَّ ، بذاكَ الليلِ ، غيرَ دُعائك

طفولة ..

( أرضي ) تَتُوءُ بغربةٍ فكأنها *** طفلٌ يُحدقُ في رحيب فضائك

ويمدُّ راحتهُ ليُمسكَ غَيمةٌ *** بجناحها ، تنأى بول ( سمائك )

مراهقة ..

(كأسي) الذي ما ذاقَ خمراً سيدي *** سكرانُ مما قيلَ عن (صهبائك)

واه لها کفُّ الجلالةِ حينما *** عِنَبَ الإمامةِ عَتَّقَت بإنائك

رجولة ..

( جيشي ) يُقاتلُ في دِمايَ غرائزي *** وبه فؤادي مُمسِكٌ ب ( لوائك )

ما كُنتُ أحسبُ أنني سأزيلها *** لو كانَ سيفي غيرَ سيفِ ولائك

شيخوخة ..

عاري (المجاز) فله بردائك للجائعين ، فإنه بفنائك

مه

شعري ينام على الرصيف مشرداً *** عاری (المجاز) فلفه بردائک

فإذا صحا ، والبدر وزع قرصه *** للجائعین،فانه بفنائک

انطفاء ..

(صبحي) تمدد في سرير الليل مح *** تضراً ومنتظراً قدومَ ( ضيائك )

فبدونه لا الشمس تشرق داخلي *** وبأضلعي ليست تُقيمُ ملائك

ص: 241

برزخ..

قبري دفنتُ بوقصيدتي التي *** مرضت ولم تنرء بشرب دوائك

ف(نكير) يقرأ ما كتبتُ و(منكر) *** مترنح قد طار في أجوائك

بعث ..

( رئتي) التي ثقب الزمان غشاءها *** عادَت تنفسُ من عليل ( هوائك )

ما السرّس فيك لكي تكون بنافذا *** تي الصبح حتى في حلول مسائك ؟

جنة ونار ..

(ناري ) أنا ما الزيتُ زادَ لهيبها *** بل زاد منه الاشتياق ل ( مائك )

وأنا كإبراهيم حر جحيمها *** برد علي، وذاك من آلائك

خروج..

عمري لحد الآن بعض قصائدٍ *** قد عشتها أثني على آبائك

واليوم ها إني كبرت قصيدة *** قد شبت فيها رغم قصر ثنائك

ص: 242

ص: 243

ص: 244

قافیة:اللام

في ميلاد الإمام الحجة القائم علیه السلام

**في ميلاد الإمام الحجة القائم علیه السلام(1)

الملا حسن المقيلي رحمةالله

ظهر النور من سماء المعالي *** فلك البشر والهنايا موالي

ليلة النصف شهر شعبان ضاهت *** ليلة القدر دون كل الليالي

خصّها الله بالأئمة فضلاً *** وبهم صار ذكرها متعالي

حيث قال الإمام باقر علم الله *** كنز التقى وتاج المعالي

ليلة الى ربنا لا يرد *** سائلاً مدَّ كفّه بالسؤال

ليلة توّجت من الله بالمجد *** وبالفضل والهدى والكمال

ولد القائم المؤمل فيها *** حجة الله ذو العلا والجلال

نور الكون ذكره فأضاءت *** بمحياه حالكات الليالي

قم نهنّي النبي فيه ونهدي *** فيه أغلى أفراحنا للآل

ويهني لبعضنا البعض فيه *** قد سعدنا بفضله المتوالي

فصلاة من المهين تغشى *** حجة الله عد كل الرمال

ص: 245


1- ( عبقات من ذكرى والدي ) ، ص 118.
یا صاحب السيف ..

الخطيب أحمد آل خمیس

يا صاحب السيف يا بن العسكري الا *** فانهض فذا دينكم في الناس قد أفلا

الحق منعزل ما بين أظهرهم *** والجور تياره في العالمين علا

والدين عاد غريبا بينهم وكما *** في بدئه صار مفرودا ومنعزلا

قد صوروا الدين عرقال التقدم عن *** حرية يالسخف القول في الدخلا

تدخل الغرب يغزو الدين وانسلخوا *** عن بردة الدين ليت الغرب ما دخلا

وليتهم طبقوا الدين الحنيف بما *** توحيه أهدافه لكن ما عملا

هذا التاكر في الأرواح منتشر *** ضد الأخاء وذا القرآن قد عزلا

وهذه حرماتالله منهكة *** تبكي على أمة لم تحسن العملا

تاهت ولم تهتدِ نهجا على عطش *** وقد تراءى لها آل بوسط فلا

كما تراءى لها برق الخداع وقد *** ظنته نورا ولكن أخطأت أملا

یا ناشر العدل هذا الظلم قد ملئت *** به البسيطة فانهض مسرعاً عجلا

فقم لتشربند الحق في عجل *** یا صاحب الحق ما نبغي به بدلا

یا صاحب الأمر عجل كي تعيد لنا *** مجداً مجيداً عليه الدهر قد أكلا

وتبعث الأنفس الموتى من عدم *** وتملأ الأرض عدلاً كان منفصلا

ص: 246

المصلح المنتظر علیه السلام

**المصلح المنتظر علیه السلام(1)

الشاعر عبد الوهاب حسن المهدي رحمة الله

حدثينا يا أمسيات الليالي *** حدثينا عن العهود الخوالي

حدثينا عن سالف راح يطوي *** صفحات التاريخ دون ملال

واقرئيها على الزمان سطوراً *** مشرقات في محكم الأقوال

إن تكن عندك الأحاديث فاروي *** من عظيم في حقه لا نغالي

وأعيدي على المسامع ذكرى *** وفي حديث يزهو بصافي المقال

ذكرينا بمولد الفجرينشق *** طريداً عن صبح یوم تالي

مولد النور والهداية والبشري *** وميلاد أمة ياليالي

مولد الحق لا يحيد عن ال *** إيغال فيما يدك صرح الضلال

مَولدُ الانتصار في عالم يز *** خرُ بالموبقات قيد انحلال

يتواری مدلهم الدياجي *** ويحث الخطى إلاضمحلال

ويجوب الظلام لا يتعدا *** ولا يبصر الهدى في المجال

سادر عن طلائع النور حیرا *** ن انطوى في جنة الانعزال

يتحامي توهج الثور في عي *** نيه كالهارب الشتيت البال

لج في غيهب بعيد عن الإد *** راك أعمى في زحمة الأهوال

ضاريا في مجاهل الفكر يرجو *** لو يرى في الحياة درب اتصال

متناهي الرجاء يرقب فيما *** لو یری (منقذا) على أي حال

ويكاد السؤال يوه فيه *** عزمة الانتظار فوق السؤال

أجهد النفس في التشوق للها *** دي وشيكا مستنفذ الآمال

يتمنى الخلاص من ظلمات ال *** جور والانغماس في الإذلال

ليس يدري بحاله أعلى الأخ *** طار يمشي مضعضع الأوصال ؟

أم إلى مبتغاه ي درج في الأو *** هام مستسلماً إلى بلبال

ص: 247


1- القطيف وأضواء على شعرها المعاصر، ص147- 150.

وهو في الحالتين يدركه الخوف *** ف من الانزلاق نحوالزوالِ

ذلك العالم الذي نحن فيه *** إذ يوافيه منقد الأجيالِ

فإذا حُلكةٌ الدياجير تنجا *** ب انهزاماً في مستطير انذهالِ

وتباشيرُ فجرِ يوم جديدٍ *** سرمدي الضياء والإهلال

طالع السعد للزمان عليه *** يتجلى في الحجة المفضال

حجة الله في البسيطة للناس *** معيد الرشاد للضلال

حكمة الله حجبته عن الأنظار *** حينا من الزمان الخالي

فتوارى في مستقر من الغيب *** بأمر من ربه ذي الجلال

حيث يأتي فيملأ الأرض عدلاً *** وسلاماً مبشراً بانتقال

من ظلام ومحنة وأثام *** وضياع وحيرة وانحلال

لضياء وألفة ونظام *** واجتماع على صفاء البال

فيؤوب السلام باليمن للأرض *** لتروي عنه الحديث الليالي

ص: 248

لجميع أبواب الفضائل

**لجميع أبواب الفضائل (1)

الأستاذ عبد الله علي الأقزم

صفحات مجدك لا تزال الأجملا *** وتظل فوق يديك فتحاً مذهلا

وتظل في عينيك خير مجرة *** وتظل فيك الكوكب المتمثلا

ويظل منک النور سطراً مورقاً *** وقراءة حملت بهديك مشعلا

عنوان جوهرك الأصيل تألق *** فرش العصور على العصور تهللا

قدمت نفسك عالماً متوهجاً *** قلب الحياة سياحة وتبتلا

ذُبنا بحبك في الحروف تلاوةً *** ذوبانا بهواك لن يتبدلا

في الصفحة الأولى وجودك ماطر *** أحيا السطور الميتات وأكملا

ما زال نورك خيرسطر قد بدا *** لجميع أبواب الفضائل مدخلا

بيديك تفتتح العلوم منابعاً *** وطريقها بلا علم أوصلا

في كل زاوية قرأتك وردة *** كتبت فق لحرفها أن يهطلا

المفردات على غرامك قد غدت *** العالم الحر الجميل الأمثلا

في الصفحة الوسطى غيابك لم يزل *** نورا وفي شتى الحضور تنقلا

هذي نقاطك في الوجود وضعتها *** فبثثتها فكراً عميقاً موغلا

فزرعت فينا الانتظار تفتحاً *** وتبصرا وتفكرا وتأملا

فأخذتنا نحو الصلاح ولم تزل *** برق السماء ورعدها والفيصلا

في الصفحة الأخرى كأول صفحة *** نوران فاضا في هداك تهللا

سبع السماوات الحسان فهارس *** ملئت فكان هداك فيها الأجملا

عدنا إلى صفحات مجدك فانجلى *** ألق الوصول إلى فرات محفلا

هذا هو المهدي نبع هداية *** يسقي الوجود تكرمة وتفضلا

غدت السطو على يديه جواهراً *** تترى وغيثاً دائماً مسترسلا

فتشابكت فوق الغلاف حروفه *** من نوره القدسي فجر؛ مقبلا

فبدا كأروع صفحة مرسومة *** لم تتخذ غير الروائع منزلا

ص: 249


1- ديوان ( الطريق إلى الجنة ).

عشقت فصار هوى الإمام مياهها *** وجذورها بهوى الإمام تسلسلا

هو والحقائق توأم متألق *** جمعا وربي لم يشأ أن يُفصلا

هو ذلك العشق الذي لا يرتوي *** إلا بآل محمد أن يوصلا

هو ذلك النبع المسافر للهدی *** فغدا لإرواء الهداية منهلا

هو ذلك الكون الذي لم ينفرج *** إلا لينشا فارساً متفضلا

لم ينتخب غير الحقائق قلبه *** فغدا لشريان الحقائق مشعلا

ما كان ذكر الله إلا أرضه *** وزروعه وحصاده والمعملا

ماغاب عن أحياء سطر مبدع *** أخذت فتوحاتو المعاني معقلا

فاضت على نص الجمال شواطئ *** بإمامنا المهدي معنی مذهلا

قد سال حبري من جمال إمامنا *** مسك شغوفاً عاشقاً مبتلا

لا لم يغب أبداً وكنا ظلمةٌ *** لم تدرك الإصباح كيف تمثلا

إسلامنا العمق الجميل وقلبهُ *** من لون أنوار الإمام تشكلا

نقلت سماء فضيلة قدسية *** فغدت بحجتنا المحلق أثقلا

هذا هو المهدي في مرآتنا *** جعل السماء لباسه المتسریلا

عنوانه مضموئه وتراثه *** أثرى الفضائل بالخلود وأجزلا

من بين أعداد قرأنا رقمهُ *** مطراً وكان السيد المتفضلا

مهدينا رد الوجود لنوره *** فبدا الوجودُ مع الفضائل أجملا

الخميس 9/ 8/ 1425 ه

ص: 250

في حضرة الله

الشاعرة أمل الفرج

أرهف بسمعك فالآيات تبتهل *** في حضرة الله والأرواح تغتسلُ

واسجد فخلفك قداسُ عبادتهم *** عشق وقرآنهم وحي بو غزل

أرهف بسمع عرفانية نزلت *** من هؤة الغيبو من فردوسها تصلُ

وانصت لترتيلة رقت مدللةٌ *** بين السماوات بالتسبيح تنتقلُ

عزَّافها الروح والأملاك ترسلها *** للعالمين بأمر الله قد نزلوا

تحفهم صلوات الأنبياء وما *** هدي الطهارة إلا الدين والمللُ

فيا صلاة تغشت كل ناحيةٍ *** في الأرض نحوجلال الله ترتحلُ

إلى حكايات خم تستريح بها *** والذكرياتُ سمان طيها الأملُ

هناك حي الرمال الحمير مشرية *** من الوجوه التي شاطت بها المقلُ

ألقى الخريف عليها من خشونته *** ظلاً ، لتورق في أحضانها السبلُ

لطفا بها فلقد أعيا ملامحها *** تيةُ، لتشهد يوماً خطهُ الأزلُ

عادت من الصمت كيما تستعيد رؤى *** مسكوبةً وعلى أعطافها قُبَلُ

حامت عليها طيوف المكرمات وها *** عادت لتهلَ من بعض الذي نهلوا

من ( الغدير) وهل غيرُ الغدير لها *** حباً تساقيه تستوحيه ( تتثملُ)

يحنو عليها لتصحو في شواطئه *** وقد تماهي عليها القلبُ ينتلُ

هاقد أتوا وأتينا حلمنا معنا *** يسوقُنا وكأن العمرَ متصِلُ

أقدارنا جُبلت بالعشقِ كيف لها *** بأن تواريولا لا .. وهي تشتعلُ

كي تصهر الذنب تلقي من عصارته *** خلف الزمان وللإيمان تمتثلُ

أليك ياسيدي ياغرية سكنت *** في فطرتي واعتراها في الحشا خجلُ

من أين تعرفهُ ، من أينَ تدركهُ *** وهو الذي لا له ندٌ ولا مَتَلُ

ص: 251

ياساكن الغيب بعضُ الحب سافرَ بي *** إليكَ في موكب أحلامه شُعلُ

والبعضُ أسكرني حتى ذوى بدمي *** بمائو كل كاساتي ستحتفلُ

تمد كفاً مسافات تلونها *** لا الأرض تجتازها حتماً ولا زحلُ

والكون يركعُ من علياء قامته *** من لحظة قد نأى في حصرها الأجلُ

من لحظة رعشت كل القلوب لها *** وشب فيها هوي مجنون يكتحلُ

يحيا بها وطناً تندی مواسمهُ *** في كل فصل ربيع معشب خضِلُ

يا سيدي هاك كلي في سكينته ***وهاك مني حياة دأبها العمل

هاك احتضي فموتي في أعشقهُ *** أذوب ، أقرأ فيکَ الحمدَ ، أبتهلُ

جاوزت في مقام العشق فاحتضرت *** كل الحروف وتاهت باسمك الجمل

ص: 252

المخلصة

**المخلصة (1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

استمع أو دع الهوي لبديل *** إنما أنتهي لقول ثقيل

قصتي أيها الخلائق شيء *** لم تبنه براعة التخييل

هي رؤيا تُخال ساعة تتلى *** أو خيال ينأى عن التمثيل

حيث أن الجمال غاية معنا *** ه مرامي لها بعيد المثيل

قصة للحياه تشبهها الشمس *** ولكنها شموس العقول

أتلقى رواءها وحياها *** حين أروي الحياة بعد الرحيل

وكأني بعثت بعد مماتٍ *** أو أفاق الإحساس بعد خمول

هتف القلب حين فرق جفني *** ولقد أنطق الجوى بغليل

حين كنت أن لي قمرا غاب *** ومالي لوصله من سبيل

خطفتني نضارة لا أراها *** وهي تحكي إلي غير مقول

وسألت النجوم عنه فقالت : *** تستطيع اللقاء بعد الأصيل

قلتُ : يا زينة السماء صفيه *** كي أرى ما رجوت قبل حصولي

ولك العهد إن وصلت إليه *** ستثابين بالعطاء الجزيل

فأجابتني : كن سميع مقالي *** واشكر الله بعد حفظ الدليل

واعلمن إنما سألت عظيماً *** وتشوفت مشبه المجهول

ستال المرام لكن هذا *** بعد سعي نحو الطريق طويل

انح قصداً نحو اليمين وأكثر *** بل ولا تفترن من التهليل

سترى السالكين أصناف شتى *** من مريح وذي متاع ثقيل

فإذا ما سلكت فاهجر مريحاً *** وتقرب إلى كئيب عليل

قلت : يا نجم سوف أجزيك يوماً *** صنعك الحسن بالضعيف الذليل

ص: 253


1- سبيل اللقاء ، ص 23.18 .

فتوكلت في المسار على الله *** وأصحرت حافظاً لدليلي

وسلكت الطريق أحمل زاداً *** آملا وصل بدري المأمول

أقطع البيد آلفا دَلَسَ اللي *** لِ سعيداً وفي يدي قنديلي

وتفكرت في كلام نجومي *** وعن العهد قد خشيت عدولي

فوصاياه حيرتني ودارت *** سابحات بفكري المنقول

نقلته النجوم للخوف حتى *** سلك الشك في القفارسبيلي

فتجاهلت طارئ الدرب عزماً *** متناس لحالي المستحيل

وقضيت المسار في ألف عام *** بين إشراق طالع وأفول

كلماشعَّ في حياتي عقد *** كان إخباره بقرب الوصول

وعبرت القفار في نصب الفك *** روجسم بما عراه نحيل

مرة أنشد الضمير وأخرى *** أتحلى بصبري الموصول

بينما الحالك الذي سرت فيه *** يُرعب الفجر بالسواد المهول

وإذا فلقة من الشمس راحت *** تمنع الليل أن يرى بحبول

طالع يفجأ الظلام بمرا *** ه إذا ما السرى توالي بطول

ما أظن القلوب تفرغ منه *** إذ تراه العيون أي جليل

أو يجازيه كائن حين يلقا *** ه فيغشى طريقه بقفول

لو إزاء الجمال مرَّ سناه *** قيل : إن الجمال غير جميل

فتيقنتأن ذاك مرامي *** بدليل مبين معقول :

حيث أني ظللت أصطاد نطقي *** لأناديه باللسان الكليل

أنت يا ذالك البهاء مرادي *** فاملأ البيدنضرة بالنزول

واشف مستعجلاً وصولك لما *** طاف جُلَّ المسار دون خليل

أيها البدر أنت أكبرخلقٍ *** يأمل المجد قريه بالحلول

أيها السر أي عزيداني *** ك سيهوي كالمنحنيات الذلول

أيها النور كيف أفصح للده *** رشفائي بمنحك المبذول ؟

الحروف التي تهامس خرساً *** منك حيرى تساقطت لمقولي :

ص: 254

أيها الرافع السماء لنعلي *** لك فدتك السماء يابن البتول

جل معناك عن مناجاة مثلي *** وتعاليت عن مقال جهول

ما فتئنا إليك في كل حين *** نُرسل الاشتياق للتعجيل

غبت عنا وظل شخصك فينا *** غشي مزن مؤذن بالهطول

والتحيات بيننا كرسول *** ووجدناك مكرماً للرسول

صم سمع لم يلق منك جواباً *** كان أفشى السلام يوماً بقيل

إن أرضاً لا تنتشي بك بشراً *** قد أصيبت من الزمان بغول

يا حبيب القلوب عودت حسناً *** فهوتك القلوب رجوی قبول

وأتت صرحك المعظم أفوا *** جا فخذها أتتك طوع ذلول

كل قلب أُريضة ذات نبت *** هوشوق إليك غيرذویل

كل حب لفيرنورك يهدى *** هو حرمان تائه مرذول

وغِلَ الناس في الحطام وجُنُوا *** وبلقياك لم أجد كوغولي

هل لألاء يوم (نرجس) رفدّ *** يتلقى من الكريم النبيل

دائم الزخر لا يصاب بحجب *** حيث يرويه موقنا كل جيل

يتغنى به الزمان بصوت *** لفؤاد بعشقه مقتول

تتهاوى له الطيور ولاء *** فوق تل من زاهق وجديل

بك والدولة الكريمة وغد *** أعظم القسم في عطاء منيل

نعم الخير مربعاً في حماها *** ومشى العدل فاخراً بالأثول

أي عدل تحوّل الشرفيه *** أخيرَ الناس في فتى مشمول

وتتاءى إبليس ينفخ یأسا *** ببقايا مزماره المشلول

ومضى كي يقيم مأتم خسر *** ثم يرضي حياته ببديل

انقضت ساعة الظلام أخيراً *** فإذا الليل مزمهر الحلول

ووفينا بحجة الله فينا *** ما وعدنا بمحكم التنزيل

ص: 255

ورأينا تحجب الشمس عنه *** عينها بالرباب غير قليل

يوم صلى وراءه الخضر والسي ** د عيسى بصفّه المستطيل

خشّعا خلفه الملائك تبدو *** حضرت في أمينها جبريل

وبهم حج عام أكبر حجٍ *** دون معناه غاية التبجيل

معه من بني التراب حشود *** خلطتها ركبانها بالسهول

والتحقنا بحشرهم ومشينا *** ركعاً في الحجيج غيرذبول

صحبتنا الظباء وهي قعود *** فرحا في متون أسد فحول

هكذا عادت الحياة صفاء *** وغدت سنة بلا تبديل

وتجلي جلال ( آل محمد ) *** بعمود من السناء دليل

يملأ الخافقين وهومشع *** في إمام على مكان رجيل

ذي جمال بدا بحلة نور *** وسماح برأسه أكليل

ورث الصالحون والحمد لله *** الإنجاز وعده المأمول

تلك رؤيا رأيتها فأفيدوا *** أيها العالمون بالتأويل

ص: 256

ندية

الشاعر قيس المهنا

أبن لي عذرا بطول الغياب *** فمثلك يهدي الورى كالكتاب

أبن لي عذرا وقدس تضيع *** وشعب أبي قضى بالحراب

أبن لي عذرا تطيقاصطباراً *** وسيف العدو أتي في الرقاب

أبن لي عذرا وماذا أقول *** فنجواي تبقي بلحن العتاب

أبن لى حقاً فمثلي يتيه *** وأنت المعد لكشف الحجاب

* * * * *

مدارك العقل فوق الزيف والدجل و*** بلغة النفس فوق الخطأ والفشل

أتى الزمان على حر يناوشه *** أن لا يعيش بلاهم ولا علل

فخالط العيش أكدار تنغصة *** حتى استفاق على الإرغام والوجل

محارب الفكر والأرجاس تقلقه *** مضيع الحق رغم الود والنبل

فلا يبيت بلا قهر ولا كدر *** ولا يعيش بلاتية ولا ثمل

وذي الغيارى على الأشواك مضجعها *** تقاد جبراً لدرب الغدر والختل

حتى غدا الرشد والإحساس منجدلاً *** وذي النفوس بلا صبرولا أمل

فهل وهى العزم أم غابت ركائزه *** وهل غدا باننا كالرسم والطلل

* * * * *

يا أمة الحق والإخلاص منقذها *** متى استكان غيور الحق للدجل

متى يصان ولاء الآل من أمم *** سرت تنادي بحرب الحق في عجل

تشن بالأفك أقوالا وما برحت *** تلفق الكذبفي حل ومرتحل

لقد نفينا فما الإسلام مذهبنا *** وقد قصينا بكل الجد واله

يتلى السلام على الهندوس مكرمة *** كذا النصارى وباقي الناس والملل

أما الذين سروا بالمهدي وافتخروا *** فلم يعدوا كباقي القوم في المثل

بدعا من الفرس قد كانت دعايتهم *** فليس في الناس معصوم من الزلل

ص: 257

وليس في الناس من يبقى إلى أمد *** ولا تمد إليه آية الأجل

* * * * *

يا ابن النبيين في علم و حكم *** وابن الوصيين في قول و فی عمل

أملت ألوية في الأفق مشرعة *** وحولها الكل في أنس وفي جذل

أملت وجهك وضاء نحف به *** من غير حجب ولا الأستار في سدل

أملت صوتك ذا الهدار فی نفر *** بهم تدكّ عروش الغي والدجل

لولا بيانك ( للحلي ) تخبره *** هذي عصاك أتت من خير منتعل

لولا ظهورك بين الحين ترشدنا *** لحق أنك في نسي من الأول

إن كان ( حيدر ) في ندب وفي وله *** لم يلقَ سمعا فكل الويح للجمل

أو كنت تصفي لأنات بندبته *** فما قعودك هل بالكف من شلل

عذراً فأنت الذي أنبيه لو عتنا *** فقد ظلمنا وصار الأمر جلل

* * * * *

يا أيها العلم الوضاء في حقب *** ساد الظلام بها والكل في شغل

ابسط يديك فجند الله في وله *** وأملوك وكم كانوا بلا أمل

ومهدوا الدرب وضاء ومؤتلقا *** حتى إذا جئته باركت للعمل

عجل بريك لاتبطء على مهج *** ضاق الزمان بها والدهر ذو غيل

أنبيك قولي وبالأعذار أرفعه *** أرجو السماح إمام الحق خيرولي

15/ 8/ 1416 ه

ص: 258

رؤى للزمن التانه

الشاعر علي عيسى المهنا

تاه الزمان وفي رؤاك دليل *** مهما دجاللسالكين سبيل

في كل يوم من بيانك نفحة *** نبوية يحلو بها الترتيل

مضت السنين ولا تزال ندية *** في هديها الكلمات والمدلول

قدسية الأبعاد أني سافرت *** تحيا النفوس وتستنير عقول

تشتاقك الأماق وهي سخية *** في ندبة طالت عليك تسيل

تخضر من عبراتهن فدافد *** وترف بالزهر الندي سهول

وتعيشك الأفهام محض عبادة *** وحقيقة ماشابها التدجيل

وتراك فيما لا يراك مكابر *** أعمى البصيرة خاسئ وذليل

مهما تباعدت الدهور سنلتقي *** في القدس يحدوركبك التهليل

مهما تعاظمت الخطوب سنفتدي *** عزماً ومنه الراسيات تزول

فاليأس لن يلقى على جبهاتنا *** إلا اليقين يخطه ( جبریل)

ولنا من الصبر الجميل مدارس *** ( أيوب ) في حلقاتهن يجول

* * * * *

مهما تفلسفت العقول بنقصها *** منك امتداد في الحياة يطول

ستظل تقصر في مدارك فهمها *** وتعيش وهماً قد بناه جهول

ستظل تكرللشموس أشعة *** تهب الضياء فتستفيق حقول

ستظل تنكر للالة إرادة *** فيما يشاء يكون وهو جليل

ما الروح إلا أمر ربك بيننا *** والخلق في ملكوته معلول

والذكر يزخر بالشواهد معلنا *** عن عمر(نوح ) طال وهو رسول

قد كابد الآلام في تبليغه *** للحق وهو بربه مشغول

وعن المسيح وكيف كان بمولد *** لولا اللطيف الخانه التأويل

ولدته عذراء تقدس شأنها *** وهي العفاف مصونة وبتول

لا والد ينمي إليه وإنه *** روح الإله وشرعه الإنجيل

مامات إذ رفعته قدرة بارئ *** النجاته يحكي بذا التنزيل

ص: 259

فهو امتداد للحياة وإن غدت *** أخرى يطول بشرحها التفصيل

فَلِمَ العناد وألف تهمة حاقد *** يحلو بها التكفير والتضليل

* * * * *

( مهدي ) أي عقيدة مأمونة *** ما كان منك النهج والتأصيل

وبأي منعطف خطير للنهي *** إلا وأنت الرشد والمأمول

وبأي فلسفة تصوغ مداركاً *** للرأي إلا عندك التحليل

وبأي سر للشريعة أمره *** ما بان منك لكشفه تعليل

وبأي حقل للولاء غرسته ***إلا وطاب بحقلك المحصول

* * * * *

( مهدي ) ما زال التخبط بيننا *** ويشلّ من أفكارنا التهويل

في كل يوم مبدأ متهالك *** باسم القداسة سنّه المجهول

وبضيق مفهوم الظلامة نفتدي ***ألعوبة يعلو بها التطبيل

وعقيدة الأجيال وهي أمانة *** عن حفظها فيهم من المسؤل

وإذا تفشى الجهل ما بين الورى *** قل الصلاح وعريد الضليل

* * * * *

( مهدي ) ما زال ( الفرات ) بغصة *** وبوجنتيه م دامع وذبول

لا النخل يزهو شامخاً بعذوقه *** قد زانه سعف عليه ظليل

كلا ولا الرمان يأسرناظراً *** فيرفّ طرف للفرات كحيل

عصف الطغاة به فسرب حمائم *** قد ريع حتى بحّ منه هديل

يبست على أرض ( السواد ) جنائن *** من ( بابل) ازدهرت وعزّ مثيل

وحضارة من (سنحريب ) فنونها *** ما زال يزخر من رؤاها ( النيل)

باخت بطولات به أم أخمدت *** منه العزيمة غالها التكبيل

ويد الدخيل على منابع ( نفطه) *** يبتزه من ( حيدر) (حسقيل )

والعرب يا للعرب مهزلة غدت *** من عظمها كم يضحك المثكول

قمم ( الأوابك ) بالتخاذن تنتهي *** من بعد شجب كله تمثيل

فالنفدي سوف يضخّ من أوطاننا *** وعداً قطعنا إنه مفعول

نحن العروبة في الوفاء طبيعية *** لالن نحيد وليس عنه بديل

ص: 260

وسينعم الشعب الحنون بدفئه *** في أرض ( أوهايو) تقرّ عجول

وعلى الفرات وأهله ثلج الشتا *** يكسو العظام وعظمهم مشلول

* * * * *

( مهدي ) ما زالت منائر حيدر *** وبنيه صوت الحق وهو أصيل

سيرنّ في سمع الزمان فيرتوي *** من هديه بعد الرعيل رعيل

وسيشهد التاريخ من حوزاتنا *** مجداً تضمّخ بالدماء يقول

ما كان في ( العشرين) غضبة أمة *** أبت الحياة وعزها مقتول

هوذا الجهاد من العمامة أسّه *** وزناده من طوقها قنديل

أن لا تنام على ظلامة شعبها *** والشعب مكسور الجناح عليل

فالدين أكبر من عبادة فارغ *** لا يدري ماذا حوله مسدول

والدين ألف سياسة وسياسة *** لكن يؤطرها تقى وعدول

تسمو على حيل الطغاة وزيفهم *** فالصدق فيها ثابت وجميل

* * * * *

( مهدي ) ما زالت حياتك منبعاً *** لالن يجفّ بضفتيه نخيل

للظامئين إلى كرامة عيشهم *** قد سامها خسفاً هوی مخبول

والطالبين عدالة بحياتهم *** وبها استبدّ الجور والتضليل

والسالكين إلى الفضيلة والتقى *** دربا يلذّ بسالكيه رحيل

والهائمين وقد تجرد عشقهم *** في ( جذبة ) العرفان طاب وصول

سكري ترنحت العواطف وانتشت *** والرأي منهم ثاقب وصقيل

فلنا بطلعتك الشريفة موعد *** ينهي به التحريف والتعطيل

ستظل مشرقة الضياء على المدى *** وعلى المدى لا بستطيل أفول

8/ 8/ 1424 ه

ص: 261

إلى موسم الأحلام

**إلى موسم الأحلام(1)

الشيخ علي الفرجفي ذكرى فارس أحلام المؤمنين الإمام المنتظر

أفقت فالذكريات البيض تحتفلُ *** والكون في زجل الأملاك يغتسلُ

وجنة الخلد كادت من بشاشتها *** تتسلّ في غرف الدنيا فتبتهلُ

والشاربون ثمالات معتقةٌ *** دارت بهم صحوة من صحوها ثملوا

والسادرون وهم في مهمو ذهلوا *** تقودهم ( جذوةٌ ) بالوحي تشتعل

والقادحون زناد الموجعات مع ال *** خنساء طاب لهم في دارها الغزلُ

واللائمون غرامي في تلهّبهِ *** (بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا)

كان الزمان أحاديثا معطّفة *** وبعد يومك نحى (عطفها) (البدل)

أبا العدالة .. یا وحيا تمخض من *** بطن السماء ومنه تولد الرسل

ويا توهج آيات بها اكتحلت *** عين الهدى فتناسى حسنه الكحل

* * * * *

طارت لك المهج العطشى على ثقةِ *** بأن كأسك رواء به النهل

وأن روحك أزكى مايؤم له *** شعر فيسجد من تغريده زحل

وأن سيفك في يوم الوغى (رجز) *** وأن ذكرك في ليل الهوى (رمل)

لنا بشعبان عيد سائرون على *** حناحنه فالأسى من بعده جذل

أعابنا فيك أقوام عيونهم *** من الضلالة) لا ترنو فيرتحلوا

لكننالك جند كله رهب *** إلى العدى يتداعى حوله الوجل

عرق (الولاية) فينا ضارب فمن ال *** أسياف في كل موتور بنا رجل

والحب أن ترخص الأرواح ناعمة *** بالموت والميت في سوح الهوى البطل

مرنا ترى الأرض بالطاغين في شرق *** وكل من رحلوا من حقدهم قفلوا

ص: 262


1- ديوان ( أصداء النغم المسافر)، ص 23-19.

يا سيدي لك عذري هل نسيت بنا *** جرح العراق إذا استلقت بها العلل

أم أن فجرك بالإشراق منتظر *** أن ينهي الليل فصلا والوری مقل

لنابشعبان روح منك ثائرةٌ *** أذابها في حنايا دربها المحل

من بعد ما أطعمت تلك القلوب لظىّ *** وأحرقت فرشأ يمشي بها الزللُ

وألجمت كل نعاق بكل صدى *** من البسالة فيه يضرب المثل

ودونت في جباه الحقد ملحمة *** أن الضحية من سموا ومن قتلوا

وأن كل يتيم نبتةٌ غرست *** وسوف يثمر أغصانها الأمل

حتى إذا التوت الأيام في يدها *** وراح يلعب في أسيافها الفللُ

وبات ينفث فيها المنتهى عقداً *** وظل يعصف في أندائها الكلل

ألقت عصاها وعاثت في ركائبها *** غول الضياع وضلت حولها السبل

فما إخالك يا مولاي حين سرت *** نيوبهم في صدور الحق تكتحل

وما إخالك إذ سال النجيع على *** حبل المشانق بالآهات تحتمل

وما إخالك إذ ألقت حشاشتها *** أرض الفراتين مما كان تنعزل

* * * * *

لنا بشعبان آمال نطاردها *** وموسم بصبايا حلمنا خضلُ

نعد فيه رمال الشوق من ولهِ *** لعل طلعتك البيضاء تبتهل

يا يوم صرختك الكبرى هوت عرش *** وازّینت عرش ترقى بها الرسل

ضل السفينة من والى سواك وهل *** من بعد طوفان نوح يعصم الجبل

تصادم الكفر والإيمان فانفتحت *** (مدينة الله ) لاسور ولا دول

هناك نركب موج الدهر في دعة *** والطيبات عليناصيب هطل

ولذة الحق إذ يجلسی معانده *** كلذة العيش إذ يمحى به الأجل

دمشق 15/ 8/ 1413 ه

ص: 263

ميلاد الإمام الحجة

الشاعر محمد بن أحمد آل ناصر

عشقتك يا أخا القمرين طفلا *** فصل دنفا ولا تقتله مطلا

شربت هواك من زمن التصابي *** وسيف الشيب باق لن يسلا

وها أنا والبياض علا برأسي *** وغير من بهاء الوجه شكلا

أتنكر عاشقا قد شفّ سقما *** رمي بالجفن والألحاظ نبلا

حملت من الهوى عبئا ثقيلا *** فلم أقطع لصاغ الود حبلا

فللت الحب غطرسة وكبرا *** وقلبي في غرامك لن يفلا

حللت بقلي المضني مقاما *** وقد خاتلته فأصيد ختلا

تدني فالهوى ما زال غضا *** وأوقات الهنا لن تضمحلا

أدز كأساً به من فيك خمرا *** بنفسي واسقني عسلا ونهلا

ودعني أرتشف ثغراً وريقاً *** وسامرني حديثا لن يملا

فما أحلاك من ساق لطيف *** يفيض صبابة وييمس دلا

بوجه يفضح الأقمارنورا *** وخصر بالوشاح تنوء ثقلا

وجيد أجيد يفترحسنا *** أجادته مياه الحسن صقلا

لقد أكثرت هجرانا وصدا *** فأكثر لائمي عتبا وعدلا

فبرّد يامني روحي عليلي *** وروَّ لي فؤاداً ليس يسلا

خليلي من يرى ولعي وشوقي *** يقل قد همت بالأحداق نجلا

وماحبي لحزوى أو لنجد *** غرامي أو لسكان المصلى

ولكن للبقية من قريش *** وعنوان الوفا حلا ورحلا

وأغزرهم ندا وأرق طبعا *** وأصدق منطقا وأجل فعلا

سمي المصطفى بدر المعالي *** ومن للسدرة العليا تدلی

ربیب الوحي عنوان السجايا *** وأحسن من مشى في الأرض نسلا

إمام صاغه الجبار لطفا *** فضاء به الوجود وقد تحلى

وصفاه من الأدناس طرا *** فطاب أرومة وزكي محلا

تورث علم آباء هداة *** سموا حسبا وحازوا الفخر كلا

وحاز صفاتهم كرما وفضلا *** ولم يخفر إلى العافين إلا

ص: 264

مناقبه النجوم سمت علوا *** بسفر الكون عمر الدهر تتلى

بكل فضيلة فاق البرايا *** ولم نرفي الورى لعلاه مثلا

تمنى البدر وهو يلوح زهوا *** بأن لوكان للمهدي نعلا

له البيت المنيف علا وعزا *** وصدر الصدر والقدح المعلا

ونال عوارفا للحشر تبقى *** وخيرا والوری نال الأقلا

إليه الوفد يأتي كل حين *** فيوسعهم لها جماونفلا

وكفاه البحار تفيض جودا *** أو الغيث الركام يسح وبلا

فأين يقاس حاتم في نداه *** ولم ير مثله سيبا وبذلا

لقد حجت له الآمال تسعى *** وإن الحمد نحوعلاه صلى

بمشعره الملائك خاضعات *** تعالى من يراه علا وجلي

تلوح بوجهه قسمات وجد *** بنور حيينه المزن استهلی

يسر الحمد مسراه اشتياقا *** وفي أي النواحي حل حلا

فيا ابن السابقين علا وفخراً *** ويا بن الغر أحسابا وأصلا

ويا أبن الراكبين ذرى المعالي *** ويا ابن الأوفياشبلا وكهلا

إلامَ الانتظار وما التواني *** وأنت ترى الهدیپستام ذلا

تهدم ركنه السامي علوا *** وأصبح عضوه عضوا أشلا

مرابعه تداعت في شتات *** فقم وانظم له جمعا وشملا

فعجل بالظهور وداو جفنا *** قريحا لم يذق ما عاش كحلا

فشرعة جدك المختار غارت *** وغاب معينها وازداد محلا

وهذي الأرض قد ملئت فسادا *** فحتام نرى قسطا وعدلا

وختام نرى الأكوان ومضا *** ونورك مشرق فيها تجلى

أترضى أن يضام الحق جورا ؟ *** وأنت أعزمن في الكون نبلا

وأحكام الإله يعاث فيها *** ولم تعشق لها سقيا ونصلا

فما للدين غيرك من محام *** فقم وانشرله فرضا ونفلا

بك الدين الحنيف يصيح شوقاً *** بغيرقناك لا لن يستظلا

فقم وارفع لواه بكل فضل *** فغيرك لم يكن للدين أهلا

وغصن الرشد أنت رواه عذبا *** وماء المزن يسقى الأرض محلا

ص: 265

على أمل الانتظار

الملا يوسف البراك

صلى لوعدك مولاي العلا وتلا *** ودولة الحق قرآن بهانزلا

وأنت يا أملي المخبوء مستتر *** كلا فلم تستترما زلت مشتعلا

أنت المؤيد بالقرآن من أزل *** والكل مرتشف من نهر العسلا

بحت حناجرنا يا سيدي رغباً *** عجل فدتك نفوس ترقب الأملا

متى ونحن اليتامى لا ملاذ لنا*** إلا رؤاك فأقبل واحكم الدولا

وعدتنا أن تنير الأفق طلعتكم *** وأنت أصدق قولاً لانرى حولا

شبابنا كسفين لا شراع له *** ونخلنا الغض يشكو الجذب متصلا

هنا يتاماك يا مولاي قل لهم *** صبراً على البعد أين الوحي ما نزلا

هنا العراق أيا مولاي صادية *** تشكو بواطنها الآلام والعللا

أرض القداسة فيها كل معجزة *** آوت بأكنافها يا سيدي الرسلا

أطفالها لا ترى إلا الرجال هم *** أكبرت فيهم رضيعاً قط ما بخلا

لبنان فيها لنا الآمال نعقدها *** في سيد قاد شعباً يضرب المثلا

النصر نصر الله جاء به *** لن نرتضي أبداً عن خطه حولا

أنفاسنا معكم تواقة لكم *** وملؤها الشوق في لبنان أن تصلا

یا صاحب العصر یا غوث الأنام أجب *** عبيدك المبتلي يدعوك مبتهلا

وهاكم إخوة الإيمان مطلعها *** قصيدة حرفها لا زال مشتعلا

بهاهوى الإمام الحق سيدنا *** فلست ممن لأركان الحياة قلا

صلى لوعدك مولاي العلا وتلا *** ودولة الحق قرآن بهانزلا

14/ 8/ 1424 ه

ص: 266

وحي الانتظار

**وحي الانتظار(1)

السيد حسين الخليفة

صدق المحبة للحبيب وصالُهُ *** والصدق أصدق أن تُرى أحوالُهُ

فإذا قسا الحلّي في استنهاضه *** فتدلل والناظرون عياله

هي شطحة في الود لا تنتاب من *** ألهاه عن سفر العدالة ماله

قد يشغل الخد ابن عشاق المَها *** ويحيله عن النوافش خاله

ولقد شغلت بأن تكون جميلة *** ويظلّ يغمرنا الوجود جماله

أستوحي بابن العسكري إرادة *** ماكل منتكس تشتّت باله

وأقول للاهين مالفة الأسى *** بمصيبةٍ ومصيبةٌ أغلاله

فإلى متى هذا التباكي ضحكة *** حتى البكا شففاً تغير حاله

ص: 267


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص303 .
الأمل

الأستاذ أديب أبو المكارم

شُرَح الصدرُ وغنى الأملُ *** وبثوب العز أضحى يرفلُ

يوم ذكرى مولد النور الذي *** لا يدانيه جمالاً زحل

من يبيد الجور والظلم الذي *** غمر الدنيا . إذا ما يقبل

سيد لومركوناً مظلماً *** لغدا النورُ به ينسدل

لومشى البرَ غدا معشوشباً *** وعلى جنبيه شُقَ الجدول

* * * * *

وترى العدل به متسقاً *** وندى الحبِّ علينا يهطل

أمةٌ نحيابه لا أممٌ *** تحتوينا دولةً لا دول

سيدٌ في قلبه حبِّ إلى *** كلِّ هذا الخلق فهو المنهل

سيدٌ لو جاءنا تلقي له *** يرقصُ الزهرُ ويشدو البلبل

حجةُ اللهِ أبو القاسمِ من *** يرتجيه الخلقُ فهو الأمل

12/ 8/ 1422 ه

ص: 268

قافية :المیم

اشارة

ص: 269

ص: 270

هذا إمام العصر ..

**هذا إمام العصر ..(1)

الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله

هذا إمام العصر قائم *** يحيي بطلعته العوالم

فمتى يثير عجاجة *** من تحتها أسد ضراغم

ياسيدي ضاق الخناق*** بدينكم من كل غاشم

فانهض فدتك النفس يا *** سر الوجود وخيرخاتم

للأوصيا من آل طه الط *** هر أرباب المكارم

مهمانسيت فلا تكن *** ناسٍ مصاب الطهر فاطم

تسی سقوط جنينها *** أم لطمها من كف ظالم

تنسى هجوم ذوي الضلال *** على عقيلات الهواشم

ففررن لا ركناً له *** تأوي وليس هناك عاصم

أم تنسى نهب تراثكم *** أم هضمكم من كل غاشم

أم ظلم حيدرة الذي *** من بأسه تخشى العوالم

وبني أمية يعلنون *** بسبه يا للعظائم

ص: 271


1- مخطوط فيه بعض أشعاره رحمة الله ، و ( ذكرى أبي ) ج2 ص 201 . حيث جاءت الأبيات 1-7 في مخطوط كما هو أعلاه ، أما في ( ذكرى أبي ) فقد وردت الأبيات 5.1 ، ثم جاء البيت السادس هكذا : مهمانسيت فلا تكن * ناس مصاب سليل فاطم وبعده جاء -البيت الثامن حتى الأخير.
طال انتظارك

**طال انتظارك(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

أيا خلف الأبرار يا ابن الأكارم *** ألا انهض لأخذ الثار من كل ظالم

إلامَ وقد طال انتظارك بالعدى *** وقد غرذا الإمهال أهل الجرائم

فذا حقكم قد راح نهبً ودينكم *** غدا لعبة والجور سامي الدعائم

وقد ملئت ذي الأرض جوراً وباطلاً *** وظلماً وزوراً من كفور وآثم

فقم وعلى اسم الله شمر إلى الوغى *** بأسمر عسال وأبيض صارم

وقدها خيولاً عابسات ضوابحاً *** عليها كماة كالأسود الضراغم

فتسقي العدا كأس الردى وهي مرة *** وتشفي الصدي يا ابن الهدى والمكارم

وأني وهل يشفي الصدی ورضيعه *** بسهم الردى ظلماً قضى يا ابن فاطم

وأني وهل يشفي الصدى ونساؤكم *** لقد هتكت ما بين طاغ وغاشم

فأضحت ولا خدر يقيها عن العدى *** ولا مانع عنها یذب بصارم

وراحت أساری بین ساب وسالب *** وشانٍ وشمات وآخرشاتم

تنادي بأخوان كرام أعزة *** على الترب صرعى كالأضاحي الجواثم

أيا أخوتي إنَّ المنازل أحرقت *** ولم يبق من خدر من النار سالم

أيا أخوتي إنَّ الكرائم سلبت *** ولم يبقَ من ستر لتلك الكرائم

غدت فرجة للناظرين من الملا *** كأن لم تكن من نسل طه وفاطم

أيا أخوتي صرنا عقيب مغيبكم *** نسام الأذى من كل باغ وظالم

فها نحن في ذل السباء خواضع *** لكل كفور من أمية آثم

ص: 272


1- ديوان ( وحي الشعور)، ص 148-149.
بدا نور النبوة

**بدا نور النبوة(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

بدا نور النبوة والإمامة *** ونبراس الفتوة والزعامه

هو ابن العسكري هو المرجي *** لأخذ الثار من أهل الظلامه

بدا في النصف من شعبان أزكى *** وليد جاء من أهل الكرامه

فبورك من وليد كان نور *** النبوة ساطعاً يبدوأمامه

فتى حاز العلوم بأسرها والش *** جاعة والبراعةوالشهامة

شريعة جده بعداندراس *** سيجعلها مشيدة الدعامه

هو المعصوم عن خطأ كطه *** محمد المظلل بالغمامه

هو الشهم المبيد لكل طاغٍ *** يحكم في مقاتله حسامه

له تلقی مقاليد القضايا *** له تعطي مفاتيح الكرامه

فيحكم بالعدالة والتساوي *** ويعطي كل ذي حق مقامه

فيمحو الظلم والجور المغطي *** على الدنيا بعدل قد أقامه

هلموا جددوا ذكراه ذكرى ال *** ولادة سائلين له السلامه

أقيموا حفلة الميلاد وادعوا *** وقولوا عجل الباري قيامه

وأهدوا المصطفى والآل أسنى *** التهاني والتحيات المدامه

لعل الله يمنحنا أمانا *** بهم من كل هول في القيامة

ص: 273


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج12 ص206.
جرد السيف ..

**جرد السيف ..(1)

ملا محمد آل انتيف رحمة الله

جرّد السيف يا ابن طه المكرم *** ليس يشفي الفؤاد غيرك فاعلم

فعلت فيكم السقيفة فعلاً *** جليب الخافقين بالهم والغ

أخّروا حيدراً وقادوه قسراً *** لدعي في الدين ظلماً تحكّم

وهولولاه ماتشيّد دين *** الله ، والشرك دينه ما تهدّم

یا حمى الدين إنَّ بيت علاكم *** بشواظ اللئام قد راح يضرم

والتي أحمد بها القوم أوصي *** بعده جهرة على الخد تلطم

ياله فادح عظيم شديد *** قد شجي وقعه الحطيم وزمزم

أسقطوا بضعة الرسول عناداً *** لهف نفسي وضلعها قد تهشم

صيّروها ثكلاً تنوح إلى أن *** لقيت ربها وفي قلبها الهم

فبعين الإله تدفن سراً *** وإلى الآن قبرها ليس يعلم

وبقي بعدها الإمام إلى أن *** غاله في الصلاة نغل ابن ملجم

وابنها قطّعوا حشاه بسم *** يا بنفسي على الذي مات بالسم

وحسين من بعده قد دعته *** آل حرب بالغدر أنت المقدم

فأتی یقطع القفار إلی أن *** في عراص الطفوف بالأهل خيم

منعته عن الفرات عناداً *** وهو مهر لأمه كيف يُحرم ؟

ليت عين البتول ترنوه فرداً *** بين رجس وكافر ومزنم

ما سطا في الأسود إلا وراحت *** عبَّساًوهو ضاحك يتبسم

لحظه يخطف النفوس فأضحى *** سيفه من لحاظه يتعلم

زلزل الطف بالطراد واردی*** كل ليست لعنده قد تقدم

ص: 274


1- مجموع مخطوط تأليف الشيخ علي المحسن وتليه مجالس بقلم الملا حيدر ابن الملا عبدالله الخباز ، وفي المجموع بعض القصائد ، ومنها هذه القصيدة ، والمجموع موجود لدى الملا عبدالله الصايغ .

صير الطف أبحراً من دماهم *** تسبح الصافنات فيها كما اليم

ودعاهالإله فانهار ظامٍ *** ليت ماء الفرات ذيف بعلقم

ونساه من بعده روعوها *** إذ عليهاتسابقوا في المخيم

هتكوا سترها عقيب حماها *** ولها كانت الملائك خدم

قنعتها العداة بالسوط جهراً *** بعد من صانها برمح ومخذم

حملوها على الهوازل أسرى *** إن دعت أهلها تُسبّ وتُشتم

فطر الحزن قلبها فأسالت *** فوق صحن الخدود أدمعها دم

وتنادي بحامل الرأس هلاً *** باليتامى وحالها تترحم

فترفق بنسوة فاقدات *** لأخ هذه وتلك إلى عم

يا هداة الورى عليكم سلام *** من حقير لرزئكم قد تألم

إن نصبنا عزاءكم كل آن *** بافتجاع فاسمه كان مأتم

فخذوا من محمد ابن نتيف *** نظمه فالجشا إليكم تكلم

واشفعوا لي ووالدي وأهلي *** وانقذونا من حرنار جهنم

أنتم الغوث والنجاة إلينا *** وعليكم صلى الإله وسلم

ص: 275

مدح الإمام صاحب العصر والزمان (عج)

**مدح الإمام صاحب العصر والزمان (عج)(1)

الملا حسن آل جامع رحمة الله

صلاة الله تهدي كل وقتٍ *** على المهدي واصله دواما

ولى الله والخلف المرجی *** فلولاه لما الكون استقاما

هو ابن العسكري شبيه طه *** ومن للآل كان لهم ختاما

ونور الله في شرق وغرب *** فمن والاه لا يلقى أثاما

أعد تذكار مولده وأظهر *** شعار الحب صدقاً واعتصاما

بيوم النصف من شعبان فاخضع *** لخير الخلق طوعاً واحتراما

فسامراء بالأنوار شعت *** بمولد سيد يجلو الظلاما

وأظهرت السرور لمن أتاها *** وطابت بقعة عظمت مقاما

وبالغفران والرحمات حفّت *** ونالت رفعةً ثم احتراما

وقد حفت بها الأملاك تُبدي *** تضرعها لربّ قد تسامی

بها قد غاب مولانا ونلنا *** من الأعداء ذلاً واهتضاما

فعجّل نصر مولانا لكيما *** يمكن من أعاديه الحساما

ليأخذ ثار ساداتِ کرامٍ *** قضوا ظلماً ولم يرعوا ذماما

ويُنشر في البسيطة منه عدل *** فإن الجور فيناقد أقاما

خروج القائم المهدي حق *** ولو يوم من الدنيا لقاما

فمعتقدي بهذا لا انثناء *** ومن لم يرض ساء بها مُقاما

جهنم يصطلي وحميم يُسقى *** ويبقى خالداً فيها دواما

فللمهدي مولانا علينا *** بأن ننضي لنصرته الحساما

صلاة الله تفشي الطهرطه *** وتفشي الآل والصحب الكراما

ص: 276


1- دیوان مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراثي اللواذع ، ص 79.
استنهاض الإمام الحجة (عجل الله و تعالی فرجه)

**استنهاض الإمام الحجة (عجل الله و تعالی فرجه)(1)

الشيخ علي المرهون

أنت للثار من إليه يقوم *** إن تغاضيت فالهوان يدوم

أو ما قد أتاك أن عداكم *** في بحور الدماء منكم تعوم

أتناسيت أم نسيت مصاباً *** أنت فيه الموتور والمكلوم

كلل آبائك الكرام تفانوا *** من عداكم وإرثكم مقسوم

أصبح الدين لا حماة إليه *** أفلا تنهضن فأنت الزعيم

فهو شبه الكرى تلاعب فيه *** كل وغد وجهله معلوم

هدم الدين باسمه آل حرب *** أسفاً دين أحمد مهدوم

لم أخل تمهل العداة إلى أن *** يملأ الأرض جورها المفعوم

نفد الصبر فالقلوب حرار *** وعرانا بالانتظار وجوم

أي يوم نرى السعادة فينا *** فيغاث الغرقى ويشفي السقيم

فمتى تنهضن فداؤك نفسي *** كل قلب لما جرى مألوم

جدك المصطفى قضى بسموم *** أمك الطهرخدها ملطوم

وأبوك الوصي أضحى قتيلاً *** وفؤاد ابنه عرته سموم

وبأرض الطفوف أمسى حسين *** عافراً والفؤاد منه كلوم

حوله صحبه وأبناؤه الغر *** ضحايا وصبية وفطيم

وعلى النيب نسوة حاسرات *** وعليل مما عراه سقيم

ص: 277


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص 78.
استنهاض الحجة رحمة الله

**استنهاض الحجة رحمة الله(1)

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

يرنو إليك الدين والإسلام *** يا ابن البتول وهذه الأعلام

فاشهر حسامك ماضية متألقاً *** كالبرق في أفق السماء یُشام

واشرق على الدنيا بنورك ساطعاً *** فبمثل نورك يكشف الإظلام

أنتم عماد النشأتين سناهما *** أبداً وأنت المنقذ المقدام

فعلى ندائك قد يهب معذب *** وبمثل هديك تهتدي الأقوام

وعلى سنائك تستبين حقائق *** وتنور الأذهان والأفهام

وبمثل صوتك يستفيق مسهَّد *** أودت به الآمال والأحلام

ويمثل مجدك لا يهان أخوتقي *** في الأرض أو تتبو به الأيام

وبمثل نورك تملأ الدنيا سنّي *** وبمثل سيفك ينصر الإسلام

فاطلع على الدنيا بهدي ( محمد ) *** يزهو الحجاز بنوره والشام

والأكرمون الصحب حولك طُوَّف *** وعلى المذاكي (جابر) و (هشام)

قم واحي شرعته وجدد عهده *** فلأنت شمس للهدى وعصام

واكشف عن الدنيا غياهب ظلمة *** طمست بها الأقمار وهي تمام

فالجور عم على الخلائق والدنی *** تشريعها الإذلال والإرغام

والحق لم يخفق له بندوقد *** هوت الشموس وخيّم الإظلام

والحق لم يَشهد له سيف ولم *** تُنشر له بين الورى أعلام

وإلى متى والدهريروي للورى *** أنباء ترعف عندها الأقلام

ويظل طي الغيب ثار صارخ *** فمتى يجرد للعداة حسام

أوَ ما علمت بكربلاء وخطبها *** فلكم دم فيها أريق حرام

هذي قبوركم تنور كالضحى *** ولكم بها كالنيرات رمام

ولقد تضوع بالعبير ترابها *** كالروض حين تفتح الأكمام

وعلى جبين الدهرقان من دما *** شهدائكم لم تمحه الأيام

ص: 278


1-

فإلى متى التاريخ يروي هولها *** ولكم ترن بلابل وحمام

فالمصطفى خير الورى أودى به *** سُمَّ ولفَّت للهدى أعلام

ولفاطم سقط الجنين ببابها *** عصراً ورضت أضلع وعظام

هتفت بفضة والجنين معفر *** بالباب ملقى والدموع سجام

واغتيل جدك حيدر في فرضه *** لم يُرعَ فيه الشهر وهو صيام

وإلى الزكي مشت غوائل ناكث *** حتى طفت مما هناك جسام

طهر الدماء أريق من جرائها *** وهوى الصلاح وقامت الآثام

ونزي على عرش الخلافة خائن *** ذلت به الأقرام والأحكام

وطفت على الإسلام منه سحائب *** سوداء عم بها الزمان ظلام

ولَكَم بأرض الطف من زاكي دم *** لكمُ أريق وكم أضيع ذمام

قتلت حسيناً عصبة أموية *** وسرت بأهلك كالإماء تسام

يا يومه والطفل فوق ذراعه *** الظمآن لم يبرد إليه أوام

أرداه سهم للوريدمصوب *** لم يرعه قوم هناك لئام

فانهض سليل المجد فينا ثائراً *** فقد استباح حماكم الظلام

أوبعد يوم الطف يوم نیر *** أو هل يطاق تصبر ومقام

ولدى الطعام عقائل من هاشم *** في الأسرتعول حولها الأيتام

وعلى سرير الملك أرعن معلناً *** بالفسق تصدح حوله الأنغام

وعلى الرمال مضرج بدمائه *** سبط يواريه ثري ورغام

جالت عليه الخيل وهو مغفر *** الله كيف تعفرالضرغام

يا سيف جبار السماء ألا انطلق *** من غمدك القدسي حان قيام

ناجاك دعبل بالقريض مرجياً *** نصراً ومنك الوحي والإلهام

وأتيت بابك طالباً منك العلا *** فبراحتيك الفضل والإنعام

ص: 279

في انتظار الفرج

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

تدفق زلالاً لصابر ظمي *** ولح كالهلال مع الأنجم

تمادى الظلام وضلَّ الزمان *** وألقي الزمام إلى المجرم

فيا منقذا شع في الكائنات *** لدى مولد بالهدى مفعم

لقد غمر الكون منك الضياء *** ءعلى طلعة الفاتح الأعظم

إليك اشرأبت جموع الهدى *** إلى قبس منك أو معلم

فألق الشعاع إلى حائرين *** ونور إلى عالم مظلم

فهذا ( الكتاب ) وما خطه *** من الوحي ( جدك ) بالمرقم

إليه تطاول عات دعا *** إلى م نهج أشأم الأم

وما أنت إلا نداء السماء *** وسيف إلى الحق لم يثلم

تغيبت عن قدر محكم *** إلى أجل بعدُ لم يُعلم

وليس سوى الله رب الجلال *** عليماً بأمر القضا المبرم

* * * * *

تحذرت من جوهر مفرد *** إلى نسب أطهر أكرم

سيُلقى إليك زمام العباد *** على صرخة البائس المعدم

أنر للبرية نهج الطريق *** فإن الحقيقة في مأتم

فذي الجاهلية في غيها *** تعود بطغيانها والدم

لقد ضج من عبث مؤمن *** ومن يقل الحق لم يُرحم

ومن يرجم الدين فهو الشجاع *** ومن يأت بالتكر لم يُرجم

* * * * *

فيا نفحة من سماء الخلود *** رعاك الإله ألا فاقدم

طريق الوری موحش مظلم *** فقم لب صيحة مسترحم

متى مكة الوحي تبدي سناك *** بجيش يُغير ولم يُهزم

فيضحك ثغر الزمان العبوس *** على دفة البند والمخذم

ص: 280

وتكتحل أعيننا الشاخص *** ات بطلعة مهدينا المنعم

* * * * *

أيا جيل يا طالعاً كالنجوم *** ويا نفحة الزهر البرعم

ويامصغياً لوحي السماء *** بترتیل قرآننا القيّم

وياسالكاً في دروب الحياة *** على الشوك في وخزه المؤلم

تدبّ العقارب من حوله *** وفي جنبه عضة الأرقم

ودرب الحقيقة قد سدّه *** من الكفرليل لمستفهم

ولم يبق إلا شعاع ضئيل *** من الحق يبدو لمستلهم

يروح ويندو به مؤمن *** على الخوف كالشبح المبهم

إليك الطريق فشمس الرسول *** تنير الزمان ولم تظلم

إليك الطريق طريق الهدی *** وفي الموبقات فلاترتم

يزول الزمان ويفنى الظلام *** ووحي الرسالة لم يهرم

فمُدَّ إلى الحق كهف الولاء *** وشُدِّ على الزند والمعصم

خذ الكأس مترعة بالرحيق *** عليها الطهارة من زمزم

وخل الألى يحسبون السراب *** مُزیلاً إلى ظمأِ مضرم

عليك بدين بنته السماء *** على الأرض في نسَق محكم

فشق على نهجه سائرة *** دروب الحياة إلى الأنجم

ص: 281

في ميلاد الحجة علیه السلام

**في ميلاد الحجة علیه السلام(1)

الخطيب صادق المرهون رحمة الله

أنر البسيطة يا بقية هاشم *** واسطع لتجلو للظلام القاتم

عجل لتملأ أرضها من عدلكم *** من بعد ما ملئت بجور دائم

ذكراك في الميلاد أظهرشاهد *** في صدق ودّك لست فيه بآثم

في كل عام نصف شعبان نرى *** أثر احتفالك صارخاً في العالم

ما الذكر في الأجيال يبقى خالداً *** ألا لمثلك من رجال أعاظم

لاغرولو قلنا بأنك جوهر *** لولاه كان الدين رؤية حالم

ما الانتظار ونحن نرقب طلعة *** لك بيننا تجلو الظلام القاتم

نرجو بطلعتك الرشيدة ثائراً *** تقضي على الكفر البغيض الغاشم

فالامَ والإنكار شاع بأمة *** قد أعملت في الدين معول هادم

وقد استخفوا بالصلاة وضيعّوا *** أمر الزكاة وأحسنوا للظالم

لا يحترم منهم صبي شيخه *** وكبيرهم بالطبع ليس براحم

ما بين ذي القربى التشاجر دائم *** تمضي السنين وكلهم بتخاصم

لم يرتضوا نصح اًوإرشاداً فكم *** نهبت حقوق بانتهاك محارم

ردوا لقول الله واذكروا له *** فإليه مرجعكم ولا من راحم

ص: 282


1- شعراء القطيف من المعاصرين ، ص 127-128 .
أردت مدحك

**أردت مدحك(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

أردتُ مدحكَ لكن قال لي قلمي *** هل تستطيع فحارت في فمي كلمي

وأستعيدُ نشاطي ثم يمنعني *** عن وصف ذاتك يا مولاي عي فمي

أدنو إليك فأنأی هيبة فمتى؟ *** أعتاب دارك تخطو فوقها قدمي؟

وقفتُ أسأل أيامي التي سلفت *** منذ الصبا الحلو حتى ساعة الهرم

هذا طريقي الذي ما زلت أسلكهُ *** بذلت من أجله روحي وحُرَ دمي

مولاي هبني عطاءً أستطيعُ بهِ *** أن أدرك الركب بعد العجز في هممي

أنى لشعري وإن جلّت قصائدهُ *** إن لم يكن منك يسقى هاطل الديم

يفي ببعض ِعطاياك التي غمرتُ *** كل الخليقة من عرب إلى عجم

أردتُ مدحكَ فاسمح لي فمثلك من *** يجود عطفاً على الوفاد والخدم

مولاي كل مديح فيك أنشدهُ *** فمن ندی جودك المملوء بالنعم

يا أمن كل مخوف راعه زمن *** يا ريَّ كل فؤاد في الحياة ظمي

أراك في عالم الدنيا إلي حمی *** من الهوان وفي الأخرى إلي حمي

قد فاز من فيك لم تضعف بصيرته *** وخاب من عنك يا ابن العسكري عمي

يا ليلة النصف من شعبان فقت علاً *** كل الليالي بمولود أعزكمي

بمولدٍ قد تجلت في مواهبه *** مواهبُ الله في الطف و في کرم

منزهٌ منذ شاء الله نشأتهُ *** عن المعايب في صُلب وفي رحم

يا ليلة النصف من شعبان عدت لنا *** بوافر من مزيد الخير والنعم

فاستيقظ الفك من نوم يغط به *** بصحوة مذ وعاها الفكر لم ينم

ياليلة النصف من شعبان هل وعت ال *** أسماع ما فيك من كم ومن حكم

أم لا تزال إلى الأهواء مصغيةٌ *** كأنها عن سماع الحق في صمم ؟

فيا نفوساً تناست كل مكرمةٍ *** وأعرضت سفها منها عن القيم

وفرِّق الخلفُ فيها كل آصرة *** فيالجرح عميق غير ملتئم

ص: 283


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

فحسبها ما جنتهُ من حماقتها *** وليسَ ينفعُ بعد الحمقِ من ندمِ

ألم تجد مرشداً منها يوجّهها *** للدين والحقِ والأخلاقِ والشيمِ

فيا إماماً به مسك الختام وفي *** يديهِ يرتفعُ الإسلام في شممِ

ما زال يقتلنا حقد ويشتمنا *** وغدٌ، ويفرقنا مدَّ من الندم

فانهض لتكشف عنا كل داجية *** وينصر الله منا كل مهتضم

قم واملأ الأرض عدلاً والحياة هدى *** وامسح بنورك عنا حالك الظلم

واشهر حُسامك عزما إنه قبس *** يسعى إلى نوره الوضاء كل كمي

ما زلتُ أبني من الآمال أرفعها *** صرحاً ، فتهدم آمالي يد الأزم

حتى انكفأت وما حققتُ لي أملاً *** فلستُ أطمعُ في صحبي ولا رحمي

إلى متى وأنا أقضي الحياة أسئ *** بين العدو وبين الهم والسقم

أليس لي فرج أرجو الوصول به *** إلى النجاة من الآهات والألم ؟

بلى إذا سطعت فوق البسيطة شمسُ *** الحق وانجاب عنا حالك الظلم

ولاح في الأفق سيف لم يدع أبداً *** كفراً ولم يبق في الدنيا على صنم

وراية تتحدى كل طاغيةٍ *** ولا تلينُ لأقاکٍ ولا أثم

آمنتُ بالله إن الحق منتصر *** وللقيامة باق غير منهزم

فاخرج على بركات اللهِ مصطحباً *** جنداً لغير الهدى والحق لم يقم

وكلنالك جندُ إن رضيتَ بنا *** نسعى على الرأس لا نسعى على القدمِ

ص: 284

في استنهاض صاحب الزمان

الشاعر معتوق العلي

عجزت عن الألفاظ كل مفاهمي *** وتعذرت عنها جميع معاجمي

فأخذت أشحذ صارمي وأهزه *** ماذا أقول عن الإمام القائم

لغز البرية لا يزال محيراً *** كل العقول بيعرب وأعاجم

فاقت مغيبة العقول وأصبحت *** تمشي بغيرهدئً وغير تفاهم

فأرى المهازل في جميع صفاتها *** ماذا أقول لحاقد متفاقم

قالوا السكوت عن السفيه سلامة *** كلا وما سلمت يداي بقائم

لالن أخاف وآل بيت محمد *** في هذه الدنيا وأحذر ظالمي

لا تطلبوا ردَّ الحقوق بأدمع *** فالحق لا يأتي بدمع ساجم

زمن التقية مات لا تأبه به *** سأرد حقي من عداي بصارمي

وسيعلمون بأن مهدياً له *** يوم عظيم مشرق للآدمي

يأتي فيملؤها بعدل شامل *** وبطلعة غرة وصرخة هازم

فيعيد أولى القبلتين لأهلها *** رغم اليهود بفيلق متلاحم

ويعيد للمستضعفين حقوقهم *** ويعيد لي شرقي وكل معالمي

ركب الهداية رفرفت أعلامه *** فانهض وشمرلا حياة لنائم

فالموت عز والحياة مذلة *** شتان بين مسلم ومسالم

القدس ماعادت بمؤتمراتا *** لبنان لم تأت بلفظ ناعم

فمنظمات الأمن تلعب دورها *** فتدين كل مناضل ومقاوم

وإلى متى ونظل نأمل أن يفي *** المستعمرون لنا بدون تساوم

هيهات اينصفون وإنما *** يتلاعبون بنا كفرَّ الخاتم

إن كنت تأمل أن نفوز بجهدهم *** هيهات لم تظفر بحلمة حالم

ما حكّ جلدك غير ظفرك يا فتى *** إن الرقي بحاجة لسلالم

عجّل فدتك الروح يا ابن محمد *** فالنوم طال إلي ياقائمي

الملاحة

ص: 285

إلحاح

**إلحاح(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

إلى عين عين الله نور جلاله *** بعثت كتابي تعتريه سموم

إلى القائم المهدي والحجة الذي *** به قد أضاءت شمسنا ونجوم

إلى الشاهد الرائي السميع ممكنا *** من الله نور ليس فيه سديم

أتيت ذنوباً تملأ الأرض - سيدي - *** بأفظع مما لا يطيق أثيم

وآثام دهر لا يهون قليلها *** فإني بأدني ما جنيت ملوم

ولي مطمع . مولاي فيك . وياله *** بعيد عجاب حار فيه كريم

أهاتيك أوزاري وهذي مطامعي ؟! *** فليس كمثلي - يا مناي - ظلوم

* * * * *

أعالج همي والغياث كلامكم *** أحدث نفسي والفؤاد سقيمُ

ألست بباب الله يا غاية المني؟ *** وربك رحمان وأنت رحيم

أتوب إلى الرحمن مما جنت يدي *** بكم عفو ربي للعباد مرومُ

وأشهدكم - مولاي - أني لنادم *** وأرجو بكم أن المتاب يدوم

فما عند نفسي غير أني أحبكم *** وتعلم أن الحب ذاك قديم

* * * * *

ولي حاجة لا أستحي أن أبثها *** لأني سأبقى لوسكتُ أرومُ

وقد أستحي إن قيل لا أستحقها *** فتحفرقلبي رغبة وكلومُ

أجل ثم هذي أنعم الله أغرقت *** حياتي وأني ظالم ولئيم

إذا كان جرمي حاجبي عنك سيدي *** فقلبي مقيم بالدعاء مديم

سأصرخ حتى تؤلم الصخر ندبتي *** وأدري بإلحاحي علي أليم

لأني قد أرتاح لوكنت يائساً *** ولكن روحا من نداك نسيم

ص: 286


1- سبيل اللقاء ، ص 5-6.

إمام زماني إن تراجعت ساكناً *** حياءً فمن عني لديك يقومُ

إمام زماني لا تؤاخذ مشرباً *** عطاءك طماعاً وفيك يهيم

عبيدك هذارٌ وما ضر هذيه *** بشيء فدعه في الكلام يعومُ

وأنصح نفسي دونماقلت تارةٌ *** عليك بباب فضلُهُ لعميمُ

يقيم له المأمول شأنا معظما *** وذكرتها إن الطريق سليم

وأزجرها حيناً فمعناه مؤلم *** فوا حيرتي .. أظما وأنت نعيم ؟

* * * * *

إمام زماني هل أنادي بشأنه *** فأبكيك؟ أم لا أرتجي فأصوم ؟

أأصرخ حزناً .. واحسيناه . آملاً *** عطاءك سؤلي والحسين كريمُ

إذا لم تجبني بالحسين لأجله *** فأي رجاً بعد الحسين عظيم ؛

ترد مع السهم المثلث سائلاً *** وفي قلبك الحنان منه كلوم ؟

رمضان المبارك 1422 ه

ص: 287

الحلم الأخير

الشاعر عادل دهنیم

خوالج النفس في ألحانها ألم *** ونارها برد أو بردها سقم

والنفس في عمقها الألحان شاحبة *** جريحة القلب بالسلوان تلتئم

وفرحة تحرق الأحزان ما برحت *** طارت بقلبي لها الأمجاد والحلم

فطار بي طائر الأفراح أركبه *** والشوق من حولنا كالنار تضطرم

ومثلما تكسر الأطواد زلزلة *** تكسر الوقت لما راح يلتحم

لما دخلت به سكران منذهلاً *** فيما إذا كانت الأزمان تنسجم

أزماننا كفة بالجور مفعمة *** وبالمصائب والأحزان تتسم

وكفة حين يعلو الحق منتصراً *** بفتية في شبا أسيافهم حمم

كأن قائدهم والسيف في يده *** بحر غضوب على أعدائه نقم

سيفاً تجرد للإسلام حامله *** من جبن أعدائه بالخوف تتهزم

قد سار في موكب للنصر تتصره *** يد الإله فهانت عنده القمم

أنصاره حمم البركان لم يهنوا *** عافوا الحياة ولا يعروهم ندم

إيه أبا صالح فالقلب في وله *** هم الحماة وما زلت لهم قدم

كأنهم أسد غاب من عزيمتهم *** قد زفها موكب الأنصار يغتنم

وكعبة بفلسطين لنا أمل *** سيفاً بيمناه نعم الصارم الخدم

هذا ابن مريم العذراء سارله *** إذ أن ما قاله من شعره علم

فصك سمعي أصدا شاعر علم *** ( والبيت يعرفه والحل والحرم)

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** هذا التقي النقي الطاهر العلم)

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ) *** لولاه ما دامت الأجيال والأمم

إيه أبا صالح ما أنت تجهل من *** حال المحبين في البلوي وقد هضموا

إيه أبا صالح فالقلب في وله *** ومدمع العين بالخدين منصرم

فيا ابن فاطمة نادتك أعيننا *** فاعصف بشر وكن كالنار تلتهم

ص: 288

واقطع جذورا لهم في الأرض نابتة *** فليس يرضى بلا إتمامه القسم

الحق أنت وللقرآن توأمه *** وأنت بين العروق الثائرات دم

لب دعاء لنا بالدمع نقرؤه *** فأنت دار إذا اشتدت بنا الأزم

أخرج فقد زادنا الظلام مظلمة *** أخرج فقد زادت الأوجاع والألم

ص: 289

ص: 290

قافية :النون

اشارة

ص: 291

ص: 292

ميلاد الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

**ميلاد الحجة (عج)(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

عبق الكون من أريج الجنان *** وتغنى القمري فوق البان

فاشرب الراح في كؤوس الندامی *** مترعات يديرها غصن بان

رشا كالنسيم من ريقه ال *** عذب يروح النديم كالنشوان

وتروح الأوقات زاهية الأ *** طراف مزدانة بنشد الأغاني

فأقم للأفراح حفلاً وجدد *** رسم عيد المولود في شعبان

هو مهدينا الكريم على الله *** حميد الأوصاف سامي الشأن

هونور بالعرش كان محيطاً *** قبل إيجاد سائر الأكوان

فأراد الإله لطفاً بهذا الخلق *** إبراز نوره الشعشعاني

ولتشريف ذي العوالم طراً *** بوجود الإمام للأزمان

من فتاة العفاف نرجس الطاه *** هرة الذيل خيرة النسوان

وضعته مقارن الفجرصبحاً *** ليلة النصف كان من شعبان

ولد القائم الإمام ختام *** الآل فيها وصفوة الرحمن

حجة الله ناصرالدين ماحي *** الشرك محيي شعائر الإيمان

الذي يملأ البلاد من القسط *** ويدعو للعدل والإحسان

ويساوي بين الخلائق في الحكم *** سواء قاص لديه ودان

وبأيامه ترى الشاة ترعي *** في الفلا للكلا مع السرحان

يملأ الرعب منه شرقاً وغرباً *** وينال الإسلام منه الأماني

من زمام الأقدار طوع يديه *** وعلى الكل نافذ السلطان

وتحف الجنود فيه من الأملا *** ك و الأنبياء وأنس وجان

ص: 293


1- دیوان ( وحي الشعور)، ص 142-143.
عيد المولود الموعود

**عيد المولود الموعود(1)

الخطيب سعود الشملاوي

بشراكم شيعة المختار هادينا *** عيد سعيدٌ عليكمٌ يا موالونا

عيدٌ سعيدٌ بمولود يطهرنا *** من كل رجس وبالتقوى يحلينا

عيدٌ سعيدٌ بمولود يخلصنا *** يوم القيامة من أهوال سجينا

عيدٌ سعيدٌ بمولود ولايته فر *** ضّ بها العبد حقاً يكمل الدينا

عيدٌ ٌسعیدٌ بمولود بصارمه *** ظلماً ويأخذثارات الميامينا

وثم يملأها عدلاً كما ملئت *** يطهر الأرض من رجس المضلينا

عيدٌ سعيدٌ بمولود سمى شرفاً *** بسادةٍ طهروا هم آل ياسينا

هم الذين بهم قامت دعائمها *** هم الذين بهم تهدى المضلونا

هم الذين بساق العرش نورهم *** وآدمٌ لم يرَ ماءٌ ولا طينا

هم الذين بهم أمست خطيئته *** مغفورةٌ وأتاه الله تأمينا

هم الذين بهم نوحّ نجا وسرت *** به السفين وكل الخلق فانونا

هم الذين بهم نار الخليل غدت *** برداً بذا كانت الآيات تنبينا

هم الذين بهم يعقوب عاد له *** سروره بعد حزنٍ مسه حينا

هم الذين بهم لان الحديد إلى *** داوود من غيرنار توجب اللينا

هم الذين بهم ريح الرخى خضعت *** إلى سليمان طاووس النبيينا

هم الذين بهم عيسى المسيح غدا *** يعالج الزمني بل يشفى سقيمينا (2)

هم الذين بهم كانت بدايتنا *** هم الذين بهم جلست مساعينا

هم الذين بهم أعمالنا قبلت *** هم الذين بهم تعفي مساوينا

ص: 294


1- ديوان ( نبضات الولاء ) ، ص 124-125.
2- الزمني : جمع زمن ، وهو من الزمانة : العاهة .

لأنهم سفنٌ ينجون راكبهم *** كما أتى عن رسول الحق هادينا(1)

فهنئوهم بمولودر به احتفلت *** أهل السماء وهنوا حورها العينا

كذاك أملاكها بالبشر قد نزلت *** للعسكري وللهادي مهنينا

بليلة النصف كان الطهر مولده *** أعظم بها ليلة سرت موالينا

أعظم بها ليلة فاقت نظائرها *** أعظم بها ليلة أهني ليالينا

فيها بدا نوره كالبدر فانكشفت *** عنا النحوس وحل السعد وادينا

فيها تجلى لأهل الحق قائمهم *** من أفقه فيه قد تمت أمانينا

تمخضت (نرجس) عنه هلم بنا *** للعسكري له نبدي تهانينا

بارك لنا يا إلهي في ولادته *** واكتب لنا العود واصفح عن مساوينا

يارب وفّق لنا واقضِ حوائجنا *** واشف لنا الزمني ثم اغن المساكينا

سدد خطا علماء الدين ما عملوا *** وعنهم امنع أذي أيدي المعادينا

طهر قلوباً من الأرجاس ما بقيت *** لكل ما ترتضيه خذ بأيدينا

ص: 295


1- نص الحديث المشهور عن الرسول صلی الله و علیه و آله وسلم: عن أبي ذر الغفاري ، قال : سمعت رسول صلی الله و علیه و آله وسلم يقول : ( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ). الحاكم : المستدرك : ج2 ص 343 ط حيدر آباد، 1324ه.
تاريخ مولده .. نور لشيعته

**تاريخ مولده .. نور لشيعته(1)

الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله

في ليلة النصف من شعبان بشرانا *** بمولد الحجة المهدي مولانا

جئنا وتغمرنا البشري لنحفل بال *** يوم الأغر وعين الله ترعانا

غصت بنا قاعة الحفل الوسيعة إذ *** جئنا كهولاً وأشياخاً وشبانا

في موجة شملتا بالسرور وبالأ *** فراح والأنسس أقصانا وأدنانا

فلا القريض بنوعيه يفي أبداً *** بواجب الحفل مهما كان رنانا

إني مقر بتقصيري ولست أو في *** ببعض حق ولو صیّرت حسانا

تاريخ مولده (نور) لشيعته *** يا ليلة في الليالي فضلها بانا

قد قال بعض ولكنا نفنده *** هل يملكون على ما قيل برهانا

قالوا تغيب في السرداب قائمهم *** حكاية لفقت زورا وبهتانا

وكيف يخرج فيعصر يكون به *** غزو الفضاء على الإنسان قد هانا

واستخدم العلم في أغراضه عجباً *** في الحرب والسلم أشكالا وألوانا

كواكب وصواريخ موجهة *** والطائرات تدوي فوق أجوانا

والأرض تملأها القوات قاذفة *** فيها القنابل إشعاعاً ونيرانا

فلا الصواريخ والأقمار مانعة *** من الخروج إذا ما الوقت قد حانا

إرادة الله أقوى من إرادتهم *** هو القدير وماقد شاءه كانا

لابد أن يتحدى من بقوته *** يحارب الله والقرآن إعلانا

سيملأ الأرض قسطا بعدما ملئت *** في طول غيبته ظلما وعدوانا

منادياً بالذي نادى الرسول به *** فيه سعادة دنيانا وأخرانا

مدّوا يد العون للمحتاج واتحدوا*** كونوا جميعا ًأخلاء وإخوانا

لا تأكلوا مال أيتام بظلمكم *** إن تأكلوه يكن في البطن نيرانا

ص: 296


1- حروف وقوافي ، ص 38.

قولوا إلى الناس حسناً، أخلصوا عملاً *** فسوف تجزون بالإحسان إحسانا

تصدقوا واصدقوا فالصدق مفخرة *** تورعوا واتقوا سر وإعلانا

ومن يكن ذاكرة الله يذكراه *** لكننا إن نسينا الله ينسانا

وفي الختام ختام الشعر أوله *** في ليلة النصف من شعبان بشرانا

ص: 297

استنهاض

**استنهاض(1)

الملا عبد المحسن آل نصررحمة الله

يا ابن النبيين قم يا حجة الزمن *** وانهض رعيت بعين الله غيروني

إلى متى والهدى قد قلّ ناصره *** وقد دجى الليل من عبادة الوثن

ليل الفجور وليل الجور قد حجبا *** نور الرشاد من القرآن والسنن

طغى الفساد على الإسلام وانطمست *** أعلامه وعلت أعلام كل دني

مال الأنام عن الإسلام واتبعوا *** دين الغواة وأهل الزيغ والإحن

تنقّص الناسُ دينَ الحق وامتدحوا *** أهلَ الخلاعة یا لَدين من غبن

عن الهدى الناس في آذانهم صمم *** والغي يصغي إليه كل ذي أذن

هذي الدعايات ضد الدين صارخة *** في الشرق والغرب في الشامات واليمن

هذي العبادات في الإسلام كاسدة *** والملهيات لها الأغلى من الثمن

هذي المفاسد بين الناس رائجة *** والراقصات غدت معبودة الزمن

وهذه نظم الإسلام عاطلة*** وأنظم الكفر كانت سنة المدن

لقد بلينا بعصر لا مثيل له *** فسق ، نفاق ، وألوان من الفتن

عصر به أصبح المعروف منكرنا*** والمنكرات نحييها على علن

وأكثر الناس فينا لا يهمهم*** ما يلحق الدين من نقص ومن وهن

قد أغفلوا الأمر بالمعروف واتخذوا *** بديله نشرة الأحقاد والإحن

وألقي الباس فيما بيننا أبداً *** فما ترى غير حقاد ومضطغن

فاستأذن الله يا ابن العسكري وقم *** وطهّر الأرض من غاو ومفتتن

وخذ بثاراتكم من عصبة سفكت *** دماءكم لمراضي خائن ودني

أهل نسيت حسيناً بالطفوف لقي *** عار ثلاثاً بلاغسل ولا كفن

أم النساء التي فوق المطا حملت *** إلى الطغاة على ذل وفي وهن

ص: 298


1- ديوانه المخطوط ( ذكريات ومناسبات )، ص 48-51.
أغرودة الزمن

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة لله

انهض فَديتُكَ يا أغرودةَ الزَمنِ

واشرِق بشمسکَ في داجٍ من المِحَنِ

وانشُربُنودَكَ في الآفاق خافقةً

وازحف بجيشكَ وانقذ حرمة السُّنَنِ

وانشُر على الليلِ أضواء مُشعشعةً

من هَدي (جد) واصلُب عابدَ الوثنِ

عادَ الزمانُ إلى ما كان من ظُلَمٍ

في الجاهليةِ واشتدَّت عُرى الفِتَنِ

لا تَنسَ في (كربلا )ثاراً لِطُهر دَمٍ

إلى ( الحسين ) عَفيراً دونما كَفَن

جالَت عليه عوادي الخيلِ مُنجدلاً

به عهودُ ( رَسولِ الله ) لم تُصَن

ص: 299

جدّد ولاوك

**جدّد ولاوك(1)

الحاج علي محمد الزاهر رحمة الله

جدّد ولاك ووالِ الحق إيمانا *** واستغفر الله كان الشهر شعبانا

واحمد إلهك إذ سواك من عدم *** من بعد أن لم تكن سواك انسانا

وكن على ثقة في الله ممتثلاً*** يشملك موجدك الرحمن رضوانا

لا تعصِ خالق ذي الأفلاك مبدعها*** ومن دحا الأرض للإنسان ميدانا

ولا تخالف لمفهوم الكتاب ولا *** نص الرسول فذا يعطيك حرمانا

لا تنكر البعث إن البعث غايتة *** اجزاء من فعل الإحسان إحسانا

وانظر بعقلك في شتى صنائعنا *** واجعل من العقل في الأحكام سلطانا

واحذر من النفس إن النفس إن تركت *** تصير المرء خنزيرة وثعبانا

لا تركنن لها إن كنت متزناً *** قد ذمها الله إنجيلاً وقرآنا

تسعى على فلك أنشاه خالقنا *** وفيه أنبت أوراداً وريحانا

هذا الوجود على ما فيه من بشر *** والنبت قد صار للتوحيد برهانا

هذي البهائم والأنعام قاطبة *** هل تستطيع لما عاينت نكرانا

هل تستطيع من الصاروخ تطعمنا *** تمراً ولحماً وتسقي الطفل ألبانا

هل تستطيع على تكوين أنملة*** وهل تقيم على دعواك تبيانا

هو الذي كون الأشياء مبتدعاً*** وصير الرزق مقداراً وميزانا

تنسى ابن مريم أو تنسى لايته *** أو تستطيع جحوداً لابن عمرانا

والخضر أبقاه آلافاً مؤلفة *** ونوح من قبله أبقاه أزمانا

فكيف تنكر للمهدي غيبته *** وكيف تجحده بغض وعدوانا

تعلم العلم واجهد في تعلمه *** فإن جهلت قضيت العمر خسرانا

لو كنت تعلم من سر البقاء به *** لما جحدت وما وليت طغيانا

أما ترى ساكني الغبراء قاطبة *** إلا الأقلين خنزيراوشيطانا

والمصلحون على شتى مراتبهم *** لا يخفرون ذماماً للذي دانا

ص: 300


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج 11 ص166-167.

والدين قد أصبح اسماً لا نطبقه *** وكل يوم يرى الإسلام نقصانا

فهو المجدد للإسلام في نفر *** وجبرئيل يرى في الحرب معوانا

وهو الذي تملأ الدنيا عدالته *** ويصبح الفيء بين الناس ميزانا

متى يزور لمن بالطف مصرعه *** وطفلة ذبحوه القوم عطشانا

ويطلب الثار ممن داس جثته *** ومن رقى صدره ظلما وعدوانا

ص: 301

طير السعادة

**طير السعادة(1)

الملا حسين محمد اليوسف رحمة الله

طير السعادة بالأفراح وافانا *** يزف في لحنه البشرى بمولانا

مغنياً من على الأغصان في طرب *** مستبشراً بالذي قد كان يرعانا

بمولد الصاحب المهدي رائدنا *** تنال في حبه يمناً وإيمانا

قد أشرق الكون من الألاء غرته *** والبدر من نوره قد عاد خجلانا

جاءت به نرجس لله ما وضعت *** ما مثلها ولدت براً وإحسانا

في ليلة النصف من شعبان فرحتنا *** أهدت لنا نرجساً روحاً وريحانا

رب البرية قد أهدى لها شرفاً *** قد مثلت فيه مريم بنت عمرانا

تلك البتول حباها الله مكرمة *** عيسى المسيح الذي من روحه كانا

ونرجس خصها الباري بحجته *** سر الإله إمام الإنس والجانا

قد نور الأرض والدنيا بطلعته *** شاد الهدى وبنى للدين أركانا

ساد البرية من حاف ومنتعل *** قد فاقها شرفاً علماً وسلطانا

الله شرفه بالعز توجه *** أعطاه ملكا كما أعطى سليمانا

هو المرجي ولا من غيره فرج *** يا رب سهل خروج الطهر مولانا

هو الإمام الذي نرجو بطلعته *** يفني الطفاة جماعات ووحدانا

يمزق الشرك يفني الكفر في عجل *** يزكي الأرض من رجس وطغيانا

يشفي القلوب التي قد صابها مرض *** مما جنته العدا جوراً وبهتانا

حتى متى ينتضي سيفاً يبيد به *** جیش الضلال ويلقى منه خسرانا

عجل فدتك نفوس قد أضرَّ بها *** جور تقاسيه أشكالاً وألوانا

يا من علا نوره شمس الضحى وله *** مهند كعصا موسى بن عمرانا

ص: 302


1- في ذكرى الفقيد ، ص 42.
في ذكرى الفقيد ، ص 42.

**في ذكرى الفقيد ، ص 42.(1)

الخطيب راضي المرهون

صوت من الملأ الأعلى ينادينا *** أن الملائك قد حفت بنادینا

يستغفرون لنا يدعون خالقنا *** يا رب فاغفر لنا في حفل هادينا

أرجوكم أن تقوموا في ولادته *** مكبرين علي الهادي مصلينا

قد جاء تاريخه ( نور ) فحي هلا *** نستقبل النور نوراً جاء يهدينا

بشراكم حين وفقتم بحفلكم *** قد اجتمعتم إلى الهادي تهنونا

بمولد الحجة المرجو طلعته *** لينشر الهدي تفصيلاً وتبيينا

ويملأ الأرض قسطاً بعدما ملئت *** ظلماً وجوراً طغامات مضلينا

يضللون عقولاً عن عقائدها *** وينكرون نبوات النبينا

ويزعمون بأن الله ليس سوى *** طاقات خام تخبت في مطاوينا

وما الصلاة وما شهر الصيام سوی *** عادات رجعية قد أنشئت فينا

فلا صلاة ولا حجاً ولا خمساً *** ولا زكاة ولا هدياً ولا دينا

لهؤلا ينهض المهدي منتدباً *** فيشربون حميمأ ثم غسيلنا

قد ادعت أمة وهماً عقيدتنا *** لسنا على الوهم بل أنتم معادونا

إنا نصدق ما جاء الرسول به *** إنا نصدق أقوال النبينا

فقد رووا في صحيح القول من طرق *** أن ابن مريم يأتي في فلسطينا

يؤازر القائم المهدي في بلد *** مقدس قامع حقاً شياطينا

أرض مقدسة راحت مضيعة *** بأيد صهيون لا بوركت صهيونا

أتضربين على أرض العروبة أرض *** الله دولة ظلم لا تبالينا

أتأكلين لذيذ العيش في رغد *** وتشربين زلالاً أو تنامينا

وتتركي أخوة منا بلا سكن *** هم نحو مليون هلنرضى يضيعونا

لا تحسبينا رضينا عن ظلامتكم *** فليس إلا رجوع الحق يرضينا

والله نسأل بالهادي منقذنا *** وآله الطهر أن يرجع فلسطينا

قولوا معي أيها الحفل الكريم *** بحق المصطفى وبنيه الطهر آمينا

ص: 303


1- شعراء القطيف من المعاصرين ، ص 156-157.
بين العبد والوصيفة

**بين العبد والوصيفة (1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

نفدت بحار المفردات وحبُّه *** يزداد في خلدي بغيرتواني

الحجة المأمول كل مسائلي *** مهماسألت عطية المنان

وأجلُّ قربي في أجل عبارةٍ *** بيضاء ينشق عطرها الملكان

فمئات أبياتي التي أنشدتها *** فيه أنال بها بيوت جنانِ

الله وفقني بأعظم منّهِ *** فجمعت ما لم يجمع الثقلان

إلا الذين بهم أفوز وحبهم *** كنزي وهم سندي وهم أركاني

لو شاء ربي ما نعمت بفضله *** أبداً ومالمس الراغ بناني

لكنه الله الرؤوف هو الذي *** أعطى برغم جرائمي وهواني

فكتبت في (المهدي) حباً دافقا *** غمر الدُّنا سبحان من أعطاني

قالت : أما برح الفؤاد بشوقه *** رطباً يراق عليه الف دان ؟

إيه وصيفتهُ .. سلي عن أمره *** فبذكره فرحي وأنس جناني

ولتعلمي ما دام يسمع مدحتي *** مولى الزمان فلن يكف لساني

قالت : بأي ندى فديت جمالهُ *** مما جُنِنتً بلمحة الفتان ؟

بدمي وروحي والحشا ونفائسي *** والوالدين وجملة الأخوان

وبك وأهليك وذاك أقل ما *** يهدى وأبخس أبخس الأثمان

قالت : فأي رواؤه أشفي وما *** أغلى نوائل صرحه المزدان ؟

لا يخطرن بقلب ذي أمل مني *** في الدهر إلا عنه قد أغناني

قالت : فكيف بهاء حسن صفاته *** أوضح فقد ملك السنا وجداني ؟

أمة الحبيب تأملي قولي فمن *** شغفي أكون أحرُفي وبياني

بعمامة خضراء يغشى لونها *** نور كأن مداده شمسان

النجم من عينيه يأخذ حسنه *** صفوة ومنه تألق الألوان

ص: 304


1- سبيل اللقاء ، ص 24-28.

والأرض تقبس طهرها من مشيه *** فيها وتمنحها الشذا القدمان

وتسبحُ الأشياء من تسبيحه *** ذللا وتسجد غضة الإيمان

يمشي وكل الكائنات تود لو *** بُسطت على وجه الثرى بهوان

قالت : فما أسمي مرامك رتبة *** منه إذا سمح القضا بأوان ؟

لو كنت أخصف نعله ما كان لي *** إلا السجود لذلك المنان

أو كنت أنفض منه عالقة الثرى *** فبها أجل مسالك الرضوان

قالت : أمنتظر لقاه وراغبٌ *** فيه .. وتذهل كالمها الحيران ؟

أي والذي أخفاه عن أعدائه *** جمر الغضا وصبابتي خلان

قالت : فأي وسيلة أو حيلةٍ *** أم أي أمسية وأي مكان ؟

إني أراك به فت وأمحلت *** دنياك تؤثر جفوة الأخوان

أمطرت أسئلة الحنين وليتك *** تدرين أن سماعها أضناني

لو كنت أعلم أين أو أدري متى *** كان الذي أخفاه قد أخفاني

قالت : فأي علامة ترجو لها *** تُشفي حميم فؤادك البركان

ويكون فيها للمحب بشارةً *** تغني المؤمل عن سني بيان

أصغي إلي فإنني أروي لك *** ماقد تبين بدؤه بزماني

ألقي علامات الظهور وراءك *** وتریّصي بعلامة السفياني

ما لم تكن فالوقت ليس بوقته *** فتأملي وتدبري تبياني

الأمر أوله زلازل رجفة *** توهي دمشق تهد للأركان

ثم اختلاف ولاتها ما بينهم *** حتى يؤجج نارها حزبان

يأتي النداء بوحدة عربية *** والناس تصرخ من دم غُدران

تجري من الأردن آلاف إلى *** ( صفدٍ) فيصنع عندها جيشان

وتبث سوريّا النداء لعربها *** أن أقبلوا يا أهيب الفرسان

وتسير من كل البلاد كتائب *** تأتيه من يمن ومن أفغان

وتصير بين الناس بلبلة فذا *** نعمٌ .. وذاك محذر الخلان

وإذا المغاربة الحشود توجهوا *** للشام إثر تردد الإعلان

ص: 305

الروم تقصدها وتقرع طبلها *** للحرب قاصدة على الشنآن

وتظاهرات تندب ( المهدي ) في *** قم وفي مصر وأذربيجان

وهنا تزلزل تركيابزلازل *** وتحل كارثة بلا إيذان

وغلاء أسعار وخوف شامل *** عم الخليج أضرَّ بالأبدان

هذا وينتشر الوباء مؤذناً *** بالموت والدنيا بغير أمان

الشام مرتكز البلاء فأرضها *** ستكون حاشدة الوغى الطنان

يا ويل ( دير الزور ) من خطر أتى *** عجب القضاء على بني الإنسان

فهناك مذبحة الدهور يقودها ال *** رومان ويل العرب والرومان

فيهاملايين النفوس ستنتهي *** من فتك أسلحة الردى الدفان

ويقوم سفياني منتصراً بها *** من بعدقرع رنينها الرنان

وهنا يعد جيوشه جرارةً *** نحو المدينة صاحب الطغيان

إذ يدخلون ويفسدون ثلاثة *** أيامهم فيها الأمردان

ويكون ما كتب الإله من الهدى *** نصر السماء وأخذة الديان

ويكون مولاي الإمام بمكة *** شمساً ويعلم مقدم العدوان

فإذا أرادوا حربه خُسفت بهم *** أرض وذلك جاء في القرآن

قالت : كفى... قسماً بحبك روحه *** أشعلت بين جوانحي نيراني

وجعلتني أهوى الدعاء ليومه ال *** موعود شوق الورد للأغصان

دعني أبيت وحيدة في ذكره *** أنبيه عن حبي وعن إيماني

دعني أبلغه التحية علّني *** أحظى برأفة قلبه الحنان

أوليس يسمعنا ؟ بلى ويجيبنا *** فدعي الجهول يبيت بالحرمان

ألقي السلام عليه كل صبيحة *** ومسية ودقائق وثوان

قولي له: هذا عبيدك سيدي *** يرجو المفاز بنصرة وضمان

حتی پریق دما لحبك خالصاً *** يهدي إليك تحية الولهان

1424 ه

ص: 306

حیيت يا منقذ الإسلام

الشيخ عبد الكريم آل زرع

مقدمة:

إخواني الفولا أشكو الأسى لكم *** فكلنا صال في أعماقه الألم

وكلنا نرتجي المولى وطلعته *** متى يه فتحيا باسمه الأمم

لكنني وخيوط الفجر تجذبني *** أرى بزوغ فتى في كفه علم

الله أكبر إن النصر مطلبنا *** قد ځط فيه وفيه لا يضيع دم

ساءلت قلبي ما هذا ؟ فأنشدني *** من فيضيه ما جني إيقاعه القلم

فإن تروا ما به من لوعة وأسى *** فما احتواه الحشا لا يحتويه فم

حييت يا منقذ الإسلام :

حبيت يا منقذ الإسلام برهانا *** حييتَ يا حاملاً سيفاً وقرآنا

حیيت تستمطر الآفاق ما حملت *** طياتُها من لهيب الجوړ نيرانا

تجمع الآه في حد الظبا لهباً *** تصبه فوق هام البغي بركانا

ناراً تدك صروح البغي صالية *** تذيبُ ما رضعوا عرشا وتيجانا

لتحرق الظلم في أوكار سطوته *** ويصطلي بضرام الحق خسرانا

يخر يذوي إلى رمس البلى مزقاً *** لهؤة ملئت ظلما وعدوانا

بحيث لا ندم يجدي ولا سعة *** ترجي وقيل له دين الذي دانا

یُهالُ من فوقه كالجمر مضطرماً *** شواظُ محنا أيام بلوانا

ونقبرُالآهَ تلوَ الآه في جدشثِ *** فكم حسوناهُ ويلات وأحزانا

وكم جرعنا بكأس الغم غصته *** وكم سلونا وذات الصبر سلوانا

وكم سكبنا على شاطي النوى حمماً *** من الدموع تسلي النفس أحيانا

يغتالُنا اليأسُ يأسُ الانتظار ولا *** يغتال منا أحاسيسا وأشجانا

نَرنو إلى مركب التأليف يجمعُنا *** من الشتات فكم شطت سرايانا

یُقِلُّنا الضفةَ الأخرى وإن بَعُدت *** فالسير عذب لشأو فيه إحيانا

ص: 307

یُقِلنا لمروج الحب مزهرة *** نستافُ من عبقها روحاً وريحانا

لمرفأ حنايا الحب مرتعهُ *** و فی حنان الإخا يختال نشوانا

إلى الأمان وهل غير الأمان هوى *** نصبو إليه وتعلو فيه أصدانا

إلى الورود التي لم تبد حمرتُها *** إلا بري دم صبته قتلانا

إلى اليفاع الذي لم تخب نضرته *** إلا سقيناه أطفالا وشبانا

إلى الجمال الذي لم تحل صورته *** وقد عشقناه خلاباً وفتانا

إلا كما شاءت الأقدار وانخسفت *** منا بدور تر البدر خجلانا

فكلما أمضت خلف الغمام يد *** نظن أن بها بيضا ومُرانا

تعكَّرَ الصفوُ واستشرى الظلامُ به *** وصال كالشبح المسعور هيمانا

وثار بحرُ الأسى تعلوه عاصفة *** وجاءنا موجُه العاتي وغطانا

فنحن في بحر آمال تقاذفنا *** مداً وجزراً فأدنانا وأقصانا

بحرٍ خضم عميقِ داكنٍ عكررٍ *** وسطحُه مفعم سحبا ودخانا

فكيف نبصرُ خلفَ الحُجب غايتنا *** وصارمُ اليأسِ أضنانا وأعيانا

والعينُ في دميها القاني بحرقته *** كأنما اصطنعت بالدمع أجفانا

أم كيف نبحرُ حتى لو مجازفةً *** والنفس تحدو بناشوقاً لمرمانا

والمركبُ الغرُّ محجوبٌ وصاحبُه *** والركبُ يحتاجُ للإبحار ربانا

ها نحن رغمَ صروف الدهر في ثقة *** ورغم ما حملت منها رزايانا

ورغم طول مغيب قد أضر بنا *** وزاد في الزمن المشؤوم أزمانا

والله ما خالجت أذهاننا ريب *** ولا بهمسة شك في خفايانا

لكننا كلما نرنو لواقينا ال *** مر المعذب ألوانا وألوانا

ضاقت به الرُّحبُ و الأفياءُ فارهةٌ *** تقل هارون في وكر ومروانا

وثرثرت باسمه الأنهارُ مُترعةً *** وبات من حولها عطشان ظمأنا

نَبُثها صرخةَ الغرقى لمنقذهم *** مما عراهم أسى سيلاً وطوفانا

ونحن والله ندري ماتفيضُ به *** جراحُ قلبك آلاما وتحنانا

فَمُذ تكالبَتِ الأرزاءُ مطبقةً *** أيقنتُ أن بزوغ الفجرِ قد حانا

ص: 308

أيقنت أن ربيع الكون سوف يرى *** بأن موعده المحتوم قد حانا

قد آن أن تزهر الأفاق مبهجة *** ويبسم الدهر مسروراً وجذلانا

ويحكمَ الخصب أصقاع الدني فرحاً *** ويزدهي المحل مكسواً وريانا

وينتشي العدل في أسمى مراتنه *** يطبقُ الكون إخلاصاً وإحسانا

وتسكن الصرصر الهوجاءُ تائبة *** تلقى الشكائم في كفيك سلطانا

وتكحل العين من وجه يفيض سناً *** ورأفة وابتسامات وإيمانا

ونشرح الصدر إيناساً بمجلسيه *** ويخفق القلبُ مياساً وفرحانا

يا سيدي يا ولي العصيا أملاً *** غنی به القلبُ أنغاماً وألحانا

عجل فما أول العشاق في غَدنا *** للسير خلفك أنصاراً وأعوانا

عجل وعينك خلف الغيب ترعانا *** وأجمع بنور الهدى والحسب أهوانا

فالحقدُ كشَّرَ أنيابا لفرقتِنا *** كان في كل ناب منه ثعبانا

وأننا اليومَ أشلاءٌ موزعةٌ *** كأننا لم نكن في الله إخوانا

فاشهر حسامك فالبشري بومضته *** تنيرُ ليلَ الوری صبحا وتبيانا

فكم تلوح سيوف الحاقدين بنا *** تحتل أنحنا غمد، وميدانا

تتيه ملء مداها ضحكة وأسي *** كأنها وهي تفرینا تحدانا

ونحن نشحذها جهلاً ونطعمها *** دم الموالين للكرار قريانا

نغوصُ في لُجةِ الآثام لا قبس *** يضيءُ وسطَ عُبابِ الذنبِ مسرانا

الناسُ بالعلم تسعى نحو عزتها *** وإن بنوا في متين الصرح عصيانا

ونحن لم نرَ غيرَ الطعن في العُلما *** وغيرَ سبهم درساً وعنوانا

10 شعبان 1411ه

ص: 309

يا ليلة النصف

الشاعر حسن أحمد اليوسف

يا ليلة النصف أحييت الرجا فينا *** ذكراك ينعشنا والوعد يشفينا

قد كنت فخر ليالي الدهر قاطبة *** وليلة القدر نالت منك تحسينا

أنار فجرك بدر دونه زحل *** بل بزّ شمس الضحى حتى غدت دونا

وأنصتت لضمير الغيب أفئدة *** أوحت بدقاتها شعراً أفانينا

راحت تزغرد بالبشرى وتنشر فی *** مهابط الوحي باقات رياحينا

تباشرت بطلوع البدر في غلس *** وهجعة أبقت التاريخ مدفونا

وهاتفت وأذان الفجر كبرفي *** جنح الدجی هزأعماق المصلينا

تلقفت رجعةالأسماع فانكشفت *** لها أحاديث قدس أنكرت حينا

لك الأحاديث ألقاها الهداة لنا *** ذكراً وذخراً وتثبيت وتمكينا

ساقوا الأدلة في تأييد نهضته *** ووصف ثورته شكلاً ومضمونا

وأكدوا أن من يحظى بدولته *** يحيا بعزولا تلقاه مغبونا

وودّ كل إمام لو يعيش إلى *** وقت الظهور ليحي الشرع والدينا

ماهالهم ثم إنكار الحسود ولا *** تهيبوا حاقداً بالنصب مشحونا

كم أسمعوا من دعاة السوء ما طفحت *** به المكاييل تسفيهة وتوهینا

مالي أنقب في التاريخ أسأله *** بأي ثوب من الأثواب يأتينا

بأسود من فعال ليس ينكرها *** قد كدر الجور فيها صفو ماضينا

أو أحمر من دماء عزّ ناصرها *** سل القوافل كم أعطت قرابينا

يا سيدي ضج بالشكوى أخو كرب *** وهاله ما أحال البشر تأبينا

ظلم وجور وتهجير وتصفية *** قد بات منها ذوو الإيمان شاكينا

لا يجرؤ الفرد منهم أن يبوح بما *** في الصدر من غصص ثارت براكينا

قد حوربوا حينما اختاروا طريقكمو *** فذنبهم أنهم كانوا موالينا

ص: 310

وذنبهم أنهم عادوا عدوكم *** وذنبهم أنهم لم يرتضوا الهونا

كأنما لم يجئ آي ولا خبر *** في حبكم أو معاداة المعادينا

لاحت تباشير حلم قد غفا زمن *** تبلورت صحوة أحيت ملايينا

فأشرقت في نفوس الناس أمثلة *** إلى التحرر فانصاعوا ملبينا

مصيرنا دولة للعدل نرقبها *** وليس عن دربها الأحداث تثينا

ومن تحمل آلام القرون ولم *** يمل له القصد نال الفوز مقرونا

مبادراً أفضل الأعمال منتظراً *** لمصلح مظهر شرعاً وتبيينا

حفّت به من جنود الله كوكبة *** بيض الوجوه شداد لا يهابونا

وقد أبى الله إلا أن يتم له *** نور الهدى رغم آناف المضلينا

ص: 311

نحن نهواكم

الأستاذ حسين آل جامع

جاءک التَّارِيخِ يستجدي الأمانا *** بَعْدَ أَنْ مرغ بالخزي فهانا

مَارِدٍ حَاوَلَ أَنْ يدفنكم *** فِي تناياه زَمَاناً فزمانا

سَاءَهُ لِمَا راكم قَادَتِ *** وَ لَكُمْ فِي النَّاسِ شَأْنٍ لَا يدانی

فَهُوَ يَدْرِي أَنَّكُمْ سادته *** غَيْرُ أَنِ الْحِقْدُ أَعْمَاهُ فخانا

وَ مَضَى يُطْمَسُ مِنْ آثَارَكُمْ *** عله يُرْفَعْ مَنْ بَاتَ مُهاناً

رَاحَ يقصيكم وَ يُدْنِي غَيْرَكُمْ *** وَ لَكُمْ شَرَفُ رعديدا جَبَاناً

وَ أَبِي اللَّهِ فجلى فِئَةُ *** حَفِظْتَ للآل مَجْداً وَ مَكَاناً

عُلَمَاءُ حِفْظِ اللَّهَ بِهِمْ *** مَذْهَبُ الْحَقِّ فأبقوة مصانا

هُمْ شُمُوسُ أَشْرَقَتْ فی أُفُقِ *** مِنْ سَنَاهَا نَحْنُ نستاف ضیانا

نذروا الْعُمُرِ لَا عَلَاءٍ الهدی *** فابانوه لِسَاناً وَ بیانا

یا أَبَا الْقَاسِمِ یا کهف الوری *** یا مَنَاراً شَرَفُ الدنیا فزانا

یا نصیر الدین یا بلسمه *** یا عمید الْحَقِّ یا رمز علانا

الف عَامٍ أَنْتَ فِي طیاتها *** غَائِبُ ترجی لیوم یا حمانا

نحن لَا زِلْنَا عَلَى الْعَهْدِ وَ إِنْ *** ظِلُّ يهذي بِالْأَقَاوِيلِ سِوَانَا

قَدْ ألفنا النَّقْدُ مِنْ حسادنا *** وَ عَرَفْنَاهُ فماعاد هَوَاناً

نَحْنُ نهواكم وَ نَذْرِي أَنَّنَا *** سَوْفَ نَشْقَى وَ نُعَادِي فِي هَوَاناً

نَحِّ لَا نَزْدَادُ إِلَّا عَزَمْتُ *** فِي انْتِظَارِ لِغَدٍ فِيهِ هَدَانَا

فَقَدَا يُشْرِقُ فَجَرَا ضَاحِكاً *** وَ يَعُمُّ النُّورِ آفَاقِ سِمَاناً

وَ غَداً تملاُ عَدْلًا أَرْضُنَا *** وَ يَعِيشُ النَّاسُ أَمْناً وَ أَمَاناً

غَيْرُ اني حَائِرِ لَا أَهْتَدِي *** هَلْ سيرضي صَاحِبُ الْعَصْرِ فدانا ؟

كَيْفَ ينمينا إِلَى أَجْنَادِهِ *** وَ يَرَانَا نتمادى فِي عمانا

مَا الَّذِي يُعْجِبُ مَوْلَايَ بِنَا *** صَدَّقْنَا .. أَمْ حُبُّنَا ..أَمْ بولانا ؟

ص: 312

نَحْنُ ساهُونَ وَ لَا مِنْ يَقَظَةٍ *** وَ عَلَى اللَّذَّاتِ أهدرنا قِوانا

قَدْ بَنَيناصرحنا فِيمَا مَضَى *** وَ أَرَانَا الْيَوْمَ نَجَتْ بُنَاناً ح

ِينَ أصنفينا إِلَى جهالينا *** وأضعنا فِي هَوَاهُمْ عُلمانا

وَ أَرَدْنَا رَاحَةً الْبَالِ لَنَا *** فَغَضضنا طَرفَنا عَنْ فُقَرانا

وَ بَلَاءٍ دَبَّ فِي أوساطنا *** كَدَبِيبِ الدَّاءَ فِي عُمْقِ حشانا

أنهكتنا شائعات نسبجت *** بالأكاذيب ، وَقَدْ لاقت مَكَاناً

كلهيب النَّارِ تسري بَيْنَنَا *** فِي هُشَيْمِ..ويحنا؛ دُرٍّ أَيْنَ نَهَانَا؟

كَمْ عَزِيزُ ذَلَّ مِنْ أَهْلِ التُّقَى *** وَ أَمِينِ لَمْ يَجِدْ فِينَا أَمَاناً

وحصان بالدنايا رَمَيْتَ *** وَ هِيَ فِي الْوَاقِعِ لَا زَالَتْ حصانا

والعذاری ، وَفِي دُرٍّ نَاضِرِ *** وتمين دُرَّأحرى أَنْ يصانا

وَ بِأَيْدِينَا هشمنا درنا *** فَبَدَا فِي السُّوقِ مزریا مُهاناً

وَ شَبَاباً خطنا ترقبهم *** لِبِنَاءِ الْمَجْدِ جِيلًا يتفاني

نهلوا الرَّاحَةَ حَتَّى تَمَلُّوا *** بَارَكَ اللَّهُ بِمَنْ يَحْمِيَ حمانا؟؟

نَحْنُ لَا زِلْنَا عَلَى غيرهدى *** فِي الدُّجَى نَمْشِي ، وَقَدْ طَالَ جانا

هَكَذَا نَحْنُ جَمِيعاً نرتقي *** سَلَّمَ الْمَجْدِ لتحقيق رؤانا

أَفَلَا تخجل يَا مجتمعي *** مِنْ مخاز أَخْلَقَتْ وَجْهِ ولانا

أَفَلَا یعصمنا بَعْضِ الْحَيَا *** مِنْ إِمَامِ الْعَصْرِ أَنْ كَانَ يَرَانَا

قَدْ تجرعنا الْأَمْرَيْنِ فَهَلْ *** آنَ أَنْ يَأْتِي مَنْ يَرْوِي ظمانا

مضنا الصَّبْرُ وأضنانا الْأَسَى *** فَمَتَى نحظى بلقياه تَرَانَا

فَبِهِ يَكْشِفُ ضَرَّ مَسَّنا *** وہه يَرْفَعُ خفاقا لوانا

قَدْ دَعَوْنَاكَ وَ تَدْرِي مَا بِنَا *** فَاسْتَجِبْ يَا كَاشِفَ الْكُرَبِ عانا

صَلِّ يَا رَبِّ عَلَيَّ آلِ الْهُدَى *** وَ بِهِمْ سُدِّدَ عَلَى الْحَقِّ خطانا

وَ احْفَظِ الْإِسْلَامِ مِنْ أَعْدَائِهِ *** وأنز دربا وَ أَيْدٍ علمانا

ص: 313

رسالة من السماء

الشاعر جمال رسول

بسم الله الرحمن الرحيم

حينما تبسط الشمس ظلها فوق الأرض ، وتذوب أشعتها في الأفق كالسحر.

وحينما يلقي القمر بضيائه على ضفاف الأنهار ، وفوق شواطئ البحر ويداعب بأنامله موجاته الهادرة ، ويثير فيها حس الاندماج في موكب الغناء والنشيد.

وحينما يهب النسيم مهفهف الجوانح ، مدغدغ الجنبات ، يتهامس السحب، ويلامسها بأطرافه الناعمة .

وحينما تضوع أشجار العطر برائحتها العبقة ، وتنثرها ألواناً من الورود والزهور.

وحينما تغرد الطيور ، وترقص فوق الأشجار ، وتمرح في حقول الأزهار بغنائها العذب .

فإنها إنما تفعل ذلك بسخاء الطبيعة .

وأنا حينما أنشد شعري ، إنما أنظم حبي .. وولائي .

إن في كل نقطة منه . حباً عميقاً ... أباحت به حياة الأمل .

من هنا فوق راحتي في فنوني *** قد بدأ النور قبلة في جبيني

من هنا النورُ فوق كفي عزم *** مدرك من مناه كل السنين

من هنا النور في ربوع البلايا *** طال بطشا وجارحا من شجوني

من هنا النور في الجراحات لحن *** وقعته أناملي في فنوني

يتملى جنانه كيف تنمو *** بين أنهار نغمه المحزون

كيف تغفو زهوره فوق لون *** حين تجري دماؤه من جفوني

إنني فوق مبسمي أو بقلبي *** صوت خفق وأحرف من أنين

ص: 314

ضج نبضي مردداً رنة في *** لحن حب من القديم دفين

فأنا في جوانحي ضج حب *** فاصمتي اليوم يا طيوف الخؤون

فصدى الحب رددته شفاه *** ليس تهوى سوى النبي الأمين

ليس تهوى سوى الوصي علي *** وبني الطهر والولاية ديني

هكذا الحب يمسح الحزن همساً *** فی نداء السنين فوق العيون

هكذا الحب في فؤادي غنائي *** وولائي ومسرحي وشؤوني

هكذا الحب أنهراً في عروقي *** تسكب الفن موجة من فتون

يتباهى جلالة فوق روحي *** يملأ القلب نشوة من حنين

لاطفته أكف غيب ضحوك *** مشرق بالصفاء عذب مبين

داعبته طيوفها فتغنی *** تحفة النجم نسمة الأفنون

إيه ياشعر هكذا بين نبضي *** أرسل الروح في رؤي الياسمين

إيه يا شعر هكذا فوق ثغري *** ردد الحسب نغمة في البنين

وتهدج على الشفاه ملاكاً *** وارو عني مبادئي ويقيني

واعلن الآن في الوجود غناءً *** رددته مشيئتي في لحوني

إن حبي لآلياسين ينمو *** منذ أن كنت بين ماء وطين

قلبي الحرسابح في سماء *** في هدى الأنبياء بين الدجون

يوصد الفجر من وراء الأماني *** بين فوديه صرخة في السكون

تتناهى لعالم علوي *** أزهري الرؤى أبرحنون

تترجى بشائراً مع شمس *** حيث عين الحياة والتكوين

حيث عطر الخلود بين ضياء *** عبقري مرنم موزون

وندى الفجر ترتقبه عيون *** فوق فن منمنم مفتون

وتلقفه مقلة البحر دراً *** فوق أصداف لولو مكنون

تسبح السحبُ إذ يرف عليها *** رعشات على الرياض الفين

وشذى العطر الروابي خفق *** وعلى الزهربسمة التلوين

ص: 315

سيدي أيها الإمام المرجي *** ياشعاعاً وألف عامٍ ضنين

إن لحناً مهفهف الجنب فينا *** يستحثّ الضياء حيناً بحين

فمتى يظهر الضياء ويبدو *** في وفود السماء غيرظنين

ومتى تعرف الحقيقة نفس *** في هتافٍ من السماء مبين

ومتى تبصر العيون ضياء *** لإمام مهیمن میمون

يسكب الشمس في لفيف نسيم *** وجمالاً ورقةً في الدجون

فيسيل الوجود دفئاً عميقاً *** ويفيض الغدير عذب معين

وترف الظلال نسمة عطر *** ويزين الفضاء سحر الغصون

وتمدالحياة كفأ رؤوماً *** برفيف من الشعور ولين

وتكاد القلوب تلمس فيها *** رحمة الحب في نميرهتون

أينما تسرح العيون تلاعب *** رقة النور في جمان ثمين

القطيف - 14 شعبان 1412ه

ص: 316

أي المجالس؟

**أي المجالس؟(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

قالوا: أما زلت تشدو *** بمدحه كل حين

هلّا ركنت قليلاً *** لخُضرةٍ ومعين

ألا تقسم حبا *** ما بین دنيا ودين

قد غاب مولاك دهراً *** فلذ برب معين

وناح قبلك فيه *** أجدادنابأنين

أما مضى ألف عام *** وعقبت بمئين ؟

فقلت والصدر مني *** مؤجج بحنين :

ياهاجريه أفيه *** يطيب أن تعذولني ؟

تستكثرون ولوعي *** وفتنتي وجنوني

بكوثري وزلالي *** وخضرتي ومعيني

وطعم دنياي منه *** لا أي شهد وتين

ومن لقاه نعيمي *** وحبه كل ديني

لاتذكروا لي غياباً *** فقد يهيج حنيني

إلى القفار فأرمي *** بالأكل والماء دوني

إن قلت : لم تعرفوه *** أو قلت : لم تعرفوني

فصادق أي وربي *** آهٍ فلا تسألوني

أجل تقطع قلبي *** وذاب لب جفوني

على ابن نرجس نسل ال *** هداة حق اليقين

على ابن فاطمة الط *** هر والنبي الأمين

ص: 317


1- سبيل اللقاء ، ص 10-11.

وبات كل حديث *** سواه مثل الطنين

أي المجالس فيها *** يدوم ذكرالمبين

أي المساجد فيها *** يدعى له كل حين

أي المنابر تروي *** حياته بسنين

أين الذي هام فيه *** بقلب عبد حزين

فصار يسأل عنه *** معذبة كالسجين

إما لقاه وإما *** لقاء يوم المنونِ

جمادی آخر1424 ه

ص: 318

عطش العيون

الشيخ علي الفرج

لا أدري كيف تتساقط أعضائي في هذه الورقة ..

ربما ستأخذني للذي انتظرته ولم يأت بعد ..

بحثتُ عنك وقد سافرتُ عن مدني *** أسعى إليكَ وأشلائي على كفني

أبكي فتختنق الصحراء فوق صدى *** حدوي ويحترق الموال في سفني

صارعتُ كل زوايا الليل أبحث عن *** صبحٍ فأطعنُهاطوراً وتطعنني

ولم تزل بدمي روح تضج إلى *** رؤياك .. تنفخ في موتي فتبعثني

بحثتُ عنك ونبضي صارخ وغدي *** يكاد يهرب عن عيني .. عن زمني

أجل .. سأرحل خلف الطيرلا وطن *** سوى عيونكَ يانبع الضحى وطني

أجل .. تمزق خطويوانمحت بفمي *** كل الحكايات وارتاعت على أذني

متى سيحرث من وجهي الضباب متى *** أراك في عطش المسرى لتشربني

خذني وخذ كفني الظمآن قد غرقت *** فيك الشموس فأغرقني لتنقذني

بلى هي الأرض في أشواكها علقت *** روحي فلم تسترخ يوما على بدني

شوهاء ترعب حتى الشمس في غدها *** تمشي بتابوتها الموار بالنتن

وبحرها سرقته الريح من يدها *** وظل يصرخ فيها الملح من عفن

فألق نظرتك الخضراء تحي بها *** دم الحسين .. وتحي الصلح للحسن

يا سيد الزمن المسجون عاد لنا *** قابيل يحمل فأساً في يد الوثن

والفأسُ تنقرفي أوطاننا فإلى *** أين الرحيل وسار الركب عن سكني

طويت قصة عمري بالرحيل فلو *** أراك أرجع من قبري إلى لبني

ولولمستَ شراييني تنجرفي *** كفيك منها بثأري ألفُ ذي يزنِ

ولولمستَ جفافي غازلت أفقي *** كلُّ الينابيع .. قد جاءت لتسكنني

عذراً تلكأ نبضي وارتوى بدمي *** شعري .. فياسيدي خذني لتقرأني

1417 ه

ص: 319

الأمَلُ المُرَجَّی

الشاعر معتوق آل معتوق

بدا للكونِ مسممُهُ فجُنَّا *** وبث غرام خافو وغنی

سَریَ والريحُ تقرؤهُ نشيداً *** وتجمع حولَهُ الآفاق أُذُنا

فرَفَّ النبضُ يحدو في مداهُ *** ومَرَّهواهُ في الأصداء لَحنا

وفي الشَهَقاتِ والزَفراتِ سارت *** سرايا النبضِ والأنفاسِ سُفنا

ودارَت حولَ مطليو المآقي *** لتملأ من نمیرسَناهُ دَنَّا

فلم يدركهُ إنسانُ الدياجي *** ولا أرخى عليه الليلُ جَفنا

ولكن ألبَسَ الأرجاءَ فجراً *** وسربَلَ ضوءَهُ في الفجر رِدنا

وأرسَلَ من طلائعه شُعاعاً *** ونوراً من بريق الشمس أسنني

وسلسَل في صدور الناس ورداً *** ورِيَّاً من رطيب الشَهدِ أهنا

فقامَت تسألُ الأفلاكَ عنهُ *** شفاه الصحف والقلم المعنى

أجيبي يا عوالمه أجيبي *** أذاب الشوق أحرفنا وذبنا

كاَنَّ الجَذبَ آن بارتحالٍ *** وأشرع للمنى السغباء مغني

كأنَّ نسائم الأشذاء جالت *** تمزَّقُ عن حبيسِ الوردِ سِجنا

كأنَّ القادم الموعود جلي *** ستوراً شفت الأيام حُزنا

كأنَّ وليد شعبان تبدي *** يُرافِقُهُ رفيفُ النصر خذنا

أجابت لا تُطيلي في سؤالي *** فذي الأملاكُ آحادٌ ومثنى

ملأن فضاءَ سامرا ابتهالا *** وهذا الروحُ فوقَ الدارِ أحنى

يحيطُ بنرجسٍ والصُبح يدنو *** وصلبُ الدار من شوق تثَنَّی

فكان الطلقُ من نبض الليالي *** تَرَّقب ُولهاً والفجرُ عَنَّا

فأشرفَ عندَها الأملُ المُرجَّى *** ونادَت حولهُ الأكوانُ فزنا

ص: 320

أَلَا يَا فِئَةُ المستك الثميه *** وَ أُهْدِيَ قِبْلَةً العشاق عَنَّا

فَكَمْ غبَطَتك أَرْوَاحَ تمنَّت *** وَ لَوْ بالطيفي تلثمُهُ فتهنا

أَرِيحِي مبسَمَيك عَلَى لُجَيْنٍ *** وَ خَدَّ مِنْ نَدِيَ الْوَرْدِ أَقِنِي

وَ لِوَحْيِ بَيْنَ لألاء المآقي *** وَ دُرٍّ التفر إشراقاً وَ حَسَناً

فَتِلْكَ الدرتان إِذَا تلاقت *** ستُبرأُ أَعْيَنَ العشاق مُزنا

ويهملُ غيثُها المجمور وُجِدَا *** لتنبتَ دَمَّعَهَا الْمَحْمُومِ غُصْناً

إِنْ ناجَی وَ رُفَّتِ وَجْنَتَاهُ *** سيهتفُ خافق قَدْ بَاتَ مُضنَى

مَضَتْ يَا وَ جَنَّةُ الْمَوْلَى سنيني *** وَ عُمُرِي بالوصال الْعَذْبَ ضَنّاً

قِسْمَةِ بِسَهْمِكَ الأخاذ قَلْبِي *** وَ أَنْتَ وَهَبْتَ دامي الْجُرْحِ لَوْناً

فَإِنْ أَلْقَاكَ فِي غلسِ اللَّيَالِي *** ستُصبحُ قَفْرَةِ الْأَحْلَامِ عُدْنَا

وأهتِفُ یا دروب الْعَرَقِ قَوْمِي *** أَتى المهدئ الطافا وَ يُمْناً

أَتَى مَنْ رَحِمَ مذعور اللَّيَالِي *** لْيَبْعَثْ فِي مَخُوفِ الْهَدْيِ أمنا

ويُطلع بَيْنَ طيات الْفَيَافِي *** رَبِيعاً مِنْ يديو الْحَقِّ يجنى

ويمر لِلْهُدَى الْمَهْجُورُ مَجْداً *** ويزجع عثره الْمَهْدُومِ حصنا

فكم هَدَّةَ قَوَائِمِهِ جِهاراً *** وِجَاءُ الْيَوْمَ منقده لتَنبی

وَ كَمْ أفتت دَعَائِمُهُ الْأَعَادِيَ *** وِجَاءُ الْيَوْمَ مَوْعِدُهَا لفتنی

وجاء الْيَوْمَ مَنْ يَجْزِي اللَّيَالِي *** وَ يُوفِي دَوْرَةِ الْأَيَّامِ دَيْناً

لِتَرْجِعَ صَفْقَةً الظَّلَامِ خسرى *** وَ تَنْضِحُ صَفْقَةً الْمَظْلُومِ یمنا

ويبكي الضاحكون عَلَى الثَّكَالَى *** وَ يَهْتِفُ خَلْفَهُ الْبَاكُونَ فزنا

ويعلم مَنْ تَجَبَّرَ أَوْ تَعَدِّي *** بِأَنَّ الْحَقَّ مهماغاب دُفِنَا

سَيَرْجِعُ كالجذور الشَّمِّ غَضَبِي *** تُطَالِعَ . رَغِمَ أَنْفُ الترب . غصنا

ونسمق بَيْنَ أذيال السوافي *** وُرُوداً لَيْسَ تَرْضَى الْأَرْضِ بطنا

وتفترع الْمَفَازَةِ وَ هِيَ عطشی *** لِتَبْلُغَ فِي متيه الجذب عينا

وتشمخُ بَيْنَ عصف الْقُفْرِ بَأْساً *** يَدَكَ عَلَى طريدر الْيَأْسُ رُكْناً

ص: 321

كذاك سيطلع المأمول عمراً *** يوسع في دروب الموت بونا

ولوتشری سلامته بعمر *** لقلنا للردى المحموم خذنا

فداك الروح يا شمسا تناءت *** ورفت خلف سيثر السحب كونا

أدز عينيك يامولاي فينا *** ستنصير في رعيفوالشمس لونا

كسته دماؤنا اللاتي تشظت *** وظلت في يد الجلاد رهنا

فعمن تفرع الآلام؟ عنا *** وممن مرة الآفاق؛ منا

بكتنا الذاريات فحيث حلت *** ترانا بالدم المطلول لذنا

نقدمه قرابيناً لحق *** تمایل قده المصلوب وهنا

تلوت فوق ناحله سياط *** لتشعل باللظى المشبوب متنا

فسل تلك السياط وجالديها *** فكم مالت على يدنا وملنا

تقدم دون عين الدين يسری *** ونبسط دون قلب الحق يمني

جرعنا دون حبكم المآسي *** فمرنا نحتسبي الأوجاع ... مزنا

سنشرها هنيئأيا إمامي *** أطاب الوشق غصتها وطبنا

ونذهل من عزائمنا البلايا *** إذا قالت أديروا الآة قلنا

عشقنا الآه من وله ووجد *** لطيف يا إمام القلب ذبنا

بحبك سوف نحيا والأماني *** فلولاكم لما كانت وكنا

تاروت - القطيف 15/ 8/ 1425 ه

ص: 322

ميلاد الحجة المنتظر (عج)

الشاعر عبد الهادي البقيعي

سمة العبد آية في التهاني *** قد تجلت في النصف من شعبان

حيث راقت محافل الذكر في *** ميلاد سامي الجناب عالي الشأن

صاحب الأمر من تشرف قدراً *** وجلالاً في عالم الإمكان

أمه الطهر نرجس وأبوها ملك *** الروم قيصر الرومان

وأبوه سبط الرسول محياه *** كشمس الضحى على الأزمان

شرف حط قدر كل شريف *** عنه وانحط شامخ الأيوان

فلنا فيك مدحة كل آن *** في فم الدهر في فم الإنسان

نغمة للسرور تبعث للبشر *** انطلاق الأرواح في الأبدان

وبدت في الجنان حورٌ حسانٌ *** تتهادى وأي حور حسان

أشرفت عندما تواری حجاب *** الستر عنها تزف أحلى التهاني

لابسات من سندس وحرير *** حللاً من حفاوة الرحمان

كل هذا من أجل نرجس من *** أجل شريك القرآن حلو المعاني

يتهادين للعطور أريج المسك *** في نفحة من الريحان

يا خلیل الرحمان ها أنا عبد *** لك ودي بحبكم متفاني

مذ صحبت الزمان لم أرَ فيه *** غير أنتم يا صفوة الرحمن

نجباء مطهرون من الرجس *** ميامين من بني عدنان

أمناء الإله في كل شيء *** أنتم الحافظون للقرآن

ص: 323

استنهاض الحجة (عج)

الشاعر عبد الهادي البقيعي

حتى إلام نهيل الدمع كالمزن *** من الجفون كمثل العارض الهتن

ألم يحن بعد في إشراق غرة من *** من يجلو ظلاماً وظلماً حالك الدجن

وكلنا في انتظار نرتجي غده *** كأنه الشمس تبدو من على الفنن

وذلك القائم المهدي غايتنا *** وحجة الله والقاضي على الفتن

فيأخذ الثار إن الثار مطلبة *** من المسيئين من حادوا عن السنن

وشرعوا غيردين الله وانتقموا *** ممن له قد دعا في السر والعلن

فإنه اليوم أدرى بالذي فعلت *** أمية فيهم بل كل ذي ضغن

لا سيما من بني العباس إذعبست *** وجوههم حيث شنوا غارة الزمن

على أبيه وآباءله سبقوا *** وجرعوهم زعاف السم والمحن

جنوا عليهم جنايات فقد سجنوا *** موسى وأبدوا دفين الحقد والضغن

قعر الطوامير أضحى دار مسكنه *** كأنه تارك للفرض والسنن

أو أنه قد عصى لله مرتكباً *** خيانةً لا وحق البيت ذي الركن

وماله أي ذنب غيررشدهُم *** إلى الهدى حيث لم يسأم ولم يهن

قد استخفوا به حياً وحين قضى *** بالسم نادوا نداء الكفر والضغن

وبالزناجيل والأقياد طيف به *** حتى يكون رهين القيد والكفن

ولم يكن أهله فيمن له حضروا *** أو شيعوه غداة الجسر واحزني

وما قضى آخر إلا كأولهم *** على الفراش سوى بالسم كالحسن

أعني به العسكري الشهم من خرجت *** روح له ليتها روحي عن البدن

و لم یعزَّ له في موته ولد *** بحيث قد غاب مستوراً وذا شجن

كم حاولوا جهدهم فيه ولم يجدوا *** أو يحصلوا أثراً بالعين والأذن

ستشرئب له الأعناق شاخصة *** وفي محياه تبدو زهرة الزمن

يمحو اللام فلا جور ولا سفا *** أو من تضل به الأهواء في السنن

ص: 324

فوران

**فوران(1)

الأستاذ عبدالله علي الاقزم

زلالُ حبكَ في قلبي خرائطُهُ *** و في تضاريسيه شكلي ومضموني

من غيث عطفك فجز لي الهوى مدداً *** من الروائع في رسمي و تلويني

إني أحبك عصفاً من بدائعه *** قد صار في الحب من أحلى دواويني

اقرأهواك على عيني وانظر إلى *** قصائدي منك صارت كالمجانين

هذا مناخي فما اشتدت حرارته *** إلا وحبك نار في شراييني

ما كنت أحسب أن الحب هندسني *** وأحرف الحب قد صارت دكاكيني

هنا النوافير قد صب الغرام بها *** هواك فانساب في أحلى التلاحين

هذي الحمائم ما طارت نيازكها *** إلا إلى حبك الوردي ترميني

تلتف نحوك بالأشواق أسئلةُ *** تفور بالحب من حين إلى حين

من أنت ؟ أنت جواب لست أعرفه *** إلا مع الحب بين الماء والطين

من أنت ؟ أنت صلاتي حين تدخلني *** بالنهر والورد والزيتون والتين

قل لي بربك ما معناك فوق فمي *** ومنك أشتق للأحضان تلحيني

ما كان لحنك إلا طينتي ودمي *** وأغصني وانتماءاتي وتكويني

مشيت نحوك كالأمواج تكتبني *** سواحل الحب أشعاراً فتحييني

من ماء حبك أوراقي مبللةٌ *** حق لهالوغدت خير البساتين

أفور من دفئك الريان مشتعلاً *** ومنك شعري فتح للملايين

قصيدتي من ريحان يفتحني *** وعطره منك نصر للرياحين

9/ 9/ 1426 ه

ص: 325


1- دیوان ( الطريق إلى الجنة )
مولد الإمام الحجة (عج)

الخطيب محمد آل عبد النبي

وقد أقبل الميلاد لابن الحسن *** فالبس ثياب العيد لليوم الهني

وقد أتى الإشراق من ميلاده *** ميلاده يسعدكم يسعدني

وفاح طيب العود والورد معاً *** وكيف لا يفوح من شخص سني

فنور من ؟ وطيب من 5 يا صاحبي *** فذلك المهدي وابن الحسن

* * * * *

قد أقبل النورُ ليعطي ضوءه *** لكل إنسان عطاء الزمن

قد أقبل الخير ليولي نعماً *** تهدي وتعطى للموالي المعتني

وسوف يروي القلوب عطش *** لم تشرب الماء لجل المحن

من ياترى الساقي إلينا في غده؟ *** فذلك المهديُ وابن الحسن

* * * * *

هذا إمام الحق من رب السما *** هذا إمام العدل إن تسألني

هذا إمام العصر في عالمنا *** وإنه النبع المعين والغني

وإنه العلة للكون الذي *** يحيي الدين المصطفى والسنن

هذا أمام النصر في معركة *** كبرى يكون العژلابن الحسن

* * * * *

هذا يزيل الظلم والجور فكن *** شخصا حضارياً وفرداً مدني

شعبان ياشهر رسول جاءنا *** يدعو إلى العلياء لا للإحن

هذا حفيد المصطفى ابن نرجس *** ومن إليه ينتمي كالغُصن

متى تقوم سيدي براية ؟ *** متي نراك سيدي في العلن ؟

كم من حديث جاء في ظهوركم *** عند وقوع الظلم عند الفتن

متى نرى دولتكم ياسيدي *** عجل أيا مولاي يا بن الحسن

15 شعبان 1405ه

ص: 326

ليلة النصف من شعبان

الشيخ عبد الأمير الصايغ

يا ليلة النصف من شعبان قد ظهرت

في فجرها آية الرحمن تهدينا

فيالها بين الليالي زهت

قد شع في فجرها أنوار مهدينا

وليس في هذه الدنيا كليلتنا

فضلاً يماثلها إلا القدر تحكينا

فحق أن نعلن الأفراح طرب

عنوانه حب آل البيت يكفينا

قد سركل موالِ يوم مولدها

إن المسرة قد بانت أفانينا

يا مظهر الحق إنا في مسرتنا

ندعو الاله بأن نحظى أمانينا

يا مظهر العدل إن الكل منتظر

لدولة الحق يا مولاي تحمينا

فقل سلامٌ على من تاريخ مولده

في المائتين وخمساً بل وخمسينا

ثم الصلاة على المختار دائمة

وآله عترةً غراً ميامينا

ص: 327

من قصيدة (سباحة الانتظار)

**من قصيدة (سباحة الانتظار)(1)

السيد حسين الخليفة

أذوب بأهل البيت ما ذاب عنهم *** بنار خميس مارقون وأعوان

أروض في وضع نفوساً تضعضعت *** سواها سقاها حنتم اليأس قطران

ونألف أنا صابرون ونتّقي *** لظى ألفة الوضع الذي اعتاد غلفان

بإخمادها ما حرّها وزفيرها *** وواحدنا في شرعة الله بردان

ويرجع بالخفين إبليس آیساً *** وما اصطاد من أبناء آدم لا كانوا

ولا كان فقه بالهزيمة مرهق *** يراوح في مرساه یزید حیران

يحاول قتل الرفض فينا وفطرة *** منورة ما دام لله عبدان

وفينا كتاب الله والعترة التي *** لها خضع السيفان عمرو ونعمان

كثيرون من آبت برهط ذليلة *** عن الآل هبوا للتباهل نجران

تكسّرت الأقلام عاجت عليهم *** وعاجوا يصيدون الردى وهو ختلان

سعادتنا إذ نقتدي بذوي العبا *** إلى من به شع المبارك شعبان

بتمهيدنا نرتاد دیناً بنوره *** يحفّزنا، كفء النيابة أكوان

نحاول عزّا أو نحوز شهادة *** بغيرهما الإيمان لفظ وعنوان

ص: 328


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 306.
طال انتظارك

الشاعر محمد الحمادي

جئناك ياسيدي والقلب مبتهج *** والحبُ في دمنا يجري بألحان

طال انتظار إلى لقياك يا أملي *** والزهرُ قد ذبلت من دهسة الجاني

فاليوم يومك ، والذكرى تجمعنا *** والكل مبتهج في نصف شعبانِ

مهديُ يعجزُ في البيان لساني *** فيصوغُ قلبي في هواكَ معاني

ويشدني حبي إليك لأنني *** أهواك من قلبي ومن وجداني

وأعانقُ الأحلام فيك لينتهي هم *** ی وأرمي فوقه نسياني

مهديُ عدُ ياسيدي عجل الخطا *** وأعطف علي برأفة وحنان

مهدي هاك مع النسيم قصيدتي *** وإليك قلبي في هواك يعاني

ويلومني أحد قصيدك فاشل *** فأجيبهُ دعني ولا تلقاني

شعري يعبرعن شعوري مثلما *** طير يغني أعذب الألحان

وجناحه المكسور ينزف من دمي *** وأنا أطير على فم الأزمان

شعري فأني ذُبتُ في من حبهم *** شعري وهم صدقي ، وإيماني

شعري إلى الحب الذي ينتابني *** فيحرك الإكسير في شريان

هم آل بيت الله نورٌ حبهم *** هم سادةُ الدنيا هدى الأكوان

هل يرتقي شعري لوصفي سيدي *** أم تنتهي الكلمات من أشجاني

والحبُ في قلبي دما متدفقاً *** بالوردي ، بالأزهار ، بالريحان

طال انتظارك سيدي فإلى متى *** تأتي لتطفئ جمرة الأحزان

وتعيدَ للأحلام أحلاها .. متى *** ياسيدي وتعيد لي عنواني

أهدي إليكمع النسيم قصيدتي *** وأنا على أمل فلاتنساني

ص: 329

انتظرني

الشاعر محمد الحمادي

ربَ شمس بعدَ ساعات تغيب

ويجئ الليل

والليل إذا تدري غريب

ويظلُ القلب ولهاناً نحيب

أنتَ تدري وأنا أعرفٌ

أن الحلمَ القادم في الكون قريب

وظهورَ الحجةِ المهدي في الكون قريب ..

وأعيشُ أعرفُ أنتَ مني *** إذ أنت أجمل ما أغني

وأظلُ أبحثُ في حروفي *** وأظل أبحث فانتظرني

وأظلُ أكتمُ في الحنايا *** ويظلُ يشغلُ فيکَ ذهني

وأظلُ أكتمُ في الحنايا *** وأقولُ يا مهدي أجبني

ويظلُ شعبانٌ يغني *** في النصف لحناً اثرَ لحني

وأنا وحيدٌ في انتظاري *** وعلى الجبين يرفُ حزني

ونسائمٌ عبرت بقلبي *** وجحيمها دمعٌ بعيني

ومرادها أني أحبكَ *** سيدي لا .. لا تلمني

ومرادها أن الفؤادَ *** متيمٌ يهواكَ خذني

ولهانَ يشدو تائهاً *** حيناً وحيناً لا يغني

وأنا أحبكُم لأني *** أهواكمُ من صغرِ سني

ونسائمٌ عبرت بقلبي *** الحج المهدي لحني

ص: 330

النصف من شعبان

الشاعر فوزي الصايغ

نصف شعبان في الزمان أتانا *** بالمسرات نحونا ماتوانی

نصف شعبان كل عام جديدٍ *** إن أتانا فالبسرور أتانا

نصف شعبان مايُذاع من الشع *** ر وماذا يقال فيه زمانا

نصفُ شعبان إن أقل فيه شعرا *** فالشعورُ الجميل حثَّ اللسانا

هويومٌ عن المسرة ينبي *** حيي يوماً بذلكم أنبانا

ودع الكون فرحةً وابتهاجاً *** وهو إذ ذاك أنعش الأبدانا

كيف لا والضياء قد شعَّ فيه *** فغدا واحد الهدی عنوانا

أشرق الكون مخبراً عن وليدٍ *** نیّرٍ جاء للوجود أمانا

ولد المهدي الذي يوم ميلا *** ده قد طاف نوره الأكوانا

فانتشت حينها العوالم بشراً *** وهي تدعو بيمنه بشرانا

ونفوس الولاء لما تجلی *** نوره الحق رفرفت إيمانا

هتفت باسمه المبارك أن قد *** ولد المهدي المبيد عدانا

ولد الخاتم الوصيين فرداً *** في سماتٍ بها تميزشانا

جاء مهدينا منيراً كشمس ٍ*** ثم غابت ونوره یغشانا

فمتى يظهرالمغيّب عنا *** ناشراً راية النبي بيانا

ونراه مجرداً سيف حقَّ *** بعد مكثٍ بغمده أزمانا

وعلى أرؤس الضلال يقيم الس *** يف بتاراً ويحصد العدوانا

أيُّ يومٍ به يلاصق ظهرال *** بيت ظهر الإمام حامي حمانا

عجل الأمرصاحب الأمرإنَّ *** الأمر أضحى مهدداً مُستهانا

ملأ الجور والفساد علينا *** أرضنا كثرةً ووافی سمانا

وفشى في الأنام ظلمٌ شديدٌ *** يأكل القادرُ الضعيف عيانا

فاملأ الأرض بعد ذلك قسطاً *** أيها القائم الذي يرعانا

نسأل الله أن يفرج عنا *** بظهور الإمام فهورجانا

ص: 331

ذكرى ميلاد الإمام الحجة علیه السلام

السيد محمد السيد باقر الشرفا

يا أمةً حيي معي شعبانا *** واستلهميه العزَّ والعرفانا

واستقبلي أيامهُ بجلالةٍ *** وترقبي فجراً به مزدانا

بسماته نثرت على كل الوری *** بشراً وفاضت تملأ الأكوانا

وعبيره ملأ الجواء تدفقاً *** وطيورهُ صدحت به الحانا

فجرتشقق حاملاً بضيائه *** أملاً جديداً يُسعدُ الإنسانا

إشراقُة المهديٌ فيه حظوةٌ *** الله ما حظيت به دنيانا؟

سَمُقَ الزمانُ غداة وافى مجدهُ *** لولاهُ ما برحَ الزمان مكانا

تتصرم الأيام كيما ينجلي *** عنه اسوداد أرهق الأجفانا

ويبيد ظلمٌ فوق كاهلنا ثوي *** ويزول ليلٌ كالحٌ آذانا

يوماً به كالشمس يظهر مشرقاً *** غمر الوجود بنوره فتانا

فيشيعُ فيو العدل نهجاً واقعاً *** فترى الصبي يلاعب الثعبانا

ويقيم منهُ الاعوجاج مشيداً *** بيديه يرفع للهدى أركانا

وعلى الريوع يرفرفُ السعد الذي *** لم تلفهُ خلاً لها أزمانا

نظراته عطف على كل الورى *** وفؤاده بژيفيض حنانا

تتمكن الدنيا له منصاعةً *** فيحيلها بالمعجزات جنانا

سُرٌّ بطلعته يبينُ إلى الوری *** طرَّا قتهفو نحوهُ أعوانا

يا صاحب الأمر الذي بظهوره *** يحيا الجميع بظلو أخوانا

جئنا لتقتلع الظلام فليلنا *** داجٍ يثيرُ الرعبَ والأشجانا

ونهارنا همَّ ثوي وسط الجوي *** ضاقت به الأنفاسُ يا مولانا

شكوى القلوب إليك أنت دواؤها *** فاسمع أيا أمل الورى شكوانا

يا من هو الفجر الذي ببزوغه *** يوماً سيبدأ عندها مسرانا

10/ 8/ 1424 ه

ص: 332

الهاء والياء

اشارة

ص: 333

ص: 334

في مدح صاحب الزمان علیه السلام

**في مدح صاحب الزمان علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحيرحمة الله

هذا الخلف الصالح قد سددّه الله

هداه منهج الحق وقد أتاه تقواه

وعنه أذهب الرجس وزكّاه وصفّاه

وهو الأخذ للثار من الفجار أعداه

به يملأهذا الكون من نور محياه

بعدل يملأ الأرض وقسط تم معناه

به يأخذئارات مضت قدما لأباه

ويحيي دولة الحق ويمحي دين من تاهوا

وقد جاء عن المختار فيه ما ذكرناه

وعن آبائه الأطهار فيه ما رويناه

هو المهدي هو الخاتم للأطهار آباه

سمي المصطفى حقاً ووصف لمسماه

ومن نسل الحسين السبط منهاه ومرساه

ومن رسول الله منشاه ومأواه

إمام الحق باب الصدق والكل به فاهوا

ف (نور)مولد جاء له أوضح معناه

وقد غاب لما وقتٍ إليه بأذن الله

ولطف الله لا يخلو عن الحق بدنياه

ومحياه لنا لطف وإن كان فقدناه

وقد شاهده قوم وقد فاز بمرآه

ويأتي العلم والتوقيع منه حيث يهواه

ص: 335


1- مخطوطة ديوانه ( جنات تجري من تحتها الأنهار).

فنفع الناس موجود به من حين محياه

كشمس جلل النور لها غيم فغطّاه

ومن مكة بيت الله إشراق محياه

كما أشرق للمختار فيها نور علياه

فهم أصل وهم بدء لها والخير عقباه

ولولاهم لما فاض على ذا الكون محياه

فيحيي العدل بعد الجور في عدل قضاياه

ودين الله مرفوع على الأديان يمناه

فيارب لنا عجل به وانقذ رعاياه

ووفقنا للقياه وأسعدنا بمرآه

وصلَّ يا إله الخلق على المختار وأبناه

ولا سيما علي الهادي علي خير ولياه

ص: 336

یا صاحب الكرة

**یا صاحب الكرة(1)

الملا عبد الله المادح رحمة الله

يا صاحب الكرة الغراء أرقبها *** النصر يقدمها والبشر يعقبها

تقرمناعيون طالماقذيت *** وأنفس طال في الدنيا تغريها

أشكو إليك رعاك الله نار جوی *** قد كاد يأتي على الدنيا تلهبها

هذي رعاياك واللأوا تمزقها *** كالذئب للنعجة الأدما يؤنبها

في ليلة طبق الآفاق غيهبها *** وغاب عن أعين الرائين كوكبها

لم تدر يوماً سواكم ملجأ أبدا *** إن دبّ من مؤذيات الدهر عقربها

الله في عصبة أودى بها تلف *** وليس إلا لكم ينمي تعصبها

هي الصوارم لو وافی مجردها *** وهي الضياغم لو وافى مؤلبها

متى أراك جنود الله تقدمها *** وراية العدل في الآفاق تنصبها

والله ما أنا راضٍ أو أراك على *** ورهاء تجنبهاطوراً وتركبها

من ذا سواك ديار الرشد يعمرها *** ومن سواك ديار الغي يخربها

تفيض أعينناشوقاً إليك وكم *** نار اشتياق هواكم بات يلهبها

يرضيك أن العلا صرعى ضياغمها *** وذمة الغي يرعى النجم أكلبها

آلت صوارمنا أن لا نجردها *** إلا أمامك أو ينفل مضربها

نفوسنا وموالينا وما ملكت *** فهاهي اليوم قربان نقربها

أيدي الخطوب أقصري عنا فقد *** بلغت منا الشكاية ندباً لا يخيبها

بعينه ما لقينا منك من مضض *** ستعلمين إذا وافاك موكبها

مولاي كل رزايانا وإن عظمت *** أدنى رزاياكم في الدهر أصعبها

يغريه ما لقي الكرار من كرب *** على البرية منها ضاق مذهبها

الله يوم ترقى فيه أخبثها *** إلى المعالي وأوذي فيه أطيبها

هذا علي مقاد في حمائله *** وطوعه مشرق الدنيا ومغريها

ص: 337


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج 10 ص286-284 ، وشعراء القطيف من الماضين ، ص203.

خفض عليك وإن جلست فوادحه *** لا كالطفوف فتلك الموت يرهبها

نفسي فداء جسوم بالعرا نبذت *** أيدي السلاهب في الرمضا تقلبها

وأروس كبدور التم ترفعها *** على الرماح وبالأحجار تضربها

ونسوة بعد هتك الصون مؤسرة *** الله يحجبها والعلج يسلبها

تبكي لها أعين الأملاك من جزع *** والجن تحت طباق الأرض تندبها

تلك اليمين التي عمت نوائلها *** بالسيف جمالها أضحى يشذبها

تلك الشايا التي طه يرشفها *** بالخيزران يزيد صار يضربها

ذا بعض ما نالكم فانهض فداك أبي *** كل الرزايا بكم ينجاب غيهبها

أنت البقية من قوم أكفهم *** عمّ البرية بالإحسان صيّبها

كم نعمة لك لا أسطيع أشكرها *** وكيف شكري ولا أسطيع أحسبها

ص: 338

متى تقوم لأخذ الثأر ؟

**متى تقوم لأخذ الثأر ؟(1)

الملا علي الرمضان رحمة الله

ما بالها لم تقم للثار هاشمها *** أهل ترى فقدت منها عزائمها

هل سيمت الذل فاختارته في دعة *** أما على العزقد نيطست تمائمها

أم خالط النوم أجفاناً لها فغفت *** هلاً يهب لأخذ الثأر قائمها

يوم يقسوم به عيد لشيعته *** ومهرجان به تزهو معالمها

فيا معيداً إلى الدنيا نضارتها *** ومن به تمتلي عدلاً عوالمها

أنت المعيد إلى الإسلام زهرته *** وللشريعة حاميها وحاكمها

متى تقوم لأخذ الثأر من نفر *** هم أسسوا وأشاد الغي ظالمها

فذي معالم دين الله قد درست *** واستفحل الجور وازدادت مظالمها

وذاك فيؤكم في الغاصبين وذي *** أشياعكم رهبة قد نام نائمها

وتلك ثاراتكم يوم الطفوف أتن *** ساها وهل مثلها تنسى عظائمها

كم حرة لكم حيراء قد هتكت *** جهراً وعطل من حلي معاصمها

وذات خدر لكم ولی بكم هتفت *** لما استبيحت بلا جرم محارمها

وكم رضيع سقي من فيض منحره *** بالنبل لما تقاضى منه ظالمها

وعاطش كبدة من نحره شربت *** سمر القنا وارتوت منه صورامها

یارس فارس يوم الطف كم سمعت *** من أي حكمتك الغرا عزائمها

فوق القناة تفيد القوم آي هدى *** لكن من يجحد الآيات كاتمها

يوم الحسين وما يوم الحسين أما *** هدت له من ذرى العليا دعائمها

وشمر الدهر أشجانا تفيض دماً *** من نار أفئدة حري سواجمها

ص: 339


1- ديوان (وحي الشعور ) ، ص 146-147.
في الإمام الحجة المنتظر علیه السلام

**في الإمام الحجة المنتظر علیه السلام(1)

الملا حسن المقيلي رحمة الله

كلمات رب العرش جاء تمامها *** لما أطلَّ على الوجود ختامها

بالنصف من شعبان قد ولد الهدي *** غوث الوری ومغيثها وإمامها

غصن جليل من غصون محمد *** فبه الشريعة رفرفت أعلامها

وبه استقرت سبع أطباق الثرى *** أن لا تميد ويستحيل رغامها

يا حجة الله العلي على الملا *** أنت الذي للكائنات نظامها

أنت الذي للدين أكبر مظهر *** بعد الأئمة حيث أنت تمامها

أنت المؤمل بعد كل مؤمل *** حقاً وللأركان أنت دعامها

يا وارثاً علم الرسالة والولا *** منك الشريعة أوضحت أحكامها

هذي مواليكم لناديكم أتت *** ساداتها وشيوخها وكرامها

متزاحمين مهنئين لبعضهم *** بعضاً بما قد خصكم علامها

هذا هو البشر العظيم بليلة *** سعدت كما سعدت بها أيامها

فعليكم صلى وسلّم ربنا *** ما دامت الدنيا وطال مقامها

ص: 340


1- ( عبقات من ذكرى والدي ) ، ص 122.
أنت الإمام الذي تم النظام به

**أنت الإمام الذي تم النظام به(1)

الشاعر أحمد الكوفي رخمة الله

قصيدةٌ ساغ أن يُصغي لتاليها *** تزهو بأولها تسمو بتاليها

وللتشيع ضوءٌ في مقاطعها *** وللولا ميسمُ في وجه قاريها

طوبى لشيعة آل المصطفى فلقد *** فازت وحازت نجاحاً في مساعيها

إن ضلَّ سعي سواها فهي رابحةٌ *** حيث الولاية عقد في تراقيها

لا ضير إن قصدت بالصبر إن لها *** عيناً من الله ترعاها وتحميها

سمعاً بني وطني إرشاد مختصرٍ *** نصيحة لشباب ( الخط )يُهديها

يا أشبُل الجيل لا يغريكم أثمٌ *** يزخرف القول إغراءٌ وتمويها

وإنما ذلكم إبليس فاجتنبوا *** أشراك إبليس لا يصطادكم فيها

نصائح الله للإنسان واضحةٌ *** تدعوه للخيرتبيهاً وتوجيها

كم آيةٍ في كتاب الله بينة *** تهدي إلى الرُّشد لكن قلَّ واعيها

نعوذ بالله من إغواء ناشئةٍ *** فقد ترضَّت وأرضت مَن يؤاتيها

سمَّامةٌ بمساويها أُعيذُكُمُ *** بالله منها ومن عدوی مساويها

نعوذ بالله من تضليل ناشئة *** هدَّامةٍ لبنا الهادي مباديها

قد أنكرت كل ما جاء الرسول به *** حتى تعدَّت إلى إنكار باريها

لولا البقية من آل الرسول بها *** لما نما فوق وجه الأرض ناميها

الحجة الخلف المهدي من خُتمت *** به الأئمة مولى من يواليها

لولاه لانكفأت خسفاً بما حملت *** وصار سافلها من فوق عاليها

بهديه طرق أهل الحق واضحةٌ *** وفيه شيعته تسمو نواصيها

يامن تشرفت الدنيا بمولده *** ضاعت بطلعتك الدنيا وما فيها

وفي محياك تزهو فهي مشرقة *** أيامها غررٌ بيضٌ لياليها

أنت الإمام الذي تم النظام به *** والنيرات أضاءت في مجاريها

يزيدنا ذكره شوقاً لطلعته *** ياليت شعري متى المولى يجليها

ص: 341


1- ( ديوان الكوفي)، ص 225-231.

متى الأمين ينادي باسمه علناً *** أسمع به مسمعاً من في أقاصيها

متى نرى حوله الأجناد حاشدةً *** مشحوذةً لأعاديه مواضيها

متى نراه لسيف الله منتضياً *** يطهر الأرض ممن أفسدوا فيها

ويملأ الأرض عدلاً مثلما مُلئت *** ظلماً وجوراً وبهتاناً وتشويها

وتخرج الأرض ما كنت خزائنها *** والعدل يشمل نائيها ودانيها

ترعى الشياهُ بجنب الذئب آمنة *** لم تخش منهاختلاس في مراعيها

ويلعب الطفل مأنوساً بحيتها *** لا يختشي نفثها المرهوب من فيها

هذا الإمام الذي فخر الزمان به *** أبهج بدولته طوبى لمن فيها

ذُلُّ النفاق وعزُّ المؤمنين بها *** والحقُّ يبدو جلياً في نواحيها

من رام آدم أو شيثاً فهاهوذا *** شيثٍ وصاحب (بسم الله مجريها)

هذا الخليل وموسى والمسيح ومَن *** فوق البراق رقي أعلى أعاليها

وكل ما أوتي الرسل الكرام من ال *** آيات والعلم والأخلاق أوتيها

وكل منقبةٍ خص الرسول بها *** آلت إليه تراثاً فهو حاويها

بقية الله من آل الرسول هُمُ *** شموس هدي وللتقوی دراريها

ولا يقاس بال المصطفى أحدٌ *** من البرية إذ هم خيرمن فيها

هم الذين إذا ما مذكرهم *** عليهم صلوات الله نجريها

مطهرون فلا يدنو لهم وضرَّ *** منزهون عن الأوضار تنزيها

ودائع الله لطف الله حجته *** على العباد علاهم من يضاهيها

قد انحني كل ذي مجد لمجدهم *** مطأطئ الهام لا كبراً ولا تيها

تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا) *** حتى الفرائض فرض ذكرهم فيها

صلى عليهم إله العرش ما تُليت *** آیات حقُّ بديع الحسن تاليها

ص: 342

وينشر اللواء .. ثانية ..

**وينشر اللواء .. ثانية .. (1)

الملا سعود الشملاوي رحمة الله

بسم الدین مظهراً سراه *** لوليدٍ أتي لنشرلواه

يوم ميلاده الكريم المدوي *** نور الكون جملة من ضياه

مرحباً بالعميد سبط المعالي *** من يفدي بنفسه مبداه

سكرات المنون لا يختشيها *** إذ زمام المنون في يمناه

كيف يخشى المنون وهومنونٌ *** عده الله س ابقا لعداه

من سرات على البسالة شبوا *** كل فرد يخشى المنون لقاه

يشهد الله لا مغالاة فيهم *** دینه سابقاً أشادوا بناه

فهو منهم مورث كل مجد *** كل ما في الآباء فيه تراه

تعتلي منلسانه صرخة الح *** ق فيكبو الظلام في مثواه

خافق القلب من وميض حسام *** لا يراعى غير الذي يرعاه

سوف يبني قواعداً هدمتها *** قادة الجور واستبدت ثراه

لا يبقي دجالهالا جنوداً *** تبعته. يفنيهم بشباه

سوف يلقي سفيانها بدماه *** شاخب النحرعافراً في ثراه

لا يبقي في الأرض نافخ نار *** جاحداً من ضلالة مولاه

يترك الأرض غوطة من دماء *** شريت أهلها قديمة دماه(2)

واستحلت محارم الله طراً *** مارعته ولا سعت في رضاه

ما جرى في شفاههم قول حق *** حيث حلت قلوبهم بغضاه

ويلهم يرغدون في نعم الل *** ه فيبدون جهدهم في عداه

رفعوا راية الضلال على الحق *** وهدوا بكفرهم مبناه

فالمرجی بسيفه يمحق الكفر *** ويجري التوحيد في مجراه

ويصفي الآفاق من كل دين *** لا يرى غير ما ارتضاه الله

ص: 343


1- دیوان ( نبضات الولاء ) ص 126-127.
2- الغوطة : المنخفض من الأرض .

يملأ الأرض عدله بعد جورٍ *** لاترى ظالماً تمد يداه

بل ترى كل كائن تحت عدل *** خوف ماضيه بعد خوف قضاه

فتكن دولة لاتضاهي *** قد كساها الإله نور بهاه

ولها يخرج الكنوز من الأر *** ض عليها يكيل خير سماه

فيسود الأمان والمال ينمو *** وتغطي بقاعها نعماه

فيعيشون أهلها في نعيم *** كل فرد في غبطة تلقاه

بلد المرء أربعين ذكوراً *** وهوغض لا شيب فيه تراه

كل هذا من أجل خير البرايا *** إذ رضا الله كامن في رضاه

دولة تستقيم سبعين عاماً *** جاء هذا الحديث عن آباه

أسأل الله ربنا أن يؤاتي *** وعده للولي حتي نراه

فلنكن في عداد من ينصر الح *** ق يفدي بنفسه مولاه

يوم سعدر يومٌ به يظهر الح *** ق نراه الوری يرف لواه

فعليه صلى إله البرايا *** وعلى جده الهدى وأبناه

ص: 344

الإمام المهدي سربقاء الكون

**الإمام المهدي سربقاء الكون(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

قصيدتي علمت من كنت أعنيه *** بالمدح فانطلقت شوقاً تحييه

أم هل درت كم بأرض الله من بشر *** في ليلتي هذه البشرى تغنيه

وكم يردد صوت الدهر قافية *** عصماء تشدو به حباً وتطريه

وهل درت أن أملاك العلى هبطت ***إلى رسول الهدي كيما تهنيه

في ليلة شرف الله الوجود بها *** بمولد عمت الدنيا أياديه

أكلما قلت من هذا ؟ تخاطبني *** مهابة منه عفوا لا أسميه

عام مضى وأحبائي تراسلني م*** وليتهم علموا ما القلب يخفيه

ا زلت أمنحهم ودي وان بعدوا *** عني ، فما ذكرهم والله ناسيهِ

ويعلم الله كم قلبي يكن لهم *** حباً وحبهم أحلى أمانيه

أحبتي جئت مسرور الفؤاد لمن *** أرجو من الله أشعاري سترضيه

قصيدتي علمت من ذا أردت بها *** ومن على قربه مني أناديه

يا ليلة النصف من شعبان عدت لنا *** والأنس عادت لنا أحلى لياليه

حديثا عنك يجلو كل داجية *** من الهموم فلاهماً نعانيه

فإن ذكرناك في شعر نردده *** أو في حديث إلى العشاق نهديه

فمنك يا ليلة المهدي ساطعة *** أنواره وبك ازدانت حواشيه

هيهات حبك تمحوه مصارعة ال *** أقدار أو محن الأيام تفنيه

لالن تقلل منه أي حادثة *** والدهر مهما اعتدى هيهات ينسية

فليصدح الشعر في أحلى مدائحه *** ولتنطلق فرحة أبهي قوافيه

يبارك الله في هذا اللقاء وفي *** من جاء يلقي وفي ما كان يلقيه

يا غائباً لم يزل ديوان شيعته *** في كل يوم قوافيه تناديه

ص: 345


1- ديوان ( أريج العقيدة) مخطوط .

في كل رائعة منه حديث هوي *** يحكي ومقول مشتاق يناجيه

سلوه عنه يجبكم إنه ولة *** بذكره وهواه كيف نخفيه ؟

عد كالربيع حبيباً في مباهجه *** وفي الأزاهر في شتی دواليه

عد حيث تشرق شمس الحق ماحقة *** ما كان في الأرض من ظلم نقاسيه

وداوِ كل جراح لا دواء لها *** وأنت أنت بلا شك مداويه

وامسح بنورك عنا كل داجية *** فالظلم ياسيدي عمت دياجيه

فاشهر حسامك حتى تستبين لنا *** بوادر النصر في أسمى معانيه

قلب الهدى من يفديه وينصره *** إن لم تكن أنت يا مولاي تفديه

ودين جدك من يرعى قداسته *** إن لم تكن أنت ترعاه وتحميه

قد جف منهله الظامي فقم عجلاً *** له ومن منبع التوحيد رؤيه

ألا يثيرك ما يلقى وقد أخذت *** في كل يوم سهام الكفر ترميه

فانهض فحاضره يشكو إليك كما *** شكا إلى جدك الكرار ماضيه

أعداؤه حلفت أن لا يكون له *** ذكر فخلصه من أيدي أعاديه

مرنا نطعك وإلا فالهوى كذب *** هيهات من يعشق المحبوب يعصيه

ما كنت أعلم بابا للنجاة غداً *** أهفو إليه على شوق وآتية

إلا ولاءك يا ابن العسكري فمن *** به تمسك لا خوفاً یدانيه

ولاؤك الحق لا أهوى سواه ومن *** يهوى سواه فقد خابت مساعيه

يا منية القلب لوفتشتموه لما *** وجدتم فيه إلا حبكم فيه

ما زلت أسأل ربي أن يحقق لي *** ما كنت أرجوه من خير لراجيه

مولاي هديك نور يهتدي بسنا *** أضوائه من طريق الحق يبغيه

يقرب الله من قريته وإذا *** أقصيت عبداً فإن الله يقصيه

فأنت سربقاء الكون وهو إلى *** جدواك يحتاج قاصيه ودانيه

فليس من أمل بعد الإله لنا *** إلا عليك وإلا من نرجيه

ص: 346

سر الإله

**سر الإله(1)

الخطيب محمد علي آل ناصر

نور يشع على الوجود ضياؤه *** فتضيء منه أرضه وسماؤهُ

وظلال مجد في البسيطة وارف ا*** لله أورق عوده ولحاؤهُ

وعلا يحلق في السماء ولم يزل *** يعلو على هام السماء علاؤهُ

ونشيد فخر رددت كلماته الد *** نیا فهرت أهلها أصداؤهُ

ونميرفضل كلما على الورى *** منه تدفق بالهبات عطاؤهُ

ومنار قدس كلما مرت خطي ال *** أيام نورت الورى أضواؤهُ

وسرور قلب أوحشته همومه *** وبه يتم س روره وهناؤهُ

ومعين علم ما أتاه ظامئ *** إلا رواه من المعارف ماؤهُ

وأنيس مكروب وملجأ خائف *** ومنار ليل أطبقت ظلماؤهُ

وطبيب من أعيا الطبيب علاجه *** وشفاء من لم يرج فيه شفاؤهُ

وملاذ كل معذب مستضعف *** في الأرض طال عذابه وعناؤهُ

وأعز محبوب أتته رسالة *** من واله قطع الطريق وفاؤهُ

وربيع أزهار تضمن هذه الد *** نيا بكل جهاتها أشذاؤهُ

وإمام حق يملأ الدنيا هدى *** وعدالة عرفت بها آباؤهُ

ومجاهد من ( حيدر ) حملاته *** والليث يشبه فعله أبناؤهُ

و ( محمد ) من ( أحمد ) أخلاقه *** وعلومه وسخاؤهُ وإباؤهُ

وسلوكه وحديثه ووقاره *** وهدوؤه وسكونه وحباؤهُ

وصلاته وسماته وخشوعه *** وركوع وسجوده وعاؤهُ

قسما به وأبيه مال ( محمد) *** من معجز إلا له نظراؤهُ

لم يلق وجه الكون أبهى طلعة *** منه تبارك حسنه وبهاؤهُ

أنى يحيط بكنهه كتابه *** أني يحيط بوصفه شعراؤهُ

بأبي وبي من غائب مترقب *** روحي وأرواح العباد فداؤهُ

ص: 347


1- ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط .

أرجو الإله بأن أراهُ وصحبه *** وعلى رؤوسهم يرف لواؤهُ

يتبادرون لما يقول بعزمة *** ويهزهم حباً إليه نداؤهُ

ورفاقه الغر الكرام وكل من *** في الأرض من أهل التقى رفقاؤهُ

جُلساؤهُ في غبطة بجلوسه *** ولكم أحب جلوسه جلساؤهُ

والكون يسمع ما أقول فأرضه *** في فرحة بحديثه وسماؤهُ

نور الإمامة قد كساه مهابة *** في فرحة طربت بها أرجاؤهُ

لله عصرك يا ابن بنت محمد *** عصر تعم على الوری آلاؤهُ

عصر يسر المؤمنين نعيمهُ *** ونعيمهُ وسماحهُ ورخاؤهُ

قد أغدقت خيراته وتكاثرت *** بركاته وتألقت لألاؤهُ

يا ليتني أستاف من ريحانه *** عطرا وليت ظلني أفياؤه

عصر بقائم آل بيت ( محمد) *** يزهو ويشرق صبحه ومساؤهُ

عصر بقائم آل بيت ( محمد) *** غني فأطرب سامعيه غناؤهُ

عصربه ( المهدي ) ينشئ دولة *** للعدل فيها حكمه وقضاؤهُ

فلتعتصم بولائه متيقناً *** إن الطريق إلى النجاة ولاؤهُ

تباً لقوم ينكرون وجودهُ *** أيغيظهم لايطول بقاؤه ؟

لن ينفع الجاني المعاند شكه *** وعناده وجحودهُ ومراؤهُ

نور الإمامة ما يزال مخلداً *** ولحكمة ( لله ) طال خفاؤهُ

هولا غلؤٌ والغلؤٌ محرم *** سر الإلو تقدست أسماؤهُ

فيه يميز مؤمنٌ من كافر *** أعماهُ عن حب الإمام عداؤهُ

يا ابن الإمام العسكري متى نرى *** يوم تسر قلوبنا أنباؤهُ

مازلت كل صبيحة ومسية *** أدعو الإله متى يكون لقاؤهُ

فاخرج على بركات ربك مصلتاً *** سيفاً يذل الظالمين مضاؤهُ

خذثأر مظلوم أراد حقوقه *** فجرت على أيدي العتاة دماؤهُ

واعطف على العاني الكثيب فإنهم *** دفنوا مناهله فجف ولاؤهُ

حقدوا عليهفحاربوه عداوة *** فبكى ولكن لم يفده بكاؤهُ

منعوه كل كبيرة وصغيرة *** سل أين مطعمهُ وأين كساؤهُ

ص: 348

وانقذ بسيفك دين جدك إنهُ *** قد فاض بالدمع الصبيب إناؤهُ

أفلا يهزك أنه في مأزق *** حرج تدبرهُ له أعداؤهُ

هدمته أيدي الظالمين سفاهةً *** وعليك يا ابن العسكري بناؤهُ

والمسجد الأقصى وأنت إمامهُ *** أفلا يثيرك أن يطول عناؤهُ

محرابه يشكو إليك همومهُ *** ويضج من عبث اليهود فناؤهُ

یا شافعي يوم الحساب ولم يخب *** من أنت شافعه غداً ورجاؤهُ

بارك شاء مقصر متواضعٍ *** ومراده أن لا يرد ثناؤهُ

ص: 349

الإمام المهدي المنتظر

**الإمام المهدي المنتظر(1)

السيد حسن أبو الرحي

وإمام الهدى المؤمل أعني ال

قائم الفاتح العظيم السريا

يملأ الكائنات قسطاً وعدلاً

مثلما طبقت ظلاماً وغيا

خلف راياته يقاتل عيسى

ويصلي وليس أمراً خفيا

يسحق الكفر والطغاة جميعاً

ويعيد الحياة نبعاً رویا

ينقذ الدين من براثن قوم

شوهوا وجهه الجميل النقيا

فيسود السلام في الأرض حتى

يتمنى من مات لوعاد حيا

ص: 350


1- الأعمال الشعرية الكاملة ، ص 633 ، ضمن قصيدة طويلة تحت عنوان : ( في رحاب أهل البيت علية السلام ).
فلنغنية نبياً

الشاعر محمد حسن الماجد

الفاتحة :

أنشأت لحنا من بنات عيوني *** ولذا ترى فوق السطور جفوني

العشق نهر في مفازة ناسك *** ولهيب وجد في رياض مجوني

أهواه مصلوباً على جسد الهوى *** بثياب شك أو ثياب يقين

فهو الربيع الغض لولا شتوة *** مرت عليه ما ازدهی بغصون

والعشق في كأس الولاء ثمالة *** أسكنتها قلبي ولحظ عيوني

ويراع حبي هام فيها ساعة *** ولذا تراه بحلة المفتون

فإذا رأيت على القوافي حمرة *** فلأنها كتبت بحبر جنوني

القصيدة :

هكذا نهوى على البعد الثريا *** وعلى البعد نغنيها سويا

فلنا في مقلتيها راية *** خفق القلب لها جهرا وطيا

وعلى شاطئ عينيها لنا *** مركب حط وبالجفن تفيا

وعلى ساحل دنيانا ذوی *** مرفه للصبر يرجوه المجيا

حرفة الإبحار لا نتقنها *** دون ربان نرى الإبحار غيا

دونه يقتات منا يأسنا *** والأسى يمشي على الجسم عميا

وبحقد يقرأ ( الحمد) على *** كل عضو حيث لا يبقيه حيا

ها هي الكأس أحاسيس جوى *** سكن اليأس هواه الهمجيا

لم تزل تحسو جراحات الهوى *** وتتاغي ورده الحرالسخيا

وتجر الآه ثكلى كلما *** رشف الجرح سناها الكوثريا

هاهي الكأس كما طاب لها *** عاش فينا الحزن مشدوهاً شقيا

قد زرعنا الجمر في أحداقنا *** وأعدنا مجمر الحزن فتيا

ص: 351

أيها الذاوي على مجمره *** أبق في الكأس من التنور شیا

ودع القلب على علاته *** يحتسي البعد شرابا حنظليا

فأنا أهواه منقوش على *** أفق المبعث نقشا مهدويا

أنا يافارس ما ذوبت في *** جمرات السبق خوفاً قدميا

شوطك المحموم مخفوت السنا *** وجناه الغض مشحوب المحيا

وأصيل الخيل في مضماره *** أتعبت قلب الثرى عدواً وجريا

هدها الشوط وما زال لها *** في بقاياه مهار تتهيا

الغد آت على حد الضبا *** وزمان ينشد الحق الأبيا

للغد المأمول ياسيدنا *** هاته غيثاً لنستبقيه ريا

وادفن الأحقاد في أوكارها *** ثمت اتركها ومثواها الغبيا

واغسل الآثام عن خد الثرى *** بدموع الغيث من عين الثريا

لا تراع السير في أجسادنا *** وافترش أضلاعنا درباً سويا

وإذا جزت على قلب لنا *** فلأناً هكذا نبقيه حيا..

یالذكراك التي طافت بنا *** ألف عام عاشها الدهرشقيا

رقد السمار في أحضانها *** ورأوا فيها جلالا علویا

كنت فيهم حين زارت كهفنا *** واستحثت قلبي البر التقيا

ووجدت الغد في سيمائها *** ملحمي الفجر ریاناً بهيا

وعدتني في غد سوف أرى *** لوني الفاحم لوناً ذهبيا

ووفاء العهد قالت علناً *** أن تراني صادق العهد وفيا

أن ترى الجوع على خاصرتي *** أطعم الباقي من لحمي نيا

فالتحفت الليل في قفر الأسى *** وأزيز الريح ما أبقى عليا

ومشيت الدرب شوكا لترى *** أنه يدمي بحقد قدميا

ها هنا أخبر قلبي رسمها *** ريشة الفنان أدمت أصفريا

هاهنا أسألك الوعد الذي *** قد نقشناه على الصخرسويا

ص: 352

أسأل الوعد الذي أسكرنا *** ورحيق العشق في فيك وفيا

فبدت كالخود من طلعتها *** عرف الحسن سناه الأبديا

ورأت أني في العهد فتي *** عشت طاوفوق أشلائي يديا

ولذا أهدت فؤادي نغما *** لم يزل يبعث في النبض عليا

و هاهنا فانظر إلى مفرقنا *** لترى للصبر وجهاً شتويا

كهلنا مات على معبده *** ومداه البيض ما أبقت صبيا

صبرنا الله ما أصبره *** ما رأينا مثله حقلاً نديا

فبه ننسج من أحلامنا *** للغد الآتي ثوياً مخمليا

وبه عشنا على ألف لظى *** ووجدنا النار في حبك فيا

هاهو القيثار في محرابه *** عزف الليلة الحناً سرمديا

وعلى أوتاره شاد الأسى *** ننماً أيتمه الدهر شجيا

وأنا أعلن من منبرنا *** سوف نلقاه نشيداً دمويا

ليحيل الأرض عرساً أحمرا *** يملأ الأفق صراخاً ودويا

ويعري الكفر حانته *** ويقاضيه كماشاء شقيا

وأنا أسألكم في عتمة *** وأرى الفجر كما نهوى جليا

لواتى يا حفل من أقدمنا *** وسيأتي ... فلنغنيه نبيا

15/ 8/ 1411 ه

ص: 353

فجر بقلب الليل

السيد ناجي آل طويلب

خيوط من الفجر الندي وجدول *** ونغمة أطيار ترف شواديا

وفجر بقلب الليل شئ ضياؤه *** وداعب نور الفجرنور الدراريا

وأفق من الإيحاء هزَّ جوانحي *** وأوحي إلى خل القريض قوافيا

قواف برغم الدهر تبقى لأنها *** بنات ولاء قد حواه فؤاديا

سألت أصيحابي العشية ما جرى ؟ *** فقالوا هو ( المهدي ) قد جاء هاديا

أشمس سماء الآل هذي نفوسنا *** يروح بها شوق وآخر غاديا

تؤمل لقيا في الزمان لعلها *** تبل بجنبيها قلوباصواديا

صواد لفجر الفتح والظفر الذي *** يكون لجرح الدين نعم المداويا

أيا أملاضاء الدروب بنوره *** ولولاه لم تبرح سوادا دياجيا

لئن حجبتك الحادثات لحكمة *** فأصبحت من عين البرية خافيا

فكم قشعت شمس السماء غيومها *** و مزق جیش الفجر ستر اللیالیا

و عادت فلول الغیم و الیل هیکلا *** خواء كمن في الحرب ضل المحاميا

ففمر عطاء الشيء لابد كائن *** إذا كان مولانا المهيمن قاضيا

أقائم آل البيت هذي عيوننا *** إلى الطلعة النورا غدون روانيا

بقية آل الله ه ذي عزائم *** سيرخصن يوم الفتح ما كان غاليا

أيا بيرق الفتح المبين متى ترى *** ترفرف وابن الآل يفني الأعاديا

فترسو على بر الأمان سفيننا *** فقد طال مسرانا نروم الشواطيا

أبا صالح هذي بقية أنفس *** تعاورها موج النوائب عاتيا

فهانيك أشلاء البلاد تتأثرت *** ونال بنو الغرب اللئيم بلاديا

و کوثر فكر الدين أمسى معينة *** يلوذ بأركان عهدن حوانيا

ص: 354

فذا رأسمالي يزوق فكرة *** وزوق أخرى من يسمى اشتراكيا

وذاك وجودي وذاك معطل *** وخامس باسم العلم أخفى المساويا

شتات من الأفكار لكن لكيدنا *** ومحوظلال الله بتن سواعيا

ألا أيها الدرب المقدس إننا *** نريق فدا للحق حمرا قوانيا

عنيت دمانا السائلات إذا دعا *** إمام المهدي لبوا فكنا المواليا

بظل لوا ترنو إليه عيوننا *** به يكشف المولى العظام الدواهيا

أبا صالح هدي النفوس لشوقها *** تود لو أن الدهر كان ثوانيا

15/ 8/ 1414 ه

ص: 355

نجوى مع الفجر

الشاعر معتوق آل معتوق

بسم الله الرحمن الرحيم

إِلَيْكِ أَيُّهَا النُّورِ الكامن خَلْفَ السَّحَابِ ، إِلَيْكِ أَيُّهَا البريق المتلألئ فِي عَيْنِ اللَّيْلِ ، إِلَيْكِ أَيُّهَا الْأَمَلِ المخبوء فِي رَحِمِ السِّنِينَ . . إِلَيْكَ يَا رَيَّ الصَّحَارِي الظامئة ، إِلَيْكَ يَا دِفْ ءُ الْقُلُوبِ الخائفة ، إِلَيْكَ يَا بِسِمَةِ الشِّفَاهِ الذابلة ، إِلَيْكَ يَا أَعْذَبُ قَصِيدَةً تَغَنَّى بِهَا الشَّعْرَ . . إِلَيْكِ أَيُّهَا الْفَجْرِ الْمَوْعُودِ . . إِلَيْكِ سَيِّدِي يَا أَبَا صَالِحٍ هَذِهِ الأنشودة الَّتِي احْتَبَسْتُ خَلْفَ الشهيق المبحوح حَتَّى سِرْتَ هَمْساً تَنَفَّسَ حِينَ تَنَفَّسَ الصُّبْحِ . . فَكَانَ زَفِيرَهَا تجوی حالمة مَعَ الْفَجْرِ.

رنَّم الْأُفُقِ والسما والتريا *** خافق فِيهِ قَدْ نبضت دویا

وَ انْتَشَى بوه المتيم لِمَا *** شِمْرِ اللَّيْلِ رَدَّهُ الغسقيا

وَ جَرَى فِقْهُ السَّخِينِ طروبا *** يُسْكِرُ الرُّوحُ سائغة أَزَلِيّاً

واعتلى نبضه فهامت وَ صَارَتْ *** أَضِلْعُ الصَّدْرُ مِنَ غناه قسيا

وَ سَرَّى همسة المجنح عشقاً *** أَطَرَبُ الْكَوْنِ فاقتفاه صغيا

وهمی جه مع الموج لحنا *** ينثر الوجد فيه تشرا وطيا

وَ تَثَنَّتْ عَلَى هواة القوافي *** يَمْلَأُ السَّحَرِ عزفها القدسيا

وَ غُدَّةُ حَوْلَهُ خماص الْمَعَانِي *** ضاميرات الحشا تَعُودَ رُوِيَا

وَ انْثَنِي صَوْتَهُ هُوَ الرَّوَّاسِيِّ *** ويجوب الفضا ويهطل ریَّا

وَ يُدْوِي عَلَى السُّرَادِقِ لحنا *** إِنَّ فِي كُلِّ نبضة مهدیا

لَيْلَةَ النِّصْفِ يَا غَدِيرِ القوافي *** يتجارى عَلَى الْقُلُوبِ مِریَّا

هاك أَرْوَاحُنَا أَتَتْكَ عجالی *** تَلَثَّمْ الْبَدْرِ إِذْ يُلَوِّحُ فتيا

هاك أحداقنا تحوم حياری *** تَرْقُبْ الْفَجْرِ ترتأيه نَجِيًّا

ص: 356

هَاكَ أَسْمَاعِنَا إِلَيْكَ تَنَاهَتْ *** رنميها عَلَى هَوَاكَ مَلیَّا

هَالِكُ آمالناتموج سِراعاً *** وَلِّهَا بَيْنَ ناظريك جِثِيًّا

هَالِكُ أورادنا تتمتم شَوْقاً : *** أطلعي فجرك الْمُؤَمِّلِ فَيَا

هَالِكُ أنفاسنا تَطُوفُ وَ تَسْعى *** وَ تُلَبِّي بَيْنَ الضلوع مَشْياً

نَرْجِسُ العشق فِي يَدَيْكَ تُثَنَّى *** فَإِلَى ( نرجسي ) خُذِيهِ جَنِيًّا

وَ ارْتَوَى خَدَّهُ الأسيل نميرا *** قَدَمَيْهِ إِلَى ( حَكِيمَةً ) ریَّا

وَ انْتَشَى عطره فَسَالَ عسبيرا *** فَخِذَيْهِ ( لِلْعَسْكَرِيِّ ) نَدیَّا

وَ أَطْلِي عَلَى أَلَنَّا بوليد *** هَذِهِ الْحُورِ تحتريه نغيا

وَ عَلَى ثَغْرِهَا تُمْلِي نشيدا *** هنئي أَ حَمْداً . . هبيه سَمِيًّا

وانشريه بَيْنَ الدروب رَسُولاً *** وابعثيه بَيْنَ الْقُلُوبِ نَبِيّاً

فَانْجَلَى فَجَرَّهَا ليبزغ وَتْراً *** كَانَ بالخلد وَ الْخُلُودُ حَرِيّاً

وَ انْتَهَتْ رَقَدَتْ الزَّمَانِ وَ أَهْدَتْ *** لَيْلَةَ النِّصْفِ للهدی مَهْدِيّاً

يَا رَبِيعُ الْهَوَى وَ غَيْثَ الْفَيَافِي *** هَاكَ أناتنا أَتَتْكَ شَكَيَا

يَا غَدِيرِ الرجا وَ صَوَّبَ الْأَمَانِيُّ *** هَاكَ آمالنا أَتَتْكَ صَديَّا

نَحْنُ أيتامک الَّذِينَ سَكَناً *** دَمَعَتْ الْيُتْمُ للشيفاه سُقْيَا

نَحْنُ عشاقك الَّذِينَ كتمنا *** هَمْسُ نَجْوَاكَ فِي الصُّدُورِ خشیا

وَ إِذَا صوا إِلَيْكَ تعلى *** خنقته الْعِدَى فَعَادَ خَفیَّا

هَذِهِ عِبْرَةً الْجِرَاحِ تجارى *** فَمَتَى جفنها يَعُودُ عَصِيًّا

هَذِهِ بِسِمَةِ الْحَيَاةِ مَوَاتٍ *** فَمَتَى تغرها يَعُودُ نَدِيّاً

وَ مَتَى يجفل الظَّلَامِ كَسِيراً *** وَ مَتَى یشرق الضِّيَاءِ زهیَّا

وَ مَتَى تنطوي دروب المآسي *** وتغاديك للفتوح سَریَّا

وَ مَتَى بِاسْمِ الْأَمِينِ يُنَادِي *** فيلبيک خافقي ويَديَّا

وَمتی وردک الظُّفُرِ يشدو *** فنصليه بُكْرَةً وَ عَشِيًّا

ص: 357

حينها ليلنا سيطلع بدراً *** تتغنى على سناه التريا

ينتضي عسجد الشعاع قناة *** توقظ الليل كي يقوم ويحيا

ويذوب السواد الكئيب ليأتي *** بعده الصبح خالداً أبديا

يشهر النور في يديه حساماً *** تنثني حوله الشموس حنیا

حينها يدرك الذين جفونا *** أن أيامهم لم تك شیا

لم تكن غير حلكة وظلام *** وهوذا فجنایلوح سنیا

سيدي هاهي الخطوب تلوَّى *** حول أعناقنا وتزبد غيا

كم رجونا في الأصيل بريقا *** في عيون الندي يلوح جلیا

وارقبناك في بطون الليالي *** أملا كامنا وحملا خفيا

ونحتناك في صخور البلايا *** منسماً حالماً وخداً طريا

وارتويناک في جفاف الصحاری *** منبعاً صافياً وغيتأ هميا

وانتزعناك من رماد الرزایا *** عسجدا لامعا وترا نقيا

وحملناك في الشغاف لواء *** فوق هام الذري يرف عليا

وفرشنا الصدور لليأس نطعاً *** وامتشقنا من النحور مدیا

وحطمنا عن الحناجر قيداً *** بهتاف عم الوجود شديا

أنت يا هالة من القدس تطوي *** في سناها محمداً وعليا

ستؤم القلوب من كل حدب *** خشعا بين راحتیک هویا

ونصلي مع الملائك صفا *** ونلبي مع ( المسيح) سویا

كل آمالنا تموت ولكن .. *** عند ذكراك يامؤمل تحيا

تاروت ... القطيف 15/ 8/ 1423 ه

ص: 358

الوَلَه المحموم

الشاعر حبيب علي المعاتيق

إليك أيها النور الإلهي .. إليك أيها الوهج المحمدي ..

إليك أيها القبس العلوي المتقد في ضمائر المستضعفين ..

إليك أيها الأمل القابع في وجدان العالم .. إليك يا صاحب الزمان ..

هبيني من سناك العذب شيا *** وروَّي يا مليحةُ مقلتيا

أفيقي في دمي في دفق روحي *** أفيقيني أعيديني إليا

وضيعي في اضطراب وجيب قلبي *** وذوبي في فمي نغماً شهيا

كما تهوى الصبابة أشعليني *** فما أحلى اتقادَ سناك فيّا

يداعبني لظى غليان وجدي *** فلابرح الهوى الجياش نَیَّا

أتيت وها فرشت لك الحنايا *** وأسكنت اتقادك ناظريا

وعدت وعساد يا أملي حنيني *** يجوب العمر فياضاعتيا

ترائي فيك مه مهدوي *** بأكناف الضمائر قد تهيا

تهدهده العصور ، يفيض نورةاً *** أغاض بنوره القمر السنيا

يُحيل سناه في ظلم الليالي *** شعاعَ الشمس لو ألفاهُ فَيَّا

تاغيه السما .. غفتِ الليالي *** وما خفقت بها عيناه شيا

تطوف الأمنياتُ به وتسعى *** قلوب المنهكين لديه سعيا

تجمع فيه أعذب ما تناهى *** لسمع الكون حيث غدا الصفيا

له سمت الرسول فقد تبدا *** بذاك المهد نورا أحمديا

وسيماء الوصي ترى عليه *** كأنك إذ تراه ترى عليا

على خديه بوحٌ من صلاة *** ترى قبسا هنالك فاطميا

وفي كفيه فيضٌ من سماحٍ *** تشاهد عنده الحسن الزكيا

وإن قيل الحسين تراه هذا *** الوليدتري حُسينياً أبيا

تحذَّر من ظهور الطهر طهراً *** وهل يلد النقا إلا نقيا؟

إلى أن تم في شعبان شيئا *** بھیا رائعا عبقاً زكيا

ص: 359

بدا بدراً ، وحسب البدر فخراً *** إذا يعطي شعاعاً مهدويا

أتيتك يا إمام وفي ضميري *** هواك وزهر حبك في يديا

ويمَّمتُ السنا حيث استفاقت *** على سُبُحاتِ وجنتِيك الثريا

وخلَّفت الديار ، نسيتُ روحي *** وأحلامي وأنفسَ ما لديا

تلاشت كل أخيلَتي وماتت *** وأنت بها الوحيد بقيتَ حيا

خلوتُ بنور طيفك حين فاضت ***أباريق القريض العذب فيا

وكدت أخاف من حسد الليالي *** إذا خَلُص المحبُّ بها نَجيا

أتيتُك والمسائل تجتويني *** ظمئتُ فجئتُ أطلب منك ریَّا

إلى عينيك أطلقت الأماني *** العذاب الطافيات جوى عليا

تذوب النفس يا مولاي شوقا *** ويبلى القلب عطشانا ظميا

وأنت هناتراوح في ثنايا *** مدانا ، لا القريب ولا القصيا

دنوتَ كأن شخصك في دمانا *** تكادُ تراه أنفسُنا جليا

لعلك بيننا، ليكادُ ضافي *** بهائك يكشف السر الخفيا

لعلك في الجموع نداك يعلو *** إذا الداعي هنا ذكر النبيا

أكاد أراك في مهج الحيارى *** ندى غضأ وفيضا أريحياً

كذا ونأيتَ ، يا نجما تتأهي *** مدى وأضاء مؤتلقا بهيا

أظنك ما بعدت قلى ولكن *** بعدنا نحن يا أملا دنيا

وقد طال البعاد أليس أضحى *** النمير العذب في دمنا وبيا

بعدنا حين أذهلنا التناسي *** وألبسنا التباعد منك غيا

إمام العصر ما اتخذ الغيارى *** سواك لهم إماما أو وليا

ترى أين استقر بك التناهي *** وأيُّ الأرض ضمت منك فيَّا

متى ستراك يا أمل الحياري *** لأكحل من جمالك ناظريّا

أیُسعفني الزمان أراك يوماٍ *** وألمح وجهك السمِحَ الوَضِيا

وأنت تجوبُ عالمنا ويطوي *** سناك مشارقَ الآفاق طيا

إذاً بلغتُ أكبر أمنياتي *** فلوهلك الزمان لما عليّا

شعبان 1424ه

ص: 360

ص: 361

ص: 362

الفصل الثالث : الشعر المتعدد القافية

المهدي المنتظر علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

يا مليك الزمان يا صاحب العصر

ويا رونق الضحى في الصباح

ونشيد المؤمل المؤمن الصا

بر عجل وسُلَّ بيض الصفاح

قد طغت محنة وسادظلام

فتألق بنورك الوضاح

فمتى تُشهر الحسام وتمشي

بجنود تسيل فوق البطاح

* * * * *

يا نشيد الحُداة والركب سارِ

ولك النصر خافقٌ باللواء

يلثم النجم منك موضع خطو

وتفيض الحياة بالنعماء

حيثما سرتَ فانتصارٌ ومجدٌّ

وسموُّ يعلو على الجوزاء

والثريا من فرحة تسكب النو

روتُلقي بساطع اللألاء

* * * * *

وسما الشرق في سنائك تختا

ل وشمس النهار في المعان

كل روض يهدي إليك عبيراً

والدراري مزهوة الدوران

إنه العدل راح ينتظم الأر

ضَ فقدهبَّ منقذ الإنسان

حيث لا كفرَ لا اعتداء ولا ظل

م فكل يدين للرحمن

ص: 363

منقذ الحق آخذ الثأرقد ثا

رفتيهي يا حومة الأبطال

هيّئي للخيول ميدان حرب

واشرأبي لصولة ونزال

يوم بدر يعود في فجريوم

يُهزم الكفرُ بالسنا المتعالي

سيُوارى الإلحاد في ذلة الخ

زي ويُلقى في هوة الإذلال

* * * * *

شرعة الله قد علت وتسامت

بعد أن سامها العَنا كل فاجر

شمخت في الذرى كما يشمخ النج

م وألوت بكل أرعنَ كافر

وتعالى الضياء في ظلمة الكسو

ن وهشّت له النجوم الزواهر

دين طه قد عاد يرفع للدن

يا مناراً مشعشع النور باهر

* * * * *

ياسليل الهداة يا بسمة التأ

ريخ والليل ممعن في الظلام

سر على الأرض موكباً من ضياء

وتألق مثل الضحى البسّام

وانقذ العالمين من ظلمة الكف

رومن عثرة ومن آثام

وانشر الراية المطلة بالنص

ر ونوّر مدارك الأفهام

ص: 364

نجوى

الشاعر محمد سعيد الخنيزي

أنت كالشمس بُطنت بالضباب *** ضوؤها مشرقٌ وراءَ الحجابِ

فهي روحٌ إلى الحياة إلى الزر *** ع ربيعٌ سمحٌ ، ودنيا ملاب

أنت للأرض مُعمرٌ وبقاءٌ *** من إله السماء منشي السحاب

أنت ثقلٌ مع الكتاب تدورا *** ن شعاعاً يدوم حتى الحساب

ويفيضان بالهداية للخلق *** معیناً سمحاً كاي الكتاب

فاتح النور موكبُ من رسو *** لِ اللهِ شقت أضواؤه كالقباب

إرثكم من محمد قد سقاك *** سم شمسها شعشعت بلا أكواب

أنت .. لولاك كانت الأرض بر *** كان جحيم، تجحمت من عذاب

أنت فيضٌ من الإله ونعمي *** سكبت فوقها كتبر مذاب

وأناجيك يابن بنت رسول *** الله ! نجوى الأحباب للأحباب

كل يوم حكاية لبلادٍ *** فيها زهق الأرواح قتلُ الشباب

الضحايا مثل الخراف مع الصبُّ *** ح وفي الليل جُزَّرت بالحراب

وأناجيك والليالي جراحٌ *** ودماء تسيل من كل ناب

* * * * *

أأناجيك والجراح مآس *** تتلظى في نشوة الأهواء

يشربون الكؤوس نخب ضحايا *** ويعيشون في القصور الوضاء

كل يوم تأتي حكايةُ قتلٍ *** واختناق لبرعم خضراء

يقتلون النفوس في هدأة الليل *** وفي يقظةٍ وفي إغفاء

فقد الأمن في الحياة فلا *** أمنٌ الدنيا تفح كالرقطاء

ويقولون نحن في عصر دنيا *** العلم عصر الاختراع والكهرباء

قد رجعنا إلى وراء عصور *** الجهل نحيا في فترة عمياء

فترى بعضنا يقتل بعضاً *** دون جرم لهذه الأشلاء

إننا مسلمون والدین سلمٌ *** وهو ينبوع صفوة من إخاء

قد زرعنا الألغام وسط قطارٍ *** واحتفال وطائر في الفضاء

ص: 365

ومددناه في جهاز من الوصل *** وفي وهج ألسنٍ حمراء

كل يوم يذيع فيه مذيعٌ *** نبأ مفجعأ من الأرزاء

قتل اليوم في الجزائر آلافٌ *** ومضى مثلها من الأحياء

هكذا لا تفتح الإذاعة لا تسمع *** إلا مفجّع الأنباء

* * * * *

أأناجيك يا بن بنت رسول الله *** والليل مغرق الأكوان

فالنجوم النجوم غابت وراء ال *** سحب في موجةٍ من البهتان

والأزاهير صوحتها الرياح ال *** سهوج في ميعة الربيع الهاني

جفَّ عنها ينبوعها السمح وال *** أغراس ماتت في لهفة العطشان

والرمال الرمال عطشي إلى الن *** ور... إلى رشفةٍ من الإيمان

أشرقِ اليوم كالشموس على ال *** أرض ، ومزّق ظلام هذا الزمان

وابسط العدل في الحياة كما *** شاء رسول الإله في کل آن

واغسل الأرض بالضیاء ورش ال *** عطر في كل خلجةٍ من جنان

ينبت الورد في الصحاري وفي ال *** صخر: سخي العطاء بالألوان

أأناديك كي تقود السرايا *** وتعيد الحياة عرس جنان

السرايا مواكبٌ لطلوع ال *** حق في لهفة لدنيا أمان

تنحر الليل بالشروق على موكب *** دنیا جريحت بالطعان

ويشعّ العدل الإلهي في ال *** كون وفي كل خلجةٍ من الإنسان

يثب الناس من سباتٍ إلى *** صحوة حقّ ويقظة الوجدان

فعليك السلام ما دارت ال *** أرض وظلت في دورة الحدثان

ص: 366

رمز العدالة الحجة المنتظر(عج)

الشيخ قاسم آل قاسم

ذكريات ترددت تتسامى *** كشفت عن دجى السماء الظلاما

وليالي أعياد آل رسول *** الله ضاهي ضياؤها الأياما

سكبت في النفوس نور التهاني *** وسقتها من وحيها إلهاما

فانتشت أكؤس الهوى وتغنَّت *** أبحُرُ الشعر نشوة وهياما

وإذا الشعر داعبته الأغاني *** ملأ الكون كلّه أنغاما

وجرت كفُّ شاعرٍ ألهمته *** ذكريات الأئمةِ الغراءُ

صوراً يرسُمُ الجمال فتبدو *** من معانيه رقةُ وبهاء

وعلى لحنهِ تهش الأزاهيرُ *** ويحلُو من الطيور الغناء

يتغنّى بمدح آل عليُّ *** فتدوي من حولِهِ الأصداءُ

قد أفاضت عليه إطلالةُ الفجر *** صفاءُ یزينُه اللألاءُ

وتراءت أمام عينيه ذكرى *** مولد باركت سنِاهُ السماءُ

مولدٌ رمزه العدالة لو دامت *** لياليه زال عنّا الشقاء

ولطابَت نَفُوسُنا لوتسنَّى *** لعُلاها من عزَّه الارتقاء

ولجفّت دُمُوعُنَا ودِماءٌ *** أحدثت جُرحَها بنا كربلاء

يا شفاء النُفُوس یا بَسمةَ الروح *** أفاضت على الوجود حنانا

يانشيداً قد ردّدته الليالي *** رتَلته ش فاهُها قرآنا

فيکِ ميزانُ عدله يتجلى *** للبرايا أعظم به میزانا

أيقظِي للوَرَی ضمائر نامت *** وامسَحِي عن عُيُونها الأدرانا

وارفعي رايَة الجهاد علياً *** وابعثي عزمها تكُن طوفانا

ما خُلقنا لكي نذل ونشقى *** وسوانا يَلَذّ في نعمانا

ما خُلقنا لِكي نعيش عيالاً *** من سِوانَا نسترزِق الإحسانا

إننا أمّةٌ لنا سابقٌ المجدِ *** ولو صِين مجدُنا ماعدانا

ص: 367

في ذكرى ميلاد الحجة المنتظر علیه السلام

الشيخ قاسم آل قاسم

صاغ فكري حسب ماجاد به الخاطر شعرا

فإذا كنت تجاوزت بحور الشعر عذرا

ولقد شاركت في الحفلة إحياء لذكرى

فرج الله أمين الله في العالم طرا

فهنيئاً لمواليه وأهليه وبشرى

* * * * *

إنني أنثر درّاً فوق أبيات قصيدي

بمديحي لرسول الله والغرالأسود

سيما خاتم أهل البيت ذي العمر المديد

ذكره عند محبيه كآيات السجود

تنحني الهامات فيه من قيام أو قعود

فهو الكائن في الكون على كل صعيد

فهنيئاً لمحبيه بذا العيد السعيد

* * * * *

سرح الفكر بعينيه يميناً وشمالا

فرأى الأنجم تزهو بضياء تتلالا

ورأى الأرض من النور علواً تتعالا

يتلاقى النور بالنور فيزداد كمالا

فكأن الكون قد أعلن بالذكرى احتفالا

وغدا ينشد أشعارة من البشر ارتجالا

وصدى صوت صلاة تكسب الحفل جمالا

إنه مولد خير الناس حلا وارتحالا

ص: 368

فهنيئاً لمواليه نساء ورجالا

ليلة تدرك فيها النفس ماكانت تمنّى

ولها البلبل فوق الشجر الأخضر غنّي

وبها الأملاك والأفلاك والكل تهنّي

بدرها يشرق بالنور إذا ما الليل جنا

ليلة في حسنها في طيبها العذب فتنا

فكانّا كلما مرصدى الذكرى جننا

إنها ليلة ميلاد تزيح الكرب عنا

وبها الكون بذكر الحجة المهدي غنَّی

فهنيئاً لمحبيه ومن والاه منا

* * * * *

ظمى الكون وقد طال به العمر وشابا

كلما يطلب مساء لا يرى إلا سرابا

وإذا قد رمقت عيناه عن بعدِ شهابا

فتدنّى فرأى الأنوار تنصب انصبابا

فرمى في النور ناراً تلهب القلب التهابا

وغدا يكرع ما لذَّ له منها وطابا

وإذا بالصوت لا أفلح من أبدى ارتيابا

إنه بدر كشفنا عن محياه الحجابا

فهنيئاً لمواليه ومن عاداه خابا

* * * * *

لاح في الأفق هلالا وغدا بدراً تماما

بعث الله به للناس ذخراً وإماما

وحساماً حدَّه الموت على من يتعامى

وانتقاماً لقتيل كان يأبى أن يضاما

من لعين ماتدني غيرماكان حراما

ص: 369

من يزيد زاده الخالق في النار ضراما

وعلى من يتوالى المرتضى كان سلاما

فهنيئا لمواليه ومن فيه استهاما

* * * * *

حينما أكمل شعبان انتصافَ وشروقا

طرق الحق على أبوابها طرقاً رفيقا

زهق الباطل منه إنه كان زهوقا

وغدا عرش بني العباس يهتز خفوقا

إنه العدل أتي ينشد للحق طريقا

إنه كل دم في جانب الله أريقا

إنه رایة من كان له النصر رفيقا

فهنيئاً لموالیهُ غروباً وشروقا

* * * * *

إنه سيف رسول الله في ثأر الحسين

إنه سيف علي المرتضى يوم حنين

وله شوق لأخذ الثأر من كل لعين

وله شوق لنشر العدل مذكان جنين

واسمه لاسم شهيد الطف قد صار قرين

فمتى تكتحلالعين بذاك الجبين

فلقد ألهبنا الشوق وأضنانا الحنين

ولقد أشرق ذاك البدر بين الخافقين

فهنيئا لمواليه وبشرى كل حين

بالذكرطرب القلب له حين ينادی

ماسواه شفل الفكر معاش ورقادا

وبه العقل قد امتاز نبوغا ورشادا

كلماجد زمان زادنا الله اعتقادا

ص: 370

وغدا ماكيد في ضدك في الريح رمادا

فقد استكبرمن ألبسه الجهل فسادا

أن يرى الحق لآل البيت فازداد اطرادا

وقد استكبر أن يذعن للحق عنادا

كلماجد لنساعيد تمناه حدادا

فمتى يخرسه الحق بذياك المنادی

بأبي صالح المذكور في الذكر اعتقادا

فهنيئاً لمواليه بدواً ومعادا

ص: 371

إنا فتحنا

**إنا فتحنا(1)

الشاعر سعيد الشبيب

شعبان ياشهر القداسة ضمني *** قلقٌ تجاذبني الهموم فسرني

وامسح بكف الرحمة الكبرى على *** صدري فروعي بعدُ لمايسكن

تافت للقياك النفوس ألا اسقها *** يا مترعا كأس العطارفة اسقني

شعبانُ يا عبقاً تضوع مسكه *** قبلتُ بدرك هائماً أعَرفتني

أنا من تسامى والزمان يسومه *** خسفاً ومازال الزمان يسومني

أنا من تلألأ حين أبعده العدی *** شمسٌ بدت في أفق ليلٍ أدكنِ

أنا من ترؤّى حين أحجمت العدي *** عن سقيه.. فبكربلا لم تسقني

أنا من شمختُ وهامتي فوق الثرى *** تُدمي وفي الجنات یُبنى مسكني

أنا حمزةٌ.. عمارٌ. مقدادٌ.. أبو *** ذرَّ وسلمانٌ.. حبيبٌ مفدوني

قد جئت أحمل زهرةً فواحةً *** بشذا الولاء أذره في موطني

هي كل ما جادت قريحةُ شاعرٍ *** هَزِلِ البيان وذي لسانِ الكَن

فإذا تلجلج صوته في ليلة *** رب السماء بمثلها لم يمنُن

طأطأتُ رأسي خاضعا لوليدها *** ولغير مقدمه أنا لا أنحني

مهديُّ يا وهج الرسالات التى *** نزلت ويا هبة السماء إلى البشر

يا مهبط الأملاك يا شمس الضحى *** يا وارثا موسى وعيسى والخضر

يا حاملا عبء الزمان بقلبه *** يا حافظا سنن النبي مع السور

أنت البقيةُ من سلالة عترةِ *** أنت المعدُّ لقطع دابرِ من كفر

أنت الذي ترجى لمحو ضلالةٍ *** والأمت أنت تزيله يا منتظر

أنت المعز لأوليائك بالهدى *** وتذل أعداء الرسالة في سقر

يا ابن النبي المصطفى ووصيه *** يا ابن البتولة والميامين الزُّهر

يا ابن الخضارمة الكرام تحية *** يا ابن القماقمة الأطايب يا أغر

ص: 372


1- ديوان زهرة الفردوس ، ص 20-21 .

أنت الصراط المستقيم ونورُ ه *** یا واهباً من فيض نورك للقمر

يا بابَ ربي حيث يؤتى ربنا *** أنت المقامُ الركنُ بن أنت الحجر

هاكَ النفوسَ الظامئات فبُلها *** من عذب مائك من حنانك يا مطر

قد مضّها طولُ النوى فإلى متى *** تبقى على شوك المرارة تنتظر

مازال سيفُ الشمر محمر الخطي *** وسهامُ حرملة يصوبها الوتر

مازال (عبد الله محمولا علی *** صدر الإمامة فلتسل تلك العُصُر

مازال زينُ العابدين بقيده *** جاشت عواطفُه فمد لك البصر

فخذ البقية من بقايا قلبة *** صِرها تنزُّ إليك من ألمِ صور

حرم البتولة بابها مسماره *** وجنينها بل ضلعها لما انكسر

رأس الوصي دماءه محرابه *** أبناءه وبناته لما احتضر

كبد الزكيُّ سمومه الامة *** رأس الحسين ونحره نعلي شمر

هزت مشاعر عبدكم صور الأسى *** أترى تمر فجائع أدهى أمر

یا صاحب العصر الأماني جمة *** محمومة الأشواق ثاقبةُ النظر

تسعى تفتش عن قراك وأنت من *** يهب النوال بعطفه لمن افتقر

فمتى لواء النصر يخفق بالندى *** ( إنا فتحنا ) حيث تتلى والسور

آمالنا تطفي على آلامنا *** وتصيح قائلة لها أين المفر

أم الحمام - شعبان 1417ه

ص: 373

شوق إلى الغيب

الأستاذ حسين آل جامع

اَطِلْ فحيه قَمَراً *** يُنَاغِي السَّمْعِ والبصرا

وَ يُرْسِلُ فِي حنايا الْغَيْبِ *** دِفْ ءُ دُعَائِهِ سِحْراً

ليغمر وَ هُوَ مُنْتَظِرُ *** فؤادا ذَابَ مُنْتَظِراً

فيملا نبضه أَمَلاً *** ويثمل جَدْبَهُ مَطَراً

وَ يَسْكُبُ فِيهِ رَأْفَتِهِ *** فتجري تَحْتَهُ نَهَراً

وَ حِينَ يلامس الْأَرْوَاحِ *** تَنْسَى الْهَمَّ والضجرا

لتعرج بَرَّاقِ الشَّوْقِ * نَحْوَ سَمَائِهِ زُمَراً

فَإِنْ آبَتْ لسدرته * وَ لَطُفَ غصونها انتثرا

وَقَدْ مِتُّ إِلَيْهِ یدا * وَ أَرْخَتْ عِنْدَهُ نَظَراً

أَشَارَ زِنْ رَحْمَتِهِ * فِلَذَ وَ طَابَ وانهمرا

هوالشمس الَّتِي احتجبت * وَ حَالَةٍ دوئها السُّبُلُ

وَ لَكِنْ مَنْ أشعتها * عُيُونُ الْكَوْنِ تَكْتَحِلُ

تمایس فِي شغاف الْأَرْضِ * نَحْوَ لقائها . . غَزْلٍ

وَ عَادَةً وَ هِيَ شاردة * تَرَاوَحَ يَوْمِهِ الْمُقِلِّ

وَ تَسْأَلُ عَنْ ضَمِيرِ الْغَيْبِ * أَنَّى يُدْرِكُ الْأَمَلِ ؟

مَتَى تَسْتَبْشِرُ الدُّنْيَا ؟ * وَ وَ تَهْجُرَ جِسْمِهَا الْعِلَلِ ؟

مَتَى الْأَيَّامِ عَنْ ضنک * بغيث الْفَتْحِ تغتسيل ؟

مَتَى يتألق الْإِسْلَامِ * يَغْبِطُ شأوه زُحَلُ ؟

وتخفق رَايَةً التَّوْحِيدِ * حَتَّى تذعن الْمِلَلِ ؟

وَ يَبْعَثُ فِي الْحَياةِ الْعَدْلِ * لا حَيْفُ وَ لَا وَجَلٍ

لنيل لَقَّاكَ يَا أَمَلاً * إِلَيْهِ تَحُجُّ نجوانا

نحتنا الشَّوْقِ ملحمة * عَلَى أَبْعَادٍ مسرانا

ص: 374

ورتلنا الشَّجَا سُوَراً *** فَكَانَ هَوَاكَ قُرْآناً

ولحت بأفقنا قَمَراً *** فرف العشق ألوانا

وكنت وَ لَمْ تَزَلْ قَدْراً *** إِلَيْهِ تَهِشُّ دُنْيَانَا

وَ شَطْرُ لِوَائِكَ الوسوم *** نُوراً فِي حنايانا

نصبنا الْعَزْمِ أُشْرِعَتِ *** وَ صُبْحِ النَّصْرَ مرسانا

فَمَا فَلَتَّ عزائمنا *** وَ لَا ضَلَّتْ سرایانا

وَ مَا بَحْتٍ هتافات *** تؤرق لَيْلٍ أعدانا

وَ أَنْتَ فِدَاكَ أَنْفُسُنَا *** بِلُطْفٍ وَ رِضَاكَ ترعانا

أَرَى فِي ظلمةالأيام *** نُورُ جَلَالِ التمعا

وَ طُورِ سَعَادَةِ الدُّنْيَا *** لقدس ندائك استمعا

وأزهرمن سناك الصُّبْحِ *** فَانْجَابَ الجی قِطَعاً

ورف لواؤك الخفاق *** عِنْدَ الْبَيْتِ وَ ارْتَفَعَا

وَ أَنْتَ تنير بِالْقُرْآنِ *** دربا . . لَاحَ واتسعا

تَقُودُ مواكب التَّقْوَى *** تَشُقُّ طَرِيقِهَا شَرْقاً

وَ عِنْدَ ضريح فَاطِمَةَ *** تُبَثَّ الوجد والجزعا

وللطف الَّتِي احتضنت *** حُسَيْناً . . عندما وَقَعَا

تَمُدُّ يَداً لمرتضع *** بغيرالسهم مَا ارْتَضَعَا

لِتُدْرِكَ تأر كُلِّ دَمُ *** بِقَلْبِكَ ضَجَّ وانطبعا

9 شعبان 1424 ه

ص: 375

أطلق شراعك

الأستاذ حسين آل جامع

سَيِّدِي . . شَوْقَنَا إِلَيْكَ عَظِيمُ *** يَتَلظى بو صَميمُ حَشانَا

سَيِّدِي . . إِنَّنا نبثك وُجِدَا *** مِلْ ءَ أفكارنا . وَ مِلْ ءَ رُوانا

فَمَتَى نُدْرِكِ الْأَمَانِيِّ وَ نَحْيا *** فِي سُرُورٍ فَأَنْتَ كُلِّ مُنانا

هِيَ أَرْوَاحُنَا تناجيك فالطف *** بِدُعَاءِ يُذِيبُ بَعْضِ جَوانا

يَا مَالِكُ الْقَلْبِ بَاتَ الْقَلْبِ هيمانا *** يُرَتَّلُ اسْمُكَ أنغاما وَ أَلْحَاناً

يغفو عَلَى هينمات مِنْهُ شاردة *** وَ يَسْتَفِيقُ عَلَى مَعْنَاهُ نشوانا

الْمِيمُ : مَجِّدِ ، وَ تِلْكَ الْهَاءِ : رمز هَدى *** وَ الدَّالُّ : دَوْلَةُ حَقُّ يَوْمَ تلقانا

والياء : یمن يَعُمُّ الْخَلْقِ قَاطِبَةً *** وَ يَشْمَلُ الكؤن آفاقا وأوطانا

يا أَيُّهَا اللُّؤْلُؤِ المخبوء فِي صَدْفٍ ال *** قيب الإلهي يَا إشراقة الْحُلُمَ

يا أَيُّهَا العشق فِي الأعماق ممتزجا *** بلوعة الْحُبُّ والأشواق وَ الْأَلَمِ

يا أَيُّهَا الرَّحْمَةِ المزجاة مِنْ أَزَلْ *** تَجَلَّى فتغمر أَرْضِ اللَّهُ بِالنِّعَمِ

يا رَافِعاً رَايَةً التوحید شامخة *** تَشُقُّ كالشهب أسنتارا مِنَ الظُّلْمِ

أَطْلَقَ شراعك يَغْدُو الْكَوْنِ أُشْرِعَتِ *** مِنَ الْجَمَّالِ . . وَ أَلْوَاناً مِنَ الْأَمَلِ

وَ انْشُرْ سحابك . . يَمْطُرُ كُلِّ نَاحِيَةٍ *** قيتا مِنَ النُّورِ يَا ترنيمة الرُّسُلِ

فالكون يَتَرَقَّبُ فَجَرَا مَشْرِقاً خضلا ؟ *** یلوح فِي أُفُقِ ( الْهَادِي ) بِنُورِ ( عَلَيَّ )

وَ سَوْفَ ينداح هَذَا الْفَجْرُ منبلجا *** بصحوة الْفِكْرِ مِنْ وَهْنٍ وَ مَنْ عِلَلِ

فانهض فَإِنَّ عَلَى الدُّنْيَا قَدْ اعْتَكَرَتْ *** سحائب الْجَوْرِ حَتَّى غَطَّتْ الأفقا

وَ أُمَّةً الْخَيْرِ تَاهَتْ وَفِيُّ حَائِرَةٍ *** فَأَصْبَحْتَ فِي مَسَارِّ غَامِضِ فَرَّقَا

تَمْشِي وتعتر فِي أَذْيَالَهَا زمنا *** وَ لَيْسَ تَمَّتْ مِنْ يَجْلُو لَهَا طُرُقاً

وَ الْفُلْكِ إِنْ لَمْ يَجِدْ عَقْلًا یدبره *** تقاذفته الرِّيَاحُ الهوج أَوْ غَرَقاً

وَ النَّاسُ صِنْفَانِ : صَيْفٍ فِي بلهنية *** وَ آخَرُ فِي وَثَاقِ الْخَوْفِ وَ الْجُوعِ

ص: 376

وَ الْحَرْبِ تَطْحَنُ مِنْ ويلاتها دُوَلًا *** فِي عَالِمٍ بِشِعَارِ الْبَطْشِ مَطْبُوعُ

والفقر يُنْشِبَ فِي الدُّنْيَا براثنه *** وَ الظُّلْمِ يغرقها فِي شَرٍّ مَشْرُوعٍ

وَ أَنْتَ أَنْتَ الَّذِي يَجْلُو غياهبها *** وینشر النُّورَ فِي نَهَجَ وَ تَشْرِيعَ

آهِ عَلَى الشِّرْعَةِ السمحاء مَا لَقِيتَ *** مِنْ زُمْرَةِ الْكُفْرُ فِي دوامة الزمن

حربا وَ نَهْباً وَ تَشْرِيداً وَ تَفَرَّقَتْ *** وَ غُسْلُ ادمغة الفتيان بِالدَّرَنِ

فَعِنْدَهُمْ أَلْفٍ ( رُشْدِي ) يؤازرهم *** يَكِيدُ للرشد .. الْقُرْآنِ .. للسنن

وَ الْمُسْلِمُونَ..وَ أَيْنَ الْمُسْلِمُونَ ؟!! وَهْمُ *** مُسْتَسْلِمُونَ إفكرالعالم الوثني ؟

يَا سَيِّدِي .. نخ أَسْلَمْنا الْقِيَادِ لَهُمْ *** كَأَنَّنَا لَمْ تَكُنْ فِي النَّاسِ أَحْرَاراً

كَائِناً لَمْ نَكُنْ أَبْنَاءِ مدرسة *** أَهْدَتْ إِلَى الْحَقِّ أبدالاً وأبرارا

أو أَنَّنَا مَا شَرِبْنَا حُبُّ سادَتَنا *** قانساب فِي جَنْبَاتِ النَّفْسِ أَنْوَاراً

يا سيدي . ضاقت الدنيا وما برحت *** والناس تسلك كالضلال أو عَارَا

ياسيدي بَعْدَنَا عَنْ نهجكم خطل *** فدربكم لَأُحِبُّ رَحْبُ الميادين

قانوئكم هوقانون السَّمَاءِ وَ إِنَّ *** عَجَّ الْفَضَاءِ بِأَصْنَافٍ القوانين

وأنتم الْحِجَّةِ الْكُبْرَى فَإِنْ عَدَلُوا *** إِلَى سِوَاكُمْ ، فَقَلْبُ للموازين

العقل وَ النَّقْلِ وَالِقٍ رُشْدُ مِنْ *** يَهْوَى العروج إِلَى قدسي الميامين

لذا .. فَمَنْ كُلِّ فَجٍّ يَنْبَرِي قَلَّمَ *** حُرُّ يشيد بفكر الآلي إِعْجَاباً

هَدَاهُ للرشد مِنْ أَنْوَارَكُمْ قَبَسَ *** فَجَاءَ يَطْرُقَ مِنْ عليائكم بَاباً

وَ رَاحَ ينهل مِنْ ألطافكم حَكَماً *** أَضَفْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِيمَانِ جِلْبَاباً

هِيَ الْهِدَايَةِ إِنْ حَلَّتْ بِقَلْبٍ فَتَى *** أَلْقَتْ عَنِ الرُّوحِ أدراكا وأوصابا

يَا سَيِّدِي بِكُمْ الْأَمْلَاكِ قَدْ هَدِيَّةٍ *** فَكَيْفَ لَا يَهْتَدِي فيزيكم بشر

وأي قَلْبِ بِهِ أَنْوَارَكُمْ سطعت *** فَمَا تَزَالُ عَنْهُ الغئ وَ الْكَدَرِ ؟

ص: 377

وَ حُبِّكُمْ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي جَبَلَةَ *** بِهَا النُّفُوسِ وَ أَنْتُمْ وَجَّهْتُ النضير

وبين أَظْهُرِكُمْ آياتِهِ نَزَلَتْ *** وَ رَهَنَ أَمَرَكُمْ مَا يُنْزَلُ الْقِدْرُ

ياسيدي .. نَحْنُ آمَالَ مُعَلَّقَةً *** بِيَوْمٍ لقياك قَدْ ذَابَتْ مِنَ الوجد

فكم هتفتنا وَرَدْنَا عَلَى ثِقَةً *** لَا بُدَّ مِنْ يَوْمِكَ الْوُضَّاءِ يَا ( مَهْدِيٍّ )

هُوَ الْيَقِينِ ، وَقَدْ عشناه فِي دُمْنَا *** وَ لَنْ نحيد وَ لَا زِلْنَا عَلَى العهد

هو الصِّرَاطِ ، فَلَا تَبْغِي بِهِ بَدَلًا *** وَ هَلْ سِوَاهُ بِنَا يُفْضِي إِلَى الْخُلْدِ ؟

يَا سَيِّدِي .. مَالِنَا إلاگ مِنْ أَمَلٍ *** يامن يُبَدَّلُ بالضراء سراء

متى نَراكَ وَقَدْ أَ زُهْرَةَ ياقمرا *** يهمي عَلَى الْأَرْضِ أَ نِدَاءُ وأضواء

وتلك ( أُمُّ الْقُرَى ) فِي أَ وَجَّ بَهْجَتِهَا *** تُزَفُّ عَنْ دَوْلَةِ ( الْمَهْدِيُّ ) أنباء

یا رَحْمَةِ اللَّهِ .. يَا رُوحَ الْحَيَّاتِ ..أَغِثْ *** قَلْباً وَ فِكْراً وأنفاسنا وأحشاء يَا سَيِّدِي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ أُمْنِيَّةُ *** نَحْيَا عَلَى تمزدها شَيْباً وَ شُبَّاناً

يَا سَيِّدِي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ ملحمة *** لَها اشْرَبْ ضَمِيرِ الدِّينِ ظمانا

يا سَيِّدِي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ خَاتِمَةَ *** لِكُلِّ مَنْ كَانَ يَسْقِي الْأَرْضِ طُغْياناً

ياسيدي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاتِحَةَ *** لِدَوْلَةِ الْحَقِّ حَيْثُ الْعَدْلِ يفشانا

ياسيدي .. إِنَّ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاتِحَةَ *** نعیش ذَكَرَاهُ فِي عُنْفِ الْأَعَاصِيرُ

فيورق الْخَوْفِ أَمْناً وَ الدُّجَى ألقا *** وَ النَّفْسُ تَرْقُبْ شَوْقاً مَطْلَعِ النُّورِ

وَ سَوْفَ تنف فِي صُوَرِ الْحَيَّاتِ غَداً *** فيزدهي فَجَرَّهَا مِنْ جَانِبِ الطور

وسوف تملؤها عِدَّةٍ وَقَدْ مُلِئَتْ *** جَوْراً وتنسف أَوْهَامَ الأسَاطيرِ

13 شعبان 1418 ه

ص: 378

صاحب الزمان (عج)

الشيخ عبد الله آل سنبل

أنت يا فرع أحمد وأخيه أنت غصن الزهراء وهي البتول

قد حملناك بين أضلعنا وحياً تلته التوراة والإنجيل

وحملناك بين أعيننا نوراً هدانا دليله جبرئيل

واستضأنا فأنت مشكاتنا الكبرى وأنت المنار أنت الدليل

* * * * *

وقرأنا فيك الرسالات إذ جاءت وفي علاك تشير

وهدانا نور النبوة من عينيك في كل ظلمة تستنير

والتمسناك جذوة من ضمير الحق أنت الهدى وأنت المنير

وخطونا على خطاك وأقدامنا تسير حيث تسير

قدتنا للهدى وأنت تقود الحق حيثما تدور يدور

وصعدنا السماء في نورك نسعى تحوطنا وتمير

واغتسلنا ومن مياهك ذقنا مذ وجدناه فهو عذب طهور

ورشفناه سلسبيلاً من الجنة سقاؤه أميركبير

* * * * *

قال فيه النبي يوم غدير الدوح هذا أخي وهذا وزيري

كل من كنت في الولاية مولاه فهذا مولى وخير أمير

يا إلهي والِ الذين يوالون وعادِ الذي أتى بنكير

سيدي باقة من الورد تهدى فتلطف خذها بيوم الغدير

* * * * *

سيّدي سيدي أتينا حيارى بأكف الخسران والتقصير

سيدي ما أتينا بشيء ما أتينا بغيرقلب كسير

ص: 379

فتلطُف خذنا إلى شاطئ الأمن في سبيل يسير

وتلطّف قدنا وخلّص رجاناسيّدي سيدي بحق ( شبير)

* * * * *

هومولاك من غدت فاطم تنعاه عشية وصباحا

وسكبت الدموع من أجله حزناً حتى تعود وشاحا

وسمعت الأطفال في أنة اليتم ترنو إليه صياحا

ونظرت النساء في بهرج السير أسراكم تُتِمُّ كفاحا

27/ 12/ 1426 ه

ص: 380

آية النصف

علي المطاوعة

أحرفي حلقي بشعري فنّا *** واعز النصف آيةٍ تتغنی

إنما النصف أولاً لعلي *** جاوز الخافقين شأناً ووزنا

وكذاك البتول طهرُ المعالي *** ولهم آخرُ به الكون جنَّا

بالزكي ابتدي وصاحب عصرٍ *** منتهى الفرع بالإمامة سُنا

وكذا نصفنا بشعبان أضحى *** لوليد الفخار يوماً أغنا

إنه صاحب الزمان تنادت *** باسمه الكائنات روضاً وحُسنا

عبق الكون بالولادة حتى *** صار قطرُ الندى على الحب مزنا

إنه آية لفيض معان *** سُكبت بالوجودِ أطيب معنى

فازدهی بالوليد كل مكانٍ *** برعم السعد ساحه فتجنی

ساقيات الهوى روائع تتلى *** بمديح الذي به الكرب يجلى

فهو القائم الذي من سناه *** تمرغُ الأرض تنتدي وهي حبلى

ألفُ إشراقة على الألفي ألفٌ *** وضياء الهدى من الشمس أجلى

يورق الصبح في علاه اشتياقاً *** والرؤى تزدهي وروداً وفلاً

إنه للقلوب مهوى عليه *** صلواتٌ بهالة القدس تتلی

بصداه الوجود يطرب حباً *** فعلى الخافقين رفرف فضلا

إننا عاشقون يوم لقاه *** إننا نبتغي لمرآه وصلا

فمتى نكحل العيون هناءُ *** ونرى وجهه البهي تجلّى

إنه النور مشعل الديجور *** وإماماً من العلي القدير

وهو من دفقة النبوة نبعّ *** ونمير الوجود أي نمير

فاض بالحب والحياة فأحيا *** خامد الروح بالعطاء الكبير

يخفق النصر رايةً في علاه *** فلنعم المؤيد المنصور

ص: 381

إن نهجاً له نسير عليه *** نرفض الذل جملةً بالمسير

حسبوا أننا نخاف إذا ما *** هددونا بجائرٍ مسعورٍ

حسبوا أننا سنترك قدساً *** دونَ زحفِ براية التحرير

إننا قادمون صوت صدانا *** نصرنا يعتلي من التكبير

13/ 8/ 1422 ه

ص: 382

تجدد أيها الأمل

**تجدد أيها الأمل(1)

الشاعر شفيق العبادي

تجدد أيها الأمل *** تحف مسيرك القبل

وتحمل شعلة ذكراك *** في أهدابها المقل

لتسعد مهجة حرى *** ويطرب خافق وجل

وينهض خامل طلل *** تسامي فوقه الطلل

ويشمخ كله ثقة *** جبین نبته الجبل

وتنهض أمة حيرى *** تناهب خطوها السبل

تزاحم في مداها ال *** جهل والإخفاق والعلل

تجدد أيها الأمل *** ليدحر باسمك الفشل

* * * * *

تجدد من وراء الغيب *** نوراً في دياجينا

وأفقاً نلمح الآتي *** به يحيا الرجا فینا

ودرباً من سناه العذب *** يروينا فيحينا

ونبضاً يبعث الآمال *** في موتى أمانينا

وروحاً تسكب الأشواق *** في صرعى مواضينا

وخلّي نفحك القدسي *** يجلو حلو ماضينا

فقد تاهت بنا الأنواء *** حتى في شواطينا

وسرنا في دروب التيه **** تقصينا وتدنينا

* * * * *

وسرنا في دروب التيه *** يضحك خطونا منا

نداري نقصنا المحفور *** في أعماقنا وهنا

فما ننفك نحيي مجدنا *** المقبور مذ هنّا

ص: 383


1- أجنحة الولاء

ونتخم مسمع الأيام *** كم كنّا وكم كنّا

فكنا في جلال الصمت *** ينطق صمتنا عنّا

وكنا من هتاف النصر *** في سمع الدنا لجنا

وكناليتها ماتت *** وماصفنا بهافنا

دمى عدنا ولكنا *** بدنيا الوهم ما زلنا

* * * * *

ألا يا أيها الفجر الذي *** نستاف ذكراه

ونرجو يومه الموعود *** حرصا في عطاياه

ونخفي في حنايا الصدر *** من أمس حكاياه

ونطوي درينا المحموم *** في شوق للقياه

حدا بي الشعر والآلام *** تضرى في محياه

وآهات العراق السود *** تعلوفوق أصداه

فما زالت ليالي البؤس *** كالأشباح تغشاه

فهلا نفحة ريا *** تداوي جرح بلواه

* * * * *

سماحاً يا صعيد المجد *** إن أشجي بك القلم

ويا جرحاً بقلب الدهر *** نجواه أسى ودم

ويا لحناً لعاشوراء *** غنّى وقعه الألم

ويا أنشودة الأحرار *** لم يخنق لهانغم

وياسفر الحضارات *** التي أثرت بها الأمم

ويا رمل العراق الحر *** من تعنوله الهمم

أيرضى عزمك المشبوب *** أن يستامك الصنم

ويغضي طرفك المجبول *** من آفاقه الهمم

* * * * *

وينبو سيفك المقدود *** من صولاته الظفر

ص: 384

وناب الحقد من أشلاك *** يسمن كرشه القذ

وأنت الطاعن المهزول *** ينهش جسمك الخور

وتخفي وجهك الريان *** كف كلها كدر

فسرينهض بك الخطر *** ودع ماسنّه الحذر

وحطّم شوكة الباغين *** حتى يضحك القدر

ولا يشيك عن مرماك *** درب ملؤه حفر

فجلجل في سماع البعث *** لا ، لن يعبد الحجر

* * * * *

ولا يا أيها الجبار *** لا ، لن يحكم الوثن

ولن ترضي الجباه الشم *** یرسسم دربها الرسن

ولن تُلوى الأكف السمر *** مهما أوغل الزمن

و لن یسلی التراب الحر *** حراً قلبه الوطن

وإن سحقت شرايين *** وكشّر نابه العفن

فهل يخشى احتدام الموت *** من شاخت به المحن

ومن يجلو له مسراه *** في غاياته الكفن

فمن رام العلا درباً *** فلا .. لا يفله الثمن

ص: 385

الحضوربوجه آخر

الشيخ علي الفرج

إلى الذي يبحث عنا أكثر مما نبحث عنه .. الغائب .. الحاضر ..

مدخل :

بغير وجهكَ قد ضاعت ملامحنا

وكل أوجهنا في الأفق تنطفئُ

وكل ألواننا تمحي وتسكننا ال

موتی وبین دمانا يطلع الصدأُ

تحجرت رئة الدُّنيا فلا نفس

وسافر الماء فاحتل المدى ظمأُ

وصار في رئيتك الجو محتبساً

وفوق أضلاعكَ الأنهار تتكئُ

وأنتَ مَن أنت ؟ فرَّ الكون من دمنا

وراح نحوكَ في كفيکَ یَختَبئُ

القصيدة :

أغلقتَ وجهكَ بين أوجهنا وأعينُنا دخانُ

لكنَّ ظلك في أصابعنا ليلمسنا المكانُ

* * * * *

من عَلّم الأمواج أنَّ سنا الحياة بمقلتيك

جُنَّت زوارقنا وهذا البحر يحملنا إليك

* * * * *

وهنا تغلفنا الثلوج وتنطفي فينا الحياة

وتظل تحفرُ أنتَ في غدنا الدقائق والجهات

ص: 386

وهناك في الوطن المخبأ في يديكَ هناكَ وردُ

وولادة زرقاءُ تصنع بعض خطوتنا وتعدو

* * * * *

وهنا احتضارات ملفة بقمصان الخريف

والماء من ملحٍ وقرص الشمس في كهفٍ مخيفِ

* * * * *

لكنما اسمكَ وقعُهُ مطر يغازلُهُ الجفافُ

* * * * *

وهناك في عينيكَ تكبر لحظة فتصير أُفقا

وتلامس الثارات وسط قلوبنا فتصيرعشقا

* * * * *

يا أيها القمر المعبّأ بالضياء أما رأيت

الصبح أطفأهُ الغيابُ وكان يشرب منك زيت

* * * * *

قالوا بأنَّكَ غِبت في الصحراء في قبو وغابة

ولربما قد كنتَ تسكن وسط بحرٍ أو سحابة

* * * * *

أمّا أنا فأقول لستَ على البحار ولا السحابِ

أنتَ الحضورُ وكل هذا الكون في ظلم الغياب

1418 ه

ص: 387

على ضفاف الغيب

السيد ضياء الخباز

رحماكَ أبحرَ بي الضني وأتيتُ مكسورَ اليراعِ

وعلى ضفافکَ قد ركزتُ بكف أشواقي شراعي

فإليك خذني فالدجى يلتفُ حولي كالأفاعي

وانفخ بروحكَ من وراء الغيبو وامنحني شعاعي

فأنا بغيركَ تائةُ يغتالني شبحُ الضياعِ

ومدينتي بسواكَ يا مولى الزمانِ بلا قلاعِ

* * * * *

عذراً إذا صمتَ اليراعُ فصمته إحدى لغاتي

لفةٌ تقيدني إذا ناجيتُ ذاتاً فوق ذاتي

تتبعثرُ الكلماتُ حين يلمها خيطُ الشتاتِ

وحبالُ مشنقةِ اليراعِ تُشد في عنق الدواة

فالذاتُ ذات لا تُمس سوى بكفِّ الأمنياتِ

أنى يطوفُ بكنهها حريغ وتنشدها لهاتي

قم المقدسة : 1416ه

ص: 388

في الطريق إلى النور

**في الطريق إلى النور (1)

الأستاذ عبدالله علي الأقزم

زرعتَ الحقَّ فاشتعلت

بأجنحة الندی روحُ

ومنكَ الكونُ فوق يدي

تلاواتُ وتسبيحُ

وفيکَ العالَمُ الأحل

مع الأنوارِ مُتحِدُ

وفيکَ المجدُ في لُغةٍ

هو الأهلونَ والبلدُ

وصارت كلُّ قافيةٍ

بكفيکَ الأزاهيرا

بكَ الأزهارُ قد أفضت

إلى النحلِ التباشيرا

رسالةُ نورِكَ انطلقت

كمجدٍ هامَ في مجدِ

وأحلى الناسِ قد صاروا

تحياتِ إلى المهدي

2/ 8/ 1426ه

ص: 389


1- دیوان(الطریق إلی الجنة)

العسجد النازف

الشاعر معتوق آل معتوق

صرخة من قلب مكلوم لجريمة تفجير القبة والضريح الشريفين لسيدَينا الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليها السلام بسامراء.

كنَّا نضمدُ بالقُبابِ جروحا *** واليومَ أضحت جُرحَنا المفتوحا

وبها نُعللُ جفنناعن فرحِهِ *** واليومَ صارَت جَفنَنا المقروحا

كنانكفكف سيل مدمعنا بها *** واليوم أضحت دمعنا المسفوحا

وبهانزُجُّ الآهَ عاليةً بنا *** ولقد غدت صوتَ الأسى المبحوحا

اللهَ يا يومَ الرزية ماجرى؟ *** ألهَبتَ يا يومَ القُبابِ قروحا

فكأنَّ أحمدَ قطعت أحشاؤهُ *** وكأنَّ حیدَرَ عادَ یغصبُ روحا

وكأنَّ فاطمَ كُسرت أضلاعُها *** وكأنَّما خدرُ البتولِ أُبيحا

وكأنما هُتكت جنازةُ شبرٍ *** وكأنما بُعثَ الحُسينُ ذبيحا

وكأنماطُحنّت أضالعُ صدره *** وكأنما سترُ الخُدورِ أزيحا

فبدَت بسامرا المُباحةِ زينَبٌ *** تدعو وقد رأت الحُسينَ طريحا

ليتَ السماءَ على الوهاد تحذرت *** والبدرَ من بُرجِ السَماء أُطيحا

ليتَ الجبالَ على السهولِ تدكدكت *** ومُدى الصواعِق ما طعنَّ ضريحا

ليتَ العَمى بين الجنان أصابَني *** كي لا أرى عَمَد القُباب كسيحا

جداهُ قد هَتَكوا علياً وابتهُ *** أترى ابنک المهدي جاءَ جريحا

قد كنتُ أحسبُ في القبور امائنا *** لكنَّما حَرَمُ القبورِ أُبيحا

* * * * *

والآهِ لن تستأصلوا إيماننا *** الوجد لن تستعبدوا أرواحَنا

قسماً براعفةِ الجراح وبوحها *** لن يقطعَ السيفُ الجبانُ حبالنا

فلقد عِقدناها بكفَّ محمدَّ *** وبكف من نال العُلى وأنالَنا

والقدرِ والمحراب لن تذوي الرؤي *** والطعنةُ الرعناءُ لن تغتالَنا

ص: 390

والدار والأضلاع لن نفنى وذي *** صُحُفُ المودة دوَّنت آجالَنا

والطفلِ والمسمارِ لن تبلى المُنى *** أنى وقد ساقي الهوى أشبالَنا

والخد والأقراط لن ننسى لكم *** دين الظُلامة حين نقدحُ نارنا

والسُمَّ والأكبادِ إن بقلبنا *** ولها إلى نخل الوفاء أجاءنا

والجسرِ والقيدِ المضمخ بالإبا *** أبت الجدود مذلة وأبت لنا

والتربة الحمرا وقلب قتيلها *** سهمُ الفؤاد على الخطوب أعاننا

والنحرِ والصدرِ المكسر والظما *** عطشُ الحُسين على الميين َأقامنا

والنار والخُمُر السليبةِ والخِبا *** قد جلبت خمُرُ الثبات نساءَنا

والجود والكف القطيعة واللوا *** ورَدَت مواجعُنا السَما وسَقَت لنا

قسماً بيوم العسكريين الذي *** شبَّت به شُعلُ العِدي وأشابَنا

إن تهدموا للطاهرين منارةً *** لن تُسكتوا بين الصدور أذائنا

الله أكبرُ، يا محمدُ، يا علي *** لن يقطعَ القتلُ المُريعُ صلاتَنا

* * * * *

ذُبنا وصبرُك كالجبال الراسية *** لم تبق فينا للتجلد باقية

ياسيدي كلت ضروعُ دموعنا *** وبصدرنا رسُلُ التزَّفر ذاوية

ياسيدي من عَتبنا ماتت متی *** فبمن نلود إذا دهتا الداهية

وبمن نلوذُ إذا انجلى صبحُ العدي *** إلا بنجمک إن طوتنا الداجية

هذي أنامِلُنا تنِزُّ دِماءَها *** لحبالكم رغم الوحوش الضارية

ها نحنُ نهتفُ والمخالفُ اللُهي *** ونبثُّ صرختنا لدرب الناحية

خُذنا بحقك للمُغيب والتَّئِد *** فالسيروعر القوافل حافية

وإذا وصَلَت إلى حماهُ فقُل لَهُ *** هتكوا يماك وذي الجموع ورائية

تدعو وحقك مابقت دارتَنا *** ( إلا بهاناعٍ يُجاوبُ ناعيَة)

24/ 1/ 1427 ه

ص: 391

مولد القائم المهدي علیه السلام

الشاعر فوزي الصايغ

دلت الروايات الأكيدة على ولادة صاحب الأمر أرواحنا لتراب مقدمه الفداء في الزمن الغابر ، وأبوه الإمام العسكري أنبأ بولادته وأخبر أهل محبته وأراهم جميل غرته ، إلا أن المكابر الغريب عن البيت الشريف يدعي جزافا وعنادا عدم ولادة القائم علیه السلام ، فيا عجباً أهل الدار يؤكدون والأغراب ينكرون.

يا ليلة الميلاد ميلاد الهدى *** في النصف من شعبان حيث تولّدا

في النصف من شعبان عيد زاهر *** وبه الموالي في سرور عيدا

وبه الملائك في السماوات العلى *** في فرحة لزموا الصوامع سجدا

وبه جميع الأنبياء تباشروا *** متعانقين مصافحين بداً يدا

وبه الرسول محمد ووصيه *** في بهجة والطاهرون مجددا

في النصف من شعبان هذا حفلنا *** ما صار إلا كي نقيم المولدا

فبمولد المهدي هنّوا أحمداً *** هذا وهنوا الواصلين محمدا

في النصف من شعبان شهر المصطفي *** طير السلام على البرية رفرفا

في النصف من شعبان نور مشرق *** بهدي النبي وما عداه قد انطفى

قد أشرقت أنوار مهدي الوري *** في النصف من شعبان لما أشرفا

ولدته نرجس طاهراً ومطهراً *** من طاهر ومطهر لزم الصفا

مهدينا من آل بيت محمدٍ *** من ولد فاطمة البتولة مصطفى

يُنمي إلى فخر الأعزة في الوري *** ذاك الحسين به الأبي تشرفا

نسبٌ رفيعٌ قد تسامى محتداً *** للقائم المهدي حقا ما خفى

ولد الإمام القائم المهدي من *** بعد الأئمة للخلافة مؤتمن

ولد المبيد لكل صاحب بدعةٍ *** متسلط ومغير أهدى السنن

والمنكرون ولادة المهدي قد *** ألفِوا الضلال من العناد مدى الزمن

ص: 392

ينفون أن يبقى صحيحاً سالماً *** حياً طويلاً للردي لم يُرتهن

هل أنهم ينسون عيسى لم يمت *** والخضرباق ثم إبليس الفتن

والرسلُ كم قد عمروا من سابق *** كالشيخ نوح بعد الافي وهن

هذا هو الإعجاز يخرق عادةً *** والله يمنح من يشاء من المنن

يا من تنكر للإمام المنتظر *** ارجع إلى التاريخ كي تلقى العِبر

ارجع إلى التاريخ تبصر وارداً *** في شأن مهدي الورى كم من خبر

في شأن مولده وطول حياته *** وخصوص غيبته إلى حين الظفر

هذا أبو المهدي حدث قائلاً *** أن قد حباه الله مولوداً ذكر

وهو المؤمل كي يقيم عدالةً *** فوق الثرى مستقبلاً بين البشر

عجبا أبوه العسكري مؤكدٌ *** ميلاده والأجنبيٌّ له نكر

إن الذي في البيت أعلم ما به *** من خارجٍ عنه ولوحدَّ النظر

شعبان 1421ه

ص: 393

في المولد الشريف

**في المولد الشريف(1)

الشيخ محمد أبوعزيز الخطي رحمة الله

ظهر الإمام وصفوة الرحمن *** الحجة المهدي عالي الشان

القائم المنصور والنور الذي *** يهدي إلى الإسلام والإيمان

نور البلاد وعلة الإيجاد *** قطب الكائنات وآية الديان

من فاق سؤدده وساد بمجده *** وسما على الأمثال والأقران

من يملأ الأرض البسيط بعدله *** من بعد ما ملئت من العدوان

صلى عليه الله ما ركب سرى *** أوناح قمري على الأغصان

وله أيضا :

لشهر شعبان فضل ليس نحصيه *** شهر أتى مولد الهادي لنا فيه

شهر كريم حوى فخراً بمولده *** فيه فطاب فما شهر يضاهيه

ألم ترَ قسمة الأرزاق فيه بما *** حوى وبالفضل قد حقت لياليه

به تولد نجم الفجر من مضر *** مهدينا خيرمقصود لراجيه

مولی كأنك تتلو حين تذكره *** آي السجود علينا إذ نسميه

الحجة القائم المهدي من ظهرت *** آياته وعلت قدراً معاليه

السيد السند النور البهي ومن *** لم يبلغ الوصف عشراً من معانيه

إمامنا الخلف المنصور أكرم من *** مشى ومن عمت الدنيا أياديه

عليه صلى إله العرش ما هتفت *** ورق ومامال غصن في تشيه

وله أيضا :

صلوا على سيدنا السني *** إمامنا المنتظر المهدي

نجل الوصي الحسن الزكي *** سليل مولانا الفتى علي

نجل الجواد الزاهد التقي *** فتى الرضا والكاظم البهي

ص: 394


1- أذكر هنا المقطوعات الشعرية التي أثبتها الشيخ رحمة الله لنفسه في كتابه : (الذخيرة في المحشر والروض الفائح الأزهر في مولد الإمام الثاني عشر)، وقد تقدمت الإشارة لها في الجزء الأول الصفحة 434 ، عند الحديث عن المؤلفات القطيفية في صاحب الزمان علیه السلام .

ابن الإمام الصادق التقي *** نجل الإمام الباقر العلي

نسل علي الخاشع الزكي *** ابن الحسين السيد الوفي

أخو الإمام الحسن الزكي *** ابن الإمام المرتضى علي

نفس الرسول المصطفى النبي *** صلى عليه الله في العشي

والسحر المظلم الدجي *** ما إن حدا الحادي على المطي

وله أيضا(1):

هذا هو المنصور من رب السما *** والحجة الخلف الوصي المنتظر

هذا الإمام العابد الصوام وال *** خلف الوصي إمامنا الثاني عشر

هذا الإمام القائم الندب الذي *** في الحسن يزري بالغزالة والقمر

بظهوره ظهر الهدی فوجوده *** لطف براه الله حقاً في البشر

فاز الذي علقت يداه بحبه *** ونجا غداة الحشر حقاً من سقر

صلى عليه الله ما سارٍ سرى *** ليلاً وما حجَّ الحجيج وما اعتمر

وله أيضاً :

زهرت بمولده البقاع وأصبحت *** أنواره في الأرض كالأعلام

يا حبذا الخلف الإمام الحجة ال *** مهدي ناصر ماسة الإسلام

هذا الإمام وصاحب العصر ال *** ذي يقضي بحكم الله في الأحكام

هذا الذي فرض الإله ولاءه *** وحباه بالإجلال والإكرام(2)

ص: 395


1- هذه القطعة والتي تليها ذكرهما محقق كتاب ( أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ) على أنها من شعره الذي أودعه في مولده ، إلا أني لم أرها في المولد المطبوع ، ولعله اعتمد على مصدر آخر في ذلك .
2- أنوار البدرين ، ج2 ص91-92 ، الحاشية .

مختارات من ( سبيل اللقاء)

**مختارات من ( سبيل اللقاء)(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

يعيبنا الناس :

تعزية مبعوثة إليه فداه روحي

مكسورة الضلع رماها الأذى *** بها نعزي إمام الزمان

مضارم النوح وكل العزا *** لأجل عينيك من القلب كان

أبعد ما أنكرمن شأنها *** نُسالم الغي فيا للهوان

بلطمة العين جرى دمعنا *** وقرحت أعيننا والجنان

آه على المهدي في صبره *** على أذى فاطمة .. كيف هان ؟

وطال مكث السيف في غمده *** أما ق ضى الله وآن الأوان ؟

يعيبنا الناس علی نوحنا *** إذا بكينا لأليم المصاب

وإن ندبنا لك وافاطما *** تحول الخلق علينا كلاب

فداك روحي ، أفلا تُرتجي *** بطلعة تكشف عنا الحجاب

صدورنا تلهب أجوافنا *** مضارم النار بدار وباب

أبكي على طول أذى سيدي *** يُزاد كالجمر بطول الغياب

أخاف أن أذكر من رُزئه *** أسى فيزداد عليه العذاب

العطرة :

فداك دمي : حُبّيك أشفي عطية *** وقربك يا بن الطهريا معدن اللطف

وربك لو يدرون ما طعم قريكم *** لما سكتوا عن مدحكم غضة الطرف

كفاني من المهدي عطف ورأفةٌ *** وغير ندى المهدي في الناس لا يكفي

إذا نلته مالي لدى الخلق حاجةٌ *** لأني بعين الله معتمدي كهفي

ص: 396


1- نذكر هنا مقطوعات منوعة من ديوان ( سبيل اللقاء)، وآثرنا أن تدرج هنا في قسم (الشعر المتعدد القافية ) مع أنها ليست قصيدة واحدة ، وإنما لأنها مقطوعات قصيرة من ديوان واحد جميعه في صاحب الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.

هو الوجه من ذات الصفات لمن يشا *** دنوّاً إلى المولى بؤلاءة الصحف

هو الكوكب الدري تلقاه باسما *** يُضيء ربي الصحراء أفئدة يشفي

هو الحجة الحنان دوحٌ كريمةٌ *** ترى أكلها موصولةٌ سهلة القطف

مستجيراً بكم :

قلتها في أمر حدث عام 1423ه.

الموقنة:

القائم المهدي يملأ ذكره *** سور الكتاب قصيرها وطويلها

الليل غيبته إذا يغشى الورى *** والصبح طلعته تبث هديلها

وبسورة القصص أقرأن (ونريد أن) *** وبيونس ( انتظروا ) وعُد مثيلها

وب (قاف) یوم خروجه يعني به *** في صيحة حتم الإله حصولها

( ولقد كتبنا في الزيور ) صريحة *** في ( الأنبياء ) وذاك شبه دليلها

مئةٌ من الآيات فوق حسابها *** عشرون عد بيومه تأويلها

صدقت آل محمد في قولهم *** عنها وكذبت النسبي جهولها

العارفة :

مولاي أنت صفوة الرسل الألى *** بُعثوا وأنتم عند ربي أفضل

الوارثون الأنبياء بكل ما *** أوتوا وزيد لكم فأنتم أكمل

ما كان ربك يجتبي من مُرسل *** إلا ويُبلى في رضاك ويُسأل

أنوار كنتم محدقين بعرشه *** قبل الخليقة ، مفلس من يجهلُ

لا يقبلُ الرحمن أي عبادةٍ *** ممّن لشأن ولائكم لا يقبلُ

اختاركم حججا على ما قد برى *** ولفعلكم أمر المشيئة موكلُ

بشر ولكن ليس يعلم كنهكم *** إلا إلهُكم القديم الأول

المنبئة :

مئة وألف ثم أعوام مضت *** ستون منذ غياب صبح العالم

فيها بلاء المؤمنين وصبرهم *** نحن اليتيم وذاك قهر الظالم

وكتاب مولاي المؤمل وارد *** فيه علامات الظهور القادم

ص: 397

قد خطه لعلي ابن محمد ال *** سمري إخباراً بعهدٍ قاتم :

أن لا ظهور يكون إلا بعد أن *** تقسو القلوب وتمتلي بمآثم

حتى يؤذن في السماء بصيحةٍ *** جبريل يعلن حان أمر القائم

من بعد ملعون يقوم بفتنة *** في الشام من سيل الدماء العارم

مجرب:

ويلومني من ليس يعرف سيدي *** إذ قلت فيه مدائحاً فيها المني

إني لأسعد أن أقول بفضله *** شيئاً يغيظ قلوب أبناء الزنا

فأنال في الدنيا قضاء حوائجي *** وأنال في الأخرى النجاة ومسكنا

والله ما أنشدت حُبيَ ساعة *** إلا تلطّف س يدي وتحننا

إلى متى ؟

القائم المهدي غايةُ منيتي *** شمس أشعتها بقلبي تسطعُ

لو قلت لي نقضي النهار بذكره *** والليل ؟ قلت : بضعف ذلك أطمعُ

أكثر الناس موتی :

ومن ينسى لقاك فليس حيَّا *** وليس له من الرشفات مثلي

بنيت منازلي بسقوف حُبّ *** وأعمدة البراءة والتولي

تركت لك المقال بها يقيناً *** بأنك شاهد عملي وقولي

هومن فاطمة ( صلى الله عليها) :

و ( فاطمةُ ) الرضيةُ سلسبيلٌ *** روت شرف البسيطة والجبال

ومنها القائم المأمول حقٌ *** مبيرُأساس أعمدة الضلال

رجاء المستضعفين فداه روحي *** وأهلي والوجود وكل غالي

نرجس:

أمُّه نسلُ الحواريين .. أمجادّ زكيه

زوج طهر علوي بصفات نبویه

ص: 398

جده ( أحمد المختار) خير البشريه

وأبوها ملكُ الروم .. تأمل في القضية

حيث منها ولدٌ يحكمُ أقطار البريه

من الخطرات :

من لي بذي الأمل السموح *** مولى الزمان فداه روحي

الحجة المهدي من شفيت ببسمته جروحي

هو معدن الكرم النبيل وأصله وندى الطموح

هو رحمة الله التي وسعت وفاق ذرى المديح

اسمه أحلى الأسماء:

ذكروا شعبان وبهجتهُ *** والنصف ونافحة الورد

وغمزتُ لمن فطن المعنى *** قد ( بأن ) و( ع ) به المهدي

أملي سندي شرفي رغدي *** فرحي منحي ثمري شهدي

الميم منى والهاء هدىُّ *** والدال دلائلها عندي

دین دهرُ دولة الحق *** والیاء دنا (یومُ) الوعد

وقلبت الاسم فلم یقلب *** فالمعنی (دیمةُ) یا سعدی

و جعلت الأول آخره *** والناتج (يَدهمُ ) للجند

وقرأت المهد بأوله *** فهو المحجوب من المهد

أحلى الأسماء وألطفها *** وألذّ هناء رؤى الودِ

أغلى الأشياء وأكملها *** وأجل جلال سنا المجدِ

سبيل اللقاء :

الا مسعفاً . بالله - في حبّ غائب *** له كم صرفت العمر والحب والشعرا

يعذبني أن الذنوب منيعةٌ *** إذا تقت من عينيه أن أشرب البشرى

لأن الذي أهواه روح خفاؤها *** بطائن عرش الله تودعهاسراً

فصاح منادٍ : أيها الطالب العلا *** فأينك عن آلاء فاطمة الكبرى ؟

أميرة أملاك السماء جليلةٌ *** لدى الملك القدوس صديقةٌ نورا

ص: 399

إليه أفزع :

الإمام الزمان بثي وحزني *** مفزعي إذ هو الرؤوف الرحيمُ

هومن عنه ليس يحجب شيءٌ وعلى الخلق شاهد وعليم

اتركوني فلا أكلم الا عطفه ثم عن سواه أصومُ

ياملاذ الوجود يسألك الذر وصفوُ الحياة منك مرومُ

أي خطب غدا فؤادك منه مؤلما والعناء فيه مقيمُ

قلبك الأطهر المطهر أدمته رزايا وشأنك التسليم

موئلي لو سألت ربك تعجيل زمان لا يعتريه سديم

أو تعالت يداك تقسم ب ( الزهراء ) ما أنت بالدعاء ملومُ

فوحق ( الحسين ) لاهتز عرش الله واستجمعت إليك النجومُ

إنما ليس مثل صبرك صبرٌ عندك الاسم والردى والرجومُ

وكما لا تحب أن تسبق الله بقول وما أراد ترومُ

أنت تقوی - فداك روحي - على الصبر ولسنا بما حملت نقومُ

أولنا- سيدي - من العطف ما نعلمُهُ منك أنت فضلٌ عميم

سلّم لله :

بأبي من غاب عن شيعته *** وكأن القلب منه قد سلا

إنما نابضه متخذٌ *** لجج الهم نميراً عسلا

هويدري بالذي يؤلمنا *** والذي نسأل فيه العجلا

إنه سلّم لله فلم *** يلق أمر الله إلا امتثلا

يحيط بي :

قالت : أما فتا الهيامُ معذبا *** قلباً تفجر في الفضاء عناه

فملأت بالمهدي سمعي وارتجي *** خلدي الروان فمنيتي رؤياهُ

سبحان من ألقى بصدرك حبه *** حتی بصرت فما عشقت سواه

لا تسأليني عن لطائف روحه *** ماء الحياة ألا فما أحلاهُ

تهمي عطاياه علي مريئةً *** في كل ثانية فلا أنساهُ

ويحيط بي أنتي مضيت وإنني *** خلد يجول تحفني عيناهُ

ص: 400

هونور :

هو باب الله من يدخله *** دخل الجنة عداءٌ سبوق

وسراط الله نور ظاهر *** وسوى النور إلى الناريسوق

هو وجه الله من لاذ به *** ملأ القلب سناءٌ وشروق

قيل ألهت فأوضحت لهم : *** بين نور الشمس والشمس فروق

هوفوز:

أسمعوني عنه شيئا أنني *** لروايات لقاه أشتهي

وَصِفوا بسمته .. مشيته *** صوته .. مشرق عينيه البهي

وانشروا ( المهدي ) نوراً قصصاً *** وحديثاً زاكياً لا ينتهي

فجميع الناس خسرُ ولمن *** عاش يهواه فقد فاز به

هوالخاتم :

قيل : هل تكشف لغزاً محكماً؟ *** قلت : هاتوا جملاص مختلجة

قيل : ما الخاتم ؟ بينت لهم : *** ختم الله بنور حججه

قيل : ما العالم في العقل ؟ أجب *** قلت : مولاي يُسوي عوجه

قيل : عجلتَ فأخطأت .. أجب *** عجل الله تعالى فرجه

هو العمل الصالحة:

جعلوا في صحفي قائمةً *** من عمودين هما القسمة لي

فهنا : الشعر الذي أنشده *** وهنا : السوء ومسعى زللي

حجَّة العصر وفي قلبي من *** لطف عينيك ألاقي أملي

إن يكن لي عملُ أحسنه *** حين أرجوك ، فهذا عملي

اسمه بركة وحجاب :

وخير اسم حسن *** بأحرف الفضل غني

الحمد والحسن به *** من الندى والمنن

بمعنيين اجتمعا *** هما شفاء الزمن

ص: 401

ورُقيتي في عمري *** ( محمد بنُ الحسن)

هوالعسل:

الأمل المهدي في *** قلبي نور الشرف

وفي لساني عسل *** من منح الخلد صفي

وفي حياتي نهرٌ *** يعذب للمرتشف

وكوكب ذو ألقِ *** يضيء في الكون خفي

هوالمن العظيم:

حُبِّك المنَّ .. إن أعظم من *** علم الله ما أردت سواكا

أبعدتني يداي فيما جنتهُ *** منك دهراً وقريتني يداكا

جهل القائلون : تبعد عنا *** إنما لا يراك من لا يراكا

ضاق صدري عن حفظ سرك مو *** لاي فزدني لحفظه من هداكا

بجاه ( الزهراء ) عليكم :

رحمة الله سيدي وإمامي *** آه ما أوجع المدائح مني

إن شوقي إليك خالطه الإث *** مُ فأبقي لي الهوى والتمني

ببكائي على الحسين وحبي *** لعلي غناي في حسن ظني

وبجاه ( الزهراء ) یا ثمر الز *** هراء . لُطفاً . تقبل الحب مني

ص: 402

الفصل الرابع: شعر في القصائد الأخری

اشارة

ص: 403

ص: 404

في رثاء الإمام الحسين عليه السلام

**في رثاء الإمام الحسين عليه السلام(1)

الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله

دع عصا السير فقد نلت المني *** إذ بوادي اليمن ألقيت العصا

فالو عن وادي اللوى مع حومل *** وزرود والنقا والمنحنی

واقصر السير لما فيه المني *** فالسرى لولا المنى فهو العنا

وفي الختام :

إن هذا المصاب كلما *** مضت الأعصار في القلب وری

تعتفي كل الرزيات ولا *** يعتفي كلا ولوطال المدى

حيث قد جل الذي صيب به *** وجليل الرزء مأمون البلا

یا مدار الخلق ياسر الوری *** من لهم فصل القضا يوم القضا

لئن النصر عداني حيث قد *** قعد الحظ فلم أحضر وغی

فلساني عن سناني بدل *** أطعن الأعدا به طول البقا

ولئن أعددت نصري لكم *** مع ختام الأمر منصور اللوا

فوق طرف سابق لوشاء أن *** يصعد الجؤ بعدو ما اعتدى

يسبق الأربع في أربعة *** مثل طي الكتب يطوي للفلا

بحسام يحسم الآجال إن *** صادف الأجبال صارت كالهبا

وردیني متى اهتزَّ به *** شعب الموت وأنواع الردى

فسأوري معكم نار الوغي *** وسأروي البيض من فيض الدما

ص: 405


1- المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ، ص16-20.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله

أوتر الكفر سهاماً للهدى *** فأصاب القلب منه والقوى

ورمی عين المعالي والعلا *** وعيون الدين طراً بالعمى

وتشفى من بني فاطمة *** سادة الخلق وأصحاب الكسا

وذوي القربى ومن في فضلهم *** آية التطهير ما بين الوری

وتعالوا ندع فيهم نزلت *** وكذاك النجم فيهم والنبا

لست أنساهم وهل ينساهم *** أحد يعزى إلى أهل الولا

إذ أتى قطب العلا غوث الوری *** سبط طه في محاني كربلا

ماضية أمراً قضاه ريه *** خالق الأرض وفطار السما

ويقول في ختامها :

يا رسول الله لوشاهدته *** جثة ملقى على وجه الثرى

دامي الجسم رضيضاً صدره *** طحنته الخيل لما أن قضى

وعلى رأس العوالي رأسه *** نوره يزهو علي بدر الدجی

ونساه أيمات تكلى *** کشموس فوق أقتاب المطي

بيد الأرجاس لا غوث لها *** تشتكي بعد السبا ذل السرى

بينها السجاد مأسور على *** ما به مما يقاسي من ضني

ياله من فادح ما مثله *** فادح أوهي من الدين القوى

ومصاب هد أركان الهدی *** وبناء الشرك علا والغوى

ما له غوث سوی غوث الوری *** حجة الله الحسام المنتضی

صاحب الثار الذي أخره *** ربه للثار من أهل الخنا

ربنا عجل لنا طلعته *** وأزل عنابه كل العنا

ص: 406


1- ریاض المدح والرثاء ، ص 408-406

وبه خذثار آل المصطفى *** من بني حرب وأصحاب الهوى

آل بيت المصطفى والمرتضى *** شفعاء الخلق في يوم الجزا

خلّصوا القسن علياً عبدكم *** من عذاب وبلاء وأذى

واشفعوا فيه وفي آبائه *** وبنيه ومود ذي وِلا

وصلاة الله تغشاكم معاً *** ما سجي ليل وما صبح بدا

ص: 407

مدح الإمام العسكري علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

سطع الفجر مشرقاً بالضياء *** وتلالا بطية النوراء

وتجلّى الصباح عن مولد الط *** هر أبي القائم البهي الرواء

وتهادى الزمان في حلل الن *** ور بصبح معطر الأجواء

غمر النور طيبة الوحي والبي *** ت استنارت أرجاؤه بالضياء

والصفا نورت ونورت المروة *** والحجر مزهر بالبهاء

مولد عطّر المدائن حتى *** غمر الطيبُ ساكنَ الصحراء

ويقول في آخرها :

من إله رُشِّحت للأمرتسمو *** لمقام الإمامة العصماء

وأبوك الهادي الذي فاق قدراً *** وتسمای علی ذرى الجوزاء

وابنك القائم المرجي سيحيي *** بعد محوٍ شرائعَ الأنبياء

هو شمس الزمان بعد انسدال ال *** ليل مأوى العاني محط الرجاء

هو للحق حافظ سره الأق *** سدس حصن الشريعة الغراء

سوف يمحو الظلام عن أفق الدن *** يا وتعلو راياته في الفضاء

سيلوذ الأنام منه بكهف *** وارف الظل وافر النعماء

سيقيم الميزان قسطاً وعدلاً *** يظهر الحق بعد طول اختفاء

عجّل الله يومه يخروج *** فيعمّ الهناء بعد العناء

ص: 408

مصائب النبي صلی الله و علیه وآله وأهل بيته علیه السلام

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله(1)

أبدى الزمان لنا العجائب *** وانصاع يأتي بالغرائب

مارث منه مصيبة *** إلا أجدّ لها مصائب

لكنه أمضى بأك *** رمها لأشأمها مضارب

فتاوبتهم مثلما *** شاءت حوادثه نوائب

فندت شموس هدى الوری *** بشرى ضلالتهم غوارب

أغرى بنيه على الرسو *** ل وآله الغر الأطايب

فتأهبوا لذهابهم *** بالبغي في كل المذاهب

قذفوا النبي بمحنة *** شابت لذكراها الذوائب

منعوه عمّا شاءه *** كهلاً وطفلاً وهو شايب

حتى قضى وبقلبه *** من نار غيظهم اللواهب

فتزعزع السبع الشدا *** د ونكّبت منها المناكب

لولا الوصي لأظلمت *** منها المشارق والمغارنب

فعدد مصائب النبي صلی الله و علیه وآله وأهل بيته عليه السلام إلى أن قال:

واعتدّ معتمد لخف *** ض العسكري بكل ناصب

حتى سقاه السم فان *** سدّت له سبل الرواتب

لولا ابنه نور الخلا *** ئق ما اهتدى للحق طالب

يهدى بغيبته ولا *** شمس الظهيرة في السحائب

فإلام هذا الانتظا *** ر ونحن للبلوى مضارب

نصبت لنا أم الخطو *** ب بكل ناحية مناصب

ضاقت مشارقنا فسر *** نا للضيا فإذا المغارب

ص: 409


1- ديوان السيد الخطي ، ص 78-84.

ثب يا وقاك الكون مع *** ماقد حوى يا خير واثب

قم ثائراً في أخذ ثا *** رات الطفوف لآل غالب

فلقد صُلي فيها أبو *** ك وصحبه بأحرّ لاهب

حرّ الظما ولظى الوغى *** والحبس من كل الجوانب

حتى أبيد الناصرو *** ن وظل ما بين الكتائب

فرداً يوم الجمع يح *** مي عن ذرى أعلى المراتب

لا الأسد تحكيه ولا الس *** مر اللدان ولا القواضب

أجرا من الأساد أن *** نفذ من قناً أمضى مضارب

حتى تجلّى ربه *** فانحطّ منعفر الترائب

ملقي يحاول نزع سه *** م من ورا مهواه ناشب

مجرى العادية الخيو *** ل ترضّه مجرى المعاقب

وأخذفي ذكر ما جرى على الإمام الحسين علیه السلام وعلى عياله ويتاماه من بعده، إلى أن قال في الختام على لسان السبايا يخاطبن الإمام الحسين علیه السلام :

أغريبُ ذادَتنَا العدى *** عن ورد ذكرك كالغرائب

نبكي فنضرب ثم نم *** سك خوف شجوك أو تعاتب

حسری نخمّر بالأيادي *** والسياط لناعصائب

ما زالت الأرزا تف *** صّ بنا وتترعنا السباسب

حتى وصلنا الشام لا *** شامت من الهامي سواكب

وأتى الجليل لها بمن *** يلقي عوامرها خرائب

مولى إذا ماقام تت *** لوه الملائك بالكتائب

فإلام يا ابن العسكر *** يّ وللشجا في القلب لاهب

سخرت بنا الأعدا فلا *** حامٍ يحوط ولا مراقب

هذاك يجذب جانباً *** منّا وذاك له يجاذب

فانهض فليس سواك صا *** حبَ أمرنا في الناس صاحب

وعليكم الصلوات ما *** نجحت بذكركم المطالب

ص: 410

مصائب کربلاء

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله (1)

ما للحشا لهباً يشبُّ *** والعين بالقاني تصبُّ

والأذن لا تصغي لمن *** يُثني عليها أو يسبُّ

أصابها خبزغدا *** عن وقده النيران تخبو

خبر الطفوف فذاك في *** قلب الهدى للحشر شعبُ

ألقى على الإسلام دا *** ءَليس ينجع فيه طبُّ

وأطاف منه عليُّ عا *** كفة الهموم فماتغبُّ

إلى أن قال :

لله هيبته التي *** يرمي بها الشجعان رُعب

واشتاله ابن جلا الوغى *** والقوم للجلاء هبّوا

ولكَم خطوب جللت *** به وجُل بلوى الناس خطبُ

فمتى نرى رايات رَ *** بّ الثأر يطلعهن غرب

يحملنه قب الجيا *** د سلاهب بالنقع شزب

من حوله أبناء غا *** لب عصبة في الروع غلب

ووراءهم لذوي المروءة *** جحفل كاليم لجب

ويمدنا من بأسه *** ما لا تقيم عليه هضب

فيشيدها عدلاً ويه *** دم ما بنی تیم وحرب

ونعود نغصب غاصبي *** نا حقنا والدهر غبَّ

ونجر أعلى الشهب أذ *** یالا تقبلهن شهب

ونكرّ تلك الكرة ال *** بيضاء والأعداء غُضب

فانهض أو امنحنا الدعا *** فدعاء غيرك فية حجب

وعليكم الصلوات ما *** حطت للثم ثراك ركب

ص: 411


1- ديوان السيد الخطي ، ص 85-89.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

**الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله(1)

هو الحظ والدنيا لمن لم يغالب *** فما الرزق مدروك بجد وطالب

ولكنها الأقدار تجري مساءة *** لحروفوزاً عند نهب المعايب

ويقول في ختامها :

مصاب لعمر الله دكت به العلى *** واهبط منها ساميات الشناخب

أبي أن يرى هدياً من الدين واضحاً *** وأن لا يرى إلا ضلال المذاهب

غداة أصيب المصطفى من أمية *** على البغي في أبنائه والأقارب

رويداً بني صخر ابن حرب فإنكم *** رهاین ما أسلفتم في العواقب

فأين بكم ينأ المدى عن مهذب *** يحل المواضي في محل العصایب

زعيماً على الأقدار لم يخش مذهباً *** لفاو رجيم أو لعار مغالب

فلا العذر مسموع ولا القول نافع *** إذا ما تجلى بين دهم الكتايب

وطاف به من كل قوم كرامهم *** وجاء الموالي قاذفا بالمجانب

رأيتم لناغراً كأن صفاحهم *** صفاح بروق في ظلام الغياهب

وصيداً يمدون العواسل بالخطى *** ويجرون فوق الهام بيض القواضب

فوارس من نصر ابن سعد أعزة *** على الفضل ضرابون حدب الضرايب

ردينية شوس أحيطت بمثلها *** وجاءت لها أسيافها بالمناقب

أولئك قومي والذين أعدهم *** لريب الليالي والخطوب النواكب

هنالك تبلى كل نفس بما جنت *** ويأخذ منكم ربها بالذواهب

بني أحمد إن فات نصركم بدي *** فما فات مني بين منش وخاطب

فدونكم من عبدكم مطمئنة *** بحبل الولا لم يغشها قول كاذب

ص: 412


1- جميع قصائد الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله له المنقولة هنا ، أخذت من ديوانه المخطوط في مكتبة العلامة الشيخ عبد الحميد الخطي رحمة الله.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

السيد محمد الفلفل ولد رحمة الله

**السيد محمد الفلفل ولد رحمة الله(1)

إلام عن سبل الشجا باهت *** وأنت في أهل البكا سابت

سمعاً حديثاً لم يطق سمعه *** والقلب من دهشته باهت

أي مصاب هد ركن الهدى *** والصوت في الجهر به خافت

مصاب يوم الطف يوم به *** من كلم الموتى له ساكت

یا یوم عاشوراء ما عدت لي *** إلا وشوك الوجد بي نابت

ولا تذكرتك إلا بدا *** بي ما به ينبسط الشامت

إلى أن قال :

أيخضم الباطل نبت الهدی *** طوراً وأوراق الهدی حاتت

ويصعد البهتان أعواد من *** يجل أن يبهته الباهت

حتام ذو الكرة والمرتجي *** عمن يرجى نصره ساكت

بدت بنا الأعداء غللاً فما*** ظل لها من غلّها بائت

قد أسعرت فينا لظى شرها *** فاحترق المورق والنابت

وأشمتت فينا عدى ديننا *** بالفتك حتى عيد السابت (2)

بتت حبال الدين بل أسرفت *** في البت حتی سئم الباتت

فنحن رأي العين ما بينهم *** كأنما ينحتا الناحت

فقم فداك الخلق أدرك فإ *** ن الحق إن لم تدركوا فائت

صلى عليك الله ما إن بكم *** يُقنت حتى يقبل القانت

ص: 413


1- ديوان السيد الخطي ، ص 96-98.
2- إشارة إلى اليهود الذين يسبتون .

في رثاء الإمام الحسين الطبيعية

**في رثاء الإمام الحسين الطبيعية(1)

الشيخ فرج آل عمران

إلى متى يا ابن طه نرقب الفرجا *** منكم وقد سلبت منا العدى المهجا

لله صبرك ماهذا القعود أما *** آن الظهور فذا ليل الظلام سجا

قم واملأ الأرض قسطاً مثلما ملأت *** جوراً وقوّم بماضي عدلك العوجا

قم واطلب الثار من حرب وحزبهم *** من الأولى وترروا آباءك الحججا

قم وانتضِ البيض من أغمادها وأثر *** بالعاديات إلى جوالسما الرهجا

وأوړ ناروغي بالموريات إلى *** حرب العدا واملأ الدنيا بها وهجا

وبالمغيرات يا نجل الأغرأغر *** على الأعادي إلى أن تدرك الفلجا

عليهم ضيّق الرحب الفسيح فكم *** عليكم صيّروه ضيقاً حرجا

واحصد رؤسهم وافرِ النحور فكم *** رأس لكم حصدوا بل كم فروا ودجا

واستأصل القوم من كهل ومن يفن *** ومن شباب ومن طفل فلا حرجا

فكم لكم من شيوخ في الطفوف قنوا *** وكم شباب تقى أردوا وكهل حجا

وكم لكم من مصونات هتكن بها *** منهم وقد ملؤا أحشاءهن شجا

وقد أذاقوا بيوم الطف طفل أبي *** ك السبط حرسهام حزت الودجا

غداة جاء أبوك السبط يحمله *** كوكب وأبوك السبط بدر دجا

فقال يا قوم أرووا الطفل من عطش *** فقلبه من لهيب الهيف قد نضجا

ففوقوا نحوه سهماً أصيب به *** قلب الهدى قبل أن يفرى له ودجا

فسال من دمه في كف والده *** فزجّه وإلى نحو السما عرجاً

ولو على الأرض منه قطرة وقعت *** لما رأيت بها أمتاً ولا عوجا

ثم انثى السبط يحمي عن مخيمه *** إذ كان كل محام عنه قد درجا

فشب ناروغي من ومض مخذمه *** حمراء قد ملأت أفق السما رهجا

ص: 414


1- ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق ، ص 15-16.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

أحلمك رضوی یا بن أحمد راسخ *** وصبرك لم يوجد له قط فاسخ

أتصبر والإسلام منخفض اللوا *** برغم العلا والكفرعال وشامخ

وقد خفي الدين الذي جاءنا به *** نبي لأديان النبيين ناسخ

وشيعتكم يابن النبي كماتری *** سيوف عداها من دماها نواضخ

فحتى متى تأتي وفي الكف أبيض *** لموع لليل الجور والظلم سالخ

وكيف تلذّ الغمض أو تالف الكرى *** وحولك يدعو مستغيث وصارخ

أتنسى مصابا هُدَّ من أجله الهدى *** وهُدت له الشم الرواسي الرواسخ

وناحت جميع الأنبياء له أسي *** وفي قلب كل منهم الهم راسخ

وأحمد خير المرسيلن وحيدر *** وكل وصي دمع عينيه ناضخ

وفاطمة الزهرا ومريم سارة *** وآسية والحور حزناً صوارخ

مصاب أبيك السبط في طف كربلا *** غداة قضت شبّانه والمشائخ

وعمک عباس الكمي أصابه *** عمود لرأس المجد والدين فاضخ

فظل وحيداً لا حبيب یُعينه *** ولا ابن أخ يحمي ولا أبنٌ ولا أخ

فراح عن الدين الحنيف مجاهداً *** يصول ومنه الحلم كالطود راسخ

ص: 415


1- ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق ، ص 22-23.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله

أرى العلياء ملقية القياد *** لمن جافي الجنوب عن الرقاد

دری أن العلا تأبي كسولاً *** فقام لها على ساق اجتهاد

فدع يا لائمي لوحي فنومي*** على ضيمي كنومي في القتاد

أرى أن المنية في اعتزاز *** ألذ من الدنية في انتكاد

إلى أن يقول :

فيا مولى الزمان ومن مطيعاً *** له ألقى زمام الانقياد

الأنت المرتجى للثار إذ لا *** سواك بمنقع غلل الصوادي

متى تروى حدادك من دما مَن *** أراق دماءكم فوق الحداد

وتجري الجرد تسبح في بحور *** جرت بنحور هند مع زياد

فهبّي يا أمية ما المواضي *** وإن طال المدى ذات انغماد

وبوئي باكتساء سواد ذل *** ونوئي باحتساء ردی معاد

يجددّه عليك مليك عز *** بأحداث على المولى جداد

فدونك يا شهيد الطف منّي *** شهادة مخلص في الاعتقاد

بأن وليكم لي كان مولى *** ومن عاديتم فله أعادي

ص: 416


1- ديوان المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ، ص36-41.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

من ناشد ذاك الغزال الأغيدا *** جمع النفور به وكان مقيدا

أم من يذم على الحشاشة بعدما *** جعل القلوب كناسه فتصيّدا

ويقول في ختامها :

يا جد قد بلغت أمية ماهوت *** فينا وأبدت ضغنها المتوقدا

خطب تخف له الجبال عرى الهدی *** من ليل ظلمته الظلام الأربدا

فإلام تعتلج القلوب مضاضة *** والأمر بعد قضائه لن ينفدا

حتى يقيم عماد دين محمد *** ملك تأزر بالمكارم وارتدی

يلوي له الزمن الشبيبة يافعاً *** من بعدما استاف الثرى وتأودا

ملك يدين له القضاء طواعة *** ويرد مما يقتضية المحصدا

في صبية للموت كم وردوا الردى *** شغفاً متى تقع الصريخ منددا

يمشون في ظل الرماح إلى الردی *** مشي الظماء رأينَ يمَّ الموردا

ويجلجلون له بكل كريهة *** صوبا باديّ الدماء متوردا

ويرون ورد الموت أوفي مغنما *** يحظى به الداني ويشقى من عدا

فكأنهم ض ربوا إلى ميعاده *** وقتاً ينال به الرشاد ويقتدى

وفوارس زحموا الهياج بأنفس *** طلعت على فعل المنية موئدا

وإذا تجهم للكتايب عارض *** جلبوا عليه مبرقاً أو مرعدا

جيش تحف به الملايك طالع *** بالنصر تحتلب الردى و القرددا

تقتله الخرصان حتى ترتوي *** وتظله العقبان حتى ترغدا

جند تقدمه النسور وحوله *** صحم الأراوي لا يسعن الفدفدا

وتكاد تشتبك المسامع غدوةً *** لرجيح ما صعقت ملائكة الهدی

وكأنني فيهم بغرعصابة *** منايردن الموت أني غردا

ضربوا رواق المجد فوق سرداق *** من بأسهم وغشوه حيث تهدا

ص: 417


1-

وتسربلوا قمص العلا وتقمصوا *** ثوب العجاج إلى العلا متوقدا

فهم السعاة إذا العشيرة قصرت *** وهم السراة إذا الدليل تبلدا

أيه بني الحسب الأصيل وغاية الش *** رف الأصيل ومنتهى أمد الندى

ومهابط الوحي الكريم وعيبة *** العلم القديم ومن لهم شرط البدا

ياسر أحمد خيرة الله التي *** اختيرت فطاولت الزمان السرمدا

ما كنت أقلع عن هواي إليكم *** أبداً وإن عذل العذول وفندا

ص: 418

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله

إلامَ وحتامَ انتظار الورى المهدي

وحتامَ لا ينضى الفقار من الغمد

ألم يأنِ للشمس المنيرة أصبحت

من الغرب وافت بالهداية والرشد

ألم يأنِ للروح الأمين مبشراً

ألا ظهر المهدي إلى ذا الوری يهدي

ألم يأنِ للبيض الصوارم والقنا

تروّى من الكفار ذي النصب والحقد

ألم يأنِ للأخيار تشفي نفوسهم

من الظالمي أهل الرسالة والمجد

ألم يأنِ أن تشفي قلوب تصرّمت

من الجور والطغيان والهم والوجد

ألم يأنِ تجلى القلوب من العمى

بطلعة من يجلو العمى والقذا المقدي

ألم يأنِ أن نلقي بقية رينا

فنأخذ ثارات مضت في بنى هند

عشية جاء السبط سبط محمد

بأقمار تم ضمها فلك السعد

فخيّم في أرض الطفوف بكربلا

النهي لمنكور وأمر إلى الرشد

ص: 419


1- مخطوطة ديوانه ( جنات تجري من تحتها الأنهار ).

قضى نحبه بالسم

**قضى نحبه بالسم(1)

الملا حسين الشبيب حجله

يقول مستهضاً صاحب الزمان علیه السلام مبتدئاً برثاء الإمام الباقر علیه السلام:

علی باقر العلم الإلهي محمد *** بنار الأسى يا نار قلبي توقدي

ولا تسأمي طول الكآبة والبكا *** ولا تألفي لسين المهاد بمرقد

ونوحي على من ناحت الأرض والس *** ما عليه وللهادي بنوحك فاسعدي

وعزي عليا والبتولة فاطما *** على خير داعٍ لللإله ومرشد

إلى أن يقول :

تعاوت عليها عصبة الغي فاغتدت *** تطل دماها في الرواح وفي الغد

فشفت آل حرب حقدها لا أبا لها *** وقرت بما نالته من آل أحمد

وثارت بنومروان بغياً عليهم *** جهاراً فأردت منهم كل أمجد

وسارت بنو العباس خلف مسيرهم *** لقتل البقايا من سلالة أحمد

فهدت عماد الدين والمجد والعلا *** بقتل المصفّى جعفربن محمد

وثنت بموسى ثم غادرت الرضا *** وعادت إلى قتل الجواد المسدد

وجرعت الهادي علياً سمومها *** وغارت لقتل العالم المتهجد

غياث الأنام العسكري فقطعت *** شظايا حشاه والأنام بمشهد

وجدّت وظنت أن تنال مرامها *** وتدرك أعلى قصدها بتقصد

لإطفاء نور الله والله قد أبى *** وأقسم إلا أن يتم نوره الذي

يقوم فيملي الأرض عدلا ومأمنا *** كما ملئت بالظلم من كل ملحد

ويفني بني حرب وآل أمية *** وأبناء مروان وأصحاب ذي الثدي

ويمحي بني العباس طراً ولا يدع *** لهم أثراً من والد ومولد

فيا نفس طيبي ثم يا نفس فابشري *** فعما قليل بالمسرة تسعدي

ص: 420


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص83-86.

ولا تجزعي من مدة الجور واصبري *** فإن ابن طه للطغاة بمرصد

كأني به فوق المطهم مقبلاً *** تحفّ به الأملاك جهراً ويبتدي

ويصلب جهراً رأس كل ضلالة *** وأشقى الورى أشقى طغاة بني عدي

متى يا ابن طه تمنح الخلق نظرة *** بها كل من والاك يسمو ويهتدي

متى نترائي نور وجهك مشرقا *** ونهتف بشرا مرحبا بك سيدي

أغشا سريعاً يا ابن سيدة النسا *** وأفضل من بالفخر والمجد مرتدي

أجرني وأولادي من الشر والبلا *** وأهل ودادي ياملاذي ومنقذي

وأسأل ربي أن يمن بحبكم *** علينا بكم يا تاج عزي وسؤددي

ويجعل في أرض الغريين مدفني *** وفي جنب ساقي الكوثر العذب مرقدي

ص: 421

مات بالسم غريباً

**مات بالسم غريباً(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

يقول في رثاء الإمام الجواد علیه السلام :

شاب رأسي بعدما ذاب الفؤاد *** لمصاب فت أكباد العباد

أحزن الرسل وأبكى الأنبيا*** والسماوات إلى يوم المعاد

وبكاه العرش والكرسي دماً *** وبكى اللوح إلى يوم التناد

إلى أن يقول :

شردوكم عن جوار المصطفى *** فرقا شرقا وغربا في البلاد

لم نجد في الأرض واد ما لكم *** فيه يا أهل الإبا قبر يعاد

أقسموا أن لا يبقوا منكم *** يا أباة الضيم للخلق عماد

كلماشع لكم بدر هدى *** غيبوه تحت أطباق الوهاد

ولكم كم ليث غاب ضيغم *** جعلوا الترب لخديه وساد

يا ابن طه المصطفى نهضاأما *** آن للصبر وللحلم نفاد

كيف تغضي والعدا لم يتركوا *** لكم حتى رضيع في المهاد

عجب صبرك يا ابن المصطفى *** والهدى أصبح مهدوم العماد

قتل الإسلام جهرة والعلا *** لبست حزناً له ثوب الحداد

يا ابن طه طال عتبي من شجا *** شبّ ما بين ضلوعي والفؤاد

وأنا خادمكم أرجو بأن *** تثبتوني في صحيفات الوداد

الأكن دنيا وأخرى فائزاً *** ويكن حبكم لي خيرزاد

إن حجبتم عن عيوني كم وكم *** لكم منزل عال في الفؤاد

والذي منزلكم في قلبه *** فيقينالستم عنه بعاد

أنتم حصني وأنتم جنتي *** ولتعم الذخرلي يوم المعاد

ص: 422


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص 99-101.

نفثة مصدور

**نفثة مصدور(1)

الخطيب علي الطويل

بيد المني آسو جراح فؤادي *** وبعزتي أسمو على الأوغاد

بالنور نور الله أقرأ للهدی *** سفراً ينير إلي طرق رشاد

بالحق بالإيمان بالقبس الذي *** لولاه موسي ما اهتدى للوادي

بمحمد حامي الحقيقة أهتدي *** لدقائق عثرت على الرواد

ويقول في ختامها :

.. أما محمد فهو خاتم رسله *** خير الورى من حاضر أو بادي

نِعمُ الإله سمت بعثرة أحمد *** نعمَ الهداة وصفوة الأمجاد

هذا إمام العصر مصباح الهدی *** روح الأنام وري قلب الصادي

قطب الوجود وركنه وجماله *** وضياؤه بل علة الإيجاد

إن النقية نرجساً حملت به *** لاريب في حمل ولا ميلاد

يوم الولادة أزهر الأيام بل *** عيد لنا من أكبر الأعياد

يا بهجة الأزمان يا ابن محمد *** يا من إليه الشوق ملء فؤادي

اسطع على الدنيا وقشّع ظل *** مة الجور البغيض بنورك الوقاد

اسطع فدين الله قد عصفت به *** أذناب مركس منبع الإفساد

اسطع فذي أذيال عفلق قد طغت *** عيثاً كدود الأرض بالأوراد

يا بدر ليلتنا وشمس نهارنا *** وملاذنا إن ناب صرف عادي

أسطع وردّ الملحدين بغيظهم *** واهدم قلاع البفي والإلحاد

يا خاتم الحجج الكرام ومن به *** نرجو إقامة ركننا المناد

اسطع عسانا أن نفيق من ال *** كرى واشحذ عزائمنا ليوم جهاد

ص: 423


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج12 ص 62-64.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

حتام تجرع من أعداك كأس أذي

ويعتري الجفن يا ابن العسكري قذي

فانهض سريعاً أمط عنا الأذى وأزل

عنّا القذى بحسام منتضى شحذا

والدين أضحى ذليلاً بعد عزته

والجبت بينهم رباً قد اتخذا

فقم معزاً لهذا يا ابن حيدرة

وخان" ومذ بالمهند ذا

حتى نرى الدين والإسلام منتشرة

وننظر الجبت والطاغوت قد نبذا

متى نراك بأمر الله تأخذمن

بني أمية ثأرا لم يكن أخذا

قم طهر الأرض وامخ الظالمين لكم

وثأرجدك منهم بالحسام خذا

إلامَ تصبريا ابن العسكري وإن

تفض جفناً عراه من أمي قذي

نسيت ماذا جرى في كربلاء على

الحسين جدك منهم من بلاً وأذى

تنساه فرداً به الأعداء محدقة

يمنى ويسرى ومن خلف أمام حِذا

تنساه مستسقيا ماءً ومهجته

من شدة الهيف والرمضا غدت فلذا

ص: 424


1- ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق ، ص 28.

حوادث الدهر

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله(1)

حوادث الدهر لا تبقي ولا تذر *** رجاء أن تغنيَ الآيات والنذر

ما غير الله عن قوم مقامهم *** إلا لهم قبل فيما كلفوا غير

يتناول فها بعض ما أصاب الأنبياء - على نبينا وآله وعليهم الصلاة والسلام - من مصائب ، وكذا بعض مصائب الدنيا الأخرى ، إلى أن يصل إلى الحديث عن المصائب التي حلّت على أهل البيت علیهم السلام ، ثم يقول في ختام القصيدة :

فحيث خاب الرجا من نصركم فمروا *** مهديكم لقيام الحق ينتصر

فالجور غاص الثرى طال السما ملأ إل ** آفاق غصّت به الأكام والخصر

یا نخبة العسكريّ انهض فشيعتكم *** لا نفع يرجى لمولاهم ولا ضرر

بِمَ انتظارك هل بعد اصطلابكم *** وذلِ أشياعكم بالثار منتظر

أم هل يسوغ اصطباراً للولي ولم *** يكن له بعد يوم الطف مصطبر

إنا لنستعجل البيضا لما ملئت *** أضلاعنا من رزاياكم ونعتذر

فاقبل وجد بالرضا والنصر يوم يقو *** م الحق ممّن لكم بالثأر قد ثاروا

فلا يخيبنّ راجيكم ولو كبرت *** آثامه وانتفى عن حظه الكبر

وإن تصاغر قدر في الأنام فما *** به لما نال من مقداركم صغر

وإن رجا فوق ما يرجو الوری فله *** بكم عقائد لا غشَّ ولا كدر

عليكم صلوات الله والملأ ال *** علويّ للخلق من غابوا ومن حضروا

ص: 425


1- ديوان السيد الخطي ، ص 200-206.

هوالآية الكبرى

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله(1)

بدت من خباها تخجل الشمس منظرا *** فأصبح جسمي بالضني متغيرا

أراعي الدراري ساهر الطرف واجماً *** ولم تكتحل أجفان عينيّ بالكرا

يمدح أمير المؤمنين علیه السلام ، ويختمها بقوله :

فأقسم بالبيت الحرام وزمزم *** معاً والصفا والمروتين ومشعرا

الأنفد عمري في مديح صفاته ال *** كرام وأهجومن عليه تكبرا

وأشنأ أعداه دلاماً وحبتراً *** وأمدح أبناه شبيرة وشبرا

ومن بعدهم عالي الذرا عابد الوری *** وباقر علم الله حقاً وجعفرا

وكاظم غيظ كي ينال به الرضا *** من الله والمولى الجواد على الوری

وهادي الملا والعسكري ونجله ال *** خليفة مَن عن كل عين تسترا

هو الخلف المأمول والحجة التي *** تقيم اعوجاج الدين بالسيف مجهرا

إذا قام فالأملاك تأتي لنصره *** إذ النصر من عند الإله تقدرا

لك الخير طال الانتظار فلم نطق *** لما قد بلينا في الزمان تصبرا

فثب يا لك الخيرات في الناس وثبةً *** لتنصر دين الله حقاً فيظهرا

أبا قاسم كم ذا البعاد وإننا *** أصبنا بكلم لن يداوي ویُسبرا

ألا أملا فجاج الأرض بالقسط والهنا *** كما ملئت ظلماً وجوراً كما ترى

فحتام نبقى ضائعين كأننا *** نعام تلاها الذئب يوماً فنفّرا ؟

فسرعان كيماتقذونا فإننا *** من الوجد نفلي بالهموم توغّرا

عليك وأباك الكرام من العلا *** سلام متى جفن الغمام تقطرا

وماناح طيز في الفصون مفردا *** وأظلم ليل والصباح قد انبری

وصلى على المختار والآل ساطح الب *** سيط ومجري الماء منها مفجرا

ص: 426


1- ديوان السيد الخطي ، ص 215-2218.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

لمن الطلول كأنهن ذراري *** دون اللوى بالسفح من ذي قار

يسفو بهن صبا النسيم وهوجة *** ولهن نكب العاصفات ذواري

ويقول في ختامها :

أسفاً على الجسد المضرج بالدما *** غرضاً لجرد الخيل في المضمار

أسفاً على الرأس المخضب شيبه *** تحنو عليه بوازع الأقمار

أسفاً على الغر الحراير أصبحت *** رهن الفواقر ما لها من جار

عز العزاء ولا عزاء وإنما *** جهد المقل سوانح الأعذار

رزء تدك له الرعان وتلتقي *** فيه الخطوب على الشفاء الهاري

يمضي الزمان وكل رزء ينقضي *** وهو الجليل ولات حین قرار

ما عنه من لجأ إلى غير الردی *** أو يوم منتظر إلى الأوتار

ملك يجعجع بالملوك ويجتلي *** قمم العلا ويبيع كل ذمار

ويعيد من هرم الزمان شبيبة *** روقا ويرغم معطس الجبار

يجري القضاء بما يريد نقابة *** نفدت أوامرها على الأقدار

وله يعود من الليالي ما مضى *** حقباً مضين بسالف الإعصار

إيهٍ أخا شكواي مما نصطلي *** ضير العنا وموارد الأكدار

خفض عليك فإنها مذخورة *** نقم تذل معاطس الفجار

إن كان قدر ما تروم من المني *** حياً فنعم مظنة الأبرار

لا تخش حادثة الليالي عند من *** ترعى النعام به عرين الضاري

عطفا بني الهادي الذين ترشفوا *** علم الكتاب وغامض الأسرار

إن كان ليس يفوز إلا خالص *** دنيا فمن لرهينة الأوزار

ومن الغداة لكم إياب حسابه *** فله المفازة من عذاب النار

أنتم أولو الأفق المبين وعيبة *** الوحي القديم ومنبع الأنوار

ص: 427

ومواضع التقوى حجاً وموارد *** البلوي نهىّ ومناهب الأقدار

ومبادئ الأكوان في التكوين *** عن فياضها ومصاير الأدوار

وأبوكم الهادي الذي شهدت له *** أي الكتاب يسابق الأخطار

ماكان كل الأنبياء وقومهم *** إلا ص نائع ج وده المدرار

هل نفحة من سيب بحر نوالكم *** يشفى العليل بها من الآصار

أرجوكم لجرائم أسلفتها *** غوثاً إذا قزالغداة قراري

بقيت جرائرها علي وأصبحت *** لذاتها مثل الخيل الساري

فإلى من العاصي يفرسواكم *** يوم القضا والحكم حكم الباري

ثم الصلاة عليكم ما جلجلت *** سحب الحيا بدوارس الآثار

ص: 428

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام (1)

الحاج يوشع البحارنة رحمة الله

زارت بليل على جنح من السحر *** فأرّج الربع منها نفحة العطر

أحيت من الشوق أياماً قد اندرست *** وعذبت أعين العشاق بالسهر

كأنما الشمس من إشراق غرتها *** بين المفارق في جنح من الشعر

كأن حاجبها قوس قد اتخذت *** سهم به حتف من تغشاه بالنظر

إلى أن يقول :

يا غيرة الله تسبي وهي صاغرة *** بنات أحمد سبي النوب والخزر

فقم تلاف لما أبقى الزمان لها *** وفكّ أسرتها من كف مؤتسر

ووار بالطف أجساداً مطرحة *** زوارها الوحش من سيد ومن نمر

حاشا يفوتك أخذ الثأر من كسل *** لكن رضيت بما يمضي من القدر

مهلاً طغاة بني الزرقا فإن لكم *** طلاب ثار كمياً من بني مضر

تحوطه فتية طابت موالدهم *** مثل المسيح ومثل الحاجب الخضر

هم الذين اصطفى الباري لنصرته *** في عالم الذر والإنشاء للصور

يسري أمام لواه النصر حيث سرى *** سير البريد إذا ما جاء بالخبر

يا حجة الله يا بن العسكري ويا *** كهف الولي وياعوني ومدخري

يا سيدي طال منا الانتظار متى *** يشفى بك الله داء العسر باليسر؟

یا علة الكون يا أصل الوجود ومن *** لولاهم ماسری سار على قدر

أنتم غياث الوری بل أنتم جنن *** لكل لاج غداة الحشر من سقر

أقسمت بالملكة الفرا وفضلكم *** وبالمشاعر والأركان والحجر

لو أنني شاهد بالطف يومكم *** أبليت عذري وقد قل الفدا عمري

إذا اعتزيت فإخوان ضراغمة *** حماة ثغر وأبناء من الخير

ص: 429


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج6 ص 115-121، شعراء القطيف من الماضين ، ص134-128.

لم تلقّ منا بنو حرب وما نتجت *** إلا لوابد آساد على ضمر

إذا تحفّت غداة الروع تنعلها *** هام الفوارس في الإيراد والصدر

شعارنا عندما نلقى العداة بها *** الله أكبرياسبحان مقتدر

وفزت في فتية فازوا بنصرتكم *** وخلدوا زمراً من أفضل الزمر

ذاك المراد ولكن عاقني زمني *** فكنت داباً حليف الحزن والفكر

سمعاً ( ليوشع ) مولاكم مهذبة *** يحلو على جيدها عقد من الدرر

رتلتها بنظام فائق حسن *** كما ترتل آيات من السور

ألبستها حللا من حبكم فغدت *** تميس شوقاً وقد جاءت على قدر

سميتها الحرة العذرا وقلت لها *** ألا أكمدي أنفس الحساد وافتخري

صلى الإله عليكم ما سرى فلك *** أو سارت العيس في الإبكار والسحر

أو عاقب الليل صبح يستضاء به *** وما تفرد قمري على شجر

ص: 430

في رثاء الحسين علیه السلام

**في رثاء الحسين علیه السلام(1)

الملا عبد الله المادح رحمة الله

جلّ خطب عرى الوجود كدورا *** يا مليك الأقدار عجل ظهورا

ظهرت في الأنام تسعة رهط *** ملأت أرحب البسيطة جورا

سعت القوم سعي أصحاب لوط *** زعم القوم سعيهم مشكورا

جاوزت حدها وزادت فسوقا *** وعتا حوبها عتواً كبيرا

فاز مع الحرب يا مدير رحاها *** واجعل الجور كالهبا منثورا

وتداركلذي الرسالة شرعاً *** ولثارات من قضى منحورا

يوم طوفان كريلا مستطير *** والهدى قام داعياً مستجيرا

وأبو الفضل داعي الله لبی *** فغدا للكفاح يعدو سرورا

مستفزاً إلى الكريهة أسداً *** ترك الجمع عزمها مكسورا

فلقت بالسيوف للكفرهاماً *** وهوت جثمّاً تسامي البدورا

فانتضى السيف للكفاح همام *** فترى الكفر يومها قمطريرا

وانجلت غمة الهياج برأس *** لرئيس يحقق التفسيرا

يعظ الكفر صادعة بمجيد *** صيّروه بأهوج مهجورا

ص: 431


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص201-202.

في رثاء الحسين علیه السلام

**في رثاء الحسين علیه السلام(1)

ملا محمد آل انتيف رحمظ الله

مصاب حمى الإسلام نسل الأطاهر

ليوم اللقا باقٍ وليس بغابر

تجلبب منه الدين حزناً وأصبحت

تهلّ له العلياء دمع المحاجر

فيافرج الله البدار فكيف ما

تبادر لأخذ الثار من كل كافر

ألم تدرِ أن السبط ظلماً بكربلا

أعاديك رضّت صدره بالحوافر

ألم تدرِ أن الشمري يوم كربلا

لقد صعدت رجلاه صدر المفاخر

ألم تدرِ أن الشمر قد حزَّ راسه

بأبيض مصقول الضرائب باتر

وعلاّه مثل البدر من فوق ذابل

بأنواره يجلو ظلام الدياجر

وإن نساكم بعده صرن حسّراً

بأسر العدا لهفي لتلك الحواسر

فلهفي لها حسرى ومالوجوهها

سوى النور ستراً حاجباً كل ناظر

ص: 432


1- مجموع مخطوط تأليف الشيخ علي المحسن وتليه مجالس بقلم الملا حيدر من الملا عبدالله الخباز ، وفي المجموع بعض القصائد ، ومنها هذه القصيدة ، والمجموع موجود لدى الخطيب الملا عبد الله الصايغ .

لا أضحك الله من الدهر ..

**لا أضحك الله من الدهر ..(1)

الشيخ حسن آل ربيع

وقال طاب ثراه مشطراً بيتي دعبل بن علي الخزاعي ومتمماً عليهما :

لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت) *** بل ليت يذهب منه السمع والبصر

لم لا ودين الهدى قد هُد شامخه *** ( وآل أحمد مظلومون قد قُهروا )

(مشردون نفوا عن عقر دورهم) *** عراهم أين كانوا الخوف والخطر

نحورهم لضبا الأعداء مشرعة *** (كأنهم قد جنوا ما ليس يغُتفر)

لو أن خير الورى المختار جدهم *** سعی بهم ما اُهينوا لا ولا قُهروا

أفديهم قد غدوا للماضيات غذاً *** كأنهم أحدثوا في الدين أو غدروا

لاسيما شهداء الطف سادتهم *** عطشى ظمايا بجنب النهرقد نحروا

بالعاديات العدا رضوا صدورهم *** لم يرقبوا الله فيهم لا ولا حذروا

بقوا على الترب صرعى لا يزورهم *** إلا الوحوش ثلاثا قط ما قُبروا

وروسهم في العوالي السمرقد حملت *** تُهدى لقوم برب العرش قد كفروا

نساؤهم سُبيت من بعد ما سُلبت *** وبالأكف عن النظار تستتر

يُشهرن في كل مصر في أشد عناً *** كأنهن بنات الترك قد اُسروا

يا غيرة الله لا حام لدين هدى *** ولا لعترة خير الخلق منتصر

يارب عجل لأخذ الثار من فئة *** جاروا عليهم ولم يخشوك إذ ظفروا

وقرَّ عيني بنصر الدين في علن *** والسر إنك يا ذا الجود مقتدر

واغفر لآبائي الماضين كلهم *** ومن مضى من ذوي الإيمان أو غبروا

وصلِّ ربي على المختار وابنته *** والمرتضى وبنيه كلما ذُكروا

واغفرلهم يا إلهي كلما اكتسبت *** جوارحي من ذنوب ليس تنحصر

ص: 433


1- ديوان ( الزهور الربيعية ) ، ص104-105.

شاب رأسي أسىَّ

**شاب رأسي أسىَّ(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

شاب رأسي أسيَّ وقلبي تفطر *** من خطوب حلت على آل حيدر

غادرتهم يد الزمان فأمسوا *** غربا نازحين في كل معشر

فرقاً أصبحوا وأمسوا شتاتاً *** مثلا في الدهور الله أكبر

كلما سال مدمعي لمصاب *** فادح جاء فادح منه أكبر

إلى أن يقول :

يا ابن يس وابن عم وطه *** وابن مردي الأسود في يوم خيبر

دمكم راح في يد القوم هدراً *** أفترضى دم الهواشم يهدر

هل تطيق اصطبار والقوم أمسوا *** يشتموا حيدراً على كل منبر

أفترضى على المنابر جهراً *** يشتموا سيد الخلائق حيدر

ولئن أصبر الخلق أيوب *** يا ابن طه فأنت والله اصبر

أعلى مثل ذي تنام وتفضي *** ولقد كان منه أدهى وأكبر

يا ابن حامي الحمى أغثنا سريعاً *** عظم الخطب والبلا قد تطور

أدخلوا جدك العليل أسيراً *** مجلس الرجس والفواطم حسّر

وغدا بالقضيب يقرع ثغراً *** ساد فضلاً على البرايا ومفخر

ثغر من صاغه الجليل إلى العرش *** زينة كان فيه من عالم الذر

أفصبراً يكون من بعد هذا *** أو ترى إن صبرت للقوم تعذر

يا ابن طه عذراً إليك فإني *** لك لا زلت دائما أتعذر

طال عتبي لفرط حزن عليكم *** ناره في جوانح القلب تسعر

ورجائي منك القبول فحظي *** عن مرامي وغاية القصد قصر

وأنا خادم لكم وفقير *** بك لاجٍ ومستجير ومضطر

ص: 434


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص 76-79.

ىصارخ واقف بجاهك أرجو *** كل أعمالي القبيحة تستر

والمعاصي وسيئاتي جميعاً *** وجميع الذنوب تمحي وتغفر

وحياتي س عيدة ومماتي *** في الغريين عند مولاي حيدر

هذه حاجتي وغاية قصدي *** أُسقَ من كف حيدر ماء كوثر

وصلاة الله تترى عليكم *** لم تزل دائما إلى يوم نحشر

ص: 435

یا صاحب العصر

**یا صاحب العصر(1)

الملا حسين الشبيب رحمة الله

قال في رثاء الإمام العسكري علیه السلام :

يا نفس ذوبي يا حشاي تفطري *** حزنا على الحسن الإمام العسكري

واجري المدامع يا عيوني حسرة *** وعلى الخدود من المحاجر فامطري

وابكي لمن بكت السماء لفقده *** شجوةاً وناح له سماك الأزهر

وبكت له الأملاك في ملكوتها *** والدين أصبح وهو دامي المحجر

الله أكبر كيف غادره الردى *** واصطاده شبك الظلوم المفتري

إلى أن يقول :

یا صاحب العصر أحسن الله العزا *** لك في أبيك سليل طه الأطهر

قد جرعوه القوم كاسات الردى *** فقضى شهيداً والأنام بمنظر

ولئن صبرت لهذه ونظيرها *** فأنا وحقك جف بحرتصبري

فإلى متى يابن النبي أما ترى *** كل ابن أفّاك عليكم يجتري

نهضاً فما ترضى العلا بدمائكم *** هدراً يكون وكسركم لم يجبر

أفلا يهيجك أن أهلك قد قضوا *** مابين مسموم وبين معفر

ومجدل فوق البسيطة عارياً *** ملقى ثلاثاً في الثرى لم يقبر

شلوا مغاراً للخيول ورأسه *** كالبدر يزهر فوق رأس السمهري

فانهض فدتك نفوسنا وامحُ العدى *** طراً ولا منهم تدع من مخبر

تا الله ماحرب وآل أمية *** جمعاً يساووا شسع نعل الأكبر

كلا ولا نرضى بهم عوضاً بما *** من قاسم نالوا بظفر الخنصر

فانهض ولا تبق عليهم إنهم *** والله ما أبقوا لكم عيشاً مري

آلوا بأن لا يبقى منكم سيّد *** بالتاج يعلوفوق هام المنبر

ص: 436


1- ديوان الشبيب ، ج 1 ص105-108.

بل توّجوا روس الرماح بروسكم *** والمسلمون بمحضر وبمنظر

الله أكبريالها من نكبة *** في المسلمين وياله من منكر

يا بن النبي المصطفى حزني لكم *** أجري عتابي في دوام الأعصر

عذراً إليك ففي فؤادي قرحة *** قد أوهنت كبدي وأدمت محجري

ورجاي منكم أن تكونوا لي حمى *** من كل حادثة دوام الأدهر

ولواء نصر أستقيل بظله *** طول المدى والفوز يوم المحشر

ص: 437

الإمام العسكري علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

يا أيها الحسن الأغز *** أبو( الإمام المنتظر)

قد عشت في حكم الطُ *** غاة مُعذَّباً لا تستقر

بالبغي أودعت السجون *** ولم تزل غصناً نضير

غض الشباب منوَّراً *** في عرف طيب كالزهر

ولك الإمامة في البري *** ة من قريش أو مضر

وبنور علمك يُستضاءُ *** وتنجلي ظُلَمُ الكدر

ويقول فيها :

يا ويلهم قتلوك مسم *** وماً وقد نفذ القدر

هذا الزمان بيوم مو *** تك كله رهن الخطر

هذا ( سليلك ) خائف *** متسترخوف البشر

قد غاب غيبته الطوي *** لة والبرايا تنتظر

* * * * *

یا ( آلَ أحمدَ) لم ينل *** من مجدِكم باغٍ أشر

أنتم خلائفُ ( أحمد) *** وبكم تتزلت السور

أنتم عِمادُ الشأتي *** نِ ومعدن الوحي النَّضر

بالسَّمِ بعضُكُم قضى *** والبعضُ للآفاق فَر

والسيفُ كم من هاشميُّ *** حزِّ رأساً كالقمر

تلك الذوائب من قري *** شِ والميامين الغرر

لم تلف مأوى في البلاد *** وجدهم هادي البشر

* * * * *

فسل البنايات الشوا *** مخ كم بها حيَّ قُبر

واسأل بني العباس هل *** لهم بمنقبة خبر؟

شادوا عروشاً باسم آل *** محمد كي تستقر

ص: 438

وبنوه مضطهدون في الأو *** طان لم يجدوا مقر

مهلاً بني العباس فالد *** نيا وإن بسمت غِير

أين الأولى شادوا المما *** لك ؟ هل بقي منهم أثر؟

سيقوم من آل النب *** يَّ مُغيَّب خلفَ الستر

يزجي الكتائب للجها *** دِ، بذا جرى قلم القدر

ص: 439

أقمارُ شعبانا

السيد ضياء الخباز

بشعبانَ يزهو جيين الْقَمَرُ *** بِنُورِ أَبِي الْأَوْصِيَاءِ الْغُرَرِ

وَ فِيهِ ارْتَدَى الْكَوْنِ ثَوْبِ الْوُجُودِ * * * وَ لَولَا الْحُسَيْنِ لِمَا قَدْ ظَهَرَ

تَجَلَّى فَكَانَ جَمَالِ الْإِلَهُ *** فَمَا الشَّمْسُ مِنْ نُورِهِ وَ الْقَمَرِ

بِهِ لَاذَ فُطْرُسَ فِي مهده *** وَ كَسْرِ جَنَاحَيْهِ مِنْهُ انْجَبَرَ

وشع أَبُو الْفَضْلِ فِي أَفْقَهُ *** فَلَمْ يَبْقَ غيهب إِلَّا انحَسَر

كَسَاهُ الْإِلَهُ بِثَوْبِ الْجَمَّالِ *** فَكَانَ مَدَى الدَّهْرِ أبهى قَمَر

وَكَّلَ مَعَانِيَهُ فيو انطوت *** فَلَوْلَاهُ وَجْهِ الْجَمَّالِ اسْتَتَر

وَ لَكِنْ تَجَلَّى لِأُمِّ الْبَنِينَ *** وَ مِنْهُ جَمَالِ الْوُجُودِ انتشر

ولا عَلَى الْأُفُقِ زَيْنُ الْعِبَادِ *** وَ غَيْثَ فيوُض الْإِلَهُ انهَمَر

فَطَأْطَأَ كُلِّ بَهَاءُ إِلَيْهِ *** لِأَنَّ الْبَهَاءِ عَلَيْهِ انتَثَر

لَهُ تفنات تَعْلَمُ مِنْهَا *** مَعَانِي الْخُضُوعِ جَمِيعِ الْبِشْر

لَهُ تفنات تُضِي ءُ الْوُجُودِ *** وَ مِنْهَا اسْتَمَدَّ الشُّعَاعُ الْقَمَر

وَ كَفَاهُ حَتَّى وَ إِنْ غلتا *** تخطان مماشا بلوح الْقَدْر

أَيًّا شهرشعبان فقت الشُّهُورِ *** لِذَاكَ اصْطَفَاكَ نَبِيِّ الْبِشْر

تألقت فَخْراً بِثَوْرِ الْحُسَيْنُ *** وَ مِسْكٍ ختامک بالمنتَظَر

إِمَامُ وَ إِنْ غَابَ خَلْفَ السَّحَابِ *** وَ لَكِنَّ لَهُ كُلُّ آنَ أَ تَر

فَسُبْحَانَهُ ظَاهِراً فِي خُفَّاهُ *** وَ سُبْحَانَهُ خافياً قَدْ ظَهَر

بالطافه رِزْقِ كُلِّ الوری *** وَ بِاسْمِ عَلَا الْوُجُودِ اسْتَقَر

قم المقدسة

ص: 440

رثاء الإمام الرضا علیه السلام

**رثاء الإمام الرضا علیه السلام(1)

الشيخ رضي المحروس رحمة الله

عيشي تنغص والفؤاد تمرضا *** من فادح أشجى فؤاد المرتضى

وكذلك الزهراء شقت قلبها *** لغريب طوس إذ رمته يد القضا

ماتت شريعة أحمد لما قضى *** من كان خالقه الأوامر فوضا

فتكورت شمس الوجود لفقذه *** ولذا السرور عن الخلائق أعرضا

والأرض كادت أن تميد بأهلها *** والطيرقد ضاقت به رحب الفضا

والجن قد خدشت عليه خدودها *** وعيونها مقروحة لن تغمضا

الله أكبرياله من فادح *** وجليل خطب ما له زمن انقضا

كيف اصطبارك سيدي لم لم تقم *** أو ما علمت بأن جدك قد قضى

قتلوه مسموماً فدتك حشاشتي *** وغريب داريا خليفة من مضى

قد أختشي والله يا علم الهدى *** من أن يقال سكوتكم عين الرضا

ولكم سيوف لو أردتم غمدها *** في كل أفاك لما حال القضي

هذا لعمرك إن تصعب رزؤه *** في خاطري وجوارحي قد أمرضا

فيهون عندي إن ذكرت لأسرة *** كانت الخيل الأعوجية مركضا

أيسوغ صبرك والفواطم حسرا *** ورؤوسهن لكل عين معرضا

وكريم جدّك فوق عسّال له *** لحظات عين أن تهيد أومضا

لنسائه وهو الغيور على التي *** كرمت بسيف المصطفى والمرتضا

أين الشهامة والحمية فيكم *** أين الشجاعة يا خليفة من مضى

أين العتاق الجرد في رهج الوغا *** أين السيوف المرهفات اللمضا

أين العزيمة فيكم أين التصبرمن *** كم إن شئتم شاء الإله وفوضا

لا عذر عندي أو أرى لك طلعة *** قد ضيقت من بعدكم رحب الفضا

ويكون عزرائيل طوعا لأمركم *** ما أن أردتم قبضه لكم قضي

خذها ابن موسی واقبلوا من عبدكم *** محروسة إن كان في هذارضا

صلى عليكم ربكم ياسادتي *** ما إن بدا نجم وما قمر أضا

ص: 441


1- مجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي .

أللراعبية بالأجرع

**أللراعبية بالأجرع(1)

الشيخ حسن التاروتي رحمة الله

أللراعبية بالأجرع *** صبابة وجد فلم تهجع

أم استوجدت وأتت مورداً *** تمضمض فيه ولم تجرع

أجارتنا لیس دعوى الأسى *** بأن تخضبي الكف أو تسجعي

... سلي إن جهلت ولما تعي *** بأن ابن فاطمة قد نعي

غداة رأى الدين في حاملِ *** يجر قناه ولم يرفع

وداعٍ دعاه ائتنا للهدى *** ولم يك هيابة إذ دعي

فأقبل في بطن فضفاضة *** وفي ظهر عبل الشوى أروع

ومن حوله تبع إن دعا *** فما حمیرمن دعا تبع

كأن النجوم بهم تهتدي *** إذا حلها البدر في مطلع

وفي ختامها يقول :

أمية ماذنب أشقى ثمود *** ولا زلت النعل من تبع

كدَّم النبوة لماصبغ *** تِ به حاقد الناب والأضلع

وأيدي الإمامة هذي أسرتِ *** وهاتيك آليتِ أن تقطعي

فبوئي بها كجناح الغراب *** بوجهك سوداء لم تقلع

إذا شاء أنفك من عارها *** يفكّ الخزامة لم يسطع

إذا ضحكت عندثار الحسين *** ضباً لاهتزاز قناً شُرَع

وكبر فيها كأسد العرين *** رجال وأوشك أن تسمعي

وقام بها ملك للقضا *** بمقدمه قدم الأطوع

فلم يدع ماقال ذاك امضه *** ولم يمض ماقال هذا دعي

فأين مفرك من بأسه *** وقد أصبح الحكمُ المدعي

ص: 442


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص 62-68.

فحسبك إن قام في موقف *** وصلت به البيض أن تركعي

هنالك ما الغيظ ملء الصدور *** ولا جذوة الوجد في الأضلع

ستقفوه منا وأكرم بنا *** كرام الولادة والمرضع

فياصفوة الله آل الرسول *** وأسبابه اللائي لم تقطع

ويا أصل موجودهذا الوجود *** ولطفاً من المبدأ المبدع

وباب رضاه الذي من أتى *** بحاجته منه لم يمنع

جعلتكم سادتي وجهتي *** إذا قلت ياخیرمولی دُعي

بلاغ الأماني ونيل المنى *** بدنياي والأمن في مفزعي

فعبدكم حسن الظن في *** صنايع فضلكم الأوسع

وإنيَّ منكم وفيكم بكم *** عليكم إليكم فكونوا معي

كشفت قناعي في دينكم *** وما دين غيركم مقنعي

رضاكم أماني وإن أصبحت *** ذنوبي كرضوى فلم أجزع

ألا يا صلاة مديم الصلاة *** إذا بدأت بكم فارجعي

ومن طرب ياسلام السلام *** بروضة أرواحهم رجعي

ص: 443

رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**رثاء الإمام الحسين علیه السلام (1)

الشيخ محمد آل نمر رحمة الله

لهاشم يوم الطفثار مضيَّع *** وفي أرضه للمجد جسم موزع

هجعتِ فلاثار طلبتيه هاشم *** ونمت فلا مجد لك اليوم يرفع

وهذي بنو حرب أدارت لك الردا *** كؤوساً ولا كأس بك اليوم تجرع

وتلك الضبا اللاتي شحذت حدودها *** لأنف الإبا من مجدك اليوم تجذع

وتلك القنا اللاتي أقمت كعابها *** بصدر العلى من عزك اليوم تقرع

وتلك الجياد اللاء أنت ملكت من *** أعنتّها الأعضا أتتك تقعقع

فنهضا فإن العز أن تنهضوا لها *** وإلا فإن الكف للنفس أنفع

سننتم بيوم الفتح صفحاً فأصبحت *** نساء بني حرب من السبي تمنع

إلى أن يقول :

كأنكم بالفتح سقتم نساءها *** .. .. .. .. .. .. .. ..(2)

أليس بذاك اليوم أضحت رجالها *** بعزك تُؤوي من تشاء وتمنع

فما بالها أرخت ملابد بغيها *** على رقمها كيما تطاع وتسمع

وهبّت بسلطانٍ تَوطد بالضبا *** وبالسمر منكم أسّه لا يزعزع

وسامتك يوم الطف أن تضرعي لها *** لها الويل مانيل السموات أمنع

فتلك على حر الصعيد سراتكم *** كهول وشبان وآخر رضع

فبعداً إذا لم ترهبوا الأرض فزة *** تزيل الجبال الراسيات وتصدع

ص: 444


1- مجموع مخطوط تأليف الشيخ علي المحسن وتليه مجالس بقلم الملا حيدر ابن الملا عبدالله الخباز ، وفي المجموع بعض القصائد ، ومنها هذه القصيدة ، والمجموع موجود لدى الملا عبدالله الصايغ، يلاحظ أن العلامة العمران رحمة الله أورد من هذه القصيدة في (ج3 ص132) من الأزهار الأرجية (27) بيتاً ونقلها عنه الشيخ الشيخ حسين الصباح في ( الشيخ محمد آل نمر العوامي .. فيوضات وجوده وإشراقات حياته ) ، وكذا ما أورده منها العلامة القديحي في ( رياض المدح والرثاء ) ، ولكن القصيدة التي في المجموع 51 بيتاً ، مع ملاحظة أن أحد أبياتها ينقصه عجزه .
2- هذا العجز الناقص المشار إليه في الحاشية (1).

تعيد السما والأرض رتقاً كما بدت *** ونقع القنا فيها يثار ويرفع

وتنسجه سحباً من البيض برقة *** وأصواتها رعدية الموت يهمع

وتصدر وفد الهند معمورة القرى *** مطارفها حمر من النحرتصنع

وينقضّ طير الموت من فنَن الهنا *** لأوكارها وهي القلوب فتهجع

تشنّ بها شعواء مرهوبة الردا *** ويحيا به مجد لك الدهر أرفع

ولا تعفوا حتى توطئوا الخيل هامها *** فكم وطئت منكم صدور وأضلع

وتمسي وأكراش الكلاب قبورها *** ومضجعها إن عزَّ بالحشر مضجع

ففي كربلا عزّت قبور قبيلكم *** ثلاثاً تغيب الشمس عنها وتطلع

أجلكم أن تعتلي برماحكم *** رؤوس هي الأعجاز قبحاً وأشنع

وإن يك رأس الفخر من جسم مجدكم *** برأس القنا منهایشال ويرفع

ولا نشتفي أو أن تسام أمية *** بسُوق الإما يبتاعها المتبضع

يصغّر منها مثل ما كان قدرها *** فأدنى الإما منها أجل وأرفع

فإن نظام الدین شُتت شمله *** فهل طلعة منكم بها الشمل يجمع

يرفّ على رأسي لواء لدولة *** لها من نظامي لم أزل أتطلع

وأضرب هام القوم في نصر سيد *** إمام لنا يوم القيامة يشفع

إمام به شرفت باسم وخدمة *** وفي عدله كل الخلائق تطمع

هنالك تبلوكل نفس لما مضى *** وردوا إلى الله الجليل وأرجعوا

ص: 445

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام (1)

الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله

إلى كم ترى العلياء دامية الطرف *** من اكتحلت بالذل في وقعة الطف

هي الوقعة الكبرى التي بوقوعها *** أصيب أشم الأنف بالرغم للأنف

لوت من لوي غارب المجد والثرى *** وهاشم ألوت شانها خطة الخسف

فما لنزار لا تزر دلاصها *** لتدرك إما الفتح أو عزة الحنف

وما هاشم إن تترك الثارهاشماً *** وقد ألفت ما لا يليق من الوصف

إلى أن يقول :

فيا وقعة لا يرتجي الفتح بعدها *** فلا زحف منصور وإن جلّ من زحف

أبى الله أخذ الثار إلا بقائم *** بسيف إلو يحصد الجيش كالعصف

ترى طائر النصر الإلهي واكراً *** على سيفه مخلابه دائم الخطف

يثير عجاج يلحق الأرض بالسما *** ويدني السما للأرض من شدة الرجف

إذا بالجبال الشم يدعو تسارعت *** إليه وإلا هدها عاجل النسف

ولو خالفته الشمس والبدر بدلا *** عقيب الضيا والنور بالكسف والخسف

فيارب عجل بالظهور فإنما **** سواه غليل القلب يا رب لا يشفي

عليه سلام الله يزداد ما وري *** بقلبي ضرام من لظى وقعة الطف

ص: 446


1- ديوان المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ، ص30-32.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي

متى متى نلقي الإمام الخلفا *** فتلبس الأبدان أثواب الشفا

متى متى بقية الله نرى *** طلعتك الغراء تشفي المدنفا

یا صاحب الأمر ومن أخره *** رب السوري للثار ممن سلفا

قد طالت الغيبة يا ابن المصطفى *** وأورثت فينا البلا والدنفا

ومزّقت شمل الهدی وبدّدت *** نادي الندى وأوردتنا التلفا

فقم فديناك بلا أمرلنا *** عليك بل مضاضة ولهفا

وقم فحيّا الله منك طلعة *** ميمونة تحيي من الدين العفا

لا يرتجي الدين سواها ناصراً *** لا يرتجي الحق سواها مسعفا

وقم على اسم الله جلَّ شأنه *** والطائر الميمون من غير خفا

وقم فذي أشياعكم خائفة *** وقم فذا دين الهدى على شفا

متى متى ذاك الفقار ينتضى *** وصبح وجه الحق يبدو شرفا

متى متى تأخذثارات لكم *** من آل حرب والذي قد سلفا

لاسيما ثار لكم بكربلا *** قد أورث الكون البلا والدنفا

ثار أبي الضيم سبط أحمد *** قرة عين المرتضى والمصطفى

غداة غار مغضباً للدين إذ *** جفاه أهل الجور منهم والجفا

وقد دعته عصبّ كوفية *** لنصرة الدين بقول لا وفا

فقام داعي الحق سبط المصطفى *** يدعو إلى الرحمن من قد صدفا

ص: 447


1- مخطوطة ديوانه ( جنات تجري من تحتها الأنهار)

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

لله وقفتنا بدارة جلجل *** والركب بین مهلهل أو مرمل

من كل ملتهب الحواشي قابضاً *** بيديه فوق حشاشة لم تذمل

ويقول في ختامها :

ياشامتاً بالليث أودى بعدما *** ملأ الزمان وقائعاً لم تبسلِ

أحسبت أن طلت دماه ومالها *** في الدهر بعد مضيه من معقل

أيقظ جفونك ما انقضت أيامه *** حتى أقام لهن أكرم فيصل

ملك تدين له الملوك مؤيد *** بالنصر في الزمن القديم الأول

ومهيمن يجري القضاء بأمره *** حصداً من الجبار لم يتبدل

يسعى لها في كل أبيض واضحٍ *** سامي المقلد كاللواء الأطول

ومشيع ملأ الزمان مهابة *** ومظفر في الروع غيرمذلل

هادٍ يذم من الضلال على الهدى *** دون العرينة كالهزبر المشبل

جند من الملا العلي مسوم *** بمنار قدس بالجلال مجلل

وكتائب لله عب عبابها *** في كل ملتهب الجوانب مشعل

يمشون في ظل الرماح تقاضياً *** لدم على نفيانه لم يعقل

هبي أمية من عثارك لا لعاً *** ماذا جنيت على النبي المرسل

كم تهجيمن على الرسالة بغية *** أبداً وتنتبذين حسن المعدل

كم في أكفك من دمٍ لمحمدٍ *** ونفوس هدي في سيوفك قتل

بشراك قد قرب المدى فاستنهضي *** ما شئت من فرع المني واستحفل

يا آل بيت محمد حبي لكم *** هو مانعي من أن أضام ومعقلي

إن لم يكن عملي الغداة بنافعي *** فعلى الولاء أو البراء معولي

أنتم وسيلة آدم لولاكم *** ماكان في مسعاه بالمتقبل

حتامَ نعتلج المضاضة فيكم*** في كل حادثة وخطب مهول

ص: 448


1-

وإلام لا يدعو الكفاح مثوب *** في كل يوم بالدماء محجل

والخيل تمزع في الأسنة والضحى *** من نقعها أطباق ليل أليل

وكأن أشفار السيوف بوارق *** تردي من الطاغين كل مضلل

وكأنماعوج القسي عقارب *** مشين بين النبل والمتتبل

وكأن قعقة الرماح بوانهم *** للطيربين أراكها المتهدل

فهناك تشفي كل نفس طالما *** طال اللجاج بدائهاالمتعضل

ص: 449

بمولد الحسن الزكي

**بمولد الحسن الزكي(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

تهنئة إلى سيدي صاحب الزمان صلوات الله عليه بذكرى ميلاد عمه سيدي الحسن المجتبى صلوات الله عليه .

عبثاً تُسائلني : أما عصفت بك ال *** أشواق نحو جلال قدسٍ ينهلُ

وكأنها لم تدرِ حلم صبابتي *** وعن الذي أعنى به لا تعقلُ

مكشت تُسائل عن مكان شُروقه *** وهناء مبسمه الذي لا يأفل

وتريق أسئلة الزمان صبيةً *** فإذا رسمت لها الإجابة تسأل

إني لأعذر من يهيم بحبه *** تيماً وأعجب للذي لا يقتل

لما اتخذت سناه قطب توجهي *** فشفا مطامعي الحبيب الأول

الحجة المهدي أروع ما به *** صدح الشعور لسابح يتأمل

ما كنت أعرفه وحين عرفته *** أدركت أن جماله لا يعقل

فتبذت كل قصائدي في غيرهم *** وغدت بعيني زلة تتمثل

أدركت للإبداع معنى آخراً : *** أني أقول وسيدي يتقبل

فنسيت بهرجة الخيال وروعة ال *** معنى وغيرني العطاء المذهل

ما عدت أنشج كي أساجل جملة *** الشعراء بلأدنو إليه وأمثلُ

فاليوم بين يديه أمثل ساجداً *** لله .. أشكرماغدوت وأنوَّلُ

وأبث تهنئتي إليه بمولد ال *** حسن الزكي ونعم ما أتتفلُ

أي المدائح أنتقي لجلاله *** ومشارف الملكوت فيه تهللُ

هم هؤلا خُلقوا ولم تك ذرة *** للكون حيث هم الوجود الأول

فاختار ربي قطعة من نوره *** ليقول : كن فيكون منها الموئل

فإذا بها شرف النبي محمد *** ثم الوصي سناؤه المتجلل

ص: 450


1- ديون من بيوتي في المدينة ، ص 170-176.

ثم المدار ومحور الإشراق وال *** إسم المحيط ووجهه المتمثلُ

ثم الذي خشع الحسين له فلم *** يُبقِ الحسين لمادح ما ينقل

المكرمون العالمون الشاهدو *** ن على العباد بكل ما هو يحصلُ

رُفعوا وليس العارفون بفضلهم *** عند الإله كمن بذلك يجهلُ

إني لأفرح أن تنير صحيفتي *** أسماؤهم. فأجلَّ مما أعمل

ولئن قضيت العمر أنشد فضلهم *** عملا.. فذلك في الصحائف أثقل

أمسيت أكثر في الجنان منازلي *** وبنور كنه جمالها أتأملُ

بيت ببيتٍ .. يا لها من نعمةٍ *** واحسرة الشعراء إن لم يفعلوا

ص: 451

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ جعفر الخطي رحمة الله

**الشيخ جعفر الخطي رحمة الله(2)

مررت بكربلاء فهاج وجدي *** مصارع فتية غركرام

حماة لا يضام لهم نزيل *** أماجد برئوا من كل ذام

قبور تنطف العبرات منها *** كما نطف العبير على الأكام

ويقول في ختامها :

ألا من مبلغ عني قريشاً *** ربيع الناس في البلد الحرام

فلا حملت أكفكم سيوفا *** ورأس السبط فوق الرمح سامي

ولا ركبت فوارسكم خيولاً *** وصدر السبط مرضوض العظام

ولا حجبت كرائمكم خيام *** ورحل السبط منهوب الخيام

ولا رؤى الغمام لكم ظماء *** وسبط محمد في الطف ظامي

ولا بلغ الفطام لكم صبي *** ويذبح طفله قبل الفطام

وأنصار له في الله باعوا *** حياة النفس بالموت الزؤام

حموا وسموا فما حامٍ وسامٍ *** سواهم من بني حام وسام

أيا ابن المقدمين على المنايا *** إذا ما الغلب تحجم في الصدام

وهم حجج الإله على البرايا *** بهم عرف الحلال من الحرام

تسمى بالعلى قوم سواهم *** فكان نصيبهم منها الأسامي

متى أنا قائم أعلى مقام *** ولاقٍ ضوء وجهك بالسلام

وقد نشرت لك الرايات تبدو *** خوافقها بمكة فالمقام

هنالك يشتفي الصدي ويحظى *** وليكم بإدراك المرام

ص: 452


1- ديوان أبي البحر الخطي ، تحقيق السيد عدنان العوامي ، ج2 ص156-158.
2- ذكرها محقق الديوان محتملاً أنه للشيخ الخطي في بداياته الأولى أو لآخر متاثر به، فآثرنا ذكرها هنا على هذا الأساس.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ أحمد آل طعان رحمةالله

المجد ليس ينال عفواً فاعلم *** ما لم تذق طعم القنا والمخدم

إلى أن يقول :

أيسوغ وردي أو تبين نواجذي *** وتبين أشجاني ويهنأ مطعمي

وصداك أرمضني ووجدك جذني *** وشجاك أشجاني وجوعك مؤلمي

وعليلك السجاد أرنوه على *** كور على جمل نقيب المنسم

من بعد أن نعماءه قد أطلقت *** قد قيدوه فصار رهن الأدهم

وحقائق المختار بعدك أصبحت *** من بعد عاصم خدرها لم تعصم

ومعادن التطهير عالج نهبها *** رجس بفصم سوارها والمعصم

يزجي بنا وبسوء خسف يجتلي *** بعد الجلال يزيد أخبث منتمي

فعليه لعن كاسمه لا ينتهي *** إذ إثمه في الكون أعظم مأثم

یا قطب دائرة الوجود وعل *** ة الإيجاد ياسر الإله المنعم

حتى متى تذوی غصون شبيبتي *** لضني بسوداء الفؤاد محكّم

وإلى متى تنهلّ سحب مدامعي *** بأجشَّ محلول النطاق مزمزم

ويكل حد قريحتي في ندبكم *** لجوی يكلمني ويبري أعظمي

وتمدّ عينا مدتي لمؤمل *** إن كنت لم أدركه طال تألمي

يومايقوم به الولي مقوماً *** أوداً لدين الله غير مقوّم

ومهدماً أطمی به طم البلا *** للأولياء وقبله لم يهدم

فيزول همّ المؤمنين وغمّهم *** ويلمّ شمل لم يلمّ لمسلم

وتقرّ عين الدين بالثار الذي *** من قبله سخنت ولما تشبم

إني لأحمد فيه يوماً صالحاً *** كاسمي واسم يفوه به فمي

في حلبة العز الأماجد خاطباً *** بمنابر الهيجا بلدن لهدم

ص: 453


1- ديوان المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ، ص24-28.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

ألا زار والركب الطلاح حرام *** خدول من الأرام ليس يرام

فتبة وجداً بالحشاشة كامناً *** وشوقاً له بين الضلوع ضرام

ويقول في ختامها :

لقد جل قدر الرزء أن يبلغ البكا *** مداه وإن أودي القلوب مدام

إلى الحشر حتى يسحب اليوم ريطة *** من النقع أو يدجي عليه قتام

إذا استل سيف الله والدين واصب *** لدولة هطال الدماء رهام

وقرت به عين الهداء وسهدت *** لديه عيون هن أمس نيام

إليك ابن طه عج كل مثوب *** رمته الأيدي القارعات سهام

فعطفا على أسئاردین تجرمت *** أهاضيبه وانحل منه نظام

رضيتك دون الناس درعاً حصينة *** لأنك نبع والأنام ثمام

ومالي رجاء في سواك ولا منيَّ *** لأن الوری نقص وأنت تمام

سبقت إلى العلياء غير موصد *** رتاجاً ولا مرخي عليك قرام

أرى المدح إلا في علاكم هجاءة *** وما كل مدح يقتضيه مقام

ولم أتخذهذا القريض خليقة *** ولكنه شوق لكم وأوام

على أنه كم في حلاه تعلة *** یسر بها بال ويرفض ذام

فتسري به النكباء حيث توجهت *** وتشدو به الأيام وهي عرام

لأن خف قدرة في علاكم وفضلكم *** فقد خفّ عنه يذبل وشمام

إذا أنزل الله الكتاب بمدحكم *** فماذا عسى أن يحتويه نظام

ص: 454

في مدح أمير المؤمنين علیه السلام ومخاصمة المخالفين

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

أتعلم مي كيف بات المتيم *** وكيف ينام الليل من لا يهوم

سرت تحت جنح الليل شمسا منيرة *** وللمسك منها ضوع ردع ينمنم

علقت بها غض الشباب وإنما *** حسدت عليها الطوق والطوق يلزم

ويقول في ختامها :

أرى حدثاً ما في الحوادث مثله *** مطلاً على الإسلام يسمو ويعظم

وحيث أجزتم لابن هند اجتهاده *** بسب ولي الله والدين يرغم

فهلا أجزتمت سبنا صنميكم *** وقد أحدثا في الدين ما هو أعظم

إذا كان رأي الاجتهاد مجرداً *** يجوز فما في سبنا القوم مأثم

وقلتم ض لالا واجترأتم سفاهة *** متى يرد السرداب من ليس يعلم

لعمر أبي ما كل هذا غباوة *** ولكنه الداء الدخيل المجمجم

ذحول رمتكم بالعنا سالفاتها *** وأضغان أحقادٍ بكم تتضرم

إذا كان خلاق البرية قادراً *** فلا عجباً فيما يخص ويكرم

أما في أسانيد الصحاح كفاية *** ومفنية فيما نقول ونزعم

أصاحب موسي تثبتون حياته *** على الدهرلا يفنى ولا يتصرم

وفي ابن رسول الله تستعظمونها *** ولكنه لا نكر بغي من عموا

وهذا رسول الله عيسى نظيره *** فأين لكم عن منهج الحق مزعم

وهذا نبي الله إدريس قد سما *** مكاناً علياً ليس يفني ويهرم

وكم في البقا من خالد ومعمرٍ *** إلى وقت يومٍ عنه لا يتقدم

وغير عجيب من إمام وحجةٍ *** بقاء لأمر في البرية يحتم

ولكنما الأحلام تاهت فأصبحت *** تخوض غمار الجهل لا تتحلم

فلست ألوم القوم أنسى تورطوا *** وإن كان زعماً منهم ليس يزعم

وإن تاهت الأحلام أو ضل سعيها *** فماهي إلا شقوة وتحرم

ص: 455

وما كان قولي ناجعاً في ثقافهم *** ولكنه تقويم من لا يقوم

فسبحان من أعلى بفضلٍ عليهم *** كثيراً من الأنعام يجللن عنهم

أألقوا على الشمس الضباب فألبست *** عقولهم في حيرة تتجهم

أم انتهجوا نهجاً فلم يتدبروا *** سواه لقد ضل الهدى أين يمموا

أم الشك أقذى بالقذاء جفونهم *** فأشفى عليها العارض المتغيم

أم اعتقلت أفواههم عن رعايةٍ *** فأضحت لما لا تبتغي تترمرم

أما لهم فيما يرون بصائر *** من الله لا تخفى ولا تتكتم

ص: 456

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الحاج منصور الجشي رحمة الله

فلق الصباح عليَّ ليل مظلم *** ورغيد طيب العيش مرَّ علقم

وأنا الذي إن هلَّ شهر محرم *** فجميع لذاتي عليَّ تحرّم

وهجرت فيه جميع أوقات الهنا *** وجعلت دمع العين فهو هو الدم

ويقول فيها :

من مبلغ المهدي صاحب عصرنا *** فيما جرى يوم الطفوف ويُعلم

الصبر ضاق فما بقي من وقته *** آن وقد حُطم الحطيم وزمزم

ألك اصطبارٌ في القعود وطاقة؟ *** وبكربلا كرب البلاء مخيم

ورزية طلت بأشأم طالع *** منها تزلزل قافها ويلملم

وفجيعة دهن العوالم بغتة *** فالدين منها عاد وهو مهدم

ومصائب كست الوجود مصائباً *** حتي القيام ضرامها يتضرم

ما بعد يوم الطف يوم مسرة *** ترجی وصدر ابن النبي يحطم

كلا ولا طيب المعيشة طيّب *** وربيع لذات الشهور محرم

أني لقلبك والشفاء وقد بقي *** بالرغم ثاو في الثرى ومكلم

أوَ ما أتاك حديث زينب إذ هوت *** تحنو على النحر الكريم وتلثم

وحرائر قامت تلوذ بظلها *** وهنا بهن الشامتون تحكموا

فالقلب من داء المصيبة ذائب *** والمتن من ألم السياط مؤلم

إن يمنعوهالا تنوح لثكلها *** فمن الذي منع البكاء تعلموا

وإن التوت تلك السياط بمتنها *** يوماً فعن فعل الذين تقدموا

ولئن سرت تطوي القفار لنصر من *** أوصى بذلك والصحيفة تعلم

وأشد نازلة دهتك خطوبها *** وأمضّ ما مضَّ الفؤاد وأشأم

يوم أقيمت مثل أجلاب الإما *** ويها الدعي تجبراً يتهكّم

لا راقب في الله يرعى حالها *** ولما تعاورها يغار ويرحم

ص: 457


1- مجموع مخطوط الملا عبد المحسن النصر ، ص 49- 50.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ رضي المحروس رحمة الله

كم أرتجي لك طلعة *** تحيي من القبر الرميما

كيف استتارك سيدي *** دين النبي غداً هديما

ماذا يهيجك إن صبرت *** لفادح حطم الحطيما

ما جاءك الخبر المشوم *** وكنت أنت بذا عليما

من يثرب خرج الحسين *** ولم يدع حتى الحريما

كخروج موسى خائفاً *** وهو الذي يؤوي الغريما

في كربلالما أتى *** فرأى بلاءً مستقيما

القوم خانوا بالإمام *** وهدموا الدين القويما

قد حاصروه وويلهم *** لم يختشوا الرب الرحيما

قد حاولوا أن يطفئوا *** من كان نوراً مستقيما

هيهات ذلك لم يكن *** أو يقطعوا منه الكريما

لم أنسَ يومك سيدي *** في كربلا يوماً عظيما

أبكي الخليل بوقعه *** وكذا ابن عمران الكليما

وكذاك نوحاً والمسيح *** إليهما جلب الهموما

بأبي وبي من كان *** شبه المصطفى خلقاً وخيما

بأبي وبي من كان *** أسرار الغيوب بها عليما

بأبي وبي من لم يجد *** في كربلاء بها حميما

بأبي وبي أفدي *** عفيراً صدره أضحى حطیما

بأبي النساء الباكيات *** فلم يجدن لها رحيما

بأبي وبي أفدي عليلاً *** قلبه أضحى سقيما

عجّل خروجك سيدي *** فرضيعكم أضحى فطيما

ص: 458


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص 223-224.

بسهام حرملة الذي *** لم يختش الرب العظيما

أشجي البتولة فاطماً *** بفؤادها جعل السموما

لا عذر عندي أو *** تجرع آل سفيان الحميما

فقلوبنا ياسيدي *** أضحت لغيبتكم كلوما

ص: 459

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الملا حسن الجامد رحمة الله

يا إماماً به الوجود استقاما *** قم سريعاًواستنقذ الإسلاما

كل عام بل كل يوم جديد *** معلّنا نشتفي ونقضي المراما

الوحاء الوحاء يا نجل طه *** منك نرجویابن النبي القياما

أفتنسى ما قد جرى بعد طه *** من خطوب تحير الأحلاما

نكت القوم بيعة المرتضى الها *** دي ولم يرقبوا لطه ذماما

عزلوا حيدراً وقد أخروه *** عن مقام فيه الإله أقاما

وأتوا داره وجروه حتی *** أخرجوه ملبياً مستظاما

والبتول العذراء بضعة طه *** كابدت منهم أموراً عظاما

غصبوا إرثها عناداً وظلماً *** لطموا خدها ورضّوا العظاما

أسقطوها وقنعوا متنها با *** لسوط لم يجعلوا لطه احتراما

ثم عاشت بالذل والهضم حتى *** لحقت بالنبى تشكو اهتضاما

والوصي الكرار غادره أشقى *** مراد ونال منه المراما

والإمام الزكي كابد سما *** لهف نفسي على كفيل اليتامى

ثم لا يوم مثل يوم حسين *** ذاك يوم قد أفجع الإسلاما

يوم أمسى الحسین فرداً عليه *** ازدحم الجيش في الطفوف ازدحاما

لم يجد ناصراً إليه لدى ال *** هيجاء إلا مثقفاً وحساما

فسطا فيهم بشدة بأسِ *** رابط الجأش ليس يخشى اللهاما ...

ص: 460


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص 279.

جهاد الحسين علیه السلام

الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله

للمشعرين وقبلةَ الإسلام *** قلب ٌيؤرقه الجهاد الدامي

عرفات ضجت والحطيم مناحة *** والحجر باكٍ والمقام السامي

والمسجد النبوي أصبح كاسفاً *** و (القبر) منتحبُ مدى الأعوام

هذا (الحسين) نحا العراق بفتيةٍ *** غرَّ أشاوس في الفداء عظام

وفيها يقول :

يا غائباً يرجو الأنامُ طلوعهُ *** آنهض فديتك شاهراً لحسام

سرّ بالجيوش فقد هوى صرحُ الهدى *** وأنر بشمسك حالكَ الأيامِ

قد عطّل القرآن ما بين الورى *** والدين للإنسان خيرُ نظامِ

وانشر بنودك خافقاتٍ في الذُرى *** واطلب بثارك من طغاة أنام

تنسى الحسين مُضرجاً بدمائه *** ولقد قضى (بالطفا فرداً ظامي

ص: 461

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الشاعر علي عبد الله التاروتي

أيومُ القيامة أم أعظمُ؟ *** أم الأرض زلزلها المأتم؟

تُری نفخة الصور ذي أم تُرى *** جميع الخلائق إذ تلطم؟

وزمزمةٌ من حشا العالمين *** كأن الصراخات منها فم

توحد ندبُ أزال الجبال *** ومن مقلة الكون فار الدم

فمن أجل ماذا تمور السماء *** ومن أجل ماذا الثرى مظلم؟

وذاك الحطيم على من ينوح *** وماذا هاج به زمزم؟

أواعية الدهر كلّ وعی *** فراح إلى الحزن يستسلم

فما عُرف الحزن إلا لها *** وما لسواها الأسى يفهم

وفي آخرها يقول :

فيا آل بيتِ بنته الفخار *** ومن للمعالي هو المعلم

ويا خير فرع لخير الأصول *** وحسبكم القعدد الأعظم

فلم لا نهضتم ويوم الطفوف *** غسلتم ؟ أهدراً يضيع الدم ؟

رضيتم بسفك دماء الكرام؟ *** وبالسهم رُضَّعكم تُفطم ؟

وتسلب من خدرها زينبُ *** وللسبي تفدو دراريكم

* * * * *

ويا من له الثأر أنت المثار *** وأنت بما قد جرى أعلم

فعجل فداؤك أغلى النفوس *** فهاهو دينك مستهضم

وقد نفذ الصبرمن شيعةٍ *** لكم في حشاها الأسى مضرم

وسيف العدا لم يزل مُشرعاً *** ومن شيعة الحق يستطعم

لماذا انتظارك ؟ ما ترتجي ؟ *** إلى ما وحتى متى نُظلم ؟

وعذراً أبا الغدر إن هيجت *** عليك القصيدة ما تكظم

فما يدرك الثأر إلا بكم *** وما البغي إلا بكم يهدم

وما نرتجي غيركم منقذاً *** وآمالنا ذلك المقدم

بكم وعليكم وأنتم لنا *** وإنا لَفيكم لكمُ منكم

ص: 462

نعب الغراب

السيد محمد الفلفل رحمة الله

**السيد محمد الفلفل رحمة الله (1)

قالها ( في رثاء علي بن الحسين علیه السلام أصالة ، وأدرج فيها رثاء الرسول صلی الله وعلیه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام أجمع ، ومدح صاحب الزمان علیه السلام ) .

تعب الغراب فشبّ نار شجوني *** فذكت وأتبع زفرتي بأنيني

فدعوته هيّجت شجواً كامناً *** مني فها هو منك غيركمين

أكثرت ترداد النعيب وأنت لي *** بشجا أناخ عليك غيرمبين

أشجاك بُعد الماء أم عدم الحمى *** أم فقد زاد أم فراق قرين

أم فقد أكرم مرسل إذ لو بقي *** ما غيل أهلوه بغول ضفون

حتى قضى وحشاه محترق شجا *** من أمة خانت أبرَّ أمين

إلى أن قال :

والعسكري رماه معتمد الأذى *** في نبل واترة البنا بفنون

حتى إذا أسقاه سم حقوده *** فمضى من الدنيا قتيل خؤون

فبكاه برهان الأمانة إذ مضى *** ذاك المبرهن في وضوح الدين

وسليله الخلف الذي لولا بقي *** في ذي الورى لم يبق حتى الحين

حطّت عليه ذوو الضلالة بغيها *** فخفي ومنه مظهر التبيين

كالشمس يهدي من وراء سحائب *** لمنافع جلّت عن التعيين

هوذاك لطف الله في مخلوفه *** سبب البقاء وعلّة التكوين

فلسوف يقدم بالجنود ونحن وال *** أملاك حول لوائه الميمون

من كل من رضعته قبل وجوده *** أخلاقه في الذر قبل الطين

فيطهر الأرضين من رجس الخنا *** ويميّز الزاكي من المأفون

بشراي منه نجاح أعظم حاجتي *** دنياً وأخذ صحيفتي بيميني

وعليهم الصلوات ماغنّت على *** أفنانها ورق الثنا بفنون

ص: 463


1- ديوان السيد الخطي ، ص 96-98.

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

من ذاكرباللوى للقوم أوطانا *** لا يبعد الله أهل الحي منوانا

ويقول في ختامها :

يا راكباً من بنات الريح جارية *** تهفو لها الريح حين الوخد أحيانا

زيافة تضرب الهيما بمنسمها *** حتى تفلل في الهيماء صوانا

تمسي بشاطئ نهر العلقمي ولا *** غير الحجاز لها الإصباح معطانا

عرج هناك على دار لنا درست *** مهابط الوحي منها دون مثوانا

واحثُ التراب على ما شف من دلج *** يبدي الصباح له في القوم عنوانا

وأقر السلام رسول الله تلف له *** تحت الجنادل إعوا وإرنانا

وعزّه في ملي بات موكبة *** من العواسل لا السمار ملانا

الرأس منه على رأس القنا وله *** جسم يغادر تحت الخيل جثمانا

وفتية علمت أن لا حياة لها *** إلا الردي فاستباحت منه أجنانا

أمست وزوارها وحش الفلا قريا *** منها يعاقبن أضواجاً وعقبانا

وللحرايرحسرى من عقايلة *** تطوي المطي بها فورا وغيطانا

من كل بارزة كالشمس مفرقها *** أضحت تقنع بعد الستر قضبانا

يمسين مستصرخات لا صريخ لها *** هوناً ويصبح في الممسى كما كانا

رزية لم تدع شمساً ولا قمراً *** ولا جماداً من الدنيا وحيوانا

يصغرن دهم الغواشي دون أيسرها *** ويصبح الدهر منها الدهر وسنانا

حتى يقيم عماد الدين منتظرٌ *** يأتي على الشرك أعضاد وأركانا

تجري المقادير في كفيه لاصدر *** منها ولا موردكرها وإذعانا

مهذب العزم ما أودى الزمان به *** يوماً ولم يخش للطاغين أخدانا

يا ابن الأئمة والقوم الأولى وطؤا *** هام العلا شرفاً شيباً وولدانا

عطفاً فقد شفت الأعداء غلتها *** منا وأبدت لنا هجراً وأضغانا

ص: 464

وخذ بثار قتيل لا وفاء به *** أو يخلق الله أدواراً وأزمانا

لا يسعد الجد منا أو يطأن بنا *** غرّ الجباه من الفرسان تيجانا

فوارس من سعود كم أحلن ضحي *** بالنقع في صفحات الجو دخانا

وكم تمشت بأنماط الملوك لهم *** حتى انتعلن لهم هاما وجسمانا

غير المفارق لم يلقوا أكفهم *** إلى الهوان وإن هان الذي هانا

لا يعصم الصيد من حوبائهم عصم *** حتى تجر عليها الخيل أرسانا

وإن ثوي زمن منهم بشامخة *** فطالما أوردوه الذل خزيانا

بني النبي إليكم من وليكم *** عصماء حلت من العلياء أوكانا

لو نالها ابن أبي سلمى لقد ردعت *** منه براعته قسا وسحبانا

ولو سماها أبو ليلى وصاحبه *** أودى انتجاعهما بشراً وذبيانا

تغشاكم بسلام لاعداد له *** ما غردت نايحات الورق أفنانا

ص: 465

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله

هل من سعاد عهدت الجزع فالبانا *** أم من دری رمثة شارفت لبنانا

هي المعالم خف القاطنون بها *** فأصبحت بعد عهد القوم غيطانا

ويقول في ختامها :

لقد شفت من رسول الله غلتها *** أمية واقتضت من بدر أضغانا

رزء لعمرو المعالي لا يلدن به *** لهن دهم الغواشي في الحجا رانا

أصاب من نوب الأولى نهايتها *** فهل برى الله في الأخرى له شانا

ترث سود الليالي عن جدایده *** فلا يلدن إلى الأيام عرفانا

إلى القيامة أو ينضي القضا ملكاً *** يمحو من الشرك أوطاراً وأديانا

مهذب لا يرى الأيام خالصةً *** أو لا يرى عابداً فيهن أوثانا

وينزل الملا الأعلى لخدمته *** جيلاً فجيلاً وركباناً فركبانا

إنا لنرجوه يوماً لا خفاء به *** يبدي الضغائن من قيس وغيلانا

نثيرها مثل أطراف الرماح له *** جرداً يردن الوغا خزراً وأضمانا

من كل شيظمة في أثر شيظمةٍ *** يظنها القوم في الهيجاء عقبانا

لا تطمئن على حالٍ نوافرها *** حتى يجلي الردي بيضا وقضبانا

في فتية لا تمر الصيد شاحبة *** إلا وتبسم للثاوين أشنانا

من كل أروع يمشي الموت في يده *** إلى الرقاب ويغشاه إذا حانا

أيما على قمم الفضلى شوامخها *** أيما تخلف في الميدان أبدانا

ص: 466

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ فرج آل عمران رحمة الله

من ذا يقيم إلى العلا أركانها *** ومن المشيّد رفعة بنيانها

ومن الذي يحمي شريعة أحمد *** لما مضى عنها الذي قد صائها

ومن الذي يهدي إلى الرشد الذي *** لم يدرِ مرسلها ولا ديانها

ومن الذي إن أجدب العام اغتدى *** غيثاً يضاهي وباله هتانها

ومن الذي إن أعضل الخطب اغ *** تدى للصارخين غياثها وأمانها

ومن المجبّن في الحروب شجاعها *** حتى يسابق في الفرار جبانها

ومن المجرد صارماً إن شمنه ال *** أرواح رعباً فارقت أبدانها

ومن الذي بالعدل يملأ أرضها *** ويكون في آفاقها سلطانها

إلا إمام هدى تغّيب شخصه *** إذ خاف من أعدائه عدوانها

فهو الذي دين الإله بعصره *** يعلو وتعبد أهله ديانها

يابن النبي إلى متى أشياعكم *** تبقى تقاسي من عداك هوانها

قد جرعتها الغيظ كأساً علقمةً *** وشفت بما فعلت به أضغانها

وإلى متى ثاراتكم ما بينها *** بكم تعجّ ولا ترى أعوانها

فانهض وخذثاراتكم منها ولا *** تترك لها شيباً ولا شبانها

فلقد أبادت شيبكم وشبابكم *** في كربلا واستأصلت ولدانها

وسبت حرائركم غداة بخدرها *** هجمت وفيه أججت نيرانها

فبرزن تقدمهن بنت محمد *** تدعو محجبها الذي قد صانها

تدعو الحسين زعيم إرباب الإبا *** بِنِدا يصدع شمسها ورعانها

هتكوا الحريم وكنت أنت كفيلها *** ولقد أخافوها وكنت أمانها

وسرت على النيب الهزال بها العدا *** تطوي بإثر سهولها أحزانها

أسفي على تلك النسا أصبحن يس *** تعطفن جند أمية عدوانها

ص: 467


1- ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق ، ص96-97.

في عيد الغدير

**في عيد الغدير(1)

الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

تهنئه إلى سيدي صاحب الزمان صلوات الله عليه بذكرى عيد الغدير صلوات الله على صاحبه وفيها طلب حاجتين من إمام زماننا فداه روحي (2).

أبعثها بيضاء هيامةً *** إلى رجا الكون غمام الزمان

أسكنها الحب فؤادي فلم *** يحتمل الشوق فأبدى البيان

في سيد الأعياد زينتها *** لأنه الفرض وشعري أذان

هنيتَ هُتيتَ أبا صالح *** مولاي بالعيد وذكرى الجنان

لو كنت أدري بك في موطن *** هرعت جذلان لذاك المكان

لكنني أنشدها عاجزاً *** عن وصل مغناك فلا مستعان

هُنّیت مولاي به عائداً *** على الموالين ببرد الجنان

هُنّيت يا غاية آمالنا *** بموعدٍ طاف أقاصي العنان

لم أنسه ساعة حشد الملا *** بخُم للنور تعالت يدان

توالت الأرض به والسما *** وبلغ الرحمة إنس وجان

تُصير به الدنيا جنةً *** تالله لولا نكث المجرمان

عليهما اللعنة موصولةً *** أضعاف أضعاف حساب الثوان

والحمد لله على نعمةِ *** تحار فيها خطرات المعان

وجهت وجهي لإمام الهدى *** يا صاحب الأمر وروح الأوان

إن ملوك الأرض يرجون في *** أفراحهم حيث تدار الدنان

وأنتم أسمع من في الوري *** وأكرم السادة في كل أن

وهذه ألمع أفراحكم *** وجودكم يقصر عنه البيان

ص: 468


1- ديوان من بيوتي في الجنة ، ص 177-180.
2- هذه القصيدة كاملة ، وقد أوردناها في هذا الفصل مراعاة للمناسبة.

أيرجع الشاعر عن بابكم *** خِلوّا وعيناه بكم تأملان ؟

أم يأذن الله فتدعون لي *** منّا وتقضى تلكما الحاجتان ؟

فداك روحي ليس إلا لكم *** أردتها وهي بكم تحصلان

بلغك الله أعز الذي *** تأمله يا مَن له الخلق دان

18 ذو الحجة 1425ه

ص: 469

جوهرة العصمة

الأستاذ حسين آل جامع

في مولد السيدة فاطمة الزهراء عليها أفضل الصلاة والسلام .

أشرعتُ حبك في روحي وتكويني *** فعاد يبحرعشقاً في شراييني

وعاد يبحر موالاً يرف على *** نبض الفتون فيُغريه ويغريني

يُصغي إلى هزّج النهام ، ينثره *** على العروق بأنغام التلاحين

حتى تماوج في الأعماق فانبجست *** عينُ الحياة اغي قالب الطين

تعرفت لغةُ الصلصال أحرفَه *** فأينعَ الطهر بين الكاف والنون

وأينع الحب أرواحاً وأفئدةً *** على ضفافك من نور ونسرين

يا روعة الحسن في أبهى مظاهره *** لطفاً بكل فؤاد فيكِ مفتون

ويقول في آخرها :

( زهراءُ ) إن غداً يبدو لناظره *** أشدَّ في القرب من كل الأحايين

ومشرق الفتح إرهاصته انكشفت *** للعارفين بأسرار البراهين

يكاد ينشقُّ صبح شمس غرّته *** بقية الله من أبرار ياسين

حتى إذا أرخت الآفاقُ حمرتها *** على البقاع وضجَّ العالم الدوني

تنفس العالَم العلوي عن أملِ *** مقدسٍ بنجاة الكون مقرون

* * * * *

حتما ستنفرج الأيام عن قدر *** فرسانه في الوغى شم العرانين

روح النبوة ، معقود برايته *** الفتح المبين بإعزاز وتمكين

من قلب مكة يزهو الوحي ثانيةً *** يا كعبة الله هذا كعبة الدين

يوم الجمعة 14/ 6/ 1428 ه

ص: 470

مدح الكاظميين والعسكريين علیهما السلام

**مدح الكاظميين والعسكريين علیهما السلام(1)

السيد محمد الفلفل رحمة الله

خلها تدمي من السير يداها *** لا تعقها فلقد شق مناها

هزها الشوق فأبراها الضنا *** فانبرت تحمد بالشوق ضناها

إلى أن يقول فيها :

ثم أنهضني فلا قوة لي *** من هموم أبهضتني من عداها

نحو سرداب حوى خوف العدا *** عصمة العالم والمعطي رجاها

وامشِ بي رسلاً فما تدري عسى *** الله لبى دعوة مشتكاها

وادخلن بي خاضعاً مستشفعاً *** لي بأن أسعد يوم بلقاها

نقرأ التسليم مناعدَّ ما *** خلق الله إلى يوم جزاها

يا ولي الله والمعطي مدى *** أمد الأيام أقليد عطاها

قم على اسم الله واثبت ما بقي *** من رسوم فالعدی راموا انمحاها

طهر الأرض بأجناد أبت *** أن يرى مبدؤها من منتهاها

وابسط العدل بعيسى الروح وال *** خضر محفوفاً بأملاك سماها

إن دوحات الرجاقد آذنت *** بانحسار فمتى خضراً نراها

والأماني حبالى هل ترى *** منك يوماً بوليد بشراها

جرد السيف لثارات بني *** أمك الزهرا واجهد في رضاها

جلب القوم عليهم جحفلاً *** كالدجى لكن دواريه ظباها

فانصنوا كالأسد للدفع بدت *** لهم في منتهى الخمص ظباها

تلتقي جيش العدى ضاحكة ***والمواضي من دم طال بكاها

أبلغوا في الدفع عن حامية *** الدين بإيصا الكل كلاً بحماها

لم يزالوا في الوغى حتى جرى *** من يد الأغدار ما حم قضاها

ص: 471


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص96- 98.

في رثاء علي الاكبر علیه السلام

**في رثاء علي الاكبر علیه السلام(1)

الشاعر محسن بن خميس رحمةالله

الوحاء الوحاء يا نجل طه *** قد قضى بالطفوف حامي حماها

فلكم ذا القعود فالخيل ملت *** لرباط لها وعافت كلاها

فاطلق الخيل عاديات مثيراً *** بأسود قد أغضبت في شراها

واطلب الثار منهم يابن طه *** ودع السيف واردة من دماها

ما أتتك الأخبار جدك أمسي *** رهن أهل الخنا وبيض ظباها

بالعرى ينظر الجسوم فيبكي *** بدموع قدشابهت لدماها

لوتراه بين اللئام ينادي *** هل مجيرمنكم لعترة طه

فأتاه من الخيام علي *** مثل شمس الضحى ببرج سماها

فدعا بالحسين لبيك دعني *** أترك القوم مثل دور رحاها

اطلبن ثار عمي وأهلي *** أين أهل الوفا بدور دجاها

ص: 472


1- شعراء القطيف من الماضين ، ص180 -181 .

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام

**في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)

الشيخ علي البلادي القديحي وغيره (ره)

**الشيخ علي البلادي القديحي وغيره (ره)(2)

نهضاً بقية آل طه *** يامن به الرحمن باهي

تفضي وظلم عداكم *** في المخلصين لقد تناهی

هذي الشريعة ترتجيك *** بأن تشيد لها بناها

وذه المكارم تنتخيك *** بأن تشد لها قواها

فمتى تثور بعزمة *** من دونها تهوي سماها

الله في أشياعكم *** وجد الفراق لقد براها

وقلوبها بالضيم قد *** أضنى الجوى منها كلاها

أمست بأيدي الظالمين *** تطيل من ذل عناها

أفلا تقود الصافانات *** تخبّ تنفخ في ذراها

واعقد سماء عجاجة *** للطيرحوم في ذراها

واحمل عليها فتية *** تخشى المنايا من لقاها

في معشر صید وبا *** رئهم إلى العليا براها

غراً جحاجحة خضا *** رمة علوا حسباً وجاها

إن أخمدت نار الحروب *** بيضهم شبوا لظاها

فكأن بيض سيوفهم *** شهب تهاوي في دجاها

عافوا معانقة الحسان *** وفي الوغى اعتنقوا ضباها

ص: 473


1- رياض المدح والرثاء ، ص491-493.
2- قال مؤلف الكتاب ( الشيخ حسين القديحي رحمة الله ) في مقدمة القصيدة التي أوردها قبل هذه القصيدة : ( وللحقير ووالده وخاله الصالح والفاضل الشيخ محسن ابن الشيخ شريف آل صاحب الجواهر والأديب الحاج ملا حسن بن ربيع القديحي ، على جهة المجاراة في المجلس ، وهو من باب وتعاونوا على البر والتقوى ، أثاب الله الجميع بمحمد وآله ). وفي مقدمة هذه القصيدة قال رحمة الله : ( وأيضاً هذه القصيدة كالتي قبلها ، إلا أن الأكثر للوالد الماجد أدام الله تاييده وأثاب الجميع).

حلوو النوال لدى الجذو *** ب وفي الوغى مرّجانها

واطلب بهم ثار الذين *** قضوا وما بلوا شفاها

ذاك الحسين وصحبه *** وبنوه أعلى الخلق جاها

لمّا لهم عصب الضلال *** يقودها أشقى شقاها

ساموه خسف مذلة *** أو أن تشب له وغاها

فأبى المذلة والإبا *** خلق لها الباري حباها

فرقي على أوج المواعظ *** زاجراً منها عماها

فأبوا قبول الرشد والش *** يطان قد أصمى هداها

فتواثبت لقتالهم *** عنه ضراغم آل طه ..

ص: 474

في مدح أهل البيت

**في مدح أهل البيت(1)

الشيخ منصور البيات رحمة الله

صاح إن شئت ملجأ من لظاها *** خذ بحبل الوصي حامي حماها

يا وصي النبي لا زلت شمساً *** يستضيء الوری بنور هداها

فاهتدى الطالبون للرشد طراً *** بشعاع قد شع من نفس طه

ويقول فيها :

والإمام المهدي حامي حمانا *** منقذ الخلق بعد طول أذاها

فهو لطف الإله في الكون طراً *** وهو الرحمة التي أنشاها

غاب عنا وخيره مستمر *** فهو كالشمس سحبها غطاها

خلف الأنجبین من آل طه *** فهو والله حافظ لعلاها

بين العلم يافع لرجال *** سعدت بالسؤال ياسعداها

سعدها لم يزل به مستمراً *** فسعود لها به في هداها

فلها البشر بالبقا بخلود *** حيث كانت مخلوقة لبقاها

فلقد شرفوا بفضل إمام *** فهو للخلق منقذ من شقاها

خلف المرسلين حقاً جميعاً *** بل سما رتبة على أنبياها

ما سوى جده الرسول المفدَّى *** علة الكون فضله لا يضاهى

ص: 475


1- العلامة البيات .. شيخ المتهجدين ، ص 43.

لنا الله ..

في الفاجعة الأليمة للتفجير الثاني لمرقد مولايي الإمامين العسكريين عليهم السلام في سامراء .

الشاعر معتوق آل معتوق

هوت للتُرب أواهُ *** وشقت جيبها الآهُ

جمعنا الصبرَ في عُصُرٍ *** وفي يوم فقدناهُ

لشاخصتين قوَّضتا *** على قبر رُزِيناهُ

وكان القبرُ قافيةُ *** لبيتِ شادهُ اللهُ

وكان لفرطِ هيبتهِ *** تدورُ الشمسُ إياهُ

وكان بهاءُ قبتهِ *** كتاباً ما قرأناهُ

وكان لأحمدٍ صرحاً *** به قد حلَّ شبلاهُ

وكان لمرقدِ الهادي *** يقومُ ويسجدُ الجاهُ

وكان وكان يا قلبي *** فقل لي كيف تتعاهُ

أتدري التبرَ ياقلبي *** تراباً قد تركناهُ ؟

تهاوى الصرحُ يا قلبي *** فقل لي أين مبكاهُ

وأين خزانةُ النجوى *** وأين مُنايَ ألقاهُ

وأينَ البابُ والأعتا *** بُ والشباكُ يا آهُ

أهل في جُرحِنا الثاني *** نجيعاً مانزفناهُ

وهل أبقت لنا البلوى *** وريداً ماقطعناه

فلا نجوى لنا إلا *** لنا اللهُ ... لنا اللهُ

* * * * *

لنا من غاب عن مقل *** وعينُ الله ترعاهُ

لنا المحجوبُ في سفرٍ *** سُحِقنا حولَ مسراهُ

لنا أمل أدارَ على *** يد الشكوى عطاياهُ

فأنت ترسلُ الآلا *** مَ علَّ النوحَ يلقاهُ

فيخبرهُ بما نلقى *** ويحمل من حناياهُ

ص: 476

لناشعلاً نذيبُ بها *** ظلاماً طالً ممشاهُ

لنخبرهُ بأن لنا *** سروراً قد نسيناهُ

وأن لنا بصارمه *** مصابا ماسلوناهُ

وأن لنا لدمعته *** عتابا ما قطعناهُ

متى يأتي ؟ متى يأتي ؟ *** متى يا سحب ملفاهُ

لننبئهُ بمدمعنا *** لناسرَّ كتمناهُ

وكلَّ عداكَ تدريهِ *** وعزاً ما أذعناهُ

وبين يديك نرهقهُ *** صعوداًصاح مرقاهُ

يضيع العبدُ يا مولا *** یَ إمّاغابَ مولاهُ

* * * * *

فهب للنصر بتارّ *** وأناقد كسرناهُ

فأين الثأرُ يا مولايَ *** وكيف تقرُّ لولاهُ

تراك أخذت عدته وفي يسرا يمناهُ

فخذ بابا ومسماراً *** وجسماً ذابِ متناهُ

ووجهاً ظلَّ محمراً *** ويرعُفُ فيه قرطاهُ

وخذ حبلاض به جُرَّ ال *** وصيُ على وصاياهُ

وخذ طستاً به كبد *** لمن قد ذاب جنباهُ

وخذ طفلاً بمنحره *** أقام السهمُ مبكاهُ

وخذ بدراً بلا مقل *** هوت للترب كفاهُ

وخذ حناءَ عريس *** وشاحُ النزف وشاهُ

وخذ سهماً به قلبُ ال *** غريب أراح مسراهُ

وخذ حجراً بو رُضِخَ ال *** وحيدُ على مُحياهُ

وخذ رمحاً بهِ رأسَ ال *** حسينِ الكُفرُ علاهُ

وخذ من تُربِ سامرا *** فُتاتَ القبر وانعاهُ

وقل هذا رماد من *** هُ حقيَ سوفَ أعطاهُ

ص: 477

سليل الشمس في مولد الإمام العسكري علیه السلام

الشاعر معتوق آل معتوق

سِغَابَا نحوَ ساحَتِه أَتَيْنَا *** ( وَ سَبْعاً فِي جَوَانِبِهَا سَعْيَنَا )

خِمَاصاً والحشا الموقود شَوْقاً *** تلهتم نبضه لِمَا دئونا

فخلنا الْأَرْضِ بَحْراً مَاجَ مؤرا *** بِمَرْكَبٍ رجلنا لِمَا خَطَونا

وَ أُشْرِعَتِ الصُّدُورِ لَهَا وَجِيبُ *** يتمتم بِاسْمِهِ لِمَا شَدَونا

وَ بَيْنَ الْمَوْجُ والنبض الْمَعْنَى *** وَ هُوَ الرَّهْبَةُ الْكُبْرَى سَرينا

يضيئ الْبَدْرِ مسرانا وَ تَرْوِي *** نداماة القصائد إِنْ رُوِّينَا

فتجري نشوة العشاق فِينَا *** ذبولاً كُلَّمَا اشْتَدَّتْ كبونا

إِلَى وَهَجَ بَدَا خَلْفَ الدياجي *** يُحِيلُ سَوَادٍ حلتها لَجِيناً

فأمسكنا بهذب سناه نَدْعُو *** إِلَيْنَا ياسنا المسرى . . . . . إِلَيْنَا

مَزَقنا مِنْ ثِيَابِ اللَّيْلِ شلوا *** وَ نَحْوِ سِرَاجُ طلعتكم عَدَونَا

وَ لَمَّا ذال سریال اللَّيَالِي *** أَطِلْ بِنُورِ غَرَّتْهُ عَلَيْنَا

افطفنا حَوْلَ كَعْبَةُ نُصَلِّي *** وَ عِنْدَ حطیم رَاحَتِهِ جثونا

نُنَادِيَ يَا أَبَا الْمَهْدِيِّ إِنَّا *** بذابل ثغرنا الصادي دَعَوْنَاأغثنا

يَا مُغِيثُ السُّحُبِ ، عَجِّلْ . . *** عَلَى شعل الحشاشة قَدْ طوينا

وَ أَنْتَ لَانَ مَوْرِدَنَا الْمُصَفَّى *** فَصَبَّ نُمَيْرٍ جُودِكَ فِي يَدَيْنَا

ومرنانملأ الْوَادِي هديراً *** ليسري فِي النسائم مَا تلونا

نُحِبُّكَ ياسليل الشَّمْسُ حُبّاً *** تَمْلِكُ قلبنا حتی بَكَيْنَا

وَ خَارَتْ عَزَمَ الآساير فِينَا *** وَ نَحْوَكَ يَا أَرَى الْعُلْيَا حبونا

وَ حَوَّلَ مَسِيرَنَا الأشلاء ذَابَتْ *** وَ نَحْنُ بِحَبْلِ عصمتكم نَجَوْنَا

ويقول في مقطعها الأخير:

أَبَا الْمَهْدِيِّ أَ عِيَاناً الْعِتَابِ *** لشبلك حِينَ حُجُبُهُ الغياب

تَمَلْمُلَ فِي جوانحنا اصطبار *** وَ بُحْ عَلَى محاجرنا الْخَطَّابِ

وَ ذَابَتْ جَمْرَةَ الْأَنْفَاسِ فِينَا *** فَعِزُّ لنفتة الصَّدْرِ الْجَوَابِ

ص: 478

بسمعك نملأ الدنيا أنينا *** وقد نهشت حناجرنا الذئاب

وتشخص نحو شمسيك مقلتانا *** ليقطع سير شاخصها السحاب

ويبكي الطل محزونا علينا *** إذا ما الفجر خامره الضباب

فهب بالصبر أعجزت الرواسي *** فأنى يصبر القلب المذاب

وأتى يهدأ الصدر المفری *** وقد شخبت على دمه الرقاب

ترى ماذا يخبه مدانا *** وقد نبتت بأضلعنا الحراب

أعرنا من زفير قدح نار *** ليس بين راحتنا التراب

تأملنا ملاكي ترانا *** تضيق بنا حمي المولى الرحاب

وعاينا بخلد الطف قتلى *** وقد أردي محاسنها الخراب

فمن قتلوا عليا أو حسيناً *** أعادوا الكرة الأولى وأبوا

تأصل بغضهم للآل لكن *** تبدلت الملامح والثياب

فأدرك ليلة ظلمت وعجل *** ينصرك أيها الليث المهاب

وخذنا في ركاب الفتح روحا *** تشقق من عزائمها الإهاب

ص: 479

ص: 480

مصادر الجزء الثاني

1. أجنحة الولاء ، مجموعة شعرية لشفيق العبادي .

2. الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية الأجزاء (6، 9، 10، 11،15

12 ) ، الشيخ فرج آل عمران قدس سره.

3. الأعمال الشعرية الكاملة ، السيد حسن أبو الرحي.

4. الإمام المهدي.. حقيقة وجوده، معالم دولته، وكيفية انتظاره، الأستاذ حسين الموسوي .

5. أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ، الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي البحراني ، تحقيق عبدالكريم الشيخ البلادي .

6. أهل البيت علیهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر ، الشيخ نزار آل سنبل .

7. الجذوة من شعر أم الحمام ، الخطيب الشيخ عبد الحميد المرهون .

8. دیوان ( ابن معتوق ) ، آية الله العظمى الشيخ عبد الله المعتوق .

9. دیوان ( أبي البحر الخطي)،ج1 ، تحقيق السيد عدنان السيد محمد العوامي.

10. ديوان ( أريج العقيدة ) مخطوط ، الخطيب محمد علي آل ناصر .

11. ديوان ( أصداء النغم المسافر) ، الشيخ علي الفرج.

12. ديوان ( جنات تجري من تحتها الأنهار ) ، الشيخ علي البلادي القديحي قدس سرّه .

13. ديوان الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ، مخطوط في مكتبة العلامةالشيخ عبد الحميد الخطي رحمة الله .

14. ديوان ( حروف وقوافي ) ، الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله.

15. ديوان ( دمعة حزين في رثاء آل ياسين) ، الحاج عبد الكريم آل حمود.

16. ديوان ( ذكريات ومناسبات ) ، مخطوط ، الملا عبد المحسن آل نصر رحمة الله.

17. دیوان ( الروض الأنيق في الشعر الرقيق ) ، الشيخ فرج آل عمران قدس سرّه.

18. ديوان ( الزائريات ) ، الحاج حسين الزاير .

19. ديوان ( زهرة الفردوس ) ، سعيد الشبيب .

20. ديوان ( الزهور الربيعية ) ، الشيخ حسن آل ربيع ، ترتيب وتهذيب الملا محمد علي آل ناصر.

21. ديوان السيد الخطي ، السيد محمد الفلفل ، نسخة حروفية قيد التحقيق لدى مؤسسة طيبة لإحياء التراث .

ص: 481

22. ديوان ( سبيل اللقاء )، علي جعفر إبراهيم .

23. ديوان الشبيب ، ج1 ، الملا حسين الشبيب رحمة الله .

24. ديوان ( عبرة المؤمنين ) ، الملا محمد آل انتيف رحمة الله .

25. ديوان ( الطريق إلى الجنة ) ، عبد الله الأقزم.

26. ديوان ( العلامة الجشي ) ، آية الله الشيخ علي الجشي قدس سره .

27. ( ديوان الكوفي) ، الحاج أحمد سلمان الكوفي رحمة الله .

28. ديوان ( المراثي الأحمدية والتحفة الصالحية ) ، الشيخ أحمد آل طعان .

29. ديوان ( من بيوتي في الجنة ) ، علي جعفر إبراهيم.

30. دیوان (مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراثي اللواذع)، الملا حسن آل جامع .

31. ديوان ( نبضات الولاء ) ، الملا سعود الشملاوي رحمة الله .

32. ديوان ( نفحات الولاء ) ، حبيب الخويلدي.

33. ديوان ( وحي الشعور ) ، الملا علي الرمضان رحمة الله .

34. ذكرى أبي، ج2، علي بن الشيخ حسين القديحي رحمة الله ، تحقيق الشيخ محمدالشيخ .

35. ریاض المدح والرثاء ، العلامة الشيخ حسين القديحي رحمة الله .

36. شعراء القطيف ، الشيخ علي المرهون .

37. عبقات من ذكرى والدي ، علي الملا حسن المقيلي .

38. العلامة البيات .. شيخ المتهجدين ، ذكرى العلامة الشيخ منصور البيات .

39. علل الشرائع : ج 1 ، الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه القمي قدس سرّه .

40. في ذكرى الفقيد ، ذكرى الملا حسين محمد اليوسف رحمة الله .

41. القطيف وأضواء على شعرها المعاصر ، عبد العلي آل سيف .

42. الكشكول ، ج2 ، الشيخ يوسف البحراني قدس سرّه.

43. مجموع مخطوط تأليف الشيخ علي المحسن الكويكبي، والمجموع موجود لدى الملا عبد الله الصايغ.

44. مجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي .

20. مجموع مخطوط للملا عبد المحسن آل نصر.

46. مستدرك تحفة أهل الإيمان فيتراجم علماء آل عمران، الشيخ فرج آل

عمران رحمة الله .

ص: 482

المحتويات

الفصل الثاني .. الشعر العمودي المقّفي ...... 5

الهمزة . الأف المقصورة .. .. .. 7

يوم الميلاد .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...9

وجاء النور المنتظر .. الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله...10

إمام العصر والزمان .. الحاج حسين الزاير ...13

إمام الهدى .. الخطيب محمد علي آل ناصر ... 15

ساعة الخلاص .. الشاعر سعيد الشبيب ... 17

زهت الريا .. الشاعر علي حسن المقيلي ... 19

ياء أبجدية العصمة .. الأستاذ حسين آل جامع ...20

حينما غاب الضمير الأستاذ عبد الخالق الجنبي ...22

كعبة القرآن .. الأستاذ جعفر آل شبيب ... 24

ولسوف ينهض للحوق مخلصّ .. الشاعر حبيب الخويلدي ...26

أبا الثأر .. ( المقصورة المهدية ) .. الأستاذ حسين آل جامع ...28

حرف الباء ...... 31

یا ناصر الدين .. آية الله الشيخ عبد الله المعتوق رحمة الله ...33

المنتظر وقتل جده المرتضى علیها السلام .. ملا محمد آل انتيف رحمة الله ...35

مولد الإمام الحجة علیه السلام .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...37

متى نرى الطلعة الغراء .. الحاج حسين الزاير ...39

طال ليل الانتظار .. الحاج حسين الزاير ...40

طال انتظارك .. السيد عدنان السيد أمين السادة ...41

مولاي .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...42

أنشودة الخلود .. الشاعر سعيد العصفور رحمة الله ...44

ص: 483

حتى متى ؟ .. الشاعر عبد الهادي البقيعي *** 46

غياب .. الشيخ قاسم آل قاسم ...47

حول الإمام المهدي بن الحسن علیه السلام .. الشاعر بدر الشبيب ...48

جراح البقيع .. الأستاذ علي عيسى المهنا ... 49

غيبة .. السيد حسن الخليفة ...50

التاء والجيم والحاء ...... 51

مولد الإمام صاحب العصر والزمان علیه السلام .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...53

مهدي أدركني .. الشاعر محمد الحمادي ...54

نبض وحياة .. الشاعر فريد النمر ...55

أبا القاسم المهدي .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...58

ذكرى ميلاد الحجة المنتظر ( عج ) .. الشاعر عبد الهادي البقيعي ...59

استنهاض الحجة (عج) . الشيخ المحروس رحمة الله ...60

استهاض الحجة (عج) .. الملا مكي الجارودي رحمة الله ...61

قصيدة البشري .. الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله ...63

شمس خلف السحاب .. الأستاذ مكي آل ناس ...64

ولي قلب تفري .. السيد محسن الشبركة ...67

قافية : الدال ...... 69

متى يبل غليل الوجد واجده ؟ .. الشيخ فرج آل عمران ( المادح ) رحمة الله ...71

استنهاض الحجة المنتظر رحمة الله .. الشيخ محسن فرج النجفي رحمة الله ...73

مولد الحجة المنتظر علیه السلام .. الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله ...74

لنا الأنوار .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...76

يوم المولد .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...77

استنهاض .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...78

هو المرتجي .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...79

في ميلاد حجة الزمن .. السيد هاشم المير رحمة الله ...80

ص: 484

يا ليلة النصف .. السيد هاشم المير رحمة الله ...82

ولد الحق .. الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله ...83

غنّت إليك . الشاعر حسن الخواهر ... 84

ناصر الحق .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...86

يا ليلة النصف من شعبان .. الأستاذ مكي آل ناس ...87

أمل الحياة .. الشاعر إبراهيم أبو زيد ...88

لوعدك نستحث غدا .. الشاعر بدر الشبيب ...89

يا ليلة الميلاد . الشاعر شفيق العبادي ...91

أبا الأمل المخبوء .. الشاعر شفيق العبادي ...93

رعيا لصبحك .. الأستاذ حسين آل جامع ...95

يا سيد الدنيا .. الشاعر أحمد نصر آل حمود ...97

في مدح الإمام الحجة (عج) .. الشيخ نزار آل سنبل ...99

عشقي .. الملا عبد الله أحمد آل حسين ...100

المهدي علیه السلام . الشاعر فوزي الصايغ ...101

هجران .. السيد حسن الخليفة ... 103

من أمير المؤمنين إلى ولده المهدي علیه السلام ...104

قافية : الراء ...... 105

مَغشيُّ الرواقين .. الشيخ جعفر الخطي رحمة الله ...107

أثر نقعها .. الملا حسين الشبيب رحمة الله ...111

يوم حاطت بحسين عصبة .. الملا حسين الشبيب رحمة الله ...112

مجاراة الشيخ البهائي .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...114

ليلة الميلاد .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...117

صاحب العصر.. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...119

استنهاض .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...120

استنهاض .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...121

أقيموا حفلة الميلاد ... الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...122

ص: 485

نور .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...123

استهاض . الملا حسن آل جامع رحمة الله ...124

إمامة الحق من مجموعة البشر .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمة الله ...126

يا مطلع الفجر .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...128

يا أيها المهدي .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...129

میلاد الهدى .. الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله ...130

يا منقذ الدين .. الحاج عمران الشيخ فرج آل عمران ...132

مولد صاحب الزمان علیه السلام .. الخطيب أحمد آل خميس ...133

في استنهاض صاحب الزمان (عج) .. الخطيب عبد الكريم آل حمود ...134

في استنهاض صاحب الزمان (عج) .. الخطيب عبد الكريم آل حمود ...136

ميلاد الإمام المنتظر علیه السلام .. الخطيب حسن آل باقر ...138

إشراقة فجر .. الشاعر محمد سعيد البريكي ...140

يوم الفرج .. الشاعر معتوق العلي ...142

يوم الميلاد .. الشاعر معتوق العلي ...143

في مولد الإمام المهدي (عج) .. الخطيب علي آل محسن ...144

غربة الروح .. السيد حسن أبو الرحي ...146

ذكرتك فاهتزت شعور .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...147

في الإمام المهدي (عج) .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...149

أمل العصر .. الشاعر علي عبد الله التاروتي ... 150

ميلاد الإمام المهدي .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...255

انتداب الحجة ( عج ) .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...456

الإمام صاحب العصر (عج) .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...558

من وحي الخلود . الشاعر جمال رسول ...156

فرح يذكرني بحزن .. الشيخ عبد الكريم آل زرع ...158

الإيثار .. الشيخ عبد الكريم آل زرع ...161

وللحب موعد .. الشاعر بدر الشبيب ...163

ص: 486

یا باسط العدل .. الشيخ مهدي المصلي ...164

الحائرة .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...166

مها تحب إمامها .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...168

يا لَثارات فاطمة ! .. الأستاذ حسين آل جامع ...169

صَلَواتُ الشُمُوس .. الأستاذ حسين آل جامع ...170

ألا يا أحبتنا أقبلوا .. الخطيب محمد قاسم السويكت ...173

دنيا الخلود .. الأستاذ سعيد آل عبيدان ...175

میلاد بحجم العرش .. الشاعر علي مكي الشيخ ...177

شمس الهدى للسالكين تنير .. الشاعر حبيب الخويلدي ...182

أين الغياث ؟ .. الشاعر حبيب الخويلدي ...182

الزمان كلب عقور .. الشاعر حبيب الخويلدي ...182

إيه يا ليلة الحياة .. الشاعر عبد الله سعيد البيك ...184

عتاب .. السيد محمد الخباز ...186

مجمر عند بوابة الأمل .. الأستاذ باسم البحراني ...187

كشف الانتظار .. السيد حسين الخليفة ...188

كتمت أصداء .. الشاعر حسين آل محسن ...189

صاحب الثارات .. الشاعر فوزي الصايغ ...191

سورة الفجر .. الشاعر عبد الرؤوف المرهون ...193

مرفأ العشاق .. الشاعر میثم آل سنبل ...195

السين والضاد والعين .. .. .. 197

أفضل الشعر . الشاعر فوزي الصايغ ...199

لهجة الانتظار .. السيد حسين الخليفة ...201

يا أخ العشق .. الأستاذ رائد أنيس الجشي ...203

استنهاض .. الحاج منصور الجشي رحمة الله ...203

استنهاض .. الشيخ علي الجشي رحمة الله ...205

استهاض .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...206

ص: 487

استنهاض .. الشيخ رضي المحروس رحمة الله ...207

تحية .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...208

نفحة من الذكرى .. الأستاذ محمد رضي الشماسي ...209

جمعت هم سنيني .. الشاعر سعيد الشبيب ...211

تنصيب الإمام المهدي (عج) .. الدكتور إبراهيم الدبوس ...213

هداية الإمام (عج) . الخطيب محمد قاسم السويكت ...214

الفاء والقاف والكاف .. .. .. 215

المهدي .. رؤى .. علي المطاوعة ...217

خلاص .. السيد حسن الخليفة ...218

يا عروس الدهور .. الشاعر حسين الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...219

الخيال المحقق .. الشيخ مهدي المصلي ...221

نجوى مع الأمل .. الشيخ نزار آل سنبل ...222

يا من أناجيه .. الشاعر علي عبد الله التاروتي ...223

شمس وراء السحاب .. الشاعر فريد النمر ...225

ألم ينته وقت الغياب .. الأستاذ عدنان أبو المكارم ...228

كون من النعماء .. الأستاذ رائد أنيس الجشي ...230

اصدح بعشقي .. الشاعر ياسر السنان ...232

يا مليك الزمان .. الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...234

يا أملاً .. الشيخ عبد الكريم آل زرع ...235

يا أجمل الشيء .. الأستاذ عبدالله علي الأقزم ...239

أحلى .. الأستاذ عبدالله علي الأقزم ...240

( يائي ) و (كافك ) .. السيد محمد الخباز ...241

قافية : اللام ...... 243

في ميلاد الإمام الحجة القائم علیه السلام .. الملا حسن المقيلي رحمة الله ...245

يا صاحب السيف .. الخطيب أحمد آل خميس ...246

ص: 488

المصلح المنتظر رحمة الله.. الشاعر عبد الوهاب حسن المهدي رحمة الله ...247

الجميع أبواب الفضائل .. الأستاذ عبد الله علي الأقزم ...249

في حضرة الله . الشاعرة أمل الفرج ...251

المخلصة .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...253

ندبة .. الشاعر قيس المهنا ...257

رؤى للزمن التائه .. الشاعر علي عيسى المهنا ...259

إلى موسم الأحلام .. الشيخ علي الفرج ...262

ميلاد الإمام الحجة .. الشاعر محمد بن أحمد آل ناصر ...267

على أمل الانتظار .. الملا يوسف البراك ...266

وحي الانتظار .. السيد حسين الخليفة ...267

الأمل .. الأستاذ أديب أبو المكارم ...268

قافية : الميم . .. .. 269

هذا إمام العصر . الشيخ حسين البلادي القديحي رحمة الله ...271

طال انتظارك .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...272

بدا نور النبوة .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...273

جرد السيف .. ملا محمد آل انتيف رحمة الله ...274

مدح الإمام صاحب العصر والزمان (عج) . الملا حسن آل جامع رحمة الله ...276

استنهاض الإمام الحجة (عج) .. الشيخ علي المرهون ...277

استنهاض الحجة علیه السلام .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...278

في انتظار الفرج .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...280

في ميلاد الحجة علیه السلام .. الخطيب صادق المرهون رحمة الله ...282

أردتُ مدحكَ .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...283

في استنهاض صاحب الزمان .. الشاعر معتوق العلي ...285

إلحاح .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...286

الحلم الأخير.. الشاعر عادل دهنيم ...288

ص: 489

قافية : النون ...... 291

میلاد الحجة ( عج ) .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...293

عيد المولود الموعود .. الخطيب سعود الشملاوي رحمة الله ...294

تاريخ مولده .. نور لشيعته .. الخطيب عبد العظيم المرهون رحمة الله ...296

استنهاض .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمة الله ...298

أغرودة الزمن .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...299

جدد ولاءك .. الحاج علي محمد الزاهر رحمة الله ...300

طير السعادة .. الملا حسين محمد اليوسف رحمة الله ...302

ميلاد الإمام المنتظر علیه السلام .. الخطيب راضي المرهون ...303

بين العبد والوصيفة .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...304

حييت يا منقذ الإسلام .. الشيخ عبد الكريم آل زرع ...307

يا ليلة النصف .. الشاعر حسن أحمد اليوسف ...310

نحن نهواكم .. الأستاذ حسين آل جامع ...312

رسالة من السماء .. الشاعر جمال رسول ...314

أي المجالس ؟ .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...317

عطش العيون .. الشيخ علي الفرج ...319

الأمم المترجى .. الشاعر معتوق آل معتوق ...320

میلاد الحجة المنتظر (عج) .. الشاعر عبد الهادي البقيعي ...323

استنهاض الحجة ( عج ) .. الشاعر عبد الهادي البقيعي ...324

فوران .. الأستاذ عبدالله علي الأقزم ...325

مولد الإمام الحجة (عج) .. الخطيب محمد آل عبد النبي ...326

ليلة النصف من شعبان .. الشيخ عبد الأمير الصايغ ...327

من قصيدة (سباحة الانتظار) .. السيد حسين الخليفة ...328

طال انتظارك .. الشاعر محمد الحمادي ...330

انتظرني .. الشاعر محمد الحمادي ...330

النصف من شعبان .. الشاعر فوزي الصايغ ...331

ص: 490

ذكرى ميلاد الإمام الحجة علیه السلام .. السيد محمد السيد باقر الشرفا ...332

الهاء والياء ..... 333

في مدح صاحب الزمان علیه السلام.. الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله ...335

یا صاحب الكرة .. الملا عبد الله المادح رحمة الله ...337

متى تقوم لأخذ الثأر ؟ .. الملا علي الرمضان رحمة الله ...339

في الإمام الحجة المنتظر علیه السلام .. الملا حسن المقيلي رحمة الله ...340

أنت الإمام الذي تم النظام به .. الشاعر أحمد الكوفي رحمة الله ...341

وينشر اللواء .. ثانية .. الملا سعود الشملاوي رحمة الله ...343

الإمام المهدي سر بقاء الكون .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...345

سر الإله .. الخطيب محمد علي آل ناصر ...347

الإمام المهدي المنتظر .. السيد حسن أبو الرحي ...350

فلنغنيه نبيا .. الشاعر محمد حسن الماجد ...351

فجر بقلب الليل .. السيد ناجي آل طويلب ...354

نجوى مع الفجر .. الشاعر معتوق آل معتوق ...356

الوَلَه المحموم .. الشاعر حبيب علي المعاتيق ...359

الفصل الثالث .. الشعر المتعدد القافية ...... 361

المهدي المنتظر علیه السلام.. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...363

نجوى .. الشاعر محمد سعيد الخنيزي ...365

رمز العدالة الحجة المنتظر (عج) .. الشيخ قاسم آل قاسم ...367

في ذكرى ميلاد الحجة المنتظر علیه السلام .. الشيخ قاسم آل قاسم ...368

إنا فتحنا .. الشاعر سعيد الشبيب ...372

شوق إلى الغيب .. الأستاذ حسين آل جامع ...374

أطلق شراعك .. الأستاذ حسين آل جامع ...376

صاحب الزمان (عج) .. الشيخ عبد الله آل سنبل ...379

ص: 491

آية النصف .. علي المطاوعة ...381

تجدد أيها الأمل .. الشاعر شفيق العبادي ..383

الحضور بوجه آخر .. الشيخ علي الفرج ...386

على ضفاف الغيب .. السيد ضياء الخباز ...388

في الطريق إلى الثور .. الأستاذ عبد الله علي الأقزم ...289

العسجد النازف .. الشاعر معتوق آل معتوق ...390

مولد القائم المهدي علیه السلام .. الشاعر فوزي الصايغ ...392

في المولد الشريف .. الشيخ محمد أبو عزيز الخطي رحمة الله ...394

مختارات من ( سبيل اللقاء ) .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...396

يعيبنا الناس : ...396

العطرة : ... 396

مستجيراً بكم : ...397

الموقنة : ...397

العارفة : ...397

المنبئة : ... 397

مجرب : ...398

إلى متى ؟ ...398

أكثر الناس موتی : ...398

هو من فاطمة ( صلى الله عليها ) : ...398

نرجس : ... 398

من الخطرات : ...399

اسمه أحلى الأسماء : ...399

سبيل اللقاء : ...399

إليه أفزع : ...400

سلم لله : يحيط بي : ... 400

ص: 492

هو نور : ...401

هو فوز : ...401

هو الخاتم : ...401

هو العمل الصالح : ...401

اسمه بركة وحجاب : ...401

هو العسل : ...401

هو المن العظيم : ...402

بجاه ( الزهراء ) : ...402

الفصل الرابع .. شعر في القصائد الأخرى ......403

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله .. 405

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ علي البلادي القديحي رحمة الله ...406

مدح الإمام العسكري علیه السلام .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...408

مصائب النبي صلی الله وعلیه وآله وسلم وأهل بيته علیهم السلام .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...409

مصائب كربلاء .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...411

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...412

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...413

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام..الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...414

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...415

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله ...416

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...417

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ علي البلادي القديحي ...419

قضى نحبه بالسم .. الملا حسين الشبيب رحمة الله ...420

مات بالسم غريبا .. الملا حسين الشبيب رحمة الله 422

نفثة مصدور .. الخطيب علي الطويل ...423

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ فرج آل عمران ...424

ص: 493

حوادث الدهر .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...425

هو الآية الكبرى .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...426

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...427

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الحاج يوشع البحارنة ...429

في رثاء الحسين علیه السلام .. الملا عبد الله المادح رحمة الله ...431

في رثاء الحسين علیه السلام .. ملا محمد آل انتيف ...432

لا أضحك الله سن الدهر .. الشيخ حسن آل ربيع ...433

شاب رأسي أسى .. الملا حسين الشبيب رحمة الله ...434

یا صاحب العصر علیه السلام.. الملا حسين الشبيب ...436

الإمام العسكري علیه السلام .. الحاج محمد سعيد الجشي رحمة الله ...438

أقمار شعبان .. السيد ضياء الخباز ...440

رثاء الإمام الرضا علیه السلام.. الشيخ رضي المحروس رحمة الله 441

أللراعبية بالأجرع .. الشيخ حسن التاروتي رحمة الله 442

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الشيخ محمد آل نمر رحمة الله ...444

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ أحمد آل طعان ...446

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الشيخ علي البلادي القديحي ...447

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام . الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله ...رحمة الله 447

بمولد الحسن الزكي .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...450

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ جعفر الخطي رحمة الله ...452

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الشيخ أحمد آل طعان رحمة الله ...45

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله ...454

في مدح أمير المؤمنين الف ومخاصمة المخالفين .. الحاج أحمد آل نصر الله...455

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الحاج منصور الجشي ...457

في رداء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ رضي المحروس رحمة الله ...458

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام ..الملا حسن الجامد رحمة الله ...460

جهاد الحسين علیه السلام.. الحاج محمد سعيد الجشي ... رحمة الله 461

ص: 494

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الشاعر علي عبد الله التاروتي ...462

تعب الغراب .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...463

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...464

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الحاج أحمد بن مهدي آل نصر الله رحمة الله ...466

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ فرج آل عمران رحمة الله ...467

في عيد الغدير .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم ...468

جوهرة العصمة .. الأستاذ حسين آل جامع ...470

مدح الكاظميين والعسكريين هما .. السيد محمد الفلفل رحمة الله ...471

في رثاء علي الأكبر ال .. الشاعر محسن بن خميس ...472

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام .. الشيخ علي البلادي القديحي وغيره (ره) ...475

في مدح أهل البيت علیهم السلام .. الشيخ منصور البيات رحمة الله ...475

النا الله .. الشاعر معتوق آل معتوق ...476

سليل الشمس .. الشاعر معتوق آل معتوق ...478

مصادر الجزء الثاني ... 481

المحتويات ...483

ص: 495

المجلد 3

هوية الکتاب

الامل الموعود

حروف ادبیة و بحوث علمیة فی صاحب الزمان عجل الله تعالی فرجه الشریف من ارض القطیف

الجزء الثالث

جمع و ترتیب

محمد شوقی السبیل

دار العصمة

جمیع الحقوقة محفوظة

الطبعة الأولی

1430ه/2009م

للتواصل :

yamahde@gmail.com

الأعمال الخيرية الرقمية: جمعية الإمام زمان (عج) إصفهان المساعدة

ص: 1

اشارة

دار الغطمة/كتب - قرطاسية - ترجمة - طباعة - خدمات أخرى

مملكة البحرين - السنابس

daralesmah@hotmail.com 00973/39214219 - 00973/17553156

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله كما هو أهله .. والصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريته محمد وأهل بيته الهداة الميامين... سيما إمام العصر وناموس الدهر، المهدي المنتظر، أرواحنا لتراب مقدمه الفداء...

وبعد ..

فهذا هو الجزء الثالث من كتاب ( الأمل الموعود ) ، والذي اشتمل بقية فصول الكتاب ، وهي الفصول الشعرية :

الفصل الخامس : الأراجيز.

الفصل السادس : الموشح والتخميس والتشطير.

الفصل السابع : الشعر الحر.

الفصل الثامن : الأناشيد والجلوات.

الفصل التاسع : المديح من الشعر الشعبي.

الفصل العاشر : الاستنهاض والندبة من الشعر الشعبي.

الفصل الحادي عشر : الأبوذيات والموال والزهيري.

إضافة إلى :

الفصل الثاني عشر : الخط العربي واللوحات الفنية .

ونشير إلى أن هذا الفصل جاء أصغر الفصول تقريباً، لقلة المشاركات التي حصلت عليها في هذا الجانب، مع أني بذلت قدر استطاعتي في البحث والاستقصاء ، ونرجو أن نوفق في إصدارات

ص: 3

قادمة إلى الحصول على المزيد.

و في الختام جاء القسم الأخير من الكتاب ، وهو (التعريف بالمشاركين في الكتاب).

راجين التوفيق للقبول والرضا، والغض عن الأخطاء والهفوات، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

ص: 4

الفصل الخامس : الأراجيز

اشارة

ص: 5

ص: 6

منظومة في أصول الدين

*منظومة في أصول الدين(1)

الشيخ ناصر آل نصر الله رحمه الله

أئمة عدتهم اثناعشر***من لم يدن بدينهم فقد غدر

أولهم أفضلهم علي***والحسنان أبناه والزكي

زين العباد وكذاك الباقر***وجعفر الصادق ذاك الطاهر

وبعده موسى وبعده علي***أعني الرضا مولى الأنام والولي

ثم الجواد بعده والهادي***علي الهادي إلى الرشاد

والعسكري الحسن المهذب***يعزى له كل العلا وينسب

والحجة القائم آخرالزمن***سمي جده الإمام المؤتمن

مطهر الأرض من الأدناس***يملأها عدلاً بلا التباس

تنصره ملائك الرحمن***ينال ما يأمل من أماني

خبر عنه المصطفى وبشرا***لابد من غيبته أن يظهرا

حتى ولو لم يبق إلا نزر***من الزمان طال ذاك العصر

وليس طول عمره مستنكرا***فإن نوحاً قبله قد عمرا

أكثر من ذاك كذا الريان***طالت به المدة والزمان

كذلك الخضر بقي طويلاً***وما بهذا نكثر التطويلا

مع أن حاجة العباد ظاهره***إليه فالحجة في ذا قاهره

وأنه لطف إلى العباد***كذا قوام الأرض والبلاد

فلوفني ما بقى الأنام***واختل من ذا العالم النظام

لأنه عماده والركن***وأنه حارسه والأمن

فاقطع بأنه لموجود على***مرّ الدهور والظهور أملا

غاية ما في الباب أنه اختفى***لحكمة ذات غموض وخفا

ص: 7


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية، ج9 ص217 ، مجلة (التراث) ، العدد 4 ص 103- 104

جامعة البيان في أحوال صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

اشارة

*جامعة البيان في أحوال صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)(1)

الشيخ علي البلادي القديحي رحمه الله

الحمد لله العليم الخالق***الواحد العدل القدير الرازق

ثم الصلاة والسلام السامي***على النبي وآله الكرام

وبعد فالعبد الأقل الجاني***علي نجل حسن البحراني

وفقه الله إلى مرضاته***وطهر الديوان من زلاته

بالمصطفى والمرتضى والآل***وسائل الخلق لذي الجلال

يقول هذا النظم في الثاني عشر***من حجج الله الإمام المنتظر

على اعتقاد الشيعة الأبرار***بأنه من عترة المختار

وأنه إمام هذا الزمن***وأنه القائم محيي السنن

سميته الجامع للبيان***في رجعة المهدي ذي الزمان

قدمت قبل ذكره مقدمه***ثم ختمت بعده بخاتمه

معتمداً على العليم القادر***سبحانه في الورد والمصادر

مقدمة شريفة في أن صاحب الزمان عجل الله فرجه الإمام الثاني عشر من عترة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم:

أجمعت الطائفة المحقة***والفرقة الناجية الأحقه

بأن صاحب الزمان المنتظر***الخلف المهدي هو الثاني عشر

وأنه من عترة المختار***وصحّ مافي واضح الأخبار

وأنه الموجود في ذا الزمن***واللطف والإمام محيي السنن

وصاحب الرجعة والكرة في***أخبار أهل البيت أهل الشرف

نور بدا في النصف من شعبان(2)***ليلاً وقبل الظهر قول ثاني

ص: 8


1- مخطوطة ديوانه (ديوان ( جنات تجري من تحتها الأنهار )، والتعليقات المدرجة من نسخة الديوان أيضاً
2- ( نور ) سنة 256 ، أي سنة ولادته علیه السلام، فهو نور لفظاً ومعنى. أقول : يشير الشيخ قدس سره إلی الحساب الأبجدي ، حيث أن لكل حرف رقماً: ن = 50 و200 ، ر = 6 فتجمع 50+ 200 + 6 =256

وغاب وهو ابن تسع أو أحد عشر***الغيبة الصغرى لخوف وضرر

من الطغاة وملوك الزمن***إذ هم أرادوا قتله بالعلن

وذاك لما علموه القائما***بالسيف والجور المقيم حاسما

وليخرجن وليس للظالم في***ذمته عقد عليه ليفي

أو حكمة يعلمها الله له***ليس لنا عنها بأن نسأله

وهذه الغيبة ستون سنه***له بها أبواب علم متقنه

أول من وكله عثمان***ثم ابنه محمد السمان

ثم ابن نوح الحسين العمري***ثم علي السفير السمري

واجتمعت فيها به أخيار***وشرفت لهم به الأقدار

ووردت أجوبة المسائل***منه لكل قاصد وسائل

على يدي أولئك الأبواب***كذا الدعا المؤمن أواب

وكم وكم توقيع صدق قد ورد***بخطه إلى أمين معتمد

وكم وكم من شدة قد كشفت***من بركات فضله وفرجت

وبعد ستين وقوع الكبرى***حتى له يأذن رب الأخرى

وذاك من بعد امتلاء الأرض***بالجور والظلم وترك الفرض

وتركهم حكم الإله المتتبع***وأخذهم حكم الهواء المبتدع

فيأذن الله له بالفرج***ويأمر الله له بالمخرج

بيان في أن كثيراً من علماء السنة قائلون بقولنا للنصوص الواردة من طرفهم فهو حجة عليهم وإنكار الباقي عصبیة:

قد وافق الأصحاب في أكثر ما***قلناه جمع من فحول العلما

من غيرهم من سائر المذاهب***كنجل طلحة ونجل عربی

كذلك الجامي وابن الجوزي***كذا الخواص وكذا القندزي

والصفدي والحنبلي الكنجي***كذا أبو العباس والدمشقي

كذا الغزالي وكذا الشعراني***كذا العراقي وكذا الصبان

وغيرهم يوجد منهم كثره***يعرفهم ذو الفضل من ذي الخبرة

وأثبت ابن خلكان المولدا***كذا ابن زرلاق له قد أكدا

وهؤلا وغيرهم قد أثبتوا***حياته وموته ما نعتوا

ص: 9

وكلهم قالوا بما نقول***فلا يعيب قولنا الجهول

بيان في النصوص الواردة من الطرفين في المهدي علیه السلام:

أما النصوص من طريقنا فقد***تواترت معنى ولفظاً وعدد

زادت على مئين خمس ونمت***وكلها بقولنا قد نطقت

عن النبي المصطفى والآل***الصادقي الأقوال والأفعال

وكلها قالت لساناً واحدا***بأنه من نسل خيرالشهدا

وأنه نجل الإمام العسكري***نجل علي النقي والسري

وأنه خاتمة الأئمة***وأنه مهدي هذي الأمه

والاسم والكنية والخلق الحسن***بالفتح كالمختار طه المؤتمن

ونلزم السنة في المهدي ما***قلناه فيه لدليل لزما

إذ النصوص من صحاحهم أتت***بكثرة من طرقهم تواترت

حتى لقد أفردت الرسائل***منهم كذا أقيمت الدلائل

من بعضها في مفرد قد ذكرا***من الحديث مائة وعشرا

وجلها من الصحاح الست***وقد حكت أقوالنا بالنعت

بأنه من عترة المختار***من نسل خامس الكسا الأطهار

نقول : من يقول من ولد الحسن***أو ولد العباس قول قد وهن

أو أنه المسيح أو ما أطلقوا***من فاطمي مطلقاً أو يخلق

فكلها واضحة البطلان***مردودة بواضح البرهان

بيان في الآيات الواردة في الرجعة من طريق أهل البيت علیهم السلام في جهة التاويل، وفيه آیات دالة على إحياء الأموات لحكمة، فلا استبعاد لمن ينشره الله للرجعة:

وقوله في الذكر يوم نحشر***من كل أمة بذا يخبر

أما المعاد فالجميع يحشر***لا بعضهم وذاك ما لا ينكر

كذاك وعد الله عن دين النبي***يظهره في رجعة فارتقب

كذاك وعده لمن قد آمنوا***في الأرض يستخلفهم وليأمنوا

لم نره فيما مضى من الزمن***لكن برجعة يكون فاعلمن

كذاك يوم يسمعون الصيحة***بالحق حبّذا بها من صيحة

وربما يودّ من قد كفروا***لو أسلموا فيها بها قد فسروا

ص: 10

كذاك نصر الله من أرسله***والمؤمنين رجعة امهله

كذاك في الرجعة للنصاب***معيشة ضنكاً مع العذاب

كذاك وعد الله للمستضعف***بجعلهم أئمة لم يخلف

كذاك أخذ الله ميثاقاً على***كل النبيين بإيمان إلى

خير النبيين ونصرة الوصي***يكون في الرجعة نصر لعلي

كذا الذي قد فرض القرآنا***على النبي برده المكانا

تأويله العود إلى الرجعة في***أخبار أهل البيت أهل الشرف

كذاك أخرجنا من الأرض هم****في خير صورة لهم تسمهم

وهوهنا والنار ذو العذاب***يفتحه الله على النصاب

ذاك أميرالمؤمنين المرتضى***في رجعة يكون لا فيما مضى

ومثله يريكم الآيات***فتعرفونها اي الهداة

وإنكم لعائدون بعد أن***قد كشف العذاب آناً فاعلمن

كذاك قد أمتنا اثتين***لأخر الآية في هاتين

ثم رددنا لكم الكرة في***كرة أهل البيت أهل الشرف

أما الذين استبعدوا حياة من***ينشره الله لصاحب الزمن

فقولهم هذا غريب جدا***إذ محكم الذكر لهم قد ردا

فقد حكى الله بإحياء أمم***من بعد موتهم لوجه وحكم

قد أخبر الرحمن عن أيوب***من بعد كشف الضر والكروب

برد كل أهله وماله***من رحمة الله ومن إفضاله

كذا الذين خرجوا ألوفا***أحياهم وقد سقوا الحتوفا

فنكحوا النسا وأولدوها***وعمروا الأرض ومهدوها

كذا عزير وحماره كما***حكاه الله فطار السما

كذاك جا تنزيل كل نفس***ذائقة الموت بغير لبس

وبعده منشورة بالعطف***تشر للرجعة للتوفي

فالمؤمنون ينشرون حقا***لقرة العين بعكس فرقا

وهو أذاقه العذاب الأدنى***دون العذاب الأكبر المعنّى

واختار موسى قومه سبعينا***فأهلكوا ثم أعيدوا حينا

ص: 11

وهل يشك مؤمن أو صادق***من بعد أن أخبر عنه الصادق

بيان فيما استبعدوه من غيبته وطول عمره:

وكلما استبعده المستبعد***من غيبة وطول عمر يوجد

كذا يرى الناس ولا يرونه***وإن رأوه ليس يعرفونه

فهو لعمري شبه منشاها***شك بقدرة الذي أنشاها

وكله قد كان في الأزمان***في أنبيا وأوصيا أعيان

قدغاب إدريس وإبراهيم***ثم سليمان كذا الكليم

والمصطفى قد غاب وسط الغار***وكل ذا خوفاً من الكفار

كذاك أوصياء غيرمن ذكر***يعرفهم مؤرخ وذو سیر

وكم وكم من كافر ومؤمن***طالت حياته بهذا الزمن

كمثل إبليس ومثل الخضر***كذاك نوح وكذا ابن معمر

كذاك لقمانان(1) والدجال***كذاك عوج مثله رجال

ويوسف أنكره أخوته***وخضر استبعدت رؤيته

فكيف يستبعد أن يعمرا***شخص لخير الأنبياء والوری

والأرض لا تخلو بغير حجة***مادام تكليف للطف الحجة

يكون إما ظاهراً مشهورا***أو غائباً لحكمة مستورا

بغيبة ينتفع المأموم***كالشمس إذ تسترها النجوم

وقول خير الأنبياء والرسل***يكون فيكم ما يكون في الأول

ص: 12


1- قوله ( لقمانان ) ، هما : 1. لقمان الحكيم ، فقد روي أنه عاش ألف سنة . 2. ولقمان بن عاد: وهو صاحب النسور ، وقد روي في التواريخ والسير أنهم سبعة، وذكر كثير أن أقل عمر الأنسر خمسمائة عام فيكون عمره ثلاثة آلاف سنة وخمسمائة سنة، وروي أنه لم يستعمل النسور إلا بعد ثلاثمائة سنة من عمره ، فيكون ثمانمائة سنة زيادة على الثلاثة ، والنسر هو لبد الذي ذكرته الشعراء في أشعارهم ومثلوا به . وروي في التواريخ والسير أن عمر عوج بن عنق بنت آدم مثل لقمان بن عاد ، وكثيراً من المعمرين مثل المهدي وأكثر كثيراً، لكن العصبية والعناد والزيغ عن طريق الرشاد يوجب الاستبعاد ، فتأمل وفقك الله تعالى لكل خير

وقوله لتحدون حدو من***من قبلكم يوجبه لمن فطن

وإن من مات ولم يعرف له***إمام دهره يموت جهله

بيان في أنه ليس لخروجه وقت مؤقت عجل الله فرجه ، بل مثله كمثل الساعة :

وليس للخروج وقت يعلم***بل هوكالساعة عهد مبهم

بذا أتى النص من المختار***وآلة الأئمة الأطهار

كذا الذي أنزل في القرآن***فيها على التأويل والبيان

أما الأحاديث التي قد لوحت***بالرمز والحساب فيها وقتت

وربما لها تصدى المجلسي***لرفع ما فيها من الملتبس

كذلك المحقق البحراني***ذاك سليمان عظيم الشان

ولم يطابق فالرجوع فيها***لأهلها الأولى بنا إليها

نعم أتت عن النبي وآله***سفن نجاة الناس في ماله

لنا علامات قبيل المخرج***إذا أتت جاء أوان الفرج

يا ربنا عجّل إليه فرجه****يا ربنا سهل عليه مخرجه

يارب واجعلنا له أنصارا***من خيرجند يأخذون الثارا

بحقهم ياخالقي عليكا***فإن كل الخير من يديكا

بيان في علامات ظهوره علیه السلام المنصوصة في الأخبار عنهم علیهم السلام:

جاء كما قلنا عن الأطهار***لنا علامات من الآثار

أولها في سنة الخروج***قحط وموت ضيّقا الفروج

ثم يكون مطر عظيم***لم ير قط مثله عميم

مدة أربعين يوماً بولا***من يوم عشرين جمادى الأولى

آخره أول يوم من رجب***فينبت الله لحوم من أحب

ليرجعوا للدولة الغراء***والكرة السامية البيضاء

هنا يكون عجب كل عجب***في الناس ما بين جمادى ورجب

ويبعث الله عباده أولي***بأس شديد إذ أتى وعد الولي

لم يتركوا وتراً لآل المصطفى***عند أولي النصب وأصحاب الجفا

ويخرج الدجال ذاك الأعور***من أصفهان لیشاد المنكر

كذاك إذ يحال بين البيت***و بين حجاج إليه تأتي

ص: 13

كذاك أيضاً يخرج السفياني***عثمان من نسل أبي سفيان

من عتبة وأمه بنت الغوي***أعني يزيد الرجس من نسل البغي

يظهر أيضا جسد المولى علي***في قرص عين الشمس ظاهراً جلي

يعرفه الخلق جميعاً بالندا***باسمه هذا علي ذو الهدی

وكل ذا في رجب المرجب***وهو عجيب من أتم العجب

في خامس من رجب المرجب***فاعمل عليه وإليه ارتقب

كذاك خسف القمر المنير***آخر شهر ربنا الكبير

وخامس منه ونصف تنكسف***شمس خلاف عادة لتنعرف

وجبرئيل ليلة الثالث وال***عشرين من شهر الصيام قد حصل

في أول الفجر نداء صوته***الحق مع علي ومع شيعته

كذلك الشيطان في آخره***يصرخ صوتاً معلناً بجهره

الحق مع عثمان مع شيعته***يسمع كل الخلق كل صوته(1)

فعندها يوقن من قد أبطلا***ويسلم المخلص من أهل الولا

وخامس العشرين من ذي الحجه***يقتل ذو نفس لسه زكيه

ظلماً وبين الركن والمقام***يقتل من أولئك الطغام

فبعده يخرج صاحب الزمن***يطهر الآفاق من كل درن

الشمس إذ تطلع فيها فسروا***طلوعه من مكة لا يستر

لا أنه الشمس بمعنى...(2)وربما كان احتماله قوي

بيان في صفته عليه السلام وعجل الله فرجه في خروجه :

وصفة القائم حين يخرج***أجلى الجبين والثنایا أفلج

ووجهه مشرب بالحمره***وهو بطين من علوم كثره

في كفه الأبيض حين يظهر***موفقاً مزوداً لا يغدر

طوبى لمن ينصره والسعد***في دولة فيها الهدى والرشد

ص: 14


1- ولأنه كذب عدو الله وعدو رسوله والمؤمنين، فتردّ عليه الملائكة كلامه لعنة الله تعالى عليه وأشياعه.
2- لم نهتد لقراءته من المخطوط
بيان في كيفية خروجه عليه السلام وعجل الله فرجه ، ونصرنا به نصراً عزيزاً وجعلنا من أنصاره وأوليائه بحقه وبحق أجداده وآبائه صلى الله عليهم أجمعين كل آن وحين:

إذا أراد الله إظهار الفرج***وكشفه تلك الكروب والرتج

يأذن للمهدي بالظهور***وينشر العدل عقيب الجور

وتستقيم دولة الأطهار***من بعد ذلهم والانكسار

هناك يخرج الإمام المنتظر***في يوم عاشور الجمعة الأغر

وفي روايات بما في الخبر***في يوم نوروز وعام وعر

يدخل في البيت الحرام سائقا***ثمان أعنز عجاف لاحقا

فيقتل الخطيب يوم الجمعة***ثم يغيب يومه في الكعبه

ثم إذا ما جنّه الليل بدا***من فوق كعبة ينادي بندا

يدعو له أصحابه الأخيارا***عدة بدر كلهم أبرارا

فيقبلون من جميع الأرض***من كل فجٍ طولها والعرض

فيصبح المهدي يوم السبت***وكلهم قد حضروا للوقت

ويسند المهدي ظهره إلى***البيت الحرام باليد البيضا علا

من غير سوء آية لموسى***يكنفه جبريل ثم عيسى

ويطلب البيعة ممن قد حضر***كما إليه الله ربه أمر

وينزل الطائر جبرئيل***مبایعاً يأمره الجليل

من قبل كل الناس ثم ينزل***عيسى لنصره وكل نقلوا

ويقتدي من خلفه ابن مريما***عند الصلاة قائلاً تقدما

فيهدم البيت وكلما ابتدع***فيه ويبنيه على ماقد شرع

ويمكثن في مكة المطهره***حتى توافيه ألوف عشره

ويبعث السفياني بغياً عسكرا***جيشاً لكوفانٍ وجيشاً آخرا

إلى مدينة الرسول الأطهر***فيهدمونها مع القبر السري

حتى لقد تروث البغال***في مسجد المختار بئس الحال

ثم يجيء بعد أن أخربها***مكة قاصداً لأن يخربها

ص: 15

حتى إذا قد وصلوا البيداء***بادت بهم خسفاً بهم نداء

لم ينج إلا رجلان منهم***مبشر ومنذر إليهم

يجعل وجهاهما إلى القفا***لكي يكونا آيتين لا خفا

أما الذي قد بشر القائم قد***أسلم والحظ كوجه بسعد

بيان في مسيره علیه السلام إلى مدينة الرسول صلی الله علیه و آله و سلم:

وبعد ذا يمضي الإمام المهدي***بجيشه الميمون ذات السعد

إلى مدينة الرسول الطاهر***بخیر سعد وبخير طائر

ثم يكون الخبر العجيب***إليه فيها والنبا الغريب

فيخرج الجبت مع الطاغوت***غمضين للفتنة بعد الموت

فيصلبان فوق جذع يابس***يميز أهل النصب والوساوس

فتورق النخلة بعد الصلب***وتلقح الفتنة أهل الريب

فيطلب المهدي التبري منهما***ومن فعال فعلوها عنهما

فلم يجبه من جميع حزبهم***بل زادهم ما شاهدوا في حبهم

فيأمر الناس بالاعتزال***بين محبهم وبين القالي

فيأمر المهدي ريحاً سودا***تبيدهم عن الحياة بيدا

وينزلن من أسس المظالما***وينشرن من أحدث المأثما

معدداً عليهما الذنوبا***من آدم لرجعة والحوبا

معترفين بالذي قد صدرا***وأن كلاً منهما لقد جرا

فبعد أن يقتص كل جرم***فعلاً وتسبيباً وكل إثم

تخرج نار تحرق الاثنين***بعداً وسحقاً ذينك الشخصين

ثم يعادا كرة المختار***وآله الأئمة الأطهار

وأوليائه ليقتصوا لهم***فعليهما بهم بما قد نالهم

ويهدم الذي بناه الظالم***وأسسته قبله المظالم

ويبتليه بالذي الله أمر***إذ كلما يفعله عنه صدر

بيان في مسيره علیه السلام في أرض الله تعالى لقتل الكافرين الدجال والسفياني وأتباعهما لعنهم الله أجمعين:

ثم يسير صاحب الزمان***وقصده الدجال والسفياني

ص: 16

يسيرو النصر الإلهي معه***وجند ربه له مجتمعه

فيلتقي مع اللعين الأعور***أعني به الدجال شر مجتري

يقتله المهدي شر قتلة***وقومه وصحبه ونسله

في الشام يوم الجمعة المباركا***في ساعة ثالثة من ذلكا

ويلتقي من بعد بالسفياني***وجيشه العاري عن الإيمان

فيذعن الملعون للإسلام***مبایعاً لذلك الإمام

ثم توافيه خؤولة له***كلب وقومه لأن تسأله

ماذا صنعت مع هذا الرجل***فيخبر القوم ببيعية الولي

فلا يطيعون له ما قد فعل***فلا يزالون به حتى يضل

فيخرجن على الإمام القائم***بقومه شر كفورٍ ظالم

فتوقد الحرب العوان اللهبا***حتى يكونوا وسطها مثل الهبا

فيقتل الملعون فوق الصخرة***في الشام والنار له والحسرة

ويبعث المهدي جيوش النصر***لفتح بلدان الغوا والكفر

فيفتحون أحصن الضلال***ويخفضون راية الوبال

فيستقيم الأمر كله له***ويوسع الخلق جميعاً عدله

ويملأن الأرض قسطاً عدلا***كملئها جوراً وظلماً قبلا

ويستقر في بلاد الكوفه***بالسيرة العادلة المعروفه

مجلسه وموضع القضاء***في مسجدٍ للكوفة الغراء

ومسجد السهلة دار أهله***أكرم بمحوي وحاوٍ مثله

ويستقيم ملكه سنينا***سبعاً كسبعين من السنينا

بحيث يأمر الإله الفلكا***بلبثه ليبطئ التحركا

وبعض أخبار بعشر فائده***وشهرة لأولٍ مساعده

فحينئذ تمضي له خمسونا***وتسعة من ملكه سنينا

يخرج سبط المصطفى فتى العلا***أعني به المولى شهيد كربلا

بيان في كرة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين علیه السلام مع أنصاره وملائكة النصر والملائكة الشعث الغبر:

ويخرج المولى إمام الشهدا***وصحبه أكرم بهم من سعدا

مع الملائك التي للنصر***مع الملائك التي في القبر

ص: 17

شعثاً وغبراً يبلغون الزائرا***سلامهم إليه كلما جرا

حتى إذا تم لصاحب الزمن***سبعون جاءه الحمام والوهن

يمر في الطريق وقت السير***إذا بجاون أتى من صخر

تلقيه من سطح رفيع امرأه***كافرة فاسقة وغادره

نحيسة لا أنها سعيده***بلحية شوهاء لا رشيده

ويتولى أمره الحسين***غسلاً وتحنيطاً كذا التكفين

وبعد أن يمضي إلى الرحمن***يقوم بالأمر عظيم الشان

أعني الحسين وله الملك الحسن***خمسون ألف سنة فليعلمن

ويحشر اللهله قاتله***ونسلهم ومن هوى فعاله

أعني يزيد والدعي ابن الدغي***والشمر وابن سعد الرجس الغوي

وكل من شرك أو قد خذله***ومن رضي بفعل من قد فعله

فيقتل الكل إمام الشهدا***وتشتفي قلوب كل السعدا

ويكثر القتل بمن أحبهم***ومن بأفعالهم أعجبهم

هناك تشتد شرار الناس***وكل فاجر من النسناس

على الحسين ثم يلجئونه***لمكة البيت ويتبعونه

فحين يشتد عليه الأمر***يأتي له السفاح ذاك النصر

ذاك أميرالمؤمنين المرتضى***وذا الفقار سيفه قد انتضی

تحفه ملائك النصر إلى***أن يوردوا الأعدا موارد البلا

ويمكث الأمير مع سليله***يهدون خلق الله في سبيله

مكثة أهل الكهف في طول الزمن***ثلاث مائة وتسع فاعلمن

فبعدها يضربه أشقى الورى***في رأسه مخضباً على الثرى

فلعنة الله على قاتله***ومن رضي بالفعل من فاعله

ويتولى أمره الشهيد***ذاك الحسين الجوهر النضيد

لأن ملكه طويل جدا***خمسون ألفاً باتفاق عدّا

ويمكث الحسين وهو القائم***بدین ربه وجوراً حاسم

ويلبث الأمير فی الوفاة***على روايات ثلاث تأتي

من الألوف أربعا أو سته***أو عشرة والكل جافي السنه

ص: 18

بيان في كرة الأمير الثانية وجميع الأئمة حتى القائم علیه السلام وعجل الله فرجهم:

ثم يكر ثانياً للرجعه***أكرم بها من كرة و رجعه

مع الأئمة الكرام البرره***من نسله والأولياء الخيره

وصاحب الزمان أيضاً يرجع***وهذه الكرة كلا تجمع

لأن كل مؤمن لابد له***من موتة وقتلة محصله

فمن يمت دنيا برجعة قتل***والعكس هكذا يقيناً قد نقل

والعمر في الرجعة ضعف الأول***بذا أتى نص النبي المرسل

إلا علي مرتين يقتل***ثم ويحيا مرتين نقلوا

وبعد أن يرجع كل منهم***كما أتى النص إلينا عنهم

يجتمع الشيطان إبليس الغوي***وكل من كان إليه بالولي

والمؤمنون كلهم تأتي له***قائدهم حيدرة وآله

إلى قتال الرجس إبليس الغوي***وخيله ورجله كل بغي

فيلتقون جانب الروحاء***قرب الفرات في قريب الماء

يقتتلون بقتال ما جرى***شبه له ولم يكن قد صدرا

فيرجع المؤمن فيه القهقرى***من عظم هوله وما قد صدرا

حتى لقد تسقط في الماء به***بعض الرجال من أليم حرية

وفي رواية ثلاثون رجل***فعندها يأتي الإله في ظلل

تأويله يأتي رسول الله***لنصرهم مع جنود الله

وحربة في يده المباركة***من نور قد حفت به الملائكه

فحينئذ يرى اللعين ذاكا***يفرنا كصاً لما هناكا

تسأله أصحابه أين المفر؟***والآن قد آن لجمعنا الظفر

يجيبهم : إني أرى ما لم تروا***إني أخاف الله ربي إن تروا

و فراره النبي يدركه***يضربه بحربة فتهلكه

يضربه في ظهره بالحربه***في صدره تمرق تلك الضربة

وقد قضى الرسول هذا الأمرا***وهو به وكل خير أحرى

فيهلك الملعون مع أصحابه***وكل من يدخل في أحزابه

هذا هو الوقت الذي قد أنظره***رب العباد وإليه أخّره

ص: 19

ولم يكن في الأرض مشرك ولا***منافق إلا محب ذو ولا

فعندها يوحد الرحمن***وتبطل الصلبان والأوثان

وترتعي الشاة مع الذياب***فلا تؤاذيها بلا ارتياب

ويلعب الصبي بالحية وال***عقرب لا يؤذي بشيء قد فعل

ولا يموت مؤمن حتى يلد***له من الذكور ألف من ولد

يلبس كل ولد ثوباً له***إن طال طال الثوب أيضاً مثله

وكل لون إن أراده يكن***له بفضل الله مسدي المنن

فهي لعمر الله دولة الهنا***والكرة الفرا وغاية المنى

محمد فيها نبي الخلق***جميعهم وهو رسول الحق

وآله الأئمة الكرام***ملوك أهل الأرض والأعلام

وتقطف الثمار ثم يوجد***مكانها بحيث لا تفتقد

وثمرات الصيف تؤكل الشتا***والعكس هكذا بنص قد أتى

وتظهر الأرض جميع البركه***من غير ما تكلف في الحركه

والجنتان تظهران بالشرف***في أرض كوفان قريبا للنجف

وقد أتى الوصف من القرآن***إنهما في سورة الرحمن

والقبة البيضا على ظهر النجف***تنصب للمولى الأمير ذي الشرف

مع الأئمة الكرام البرره***وأولياء الله تلك الخيره

أركانها أربعة ففي النجف***ركن وركن طيبة ذات الشرف

ركن بصنعاء وركن بهجر***طوبى لمن بقربها قد استقر

تزهو لأهل الأرض والسماء***أنوارها أعظم من ذكاء

والمؤمنون كلهم قد حشروا***في الكوفة الغرا فحقاً تعمر

تعمرحتى تستدير طولا***أربعة وأربعين ميلا

محالة الخيل بألفي درهم***يومئذ يبلغ فيها فاعلم

يودّ بعض الناس لوقد وهبا***شبرمن السبع بشبر ذهبا

قصورها موصولة بكربلا***كلتاهما لنا يكونا معقلا

فيا لها من دولة غراء***ويا لها من كرة بيضاء

وإنها لدولة طويلة***بعيشة راضية جليله

ص: 20

يا ربنا واجعل لنا سبيلا***فيها ومتّعنا بها طويلا

وقد روى بعض الثقاة في الخبر***عن بعض آل أحمد خير البشر

أن جميع عمر الدنيا لفي***مایة ألف سنة فلتعرف

عشرون ألفاً لجميع البشر***من مؤمن وكافر ومجتري

ثم الثمانون لخيرة البشر***محمد وآله الاثني عشر

خالصة فيها يكون الدين***الله خالصاً فلا تفنين

وآية المن إلى المستضعف***وآية الوعد إلى المستخلف

ونصرة الرسل إلى الوصي***من بعد تصديق إلى النبي

وغيرها مطلقة لكن تفد***طول حياة رجعة بغير حد

كذلك الذي من الأخبار***أتى عن المختار والأطهار

فهو موافق إلى التأويل***إذهم لسانه على التفصيل

وهو وجود دولة هنيه***طويلة بعيشة مرضيه

يحضرها خير الورى محمد***وآله مع الذين استشهدوا

كذاك أهل الكهف والأمة من***قوم لموسى يعملون للحسن

وجملة الرسل وكل مؤمن***وماحض للكفر فيه معلن

لاسيما أعداء آل المصطفى***لكي يجازوا سوء ما منهم هفا

وما سوى القسمين ممن محضا***إيماناً أو كفراً فعنه أعرضا

بيان في رفع بعض الشبه المنقولة عن شيخنا المفيد عليه الرحمة:

الرجعة الفرا إلى المهدي***مع النبي ومع الوصي

والآل إجماع من الأصحاب***بلا خلاف وبلا ارتياب

نعم أتى الخلاف في التفصيل***وذاك غيرموجب التضليل

كذا الروايات أتت مختلفه***وما ذكرنا عمدة لتعرفه

أما الذي يحكي عن المفيد***فهو بعيد غاية البعيد

من أنه ينكر أصل الرجعه***بل ذاك بدعة وأي بدعه

حاشاه بل ينكر بعض ما حصل***من التفاصيل لها غير الجمل

كيف وقد صحّ عن الأطهار***عترة طه سادة الأبرار

ص: 21

بأن من أنكر فينا الرجعه***فليس منا وكذاك المتعه

وأكثر الأصحاب إجماعاً نقل***حتى عن الشيخ المقدم الأجل(1)

خاتمة نساله تعالى حسن الخاتمة :

وبعد أن ستنقضي وتنتهی***سبحان من ليس لملكه انتها

يأذن ربي في خراب العالم***إذ ليس غير وجهه بدائم

يرفع رب العرش من قد رسما***محمداً وآله إلى السما

فيمكث الناس بعيد ما عرج***بهم صباحاً ومساء في مرج

ومرج الفؤاد ليس مسندا***مدة أربعين يوماً عددا

ينفخ إسرافيل نفسخ الصعق***فتبطل الأرواح أي بالمحق

فيمكث العالم في وقت الفنا***أربع مائة سنيناً زمنا

فينفخ النفخة للنشور***فتخرج الخلق من القبور

كأنهم مثل الجراد المنتشر***منكسري القلوب خشعي البصر

وهذه القيامة الكبرى التي***إما إلى النار وإما الجنة

یا ربنا وخير رب راحم***أختم لنا بأحسن المغانم

و نجنا من كل هول وضرر***ومن جحيم ولظى ومن سقر

واجعل لنا عندك زلفى و مقر***في جنة الخلد ونعم المستقر

بحقك العظيم يا منان***يا رب يا كريم يا حنان

وحق أحمد الرسول المصطفى***وآله الأطهار أرباب الوفا

وصل يا رب عليهم أبدا***ما عسعس الليل وما صبح بدا

والحمد لله على التمام***حمداً كثيراً وعلى الختام

تمت المنظومة الشريفة المباركة القائمية ، نسأل الله الكريم الرحمن الرحيم ، ذا المن القديم والفضل الجسيم والجود العميم ، والرحمة الواسعة والنعمة الجامعة ، أن يكتبها ويثبتها لنا في صحيفة الحسنات ، ويمحى بها عنا عظيم السيئات ، ويجعلنا من أنصار المصطفى المختار ، محمد وآله الطاهرين

ص: 22


1- أي الشيخ المفيد عليه الرحمة ، فلا التفات لمن نقل عنه ، وحاشاه إنكار الرجعة من حيث هي

الأخيار ، ويثبتنا على محبتهم وولايتهم ، وعلى البراءة من أعدائهم ، بحقهم وبحقه العظيم عليهم ، إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين وخالق المخلوقين ورب العالمين ، وفرغ من كتابتها وبياضها ، منشئها الأقل الجاني علي بن حسن بن علي بن سليمان البحراني البلادي ، الموالي المعادي ، غفر الله له ولهم أجمعين ، وأعطاه وبنيه وقرابته والمؤمنين خير الدنيا والدين ، بمحمد وآله الطاهرين صلى الله عليه وآله الأكرمين ، والحمد لله رب العالمين ، في ربيع المولود المبارك سنة 1322ه.

ص: 23

جواهر المنظوم في معرفة الموجد القیوم-الشيخ علي البلادي القديحي رحمه الله

*جواهر المنظوم في معرفة الموجد القیوم(1)الشيخ علي البلادي القديحي رحمه الله

منظومة في أصول الدين ، يقول في بدئها :

الحمد لله العلي الأوحد***القادر العدل العليم الصمد

والصلوات الزاكيات أبدا***على محمد وأركان الهدی

وبعد فالعبد الأقل الجاني***علي نجل حسن البحراني

ويقول في الجوهرة الرابعة ( في الإمامة وتعيين الإمام بعد رسول الله ):

... مكرمون لا يدانيهم أحد***وليس في فضلهم حد يحد

ويعملون دائماً بأمره***ويزجرون خلقه بزجره

وهم أولو العلوم والأعمال***وهم أولو الحلوم والكمال

وهم وهم وهم .. وماذا أنطق***ما قلمي ومالساني ينطق

وصاحب العصر إمام الزمن***قائم أهل البيت محيي السنن

لابد أن يخرج آخرالزمن***يطهر الآفاق من كل درن

يمده رب الوری بالنصر***لجبر هذا الدين بعد الكسر

یوم به الأمين جبرئيل***يدعو بما يأمره الجليل

قد ظهر القائم نجل المرتضى***وذا الفقار سيفه قد انتضی

أول من يبايع الأمين***جبريل لاشك ولا عمين

وينزل المسيح نجل مريم***يأمره صل بنا تقدم

و يرجع النبي والوصي***وفاطم الزهراء والزكي

وهكذا بقية الأئمة***وخلص الشيعة من ذي الأمه

وغيرهم ممن أتى النص به***فاتبع النص به وانتبه

وكل من نافق أو قد كفرا***يرجع كي يقتص منه ما جرى

ص: 24


1- مخطوطة ديوانه (جنات تجري من تحتها الأنهار )

فالرجعة الغراء بالإجماع***بلا خلاف وبلا نزاع

ما بين أهل الحق، والتفصيل***فيه خلاف بينهم طويل

ونلزم السنة في القول به***إذ النصوص منهم جاءت به

والأشهر الرجعة للرسول***وآله معارج الأصول

وكل من مات على الولاء***ليحتضوا بالدولة الغراء

وقد روى من الرواة الجمه***عن آل أحمد هداة الأمة

بأن من أنكر فينا الرجعه***فليس منا وكذاك المتعة

هناك تلك الدولة البيضاء***والكرة الغراء والزهراء

يا ربنا عجل إلينا فرجه***يا ربنا سهل عليه مخرجة

يارب واجعلناله أنصارا***من خیر جند يأخذون الثارا

ممتعاً بالدولة الهنيه***والكرة الزاهرة المرضية

وكلما قد أوردته الناصبه***من شبه فيه فغير صائبه

كقولهم بأنه لم يولد***أو أنه من غير ولد أحمد

أو أنه المسيح أو ما استبعدوا***من غيبة وطول عمر يوجد

فقد كفانا كلفة المخاصمه***جمع من السنة ذو المقاومه

مثل ابن طلحة ومحي الدين***مسافر كذاك عزالدين

أعني الغزالي وكذا الشعراني***والشافعي الكنجي كذا الصبان

ومنهم الجامي كذاك الصفدي***وصاحب الفصول أعني المالكي

وغيرهؤلاء منهم كثره***يعرفهم ذو الفضل من ذي الخبره

فضلاً عن الأصحاب أهل الحق***الآخذين بالهدى والصدق

ص: 25

جامعة الأبواب لمن هم خیرباب-الشيخ علي البلادي القديحي رحمه الله

*جامعة الأبواب لمن هم خیرباب(1) الشيخ علي البلادي القديحي رحمه الله

مولد الإمام المنتظر علیه السلام:

ومولد الحجة صاحب الزمن***مطهر الآفاق من كل درن

(نور) بدا في النصف من شعبان***فجراً وقبل الظهر قول ثان(2)

وهو إمام العصر والمنتظر***ومن لثار جده مدخر

وهوبه أوعدنا المختار***وآله الأئمة الأطهار

وهو اتفاق بين أهل المله***مبرهناً بالنص والأدله

لابد أن يخرج بالسيف على***رغم الذين خالفوا نص الولا

و وافق الأصحاب في ذي المحنه***جمع كثير من فحول السنه

فلا تعرج نحو أقوال الوری***الجاعلين دينهم محض الهوى

يا ربنا عجل له ظهوره***يا ربنا أتمم إليه نوره

وعجل الله لنابه الفرج***واكشف به عنا الكروب والرتج

واختم لنا يا ربنا بالحسنى***وبالنعيم الأبدي الأسنی

وصل يا رب على خير البشر***محمد وآله الاثني عشر

ما جودهم جاد على الخلائق***من ملك أو صامت أو ناطق

والحمد لله على الإنعام***لاسيما التوفيق للختام

ص: 26


1- مخطوطة ديوانه (جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)، و( جامعة الأبواب لمن هم خیرباب ) هو عنوان منظومة في مواليد النبي وأهل بيته ووفياتهم
2- قولنا (نور) أي سنة 256 كما في أكثر الروايات وفي بعضها سنة 255، فهو تاريخ مطابق لفظاً ومعنى ، فافهم.

ليلة الهناء- الشیخ حسین البلادی القدیحی رحمه الله

*ليلة الهناء(1) الشیخ حسین البلادی القدیحی رحمه الله

يا ليلة دام بها الهناء***لنا وزال الضر والعناء

شرفها الله وأعلى قدرها***حتى أبان في السماء فخرها

فكيف لا وحجة الله ولد***في فجرها فعم في الكون الرشد

بوركت يا شعبان بين الأشهر***بما حبيت من عظيم المفخر

فقم نهني المصطفى والمرتضى***وولده الأطهار أرباب الرضا

وقم نهني الأنبيا والأوصيا***وجملة الأملاك ثم الأوليا

(بمولد الحجة صاحب الزمن***مطهر الأفاق من كل درن)

(يا ربنا عجل لنا ظهوره***يا ربنا أتمم علينا نوره )(2)

يا رب واجعلنا من الأنصار***له وللأئمة الأطهار

فنسأل الرحمن تعجيل الفرج***لنا وأن يكشف هاتيك الرتج

وصل يا رب عليهم أبدا***ما نور فخرهم على الكون بدا

ص: 27


1- مخطوط فيه بعض أشعاره رحمه الله.
2- تضمين لبيتي والده رحمه الله المتقدمين في الصفحة السابقة

الجوهرة -الشيخ فرج آل عمران رحمه الله

مبحث الإمامة :(1)

ومدة التكليف عقلاً تقتضي***بقاء مرشد إلى أن تنقضي

لأنه الحافظ للأحكام***والحفظ مقتضٍ إلى الدوام

وحيث كان المصطفى خير الورى***نبينا كالأنبياء بشرا

والموت من لوازم الأنام***فبعده لابد من إمام

والعلم بالإمام مثلما سبق***في العلم بالنبي في القول الأحق

كذاك بالنص الصريح والجلي***وهو الذي عن قصده غير خلي

لأن شرطه كشرط المرسل***عصمته عن الخطأ والزلل

لا باختيار يثبت الإمام***كما تراه السنة الكرام

إذ اختيار مخطئ محتمل***فيلزم الدور أو التسلسل

فبان أن الخلفا الاثني عشر***هم خلفاء المصطفى خير البشر

وهم علي، حسن الزكي،***ثم الحسين، وابنه علي

فباقر العلم، فجعفر الندى***فكاظم الغيظ الرضا بدر الهدی

ثم ابنه محمد، علي، حسن،***ثم الإمام القائم المؤتمن

من يملأ الآفاق بالعدل كما***قد ملئت بالجور حتماً مبرما

تكفيك نصاً آية الولايه***أن علياً صاحب الوصايه

ثم حديث الخلفا اثناعشر***نص صريح فاتبعهم أو فذر

ولا تشك في بقاء المنتظر***مهدي آل المصطفى الثاني عشر

فقد تيقنت بقاء عيسى***والخضر والدجال مع إبليسا

ص: 28


1- الكلم الوجيز في ذكر خير الأراجيز، ص 18-17، مبحث الإمامة من أرجوزته في أصول الدين المسامة ب( الجوهرة ).

سفراء الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)

*سفراء الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)(1)-الشيخ فرج آل عمران رحمه الله

السفراء للإمام المنتظر***أربعة من الميامين الغرر

هم أبو عمرو فتى سعيد***الأسدي عثمان ذي التسديد(2)

والثاني منهم ابنه محمد***وهو أبو جعفرٍ المجدُ(3)

ثالثهم حسين بن روح***حباه مولاه بأبهى روح

ذاك أبو قاسم النوبختي***أكرم بذلك الجليل الثبت(4)

ص: 29


1- أصل الأرجوزة من : عبقات الأرج في تاريخ حياة فرج ، وهو الجزء الأول من كتابه ( الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية )، ص 101.100، و ( ثمرات الإرشاد ) ، ص76 أما الحواشي فقد أخذت من الأزهار ، ج10 ص 286-287 تحت عنوان ( السفراء الأربعة )، وهي كتابة مستقلة ، وارتأينا أن ندرجها هنا على شكل حاشية أتم للفائدة
2- أبو عمرو الشيخ عثمان بن سعيد العمري تولى السفارة عن الإمام الحجة المهدي من يوم وفاة والده الإمام العسكري ثامن ربيع الأول عام 260ه ، وانعقدت بخروج أول توقيع من الإمام المهدي يوم (20) شعبان عام 260ه واستمرت عشرين عاماً وشهرين وسبعة أيام، حيث أنه توفي يوم 15 جمادى الأول سنة 280ه وقبره في بغداد على جسر المعظم في شارع الميدان
3- ولده أبو جعفر الشيخ محمد بن عثمان المشهور بالخلاني تولى السفارة بعد أبيه واستمرت سفارته 25 عاماً وشهراً ونصف شهر ، حيث أنه توفي آخر جمادى الثانية وقيل الأولى عام 305ه ، وقبره في بغداد أيضاً في شارع الخلاني
4- أبو القاسم الشيخ حسين بن روح النوبختي تولى السفارة من يوم وفاة السفير الثاني واستمرت سفارته 21 عاماً وشهر أو نصف شهر ، حيث أنه توفي 16 شعبان عام 326ه وقبره في بغداد أيضاً في سوق الشورجة

والرابع السمري علي أبو الحسن***فتی محمد الأمين المؤتمن(1)

صلى عليهم وعلى مولاهم***وجده والآل من علاهم(2)

الجمعة 17 ذي الحجة 1361ه

ص: 30


1- أبو الحسن الشيخ علي بن محمد السمري تولى السفارة من يوم وفاة السفير الثالث واستمرت سفارته ثلاث سنوات ، حيث أنه توفی 15 شعبان عام 329 ه وقبره في بغداد أيضاً في سوق الحرج وبوفاته انتهت السفارة والغيبة الصغرى للإمام الحجة ومدتها 69 عاماً وخمسة أشهر وسبعة أيام ومنه ابتدأت الغيبة الكبرى
2- تذييل : وفي الليلة التي توفي فيها السفير الرابع. توفي فيها أبو جعفر الشيخ محمد بن يعقوب الكليني صاحب الكافي وقبره أيضاً في بغداد في قرب الجسر العتيق

المنظمومة المهدية-الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

*المنظمومة المهدية(1)الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

اهتز كون الله بالأفراح***في ليلة حي على الفلاح

فلاحنا نعم الفلاح قد أتى***تاريخه (نور) أتانا مثبتا

بليلة السرور والتهاني***بنصف شعبان بفجرثان

ضاء لنا النور الجليل الأكرم***نور ولي الله ذاك الأعظم

أعني بذاك صاحب الزمان***ومظهر الآيات والبرهان

وحجة الله على الخلائق***من كل لاحق وكل سابق

من ستر الله له الحمل ومن***غيبه عن العدى طول الزمن

حفظاً لناموس قوام دینة***او اختبارا والبقاء من منة

فهو إذاً كالشمس إذ تكللت***من السحاب بشعاعها بدت

نعم هوالشمس أتت للعالم***تضيء من فوق السحاب الراكم

حفظا إليه من نوائب المحن***وهو ولي الحق في كل زمن

إخفاؤه دهراً عن الأبصار***يحقق القدرة للجبار

لذا يشك كل من كان مرق***عن دین جده عن القول الأحق

والثابت الثابت في المزالق***في وقت أن يظهر بالحقائق

طوبى لكل من أقرب بالولا***إليه في طول هوان وابتلا

فإنه في أرفع الجنان***مشتغلاً بالحور والولدان

نعم فهذا الاختبار الكامل***للصلحاء لا الذي يجامل

كيف لمن ينكر بدراً قد ظهر***فالعيب في الطرف وليس في القمر

وإن هذا البدر لا يمكن أن***يوصف كلا أو يقاس أو يزن

بالكنه أو بالذات والصفات***فهو لنور من سنا الهداة

ص: 31


1- ديوان النفثات الصدرية في رثاء العترة النبوية ، ص18 -22

وقد أتت أجزاء من صفاته***فاسمع إليها تحيا من حياته

*****

يا أيها الطاووس في الجنان***والوجه منه قمر الزمان

جلابب النور عليه توقد***شعاعها ضياء قدس يحمد

وبالبياض لونه والحمره***شرئبة لوجهه والسمره

وتعتريه من عبادة العلي***في الليل صفرة به وتنجلي

ولونه بالعربي قد وصف***والجسم روحاني قد كان نحف

غرته ككوكب دري***يوقد من قداسة العلي

وخده الأيمن فيه الخال***كأنه فتاة مسك قالوا

رضراضه كأنه العنبرقد***طلي على الفضة مثلما ورد

منظره علا بهاء الشمس***والشعر المحسون عند اللمس

ونور وجهة علا ضوء القمر***وشعر اللحية والرأس انغمر

بالنور من طلعته الغراء***صلى عليه رافع السماء

والشعر السائل في منكبه***بلونه الجميل والمسك به

وقده لا بالطويل الشاهق***كلا وليس بالقصير اللاصق

وإنه ذو القامة المربوعه***عجل إلهي سيدي طلوعه

قضيب ریحان وغصن بان***مبسمه بسمة إقحوان

أجلى الجبينين قرين الحاجب***كأنه الورد لفرد ساغب

ومفرق الراس على فرقين***كألف في وسط الواوين

مدور الهامة والرأس به***شامة قدس من سناء ربه

ومشرف الحاجب والعينين***غائرتين بهدي المبين

وصاحب الكريمة الكثاء***وأثلج الثنايا ذا النعماء

وأكحل العينين أقنى الأنف***وسهل الخدين في ذي الوصف

وناصع اللون ودري المقل***وزينة الحياة من وقت الأزل

وواسع الصدر وشثن الكف***وأحمش الساقين زين العطف

ص: 32

وشامة تعرف بالعلامه***إلى الرسول صاحب الغمامه

وشامة تشبه شامة النبي***طه الرسول الهاشمي العربي

وشامة جاءت بلون جلده***بجانب المنكب فوق ظهره

*****

سنانه قد جاء كالمنشار***سيفه مثل حريق النار

يطهر الأرض من الأدناس***و مبعداً وساوس الأرجاس

فإنه يخرج بالأمان***ويلعب الصبي بالثعبان

ويلعب الإنسان مع ذئب الفلا***كذلك الحية تبدي للولا

يملأها عدلاً وقسطاً كلما***قد ملئت ظلماً وجوراً كيفما

وطد إلهي سيدي لنا الأمل***بهاتف حي على خير العمل

وأرنا طلعته الرشيده***والغرة السعيدة الحميده

ضاقت علي شيعتك الأقطار***واندرست من عندنا الأقطار

فانهض وخذ ثار الحسين إذ بقي***في كربلا بدون ناصر يقي

وخذ لثارات بنات المصطفى***أضحى عليها القوم تبدو عكفا

وأحرقوا في كربلا المضاربا***والسبط أضحى في التراب ساغبا

وقد غدت حراتكم مشهرة***بين العدا مسلبات الأخمره

وأدخلوها مجلس الشام الذي***يجمع من كل العين وبذي

14 شعبان 1380ه

ص: 33

بشارة المصطفى-الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*بشارة المصطفى(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

قد جاء في الحديث عن خير البشر***فضل من الله (لشعبان ) الأغر

من بعد ( رمضان ) هو الشهر الملي***بالفضل والعفو من الله العلي

يزيد في رزق العباد فيه***وكل ذنب موبقٍ يعفيه

يعطي لمن فيه له تعبدا***بالصوم أو بليلةٍ تهجدا

أجراً عظيماً كرماً ومنه***يسكنه به قصور الجنة

وانه شهر الرسول أحمد***الله فيه طالما تعبد

تراه فيه بالنهار صائماً***وفي لياليه تراه قائما

حتى من القيام دقّ صلبه***ومن لهيب الصوم ذاب قلبه

يقول للأمة هذا شهري***أعبد ربي كي يوفی أجري

وإنني أحب من بسنتي***يستن فيه من جميع أمتي

فإنه شهر عظيم البركه***طوبى لمن يقومه إن أدركه

وفيه ربي لي يفيض النعمه***يولد لي أربعة أئمهً

فيه ( الشهيد ) و ( الجواد ) يولد***و( الهادي ) ثم ( الحجة ) المؤيد

ذاك الذي يختم للإمامه***وتنتهي به لنا الزعامه

في النصف منه سيكون المولد***له وأهل الحق كلاً يسعد

إذا بدا تزدهر الأكوان***لأجله ( تنجَّد) الجنان

قال رسول الله وهو الصادق***قولاً به تثبت الحقائق

من عترتي عما قليل يولد***فتى ومن إلهه مؤيد

اسمي يواطئ اسمه العلامه***به يقيناً تختم الإمامه

من شك فيه فهو ليس مني***مبتعد عن مبدئي وعني

ص: 34


1- دیوان ( نبضات الولاء)، ص 130-128

وإنه عن العدا سيستتر***يأمره مولاه وهو يأتمر

له تكون غيبتان صغري***أولاهما ثم تكون الكبرى

يرتاب فيه من ضعيف دينه***أو ذاهب عن ربه يقينه

مشكك في قدرة الخلاق***أو حاسد من عصبة النفاق

أما قوي الدين واليقين***مصدق بقوله الأمين

فهو دواماً للظهور ينتظر***متى يرى لواه بالنصر نشر

إذ قال من نسلي يكون القائم***إذا طغت بكفرها العوالم

وانطمس الدين وعم الجور***هناك يأتي بالخروج الأمر

من ربه فيشهر الحساما***وينشر الرايات والأعلاما

يجرد السيف بكل كافر***فلا يبقي في الثرى من غادر

يطهر الأرض من الأرجاس***وينشر العدل لكل الناس

فيخصب الزمان والمكان***وينشر الإيمان والأمان

ويظهر الدين ويحيي الله***فعندها لنا تكون الدوله

ننتقم من كل شخص ظالم***لحقنا بل هاتك المحارم

واقتحم الدار بلا استئذان***يا ويله من غادرٍ خوان

قد لطم الزهرا وأدما عينها***يا ويله بالسوط أودى متنها

وخلف باب الدار قد أضغطها***بصرةٍ يا ويله أسقطها

جنينها فخرمن أحشاها***فانجدلت نادبة أباها

يا والدي أهكذا يفعل بي***كأنني لست ببنت لنبي

فما سمعنا بضعة لمرسل***تهان بل لأجله تبجل

إلا أنا بعدك قد هانوني***وكسروا ضلعي وأسقطوني

وانتهبوا إرثي معاً ونحلتي***ولم يراعوا في وفيك صبيتي

وفوق هذا حيدراً قادوه***ملبباً بالرغم أخرجوه

والناس خلفه كذا أمامه***وهو بلا ردا ولا عمامه

يصيح أين اليوم عني جعفر***ينصرني وحمزة المظفر

فلم یر فيهم له من راحم***إلا عدواً شامتاً أو غاشم

ص: 35

حتى على الأول أدخلوه***أمامه كالعبد أوقفوه

وخاطبوه بلسانٍ لاذع***تقتل إن تابي ولم تبايع

فمد طرفاً خاشعاً للقبر***وقال والدمع كفيثٍ يجري

يا أحمد لله أشكو ولكا***استضعفوني إذ ثويت صحبكا

فها أنا بالحبل قيدوني***أمام (...) القوم أوقفوني

فانظر دموعي غمرت أجفاني***قد أوقفوني مثل عبدٍ جاني

ليت الفنا قبلك قد عاجلني***ولم أنل ما نلته من محن

ص: 36

الفصل السادس : الموشح والتخميس والتشطير

اشارة

ص: 37

ص: 38

ميلاد الإمام الحجة المنتظر علیه السلام-الشيخ علي الجشي رحمه الله

*ميلاد الإمام الحجة المنتظر علیه السلام(1)الشيخ علي الجشي رحمه الله

تم الهنا واستبشر الأمجاد***وحق أن تتخذ الأعياد

فقائم الأطهارمن قد شادوا***ربع الهدى كان له ميلاد

بشرى فإن ناصر الهدي ولد***بشری بمن يوضح منهاج الرشد

بشرى بمن يقيم بالسيف الأود***ومن له أملاكها أجناد

بشرى بحجة الإله في الورى***وسيد قرت بيمنه الثرى

ومن به قال الهدی مستبشراً***قد آن لانتصاري الميعاد

بشرى بمن قد ختمت به الحجج***ومن يزيل عن هدى الهادي العوج

ومن به المؤمن يدرك الفرج***لا ظلم يعروه ولا استبعاد

بورك مولود بخيرليله***كليلة القدر بكل خصله

إن أنزل الذكر بتلك الليله***فمن هداه يحصل الإرشاد

فآن أن نقعد مجلس الهنا***فقد أقر الله منا الأعينا

بسيد نلنا بيمنه المني***هذا هو العيد فما الأعياد

مولی به قام الوجود وانتظم***وفيه أسديت على الورى النعم

حتی عداه لم تعاجل بالنقم***وقد طغوا وأين منهم عاد

بقية الله من الأمجاد***ومن هم العلة في الإيجاد

جلوا عن الأنداد والأضداد***فما لهم ضد ولا أنداد

وكم له من مكرمات لا تعد***ولو تمد البحر سبعة نفد

أهل ترى الأعداد تنتهي لحد***ودون مكرماتة الأعداد

إن غاب عن أعيننا فالقلب***لا يعتريه بالحجاب الريب

فالشمس لا تخفي سناها السعب***وفي القلوب نوره وقاد

هل يوجد التأثير والنور بلا***مؤثر ونير فلو خلا

ص: 39


1- ديوان العلامة الجشي، ج2 ص 79 -82

وجه الثرى من حجة على الملا***ساخت وما قرت بها الأطواد

وهذه أشياعه بين الوري***مظلومة وفضلها لن ينكرا

حجتها عالية لن تقهرا***ولم يزل علوها يزداد

هل ذاك إلا لوجود مرشد***يمدها من نوره فتهتدي

لدفع ما يورد كل ملحد***حيث عليه للهدى الأنجاد

لو لم يكن عندهم من يصرف***كيد العدى عنهم لكانت تتلف

وما بقي ذكر إليهم یعرف***لاسيف والوری لهم أضداد

طوبى لقوم آمنوا بالغيب***ولم يشب إيمانهم بالريب

قد كشف الله حجاب القلب***فاستوت الغيبة والإشهاد

قد آمنوا بالله فيما وعدا***واشتدت البلوي وجارت العدي

فهم يقولون وان طال المدى***صدقت ربنا متى الميعاد

يا رب إن طال المدى لم نتهم***وعدك بالخلف كمن لك اتهم

فاكشف به اللهم هذه الغمم***عنّا بنا قد شمت الحساد

وسقهوا مقالنا بالمولد***وبانتظار الغائب المؤيد

ولن يضر من يضل المهتدي***فنحن ممن بالهداة سادوا

متى نرى ذاك المحيا الأنورا***بین الوری بلا حجاب مزهرا

وأشرقت بنور ربها الثرى***منه وعم الرشد والإرشاد

فقد حوى علوم جده النبي***حاوي علوم الأنبيا والكتب

وكل سرعنهم محتجب***ووارثو الآبا هم الأولاد

لذا إذا قام وعد الأنبيا***من آدم للمصطفى والأوصيا

حيث حوى ما قد حوته الأصفيا***قال أنا أولئك الأمجاد

فعصره لا تشبه الأعصار***من حين دار الفلك الدوار

مبارك ماشبنه أكدار***أيامه جميعها أعياد

ص: 40

لا يعبد الطاغوت والجبت ولا***بالحق يستخفي مخافة الملا

حيث به الدين الحنيف قد علا***بين الوری وصغّر الإلحاد

عصر به الله العظيم أقسما***في سورة العصر له معظما

حيث على الأعصار طراً قد سما***للدين والدنيا له استعداد

حیث إليه تنتهي الرئاسة***والحكم في العالم والسياسة

وتختشي الملوك رعباً باسه***وطبعاً لأمره تنقاد

أوقاته لدى المحب زاهره***كأنما الدنيا بهن آخره

في جنة بها الأماني حاضره***والمن دائماً بها يزداد

ومن سنا غرته الكون زها***وشابه الليل النهار في البها

بحر المحيط ماؤه قد ازدها***منه استمدت و به الأمداد

ياسيداً له انتهى كل شرف***فالمصطفى وآله له سلف

فبوركوا من سلف ومن خلف***حيكت من الفخر لهم أبراد

يا خلف الأبرار من أهل الرتب***وخير قوم لهم المرء انتسب

للمصطفى أب نماك بعد أب***جميعهم أئمة أمجاد

عجل فها كل ولي ينتظر***بأن يرى لواك بالنصر نشر

عمهم الجور ولا من منتصر***من عصبة دينهم الإلحاد

فقم نهني المصطفى والأنبيا***والملة الغرا و كل الأوصيا

واتل مديحه بنادي الأوليا***فقد حلا الإنشاء والإنشاد

وليهد كل ما استطاع من ثنا***فهو أمين الله وابن الأمنا

عليهم الصلاة ما نال المنى***راج نداهم دائماً تزداد

ص: 41

في مدح صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) -الملا حسن آل جامع رحمه الله

*في مدح صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف)(1)الملا حسن آل جامع رحمه الله

صلوا على القائم ذي النور الأغر***خير الورى إمامنا الثاني عشر

بشهر شعبان أضاء نوره***وتم للدين به سروره

وأسفر الكون وشع نوره***من غرة أسطع من نور القمر

شعبان قد نال العلا والشرفا***ونال فضلاً سامياً لن يوصفا

فهنئوا به النبي المصطفى***بمولد القائم سيد البشر

شهر به شمس الوجود أشرقت***وأنجم السعود فيه أزهرت

والنحس زال والهموم فرجت***بصاحب العصر الإمام المنتظر

شهر به الأملاك قد تباشرت***من ذي الجلال في الهبوط استأذنت

في النصف منه هبطت وشاهدت***من الإمام ذلك الوجه الأغر

يا أرض سامرا لك السعد استتم***بمولد القائم ينبوع الكرم

سمي طه المصطفى خير الأمم***من تطهر الأرض به إذا ظهر

إمام صدقٍ تملأ الأرض به***قسطاً وعدلاً في رحيب قربه

يقيم دين الله في يوم به***جبريل يدعو : حجة الله ظهر

يا بن الإمام العسكري المجتبى***وابن علي والجواد والرضا

يا نجل موسى من ببغداد قضى***وجعفرٍ من العلوم قد نشر

يا بن الإمام باقر العلم النقي***وابن علي العابد البر التقي

وابن الحسين صاحب النور المضي***أخي الزكي صاحب الوجه الأغر

ويا سليل المرتضی ركن الهدی***ونفس طه المصطفى المؤيدا

متى نرى منك المحيا قد بدا***لأخذ ثارات الميامين الغرر

صلاة ربي للنبي المصطفى***وآله أهل الفخار والوفا

من لهم رب البريات اصطفى***ما أظلم الليل وما صبح سفر

ص: 42


1- ديوان مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراني اللوانع ، ص81-80

وبدا خاتم السيادة-الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*وبدا خاتم السيادة(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

لما أراد الله إحياء السنن***على جميع الخلق ضاعف المنن

بنرجس العذراء زوج الحسن***حتى إمام الخلق طراً تحمل

ومنذ تم الحمل في أحشاها***سرت به وازدهرت دنياها

باسمةً ضاحكة تلقاها***حيث أتاها ربها ما تأمل

ما برحت بحملة مسروره***تمسي وتغدو بالهنا مغموره

لريها حامدة شكوره***دوماً تراها بالثنا تشتغل

حتى دنت لهابه الولاده***وبلغ الله التقى مراده

تمخضت عن خاتم السياده***فانبثق النور ونار المنزل

ونارت الدنيا بنور مجده***وحفت الأملاك حول مهده

والعسكري هنئوا بمولده***فقم بنا من أجله نحتفل

ونملأ الحفل له نشيداً***فيومه أضحى لنا سعيداً

عيد ولا زلنا نراه عيداً***فقد أتانا ربنا ما نأمل

فقد أتانا إذ كسانا نوره***سعدا فجلى همنا سروره

ونور الدنيا لنا ظهوره***فنحن بالذكرى له نشتغل

في النصف من شعبان شهر المصطفى***عيد لأهل البيت أرباب الصفا

أهل النهى أهل الإبا أهل الوفا***لهم تجلى القائم المؤمل

عم جميع العترة السرور***وكلهم مستبشر مغمور

ومجمر الطيب غدا يدور***وكلهم به غدا يحتفل

لعمرك اليوم ليوم سعد***وإنه من نوعه لفرد

إذ فيه للدنيا تجلى الوعد***أهلاً به لما بدا يهلل

ص: 43


1- ديوان ( نبضات الولاء)، ص 122 -123

أهلاً به أهلاً به لما بدا***مهلاً لربه موحدا

وخر طوعاً للإله ساجدا***لأنه من أهل بيت فضلوا

لأنه من أهل بيت ربهم***على الورى جميعهم فضلهم

محمد أصل وذا خاتمهم***وأنه لدينهم مكمل

أعده الله تعالى للهدی***مكملاً مشيداً مؤيدا

يمحو به الشرك وأحزاب الردى***وينشر العدل فيحلو المنهل

ويملأ الأرض به فسطاً كما***قد ملئت من قبله جوراً طما

على الورى جميعة لاسيما***أهلوه سل إن كنت عنهم تسأل

هذا عليه بيته قد حرقوا***وذاك بالسم حشاه مزّقوا

وآخر ظلماً دماه أهرقوا***ورأسه عن جسمه قد عزلوا

وكم شباب وشيوخ قتلت***وكم جسوم بدماها زملت

وكم صدورٍ بالعوادي رضضت***وكم رؤوس في قناها حملوا

وكم خدورِ تركوها نهبا***وكم حريمٍ أوجعوها ضربا

وسلبوا حليها والحجبا***وأصبحت فوق هزالٍ تحمل

وسيرت من بلدٍ لأخرى***مشهراتٍ سافراتٍ أسرى

أعينها مما دهاها عبري***وحجة الله يداه غللوا

يؤلمونه سياطاً إن بكى***ويشتمونه كذاك إن شكا

به يطاف ونساه السككا***وبعد ذا في مجلسٍ قد أدخلوا

مربقاتٍ مبذلاتٍ كالإما***عليهم نسل الخنا تهكما

وحيدراً غدا اللعين شاتما***يا ويله ماذا جنى لو يعقل

يا رب ذا رجسّ عن الدين خرج***يارب عجّل لوليك الفرج

ليأخذ الثأر ويشفي المهج***وينجلي الحق ويمحى الباطل

ص: 44

فهل من مدكر-الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

*فهل من مدكر(1)الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

بورك الدين بنور مستبين***من إله الحق خلاق البشر

وعلت أركانه في النشأتين***مذ أضاء الكون وانشق القمر

*****

أي نور لاح في مجد الكمال***وأتى العدل لنا من فضله

ومضى الجور جميعاً والضلال***وكذا الظلم قضى من فعله

فاتخذ للبحث عنه والسؤال***كي ترى الحق علا من قوله

فهو نبراس الهدى في الخافقين***لاتسمه جاء سحر مستمر

وهو نور من إله العالمين***قد غشانا وهو أمر مستقر

*****

ولد الحق سليل المرتضى***سيد العالم في كل الأمم

واستنار الكون منه وأضا***و به لاحت علامات النعم

وهو الباب الأسرار القضا***كيف لا تحيا بمحياه الحكم

بل به تحيا جميع المسلمين***حيث نبأنا نباء مزدجر

حكمة بالغة للمؤمنين***إذ أتت أقواله فيها النذر

*****

ظهر الإيمان والشرك انطوى***واستقام الدين في طلعته

وله الأملاك من وادي طوى***تستمد النور من غرته

وهو شبل لمن النجم هوى***ليلة التنصيص في حجرته

جاء مصادقاً إلى قول الأمين***لم يكن هذا أتى شيئاً نكر

كذب القوم ختام المرسلين***واستداروا كالجراد المنتشر

*****

فتغنى الطيرفي مولده***وإليه الكون حقاً بسما

ص: 45


1- ديوان المراثي الإسلامية في رثاء العترة النبوية ، ص 140 -146

ولقد ماس العلا من قده***وبه التوحيد حقاً نظما

فرحت كل الورى من خلقه***وله الجنات ماست كرما

فترى الخلق جميعاً مهطعين***لم يقولوا يومه يوم عسر

وغدت تندك كل الكافرين***حيث قالوا ذاك مجنون ازدجر

*****

ضحكت نرجس حباً للوليد***حينما فاجأها أمر الإله

ولقد حف بها النور السعيد***بعد نصف الليل في يوم كساه

ربنا الأعظم والمبدي المعيد***بسرور وسلام مذ حباه

وأتى يدعو إله العالمين***سائلاً من ربه أن ينتصر

وإذا بالأمر يا ابن القانتين***أغرق الجور بماء منهمر

*****

نصف شعبان به المعبود قد***بان ما كان اختفى من سره

وهو سيف الله ما كان يرد***وانتضى سيفاً له من نصره

وحباه الله نوراً مستمد***قد براه ربه من قدره

فهو الحجة حقاً ليس مين***كالتقاء الماء في أمرقدر

وهو مولى لجميع الثقلين***مثل ألواح تسامت ودسر

*****

وتغنت حور فردوس الجنان***مذ بدت شمسك يا ابن المصطفى

كيف لا إنك طاووس الجنان***ولدين الله سيف أرهفا

قمر وجهك في كل زمان***لا يواريه غمام أردفا

ولأسرار الهدى قرة عين***وقذي في عين من كان كفر

إنك الحامي لكل المتقين***آية جاءت فهل من مدكر

*****

يا أبا القاسم يا هادي الأمم***أنت مهدي الإله الأعظم

ولكم حزت المعالي والكرم***من إله الخلق مبدي النعم

ولقد كنت لأبواب الحكم***ملجا والله هذا قسمي

ولقد صرت لأعداء الأمين***صرصراً في يوم نحس مستمر

ص: 46

فغدت تنساب عن قول المبين***حيث صاروا مثل نخل منقعر

*****

أغشيت النور أم نور غشاك***وقت فجر عند حال المولد

فغدت بنت الجواد لاتراك***وهي من قد وسمت بالسجد

وإذا ما ضاء فجرمن سناك***وعلا التهليل عند السيد

وغدا الأعداء في أمر حزين***وإذا هم في ضلال و سعر

علموا إنك قطاع الوتين***منهم بل كل كذاب أشر

*****

وإذا جاء إليك الواصفون***عجزوا عن وصف علياک بحال

إنك الجوهر فيما يعلمون***كيف لم يكفهم أمر المقال

عرض كلهم ما يصلون***كنهك الذاتي بأسرار الجلال

وإذا الأيام وافتك بمين***بعد حين فارتقبها واصطبر

سيفك القاسم في ذي النشأتين***بينهم في كل شرب محتضر

*****

عربي اللون يابن العسكري***ولك الغرة شبه الكوكب

وكذاك الوجه لون القمر***ولقد شع بنور الأدب

ورضاب منك مثل العنبر***وترى الشامة جنب المنكب

خصك الله بعلم ويقين***دون من كان تعاطي فعقر

ولقد كنت قذى للكافرين**حيث كانوا كهشيم المحتظر

*****

ولك القد الجميل الناصع***باعتدال من حكيم أزلي

جسمك الروحي نور لامع***نور لاهوت من الرب العلي

ولك الصدر الرحيب الواسع***بعلوم المرسلين الكمل

أنت نور لجميع المخلصين***إنك المنجي لهم وقت سحر

ولقد كنت رئيس المتقين***فكذا يجزي الإله من شكر

*****

بسمة الريحان في وقت الضحى***لابتسام الثغر يابن الحسن

ص: 47

وشعاع الشمس في كل ضحي***مستمد من بهاك الحسن

وكذاك الأقحوان افتتحا***لك في طول حياة الزمن

ولقد أصبحت روح الخافقين***ولمن ناوی عذاب مستقر

ولجحد فيك يا بن الصالحين***أخذوا أخذ عزيز مقتدر

*****

كنت أقنى الأنف يا بن المصطفى***أدعج العينين كحلي المقل

أسهل الخدين فيما وصفا***وكذا الخال بخد لم يزل

مثل بنت المسك فيما شرفا***أحمش الساقين يا خير العمل

وبك استبشر من في الحرمين***وبعلياك أفادتنا الزير

آیة منك أتت للمحسنين***وبنصر منك إني منتصر

*****

ولقد أخفاك رب الكائنات***حكمة الله في تدبيره

كي يكون الأمر حفظاً للحياة***من إله جاء في تقديره

واختباراً عندما يأتي الشتات***لأناس شككوا في أمره

كيف وهو النور بين المشرقين***وبه الأعدا يولون الدبر

كي يروه حاصداً للفاسقين***وكذا الساعة أدهى وأمر

*****

فهو فينا مثل شمس أشرقت***ولقد أخفى الدجى أنوارها

وبه الأشجار حقاً أزهرت***ولنا قد أظهرت أثمارها

وبنا الأنوار منه حلقت***ولقد أبدت لنا أسرارها

فضله عم لكل الناسكين***والعدى ذاقوا وبالاًً وسقر

ولقد أعطاه رب الشاكرين***كل شيء جاء منه بقدر

*****

وبهذا أنكر الأعداء ما***صحّ ماقد جاء في غيبته

جحدوا وجدانه كلاً وما***جاء من أمر لدی حجته

وبه أكمل ربي الأنجما***تمت النعمة في طلعته

وإذا الأمر من الرب المبين***جاءه فهو كلمح البصر

ص: 48

حجة الله تبدو كل حين***لصغير وكبير مستطر

*****

يا ولي الله فانهض عجلاً***وادحض الباطل عنا والضلال

وأغث أنفسنا مستعملاً***سيفك البتار واعمل للجلال

وأقر أعيننا مستقبلاً***دولة الإعزاز يا بدر الكمال

فلقد ذابت قلوب المؤمنين***طلبوا منك جناناً ونهر

بولاء منك يابن الطيبين***خلدوا عند مليك مقتدر

*****

ومتى تأخذ ثارات الألى***قتلوا بالظلم من فعل العنيد

وقضوا صبراً بوادي كربلا***بهم قد شمت الطاغي يزيد

بقيت أجسادهم رهن الفلا***وإلى جنبهم السبط الشهيد

قاطعاً شمر له ذاك الوتين***وبكاه المصطفى خير البشر

وكذا الأكوان عجت بالحنين***ونعته الشمس حزناً والقمر

*****

وبكت كل سماء بعده***وكذا الأرضون عجت بالنياح

وله الأملاك عزت جده***بحنين ورنين وصياح

وله الولدان حلت عنده***وكذا الحور أتت تصفق راح

مذغدت جنة الفردوس المبين***تحمل الوجد وتبدي للعبر

زهرت حين أتت روح الحسين***بعده الدنيا ظلام مستمر

*****

سيدي ها أنا ذا بين يديك***وأنا عبد المجيد بن علي

أطلب الصحة في مدحي إليك***أنت خير الوسطايا بن علي

فأنا قدمت نفسي أفتديك***يا مغيث الدين يا شبل علي

فسلامي باقياً طول السنين***لك مني سيدي كل العمر

وعلى آلك طراً أجمعين***وكذاك المصطفى خير البشر

ص: 49

محراب حرف-الشيخ قاسم آل قاسم

استجابة لنداء الأستاذ المعظم الشيخ العارف الوحيد الخراساني أطال الله عمره الشريف، بمناسبة المولد المبارك حيث دعا الناس للتوجه إلى الله عز وجل في الساعة الثامنة مساء من تلك الليلة بنداء یا صاحب الزمان وقد بدأت بنظمها أثناء كلمة الشيخ في المسجد الأعظم.

أتخشى وأنت الغوث والعدل والأمان***وترتقب الأيام يا صاحب الزمان

ملكت على الأرواح كل جهاتها***لأنك رمز الجود في نشآتها

فصامت عن الأذكار في صلواتها***ونادت مع العشاق يا صاحب الزمان

لك الصلوات الخمس سرتجسّدا***ومكنون علم حيث كنت محمدا

بك أختتم الباري لما كان قد بدا***وأورثك الدارين يا صاحب الزمان

به كلمات الله ثم تمامها***وفاتحة الدنيا لديه ختامها

أما زال يغشى العالمين منامها***متى تنجلي الظلماء یا صاحب الزمان

متى يتجلى الحق من غيرحاجب***ويشرق وجه الشمس من آل غالب

فيصعق من إشراقها كل ناصبي***وتصفو لنا الأيام يا صاحب الزمان

نشأت ولي فخر بأن أبي أبي***رعاني ورباني على خيرمذهب

فمن في الوری مثلي إذا قبل النبي***قصائد مدحي فيك يا صاحب الزمان

سلوني عن أسمائه وصفاته***وكيف انطواء الغيب في كنه ذاته

فهذا كتاب الله في بيناته***وهل عرف القرآن يا صاحب الزمان

ص: 50

سلوني فما ذاق امرء طعم جرعتي***ولا احترق العشاق من نار لوعتي

ولا لامست أشفار عينين دمعتي***إذا نطقت بالوجد يا صاحب الزمان

أموت وأحيا في هواك وأتقي***ولو ذاق قلب ما أذوق لما بقي

أعيش على أنقاض قلب ممزق***صدى نبضه نجواك يا صاحب الزمان

سأبحث عن آثار خطوك في الفلا***وخطوك لا يخفى على أرض كربلا

فمن عادة الزوار أن تترجلا***إذا لاح وجه الطف يا صاحب الزمان

أطوف على الأزهار أستنشق الندا***وأسألها هل لامست للهدی یدا

وهل مرَّ من يحكي النبي محمدا***وغيرك لا يحكيه يا صاحب الزمان

أراك ملكت الروح رؤية عارف***ولكنما أخشى قبيح مواقفي

فقد سودت وجهي لديك صحائفي***فعفوك يا مولاي يا صاحب الزمان

فإن كان لا يجدي لديك توسلي***وأنت رجائي في البلا ومؤملي

فأقسم بالزهراء والمرتضى علي***وبالسادة الأطهار يا صاحب الزمان

ص: 51

وأنت العيد شعبان-الأستاذ مكي آل ناس

لنا من نشوة الأعياد ياشعبان تمجيد

ومن ألحانك الولهی على الألسن تغريد

فما ضاهتك أزمان

وأنت العيد شعبان

إذا لم يك ذا عيداً عددناه فما العيدُ

*****

فمن سر على الدنيا علا أيامك التيهُ

وفي ألواح كل الرسل من ذكرك توجيه

وغني بعلاك الدهر إجلالاً وإكباراً

وفي التوراة والإنجيل والقرآن تنويهُ

فما أعلاك إعظاماً

وما أزهاك أياماً

فلا غرو إذا اكتظت براويك المسانيد

*****

إذا الأعياد عمتنا فإن العيد شعبان

وإن غیبت الموعود أزمان وأزمان

سيبقى الشوق خفاقاً له في فلك الذكري

ومن غيرك يا مولى الورى للفلك ربان

فهنئنا بميعاد

ورو العطش الصادي

فما للخافق المجروح إلا أنت تضميد

ص: 52

ألحن أنت والألحان من نسجك تنداح

وأغرودة آمال لها في الكون إصداح

وترنيمة مفوود بليل العشق إن غنى

بمولودك كل الغم والآلام تنزاح

فدم أنشودة الشادي

وته بالخلف الهادي

فلولاه لما حيتك بالبشر الأماجد

*****

على رسلك فامنحنا لإكرامك تطويلا

وقد ألبست الدور للقياك الأكا ليلا

بمهديك بشرنا وها نحن له نرنو

بشوقِ توسع الذكرى تواشيحاً وتهليلا

له الإيناس معقود

وحبل الود ممدود

ومن ثغر الوفا تصدح بالشوق التغاريد

*****

عقدنا منتدى التبريك بالقائم والذكرى

ومسنا كغصون الأيك من خمر الهوى سكری

وضاهينا حمام الدوح ترنيماً وإنشادا

ودوت صلوات لمقام المصطفى تترى

فللموعد ميقات

وللمقدم آیات

وفي إشراقة الإصباح للأتراح تبديد

ص: 53

أزح يا أمل الحيري عن الأنفس بلواها

وبدد ماتغشاها من الظلم وأشقاها

وبالعدل املأ الدنيا مساواة وإصلاحاً

وزلزل أعرش الجور لتنهد بطغواها

فيوم النصر مشهود

بدت رايات السود

فباركها لكي تلقى بكفيك المقاليد

*****

أيشقى بعد أن تخرج يا مولاي شيعي

ويغوی ساكن في الكون والحاكم مهدي

فلا نكر إذا اشتاقت لإشراقتك الدنيا

وحتك فكل الجور من عدلك مطوي

سيلثم كفك الدهر

ويخشع عندك العصر

ويورق من ندى كفيك ياغوث الورى العود

1420/8/15ه

ص: 54

أرجوك يا أملي-الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

*أرجوك يا أملي(1)الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

حكمت علي جرائمي ومآثمي***خسراً ولست بعابدٍ او عالم

فبقيت دون مناي أندم نادم***إذ لا أراك كما يراك ذوو التقى

يحكون أنك يا مؤمل تطلع***للمخلصين وفيض نورك يسطع

والقلب من تلك المنائح موجع***أسفاً تقطع ذائباً وتشوقاً

روحي فداك فما الوسيلة سيدي***أأبوء محروماً بما كسبت يدي

يومي يمر ولست أعلم عن غدي***أأراك أم أظما وتمنعني السقا؟

أنا لو مننت فليس لي من حاجة***إلا دعاؤك لي بأصدق توبة

وقضاء عمري في رضاك ونصرة***مولاي هل فيما أؤمل من شقا ؟

لو أن مقتدراً كريما طائلاً***في الناس يفجأ في المسائل عاجلاً

ما كنت أحسبه يعذب سائلاً***بل قد يزيد له العطاء ترفقا

العفويا أندى وأكرم واهب***يا خير محبوب وأقرب غائب

وأعز مطلوب وأقدر طالب***إن كنت إلا آسفاً متحرقا

أرجوك يا أملي وأنت المرتجى***أرجوك بالزهراء سيدة النسا

ومقامها الأعلى ومصدرها العلا***أرني ضياء جمال وجهك مشرقا

ذي القعدة 1425ه

ص: 55


1- دیوان من بيوتي في الجنة ، ص 167- 169

غاب ولكن ...الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

*غاب ولكن ...(1)الشاعر علي جعفر آل إبراهيم

أشفق الصخر على سامع نوحي والأنين

كلما أقرأ في النرجس أحزان السنين

فمتى يمنحني الجنة من نورك حين

أنت تدري بالدموع

نهر منك يضوع

كم أراد الدهر يمحوه فما استفد نهري

*****

ينشق التيم على كفك أزهار الحياة

*****

فتلقيه من الشهد رواء وفرات

السنا والقلب والأرواح ملأى بالشكاة

ضرمت في بعدها

عن سواقي مجدها

ولحبي نهلك السائغ ما أضرم صدري

*****

كيف لا أغرق في الحب قياماً وقعود

كنت طفلاً علموني أن عندي في الوجود

قمرا غاب وما عاد ولكن سيعود

كان أذكى الانتظار

من هوى صدري نار

فتناولت مداد الشوق أروي لك شعري

شعبان 1417ه

ص: 56


1- دیوان من بيوتي في الجنة، ص 213-205

بدر التمام-الشيخ عبد الأمير الصايغ

ربنا صل على بدر التمام***الحجة المهدي في كل الأنام

*****

سبح القلب لميلاد الإمام***وبدا منه تناء وسلام

ناطقاً مني لساني بانتظام***ربنا صل على بدر التمام

أنس العالم في ميلاده***ولسان الحال من أعياده

واهتدى المؤمن من إرشاده***ربنا صل على بدر التمام

ليلة النصف بشعبان الأغر***ولد المولى الإمام المنتظر

فانشدوا الليلة والخاطر سر***ربنا صل على بدر التمام

ليلة النصف علينا بركات***كي ينال المرء فيها درجات

أفضل الأعمال فيها صلوات***ربنا صل على بدر التمام

ليلة النصف هناء وحبور***أنس القلب وغشاه السرور

نسأل المولى بتفريج الأمور***ربنا صل على بدر التمام

كثر الهرج علينا والمرج***نسأل الله بتعجيل الفرج

لإمام هوختم للحجج***ربنا صل على بدر التمام

ص: 57

نفحات المهدي-الأستاذ حسين آل جامع

أَشْرَقَ الثَّوْرِ الَّذِي يَمْحُو الظَّلَامِ***فِي بُزُوغَ الْقَائِمِ المنتظر

وتباهى الْكَوْنِ بالبدر التَّمَامُ***خَاتَمُ الْآلِ الْهُدَاةِ الْغُرَرِ

*****

شهر شعبان بك الأنس حلا***للميامين وأرباب الولا

ولك الفضل انتمي واتصلا***بوليد للإمام ابن الإمام

حجة الله الزكي العسكري

أنت شهر بالتهاني اقترنا***وبأيامك أدركنا المنی

ووقانا الله فيك الحزنا***واصطفاك الله ياعالي المقام

لمصابيح الدجى من مضر

للحسين السبط مؤلى الشهدا***وأبي الفضل الذي سر الهدی

في التفاني، وعلي المقتدی***فعليهم صلوات وسلام

كلما أزهر نور القمر

فإذا الشهر سری وانتصفا***جمع السعد به وائتلفا

وبدا ميلاد شبل المصطفى***كعبة الآمال في كل الأنام

صاحب العصر إمام البشر

ليلة في الفضل من خير الليال***حقها الله بيمن وجلال

فاز من نال بها أنس الوصال***بدعاء وابتهال وقيام

وانقطاع في حنايا السحر

هي للراجين كالقدر علا***فبها الخيرات تترى قبلا

هبط الروح عليها فتلا***آیة القائم في الآل الكرام

وبها كان ختام السور

ص: 58

سید من آل طه الأصفياء***جاء في سلسلة العصمة ياء

حاملاً ميراث كل الأنبياء***نهجه يحكم في الكون النظام

فهو في الدنيا يمين القدر

أرض سامراء نالت شرفا***إذ بها السر بدا و انكشفا

وهي الروح لمن قد عرفا***وبها للعسكريين مقام

متعة القلب به والنظر

إيه سامراء يا أم الرغاب***فيك نور الله قد شع وغاب

وعليك اللطف يزهو في انسكاب***من سنا الشمس التي بين الغمام

بهجة الروح ومهوى الفكر

أيها القائم طال الانتظار***واستوى الظلم على الأرض فجاز

فمتى يصدر بالإذن القرار***ويعيش الناس عدلاً وسلام

في حمى ظلك يا ابن الخير

دولة دستورها الحق المبين***رحمة الله لكل العالمين

يدرك الناس بها دنيا ودين***وعليها العدل رمز ووسام

حين ترعاها يد المقتدر

سيدي يا ابن الهداة الأكرمين***مضنا الشوق وأضنانا الحنين

غيرأنا في هواكم لا نلين***كيف يصغي لعذول مستهام؟!

قلبه وقف على المنتظر

الجمعة 9 شعبان 1422ه

ص: 59

بزغ المهدي-الشيخ عبد الكريم آل زرع

بزغ المهدي نورا مسفرا***فازدهى الكون به وازدهرا

أخجل الشمس سنا غرته***و محياه فكيف القمرا

هو سر الله في كوكبنا***حجة الله على عالمنا

خیر موجود فلولاه لما***سارت الأفلاك في هذي الدني

خير خلق الله هم بعد النبي***سادة العجم بها والعرب

هومن تسعة أنوار سما***قدرهم يا ليت منهم نسبي

إنني منهم فشيعي أنا***حبهم عند أولي اللب مني

لا غنى عن ذكرهم في محفل***فلأهل الخير أضحي ديدنا

ولد النور فسرت من رأی***واستنارت وزهت فيها الرؤی

فرنا الكون إليها فرحا***ما دنا يغبطها أو ما نای

عمت الفرحة أرجاء الفضا***مذ بدا المهدي نورا وامضا

فكأن الكون من بهجته***قد بدت فيه علامات الرضا

حق للإسلام أن يفتخرا***فغداً يغدو به منتصرا

حينما يشهر في ساعده***ذا الفقار الصارم المشتهرا

حانت البشري فيا طير اصدحي***يا فتاة الحي غني وامرحي

يا كليلا مثقلا عاتقه***نح ما تحمله واسترح

ص: 60

إنه المهدي هادي ابن هداة***ولمن والاه في الأخرى نجاة

هو روح الكون يجري باسمه***دون شك فهو إكسير الحياة

يا ربيع العدل يا منقذه***يا ولي الثأر يا آخذه

ساد شر الأرض يا سيدنا***آن للصارم أن تشحذه

سيدي و الآه منا حمم***سيدي والدمع قان عندم

سيدي فرقت الشمل يد***هي تسعي بيد إنا نوم

ما برحنا يا إمامي شيعتك***نترجى لانتهاء غيبتك

فمتى تظهر يا سيدنا***عجل الله تعالى فرجك

ص: 61

أنشوده بميلاد المنتظر-الشاعر محمد أحمد الناصر

ولد المولى الإمام المنتظر***فأضاء الكون نورً وازدهر

قد زها الوادي بأبهى ملبس***من برود صنعت من نرجس

صاح فاشرب كأس حب واحتس***بوليد طاهر الأصل أغر

وانشد الشعر مديحاً في علاه***قد تعالى شرفاً عزاً وجاه

نبعه المعروف سامٍ في ذراه***يده في الجود تزري بالمطر

واتخذ منهاجه فهو النجاه***عنعنته بالأحاديث الرواه

تتغنى بمعاليه الحداه***لا بأنغام زمان ووتر

فيه الشعر تجلى واستطاب***فارتشف من حبه أحلى شراب

فهو للعاصين في المحشر باب***من أتاه فهو ناجٍ من سقر

معقل اللاجين والكهف الحصين***وضياء الكون والنور المبين

مفخر الإسلام عز المؤمنين***فيه ماس بعز وافتخر

جاء ميلادك بالعرف الزكي***فانتشي كل كبير وصبي

والنسا قد لبست أحلي حلي***وأقامت لكم حفلاً مضر

يا إمام العصريا باب الرجا***عجلن فالجور فاش قد دجا

واملأ الأكوان طراً رهجا***بليوث نصروا الحق غرر

لم تفد ليت وعل وعسى***والهدى في عصرنا قد درسا

وجبال الظلم قسراً قد رسا***والهدى من كسره لم ينجبر

ص: 62

إنك الناصردين المصطفى***بدره قد غاب عنا وانطفا

فاخترط لا تتوانى مرهفا***لو برضوی حل فيه لانفطر

وانصر الإسلام من قوم طغاة***خلطو العلقم بالماء الفرات

ضيعوا سنتكم فهي شتات***والموالي من أذاهم في خطر

سيدي أعلامنا قد قتلوا***ورماح الجور منهم تأكل

ودماهم للمواضي منهل***وعليهم ضيقوا بحراً وبر

يا إلهي بالميامين الكرام***بالنبي المصطفى هادي الأنام

وعلي والمساميح العظام***سيدي ائذن بخروج المنتظر

ص: 63

يوم الخلاص-السيد علوي الشرفا

يوم تجلت فيه أصداء الفكر***وتجلببت بالعز باسمه مضر

وعلى الأريكة قد بدا ضوء القمر***فلقد أطل على البرية قائم.

عقد الولاء بصاحب الأمر تصل***ابرامه جبريل من ربي نزل

ونظامه التقوى وحي على العمل***سيف علي هام الأعادي صارم

يوم الخلاص حقيقه فيها عبر***قد صاغها الباري وأثبتها الخبر

لو لم يكن إلا نهار فانتظر*** فيه المفرج عن كروبك قادم

ظلم على رأس الخلائق قد وقع***والجور عشعش في القلوب فما ارتفع

وعلى البصائر غيشوة لم تندفع***فمتى الخلاص وأنت فينا قاسم ؟

أنت المجدد نهج طة المؤتمن***قد صاغ الباري وغذاك الحسن

وعلى بساطك سيدي العهد ارتهن***وبنور مولدك البهي نسالم

أنت المطهر سيدي كل الترتج***وبنور وجهك يازعيم لنا الفرج

وعلى الأعادي كم يليق بنا الفلج***تاج على رأس البرية باسم

إن ينكروا عصر الظهور المرتقب***أو يجحدوك فأنت فينا لم تغب

فلقد تحدوا ما له الباري وجب***فأذاقهم ذلاً عليهم جاثم

يا أيها الموتور زاد بنا الأنين***وبرؤية الأنوار رافقنا الحنين

فإلام يا مولاي نستبقي السنين؟***وإلى متى يستملك الشعب ظالم؟

ص: 64

انتظار الفرج-الشاعرة عاشقة الأنوار

*انتظار الفرج(1)الشاعرة عاشقة الأنوار

يا ضیاء الحق يانبع السناء***يا وريث الأرض يا سر البقاء

نضرة الأيام يا بدر التمام***أيها المهدي يانور الظلام

دعوة بالصدق تهدي للأنام***نور أبصار الورى عز الإباء

أرض سامراء ضاعت والزمن***يوم ميلاد الزكي المؤتمن

حجة الجبار نبراس السنن***أنت روح الله يابن الأنبياء

باكتمال البدر نوراً قد خرج***يا سراج الأرض يا وعد الحجج

يا منير الدرب عجل بالفرج***كي يعم الأرض عدلا والسماء

حجة المعبود يانور الزمان***أنت لطف الله في الأرض أمان

يا ربيع الخيريا علم البيان***يا ضياء الهدي نهج الأصفياء

أيها القائم بالحق المبين***ثورة الإيمان تحيي المؤمنين

وبعون الله تمحو الكافرين***أنت يامولاي حصني والرجاء

أيها المهدي طال الانتظار***بان في قلب الموالي الانكسار

نرتجي مولاي عدل الانتصار***قد بدا في دربنا جهد العناء

يا إمامي أنت للأرض أساس***يا معيد الدين بعد الانطماس

وكتاب الله بعد الاندراس***مظهراً للخيريا بن الأتقياء

لن تنال الخير إلا بالثبات***بولاء المرتضى فلك النجاة

قد تمسكنا بأنوار التقاة***وبحبل الله س رنا والولاء

1420/8/15 ه

ص: 65


1- ديوان ( نور على نور)، ص 56- 57

أصبحت سر من رأى في سعود-الملا عبد الله الخباز رحمه الله

*أصبحت سر من رأى في سعود(1)الملا عبد الله الخباز رحمه الله

أصبحت سر من رأى في سعود

نورهاقد علا السما في صعود

أرضها كعبة لكل الوفود

من أتاها حبي بدار السعود

و شرفت بالأئمة الأمجاد

بعلي والعسكري أضاءت

وبمن نرتجيه فضلاً تسامت

قد حوت قبة على البيت فاقت

معجزات فيها العوالم لاقت

كم محب سرت وساءت معادی

قد حوت قبة لأم الإمام

وكذا قد حوت لبنت الهمام

حجة الله ناصر الإسلام

اسمها شاع بين كل الأنام

نرجس فضلها أساء الأعادي

فاز من سر من رأى قد أتاها

زائرا قاصداً لمن في ثراها

لم تمسه جهنم ولظاها

هم حماه لأنهم آل طه

من توالی بهم هدي للرشاد

ص: 66


1- من محفوظات الملا عبد الله بن حسن الصايغ حفظه الله

هنيئاً لشعبان-الملا عبد الله الخباز رحمه الله

*هنيئاً لشعبان(1)الملا عبد الله الخباز رحمه الله

هنيئاً لشعبان بمولد من بقي

عقيب أبيه للحوادث يلتقي

تقدست يا شعبان بالطاهر التقي

فمن كان للمولى يواليه يتقي

ومن كان من أعدائه فهو فاسق

أيا شهر شعبان أهنيك قائلا

لك الفضل والإخلاد إذ كنت فاضلا

حبيت بمولود زكي وما على

تراب الثرى شبه له كان ذا علا

لسان إله الخلق بالحق ناطق

متى يظهر المهدي من آل أحمد

فتحيا نفوس إذ به هي تقتدي

.............................................

.......................................

متى يا ولي الله نلقاك راكبا

على ظهر میمون و فی القوم خاطبا

..............................

أيا آية الجبار إن كنت طالبا

لثارك فانهض صدر مولاك ضائق

ص: 67


1- من محفوظات الملا عبد الله بن حسن الصايغ حفظه الله

علينا بلاد الله ضاقت من العدا

متى سيفك الماضي نراه مجردا

ألا أحصد رؤوس القوم يا من لنا غدا

إماما وسلطاناً ومولى وسيدا

مغاربنا ضاقت وضاقت مشارق

ص: 68

في مدح الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)-الشيخ فرج آل عمران رحمه الله

*في مدح الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)(1)الشيخ فرج آل عمران رحمه الله

عرصات الدنيا زهت ورباها***وزها روضها وفاح شذاها

واستضاءت لما بدا في فضاها***خاتم الأوصياء من آل طه

وارث الأنبياء حاوي علاها

فاخرت فيه القری سر مرا***واستطالت حتى على العرش فخرا

كيف لم تفتخر وفيها استقرا***حجة الله في العوالم طرا

سر إيجادها وسر بقاها

فله المكرمات تنمي وتنسب***وبيمناه جملة الخير تحسب

وحياة الوری ببقياه تكسب***فيه الله يحفظ الأرض والسب

ع العلى أن تخرفوق ثراها

وله جمع الفضل عم وخصا***ومجالي علياه لا تستقصي

فهو الله أظهر الخلق شخصا***شاهدته أهل الشهود بإبصا

رصحاح فأيقنت بهداها

يا إلهي بالعلم قلبي أشعر***لأرى وجه نورك المتستر

قد رأته القلوب غيباً وفي السر***ورأته أهل التأله والعر

فان كشفا ومنه نالت مناها

وحمامات الوهم في الكون حامت***وببحر الغيوب غاصت وعامت

عميت عن سنائه أو تعامت***ودرته العقول حتى تسامت

لحماه ومنه كان غذاها

سيئات منا طفت وذنوب***ومعاص توفرت وعيوب

لكن القلب لم تعقه غيوب***لا تخل أن تزيغ منا قلوب

من سناه أمدها فهداها

ص: 69


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية ، ج 11 ص 156-157

ليس هذا بدعاً إذا الحظ ساعد***لأناس توفيقهم ما تباعد

شاهدته حقاً ونعم المشاهد***فهي منه على يقين وما أدر

راك عنه كالشمس رأد ضحاها

لم يؤثر في قلبنا سحر بابل***لا ولم يستطره سجع البلابل

في هواه وإن غزته البلابل***ذلك المرتجى لإحيا كتاب ال

له سبحانه وسنة طه

إنما هذه القلوب مرايا***حاكيات لما ترى من مزايا

رأت النور عم كل الخلايا***فعليه صلى إله البرايا

ما استقرت به الثرى وسماها

ص: 70

مولد الإمام المنتظر-ملا محمد آل انتيف رحمه الله

*مولد الإمام المنتظر(1)ملا محمد آل انتيف رحمه الله

أيفرح قلب والحبيب مبعد***لعمرك هذا مطلب ليس يوجد

به همت شوقاً والفؤاد موقد***هو الروح من كل العيوب مجرد

فدعني فإني في هواه مخلد

فيا سعد من فی حبه مات حسرة***فإن ولاه كان للمرء جنة

ومن قبل خلق الخلق قد كان درة***له ربه الرحمن ناداه جهرة

وكلمه أنت الذي بك أعبد

تداخل في قلبي هواك وفي دمي***حريق الحشا والنار تخرج من فمي

ولست كما قالوا لعيسى بن مريم***فلو لم تكن نوراً بغرة آدم

لما قال للأملاك خالقها اسجدوا

لكل نبي أنت غوث ومؤنس***وأنت الذي قدماً نجا بك يونس

وميط عن الحق الظلام المعسعس***فيا سعدها خير الإما وهي نرجس

ومن حملت حقاً بمثلك تسعد

تردت فخاراً والوقار تأزرت***وبالنور كالشمس المنيرة أزهرت

عفيفة ذيل بالصيانة خمرت***فيا ليلة فيها البتولة بشرت

بآخرها خير الأنام سيولد

ولما بدا سيف المليك على العدا***أقرت عيون المجد واستبشر الهدی

وغرد طير السعد والدين شيدا***وقنع هام الشرك والجور لحدا

وبات عليل القلب بالقيد يصفد

فيا ليلة في الفضل للقدر أعدلت***بما خصها الرحمن منه وفضلت

له الرتب العليا إذا الأرض زلزلت***له فرحا كل الملايك أقبلت

فيأتي له فوج وآخر يصعد

ص: 71


1- دیوان عبرة المؤمنين، ص 75- 76

من وحي الانتظار-الأستاذ مكي آل ناس

أتمنى أنني أدرك شاه الزمن

يوم أدعى لعلاه في الرعيل الأيمن

وارث الحسن من الأحسن بعد الأحسن

مظهر العدل مبير الجور محيي السنن

صادق الأقوال والأفعال محمود الصفات

أفلاج الأسنان أقنى الأنف وضاح الجبين

قمري الوجه ذو الشامة والنور المبين

وسط الطول عبل الجسم أجلى مستبين

أقدس النبعة حاكي نور خير المرسلين

ما رأته العين إلا أتبعته النظرات

هو من أكرومة في المجد طابت مغرسا

إذ تلالت أقمراً فيه وضاءت أشمسا

فاغتدى الكون بإشراقهمو مستأنسا

ودجي الدهر أصلى من سناهم قبسا

وغدت أنجمة من نورهم مؤتلقات

نبعةٌ جاريةٌ من زاكيات الأنفس

طهرت من كل أرجاس الأذى والدنس

في صفاء تتلالى كابيضاض النرجس

وبهاء لا يضاهيه بهاء الأشمس

فجميع الأنجم الزهر له منجذبات

سر باني الكون مولی نظمه والمعتمد

حيث لولاه لما استألف خلق واتحد

علةٌ للخلق مخلوقٌ ومحدودٌ بحد

هو فوق الخلق دون الخالق الفرد الصمد

مستفيضٌ نوره من نور ربّ الكائنات

ص: 72

موضع الأسرار مستودع علم الرسل

نيط بالأمر وصياً لهم في الأزل

ليس بدعاً أن يرى المعلول قبل العلل

شاهداً بالفضل فيها داعياً للأفضل

وبشيراً في مدى الدهر بأنوار الهداة

علم، قطب، نواة لمجرات الفلك

هو للخلق نظام إذ به الكون انسبك

وعليه ينزل الروح وما في ذاك شك

بليالي القدر بالأمر وتسليم الملك

ليري في صحف الأقدار مقسوم الحياة

سورةٌ شاهدةٌ تحمل أقوى الحجج

أنهم وراثها بعد النبي الأبلج

وهم القوام بالأمر بأسمى المنهج

لم تزل عندهم الأملاك في منعرج

ونزول يذهب الشك ويجلي الشبهات

كل عام مبعت النور يرى مؤتلقا

ولجبريل به في القدر أبهى ملتقى

كيف لا وهو ابن من للعرش أسرى وارتقى

ودنا حيث ارتأى جبريل أن يحترقا

لودنا والمصطفى يغشي بنور الرحمات

يا معيد الروح والنبض بأجساد المني

ومحيل الأفق المسود نوراً وسنا

كلنا إياك صيحاتٍ لضر مسنا

وإلى قدسك أرواحاً تغشاها العنا

وإلى محراب مرآك دعاءً وصلاة

1424/8/15 ه

ص: 73

لمهدك آيات ...الشيخ علي الجشي رحمه الله

*لمهدك آيات ...(1)الشيخ علي الجشي رحمه الله

إِلَيْكِ شؤون قَدَّسَهَا لَمْ يُدَنِّسْ

وفيک مَعَانٍ حَيْرَةِ كُلِّ كَيسِ

مَتَى كَانَ مَهْدُ بالمفاخر يَكْتَسِي

لِمَهدِکَ آیاتٌ ظَهَرنَ لفُطرُسِ

وَ آيَةُ عِيسَى أَنَّ تَكَلَّمَ فِي المهدِ

وَ كُنْتَ إِمَاماً قَبْلَ إيجاد آدَم

وَ لَمْ يَكُ ذَكَرَ للمسيح بِعَالِمٍ

وَقَدْ فقته عِنْدَ انْتِهَاءُ العوالم

فإن سَادَ فِي أُمِّ فَأَنْتَ ابْنِ فاطم

وَ إِنْ سَادَ فِي مَهْدُ فَأَنْتَ أَبُو الْمَهْدِيِّ

ص: 74


1- ديوان الشيخ الجشي، ص 115

أنا في انتظارك-الشيخ محسن المعلم

*أنا في انتظارك(1)الشيخ محسن المعلم

طال الغياب وأجدبت أرض الهدى***والشر جاوز خطبه حد المدى

وظهور شمس الحق أرقبه غدا***أنا في انتظارك طال أو قصير المدى

لا البعد يويسني ولا هجر العدی

ولقد تعالت للمفاسد صيحة***فمتى تهب من المهيمن نسمة ؟

ومتى نضوع من النسائم نفحة؟***ما يومک الموعود إلا بسمة

روحية نطفي بها لهب الصدى

إنا لنرغب أن يظللنا اللوا***ونكون جند الحق فی سحق العدي

ونموت أو نحیى إذا شبت لظى***قسماً بسيف أبيك حيدرة الوغى

نحن العطاش الطالبو ورد الردی

ما زلت بالوعد القديم مصدقا***ومؤملا للخلق يوماً مشرقا

وموطنا نفسي على ذاك اللقا***ما ضر من شرب الولاء معتقا

أن لا يرى في خمره إلا الفدا؟

ص: 75


1- أهل البيت عليهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر ص 192، والأصل للدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي

عبق الكون عنبراً وعبيرا-

*عبق الكون عنبراً وعبيرا(1)الخطيب الشيخ محمد حسن آل مرهون رحمه الله

عبق الكون عنبراً وعبيرا***وبوضع المهدي ماس حبورا

ومذ الله شاء هذا الظهورا***ملأ الكون بهجة وسرورا

وازدهی بالبها وأشرق نورا

فانجلى ما من الدياجي ادلهما***بضياء كل العوالم عما

طرب الكون مذ له الأنس تما***واكتسي حلة المسرة لما

فيه مهدينا تجلى ظهورا

نصب عيني حكيمة حيث ترنو***ساعة الفجر ليلة النصف تدنو

مذ أتى بالميلاد لله إذن***ظهر النور ليلة النور من نو

ر فأضحي زماننا مستنيرا

ذاك نور بالقدس كان محوطا***وعلى لوحة القضا مخطوطا

جوهراً قدسياً وعقلاً بسيطا***هو نور بالعرش كان محيطاً

يعبد الله جل شأنا دهورا

هلل الله قبل كل مهلل***خاضعاً ضارعاً له متذلل

فهو أسمى وسيلة المتوسل***و مذ الله شاء إظهاره لل

كون فضلاً على العباد كبيرا

كم له نعمة علينا ومنٌ***بهذاة على هدانا تضن

بعد بدر بدر به الوقت يدنو***نقل الله ذاك النور للنو

ر شموساً مضيئة وبدورا

كل بدر يحويه قطب زمان***من مكان مطهر لمكان

لم تدنس بعابد الأوثان***من أب ماجد وأم حصان

طهر الله ذاتهم تطهيرا

من أب كان طاهراً ميموناً***وعن الرجس كان كنزاً مصونا

وحصان تقدست أن تخونا***لم يزل هكذا يحل بطونا

طاهرات شريفة وظهورا

ص: 76


1- الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية، ج 7 ص 192-159، الأصل للشيخ فرج العمران رحمه الله

من لدن آدم وحواء ينزل***بين أم ووالد متبتل

لعلي وفاطم متنقل***وإلى نرجس التقية ذات ال

فضل أنهى الإله ذاك النورا

فأضا نور وجهها وتشعشع***وانجلى غاسق الدجا وتقشع

كيف يبقى الظلام والنور قد شع***فبدا النور ليلة النصف من شع

بان حين الصباح أبدى سفورا

هتفت بالتبشير أنس وجن***ولها طاب بالأناشيد لحن

وانجلى حندس الدجا المستجن***واستارت عوالم الكون من نو

رسناه الذي جلا الديجورا

كان حقاً عند الإله وجيهاً***وبطه خلقاً وخلقاً شبيها

ذو مزایاما الأنبيا تحويها***بوركت ليلة تولد فيها

خاتم الأوصيا وشعّ ظهورا

ذاك فضل عن غيره يكفيها***من خصال ما ليلة تحويها

مدحتها أولو النهي تنويها***ليلة مثل ليلة القدر فيها

قدر العالم الخبير الأمورا

شهر شعبان كنت شهراً كريما***فيك أولانا الإله خيراً عميما

شهر شعبان نلت قدراً جسيما***شهر شعبان نلت فضلاً عظيما

ومزايا شتي وشأناً خطيرا

كم دليل على معاليك قد دل***كل من رام حصر فضلك قد زل

ثاقب الفكر عن مزاياك قد كل***خصك الله بالرضا وارتضاك ال

الله للمصطفى فنلت الحبورا

فيك عنا قد انجلت كل ظلمه***فيك نلنا من ذي العلا خيرنعمه

حيث قد نلت منه أعظم حرمة***وبوضع الحسين والقائم المه

دي نلت التعظيم والتقديرا

أشرقت أريع الهدى والمساكن***فيك بل أشرقت جميع الأماكن

وانجلى هم من إلى الحق راكن***شهر شعبان أنت شهر ولكن

فقت في فضلك الشهير الشهورا

الجمعة 27 رجب 1378ه

ص: 77

قد سما القلب رقةً وشعورا-الشاعر فوزي الصايغ

*قد سما القلب رقةً وشعورا(1)الشاعر فوزي الصايغ

قد سما القلب رقة وشعورا***وانتشى الشعر أحرفاً وسطورا

يوم قيل الهدى تعالى صدورا***ملأ الكون بهجة وسرورا

وازدهی بالبها وأشرق نورا

والوجود الرحيب حدث عما***نال من أخبار السعادة جما

وغدا مؤنسا ينفس هما***واكتسي حلة المسرة لما

فيه مهدينا تجلى ظهورا

فاض في الكون منه بشر وحسن***وعطاء غمر وسلم و أمن

مذ تجلی و تجليه يمن***ظهر النور ليلة النور من نو

ر فأضحي زماننا مستنيرا

ظهر النور لا يخاف سقوطاً***ذاك مهدينا ينير خطوطاً

جاء شمساً إلى الظلام مميطاً***هو نور بالعرش كان محيطاً

يعبد الله جل شأناً دهورا

ظل جنب الإله في خير معقل***يتلقى الفيوض في ذلك الظل

من لدن ربه و للخير يحمل***ومذ الله شاء إظهاره لل

كون فضلاً على العباد كبيرا

رفع الله قدره وهو من***فتعالى لصاحب العصر شأن

حيث شاء الإله یزدان کون***نقل الله ذاك النور للنو

ر شموساً مضيئة وبدورا

بزغ النور شامخاً من مكان***شامخ سامق بأسمى معان

وأتى زاهراً لكل أوان***من أب ماجد وأم حصان

طهرالله ذاتهم تطهيرا

جاء زاك مطهراً وأميناً***حيث خار الإله صلباً قميناً

وعفافاً إليه دام رصيناً***لم يزل هكذا يحل بطوناً

طاهرات شريفة وظهورا

ص: 78


1- الأصل للعلامة الشيخ فرج العمران رحمه الله

طاهرٌ بعد طاهر كان يحمل***ذلك النور من قديم ويكمل

خطة شاءها الإله لموئل***وإلى نرجس التقية ذات ال

فضل أنهى الإله ذاك النورا

نرجس حازت الفضائل أجمع***وهي للشرع والعقيدة مجمع

حملت كوكباً من الشمس ألمع***فبدا النور ليلة النصف من شع

بان حين الصباح أبدى سفورا

جل نور على الخلائق يمن***قد غشا الكون منه لطف وأمن

مذ أتى ما أتاه ضعف ووهن***واستنارت عوالم الكون من نو

ر سناه الذي جلا الديجورا

فهنيئاً لفاطم وأبيها***وعلي حليلها وبنيها

ليل ميلاد خيرةٍ من ذويها***بوركت ليلة تولد فيها

خاتم الأوصيا وشع ظهورا

ليلة يمنها على محتفيها***ليلة أشرقت إلى قائميها

ليلة كل مؤمن يرتجيها***ليلة مثل ليلة القدر فيها

قدر العالم الخبير الأمورا

ذاك ليل جلي سواداً بهيماً***واستوى البدر فيه تماً وسيماً

ناشراً في الوجود ضوءاً عميماً***شهر شعبان نلت فضلاً عظيماً

ومزايا شتي وشأناً خطيرا

شهر شعبان ربنا قد تطول***وبذاك العلي عليك تفضل

أنت شهر باسم طه تجلل***خصك الله بالرضا وارتضاك ال

له للمصطفى فنلت الحبورا

شهر شعبان لا رأيت المذمه***والذي يبتغي انتقاصك أعمه

أنت باسم المختار قد صرت قمه***وبوضع الحسين والقائم المه

دي نلت التعظيم والتقديرا

أنت يا شهر في المعزة ماكن***ثم في القلب حبك الصرف ساكن

فيك أيام أشرقت للأماكن***شهر شعبان أنت شهر ولكن

فقت في فضلك الشهير الشهورا

جمادى الآخرة 1421ه

ص: 79

على شاطئ الولاء-الأستاذ عدنان أبو المكارم

*على شاطئ الولاء(1)الأستاذ عدنان أبو المكارم

العسكري أبو المهدي سابرها

وإن أصيبت بسوء فهو جابرها

فيه ازدهت وبدت غراً مفاخرها

وفي ابنه الحجة الباقي منابرها

سمون عزاً أعز الله حاميها

آهاتنا من قديم العهد يسمعها

هاماتنا للعلا حتماً سيرفعها

همومنا من حشانا سوف يقلعها

إليه تعزی معالي الحق أجمعها

فجل فيما له يعزي وعازيها

دروبنا دونه لا شك شائكة

مخيفة وعرة ظلماء حالكة

لكنها بهدي المهدي سالكة

به الحقائق تبدو وهي ضاحكة

من بعدما قد أساء الصنع طاويها

يثير دهشة أعداه بصولته .

ويخشعون لماضيه وهيبته

فينشر الدين في أنحاء دولته

وتملأ الأرض عدلاً في حكومته

ودولة الجور دكت في مهاويها

ص: 80


1- على شاطئ الولاء ص 36- 39 ، جزء من تخميسه لقصيدة جده المرحوم الشيخ علي رحمه الله.

لابد يوماً نرى كالشمس غرته

وإن أطال الذي أنشاه غيبته

به الإله يذيق الكفر نقمته

لذاك أنكرت الظلام دولته

ونية الفحش تبدي خبث ناويها

الذكر والسنة الغراء قد شكيا

إليك ياسيدي مما به ابتليا

يستصرخانك يا غوث الأنام هيا

با من به بشرت كتب السماء ويا

عدل الكتاب وآی الحق حاويها

يا ابن النبي الذي أحيا الوری فعظم

ويا ابن فاطمة الزهراء أكرم أم

ويا ابن من بالولا قد بايعوه بخم

یا صاحب العصر يا صرح الرسالة قم

وانقذ شريعة طه من أعاديها

نجوم أعلامنا فوق الثرى انكدرت

وهيبة الأوليا ياسيدي اندثرت

فانهض لتنقذنا فالفتنة استعرت

فالناس ضلت فمنهم أنفس كفرت

وساقها لجحيم النار حاديها

ص: 81

یا صاحب الامر أدركن-الشاعر هاني آل زرع

*یا صاحب الامر أدركن-الشاعر هاني آل زرع (1)

ضاقت علينا الدني والهم داهمنا

والجور والظلم بالويلات مزقنا

متى نرى العدل يا مولاي يؤنسنا ؟

یا صاحب العصر أدركنا فليس لنا

ورد هنيء ولا عيش لنا رغد

ص: 82


1- الأصل من قصيدة للعلامة السيد رضا الهندي رحمه الله، يستنهض فيها الإمام المهدي علیه السلام ويرثي الإمام الحسين علیه السلام، يقول في مطلعها: أيان تنجز لي يا دهر ما تعد***قد عشرت فيك آمالي وما تلد طال الزمان وعندي بعد أمنية***يأتي عليها ولا يأتي بها الأمد تمضي الليالي ولا أقضي المرام وهب***أني ابن عاد فكم يبقى له لبد إلى أن يقول: یا صاحب العصر أدركنا فليس لنا***ورد هنيء ولا عيش لنسا رغد طالت علينا ليالي الانتظار فهل***يا بن الزكي لليل الانتظار غد؟ فاكحل بطلعتك الفرا لنا مقلاً***يكاد يأتي على إنسانها الرمد ها نحن مرمى لنبل النائبات وهل***يغني اصطبار وهي من درعه الجلد كم ذا يؤلف شمل الظالمين لكم***وشملكم بيدي أعدائكم بدد فانهض فدتك بقايا أنفس ظفرت***بها النوائب لما خانها الجلد هب أن جندك معدود فجدك قد***لاقي بسبعين جيشاً ما له عدد... وفي ختامها يقول : يا آل أحمد جودوا بالشفاعة لي***في يوم لا والد يغني ولا ولد لكم بقلبي حزن لا يغيره***مر الزمان ويفنى قبله الأبد ثوب الجديدين يبلى من تقادمه***وخطبكم أبداً أثوابه جدد

من لنا .. ؟-الملا يوسف آل براك

*من لنا .. ؟(1)الملا يوسف آل براك

يا إماما طاب ريحاً و شذى

مضنا یا صاحب الأمر الأذى

فأزل عنا-بما تهوى - القذی

من لنا يا صاحب العصر إذا

ضامنا الدهر ملاذ و عماد

صاحب الأمر أزل عنا العنا

نحن أنصار ولسنا جبنا

وأنا الشيعي يا مهدي أنا

فأغشا فالبلا حل بنا

يا بن طه و عليك الاعتماد

ص: 83


1- الأصل لآية الله الشيخ علي الجشي رحمه الله

یا غائباً...الملا يوسف آل براك

*یا غائباً...(1)الملا يوسف آل براك

على ضفاف الربى تجنى موائده

مهدينا حاضر ما غاب شاهده

الخضر مؤنسه دوما يناشده

يا غائباً لم تغب عنا فوائده

ونائياً قربت منا مشاهده

عين البصيرة غير العين إي وأبي

ترى الحقيقة عن بعد وعن كثب

إن غبت عن لحظ عين أنت لم تغب

إن كان فقدك فقد الشمس من سحب

ففاقد النور سير النور واجده

ص: 84


1- الأصل لفضيلة العلامة الشيخ فرج العمران رحمه الله

فتح بابك بالخيرات منتظر...الملايوسف آل براك

*فتح بابك بالخيرات منتظر...(1)الملايوسف آل براك

يا حجة الله يا موعود في غده

الكل يصرخ يا مهدي بقائده

يا رائد الحق يا قيوم رائده

يا من أزمة أمر الله في يده

وطوع رغبته يعنو له القدر

غدت ضمائرنا في الخصب صادية

وليس من طلب إلاك ناشدة

فلتروها سيدي ما عشت ماطرة

هذي القلوب غدت جدبي مولهةً

فليرو ظامئها من فيضك المطر

بك الوری سيدي تدعوك ناشدة

ترجو نوالك بالآهات قاصدة

نرجوك يا مرتجى المظلوم راحمة

إن نشك جدباً وأوضاعاً وعاصفة

ففتح بابك بالخيرات منتظر

ص: 85


1- الأصل لسماحة الشيخ محسن علي المعلم حفظه الله

بیت الاحزان-لؤي محمد شوقي سنبل

*بیت الاحزان(1)لؤي محمد شوقي سنبل

مذ رأيت الزهراء طال بكاها

والأسى فت قلبها وحشاها

لم أجد في الحياة إلا شجاها

لا تراني اتخذت- لا وعلاها-

بعد ( بيت الأحزان ) یوم سرور

ص: 86


1- قال السيد عبد الرزاق المقرم رحمه الله ( وفاة الصديقة الزهراء علیهاالسلام)، ص 90 : ( وحكي عن العلامة السيد باقر ابن آية الله الحجة السيد محمد الهندي رحمه الله المتوفي سنة 1329ه : أنه رأى في المنام صاحب الأمر عجل الله فرجه ليلة الغدير حزيناً كئيباً، فقال له : يا سيدي مالي أراك في هذا اليوم حزيناً، والناس في فرح وسرور بعيد الغدير؟! فقال علیه السلام: ذكرت أمي الزهراء وخزنها . ثم قال : لا تراني اتخذت لا وعلاها***بعد (بيت الأحزان ) يوم سرور ولما انتبه السيد قدس سره نظم قصيدة في أحوال الغدير وما جرى على الزهراء بعد أبيها ، وضمنها هذا البيت ، والقصيدة محفوظة مشهورة ، مطلعها : كل غدر وقول إفك وزور***هو فرع من جحد نص الغدير) ويقول السيد قدس سره مضمناً هذا البيت الذي سمعه من الإمام علیه السلام: أفصبراً يا صاحب الأمر والخط***ب جليل يذيب قلب الصخور كم مصاب يطول فيسة بياني***قد عرى الطهر في الزمان القصير كيف من بعد حمرة العين منها***يا ابن طه تهنا بطرف قرير فابك و ازفر لها فإن عداها***منعوها من البكا والزفير وكأني به يقول ويبكي***بسلو نزر ودمع غزير: (لا تراني اتخذت - لا وعلاها-***بعد بيت الأحزان يوم سرور) فمتى يا ابن فاطمٍ تنشر الط***اغوت والجبت قبل يوم النشور؟ قتدارك منا بقايا نفوس***قد أذيبت بنار غيظ الصدور

إلى من المشتكى-لؤي محمد شوقي سنبل

*إلى من المشتكى(1)لؤي محمد شوقي سنبل

إلى من الملتجی یا سادتي ولكم

باب من النصر مفتوح لقاصدكم

قد قال قائلنا يوماً لقائمكم

إلى من المشتكى إلا إليك فقم

أما ترى الظلم أوهي بعدك الجلدا

حوشيت من عتب يوماً فقد منعت

نفوسنا عتبها من بعد ما سمعت

أفعال أعدائكم في كل ما وقعت

نسيت حاشاك أن تنسى وقد صنعت

أهل السقيفة ما لم تنسه أبدا

ص: 87


1- الأصل من المحفوظات القديمة للخطيب محمد علي ابن الملا حسن آل ناصر، وقد حفظهما من والده رحمه الله ولا يعلم قائلها ، وبقية الأبيات المحفوظة : إسقاط موؤدة عن ذنبها سئلت***أم صفقة أحرقت من أحمد كبدا ام كسرهم ضلعها أم جمعهم حطباً***لحرق دار إمام ق وم الأودا

آن الظهور-الشيخ فرج آل عمران رحمه الله

قال رحمه الله (مشطراً للبيتين اللذين خرجا بشارة منصاحب العصر عجل الله تعالی فرجه الشریف، على يد بعض علماء النجف الأشرف، كما قيل):

حطوا السيوف على العواتق إنه

قرب الظهور لمن هو المنصور

واستبشروا بالنصر هذا قوله

قد آن لي بين الأنام ظهور

ودعوا خيول الظالمين بأرضكم

تعثو ويفشو في البلاد الزور

فالقائم المهدي قال إذا أتت

تسري فإني نحوها سأسير(1)

ص: 88


1- ديوان ( ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق )، ص 36

مهد الحسين علیه السلام-الشيخ فرج آل عمران رحمه الله

( المهدك آيات ظهرن لفطرس)

فأكرم بذاك المهد حيث حوى المهدي

وكم لك يوم الوضع من آية سمت

( وآية عيسى أن تكلم في المهد)

(فإن ساد في أم فأنت ابن فاطم)

وإن ساد في عزم ففيك غدا مهدي

فإن ساد في طب ففي تربك الشفا

( وإن ساد في مهد فأنت أبو المهدي )(1)

ص: 89


1- ديوان (ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق، )، ص 136، الأصل للسيد عبد المجيد الحلی

ص: 90

الفصل السابع : الشعر الحر

اشارة

ص: 91

ص: 92

في ليلة الذكرى-الشاعر سعيد الشبيب

*في ليلة الذكرى(1)الشاعر سعيد الشبيب

في ليلة الذكرى العظيمة

بنفوسنا الفرحى الحزينة

جئناك يا مهدي من ألم العناء

جئنا وفوق شفاهنا مما بنا تتعثر الكلمات

فعلى جميع شفاهنا وضعت قيود

وعلى مخارج كل أحرفنا جنود

راحت تقطع في السلاسل

وتحل قيد الأسر بل طوق الجمود

ورنین خشخشة الحديد الملتوي هز المحافل

وتقول لا.. لا لن أعود

عن كل جرح نازف في أمتي أبقى أناضل

ما جرحنا المرسوم وسط الذاكره

إلا من الجرح المعتق والقديم

يوم احمرار العين .. لطم الخد ..

كسر الضلع.. عصر الطاهره

من يوم أن قادوا الملبب بالحبال

والجرح ينزف لا يزال

رغم السنين العابره

ص: 93


1- دیوان زهرة الفردوس ، ص 61-64

لم ينته

بل يستجد كثورة البركان

حمم هنا .. حمم هناك

وكأن موعدنا يجيء

مع الرزايا الجائره

النار كم تكوي القلوب

أرواحنا بدأت تذوب

تالله ما أقسى الحياة

سنظل نندب حظنا حتى الممات

حتی ورود الحافره

الطعن تلو الطعن هل هز الضمائر

هل أيقظ الحس المجمد في المنابر ؟

هل حرر العقل المؤطر بالخلافات السخيفه ؟

هل صار يسمو فكرنا ؟

هل عاد ينبض قلبنا

بالحب بالإيمان

بالمثل النبيلة والشريفه ؟

هل شع في أعماقنا نور البصائر ؟

أو ما كفانا إخوتي ما نحن فيه ؟

فلم التباغض والتباعد والتناحر؟

ص: 94

أشلاء عزتا التي قد قطعت ...

لو وزعت... ملأت مقابر

فإلام نبكي حظنا ؟

والصمت داء نفوسنا

هيا اقذفوه .. فقد نموت لأنه سد الحناجر

مهدي يا أمل الشعوب ...

في محكم الآيات وعد بالخروج ...

فمتى نراك تهز رايات الرساله ؟

تمحو بصارمك الصقيل جميع أوكار الجهاله ..

وتعيد للمستضعفين حقوقهم ... وتراثهم

وكرامة سحقت لهم ..

في تمتمات شفاههم صوت يقول ...

من حيثما بداً الضلال ..

يوما ستنتشر العدالة..

أم الحمام - شعبان 1415ه

ص: 95

في صاحب الزمان-الشاعر محمد حسن الزاير

*في صاحب الزمان(1)الشاعر محمد حسن الزاير

(1)

الخوف والتبجيل مجتمعان

الخوف يمنعني المثول

وها أنا متردد

قد جاء بي التبجيل للإيمان

لا الخوف يتركني ولا التبجيل يسلمني

والنفس تردعني وعقلي رغم ذا

قد قرر الإبحار في الأوزان

وأنا وأعلم أن هذا الوقت غير زماني

وبأن هذا الموضع العالي يفوق تواضعي

لكنني قررت رغم هواني

أن أقبل الشرف الرفيع

وأرفع النفس التي بكياني

والسيف وسط فمي

لأقطع باليقين لساني

وأقول والله الموفق والغفور

ويكتب الملكان

ترنيمتي (في صاحب الأزمان )

ص: 96


1- أهل البيت علیه السلام في الشعر القطيفي المعاصر ، ص 182- 186

(2)

يا سيدي والحب يعصف بالفؤاد

ورغبة الملهوف والنار التي بالثأر

تلهب كامن الأحزان

قد جئت .. آه ليتها.

-والكون مبتهج-تراقص فرحتي

ما فرحتي إلا-وتعلم ضامري-

فجر يمزق أسود الأزمان

كالحلم راودني

مثولي عند مولاي العظيم أبي الحسن

وأقول كنت سأصبح المقداد أو عمار

أو سلمان أو أبقى أبا ذر أو التمار

في علمي وفي الإيمان والتقوى

وحبي للحسين وللحسن

وبطاعة الكرار

لن أخشى البلايا والمحن

سأقاتل الفجار أحمي سادتي الأطهار

سوف أردد الأشعار تنبض بالحياة فلا وهن

إني أنا الشيعي لو تحت الكفن

(3)

عجب هو الإنسان

يبحث عن بعيد دائما

حتى إذا قرب البعيد رأيته.

ص: 97

ما زال يبحث عن بعيد دائما

(4)

مولاي إني قد حططت مراكبي

بالشاطئ الشرقي حيث متاعبي

تجري معي مهما رحلت وإنني

أبصرت بعد تجاربي

أن الأمان وشاطئ التحنان

كان بجانبي

وفي آخرها يقول :

(9)

آه وعذراً سيدي

أني أتيتك محزنا ترنيمتي

آه وما جئت المقام بمنشد

لكنما أنشودتي رجع الصدى

وعناق أذني صوتها المرسوم

من وحي الهدی

وعي يشنف مسمعي

ورؤى تهزهز أضلعي

وبراعم سقيت بحبك

وارتوت قطر الندى

و ثمار زیتون

رمي من قبل بذرتها الإمام

واليوم نأكلها ونزرع بذرها

ص: 98

حب القيام لنا غدا

فسيجتيها الطفل وابن الطفل إرثا أحمدا

أن كنت يا مولاي للمحزون

نبراس الهداية مقصدا

(10)

یا صاحب الأزمان حارت جملتي

ويحرك القلم الهدی بالعقل

والحب المعطر للكيان

ولذا تراقص أحر فی

طريا وحزنا وامتنان

أأری بزوغ النور هذا اليوم

أم أبقى المحير

في الزمان وفي المكان

لكنه الأمل الكبير ويومنا الموعود

فاقبل سيدي مني

ولو حرفا لأحظى بالأمان وبالجنان

ص: 99

تلاوة الغياب-الشيخ محمد سعيد المناميين

*تلاوة الغياب-الشيخ محمد سعيد المناميين

كلمات تائهة على قارعة الانتظار شردت من القلب على غفلة...

على الجمر أتلو نشيدي

وأتلو نحيبي

وأتلو تواشيح أغنية

تتهجى الغياب

ورجع الصدود

ترتله كل صبح

هياما

بحرف جديد

وصبر جديد

***

إذا ما سرحت بساقية الوعد

أو هومت من عيوني حكايا

أراه أمام المرايا

يلملم بعض الوعود

ويجمع بعض حداد الشظايا

ليشهرها صبح يوم الوعيد

***

على الجمر أتلو هواه ..

ص: 100

أردده بين نفسي ونفسي

میم و حاءٌ

میم و دالٌ

العلي أراه!

إذا ما صرخت به من وراء الحجاب :

-هلم انتشلنا

أرى ألف حبل تدلى!

مليون باب!

ومهما صرخت .. يقولون : هذا المعنى

يصيح على ساحل من يباب

يقولون جُنّا..

وروت قريحته وهمه من سراب

أخو الهم مهما انتهرناه

زاد انتظارا و حزنا!

***

أنا الدمع والجمر يتلو نشيدي!

وتبكي على لوعتي ، بانتظار الرجوع

شوارعُ مرصوفة بالصدور!

سأبقى على الوعد ..

إن جاء أشعلت بعض الشموع

وإن لم يجئ ..

أزرع الهم والجمر والأمنيات،

بغابة موتي ..

ص: 101

وفي قلب أمنية سوف تأتي

بقلب وليدي

***

أنا الكون يتلو نشيدي

وأتلو القمر

1422/8/15 ه

ص: 102

انتظار مرهق -الشيخ محمد سعيد المناميين

مرهقة ساعة الانتظار

فكيف بها إذ تمر سنين طويله

وعمر يمد جناحية شوقاً

ويحشد فينا فلولة

مرهقة..

ليتني كنت نعليك

رملاً تلاحق ذراته قدميك

لتنثر في غمرة الحب

لهفتها

ورؤاها الجميله

وترنو إليك

تبرد حر هجير المنافی

وآلامها المستطيلة

مرهقة سيدي...

والقلوب امتلأن سواداً،

وماذا عساها تردد

تلك القلوب المريضهُ

من حولنا

والنفوس العليلة

يقول النواصب

ص: 103

أنا مجانين

أحلامنا مستحيلة

طيور السنونو

تراوخ سردابهم

منذ ألف طلوله

مرهقة،

هي ذكراك

يا سيد الاختباء

ليوم بعيد بعين الجهول

قريب بأضلعنا

القائقات

ثوان قليلة

مرهقة سيدي،

لحظة التوق

والشوق

ها أنت في القلب

نبض تسارع

من دون حيلة

أنت الطبيب

وأنت الدواء

وجرعة ذكراك

جسته لطفا

وروت غليله

ص: 104

مرهقه

رغبة الاختباء بعينيك

نقاط المجرات

كيف تلاشت لدى مقلتيك

وباتت هزيلة

وحتى الزمان

لقدس غيابك

باع فصوله

حنانيك

ما عادت الذكريات تداوي الألم

وشعلة شوق الموالين

ما عاد يطفئها

قصة أو فضيلة

لقد عطشت أرضنا

سيد الماء

عادت يباباً

ولم يبق إلا عذاق النخيل

يناغي فسيلة

1424/8/16 ه

ص: 105

تلويحات لعشق لا ينفذ...!-الشاعرة أمل الفرج

جمر عصي النار يكتب نزفنا...

وحرائق التكوين تحضن طين هذا الليل في زمن الرجاء

غير النوى .. جئنا نفتش عن فضاء

ف تناسلت قطع القداسة تستريح

ببسم ربي .. والدعاء

ولقد تنفست الصباحات التي

نزت جهات الكبرياء

والليل مسكون بأوتار الغياب

فتخشع القمر المذوب في الدجى ..

وطغت بحضرته القلوب مذؤبات

أمسكنا في عصم السماء

لنسل جبهتها التي سجدت

لتقرأ وجهه

تتلوهُ : و اسجد واقترب...!

رجفت جفون الوقت وارتسمت به

لغةٌ رحيم صوتها

حتى تدلى من جوانبها الغناء...!

ص: 106

تغم..

یدوره الملائك...يا ضيا...هيا..!

فَلَقَدْ تُبَعْثَرُ صوتنا النَّائِي بمسبحة الصَّلَاة

حتام تَخْتَنِقُ الْقُلُوبِ بِ بوجها...؟

وَ إِلَامَ تَبْقَى بِ الدُّمُوعَ تُرْجَ أَكْوَابُ الْبُكَاءِ... ؟

هيا...اسْتَضِئْ...!

سُبْحانَ وَجْهَكَ تستيژ بِهِ انحناءات الدروب...!

فَإِذَا ترقرق نُورُكَ المغزول مِنْ خصل النُّبُوَّةَ وَ الْكِتَابُ

لَمْ تَنْطَفِئَ شعل الْعِتَابِ...!

العشق هَذَا ال يَسْتَفِيقُ بِمَائِهِ

وَشَى امْتِدَادِ الْجَمْرِ فِينَا بالرواء

تتفتح الشرفات فِي أَرْكَانِ هَذَا المعبد

فتنوء خَابِيَةِ الزَّمَانِ بِ ظِلِّهَا

مِنْ شَهْوَةِ الدُّنْيَا لحضرة رَكْعَةً...

يَهْوِي عَلَى أَحْشَائِهَا أَمِ السَّمَاءِ . . !

يا أَيُّ هَذَا المستشف نبوتين...!

ها قَدْ تورقتا يَكُفُّ لِلْبَقَاءِ

فابزغ...!

يَلِيقُ بِنَا التعشق وَ الْفَنَاءِ... !

2005/6/15م

ص: 107

رحلة الانتظار-السيد حسين الخليفة

*رحلة الانتظار(1)السيد حسين الخليفة

أؤمن حتى لو كان الدرب إليك دهوراً

وكما ضل يسوفه نفر

هل كشف الغيب ؟؟

أؤمن أن التمهيد يدل عليه

يمسكه أن ينأى أكثر

يجعل هرولة الوجع النازف نحو الحتف رياحاً تقتحم الغدر

يصيرها داووداً يقصف بالحجر الطائر جالوتاً

يلوي حول رقاب الجالوتيين السيف

ويجعل إيماني أكثر:

أن الرحلة من رحلة نوح في الطوفان

إلى موسى يلقيها تلتهم السحر

إلى جن سليمان

إلى يحيى ينهض من دمه يقطع في أفئدة هامات الخشية

تنحسر الأسطورة عن وجه الطاغوت

إلى عيسى لم يقتله الحقد الإسرائيلي، ولا أدركه الصلب

يطوف بسامق نور الكعبة

ص: 108


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته، وكيفية انتظاره، ص 319

نجوم الانتظار-السيد حسين الخليفة

*نجوم الانتظار(1)السيد حسين الخليفة

من لا يحمل هم التغيير

يناوئ من يحمل هم التغيير

ويبدد طاقته في تكريس التطييف

يغالي في رفع دعاة متأسین

يتعنت في إطلاق فتاوى التكليف الفردي

يتنطع حتى تستوحش منه الفطرة

يتعبقر في الصد

صورته واحدة في عمق التاريخ إلى اليوم

وفي التصنيف

كالأفعى في اللدغ وفي الملمس

في ضحكة لحيته يتقدس

آيته أن لا يتوخى تغيير العالم

ويناوئ من يتوخاه

قاتله الله عظيم الأثم

قاتله الله

والعبرة حين الرمي بتسديد السهم

ص: 109


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 323

فتح الانتظار-السيد حسين الخليفة

*فتح الانتظار(1)السيد حسين الخليفة

أعيش أحيا ذلك البقاء

ما زلت أهوى باسمه الحياة

ما زلت لولاه لتقت الموت

ولم يزل يعبق في النور

يلفني يقتل في اليأس والنفاق والفجور

يحدو بناقتي ولا يتركها تنوخ

يملؤني حضور

مثل حضور جدتي أرهقها الزمان

شابت ولم يشب بعينيها دعاء العهد

تتلوه حتى جاءها اليقين

يا صوت جدتي وأمي ذلك الحنين

يجعلني أهوى ولا أهوى انتظار الموت

... صوت يسليني فأنسى وطأة الدهور

أجتث أدران الخنوع، أعشق الرجوع

إلى صليل حيث يغدو زيدي القتيل

دمي الذي يسبح فيه زورق الأمل

ص: 110


1- الإمام المهدي .. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، ص 326

نشيد الانتظار-السيد حسين الخليفة

*نشيد الانتظار(1)السيد حسين الخليفة

هذا الدم المسفوك يرسم في عيونك حبه

هذا الدم المسفوك يرقص في يديك

هذا الدم المسفوك يرسم في يديك العشق بيعة

وهواك سار في عروقه سرمديا عبه

وطفت على أمواجه تسعى لنورك ألف شمعة

ورحى الزمان تدور تطحن أضلع الشلو الأخير

وتهشم القطب المعرق في أيادي الدائرين

فهوى رماداً فيه من عرق المخالب والنتن

أثر، وآثار الأضالع ياسمين

حملتها أنسام الرياح تشمها ومتى تشاء

هي نشوة الراح العتيقة وهي عود من بخور

لعب الأوار بها فغيبها الأنين

فاستيقظت ويداك تنشرها عبيراً من ولاء

*****

ووراء تلك الريح أفئدة مجنحة تطير

خلعت جسومها للمخالب والزيد

وتألفت سرياً يشق طريقه نحو الأبد

هي لم تعد عمياء مذ خلعت جسومها لا تراك

عرفت طريق الورد فامتعظ الخريف

ص: 111


1- ديوان لساناً وشفتين، ص 32 -35

فتحجرت في نبتة الزقوم موعظة الدنس

وتعرت الأوراق من شجر البطانة مات ساقيها بأحماض السلس

وسري لمنبعه النجيع فلم يعد يشكو الوهن

فتراقص الدم في ترابك والقلوب

في راحتيك غفت يناغيها الغدير

*****

ويغرد الدم حين أدرك دربه :

ولى زمان الكبت منذ بعج الخريف

ولى وجعجعة الرحى مثل الخريف

فارفع عن القطب المهشم يا أبا جهل يديك

واغرب فكل الرمل أججه الإباء

والرمل والدم والأزاهر والقلوب

كفروا بفقه الشاي والرز الملون والدجاج

كفروا بفقه الاستكانة

فتساقطت كل اللحيى كالثلج من أبراج عاج

والمرجفون تنافروا

يبكون حظهم كما تبكي النعاج

*****

وتحول الحجر الذي ألقمته حجراً حمامه

طارت تحلق في سماء الانتظار

تشدو لكي يهتز إسرافيل من طرب يثور

ويهم يعزف من جديد لحنه فجراً لينطلق القطار

هي هكذا بثت أهازيج انتظارها في النجوم

ص: 112

ليبث إسرافيل في صور الهوى نغم القدوم

فتموت في جذع السقيفة كل ذرات السديم

وتطوق الحجر المقدس والمنائر والحطيم

وتشع في الآفاق أنوار الهداية والإمامة

هو كذا أضحى نشيد الانتظار

وهكذا أضحت تغنية الحمامة

ص: 113

غريب الانتظار-السيد حسين الخليفة

*غريب الانتظار(1)السيد حسين الخليفة

في خضم الترهبن بين المحاريب والأقبية

في لزوم الصوامع دهراً

في ارتداء المهانة زهداً

في انتظار يعزز سطو الطغاة

يصادر حرية المؤمنين

يسلب أرزاقهم ، كل ثرواتهم

يصير أرواحهم في أيادي العلوج

بزغت في خضم الترهبن شمس الغريب

جاء يقلب منقلب الضعف والمسكنة

حاملاً عز إسلامه ، كانساً ذلة منتنة

طائفاً في الديار يردد أنشودة لانتظار عجيب

لانتظار يعيد العلو الإلهي من سمة الالتزام

يذيق الملايين طعم التدين حلواً

يملكون البلاد ، الجبال ، المنابع ، ثرواتهم والسهول

فيدفعهم شوقهم لانتظار الإمام

يعدون ما اسطاعوا من قوة ورباط الخيول

ص: 114


1- دیوان لساناً وشفتين ، ص 40-41

كن بقلبي-الشاعر فريد النمر

كن بقلبي

أيها الفجر وأبحر

في مساحات الهوى

ومسافات النجوم

واشرع النور صفاء ألمعيا

لا تغشيك الهموم

لا ولا يشجيك منها بائس للذكريات

عابر يزجي الغيوم

فأناشيد الطيور .. حلوة في ذا الفضاء

حلوة حين تحوم

كلما عانقها الفجر أبت إلا نشيدا

يتغنى في سدوم

يتملی رطب الطل على غصن الزهور

بأهازيج القدوم

كن بقلبي أيها الفجر ولا تخشى أنين الذكريات

إن أتى الليل الغشوم

قم وعانق قبسي المنحوت بالصبر سنينا

رافضا منه الوجوم

وأسرج الحب نسيما

يمسح المأساة عن نحر الكتوم

ص: 115

مدّ صفح الصبح واصدح بالهوى

حين يدوم

فيدي قد أتعبتها قطف تلك الأمسيات

وهي للعقبي تروم

حان یا فجر نداك يرسم الحب الرحوم

فلقد أثقل رسمي بتلاوين الرسوم

انسني يا فجر ذياك الذي أضحى يلوم

فانا الصائم حقا عن متاهات الهموم

وأنا السابح فجرا في شعاعات القدوم

قم وعانق قبساتي موعدا فيه أقوم

كن بقلبي كن بقلبي وأصغي للحب كما تصغي له

الأم الرحوم

أيها الفجر الرءوم

إن قلبي مل آفاق النوى حين تحوم

كن بقلبي لا تودعني فإني عاشق ملّ النجوم

عاشق للطلعة الغراء سويا

فانتظر ذالك القدوم ...

ص: 116

قبلة لطهر المهد..الشاعر رائد الجشي

الْعِيدُ فَاضَ عَلَى رَبِّي الأكوان

أَشْعَاراً تُرَنَم

فترا قِصَّةِ ذراتها لُغَةِ

تَمِيلُ مَعَ الشطور كَمَا تَمِيلُ هَوًى وترسم

وَ كَأَنَّ سَاقِ الْعَرْشِ مُصْدِرٍ فيضها

نَبَعَ غنائي بِهِ اللَّحْنِ الْمَقْدِسِ قَدْ تَبَسُّمُ

وَ كَأَنَّمَا عفوية الْخَلْقِ اسْتِجَابَت

ا مِنْ نَرْجِسُ الإعجاز

ص: 117

مِنَ الْجَنْحِ المُهَشَّم

وجتوت قُرْبِ الْمَهْدِ

يَلْثِمَ طَهَّرَهُ ريشي

أُنَاجِي الْحَقِّ يَا رَبِّي تَرَحَّمْ

عَاثَ اشتِهَائي بالفؤادِ

فَمَرَّعَ الإبصارَ في وَحلٍ وحَمحَم

وَمَضَى الصهيلُ مضى صداهُ

وبَوحِيَّ المغموس في صَحوِي تَلَعتَم

وأنا أصارعُ ما يُدَوَّمُني بطينِ البؤسِ

عارٍ من جَوى التَنظيرِ مِن ( لِم لَم؟!!) وأهزَم

حتَّى أشَرتَ إلى الحبالِ

فجاءني الحبلُ المتينُ وحولَ خاصرتي تَحَزَّم

وشَدَدتَنِي نحو الأمانِ

غَسَلتَني بدُمُوعِيَ العذراء

دَمعَ الدهشةِ الأولى من الذنبِ المُحَرَّم

وأشرت للروحِ اركبي سُفُنَ النجاةِ

وهاهيَ الأرواح باسمك أيها المهديُّ

فی عِشقٍ تُأَمَّم

ص: 118

الدني الأريج-الشاعر رائد الجشي

الغيب يخطف من فم التنين

نرجسة

وقد حبلت بأخر أشهر التقويم

والمعنى الأريج

ومخالب التنين تدهس

بذر كوثرها المسافر

في هوى التفاح عشقا

والعطر ذري المشيئة

وحده يسطيع تمزيق الأساطير القديمة

حين تأتلف الحقيقة بالمجاز

العطر يختبر الدقائق

فاللدني الأريج

يضم ألواح الخطاب

بمسند الإحباء

في لغة النفاذ إلى النفاذ

العطر يختبر الدقائق

ص: 119

والولوج سلوكه الذاتي

منذ النشأة الأولى

وأول مخلب

غنى له التنين

أغنية الشتات

لا شيء يبدو مصمتا

إلا هو وهو الذي اختار اسمه

العطر يختبر الدقائق

وحدة التكرار

إبدال التواريخ العتيقة

في هوامش

شرفة النبأ الولود

العطر يختبر الدقائق /نحن

وهي تفتش الآفاق

عن عينيه باسم

متى تطل على غصين من بهاء

ومتى ترانا

أو نراك

ص: 120

الفصل الثامن : الأناشيد والجلوات

اشارة

ص: 121

ص: 122

یا موعود-الشيخ محمد سعيد النماميين

ضاقت بنا السبع الشداد***واستأصلونا بالحداد

يا موعود، يا موعود

*****

بعدك يغایب شيعتك ظلت ابحسره

قلب المحب من فرقتك يستعر جمره

ليل الشدايد والمحن ما طلع فجره

اعلينا استدارت ظلمته واستبد قهره

يا سيدي الصبر استحال

ها قد أتينا بابتهال

یا موعود ، یا موعود

*****

بيمن نلوذن والشدد ثقل الرواسي

وندري قبل قلب المحب قلبك ايقاسي

وندري دما دمعك يصب لوعه ومآسي

من لحظة المات النبي ورادو كراسي

حرب على آل الرسول***قد حطمت باب البتول

یا موعود ، یا موعود

*****

السامرا جينا سيدي ابهمنا نتعثر

نشكي هظم بنت النبي وضلع التكسر

نبچي جنين اللي انعصر من عصبة الشر

وباب البتوله اليا سبب ناره اتوجّر

و هل درى الباب وراه

بنتُ التي تصيحُ آه

یا موعود ، یا موعود

ص: 123

ابليلة مصاب العسكري جینا سامرا

طبينا يا سيد الحزن نسچب العبره

مدري ننوح الغربته لو قصر عمره

لو سمه الظل يشتعل ويسعر ابصدره

جئنا لبلواه نصيح

فلم يطالعنا الضريح

یا موعود ، يا موعود

*****

صرنا ندور مرقده ال بالعز اتوسم

وغرة القبة الشامخة ابنوره الأعظم

حرنا وقعد بينا القهر والهظم والهم

هذا ضريح العسكري هاللي اتهدم

أو أنه وادي البقيع

فيا له خطب فظيع

یا موعود ، يا موعود

*****

متى تشيد قبته يا أبو الغيره

تبي ضريحة المنهدم ويرتفع سوره

وبرض المدينة انشاهدك ترفع الحيره

ويظهر قبر ست النسا ويتضح نوره

نحثو على الهام التراب

نبي بأيدينا القباب

یا موعود ، يا موعود

7 ربيع الأول 1427ه

ص: 124

حنين الروح-الشيخ عبد الكريم آل زرع

إنا على العهد***للقائم المهدي

عهد بلا رجعه***نجدد البيعه

أشرق نور الحجة القائم المهدي

نوراً من الرحمن للرحمن يهدي

من غصن طه المصطفى أكرم جد

وجه الله***نور الله

عليائنا من علياه***خير البريه

ضياء الكون يا مهدي

حنين الروح يا مهدي

كل الوری مهدی***لک الفدا مهدي

سيف الهدی مهدي***على العدا مهدي

رجع الصدى مهدي***طول المدى مهدي

نجوى الدجى مهدي***بوح الندى مهدي

ستبقى عشق أرواح***وتبقى ري آمال

وتبقى غنوة تشدو***بها أفواه أجيال

يا أيها الأمل المضمخ في دمي***أنت الحمى لهدي الرسالة والحمي

سيظل مرج الحق في أفيائه***فاد لجدول مهدك الصا فی ظمي

أنت القلوب حنينها وحبيبها***قسماً يرتل بالضمائر والفم

فالدين مرتقب لصارم منقذ***يحي شريعة أحمد بطل كمي

1424/8/15 ه

ص: 125

أمل المستضعفي-الشيخ عبد الكريم آل زرع

نبدر التهاني لاح***وعمت الأفراح

قد أشرق النور***والكل مسرور

شع ببيت الوحي في بيت الرساله

بيت من العرش قد اشتق جلاله

ومن كمال الله يستسقي كماله

ما أحلاه***ما أبهاه

في ديننا ما أغلاه***شمس مضيه

صدى الأفراح يا مهدي

شذى الصداح یا مهدي

خط القلم مهدي***قبل العدم مهدي

صوت الألم مهدي***روح وفم مهدي

كف العلم مهدي***نور الظلم مهدي

حامي الحرم مهدي***راعي الأمم مهدي

حبك بمجرى الروح في قلبي جرى***سبحان من لكم الخلائق سخرا

سر الوجود وسر منجاة الوری***بجلال عرش الله كنت مؤطرا

ولوحي أحمد والكتاب مخبرا***وليوم دحر الظالمين مفجرا

وبعزم قوم صابرين مؤزرا***فمتی ترانا قائداً ومتى نرى

1425/8/10 ه

ص: 126

يا ابن الحسن-الشيخ عبد الكريم آل زرع

يا بن الحسن ضوت بك الأكوان***يا بن الحسن في كفك البرهان

*****

يا بدر الإسلام الأزهر***يا سيف المختار

یا سلطان الحق الأقدر***يا نور الأنوار

*****

بك في مولدك الميمون سرالمصطفى

وابتسامات بساق العرش تمحو السدفا

و بقيثار التهاني الكون فيها عزفا

وعلى مقدمك القرآن صلى وهفا

یا ينابيع جلال وكمال وصفا

أنت للإسلام روح ونظام وشفا

*****

تنير الشموس وتضوي البدور بالمهدي

وفلك السما بالتهاني تدور بالمهدي

لمولد قائم آل الهدی

بقلب الموالين حل السرور

*****

إمامنا ذي بهجة الميلاد في أفئدة الشيعة حمد

إمامنا هذي مغانينا وهذا أثر الفرحة يبدو

إمامنا والكل في ترتيله الصادق بالأفراح يشدو

إمامنا العجل الغوث الوحي الساعة والحداء يحدو

ص: 127

يا مهدي الآمال هنا***لن تخبو يوما أو تخمد

يا من بهداه آمنا***وهداه هدى الهادي أحمد

لا شأن لنا بذوي البغضا***من قال بأنك لم تولد

*****

ثغر الوحي نادي نادى بهجه***في سامرا حلت حلت فرحه

بالهنا قد ولد الهدى

*****

يوما بدا نور الهدى والمفتدى

بحر الندى وحي المدى ساقي العدا

*****

هذا العهد فينا فينا بيعه****حتى الموت دوما دوما فطره

بالهنا قد ولد الهدى

مولد الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) 1426ه

ص: 128

أنوارك الغراء-الشيخ عبد الكريم آل زرع

أنوارك الغراء***يا ناصر الزهراء

تحيي لنا قلباً***تشفي من الأدواء

الشيعة بالفرحة معلنة بولادة النور***ولكل ينادي بالهنا عجل بلظهور

یا مهدي يا مهدي***طال بنا الانتظار

فانهض بسيف الفقار***یا فرج الله يا فرج الله

*****

تلهج بذكرك يالولي ابكل ليل وانهار

وانصب دمانا فدوى لك غدران وانهار

چم سال من شوقك دمع بالخد وانهار

ليت الكفر منك هوى وانهدم وانهار

سيفك يا عدل الوری يحيي الأمانا

يا أيها المنتظر الحامي حمانا

متى يحين الردى***على رؤوس العدي

*****

بالبلگلب عايش لنا وبلسم المجروح

عشق الحنايا والهوى فدوى لك الروح

إبدلال كل شيعي إلك نبني لك أصروح

متغيب عن عين المحب و الله و لا تروح

ص: 129

أنت الحبيب المرتجي أنت رجانا

عجل فداك كلنا یا مقتدانا

أيا منار الهدى***لك الوجود فدی

*****

الشيعة بالفرحة معلنة بولادة النور

ولكل ينادي بالهنا عجل بلظهور

یا مهدي يا مهدي

طال بنا الانتظار

فانهض بسيف الفقار

یا فرج الله يا فرج الله

*****

ذكراك يا وارث علي للأبد ميروح

من طلعتك تشفي المحب القلبه ميروح

سيفك حياة إلنا مثل میکون ميروح

عن ساحتك عن بيعتك ما غيب ما روح

أنت النشيد العذب یا گل منانا

من كفك الميمون أن يعلو لوانا

مسطراً في المدى***وخافقاً منشدا

*****

صرخة ضمايرنا علت واسمع يهلها

ديمة مزن من نور والباري يهلها

ویمامتك خاسر أبد كل من

عجل وانقد ها العوالم من يهلها

ص: 130

هلغرة النوراء متي الله يهلها

يا طيفك الغالي الذي بين نهانا

متی محياك به تجلو دجانا

یا قائداً سيدا***وكوكباً فرقدا

*****

الشيعة بالفرحة معلنة بولادة النور

ولكل ينادي بالهنا عجل بلظهور

یا مهدي يا مهدي

طال بنا الانتظار

فانهض بسيف الفقار

یا فرج الله يا فرج الله

*****

ساعة اليمر طيفك على العينين مرضي

حبك وسيلة سيدي وولاك مرضي

هیهات غيرك أرتجي أولا والله مرضي

اکشف همومي أو كربتي واشفي لي مرضي

با حجة الله ويا مهوى ولانا

نورك نور الله إشراق سمانا

یا نورك الأسعدا

متى نراه بدا

ص: 131

بقية الله-الشيخ عبد الكريم آل زرع

يا رجانا یا رجانا***هاك أرواحنايا رجانا

في المآقي تشعشعت نورا***ياسناها تضيء المسيرا

عشت في كل روح دهورا***قد سكنت القلوب أميرا

كلنا نحن صرنا ثغورا

في نهانا في حشانا***ليس إلاك يا مقتدانا

من ولانا في دعانا***عجل الله يوم لقانا

ليلة النصف بالخير جئت***آية فيك كانت فكنت

مثلما أنت رمت وشئت***بالثناء العظيم أضأت

كما على كل ذيل سموت

فيك بانا في سمانا***نور خير الوجود هدانا

ذا صدانا يا منانا***فرحة فيك تعلو ربانا

ليلة كللت بالتهاني***أشرقت بالسرور والأماني

عذبة رغم مُر الزمان***ثورتنا بأحلى المعاني

فرحة بالإمام المصان

لن نهانا یا سنانا

نورك الساطع في دمانا

يا هوانا في دمانا***كل جيل زمانا زمانا

قد ملئنا الهدى بالنشيد***من ولانا بحب عنيد

مولد الطهر مولى الوجود***لازمين له بالعهود

بيعة ألزمت كل جيد

من رضانا فيك كانا***أن نناجيك طول دجانا

ها ندانا ها دعانا***أنت أنت تروي ظمانا

ص: 132

المكرمات-الشيخ عبد الكريم آل زرع

أشرق وجه الكون بالمكرمات***يا الله***وزانت البسمة ثغر الحياة

قد ولد الليلة مولى الأنام***يا الله***بنوره الوضاء يمحي الظلام

ومن بكفيه مآل السلام***يا الله***لولاه لا ختل القضا والنظام

هو الإمام الهاشمي الختام***یا الله***عليه من باريه أزكى سلام

هو الحياة وهو حامي الحمى***يا الله***وهو الزلال قاتل للظما

وماست الأرض به والسما***يا الله***عین معاديه عساها العمی

جاء به الله لنا بلسما***يا الله***وهادياً إلى صراط النجاة

منطقه كمنطق الأنبياء***يا الله***إيمانه تعشقه الأولياء

من وجهه لا من سواه الضياء***يا الله***وعدله مؤمل الأصفياء

حضوره في محفل الأولياء***يا الله***وشاهد على الولاء والثبات

يا آمناً في القدس في ساحه***يا الله***أسكرك الوصل بأقداحه

فالوحي مسكوك بألواحه***يا الله***أفراحك اجعلها بأفراحه

فمنشد الخلد بصداحه***يا الله***يعزف قيثارة بشرى الهداة

تعزفها الحور بوسط الجنان***يا الله***تنشدها باللحن غيد حسان

أهزوجة الحب وناي الأمان***يا الله***تنسج أنغاماً بلون الحنان

ذكرى بميلاد إمام الزمان***يا الله***تحلو به الأشعار والأغنيات

يا حجة الله ويا ابن الحجج***يا الله***فدا ثرى نعليك منا المهج

ما من لسانٍ فيك إلا لهج***يا الله***يا عجل الله إليك الفرج

ما طار طيرٌ أو مشي أو درج***يا الله***وذاك أغلى الروح والأمنيات

1425/8/15ه

ص: 133

تراتيل السحاب-الشيخ عبد الكريم آل زرع

أحرفُ المهديَّ في معنى القدر***سُنك بالقلبِ بأعلاهُ سَطَر

وعلى الثغرِ أغانٍ وسُوَز***وعلى العينِ مِن الحسنِ صُوَر

وهؤ للأحباب باب***والنداءات جواب

حين هذا الكون من طولِ الغِياب***ومحاريب التلاوات يباب

لا يفاع لاعبير***جف من حر هجير

وحشة هذا المسير***بالمتاهات خطير

ضيقت أطواقُهُ***یَبست أوراقُهُ

عَمَيت أحداقُهُ***ذَبُلَست أعذاقُهُ

مات مِن موتِ الغدير***مات من موت الغدير

و استحالت لِسراب***آه من طولِ الغياب

قد وَقَفنا ورحى الدنيا***وملأنا بالهوى الصافی

بما تحوي تدور***تصاريف العصور

يا أبا القاسم إنا***بالهوى المحموم جئنا

لم نقُل كانوا وكنّا***بالذي ترضاهُ مُرنا

روحُنا رفَّت عليك***بالولا سيزنا إليك

ونُراعي مقلتيك***إننا طَوعُ یدیک

ص: 134

يا أحاديث القلوب***في متاهات الدروب

ثبت الأرض الخطوب***قد سئمناها حروب

من جوی نارٍ وباب***آه من طول الغياب

أقسم بالله الأجل***لولاك ياخير العمل

إنسان عيني***إنسان عيني

يا نور إبصار المقبل***ما خلق الله الأمل

للخافقين***للخافقين

أيا انتظار أمة ذابت لكم شوقا***ما أسكنت إلاك في فؤادها عشقا

يا تراتيل السحاب***والأماني العذاب

نقشناكَ بالنورِ حولَ الفؤاد***تطوفُ تطوفُ عليكَ الُمَهج

رأيناكَ في دَعَواتِ العباد***صلاةَ مُوالٍ دَعا أو لَهَج

عَلَى كُلِّ جَرَمَ وَفِيُّ كُلُّ مَنْزِلٍ***بِآياتِ عَشِقَ الُمرَجَّي نُرتّل

بأَورادِ سُبحاتِنا ذِکرُ عَجِّلْ***أَيًّا صَاحِبُ الْعَصْرِ عَجِّلْ وَ عَجِّلْ

جزيرة تاروت- 1426ه.

ص: 135

فرح وسرور-الشاعر فريد النمر

فرح وسرور هالليلة أتجدد***إلى الموعود من آل محمد

یا شعبان الأمانی***إلك أحمل تهاني

إلى الموعود من آل محمد

*****

أجانا النور یا کوکب سعدها***وصار الكون بالبهجة وعدها

أفوح أزهار من يذكر وعدها***مثل ريح الشذا بوسط الجنان

تجدد في الوری عطره تجدد***إلى الموعود من آل محمد

سعد بالحب للعالم ترسم***على أشفاف المحب يا حبي بلسم

تكلم بالهوى حبي تكلم***يا نور النور من عمق التهاني

تشهد مقصدي والله تشهد***إلى الموعود من آل محمد

كتبت اسمه على قلبي ضميري***وابد حبه ما فارق شعوري

تعهدت والهوى يبقى أسيري***او على الأيام او في رسم الزمان

وغيره ما أترتجي ابها لدنيا مقصد***إلى الموعود من آل محمد

یا مهدي والأمل في قلبي مصباح***ابد ما ينطفي عنه ولا راح

ألوح بمهجتي من نشر لفراح***او حرفه يرتسم فوق اللسان

ينادي بحضرتك في كل مشهد***إلى الموعود من آل محمد

أنادي بالفرج وأنت فرجها***او بيدك كل أمر بيدك نهجها

حجج وأبراج يا مالك حججها***یا صفحات الذكر بآي المثاني

یا باقي النور يالعهدك تسيد***إلى الموعود من آل محمد

ص: 136

نشر ت أفراح من شخصك تجدد***أزف التهنئة لجدك محمد

یا معبد لحظي في كل معبد***أزف أحلى الهنا و أحلى المعاني

الأنوار الهدى في كل مقصد***إلى الموعود من آل محمد

يا بو صالح يا مصباح البريه***تهانينا إلى الزهرة الزكيه

وإلى حيدر ألف نهدي التحيه***وللحسنين من ثار السنان

يا صوت الدين والنصر المسدد***إلى الموعود من آل محمد

متي مولاي من عدلك تردها***عدل وأمجاد شرعتها تردها

يا بو صالح وعدها وحق تردها***إلى القرآن من بعد الهوان

مهند بالعدل سيفك مهند***إلى الموعود من آل محمد

یا مهدي والفدا أبروحي أفداك***يا سعده من وقف يتعنی ملفاك

او كلنا للثرى بنقبل اثراك***يا عالي الشان والله هذا شاني

على الوعد ارتهن قلبي أو تعود***إلى الموعود من آل محمد

أنديك كل صبح والله او مسیه***یا مهدي عجل الطلعة البهيه

بحق المصطفي أو آل الزكية***ترى جور العدا والله كواني

ذي عجل يا الذي بحكمك مؤيد***إلى الموعود من آل محمد

سلامي يا أبا صالح سلامي***إلك مبعوث من قلب الذمام

تحرر للهدى بنسف الظلام***وخذ ثار الذي بالطف واني

قطيع الراس والنحرين واليد***إلى الموعود من آل محمد

صلاة الله علي الهادي محمد***عدد لفلاك يا طه المسدد

وخص حیدر او فاطم او كل فرقد***صلاة ترتقي بعالي الجنان

کواکب نور للأمة اتعدد***إلى الموعود من آل محمد

ص: 137

أملُ الزهراء المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)-الأستاذ علي حسن الناصر

في نصفه البهي***شع سنا علي

في مولد المهدي

سطر حروفك يا فؤا***دُ فقد أتاك المنتظر

واترك شجونك وابتسم***فلقد بدا اليوم الأغر

فلقد بدا نور النبي***محمد وسط السحر

وتجدد الذكر المجی***دُ لحيدرٍ مولى البشر

يا فرحة الولي***والحسن الزكي

في مولد المهدي

قدس الجلالة في علا*** هُ مكبّرٌ و مهللُ

وضيا النبوة في ثرا*** ه مؤيدومدلّلُ

والطير في أبياتهم***متبتل مُتنقلُ

يشدو بإسمك يا إما***مي في الورى يتمثلُ

النورُ مِن شعبانِ***قد لاحَ في الأزمانِ

من سيد الأكوانِ

طيبي أحاسيس الهوى***هيمي بذكرى المولد

كوني بإيراق الزهو***روبهجة المتورد

حطي ركابك هاهنا***فهنا أطيل تنشدي

حطي وصلّي فالصلا***ةُ على النبيَّ محمَّدِ

قد زيدَ في الإيمانِ***مِن خيرة الرحمنِ

مِن سيِّد الأكوانِ

ص: 138

فمتى نراك وفي الجوی***قلبت ينادي بالظهور

قد خيم الإصباح في***وضح النهار بكل سور

لا والذي فطر السما***ءَ فأنت مصباحٌ ونور

وبك الجنان استبشرت***والحورُ حامت بالسترور

شمس على الظلماء***قد شع في الأرجاءِ

من نفحة الإهداء

يا نور طه المصطفي***في العرش كان بهاؤُهُ

حتى إذا خلقَ الدنا***حاط الوجود سناؤُهُ

من نور حيدر نورهُ***وفؤادهُ ودماؤُهُ

طوبى لمن والاهُ في الد***نيا فنعم ولاؤُهُ

في ميمو والهاءِ***ودالهِ والياءِ

مِن نفحةِ الإهداءِ

شعبان 1422ه

ص: 139

الإمام المنتظر علیه السلام-الأستاذ علي حسن الناصر

مولده الممجد***أشرق مثل فرقد

يحتضن التّريّا***للطاهر المُوَیَّد

يا نفحةً مِن بقيعِ***رأيتها في ضلوعي

تزف بشرى سرورٍ***تخطها في ربوعي

وتسمع الكون أنشو**دة الهدى في خضوع

لأبصر النور فيها***نهج النبي الشفيع

فذا الإمام المرجي***نسل الإمام المطيع

مهدي حين لاحا***قد عمها وشاحا

والليل بات فيها***بقدسه صباحا

فطير شعبان أنشد***وأنسهُ ب ( محمَّد)

قدسيَّةٌ في جلالٍ***جلت علؤا وسؤدد

فميمها لحمدُ ذكراً***وهاءُ هدي تفرّد

وداله الدینُ طرّا***ومن سيحييهِ باليد

و ياؤهاليُمنُ منَّا***فالدينُ منهُ تَخلد

مهدي يا أملَ الحق***والصراطُ المُسدّد

مدحيه لهُ قليلُ***فجده الرسولُ

ومدحه افتخارٌ للعبدِ إذ يقولُ

فذاك سبطُ النبيِّ***نادى بصوتٍ أبي

هيهات نفنى بذل***ونحنُ ولد علی

ناداك سيدي والد***ماءُ سالت بهدي

فأينَ أنتَ إمامي***فليتنا في الدجيِّ

هذا نداءُ رسول اللهِ***بصوتٍ شجي

وصرخةٌ مِن ثرى ال***طفِّ لابنّ طهرٍ زكيِّ

ص: 140

ميلاد المهدي-الشاعر فوزي سلمان الصايغ

إمام العصر تفديكا***نفوس لم تعاديكا

فأنت الثائر المهدي***رفيع القدر والمجد

متي يوماً نلاقيكا

*****

إمام العصر قد خابت***نفوس الحقد والظلماء

نفوس في الغبا ذابت***وحادت عن هدى الأكفاء

وبالأغواء قد آبت***عن البرهان والأضواء

ضلال الجهل ما هابت***ولا خافت من الأسواء

نفوس لم تواليكا***ولم تعرف هدى المهدي

ولم تركن إلى الرشد***فكيف اليوم تأتيكا

اشاعت في الورى التضليل***نفوس فارقت للحق

وقد مالت عن التنزيل***إلى جهل بها أخرق

ولم تحذر من التهويل***وما خافت بأن تحرق

أرادت ظلمة للجيل***عقيب الجيل كي يغرق

نفوس لم تحابيكا***ولا بعضاً من الود

ومن قرب ومن بعد***عن العصيان تتبيكا

نفوسٌ تتكرالميلاد***إلى مهدينا الحاكم

وكم كانت على الأعواد***تعادي مولد القائم

وميلاد الفتى المراد***بإعجاز من الدائم

تجلی دونما المعتاد***حفيداً للرضا العالم

وأولى من يوافيكا***بأنباء عن المهدي

من الميلاد للعهدِ***كرام الآل تنبيكا

ص: 141

وكم يا سيدي قامت***نفوس تحفظ الإسلام

نفوس في الهدی دامت***بتويرٍ مدى الأعوام

وفي الأهواء ماهامت***ولم تنجح إلى الأوهام

وعين الحق ما نامت***لديها طيلة الأيام

فصارت في معانيكا***تلاقي مجمع الرشد

ولم تنكل عن القصد***فظلت في مغانيكا

نفوس الحق لم تكفر***بميلاد الهدى الحجه

ولم تأنف ولم تنكر***ولم تترك له نهجه

فنعمت فرقةٌ تبصر***بإيمان من المهجه

أقامت حفلها فانظر***نفوس الحق والبهجه

إمام العصر ناديكا***یقام اليوم بالسعد

فبارك أيها المهدي***بألطافٍ مواليكا

وهذا النصف من شعبان***أتانا يحمل البشري

وفيه تزهر البلدان***بألوان بها تتری

وفي ملاحة الإيمان***تجلى الأنس بالذكرى

وفي ملاحة العرفان***تبدت فرحة كبرى

وهذا الحفل نهديكا***بهذا اليوم يا مهدي

دليلاً صادقَ الودِّ***تلقى من محبيكا

وكل الشيعة الأبرار***بهذا النصف من شعبان

تقيم الحفل في الأقطار***لذكرى حجة الرحمن

وفي الملاحة الأنوار***بدت من جملة الألوان

فميلاد الهدى قد صار***لذا كل امرئ جذلان

ويرجو من أياديكا***عطاء أيها المهدي

ص: 142

بهذا اليوم والوعد***فقد وافى لواديكا

أتينا نطلب الخيرات***جميعا من أبي صالح

هو المهدي بالآيات***تبعنا خطة الواضح

ختام القادة السادات***ومولى الخلق والناصح

ومن ترجي به الجنات***لأرباب النهي الراجح

إمامي هب مناجيكا***من العذب الذي يجدي

فهذا قد بدا عندي***ختام الشعر لي فيكا

شعبان 1422ه

ص: 143

أنشودة الإمام المهدي (عج الله تعالی فرجه الشریف)-السيد محمد الشرفا

ميلادك مولاي أتانا***وضياء عم بدنيانا

والكل يردد فرحانا***يا مهدي أنت رجانا

نورك قد وافي وتجلى***وأضاء البيد مع السهل

قد طهرك الرب الأعلى***يا مولوداً في شعبانا

هذي الأطيارُ غدت تشدو***والدنيا حل بها السعد

والروض تراقصَ والوردَ***والنخل بفرحتو ازدانا

بشذاك الدنيا تبتهج***بمجيئك ترتاح المهج

بحسامک يعتدلُ العِوجُ***يسمو دين الواحد شانا

يا موعود ويا مذخورُ***يا أملا نرجوه يثور

يا شمساً للكونِ تنيرُ***قم وانصر دينك غيرانا

ضاقت يا مولاي صدورُ***نوب طرقتا وشرور

مرت أعوامٌ ودهور***فمتى تظهريا مولانا

لله الواحد نبتهلُ***أن يشرق نورك يا أمل

فمتى عين بك تكتحل***لتزيل بطلعتك قذانا

فاسمع يا مهدي عتابي***عذراً يا نجلَ الأطياب

يا شمساً من خلف سحاب***لعجل الغوث لشكوانا

ص: 144

أنشودة ميلاد الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)-السيد محمد الشرفا

غمزد غنى صداحا***روض وعبير فاحا

دنيانا اهتزت طرباً***أمل الأمة قد لاحا

بزغ النور الوضاء***شعت بسناهُ ذكاءُ

زانت أرضٌ وسماءُ***أخذت تنثرُ أقداحا

والفجر تنفس يبدو***شعشاعاً وبهِ السعد

والكون بديع رغد***يسدي كرماً أفراحا

مرحى بإمام العصر***بالمأمول ذي الأمر

بالحجة نجل الطهر***لما أشرق مصباحا

أسعد قلبي مذ وافي***والبشربه قد طافا

والحزن نأى وتجافي***ولي ينكص وانزاحا

أأبا صالح يافَخَرُ***من في طلعتو الظفر

فمتى يكتحل البصرُ***يا وجهاً شئ صباحا

يا يوماً به نبتهجُ***فيه تشتاق المهج

وبه العزة والفرج***بإمام ثار صلاحا

فستسعد فيه الدنيا***وسيغدو العيشُ هنیَّا

لن تلق أبداً غيَّا***كلا لن ترى أتراحا

ص: 145

في ذكرى ميلاد الحجة المهدي علیه السلام-السيد محمد الشرفا

الله الباري نعبده***نشكره دوما نحمده

أسدانا أملاً يحيينا***قد وافي الليلة مولده

أسدانا نعمته الكبرى***وحبانا افضالاً تترى

فالبشرى يا قوم البشري***بوليد أسفر سودُدُه

ولد المهدي الموعود***فالكون بهی وسعيد

زانت في ذكراه قصيد***قلبي بالفرحة ينشده

والروض تراقص والورد***والمسك تناثر والسعد

والبلبل صداح يشدو***بغناه غدا ما أسعده

وافانا المهدي إماما***ووليا بالقدس تسامی

يحيي بالأمة إسلاما***وله يوما سيجددهُ

الناسُ بغي وضلال***في تيه في أسوأ حالِ

فيجيء بشرع وخصال***وبدینٍ هبُّ يشيدهُ

يوقظهم من طول سبات***يظهرُ يأمر بالخيرات

يمحو بالرحمة آهات***كالبلسم شافية يده

يقضي بالعدل وإحسان***بالحق وهدي القرآن

فتعيش الدنيا بأمانِ***في خيرٍ كُل يُوردُهُ

ص: 146

رباه إلام ننتظر!***يا من يعلم ما يستتر

القلب حزين منكسر***قد بات بغم أقعده

طرقتنا ظلما آلام***وعرانا خسف وظلام

فمتى ينقذنا المقدام؟***في شوق نرقب موعده

فمتى ومتى يأت الفرج***وتزيح الظلمة والعوج

ترتاح بطلعته المهج***وتقر عيون تشهده

ويعم الأكوان رخاء***والأرض عطاء ونماء

ويطل الفجر الوضاء***والله الحق يؤيده

1425/8/10ه

ص: 147

في ذكرى ميلاد الحجة علیه السلام (عجل الله تعالی فرجه الشریف)-السيد محمد الشرفا

يا منهج الخير معاً والرشد***مهدينا مهدينا يا مهدي

*****

مولاي ميلادك وافى لنا***أسدى لنا الخير وأضفى الهنا

والفجر من نورك شع السنا***والطير في يومك يشدو غنی

فاح على الدنيا عبير الورد***وعم فيها السعد أي سعد

يامهدي يامهدي

يا حجة الله ويا ابن الكرام***يا آخر الأطهار أنت الختام

يا أيها الشمس وبدر التمام***منا الصلاة وعليك السلام

يا من حكى وهو بعمر المهد***ومن رقا فوق العلا والمجد

يامهدي يامهدي

فاح أريج الروض حلو الشذى***وأزهر الكون وسال الندى

وطائر الحب لنا غردا***فقد لفي ميلاد عين الهدی

يا ساكناً في القرب أو في البعد***لك الهناء بمجيء المهدي

یا مهدي یا مهدي

رحماك يا صاحب هذا الزمان***رمناك كي يعلو صوت الأذان

ننخاك مولاي الأمان الأمان***ألم يحن يا ابن النبي الأوان

نرفع شكوانا بكل جهد***تثأر من كل بغي وغد

یا مهدي یا مهدي

يا سيدي طال علينا الغياب***أقفرت الأرض وعم الخراب

دیارنا ينعب فيها الغراب***يا أيها الشمس خفاها السحاب

متى نراك سائراً بالجند***وجبرئيل هاتف ذا المهدي

يامهدي يامهدي

ص: 148

يا أيها المهدي غوث العباد***لولاك لا أرض بقت أو بلاد

سوف نظل وفق ذا الاعتقاد***حتى وإن أرجف أهل العناد

سوف نظل بالوفا والعهد***يلهبنا الشوق وعظم الوجد

يا مهدي يا مهدي

في يوم ذكراك إمام الزمان***أشرق من نور سناك الزمان

والروض قد فاح شذى الأقحوان***غنى بحب طائر الكروان

فذكرك والله مثل الشهد***على الفؤادر بلسم كالبرد

يا مهدي یا مهدي

فجرك قد لاح وولى الغروب***فم الزمان ضاحك بل طروب

حبك يا مولاي طب القلوب***يهدي السبيل ويضيء الدروب

سوف نظل بالوفا والعهد***نقسم بالمختار خیر جد

یا مهدي يا مهدي

فی نصف شعبان أتانا المني***والبشر منثور بكل الدنا

ونرجس باركها ربنا***لها هنيئا وهنيئا لنا

ففجرك الوضاء خيراً يسدي***يا أمل الأمة يوم الوعد

يا مهدي يا مهدي

ص: 149

أنشوده في استنهاض الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)-السيد محمد الشرفا

يا أيها الموعود***إلى متى القعود

الدين يشكو غربة***بالنفس صار يجود

ذكراك بالسعد أتت***وبها المحبة أقبلت

هذي الأزاهر عطرت***ولقد حلا تفرید

فأظهر إمامي قائما***وامح الغواية والعمى

يا من به قطر السما***يهوي ويحيا العود

يا أيها المهدي فقم***الدين لاذ بشخصكم

إنافداء ترابكم***ولكم فنحن جنود

يا حجة الرحمن***ياحامي القرآن

ياصاحب الزمان***بك للعداةِ نذود

مولاي يا غوث الوری***يا من نتوق له نرى

القلب نحوك قد سرى***يرجو نداك يريد

القدس مأسوراً غدا***يا سيدي يشكو العدا

قد لوثوه المسجدا***شر الأنام يهود

فانهض بسيفك سيدي***ننخاك يا أم الغد

حتى نرد المعتدي***بك أيها الموعود

ص: 150

لحن الحب-الشاعر محمد الحمادي

ضجت الأشواق في صدري و كل كياني

وانتشت من عبق الفرحة أطياف جناني

مات جرحي ، وصحت من غفوة الحزن الأماني

وسرى الحب بجسمي ، ثم لحنت الأغاني

مهدي خذ حبي***خذ فرحة القلب

واسمع تهانينا***تسري مع الأنسام

بالقلب بالروح***اسمع تسابيحي

فالحب مثل النور**يبدد الإظلام

ياسيدي أهواك***والقلب لا ينساك

فلم تزل فينا***تبقى مدى الأيام

من جحيمي***جئت يا مولاي نحوك

وعيوني***ترتوي من فيض حبك

وفؤادي***ردد الألحان باسمك

ودروبي***تستقي من وحي دربك

ليلة النصف حكاياتٍ وأفراحٍ نسجنا

ليلة النصف بخمر الحب والذكرى سكرنا

ليلة النصف حروف في معانيها كتبنا

سيدي يا أيها الحب الذي في خاطري خذني إليك

سيدي يا أيها الماضي الذي في حاضري قلبي لديك

ص: 151

سيدي إني أرى نور المني في ناظري من ناظريك

خذني إليك .. خذني إليك .. خذني إليك

فأنا الوحيد هنا***في عالمي المحزون

محبة ومني***في خاطري المفتون

خذني إليك .. خذني إليك .. خذني إليك

مهدي يعجز في البيان لساني***فيصوغ قلبي في هواك معاني

ويشدني حبي إليك لأنني***أهواك من قلبي ومن وجداني

مهدي خذ قلبي لأنك لحنه***إني عشقتك والهوى أضناني

فالحب في قلبي كتاب أبيض***فاكتب عليه محبتي وحناني

مهدي عد يا سيدي عجل الخطى***وأمسح علئ برأفة الإحسان

وفأنا الوحيد هنا***في عالمي المحزون

محبة ومني***في خاطري المفتون

خذني إليك ... خذني إليك .. خذني إليك

السبت 1425/7/26 ه

ص: 152

ترنيمة-الشاعر محمد الحمادي

مولاي خذ حبي***خذ أنة القلب

واسمع تسابيحي***تسري مع الأنغام

اسمع تهانينا***حباً لمهدينا

والحب مثل النور***يبدد الإظلام

هاك استمع لحني***ودمعة الحزن

غطت شراييني***وغطت الأحلام

أهواك يا مهدي***أهواك يامهدي

خذ كل ألحاني***تسري مع الأنسام

ص: 153

تجلد الانتظار-الشاعرة عاشقة الأنوار

*تجلد الانتظار(1)الشاعرة عاشقة الأنوار

بانتظار قد تجلد***وإلى المولى تهجد

هو للأرض عماد***وبعرش الله فرقد

جاء وقت الفجر نور***صامداً عبر الدهور

غاب سر الله عنا***وضياه ظل سرمد

شعت الأنوار صبحا***حبه بالقلب أضحى

نوره شمس المعالي***و بفخر قد تمجد

عترة المختار بشرى***جاءنا المهدي بدرا

وليالينا تسامت***و به الأيام تسعد

اسمه خير الأسامي***مشرقا بالنور سامي

وارثاً علماً وهدياً***من رسول الله أحمد

باقي آثار النبوه***من عباد الله صفوه

هو لطف الله باق***وبه العدل يؤيد

يا إمام العصر اظهر***بك صوت الحق ينصر

املأ الكون ابتهاجاً***حاكماً عدلاً وسؤدد

ميلاد الحجة علیه السلام 1422ه

ص: 154


1- ديوان ( نور على نور)، ص 60

هدى التسبيح-الشاعرة عاشقة الأنوار

*هدى التسبيح(1)الشاعرة عاشقة الأنوار

قدس الليل هيام***لمنار طوق الدنيا بهاء

وقلوب بالهدى***ألهمت أشواقها دنيا

وإذا الجنات آمال***من جلال العرش

طريق قويم***لدار النعيم

بغيب مقيم***بقدس الحكيم

لاتشد***أيها الليل الأنيق

فلقد***تزهو كالغصن الوريق

بوشاح***ملأ الدنيا بريق

تستنير***وبه طيب الرحيق

زكاة***قصدناه رشداً لدرب

يحمل***من بيت المختار

بیمینة***أورثه الكرار

يرسم***بسراج الأنوار

والإنصا***تشهد والآثار

كهفاً***فيه آمال الإنسان

عدلاً***يشمله سر الإحسان

حصناً***يحفظه نور الإيمان

عزاً***باقٍ ببقاء الأزمان

1424/8/15 ه

ص: 155


1- ديوان ( نور على نور)، ص 63

قم تجلی-الأستاذ أديب أبو المكارم

أيها الأقدس نفسا***قم فإن القلب أمسي

يتمنى منك حسا***يبهج النفس فتحيا

أن تنادي في البلاد بالجهاد يا مهدي

*****

قم تجلى أيها المحبوب إن النفس تهوى

والذي يهوى فلا تسأله عن دل وشكوى

لا تسله كيف يمسي وهو من هم تلوی

لا تسله قلبه في صفحة الآهات يطوى

قم له فالبعد أدمى***قلبه والدمع أهمي

قم له قد ذاب هما***وبنار الحزن يكوى

ياهواه يا دواة يامناه يا مهدي

*****

قم تجلى وامسح الدمعة من قلب المحب

شفه البعد فأمسى هائماً في كل درب

وينادي البحر والوديان والأفق بشجب

حائراً والدمع يجري أين من يهواه قلبي ؟

هل بقى تحت البحار***أم بأفقي في مدار

إن يكن في وسط نار***سوف آتيه وربي

وسأجري دمع صبري مثل جمر يا مهدي

ص: 156

أنت من يهواه قلبي فإلام الصد عني ؟

أتراني لست أدري كيف يغدو العشق فني ؟

أم تراك الهاجر النائي أم الهجران مني ؟

قل أرخ قلبي فإني العاشق الولهان إني

أتمنى أن أراك***فالهوى عند لقاك

فاز من حاز هواك***وله يحلو التمني

فأجبني نور عيني وارحمني يا مهدي

*****

أيها الغائب عنا خلف أستار الغروب

قد بحثا يا حبيبي عنك في شتى الدروب

فوجدناك مقيماً سيدي وسط القلوب

إنما الآمال أن نلقاك ما بين الشعوب

سيدي فاظهر إلينا***یرفع الكون جبينا

والدنا تزهو علينا***فهي آلت للشحوب

ياطبيبي في الخطوب يا حبيبي يا مهدي

*****

سيدي ما زال ضلع البضعة الزهراء يكسر

لم يزل رأس حسين فوق عالي الرمح يشهر

لم يزل مولاكم الشيعي مر الدهر يقهر

لم يزل مسجدنا الأقصى بنار الغصب يصهر

إنه الظلم تفشي***وعلى الشعب تمشي

فاتخذ عدلك عرشا***كي نرى الظلام

يا رجانا یا منانا خذ لوانا يا مهدي

1423ه

ص: 157

یا رب الآمال-الأستاذ أديب أبو المكارم

ياسيداً قلبي***ما زال يهواه

يقوم بي طوعاً***شوقاً للقياه

*****

يارب آمالي ورب***یا رحم الباري

طال البعاد فهاج مني***يا رحمة الباري

أحبيب قلبي إنني***ولة وأهتف ليتني

من فوق تربك أنحني***وأشمه فتضمني

لو كنت في بحر فحبي***والشوق مجدا في

وشراعي الوله الذي قد***والشوق مجدا فی

أين استقر بك النوى***رضوی بها أم ذي طوى

أ أرى الجميع ولا ترى ؟***يا أنت يا كل الوری

يا آخذ اللب***يا مالك القلب***قل لي أرح فكري

كيف الوصول لك***فالبعد عنك حكي***عن ضيقة الصدر

البعد یعييني***والوصل يحييني***يا سيد الدهر

ياسيداً قلبي***ما زال يهواه

يقوم بي طوعاً***شوقاً للقياه

*****

يا بن السنين الخمس***والناس تنتظر

شاخ الزمان ولم تزل***والناس تنتظر

يا من بإسمك رتلت***سور الرجاء فأملت

منك الوصال فأقبلت***روحي إليك وما قلت

كم ذا أتوق إلى ضياك***ياشعلة الحق

ص: 158

أحيا سعيداً في روابي***ياشعلة الحق

دنياك جنات العلى***فيها الطهارة والهدی

وبها الصفاء بها الوفا***لا ظلم فيها لا بلا

يا سيد الدنيا***أقدم لكي نحيا***حقق أمانينا

بدل مآسينا***فينا هانينا***أحيي الرجا فينا

خذنا لدنياك***فالروح تهواك***ترجو تلاقينا

يا سيداً قلبي***ما زال يهواه

يقوم بي طوعاً***شوقاً للقياه

*****

يا سيداً بك ترجمت لغة***ياسيد الحب

وترتلت سور العدالة***ياسيد الحب

يامشعلاً سرج الضيا***مثلت كل الأنبيا

وسموت مثل الأوفيا***يابن الهداة الأتقيا

يا بن النبي المصطفى***يا أيها المهدي

وابن البتول ونرجس فخر***يا أيها المهدي

أثمالة الباقين من***آل النبي المؤتمن

غني لذكراك الزمن***وإليك قد رقص الفنن

مهينا إنا***فوق اللظى دسنا***شوقاً لرؤياك

والدهر لو يبقى***أبداً ولا يفنى***سنظل ننخاك

ونقول لو متنا***رباه أرجعنا***حبا للقياك

ياسيداً قلبي***ما زال يهواه

يقوم بي طوعاً***شوقاً للقياه

1424/8/8ه

ص: 159

الشيعة فرحانه-الملا يوسف آل براك

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

يا طيرسافر للنبي***اوبلغ سلامي العربي

يا ريشة الخط اكتبي

بوركت يا مختار***بالقائم المغوار

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعه فرحانه***أبعيد مولانا

*****

عرج على بنت النبي***أم الهداة النجب

أعظم به من نسب

بوركت يا زهرا***بالفرحة الكبرى

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

*****

ودونك السبط الحسن***رب العطايا والمنن

ابن النبي المؤتمن

كريم أهل البيت***أنعم بمن واليت

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

*****

عرج على السجاد***وباقر الأمجاد

وصادق الأجواد

أهل العماد الرفيع***بهم أضاء البقيع

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

ص: 160

حلق وسز للغري***سلم علی حیدر

قف أيها الجعفري

وقل له يا با الحسن***بوركت بالمحيي السنن

الشيعة فرحانة***ابعيد مولانا

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

*****

وجد بعزم بلا*** تأخر واقصد إلى

ثاو بوادي كربلا

السيد السبط الأمين***بارك وهن للحسين

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

*****

جد الجواد الكاظم***عطف وجود دائم

اقصدهما يا عالم

بارك لهم بمولد***البر الكريم المهتدي

الشيعة فرحانة***ابعيد مولانا

الشيعة فرحانة***ابعيد مولانا

*****

عرج على المولى الرضا***فعنده الحق أضا

في صحنه قد رؤضا

طير الهنا ينشد***من أجله مشهد

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

*****

اللعسكرين اعتمد***واقصدهما عن معتقده

هنيهما المعتمد

بوركتما بالعميد**وليحلو فيه النشيد

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

ص: 161

عرج على ست النسا***وبنت أصحاب الكسا

بمن سيجلو الحندسا

بارك لها يا مسعدي***بنور هذا المولد

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

*****

تعال هن للقطيف***غرد بصوت لطيف

بارك لها بالشريف

نجل الأباة الغرر***القائم المنتظر

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

*****

كما بلغت للنجف***زر خطنا ولا تخف

كل قراها فلتطف

بارك لهم منشدا***فالكون قد عيدا

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

*****

يا صاح بالمولى ابتهج***إن جزت أرباب الحجج

أعني الحسين ابن فرج(1)

هنيه بالميلاد***وأشرف الأعياد

الشيعة فرحانه***ابعيد مولانا

الشيعه فرحانه***ابعيد مولانا

ص: 162


1- سماحة العلامة الشيخ حسين بن المرحوم العلامة الحجة الشيخ فرج العمران

الفصل التاسع : المديح في الشعر الشعبی

اشارة

ص: 163

ص: 164

مولد الإمام الحجة علیه السلام-الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

*مولد الإمام الحجة علیه السلام(1)الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

شيعتك مسروره***شيعتك مسروره

الليلة ميلادك***يعز الدين***شيعتك مسروره

*****

ليلة نصف شعبان***يا ليلة كبرى

وتعطرت لكوان***بيها ابها لبشری

الليلة ميلادك***يعز الدين***شيعتك مسروره

*****

هالليلة يامولاي***بالدنيا شع نورك

یا مهدي یا حماي***نترجي لظهورك

لسلام يهتف بك***ياحامي الدين***باسمك يشع نوره

*****

هذي علاماتك بدت لينا***ونته بيها أدري

يمته بعد تنهض يوالينا***يا مهجة الزهرا

السلام بك يهتف***يا حامي الدين***باسمك يشع نوره

ص: 165


1- ديوان ( الذخيرة المحمدية في رثاء العترة المحمدية ) ( المخطوط )

مولد الإمام الحجة علیه السلام-الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

*مولد الإمام الحجة علیه السلام(1)الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

ها لحفل كل سنة لينا***ينتظم يا ابن الزكيه

او على العادة اليوم جينا***بالفرح كلنا سويه

نصف شعبان المبارك***مولدك يابن الأكارم

اوها لحفل للجعفرية***يا ابن طه فرض لازم

كلنا نترجی اطلوعك***وانته الحجة القايم

والبشاره من نبينا***بالكتب جاءت جليه

ولخروجك كم علامه***اتحققت يابن الأئمه

دین جدك ينتخي بك***وانته الشعثه تلمه

بالعجل دنهض ابعزمك***رايتك بيدك معلمه

راية المختار جدك***يا أبو النفس الأبيه

نسأل الباري ابشرفكم***سيدي يقبل عملنا

ويعمي الشيطان عنا***ونهتدي للخير كلنا

يا بخت للي يجيكم***بالحشر للفوز حزنا

انتو آل الله وانتو***اسناد كل الجعفريه

هالحفل ما دام يبقى***بالأرض یبقی مؤید

هذا وأفراح الولاية***أوبالولا للشيعه يشهد

اورفعوا الأصوات كلكم***بالصلاة على محمد

وآله الأطهار أهل***الشرف سادات البريه

5 شعبان 1407ه

ص: 166


1- دیوان ( الذخيرة المحمدية في رثاء العترة المحمدية ) ( المخطوط )

يلبيك أشد الراس-الشاعر حسن الشيخ عبد الكريم الفرج

نطرتك يالعزيز***علي ملقاك

بكل طلعة فجر***أوقف ابيبانه

بلچن نور وجهك***يضوي بعيوني

ويطفي جمر قلبي***يمسح أحزانه

أوزرعتك ورده***یسگیها غرام الروح

وبعشگك نمت***وعليك ولهانه

واشوفك للگمر نوره***ويلالي بيك

من نورك تشع***أوتضوي گیعانه

هذي الدنيه تطرب***من يمر طاريك

يحله الطرب بيك***أو تحله ألحانه

ولو بيت كتبت عنك***يصير ألحان

بس بيك الشعر***تتراگص أوزانه

یشراع الأمل***لرويحة الغرگان

يا فرحة غريب***الرجع لأوطانه

یا غيث المحبة***التربي بيك الگاع

يا لمايك عذب***الگلوب عطشانه

ياشوق العشق*** ال تيم العشاق

وبيك من الغرام***عقول سرحانه

يا دمعة فرح***بعيون المحبين

يالبيك استقام الدين***.. بنیانه

يا سيف العداله***وملجأ المظلوم

يا ثار الإله***وعدل قرآنه

ص: 167

إجيتك سيدي***أشكيلك آنا جروح

صوبني الزمان***إبسهم طغيانه

بگیت آنا أمرد بروحي***واجر حسرات

لچن عيني بصيره***وايدي خدرانه

أوتمر أعياد محسوبة***بزمنه أعياد

يا عيد اليمر ( يا سيدي )***ما ينسيي حمانه !!

إعذرني الگلب***تتهایی بیه شوغات

عزيز علي المعاتب***... يمولانه

اعذريني ...***وادري تعذر اليهواك

أوم بابك نصب***لخيامه عمدانه

یا طوگ النجاة البيه***عمر جديد

يا مركب أمان***تفوز ركبانه

دنيانه أصبحت***مثل البحر روجات

تهدم النفس***ما ترحم السفانه

ولو رحنه لهدف***نمشي بدرب أعوج

لن عين النواگص***حلوه فتانه

صدرنه الچذب***وأجنينه منة ارباح

مو ربح الصدگ***إنتهت أزمانه

عجيبه ودنيه***مگلوبه يدنيانه

لچن حب النفس***يتنامه سلطانه

نشوف الأبيض أسود***والظلام النور

لن دفة المركب***بيد عميانه

ما راعینه حرمه***ولا دفعنه الجور

يمد الجار إيده***لصحن جيرانه

نرضه بالظلم***ونعاقب المظلوم

ص: 168

تخلخل يا إمامي***العدل ميزانه

رجعنا لورى***والعالم تجد السير

نمشي بالعكس***رحمه علی موتانه

قيود على الزلم***واترجلت فرسان

وغده سور المدينة***تحرسه صبيانه

وصار السيف***بيد الما یجل السيف

يرفعه بلا خجل***بوجوه فرسانه

*****

إجيتك سيدي***يلبيك اشد الراس

وآنا ادري على سمعك***و گع مبچانه

إلک أي بلوه أشكي***لو اسطر هموم

أمتنه ابحر الأحزان***غرگان

غدينه ابغابه***تتكالب علينه وحوش

وعرين اللي انبنه***اتهدمت حيطانه

ضيعنا القدس***واليوم نندبها

عجيبه الباعها***يندبها بلسانه

ورضينه بالظلم***فوگ العراق يحوم

عمر والبعث***تغزي سهوله رعيانه

ما واحد سمع***صوت العراق يصيح

وحيد وينتخي***وتتهاوى أركانه

ولا صرخة عراقي***اتدوي بالآذان

لن سيف العروبة***عيونه سكرانه

ومن جونه الغرب***إتناخو العربان

وكلمن للجهاد***اتلحف أكفانه

وبدل مسدودهم***تتصده للطوفان

ص: 169

هدموهها النشامه***وغرگت حمانه

اثاريهم علينه***جردوا السيوف

لچن احفاد أميه***احقاد مليانه

أهو نفس الحقد***الواجه الكرار

ابو ذر شرب مره***وضاگه سلمانه

خل أسأل إخوتي***وهم اريد جواب

وكتاب المفيد***ايبينه عنوانه

من يحمي العراق***من الغزاة اليوم

يدمر موطنه***ويفجر اخوانه ؟؟

چاوين الشيم***یالتدعون الدين

علينه أسود***ويم الغازي ذبانه

تبجون اعله بغداد***العزيزه ادموع

وللإسلام صرتوا***ابساع فتيانه

موش انتو الگطعتوا***للعراق الراس ؟

وسلبتوا الجسد***وسحگتوا جثمانه؟

بس رمل العراق***اتدنسه الأغراب ؟

وتشرب للدمه***وتمص له شريانه ؟

بس نهر الفرات***اتلوثه الصلبان

تفرهد للشواطي***اوغزت خلجانه

مو عربانكم للغازي***تحني الراس !!

تقبل له الأيادي***تبوس تيجانه

بس المايشيل***من الحيا قطرات

ما تنكسر عينه***أيغير ألوانه

*****

شريد أحچي إمامي***هالزمن قامات

ص: 170

تورذر جروحنه**وتتحنه بدمانه

سامحني يعذب***الماي سامحني

تعدينه الحدود***بكثر شكوانه

إلمن نشكي***مو أنت التشافي جروح ؟؟

سبحان اللي***من علينه سبحانه

وجودك نعمة للباري***وفضل واحسان

الف شكر لإله***الكون واحسانه

إمامي الليله فرحه***وعيد من الأعياد

كل الدنيه عيدت***بيك مزدانه

محبيك التحبهم***جوك من كل صوب

تربي عيونهم***الگمر سهرانه

شوكت راياتك تراود***سواد العين

تكحل عيون***للرایات ظمآنه

بيكم للإله***إرفعنة هالچفين

طلبنه بجاهكم***يشملنه رضوانه

محبتكم یثار الله***حرز شلناه

ما هبنه النوازل***لنکم حمانه

وكل عداكم السلت***عليكم سيف

لاشك يا إمام العصر*** ...خسرانه

2003/10/5 تم التعديل في 2005/9/18

ص: 171

مولد الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)-الخطيب محمد آل عبد النبي

هلا بميلاد باقي الحجج والساده

هلا بميلاد خير الناس والقاده

ابهذا اليوم كل الناس متزینه

أو ظلام الليل أصبح نور يا زينه

او كل هذا ابفضل مولود مهدينا

يخوتی صلوا علمختار وأولاده

هلا بميلاد إمام ولد في شعبان

سلامي عليك يا سيدي مدى الأزمان

هلا ومية هلا نهديك والريحان

نهديها لآل البيت والقاده

أبوه العسكري المنصور من ربه

او كلنا امعسكرين أوياه في دربه

او حبنا ليه واجب يخوتي او قربه

إلى الله نشكر المعبود و ازیاده

مليكة أمه و سمت نفسها نرجس

لأسمها الشيخ لا يعرف ولا بيحس

وقعتها ابأسر أو خايفة تجلس

او حكمة الله يفعل كل شي راده

ص: 172

او تروي عن ولادتها حكيمة بنت أبي جعفر

تقول الحسن بو محمد دعاني عندهم أفطر

عنده ابنصف من شعبان حيث الحجة ابيظهر

وانا ما أدري من أمه ولا أعلم بميلاده

رد اعليها بو محمد نرجس أمة يا عمه

قالت ما بها آثار يا سيدي يبو اليمه

قال إلها ابما الليلة نوره يقشع الظلمه

وهذا وعد من الله ولا ينخلف میعاده

راحت عمته بالليل بعد العشا للمضجع

أو نهضت لصلاة الليل تدعو تسجد او تركع

اونامت بعدها اوقعدت لكن حالها مفزع

او نرجس قامت او صلت على المنوال والعاده

حکیمه صابها التشكيك لن الفجر صار اقریب

قال الها أبو محمد يعمة اترکي هالريب

واقري سور یا عمة حتى الروح هسا اتطيب

أو لن نرجس أحست به اوصار الأمر بزياده

قالت عمته جمعي نفسك والقلب دايم

غبت فتره اوهيه مثلي اوحالي يشبه النايم

بعدها اسمعت حس مولاي المنتظر القائم

ولن أنوار للمهدي غدت في البيت وقاده

سجد الله أبو صالح على التراب بالسبعه

و او حکیمه ضمته اولنه طاهر من أصل طبعه

ص: 173

نادي الحسن ياعمة جيبي ابني الشمعه

أتت به او ضمه بو محمد وأذن فيه كالعاده

شهد الله بالتوحيد وأعلن كلمة الإسلام

او على جده رسول الله صلى اعليه مع لكرام

او على الكرار واليمه عليهم صلى بالإتمام

واحنا بعد بنصلي على المختار وأولاده

أحيي مولده شيعي او دايم شارك ابذكره

ابهذا اليوم يا شيعة الورود أصبحت منتشره

ابميلاده طرب هالكون أو صارت هالأرض خضره

يشيد بناء للإسلام ما مثله أحد شاده

يبو صالح او شيعتكم تراها ترتجي امحياك

ویمتی النور بالطلعة نشوفه ونسعد ابرؤياك

يبو صالح دعجل قوم واحنا كلنا وياك

او قر اعيوننا برؤياك حتى نفرح ازیاده

15 شعبان 1406ه

ص: 174

تراتيلي بصلاة الليل-الشيخ عبد الكريم آل زرع

تهانينا بمیلاد المرجي صاحب العصر***تهانينا تهانينا إلى ساداتنا الغر

*****

یمتى تطل ويغني لك هدير الماي***وذوب في هديرك صرختي وشكواي

وطفي بيك نيران الجوى البحشاي***ومن طلعة جمالك تكتحل عيناي

واعوف الهم واواعيه***و حزن ليلي ومآسيه

وتغني الفرحة البيه

هوى الآمال یامهدي في صدري

*****

يمن في كل قلب شيعي إلك تمثال***ولك تحني وتدنق رووسها الأجبال

ولك صورة أمل مغروسة بالدلال***واسمك بالدهر غنوة هوى الأجيال

حکایات القلب مهدي***ودلال العدل مهدي

و ناموس العصر مهدي

رؤى أعداك مهما كابرت تدري

*****

ينور الله وعلم الوحي ونبراسه***يخف الهيبتك هالكون من ساسه

أنشدك دين جدك كم جرح قاسي***والله بطلعتك يلقي الجسد راسه

جسم الحق ترى مذبوح***دلآل العدل مجروح

وانت اللي ترد الروح

ص: 175

وأنت النور نور المصطفى يسري

تراتيلي بصلاة الليل بعتابك***یماي العين ترد النوب إلى احبابك

نقبل طيفك الغالي وشذا اترابك***يليت اسمع صدى النجوى بمحرابك

أظنك واله الثارك***و ترقب سيرة أنصارك

وتهز يمناك بتارك

وحقك عيل يا ابن المصطفی صبري

*****

إلك هالكون يحن يا لمهدي لأنوارك***يتمني يرتشف من صافي أنهارك

ويهب على العدا بنيران اعصارك***ويسكن ها لوجود اسنين بجوارك

ويدفن زفرة الماضي***ويغفي بسلطتك راضي

أنت الحامي والقاضي

وأنت الوارث الشرعي للدهر

15 شعبان 1415ه

ص: 176

طلتك شعبان-الأستاذ مكي آل ناس

طلتك شعبان طلة عيد وأفراح وهنا

من تمل تغذي ليالينا بضواك أمزينه

یا قصيدة عشق بالعتره ونبینا أمعنونه

ولوحه مرسومه بتشاكيل الولايه املونه

شهر لكن من تحينا

تبعث الآمال فينا

وصوب سامرا تحج اقلوبنا ومولودها

܀ ܀ ܀ ܀ ܀

شهر فيك وبيك صدرت من نبينا التوصيه

لو فردنا حروف اسمك وضح معن التسميه

شع وبان النور بيك استاهليت التهنيه

خمسة أنوار أسطعت واحروفك الخمسه هيه

هیه بیامك الزينه

أنوار متصله ابنبينا

والشرف منها خذيته واحتويت اسعودها

*****

القلب من ينطري اسمك يعزف ألحان التهاني

والأمل يشبح المولودك وتتعاني الأماني

عفيه لو ان العمر شعبان ما ظليت أعاني

أمل يتوهج أبشرياني ويتحاری بكياني

ولحن أتصابي الحنينه

ونبع أتعافي ابمعينه

والنفس بس ما يهل تتحرر من أقيودها

ص: 177

یا سمي المصطفی اوارث صفاته وکنیته

وناشر اعلومه ومحبي بالعوالم سنته

يمتی نورك يكشف أستار الدياجي ابطلعته

یمتى تتشرف أعيون الينتخيك أبشوفته

یمتی تتكحل أجفونه

ابنورك ويسكن ونینه

وبظهورك تحظى كل أرواحنا ابمقصودها

*****

سيدي ملنا الصبر وتجاوز احدوده وطفح

وانسلخ منا وزند الغيظ بحشانا انقدح

والقهر من كل جوانحنا و جوارحنا رشح

والأمل رغم الچتل والذبح فينا ما انذبح

واعلى شاطيك رسينا

وأنت ربان السفينه

خذ بیادینا من الطوفان یا موعودها

*****

خذ بیادینا یبن مختارها وخير العمل

ما لنا غيرك نجاة وما لنا غيرك أمل

نمد صوبك جفن متجرح ابنورك ما اكتحل

ونفس يتصعد ابجمره ونار الهموم اشتعل

اطف نار التشب بینا

وضيمها الطافح علينا

وزیح ظلمتها ابسنا امحياك واكشف سنودها

*****

سيدي جسر الرصافه اتواصل الجسر الأيمه

من عهد جدك لحد اليوم نتجرع السمه

لا يظن هارونها يثنينا عن سادة الأمة

ولا يظن عن خطنا نتراجع ونتبايع الذمه

ص: 178

سائل القطع إدینا

الكربلا لمّن عنينا

ما تراجعنا وزحفنا اعلى الدما لحدودها

*****

نشكي لك فعل الزمان الهضم حقك وأحنا منه

والفرج ما نعمل التعجيله بس ننشدك عنه

يا هي حنه الماتسر بالفعل قلبك يا هي حنه

صرنا سیف ابدون قبضه ورمح بس متروع سنه

ريت بس هذا اللي فينا

خايف ابضدك صفينا

والنفوس اتغير المسرى وتخون أعهودها

*****

خايف المسرى يتغير حقي يسلبنا الهويه

وتنطفي الجذوة اللي بينا اتوسمت بالجعفريه

سیل احنا ليه تلایمنا وتجمعنا سويه

لكن المضمون أجوف زبد طافي ابلا مهیه

اشلون يتاچی علینا

ليه نخانا وصاح بینا

ونصرته للساع احنا ما رفعنا ابنودها

*****

المحب كل جمعه و گت الفجر يترقب الصيحه

ابروح حري وعين لعنان السما النورك شبيحه

ترفع اچفوف الرجا الربها وتضرع له وتصيحه

يا غياث الفرج عجل وادرك الشيعه الجريحه

هذا وعدك حان حينه

وبيه مستبشر نبینا

وابن مريم للترول استأذن المعبودها

1426/8/15 ه

ص: 179

مهدينا مهدينا-الأستاذ عدنان أبو المكارم

مهدينا مهدينا

سر النبي فينا

اللجنه يهدينا***وحبه من الأهوال اینجینا

أحور كحيل العين

و مورد الخدين

چنه الحسن وحسين***وثغره يحاكي ثغر هادينا

ابقلبي انحفر اسمه

وسعدي إن شفت رسمه

وضمني إله ضمه

وسجلني في جملة امحبينه

ابخامس عشر شعبان

هل، شرف الأكوان

واصبح هدى الحيران

وبلسم يهون كل مآسينا

فاق البدر نوره

ونعته في كل سوره

وتكتحل بظهوره

وبرؤيته ونصره مآقينا

ص: 180

متى نرى الرايات

اترفرف على الهامات

وانشاهد الآيات***وجبريل يهتف ظهر مهدينا

بظهوره يتبختر

كل مؤمن ویستر

والكون يتعطر***والكل اينادي يا تهانينا

یا مهدي يا ضرغام

لو غبت كل لعوام

نتحمل الآلام***وكل يوم تتجدد أمانينا

ونهتف یا حامي الجار

عنك فلا ننجار

ولو بالحبل ننجر

إنت عزمنا إشلون ايحبطونا

شد العزم وافزع

الباطل غدا يرتع

وظلمه جمر يلسع***سكن خواطرنا يا حامينا

یا صاحب الهيبه

طالت ترى الغيبه

وشق الهدى جيبه***عجل ترى يالمهدي ذلينا

1415/8/15 ه

ص: 181

یا لمهدي عجل-الأستاذ عدنان أبوالمكارم

مهدي يمهدي یسلطان البريه***تنخاك هاليوم الشيعة الجعفريه

غرد الصداح على الأشجار تغريد***والناس هاليوم في بهجة فرح کالعيد

اتهنی بعضها وعليها اثياب لجديد***والكل ينادي ه لا ابخير البرية

منتصف شعبان هنا وعيد ومسره***نحتفل بيها ورسول الله نبشره

ابمولد الحجة الوصي باقي العترة***هاللي ظهوره خلاص البشرية

اشموع المسرة وأهازيج التهاني***خلت الساعات من الفرحة ثواني

والكل ينادي دنا نيل الأماني***وكل المحافل يبو صالح زهیه

نور الهدى اليوم سطع نوره وتلالا***وازداد فضله وبلغ ذروة جماله

شرفه مولاه العلي جل جلاله***ابمولد المهدي أمل كل البريه

دامت الأفراح يشيعه و دام عزكم***یا ما انظلمتم وياما انتكس حظكم

ويا ما جرى وسال على التربان دمكم***والسبب كله هوى راعي الوصيه

يمتي يالمهدي تثور و تنقذ الناس***واتاخذ الثار من اللي سيس الساس

عجل ترى الفاس وقع بالمهدي في الراس***وداست علينا خيول الأعوجيه

هذي فلسطين أسيرة حقد صهيون***زايد عليها الأسى من ظلم شارون

تسبح في دم الشرف والعرب يدرون***وما تلقى منهم سوى عبرة جريه

وأمريكا تحشد عساکرها وتنادي***لسلام حائر علينا ابکل وادي

وأهله على الدوم أشر كل الأعادي***لازم انخلص من اشروره البريه

يا أمل أمة رسول الله المبجل***طال الصبر طال يامهدي والبعض مل

ما مؤمن إلا وفؤاده من الأسى اعتل***یا يوم تظهر يبو النفس الأبيه

عجل اظهورك يابن حيدر الكرار***جهز الرايات وسل سيفك البتار

خلصنا مولاي من الكفار لشرار***یا منقذ الدين والدولة الأحمديه

ص: 182

حملتك في دياجي الخوف-الشاعر معتوق آل معتوق

حملتك في دياجي الخوف***شمعة وجيتك اتعنی

حملتك في السمع والشوف***بين الدمع والونه

فداك اگليي الملهوف***یمن غاب السعد عنة

أظنك تسمع عتابي

یمن طيفك على أهدابي

ترى مات الهنا اببابي

و بگیت آنا وبگت لطيوف***بين النزف والحنة

*****

بگینا نصیح يلغایب***ترى مات الرجا فينا

یماي العين بالذايب***علی همنا ومآسينا

إلك يلضيغم الغالب***تری تندت بواچينا

تری سهم الهضم فتنا

علی نار الجمر بتنا

وحتی النار من جتنا

رجعت تصفق ابلچفوف***علينا تواسي الجنة

*****

وحقك يا سراج الليل***بچانا الليل ونجومة

بچانا الچتل والچتال***بچتنا سيوقة وسمومه

تروی من دمانا السيف***و حن يعاتب الحومة

یحومَة وين کافلهُم

ص: 183

تری ذاب الحصى الونهم

خله يطلب بدمهم

أظن دلالة المكلوف***تقطع من جوى الأئة

*****

يسيف القادر المغمود***سل سيفك يمولانا

نحلفك بالسهم والحود***ترى هو اتنكس الوانا

ترى شاب القلب والفود***وغصت بالندا الهانا

وحقك لا تضيعنا

تألمنا وتروعنا

ونذري تشوف وتسمعنا

لكن تبچي وانت تشوف***وتظل للرخصة تتمنی

*****

إجینا الليلة عنايه***نضوي الليل بالبسمة

ركبنا النسمة والمائة***نناغي القمر والنجمه

وإجینا كلنا وفایه***لعهدك يا نجا الأمة

نفسنا الغادي والرايح

ونبضنا البصدر صادح

دحل چیسك یبو صالح

مدينا القلوب اچفوف***اوصلى عليك محفلنا

تاروت ... القطيف 1425/8/15 ه

ص: 184

عجل فرجنا واجمع شملنا-الخطيب عيسى البدن

عجل فرجنا** واجمع شملنا

لجلك يالمهدي جينا***وأنقدم تمانينا

*****

شعبان ابنص شهره***نورك يسطع بدره***بالأرض المدحيه

وبيك انزف البشرى***للهادي وللعترة***والشيعة المهدیه

ميلادك ننتظره***وبيه اتعود الذكري***بوجودك مرضیه

أنوارك مزدهره***وأفضالك منتشره***وأسرارك مخفيه

طالت الغيبه***يابن النجيبه

أنوارك حلت بينا***وانقدم تهانينا

*****

بوجودك نتوسل***یا بن الهادي المرسل***یا مفزع هالأمه

كل شيعي ويتأمل***منك دايم يسال***یا کاشف كل غمه

غيابك ما نتحمل***يمتى ظهورك يحصل***وتتنزل هالرحمه

عدنا ذنوب ونخجل***یا مولانا ونسأل***لينا اتم هالنعمه

أنت ذخرنا***وباگي أملنا

يمتي تجينا وتروينا***وانقدم تهانينا

*****

يا هادي و يا مهدي***غيرك ما ظل عندي***أشرح له أحوالي

بظهورك من تغدي***تهلك كل متعدي***یالنورك متعالي

يا غاية كل گصدي***أفديك بكل جهدي***وبروحي وأموالي

وابگلي وكل ودي***من تظهر من تهدي***يا مطلب آمالي

ما ظلت حيله***وأنت الوسيله

لجلك كلنا اتعنينا***وانقدم تهانینا

ص: 185

منهو اللي يحمينا***وبنواره يهدينا***یالتسطع أنوارك

میلادك مر بينا***ننصب لك هالزينه***وانجدد تذكراك

لكن يا مهدينا***والله يعز علينا***ما نعرف أخبارك

جيناك ونادينا***وأنصارك خلينا***من تشهر أشفارك

واهدي سلامي***لجلك إمامي

واحنا باسمك نادينا***وانقدم تهانينا

*****

ياحجة ويمتى تعود***تنشر دین المعبود***ما نگدر عالغيبه

یا مطلب کل مگصود***وبكل گلب موجود***ينتظرك تدري به

من تظهر بالموعود***يومك صاير مشهود***وتظهر لك هالهيبه

دولتكم يمتى تعود***يظهر عدلك ويزود***ودين الله تهدي به

رمز العدالة***يمحي الضلاله

مهدينا وينشر دينه***وأنقدم تهانينا

*****

عجل فرجنا***واجمع شملنا

لجللك يالمهدي جينا***وانقدم تهانينا

في 1420/8/15 ه

ص: 186

عجل بالفرج-الخطيب عيسى البدن

عجل بالفرج***تفديك المهج

جینا واحتفلنا***ياعزنا وأملنا

ليلة مولد ك يالمنتظر جینا ابفرحنا

دين الله انشرح هذا الفرح نور حفلنا

يمتى الفرج يطلع بعد ضايق صدرنا

طالت غيبتك يالمرتمی ونافذ صبرنا

يامن شيعتك***ترقب جيتك

من يجمع شملنا***یا عزنا وأملنا

یا آخر بدر نوره اعتلى عرش الزعامه

يومك ننطره بفارغ صبر حي القيامه

یا من توجك رب العلا بتاج الإمامه

لظهورك إجت یا منتظر كم من علامه

يكفينا الصبر***يومك ننتظر

بظهورك وعدنا***يا عزنا وأملنا

نور المنتظر بینا ظهر يسطع جماله

أنواره بدت مثل البدر ليلة كماله

بارینا امنحه من الفضل عزة وجلاله

حجه على الخلگ في هالأرض طابت خصاله

مولود السعد***عالأمه انوجد

نشكي لك ألمنا***يا عزنا وأملنا

یا بن العسكري غيابك بعد طال انتظاره

یا شمس العلا بين الملا شاعت أخباره

ص: 187

قلب اليركبك يابن الحسن تلتهب ناره

باسمك يهتف الشيعي ورفع باسمك شعاره

شع نوره وزهر***منقذ هالبشر

غايتنا وذخرنا***یا عزنا وأملنا

ليلة مولدك سر من رأي زفت بشاير

وأملاك السما نزلت إلك تروي المفاخر

یا بدر الدجى وشمس الهدى ونور البصایر

ذكرك بالقلب مثل الذهب ويا الجواهر

يابن المصطفی***نورك ما خفا

انقدم لك طلبنا***يا عزنا وأملنا

یا نسل الطهر گل***الصبر يابن الأطايب

گاسينا المحن يا بن الحسن والقلب ذايب

ومن جور الكفر وأهل الغدر شفنا النوايب

یا ساعه بعد نلقى الوعد يابن النجایب

نورك من ظهر***عالدنيا انتشر

غيرك مابقی النا***با عزنا وأملنا

ساعة طلعتك نسمع بعد صوت المنادي

مذخور الظفر ليكم ظهر ضنوة الهادي

ورايات النصر تگضي على اجموع الأعادي

والشيعه إلك یالمنتظر مدت الأيادي

تحف ابرايتك***وتعلن بيعتك

يتجدد عهدنا***يا عزنا وأملنا

1421ه

ص: 188

ليلة نص ابشعبان-الخطيب عيسى البدن

ليلة نص ابشعبان***مولد نور الأكوان

مبتهجه الأمة ومسروره***بحجة الرحمن

*****

على الموعد إحنا تلاقينا***بالمهدي وكلنا اتعنينا

هبت نفحه هاي الفرحه***يالغالي وبسمك نادينا

لا منعوفك يمتي نشوفك***والمؤمن بيك تقر عينه

طال غيابك وحنا أحبابك***چنك ما تدري اشحل بينا

مضنا جور العدوان***والبلوى بكل مكان

نقضي على الباطل وشروره***بحجة الرحمن

*****

لجلك جيما وهاي الزينه***متنوره بذكرك يالغایب

هاي الأعدی جت تتعدى***وقلب المؤمن لجلك ذايب

بيك الرحمة وهاي الأمة***تنتظرك يابن الأطايب

سهم اللي على الكفر خاطي***وسهم الأعدى علينا صایب

يا حجة ويمتي اتعود***تنصر دین المعبود

ودين الله يغطي المعموره***بحجة الرحمن

*****

نتر گب يومك يا لمهدي***يمتى تجينا تحل الرحمه

هالليلة بذكرك هم نهتف***وشفاه الوادم مبتسمه

محتفلة الأمه بميلادك***يابن الهادي وتاج العصمه

مزدهره الدنيا بأنوارك***وانت الخاتم باقي اليمه

يالبالشدد مذخور***تمحي الظلم والجور

رایتنا بظلك منصوره***بحجة الرحمن

*****

من سامرا انزفت بشری***میلاد المهدي حل بيها

ص: 189

أرض الله من جور الظالم***بظهور الحجة يصفيها

هالمعمورة سن الباري***بوجود الغايب يحييها

يمحي الظلام من الدنيا***وغير الشيعه ميظل بيها

لظهوره منتظرين***لو طالت بيه لسنين

رايات المهدي المنشوره***بحجة الرحمن

یا بن الحادي واحنا انادي***بالفرحه ميلادك جانا

ننثر طيب اليوم ونستر***بالمولد طابت دنيانا

كل محفل أنواره تضوي***والوادم مبتهجه ويانا

كلها ليومك جت اتبایع***مولانا اتنادي مولانا

يابن الهادي المختار***جينا نجدد تذكار

طلعتك الغرا أجمل صوره***بحجة الرحمن

*****

یا حجة وعجل بظهورك***هاي الشیعه ما تتصبر

يمتي نشوف الرايه بيدك***على العالم تحملها وتفتر

أنت التاخذ ثار أجدادك***وبسيفك تمحي اليتجبر

وبعدلك تحي المعموره***وبفضلك دين الله يفخر

نورك نور الإسلام***صفوة من الله العلام

وشمس اللي تسطع من نوره***بحجة الرحمن

*****

ايها لمحفل جینا ابفرحتنا***وهالدنيا بنورك متنوره

يا غاية مصدر عزتنا***بدرك ساطع یابن الزهرة

شيعتك المهديه ابتهجت***بيك اليوم النهني العتره

مولود المهدي ابهالساعه***صاحب هالليلة أنشم عطره

بسمه نادينا اليوم***يا مهدي عجل قوم

ناخذ من هديه ودستوره***بحجة الرحمن

1423/8/10 ه

ص: 190

یا موعود یا موعود-لخطيب عيسى البدن

طابنت ليالينا***وزاد الفرح بينا

يالمهدي نادينا***يمتی توافينا

با موعود***یا موعود

*****

بزغ نوره على الأمة وتلالا***عليه أنوار من رب الجلاله

تغار الشمس من طلعة جماله***أچنه البدر في ليلة كماله

يواحد هالدهر ماکو مثاله***يقيم على الأرض نهج العداله

لو طالت سنينه***نترقبه يجينا

يالمهدي نادينا***يمتى توافينا

*****

من أرض سامراء جت لينا البشاره***دگوموا انروح للعسكري ابداره

نشوف اشلون تتساطع أنواره***ونزف التهنئه بأحلى عباره

ولايتهم يهالوادم تجاره***مع الباري ربح ما هي خساره

ابجبهم تغذينا***وأصبحنا وأمسينا

يالمهدي نادينا***يمتى توافينا

*****

نصف شعبان يومه صار مشهود***ابگلب كل شيعي من والد و مولود

سمعنا أخبار عن يومك يموعود***تگول الحجة للأمة إله اردود

يهالغايب عن أحبابك متى اتعود***ونحمل لك تهانينا والورود

ابحفلك تلاگینا***وننصب لك الزينه

يالمهدي نادينا***يمتى توافينا

*****

بك الهادي النبي المختار بشر***وبعده المرتضى الكرار حيدر

يمن للأمة والأكوان محور***قلب كل شيعي لغيابك تفطر

بمذخور العوالم يمتى تظهر***وتاخذ ثار من راسه تشهر

ص: 191

زاد الظلم بينا***وجارت أعادينا

یالمهدي نادينا***يمتى توافينا

*****

سليل المجد من بيت الطهاره***علينا يا وسف ضاعت أخباره

متى الموتور ياخذ بعد ثاره***وعلى أصحاب الكفر يعلن دماره

ويصفي الأرض من گوم الدعاره***ويسود العدل ويعم انتشاره

وتصير أمانينا***بالحجة والينا

يالمهدي نادينا***يمتى توافينا

*****

إلك يابن الحسن غيبه من اسنين***ضمایرنا إلك مشتاگه كل حين

هتافات المجد تنشر رياحين***ولگدومك تحن كل الموالين

عهد وياك ابد لوفرگ البين***نلوذ ابر ایتك يابن الميامين

نترگب اتجينا***وعذبك يروينا

يالمهدي نادينا***يمتى توافينا

*****

تظل غایب یا مولى الأنس والجان***وعلى الأمة بعد جارت العدوان

نشوف امریکا لسرائيل أعوان***يهدموا من الشرع والدين أركان

أرض العراق والأقصر ولبنان***تصيح الغوث یا حجة الرحمن

وين الوعد وینه***تجينا وتنجینا

يالمهدي نادينا***يمتى توافينا

*****

إلك يابن الحسن شوگي هيامي***يمن نورك صبح ضي ابظلامي

أجيك ابلهفه واهدي لك سلامي***يبحر الجود ومن عندك مرامي

ولآل المصطفى حبي وغرامي***بيهم أفتتح واختم كلامي

وبفضل بارینا***بحبكم توالينا

يالمهدي نادينا***يمتى توافينا

يا موعود***یا موعود

1424/8/9 ه

ص: 192

نهتي الإمام العسكري-الخطيب عيسى البدن

عمت الفرحة وابتشر هادينا***بولادة الحجه الذخر والينا

نبعث سلامي سيدي لآخر إمام

في الإمام العسكري بمولوده***فرحان لجله يقبله بخدوده

وللهادي نحمل تهنئه ولجدوده***ولجله المحافل بالفرح معقوده

تستقبلك سيدي تتأملك

أمة الهادي المولدك فرحانه***والبلاد كلها اتزينت نشوانه

لحل الإمام المنتظر مولانا***بشر الباري بمحكمه وقرآنه

وذاك العهد سيدي حتى الأبد

شمس الهدايه أشرقت بنواره***بسمة وهلاهل تعتلي من داره

جينا نحدد محفله وتذكاره***وكلمن يهنی صاحبه ببشاره

الساعه انولد سيدي غوث الشدد

ليله عظيمه وبالفضل مرحومه***يوم الولاده يستحب انصومه

والبسمه بشفاه المحب مرسومه***نوالي الإمام الطاعته ملزومه

أسعد خبر سيدي بالمنتظر

گلوب التوده الطلعته مشغوفه***للباري ينشر كل محب اچفوفه

كحل اعيوني يا إلهي بشوفه***هذا اعتقادي وللأبد ما عوفه

سر الحياة سيدي وباب النجاة

بيه الإمامه أصبحت مختومه***صح الخبر عن عترته بعلومه

قبل القيامه ما يظل بس يومه***ينعش الأمه اللي غدت مهظومه

أنت السند سيدي وبيك الضمد

ص: 193

نعيش السعاده ونرتگب میعاده***ليلة سعيده وبس تمر عالعاده

نجهز الزينه ونستعد بأمجاده***شیعته تحيي بكل حفل ميلاده

نگول ونعيد سيدي ليلتنا عيد

تصلح الأمته بطلعتك من تظهر***تهلك بسيفك كل زنیم اتجبر

تقيم العداله ولا يظل كل منکر***واحنا يغوث الموزمه بك نفخر

بظل الإمام سيدي نعيش بسلام

رايتك بالحق والظفر منصوره***ننتظر لو طال الزمن ودهوره

وبنهضتك تمحي الضلال وجوره***وتصبح الوادم بالهنا مسروره

تزول المحن سيدي يابن الحسن

نترگب يابن العسكري أيامك***نشوف السعاده وتنجلي آلامك

وعلى البسيطه مرفرفة أعلامك***وتدحر بسيفك يالولي ظلامك

يسود العدل و دينك يظل

1425/8/14ه

ص: 194

يالمنتظر-الخطيب عيسى البدن

شع بسما الأنوار نور المنتظر

ليلة نصف شعبان والمحفل زهر

نورالإمامه لاح***من وجهه الوضاح

المولدك جيا نحتفل***یا المنتظر

يا الإسمك اسم المصطفی الهادي محمد

بك بشر الهادي قبل ماکنت توجد

بيك الله خاتم حجته لدينه الممجد

اسمك على لسان المحب دايم تردد

قلب المحب ناداك***وابلهفه يترجاك

تظهر وطفي جمرته***يا المنتظر

يالمولدك لحظة أمل عشناها بسرور

بحفلك رياحين الولا فاحت والعطور

نبكي على عهدك سيدي لو طالت عصور

والينتظر جيتك بعد عند الله مأجور

ينتظرك من سنين***يابن النبي ياسين

طالت ينادي غيبتك***يا المنتظر

هالليلة ليلة مولد وليلة عباده

بيها القدومك والدك يبدي السعاده

وهم بيها جملة شيعتك تطلب وفاده

وكلمن يطلبك سيدي يحصل مراده

باري اللطف يرعاك***ويخلصك من أعداك

وعا لخلق تخفق رايتك***يا لمنتظر

كل العوالم تنتظر يومك يمذخور

ضاقت عليها الواسعة من الظلم والجور

ص: 195

لو آذن الباري بفرج تظهر يبرور

كل ظالم تزيله ويظل دین الله منصور

حولك ترف الأعلام***وترفع لواء الإسلام

سيف الله أنت ورحمته***یا لمنتظر

هاي المحافل تهتف بإسمك يموعود

و لك نرفع آیات الهنا ونهدي لك ورود

يومك بسلطان العصر بالأمه مشهود

بيك اعتقدنا ولوبعد نسكن بللحود

لو طالت الأزمان***نطلع لك بالأكفان

ويلتم شملنا بنصرتك***يا المنتظر

یا حجة الله ابن الحسن تفديك الأرواح

و عطرك يشبل العسكري بكل الأرض فاح

یا بلسم الكل مبتلى و کلمن به اجراح

هم العلينا بطلعتك بإذن الله يتراح

من يأذن بالظهور***يصير القلب مسرور

نعيش الكرامه بدولتك***يا لمنتظر

إلمن يبن طه المحب يشتكي همه

يوم الذي الكاظم قضى بسجنه وسمه

تدري يمولانا شجرى بجسر الأئمه

شعب العراق بكل كتر يترف ابدمه

نمره جرى بالدموم***ولجله القلب مألوم

وصارت ضحايا شيعتك***یالمنتظر

ما تشهر حسامك بعد ياسيف الإسلام

جرح العراق من المحن بعده میلتام

نشف ادموع التهمل وعاين هالأيتام

كلها بلا والي اصبحت من جور الأيام

حرر شعب مظلوم***يومك تراه اليوم

يالما فقدنا عنایتک***یالمنتظر

1426/8/13ه

ص: 196

نور شع في الكون-الشاعر حبيب آل يوسف

نور شع في الكون بالفرحة او ظهر***ليلة أولادة المهدي المنتظر

مولده امبشر به الهادي الرسول***ابمنتصف شعبان لروایه تقول

واللي يقوله المصطفی احنا له نقول***هالشكل وارد في طيات السير

في السير تاريخ ميلاده أكيد***اخمسطعش شعبان لينا يوم عيد

اصغارنا واكبارنا تلبس جديد***وتحتفل لولادته بنصف الشهر

كل سنه لجله يقام الاحتفال***المحافل للنسا او هم للرجال

سيرة القائم أو أمداحة تقال***بيها والكل بالولا والحب حضر

يحضر اللي يحب أهل بيت الولا***المولد الحجة القلب فرحه امتلا

اتشوف زينه كل بيت أمعدله***و بالصلاة على النبي ايطيب السمر

تسمر الشيعه أو تسهر في ابتهاج***أفراحها متلاطمه شبه لمواج

وتأمل من الله الشاكلها افتراج***بنور أبو صالح على الدنيا ظهر

ابمولد الحجة في شعبان العظيم***عاده نحييها أو هذي من قديم

تطلع الأطفال أو تتبعها الحريم***ابخريطه لبنيه ولصبي مئتزر

يدوروا في كل بيت يقولوا حال وعاد***يعود في كل سنة عليكم يلجواد

(يقرقشوا) ابنيات مخلوطه بأولاد***في الليل عدنا اوناس تبدا من العصر

يطرقوا الأبواب يقولوا (عاد و حال)***فتايا واصبيان يجمعوا سكسبال

ولبنيه لابسه اقلادة خلال***(ناصفه) معروف اسمها او منشهر

هذا كله في زمن ولی او مضى*** كانت اتقيمه موالي المرتضى

او بیه ترجو العفو من الله والرضا***وتأمن أهوال اللظى يوم الحشر

بالحشر تتأمل الفوز او نجاه***اتقيم أفراح النبي وآله الهدات

والله يبدلهم الزله بحسنات***ويحظوا أجنان الخلد أفضل مقر

وفي زمنا صار في الآية انقلاب***والسبب طيش أو جهل بعض الشباب

ص: 197

او مجتمعنا صار منكوب او معاب***وإلى العاده الطيبه والسمعه خسر

لي دخلت الماتم أو بيه الخطيب***تسمع الموضوع هزلان او رتیب

والسبب يقرأ لوحده بلا مجيب***او كل حديثه يسرده بالمختصر

ولي طلعت الشارع الزحمه تشوف***من كثرها ما أحد يعرف يطوف

وهذا يقلقنا او يزيد ابنا الخوف***المآتم خالیه او دور الذکر

وبالشوارع تمشي واتشوف العجب***طرب تفحيط او أغاني وهم لعب

وأشيا ما تنحچي او هم تنكتب***يمتلي قلب اللي يشاهدها قهر

او منها هاللي يمارسونه هالأولاد***أحمدوه علووه وحسنوه اومراد

في طريق ابليس يمشوا بلا رشاد***ما يعرفوا ابليس كذاب أشر

او هم يطيعونه وتتآذى الناس***بألعاب ناريه من أفكار لرجاس

والنتيجة ازعاج خلق الله وافلاس***واللي أدهی کم طفل صابه الشرر

والقهر يزداد او تشتد الأمور***ولحزان اتحل ويتلاشى السرور

لي بلاك الله ابعقل واحد غرور***فوق دبابه يسوقه اعلی کفر

وهالفعل کم حادث ابسبته صار***ولي تكلمهم يقولوا احنا أحرار

ولا يهمنا اكبار تمشي لو اصغار***وشغلة الدباب فن بیه نفتخر

واللي في الشارع يقيموا الاحتفال***عسى مأجورين والجنة المال

لكن المشايه شبان او رجال***بغير سيارة اعبروا وخذوا أجر

لي عبرت ابموترك زحمه تصير***وربما واحد مرض حاله خطير

بحاجة للدكتور لمعالج يسير***لكن الزحمه تأخره او ينقبر

فيض من غيض السمعتونه تری***بهالليالي ايصير منکر وافترا

اتشوف طایش عقل ويغازل مره***في ذکر میلاد قائمنا الأغر

والحديث ابها لمشاكل هم يطول***والتدخل أمر حتمي للحلول

لكن وينه اليحچي و برايه يقول***الكل ساكت طايع امسلم لامر

امسامحه منكم يا أهلي یا كرام***لا أحد يزعل من الحق بالكلام

مجتمعنا اندمر واعليه السلام***والقيم ضاعت وصارت في خطر

ص: 198

او بس يكفي ما أريد أفتح جروح***كثير أشيا ما أحب بيها أبوح

لن ذكرها يبدل الفرحه ابنوح***وأخاف حفلتنا عمدها ينكسر

عمد حفلتنا نبارك للرسول***ابمولد الحجه ونبارك للبتول

وبعد حماي الحمى فحل الفحول***والأيمه نسل عدنان او مضر

احضرنا للمولد او يحدونا الأمل***الظلم يتراح ويسود العدل

وتنجلي الغمة أو نتحاشي الزلل***لي بدا وجهه مثل طلعة قمر

ابمولده الكون ازدهی فرحه وسرور***وعلى أغصان الشجر صداحه الطيور

والمسج والورد فوح بالعطور***ولكوان انغمرت ابأطيب عطر

(حکیمه) ناداها الإمام العسكري***قال عدنا الليله يا عمه افطري

وحجة الله ابمولده الليلة أبشري***(نرجس) أمه أو ينولد عند الفجر

الفضل والعدل بقدومه ورد***والفضائل إله بيها ينشهد

جت (حكيمة) أو هو بعد ما ينولد***او كانت أمه ما ابما حمل او أثر

ويوم قرب مولده جتها الظنون***شلون وحده بلا حمل تولد یکون

والحسن نادی حکم خالق الكون***يخفي آثاره على الكل البشر

أخفي ميلاده مثل (موسى الكليم)***بحكمه بالغها أو هو عدل او حكيم

كل أفعاله امقدره أو بيها عليم***او من بطش فرعون نجاه ونتصر

وحجة الله هم بعد ما ينعرف***وهاي أعلى مترله عز وشرف

یمتى يظهر والعلم بیده برف***او نحتفظي ابشوفته ایلوح اعلى المهر

خصصه الباري يكون آخر إمام***وخلده والكون بوجوده استقام

امغيب ولي ظهر يتفشى السلام***وحنا واجبنا ظهوره ننتظر

ننتظر يمته الفرج يمته الظهور***وينشر الراية وعلى الأعدا يثور

ولي ظهر دنيانا يغمرها السرور***ولي قبلنا أجنود عز لینا او فخر

فخر لينا نصرته او نصرة الدين***لازم انهيئ نفسنا من سنين

أمل يتحقق عسى قولوا آمين***او ينكتب لينا مع الحجه النصر

ولا اتصدق قول أصحاب الحقد***يقولوا الحجه بعدما ينولد

ص: 199

وناس ايقولوا أنه خرافة أو منوجد***والله بوجوده يخبر في الذكر

مسمعك لا يصغي لقوال لذناب***أماكد او جوده او ما فيه ارتياب

والله يخبرنا في آيات الكتاب***بآیه خمسه من القصص تروي الخبر

او عن وجوده في السير تروي الرواة***عن لسان المصطفى وآله الهداة

والما يصدق عقله امشوش أو شات***ينثبر عنا او يشرب ما البحر

یا موالي بنفسك اتشوف الدليل***على الحجة بنص كتاب الله الجليل

بلا اوجوده كلنا بنضل السبيل***واليضل متراله في أسفل سقر

يالموالي افرح أو عيد وبتهج***واسأل الله بطلعته يحل الفرج

وخلي قول اللي من المذهب خرج***ذا جزاه النار فيها ينصهر

عيد وأفراح او محافل عامره***کل منابرها لفضله ذاكره

و بيها أنواره مشعه او زاهره***وآنا لجله انظمت فيه هذا الشعر

والصلاة على النبي سيد الأنام***أحمد المختار والعتره الكرام

ارفعوها او ياي وثنوا بالسلام***بس ترفعوها حفلنا يزدهر

22 جمادى الأولى 1427ه

ص: 200

یا مهدي-الأستاذ أديب أبو المكارم

یا مهدي يا مهدي***يا عزي او يا عيدي

یا بسمتي او آمالي

*****

تحلى ليلتنا***او يحلى نور الأقمار***یا مهدي

او يحلى للبلبل***يرقص فوق الأوتار***یا مهدي

او تعزف البشره***فرحتها ابكل قیثار***یا مهدي

او تنتشي منها***انجوم السما او لزهار***يا مهدي

و الشيعي ايردد***فيك أحلى الأشعار***یا مهدي

*****

یا مهجة أفكاري***ليك أنشد أشعاري

یالساكن ابدلالي

یا بسمتي او آمالي

*****

اقبل إمامي***العسكري بالأفراح***یا مهدي

يلثم وليده***وایشم عطره الفواح***یا مهدي

او يهتف حبيي***یا نغمة الصداح***یا مهدي

بالبسمك يهتف***كل جماد او أرواح***یا مهدي

او بيك المآسي***تنجلي والأتراح***یا مهدي

يا عيني او فؤادي***يا طلعة أجدادي

بالتاه ابحبك بالي

يابسمي او آمالي

ص: 201

اونرجس اتناغي***واتلثمه بالخدين***يا مهدي

یا طلعة جدك***طه و ابو السبطين***يا مهدي

یا مهجة أمك***فاطمة والحسنين***يا مهدي

يانوح او موسى***وآدم والصديقين***يا مهدي

ياعيسي او يونس***یا ابراهیم او ياسين***يا مهدي

*****

بالبسمك جبرائیل**سبح او میکائیل

یا حجة ذي الجلال

یا بسمتي او آمالي

*****

وكل مؤمن باسمك***یتغني وينادي***

او ينشر افراحه***ابكل محفل او نادي***

او ينسى همومه***ليلة الميلاد***يا مهدي

ما چنه ايقاسي***آلام شداد***يا مهدي

لنك آماله***يا عزي او سنادي***يا مهدي

*****

وايجدد بيعاته***إلكم يا ساداته

يامصباح الليالي

یا بسمتي او آمالي

*****

یا بسمة عمري***یا بدري او شمسي***يا مهدي

ياذكري او فکري***یا منهجي او درسي***يا مهدي

ياعزي أو ذخري***يا بهجتي أو أنسي***يا مهدي

يالوفا الجاري***یالمصباح القدسي***يا مهدي

يا من أرخص له***أهلي او مالي أو نفسي***يا مهدي

ص: 202

با مفارق حبیبه***طالت والله الغيبه

یا مته انعيش ابوصالي

یا بسمتي او آمالي

*****

یا مته يالغایب***نتلاقی سویه***یا مهدي

وانأسس دوله***عظمی مهدویه***یا مهدي

وابحكمك تصبح***عيشتنا هنيه***يا مهدي

او ننسى مآسي***واجراح او بليه***يا مهدي

وانعيش ابألفه***واخلاق علیه***یا مهدي

*****

وانلملم شملنا***وانحقق أملنا

او نتف باسمك يالغالي

یا بسمتي او آمالي

1420/8/10 ه

ص: 203

اشتقت وأشواقي كتني-الأستاذ أديب أبو المكارم

نبضة فؤادي***هلا مهدي هلا

ودايم أنادي***هلا مهدي هلا

عاشق أنا وانت***يروحي مرادي

*****

يا حبيبي اشتقت وأشواقي كوتني***وأنت ويناك

گللي وينك خل أجي وتتملى عيني***من محياك

روحي ولهانة اعلى شوفك لو تجيني***تبقى وياك

اتصير إلك ظل تدري عن حبها***اشكثر تهواك

وينك يغالي***هلا مهدي هلا***وينك يغالي***يا نور الليالي

مشتاق وحاير***هلا مهدي هلا***مشتاق وحاير***وبجي اجاهر

مقدر أنا اخفي***أشواقي وودادي

*****

العشق بلوى وتعقب البلوى بلايه***تتعب الروح

العشق ما بيه إلا الذل والشكايه***والشقا ونوح

ابكل عشق من البداية للنهایه***قلب مجروح

إلا عشقك نعمة وفضل وهدایه***ابقلب مشروح

حبك علينا***هلا مهدي هلا***حبك علينا***واجب یا ولينا

ورب الكرامة***هلا مهدي هلا***رب الكرامة***انطاك الإمامه

وما كثرك اعشقنا***لا أهل وبلادي

*****

سنين ننطر جيتك إلنا يغالي***وكلنا أشواق

ابکل صبح نترجي جيتك والليالي***ابدمع دفاق

ص: 204

وننحيني من نذكرك حنية اجلالي***ابقلب خفاق

عجل النا الفرج يا رب الآمالي***وفك الاطواق

یمتى يتلالى***هلا مهدي هلا***يمتی ایتلالى***وجهك ابجماله

ونشوف نوره***هلا مهدي هلا***ونشوف نوره***يسطع علمعموره

و عج یمهدينا***يا خير العبادي

*****

ساعة اظهورك علينا اتشع لنوار***ونحيا بسرور

وصوت اینادینا ظهر حجة الجبار***اليمحي الجور

عليك ايدلنا عطرك الأزکی من لزهار***وشعلة النور

نوصلك نلثم أقدامك حتى لآثار***وحولك اندور

كعبة أملنا***هلا مهدي هلا***كعبة أملنا***حولك احتفلنا

ولك يمهدي***هلا مهدي هلا***ولك يمهدي***كل أنفسنا

كل غالي يرخص لك***يا عزي وعمادي

مهدي يا حجة الباري وروح لسلام***والرسالات

بنصف شعبان الليمثل أحلى ليام***والمسرات

ارسل الشادي إلك أجمل الأنغام***واحلى كلمات

واحنا انحدد البيعه ابكل لعوام***ونمل هيهات

نبايعك واجب***هلا مهدي هلا***انبايعك واجب***يا أسمى الرغائب

وهاي المشاعر***هلا مهدي هلا***هاي المشاعر***تنبع من ضمایر

يالحجه وعيدك***أجمل الأعياد

1425/6/25ه

ص: 205

يالغايب .. وينك؟-الأستاذ أديب أبو المكارم

یا مته هالشمس تشرق***من جهة لغروب

والملك يهتف ظهر***الحجة المحجوب

ساعتها انادي أهلا***بجيتك يالمهدي وسهلا***ويرف علمنا

*****

بالساكن وسط الأجفان***قلبي مشتاق ولهفان***الشخصك يالغالي

آنا العاشق الولهان***اليقضي ليله سهران***اتعرفه الليالي

صرت امشي مثل الحيران***اتلفت وگلبي حزنان***يالماخذ بالي

شعل في قلبي النيران***بعدك، ولوچان العنوان***روحي ودلالي

لكن عيني ما تگبل***إلا بشوفك وتكحل

ابضيك بصرنا

*****

وينك يالغایب غبيت***من هجرك صبري***والصبر ملني

و شله عن خلك صدیت؟***قصر، لو منه اتأذيت؟***بالله خبرني

لكن یالشخصك حبيت***أقسم بالباري وبالبيت***وادري تسمعني

لو طول العمر تميت***أنطر، حبك ما خليت**لك يوم اتحيني

یالأهواه وأتمنى***ابقربه دايم أتهنی

يمته توصلنا

*****

من الزغر یا محبوب***هذا القلب بيك***ويناشد عنك

وينك وشحگه محجوب***عنا يا مالك لگلوب***والهجر فنك؟

مو من طبعك يا مهيوب***تتغلى لكن مكتوب***هالبعد منك

الصد عندك مو مرغوب***لكن هلأمر مطلوب***ومشعلل حزنك

ص: 206

وبالحب هذا نتوسل***للرحمن ونتأمل

ايفرج عنا

*****

اسمك بقلبي مسطور***يا حبي وبماي النور***ويه الأشباح

اسمك بالذکر مذکور***بالأنجيل وهم لزبور***ويه الألواح

اسمك ازکی من لزهور***واضوي من ضيا لبدور***وضي المصباح

وباسمك والبيت المعمور***وجاهك والرق المنشور***يشرق اصباحي

اسمك مهدي يالغالي***البيه ايسبح دلالي

وندرك أملنا

*****

يا يوم الذكرى يا يوم***شكل المسرة مرسوم***بوجوه الشيعه

تفرح واتناجي القيوم***باسمك والأفراح اتدوم***اتجدد البيعه

لكن يالمهدي ومعلوم***یا محلى ساعة لقدوم***التحيي الشريعه

من حولك هالشيعة تحوم***وتاخذ ثارات المظلوم***وثار الوديعه

يالمهدي عجل لينا***وارسم هالبسمه فينا

هالبعد ضرنا

1426/7/20ه

ص: 207

عشقت من الزغر-الأستاذ أديب أبو المكارم

عشقت من الزغر آنا***فرد ، محد وصل شانه

تظل عين له سهرانه***تراگب يمته يلفانه

افتحت گلبي إله دانه***و تلالي چنه مرجانه

*****

عشگته وآنا ما سمعته***عشگته وما بعد شفته

ولتسأل چیفه حبيته***أنا بالفطره عزيته

اعلى كل الناس بديته***واسمه ابگلبي خطيته

*****

فرد واحد اجاني وگال***چلامك ما يدش البال

وما مثله سمعنه انگال***لا ابقصه ولا بامثال

تحب واحد وحب قال***وما بينك وبينه أوصال !

*****

گلت له شنهو تتمنه***من الله خالق الجنه

هتف وبصوت اطلبنه***يربي الجنه الجنه

گلت هل تطلبه منه***حصل لك يوم وشفتنه ؟

*****

اگلك هذا يا سيدي***بعد كل أهلي وبعدي

أحبه ما نفس عندي***ولين آصير في لحدي

حبيبي للگلب يهدي***حبيبي اسمه ... المهدي

1426/7/23 ه

ص: 208

هلا بمولد المهدي-الأستاذ أديب أبو المكارم

عيد وفرح***زال الترح***يوم الولاده

و ویوم اللقا***بروح التقی***انعيشه بسعاده

ابهالذكری نادينا***للحجه غالينا

هلا .. هلا .. هلا .. هلا .. ابمولد المهدي

*****

الله على اليوم الذي***ينور الأكوان

يوم أخمسطعشر كل سنه***من شهر شعبان

یوم انولد روح التقى***حجة الرحمان

مولانا المهدي المنتظر***آیة الأزمان

*****

وكل سنه***احنا بمالمني***نستنه هلیوم

وكل الأمل***نحيي الحفل***ويبقى الفرح دوم

ونبعث تمانينا***الطه وموالينا

هلا .. هلا .. هلا .. هلا .. ابمولد المهدي

*****

أسفر صبح خامس عشر***بالضيا والنور

وقلب الوصي العسكري***هاني ومسرور

يقبل وليده واجتمع***نورن علی نور

وحوله ملایك هلكت***وتزغرد الحور

*****

وبيهم هتف***هذا شرف***آخر الأزمان

المنتظر***راعي الظفر***آیة الرحمان

هذا اللي دنيانه***تشتاق إلى ازمانه

هلا .. هلا .. هلا .. هلا .. ابمولد المهدي

ص: 209

هذا حفل دار الوصي***ولنا محافل

نحييها كل عام بفرح***مثل الأوائل

ونبقى على هذا العهد***نمضي ونواصل

واكبر حفل نتأمله***يوم التواصل

*****

ساعة فرح***والكل يصح***بسمه يشارك

ایهني ابفخر***کلمن حضر***حفله ويبارك

ويقبل ايمامة***بجبينه واقدامه

هلا .. هلا .. هلا .. هلا .. ابمولد المهدي

*****

ياللي على ايدينك ترى***ترفرف الرايات

والأمة هللي نطرتك***ترفع الهامات

عجل اظهورك سيدي***طالت الغيبات

ودنا نعيش ابدولتك***ألفة ومساوات

*****

طال الصبر***یا لمنتظر***وقلب الموالي

اشکم يحتمل***وشگد يظل***ينطر يغالي

عجل يرجوانه***ننطرك تلقانه

هلا .. هلا .. هلا .. هلا .. ابمولد المهدي

*****

انشودة أمل اسمك ترى***ننشدها كلحين

ونظرة عيونك من تجي***كحلة إلى العين

وهدايتك تروي القلب***وتكتل الدین

وشله البعد ياسيدي***عن المحبين؟

*****

شوف القلب***من كل محب***ذايب ومشتاق

اويرتجي***يمنا تجي***وتفك لطواق

بس عاد من هجرك***وإلى متى صبرك

هلا .. هلا .. هلا .. هلا .. ابمولد المهدي

ص: 210

الفصل العاشر : الاستنهاض والندبة في الشعر الشعبي

اشارة

ص: 211

ص: 212

في استنهاض الحجة المنتظر علیه السلام-الشيخ علي الجشي رحمه الله

*في استنهاض الحجة المنتظر علیه السلام(1)الشيخ علي الجشي رحمه الله

یا بن العسكري لقلوب***من يشفي إليها اسواك

طالت مدة الغيبه***متي انشوفك نشرت الواك

تصبر وانت ترى البلوى***علينا اشتدت او بلواك

ابعينك ما انظرت لابوك***وش قاسی هضم واهوان

من بعد الهضم والذل***ويلي والحبس سمت

ضجيع افراش من سمها***غدا او من حولها التمت

صارت علته اتعالج***او تظهر بامره اهتمت

ما اسمعنا أحد بحضور***أهله التمرضة العدوان

حالت آه بين أهله***أو بينه ما أحضرت يمه

چا تحضر مصوناته***أوحوله أعداه ملتمه

حرقه صارت ابقلبه***ابمنعها اتزيد علسمه

او بلقلوب الودایع آه***حسره اتوجرت نيران

بس ما غمضت عينة***هتكوا ويلي احريمه

او بدال العزا ليها***شافت ويلي اهضيمه

او نالتها مصایب آه***بعده كلها أعظيمه

حتى احلايله حبست***تطلب حجة الرحمن

أويلي من بني اميه***شلها عذر من حملت

حرات النبي حسرى***أوعليها اشرارها اتولت

اوطافوا بيهن الأمصار***او چم مجلس لها دخلت

ما ليهاغرض إلا***اتسر عبادة الأوثان

ص: 213


1- ديوان ( الروضة العلية )، ص 173 -174

يا ابن العسكري-الشيخ حسين البلادي القديحي رحمه الله

*يا ابن العسكري(1)الشيخ حسين البلادي القديحي رحمه الله

يا ابن العسكري انهض

وخذ ثار القضی عطشان

امعفر في ثرى الغبرا

اوراسه فوق راس اسنان

امخضب شيبه أبدمه

يتهادى إلى كوفان

ينظر له علي السجاد

اویبکي ايصيح واذلاه

او بنات المصطفى حسّر

تبكى اوتلطم اعلى الراس

قايدها شمر وسنان

من بعد البطل عباس

يزجرها زجر بالسوط

يرضى الضيغم الفراس

یمتى يظهر المهدي

او ياخذ ثاره أمن أعداه

ص: 214


1- ذكرى أبي ، ج2 ص 221-220

عجل ولا تنسى-الشيخ حسين البلادي القديحي رحمه الله

*عجل ولا تنسى(1)الشيخ حسين البلادي القديحي رحمه الله

عجل ولا تنسى وقایع یوم عاشور

جدك يبو صالح بقى بالترب منحور

مرمي ثلاث أيام أومنه الصدر مكسور

او راسه يبو صالح على العسال مشهور

وأعظم امصيبه سيدي اتفتت للصخور

زينب الحورا عمتك ركبت على كور

ص: 215


1- ذكرى أبي، ج 2 ص 222

یا صاحب العصر...الملا علي آل انتيف رحمه الله

*یا صاحب العصر...(1)الملا علي آل انتيف رحمه الله

گوم وانشر راية الإسلام يا والي الأمر

طالت الغيبه علينا واحنا دايم ننتظر

سيدي دستأذن الجبار وافض بالعجل

مدري أصدودك عن الشيعه غفاله لو زعل

ما أظن لاچن أظن عنها خبر لك ما وصل

والله اعجوبه إذا تحتاج نرفع لك خبر

يمتي نسمع بالسما امنادي ينادي بالفرج

ايصيح وينادي ابشروا هذا ولي الله خرج

وانته تدري ابشيعتك ضاگت ترى منها المهج

ضاگت الأنفاس بينا واحنا دايم ننتظر

سيدي العتب تدري ويش عندي من علم

علم أقشر فاجعي او مالي افادي ألم

وإن أردت اشرح إلك أمك ترى خدها انلطم

وإن أردت ثاني علم منها ترى الضلع انكسر

سيدي واللي دعانا اگلوبنا تشتعل نار

يوم الثاني تجاسر واعصر أمك بالجدار

دخل مترها عليها اوهي حسری بلا اخمار

او طلعوا ابحيدر علي املبب اولا واحد نکر

ص: 216


1- الصرخة المرحومة في رثاء النبي والعترة المظلومة علیه السلام، ص 568-567

یا صاحب الزمان-ملا محمد آل انتيف رحمه الله

*یا صاحب الزمان(1)ملا محمد آل انتيف رحمه الله

قوم یا بن الحسن واكشف عارها***وامك اطلب من عداها ثارها

ما دريت اشصار بالمصيونه***بس أبوها بالترب دفنونه

على المنزل داروا يحرقونه***او يبايع للعدا کرارها

طلعت الزهرا ترد أجموعها***عن خدرها وجرت منها ادموعها

کسر منها الرجس ويلي أضلوعها***وثار ابو الحسنين حامی جارها

وانفجع من شاف ذلة حالها***هالذي ابأحد الكتایب زالها

شافته الزهرا انسحب بحبالها***بالحشر قاسم الجنه ونارها

عجب ما خرت سماها ابنوبه***لجل حيدر والذي مضروبه

ولجل دار باللظا مشبوبه***ابغير جرمه القوم حرقوا دارها

واظلمت طیبه وزلازل فيها***يوم جروا بالحبل داحيها

وطلعت الزهرا ورا واليها***لطم خدها الرجس فوق اخمارها

هوت من تبكي انتثر قرطينها***من ضربهم سقطوا لجنينها

والبطل مكتوف يا هو ایعینها***ما الضرب ما للطم ما مسمارها

والدعى لفلاكها محتاره***صعد بالمنبر ولد خماره

والفتح خيبر جليس ابداره***يجر ونّة من صنيع اشرارها

ص: 217


1- دیوان عبرة المؤمنين، ص 125-126

الإمام علیه السلام وجبريل في مكة-ملا محمد آل انتيف رحمه الله

*الإمام علیه السلام وجبريل في مكة(1)ملا محمد آل انتيف رحمه الله

لامتي يملى المسامع جبرئیل ابدعوته

حجة الله في البريه آذن الله ابطلعته

حي يوم في البرية فيه يصرخ جبرئیل

ظهر راعي الثار حماي الحما أمن الدخيل

یا خذ ابثارات هلی بين مسموم و چتیل

اهناك كل معلول تشفي ابحجة الله علته

يظهر بمکه وتبلغ دعوته لهل البدع

ظهر من ينكس علمها او تخذل أبشد الجزع

ويذكر اللي ابيوم ثامن من أرض مكه طلع

حل من احرامه مخافه وجعل عمرة هجرته

ايصيح يا جبريل منها ابطيب سافر لو طرید

في حما الله اوشال ما آمن على نفسه الشهيد

يقله ابركن اليماني آمر بقتله یزید

بالسحر یا ساعة القشري حجة الله طلعته

شال بهله في الهوادج نایحه والقلب ذاب

خايفه اتروح العشيره وتنتهك بعد الحجاب

بين من خوها تودعه وام اتودع شباب

ليت كاس البين دونك هالحزينه شربته

ايصيح يا جبريل دمعي سال وفوادي جريح

ما تلام الحرم في هالحال لو ظلت تصيح

ص: 218


1- دیوان عبرة المؤمنين ، ص 254 -257

ترتجي کلمن ولدها أبسفرته يغدي ذبيح

بعد قلي يوم سافر وین طنب خيمته

ايصيح يا حجة الباري هام يصبح للبلا

و بخوته وهله وحريمه نزل وادي كربلا

وانذبح واهله عطاشا وانسبت لمدلله

من سعد آمر ورضوا بالحوافر جثته

ص: 219

ثارك ياصاحب الثار-ملا محمد آل انتيف رحمه الله

*ثارك ياصاحب الثار(1)ملا محمد آل انتيف رحمه الله

دنهض يا حجة بشيعتك ضاقت الأكوان

ثارات فاتت كم سنه والوعد ما حان

طالت المدة وصارت الغيبه بطية

ترقب اطلوعك كالبدر صبح وعشيه

تاخذ ابثار اللي انذبح في الغاضريه

والراس سافر يتلي المصحف على أسنان

وبشار هلى الروح بالأول خدمها

ذبحوا أخوها وشبوا النار ابخيمها

تنسى يحجة ابكربلا ذلها اوهضمها

لا ايهون عندك ثارها في آل سفيان

اتمنيت لن حاضر يحجه وشفت ليها

هجموا العساکر داخل الخيمه عليها

نزعوا حليها وقيدوا عزها ووليها

ونشوف كم طفله اسحبوها على التربان

وتشوف عينك يوم جابوا للهوازل

وصارت صوايح تشتكي قلة الكافل

تخت بحامي الجار حلال المشاكل

هاللي عن الجبار کلم ولد عمران

وتسمع اتضرعها الوديعه ودمعها ایسیل

تنادي عن الوالي يلعدى يصعب الشيل

ص: 220


1- ديوان عبرة المؤمنين ، ص 257- 258

جثة عزیز المصطفى من غير تغسيل

وشالت ولا واحد لفى للجثث دفان

يا ليت من نخت الحوری چنت عدها

وواریت جثة جدك الظامي ابلحدها

ولميت خنصرها وجبت قطعة چیدها

بن سعد خلاها العوادي أحسین میدان

لو جيت بتشيل الجنازه کي لها اتشيل

والله يحجه مهشمه من حافر الخيل

ابدوس الحوافر فصلوها القوم تفصيل

صارت نبل وسيوف وضرب احجار وسنان

ص: 221

يا من تصل إلى الغيبة-ملا محمد آل انتيف رحمه الله

*يا من تصل إلى الغيبة(1)ملا محمد آل انتيف رحمه الله

من يوصل الغيبه ينادي ابن الحسن ثور

لفقار سله ما دريت أبيوم عاشور

وان كان يا حجة ما تدري بالجرى وصار

في يوم ذبحت كل بني هاشم ولنصار

للي هدم ركن الشريعة الفلك حار

ما صاب هلي أبليل جدها المصطفى اتزور

تبدل سعدها والدهر جار ورماها

ذبحوا وليها وشبو النار بخباها

وجابوا الهوازل ريت يا حجة تراها

اتفر اليتيمة ومن عدوها تنسحب زور

ما حد بقا الها من أهلها الأماجيد

إلا عليل مبتلى ومقيد ابقيد

الزنجيل في حلقه ومنه غلوا الأيد

ومن فوق نطعه أمن الأعادي راح مجرور

انهض يحجه بالعساکر یابن ليمام

جنها او انسها والملايك ونشر اعلام

تدري الحرایر فوق هزل وصلت الشام

كلها حواسر والودیعه نحلها الكور

ليتك حضرت اتشوف لجساد الصريعه

وتدفن أحسين وتدفن ابحجره رضيعه

وساقي العطاشی اجنازته يم الشریعه

مفضوخ رأسه بالعمد والعلم مكسور

ص: 222


1- دیوان غبرة المؤمنين ، ص 258- 259

يا عماد الدين-ملا محمد آل انتيف رحمه الله

*يا عماد الدين(1)ملا محمد آل انتيف رحمه الله

دنهض يا عماد الدين والرايات منشورة

ثاروا يطلبون الثار في وقعة بدر واحنين

حورب وانشر الرايه يحجه فرد حورابه

ولا تنسى إلى المخضوب شبه ابوسط محرابه

امسي الدين من بعده حزين وزاید امصابه

والأملاك في الأفلاك ضجت مات حامي الدين

يحجه الثار ما تدري الحسن عمك قضى بالسم

يحجه سمته جعده ومن بعده الهدي اتهدم

افجع قلب دين الله ابو نینه وقذف چیده دم

عنده احسين بتلوى ودم تحري ادموع العين

يحجه ما دريت احسين راح ابكربله محصور

واحريمه تحن وتصيح والعسكر عليه ابدور

ظامی انذبح والأنصار صرعى وين عن عاشور

بالغبری ثلة ايام لاغسل ولا تكفين

ليتك تنظر العباس يوم المعركه انزلها

صال وفرت الشجعان عنه وغضب زلزلها

طاحت جثته بالقاع ما حد نهض غسلها

شقوا هامته بعمود وسفه وقطعوا الكفين

ص: 223


1- ديوان عبرة المؤمنين ، ص 259 -262، جاءت هذه القصيدة في الديوان متصلة بالقصيدة السابقة، واختلاف القافية دل على مغایرتها لها ، كما أن بها نقصاً في المطلع ، كما هو ظاهر

ليتك تنظر الأكبر خلا انهارها كالليل

ذكرها بلا الكرار في حربه وسقاها الويل

وراسه انصاب وتكور على الغبرى تدوسه الخيل

شباب او بالثرى اتعفر سنه ما بلغ عشرين

ليتك تنظر الجاسم وتزويجه علی اسکینه

عرس یا عرس لقشر لا حنه ولا زينه

ابساعه وزفوا العريس إلى قبره امشيعينه

وسكنه دخلت أحدوده آبدمه حنت الكفين(1)

حورب وانشر الرايه جدك ذبحت انصاره

يعاين بالثری ارجاله وقلبه تلتهب ناره

ويسمع بالخيم ضحت حريم بقت محتاره

واليها العدا الچتله عليه اتلملموا صوبين

ودع أهل بيته وسار نار الحرب سعرها

وكم راس قطع کم زند بالميدان طيرها

وحید وفاقد ارجاله وبوه الليث ذكرها

لو چنه زلازل عاد من يصرخ على الصفين

لمن حان محتومه بروحي ليست تفدی له

خر ابحرة الميدان ليتك حاضر اتشيله

ص: 224


1- يشير الشاعر هنا إلى قضية زواج القاسم ابن الإمام الحسن علیه السلام، وهي قضية مختلف فيها، فهل : لم يحدث شيء أصلا ؟ أو حدث عقد زواج فقط ؟ أم حدث الزفاف ؟ وأخذ البعض لإثبات رأيه أو لتفنيد رأي غيره ما لا يحسن من الأساليب والطرق ، حتى ابتعد بعضهم عن العلمية ، وجانب أخلاق البحث كثيراً . وليس هذا مجال بحثها ، وإنما إشارة عابرة ، لأن الإشارة لها ستتكرر في أكثر من قصيدة شعبية واردة في هذا الكتاب.

وعنده زينب الحورا محتاره ابتغسيله

تشوفه بالثرى مطروح لا راس وبلیا ایدین

متدري حال ابو السجاد شنهو حال نسوانه

جت القوم منجاله وحرقوا ابنار صیوانه

وكم من طفلة تصرخ عقيبك وين ملفانا

ومن يحمي الحما يحسين ظلينا بليا امعين

حورب وانشر الرايه عداك اللوم لا تجلس

و شهر سيفك البتار ياللي اليونس أمونس

متدري عمتك زينب شتمها ایزيد في المجلس

بين الأمم وقفها وتستر راسها ابلیدین

ص: 225

حملت ودايعكم-ملا محمد آل انتيف رحمه الله

*حملت ودايعكم(1)ملا محمد آل انتيف رحمه الله

من ينتدب بابن الحسن من يوصل الغيبه يقل

جدك متدري ابكربلا داس الشمر صدره ابنعل

يالمنتدب منك عجب جالس وتدري اللي جرى

صدر ربي ابحجر النبي فيه الأسنه امکسره

إن كان ذبح احسين ما يهيجك بالعرى

عاده تقل زینب بعد تركب على كور الجمل

ما هي الأمس رب العرش رد الشمس ليها جلال

نهي أو أمر كل البشر ما حد نظر ليها خیال

عندك خبر بعد الخدر ما لها ستر فوق الهزال

بين العدى اوياها النسا والسوط اكساها حلل

اترخص من الله حجة الله انهض ابعزم شديد

تدري الوديعة في الأسرسارت وحدك في الحديد

ثار الظعن وبيها مشی وحسرى دخلت مجلس یزید

وتدري شماتات العدا من دونها ايهون الأجل

تدري ولا واحد نهض غيران من أهل الإبا

دخلوا ابزينب في دمشق الشام حسرى امسليه

تندب إذ أتورم متنها أمن الضرب من تندبه

كلها عداة داروا بها السوق مكتوفه ابجبل

ص: 226


1- دیوان عبرة المؤمنين ، م 262 -263

استنهاض صاحب الزمان-الملا حسين الشبيب رحمه الله

*استنهاض صاحب الزمان(1)الملا حسين الشبيب رحمه الله

قوم يابن العسكري اشعل نارها***وارجف العدوان او خل ادیارها

ثور یابن العسكري ما لك عذر***ما يصير ادمومكم تغدا هدر

كيف تنسی حرمله أو شمر اوزجر***وآل مروان أودعايا اشرارها

قوم صیح الثار يابن العسكري***وانشر الرايات في وادي الغري

واطلب ابثار الغدا بالسمهري***راسه وأنواره تشع أزهارها

اوصيح من چتف علي فحل الفحول***واجترا اوسقط حمل بنت الرسول

وقول من كسر اضلوع امي البتول***من دخل من غير رخصه دارها

من غصب فيها او حقها من خذه***واجترا عليها او لطم خدها بيده

من قتل محسن او جرعها الردا***منهو روعها أوباح اجوارها

من غدر حيدر علي في مسجده***منهو شق راس الفحل بمنهده

من خضب شيبه أبدمه اومدده***من غزا العليا اوهد اسوارها

منهو سم الحسن من ذوب حشاه***من فطر چبده أو من غيب ضياه

منهو فوق النعش بسهامه رماه***وخوته حوله تلوح اشفارها

وأعظم أمصيبة التهيجك يالغيور***وادري لو انته على البلوي صبور

هاي لكن فجرت صم الصخور***سایل اولازم لفتك اخبارها

منهو جعجع بالحسين اوزلزله***من حرم جده او جابه الكربلا

من عليه حرم الماي أو حلله***على الأمة أشرارها أوفجارها

من رمي العباس عمك بالعمود***من فطر هامه أوقطع منه الزنود

منهو ذبه اعلى الثرى ابروحه يجود***والدما حوله تسيل انهارها

من ضرب الأكبر ابسيفه او جدله***من خضب جاسم ابدمه اوغسله

منهو خلى ابطالكم في كربلا***صرعى ما أحد يدري من قبارها

من ذبح شيخ العشيره اوعفره***من وطا بالخيل صدره او کسره

من قطع راسه أو من حز منحره***والدما حوله جرى تيارها

ص: 227


1- ديوان الشبيب، ج2 ص 110- 112

استنهاض صاحب الزمان-الملاحسين الشبيب رحمه الله

*استنهاض صاحب الزمان(1)الملاحسين الشبيب رحمه الله

طال صبرك يا شبل کرارها***ثور والعدوان صیح ابدارها

وانشد اهل الجور واصحاب الغدر***من تطب كوفان وجموعك تجر

من ذبح مسلم اوذبه من القصر***من نكث بيعته من فجارها

ليش اهم خانوه اونكثوا بيعته***أوليش من خانوه لعبوا ابجثته

اولیش وسط السوق سحبوا أجنازته***ابجبل تتفرج عليه اشرارها

اولیش هاني نغل مرجانه اغدره***اوحطم اعرينه اوثغره کسره

او طلعه بالسوق والكل ينظره***مثل شاة اللي بيد جزارها

اولیش برض اطفونها حرقوا الخيم***اولیش سلبوا اقناع زينب والحرم

اولیش طفل أحسين مفطوم ابسهم***والعبيد السود وسفه احرارها

اولیش داروا اعلى العليل اوقيدوه***اولیش جروا النطع من تحته او خذوه

اولیش غلوا أيده اوعنقه زنجلوه***اودمعته ابخده تسيل أمطارها

اوليش ساقوا الحرم يسرا على الهزل***والشهيد احسين مرمي ابلا غسل

اولیش مشوها او حاديها نذل***والنياق ابها اتميل اكوارها

اولیش قطعوا البيد بيها والبطاح***اولیش راس احسين للشامات راح

اولیش حملوا الروس من فوق الرماح***کالأهله اوهي تشع أنوارها

اوصيح لیش اتوقفت مثل العبيد***للشرا والبيع في مجلس يزيد

بين ايدين النغل شراب النبيذ***تحتجب بالصون عن نضارها

ما لها حامي ولا ليها كفيل***تحتمي وتلوذ بنه غير العليل

واقف اوياها اودمعاته تسل***فوق خده تكت مثل انهارها

اوعقب ذاك الضيم واهوال العظام***غادره بالسم يبو صالح هشام

اوراح لجله الدين مهدوم الدمام***وأصبحت عدنان ظلما اديارها

ص: 228


1- ديوان الشبيب ، ج 2 ص 112- 114

استنهاض صاحب الزمان-الملا حسين الشبيب رحمه الله

*استنهاض صاحب الزمان(1)الملا حسين الشبيب رحمه الله

اصغار هاشمها انفنت وكبارها

قوم یابن العسكري اطلب ثارها

كل هلك خلصوا يبو صالح قتل

بالسموم او بالسيوف او بالنبل

منكم اتشفي يوسفه كل نذل

وانتوا سادات الخلق واحرارها

هاي اميه مع بني عباسها

هدموا احصون العلا من ساسها

أول الباقر شرب من كاسها

عقب أبوه اسموم تلهب نارها

ص: 229


1- ديوان الشبيب، ج 2 ص 114-115

استنهاض الحجة القائم-الملا حسين الشبيب رحمه الله

*استنهاض الحجة القائم(1)الملا حسين الشبيب رحمه الله

يراعي الثار فات الثار***قوم انهض يليث الغاب

ما جاك الخبر مكسور***ضلع امك ابصير الباب

يا راعي الحميه اشلون***تصير والخبر عندك

من قادوا أبجبل مكتوف***بابن العسكري جدك

دنهض ونشر الرايه***اوصيح الثار لو وحدك

وسأل من قتل محسن***اوعن نار الورت بالباب

ما تدري أمك الزهرا***ابسوطه العبد لوعها

او ثانيها يبو صالح***لطم خدها اوروعها

تصيح بصوت یا فضه***یویلي اوسال مدمعها

اوطاحت تجذب الونه***تصيح أو تنتخي يا ياب

يمتى انشوف یا ضرغام***كل الأرض تمليها

خیل اتموج بالأزلام***وعلامك تباريها

ما تدري ابصير الباب***أمك وش جرى اعليها

اوجدك خالفوه القوم***والتموا عليه احزاب

اويلي من لطم خدها***اولوعها على المتنين

اوروعها النغل بالسوط***اوصاحت وين أبو الحسنين

طلعت خلفه تنادي***خلوا عن حياة الدين

اورد الها الدعي بالسوط***اودمعها اعلى الوجن سچاب

لحد يا عزیز الجار***قوم انهض يا راعي الزود

وسأل من أسر جدك***أوحط ابرقبته البنود

هاي أعظم عليكم يوم***قادوا الفارس المعدود

واعظمها عجب هالكيف***ما تنهض يليث الغاب

ص: 230


1- ديوان الشبيب ، ج2 ص 123-122

استنهاض لحادثة كربلا-الملا حسين الشبيب رحمه الله

*استنهاض لحادثة كربلا (1)الملا حسين الشبيب رحمه الله

قوم انهض يبوصالح***ابهه يابن داحي الباب

لا تنسى البقی مطروح***مرمي غرض للنشاب

قوم انهض يبو الشيمه***ولا تنسى الجرا اعلى احسين

يوم اعلى الثرى خلوه***لاغسل ولا تكفين

تلعب فوق جسمه الخيل***لا تنسى محامي الدين

فات الثار والله عار***دمكم ما اله طلاب

بس ماطاح في الميدان***و جو النار بخيامه

ولعبت فوق جسمه الخيل***ويلي اوهشمت اعظامه

اوراح المهر للنسوان***خالي السرج واللامه

ينعى اوطلعن ابلا اشعور***بين العرب والأجناب

دنهض ونشر الرايه***اورج الأرض وقلبها

اونادي الثار يهل الثار***والعدوان صیح ابها

ما ترضی علی عمتك***يعزها الشمر يسلبها

اوهي تنخاك نوب اونوب***تنخی وین داحي الباب

چم عتب عليكم حان***يوم طاح واليها

نختكم ولا شافت***أحد منكم فزع ليها

والله عجب چي ترضوا***يصير الشمر حاديها

و نتوا رقود يهل الزود***ما هزكم عتب وعتاب

ما زلزل اعطافك يوم***حادي العيس مر بيها

اومر ابها على الميدان***حسری اولقت واليها

امعفر بالثرى مطروح***حوله كل أهاليها

نوما اعلى الثرى بلا روس***وبدال الفرش التراب

ص: 231


1- ديوان الشبيب ، ج 2 ص 124- 125

استنهاض-الملا حسين الشبيب رحمه الله

*استنهاض(1)الملا حسين الشبيب رحمه الله

دنهض أوطي رايتك قوم انشره

واطلب ابثار البدور النيره

دنهض أبهمه يضيغم یا غیور

واجر من دم العدا ابسيفك بحور

سو يوم ابهم مثل یوم النشور

للحشر كل الخلايق تذکره

يمتى تظهر والخلق خلفك اجموع

لابسين اقلوبهم فوق الدروع

وش عجب ما هيجك كسر الضلوع

آه ياضلع البتوله اشکسره

من لفح سوطه على متنینها

منهو دملج بالعصا زندینها

من لطمها اوصاغ حمرة عينها

منهو خلاها تنوح امحسره

تدري يا هو اللي كسر ضلع البتول

من بعد موت النبي الهادي الرسول

وبحبل قاد الوصي فحل الفحول

تدري يا هو اللي تملك منبره

ص: 232


1- ديوان الشبيب ، ج 2 ص 125 -126

استهاض ورثاء الإمام الباقر علیه السلام-الملا حسين الشبيب رحمه الله

*استهاض ورثاء الإمام الباقر علیه السلام(1)الملا حسين الشبيب رحمه الله

یا بن العسكري دنهض***ابهمه اوثور یالثاير

واصرخ في بني مروان***من سم جدي الباقر

منهو اللي نحت للسرج***منهو اللي سقاه السم

منهو ذوب افاده***او خلاه يذب كبده دم

من داس الحما المهيوب***من غال الفتي الأعظم

ركن الدين بحر الجود***بحر اعلومها الزاخر

یابن الحسن لا تنساه***عجل وانهض ابهمه

واطلب في القضی مسموم***لا يغدي هدر دمه

واصرخ في بني مروان***صرخه ترجف الأمه

واطلب ثار ذاك المات***ما له أمن الخلق ناصر

سمه ابن الطريد اومات***يجذب ونته ويلاه

مجروح القلب مسموم***والدين انهدم مبناه

واصبح في السما جبريل***وأملاك السما تنعاه

والعرش ارتجف طوده***واظلم نوره الزاهر

دمكم لا يروح أضياع***یا ذخر الهواشم ثور

والباقر أخذ ثاره***اوسایل وش جرا ابعاشور

منهو قطعوا أكفوفه***او منهو بالعطش منحور

منهو اللي هبوب الريح***سوى له كفن ساتر

عجل وانهض ابهمه***اوثور ابعجل یا ضرغام

واصرخ في بني مروان***یا هو اللي حرق لخيام

ص: 233


1- ديوان الشبيب، ج2 ص 133-131

منهو اللي سلب عمتك***او منهو اللي سلب الأيتام

وانشد یا رضيع المات***مفطوم ابسهم کافر

منهو اللي خذوه القوم***يبکي فوق مهزوله

رجله امقيده اويده***يليث الغاب مغلوله

يجري الدمع واعظامه***من الأحزان منحوله

وانت يا بن حامي الجار***دوم اعلى الهضم صابر

واعظم هضم يدمي العين***يا بن الفارس الصنديد

عصر امك المحزونه***اودخلة زينب أعلى يزيد

حسری ما عليها اقناع***تستر وجهها بالإيد

ليت المرتضى الكرار***في ذاك الوگت حاضر

من بعد العزيز احسين***لبت هاشم العليا

الثيابات الهضم والضيم***أوأمست للعدا رمیا

چنها افراخ طير تحوم***بيها ضاقت الدنيا

اوصارت شيعتك في حال***والله يكسر الخاطر

ص: 234

استنهاض الحجة-الملا حسين الشبيب رحمه الله

*استنهاض الحجة(1)الملا حسين الشبيب رحمه الله

یا بن الحسن، فات الثار دنشر رايتك واظهر

ما کو محل للتصبير يابن الحسن چي تصبر

تصبر وانت هم تدري من بعد النبي شجرا

.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. شرعته الغرا

....................... فاطم الزهرا

ارثها اوبين حايطها عصرها اوللضلع کسر

ابرغمها دخل مترلها عليها أوما عليها اخمار

عصرها بين حايطها أوحرق بابها بالنار

سقطها النذل الجنين وصفقها خلف الخمار

ابكفه الرجس ووکزها ابسيفه ثور لا تصبر

لا تصبر يراعي الثار قوم او بالفرج عجل

ثور ابعجل وبهمه ترى جدك عراه الذل

مكتوف ابحبل وسفه او عن ارثه بعد يعزل

........................ على المنبر

رقى المنبر وبو الحسنين واقف بالحبل مكتوف

يدير اوينظر ابعينه يريد المحامي اولا يشوف

ایشوف القوم من حوله عليه امجرده السيوف

ايقولوا له يبو الحسنين بايع ............

ص: 235


1- ديوان الشبيب ، ج 2 ص 133- 136، والنقص في الأبيات من المصدر

عجب منك يحامي الدين تصبر والخبر عندك

تصبر وانت هم تدري شنهو اللي جرى ابجدك

عن ارثه تری ممنوع ليش أضرعت له خدك

يهنا لك يحامي الدين جدك بالحبل ينجر

ثور أبعجل او بهمه وادرك ثارك المضمون

شنهو العذر في اقعودك وانته الصاعقه بالكون

يمينك شل ماضيها لو خيلك بلایا امتون

ثور ابعجل في هاشم بیرگ عزكم دنشر

خذ ثارك يوم الطف ترى جدك قضی مقتول

عارى اعلى الثرى امطير على صدره الخيل تجول

بلايا غسل ظل مرمي راسه اعلى الرمح محمول

ابكبده السهم يتثنى اوراسه اعلى الرمح يفتر

نساكم على الهزل سارت بلا والي اوبلايا اكفيل

او زينب عمتك الحورا ما لها سستر غير الليل

على مهزوله عجفا سايقها حدا بالويل

يصفق بالهنا كفه اورايات الفرح نشر

واعظم نازله بالطف دعت عين الخلق عبرا

ضجو لك فرد ضجه نادوك ابكبد حرا

سميه اوهند محجوبه اوزینب على الجمل حسرا

على ابن زیاد دخلوها اوبالكفين تتستر

ص: 236

استنهاض-الملا عبد المحسن العقيلي رحمه الله

*استنهاض(1)الملا عبد المحسن العقيلي رحمه الله

يمته يبو صالح تلوح ابظهر لحصان

طالت الغيبة يابقية آل عدنان

طالت الغيبة ثور یا صاحب الهيبه

واقصد يحجة الله ابجندك أرض طيبة

او خذ ثار هللي سقطت المحسن غصيبه

و او ثار اللي طلعوا به من المنزل العدوان

واقصد الكوفة ياخلف ذيك البهاليل

وادخل المسجد شوف دم جدك به ایسیل

او نادي یمردي اقرومها ومشرد الخيل

جروك من بيتك مثل ما ايجرو الضان

والحسن خذ ثاره من القطع افواده

بالسم أو ي یتّم يا حبيب الله اولاده

او خلى الوديعة اتصيح قوموا له يساده

جيبوا دوا له من قبل ما ایموت هالآن

اورد بالعساکر کربلا أم المصايب

ذيك اللي فيها اتذبحت أولاد غالب

چم شاب من أهلك وقع فوق الترايب

و عافر او طفل صار بيه السهم نیشان

وامشي اشويه او شوف دم البطل عباس

يجري اويمه دم علي الذبحوه لرجاس

او دم اللي عرسه يانسل خواض لمراس

ودموم هاللي وزعوها القوم بالزان

ص: 237


1- ديوان الزفرات المحسنية ، ص 115 -116

وهناك عاين شوف دم احسين جدك

سائل من السهم الفطر چبده او چبدك

لكن أخبرك والخبر أدري به عندك

و یا حجة الله تدري بيه انذبح عطشان

اوصد بالنظر عاین مکان الخيم صوبين

محروقه بالنيران يانسل الميامين

او لوشفت عماتك سترها راح ليدين

انچان تركب في عشرة الكوك فرسان

وتجدم العسكر او دور ايمين وشمال

في الموضع اللي اتقطعت من جدك أوصال

من رض بنات الأعوجيه او دوس لنعال

نشكي إلى الله أوليك فعلة آل سفيان

او بعد آرد أخبرك يا نسل ذيك الأماجيد

عن عمتك راحت يسيره تقطع البيد

او دخلوها یا حجة الباري مجلس ایزید

بعد الخدر حسرى يبو الغيره ابدیوان

ص: 238

استنهاض-الملا عبد المحسن العقيلي رحمه الله

*استنهاض(1)الملا عبد المحسن العقيلي رحمه الله

جبریل نادي أو عبرته ابخده جریه

يا فرج الله ركبوا عمتك مطيه

ليتك تعاين عمتك مابين لنذال

ستر الوجه ليمين وستر الراس لشمال

فوق الهزل تسمع دوي ضجة الأطفال

اینادون وين اليوم عنا أهل الحميه

وابن الحسن بس هالحچي سمعه تزفر

او قلة عماتي اركبوهن هزل حسر

نادي نعم وجميع أهل الكوفة تنظر

او قالوا لفت لمخدره ليكم هدیه

یابن الحسن ما اتشوف ذا باب الشماته

دخلوا ابراس حسين من حوله خواته

او جدك امقيد بالحبل عایف حياته

مشدوده رجلينه یون ونه خفيه

او من دخلت الكوفه الحزينه نادت ابصوت

يهل الشماته يم ظعنا لاحد ایفوت

يا ليت لا شفت الشماته او جاني الموت

او لاشفت جتال أخوتي يشمت عليه

اتمنيت يا حجة الله الباري عينك اتشوف

عمتك ذليله اميسره مابين لصفوف

ايقولون هاي اللي خدرها چان موصوف

بعد الخدر حتكم على كور المطيه

ص: 239


1- ديوان الزفرات المحسنية ، ص 116 -117

ما بين ما هي واجفه والناس صوبين

إلا المنادي ايقول سوقوا الخارجيين

خلوا الظعينه اتسير أوجدموا راس لحسين

بلچن خواته اتطيح من فوق المطيه

من رأت عمتك للخلق تتفرج اصفوف

ناس تدق طبول ناس تضرب ادفوف

صاحت يحيدر يا علي وينك يموصوف

بالعجل خلصنا يبويه من أميه

اتحنت أضلاع الشفيه أو حزنه ازداد

او قله اخبرني وش فعل بيهم ابن ازیاد

ناداه وقف بالحبل جدك السجاد

يا فرج الله ما تهيجك هالرزيه

سایل من الواقف أبقيده يا مسلمين

نادوه هذا أمير اخليفة أحسین

نادي أبعجل يا قوم سفكوا دمه هالحين

من أهل هذا البيت لا اتبقوا بقیه

من حین سمعت عمتة قامت كئيبه

شبحت عليه اتصيح هذا النلتجي به

ابن ازیاد بعده لا تخليني غريبه

مالي من أهلي واحد ينغر عليه

ص: 240

استنهاض-الملا عبد المحسن العقيلي رحمه الله

*استنهاض(1)الملا عبد المحسن العقيلي رحمه الله

سيدي ما اتثور یا والي الأمر***بالفرج عجل بسيدي اشتنتظر

عجل او لا تنسى جدك يا شهم***من ماء لفرات اللي منه منحرم

سیدي او لو تذكر الذاك السهم***الوگع في گلبه او خرز منه الصدر

عالج الترعه من امكان الثبت***ما تزلزل لزم چبده اولا انفلت

لزم خاصرته بيدينه والرخت***وانحنى راكع او من ظهره ظهر

اولا خرج إلا ابثلثين الجبد***او گلبه مثل الجمر منه ينوحد

اهوى عن مهره وإلى ربه سجد***طايع امسلم إلى الله الأمر

اینادي يا ربي لا تنسى شيعتي***يندبوني أو يذكرون امصيبتي

يذكروا أمصابي وينصبوا أجنازتي***والمدامع یسچبوها كالمطر

او ما ظن تنسى شيعي ذاك الشباب***الما ترك گلب الا منه انفطر ذاب

شفته يتعفر طريح اعلى التراب***ما بلغ عشرين سنة من العمر

او بعد یا شیعه لا تنسوا ابن الحسن***اللي جعلنا اثياب عرسه له چفن

أبعشرة العاشور عرس واندفن***وانحفر له ابكل گلب شيعي گير

واللي يا شيعة نحل منی القوى***اوذوب الگلبي باراضي نينوى

ذبحة العباس شيال اللوى***فطر قلبي وانكسر مني الظهر

او ليت يا شيعي تعاين للرضيع***الچان يوم الحشر لك ذخر او شفيع

حرمله یا شیعه أسگاه النجيع***ابسهم في نحره او خلاه يعتفر

شيعتك يا سيدي ما تنسى ليك***تذكر اللي ابکربلا أسدى عليك

تنصب المأتم وتتلهف عليك***آه على اللي قطع راسه الشمر

اعليك محزونه او مشدوهة البال***اشلون تنسى وانته ما اشربت الزلال

أبد ما تنسى الداسك بالنعال***اظن هذا اللي يهيج المنتظر

سيدي ما اتهیج من أهل الزمن***سیدي ما اتثور تكشف هالمحن

ايحب ينصرك سيدي عبد الحسن***تأخذه بيده او تكفيه كل خطر

ص: 241


1- ديوان الزفرات المحسنية ، ص 137 -138

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام-الشيخ فرج آل عمران رحمه الله

*في رثاء الإمام الحسين علیه السلام(1)الشيخ فرج آل عمران رحمه الله

قوم شن الحرب يا جيدومها***واطلب ابشار السبط مظلومها

سيدي يازي الصبر دنهض او ثور***ما خلص صبرك على طول الدهور

ما دريت اشسدى على اهلك يا غیور***قوم واطلب سيدي بدمومها

قوم يا ابن الحسن یا رکن الهدى***واركب اجوادك اوسيفك جرده

اوصول بالسيف الصجيل اعلى العدا***وافن كل شجعانها واقرومها

اقرومها اوشجعاها افنيهم چتل***اولا اتخلي من امیه طفل

ما دريت ابطفل جدك يا نفل***بالسهم ویلي غدا مفطومها

بالسهم ويلي بني اميه الرضيع***فطمته اولا راقبت جده الشفيع

باي ذنب يتخضب ابفيض النجيع***اوينچتل يم النهر محرومها

سيدي أوجدك حسين أمسى ذبیح***او من وریده سیدي دمه يسيح

او ظل ثلت ایام عريان اوطريح***علثري ابحر الشمس وسمومها

سيدي تنسى الجرى ابيوم الطفوف***عالسبط يوم الشرب كاس الحتوف

من طعن زاناتها اوضرب السيوف***كل عضو منه غدا مهشومها

سيدي والخيل داست علصدر***أو سفط علم الله ابحوافرها انكسر

اوقامت اتقلب الجسد بطن الظهر***قصدها جثته اتخفي ارسومها

اشلون تنسى الغاضريه اولا صدر***مثلها أولا جال بالفكر اوخطر

من عصر آدم إلى يوم الحشر***الكون واهله ايصيح يا مظلومها

الكون واهله ينذرف دمعه الهمول***حين يذكر ما جرى اعلى ابن الرسول

أو مهجة الهادي او مهجة أمه البتول***اوللملائك فخرها اومخدموها

یا غريب الطف يومك ما أعظمه***علجميع الخلق من أرض أوسما

كل موجود بکی له بالدما***حتی عين الحجر تحري ادمومها

واعظم امصيبه على اهل الفخر***بين لجناب الحرایر تنشهر

ص: 242


1- ديوان الروض الأنيق في الشعر الرقيق ، ص 91 -93

اوما لها غير الأيادي من ستر***او بالسكك مثل العبيد اتسومها

سيدي وبمجلس ابن زیادها***أدخلوها حاسره اوسجادها

حجة الله امغلل ابأقيادها***ايقول ليت اليوم تلفی اقرومها

والمصيبه النكست بيرق الدين***أدخلوا زینب مجلس ایزید اللعين

او دخلن ایاها خواتين الحسين***مثل سكنه الغاليه او كلثومها

ما عليها من ستر ومچتفه***ألف وسفه والعدو منها اشتفا

ليت ابوها ينظر اها ابهالصفة***ایزید یشتمها ويشتم قومها

اوظل يتهكم عليها او يفتخر***او يحمد الله اعلی چتل اهل الفخر

ومتچي اعلى التخت قدامة السكر***ايقول دير الكاس هذا يومها

لعنة الله والخلايق والملك***اعلى يزيد اتزيد ما دار الفلك

وليحبه والذي السلكه سلك***مستقره امن الجحيم اتخومها

سيدي منك فرج يطلب فرج***في الحياة أو في الممات انت الفرج

واعليك صلى الهنا يا بو الحجج***ما استنارت في الظلام انجومها

ص: 243

یا حجة الله-السيد علي الخضراوي رحمه الله

*یا حجة الله(1)السيد علي الخضراوي رحمه الله

انا بندب عزيز الله كشاف البلا اولكروب

خلق الله الجديد أعني الحجه الفارس المهيوب

ألا يا صاحب الرايه او صاحب عزنا المشهور

يخليفة رسول الله حاتفنا الظلم والجور

متى تظهر يحزب الله نشوفك والعلم منشور

أو خيلك يا إمام الحق تملي للفضا ولدروب

ششكي لك يبو صالح شوصف لك ويش اقول

أنا امعزي يبو صالح وانته بالأهل مثكول

على كل حال دايم دوم قلبك بالحزن مشغول

يمتى الراية العظمی نراها اويحصل المطلوب

عجب تنسي يبو صالح قضية عجلها الطاغوت

لمن جا وجسر للباب اوجر المرتضی مچفوت

مهر الموصوف في الشدات ما هو الفارس المنعوت

مهو الحجة على الأمه اوما هو شجاعها المهيوب

عجب ترضى يبو صالح حبتر يدخل المنزل

إلى الزهرا ایآذیها ويقنعها ابسوط الذل

سقط محسن امنها اوخلا ادموعها بتهل

أمست والضلع مکسور منها والجنب مضروب

ص: 244


1- مجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي حفظه الله ، ومجموع مخطوط آخر للملا حسن بن مكي آل ناصر ، موجود لدى ابنه الخطيب محمد علي آل ناصر حفظه الله

ألا يا حجة الجبار چي تبرد قرايحنا

من الندبه يبو صالح چي تبرد جوانحنا

اونار الحزن بوصالح تشعل في ضمایرنا

واعداكم يبو صالح علينا ضيقوا كل صوب

اشحرمه حيدر الكرار يجروونه ابحبل مأسور

او يا ذنب إلى الزهرا تمشي والضلع مکسور

حيدر غيرتك ترضي حبترها إيلطم النور

هلي في وجه فاطم وانته الفارس المهيوب

ص: 245

خطاب للحجة علیه السلام-السيد شبر الحواج التاروتي رحمه الله

*خطاب للحجة علیه السلام(1)السيد شبر الحواج التاروتي رحمه الله

طالت علينا الغيبه عجل او شوف إشصاير

فاطم الزهره جدتك كسروا ضلعها ابصائر

والمرتضی جدك علي لحبال حطوا برقبته

و دوه للمسجد عجل يمشي اوهو مهبط رقبته

وأما الجماعه اتعاهدوا لازم يضربوا زوجته

صار العزا وصار اللطم أو كسروا ضلعها ابصایر

ص: 246


1- ديوان (الدموع البشرية ) ، ص 7

استنهاض الإمام الحجة-الملا منصور آل عاشور رحمه الله

*استنهاض الإمام الحجة(1)الملا منصور آل عاشور رحمه الله

یا بن الحسن مأجور في باقي البقية

شیخ العشيره الي انذبح في الغاضريه

يا بن الحسن في كعبة الوفاد مأجور

في كربلا ذبحوه ظامي ابيوم عاشور

اوصدره ييو اليمه ابوطي الخيل مكسور

اوراسه يبو صالح ابراس السمهریه

یا بن الحسن مأجور في الصنديد عباس

ضل بالثری مرمي بلا اكفوف ولا راس

اومأجور في الجاسم اولکبر ص عب لمراس

الضلوا على الغبرا يبو صالح رميه

یا بن الحسن ماذا ايهيجك عقب لطفوف

وعقب الذي ضلوا على الغبرا بلا اكفوف

اوعقب الذي قادره آوهو ابحبل مكتوف

السجاد جدك أويجذب الونه خفيه

مدري الخبر ما جاك وبحرق القوم لخيام

مدري الخبر ماجاك وخولي ضرب ليتام

اوما لفاك الخبر زینب راحت الشام

ليل اونهار اتنوح في كور المطيه

ص: 247


1- دیوان ( فضيلة المنبر)، ص 47-49

یا بن الحسن مأجور في الضلوا بلا روس

في كربلا اوخيل الأعادي اعليهم اتدوس

ضلوا بلا تغسيل صرعى ابحر لشموس

وحسين نوره يشبه الشمس المضيه

عجل ولا تتنا یمن للدين حارس

یا بن الحسن زینب ترى وسط المجالس

وياحرم ویتام یالضيغم الفارس

دشن وتنسى ادخولها المجلس هدیه

15 ذي القعدة 1344ه

ص: 248

استنهاض- الملا حسن آل جامع رحمه الله

*استنهاض(1)الملا حسن آل جامع رحمه الله

عجل اظهورك يعز الدين ابيزي هالصبر***طالت الغيبه علينا واحنا دايم ننتظر

سيدي واقلوبنا ذابت او منا الصبر زال***ما لنا غيرك امحامي يابن طيبين الفعال

يمته ننظر بيرقك بالعز والهيبة ينشال***والوجه منك انعاين غرته مثل البدر

يمته نظر طلعتك تاخذ ابثار الطيبين***ثار حيدر والبتوله والزكي اوثار الحسين

اوثار كل مظلوم في الإسلام يا عمدة الدين***قوم وانهض لا تواني سيدي كافي الصبر

أخبرك باللي جرى واللي صدر بعد الرسول***هجمت الأعدا اعلى بيت المرتضى فحل الفحول

طلعت الزهرا اودمعها فوق وجنتها همول***والحزن فطر قلبها والمذله والقهر

نادت ابهم ويش ردتوا من علي حامي الجار***قالوا خل يطلع يبايع لو نطب وسطة الدار

فتحت الباب الزجيه واختفت خلف الجدار***حين حس اها عصرها والضلع منها انكسر

ص: 249


1- ديوان مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراثي اللواذع ، ص95-97.

عصر للزهرا اومحسن سقط من شدعصرته***والقراط اتناثرت ويلاه من شد لطمته

وبصدرها نبت المسمار واشفي غلته***والمتن منها تورم من سياط أهل الغدر

بس أفاقت سایلت فضه عن الليث الهمام***قالت إلها الليث حطوا برقبته حبل الحسام

بالحبل قادوه يا بنت النبي أولاد اللئام***حين ما سمعت حچیهاظل مدمعها يخر

طلعت الزهرا تنادي خلوا عن حيدر علي***لا ترملوني وأولادي يظلوا بلاولي

ما أرد حتى يرد المرتضی سالم إلي***وإلا أشكيكم إلى الله بالذي منكم صدر

حين ما سمعوا البتوله أرسلوا ليها العبد***صار يضرب فاطم الزهرا يويلي اعلى الزند

اوهي تنادي لو تقتلوني فلا والله أرد***و لو يرد المرتضى حيدر علي مردي الكفر

ردت بحيدر ومنها القلب بالأحزان ذاب***تجدب الونة او تنادي ياعلي داحي الباب

ترضي ميراثي يا بن عمي يغصبونه الأجناب***والجنين اعلى الأعتاب من العصر مني يخر

صارت تقاسي المرض حتى دنا منها الأجل***نادت اباسما اسچبي لي ماي حتى أغتسل

ص: 250

بلبس ثيابي واناجي لله ربي وابتهل***في فكاك أرقاب شيعتنا من أهوال الحشر

حين ماتمت دعاها ماتت الزهرة البتول***ظلت بحسرة و كآبة من بعد فقد الرسول

قام حیدر غسل الزهرا اوهو يبچي ويگول***هدم أركاني مصابچ والقلب مني انفطر

يوم كمل للغسل وادرج الزهرا بالكفن***صاح يا زينب ويا ام كلثوم يحسين او حسن

قوموا ودعوا للتي قضت عمرها بالمحن***ما لقت ساعه هنية من بعد خير البشر

من عقب ما ودعوها ساروا ايها للبقيع***وبظلام الليل دفنوا فاطمة بنت الشفيع

من دفنها بکی او نادی آه من قلب وجيع***یا رسول الله الحزن زايد وقل مني الصبر

ص: 251

استنهاض- الملا حسن آل جامع رحمه الله

*استنهاض(1)الملا حسن آل جامع رحمه الله

قوم یا بن العسكري يا حجة الله اعلى الأمم***جرد البتار وانشر يا ولينا للعلم

ما أظن یا بن الحسن يحتاج نرفع لك خبر***ما دريت احسين جدك مات محزوز النحر

والجسد رضضت صدره الأعوجيه والظهر***حوله امدد رضيعه الطفل مفطوم ابسهم

واخبرك زینب خذوها واليتامى باليسر***و فوق هژل ماهم والي ولا عدهم ستر

والظعن بيهم مشي لكن إله السابق زجر*** قصد مروا ابها الأعادي على جسوم أهل الشیم

عاینوا أهل الحميه والشجاعة والفخر***علوطيه اجسومهم تاضي مثل نور القمر

روسها الأعدا ارفعوها وسفه من فوق السمر***بينها راس الشهيد احسين جدام الحرم

وعاينوا بو الفضل عباس البطل بالمشرعه***بالعمد مفضوخ رأسه والجفوف مقطعه

واللوا یمه او جثته بالسيوف اموزعه***والصدر منه يبو صالح بلخيول انهشم

ص: 252


1- ديوان مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراثي اللواذع ، ص98-100.

صاحت الحورا وهلت عالوجن دمعة العين***نادت ابحادي الظعن ريض أبا ودع احسين

او جرح ابگلبه أشده او بغسله بمدمع العين***: قبر بحفر له أو بادفنه أنا ويا الحرم

و ما حصل ليها تودعه او بالرغم عنه سرت***نادته في وداعة الله بس مدامعها جرت

یا خليصي لو يخلوني بقيت أولو کلت***جسمي اسباع الفلا لكن خذوني بالرغم

مشت للكوفه أسيره أوحالها يفت الجبال***مالها والي ذليله من عقب ذيچ البطال

والذي يحموا خدرها خلفتهم بالرمال***ما بقى غير العليل اللي أمسجى بالخيم

مشت لكن الشهيد احسين بالغبرا طريح***ما حصل ليها تغسله لا ولا اتشق له ضريح

حولها أيتام أخوها تنتجب يمها وتصيح***تشتكي ليها العطش والجوع والذل والهضم

صاحت اشبيدي عليكم ما بگت عندي ارجال***لون عباس البطل حي ما ركبتوا اعلى الجمال

نادت البحامي الحما لحگ يخواض الهوال***ترضي يا بويه بناتك تمشي بالذل ياشهم

حين ما وصلوا الكوفة بالسبايا والرؤوس***أقبلت لجل التفرج أهل كوفان النجوس

ص: 253

عاينت للرووس فوق أرماح تسطع كالشموس***والنسا فوق الهزل تبچي أو مدمعها انسجم

او عاينوا السجاد عالناقه امغلل بالصفاد***جامعه بصدره أو ساقه أثرت فيه القياد

الله ويش قاسي مصایب فطرت صم الصلاد***منها فقد احسين والشبان اوتشهير الحرم

وادخلوهم على ابن زیاد اللعين ابن الوغاد***حين ما عاين سبايا احسين عنده الفرح زاد

صاح جيبوا الراس ليه يشتفي منه الفؤاد***یوم عاین رأس الحسين الثغر منه ابتسم

أخذ للراس ابشماله أوصار يضرب بالقضيب***فوق ثغر احسين والحورا علا منها النحيب

صاحت الحورا الحزينة والدمع منها سچیب***تدري من تضرب يظالم هذا بن سيد الأمم

ص: 254

في استنهاض الإمام الحجة عليه السلام- الملاحسن المقيلي رحمه الله

*في استنهاض الإمام الحجة عليه السلام(1)الملاحسن المقيلي رحمه الله

راية الإسلام فلها سيدي يبن الغضنفر***شيعتك ظلت ابحيره إلى متي هذا التصبر

بیر گك يمتي نشوفه اورايتك يمته تفلها***اوسيفك الماضي نشوفه او شيعتك تبرد غللها

ما أتتك أخبار زينب فارگت جملة أهلها***واعظم امصيبه عليها السوط كل ساعه ايتكسر

من بعد عزها او خدرها والتحجب والدلال***عمتك زينب الحورا ايصير تنقاد ابحبال

اتعاتب العباس أخوها قوم یا س بع الرجال***ليش نايم والفواطم مالها والي الينغر

واعظم مصيبة عليها اركوبها فوق المطايا***واليتامى من خلفها اتصيح وا ذل السبايا

وین داحي الباب حیدر ينظر أيتامه عرایا***شوف يا حيدر بناتك تقطع الوديان حسر

ص: 255


1- ( عبقات من ذكرى والدي ) ، ص 145.

في استنهاض الإمام الحجة عليه السلام- الملا حسن المقيلي رحمه الله

*في استنهاض الإمام الحجة عليه السلام(1)الملا حسن المقيلي رحمه الله

بالعجل یا حجة الله قوم وانشر رايتك***واطلب ابشار الضحايا والمصونه عمتك

إن أردت يا حجة الإسلام أنشر لك خبر***خبر أقشر فاجع الإسلام إلى يوم الحشر

عجب ترضي شيمتك عمتك يباريها زجر***ابولية الأعدا ذليله كيف ترضي غيرتك

عجب ترضى شيمتك يبن الحسن وأنت الذخر***ليش ما تستأذن الجبار اوتنهض بالأمر

حجة الباري أخبرك روع الزينب شمر***في سبي الأعدا أسيره كيف تمشي عمتك

واعظم امصيبه عليها ادخولها ابمجلس يزيد***جاسرة من غير ساتر والیتامی کالعبيد

أو سيد الأمة ياريهم أو يرفل بالحديد***والرجس شامت عليهم وين راحت شيمتك

ص: 256


1- ( عبقات من ذكرى والدي ) ، ص 146.

استنهاض- سيد علوي بن سيد شبر السيهاتي رحمه الله

*استنهاض(1) سيد علوي بن سيد شبر السيهاتي رحمه الله

محلی محافلنا يشيعة بشهر عاشور***نقضي وطرنا بالبواكي ولطم لصدور

ونذكر جنایز کربلا الظلت بلا قبور***وأعظم مصيبه يا خلق دروازة الشام

ونذكر يتامی حسین بن حيدر الكرار***عقب الخدر والصون حسرة مالها خمار

دنهض يبو صالح بسيفك واطلب الثار***وادرك عزيزتكم قبل ما توصل الشام

قلهم يخلق الله دعيتوا القلب وهاد***تقولون زينب دخلت ابمجلس ابن زیاد

ويا اليتامى والعليل ابحبل ينقاد***والله فجيعه إن كان زینب دخلت الشام

قالوا يحجه بالعجل تلحق عليهم***شالوا الضعن بالليل وا حزني عليهم

جار الزمان او خانت الدنيا عليهم***كلهم ضحايا اوراس أبو السجاد قدام

والله يدنيا ماعملت فيهم قصور***عافوا حلايلهم يدنيا اوغلقوا للدور

ص: 257


1- المجتمع السيهاتي ، ص114-115.

احوا ضحايا بكربلا في شهر عاشورا***وظل العليل المبتلي وياه الأيتام

ليل ونهار يصيح أهلي ضيعوني***راحوا هلي عني وابهلنسوة بلوني

وأيتام أبويه حسين بالصيحة انحلوني***یاغيرة الله ما أذل اوقوف الأيتام

ص: 258

استنهاض- سيد علوي بن سيد شبر السيهاتي رحمه الله

*استنهاض(1)سيد علوي بن سيد شبر السيهاتي رحمه الله

شيعتك يمتي یا حجة الله تشوفك***والراية العظمی تلح بكفوفك

يمتى تطلع وعيني تشوفك***بسيفك البتار تجلي اغيومها

طالت الغيبه يا حجه بعجل قوم***وانهض بهمة وخذ ثار لدموم

خذ ثار اللي قضى بحر لسموم***وما دريت بكربلا واعلومها

قوم یا بن الحسن واسأل کربلا***والشهيدحسين ياهو الغسله

من حفر قبره ويا هو عدله***وظن جثته تغسلت بدمومها

وظن کافوره من أراضي کربلا***وظن سدره جاه من عالي الملا

..............................***وظن نعشه من الرماح اسمومها

قوم یا ابن الحسن شوف اللي جرى*** صدر أبو السجاد یا هو الكسره

وشوف ذاك الراس يا هو اللي نحره***وبالطشت حطوه يا جيدومها

بالطشت حطوه في مجلس يزيد***والحرایر واقفة مثل العبيد

والعليل ايصيح وابرجله الحديد***وزينب الحرة لفتك اعلومها

ص: 259


1- المجتمع السيهاتي ، ص115-116 ، ونقص الأبيات من المصدر.

استنهاض- الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

*استنهاض(1)الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

ثور یا حجة الباري ابعجل یالثاني عشر***وخذ ثار احسين يا ابن الحسن من أهل الغدر

كيف ترضي يا ابن طه غيرتك يا ابن الحسن***جدك ايذبحوه ظامي ويظل عاري ابلا دفن

والودايع بعد عينه للأعادي اتيسرن***حامليها للعين ایزید شراب الخمر

غيرتك ترضى يحماي الشريعة يانفل***جدك ايذبحوه ظامي او يظل عاري ابلاغسل

سيدي اوعمتك زينب يحملوها اعلى الهزل***لا خدر لا حجاب بين اعداك ما ليها ستر

كيف ترضي غيرتك يا بن الحسن وانته العطوف***ينذبح جدك أويبقى عافر ابحر الصيوف

لا غسل لا کفن بالتربان مقطوع الكفوف***لا ندفن جسمه او راسه فوق عسال انشهر

تصبر او جدك يحجة امعفر ابحر الرهود***تصبر اوعباس منه قطعوا الأعدا الزنود

تصبر اويم الشریعه انفضخ راسه بالعمود***والسهم بمعين يا ويلي انخسف ذاك القمر

ص: 260


1- ديوانه المخطوط ( لوعة الحزين)، ج 1 ص318-316.

سيدي واعظم فجيعه هجمة الأعدا الخيام***اوسلبوا ذيك الودائع روعوا كل ليتام

واعلى العجاف احملوها حاسره البلدة الشام***والذي ایباري ظعنها شمر واسنان اوزجر

سیدي او باقي البقيه ليكم الأعدا أسحبوه***من افراشه او بالسلاسل ويح قلبي قيدوه

أو علجمل غلوا ايدينه وللشامات احملوه***اولا بكى بالسياط يا ويلي يضربوه الكفر

سيدي واعظم امصيبه أدخولهم مجلس يزيد***بلحبال أمر بقیها اوقفوها كالعبيد

بينهم جدك على السجاد وابرجله الحديد***اموقفينه بالمذله بين كذاب أو أشر

او من رأى أبنات الرساله ابمجلسه ایزید انشرح***وأمر أهل الشام كلها تنشر أعلام الفرح

اوصاح هذا اليوم عيدي يوم الحسين انذبح***بيه أدركنا وترنا اوثارنا ابأحد او بدر

ص: 261

ندبة- الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

*ندبة(1)الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

دنهض يبو صالح اوعجل يلغضنفر***اطلب ابثار اللي بقى عاري امعفر

يا ابن الحسن جرد احسامك يا شفيه***اطلب ابثار اللي قضى بالغاضريه

وابدال بتجهيزه تدوسه الأعوجيه***الراس منه فوق راس الرمح يفتر

او من بعد ذبح احسين لخيام احرقوها***اوغاروا على ابنات الرساله ايسلبوها

او من کربلا للشام بالذله احملوها***راحت سبيه بعد عزها العصبة الشر

فوق الهزل طافوا أبهامن دار إلى دار***وأحسین راسه اقبالها في راس خطار

وابمجلس الطاغي ادخلوها بين كفار***وایزید متشمت على النسوه وامستر

متشمت ایزید الدعي امن ادخلوا الحرات***او ينظر الراس ابن النبي اويصفق الراحات

والبنات آموقفه اوتجذب الحسرات***كلما رأت راس السبط بالطشت يظهر

ص: 262


1- ديوانه المخطوط ( لوعة الحزين ) ، ج 3 ص 319-320.

راس السبط بالطشت واخواته تنظره***وایزید بقضيبه غدا ينكث الثغره

اوزينب الحورا اتخاطبه اوتسكب العبره***ارفع قضيبك يا رجس عن شبل حیدر

ارفع قضيبك يا رجس عن راس الحسين***يا يزيد فعلك زلزل الإسلام والدین

وأشجي البتوله فاطمه ست النساوين***وأحزن الهادي والهدى نوره تکور

ص: 263

ندبة -الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

*ندبة(1)الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

يا ابن العسكري المؤتمن***یا نسل طه الشفيع

انشر الرايه ابعجل يا ابن الحسن***واطلب ابثارك سريع

قوم لوح الخيل يا حاوي العلا***أوجرد احسام الحرب

اطلب ابثار الذبيح ابکربلا***الشيبه أبدمه انخضب

ثلت أيام ماحد غسله***امعفر ابحر الترب

والسوافي صارت الجدك كفن***والغسل فيض النجيع

ص: 264


1- دیوانه المخطوط ( لوعة الحزين)، ج3 ص 321.

ندبة-الملا عبد المحسن آل نصررحمه الله

*ندبة(1)الملا عبد المحسن آل نصررحمه الله

ثور ابعجل يا حجة الله يا شفيه***واطلب ابثاراتك من أشرار البريه

کم ثار إلك يا ابن النبي عد قوم لشرار***لطم البتوله لو عصرها بين الجدار

لو سقط محسنها اوقود الوصي الكرار***مدري شعدلك من مصايب يا شفيه

اذكر الك فاطم أو ما قاست من أحزان***لو چتل حيدر في صلاته أبشهر رمضان

لو موت أبو محمد ابسم القوم عدوان***واعظم امصيبه أمصاب يوم الغاضريه

يوم السبط جدك نهض للدين يحميه***بالنفس والأولاد والأخوان يفديه

او حاطت على سبط النبي جملة أعاديه***يريدون هالإسلام يرجع جاهليه

اوجاهد أبو السجاد حتى راح منحور***مع جملة أنصاره عطاشى ابيوم عاشور

اوجدك غدا صدره ابعوادي الخيل مكسور***والروس شالوها ابروس السمهریه

وأخيامكم يا ابن الحسن بعد احرقوها***اوذيك الودائع عقب عزهاسلبوها

واعلى المطايا ابغير ساتر ركبوها***اوجدك علي مقيود على كور المطيه

ص: 265


1- ديوانه المخطوط ( لوعة الحزين)، ج2 ص 322-323.

لطمية- الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

*لطمية(1)الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

يا ابن الحسن ثور الساع يا منتظر***ما تدري بالطف لحسين صدره انكسر

ما تدري يا حجة اعلى جدك وش صار***خانت أبعهده هل الكوفة الأشرار

ظامي انذبح ويا جميع الأنصار***واعلى الرمح راسه انشال لهل الغدر

هل الغدر راسه انحمل فوق اسنان***والجسد ظل امجدل اعلى التربان

بالشمس لخيول الأعادي ميدان***عاري بقى اثلت أيام دامي النحر

دامي النحر عاري الجسد وامبضع***حوله أخوته اشيوخ و کهول اورضع

كلهم على حر الترايب صرع***صرعى جثثهم والروس فوق السمر

فوق السمر شالوا رؤوس الأمجاد***وأعلى الثرى ظلت عرايا الأجساد

وبنات طه سلبوها الأوغاد***بين العدا مهتو کات مالها ستر

بعد الصيانه والخدر هتكوها***واعلى المطايا ابلا غطا حملوها

ص: 266


1- ديوانه المخطوط ( لوعة الحزين)، ج3 ص 225-327.

وبين الكفر مالهاستر أبدوها***ایباري ظعنها للشام خولي اوزجر

خولي اوزجر يا ابن الحسن يبراها***اومروا ابعماتك على قتلاها

اوظلت تحشم قومها اولياها***يهل الإبا بس هالنوم يهل الفخر

يهل الإبا يهل الفخر والإنصاف***شوفوا الحريم امكتفه فوق اعجاف

مهتو که مسلوبه تحن بين أجلاف***سیر حثيث اولطفال كلسا تخر

سير حثيث اولیل توقع لطفال***جوع او عطش خوف اوسهر شد احبال

واكفيلنا منحور جسمه ابلغالال***واعلى الذبيح العطشان قلبه انفطر

قلبه انفطر جسمه انتحل ركنه انهار***مفجوع وامقید ابولية أشرار

ينظر خواته امهتكات الأستار***تبكي وتحن علمذبوح يم النهر

تبكي اوتحن فوق الهزل مسبيات***چا لیش نمتوا اعلى الثرى یاسادات

در كوا الحرم قبل تطب للشامات***ترضوا يدخلوا اعلى يزيد رأس الكفر

ص: 267

مقارنة بين مولد الحسين ومولد القائم عليهما السلام-الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

*مقارنة بين مولد الحسين ومولد القائم عليهما السلام(1)الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

أزهرت لكوان بولادة المهدي ابن الحسن***والموالي الآل طه انشرح صدره واطمأن

فرحة الشيعه بولادة حجة الله المنتظر***وأمه لمن بيه وضعت زال عنها كل كدر

والبتوله أبوضع أبو السجاد خاطرها انكسر***ناحت ابوقت الولاده والقلب منها احتزن

وابولادة حجة الله كل محب صدره انشرح***وأمه استرت ابوضعه اوزال عنها كل ترح

والبتوله ابوضع ابنها خاطرها انجرح***ذكرت ما يحل به امن المصائب والمحن

وأم أبو صالح لفاها الخبر عن بنها الغريب***يختفي شخصه عن الأعداء ابأمر عالم الغيب

والبتوله الخبر جاها اجنينها يذبح غريب***في اطفوف الغاضريه أو يظل عاري ابلا دفن

ولملاك افرحت بولادة المهدي اوهللت***وابولادة شبل حیدر کل لملاك اعولت

نصبت اعليه المآتم يوم عن ذبحه درت***آه والحور المصابه غدت تبكي له اوتحن

ص: 268


1- ديوانه المخطوط ( لوعة الحزين)، ج3 ص 121-124.

والحسن بشر ابتأييد الإمام المنتظر***والني لملاك جابت من الباري الخبر

هلولد لزهر يطه ایروح محزوز النحر****ينذبح ظامي اوتدوسه ابخيلهم قوم الفتن

یا ساعد الله قلب فاطم من درت بمصيبته***قبل توضع بيه ناحت للشهيد او ندبته

ليت فاطم عاينت له بالطفوف اوشافته***اعزيزها امبضع امعفر فوق رمضاها يون

ليت يا فاطم حضرتي للشهيد ابکربلا***او شفتي أجنازة عزيزك بالتراب أمعطله

امبضعه ابيض المواضي اومن دماها امغسله***وأخوته حوله ضحايا والنسا يتصايحن

يبچن الساوان كلها شافن الوالي طريح***بالتراب اوراسه امعلی اتمیل شیباته الريح

والعليل ابنه امقيد بيكي الذله اويصيح***والفواطم من بعد عينه انسبت واتيسرن

ص: 269

ندبة- الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

*ندبة(1)الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله

یا حجة الله المنتظر يا صاحب الرايه***طالت علينا غيبتك يا حجة الباري

والضد حصل له ما تمني وادرك الغايه***او تدري عليكم وش جرى یا حجة الباري

شتتوا أهلك هالعدا ابكل بلده وولايه***غربه أو سجن سم او قتل یا حجة الباري

جور او ظلم غربه او هضم لا ذنب لا سایه***من كل كتر ضيم او قهر يا حجة الباري

ص: 270


1- ديوانه المخطوط ( لوعة الحزين ) ، ج 3 ص 321-322.

یا صاحب الزمان- الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله

*یا صاحب الزمان(1)الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله

ثور يا صاحب الغيبة***واعمر الدنيا زنات

دین جدك راح منسي***او غدت أحواله شتات

اخبرك أهل الجور جارت***والظلم منها ایزید

لعبت الأعدا ابشرعكم***وانست اكتاب المجيد

ملكت الدنيا بأسرها***اوصارت الشيعة عبيد

أوصارت الشيعه ذليله***اوضاقت اعليها الجهات

واللي حبكم صار خائف***وين ما يرحل ويصير

البلايافوق راسه***سیدي او ماله مجير

وأنت تعلم يبو صالح***مالناغيرك نصير

لي متى تمهل علينا***ثور يا سيدي زنات

شيعتك تنتظر وعدك***ثور ياحامي الحما

سيدي عج البسيطة***اوسوها ثامن سما

اسرج الميمون اوعنه***او خوضه بحر الدما

لا يفوتك ثار هلي***انذبح في جنب لفرات

يبو صالح ما ألومك***وأدري ابقلبك جريح

ندري من تذكر مصابك***تنتحب لجله او تصيح

بالخصوص احسين جدك***هلذي بالطف ذبیح

ذبحته بالطف صارت***مثل ماتذبح الشاة

وأعظم امصيبة اوفجیعه***هتك زينب بالطفوف

بعد ذاك الصون كله***سترها راح الكفوف

ص: 271


1- دیوان ( ذخيرة الشيعة ) ، ص 136-134.

ليت بابن الحسن حاضر***چان وعيونك تشوف

عمتك أسرى او أسيرة***والمدامع جاريات

تنظر الچتال أخوها***شمر يحدي للضعن

سافرت وحسين مرمي***ابلاغسل ولا چفن

الهاي حاله ما تهيجك***ثور يانسل الحسن

قول منهو ذبح جدي***من هتك المخدرات

من سبا زینب الحورا***من هو قيد للعليل

منهو راس احسين شاله***اولوحه ابرمح طویل

قوم یا بن الحسن عجل***شيعتك تصرخ دخيل

جارت الأعدا علينا***اوضيقت كل الجهات

ص: 272

الغوث یا فرج الله- الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله

*الغوث یا فرج الله(1) الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله

یا فرج الله ضاقت الدنيا الوسيعه***انشر الرايه او بالعجل ادرك الشیعه

يا ما صبرنا والصبر ضيق للصدور***بس عاد ما نقدر على الذله اوعلی الجور

الغوث عجل بالفرج يا بدر البدور***الدنيا امتلت بالجور یا حامي الشريعة

كله ابعينك هلذي بينا جرى أوصار***ضاقت علينا يا لولي جملة الأمصار

یا فرج الله قوم واشهر سيف لفقار***وشها الصبر والدين حلت به فجيعة

وأعظم مصيبه اكتابکم مندرس علمه***والشرع والإسلام ما بقى غير اسمه

والدين والدنيا على الشيعة امظلمة***عجل اظهورك بالفرج وادرك الشيعة

وانچان یا بن الحسن ناسي هالمصايب***او ما تيجك يالولي أوبتصير غائب

ذکر امصيبة كربلا أم المصائب***لا تنسي هلي ابکربلا رضوا اضلوعه

الثار يهل النار فاتت به أمية***ذبحوا أبوك احسين لا سبه او جنيه

ص: 273


1- ديوان ( ذخيرة الشيعة ) ، ص 136-137.

وبقي ثلث تیام بالغبرا رمیه***ذبحوه ظامي ابکربلا ویا رضيعه

والذوب الچبدي اودعي عيني حديره***وخلا الخلق تبكي او كلمن فيه غيره

بعد الخدر زینب على الناقة أسيرة***راحت إلى اللي ليس يعرف ما لوديعه

واطلع يبو صالح هذي حزة اطلوعك***أدري امصيبة كربلا أحنت اضلوعك

او تكسر صدر احسين أجرى لك دموعك***مات التصبر أيها المحيي الشريعه

ص: 274

يا غياث المستغيثين- الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله

*يا غياث المستغيثين(1)الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله

الغوث عجل ياغياث المستغيثين***الشيعه امضيقه أو شابحه لايمك العين

الدنيا على الشيعه أعداكم ضيقوها***منهم شهادة كالكفر ما يقبلوها

ما صار منهم ذنب وجناية جنوها***ما غير حبكم يا لولي صاروا مذنبين

عجل يبو صالح ولا تبطي علينا***بيزي الصبر بس عاد يا عزنا او ولينا

جارت علينا أعداك وبالقوة ولونا***ما من فرج غيرك يا بن عم وياسين

يهلال بیت المصطفی طال استتارك***والدين أظلم لا متى تزهر أنوارك

انشر الرايه والعلم واشهر فقارك***الميمون شده بالعجل یا مظهر الدین

طال استارك يا قمر عترة الأطهار***غائب او هذا الدين يصرخ ما لهه أنصار

الغوث عجل بالفرج يا حامي الجار***ما نرتجي غيرك يقوم أوينصر الدين

ص: 275


1- ديوان ( ذخيرة الشيعة ) ، ص 137-138.

الدين أظلم لا متى ونت الذخيرة***یا عز دين المصطفى صرنا ابحيره

الشيعه أبذله او هضم يا صاحب الغيرة***الغوث عجل ضاقت أنفاس المحبين

الغوث عجل بالفرج یابن النجابة***شیخ العشيرة احسين لا ننسي مصابه

في كربلا مذبوح مع جملة أصحابه***والطفل عطشان انذبح في حجر الحسين

إن أنسى لا أنسى اطفوف الغاضرية***منكم بني سفيان ما بقوا بقيه

ذبحوا أبوك احسين وأنصاره سویه***ليفوت ثار احسين يانسل النبيين

بين الحسن وامصيبة الما تنسى امحال***اصعود شمر فوق صدر احسين بنعال

والأرض ترجف والسما صارت ابزلزال***أوجبريل يصرخ وا وسافه اعليك يحسين

ص: 276

طالت الغيبة يا فرج الله- الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله

*طالت الغيبة يا فرج الله(1)الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله

طالت الغيبه قوم يا صاحب الغيبه***وش ها الصبر والدين حلت به امصيبه

والدين يبن الحسن عود مثل بادیه***او شرع النبي المصطفی کثرت أعاديه

والشيعي من عظم الأسف يصفق أياديه***ما ضل صبر یا بن الحسن طالت الغيبه

الدنيا امتلت بالجور يانسل النبيين***راية الدين اتنكست قوم انصر الدين

بالفرج عجل ضاقت أنفاس المحبين***يا حي ذاك الشوف یا صاحب الغيبه

یا رب عجل فرج حامينا او ولينا***ينصر لدين المصطفی او يحمي علينا

ابجاه البتوله فاطمه بضعة نبينا***او حيدر علي عجل فرج صاحب الغيبه

وبجاه هلي قطعوا چبده بلسموم***او حق الغريب احسين هلي انذبح مظلوم

وبجاه دم الطفل هلي ابسهم مفطوم***الدمه ينادي قوم يا صاحب الغيبه

ص: 277


1- ديوان ( ذخيرة الشيعة )، ص 139-138.

یا بن الإمام العسكري نتظر وعدك***في كربلا ایناديك دم احسين جدك

ما له أحد غيرك ولي وحياة مجدك***ليفوت ثار احسين يا صاحب الغيبه

ليفوت دم احسين في دوله أميه***المذبوح ظامي في اطفوف الغاضرية

واعظام صدره کسرتها الأعوجيه***اوراسه على العسال یا صاحب الغيبه

سبعين جثة امطرحه يمه بلشموس***وأجسادهم متعطلة أو كلهم بلا روس

وأنت الولي الثاراتهم یا شمس لشموس***عجل لأخذ الثار یا صاحب الغيبه

ص: 278

شكاية وندبة لصاحب الامر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)-الشيخ علي المرهون

*شكاية وندبة لصاحب الامر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الشيخ علي المرهون

ماشوف غيرك ذخر يالوالي الينا***كل فرد منا الطلعتك ينظر بعينه

يمني نشوفك والعلم رفرف علينه***وش هالصبر منك يوالينا إلى هالحين

ضيقت الاعدا بالظلم أرض الوسيعه***وتراجفت من خوفها جملة الشیعه

عاشوا بالذله اوراحت العزه المنيعه***ابليل اونهار خايفه شر الشياطين

ما تنتهي ابزاد اوشرب والليل ما تنام***تهدد ابسلب النفس في كل الأيام

تنخاك كل ساعه انتهض یا نسل الأكرام***خلصنا من جور العدا اوهضم الملحدين

یابن الحسن دهنض تسري طالت الغيبه***داست ثنيتك هالعدى والله عجيبه

ماتدري چنك بالجري في ارض طيبه***مات النبي مسموم قلبه انفطر نصفين

ومك الزهرا بين حايطها والأعتاب***عصروها ويلي وسقطوا الجنين الأصحاب

والعين محمره بلطمه نسل الكلاب***والسياط تتلوى يولي على المتنين

ص: 279


1- الروضة الزاهرة في النبي والعترة الطاهرة ، ص 106-104.

وكسروا الضلع منها اوغدت تنخی يفضة***تنادي النغل ضلعي ابصير الباب رضه

ما اظن يرضي ابن الحسن ما اظن يرضه***امه الزهرا اتطيح يسقط منها الجنين

او حيدر علي غصبوه اويلي اوهجموا الدار***اعليه أوقادوه ابحبل أصحابه الأشرار

والزهرا خلفه طلعت التنادي يكفار***خلوه اوردوا لوعوا منها الجنبين

أو ما زال في ذله او هظيمه بين الأرجاس***حتى المرادي غاله ابضربه على الراس

منها قضى نحبه أو خفي قبره على الناس***خايف يحفروه العدی قوم الملاعين

والحسن عمك بالهظم قضى حياته***صالح عدوه والعدو أظهر شماته

من سمته جعيده اودنت منه وفاته***منعوه ايطوف بجده او فزعوا مسلحين

اوعن جدك حسين السبط ما ادري أشاذکر***ياهي مصيبه أعظم الك عنها اخيبر

كلها عجایب في عجایب والذكر مر***للثار قوم انهض وخذ يابن الميامين

وهلك قضوا بالسم كلهم يا وليهم***وش هالصبر منك ولا تنهض إليهم

منهو الهذا الثار غيرك يمته بيهم***تصرخ تنادي يالثارات الميامين

ص: 280

الحجة المنتظر عجل الله فرجه- الشيخ علي المرهون

*الحجة المنتظر عجل الله فرجه(1)الشيخ علي المرهون

ثور با حجه مصایب***ما يقوم بها الحساب

كل وقت يزداد عدها***قوم یا نسل الأنخاب

ثوریا آیة المعبود***اوحسامك جرده

بيزي هذا الصبر ونهض***يكفي هذا اللي سدي

شيعتك باسمك تنادي***استولت علينا العدا

واحنا ما بینا ندافع***ضاقت علينا الرحاب

ضاقت علينا الوسيعه***دون كل العالمين

أنت يا نعم الذريعه***الها الأفراد الضايعين

كل فرد أنت شفیعه***یا ابن سيد المرسلين

انهض ابهمه اوحل***هالقيد من طوق الرقاب

اوما يهيجك آية الله***اللي على جدك سدر

فوق صدره الشمر***جالس منه ايحز النحر

بالأعوجيه آل أميه***رضضت منه الصدر

أوجسمه لمبضع رميه***ظل عاري بالتراب

اوهذي اعياله حواسر***تايهه وسط البرور

راحت ابذله أسيره***ركبوها على الكور

حاسره عمتك زینب***حايره بين الأجناب

أو هذا جدك على الناقه***القيد حز ابرقيته

ينظر أطفاله اوحريمه***ابساع بحري دمعته

ص: 281


1- (الشواهد العلية) المطبوع مع (الروضة الزاهرة في النبي والعترة الطاهرة) ، ص142-143.

اوينظر أهل البيت صرعى***ويجر حسره ونته

جاسم والأكبر وعباس***أو أهل بيته الشباب

كلها صرعى على الوطيه***كفن ما ليها حصل

رضضتها الأعوجيه***والدما ليها غسل

بالثرى ظلت رميه كفنوهابالرمل

ذي منازلهم خليه***ينعب اعليها الغراب

ص: 282

استنهاض صاحب العصر عليه السلام- الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

*استنهاض صاحب العصر عليه السلام(1)الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

والله يحجه اقلوبنا ذابت بلهموم***اتعاين أبوك مقطعه چبده بلسموم

الله يعظم لك لجر یا مهجة الدين***تقضي الصلاه واتغيب يا نور لمسلمين

يمنى تثور او تاخذ ابحق الميامين***او ترفع الذل عن شيعتك يا بحر لعلوم

یا حجة الله جارت الأعداء علينا***من غبت عنا يالولي كلنا انولینا

يمتي تسل سيفك ترى كلنا انسبينا***هذي فجایعهم علينا مثل لسموم

سيفك دسله يا أمين الله أو حبيبه***واذكر امصاب اللي جرى ابحال النجيبه

فاطم الزهرا جدتك راحت كثيبه***خدها انلطم والصدر منه ايسيل لدموم

او جدك علي المرتضى بالحبل قادوه***او ذيچ البتوله اتصيح ذا بعلي دخلوه

اوتالي الأمر في وسطة المحراب طبروه***شقوا الراسه اوطاح مغشي بحر لعلوم

ص: 283


1- ديوان النفثات الصدرية في رثاء العترة النبوية ، ص289

اوعمك أبو محمد تری چبده اتفطر***ابسم الدعيه ابأمر ذاك الرجس لگشر

وايقي يعالج علته والجسد مخضر***او حوله الشهيد احسين قلبه احزن مضروم

واعظم امصيبه امصاب يوم الغاضريه***چی تصطبر عنها بشمس الله المضيه

تصبر اوجدك رضضت له لعوجيه***والرأس منه فوق راس السمهري ايحوم

واخيام جدك بعد بالنار أحرقوها***أو جملة حرائركم يا حجة فرهدوها

او زينب الحوره في المجالس شهروها***دخلت الحوره عمتك مجلس المشوم

امصيبة المجلس ذوبت جملة الشیعه***ابوقفة الباقر علي يهمل ادموعه

اوقفة عقيلتكم ترى أكبر فجيعه***ذلت يحجه شيعتك في دايم الدوم

ص: 284

استنهاض صاحب العصر عليه السلام- الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

*استنهاض صاحب العصر عليه السلام(1)الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

دنهض يبو صالح وسل سيفك البتار***خذ ثار سبط المصطفی مهجة الكرار

او خذ ثار جدك من أولاد ابن الدعيه***اوخذ ثار هاللي انذبح برض الغاضريه

او خذ ثار هللي رضضت له لعوجيه***اوخذ ثار من جثته رميه فوق لوعار

او خذ ثار من بالسهم قلبه انمزع نصين***او خذ ثار من دارت عليه القوم صوبين

او خذ ثار من للسهم صابه ابوسطة العين***او خذ ثار من قطعو ايدينه قوم لشرار

او خذ ثار هاللي انطعن صدره ابراس لسنان***او خذ ثار هاللي جثته ضلت ابتربان

او خذ ثار هلي مصيبته زلزلت لكوان***اوخذ ثار هاللي انجز راسه بين كفار

او خذ ثار اولاده ضاحيا يوم الطفوف***او خذ ثار جاسم مع علي لكير الموصوف

او خذ ثار عباس البقي مقطوع الكفوف***او خذ ثار انصار السبط مهجة المختار

او خذ ثار هاللي شدو از نوده بلغلال***او خذ ثار هاللي ربقوها القوم بحبال

ص: 285


1- ديوان النفثات الصدرية في رثاء العترة النبوية ، ص290-291.

او خذ ثار عماتك سبايا فوق لجمال***او خذ ثار خدر اللي بقى يشتعل نيران

او خذ ثار زینب عمتك يا ناصر الدین***او خذ ثار هاللي اعلى المطيه مالها امعين

او خذ ثار من طبت المجلس والدواوين***او خذ ثار من دخلوا على نفثة الفجار

او خذ ثار ایتام أوصلوا بلدة الشامات***او خذ ثار هاللي ضل رميه او بالعطش مات

او خذ ثار هاللي بقت تجذب الحسرات***أو خذ ثار هاللي برض طيبه ظل محتار

أو خذ ثار اجدادك يين حيدر المعروف***أو خذ ثار هالشيعة يبو صالح الموصوف

يمتي الفرج ذي شيعتك تصفق بلكفوف***دنهض بنور الله او من الأعداء خذ الثار

ص: 286

الحسكة الجامعة- في استنهاض صاحب العصرعليه السلام الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

*الحسكة الجامعة(1)في استنهاض صاحب العصرعليه السلام الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

ثور یابن العسكري ابسيف النصر***وخذ ثارك بعد من قوم الكفر

اشلون تنسى المصطفى بحر الكرم***حين قاسي من مصائب هالأمم

غاب أبو الزهرا او دين الله انهدم***اوماجت الدنيا على سيد البشر

ماجت الدنيا على الهادي الرسول***بعد ما قوض أبو الزهرة البتول

ناحت الأملاك يا فحل لفحول***اشلون تنسى هالفجيعه يا طهر

اشلون تنسی جدتك يابن الحسن***من انلطمت بنت طه المؤتمن

او من كسر ضلع البتوله ام الحسن***اوحين وقعت والصدر دمه انتشر

انتثر دمه والحمل منها وقع***بالعتاب انجدل ويلي منصرع

صرخت او منها القلب والله انصدع***یا رسول الله تری ضلعی انكسر

انكسر ضلعي والوصي بويه اسحبوه***اشلون تنسى بالحمايل كتفوه

اشلون تنسى الجانب الرجس أوقفوه***املبب بذاك الحبل بين الكفر

اشلون تنسى الرجس لمن عممه***ابوسط محرابه او فرضه هدمه

طبر راسه او خضب شيباته ابدما***وقع في وسط الصلا اودمه انهمر

انهمر دمه اوهبت ارياح الخسوف***والحسن شيله صفق راح لكفوف

والسبط لحسين يهتف يا عطوف***منه ابسيفه إلى راسك طبر

اشلون تنسي الحسن بالسم منچتل***مهجته متقطعه بامر النذل

سمته جعده اللعينه یا نفل***ثور بامر الله بالبلايا والمحن

بالسموم انفطر قلب المؤتمن***بعد يا حجة الباري شالصبر

او شالصبر عن ثار هللي ابکربلا***من بقت جثته ابدمها امزملا

والعوادي فوق جسمه امهرولا***والحرم تاهت ولا المحامي نغر

ص: 287


1- ديوان النفثات الصدرية في رثاء العترة النبوية ، ص289.

تاهت احريمك تری برض لطفوف***بعد ما اجتمعت على احسين الألوف

او صارت الحوره سترها بلكفوف*** اشلون يا حجة الباري تصطبر

اشلون تصبر والخيم تحرق ابنار***اشلون تصبر والسبط فوق لوعار

اشلون تصير بعد ياحامي الجار***أو تسمع ابجدك علا صدره الشمر

اشلون عماتك أساری کالعبيد***اشلون يحكم هالأمر ذاك العنيد

اشلون هالحورا تطب مجلس يزيد***مع جميع الحرم مسلوبه الخمر

الخمر مسلوبه تری وزین لعباد***جامعه أبصدره او في رجله لقياد

ابمجلس الطاغي وقف شمس لمجاد***امنکس ابراسه او دمعاته تخر

امنکس ابراسه الولي حجة الدين***وانقضى كل العمر باكي العين

بالسموم انقصف عمره ابن لحسين***غالته اسهام المنيه يابدر

یا بدر وابنه الباقر بلسموم***انخسف نوره او خبت من بعده العلوم

اشلون يا حجة الباري ما تقوم***او تكشف الغمه ابرايات النصر

انزلزلت لافاق لن غنضت***اعوينته اوبالموت روحه فارقت

او ناحت العالم أو كل اهله اعولت***والخسف عاجل شمسها بالكدر

الكدر عاجلنا بعد دنهض او شوف***جعفر الصادق تری صابه لخسوف

بالسموم انفطر قلبه ولحتوف***نالته اوهدت اركانه ياطهر

انهدت أركانه ابحياته من العدا***أو بعد موته جارت أولاد الردی

للكذب نسبوه ياشمس الهدى***اشلون تصير والظلم فينا ظهر

اشلون والكاظم بقى وسط لسجون***طول عمره او حاتفه ریب المنون

أو جملة العالم بقت له يندبون***اشلون والسم ترك چبده منشطر

اشلون صبرك من طلع ذاك الندا***اشلون صبرك والجنازه أمدده

اشلون صبرك بلقيود امقيده***اشلون صبرك من بقي فوق الجسر

اشلون صبرك والرضا شمس لشموس***شردوه من وطن جده لرض طوس

غادرة المأمون واقبلها انحوس***خسف نوره اوغيبة وسط القبر

انخسف نوره والعلم عندك وصل*** لمن افطروا قلب الرضا خير العمل

ص: 288

في العنب ذاق المنايا وارتحل***اشلون اخبرك سيدي او عندك خبر

اشلون اخبرك سيدي وابنه الجواد***جدك الطاهر شرب كاس لعناد

شالسبب منثور یا نجل لمجاد***او تاخذ ابثارك اوتنشر للأمر

ابن الرضا بالسم ذابت مهجته***أوصاحت العالم طبق مع عيلته

او ندبته باللطم جملة شيعته***یا رئيس الدين دنهض چي تقر

چي تقر یا حجة الله ماتثور***او تنظر الجدك الهادي باغيور

ابأرض سامرا قضى واظلم النور***سمه الطاغي الرجس ذاك الأشر

سمه الطاغي اوفطر منه الفؤاد***واقلب الدنيا أوقع دین الرشاد

ليتك اتشوفه یسلطان المعاد***بالفرش مرمي او چبده منشطر

منفطر چبده اوقضى حجة الكون***والحسن شبله وكف دمع لعيون

صاح بويه اتجرعت كاس المنون***اونقصت دهري ابفقدك يا بدر

يابدر ياحجة الله أو آيته***العسكري بالفرش يجذب ونته

بلسموم انفطرت کل مهجته***او بعد فقده انتحب لجله كل بشر

كل بشر يصرخ اويلطم هامته***للبقی مسموم يقذف چبدته

بالطشت متقطعه او کل عزوته***تنتحب من زفته ابوسط القبر

يا إمام الأنس كلها مع الجان***اشلون صبرك بعد یا باب الأمان

بالجرى بينكم يسادات الزمان***ثور یا ابن العسكري ابسيف النصر

ص: 289

مجيء الحجة المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) وإخراجه لطفل الحسين عليه السلام- الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

*مجيء الحجة المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) وإخراجه لطفل الحسين عليه السلام(1)الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله

وصل أبو القاسم اودمعاته جريه***ارض لطفوف اوصاح جدي يا شفيه

أخرج رضيع أحسین اومنه القلب مشعوب***وايصيح يا رب الخلق والدمع مسکوب

هذي الفجيعه اللي اتفتت كل لقلوب***طفل اورضيع اموزعه أشلائه سویه

ابليا ذنب ذبحوه اوقلبه ابعطش لهفان***ربي انتقم لي امن الذي يذبح الرضعان

او هذا رضيع أحسين ظل مرمي ابتربان***وأمه ترقب عودته قبل المسيه

عود به المظلوم متخضب ابدمه***اوسكنه اتنادي الطفل بويه اشلون علمه

علك سقيته الماي قلها او زاد همه***او حط الطفل فوق الثرى شمس المضيه

صاحت بیویه اشلون مديته بلتراب***قلبي تفطر بالظما وافراق لحباب

أخوان او عمى اتقنطروا إبميدان لحراب***قلها دشوفي الطفل سکنه یا زجيه

ص: 290


1- ديوان المراثي الإسلامية في رثاء العترة النبوية ، ص 232-234.

ظلت تعاين له أو منها القلب موقود***عاينت له منحور اودمه فوق لخدود

والله فجيعه الطفل فوق الترب ممدود***مذبوح وأمن العطش چبده ملتظيه

هللي يجيب الماي فطروا أبعمد راسه***اولكفوف منه امقطعه اوسلبوا الطاسة

يم الشریعه بو الفضل راعي الحماسه***وأطفالنا ماتت عطش بالغادريه

اوصاحت ابأمه الرباب ابدمع مذروف***سمعت اوفرت بالمصيبة ابقلب ملهوف

او شافت طفلها امسجا اوصفقت بالكفوف***اوصاحت يروحي او يا حبيب الفاطميه

قلبي شعبته وانقطع منك نصيي***ردتك ذخر لي اتصير في أيام شيي

ما كان ظني اتروح مني يا حبيبي***وابقي ابحنيني كل صباح او کل مسیه

انشعب قلبي يا حبيبي يوم وافاك***وانتحل جسمي من شفت تطرف ابعيناك

وأعظم عليه من شفت لحسين ينعاك***وانته اعلى صدره تجدب الونه شجيه

يا ليت ما عاينت حالك يا حبيی***ما هو عزیز اعليك لو شقيت جيي

يضي عيني انقطع من وصلك نصيي***إشلي ابحياتي ظلمت الدنيا عليه

ص: 291

في استنهاض القائم عجل الله فرجه الشريف- الخطيب راضي الطلالوة رحمه الله

في استنهاض القائم عجل الله فرجه الشريف(1)الخطيب راضي الطلالوة رحمه الله

قوم بعجل يامنتظر وأحيي الشريعة***الجور عم الواسعه وانت الذریعه

انت الذريعه أو ملتجانا یا ابن لطهار***اتناديك شرعة أحمد الهادي المختار

یا منتظر طال المدى جرد البتار***واحيي لناموس الهدى في خير شيعه

لي ما لفي لك خبر أمك يا حمي الدين***محسن سقط بالباب ومنها انكسر ضلعين

وكف الخيانه انطبعت اعلى الخد والعين***ومن المصيبه اقلوبنا أضحت وجيعه

وجدك ابمحرابه أنذبح في شهر لصيام***والحسن يا حجه انرمی نعشة بلسهام

واحسين جدك بالثرى مرضوض لعظام***وجيدوم جيشه طايح أبجنب الشریعه

واخيامكم عاثوا أبها أوغاد امیه***واطفالكم أضحت سبي بالغاضريه

وعمتك زينب حاسره ركبت مطيه***يرضيك من بعد الخدر ترکب ضلعيه

ترضى يسوقوا الظعن يا حجة هالارجاس***و من بعد عين احسين واحمایة العباس

والشمر للنسوه ايحديها ناصب الراس***دنهض يحجه ضاقت ابنا هالوسيعه

ص: 292


1- ديوان الروضة الرضية في مدح ورثاء العترة النبوية ، ص 206-205.

في استنهاض القائم عجل الله فرجه الشریف-الخطيب راضي الطلالوة رحمه الله

*في استنهاض القائم عجل الله فرجه الشریف(1)الخطيب راضي الطلالوة رحمه الله

قوم یا مذخور وامضي للعزم***تترقب اطلوعك لها عرب اوعجم

قوم سل سيفك يماخذ ثارها***وانشر البيرگك واشعل نارها

اوصيح بالعدوان واخلي اديارها***واحسين ناموس الهدى ركنه انهدم

اقلوبنا شبت لظی یا منتظر***نرگب اطلوعك ابكل يوم يمر

عجب تغضي العين ذوبها السهر***شابحه النورك متى اتشيل العلم

شحچي شذكر من مصاب اللي جرى***نار ذكراها ابقلبي اموجره

اضلوع امك ما دريت امكسره***اوخدها من بعد النبي الهادي انلطم

او متنها الورم يحجه بالضرب***حرقوا ضربوا أسقطوا ابليا سبب

اوجدك ابحلقه الحبل جور انسحب***يرضيك قادوا بالحبل باب العلم

یا عظم حلمك يا حلم الله الوسيع***اشلون ما تنهض لثاراتك سريع

ما شجى قلبك سهم نحر الرضيع***اشلون عبد الله يذبحوه ابسهم

ذكره ذوب مهجتي اوفتت احشاي***اشجرمته ينذبح ما يشرب الماي

ما جرى في الدهر فعله مثل هاي***جرت عيون الخلق بدموع دم

ما أظن باللي جرى لك ما وصل***دنهض او جرد فقارك بالعجل

او خذ ثار اللي انذبح عالرمضا قتل***او راح صدره بالعوادي منحطم

او بعد ذبح احسين ما تدري اشسدی***امخدرتكم راحت بولية عدا

اسکینه ركبت الناقه ابليا ردا***مالها كافل او ممتحنه ابحرم

ص: 293


1- ديوان الروضة الرضية في مدح ورثاء العترة النبوية ، ص 207-206.

في الحجة ابن الحسن (عجل الله تعالي فرجه الشريف)-الخطيب راضي الطلالوة رحمه الله

*في الحجة ابن الحسن (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الخطيب راضي الطلالوة رحمه الله

ندري العتب يشجيك لكن ضيق لصدور***مولاي ذوبنا السهر والظلم والجور

هذي الشريعه اتعدت عليها الأكاذيب***وأقوال طه المصطفی مملوءه بالريب

اوصرنا هدف للمفتري بكل الأعاجيب***ترقب اطلوعك والحشا بالنار مسعور

يمته يشع نورك اويمحي ظلمة الليل***او نسمع صدى صوتك او نسمع حافر الخيل

اتقطع احشانا والمدامع تشبه السيل***يمته على الكعبه انشوف العلم منشور

او من حرم مکه اتسير واتوصل للطفوف***ابرایات منشوره او بیها اتلوح لسيوف

وتصيح وين المات قلبه ابعطش ملهوف***بالعطش مات احسين ابسيف الجور منحور

الكتب قالت والرواة انت ماخذ الثار***تدخل ضریح احسين او قلبك مشتعل نار

تخرج الطاهر ابن سيد الأسرار***وتأخذ بثار اللي انذبح بالظلم والجور

ص: 294


1- ديوان الروضة الرضية في مدح ورثاء العترة النبوية ، ص 208.

تعزية للمنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)-الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*تعزية للمنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

بالعسكري يا حجة الله اليوم مأجور***دسوا له السم العدا او عنك طفوا النور

دسوا له السم الأعادي او ذوبوا احشاه***او خلوه يتلظى ابسمه او ما حدا اوياه

يجذب ونینه او يصفق اشماله ابيمناه***قلبه من اسموم الأعادي راح مفطور

قلبه بلسموم الأعادي امفطرينه***مرمي على افراش المرض يجذب ونينه

او لمن دنا موته قضى او غمض لعينه***واتزلزلت سر من رأي واظلمت الدور

اتزلزلت سر من رأى وارتفع لصياح***او ظلوا على افراقه ينوحوا أو يصفقوا الراح

او كلمن اینادي طود عزنا اتهدم او طاح***سور اليتامى العسكري واتهدم السور

سور اليتامى العسكري او مفزع الشيعة***وسفه مضى عنها أو تركها في فجيعه

تجري مدامعها أو عليه تبچي الشريعه***يا حيف مات العسكري او منها انطفى النور

قام الخلف الله ايعظم فيه أجره***غسل أبوه او كفنه واسكب العبره

ص: 295


1- دیوان نفحات الهدى في رثاء الشهداء ، ص212-213.

شاله اعلى ايده او لحده في وسط قبره***ماجور بمصابه يحجه اليوم مأجور

لكن يهون رزوه امصاب الولي احسين***هلي بقي في الغاضريه ابغير تكفين

حز الشمر نحره أو قطع جمال ليدين***او بالأعوجيه الصدر منه راح مكسور

ص: 296

غائب كالشمس المحجوبة- الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*غائب كالشمس المحجوبة(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

شخصه غايب عنا لكن ما جفانا ابغيبته***نفعه بينا يتصل ويعيش كلنا ابذمته

شخصه غايب عنا لكن كلنا ننتفع بيه***مثل قرص الشمس لو مرت سحايبها عليه

ما ايفوت النفع منه کونا ايديره ابيديه***حجة الله الكون كله يستنير ابغرته

الكون كله يعيش بالله في ظلال المنتظر***أرض وجبال او سما او ملاکها او جن او بشر

صدق لولا حجة الله ما حدا اعليها استقر***لكن الباري ابقاها السبب فيها حجته

حجه امن الله علينا دینا بيه اكتمل***هذي اعلوم الشريعه من طريقه الناتصل

يحملوها النا السفارا وحنا منها ننتهل***نفعه أمعمم علينا كلنا نحسب اسرته

كم دفع عنا بليه او کم شفی لینا غليل***کم مریض زال سقمه بالدعا اور کم علیل

كم غني معسر ابجوده او کم لنا سهل سبيل***ا نفعه امعمم علينا عجل الله طلعته

ليل وانهار ابدعانا نطلب امن الله الفرج***يوم لمبارك علينالين مولاناخرج

ص: 297


1- دیوان نفحات الهدى في رثاء الشهداء ، ص 218-217.

يجبر اقلوب الكسيره الشيعته او يشفي المهج***ياخذ بثار العشيره او يشفي قلبه وغلته

ياخذ بثار التي بالباب كسروا أضلوعها***سقطوا المحسن او لطموها او أجروا ادموعها

ما حصل واحد يسليها او يسكن روعها***حتى ماتت حسرى والمسمار تدمي ضربته

او ثار هلي بالحمایل یا وسافه قيدوه***حاسر او حافي غدوا به بين لعدا يسحبوه

اقبال طاغي الخلق حاسر یا وسافه وقفوه***تالي امره ابسيف في المحراب شقوا هامته

أو ثار هلي ابسم چبده یا وسافه اتقطعت***بالطشت ذبها لما روحه من الظيم اظهرت

والجنازه ابقبر جده بالنبال اتشیعت***ما رضت العدا يدفنوا حول جده أجنازته

او ياخذ ابثار الذي بالسهم خر امن المهر***قلبه يتلظى عطش والماي طامي بالنهر

والذي ايهيج أحزانسه بالنعل داسه شمر***مكن الماضي ابنحره او یمه زینب عمته

ص: 298

استنهاض المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)- الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*استنهاض المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

عجل يبو صالح يعزنا او قاید الدین***وانشر إلى الرايات واطلب ثار لحسين

اطلب بشار الي انذبح في الغاضريه***ذبحوه ظامي ماشرب قطرة أميه

او داسوا على صدره الخيل الأعوجيه***رضضت جسمه او طشرت لوصال صوبين

او ثار الطفل هلي على صدر احسين ذبحوه***ظامي بدال الما ابسهم الجور صابوه

ما راقبوا الله فيه او قلب احسين فجعوه***خلوا ادموعه اتسيل لجله على الخدين

او ثار لنصار الي بالمواضي وزعوهم***شبان و کهول أو رضع ذبحوهم

كلهم عطاشى الماي طامي ماسقوهم***او خلوا جنايزهم عرايا ابغير تكفين

واخيامهم بالنار عدوانه احرقوها***او ذيك الحراير واليتاما روعوها

سلب او ضرب واطفال بخيول اسحگوها***او فرت من الدهشه اتنادي الملتجی وین

او ذاك العليل ابخيمته العدوان حاطوه***جروا النطع عنه او على الأضلاع رفسوه

كبوه على وجهه أو على التربان خلوه***يجذب الونه ايسيل دمعه على الخدين

ص: 299


1- دیوان نفحات الهدى في رثاء الشهداء ، ص 219-221.

دخلت الحورا عمته او شافت أحواله***مرمي على حر الثرى وافراش ماله

لطمت وجهها او ظلت اتنخي ارجاله***قوموا أبعجل نجدوا كفيلي اخليفة احسين

جفت ادموع اعيونها وذابت حشاها***او نخت ولا حدمن عشيرتها لفاها

عادت اتلم اطفالها او تجمع نساها***وتصيح بخواتي فجعني غايل البين

ومن الصبح نوق الهوازل قربوها***او ذيك النسا او لیتام قوه ركبوها

كلها بلا قنعة حواسر سیروها***من غير والي والولي امقيد الرجلين

او لجساد ظلت بالعرا ما حد دفنها***متغسله ابلدموم والسافي كفنها

متعطله وينك يراعي الثار عنها***ما جيت تدفنها او ترجع للنساوين

واما المصيبة الما أظن تحمل صبرها***تدمي ادموع العين ويهيجك ذكرها

ذيك المصونه الما حدا أبعینه نظرها***في مجلس الطاغي سترها راح اليدين

ترضى يبو الغيره المجالس يدخلوها***حسرى او يزيد الرجس ينكث ثغبر اخوها

بالخيزرانه او يشتم الهادي وبوها***ويقول منکم یا خوارج باخذ الدین

ص: 300

استنهاض المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)-الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*استنهاض المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

او ویلي خانت الأمه ابسادتها او مواليها***ولا راعت رسول الله الوصاها اتراعيها

يلمنصور بالأملاك ثور ابعجل صیح الثار***لا تنسى الشال القبس بيده أو حرق باب الدار

لطم لمك وروعها وانبت في الصدر مسمار***عصرها أو سقط المحسن او قاد ابحبل واليها

او هذي الطامة الكبرى سبب صارت لكل امصاب***منها حيدر الكرار خر مصيوب بلمحراب

او منها المجتبى قلبه من سم اللعينه ذاب***او تالي أجنازته بنبال عدوانه امشيعيها

او منها كربلا صارت هز لكوان ذبح احسين***صابه السهم في قلبه أو لمن طاح طاح الدین

او ظل يعثر على الغبرا ابدمه امترب الخدين***يتلظى عطش قلبه او ظامي انذبح تاليها

او قطعوا خنصره او لكفوف او ظل مرمي على الغبرا***جثته امبضعه ابلسيوف دمه ايسيل من نحره

ولا تشفوا العدا منه او داسوا ابخيلهم صدره***او زینب تنظره او تصفق على الهامه بیادیها

او ظل مرمي ثلتيام حوله امجدله انصاره***علي لكبر عن ايمينه والجاسم عن ايساره

والدوب اقليب الدین جسمه أباريه اتواری***الله ایساعد السجاد يوم الكفنه بيها

ص: 301


1- ديوان نفحات الهدى في رثاء الشهداء ، ص 221-222.

خروج المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)-الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*خروج المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

يوم لمبارك يومن ایشرف ولينا***ایبایع برض مكه او يترل للمدينه

يترل لرض طيبه او يقصد قبر جده***ایسلم عليه ويسيل دمعه فوق خده

ويروح لمه ایزورها ويزيد وجده***يذكر المسمار ابصدرها راكزینه

او يذكر الدار الذي قوه ادخلوها***او يتذكر العين التي ابلطمه عموها

او يتذكر الضلعين هلي کسروها***او يتذكر الي بلحمایل قایدینه

او يغدي البقيع أو مدمعه بلخد مسجوم***ويزور لجداده أو يتذكر المسموم

ويزيد حزنه لين شاف القبر مهدوم***تتغير الوانه و يتزايد حنينه

ومن المدينه يطلع او يقصد الكوفه***او يدخل إلى المسجد او دمعاته ذروفه

او ينفطر قلبه ساعة المحراب ایشوفه***يذكر الراس الي بصلاته شاطرينه

او يطلع من المحراب او هو يجري ادموعه***يغدي يزور الي استجار بدار طوعه

ص: 302


1- دیوان نفحات الهدى في رثاء الشهداء ، ص 222-224.

ذبحوه او ذبوا جثته او كسروا أضلوعه***او بلحبل في الأسواق جسمه ساحبينه

او يظهر من الكوفه او يقصد مشهد حسين***او من يدخل الحاير اقليبه يصير شطرين

يلزم ضريحه والدمع يجري امن العين***او يذكر السهم الي ابقلبه صايبينه

أو يذكر اوقوعه اعلى الثرى من فوق مهره***او يذكر ثمر بالنعل دایس فوق صدره

او يذكر السيف الولغه الطاغي ابنحره***او يذكر الصدر الي ابعوادي راضينه

او يحفر ابجفن السيف وادموعه ذروفه***أو يظهر رضیع احسين والعالم اتشوفه

سهمه ابنحره او يرفعه الله ابكفوفه***اینادي اشذنب الطفل حتى ذابحينه

اشذنبه يربي هالطفل حتى يذبحوه***ظامي او قلب احسين بمصابه يجرحوه

او قلب الرباب الوالهه ابذبحه يفجعوه***ابحقك يربي أمن الأعادي انتقم لینا

ص: 303

المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) والطفل الرضيع- الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*المنتظر (عجل الله تعالي فرجه الشريف) والطفل الرضيع(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

يدخل ضریح احسين والونه شديده ***او يطلع رضيعه والسهم قاطع وریده

والدم يجري أو يرفعه لله اعلى إيده***اینادي اشذنب الطفل حتى ذابحينه

اشذنبه يربي هالطفل حتى يذبحوه***ظامي ابدال الما ابسهم الجور صابوه

جرحوا اقليب امه او جدي احسين فجعوه***ظل يعفر أبصدره او شبح للموت عينه

ظل يعفر ابصدره او دماياته سفوحه***خضبت جسمه او فارقت في الحال روحه

جدي انفجع قلبه لطفله او ظل ينوحه***او رد به الخيم محني الظهر يجذب ونینه

ص: 304


1- دیوان نفحات الهدى في رثاء الشهداء ، ص 224.

الحجة وظهوره- الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*الحجة وظهوره(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

يستأذن الله ابن الحسن ليحان حينه***ايجيبه الندا من ربه اخرج يا ولينا

ايجيبه الندا يا حجة الله أخرج يموتور***انته لأخذ الثار يبن الحسن مذخور

سل سيفك الماضي ترى أماید ومنصور***وانتقم من كل ظالم الكم باع دينه

عندها يسل سيفه الحجه او ياخذ الثار***او يبدي انتقامه امن الذي هجموا على الدار

عصروا البتوله او سقطوها او شبوا النار***او حيدر علي ببنود سيفه قایدینه

يغضب إلى الله والنبي والشيد الدين***او يغضب إلى الماتت او هي محمرة العين

او حسب الروايه اعلى اشجره يصلب الحبتين***والكل يراهم في المدينه نصب عينه

او ياخذ ابثار الي وقع وسطة المحراب***مشقوق راسه والدما صاير له اخضاب

او جبريل ينعي في السما داحي الأبواب***ياناس قوموا له ابصلاته ذابحينه

او ثار الذي فوق الطشت قاذف لچبده***كلها اطلعت ويلي قطع من سم جعده

او ظلت أولاده واخوته يبچون عنده***او تالي على نعشه ابنبال امشيعينه

ص: 305


1- دیوان نفحات الهدى في رثاء الشهداء ، ص 225-227.

واليجرح اقليبه يشيعه امصيبة أحسین***لنه أبسهم صابوه ابقلبه أو هدموا الدين

او خر من جواده اعلى الثرى امترب الخدين***او صدره الزاكي ابنعل وسفه دايسين

كل الذي بلحرب ساهم يقضي اعليه***حتى الذي ركز وتد يقطع أياديه

هل كيف ينسى الي ابسيفه حز وریدیه***واخته ابجنبه ماتركها اتمد يدينه

واندبح ظامي ماسقوه قطرة اميه***او داسوا على صدره ابخيل الأعوجيه

رضضت جسمه او ما بقت منه بقيه***وبلا دفن جسمه ثلاثه تار کینه

ترکوه وانصاره عرايا ابذيك لوعار***والحرم سلبوها او شبوا بلخیم نار

او بعد السلب والضرب حملوها على أكوار***او زين العباد ابقيد وبغل ما خذينه

وابجملة الأمصار حسر شهروها***او بس تشتكي أمن الضيم والذل يضربوها

او تالي امرهم وسط مجلس وقفوها***و او راس السبط بلعود ثغره ضاربينه

*****

ياحجة الله ابن الحسن طال المدى بيك***ضاقت بهل بيتك الدنيا من أعاديك

هذي يتاماهم وأراملهم اتناديك***دستذن الله أو قوم خلصهم من أعداك

ص: 306

مقارنة واستنهاض للمنتظر-الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

*مقارنة واستنهاض للمنتظر(1)الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله

حبل هلي جز لحيدر رقبته***ابرقبة السجاد لعدا حطته

او جملة أطفاله او زینب عمته***ليبچت لسياط تتلوى ابها

نار هلي اباب ابوالحمله ورت***في خيم الحسين شبله اتوجرت

ولسياط الي على الزهرة التوت***على أبناته التوت امن احزابها

والجنين الي على العتبه وقع***عنه طفل احسين في صدره انصرع

والدمع من عين أبو اليمه همع***على أوليده الجرعوه او صابها

ولضلوع الي أبابه اتكسرت***ابدالها أضلوع الشهيد اترضضت

ولدموم الي على العتبه جرت***عنها دم احسين روى اترابها

بعد ذبح احسين قلي اشتنتظر***مثله ما يجري أبد طول الدهر

فوق صدره داس بنعاله الشمر***واخته عنده اتدافعه ماهابها

واخته عنده اتوعظه واتحدره***ابسوط آلمها او خرت بالثرى

وانحنى ابسيفه او هبر منحره***او شال رأسه أو لوحه بحرانها

او بعد ذبحه ظل ثلاثه ما اندفن***والروابي اترابها فوقه سفن

غسله دمه او باريه صار الكفن***رزوه لو مس الرواسي ذابها

او ما اكتفوا ابذبحه او ذبحة عزوته***بل بعدها أبنار حرقوا خيمته

روعوا أطفاله او سلبوا نسوته***أو ركبوها عاريه اعلی اقتابها

او سیروها حاسره تقطع البيد***وابو احمد جامعه او غل او قید

او دخلوها سافره مجلس يزيد***غدت تتفرج عليها أجنابها

وشبقى امن الهضم حتى تصطير***زينب ابمجلس عقب ذاك الخدر

عن عيون الناس بالكف تستتر***ترضى يهتك هالعنيد احجابها

ص: 307


1- دیوان نفحات الهدى في رثاء الشهداء ، ص 228-227.

مولد الإمام الحجة عليه السلام- الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

*مولد الإمام الحجة عليه السلام(1)الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

هالحفل هاللي نقيمه***اليوم كلنا بالسويه

على أحسابك يبو صالح***ياغياث الجعفريه

كلنا نترجی طلوعك***غيبتك طالت علينا

والظلم والجور ذلنا***يمته تظهر یا ولينا

يمته تظهر بارض مكة***اوتوصل الأرض المدينه

وتنصر الإسلام وأهله***يا أبو النفس الأبيه

سيدي احنا لظهورك***وشكثر شفنا علامه

هذا شرع الدين ضايع***ينتحب يبكي إمامه

بالعجل در که اوعنهزيح ذله واهتضامه

لون ما تنهض ابسرعه***الناس ترجع جاهليه

سيدي دطلب الثارك***جرد الصارم ابهمه

انسيت هالماتت نحيله***أو عينها احمرت أبلطمه

انسیت هللي انخضب شيبه***في صلاته ابفيض دمه

انسيت هللي قذف چیده***انسيت يوم الغاضريه

ص: 308


1- دیوان ( الذخيرة المحمدية في رثاء العترة المحمدية ) (المخطوط ).

كم طفل مذبوح ظامي***او كم شباب انحز نحره

یوم عاشر بالمحرم***للحشر مشهور ذكره

جدك المظلوم بعد الذبح***رضوا أبخيل صدره

اوزينب تشوفه اوتجرد***فوق صدره الأعوجيه

ما اكتفوا بالچتل عادوا***للحريم ايسلبوها

أجلاف ما بيهم أمروه***الخيم بالنار أحرقوها

اوعمتك فرت او بيها***اتعلقت أيتام أخوها

ما فعلوا الكفار فعله***هل الكوفة وآل أميه

ص: 309

باسمك ينادي الكون- الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

باسمك ينادي الكون(1)الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

في أرض سامرا هاليوم شع نور***نور الإمام البيه دين الله منصور

خامس عشر شعبان ياهي فضيله***بيه الهدى والدین بین فضيله

وينصر إلى الشيعة العاشت ذليله***يعلي الأرض بالعدل من بعد هالجور

يا سيدي ما تشوف هالكون مقلوب***والدين من فعل المضلين متعوب

باسمك ينادي قوم عجل يمندوب***من عالم الذر انته للدين مذخور

يمته ترف الأعلام يابن الزجيه***اترفرف على راسك اوباسمك زهیه

اتذل الكفر وتعز للجعفريه***يوم الذي تطلع هو يوم لسرور

ياسيدي هاليوم لجلك جلسنا***يوم الذي اعليك نعقد أملنا

تدري الهضم والجور عمنا او چتلنا***طال انتظارك قوم دين الله مقهور

ص: 310


1- ديوان ( الذخيرة المحمدية في رثاء العترة المحمدية ) ( المخطوط )

يا ابن الحسن مدري شعدلك من أمصاب***ما تدري بالضلعين كسرت ورا الباب

ما تدري باللي انچتل وسطة المحراب***ما تدري بالسبطين مسموم او منحور

ماتدري عماتك راحن يساره***اويوم الذي طبن ابقصر الإماره

اوشاف الرجس للراس تسطع أنواره***شال القضيب أوقام بضربه مسرور

ومصيبة اللي للحشر دايم اتزيد***و في مجلس ابن ازیاد وبمجلس ایزید

جدك علي السجاد ينسحب بالقيد***والحرم كلها تحن والدمع منثور

ص: 311

استهاض الحجة عليه السلام- الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

استهاض الحجة عليه السلام(1)الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

يا ابن العسكري دنهض يمذخور***لا تنسى مصایب یوم عاشور

يا ابن العسكري طالت الغيبه***قلبك اشكثر يحمل مصيبه

احسين ابكربلا مخضوب شيبه***أوصدره بالأعوجيه صار مکسور

چي تصبر يا بن راعي الفراسة***او تدري الشمر صدر احسين داسه

ويزيد العهر کسر أضراسه***ابضربه الرجس فرحان مسرور

او عمتك بعد عزها سلبوها***فوق اجمال العدو ركبوها

وابوسط المجالس دخلوها***عجل طالت الغيبه يمشهور

دنشر رايتك يا ابن الأماجيد***لا تنسى الدخلت بمجلس ایزید

وياها علي السجاد بالقيد***بالمجلس يهل الدمع منشور

ص: 312


1- ديوان ( الذخيرة المحمدية في رثاء العترة المحمدية ) ( المخطوط )

يالغايب المذخور- الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

*يالغايب المذخور(1)الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله

يالغائب المذخور اسمع لشكوانا***هالدین شرعه يرورح لو بعد تتوانى

*****

يوم خامس عشر من شعبان شانه مرتفع***بیه نورك يا حمانا برض سامرا سطع

والعدو يتطلب الچتلك ولا جفنه هجع***يردون يطفو النور والله أجل شانه

الله براك اوسجلك باللوح تظهر البرهانه

*****

سيدي هاليوم لازم نحتفل كلنا سويه***یا عمدنا اویا حمانا انظر الحال الجعفريه

كل فرد عطل أعماله اوجا ابعجل يا ابن الزچيه***والكل منا بالفرح مغمور هاليوم بشرانا

نترجي بظهورك علمنا ایلوح والنصر ويانا

*****

كل واحد منا ايترجى طلعتك حتى الرضيع***سيدي للدين غيرك لا تظن واحد فزیع

أدرك الإسلام وأحكام الديانه لا تضيع***دین الهدى يا ابن الحسن مقهور من فعل عدوانه

انته التداوي علته اولجروح وتشيد أركانه

ص: 313


1- دیوان ( الذخيرة المحمدية في رثاء العترة المحمدية ) ( المخطوط ) .

سيدي ما تنظر الدنيا امتلت جور او ظلم***يمتي تمليها عدل وبنورك اتزيل الظلم

اطلب الرخصه من الله بالذي خروجه حتم***يمتى نعاين بيرگك منشور أسرع یا مولانا

كل شيعي گلبه الغيبتك بجروح بالله لتتواني

ص: 314

انتداب صاحب الامر(عجل الله تعالي فرجه الشريف) وتعزيته بجدته الزهراء عليها السلام- الحاج أحمد العوى رحمه الله

*انتداب صاحب الامر(عجل الله تعالي فرجه الشريف) وتعزيته بجدته الزهراء عليها السلام(1)الحاج أحمد العوى رحمه الله

یا حجة الله اعلى الخلق يابن الحسن ثور***چي تصطبر وامك قضت والضلع مكسور

ثور بعجل یا بن الحسن واشهر البتار***ما يصير ما عندك خبر باللي جرى اوصار

دخلوا الأعادي اعلى البتوله اوهي بلا خمار***بالباب عصروها اوضلعها راح مكسور

يا هي مصيبه ما جرت يابن الميامين***دخلوا على الزهرا خدرها يا مسلمين

أو بالباب عصروها اولطموها على العين***و اوما بين ثدييها نبت مسمار ما اتشور

طاحت من العصره الزجيه ابردة الباب***او طرحت المحسن یا وسافه فوق لتراب

او نادت یا فضه وین حیدر داحي الباب***قالت خذوه امجتف أو بالحبل مجرور

من سمعت الزهرا اطلعت خلفه تنادي***خلوا عن الكرار لا اتيتموا اولادي

رد العبد بالسوط إلى بضعة الهادي***بسوطه نهکها اوهي تصيح ابقلب مكسور

قامت تدافهم الزهرا عن وليها***اولسياط تتلوى على جنبها اویدیها

لمن هوت فوق الثرى مغشي عليها***قامت من الغسشوه اوجنبها دمه ایفور

ص: 315


1- دیوان محرك الأشجان ، ص 135-137.

وصلت المسجد بضعة الهادي المختار***اوشافت وليها امچتفيه قوم الأشرار

واقف بلا ناصر ابو الحسنين محتار***اولسيوف مسلوله والاعدا حوله اتدور

صد الولي ابعينه القبر طه ينادي***یابن امي من بعد عینك الأعادي

رادوا يذبحوني اوتتيتم أولادي***اوهاي الوديعه لفت لك والضلع مکسور

اوجت فاطمه القبر النبي اولشبال معها***طاحت على قبره اوهي تهمل دمعها

اونادت يبويه أعزیزتك كسروا ضلعها***أوقادوا وصيك صاغر اوبالحبل مجرور

انكبت علي قبره اونادت يا عمادي***بس ما غبت هجموا على داري الاعادي

او بالباب شبوا النار وارتاعت اولادي***أوطرحوا جنيني اوقع فوق الترب معفور

ردت الزهرا الدارها بالكدر والهم***اوظلت عليله لمن ادركها المحتم

بالليل غسلها علي اوقلبه تالم***اوعاين إلى اللطمه اوشاف الضلع مکسور

بیدیه غسلها اولفها في كفنها***اباللیل شيعها او بخفيه دفنها

اولليوم مايعرف قبرهاغير ابنها***صاحب الغيبه الكان للثارات مذخور

ص: 316

في حال جنازة العسكري وخلفه المهدي عليهما السلام- الحاج أحمد العوى رحمه الله

*في حال جنازة العسكري وخلفه المهدي عليهما السلام (1)الحاج أحمد العوى رحمه الله

عاشر أولادج يزهرا بأرض سامرا قضى***بالأرض حلت زلازل لجله واسود الفضا

كالقيامه أرض سامرا استوت لمصيبته***خبر عندچ عن بني عمه اشسووا ابحالته

من غمض عينه لفوا بيته يفتشوا عيلته***او مثل يوم الدار يومه اعلى بنات المرتضی

ينظرون العسكري والسم قطع مهجته***ایلوج بفراشه اوعنه القوم بعدوا عيلته

دب چبده بالطشت اوللموت مالت رقبته***ابسم أو بالغربه يزهرا عاشر اولادچ قضی

ودع اعياله العسكري اوهجموا وسط داره العدا***ظلوا يفتشوا مترله او جثته ابسريره امدده

ایریدون يسقون الحلف بالعجل كاسات الردا***او يطفوا نوره اوقدرة الجبار شاءت تحفظه

والمصيبه يوم شالوا اجنازته الشيعه اومشوا***أجنود ظلت وسط داره او على العيله فتشوا

لا راعوا الباري ولا من جده الهادي اختشوا***واقلوب العدا على الغايب دوم تتوقد لظي

والبقيه حضر للتغسيل او كبر للصلاه***والخلق آلاف يمه كلهم ایصتوا وراه

ص: 317


1- دیوان محرك الأشجان ، ص 504-503.

او بعد ما خلص صلاته أمن البشر ماحد راه***او ظلوا السلطة يفتشوا الدور وآفاق الفضا

او بعد ما دفنوا الجنازه الكل رجع بيته حزين***المنتظر ما يدري وينه والحسن أمسى دفين

بيته أمطوق ابعسكر والنسا ابنوح او حنين***والمدارس عطلوها وانغلق باب القضا

اوماجت الأكوان لجله اوعم على الكون الظلام***صارت الشيعه ابحيره من بعد فقد الإمام

الكل يتحسر واینادي اودمع عينه بنسجام***المنتظر في أي وادي اليوم عن بيته مضی

1412/2/20ه-

ص: 318

استنهاض القائم عليه السلام لأخذ ثاريوم الطفوف- الحاج أحمد العوي رحمه الله

*استنهاض القائم عليه السلام لأخذ ثاريوم الطفوف(1)الحاج أحمد العوي رحمه الله

یا بدر هاشم او یا شمس أكوانها***سور مكه ویا عمد بنیانها

یا عمد بنيانها المالك مثيل***يا خلف طه أو شبل حامي الدخيل

غيبتك طالت دگوم اسرج الخيل***واشهر البتار ياسلطانها

سيفك ابيمناك هذي شيعتك***بالمذله اتعیش ترضي غيرتك

بيك تتوسل وترجو طلعتك***اوترفع الذل الترل باوطانها

كيف ترضى بشيعتك تلبس الذل***أو مالها غيرك يا بن خير العمل

عليك تقسم سيدي بدم الطفل***وبالحريم اللي احرگوا صيوانها

هلي احر گوا صيوانها بيوم الطفوف***بلا ستر ظلت بعد حرق السجوف

وصار ستر اوجوهها براح الكفوف***وبالمذله رافگت عدوانها

رافگت عدوانها ابقطعة البيد***وگفوهن على الدرج مثل العبيد

وجدك السجاد يرفل بالحديد***وعلم عندك عن فعل كوفانها

العلم عندك بالذي صار وجرى***الحرم سارت والاجساد على الثرى

وقبل يوم الطف ما انسلبت مره***ولا حريم اذبحت رضعانها.

ص: 319


1- دیوان محرك الأشجان ، ص 507-508.

انتداب صاحب الامر(عجل الله تعالي فرجه الشريف) وتعزيته باجداده- الحاج أحمد العوي رحمه الله

*انتداب صاحب الامر(عجل الله تعالي فرجه الشريف) وتعزيته باجداده(1)الحاج أحمد العوي رحمه الله

يابن العسكري دنهض***يليث الحرب يا مغوار

الشیعه ظلت اتنخيك***طول الدهر ليل النهار

الشيعة ظلت اتنخيك***ما تنهض يواليها

او تاخذثار اجدادك***او تدري بلجرى اعليها

عجب ترضى على الزهرا***یا حجة يدخلوا عليها

عجب ترضى يبو صالح***يطبوا دارها الكفار

عجب ترضي يبو صالح***اوتصبر والخبر عندك

لوما هي لفتك اعلوم***ابسم المصطفی جدك

بعده القوم طبوا الدار***أوقادوا المرتضى جدك

عجب تصبر يبو صالح***او تدري بالجري والصار

عجب ترضى يبو صالح***يبحر العلم يسلطان

باللي امن الله امنصب***إمام للإنس والجان

چي ترضى على الزهرا***يطبوا دارها العدوان

عنهم لوذت بالباب***حسرى ما عليها اخمار

عنهم لؤذت بالباب***قصدها تريد تتستر

قام النذل للحائط***عصرها اوضلعها اتكسر

او طلعوا بجدك امقيد***والأول رقى المنبر

عجب تصبر يبو صالح***اوتدري بالجري والصار

ص: 320


1- دیوان محرك الأشجان ، ص 510-509.

یا بن العسكري دنهض***واروي للأرض بالدم

چي تصبر يبو الغيره***او تدري اشسوى ابن ملجم

ضرب جدك على راسه***أودين المصطفی اتهدم

یا بن العسكر دنهض***واخذ ثارك من الكفار

خذثار امك الزهرا***اوثار السمته جعده

وافي كل بني سفيان***والطاغي مع جنده

هلي سقط الزهرا***او نبت بالصدر مسمار

يابن العسكري دنهض***واشهر سيفك البتار

واقصد کربلا ابدوله***اوصيح الثار يهل الثار

وافي كل بني مروان***او كل رجس وكل غدار

يابن العسكري دنهض***فات الثار يهل الثار

ص: 321

استنهاض الحجة (عجل الله تعالي فرجه الشريف) وتعزيته بجدته الزهراء عليها السلام- الحاج أحمد العوي رحمه الله

*استنهاض الحجة (عجل الله تعالي فرجه الشريف) وتعزيته بجدته الزهراء عليها السلام(1)الحاج أحمد العوي رحمه الله

سيدي طال انتظارك***وأوحشتنا ابغيبتك

يمته نسمع بالسما الهاتف***ينادي ابشيعتك

قوموا يا شيعه ترى***الغائب ولي الله ظهر

امتوج ابتاج الولايه***مرتدي العز والفخر

ايريد ياخذ ثار هلي***الضلع من عندها انكسر

عجب یا عزنا وحمانا***ايصير تغضى غيرتك

اشلون تصير وانته تدري***بالذي صار اوجری

او تدري عن ضلع البتوله***اوتعرف اللي كسره

او خبر عندك عن المحسن***من سقط فوق الثرى

او هجمت الأعدا على***دار البتوله جدتك

يمته نسمع ندا الهاتف***بيك في افق السما

ظهر لاخذ الثار شبل***المرتضی حامي الحمی

ايطالب ابثارات جده***المرتضی حامي الحمی

اوثار عبد الله الطفل***اوثار زینب عمتك

سيدي أمك الزهرا***سقطوا منها الجنين

بالسيف وكزوا الجنب منها***والطموها على العين

ص: 322


1- ديوان محرك الأشجان ، ص 511-512.

واتوازروا ابغصب الخلافه***من أمير المؤمنين

او من ذاك اليوم لبست***للمذله شيعتك

اشلون تغضي وانته تدري***شيعتك لبست الذل

جدك الكرار من بعد***النبي انقاد ابحبل

واظن عندك خبر عمك***نعشه صابوه ابنبل

والهواشم حول نعشه***اتنوح او تبچي شيعتك

سيدي وشلون تغضي***عن مصائب کربلا

وانته تدري بالجرى***او تعلم ابفعلة حرمله

من لفی جدك ابطفله***عقب ما انذبحوا هله

ذبح طفله فوق صدره***اشلون ترضى غيرتك

ص: 323

تعزية صاحب الامر(عجل الله تعالي فرجه الشريف) باجداده الحسين والكاظم عليهما السلام- الحاج أحمد العوي رحمه الله

*تعزية صاحب الامر(عجل الله تعالي فرجه الشريف) باجداده الحسين والكاظم عليهما السلام(1)الحاج أحمد العوي رحمه الله

قوم یابن العسكري بيزي الصبر***ثور او إخذ ثار البقى فوق الجسر

على جسر بغداد ظلت جثته***فرجه للاعدا ابمحضر شيعته

والهواشم مالفوا لجنازته***عاش بالغربه او قضی ابسم الكفر

مات في حبسه ولا عنده عضيد***سمه السندي بأمر ذاك العنيد

آه من جابوه و برجله الحديد***اوجوا إله يتفرجون اهل الغدر

قضى عمره جدك ابوسط السجن***او يوم موته صار مرمي ابلا دفن

اوجاله اسليمان بجهاز او کفن***وآمر الشيعه يحفروا له قبر

هاي سنه ساريه ابكل الملا***بس جدك سيدي في كربلا

ظل ثلثتيام ماحد وصله***وارى جسمه او نزله وسط القبر

سيدي ليتك شفت ذاك العليل***من بعد ما طاح ابو سكنه جدیل

والودائع بقوا بعده ابلا كفيل***بالعري والجوع في ولية كفر

سلبوها من بعد عين الشهيد***وقيدوا السجاد بقيود الحديد

ادخلوهم باليسر مجلس یزید***اوراس جدك بيد شراب الخمر

سيدي ابصبرك لبسنا ثياب ذل***يمته لخذ الثار تنهض یا فحل

أو تاخذ بثار الذي بالسم جتل***اوثار هلي اتذبحوا يم النهر

أمصاب اهلك فت الحديد***کل بدر منهم إله واحد عنيد

يجتله بالسم لو ابحر الحديد***قوم للثارات ما ظل لك عذر

ص: 324


1- ديوان محرك الأشجان ، ص513-514.

یا حجة الله طال انتظارك- الحاج أحمد العوى رحمه الله

*یا حجة الله طال انتظارك(1)الحاج أحمد العوى رحمه الله

يا وارث اعلوم النبوه والإمامه***طال انتظارك قوم يا راعي الشهامه

طال انتظارك قوم ياصفوة الجبار***اركب على الميمون وسل سيفك البتار

الجور زايد يا ولينا ابكل الأقطار***الأحكام ضاعت وأنوخذ حق اليتامی

عجل ادرکنا یا سلالة داحي الباب***عجل ترى الشيعة الكل منها القلب ذاب

ما تنقبل ليهم شهاده اومالهم اصحاب***ماتوا ابفجعه امن القهر ومن الندامه

واما الصلاه ضاعت وضاعت كل الاعمال***والناس كلها اتكالبت حق لم الاموال

او بعض النسا اتزيوا ولبسوا مثل الانذال***اولرجال امثال النسا نزعوا الشهامه

والوالد المشفق فلا ایأدب أولاده***والزور والبهتان صار اليوم عاده

واما لراعي الدين ما تقبل شهاده***واما النذل ياخذ امواله بالسلامه

هذي المساجد خالیه امن اعبادة الناس***والعالم النحرير علمه بالثری انداس

ص: 325


1- دیوان محرك الأشجان ، ص 515-516.

واما الثرى انحطه ابمجالسنا على الراس***واما الفقير ابهالوگت ماليه كرامه

ماله كرامه اولا أحد يسمع جوابه***ما تنفعه الشيخه ولا يفيده شبابه

إذا قل ما بيده مضوا عنه أصحابه***ما تنفعه أهله ولا تفيده عمامه

كثر المناکر عمت ابكل البلادین***او شرب الخمر وأكل الربا اوبخس المسلمين

المعروف ضاع ابهالوگت وتمزق الدین***هذا لظهورك سيدي أكبر علامه

ص: 326

استنهاض للحجة (عجل الله تعالي فرجه الشريف)-الحاج أحمد العوي رحمه الله

*استنهاض للحجة (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الحاج أحمد العوي رحمه الله

یا سمي المصطفى ومن بيك نرجو الانتصار***غيبتك طالت علينا ياشبل حامي الجار

لبسنا اثياب المذلة سیدي من غيبتك***اوضاقت اعلينا الوسيعه او دوم نرگب طلعتك

اشلون يابن الحسن ترضي اتعيش بالذل شيعتك***ما لها غيرك يبو صالح اوطال الانتظار

سيدي طال انتظارك وأحنا ملينا الصبر***اقلوبنا ذابت اونار الحزن تتوقد جمر

اونار يوم الدار لليوم ابحشانا تستعر***اوما تخمد قبل ما تنهض او تاخذ الثار

انچان عن ثار الزلم تغضى بعدثار النسا***ترضى تدخل بالمجالس کالعبيد امحبسه

والناس تتفرج عليهم كل صباح او کل مسا***او شتم جدك عالمنابر واهلك ابولية اشرار

او كلنا ندري علم عندك بالذي صار اوجری***نعتب أوندري ابقلبك نار وجده اموجره

تصبر او عندك يتاما اویاهانسوه امشهرة***واسمها اتبدل خوارج عند أهالي الشام صار

يوم في مجلس الكوفة اويوم في مجلس يزيد***او يوم في الأسواق اويوم اعلى الدرج مثل العبيد

ص: 327


1- ديوان محرك الأشجان ، ص517-519.

بالحبال امكتفيها اوجدك ابرجله الحديد***الليل يقضي في الخرابة أو بالشمس ظهر النهار

لا فراش اولا مقانع بالأرض مثل الأغنام***امن الضرب والجوع ماتت بالسجن بعض الأيتام

والشماته أشد من الموت بانسل الاكرام***غصب يصبر عالشماتة هلي ماعنده انصار

کم دم مهدور ليكم او كم يتيمة امروعه***او كم شباب من الظما میت او جنبه المشرعه

او خبر عندك بالقضي بالسم چبده امقطعه***اوعن جسر بغداد عندك علم یا نسل الأطهار

واللي أشد من القتل حد الهادي بنشتم***او عمتك بعد الخدر تتفرج اعليها الخدم

وانت يا بن العسكري باللي جرى عندك علم***اوما لنا غيرك يبو صالح أحد ياخذ الثار

1411/6/4ه-

ص: 328

انهض يا من للعدل مذخور-الحاج أحمد العوى رحمه الله

*انهض يا من للعدل مذخور(1)الحاج أحمد العوى رحمه الله

يبن العسكري دنهض يامن للعدل مذخور***چاره مالنا غيرك يرد عنا الظلم والجور

عجب تغضي اوعلم ابجور الدهر واعوانه***زمان ایزید رد اجديد علينا وابن مرجانه

ليل النهار نترجاك وانت اتشوف بلوانا***و ضاع الأمر بالمعروف والمنكر دخل بالدور

علينا الواسعه ضاقت اوبالظلم أظلم الوادي***أولاد ایزید وابن زیاد شتموا جدك الهادي

واحنا بس نترجاك اودايم إسمك انادي***اظن باعمالنا النكرة ابتأخيرك صرت معذور

لكن وين عن بابك نرحل يبن حامي الدين***اوعدنا خبر عن جدك علي اوعن سيد الكونين

علينا اتوالت الأحداث من بر اوبحر صوبين***اوما لنا امعين غير الله ورجانا بيك يمتي اتثور

ليل انهار نترجي اظهورك يبن حامي الجار***علينا غيبتك طالت یابن الحسن يا مغوار

يمتى نسمع امناديك ايصيح الثار يهل الثار***او تملي الواسعة ابجندك ومن مکه يشع النور

ترى امن الصبر ملينا وعلينا طالت الغيبه***اوما عدنا أحد ننخاه غيرك من تجي امصيبه

شمر واشهر البتار واتعني لأرض طيبه***واخذ ثار امك الزهرا الماتت والضلع مکسور

ص: 329


1- دیوان محرك الأشجان ، ص 522-520.

ما يحتاج افصل لك عن هلي جرى بالباب***او نار اللي اشعلوها اعداك لهبها وصل لمحراب

اوچم دم ابأرض بغداد ضاع أو ما إله طلاب***اوچم من طفل برض الطف قضى ابسهم الردی منحور

أو چم امخدره انهتكت بالطف يبن حامي الدين***اوما أقدر اوصف لك مصاب اللي جرى اعلى احسين

ظل عاري ثلثتیام اعلى الرمضا بلا تكفين***جسمه ابکربلا اوراسه ما ندري ابيا أرض مقبور

اوثار الحسن لا تنساه هلي سمته جعده***عاش أبهضم عشر سنين أو بالسم گطعوا جبده

اوتاليها العدى اینادون لا يدفن عند قبر جده***اوبسهام اونبل ضربوه عمك من راد ایزور

اولا تنسى بن مروان او فعلتهم مع السجاد***من طيبه الدمشق الشام خذوه امصفد ابلقياد

اولا راعوا شرف جده اودسوا السم إليه في الزاد***او بعده جدك الباقر قضی آبسم العدى والجور

مصایب بس من أذكرها بعضها ایشیب منها الراس***أولها من بني اميه اوتالي من بني العباس

چم دم منهدر ليكم راح اضياع بين الناس***يمتي من بني اميه وبني العباس تخلي الدور

طهر هالأرض منهم او من کل مفتري وشيطان***اونورك يا حبيب الله يشع ابجملة الأكوان

اوعدلك يملأ الدنيا ويرعى الديب وياالضان***او تاخذ ثار كل مظلوم يامن للعدل مذخور

1411/9/28ه-

ص: 330

في استنهاض صاحب العصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)- الحاج أحمد العوى رحمه الله

في استنهاض صاحب العصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الحاج أحمد العوى رحمه الله

يمتى تنشر راية الإسلام ابن المرتضی***انخاف هالغيبه الطويله زعل ما هي عن رضا

یا سمي المصطفى ويا نسل دحاي لبواب***غيبتك خلت طفلنا يشيب من قبل الشباب

نستحي يبن الوصي دايم لك اعتاب***سيدي من اجل انتظارك صار اسمنا رافضه

رافضه اتبدل إسمنا وأصبح المؤمن ذلیل***دوم نترجاك ومن طول المدى نسهر الليل

عجب ترضى على مذلتنا يين حامي الدخيل***أنصار ما عندك لو اللي غيبك عنا القضا

غيبتك خلت بعضنا يتيه في بحر الأفكار***ضاقت الدنيا علينا والظلم عم الاقطار

بالهضيمه انعيش ترضی یا نسل حامي الجار***اعليك نعتب واحنا ندري بالظلم مالك رضا

اقلوبنا ذابت يبو صالح او ملينا الصبر***علم عندك عن مصایبنا ابكل يوم يمر

ناس ایسمونا روافض او ناس ایسمونا کفر***واحنا شيعه لا احنا جبريه ولا احنا أمفوضة

لا خوارج لا حروريه ولا احنا امجسمه***جعفريه احنا ابأسمكم يا ولد حامي الحمی

كل يوم نترجي المنادي ايصيح باسمك في السما***ایشر الساعة اظهورك يا بقية من مضى

ص: 331


1- ديوان محرك الأشجان ، ص 523-525.

تشهر البتار واتشب أبعجل نار الحرب***تطلب أول ثار هلي اسود متنها أمن الضرب

والجنين اللي سقط منها أو تعفر بالترب***والضلع والعين اوهلي جرى ابحال المرتضی

اللي جرى ابحاله إلى يوم الحشر ما ينسی***اعلى المنابر يشتمونه ابكل صباح اوكل مسا

بقلوب منكوسه او ألسن بالنفاق املبسه***يمتي خيل الله تجي واتزيلهم من هالفضا

تاخذ ابثارات أهلك وثار کل دم جری***ابثار كل طفله وطفل أوثار کل امخدره

ابثار هلي ابلا دفن ظلوا عرايا أعلى الثرى***جثث ملهم روس واصدور ابعوادي امرضضة

بالشمس ظلوا ثلثتيام صرعی ابلا دفن***اوعلم عندك سيدي أبهاللي قضوا وسط السجن

او بعض لا تغسيل حصل لا حنوط اولا کفن***او چم طفل على صدر جدك صوبه سهم القضا

سيدي يا ابن الحسن رخصه بوجه لك سوال***لو اتنازلنا اوقلنا القتل عاده للرجال

لكن اشذنب النسا يا سيدي وذنب الأطفال***چم طفل بالطف ظامي مات ما حد غمضه

سيدي ثارات كثره للأبد ما تنحسب***اوهالتغاضي دوم عنها بعد راوانا العجب

المعذره لله ولك يا سيدي من هالعتب***اعليك واحنا ندري أبضيمنا مالك رضا

1413/4/1ه-

ص: 332

استنهاض- الخطيب عبد العظيم المرهون رحمه الله

*استنهاض(1) الخطيب عبد العظيم المرهون رحمه الله

ثور يا ابن النبي طه ابهمه***جدك ابكربلا غسله دمه

*****

جسمه فوق الترب مطروح يبن حامي الحما***امقطعيه اكفوفه اوجسمه امغسل بالدما

لا كفن ظل لا غسل***او نسوته فوق الهزل

كتفوهم بالحبل

وابنه فوق الجمل يشكوه ضمه***امقيد اولا احد الحاله ایرحمه

*****

آه من ذل لقيته فلا مثله جرى***ابعيني انظر زینب أبلا ولي محيره

تهتف اباهل العلا***والمدامع سايله

ليش متجوا کربلا

تنظروا العلى الثرى سيد الأمه***احسين دامي النحر غسله دمه

*****

بالودیعه ما دريتوا یسردال الحرب***يال هاشم زجر بالسوط وجعها بالضرب

كل ساعة بالكفيل***تهتف إبمدمع يسيل

قبل زینب ماتشيل

ابلا ولي دفزعوا ليها ابهمه***وانظروا كفيلها ايعالج هظمه

ص: 333


1- دیوان حروف وقوافي، ص266-265.

ايصيح وا ذلي او هضمي عقب ذیچ لرجال***فوق ناقه ايسير عاري امقيد بالحبال

امكتفه أو عندي ايتام***بين هالقوم اللئام

والولي فوق الرغام

واخوته بالثرى صرعا يمه***ذاك مذبوح وذا مخضوب ابدمه

*****

اوبو الفضل حاوي الشجاعه ابجنب المشرعه***بالعمد مفضوخ راسه اكفوفه امقطعه

بالعمد راسه انفطر***وانا عندي له خبر

زینب اتريد السفر

او عندها اطفال هذي اتصيح يا عمه***وين عمي أوهذا ايصيح من يتمه

ص: 334

الإمام الثاني عشر الخطيب- عبد العظيم المرهون رحمه الله

*الإمام الثاني عشر الخطيب(1)عبد العظيم المرهون رحمه الله

يا حجةالله***الله ايعظم أجرك

لحساب أبوك الليله كل الأكوان***مشغوله ابعزاها

تبكي اوتحن الشيعة والكل حزنان***ما تسمع بكاها

جن وانس لبست اثياب الأحزان***واضج في نداها

كل المأتم حاشده واتناديك***الله يعظم أجرك

کم ثار الك يمني على الذل صبار*** طالت بك الغيبه

ضلع أمك الزهرا انكسر والمسمار***اظن ما تدري به

او ما ظن دريت ابحبل قادوا الكرار***یا فجعة وامصيبه

ابهاي المصيبة الشيعه جت اتعزیك***الله ايعظم أجرك

انعزيك بيا محنه وبيا أمصيبه***مكثرها مصايب

لكن أسف يمتي بعد هالغيبة***اولا يمتى انته غایب

ما تذكر اللي عاف وادي طيبة***خلا أهله غرایب

ابهاي المصيبة الشيعه جت اتعزيك***الله يعظم أجرك

جدك بقى مرمي امحمد الأنفاس***بموسط الحومه

اتغسل ولكن غسله مو غسل الناس***غسله من دمومه

دفنوه لكن دفنوا جثه بلا راس***یا دفنة مشومه

لفوا اعظامه اباريه اعزیز اعليك***الله يعظم أجرك

دفان جدك سايله اسقيته ماي***رشیت قبره

او اندفن ظامي الكبد ما ذاق الماي***راحت روحه حسره

او سهم الذي ابقلبه شلعت بهداي***بهداي أعلى صدره

كل المحافل ضاجه اتناديك***الله ايعظم أجرك

ص: 335


1- دیوان حروف وقوافي ، ص283.

ظهور الإمام الحجة عليه السلام- الخطيب الشيخ عبد الحميد المرهون

*ظهور الإمام الحجة عليه السلام(1)الخطيب الشيخ عبد الحميد المرهون

بشراك بالشيعي بظهور الفرج لینا***يصلح أمر مکه ويجي أرض المدينه

اولمن يجي أرض المدينه ایزور جده***ويزور أمه فاطمة والخبر عنده

في وين صاير قبرها ويزيد وجده***من يذكر المسمار في صدر الحزينه

يذكر مصايبها ويهل الدمع مسجوم***ويمضي البقيع ايزور أبو محمد المسموم

ويصيح صيحه من يشوف القبر مهدوم***اقبور أربعه النهدمت يراها وتهل عينه

ويصلح أمر طيبه ويجي قاصد الكوفه***ويعاين المحرام والمنبر يشوفه

اويذكر الكرار من خلفه اصفوفه***وابن ملجم يضربه ويشق غرة جبينه

او يدخل إلى مسلم يزوره ويجر لوعه***ويذكر وحدته اوقفته عند باب طوعه

او من يذكره مسحوب تتحني اضلوعه***او يطلع يزور المرتضى اويكثر حنينه

ص: 336


1- الجذوة من شعر أم الحمام ، ص 276-274.

او بعد الغري يقصد ابجيشه أرض لطفوف***او يفتح الشباك ويجي يم جده ايطوف

او يحفر ابسيفه حول نحره اوشیعته اتشوف***او يطلع طفل جده الرضيع الذابحينه

يمده على ايدينه أو تتزايد اشجونه***ينادي اشذنب الطفل حتى يذبحونه

جفت ثدايا أمه اوهوغارت اعيونه***اوقطعوا وریده اوصارت أمه له حزينه

الله يساعد يوم جابه احسين لخيام***اوجت الرباب او شافته أوفرت الأيتام

اوصاحت اوليدي انذبح یا غيرة الإسلام***و حتى طفل ضره العطش ما يرحمونه

ایواري الرضيع او يقصد ابجيشه العباس***اويوقع على قبره اومنه يصعد أنفاس

يبچي وينادي باسألك يا صعب المراس***وشحال جدي يوم شافك يا ولينا

وشحال جدي يوم شافك مالك ایدین***وشحال جدي يوم شاف السهم بالعين

وشحال جدي يوم شاف الراس نصفين***وشحال زینب من عقب حامي الضعينة

ص: 337

استنهاض الحجة عليه السلام- السيد عدنان السيد أمين السادة

*استنهاض الحجة عليه السلام(1)السيد عدنان السيد أمين السادة

یا حجة الله ثور یا حامي الحميه***چنك متدري وش جرى في الغاضريه

والله مصایب ما جرت في كل لدهور***حتى الطفل قتلوه ظامي ابسهم منحور

وحسين ذابت مهجته والدمع منثور***من عاين ابنه جرعوه كاس المنيه

رد به للمخيم او قلبه يشتعل نار***او نادی یا نسوه دطلعوا لي اصغار وكبار

طلعت رباب اتقول خبروا اش هالذي صار***قالوا اولیدچ یا حزينه ذابحينه

لطمت على الهامه اونادت يا حبيبي***اصغير يا عبد الله اقطعوا منك نصيي

قلبي تفطر من نظرتك يا حبيي***حسبي على اللي صابك ابسهم المنيه

یا ابي يا عبد الله تركت القلب ذايب***من شوفتك عيني انعمت والله مصایب

يا ليتني قبلك صرت تحت الترايب***اولا أشوفك اموسد علی حر الوطية

شالك أبوك أحسين للعدوان يسقيك***اولا حصل قطرة ماي يابني من أعاديك

اورجعك ليه والدما تخر من وريديك***يا ليت قبل چان وافتني المنية

ص: 338


1- الجذوة من شعر أم الحمام ، ص 349-348.

یا حجة الله عليه السلام- الحاج إبراهيم آل محمد علي

*یا حجة الله عليه السلام(1)الحاج إبراهيم آل محمد علي

یا حجة الله قوم سل سيفك المشهور***واطلب أبدم جدك الراح ابسيف منحور

جثته بلا امواری اورأسه ابرمح مشهور***والخيم حرقوها اونسوانه بالبرور

یا حجة الله بالعجل لا يفوتك الثار***اوطلب ابدم جدك مع جملة الأنصار

واطلب أبدم جدك علي حيدر الكرار***واطلب يا حجة ابثار هللي سقط معصور

ياحجة الله قوم يانسل الميامين***واطلب ابثار اللي قضوا كلهم مطاعين

فوق الثرى صرعى بلا غسل اوتكفين***واطلب ابثار اللي قضى بالسهم منحور

یا حجة الله قوم يانسل الأماجيد***واطلب ابثار اللي قضى منحول بالقيد

واطلب ابثار الدخلوهم بمجلس ایزید***حسرى بليا اقناع اوراس احسين مشهور

یا حجة الله قوم سل سيفك أبهمه***واطلب ابدم اللي انخضب من فيض دمه

ص: 339


1- الجذوة من شعر أم الحمام ، ص360-359.

واطلب ابثار اللي صرخ زينب يا عمه***مقدر أقوم أمن المرض منحول معذور

یا حجة الله قوم يابن العسكريين***واطلب ابثار اللي بقى من غير تكفين

فوق الترب مطروح لا راس ولا ایدین***جثته رضوها اوراسه بالقنا أيدور

ص: 340

ندبة لصاحب الأمر-الملاحسن قاسم آل مدن الجارودي رحمه الله

*ندبة لصاحب الأمر(1)الملاحسن قاسم آل مدن الجارودي رحمه الله

انهض ابثارك بالذي إلى الثار***اول تجي عند باب أبو الحملة الكرار

واتشيل عن صدر البتولة أمك المسمار***او محسن اتشيله لا يظل مرمی بلعتاب

يا ليت حاضر يوم بلباب اعصروها***وضلوع أمك في بطنها کسروها

دخلوا عليها أبغير أذنها اوروعوها***اوذيك لضلوع اتكسرت من صفحة الباب

طالت علينا غيبتك يا ابن الحسن قوم***كلنا بظهورك نرتجي يوم بعد يوم

او تاخذ ابثار القطعوا چبده بلسموم***أعني الحسن هاللي انرمی نعشه ابنشاب

ومصيبة الكبرى غریب الغاضرية***هللي اضلوعه اتكسرت بالغاضرية

وبشار عماتك الودوها هدية***من بلدة البلده يودوها على اقتاب

والله عجب تصبر يمن للدين حراس***اوزينب عليها عمتك تتفرج الناس

ص: 341


1- دیوان (جمرات القلوب ) ، ص 27.

عجب تصبر-الملا حسن قاسم آل مدن الجارودي رحمه الله

*عجب تصبر(1)الملا حسن قاسم آل مدن الجارودي رحمه الله

عجب تصبر يبو صالح وبو سكنه على الغبری***ينادي القوم أنا عطشان ولا واحد سقاه قطره

غير الشمر بنعاله متربع على صدره***أوداجه يهبرها وأخته تدافع بلیدین

تدافع للشمر زینب وتقله يا شمر مالك***ينابيع العلم صدره وتدوس الصدر بنعالك

يخويه من بعد عينك تراهي ضایعه أطفالك***انعمت عيني ولا أشوفك قطيع الرأس والكفين

حز المنحر الطاغي وخلي دموم نحره تسيل***وعقب حز النحر شافت على صدره تدوس الخيل

ظلت تلطم الهامه على خوها وتصيح الويل***يلیت الخيل داستني قبل ما تدوس صدر حسين

وظلت من دما نحر الأخو تخضب أياديها***وهي تنخي إلى جنازة أخوها من يواريها

علي السجاد ساعدني وقوم نصلي عليها***لو رحنا السفر سجاد منهو اللي يواري حسين

قلها والدمع يجري على خده وجذب زفره***يعمه شبيد من حطوا الأعادي الجامعه بصدره

لكن نخي أيتامه يعمه يحفروا قبره***وزندي وصدرك الطاهر نخليها نعش لحسين

ص: 342


1- دیوان (جمرة الفؤاد ) ، ص 10۔11.

حب أهل البيت عليهم السلام وتكذيب مبغضيهم- الملا حسن قاسم آل مدن الجارودي رحمه الله

*حب أهل البيت عليهم السلام وتكذيب مبغضيهم(1)الملا حسن قاسم آل مدن الجارودي رحمه الله

بيك يا قائد الفرقه الجعفريه***تنتخي بك في الشدايد والبليه

هذا بن جبهان ايعزز مذهبه***سیدي اومذهبنا دوم ايكذبه

ابجاه جدك سيدي كلب اقلبه***واجعله عبره للعالم سويه

سيدي ضاقت ترى منا الصدور***انته مذهبنا اؤلدين الله غيور

هذا بن جبهان كالكلب العقور***نقمة الله اتحل عليه ابن الدعيه

نغل أمه جابته لا أصل إله***اوباغض الحيدر أخباره آمفصله

اتشوف وجهه العرق فيه ايبلله***ألف لعنه اعليه من رب البريه

الله سبحانه يحب الطاهرين***ايحب الموالي أبأمير المؤمنين

نقمة الله ورحمته أمشید الدین***ابن عم المصطفی اوزوج الزچيه

او باغضه هيهات يدخل جنته***والذي أمن الحيض أمة ولدته

يدخل اللي ثابت اعلى اولايته***دون كل الناس واحنا الجعفريه

ص: 343


1- دیوان (جمرات القلوب )، ص 92.

یا صاحب العصر-الخطيب راضي المرهون رحمه الله

*یا صاحب العصر(1)الخطيب راضي المرهون رحمه الله

دنهض يحجه او ثور کم ضايع إلك ثار***تصبر اويذهب ثار جدك حامي الجار

تصبر اوراس أبوسطة المحراب شقوه***تصبر او شيبه من دمايا الراس خضبوه

تصبر اودین الله أبقتله اليوم ذلوه***تصبر أويذهب ثار جدك حامي الجار

تصبر يركن الدين يا مفزع الشیعه***اوجدك علي الكرار مخضوب ابنجيعه

او من ضرب راسه انهدت أركان الشریعه***تصبر اويذهب ثار جدك حامي الجار

ص: 344


1- ديوان ( كسب الثواب )، ص 35.

في المجلس -الخطيب راضي المرهون رحمه الله

*في المجلس(1)الخطيب راضي المرهون رحمه الله

دخلت الحورا المجلس ثور یا والي الأمر***بعد ذاك الخدر تسبی سیدي وش هالصبر

ابهالصبر تاهت أفكاري اوحارت اعقول الملل***ما يهيجك هالذي من فعله ایزول الجبل

آمر ایدخلوا الودايع يسحبوها بالحبل***او جدك السجاد قدام السبايا في الأسر

سيدي صبرك تعدی کیف صابر عالهظم***تصبر او أمك الزهرا خدها من طاغي انلطم

او عمتك زينب الحورا في المجالس تنشتم***اوجدك السجاد بارض الشام محني الظهر

إن كان ترضوا عن فعايل هالرجس زال العتب***و لا مروه تظل عندكم لا حميه اولا حسب

ابوسطة المجلس ودایعکم يحجه تنسحب***بعد ما سود متنها في السبي ابسوطه زجر

دنهض ابهمه يحجه اوبيرق العز انشره***وخذ ثار اللي بقت بعد المعزه امحيره

راس واليها تشوف ایزید دمي المنظره***او كسر أسنانه اوصب فوقه حثالات الخمر

اتنكست روس الغيارى من أفعالك يا يزيد***تشتم الكرار او تضرب بالعصا راس الشهيد

اوزينب الحره الشريفه اتسومها سوم العبيد***لازم اتلاقي جزا فعلك اولو طال الأمر

ص: 345


1- دیوان ( كسب الثواب )، ص 119-120.

نخوة لصاحب العصر والزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف)-الملا عيسى آل عبد النبي رحمه الله

*نخوة لصاحب العصر والزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الملا عيسى آل عبد النبي رحمه الله

قوم أبعجل یا منتظر یا ابن النبي الهاد***خذ ثار من ظلوا ضحايا ابحر الوهاد

یا منتظر یا ابن الحسن يا ابن الميامين***أخبرك ترى جدك بقى من غير تكفين

الشمر حز راسه اوقطع جمال ليدين***واتزلزلت لاجله العليه يا ابن لامجاد

عجل وخذ ثار التي حرقوا خيمها***سلبوا حليها واليتامی اتنوج يمها

شمر الخنا بالسوط يضربها اوشتمها***رد الدعي او تجاسر اوسب علي السجاد

يا سيدي لو عاينت عينك النسوان***فرت من الخيمات من هجمت العدوان

سلبوا حليهن یا الولي اوشبوا النيران***شحكي شعدد سيدي فعلة الأوغاد

يا سيدي يا صاحب الغيره يمذخور***زينب مشت حسرى ذلیله اوركبت الكور

أوجدك على السجاد فوق الجمل ماسور***والجامعه ابصدره اوحطوا ابحلقه اقباد

ص: 346


1- دیوان (سلوة الولهان في رثاء سادات الزمان ) ، ص 234-235.

والقيد حز رجله يویلي او دمعه ایسیل***والحرم فوق اجمال حسرى ما الها اكفيل

دخلوهم الكوفه حرم ملها رجاجيل***وبمجلسه آمر اودخلهم ابن از یاد

يا ابن الحسن دخلوا المجلس وأوقفونا***چنا سبابا الروم یا وسفه سبونا

مدري أهل كوفان ماچن يعرفونا***من عاينونا بالفرح نصبوا الأعياد

طلعوا يويلي بالفرح كلمن ينادي***وش هالسبايا الضايعه من أي وادي

قالوا الهم دولا بنات النبي الهادي***واللي مقيد بالزناجيل زين العباد

ص: 347

استنهاض الإمام الحجةعليه السلام- الخطيب عبد الله آل سويد

*استنهاض الإمام الحجةعليه السلام(1)الخطيب عبد الله آل سويد

عجل يبن طه النبي صفوة الجبار***خذ ثار هلي شهروا راسه بالمصار

دنهض او شيل السيف يا شمس المضيه***واركب احصانك يانسل خير البريه

جدك يبو صالح تری جثته رميه***حوله أنصاره امطرحه يانسل لطهار

مرمي بلا تكفين يا حجة العلام***حرقوا الأعادي الخيمه سلبوا الأيتام

عمتك زينب سافرت حسرى إلى الشام***من غير والي اعلى الجمل وسفه يمغوار

سرعه يبو صالح تری زینب خذوها***ثکلی حزينه ياولي الله سبوها

حادي ضعينتها زجر مايرحموها***بعد البطل عباس حسری فوق لكوار

اخبرك يبو صالح ترى دخلت علی ایزید***بعد الخدر تسبي يبو صالح يصنديد

واحبال باعناق النساء يبن الأماجيد***جدك على السجاد يبکي ابدمع مدرار

احبال في حلقه ينادي أبدمع همال***في وين جدي المرتضی خواض لهوال

دنهض يجدي بالعجل وانظر للطفال***والله عجب منك يا حامي الخدر والجار

ص: 348


1- ديوان ( أحزان المؤمنين في رثاء النبي محمد صلي الله عليه وآله الطاهرين)، ج1 ( مخطوط)

عجل يبن طه الخطيب- عبد الله آل سوید

*عجل يبن طه الخطيب(1)عبد الله آل سوید

عجل يبن طه النبي خير البريه***خذثار أمك فاطم الزهراء الزكيه

يبن الحسن ثور ابعجل واشهر البتار***كيف الصبر منك يبن حيدر الكرار

تصبر او أمك فاطمه تعصر بالجدار***لضلوع منها اتكسرت واسفه الزكيه

ليتك تعاين جدك اللي كان موصوف***هلي ابيوم الحرب وسط الجمع معروف

لكن يوسفه بالوصيه صار مكتوف***ليتك تعاين حالته بين الشفيه

والله عجيبه حالته اتشيب إلى الراس***بحبال يقيدونه او منه تصعد أنفاس

ما حد لفی له يا ولي الله من الناس***ليت التي ينظر إلى حالة وصيه

ليتك تعاين حالة الزهراء ابأي حال***مسود متنها امن الضرب باليث لبطال

اضلوع منها اتكسرت ياسبع لرجال***والعين محمره اوعبرتها جریه

ص: 349


1- ديوان ( أحزان المؤمنين في رثاء النبي محمد صلي الله عليه وآله الطاهرين)، ج1 ( مخطوط)

شحچي شعدد لك مصایب تشعب الروح***يا ليتك اتشوف الحسن بالفرش مطروح

واحسين جالس والدمع بالخدمسفوح***اوزينب تحن يمه او عبرتها جریه

واعظم يبو صالح مصيبه بأرض لطفوف***من هجمت العدوان وسفه ابوسط لسجوف

فرت بنات المصطفی تصفج بالكفوف***کلمن تنادي وين ابن خير البريه

يا ليت عينك تنظر الحالة النسوان***هذي تون هذي تحن والدمع غدران

اوزينب يبو صالح لفت تنخي الوجعان***اتنادي يبو محمدتری حاله بلیه

اتنادي يبو محمد لفتنا الخيل هالساع***إن كان عندك مقدره ما اتقوم فزاع

کم طفل يا عزي بقي أمن القوم مرتاع***كم أرمله ضاعت يبن حامي الحميه

ص: 350

یا حجة الله- الخطيب عبد الله آل سوید

*یا حجة الله(1)الخطيب عبد الله آل سوید

يبن الحسن يا حجة الله الجبار قوم ابعجل***خذ ثار أمك يا وصي المختار ثور ابعجل

ابن الحسن دنهض يبن حامي الدين***وانهض اوسل سيفك ينور الكونين

أنت الخلف والمرتجی یا بن الطيبين***یا حجة الله يا عزيز المختار ثور ابعجل

ياشبل حيدر قوم واطلب للثار***خذثار هللي اتعفرت یا مغوار

والصدر یامذخور صابه مسمار***يبن الحسن شحكي شعدد ويش صار ثور ابعجل

شحكي شعدد سيدي يا جيدوم***وش حال على الزهرا هضيمه امن القوم

أي المصايب اخبرك یا معصوم***لضلوعها اللي اتكسرت والمسمار ثور ابعجل

لوما الجنين اللي سقط یا مناع***فوق الترب يبن الحسن والأضلاع

هل كيف ما تنهض إليها فزاع***یابن العجل خذ للثار قوم أبعجل

ص: 351


1- ديوان ( أحزان المؤمنين في رثاء النبي محمد صلي الله عليه و آله الطاهرين ) ، ج1 ( مخطوط)

حيدر علي بجبال وسفه قادره***مکشوف راسه الهضيمه طلعوه

هذا البطل بالذل يا وسفه خلوه***وادموعه تجري يوسفه نثار قوم ابعجل

بعينه يعاين للبتول الزهرا***متعفره بالباب وسفه الحره

والعين من ضرب العدا محمره***والصدر دمه يجري ثور ابعجل

هالكيف تتحمل عتب ياسردال***مدقوم بين العسكري يا مفضال

دهنض يبن حيدر اليها بالحال***يمت تحي يوسفه للثار قوم ابعجل

ص: 352

ندبة للإمام الحجة ابن الحسن عليه السلام- الخطيب عبد الله آل سويد

*ندبة للإمام الحجة ابن الحسن عليه السلام(1)الخطيب عبد الله آل سويد

یا حجة الله بالعجل ثور***يمته يشع من وجهك النور

يمته على الميمون طالع***ونشوف نور العدل لامع

راية أجدادك بعد رافع***يبن الحسن عجل يمدخور

عجل يبين خير البريه***ياحاوي اعلوم خفیه

الثارات خذها ياشفيه***خذ ثار من بالطف منحور

قوم ابعجل يبن الزچيه***خذ ثار من بالغاضريه

ماتوا ولا ذاقوا اميه***کم طفل برض الطف معفور

كم أرمله تاهت يمتاع***بين الأعادي صارت اضياع

او لجساد مرميه على القاع***ظلوا يبو صالح بلا اقيود

والروس مشهوره على ارماح***عند النسا مرتفع لصياح

ابن سعد ناشر بعد لفراح***أبقتل الشهيد احسين مسرور

ص: 353


1- ديوان ( الدمع الساجم ) ( مخطوط)

الألفية المحزنة في النبي وعترته الممتحنة -الخطيب عبد الله آل سويد

*الألفية المحزنة في النبي وعترته الممتحنة(1)الخطيب عبد الله آل سويد

الألف : آه اعلى النبي خير البريه***في يوم موته ناحت الزهرا الزچيه

يا ويل قلبي اعلى النبي مسموم يا ناس***ناحت له الأملاك لجله امهبطه الراس

والجن عليه اتنوح لجله تحر لنفاس***والبا : بكت بنت النبي الزهرا الزچيه

وفي ختامها :

واليا : يراعي الثار قوم ابعجل هالساع***خذ ثار آل المصطفى سرعه يمناع

الميمون شده یا عمدنا قوم فزاع***بين النبي المختار ياشمس المضيه

یا حجة الله قوم يبن الحسن لينا***ادركنا يبو صالح ترى والله انولينا

جارت أعادينا علينا يا ولينا***يمته نشوف العلم بيدك ياشفيه

يمتى نرى وجهك يبو صالح بلنوار***مثل القمر ياضي يبن صفوة الجبار

يبن البتوله قوم يخلیفة الأطهار***بالفرج عجل یا عزیز الهاشميه

يمته نشوف العلم يبن الحسن منشور***وانته على الميمون وجهك يسطع ابنور

واحنا ترى انصير ابفرح يبن الحسن ثور***اقلوبنا ذابت يبن خير البريه

ص: 354


1- ديوان ( الدمع الساجم ) ( مخطوط)

في استنهاض صاحب الأمر الأستاذ مكي آل ناس

ضجت الشيعه وطفح بيها الصبر***والمدامع حرقن همالها

طل عليها ابطلعتك يا بن الحسن***يا فرجها ومنتهى آمالها

حطت ابراحاتها اقلوب الرجا***وجت لعندك تشتكي لك حالها

يمتي تطفي شوفتك نار الحشا***والنواظر ينقطع شلالها

يمتى تنشر رايتك يا سيدي***أرواحنا ما تحتمل تأجالها

وصاحب البيعة انهضم جدك علي***اشلون ترضي ينسحب بحبالها

*****

وأنت تدري سيدي باللي جرى***للبتوله وما خفاك أمصابها

يمني ضلع أمك تحبره من الكسر***والجنين اللي سقط بعتابها

اشلون تسلي بالصبر يا بن الصبر***ودم ضلعها ما نشف من بابها

ونار هاللي بدار عزها اتلاهبت***لاربح أمارهاوشبابها

ونعش عمك عاينيته وچېدته***وفوق سمه ينفري بنشابها

سيدي مو للعتب قلت العتب***أدري چبدك ذايبه من اصوابها

*****

کربلا من تنذكر لك کربلا***اتفيض عينك ما يجف تهتانها

رد عليها ابصيحتك يا غوثها***نختك شيبانها و شبانها

رد عليها ابرايتك ياسيدي***وخیم جدك ما انطفت نيرنها

رد عليها ابجود حماي الحما***ماي عينك تنطره رضعانها

اشلون نارك تنطفي يا سيدي***وخيم جدك ما انطفت نيرانها

اشلون نارك تنطفي يا بن الحسن***ونارها تتلاهب ابنسوانها

*****

اشلون صبرك سيدي يوم الدني***ناعي جدك بالظليمه أحصانها

ص: 355

ينعى بييها المخضب ابفيض الدما***والسرج ملوي ويجر أعنانها

طلعت ابصيحه اتعثر فخر النسا***تسحب العظم المصيبه أردانها

والحراير من وراها مذهلة***تعدي حسرى وتبعته لميدانها

شافت اللي للحشا أدمي الحشا***صاحت ابجدها ونخت عدنانها

صون عزها امعفر ابحر الثرى***وراسه يقرا اعلى الرمح قرآنها

ص: 356

وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام الأستاذ مكي آل ناس

من غمض عيونه الحسن ضجت الشيعه***وتوجهت بهمومها لحامي الشريعه

یا حجة الله الكون متزايد ظلامه***من غاب نور العسكري ونور الإمامه

وناح الهدى والدین متنكسه أعلامه***لجله وغدت متزلزله أركانه المنيعه

يومك يبو محمد فجع قلب الموالين***وتيتمت من بعد عينك حوزة الدين

وفقدك جمع بين الهدى فقد الميامين***وانحجب نور الكون يا ضيعة الشيعه

یا ضيعة الشيعه بعد فقك يمسموم***إلمن تبث اهمومها ياسرلعلوم

چنت الضوى لعيونها ومفزع المهموم***وبغيبتك أمست پیر محمد مروعه

سمك سطى بقلوبها وفتت حشاها***وزلزل منيع احصونها واظلم سماها

وانفصمت بتغييب موعودك عراها***واقلوبها لليوم بمصابك وجيعه

يبن الحسن لظهور نورك شبحت العين***وضج الصبر متنطرك يا مفزع الدین

يمتى بظهورك نحتظي يبن الميامين***وتزهر افروع الدين وأغصان الشریعه

يمتي على قبر البتوله تنشر أعلام***وترد سلب جدك علي وتهلك الظلام

وتعز جناب الوقفوها بمجلس الشام***وتاخذ بثار الذبحوا بحجره رضيعه

1425/3/10ه-

ص: 357

استنهاض صاحب الزمان عليه السلام الأستاذ مكي آل ناس

يبو صالح یا سند كل الأحرار***تنتخي بك شيعتك ليل ونهار

زاد بيها الظلم في كل الأمصار***من هو غيرك يالولي يبراها

من هو يبراها ويحاميها ويذب***عنها كيد أعداها ويضوي الدرب

إلك ترفع دوم صيحات الغضب***حن عليها وغيث يا مولاها

دموع كل هالوقت ما رضيت***هموم تعصرها ويحدرها الأسف

تنعي لك يا غوث أعلام النجف***اتچتلت ولزوم لك تنعاها

يمتى تظهر یا ضوى يمتى تنور***يمتي تمحي الظلم وتبدد الجور

سيدي وآمالنا اعليكم تدور***یا أمل شيعتك يارجواها

تريد تكحل طلعتك لعيونها***وينشرح مغمومها ومحزونها

طلعه ماتم العداله بدونها***بدونها ما تنفرج بلواها

تغضي والعندك تصل كل لاخبار***الصار تعلم بيه وإل ما بعد صار

خبر عندك صار عن هجمة الدار***لو نخبرك بالجرى إلها وجالها

هجموا شبوا لطموا عصروا روعوا***وصاحب البيعه إلى البيعه دعوا

وحرمه للمختار والله مارعوا***قضوا ثار اشيوخهم من طه

اعلوم لك يا بن الحسن نبديها***ما نت جاهلها ولانت ناسيها

اشلون تنسی کربلا والبيها***ظلوا يتلؤوا علی رمضاها

چم بدر لحسين بيها و چم شباب***لمع نجمه وتحت عج الزلم غاب

صار طعم اسيوفها وعض لحراب***والهوى مخسوف مسناها

والعلى صدره جرع كاس الردي***طفل ساعه بين حتفه ومولده

والجمع جسمه لمقطع في الردا***وإلتخضب للعرس بدماها

تنعي لك قبر الحسن يبن الحسن***وقبة الهادي الفخر بيها الزمن

فجروها اتباع زراع الفتن***هللي ما قدروا يشوفوا اضواها

فجروها اللي علينا اتحزبوا***واللي بفكار الضلاله اتمذهبوا

واللي ليكم بالعداوه اتنصبوا***يمتى عن ظهر الأرض تمحاها

ص: 358

يزداد بيك جنوني الشاعر حسن الشيخ عبد الكريم الفرج

خليني اسألك يالمحب***وجواب أريدن منك

دنيه بلا نحوم وقمر***شتصير قلي بظنك !!!

هم تحله بعيونك سمه***وليل الهوه يشدنك؟؟

ما ظني أمواج البحر***تسحر ولا يفتنك

دنيه بلا نجوم وقمر***ساعاتها يشيبنك

والدنيهمن غير المحب***سهام ويسصوبنك

يا قلبي لا أحبابك تحن***قلبك يمرده هالحزن

شوقك مثل شوق الطفل***لأمه وصدرها مايمل

جاوبني آنا اردنك

نار المحبه يالمحب***تسعر بقلبك جمره

دقات قلبك تضطرب***والعين تهمي وحمره

والوجه كركم والحلق***ناشف تخنقه العبره

ولوغابت عيون المحب***بساع ينفذ صبره

معذور يالعاشق قمر***امنين توفي بمهره

مهره صعب ما ينجمع***لوما الإله يقدره

يا حبي نحلت الجسم***أبجيك واندب بالأسم

بلکن تمرضعونك***والمح سواد عيونك

وقلبي طلق صبره

محبوبي يالغایب نفذ***صبري وعليك عيوني

تربي وتباوع للدرب***يمته تهدم سجوني

طالت الغيبه والصبر***أحمال فوق متوني

ص: 359

بركان دمعي ما خمد***يحرق بناره جفوني

كلما تطول ياقمر***يزداد بيك جنوني

عذالي زادت والأحبه***تواسي وي يصبروني

تعبني ياعيني الصبر***ذبني على جرف القبر

ما أثر بجسمي الدوه***وما تحله نسمات الهوه

بغيرك يفجر عيوني

راياتك لعيني بدت***يبن الحسن وارتفعت

بيد الأحبة رفرفرت***وهذي الطلايع طلعت

والكفر فاتح مدرسة***أحقاد منها اندفعت

جيش جيوشه للغزو***بانت سيوفه ولمعت

والحامي دس راسه برمل***چنه نعامة اختلعت

عورات کشفو للغدر***وجباه سجدت رکعت

ياسيدي زاد الظلم***لشوکت عنك ننحرم

أوطاني فرقها الجهل***منهو اليداوي هالعلل

حفره بجهلنا اتسعت

ثارات الكم ماخمد***نيرانها واتسعت

ثار المدينة والجره***للزهرة عينك دمعت

ونيران سم المجتبه***بقلبك إمامي ولعت

وسيوف جردها الكفر***بارض الطفوف اجتمعت

غرسوها بجبين الشمس***وللقمر وذرت قطعت

ثارات بين المصطفه***شلون عينك هجعت

يمته تقوم بياوقت***ما ظن لثاراتك عفت

ما زال دم من النحر***يجري على جرف النهر

وعداك عادت رجعت

ص: 360

يمته بعديا سيدي***ينتشر ناصع فجرك

یامه جرعنا من الصبر***متعجب آنالصبرك

رماح عل الدین انرمت***اتردها تحمي بصدرك

آنا ادري ما تهجع ابد***اتلوج تنطر عصرك

يبن الرسالة الغانمه***منهو اللي حاط بسرك

غيرالعليم الهيأك***بيديه يصنع نصرك

يبن الزهره مرکبنه***طبع والدهر شيبنه

علينا الظلم يتجمع***من غيرك يسد يدفع

لاح بعيني ضي عصرك

اعذرني يانور النبوه***الذكره يمسح دمعي

زادت مصايب أمتي***وانت العذيبي ونبعي

نورك أنطره بکل صبح***يطرب لأسمك سمعي

ما إلنه غيرك يابدر***أنخاك آنا وربعي

صرنا بلا سيف ودرع***ورماح تطعن شرعي

بالدين لعبت شرذمة***شتتوا أهلي وجمعي

بيك انتخي يبن الحسن***مطرت علينا هالمحن

إظهر يبن حيدر علي***همي بظهورك ينجلي

تفداك ولدي وأهلي

لمن يهل ميلادك***قليي تلفه انوارك

وتحلى أهازيج السمر***من تحتضن آثارك

تتيرل أملاك السمه***من تجتمع أنصارك

يا سيدي هدنا العطش***نربي لنمير انهارك

میفوز غير اليعشقك***لوشمر بمضمارك

وما تضوي ربوات القلب***إلا بسني اقمارك

ص: 361

طفي لي نيران التصب***برويحتي وتفري القلب

بميلادك انصب رايتي***تصبح شعار ولایتي

وازرع أشجار لحبك

هذي البلاد اتزينت***ولبست ثياب الفرحه

انوار من عالي السمه***ضوت ارضنا الملحه

واحبابي تزهي بهلحفل***بحسب الطهر متسلحه

واللي تصوب بالزمن***بالآل يضمد جرحه

واللي تكدرت صفحته***يمسح الليله الصفحه

وكلمن يبيض صفحته***أيضمه إمامي بجنحه

اغسل ذنوبك والتزم***واتسلح بعلم وعزم

خلي الأيمه قدوتك***تلقه بدربهم عزتك

واللي رضعته يدفك

نتعاهد الليله أبد***ما نمشي بدروب العده

وما نشرب إلا من نبع***ذراته قطرات النده

ومتشع علينه بالصبح***غير الشموس المسعده

ونردد اسمك يا علي***بزادك قلبنانزوده

للغايب انذر خافقي***بحبه وغرامه أمرده

ولغير أرباب الهده***أبواب قلبي موصده

یا قائم أنت من المحب***إكسير قلبه المضطرب

الروح بيك معلقه***لشمسك غدت متشوقه

تنطر ربيع فصولك

تم التعديل في 1425/8/12ه-

ص: 362

يمته المادح يواجه الممدوح الشاعر حسن الشيخ عبدالكريم الفرج

آهات الزمان او كثر الجروح***صبح منها الجسد عل الغبره مطروح

شمادرنه ليمين انشوف السيوف***ورماح لشمال عيونه اتلوح

لودر نه لوره تترصد الگوم***هم گدام نلگه الحقد بالسوح

ماملت عدانه سفك الدموم***ولايوم ارتضت بالغلطه اتبوح

تدس النه السموم بجرعة الماي***وتعلن للعداوه وترفض صلوح

صبحنة ابمركب ويتلاگفه الموج***مثل خیال راكب خيل الجموح

بس یبگه الأمل للگمر ممدود***يضوي الساحل وللمرفه انروح

يبدر الأمل گلي ليمته ننخاك***نلمح للوهج لنوارك انوح

ببدر اللي يلوج وينطر اليوم***ينور للجبال وتضوي السفوح

يبدر المحتجب بحجاب الأيام***يمته تنبني بچفينك اصروح

يبدر اللي تخافه ظلمة الليل*** تعبت من كثر مانطرت الروح

ندري بيك أنت بسمة الكون***انت الفرحه كلما بيك مملوح

بسمكم آدم اتوسل الرحمن***وعلى الواح السفينة سطره نوح

بس يمته ظهورك يضوي للعين***عشاگك غدت تنطر على السطوح

عشاگك غدت كل ليله حراس***وبليل العشگ كل ساعه اتبوح

بسمك تحدي كلما مرت ضعون***ليمن صبح صوت العشق مبحوح

يمته النور يحضن كل السهول***وورود الروابي اعطورها اتفوح

يمته الأرض تزهي من يشع نور***يمته المادح أيواجه الممدوح

يمته يابدر اتجرد اسيوف***وترد الظلمه راياتك والفتوح

گلي يا وکت تاخذ الثارات***للي بالطفوف بعطش مذبوح

2005/9/11م

ص: 363

استنهاض للحجة (عجل الله تعالي فرجه الشريف) الشيخ قاسم آل قاسم

طالت الغيبه يين خيرالورى ***شيعتك يبن الحسن متحيره

قلوبها بنار الخيام اموجره***عدها نشده اتريد منك المعذره

يصير تركب على الكور مخدره***مثل عماتك ذليلة محسره

يصير لعدا وجه زينب تنظره***يصير تبقى باليتامى محيره

وتظل عبرتها أبصدرها مکسره***ما يصير الها حزنها تظهره

يصير تدخل على ايزيد اميسره***لكن اللي ابكربلا صار اوجری

كله من هجمة الثاني ابعسکره***يا ولي الله او دريت اللي جرى

والجنين اللي سقط فوق الثرى***وخرت الزهرا علیه امعفره

ومثل يوم أمك الزهرا ما جرى***دنهض اوخلي الرواية أمنشره

ص: 364

الك يا قايمنا الشاعر علي الدرازي

الك يا قايمنا نشكو هالمحن***نشكو المن وانت قايم هالزمن

ما لنا غيرك يبن طه وعلي***يبو صالح همنا بيكم ينجلي

وبدعاكم كل موالي يعتلي***وانت تدري بالموالي ممتحن

ممتحن ينطر قدومك بالصبر***يا إمام الطائفه ونور البصر

ما قنط منكم يبن خير البشر***واللي يقنط ضال في المه طعن

طعن في الدين اللي شاده المصطفی***نکر متعمد علی عقله العفی

نور حبکم من وسط قلبه انطفى***واللي ما عنده ولایه يلتعن

يلتعن والنار تصبح له مصير***ما إله منقذ ولا عنده نصير

في وسطها مسكنه وبيها جذير***ويبعدوه ابعيد عن جنة عدن

واحنا ما ننكر قدومك لا .. محال***واجتماع الضد هذا أمن الخيال

منتهى القبح لا يقارن بالجمال***والجمال ابروح كل شيعي سكن

سكن واتمركز وسط قلب المحب*** والمحب لو زاد وصفه مو عجب

ينعذر لو عاف أكله والشرب***وحتى لو عظمه ابفعاله وهن

لو وهن عظمه وتعب من لنتظار***ما يغير مبدأه وهذا القرار

بالعقيدة اتمسك وبيك استجار***وانت سور الملتجي يبن الحسن

انت سور الملتجی وانت الحمى***وبدعاكم سيدي يروي الظما

انت يالمحجوب من رب السما***عجل احمي شيعتك من هالفتن

عجل ادركنا ترى زاد الخراب***واستوى المقلوب بالدنيا الصواب

بعد ما لبست نسا الشيعة النقاب***وخالفت درب البتوله أم المحن

ص: 365

خالفت ذاك الضلع هاللي انكسر***خلف باب البيت لاذت للستر

حتى تعطينا درس منها وعبر***اتقول للنسوان ستروا للبدن

ستروا للأبدان لا تبدوا العيون***والعيون أجمل عضو يلتفهمون

لأن بيها ينعرف ما تكتمون***وبلغتها يصبح المخفي علن

روح وسط السوق يالشيعي الغيور***وشوف بعيونك ويش ابها يدور

حالة النسوان چان انك غيور***ما أظن تقبل يبو العقل الفطن

مجتمعنا جسم منصاب ابعلل***عمت العدوى وضيعنا السبل

والدوا مضمون بقدوم الأمل***يبو صالح وانت عزنا والحصن

انت عزنا والحصن وانت الطبيب***وانت مأمول القلب وانت الحبيب

وانت تدري سيدي ضاق الرحيب*** والقلب بهموم هالدنيا انشحن

انشحن قلب الموالي الملتزم***وخصوصا من بعض أهل العلم

هاللي قالوا الزهرا خدها ما لطم***وما سقط من عندها ذاك الغصن

أطلب من الله يقايمنا الفرج***بالعجل عجل ترى زاد الهرج

عن جوادك سيدي ابلیا شرج***وعيد حملات اللي زلزل للحصن

یا فرج عاجل وفتح الله المبين***خبر المختار عنك من سنين

وبشرت بقدومك أولاد الحسين***يظهر يخلي الأرض واحد وطن

ماست الأشجار ترقص بالفرح***وغردت لطيور بنواع المرح

والبحار الماي من عدها طفح***كلها فرحانه ابقدوم ابن الحسن

هالعوالم كلها واللي ابهايدور***من مجرات او کواکب لوبدور

اهتزت ابهجه وغامرها السرور*** ونور ابو صالح لها العالم فتن

عمره خمس اسنين ولي للزمام***وابح ابأمر السما لينا امام

ص: 366

للإمامه صار اهو مسك الختام***وبخروجه يزيل من عدنا الشجن

والعصر آیه صريحه اماوله***واهي في المهدي يشيعي نازله

وهالخبر مو كل قلب يتحمله***غير مؤمن قلبه بالحجه اطمأن

وانت ياللي من الفرقة الناجيه***شوف ويش اتقول عنه الغاشیه

العذاب ابسيفه يغشي الباغيه***ونار خربه يصطليها بالحزن

يحيي أرض الله بعد ذاك الممات***وينمحي من فوقها جور الطغات

يجمع العالم عقب هذا الشتات***والكفر يتراح وياكل تبن

يوم ما يخرج على الكافر اشد***يصبح الجاحد تحت ایده عبد

هذا يومه اللي انذكر يوم الوعد***والمخالف ينثني يصيبه وهن

يكره المشرك ظهور المرتحي***هو للمؤمن أمان وملتجی

تنعته كالصبح اصحاب الحجا***والبشر لتراب والقايم مزن

آیه نزلت في كتاب الله العظيم***ييأس الكافر من الدين القويم

يظهروا وياه أصحاب الرقیم***وجابر ويوشع وحزقیل اطمأن

ارباتعش من قوم موسى ينصروه***عن الصادق هالخبر هم يذكروه

انظر القرآن واللي فسروه*** سورة الأعراف تذکر یا فطن

الأرض من تكتمل تصبح عروس***اتصير متزینه ابأنواع اللبوس

جاها أمر الله في يوم عبوس***سيف ابو صالح لكل بدعه دفن

قاهر الأعدا عند الملتقى***والمضل معدود من أهل الشقا

والموالي يصير من أهل التقى***يشهر البتار وياخذ اذن

عدة الأشهر اثنعشر في الكتاب***والبروج اثنعش عند اهل الحساب

وهم آل المصطفى عالي الجناب***لوطغت لمواج هم لینا سفن

ص: 367

المهدي والزهراء عليهماالسلام الشيخ عبد الأمير الصايغ

يا حجة الله صارت الغيبه طويله***يمتى تثور أو تاخذ بثار البتوله

تاخذ بثار اللي قضت والضلع مكسور***هلي قبرها مختفي ما بين لقبور

نطلب علامة يالولي لو علم منشور***او مكتوب في ذاك العلم اسم البتوله

او مكتوب في ذاك العلم بلي جرى اوصار***من يوم قوم أهل الضغينه هجموا الدار

بالبابعصروها او نبت بالصدر مسمار***اوظت من امصاب الجري أعليها نحيله

اوهذي الذي ما عرفت الأمه قدرها***او هذي الذي الملعون برجوله عصرها

سقط حملها ابن الخنى او بيده سطرها***وخلاها تتعفر او دمها ايسيل سيله

شوصف یا خلق الله البتوله من هلمصاب***طاحت من العصره يويلي فوق لعتاب

الله يساعد من بعدها داحي الباب***شاف البتوله امعفره ودمهاتسيله

شاف البتوله أعلي العتب ما تقدر اتقوم***مغشي عليها ام الحسن من عصرة القوم

شوصف ابو الحسنين يا له امصاب ميشوم***هذا الجري يا حجة الله بالبتوله

ص: 368

في رثاء الإمام الحسن العسكري عليه السلام- الخطيب عبد النبي آل خاتم

*في رثاء الإمام الحسن العسكري عليه السلام(1)الخطيب عبد النبي آل خاتم

القائم ينادي والدمع بالخد منشور***الفقدك يبويه صار مني القلب مفطور

القائم ينادي والدمع بالخد همال***هذي اليتامى بعد عينك مالها ظلال

ظلوا عقب فگدك بويه يشكوا الحال***يلطموا على الهامه ينادوا اتهدم السور

وانا صرت بعدك يبويه ابغير والي***من بعد سمك يالولي واضيم حالي

والبيت أظلم يوم منك صار خالي***دارك يبويه غدت ظلمه وانطفى النور

كلما دخلت الدار زادت بي لحزان***أذكر أسموم اللي اجرعتها من العدوان

وتزيد لوعاتي من أتصور النسوان***وأنظر إلى المحراب ينعي لك يمبرور

ما قصروا بينا ييابه بني أميه***چم جسد بعد الذبح داست لعوجيه

أو چم طفل ظل مرمي براضي الغاضريه***أو چم صدر من بيت النبوه بخيل مكسور

أو چم أرمله راحت سبيه ما لها كفيل***للشام ودوها على اظهور المهازيل

ص: 369


1- ديوان ( النصرة الخاتمية في رثاء العترة الهاشمية )، ص 129-130.

وياهم السجاد و برجله زناجيل***او بعد الخدر زینب يركبوها علی کور

او فعلة بين العباس زادت لي همومي***ثياب الأسى صارت عقب موتك هدومي

أذكر مصابك والدي واعرف نومي***والطم على رأسي وهل الدمع منثور

واحضر ماتم شيعتي صبح أومسيه***وأبكي عليك اودمعتي ابخدي جريه

وبوسطة الماتم أويانا الهاشميه***تنعى القضوا بالسم هذا أو ذاك منحور

ربيع الأول 1407ه-

ص: 370

استنهاض لصاحب الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف)-الخطيب عبد النبي آل خاتم

*استنهاض لصاحب الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف)(1)الخطيب عبد النبي آل خاتم

ثور یابن العسكري واطلب الثار***امن الذي هضموا الوصي او شبوا النار

ثور یابن العسكري وانهض سريع***واطلب ابثار البتوله والرضيع

ثار محسن قوم واخذه لا يضيع***لا اتضيع ادمومكم بين لشرار

ما دريت أمك الزهرا سقطوا***للحمل منها اوضلعها كسروا

بعد هذا سيدي ليت اكتفوا***لا او حلمك ما رعوا حرمة الدار

جدك الكرار جالس واجسروا***روعوا لطموا أوسقطوا لببوا

بالحمايل بو الحسن بيه اطلعوا***عجب داحي الباب هذا بيه صار

عجب داحي الباب في حلقه حبل***عجب حیدر ينسحب بيد النذل

وين صولاته اوجولاته الفحل***كيف ما خلى الدما ابسيفه أنهار

عجب حیدر يصبر اوعينه اتشوف***على الزهرا يجسروا قوم لجلوف

سيفه البتار ما سله العطوف***يقطع الراس الرجس داخل الدار

والوصية قيدت زنده علي***من رسول الله وابن عمه النبي

چان ما واحد قدر منهم يجي***يلطم الزهرا او يعصر بلجدار

28 محرم 1414ه-

ص: 371


1- ديوان ( النصرة الخاتمية في رثاء العترة الهاشمية ) ، ص 136-137.

مع الإمام الهدي في وفاة أبيه- الخطيب عبد النبي آل خاتم

*مع الإمام الهدي في وفاة أبيه(1)الخطيب عبد النبي آل خاتم

أنت حضرت العسكري في وقت موته***او حطيت راسه بالحجر والماسقيته

أوغمضت عينه وأسبلت ایدیه اورجليه***اوفارقت روح ابن الطهر وأنت حواليه

او قبلته ابوجهه أو عينك شابحه ليه***اوسالت ادموعك يوم للقبله عدلته

اوغسلت أبوك العسكري بيدك يمبرور***وياك جمع من الخلق تلطم للصدور

أوصلوا اوياك اعلى الزكي والدمع منثور***اواریته ابقبره اوجسمه ماتركته

وآريد انشدك من حضريم جدك حسين***او منهو سقاه الماي أومنهو غمض العين

او منهو عدل راسه اومنهو مد ليدين***او بوقت احتضاره ليش جدك ما حضرته

او بوقت احتضاره الشمر جالس فوق صدره***وابن النبي يعالج ابروحه اويجره حسره

وابن الخني ايهبر ابسيفه اوداج نحره***اویم جثته اتدافع الحورا زینب أخته

أبسيفه وكزها ابن الخني واغشي عليها***والله عجب یا بن الحسن ما جيت ليها

ص: 372


1- ديوان ( النصرة الخاتمية في رثاء العترة الهاشمية ) ، ص131-132.

او شفت الرجس جالس على جثة وليها***اوراس الشهيد حسين شاله اعلى قناته

بالماي غسلت الأبو اوجدك المظلوم***غسله يبن حیدر على وجه الثرى ادموم

واما الدفن وقفت الحورا اتنخي القوم***او لبوا نداها ابخيل جالت فوق جثته

1418/3/18ه-

ص: 373

في رثاء الإمام الحسن العسكري -الخطيب عبد النبي آل خاتم

*في رثاء الإمام الحسن العسكري(1)الخطيب عبد النبي آل خاتم

مات الإمام العسكري نوحوا على امصابه***في أرض سامرا قضى نائي عن أحبابه

عزوا الحجه اليوم***في والده المسموم

شمس الهداية اتكورت واتعطلت لفلاك***واتزلزلت لجله البسيطه او ناحت الأملاك

عزوا الحجه اليوم*** في والده المسموم

نصبوا العزا لمصيبته اونوحوا أبدمع ساجم***لطموا لصدور الفقدته اوعزوا ابنه القائم

عزوا الحجة اليوم***في والده المسموم

مأجور يا صاحب الغيبه في رزاياكم***و ابسم او چتل يا ابن الحسن صارت منایاکم

عزوا الحجه اليوم***في والده المسموم

في قتل محسنکم او تشييع الحسن بسهام***في ذبحة المظلوم جدك في حرق لخيام

عزوا الحجه اليوم***في والده المسموم

ابوقت احتضاره والدك صدرك إلى صدره***او جدك وقت موته الشمر بارك عليصدره

غزوا الحجه اليوم***في والده المسموم

يوم الاثنين 6 ربيع الأول سنة 1420ه

ص: 374


1- ديوان ( النصرة الخاتمية في رثاء العترة الهاشمية ) ، ص135.

في رثاء الامام الحسن العسكري عليه السلام- الخطيب عبد النبي آل خاتم

*في رثاء الامام الحسن العسكري عليه السلام(1)الخطيب عبد النبي آل خاتم

يا الهواشم ما دريتوا اشصار في سر من رأى***العسكري بالسم چبده امذوبه وامفطره

قطعوا بالسم قلبه ابن النبي قوم لوغاد***اوتم على افراش المنيه اوعزوته عنه ابعاد

ليت حضروا له او شافوا حالته نسل لمجاد***ملتهب قلبه ابعطش والسم غير منظره

راد ایبرد قلبه لكن ما قدر نجل الرسول***نادي بالحجه اولفي له والدمع منه همول

صاح سقني ماي يا ابني عمري ما اظن يطول***قربت ليه المنيه اوحالتي متمرمره

جاب له الماي او سقاه والدمع من عينه يهل***اوعان ابوه اعلى الوضوء والجسد منه منتحل

وللقبله وجهه أوصارت الضجه امن الأهل***اوفارق الدنيا او حور العين كلها تنظره

غسله اوصلى عليه من بعد ما لفه ابكفن***وابفرد ساعه يشيعه جسمه في قبره اندفن

او جده المظلوم جسمه بالثرى مده ارتهن***جثته ظلت على حر الصعيد امطشره

ابساعة أفراقه أبو محمد حضر له المنتظر***مدده اوغمض اعيونه والقلب لجله انفطر

او جده ابوقت احتضاره بالنعل داسه الشمر***هبر أوداجه او قطع بالسیف وسفه منحره

ص: 375


1- ديوان ( النصرة الخاتمية في رثاء الفترة الهاشمية ) ، ص133-134.

في الاستهاض الشاعر حبيب آل يوسف

لا متى يظهر أبو صالح ويجرد صارمه***وياخذ ابثاره من اللي عصروا أمه فاطمه

ياخذ ابثاره من اللي عصروا أمه بالجدار***وسقطوا منها حملها والصدر صابه مسمار

یا عظمها من رزيه بالجزل شبوا النار***حول دار أم الحسن وارتجت أركان السما

ثور یا حجة الله وخذ ثارك من الآذوا البتول***وخالفوا فيها الوصية اللي أمر بيها الرسول

وقيدوا يا حجة الله المرتضی فحل الفحول***عجب کیف انقاد وياهم او هو حامي الحمی

ثور یا حجه ابهمه أوروح وادي كربلا***وانظر المظلوم جثته على الغبرا أمعطله

وبعد ما رضوا اعظامه نار شبوا في الخيام***و بيها أيتام أونسا تبكي اوتلطم على الهام

والمصيبه يا بو صالح فيها مولانا الإمام***زین لعباد الذي جور وظلمهم يتمه

يا بو صالح شيعتك ترقب بلهفه شوفتك***ليلها ولنهار تنطر يا بو صالح طلعتك

يمتى يتحقق أملها وتمشي ابظل رايتك***وبلسيوف أمن العدا اتسوي أبحور من الدما

السبت 1426/6/3ه-

ص: 376

استهاض الإمام الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف الشاعر حبيب آل يوسف

سيدي يا حجة الله في الوری***قوم شیل احسين عن حر الثرى

سيدي قوم اشهر السيف أبعجل***وعاين المظلوم عالغبری انجدل

ودمع زینب دم على افراقه يهل***سيفك البتار يا حجه اشهره

سيدي سل سيفك وشيل العلم***ما أظن ترضى يحرقون الخيم

لا ولا ترضى يسلبون الحرم***ويتركوها في البراري امطشره

سيدي حال الخيم ما ينوصف***ثاكلات ابها ويتامی ترتجف

قوم یا مولاي واقصد للنجف***واخبر الكرار يمكن ما دری

سيدي قله عن أحوال لطفال*** وعن مهجته احسين طايح بالرمال

والشمر داس اعلى صدره بالنعال***ومكن أحسامه ابنحره وهبره

سيدي وقله بعد قطع الوريد***قيدوا العيله مثل قيد العبيد

وسيروهم حسر المجلس يزيد***ودم أبو السجاد يصب من منحره

سيدي يا ابن الحسن يلمنتظر***قوم خلص زينب من ايد الكفر

اوفك على السجاد من قيد الأسر***اعظام ظهره من المصاب امکسره

سيدي ندري بك ابطبعك غيور***اشلون ما تنهض على الأعدا وتثور

ليه متدري احسين ظل راسه يدور***فوق راس الرمح والكل ينظره

سيدي ندري ابقلبك فيه صواب***والسبب ضلع انكسر من ورا الباب

والضلوع اللي بقت فوق التراب***والخيام اللي اعلى أهلها اموجره

سيدي ندرى الجرى ابال الرسول***أدمى قلبك والدمع خلاه همول

وبالأخص لمن سقط حمل البتول***والرضيع اللي ابسهم نحره انفری

سيدي كل الجرى تتحمله***ايهون كله عد مصایب کربلا

جثث فوق القاع كلها امعطله***أنوارهم في عرصة الطف مزهره

سيدي ظلوا على الرمضا نيام***حتى جاهم علي السجاد الإمام

ص: 377

يوم ثالث عشر بالشهر الحرام***اتغسلوا من دمع عينه اللي جرى

سيدي ولو شفته عد ذاك الجسد***جمع أوصاله وكل اللي انفقد

وكفنه في باريه وقلبه انمرد***و چبدته ظلت عليه امفطره

الاثنين 1428/4/26ه-

ص: 378

يمتى يبو صالح ؟الخطيب مرتضى المرهون

يمتى يبو صالح تجي ابرايات واعلام***او تاخذ ابثار اللي انذبح في شهرلصيام

يمتى تجي وتشوفنا للنصر قدام***أكفانا اعلى اكتافنا في نصرة الدين

عجل ترى في القلوب حسره***ما ظل صبر من بعد ما عصروا الزهرا

وين الصبر جدك علي مکسور ظهره***من عاين الزهرا تصیح الملتجا وين

اشلون قدروا يحرقوا بيت الإمامه***وشلون أبو الحملات ماجرد احسامه

وشلون ابن ملجم قدر يفضخ الهامه***وشلون سم الحسن صار اوذبحة احسين

جدك غريب الدار ظل بالطف عاري***ويوم الدفن جمع أوصاله في بواري

شاله اوليده والدمع يجري من العين***أنت يبو صالح ليوم الثار مذخور

أنت يبو صالح ليوم الثار مذخور***وانت الذي من الله على العدوان منصور

ولازم الك طلعه قبل لا ينفخ الصور***واحنا لذاك اليوم كلنا مستعدين

1422/9/20ه-

ص: 379

قوم انهض يبن حيدرالخطيب مرتضى المرهون

قوم انهض يبن حیدر***ترى الدنيا غدت تسعر

تناديك ابقلب محتر***دنهض لا تخلينا

قوم افض يين لطهار***حرقوا شيعتك بالنار

عندك خبر بللي صار***وش فعلت أعادينا

والقبه المهدومه***شيعة علي المظلومه

مذبوحه ومسمومه***لا تغفل يحامینا

الشيعة اليوم محتاره***عدوك من شعل ناره

ومنعها تروح لزياره***لجدك قوم ودينا

ودينا ينور العين***ودينا نزور حسين

قلبنا منشطر شطرين***من غيرك يبارينا

نزور حسين والعباس***نزور الفخر والنوماس

أبو فاضل شديد الباس ***قوم انهض يمهدينا

قوم انهض لثار حسين***ومن فقدهم أم لبنين

وتدري وين ثارك وين***بس تسمع بواچينا

بواچينا يبن لطياب***من كسر الضلع بالباب

وضربة حيدر ابمحراب***وسم الحسن عامينا

1427/11/20ه-

ص: 380

متى يطل الربيع ؟السيد عبد الله الشاخوري

يسأل الشيعي : متى يطل الربيع ؟***متى يظهر صاحب الشأن الرفيع؟

يزور جده المصطفی في مرقده ؟***ويقصد أمه فاطمة بأرض البقيع

ومن يصل للباب يجذب ونته***يصيح يا الله من أمر فظيع

يذكر الضلع الذي بصيره انكسر***ونبت المسمار والمحسن صريع

يصيح يازهراء الأوفي بالعهد***بعد هذا اليوم حقك مايضيع

وقبرك المهدوم أشيد قبته***وأظهره للناس وأخباره تشیع

ويلتفت للحسن عمه يناشده***و يقول يالمقتول بالسم النقيع

لآخذ ابثارك اوهم ثار الذي***انذبح ظامي على صدره الرضيع

وأخذ ابثار الذي راسه انفضخ***بالعمد عباس أبو الكف القطيع

شيعتك مولاي تنظر ثورتك***انته قائدها وأمرك له تطيع

1428/5/17ه-

ص: 381

القبة المهدومة السيد عبد الله الشاخوري

سؤال من المحب ولحد يلومه***علیما قبته مرتين مهدومه

إمامي العسكري سيد الأطهار***خطه من القدم على الآل مرسومه

من يوم الحطب انوضع عند الباب***وجدك ينسحب والنار مضرومه

ومن حين الوصي انضرب بالمحراب***وأمك فاطمه من قضت مهضومه

لكن شيعتك تنتظر يامولاي***يوم المنتظر تظهر لنا اعلومه

ينشر رايته للناس من يظهر***وكلمن ينظره يشمر عن اهدومه

انقول لبيك يا مولاي كلنا فداك***تأمر على الجميع بترلة الحومه

يمته سيدي انعيش ذاك اليوم***مثل يوم الغدير وما حلا يومه

يقضي على الجهل والحقد والتكفير***وترجع عزة الإسلام ونعومه

ص: 382

يبن الحسن الشاعر عيسى علي العلق

خلصن وحگ عيناك ايام العمر***بين الدمع ويا القهر ضيم الدهر

ويوم الفرح ماعاد يجي حسره علي***باب الفرح لو ينفتح مره ابشهر

وثوبي الجديد امعلگه ليوم الفرح***وعيوني تربي اعلى الدرب لك انتظر

*****

عندي وعد يوم الفرج لازم يجي***وتشرگ شمسنا هالزمن طال او گصر

والليل مهما طال لابد ينجلي***كل ليل من بعده يجي لازم فجر

والغيم لو غطى بوگت وجه الشمس***تبگه الشمس خلفه عطاها يستمر

بس الشمس خلف السحابه طولت***طال انتظاري وبالعمر ما ظل صبر

*****

بكتاب عمري سجلت يبن الحسن***اسمك على الصفحات كلها بكل سطر

وكل يوم اقراه الصبح في كل صلاه***وبكل دعا وبكل زياره للطهر

واترگب أيام السنة شهر الفرح***وافرح فرح من يكتمل فيه البدر

كل ساعه ادعي بالفرج يالمنتظر***خلصن وحگ عيناك ايام العمر

الاثنين 14 شعبان 1426ه-

ص: 383

رسالة إلى الغائب الشاعر زيد العبندي

هذا مكتوب***لك يمحجوب

فجروا بين النبي اگبور الأطايب***لا متي تصبر عله الگوم النواصب

هذا مكتوب***لك يمحجوب

*****

من برید الگلب توصل***هالرساله لك يغایب

اعليها لون الحزن طابع***امبلله ابدمعه المصايب

فضها راح اتلاگي بيها***شکوه وهموم ونوايب

أول سطر خطة القلم***عن گبرابوك اللي انهدم

والهادي جدك يا شهم***حولوا گبره خرایب

عینك اتشوف***گبره مقصوف

حگنه بين المصطفه لمن نعاتب***لا متى تصبر عله الگوم النواصب

هذا مكتوب***لك يمحجوب

*****

حرمة الدين استبيحت***من قبل أهل المكايد

لا خبر مکذوب هذا***لا ولا نظم القصاید

گبة الهادي الحزينه***اعله الظلم يالمهدي شاهد

اگبور البقيع امهدمه***وضايع گبرها فاطمه

وسامره صارت مظلمه***عگب تفجير المراقد

عندك اعلوم***عن هالهموم

نسألك يبن الحسن وانته التجاوب*** لا متي تصبر على الكوم النواصب

هذا مكتوب***لك يمحجوب

ص: 384

ما أريد ايسيل دمعك***ما أرید ایزید همك

غصبن اعليه يغایب***تجري ادموعي وأحشمك

ابكل زمن هاي النواصب***حاضره وغايتها هضمك

واللي تجاسر عالگبب***نفسه الذي جاب الحطب

والدار شبها ومرتعب***أعني دار الزهره أمك

الهاجم الدور***فجر اگبور

أضرحة آل النبي صارت خرايب*** لا متى تصبر عله الگوم النواصب

هذا مكتوب***لك يمحجوب

*****

ما يفيد اشما شجبنه***ولا يفيد اشمانصابر

هذا يومك ها يغایب***لا تگول ايصير باچر

شوف هالشيعة حزينه***بين باچي وبين حایر

ولطلعتك متنطره***وينك يوارث حیدره

يمتي حسامك تشهره*** وبي تحز اغلظ مناحر

أنهض وثور***بتر انحور

شفنه من آل الشرك كل العجايب***لا متى تصبر عله الگوم النواصب

هذا مكتوب***لك يمحجوب

*****

يمتي يوم الفرج يمتي***والخصم تعلن دماره

كل محب او كل موالي***ينتظر منك إشاره

المعركة ثارك تمنه***يبرز وحبك شعاره

رغم النصب رغم الحقد***حبكم مناره ابکل چید

وهيهات يا راعي المجد***تنهدم هاي المناره

اشما يكفرون***لو يفجرون

هذا إحنه شيعتك نبگه***يغايب لا متى تصبر عله الگوم النواصب

هذا مكتوب***لك يمحجوب

سنابس 1427/2/1ه-

ص: 385

هدم القبورالشاعر زيد العبندي

عندك خبر یا مذخور عن هالمصايب***چانت مراقد کم نور صارت خرايب

میعادك اتأخر***وبيا زمن تظهر***بين الأطايب

*****

یمن گلبك سماوات وبلايه احدود***عله گلبك نزل غيم الرزايه السود

تأملناك من بعد المغيب اتعود***لنك بالصبر غرگان یا موعود

من كل جه ومن كل صوب كل من يراقب***صبرك يظل یا محجوب أحدى العجایب

يكفينه تتصبر***وبيا زمن تظهر***يبن الأطايب

*****

يا نجم الذي ما يرصدك راصد***عن موعد ظهورك كل من ایناشد

المراقد تنهدم واحد بعد واحد***ألف يا حيف وإنته ابعينك اتشاهد

نشكي ونلوم وننخاك يبن الأماجد***لا شك نظرت ابعيناك هدم المراقد

نخوتنه تتكرر***وبيا زمن تظهر***بين الأطايب

*****

عليك أمن السقیفه اتوالت الأكدار***وكل محنه جرت مصدرها حرگ الدار

نار آل الشرك ما تنخمد هالنار***ابگبر العسكري شبت يراعي الثار

دم الضلع ظل مسفوح ما جف نزيفه***ابگية علي الهادي اتلوح نار السقيفه

بعيونك المنظر***وبيا زمن تظهر***يبن الأطايب

ص: 386

لو نحسب تری مو بس گبر مهدوم***سته اگبور إلكم هدمتها الگوم

والسابع گبر ضایع لحد هاليوم***بيه دفنوا صدر دامي وضلع مهشوم

هذا الگبر بيه اسباب كل الفجایع***يظهر بين داحي الباب لو ينگه ضایع

إنته الذي أخير***وبيا زمن تظهر***بين الأطايب

*****

بگینه اعله الجري والصار نتحسر***ما ندري ترد لو بعد تتأخر

غيضك لو تكتمه وتبگه تتصبر***كل الخوف يتفجر گبر حیدر

ناس اللي من عدها انشوف كل ساعه غدره***تبغض علي وكل الخوف مرقده اتفجره

من عدهم اتحذر***وبيا زمن تظهر***بين الأطايب

*****

عليك آل الكفر شنت ألف غاره*** وإنته بالصبر يا حيف تتواره

الصگر مو طبعه يبگه املازم او کاره***ولا طبع الشمس بالغيم تداره

سیف الوصي حامي الجار عندك يغایب***ليش الصبر عن كل ثار ليتك تجاوب

بيك الأمل يكبر***وبيا زمن تظهر***بين الأطايب

سنابس 1427/3/6ه-

ص: 387

كافي من هالصبر! الأستاذ أديب أبو المكارم

گبة الهادي وأبوك اتهدمت***اگبالك وعينك دمع دم فجرت

*****

ليش دايس علجمر ما تنتفض ؟***وليش سيفك علعدي ما يعترض ؟

الخلوا الخيل الصدر جدك ترض***عگب ذبحه یا بوصالح ما اختفت

*****

ایزید واعوانه يامن عن شعبه غاب***ما بگوا فينا يكيلون العذاب

شوف أجدادك وهم تحت التراب***اتأذت اسمهم لعادي ما اكتفت

*****

جارت الدنيه علينا يالغيور***ومن حوالينا العدي صارت تدور

عجل ابجيشك يمهدينا وثور***كافي من هالصبر، والأعدى اكثرت

*****

هالصبر ذكرنا يوم المرتضی***اگباله ضربوا فاطمة و چیفة رضی

يصير أعلى الصار وسيفه ما انتضى***يذبح الطغمة اللي جارت واعتدت

*****

اصبرت عللي هدموا أرض البقيع***والقصف قبر السبط ذاك الوضيع

اصبرت وبعينك قذى ودم نجيع***أصبرت حتى السما منك اتعجبت

*****

اخذ عيني ارصاص واخذ زندي سلاح***اخذ راسي وفجره بجيش الطلاح

اخذ جسمي وسوه اسيوف ورماح***واهلك اعداك العلينا اتجسرت

*****

يا بو صالح گوم طال الانتظار***يا بو صالح تری روعنا اللي صار

عجل اظهر شنهو منك الاعتذار***عجل أظهر شيعتك باهم گضت

ص: 388

ضلع مكسور ..الشاعر مجتبی آل سنبل

ضلع مکسور***وجه مسطور

یا مهدينا أدركي

*****

أخذ بالثار***بيوم الدار

والمسمار***وهدم قبور

یا مهدي

*****

ثارالعين***والضلعين

والمتننين***اوسوط الجور

یا مهدي

*****

ألم واحزان***قلب وجعان

وصي وانهان***اوظل مقهور

یا مهدي

*****

اوجتك أخبار***عن الكرار

ظل محتار***اوهو معذور

یامهدي

*****

او ما يخفاك***ظلم اعداك

متى نلقاك***علم مشهور

یا مهدي

*****

يمهدينا***يوالينا

يراعينا***قوم اوثور

یا مهدي

ص: 389

فاجعة سامراء الشيخ نادر الصادق

ننشدك يا حجة اوعلينا رد لجواب***واشلون قلبك يوم هدموا اقبور لطياب

قلبك يحجة چم مصيبه اعلية حلت***اقبور أربعه ليكم برض طيبه انهدمت

او قبة أبوك أوجدك الهادي انسفت***والسبب في كل هالمصايب حادث الباب

من كسر ضلع أمك يحجه کسروا أضلاع***في كربلا اوخلوا جسد جدك على الگاع

وأمن الخيم فرت الحورا مالها اگناع***اتنادي أبكافلها اوهو أمعفر بلتراب

او من قتل محسن ذبحوا أطفال رضعان***و او كسر الضلع خلى جسد لحسين ميدان

وبترويع بنت المصطفى روعوا نسوان***في كربلا گاست يحجه چم من امصاب

او من حرگ ذاك الباب حرگوا ابكربلا اخیام***چم طفل ليكم يا ولينا بالفضا هام

ابحبل الذي قادوا الوصي سحبوا أيتام***اوقادوا عزيزات النبي اونظرتها لجناب

اولسياط هللي ورمت متن الزچيه***اتلوت علی زینب براضي الغاضريه

او بعد المعزه والخدر راحت سبيه***حسرى على الناقة تهل ذمة العين

ص: 390

جتنا المصايب يوم هجموا على الزهرا***اوطرحت المحسن ويح قلبي من العصره

اعلى الخد لطموها او خلوا العين حمرا***واتكسرت لضلوع منها ابصاير الباب

واتبعوا آل النبي بالظلم والجور***ما بين مسموم قضى اوما بين منحور

وامتد يحجة جورهم حين للقبور***ليكم يحجه چم قبر ساووه بلتراب

معلوم قلبك ينفطر واتجرلونين***امن اتروح واتزور البقيع أو تهمل العين

ولي رحت سامرا الضريح العسكريين***اتعاين القبة امهدمه يانسل لطياب

ياهي مصيبه حلت اعلينه يمبرور***ذاك الحرم أصبح يوالي الأمر مهجور

اولا أحد السامرا يحجه يقدر ایزور***او كل شيعي يتمنى يقبل ذیچ لعتاب

واللي جرى هيهات ننساه يا ولينه***وانفوسنا ما اتطيب يخليفة نبينا

إلا بظهورك من تجي لرض المدينه***اوتصلب الأول والذي مزق للكتاب

ص: 391

هدم القبورالشيخ نادر الصادق

اهدموا يحجه اقبوركم يا ابن الميامين***جاروا بي العباس اوهدموا قبر لحسين

والنهدمت اقبور أربعه بأرض المدينة***ينصدع قلب اللي يراها اوتهل عينه

وبأرض المدينه قبر مخفي يا ولينا***قبر التي منه العدا كسروا ضلعين

اللي يحجه هجموا عليها الأشرار***لطموا يويلي اعيونها أونبتوا المسمار

بالسياط ضربوها اوقادوا علي الكرار***ملها قبر معروف اوهي ست النساوين

وبأرض سامراء يحجه جت فجيعه***ليها يحجه اهتزت أركان الشریعه

هدموا القبه والله أمصيبه فظيعه***عجل يحجه ذابت اقلوب الموالين

ذابت يحجه اقلوبنا من كثر لهموم***نذكر مصابكم او نبكي ابدمع مسجوم

أظهر وخذ ثارات أجدادك من القوم***واصلب يحجه على الشجره منهم اثنين

يمتي يحجه اتقوم وتسل سيف لفقار***تاخذ ابثار اللي عليها هجموا الدار

او تاخذ ابثار المرتضی حيدر الكرار***واتروح لرض الغاضريه او تهمل العين

تهمل اعيونك من تشوف النهر واتصيح***وتقول راحوا ابهالأرض أهلي مذابيح

( وفي هلمحله ظل يقوم احسين ويطيح***اوحرقوا أخيامه اوسلبوا ذيك الخواتين

راحن سبايا من بعد ذبح الصنادید***اوطبت الحورا عمتي في مجلس ایزید

حطوا بحلقها احبال ويلي اونصبوا العيد***ذلها اوتهكمها الرجس نسل الملاعين

ص: 392

شهر الجود-الشاعر سعيد الشبيب

*شهر الجود(1)الشاعر سعيد الشبيب

شهر الجود يا مرحى او ألف مسهل***هلالك يوم من بين السحايب طل

تنفسنا عطر ريحان من نسمه***في ليلة فرح طير السعد ما مل

اقلوب المؤمنين ابمولد المهدي***تطير أمن السعاده والنبض ما كل

بساتين الموده ابيوم ميلاده ***صاغت من زهور أغصانها محفل

محفل ؟؟ إيه محفل في شهر شعبان***سایر للحسين ایزور وامهلل

ملايين النسا شیب مع الشبان***في موكب وفا لرض الطفوف أقبل

وحال لسان المخالف يقول :

تروح أرواح يا شيعي تروح أرواح***ترى الإرهاب في كل الشوارع حل

قتل تقطيع أيدي اوذبح للأطفال***هتك أعراض او قطع الروس بالمنجل

ذبوا الجثث في الأنهار ياشيعي ***كفايه امن الزياره عودوا زي أول

فأرد عليه قائلا :

بسك يلتخاطبنا أوعلينا اتخاف***لو تعرف هوانا اشلون ماتسأل

لو جربت حب آل النبي مره***مثل ما إحنا جربناه تترجل

على جمر القنابل تمشي دون إحساس***اوتتلقى الرصاص أورود في المقتل

اوتلقى العذاب الغيرك ايهابه***واللي ما رضع حبهم میتحمل

مجانين الهوى ؟؟ وش ما تريدن قول***حبنا للحسين أكثر بعد يفعل

قدم للعقيده الروح ورخصها***شلون اتریدنا برواحنا نبخل ؟!

واللي ايقدم القربان من دمه***لربه او ما يهاب ایزيد ما ينذل

وحنا اويا الحسين اشما يريد انصير***عجينه ابلمحه من عينه تتشكل

عبيد ايريد ؟ إيه والله عبید انصير***أو بين ايديه لينا الشرف نتذلل

ص: 393


1- ديوان ( ديوان زهرة الفردوس ، ) ص 122-124.

أيایدنا تصير اسيوف من يأمر***وصابعنا سهام الأمره تتمثل

ليله اقلوبنا نسیلها دمع سكاب***اولو اتنشف ابدمنا الأرض تتبلل

لجله اقلوبنا امصابيح نعلقها***تشعشع نور تضوي ليلنا الأليل

يلناصب عداوة دين لهل البيت***عن أرض الولايه بالهزيمه ارحل

لوتسفك ملايين البشر منا***ترانا من نجيع ادمومناننسل

سهم ابعينك العميانه تلقانا***اوشو که ابحلقك المخنوق ما تنسل

سلاحك يا حقود اتظن بيمنعنا***عن ازيارة أبو اليمه؟ إذن تفشل

رسخ حب النبي والأل فينا اسنين***سوى لك مصيبه ؟ ما أظن تنحل

نداء موجه للإمام الحجة عليه السلام:

بيبو صالح نطرنا اوطالت الغيبه***نريد ابماي جودك يوم نتغسل

اونلبس للجهاد احرام من ترجع***مسعانا من مكه الکربلا اتحول

تری بس تنتشل جثة رضيع أحسين***تثور أرواح رضعنا أوتتوسل

على اضفاف الشواطي في أرض لعراق***تصنع من دما لنحور لك مرجل

حرق من تشا من زمرة التكفير***او نادیها کفی یا نار ؟ او من تسأل

يجيك اجوابها هل من مزيد؟ زید***اوللبعث البغيض افتح ألف مدخل

دم بنت الهدى اودم الصدر ما راح***اودم جرح الحكيم أنهار يتبدل

ينطي الكل موالي شربة العطشان***اوبس يدنو العدو طوفان يتحول

إمامي المنتظر مدینا لك آمال***على جناح النوارس خوف نتعطل

ص: 394

الفصل الحادي عشر : الأبوذيات والموال والزهيري

اشارة

ص: 395

ص: 396

أبوذيتان في صاحب الامر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)الشيخ محمد سعيد المناميين

ورایه:

مدحتك والمحب ردد ..ورايه***وما اهتميت بالعاذل .. ورایه

يمتى نسمع الصيحه .. ورایه***تنشرها على هام الثريه

والواه:

حسرات القلب ، تتناه .. والواه***تون ، والجفن شده الصبر.. والواه

يمتي نسمع الصيحات .. ولواه***منشور وينادي الغاضريه

1425ه-

ص: 397

أبوذيات في الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف)الأستاذ مكي آل ناس

عدلها:

يبو صالح يثار الله وعدلها***دبدد ضيمها وانشر عدلها

وإذا عادت لماضيها***وخذ ثاراتكم من آل أميه

بدارك:

اقلوب الصبر تتنطر بدارك***ونار الخيم ما زالت بدارك

وغير السيف ما شوفه بدارك***إلى ثاراتك ابيوم الغاضريه

ظلمها:

ونور یا ضوى الباري ظلمها***وبدل بالعدل ساطي ظلمها

ودمر من إلى العترة ظلمها***وسن تبديدها بين البريه

وعيده:

يموفي الخلق وعد الله ووعيده***اظهورك فرحة المؤمن وعيده

إلى مطلب ألوهج به ووعيده***إلى الله دشفع ابجدك إليه

ص: 398

أبوذيات في الحجة (عجل الله تعالي فرجه الشريف)الشاعر علي الدرازي

وعداك:

يثار الله متی بیکون وعداك***يسهم الموت ضد اعداي واعداك

أنا مؤمن بتظهر يوم وعداك***ويرعى الذيب والنعجه سویه

ولعنا:

يبو صالح إلك زايد ولعنا***العدو بنار الحقد تدري ولعنا

ألف لعنه م ن الباري ولعنه***على اللي داس صدر ابن الزچيه

ولينا:

هلا ابميلاد أبو صالح ولينا***الفرحة ابمولدك منا ولينا

عدوك سيدي ابحقده والينا*** التماسي بس دعاء للجعفریه

ودله:

شبعنا اهموم يلقائم وذله***ودربكم حافظه إبقلبي ودله

هدى بكم ربي العالم ودله***على ادروب السعادة السرمديه

وطيبه:

متي تزهر أرض مكه وطيبه***وانشم نفحة المهدي وطيبه

يمهدي اطلع إلى العالم وطيبه***ترى الدنيا امتلت جور واذيه

ص: 399

سكنها:

حب المنتظر روحي سكنها***يمتى يصير للدنيا سكنها

وريح العاتيه المهدي سكنها***ويعم الخير بخروجه البريه

ومهدي

ابحب آل النبي ناجح ومهدي***تناغيني ابحجرها و مهدي

حيدر أول العتره ومهدي***آخرها أبو الطلعه البهيه

زينة

علقنا ابمولد المحجوب زینه***وبهجتنا يشيعة اليوم زينه

حتى الجن مع الأملاك زينه***كلها اتبارك الهادي اوصيه

بسمه:

ارتسمت عالشفاه اليوم بسمه***الظامي ايريد يلمحجوب بس ما

فاض القلب بالآهات بسما***سمعت ابمولدك هانت عليه

علمكم:

من الباري يبو صالح علمکم***البچا والنوح ياسيدي على امكم

متى تنشر يقايمناعلمكم***وتاخذ ثار يوم لغاضريه

ضاقت:

يثار الله دقوم بعجل ضاقت***ودیعتكم من ابن ازیاد ضاقت

عليها الواسعة والفلاك ضاقت***سقوها الذل براضي الغاضريه

ص: 400

مهدي شاعرهاني آل زرع

رضعت أولاك يوم اليهز مهدي***دليل الحایر اولا تاه مهدي

يمته تشهر البتار مهدي***اوعدلك تنشره ابکل البريه

ص: 401

أبوذيات مهدوية الشاعر زيد العبندي

وعد لك :

يغايب أشتكي اهمومي وعد لك***وظلن أرتجي اصلاحك وعدلك

بظهورك معتقد وانطي وعد لك***راح أترقبك حتي المنيه

بسعود

میلادك لفانا اليوم بسعود***وعلگنا الروح إلك مو فقط بسعود

مازلنا على الميعادبسعود*** تلاگیناندوس اعلى المنيه

تملك:

عهدنا امن المهد للموت تملك***سکنا حبك او بینا تملك

ألف حاشا مشاعرنا تملك***نظل نترقب الطلعه البهيه

وسلها:

اسيوفك حدها يالغايب وسلها***ودمه امن اعداك سفكها وسلها

وبعد أنشد سقیفتهم وسلها***ابيه داعي انكسر ضلع الزچيه

وفلها:

يغايب أحمل الرايه وفلها***طاحت والبطل عمك وفلها

لچن شمسه حجبها الدم وفلها***وبگه مطروح جسمه اعله الوطيه

شلها:

راية ثار یا محجوب شلها***غيرك شيعة الكرار شلها

إلها اگلوب كثر الضيم شلها***واتظل تصبر عله كثر الأذيه

ص: 402

طالبينه:

تصبرنه وصبرنه طالبينه***ولون الحزن أسود طالبينه

طلب منك يغایب طالبینه***عجل بالفرج هاي المسيه

بيهم:

گلبنه منصلي أمن السنين بيهم***وعلينه الليل يا محجوب بيهم

العدي يا يوم تفتك فتك بيهم***وتخمدنار بحشانه سریه

وكبار:

الفرح عم الوجود اليوم وكبار***لبو صالح و گفنه اجلال وكبار

ميلاده جمعنه اصغار وكبار***وجینه انبارك الخير البريه

حنت:

إلك أرواح یا محجوب حنت***من كثر العشگ والشوگ حنت

وإلك شيعة علي هامات حنت***تحت أمرك تعاهد عالمنيه

نبيها:

روحي الذكر أبو صالح نبيها***نراقب طلعته وكلنه نبيها

بس اللي جفت طه نبيها***هم تنكر ظهور ابن الزچيه

وعد له:

لربي أشتكي اهمومي وعد له***واگله المهدي نترقب وعد له

يرد يملي الأرض قسطا وعدله***ابدستور الشريعة الأحمدية

يوملينه:

نظل نصبر عله الهم يو ملينه***وچف الفرج يبگه يو ملينه

ويه المهدي لا بد يوم الينه***ونخوض وياه بغمار المنيه

ص: 403

سلامات:

رسول الحب إخذ من سلامات***الحبيبي اللي إذا گلي سلاه مات

ناديله عسه ما شر سلامات***طالت غيبتك يبن الزچيه

يربنه:

نجري الدمع والمدمع يربنه***وشفنه الدهر بهمومه يربنه

رفعنه اچفوفنه وصحنه يربنه***عجل بالفرج هاي المسيه

ص: 404

أبوذيات في صاحب العصر (عجل الله تعالي فرجه الشريف)الشاعر عيسى العبد الله

وأنا راك:

ترانا بيا وگت يمتي وناراك***ثارك ما انسى ناري وناراك

يقلك من جزع جالس وأنا راك***اوثار إمك قرب بين الزچیة

نعلها:

أنا الجدمك يبو صالح نعلها ***ولصيحن في السما العالي نعي إلها

أولوقف وقفة الفاقد نعي لها***ان طالت غيبتك يابن الزچيه

غلالاك:

ترى اقلوب العدى توقد غلالاك***عجل بالفرج وافتح غلالاك

هذا مو عتب إلكم غلالك***عسي نحظى يابن خير البريه

1427/4/14ه-

والم بيك:

أدري ابغيبتك لا شك والم بيك***يمتي تلثم اجروحي والم بيك

تری کسروا ضلع فاطم ولا امبيك***خبر خلا الفضا مظلم عليه

1427/4/14ه-

من إشفاي:

أسایل منه يجروحي من إشفاي***حزن دمعي جرى لجلك ما نشفاي

عجل دايم أندهلك من اشفاي***متي تظهر يبو الطلعه البهيه

1427/4/14ه-

ص: 405

دمالها:

جري دم الزچيه اومادم إلها***يبو صالح تری کلنا دما الها

1427/4/15ه-

ولاهل:

قرايب ما بقى ليه ولا هل***عليهم ما نزل دمعي ولا هل

أعاين وأنطر إهلالك ولا هل***ترى بعدك أشد وأصعب عليه

1427/4/15ه-

عدا إلها:

شيعة ويا كثر واجد عدا الها***وحق من شرف الدنيا عدلها

يبو صالح دقوم انشر عدلها*** خذ ابثار النبي اوضلع الزچيه

1427/4/15ه-

ص: 406

أبوذيات في صاحب الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف)الشاعر مجتبی آل سنبل

اشارة

عشق آل النبي هادي ومهدي***غمرني في الرحم من قبل مهدي

دصوني الحب يا نفسي ومهدي***ظهور المهدي نصر له سویه

ولمهم:

مصايب للبي وآله ولمهم***مصيبه زيدت همهم ولمهم

بعد حیدر شملهم ذا ولهم***تفرق دجمعه وعود له فيه

سكنه:

دخذ ثار السبط وي ثار سكنه***وداوي جرح ابو فاضل وسكنه

او سيفي أطلبك مولاي سكنه***أبصدر کلمن يعادي الله او نبيه

بيداك:

عصا خذيني وصيرن سیف بیداك***يحجه اوحنه ليه اتصير بيداك

وكل ساعه أطلبك كون بي داك***حصون الجور یا نسل الزچيه

ص: 407

حبيب الروح الشاعر میثم آل سنبل

أنا امن اذكر حبيب الروح مهدي***أصلي أعلى الذي للناس مهدي

لجل هلنور يفخر بيه مهدي***مهد شيعي وحياني له هديه

ص: 408

يوم روض الوفا من الورد أحمد

*يوم روض الوفا من الورد أحمد(1)

ما يوم روض الوفا من الورود***احمد

للمشي بخير وسعی واجب علي***احمد

حبي وودادي لنبينا المصطفی***احمد

دايم يظل متصل یا ربي د شهد خل***علي

خل يقسي في الدهر ويزيد ضيمه***علي

ما عوف حب الوصي وأبقى بولاية***علي

بستان حیدر زهی هاك انظر ال***زهره

والي يذب لي زهر ما هم أنا ل***زهره

للموت أصيح بحزن مظلومة يال***زهره

حب الزچيه عمل ما يصح مثله***حسن

وعروقي ماي الوفا من نهر ودها***حسن

عد يا مره منولد مثل الإمام ال***حسن

الحنظل بودهم عسل يشفاني بيه ل***حسين

بحب آل طه أرتقي من أحسن لا***حسين

هنيا له كل من صبح خادم صدق ل***حسين

إلي يضدهم هلك لو عمره ضل***سجاد

لشيعتهم آنا فرشت جفن النظر***سجاد

ومنك خذيت الصبر يا سيدي ال***سجاد

ص: 409


1- هذا الموال للشاعر العراقي ( أبو محمد المياحي ) ، وقد حيث ختمه بعد ذكر الإمام العسكري عليه السلام بقوله: المتسمي بسم النبي مهدي الأمم***أحمد ولم يخصص مقطعأ لصاحب الزمان - روحي فداه - وقد خص الشيخ عبد الكريم آل زرع صاحب الزمان عليه السلام بمقطع خاص به (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ، وأحببنا ذكره كاملا لتعم الفائدة.

ابصبر العليل أعترف وبيازمن***باقر

عود الصبح للعلم بين الملا***باقر

أرسل سلامه النبي لمحمد ال***باقر

أهل الذكر نهجهم أخذوا عليه***صادق

ما عندهم أبدا زلل كل قولهم***صادق

جعفري آنا وهلي وإمامي ال***صادق

خل يبرد بشفرته دهري ويحد***موسي

عاشگ وعقلي شرگ چن العشگ***موسي

لحاجتك يامن ردت صد وجهك ل***موسي

كل من قصد حضرتك بالخير رد لل***رضا

نسحق بعظمه اليضد ونكسره وان***رضا

بالكاظم أنا اقسمت یا سامعي وال***رضا

ودهم لروحي درع بيه المخاطر***تقي

والبايع آل النبي محسوب هذا***تقي

یا مذهب أمامهم قلي الجواد و***تقي

مذهب الشيعه الصبح للغانمه***هادي

للدين عمري نذر وبلا ثمن***هادي

العاشر أنوار الهدى من فاطمة ال***هادي

عسكر بصدر الشعر ماينهزم***عسكري

جندي لبني فاطمة واقضي العمر***عسكري

لمن يحل بالنصر أبنك يهل***عسكري

( كل من تولى بهم دون البشر***مهدي

مفطور في حبهم من يوم أناب***مهدي

روس البشر تنحني من تذكر ال***مهدي)(1)

المتسمي بسم النبي مهدي الأمم***احمد

ص: 410


1- هذا هو المقطع المشار إليه .

مهدي ..الشاعر هاني آل زرع

حبك رضعته أنا وآنا بوسط مهدي

إنت درب للمحب لو ضل إله مهدي

مهما عبد مبغضك ولو صام أبد مهدي

لو قام ليله وسهر ولو حج میه حجه

أعماله كلها هبا ولو جاب الف حجه

اتميد الأرض لو بگت من دونما حجه

اصبر يين حيدرة وانا اظل منتظر

الشيعتك والمحب يا سيدي منتظر

کنوك يبن الحسن في غيبتك منتظر

كم عام احسب واعد طافن عليا ومر

ما يوم عشنا بهنا ذگنا همومه ومر

انهض وسل صارمك ولقادتك سل ومر

جار الظلم والهضم حتى عصرنا عصر

يمتى يشع بالسما نورك علينا عصر

نرجوك يا سيدي تنجينا من هالعصر

ثاراتك الما تعد خلصها يا مهدي

1426/3/13ه-

ص: 411

زهيريات ..الشاعر عيسى علي العلق

خطي:

امنكتب علي ابدفتري شع بسناه خطي

اكتب رساله محب وابعث إله خطي

دربه مشیته طفل من يوم انا خطي

ضاع الي غيره سلك واليسلكه مهدي

في سمعي اسمه لحن وامي تهز مهدي

واسمعها تدعي ابفرج للقائم المهدي

ورضعتني حب الوصي وصار الولا خطي

صاحبة:

ما همه گلبي الذي من لامه لو صاح به

عاشگ او ما تيمه لا مال لا صاحبه

سكران بالمنتظر گلبي مهو صاحبه

من حوضه اشرب عذب كل ساع لي ورد

ومحبته جنتي وبس بيها لي ورد

لو غاب عن ناظري لازم بيظهر ورد

من الله هذا الأمر وابن الحسن صاحبه

ص: 412

منجلي:

ادریبه هم الوگت يبن الحسن منجلي

واحصد ودادك ثمر ما ينكسر منجلي

طار ابفرح هلگلب هذا الخبر منجلي

وانظر لبدر السعد شع للارض بالسنه

يهزني فرح مولدك مره لون بالسنه

وبعالي صوت المحب يصدح فخر بس انه

حبك يهل منتظر من كل خطر منحي لي

عاد:

گالوا لي چم لك تعد ما شفنه مثلك عاد

مجنون گالوا تظن انك في جنة عاد

چم صار ونته تعد يرافضي بس عاد

وتباوع اليا شمس تترگب الياسنه

هذا انت ناطر تعد ما تعرف الياسنه

گلت آنه ناطر وعد ما اعرف الياس انه

مهدينه لازم يرد باچر و گل لك عاد

ص: 413

حجته الشاعر مجتبی آل سنبل

لو شيعتك يا علي قبرك اجت حجته

ذاك الرخيص الذي ما تنقبل حجته

فجرهم ابكل حقد حاربهم او حجته

شرك او کفر هالعمل هذا الخبر شاعته

زمرة كفر حاربت حيدر علي اوشيعته

ذبحوا آل النبي او كلما لهم شيعي أتی

ينذبح لو ينسلب لو عالأقل لامته

وابلس قائد لهم مدرع لبس لامته

يا سيدي يا علي أصبر بعد لا مته

يا يوم يوم الفرج ويشع بدر حجته

ص: 414

الفصل الثاني عشر : خط العربي واللوحات الفنية

اشارة

ص: 415

ص: 416

اللهم كن لوليك ..الخطاط مكي البحراني

ص: 417

فأغث یاغیاث المستغيثين.. الخطاط جعفر الزاير

ص: 418

فأغث یاغیاث المستغيثين.. الخطاط جعفر الزاير

ص: 419

الامل..الاستاذ محد الصفار

ص: 420

نور آل محمد..

*نور آل محمد..(1)

کنی الامام صاحب العصر و الزمان علیه افضل الصلاة و السلام

الأستاذ محمد الصفار

ص: 421


1- اعتمد فی هذه الکنی علی کتاب (النجم الثاقب فی احوال الامام الحجة الغائب (عجل الله تعالی فرجه الشریف)) للعلامة الشیخ حسین النوری قدس سره، ج 1 ص 266-268.

یا مهدي ...عاشقة الكرار

*یا مهدي ...(1)عاشقة الكرار

ص: 422


1- البیتان للعامة الشیخ فرج العمران قدس سره

متی ترانا و نراک...عاشقة الکرار

ص: 423

يا قائم آل محمد...الأستاذة هنادي الجشي

ص: 424

حديث الروح إليك...الفنان جمال الروح

ص: 425

عروج-الفنان جمال الروح

ص: 426

ماوراء الليل-الفنان جمال الروح

ص: 427

ص: 428

التعريف بالمشاركين في الكتاب

ص: 429

ص: 430

التعريف بالمشاركين في الكتاب

اشارة

سوف أدرج في هذا الفصل تعريضا مختصراً بالذين وردت لهم مشاركات في هذا الكتاب ، ونود أن نشير إلى أن التعريف جاء هنا بنحو الاختصار والاقتضاب ، لا على سبيل الإطالة ، وذلك لأن غرض الكتاب ليس تراجماً بالأصل ، وإنما جاء التعريف خدمة للراغبين فيه ، ولئلا يعتور الكتاب نقص في هذا الجانب،

وقد جاءت بعض التراجم أكثر اختصاراً من غيرها ، وذالك لعدم توفر المعلومات لدي عن الشخص المعترف به .

و ربما يلاحظ عدم ذكر الألقاب فقد اكتفيت بألقاب يسيرة ، للتعريف فقط ( السيد ، الشيخ ، الشاعر ، الحاج ، الأستاذ ...)، وذلك يعود لأمرين :

1. الاختصار وتجنب الإطالة .

2. فقدان الألقاب مدلولاتها ، بعد أن استخدمت في معظم الأحيان وعند كثير من الكتاب بشكل عشوائي ، فلم نعد نتعرف على مستوى الشخص من خلال اللقب الذي أسبغ عليه.

كما ألحقت بتعريف كل شخص جزء الكتاب وأرقام الصفحات التي وردت بها مشاركاته ، لتكون أشبه بالفهرس تسهيلاً على من يرغب في الرجوع إلى مشاركات المترجم

وحاولت أن يكون المصدر الأساس للمعلومات هو الشخص المترجم نفسه ، وأما من لم نأخذ ترجمته منه فاعتمدنا في الأغلب على :

1. شعراء القطيف ، للعلامة الشيخ علي المرهون .

2. من أعلام القطيف عبر العصور ، لفضيلة السيد سعيد الخباز

3. أهل البيت علیهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر ، لفضيلة الشيخ نزار آل سنبل.

4. بعض مقدمات دوواين الشعراء

ص: 431

ولم نشر إلى مواضع الاستفادة من ذلك اختصاراً وتجنباً للاطالة .

وقد رتبت الأسماء حسب الترتيب الألف بائي ، مبتدئاً بحرف ( الألف ) ، ومختتماً بحرف ( الياء).

سائلين الله سبحانه وتعالى ، أن لا يفوتنا أحد وألا نخطأ على أحد أو نظلمه في التعريف به.

ص: 432

1.الحاج إبراهيم ابن الملا خليل بن إبراهيم أبوزيد :

ولد بجزيرة تاروت في 16 رجب 1378ه ، أنهى دراسته الثانوية التجارية واتجه لميدان العمل ، وهو مقل في الشعر الفصيح ، وله أيضا شعر شعبي ، كما أنه يمارس الخطابة الحسينية .

مشاركاته : ج 2، ص: 88

2.الحاج إبراهيم بن عبد الله بن خليل آل محمد علي:

ولد بأم الحمام عام 1359ه. تلقى تعليمه الأولي عند السيد عبد العظيم السادة ثم عند الملا حميد المرهون ، يمارس الخطابة الحسنينة بقلة ، كتب الشعر الفصيح والشعبي.

مشاركاته : ج3، ص: 339

3.الدكتور إبراهيم بن عبد الله بن سلمان الدبوس:

ولد في الديابية 1375/7/1 ه ، ختم القرآن ومبادئ القراءة والكتابة عند الملا مهدي المناميين ، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة ودكتوراه طب الأطفال ، نشر كثيراً من الأبحاث في مجلات طبية داخل المملكة وخارجها، والكثير من الكتب الطبية، كما نشر أيضاً (الأرجوزة المفيدة لا المباهلة السعيدة ، مولد مولاتنا فاطمة الزهراء علیهاالسلام الولاء العلوي فی شرح وتخميس عينية الحميري )

مشاركاته : ج2، ص: 152/53 / 213/155/154

4.الشيخ أحمد بن الشيخ صالح آل طعان ؛

ولد فی (مركوبان) بالبحرين سنة 1250ه. درس المقدمات في البحرين ثم توجه للنجف الأشرف وحضر عند علمائها أمثال الشيخ الأنصاري رجع البحرين فأقام بها، ثم قطن في القطيف وصار عالمها والمرجع الديني فيها، نشر من مؤلفاته ( ديوانه ( المراثي الأحمدية ) ، زاد المجتهدين فی شرح بلغة المحدثين، ترجمة الشيخ الأنصاري، وفاة الإمام الرضا علیه السلام، الصحيفة الصادقية والدعوات الجعفرية ) توفي سنة 1315ه

مشاركاته : ج2 ص: 405 / 416 /446 / 453

ص: 433

5.الشيخ أحمد بن الشيخ صالح بن سالم آل طوق ؛

من أفاضل علماء عصره ، من أساتذته الشيخ أحمد بن محسن بن منصور آل عمران ، والشيخ أحمد زين الدين الأحسائي وله منه إجازة رواية ، تو فی سنة 1245ه، له مصنفات كثيرة طبعت منها دار المصطفي صلی الله علیه و آله و سلم لإحياء التراث ( رسائل آل طوق القطيفي ) في أربعة مجلدات .

مشاركاته : ج 1 ص: 133/127

6.الخطيب أحمد بن منصور بن علي آل خمیس :

ولد في ( سيهات ) سنة 1354ه تقريبا ، وتلقى تعليمه الأولي في كتاتيبها ومعلميها ، التحق برکب الخطباء الحسينين منذ حداثة سنه إلى أن صار أحد خطباء المنطقة المشار إليهم ، ألم ببعض الدروس الحوزوية في وطنه ثم في النجف الأشرف ، تولى إمامة الصلاة في أحد مساجد سيهات ، له ديوان شعري فصيح وشعبي .

مشاركاته : ج2، ص: 133 /246

7.الحاج أحمد ابن الملا عبد الله ابن محمد العوي :

ولد يوم الأربعاء 3 شعبان 1341ه، تربي تربية صالحة، لم ينل حظه من التعليم حتى القراءة والكتابة، عمل في الزراعة وصيد الأسمالك و التجارة و ( الحملدارية ) ومارس الأعمال الحرة حتى توفي في 19/11/1420ه، له ديوان ( محرك الأشجان ) طبع الطبعة الأولى سنة 1381ه. والسادسة سنة 1417ه

مشاركاته : ج3: ص: 315 / 317/ 317/ 319 / 320 /322/ 324 / 325 /327/ 329 / 331

8.الحاج أحمد بن سلمان بن حسن بن مرزوق الصائغ الكوفي :

ولد فی بشهر جمادى الأولى سنة 1324ه. ، دخل الكتاب وهو العام السابع من عمره وقضى فيه أربع سنوات ليودعه متجهاً لأمر معاشه ، ثم عماد الدراسة مرة أخرى ، فدرس بعض كتب اللغة العربية ، توفی رحمه الله فی 4 /8 /1429ه ونشر له (ديوان الكوفی) سنة 1423ه

مشاركاته : 2، ص: 341

ص: 434

9.الحاج أحمد بن الشيخ مهدي بن أحمد بن نصر الله أبو السعود :

ولد في حدود سنة 1250ه، كان شخصية مرموقة ، وزعيماً وطنياً للبلاد، وشاعراً فعلاً، مطولاً قصائده ومكثراً ، توجد نسخة مخطوطة من ديوانه في أربعة مجلدات ضخام في مكتبة المرحوم الشيخ عبد الحميد الخطي، وتوفي سنة 1306ه. ، وصلي عليه الشيخ أحمد آل طعان.

مشاركاته : ج2، ص: 465/464/455/448/427/417/412

10.الشاعر أحمد نصر آل حمود :

مشاركاته : ج2، ص: 97

11.الشاعر أديب بن عبد القادر بن الشيخ علي أبو المكارم ؛

ولد في العوامية سنة 1397ه حصل على البكالوريوس في علم المحاسبة من جامعة الملك فيصل عام 1420ه ، يكتب الشعر الفصيح والشعبي وأكثر شهرة في أهل البيت علیهم السلام، يشارك في الاحتفالات الدينية والاجتماعية : نشر: في وجه التحدي (قصة) (الشرف الرفيع في الصلاة على النبي الشفيع (مع والده) وله كتابات أخرى.

مشاركاته : ج2، صن؛ 268

ج3: ص: 388/209/208/206/204/201/158/156

12.الشاعرة أمل بنت عبد الله بن علي الفرج:

ولدت في القديح حاصلة على بكالوريوس آداب ( لغة عربية ) من كلية الآداب للبنات بالدمام بدأت نظم الشعر سنة 1415 اهلها (مراقد الشجون قدر الحناء ، حين يشرق الوجع ) تنشر شعرها في بعض الصحف والمجلات العربية و فی مواقع الأنترنت ولها مشاركات في المحافل المحلية وبعض الملتقيات الشعرية وقد أقامت بعض الأمسيات في منطقة القطيف .

مشاركاتها : ج2، ص: 251 ج 3، ص: 106

ص: 435

13.الشاعر باسم بن إبراهيم بن حسين البحراني ؛

ولد في الشويكة سنة 1398ه، أنهى دراسته الجامعية في جامعة الملك فيصل بالأحساء . كلية التربية . تخصص لغة عربية .

مشاركاته : ج2، ص: 187

14.الشاعر بدرین شبيب الشبيب :

ولد في أم الحمام سسنة 1377ه. حصل على بكالوريوس فی العلوم الإدارية، من جامعة (الملك عبد العزيز) في جدة ، بدأ فرض الشعر وهو صغير السن، حيث کتب أولى قصائده سنة 1390ه ، يشارک في المحافل الدينية والاجتماعية ، وينشر أحياناً في بعض الجرائد المحلية .

مشاركاته ، ج 2، ص : 48 /89 /163

15.الخطاط جعفر بن عبد الله بن حسين آل زاير؛

من أهالي الجش ولد في القطيف سنة 1396ه ، حاصل على بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الملك سعود بالرياض سنة 1424ه ، ولع بممارسة الخط منذ كان في المرحلة الابتدائية، شارک فی بعض مسابقات الخط العربي في استانبول .

مشاركاته : ج2 ص: 419/418

16.الشاعر جعفربن سلمان بن داوود آل شبيب :

ولد في أم الحمام بتاریخ 1400/12/15ه، حصل سنة 1424ه على بكالريوس كلية التربية جامعة الملك فيصل بالأحساء : يعمل الآن مدرساً في إحدى المدارس المتوسطة .

مشاركاته : ج2 ص: 34

ص: 436

17.الشيخ أبو البحر شرف الدين جعفر بن محمد بن حسن الخطي :

ولد في التوبي في حدود سنة 980ه وتوفي في شيراز سنة 1028ه ، شاعر ذائع الصيت ، دخل في معترك الحياة السياسية ، واضطر للهجرة من وطنه إلى البحرين ثم إلى إصفهان وإلى شيراز ، له ديوان طبع أكثر من مرة وبأكثر من تحقيق ، إلى أن طبع مؤخراً سنة 1426ه ، بتحقيق وتعليق السيد عدنان العوامي

مشاركاته : ج2، ص: 452/107

18.الشاعر جمال رسول ؛

ولد عام 1386ه. فی ( البحاري ) ، حاز على البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من جامعة البترول، له مجموعة كتابات مخطوطة منها (التطور علاقته بالتغيير الاجتماعي والثقافی، الجمال رؤية إنسانية وابتكار طبيعي ) وله مجموعة قصائد شعرية.

مشاركاته : ج2 ص: 314/156

19.الفنان جمال الروح :

مشاركاته : ج3، ص: 427/426/425

20.الشاعر حبيب بن أحمد بن علي آل يوسف:

ولد في أم الحمام فی 1389/6/3ه ، خريج الثانوية التجارية ، يكتب الشعر الشعبي ، وقليلاً ما يكتب الشعر الفصيح ، يشارك فين الاحتفالات الدينية والاجتماعية في المنطقة .

مشاركاته : ج3، ص: 377/376/197

ص: 437

21.الشاعر حبيب بن علي المعاتيق ؛

ولد في تاروت سنة 1392ه، حاصل على بكالوريوس محاسبة من جامعة الملك سعود بالرياض.

مشاركاته : ج2 ص 359

22.الشاعر حبیب بن مكي بن علي الخويلدي :

ولد في صفوي سنة 1378ه ، أنهى دراسته الثانوية واتجه للعمل في شركة أرامكو عام 1978م ، كتب الشعر منذ فترة مبكرة في حياته، حفظ الكثير من الصحيفة السجادية وخطب نهج البلاغة ، فكان لهذا الحفظ دور في صقل موهبته ، وله مشاركات في المحافل الدينية والاجتماعية ، طبع سنة 1425ه دیوانه ( نفحات الولاء).

مشاركاته : ج2، ص: 182/180/179/26

23.السيد حسن ابن السيد علوي أبو الرحي:

ولد 1366/2/7ه فی القديح ، نظم الشعر مبكراً حائز على البكالريوس في علوم الإدارة الصناعية من جامعة البترول ، جمع نتاجه الشعري عدة دواوين منها (حنين وأشواق ، مرافن الدموع في رحاب أهل البيت علیهم السلام (شعر وتعليق ))، وله كتابات أدبية ونقدية مثل (مكانة القطيف الأدبية عبر التاريخ ، شوقي أمام واقع الشعر) كما كتب القصة القصيرة ، نشر بعض نتاجه في الصحف والمجلات السعودية .

مشاركاته : ج2 : ص: 350/146

24.الشاعر حسن بن أحمد اليوسف ؛

ولد فی سيهاته سنة 1369ه ، أنهى البكالريوس في أمريكا وهو موظف في شركة أرامكو ، يكتب الشعر والقصة .

مشاركاته : ج2 ص 310

ص: 438

25.الملا حسين بن أحمد بن مهدي الجامد ؛

أحد كبار الخطباء القطيف في الزمن الماضي ، ولد سنة 1295ه ، ومارس الخطابة منذ نعومة أظفاره وكان موفقاً في قراءته مشجيا في مصيبته ، يعد أستاذاً لكثير من خطباء المنطقة تو فی فی 1375/2/27 ه .

مشاركاته : ج2 ص: 460

26.الملا حسن بن حسين بن علي المقيلي؛

ولد بالقديح سنة 1331ه ، حفظ القرآن الكريم واشتغل بالخطابة الحسينية منذ شبابه ، ودرس مقدمات اللغة العربية ، وامتهن التعليم فی الكتاب ، وتعلم على يديه الكثير من الخطباء ، ترك مجموعة من الشعر الفصيح والشعبي فی أهل البيت علیهم السلام، نشرها ابنه علي في (عيقات من ذكرى والدي )، توفي 1413/4/23 ه

مشاركاته : ج2، ص: 245 /340

27.الشاعر حسن ابن الشيخ عبد الكريم بن حسين الفرج:

ولد في كربلاء عام 1373ه. وبدأ فيها دراسته الابتدائية ثم انتقل إلى موطن آبائه بالعوامية ، خصل عام 1979م على بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة البترول ، شارک فی مناسبات وأمسيات شعرية فی القطيف والدمام والبحرين ، أغلب شعره ديني وله بعض القصائد فی الرثاء والغزل والإخوانيات ، وأكثره شعبي يتميز باللهجة العراقية التي تشوبها مفردات محلية وله قليل من الشعر العمودي .

مشاركاته : ج3، ص: 167/ 359 / 363

28.الملا حسن بن عبد الله بن إبراهيم آل جامع:

ولد في القلعة بالقطيف سنة 1333ه تعلم القرآن والكتابة عقد فضيلة الشيخ محمد صالح البريكي ، ثم اشتغل بالتجارة ، وبعدها أمتهن الكتابة ومارس الخطابة في سنة 1417ه طبع أبناؤه دیوانه (مهراق المدامع و محرك الفجائع في المراثي اللواذع) ، توفي في 3 رجب 1403ه .

مشاركاته : ج2 : ص: 276/124 ج3: ص: 249/42 252

ص: 439

29.الشيخ حسن بن عبد الله بن حسن آل ربيع ؛

ولد بالقديح ودرس عقد خطبائها القرآن والكتابة والخطابة ، ودرس بعض الدروس الحوزوية عند الشيخ عبد الله المعتوق والشيخ علي البلادي ، له ( ديوان الزهور الربيعية ، كشكول ، كتيب في الأدعية) ، تو فی فی القديح سنة 1362/5/28 ه ، طبع ديوانه سنة 1383 ه بتقديم الشيخ علي المرهون ، ثم طبع ثانية سنة 1426ه ، بترتيب وتهذيب الملا محمد علي آل ناصر

مشاركاته : ج2، ص: 633

30.الشاعر حسن بن علي بن حسين ال خواهر؛

ولد في الجش سنة 1370ه ، اتجه إلى العمل في سن مبكرة ، بدأ كتابة الشعر بعد الأربعين من عمره ، له حضور ومشاركات في مناسبات بلده الدينية والاجتماعية ، نشر سنة 1426ه دیوانه الأول ( رماد البعد ) ولديه مجموعة شعرية أخرى ، لعلها ترى النور قريباً .

مشاركاته : ج2، ص: 84

31.الشاعر حسن ابن الشيخ فرج بن حسن العمران ؛

ولد في القلعة بتاريخ 1351/6/21 ه تعلم القرآن الكريم عند والدته وأدخل كتاب الشيخ محمد صالح البريكي وملا علي الرمضان ، ودرس النحو عند والده ثم عند الأستاذ محمد سعيد بن الشيخ علي الخنيزي ، كتب الشعر وهولدن العود ، كما كتب عدداً من القصص النثرية. توفي سنة 1392ه.

مشاركاته : ج2، ص: 219

32.الملا حسن بن قاسم بن أحمد آل مدن الجارودي :

ولد في الجارودية سنة 1345ه ، بدأ تعلم القراءة والكتابة عند أخيه الملا سليم ، وأخذ القراءة عن أخيه الملا مكي ، وحيث أن أخاه كفيف البصر فإنه كان يقرأ له الكتب ، فيحفظ، مع القصائد ويأخذ عنه طريقة القراءة ويقدم له في مجالسه ، له شعر شعبي جمعه فی ( جمرات القلوب ، جمرة الفؤاد ) ، توفي صباح يوم الأربعاء 17 رجب 1428ه

مشاركاته : ج 3: ص: 343/342/341

ص: 440

33.السيد حسن بن السيد كاظم بن السيد محمد علي الخليفة :

ولد سنة 1387ه ، أحسائي الأصل ، مقيم في (سيهات ) له ( الوطن والمنفى في الشعر العراقي ) رسالة ماجستير ، ونشر بالاشتراك مع أخيه (السيد حسين) ديواني شعر : ( لساناً وشفتين ، تحته كنز لهما ).

مشاركاته : ج2، ص: 218/103/50

34.الملا حسن ابن الملا محمد بن حسن آل باقر؛

ولد في ( حلة محيش ) فی 1363/8/1 ه ، حفظ القرآن الكريم وهو ابن ثمان سنين ، مارس الخطابة الحسينية منذ حداثة سنه مع والده ، وألم ببعض الدروس الحوزوية ، له شعر فصيح وشعبي :

مشاركاته : ج2، ص: 138

35.الشيخ حسن بن محمد بن مرهون التاروتي:

كان يعمل في الزراعة وصيد الأسماك مع ما يحمله من فضيلة وشاعرية ، حكي أنه رأى في المنام - وهو في النجف الأشرف- أمير المؤمنين علیه السلام وطلب منه إنشاد قصيدته (أللراعبية .. ) فلما وصل إلى قوله ؛

إذا قعد الشمر في صدره***فما لقعود لك من موضع

قال له الإمام (عزيز علي يا شيخ .. ) ، توفی سنة 1350ه

مشاركاته : ج2، ص: 442

36.الشاعر حسين بن الملاحسن بن عبد الله آل جامع ؛

ولد فی 1384/3/12 ه ، حاصل على بكالوريوس علوم الأغذية من كلية الزراعة بجامعة الملك فيصل بالأحساء عام 1408ه ، له مشاركات واسعة في المحافل الأدبية والدينية في المنطقة طبع له منتدى الغدير ( دنيا القداسة ) وله ديوان مخطوط ( بسملة في سورة العشق )

مشاركاته :ج2، ص: 470/376/374/312/170/169/95/28/20 ج3، ص: 58

ص: 441

37.الشاعر حسين بن الملا علي بن أحمد آل محسن :

مشاركاته :ج2، ص: 189

38.الشيخ حسين بن الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي القديحي :

ولد في النجف الأشرف فی 18 شعبان 1302ه وتعلم فيها القرآن والكتابة بدأ دراسته في القطيف عند الشيخ علي الجشي والشيخ محمد النمر وأتمها في النجف وممن حضر عندهم السيد ابو تراب الخونساري ، وأجازه السيد محمد مهدي الخونساري الكاظمي بالاجتهاد ، له أکثر من (50) مؤلفاً بين مطبوع و مخطوط ، توفي سنة 1387ه.

مشاركاته : ج2 ص: 206/121/120/7578 / 271

ج3، ص: 215/214/27

39.الحاج حسين بن تقي بن مهدي الزاير؛

ولد في القلعة سنة 1348ه. تعلم القرآن عند الملا عيسى العبد العال والكتابة عند ملا عبد الله المدن ثم الكتابة والحساب عند ملا علي الرمضان ، بدأ درس العربية عند المرحوم أحمد بن الشيخ منصور البيات ثم عند الشيخ محمد حسين آل عبد الجبار ثم السيد هاشم العوامي ، نشر له (ديوان الزائريات، الشجرة البهية و الدوحة الزائرية ، النخلة .. عمة الإنسان وعطاؤه الدائم ) وله كتابات لم تنشر بعد

مشاركاته : ج2، ص: 40/39/13

40.الملا حسین بن شبيب بن محمد آل شبيب؛

ولد في حدود سنة 1297ه. بأم الحمام ، تلقى تعليمه الأولى فی کتاب الحاج يوسف المعلم وغيره من معلمي بلده، درس شيئاً من العربية عند الشيخ حسن علي البدر بعد من أبرز الخطباء في وقته ومن الشعراء المكثرين، وشعره الحسيني لا سيما الشعبي ذائع ومشتهر عند خطباء المنطقة ، وقد طبع في جزأين فصيح وشعبي، وتوفی فی 1399/2/29 ه

مشاركاته : ج2 ص: 436/430/422/420/112/111

ج3، ص: 235/223/232/231/230/229/228/227

ص: 442

41.السيد حسن بن السيد كاظم بن السيد محمد علي الخليفة :

ولد سنة 1387ه ، أحسائي الأصل ، مقيم في ( سيهات ) له ( مصطفی جمال الدین...شاعراً ) رسالة ماجستير ، ونشر بالاشتراك مع أخيه السيد حسين) ديواني شعر : ( لساناً وشفتين، تحته كنز لهما ).

مشاركاته : ج2 ص: 328/267/201/188

ج3: ص: 114/111/110/109/108

42.الخطيب حسين بن محمد بن إبراهيم اليوسف :

ولد في صفوي سنة 1341ه. تلقى تعليمه الأولي عند السيد هاشم المير والسيد حسين آل علوي والملا حسن الى فرج ، مارس الخطابة الحسينية في نواحي القطيف والأحساء ، ترك کتابات نثرية وشعرية لم تطبع بعدة توفی فی1426/9/10 ه

مشاركاته : ج2 ص: 302

43.الشاعر رائد أنيس الجشي :

ولد فی 1396/10/12ه ، حاصل على بكالوريوس كيمياء من كلية التربية بجامعة الملك فيصل : شاعر وناثر باللغتين العربية والإنجليزية ، عضو مجمع الشعراء العالميين في أمريكا، نشر له بعض الجرائد والمجلات المحلية والعربية و العديد من كتب الشعر الإنجليزي ، يشارك في إحياء العديد من الاحتفالات والمناسبات داخل الممکلة وخارجها طبع ديوان ( تويجات منتحرة ، بقايا قدح .

مشاركاته : ج2، ص: 230/202 ج3، ص: 119/117

44.الخطيب راضي بن علي بن راضي الطلالوة ؛

ولد بأم الحمام سنة 1350ه ، التحق بكتاب السيد حبيب المعلم وقرا النحو وبعض الفقه عند الشيخ علي المرهون والشيخ فرج الغمران ، مارس الخطابة الحسينية منذ نعومة أظفاره إلى أن توفی فی 1409/12/21 ه ، له دیوان (الروضة الرضية بتن مدح ورثاء العترة النبوية ).

مشاركاته : ج3، ص: 294/293/292

ص: 443

45.الخطيب راضي بن علي بن قاسم المرهون ؛

ولد بأم الحمام سنة 1351ه. بدأ تعليمه عند الملا حسن آل مبيريك ثم الملا حميد المرهون ثم الملا عبد العظيم المرهون حضر عند الشيخ علي المرهون والشيخ فرج العمران ، مارس الخطابة الحسينية منذ نعومة أظفاره إلى أن أقعده المرض ، له حضور اجتماعي بارز طبع له مجموع (الصرخة المرحومة في رثاء النبي والعترة المظلومة ) باهتمام الشيخ محمد المناميين و (الكتب الثواب ) ديوانه الشعبي ، توفی فی 1427/11/25ه

مشاركاته : ج2 ص 303 ج3، ص 345/344

46.الشيخ رشي بن إبراهيم بن عبد المحسن المحروس :

ولد سنة 1281ه تلقى تعليمه عند أعلام القطيف ثم هاجر إلى النجف الأشرف ، تلمذ على يديه الشيخ علي المحسن والشيخ أحمد بن عطية والشيخ حسن علي المحروس والملا فيصل آل سنبل ، وله شعركثير وآثار علمية وأغلبها ضائع ، وكانت له يد طولی فی علم الفلك ، توفي سنة 1352ه

مشاركاته: 2: ص: 458/441/207/60

47.الشاعر زيد بن علي العبندي :

ولد فی سنابس سنة 1397ه ، وبدأ كتابة الشعر عام 1412ه ، وهو من المكثرين في شعر الأبوذيات ،

مشاركاته : ج2، ص: 402/386/384

48.الخطيب سعود بن عبد العزيز بن أحمد الشملاوي ؛

ولد في أم الحمام سنة 1332ه. تعلم القرآن عند الملا أحمد بن حمود المرهون، بدأ حياة عملية ثم ترك العمل متجها المنبر الحسيني ، من المكثرين من الشعر الولائي طبع شعره الفصيح فی ( نبضات الولاء) والشعبي فی (نفحات الهدی فی مراثي الشهدا)، توفي يوم السبت 1425/5/20 ه بعد صراع طويل مع المرض .

مشاركاته : ج2، ص: 343/294/130/83/10

ج2، ص: 307/305/304/302/301/299/297/295/43/34

ص: 444

49.الخطيب سعيد بن عبد الكريم بن كاظم عبيدان :

ولد في القديح ستة 1393ه حاصل على بكالرويس لغة عربية من جامعة الملك سعود ، له مشاركات اجتماعية ثقافية في النادي والجمعية الخيرية، يمارس الخطابة الحسينية ، ونشر بعض المقالات القصيرة في جريدة اليوم ، ويكتب الشعر ويشارك به في المحافل الدينية والأدبية .

مشاركاته : ج2 ص: 175

50.الشاعر سعيد بن محمد بن حسن العصفور:

ولد بالتويي عام 1376ه، حصل على بكالوريوس علوم إدارية من جامعة الملك سعود بالرياض سنة 1401ه ، بدأ كتابة الشعر عام 1976م ، نشر بعض قصائده من بعض المجلات والصحف المحلية والخليجية، نشر دیوانه (هدير الصمت ) له شعر كثير غير منشور ، توفی سنة 1417ه

مشاركاته : ج2 ص: 44

51.الشاعر سعيد بن معتوق الشبيب :

ولد بأم الحمام فی 1275/3/12 ه. ، بدأ كتابة الشعر سنة 1405ه ، يشارك في الاحتفالات الدينية والاجتماعية في المنطقة ، وينشر شعره على صفحات الأنترنت ، نشر من شعره الولائي ( زهرة الفردوس ) ومن شعره الآخر أمل عند مصب النهر)

مشاركاته : ج2، ص: 372/211/17 ج3، ص: 393/93

52.الشيخ سليمان بن أحمد بن حسين آل عبد الجبار رحمه الله:

أحد العلماء الأبرار الأخيار تتلمذ على جمع من فضلاء القطيف في طليعتهم الشيخ مبارك آل حميدان و الشيخ محمد آل عبد الجبار، كان فی القطيف يدرس ويدرس حتي عرفه بالفضل والعلم، ثم انتقل إلى مسقط وصار مرجعاً عاماً، وله يد طولى في الفقه وأصول الكلام والحكمة والتاريخ والأدب وغيرها، له (الأنوار المشرقية في شرح اللمعة الدمشقية ارشاد البشر شرح الباب الحادي عشر ) توفی فی مسقط سنة 1266ه مشاركاته : ج1، ص: 119

ص: 445

53.السيد شبر ابن السيد إبراهيم ابن السيد شبر الحواج الموسوي ؛

ولد في تاروت سنة 1327ه ، تعلم القرآن عند الحاج محمد صالح الصفار والكتابة عند الملا علي بن خميس، اشتغل بتجارة الأعشاب الطبية ، وله شعر كثير إلا أن أغلب ضاع من يده ، ولم يبق منه إلا قليل جمعه الشيخ حسن العوامي وأسماه ( الدموع الشبرية ) توفی 1416/11/9 ه .

مشاركاته : ج3، ص: 249

54.الشاعر شفيق بن معتوق بن عبد الله العبادي :

ولد في تاروت فی 1385/4/1 ه ، أكمل الثانوية العامة وألم بالمقدمات الحوزوية ، ثم اتجه لميدان العمل ، كتب الشعر والمقالة والقصة ونشر بعض نتاجه الأدبي في الصحف المحلية وبعض الصحف العربية ، له مشاركات فاعلة في احتفالات المنطقة الدينية والاجتماعية ، طبع له منتدى الغدير الأدبي مجموعة شعرية تحت عنوان ( أجنحة الولاء )

مشاركاته : ج2 : ص : 383/93/91

55.الخطيبه صادق ابن الشيخ منصور ابن علي المرهون :

ولد فی الديابية لا 1345/8/3ه ، ألم ببعض الدروس الحوزوية ، وأم الجماعة فترة من حياته ، خدم المنبر الحسيني منذ نعومة أظفاره حتی منهه المرض عن هذه الخدمية الشريفة في أواخر حياته ، توفی فی 14 رمضان 1424ه

مشاركاته : ج2 ص 282

56.الشيخ ضیاء بن بدر بن علي آل سنبل :

ولد بالجش سنة 1384ه ، التحق سنة 1401 بحوزة قم المقدسة ، وواصل مسيرته العلمية بين القطيف والنجف الأشرف وقم المقدسة . بدأ سنة 1414ه حضور البحث الخارج لدى أعلام قم المقدسة كالسيد أبو القاسم الکوکبي والشيخ التبريزي ، له اهتمام واضح ومثمر بجمع التراث وتحقيقه ونشره ، فجمع من ذلك وأخرج الكثير ، ومما نشره تحقيقه ( زاد المجتهدين ) للشيخ أحمد آل طعان.

مشاركاته : ج1، ص: 339

ص: 446

57.السيد ضياء ابن السيد عدنان الخباز:

ولد بالمدارس فی 1396/5/16 ه. التحق بالحوزة بعد إنهاء السنة الثانية المتوسطة، ولا زال مواصلاً سيرة الدراسي في قم المقدسة بجد ومثابرة ، وهو اليوم أحد الفضلاء والخطباء والشعراء المشار إليهم ، نشر (صفحات مشرقة من حياة الإمام السبزواري ، الولاية التكوينية ، روايات لعب الإمامين الحسنين في الميزان ، وتحقيق ( فقه المسائل المستحدثة ) للسنيد صادق الروحاني )

مشاركاته : ج1، ص: 383 ج2، ص: 440/388

58.الشاعرة عاشقة الأنوار :

نشرت مجموعة شعرية باسم ( نور على نور )

مشاركاتها : ج3ص: 155/154/65

59.الفنانة عاشقة الكرار:

مصممة ( فلاش ) و ( فوتوشوب )، وتتعاطى كتابة القصة الأدبية و تنشر بعض أعمالها على صفحات الأنترنيت بأسماء مستعارة

مشاركاتها : ج3 ص: 423/422

60.الشاعر عادل دهنيم؛

مشاركاته : 2، ص: 288

ص: 447

61.الشيخ عباس بن منصور العنكي :

ولد في القديح سنة 1383ه ، ترك الدراسية النظامية في 6 شوال 1398ه وهو في المرحلة المتوسطة متجهاً إلى النجف الأشرف ، ليبدأ مسيرة الدراسة الحوزوية ، وفی 1410/6/25 ه آب من قم المقدسة لييقی فی بلاده متصدياً للتدريس وإمامة الجماعة والقيام بشؤون وكالة المرجعية .

مشاركاته : ج1: ص: 301

62.الشيخ عبد الأمير بن عبد الكريم الصايغ :

ولد في المدارس سنة 1384ه، التحق بركب القراءة الحسينية منذ الصغر ، مضيفاً لها الدراسة الحوزوية فأنهى المقدمات والسطوح على أیدى أساتذة وطنه ، له مجموعة من القصائد الفصيحة والشعبية في مدح ورثاء أهل البيت عليهم السلام

مشاركاته : ج2 : ص: 327 ج3، ص: 57/ 368

63.الملا عبد الحسين بن علی بن سلمان الدرازي :

يعود نسبه إلى ( الشهابية ) التي كانت تقطن الشام ، ثم تفرقوا لظروف سياسية ، فاستقر بعضهم في البحرين ، ولد سنة 1300ه وتوفی يوم الجمعة 1390/7/17 ه ، نشر (ذخيرة الشيعة ) شعر حسيني شعبي ، وله ( زاد المسافرين وأنيس الحاضرين ) كشكول مخطوط من جزأين .

مشاركاته : ج3، ص: 277/275/273/271

64.الشيخ عبد الحميد الخطي بن الشيخ علي بن حسن الخنيزي؛

ولد في القلعة : 1331/9/5 ه، تلقى تعليمه الأولي في القطيف ثم هاجر إلى النجف الأشرف وعاد منها بفضيلة علمية مرموقة ، له دور بارز فی النواحي العلمية والأدبية والاجتماعية في القطيف وتولى القضاء 27 سنة ، نشر نتاجه الشعري في ( اللحن الحزين ، من كل حقل زهرة، وحي الثلاثين ) ومن نتاجه النثري ( خاطرات الخطي ) وله (معركة النور مع الظلام ) توفي في 1422/1/14 ه

مشاركاته : ج1: ص: 203

ص: 448

65.الشيخ عبد الحميد ابن الشيخ منصور بن علي المرهون :

ولد بأم الحمام فی 1348/12/28 ه تلقى تعليمه الأولي عند أخويه الملا سعيد والحاج محمد وعند الملا حميد المرهون ودرس بعض الكتب الحوزوية عند الشيخ عبد الحي المرهون والشيخ علي المرهون والشيخ فرج العمران ، مارس الخطابة منذ نعومة أظفاره طبع له ( رائق الضمير 3 أجزاء ، من سيرة الحسين ، الجذوة من شعر أم الحمام ) ، وله مؤلفات اخرى غير مطبوعة و ديوان شعر.

مشاركاته : ج3، ص: 336

66.الشاعر عبد الخالق بن عبد الجليل الجنبي:

ولد في القديح فی 1386/4/9 ه. حاصل على دبلوم حاسب آلي، له العديد من الأنشطة الأدبية والتاريخية، له ديوان شعر مهيأ للطبع ، وقد انشر(هجر وقصباتها الثلاث ) ونشر مع آخرين تحقيقهم ديوان ابن المقرب فی 3 مجلدات ، وله العديد من الكتابات المنشورة والمعدة للطبع

مشاركاته : ج2، ص: 22

67.الشاعر عبد الرؤوف بن عبد الله بن حسن المرهون :

من أهالي الجارودية ، ولد سنة 1389ه ، حاصل على بكالوريوس هندسة كهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، له قصائد متفرقة ، وهو مجيد في الشعر مع أنه قليل الاهتمام به قراءة وكتابة ، وله مسرحيات شعرية للأطفال فاز بعضها في مسابقات لوزارة التربية والتعليم

مشاركاته : ج2، ص: 193

68.الخطيب عبد العظيم ابن الشيخ منصور بن علي المرهون ؛

ولد بأم الحمام في 1347/5/14 ه بدأ تعليمه عند أخويه الملا سعيد والحاج محمد ودرس بعض المقدمات عند الشيخ عبد الحي المرهون والشيخ عبد الحميد الخطي والشيخ علي المرهون ، مارس الخطابة منذ صغره ولم يتركها حتى مع معانته الطويلة مع المرض، طبع مؤخراً دیوان شعره باسم (حروف وقوا فی) وله (تاريخ أم الحمام ) ، توفي ليلة 1424/1/13 ه

مشاركاته : ج2، ص: 296/63 ج 3، ص 335/333

ص: 449

69.الشيخ عبد الكريم بن مبارك بن حسن آل زرع ؛

ولد بتاروت في 8/20/ 1381 ه ، حاصل على دبلوم محاسبة من معهد الإدارة ، التحق بالدراسة الحوزوية منذ عام 1400ه ثم لم يتفرغ لها كاملاً إلا أنه لا زال مواصلا لها درساً وتدریساً ، من المكثرين من الشعر الفصيح والشعبي بشتى فنونه، له حضور بارز في المناسبات والاحتفالات الدينية والاجتماعية في المنطقة ، له مخطوطات شعرية ونثرية .

مشاركاته : ج2، ص: 307/235/161/158

ج3، ص: 409/175/134/133/132/129/126/125/60

70.الحاج عبد الكريم بن محمد بن حسين آل حمود :

ولد في سيهات سنة 1343ه ، مارس الخطابة الحسينية فترة طويلة من عمره ، نشر من شعره دیوانه (دمعة حزين في رثاء آل ياسين )

مشاركاته : ج2، ص: 136/134

71.الملا عبد الله بن أحمد بن مكي آل حسين:

ولد في التوبی سنة 1382 ه ، تخرج من الثانوية العامة والتحق بشركة أرامكو، یتعاطي القراءة الحسينية ويكتب الشعر بقلة مدح ورثاء أهل البيت علیهم السلام ورثاء بعض الشخصيات الاجتماعية ، له (عبدالله الرضيع) ، ( ثمرات المنير ) مجموعة موضوعات قرأها على المنبر (رحيل الشباب ) سيرة تاريخية لبعض من توفی من التوبي وهو في عنفوان شبابه ممن له أياد بيضاء على المجتمع .

مشاركاته ؛ ج 2، ص: 100

72.السيد عبد الله ابن السيد باقر ابن السيد علي الشاخوري:

ولد بالتوبي فی 8/1/ 1385ه، حصل على الثانوية العامة ، ثم اتجه للعمل في مجال الإطفاء في مطار الظهران ، بدأ مشواره الشعري بداية الثمانينات الميلادية ، وأغلب شعره شعبي ، في مدح ورثاء النبي وأهل البيت علیهم السلام .

مشاركاته : ج3، ص: 382/381

ص: 450

73.الشاعر عبد الله بن سعيد بن كاظم البيك :

ولد في القطيف عام 1386ه حاصل على بكالوريوس علم الحاسب الآلي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1993م يعمل مدرسا في المدارس الثانوية منذ عام 1414ه من المتابعين لتقنيات المعلومات والبرمجة وأحدث تقنيات الإلكترونيات لديه اهتمامات بالأدب والخط العربي والخطابة والفن التشكيلي والتصوير، بدأ يقرض الشعر قبل عام 1406ه. وحاليا من الشعراء المقلين، من المؤسسين لمنتدى الغدير الأدبي بالقطيف

مشاركاته : ج2، ص: 184

74.الخطيب عبد الله بن عباس بن علي آل سويد ؛

ولد في البحاري سنة 1367ه، بدأ تعلم القرآن الكريم عند الملا علي آل ربيع ، استقل بالقراءة الحسينية وهو ابن 15 سنة ، له الكثير من الشعر الفصيح والشعبي ، جمع الشعبي منه فی ( أحزان المؤمنين في رئاء النبي محمد صلی الله علیه و آله و سلم وآله الطاهرین (3 أجزاء ) وله كشكول ( أزهار البساتين وعطور الرياحين ) ومجموعة من المواليد.

مشاركاته : ج3، ص: 354/353/351/349/348

75.الملا عبد الله بن عبد الله بن متروك الخباز :

ولد سنة 1310ه، أحد خطباء المنطقة واتخذ مهنة التعليم في (الكتاب) فكان يعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة ، وتعلم على يديه الكثير من الخطباء طرائق القراءة الحسينية ، وهو شاعر مكثر الفصيح والشعبي ، وشعره متعدد الأغراض ولكن أغلبه ضائع ، فلم يبق منه إلا قليل فی مجاميع بعض الخطباء وصدور بعض الحفظة ، توفي صباح يوم السبت 1362/5/24 ه

مشاركاته : ج3، ص: 67/66

76.الشيخ عبد الله بن الشيخ علي بن حسن الخنيزي :

اولده القلعة سنة 1350ه. ، تلقى تعليمه الأولي من القطيف ، وغادرها سنة 1390ه. إلى النجف الأشرف ليعود منها سنة 1401ه. متفرغاً لإمامة الجماعة والتأليف والتحقيق وتولي مسؤولية العالم الديني ، تولى سنة 1422حتى سنة 1426ه نشر الكثير من مؤلفاته ومؤلفات والده بتحقيقه ، من مؤلفاته ( أبو طالب مؤمن قريش ، مداميك عقدية، نسيم وزوبعة ، ضوء في الظل ، من قطاف المسجد).

مشاركاته ؛ ج 1: ص: 219

ص: 451

77.الملا عبد الله بن علي بن علي المادح:

خطيب من حلة محيش ولد في حدود 1285ه ، وله كتاب (سلوة الأخلاء) في أحوال أهل البيت علیهم السلام وغيره من الكتب التي تلفت ، وله شعر كثير فصيح وشعبي ، وتوجد نسخة من ديوان شعره ، مكتوبة في حياته بخط الملا علي الرمضان عند الملا حسن آل باقر ، توفی سنة 1345ه

مشاركاته : ج2 ص: 431/337

78.الشاعر عبد الله بن علي الأقزم:

ولد في القطيف فی 1970/2/12م ، نشر شعره كثير من المجلات العربية وبية منتديات الأنترنت ، وأشرف على كثير منتديات الأنترنت ، وشارك في بعض القنوات الإذاعية والفضائية و أمسيات شعرية داخل الوطن وخارجه، نشر ديوانيه ( من أمطار العشق ، خذني إلى معنى الهوى) ولديه شعر كثير غيرهما وبعضه معد للطباعة ، حصل على عدة جوائز وفاز في عدة مسابقات شعرية

مشاركاته : ج2، ص: 389/325/349/240/239

79.الشيخ عبد الله بن فرج بن الشيخ عبد الله العمران :

من أعلام القرن الثاني عشر الهجري ووفاته بين عامي 1154-1160 ه قال عنه الشيخ فرج: (كان من المجتهدين المقلدين وولي الحسبة في القطيف ومن أمعن النظر في مصنفاته عرف جلالة قدرة وغزارة علمه وسعة اطلاعه وتبحره في العلوم )، وقد نشرت مصنفاته: (تحفة الأبرار فی معرفة الأقضية والأقدار، الهداية في إثبات الإمامة والولاية بكل حدیث صحيح وآية ، إدخال السرور على المؤمنين ) في مجلد واحد.

مشاركاته : ج1، ص: 47

80.الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله آل سنبل :

ولد فی الجش سنة 1387ه ، توجه سنة 1400ه إلى قم المقدسة لطلب العلم الديني ، واصل دراسته الحوزوية بين قم المقدسة والقطيف والنجف الأشرف ، إلى أن استقر في بلاده ، مدرساً وموجهاً وخطيباً وإمام از جماعة ، يزاول الشعر بقلة ، له کتابات متفرقة لم يجمع شتاتها فی كتاب .

مشاركاته : ج 1: ص: 379 : ص: 363

ص: 452

81.الشيخ عبد الله بن معتوق بن درويش المعتوق :

ولد في تاروت سنة 1274ه. تلقى تعليمه الأولي في بلاده عند الشيخ أحمد آل طعان والشيخ علي البلادي ، ثم اتجه إلى النجف الأشرف ليعود إلى بلاده مجتهداً مطلقاً فيكون مرجعاً للتقليد : خلف آثاراً علمية مثل ( منية المشتاق لتحقيق الاشتقاق ، سفينة المساكين لنجاة الشاكين ، حاشية على العروة الوثقى ، رسالة في أحكام الرضاع ) وطبع له (ديوان ابن معتوق) في مرائي أهل البيت علیهم السلام توفی 1362/6/1 ه.

مشاركاته : ج2، ص: 33

82.الشيخ عبد المجيد ابن الشيخ علي الشيخ ابن جعفر أبو المكارم :

ولد في العوامية سنة 1344ه ، له ( المنح الإلهية في المجالس العاشورية ، هداية المسترشدين في معرفة أصول الدين ) ومن الشعر (النفثات الصدرية فی رثاء العترة النبوية، المراثي الإسلامية في رثاء العترة النبوية) وغيرها ، مارس الخطابة منذ نعومة أظفاره وحتى أواخر عمره ، توفي ودفن في سيهات ، فی 26 شهر رمضان سنة 1423ه.

مشاركاته ؛ ج3، ص: 290/288/285/283/271/45/31

83.الخطيب عبد المحسن بن محمد بن علي آل نصر:

ولد فی سيهات سنة 1334ه ، تلقى مبادئه عند الشيخ حسين القديحي وأخذ الخطابة على الخطيب ملا علي بن سالم وملا يحيي الخليفة ، طبع في حياته جزأين من ديوانه ( لوعة الحزين فی رثاء آل ياسين ) ومن شعره غير المنشور جزان من لوعة الحزين ، من وحي الحياة (شعبي) وذكريات ومناسبات ( فصيح ) و ( كشكول ) توفی 1411/6/22ه

مشاركاته : ج2، ص: 298/126

ج3 ص: 270/268/266/265/262/260

84.الملا عبد المحسن العقيلي :

له ديوان شعر حسيني ( الزفرات المحسنية ) مطبوع في النجف الأشرف سنة 1371ه .

مشاركاته : ج3، ص: 241/239/237

ص: 453

85.الخطيب عبد النبي بن عبد الرسول بن محمد على آل خاتم:

ولد في تاروت سنة 1376ه. تعلم القرآن الكريم ثم اتجه للخطابة الحسينية مع الملا عبدالله المبشر ثم الملا عبد الرسول البصارى وتركها 10 سنوات ثم عاد إليها، ألم ببعض الدروس الحوزوية ولازم الإرشاد الديني في حملات الحج ، عمل في أرامكو حتى تقاعد شهر رمضان 1427ه ، نشر ديوانه الحسيني الشعبي ( النصرة الخاتمية )

مشاركاته : ج3 ص: 375/374/372/371/369

86.الشاعر عبد الهادي بن حبيب بن حسن البقيعي :

ولد في البحاري سنة 1373ه ، وتلقى تعليمه في المدارس الحكومية ثم اتجه للفلاحة مع أبيه ولا زال ممارساً لها، منح موهبة قرض الشعر فكتب الشعر الولائي مدحاً ورثاء للنبي صلی الله عليه واله و سلم وأهل بيت علیهم السلام، إضافة إلى بعض الموضوعات الأخرى التي لم تستهوه كثيراً ، وأكثر من فن التخميس ، جمع شعره في ديوان أسماء ( الوحي الهادي ).

مشاركاته :ج2، ص: 324/323/59/46

87.الشاعر عبد الوهاب حسن المهدي :

ولد بالقطيف سنة 1358ه. تخرج من المدرسة الابتدائية سنة 1375ه فاتجه للوظيفة الحكومية ، جمع شعره في دواوين ( ربيع الشباب ، قبس الإشراق ، أغنيات من القطيف ، من وحي الذكري ، شواطئ الأحلام) إلا أن النار التي اشتعلت في بيته فأودت بحياته وحياة جميع أسرته سنة 1406ه ، التهمت أيضاً نتاجه الأدبي ، وقد جمع السيد عدنان العوامي ما بقي من شعره وطبعه في ديوان ( بقايا الرماد ).

مشاركاته : ج2، ص: 247

88.الأستاذ عدنان بن عبد القادر بن الشيخ علي أبو المكارم:

ولد بن العوامية سنة 1387ه. حصل سنة 1412ه. على بكالوريوس لغة عربية من جامعة الملك سعود بالرياض ، نشر بعض شعره في المجلات والجرائد ، نشر (قاموس الطالب في المرحلة المتوسطة ، أعمال شهر رجب ) ومن مؤلفاته غير المنشورة (سياحة في لهجة القطيف، من شعراء العوامية ، ديوان الأمثال الشعبية ، بزوغ الإسلام في واحة السلام (رواية)) .

مشاركاته : ج2، ص: 228 ج3، ص 80/ 182/180

ص: 454

89.السيد عدنان ابن السيد أمين ابن السيد محمد السادة :

ولد بأم الحمام في حدود سنة 1357ه. تلقى تعليمه في كتابه السيد عبدالعظيم السادة ثم السيد حبيب المعلم ثم الملا راضي المرهون کما تلمذ عليه في القراءة الحسينية ، إلا أنه لم يتخذها مهنة مستمرة له فكان يقدم له أيام عاشوراء ويمارس أعماله الأخرى من سائر أيام سنته ، له قليل من الشعر.

المشاركاته : 2 : : 41 ج3، ص: 338

90.السيد علوي ابن السيد شبر ابن السيد محمد السيهاتي ؛

ولد في سيهات سنة 1342ه. ، كان يعمل في جلب الملح من المملحات شم التحق بشركة أرامكو إلى أن تقاعد منها سنة 1968م، کان قارئاً للقرآن ومؤذنا ورادوداً في أيام عاشوراء ، توفي سنة 1401ه .

مشاركاته : ج3، ص: 259/257

91.السيد علوي ابن السيد عمران الشرفا:

ولد في الخويلدية سنة 1389 ه ، حاصل على بكالوريوس لغة عربية من كلية التربية بجامعة الملك فيصل بالأحساء ، بدأ كتابة الشعر سنة 1414ه ، له مشاركات في مناسبات أهل البيت علیهم السلام.

مشاركاته : ج2 ص: 64

92.الخطيب علي بن أحمد بن علي آل محسن ؛

ولد بأم الحمام فی 1397/11/6 ه. أدخل كتاب الملا حميد المرهون ، ثم أصيب بالجدري وهو ابن سبع سنوات فقد بصره ، ولم يعفه ذلك عن مواصلة الدرس فتعلم عند الملا عبد العظيم المرهون وقرأ النحو عند الشيخ إبراهيم الغراش، وفي سنة 1399ه. أنهى دراسته في معهد النور بالقطيف ، مارس الخطابة الحسينية منذ نعومة أظفاره، ولديه ( مظاهر الولاء في المدح والرثاء ) شعر فصيح وشعبية

مشاركاته : ج2، ص: 144

ص: 455

93.الشاعر علي بن جعفر بن تركي إبراهيم:

ولد فی 1392/11/12 ه ، تخرج عام 1417ه من المعهد الثانوي التجاري ، ودرس بعض كتب اللغة والمنطق والعقائد ، نشر بعض مقالاته الأدبية فی الصحف المحلية، وشارک في الكثير من الأمسيات الشعرية ، نشر دواوينه (مع الورد والقمر ، من بيوتي في الجنة ، سبيل اللقاء ) و (مدرسة الشعر الحسيني ) ( قراءة نقدية أدبية )

مشاركاته : ج2، ص: 468/450/396/317/304/286/253/168/166

ج3: ص: 56/55

94.الشيخ علي ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد أبو المكارم ؛

ولد غرة رمضان سنة 1313ه ، درس الأوليات عند والده ، وهاجر إلى النجف الأشرف ، وحضر فيها عند السيد مهدي السيد علي الغريفي البحراني ، والشيخ عبد الله بن معتوق القطيفي ، والشيخ أحمد آل كاشف الغطاء ، خلف مجموعة من المؤلفات ، وتوفي في 1394/5/6 ه ودفن في مقبرة سيهات بالقطيف

مشاركاته : ج3 ص: 80

95.الخطيب علي بن حسن بن أحمد الطويل :

ولد في القلعة سنة 1337ه أصيب في عينيه وهو صغير السن ففقد بصره ، درس عند الشيخ عبد الكريم الخنيزي والشيخ محمد حسين آل عبدالجبار والشيخ فرج العمران رحمه الله والشيخ محمد صالح البريكي والشيخ محمد علي الجشي ومحمد سعيد المسلم ، التحق بركب القراءة الحسينية منذ حداثة سنه ولم يتركها إلا في الفترة المتأخرة حيث كبر السن والمرض يتعبانه عنها ، له قليل من الشعر الفصيح

مشاركاته : ج2 ص: 423

96.الحاج علي بن ملا حسن بن حسين المقيلي ؛

ولد القديح ستة 1368ه. تلقى مبادئه في کتاب والده ، ثم التحق بالمدارس الحكومية حتى أنهي الثانوية العامة ، له مشاراکات فی المناسبات الدينية والاجتماعية ببلده ، له (عقات من ذ کرى والدي ، كتاب يتحدث عن الوافدين على معاوية من أصحاب الإمام علي ، نبذة مختصرة عن حركة الكتاتيب بالقطيف )

مشاركاته : ج2، ص: 19

ص: 456

97.الشاعر علي بن حسن بن عبد الحسين الدرازي :

ولد في ( سنابس ) بجزيرة تاروت ، بسنة 380 ه ، له شعر شعبي كثير في مدائح و مراثي أهل البيت علیهم السلام، وقد جمع بعضه في ديوان ( أحزان العقيلة ).

مشاركاته :ج 3: ص: 399/365

98.الشيخ علي بن الشيخ حسن بن علي البلادي القديحي:

ولد في البحرين سنة 1274ه ، درس المبادئ في القطيف ثم هاجر إلى النجف الأشرف فحضر عند علمائها ، مثل الشيخ محمد حسن الكاظمي والسيد مرتضى الكشميري والشيخ محمد طه نجف، من مؤلفاته ( أنوار البدرين فی تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ریاض العلماء الأتقياء الورعين ، جنات تجري من تحتها الأنهار ( ديوان شعر)) توفي في 5/11/ 1340ه

مشاركاته : ج2 ص 473/447/419/406/335/74 ج 3، ص: 26/24/8

99.الأستاذ علي بن حسن بن علي الناصر؛

ولد في الأوجام فی 1403/3/17ه، تخرج من كلية المعلمين سنة 1436ه ليعمل مدرساً ، جمع شعره الذي في أهل البيت علیهم السلام في ( قطرات ولائية) وله ( شيرازيات ) جمع فيه القصائد التي قيلت في السيد محمد الشيرازي رحمه الله و( امرأة حائرة ) مجموعة خواطر وقصة .

مشاركاته : ج3، ص: 140/138

100.الشيخ علي بن حسن بن محمد الجشي:

ولد في القلعة فی 1296/9/17ه، بدأ نحيله عند علماء بلده ثم هاجر إلى النجف وكربلاء ، أجازه السيد محسن الحكيم بالاجتهاد المطلق سنة 1359ه ، وعاد إلى القطيف سنة 1367 ه ليتولى منصب القضاء ، طبع من شعره عدة طبعات : (ديوان العلامة الجشي، الروضية العلية الشواهد المنبرية ) وفقدت باقي أثاره العملية ، توفی فی 4/15/ 1376ه

مشاركاته : ج2، ص: 205/119/117/114/77/76/9

ج3: ص: 213/74/39

ص: 457

101.الشيخ علي ( أبو الحسن) بن حسن بن مهدي الخنيزي :

ولد في القلعة في شهر رجب 1291ه ، قرأ المقدمات في القطيف ثم هاجر إلى النجف الأشرف و عاد سنة 1329ه مجتهداً مطلقاً، فكان مرجع تقليد يرجع له الكثير من أهالي القطيف ، تولى منصب القضاء، له العديد من المؤلفات وأغلبها مطبوع منها ( دلائل الأحكام فی شرح شرائع الإسلام ، الدعوة الإمامية لوحدة أهل السنة والإمامية ، المناظرات ، روضة المسائل في إثبات أصول الدين بالدلائل .. ) توفی فی 1363/11/21 ه

مشاركاته : ج 1 : ص: 165

102.ملا علي بن ملا ضيف بن مهدي آل انتيف ؛

من أهالي ( الخويلدية ) معاصر للملا الشهير ابن فايز ، وصارت له سمعة وشهرة فسمي ( ابن فايز الصغير)، وله شعر إلا أن أغلبه غير موجود توفي سنة 1320ه.

مشاركاته : ج3 ص: 216

103.الحاج علي بن عبد الله بن إبراهيم التاروتي

ولد في تاروت سنة 1374 ه، بدأ دراسته الحوزوية ثم قطعها لظروف صحية ، عمل في وظيفة حكومية حتى تقاعد منها ، بعد خدمة دامت 27 سنة ، بدأ نظم الشعر بعام 1399ه ، وأغلب شعره في مدح ورثاء أهل البيت علیهم السلام.

مشاركات : 2 : ص: 462/223/150

104.الشيخ علي بن عبد الله بن علي الفرج:

ولد في القديح فی 1391/10/16 ه، أنهى دراسته الثانوية العامة فالتحق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف عام 1410ه ، ثم توجه لسوريا ثم إلى قم المقدسة، وهو الآن مستقر في بلاده ، نشر من شعره ( أصداء النغم المسافر، نسيج المرايا ) ونشر من كتبه ( تكوين البلاغة ، کائن اللغة ) وله بحوث وأشعار مخطوطة

مشاركاته : ج2، ص: 262 / 386/319

ص: 458

105.الشيخ علي بن عيسى بن أحمد الزواد :

اولد فی سيهات 1377/9/12 ه توجه إلى قم المقدسة لطلب العلوم الدينية في شوال سنة 1395 ه ، ويعد عودته للبلاد اتجه إلى سوريا سنة 1405ه ، وفی سنة 1426ه عاد إلى البلاد مستقراً فيها ممارساً دوره العلمي في التدريس والتوجيه والتأليف .

مشاركاته : ج1، ص: 267

106.الشاعر علي بن عيسى بن مهدي آل مهنا :

ولد في الجش فی 1390/9/19ه ، حصل على كالوريوس احياء دقيقة من كلية العلوم بجامعة الملك سعود بالرياض عام 1414ه ، أصدر عام 1426ه ( منعطف القرار ) حياة الشيخ الدكتور عبدالهادي الفضلي، وله من المخطوطات (ديوان شعر ، الصالحون والعمل الصالح في القرآن ، الاصطفاء الإلهي ... ) له مشاركات بارزة في الأمسيات الشعرية والاحتفالات الوطنية الدينية والاجتماعية

مشاركاته : ج2، ص: 259/49

107.الحاج علي بن محمد بن أحمد الزاهر:

ولد في العوامية سنة 1344ه ، أورد له العلامة الشيخ فرج العمران و (الأزهار الأرجية و الآثار الفرجية ) بعض أشعاره ، له ديوان ( بسمة الأسحار )، توفي في 1418/10/3ه

مشاركاته : ج2 ص 300

108.الملا علي بن محمد بن علي الرمضان ؛

ولد في الكويكب فی 1314/8/5ه، درس النحو عند السيد حسين العوامي والشيخ أحمد آل عطية ، شاعر وخطيب وخطاط وصاحب كتاب : تعل عنده الكثير من مثقفي البلاد وخطبائها ، نشر دیوانه (وحي الشعور ) في جزأين ، وله كشكول مخطوط ( مذكرات المعلم ) 3 أجزاء ضخام ، توفی 2/7 /1397ه.

مشاركاته : ج2، ص: 339/293/273/272/123/79

ص: 459

109.الشيخ علي بن مدن آل محسن :

اولد في سيهات فی 1375/2/20ه ، التحق بالحوزة العلمية فی قم المقدسة والنجف الأشرف ، ودرس كوكبة من طلبة العلوم الدينية ، له الكثير من المؤلفات ، مثل (كشف الحقائق ، دليل المتحيرين في بيان الناجين ، الله وللحقيقة ، مسائل خلافية حار فيها أهل السنة ) وغيرها ، له حضور بارز في التوجيه والإرشاد والتدريس والتأليف.

مشاركاته : ج1: ص: 243

110.الشاعر علي بن مكي الشيخ :

ولد في التوبي سنة 1393ه، حصل سنة 1418ه على بكالوريوس لغة عربية . مسار النقد، من جامعة الملك سعود ، يعمل حالياً مدرسا في إحدی مدارس القطيف ، له حضور في المناسبات الدينية والأدبية والثقافية فی المنطقة، وهو عضو في منتدى الكوثر الأدبي بالقطيف ، له : ( من عبقرية الزمن ) دراسة حول الشيخ جعفر الخطي ، ( قراءة في ذاكرة الزمن ) رسالة بكالوريوس ، ( مملكة التسبيح ) دیوان شعر .

مشاركاته : ج2، ص: 177

111.الشيخ علي بن الشيخ منصور بن علي المرهون:

ولد بأم الحمام في 1334/4/5 ه. تلقى تعليمه الأولي في بلاده ثم اتجه إلى النجف الأشرف وعاد منها ليبقى متنقلاً بين القطيف والنجف الأشرف ، مما نشر من مؤلفاته : (شعراء القطيف ، لقمان الحكيم ، أعمال الحرمين ، قصص القرآن ، المرهونيات ) وله العديد من المؤلفات المخطوطة ، وكان له اهتمام واضح بنشر تراث وطنه ، حيث تشر الكثير من الكتب والدواوين بإشرافه

مشاركاته : ج2، ص: 277 ج3، ص: 281/279

112.الشاعر علي بن مهدي المطاوعة :

ولد في القديح فی 21 رمضان 1387ه ، حاصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، بدأ نظم الشعر سنة 1415ه ، ونشر بعض الصحف والمجلات العربية و فی مواقع الأنترنت ، وله مشاركات في المحافل المحلية

مشاركاته : ج2، ص: 381/217

ص: 460

113.السيد علي السيد هاشم السيد علوي الخضراوي:

خطیب حسيني ولد في القديح في حدود سنة 1292ه ، من أشهر أساتذه الشيخ حسن آل ربيع، ومن تلامتذه الملا حسن المقيلي والملا حسن آل ناصر والسيد جعفر الخضراوي ، توفی فی 1350/12/20 ه

مشاركاته : ج3، ص: 244

114.الحاج عمران الشيخ فرج بن حسن العمران :

ولد ليلة السبت 6 ذي الحجة 1362ه فی قلعة القطيف ، نشر له والده العلامة الشيخ فرج في الأزهار الأرجية بعض قصائده .

مشاركاته : ج2 ص: 132

115.الملا عیسی بن حسین بن عيسى آل سيار ( عبد النبي ) ؛

ولد في سيهات في حدود سنة 1345ه ثم انتقل إلى أم الحمام ، تعلم فی الكتاب عند الملا عبد العزيز الناصر ثم الملا سعيد المرهون ، وتعلم شيئاً من النحو عند الشيخ عبد الحي المرهون ، زاول الخطابة الحسينية فترة من الزمن ثم تركها ، نشر أبناؤه دیوان شعره ( سلوة الولهان في رثاء سادات الزمان ) توفی فی 1417/6/6ه

مشاركاته : ج3 ص: 346

116.الشاعر عیسی بن حسین بن عيسى العبد الله :

ولد في الجيش في 1392/6/21ه ، تخرج في سنة 1413ه من المعهد الثانوي الصناعي ، والتحق بركب الوظيفة ، يكتب شعر الأبوذية في أهل البيت علیهم السلام

مشاركاته : ج2، ص: 405

ص: 461

117.الملا عيسى بن عبد المحسن بن حبيب البدن :

من أهالي العوامية ولد فی 1393/6/21 ه بجزيرة تاروت ، حصل سنة 1419ه على بكالريوس في اللغة العربية من كلية المعلمين بالدمام ، مارس الخطابة الحسينية منذ عام 1408ه ، وبدأ كتابة الشعر سنة 1413ه ، لديه مجموعة من الشعر العربي والشعبي

مشاركاته : ج3 ص: 195/193/191/189/187/185

118.الشاعر عيسى بن علي بن عيسى العلق :

من مواليد جزيرة تاروت 1384/6/5 ه ، مكثر من شعر الأبوذيات والموال والزهيري .

مشاركاته : ج3: ص؛ 412/383

119.الشيخ فرج ابن حسن بن أحمد آل عمران :

ولد في القلعة 1321/10/2 ه بدأ دراسته في وطنه ثم النجف الأشرف ، نظم الشعر مبكراً وخلف آثارا علمية وأدبية وشعرية كثيرة معظمها مطبوع مشهور، منها (الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية 15 جزءا ، ثمرات الإرشاد ، الروضة الندية ، قبلة القطيف، تحفة أهل الإيمان بتراجم علماء آل عمران، دیوان (الروض الأنيق ) توفی 1398/3/23 ه

مشاركاته : ج1، ص 199/195/189/181 ص: 467/424/415/414/234/122 ج3 ص 243/89/88/69/29/28

120.الشيخ فرج بن محمد آل عمران ( المادح ):

أبو الفتح الخطي المشهور بالمادح، أحد علماء آل عمران و شعرائهم ، اشتهر بمدح أهل البيت علیهم السلام وذم أعدائهم ، وهو من المعاصرين للشيخ يوسف البحراني ، وقد أورد له في كشكوله بعض قصائده ، وقد توفی سنه 1135ه

مشاركاته : ج2 ص: 71

ص: 462

121.الشاعر فريد بن عبد الله بن محمد النمر:

ولد في العوامية بتاريخ 1386/6/7ه ، متخرج بشهادة دبلوم صيانة أجهزة، نشر نتاجه الشعري في مواقع الأنترنت وبعض المجلات المهتمة بنشر تراث أهل البيت علیهم السلام مثل مجلة المرشد ومجلة النبأ، ويشارك فی الاحتفالات الخاصة بأفراح آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم

مشاركاته : ج2، ص: 225/55 ج2، ص: 136/115

122.الشاعر فوزي بن سلمان بن محمد الصايغ :

ولد في الملاحة فی 1388/2/13 ه، حصل سنة 1406 ه على شهادة دبلوم تجارة من مدرسة القطيف الثانوية التجارية ، ويعمل حاليا في مستشفى الدمام المركزي ، يكتب الشعر العمودي وشعر التفعيلة .

مشاركاته : ج2، ص: 392/331/199/191/101

ج3: ص: 141/78

123.الشيخ قاسم بن عبد الشهيد بن علي آل قاسم:

ولد في القديح سنة 1382ه. أكمل دراسته الثانوية والتحق بأرامكو ، وحضر دروساً حوزوية أثناء عمله حتى استقال منه سنة 1412ه متجها إلى قم المقدسة ، فحضر عند فضلائها كالشيخ الوحيد الخراساني والسيد محمد علي الأبطحي والسيد محمد الرجائي ، له مشاركات ثقافية وأدبية ومن كتاباته ( اللغة بين الذاتية والوضع ، رسالة فی ثبوت الهلال تقريراً لبحث السيد محمد علي الأبطحي، ديوان ( مسودة قلب )

مشاركاته : ج2 ص: 368/367/47 ج 3، ص: 364/50

124.الشاعر قيس بن عيسى بن مهدي آل مهنا :

ولد في الجش 1388/3/16 ه، حريج بكالوريوس احياء من كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض عام 1412ه، نشر شعره و بعض الصحف والمجلات ، وله مشاركات أدبية دينية واجتماعية له : (الأشرعة المسافرة ( ديوان شعر) قبس من الغيبة ( دراسة تاريخية ) ، مجموعة مقالات أدبية حول الأدب في منطقة القطيف )

مشاركاته : ج2 : ص: 257

ص: 463

125.لؤي بن محمد شوقي بن عبد الرزاق آل سنبل ؛

ولد في الجش في 1389/4/20ه، حصل على بكالوريوس اللغة العربية من كلية التربية بجامعة الملك سعود سنة 1411ه ، يعمل مدرساً ، نشر (العلامة الخطي تأريخ مشرق ، الشيخ الخنيزي .. عالماً وزعيماً، ذكرى العلامة الخطي ) ، وكان له شرف جمع شتات هذه الباقة المهدية التي ظهرت في هذا الكتاب .

مشاركاته : ج1 ص: 433 ج3، ص: 87/86

126.الشاعر مجتبی بن علي بن محمد شوقي آل سنبل :

ولد في الجش 1407/10/25 ه ، طالب من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، اهتم بفنون الشعر الشعبي ، كالأبوذيات والموال ونحوها ، فاكثر من حفظه والنظم فيه .

مشاركاته : ج3 ص: 414/407/389

127.السيد محسن السيد أمين السيد ناصر الشبركة :

ولد من الشويکة سنة 1388ه ، خريج بكالريوس لغة عربية من جامعة الملك سعود بالرياض سنة 1411ه ، بدأ كتابة الشعر سنة 1407ه ، له مجموعة شعرية ومجموعة مقالات أدبية.

مشاركاته : ج2، ص: 67

128.الشاعر محسن بن علي بن سلمان بن خميس :

من سكنة القلعة بالقطيف ، عرف بالتقوى والصلاح ، وله شعر فی مصائب أهل البيت علیهم السلام توفی، سنة 1335ه.

مشاركاته : ج2، ص: 472

ص: 464

129.الشيخ محسن بن علي بن صالح المعلم:

ولد في الجارودية سنة 1372ه درس في القطيف وهاجر سنة 1386ه إلى النجف ، و فی سنة 1393 ه توجه إلى قم المقدسة حتى سنة 1402ه، فعاد إلى البلاد موجهاً ومعلماً ورائد حركة علمية وثقافية، مكثر من إلقاء المحاضرات داخل البلاد وخارجها ، مما نشر ( الحسين علیه السلام في موكب الخالدين، العقائد و نهج البلاغة ، الحج معالمه ومعارفه، علي علیه السلام إمام الدين والدولة، فاطمة علیهاالسلام صوت الحق الإلهي، زينب علیهاالسلام والظالمون .. ) .

مشاركاته : ج 1 ص 237/231 ج3، ص: 85/75

130.الشيخ محسن بن فرج النجفي ؛

اذكره الشيخ فرج العمران في (مستدرك تحفة أهل الإيمان في تراجم علماء آل عمران ) محتملاً أنه من آل عمران ، ونقل عن صاحب الحصون المنيعة (كان فاضلاً كاملاً أديباً شاعراً ، ولم يسمع له شعر إلا في مدح أهل البيت علیهم السلام، توفی في النجف فی حدود 1150ه. ودفن بها) وقال الشيخ فرج ( ويظهر أن والده هاجر من جزيرة البحرين أو بلاد القطيف، وقد جاء شعره من الكتب التي كفلت مراثي الإمام الحسين علیه السلام )

مشاركاته : ج2ص: 73

131.الشاعر محمد بن أحمد بن مكي آل ناصر:

ولد في القديح سنة 1383ه . حصل على دبلوم الثانوية التجارية فالتحق بركب الوظيفة الحكومية ، من الشعراء المكثرين الذين لهم حضور بارز في المناسبات الدينية والاجتماعية في بلاده ، يعمل على إعداد ديوانه الشعبي للطبع ( نبض الألم ) في أهل البيت علیهم السلام.

مشاركاته : ج2، ص: 264 ج4، ص: 62

132.الحاج محمد سعيد بن أحمد بن محمد حسن الجشي :

ولد في القلعة فی 1339/7/27ه، جمع قصائده التي في مدح و رثاء أهل البيت علیهم السلام وقصائده في المناسبات الاجتماعية فی ديوانه (فی محراب الذكرى ) واحتوى (الأنغام ) على قصائده في موضوعات متفرقة ، مارس الأعمال الحرة حتى توفي فی شهر رمضان 1410ه، اشتهر الكثير من شعره على ألسنة الخطباء ، ونشر بعضه في الكتب التي تتحدث عن أدب المنطقة ، ولكن لم يصدر له دیوان خاص .

مشاركاته : ج2 ص 461/438/408/363/299/280/278/129/128/37

ص: 465

133.السيد محمد السيد باقر السيد إبراهيم الشرقا :

ولد ( الخويلدية ) سنة 1387 ه ، خريج لغة عربية بشهادة دبلوم الكلية المتوسطة . يعمل مدرساً له (إيقاعات للناشئة ) مجموعة أناشيد، بحث بعنوان (السيدة زينب الكبری علیها السلام)

مشاركاته : ج2 ص 332

ج3 ص: 150/148/146/145/144

134.الخطيب محمد علي ابن الملا حسن بن مكي آل ناصر:

ولد في القديح سنة 1363ه ، قرأ بعض المقدمات في وطنه ثم هاجر إلى النجف وعاد منها ليواصل مشواره في الخطابة والتأليف، نشر سنة 1382 (الله الخالق القدير)، وله كثير من المؤلفات المخطوطة مثل (القديح فی التاريخ، أعلام القديح، البلاغة من شعر المتنبي ، البهائي... حياته وشعره، القطيف آثار وأفكار، ودواوين في موضوعات مختلفة)، له حضور بارز في المناسبات الدينية والوطنية في القطيف عامة والقديح خاصة

مشاركاته : ج2، ص: 347/345/283/208/149/146/86/42/15

135.الأستاذ محمد بن حسن بن منصور الزایر:

ولد بالجش فی 28 شعبان 1385ه، حصل سنة 1412 ه علی بكالوريوس لغة إنجليزية من كلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض ، يعمل الآن مدرس لغة إنجليزية ، يكتب الشعر العربي والشعبي ، وله شعر قليل باللغة الإنجليزية ، له مشاركات في المناسبات الدينية والاجتماعية في بلاده

مشاركاته : ج3، ص: 96

136.الشاعر محمد بن حسن بن يوسف الماجد؛

ولد في سنابس عام 1386ه ، حصل عام 1410ه على بكالوريوس هندسة معمارية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران ، ثم حصل على شهادة الماجستير في التخصص نفسه ، نشر ديوانه الشعري (مسند الرمل ).

مشاركاته : ج2، ص: 351

ص: 466

137.السيد محمد السيد حسين السيد عدنان الخباز :

ولد في القطيفه سنة 1401ه ، حاصل على بكالوريوس فی مادة الرياضيات ، له العديد من المقالات النقدية ، نشر مجموعة شعرية بعنوان (سيرة وعي )، فائز بالمركز الأول بجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم عام 2004م.

مشاركاته : 2: ص: 241/186

138.الشاعر محمد بن رضي بن ناصر الشماسي:

ولد في القطيف سنة 1360ه. حصل على بكالوريوس في (اللغة العربية والعلوم الإسلامية ) من كلية الفقه بالنجف الأشرف سنة 1395ه. وشهادة الماجستير فی ( اللغة العربية وآدابها ) من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1400ه، له مشاركات واسعة في المحافل الأدبية ، وله كتابات أدبية متعددة نشر بعضها في المجلات ومقدماته بعض الدوواين ، كما أن له أنشطة لغوية متعددة .

مشاركاته : ج2، ص: 209

139.الشيخ محمد بن سعيد بن عبد الله المناميين:

ولد في القطيف سنة 1390ه هاجر إلى النجف الأشرف سنة 1409ه التحصيل العلوم الدينية ثم إلى قم المقدسة سنة 1411ه ، ولا زال متواصلا السيره العلمي ، ممتهناً الخطابة الحسينية ، له شعر كثير متعدد الأغراض والأنواع ، وكتابات لم تر النور بعد ، ینشر بعض شعره وكتاباته في منتديات الأنترنت .

مشاركاته : ج2، ص: 397/123/103/100

140.الفنان محمد بن سلمان الصفار:

ولد في القديح سنة 1397ه ، حاصل على بكالريوس (فنون جميلة ) من كلية التربية بجامعة الملك سعود ، ويعمل مدرساً في مدارس المنطقة

مشاركاته : ج3، ص: 421/420

ص: 467

141.الخطيب محمد بن عبد الله بن علي آل عبد النبي ؛

ولد بالقديح سنة 1383ه، تخرج من الثانوية التجارية سنة 1404ه التحق بركب الوظيفة الحكومية سنة 1405ه حتى تقاعد سنة 1426ه ليتفرغ للخطابة والدراسة الحوزوية ، له شعر كثير فصيح وشعبي ، يشارك فی الاحتفالات الدينية والاجتماعية ، نشر ديواني (مناسبات باسمة ، أفول النجوم ) وله ( خدمة الخطيب، نجوم مشرقة ، القطيف .. النجف الصغرى) وغيرها

مشاركاته : ج2، ص: 326 ج3، ص: 172

142.الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الله بن محمد أبوعزيز الخطي :

أحد الفضلاء والشعراء في القرن الثاني عشر الهجري ، معاصراً للشيخ حسين الماحوزي ، وتوفي في حدود سنة 1200ه ، له شعر كثير ذكره فی كتبه من الوفايات والمواليد، وله كتاب ( الذخيرة في المحشر في مولد الحجة المنتظر ، كتاب مولد الأمير ومولد الصديقة الزهراء ومولد الحسین و مولد الحسين علیه السلام) كما أن له وفيات أيضاً

مشاركاته : ج3، ص: 394

143.الشيخ محمد بن عبد علي بن محمد آل عبد الجبار:

من أساطين علماء الإمامية وأكابر فقهائها ، وقد اختير من قبل علماء النجف نيكون حكماً وحاكماً بينهم وبين السيد كاظم الرشتي الحائري أيام المنازعة ، وقد رجع إليه في التقليد كثير من أبناء القطيف والأحساء والعراق فصار يتقل في هذه البلدان ليطلع على حاجات مقلديه. خلف الكثير من المصنفات منها شرح الكا فی (هدي العقول إلى أحاديث الأصول )، توفی بعد سنة 1241ه. ودفن فی الفري

مشاركاته : ج1، ص: 99/91

144.الشاعر محمد سعيد ابن الشيخ علي بن حسن الخنيزي:

ولد في القلعة فی 7 رجب 1343 ه، اهتم منذ حداثة سنه بالدراسة الحوزوية وقرض الشعر العربي ، نشر الكثير من أعماله مثل دواوينه (شيء اسمه الحب، النغم الجريح، شمس بلا أفق، كانوا على الدرب ، مدينة الدراري ، تهاويل عبقر ) وكتبه (خيوط من الشمس ، العبقري المغمور، أضواء من النقد في الأدب العربي، أشباح في الظلام )، وله أعمال أخرى مخطوطة لم تطبع بعد .

مشاركاته : ج2، ص: 365

ص: 468

145.ملا محمد بن ملا علي بن ضيف بن مهدي آل انتيف :

ولد في الخويلدية سنة 1315ه وتوفي فيها في 22 محرم 1372ه، تردد على البحرين وتزوج منها وكون فيها أسرة ، وصار متنقلاً بين الخويلدية والبحرين ، وهو أحد الخطباء الشعراء ويكتب الشعر الفصيح والشعبي ، وقد طبع له ديوان (عبرة المؤمنين ) و( الزهور المنبرية ) في مجلد واحد ، وشعره مشتهر على ألسنة الشعراء كثيراً، خصوصاً الشعبي منه

مشاركاته :ج2، ص: 432/274/35

ج3: ص: 226/223/222/220/218/217/71

146.السيد محمد ابن السيد علي ابن السيد علوي آل إدريس :

ولد في صفوي سنة 1342ه ، يبدأ تعلم القرآن الكريم في بلده كما تلقى فيها بعض مبادئ العربية و فی سنة 1381ه توجه للنجف الأشرف ، زاول الخطابة الحسينية منذ حداثته حتى أقعده عنها المرض حوالي سنة 1422ه طبع (الذخيرة المحمدية في رثاء العترة الأحمدية (ديوانه الحسيني) مناهل الأدباء وحديقة الخطباء ( مجالس قراءة ) ، وله شعر وكتابات كثيرة غير منشورة ، توفی ليلة الجمعة 1427/7/2 ه

مشاركاته : ج1، ص: 209 ج3، ص: 313/312/310/308/166/165

147.الأستاذ محمد بن قاسم السويكت ؛

ولد في الدوبج ليلة 1389/1/25 ه، حصل سنة 1411ه على بكالوريوس التربية تخصص أحياء كيمياء من جامعة الملك فيصل بالأحساء ، يعمل مدرساً ويمارس القراءة الحسينية منذ 1414ه تقريباً ، لديه مجموعة شعر فصيح وشعبي كلها في أهل البيت علیهم السلام

مشاركاته : ج2، ص: 173 /214

148.السيد محمد بن السيد مال الله الموسوي الفلفل:

من تلامذة صاحب الجواهر، غلب عليه الشعر وعرف به وله ديوان اختلف في تاريخ وفاته 1261 او 1269 او 1271 او 1277ه ، من أهالي التوبي هاجر إلى كربلاء المقدسة أيام السيد كاظم الرشتي فكان من المقربين إليه، وتنقل عنه رؤياه للسيدة الزهراء علیهاالسلام وقصة قصيدته: (أراك متى هبت صبا وجنوب) التي ضمنها بيتاً سمعه منها علیهاالسلام في المنام وهو؛

وكيف يطوف القلب مني ببهجة***ومهجة قلبي بالطفوف غريب

مشاركاته : ج2، ص: 471/463/425/413/411/409/58

ص: 469

149.الخطيب الشيخ محمد حسن ابن الشيخ منصور بن علي آل مرهون :

ولد في الدبابية سنة 1344ه ، أحد الخطباء البارزين وممن نشر التعاليم الإسلامية والمسائل الشرعية من خلال خطابته وإمامتة للجماعة مدة طويلة ، له شعر غير منشور ، توفي يوم السبت 1425/11/27 ه ، بعد معاناة طويلة مع المرض .

مشاركاته : ج3ص: 76

150.الشاعر محمد سعيد بن الشیخ میرزا حسين البريكي:

ولد سنة 1362ه درس على يد والده مبادئ اللغة والفقه حصل على شهادات جامعية في علم الأحياء الطبي والكيمياء والإدارة التربوية عمل عضواً في هيئة تدريس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ثم عمل فی الصناعة، شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والأدبية، كتب الشعر بالعربية والإنجليزية، نشر في الصحف العربية والمحلية ، وله كتب علمية وأدبية ودوواین شعر، نشر ديوانه الموجه للأطفال ( ربيع الأمل ).

مشاركاته : ج2 ص 140

151.الشاعر محمد بن مهدي الحمادي :

ولد في ( البحاري ) عام 1399ه حصل على بكالوريوس في التاريخ من جامعة الملك سعود بالرياض، كتب الشعر منذ سن مبكرة له مشاركات اجتماعية وثقافية في البلدة، استضافته الإذاعة السعودية في سبع حلقات من برنامج (أوراق شاعر) نشر شعره من كثير من الصحف العربية والمحلية ، ونشر (بقايا من جراح ، مسافر ، فلسفة الحب ) وله أعمال أخرى مخطوطة .

مشاركاته : ج2، ص: 330/329/54 ج4، ص: 151/ 153

152.الشيخ محمد بن ناصر بن علي آل نمر:

ولد في العوامية عام 1277ه. تلقى تعليمه الأولي على يد الشيخ أحمد آل طعان والشيخ علي البلادي ثم هاجر إلى النجف الأشرف ومكث فيها 15 سنة، عاد منها محملا بإجازات الاجتهاد من قبل فضلائها كالشيخ محمد طه نجف ، عاد إلى العوامية وأسس بها حوزة علمية ، خلف آثاراً علمية إلا أن أغلبها ضاع ، اشتهر بكثير من العلوم ومن بينها الطب الذي كان فيه مبرزاً مشهوراً، توفی فی 1348/10/9 ه

مشاركاته : ج2 ص: 444

ص: 470

153.الخطيب مرتضى ابن الشيخ عبد الحميد ابن الشيخ منصور المرهون :

ولد في ام الحمام سنة 1385ه. ترك الدراسة الجامعية بعد إنهاء السنة الأولى ليتجه إلى العمل ، بدأ القراءة الحسينية سنة 1407ه ، يكتب الشعر العربي والشعبي ، وله كتابات مطبوعة محلياً ، مثل (من قصص الصالحين، الغصون من آل مرهون ) وله ديوان ( نفحة المحزون)

مشاركاته : ج3، ص: 380/379

154.الشاعر معتوق بن عبدالله بن محمد آل معتوق :

ولد في تاروت فی 1388/6/18 ه، حاصل على بكالوريوس هندسة ميكانيكية من جامعة البترول ، بدأ الكتابة النثرية بالمشاركة فی تقديم احتفالات أهل البيت منذ عام : 1410ه، استهل مشواره الشعري بقصيدة في الإمام الحسين علیه السلام» في شعبان 1423ه ، له مجموعتان شعريتان فصيحتان مخطوطتان (نقش على الأحداق) في النبي وآله علیهم السلام و ( عبرات على قتيل العبرة ) مجموعة رثائية تختص بواقعة الطف ..

مشاركاته : 2، ص: 478/476/390/356/320 ج3 ص: 183

155.الشاعر معتوق محمد عبدالله العلي :

ولد في الملاحة سنة 1367ه، التحق بكتاتيب، الملا عبد الله آل درويش في الملاحة ، والسيد حبيب المعلم والملا حميد المرهون في أم الحمام ، والملا أحمد مكي آل منصور في الجش ، ثم التحق بالمدارس النظامية : له شعر كثير فصيح وشعبي ، وله حضور بارز في المناسبات الدينية والاجتماعية في بلاده

مشاركاته : ج2، ص: 285/143/142

156.الأستاذ مكي بن صالح بن علي آل ناس:

ولد في القلعة بالقطيف سنة 1375ه ، معلم تربية فنية : هوايته الرسم وقراءة الشعر ونظمه ، بدأ نظم الشعر سنة 1410ه ، وكانت انطلاقته بقصيدة في صاحب الزمان علیه السلام.

مشاركاته : ج2، ص: 87/64

ج3، ص: 398/358/357/355/177/72/52

ص: 471

157.الخطاط مكي بن علي بن ناصر البحراني :

ولد سنة 1369ه في أم الحمام وفيها بدأ دراسته الأولية ، درس في معهد الفنون الجميلة بمصر ، وتلمذ على يد بعض الأساتذة ، كالأستاذ إبراهيم زعيم خطاطي مصر الكلاسيكيين ، والأستاذ كامل الباب في لبنان ، له مشاركات كثيرة ولوحات خط عديدة .

مشاركاته : ج2، ص: 417

158.الملا مکی بن قاسم بن أحمد آل مدن الجارودي :

خطيبه من الجارودية ولد سنة 1314ه ، ولم يمنعه فقدأنه لنظره من طلب العلم والتفوق في مجال الخطابة الحسينية ، حتى صار أحد خطباء القطيف المشار إليهم في زمنه ، وعرف بالتقوى والورع والصلاح ، له شعر قليل في المناسبات ، توفی 1389/2/11 ه.

مشاركاته : ج2 ص: 61

159.الشيخ منصور بن عبد الله بن عبد العزيز البيات :

ولد سنة 1325ه. فقد بصره وهو صغير السن ، تلقى تعليمه في القطيف ثم اتجه إلى النجف الأشرف ومكث فيها 18 سنة ، أكمل فيها دراسته وحضر البحث الخارج ، ثم عاد عالماً من علماء المنطقة المشار إليهم ومكث في القطيف موجهاً ومدارساً ومؤلفاً وقائماً بشؤون العالم الدينية والاجتماعية حتى اختاره الله إلى جواره في 1420/8/29 ه، له كثير من المؤلفات وقد طبع أغلبها .

مشاركاته : ج2 : ص: 475

160.الملا منصور بن محمد بن علي آل عاشور؛

ولد في الأوجام سنة 1327ه تقريباً ، امتهن الزراعة مع والده ، ثم التحق بالکتاب فی بلدة العوامية ، وبعدها اعتمد على نفسه فی التثقيف والتعلم، حتى صار خطیب بلدته وموجهها ومعلمها ، فكان يقيم بهم صلاة الآيات والجنائز، جمع شعره العربي والشعبي وطبع سنة 1421ه فی دیوان ( فضيلة المنبر ) توفی فی 1420/8/30 ه

مشاركاته : ج3، ص: 247

ص: 472

161.الحاج منصور بن محمد علي بن محمد الجشي:

ولد سنة 1293ه، أحد شخصيات القطيف البارزة ، كان تاجر لؤلؤ مشهور، أوتي موهبة الشعر فسخرها في أهل البيت علیهم السلام، جمع شعره في جزاين فضيح وشعبي ، وهو مولع كثيراً بالتخاميس ، توفي في 1360/11/6 ه.

مشاركاته : ج2ص: 457/203

162.الشيخ مهدي بن حسن بن عيسى المصلي ؛

ولد في تاروت 1384/8/15 ه. التحق بحوزة قم المقدسة سنة 1400ه وعاد منها ليواصل دراسته في القطيف وسوريا والأحساء والنجف الأشرف وحضر البحث الخارج عند فضلاء والنجف الأشرف طبع (رسالة في غسل الوجه، الأصول النقية، منظومة القواعد الفقهية وشرحها ، فروع العلم الإجمالي) ، وله كتابات أخرى لم تطبع إضافة إلى ديوان شعر، وله حضور بارز في النوادي العلمية والحوارية

مشاركاته : 2، ص: 221/164

163.الشاعر میثم ابن الشيخ نزار بن محمد شوقي آل سنبل:

من أهالي الجش ولد في شوال 1408 ه ، طالب في معهد الإدارة العامة ويدرس مقدمات الدراسات الحوزوية ويمارس الخطابة الحسينية ، نشر : قطرات ندى (كشكول) ، الروضة العلية للشيخ علي الجشي (تنظيم وإخراج) ، وله ( جنات عدن ، ذخيرة المعاد في مدح الإمام الجواد علیه السلام، أحلى الأشعار في مدح الأطهار ، شذى الأزهار مدح الأطهار (مختص بالخطاية) ، من كل بحر قطرة ، قصة السيدة مريم علیهاالسلام... ).

مشاركاته : ج2، ص: 195 ج3، ص: 408

164.السيد ناجي بن السيد علي آل طویب :

ولد بن الجارودية 1389/1/24 ه ، وفي سنة 1412ه حصل علي بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الملك فيصل بالأحساء ، وعمل مدرسا في المدارس الحكومية ، بدأ نظم الشعر وهو في سن مبكرة واستقام له قول الشعر وهو في مرحلة الدراسة الجامعية

مشاركاته : ج2، ص: 354

ص: 473

165.الشيخ نادر بن علي بن حسن الصادق :

ولد فی تاروت بتاریخ 1391/6/12 ه ، تلقى تعليمه الحوزوي بين بلاده ثم في النجف الأشرف ، وهو الآن مقيم في قم المقدسة للاستزادة من طلب العلوم الدينية ، وهو خطيب حسيني ، ويكتب الشعر الشعبي .

مشاركاته : ج 3 : ص: 392/390

166.الشيخ ناصر بن أحمد بن نصر الله آل أبي السعود :

عالم فاضل وشاعر مکثر ، له شعر كثير في مرائی الإمام الحسين علیه السلام من معاصري الشيخ علي البلادي صاحب أنوار البدرين ، وتوفی سنة 1399ه ، وأخ الشيخ أحمد آل رقية وفاته بقوله :

لما قضی نأدت مؤرخة : تبكي المدارس فقد ناصرها

مشاركاته :ج3، ص: 7

167.الشيخ نزار بن محمد شوقي بن عبد الرزاق آل سنبل :

ولد بالجش فی 1385/8/27ه، توجه سنة 1400ه إلى قم المقدسة ، فواصل دراسته الحوزوية بين قم والقطيف وسوريا والنجف، لازم بحث الخارج عند الشيخ الوحيد الخراساني و الشيخ الميرزا جواد التبريزي والسيد محمد علي الأبطحي، نشر (أم سلمة وارثة خديجة، أهل البيت علیهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر، حديث الطير، حديث الغدير برواية ابن كثير) وله كثير من الكتابات الحوزوية والأدبية

مشاركاته : ج1 ص: 349 ج2: 222/99

168.السيد هاشم ابن السيد شرف ابن السيد هاشم المير؛

ولد فی صفوی سسنة 1327ه. أحد الخطباء الحسينيين ، الذين تنقلوا خطابتهم بين بلدهم القطيف وبين الأحساء ، وله مجموعة شعرية مخطوطة، توفي يوم الاثنين 1387/4/23 ه .

مشاركاته : ج2 : ص: 82/80

ص: 474

169.الشاعر هاني بن مبارك بن حسن آل زرع:

ولد في جزيرة تاروت سنة 1383ه ، أنهي دراسته الثانوية ليلتحق بركب الوظيفة في شركة ( أرامكو ) يكتب الشعر الشعبي بكثرة وخصوصاً الأبوذيات و الموال ، له قليل من الشعر الفصيح .

مشاركاته : ج2، ص: 411/401/82

170.الأستاذة هنادي بنت عبد الهادي الجشي :

من أهالي القطيف . البستان ، من مواليد 1396/8/7 ه ، حاصلة على بكالريوس اقتصاد منزلي ، تعمل مدرسة مادة التربية الفنية ، لها لوحات و اعمال فنية غير منشورة .

مشاركاته : ج2 ص: 434

171.الشاعر ياسر بن عبد الله بن أحمد السنان :

ولد فی 1401/2/16 ه ، أنهى دراسته الثانوية في القطيف ليلتحق بجامعة البترول والمعادن تخصص نظم المعلومات الإدارية وتخرج منها عام 2004م، وهو حاليا موظف فی شركة أرامكو وعضو في (منتدى الكوثر الأدبي).

مشاركاته : ج2، ص: 232

172.الملايوسف بن سعید بن كاظم آل لبراك :

ولد بأم الحمام فی 1387/2/29 ه ، ترك الدراسة الجامعية ليلتحق بركب الوظيفة الحكومية ، بدأ في سنة 1409ه. بصعود المنبر الحسيني ولكنه مقل في ذلك ، يكتب الشعر الفصيح والشعبي ، وهو مهتم بجمع التخاميس الشعرية في أهل البيت علیهم السلام.

مشاركاته : ج2 : ص: 266 ج3: ص: 160/85/84/83

ص: 475

173.الحاج يوشع بن حسين بن إبراهيم البحارنة :

أحد الشعراء التجار المتصفين بالإيمان والورع والتقى له كثير من الشعر الولائي ، توفی في شهر رمضان من سنة 1302ه .

مشاركاته : ج2 ص: 429

ص: 476

مصادر الجزء الثالث

1. الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية الأجزاء ، الشيخ فرج آل عمران قدس سره.

2. الإمام المهدي.. حقيقة وجوده ، معالم دولته ، وكيفية انتظاره ، الأستاذ حسين الموسوي .

3. أهل البيت علیهم السلام في الشعر القطيفي المعاصر ، الشيخ نزار آل سنبل .

4. ثمرات الإرشاد ، الشيخ فرج آل عمران قدس سره.

5. الجذوة من شعر أم الحمام ، الخطيب الشيخ عبد الحميد المرهون.

6. ديوان ( أحزان المومنين في رثاء النبي محمد صلی الله علیه و آله و سلم وآله الطاهرين ) ج 1 ، مخطوط، الخطيب عبدالله آل سويد .

7. ديوان (جمرات القلوب ) ، الملا حسن آل مدن الجارودي رحمه الله.

8. دیوان (جمرة الفؤاد ) ، الملا حسن آل مدن الجارودي رحمه الله.

9. دیوان ( جنات تجري من تحتها الأنهار ) ، الشيخ علي البلادي القديحي قدس سره.

10. دیوان ( حروف وقوافي ) ، الخطيب عبد العظيم المرهون رحمه الله.

11. دیوان ( الدمع الساجم ) ، الخطيب عبد الله آل سويد .

12. دیوان (الدموع البشرية )، السيد شبر الحواج.

13. ديوان ( ذخيرة الشيعة ) ، الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله.

14. ديوان (الذخيرة المحمدية في رثاء المحمدية) ، مخطوط ، الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله.

15. ديوان (الروض الأنيق في الشعر الرقيق) ، الشيخ فرج آل عمران قدس سره.

16. ديوان (الروضة الرضية فی مدح ورئاء العترة النبوية ) ، الملا راضي الطلالوة رحمه الله.

17. ديوان ( الروضة الزاهرة في النبي والعترة الطاهرة ) ، الشيخ علي المرهون .

18. ديوان ( الروضة العلية ) ، العلامة الشيخ علي الجشي قدس سره.

19. دیوان ( الزفرات المحسنية ) ، الملا عبد المحسن العقيلي

20. ديوان ( زهرة الفردوس ) ، سعيد الشبيب .

21. دیوان ( سلوة الولهان في رثاء سادات الزمان ) ، الملا عيسى آل عبد النبي رحمه الله.

22. ديوان الشبيب ، الملا حسين الشبيب رحمه الله.

23. ديوان (الشواهد العلية)، الشيخ علي المرهون .

24. ديوان ( عبرة المؤمنين ) ، الملا محمد آل انتيف رحمه الله.

ص: 477

25. ديوان ( العلامة الجشي ) ، آية الله الشيخ علي الجشي قدس سره.

26. ديوان ( فضيلة المنبر)، ملا منصور آل عاشور رحمه الله.

27. ديوان ( كسب الثواب ) ، الملا راضي المرهون رحمه الله.

28. ديوان ( لساناً وشفتين ) ، السيد حسن والسيد حسين الخليفة .

29. دیوان ( لوعة الحزين ) ج 3 ، مخطوط ، الخطيب عبد المحسن آل نصر رحمه الله.

30. دیوان ( المراثي الإسلامية في رثاء العترة النبوية ) ، الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله.

31. ديوان ( محرك الأشجان) ، الحاج أحمد العوي رحمه الله.

32. ديوان ( من بيوتي في الجنة ) ، علي جعفر إبراهيم .

33. ديوان (مهراق المدامع ومحرك الفجائع في المراثي اللواذع) ، الملا حسن آل جامع

34. ديوان ( نبضات الولاء)، الملا سعود الشملاوي رحمه الله.

35. ديوان (النفثات الصدرية في رثاء العترة النبوية) الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله.

36. ديوان ( نفحات الهدى في رثاء الشهداء ) ، الملا سعود الشملاوي رحمه الله.

37. ديوان ( النصرة الخاتمية في رثاء العترة الهاشمية ) ، الملا عبد النبي آل خانم

38. ديوان ( نور على نور ) ، عاشقة الأنوار .

39. ذكرى أبي، ج2، علي بن الشيخ حسين القديحي رحمه الله، تحقيق الشيخ محمد الشيخ .

40. شعراء القطيف ، الشيخ علي المرهون.

41. الصرخة المرحومة في رثاء النبي والعترة المظلومة علیهم السلام، الخطيب راضي المرهون رحمه الله، باهتمام الشيخ محمد سعيد المناميين.

42. عبقات من ذكرى والدي ، علي الملا حسن المقيلي .

43. الحلم الوجيز في ذكر خير الأراجيز ، الشيخ فرج آل عمران قدس سره.

44. المجتمع السيهاتي ، حسين آل سلهام.

45. مجلة (التراث) ، إصدار (دار المصطفی صلی الله علیه و آله و سلم لإحياء التراث ).

46. مجموع مخطوط للخطيب السيد جعفر الخضراوي .

47. مجموع مخطوط للملا حسن بن مكي آل ناصر ، موجود لدى ابنه الخطيب محمد علي آل ناصر حفظه الله.

48. من أعلام القطيف عبر العصور ، السيد سعيد الخباز .

49. وفاة لصديقة الزهراء علیهاالسلام ، السيد عبد الرزاق المقرم قدس سره.

ص: 478

المحتويات

الفصل الخامس .. الأراجيز ....5

منظومة في أصول الدين .. الشيخ ناصر آل نصر الله رحمه الل...7

جامعة البيان في أحوال صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشيخ علي القديحي رحمه الله...8

مقدمة شريفة في أن صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) الإمام الثاني عشر من عترة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم...8

بيان في أن كثيراً من علماء السنة قائلون بقولنا للنصوص الواردة من طرفهم فهو حجة عليهم وإنكار الباقي عصبية...9

بيان في النصوص الواردة من الطرفين في المهدي علیه السلام...10

بيان في الآيات الواردة في الرجعة من طريق أهل البيت علیهم السلام في جهة التأويل ، وفيه آيات دالة على إحياء الأموات لحكمة ، فلا استبعاد لمن ينشره الله للرجعة...10

بيان فيما استبعدوه من غيبته وطول عمره...12

بيان في أنه ليس لخروجه وقت مؤقت (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، بل مثله كمثل الساعة...13

بيان في علامات ظهوره علیه السلام المنصوصة في الأخبار عنهم علیه السلام...13

بيان في صفته عليه السلام وعجل الله فرجه في خروجه...14

بيان في كيفية خروجه عليه السلام وعجل الله فرجه ، ونصرنا به نصراً عزيزاً وجعلنا من أنصاره وأوليائه بحقه وبحق أجداده وآبائه صلى الله عليهم أجمعين كل آنٍ وحين...15

بیان فی مسيره علیه السلام إلى مدينة الرسول صلی الله علیه و آله سلم...16

بيان في مسيرة علیه السلام في أرض الله تعالى لقتل الكافرين الدجال والسفياني وأتباعهما لعنهم الله أجمعين...16

بيان في كرة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين علیه السلام مع أنصاره وملائكة النصر والملائكة الشعث الغبر...17

ص: 479

بيان في كرة الأمير الثانية وجميع الأئمة حتى القائم علیه السلام وعجل الله فرجهم...19

بيان في رفع بعض الشبه المنقولة عن شيخنا المفيد عليه الرحمة...21

خاتمة نسأله تعالى حسن الخاتمة...22

جواهر المنظوم في معرفة الموجد القيوم .. الشيخ علي البلادي القديحي رحمه الله...24

جامعة الأبواب لمن هم خير باب .. الشيخ علي البلادي القديحي رحمه الله...26

ليلة الهناء .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمه الله...27

الجوهرة .. الشيخ فرج آل عمران رحمه الله...28

سفراء الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشيخ فرج آل عمران رحمه الله...29

المنظمومة المهدية .. الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله...31

بشارة المصطفى .. الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله...34

الفصل السادس .. الموشح والتخميس والتشطيره...37

ميلاد الإمام الحجة المنتظر علیه السلام .. الشيخ علي الجشي رحمه الله...39

في مدح صاحب العصر والزمان ( عجل الله تعالی فرجه الشریف ) .. الملا حسن آل جامع رحمه الله...42

وبدا خاتم السيادة .. الخطيب سعود الشملاوي رحمه الله...43

فهل من مدكر .. الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله...45

محراب حرف .. الشيخ قاسم آل قاسم...50

وأنت العيد شعبان .. الأستاذ مكي آل ناس...52

أرجوك يا أملي .. الشاعر علي جعفر آل إبراهيم...55

غاب ولكن ... الشاعر علي جعفر آل إبراهيم...56

بدر التمام .. الشيخ عبد الأمير الصايغ...57

نفحات المهدي .. الأستاذ حسين آل جامع...58

بزغ المهدي .. الشيخ عبد الكريم آل زرع...60

أنشوده بميلاد المنتظر .. الشاعر محمد أحمد الناصر...62

يوم الخلاص .. السيد علوي الشرفا...64

انتظار الفرج .. الشاعرة عاشقة الأنوار...65

ص: 480

أصبحت سر من رأى في سعود .. الملا عبد الله الخباز رحمه الله...66

هنيئاً لشعبان .. الملا عبد الله الخباز رحمه الله...67

في مدح الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشيخ فرج آل عمران رحمه الله...69

مولد الإمام المنتظر .. ملا محمد آل انتيف رحمه الله...71

من وحي الانتظار .. الأستاذ مكي آل ناس...72

لمهدك آيات الشيخ علي الجشي رحمه الله...74

أنا في انتظارك .. الشيخ محسن المعلم...75

عبق الكون عنبراً وعبيرا .. الخطيب الشيخ محمد حسن آل مرهون رحمه الله...76

قد سما القلب رقة وشعورا .. الشاعر فوزي الصايغ...78

على شاطئ الولاء .. الأستاذ عدنان أبو المكارم...80

يا صاحب الأمر أدركنا .. الشاعر هاني آل زرع...82

من لنا ..؟.. الملا يوسف آل براك...83

یا غائباً .. الملا يوسف آل براك...84

فتح بابك بالخيرات منتظر.. الملا يوسف آل براك...85

بيت الأحزان .. لؤي محمد شوقي سنبل...86

إلى من المشتكى .. لؤي محمد شوقي سنبل....87

آن الظهور .. الشيخ فرج آل عمران رحمه الله...88

مهد الحسين علیه السلام .. الشيخ فرج آل عمران رحمه الله...89

الفصل السابع .. الشعر الحر...91

في ليلة الذكرى .. الشاعر سعيد الشبيب...93

في صاحب الزمان .. الشاعر محمد حسن الزاير...96

تلاوة الغياب .. الشيخ محمد سعيد المناميين...100

انتظار مرهق .. الشيخ محمد سعيد المناميين...103

تلويحات لعشق لا ينفذ ...! الشاعرة أمل الفرج...106

رحلة الانتظار .. السيد حسين الخليفة...108

نجوم الانتظار .. السيد حسين الخليفة...109

ص: 481

فتح الانتظار... السید حسین الخلیفه...110

نشید الانتظار...السید حسین الخلیفه...111

غریب الانتظار... السید حسین الخلیفه...114

کن بقلبی... الشاعر فرید النمرد...115

قبله لطهر المهد... الشاعر رائد الجیش...117

لدنی الاریج الشاعر رائد الجش...119

الفصل الثامن... الاناشید و الجلوات...121

یا موعود...الشیخ محمد سعید المنامیین... 123

حنین الروح... الشیخ عبدالکریم آل زرع...125

امل المستضعفین...الشیخ عبدالکریم آل زرع... 126

یا ابن الحسن... الشیخ عبدالکریم آل زرع...127

انوارک الغراء... الشیخ عبدالکریم آل زرع...129

بقیه الله... شیخ عبدالکریم آل زرع...132

المکرمات...الشیخ عبدالکریم آل زرع...133

تراتیل السحاب... الشیخ عبدالکریم آل زرع...134

فرح و سرور...الشاعر برای النمر...136

امل الزهرا المهدی (عجل الله تعالی فرجه الشریف)... الاستاذ علی حسن الناصر...138

الامام المنتظر علیه السلام... الاستاذ علی حسن الناصر...140

میلاد المهدی...الشاعر فوزی سلمان الصایغ...141

انشودة امام المهدی (عجل الله تعالی فرجه الشریف)... السید محمد الشرفا...144

انشوة میلاد الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف)...السید محمد الشرفا...145

فی ذکری میلاد الحجة المهدی علیه السلام...السید محمد الشرفا...146

فی ذکری میلاد الحجة علیه السلام (عجل الله تعالی فرجه الشریف)...السید محمد الشرفا...148

انشودة فی استهاض الامام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)...السید محمد الشرفا...150

لحن الحب...الشاعر محمد الحمادی...151

ترنیمة... الشاعر محمد الحمادی...153

ص: 482

تجلد الانتظار .. الشاعرة عاشقة الأنوار...154

هدى التسبيح .. الشاعرة عاشقة الأنوار...155

قم تجلى .. الأستاذ أديب أبو المكارم...156

یا رب الآمال .. الأستاذ أديب أبو المكارم...158

الشيعة فرحانه .. الملا يوسف آل براك...160

الفصل التاسع .. المديح في الشعر الشعبي...163

مولد الإمام الحجة علیه السلام .. الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله...165

مولد الإمام الحجة علیه السلام .. الخطيب السيد محمد آل إدريس رحمه الله...166

يلبيك أشد الراس .. الشاعر حسن الشيخ عبد الكريم الفرج...167

مولد الإمام المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الخطيب محمد آل عبد النبي...172

تراتيلي بصلاة الليل .. الشيخ عبد الكريم آل زرع...175

طلتك شعبان .. الأستاذ مكي آل ناس...177

مهدينا مهدينا .. الأستاذ عدنان أبو المكارم...180

يا لمهدي عجل .. الأستاذ عدنان أبو المكارم...182

حملتك في دياجي الخوف .. الشاعر معتوق آل معتوق...183

عجل فرجنا واجمع شملنا .. الخطيب عيسى البدن...185

عجل بالفرج .. الخطيب عيسى البدن...187

ليلة نص ابشعبان .. الخطيب عيسى البدن...189

يا موعود یا موعود .. الخطيب عيسى البدن...191

نهني الإمام العسكري .. الخطيب عيسى البدن...193

یالمنتظر .. الخطيب عيسى البدن...195

نور شع في الكون .. الشاعر حبيب آل يوسف...197

یا مهدي .. الأستاذ أديب أبو المكارم...201

اشتقت وأشواقي كوتني .. الأستاذ أديب أبو المكارم...204

يالغايب .. وينك ؟ .. الأستاذ أديب أبو المكارم...206

عشقت من الزغر .. الأستاذ أديب أبو المكارم...208

ص: 483

هلا بمولد المهدي .. الأستاذ أديب أبو المكارم...209

الفصل العاشر .. الاستنهاض والندبة في الشعر الشعبي ..211

في استنهاض الحجة المنتظر علیه السلام.. الشيخ علي الجشي رحمه الله...213

يا ابن العسكري .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمه الله...214

عجل ولا تنسى .. الشيخ حسين البلادي القديحي رحمه الله...215

یا صاحب العصر .. الملا علي آل انتيف رحمه الله...216

یا صاحب الزمان .. ملا محمد آل انتيف رحمه الله...217

الإمام علیه السلام وجبريل في مكة .. ملا محمد آل انتيف رحمه الله...218

ثارك ياصاحب الثار .. ملا محمد آل انتيف رحمه الله...220

يا من تصل إلى الغيبة .. ملا محمد آل انتيف رحمه الله...222

يا عماد الدين .. ملا محمد آل انتيف رحمه الله...223

حملت ودايعكم .. ملا محمد آل النتيف رحمه الله...226

استنهاض صاحب الزمان .. الملا حسين الشبيب رحمه الله...227

استنهاض صاحب الزمان ، الملا حسين الشبيب رحمه الله...228

استنهاض صاحب الزمان .. الملا حسين الشبيب رحمه الله...229

استنهاض الحجة القائم .. الملا حسين الشبيب رحمه الله...230

استنهاض لحادثة كربلا .. الملا حسين الشبيب رحمه الله...231

استنهاض .. الملا حسين الشبيب رحمه الله...232

استهاض ورثاء الإمام الباقر علیه السلام.. الملا حسين الشبيب رحمه الله...233

استنهاض الحجة .. الملا حسين الشبيب رحمه الله...235

استنهاض .. الملا عبد المحسن العقيلي رحمه الله...237

استنهاض .. الملا عبد المحسن العقيلي رحمه الله...239

استنهاض .. الملا عبد المحسن العقيلي رحمه الله...241

في رثاء الإمام الحسين علیه السلام.. الشيخ فرج آل عمران رحمه الله...242

يا حجة الله .. السيد علي الخضراوي رحمه الله...244

خطاب للحجة علیه السلام.. السيد شبر الحواج التاروتي رحمه الله...246

ص: 484

استنهاض الإمام الحجة علیه السلام.. الملا منصور آل عاشور رحمه الله...247

استنهاض .. الملا حسن آل جامع رحمه الله...249

استنهاض .. الملا حسن آل جامع رحمه الله...252

في استنهاض الإمام الحجة علیه السلام.. الملا حسن المقيلي رحمه الله...255

في استنهاض الإمام الحجة علیه السلام .. الملا حسن المقيلي رحمه الله...256

استنهاض .. سيد علوي بن سيد شبر السيهاتي رحمه الله...257

استنهاض .. سيد علوي بن سيد شبر السيهاتي رحمه الله...259

استنهاض .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله...260

ندبة .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله...261

ندبة .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله...264

ندبة .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله...265

لطیمة .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله...266

مقارنة بين مولد الحسين ومولد القائم علیها السلام.. الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله...268

ندبة .. الملا عبد المحسن آل نصر رحمه الله...270

یا صاحب الزمان .. الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله...271

الغوث يا فرج الله .. الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله...273

يا غياث المستغيثين .. الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله...275

طالت الغيبة يا فرج الله .. الملا عبد الحسين الدرازي رحمه الله...277

شكاية وندبة لصاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشيخ علي المرهون...279

الحجة المنتظر عجل الله فرجه .. الشيخ علي المرهون...281

استنهاض صاحب العصر رحمه الله.. الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله...283

استنهاض صاحب العصر رحمه الله.. الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله...285

الحسكة الجامعة .. الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله...287

مجيء الحجة المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) وإخراجه لطفل الحسين علیهماالسلام.. الشيخ عبد المجيد أبو المكارم رحمه الله...290

في استنهاض القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الخطيب راضي الطلالوة رحمه الله...292

ص: 485

فی استنهاض القائم (عجل الله تعالی فرجه الشریف).. الخطیب راضی الطلالوة رحمة الله...293

فی الحجة ابن الحسن (عجل الله تعالی فرجه الشریف)... الخطیب راضی الطلالوة رحمة الله...294

تعزیه المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف).. الخطیب سعود الشماء الشملاوی رحمة الله...295

غائب کالشمس المحبوبه...الخطیب سعود الشملاوی رحمة الله...297

استنهاض المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)... الخطیب سعود الشملاوی رحمة الله... 299

استنهاض المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف).. الخطیب سعود الشملاوی رحمة الله...301

خروج از منتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف).. الخطیب سعود الشملاوی رحمة الله... 302

المنتظر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) و الطفل الرضیع... الخطیب سعود الشملاوی رحمة الله...304

الجتة و ظهوره..الخطیب سعود الشملاوی رحمه الله...305

مقارنه و است للمنتظر.. الخطیب سعود الشملاوی رحمه الله...307

مولد الإمام الحجة علیه السلام.. الخطیب السید محمد محمد ادریس رحمة الله...308

باسمک ینادی الکون... الخطیب السید محمد آل ادریس رحمة الله...310

استهاض الحجة علیه السلام.. الخطیب السید محمد آل ادریس رحمة الله...312

یاغایب المذخور.. الخطیب السید محمد آل ادریس رحمة الله...313

انتداب صاحب الامر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) و تعزیتة بجدته الزهرا علیهاالسلام.. الحاج احمد العوی رحمة الله...315

فی حال جناز العسکری و خلفه المهدی علیهماالسلام... الحاج احمد العوی رحمة الله... 317

استنهاض القائم علیه السلام لاخذ ثار یوم الطوف..الحاج احمد العوی رحمة الله...319

انتداب صاحب الامر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) و تعزیتة باجاده... الحاج احمد العوی رحمة الله...320

استنهاض الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) و تعزیته بجدته الزهرا علیهاالسلام... الحاج احمد رحمه الله... 322

تعزیه صاحب الامر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) باجداده الحسین و الکاظم علیهماالسلام.. حاج احمد العوی..324

یا حجة الله طال انتظارت.. الحاج احمد العوی رحمة الله...325

استنهاض للحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف).. الحاج احمد العوی رحمة الله...327

انهض یا من للعدل مذخور.. الحاج احمد العوی رحمت الله...329

فی استنهاض صاحب العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف)..الحاج احمد العوی رحمة الله...331

استنهاض.. الخطیب عبدالعظیم المرهون رحمة الله...333

الامام الثانی عشر.. الخطیب عبدالعظیم المرهون رحمة الله...335

ص: 486

ظهور الامام الحجة علیه السلام.. الخطیب الشیخ عبدالحمید المرهون...336

استنهاض الحجة علیه السلام...السید عدنان السد امین الساده...338

یا حجة الله علیه السلام... الحاج ابراهیم آل محمد علی...339

ندبه لصاحب الامر... الملا حسن قاسم آل مدن الجارود ای رحمة الله...341

عجب تصبر... الملا حسن قاسم آل مدن الجارود رحمة الله...342

حب اهل بیت علیه السلام و تکذیب مغبضهم... الملا حسن آل مدن الجارودی رحمة الله...343

یا صاحب العصر... الخطیب رازی المرهون رحمة الله....344

فی المجلس...الخطیب رازی المرهون رحمة الله...345

نخوة لصاحب العصر و الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف).. الملا عیسی آل عبد النبی رحمة الله...346

استنهاض الامام الحجة علیه السلام... الخطیب عبدالله آل سوید...348

عجل یبن طه... الخطیب عبدالله آل سوید...349

یا حجة الله..الخطیب عبدالله آل سوید...351

ندبه للامام االحجة ابن الحسن علیه السلام... الخطیب عبدالله آل سوید...353

الافیه المحزنه فی النبی و عترته الممتحنة.. الخطیب عبدالله آل سوید..354

فی استنهاض صاحب الامر...الاستاذ مکی آل ناس...355

وفاة الامام الحسن العسکری علیه السلام...الأستاذ مکی آل ناس...357

استنهاض صاحب الزمان علیه السلام.. الاستاذ مکی آل ناس...358

یزداد بیک جنونی.. الشاعر حسن الشیخ عبدالکریم الفرج...359

یمته المادح یواجه الممدوح.. الشاعر حسن الشیخ عبدالکریم الفرج...363

استنهاض للحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف).. الشیخ قاسم آل قاسم...364

الک یا قایمنا..الشاعر علی الدرازی...365

المهدی و الزهرا علیهما السلام...الشیخ عبدالامیر الصایغ...368

فی رثاء الامام حسن العسکری علیه السلام..الخطیب عبد النبی آل خاتم...369

استنهاض لصاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف).. الخطیب عبدالنبی آل خاتم...371

مع امام الهدی فی وفاة ابیه..الخطیب عبدالنبی آل خاتم...372

فی رثاء الامام الحسن العسکری.. الخطیب عبدالنبی آل خاتم...374

ص: 487

في رثاء الامام الحسن العسكري رحمة الله.. الخطيب عبد النبي آل خاتم...375

في الاستهاض .. الشاعر حبيب آل يوسف...376

استهاض الإمام الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشاعر حبيب آل يوسف...377

يمتي يبو صالح ؟ .. الخطيب مرتضى المرهون...379

قوم انهض يبن حیدر .. الخطيب مرتضى المرهون...380

متى يطل الربيع ؟ .. السيد عبد الله الشاخوري...381

القبة المهدومة .. السيد عبد الله الشاخوري...382

يبن الحسن .. الشاعر عيسى علي العلق...383

رسالة إلى الغائب .. الشاعر زيد العبندي...384

هدم القبور .. الشاعر زيد العبندي...386

كافي من هالصبر ! .. الأستاذ أديب أبو المكارم...388

ضلع مكسور .. الشاعر مجتبي آل سنبل...389

فاجعة سامراء .. الشيخ نادر الصادق...390

هدم القبور .. الشيخ نادر الصادق...392

شهر الجود .. الشاعر سعيد الشبيب...393

الفصل الحادي عشر... الأبوذيات والموال والزهيري...395

أبوذيتان في صاحب الأمر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشيخ محمد سعيد المناميين...397

ورايه:...397

والواه:...397

أبوذيات في الإمام المهدي (عجل الله تعالی فرجه الشریف)... الأستاذ مكي آل ناس...398

عدلها :...398

بدارك:...398

ظلمها :...398

وعيده :...398

أبوذيات في الحجة (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشاعر علي الدرازي...399

وعداك:...399

ولعنا:...399

ص: 488

ولینا:...399

ودله:...399

وطيبة:...399

سكنها:...400

ومهدي:...400

زينة:...400

بسمه:...400

علمكم:...400

ضاقت:...400

مهدي .. الشاعر هاني آل زرع...401

أبوذيات مهدوية .. الشاعر زيد العبندي..402

وعد لك:...402

بسعود:...402

تملک:...402

وسلها:...402

وفلها :...402

شلها:...402

طالبينة:...403

بیهم:...403

وكبار:...403

حنت:...403

نبيها:...403

وعد له:...403

يو ملينه:...403

سلامات:...404

يربنه:...404

أبوذيات و صاحب العصر (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشاعر عيسى العبد الله...405

وأنا راك:...405

نعلها:...405

غلا لالك:...405

ص: 489

وألم بيك :...405

من إشفاي:...405

دما لها:...406

ولا هل:...406

عدا إلها:...406

أبوذيات في صاحب الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) .. الشاعر مجتبي آل سنبل...407

مهدي :...407

ولمهم :...407

سكنه :...407

بیداك:...407

حبيب الروح .. الشاعر ميثم آل سنبل...408

يوم روض الوفا من الورد أحمد...409

مهدي..الشاعر هاني آل زرع...411

زهيريات .. الشاعر عيسى علي العلق...412

خطي :...412

صاحبه :...412

منجلي :...413

عاد :...413

حجته .. الشاعر مجتبي آل سنبل...414

الفصل الثاني عشر .. الخط العربي واللوحات الفنية...415

اللهم كن لوليك .. الخطاط مكي البحراني...417

فأغث يا غياث المستغيثين .. الخطاط جعفر الزاير...418

فأغث يا غياث المستغيثين .. الخطاط جعفر الزاير...419

الأمل .. الأستاذ محمد الصفار...420

نور آل محمد .. الأستاذ محمد الصفار...412

یا مهدي .. عاشقة الكرار...422

متى ترانا ونراك .. عاشقة الكرار...423

ص: 490

يا قائم آل محمد .. الأستاذة هنادي الجشي...424

حديث الروح إليك .. الفنان جمال الروح...425

عروج .. الفنان جمال الروح...426

ما وراء الليل .. الفنان جمال الروح...427

التعريف بالمشاركين في الكتاب...429

1. الحاج إبراهيم ابن الملا خليل بن إبراهيم أبو زيد :...433

2. الحاج إبراهيم بن عبد الله بن خليل آل محمد علي :...433

3. الدكتور إبراهيم بن عبد الله بن سلمان الدبوس :...433

4. الشيخ أحمد بن الشيخ صالح آل طعان...433

5.الشيخ أحمد بن الشيخ صالح بن سالم آل طوق:...434

6. الخطيب أحمد بن منصور بن علي آل خميس:...434

7. الحاج أحمد ابن الملا عبد الله ابن محمد العوی:...434

8. الحاج أحمد بن سلمان بن حسن بن مرزوق الصائغ الکوفی:...434

9. الحاج أحمد بن الشيخ مهدي بن أحمد بن نصر الله أبو السعود:...435

10. الشاعر أحمد نصر آل حمود:...435

11. الشاعر أديب بن عبد القادر بن الشيخ علي أبو المكارم:...435

12. الشاعرة أمل بنت عبد الله بن علي الفرج:...435

13. الشاعر بأسم بن إبراهيم بن حسن البحراني:...436

14. الشاعر بدر بن شبيب الشبيب:...436

15. الخطاط جعفر بن عبد الله بن حسين آل زاير:...436

16. الشاعر جعفر بن سلمان بن داوود آل شبيب:...436

17. الشيخ أبو البحر شرف الدين جعفر بن محمد بن حسن الخطي:...437

18. الشاعر جمال رسول:...437

19. الفنان جمال الروح:...437

20. الشاعر حبيب بن أحمد بن علي آل يوسف:...437

21. الشاعر حبيب بن علي المعاتيق:...438

22. الشاعر حبيب بن مكي بن علي الخويلدي:...438

23. السيد حسن ابن السيد علوي أبو الرحي:...438

24. الشاعر حسن بن أحمد اليوسف:...438

ص: 491

25. الملا حسن بن أحمد بن مهدي الجامد :...439

26. الملا حسن بن حسين بن علي المقيلي:...439

27. الشاعر حسن ابن الشيخ عبد الكريم بن حسين الفرج:...439

28. الملا حسن بن عبد الله بن إبراهيم آل جامع :...439

29. الشيخ حسن بن عبد الله بن حسن آل ربيع :...440

30. الشاعر حسن بن علي بن حسين آل خواهر:...440

31. الشاعر حسن ابن الشيخ فرج بن حسن العمران :...440

32. الملا حسن بن قاسم بن أحمد آل مدن الجارودي :...440

33. السيد حسن بن السيد كاظم بن السيد محمد علي الخليفة :...441

34. الملا حسن ابن الملا محمد بن حسن آل باقر :...441

35. الشيخ حسن بن محمد بن مرهون التاروتي :...441

36. الشاعر حسين بن الملا حسن بن عبد الله آل جامع:...441

37. الشاعر حسين بن الملا علي بن أحمد آل محسن :...442

38. الشيخ حسين بن الشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي القديحي :...442

39. الحاج حسين بن تقي بن مهدي الزاير...442

40. الملا حسین بن شبيب بن محمد آل شبيب:...442

41. السيد حسين ابن السيد كاظم ابن السيد محمد علي الخليفة :...443

42. الخطيب حسين بن محمد بن إبراهيم اليوسف :...443

43. الشاعر رائد أنيس الجشي :...443

44. الخطيب راضي بن علي بن راضي الطلالوة :...443

45. الخطيب راضي بن علي بن قاسم المرهون :...444

46. الشيخ رضي بن إبراهيم بن عبد المحسن المحروس :...444

47. الشاعر زيد بن علي العبندي :...444

48. الخطيب سعود بن عبد العزيز بن أحمد الشملاوي :...444

49. الخطيب سعيد بن عبد الكريم بن كاظم عبيدان :...445

50. الشاعر سعيد بن محمد بن حسن العصفور :...445

51. الشاعر سعيد بن معتوق الشبيب:...445

52. الشيخ سليمان بن أحمد بن حسين آل عبد الجبار رحمه الله:...445

53. السيد شبر ابن السيد إبراهيم ابن السيد شبر الحواج الموسوي :...446

54. الشاعر شفيق بن معتوق بن عبد الله العبادي :...446

55. الخطيب صادق ابن الشيخ منصور ابن علي المرهون :...446

ص: 492

56. الشيخ ضياء بن بدر بن علي آل سنبل :...446

57. السيد ضياء ابن السيد عدنان الخباز :...447

58. الشاعرة عاشقة الأنوار :...447

59. الفنانة عاشقة الكرار :...447

60. الشاعر عادل دهنيم :...447

61. الشيخ عباس بن منصور العنكي :...448

62. الشيخ عبد الأمير بن عبد الكريم الصايغ :...448

63. الملا عبد الحسين بن علي بن سلمان الدرازي :...448

64. الشيخ عبد الحميد الخطي بن الشيخ علي بن حسن الخنيزية:...448

65. الشيخ عبد الحميد ابن الشيخ منصور بن علي المرهون :...449

66. الشاعر عبد الخالق بن عبد الجليل الجنبي :...449

67. الشاعر عبد الرؤوف بن عبد الله بن حسن المرهون :...449

68. الخطيب عبد العظيم ابن الشيخ منصور بن علي المرهون:...449

69. الشيخ عبد الكريم بن مبارك بن حسن آل زرع :...450

70. الحاج عبد الكريم بن محمد بن حسين آل حمود :...450

71. الملا عبد الله بن أحمد بن مكي آل حسين:...450

72. سيد عبد الله بن سید باقر بن سيد علي الشاخوري :...450

73. الشاعر عبد الله بن سعيد بن كاظم البيك :...451

74. الخطيب عبد الله بن عباس بن علي آل سويد :...451

75. الملا عبد الله بن عبد الله بن متروك الخباز :...451

76. الشيخ عبد الله بن الشيخ علي بن حسن الخنيزي:...451

77. الملا عبد الله بن علي بن علي المادح :...452

78. الشاعر عبد الله بن علي الأقزم...452

79. الشيخ عبد الله بن فرج بن الشيخ عبد الله العمران :...452

80. الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله آل سنبل :...452

81. الشيخ عبد الله بن معتوق بن درويش المعتوق :...453

82. الشيخ عبد المجيد ابن الشيخ علي الشيخ ابن جعفر أبو المكارم :...453

83. الخطيب عبد المحسن بن محمد بن علي آل نصر:...453

84. الملا عبد المحسن العقيلي :...454

85. الخطيب عبد النبي بن عبد الرسول بن محمد علي آل خاتم:...454

86. الشاعر عبد الهادي بن حبيب بن حسن البقيعي :...454

ص: 493

87. الشاعر عبد الوهاب حسن المهدي :...454

88. الأستاذ عدنان بن عبد القادر بن الشيخ علي أبو المكارم :...454

89. السيد عدنان ابن السيد أمين ابن السيد محمد السادة :...455

90. السيد علوي ابن السيد شبر ابن السيد محمد السيهاتي :...455

91. السيد علوي ابن السيد عمران الشرفا :...455

92. الخطيب علي بن أحمد بن علي آل محسن :...455

93. الشاعر علي بن جعفر بن تركي إبراهيم :...456

94. الشيخ علي ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد أبو المكارم :...456

95. الخطيب علي بن حسن بن أحمد الطويل :...456

96. الحاج علي بن ملا حسن بن حسين المقيلي :...456

97. الشاعر علي بن حسن بن عبد الحسين الدرازي :...457

98. الشيخ علي بن الشيخ حسن بن علي البلادي القديحي :...457

99. الأستاذ علي بن حسن بن علي الناصر:...457

100. الشيخ علي بن حسن بن محمد الجشي :...457

101. الشيخ علي ( أبو الحسن) بن حسن بن مهدي الخنيزي :...458

102. ملا علي بن ملا ضيف بن مهدي آل انتيف :...458

103. الحاج علي بن عبد الله بن إبراهيم التاروتي:...458

104. الشيخ علي بن عبد الله بن علي الفرج:...458

105. الشيخ علي بن عيسى بن أحمد الزواد :...459

106. الشاعر علي بن عيسى بن مهدي آل مهنا :...459

107. الحاج علي بن محمد بن أحمد الزاهر :...459

108. الملا علي بن محمد بن علي الرمضان :...459

109. الشيخ علي بن مدن أل محسن:...460

110. الشاعر علي بن مكي الشيخ :...460

111. الشيخ علي بن الشيخ منصور بن علي المرهون :...460

112. الشاعر علي بن مهدي المطاوعة :...460

113. السيد علي السيد هاشم السيد علوي الخضراوي :...461

114. الحاج عمران الشيخ فرج بن حسن العمران :...461

115. الملا عيسى بن حسين بن عيسى آل سيار ( عبد النبي ):...461

116. الشاعر عيسى بن حسين بن عيسى العبد الله :...461

117. الملا عيسى بن عبد المحسن بن حبيب البدن :...462

ص: 494

118. الشاعر عيسى بن علي بن عيسى العلق :...462

119. الشيخ فرج ابن حسن بن أحمد آل عمران :...462

120. الشيخ فرج بن محمد آل عمران ( المادح ):...462

121. الشاعر فريد بن عبد الله بن محمد النمر:...463

122. الشاعر فوزي بن سلمان بن محمد الصايغ :...463

123. الشيخ قاسم بن عبد الشهيد بن علي آل قاسم:...463

124. الشاعر قيس بن عيسى بن مهدي آل مهنا :...463

125. لؤي بن محمد شوقي بن عبد الرزاق آل سنبل :...464

126. الشاعر مجتبی بن علي بن محمد شوقي آل سنبل :...464

127. السيد محسن السيد أمين السيد ناصر الشبركة :...464

128. الشاعر محسن بن علي بن سلمان بن خميس :...464

129. الشيخ محسن بن علي بن صالح المعلم :...465

130. الشيخ محسن بن فرج النجفي :...465

131. الشاعر محمد بن أحمد بن مكي آل ناصر :...465

132. الحاج محمد سعيد بن أحمد بن محمد حسن الجشي :...465

133. السيد محمد السيد باقر السيد إبراهيم الشرفا :...466

134. الخطيب محمد علي ابن الملا حسن بن مكي آل ناصر :...466

135. الأستاذ محمد بن حسن بن منصور الزاير :...466

136. الشاعر محمد بن حسن بن يوسف الماجد :...466

137. السيد محمد السيد حسين السيد عدنان الخباز :...467

138. الشاعر محمد بن رضي بن ناصر الشماسي :...467

139. الشيخ محمد بن سعيد بن عبد الله المناميين :...467

140. الفنان محمد بن سلمان الصفار :...467

141. الخطيب محمد بن عبد الله بن علي آل عبد النبي :...468

142. الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الله بن محمد أبو عزيز الخطي :...468

143. الشيخ محمد بن عبد علي بن محمد آل عبد الجبار :...468

144. الشاعر محمد سعيد ابن الشيخ علي بن حسين الخنيزي :...468

145. الملا محمد بن الملا علي بن هيف بن مهدي آل انتيف :...469

146. السيد محمد ابن السيد علي ابن السيد علوي آل إدريس :...469

147. الأستاذ محمد بن قاسم السويكت:...469

148. السيد محمد بن السيد مال الله الموسوي الفلفل :...469

ص: 495

149. الخطيب الشيخ محمد حسن ابن الشيخ منصور بن علي آل مرهون :...470

150. الشاعر محمد سعيد بن الشيخ ميرزا حسين البريكي:...470

151. الشاعر محمد بن مهدي الحمادي:...470

152. الشيخ محمد بن ناصر بن علي آل نمر :...470

153. الخطيب مرتضی ابن الشيخ عبد الحميد ابن الشيخ منصور المرهون :...471

154. الشاعر معتوق بن عبد الله بن محمد آل معتوق :...471

155. الشاعر معتوق محمد عبدالله العلي :...471

156. الأستاذ مكي بن صالح بن علي آل ناس :...471

157. الخطاط مكي بن علي بن ناصر البحراني :...472

158. الملا مكي بن قاسم بن أحمد آل مدن الجارودي :...472

159. الشيخ منصور بن عبد الله بن عبد العزيز البيات :...472

160. الملا منصور بن محمد بن علي آل عاشور :...472

161. الحاج منصور بن محمد علي بن محمد الجشي :...473

162. الشيخ مهدي بن حسن بن عيسى المصلي:...473

163. الشاعر میثم ابن الشيخ نزار بن محمد شوقي آل سنبل :...473

164. السيد ناجي ابن السيد علي آل طویلب :...473

165. الشيخ نادر بن علي بن حسن الصادق :...474

166. الشيخ ناصر بن أحمد بن نصر الله آل أبي السعود:...474

167. الشيخ نزار بن محمد شوقي بن عبد الرزاق آل سنبل :...474

168. السيد هاشم ابن السيد شرف ابن السيد هاشم المير:...474

169. الشاعر هاني بن مبارك بن حسن آل زرع :...475

170. الأستاذة هنادي بنت عبد الهادي الجشي :...475

171. الشاعر ياسر بن عبد الله بن أحمد السنان :...475

172. الملا يوسف بن سعید بن كاظم آل برائك :...475

173. الحاج یوشع بن حسين بن إبراهيم البحارنة :...476

مصادر الجزء الثالث...477

المحتویات...479

ص: 496

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.