الملاحم و الفتن فی ظهور الغائب المنتظر (عج)

اشارة

سرشناسه:ابن طاوس، علی بن موسی، 589-664ق.

عنوان و نام پديدآور: الملاحم و الفتن فی ظهور الغائب المنتظر (عج)/ نویسنده ابن طاووس

ناشر: الشریف الرضی - قم- 1398

مشخصات ظاهری:224 ص.

وضعیت فهرست نویسی:فاپا

يادداشت:کتاب حاضر با عناوین مختلف توسط مترجمان و ناشران متفاوت منتشر شده است.

موضوع:محمدبن حسن (عج)، امام دوازدهم، 255ق -

موضوع:فتن و ملاحم -- احادیث

آخر الزمان (اسلام)-- احادیث

مهدویت

شماره کتابشناسی ملی : 4490192

ص: 1

اشارة

ص: 2

مقدمات التحقيق

اشارة

<الملاحم و الفتن في ظهور الغائب المنتظر عجل اللّه فرجه> تأليف العالم العامل العابد الزاهد رضى الدين أبي القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسني الحسيني المتوفى 664 ه منشورات الرّضى قم - ايران

ص: 3

الطبعة الخامسة 1398 ه - 1978 م حقوق الطبع محفوظة

ص: 4

بِسْمِ اَللّهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

مقدمة الطبعة الاولى

ترجمة المؤلف

هو رضي الدين أبو القاسم علي بن سعد الدين إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي عبد اللّه محمد الطاووس بن إسحاق (1) بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود (2) بن الحسن المثنى بن الإمام المجتبى الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام (3).

كني بابن طاووس نسبة إلى جده الأعلى أبي عبد اللّه محمد بن

ص: 5


1- في خاتمة المستدرك للنوري ج 3 ص 466 عن مجموعة الشهيد الأول: كان إسحاق يصلي في اليوم و الليلة خمسمائة ركعة عن والده.
2- في «عمدة الطالب» ص 178 ط النجف كان داود رضيع الإمام الصادق «ع» حبسه المنصور و أراد قتله ففرج اللّه تعالى عنه بالدعاء الذي علمه الصادق «ع» لأمه و يعرف بدعاء أم داود في النصف من رجب مذكور العمل به في الاقبال و غيره.
3- نص على هذا النسب المترجم في إجازته المذكورة في الاجازات من البحار ج 25 ص 17 و عمدة الطالب ص 178.

إسحاق فإن محمدا كان جميل الصورة بهي المنظر إلا أن قدميه لم يتناسبا مع جمال هيئته فلقب بالطاووس (1).

و أمه بنت الشيخ العالم الزاهد ورام بن أبي فراس الحلي و أم أبيه بنت الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي فالشيخ الطوسي جد أبيه من الأم كما نص عليه المترجم في (الإقبال) فانه قال: قرأت كتاب المقنعة للشيخ المفيد على والدي بروايته عن الفقيه الحسن بن رطبة عن خال والدي السعيد أبي علي الحسن بن محمد عن والده محمد ابن الحسن الطوسي جد والدي من قبل أمه عن الشيخ المفيد الخ (2).

كما في لؤلؤة البحرين للشيخ الجليل يوسف البحراني من أن أم المترجم بنت الشيخ ورام و أمها بنت الشيخ الطوسي لا يتم لأن وفاة الشيخ ورام كما ذكره ابن الأثير ج 12 ص 110 سنة 605 ه و وفاة الشيخ الطوسي سنة 460 ه فتكون وفاة الشيخ و رام بعد وفاة الشيخ الطوسي بمائة و خمسة و أربعين سنة فكيف يتصور كونه صهرا للشيخ على ابنته و ان فرضت ولادة البنت بعد الشيخ أعلا اللّه مقامه.

على أن المترجم لم يذكر هذه النسبة مع حرصه على ضبط أمثالها بل قد عرفت منه حصر نسبة أم والده الشيخ الطوسي.

كما أن ما في لؤلؤة البحرين من أن أم ابن ادريس الحلي صاحب السرائر بنت الشيخ الطوسي فتكون والدة المترجم و ابن إدريس ولدي خالة أيضا غير تام، فان وفاة الشيخ الطوسي كما عرفت سنةن.

ص: 6


1- المجلسي في الاجازات ص 19.
2- الاقبال ص 334 في فضل الدعاء لأول يوم من شهر رمضان.

460 و ولادة ابن إدريس في سنة 543 (1) فبين الوفاة و الولادة ثلاثة و ثمانون سنة و العادة قاضية بعدم قابلية من هي بهذا السن للولادة هذا لو فرضنا ولادة البنت بعد الشيخ الطوسى و أما إذا كانت ولادتها قبل وفاة الشيخ رحمه اللّه فتزاد السنين (2).

إن كل من درس حياة سيدنا المترجم يعرف ان له مقاما فوق مستوى العقول في قداسة النفس و وفور العلم و شدة الاحتياط و الورع الغير متناهي و أخذ الحذر عما لا يرضي المولى سبحانه مع ما تحمله من الجهد في إسعاف الأمة بما يهذبها و يربى بها إلى أوج النزاهة، أما بنصائحه البالغة و ارشاداته القيمة كما يدل عليه رسالته إلى ولده التي أسماها (كشف المحجة).

و أما بادلاء الحجج و البراهين لمعرفة الذين و من هم الوسائط في الكشف عنه كما يرشد اليه كتابه (كشف اليقين) و كتاب (الطرائف) و كتاب (الطرف).

و أما بالزامهم بالغاية الفذة من الخلقة و هي العبادة للّه جل شأنه و الزلفى لديه و يدل عليه كتاب (الإقبال) و كتاب (فلاح السائل) و (جمال الإسبوع) و (مهج الدعوات).

و أما بلفت الأنظار إلى صحيح التاريخ الذي هو العبرة للمعتبر، و داع إلى السير وراء آثار السلف الصالح و التحذر عما يوجب تدهور1.

ص: 7


1- في خاتمة المستدرك ج 3 ص 481 توفي ابن ادريس سنة 598 ه فله 55 سنة.
2- هذه الملاحظة الدقيقة لشيخنا المحقق النوري في خاتمة المستدرك ج 3 ص 472 و ص 481.

الماضين إلى الضعة و ينبىء عند كتابه: (الاصطفاء إلى تأريخ الخلفاء).

و أما بالتعرف إلى فقه الشريعة و الإرشاد إلى كيفية: إستنباط الأحكام من أحاديث آل الرسول عليهم السلام و يدل عليه كتابه (غياث سلطان الورى لسكان الثرى) في المواسعة و المضايقة.

إلى غير ذلك من تآليفه القيمة و كلها يد بيضاء على الأمة و بها كان شاخصا أمام أعين القراء، ماثلا بين العلماء، له مكانة في القلوب خالدة مهما تعاقب الملوان.

و هذا كله بعد أن تحلى بالملكات الفاضلة التي تركته فائقا بين أفراد نوعه و أهّلته للتشرف بمشافهة (حجة الوقت الإمام المنتظر) عجل اللّه فرجه إلى كرامات أثبتتها الجوامع و تحدّث بها الثقات و حدّث بجملة منها نفسه أعلا اللّه مقامه امتثالا لقوله سبحانه و تعالى (وَ أَمّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) و في ذلك يقول العلامة الحلي في إجازته الكبيرة لبني زهرة: كان رضي الدين علي بن طاووس صاحب كرامات، حكى لي بعضها و روى لي والدي رحمه اللّه البعض الآخر؛ و في (أمان الأخطار) و (مهج الدعوات) و (غياث سلطان الورى) شيء كثير منها.

فان تفق الأنام و أنت منهم *** فإن المسك بعض دم الغزال

أما النقابة: و هي تولية شؤون العلويين تدبير أمورهم و الدفع عما ينالهم من العدوان فتولاها من هذا البيت جد المترجم أبو عبد اللّه محمد الملقب بالطاووس كان نقيبا بسورى (1).ة.

ص: 8


1- المجلسي في الاجازات ص 19 و النوري في خاتمة المستدرك ص 470 عن مجموعة الشهيد و سورى كما في معجم البلدان ج 5 ص 168 من أعمال بابل بالقرب من الحلة.

كما تولاها أخو المترجم (أحمد) في هذا البلد (1) و تولاها ابن أخ المترجم مجد الدين محمد بن عز الدين الحسن بن أبي إبراهيم موسى بن جعفر فانه خرج إلى السلطان هلاكو و صنف له كتاب البشارة و سلم الحلة و النيل (2) و المشهدين من القتل و النهب و رده اليه حكم النقابة بالبلاد الفراتية (3) و تولاها ابن أخ المترجم و هو غياث الدين عبد الكريم ابن جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن أبي إبراهيم موسى بن جعفر كما تولاها ولده أبو القاسم علي بن غياث الدين السيد عبد الكريم (4) و تولاها ولد المترجم أحمد و حفيده عبد اللّه (5) و تولاها في نصيبين من أهل هذا البيت أبو يعلى محمد بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود ابن الحسن المثنى و كان أديبا شجاعا كريما فاضلا (6).

و ان سيدنا المترجم حيث أغرق نزعا في مقام التجرد عن عالم الملك و تحيز إلى صقع القداسة كلف في زمان المستنصر العباسي بتولية النقابة8.

ص: 9


1- في خاتمة المستدرك ج - ص 466 كان السيد أحمد فقيها رجاليا أديبا شاعرا صنف كتبا كثيرة منها البشرى في الفقه ست مجلدات، و عين العبرة في غبن العترة، و بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية، التي صنفها الجاحظ، و هو أول من ناظر في الرجال و فتح باب الجرح و التعديل، توفي سنة 677 ه، و في الحوادث الجامعة ص 152 ذكر له كلاما بديعا عند احتراق حرم العسكري «ع» أيام الظاهر.
2- في معجم البلدان ج 8 ص 360 يقع في قرب حلة بني مزيد حفره الحجاج الثقفي و هو يمتد من الفرات الكبير و عليه قرية و نسب اليه جماعة من العلماء.
3- عمدة الطالب طبع النجف ص 179.
4- المستدرك ص 441.
5- عمدة الطالب ص 180.
6- عمدة الطالب ص 178.

فلم يقبلها غير أنه في الآونة الأخيرة ترجح في نظره أن ينهض بصالح الأشراف و يدرأ عنهم الهوان و يكبح من يطمع منهم إلى الرذائل و يسير بهم في خطة سلفهم الطاهر سيرا سجحا فتقلدها من قبل هلاكو خان مدة ثلاثة سنين واحدى عشر شهرا (1) و حصل له ما أراد من الغاية المتوخاة له.

أقام ببغداد نحوا من خمس عشر سنة، ثم رجع إلى الحلة، ثم سكن المشهد الغروي برهة ثم عاد إلى بغداد في دولة المغول، و في المرة الأولى أسكنه الخليفة المستنصر العباسي في الجانب الشرقي منها (2).

و لما فتح هلاكو بغداد في سنة 656 ه أمر أن يستفتي العلماء أيما أفضل السلطان الكافر العادل أو السلطان المسلم الجائر؟ فجمع العلماء (بالمستنصرية) لذلك، فلما وقفوا على المسألة أحجموا عن الجواب و كان رضي الدين علي بن الطاووس حاضر المجلس و كان مقدما محترما فلما رأى إحجامهم تناول الورقة و كتب بخطه: الكافر العادل أفضل من المسلم الجائر فوضع العلماء خطوطهم معتمدين عليه (3).

و كانت بينه و بين مؤيد الدين القمي محمد بن محمد بن عبد الكريم (4)

ص: 10


1- المجلسي في الإجازات ص 19 و خاتمة المستدرك ص 478 عن مجموعة الشهيد.
2- المجلسي في الإجازات ص 19.
3- الفخري في الآداب السلطانية ص 11 طبع مضر سنة 1345 ه.
4- في كشف الغمة ص 245 ذكر اجتماع السيد رضي الدين بالوزير القمي و سؤال الوزير إياه عن وجه استغفار الامام الكاظم «ع» في سجدة الشكر، و هذا الوزير توفي ببغداد سنة 629 ه و دفن أولا بمقبرة الزرادين بالمأمونية، و بقي ثلاثة عشر سنة و أحد عشر شهرا ثم نقل الى تربة أنشأها بمشهد الكاظميين و وقف عليها وقوفا و كان محبا للخير مكرما للعلويين، و هو القائل: ان كان ينفعني يوم الدين شيء فاكرام هؤلاء العلويين.

وزير الناصر ثم إبنه الظاهر ثم المستنصر مواصلة و صداقة متأكدة.

كما كانت صلة أكيدة بينه و بين الوزير ابن العلقمي و ابنه صاحب المخزن.

أساتذته و تلاميذه

تخرج على كثير من فطاحل العلماء المحققين و استجازهم:

منهم: العالم الصالح الشيخ حسين بن محمد السوراوي، قال في (فلاح السائل) اجازني سنة 609 ه.

و منهم الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الفقيه الحناط - بالحاء المهملة و النون المشددة - كما هو المضبوط في جمال الاسبوع و فلاح السائل و أربعين الشهيد، نسبة إلى بيع الحنطة أو الخياط - بالخاء المعجمة و الياء المثناة من تحت المشددة - كما هو المضبوط في فتح الأبواب نسبة إلى عمل الخياطة.

قال في (فلاح السائل) و (جمال الأسبوع): إنه أجازني سنة 609 ه.

و منهم الشيخ نجيب الدين محمد بن نما ذكره في الدروع الواقية.

و منهم السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي.

و منهم الشيخ الجليل أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد

ص: 11

الأصفهاني صاحب رشح الولاء، قال في فلاح السائل: أجازني ببغداد سنة 635 ه في داري التي أسكنني بها الخليفة المستنصر.

و منهم الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي ذكره في الدروع الواقية.

و منهم الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيز بن وشاح السوراوي الحلي الفقيه العالم صاحب المنهاج في علم الكلام ذكره الشهيد في الحديث التاسع من الأربعين.

و منهم السيد أبو حامد محيي الدين محمد بن عبد اللّه بن زهرة الحسيني ابن أخي ابن زهرة صاحب الغنية، ذكره الشهيد في الحديث 33 من الأربعين.

و منهم نجيب الدين محمد السوراوي كما في (الإجازات).

و منهم الشيخ صفي الدين محمد بن معد الموسوي.

و تخرج عليه فطاحل العلماء و استجازوه في الرواية و في طليعتهم العلامة الحلي و ابن أخيه السيد عبد الكريم صاحب (فرحة الغرى) إلى كثيرين نص عليهم العلامة النوري في خاتمة مستدرك الوسائل (1).

كتاب الملاحم

لقد كان هذا السفز الوحيد في بابه، ثروة علمية كبرى لمن يتحرى الوقوف على ما أرشد اليه النبي (ص) و خلفاؤه المعصومون و أصحابه السائرين على أثره، مما يجري في الكون من حوادث و فتن و فيه من أعلام النبوة شيء يهش اليه كل مسلم حيث انه صلى اللّه عليه و آله و سلم اخبر عن أمور لم

ص: 12


1- ج 3 ص 473.

يشهدها في حياته المقدسة و قد وقعت كما صدع بها، و من المقطوع به أن في أخبار الرسول الأعظم بهذه الأمور المتأخرة بحسب إقتضاء ظرفها المحدودة به بشائر بالعصر الذهبي المستقبل الذي يعود إلى الدين الحنيف جدته فتسكن اليها القلوب المتضجرة من الفساد السائد في الكون.

فالكتاب: سفر حديثي من ناحية، و مجموعة معاجز من ناحية أخرى و تباشير بالعدل المقرون بظهور (حجة آل محمد «عج») من ناحية ثالثة.

و قد انتخب المؤلف أخباره من ثلاثة كتب من المصادر الوثيقة المؤلفة في هذا الباب لأئمة الحديث كما نص عليهم الكتاب.

و كان هذا السفر الجليل مختبئا في زوايا المكتبات و قد ظنت به الأيام كما هي عادتها في أمثاله حتى إمتن المهيمن تعالت آلاؤه على الامة بإرشاد المهذب الغيور (محمد كاظم ابن الحاج محمد صادق) صاحب المطبعة الحيدرية في النجف إلى هذا الكتاب؛ فبذل الجهد في البحث عنه و نسخه على نسخة العلامة المحقق الشيخ محمد السماوي، و قابلها بمساعدة العلماء المدققين على نسخة شيخنا الحجة الشيخ آغا بزرك مؤلف كتاب (الذريعة إلى مصنفات الشيعة) المستنسخة على نسخة الأصل للمؤلف أعلا اللّه مقامه (1).

فخرج الكتاب من المطبعة درة ثمينة و قد ضم بين طياته آدابا علمية و دروسا أخلاقية و براهين دالة على أحقية من هم الواسطة في هداية البشر و إرشادهم إلى الطريق المهيع.ر.

ص: 13


1- كان هذا في الطبعة الاولى - الناشر.

فالقراء الكرام يشكرون لحضرة الناشر المومى إليه هذه الهمة القعساء و الشعور الملتهب غيرة على إحياء المؤلفات القيمة.

كما انه قبل هذا الكتاب أجهد نفسه في نسخ كتاب: (فرج المهموم لمعرفة النجوم) من مؤلفات سيدنا المترجم رضوان اللّه عليه الذي جمع فيه المؤلف أقوال أهل بيت العصمة عليهم السلام و ما اعتقده علماء الفريقين في النجوم من أنها علامات دالة على ما يحدث في الكون من صلاح و فساد و أوضح بالشواهد التاريخية بطلان الاعتقاد بأنها فاعلة مختارة لاستلزامه التعطيل في حق (واجب الوجود) تعالى شأنه.

و قد امتن علينا صاحب المطبعة الحيدرية باخراج الكتاب ماثلا أمام القراء برونق بهيج يلتذ له السامع و يستفيد منه العالم و يستعين به المؤرخ و إنا لنشخص إلى المهيمن سبحانه مبتهلين بأن يفيض على ناشر هذين الكتابين ما يقر به منه زلفة في المثابرة على إحياء آثار آل الرسول الأقدس و في ذلك يقول الامام الصادق عليه السّلام: رحم اللّه من أحيى أمرنا و دعا إلى ذكرنا، إنه تعالى ولي العون و التوفيق.

ولادته و وفاته

كانت ولادة سيدنا المترجم في المحرم سنة 589 ه و توفي ببغداد في الخامس من ذي القعدة (1) سنة 664 ه و حمل إلى مشهد جده علي بن أبي طالب عليه السّلام (2).

ص: 14


1- العراق بين احتلالين ج 1 ص 262 للاستاذ عباس العزاوي.
2- الحوادث الجامعة ص 356 لابن الفوطي.

و مما نص به (فلاح السائل) عند ذكر صفة القبر إنه ينبغي أن يكون القبر إلى الترقوة و يكون فيه لحد من جهة القبلة بمقدار ما يجلس الجالس فيه فإنه منزل الخلوة و الوحدة فيوسع بحسب ما أمرنا اللّه تعالى به مما يقرب إلى مراضيه، و قد كنت مضيت بنفسي و أشرت إلى من حفر لي قبرا كما اخترته في جوار جدي و مولاي علي بن أبي طالب عليه السّلام متضيفا و مستجيرا و سائلا و متوسلا بكل ما يتوسل به أحد من الخلائق اليه و جعلته تحت قدمي والدي رضوان اللّه عليهما لأني وجدت اللّه تعالى يأمرني بخفض الجناح لهما و يوصيني بالاحسان اليهما فأردت أن يكون رأسي مهما بقيت تحت القبور عند قدميهما.

و هذا يقتضي أنه أوصى بحمله إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السّلام و دفنه فيه، لكن في الحلة خارج البلد قبة عالية تنسب اليه و يزار قبره و يتبرك به و لا يخفى بعد هذه النسبة لو كانت الوفاة ببغداد، نعم يمكن أن تكون هذه القبة لبعض آل طاووس رضوان اللّه عليهم.

***

ص: 15

ص: 16

مقدمة المؤلف

<بِسْمِ اَللّهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ> (1) (................) كان صلوات اللّه عليه.. و ناهضين برفع مناره و محافظين على أسراره بالصدق و الكذب فيما نقل عنه من أخباره و واضعين (2) لمعجزاته و برهانه غير مترددين.. و تأويل الآيات و الروايات و لا محتاجين إلى .. المهمات (3) لئلا يوقعهم فيما لا يعلمون قوله جل جلاله (أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى اَلْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) و ان يكونوا مصاحبين للألباب، و للسنة و الكتاب، و مصونين (4) عن مفارقتهما في الأسباب و الآداب، لم يتجدد بينهم و بينهما فيما مضى و ما حضر من الأوقات، خطر العداوات، و لا كدر المعاقباث و المعاتبات، قد دل اللّه جل جلاله، و رسوله صلوات اللّه عليه و آله و سلم عليهم ببيان المقال، و لسان الحال مما وهب لهم من صفات الكمال، في الفعال و المقال.

ص: 17


1- سقط من نسخة الاصل التي بخط المؤلف بأكل الأرضة اسطر من الحمد للّه و الصلوات، و هي محل البياض في السطر الأول و الكلمات التي في بعض الصحائف.
2- و واصفين
3- من المهمات
4- و مصانين.

و بعد: فاني وجدت الاهتمام بمعرفة الملاحم، و ما يشتمل عليه من المعجزات الدالة على وجوب قبول المراسم، و تعظيم اليه.. و تفضيل ما تضمنته من تجميل ذكر الحليم الكريم.. و صان (1) من يعرفها من خطرها الهاجم بالصدقات و الدعوات.. الحادثات و وجدت فيها..

الغائبات و الحجج البالغات على الربوبية، و الامور النبوية.. الحمد و الشكر أن يبلغ بحقها إلى الغايات.. وقفت من كتب الملاحم و الفتن، عن جدي محمد محيي السنن.. هي ما يستحقه بها من المنن، و كانت المعرفة بها من الجنن التي يرجى بها الصيانة عن المحن، و ما يخاف من أهل العداوة و الإحن، ثم انقل كلما وقفت عليه، و حفظت يسيرا من كثير، مما اعتقدت انني احتاج إليه، و رأيت باللّه جل جلاله و للّه جل جل جلاله ان اذكر ثلاثة تصانيف منها ما رأينا لا غنى لمن يحتاج اليها عنها (أحدها) كتاب الفتن: تأليف نعيم بن حماد الخزاعي لإنه أقرب عهدا بالصحابة و التابعين و قد زكّاه جماعة من المفسرين، فقال الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمته نعيم بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك أبو عبد اللّه الخزاعي ثم قال: روى عنه يحيى بن معين و أحمد بن منصور الرمادي، و محمد بن اسماعيل البخاري، و قال: كان نعيم يسكن مصر، و ذكر باسناده إلى ابراهيم بن عبد اللّه بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين و سئل عن نعيم بن حماد فقال ثقة، و كان نعيم بن حماد رفيقي بالبصرة. و ذكر الخطيب باسناده إلى علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا: حدثنا نعيم بن حماد ثقة صدوق رجل صدق، أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث.ة.

ص: 18


1- وصيانة.

و روى الخطيب باسناده إلى أبي مسلم صالح بن احمد بن عبيد اللّه العجلى حدثني أبي قال نعيم بن حماد المروزي ثقة.

<(فصل)> و ذكر الخطيب باسناده عن محمد بن سعد قال: نعيم بن حماد كان من أهل (مرو) و طلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق و الحجاز ثم نزل مصر فلم يزل فيها حتى اشخص منها في خلافة أبي اسحاق بن هارون فسئل عن القرآن فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه فحبس بسامراء فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان و عشرين و مائتين.

و ذكر الخطيب في ترجمة أبي حنيفة ان نعيم بن حماد روى في أحاديثه عن أصحاب علي بن أبي طالب عليه السّلام و عمن روى عنه من أصحاب عبد اللّه بن عباس و عبد اللّه بن مسعود و غيرهم.

<(الفصل الثاني)>: كتاب الفتن لأبي صالح السليلي بن أحمد بن عيسى ابن شيخ الحساني تاريخ نسخة الأصل سنة سبع و ثلاثمائة بخط مصنفها في المدرسة المعروفة بالتركي بجانب الغربي من واسط من نسخة هي الأصل على ما حكاه من ذكره انه شاهدها.

<(الفصل الثالث)>: كتاب الفتن تأليف أبي يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز تاريخ كتابتها سلخ شهر ربيع الأول سنة إحدى و تسعين و ثلاثمائة استعرتها من وقف النظامية.

<(فصل)> و قد اقتضت الاستخارة أن اذكر من هذه الثلاثة المصنفات ما يوفقني اللّه جل جلاله لذكره و أكون في ثقله متابعا لمقدس أمره و حافظا بجمعه ما تفرق من سره و مستفتحا لأبواب بره و نصره،

ص: 19

و تعظيم قدره و التعريف لما يجب على ذلك من حمده و شكره، و اجعله أبوابا و في كل باب أذكر ما اشتمل عليه الباب من خبره و خبره، و اقيد ذكر الأبواب التي في ذلك الكتاب ليعرف الناظر فيها ما اشتملت عليه فيطلبه من حيث يرشده إليه انشاء اللّه تعالى.

القسم الأول

في علم النبي (ص) بالحوادث كلها.

<(الباب الأول)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم علم بما هو قائم إلى يوم القيامة. قال: حدثنا حكم بن نافع عن سعيد بن سنان قال عن كثير بن مرة أبي شجرة الحضرمي عن ابن عباس قال: قال النبي (ص) إن اللّه رفع لي الدنيا فأنا أنظر اليها و الى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة كما أنظر الى كفي.

في علم أمير المؤمنين «ع» بالحوادث

<(الباب الثاني)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد من معرفة مولانا علي بن أبي طالب «ع» بالفتن إلى قيام الساعة.

قال حدثنا أبو هارون الكوفي عن عمرو بن قيس الملائي عن منهال عن ابن عمرو عن زر بن حبيش سمع عليا يقول: سلوني فو اللّه لا تسألوني عن فئة خرجت تقاتل مائة أو تهدي مائة إلا أنبأتكم بسائقها و قائدها و ناعقها ما بينكم و بين الساعة.

<(الباب الثالث)> فيما نذكره من الفتن لنعيم بن حماد عن علي «ع» في خمس فتن تصير الناس في الخامسة كالبهائم.

قال حدثنا أبو اسامة حدثنا الأعمش قال حدثنا منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي بن ابي طالب «ع» قال جعل اللّه في هذه الأمة خمس فتن: فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم فتنة خامسة تصير الناس فيها كالبهائم.

ص: 20

<(الباب الرابع)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي (ص) انه تكون فتنة يعرج فيها بعقول الرجال، قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم قال حدثني الثقة يزيد بن قعنب عن حذيفة ابن اليمان قال: قال رسول اللّه (ص) تكون فتنة ثم تكون جماعة ثم تكون فتنة ثم تكون جماعة ثم فتنة يعوج فيها عقول الرجال.

في وصف الفتن التي تقبل من البلدان

<(الباب الخامس)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد يتضمن سبع فتن عن النبي (ص). قال حدثنا يحيى بن سعيد العطار قال حدثنا الحجاج رجل منا عن الوليد بن عباس قال: قال عبد اللّه بن مسعود قال لنا رسول اللّه (ص): أحذركم سبع فتن تكون بعدي فتنة تقبل من المدينة و فتنة بمكة و فتنة تقبل من اليمن و فتنة تقبل من الشام و فتنة تقبل من المشرق و فتنة من قبل المغرب و فتنة من بطن الشام و هي فتنة السفياني، قال ابن مسعود منكم من يدرك أولها و من هذه الأمة من يدرك آخرها، و قال الوليد بن عباس فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة و الزبير، و فتنة مكة فتنة ابن الزبير، و فتنة اليمن من قبل نجدة، و فتنة الشام من قبل بني أمية و فتنة المشرق من قبل هؤلاء؛ و قلت أنا لعله يعني بني العباس لأن ولايتهم كانت قبل المشرق.

<(الباب السادس)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم في ذكر أربع فتن يصف شدة الرابعة منها فقال حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن ضرار بن... عن ابن أبي فروة عمن حدث عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (ص) لتأتيكم بعدي أربع فتن؛ الأولى يستحلّ فيها الدماء، و الثانية يستحل فيها الدماء و الأموال،

ص: 21

و الثالثة يستحل فيها الدماء و الأموال و الفروج، و الرابعة صماء عمياء مطبقة تمور مور السفينة في البحر حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ، تطير بالشام و تغشى العراق و تخبط الجزيرة يدها و رجلها يعرك الأنام فيها البلاء عرك الأديم لا يستطيع من الناس يقول فيها مه.. مه..؟ لا ترفعونها من ناحية إلا انفتقت من ناحية أخرى.

ذكر فتن أربع و حديث المهدي

<(الباب السابع)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد أيضا عن النبي (ص) في ذكر أربع فتن و تعظيم الفتنة الرابعة، قال حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة بن المنذر قال: بلغنا أن رسول اللّه (ص) قال يكون في أمتي أربع فتن: فالاولى يصيبهم فيها بلاء حتى يقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف؛ و الثانية حتى يقول المؤمن هذه مهلكتي؛ و الثالثة كلما قيل انقطعت تمادت الفتنة؛ و الرابعة تصيبهم إذا كانت الأمة مع هذه مرة و مع هذا مرة بلا إمام و لا جامع.

<(الباب الثامن)> فيما ذكره نعيم بن حماد من كتاب الفتن و ذكر الاربعة فتن؛ و حديث المهدي و لم يسمه رواه عن علي (ع)؛ قال حدثنا ابن وهيب عن أبي لهيعة عن الحرث بن يزيد قال: سمعت ابن رزين الغافقي يقول سمعت عليا (ع) يقول الفتن أربع، فتنة السراء كذا و ذكر معدن الذهب حتى يخرج رجل من عترة النبي (ص) يصلح اللّه على يديه أمرهم.

<(الباب التاسع)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد عن النبي (ص) في ذكر الفتن إلى أن يخرج رجل من عترته، قال حدثنا

ص: 22

الوليد بن مسلم عن اسماعيل ابن رافع عمن حدثه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلم ستكون بعدي فتن منها فتنة الاجلاء يكون فيها حروب و هرب ثم فتن بعدهن أشد منها ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت إلا دخلته و لا مسلم إلا صكته يخرج رجل من عترتي.

<(الباب العاشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم أن في الفتنة الثالثة لا يكاد يرى عاقلا، قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث بن أبي سليم قال حدثني الثقة عن وهب عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه (ص) تكون فتنة يعرج فيها عقول الرجال حتى لا يكاد يرى رجلا عاقلا؛ و ذكر ذلك في الفتنة الثالثة.

<(الباب الحادي عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن أيضا لنعيم في هرج بين الناس؛ قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن...

قال ذكر رسول اللّه (ص) هرجا بين الناس يقتل الرجل جاره و أخاه و ابن عمه، قالوا و معهم عقولهم؟ قال ينزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان و يخلف لهم هباء من الناس يحسب أحدهم أنه على شيء.

<(الباب الثاني عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم أن الفتنة الخامسة يكون الناس فيها كالبهائم، و قد تقدم الحديث و هذا فيه زيادة و بطريق آخر قال حدثنا ابن ثور و عبد الرزاق عن معمر عن طارق عن منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي «ع» قال في الفتنة الخامسة العمياء الصماء المطبقة تصير الناس فيها كالبهائم.

<(الباب الثالث عشر)> فيما يشير إليه من أنه يأتي فتن يمر الإنسان

ص: 23

بالقبر فيمتعك عليه مثل الدابة و يقول يا ليتني كنت مكانك؛ و ذكر نعيم بن حماد في كتاب الفتن أحاديث كثيرة معناها أنه يأتي في الفتن زمان يتمنى الإنسان الموت و يأتي القبر فيمتعك عليه كالدابة و يقول:

يا ليتني كنت مكانك، و في بعضها نجوت نجوت يا ليتني كنت مكانك، روى بعضها عن النبي (ص) و روى بعضها مرسلة و معناها عنه صلوات اللّه عليه و آله.

ذكر فتنة معاوية واسع البلعوم يأكل و لا يشبع

<(الباب الرابع عشر)> فيما احتج به الحسن بن علي عليهما السلام في صلح معاوية عند فتنته من كتاب الفتن لنعيم بن حماد، قال حدثنا ملاء عن السري بن اسماعيل عن الشعبي عن سفيان قال: أتيت الحسن بن علي بعد رجوعه من الكوفة إلى المدينة و قلت له يا مذل المؤمنين فكان مما احتج عليّ ان قال سمعت عليا «ع» يقول سمعت رسول اللّه (ص) يقول لا تذهب الليالي و الأيام حتى تجتمع هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعم يأكل و لا يشبع و هو معاوية فعلمت أن أمر اللّه واقع و خفت أن يجري بيني و بينه الدماء و اللّه ما يسرني و اني لقيت اللّه بمحجمة دم أمرء مسلم ظلما

محاربة علي لمعاوية مع علمه بما يكون من أمره إنما هو للاعذار

<(و روى)> أبو نعيم حديث اجتماع الأمة على معاوية من ثلاث طرق عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم أقول: فان قال قائل فقد علم مولانا علي «ع» ما علمه الحسن «ع» فلأي شيء حارب معاوية و سفك بينهما الدماء، فالجواب من وجوه منها أن مولانا عليا كان مأمورا بمحاربة الناكثين و هم طلحة و الزبير و عائشة و القاسطين و هو معاوية و المارقين و هم أهل النهروان ففعل مولانا علي «ع» ما أمر به، و منها أن مولانا علي «ع» لما أخبر أن الأمر ينتهي إلى معاوية و بنى أمية سئل عن محاربته له مع العلم بذلك،

ص: 24

فقال أبلى عذرا فيما بيني و بين اللّه عز و جل، و سيأتي الحديث بذلك فيما أخبرناه عن نعيم بن حماد و من كتاب الفتن للسليلى، و منها أن مولانا عليا (ع) كان يعلم أنه متى لم يحارب معاوية اشتبه الأمر فيما يقع من معاوية و بني أمية و يحسب كثير من الناس انه قد رضى بولايته،

الحسن «ع» مأمور بالخروج على معاوية ثم الصلح

و منها أن الحسن بن علي «ع» مأمور و فيه أحاديث من طرقهم كالتوراة و نوردها هنا منها من الكتاب الذي لنعيم بن حماد الذي أثنوا عليه، قال حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن قال، قال رسول اللّه (ص) للحسين بن علي «ع» ابني هذا سيد و سيصلح اللّه على يديه فئتين من المسلمين عظيمتين، و منها أن صلح الحسن بن علي عليهما السلام لمعاوية كان منسوبا في الحديث إلى اللّه جل جلاله حيث قال النبي (ص) يصلح اللّه فإذا كان جل جلاله هو الذي يصلح على يديه فأي درك يبقى عليه.

<(الباب الخامس عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد في أن مولانا الحسن بن على عليهما السلام و الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كانوا يريدون الخلافة كما أمرهم اللّه جل جلاله و على الوجه الذي يختارها لهم و معاوية و زياد كانوا يريدنها بالمغالبة، قال حدثنا صدقة الصنعاني عن رياح بن زيد عن معمر ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال: لما اصيب على «ع» و بايع الناس الحسن «ع» قال لي زياد أتريد أن يستقيم الأمر؟ قال: قلت نعم، قال فاقتل فلانا و فلانا ثلاثة من أصحابه قال قلت أليس قد صلوا صلاة الغداة؟ قال بلى، قال قلت فلا و اللّه ما إلى ذلك سبيل.

أصحاب النبي (ص) يردون عليه الحوض فيطردون

<(الباب السادس عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم بن حماد في قول النبي (ص) انه على الحوض يختلج رجال من أصحابه يوم القيامة و يقال له إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فقال حدثنا خالد الاحمر

ص: 25

عن أبي مالك الاشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه (ص) ليرفعن لي رجال و أنا على الحوض حتى إذا عرفوني و عرفتهم ختلجوا دوني فأقول يا رب أصحابي فيجيبني مجيب إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.

ما رواه أيضا باسناد آخر عن حذيفة عن الحسن عن النبي (ص).

تحذير النبي (ص) عائشة بالخروج

<(الباب السابع عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن لنعيم في تحذير النبي (ص) لعائشة مما خالفت فيه، قال حدثنا يزيد بن هارون عن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عائشة عن النبي (ص) انه قال لأزواجه: أيتكن التي تنبحها كلاب الحوئب فلما مرت عائشة نبحت الكلاب فسألت عنه فقيل لها هذا ماء الحوئب، قالت ما أظنني إلا راجعة فقيل لها يا أم المؤمنين إنما تصلحين بين الناس.

و حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه أن رسول اللّه (ص) قال لنسائه أيتكن تنبحها كلاب ماء كذا و كذا إياك يا حميراء يا عائشة. أقول أنا! هذا لفظ الحديث.

وصف النبي من يكون بعده من الخلفاء و الأمراء و الجبابرة

<(الباب الثامن عشر)> فيما نذكره من كتاب نعيم بن حماد من أمر المهدي «ع» فقال حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي لهيعة عن عبد الرحمان ابن قيس بن جابر الصيداني فقال: قال رسول اللّه (ص) يكون بعدي خلفاء و بعد الخلفاء أمراء و بعد الامراء ملوك و بعد الملوك جبابرة و بعد الجبابرة رجل من اهل بيتي يملأ الأرض عدلا و من بعده القحطاني و الذي بعثني بالحق ما هو دونه.

<(الباب التاسع عشر)> فيما رواه نعيم بن حماد في انه لا خلافة بعد

ص: 26

حمار بني أمية حتى يخرج المهدي «ع» قال حدثنا الوليد و رشدي عن أبي لهيعة عن أبي زرعة عن صباح قال: لا خلافة بعد حمار بني أمية حتى يخرج المهدي.

<(الباب العشرون)> فيما ذكره نعيم بن حماد عن مناوي السماء قال حدثنا الوليد بن مسلم عن جراح عن أرطأة قال: قال أمير الغضب ليس من ذي و لا ذهو لكنهم يسمعون صوتا ما قاله إنس و لا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي و لا ذهو و لكنه خليفة يماني، قال الوليد و في علم كعب انه يماني قرشي و انه أمير الغضب (س) و من تبعهم من سائر الذين من بيت المقدس.

أخبار علي «ع» بتوثب معاوية على الأمر

<(الباب الحادي و العشرون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من تعريف مولانا على لما يجري حاله مع معاوية، فقال حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سعيد بن سالم الحبشاني قال سمعت عليا «ع» بالكوفة يقول: إني اقاتل عن حق ليقوم و ان يقوم و الأمر لهم، قال فقلت لأصحابي ما المقام ها هنا و هذا أخبرنا أن الأمر ليس لهم فاستأذناه إلى مصر فاذن لمن شاء منا و أعطى كل رجل منا ألف درهم و أقام معه طائفة منا.

<(الباب الثاني و العشرون)> فيما ذكره نعيم بن حماد أيضا من تعريف مولانا علي (ع) لهم بولاية معاوية، قال حدثنا هشيم عن العوام بن حوشب عن أبي صادق عن علي «ع» قال: أن معاوية سيظهر عليكم قالوا فلم تقاتل إذا؟ لا بد للناس من أمير بر أو فاجر.

بنو أمية يفتحون بميم و يختمون بميم

<(الباب الثالث و العشرون)> فيما ذكره نعيم بن حماد أن بني أمية

ص: 27

يفتحون بميم و يختمون بميم. قال حدثنا عبد اللّه بن مروان بن أرطاة عن ابن امرأة كعب عن كعب قال: ملك بني أمية ما.. من ذلك نيف و ستون عاما لا يذهب ملكهم حتى ينزعوه ثم يريدون شده فلا يستطيعونه كلما شدوه من ناحية إنهدم من ناحية يفتحون بميم و يختمون بميم و لا يذهب ملكهم حتى يخلع خليفة منهم بقتل و يقتل جملاه و يقتل جمل الأصهب مروان ثم ينقطع ملكهم و على يديه هدم الأكليل.

<(فصل)> فيما نذكره من حال عبد اللّه بن سلام و كعب الأحبار انهما من خواص مولانا علي «ع» إعلم إنني وجدت من أدركته من المنسوبين إلى العلم من شيعة أهل البيت عليهم السلام يعتقدون أن عبد اللّه بن سلام و كعب الأحبار من المخالفين لأهل بيت النبوة و ربما توقفوا عن اخبارهما لأجل هذا الاعتقاد فرأيت أنني اذكر في هذا الكتاب بعض ما عرفته في تحقيق هذا الباب و ان عبد اللّه بن سلام و كعب الأحبار كانا من خواص مولانا علي «ع» و لعل بعض ما يذكرونه عنهما من الملاحم التي يحتمل أنها عن مولانا علي (ع) و لم يسندوها اليه تقية و يكنون عنه صلوات اللّه عليه، فمن ذلك ما رأيت في المجلدة الأولى من كتاب (أبناء النحاة) تأليف.. بن يوسف الشيباني إجماع من أشار اليه أن مولانا «ع» هو المبتدىء بعلم النحو و شرح ذلك ثم ذكر عبد اللّه بن سلام، فقال: لما ولى علي الخلافة بعد عثمان أراد الانحدار إلى العراق قال له عبد اللّه بن سلام أقم عند منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم و لا أراه يحرزك و لا تنحدر إلى العراق فانك إن انحدرت لم ترجع فهم به ناس من أصحاب علي «ع» فقال دعوه انه منا أهل البيت فانحدر إلى العراق فكان من أمره ما كان، فلما قتل «ع» قال عبد اللّه بن سلام هذا رأس الأربعين و سيكون صلح و ما قتلت أمة نبيها إلا قتل اللّه منهم

ص: 28

سبعين الف و لا قتلوا خليفة، أو قال خليفتهم إلا قتل اللّه به منهم خمسا و ثلاثين الف.

أقول: و هذا يقتضي أن إعتقاد عبد اللّه بن سلام ان الخليفة عنده بعد النبي صلوات اللّه عليه و آله مولانا علي «ع» لأنه ذكر الحديث في قتل الخليفة عند قتل علي «ع» و لم يكن هذا الخبر ذكره لقتل أبي بكر بالسم و لا قتل عمر و لا عثمان.

<(فصل)> و أما إن كعب الأحبار كان من خواص مولانا علي «ع» فانني وجدت ذلك في مجلد عتيق اسمه مناقب الإمام الهاشمي أبي الحسن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه رواية أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي صاحب ثعلب و ربما كانت النسخة في حياة أبي عمر الزاهد الراوي لها، فقال ما هذا لفظه: و منه عبد خير، قال أخبرني كعب، قال كنت عند علي صلوات اللّه عليه ذات يوم، فقام زائر لعمر رحمه اللّه قال و كنت بعدها أسلمت قال: فقال لي علي «ع» أس تسلم، قال فاسلمت قال فرفع عمر الدرة علي قال فقال له علي «ع» ما تريد منه أليس قد أسلم، قال فقال له عمر و أنت يا سيدي علي معه، قال فقال ما فعل حتى تعلوه بالدرة، قال نعيم هذا رأي المصطفى (ص) و لو كان موسى في أيام محمد (ص) لما وسعه ان يتخلف عنه حتى يعينه على الكفار و من جحد التوحيد ثم ادرك بعد النبي (ص) خليفة رسول اللّه (ص) فما أسلم على يده، ثم أسلم على يدي أنا قال فقال صدقت ثم التفت إلى كعب فقال قد قطعك، فقال كعب إنما تربصت حتى أتبين ما في التوراة، قال قرأت في التوراة ذكر محمد (ص) و ذكر من معه و تلوتها فقال نعم قرأت في التوراة ان أمة محمد (ص) يكونون صفوفا في الحروب و صفوفا في الصلاة يذكرون الجبار

ص: 29

عز و جل في وقت، و رأيت في التوراة و إلا فعميتا يعني (عينيه) سطرا مكتوبا محمدميه و بعده علوانا و بعده فطم فطم و بعده شبر شبر و بعده شبيرا و شبيرا فاسلمت.

إخبار النبي (ص) بأن هلاك عامة امته على يد ولد مروان

<(الباب الرابع و العشرون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من أن هلاك عامة أمته على يد بني أمية، قال حدثنا عبد اللّه بن مروان المرواني عن أبي بكر بن سعد ان مروان بن الحكم لما ولد رفع إلى رسول اللّه (ص) ليدعو له فابى ان يفعل ثم قال ابن الزرقاء هلاك عامة أمتي على يديه و يدي ورثته.

<(الباب الخامس و العشرون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من لعن النبي (ص) لبني أمية.

قال أبو المغيرة عن ابن عباس عن عبيد اللّه بن عبيد الكلابي حدثني بعض اشياخنا أن رسول اللّه (ص) لما نظر اليه ليدعو له قال لعن اللّه هذا و ما في صلبه (إِلاَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصّالِحاتِ وَ قَلِيلٌ ما هُمْ) و قال نعيم حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميثا مولى عبد الرحمان بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي (ص) فدعا له فادخل عليه مروان بن الحكم فقال هو الوزغ الملعون إبن الملعون.

إخبار النبي (ص) بما يلقى اهل بيته من القتل و التشريد

<(الباب السادس و العشرون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من شهادة النبي (ص) بعداوة بني أمية لأهل بيته. قال حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي رافع إسماعيل بن رافع، قال أبو سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (ص) أن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلا و تشريدا و ان أشد قوم لنا عداوة بنو أمية و بنو المغيرة و بنو مخزوم،

ص: 30

و ذكر نعيم أحاديث عظيمة في ذم بني أمية بعضها جملة و بعضها باسمائهم.

<(الباب السابع و العشرون)> فيما نذكره من الأحاديث التي رواها نعيم ابن حماد في زوال ملك بني أمية.

قال حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سعد بن سالم عن أبي سالم الحبشاني أنه سمع عليا «ع» يقول الأمر لهم حتى يقتلوا قتيلهم و تنافسوا بينهم فإذا كانت ذلك بعث اللّه عليهم أقواما من المشرق فقتلوهم بددا و احصوهم عددا و اللّه لا يملكون سنة إلا ملكنا سنتين و لا يملكون سنتين إلا ملكنا أربعا.

و قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة قال سمعت عليا «ع» يقول لا يزال هؤلاء آخذين بنبج هذا الأمر ما لم يختلفوا بينهم فإذا اختلفوا خرجت منهم فلم تعد إليهم إلى يوم القيامة يعني بني أمية، هذا لفظ الحديث. و رواه أيضا باسناده عن هند بنت المهلب أن عكرمة مولى ابن عباس أخبرها و كان يدخل عليها كثيرا و يحدثها قال: قال ابن عباس لا يزال هذا الأمر في بني أمية ما لم يختلف بينهم رمحان، فإذا أختلفوا بينهم خرجت منهم إلى يوم القيامة.

<(الباب الثامن و العشرون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن في خروج بني العباس. قد حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الواحد عن الزهري قال: بلغني ان الرايات السود تخرج من خراسان فإذا هبطت من عقبة خراسان هبطت بنعي الإسلام فلا تردها إلا رايات

ص: 31

الأعاجم من أهل المغرب.

أقول أنا: و ذكر نعيم بن حماد الحافظ في المجلد الخامس من كتاب حلية الأولياء في ترجمة مكحول باسناده عن سعيد بن المسيب قال: لما فتحت خراسان بكى عمر بن الخطاب فدخل عليه عبد الرحمان بن عوف فقال أتبكي يا أمير المؤمنين و قد فتح عليك هذا الفتح، فقال و مالي لا أبكي لوددت أن بيننا و بينهم بحرا من نار، تسمعت رسول اللّه (ص) يقول إذا أقبلت رايات ولد العباس من عقبات خراسان جاؤوا بنعي الإسلام فمن سار تحت لوائهم لم تنلهم شفاعتي يوم القيامة.

إخبار النبي (ص) بعدد خلفائه كنقباء موسى «ع»

<(الباب التاسع و العشرون)> فيما نذكره من عدد الخلفاء بعد رسول اللّه (ص) فقال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:

باب عدة ما نذكره من الخلفاء بعد رسول اللّه (ص) في هذه الأمة، حدثنا عيسى بن يونس حدثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه (ص) يكون بعدي من الخلفاء عدة نقباء موسى.

و قال نعيم في كتاب الفتن أيضا حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه (ص) لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى أثني عشر خليفة كلهم من قريش.

و قال نعيم أيضا حدثنا يحيى بن سليم عن عبد اللّه بن عثمان بن حسم عن أبي الطفيل قال أخذ عبد اللّه بن عمر بيدي فقال حدثنا عامر بن وائلة أنه يكون إثنا عشر خليفة من كعب بن لؤي ثم التفت و قال لن يجتمع أمر الناس حتى تقوم الساعة.

ص: 32

و قال نعيم في كتاب الفتن أيضا حدثنا ابن وهب عن لهيعة عن..

و طلحة ابن عوف.. عن عبد اللّه بن عمر و يقول و نحن عنده نفر من قريش من بني كعب بن لوى فقال: سيكون منكم يا بني كعب إثنا عشر خليفة.

و قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الملك ابن ابي عتبة حدثنا المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انهم ذكروا عنده إثنى عشر خليفة ثم الأمير، فقال ابن عباس و اللّه إن منا بعد ذلك السفاح و المنصور و المهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم عليهما السلام.

و قال نعيم بن حماد حدثنا عبد الصمد بن الوارث عن حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن بحير بن أبي عبيدة عن سرح اليرموكي قال: أجد في التوراة أن لهذه الأمة اثني عشر نبيا أحدهم نبيتهم فاذا وفت العدة طغوا و بغوا و وقع بأسهم بينهم. و قال نعيم بن حماد حدثنا ابن المغيرة عن ابن عباس حدثنا الثقاة عن مشايخنا أن شيوخنا سألوا كعب عن عدة ملوك هذه الأمة فقال: أجد في التوراة إثنى نبيا.

<(الباب الثلاثون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من ذم الرايات السود قال: حدثنا داود بن عبد الجبار الكوفي عن.. قال سمعت أبا هريرة يقول كنت في بيت إبن عباس فقال، أغلقوا الباب ثم قال ها هنا من غيرنا أحد؟ قالوا لا و كنت في ناحية من القوم، فقال ابن

ص: 33

عباس إذا رأيتم الرايات السود تجيء من قبل المشرق فاكرموا الفرس فان دولتنا فيهم، قال أبو هريرة فقلت لأبن عباس أفلا احدثك ما سمعت من رسول اللّه (ص) قال و إنك ها هنا قلت نعم، قال حدّث، فقلت سمعت رسول اللّه (ص) يقول: إذا خرجت الرايات السود فان أولها فتنة و أوسطها ضلالة و آخرها كفر.

ذم النبي (ص) بني العباس و لباسهم الأسود

<(الباب الحادي و الثلاثون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من ذم بني العباس، قال حدثنا عبد الخالق بن زيد الدمشقي عن أبيه عن مكحول قال: قال رسول اللّه (ص) مالي و لبني العباس شيّعوا أمتي و البسوهم ثياب السواد البسهم اللّه ثياب النار.

<(الباب الثاني و الثلاثون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من ذم بني العباس قال: حدثنا عبد اللّه بن مروان عن أبيه عن راشد بن داود العسفاني.... النبي (ص) قال مالي و بني العباس شيعوا أمتي و سفكوا دماءهم، و البسوهم ثياب السواد ألبسهم اللّه ثياب النار.

تألم النبي (ص) من شيعة بني أمية و بني العباس

<(الباب الثالث و الثلاثون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن أيضا من ذم بني أمية و بني العباس عن النبي (ص) حدثنا نعيم عن عبد اللّه بن مروان عن أرطأة حدثنا محمد بن سوار عن عبد اللّه بن الوليد عن محمد بن علي قال: قال رسول اللّه (ص) ويل لامتي من الشيعتين شيعة بني أمية شيعة بني العباس رايتي ضلالة.

<(الباب الرابع و الثلاثون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن

ص: 34

ايضا من النهي عن نصر راية بني العباس الاولى و الثانية. قال نعيم عن أبي المغيرة ابن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن عبد اللّه بن أبي الأشعث قال تخرج لبني العباس رايتان أحدهما: أولها نصر و آخرها و زر لا تنصرها لا نصرها اللّه، و الاخرى أولها و زر و آخرها كفر لا ننصروها لا تنصرها اللّه.

<(الباب الخامس و الثلاثون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من حديث الترك و الزنج؛ حدثنا نعيم عن الوليد بن مسلم و رشيد بن أبي قتيل عن أبي مروان عن علي بن أبي طالب «ع» قال إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض و لا تحرّكوا أيديكم و لا أرجلكم ثم يظهر قوم صغار لا يؤبه لهم قلوبهم كزبر الحديد أصحاب الدولة لا يفون بعهد و لا ميثاق يدعوا إلى الحق و ليسوا من أهله اسمائهم الكنى و نسبهم الغري شعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي اللّه الحق من يشاء.

<(الباب السادس و الثلاثون)> فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن إذا سمعتم بناس يأتون من المشرق أولى دهاء فقد أظلتكم الساعة، حدثنا نعيم عن عبد اللّه بن وهب عن حمزة بن عبد الواحد. حدثني محمد بن بن جلجة عن محمد بن عمرو عن عطا عن عبد اللّه بن صفوان بن أمية عن حفصة زوج النبي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال: إذا سمعتم بناس يأتون من قبل المشرق أولى دهاء يعجب الناس من زيهم فقد أظلتكم الساعة.

<(الباب السابع و الثلاثون)> فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن في مجيء

ص: 35

جالب الوحش يعذّب اللّه به الامة، حدثنا أحمد بن عيسى بن عطية الخولاني رفع الحديث قال: بعد هلاك بني أمية يجيء جالب الوحش يبعث اللّه اليه أهل الأرض من زوايا الاربع يعذب اللّه به الأمة.

<(الباب الثامن و الثلاثون)> فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن من الفتنة الحالقة تحلق الدين؛ حدثنا نعيم عن عبد القدوس عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن حذيفة بن اليمان قال: يخرج رجل من قبل المشرق يدعو إلى آل محمد (ص) و هو أبعد الناس منهم ينصب علامات سوداء اولها نصر و آخرها كفر يتبعه خشالة العرب و سفلة الموالي و العبيد الآباق رقوا من الآفاق سيماهم السود و دينهم الشرك و أكثرهم الخدّع؛ قلت و ما الخدّع؟ قال القلف، ثم قال حذيفة لابن عمر لست تدركه يا أبا عبد الرحمان فقال عبد اللّه و لكن أحدّث به من بعدي فتنة تدعى الحالقة تحلق الدين يهلك فيها صريح العرب و صالح الموالي و أصحاب الكفر و الفقهاء و تنجلي عن أقل من القليل.

<(الباب التاسع و الثلاثون)> فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن من أن هلاك بني العباس من حيث بدا ملكهم. رواه باسناده عن الحسن و ابن سيرين قال تخرج راية من قبل خراسان فلا تزال ظاهرة حتى يبدو هلاكهم من حيث بدأ من خراسان. و روى باسناده عن علي «ع» قال:

هلاكهم من حيث بدؤا.

بنو العباس يفتحون بعبد اللّه و يختمون به

<(الباب الأربعون)> فيما ذكره نعيم من ذهاب ملك بني العباس.

ص: 36

حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان عن كعب قال اذا ملك رجل من بني العباس يقال له عبد اللّه و هو ذو العين الآخر منهم بها افتتحوا و بها يختمون فهو مفتاح البلاء و سفّ الفناء ثم ذكرها تمام الحديث.

<(الباب الحادي و الأربعون)> فيما ذكره نعيم من الفتنة العمياء التي تدوس الارض كدوس البقر، قال حدثنا أبو نعيم حدثنا الوليد بن عبد الجبار بن رشيد الأزدي عن أبيه عن ربيعة القصير عن تبيع عن كعب قال: الغريبة هي العمياء و إن أهلها الحفاة العراة لا يدينون للّه دينا يدوسون الارض كما تدوس البقر البيدر فتعوذوا باللّه أن تدركوها.

<(الباب الثاني و الاربعون)> فيما ذكره نعيم من تعوذ النبي (ص) من فتنة المشرق ثم المغرب، قال حدثنا بقية عن صفوان عن أبي الوليد الهوازني عن عصمة بن قيس صاحب النبي (ص) قال: قال رسول اللّه (ص) أعوذ باللّه من فتنة المشرق ثم من فتنة المغرب في قالاته.

مدح النبي نساء البربر لأنهن تولين دفن نبي

<(الباب الثالث و الاربعون)> فيما ذكره نعيم من مدح نساء البربر.

قال باسناده قال رسول اللّه (ص) نساء البربر خير من رجالهم بعث فيهم نبي فقتلوه فتولت النساء دفنه.

<(الباب الرابع و الاربعون)> فيما ذكره نعيم من التحذير من الرايات الصفر إذا بلغت مصر؛ قال حدثنا نعيم حدثنا ضمرة عن الاوزاعي عن حسان أو غيره قال يقال إذا بلغت الرايات الصفر مصر فاهرب في

ص: 37

الارض جهدك هربا و إذا بلغك أنهم نزلوا الشام و هي السرة فان استطعت أن تلمس سلما في السماء أو نفقا في الارض فافعل.

<(الباب الخامس و الاربعون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من أن أشد البلايا و الفتن الشرقية؛ قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه:

و أخبرني الأزهر بن راشد عن أبي الزاهد عن النبي (ص) أنه قال: من أهل ذمتكم قوم أشد عليكم في تلك البلايا من أهل الشرقية أصحاب الملح و العسول أن المرأة من نسائهم لتطعن باصبعها في بطن المرأة من نساء المسلمين و تقول خربا باسمانه بها تقول أعطوا الجزية.

<(الباب السادس و الاربعون)> فيما ذكره نعيم من دالة العجم على العرب حدثنا نعيم عن عبد اللّه بن وهب عن يحيى بن عبد اللّه بن سالم عن عبد اللّه بن عمر عن الحسن «ع» قال: قال رسول اللّه (ص) لتأمون بالمعروف و لتنهن عن المنكر أو ليبعثن اللّه عليكم العجم فليضربن رقابكم و ليأكلن فيئكم و ليكونن أسد لا يفرون.

الرايات السود و الصفر

<(الباب السابع و الاربعون)> فيما ذكره نعيم من التحذر من الرايات السود و الصفر إذا التقيا في سرة الشام. حدثنا عبد اللّه بن مروان عن أبيه عن عمرو بن... عن أبيه قال دخلت على عمر حين نزل بباب الكعبة فسمعته يقول إذا أقبلت الرايات السود من المشرق و الرايات الصفر من المغرب حتى يلتقوا في سرة الشام - يعني دمشق فهنالك البلا.

ص: 38

<(الباب الثامن و الاربعون)> فيما رواه نعيم عن النبي (ص) من شدة فتنة المشرق و المغرب قال حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن سعيد العطار حدثنا الحجاج عن عبد اللّه بن سعيد بن طاوس عن النبي (ص) قال: إذا أقبلت فتنة من المشرق و فتنة من المغرب و التقوا ببطن الأرض يومئذ خير من ظهرها.

<(الباب التاسع و الاربعون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من أن الناس لا يرزالون في فتن حتى يقوم المهدي؛ حدثنا نعيم عن محمد بن عبد اللّه التاهرتي عن عبد.. عن ابي قتيل قالا لا يزال الناس بخير في رخاء ما لم ينقض ملك بني العباس فاذا إنقضى ملكهم لم يزالوا في فتن حتى يقوم المهدي.

<(الباب الخمسون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من شر دولة بني العباس و بعدها المهدي؛ حدثنا ابي عن ابي يوسف المقدسي و كان اصله كوفيا حدثنا قطر بن خليفة عن منقذ الثوري عن ابن الحنفية قال: يملك بنو العباس حتى ييأس الناس من الخير، ثم يتشعب امرهم. فان لم تجدوا إلا جحر عقرب فادخلوا فيه فانه يكون للناس شر طويل حتى يزول ملكهم و يقوم المهدي.

<(الباب الحادي و الخمسون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من الهرج بعد الخامس و السابع من بني العباس حتى يقوم المنهدي، حدثنا نعيم عن ابي هريرة الشامي عن أبيه عن علي بن ابي طلحة عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه (ص) إذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج الهرج حتى يموت السابع ثم كذلك حتى يقوم المهدي، قال نعيم بلغني عن شريك إنه

ص: 39

قال هو ابن العفر - يعني هارون و كان الخامس و نحن نقول هذا السابع و اللّه أعلم.

أقول أنا: أنه السابع بعد الثلاثين.

<(الباب الثاني و الخمسون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن فيما يجري بعد السابع من بني العباس حتى ينادي مناد من السماء.

حدثنا ادريس الخولاني عن الوليد بن يزيد عن أبيه عن سقى الاصبحي قال: يلي خمسة من ولد العباس ملوك جبابرة ويل للأرض منهم عند موت السابع منهم يثب عليها واثب شبه الاسد يأكل بفمه و يفسد بيده و السماوات تعج إلى اللّه مما يهرق على الأرض من الدماء يملك غذائين أو ثلاثة ثم يلي والي من بعض اخوة الهالك يأخذ الملك قهرا لا يقسم مال اللّه بين عباده بالسوية حتى ينادي مناد السماء: الارض أرض اللّه و العبيد عبيد اللّه، مال اللّه بين عبيده بالسوية يملك في هذه الولاية عشر سنين.

في الترك و الطاعون المفني

فيما يحدث للترك بالفرات

<(الباب الثالث و الخمسون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في الترك و الطاعون المفنى، حدثنا نعيم بن عبد القدوس عن ابن عباس قال اخبرني عبيد ان بن تميم التنوخي عن الوليد بن عامر اليزني عن يزيد بن خمير عن كعب قال: ترد الترك الجزيرة حتى يسقوا خيلهم من الفرات فيبعث اللّه عليهم الطاعون فيقتلهم فلا يفلت منهم إلا رجل واحد.

في هلاك الترك بالريح و الثلج

<(الباب الرابع و الخمسون)> فيما ذكره نعيم بن حماد عن من يغر من الترك من آمد و كيف يهلكون بالريح و الثلج، قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه: قال و اخبرني عبد الرحمان بن دينار النهرواني عن كعب قال: ينزلون آمد و يشربون من الدجلة و الفرات

ص: 40

سعون في الجزيرة و أهل الإسلام في تلك الجزيرة لا يستطيعون لهم شيئا فيبعث اللّه عليهم ثلجا فيه صر و ريح و جليد فاذا هم خامدون فيرجع المسلمون إلى اصحابهم فيقولون أن اللّه قد أهلكهم و كفاهم العدو و لم يبق منهم أحد قد اهلكوا عن آخرهم.

<(الباب الخامس و الخمسون)> فيما ذكره نعيم بن حماد فيما يحدث للترك بعد ربط خيولهم بالفرات؛ حدثنا نعيم حدثنا عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه عن مكحول عن النبي (ص) قال:

يكون للترك خرجات خرجة يخرحون من أذربيجان، و الثانية يربطون خيولهم بالفرات لا ترك بعدها اقول: لعل معناه لا ترك غيرهم يدخل الفرات بل هم الذين يكون الملك لهم.

<(الباب السادس و الخمسون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن فيما ينتهي حال من ذكره اليه. حدثنا.. عن عبد الرحمان بن يزيد بن جابر و غيره عن.. قال رسول اللّه (ص) للترك خرجتان أحدهما يخربون و الثانية يسرعون على نهر الفرات؛ قال عبد الرحمان في حديثه عن النبي (ص) فيكون فيهم ذبح اللّه الاعظم لا ترك بعدها، أقول:

لعل المراد ترك بني العباس المسلمون الذين لا يكون مثلهم بعدهم و كان فيهم ذبح الأعظم على يد هذه الدولة القاهرة.

في محاربة السفياني الترك

<(الباب السابع و الخمسون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في محاربة السفياني لمن ذكره و حديث المهدي. نعيم عن الحكم عن الجراح عن أرطأة قال: يقاتل السفياني الترك ثم يكون استيصا لهم على يد المهدي

في علامة انتقاض ملكهم

<(الباب الثامن و الخمسون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في علامة إنتقاض ملك من سماه. نعيم عن محمد بن عبد اللّه عن محمد بن زياد بن أنعم عن

ص: 41

مكحول عن حذيفة بن اليمان قال: اذا رأيتم أول الترك بالجزيرة فقاتلوهم حتى تهزموهم أو يكفيكم اللّه مؤنتهم فانهم يفضحون الحرم و هو علامة خروج أهل المغرب و إنتقاض ملكهم يومئذ.

في الصيحة في شهر رمضان

<(الباب التاسع و الخمسون)> فيما ذكره نعيم في كتاب الفتن من الصيحة في شهر رمضان، غير ما رواه مقاتل و بشرح كامل. قال نعيم حدثنا صاحب لنا يكنى أبا عمر عن أبي لهيعة عن محمد بن ثابت عن الحرث عن ابن مسعود عن النبي (ص) قال: إذا كانت صيحة في رمضان فانها تكون معمة في شوال، و تمير القبائل في ذي القعدة، و تسفك الدماء في ذي الحجة و المحرم و ما المحرم؟ يقولها ثلاثا، هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجا هرجا، قال قلنا و ما الصيحة يا رسول اللّه (ص)؟ قال هذه في النصف من رمضان يوم الجمعة ضحى، و ذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة، فتكون هذه: توقظ النائم، و تقعد القائم، و تخرج العوانك من خدورهن، في ليلة جمعة فاذا صليتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم، و اغلقوا أبوابكم و سدوا كواكم و دثروا أنفسكم، و سدوا آذانكم فاذا أحسستم بالصيحة: فخروا للّه سجدا و قولوا: سبحان القدوس ربنا القدوس، فانه من فعل ذلك نجا و من لم يفعل ذلك هلك.

حدوث رجفة و طلوع النجوم

<(الباب الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من حدوث رجفة في شهر رمضان و طلوع نجوم كالآيات فيما مضى من الأزمان، حدثنا نعيم حدثنا الوليد قال: كانت رجفة أصابت أهل دمشق في أيام مضين من رمضان، فهلك ناس كثير في شهر رمضان سنة سبع و ثلاثين و مائة و لم ير ما ذكره من الداهية و هي الخسف الذي يذكر في قرية يقال لها (خرستان) و رأيت نجما له ذنب طلع في المحرم

ص: 42

سنة خمس و أربعين و مائة مع الفجر المشرق و كنا نراه بين يدي الفجر بقية المحرم ثم خفى ثم رأيناه بعد مغيب الشمس في الشفق و بعد فيما بين المشرق و المغرب شهرين أو ثلاثة ثم خفى في سنتين أو ثلاثة ثم رابعا نجما خفيا له شعلة قدر الذراع رأى العين قريبا من الجدي يستدير حوله يدوران الفلك في جماديين و أيام رجب ثم خفى ثم رأينا نجما ليس بالازهر طلع عن يمين قبلة الشام مادا شعلته من القبلة إلى الخزف من (أرمينية) فذكرت ذلك لشيخ قديم عندنا من السكاسك فقال: ليس هذا النجم المنتظر، قال الوليد و رأيت نجما في سنيات بقين من سنى ابي جعفر ثم انعقف حتى التقى طرفاه فصار كطوق، ساعة من الليل.

من العلامات لانقطاع ملك ولد العباس

<(الباب الحادي و الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من العلامات لانقطاع ملك ولد العباس. حدثنا نعيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثني شيخ عن كعب الآحبار قال: علامة انقطاع ملك ولد العباس حمرة تظهر في جوف السماء، و نجم يطلع من المشرق يضيء كالقمر ليلة البدر ثم ينعقد، قال الوليد بلغني عن كعب انه قال: قحط في المشرق و داهية في المغرب و حمرة في الجو و موت فاش في جهة القبلة.

من علامة تطلع من المشرق كالقرن

<(الباب الثاني و الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من علامة تطلع من المشرق كالقرن. حدثنا نعيم عن سعيد بن عثمان عن جابر الجعفي عن أبي جعفر قال: إذا بلغ العباسي خراسان طلع من المشرق لقرب ذو الشفا و كأن أول ما طلع أمر اللّه بهلاك قوم نوح حين غرقهم اللّه و طلع في زمن ابراهيم حيث ألقوه في النار، و حين أهلك اللّه فرعون و من معه، و حين قتل يحيى بن زكريا فاذا رأيتم ذلك فاستعيذوا باللّه من شر الفتن و يكون طلوعه بعد انكساف الشمس و القمر ثم لا يلبثون حتى يظهر الابقع بمصر.

ص: 43

علامة في صفر بنجم له ذنب

<(الباب الثالث و الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من علامة في صفر بنجم له ذنب، حدثنا رشدين.. عن ابن لهيعة عن عبد العزيز ابن صالح عن صالح عن ابن مسعود قال: تكون علامة في صفر تبتدء بنجم له ذنب،

فيما يحدث من الآيات في رمضان و المحرم

<(الباب الرابع و الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد فيما يحدث وحدث من الآيات في شهر رمضان المحرم. ذكر في كتاب الفتن ما هذا لفظه: قال ابن لهيعة أخبرني عبد الوهاب بن بحث عن مكحول قال:

قال رسول اللّه (ص) يظهر في السماء آية لليلتين يخلوان من شهر رمضان و في شوال المهمهة و في ذي القعدة المعمة، و في ذي الحجة ينتهب الحاج، و في المحرم و ما المحرم.

<(الباب الخامس و الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في آية في شهر رمضان في السماء كعمود ساطع. قال نعيم بن حماد في كتاب الفتن ما هذا لفظه: قال عبد الوهاب بن بحث و بلغني أن رسول اللّه (ص) قال في رمضان آية في السماء كعمود ساطع في شوال البلاء، و في ذي القعدة المعمعة في ذي الحجة ينتهب الحاج، و المحرم و ما المحرم.

<(الباب السادس و الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من الآية في شهر رمضان، حدثنا نعيم عن عبد اللّه بن وهب عن منبه عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة عن النبي (ص) قال: تكون آية في رمضان ثم تظهر عصابة في شوال، ثم تكون معمعة في ذي القعدة ثم يسلب الحاج في ذي الحجة ثم تنتهك المحارم في المحارم ثم يكون الضرب في صفر ثم تنازع القبائل في شهري ربيع ثم العجب كل العجب بين جمادى و رجب ثم تاقة خفيفة خير من دسكرة تغل مائة الف.

ص: 44

في الصوت في رمضان و منادى السماء

<(الباب السابع و الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في الصوت في شهر رمضان و مناد من السماء باسم فلان. حدثنا نعيم عن الوليد عن عنبسة القرشي عن سلمة عن شهر بن حوشب قال: بلغني أن رسول اللّه (ص): قال يكون في رمضان صوت، و في شوال مهمهة، و في ذي القعدة تتحارب القبائل، و في ذي الحجة ينتهب الحاج، و في المحرم ينادي مناد من السماء ألا إن صفوة اللّه من خلقه فلان فاسمعوا له و أطيعوا.

في عمود من نار من قبل المشرق

<(الباب الثامن و الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في العمود من نار من قبل المشرق و إعداد طعام سنة.

قال حدثنا عيسى بن يونس و الوليد بن مسلم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: ستبدوا آية عمود من نار تطلع من قبل المشرق يراها أهل الأرض فمن أدرك ذلك فليعد لأهله طعام سنة.

<(الباب التاسع و الستون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في العلامة في لشهر رمضان و إعداد الطعام ايضا. فقال نعيم في كتاب الفتن ما هذا لفظه: قال و قال الوليد و أخبرنا صفوان بن عمرو، و عن عبد الرحمان ابن جبير بن نفير عن كثير بن مرة الحضرمي قال: آية الحدثان في رمضان علامة في السماء يكون بعدها اختلاف الناس فان أدركتها فاكثر من الطعام ما استطعت.

آية في زمن السفياني الثاني

<(الباب السبعون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من آية في زمان السفياني الثاني فقال نعيم في كتاب الفتن ما هذا لفظه، قال الوليد و أخبرني شيخ عن الزهري قال: في ولاية السفياني و خروجه علامة ترى في

ص: 45

السماء، و روى عن كثير بن مره حديثين معناهما واحد، قال اني لأنتظر آية الحدثان في رمضان منذ سبعين سنة.

<(الباب الحادي و السبعون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من نجم الآيات. حدثنا نعيم عن الوليد قال بلغني أنه قال:

يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي له ذنب يضيء لأهل الارض كأضاءة القمر ليلة البدر، قال الوليد و الحمرة و النجوم التي رأيناها ليست بالآيات إنما نجم الآيات نجم يتقلب في الآفاق في صفر أو في ربيعين أو في رجب، و عند ذلك يسير خاقان بالاتراك يتبعه روم الظواهر بالرايات و الصلب.

انكساف الشمس مرتين في رمضان

<(الباب الثاني و السبعون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن أيضا من إنكساف الشمس مرتين في شهر رمضان قبل المهدي.

حدثنا نعيم بن حماد حديثا عن شريك قال: بلغنى انه تنكسف الشمس قبل خروج المهدي في شهر رمضان مرتين.

علامة هلاك بني العباس

<(الباب الثالث و السبعون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من علامة هلاك بني العباس و ما يتبع ذلك. حدثنا نعيم عن عبد اللّه بن مروان عن أرطأة بن المنذر عن تبيع عن كعب قال: هلاك بني العباس عندكم يظهر في الخوف و الداهية، ما بين العشرين إلى أربع و عشرين نجم يرمى به شهاب يضيء كما يضيء القمر و النجم الذي يرمى به شهاب ينقض من السماء معه صوت شديد حتى يقع في المشرق ثم يلتوي كما تلتوي الحية حتى يكاد رأساه يلتقيان و الرجفتان في ليلة التحسين و النجم الذي يرمى به شهاب ينقض من السماء معه صوت شديد حتى

ص: 46

يقع في المشرق ثم يصيب الناس منه بلاء شديد.

<(الباب الرابع و السبعون)> فيما ذكره نعيم بن حماد من دلائل انقطاع ملك بني العباس. حدثنا نعيم حدثني شيخ من الكوفيين عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: في رمضان هدة توقظ النائم و تخرج العواتك من خدورها. و في شوال مهمهة، و في ذي القعدة تمشي القبائل بعضها إلى بعض، و في ذي الحجة تهرق الدماء و في المحرم و ما المحرم؟ يقولها ثلاثا و هو انقطاع ملك هؤلاء.. و ذكر عدة أحاديث في الحادثة في شهر رمضان، و نحن ما قدمناه من التجددات في شوال و ذي القعدة و ذي الحجة.

البلاء عند خراب الشام

<(الباب الخامس و السبعون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب الفتن من البلاء عند خراب الشام، حدثنا نعيم عن ابن وهب عن عبد اللّه بن عمر عن النبي «ص»، قال لا يزال الناس في مدة حتى يقرع الرأس فاذا أقرع الرأس يعني الشام هلك الناس، قيل لكعب و ما قرع الرأس قال الشام تخرب.

<(الباب السادس و السبعون)> فيما ذكره نعيم بن حماد في كتاب المناقب من استمرار فتنة الشام حتى ينادي مناد من السماء أن أميركم فلان، حدثنا نعيم عن ابن المبارك و عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن سعيد بن المسيب قال تكون بالشام فتنة كلما سكنت من جانب ضجت من جانب فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء أن أميركم فلان، أقول أنا: و قد روى أحمد بن المنادي في كتاب الملاحم هذا الحديث أتم من هذا.

<(الباب السابع و السبعون)> فيما ذكره نعيم في معقل من الفتن منها

ص: 47

اليمن، حدثنا نعيم عن محمد بن حمير عن الصفر بن رستم قال سمعت مهاجر الوصولي يقول: اذا كانت فتنة المغرب فشدوا قبل نعالكم إلى اليمن فانه لا ينجيكم منها أرض غيرها.

جبل الخليل معقل و أمان

<(الباب الثامن و السبعون)> فيما ذكره نعيم أن جبل الخليل «ع» معقل. حدثنا نعيم عن محمد بن حمير عن الوليد بن عطا أن رسول اللّه (ص) قال: جبل الخليل جبل مقدس أن الآيات لما ظهرت في بني اسرائيل أوحى اللّه إلى موسى «ع» ففروا بذنوبهم إلى جبل الخليل.

<(الباب التاسع و السبون)> فيما ذكره نعيم من أن ساحل البحر معقل قال حدثنا عبد القدوس عن صفوان عن سعيد بن خالد عن مطر مولى أم حكيم عن كعب قال أظلتكم فتنة كقطع الليل المظلم لا يبقى بيت من بيوت المسلمين بين المشرق و المغرب إلا دخلته، قيل فما يخلص منها أحد؟ قال يخلص من استظل بظل أفنان فيما بينه و بين البحر فهو أسلم الناس من تلك الفتنة فاذا كان مائة و اثنان و عشرون سنة احترقت داري هذه، قال و احترقت داره حينئذ.

أنجى الناس من فتنة الصيلم اهل الساحل

<(الباب الثمانون)> فيما ذكره نعيم ان انجى الناس من فتنة الصيلم أهل الساحل و أهل الحجاز، قال حدثنا عبد القدوس عن أرطأة ابن المنذر عن ضمرة بن حبيب، قال أنجى الناس من فتنة الصيلم أهل الساحل و أهل الحجاز.

<(الباب الحادي و الثمانون)> فيما ذكره نعيم ينجو من الفتنة كل مؤمن نومه، قال حدثنا ابن المبارك و حدثنا عوف عن رجل من أهل الكوفة أحسبه قال اسمه مسافر عن علي «ع» قال: ينجو من

ص: 48

ذلك الزمان كل مؤمن نومه، و في حديث و سئل عن النومة؟ فقال:

الساكت في الفتنة فلا يبدو منه شيء.

من علامة لظهور المهدي يخسف بهم

<(الباب الثاني و الثمانون)> فيما ذكره نعيم من علامة لظهور المهدي يخسف بهم. حدثنا نعيم حدثنا الحكم بن النافع عن جراح عن..

يقول في آخره ثم يرجل الصخرى إلى الكوفة فيثبت فيها خيله فيأتون بسبيهم و انه لعلى ذلك إذ يأتيه خبر ظهور المهدي بمكة فيقطع اليه من الكوفة بعثا يخسف بهم.

<(الباب الثالث و الثمانون)> فيما ذكره نعيم من أن بين خروجه و الراية السوداء و سعيد بن صالح و بين انه يسلم الأمر للمهدي أثنان و سبعون يوما قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن أبي عبد اللّه عن عبد الكريم عن ابن الحنفية قال: بين خروج الراية السوداء من خراسان و سعيد بن صالح و خروج المهدي و بين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان و سبعون يوما.

خروج السفياني ثم المهدي «ع»

<(الباب الرابع و الثمانون)> فيما ذكره نعيم من خروج السفياني ثم المهدي قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد و رشدين عن أبي لهيعة عن أبي قبيل قال يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية فلا يبقى منهم إلا اليسير لا يقتل غيرهم ثم يخرج رجل من بني أمية فيقتل بكل رجل رجلين حتى لا يبقى إلا النساء ثم يخرج المهدي.

في الهدة بالشام قبل البيداء

<(الباب الخامس و الثمانون)> فيما ذكره نعيم اذا كانت هدة بالشام قبل البيداء. فلا سفياني و لا بيداء. حدثنا نعيم حدثنا رشدي عن ليث؟ حدثه عن تبيع، قال اذا كانت هدة بالشام قبل البيداء فلا بيداء و لا سفياني، قال ليث كانت الهدة بطبرية، فاستيقظت لها

ص: 49

بالفسطاط تخلع بها اجنحة فاذا هي ليلة طبرية.

<(الباب السادس و الثمانون)> فيما ذكره نعيم أن الهدة في زمان السفياني الثاني، قال حدثنا نعيم حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة قال في زمان السفياني الثاني تكون الهدة حتى يظن كل قوم أنه خرب ما يليهم.

<(الباب السابع و الثمانون)> فيما ذكره نعيم في زمان السفياني قد سبق ظهوره في سنة سبع و ثلاثين أو تسع و ثلاثين. قال حدثنا نعيم حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: قال رسول اللّه (ص) خروج السفياني بعد سبع و ثلاثين، قال ابن لهيعة و أخبرني عبد العزيز بن صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال: ان كان خروج السفياني في سنة سبع و ثلاثين كان ملكه ثمانية و عشرين شهرا و ان خرج في تسع و ثلاثين كان ملكة تسعة أشهر.

حديث السفياني يدخل أرض مصر

<(الباب الثامن و الثمانون)> فيما ذكره من حديث السفياني الذي يدخل أرض مصر. قال حدثنا عبد اللّه بن مروان عن أبيه عن العمري عن القاسم بن محمد عن حذيفة قال: اذا دخل السفياني أرض مصر أقام فيها أربعة أشهر يقتل و يسبي أهلها فيومئذ تقوم النائجات باكية تبكي على استحلال فروجها و باكية تبكي على قتل أولادها و باكية تبكي على ذلها بعد عزها و باكية تبكي شوقا إلى قبورها.

<(الباب التاسع و الثمانون)> فيما ذكره نعيم في أن مصر تفت كما تفت البصرة، قال حدثنا نعيم قال: قال ابن وهب حدثنا ابن لهيعة و ليث عن يزيد عن أبي الخير عن الصنائجى عن كعب قال: لتفت مصر كما تفت البصرة.

ص: 50

في حديث الزوراء و بيت العباس و ما عدد عليهم

<(الباب التسعون)> فيما ذكره نعيم من حديث الزوراء و بيت العباس و ما عدد عليهم، حدثنا نعيم حدثنا نوح بن أبي مريم عن مقاتل ابن سليمان عن عطا عن عبيد بن عمير عن حذيفة أنه سئل عن (عسجق) و عمر و علي و ابن مسعود و ابن عباس رضي اللّه عنهم وعدة من اصحاب رسول اللّه حاضرون، فقال حذيفة العين عذاب، و السين السنة، و الجيم الجماعة، و القاف قوم يكونون في آخر الزمان، فقال له عمر ممن هم؟ قال من ولد العباس في مدينة يقال لها الزوراء يقتل فيها مقتلة عظيمة و عليهم تقوم الساعة، فقال أبن عباس ليس ذلك، و لكن القاف قذف و خسف يكون، قال عمر لحذيفة أما أنت فقد أصبت التفسير و أصاب أبن عباس المعنى، فاصابت الحمى حتى عاده عمر وعدة من اصحاب رسول اللّه (ص).

<(فصل)> و ذكر عقيب هذا الحديث فقال حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن أبي عبد اللّه عن الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد ابن عقبة بن أبي معيط سمع ابن عباس يقول ثم يخرج السفياني و الفلاني فيقتلان حتى يبقر بطون النساء و يغلي الأطفال في المراجل.

<(فصل)> و ذكر عقيب ذلك حديثا آخر فقال حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان عن أرطأة عن تبيع عن كعب ليسبي نساء بني العباس حتى يوردهن قرى دمشق.

<(الباب الحادي و التسون)> فيما ذكره نعيم من دخول السفياني الكوفة و لتامته بها ثماني عشر ليلة و يقتل منها ستين الفا. قال حدثنا نعيم حدثنا الحكم بن نافع عن جراح من أن السفياني يدخل الكوفة فيسبيها ثلاثة أيام و يقتل من أهلها ستين الفا و يقيم فيها ثماني عشر

ص: 51

ليلة يقسم أموالها ثم ذكر ثمام الحديث الى أن يبعث الرايات السود بالبيعة إلى المهدي.

حديث الرايات السود للمهدي

<(الباب الثاني و التسعون)> فيما ذكره نعيم من حديث الرايات السود للمهدي بعد رايات بني العباس و بينها و بين المهدي اثنان و سبعون شهرا.

فقال حدثنا نعيم حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد اللّه عن عبد الكريم ابن أميه عن محمد بن الحنفية قال: تخرج راية سوداء لبني العباس ثم تخرج من خراسان اخوى سوداء قلانسهم سود و ثيابهم بيض على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من تميم يهزمون اصحاب السفياني حتى ينزل بيت المقدس يوطيء للمهدي سلطانه يمد اليه ثلثمائة من الشام يكون بين خروجه و بين ان يسلم الأمر المهدي اثنان و سبعون شهرا.

حديث المهدي و نصرته لمن يخرج من خراسان

<(الباب الثالث و التسعون)> فيما ذكره نعيم من حديث المهدي و نصرته لمن يخرج من خرسان، قال حدثنا محمد بن فضيل و عبد اللّه ابن ادريس و حريز عن يزيد بن ابي زياد عن ابراهيم بن علقمة عن عبد اللّه قال بينا نحن عند رسول اللّه «ص» إذ جاء فتية من بني هاشم فتغير لونه فقالوا يا رسول اللّه ما نزال نرى في وجهك شيئا تكرهه، قال انا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا و ان أهل بيتي هؤلاء يلقون بعدي بلاء و تطريدا و تشريدا حتى يأتي قوم من ها هنا نحو المشرق أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه مرتين أو ثلاثا فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونها حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتي فيملأ الأرض عدلا كما ملؤها ظلما فمن أدرك ذلك

ص: 52

منكم فليأتهم و لو حبوا على الثلج فانه المهدي.

<(الباب الرابع و التسعون)> فيما ذكره نعيم عن المهدي و نصرته برايات خراسان. قال حدثنا أبو نصر الحباب عن خلاد عن أبي قلابة عن ثوبان قال إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها و لو حبوا على الثلج فان فيها خليفة اللّه المهدي.

<(الباب الخامس و التسعون)> فيما ذكره نعيم من حديث صفة شعيب ابن صالح و انه مقدمة للمهدي. حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن اسماعيل البصري عن أبيه عن الحسن قال: يخرج بالري رجل ربعة اسمر مولى لبني تميم كوسج يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف ثيابهم بيض و راياتهم سود يكون مقدمة للمهدي لا يلقاه أحد إلا قتله.

ان لواء المهدي مع شعيب بن صالح

<(الباب السادس و التسعون)> فيما ذكره نعيم ان لواء المهدي مع شعيب بن صالح، حدثنا رشيدين عن أبي لهيعة قال حدثني ابو.. عن عمار بن ياسر قال: المهدي على لوائه شعيب بن صالح.

من صفة الشاب المنصور من بني هاشم

<(الباب السابع و التسعون)> فيما ذكره نعيم من صفة الشاب لمنصور من بني هاشم ان بكفه اليمنى خالا و بين يديه شعيب بن صالح.

قال حدثنا نعيم حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر «ع» قال يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خمال و يأتى من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالج يقاتل اصحاب السفياني فيهزمهم.

<(الباب الثامن و التسعون)> فيما ذكره نعيم من صفة اخرى لمن يحمل راية المهدي، قال حدثنا الوليد و رشدي عن أبي لهيعة عن كعب

ص: 53

ابن علقمة عن سفيان الكلبي قال يخرج على لواء المهدي غلام حدث السن خفيف اللمة اصفر، و لم يذكر الوليد اصفر لو قاتل الجبال لهدها و قال الوليد لهدها حتى ينزل أيليا.

صفة الرايات السود الصغار من المشرق

<(الباب التاسع و التسعون)> فيما ذكره نعيم من الرايات السود الصغار من المشرق تؤدي الطاعة إلى المهدي.

قال حدثنا نعيم حدثنا رشدي عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن شقر عن تبيع عن كعب قال: إذا ملك رجل الشام و آخر مصر فاقتتل الشامي و المصري و سبى أهل الشام قبائل من مصر و أقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قبل صاحب الشام فهو الذي يؤدي الطاعة إلى المهدي، قال أبو قبيل ثم يملك رجل أسمر يملؤها عدلا ثم يسير إلى المهدي فيؤدي اليه الطاعة و يقاتل عنه.

<(الباب المائة)> فيما ذكره نعيم من نصرها نصره اللّه اسمه اسم النبي «ص» براية من المشرق. قال حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان عن العلا بن عتبة عن الحسن ان رسول اللّه «ص» ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتى يبعث اللّه راية من المشرق سوداء من نصرها نصره اللّه و من خذلها خذله اللّه حتى يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيولوه أمرهم فيؤيده اللّه و ينصره.

<(الباب الحادي و المائة)> فيما ذكره نعيم ان الراية السوداء الثانية من خراسان قاهرة للراية السوداء الاولى و هازمة لها. حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن روح ابن ابي العيزار قال حدثني عبد الرحمان بن آدم الازدي قال: سمعت عبد الرحمان بن القار بن ربيعة الجرشي يقول

ص: 54

سمعت عمرو بن مر الجهني صاحب رسول اللّه «ص» يقول لتخرجن من خراسان راية سوداء حتى تربط خيولها بهذا الزيتون الذي بين بيت لها و خرسنا، قلنا ما نرى بين هاتين زيتونة قال: سيصير بينهما زيتون حين ينزلها تلك الراية فتربط خيولها بها، قال عبد الرحمان بن آدم و حدثت بهذا الحديث عبد الرحمان بن القار فقال يربط بها أهل الراية السوداء الثانية التي تخرج على الاولى فاذا نزلوها خرج عليهم خارجي من أهل هذه و لا يجد من أهل الراية الأولى إلا مختفيا فيهزمهم.

<(الباب الثاني و المائة)> فيما ذكره نعيم من رايات لبني العباس و ما يتجدد بعدها من الرايات التي تؤدي الطاعة الى المهدي.

قال حدثنا نعيم حدثنا عمر بن عبد اللّه عن عبد اللّه عن عبد اللّه التاهرتي عن عبد الرحمان بن زياد العم عن مسلم بن يسار عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس ثم يمكثون ما شاء اللّه ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجل من ولد أبي سفيان و أصحابه من قبل المشرق و يؤدون الطاعة للمهدي.

علامات وصول السفياني الى الكوفة

<(الباب الثالث و المائة)> فيما ذكره نعيم من ان من علامات وصول السفياني إلى الكوفة. قال اخبرنا نعيم حدثنا الوليد و رشدي عن أبي لهيعة حدثني أبو زرعة عن أبي رزين قال: إذا بلغ السفياني الكوفة و قتل اعوان آل محمد «ص» خرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح.

وصول الرايات السود من خراسان

<(الباب الرابع و المائة)> فيما ذكره نعيم من أن الرايات السود الوازرة من خراسان تبعث إلى مكة بالطاعة و البيعة للمهدي. قال حدثنا نعيم حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر «ع» قال

ص: 55

تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الى الكوفة فاذا ظهر المهدي بمكة بعثت اليه بالبيعة.

<(الباب الخامس و المائة)> فيما ذكره نعيم من علامة المهدي بهلاك بني جعفر و بني العباس، قال حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان عن أرطأة عن تبيع عن كعب قال: إذا دارت رحاء بني العباس و ربط أصحاب الرايات السود خيولهم بزيتون الشام و يهلك اللّه الأصهب و يقتله و عامة أهل بيته على أيديهم حتى لا يبقى اموي منهم إلا هارب و مختف و يسقط السفياني بنو جعفر و بنو العباس و يجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق و يخرج البربر الى صرة الشام فهو علامة خروج المهدي.

هلاك المسودة الأولى بالمسودة الثانية

<(الباب السادس و المائة)> فيما ذكره نعيم من هلاك المسودة الأولى بالمسودة الثانية. عن ابن شوذب قال كنت عند الحسن فذكرنا حمص فقال هم أسعد الناس بالمسودة الأولى و اشقى الناس بالمسودة الثانية قال قلت و ما المسودة الثانية يا أبا سعيد قال أول الظهور يخرج من المشرق ثمانون الفا محشوة قلوبهم التئاما حشو الرمانة من الحب و بوار المسودة الأولى على أيديهم.

الحوادث المتجددة على المدينة من القتل و غيره

<(الباب السابع و المائة)> فيما ذكره نعيم من الحوادث المتجددة على المدينة من القتل و غيره و فيه عدة أحاديث. قال حدثنا نعيم حدثنا عبد القدوس عن ابن عياش قال حدثني بعض أهل العلم عن محمد بن جعفر عن علي بن أبي طالب «ع» قال يكتب السفياني الى الذي دخل الكوفة بخيله بعدما يعركها عرك الأديم يأمره بالمسير إلى الحجاز فيسير إلى المدينة فيضع السيف في قريش فيقتل منهم و من الانصار اربعمائة

ص: 56

رجل و يبقر البطون و يقتل الولدان و يقتل أخوين من قريش رجلا و أخته يقال لهما محمد و فاطمة و يصلبهما على باب المسجد بالمدينة، و قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد و رشدي عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رمان عن علي «ع» قال يبعث السفياني بجيش إلى المدينة فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد (ص) و يقتل من بني هاشم رجالا و نساء فعند ذلك يهرب المهدي و المستنصر من المدينة إلى مكة فيبعث في طلبهما و قد لحقا بحرم اللّه و امنه، و قال حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان عن أرطأة عن تبيع عن كعب قال تستباح المدينة الجبلية و تقتل النفس الزكية و روى حديثا آخر باسناده عن ابن عمر قال و علامة وقعة المدينة إذا أقبل أمير مصر، و روى في حديث آخر قال إذا أتوا المدينة قتلوا أهلها ثلاثة أيام.

في سبب قصد السفياني للمدينة و اجتماعهم بالمهدي

<(الباب الثامن و المائة)> فيما ذكره نعيم في سبب قصد السفياني للمدينة و اجتماعهم بالمهدي. حدثنا نعيم حدثنا محمد بن عبد اللّه التاهرتي عن عبد السلام بن سلمة أنه سمع أبا قبيل يقود السفياني جيشا إلى المدينة فيأمر بقتل كل من كان فيها من بني هاشم حتى الحبالى و ذلك لما يصنع الهاشمي الذي يخرج على أصحابه من المشرق و يقول ما هذا البلاء كله و قتل أصحابي إلا من قبلهم يأمر بقتلهم فيقتلون حتى لا يعرف بالمدينة أحد و يفترقون منها هاربين إلى البوادي و الجبال و إلى مكة حتى نساؤهم و يضع جيشه فيهم السيف أياما ثم يكف عنهم و لا يظهر بينهم إلا خائف حتى يظهر أمر المهدي بمكة فاذا ظهر بمكة اجتمع كل من شذ منهم اليه بمكة.

<(فصل)> و رأيت حديثا في مجلد عتيق أوله فيه من بعض أمالي ابن.. ترجمة أحمد بن يحيى بن زكريا الصولي في ثاني قائمة منه باسناده

ص: 57

المتصل إلى آل... قوم صغار الأعين عراض الوجوه كان وجوههم المجان المطرقة... الاجساد و الشعر حتى يريطوا خيولهم بالنخيل.

<(الباب التاسع و المائة)> فيما ذكره نعيم من أن وقعة السفياني بالمدينة عند وقعة الحرة كضربة سوط ثم يبايع للمهدي.

حدثنا أبو يوسف عن مطر بن خلية عن الحسن بن عبد الرحمان العكلي عن أبي هريرة قال: تكون بالمدينة وقعة تغرق فيها احجار الزيت ما الحرة عندها إلا كضربة سوط فيتنحى عن المدينة قدر بريدين ثم يبايع المهدي.

لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلاثا و يموت ثلاثا

<(الباب العاشر و المائة)> فيما ذكره نعيم لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلاثا و يموت ثلاثا و يبقى ثلاثا. حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن اليمان عن كيسان الرقاشي القصاب و كان ثقة قال حدثني مولاي قال سمعت عليا «ع» يقول: لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلاثا و يموت ثلاثا و يبقى ثلاثا.

لا يخرج المهدي حتى تباع المرأة بوزنها طعاما

<(الباب الحادي عشر و المائة)> فيما ذكره نعيم من أنه لا يخرج المهدي حتى تباع المرأة بوزنها طعاما و ان من علامة خروج المهدي انسياب الترك عن المسلمين، حدثنا نعيم حدثنا رشدين عن أبي لهيعة حدثنا أبو زرعة عن أبي رزين عن عمار بن ياسر قال: علامة المهدي إذا انساب عليكم الترك و مات خليفتكم الذي يجمع الأموال و يستخلف صغيرا فيخلع بعد سنتين من بيعته و يخسف بغربي مسجد دمشق و خروج ثلاثة نفر بالشام و خروج أهل المغرب إلى مصر فتلك أمارة السفياني، قال أبو عبد اللّه نعيم و أخبرت عن ابن عياش عن سالم بن

ص: 58

عبد اللّه عن أبي محمد عن رجل من أهل المغرب قال لا يخرج المهدي حتى يخرج الرجل بالجارية الحسناء الجميلة و يقول من يشتري هذه بوزنها طعاما ثم يخرج المهدي.

<(الباب الثاني عشر و المائة)> فيما ذكره نعيم من منادي السماء و خروج المهدي. حدثنا نعيم حدثنا الوليد و رشدين عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي «ع» قال إذا نادي منادى من السماء أن الحق في آل محمد صلّى اللّه عليه و آله فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس و يسرون فلا يكون لهم ذكر غيره.

لا يخرج المهدي حتى لا يبقى قيل و ابن قيل

<(الباب الثالث عشر و المائة)> فيما ذكره نعيم لا يخرج المهدي حتى لا يبقى، قيل و لا أين قيل، حدثنا نعيم حدثنا ضمرة عن أبن شوذب عن بعض أصحابه قال: لا يخرج المهدي حتى لا يبقى، قيل و لا أين؟ قيل إلا هلك و القيل الرأس.

في ملك بني أمية و بني العباس و خروج المهدي

<(الباب الرابع عشر و المائة)> فيما ذكره نعيم عن ملك بني أمية و بني العباس و خروج المهدي.

حدثنا نعيم حدثنا رشدين عن ابن أبي لهيعة عن أبي قبيل قال يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية حتى لا يبقى منهم إلا اليسير لا يقتل غيرهم ثم يخرج رجل من بني أمية يقتل بكل رجل اثنين حتى لا يبقى إلا النساء ثم يخرج المهدي عليه أفضل الصلاة و السلام و عجل اللّه فرجه.

<(الباب الخامس عشر و المائة)> فيما ذكره نعيم في باب آخر بعلامة أخرى عند خروج المهدي و منادي السماء.

ص: 59

قال حدثنا ابن المبارك و عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن سعيد ابن المسيب: قال تكون فتنة كان اولها لعب الصبيان كلما سكنت من جانب طمست من جانب فلا تبناهي حتى ينادي مناد من السماء الا ان الأمير فلان، قال ابن المسيب بيديه فقال ذلكم الامير حقا قالها ثلاث مرات.

في منادي السماء أن الحق في آل محمد (ص)

<(الباب السادس عشر و المائة)> فيما ذكره نعيم في مناد السماء ان الحق في آل محمد (ص). قال حدثنا نعيم حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر «ع» قال ينادي مناد من السماء ألا ان الحق في آل محمد (ص) و ينادي مناد من الأرض ألا ان الحق في آل عيسى أو قال آل العباس، أنا أشك فيه و انما الصوت الاسفل من الشيطان يلبس على الناس شك أبو عبد اللّه.

<(الباب السابع عشر و المائة)> فيما ذكره نعيم في منادي السماء عليكم بفلان.

حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب عن اسحاق بن يحيى التميمي عن المغيرة بن عبد الرحمان عن أمه و كانت قديمة قالت قلت لها في فتنة ابن الزبير أن هذه الفتنة تهلك الناس؟ فقالت كلا يا بني و لكن بعدها فتنة تهلك الناس لا يستقيم أمرهم حتى ينادي السماء عليكم فلان.

<(الباب الثامن عشر و المائة)> فيما ذكره نعيم أيضا من منادي السماء عليكم بفلان و تطلع كف تشير. قال حدثنا ابن وهب عن اسحاق بن يحيى عن محمد بن بسر بن هشام عن ابن المسيب قال تكون فتنة بالشام كان أولها لعب الصبيان ثم لا يستقيم أمر الناس على شيء و لا يكون لهم جماعة حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان و تطلع

ص: 60

كف تشير، قال نعيم حدثنا ابن وهب عن عياض بن عبد اللّه الفهري عن محمد بن زيد بن المهاجر عن ابن المسيب نحوه إلا انه قال ينادي مناد من السماء أميركم فلان، قال عياض و أخبرنا محمد بن المنكدر سمع عبد الملك بن مروان يذكر عن رجل من علمائهم نحوه.

في المنادي في المحرم ان صفوة اللّه من خلقه فلان الخ

<(الباب التاسع عشر و المائة)> فيما ذكره نعيم عن المنادي في محرم ان صفوة اللّه من خلقه فلان. قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد بن مسلم ابن عنبسة القرشي عن سلمة بن أبي سلمة عن شهر بن حوشب قال: قال رسول اللّه في محرم ينادي مناد من السماء ألآ ان صفوة اللّه من خلقه فلان فاسمعوا له و أطيعوا في سنة الصوت و المعمعة.

في قتل النفس الزكية و منادي السماء

<(الباب العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم من قتل النفس الزكية و أخيه و المنادي من السماء أميركم فلان و أنه المهدي. قال حدثنا نعيم حدثنا رشدين عن أبي لهيعة حدثني أبو زرعة عن عبد اللّه بن رزين عن عمار بن ياسر قال إذا قتل النفس الزكية و اخوه يقتل بمكة ضيعة ينادي مناد من السماء أميركم فلان و ذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقا و عدلا.

<(الباب الحادي و العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم عن مناد السماء و الكف الذي يشير بطريق آخر، قال حدثنا نعيم حدثنا أبو إسحاق الاقرع حدثني أبو الحكم المدني حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد ابن المسيب قال تكون فرقة و أختلاف حتى تطلع كف من السماء و ينادي مناد من السماء ان أميركم فلان.

<(الباب الثاني و العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم من المنادي بعد

ص: 61

الخسف أن الحق في آل محمد «ص» قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد و رشدين عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن أبن رومان عن علي «ع» قال بعد الخسف ينادي مناد من السماء أن الحق في آل محمد «ص» في أول النهار ثم ينادي مناد في آخر النهار، أن الحق في ولد عيسى و ذلك نخوة من الشيطان.

<(الباب الثالث و العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم من التقاء المهدي و السفياني و المنادي عند ذلك من السماء. قال حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان عن سعيد بن يزيد التنوخي عن الزهري قال إذا التقى السفياني و المهدي للقتال يومئذ يسمع صوت من السماء ألا أن أولياء اللّه أصحاب فلان يعني المهدي هذا لفظ الحديث، قالت أسماء بنت عميس أن أمارة ذلك كف من السماء مدلاة ينظر اليها الناس.

في صفة مبايعة المهدي «ع»

<(الباب الرابع و العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم في صفة مبايعة المهدي فقال باسناده عن أبي يوسف المقدسي حدثني محمد بن عبد اللّه عن عمر بن شعيب عن أبيه عبد اللّه بن عمر قال، يحج الناس معا و يعرفون معا على غير إمام فبيناهم نزول بمعنى إذ أخذهم كالكلب فثارت القبائل بعضهم الى بعض حتى تسيل العقبة دما فيفزعون إلى خيرهم فيأتونه و هو ملصق وجهه إلى الكعبة يبكي كأني أنظر الى دموعه تسيل فيقولون هلم وليناك فيقول و يحكم كم من عهد قد نقضتموه و كم من دم قد سفكتموه فيبايع كرها قال فان أدركتموه فبايعوه فانه المهدي في الارض و المهدي في السماء. و قال في حديث آخر ليستخرج المهدي كارها من ولد فاطمة عليها السلام فيبايع.

<(الباب الخامس و العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم عن منادي

ص: 62

السماء في محرم. باسناده الى الوليد قال اخبرني عنبسة القرشي عن سلمة ابن أبي سلمة عن شهر بن حوشب قال: قال رسول اللّه «ص» في ذي العقدة تتحارب القبائل و في ذي الحجة ينتهب الحاج و في المحرم ينادي مناد من السماء.

في ظهور المهدي بعد اليأس

<(الباب السادس و العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم من ظهور المهدي بعد الاياس منه و ان أصحابه من أهل الشام و أهل العراق، قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي عبد اللّه عن الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن عقبة بن أبي معيط أنه سمع ابن عباس يقول: يبعث اللّه المهدي بعد اياس و حتى يقول الناس لا مهدي، و انصاره من أهل الشام عدتهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أصحاب بدر يسيرون اليه من الشام حتى يستخرجوه من بطن مكة من دار عند الصفا فيبايعونه كرها فيصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام ثم يصعد المنبر، و روى حديثا آخر عن أبي ثور و عبد الرزاق و ابن معاذ عن معمر عن قتادة قال: قال رسول اللّه «ص» تأتيه عصائب العراق و أبداك الشام فيبايعونه بين الركن و المقام.

إن المهدي لا يوقظ نائما و لا يهرق دما

<(الباب السابع و العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم أن المهدي لا يوقظ نائما و لا يهريق دماء. قال حدثنا نعيم حدثنا أبو يوسف عن قطري بن خليفة عن الحسن بن عبد الرحمان العلكي عن أبي هريرة قال: يبايع المهدي بين الركن و المقام لا يوقظ نائما و لا يهريق دما.

<(الباب الثامن و العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم من خروج المهدي براية رسول اللّه «ص» قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد و رشدين عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي «ع» قال إذا هزت

ص: 63

الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه فيخرج من مكة و معه راية رسول اللّه «ص» فيصلي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه لما طال عليهم من البلاء فاذا فرغ من صلاته انصرف فقال أيها الناس البلاء بأمة محمد «ص» و بأهل بيته خاصة قهرنا و بغى علينا.

خروج المهدي براية رسول اللّه (ص)

<(الباب التاسع و العشرون و المائة)> فيما ذكره نعيم من خروجه «ع» براية رسول اللّه «ص» و قميصه و سيفه و علامات عند العشاء، حدثنا نعيم حدثنا سعيد بن عثمان عن جابر عن أبي جعفر «ع» قال ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء و معه راية رسول اللّه «ص» و قميصه و سيفه و علامة و نور و بيان فاذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول اذكركم اللّه أيها الناس و مقامكم بين يدي ربكم و قد اكد الحجة و بعث الانبياء و أنزل الكتاب يأمركم أن لا تشركوا به شيئا و أن تحافظوا على طاعة اللّه و طاعة رسوله «ص» و ان تحيوا ما أحين القرآن و تميتوا ما أمات و تكونوا أعوانا على الهدى و وازروا على التقوى فان الدنيا قد دنا فناؤها و زوالها و أذنت بالوداع و اني أدعوكم إلى اللّه و إلى رسوله «ص» و العمل بكتابه و إماتة الباطل و احياء السنة فيظهر في ثلثمائة و ثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف رهبان بالليل أسد بالنهار فيفتح اللّه أرض الحجاز و يستخرج من كان في السجن من بني هاشم و تنزل الرايات السود الكوفة فيبعث بالبيعة الى المهدي جنوده إلى الآفاق و يميت الجور و أهله و تستقيم له البلدان و يفتح اللّه على يديه القسطنطينية.

<(الباب الثلاثون و المائة)> فيما ذكره نعيم أن جيش المهدي في اثنى عشر

ص: 64

الفا أو خمسة عشر الفا. حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب عن أبي لهيعة عن الحرث بن يزيد سمع ابن رزين الغافقي سمع عليا «ع» يقول: يخرج المهدي في إثني عشر الفا ان قلوا و خمسة عشر الفا ان كثروا و يسير الرعب بين يديه لا يلقاه عدو إلا هزمهم باذن اللّه شعارهم أمت أمت لا يبالون في اللّه لومة لائم فيخرج اليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم و يملك فيرجع إلى الناس بحبهم و نعيمهم و قاصتهم و برواتهم لا يكون بعدهم إلا الاجمال، قلنا و ما القاصة و الرواة؟ قال يقتص الأمر حتى يتكلم الرجل بما شاء لا ينسى شيئا.

<(الباب الحادي و الثلاثون و المائة)> فيما ذكره نعيم بن حماد من اتصال أخذ الشام بظهور ما وعد به النبي «ص»، حدثنا نعيم حدثنا رشدين عن أبي لهيعة عن عياش بن عباس الرقي عن رزين عن علي «ع» قال يرسل اللّه على أهل الشام من يفرق جماعتهم حتى لوقاتلتهم الثعالب غلبتهم و عند ذلك يخرج رجل من أهل بيتي في ثلاث رايات المكثر يقول خمسة عشر الفا و المقل يقول اثني عشر الفا إمارتهم أمت أمت على رايتهما، رجل الملك أو يقتضي له الملك فيقتلهم اللّه جميعا فيرد اللّه على المسلمين إلفتهم و قاصتهم و برواتهم.

قال ابن لهيعة و اخبرني اسرائيل عن عباد عن محمد بن علي مثله، قال حدثنا نعيم حدثنا رشدين حدثنا ابن لهيعة قال و اخبرني عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبي رومان عن علي «ع» الا أنه قال بسبع رايات سود.

في الخسف بالجيش الذي ينفذه السفياني

<(الباب الثاني و الثلاثون و المائة)> فيما ذكره نعيم في الخسف بالجيش الذي ينفذه السفياني الى المهدي. حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان

ص: 65

عن الهيم بن عبد الرحمان حدثني من سمع عليا «ع» يقول إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا يخسف به بالبيداء و بلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم قد خرج المهدي فبايعه و أدخل في طاعته و الا قتلناك فيرسل اليه بالبيعة و يسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس و تقبل اليه الخزائن و تدخل العرب و العجم و أهل الحرب و الروم و غيرهم في طاعته من غير قتال حتى يبني المساجد بالقسطنطينية و ما دونها و يخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل الشرق و يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل و يمثل و يتوجه إلى بيت المقدس فلا يبلغه حتى يموت.

أقول: هكذا رأيت الحديث و فيه نظر.

<(الباب الثالث و الثلاثون و المائة)> في أنه إذا كانت بالشام هدة قيل البيداء فلا بيداء و لا سفياني. حدثنا نعيم حدثنا رشدين عن أبي لهيعة عمن حدثه عن تبيع قال إذا كانت هدة بالشام قبل البيداء فلا بيداء و لا سفياني قال ليث قد كانت الهدة بطبرية فاستيقظت لها بالفسطاط و تخلع لها اجنحة فإذا هي ليلة طبرية.

<(الباب الرابع و الثلاثون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان الذي يعرج برجل من ولد فاطمة عليها السلام. حدثنا نعيم حدثنا أبو هارون عن عمرو بن قيس الملائي عن المنهال عن زر بن حبيش سمع عليا يقول يعرج اللّه الفتن برجل منا يسومهم خسفا لا يعطيهم إلا السيف يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا حتى يقولوا و اللّه ما هذا من ولد فاطمه عليها السلام لو كان من ولدها لرحمنا يعرّي ببني العباس و بني أمية.

<(الباب الخامس و الثلاثون و المائة)> فيما ذكره نعيم في المهدي

ص: 66

و منادي السماء و بيعة السفياني للمهدي. حدثني نعيم حدثنا عبد اللّه ابن مروان عن سعيد بن زيد عن الزهري قال يخرج المهدي من مكة بعد الخسف في ثلاثمائة و أربعة عشر رجلا عدة أهل بدر فيلتقي هو و صاحب جيش السفياني و اصحاب المهدي يومئذ جبهتهم البردع و قال أنه يسمع يومئذ صوت من السماء و مناد ينادي ألا ان أولياء اللّه أصحاب فلان فتكون الدايرة على أصحاب السفياني في خروجه و يخرج المهدي إلى الشام و يلتقي السفياني المهدي ببيعته و يتسارع الناس اليه من كل وجه و يملأ الأرض عدلا.

إن السفياني يدفع الخلافة إلى المهدي

<(الباب السادس و الثلاثون و المائة)> فيما ذكر نعيم في ان السفياني يدفع الخلافة إلى المهدي. حدثنا نعيم حدثنا عبد القدوس عن أبي بكر حدثني أشياخنا قال السفياني هو الذي يدفع الخلافة إلى المهدي.

<(الباب السابع و الثلاثون و المائة)> فيما ذكره نعيم استخراج المهدي لتابوت السكينة و التوراة و الانجيل من غار انطاكية، حدثنا أبو يوسف المقدسي عن صفوان بن عمرو عن عبد اللّه بن يسير الحمصي عن كعب قال: المهدي يبعث بعثا لقتال الروم فيرسل معه عشرة تستخرج تابوت السكينة من غار انطاكية فيه التوراة الذي انزل اللّه على موسى؛ و الانجيل الذي انزل اللّه على عيسى يحكم بين اهل التوراة بتوراتهم و بين اهل الانجيل بانجيلهم.

<(الباب الثامن و الثلاثون و المائة)> فيما ذكره نعيم من ان المهدي ايهدي لأمر خفي. حدثنا نعيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن مطر لوراق عمن حدثه عن كعب قال إنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر قد خفى و يستخرج التوراة و الانجيل من أرض يقال لها انطاكية، و روى

ص: 67

نعيم في حديث آخر ان التوراة يخرجها غضة يعني طرية من انطاكية.

<(الباب التاسع و الثلاثون و المائة)> فيما ذكره نعيم في ان عدل المهدي يبلغ إلى انه لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه و ردّه، حدثنا نعيم حدثنا معمر بن سليمان عن جعفر بن سيار الشامي قال يبلغ من رد المهدي المظالم حتى لو كان تحت ضرس إنسان شيء انتزعه حتى يرده.

<(الباب الأربعون و المائة)> فيما ذكره في أن مع المهدي راية رسول اللّه «ص» المعلّمة، حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن اليمان عن قيس عن عبد اللّه بن شريك قال مع المهدي راية رسول اللّه «ص» المعلّمة ليتني ادركته و انا جذع.

<(الباب الحادي و الأربعون و المائة)> فيما ذكره نعيم من أن راية المهدي مكتوب عليها البيعة للّه. حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن نوف البكالي قال في راية المهدي مكتوب عليها البيعة للّه.

<(الباب الثاني و الأربعون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان المهدي كأنما يلعق المساكين الزيد، حدثنا نعيم حدثنا يحيى عن يوسف بن فاضل عن أبي رؤبة قال المهدي كأنما يلعق المساكين الزبد.

إن المهدي خير الناس و إن مقدمته جبرئيل

<(الباب الثالث و الأربعون و المائة)> فيما ذكره نعيم من أن المهدي خير الناس و ان مقدمته جبرائيل و ساقته ميكائيل، حدثنا نعيم حدثنا الوليد عمن حدثه و أقرأه عن كعب قال قتادة المهدي خير الناس أهل نصرته و بيعته من أهل كوفان و اليمن، و أبدال الشام مقدمته جبرائيل

ص: 68

و ساقته ميكائيل، محبوب في الخلائق يطفي اللّه به الفتنة العمياء و يا من الأرض حتى ان المرأة لتحج في خمس نسوة و ما معهن رجل لا تتقي شيئا ان اللّه يعطي الأرض بركاتها و السماء بركتها.

إن المهدي يهدى إلى أسفار من التوراة

<(الباب الرابع و الأربعون و المائة)> فيما ذكره نعيم من ان المهدي يهدي إلى اسفار من التوراة يسلم بها ثلاثون الفا، حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن مطر عن كعب قال انما سمي المهدي لأنه يهدي إلى أسفار من اسفار التوراة يستخرجها من جبال يدعو اليها اليهود فيسلم على تلك الكتب جماعة كثيرة ثم ذكر نحو ثلاثين الفا.

<(الباب الخامس و الأربعون و المائة)> فيما ذكره نعيم انه يرضى عنه ساكن الأرض. قال معمر و أخبرنا أبو هارون عن معاوية بن مرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي «ص» قال يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض و لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا حبته و لا الأرض من نباتها شيئا إلا اخرجته حتى يتمنى الاحياء الاموات.

استخراج الكنوز و تقسيم المال من قبل المهدي

<(الباب السادس و الأربعون و المائة)> فيما ذكره نعيم انه يستخرج الكنوز و يقسم المال و يلقي الاسلام بجرانه، حدثنا نعيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر بن قتادة قال: قال رسول اللّه (ص) أنه يستخرج الكنوز و يقسم المال و يلقي الاسلام بجرانه.

انه يحثى المال حثيا و يملأ الارض عدلا

<(الباب السابع و الأربعون و المائة)> ذكره نعيم أنه يحثى المال حثيا و يملأ الأرض عدلا، حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن سعيد عن قتادة عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي «ص» قال: يحثى المال حثيا لا يعده عدا يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

ص: 69

<(الباب الثامن و الأربعون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان الأمة تأوي اليه كالنحل إلى يعسوبها، حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن أبي رافع إسماعيل بن رافع عمن حدثه عن أبي سعيد عن النبي «ص» قال: تأوي اليه أمته كما يأوي النحل إلى يعسوبها يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول لا يوقظ نائما و لا يهرق دما.

ان المهدي يملك سبع سنين

<(الباب التاسع و الأربعون و المائة)> فيما ذكره نعيم انه يملأ الأرض عدلا انه يملك سبع سنين، حدثنا ابن وهب عن الحارث بن تيهان عن عمرو ابن زياد عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري عن النبي «ص» قال:

يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما و جورا يملك سبع سنين.

<(الباب الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم أن طاووس تمنى ان يدرك أيام المهدي، حدثنا نعيم حدثنا ابن عيينه ظلما عن ابراهيم بن ميسرة قال طاووس وددت اني لا أموت حتى أدرك زمان المهدي يزداد المحسن في احسانه و يثاب فيه على المسيء.

زمان المهدي يتمنى الصغير أن يكون كبيرا

<(الباب الحادي و الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم في انه في زمان المهدي يتمنّى الصغير ان يكون كبيرا و الكبير صغيرا، حدثنا نعيم حدثنا رشيدين عن أبي لهيعة عن أبي زرعة عن صباح قال: يتمنى في زمن المهدي الصغير أن يكون كبيرا و الكبير أن يكون صغيرا.

عن النبي أن أمته تتنعم في زمان المهدي

<(الباب الثاني و الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم عن النبي «ص» ان أمته تتنعم في زمان المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط. حدثنا نعيم حدثنا محمد بن مروان عن عمارة بن أبي حفص عن زيد العمى عن

ص: 70

في الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي «ص» قال تتنعم أمتي في من المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط ترسل السماء عليهم مدرارا و لا دع الأرض شيئا من النبات إلا أخرجته و المال كدوس يقوم الرجل يقول يا مهدي إعطني فيقول خذ.

<(الباب الثالث و الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم في ظهور تابوت السكينة على يده من بحيرة طبرية. حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن سعيد العطار البصري عن سليمان بن عيسى قال بلغني انه على يدي المهدي ظهر تابوت السكينة من بحيرة طبرية حتى يحمل فيوضع بين يديه البيت المقدس فاذا نظرت اليه اليهود أسلمت إلا قليل منهم ثم وت؟؟؟ المهدي.

إن الغنى يلقى في قلوب العباد في زمانه

<(الباب الرابع و الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان الغنى يلقى في قلوب العباد زمان المهدي.

حدثنا نعيم حدثنا و حدثني غير واحد عن ابن عياش عن سالم بن عبد اللّه عن أبي محمد رجل من أهل المغرب قال: إذا خرج المهدي القى للّه الغنى في قلوب العباد حتى يقول المهدي من يريد المال و لا يأتيه أحد إلا واحد يقول أنا فيقول: أحث فيحثو فيحمل على ظهره حتى إذا أتى أقصى الناس قال لا أراني أسير من هنا فيرجع فيرده اليه فيقول خذ مالك لا حاجة لي فيه.

إن المهدي يصلحه اللّه في ليلة واحدة

<(الباب الخامس و الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان المهدي يصلحه اللّه في ليلة. حدثنا نعيم حدثنا القاسم بن مالك المزني عن ياسين ابن سيار قال: سمعت ابراهيم بن محمد بن الحنفية قال حدثني أبي علي ابن

ص: 71

أبي طالب «ع» قال: قال رسول اللّه «ص»: المهدي يصلحه اللّه في ليلة واحدة.

ان مولانا عليا عرف الثاني حلى الكعبة

<(الباب السادس و الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم في ان مولانا عليا عرّف عمر بن الخطاب ان حلى الكعبة يقسمه منه شاب من قريش في آخر الزمان.

حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب عن اسحاق بن يحيى عن طلعة التميي عن طاووس قال: روع عمر بن الخطاب البيت ثم قال و اللّه ما أدري أدع خزائن البيت و ما فيه من السلاح و المال أم أقسمه في سبيل اللّه؟ فقال له علي بن أبي طالب «ع» أمض فلست بمصاحبه إنما صاحبه منا شاب من قريش يقسمه في سبيل اللّه في آخر الزمان.

<(الباب السابع و الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم في أول لواء يعقده المهدي. حدثنا نعيم حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة قال: أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلى الترك فيهزمهم و يأخذ ما معهم من السبى و الأموال، ثم يسير إلى الشام فيفتحها، ثم يعتق كل مملوك معه و أعطى أصحابه ثمنهم، و قال في حديث آخر يخرج على لواء المهدي حدث السن خفيف اللحية أصفر و لم يذكر الوليد أصفر - لو قاتل الجبال لهدها، و قال هدها: حيث ينزل «ايليا».

<(الباب الثامن و الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم في صفة المهدي.

حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن سعيد عن قتادة عن أبي نصرة عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي «ص» قال: المهدي أجلى الحاجبين أقنى الأنف، و في حديث آخر إنني أجلى، رواه عن

ص: 72

النبي «ص».

<(الباب التاسع و الخمسون و المائة)> فيما ذكره نعيم في خشوع المهدي.

حدثنا نعيم حدثنا أبو يوسف عن صفوان بن عمرو عن عبد اللّه ابن قيس عن كعب قال: المهدي خاشع للّه كخشوع الزجاجة.

<(الباب الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم من زيادة في صفة المهدي.

حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان عن القاسم بن عبد الرحمان عمن حدثه عن علي بن أبي طالب «ع» قال: المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبي و أسمه أسم أبيه و مهاجره بيت المقدس كث اللحية اكحل العينين براق الثنايا في وجهه خال أقنى أجلى في كتفه علامة النبي «ص» يخرج براية النبي من مرط مخملة سوداء مربعة، فيها حجر لم تنشر منذ توفي رسول اللّه «ص» و لا تنشر حتى يخرج المهدي يمده اللّه بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفهم و ادبارهم، يبعث و هو ما بين الثلاثين و الأربعين.

انه فتى من قريش ضرب من الرجال و عمره ستون سنة

<(الباب الحادي و الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم أنه فتى من قريش ضرب من الرجال و ان عمره ستون سنة. حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب عن اسحاق بن يحيى بن طلحة التميمي عن طاووس قال: قال علي ابن أبي طالب عليه السلام هو فتى من قريش ضرب من الرجال، قال حدثنا نعيم حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطأة قال: المهدي ابن ستين سنة، قال وحدثنا نعيم حدثنا محمد بن حمير عن الصقر بن رستم

ص: 73

عن أبيه قال: المهدي رجل أزج أبلج أعين يخرج من الحجاز حتى يستوي على منبر دمشق و هو ابن ثمانية عشرة سنة. أقول أنا: إن الإختلاف في عمره لعل معناه أن صفته عند من يراه نحو ما تضمنته الأخبار، و ان كان عمره أكثر من ذلك.

<(الباب الثاني و الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم في اسم المهدي و انه من ولد فاطمة عليها السلام. حدثنا نعيم حدثنا ابن عيينه عن عاصم عن زرعه عن عبد اللّه عن النبي «ص» قال: المهدي يواطي اسمه اسمي و اسم أبيه أسم أبي، و سمعته غير مرة لا يذكر اسم أبيه، و قال حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن اليمان عن الثوري سفيان و زائدة عن عاصم عن أبي وائل فان حفظ فهو غريب عن زرعه عن عبد اللّه عن النبي «ص» قال: المهدي يواطي اسمه اسمي و أسم أبيه اسم أبي.

و قال حدثنا نعيم حدثنا معمر بن سليمان عن عمران بن سميط عن كعب قال: اسم المهدي إسم محمد أو قال إسم النبي -.

و قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن أبي رافع عمن حدثه عن أبي سعيد الخدري عن النبي «ص» قال: إسم المهدي اسمي، و قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد و رشدين عن أبي لهيعة عن اسرافيل بن عباد عن ميمون القداح عن أبي الطفيل ان رسول اللّه «ص» قال: المهدي اسمه اسمي و اسم أبيه إسم أبي و قال حدثنا نعيم حدثنا ابن المبارك و ابن ثور و عبد الرزاق يروي عن معمر عن قتادة قال عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب المهدي حق هو؟ قال من قريش، قلت من أي قريش؟ قال من بني هاشم، قال من بني عبد المطلب، قلت من أي بني عبد المطلب؟ قال من ولد فاطمة عليها السلام.

ص: 74

و قال حدثنا نعيم عن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة ابن حبيب عن أبي هزان عن كعب قال المهدي من ولد فاطمة عليها السلام و قال نعيم أبو هارون عن عمرو بن قبيل الملائي عن المنهال ابن عمرو عن زر بن حبيش سمع عليا «ع» يقول المهدي رجل منا من ولد فاطمة «ع».

من الخسف بالجيش الذي يبعثه السفياني الى مكة

<(الباب الثالث و الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم من الخسف بالجيش يبعثه السفياني إلى مكة.

قال حدثنا نعيم حدثنا رشدين عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن سعيد بن الاسود عن أبي رومان قال: إذا بلغ السفياني الذي بمصر بعث جيشا إلى الذي بمكة فيخربون المدينة أشد من الحرة حتى إذا بلغوا البيداء خسف بهم.

<(الباب الرابع و الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان الجيش الذي يخسف به يكون من جهة الشام. حدثنا نعيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال رسول اللّه يبعث إلى مكة بجيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، و ذكر في حديث آخر إنه من علامات خروج المهدي.

<(الباب الخامس و الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم من الخسف بالجيش الذي يبعث إلى مكة. حدثنا نعيم حدثنا الوليد و رشدين عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي «ع»: إذا نزل جيش في طلب الذين خرجوا إلى مكة فنزلوا البيداء خسف بهم و يناديهم و هو قوله (وَ لَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) من تحت

ص: 75

اقدامهم و يخرج رجل من الجيش في طلب ناقة ثم يرجع إلى الناس فلا يجد منهم احدا و لا يحس بهم و هو الذي يحدّث الناس بخبرهم.

<(الباب السادس و الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم عمن روى أن الخسف يكون للجيش الذي ينفذ إلى المدينة. قال حدثنا نعيم حدثنا رشدين عن أبي لهيعة عن عبد العزيز بن صالح عن علي بن رباح عن ابن مسعود قال: يبعث جيش إلى المدينة فيخسف بهم بين الحرم و مر و تقتل النفس الزكية، و ذكر حديثا في الخسف بالجيش الذي ينفذ إلى المدينة.

حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان عن أرطأة عن تبيع عن كعب قال يوجه جيش إلى المدنية في اثنى عشر الفا فيخسف بهم البيداء.

بيان المؤلف من ظهور الإخبار و الآثار إلخ

<(فصل)> يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاووس: الذي ظهر لنا من الأخبار و الآثار ان الجيش الذي يخسف به هو الذي يبعث به إلى مكة و يمكن ان يكون انفاذ الجيش إلى المدينة و إلى مكة. و روينا أن البيداء الذي يكون الخسف فيها بيداء مكة.

و في حديث ان المنادي للبيداء أن ينخسف بهم اللّه جل جلاله، و في بعضها انه جبرئيل.

<(فصل)> فيما ذكره ياقوت الحموي في بيان البيداء من (معجم البلدان) قال البيداء: اسم الأرض ملساء بين مكة و المدينة و هي إلى مكة اقرب تعد من الشرق امام ذي الحليفة. و في الحديث ان قوما كانوا يغزون البيت فنزلوا بالبيداء فبعث اللّه جبرائيل، فقال يا بيداء ابيديهم.

ص: 76

<(الباب السابع و الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم من علامات المهدي.

قال حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب عن أبي لهيعة عن فلان العامري سمع أبا فراس سمع عبد اللّه بن عمر يقول إذا خسف يجيش البيداء فهو علامة خروج المهدي عجل اللّه فرجه.

في علامة ظهوره خروج آية مع الشمس

<(الباب الثامن و الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان من علامة ظهوره خروج آية مع الشمس حدثنا نعيم حدثنا ابن المبارك و ابن ثور و عبد الرزاق عن معمر عن طاووس عن علي بن عبد اللّه بن عباس قال:

لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية.

<(الباب التاسع و الستون و المائة)> فيما ذكره نعيم من علامة خروج المهدي الوية من المغرب عليها رجل اعرج. حدثنا نعيم حدثنا أبو يوسف عن محمد بن عبد اللّه بن يزيد بن السندي عن كعب قال: علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل اعرج من كندة.

<(الباب السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم من علامة المهدي بقيام السفياني على أغوارها. حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن اليماني عن يحيى ابن سلمة عن أبيه أبي صادق قال: لا يخرج المهدي حتى يقوم السفياني على أغوارها - ربما يعني اغوار مصر -.

<(الباب الحادي و السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم انه لا يخرج المهدي حتى يرقى الظلمة. حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن اليمان عن هارون ابن هلال عن أبي جعفر «ع» قال: لا يخرج المهدي حتى يرقى الظلمة.

ص: 77

<(الباب الثاني و السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم انه لا يخرج المهدي حتى يكفر باللّه جهرة. حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن اليمان عن المنهال بن خليفة عن مطر الوراق قال: لا يخرج المهدي حتى يكفر باللّه جهرة.

<(الباب الثالث و السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة. حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن ابن سيرين قال لا يخرج المهدي حتى يقتل من كل تسعة سبعة.

في مدة ملك المهدي أربعون عاما

<(الباب الرابع و السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان مدة ملك المهدي أربعون عاما. حدثنا نعيم حدثنا حكم بن نافع عن جراح عن أرطأة قال: يبقى المهدي أربعون عاما، و روى في حديث آخر عن ضمرة بن حبيب: أن حياة المهدي ثلاثون سنة.

<(الباب الخامس و السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان ملك المهدي سبع سنين أو ثمان أو تسع. حدثنا نعيم حدثنا أبو معاوية عن موسى الجهني عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي «ص» قال المهدي يعيش في ذلك يعني بعد ما يملك سبع سنين أو ثمان أو تسع.

<(الباب السادس و السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم من ان ملك المهدي سبع سنين. حدثنا نعيم حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون عن معاوية بن أبي قرة عن أبي الصديق عن أبي سعيد عن النبي مثله قال معمر و قال قتادة: بلغني أن النبي «ص» قال: يعيش في ذلك سبع سنين.

ص: 78

<(الباب السابع و السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم انه يعيش سبعا أو تسعا. حدثنا نعيم حدثنا المعمر بن سليمان عن القاسم بن الفضل المراغي عن رجل من أهل حجر عن أبي الصديق عن النبي (ص) قال:

يعيش سبعا أو تسعا، و روى عدة احاديث مختلفة الأسناد ان مدة ولايته سبع سنين.

<(الباب الثامن و السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم عن مدة المهدي سبع أو ثمان أو تسع. حدثنا نعيم حدثنا محمد بن مروان العجلي عن عمارة عن أبي حفصة عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (ص) يكون المهدي في امتي إن قصّر فسبع و إلا فثمان أو تسع؛ و روى حديثا ان المهدي يملك سبع سنين و شهرين و أياما، و في روايته عن سليمان بن عيسى و كان علامّة في الدين، قال بلغني ان المهدي يملك اربع عشرة سنة.

تعريف ابن عباس لمعاوية بالمهدي و أنه يملك

<(الباب التاسع و السبعون و المائة)> فيما ذكره نعيم من تعريف ابن عباس لمعاوية بالمهدي و انه يملك أربعين سنة.

حدثنا الوليد عن أبي عبد اللّه مولى بني أمية عن الوليد بن هاشم المعيطي سمع ابن عباس يحدّث معاوية يقول: بلى رجل منا في آخر الزمان يملك اربعين سنة تكون الملاحم سبع سنين بقين من خلافته فيموت بالاعماق غمّا ثم يليها رجل منهم ذو شامتين فعلى يديه يكون الفتح - يعني الروم بالاعماق -.

<(الباب الثمانون و المائة)> فيما ذكره نعيم من المنادي باسم من يبايعه الناس.

ص: 79

حدثنا نعيم قال الوليد و أخبرني جراح عن أرطأة قال: فيجتمعون و ينظرون لمن يبايعونه فبيناهم كذلك إذ سمعوا صوتا قال انس و لا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذى و لا ذه و لكنه خليفة يماني.

انتقاض الإسلام و حدوث من يجمع أهله

<(الباب الحادي و الثمانون و المائة)> فيما ذكره نعيم من انتقاض الاسلام و حدوث من يجمع أهله. قال حدثنا نعيم حدثنا ابن معاوية و أبو اسامة و يحيى بن اليمان عن الأعمش عن ابراهيم التميمي عن ابيه عن علي «ع» قال تنقض الفتن حتى لا يقول احد لا إله إلا اللّه؛ و قال بعضهم لا يقال اللّه اللّه ثم يضرب يعسوب الدين بذنبه، ثم يبعث اللّه قوما قزعا كقزع الخريف و إني لأعرف اسم أميرهم و مناخ ركابهم.

<(الباب الثاني و الثمانون و المائة)> فيما ذكره نعيم من ان ملك خليفة بني هاشم المهدي اربعون سنة و يفتح قسطنطينية و رومية.

حدثنا نعيم؛ حدثنا الوليد عن ابي عبد اللّه مولى بني أمية عن محمد بن الحنفية قال: ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض عدلا يبني بيت المقدس بناء لم يبن مثله يملك أربعين سنة يكون هدنة الروم على يديه في سبع سنين بقين من خلافته، ثم يغدرون به، ثم يجتمعون له بالعمق فيموت غما ثم يلي بعده رجل من بني هاشم ثم تكون هزيمتهم و فتح القسطنطينية على يديه، ثم يسير الى رومية فيفتحها و يستخرج كنوزها و مائدة سليمان بن داود ثم يرجع الى بيت المقدس فينزلها و يخرج الدجال في زمانه و ينزل عيسى ابن مريم فيصلي خلفه.

<(الباب الثالث و الثمانون بعد المائة)> فيما ذكره نعيم من بعث المهدي

ص: 80

و لم يسمه الجيش فيملك الهند و يأتي بملوكها و يأخذ كنوزها فيجعلها حلية لبيت المقدس و خروج الدجال. قال حدثنا نعيم حدثنا الحكم بن رافع عمن حدثه عن كعب قال: يبعث ملك في بيت المقدس جيشا إلى الهند فيفتحها و يأخذ كنوزها فيجعله حلية لبيت المقدس و يقدمون عليه بملوك اليمن مغللين يقيم ذلك الجيش في الهند الى خروج الدجال.

في فتح البلاد و القسطنطينية و غنائمها

<(الباب الرابع و الثمانون و المائة)> فيما ذكره نعيم من بعث المهدي و لم يسم الجيش فيملك الهند و ما بين المشرق و المغرب.

حدثنا نعيم حدثنا الحكم بن نافع عمن حدثه عن كعب قال: يبعث ملك في بيت المقدس جيشا إلى الهند فيفتحها فيطأ أرض الهند و يأخذ كنوزها فيصيره ذلك الملك حلية لبيت المقدس و يقدم عليه أولئك مغللين و يفتح لهم بين المشرق و المغرب و يكون مقامهم في الهند إلى خروج الدجال.

<(الباب الخامس و الثمانون و المائة)> فيما ذكره نعيم من فتح البلاد و القسطنطينية و كثرة غنائمها، نذكر اسناد الحديث و المراد منه لأنه طويل حدثنا نعيم قال أخبرنا عمر صاحب لنا من أهل البصرة حدثنا ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن الحسن عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث الهمداني عن عبد اللّه بن مسعود عن النبي (ص)، ثم ذكر الحديث و قال ما هذا لفظه:

و لا ينزلون على مدينة و لا حصن فوق ثلاثة أيام حتى يفتح لهم و ينزلون على الخليج و يمد الخليج حتى يفيض فيصبح أهل القسطنطينية

ص: 81

يقولون: الصليب مدلنا بحرنا و المسيح ناصرنا فيصبحون و الخليج يابس فتضرب فيه الأخبية و يحسر البحر عن القسطنطينية و يحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتحميد و التكبير و التهليل إلى الصباح ليس فيهم نائم و لا جالس فاذا طلع الفجر كبرّ المسلمون تكبيرة واحدة فقط ما بين البرجين فيقول الروم إنما نقاتل العرب و الآن نقاتل ربنا و قد هدم لهم مدينتنا و ضربها لهم فيمكثون بأيديهم و يكيلون الذهب بالأترسة و يقسمون الذرارى حتى يبلغ سهم الرجل منهم ثلاثمائة عذراء، و يتمتعوا بما في أيديهم ما شاء اللّه ثم يخرج الدجال حقا و يفتح اللّه القسطنطينية على يدي أقوام هم أولياء اللّه يرفع اللّه عنهم الموت و المرض و السقم حتى ينزل عليهم عيسى بن مريم فيقاتلون معه الدجال

نزول عيسى بن مريم و صلاته خلفه

<(الباب السادس و الثمانون و المائة)> فيما ذكره نعيم من حديث نزول عيسى بن مريم و صلاته خلف خليفة المسلمين و حديث الدجال.

حدثنا نعيم حدثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عمرو بن عبد اللّه الحضرمي عن أبي امامة الباهلي قال: ذكر رسول اللّه (ص) الدجال فقالت له أم شريك فاين المسلمون يومئذ يا رسول اللّه (ص)؟ قال بيت المقدس يخرج حتى يحاصرهم و إمام المسلمين يومئذ رجل صالح فيقال صل بنا الصبح فاذا كبر و دخل فيها نزل عيسى بن مريم فاذا رآه ذلك الرجل عرفه عيسى القهقرى فيتقدم فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول: صل بنا فانما أقيمت لك، فيصلي عيسى وراءه ثم يقول إفتحوا الباب و مع الدجال يومئذ سبعون ألف يهودي كلهم ذوا سلاح و سيف محلي فاذا نظر إلى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص في النار و كما يذوب الملح في الماء ثم يخرج هاربا فيقول عيسى ان لي فيك ضربة لن تفوتني بها فيدركه فيقتله فلا يبقى شيء مما خلق اللّه يتوارى

ص: 82

به يهودي إلا أنطقه اللّه عز و جل لا حجر و لا شجر و لا دابة إلا قال يا عبد اللّه المسلم هذا يهودي فاقتله الا الفرقد فانها من شجرهم فلا تنطق و يكون عيسى في أمتي حكما عدلا و اماما مقسطا و يدق الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزية و يترك الصدقة و لا يسعى الذئب على شاة و يرفع الشحناء و التباغض و ينزع جمة كل دابة حتى يدخل الوليد يده في فم الخش فلا يضره و تلقى الوليدة الأسد فلا يضرها و يكون في الابل كأنها كلبها و الذئب في الغنم كأنه كلبها و تملأ الأرض من الإسلام و يسلب الكفار ملكهم و لا يكون ملك إلا للاسلام و تكون الأرض كفاتور الفضة و تنبت نباتها كما كانت على عهد آدم و يجتمع النفر على الرغيف فيشبعهم و يجتمع النفر على الرمانة و يكون الثور بكذا و كذا من المال و يكون الفرس بالذريهمات.

<(الباب السابع و الثمانون و المائة)> فيما ذكره نعيم في صلاة عيسى خلف المهدي و لم يسمه و ان عيسى يقول إنما بعثت وزيرا و لم أبعث أميرا.

قال حدثنا نعيم حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد عن كعب قال يهبط المسيح عيسى بن مريم عند القنطرة البيضاء على باب دمشق الشرقي التي طرف السحر تحمله غمامة واضع يديه على منكب ملكين عليه ربطتان مؤتزر باحديهما مرتد بالاخرى إذا اكب رأسه يقطر منه كالجمان فيأتيه اليهود فيقولون نحن اصحابك فيقول كذبتم ثم يأتيه النصارى فيقولون نحن أصحابك فيقول كذبتم بل أصحابي المهاجرون بقية أصحاب الملحمة فيأتى مجمع المسلمين حيث هم فيجد خليفتهم يصلي بهم فيتأخر المسيح حين يراه فيقول يا مسيح اللّه صل بنا؟ فيقول بل انت فصل باصحابك فقد رضي اللّه

ص: 83

عنك فانما بعثت وزيرا و لم ابعث اميرا؛ فيصلي بهم خليفة المهاجرين ركعتين مرة واحدة و ابن مريم فيهم؛ و ذكر تمام الحديث.

و قال في حديث آخر: باسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبي (ص) فيهبط عيسى فيرحب به الناس و يفرحون بنزوله لتصديق حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ثم يقول للمؤذن اقم الصلاة ثم يقول الناس صل بنا فيقول: انطلقوا إلى إمامكم فليصل بكم فانه نعم الامام فيصلي بهم إمامهم فيصلي معهم عيسى و ذكر تمامه و حديث الدجال.

<(الباب الثامن و الثمانون و المائة)> فيما ذكره نعيم من ان المهدي من ولد فاطمة عليها السلام، قال نعيم و حدثنا عبد اللّه بن مروان عن سعيد بن يزيد التنوخي عن الزهرى قال: المهدي من ولد فاطمة عليها السلام.

<(الباب التاسع و الثمانون و المائة)> فيما ذكره نعيم من ان المهدي من ولد علي بن أبي طالب «ع» حدثنا نعيم حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن أبي أسحاق عن عاصم عن علي «ع» قال هو رجل مني.

<(الباب التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم في ان ابن عباس قال لمعاوية: يبعث اللّه منا أهل البيت المهدي.

حدثنا الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد قال: سمعت ابن عباس و هو عند معاوية يقول: يبعث اللّه منا أهل البيت المهدي.

<(الباب الحادي و التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم من أن المهدي

ص: 84

و أئمة الهدى من أهل بيت النبوة و بهم يختم، حدثنا الوليد عن علي بن حوشب سمع مكحولا يحدث عن علي بن أبى طالب «ع» قال: قلت يا رسول اللّه المهدي منا ائمة الهدى أم من غيرنا؟ قال بل منا، بنا يختم الدين كما بنا فتح و بنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك و بنا يؤلف اللّه بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف اللّه بين قلوبهم و دينهم بعد عداوة الشرك.

<(الباب الثاني و التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم عن عائشة عن النبي (ص) أنه من عترته. حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن الشيخ عن الزهري عن عائشة عن النبي (ص) قال: هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على القرآن.

<(الباب الثالث و التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم أنه رجل من عترته يقاتل على سنته كما قاتل (ص) على الوحي. حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن سعيد عن قتادة قال و هو رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على الوحي.

<(الباب الرابع و التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم أيضا انه من عترة النبي (ص) حدثنا نعيم حدثنا الوليد حدثنا أبو رافع عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: هو من عترتي.

<(الباب الخامس و التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم في أنه يخرج المهدي من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدها و أنه من ولد الحسين «ع».

حدثنا نعيم حدثنا الوليد و رشدين عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن

ص: 85

عبد اللّه بن عمر قال: يخرج رجل من ولد الحسين «ع» من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدها و اتخذ فيها طرقا.

<(الباب السادس و التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم ان المهدي هو الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه.

حدثنا نعيم عن غير واحد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن رجل عن عبد اللّه بن عمر قال المهدي ينزل عليه عيسى بن مريم و يصلي خلفه عيسى.

<(الباب السابع و التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم عن النبي (ص) أنه قال هو رجل مني. حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب عن الحارث بن التيهان عن عمرو بن عبراني عن أبي سعيد عن النبي (ص) قال المهدي هو رجل مني.

<(الباب الثامن و التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم عن النبي (ص) أنه قال المهدي منا أهل البيت. حدثنا نعيم حدثنا القاسم بن مالك المزني عن ياسين بن سيار قال سمعت ابراهيم بن محمد بن الحنفية قال حدثني أبي حدثني علي بن أبي طالب «ع» قال: قال رسول اللّه (ص) المهدي منا أهل البيت.

<(فصل)> و ذكر نعيم عن عبد اللّه بن عمر أنه قال ملاحم الناس خمس قد مضت ثنتان و ثلاث في هذه الأمة ملحمة الترك و ملحمة الروم و ملحمة الدجال ليس بعد ملحمة الدجال ملحمة.

و روى في حديث آخر عن عبد اللّه بن عمر قال الملاحم ثلاث:

ص: 86

مضت ثنتان و بقيت واحدة و هي ملحمة الترك بالجزيرة.

هبوط الدجال حول كرمان في ثمانين ألفا

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن عبد الرحمان قال: قال رسول اللّه (ص) ليهبطن الدجال حول كرمان في ثمانين ألفا كأن وجوههم المجان المطرقة يلبسون الطيالسة و ينتعلون الشعر.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن كعب أنه قال: ليخرجن الترك خرجة لا ينهنهم شيء دون القطيعة، فيهم ذبح اللّه الأعظم.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن حذيفة انه قال لأهل الكوفة ليخرجنكم منها قوم صغار الأعين؛ فطس الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر يرابطون خيولهم بنخل جوخا و يشربون فرض الفرات.

قول عمر للرجل العراقي بظهور المهدي

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن عبد اللّه بن عمر قال أتيناه فقال ممن؟ فقلت من أهل العراق فقال و اللّه الذي لا إله إلا هو ليسوقنكم بنو قنطورا من خراسان و سجستان سوقا عنيفا حتى ينزلوا بالإبلة و لا يدعوا بها فرسا ثم يبعثون إلى أهل البصرة، أما أن تخرجوا من بلادنا و اما ان ننزل عليكم قال فيتفرقون ثلاث فرق: فرقة تلحق بالكوفة و فرقة بالحجاز و فرقة بارض البادية أرض العرب ثم يدخلون البصرة فيقيمون بها سنة ثم يبعثون إلى الكوفة اما أن ثرحلوا عن بلادنا و أما أن ننزل عليكم فيفترقون ثلاث فرق: فرقة تلحق بالشام؛ و فرقة بالحجاز، و فرقة بالبادية أرض العرب، و يبقى العراق لا يجد أحد فيها قفيزا و لا درهما، قال و ذلك إذا كانت إمارة الصبيان فو اللّه لتكونن، رددها ثلاث مرات.

ص: 87

عن أبي هريرة عن النبي لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك حمر الوجوه

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال:

لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك حمر الوجوه صغار الأعين فطس الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن أبي هريرة قال: أول ما تنزل من أقطار أرضها العرب بقوم حمر الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة، قال ابن وهب و أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي هريرة مثله و كان عمر يقول للمسلمين عدو وجوههم كالدرق و أعينهم كالوزغ فاتركوهم كما تركوكم.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده في حديث عن تبيع قال: إذا دخلت الرايات الصفر مصر فغلبوا عليها و قعدوا على منبرها فليحفر أهل الشام اسرابا في الأرض فإنه البلاء.

حديث نار الحجاز التي تضيء بها أعناق الإبل

<(الباب التاسع و التسعون و المائة)> فيما ذكره نعيم من اخبار النار الحادثة في أواخر الزمان. قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن أبي لهيعة عن حجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري عن أبي هريرة قال:

تخرج نار حتى تضيء اعناق الابل ليلا تحمى، حذارا من نارهم.

أقول: فهذا الحديث قد تضمن به تضيء اعناق الإبل و لم يذكر ببصرى فيمكن أن تكون النار التي تجددت بالحجاز هذه النار فانها كانت تضيء بها اعناق الإبل.

<(فصل)> في حديث آخر عن النار التي تضيء بها اعناق الإبل ببصرى قال حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب عن عبد اللّه بن عمر عن ابن عمر عن كعب قال: يوشك تخرج نار باليمن تسوق الناس إلى الشام

ص: 88

تغدو إذا غدوا و تقيل إذا قالوا و تروح إذا راحوا تضيء منها أعناق الإبل ببصرى فاذا سمعتم ذلك فاخرجوا إلى الشام.

<(فصل)> في ظهور نار الحجاز التي تضىء بها أعناق الأبل ببصرى.

عن الزهري ذكر نعيم باسناده قال عبد الرزاق قال معمر قال الزهري:

تخرج نار من الحجاز تضيء أعناق الأبل ببصرى.

<(فصل)> في ظهور النار من عدن و ذكره نعيم باسناده عن النبي (ص) قال في حديث آخر و تحشرهم نار من عدن مع القردة و الخنازير تبيت معهم أينما باتوا و تقيل معهم أينما قالوا و لها ما سقط منهم.

<(فصل)> في ظهور النار من المشرق و ذكر نعيم في حديثه عن أرطأة قال يكون نار و دخان في المشرق أربعين ليلة.

<(فصل)> في ظهور النار من عدن أيضا رواه نعيم باسناده عن عمر ابن الخطاب قال يوما بمكة: يا أهل اليمن هاجروا قبل الكلمتين؛ أما أحديهما فالحبشة يخرجون حتى يبلغوا مقامي هذا، و الاخرى نار تخرج من عدن تسوق الناس و الدواب و الوحش و السباع و رقاق الدواب و جلالها إذا قامت قاموا أو إذا تحركت ساروا، قال: و قال كعب إذا عثر إنسان أو دابة قالت له النار تعست و انتكست لو شئت هاجرت قبل اليوم حتى تنتهي إلى بصرى فتقيم أربعين عاما لا يصطلى بها أحد إلا كتب جهنمي و حتى يسأل الكافر فيقول هذه النار التي كنا نوعد فكيف أنتم إذا رأيتم تلك الآية العظيمة فينظر الناظر منكم إلى مشارق الارض فيراها توهج ثم ينظر إلى مغاربها فيراها بزرعها

ص: 89

خضراء، يتناكحون و يضحكون أفتراكم مازكى أعمالكم التي تعملون اليوم و أنتم تنظرون إلى تلك الآية العظمى، و رب الكعبة لتعلمن أعمالكم و انتم تنظرون اليها.

<(الباب المائتان)> فيما ذكره نعيم من حديث الترك. قال حدثنا نعيم حدثنا الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن عقبة بن أوس عن عبد اللّه ابن عمر قال: يوشك بنو قنطورا ابن كنكر يخرجون فيسوقون أهل خراسان سوقا عنيفا حتى يوردوا خيولهم بنهر الابلة فيبعثون إلى أهل البصرة، أما أن تلحقوا بنا و أما أن تخلوها لنا، فتلحق بهم ثلاث، و بالاعراب ثلاث، و ثلاث بالشام.

<(فصل)> في حديث آخر في البرد الشديد الذي يحدث عليهم، و ذكر نعيم في حديث عن كعب قال: ينزل الترك أمد و تشرب من الدجلة و الفرات يسعون في الجزيرة و أهل الإسلام من الحيرة لا يستطيعون لهم شيئا فيبعث اللّه عليهم ثلجا بغير كيل فيه حر من ريح شديد و جليد فاذا هم خامدون فاذا أقاموا أيام أمير أهل الإسلام في الناس فيقول: يا أهل الإسلام الاقوم يهبون أنفسهم للّه فينظرون ما فعل القوم فيبتدر عشرة فوارس فيتجهزون (1) اليهم فاذا هم خامدون فيرجعون فيقولون ان اللّه قد أهلكهم و كفاكم هلكوا من عند آخرهم.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده في حديث آخر عن كعب قال:

ليردن الترك الجزيرة حتى تسقى خيلهم من الفرات فيبعث اللّه عليهم الطاعون فيقتلهم قال فلا يفلت منهم إلا رجل واحد.ون

ص: 90


1- - لعله: فيسيرون

<(فصل)> و ذكر نعيم في حديث آخر عن الحكم عن عيينة قال:

يخرجون فلا ينهنهم دون الفرات شىء أصحاب ملاحمهم و فرسان الناس يومئذ قيس عيلان فتستأصلهم لا ترك بعدها.

<(فصل)> و ذكر نعيم في حديث آخر عن مكحول عن النبي (ص) للترك خرجتان: خرجة منها إخراب آذربيجان، و خرجة يخرجون في الجزيرة يخفون دواب (1) الحجاز فينصر اللّه المسلمين فيهم ذبح اللّه الأعظم لا ترك بعدها.

<(فصل)> و ذكر نعيم في حديث آخر عن عبد اللّه بن عمر سمعته يقول: يوشك بنو قنطورا يسوقون أهل خراسان و أهل سجستان سوقا عنيفا حتى يربطوا دوابهم بنخل الابلة فيبعثون إلى أهل البصرة أن خلوا لنا أرضكم أو ننزل بكم فيفترقون على ثلاث فرق: فرقة تلحق بالعرب و فرقة تلحق بالشام، و فرقة بعدوها. و إمارة ذلك إذا طبقت الأرض إمارة السفهاء.

<(فصل)> و ذكر نعيم في حديث آخر عن النبي (ص) قال: أرض يقال لها البصرة أو البصيرة يأتيهم بنو قنطورا حتى ينزلوا بنهر يقال له دجلة ذي نخل فيفترق ثلاث فرق: فرقة تلحق بأصلها فهلكوا، و فرقة تأخذ على أنفسها فكفروا، و فرقة تجعل عيالاتها خلف ظهورها، فيقاتلونهم يفتح اللّه على نفسهم.

<(فصل)> و ذكر نعيم في حديث آخر عن النبي (ص) قال:ل،

ص: 91


1- - في نسخة: ذوات الحجال،

فيفترقون ثلاث فرق؛ فرقة تمكث؛ و فرقة تلحق بآبائها منابت الشيح و القيصوم و فرقة تلحق بالشام، و هي خير الفرق.

<(فصل)> و ذكر نعيم في حديث آخر عن محمد بن كعب القرطي عن أبي هريرة قال: أعينهم كالوزغ و وجوههم كالجحف لهم وقعة بين دجلة و الفرات و وقعة بمرج حمار و وقعة بدجلة حتى يكون الجواز أول النهار بماءة دينار للعبور إلى الشام ثم يزيد آخر النهار.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن بريد عن أبيه سمع النبي (ص) يقول: يسوق أمتي قوم عراض الوجوه، صغار الأعين، كأن وجوههم الجحف حتى يلحقوهم بجزيرة العرب ثلاث مرات. أما الساقة الأولى فتنجو من الهرب، و الثانية يهلك بعض و ينجو بعض؛ و تصطلم الثالثة و هم الترك و الذي نفسي بيده ليربطن خيولهم إلى سواري مسجد المسلمين و كان بريدة لا يفارقه بغير ان أو ثلاثة متاع السفر للهرب مما سمع من أمر الترك.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن عبد اللّه بن عمر قال: يوشك بنو قنطورا أن يخرجوكم من أرض العراق، قلت: ثم نعود؟ قال:

أنت تشتهي ذلك؟ قلت: أجل قال: نعم يكون لكم سلوة من عيش.

<(فصل)> و ذكر نعيم، حدثنا رشدين عن أبي لهيعة حدثنى كعب بن علقمة حدثني حسان بن كريب أنه سمع ابن ذي الكلاع يقول:

كنت عند معاوية فجاءه بريد من أرمينية من صاحبها فقرء الكتاب فغضب، ثم دعا كاتبه فقال اكتب اليه جواب كتابه، فذكر أن الترك أغاروا على أطراف أرضك فأصابو منها، ثم بعث رجلا في طلبهم

ص: 92

فاستنقذوا الذي أصابوا ثكلتك امك فلا تعد لمثلها و لا تحر كنهم بشيء و لا تستنقذ منهم شيئا فاني سمعت رسول اللّه (ص) يقول: إنهم سيلحقون بمنابت الشيخ.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن مكحول عن النبي (ص) قال:

للترك خرجتان إحديهما يخربون الى أذربيجان، و الثانية يسرعون منها على شط الفرات.

<(فصل)> و ذكر نعيم، باسناده عن كعب قال: يسرع الترك على نهر الفرات فكأني بدوابهم المعصفرات يصطففن على نهر الفرات.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن النبي (ص) قال: فيرسل اللّه على حيشهم الموت يعني دوابهم فيرجلهم فيكون فيهم ذبح اللّه الأعظم لا ترك بعدها.

<(فصل)> و ذكر نعيم عن ابن مسعود قال: كأني بالترك على براذين مخذمة الآذان حتى يربطوها بشط الفرات.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده قال: قال عبد اللّه بن عمرو بن العاص يوشك بنو قنطورا أن يخرجوا بكم من أرض العراق؛ قال:

قلت ثم نعود؟ قال ذلك أحب اليك ثم تعودون لكم بها سلوة من عيش.

من أشراط الساعة أن تقاتلوا أقواما كالمجان

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن الحسن قال: قال رسول اللّه (ص) أن من أشراط الساعة أن تقاتلوا أقواما وجوههم كالمجان المطرقة، و أن تقاتلوا أقواما نعالهم من الشعر؛ قد رأينا الأول و هم الترك؛

ص: 93

و رأينا هؤلاء و هم الأكراد؛ قال الحسن فاذا كنت في أشراط الساعة فكأنك قد عاينتها.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناده عن جابر بن عبد اللّه قال: قال حذيفة يوشك أهل العراق أن لا يجبى اليهم درهم و لا قفيز يمنعهم عن ذلك العجم و يوشك أهل الشام ان لا يجبى اليهم دينار و لا مد يمنعهم من ذلك الروم.

<(فصل)> و ذكر نعيم باسناد آخر غير ما قدمنا عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة، و لا تقوم الساعة حتى يقاتلوا قوما نعالهم الشعر.

<(فصل)> و روى نعيم باسناد آخر عن النبي (ص) قال: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما دلف الأنف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة.

<(فصل)> و ذكر نعيم، قال حدثنا يحيى بن سعيد عن يحيى بن بكير عن القاسم بن محمد عن ابراهيم بن عبد اللّه بن الحسن قال: في سبع و ستين الغلاء، و في ثمان و ستين الموت، و في تسع و ستين الخلاف، و في سبعين و ماءة يسلبون ثم يرتاح بعد السبعين برجل من أهلي، حتى يضعف العطاء و يضعف الثمرة في زمانه و يوعد الناس في التجارة.

فقال حذيفة فما بال أهل ذلك الزمان قال رحمة ربكم و دعوة نبيكم.

<(فصل)> و ذكر نعيم، قال حدثنا يحيى بن سعيد عن غالب بن عبيد اللّه عن يحيى بن أبي عمرو البستاني عن جبير بن نقير قال: قيل

ص: 94

يا رسول اللّه (ص) اخبرنا بما يكون؟ فقال أخبركم ان يعد نبيكم اختلاف سنين يسيرة، فاما الثلاث و الثلاثون و الماءة فالحكيم لا يفرح بولده و في الخمسين و الماءة تظهر الزنادقة، و في الستين و الماءة ادخروا طعام حولين، و في الست و الستين النجا النجا، و في السبعين و الماءة يسلب الملوك ملكها إلى الثمانين و في التسعين البلاء على أهل المعاصي، و في الاثنين و السبعين و ماءة الحصب بالحجارة و خسف و مسخ و ظهور الفواحش، و في الماءتين القضاء عذاب يفاجيء الناس في أسواقهم.

<(فصل)> و ذكر نعيم، قال حدثني يحيى بن سعيد عن فلان بن حجاج عن يحيى بن أبي عمرو عن جبير بن نفير قال: قال رسول اللّه (ص) إختلاف أصحابي بعدي بخمس و عشرين سنة، يقتل بعضهم بعضا، و في الخمس و العشرين و الماءة جزع شديد، و يقتل بنو أمية خليفة، و في ثلاث و ثلاثين و ماءة يربي أحدكم جرو كلب خير من ولد يربيه، و في الخمسين و الماءة ظهور الزنادقة و في الستين و الماءة جوع سنة أو سنتين، فمن أدرك ذلك فليدخر من الطعام و ينقض شهاب من المشرق إلى المغرب و هدة يسمعها كل احد، و في ست و ستين و ماءة من كان لديه دين متفرق فليجمعه و من كانت له بنت فليزوجها و من كان عزبا فاليصبر على التزويج، و من كانت له زوجة فليعزل عنها، و في السبعين و الماءة يسلب الملوك ملكها، و في الثمانين البلاء، و في التسعين و الماءة الفتنة، و في الماءتين القضاء.

<(الباب الحادي و المائتان)> فيما ذكره نعيم مما جرت حال بني أمية عليه: حدثنا نعيم حدثنا عبد اللّه بن مروان عن أرطأة بن المنذر قال حدثني تبيع عن كعب قال: ملك بني أمية مائة عام تبني مدن

ص: 95

من ذلك نيف و ستون عاما عليهم حائط من حديد لا يرام حتى ينزعوه بايديهم ثم يريدون تشييده فلا يستطيعون كلما شيدوه من ناحية انهدم من ناحية أخرى حتى يهلكهم اللّه يفتحون بميم و يختمون بميم فينقضي دوران رحاهم و يسقط ملكهم و لا يسقط ملكهم حتى يخلع خليفة منهم و يقتل جملاه و يقتل حمار الجزيرة الأصهب معه الشيطان و شرار الناس من الخوف و هو مروان فيكون على يديه هدم المدن و تكون على يديه الرجفة.

إخبار النبي أمته تسلك مسلك الأمم في ضلالها

<(الباب الثاني و المائتان)> فيما ذكره نعيم في قول النبي (ص): ان أمته تسلك مسلك الأمم في ضلالها من فارس و الروم. قال حدثنا نعيم قال حدثنا ابن وهب عن ابن أبي كريب عن سعيد المقرى عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: ستأخذ أمتي أخذ الأمم قبلها شبرا بشبر فقال رجل: كما فعلت فارس و الروم؟ فقال رسول اللّه (ص) و هل الناس إلا اولئك.

<(الباب الثالث و المائتان)> فيما ذكره نعيم من أن عيسى إذا نزل لا يشم ريحه كافر إلا مات و يصلي وراء المهدي و لم يسمه. حدثنا نعيم حدثنا الحكم ابن نافع عن جراح عمن حدثه عن كعب قال: ينزل عيسى بن مريم عند المنارة عند باب دمشق الشرقي و هو شاب أحمر معه ملكان قد لزم مناكبها لا يجد نفسه و لا ريحه كافر إلا مات، و ذلك إن نفسه تبلغ مد بصره فيدرك نفسه الدجال فيذوب ذوبان الشمع فيموت، و يسير ابن مريم إلى من في بيت المقدس من المسلمين فيخبرهم بقتله و يصلي وراء أميرهم صلاة واحدة ثم يصلي لهم ابن مريم و هي الملحمة و يسلم بقية النصارى و يقيم عيسى بن مريم و يبشرهم بدرجاتهم في الجنة.

ص: 96

<(الباب الرابع و المائتان)> فيما ذكره نعيم من تنعّم هذه الأمة بعد نزول عيسى. حدثنا عيسى حدثنا أبو عمرو النميري عن أبي لهيعة عن عبد الوهاب ابن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحرث بن عبد اللّه عن النبي (ص) قال: إذا نزل عيسى بن مريم و قتل الدجال تمتعوا تحيوا ليلة طلوع الشمس من مغربها و حتى تمنعوا بعد خروج الدجال أربعين سنة، لا يموت أحد و لا يمرض و يقول الرجل لغنمه و لدوابه إذهبوا فارعوا في مكان كذا و كذا و تعالوا في ساعة كذا و كذا و يرى الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة و لا تكسر بضلفها عودا و الحيات و العقارب ظاهرة لا تؤذي أحد و لا يؤذيها أحد و السبع على أبواب الدور يستطعم لا يؤذي احدا و يأخذ الرجل الصاع أو المد من القمح أو الشعير فيبذره على وجه الأرض بلا حراث و لا كرائب فيدخل المد الواحد سبعمائة مد.

حديث الحبشة و هدم الكعبة

<(الباب الخامس و المائتان)> فيما ذكره نعيم من حديث الحبشة و هدم الكعبة، روى نعيم باسناده عن علي «ع» قال: استكثروا من الطواف بهذا البيت و كأني برجل أحمش الساقين معه مسحاة يهدمها.

<(فصل)> و روى نعيم في حديث آخر عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة.

<(فصل)> و روى نعيم في حديث آخر باسناده عن أبي هريرة يحدث أبا قتادة عن النبي (ص) قال: تأتي الحبشة فيخربون البيت خرابا لا يعمر بعده أبدا و هم الذين يستخرجون كنزه.

<(فصل)> و ذكر نعيم في حديث آخر عن أبي هريرة عن النبي «ص»

ص: 97

قال: كأني أنظر إلى أصلع اقرع أفلج على ظهر الكعبة يضربها بالكردية.

<(فصل)> و ذكر نعيم في حديث آخر عن عبد اللّه بن عمر قال:

يهدم الكعبة مرتين و يرفع الحجر في المرة الثالثة (1).

<(فصل)> و ذكر نعيم في حديث آخر عن عبد اللّه بن عمر قال:

هم الذين يستخرجون كنوز فرعون بمدينة يقال لها «منف» و يخرج اليهم المسلمون فيقاتلوهم و يغنمون تلك الكنوز حتى يباع الحبشي بعباه.

<(فصل)> و ذكر في حديث آخر عن عبد اللّه بن عمر قال: كأني أنظر الى حبشي أقرع أحمش الساقين جالس على الكعبة بمسحاة و هو يهدم.

<(فصل)> و ذكر في حديث آخر عن عبد اللّه بن عمر سمعته يقول:

لكأني أنظر الى الكعبة يهدمها رجل من الحبشة أصلع أقرع.

قال مجاهد فلما هدمها ابن الزبير جئت لأنظر و أرى ما قال فيه فلم أر مما قال فيه شيئا.

<(الباب السادس و المائتان)> فيما ذكره من حديث الدابة المذكورة في القرآن الشريف. حدثنا ابن وهب عن طلحة بن عمرو عن عبد اللّهة.

ص: 98


1- - هذا من معجزات صاحب الزمان صلوات اللّه عليه هدمها ابن الزبير و بناها و هدمها الحجاج و بناها و قد بقي ربع الحجر في الثالثة.

بن عبيد بن عمير الليثي عن الطفيل عن أبي شريحة قال: قال رسول اللّه «ص» للدابة ثلاث خرجات من الدهر، تخرج خرجة من أقصى اليمن فيفشو ذكرها زمانا طويلا من أهل البادية فلا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة - تمكث زمانا طويلا بعد ذلك ثم تخرج خرجة أخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها بالبادية ثم تمكث زمانا طويلا، ثم بينما الناس ذات يوم في أعظم المساجد عند اللّه حرمة و خيرها و اكرمها على اللّه مسجدا، مسجد الحرام لم يرعهم إلا ناحية المسجد ترسو بين الركن الأسود إلى باب بني مخزوم يمين الخارج إلى المسجد فانفض الناس لها شتى دفعا و ينبت لها عصابة من المسلمين حتى إذا عرفوا انهم لن يعجزوا اللّه خرجت عليهم تنفض عن رأسها التراب و مدت لهم فجلت وجوههم حتى تتركها كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب و لا يعجزها هارب حتى ان الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول أي فلان الآن تصلي فتقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ثم تذهب فيتجاور الناس في ديارهم، و يصطحبون في أسفارهم و يشتركون في الاموال و يعرف الكافر من المؤمن؛ حتى ان الكافر ليقول للمؤمن يا مؤمن اقضي حقي، و يقول المؤمن للكافر يا كافر اقضي حقي.

<(الباب السابع و المائتان)> فيما ذكره نعيم، في حديث آخر عن الدابة عن حذيفة، حدثنا نعيم باسناده عن حذيفة قال: ان للدابة ثلاث خرجات تخرج في بعض البوادي، ثم تكمن - يعني تمكث - و خرجة في بعض القرى، حتى تذكر فيهريق الأمراء فيها الدماء ثم تكمن، فبينما الناس عند أشرف المساجد و أعظمها و أفضلها حتى ظننا أنه يسمى المسجد الحرام، و ما سماه إذ رفعت لهم الأرض فانطلق

ص: 99

الناس هرابا و تبقى عصابة من المسلمين فيقولون أنه لا ينجينا من أمر اللّه شيء فتخرج عليهم الدابة فتجلوا وجوههم مثل الكوكب الدري ثم تنطلق فلا يدركها طالب و لا يفوتها هارب و تأتي الرجل و هو يصلي فتقول و اللّه ما كنت من أهل الصلاة فيفلت منها فتحطمه، قال و تجلو وجه المؤمن و تحطم الكافر، قال فقيل له ما الناس يومئذ يا حذيفة؟ قال جبران الرباع شركاء الأموال اصحاب في الأسفار.

<(الباب الثامن و المائتان)> فيما ذكر نعيم في عدة احاديث من وصف الدابة ذكر في حديث منها عن النبي «ص» قال: تخرج الدابة و معها عصى موسى و خاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصا و تختم انف الكافر بالخاتم.

و ذكر نعيم في حديث: ان الدابة زباء ذات زغب و ريش لها اربع قوائم تخرج في بعض اودية تهامة. و ذكر نعيم في حديث آخر عن الشعبي قال: دابة الارض زباء ذات و بر ينال رأسها السماء. و في حديث آخر تخرج الدابة من صدع في الصفا، حضر الفرس ثلاثة ايام لا تخرج ثلاثها..

إن ملك الأشرار مائة و عشرون سنة بعد الأخيار

<(الباب التاسع و المائتان)> فيما ذكره نعيم من ان ملك الاشرار مائة و عشرون سنة بعد الاخيار. قال حدثنا نعيم حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن عبد الرحمان بن مروان عن أبي العريان بن الهيثم قال: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول: ان للاشرار بعد الأخيار عشرين و مائة سنة لا يدري احد من الناس أولها.

<(الباب العاشر و المائتان)> فيما ذكره نعيم فيما يمكن أن يكون المراد بهذه المائة و عشرين سنة. حدّثنا نعيم حدثنا وكيع عن اسماعيل بن

ص: 100

أبي خالد عن خيثمة عن عبد اللّه بن عمر قال: يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين و مائة سنة.

في حديث غريب عجيب في خروج الدابة و قتل إبليس

<(الباب الحادي عشر و المائتان)> فيما ذكره نعيم من حديث غريب في خروج الدابة و أنها تقتل ابليس و تصفو الدنيا لاهلها بالعدل.

قال حدثنا نعيم حدثنا أبو عمر عن أبي لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن عبد اللّه عن النبي «ص» قال خروج الدابة بعد طلوع الشمس فاذا خرجت قتلت الدابة ابليس و هو ساجد و يتمتع المؤمنون في الأرض بعد ذلك أربعين سنة لا يتمنون شيئا إلا أعطوه و وجدوه فلا جور و لا ظلم و قد أسلمت الأشياء لرب العالمين طوعا و كرها و المؤمنون طوعا و الكفار كرها و السبع و الطير كرها حتى السبع لا يؤذي دابة و لا طيرا و يلد المؤمن فلا يموت حتى يتم أربعين سنة بعد خروج دابة الأرض ثم يعود فيهم الموت فيمكثون بذلك ما شاء اللّه ثم يسرع الموت في المؤمنين فلا يبقى مؤمن فيقول الكافر قد كنا مرعوبين من المؤمنين فلم يبق منهم أحد و ليس يفقد منا ميت فما كنا لا نتهارج فيتهارجون في الطريق تهارج البهائم ثم يقوم أحدهم بامه و اخته و ابنته فينكحها في وسط الطريق يقوم عنها واحد و ينزوا عليها آخر لا ينكر و لا يغير فافضلهم يومئذ من يقول لو تنحيتم عن الطريق كان أحسن فيكون بذلك لا يبقى أحد من أولاد النكاح و يكون جميع أهل الأرض أولاد السفاح فيمكثون بذلك ما شاء اللّه ثم يعقم اللّه أرحام النساء ثلاثين سنة فلا تلد إمرأة و لا يكون في الأرض طفل يكونون كلهم أولاد الزنا شرار الناس و عليهم تقوم الساعة.

***

ص: 101

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاووس: هذا آخر ما علقناه من كتاب الفتن لنعيم بن حماد المدني في الإصدار و الإيراد و كان آخر الفراغ منه يوم الاثنين خامس عشر من المحرم سنة ثلاث و ستين و ستمائة في داري بالحلة و قد حضرت من بغداد قاصدا لزيارة مولانا الحسين (1) و مولانا علي صلوات اللّه جل جلاله على أرواحهما المعظمة النبوية و أقمت بالحلة أياما لمهمات دينية فمن وقف على شيء مما ذكرناه و رآه يخالف الحق الذي كنا رويناه أو عرفناه فالدرك على من رواه و نحن بريئون من الملامة في الدنيا و يوم القيامة فاننا قصدنا كشف ما أشار اليه فان المصنف نعيم بن حماد ما هو من رجال شيعة أهل بيت النبي صلوات اللّه عليه و آله. و الحمد للّه رب العالمين، و صلاته على سيد المرسلين محمد النبي و آله الطاهرين.ع»

ص: 102


1- - و انما قدمت ذكر مولانا الحسين على مولانا علي عليهم السلام لأني لما وصلت من بغداد زرت الحسين أولا ثم مولانا علي «ع»

القسم الثاني

اشارة

<بِسْمِ اَللّهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ> و صلاته على سيد المرسلين محمد النبي و آله الطاهرين.

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاووس العلوي الفاطمي:

أحمد اللّه جل جلاله بلسان حال كل حال، منذ شملتني نعمه جل جلاله و مع دوام نعمائه لا يزال، على الدوام و الإتصال، و المضاعفة إلى ما لا نهاية له من الحمد على أبلغ صفاته في الكمال، و أشهد أن لا إله إلا هو، شهادة مكملة الإخلاص، و محملة لما وهب المنعم بها من خلع الإختصاص و أشهد أن جدي محمد صلوات اللّه عليه و آله أشرف و أعرف من اتصف باسرارها و أنوارها و هدى إلى علو منارها، و أشهد أن نوابه عليهم السلام في حفظ ناموسها و شعارها، و صيانتها عمن يهجم على التحيّل في كشف شموسها و أقمارها، يجب أن يكونوا سائرين على مراكب القوة، و في مواكب النبوة، و عليهم خلع العصمة و الجلالة و سلاح صاحب الرسالة لتقوى هممهم على ما قوى عليه و يسيروا على منهاجه دافعين بخطر من يريد منهم مما قصدوا اليه ليتم تصديق ما نطق به القرآن المصون في قوله جل جلاله (وَ اَللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ اَلْكافِرُونَ) .

ص: 103

<(و بعد)> فإنني عازم على أن أعلق في هذه الاوارق ما وجدته على سبيل الاتفاق في كتاب الفتن تأليف السليلي ابن أحمد بن عيسى بن شيخ الحسائي من رواة الجمهور من نسخة أصلها في المدرسة المعروفة بالمزكي بالجانب الغربي من البلاد الواسطية تاريخ كتابتها سنة سبع و ثلاثمائة و درك ما تضمنته على الرواة و أنا بريء من خطره لأنني أحكي ما أجده بلفظه و معناه انشاء اللّه تعالى و هذا أول الأبواب.

<(الباب الأول)> فيما نذكره من مقدار الزمان من كتاب الفتن للسليلي، قال: حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال: أخبرنا يحيى بن واضح قال: أخبرنا يحيى بن يعقوب عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة فقد مضى ستة آلاف سنة و مائة و لتأتين عليها مئون من السنين ليس عليها موحد. و روي باسناده عن كعب الأحبار ان الدنيا ستة آلاف سنة و روى عن وهب أنها ستة آلاف سنة.

و روى في حديث رفعه إلى ابن رمل الجهني قال: قلت لرسول اللّه «ص» رأيت اني لزمت طريقا فمضيت فيه و ذلك الطريق ينتهي على مرج حتى آتي أقصى المرج فاذا أنا بك يا رسول اللّه على منبر فيه سبع درجات و أنت في أعلاها درجة فقال النبي «ص»: أما المنبر الذي رأيت فيه سبع درجات و أنا في أعلاها درجة قال: الدنيا سبعة آلاف و أنا في آخرها.

<(الباب الثاني)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في قول النبي «ص» أن الاسلام بدأ غريبا و سيعود كما بدأ فطوبى للغرباء، رواه إلى عبد اللّه ابن عباس ان النبي «ص» قال: ان الاسلام بدأ غريبا

ص: 104

و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل و ما الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس.

<(الباب الثالث)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في أن العلم ينفذ و لا يبقى بقاء الكتاب قال: حدثنا أبو علي الحسن بن الحباب المقرى قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن الوليد بن أبي مالك عن القاسم بن عبد الرحمان عن أبي امامة ان رسول اللّه «ص» قال: خذوا العلم قبل أن ينفذ قالوا و كيف ينفذ و فينا كتاب اللّه؟ فغضب لا يغضبه اللّه ثم قال: ثكلتكم أمهاتكم أو لم تكن التوراة و الانجيل في بني اسرائيل، ثم لم تغن عنهم شيئا ان ذهاب العلم ذهاب حملته قالها ثلاثا.

<(الباب الرابع)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في مدح العقل ذكر باسناده قال: قال رسول اللّه «ص» لما خلق اللّه العقل قال له: أدبر فادبر ثم قال له أقبل فاقبل فقال له تبارك و تعالى ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك و لا أكرم علي منك، فبك آخذو بك أعطى و بك أعرف لك الثواب و عليك العقاب.

<(الباب الخامس)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا في أنه يأتي زمان يعرج فيه بعقول الناس و ذكر باسناده عن حذيفة قال:

قال رسول اللّه «ص» يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لا يرى أحد ذا عقل.

<(الباب السادس)> فيما نذكره من عذاب القبر و الجريدتين مع الأموات من كتاب الفتن للسليلي قال: حدثنا أحمد بن عمر الوكيعي

ص: 105

قال حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الاعمش عن مجاهد عن طاووس عن ابن عباس قال: مر رسول اللّه «ص» بقبرين فقال: انهما ليعذبان و ما يعذبان في كثير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة و أما الآخر فكان لا يستر من بوله و أخذ جريدة رطبة فشقها بنصفين ثم غرز في كل قبر واحد فقيل: يا رسول اللّه لم صنعت هذا؟ قال: لعلهما أن يخفف عنهما ما لم ييبسا.

<(الباب السابع)> فيما نذكره من ان الصحابة أنكروا في قلوبهم بعد دفن النبي «ص» من كتاب الفتن للسليلي قال: حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال: حدثنا الصلت بن مسعود قال: حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال: أنا لفي دفن رسول اللّه «ص» فما نفضنا أيدينا حتى أنكرنا في قلوبنا.

<(الباب الثامن)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي فيما ذكر أنه جاء في إمامة علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و أيامه و آياته و دلائله منها في حديث الناكثين و القاسطين و المارقين و انه لا يسأل عن شيء إلى يوم القيامة إلا أخبرته قال: حدثنا ابن عقيل الانصاري قال: حدثنا عمران بن موسى قال: حدثنا محمد بن أدريس قال: حدثنا الطنافسي قال: سمعت ابن حميد الملائي قال: سمعت عبد الرحمان بن حميد قال:

سمعت عمر الملائي يقول: سمعت زر بن حبيش قال سمعت علي بن أبي طالب «ع» يقول: أنا فقأت عين الفتنة و لولاي ما قوتل أهل الجمل و لا أهل صفين و لا أهل النهروان، سلوني قبل أن تفقدوني: أما ميتا و أما مقتولا بل قتلا ما يحبس أشقاها أن يخضبها بدم من أعلاها و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لا تسألوني فيما بيني و بين قيام الساعة عن فئة تضل ماءة أو تهدي مئة إلا أنبأتكم بسائقها و قائدها و ناعقها، و باسناده عن

ص: 106

عبد اللّه بن شريك عن علي «ع» قال: أمرني رسول اللّه «ص» ان أقاتل الناكثين و المارقين و القاسطين و لو أمرني برابعة لقاتلتهم.

<(الباب التاسع)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي ان الأمة ستغدر بعلي بن أبي طالب «ع» قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدثنا محمد بن عبيد البخاري قال: حدثنا ربيع بن سهل الفزاري قال:

حدثنا سعيد بن عبيد الطائي عن علي بن ربيعة المالكي قال: سمعت عليا «ع» على منبر الكوفة و هو يقول عهد إليّ النبي الامي ان الامة ستغدر بي و رواه في ترجمة أبي موسى الأشعري عن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم ان الأمة ستغدر بعلي «ع» برواية كاملة.

<(الباب العاشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا من تحذير عائشة عما عملت بالبصرة باسناده المتصل عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه «ص» ليت شعري ايتكن تنبحها كلاب الحوئب يقتل عن يمينها و عن شمالها فئات من الناس.

<(الباب الحادي عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من أن مروان قتل طلحة يوم الجمل. ذكر باسناده عن قيس بن أبي حازم قال: رمى مروان بن الحكم يوم الجمل بسهم في ركبته فجعل الدم يدفع الدم و يسيل فاذا امسكوه استمسك و إذا تركوه سال، قال فجعلوا إذا مسكوا فم الجرح انتفخت ركبته، فقال دعوه فانه سهم ارسله اللّه فمات فدفنوه على شاطىء «الكلا» فرأى بعض اهله انه قال ألا تريحوني من هذا الماء فاني قد غرقت ثلاث مرات، قال فنبشوه فاذا قبره اخضر كأنه السلق فنزحوا عنه الماء ثم استخرجوه

ص: 107

فاذا مايلي الماء من لحيته و وجهه قد اكلته الأرض فاشتروا له دارا من دور ابي بكرة فدفنوه فيها.

<(الباب الثاني عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي فيما رواه من اعتراف الزبير بنهي النبي «ص» عن حرب علي عليه السلام و هو يناشد الزبير يوم توافقا و هو يقول انشدك باللّه يا زبير اما سمعت رسول اللّه «ص» يقول: إنك تقاتلني و أنت لي ظالم قال: بلى و لكني نسيت.

<(الباب الثالث عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في أن معاوية قال انه ما جاء إلا للولاية. و ذكر باسناده عن سعيد بن سويد قال: جاء معاوية فخطب الناس فقال: يا أهل الكوفة ألا ترونني اني ما قاتلتكم على أن تصوموا او على ان تصلوا إنما قاتلتكم على ان اتأمّر عليكم و قد امرني اللّه عليكم على رغم انفكم.

<(الباب الرابع عشر)> فيما نذكره من شهادة عائشة على معاوية انه الفئة الباغية من كتاب الفتن للسليلي و ذكر باسناده عن عروة عن عائشة ان النبى صلى اللّه و آله و قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية.

<(الباب الخامس عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن عدد من خرج مع مولانا علي «ع» من أهل بدر و بيعة الرضوان و اويس القرني و ذكر باسناده عن سعيد بن جبير قال كان مع علي «ع» ثمانمائة من الانصار و تسعمائة من أهل بيعة الرضوان، و روى في حديث آخر باسناده عن ابن اسرائيل عن الحكم قال: شهد مع علي ثمانون بدريا و خمسون و مائتان ممن بايع تحت الشجرة. و ذكر في حديث

ص: 108

باسناده ان اويس القرني كان مع مولانا علي عليه السلام يوم صفين.

<(الباب السادس عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن ضلال الخوارج و ذكر باسناده عن أبي سعيد الخدري قال: بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقسم يقسما فقام ذو الخويصرة رجل من بني تميم فقال يا رسول اللّه إعدل؟ فقال: يا ويحك فمن يعدل إذا أنا لم اعدل؟ فقال عمر يا رسول اللّه «ص» ائذن لي اضرب عنق المنافق، قال لا فان له اصحابا يحقر احدهم صلاته مع صلاتهم و صيامه مع صيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء و ينظر إلى رضابه فلا يوجد فيه شيء سوى الفراث و الدم يخرجون على حين فرقة من الناس آيتهم رجل ارعج احدى يديه كثدي المرأة و النصف رجل. و قال ابو سعيد اشهد اني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم يقول هذا و اشهد اني كنت مع علي «ع» حين قاتلهم فالتمس في القتلى فاوتي به و كان على النعت الذي نعته رسول اللّه «ص».

في عذر مولانا الحسن في صلح معاوية

<(الباب السابع عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في عذر مولانا الحسن عليه السلام في صلح معاوية و بشارته بالمهدي.

و ذكر باسناده عن الشعبي عن سفيان بن ابي ليلى انه اتى الحسن بن علي عليه السلام بالمدينة حين انصرف من عند معاوية فوجده بفناء داره فلما انتهى اليه قال:

السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال انزل يا سفيان و لا تعجل كيف قلت يا سفيان قال قلت السلام عليك يا أمير المؤمنين قال و ما ذكرك

ص: 109

لهذا فذكرت الذي كان من تركه للقتال و رجوعه إلى المدينة، قال يا سفيان حملني عليه إني سمعت عليا عليه السلام يقول لا تذهب الليالي و لا الأيام حتى تجمع هذه الأمة على رجل واسع السرب ضخم البلعوم يأكل و لا يشبع لا يموت حتى لا يكون له في الأرض عاذر و لا في السماء ناصر و انه لمعاوية و إني قد عرفت ان اللّه بالغ امره فنودى بالصلاة فقال هل لك يا سفيان في المسجد؟ قال قلت نعم فخرجنا نمشي حتى مررنا على حالب له يحلب ناقة له فتناول فشرب قائما و سقاني و قال ما جاء بك يا سفيان قال قلت حبكم و الذي بعث محمدا بالهدى و دين الحق قال فابشر يا سفيان إني سمعت عليا يقول قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يرد على الحوض من أهل بيتي و من أحبني من أمتي و سوّى بين إصبعيه كهاتين و لو شئت لقلت كهاتين ما لأحدهما فضل على الآخر ابشر يا سفيان فإن الدنيا تسع البر و الفاجر حتى يبعث اللّه امام الحق من آل محمد «ص»، و ذكر في حديث آخر عن الحسن ابن علي عليهما السلام قال: إني أرى الناس يقولون ان الحسن بن علي بايع معاوية طائعا غير مكره و أيم اللّه ما فعلت حتى خذلني أهل العراق و لو لا ذلك ما بايعته و لا طرفة عين.

<(الباب الثامن عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من تعريف مولانا علي عليه السلام باجتماع الناس على معاوية و انه يقاتل ليبلى عذرا عند اللّه عز و جل. و ذكر باسناده عن عتاب بن جعفر عن عبد الرزاق بن همام عن أبيه عن مينا قال: سمع علي ضوضاء فقال:

ما هذا؟ قالوا: هلك معاوية قال: كلا و الذي نفسي بيده لا يموت

ص: 110

حتى يجتمع هذا الأمر في يده هكذا و أشار ثلاثة و تسعين عقد عتاب بيده و قال هكذا؛ قال: عبد الرزاق فقيل لعلي عليه السلام فعلى ما تقاتله؟ قال: أبلى عذرا فيما بيني و بين اللّه عز و جل قلت أنا، و ان رسول اللّه (ص) أمر بقتل الناكثين و القاسطين و المارقين و معاوية أحدهم فهل كان يجوز له أن يترك قتالهم كما أنزل اللّه جل جلاله القرآن و أمر بالايمان من يعلم أنه لا يؤمن.

أمر رسول اللّه بقتل معاوية إذا ادّعى الإمارة

<(الباب التاسع عشر)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بقتل معاوية إذا ادعى الإمارة. و ذكر باسناده عن محمد بن لبيد قال حدثني نفر من قومي من بني عبد الأشهل شهد بدرا قالوا: كنا عند النبي صلى اللّه عليه و آله و معنا معاوية فأشار باصبعه إلى بطنه و قال ان هذا سيطلب الإمارة يوما فإذا رأيتموه فعل ذلك فابقروا بطنه، و ذكر حديث آخر باسناده عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللّه (ص) إذا رأيتم معاوية على منبري يخطب فاقتلوه، و ذكر حديثا آخر عن مولانا علي «ع» أنه قال: معاوية فرعون هذه الأمة و عمرو بن العاص هامانها.

في ذم أبي موسى الأشعري و مدح أهل البيت

<(الباب العشرون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في ذم أبي موسى الأشعري و مدح أهل البيت، قال وجدت في كتابي حدثنا محمد قال: حدثنا أبو الصلت قال حدثنا خالد بن مخلد القطواني قال حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الحميد بن أبي الخنساء عن زياد بن يزيد بن فروة عن أبيه قال: سمعت سلمان الفارسي يقول سمعت رسول اللّه (ص) يقول: ان أمتي ستفترق على ثلاث فرق: فرقة منها على الحق لا ينقص

ص: 111

الباطل منه شيئا يحبون أهل بيتي مثلهم مثل صاحب الذهبة الحمراء أوقد عليها صاحبا (1) فلم تزداد (2) إلا خيرا؛ و فرقة منها على الباطل لا ينقص الحق منهم شيئا يبغضوني و يبغضون أهل بيتي مثلهم مثل صاحب خبث الحديد أوقد عليها فلم يزده إلا شرا، و فرقة منهم مدهدهون فيما بين هؤلاء على ملة السامري لا يقولون لا مساس و لكن يقولون لا جهاد و امامهم أبو موسى الأشعري.

أقول: أنا: يعني «ع» أن أبا موسى و الجماعة الذين تخلفوا بالمدينة عن بيعة مولانا علي «ع» و لم يسيروا معه إلى أعدائه.

إخبار النبي غدر الأمة لعلي «ع»

<(الباب الحادي و العشرون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن النبي صلى اللّه عليه و آله ان الأمة ستغدر بعلي «ع» بعد وفاته غير ما قدمناه و ذكر باسناده عن سالم الحنفي قال: قال علي «ع» و هو في الرحبة جالس إنتدبوا فانتدب في مائة، قال: ثم قال: و رب السماء و الأرض مرتين لقد حدثني خليلي عن أمته ستغدر بي من بعده عهدا معهودا و قضاء مقضيا و قد خاب من افترى، و روى باسناده عن أنس ابن مالك قال: كنت أنا و علي بن أبي طالب عليه السلام مع النبي صلى اللّه عليه و آله في بعض حيطان المدينة فمررنا بحديقة فقال عليه السلام:

ما أحسن هذه الحديقة يا نبي اللّه؟ قال: حديقتك في الجنة أحسن منها؛ ثم مررنا بحديقة أخرى، فقال علي «ع»: ما أحسن هذه الحديقة يا نبي اللّه؟ قال حديقتك في الجنة أحسن منها، ثم وضع النبي رأسه على ها هنا و أشار بيده إلى منكبه ثم بكى، فقال علي عليه السلام

ص: 112


1- لعلها صاحبها، و الخطأ من الناسخ.
2- الصحيح تزدد. - الناشر -

ما يبكيك يا رسول اللّه؟ قال ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفارقوني أو يفقدوني.

إخبار أمير المؤمنين أصحابه لما يجري عليه

<(الباب الثاني و العشرون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في تعريف مولانا علي عليه السلام لأصحابه لما يجري الحال عليه من قتل طلحة و الزبير و العسكر الذي ينصرونه من الكوفة. و ذكر باسناده عن أبي بكر بن عياش عن الأحلج بن عبد اللّه الكندي عن أبيه عن ابن عباس قال: أقبلنا من المدينة و نحن سبعمائة راكب فانا لنسير ذات يوم إذ قال بعض القوم إنا أكلة رأس أين نسير إلى قوم كلهم يقاتل عن دم عثمان فانتشر الكلام فيهم، قال ابن عباس فأتيت عليا «ع» و قلت ألا ترى ان الناس قد فشا فيهم هذا الكلام إنما نحن أكلة رأس أين نسير إلى مائة ألف كلهم يقاتل عن دم عثمان فخطب الناس عند ذلك فقال في خطبته: و الذي نفسي بيده ليقتلن طلحة و الزبير و ليهزمن أهل البصرة و ليخرجن إليكم من أهل الكوفة خمسة آلاف و ستمائة أو خمسمائة و شك الأحلج، قال فسرنا فو اللّه لكذلك نسير إذ نظرت إلى سواد قد أقبل و إلى رجل قد شخص فقلت لو استقبلت هذا الرجل فاستقبلته فسألته كم أنتم قال خمسة آلاف و ستمائة رجل، قال و إذا رجلان قد برزا فسألتهما فأخبرنا بذلك.

<(الباب الثالث و العشرون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي فيما أخبر به مولانا علي «ع» من أن خالد بن عرفظة لا يموت حتى يحمل راية ضلالة فكان كذلك، و ذكر باسناده عن يونس بن النعمان عن أم حكيم بنت عمرو بن سنان الجدلية قالت سمعت عليا «ع» و قد

ص: 113

جاءه رجل فقال يا أمير المؤمنين استغفر لخالد بن عرفطة فإنه قد مات بأرض تيم؟ فقال كذبت و اللّه ما مات و لا يموت حتى يدخل من هذا الباب يحمل راية ضلالة و أشار إلى ناحية باب الفيل، قالت أم حكيم فرأيت خالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى دخل بها من الباب الذي أشار اليه علي «ع» حتى زكزها وسط المسجد و معاوية نازل بالقبلة.

<(الباب الرابع و العشرون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا من تعريف اللّه سبحانه و تعالى للنبي (ص) بما جرت حال مولانا الحسين «ع» عليه. باسناده عن أم سلمة قالت كان النبي (ص) في بيتي قال: لا يدخل أحد فسمعت نشيج النبي (ص) يبكي فدخلت فإذا حسين في حجره يمسح رأسه و يبكي فقلت و اللّه ما علمت به حين دخل، فقال إن جبرئيل كان معنا في البيت فقال أتحبه؟ فقلت أما من حب الدنيا فنعم؛ قال ان أمتك ستقتله بأرض يقال لها كربلا فتناول جبرئيل من تربتها فأراه النبي صلى اللّه عليه و آله فلما أحيط بالحسين «ع» قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلا، قال صدق اللّه أرض كرب و بلا.

تعريف مولانا علي لأصحابه لما اجتاز كربلا بقتل الحسين «ع»

<(الباب الخامس و العشرون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من تعريف مولانا علي «ع» لأصحابه لما اجتاز كربلا بقتل الحسين «ع» في موضع منها فكان كذلك. و ذكر باسناده المتصل عن عطاء ابن السائب عن ميمون عن شيبان قال: أقبلنا مع علي بن أبي طالب «ع» من صفين حتى نزلنا كربلا و هو على بغلة له فنزل عن البغلة فأخذ كفا من تحت حافر البغلة فشمها ثم قبلها و وضعها على عينيه و بكى و قال

ص: 114

و أي حبيب يقتل في هذا الموضع كأني أنظر إلى ثقل من آل رسول اللّه (ص) قد أناخوا بهذا الوادي فخرجتم إليهم فقتلتموهم ويل لكم منهم و ويل لهم منكم ما أعلم شهداء أفضل منهم إلا شهداء خلقهم مع محمد صلى اللّه عليه و آله ببدر ثم قال ايتوني برجل حمار أو فك حمار، فأتيته برجل حمار ميت قأوتده في موضع حافر البغلة فلما قتل الحسين صلوات اللّه عليه جئت فاستخرجت رجل الحمار من موضع دمه «ع» و ان أصحابه لربض حوله.

<(الباب السادس و العشرون)> فيما ذكره من كتاب الفتن المذكور في تعريف مولانا علي للحسن «ع» بما جرت و ما له عليه. و ذكر باسناده المتصل عن عبد اللّه بن يحيى الكندي عن أبيه قال: كنا مع علي بن أبي طالب «ع» فرجعنا من صفين فلما حاذى نينوى نادى علي عليه السلام اصبر أبا عبد اللّه بشط الفرات فالتفت اليه الحسن «ع» فقال و ما ذاك يا أمير المؤمنين؟ فقال علي دخلت على النبي (ص) و عيناه تدمعان فقلت ما بال عينيك تدمعان بأبي و أمي، فقال قام من عندي جبرئيل قبيل ساعة فحدثني أن الحسين «ع» يقتل بشط الفرات ثم قال هل لك أن أشمك من تربته قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب ثم ناولنيها فلم أملك عينيّ أن فاضتا.

<(الباب السابع و العشرون)> فيما نذكره من كون بني أمية كانوا أعداء بني هاشم و أهل بيت النبوة و كانوا مع ذلك عارفين بالمهدي و مذكورا في أيامهم و أيام معاوية. فذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ و هو من علماء الجمهور و قد ذكرت ثنائهم عليه

ص: 115

في كتاب الأنوار الباهرة، فقال في عيون أخبار بني هاشم و قد صنفه للوزير علي بن عيسى ابن الجراح وجدته و رويته من نسخة عتيقة ظاهر حالها أنها كتبت في حياته فقال ما هذا لفظه: و ذكر المهدي و الإمام قال و باسناده ان معاوية أقبل يوما على بني هاشم فقال انكم تريدون أن تسمعوا الخلافة بما استحققتم به النبوة و لما يجتمعا لأحد و لعمري ان حجتكم في الخلافة مشتبهة على الناس أنكم تقولون نحن أهل بيت اللّه فما بال نبوته و محلها فينا و الخلافة في غيرنا و هذه شبهة لها تمويه و إنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق حتى تعرف؛ و إنما الخلافة تتقلب في احياء قريش برضا العامة و شورى الخاصة فلم يقل الناس ليت بني هاشم ولونا و لو أن بني هاشم ولونا لكان خيرا لنا في ديننا و دنيانا فلا هم اجتمعوا على غيركم يمنعوكم و لو زهدتهم فيها أمس لم تقاتلوننا عليها اليوم و قد زعمتم ان لكم ملكا هاشميا و مهديا قائما؛ و المهدي عيسى ابن مريم و هذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه اليه و لعمري لئن ملكتم ما ريح عاد و لا صاعقة ثمود بأهلك للناس منكم ثم سكت، فقام فيهم عبد اللّه بن عباس فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال أما قولك إنا لا نستحق الخلافة بالنبوة فإذا لم نستحق الخلافة بالنبوة فبم نستحق، و أما قولك إن الخلافة و النبوة لم يجتمعا لأحد فأين قول اللّه سبحانه و تعالى (فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ اَلْكِتابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) فالكتاب النبوة، و الحكمة السنة و الملك الخلافة نحن آل إبراهيم أمر اللّه فينا و فيهم واحد و السنة فينا و فيهم جارية، و أما قولك: ان حجتنا مشبهة فهي و اللّه اضوأ من الشمس و انور من القمر و إنك لتعلم ذلك و لكن

ص: 116

ثنى عطفك و صعر خدك قتلنا أخاك وجدك و عمك و خالك فلا تبك على عظام حائلة و ارواح زائلة في الهاوية و لا تغضبن لدماء احلها الشرك و وضعها الإسلام فاما ترك الناس ان يجتمعوا علينا فما حرموا منا أعظم مما حرمنا منهم و كل أمر إذا حصل حاصله ثبت حقه و زال باطله، و أما قولك انا زعمنا ان لنا ملكا مهديا فالزعم في كتاب اللّه شك قال اللّه سبحانه و تعالى (زَعَمَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَ رَبِّي لَتُبْعَثُنَّ) فكل يشهد أن لنا ملكا لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ملّكه اللّه فيه و ان لنا مهديا لو لم يبق إلا يوم واحد لبعثه لأمره يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما لا يملكون يوما إلا ملكنا يومين و لا شهرا إلا ملكنا شهرين و لا حولا إلا ملكنا حولين، و أما قولك ان المهدي عيسى بن مريم فإنما ينزل عيسى على الدجال فإذا رآه ذاب كما تذوب الشحمة، و الإمام رجل منا يصلي عيسى خلفه لو شئت سميته، و أما ريح عاد و صاعقة ثمود فإنها كانتا عذابا و ملكنا رحمة.

يقول: علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس مصنف هذا الكتاب: و لم يذكر ان معاوية أقدم على عبد اللّه بن عباس عن هذا الجواب.

<(الباب الثامن و العشرون)> فيما نذكره أيضا من كتاب محمد بن جرير الطبري سمّاه عيون أخبار بني هاشم في مناظرة عبد اللّه بن عباس لمعاوية في إثبات أمر المهدي، فقال ابن عباس لمعاوية ما هذا لفظه:

أقول: انه ليس حي من قريش يفخرون بأمر إلا و إلى جانبهم من يشركهم فيه إلا بني هاشم فإنهم يفخرون بالنبوة التي لا يشاركون فيها

ص: 117

و لا يساوون بها و لا يدافعون عنها و أشهد أن اللّه تبارك و تعالى لم يجعل من قريش محمد إلا و قريش خير البرية و لم يجعله من بني هاشم إلا و هاشم خير من قريش و لم يجعله من بني عبد المطلب إلا و هم خير بني هاشم و لسنا نفخر عليكم إلا بما تفخرون به على العرب و هذه أمة مرحومة فمنها نبيها و مهديها و مهدي آخرها لأن بنا فتح الأمر و بنا يختم و لكن ملك معجل و لنا ملك مؤجل فإن يكن ملككم قبل ملكنا فليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة و العاقبة للمتقين.

<(الباب التاسع و العشرون)> فيما نذكره من كتاب الفتن لأبي صالح السليلي الذي تاريخ كتابته سنة سبع و ثلاثمائة ان كعبا ذكر ان المهدي مذكور في التوراة، فقال السليلي ما هذا لفظه: اخبرنا دويرية الدينوري الحناط قال: أخبرنا أحمد المغازلي قال أخبرنا حمزة قال أخبرنا ابن شورب عن ابن المنهال عن أبي زكريا عن كعب قال: إني لأجد المهدي مكتوبا في أسفار التوراة ما عمله ظلم و لا عتب.

أقول: و قد ذكر السليلي في كتابه ان عمر بن عبد العزيز كان يعرف المهدي و انه سأل عنه بعض الديرانيين من النصارى فصار المهدي مذكورا في التوراة و الإنجيل أو في ملتهما برجال الجمهور.

<(فصل)> فيما رأيته من أصول الشيعة من مدح عمر بن عبد العزيز قال: سأل رجل أبا جعفر «ع» و أنا عنده عن عمر بن عبد العزيز فقال أهو من الشجرة الملعونة، فقال لا تقل لعمر بن عبد العزيز إلا خيرا ما صنع إلينا أحد بعد رسول اللّه (ص) ما صنع الينا عمر بن عبد العزيز، و من الأصل المذكور عن أبي جعفر «ع» قال: يبعث عمر

ص: 118

ابن عبد العزيز امة واحدة، رأيت في آخر هذا الفصل، ثم كتاب موسى بن القاسم البجلي و رأيت في كتاب الفهرست للنجاشي ما هذا لفظه: موسى بن القاسم بن معاوية البجلي ابو عبد اللّه و يلقب البجلي ثقة جليل واضح الحديث حسن الطريق له كتب ثم سماها النجاشي، و قد ذكرنا هذا لنثبت المدح لعمر بن عبد العزيز جزاه اللّه سبحانه و تعالى عنا خير الجزاء.

و ذكر ابن الأثير في تاريخه في ترجمة خلافة عمر بن عبد العزيز عند ذكر سيرته ما هذا لفظه: قال محمد بن علي الباقر: إن لكل قوم نجيبة و ان نجيبة بني امية عمر بن عبد العزيز و انه يبعث يوم القيامة امة واحدة.

<(فصل)> و رأيت في كتاب حماد بن عثمان ذي الناب و هو من اصول اصحابنا في مدح عمر بن عبد العزيز ما هذا لفظه. و عنه عن زرارة قال: سمعت ابا عبد اللّه عليه السلام يقول: ان عمر بن عبد العزيز قسم غلة فدك بيننا و اعطى الكبير و الصغير منا سواء فكتب اليه زيد بن الحسن ان ابي أعطى كما تعطى أصغر صبي فينا؟ فكتب اليه عمر يا زيد بن الحسن لقد كنت ما ترى إنك تعيش حتى ترى رجلا من بني أمية يصنع بك هذا، قال و كتب عامل المدينة إلى عمر، ان في ولد علي «ع» من ليس من ولد فاطمة عليها السلام؟ فكتب اليه عمر لا تعطيها إلا ولد علي عليه السلام من فاطمة عليها السلام.

قال: و ان سهل بن عبد العزيز أخا عمر قال له أي شيء تصنع ان هذا طعن على الخلفاء قبلك؟ فقال له عمر: دعني فاني كنت عاملا

ص: 119

على المدينة فسمعت ذلك و سألت عنه حتى علمت أن رسول اللّه (ص) قال: من آذى فاطمة فقد آذاني، و في هذا الباب حديث عمر بن عبد العزيز - الديراني.

إن المهدي كان مذكورا في أمة عيسى «ع»

<(الباب الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي إن المهدي كان مذكورا في أمة عيسى «ع». و ذكر في ترجمة عمر بن عبد العزيز قال: حدثنا أحمد بن الحسين قال حدثنا احمد بن ابراهيم قال حدثنا خالد بن خراش قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا أبو يحيى إمام بني جلندى بالموصل قال: أرسل عبد العزيز بن مروان إلى ديراني فقال انظر هل ترى في ولدي خليفة؟ فقال نعم: هذا لعمر بن عبد العزيز، قال فلما استخلف عمر أرسل إلى الديراني فقال إنا نقول ان منا مهديا فهل تراني ذلك المهدي؟ فقال له لا و لكنك رجل صالح؛ فقال عمر:

الحمد للّه الذي جعلني رجلا صالحا.

<(الباب الحادي و الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا ان مولانا عليا «ع» عرف من حضره بما جرى أشار اليه ان أمير المؤمنين «ع» وقف بالكوفة في الموضع الذي صلب فيه زيد بن علي عليه السلام و بكى حتى اخضلت لحيته و بكى الناس لبكائه فقيل له يا أمير المؤمنين مما بكاؤك فقد أبكيت أصحابك؟ فقال: ان رجلا من ولدي يصلب في هذا الموضع لا أرى فيه خشية من رضى أن ينظر الى عورته.

قال ففي الخبر: ان هشام بن عبد الملك صلبه مكشوف السوأة فنزل بطنه فغطت سوأته رحمة اللّه عليه.

ص: 120

<(الباب الثاني و الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من رواية عبد اللّه بن عمر و لما يكون في الإسلام من أن القاتل و المقتول في النار حتى يظهر من يملأ الأرض قسطا و عدلا. قال حدثنا محمد بن جرير قال:

حدثنا ابن حميد قال: حدثنا الحكم قال: أنبأنا خلاد بن أسلم الصفار عن عبد اللّه بن عيسى عن عبد اللّه بن الحرث عن أبيه عن عبد اللّه بن عمر قال: تكون فتنة يقال لها «السبيطة» قتلاها في النار فقلت و هما مسلمان؟ قال و هما مسلمان؛ قلت و هما مسلمان؟ قال و هما مسلمان، قلت لم؟ قال لأنهم تغالبوا على أمر الدنيا و لم يتغالبوا على أمر اللّه، فقلت قد كان ذلك قال متى للّه أبوك؟ فقلت فتنة عثمان قال كلا و الذي بعث محمدا بالحق حتى يدخل على العرب كلهم حجرها و حتى يأتي الرجل القبر فيقول يا ليتني كنت مكانك و حتى تملئو الأرض ظلما و جورا، قلت ثم مه؟ قال ثم يبعث اللّه رجلا يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يعيش بضع سنين، فقلت و ما البضع؟ قال زعم أهل الكتاب انه تسع أو سبع.

في ذم بني أمية و أنهم شر القبائل

<(الباب الثالث و الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا في ذم بني أمية و أنهم شر القبائل و ذكر باسناده. قال: قال رسول اللّه (ص) شر القبائل العرب بنو أمية و بنو حنيفة؛ و روى عدة أحاديث عن عمر بن الخطاب و عن مولانا علي «ع» و عن ابن عباس في قوله تعالى (أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ اَلْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها) أنهم بنو المغيرة و بنو أمية و أن بني المغيرة قتلوا يوم بدر و ان بني أمية متعوا إلى حين.

<(الباب الرابع و الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي

ص: 121

أيضا في ذمه لدولة أمية و دولة بني العباس و يكشفهما بآل محمد عليهم السلام برواية الأوزاعي. قال حدثنا أبو سهل عمر بن عبد الوهاب قال حدثنا عبد المؤمن أبو بكر المراغي قال حدثنا الحجاج عن أبي عتبة عن عبيدة بن أبي لبانة قال كان ابن الديلمي من حفاظ الناس قال سيملك بنو أمية بضعا و ثمانين سنة ثم يسلبهم اللّه ملكهم برايات تقبل من المشرق سود فتمكث الرايات السود حتى يعم بليتها كل مؤمن ثم يكشفها اللّه بآل محمد (ص) و ذلك حيث يلقي اللّه بأسهم بينهم و هي إمارة السفهاء و الصبيان التي حدث النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم انه ليس لها حرمة أمر و لا عهد و لا ميثاق زمانهم زمان مدبر جائر.

في عدد الاثني عشر إماما من قريش

<(الباب الخامس و الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا في عدد الاثنى عشر إماما من قريش. قال حدثنا الباغندي محمد ابن محمد قال حدثنا عبد السلام بن عبد الحميد الآملي قال حدثنا زهير ابن معاوية قال حدثنا سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه (ص) لا تقوم الساعة حتى يلي اثنا عشر أميرا يعني من قريش.

في نهي مولانا علي أولاده أن يخرجوا قبل المهدي

<(الباب السادس و الثلاثون)> في نهي مولانا علي عليه السلام أولاده أن يخرج أحد منهم قبل المهدي و ان من خرج منهم قبله فإنما هو جزور قال حدثنا أبو سهل قال حدثنا محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد بن محمد بن غالب قال أخبرنا هدية بن عبد الوهاب عن عبد الحميد عن عبد اللّه بن عبد العزيز قال: قال لي علي بن أبي طالب «ع» و خطب بالكوفة فقال أيها الناس الزموا الارض من بعدي و اياكم

ص: 122

و الشذّاذ من آل محمد فإنه يخرج شذاذ آل محمد فلا يرون ما يحبون لعصيانهم أمري و نبذهم عهدي و تخرج راية من ولد الحسين تظهر بالكوفة بدعامة أمية و يشمل الناس البلاء و يبتلى اللّه خير الخلق حتى يميز الخبيث من الطيب و يتبرأ الناس بعضهم من بعض و يطول ذلك حتى يفرج اللّه عنهم برجل من آل محمد (ص) و من خرج من ولدي فعمل بغير عملي و سار بغير سيرتي فأنا منه برىء و كل من خرج من ولدي قبل المهدي فانما هو جزور و ايام و الدجالين من ولد فاطمة فان من ولد فاطمة دجالين، و يخرج دجال من دجلة البصرة و ليس مني و هو مقدمة الدجالين كلهم.

أقول: هذا حديث صريح بنهي مولانا علي «ع» ولده أن يخرج أحد منهم قبل المهدي «ع».

إن أولاد علي لا تصبح لهم خلافة و لا ملك

<(الباب السابع و الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في أن أولاد علي بن أبي طالب «ع» لا تصبح لهم خلافة و لا ملك، و نهيه «ع» لهم عن الخروج لذلك. ذكر باسناده عن اسحاق بن عبد اللّه عن أبيه عن عبد اللّه بن الحرث بن نوفل عن علي بن أبي طالب «ع» انه قال لولده لا تطلبوا هذا الأمر فانه لا يطلبه منكم أحد إلا قتل دونه، قال عيسى بن عبد اللّه حدثت بهذا الحديث المهدي بالري أيام ابراهيم بن عبد اللّه فكتب به إلى أبي جعفر «ع» و ذكر باسناده إلى عثمان بن عفان انه قال ان هذا الأمر لا يليه أحد من أولاد علي.

و ذكر باسناده إلى علي بن عبد اللّه قال: قال سمعت داود بن علي يحدث عن أبيه علي بن عبد اللّه ان رسول اللّه (ص) قال لا يملك أحد من ولد علي. و ذكر باسناده في حديث آخر باسناد آخر ان عثمان به عفان قال

ص: 123

سمعت رسول اللّه (ص) يقول لعلي بن أبي طالب «ع» لن يليها أحد من ولدك، و ذكر في حديث آخر باسناده عن أم سلمة قالت كنت بين يدي رسول اللّه (ص) ذات يوم فتذاكروا الخلافة فقالوا من ولد فاطمة «ع» فقال (ص) لن يصلوا اليها أبدا و لكنها تكون في ولد عمي هنؤا أبي يعني العباس، و ذكر في حديث آخر باسناده عن سهيل بن حبيب قال كنا عند بريد الرقاشي فجاءه قتل زيد بن علي «ع» فبكى ثم قال حدثني أنس بن مالك انه سمع النبي (ص) يقول لا يليها أحد من ولد فاطمة «ع».

<(الباب الثامن و الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن عبد اللّه بن العباس في ذم دولتهم و الأمر بالدعاء عليها. قال حدثنا عمر قال حدثنا عبد المؤمن قال حدثنا الحجاج عن هارون عن مقاتل عن عطا عن ابن عباس انه قال: لنا أهل البيت رايات سود لا ترد حتى تخرج من خراسان كالليل سوادا في أسنتها النصر و في أواسطها اللعن و في أزجتها الكفر من قاتلهم قاتلوه و من فر منهم أدركوه و من تحصن منهم أنزلوه و من شايعهم أفتنوه و من خالفهم أفقروه الداعي عليهم يومئذ دعوة كمن رمى بسهم في سبيل اللّه.

دولة بني العباس و دولة الترك

<(الباب التاسع و الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن دولة بني العباس و دولة الترك و حديث الذي يملأ الأرض عدلا، قال حدثنا عمر بن عبد الوهاب قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا احمد بن محمد بن غالب قال حدثنا الخليل بن سالم البزاز قال حدثني عمي العلاء بن رشيد قال حدثنا عبد الواحد بن زيد عن الحسن

ص: 124

عمن أخبره ان علي بن أبي طالب «ع» قال لابن عباس يا ابن عباس قد سمعت أشياء مختلفة و لكن حدث أنت رضي اللّه عنك قال نعم قال اول فتنة من المائتين امارة الصبيان و تجارات كثيرة و ربح قليل ثم موت العلماء و الصالحين ثم قحط شديد ثم الجور و قتل أهل بيتي الظماء بالزوراء الشقاق و نفاق الملوك و ملك العجم فإذا ملكتكم الترك فعليكم بأطراف البلاد و سواحل البحار و الهرب الهرب ثم تكون في سنة خمسين و مائتين و خمس و ثلاث فتن البلاد فتنة بمصر الويل لمصر؛ و الثانية بالكوفة، و الثالثة بالبصرة و هلاك البصرة من رجل ينتدب لها لا أصل له و لا فرع فيصير الناس فرقتين فرقة معه و فرقة عليه فيمكث فيدوم عليهم سنين ثم يولى عليكم خليفة فظ غليظ يسمى في السماء القتال و في الأرض الجبار فيسفك الدماء ثم يمزج الدماء بالماء فلا يقدر على شربه و يهجم عليهم الاعراب و عند هجوم الاعراب يقتل الخليفة فيفشوا الجور و الفجور بين الناس و تجيئكم رايات متتابعات كأنهن نظام منظومات انقطعن فتتابعن فاذا قتل الخليفة الذي عليكم فتوقعوا خروج آل أبي سفيان و أمارته عند هلال مصر و عند هلال مصر خسف بالبصرة خسف بكلاها و بأرجاها و خسفان آخران بسوقها و مسجدها معها ثم بعد ذلك طوفان الماء فمن نجا من السيف لم ينج من الماء إلا من سكن ضواحيها و ترك باطنها. و بمصر ثلاث خسوف و ست زلازل و قذف من السماء ثم بعد ذلك الكوفة و يكون السفياني بالشام فإذا صار جيشه بالكوفة توقع لخير آل محمد (ص) تحت الكعبة فيتمنى الاحياء عند ذلك أن أمواتهم في الحياة يملأها عدلا كما ملئت جورا.

ص: 125

أقول: و قد ذكر مصنف كتاب الفتن للسليلي ان هذه الفتن جميعها كانت في خلافة بني العباس و لعمري قد كان ما يقاربها و قد حدث بعد وفاته فتن ما يقتضى أن يكون الحديث أشار اليها و بقي منها إلى الآن أجراها اللّه جل جلاله على السلامة و الأمان.

نهي مولانا علي عن سكنى البصرة

<(الباب الأربعون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي نهى مولانا علي عليه السلام عن سكنى البصرة قال: حدثنا عمر بن عبد الوهاب قال حدثنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا الحسن بن علي عن القاسم ابن عمران عن سالم عن محمد بن علي عن أبيه عن جده عليهم السلام قال لا ترغبوا في سكنى البصرة فإنها تظهر بها عين تغرقها و ما حولها حتى لا ترى منها إلا مسجدها كأنه جؤجؤ سفينة.

<(الباب الحادي و الأربعون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا فيما جرى على البصرة و يجري و نحن نذكر منه ما بقي في الحديث من حوادثها، يقول فيه ثم قال الحسن وقع السيف وقع السيف فكم من عين باكية و كم من حرمة مستحلة و كم من غم نازل ثم قال هلك الضعيف هلك الضعيف قال: تجيئكم ريح صفراء من قبل القبلة فتدوم ثلاثة أيام و ليلتين حتى يصير الليل من شدة الصفرة مثل النهار المضيء و بعده يكون غرق البصرة ثم توقعوا آيات متواليات من السماء منظومات كنظم الخرز و أول الآيات الصواعق ثم الريح الصفراء ثم ريح دائم و صوت من السماء يموت فيه خلق و يكون بواسط هلاك كثير و تكون بالكوفة عجائب و بالاهواز زلازل فتكون بيوتهم قبورهم ثم تنقطع السبل فلا يخرج أحد من مدينة إلى مدينة.

ص: 126

<(الباب الثاني و الأربعون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي فيما ذكروه عن بني قنطورا و ما يجري على البصرة منهم قال: حدثنا عمر ابن عبد الوهاب قال حدثنا عبد المؤمن قال حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا العباس بن عبد العظيم العنزي قال: حدثنا روح بن عبادة قال:

حدثنا عيينية بن عبد الرحمان بن جوشن عن أبيه عن أخيه ربيعة بن جوشن انه لقي عبد اللّه بن عمر في بيت المقدس فقال: ممن أنتم؟ فقلنا من أهل العراق؛ فقال: من أيهم؟ قلنا من أهل البصرة قال أما فاستعدوا يا أهل البصرة قلنا مما نستعد قال المزاور و القرب و خير المال يومئذ اجمال يحمل عليهن الرجل أهله و يميرهم عليهن و فرس و قاح شديد فو اللّه ليوشكن أن يغبط الرجل بخفة الحال كما يغبط اليوم بكثرة الأهل و المال فقلنا: مم ذلك؟ قال: يوشك أن ينزل بكم بنو قنطورا ينزلون بشاطىء دجلة فيربطون بكل نخلة فرسا فيخرجوكم حتى يلحقونكم بركبة و الثنى قال فقلنا: ما بنو قنطورا؟ قال: فقال اللّه أعلم أما الإسم فهكذا نجد في الكتاب، و أما النعت فنعت الترك.

<(الباب الثالث و الأربعون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي من حديث أهل البصرة مع بني قنطورا نذكر اسناده ليكون دركه عليه، قال: حدثنا عمر قال حدثنا محمد قال حدثنا أحمد قال حدثنا فضيل بن عبد اللّه عن محمد بن يحيى الأزدي و سيار بن زيد عن مزيد بن هارون قال أخبرنا العولم بن حوشب قال حدثني سعيد بن... عن عبد الرحمان بن أبي بكر عن أبيه قال: ذكر رسول اللّه (ص) أرضا يقال لها البصرة إلى جنبها نهر يقال له دجلة و نخل كثير فينزل بهم بنو قنطورا

ص: 127

فيفترق الناس فرقة تلحق بأصلها فيهلكون و فرقة تأخذ على نفسها فيكفرون و فرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم يقاتلون، قتلاهم شهداء، يفتح اللّه على أيديهم.

<(الباب الرابع و الأربعون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا من التحذير من الطماطم. قال باسناده عن الحسن بن أبي الحسن انه قال: جاءت الطماطم جاءت الطماطم فيضربون رقابكم و يأكلون فيئكم و يستوطنون بلادكم و يهتكون ستوركم و يستعبدون خياركم و يذلون أشرافكم خاب العبيد جارت العبيد ترفل في الحديد مشوهة ألوانهم غليظة رقابهم سيوفهم مذكرة و عصيهم مبشرة و اسياطهم مثمرة لهم، و هم أشد على أمتي من فرعون على بني إسرائيل.

<(الباب الخامس و الأربعون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في طول دولة الترك كدوامها لفرعون و ان زوالهم لما يقع بينهم و انهم يوصلون أمرهم إلى ولد النبي (ص). قال حدثنا عمر قال حدثنا عبد المؤمن قال حدثنا الحجاج عن الهذيل عن مالك بن عبد اللّه عن عثمان بن معدان عن عمران بن سليم قال: يوشك بنو حفصة يعني الاتراك أن يخرحوا إلى العراق فيقهرون كل أبيض و أسود و تدوم لهم الدنيا كدوامها لفرعون حتى إذا استمسكوا و امتنعوا و تعززوا و تجبروا منع اللّه عنهم القطر فانتقم لبعضهم من بعض لسوء رعيتهم و قتلهم المسلمين، لباسهم لباس أهل الكفر حتى تلقى بينهم العداوة و البغضاء حتى تبترهم و تشردهم حتى يضع الملك في ولد النبي (ص) و هم أولى الناس به و أحق ان يقولوا بالعدل من غيرهم.

ص: 128

<(الباب السادس و الأربعون)> فيما نذكره من معرفة وقت هلاك العرب من كتاب الفتن ايضا باسناده؛ قال و اللّه لقد علمت متى يهلك العرب إذا ساس امورهم من لم يدرك الجاهلية و أهلها فيأخذ من أخلاقهم و أحلامهم و لم يدرك محمد (ص) فيصده الاسلام.

<(الباب السابع و الأربعون)> فيما نذكره من الكتاب في ان هلاك الأمة اذا احدثوا اعمالا، باسناده عن ابن مسعود قال: كنا عند رسول اللّه (ص) فقال ان هذا الأمر ان يزال فيكم و أنتم ولاته ما لم تحدثوا اعمالا فإذا أحدثتموها بعث اللّه عليكم أقواما أو قال: شر خلقه فيلحوكم كما يلحى القضيب.

<(فصل)> و رأيت في كتاب المبتدأ تأليف وهب بن منبه عند ذكر موسى «ع» و فرعون ما يقتضى أن دولة فرعون نحو أربعمائة سنة و ان بني اسرائيل كانوا منها مائة و خمسين سنة في بلاء مع فرعون قبل نبوة موسى عليه السلام.

<(فصل)> و رأيت في مجموع ما كتبه هناك طويل يسمى السفينة أحضره عندنا السيد أحمد بن مهنا في عمر فرعون ما هذا لفظه: عاش فرعون ثلاثمائة سنة منها مائتان و عشرون سنة لا يرى فيها ما يقذى عينه و دعاه موسى «ع» ثمانين سنة.

<(فصل)> و ذكر ياقوت الحموي في المجلد الرابع عشر من معجم البلدان ما هذا لفظه: فلما هلك كان بعده فرعون موسى عليه السلام و قيل كان من العرب من بلى و كان أبرش قصيرا بطلا و قد ملكها خمسمائة عام ثم أغرقه اللّه و أهلكه هو و الوليد بن مصعب و زعم قوم كان من

ص: 129

قبط مصر و لم يكن من العمالقة.

<(فصل)> و رأيت في حديث أبي بكر بن عبد الرحمن القاضي باسناده عن أبي اسحاق عن الأسود قال: قلت لعايشة يا أم المؤمنين ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع رجلا من أهل بدر الخلافة فقالت لا تعجب إن فرعون قد ملك بني اسرائيل أربعمائة سنة و الملك يعطيه اللّه البر و الفاجر و أحاديث القاضي عندنا الآن في آخر مجلد أوله كتاب الديات لظريف بن ناصح.

من معجزات النبي (ص) لما يجري على جامع براثا

<(الباب الثامن و الأربعون)> فيما نذكره من معجزات النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم لما يجري على جامع براثا قال: حدثني الحسن بن جعفر الصيمري قال: حدثني طرخان بن محمد بن اسحاق قال: حدثنا أبو خليفة الفضل بن حباب قال: حدثنا العتبي عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: هدم المنافقون مسجدا بالمدينة ليلا فاستعظم أصحاب رسول اللّه (ص) ذلك فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لا تنكروا ذلك فان هذا المسجد يعمر و لكن اذا هدم مسجد براثا بطل الحج، قيل له و أين مسجد براثا هذا؟ قال: في غربي الزوراء من أرض العراق صلى فيه سبعون نبيا و وصيا و آخر من يصلي فيه هذا و أشار بيده إلى مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال السليلي: مصنف الكتاب فرأيت مسجد براثا و قد هدمه الحنبليون و حفروا و أخذوا أقواما قد حفر لهم قبور فغلبوا أهل الميت و دفنوهم فيه ارادة قبورا فيه تعطيل المسجد و تصيره مقبرة و كان فيه نخل فقطع و أحرق جذوعه و سقوفه و ذلك في سنة اثنتي عشرة و ثلاثمائة

ص: 130

فعطل تلك السنة الحج و قد كان خرج سليمان بن الحسن يعني القرمطي في أول هذه السنة فقطع على الحاج و قتلهم و عطل الحاج و وقع الثلج ببغداد فاحترق نخلهم من البرد فهلك.

فأخبرني مولاي ناقد أن أبا عمر و قاضي بغداد قال له احترق لي بقرية على ثلاث فراسخ من بغداد يقال لها صرصر مائة ألف نخلة.

قال السليلي: فأي شأن أحسن و أي أمر أوضح من هذا؟

<(الباب التاسع و الأربعون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم ان أمته تسلك سبيل فارس و الروم و فيه عدة أحاديث. قال: حدثنا عبد اللّه بن الصفر أبو العباس السياري قال: حدثنا محمد بن اسحاق المسيبي قال: حدثنا عبد اللّه بن نافع عن ابن أبي كريب عن سعيد المعدي عن أبي هريرة ان رسول اللّه (ص) قال: لا تقوم الساعة حتى تأخذ امتي مأخذ الأمم و القرون الماضية قبلها شبرا بشبر و ذراعا بذراع، فقال رجل: يا رسول اللّه كما فعلت فارس و الروم؟ قال رسول اللّه (ص): و هل الناس إلا أولئك؟ و رواه السليلي بطريق آخر ان النبي (ص) قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لأتبعتموهم قال: و قلت يا رسول اللّه من اليهود و النصارى؟ قال: فمن إلا اليهود و النصارى، و رواه من أربع طرق غير ما ذكرناه بأسانيد مختلفة الى النبي (ص) و معناها متفق.

<(الباب الخمسون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي عن كعب في

ص: 131

الملاحم في البصرة و هو طويل نقتصر منه على حديث بني قنطورا قال:

و يخرق أكبرها براية و دعوة فيخالف الرايات و الدعوات فيسير قوم عراض الوجوه صغار الأعين يقال لهم بنو قنطورا من دسكر فيجلون أهلها إلى منابت الشيخ ثم تداعى العرب بآبائها فيكون لهم غير وقعة ثم ان السباع لتخترق الطرق من قلة من بها من الناس ثم يكون خسف و قذف و زلازل ببغداد و هي أسرع الأرضين خرابا ثم تبتدىء الخراب بمصر. فاذا رأيت الفتنة بالشام فالموت الموت و يتحرك بنو الأصفر فيصيرون الى بلاد العرب فتكون بينهم وقائع.

<(الباب الحادي و الخمسون)> فيما نذكره من ملاحم البصرة من كتاب الفتن للسليلي باسناده عن حذيفة بن اليمان قال: كأني أنظر إلى نساء قريش مستردفات و قد شدت ذوابتيها بنخل العراق مما يلي البصرة ينادين بالويل و العويل و يقع السبي في الأطراف فالويل لأهل ذلك الزمان ماذا يمر عليهم من الأهوال و الأفزاع و الزلازل و العويل خاصة لمن كان له مال ظاهر و طوبى لمن راض نفسه و عياله و لم يعرف انه صاحب ذهب و فضة.

<(الباب الثاني و الخمسون)> فيما نذكره من ملاحم عظيمة تجري على الإسلام من كتاب الفتن فذكر إسنادها و ما يحتاج إليها منها و حديث المهدي. فقال حدثنا عمر بن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثني أبو عمرو عن عبد اللّه بن منصور العبسي عن عباد العمري عن عبد الكريم الجوزي عن سالم بن أبي الجعد عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه (ص) فذكر الملاحم و قال في آخرها و يباع الأحرار للجهد الذي يحل بهم يقرون بالعبودية الرجال

ص: 132

و النساء و يستخدم المشركون المسلمون و يبيعونهم في الأمصار لا يتحاشى لذلك بر و لا فاجر، يا حذيفة لا يزال ذلك البلاء على أهل ذلك الزمان حتى اذا أيسوا أو قنطوا و ساؤا الظن ألا يفرّج عنهم إذ بعث اللّه رجلا من أطائب عترتي و أبرار ذريتي عدلا مباركا زكيا لا يغادر مثقال ذرة يعز اللّه به الدين و القرآن و الإسلام و أهله و يذل به الشرك و أهله يكون من اللّه على حذر لا يغتر بقرابته لا يضع حجرا على حجر و لا يقرع أحدا في ولايته بسوط إلا في حد يمحو اللّه به البدع كلها و يميت به الفتن كلها يفتح اللّه به باب حق و يغلق به كل باب باطل يرد اللّه به سبي المسلمين حيث كانوا قلت: فسم لنا هذا العبد الذي اختاره اللّه لأمتك و ذريتك؟ فقال اسمه كإسمي و اسم أبيه كإسم أبي لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لجعل اللّه مقدار ما يكون فيه ما ذكرت.

<(الباب الثالث و الخمسون)> فيما نذكره باسناده عن سلمان أن الناس يخرجون من الدين أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا من كتاب الفتن للسليلي قال: حدثنا علي بن العباس البجلي بالكوفة قال: حدثنا أحمد بن عثمان ابن حكيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريك قال: حدثني أبي قال:

حدثنا جعفر الجعفي عن يزيد بن مرة عن سويد بن غفلة قال: سلمان يوم القادسية و أبصر كثرة الناس ترونهم يدخلون في دين اللّه أفواجا و الذي نفسي بيده ليخرجن منه أفواجا كما دخلوا فيه أفواجا.

<(الباب الرابع و الخمسون)> فيما نذكره من الملاحم عن مولانا علي عليه السلام، كتاب الفتن ايضا نقتصر على ما قد تخلف منها و حديث المهدي.

قال: حدثنا عمر قال: حدثنا محمد قال: حدثنا أحمد قال:

ص: 133

حدثنا محمد بن القاسم عن محمد بن عبد اللّه عن جعفر بن محمد «ع» انه قال: ان لنا بالبصرة وقعة عظيمة و قد قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» و ذكر ما جرى حديث علي بن محمد صاحب الزنج و غيره ثم قال: و يعود دار الملك الى الزوارء و تصير الامور شورى من غلب على شيء فعله، فعند ذلك خروج السفياني فيركب في الارض تسعة أشهر يسومهم سوء العذاب فويل لمصر و ويل للزوراء و ويل للكوفة و الويل لواسط كأني انظر الى واسط و ما فيها مخبر بخبر و عند ذلك خروج السفياني و يقل الطعام و يقحط الناس و يقل المطر فلا ارض تنبت و لا سماء تنزل، ثم يخرج المهدي الهادي المهتدي الذي يأخذ الراية من يد عيسى بن مريم ثم خروج الدجال من بعد ذلك يخرج الدجال من ميسان نواحي البصرة فيأتي سفوان و يأتي سنام فيسحر هما و يسحر الناس فيكونان كالثريد و ما هما بثريد من الجوع و القحط ان ذلك لشديد، ثم طلوع الشمس من مغربها الى قيام الساعة أربعين عاما، و اللّه أعلم ما وراء ذلك.

عدة أحاديث هي معجزات لخاتم النبوات «ع»

<(الباب الخامس و الخمسون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي أيضا عدة أحاديث هي معجزات لخاتم النبوات عليه افضل السلام و التحيات في تعريف أهل الإسلام أنهم يقاتلون قوما صفاتهم الترك.

قال: حدثنا أبو الليث الفرائضي قال: حدثنا عبيد اللّه بن عمر القواريري قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد قال: حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا عمرو بن تغلب قال: قال رسول اللّه (ص) تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم الشعر تقاتلون قوما صغار الأعين عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة.

و رواه بإسناد آخر قال: قال رسول اللّه (ص) لا تقوم الساعة

ص: 134

حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر يتخذون الدرق جننا؛ صغار الأعين عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة.

و رواه بإسناد آخر قال: صحبت رسول اللّه (ص) ست سنوات أعقل ما كنت أسمعه فسمعته يقول: قريبا بين يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر صغار الأعين حمر الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة.

اقول: في هذه الأحاديث من المعجزات ما تجدد بين أهل الاسلام و بين الترك من الحادثات و فيها صفتهم كأنه مشاهد لهم عليه أفضل الصلاة و فيها أن ذلك يكون قريبا من الساعة فليغتنم كل من صدقه صلوات اللّه عليه و آله و سلم، الطاعة بغاية الاستطاعة.

معجزة النبي فيما جرت على حال العرب و العجم

<(الباب السادس و الخمسون)> فيما نذكره من معجزة النبي (ص) فيما جرت حال العرب و العجم عليه و أن العرب تملكهم ثم يملكهم العجم كما انتهت حالهم، من كتاب الفتن أيضا قال فحدثنا عمر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا هدية بن خالد قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن سمرة بن جندب ان رسول اللّه (ص) قال: يوشك أن تملأ أيديكم من العجم ثم يجعلهم اللّه أسدا لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم و لا يأكلون فيئكم.

<(الباب السابع و الخمسون)> فيما نذكره من معجزة النبي (ص) فيما نذكره من غلبة العجم على دخل العراق، من كتاب السليلي في الفتن فقال حدثني عمر بن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد قال حدثنا أحمد

ص: 135

قال: حدثني عبد اللّه بن عبد الوهاب عن عبد الوهاب عن الحريري عن أبي نصرة عن جابر بن عبد اللّه عن حذيفة قال: يوشك أهل العراق ألاّ يجيء اليهم درهم و لا قفيز يمنعهم من ذلك العجم، و مثله يروى أهل الشام يمنعهم من ذلك الروم.

<(الباب الثامن و الخمسون)> فيما نذكره من خطبة مولانا علي بن أبي طالب «ع» المعروفة باللؤلؤة. ذكر السليلي أنه خطب بها قبل خروجه من البصرة بخمسة عشر يوما يذكر فيها ملوك بني العباس و ما بعدهم نقتصر منها على بعدهم و فيه ذكر المهدي؛ فقال فيها بعد تسمية ملوك بني العباس و تمت الفتنة الغبراء و القلادة الحمراء و في عنقها قائم الحق ثم يسفر عن وجه بيّن أصبحت الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب الدراري، ألا و ان لخروجه علامات عشر فأولهن طلوع الكوكب المذنّب و يقارب من المجارى و أي قرب و يتبع به هرج و شغب فتلك أول علامات المغيّب و من العلامة الى العلامة عجب فاذا انقضت العلامات العشر فيها القمر الأزهر و تمت كلمة الإخلاص باللّه رب العالمين هذا آخر ما ذكره منها.

<(الباب التاسع و الخمسون)> فيما نذكره من خطبة اخرى لمولانا علي «ع» ذكرها السليلي عقيب هذه الخطبة نقتصر منها على ما بقي من الملاحم خطب بها على منبر الكوفة؛ فقال «ع» بعد التحميد العظيم و الثناء على الرسول الكريم سلوني: سلوني في العشر الأواخر من شهر رمضان قبل أن تفقدوني ثم ذكر الحوادث بعده و قتل الحسين صلوات اللّه عليه و قتل زيد ابن علي رضوان اللّه عليه و إحراقه و تذريته في الرياح ثم بكى عليه السلام و ذكر زوال بني امية و ملك بني العباس ثم

ص: 136

ذكر ما يحدث بعدهم من الفتن و قال أولها السفياني و آخرها السفياني، فقيل له: و ما السفياني و السفياني؟ فقال: السفياني صاحب هجر و السفياني صاحب الشام، و ذكر السليلي أن السفياني الأول أبو طاهر سليمان بن الحسن القرمطي ثم ذكر ملوك بني العباس و ذكر إن الذي يخبره عن النبي (ص) و ذكر شيعته و محبيه و مدحهم و قال أنهم عند الناس كفار و عند اللّه أبرار و عند الناس كاذبون و عند اللّه صادقون و عند الناس أرجاس و عند اللّه نظاف و عند الناس ملاعين و عند اللّه بارّون و عند الناس ظالمون و عند اللّه عادلون فازوا بالايمان و خسر المنافقون، و هذا صورة ما جرى حال شيعته عليه.

حديث النبي (ص) و فتنة الزوراء و الكوفة إلخ

<(الباب الستون)> فيما نذكره من حديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و فتنة الزوراء و الكوفة و المدينة و شعيب بن صالح و المهدي؛ و ذكر اسناد هذا الحديث الى معاذ بن جبل ثم قال: بينما أنا و أبو عبيدة الجراح و سلمان جلوس ننتظر رسول اللّه (ص) إذ خرج علينا في الهجير مرعوبا متغير اللون، فقال: من ذا؟ أبو عبيدة معاذ سلمان؟ قلنا:

نعم يا رسول اللّه فذكر الفتن ثم قال: تدخل مدينة الزوراء فكم من قتيل و قتيلة و مال منتهب و فرج مستحل، رحم اللّه من آوى نساء بني هاشم يومئذ و هن حرمتي؛ ثم ينتهي الى ذكر السلطان بذي الغريين فيخرج اليهم فتيان من مجالسهم عليهم رجل يقال له صالح فتكون الدائرة على أهل الكوفة، ثم تنتهي الى المدينة فتقتل الرجال و تبقر بطون النساء من بني هاشم فاذا احضر ذلك فعليكم بالشواهق و خلف الدروب و إنما ذلك حمل إمرأة، ثم يقبل الرجل التميمي شعيب بن صالح سقى اللّه بلاد شعيب بالراية السوداء المهدية بنصر اللّه و كلمته حتى يبايع المهدي

ص: 137

بين الركن و المقام.

قال السليلي: و ذكر الحديث و لم ينقله في كتاب الفتن.

<(الباب الحادي و الستون)> فيما نذكره عن السليلي من كتاب الفتن في تحقيق حديث المهدي في الكتب السالفة و عن جده محمد صلوات اللّه عليهما، فقال السليلي في كتاب الفتن: حدثنا عمر قال: حدثنا محمد بن هارون السهروردي قال: حدثني شفاعة بن نهشل قال: اخبرنا سويد ابن سعيد عن همام بن اسماعيل عن أبي قبيل الغافري عن شعيب الحنائي و كان قد قرأ الكتب قال: و اللّه لو شئت لحدثتكم باسم المهدي وصفته و من أين يخرج و لكن أجد في الكتاب ملعون من أخبر به قبل أن يخرج، و أما الحديث عن جده محمد صلوات اللّه عليه و آله و سلم، فذكر أيضا السليلي في كتاب الفتن قال حدثنا الحسن بن علي قال: أخبرنا هدية حدثنا عمر بن عبد الوهاب حدثنا خالد حدثنا حماد بن سلمة عن أبي هارون العبدي و مطر عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) أنه ذكر المهدي فقال: تملأ الأرض ظلما و جورا ثم يخرج رجل من عترتي يملكها سبعا او تسعا فيملأها قسطا و عدلا.

<(الباب الثاني و الستون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في صفة المهدي برواية رجالهم قال: حدثنا أحمد بن الحسين البصري قال حدثني جعفر بن أبي عثمان بن مسلم قال: أخبرنا أبو العوام العطار عن قتادة عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (ص) يخرج رجل من عترتي أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يعيش سبع سنين، قال و سمعت عفان مرة اخرى يقول يعيش هكذا و أشار من اليسرى و اصبعين من اليمنى.

ص: 138

دلائل خروج المهدي «ع»

<(الباب الثالث و الستون)> فيما ذكره السليلي في كتاب الفتن من دلائل خروجه عليه السلام، قال حدثنا ابن شعيب البلخي قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال أخبرنا عبد اللّه بن نمر عن موسى الجهني قال حدثني عمر بن قيس الماصري قال حدثني مجاهد عن رجل من أصحاب النبي (ص) قال: لا يخرج المهدي حتى تقتل النفس الزكية فاذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم أهل السماء و أهل الأرض فأتى الناس المهدي و زفوها إليه كما تزف العروس الى زوجها ليلة عرسها فيملأ الأرض قسطا و عدلا و تمطر السماء مطرا تخرج الأرض نباتها و تنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعم بمثلها قط.

<(الباب الرابع و الستون)> فيما ذكره السليلي في كتاب الفتن من اسم المهدي و عدله عليه السلام، برجالهم، قال حدثنا الهيثم بن خلف الدوري قال حدثنا علي بن المنذر قال حدثنا ابن فضيل قال حدثنا عثمان بن شبرمة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (ص) يخرج رجل من عترتي يواطي اسمه اسمي و خلقه خلقي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

<(الباب الخامس و الستون)> فيما ذكره من كتاب الفتن للسليلي برجالهم في انه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد يتضمن ملك الذي يملأها عدلا و قسطا، فقال ما هذا لفظه حدثنا القاسم بن خلف قال:

أخبرنا واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن الفضيل عن عثمان بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (ص) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يملك رجل يواطي اسمه اسمي و خلقه خلقي و اسم أبيه اسم أبي يملأها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا.

ص: 139

<(الباب السادس و الستون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي برجالهم عن منادي السماء فقال ما هذا لفظه حدثنا محمد بن جرير قال: حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال: اخبرنا اسحق بن يحيى عن المغيرة بن عبد الرحمن عن امّه و كانت امرأة قديمة قال: قلت لها لما كانت فتنة ابن الزبير و اللّه ان هذه لفتنة يهلك فيها الناس، قالت: كلا يا بني و لكن تكون بعدها فتنة يهلك فيها الناس لا يستقيم أمرهم على أحد حتى ينادي مناد من السماء عليكم بفلان بن فلان.

<(الباب السابع و الستون)> فيما نذكره من الوقت الذي يخرج فيه المهدي و الموضع الذي يكون منه خروجه «ع» من كتاب الفتن للسليلي برجالهم فقال: ما هذا لفظه حدثنا محمد بن جرير قال: حدثني محمد بن عثمان الأسدي قال: أخبرنا عبد اللّه بن موسى قال: أخبرنا عنبسة بن سعيد عن سمير قال: يظهر في رمضان صوت و في شوال همهمة، او مهمة، و في ذي القعدة تحارب القبائل و في ذي الحجة يسلب الحاج؛ و في المحرم لو أخبرتكم بما في المحرم، قلنا له: و ما بالمحرم؟ قال: ينادي مناد من السماء ألا ان فلان خيرة اللّه من خلقه ألا فاسمعوا له و أطيعوا؛ و قال: حدّث بعض أصحابنا قال أخبرنا اسماعيل بن عباس عن صفوان عن ابن عمر عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير و كثير بن مرة عن عبد اللّه ابن عمر قال: قال رسول اللّه (ص): يخرج المهدي من قرية يقال لها كرعة

<(الباب الثامن و الستون)> فيما ذكره السليلي في كتاب الفتن مما جاء في دولة المهدي و ذكر مدة عمره فقال: ما هذا لفظه حدثنا علي بن جرير قال: حدثنا ابن حميد قال: أخبرنا الحكم خلاد بن مسلم الصفار

ص: 140

و عمرو بن قيس عن زيد العامي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: يكون المهدي عمره إن قصر عمره فسبع و إلا فثمان و إلاّ فتسع تنعم امتي في دنياه نعما لم تنعم مثله قط البر منهم و الفاجر ترسل السماء عليهم مدرارا و لا تدخر الارض شيئا من نباتها و المال كدوس يأتيه الرجل فيحثوا له.

<(الباب التاسع و الستون)> فيما ذكره السليلي في كتاب الفتن من ان المهدي من أهل بيت النبوة برجالهم يملأها قسطا و عدلا، قال ما هذا لفظه حدثنا محمد بن أحمد الداني البجلي حدثنا محمد بن خلف العطار قال حدثنا عمرو بن عبد الغفار عن شعبة عن عاصم عن زر عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (ص) لا تذهب الأيام و الليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

<(الباب السبعون)> فيما ذكره أبو صالح السليلي في كتاب الفتن من فتوح المهدي «ع» و فيه غلط من الراوي. قال: حدثنا محمد بن جرير قال: أخبرنا عصام بن داود بن الجراح العسقلاني قال: أخبرنا سفيان ابن سعيد الثوري قال: حدثنا المنصور بن المعتز عن ربعي بن خواش قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: قال رسول اللّه (ص) إذا كان رأس الخمسين و الثلاثمائة و ذكر كلمة نادى منادي من السماء ألا يا أيها الناس إن اللّه قد قطع مدة الجبارين و المنافقين و أتباعهم و وليكم الجابر خير امة محمد (ص) إلحقوه بمكة فإن المهدى واسعه أحمد بن عبد اللّه؟ قال عمران بن الحصين: صف لنا يا رسول اللّه هذا الرجل و ما حالة؟ فقال النبي (ص) إنه رجل من ولدي كأنه من رجال بني اسرائيل يخرج عند جهد من امتي و بلاء، عربي اللون ابن اربعين سنة كأن

ص: 141

وجهه كوكب دري يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما و جورا يملك عشرين سنة و هو صاحب مدائن الكفر كلها قسطنطينية و رومية يخرج اليه الابدال من الشام و أشتاتهم كأن قلوبهم زبر الحديد رهبان بالليل ليوث بالنهار و أهل اليمن حتى يأتونه فيبايعونه بين الركن و المقام فيخرج من مكة متوجها الى الشام يفرح به أهل السماء و أهل الأرض و الطير في الهواء و الحيتان في البحر.

<(فصل)> قوله في الحديث ان المنادي يكون على رأس خمسين و ثلاثمائة خلاف ما وقفنا عليه و لم نجد تعيين سنة مناد السماء و كذلك ان اسمه أحمد بن عبد اللّه فإنه مخالف للمحقق من الروايات و له مدخل في التأويلات و لكنا نقلناه كما وجدناه تأدية للأمانات و سيأتي الحديث خاليا من تعيين سنة النداء.

<(الباب الحادي و السبعون)> فيما نذكره من كتاب الفتن للسليلي في انطاكية و المهدي باسناده عن الشعبي عن تميم الداري قال قلت يا رسول اللّه (ص) إني مررت بمدينة من مدينة الأعاجم يقال لها انطاكية فلم أر مدينة اكبر منها ما تمر بها سحابة إلا افرغت عليها قال: قال رسول اللّه (ص) إن في غار ثور في جبلها رضراضا من الواح موسى و كسر عصاه و رضراضا من تابوت السكينة فليس تمر بها سحابة شرقية و لا غربية و لا كوفية قبلية إلا أحبت أن تلقي من بركتها و لا تمضى الأيام و الليالي حتى يأتيها رجل من أهل بيتي اسمه على اسمي و اسم ابيه على اسم أبي خلقه خلقي يملأها عدلا كما ملئت جورا.

<(الباب الثاني و السبعون)> فيما ذكره السليلي ان الخزي في الدنيا لأعداء اللّه و قتل المهدي لهم.

ص: 142

قال حدثنا محمد بن جرير قال أخبرنا موسى بن هارون قال أخبرنا عمر، و قال حدثنا أسباط عن السدي في قوله تعالى: «لهم في الدنيا خزي» أما خزيهم في الدنيا فإنه إذا قام المهدي و فتحت قسطنطينية قتلهم، فذلك الخزي.

<(الباب الثالث و السبعون)> فيما ذكره السليلي من خراب الزوراء بإسناده عن ابن عباس قال: تهيج ريح حمراء بالزوراء ينكرها الناس فيفزعون الى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا قردة و خنازير تسوّد وجوههم و تزرق أعينهم.

فيما يتجدد من الملاحم في شهر رمضان

<(الباب الرابع و السبعون)> فيما ذكره السليلي من كتاب الفتن فيما يتجدد من الملاحم في شهر رمضان و غيره. قال حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا كامل بن طلحة قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت البناني عن ابيه عن الحرث الهمداني عن ابن مسعود عن النبي (ص) قال: إذا كانت صيحة في رمضان فإنها تكون معمعة في شوال؛ و تميد القبائل في ذي القعدة، و تسفك الدماء في ذي الحجة و المحرم، و ما المحرم هيهات هيهات يقتل فيه الناس قتلا قيل يا رسول اللّه و ما الصيحة؟ قال هدّة تكون في النصف من شهر رمضان يوم الجمعة ضحى و ذلك إذا وافق شهر رمضان ليلة الجمعة فتكون هدة توقظ النائم و تقعد القائم و تخرج العواتق من خدورهن في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل و البرد فإذا وافق شهر رمضان في تلك السنة في ليلة الجمعة فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة في النصف من شهر رمضان فادخلوا بيوتكم و اغلقوا أبوابكم و سدوا الكوى و دثّروا أنفسكم و سدوا آذانكم و إذا أحسستم بالصيحة فخرّوا للّه سجدا و قولوا سبحان

ص: 143

القدوس سبحان القدوس ربنا؛ فإنه من فعل ذلك نجا و من برز لها هلك.

<(الباب الخامس و السبعون)> فيما ذكره السليلي في الهدة في شهر رمضان أيضا، قال حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا عثمان بن عمر الدباغ قال: أخبرنا عبد اللّه بن وهب قال: أخبرنا مسلم بن علي عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة: أن رسول اللّه (ص) قال: تكون هدة في شهر رمضان، توقظ النائم و تفزع اليقظان، ثم تظهر عصابة في شوال، ثم تكون معمة في ذي القعدة و تسلب الحاج، و تهتك المحارم في المحرم ثم يكون صوت في صفر، تتنازع القبائل في شهر ربيع، و العجب كل العجب بين جمادى و رجب.

<(الباب السادس و السبعون)> فيما رواه السليلي عن مولانا علي «ع» في المهدي. قال حدثنا عمر بن عبد الوهاب الآدمي قال أخبرنا محمد بن هارون السهروردي قال حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الأنصاري من ولد عمير بن الحمام قال أخبرنا علي بن بهرام قال حدثنا موسى بن ابراهيم قال حدثنا موسى بن جعفر، عن أبيه عن جده قال: دخل الحسين بن علي على علي بن أبي طالب «ع» و عنده جلساؤه فقال هذا سيدكم سماه رسول اللّه (ص) سيدا و ليخرجن رجلا من صلبه شبهي شبهه في الخلق و الخلق يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا، قيل له و متى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال هيهات إذا خرجتم عن دينكم كما تخرج المرأة عن وركيها لبعلها.

في صفة أصحاب المهدي

<(الباب السابع و السبعون)> فيما ذكره أبو صالح السليلي في صفة أصحاب المهدي، فقال: حدثنا ابن أبي الثلج قال: أخبرنا عيسى بن

ص: 144

عبد الرحمن قال: أخبرنا عبد الرحمن بن موسى الجوفي قال: أخبرنا عبد اللّه بن أبي المقدام عن عمران بن ظبيان عن أبي يحيى الحكيم بن سعيد قال: سمعت عليا «ع» يقول أصحاب المهدي شباب لا كهل فيهم.

<(الباب الثامن و السبعون)> فيما ذكره أبو صالح السليلي في كتاب الفتن من فتوح المهدي ايضا و منادي السماء و ذبح السفياني، فقال حدثنا الهيثم بن خلف قال أخبرنا علي بن المنذر قال حدثنا اسحاق بن منصور قال: أخبرنا قيس عن أبي الحصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه (ص) لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل مني و لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل اللّه تعالى ذلك اليوم حتى يفتح القسطنطينية و الديلم و روى حديثا آخر بظهوره و مبايعته و فتوحه، و ذكر حديثا آخر فقال: حدثنا الحسن بن علي قال أخبرنا سليمان بن داود القسري، قال أخبرنا داود العسقلاني قال أخبرنا سفيان بن سعيد عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال: سمعت حذيفة بن اليمان في حديث قد تقدم قال ثم ذكر السفياني و ذكر خروجه و قصصه الى أن يبلغ فيضرب أعناق من فرّ الى بلد الروم بباب دمشق فاذا كان ذلك نادى مناد من السماء ألا أيها الناس ان اللّه اقطع عنكم مدة الجبارين و المنافقين و أشياعهم و وليكم خير أمة محمد (ص) فالحقوا بمكة فانه المهدي و اسمه أحمد بن عبد اللّه ثم ذكر أنهم يجتمعون بالسفياني إلى جانب بحيرة طبرية و ذكر نحو ثلاث قوائم في فتوحه «ع» من أرادها وقف عليها من كتاب الأصل ففيها أشياء عجيبة جليلة تقتضي أن مدته طويلة أضعاف ما ذكروه.

<(الباب التاسع و السبعون)> فيما ذكره أبو صالح السليلي في كتاب

ص: 145

الفتن من عدد رجال المهدي «ع» بذكر بلادهم، فقال حدثنا الحسن بن علي المالكي قال حدثنا أبو النصر علي بن حميد الرافعي قال حدثنا محمد بن الهيثم البصري قال حدثنا سليمان بن عثماط النخعي قال حدثنا سعيد بن طارق عن سلمة بن أنس عن الأصبغ بن نباته، قال خطب أمير المؤمنين علي «ع» خطبة فذكر المهدي و خروج من يخرج معه و أسمائهم فقال له أبو خالد الحلبي (1) صفه لنا يا أمير المؤمنين؟ فقال علي «ع» ألا انه أشبه الناس خلقا و خلقا و حسنا برسول اللّه (ص) ألا أدنكم على رجاله و عددهم؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين «ع» قال سمعت رسول اللّه (ص) قال أولهم من البصرة و آخرهم من اليمامة و جعل علي «ع» يعدّد رجال المهدي «ع» و الناس يكتبون فقال: رجلان من البصرة و رجل من الأهواز، و رجل من عسكر مكرم، و رجل من مدينة تستر، و رجل من دورق، و رجل من الباستان و اسمه علي، و ثلاثة من اسمه: أحمد و عبد اللّه و جعفر، و رجلان من عمان محمد و الحسن، و رجلان من سيراف شداد و شديد؛ و ثلاثة من شيراز حفص و يعقوب و علي، و أربعة من أصفهان موسى و علي و عبد اللّه و غلفان، و رجل من أبدح و اسمه يحيى؛ و رجل من المرج (العرج) و اسمه داود، و رجل من الكرخ و اسمه عبد اللّه، و رجل من بروجرد اسمه قديم، و رحل من نهاوند و اسمه عبد الرزاق، و رجلان من الدينور عبد اللّه و عبد الصمد، و ثلاثة من همدان جعفر و إسحاق و موسى؛ و عشرة من قم أسمائهم على أسماء أهل بيت رسول اللّه (ص) و رجل من خراسان اسمه دريد، و خمسة من الذين أسمائهم على أهل الكهف،ي.

ص: 146


1- كذا في الأصل و لعله أبو خالد الكابلي.

و رجل من آمل، و رجل من جرجان، و رجل من هراة، و رجل من بلخ، و رجل من قراح، و رجل من عانة، و رجل من دامغان، و رجل من سرخس، و ثلاثة من السيار، و رجل من ساوة، و رجل من سمرقند، و أربعة و عشرون من الطالقان و هم الذين ذكرهم رسول اللّه (ص) و في خراسان كنوز لا ذهب و لا فضة و لكن رجال يجمعهم اللّه و رسوله، و رجلان من قزوين، و رجل من فارس، و رجل من أبهر، و رجل من برجان من جموح، و رجل من شاخ، و رجل من صريح، و رجل من أردبيل، و رجل من مراد، و رجل من تدمر، و رجل من أرمينية، و ثلاثة من المراغة، و رجل من خوى، و رجل من سلماس، و رجل من أردبيل، و رجل من بدليس، و رجل من نسور، و رجل من بركري، و رجل من سرخيس، و رجل من منار جرد، و رجل من قلقيلا، و ثلاثة من واسط، و عشرة من الزوراء، و أربعة من الكوفة، و رجل من القادسية، و رجل من سوراء، و رجل من السراة، و رجل من النيل، و رجل من صيداء، و رجل من جرجان، و رجل من القصور، و رجل من الأنبار، و رجل من عكبرا، و رجل من الحنانة، و رجل من تبوك، و رجل من الجامدة، و ثلاثة من عبادان، و ستة من حديثة الموصل، و رجل من الموصل، و رجل من مغلثايا، و رجل من نصيبين، و رجل من كازرون، و رجل من فارقين؛ و رجل من آمد، و رجل من رأس العين، و رجل من الرقة، و رجل من حران، و رجل من بالس، و رجل من قبج، ثلاثة من طرطوس، و رجل من القصر، و رجل من أدنة، و رجل خمرى، و رجل من عرار، و رجل من قورص، و رجل من انطاكية، و ثلاثة من حلب، و رجلان من حمص، و أربعة من دمشق، و رجل

ص: 147

من سورية، و رجلان من قسوان، و رجل من قيموت، و رجل من صور، و رجل من كراز، و رجل من أذرح، و رجل من عامر، و رجل من دكار، و رجلان من بيت المقدس، و رجل من الرملة، و رجل من بالس، و رجلان من عكا، و رجل من صور، و رجل من عرفات، و رجل من عسقلان، و رجل من غزة، و أربعة من الفسطاط، و رجل من قرميس، و رجل من دمياط، و رجل من المحلة، و رجل من الاسكندرية، و رجل من برقة، و رجل من طنجة، و رجل من افرنجة، و رجل من القيروان، و خمسة من السوس الأقصى، و رجلان من قبرص، و ثلاثة من حميم، و رجل من قوص، و رجل من عدن، و رجل من علالى، و عشرة من مدينة الرسول (ص)، و أربعة من مكة، و رجل من الطائف، و رجل من الدير، و رجل من الشيروان، و رجل من زبيد، و عشرة من مرو، و رجل من الاحساء، و رجل من القطيف، و رجل من هجر، و رجل من اليمامة، قال عليه الصلاة و السلام:

أحصاهم لي رسول اللّه (ص) ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا بعدد أصحاب بدر يجمعهم اللّه من مشرقها الى مغربها في أقل مما يتم الرجل عيناه عند بيت اللّه الحرام فبينا أهل مكة كذلك فيقولون أهل مكة قد كيسنا السفياني فيش؟؟؟ ن أهل مكة فينظرون الى قوم حول بيت اللّه الحرام، و قد انجلى عنهم الظلام ولاح لهم الصبح و صاح بعضهم ببعض النجاة، و أشرف الناس ينظرون و أمراؤهم يفكرون، قال أمير المؤمنين «ع» و كأني أنظر إليهم و الزي واحد و القد واحد و الجمال واحد و اللباس واحد كأنما يطلبون شيئا ضاع منهم فهم متحيرون في أمرهم حتى يخرج إليهم من تحت ستار الكعبة في آخرها رجل أشبه الناس برسول اللّه (ص) خلقا و خلقا و حسنا و جمالا فيقولون أنت المهدي؟ فيجيبهم

ص: 148

و يقول أنا المهدي فيقول بايعوا على أربعين خصلة و اشترطوا عشرة خصال، قال الأحنف يا مولاي و ما تلك الخصال؟ فقال أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام يبايعون على ألا يسرقوا و لا يزنوا و لا يقتلوا و لا يهتكوا حريما محرما و لا يسبوا مسلما و لا يهجموا منزلا و لا يضربوا أحدا بالحق و لا يركبوا الخيل الهماليج و لا يتمنطقوا بالذهب و لا يلبسوا الخز و لا يلبسوا الحرير و لا يلبسوا النعال الصرارة و لا يخربوا مسجدا و لا يقطعوا طريقا و لا يظلموا يتيما و لا يخيفوا سبيلا و لا يحتسبوا مكرا و لا يأكلوا مال اليتيم و لا يفسقوا بغلام و لا يشربوا الخمر و لا يخونوا أمانة و لا يخلفوا العهد و لا يحبسوا طعاما من بر أو شعير و لا يقتلوا مستأمنا و لا يتبعوا منهزما و لا يسفكوا دما و لا يجهزوا على جريح و يلبسون الخشن من الثياب و يوسدون التراب على الخدود و يأكلون الشعير و يرضون بالقليل و يجاهدون في اللّه حق جهاده و يشمون الطيب و يكرهون النجاسة. و يشرط لهم على نفسه ألا يتخذ صاحبا و يمشي حيث يمشون و يكون من حيث يريدون يرضى بالقليل و يملأ الأرض بعون اللّه عدلا كما ملئت جورا يعبد اللّه حق عبادته يفتح له خراسان و يطيعه أهل اليمن و تقبل الجيوش أمامه من اليمن فرسان همدان و خولان وجده يمده بالأوس و الخزرج و يشد عضده بسليمان على مقدمته عقيل و على ساقته الحرث و يكثر اللّه جمعه فيهم و يشد ظهره بمضر يسيرون أمامه و يخالف بجيلة و ثقيف و مجمع و غداف و يسير بالجيوش حتى يترك وادي الفتن و يلحقه الحسني في اثنى عشر الفا فيقول له أنا أحق بهذا الأمر منك فيقول له هات علامات دالة فيومي الى الطير فيسقط على كتفه و يغرس القضيب الذي بيده فيخضر و يعشوشب فيسلّم إليه الحسني الجيش و يكون الحسني على مقدمته و تقع الصيحة

ص: 149

بدمشق ان أعراب الحجاز قد جمعوا لكم فيقول السفياني لأصحابه:

ما يقول هؤلاء القوم؟ فيقال له هؤلاء أصحاب ترك و إبل و نحن أصحاب خيل و سلاح فاخرج بنا إليهم.

قال الأحنف و من أي قوم السفياني؟ قال امير المؤمنين «ع» هو من بني امية و أخواله كلب و هو عنبسة بن مرة بن كليب بن سلمة بن عبد اللّه بن عبد المقتدر بن عثمان بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس أشد خلق اللّه شرا و ألعن خلق اللّه حيا و أكثر خلق اللّه ظلما، فيخرج بخيله و قومه و رجاله و جيشه و معه مائة ألف و سبعون ألفا فينزل بحيرة طبرية و يسير إليه المهدي عن يمينه و عن شماله و جبرئيل أمامه فيسير بهم في الليل و يكمن بالنهار و الناس يتبعونه حتى يواقع السفياني على بحيرة طبرية فيغضب اللّه على السفياني و يغضب خلق اللّه لغضب اللّه تعالى فترشقهم الطير بأجنحتها و الجبال بصخورها و الملائكة بأصواتها و لا تكون ساعة حتى يهلك اللّه أصحاب السفياني كلهم و لا يبقى على الأرض غيره وحده فيأخذه المهدي «ع» فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة على بحيرة طبرية و يملك مدينة دمشق و يخرج ملك الروم في مائة ألف صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيفتح طرسوسا بأسنة الرماح و ينهب ما فيها من الأموال و الناس و يبعث اللّه جبرئيل «ع» الى المصيصة و منازلها و جميع ما فيها فيعلقها بين السماء و الأرض و يأتي ملك الروم بجيشه حتى ينزل تحت المصيصة، فيقول: أين المدينة التي كان يتخوف الروم منها و النصرانية فيسمع فيها صوت الديوك و نباح الكلاب و صهيل الخيل فوق رؤوسهم، و ذكر الحديث، أقول أنا: و هذا لفظه ما ذكره السليلي نقلناه كما وجدناه.

<(الباب الثمانون)> فيما ذكره السليلي من حديث آخر بدولة المهدي

ص: 150

و بذله الأموال حثوا مقدار سبعة أشهر بين القسطنطينية و الدجال، قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا ابن حميد قال حدثنا هارون عن عمر بن أبي قيس عن عاصم عن زر عن عبد اللّه قال: قال النبي (ص) لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطوّل اللّه تلك الليلة حتى يملك هذه الأمة رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و يقسم المال بالسوية و يعيد اللّه الغنى في قلوب هذه الأمة فيجيئه الرجل فيسأله فيقول انطلق به الى السادن يعني الخازن فيحثوا له في حجره قال يقول حسبي، ما وسع في امة محمد (ص) فيرده فيقول لا حاجة فيه فيقال له إنا لا نرجع في شيء أمضيناه فيمكث تسعا أو سبعا ثم لا خير في عيش الحياة بعده، و ذكر في حديث أسنده الى معاذ بن جبل عن النبي (ص) قال الملحمة العظمى فتح قسطنطينية و خروج الدجال في سبعة أشهر.

<(الباب الحادي و الثمانون)> فيما نذكره من أحاديث الدجال و من أي موضع يخرج و خروجه و نزول عيسى بن مريم و صلاته خلف المهدي و صلاح الدنيا و زوال الأكدار منها.

أقول: ان الذي رواه السليلي في أحاديث الدجال من الفتن و انها إنما تحدث و قد ظهر المهدي «ع» و يكون عيسى «ع» و فيهما كفاية عن ذكر كل ما يقال و لكنما نذكر ما ينتهي امر الدجال إليه مع المهدي و عيسى بن مريم عليهما السلام، فنقول: ذكر أبو صالح السليلي في كتاب الفتن حدثنا هذا اسناده أخبرنا و يرويه الخطاط الدينوري قال:

أخبرنا أحمد بن وردان المغازلي قال أخبرنا ضمرة بن ربيعة الفلسطيني قال أخبرنا يحيى بن أبي عمرة الشيباني عن عمر بن عبد اللّه الحضرمي عن أبي امامة الباهلي قال خطبنا رسول اللّه (ص) ذات يوم خطبة فكان

ص: 151

آخر خطبته و ذكر ما حدّثهم عن الدجال ثم قال و أمام الناس يومئذ رجل صالح فيقال له صل الصبح فإذا كبّر و دخل في الصلاة نزل عيسى ابن مريم فإذا رآه ذلك الرجل عرفه فيرجع يمشي القهقرى ليتقدم عيسى بن مريم «ع» فيضع عيسى «ع» يده بين كتفيه فيقول له صل فإنما أقيمت لك الصلاة فيصلي عيسى بن مريم «ع» وراءه ثم يقول فيفتحون الباب و مع الدجال يومئذ سبعون الف يهودي ذي سلاح و سيف محلى فإذا نظر الى عيسى ذاب كما يذوب الرصاص في النار أو الثلج في الماء ثم يخرج عيسى و يقول: إن لي فيك ضربة لن تفوتني بها فيدركه عند باب الدار الشرقي فيقتله و لا يبقى شيء مما خلق اللّه يتوارى به يهودي إلا أنطق اللّه ذلك الشيء لا شجر و لا حجر و لا دابة إلا قال: يا عبد اللّه المسلم هذا كافر فاقتله إلا الغرقدة فإنها من شجرهم و لا تنطق و يكون عيسى في امتي حكما عدلا و إماما مقسطا فيدق الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزية و يترك الصدقة و لا يسعى على شاة و لا تبقى بقرة و يرفع الشحناء و التباغض و ينزع حمة كل دابة حتى يدخل الوليد يده في فم الخش فلا يضره و تلقى الوليدة الأسد فلا يضرها و يكون في الإبل كأنه كلبها و يكون الذئب في الغنم كأنه كلبها و تملأ الأرض من الإسلام و يسلب الكفار ملكهم و لا يكون الملك إلا للّه و للإسلام و تكون الأرض كفاتورة الفضة تنبت نباتها كما كانت على عهد آدم «ع» يجتمع النفر على القثاء فتشبعهم و يجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم و يكون الفرس بدريهمات؛ و هذا آخر الحديث يعني أن الناس يستغنون عن الجهاد و يرغبون في صفات الزهاد.

<(الباب الثاني و الثمانون)> في ان الدجال يخرج من خراسان و يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة، ذكر السليلي و رويناه من كتاب

ص: 152

تذييل محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد فيما نقلت في المجلد الأول من كتاب التحصيل في ترجمة محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن علي بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ان أبي سليمان العلوي من أهل قزوين قدم بغداد حاجتا ثم ذكر بإسناده قال: قال رسول اللّه (ص) يخرج الدجال من قبل المشرق من مدينة يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة.

أقول: و قد مضى في الكراس الخامس من كتاب نعيم بن حماد عن النبي (ص) ليهبطن الدجال جور و كرمان في ثمانين ألفا كأن وجوههم المجان المطرقة يلبسون الطيالسة و ينتعلون الشعر.

في أن الرجل الذي يصلي عيسى بن مريم

<(الباب الثالث و الثمانون)> فيما ذكره ابو صالح السليلي في أن الرجل الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه من ولد النبي عليهم السلام، قال:

حدثنا الحسن بن علي قال أخبرنا سفيان بن سعيد الثوري عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال: سمعت حذيفة بن اليمان قال: قال رسول اللّه (ص) فذكر حديث الفتن بطوله ثم قال: قد أفلحت أمة أنا أولها و عيسى آخرها فيصلي خلف رجل من ولدي فإذا صلى الغداة قام عيسى «ع» حتى يجلس في المقام و ذكر متابعته و أن مقامه في الدنيا أربعون سنة.

من حديث النار بالحجاز تضيء لها الإبل

<(الباب الرابع و الثمانون)> فيما ذكره السليلي من حديث النار بالحجاز من كتاب الفتن فقال حدثنا ابن أبي داود السجستاني قال:

حدثنا أحمد بن صالح قال أخبرنا عنبسة قال: أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال: حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أخبرنا رسول اللّه (ص) قال: انها لا تقوم الساعة حتى تظهر نار بأرض الحجاز تضيء لها

ص: 153

أعناق الإبل ببصرى.

يقول: علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن طاوس هذا آخر ما رأينا ذكره من كتاب الفتن لأبي صالح السليلي و كان آخر تعليقه يوم الخميس الثالث عشر من ذي الحجة سنة اثنتين و ثمانين و ستمائة و صلى اللّه على سيد البرية محمد النبي صلى اللّه عليه و سلم و عترته الطاهرة الهادية المهدية آمين.

***

ص: 154

القسم الثالث

اشارة

<بِسْمِ اَللّهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ> و صلاته على سيد المرسلين محمد النبي صلى اللّه عليه و آله الطيبين الطاهرين.

يقول: علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن الطاووس العلوي الفاطمي: أحمد اللّه جل جلاله الذي ابتدأ جل جلاله بالمنن، و الهداية الى الدروع الواقية و الجنن، و منّ علينا بجدنا محمد رسوله صلوات اللّه عليه في إحياء ما درس من السنن، و جعل من جملة معجزاته و كراماته تعريفه عليه السلام بما حدث بعده من الفتن، و ما يختص به عترته عليهم السلام من العداوة و الحسد و المحن، و وعدهم على الصبر و الرضا، على احتمال أهل الأحقاد و الإحن، بالإعلاء و الإغلاء من الثمن، و السكنى معه في جواره في دار قراره و مساره؛ و صلى اللّه عليه و على آله الحافظين لأسراره صلاة تزيد في علو مناره، و ضياء أنواره.

<(أما بعد)> فانني ذكرت في خطبة هذا الكتاب (التشريف بالمنن في التعريف بالفتن) ما حضرني من السبب الباعث على جمع جواهره و إظهار سرائره، و حيث قد تكمل ما هدانا اللّه جلّ جلاله اليه، و دلنا عليه من كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد، و كتاب (الفتن) لأبي صالح

ص: 155

السليلي كما قدمناه منها، نحن نذكر ما نختاره باللّه جل جلاله من كتاب الفتن لأبي يحيى زكريا و نقل لفظه و معناه فنقول:

<(الباب الأول)> فيما نذكره من كتاب الفتن تأليف أبي يحيى بن زكريا بن يحيى بن الحرث البزاز تاريخ كتابته يوم الاربعاء سلخ ربيع الاول سنة احدى و تسعين و ثلاثمائة من وقف النظامية باسناده عن أبي زيد قال صلى بنا رسول اللّه (ص) الفجر و صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتّى غربت الشمس فاخبرنا بما كان و ما هو كائن فأعلمنا لحفظنا.

<(الباب الثاني)> في ان خير الأولاد البنات بعد أربع و خمسين و مائة و خير النساء بعد تسع و ستين و مائة العواقر، و باسناده عن حذيفة عن النبي (ص) قال: خير أولادكم بعد أربع و خمسين و مائة البنات و خير نسائكم بعد تسع و ستين و مائة العواقر، و سنة ثمان و ستين و مائة تقاضى دينك و سنة تسع و ستين و مائة اقض دينك و سنة تسعين الهرج، فقال بعض القوم يا رسول اللّه ما النجاة و ما الخلاص؟ قال: الهرج حتى تقوم الساعة.

<(الباب الثالث)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في ذهاب عقول الرجال، فروى باسناده ان رسول اللّه (ص) قال: ان بين يدي الساعة الهرج قالوا: و ما الهرج يا رسول اللّه؟ قال القتل، قالوا يا رسول اللّه اكثر مما يقتل الآن؟ قال: انه ليس يقتلكم الكفار و لكن يقتل الرجل جاره و يقتل أخاه و يقتل ابن عمه، قالوا: يا

ص: 156

رسول اللّه و معنى عقولنا قال: تنزع عقول أهل ذلك الزمان و يخلف لهم من الناس قوم يحسب أكثرهم انهم كل شيء؛ قال أبو موسى:

و أيم اللّه ما أرى لي و لكم منها مخرجا إلا نخرج منها كما دخلناها.

<(الباب الرابع)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن ان الناس يصيرون كالبهائم و تكون خمس فتن قال حدثنا اسحق ابن ابراهيم الحنظلي قال: قلت لأبي اسامة حدثكم الأعمش عن منذر الثوري عن عاصم بن حمزة عن علي (ع) قال: جعل اللّه في هذه الامة خمس فتن فتنة خاصة و فتنة عامة ثم فتنة خاصة ثم فتنة عامة ثم تجيء فتنة سوداء مظلمة يصير الناس فيها كالبهائم فأقرّ به أبو أسامة و قال: نعم و رواه باسناد آخر عن محمد بن الحنفية عن مولانا علي (ع).

<(الباب الخامس)> فيما ذكره من كتاب الفتن لزكريا عن النبي (ص) لما جرت حال امته عليه قال. حدثنا محمد بن يحيى قال:

حدثنا محمد ابن المبارك الدمشقي قال حدثنا صدقة قال: حدثنا عبد الرحمن بن جابر قال حدثنا شيخ يكنى عبد السلام عن ثوبان مولى رسول اللّه (ص) قال: قال رسول اللّه (ص) يوشك الامم تداعى الامم عليكم تداعى الاكلة على قصعتها قال قائل منهم من قلة نحن يومئذ؟ قال بل أنتم كثير و لكنكم غثاء كغثاء السيل و لينزعن اللّه من عدوكم المهابة منهم و ليقذفن في قلوبكم الوهن قال قائل يا رسول اللّه و ما الوهن؟ قال: حب الدنيا و كراهية الموت؛ و رواه عن أنس ابن مالك عن النبي (ص) و رواه عن ثوبان باسناد آخر.

<(الباب السادس)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من النهي عن

ص: 157

اتباع أصحاب الرأي. رواه باسناده عن عمر بن الخطاب قال:

أيها الناس اياكم و أصحاب الرأى فإن أصحاب الرأى أعداء السنة أعيتهم السنة أن يحفظوها و تلفت منهم أن يعوها فسألوها فاستحيوا أن يقولوا لا نعلم فإياكم و اياهم، و رواه من طرق اخرى بنحو هذا المعنى.

<(الباب السابع)> فيما ذكره زكريا عن النبي (ص) من افتراق امته ثلاثا و سبعين فرقة منها فرقة واحدة ناجية. قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان و حدثنا على بن سلمة الليثي قال حدثنا داود الخفري قال حدثنا سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد بن القاسم الإغريقي عن عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه (ص) ليأتين على امتي ما أتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل حتى لو كان من أتى امته علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك و ان بني اسرائيل تفرقت على اثنتين و سبعين فرقة و ان أمتي ستفترق على ثلاث و سبعين فرقة كلهم في النار إلا ملّة واحدة، قيل من هم يا رسول اللّه (ص)؟ قال: ما أنا عليه و أصحابي و في حديث آخر من كان على مثل ما أنا عليه و أصحابي اليوم، و رواه نحوه عدة طرق.

<(الباب الثامن)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من أحاديث النار ذكر عدة أحاديث في النيران التي تكون قبل يوم القيامة تحشر الناس إلى المحشر، و ذكر حديثا آخر باسناده قال: قال رسول اللّه (ص) يوشك أن تخرج نار حسيل تضيء بها، أعناق الابل ببصرى و تسير سير بطىء الابل تقيم بالليل و تسير بالنهار حتى يقول الناس

ص: 158

غدت النار فاغدوا و راحت النار فروحوا من أدركته أكلته، و روى حديثا عن عمر بن الخطاب أنه سمع النبي (ص) يقول لا تقوم الساعة حتى يسيل واد من أودية الحجاز بالنار تضيء لها أعناق الابل ببصرى و روى حديثا آخر عن حذيفة قال سمعت رسول اللّه (ص) يقول:

لا تقوم الساعة حتى تبعث نار من رومان فتضيء منها أعناق الابل ببصرى.

<(الباب التاسع)> فيما ذكره من الهدة في شهر رمضان، باسناده عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: تكون هدة في شهر رمضان توقظ النائم و تفزع اليقظان؛ ثم تظهر عصابة في شوال، ثم تكون معمعة في ذي القعدة، ثم يسلب الحاج في ذي الحجة، ثم تنتهك المحارم في المحرم، ثم يكون صوت في صفر، ثم تتنازع القبائل في ربيع، ثم العجب كل العجب بين جمادى و رجب، ثم ناقة مقتّبة خير من دسكرة تغل مائة الف.

و ذكر رواية اخرى فروى باسناد آخر الى حماد بن سلمة عن أبي الحكم قال تكون هدة في رمضان، و في شوال تتحارب القبائل، و في ذي الحجة يسلب الحاج، و في المحرم و ما المحرم حتى قالها ثلاث مرات يقتل كل جبار عند مجتمع الانهار، و العجب كل العجب بين جمادى و رجب، و رواية اخرى، و روى في حديث آخر عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه (ص) رمضان قلب السنة، فاذا سلم رمضان سلمت السنة كلها.

و روى باسناده عن كثير بن مرة الحضرمي قال: آية الحديث في

ص: 159

رمضان، قيل و ما آية الحديث؟ قال عمود من نار يطلع من قبل المشرق في السماء فاذا رأيتها فاعدّ لأهلك طعام سنة.

<(الباب العاشر)> فيما ذكره زكريا من انتفاخ الأهلّة عند اقتراب الساعة. و روى باسناده عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (ص) من اشراط الساعة انتفاخ الأهلّة، و في حديث آخر قال: قال النبي (ص) ان من إقتراب الساعة أن يرى الهلال ليلته فيقال لليلتين، و أن يمر الرجل المسجد فلا يصلي فيه ركعتين.

<(الباب الحادي عشر)> فيما ذكره زكريا من هدم الكعبة و منع الحج، فروى باسناده عن سويد قال: سمعت عليا يقول حجوا قبل ان لا تحجوا فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أقرع بيده معول يهدمها حجرا حجرا. قال فقلت له شيئا رأيك تقول أو شيئا سمعته من رسول اللّه (ص)؟ قال و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما قلته برأي و لكن سمعته من نبيكم (ص).

<(الباب الثاني عشر)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في فتح القسطنطينية على يد رجل من أهل البيت عليهم السلام باسناده عن النبي (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّله اللّه و حتى يملك رجل من أهل بيتي يملك القسطنطينية، و رواه باسناد آخر قال: قال رسول اللّه (ص): لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يوطىء إسمه إسمي و اسم أبيه إسم أبي يفتح القسطنطينية و جبل الديلم.

<(الباب الثالث عشر)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من اتباع

ص: 160

امة النبي (ص) لبني اسرائيل في الضلال، بإسناده عن كثير بن عبد اللّه عن ابيه عن جده قال: كنا قعودا حول رسول اللّه (ص) في مسجده بالمدينة فقال لتسلكن سنن من قبلكم حذو النعل بالنعل حدث بمثل أحدهم شبرا فشبر و إن ذراعا فذراع و إن باعا فباع حتى لو دخلوا جحر ضب دخلتم فيه، و ذكر هذا المعنى في أحاديث جماعة بأسانيد مختلفة.

<(الباب الرابع عشر)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من الرايات السود و الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما من أهل بيته عليه و عليهم السلام؛ بإسناده عن عبد اللّه قال: بينما نحن جلوس عند رسول اللّه (ص) إذ مر فتية من قريش فتغير لونه فقلنا: يا رسول اللّه (ص) إنا لا نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه؟ قال إنا أهل بيت اختار اللّه لنا الآخرة على الدنيا و ان أهل بيتي هؤلاء سيصيبهم بعدي بلاء و تطريد و تشريد حتى يخرج قوم من ها هنا و أومى بيده نحو المشرق معهم رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه و يسألون فلا يعطون فيقاتلون و يصبرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من (أهل) بيتي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فمن أدركهم فليأتهم و لو حبوا على الثلج، و روى نحوه من عدة طرق.

<(الباب الخامس عشر)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن عن النبي صلى اللّه عليه و آله من طلوع الجور بعده، و ذكر بإسناده عن معقل بن يسار قال: قال رسول اللّه (ص) لا يمكث الجور بعدي إلا قليلا حتى يظهر فكلما ظهر من الجور شيء ذهب من العدل مثله حتى يلد الرجل في الجور فلا يعرف غيره؛ قيل يا رسول اللّه فمن أهل العدل؟ قال

ص: 161

نحن أهل البيت؛ قيل فمن أهل الجور؟ قال هم إخواننا من بنى أمية التي بسطت لهم الدنيا، و روى حديثا آخر بإسناد آخر عن معقل بن يسار قال: قال رسول اللّه (ص) يطلع قرن الجور بعدي قريبا فلا يطلع من قرن الجور شيء إلا مات من العدل مثله، ثم لا يطلع من قرن الجور شيء إلا مات من العدل مثله، ثم لا يطلع قرن الجور شيء إلا مات من العدل حتى يولدوا لا يعرفون إلا الجور و لا يعلمون إلا به ثم ان اللّه تبارك و تعالى يعطف على خلقه فيأمر قرن العدل أن يطلع رأسه فلا يطلع من قرن العدل شيء إلا مات من الجور مثله ثم لا يطلع من قرن العدل شيء إلا مات من الجور مثله حتى يولد قوم لا يعرفون إلا العدل و لا يعلمون إلا به.

<(الباب السادس عشر)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من ذم بني أمية و انهم يغيرون سنة النبي (ص)، روى باسناده عن أبي ذر قال:

سمعت النبي (ص) يقول: ان اول من يبدل سنتي رجل من بني أمية، و روى حديثا آخر عن عبد اللّه ان لكل دين آفة و آفة هذا الدين بنو أمية و روى في ذمهم أحاديث جماعة يغني عنها ثبوتها ما وقع منهم و ذم القرآن الشريف لهم في قوله تعالى: «و الشجرة الملعونة في القرآن».

خروج المهدي و ما بشر رسول اللّه (ص) به

<(الباب السابع عشر)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من خروج المهدي «ع» و ما بشر رسول اللّه به، قال حدثنا عبيد بن أسباط عن محمد القرشي بالكوفة قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان الثوري عن عاصم بن أبي ذر عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه (ص): لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي و رواه من طريق آخر عن النبي (ص) انه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم

ص: 162

لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي، و رواه من طريق آخر عن النبي (ص) لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطي اسمه اسمي.

<(الباب الثامن عشر)> قال زكريا في كتاب الفتن حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا نعيم بن حماد قال: حدثنا الوليد عن علي بن حوشب مكحولا يحدث عن علي بن أبي طالب «ع» قال: قلت يا رسول اللّه (ص) منّا أئمة الهدى أم من غيرنا؟ قال: بل منا بنا يختم الدين كما فتح، و بنا يستنقذون من ضلالة الفتن كما استنقذوا من ضلالة الشرك، و بنا يؤلف اللّه بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم و دينهم بعد عداوة الشرك، و روى زكريا حديثا آخر فقال: حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال:

حدثني المعلى بن زياد قال: حدثنا العلاء بن بشير عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (ص) أبشركم بالمهدي يبعث في امتي على اختلاف من الناس و زلازل.

<(الباب التاسع عشر)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في ان المهدي من أهل البيت عليهم السلام، قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي قال حدثنا أبو داود الخفري و أبو نعيم الملائي أن ياسين العجلي حدثهم، و حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا ياسين العجلي عن ابراهيم بن محمد الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب «ع» قال:

المهدي عجل اللّه فرجه منا أهل البيت يصلحه اللّه في ليلة. قال زكريا في كتاب الفتن و حدثنا عبد القدوس العطار قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا عمران القطان قال حدثنا قتادة عن أبي نصرة عن أبي

ص: 163

سعيد قال: قال رسول اللّه (ص) المهدي منا أهل البيت، و قال زكريا أيضا في كتاب الفتن حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا نعيم بن حماد قال:

حدثنا وهب عن أبي لهيعة عن الحرث بن يزيد عن عبد اللّه بن رزين الغافقى سمع عليا «ع» يقول: هو رجل من عترة النبي (ص)، و ذكر زكريا في كتاب الفتن قال حدثني أبو زائدة زكريا بن يحيى بن أبي زائدة الكوفي قال: حدثنا عون بن عمارة عن سليمان التميمي عن سعيد ابن المسيب عن ابن عباس قال: المهدي من قريش، قالوا من أي قريش؟ قال: من بني هاشم من ولد فاطمة عليها السلام.

<(الباب العشرون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من صفة المهدي؛ قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد قال حدثنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا عمران القطان قال: حدثنا قتادة عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (ص) المهدي رجل أشم الأنف أقنى أجلى.

<(الباب الحادي و العشرون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن مما يكون مكتوبا في راية المهدي «ع» قال: حدثنا محمد بن الحسن قال:

حدثنا أبو هاشم الزجاجي قال: حدثنا عبد الرحمن عن أبي اسحق عن نوف قال: مكتوب في راية المهدي البيعة للّه.

<(الباب الثاني و العشرون)> فيما ذكره زكريا فى كتاب الفتن ايضا أن النبي (ص) قال: بنا يفتح و بنا يختم و انه يكون منه من يملأ الأرض عدلا و ذكر صفته. قال: زكريا في كتاب الفتن ايضا حدثنا محمد بن السرى قال: حدثنا هشام بن خالد الأزرق قال حدثنا الوليد عن أبي لهيعة قال: أخبرنا اسرائيل بن عباد عن ميمون عن أبي الطفيل ان

ص: 164

رسول اللّه (ص) قال: بنا فتح الأمر و بنا يختم و بنا استنقذ اللّه الناس في أول الزّمان و بنا يكون العدل في آخر الزمان و بنا يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يرد المظالم إلى أهلها برجل اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي و وصف صفته و ذكر ثقلا في لسانه و ضرب فخذه اليسرى بيده اليمنى إذ أبطأ عليه الكلام.

في صفة العدل في زمان المهدي «ع»

<(الباب الثالث و العشرون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن أيضا في صفة العدل في زمان المهدي «ع» قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا أبو معاوية عن موسى الجهني عن زيد العمى عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: يكون في امتي المهدي «ع» يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و تمطر السماء مطرا كعهد آدم «ع» و تخرج الأرض بركتها و تعيش امتي في زمانه عيشا لم تعشه قبل ذلك في زمان قط، و ذكر زكريا أيضا قال حدثنا محمد بن يحيى قال:

حدثنا عبد الرزاق أملاه علي من كتابه قال: حدثنا جعفر بن سليمان قال: حدثنا المعلى بن زيادة قال: حدثنا العلاء بن بشير المزنى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه (ص) أبشركم بالمهدي «ع» يبعث في امتي على اختلاف من الناس و زلازل فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا يرضى به ساكن السماء يقسّم المال صحاحا، قلنا و ما الصحاح؟ قال بالسوية بين الناس فيملأ اللّه قلوب امة محمد (ص) غنى و يسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي من له من مال حاجة فلا يقوم من الناس إلا رجل فيقول أنا، فيقول له إئت السادن؟ - يعني الخازن - فقل له ان المهدي يأمرك ان تعطيني مالا فيقول له أحث يعني خذ حتى إذا جعله في حجره و أحرزه فيقول:

كنت أجشع امة محمد (ص) نفسا و أعجز عني ما وسعهم قال فيرده فلا

ص: 165

يقبل منه فيقول له إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه قال فيكون ذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال لا خير في الحياة بعده.

<(الباب الرابع و العشرون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في صفة عمر المهدي عجل اللّه فرجه و موته، قال حدثنا عبد القدوس بن محمد قال حدثنا عمر بن عاصم قال حدثنا عمران القطان قال حدثنا قتادة عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه «ص»:

المهدي «ع» منا يعيش هكذا و بسط يساره و اصبعين من يمينه المشيرة و الابهام و عقده ثلاثة و ذكر زكريا أيضا قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا أبو معاوية عن موسى الجهني عن زيد العمى عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري عن النبي «ص» قال: يكون في امتي المهدي إن طال عمره ملك عشر سنين و إن قصر عمره ملك سبع سنين أو ثمان سنين، و ذكر زكريا أيضا في كتاب الفتن قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا جعفر بن عون قال حدثنا موسى عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: من امتي المهدي فإن قصر عمره عاش سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين يملأ الأرض قسطا و عدلا و تنبت الأرض نباتها و تمطر السماء مطرها و تنعم امتي في ولايته نعمة لم ينعموا مثلها، و ذكر زكريا أيضا في كتاب الفتن قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن بكر الخراساني عن عمران بن جدير قال حدثني السميط عن كعب عن النبي «ص» قال: المهدي اسمه اسمي و يخرج و هو ابن إحدى و خمسين يكون على الناس سبع سنين.

<(الباب الخامس و العشرون)> فيما ذكره زكريا عن صفة عطاء

ص: 166

المهدي «ع» قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي «ص»:

يخرج المهدي عند انقطاع من الزمان و ظهور من الفتن رجل يقال له السفاح و يكون عطاؤه المال حثيا.

أقول: قوله السفاح خلاف أحاديث كثيرة رواها هو و غيره و عسى يكون ذكر السفاح نفسه و ما عرفنا أن السفاح من بني العباس كان يعطي المال حثيا. و ذكر زكريا قال حدثني محمد بن خالد الشيباني قال حدثني عبد اللّه بن الحسين قال حدثنا الهيثم عن شريك عن ليث عن طاوس قال: المهدي سمح بالمال شديد على العمال رحيم بالمساكين.

<(الباب السادس و العشرون)> في طلوع آية مع الشمس قبل ظهور المهدي «ع» و ذكر زكريا في كتاب الفتن قال حدثنا ابراهيم بن أحمد الخزاعي قال حدثنا أبو وهب عن ابن المبارك عن معمر عن طاوس عن علي بن عبد اللّه عن ابن عباس قال: يخرج المهدي «ع» حتى تطلع مع الشمس آية.

<(الباب السابع و العشرون)> فيما ذكره زكريا ان المهدي هو الذي ينزل عليه عيسى بن مريم، قال حدثنا عبد القدوس بن محمد البصري قال حدثنا عمر بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد أن عبد اللّه بن عمر ذكر المهدي فقال أعرابي: هو معاوية بن أبي سفيان فقال عبد اللّه بن عمر: لا و لا كرامة بل هو الذي ينزل عليه عيسى ابن مريم.

<(الباب الثامن و العشرون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن إن من مات و ليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية، و روى في هذا

ص: 167

المعنى سبعة أحاديث بأسانيد متصلة نذكر منها بإسناده حديثين أحدهما عن مولانا علي «ع» و الآخر عن معاوية عن النبي «ص» أما الحديث الذي رواه عن مولانا علي «ع» فإنه قال حدثنا أحمد بن الوحيد قال حدثنا محمد بن الأزهر عن بريد عن العوام عن أبي صادق قال: قال علي بن أبي طالب «ع» من مات و لا إمامة له مات ميتة الجاهلية، و أما الحديث الذي رواه عن معاوية بن أبي سفيان عن النبي «ص» فإنه قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال: حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية قال: قال رسول اللّه «ص»: من مات بغير إمام مات ميتة الجاهلية، و رواه كما ذكرنا الإشارة إليه عن معاوية أيضا بطريق آخر و عن ابن عباس عن النبي «ص» و عن ابن عمر و عن معاذ بن جبل و عن أبي ذر.

<(الباب التاسع و العشرون)> فيما ذكره زكريا من امر النبي «ص» بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين و قد ذكر فيه أحاديث جماعة نذكر منها حديثا واحدا بإسناده قال: حدثنا عباد بن يعقوب الزواجني بالكوفة قال: حدثنا الربيع بن سهل الفزاري عن سعيد بن عبيد الطائي عن علي بن ربيعة الوالبي عن علي «ع» قال: عهد الي النبي الأمي «ص» أني مقاتل بعده ثلاثة الناكثين و القاسطين و المارقين.

<(الباب الثلاثون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من أمر النبي «ص» بقتل معاوية إذا صعد منبره الشريف، قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا محمد بن بشير عن مجالد عن أبي الوراك عن أبي سعيد الخدري عن النبي «ص» قال: إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري

ص: 168

فاقرعوا رأسه بالسيف و ذكر أيضا حديثا آخر من أمر النبي «ص» بقتل معاوية إذا صعد منبره، قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثني أبي عن الحكم بن ظهير عن عاصم عن زر عن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه «ص» إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه، و ذكر حديثا ثالثا في أمر النبي «ص» لأمته بقتل معاوية إذا صعد منبره، فقال حدثنا سفيان قال حدثني أبي عن سفيان الثوري عن يونس أو إسماعيل بن مسلم عن الحسن قال: قال رسول اللّه «ص» إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه.

<(الباب الحادي و الثلاثون)> فيما ذكره زكريا من أمر النبي لعلي عليهما السلام بقتال من قاتله من أهل الإسلام، و روى في ذلك أحاديث كثيرة نذكر بعضها، قال حدثنا إسحاق بن ابراهيم قال حدثنا جرير عن الأعمش قال حدثنا سفيان بن وكيع قال حدثنا جرير عن الأعمش عن قطرة عن اسماعيل بن رجا عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه «ص» ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله قال فقالوا: من هو يا رسول اللّه؟ قال: خاصف النعل و كان قد أعطاه عليا «ع» يصلحها، قال اسماعيل عن أبيه قال رجل لعلي بن أبي طالب «ع» أنشدك باللّه أكان في النعل حديث؟ قال اللهم انك تعلم انه كان مما بشرني به نبيك «ص» و ذكر حديث السبع حدائق و أن النبي «ص» قال لعلي «ع» لك في الجنة خير منها و بكى «ع» فقال مم بكاؤك؟ قال لضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك إلا من بعدي، و ذكر منها حديث نهي النبي «ص» لعائشة عن قتال مولانا علي «ع» و أنها تنبحها كلاب الحوئب، و ذكر حديث قتال طلحة و الزبير و اعتراف الزبير بخطأه و ذكر عدة أحاديث في ذم الخوارج و مدح من قتلهم و كرامة لمولانا علي «ع» و أن الخوارج كلاب أهل النار، و ذكر

ص: 169

الاحتجاج على الخوارج و هو شيء قد أجمع المسلمون عليه فلا حاجة الآن الى ذكر أحاديثه و المبالغة فيما اشتملت عليه و قد وضعنا كتابا سميناه كتاب «اليقين في اختصاص مولانا علي «ع» بإمرة المؤمنين» ضمناه عن رجالهم و شيوخهم مائة و سبعة و تسعين حديثا و تكمل بعد ذلك مائتي حديث و ستة عشر حديثا في تسميته بأمير المؤمنين و في تسميته بإمام المتقين ثمانية عشر حديثا و في تسميته يعسوب المؤمنين خمسة و عشرين حديثا و انكشف ما كان مستورا من ثبوت امامة مولانا علي «ع» بعد سيد المرسلين على المسلمين و فيه بلاغ الى حين، و الحمد للّه رب العالمين.

<(الباب الثاني و الثلاثون)> فيما ذكره زكريا من أحاديث بني قنطورا و حديث البصرة، ذكر بإسناده في كتاب الفتن قال: ذكر رسول اللّه «ص» أرضا يقال لها البصرة أو البصيرة الى جنبها نهر يقال له دجلة ذو نخل كثير فينزل به بنو قنطورا فيفترق الناس ثلاث فرق:

فرقة تلحق باصلها و هلكوا، و فرقة تأخذ على نفسها و كفروا، و فرقة يجلون ذراريهم خلف ظهورهم فتقاتلون قتلاهم شهداء يفتح اللّه على أنفسهم. و ذكر حديثا آخر نذكره باسناده لأنه معجزة النبي «ص» قال: حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا الخزاعي قال: حدثنا حماد عن علي ابن زيد عن وردان بن عبد اللّه قال: كنا في آخر غزوة سلمة بن زياد و فينا رجل من الأنصار من أصحاب رسول اللّه «ص» قال: يوشك أن يطوى ملك العرب قالها ثلاثا، فقيل و من يطويه؟ قال بنو قنطورا قوم عراض الوجوه فطس الانوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة حتى ينزلوا قرية قريبة من أرض العرب بل هي من ارض العرب يقال لها جبانة اللون فيقاتلهم العرب قتالا شديدا فيقول الترك

ص: 170

ادفعوا إلينا إخواننا من العجم و لا نقاتلكم فيقول العرب للموالي الحقوا بإخوانكم فيقول الموالي و يحكم الى الكفر بعد الاسلام؟ قال:

فتقاتلهم الموالي قتالا شديدا فيهزمهم اللّه حتى لا يبقى منهم مخبر و يجيء الموالي بالغنائم فيقول العرب للموالي: احذونا مما غنمتم فيقولون: و اللّه لا نحذيكم و قد خذلتمونا.

<(الباب الثالث و الثلاثون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من تعريف جبرئيل للنبي عليهما السلام بقتل الحسين «ع» و تربته، روى أحاديث متفرقة و يحيل بإسناده على كتاب الفتن العتيق فإنها فيه إلا ما يكون حديثا مستطرفا فقال باسناده عن صالح بن أربد النخعي قال: قالت ام سلمة دخل الحسين بن علي على النبي «ص» و أنا جالسة على الباب و تطلعت فرأيت في كف النبي «ص» شيئا يقلّبه و هو نائم على بطنه فقلت: يا رسول اللّه تطلعت فرأيت في كفك شيئا تقلبه و الصبي نائم على بطنك و دموعك تسيل فقال: إن جبريل «ع» أتاني بالتربه التي يقتل عليها و أخبرني أن امتي يقتلونه، و روى زكريا أيضا باسناده عن عبد اللّه بن يحيى عن أبيه أنه سافر مع علي بن أبي طالب «ع» فكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى و هو منطلق الى صفين نادى علي «ع» صبرا أبا عبد اللّه صبرا بشط الفرات قلت و من ذا أبو عبد اللّه؟ قال: دخلت على النبي «ص» ذات يوم و عيناه تفيضان، فقلت: يا نبي اللّه أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبرئيل قبل ساعة فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال فقال:

هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا. و نذكر حديث كعب باسناده لأنه غريب، و ذكر زكريا قال حدثنا علي بن الحسين قال

ص: 171

حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار الدهني قال مر علي «ع» على كعب فقال: إن من ولد هذا رجلا يقتل في عصابة لا يجف عرق خيولهم حتى يردوا على محمد «ص» فمر الحسن «ع» فقالوا: هو هذا قال لا فمر الحسين «ع» فقالوا هو هذا فقال نعم، و ذكر زكريا في كتاب الفتن أيضا قال: حدثنا اسحاق تر موسى قال:

حدثنا المقدمي قال: حدثنا جعفر قال: حدثتني خالتي ام سالم بنت مسلم قالت لما قتل الحسين بن علي «ع» مطرنا كالدم على البيوت و الجدران فبلغنا أنه كان بالشام و الكوفة و خراسان مثل ذلك، و ذكر زكريا حديثين عن ابن عباس انه قال: رأيت النبي «ص» في المنام و معه قارورة فيها دم قلت: ما هذا الدم يا رسول اللّه «ص»؟ قال:

دم الحسين و أصحابه عليهم السلام قد أتعبني منذ اليوم الذي قتل الحسين «ع» و ذكر حديثا آخر باسناده عن هرثمة بن سلى قال: خرجت مع علي «ع» مخرجة الى صفين فمر بكربلا فصلى بنا العصر الى شجرة فلما انصرف رفع ترابا الى أنفه فشمه ثم قال: و يحك من تربة ليقتلن عليك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب، فلما انصرف انصرفت معه و كانت امرأتي شيعة لعلي فقلت لها: ألا تعجبين من صديقك أبي الحسن «ع» مر بكربلا فصلى بنا العصر فلما انصرف رفع ترابا الى أنفه فشمه و قال و يحك من تربة ليقتلن عليك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب، فقال و اللّه ما قال إلا ما قد قيل له ثم مضى (و قال) انني خرجت مع عبيد اللّه على الخيل و نسيت الحديث حتى مررت بالشجرة التي صلى اليها علي فكأني أنظر إليه فضربت خاصرة فرسي حتى صرت الى الحسين و قصصت عليه القصة فقال: يا هرثمة علينا أم معنا؟ قلت: لا عليك و لا معك، قال: و لم؟ قلت: إني تركت خلفي ذرية ضعفاء أخاف

ص: 172

من ابن زياد عليهم، فقال: أما فالحق بهم فإنه لا يسمع و اعيتنا رجل لا يجيبنا إلا أكبّه اللّه في النار. و ذكر زكريا في كتاب الفتن حديثا فقال حدثنا الحسين بن عمر و العنقري قال حدثنا أبو غسان عن عبد السلام بن حرب عن عبد الملك بن كردوس صاحب عبيد اللّه بن زياد قال: دخلت القصر مع عبيد اللّه بن زياد فاضطرم القصر نارا فجعل عبيد اللّه يتقي بكمه عن وجهه ثم قال: لا تخبر بهذا أحدا، و ذكر حديثا آخر قال حدثنا العنقري قال حدثنا شهاب بن عباد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال رأيت رؤس عبيد اللّه و أصحابه قد نصبت في الرحبة فجاءت حية تتخلل الرؤس حتى دخلت في منخري عبيد اللّه ثم خرجت ثم جاءت فقالوا قد جاءت فدخلت فلم تخرج.

و ذكر زكريا في كتاب الفتن حديثا آخر فقال: حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا مهدي بن ميمون قال: حدثني مروان مولى هند قال: حدثني بواب بن زياد قال:

لقد نظرت إلى حيطان دار الامارة يوم جيء برأس الحسين «ع» و كأنها تسيل دما، و ذكر حديثا في أحجار بيت المقدس بعد قتل الحسين صلوات اللّه عليه قال حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا سليمان قال:

حدثنا ابن معمرة: أن أول ما عرف الزهري أنه كان عبد الملك بن مروان فسأل جلساءه من منكم من يعلم ما صنعت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين فلم يكن عند أحد منه علم، فقال الزهري: بلغني أنه لم يقلب يومئذ منها حجر إلا وجد تحتها دما عبيطا، و ذكر زكريا حديثا آخر في ذلك فقال: حدثنا علي بن سلمة قال: حدثنا أسباط عن أبي بكر الهذلي عن الزهري قال: لما قتل الحسين بن علي عليهم

ص: 173

السلام لم يقلب ببيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط و ذكر زكريا قال: حدثنا ابراهيم بن عبد اللّه السعدى قال: حدثنا أبو عاصم عن ابن جريح عن ابن شهاب قال: ما قلب حجر بالشام يوم قتل الحسين «ع» إلا عن دم، و ذكر زكريا أيضا قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا محمد بن القاسم قال: حدثنا هشام بن سعد عمن حدثه عن سعيد بن المسيب ان عبد الملك بن مروان كتب اليه هل يعلم آية كانت يوم قتل الحسين بن على عليهم السلام؟ قال سعيد نعم: ما قلبت حصاة في بيت المقدس يوم قتل الحسين «ع» الا وجد تحتها دم عبيط، و روى زكريا في باب جوامع الفتن قال حدثنا يعقوب بن ابراهيم الدورقي قال حدثنا أبو نميلة عن الحسين بن واقد و حدثنا على بن الحسن عن الحسن بن واقد عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه أن رسول اللّه (ص) كان يخطب اذ أقبل الحسن و الحسين عليهما السلام، عليهما قميصان أحمران يمشيان و يعثران قال فنزل من المنبر و رفعهما ثم قال صدق اللّه (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان و يعثران فلم أصبر حتى قطعت حمدي و رفعتهما.

<(الباب الرابع و الثلاثون)> فيما نذكره من كتاب الفتن لزكريا عن النبي (ص) ان الناس دخلوا في دين اللّه أفواجا و سيخرجون منه أفواجا. قال ما هذا لفظه: قال حدثنا علي بن سلمة الليثي قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا أبو إسحاق الفزاري قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني أبو عمار قال حدثني جابر كان لجابر بن عبد اللّه قال: قدمت من سفر فجائني جابر فسلّم عليّ فجعلت احدّثه عن افتراق الناس و ما

ص: 174

أحدثوا فجعل جابر يبكي ثم قال سمعت رسول اللّه (ص) يقول:

ان الناس دخلوا في دين اللّه أفواجا و سيخرجون منه أفواجا.

<(الباب الخامس و الثلاثون)> فيما ذكره من كتاب زكريا في الفتن في أن أهل مكة يخرجون منها فلا يعودون إليها أبدا. قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا ابن عفان قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر ان عمر بن الخطاب أخبره انه سمع رسول اللّه (ص) يقول سيخرج أهل مكة منها ثم لا تغير بعدهم إلا قليل حتى تعصر و تميل ثم يخرجون منها و لا يعودون فيها أبدا، و رواه بطريق آخر في ترجمة اخبار جوامع عن النبي صلى عليه و آله.

<(الباب السادس و الثلاثون)> فيما نذكره عن زكريا من كتاب الفتن ان مولانا عليا «ع» لما أخبر أصحابه بحاله و غلبة بني امية رحل جماعة منهم إلى معاوية، قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو صالح قال حدثنا حرملة بن عمران عن سعيد ابن أبي سالم الحياني قال سمعت أبا سالم يقول كنا مع علي بن أبي طالب «ع» بالكوفة فقال يوما من الأيام و نحن عنده أي سبط من الأسباط يقاتل على حق ليقوم و لن يقوم و الأمر لهم فإذا كثروا فتنافسوا فقتلوا قتيلهم بعث اللّه عليهم أقواما من أهل المشرق فقتلهم بددا و أحصاهم عددا و اللّه لا يملكون سنة إلا ملكنا سنتين و لا يملكون سنتين إلا ملكنا أربعين يوما من ثلاثمائة تخرج إلى يوم القيامة ألا لو شئت لسميت لكم سائقها و ناعقها قال فقلت لبعض أصحابى فما المقام و قد أخبر ان الأمر لهم قالوا لا شيء قال فاستأذنا إلى مصر فاذن لمن شاء و أعطى كل رجل منا ألف درهم و أقام معه طائفة منا.

ص: 175

<(الباب السابع و الثلاثون)> فيما ذكره زكريا في ترجمة أخبار جوامع عن مولانا علي بن أبي طالب «ع» في الاشارة إلى المهدي «ع» قال حدثنا علي بن الحسن الذهلي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن ابراهيم التيمي عن الحرث بن سويد عن علي بن أبي طالب «ع» قال ينقص الاسلام حتى لا يقال لا إله إلا اللّه فإذا فعل ضرب يعسوب الدين بذنبه فإذا فعل ذلك بعث اللّه قوما يجتمعون كما تجتمع قزع الخريف و اللّه إني لأعرف اسم أميرهم و مناخ ركابهم.

في خلو المدينة من أهلها عن النبي (ص)

<(الباب الثامن و الثلاثون)> من كتاب الفتن فيما رواه من خلوا المدينة من أهلها، عن النبي (ص) قال حدثنا أيوب عن الحسن قال حدثنا الحسن ابن موسى عن أبي لهيعة عن أبي الزبير عن جابر ان رسول اللّه (ص) قال ليسيرن راكب في جنب وادي المدينة فليقوان لقد كان في هذه مرة حاضر من المؤمنين كثير و قال رسول اللّه (ص) ليتركن أهلها مربطة قالوا فمن يأكلها؟ قال عافية الطير و السباع، و قال رسول اللّه (ص) ليأتين على المدينة زمان ينطلق الناس منها إلى الآفاق يلتمسون الرخاء فيجدون الرخاء ثم يأتون فيحملون أهاليهم إلى الرخاء و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، و ان المدينة كالكير (1) لا يقربها ان شاء اللّه الطاعون و الدجال و الملائكة يحرسونها على شعابها و أبوابها، قال جابر و سمعت رسول اللّه يقول لا يحل لأحد أن يحمل فيها سلاحا لقتال.

في خراب مصر

<(الباب التاسع و الثلاثون)> فيما رواه زكريا من كتاب الفتن في

ص: 176


1- جاء هكذا في المخطوطة.

خراب مصر عن ابن عمر انه قال: و اللّه إني لأعلم السبب الذي تخرجون فيه من مصر فقلت له يخرجننا منها؟ أعدو، فقال لا و لكن يخرجكم نيلكم هذا يغور فلا تبقى منه قطرة حتى يكون فيه الكثبان من الرمل.

<(الباب الاربعون)> فيما رواه زكريا من خروج أهل الكوفة منها حتى لا يملكون صاعا و لا مدا، قال حدثنا أحمد قال حدثنا اسحاق ابن منصور قال حدثنا عقبة عن عطاء عن ابن السائب عن أبيه قال دخلت على عبد اللّه بن عمر في حائط فقال ممن أنت؟ فقلت من أهل الكوفة أو من أهل العراق قال فحلف و اللّه لا يستثني ليخرجن منها حتى لا يملكون منها صاعا و لا مدا.

<(الباب الحادي و الأربعون)> فيما ذكره زكريا من كتاب الفتن في ترجمة أخبار جوامع عن ثبوت أمر المهدي «ع» و انه يمكن أن يأتي من المشرق أو من المغرب، قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا الوليد بن جميع قال: قال محمد بن الحنفية يا أبا الطفيل أقم بهذا المسجد و كن حمامة من حمامته حتى يأتيك امرنا فان أمرنا إذا جاء ليس به خفاء كما ليس بالشمس إذا طلعت خفاء و ما يدريك ان قال الناس انه يأتي من المشرق فيأتي اللّه به من المغرب و ما يدريك ان قال الناس انه يأتي من المغرب فيأتي اللّه به من المشرق و ما يدريك لعله سيهدى إلينا كما تهدى العروس.

<(الباب الثاني و الاربعون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في ترجمة أخبار جوامع عن ثبوت أمر المهدي. قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق عن أبي عيينة عن عمرو بن دينار عن ابي (م - 12)

ص: 177

معبد مولى ابن عباس قال وافيت ابن عباس يوما طالت فيه نفسه قال فقلت يابن عباس حدثني عن المهدي قال اني لارجو ان لا تنقضي الليالي و الأيام حتى يبعث اللّه منا أهل البيت غلاما شابا أو قال فتى شابا يلبس الفتن و لم تلبسه فيقيم أمر اللّه قال قلت يابن عباس عجز عنها كهولكم و ترجوها لشبابكم قال ان اللّه يفعل ما يشاء.

إن المهدي من ولد فاطمة «ع»

<(الباب الثالث و الأربعون)> فيما ذكره زكريا باسناده عن سعيد بن المسيب ان المهدي «ع» من ولد فاطمة «ع» من ترجمة أخبار جوامع من كتاب الفتن. قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة قال: قلت لابن المسيب المهدي «ع» حق؟ قال حق قلت من قريش هو؟ قال نعم، قلت من أي قريش؟ قال من بني هاشم، قال من عبد المطلب، قلت من أي عبد المطلب؟ قال من ولد فاطمة «ع».

<(الباب الرابع و الأربعون)> فيما ذكره زكريا في ترجمة أخبار جوامع من كتاب الفتن قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا يزيد بن هرون قال حدثنا سليمان التيمي عن بن سيار عن بن عباس قال: لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة أو قال يوم لخرج المهدي.

<(الباب الخامس و الأربعون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن في ترجمة أخبار جوامع من تعيين النبي (ص) اثنى عشر خليفة. قال حدثنا نصر بن علي الجهني قال حدثنا يزيد بن ذريع قال حدثنا عبد اللّه ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: قال رسول اللّه (ص) لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة ينصرون على من

ص: 178

ناواهم ثم تكلم بكلمة خفية اصعتها الناس سألت أبي عنها، قال فقال كلهم من قريش.

<(الباب السادس و الأربعون)> فيما ذكره أيضا من تعيين اثني عشر خليفة، قال حدثنا مسلم بن الحجاج قال حدثنا هداب بن خالد الازدي قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول اللّه (ص) يقول: لا يزال الاسلام عزيزا الى اثني عشر خليفة ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي ما قال؟ قال كلهم من قريش.

<(الباب السابع و الأربعون)> فيما ذكره ايضا زكريا في ترجمة أخبار جوامع في اثني عشر أميرا. قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الرحمن ابن المهدي عن سفيان عن عبد الملك يعني ابن عمير عن جابر بن سمرة قال جئت أنا و أبي الى النبي (ص) فقال لا يزال هذا الأمر صالحا حتى يكون اثني عشر أميرا قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي ما قال: قال كلهم من قريش.

<(الباب الثامن و الأربعون)> فيما ذكره زكريا عن المهدي (ع) و خروجه. قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن عنيد الطنافسي قال حدثنا موسى الجهني عن عمرو بن قيس الماصر قال قلت لمجاهد عندك في شأن المهدي شيء فان هؤلاء الشيعة لا نصدقهم؟ قال نعم عندي فيه شيء مثبت، حدثني رجل من أصحاب النبي (ص) ان المهدي (ع) لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية فاذا قتلت النفس الزكية غضب عليهم من في السماء و من في الأرض فيأتي الناس المهدي فيزفونه كما تزف

ص: 179

العروس ليلة عرسها فهو يملأ الأرض قسطا و عدلا و تخرج الأرض نباتها و تمطر السماء مطرها.

<(الباب التاسع و الأربعون)> فيما ذكره زكريا أيضا في كتاب الفتن في أخبار جوامع من ذكر المهدي (ع). قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني يعلى بن عبيد قال حدثنا الاجلح عن عمار بن معاوية عن سالم ابن أبي الجعد قال جلست الى عبد اللّه بن صفوان و هما جالسان في الحجر فقال عبد اللّه بن عمر ممن الرجل؟ قال قلت من أهل العراق قال فكن من أهل الكوفه قال قلت فاني منهم قال هم أسعد الناس بالمهدي فقال عبد اللّه بن صفوان و اللّه ما جهلهم.

<(الباب الخمسون)> فيما ذكره زكريا في ترجمة باب الجواسيس مما امتحن به الصحابة و الاهمال للنواميس. فقال حدثنا على بن الحسين و محمد ابن يحيى قال حدثنا عبيد اللّه بن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب القرظي عن حذيفة بن اليمان ان النبي (ص) قال: من يطلع القوم أدخله اللّه الجنة قال فما قام منا رجل ثم عاد فقال مثلها فما قام منا رجل ثم عاد الثالثة فقال مثل ما قال ثم قال إلا رجل يجعله اللّه رفيقي في الجنة يطلع القوم فاني لا آمره ان يقاتل فما قام منا رجل اجتمع علينا الجوع و البرد و العرى فقال لي قم يا حذيفة و لا تحدثن شيئا حتى تأتيني، قال فقمت فجلست بين ظهرانيهم و هم حول نار لهم فقال أبو سفيان لينظر رجل من جليسه فاخذت بيدي الذي عن يميني و عن يساري فقلت من أنتما؟ فقالا فلان و فلان قال و بعث اللّه عليهم الريح فلم يدع لهم خباء و لا رمحا إلا وضعته في الأرض ثم ارمت وجوههم بالحصى و النار التي كانوا عليها، ثم قام أبو سفيان فركب جمله فجعل يزجره و هو يحسب أنه مطلق و هو معقول، قال

ص: 180

حذيقة فما أشاء أن أصنعه حيث شئت إلا وضعته فذكرت عهد رسول اللّه (ص) فكففت عنه حتى صاح فيهم ألا ترحل الاثقال و.. الخيل قال فجئت رسول اللّه (ص) فاخبرته فلم يصنع بها ديارا.

دعاء يسلم من دعا به من الأخطار

<(الباب الحادي و الخمسون)> فيما ذكره زكريا في كتاب الفتن من دعاء يسلم من دعا به من الأخطار، و روى باسناده عن ابن عباس قال من نزل به غم أو هم أو كرب أو خاف من سلطان ظلما فدعا بهذه الدعوات إلا استجيب له، قال تقول: اسألك بلا إله إلا أنت رب السماوات السبع و رب العرش العظيم و أسألك بلا إله إلا أنت رب العرش الكريم و أسألك بلا إله إلا أنت رب السماوات السبع و ما فيهن انك على كل شيء قدير ثم تسأل حاجتك.

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاووس العلوي الفاطمي: و هذا آخر ما علقناه من الثلاث المجلدات في الفتن و ما يتجدد من المحن و الاحن و كلما صدق فيها الخبر، و العيان الأثر، فهو من آيات اللّه جل جلاله الباهرة و معجزات رسوله صلوات اللّه عليه و آله الظاهرة، و تعظيما لعترته الطاهرة، و زيادة في دلائل سعادة الدار الآخرة، و ما ظهر ان الخبر خلاف ما تضمنه معناه يكون الدرك على من ابتدأ الغلط فيما رواه او كان تعمد عليه درك الاعتماد، و خشية خطر يوم المعاد لدى المطلع أسرار العباد، و ان كان عن غير عمد منه فعسى اللّه جل جلاله أن يعفو عنه، فمن وقف على شيء مما ذكرنا، فليعلم اننا قصدنا كشف ما رأيناه و لا درك علينا فيما علقناه، و صلى اللّه على جدنا محمد رسول اللّه صلوات اللّه عليه و آله صلاة تبلغ من حقه أقصاه و رضا من اصطفاه و صلى اللّه على آله الطاهرين و الحمد للّه رب العالمين.

ص: 181

ص: 182

القسم الرابع

اشارة

<بِسْمِ اَللّهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ> (قال السيد رضى الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس رضي اللّه عنه): رأيت و رويت من الجزء الأول من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب، من خطبة لمولانا علي «ع» يقول في أواخرها ما هذا لفظه: و قد عهد إليّ رسول اللّه (ص) و قال لي: يا علي لتقاتلن الفئة الباغية و الفئة الناكثة و الفئة المارقة، أما و اللّه يا معشر العرب لتملأن أيديكم من الأعاجم، و لتتخذن منهم الأعبد، و أمهات الأولاد و ضرائب النكاح حتى إذا إمتلأت أيديكم منه عطفوا عليكم عطف الضراغم التي لا تبقى و لا تذر، فضربوا أعناقكم و أكلوا ما أفاء اللّه عليكم و ورثوكم أرضكم و عقاركم، و لكن لن يكون ذلك منهم إلا عند تغير من دينكم، و فساد من أنفسكم، و استخفاف بحق أئمتكم، و تهاون بالعلماء من أهل بيت نبيكم (فذوقوا بما كسبت أيديكم و ما اللّه بظلام للعبيد).

يزدجرد بعث رسولا إلى ملك الصين يستنجده على العرب و ما ردّ به ملك الصين

<(فصل)> و رأيت في تاريخ ابن الأثير في تاريخ سنة إثنتين و عشرين ما يقضى: ان ملك الصين حكم للعرب بالظهور على من ينازعهم ما لم يغيّروا دينهم و شرايعهم فقال ما هذا لفظه: و لما عبر خاقان و يزدجرد النهر لقوا رسول يزدجرد الذي أرسله الى ملك الصين فأخبرهم أن ملك الصين قال

ص: 183

لتصف لي هؤلاء القوم الذين اخرجوكم من بلادكم فاني أراك تذكر قلة منهم و كثرة منكم و لا يبلغ أمثال هؤلاء القليل مع كثرتكم إلا لخير عندهم و شر فيكم فقلت فاسألني عما أحببت فقال أيوفون بالعهد؟ قلت:

نعم، قال و ما يقولون لكم قبل القتال؟ قال قلت يدعوننا الى واحدة من ثلاث أما دينهم فان أجبنا أجرونا مجراهم أو الجزية أو المنعة أو المنابذة، قال و كيف طاعتهم لامرائهم؟ قلت: أطوع قوم لمرشدهم قال فما يحلون و ما يحرمون؟ فاخبرته فقال: هل يحلون ما حرم عليهم أو يحرمون ما حلل لهم؟ قلت: لا، قال: فان هؤلاء القوم لا يزالون على الظفر حتى يحلوا حرامهم و يحرموا حلالهم، ثم قال أخبرني عن لباسهم فأخبرته و عن مطاياهم، فقلت الخيل العراب و وصفتها له قال نعمت الحصون و وصفت له الابل و بروكها و قيامها بحملها، فقال هذه صفات دواب طوال الاعناق و كتب معه الى يزدجرد انه لم يمنعني أن أبعث اليك بجند أوله و آخره بالصين بجهالة مني لحق الملوك علي و لكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك لو يحاولون الجبال لهدوها و لو خلالهم سر بهم ازالوني ما داموا على ما وصفت فسالمهم و أرض منهم بالمسالمة و لا تهيجهم ان لم يهيجوك.

أقول أنا: فلم يقبل يزدجرد النصيحة و أنف من المسألة فحصل فيما حصل فيه تصديقا لصاحب الرسالة حيث حكم بانقراض ملكهم.

من حكميات أمير المؤمنين «ع»

<(فصل)> و من المجموع الذي لمحمد بن الحسين المرزبان ذكر يسير ابن الحرث أنه رأى أمير المؤمنين «ع» في المنام فقال: تقول لي شيئا لعل اللّه تعالى أن ينفعني به فقال ما أحسن عطف الأغنياء على الفقراء و أحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء، ثقة باللّه قال: فقلت

ص: 184

تزيدني يا أمير المؤمنين؟ فولى و هو يقول شعرا:

قد كنت ميتا فصرت حيا *** و عن قليل تصير ميتا

عز بدار الفنابيت *** فابن بدار البقا بيتا

و من المجموع عن الصادق «ع» أنه قال: لشيعته كيف أنتم إذا بقيتم شيئا من دهركم لا ترون إماما و استوت اقدام بني عبد المطلب كاسنان المشط فبينا أنتم كذلك اذ أطلع اللّه لكم نجمكم فاحمدوا اللّه و اشكروه و قال «ع» اذا رفع العلم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم، و روى الاصبغ بن نباته قال: أتيت أمير المؤمنين «ع» فوجدته متفكرا ينكت في الأرض، فقلت: مالي أراك متفكرا أرغبة في الأرض أم رهبة عنها؟ قال: لا و اللّه ما رغبت فيها قط و لكن في مولود يكون و هو الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملاؤها قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما و حيرة، و غيبة يضل فيها قوم و يهتدي فيها آخرون.

و من المجموع و عن موسى بن جعفر «ع» إذا فقد الخامس من ولدي سلبت الرحمة من قلوب شيعتنا حتى يظهر القائم، اللّه اللّه في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد فانه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة يرجع فيها كثيرون ممن يقولون بهذا الامر، و عن الرضا «ع» لا بد للناس من فتنة صماء و ذلك عند فقدان الشيعة الرابع من ولدي.

زوجة سطيح كانت من الكهان

<(فصل)> و من طريف ما وجدت في هذا المجموع لمحمد بن الحسين المرزباني في سبب كهانة سطيح، قال: ان زوجة عمران بن عامر أخي عمرو بن عامر طريفة بنت الخير من أهل رومان رأت في منامها ان مأرب سيغرق و يخرب بالغرق فقالت لزوجها ان ما رأيت في الغيم

ص: 185

اذهب عني النوم رأيت غيما برق ثم رعد ثم صعق ثم احترق فما وقع على شيء من الارض إلا أحرق فما بعد هذا إلا الغرق فأتى عليهم سيل العرم.

قال: و طريفة هذه لما حضرتها الوفاة تفلت في فم سطيح فانتقلت كهانتها فيه و قبرها بأصل عقبة الجحفة.

و من المجموع قال: عين أبي نيزر من صدقات أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه باعراض المدينة و أبو نيزر هذا عبد حبشي كان لأمير المؤمنين عليه السلام يعمل في هذه العين.

و من المجموع أتى عمر برجل قد ضربه آخر بشيء فقطع من لسانه قطعة قد أفسدت بعض كلامه فلم يدر ما فيه فحكمه علي «ع» ان ينظر ما أفسد من حروف أ ب ت ث و هي ثمانية و عشرون حرفا فتؤخذ من الدية بقدرها.

و من المجموع قال: سئل أبو حنيفة عن لا شيء ما هو؟ فلم يدر ما يجيب فارسل رجل و معه حمار فاره و قال له اعرضه على جعفر الصادق فاذا قال لك بكم؟ فقل له: بلا شيء و انظر ما يقول، ففعل الرجل ذلك فقال له بكم؟ فقال: بلا شيء فقال: قد أخذناه يا غلام امض بذا إلى السراب فهو لا شيء. قال اللّه تعالى (حَتّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) .

و من المجموع أتى أمير المؤمنين «ع» بسحاقتين فأقرتا. فقال ما أرى ها هنا شيئا يدخل في شيء، ثم قال: لا تبلغوا بهما الحد و لكن اجلدوهما مائة إلا سوطا أو سوطين.

مسألة عجز عن حلها شريح القاضي (إلخ)

<(فصل)> و من المجموع قال شريح القاضي: كنت أقضي لعمر بن

ص: 186

الخطاب فأتاني يوما رجل، فقال يا أبا امية ان رجلا اودعني إمرأتين أحدهما حرة مهرة و الاخرى سرية فجعلتهما في دار و أصبحنا اليوم و قد ولدتا غلام و جارية و كلتاهما تدعي الغلام و تنتفي من الجارية فاقض بينهما بقضائك، فلم يحضرني شيء فيهما فاتيت عمر فقصصت عليه القصة فقال: فيما قضيت بينهما؟ قلت لو كان عندي قضاؤهما ما أتيت، فجمع عمر جميع من حضره من أصحاب النبي (ص) و أمرني فقصصت عليهم ما جئت به و شاورهم فيه فكلهم رد الرأي إلي و اليه، فقال عمر: و لكن اعرف حيث مفزعها و أين منتزعها؟ قالوا كأنك أردت ابن أبي طالب، قال: نعم و أين المذهب عنه؟ قالوا فابعث اليه يأتيك فقال لا، له شمخة من هاشم و أثرة من علم يؤتى لها و لا يأتي، و في بيته يؤتى الحكم فقوموا بنا اليه. فاتينا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه فوجدناه في حائط له يركل فيه على مسحاة و يقرأ (أَ يَحْسَبُ اَلْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) و يبكي، فامهلوه حتى سكن ثم استأذنوا عليه فخرج اليهم و عليه قميص قد نصف أردانه، فقال يا أمير المؤمنين ما الذي جاء بك؟ فقال أمر عرض و أمرني فقصصت عليه القصة، فقال فيم حكمت فيها؟ قلت لم يحضرني فيها حكم، فأخذ بيده من الأرض شيئا ثم قال: الحكم فيها أهون من هذا، ثم استحضر المرأتين و أحضر قدحا ثم دفعه إلى احداهما، فقال احلبي فيه فحلبت فيه ثم وزن القدح و دفعه إلى الأخرى، فقال احلبي فيه فحلبت فيه، ثم وزنه فقال لصاحبة اللبن الخفيف خذي ابنتك، و لصاحبة اللبن الثقيل خذي ابنك، ثم التفت إلى عمر فقال أما علمت ان اللّه تعالى حط المرأة عن الرجل فجعل عقلها و ميراثها دون عقله و ميراثه و كذلك

ص: 187

دون لبنه، فقال له عمر لقد أرادك الحق يا أبا الحسين و لكن قومك ابو، فقال خفض عليك أبا حفص (إِنَّ يَوْمَ اَلْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً) .

<(فصل)> و رأيت في كتاب من قدمه علمه، تأليف هلال بن المحسن الصابي في حديث طويل عن بعض الكتاب و قد سئل عن هذه المسألة ان مولانا علي بن أبي طالب «ع» أوضح الجواب عنها و ذكر عن اللبن ما ذكره عليه السلام.

اعتراف شريك و ابن ليلى من توريث البنت

<(فصل)> و من المجموع قال: مات مولى للمهدي العباسي و خلف ضياعا كثيرة و أثاثا و متاعا و لم يدع إلا ابنة واحدة، فأمر المهدي العباسي نوح بن دراج القاضي أن ينظر في أمر الميراث ليحرز له النصف فقضى ان المال. كله للابنة و سلمه لها، فبلغ ذلك المهدي العباسي فغضب و دعا نوحا و قال له ما حملك على ما صنعت؟ فقال له قضيت بقضاء علي بن أبي طالب فانه قضى للابنة بالمال كله، فقيل له في ذلك فقال: أعطيتها النصف لفريضة اللّه و أعطيتها الآخر لقول اللّه تعالى:

(وَ أُولُوا اَلْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اَللّهِ) فقال له المهدي:

لتأتيني من يعلم ذلك أو لأفعلن، فقال يا أمير المؤمنين سل الفقهاء و القضاة عن هذا فان كنت كاذبا فافعل ما شئت، فكتب المهدي إلى شريك و ابن أبي ليلى و جماعة من فقهاء الكوفة ممن يتولى القضاء و غيرهم فاحضروا ببغداد، فسألهم عما قال نوح فصدقوه و رووا ذلك له عن علي بن أبي طالب «ع» باسانيد كثيرة فقال لنوح قد اجزت حكمك في هذه المرة فان عدت قتلتك.

<(فصل)> هذا الحديث الاول كنا قد ذكرنا معناه في المجلد الذي

ص: 188

حملناه إلى السلطان على يد العلاء صاحب ديوان الممالك المعظمة الشمسى فلا نكتبه بل نكتب الذي بعده؛ قد ذكرنا عند حديث مدة ملك فرعون من هذا الكتاب على الحاشية من كتب الفتن أول منتخب المنن ما ان رأينا المكاتبة به الى صاحب ديوان الممالك المعظمة الشمسى فنذكر إن من أسباب طول مدة مملكة فرعون و تأخير دعاء موسى و هارون عليهما السلام عليه ما رويناه في بعض تفاسير قوله تعالى: (رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ) الآية و انه أوحى اليهما ان فرعون يؤمن البلاء و يرفق بالعباد و يحب الأيادي فأطلت في عمره لذلك و لا يضرني انه يدعي الآلهة.

تزويج أم كلثوم بغير شاهدين

<(فصل)> و من المجموع قال: زوج علي عمر بن الخطاب ابنته أم كلثوم بغير شاهدين، و لما بعث بها إليه فقال لها قولي له قد قضى لي حاجتك، فلما أتت عمر ضرب بيده إليها فقالت مالك؟ قال لها أنا زوجك قالت أفلا استأمر في نفسي فرفع يده. أقول، هذا آخر لفظ، الخبر.

في ترجمة سردوس و استعمال هامان

<(فصل)> و نذكر ما رأيناه في المجلد الثامن من معجم البلدان في ترجمة هامان على حفر خليج سردوس ان فرعون استعمل هامان على حفر خليج سردوس فلما ابتدأ حفره أتاه أهل كل قرية يسألونه ان يجري الخليج تحت قريتهم و يعطونه مالا فكان يذهب به إلى هذه القرية من نحو المشرق ثم يرده إلى قرية دبر القبلة؛ ثم يرده الى قرية في المغرب، ثم يرده الى قرية في القبلة، و يأخذ من كل قرية مالا، حتى اجتمع له في ذلك مائة الف دينار فأتى بذلك يحمله الى فرعون، فسأله فرعون عن ذلك فأخبره بما فعل في حفره، فقال له فرعون و يحك إنه ينبغي

ص: 189

للسيد أن يعطف على عباده و يفيض عليهم و لا يرغب في ما أيديهم؛ رد عليهم أموالهم فرد على كل قرية ما أخذ منهم جميعه، فلا يعلم في مصر خليج أكثر عطوفا من سردوس لما فعله هامان في حفره، و قال ابن زولاق لما فرغ هامان من حفر خليج سردوس سأله فرعون عما أنفقه عليه فقال أنفقت مائة ألف دينار أعطانيها أهل القرى، فقال ما أحوجك إلى من يضرب عنقك أتأخذ من عبيدي مالا على منافعهم؟ ردها عليهم ففعل.

في ترجمة تبت: مملكة متاخمة للصين

<(فصل)> و رأيت في معجم البلدان لياقوت الحموي في ترجمة بلاد تبت ما هذا لفظه: و قرأت في كتاب إن تبت مملكة متاخمة لبلاد الصين، و تتاخم من أحدى جهاتها لأرض الهند و من جهة الشرق لبلاد الهياطلة و من جهة لبلاد الترك؛ و لهم مدن و عمائر كثيرة ذوات سعة و قوة و لأهلها حضر و بدو، و بواديها ترك لا تدرك كثرة و لا يقوم لهم أحد من بوادي الأتراك و هم معضمون في أجناس الترك لأن الملك كان فيهم قديما و عند أخبارهم أن الملك سيعود؛ و لبلاد التبت خواص في هوائها و مائها و سهلها و جبلها و لا يزال الانسان بها ضاحكا مستبشرا لا تعرض له الأحزان و الأفكار و الغموم يتساوى في ذلك كهولهم و شيوخهم و شبابهم و لا تحصى عجائب ثمارها و نزهتها و بروجها و أنهارها و هو بلد تقوى فيه طبيعة الدم على الحيوان الناطق و غيره، ثم قال: حتى أن الميت إذا مات عندهم لا يدخل أهله كثير حزن كما يلحق غيرهم، و ذكر أن تبع الأقران لما سار من اليمن حتى عبر نار جيحون و طوى مدينة بخارى و أتى سمرقند و هي خراب فبناها و أقام عليها؛ ثم سار نحو الصين فصار في بلاد الترك شهرا، ثم قال انه بنى هذه المدينة و سماها

ص: 190

تبت و أسكن فيها ثلاثين ألفا من أصحابه.

<(فصل)> و من مجموع محمد بن الحسين بن المرزبان عن النبي (ص) لا يبغي على الناس إلا ولد بغاء أو فيه عرق بغية.

و من المجموع كان النبي (ص) يحدث نسائه فقالت إمرأة منهن يا رسول اللّه كان هذا حديث خرافة؟ فقال و هل تدرين ما خرافة؟ ان خرافة رجل من عذرة أسرته الجن فمكث فيهم حينا ثم أطلقوه فكان يحدث الناس بما رأى فكان الناس يقولون حديث خرافة.

دخول علي بن الحسين على عمر بن عبد العزيز

<(فصل)> و من المجموع قال: دخل علي بن الحسين عليهما السلام على عمر بن عبد العزيز و عنده وجوه الناس، فلما قام من عنده قال عمر من أشرف الناس؟ فقالوا أنتم أيها الأمير لكم الشرف في الجاهلية و الخلافة في الاسلام، قال كلا و اللّه؛ و لكن أشرف الناس هذا الذي قام من عندي آنفا، إنما أشرف الناس من أحب الناس أن يكونوا منه و لم يحب أن يكون من أحد، و هذه صورة هذا الرجل.

<(فصل)> و من مجموع محمد بن الحسين المرزباني الذي قدمنا ذكره فيما قال من شعر مولانا علي فقال و له عليه السلام:

و اذا بليت بعسرة فالبس لها *** ثوب اليسار فان ذلك أحزم

لا تشكون إلى العباد فإنما *** تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم

قال و له عليه السلام:

النفس تجزع أن تكون فقيرة *** و الفقر خير من غنى يطغيها

و غنى النفوس هو الكفاف فان أبت *** فجميع ما في الأرض لا يكفيها

قال و له عليه السلام:

ما أحسن الدنيا و اقبالها *** إذا أطاع اللّه من نالها

ص: 191

من لم يواس الناس من ماله *** عرض للإدبار اقبالها

و من المجموع قال: لما وجد الحسن بن علي «ع» فترة من أنصاره و كتب معاوية في طلب الصلح اليه و الى أصحابه خطب خطبة منها:

ما صدنا عن أهل الشام شك و لا ندم و إنما كنا نقاتلهم بالسلامة و الصبر فشيبت السلامة بالعداوة و الصبر بالجزع و كنتم في مسيركم دينكم أمام دنياكم فأصبحتم اليوم دنياكم أمام دينكم ألا و انا لكم كما كنا و لستم كما كنتم لنا أصبحتم بين قتيلين: قتيل بصفين تبكون له و قتيل بالنهروان تطلبون منا تأره و الباكي خاذل و الباقي ثائر و معاوية يدعونا الى أمر ليس فيه عز و لا نصفة، فان أردتم الموت و ردناه و حاكمناه الى اللّه بظبات السيوف و ان أردتم الحياة قبلناها و أخذنا لكم بالرضا، فناداه الناس من كل جانب البقية يا بن رسول اللّه عليهم الصلاة و السلام.

إخبار الحسين عبد اللّه بن عباس أني مقتول

<(فصل)> و من المجموع الذي ذكرناه قال الحسين «ع» لعبد اللّه بن عباس في كلام دار بينهما، اني مقتول بالعراق و لأن اقتل هناك أحب إلي من أن يستحل دمي في حرم اللّه و حرم رسوله (ص).

ذم الحسن «ع» عمرو بن العاص

<(فصل)> و من المجموع في ذم مولانا الحسن «ع» لعمرو بن العاص في وجهه ما هذا لفظه: قال الحسن «ع» لعمرو: أنت كالكلب لا يحمد منه رأس و لا ذنب قديمك مذموم و حديثك بالشرك موسوم ولدت على فراش مشترك و اختصم فيك خمسة فغلب عليك ألأمهم حسبا و أخبثهم منصبا و أنت للأبتر شانىء محمد (ص) و أنت الراكب الى النجاشي لا نتقاص جعفر (ع) و تعريضه للتلف و أنت الهاجىء رسول اللّه (ص) بسبعين بيتا حتى قال اللهم العنه بكل بيت لعنة و أنت الملهب المدينة

ص: 192

نارا على عثمان و الهارب إلى فلسطين و البايع بعده من معاوية بدنياه الدين.

و من المجموع كان معاوية يقول: ما دخل الحسن «ع» إليّ إلا أن يتعجل خروجه خشية من وقوع السيف علي عند كلامه.

و من المجموع قال يوما رسول معاوية للحسن «ع» اسأل اللّه أن يحفظك و يهلك هؤلاء القوم، فقال «ع» رفقا لا تخن من أئتمنك و حسبك أن تحبني لحب رسول اللّه (ص) و لأبي و أمي و من الخيانة أن يثق بك قوم و أنت عدو لهم و تدعو عليهم.

قول الحسين كان أبي علما لمن جهل

<(فصل)> و من المجموع المذكور قال: و من كلام الحسين «ع» كان أبي علما لمن جهل مذكرا لمن غفل لا يلفظ إلا الحق و ان أمر و لا يسيغ الباطل و إن حلا، شد عضده، و جاهد وحده، و آزر أخاه و قتل عداه و كشف عن وجهه الكربات و خاض دونه الغمرات فلما اختار اللّه لنبيه (ص) دار أنبيائه كرهته قريش فأهملهم إهمال الراعي لإبله فبايع الناس أبا بكر فمنحه و ده و بذل له نصحه و لما استخلف عمر كرهه قوم و رضيه آخرون فكان أبي فيمن أحب بيعته و لم يكره خلافته ثم بايع الناس عثمان و هم لا يستغنون عن مشورته و حضوره ثم قتل عثمان فلم ير أحدا يقوم مقامه و لو رآه لسلم الأمر إليه و لم ير حريصا عليه فتسلم الامارة لإقامة حدود عطلت و لدلالة على معارف أنكرت و جهلت و انفتقت عليه أعلام النفاق و رايات الشقاق عندما ضحكت لهم الدنيا و تزينت بأحسن زينتها فلم يزل يفتق ما رتقوا و يرتق ما فتقوا حتى قبضه اللّه على خير حالاته و أفضل ساعاته.

أقول: ان كان هذا الحديث صحيحا فمعنى قوله «ع» ان مولانا

ص: 193

عليا «ع» لم يكره بيعة عمر لأنه كان يعلم ان البلاد تفتح على يديه و ان قريشا لا تريده «ع» و لا توافق عليه، ألا ترى الى قول الحسين (ع) فأهملهم اهمال الراعي لابله، يعني أباه عليا (ع) كان هو الامام و الراعي للأمة و لكنه تركهم لعدم الناصر كما تركهم عيسى (ع) و رفعه اللّه جل جلاله الى السماء.

في ترجمة رضية بنت أبي علي

<(فصل)> و رويت في المجلد الرابع من كتاب التحصيل فيما رويناه عن محمد بن النجار في ترجمة رضية بنت أبي علي من كتاب التذييل باسناده إلى جابر بن عبد اللّه قال: سمعت رسول اللّه (ص) يقول ليكون لي ولده يعني العباس بن عبد المطلب ملوك يلون أمر أمتى يغير اللّه بهم الدين.

أقول: ان كان الحديث صحيحا فلعل معناه يحدثون ما يقتضي أن اللّه جل جلاله يسلط عليهم من يغير بهم الدين.

<(فصل)> و رأيت في مجلد أوله الرسالة العزية للمفيد رحمه اللّه في آخره أخبار و حجابات منها باسناد أصحابنا عن الصادق «ع» قال:

يقوم القائم يوم عاشوراء، و منها باسنادهم عن النبي (ص) قال: إذا حاد.. بن الشام فكأني بقيس لا يمنع ذئب تلعة فعند ذلك فرج هذه الامة.

حوادث سنة خمس عشر من الهجرة

<(فصل)> و رأيت في المجلد الثالث من تاريخ ابن الأثير في حوادث سنة خمس عشرة من الهجرة، قال: و سار هرقل فنزل بسمياط، فلما أراد المسير منها علا على نشز ثم التفت الى الشام فقال: السلام عليك يا سورية سلام لا اجتماع بعده و لا يعود اليك رومى أبدا إلا خائفا حتى يولد المولود المشئوم و يا ليته لا يولد فما أحلى فعله و أمر فتنته على الروم.

ص: 194

أقول: ما أعلم من أراد بالمولود المشؤوم فينظر في ذلك، و الظاهر انه الذي يفتح القسطنطينية.

في ترجمة مدينة النجاشي

<(فصل)> و رأيت في المجلد الثالث عشر من معجم البلدان في بيان مدينة النجاشي، انه لما بعث عبد الملك بن مروان موسى بن نصير عامله على المغرب لقصدها و عجز عن فتحها رأى على جانب من سورها كتابة بالحميرية فأمر باستنساخها فنسخت فكانت:

ليعلم المرء ذو العز المنيع و من *** يرجو الخلود و ما حي بمخلود

لو ان خلقا ينال الخلد في مهل *** لنال ذلك سليمان بن داود

سألت له القطر عين القطر فائضة *** فيه عطاء جليل غير مصرود

فقال للجن أبنوا لي به أثرا *** يبقى الى الحشر لا يبلى و لا يودي

فصيروه صفاحا ثم ميل به *** الى السماء باحكام و تجويد

فافرغوا القطر فوق السور منحدرا *** فصار صلبا شديدا مثل صيحود

و صب فيه كنوز الارض قاطبة *** و سوف تظهر يوما غير محدود

لم يبق من بعدها في الأرض سابغة *** حتى تضمن رمسا بطن اخدود

وصا في قعر بطن الارض مضطجعا *** مضمنا بطوابيق الجلاميد

هذا ليعلم ان الملك منقطع *** إلا من اللّه ذى التقوى و ذى الجود

أقول: و بهذا اليوم الذي ذكر انه يظهر فيه هذه الكنوز لم يعينه و قد يعيّن في أخبار غيره.

<(فصل)> أحضر الولد أبو منصور ابن عمي رقعة ذكر انها بخط الفقيه أحمد الموصلي كتب فيها انه نقلها من كتاب عتيق، روى جويرية ابن قدامة السعدى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» قال: شهدت مع مولاي علي «ع» النهروان، فحين فرغنا من القتال نزلنا بارض بابل

ص: 195

و كادت الشمس تغيب و لم يصل، فقلت يا مولاي لم لا تصلي؟ فقال: يا جويرية هذه أرض اصيبت مرتين و هي متوقعة الثالثة، فلما عبرنا غابت الشمس فرأيت مولاي «ع» و قد تكلم بين شفتيه بكلام أما بالعربية و بالسريانية فرجعت الشمس، فقال يا جويرية أذن، فأذنت و صلينا، فلما فرغنا اشتبكت النجوم، فقلت: يا مولاي قد ذكرت مرتين فمتى تكون الثالثة؟ قال يا جوبرية اذا عقد الجسر بارضها و طلعت النجوم ذات الذوائب من المشرق هناك يقتل على جسرها كتائب.

نقل أحكام جاماسب الحكيم

<(فصل)> و ذكر انه وجد على ظهر كتاب تاريخه سنة ست و خمسين و خمسمائة و كان مخرما يقول فيه ما نقل من أحكام جاماسب الحكيم من الفارسية الى اللفظ العربي، ان القرانات القمرية إثنا عشر قرانا كل قران ستون سنة و في كل ثلاث مثلثات يقع للعالم حكم في القران العاشر عند انتهائه و دخول أمد يسير من القران الحادي عشر يظهر بنو قنطورا و تملك العباد و تخرب البلاد، فاذا انتهاء الحادي عشر قتل بنو قنطورا بني الاصفر و ملكوا الزوراء و ذهبت بيضة الاسلام و ملكوا على الدنيا كافة شرقا و غربا، و اذا كان الثاني عشر و هو آخر القرانات القمرية المحكوم عليها تضمحل الاديان كلها في الدنيا، و اذا كان ذلك ظهر الخائف و هو ابتداء دولته و أول التاريخ المذكور و آخر التاريخ الأول و نزل عيسى «ع» من السماء و تجدد الأديان، و يعبد الرحمن أعاذنا اللّه من تلك الأوقات الردية و كفانا من البلايات. و كتب محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الأنماطي.

خطبة الإمام علي «ع» و ما يجري في العالم

<(فصل)> و رأيت في كراس بخط الولد المذكور ان مولانا عليا «ع» ذكر في خطبة له: ألا و كم يجري قبل ذلك في العالم من اعجوبات و كم

ص: 196

تظهر فيه من آيات لا مرية فيها و هي مراكز العلامات كنفور بني قنطورا و ملكهم العراق و أطراف الشامات و تلعبهم بالاخوان و الأخوات من المستورين و المستورات، قال و من كتاب ثواب الاعمال قال أخبرنا أحمد بن محمد عن اسماعيل بن ميمون عن نباته عن حذيقة بن اليمان عن جابر الأنصاري عن النبي (ص) انه كان ذات يوم جالسا بين أصحابه إذ هبط عليه جبرئيل (ع) فقال: السلام يقرؤك السلام و يخصك بالتحية و الاكرام بالاسلام، فقال له النبي (ص) يا أخي جبرئيل و ما الاسلام؟ قال: هي الخمسة الأنهر سيحون و جيحون و الفراتان و نيل مصر و قد جعلت هذه الخمسة الأنهر لك و لأهل بيتك و شيعتك و يقول و عزتي و جلالي كل من شرب منها قطرة واحدة و قام الخلائق للحساب يوم الحساب لن أدخل الجنة أحد إلا من رضيت عنه و جعلته من مائها في حل، فعند ذلك تهلل وجه النبي (ص) و قال: يا أخى لوجه ربي الحمد و الشكر، فقال له جبرئيل: ابشرك يا رسول اللّه بالقائم من ولدك لا يظهر حتى يملك الكفار الخمسة الأنهر فعند ذلك ينصر اللّه بيتك على أهل الضلال و لم يرفع لهم راية أبدا الى يوم القيامة، فسجد النبي (ص) شكرا للّه و أخبر المسلمين و قال لهم؟ بدأ الاسلام غريبا و سيعود كما بدأ، فسئل عن ذلك فقال: هي الخمسة الأنهر التي جعلها اللّه لنا أهل البيت و هي سيحون و جيحون و الفراتان و نيل مصر، اذا ملكت الكفار الخمسة الانهر ملك الاسلام شرقا و غربا و ذلك الوقت ينصر اللّه أهل بيتي على أهل الضلال و لم يرفع لهم راية أبدا الى يوم القيامة.

وقوف السجاد «ع» على نجف الكوفة

<(فصل)> و من الكراس بخط بعض الثقاة من اصحابنا روى ان مولانا زين العابدين على بن الحسين (ع) وقف على نجف الكوفة يوم وروده

ص: 197

جامع الكوفة بعد ما صلى فيه و قال هي هي يا نجف، ثم بكى و قال يا لها من طامة، فسئل عن ذلك فقال: لذا ملأ نجفكم السيل و المطر و ظهرت النار بالججاز في الاحجار و المدر و ملكت بغداد فتوقعوا ظهور القائم المنتظر.

قال و روى عن الصادق جعفر بن محمد (ع) انه سئل عن ظهور قائم أهل البيت عليهم السلام، فتنهد و بكى ثم قال: يا لها من طامة اذا حكمت في الدولة الخصيان و النسوان و السودان و احدث الامارة الشبان و الصبيان و خرب جامع الكوفة من العمران و انعقد الجسران فذلك الوقت زوال ملك بني العباس و ظهر قائمنا أهل البيت عليهم السلام.

خسف في الشام و البصرة

<(فصل)> فيما نذكره من كتاب المناقب لابن شهر اشوب قدس اللّه روحه في علامات الظهور ذكر فيها خسفا يكون ببغداد و خسفا بقرية الجابية بالشام و خسفا بالبصرة و نارا تظهر بالمشرق طولا و تبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام و نارا تظهر من أذربيجان لا يقوم لها شيء و خراب الشام و عقد الجسر مما يلي الكرخ ببغداد و ارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار و زلزلة حتى ينخسف كثير منها و اختلاف صفين من العجم و سفك دماء كثيرة بينهم و غلبة العبيد على بلاد الشام و نداء من السماء يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة بلغتهم و ينادي باسمه و اسم أبيه و وجها و صدرا يظهران للناس في عين الشمس و أربعا و عشرين مطرة متصلة في جمادي الآخرة و عشرة من أيام رجب فتحيى بها الأرض بعد موتها و تعرف بركاتها و تزول بعد ذلك كل عاهة.

في طالع النبي (ص) و ما يدل عليه

<(فصل)> و ذكر ابن شهراشوب طالع النبي (ص) و ما يدل عليه

ص: 198

فقال ما هذا لفظه: و قال أبو الحسن القاشاني طالع النبي (ص) الميزان و عطارد في برج ثابت و صاحب سهم الغيب في برج ثابت، و المشتري في برج نفسه يدل على ان نبوته تبقى الى يوم القيامة و تكون شريعته على الزيادة و اذا مضى من وقت مفارقته من هذه الدائرة خمسمائة سنة وجه الروم على يدي أولاده على ما ذكر يعقوب بن اسحق الكندي و أبو معشر البلخي و يحيى بن أبي منصور و خطوطهم عند الخلفاء، و قال القاشاني:

كانت الزهرة في برج العقرب مع عطاء و هو برج القران فتبقى شريعته الى يوم القيامة و الملك ينتقل مرة ثم يرجع، ثم قال الاختلاف الواقع في طالعه في الملك هو استيلاء بني أمية و بني العباس و ينتقل الى اقوام جبلية فارسية لأن دينه باق و لأجل ان زحل دليل اولاده تحت الشعاع أوجب أن أولاده يصيبهم في بدأ الأمر خوف و قتل فاذا مضى من وفاته خمسمائة سنة ترجع الدولة الى الطالبية و يظفرون على الكفار و الملحدين و يظهر عدل و يكون للعالم كله دين حسن.

في حكم جاماسب و زرادشت قبل المبعث

<(فصل)> و قال أبو معشر: قد حكم جاماسب و زرادشت قبل مبعث النبي (ص) بالف سنة و زيادة بطالع القران ان الشريعة الى يوم القيامة و حكما بأن الملك يتغير و يذهب عن يد أهل بيته في ابتداء موته على رأس ثلاثمائة سنة و ستين سنة عن يد أصحابه ثم يرجع اليهم بعد خمسمائة سنة و يستولي الطالبيون على العالم و يظهرون عدلا و انصافا، و قال اعبد زحل:

و وديعة من سر آل محمد *** أودعتها و جعلت من امنائها

فاذا رأيت الكوكبين تقاربا *** في الجري بين صباحها و مسائها

فهناك يطلب ثأر آل محمد *** و تراثها بالسيف من اعدائها

ص: 199

فيما ذكر عن إيوان كسرى

<(فصل)> فيما ذكره ابن شهر اشوب عن ايوان كسرى روى ابن شهر اشواب في المجلد الثامن من المناقب من النسخة التي جعلها مجلدين و إذا كانت ثماني مجلدات فيكون في المجلد الثامن في باب امامة القائم «ع» و قال محمد بن علي النوشجاني أخبر يزدجرد بيوم القادسية و انجلائها عن خمسين الف قتيل من الفرس فخرج يزدجرد هاربا في أهل بيته فوقف بباب الايوان فقال: السلام عليك أيها الايوان ها أنا ذا منصرف عنك و راجع اليك أنا أو رجل من ولدي لم يدن زمانه و لا آن أوانه، قال سليمان الديلمي فسألت الصادق «ع» عن معنى قوله أو رجل من ولدي، قال: ذلك قائمكم السادس من ولدي و قد ولده يزدجرد بن شهريار من قبل أم علي بن الحسين «ع» شهر بانوه بنت يزدجرد فهو ولده من الحسين «ع» قال و قد قدمنا ذكر قول قيصر ملك الروم عند مفارقته الشام فيما يناسب هذا، و أقول أنا: و في هذا الحديث آيات: منها ان الصادق «ع» أخبر ان القائم هو السادس من ولده كما جرت الحال عليه فلا بد أن يكون علم ذلك من جانب اللّه و عن آبائه الطاهرين، و إلا كيف كان يعلم انه يكون له عقب متصل الى السادس من ولده و منها تصدق النقل لما تجدد للسادس من ولده «ع» من اعتقاد انه القائم و لم يعتقد ذلك في أحد من آبائه قبله، و منها بقاء الايوان الى الآن و قد هدم جميع دور كسرى و آثارها، و منها معرفة كسرى بطريق النجوم أو غيرها تحديد ذلك و تصديق أهل بيت النبوة في اعتقادهم و للّه الحجة البالغة.

<(فصل)> و رويت في المجلد الثاني من كتاب التحصيل في ترجمة اسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث من تذييل محمد بن النجار بالاسناد المذكور فيه عن ثوبان مولى رسول اللّه (ص) عن رسول اللّه،

ص: 200

قال: يوشك الامم ان تتداعى عليكم كما تداعى الأكلة الى قصعتها قيل أو من قلة نحن يومئذ؟ قال بل انتم كثير و لكن غثاء كغثاء السيل و لتنزعن المهابة منكم و ليقذفن الوهن في قلوبكم، قالوا و ما الوهن؟ قال: حب الدنيا و كراهية الموت.

أقول: ذكر هذا الحديث و أمثاله أحمد بن المنادي في كتابه الملاحم

في ترجمة الضحاك بن محمد بن هبة اللّه

<(فصل)> و رويت في المجلد الثالث من كتاب التحصيل في ترجمة الضحاك بن محمد بن هبة اللّه باسناده عن ابن مسعود، قال: قال رسول اللّه (ص) لا يزال هذا الأمر فيكم و أنتم ولاته ما لم تحدثوا فاذا فعلتم سلط اللّه عليكم شرار خلقه فالتحوكم كما يلتحي القضيب، صدق صلوات اللّه عليه و آله، و لقد حذرهم بما يؤمنهم مما جرى عليهم فلم يقبلوا فكان الذنب لهم إذ خالفوه (ص)

<(فصل)> و رأيت أبياتا لبعض الشعراء في مدح مولود بعضها مقول:

حملت به أم مباركة *** و كأنها بالحمل ما تدري

حتى أتمت شهر تاسعها *** ولدته مشبه ليلة القدر

فاتين فيه فقال اسرته *** يرجى لحمل نوائب الدهر

و النور كلّل وجهه فبدا *** كالبدر أو أبهى من البدر

و نذرن حين رأين غرّته *** ما ان بقين و فين بالنذر

للّه صوما شكر أنعمه *** و اللّه أهل الحمد و الشكر

و شهدن ان على شمائله *** نص الإله عليه بالنصر

و نفوذ أمر في البرية لا *** يعصى له في البر و البحر

في عدة أصحاب القائم «ع»

<(فصل)> فيما رأيت من عدة أصحاب القائم «ع» و تعيين مواضعهم من كتاب يعقوب بن نعيم قرقارة الكاتب لأبي يوسف، قال النجاشي

ص: 201

الذي زكاه محمد بن النجار ان يعقوب بن نعيم المذكور روى عن الرضا «ع» و كان جليلا في اصحابنا ثقة، و رأينا ما ننقله في نسخة عتيقة لعلها كتبت في حياته و عليه خط السعيد فضل اللّه الرواندي قدس اللّه روحه فقال ما هذا لفظه: حدثي احمد بن محمد الأسدي عن سعيد بن جناح عن مسعدة ان أبا بصير قال: لجعفر بن محمد «ع» هل كان أمير المؤمنين «ع» يعلم مواضيع أصحاب القائم «ع» كما كان يعلم عدتهم؟ فقال جعفر بن محمد «ع» إي و اللّه يعرفهم باسمائهم و أسماء آباءهم رجلا فرجلا و مواضع منازلهم؛ فقال جعلت فداك فكلما عرفه أمير المؤمنين «ع» عرفه الحسن «ع» و كلما عرفه الحسن فقد صار علمه الى الحسين و كلما عرفه الحسين فقد صار علمه اليكم فاخبرني جعلت فداك؟ فقال جعفر «ع» اذا كان يوم الجمعة بعد الصلاة فأتني؛ قأتيته فقال أين صاحبك الذي يكتب لك؟ فقلت: شغله شاغل و كرهت ان أتأخر عن وقت حاجتي فقال «ع» لرجل اكتب له: بِسْمِ اَللّهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ ، هذا ما أملاه رسول اللّه (ص) على أمير المؤمنين «ع» و أودعه إياه من تسمية أصحاب القائم «ع» وعدة من يوافيه من المفقودين عن فرشهم و السائرين الى مكة في ليلة واحدة و ذلك عند استماع الصوت في السنة التي يظهر فيها أمر اللّه عز و جل و هم النجباء و الفقهاء و الحكام على الناس. المرابط السياح من طواس الشرقي رجل، و من أهل الشام رجلان، و من فرغانة رجل، و من مرو الروذ رجلان، و من الترمذ رجلان، و من الصامغان رجلان، و من النيزبان أربعة رجال، و من أفنون تسعة رجال و من طوس خمسة رجال، و من فاراب رجلان و من الطالقان أربعة و عشرون رجلا، و من مرو اثنا عشر رجلا، و من جبال الغور ثمانية رجال؛ و من

ص: 202

نيسابور سبعة عشر رجلا، و من سجستان ثلاثة رجال، و من بوشنج أربعة رجال، و من الرى سبعة رجال، و من هراة اثنا عشر رجلا، و من طبرستان أربعة رجال، و من تل مورن رجلان، و من الرها رجل واحد، و من قم ثمانية عشر رجل، من قوميس رجلان، و من جرجان اثنا عشر رجلا. و من فلسطين رجلا، و من.... ثلاثة رجال و من الطبرية رجل، و من همدان أربعة رجال، و من بابل رجل واحد، و من كيدر رجلان، و من سبزوار ثلاثة رجال، و من كشمير رجل و من سنجار أربعة رجال، و من قالى قلا رجل، و من شمشاط رجل، و من حران رجل، و من الرقة ثلاثة رجال، و من الرافقة رجلان و من حلب أربعة رجال، و من قبرص رجلان، و من بتليس رجل، و من دمياط رجل، و من أسوان رجل، و من سلمية خمسة رجال، و من دمشق ثلاثة رجال، و من بعلبك رجل، و من تل شيزر رجل؛ و من الفسطاط أربعة رجال، و من القلزم رجلان، و من تستر رجل، و من برذغة رجل، و من فارس رجل، و من تفليس رجل، و من صنعاء رجلان، و من مأزن رجل، و من طرابلس رجل، و من القيروان رجلان، و من إيلة رجل، و من وادي القرى رجل، و من خيبر رجل، و من بدر رجل، و من الحان رجل، و من أهل المدينة رجل، و من الربذة رجل، و من الكوفة أربعة عشر رجلا، و من الحيرة رجل و من كوثي رجل، و من طي رجل، و من زبيدة رجل، و من برقة رجلان، و من الأهواز رجلان، و من اصطخر رجلان، و من بيداميل رجل، و من الليان رجل، و من... رجل، و من واسط رجل، و من حلوان رجلان، و من البصرة ثلاثة رجال، و من أصحاب الكهف

ص: 203

سبعة رجال، و التاجران الخارجان من عانة الى انطاكية، و المستأمنة الى الروم و هم أحد عشر رجلا، و النازلون بسر انديب، و من السمندر أربعة رجال، و المفقود من مركبه بسلاهط رجل، و من هرب من الشعب الى سندانية رجلان، و المتخلي بسقلية و الطواف لطلب الحق من يخشب رجل، و الهارب من عشيرته من بلخ رجل، و المحتج بالكتاب من سرخس على النصاب، فهؤلاء ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، يجمعهم اللّه عز و جل بمكة في ليلة واحدة، و هي ليلة الجمعة فيصبحون بمكة في بيت اللّه الحرام لا يتخلف منهم رجل واحد فينتشرون بمكة في أزقتها و يطلبون منازل يسكنونها، فينكرهم أهل مكة، و ذلك لم يعلموا بقافلة قد دخلت من بلدة من البلدان لحج و لا لعمرة و لا تجارة، فيقول من يقول من أهل مكة بعضهم لبعض، ما ترون قوما من الغرباء في يومنا هذا لم يكونوا قبل هذا ليس هم من أهل بلدة واحدة و لا هم من قبيلة واحدة و لا معهم أهل و لا دواب، فبيناهم كذلك إذ أقبل رجل من بني مخزوم فيتخطى رقاب الناس و يقول: رأيت في ليلتي هذه رؤيا عجيبة و أنا لها خائف و قلبي منها وجل، فيقولون سر بنا الى فلان الثقفي فاقصص عليه رؤياك، فيأتون الثقفي فيقول المخزومي: رأيت سحابة انقضت من عنان السماء فلم تزل حتى انقضت على الكعبة مما شاء اللّه، و اذا فيها جراد ذو اجنحة خضر، ثم تطايرت يمينا و شمالا لا تمر ببلد إلا أحرقته و لا بحصن إلا حطمته، فيقول الثقفي لقد طرقكم في هذه الليلة جند من جنود اللّه جل و عز لا قوة لكم به، فيقولون أما و اللّه لقد رأينا عجبا و يحدثونه بأمر القوم، ثم ينهضون من عنده فيهتمون بالوثوب بالقوم و قد ملأ اللّه قلوبهم رعبا و خوفا، فيقول بعضهم لبعض

ص: 204

و هم يأتمرون بذلك، يا قوم لا تعجلوا على القوم، و لم يأتوكم بمنكر و لا شهروا السلاح و لا أظهروا الخلاف و لعله أن يكون في القوم رجل من قبيلتكم فان بدا لكم من القوم أمر تنكرونه فاخرجوهم، أما القوم فمتنسكون سيماهم حسنة و هم في حرم اللّه جل و عز الذي لا يفزع من دخله حتى يحدثوا فيه حادثة و لم يحدث القوم ما يجب محاربتهم، فيقول المخزومي و هو عميد القوم: أنا لا آمن أن يكون وراهم مادة و ان أتت اليهم انكشف أمرهم و عظم شأنهم فأحصوهم و هم في قلة من العدد و عزة بالبلد قبل أن تأتيهم المادة، فان هؤلاء لم يأتوكم إلا و سيكون لهم شأن، و ما أحسب تأويل رؤيا صاحبكم إلا حقا، فيقول بعض لبعض:

إن كان من يأتيكم مثلهم فانه لا خوف عليكم منهم لأنه لا سلاح معهم و لا حصن يلجأون اليه، و ان اتاكم جيش نهضتم بهؤلاء فيكونون كشربة ظمآن، فلا يزالون في هذا الكلام و نحوه حتى يحجز الليل بين الناس فيضرب على آذانهم بالنوم فلا يجتمعون بعد إنصرافهم أن يقوم القائم فيلقى أصحاب القائم «ع» بعضهم بعضا كبني أب و أم افترقوا غدوة و اجتمعوا عشية.

فقال أبو بصير: جعلت فداك ليس على ظهرها مؤمن غير هؤلاء قال: بلى و لكن هذه العدة التي يخرج فيها القائم «ع» و هم النجباء و الفقهاء و هم الحكام و هم القضاة الذين يمسح بطونهم و ظهورهم فلا يشكل عليكم حكم.

قال و حدثنا أحمد بن محمد الأسدي عن محمد بن مروان عن عبد اللّه بن حماد عن سماعة ابن مهران قال: قال أبو بصير سألت جعفر بن محمد «ع» عن أصحاب القائم «ع» فاخبرني بمواضعهم و عدتهم، فلما كان العام

ص: 205

الثاني عدت اليه فقلت: جعلت فداك ما قصة المرابط و السياح؟ قال هو رجل من أهل أصبهان من أبناء الدجالين له عودة فيه سبعة أشياء و لا يعلمه غيره يخرج من بلده يسيح في البلاد و يطلب الحق فلا يلحق المخالف إلا ارواح منه، ثم ينتهي إلى طرابوزون و هي الحاجز بين الاسلام و الروم فيصيب بها رجل من النصارى كان يتناول امير المؤمنين «ع» فيقيم بها و يسرى به، و اما الطوّاف لطلب الحق فهو رجل من اهل يخشب قد كتب الأحاديث و عرف الاختلاف فلا يزال يطلب العلم حتى يعرف صاحب الأمر «ع» و لا يزال كذلك حتى يأتيه صاحب الأمر و الهارب من عشيرته حتى يهرب الى الاهواز فيقيم في بعض قراها حتى يإتيه أمر اللّه جل و عز، و لا يلقى أحدا من المخالفين إلا حاجّه من كتاب اللّه و أثبت أمرنا، أما المتخلي بقلبه فانه رجل من ابناء الروم من أهل قرية يقال لها قونية و يسلم الى مقالته حتى إذا من اللّه عليه بمعرفة الأمر الذي أسلم له و اتقنه دخل سقلية فاقام بها يعبد اللّه حتى يسمع الصوت فيجيب، و أما الهاربان الى سندانية و من الشعب فرجلان:

أحدهما من الكدر و الآخر من أهل حبابا يخرجان الى مكة فلا يزالان بها يتجران حتى يصلح متجرهما بقرية يقال لها الشعب، فيصيران اليها و يقيمان حينا من الدهر، فاذا عرفوهما أهل الشعب آذوهما و أفسدوا كثيرا من امرهما فيقول أحدهما لصاحبه: يا أخي قد آذونا في بلدنا حتى فارقناه و هربنا الى مكة ثم خرجنا الى الشعب و نحن نظن ان أهلها أقل نايرة من أهل مكة فقد بلغوا بنا ما ترى، فلا صرنا الى البلاد حتى يأتي اللّه جل و عز بعدل مليح أو موت يريح فيتجهزان و يخرجان الى برقة ثم يتجهان منها الى سندانية فلا يزالان بها الى الليلة التي يكون فيها ما

ص: 206

بكون، و أما التاجران الخارجان الى انطاكية فانها رجلان يقال لأحدهما: سليم و الآخر سلم و لهما غلام أعجمي يقال له مسلم خرجوا جميعا في رفقة مع قوم تجار يريدون انطاكية، فلا يزالون يسيرون حتى إذا كان بينهم و بين انطاكية أميال سمعوا الصوت فيمضون نحوه كأنهم لم يطلبوا سواه، فساروا اليه و يذهلون عن تجارتهم و يصبح القوم الذين كانوا معهم من أهل رفقتهم قد دخلوا أنطاكية فيتفقدونهم فلا يقفون لهم على أثر و لا يعلمون لهم خبرا، فيقول بعض القوم لبعض: هل تعرفون منازلهم؟ فيقول بعضهم: نعم نحن نعرف منازلهم، ثم يبيعون ما كان لهم من التجارة و يحملون الى أهاليهم، فإذا أتوا إلى أهليهم و دفعوا اليهم أمتعتهم فلا يلبثون إلا ستة أشهر حتى يوافوا أهاليهم مع مقدمة القائم «ع» و أما المستأمنة من المسلمين الى الروم فهم قوم ينالهم أذى من جيرانهم و أهاليهم و السلطان فلا يزال ذلك بهم حتى يأتوا ملك الروم فيقصون عليه قصتهم و يخبرونه بما هم فيه من أذى قومهم و أهل ملتهم، فيؤمنهم و يقطع لهم من أرض قسطنطينية فلا يزالون بها، فاذا كانت الليل التي يسرى بهم يصبح جيرانهم و أهل الأرض التي كانوا بها قد فقدوهم و سألوا عنهم من يليهم فلا يجدون لهم أثرا و لا يسمعون لهم خبرا فيخبرون ملك الروم بأمرهم و أنهم قد فقدوا، فيوجه في طلبهم و يضع عليهم العيون على الدروب، فلا يأتي أحدهم بخبرهم، فيغتم لذلك حتى جيرانهم و يقول: أنتم قوم أعطيتموهم الأمان و أنتم تعديتم عليهم لأقتلن من كان بقربهم أو يأتوا بهم أو بخبرهم و أين صاروا بالأمر الواضح لا شك فيه، فلا يزال أهل مملكته معذبين ما بين محبوس و خائف و مضروب او قتيل، حتى يبلغ الملك خبر راهب قد قرأ الكتب

ص: 207

فقال لبعض جلسائه انه ما بقى في الأرض احد يعلم هذه الكتب غيري و غير رجل من اليهود بأرض بابل، فيأمر به الملك فيحمل من صومعته فاذا دخل على الملك قال له الملك: ايها الرجل قد بلغني ما تقول و ترى ما انا فيه فاصدقني فانهم ان كانوا قتلوا قتلت بهم من كان في جوارهم شرقا و غربا و لو كان فيهم و زرائي و بطانتي، فيقول الراهب: لا تعجل ايها الملك و لا تجر على القوم فانهم لم يقتلوا و لم يموتوا و لا حدث بهم حدث يكرهونه، هؤلاء اختطفوا من أرض الملك الى مكة لموافاة ملك الامم الأعظم الذي لم تزل الأنبياء تبشر به و تخبر عنه، فيقول له الملك: ويحك و من اين لك هذا العلم و كيف اعلم بأنك صادق؟ فقال: ايها الملك إني لم اقل إلا حقا و ان عندي ما يتوارثه عالم عن عالم آخر من خمسمائة عام، فيقول له الملك: ان كان ما تقول حقا فاحضر الكتاب فيوجه الملك ثقة من ثقاته فيأتيه بالكتاب فيقرؤنه فاذا فيه صفات القائم «ع» و اصحابه و اسمه و اسم صاحبه و مخرجهم، ثم يقول له: انهم يظهرون على بلادك فيقول: و يحك لم يخبرني احد بهذا الخبر إلى اليوم، فيقول الراهب، لو لا ما تخوفت بكتمان ذلك من الأثم في قتل قوم براء ما اخبرته هذا الخبر حتى يراه بعينه فيقول له الملك: و ترى اني أراه؟ فيقول: نعم لا يحول الحول حتى تطأ خيله وسط بلادك و يكون القوم ادلائه الى بلادك، فيقول الملك: افلا اوجه بمن يأتيني بخبره و اكتب اليه، كتابا، فيقول الراهب، انت صاحبه الذي يسلم اليه طلبه و لا بد ان تتبعه و تموت و يصلي عليك رجل من أصحابه، و أما النازلون بسرانديب و من سمندار أربعة رجال من أهل فارس يجولون تجارتهم فيتخذون سر انديب و سمندار قطنا حتى يسمعوا الصوت و ينهضوا اليه،

ص: 208

و أما المفقود من مركبه بسلاهط، رجل من أهل يهودية أصبهان يخرج من سلاهط يريد إيلة فبينا هو يسير في البحر في جوف الليل إذ نودى فيخرج من المركب و ينزل من البحر على أرض أصلب من الحديد و أوطأ من الحرير، فينادي أهل مكة: اركبوا هذا صاحبكم، فيعود فينادى الرجل انه لا بأس عليّ و القوم جميعا بمكة و لا يتخلف منهم واحد، قال جعفر ابن محمد «ع» فاذا قام القائم «ع» ولي هؤلاء القوم و يكونون حكام الأرض.

أقول: و في آخر هذا ما لفظه تم الكتاب و الحمد للّه و صلى اللّه على محمد و آله الطاهرين.

من أصول الشيعة

<(فصل)> و من كتاب أبي المغراء من أصول الشيعة قال: حدثنا حميد بن زياد قال: حدثني عبيد اللّه بن أحمد و ابن سقلاب جميعا قالا:

حدثنا محمد بن أبي عمير عن أبي المغرا عن منصور بن حازم انه سأل أبو عبد اللّه عن حظيرة بين دارين فزعم ان عليا «ع» قضى لصاحب الدار التي من قبله القماط.

<(فصل)> و رأيت في مجموع غير هذا ما هذا لفظه، قال عوائة:

بلغ الحسن بن علي «ع» ان عمرو بن العاص ينتقص عليا على منبر مصر، فكتب اليه: من الحسن بن علي «ع» إلى عمرو بن العاص، أما بعد فقد بلغني انك تقوم على منبر مصر على عثو آل فرعون و زينة آل قارون و سيماء أبي جهل تنتقص عليا «ع» و لعمري لقد أو ترت غير قوسك و رميت غير غرضك و ما أنت إلا كمن يقدح في صفاة في بهيم أسود فركبت مركبا صعبا و علوت عقبة كؤدا فكنت كالباحث عن المدية لحتفه يا بن جزار قريش ليس لك سهم في أبيات سؤددها و لا عائد بأقنية مجدها

ص: 209

و لا بفالج قداحها لا أحسبك تحضى بما تذكر غير قدرك الحقير و نسبك الدخيل و نفسك الدنيئة الحقيرة التي آثرت الباطل على الحق و قنعت بالشبع و الدنى من الحطام الفاني لقد مقتك اللّه فابشر بسخطه و أليم عذابه و جزاء ما كسبت يداك و ما اللّه بظلام للعبيد.

قصة المرأة مع عمر بن عبد العزيز

<(فصل)> و من المجموع ما هذا لفظه: قيل بينا عمر بن عبد العزيز جالس في مجلسه إذ دخل حاجبه و معه إمرأة ادماء طويلة حسنة الجسم و القامة و رجلان متعلقان بها و معهم كتاب من ميمون بن مهران الى عمر فدفعوا اليه الكتاب ففضه فاذا فيه: بِسْمِ اَللّهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ الى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز من ميمون بن مهران، سلام عليك و رحمة اللّه و بركاته أما بعد: فانه ورد علينا امر ضاقت به الصدور و عجزت عنه الاوساع و هربنا بانفسنا و وكلناه الى عالمه، يقول عز و جل (وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى اَلرَّسُولِ وَ إِلى أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ اَلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) و هذه المرأة و الرجلان أحدهما زوجها و الآخر أبوها زعم ان زوجها حلف بطلاقها ان على بن أبي طالب «ع» خير هذه الامة و أولاها برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم؛ و زعم أبوها انها برئت منه و انه لا يجوز له في دينه أن يتخذه ظهرا لأنها صارت عليه كأمه؛ و ان الزوج يقول له: كذبت و أثمت لقد بر قسمي و صدقت مقالتي و انها إمرأتي على رغم أنفك و غيظ قلبك فارتفعوا إليّ يختصمون في ذلك، فسألت الرجل عن يمينه فقال:

نعم قد كان ذلك و قد حلفت بطلاقها ان عليا «ع» خير هذه الامة و أولاهم برسول اللّه (ص) عرفه من عرفه و أنكره من أنكره فليغضب من غضب و ليرض من رضي و تسامع الناس بذلك فاجتمعوا اليه ان كانت الألسن مجتمعة فالقلوب شتى و قد علمت يا أمير المؤمنين اختلاف

ص: 210

الناس في اهوائهم و تسرعهم الى ما فيه الفتنة فاحجمنا عن الحكم لتحكم بما أراك اللّه و انهما تعلقا بها و أقسم أبوها ألا يدعها معه و أقسم زوجها ألا يفارقها و لو ضربت عنقه إلا أن يحكم عليه بذلك حاكم لا يستطيع مخالفته و الامتناع منه فرفعناهم إليك يا أمير المؤمنين أحسن اللّه توفيقك و أرشدك و كتب في أسفل الكتاب:

إذا ما المشكلات وردن يوما *** فحارت في تأملها العيون

و ضاق القوم ذرعا عن نباها *** فأنت لها ابا حفص أمين

لتوضحها فانت بها عليم *** و ربك بالقضاء بها مبين

لأنك قد حويت العلم طرا *** و حكمت التجارب و الفنون

و فضلك الإله على الرعايا *** فحظك فيهم الحظ الثمين

قال: و في المجلس رجال من بني امية و أفخاذ قريش، فقال عمر لأبي المرأة: ما تقول أيها الشيخ؟ فقال: يا أمير المؤمنين هذا الرجل زوجته ابنتي و جهزتها اليه أحسن ما يجهز به مثلها حتى إذا أملك خيره و رجوت صلاحه حلف بطلاقها كاذبا ثم أراد الاقامة معها، فقال له عمر: يا شيخ لعله لم يطلق إمرأته فكيف حلف؟ فقال الشيخ: سبحان اللّه ان الذي حلف عليه لأبين غشا و اوضح كذبا في ان يختلج في صدري منه شك مع سني و علمي لأنه زعم ان عليا «ع» خير هذه الامة بعد نبيها صلوات اللّه عليه و إلا فامرأته طالق ثلاثا؛ فقال للزوج: ما تقول أهكذا حلفت؟ قال: نعم، فقيل انه لما قال نعم كاد المجلس يرتج بأهله و بنوا امية ينظرون اليه شزرا إلا انهم لم ينطقوا بشيء كل ينظر الى وجه عمر، فأكب عمر مليا ينكت الأرض بيده و القوم صامتون ينظرون ما يقول ثم رفع رأسه و انشاء يقول:

ص: 211

اذا ولي الحكومة بين قوم *** اصاب الحق و التمس السدادا

و ما خير الامام اذا تعدى *** خلاف الحق و اجتنب الرشادا

ثم قال للقوم: ما تقولون في يمين هذا الرجل؟ فسكتوا فقال:

قولوا فقال رجل من بني أمية: هذا حكم في فرج فلا يصح لنا القول و انت عالم بالقول فيهم مؤتمن لهم و عليهم، قال عمر: فقل فان القول ما لم يكن يحق باطلا أو يبطل حقا يكون ممضى؛ قال: لا أقول شيئا، فالتفت الى رجل من اولاد عقيل بن أبي طالب «ع» فقال له: ما تقول فيما حلف به هذا الرجل فاغتنمها فقال: يا أمير المؤمنين ان جعلت قولي حكما و حكمي جايزا قلت، و إن يكن غير ذلك فالسكوت أوسع لي و أبقى للمودة، قال: قل و قولك حكم و حكمك ماض، فلما سمع ذلك بنو امية قالوا: ما أنصفتنا يا أمير المؤمنين إذ جعلت الحكم الى غيرنا و نحن من لحمك و أولى رحمك فقال عمر اسكتوا عجزا و لو ما عرضت ذلك عليكم آنفا فما اهتديتم له، قالوا: لأنك ما أعطيتنا ما أعطيت العقيلي و لا حكمتنا كما حكمته، قال عمر: ان كان أصاب و أخطأتم و حزم و عجزتم و أبصر و عميتم فيما ذنب عمر لا أبا لكم أ تدرون ما مثلكم؟ قالوا: لا ندري، قال: لكن العقيلي يدري ثم قال: ما تقول يا رجل؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين مثلهم كما قال الأول:

دعيتم الى أمر فلما عجزتم *** تناوله من لا يداخله عجز

فلما رأيتم ذلك أبدت نفوسكم *** ندما و هل يغنى من الحذر الحرز

فقال عمر: أحسنت و أصبت فقل فيما سألتك عنه و أجب، قال:

يا أمير المؤمنين بر قسمه و لم يطلق إمرأته، قال: و اني علمت ذلك، قال: نشدتك اللّه يا أمير المؤمنين ألم تعلم ان رسول اللّه (ص) قال

ص: 212

لفاطمة صلوات اللّه عليها و هو عندها في بيتها عائدا: يا بني ما علتك؟ قالت! الوعك يا ابتاه و كان علي «ع» غائبا في بعض حوائج النبي (ص) فقال لها: أتشتهين شيئا؟ قالت نعم اشتهي عنبا و أنا أعلم أنه عزيز و ليس وقت عنب، قال: ان اللّه قادر على أن يجيئنا بالعنب مع أفضل امتي عنده منزلة؛ فطرق علي «ع» الباب فلما فتح وجد عنده شيء قد القى عليه طرف ردائه، فقال له النبي (ص) ما هذا يا علي؟ قال العنب اشتريته لفاطمة؛ فقال اللّه أكبر اللّه أكبر كما سررتني بمجيء على مع ما ندعوك له فاجعله شفاء ابنتي؛ ثم قال: كلي على اسم اللّه يا بنية فأكلت و ما خرج رسول اللّه (ص) حتى استقلت و برئت؛ فقال عمر:

صدقت و بررت أشهد لقد سمعته و وعيته؛ يا رجل خذ بيد امرأتك فان عرض لك أبوها فاهشم أنفه؛ ثم قال: يا بني عبد مناف و اللّه ما نجهل ما يعلم غيرنا و لا بنا عمى في ديننا و لكن كما قال الاول:

تصيدت الدنيا رجالا بفخها *** فلم يدر كوا خيرا بل استقبحوا الشرا

و أعماهم حب الهوى و أصمهم *** فلم يدركوا إلا الخسارة الوزرا

قيل فكأنما القم بنو أمية حجرا؛ و مضى الرجل بامرأته، و كتب عمر الى ميمون بن مهران: سلام عليك فاني أحمد اليك اللّه الذي لا إله إلا هو؛ أما بعد: فاني فهمت كلامك و ورود الرجلان و المرأة و قد صدق اللّه يمينه و أبر قسمه و أثبته على نكاحه فاستيقن ذلك و أعمل عليه و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.

<(فصل)> و من المجموع لبشار يمدح ابراهيم بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عليهم السلام:

اقول لبسام عليه جلالة *** غدا اريحيا عاشقا للمكارم

ص: 213

من الفاطميين الدعاة الى الهدى *** سراج لعين او سرور لعادم

اذا بلغ الرأي المشورة فاستعن *** برأي صديق او اشارة حازم

و لا تجعل الشورى عليك غضاضة *** فان الخوافي قوة للقوادم

و ما خير كف امسك الغل اختها *** و ما خير سيف لم يؤيد بقائم

و خل الهوينا للضعيف و لا تكن *** نؤما فان الحزم ليس بنائم

و حارب اذا لم تعط إلا ظلامة *** شبا الحرب خير من قبول المظالم

رأدن على القربى المقرب نفسه *** و لا تشهد الشورى امرء غير كاتم

فانك لا تستطرد الهم بالمنى *** و لا تبلغ العليا بغير مكارم

<(فصل)> و من المجموع جاء أبو سفيان الى باب علي «ع» للنظر في أمره فأنشد:

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم *** فليس لها إلا أبو الحسن علي

ثم قال: أم و اللّه لئن شئتم ملأتها عليكم خيلا و رجلا، فقال علي صلوات اللّه عليه...

حكاية المرأة التي ولدت عشرين ولدا

<(فصل)> و مما وجدناه في المجموع الذي قدمنا ذكره و ذكرنا أنه أحضره السيد أحمد بن مهنا ما هذا لفظه الحكاية، حكى ان امرأة ولدت عشرين ولدا في أربعة بطون و انهم عاشوا و إن إمرأة ولدت في الشهر السابع ثم وضعت بعد ذلك بشهرين ولدا آخر و إن امرأة ولدت بنتا بيضاء من رجل حبشي فادركت، و زوجتها من رجل أبيض فولدت له أسود، كان ذلك الزرع نزع الى الجد الأول؛ و حكى أن الفضل بن ربيع و عبد اللّه و يحيى و العباس أربعتهم لأم حملت بهم في بطن.

<(فصل)> و من المجموع لا يصلب أحد إلا بذنب و لا يولد مولود...

ص: 214

أبرص و لا عابد أبرص... و كان بجعفر بن يحيى برص في قفاه فجمع له الأطباء فلم يكن لهم فيهم أثر حتى ورد على يحيى طبيب فعدد أشياء كثيرة قد عولج بها فلم تنفع، فقال له: ان سألتك عن شيء تصدقني؟ قال: نعم، قال فهل..؟ قال نعم، قال فهذا داء يبتلى... و من المجموع قال... أخاه اسحق بميراثه من أبيهما ابراهيم... إن تركناك و أمك حتى تأخذ كما... حائط فأوحى اللّه جل و عز اليه... في آخر الزمان.

<(فصل)> و رأيت في هذا المجموع قال الصادق «ع»: صحبة عشرين يوما قرابة.

أقول انا: و كنا روينا عن الصادق «ع» مودة يوم خلة و مودة شهر قرابة و مودة سنة رحم من قطعها قطعه اللّه و من وصلها وصله اللّه.

و من المجموع قال خطب النبي (ص) الشماء بنت الصلت فبلغها فسقطت ميتة فرحا. و من المجموع روى عن أمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه لا تلحنوا فان النصارى لحنت فكفرت و ذلك انه... المسيح «ع» فيما من به عليه انه.. فقالت النصارى... يا نبي اللّه، و من المجموع:

فلا عجب للأسد ان ظفرت بها *** كلاب الاعادي من فصيح و أعجم

فحربة وحشى سقت حمزة الردى *** و موت علي في حسام ابن ملجم

و من المجموع قالت ام سلمة زوج النبي (ص) أمر رسول اللّه باديم و علي عنده فجعل يملي و علي يكتب حتى ملأ ظهر الأديم... رسول اللّه... و من المجموع المذكور ما هذا لفظه: اجتماع الأصوات في بيوت العبادات بصفاء النيات تحل ما عقدته الافلاك و ما عزمت عليه الاملاك

ص: 215

و من المجموع قال سمعت الشيخ أبا الفتح بن الحلى رحمه اللّه بحلب يقول أصل قول الناس كأنما على رؤوسهم الطير سليمان بن داود «ع» كان يقول للريح اقلينا و للطير اظلينا فتقله الريح و تظله الطير و يغض جلساؤه أبصارهم و يسكتون... يسكتون و يغضون هيبة للرئيس... هذا السبب فلا كلام.. و بقولهم كأن على رؤسهم الطير... أي كأنهم لا يتحركون فتطير على رؤسهم الطير، و من المجموع من كلام طويل جرى بين عمرو بن العاص و معاوية أمتن.. طينت عين الشمس بالطين نهارا و سترت.. أبطلت حقا و حققت باطلا و سخرت... بنا بعين و أقمت أودك و أطفت... و أحق من علي «ع» بهذا الأمر قرابة و اسلاما... منه و سوابق جمة و هل كان أحد أقبح منك آثارا، فلو لقيت ربي بأحسن أعمالي ينجلي ذلك مع تمهيدي باطلك و أبطالي حق علي، فقال معاوية في جوابه الويل يا عمر و لوليك منك و الويل لعدوك منك موتك سرور للعدو و راحة للولي.

<(فصل)> و من المجموع قال: حبس الرشيد هارون الحسن بن اسماعيل بن ميثم بالرفض، فقال أبو حنيفة أو غيره هو بمثابة حلال الدم فاخرج من الحبس و جمع بينهما في مجلس الرشيد فقال له: من خير الامة بعد نبينا (ص)؟ فقال علي بن العباس بن عبد المطلب... ويلك أمجنون أنت و هل للعباس ولد من صلبه يقال له علي؟ قال: نعم سمى اللّه في كتابه العم أبا، فقال حاكيا عن بني يعقوب (نَعْبُدُ إِلهَكَ وَ إِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ) و ما كان اسماعيل أبا ليعقوب، و سمى الخالة اما؛ قال: (وَ رَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى اَلْعَرْشِ) يعني أباه يعقوب و خالته فان ام يوسف كانت قد ماتت، و علي ايها الرشيد كان كذلك؛ فان

ص: 216

شئت فقدمه و ان شئت فأخره، قال أبو حنيفة ما قولكم للحسن و الحسين (عليهما السلام) انهما أبناء رسول اللّه (ص) و اللّه يقول (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) فقال: نعم كان محمد أبا زيد، و لا أبا أحد من رجالهم، و لكن أبا أبنا بنته كما ذكر اللّه عيسى في القرآن و نسبه الى ابراهيم و جعله من ذريته في قوله (مِنْ ذُرِّيَّتِهِ) إلى قوله و عيسى، و قال النبي (ص) لكل نبي ذرية و ذريتي من صلب علي «ع» قال: اخبرني عن العباس و عن اختصامهما الى أبي بكر من كان منهما صاحب باطل؛ قال اخبرني عن الملكين اللذين تسوّرا على داود من كان منهما صاحب باطل؟ فقال: كانا محقين فأراد تنبيه داود؛ قال:

فكذلك قل في العباس و علي عليهم السلام، فتبسم الرشيد و قال: لا كان اللّه لمن نسب اليك الكفر.

تم الكتاب الملتقط الملحق باجزاء كتاب التشريف بالمنن للسيد رضى الدين علي بن طاوس، و كتبت على نسخة منقولة عن خط المصنف السيد رضي الدين في سادس صفر سنة الاثنتين و الخمسين و الثلاثمائة بعد الألف ثم صححها على نسخة الأصل التي بخط السيد ابن طاوس محمد ابن الشيخ طاهر السماوى عفى اللّه عنه في النجف سنة 1365 هج

ص: 217

فهرس مواضيع الكتاب

صفحة 5 مقدمة الطبعة الاولى - ترجمة المؤلف

17 مقدمة المؤلف

20 الباب الأول في علم النبي (ص) بالحوادث كلها.

20 الباب الثاني في علم أمير المؤمنين «ع» بالحوادث.

21 في وصف الفتن التي تقبل من البلدان.

22 ذكر فتن أربع و حديث المهدي.

24 ذكر فتنة معاوية واسع البلعوم يأكل و لا يشبع.

24 محاربة علي لمعاوية مع علمه بما يكون من أمره إنما هو للاعذار.

25 الحسن «ع» مأمور بالخروج على معاوية ثم الصلح.

25 أصحاب النبي (ص) يردون عليه الحوض فيطردون.

26 تحذير النبي (ص) عائشة بالخروج.

26 وصف النبي من يكون بعده من الخلفاء و الأمراء و الجبابرة.

27 أخبار علي «ع» بتوثب معاوية على الأمر.

27 بنو امية يفتحون بميم و يختمون بميم.

30 أخبار النبي (ص) بأن هلاك عامة امته على يد ولد مروان.

30 اخبار النبي (ص) بما يلقى اهل بيته من القتل و التشريد.

32 اخبار النبي (ص) بعدد خلفائه كنقباء موسى «ع».

34 ذم النبي (ص) بني العباس و لباسهم الأسود.

34 تألم النبي (ص) من شيعة بني امية و بني العباس.

36 بنو العباس يفتحون بعبد اللّه و يختمون به.

37 مدح النبي نساء البربر لأنهن تولين دفن نبي.

ص: 218

صفحة 38 الرايات السود و الصفر.

40 في الترك و الطاعون المفني.

40 فيما يحدث للترك بالفرات.

41 في هلاك الترك بالريح و الثلج.

41 في محاربة السفياني الترك.

41 في علامة انتقاض ملكهم.

42 في الصيحة في شهر رمضان.

42 حدوث رجفة و طلوع النجوم.

43 من العلامات لانقطاع ملك ولد العباس.

43 من علامة تطلع من المشرق كالقرن.

44 علامة في صفر بنجم له ذنب.

44 فيما يحدث من الآيات في رمضان و المحرم.

45 في الصوت في رمضان و منادى السماء.

45 في عمود من نار من قبل المشرق.

45 آية في زمن السفياني الثاني.

46 انكساف الشمس مرتين في رمضان.

46 علامة هلاك بني العباس.

47 البلاء عند خراب الشام.

48 جبل الخليل معقل و امان.

48 انجى الناس من فتنة الصيلم اهل الساحل.

49 من علامة لظهور المهدي يخسف بهم.

49 خروج السفياني ثم المهدي «ع».

ص: 219

49 في الهدة بالشام قبل البيداء.

50 حديث السفياني يدخل ارض مصر.

51 في حديث الزوراء و بيت العباس و ما عدد عليهم.

52 حديث الرايات السود للمهدي.

52 حديث المهدي و نصرته لمن يخرج من خراسان.

53 ان لواء المهدي مع شعيب بن صالح.

53 من صفة الشاب المنصور من بني هاشم.

54 صفة الرايات السود الصغار من المشرق.

55 علامات وصول السفياني الى الكوفة.

55 وصول الرايات السود من خراسان.

56 هلاك المسودة الاولى بالمسودة الثانية.

56 الحوادث المتجددة على المدينة من القتل و غيره.

57 في سبب قصد الثاني للمدينة و اجتماعهم بالمهدي.

58 لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلاثا و يموت ثلاثا.

58 لا يخرج المهدي حتى تباع المرأة بوزنها طعاما.

59 لا يخرج المهدي حتى لا يبقى قيل و ابن قيل.

59 في ملك بني امية و بني العباس و خروج المهدي.

60 في منادي السماء ان الحق في آل محمد (ص).

61 في المنادي في المحرم ان صفوة اللّه من خلقه فلان الخ.

61 في قتل النفس الزكية و منادى السماء.

62 في صفة مبايعة المهدي «ع».

63 في ظهور المهدي بعد اليأس.

63 ان المهدي لا يوقظ نائما و لا يهرق دما.

ص: 220

صفحة 64 خروج المهدي براية رسول اللّه (ص).

65 في الخسف بالجيش الذي ينفذه السفياني.

67 ان السفياني يدفع الخلافة الى المهدي.

68 ان المهدي خير الناس و ان مقدمته جبرئيل.

69 ان المهدي يهدى الى اسفار من التوراة.

69 استخراج الكنوز و تقسيم المال من قبل المهدي.

69 انه يحثى المال حثيا و يملأ الارض عدلا.

70 ان المهدي يملك سبع سنين.

70 زمان المهدي يتمنى الصغير ان يكون كبيرا.

70 عن النبي امته تتنعم في زمان المهدي.

71 ان الغنى يلقى في قلوب العباد في زمانه.

71 ان المهدي يصلحه اللّه في ليلة واحدة.

72 ان مولانا عليا عرف الثاني حلى الكعبة.

73 انه فتى من قريش ضرب من الرجال و عمره ستون سنة.

75 من الخسف بالجيش الذي يبعثه السفياني الى مكة.

76 بيان المؤلف من ظهور الاخبار و الآثار الخ.

77 في علامة ظهوره خروج آية مع الشمس.

78 في مدة ملك المهدي اربعون عاما.

79 تعريف ابن عباس لمعاوية بالمهدي و انه يملك.

80 انتقاض الاسلام و حدوث من يجمع أهله.

81 في فتح البلاد و القسطنطينية و غنائمها.

82 نزول عيسى بن مريم و صلاته خلفه.

ص: 221

صفحة 87 هبوط الدجال حول كرمان في ثمانين الفا.

87 قول عمر للرجل العراقي بظهور المهدي.

88 عن أبي هريرة عن النبي لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك حمر الوجوه.

88 حديث نار الحجاز التي تضيء بها اعناق الابل.

93 من اشراط الساعة ان تقاتلوا اقواما كالمجان.

96 اخبار النبي امته تسلك مسلك الامم في ضلالها.

97 حديث الحبشة و هدم الكعبة.

97 ان ملك الاشرار مائة و عشرون سنة بعد الاخيار.

101 في حديث غريب عجيب في خروج الدابة و قتل ابليس.

109 في عذر مولانا الحسن في صلح معاوية.

111 أمر رسول اللّه بقتل معاوية اذا ادّعى الامارة.

111 في ذم ابي موسى الاشعري و مدح اهل البيت.

112 اخبار النبي غدر الأمة لعلي «ع»

113 اخبار امير المؤمنين اصحابه لما يجري عليه.

114 تعريف مولانا علي لاصحابه لما اجتاز كربلا بقتل الحسين.

120 ان المهدي كان مذكورا في امة عيسى «ع».

121 في ذم بني امية و انهم شر القبائل.

122 في عدد الاثنى عشر اماما من قريش.

122 في نهي مولانا علي اولاده ان يخرجوا قبل المهدي.

123 ان اولاد علي لا تصبح لهم خلافة و لا ملك.

124 عن دولة بني العباس و دولة الترك.

ص: 222

صفحة 126 نهى مولانا علي عن سكنى البصرة.

130 من معجزات النبي لما يجري على جامع براثا.

134 عدة أحاديث هي معجزات لخاتم النبوات «ع».

135 معجزة النبي فيما جرت على حال العرب و العجم.

137 حديث النبي و فتنة الزوراء و الكوفة الخ.

139 دلائل خروج المهدي «ع».

143 فيما يتجدد من الملاحم في شهر رمضان.

144 في صفة أصحاب المهدي.

153 في ان الرجل الذي يصلي عيسى بن مريم.

153 من حديث النار بالحجاز تضيء لها الابل.

162 خروج المهدي و ما بشر رسول اللّه به.

165 في صفة العدل في زمان المهدي.

176 في خلو المدينة من أهلها عن النبي.

176 في خراب مصر.

178 ان المهدي من ولد فاطمة «ع».

181 دعاء يسلم من دعى به من الاخطار.

183 يزدجرد بعث رسولا الى ملك الصين يستنجده على العرب و ما ردّ به ملك الصين.

184 من حكميات أمير المؤمنين «ع».

185 زوجة سطيح كانت من الكهان.

186 مسألة عجز عن حلها شريح القاضي (إلخ).

188 اعتراف شريك و ابن ليلى من توريث البنت.

ص: 223

صفحة 189 تزويج أم كلثوم بغير شاهدين.

189 في ترجمة سردوس و استعمال هامان.

190 في ترجمة تبت: مملكة متاخمة للصين.

191 دخول علي بن الحسين على عمر بن عبد العزيز.

192 اخبار الحسين عبد اللّه بن عباس اني مقتول.

192 ذم الحسن عمرو بن العاص.

193 قول الحسين كان ابي علما لمن جهل.

194 في ترجمة رضية بنت ابي علي.

194 حوادث سنة خمس عشر من الهجرة.

195 في ترجمة مدينة النجاشي.

196 نقل احكام جاماسب الحكيم.

196 خطبة الامام علي و ما يجري في العالم.

197 وقوف السجاد على نجف الكوفة.

198 خسفا في الشام و البصرة.

198 في طالع النبي (ص) و ما يدل عليه.

199 في حكم جاماسب و زرادشت قبل المبعث.

200 فيما ذكر عن ايوان كسرى.

201 في ترجمة الضحاك بن محمد بن هبة اللّه.

201 في عدة اصحاب القائم «ع».

209 من أصول الشيعة.

210 قصه المرأة مع عمر بن عبد العزيز.

214 حكاية المرأة التي ولدت عشرين ولدا.

ص: 224

درباره مركز

بسمه تعالی
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
با اموال و جان های خود، در راه خدا جهاد نمایید، این برای شما بهتر است اگر بدانید.
(توبه : 41)
چند سالی است كه مركز تحقيقات رايانه‌ای قائمیه موفق به توليد نرم‌افزارهای تلفن همراه، كتاب‌خانه‌های ديجيتالی و عرضه آن به صورت رایگان شده است. اين مركز كاملا مردمی بوده و با هدايا و نذورات و موقوفات و تخصيص سهم مبارك امام عليه السلام پشتيباني مي‌شود. براي خدمت رسانی بيشتر شما هم می توانيد در هر كجا كه هستيد به جمع افراد خیرانديش مركز بپيونديد.
آیا می‌دانید هر پولی لایق خرج شدن در راه اهلبیت علیهم السلام نیست؟
و هر شخصی این توفیق را نخواهد داشت؟
به شما تبریک میگوییم.
شماره کارت :
6104-3388-0008-7732
شماره حساب بانک ملت :
9586839652
شماره حساب شبا :
IR390120020000009586839652
به نام : ( موسسه تحقیقات رایانه ای قائمیه)
مبالغ هدیه خود را واریز نمایید.
آدرس دفتر مرکزی:
اصفهان -خیابان عبدالرزاق - بازارچه حاج محمد جعفر آباده ای - کوچه شهید محمد حسن توکلی -پلاک 129/34- طبقه اول
وب سایت: www.ghbook.ir
ایمیل: Info@ghbook.ir
تلفن دفتر مرکزی: 03134490125
دفتر تهران: 88318722 ـ 021
بازرگانی و فروش: 09132000109
امور کاربران: 09132000109