منظومة شهداء الطف و المنظومة الکونیة فی العلوم الفلکیة

اشارة

عنوان واسم المؤلف: منظومة شهداء الطف و المنظومة الکونیة فی العلوم الفلکیة/السيد هاشم الموسوي البحراني المحرقی

تفاصيل المنشور: قم: موسسة المعارف الاسلامیة، 1429ق.=1387ش.

مواصفات المظهر: 87ص.

الصقيع: موسسة المعارف الاسلامیة ؛ 183

حالة الاستماع: في انتظار الإدراج (معلومات التسجيل)

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 1 5 1 6 6 3 4

جمعية خيرية رقمية: مدرسة ذو الفقار الحوزة أصفهان

ص: 1

اشارة

موسوی بحرانی محرقی ، عبدالله

منظومه شهداء الطف والمنظومة الكونية في العلوم الفلكية/لناظمهما عبد الله سید حسن السيد هاشم الموسوي البحراني المحرقی - قم: مؤسسه المعارف الاسلامية ، 1387

88 ص

ISBN: 978-964-7777- 94 - 5

فهرست نویسی براساس اطلاعات فیپا

ا. شعر مذهبی عربی - قرن 20. 2. واقعه کربلا، 61 ق - شعر . 3. کیهان آفرینی - شعر . الف . عنوان .

8م 4894 / 655 PJA

892/716

1387

اسم الكتاب ... منظومة شهداء الطف والمنظومة الكونية

المؤلف ... السيد عبد الله الموسوي البحراني المحرقي

الناشر : ... مؤسسة المعارف الإسلامية

الطبعة : ... الأولى - 1429

الكمية : ... 1000

المطبعة : ... عترت

ISBN : ... 978-964 - 7777- 94- 5

شابك : 5- 94 - 777 - 964 – 978

حقوق الطبع محفوظة لمؤسسة المعارف الإسلامية

قم المقدسة - تلفون 7732009 ص ب 768 / 37185

www.maaref islami.com

E-mail :info@maarefislami.com

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

1

ص: 3

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم وشكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين . وبعد انني قد قمت بابراز هذه المنظومة المسماة بالكونية إلى حيز الوجود خدمة للعلم والعلماء في وقت كنت فيه نشيط الفكر والبدن غير أنها كانت تحتاج إلى إصلاح بعض العلل الموجودة فيها ولم اُوفق في ذلك الوقت بالذات لإصلاحها وذلك لعدم وجود العوامل المشجعة للعلم والعلماء بل وعدم وجود الاستعداد لتقبل مثل هذه العلوم عند عامة الناس إلا القليل منهم لهذا وذاك بقيت هذه المنظومة في سلة المهملات وصدفةً زارني يوماً بعض العلماء الأفاضل وتذاكرنا حول العلم وحول ما كان أبرزه من خدمة جليلة للإسلام والمسلمين ومر بالمناسبة ذكر المنظومة الكونية وقرأت لهم بعض الأبيات فأعجبوا بها فطلبوا مني أن أقوم بطبعها وتوزيعها مجاناً قربة إلى الله تعالى فأجبت ملتمسهم شريطة أن يمهلوني لاصلاحها

ص: 5

لأنها تحتاج إلى جهد فكري متعب ولا يسعني في نفس الوقت اصلاحها على الوجه الأكمل وذلك لما ألم بی من أتعاب فكرية وبدنية اجهدتني وجعلت حياتي مليئة بالانزعاج والجمود والحمد لله على كل حال فإنه تبارك وتعالى أمدني بعونه ومدده إلى أن جاء اليوم الذي برزت فيه هذه المنظومة إلى عالم الوجود وقد تفضل علينا أحد المؤمنين الأخيار بأجور الطبع ولم يقبل بأن نذكر اسمه وفقه الله تعالی للأعمال الصالحة .

وأخيراً أرجوا من الأقران الأفاضل أن تنال هذه المنظومة الإقبال منهم عليها والاستفادة منها وختاماً أقدم شكري لجناب الرجل الوجيه الأخ الخطيب محمد علي الناصري على سعيه المتواصل لوزارة الاعلام واخراجه الاجازة لطبعها والله أسأل لنا وله الموفقية الدائمة لخدمة الإسلام والمسلمين.

المؤلف

ص: 6

منظومة شهداء الطف

الحمد لله وصلى الباري *** على النبي وأحمد المختار

و آله الأطهار أرباب الكرم *** ومن بهم تمت على الخلق النعم

وبعد فالمدعو عبد الله *** سليل حسن عظيم الجاه

الموسوي العلوي البحراني *** من نسل آل المصطفى العدناني

يقول أني قد عزمت أنظما *** أسماء أنصار الشهيد الكرما

من نصروا الحسين بالطف وقد *** باعوا نفوسهم على المولى الصمد

فاستشهدوا جميعهم في كربلا *** وحصلوا من ربهم أعلى العلا

فمن عزمت النظم جاء سهلا *** أجراه ربي في لساني فضلا

فهاك إياه وجيز مختصر *** نثرته نثر اللالي والدرر

ضمنته أسمی کرامابرره *** من جاء فضلهم بآي البقره

وقد أشرت في أخيره إلى *** بعض مزایا هؤلاء النبلا

فقلت والعين تصب أدمعا *** عليهم والقلب ذاب جزعا

* * *

ص: 7

الحر والكلبي وابن حنظله *** ثم زهیرو یقتفي ابن عوسجه

ابن مظاهر المجاهد التقي *** وابن شبيب الشاكري الزكي

وشوذب مولى آل شاكري *** مجاهد ومتقي وصابري

وعمر بن خالد الصيداوي *** وخالد وعمر الأنصاري

وجابر بن عروة الغفاري *** يتلوه ابن الحارث الأنصاري

ضرغامة بن مالك نعمان *** الراسبي فاز بالجنان

ثم أخوه الراسبي الحلاسي *** والأرحبي أي قوي البأس

وابن الحصين المشرقي ذو الشرف *** ومن إلى إمامه حقا عرف

أنيس بن معقل الأصبحي *** يتلوه کردوس التقي التغلبي

الجابریان هما ابن الحارث *** ومالك من للجنان وارث

سوار بن منعم الهمداني *** وابن علي التقي الشيباني

نصر وقيس ويليهم أسلم *** ومنجح مولى الحسين الأكرم

وحبشي بسن قيس النهميا *** والحرث مولی حمزة الرضيا

سعد يليه انس بن الحرث *** كذا ابن مغفل يليه الحرث

وعبد الأعلى بن یزید الكلبي *** والقسم وابن سليم الأزدي

ص: 8

ورافع يليه ابسن الطائي *** هو ابن حسان الرضي الوافي

نعيم زاهر يليهم قارب *** فأنهم أفاضل أطايب

كنانة بن عتيق التغلبي *** وابن عمير الجليل الكلبي

ومسلم بن كثير الأعرج *** مجاهد إلى الجنان عرج

وقاسط بن زهير التغلبي *** مجاهد وناصح لابن النبي

وسالم مولى بني المدينة *** صفاته الوقار والسكينة

جوین بن مالك ومن معه *** سبعة أنصار له قد تبعه

والحنفي والصائدي والكندي *** وعامر بن مسلم العبدي

وابن مضارب التقي سلمان *** الأنمري فاز بالجنان

ومقسط بن زهير التغلبي *** كذلك مولی عامر بن نهشل

* * *

عمارة والحرث وابن يقطر *** بکر وعقبة يليه النمري

أمية الطائي وابن بدر *** فانه بدر وأي بدر

كذا ابن عامر التميمي التقي *** فانه الحباب حقا والرضي

ص: 9

ونافع وابن هلال البجلي *** قبل ولكن الأصح الجملي

والأدهم العبدي وابن مالك *** مجاهد وللعدو هالك

والحضرمي و كذا الحولاني *** وجابر بن الحارث السلماني

مجمع وابنه والجعفي *** من فضلهم في الناس غير مخفي

وان أبي سلامة الدالاني *** ناصر سبط المصطفى العدناني

وابن ثمامة الأسدي التقي *** مجاهد و ناصر لابن النبي

وقاسم بن حبيب الازدي *** من أقتدي به وجیها عندي

سعد بن حنظلة التميمي و كذا *** سعد بن عبد الله مولی عمرا

وابن ثبیط مع مولی عامري *** قتلهم ابن زیاد الفاجري

مجمع الجهني وابن ضبعه *** قد حصلا بالسبط أعلى رفعه

ابني يزيد بن ثبیط العبدي *** وكامل مولی شریف عندي

ثم الغفاریان و مسعود أتي *** وعبد الرحمن ابنه نعم الفتی

جون بریر وغلام تركي *** وابن رزين وهو اصل الفضلي

و منهموا أيضا غلام قد خرج *** بأمر أمه وللحرب ولج

فحز رأسه كغيره وما *** راعی ابن سعد اللعين الذمما

ص: 10

فهذه مجموعة الأنصاري *** قد نصروا سبط حبيب الباري

قد نصروا الحسين ابن المصطفى *** في کربلا نالوا بذاك الشرفا

وحازوا المراتب الرفيعة *** وسكنوا في الغرف المنيعة

عند الله العرش فازوا بالعلا *** طوبى لهم في مقعد صدق على

قد عانقوا الحور في الجنان *** فهم ضيوف الرب ذو الغفران

غمرهم بفضله ونعمته *** حرسهم من بطشه ونقمته

جعلهم جيران آل المصطفى *** فهم كرام آمنون شرفا

شرّفهم رب الجلال بالنبي *** والمرتضى والمجتبی وابن علي

وشرّفوا بالسبط ونالوا كرمه *** واُمه الزهراء ذات العظمه

جارهم العباس والندب الوفي *** على الأكبر عالي الشرف

و قاسم ابن الإمام المجتبى *** وأحمد السيد المحجبا

قرب أبي بكر وعون وعمر *** جعلهم ربي بأعلى مستقر

جارهم عثمان ثم جعفر *** يليه عبد الله المطهر

ثم محمد بن عبد الله *** سليل جعفر عظیم الجاه

قرب أخوهم عون الندب الوفي *** ثم عبيد الله ذلك الرضي

ص: 11

جارهم أبناء عقيل الطالبي *** كذلك أبناء الزكي الطيب

جار غلام علوي قتلا *** مع عمه ظلماً بأرض کربلا

قرب الرضيع الطفل عبد الله *** سليل السبط عظیم الجاه

جارهم ابن عقيل الطالبي *** وهاني الشجاع ذو المواهب

فهم منعمون في الجنان *** نالوا رضی الله مع الغفران

فضربوا للحق فينا مثلا *** وعلمونا كيف نرقی بالعلا

فهم نباريس الهدى والدین *** بواسل وخلّص اليقين

ألا ترى للحر كيف نالا *** بفعله درجة الكمالا

حيث أتي للسبط بعد أن عصى *** يطلب منه عفوه مع الرضا

فقال هل لي توبة یابن علي *** فإنني أرعبت أولاد النبي

فقال إن تبت عليك المولى *** يتوب عما قلته والفعلا

فأنزل إلي قال أني راكبا *** إليك خيراً لك مني راجلا

فجاء نحو القوم واعظاً لهم *** كي يرجعوا عن كفرهم وغيهم

فجعلوا يرمونه بالنبلا *** فجاء نحو السبط مرضي الفعلا

فقال إني يا ابن بنت المصطفى *** أول خارج عليك بالجفا

ص: 12

فأذن إليّ لأكون أولا *** من يقتلن بين يديك عاجلا

فأذن الحسین بالبراز له *** فکرّ راجعا إلى المقاتله

مرتجزاً يقول في ارتجازه *** مقالة الشجاع في اقترابه

إني أنا الحر ومأوى الضيف *** أضرب في أعناقكم بالسيف

عن خير من حل بأرض الخيف *** أضربكم ولا أرى من حيف

وابن لقين عندما قد ذكّره *** أمامه السبط وماقد بشّره

بشارة قد قالهاسلمان *** مضى عليها الوقت والزمان

من أنهم قد فتح الله لهم *** في غزوة بلنجر وبرهم

فقد أصابوا منغما وفيرا *** ففرحوا واستبشروا كثيرا

فقال سلمان إذا أدر كتموا *** سبط الرسول المصطفی فعظموا

بل إنكم كونوا أشد فرحا *** في نصرة الشهيد ابن الشرفا

وقاتلوا أعدائه الكفره *** فكان هذا الزهیر تذکره

والأسدي عندما قد وصله *** کتاب السبط الشهيد قبله

ومذ رأى قول الحسين انا *** في كربلا بالأهل قد نزلنا

فإن اردت الدولة المسرمدة *** والفضل والسعادة المؤبدة

ص: 13

فألحق بنالکربلاء مسرعا *** میممانحو الطفوف طیعا

فشد مسرعا على حصانه *** فسار للحسين في أمانه

والعوسجي عندما قد خطبا *** السبط في أصحابه وطلبا

في ليلة العاشر أن يفارقوا *** وفي سواد الليل أن ينصرفوا

قال له يابن النبي لانتركُ نصرتكم *** نصرتكم حيث بها نشر فوا

كيف نخليك وقد حاط العدا *** بك وأنت یاحسین مفردا

والله يا ابن المصطفى لو اقتلا *** سبعين مرة بأرض کربلا

واحرقن بل وأذر في الهوا *** فلا أفارق وجهك المبجلا

فقال الباسل في قتل العدى *** وكان صابرا على هول الردی

وكان يوصي لحبيب قائلا *** قاتل عن الشهيد بابن النبلا

وعندما قضى وابنه سمع *** أن أباه في القتال قد وقع

جاء الى الخيام باكياً دخل *** وفي جوار أمه الشبل نزل

قالت له اُمه مایبکیکا *** هل قتل العدى بني أباكا

قال نعم إني الجهاد أطلب *** لعني الى الجهاد أذهب

فقامت الأم وشدت وسطه *** سيفا وقالت أذهبن للمعرکه

ص: 14

فخرج الغلام بعد أن أذن *** له الحسين الشهيد المؤتمن

ووهب الكلبی نصرانی وقد *** أسلم على يد الحسين المعتمد

وام وهب وكذلك زوجته *** أسلمتا و كانتافي ربقت،

وقالت الأم لوهب انصرا *** ابن النبي المصطفى المظفرا

فبرز الكلبي اليهم قائلا *** یا عصبة الإلحاد بل یانذلا

أن تنكروني فأنا ابن الكلبي *** سوف تروني وترون ضربي

وسطوتي وجولتي *** في الحرب

کذاك جون سجل التاريخ له *** مواقف عظيمة مجلله

قال له الحسین اذهب إنّما *** تبعتنا للعيش يابن الكرما

فرد جون للحسين قائلا *** يا سيدي إني لكم مواليا

فكيف ألحس في الرخا قصاعكم *** واليوم في شدتكم أخذلكم

ريحي نتن يابن النبي وحسبي *** لئيم والسواد لوني يا أبي

تنفسن علي بالجنان *** لكي أنال الفوز والأمان

يطيب ريحي يشرفن حسبي *** يبيض وجهي لا أفارق سيدي

ودمي الأسود يابن المصطفى *** أضيفه الى دماء الشرفا

ص: 15

فأذن الحسين بالبراز له *** فجاء نحو الزمرة المقاتله

مرتجزاً يقول في ارتجازه *** مقالة الشجاع في خطابه

كيف يرى الكفار ضرب الأسود *** بالمشرفي والقنا المسدد

يذب عن آل النبي أحمد *** يذب عنهم باللسان واليد

وباقي الأصحاب أيضاً سجّلوا *** مواقف جليلة وبجلوا

امامهم في عرصة الطف وقد *** باعوا نفوسهم على المولى الصمد

لاسيما ذلك الغلام التركي *** من فضله في الناس غير مخفي

قد بارز العدى وهو قائلُ *** يضرب فيهم ماله مماثلُ

البحر من طعني وضربي يصطلي *** والجو من نبلي وسهمي يمتلي

اذا حسامي في يميني ينجلي *** ينشق قلب الحاسد البجل

* * *

الهاشميون الكرام النبلا *** قد سجلوا مواقفاً في كربلا

کابن الحسين الندب ذلك الوفي *** علي الأكبر عالي الشرف

عني ابن ليلى ذا السدي والندى *** أعني أن بنت الشرف الفاضل

لا يؤثر الدنيا على دينه *** ولا يبيع الحق بالباطل

ص: 16

شبيه جده النبي في الخلق *** والخلق الرفيع بل والنطق

قد جاء يطلب رخصة القتال *** من الحسين سيد الفعال

فنظر الحسين بعد ان بکی *** لابنه والقلب ذاب واشتكى

الى الجليل رافعا طرفيه *** نحو السماء داعيا اليه

يقول اللهم اشهد لي على *** القوم هؤلاء الطغاة الجهلا

فإنه قد برز فيهم عليّ *** أشبه خلق الله خلقاً بالنبي

وإننا كنا اذا اشتقنا *** الى حبيبك النبي نظرنا

لوجه هذا الغلام الطيب *** زين المعالي ورفيع الحسب

فامنعهم اللّهم خير الأرض *** وبرکاتها وعنهم لا ترضي

فرّقهم اللّهم تفریقاً ولا *** ترضي ولاتهم عليهم ابدا

فإنهم قد ارسلوا الينا *** لینصرونا وعدو علينا

ثم دعا علی ابن سعد قائلا *** لا بارك الله فيك يابن النذلا

وسلط الله عليك بعدي *** من يذبحك ويأخذن حقي

وبعد هذا القول صوته رفع *** يتلو لذكر الله والقلب خشع

يقول إنّ الله قد اصطفى أبي *** آدم ذو البها عظيم الرتب

ص: 17

ونوحاً اصطفاه فضلاً وابا *** و آل إبراهيم من أهل الحجا

و آل عمران على الناس اصطفي *** فإنهم جميعهم أهل الوفا

فشدّ في القوم علي اذ سمع *** أباه يتلو الذكر للحرب رجع

يضرب فيهم قائلاً مقالا *** من بأسه قد دكدك الجبالا

انا علي بن الحسين بن علي *** نحن وبيت الله أولى بالنبي

أطعنكم بالرمح حتى ينثني *** أضربكم بالسيف أحمي عن أبي

ضرب غلام هاشمي علوي *** والله لا يحكم فينا ابن الدعي

* * *

والقاسم العريس نجل المجتبى *** قد جاء نحو عمه المبجلا

فقال يا عماحسين أعطني *** اجازة وألبسني كفني

قال الحسين أنت لي علامه *** أريد أن تبقى ولا ملامه

فلم يزل يقبلن القاسم *** يد الحسين السبط وهو قائم

وبعد ذا قد أذن الحسین له *** فجاء نحو الطغمة المظلله

فشد فيهم قائلاً مقالا *** من بأسه قد دكدك الجبالا

إن تنكروني فأنا نجل الحسن *** سبط النبي المصطفى والمؤتمن

ص: 18

هذا حسن کالأسير المرتهن *** بين أناس لاسُقوا صوب المزن

* * *

وبطل الأبطال الوسيما *** من یرکب المطهم الجسيما

فإنه السقّا يلقب والقمر *** أي في بني هاشم إسمه اشتهر

قد جاء نحو السبط قال يا أخي *** أريد رخصة البراز ياوفي

قال الحسين أنت يا عباس لي *** علامة في عسكري یابن علي

اذا غدوت آل هذا الجمعا *** الى الشتات والخراب جمعا

قال له العباس قاتل العدى *** روح أخيك يا أخي لك الفدا

قد ضاق صدري وأريد ثاري *** من عصبة النفاق والاشرار

فأذن الحسین بالبراز له *** فجاء نحو الزمرة المقاتله

منادیا یا ابن سعد الطاغي *** هذا الحسين طالب للماء

يقول أنكم قتلتم صحبته *** وأهل بيته ومن بربقته

ولم يكن معه سوى أطفاله *** لم ترأفوا بهم ولا بحاله

قد أحرق الظما قلوبهم وما *** أسقيتموهم شربة یالؤما

قد أشرفوا على الهلاك والفنا *** فاسقوهم من شربة الماء هنا

ص: 19

فمن الى كلامه قدسمعوا *** قد سكت البعض كأن لم يسمعوا

وبعضهم قد خرّ جالسا بكى *** من الكلام وعلى السيف اتکی

وجاء معه ابن ربعي *** عليهما لعنة ربي فرضي

قالاله يا ابن أبي تراب *** قل لأخيك السيد المجاب

لو أن ماء الأرض جميعاً عندنا *** لم نسقينه شربة فيها هنا

فسخر العباس منهم ورجع *** الى الحسین مخبراً بما سمع

ومذ حكى للسبط قول الكفر *** بكى الحسين من مقال الفجره

ونادت الأطفال من حر الظما *** تخاطب العباس يا ابن الكرما

یا عمنا يا عمنا قم وأتنا بالماء *** واسقي الحرما

فخرج العباس يحمل اللوا *** والرمح والقرية والسيف لوى

فکرّ حاملا عليه راجعا *** يضرب فيهم ضربه الموجعا

وهو ينادي فيهم لا أرهبُ *** منكم وانني عليكم غاضبُ

لا أرهب الموت اذا الموت رقا *** حتى أورى في المصاليت لقا

إني أنا العباس أغدو بالسقا *** ولا أخاف الشر يوم الملتقى

حتى اذا خاض الفرات ابن علي *** أراد أن يشرب ماءاً يرتوي

ص: 20

فذكر الحسين والماء رمي *** من يده الشريفة ابن العظما

وهو يقول قوله المشهورا *** اکرم به من قمرا منیرا

يانفس من بعد الحسين هوني *** وبعده لاكنتِ أن تكوني

هذا الحسين شارب المنون *** وتشربين بارد المعين

هيهات ماهذا فعال ديني *** ولا فعال صادق الیقین

فملأ القربة بالماء وأم *** ميمما نحو فساطيط الحرم

فقطعوا طريقه عليه *** لكنهم لم يصلوا إليه

حتى اذا بالنبل صار درعه *** کجلد قنفذ وراموا قتله

جاء ابن ورقاء من وراء نخلة *** وإبن طفيل ضرباه ضربة

فقطعت يمينه وقد الم *** بالسيف في شماله أبن الكرم

فشد فيهم يضرب الرقابا *** يقول قولاً ذلل الصعابا

والله إن قطعتموا يميني *** إنّي احامي ابداً عن ديني

وعن امام صادق اليقين *** نجل النبي الطاهر الأمين

فقاتل القوم قتالاً وضعف *** فقطعوا شماله ولم يخف

بل قال يا نفس أستقيمي واثبتي *** قري على دين النبي واصبري

ص: 21

يا نفس لا تخشي من الكفار *** وابشري برحمة الجبار

قد قطعوا يبغيهم يساري *** فأصلهم ياربؚّ حرَّ النار

فجاء سهم وأصاب القربة *** فيالها من غصة و كربة

فاغتنم الفرصة فيه الطاغي *** الأزرق اللعين نغل الباغي

علاه فوق رأسه بضربه *** بعمد الحديد أي ضربه

فخرّ في الحال صريعاً قائلا *** أدرك أخاك يا أخي عاجلا

فجاءه الحسين كالصقر وقد *** رآه مفضوخ الجبين بالعمد

والسهم قد أصابه في العين *** مقطع الذرعان واليدين

فظل واقفا عليه وانحنی *** يروم لثمه فقد جاء العنی

فظل يبكي وهو علیه *** مناديا منتدبا عليه

يقول يا أخي كسرت ظهري *** الان قلّت حيلتي وصبري

* * *

وبعد ان قضى أبو الفضل الابا *** ظل الحسين مفردا بين العدی

مناديا فيهم ألاهل من يذبّ *** عنا یقینا ورضا الله يحب

هل من موحّد يخاف فينا *** رب الورى من أجاه يحمينا

ص: 22

هل من مغيث راجيا لله فيه *** اغاثتي بها رضا الله يبتغي

فضجت النساء بالبكاء وما *** راعي الطغاة اللعنا الذمما

فعندها نادي الحسين الحوراء *** شقيقته بنت عليّ والزهراء

فقال يا زينب هاتي ولدي *** لكي أودعن فلذت كبدي

فجاءت الحوراء بالرضيع *** فضمّه الحسين للتودیع

ثم بكى لما رأى الطفل وقد *** أصابه الأعياء والقوى فقد

فجاء للقوم وفي كفّيه *** غلامه يندبهم اليه

يقول يا قوم قتلتم صحبتي *** وكل أولادي و من بربقتي

ولم يكن عندي من الأولاد *** غير رضيعي ومنى فؤاد

إن كنتم لا ترحموني فارحموا *** طفلي هذا واليه أكرموا

لأنه لا يدرين ما الغاية *** وأنه ليس له جنایة

فاختلف العسكر فيما بينهم *** فقبل الكلام منه بعضهم

وبعضهم قد قال لا تسقوه *** بل بالسهام البيض فارشقوه

فعندها نادي ابن سعد حرملة *** الفجر اللعين نغل الفجرة

قال له أقطع نزاع القوم *** قال بماذا يا أمير قوم

ص: 23

فقال ضع سهم بقوس وارمي *** الطفل هذا كي يزيل غمي

فوضع اللعين سهم وسخر *** من الحسين ورمی به النحر

فذبح الطفل من الوريد *** یا غيرة الله الى الوريد

فوضع الحسين كفّيه تحت *** نحر ابنه ومن دماءه امتلت

ثم رمى الأمام بالدم الى *** نحو السماء باكياً وقائلا

الهي قد هان عليَّ مانزلا *** بي أنه بعينك ياذا العلا

فعاد بالرضيع مذبوحاً الى *** خيامه والهمُّ قلبه امتلی

وقيل أنه لابنه حفر *** بجفن سيفه وأودعه المقر

* * *

وبعد قتل الطفل عاف المولى *** دنياه والحزن عليه استولی

فقال اتوني ببردة النبي *** لألتحف بها اغطي جسدي

فجيء بالبردة للحسين *** السيد المطاع نور عيني

فالتحف الامام فيها ولبس *** الدرع فوقها وجيء بالفرس

تقلّد السيف الصيقل وامتطى *** جواده وفوق ظهره استوى

وجاء نحو القوم قال ویلکم *** اُفٍ لكم اُفٍ لكم اُفٍ لكم

ص: 24

علام انتم اجتمعتم كلكم *** على قتال ابن بنت نبيكم

هل انتي بدّلت شرع المصطفي؟ *** أو سُنّة غيّرتها باللجفا؟

قالوا نقاتلنك بغضاً لعلي *** اخو النبي المصطفى المبجل

لبغض ابيك المرتضى وما فعل *** يوم حنين وببدر والجمل

من قتله أشياخنا الكفره *** فكانالحسين تذكره

فمذ الى كلامهم هذا سمع *** بكى الحسين من مقالهم جزع

فکرّ حاملاً عليهم وجعل *** يضرب فيهم ضربة لما يزل

فانهزموا مثل جراد انتشر *** أو أنهم مثل ذباب فرفر

فصاح ابن سعد الويل لكم *** اتدرون من هو الذي بارز کم؟

هذا ابن الانزع البطين ابن النبي *** هذا ابن قتال العرب ابن علی

عليه فاحملوا من كل جانب *** وضيّقوا عليه في المراتب

فحملوا عليه كلهم وقد *** شد عليهم غاضبا مثل الأسد

لاحقهم تلاحقا ولم یدع *** فارس الا وبسيفه صرع

أو أنه بسيفه قد بعجه *** أو أنه لقومه قد أرجعه

فَقَتَلَ الحسين منهم مقتله *** عظيمة كبيرة مجلله

وهو ينادي فيهم انا انا *** مني لا تنهزموایا جبنا

ص: 25

انا الحسين بن علي *** آليت ألاّ انثني

احمي عيالات أبي *** امضي على دين النبي

فرشقوه بالسهام والحجر *** وهو ينادي فيهم این المفر

فصار درعه كالقنفذ ولم *** يهاب أو يعزف أو يخشى ألم

حتى اذا عن القتال قد ضعف *** وقف ليستريح والدم نزف

من حجر قد جاءه في جبهته *** فاختلطت دماءه بدمعته

فرفع الثوب ليمسح الدما *** عن عينه وينظرن نور السما

فجاءه سهم محدد له *** ثلاث شعب أصاب قلبه

فقال بسم الله وبالله وفي *** سبيله امضي على دين النبي

ثم على ملّة خير الأنبيا *** جدي رسول الله خير الأوصيا

ص: 26

بسم الله الرحمن الرحيم

المنظومة الكونية في العلوم الفلكية

منظومتي في فنّها فريدة *** لطيفة جامعة مفيدة

قد جمعت أخبار علم الهيئة *** عن النبي وآله الأئمة

لاسيما ص ادقهم والباقر *** وجدّهم علي ذو المفاخر

جمعت فيها كل نصر وخبر *** يوافق الرأي الحديث المبتكر

سميّتها المنظومة الكونية *** نسأل ربنا خلاص النية

نظمتها تقرّباً للمولی *** في يوم لا ينفع فيه مالا

ص: 27

إلا لمن أتى بقلب قد سلم *** لربّه لا لأبيه أو لأم

وانني أوزعنها لمن *** أرادها بدون أن نأخذ ثمن

فلا يجوزنَّ بأن تباع *** وتشترى لأنهامتاع

نسأل لنا الله القبول والرضی *** عنابيوم البعث أو يوم الجزاء

وأن ي وفقني لنشر *** و علوم آل البيت أهل الفخر

وأشكرنَّه على ما وفق *** من نظمها المرونق المنسّق

ص: 28

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة الأولى في نسب الناظم

الحمد لله عظيم الشأن *** ذو الفضل والأنعام والاحسان

أحمده حمداً كثيراً دائما *** وأستعينه لما قد أبهما

مصلياً على الذي قد أرسله *** هدىً ونوراً کاملاً مکمّله

و آله السادات الاكارم *** هداتنا الأطايب الأعاظم

صلى عليهم ربنا ما غردا *** طير يطير في السماء قد بدا

وبعد فاعلم أيّها السائل أن *** سألتني عن نسبي لتستبن

ص: 29

أني أبا جعفر عبد الله *** سليل حسن عظیم الجاه

من جانبي انتمي إلى النبي *** سید رسل الله عظيم الرتب

من جانب الأب انتمي والأم *** هاشم جدي لأبي عم اُمي

وجدي الذي لاُمي اُلتقي *** محمد ذاك الشريف والرضي

كلاهما أبوهما جدي حسن *** نزيل كرباباد من هذا الوطن

حسن ابن السيد المرهون *** وهو شريف ورع ذو دین

مرهون ابن سید اسمه حسن *** برٌّ شريف ورضي مؤتمن

ص: 30

حسن بن سید مسدد *** حليف تقوي اسمه محمد

محمد بن التقي ماجد *** ابن علي الورع المسدد

علي بن العلوي الهاشمي *** من نسل سادات الورى الأعاظم

وعلوي بسن من قد قدسا *** من كان يدعى أحمد المقدّسا

أحمد بن هاشم البحراني *** لكنه لا صاحب البرهان

و هاشم نجل التقي العلوي *** عتيق جده الحسین ابن علي

وعلوي بن الحسین جدّنا *** ذاك الغريفي التقي الرزنا

ص: 31

وحسن أبو الغريفي الأمجد *** وجدّه سيد يدعى أحمد

أحمد نجل الفذ عبد الله *** سلیل سید عظیم الجاه

من اسمه عیسی بن سید *** يدعي خميس طيب مسدد

خميس جدنا أبوه أحمد *** نجل التقي ناصر المؤيدا

وناصر بن کمال الدین *** علي بن السيد الرزيني

ذاك سليمان بن جعفر الحفي *** ابن أبي العشائري الحائري

ابن محمد الوفي المشهور *** بابن أبي الحمراء الوقور

ص: 32

ابن علي ابن علي الضخم *** من نسل سادات الوری ذو الفهم

ابن أبي علي الحسن *** ابن محمد الحائري المؤتمن

عقب ذاك السيد الأمين *** محمد العابد الرزيني

ابن الإمام حجة الجبار *** السيد الطاهر ذو الوقار

موسی ابن جعفر الذي قد لقبا *** بكاظم الغيظ التقي ذو الإبا

ابن الإمام جعفر الصادق من *** آتاه ربي كل علم وسنن

ابن محمد الذي قد بقرا *** علم كتاب الله وما في السورا

ابن الإمام السيد السجادي *** حجّة ربي طاهر الميلاد

ص: 33

ابن الحسين السبط ذلك الأبي *** قتیل کربلاء عظيم الرتب

ابن علي الإمام المرتضی *** خليفة الله على كل الوری

ذاك ابن عم سيد الرسل النبي *** محمد عظیم کل الرتب

من قال كل حسب أو نسب *** منقطع يوم انتشار الكتب

الا الذي كان الي يرجع *** فإنه يوم الجزاء لا يقطع

صلى عليه الله كلما بدا *** طير يطير في السماء غردا

ص: 34

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة الثانية : في سبب سکوت الأديان الأخرى عن الأسرار الكونية والعلوم الفلكية

أن الغرض من بعثة النبي *** ونصب ربنا له وصی

ارشادنا لطاعة العلی *** ونصحنا بالعمل المرضي

وترك ما يكره من أفعالي *** ليحفظ النظام في الإجمالي

وتصفي القلوب لربّ العلي *** جل عن التشبيه والتمثلي

فلا يجوزن إلى الرسل بأن *** يقصروا بذي الوظائف فاعلمن

ص: 35

لأنها الوظائف المخصوصة *** الأنبياء الله والموموقة

أمام رشاد الناس لوسائل *** معاشهم وطرق التجملي

كذاك تعليم حساب الهندسة *** والطب والتطبيب بالممارسة

فإنها ليس مهمة الرسل *** ولو أبانوها فذا منهم فضل

أما نبينا العظيم الأفضلا *** و آله ساداتنا النبلا

فإنهم قد أوضحوا المكتوما *** وبينو المجهول والمعلوما

ونطقوا بکشفيات الحكماء *** من قبل أن يدوننها العلماء

ص: 36

لكنما المنقول منها قلا *** كذلك الواصل لنا أقلا

وليس هذا من قصور الأوليا *** بل من قصور الراقدين الأغبياء

السذّج الأعراب إذ لم يفتنو *** من علم آل البيت ماقد بینوا

يقول ذلك الامام حيدره *** سلوني ماشئتم أنا ذو مقدره

سلوني عن طرق السما لأنا *** أعلم منها مثل طرق أرضنا

يقوم ذلك الخبيث الأهبل *** بهزء بالإمام ذاك البطل

يسأل عن كم شعرة في رأسه *** یجيبه الوصي بما في نفسه

ص: 37

من فوق كل شعرة شيطان *** يلعنك يا أيها الخسران

بمثل هكذا ابتلى الهداة *** بأغبياء حمقاء بدأة

ومع هذا أنهم لم يهملوا *** أسرار هذا الكون بل قد فصلوا

لنا أحاديثاتخصُّ هیئته *** فضّلهم ربي کساهم هيبته

وإنني إن شاء ذو الأفضالي *** اذكرهاکُلاً علي الإجمالي

ص: 38

القول في الهيئة القدمية

الهيئة القديمة المبتكرة *** اثبتها الشهير عالي المقدرة

من اسمه الحكيم بطلیموس *** مؤلف المجسطي الأنيس

أولها الأرض التي نحن بها *** نسكن ونأكل ونعيش فوقها

وأنها ساكنة في الواسطه *** تسترها المياه من بعض الجهه

ثم الهواء يحيط بالما الذي *** نشرب منه والقلوب ترتوي

والنار بالهواء تحيط أجمعا *** وقمر يحيط بالكل معا

ص: 39

وبعده عطارد تحيط به *** من كل وجهة له لتنتبته

وزهرة تحيط بالعطارد *** زاهرة مضيئة للوارد

وشمسنا حائطة بالزهرة *** تضيء في هذا الوجود المثبت

وهي محاطة بمرِّيخ علی *** فوق الجميع وتعالى للعلا

والمشتري قد حاط بالمرِّيخ *** وإنّه لعالم فسيح

وزحل حائطة بالمشتري *** فافهم رعاك الله يا أخي الحري

وفلك البروج قد حاط على *** زحل العالي علوّاً في العلا

ص: 40

ثم يحيط فلك الأفلاك *** بفلك البروج والأفلاك

لكن ذي الهيئة قد تهدمت *** بفضل العلم الحديث اندرست

لأن كوبرنيك حقا أثبتا *** حركة الأرض برأي ثابتا

وقال كبلر ببيضوية *** أفلاك هذا الكون ذو الاعجوبة

وقال نیوتن بأن الجاذبة *** قانون في دنيا الوجود واجبة

کالیلة قد روج التلسكوب *** يكشف لكون مع المكرسكوب

فهؤلاء الحكماء الأربعة *** قد نسفوا الهيئة المتبعة

وشیّدوا الهيئة العصرية *** بمالهم من حکم مرضية

ص: 41

ص: 42

موافقة الأخبار لما قاله الحكماء العصرين بحسب الظاهر

ويمكن القول بلا تمهلي *** بأن ما قالوه من قول الوالي

صادق آل البيت من قد اشتهر *** بكثرة العلوم فيما لي ظهر

فإن ذا الإمام قد تكلَّم *** في فن هذا العلم المعظَّم

فنون علم الهيئة الجليلة *** کذاك في مباحث الطبيعة

قدعلّماها للحكيم المشتهر *** ذاك المسمى جابراً ذاك القمر

وجابر قام بدور الراويه *** فقد رواهاعن عيون صافيه

ص: 43

وبعد مدُة لهاشاء القدر *** أن يستفيد الغرب من تلك الدرر

لأن كوبرنيك ذو اطلاعي *** علی علوم الشرق باتساع

يأخذها من عندنا وينسبن *** لنفسه تلك العلوم فاعلمن

ص: 44

القول في الهيئة العصرية الجديدة

مؤجز ما قد بيناه الحكماء *** في هيئة العصر كذلك العلماء

الشمس عندهم تنير الكون *** نارية كأنها بركان

ثابتة في وسط الأفلاك *** تضيء للاجرام والأفلاك

كلمحة في بيضة قد کونت *** بأمر خالق الوجود انشأت

وكل تلك السائرات عندهم *** کرات مستنيرة من شمسهم

مجذبة لها تدور حولها *** وحول نفسها بفضل ربها

ص: 45

واقرب النجوم تلك السائرة *** للشمس (فلکان) مضيئة زاهرة

ثلاث عشرة ملايين ميلا *** تبعد عن شمس الوجود قيلا

ودورها المحوري الثابت *** ثمان عشر قدرن بالساعة

ولم تزل أحكامها مجهولة *** ماعرفت لشدّة الصعوبة

ثم تليها نجمة العطارد *** مضيئة لذاهب ووارد

خمس وثلاثين ملايين ورد *** تبعد أميالا عن الشمس عدد

ودورها المحوري قدرا *** أربع عشرين وسين خمس قاء

ص: 46

وحجمها أصغر من الأرض في الثقل *** أربع عشرين مرة عنهم نقل

ثم تليها زهرة وبعدها *** أرض التي نسكن نحن فوقها

وبعدها المريخ ثم المشتري *** فافهم رعاك الله أيها الحري

ثم تليها زحل وبعدها *** نجمة «أورانس » من وراءها

وبعدها نبتون وهي الآخره *** مضيئة جميلة وزاهره

ص: 47

ص: 48

القول في ثلاث مسائل متفرقة وحاليا نبدأ في المسألة الأولى منها والتي تبحث عن حقيقة الفلك

وهاهنامسائل جليلة *** مفيدة لطيفة جميلة

أولها يبحث عن معنى الفلك *** حقيقة ما هوفماهو الفلك

فقيل عنه إنّه جسم عظم *** کروي مستدير للأُفق یعم

لا قابلاً خرقاً ولا التآما *** ولا فساداً لا ولا انعداما

وقيل حيوان بلا رأس ولا *** ذنب اليه لا ولا له اشتها

ص: 49

وهذا الآراء لمن تقدما *** من حكماء عارفين عظماء

لا سيما رئيسهم في الحكمة *** ذاك ابن سیناء كثير الفطنة

لكن العلم الحديث ابطلا *** ماقد أبانوه وماقد فصلا

فأنكر المتآخرون الجسما *** بمالهم من قدرة وعلما

بالأدوات الكاشفات اثبتوا *** بأن ذاك الجسم ليس ثابت

ولا حقيقة له في الكون *** ولم يكن حیوان خالي العين

وإنما هم يطلقون اسم الفلك *** على مدار السائرة اسم فلك

ص: 50

و انه خط قد استدار *** في عالم الفضاء واستنار

من حيث ان كل جرم سائر *** یدور في فضائه کطائر

نظمه قانون الجاذبة *** بمالها من قوة ماسكة

بقدرة الله عظيم الشأن *** منشأ هذا الكون والزمان

سبحانه من مبدع قد أبدعا *** نظام أفلاك السماء وأوسعا

ص: 51

ص: 52

موافقة الشرع بحسب الظاهر

وان من ظوهر الشرع الذي *** جاء به النبي ذو التفضّل

توافق القول الذي تأخَّر *** من أن اسم الفلك المكوَّر

هو «مدار » الجرم أو مجراه *** وعالم السّماء قد حواه

دليلنا الأول من القرآن *** في سورة « یاسین » ذات الشأن

فإن ذي الاجرام سائرون *** وكل في فلك يسبحون

فهذه الآية المباركة *** تحسم ما بينهم من معركة

ص: 53

وتعطي الحقّ لمن تأخَّرا *** بأن کل کو کب بلا مراء

يسبح ويجري في ( مدار) عينا *** له من الله ومافيه عنا

کذاك يستفاد أمر ثاني *** تشبيه الاجرام بالحيتان

وثالث قد استفدنا منها *** تحرك الأرض بمن عليها

ووحدة الفلك لكل ميسار *** بقدرة الله العزيز الجبار

دليلنا الثاني قول الله في *** کتباه المجيد فاسمع يا وفي

قال تعالى السابحات سبحا *** بسورة النازعات صحّاً

ص: 54

فإنّ ظاهر كون السابحات *** كناية عن كل السائرات

كناية عن النجوم السائرة *** تسبح في هذا الفضاء كطائرة

دليلنا الثالث من الله نزل *** على لسان النبي الأجل

قال تعالى قد خلقنا فوقكم *** سبع طرائق كمثل خلقكم

قد عبر الله عن الأفلاك *** طرائقا سبعا بقول شافي

من أنّ أفلاك السماء العاليه *** طرقا ولكن كالفضاء خاليه

وأنّ كل کوکب في فلكه *** يسبح مثل سمك في حضرته

وليست الأفلاك أجساما كما *** أخبر عن ذلك بعض القدماء

ص: 55

من أن کل کو کب مرکوزة *** فيها كمسمار بهامشدودة

دليلنا الرابع في سير القمر *** قدر سيره القدير بالقدر

فاحذف مضاف سیره ولا يضر *** ذلك بالمعنى وذا شيء يسر

قال تعالى آیه شریفه *** تضمنت معانیاً لطیفه

والقمر قدَّرته منازلا *** سيرَّته في الأفق سيراً عادلا

وبعد ذاك عاد كالعرجون *** من سيره المقدَّر الموزون

دليلنا الخامس في السنة أتی *** وذلك عن حيدرة قد ثبتا

ص: 56

قال سلام الله عليه كلّما *** قد غرّد الطائر في جو السماء

بأن خالق السماء والملك *** علق في جو السماء الفلك

دليلنا السادس في البحار *** بسند صح عن الأخيار

عن صادق القوم الامام جعفر *** سید عصره العظيم الأفخر

قد قال فيما قال بعد أن ذكر *** خلق السماء والنجوم والقمر

بأنها جارية في الفلك *** تسير في الفضاء سير الملك

وأن ذا القول الذي عن جعفر *** يناسب القول الذي تأخَّر

ص: 57

يناسب الرأي الجديد المشتهر *** بأنها تجري کحوت في البحر

دليلنا السابع مسنداً ورد *** عن الإمام السادس والمعتمد

قد قال فيما قال للزنديق *** عبارة لطيفة التحقيق

ومن تدابير النجوم السابحه *** في فلك اللهواء دلالة واضحه

دليلنا الثامن عن سيد سند *** ذاك ابن طاووس عظیم المعتقد

رواه في البحار والرسالة *** وانه لواضح الدلالة

قد قال إنّ الله قادر على *** نقل النجوم في مدارات العلا

ص: 58

دليلنا التاسع في الوافي روي *** کذاك في الكافي باسناد قوي

عن الإمام الرابع السجاد *** زین العباد طاهر الميلادي

من أنه قال عن.الكسوف *** في خبر موصوف بل معروف

قد أمر الله الموكل الملك *** بأن يزيل عن الكواكب الفلك

دليلنا العاشر عن شیخ سماء *** أنّ الفلك هو دوران السماء

دليلنا الحادي عشر عن أبي *** اللیث السمرقندي فافهم يا أبي

عن ابن عباس الوجيه الاكرام *** أنّ النجوم معلَّقات فاعلم

ص: 59

معلَّقات في السماء جاريه *** تسبح في الفضاء وهي عاليه

دليلنا الثاني عشر عن علي *** وارث علم المصطفى المبجلي

من أنه قال عن الشمس والقمر *** أنهما لجاریان بالقدر

دليلنا الثالث عشر مسند *** عن الإمام الباقر الموحد

من أنه قال عن السحاب *** مقالة واضحة الخطاب

قد فخرت وزخرت قالت أنا *** من يقدرن يغلبني في الدنا

فخلق الله الفلك فادارها *** بقدر الله القوي ذلها

ص: 60

المسألة الثانية : في هيئة الأرض وما تقوم عليها

ثاني المسائل التي ذكرتها *** عن هيئة الأرض فقد حبر تها

عن انکسیمایس قال أرضنا *** مسطوحة محمولة بفضائنا

عن رؤساء دین عیسى الأجل *** بأنها ممتدة إلى السفل

قد استقرت يزعمون علی *** أعمدة ثابتة لا تزلزلا

عن بعض الأقدمين ذو التأمل *** بأنها مخروطة كالجبل

ص: 61

وقيل أن أرضنا مكعبه *** وقيل كسفينة مجوفه

وقيل كالدف أو الطبل نقل *** أو أنها تشبه ترس في الشكل

وقيل أنها كطبل منصف *** في الشكل فاسمع وانتبه لتعرف

وقال نویتون تشابه الكرة *** فافهم آخي ازادك الله تبصرة

لكنها ناقصة عن شكلها *** لوجود تسطيح بجنبي قطبيها

أي يقصرن محيطها القطبي عن *** محيطها الاستوائي فاعلمن

ويقصرن أحد القطرین *** الاستوائيين بميلين

ص: 62

وإنّ هذا الرأي قد فاز علی *** ماقد ذكرته وماقد فصلا

قد صدقاه الحكماء أجمعا *** قام له البرهان والشاهد معا

ص: 63

ص: 64

موافقة الشرع لما قاله نویتون بحسب الظاهر

أماشريعة النبي الأعظم *** محمد سيد ولد آدم

فيها إشارات لنا مفيدة *** ودلائل من نوعها فريدة

تفيد أنّ الأرض تشبه الكرة *** کذاك عن تسطيح قطبيها تذكرة

توافق الرأي الذي قد ذكره *** نويتون في قول له قد قرره

أما الاشارات فتعرفنها *** بما يشبه الهداة عنها

ص: 65

فإنهم قد شبهوا بأرضنا *** کاجسم ناقص فافهمن یا فطنا

کالربوة والدرّة والجبل *** من زبد وفلقه الجوز قل

أما الاشارات فتعرفنها *** بما يشبه الهداة عنها

أما الدلالات أتت في السنّة *** بيّنها الهداة الأئمة

عن صادق القول العظيم الأفخر *** ّابن محمد الامام جعفر

من أنه قد قال يوما أمسو *** بالمغرب قليلا کي تحسوا

بأن شمسكم تغيب قبلنا *** وبعدها تغيب عنا شمسنا

ص: 66

وعنه أيضاً قد روى في خبري *** علي أمسك مشرقي ومغربي

ثالثها عن جعفر أيضا ورد *** حکایة لطيفة ذات سند

قال صحبت رجلاً يمسی *** بالمغرب ويفعلن الغلسی

أما أنا أصلين المغربا *** بما علينا ربناقد كتبا

فقال لي ما يمنعك أن تصنعا *** مثل الذي رأيتني قد أصنعا

فإن هذي الشمس تطلعن على *** اناس قبلنا أخي في الملا

وتغربن عنا وتطلعنا *** على أناس آخرین بعدنا

ص: 67

قال فقلت إنما علينا *** بأن نصلي عن غياب عنا

کذاك إذ يطلع فجر عندنا *** فإن ذا الذي رآه شرعنا

رابعهاعنه كما في الكافي *** كذا في الوافي بقبول شافي

قد قال إنّ الله جل وعلا *** دحا أرضنا من تحت كعبة العلا

إلى منى ثم قد دحاها لمنی *** لعرفات زيد في علاها

ومرة اُخرى دحاها لمنی *** فافهم أخي نلت المفاخر والمني

خامسها ما كان في الكافي ورد *** عن الإمام الباقر والمعتمد

ص: 68

قد قال فيما قال بعد أن ذكر *** مبدأ خلق الكون في بعض الخبر

من أن ربي جل شأنه خلق *** من زبد أرضا نقية خلق

بيضاء ثم قد طواها *** وفوق ماء الكون علقاها

فإن ذا الحديث كان فيه *** دلالة يدركها النبيه

من قوله ثم طواها ظاهر *** مايقصدنه الامام الباقر

سادسها ما في البحار قد ورد *** کذاك عن شيخ المفيد مستند

عن الامام الصادق الأقوال *** إبن محمد خير الأفعالي

ص: 69

من أنه قد قال إنّ منا *** أهل النبي المصطفى الأمينا

من عنده الدنيا بمثل هذه *** عشر عقيدات عقد بیده

يقول ضع رأس أصغرن سبابتك *** علی مفصلن أنملة ابهامتك

حتى يصير الاصبعان حلقه *** تدرك ما أراده و حققه

من أنك تفهم بالتمثيل *** احاطة الولي على التفصيل

بكل ما في الكون من تأویل *** كثيره کسان أو القليل

وإنّه يمكن للأرض قصد *** بذلك التمثيل الذي ورد

ص: 70

من أنها كروية في الشكل *** ناقصة من جانب لا کلي

وأنها سطحية القطبين *** ومستديرة كسفط العينين

ص: 71

ص: 72

تتمة فيما تقوم الأرض عليه

وأرض دنیا ذا الوجوه قائمه *** بنفسها في ذا الفضاء حائمه

قال تعالى ومن آیاته *** بأن تقوم أرضنا بأمره

یعنی بلاد عامة تدعهما *** ولا علاقة لها تمسكها

فهي بلا مقوم محسوس *** وإنما بجاذب الناموس

الله يمکسها فلا تزولا *** سبحانه معلم العقولا

وعن علي خطبة محكية *** في نهج البلاغة مروية

ص: 73

قال فأرساها على غير قرار *** وأقامها وليس فيها من ضرر

قال النبي في دعاء قد روي *** عن ابن طاووس باسناد قوي

قال الأراضین استقرت بوتد *** فوق المياه سائرة بلا عمد

وقال في دعاء وداع الشهري *** لرمضان ذي البهاء والخيري

وبسط الأرض على الماء بلا *** أركان تلزمها ولا عمد ولا

دعامة تدعمها في الظاهر *** بل بمشيئة الإله القادر

وجاء في دعاء يوم الأحد *** عن سيد الرسل النبي الأوحد

قال استقرت الأرضون على *** تلك الرواسي الشامخات للعلا

ص: 74

المسألة الثالثة : في تحرك كرة الأرض

لا ريب أن الناظر لأرضنا *** بنظرة سطحية لم يمعنا

يعتقدن أنها ساكنخ *** وأنّ اجرام السماء طائفه

من حولها في كل يوم مره *** وان شرعنا لذا أقره

لكن من ينظر بعين صائبه *** لما أتى به الحكيم النابغه

فيثاغورس ذلك الشهير *** بفهمه وعلمه الكثير

يعلم حقاً أنه رأي قوي *** وأنه قول رضي وصفي

ص: 75

فإن ذا الحكيم حقا قد کشف *** ستار ذا السر العجيب واستشف

مقالة بدوران الأرض *** وقوله هذا قوي مرضي

تبعه فلوطرخوس الذكي *** وأرخميدس برأيه القوي

وبعدهم قد نبغ الحكيم *** ذاك كلیناثوس العلیم

فاختار للأرض حرکتین *** مع دلیل ثابت في البين

اعقبه الحكيم بطلیمس *** مؤلف المجسطي الأنيسي

فقال قولاً بسكون الأرض *** فكان عند الباباوين مرضي

ص: 76

کذاك عند المسلمین نالا *** صوت وصيت ذلك المقالا

وكان يومذاك للكنيسه *** آراء وأقوال لهما سخيفه

لذاك قد أحرقت الالوف *** من کتب تخالف المألوف

ومنعوا الأفواه والأفهام *** بأمر الباباوين والحكام

وضربوا وسجنوا من قالا *** بدوران الأرض والجبالا

فاصبح الأفرنج يكتمونا *** کشوفهم حتى لا تبينا

خوفا من الكنيسة الرومیه *** فإنها كنيسة شريه

ص: 77

حتى بدا عصر الثقافة الحاضره *** فحررت عقولهم القاصره

ومحت التوحشات عنهم *** وحررت رقابهم وفهمهم

کذاك قد أراحت الاقلام *** وتركت مجالاً للكلام

فاصبح الافرنج يظهرون ما *** قد كان من كشوفهم لتعلما

فأول الافرنج من قد نطقا *** بدوران الأرض لهذا وفقا

هو الكریندال دیورا الذکی *** العالم الحكيم ذو الرأي الصفي

ص: 78

لماذا سكت الأنبياء عن حقيقة حركة الأرض

ثم الكردنیال اليناكاس *** وبعده جون مولار ذو الباس

لكنهم لم يكشفوا السرائر *** لم يعلنوا أقوالهم في الظاهر

وليس عندهم أدلة مقنعه *** لكن كوبرنيك أزال المقنعه

وجاء بالأدلة القوية *** أيدتها الشواهد العلمية

فو کولت بالرقاص القطبي جرى *** تجاربه کي يطلعن للورى

ما كان مستوراً بهذا الكون *** حتی یصیر واضح للعين

ص: 79

أما سکوت الأنبياء البررة *** وكل داعي من دعاة الآخرة

عن كل ما في الكون من أسرار *** لم يلزموا من قبل الجبار

وإنّما كلَّفهم ربي بأن *** يعلّموا الناس الفروض والسنن

ولم يضر بدينهم لو جهلوا *** أسرار هذا الكون أو قد أهملوا

وأما الاسلام الذي قد ظهرا *** في همجية وابناء جهلا

لا يؤمنن بماقد أوضحا *** عن طرق الأدلة وصححا

كيف يؤمنوا بماقد خالف *** معتقداتهم ومالم يؤلف

ص: 80

فسلك الإسلام معهم طرقا *** أبان فيها الحقّ کي يتبعا

فمرة أو ماللدقائق *** ومرة أبان للحقائق

من أول البعثة الشريفة *** بجمل موجزة لطيفة

وبعدها قام بشرح المجمل *** لبعض من يمتاز بالتأمل

واذكر الآن الذي قد ذكره *** نبينا في السُنّة المطهره

مقدماً قاله الله العلي *** بكتابه المجيد البجلي

من الظواهر التي قد أشعرت *** بدوران الأرض بل قد صرحت

ص: 81

أوله ما قاله ربي العلي *** جل عن التشبيه والتمثّلي

والأرض بعد ذلك دحاها *** أخرج منها ماءها ومرعاها

فالدحو - لغة بمعنى الدحرجة *** وليس في المعنى غرابة محرجة

وفسّر المفسرون الدحوا *** بالبسط لكن ما ذكرت أقوى

فإن من يراجعن كتب اللغة *** يجد أنها لقولنا موافقة

ما قيل في القاموس قد دحيت *** الأبل معناه أي قد سقیت

أي سقتها بالدحو لابسطتها *** وإنما معناه قد دفعتها

ص: 82

کذاك ماعن مفرادات الراغب *** معنا لطيفاً واضح وصائب

يقول عن معنا دحاها زالها *** يقصد عن مقرّها حرّكها

الآية الثانية قول الله في *** كتابه الكريم فاسمع يا وفي

قال تعالى ( الذي جعل لكم) *** الأرض مهداً يستقيم عيشكم

فالمهد مضجع للرضيع قد عمل *** لكي ينام مستريحاً الطفل

تهزه أمٌّ له أو جارية *** بنعومة خفيفة لا حامية

فيجوز أن الله لما شبّها *** بأرضنا مهداً لطيفاً ذو بهاء

ص: 83

لكي ينام الناس فوق ظهرها *** يسعون أو يمشون في منكبها

الآية الثالثة الشريفة *** ذات معان واضحة لطيفة

قال تعالى الذي جعل لكم *** أرضاً ذلولاً يستقیم مشیكم

فإن لفظة الذلولا تطلق *** عرفاً على الخيل السريع فافهمن

تمتاز بنعومة في سيرها *** فلا يحسن من یکون فوقها

الآية الرابعة الجليلة *** فيها بحوث جمة جميلة

قد حدثت عن الجبال السائره *** تمر كالسحاب وهي سائره

ص: 84

صنع الذي أتقنها بالماهره *** جل على التشبيه والمقامره

الآية الخامسة ثم استوى *** إلى السماء وهي دخان كالهواء

قال لها كذلك للأرض إتيا *** في حالتي الكرة والطوع أيتاء

فقالتا جمیعاً قد أتينا *** لربنا العزيز طائعينا

أما الأحاديث أتت في السُنّة *** عن النبي وآله الأئمة

أولها عن هشام بن الحكم *** عن الإمام الصادق المعظم

من أنه قد قال لزنديق *** مقالة واضحة التحقيق

يقول إنّ الأرض ذات حركة *** بمن عليها دائرة متحركة

ص: 85

الخبر الثاني مافي الكافي *** وفي البحار قد روی والوافي

قد اسندوه للإمام الصادق *** ابن محمد مظهر الحقائق

من أنه قال بان ربنا *** من تحت مكة العلا دحا أرضنا

الخبر الثالث في العيون *** فخذ به ولا تكن مغبون

قد اسندوه للإمام أبي الحسن *** وارث نبي الله ومحي السنن

من أن شامتاً أتاه سائلا *** لمه سميت مكة مكة العلا

قال لأن الله مك أرضنا *** من تحتها مکّاً عجباً متقنا

الخبر الرابع قاله علي *** وارث علم المصطفى المبجلي

ص: 86

وجعل الجبال أوتاداً لها *** فسكنت کي لا تميد بأهليها

ص: 87

فهرس المواضيع

تقدیم و شکر ... 5

منظومة شهداء الطف ... 7

المنظومة الكونية في العلوم الفلكية ... 27

المقدمة الأولى في نسب الناظم ... 29

في سبب سکوت الأديان الأخرى عن الأسرار الكونية والعلوم الفكلية ... 35

القول في الهيئة القدمية ... 39

موافقة الأخبار لما قاله الحكماء العصرين بحسب الظاهر ... 43

القول في الهيئة العصرية الجديدة ... 45

القول في ثلاث مسائل متفرقة وحالياً نبدأ في المسألة الأولى منها والتی تبحث عن حقيقة الفلك ... 49

موافقة الشرع بحسب الظاهر ...53

في هيئة الأرض وما تقوم عليها ... 61

موافقة الشرع لما قاله نویتون بحسب الظاهر ...65

تتمة فيما تقوم الأرض عليه ... 73

في تحرك كرة الأرض ... 75

لماذا سكت الأنبياء عن حقيقة حركة الأرض ... 79

ص: 88

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.